غاية المرام و حجة الخصام في تعيين الامام من طريق الخاص و العام

اشارة

پديدآوران: بحراني، سيد هاشم بن سليمان (نويسنده) / عاشور، علي (محقق)

ناشر:مؤسسة التاريخ العربي

مكان :نشربيروت - لبنان

سال نشر:1422 ق يا 2001 م

چاپ: 1

موضوع: احاديث اهل سنت - قرن 12ق. / احاديث شيعه - قرن 12ق. / امامت - احاديث / خاندان نبوت - احاديث اهل سنت / علي بن ابي طالب(ع)، امام اول، 23 قبل از هجرت - 40ق. - اثبات خلافت / علي بن ابي طالب(ع)، امام اول، 23 قبل از هجرت - 40ق. - احاديث / ولايت - احاديث

زبان:عربي

تعداد : جلد7

كد كنگره : BP 223/54 /ب 3 غ 2

خيرانديش ديجيتالي : جناب آقاي سيد علي بحريني به نيابت از مرحومه حاجيه خانم كسايي _گروه هم پيمانان موعود غدير.

ص: 1

المجلد 1

اشارة

ص: 2

بسم الله الرحمن الرحيم

ص: 3

ص: 4

[الجزء الأول]

ترجمة السيّد هاشم البحراني

اشارة

هو السيّد أبو المكارم هاشم ابن السيّد سليمان ابن السيّد إسماعيل ابن السيّد عبد الجواد ابن السيّد علي ابن السيّد سليمان ابن السيّد ناصر الموسوي التوبلي البحراني.

ولد في قرية كتكان من توابع بلدة توبلي من أعمال البحرين،و لم يذكر لنا المؤرخون تاريخ ولادته،و لم نجد قرينة تدلنا عليه،و هناك دلائل نستطيع بواسطتها تحديد عمره الشريف بشكل تقريبي منها:

-ذكر في كتابه نزهة الأبرار:391:أنّه كان في النجف الأشرف سنة 1063 ه و شاهد الشيخ فخر الدين.و هذا يرجح أن عمره في تلك الفترة بين 20-30 سنة.

-ألّف كتابه سير الصحابة سنة 1070 ه،كما في الرياض 5:303.

-توجد نسخة خطيّة في مكتبة السيد المرعشي في قم باسم(مشيخة من لا يحضره الفقيه) للسيّد هاشم المترجم،و تاريخ كتابتها سنة 1076 ه،كما ذكرت في فهرسها 13:236،و هذا يدل علي أنّ تأليفه للكتاب كان قبل هذا الوقت.

فهو في سنة 1070 ه و سنة 1074 ه و قبل سنة 1076 ه كان مؤلفا بارعا تتوجّه إليه الأنظار.

و بعد جمع هذه المطالب بعضها إلي بعض يمكن احتمال تاريخ ولادته بين سنة 1030 ه إلي سنة 1040 ه و الله العالم.

أولاده:

1-السيّد عيسي،شارح زبدة الأصول للبهائي رحمه الله.

و وصفه الطهراني بالعالم الفاضل المحقق الكامل.

و عبّر عنه الميرزا عبد الله أفندي:بالصالح من طلبة العلم.

2-السيّد محمد جواد.

3-السيّد محسن.عبّر عنه الميرزا عبد الله أفندي:بالصالح من طلبة العلم،و أكثر مؤلفات والده عنده بأصبهان.

4-السيّد علي.

نشأته العلمية:

درس في بداية حياته و صباه في بلدة البحرين،ثم انتقل إلي النجف و حضر دروس علمائها

ص: 5

الأبرار ثم تنقّل بين البلدان للاستفادة من العلماء و القراءة عليهم و أخذ إجازة الرواية منهم،فسافر إلي شيراز-و كانت مركزا علميا كبيرا-و مشهد و أصفهان و غيرها.

و وصفه الشيخ الحر العاملي في أمل الآمل 2:341 بأنّه:فاضل،عالم،ماهر،مدقّق،فقيه، عارف بالتفسير و العربية و الرجال.

قال في تتمة أمل الآمل:كان من جبال العلم و بحوره،لم يسبقه سابق،و لا لحقه لاحق في طول الباع و كثرة الاطلاع.

مشايخه:

قرأ السيّد هاشم البحراني علي كثير من العلماء البارزين في عصره منهم:

1-الشيخ فخر الدين بن علي بن أحمد الطريحي النجفي.

2-السيّد عبد العظيم ابن السيّد عباس الأسترابادي،من تلاميذ الشيخ البهائي رحمه الله.

تلامذته:

قرأ عليه و استجاز منه الكثير،لما كان عليه من مكانة علميّة و إلمام بالحديث،و منهم:

1-محمد بن الحسن الحر العاملي.

2-الشيخ محمود بن عبد السلام المعني.

3-الشيخ عبد الله بن علي بن أحمد البحراني.صاحب كتاب الرسائل المتشتتة.

4-السيّد محمد بن علي بن سيف الدين العطار البغدادي.

5-الشيخ حسن البحراني.

6-الشيخ سليمان بن عبد الله الماحوزي.صاحب كتاب البلغة،و المعراج،و رسالة تراجم علماء البحرين،و غيرها.

7-الشيخ علي بن عبد الله بن راشد المقابي البحراني.

8-الشيخ هيكل ابن المقدّس الشيخ عبد علي الأسدي الجزائري.

الثناء عليه:

ذكر كثير من العلماء السيّد هاشم البحراني بعبارات المدح و الثناء و الإعجاب،منهم:

الميرزا عبد الله الأفندي في رياض العلماء 5:298 قائلا:

الفاضل الجليل،المحدّث،الفقيه المعاصر،الصالح الورع،العابد الزاهد،المعروف بالسيّد

ص: 6

هاشم العلامة،من أهل بحرين.

و قال أيضا:و هو من المعاصرين،فقيه،محدّث،مفسّر،ورع،عابد،زاهد،صالح.

و قال الشيخ الحرّ العاملي في أمل الآمل 2:341:فاضل،عالم،ماهر،مدقّق،فقيه،عارف بالتفسير و العربية و الرجال.

و قال الشيخ سليمان الماحوزي في فهرس آل بويه و علماء البحرين:77 ترجمة 32:محدّث متتبّع.

و ذكره الشيخ عباس القمي في كتاب الكني و الألقاب 3:87-88 قائلا:عالم،فاضل،مدقّق، فقيه،عارف بالتفسير و العربية و الرجال،محدّث متتبّع للأخبار بما لم يسبق إليه سابق.

و قال في سفينة البحار 2:77:هو العالم الجليل،و المحدّث الكامل النبيل،الماهر المتتبّع في الأخبار،صاحب المؤلفات الكثيرة.

و أطراه في الفوائد الرضوية:705 بقوله:السيّد السند،و الركن المعتمد،الفاضل العالم، و المدقّق الفقيه،الماهر المحدّث،الجامع المتتبّع في الأخبار،صاحب المؤلفات الكثيرة النافعة، التي تخبر عن كثير اطلاعه و طول باعه.

و ذكره صاحب كتاب تتمة أمل الآمل بأنّه:كان من جبال العلم و بحوره،لم يسبقه سابق،و لا لحقه لاحق في طول الباع و كثرة الاطلاع،حتي العلامة المجلسي.

و قال الزركلي في الأعلام 8:66:مفسّر إمامي.

و قال كحالة في معجم المؤلفين 13:132:مفسّر مشارك في بعض العلوم من الإماميّة.

و قال السيّد اعجاز حسين الكنتوري في كشف الحجب:601:الفاضل العالم،الماهر المدقّق، الفقيه العارف،المحقق السيّد هاشم المعروف بالعلاّمة.

و قال الميرزا محمد علي مدرّس في ريحانة الأدب 1:233:عالم فاضل،مدقّق عارف،مفسّر رجالي،محدّث،متتبّع إمامي،و في كثير تتبّعه يكون تالي المجلسي،و كل مؤلّف من مؤلّفاته يحكي عن مدي اطلاعه و كثرة تتبّعه.

و قال ملا حبيب الله الكاشاني في لباب الألقاب ص 64:كان سيّدا زاهدا،فاضلا،محدّثا، متتبّعا في الأخبار.

و قال الميرزا حسين النوري في خاتمة المستدرك ص 389:السيّد الأجلّ،المعروف بالعلاّمة...

صاحب المؤلفات الشائعة الرائقة.

ص: 7

و قال السيّد حسن بن محمد الدمستاني في كتابه انتخاب الجيد ص 2:السيّد الهمام،و السائق المقدام،المدرك ببراهين النظر غاية المرام،و البالغ للحفظ سيّما للأثر حدّ الابرام،حتي لو نودي الأحفظ للحديث أو مطلقا تقدّم وحده و نضام الأصمعي و تقاعد ابن عقدة،سيّدنا و مولانا السيّد هاشم ابن السيّد سليمان الحسيني البحراني التوبلي،أهطل الله سبحان عليه سحائب الرضوان، و أسكنه فراديس الجنان،فإنّه أرخي عنان القلم في ذلك الميدان،فسبق فرسان ذلك الزمان و إن سبق بالزمان.

و قال السيّد شهاب الدين المرعشي في مقدمة ترتيب التهذيب:العلاّمة وصفا و علما بالغلبة، خرّيت الحديث،و نابغة الرواية،الهمام المقدام،مولانا السيّد هاشم...

و قال العلامة الأميني في موسوعته الخالدة (1):

السيّد هاشم...صاحب التآليف القيمة.

و قال الشيخ محمد حرز الدين في مراقد المعارف 2:/358رقم 253:العالم الكبير،و المحدّث المحقّق النحرير،الكامل النبيل،و العارف المتتبّع الجليل،المؤلّف المصنّف،صاحب المؤلّفات القيّمة الكثيرة...و كان مقدّسا عابدا تقيّا،بلغ في قداسته و تقواه و ورعه مرتبة عالية سامية...قام بأعباء الرئاسة الدينية،كما ولي القضاء و الأمور الحسبية،و سار سيرة حسنة مرضية في بلاده، فعكفت عليه الناس،و التفوا حوله بعد وفاة الشيخ محمد بن ماجد الشهير،فأخذ يأمر المعروف و ينهي عن المنكر بشدّة و إصرار،و لا تأخذه في الله لومة لائم أبدا.

و قال السيّد عبد الله الجزائري في الإجازة الكبيرة ص:19 و 36:و مثله القول بل أبلغ في مشاهير المرتبة الرابعة المتأخرة عن عصر الشهيد الثاني إلي عصرنا هذا...فإنهم قد زادوا...دقة و شهرة علي كثير ممّن تقدمهم،و قد بلغنا بالتسامع خلفا عن سلف من ثقتهم و جلالتهم و ضبطهم و عدالتهم ما جاوز حدّ الشياع و بهر الأسماع،كالشيخ...و السيّد هاشم العلاّمة....

ورعه و تقواه:

تميّز السيّد هاشم رحمه الله بصفات الفضل و الكمال مثل الورع التقوي و الزهد و بالغ فيها، و أصبحت من صفاته الخاصة فكانت لا تنفك عنه و لا ينفكّ عنها،و صارت و ساما له و شعارا دالا عليه،حتي أن كل من ترجم له ذكر صفاته هذه،حتي أن الشيخ محمد حسن النجفي الجواهري

ص: 8


1- -الغدير 26/6.

صاحب الجواهر قال في بحث العدالة و كونها ملكة 13:295:لا يمكن الحكم بعدالة شخص أبدا إلاّ في مثل المقدّس الأردبيلي و السيّد هاشم علي ما ينقل من أحوالهما.

و ذكره الشيخ يوسف البحراني في لؤلؤة البحرين:64:و كان من الأتقياء المتورّعين،شديدا علي الملوك و السلاطين.

و قال ملا حبيب الله الكاشاني في لباب الألقاب ص 64:كان سيّدا زاهدا.

و لشدّة تورعه لم يتعرض في كتبه للإفتاء،كما نقل ذلك عن السيّد ابن طاوس رحمه الله،و أكثر من ترجم للسيّد هاشم ذكر هذه المسألة و قرنه بالسيّد ابن طاوس.

و مع هذا الورع الشديد و الزهد الفريد و بلوغه أقصي مراحل التقوي،لم يفتر عن العمل بالوظائف الصعبة،كالقضاء و إجراء الأحكام،و رفع البدع،و غيرها من أمور رئاسة البلاد،فكان رضوان الله عليه قد جمع بين الشدّة و اللين و بين الورع و التقوي و الزهد،حتي صار مثالا يقتدي به في المعمورة كأجداده عليهم السلام.

و نقل صاحب أنوار البدرين ص 139 عن الشيخ سليمان ابن الشيخ عبد الله بن علي البحراني الستراوي أنّه قال:دخلت علي شيخنا العلامة السيّد هاشم التوبلي زائرا مع والدي قدس سره فلما قمنا معه لنودّعه و صافحته لزم يدي و عصرها و قال لي:لا تفتر عن الاشتغال،فإنّ هذه البلاد عن قريب ستحتاج إليك.

و قال صاحب أنوار البدرين بعد نقله لهذه القصّة:و صدق رحمه الله،فإنّه بعد برهة قليلة توفي ذلك السيّد و انتقلت الرئاسة الدينيّة إليه.

كتبه:

كان السيّد البحراني رحمه الله بحر لا ينزف،و فكر لا يتوقف،ملئ الخافقين بكتبه،و ذاع صيته و علمه،فقد أتحف المكتبة الإسلامية بجواهر لا تقدر بثمن و لئالي و درر من نوادر الزمن،حتي باتت مؤلفاته منابع يرجع إليها و مصادر يستشهد بها.

مؤلفاته:

1-احتجاج المخالفين العامة علي إمامة علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام العامة.

و يشتمل هذا الكتاب علي خمس و سبعين احتجاجا من المخالفين أنفسهم علي إمامة أمير المؤمنين عليه السلام،و قد فرغ منه سنة خمس و مائة و ألف.

و ذكره السماهيجي باسم:الاحتجاج.

ص: 9

2-الإنصاف في النص علي الأئمة الاثني عشر من آل محمد الأشراف-النصوص.

و يشتمل علي ثماني و ثلاثمائة حديثا،و ينقل فيه عن كتب غريبة.

3-إيضاح المسترشدين الراجعين إلي ولاية علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام.

أورد فيه ثلاثا و خمسين و مائتين نفسا ممّن استبصر و رجع إليه عليه السلام،و فرغ منه سنة مائة و خمس و ألف.

4-البرهان في تفسير القرآن.

و هو تفسير مشتمل علي أخبار أهل البيت عليهم السلام،ألفه تحفة للسلطان شاه سليمان الصفوي في ستة مجلدات كبار.كتبه سنة 1094 و 1095 ه

5-بهجة النظر في إثبات الوصاية و الإمامة للأئمة الاثني عشر.

فرغ منه سنة تسع و تسعين و ألف،و هو تلخص لكتاب حلية الأبرار.

6-تبصرة الولي فيمن رأي القائم المهدي.في زمن أبيه عليهما السلام و في أيام الغيبة الصغري و الكبري.

فرغ منه سنة تسع و تسعين و ألف.

7-تبصرة الولي في النصّ الجلي علي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الخليفة و الإمام و الوصي و ولده الأحد عشر أوصياء النبي.

و يحتوي هذا الكتاب علي ما يزيد علي ثلاثمائة حديث و خمسين حديثا في إثبات إمامة الأئمة بعد النبي صلّي اللّه عليه و آله.

8-التحفة البهيّة في إثبات الوصيّة لعليّ عليه السلام.

فرغ منه سنة تسع و تسعين و ألف،و يشمل علي أربعمائة و خمسين حديثا من طرق الخاصة منها خمسين حديثا من طرق العامة في إثبات الوصيّة.

9-ترتيب التهذيب-جامع الأحكام الجسام في أحكام الحلال و الحرام.

فرغ منه سنة 1074 ه-1075 ه و طبع في مجلدين.

10-تعريف رجال من لا يحضره الفقيه.

11-تفضيل الأئمة عليهم السلام علي الأنبياء عدا نبيّنا صلي الله عليه و آله و سلم.

12-تفضيل عليّ عليه السلام علي الأنبياء أولي العزم.

كتب هذا الكتاب في آخر أيامه عند ما كان مريضا،بإلحاح جماعة من الطلاّب،فلما تمت

ص: 10

الرسالة توفي رحمه الله بعد يوم أو أزيد.

13-تنبيهات الأريب في رجال التهذيب.

14-التنبيهات في الفقه.

كتاب كبير مشتمل علي الاستدلالات في المسائل إلي آخر أبواب الفقه.

15-حلية الأبرار محمد و آله الأطهار.

و هو علي ثلاثة عشر منهجا في أحوال النبي و الأئمة الاثني عشر.فرغ منه سنة تسع و تسعين و ألف.

16-حلية النظر في فضل الأئمة الاثني عشر عليهم السلام.

17-الدر النضيد في فضائل الحسين الشهيد.

18-روضة العارفين و نزهة الراغبين في أسامي شيعة أمير المؤمنين.

19-سلاسل الحديد في تقييد أهل التقليد ممّا ذكره ابن أبي الحديد-شفاء العليل من تعليل العليل.

فرغ منه سنة ألف و مائة.

20-سير الصحابة.

ألّفه سنة سبعين و ألف.

21-شرح ترتيب التهذيب.

22-عمدة النظر في بيان عصمة الأئمة الاثني عشر.

مرتب علي ثلاثة مطالب:أولها الأدلة العقلية،و ثانيها الآيات القرآنية،و ثالثها الأخبار النبوية و الروايات الدالة علي عصمة الأئمة عليهم السّلام.

فرغ منه في السنة الثانية و المائة و الألف.

23-غاية المرام و حجة الخصام في تعيين الإمام من طريق الخاصّ و العام.

كتبه سنة 1100 ه و سنة 1103 ه

و هو هذا الكتاب.

24-فصل معتبر فيمن رأي الإمام الثاني عشر القائم المنتظر علي البشر عليه السلام.

25-فضائل علي و الأئمة من ولده عليهم السلام.

26-فضل الشيعة-مناقب الشيعة.

ص: 11

و يشمل مائة و ثمانية عشر حديثا.

27-كشف المهم في طريق خبر غدير خم.

و قسّم كتابه إلي ثلاثة أبواب:

أ-فيما جاء من طريق الخاصة،يحتوي علي 36 حديثا.

ب-فيما جاء من طريق العامة،يحتوي علي 88 حديثا.

ج-في نصّ رسول الله صلّي اللّه عليه و آله علي أمير المؤمنين بالولاية من طريق الخاصة،يحتوي علي 43 حديثا.

فرغ منه سنة 1101 ه

28-اللباب المستخرج من كتاب الشهاب.

أورد فيه الأخبار المروية عن النبي صلّي اللّه عليه و آله في شأن علي و الأئمة عليهم السّلام و ما يتعلق بذلك.

29-اللوامع النورانيّة في أسماء علي و بنيه القرآنية.

فرغ منه سنة 1096 ه،و طبع مرة في قم و أخري في أصفهان،و يحتوي علي ألف و مائة و ثلاث و خمسين اسما.

30-المحجّة فيما نزل في القائم الحجّة.

طبع أربع مرّات،و ترجم في الخامسة إلي الفارسية.

31-مدينة معاجز الأئمة الاثني عشر و دلائل الحجج علي البشر.

فرغ منه سنة تسعين و ألف.و طبع عدّة مرّات.

32-مصباح الأنوار و أنوار الأبصار في بيان معجزات النبي المختار.

33-المطاعن البكرية و المثالب العمرية من طريق العثمانية.

فرغ منه سنة إحدي و مائة بعد الألف.

34-معالم الزلفي في معارف النشأة الأولي و الأخري.

فرغ منه سنة ثلاث و تسعون و ألف.

35-مقتل أبي عبد الله الحسين عليه السلام.

36-من روي النصّ علي الأئمة الاثني عشر عليهم السلام من الصحابة و التابعين عن النبي و الأئمة الطاهرين عليهم السلام.

37-مولد القائم عليه السلام.

ص: 12

38-نزهة الأبرار و منار الأنظار في خلق الجنّة و النار.طبع مرّتين.

39-نسب عمر بن الخطاب.

40-نهاية الإكمال فيما به تقبل الأعمال.

فرغ منه سنة تسعين و ألف.

41-الهادي و مصباح النادي.

و هو في تفسير القرآن الكريم.

42-وفاة الزهراء عليها السلام.

43-الهداية القرآنية في الولاية الإمامية.

فرغ منه سنة 1096 ه

44-وفاة النبي صلي الله عليه و آله و سلم.

45-اليتيمة و الدرّة الثمينة.

46-وفاة النبيين.

47-ينابيع المعاجز و أصول الدلائل.

و غيرها من المصادر التي نسبت إليه،و لم نقف إلاّ علي ما ذكرناه.

وفاته:

توفي السيّد هاشم البحراني في بيت الشيخ عبد الله ابن الشيخ حسين ابن علي بن كنبار،لأنّه كان متزوجا بمخلفة الشيخ المذكور،و نقل نعشه إلي قرية توبلي،و دفن في مقبرة ماتيني من مساجد القرية المشهورة و قبره مزار معروف إلي اليوم.

أمّا تاريخ وفاته فهو مردّد بين سنة 1107 ه و 1109 ه

و قال الشيخ محمد مرز الدين في مراقد المعارف 358/2:

مرقده في قرية توبلي بمقبرة ماشني،و قبره عامر مشهور يزار،ينذر إليه النذور و يتبركون به.

و قال السيّد حسن الأمين في موسوعته دائرة المعارف الإسلامية الشيعية 46/9-47:قبر السيّد هاشم البحراني في بلدة توبلي،و هو يقع علي مرتفع مطل علي طريق السيّارات العام من جهة و علي ساقية ماء من جهة ثانية،و هذا المرتفع هو اطلال بيت السيّد و اطلال مسجده،و أمامه اليوم أرض فضاء واسعة كانت في القديم تتبع المسجد،و يفصلها عن القبر ساقية ماء...مظهره الخارجي يدل علي عناية و تحسين أكثر من القبر السابق-قبر الشيخ حسين عصفور...

ص: 13

و هذا القبر كسابقه مزور معظّم.

فسلام عليه يوم ولد و يوم مات و يوم يبعث حيّا،و آخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين و سلام علي المرسلين.

فرحمه اللّه يوم ولد و يوم رحل و يوم يبعث حيا.

و الصلاة و السلام علي محمد و آله الطيبين الطاهرين.

علي عاشور

قم المقدسة

15 شعبان المعظم 1421 ه

ص: 14

مقدمة المصنف

بسم اللّه الرّحمن الرحيم الحمد للّه الذي أحصي كلّ شيء في إمام مبين،و قرنه بالقرآن،و جعلهما نصيرين خليفتين لا يختلفان،و حجتين علي الخلق أجمعين،و هما الحبلان حبل من اللّه و حبل من الناس قويّ مبين (1)فمن تولاهما نجا،و من تخلّف عنهما فهو من الخاسرين.و الصلاة و السلام علي أفضل الأنبياء و المرسلين محمد و آله الطيبين الطاهرين.

أما بعد-فيقول فقير اللّه الغني عبده هاشم بن سليمان بن إسماعيل بن عبد الجواد الحسيني البحراني:إنّي ذاكر في هذا الكتاب ما هو الحجّة علي الخاص،و العام في النص علي الإمام،بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بالنصّ من الرسول،برواية الصحابة و التابعين عن النبي صلّي اللّه عليه و آله بأنّ الإمام بعده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب و الأئمة الأحد عشر من ولده-صلّي اللّه عليه و آله-بالروايات الكثيرة،و الاحاديث المنيرة،و البراهين الساطعة،و الحجج القوية الظاهرة من طرق العامّة و الخاصة عن المشايخ الثقات عند الفريقين مما سطروه في مصنّفاتهم المعلومة عند الفئتين،و الآثار في ذلك كثيرة،و الروايات الشاهدة بذلك غزيرة،إلا أني ذاكر في هذا الكتاب قدرا كافيا،و حظا وافرا (2)ليس بالقصير المخلّ، و لا.بالطويل الممل،بل في ذلك كفاية للطالب الراغب الرشيد و(إن في ذلك لذكري لمن كان له قلب أو القي السمع و هو شهيد) (3)و انّ في ذلك لعبرة لمن خرج عن الربقة اللامعة و التقليد،و قد ذمّ اللّه جل جلاله قوما في تقليد من قلدوه من الآباء في قوله تعالي: إِنّا وَجَدْنا آباءَنا عَلي أُمَّةٍ وَ إِنّا عَلي آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ (4) (5)و طريقة التقليد هي طريق العامّة في تقليد سلفهم،فخرجوا عن البرهان الواضح،و الصراط المستقيم اللائح من رواياتهم الكثيرة في نص النبي صلّي اللّه عليه و آله علي أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السّلام بالإمامة و الخلافة و الوصاية و انّه منه بمنزلة هارون من موسي،و نصّه عليه يوم غدير خم،بالولاية و غير ذلك من النصوص التي توجب الإمامة له بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و لم تر العامة خلافها،فصارت الإمامة بعد رسول اللّه لعلي بن أبي طالب أمير المؤمنين باجماع الفريقين، للنصوص الواردة عليه من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بذلك،و لم ير أحد من الامة خلافها،بل مجمع علي صحتها بين الأمة،و من يدع الفصل في إمامة أمير المؤمنين بينه و بين رسول اللّه بامامة أحد من

ص: 15


1- في المخطوطة:متين.
2- في المخطوط:قدرا وافرا و حظا وافيا.
3- سورة ق:36.
4- سوره 43 - آيه 23
5- سورة زخرف:23.

الناس بالنص،عليه الدليل،و لا دليل هنا باجماع العامّة و الخاصّة،لان إمامة أبي بكر عند العامّة لم تكن بنص من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بل باختيار بعض الناس،و قد أجمع العامة علي ذلك،كما هو معلوم عندنا و عندهم،و قدموا ما أخر اللّه سبحانه،و أخروا ما قدم اللّه تعالي ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللّهَ وَ كَرِهُوا رِضْوانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ (1) (2)و كتابي هذا يطلعك علي ما ذكرت لك مروي من صحاح العامة المتفق علي صحتها عندهم،فهم لا يتهمون في ذلك المروي عن ثقاتهم و فحول رجالهم، كما يطلعك عليه ثناؤهم علي رجال اسانيدهم المسطورة في كتابي هذا،و روت العامة النص من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي انّ الأئمة بعده اثنا عشر رووه عنه صلّي اللّه عليه و آله إجمالا و تفصيلا بأن الأئمة اثنا عشر و هم علي بن أبي طالب و ابنه الحسن و اخوه الحسين و ابنه علي بن الحسين و ابنه محمد الباقر و ابنه جعفر الصادق و ابنه موسي الكاظم و ابنه علي بن موسي الرضا و ابنه محمد الجواد و ابنه علي الهادي و ابنه الحسن العسكري و ابنه[القائم]المهدي-صلوات اللّه عليهم أجمعين-رووه بالروايات الكثيرة و الأحاديث المنيرة المضيئة،و هم العامة لا يتهمون في رواياتهم.ذلك،فقد اجتمعت العامة و الخاصة علي إمامة الأئمة الاثني عشر المذكورين-صلوات اللّه عليهم-و كتابي هذا يطلعك علي رواياتهم في ذلك،و روت العامة أيضا أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب افضل الخلق بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أفضل الأمة،و فضل أهل البيت و كتابي هذا تكفل بذكر ذلك من طرقهم، و فضل شيعة علي عليه السّلام و بنيه مما يطلعك عليه كتابي هذا من طريق العامة،و أنا اذكر لك هنا بعض من رويت عنه الروايات من رجال العامة في كتابي هذا،و ذكر مصنفاتهم و اللّه جل جلاله الشاهد علي ذلك و كفي باللّه شهيدا،و لا أدعي أن كل رجل ممن ذكرت روي كل حديث ذكرته في الكتاب،بل آحادهم روت آحاد روايات الكتاب،و روي غيره بمعني حديثه و الروايات المنقولة عن العامة متصلة بالتابعين و الصحابة عن النبي صلّي اللّه عليه و آله.

كتاب(المناقب)لأبي عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن والده أحمد بن حنبل و هو مسند أحمد بن حنبل.

كتاب«صحيح البخاري»لأبي عبد اللّه محمد بن إسماعيل البخاري.

كتاب«صحيح مسلم»للفقيه مسلم بن الحجاج النيسابوري القشيري.

كتاب(الكشف و البيان في تفسير القرآن)لأبي إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي.

كتاب(الجمع بين الصحيحين)لأبي عبد اللّه محمد بن أبي نصر الحميدي.1.

ص: 16


1- سوره 47 - آيه 28
2- سورة محمد:31.

كتاب(المناقب في فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب)لأبي الحسن علي بن محمد المعروف بابن المغازلي الشافعي.

كتاب(جمع صحاح الستة) (1)و هي:(موطأ مالك بن أنس الاصبحي)و(صحيح البخاري)و (صحيح مسلم)و(صحيح الترمذي)و(صحيح أبي داود السجستاني)و هو كتاب السنن و(صحيح النسائي الكبير)تصنيف الشيخ أبي الحسن رزين بن معاوية بن عمار العبدري السرقسطي الأندلسي.

كتاب(ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين)لأبي نعيم أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن إسحاق بن موسي بن مهران الاصبهاني.

كتاب(حلية الاولياء)له.

كتاب(الاستيعاب)لأبي عمر يوسف بن عبد اللّه-أبو عبد البر-القرطبي.

كتاب(الشريعة)لأبي بكر محمد بن الحسين الآجري.

كتاب(مسند أحمد بن حنبل).

كتاب(مسند فاطمة سيدة نساء العالمين)جمع الحافظ أبي الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الدارقطني.

كتاب(أنساب الأشراف)لأحمد بن يحيي بن جابر البلاذري.

كتاب(المستدرك في مناقب وصي المختار).

كتاب(الرسالة القواميّة في مناقب الصحابة)لأبي المظفر السمعاني.

كتاب(الفردوس)لابن شيرويه الديلمي.

كتاب(المغازي)لمحمّد بن إسحاق بن يسار المدني.

كتاب(فرائد السمطين في فضائل المرتضي و البتول و السبطين)للشيخ إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن أبي الحسن بن محمد بن حمويه الجويني الحمويني.

كتاب(فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب)لصدر الأئمة عند المخالفين و اخطب الخطباء عندهم أبي المؤيد موفق بن أحمد المكي الخوارزمي.

كتاب(ربيع الأبرار)لأبي القسم محمود بن عمر الخوارزمي الزمخشري.

كتاب(الفصول المهمة)لعلي بن محمد ابن الصباغ المالكي.).

ص: 17


1- الصحيح(التجريد في الجمع بين الصحاح الستة).

كتاب(شرح نهج البلاغة)لعز الدين عبد الحميد بن أبي الحسين هبة اللّه بن محمد بن محمد بن الحسين بن أبي الحديد المدائنيّ،و هو من أعيان علماء العامة المعتزلة قال في أول هذا الشرح:

القول فيما يذهب أصحابنا المعتزلة في الإمامة:اتفق شيوخنا كافة-رحمهم اللّه-المتقدمون منهم، و المتأخرون،و البصريون و البغداديون علي ان بيعة أبي بكر الصديق-رضي اللّه عنه-بيعة صحيحة شرعية و إن لم تكن عن نص،و إنما كانت بالاختيار.و قال أيضا في موضع من هذا الشرح:لو لم يبايع عمر أبا بكر لم يبايع أبا بكر أحد.

و قال عبد الرزاق (1)في كتاب(مجمع الآداب)بعد أن ذكر عبد الحميد بنسبه الذي ذكرناه قال:

و كان عارفا باصول الكلام يذهب مذهب المعتزلة و ذكر له مصنفات إلي أن قال:و أجلّها و أشهرها (القصائد السبع العلويات)و ذلك لشرف الممدوح بها-عليه افضل السلام و التحيات-نظمها في صباه و هو بالمدائن في شهور سنة إحدي عشرة و ستمائة.انتهي كلامه.و هو من معتزلة بغداد و المفضلين أمير المؤمنين عليه السّلام علي أبي بكر و عمر و عثمان.

كتاب(فضائل أمير المؤمنين و ولده الأئمة)و هو مائة حديث من طريق العامة للشيخ الفقيه أبي الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن شاذان و غير ذلك من المصنفين و المصنفات اللاّتي أذكرها-إن شاء اللّه تعالي-في كتابي هذا في خلال أبوابه.

و اعلم أيها الواقف علي كتابي هذا الواجب عليك أن تنظره بعين الانصاف و ترك الشك و الاعتساف إِنَّ فِي هذا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عابِدِينَ (2) (3)و كتابي هذا مرتب علي أبواب باب من طريق العامة،و باب مثله من طريق الخاصة و هكذا إلي آخر الكتاب.و سمّيته ب(غاية المرام و حجة الخصام في تعيين الإمام من طريق الخاص و العام)و جعلته علي مقصدين:

الأول-في تعيين الإمام،و النص عليه،و ما يتصل بذلك.

الثاني-في وصف الإمام بالنص و فضائله،و ما يتّصل بذلك من فضائل أهل البيت و شيعتهم و محبيهم.

المقصد الأول-و فيه سبعة و ستون بابا.

الباب الأول-في أنّ لو لا الخمسة الاشباح محمد رسول اللّه،و علي،و فاطمة و الحسن، و الحسين لما خلق[اللّه]جلّ جلاله آدم،و لا الجنة،و لا النار،و لا العرش و لا الكرسي،و لا السماء6.

ص: 18


1- عبد الرزاق بن أحمد بن محمد المعروف بابن الفوطي البغدادي المتوفي 723.
2- سوره 21 - آيه 106
3- سورة الأنبياء:106.

و لا الأرض،و لا الملائكة،و لا الانس،و لا الجن،و أن رسول اللّه و عليا أمير المؤمنين[خلقا]من نور واحد،و خلق ملائكة من[نور]وجه عليّ من طريق العامة،و فيه تسعة عشر حديثا.

الباب الثاني-لو لا محمد،و علي أمير المؤمنين،و الأئمة الأحد عشر من ولده ما خلق اللّه تعالي الخلق،و هم من نور واحد،و هم الاشباح من طريق الخاصّة و فيه أربعة عشر حديثا.

الباب الثالث-في انّ مولد علي أمير المؤمنين في الكعبة المشرفة،من طريق العامّة و فيه حديث واحد.

الباب الرابع-في أن مولد علي أمير المؤمنين في الكعبة،من طريق الخاصة و فيه حديث واحد.

الباب الخامس-في نسب علي من طريق العامة و الخاصة و فيه حديثا.

الباب السادس-في أن كنيته أبو تراب من طريق العامة و فيه خمسة أحاديث.

الباب السابع-في كنيته أبي تراب من طريق الخاصة و فيه أربعة أحاديث.

الباب الثامن-في أنّه أمير المؤمنين،و سيد المسلمين،و أمير البررة،من طريق العامة و فيه أربعة و أربعون حديثا.

الباب التاسع-في أنه أمير المؤمنين،و سيد المسلمين،و الإمام،و الحجّة[و الخليفة]و الوصي من طريق الخاصة،و فيه ثمانية و ثلاثون حديثا.

الباب العاشر-في أن رسول اللّه،و الأئمة الاثني عشر حجج اللّه تعالي علي خلقه،من طريق العامة و فيه تسعة أحاديث.

الباب الحادي عشر-في أن رسول اللّه،و الأئمة الاثني عشر حجج اللّه[تعالي]علي خلقه،من طريق الخاصة و فيه تسعة عشر حديثا.

الباب الثاني عشر-في نص رسول اللّه علي عليّ بن أبي طالب بأنه الإمام بعده،و بنيه الأحد عشر-صلوات اللّه عليهم-و هم الأئمة الاثني عشر بعد رسول اللّه و خلفاؤه و أوصياؤه من طريق العامة و فيه خمسة و ستون حديثا.

الباب الثالث عشر-في نص رسول اللّه علي[عليّ]أمير المؤمنين بأنه الإمام بعده و بنيه الأحد عشر و هم الأئمة الاثنا عشر،و خلفاؤه،و أوصياؤه من طريق الخاصة و فيه ستة و سبعون حديثا.

الباب الرابع عشر-في نص رسول اللّه علي علي بن أبي طالب بأنه الخليفة بعده و ان الخلفاء بعده علي و بنوه الاحد عشر،و هم الأئمة الاثنا عشر،و الخلفاء،من طريق العامة،مضافا إلي ما تقدم من الروايات في الباب الثاني عشر،و فيه تسعة و عشرون حديثا.

ص: 19

الباب الخامس عشر-في نص رسول اللّه علي أمير المؤمنين و بنيه الأحد عشر بأنهم الخلفاء و الأوصياء بعده،من طريق الخاصة،مضافا إلي ما تقدم من الروايات في الباب الثالث عشر،و فيه اثنان و ثلاثون حديثا.

الباب السادس عشر-في النص علي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في غدير خم بالولاية المقتضية للامارة،و الإمامة في قوله:«من كنت مولاه فعليّ مولاه»من طريق العامة و فيه تسعة و ثمانون حديثا.

الباب السابع عشر-في نصّ رسول اللّه علي أمير المؤمنين بالولاية[المقتضية]للامارة و الإمامة بغدير خم من طريق الخاصة،و فيه ثلاثة و أربعون حديثا.

الباب الثامن عشر-في النص علي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بأنه الولي في قوله تعالي:

إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (1) من طريق العامة و فيه أربعة و عشرون حديثا.

الباب التاسع عشر:في النص علي علي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب و بنيه الأحد عشر بالولاية في قوله تعالي: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (2) من طريق الخاصة و فيه تسعة عشر حديثا.

الباب العشرون-في قول النبي لعلي عليه السّلام:«أنت مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لا نبي بعدي)من طريق العامة و فيه مائة حديث.

الباب الحادي و العشرون-في قول النبي لعلي:«أنت مني بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبي بعدي»من طريق الخاصة،و فيه سبعون حديثا.

الباب الثاني و العشرون-في أن عليا وصي رسول اللّه و بنيه الأحد عشر أوصياء رسول اللّه و هم الأوصياء،و الأئمة الاثنا عشر،مضافا إلي ما سبق من طريق العامة،و فيه سبعون حديثا.

الباب الثالث و العشرون-في ان عليا وصي رسول اللّه،و بنيه الأحد عشر أوصياء رسول اللّه، و هم الأوصياء،و الأئمة الاثنا عشر،مضافا إلي ما سبق من طريق الخاصة و فيه مائة حديث.

الباب الرابع و العشرون-في أن الأئمة بعد رسول اللّه اثنا عشر بالنص من رسول اللّه إجمالا و تفصيلا،و هم عليّ و بنوه الأحد عشر،و هم الأئمة الاثنا عشر،من طريق العامة و فيه ثمانية و خمسون حديثا.

الباب الخامس و العشرون-في أن الأئمة بعد رسول اللّه اثنا عشر بالنص من رسول اللّه،إجمالا

ص: 20


1- سوره 5 - آيه 55
2- سوره 5 - آيه 55

و تفصيلا،و هم عليّ و بنوه الأحد عشر،و هم الأئمة الاثنا عشر،من طريق الخاصة و فيه خمسون حديثا.

الباب السادس و العشرون-في أمر رسول اللّه بالاقتداء بعلي،و بالأئمة من آل محمد و الأمر بولايتهم من طريق العامة،و فيه أحد و عشرون حديثا.

الباب السابع و العشرون-في نص أمر رسول اللّه بالاقتداء بعلي و بالأئمة من آل محمد،و أمره بولايتهم،من طريق الخاصة و فيه سبعة و عشرون حديثا.

الباب الثامن و العشرون-في نص رسول اللّه علي وجوب التمسك بالثقلين من طريق العامة و فيه تسعة و ثلاثون حديثا.

الباب التاسع و العشرون-في نص رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي وجوب التمسك بالثقلين من طريق الخاصة و فيه اثنان و ثمانون حديثا.

الباب الثلاثون-في أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله المنذر و علي الهادي في قوله تعالي: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (1) من طريق العامة و فيه سبعة أحاديث.

الباب الحادي و الثلاثون-في ان المنذر رسول اللّه،و الهادي أمير المؤمنين و بنيه الأحد عشر في قوله تعالي: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (2) من طريق الخاصة،و فيه ثلاثة و عشرون حديثا.

الباب الثاني و الثلاثون-في قول النبي صلّي اللّه عليه و آله«مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجي»إلي آخر الحديث،من طريق العامة،و فيه أحد عشر حديثا.

الباب الثالث و الثلاثون-في قول النبي صلّي اللّه عليه و آله«مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجي»إلي آخر الحديث،من طريق الخاصة،و فيه سبعة أحاديث.

الباب الرابع و الثلاثون-في أن أهل البيت عليهم السّلام هم أهل الذكر،و هم المسئولون في قوله تعالي:

فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (3) من طريق العامة،و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب الخامس و الثلاثون-في أن أهل البيت هم أهل الذكر و هم المسئولون في قوله تعالي:

فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (4) من طريق الخاصة،و فيه أحد و عشرون حديثا.

الباب السادس و الثلاثون-في أنّ أهل البيت هم الحبل الذي أمر اللّه تعالي بالاعتصام به في قوله تعالي: وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا (5) من طريق العامّة و فيه أربعة أحاديث.

الباب السابع و الثلاثون-في أنّ أهل البيت هم الحبل الذي أمر اللّه سبحانه بالاعتصام به في قوله تعالي: وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا (6) من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث.

ص: 21


1- سوره 13 - آيه 7
2- سوره 13 - آيه 7
3- سوره 16 - آيه 43
4- سوره 16 - آيه 43
5- سوره 3 - آيه 103
6- سوره 3 - آيه 103

الباب الثامن و الثلاثون-في أنّ عليا أمير المؤمنين هو العروة الوثقي من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب التاسع و الثلاثون-في أنّ الأئمة هم العروة الوثقي،من طريق الخاصة و فيه ثمانية أحاديث.

الباب الأربعون-في أنّ الصراط المستقيم محمد و أهل بيته،من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب الحادي و الأربعون-في أنّ الصراط المستقيم محمد و أمير المؤمنين و الأئمة من طريق الخاصة،و فيه أربعة و عشرون حديثا.

الباب الثاني و الأربعون-في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (1) يعني محمدا و عليا و آل محمد،و هم الأئمة عليهم السّلام من طريق العامة،و فيه سبعة أحاديث.

الباب الثالث و الأربعون-في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (2) يعني النبي و الأئمة-صلوات اللّه عليهم-من طريق الخاصة و فيه عشرة أحاديث.

الباب الرابع و الأربعون-في ان ولاية رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و ولاية أمير المؤمنين بعث اللّه جل جلاله عليها النبيين في قوله تعالي: وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا (3) الآية من طريق العامة،و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب الخامس و الأربعون-في أن ولاية رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و ولاية أمير المؤمنين و الأئمة بعث اللّه جل جلاله عليها النبيين في قوله تعالي: وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ (4) الآية من طريق الخاصة، و فيه ستة أحاديث.

الباب السادس و الأربعون-في أنّ الأئمة الاثنا عشر أركان الإيمان،و لا يقبل اللّه جل جلاله الاعمال من العباد إلا بولايتهم،من طريق العامة،و فيه ستة عشر حديثا.

الباب السابع و الأربعون-في أن الأئمة الاثنا عشر أركان الإيمان،و لا يعرف اللّه جل جلاله،و لا رسوله إلاّ بمعرفتهم،و لا يقبل أعمال العباد إلاّ بمعرفتهم و ولايتهم و البراءة من أعدائهم،من طريق الخاصة،و فيه تسعة و عشرون حديثا.

الباب الثامن و الأربعون-أنّ النعيم ولاية رسول اللّه،و أمير المؤمنين،و بنيه الأئمة في قوله تعالي:

ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (5) من طريق العامة،و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب التاسع و الأربعون-أن النعيم ولاية رسول اللّه،و ولاية أمير المؤمنين،و بنيه الأئمة في قوله

ص: 22


1- سوره 9 - آيه 119
2- سوره 9 - آيه 119
3- سوره 43 - آيه 45
4- سوره 43 - آيه 45
5- سوره 102 - آيه 8

تعالي: ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (1) من طريق الخاصة،و فيه ثلاثة عشر حديثا.

الباب الخمسون-في ان ولاية علي عليه السّلام،و ولاية أهل البيت مسئولون عنها العباد يوم القيامة في قوله تعالي: وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (2) من طريق العامّة و فيه ثمانية أحاديث.

الباب الحادي و الخمسون-في أنّ ولاية علي عليه السّلام و أهل البيت و حبهم مسئولون عنها العباد يوم القيامة في قوله تعالي: وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (3) من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث.

الباب الثاني و الخمسون-في أنّ العبد يسأل يوم القيامة عن أربع منها حب أهل البيت،من طريق العامة و فيه أربعة أحاديث.

الباب الثالث و الخمسون-في أن العبد يسأل يوم القيامة عن أربع منها حب أهل البيت و ولايتهم من طريق الخاصة،و فيه خمسة أحاديث.

الباب الرابع و الخمسون-في أنه لا يجوز الصراط يوم القيامة و لا يدخل الجنة إلا بجواز من أمير المؤمنين و ولايته و ولاية أهل بيته من طريق العامة و فيه ثمانية أحاديث.

الباب الخامس و الخمسون-في أنه لا يجوز العبد الصراط،و لا يدخل الجنة إلا بجواز من أمير المؤمنين،من طريق الخاصة،و فيه سبعة أحاديث.

الباب السادس و الخمسون-في قوله تعالي: وَ إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ (4) في ولاية النبي و الأئمة عليهم السّلام،من طريق العامة،و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب السابع و الخمسون-في قوله تعالي: وَ إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ (5) في ولاية النبي و أهل بيته الأئمة عليهم السّلام،من طريق الخاصة و فيه أربعة أحاديث.

الباب الثامن و الخمسون-في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (6) نزلت في أمير المؤمنين و الأئمة،من طريق العامة و فيه أربعة أحاديث.

الباب التاسع و الخمسون-في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (7) نزلت في الأئمة،من طريق الخاصة،و فيه أربعة عشر حديثا.

الباب الستون-في قوله تعالي: أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (8) نزلت في النبي و الأئمة من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب الحادي و الستون-في قوله تعالي: أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (9) نزلت في النبي،و الأئمة،من طريق الخاصة،و فيه ثمانية و عشرون حديثا.

الباب الثاني و الستون-في أن رسول اللّه،و عليا أمير المؤمنين دعوة إبراهيم في قوله تعالي:

ص: 23


1- سوره 102 - آيه 8
2- سوره 37 - آيه 24
3- سوره 37 - آيه 24
4- سوره 23 - آيه 74
5- سوره 23 - آيه 74
6- سوره 4 - آيه 59
7- سوره 4 - آيه 59
8- سوره 4 - آيه 54
9- سوره 4 - آيه 54

إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً قالَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ (1) لأنهما لم يسجدا لصنم قط من طريق العامة،و فيه حديثان.

الباب الثالث و الستون-في أن رسول اللّه،و أمير المؤمنين و الأئمة هم دعوة إبراهيم في قوله تعالي: إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً قالَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ (2) من طريق الخاصة، و فيه ثلاث أحاديث.

الباب الرابع و الستون-في معني قوله تعالي: يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (3) من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب الخامس و الستون-في معني قوله تعالي: يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (4) من طريق الخاصة،و فيه أربعة و عشرون حديثا.

الباب السادس و الستون-في قوله صلّي اللّه عليه و آله:(أهل بيتي أمان لأهل الأرض)من طريق العامة،و فيه خمسة أحاديث.

الباب السابع و الستون-في قوله صلّي اللّه عليه و آله:(أهل بيتي أمان لأهل الأرض)من طريق الخاصة،و فيه أربعة أحاديث.و سيأتي إن شاء اللّه ذكر أبواب المقصد الثاني في أوّله.

ص: 24


1- سوره 2 - آيه 124
2- سوره 2 - آيه 124
3- سوره 17 - آيه 71
4- سوره 17 - آيه 71

المقصد الأول-في تعيين الإمام،و النص عليه،و ما يتصل بذلك.

الباب الأول

في أن لو لا الخمسة محمد رسول اللّه،و علي،و فاطمة،و الحسن،و الحسين ما خلق اللّه آدم،و لا الجنة،و لا النار،و لا العرش،و لا الكرسي،و لا السماء و لا الأرض،و لا الملائكة و لا الانس،و لا الجن،و هم الخمسة الاشباح، و أن رسول اللّه،و أمير المؤمنين عليا خلقا من نور واحد و خلق ملائكة من نور وجه علي من طريق العامة،و فيه تسعة عشر حديثا:

الحديث الأول: روي الشيخ إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن أبي الحسن بن محمد بن حمويه الجويني-و هو عن أعيان علماء العامة و عظمائهم-في كتابه المسمي ب(فرائد السمطين في فضائل المرتضي و البتول و السبطين)-و كلّما رويته فهو من كتابه هذا-قال:أخبرنا الشيخ العدل بهاء الدين محمد بن يوسف البزرالي (1)بقراءتي عليه بستمائة (2)بسفح جبل قاسون مما يلي عقبة دمّر ظاهر مدينة دمشق المحروسة قلت له:أخبرك الشيخ أحمد بن الفرج بن علي بن الفرج الأموي إجازة فأقرّ به.

ح-و أخبرني الشيخ الصالح جمال الدين أحمد بن محمد بن محمد المعروف بدكويه القزويني رحمه اللّه و غيره إجازة بروايتهم عن الشيخ الإمام إمام الدين أبي القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الرافعي القزويني إجازة قال:أنبأنا الشيخ العالم عبد القادر بن أبي صالح الجبلي قال:

أنبأنا أبو البركات هبة اللّه بن موسي السقطي قال:أنبأنا القاضي أبو المظفّر هنّاد بن إبراهيم النّسفي قال:أنبأنا الحسن بن محمد بن موسي بتكريت قال:أنبأنا محمد بن الفرّخان (3)،حدّثنا محمد بن يزيد القاضي،حدّثنا الليث بن سعد (4)عن العلاء بن عبد الرّحمن عن أبيه،عن أبي هريرة،عن النبي صلّي اللّه عليه و آله أنه قال:«لما خلق اللّه تعالي آدم أبو البشر،و نفخ فيه من روحه،التفت آدم يمنة العرش

ص: 25


1- في الفرائد(محمد بن يوسف بن محمد بن يوسف البرزالي)و هو الصحيح،كما في المعاجم.
2- في الفرائد:(بقراءتي عليه ببستانه).
3- محمد بن الفرّخان بن روزبه أبو الطيب الدوري.
4- في النسخة المخطوطة و الفرائد:(حدّثنا قتيبة،حدثنا الليث بن سعد)..و قتيبة هو:قتيبة بن سعيد بن جميل.

فإذا في النور خمسة أشباح سجّدا و ركّعا قال آدم:يا رب هل خلقت أحدا من طين قبلي؟قال:لا يا آدم،قال:فمن هؤلاء الخمسة الذين أراهم في هيئتي و صورتي؟قال:هؤلاء خمسة من ولدك، لولاهم ما خلقتك،هؤلاء خمسة شققت لهم خمسة اسماء من اسمائي،لولاهم ما خلقت الجنة، و لا النار،و لا العرش،و لا الكرسي،و لا السماء و لا الأرض،و لا الملائكة،و لا الانس،و لا الجن، فأنا المحمود و هذا محمد،و انا العالي و هذا عليّ،و انا الفاطر و هذه فاطمة،و أنا الاحسان و هذا الحسن،و أنا المحسن و هذا الحسين،آليت بعزتي أنه لا يأتني أحد بمثقال حبة من خردل من بغض أحدهم إلا ادخلته ناري و لا أبالي،يا آدم هؤلاء صفوتي بهم انجيهم (1)و بهم اهلكهم،فإذا كان لك إلي حاجة فبهؤلاء توسل.فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:نحن سفينة النجاة من تعلق بها نجي و من حاد عنها هلك،فمن كان له إلي اللّه حاجة فليسأل بنا أهل البيت» (2).

الثاني: الحمويني هذا قال:أنبأني أبو اليمين عبد الصمد بن عبد الوهاب بن عساكر الدمشقي بمكة شرفها اللّه تعالي قال:أنبأنا المؤيد بن محمد بن علي الطوسي كتابة،أنبأنا عبد الجبار بن محمد الحواري البيهقي،أنبأنا الإمام أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي قال:أنبأنا أبو محمد عبد اللّه بن يوسف،أنبأنا محمد بن حامد بن الحرث (3)التميمي،حدّثنا الحسن بن عرفة،حدّثنا عليّ بن قدامة عن ميسرة بن عبد اللّه،عن عبد الكريم الجزري،عن سعيد بن جبير،عن ابن عباس قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي:«خلقت أنا و أنت من نور اللّه» (4).

الثالث: الحمويني قال:أخبرني السيّد النسّابة عبد الحميد بن فخار الموسوي-رحمه اللّه-كتابة،أخبرنا النقيب أبو طالب عبد الرّحمن بن عبد السميع الواسطي إجازة أنبأنا شاذان بن جبرائيل بن إسماعيل القمي بقراءتي عليه،أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد العزيز القمي،أنبأنا الإمام حاكم الدين أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن إبراهيم النظيري (5)قال:أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد قال:أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه بن أحمد الحافظ قال:حدّثنا أحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي ببغداد قال:حدّثنا الحرث بن أبي اسامة (6)ب.

ص: 26


1- في الفرائد:(هؤلاء صفوتي من خلقي بهم انجيهم).
2- فرائد السمطين 1:/36ح 1.
3- في الفرائد:(محمد بن خالد بن الحارث).
4- فرائد السمطين:/40/1ح 4 و فيه:من نور اللّه تعالي.
5- في الفرائد:النطنزي.
6- في الفرائد:(الحارث بن أبي اسامة)كما في تهذيب التهذيب.

التميمي قال:حدّثنا داود بن المحبر بن محمد (1)قال:حدّثنا قيس بن الربيع،عن عباد بن كثير،عن أبي عثمان النهدي (2)عن سلمان الفارسي رضي اللّه عنه قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«خلقت أنا و علي بن أبي طالب من نور[اللّه] (3)عن يمين العرش نسبح اللّه و نقدسه من قبل أن يخلق اللّه تعالي آدم بأربعة عشر ألف سنة،فلما خلق اللّه آدم نقلنا إلي أصلاب الرجال و أرحام النساء الطاهرات،ثم نقلنا إلي صلب عبد المطلب و قسمنا نصفين فجعل النصف (4)في صلب أبي، عبد اللّه،و جعل النصف (5)في صلب عمي أبي طالب،فخلقت من ذلك النصف و خلق علي من النصف[الآخر] (6)و اشتق اللّه تعالي من أسمائه أسماء،فاللّه عز و جل محمود و أنا محمد،و اللّه الأعلي و أخي علي،و اللّه فاطر (7)و ابنتي فاطمة،و اللّه محسن و ابناي الحسن و الحسين،و كان اسمي في الرسالة و النبوة،و كان اسمه في الخلافة و الشجاعة،فانا رسول اللّه (8)و علي ولي اللّه» (9).

الرابع: الحمويني قال:أنبأني أبو طالب بن الحسين الخازن (10)عن ناصر بن أبي المكارم (11)إجازة أخبرنا أبو المؤيد الموفق بن أحمد إجازة إن لم يكن سماعا.

ح-أنبأني العزيز بن محمد،عن والده أبي القاسم بن أبي الفضل بن عبد الكريم إجازة قال:

أخبرنا شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي إجازة قال:أخبرنا عبدوس بن عبد اللّه (12)،حدّثنا أبو علي (13)محمد بن أحمد العطشي،حدّثنا أبو سعيد العدوي الحسين بن علي،حدّثنا أحمد بن المقدام العجلي أبو الاشعب،حدّثنا الفضيل بن عياض،عن ثور بن يزيد،عن خالد بن معدان،عن زاذان عن سلمان قال:سمعت حبيبي المصطفي محمدا صلّي اللّه عليه و آله يقول:«كنت أنا و علي نورا بين يدي اللّه عز و جل مطيعا،يسبح اللّه ذلك النور و يقدسه قبل أن يخلق[اللّه] (14)آدم بأربعة عشر ألف سنة، فلما خلق اللّه تعالي آدم ركب ذلك النور في صلبه فلم نزل (15)في شيء واحد حتي افترقنا في صلبل.

ص: 27


1- الصحيح،داود بن المحبر بن قحذم الطائي.كما في تهذيب التهذيب.
2- أبي عثمان النهدي هو:عبد الرّحمن بن ملء بن عمرو النهدي ذكره ابن الاثير في أسد الغابة.
3- من المصدر.
4- في المصدر:نصف.
5- في المصدر:نصف.
6- من المصدر.
7- في المصدر:الفاطر.
8- في النسخة المخطوط:(و علي سيف اللّه).
9- فرائد السمطين /41/1ح 5.
10- في الفرائد:(أبو طالب بن أنجب بن الخازن).
11- الصحيح(أبو المكارم ناصر بن عبد السيد المطرزي الخوارزمي)كما في الفرائد و كتب السير.
12- في الفرائد:(عبدوس بن عبد اللّه الهمداني كتابة قال:).
13- في الفرائد:(حدّثنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه قال:حدّثنا أبو علي).
14- من المصدر.
15- في المصدر:يزل.

عبد المطلب فجزء أنا،و جزء علي» (1).

الخامس: الحمويني قال:و بهذا الاسناد إلي شهردار إجازة قال:أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد اللّه بن عبدوس الهمداني كتابة،أنبأنا الشريف (2)أبو طالب الجعفري قال:حدّثنا ابن مردويه الحافظ،حدّثنا إسحاق بن محمد بن علي بن خالد،حدّثنا أحمد بن زكريا،حدّثنا ابن طهمان، حدّثنا محمد بن خالد الهاشمي،حدّثنا الحسن بن إسماعيل بن عباد (3)عن أبيه عن جده قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«كنت أنا و علي نورا بين يدي اللّه تعالي من قبل أن يخلق آدم اللّه بأربعة عشر ألف عام فلما خلق اللّه تعالي آدم سلك ذلك النور في صلبه،فلم يزل اللّه تعالي ينقله من صلب إلي صلب حتي أقره صلب عبد المطّلب،ثم أخرجه من صلب عبد المطّلب فقسّمه قسمين قسما في صلب عبد اللّه،و قسما في صلب أبي طالب،فعلي مني،و أنا منه،لحمه لحمي،و دمه دمي،فمن أحبه فبحبي أحبه،و من أبغضه،فببغضي أبغضه» (4).

قلت:و روي هذين الحديثين أبو المؤيد موفق بن أحمد-و هو من أكابر علماء العامة-في كتاب (فضائل أمير المؤمنين)بالسند و المتن (5).

السادس: الحمويني أنبأني الشيخ أبو طالب بن أنجب بن عبد اللّه عن مجد الدين محمد بن محمود بن الحسن بن النجار إجازة،عن برهان الدين أبي الفتح ناصر ابن أبي المكارم المطرزي إجازة قال:أخبرنا أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي أخطب (6)خوارزم قال:أخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب الي،أنبأنا أبو الفتح كتابة (7)أخبرني الشريف أبو طالب (8)أخبرني الحافظ ابن مردويه،حدّثنا إسحاق بن محمد (9)،حدّثنا أحمد بن زكريا بن طهمان (10)،حدّثنا محمد بن خالد (11)،حدّثنا الحسن بن إسماعيل (12)عن أبيه عن زياد بن).

ص: 28


1- فرائد السمطين:/42/1ح 6.
2- في الفرائد:(عبد اللّه بن عبدوس الهمداني كتابة قال:حدّثنا الشريف).
3- في الفرائد(إسماعيل بن حماد).
4- فرائد السمطين:1،الباب 1.
5- المناقب للخوارزمي.:88.ط النجف الاشرف 1385 ه.
6- في المصدر:خطيب.
7- في المناقب للخوارزمي:(أخبرني أبو الفتح عبدوس بن عبد اللّه بن عبدوس الهمداني كتابة).
8- في المناقب للخوارزمي(حدثني الشريف أبو طالب الجعفري).
9- في المناقب للخوارزمي(حدثني إسحاق بن محمد بن علي بن خالد).
10- في المناقب للخوارزمي(حدثني أحمد بن زكريا حدثني ابن طهمان).
11- في المناقب للخوارزمي(محمد بن خالد الهاشمي).
12- في المناقب للخوارزمي(الحسن بن إسماعيل بن حماد).

المنذر عن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه (1)عن جده قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«كنت أنا و علي نورا بين يدي اللّه تعالي من (2)قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام فلما خلق اللّه تعالي آدم سلك ذلك النور في صلبه فلم يزل اللّه تعالي ينقله من صلب إلي صلب حتي اقره صلب عبد المطلب ثم أخرجه من صلب عبد المطلب فقسمه قسمين قسما في صلب عبد اللّه و قسما في صلب أبي طالب فعلي مني و أنا منه لحمه لحمي و دمه دمي فمن أحبه فبحبي (3)أحبه (4)،و من أبغضه فببغضي (5)أبغضه» (6).

قلت:و روي هذا الحديث أيضا موفق بن أحمد في كتاب فضائل أمير المؤمنين بالسند و المتن (7).

السابع: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل في مسند أحمد بن حنبل قال:حدّثنا الحسن،قال:حدّثنا أحمد بن المقدام العجلي قال:حدّثنا الفضيل بن عياض قال:حدّثنا ثور بن يزيد،عن خالد بن معدان،عن زاذان،عن سلمان قال:سمعت حبيبي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«كنت أنا و علي نورا بين يدي اللّه عز و جل قبل أن يخلق اللّه آدم بأربعة عشر ألف عام،فلما خلق اللّه آدم قسّم ذلك النور جزءين فجزء أنا و جزء علي» (8).

لم يذكرها أحمد و سيجيء ذكرها من طريق ابن المغازلي،و من كتاب الفردوس.

الثامن: أبو الحسن علي بن محمد الخطيب الشافعي الفقيه المعروف بابن المغازلي الواسطي في كتاب(المناقب)قال:أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي قال:أخبرنا أبو الحسن علي بن منصور الحلبي الاخباري قال:حدّثنا علي بن محمد العدوي الشمشاطي قال:حدّثنا الحسن بن علي بن زكريا قال:حدّثنا أحمد بن المقدام العجلي،قال:حدّثنا الفضيل بن عياض عن6.

ص: 29


1- في المصدر:صلوات اللّه عليهم.
2- لم ترد(من)في المصدر.
3- لم ترد(فبحبي)في المصدر.
4- في المصدر:أحبني.
5- في المصدر:أبغضني.
6- فرائد السمطين:42/1 الباب 1.
7- هذا الحديث هو نص الحديث الخامس سندا و متنا.
8- فضائل الصحابة ابن حنبل:662/2 ح 1130،و ترجمة علي بن أبي طالب و تاريخ دمشق:/101/1ح 186.

ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن زاذان عن سلمان قال:سمعت حبيبي محمدا صلّي اللّه عليه و آله يقول:«كنت أنا و علي نورا بين يدي اللّه عز و جل يسبح اللّه ذلك النور و يقدسه قبل أن يخلق اللّه آدم بألف عام فلما خلق اللّه آدم ركب ذلك النور في صلبه فلم نزل في شيء واحد حتي افترقنا في صلب عبد المطّلب،ففيّ النبوة،و في عليّ الخلافة» (1).

التاسع: ابن المغازلي هذا قال:أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان قال:حدّثنا محمد ابن الحسن بن سليمان قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمد العكبري قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمد بن عنان (2)الهروي قال:حدّثنا جابر بن سهل بن عمر بن حفص،حدّثنا أبي،عن الأعمش،عن سالم ابن أبي الجعد،عن أبي ذر قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«كنت أنا و علي نورا عن يمين العرش يسبح اللّه ذلك النور و يقدسه قبل أن يخلق اللّه آدم بأربعة عشر ألف عام،فلم أزل أنا و عليّ في شيء واحد حتّي افترقنا في صلب عبد المطّلب» (3).

العاشر: ابن المغازلي قال:أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي،قال:حدّثنا أبو عبد اللّه محمد بن علي بن مهدي السقطي الواسطي إملاء،قال:حدّثنا أحمد بن علي القواريري الواسطي،قال:حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن ثابت،قال:حدّثنا محمد بن مصفّا،قال:حدّثنا بقية بن الوليد عن سويد بن عبد العزيز،عن أبي الزبير،عن جابر بن عبد اللّه،عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«ان اللّه عز و جل أنزل قطعة من نور فأسكنها في صلب آدم فساقها حتي قسّمها جزءين جزء في صلب عبد اللّه و جزء في صلب أبي طالب فاخرجني نبيّا،و أخرج عليّا وصيّا» (4).

الحادي عشر: ابن شيرويه الديلمي-و هو من أعيان علماء العامّة-من كتاب الفردوس،في باب الخاء،قال بإسناده عن سلمان الفارسي-رضي اللّه عنه-قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«خلقت أنا و علي من نور واحد قبل أن يخلق اللّه آدم بأربعة آلاف عام،فلمّا خلق اللّه[تعالي]آدم ركّب ذلك النور في صلبه،فلم نزل في شيء واحد حتي افترقنا في صلب عبد المطّلب،ففيّ النبوّة،و في عليّ الخلافة» (5).2.

ص: 30


1- المناقب لابن المغازلي:87،و المسترشد:630.
2- في المناقب:(محمد بن أحمد بن عثمان نا محمد بن عنان).
3- المناقب لابن المغازلي:87،و تذكرة الخواص:52.
4- المناقب لابن المغازلي:89 ح 132.
5- الفردوس بمأثور الخطاب:/191/2ح 2952.

الثاني عشر: الشيخ الفقيه أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن شاذان من طريق المخالفين مرسلا،عن الحسين بن علي،عن أمير المؤمنين قال:أتيت النبي صلّي اللّه عليه و آله في بعض حجراته فاستأذنت عليه فأذن لي،فلما دخلت قال:«يا علي،أ ما علمت ما بيني و بينك،فما لك تستأذن عليّ قال:

فقلت يا رسول اللّه أحببت أن أفعل ذلك قال:يا علي أحببت ما أحب اللّه،و أخذت بآداب اللّه،يا علي،انّ خالقي و رازقي أبي أن يكون لي أخ دونك،يا علي أنت وصيي من بعدي،و أنت المظلوم المضطهد بعدي،يا علي الثابت عليك كالمقيم معي،و مفارقك مفارقي،يا علي كذب من زعم أنه يحبني و يبغضك،إن اللّه خلقني و إياك من نور واحد» (1).

الثالث عشر: الفقيه أبو الحسن من طريق المخالفين مرسلا عن سلمان الفارسي،و ابن عباس قالا:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«دنوت من ربّي قاب قوسين (2)أو أدني و كلّمني ربي،و كان من جبلي عقيق ثم قال:يا أحمد:إني خلقتك و عليّا من نوري،و خلقت هذين الجبلين من نور وجه علي بن أبي طالب،فوعزتي و جلالي لقد خلقتهما علامة بين خلقي يعرف بها المؤمنون،و لقد اقسمت بعزتي علي نفسي أن احرم علي جسم لابسه النار إذا تولي علي بن أبي طالب» (3).

الرابع عشر: أبو المؤيد موفق بن أحمد،قال:أخبرنا شهردار إجازة أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد اللّه الهمداني،أخبرنا والدي أبو بكر محمد (4)قال:حدّثنا أبي عن عبد الرّحمن (5)بن محمد بن أحمد النيسابوري،حدّثنا أحمد بن محمد بن عبد اللّه النانجي (6)البغدادي من حفظه،بدينور، حدّثنا[محمد بن جرير الطبري،حدّثنا]محمد بن حميد الرازي،حدّثنا العلاء بن الحسين الهمداني،حدّثنا أبو مخنف لوط بن يحيي الازدي،عن عبد اللّه بن عمر (7)قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد سأل بأي لغة خاطبك ربك ليلة المعراج قال:«خاطبني بلغة عليّ (8)و ألهمني أن قلتم.

ص: 31


1- مائة منقبة:/59ح 33 و المناقب:47.
2- في المخطوطة:دنوت من ربي فكنت منه قاب قوسين.
3- مائة منقبة:/168ح 93.
4- في المناقب للخوارزمي هكذا جاء صدر السند:(أنبأني مهذب الأئمة هذا،أخبرني أبو القاسم نصر بن محمد بن علي بن زيرك المقري،أخبرني والدي أبو بكر محمد).
5- في المناقب للخوارزمي:حدّثنا أبو علي عبد الرّحمن.
6- في المناقب للخوارزمي:النانجي.
7- لا يخفي أن أبا مخنف لوط بن يحيي لم يدرك ابن عمر.فالظاهر سقوط الواسطة بينهما.
8- في المناقب للخوارزمي:بلغة علي بن أبي طالب عليه السّلام.

يا رب خاطبتني أم عليّ،فقال:يا محمد أنا شيء لا كالاشياء،لا أقاس بالناس،و لا أوصف بالشبهات (1)خلقتك من نوري و خلقت عليا من نورك،و اطلعت علي قلبك (2)فلم أجد في قلبك أحب إليك من علي بن أبي طالب،فخاطبتك بلسانه كيما يطمئن قلبك» (3).

الخامس عشر: صاحب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة قال:حدث محمد بن علي بن سعد الجوهري (4)،عن القاسم بن الحسن،عن أبيه الحسن،عن محمد بن علي،عن أبيه،عن علي بن العباس،عن أبان عن أنس قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؛«لما خلق اللّه عز و جل آدم نظر إلي سرادق العرش فرأي مكتوبا لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه و اسماء أربعة فقال آدم عليه السّلام:يا إلهي خلقت خلقا من إنس قبلي؟فقال:لا،فقال:و ما هذه الاسماء التي أراها؟فقال:يا آدم هؤلاء خيرتي من خلقي، و صفوتي،يا آدم لو لا هؤلاء[ما خلقتك و لو لا هؤلاء]ما خلقت الجنة و لا النار،إياك أن تنظر إليهم بعين الحسد يا آدم فلما أكل آدم عليه السّلام من الشجرة و أخرج من الجنة و نال الخطيئة و أراد التوبة قال في توبته و تضرعه إلي ربه:إلهي بحق الخمسة الذين علي سرادق العرش إلا غفرت لي فاوحي اللّه تعالي إليه:يا آدم قد غفرت لك فكان ذلك في سابق علمي فيك يا آدم،فقال آدم:إلهي بحق هؤلاء الخمسة و بحق المغفرة إلا عرفتني من هؤلاء؟قال تعالي يا آدم هؤلاء الخمسة من ولدك شققت لهم خمسة أسماء من اسمائي العظام،فأنا المحمود و هذا أحمد،و أنا العالي و هذا علي،و أنا الفاطر و هذه فاطمة،و أنا المحسن و هذا الحسن،و أنا الاحسان و هذا حسين».

السادس عشر: موفق بن أحمد بإسناده عن عبد اللّه بن مسعود قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لما خلق اللّه آدم و نفخ فيه من روحه عطس آدم فقال:الحمد للّه،فاوحي اللّه إليه حمدتني عبدي (5)و عزتي و جلالي لو لا عبدان اريد أن أخلقهما في دار الدنيا ما خلقتك قال:إلهي فيكونان (6)؟قال:

نعم يا آدم ارفع رأسك و انظر فرفع رأسه فإذا هو مكتوب علي العرش لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه نبي الرحمة عليّ مقيم الحجّة،و من عرف حق علي زكي و طاب،و من انكر حقه لعن و خاب، أقسمت بعزتي أن أدخل الجنّة من اطاعه و ان عصاني و اقسم أن أدخل النار (7)من عصاه و إنر.

ص: 32


1- في المناقب للخوارزمي:و لا أوصف بالاشياء.
2- في المناقب للخوارزمي:علي سرائر قلبك.
3- المناقب للخوارزمي:36،مقتل الحسين للخوارزمي:42/1.
4- في المخطوطة:(محمد بن سعد الجوهري).
5- في المناقب للخوارزمي:حمدني عبدي.
6- في المناقب للخوارزمي:فيكونان مني.
7- في المناقب للخوارزمي:و اقسم بعزتي أن أدخل النار.

أطاعني» (1).

السابع عشر: موفق بن أحمد-من أعيان علماء العامة-قال:أخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي الهمداني فيما كتب إليّ من همدان،أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد اللّه بن عبدوس الهمداني كتابة،حدّثنا الشيخ أبو الحسن (2)صاعد بن محمد الضيافي الدامغاني (3)،حدّثنا أبو يحيي محمد بن عبد العزيز البسطامي،حدّثنا أبو بكر القرشي، حدّثنا أبو سعيد الحسن بن علي بن زكريا،حدّثنا هدية بن خالد القيسي،عن حماد بن ثابت (4)،عن عبيد بن عمر الليثي،عن عثمان بن عفان قال:قال عمر بن الخطاب:ان اللّه تعالي خلق ملائكة من نور وجه علي بن أبي طالب (5).

الثامن عشر: عنه بإسناده عن حمّاد بن سلمة،عن ثابت،عن أنس قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«خلق اللّه تعالي من نور وجه علي بن أبي طالب سبعين ألف ملك يستغفرون له و لمحبّيه إلي يوم القيامة» (6).

التاسع عشر: أبو الحسن الفقيه محمد بن أحمد بن عليّ بن شاذان في المناقب المائة من طريق العامّة بحذف الاسناد،عن عمر بن الخطاب قال:سمعت أبا بكر بن أبي قحافة يقول:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«إن اللّه تعالي خلق من نور وجه علي بن أبي طالب ملائكة يسبّحون و يقدّسون و يكتبون ذلك لمحبّيه و محبّي ولده عليهم السّلام» (7).1.

ص: 33


1- المناقب للخوارزمي:227،ط النجف الاشرف.
2- في المناقب للخوارزمي:أخبرني الشيخ الخطيب أبو الحسن.
3- في المناقب للخوارزمي:محمد بن الغياث الدامغاني.
4- في المناقب للخوارزمي:حماد بن ثابت البناني.
5- المناقب للخوارزمي:236 ط النجف.
6- المناقب للخوارزمي:31 ط النجف،مقتل الحسين للخوارزمي 39/1.
7- مقتل الحسين للخوارزمي:97/1.

الباب الثاني

لو لا محمد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و علي وصيه الإمام و الأئمة الاحد عشر من ولده ما خلق اللّه تعالي الخلق،و هم من نور واحد

من طريق الخاصة و فيه أربعة عشر حديثا الأول: محمد بن علي بن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن يحيي المكتب،قال:حدّثنا أحمد بن محمّد الورّاق،قال:حدثني بشير بن سعيد بن قيلويه المعدّل بالمرافقة،قال:حدّثنا عبد الجبار بن كثير التميمي اليمانيّ،قال:سمعت محمد بن حرب أمير المؤمنين يقول:سألت جعفر بن محمد عليه السّلام فقلت له:يا ابن رسول اللّه في نفسي مسألة اريد أن أسألك عنها،فقال:«إن شئت أخبرتك بمسألتك قبل أن تسألني،و إن شئت فسل»،قال:قلت له:يا ابن رسول اللّه و بأي شيء تعرف ما في نفسي قبل سؤالي عنه؟فقال:«بالتوسم و التفرس،أ ما سمعت قول اللّه عز و جل: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (1) (2)و قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور اللّه عز و جل»قال:

فقلت له:يا ابن رسول اللّه فأخبرني بمسألتي،قال:«أردت أن تسألني عن رسول اللّه لم لم يطق حمله عليّ عليه السّلام عند حطّه الأصنام من سطح الكعبة مع قوته و شدته و ما ظهر منه في قلع باب القموص بخيبر و الرمي به ورائه أربعين ذراعا و كان لا يطيق حمله أربعون رجلا و قد كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يركب الناقة و الفرس و البغلة و الحمار و ركب البراق ليلة المعراج و كل ذلك دون علي في القوّة و الشدّة؟قال:فقلت له:عن هذا و اللّه أردت أن أسألك يا ابن رسول اللّه فأخبرني،فقال:إن عليا برسول اللّه شرّف،و به ارتفع،و به وصل إلي إطفاء نار الشرك،و إبطال كل معبود من دون اللّه عز و جل،و لو علاه النبي صلّي اللّه عليه و آله لحطّ الأصنام لكان بعليّ مرتفعا و شريفا و واصلا إلي حطّ الأصنام، فلو كان ذلك لكان أفضل منه،ألا تري أن عليا قال:لما علوت ظهر رسول اللّه شرفت و ارتفعت حتي لو شئت أن أنال السماء لنلتها،أ ما علمت أن المصباح هو الذي يهتدي به في الظلمة و انبعاث فرعه من أصله و قد قال علي عليه السّلام:أنا من أحمد كالضوء من الضوء!أ ما علمت أن محمدا

ص: 34


1- سوره 15 - آيه 75
2- سورة الحجر:75.

و عليا-صلوات اللّه عليهما-كانا نورا بين يدي اللّه عز و جل قبل خلق الخلق بألفي عام،و أن الملائكة لما رأت ذلك النور رأت له أصلا قد تشعب منه شعاع لامع فقالت:إلهنا و سيدنا ما هذا النور؟فاوحي اللّه عز و جل إليهم:هذا نور من نوري أصله نبوة و فرعه إمامة،اما النبوة فلمحمد عبدي و رسولي،و اما الإمامة فلعلي حجتي و وليي،و لولاهما ما خلقت خلقي،أ ما علمت أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله رفع يدي علي عليه السّلام بغدير خم حتي نظر الناس إلي بياض إبطيهما فجعله مولي المسلمين و إمامهم؟و قد احتمل الحسن و الحسين عليهما السّلام يوم حظيرة بني النجار فلما قال له بعض أصحابه:ناولني أحدهما يا رسول اللّه قال:نعم الحاملان و نعم الراكبان و أبوهما خير منهما.

و روي في خبر آخر أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حمل الحسن و حمل جبرائيل الحسين و لهذا قال نعم الحاملان،و أنه صلّي اللّه عليه و آله كان يصلي بأصحابه فأطال سجدة من سجداته فلما سلم قيل له:يا رسول اللّه لقد أطلت هذه السجدة فقال صلّي اللّه عليه و آله:إنّ ابني ارتحلني فكرهت أن اعجله حتي ينزل،و إنما أراد بذلك رفعهم و تشريفهم فالنبي صلّي اللّه عليه و آله إمام نبيّ و علي إمام ليس بنبي و لا رسول،فهو غير مطيق لحمل أثقال النبوة».

قال محمد بن حرب الهلالي:فقلت له:زدني يا ابن رسول اللّه فقال:«إنك لأهل للزيادة إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حمل عليا علي ظهره يريد بذلك أنه أبو ولده،و إمام الأئمة من صلبه،كما حوّل رداءه في صلاة الاستسقاء و أراد أن يعلم أصحابه بذلك أنه قد تحول الجدب خصبا،قال:فقلت له زدني يا ابن رسول اللّه:فقال:احتمل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليا يريد بذلك أن يعلم قومه أنه هو الذي يخفف عن ظهر رسول اللّه ما عليه من الدين و العداة و الاداء عنه من بعده،قال:فقلت له:يا ابن رسول اللّه زدني، فقال:إنه احتمله ليعلم بذلك أنه قد احتمله،و ما حمل إلا لأنه معصوم لا يحمل وزرا فتكون أفعاله عند الناس حكمة و ثوابا،و قد قال النبي صلّي اللّه عليه و آله لعلي:يا علي إن اللّه تبارك و تعالي حمّلني ذنوب شيعتك ثم غفرها لي،و ذلك قوله تعالي: لِيَغْفِرَ لَكَ اللّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ (1) (2)و لما أنزل اللّه عز و جل عليه: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ (3) (4)قال النبي صلّي اللّه عليه و آله أيها الناس عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم و عليّ نفسي و أخي،أطيعوا عليا فإنه مطهر معصوم لا يضل و لا يشقي،ثم تلا هذه الآية: قُلْ أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ وَ عَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ وَ إِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَ ما عَلَي الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (5) (6).4.

ص: 35


1- سوره 48 - آيه 2
2- سورة الفتح:2.
3- سوره 5 - آيه 105
4- سورة المائدة:105.
5- سوره 24 - آيه 54
6- سورة النور:54.

قال محمد بن حرب الهلالي:ثم قال (1)جعفر بن محمد:أيها الأمير لو أخبرتك بما في حمل النبي عليا عند حط الأصنام من سطح الكعبة من المعاني التي أرادها به لقلت:إن جعفر بن محمد لمجنون!فحسبك من ذلك ما قد سمعت فقمت إليه و قبّلت رأسه و يديه و قلت:اللّه أعلم حيث يجعل رسالته (2).

الثاني: محمد بن علي بن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي قال:حدثني أبو محمد الحسن بن عبد اللّه بن محمد بن علي بن العباس التميمي الرازي قال:حدثني أبي قال:

حدثني سيدي علي بن موسي الرضا،قال:حدثني أبي موسي بن جعفر قال:حدثني أبي جعفر بن محمد،قال:حدثني أبي محمد بن علي قال:حدثني أبي علي بن الحسين قال:حدثني أبي الحسين بن علي (3)قال:حدثني أبي علي بن أبي طالب:قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«خلقت أنا و عليّ من نور واحد» (4).

الثالث: ابن بابويه،قال:حدّثنا أبو نصر أحمد بن الحسين بن أحمد بن عبيد النيسابوري الروياني (5)بنيسابور-و ما لقيت أنصب منه-قال:حدّثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران السراج،قال:حدّثنا الحسن بن عرفة العبدي قال:حدّثنا وكيع بن الجراح،عن محمد بن إسرائيل، عن أبي صالح،عن أبي ذر رضي اللّه عنه قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو يقول:«خلقت أنا و علي من نور واحد نسبح اللّه يمنة العرش،قبل أن يخلق آدم بألفي عام،فلما أن خلق اللّه آدم جعل ذلك النور في صلبه،و لقد سكن الجنة و نحن في صلبه،و لقد هم بالخطيئة و نحن في صلبه،و لقد ركب نوح السفينة و نحن في صلبه،و لقد قذف بابراهيم في النار و نحن في صلبه،فلم يزل ينقلنا اللّه عز و جل من أصلاب طاهرة إلي أرحام طاهرة حتي انتهي بنا إلي عبد المطلب،فقسمنا نصفين فجعلني في صلب عبد اللّه،و جعل عليا في صلب أبي طالب و جعل في النبوة و البركة،و جعل في عليّ الفصاحة و الفروسية،و شق لنا اسمين من أسمائه،فذو العرش محمود و أنا محمد،و اللّه الأعلي و هذا علي» (6).

الرابع: الشيخ الطوسي في أماليه عن أبي محمد الفحام،قال:حدثني المنصوري قال:حدثني5.

ص: 36


1- في النسخة المخطوطة:ثم قال لي.
2- بحار الأنوار 79/38-82.عن«معاني الاخبار»و«علل الشرائع».
3- في الأمالي:قال:حدثني أخي الحسن.
4- الأمالي:209 ط النجف الاشرف.
5- في معاني الاخبار:المرواني.
6- معاني الاخبار:56 ط ايران.بحار الأنوار 11/15.

عم أبي،أبو موسي عيسي بن أحمد بن عيسي المنصوري،قال:حدثني الإمام علي بن محمد قال:

حدثني أبي محمد بن علي،قال:حدثني أبي علي بن موسي الرضا،قال:حدثني أبي موسي بن جعفر،قال:حدثني أبي جعفر بن محمد،قال:حدثني أبي محمد بن علي،قال:حدثني أبي علي ابن الحسين قال:حدثني أبي الحسين بن علي،قال:حدثني أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:«قال لي النبي صلّي اللّه عليه و آله يا عليّ خلقني اللّه تعالي و أنت من نور اللّه حين خلق آدم،و أفرغ ذلك النور في صلبه فأفضي به إلي عبد المطلب،ثم افترقنا (1)من عبد المطلب أنا في عبد اللّه و أنت في أبي طالب لا تصلح النبوّة إلا لي،و لا تصلح الوصية إلا لك،فمن جحد وصيتك جحد نبوّتي،و من جحد نبوتي أكبّه اللّه علي منخريه في النار» (2).

الخامس: شرف الدين النجفي فيما نزل في أهل البيت عليهم السّلام من القرآن عن الشيخ أبي محمد الفضل بن شاذان بإسناده،عن جابر بن يزيد الجعفي،عن الإمام العام موسي بن جعفر الكاظم عليه السّلام قال:«إن اللّه تبارك و تعالي خلق نور محمد من نور اخترعه من نور عظمته (3)و جلاله و هو نور لاهوتية الذي تبدّي إله(أي من إلهيته من إنيّته الذي تبدأ منه)و تجلّي لموسي عليه السّلام في طور سيناء،فما استقر له و لا أطاق موسي لرؤيته،و لا ثبت له حتي خر صعقا مغشيا عليه،و كان ذلك النور نور محمد صلّي اللّه عليه و آله فلما أراد أن يخلق محمدا منه قسم ذلك النور شطرين:فخلق من الشطر الأول محمدا،و من الشطر الآخر علي بن أبي طالب،و لم يخلق من ذلك النور غيرهما،خلقهما اللّه بيده و نفخ فيهما بنفسه لنفسه،و صورهما علي صورتهما و جعلهما أمناء له،و شهداء علي خلقه،و خلفاء علي خليقته،و عينا له عليهم،و لسانا له إليهم،قد استودع فيهما علمه،و علمهما البيان،و استطلعهما علي غيبه،و جعل أحدهما نفسه و الآخر روحه و لا يقوم أحدهما بغير صاحبه،ظاهرهما بشرية،و باطنهما لاهوتية،ظهروا للخلق علي هياكل الناسوتية،حتي يطيقوا رؤيتهما،و هو قوله تعالي: وَ لَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ (4) فهما مقام رب العالمين،و حجابا لخالق الخلائق اجمعين،بهما فتح بدء الخلائق؛و بهما يختم الملك و المقادير.ثم اقتبس من نور محمد فاطمة ابنته،كما اقتبس نوره من نوره،و اقتبس من نور فاطمة و علي الحسن و الحسين كاقتباس المصابيح هم خلقوا من الأنوار،و انتقلوا من ظهر الي ظهر،و من صلب إلي صلب،و من رحم إليه.

ص: 37


1- في البحار:ثم افترق.
2- أمالي الشيخ الطوسي 301/1 ط.النجف،بحار الأنوار 12/15 باختلاف يسير في السند.
3- في البحار:خلق نور محمد من اختراعه،من نور عظمته.
4- سوره 6 - آيه 9

رحم في الطبقة العليا من غير نجاسة،بل نقلا بعد نقل،لا إنه ماء مهين،و لا نطفة خشرة كسائر خلقه،بل أنوار انتقلوا من أصلاب الطاهرين إلي أرحام المطهرات،لأنهم صفوة الصفوة، اصطفاهم لنفسه،و جعلهم خزان علمه،و بلغاء عنه إلي خلقه،أقامهم مقام نفسه،لأنه لا يري و لا يدرك و لا تعرف كيفية إنيته،فهؤلاء الناطقون المبلغون عنه،المتصرفون في أمره و نهيه،فيهم يظهر قوته،و منهم تري آياته و معجزاته،و بهم و منهم عرف عباده نفسه،و بهم يطاع أمره، و لولاهم ما عرف اللّه،و لا يدري كيف يعبد الرّحمن،فاللّه يجري أمره كيف يشاء،فيما يشاء،لا يسأل عما يفعل و هم يسألون» (1).

السادس: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال:حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي،قال:حدّثنا محمد بن أحمد بن علي الهمداني (2)،قال:حدثني أبو الفضل العباس بن عبد اللّه البخاري،قال:حدّثنا محمد بن القاسم بن إبراهيم بن محمد بن عبد اللّه (3)ابن القاسم بن محمد بن أبي بكر قال:حدّثنا عبد السلام بن صالح الهروي،عن علي بن موسي الرضا عليه السّلام عن أبيه موسي بن جعفر،عن أبيه جعفر بن محمد،عن أبيه محمد بن علي،عن أبيه علي ابن الحسين،عن أبيه الحسين بن علي،عن أبيه علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ما خلق اللّه خلقا أفضل مني و لا أكرم عليه مني.قال علي عليه السّلام:فقلت:يا رسول اللّه فأنت أفضل أم جبرائيل؟فقال:يا علي انّ اللّه تبارك و تعالي فضل أنبيائه المرسلين علي ملائكته المقربين، و فضلني علي جمع النبيين و المرسلين،و الفضل بعدي لك يا علي،و للأئمة من بعدك فإن الملائكة من خدّامنا (4)و خدام محبينا،يا عليّ(الذين يحملون العرش و من حوله يسبّحون بحمد ربهم و يستغفرون للذين آمنوا) (5)بولايتنا،يا عليّ لو لا نحن ما خلق اللّه آدم و لا حواء،و لا الجنة و لا النار،و لا السماء و لا الأرض فكيف لا تكون أفضل من الملائكة و قد سبقناهم إلي معرفة ربّنا (6)،و تسبيحه و تهليله و تقديسه،لان أوّل ما خلق اللّه عز و جل أرواحنا فانطقنا بتوحيده و تحميده (7)ثم خلق الملائكة فلمّا شاهدوا أرواحنا نورا واحدا استعظموا أمرنا فسبحنا لتعلمه.

ص: 38


1- بحار الأنوار 28/35.مع اختلاف في السند و المتن.
2- في كمال الدين:محمد بن علي بن أحمد.
3- في كمال الدين:ابراهيم بن عبد اللّه.
4- في النسخة المخطوط:لخدامنا.
5- سورة غافر:40.
6- في النسخة المخطوطة:الي التوحيد و معرفة ربنا عز و جل.
7- في كمال الدين:بتوحيده و تمجيده.

الملائكة أنا خلق مخلوقون و أنه منزه عن صفاتنا فسبحت الملائكة لتسبيحنا،و نزهته عن صفاتنا،فلما شاهدوا عظم شأننا هلّلنا لتعلم الملائكة أن لا إله إلا اللّه و أنا عبيد و لسنا بآلهة يجب أن نعبد معه أو دونه،فقالوا:لا إله إلاّ اللّه،فلما شاهدوا كبر محلنا كبرنا (1)لتعلم الملائكة أن اللّه أكبر من أن ينال و أنّه عظيم المحل،فلما شاهدوا ما جعل اللّه لنا من العزة و القوة قلنا:لا حول و لا قوة إلاّ باللّه[العلي العظيم]لتعلم الملائكة أن لا حول و لا قوة إلا باللّه (2)فلمّا شاهدوا ما أنعم اللّه به علينا و أوجبه لنا من فرض الطاعة،قلنا الحمد للّه لتعلم الملائكة ما يحق للّه تعالي ذكره علينا من الحمد علي نعمه،فقالت الملائكة:الحمد للّه،فبنا اهتدوا إلي معرفة توحيد اللّه تعالي و تسبيحه و تهليله و تحميده و تمجيده،ثم ان اللّه تبارك و تعالي خلق آدم و أودعنا صلبه و أمر الملائكة بالسجود له تعظيما و إكراما،و كان سجودهم للّه عز و جل عبودية و لآدم إكراما و طاعة لكوننا في صلبه فكيف لا نكون أفضل من الملائكة و قد سجدوا لآدم كلهم أجمعون،و أنه لما عرج بي إلي السماء أذّن جبرائيل مثني مثني،و أقام مثني مثني،ثم قال تقدم يا محمد فقلت له يا جبرائيل أتقدم عليك؟فقال:نعم لأن اللّه تبارك و تعالي فضّل أنبيائه علي ملائكته أجمعين، و فضلك خاصة فتقدمت و صليت بهم و لا فخر،فلما انتهينا إلي حجب النور قال لي جبرائيل:

تقدم يا محمد و تخلف هو عني فقلت:يا جبرائيل في مثل هذا الموضع تفارقني؟فقال:يا محمد إن هذا انتهاء حدي الذي وضعه اللّه عز و جل لي في هذا المكان فإن تجاوزته احترقت اجنحتي لتعدي حدود ربي جل جلاله فزج بي في النور زجة (3)حتي انتهيت إلي حيث ما شاء اللّه من علو ملكه (4)فنوديت يا محمد أنت عبدي (5)و أنا ربك فإياي فاعبد،و عليّ فتوكل فانك نوري في عبادي و رسولي إلي خلقي و حجتي علي بريتي،لك و لمن تبعك خلقت جنتي،و لمن خالفك خلقت ناري،و لأوصيائك أوجبت كرامتي،و لشيعتهم (6)أوجبت ثوابي،فقلت يا رب و من أوصيائي؟فنوديت يا محمد[ان]أوصياءك المكتوبون علي ساق العرش،فنظرت-و أنا بين يدي ربي جل جلاله-إلي ساق العرش فرأيت اثني عشر نورا في كل نور سطر أخضر عليه (7)ه.

ص: 39


1- في كمال الدين:كبرنا اللّه.
2- في كمال الدين:فقالت الملائكة:لا حول و لا قوة إلا باللّه.
3- في كمال الدين:فزخ بي زخة في النور.
4- في كمال الدين:من ملكوته.
5- في كمال الدين:فنوديت يا محمد؟فقلت:لبيك ربي و سعديك،تباركت و تعاليت،فنوديت يا محمد أنت عبدي.
6- في كمال الدين:و لشيعتك.
7- في كمال الدين:مكتوب عليه.

اسم وصي من أوصيائي،أوّلهم علي بن أبي طالب و آخرهم مهدي أمتي،فقلت:يا رب أ هؤلاء أوصيائي من بعدي؟فنوديت يا محمد هؤلاء أوليائي و أحبائي و أصفيائي و حجتي بعدك (1)علي بريتي،و هم أوصياؤك و خلفاؤك و خير خلقي بعدك،و عزتي و جلالي لأظهرنّ بهم ديني، و لأعلينّ بهم كلمتي،و لأطهرن الأرض بآخرهم من أعدائي،و لأملّكنه مشارق الأرض و مغاربها، و لاسخرنّ له الرياح،و لاذللن له السحاب (2)الصعاب،و لأرقينّه في الأسباب و لأنصرنه بجندي و لأمدنه بملائكتي حتي تعلوا دعوتي (3)و يجمع الخلق علي توحيدي ثم لأديمن ملكه، و لأداولن الأيام بين أوليائي إلي يوم القيامة» (4).

السابع: محمد بن خالد الطيالسي،و محمد بن عيسي بن عبيد باسنادهما عن جابر بن يزيد الجعفي قال:قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليه السّلام:«كان اللّه (5)و لا شيء غيره و لا معلوم و لا مجهول،فاول ما ابتدأ من خلق خلقه أن خلق محمدا و خلقنا أهل البيت معه من نور عظمته (6)فاوقفنا اظلّة خضراء بين يديه،لاسماء (7)و لا أرض و لا مكان و لا ليل و لا نهار و لا شمس و لا قمر ففضل نورنا (8)من نور ربنا كشعاع الشمس من الشمس نسبح اللّه تعالي و نقدسه و نحمده و نعبده حق عبادته،ثم بدا اللّه تعالي أن يخلق المكان فخلقه،و كتب علي المكان:لا إله إلا اللّه،محمد رسول اللّه،عليّ أمير المؤمنين و وصيه به أيدته و به نصرته،ثم كيّف اللّه (9)العرش فكتب علي سرادقات العرش مثل ذلك،ثم السماوات (10)فكتب علي أطرافها مثل ذلك،ثم خلق الجنة و النار فكتب عليهما مثل ذلك،ثم خلق اللّه الملائكة و أسكنهم السماء،ثم تراءي لهم اللّه تعالي (11)و أخذ عليهم الميثاق له بربوبيته و لمحمد صلّي اللّه عليه و آله بالنبوّة و لعليّ عليه السّلام بالولاية فاضطربت فرائص الملائكة فسخط اللّه تعالي علي الملائكة و احتجب عنهم فلاذوا بالعرش سبع سنين يستجيرون اللّه من سخطه و يقرون بما أخذ عليهم و يسألونه الرضا فرضي عنهم بعد ما أقروا بذلك،فأسكنهم بذلك الاقرار السماء و اختصهم لنفسه و اختارهم لعبادته،ثم أمر اللّه تعالي أنوارنا أن تسبح فسبحنام.

ص: 40


1- في كمال الدين:و حججي بعدك.
2- في كمال الدين:الرقاب.
3- في كمال الدين:حتي يعلن دعوتي.
4- كمال الدين:254،بحار الأنوار 335/26،عن:عيون الاخبار و علل الشرائع.
5- في البحار:يا جابر كان اللّه.
6- في البحار:من نوره و عظمته.
7- في البحار:حيث لا سماء.
8- في البحار:يفصل نورنا.
9- في البحار:خلق اللّه.
10- في البحار:ثم خلق اللّه السماوات.
11- المراد أن اللّه عرف نفسه لهم.

فسبحت الملائكة بتسبيحنا (1)و لو لا تسبيح أنوارنا ما دروا كيف يسبحون اللّه و لا كيف يقدسونه، ثم إن اللّه خلق الهواء فكتب عليه لا إله إلا اللّه،محمد رسول اللّه،عليّ أمير المؤمنين وصيه،به أيدته و به نصرته،ثم خلق اللّه الجن فأسكنهم الهواء و أخذ الميثاق منهم له بالربوبية و لمحمد صلّي اللّه عليه و آله بالنبوة،و لعلي بالولاية،فأقر منهم من أقر و جحد من جحد (2)فأول من جحد إبليس لعنه اللّه فختم له بالشقاوة،و ما صار إليه.ثم أمر اللّه تعالي أنوارنا أن تسبّح فسبّحت فسبّحوا (3)بتسبيحنا، و لو لا ذلك ما دروا كيف يسبحون اللّه ثم خلق اللّه الأرض فكتب علي أطرافها لا إله إلا اللّه،محمد رسول اللّه،علي أمير المؤمنين وصيه،به أيدته و به نصرته،فبذلك يا جابر قامت السماوات بلا عمد (4)و ثبتت الأرض،ثم خلق اللّه تعالي آدم عليه السّلام من أديم الأرض و نفخ فيه (5)من روحه ثم أخرج ذريته من صلبه فأخذ عليهم الميثاق له بالربوبية،و لمحمد بالنبوة،و لعلي بالولاية،أقر منهم من أقر و جحد منهم من جحد.فكنا أول من أقر بذلك،ثم قال لمحمد:و عزتي و جلالي و علو شأني لولاك و لو لا علي و عترتكما الهادون المهديون الراشدون ما خلقت الجنة و لا النار، و لا المكان،و لا الأرض،و لا السماء،و لا الملائكة،و لا خلقا يعبدني،يا محمد أنت حبيبي، و خليلي و صفيّي،و خيرتي من خلقي،أحب الخلق إليّ و أوّل من ابتدأت من خلقي (6)ثم من بعدك الصديق علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وصيك،به أيّدتك و نصرتك،و جعلته العروة الوثقي و نور أوليائي،و منار الهدي،ثم هؤلاء الهداة المهتدون من أجلكم ابتدأت خلق ما خلقت،فأنتم خيار خلقي(و أحبّائي،و كلماتي،و أسمائي الحسني،و أسبابي و آياتي الكبري، و حجتي فيما بيني و بين خلقي) (7)فخلقتكم من نور عظمتي و أحتجب بكم عن من سواكم من خلقي،و جعلتكم أستقبل بكم،و اسأل بكم،و كل شيء هالك إلا وجهي،و أنتم وجهي لا تبيدون و لا تهلكون،و لا يبيد و لا يهلك من تولاكم،و من استقبلني بغيركم فقد ضل و هوي،و أنتم خلقي و حملة سري،و خزان علمي و سادة أهل السماوات و أهل الأرض،ثم انّ اللّه تعالي هبط إلي الأرض في ظلل من الغمام (8)و الملائكة،و أهبط أنوارنا أهل البيت معه،فاوقفنا صفوفا بين].

ص: 41


1- في البحار:ثم أمر اللّه تعالي أنوارنا أن تسبح فسبحت،فسبحوا بتسبيحنا.
2- في البحار:فأقر منهم بذلك من أقر،و جحد منهم من جحد.
3- المراد الجن.
4- في البحار:بغير عمد.
5- في البحار:فسواه و نفخ فيه.
6- في البحار:و أول من ابتدأت اخراجه من خلقي.
7- ما بين القوستين من زيادات النسخة المطبوعة،و غير موجود في المخطوطة و البحار.
8- قال مصحح البحار:في بعض نسخ البحار[أهبط الي الأرض ظللا من الغمام].

يديه (1)نسبحه في أرضه كما سبحناه في سمائه،و نقدسه في أرضه كما قدسناه في سمائه، و نعبده كما عبدناه في سمائه،فلما أراد اللّه اخراج ذرية آدم عليه السّلام لأخذ الميثاق منهم بالربوبية (2)فكنا أول من قال:(بلي)عند قوله:(أ لست بربكم) (3)ثم أخذ الميثاق منهم بالنبوة لمحمد صلّي اللّه عليه و آله و لعلي عليه السّلام بالولاية،فأقر من أقر،و جحد من جحد».

ثم قال أبو جعفر عليه السّلام:«فنحن أول خلق ابتدأ اللّه (4)،و أول خلق عبد اللّه و سبّحه،و نحن سبب خلق الخلق،و سبب تسبيحهم و عبادتهم من الملائكة و الآدميين فبنا عرف اللّه و بنا وحّد اللّه،و بنا عبد اللّه،و بنا أكرم اللّه من أكرم من جميع خلقه و بنا أثاب اللّه من أثاب،و عاقب من عاقب،ثم تلا قوله تعالي: وَ إِنّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَ إِنّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (5) (6)[و قوله تعالي]: قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ (7) (8)فرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أول من عبد اللّه،و أول من أنكر أن يكون له ولد أو شريك،ثم نحن بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثم أودعنا بعد ذلك صلب آدم عليه السّلام (9)فما زال ذلك النور ينتقل من الأصلاب و الأرحام من صلب إلي صلب،و لا استقر في صلب إلا تبين عن الذي انتقل منه انتقاله،و شرّف الذي استقر فيه،حتي صار في عبد المطّلب،فوقع بام عبد اللّه فاطمة فافترق النور جزءين:جزء في عبد اللّه،و جزء في أبي طالب،فذلك قوله تعالي: وَ تَقَلُّبَكَ فِي السّاجِدِينَ (10) (11)يعني في أصلاب النبيين و أرحام نسائه فعلي هذا أجرانا اللّه تعالي في الأصلاب،و الأرحام حتي أجرانا في أوان عصرنا و زماننا،فمن زعم أنا لسنا ممن جري في الأصلاب و الأرحام و ولدنا الآباء و الامهات فقد كذب» (12).

الثامن: الشيخ الطوسي في(مصابيح الأنوار)عن أنس بن مالك قال:صلي بنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في بعض الأيام صلاة الفجر،ثم أقبل علينا بوجهه الكريم فقلت:يا رسول اللّه ان رأيت أن تفسر لنا قول اللّه عز و جل فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً (13) (14)فقال-صلّي اللّه عليه و آله-:«أمّا النبيون فأنا،و أما الصديقون فأخي علي بن أبي طالب،و أما8.

ص: 42


1- أراد بذلك قربهم المعنوي الي اللّه تعالي.
2- في البحار:بأخذ الميثاق منهم له بالربوبية.
3- اشارة الي قوله تعالي: وَ أَشْهَدَهُمْ عَلي أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلي .
4- في البحار:فنحن أول خلق اللّه.
5- سوره 37 - آيه 165
6- الصافات:165-166.
7- سوره 43 - آيه 81
8- الزخرف:81.
9- في البحار:ثم أودعنا بذلك النور صلب آدم.
10- سوره 26 - آيه 219
11- الشعراء:219.
12- بحار الأنوار 17/25-20.
13- سوره 4 - آيه 69
14- النساء:68.

الشهداء فعمي حمزة،و أما الصالحون فابنتي فاطمة و ولداها الحسن و الحسين».

قال:و كان العباس حاضرا فوثب و جلس بين يدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قال:ألسنا أنا و أنت و علي و فاطمة و الحسن و الحسين من نبعة واحدة؟قال:«و كيف ذلك يا عم»؟.قال العباس:لأنك تعرّف بعلي و فاطمة و الحسن و الحسين دوننا فتبسم النبي و قال:«أما قولك يا عم ألسنا نبعة واحدة فصدقت و لكن يا عم،إن اللّه خلقني و عليا و فاطمة و الحسن و الحسين قبل أن يخلق اللّه آدم حيث لا سماء مبنية و لا أرض مدحية و لا ظلمة و لا نور،و لا جنة و لا نار،و لا شمس و لا قمر».

قال العباس:و كيف كان بدء خلقكم يا رسول اللّه؟

قال:«يا عم لمّا أراد اللّه أن يخلقنا تكلم بكلمة خلق منها نورا ثم تكلم بكلمة فخلق منها روحا فمزج النور بالروح فخلقني و أخي عليا و فاطمة و الحسن و الحسين فكنا نسبحه حين لا تسبيح،و نقدسه حين لا تقديس،فلما أراد اللّه أن ينشئ الصنعة فتق نوري فخلق منه العرش، فالعرش من نوري و نوري من نور اللّه،و نوري أفضل من العرش.

ثم فتق نور أخي علي بن أبي طالب فخلق منه الملائكة فالملائكة من نور علي و نور علي من نور اللّه،و علي أفضل من الملائكة.

ثم فتق نور ابنتي فاطمة فخلق منه السماوات و الأرض فالسماوات و الأرض من نور ابنتي و نور ابنتي فاطمة من نور اللّه عز و جل،و ابنتي فاطمة أفضل من السماوات و الأرض.

ثم فتق نور ولدي الحسن و خلق منه الشمس و القمر،فالشمس و القمر من نور ولدي الحسن، و نور ولدي الحسن من نور اللّه،و الحسن أفضل من الشمس و القمر،ثم فتق نور ولدي الحسين فخلق منه الجنة و الحور العين فالجنة و الحور العين من نور ولدي الحسين،و نور ولدي الحسين من نور اللّه،و ولدي أفضل من الجنة و الحور العين.

ثم أمر اللّه الظلمات أن تمر بسحائب الظلم فاظلمت السماوات علي الملائكة فضجت الملائكة بالتسبيح و التقديس و قالت:إلهنا و سيدنا مذ خلقتنا و عرفتنا هذه الاشباح لم نر بؤسا فبحق هذه الاشباح إلا ما كشفت عنا هذه الظلمة،فاخرج اللّه من نور ابنتي فاطمة قناديل فعلّقها في بطنان العرش فازهرت السماوات و الأرض،ثم اشرقت بنورها،فلأجل ذلك سميّت الزهراء، فقالت الملائكة:إلهنا و سيدنا لمن هذا النور الزاهر الذي اشرقت به السماوات و الأرض؟فاوحي اللّه إليها هذا نور اخترعته من نور جلالي لأمتي فاطمة بنت حبيبي،و زوجة وليي،و أخ نبيّي،و أب حججي علي عبادي،أشهدكم يا ملائكتي أني قد جعلت ثواب تسبيحكم و تقديسكم لهذه

ص: 43

المرأة و شيعتها و محبّيها إلي يوم القيامة».

فلما سمع العباس من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله وثب قائما و قبّل ما بين عيني علي عليه السّلام و قال:و اللّه أنت يا علي الحجّة البالغة لمن آمن باللّه و اليوم الآخر (1).

التاسع: شرف الدين النجفي في كتاب(تأويل الآيات الباهرة في فضائل العترة الطاهرة)قال:

روي الشيخ محمد بن الحسن،عن محمد بن وهبان،عن أبي جعفر محمد بن علي بن رحيم،عن العبّاس بن محمد،قال:حدثني أبي،عن الحسن بن علي بن أبي حمزة قال:قال:حدثني أبي،عن أبي نصير يحيي بن أبي القاسم قال:سأل جابر ابن يزيد الجعفي جعفر بن محمد الصادق عليه السّلام عن تفسير هذه الآية: وَ إِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ (2) (3)فقال عليه السّلام:«إنّ اللّه سبحانه لمّا خلق إبراهيم عليه السّلام كشف له عن بصره فنظر فرأي نورا إلي جنب العرش فقال:إلهي ما هذا النور؟فقيل:هذا نور محمد صفوتي من خلقي،و رأي نورا إلي جنبه فقال:إلهي و ما هذا النور؟فقيل له:هذا نور علي ابن أبي طالب ناصر ديني،و رأي إلي جنبيهما ثلاثة أنوار فقال:إلهي و ما هذه الأنوار؟فقيل:هذه فاطمة فطمت محبّيها من النار،و نور ولديها الحسن و الحسين فقال:إلهي و أري تسعة أنوار قد حفّوا بهم؟قيل:يا إبراهيم هؤلاء الأئمة من ولد علي و فاطمة،فقال إبراهيم:إلهي بحق هؤلاء الخمسة إلا ما عرفتني من التسعة؟قيل:يا إبراهيم،أوّلهم علي بن الحسين و ابنه محمد،و ابنه جعفر،و ابنه موسي،و ابنه علي،و ابنه محمد،و ابنه علي،و ابنه الحسن و الحجة القائم ابنه،فقال إبراهيم:إلهي و سيدي أري أنوارا قد أحدقوا بهم لا يحصي عددهم إلا أنت؟قيل:يا إبراهيم هؤلاء شيعتهم،شيعة علي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب،فقال إبراهيم:و بما تعرف شيعته؟ قال:بصلاة الإحدي و خمسين،و الجهر ببسم اللّه الرّحمن الرحيم،و القنوت قبل الركوع،و التختم في اليمين،فعند ذلك قال إبراهيم:اللهم اجعلني من شيعة أمير المؤمنين،قال فأخبر اللّه في كتابه فقال: وَ إِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ (4) (5).

العاشر: ابن بابويه في(كتاب النصوص علي الأئمة الاثني عشر)قال:حدّثنا أبو الحسن علي بن الحسين بن محمد قال:حدّثنا أبو محمد هارون بن موسي في شهر ربيع الأول سنة احدي و ثمانين و ثلاثمائة،قال:حدثني أبو علي محمد بن همام قال:حدثني أبو علي بن كثير (6)البصري قال:ر.

ص: 44


1- بحار الأنوار 16/25.باختلاف في اللفظ.
2- سوره 37 - آيه 83
3- الصافات:37.
4- سوره 37 - آيه 83
5- بحار الأنوار 151/36.
6- في المخطوط:عامر بن كثير.

حدثني الحسن بن محمد بن أبي شعيب الحرّاني قال:حدّثنا سكين بن كثير (1)أبو بسطام،عن شعبة بن الحجّاج،عن هشام بن زيد عن أنس بن مالك.

قال هارون:و حدّثنا حيدر بن محمد نعيم السمرقندي،قال:حدّثنا أبو النضر محمد بن مسعود العياشي،عن يوسف بن السحت البصري،قال:حدّثنا منجاب بن الحرث،قال:حدّثنا محمد بن بشار،عن محمد بن جعفر عبد ربه قال:حدّثنا شعبة،عن هشام بن زيد عن أنس بن مالك قال:كنت أنا،و أبو ذر و سلمان،و زيد بن ثابت،و زيد بن أرقم عند النبي صلّي اللّه عليه و آله إذ دخل الحسن و الحسين، فقبّلهما رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقام أبو ذر فانكب عليهما و قبّل أيديهما،ثم رجع فقعد معنا،فقلنا له سرا:يا أبا ذر أنت رجل شيخ من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله تقوم إلي صبيين من بني هاشم فتنكب عليهما و تقبل أيديهما؟!فقال:نعم لو سمعتم ما سمعت فيهما من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لفعلتم بهما أكثر مما فعلت،قلنا:و ما ذا سمعت يا أبا ذر؟قال:سمعته يقول لعلي و لهما:«و اللّه (2)لو أن رجلا صلّي و صام حتي يصير كالشن البالي إذا ما نفع (3)صلاته و صومه إلاّ بحبّكم،يا علي من توسل إلي اللّه عز و جل بحبكم فحق علي اللّه أن لا يردّه،يا علي من أحبّكم و تمسّك بكم فقد تمسّك بالعروة الوثقي».

قال:ثم قام أبو ذر و خرج و تقدّمنا إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقلنا:يا رسول اللّه أخبرنا أبو ذر عنك بكيت و كيت،فقال:«صدق أبو ذر،و اللّه ما أظلّت الخضراء و لا أقلّت الغبراء علي ذي لهجة أصدق من أبي ذر»،ثم قال صلّي اللّه عليه و آله:«خلقني اللّه تبارك و تعالي و أهل بيتي من نور واحد قبل أن يخلق آدم بتسعة (4)آلاف عام،ثمّ نقلنا إلي صلب آدم عليه السّلام،ثم نقلنا من صلب آدم إلي أصلاب الطاهرين، و إلي أرحام الطاهرات».

قلنا يا رسول اللّه:فاين كنتم؟و علي أي مثال كنتم؟قال:«كنّا أشباحا من نور تحت العرش نسبّح اللّه و نحمده (5)،ثم قال صلّي اللّه عليه و آله لما عرج بي إلي السماء و بلغت سدرة المنتهي ودّعني جبرائيل عليه السّلام فقلت حبيبي جبرائيل أ في مثل هذا المقام تفارقني؟.فقال:يا محمد إني لا اجاوز هذا الموضع (6)فتحترق أجنحتي،ثم زخ (7)بي في النور ما شاء اللّه،فاوحي اللّه إلي يا محمد إني اطلعت إليي.

ص: 45


1- في المخطوط:مسكين بن كثير.
2- في الارشاد،و البحار:يا علي و اللّه.
3- في الارشاد و البحار:ما تنفعه.
4- في الارشاد و البحار:بسبعة.
5- في البحار و ارشاد القلوب:نقدسه و نمجده.
6- في البحار و ارشاد القلوب:اني لا اجوزه.
7- زخ به:اي دفع و رمي.

الأرض اطلاعة فاخترتك منها فجعلتك نبيّا ثم اطلعت ثانية فاخترت منها عليا و جعلته وصيك و وارث علمك و الإمام من بعدك،و أخرج من أصلابكما الذرية الطاهرة و الأئمة المعصومين خزان علمي فلولاكم ما خلقت الدنيا و لا الآخرة،و لا الجنة و لا النار،يا محمد أ تحب أن تراهم؟ قلت:نعم يا رب،فنوديت يا محمد ارفع رأسك فرفعت رأسي،و إذا بأنوار علي و فاطمة و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسي بن جعفر و علي بن موسي و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و الحجّة يتلألأ من بينهم (1)كأنه كوكب دري فقلت:يا رب من هؤلاء و من هذا؟قال:يا محمد هم الأئمة من بعدك و المطهرون من صلبك و هذا الحجّة الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا و يشفي صدر قوم مؤمنين».

قلنا:بآبائنا و امهاتنا أنت يا رسول اللّه لقد قلت عجبا!

فقال صلّي اللّه عليه و آله و أعجب من هذا أنّ أقواما يسمعون منّي (2)هذا ثمّ يرجعون علي أعقابهم بعد إذ هداهم اللّه و يؤذوني فيهم،ما لهم لا أنالهم اللّه شفاعتي (3).

الحادي عشر: ابن بابويه من(النصوص)أيضا قال:أخبرنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمد بن عبد اللّه،قال:حدّثنا أبو طالب عبد اللّه بن أحمد بن يعقوب بن نصر الأنباري،قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن مسروق قال:حدّثنا عبد اللّه بن شعيب قال:حدّثنا محمد بن زياد التميمي (4)قال:حدّثنا سفيان بن عيينة قال:حدّثنا عمران بن داود قال:حدّثنا محمد بن الحنفية قال:قال أمير المؤمنين- صلوات اللّه عليه-سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«قال اللّه تبارك و تعالي:لأعذبنّ كلّ رعية دانت بطاعة إمام ليس مني و إن كانت الرعية في نفسها برة،و لأرحمن كل رعية دانت بإمام عادل مني و إن كانت الرعية في نفسها غير برة و لا تقية»،ثم قال:«يا علي أنت الإمام و الخليفة بعدي،حربك حربي و سلمك سلمي،و أنت أبو سبطي،و زوج ابنتي،من ذريتك الأئمة المطهرون،فأنا سيد الأنبياء و أنت سيد الأوصياء،و أنا و أنت من شجرة واحدة،و لولانا لم يخلق اللّه الجنة و لا النار و لا الأنبياء و لا الملائكة».

قال:قلت:يا رسول اللّه فنحن أفضل من (5)الملائكة؟قال:«يا علي نحن خير خليقة اللّه عليم.

ص: 46


1- في ارشاد القلوب:و الحجة بن الحسن يلألأ وجهه من بينهم نورا.
2- في البحار و ارشاد القلوب:يسمعون مني هذا الكلام.
3- بحار الأنوار 301/36،إرشاد القلوب 205/2.
4- في البحار:السهمي.
5- في البحار:أم.

بسيط الأرض،و خير من الملائكة المقرّبين،و كيف لا نكون خيرا منهم و قد سبقناهم إلي معرفة اللّه و توحيده؟فبنا عرفوا اللّه،و بنا عبدوا اللّه،و بنا اهتدوا السبيل إلي معرفة اللّه.

يا علي أنت مني و أنا منك،و أنت أخي و وزيري،فإذا متّ ظهرت لك ضغائن في صدور قوم و ستكون بعدي فتنة صمّاء صيلم (1)يسقط فيها كلّ وليجة و بطانة،و ذلك عند فقدان شيعتك الخامس من ولد السابع من ولدك،يحزن لفقده أهل الزمان و الأرض (2)فكم مؤمن و مؤمنة متأسف و متلهف حيران عند فقده».

ثم أطرق مليّا ثم رفع رأسه و قال:«بأبي و أمي سميّي و شبيهي و شبيه موسي بن عمران عليه جيوب النور-أو قال:جلابيب النور-يتوقد من شعاع القدس،كأني بهم آيس ما كانوا،ثم ينادي بنداء يسمعه من البعيد كما يسمعه من القريب (3)يكون رحمة علي المؤمنين و عذابا علي المنافقين،قلت:و ما ذاك النداء؟قال:ثلاثة أصوات في رجب:أولها،ألا لعنة اللّه علي الظالمين، و الثاني:أزفت الآزفة،و الثالث يرون بدنا بارزا مع قرن الشمس ينادي:ألا إن اللّه قد بعث فلان بن فلان حتي ينسبه إلي علي عليه السّلام فيه هلاك الظالمين،فعند ذلك يأتي الفرج،و يشفي اللّه صدورهم و يذهب غيظ قلوبهم،قلت:يا رسول اللّه فكم يكون بعدي من الأئمة؟قال:بعد الحسين تسعة و التاسع قائمهم» (4).

الثاني عشر: الشيخ الثقة محمد بن العباس بن ماهيار صاحب التفسير في(ما نزل في القرآن في أهل البيت)قال:حدّثنا عبد العزيز بن يحيي،عن أحمد بن محمد،عن عمر بن يونس الحنفي اليماني (5)،عن داود بن سليمان المروزي،عن الربيع بن عبد اللّه الهاشمي،عن أشياخ من آل (6)علي بن أبي طالب قالوا:قال علي عليه السّلام في بعض خطبه:«إنا آل محمد كنّا أنوارا حول العرش فأمرنا اللّه تعالي بالتسبيح فسبحنا و سبحت الملائكة بتسبيحنا،ثم اهبطنا إلي الأرض فأمرنا بالتسبيح فسبّحنا فسبّح أهل الأرض بتسبيحنا وَ إِنّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ، وَ إِنّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (7) (8)».

و من ذلك ما روي مرفوعا عن محمد بن زياد:قال سأل ابن مهران عبد اللّه بن العباس عن تفسيرد.

ص: 47


1- الامر الشديد و الداهية.
2- في البحار:أهل الأرض و السماء.
3- في البحار:يسمعه من البعد كما يسمعه من القرب.
4- بحار الأنوار:337/36.
5- في البحار:اليمامي.
6- في البحار:من آل محمد عن علي.
7- سوره 37 - آيه 165
8- الصافات 165-166،و الحديث رواه المجلسي في البحار:88/24،عن كنز جامع الفوائد.

قوله تعالي: وَ إِنّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ، وَ إِنّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (1) فقال ابن عباس:إنا كنّا عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فأقبل علي بن أبي طالب عليه السّلام فلمّا رآه النبي صلّي اللّه عليه و آله تبسّم في وجهه و قال:«مرحبا بمن خلقه اللّه قبل آدم بأربعين ألف عام»فقلت:يا رسول اللّه أ كان الابن قبل الأب؟فقال:«نعم إن اللّه تعالي خلقني و خلق عليّا قبل أن يخلق آدم بهذه المدة،خلق نورا فقسمه نصفين فخلقني من نصفه و خلق عليّا من النصف الآخر قبل الأشياء كلها،ثم خلق الأشياء فكانت مظلمة فنورها من نوري و نور عليّ.ثم جعلنا عن يمين العرش،ثم خلق الملائكة فسبحنا و سبحت الملائكة،و هلّلنا و هلّلت الملائكة و كبّرنا فكبّرت الملائكة فكان ذلك من تعليمي و تعليم عليّ،و كان ذلك في علم اللّه السابق (2)أن لا يدخل النار محبّ لي و لعلي،و لا يدخل (3)الجنة مبغض لي و لعلي،ألا و إن اللّه عز و جل خلق ملائكة بأيديهم أباريق اللجين مملوءة من ماء الجنة من الفردوس،فما من أحد من شيعة علي إلاّ و هو طاهر الوالدين تقي تقي،مؤمن باللّه،فإذا أراد أب واحدهم (4)أن يواقع أهله جاء ملك من الملائكة الذين بأيديهم أباريق ماء الجنة فيطرح (5)من ذلك الماء في آنيته التي يشرب منها (6)فيشرب من ذلك الماء فينبت الإيمان في قلبه كما ينبت الزرع،فهم علي بينة من ربهم و من نبيهم و من وصيه عليّ و من ابنتي الزهراء،ثم الحسن،ثم الحسين،ثم الأئمة من ولد الحسين».

فقلت:يا رسول اللّه و من هم الأئمة؟ (7)قال:«أحد عشر (8)و أبوهم علي بن أبي طالب،ثم قال النبي صلّي اللّه عليه و آله الحمد للّه الذي جعل محبّة عليّ و الإيمان سببين-يعني سببا لدخول الجنّة و سببا للفوز من النار- (9).

الثالث عشر: محمد بن يعقوب عن أحمد بن إدريس،عن الحسين بن عبد اللّه،عن محمد بن عيسي،و محمد بن عبد اللّه،عن علي بن حديد،عن مرازم،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:قال اللّه تبارك و تعالي:«يا محمد إني خلقتك و عليّا نورا يعني روحا بلا بدن قبل أن أخلق سماواتي و أرضي و عرشي و بحري فلم تزل تهلّلني و تمجدني،ثمّ جمعت روحيكما فجعلتهما واحدة فكانتت.

ص: 48


1- سوره 37 - آيه 165
2- في البحار:أن الملائكة تتعلم منا التسبيح و التهليل،و كل شيء يسبح اللّه و يكبره و يهلله بتعليمي و تعليم علي،و كان في علم اللّه السابق.
3- في البحار:و كذا كان في علمه أن لا يدخل.
4- في ارشاد القلوب:فإذا أراد أحدهم.
5- في البحار:فقطر.
6- في البحار و ارشاد القلوب:في إناءه الذي يشرب فيه.
7- في البحار:كم هم.
8- في البحار:أحد عشر مني.
9- بحار الأنوار:88/24 و:245/26،ارشاد القلوب 195/2 ط بيروت.

تحمدني و تقدّسني و تهلّلني و تمجدني،ثمّ قسمتها ثنتين و قسمت الثنتين ثنتين فصارت أربعة محمد واحد و عليّ واحد و الحسن و الحسين ثنتان،ثم خلق اللّه فاطمة من نور ابتدأها روحا بلا بدن،ثمّ مسحنا بيمينه فأفضي نوره فينا» (1).

الرابع عشر: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا الحسين بن عبيد اللّه الغضائري عن علي بن محمد العلوي،قال:حدّثنا الحسين بن علي بن صالح بن شعيب الجوهري،قال:حدّثنا محمد بن يعقوب الكليني،عن محمد بن محمد،عن إسحاق بن إسماعيل النيسابوري،عن الصادق جعفر بن محمد،عن أبيه،عن آبائه عليهم السّلام قال:حدّثنا الحسن بن علي صلوات اللّه عليه قال:سمعت جدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«خلقت من نور اللّه عز و جل و خلق أهل بيتي من نوري و خلق محبّيهم من نورهم،و سائر الخلق في النار» (2).5.

ص: 49


1- اصول الكافي 440/1.
2- بحار الأنوار 20/15.

الباب الثالث

في أن ميلاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام في الكعبة المشرّفة

من طريق العامة من(مناقب الفقيه ابن المغازلي)الشافعي،قال:أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد البيع قال:أخبرنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمد بن عبد اللّه بن خالد الكاتب قال:حدّثنا أحمد بن جعفر بن محمد بن مسلم الختلي العلوي قال:حدثني عمر بن أحمد بن روح السّاجي،حدثني أبو طاهر يحيي بن الحسن العلوي قال:حدثني محمد بن سعيد الدارمي،حدّثنا موسي بن جعفر عن أبيه، عن محمد بن علي،عن أبيه علي بن الحسين قال:كنت جالسا مع أبي و نحن زوّار قبر جدنا عليه السّلام و هناك نسوة كثيرة إذ أقبلت امرأة منهن فقلت لها:من أنت يرحمك اللّه؟قالت:أنا زبدة بنت قريبة ابن العجلان من بني ساعدة فقلت لها:فهل عندك شيء تحدثينا؟فقالت:اي و اللّه حدثتني أمي أم عمارة بنت محارة بن نضلة (1)بن مالك بن العجلان الساعدي انّها كانت ذات يوم في نساء من العرب إذ اقبل أبو طالب كئيبا حزينا فقلت له ما شأنك يا أبا طالب؟فقال:إنّ فاطمة بنت أسد في شدّة المخاض ثم وضع يده علي وجهه فبينا هو كذلك إذ أقبل محمد صلّي اللّه عليه و آله فقال:«ما شأنك يا عم؟» فقال:إن فاطمة بنت أسد تشتكي المخاض فأخذ بيده و جاء و قمن معه فجاء بها إلي الكعبة فاجلسها في الكعبة ثم قال:اجلسي علي اسم اللّه،قالت (2):فطلقت طلقة فولدت غلاما مسرورا نظيفا منظفا لم أر كحسن وجهه فسمّاه أبو طالب عليّا و حمله النبي صلّي اللّه عليه و آله حتي أداه إلي منزلها.

قال علي بن الحسين:«فو اللّه ما سمعت بشيء قط إلا و هذا أحسن منه».

و روي هذا الحديث المالكي في(الفصول المهمة)عن علي بن الحسين عليهما السّلام نقله من كتاب (المناقب)لأبي المعالي الفقيه المالكي قال:و لم يولد بالبيت الحرام قبله أحد سواه،و هي فضيلة خصّها اللّه تعالي به اجلالا له و اعلاء لرتبته،و إظهارا لمكرمته و كان علي هاشميا من هاشميّين، و أوّل من ولده هاشم مرتين (3).

قلت:ان رواية أن أمير المؤمنين عليه السّلام ولد في الكعبة بلغت حدّ التواتر،معلومة في كتب العامة و الخاصة (4).

ص: 50


1- في المناقب:عبادة بن نضلة.
2- في المناقب:قال.
3- الفصول المهمة لابن صباغ المالكي:12 ط:النجف الاشرف.
4- هذه المنقبة من خصائص سيد الوصيين ذكرها له جمع كثير من علماء السنة نذكر أسمائهم و أسماء كتبهم اجمالا(و من أراد التفصيل فعليه بمراجعة كتابنا(مختصات أمير المؤمنين عليه السّلام).)

ص: 51

الباب الرابع

في أن ميلاده عليه السّلام في الكعبة من طريق الخاصة

الشيخ أبو جعفر الطوسي في أماليه قال:أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن الحسن بن شاذان قال:حدثني أحمد بن محمد بن أيوب قال:حدّثنا عمر بن الحسن القاضي قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمد قال:حدثني أبو حبيبة قال:حدثني سفيان بن عيينة،عن الزهري،عن عائشة.

قال محمد بن أحمد بن شاذان:و حدثني سهل بن أحمد قال:حدّثنا أحمد بن عمر الربيعي قال:

حدّثنا زكريا بن يحيي قال:حدّثنا أبو داود قال:حدّثنا شعبة عن قتادة،عن أنس بن مالك،عن العباس بن عبد المطلب.قال ابن شاذان:و حدثني إبراهيم بن علي بإسناده عن أبي عبد اللّه جعفر ابن محمد عن آبائه عليهم السّلام قال:كان العباس بن عبد المطلب و يزيد بن قعنب جالسين ما بين فريق بني هاشم إلي فريق عبد العزي بإزاء بيت اللّه الحرام إذ أتت فاطمة عليها السّلام بنت أسد بن هاشم أم أمير المؤمنين عليه السّلام و كانت حاملة بأمير المؤمنين عليه السّلام لتسعة أشهر و كان يوم التمام قال:فوقفت بإزاء البيت الحرام و قد أخذها الطلق فرمت بطرفها نحو السماء و قالت:أي رب إني مؤمنة بك و بما جاء به من عندك الرسول و بكل نبي من أنبيائك و بكل كتاب أنزلته و إني مصدقة بكلام جدي إبراهيم الخليل و إنه بني بيتك العتيق فأسألك بحق هذا البيت و من بناه و بحق هذا المولود (1)الذي في أحشائي، الذي يكلّمني و يؤنسني بحديثه و أنا مؤمنة (2)إنه إحدي آياتك و دلائلك لمّا يسرت عليّ ولادتي.

قال العباس بن عبد المطلب و يزيد بن قعنب فلما تكلمت فاطمة بنت أسد و دعت بهذا الدعاء رأينا البيت قد انفتح من ظهره و دخلت فاطمة فيه و غابت عن أبصارنا.ثم عادت الفتحة و التزقت باذن اللّه فرمنا أن نفتح الباب ليصل إليها بعض نسائنا فلم ينفتح الباب فعلمنا أن ذلك أمر من أمر اللّه

ص: 52


1- في الأمالي و البحار:و بهذا المولود.
2- في الأمالي و البحار:موقنة.

تعالي،و بقيت فاطمة في البيت ثلاثة أيام.قال:و أهل مكة يتحدثون بذلك في أفواه السكك، و تتحدث المخدرات في خدورهن.قال:فلما كان بعد ثلاثة أيام انفتح الباب من الموضع الذي كانت دخلت فيه فخرجت فاطمة و عليّ علي يديها.

ثم قالت:معاشر الناس إن اللّه عز و جل اختارني من خلقه و فضلني علي المختارات ممن مضي قبلي،و قد اختار اللّه آسية بنت مزاحم فإنها عبدت اللّه سرا في موضع لا يحب أن يعبد اللّه فيه إلا اضطرارا،و إن مريم بنت عمران هزت الجذع (1)اليابس من النخلة في فلاة من الأرض حتي تساقط عليها رطبا جنيا،و إنّ اللّه تعالي اختارني و فضلني عليهما و علي كل من مضي قبلي من نساء العالمين لأني ولدت في بيته العتيق و بقيت فيه ثلاثة أيام آكل من ثمار الجنة و أرزاقها (2)،فلما أردت أن أخرج و ولدي علي يدي هتف بي هاتف و قال:يا فاطمة سمّيه عليا فأنا العلي الأعلي و إني خلقته من قدرتي و عز جلالي (3)و قسط عدلي،و اشتققت اسمه من اسمي و أدبته بأدبي (4)و هو أول من يؤذن فوق بيتي و يكسر الأصنام و يرميها علي وجهها و يعظّمني و يمجدني و يهلّلني،و هو الإمام بعد حبيبي و نبيي و خيرتي من خلقي محمد رسولي و وصيه،فطوبي لمن أحبه و نصره و الويل لمن عصاه و خذله و جحد حقّه.

قال:فلما رآه أبو طالب سرّ (5)و قال علي عليه السّلام:«السلام عليك يا أبه و رحمة اللّه و بركاته».

ثم قال:دخل (6)رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلمّا دخل اهتز له أمير المؤمنين عليه السّلام و ضحك في وجهه و قال:

«السلام عليك يا رسول اللّه و رحمة اللّه و بركاته».

قال:ثم تنحنح (7)بإذن اللّه تعالي و قال:«بسم اللّه الرّحمن الرحيم قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ اَلَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ (8) (9).-إلي آخر الآية-فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:قد أفلحوا بك،و قرأ تمام الآية إلي قوله أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ اَلَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ (10) (11)فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنت و اللّه أميرهم تميرهم (12)من علومك فيمتارون،و أنت و اللّه دليلهم،و بك يهتدون».ة.

ص: 53


1- في الأمالي:(و مريم بنت عمران حيث هانت و يسرت عليها ولادة عيسي فهزت الجذع اليابس). و في البحار:(و ان مريم بنت عمران اختارها اللّه حيث يسر عليها ولادة عيسي فهزت الجذع).
2- و في الأمالي:و أوراقها.
3- في الأمالي:و عزتي و جلالي.
4- في الأمالي و البحار:(و فوضت إليه أمري،و وقفته علي غامض علمي و ولد في بيتي،و هو أول من يؤذن..).
5- في الأمالي:سره.
6- في الأمالي:قال:ثم دخل.
7- في المخطوطة:تجنح.
8- سوره 23 - آيه 1
9- المؤمنون:2-3.
10- سوره 23 - آيه 10
11- المؤمنون:11-12.
12- مير ميرا:أتاهم بالطعام و المئونة.

ثم قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لفاطمة:«اذهبي إلي عمّه حمزة فبشريه به».فقالت:«فإذا خرجت أنا فمن يرويه»؟فقال:«أنا ارويه»فقالت فاطمة:«أنت ترويه»؟قال:«نعم و ذلك قول اللّه تعالي:

فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً (1) (2) »قال:فسمي ذلك اليوم يوم التروية:فلما أن رجعت فاطمة بنت أسد رأت نورا قد ارتفع من عليّ إلي عنان السماء.قال:ثم شددته و قمطته قماطا فبتر القماط (3)ثم جعلته قماطين فبترهما فجعلته ثلاثة فبترها،فجعلته أربعة أقمطة من رقّ مصر لصلابته فبترها، فجعلته خمسة أقمط ديباج لصلابته فبترها كلّها،فجعلته ستة من ديباج و واحدا من الأدم (4)فتمطي فيها فقطعها كلها بإذن اللّه،ثم قال بعد ذلك:«يا أمه لا تشدي يدي فإني أحتاج إلي أن ابصبص لربي باصبعي».قال:فقال أبو طالب عند ذلك:إنه سيكون له شأن و نبأ،قال:فلما كان من غد دخل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي فاطمة،فلما بصر علي عليه السّلام برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله سلم عليه و ضحك في وجهه و أشار إليه أن خذني (5)و اسقني مما سقيتني بالأمس قال:فأخذه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقالت فاطمة:عرفه و رب الكعبة قال:فلكلام فاطمة سمي ذلك اليوم يوم عرفة يعني (6)ان أمير المؤمنين عليه السّلام عرف رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلما كان اليوم الثالث و كان العاشر من ذي الحجة أذن أبو طالب في الناس جامعا و قال:

هلموا إلي وليمة ابني علي.قال و نحر ثلاثمائة من الابل و ألف رأس من البقر و الغنم و اتخذ وليمة عظيمة و قال:معاشر الناس ألا من أراد من طعام علي ولدي فهلموا و طوفوا بالبيت سبعا سبعا (7)و ادخلوا و سلّموا علي ولدي عليّ،فإن اللّه شرفه،و لفعل أبي طالب شرف يوم النحر (8).9.

ص: 54


1- سوره 2 - آيه 60
2- في الأمالي و البحار:فوضع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لسانه في فيه فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا.و الآية في سورة البقرة:60.
3- في البحار:قال:ثم شدته و قمطته بقماط فبتر القماط.قال:فأخذت فاطمة قماطا جيدا فشدته به فبتر القماط.
4- أدم و ادم:الجلد المدبوغ.
5- في البحار:خذني إليك.
6- في الأمالي:تعني.
7- في الأمالي:و طوفوا بالبيت سبعا.
8- الأمالي 317/2-320 ط:النجف،بحار الأنوار 35/35-39.

الباب الخامس

في نسبه عليه السلام

من طريق العامة و الخاصة.

فمن طريق العامة ما رواه أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل في مسند والده أحمد بن حنبل.

أخبرنا السيّد الأجل العالم الطاهر الأوحد نقيب النقباء مجد الدين فخر الإسلام عز الدولة تاج الملّة ذو المناقب مرتضي أمير المؤمنين أبو عبد اللّه أحمد بن الطاهر الاوحدي ذي المناقب أبي الحسن علي بن الطاهر الاوحد أبي الغنائم المعمر بن محمد بن أحمد بن عبد اللّه الحسيني (1).

و عنه عن الشيخ الصالح أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد بن القاسم الصيرفي،عن الشيخ أبي طاهر محمد بن علي بن محمد بن يوسف المقري المعروف بابن العلاف،عن أبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي،عن أبي عبد الرّحمن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدثني أبي قال:

علي بن أبي طالب و اسم أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب و اسم عبد المطلب شيبة بن هاشم و اسم هاشم عمرو بن عبد مناف و اسم عبد مناف المغيرة بن قصي و اسم قصي زيد بن كلاب بن مرة بن كعب بن لوي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أد بن أدد بن الهميسع بن يشخب-و قيل اشخب-بن نبت بن قيدار بن إسماعيل،و إسماعيل أول من فتق لسانه بالعربية المبينة التي نزل بها القرآن،و أوّل من ركب الخيل و كانت وحوشا و هو ابن عرق الثري خليل اللّه إبراهيم بن تارخ بن ناخور-و قيل التأخر-ابن ساروع بن ارغو بن فارغ و هو قاسم الأرض بين أهلها بن غابر و هو هود النبي عليه السّلام بن شالخ بن ارفخشد و هو الراند (2)بن سام بن نوح بن لمك و هو في لغة العرب ملكان بن المتوشلخ و هو المثوب بن اخنح و هو إدريس عليه السّلام النبي بن يرد و هو اليارد بن مهلائيل بن قينان بن انوش و هو

ص: 55


1- الصحيح:(محمد بن المعمر بن أبي الغنائم المعمر بن أحمد أبي عبد اللّه الحسيني)كما في عمدة الطالب ص 322 ط ايران.
2- في المخطوطة:الراقد،و في البحار:الرافد.

الطاهر بن شيث و هو هبة اللّه و يقال أيضا شاث بن آدم أبي البشر عليه السّلام (1).

و روي عن النبي صلّي اللّه عليه و آله إنه كان يقول:«إذا وصل إلي إبراهيم عليه السّلام كذب النسّابون»يريد به ما بعد إبراهيم عليه السّلام.

و قيل إنه إنما قال ذلك عليه السّلام إذا وصل النسب الي معد بن عدنان (2)و اللّه أعلم و انما هذا هو النسب المتعارف.

و من طريق الخاصة.

محمد بن علي بن بابويه قال:حدّثنا علي بن عيسي المجاور-رضي اللّه عنه- (3)قال:حدّثنا علي بن محمد بن بندار،عن أبيه،عن محمد بن علي المقري،عن محمد بن سنان،عن مالك بن عطية،عن ثوير بن سعيد،عن أبيه سعيد بن علاقة،عن الحسن البصري قال:صعد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام منبر البصرة فقال:«أيها الناس انسبوني،فمن عرفني فلينسبني و إلاّ فأنا أنسب نفسي».أنا زيد بن عبد مناف بن عامر ابن عمرو بن المغيرة بن زيد بن كلاب.فقام إليه ابن الكواء (4)فقال (5):يا هذا ما نعرف لك نسبا غير أنك علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم ابن عبد مناف بن قصي بن كلاب.فقال له:«يا لكع (6)ان أبي سماني«زيدا»باسم جده«قصي»و ان اسم أبي«عبد مناف»فغلبت الكنية علي الاسم،و ان اسم عبد المطلب«عامر»فغلب اللقب علي الاسم،و اسم هاشم«عمرو»فغلب اللقب علي الاسم،و اسم عبد مناف«المغيرة»فغلب اللقب علي الاسم،و ان اسم قصي«زيد»فسمته العرب مجمعا لجمعه إياها من البلد الأقصي الي مكة فغلب اللقب علي الاسم» (7).2.

ص: 56


1- رواه عن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل بهذا السند و اللفظ ابن بطريق في العمدة:11 ط ايران،و ذكره المجلسي في البحار:14/35 مرسلا.
2- ذكر الشيخ ابن شهرآشوب في«المناقب»:155/1،قال:و روي عنه عليه السّلام:إذا بلغ نسبي الي عدنان فامسكوا. و اخرج ابن سعد في«الطبقات»:1 ق 28/1،عن ابن عباس«ان النبي عليه السّلام كان إذا انتسب لم يجاوز في نسبه معد بن عدنان بن ادد ثم يمسك و يقول:كذب النسابون،قال اللّه عز و جل:و قرونا بين ذلك كثيرا».
3- في معاني الاخبار:في مسجد الكوفة.
4- هو عبد اللّه بن الكواء الخارجي.
5- في معاني الاخبار:فقال له.
6- اللكع:اللئيم،الاحمق.
7- أمالي الصدوق:540 ط النجف،معاني الاخبار:120-121،بحار الأنوار 51/35-52.

الباب السادس

في تكنيته عليه السلام بأبي تراب

من طريق العامة أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن والده قال:حدّثنا علي بن بحر،حدّثنا عيسي بن يونس،حدّثنا محمد بن إسحاق،حدثني يزيد بن محمد بن خيثم المحاربي،عن محمد بن كعب القرظي،عن محمد بن خيثم أبي يزيد،عن عمار بن ياسر قال:كنت أنا و علي رفيقين في غزوة ذات العشيرة فلما نزلها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أقام بها رأينا ناسا من بني مدلج يعملون في عين لهم في نخل فقال لي علي:يا أبا اليقظان هل لك أن نأتي هؤلاء فننظر كيف يعملون فجئناهم فنظرنا إلي عملهم ساعة ثم غشينا النوم فانطلقت أنا و علي فاضطجعنا في صور من النخل في دقعاء (1)من التراب فنمنا فو اللّه ما أهبنا إلاّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يحركنا برجله و قد تتربنا من تلك الدقعاء فيومئذ قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي:«يا أبا تراب»لما يري عليه من التراب،قال:«ألا احدثكما بأشقي الناس رجلين؟» قلنا:بلي يا رسول اللّه قال:«احيمر ثمود الذي عقر الناقة،و الذي يضربك يا علي علي هذه يعني قرنه حتي تبتل منه هذه يعني لحيته» (2).

قلت:و روي هذا الحديث إبراهيم بن محمد الحمويني في كتاب فرائد السمطين بإسناده المتصل عن عمار بن ياسر قال:كنت أنا و علي عليه السّلام و ساق الحديث إلي آخره (3).

و من الجزء الأول من صحيح البخاري في باب نوم الرجل من المسجد في نصف المجلدة أو زيادة علي ذلك من أجزاء ثمانية قال:حدّثنا قتيبة بن سعيد،حدّثنا عبد العزيز بن أبي حازم،عن سهل بن سعد قال:جاء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بيت فاطمة فلم يجد عليا في البيت فقال:«أين ابن عمك»؟ قالت:«كان بيني و بينه شيء فغاضبني فخرج فلم يقم عندي»فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لانسان:«انظر أين هو»فجاء فقال:يا رسول اللّه هو في المسجد راقد فجاء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقّه و أصابه تراب فجعل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يمسحه عنه و يقول:«قم أبا تراب قم أبا

ص: 57


1- الدقعاء:الأرض لا نبات بها.التراب.
2- مسند أحمد 263/4.
3- فرائد السمطين:/384/1ح 316.

تراب» (1).

و من صحيح البخاري أيضا في الجزء الرابع من أجزاء ثمانية في ثلثه الأخير قال:حدّثنا عبد اللّه ابن مسلمة،حدّثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه أن رجلا جاء إلي سهل بن سعد فقال:هذا فلان لأمير المدينة يدعو عليا عند المنبر قال:فيقول ما ذا؟قال:يقول له أبو تراب،فضحك و قال:و اللّه ما سماه إلاّ النبي صلّي اللّه عليه و آله و ما كان له اسم أحب إليه منه فاستعظمت الحديث سهلا و قلت يا أبا عباس كيف؟

قال:دخل عليّ علي فاطمة ثم خرج فاضطجع في المسجد فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«أين ابن عمك قالت:«في المسجد»فخرج إليه فوجد رداءه قد سقط عن ظهره و خلص التراب إلي ظهره فجعل يمسح التراب عن ظهره فيقول:«اجلس يا أبا تراب مرتين» (2).

و من صحيح مسلم في ثالث كراس من الجزء الرابع من أجزاء ستة في باب فضائل علي بن أبي طالب قال:حدّثنا قتيبة بن سعيد،حدّثنا عبد العزيز-يعني ابن أبي حازم-عن أبي حازم،عن سهل ابن سعد قال:استعمل علي المدينة رجل من آل مروان قال:فدعا سهل بن سعد فأمره أن يشتم عليا قال:فأبي سهل فقال له:أما إذا أبيت فقل لعن اللّه أبا تراب فقال سهل:ما كان لعلي اسم أحب إليه من أبي التراب و ان كان ليفرح إذا دعي بها فقال له:أخبرنا عن قصته لم سمي أبا تراب؟قال:

جاء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بيت فاطمة فلم يجد عليا في البيت فقال:«أين ابن عمك»؟فقالت:«كان بيني و بينه شيء فغاضبني فخرج فلم يقم عندي»فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لانسان:«انظر أين هو»فجاء فقال:

يا رسول اللّه هو في المسجد راقد فجاء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه فأصابه تراب فجعل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يمسحه عنه و يقول:«قم أبا التراب،قم أبا التراب» (3).

و من طريق المخالفين أيضا ما رواه أبو المؤيد موفق بن أحمد-و هو من أعيانهم-في كتاب فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام قال:أنبأني سيد القراء أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني قال:

أخبرنا أبو الحسن بن أحمد المقري،أخبرنا أحمد بن عبد اللّه الحافظ،حدّثنا سليمان بن أحمدي.

ص: 58


1- صحيح البخاري 114/1 ط-دار الطباعة العامرة-مصر. قال العلامة الاميني قدّس سرّه في الغدير 336/6،بعد ذكر الحديث:«عند الحفاظ في متن حديث سهل اضطراب ينبأ عن تصرف الاهواء فيه،و في بعض ألفاظه ابهام المباغضة بين أمير المؤمنين و ابنة عمه الطاهرة الصديقة فاطمة، و هما-سلام اللّه عليهما-بعيدان عن ذلك بما منحهما اللّه تعالي من العصمة بنص الكتاب الكريم».
2- صحيح البخاري 207/4-208 ط-دار الطباعة العامرة-مصر.
3- صحيح مسلم 7:123-124-ط-المكتب التجاري.

الطبراني،حدّثنا محمود بن محمد المروزي،حدّثنا حامد بن آدم المروزي،حدّثنا جرير،عن ليث،عن مجاهد،عن ابن عباس قال:لما آخي النبي صلّي اللّه عليه و آله بين أصحابه و بين المهاجرين و الأنصار فلم يواخ بين علي بن أبي طالب و بين أحد منهم،خرج علي عليه السّلام مغضبا حتي أتي جدولا من الأرض فتوسد ذراعه و سفّت عليه الريح فطلبه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حتي وجده فوكزه برجله فقال له:«قم فما صلحت إلا أن تكون أبا تراب،أغضبت عليّ حين واخيت بين المهاجرين و الأنصار و لم أواخ بينك و بين أحد منهم؟أ ما ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه ليس بعدي نبي، ألا من أحبك حف بالامن و الإيمان،و من أبغضك (1)أماته اللّه ميتة جاهلية و حوسب بعمله في الإسلام» (2).».

ص: 59


1- في المخطوطة:أغضبك.
2- مناقب الخوارزمي:7. و ذكر ذلك العلامة الاميني في الغدير 200/3 و افرد لها بحثا في:333/6،جمع فيه طرقها و مصادرها و قال: «و هذا الحديث صحيح السند مما استدرك به الحاكم أبو عبد اللّه النيسابوري،و صححه الهيثمي،أخرجه إمام الحنابلة في مسنده 263/4 و الحاكم في المستدرك 140/3،و الطبري في تاريخه 261/2،و ابن هشام في السيرة النبوية 236/2،و ابن كثير في تاريخه 247/3،و الهيثمي في المجمع 9:136،و السيوطي في الجامع الكبير كما في ترتيبه 399/6،و العيني في عمدة القاري 7:630 و يجده القارئ من المتسالم عليه في طبقات ابن سعد:509،و عيون الاثر لابن سيد الناس 226/1،و الامتاع للمقريزي 1:55،و السيرة الحلبية 142/2، و تاريخ الخميس 364/2،و مجمع الزوائد 9:00،و الفصول المهمة لابن صباغ:22،و كفاية الطالب:82، و تاريخ الطبري 363/2،و السنن الكبري للبيهقي 446/2،و تذكرة سبط ابن الجوزي:4،و نزل الابرار:15، و الاصابة 509/2».

الباب السابع

في تكنيته عليه السّلام بأبي تراب

من طريق الخاصة ابن بابويه قال:حدثني أحمد بن الحسن القطّان قال:حدّثنا أبو العباس أحمد بن يحيي بن زكريا القطّان،حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب،قال:حدّثنا تميم بن بهلول،عن أبيه،قال:حدّثنا أبو الحسن العبدي،عن سليمان بن مهران عن عباية بن ربعي قال:قلت لعبد اللّه بن عباس:لم كني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليا عليه السّلام أبا تراب؟قال:لأنه صاحب الأرض،و حجة اللّه علي أهلها بعده،و به بقاؤها، و إليه سكونها،و قد سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«إنه إذا كان يوم القيامة و رأي الكافر ما أعد اللّه تبارك و تعالي لشيعة عليّ من الثواب و الزلفي و الكرامة قال:يا ليتني كنت ترابا (1)،أي من شيعة عليّ (2)و ذلك قول اللّه عز و جل: وَ يَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً (3) (4).

و عنه قال:حدثني الحسين بن يحيي بن ضريس،عن معاوية بن صالح بن ضريس البجلي قال:

حدّثنا أبو عوانة (5)قال:حدّثنا محمد بن يزيد و هشام الرباعي (6)قال:حدثني عبد اللّه بن ميمون الطهوي،قال:حدّثنا ليث،عن مجاهد عن ابن عمر قال:بينا أنا مع النبي صلّي اللّه عليه و آله في نخيل المدينة و هو يطلب عليا عليه السّلام إذا انتهي الي حائط فاطلع فيه فنظر الي علي عليه السّلام و هو يعمل في الأرض و قد اغبار فقال:«ما ألوم الناس أن يكنوك أبا تراب»،فلقد رأيت عليا عفر (7)وجهه و تغير لونه،و اشتد ذلك عليه فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«ألا ارضيك يا علي»؟قال:«نعم يا رسول اللّه»فأخذ بيده فقال:«أنت أخي و وزيري و خليفتي في أهلي (8)تقضي ديني و تبرئ ذمتي،من أحبك في حياة مني فقد قضي له بالجنة،و من أحبك في حياة منك بعدي ختم اللّه له بالأمن و الإيمان،و من أحبك بعدك و لم يرك ختم اللّه له بالأمن و الإيمان و آمنه يوم الفزع الأكبر،و من مات و هو يبغضك يا علي مات ميتة

ص: 60


1- في هامش معاني الاخبار و في البحار:ترابيا.
2- في معاني الاخبار و البحار:أي يا ليتني كنت من شيعة علي.
3- سوره 78 - آيه 40
4- النبأ:40،و الحديث يوجد في معاني الاخبار:120،علل الشرائع:63،البحار 51/35.
5- في البحار:عن معاوية بن صالح،عن أبي عوانة.
6- في علل الشرائع:الزراعي،و في البحار:الزواعي.
7- في علل الشرائع:تمغر.
8- في علل الشرائع:و خليفتي بعدي في أهلي.

جاهلية يحاسبه اللّه عز و جل بما عمل في الإسلام» (1).

و عنه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان،قال:حدّثنا أبو سعيد الحسن بن علي السكري،قال:

حدّثنا الحسين بن حسان العبدي قال:حدّثنا عبد العزيز ابن مسلم،عن يحيي بن عبد اللّه،عن أبيه، عن أبي هريرة قال:صلي بنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الفجر ثم قام بوجه كئيب و قمنا معه حتي صار إلي منزل فاطمة-صلوات اللّه عليها-فأبصر عليا نائما بين يدي الباب علي الدقعاء فجلس النبي صلّي اللّه عليه و آله فجعل يمسح التراب عن ظهره و يقول:«قم فداك أبي و أمي يا أبا تراب»،ثم أخذ بيده و دخلا منزل فاطمة فمكثا[فمكثنا]هنية ثم سمعنا ضحكا عاليا،ثم خرج علينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بوجه مشرق فقلنا:يا رسول اللّه دخلت بوجه كئيب و خرجت بخلافه؟فقال:«كيف لا أفرح و قد أصلحت بين اثنين أحب أهل الأرض إلي (2)أهل السماء» (3).

و عنه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا الحسن بن علي بن الحسين السكري، قال:حدّثنا عثمان بن عمران،قال:حدّثنا عبد اللّه (4)بن موسي عن عبد العزيز،عن حبيب بن أبي ثابت،قال:كان بين علي و فاطمة عليهما السّلام كلام فدخل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فكان هناك مثال (5)فاضطجع عليه فجاءت فاطمة عليها السّلام فاضطجعت من جانب،و جاء علي عليه السّلام فاضطجع من جانب فأخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يده فوضعها علي سرته و أخذ يد فاطمة فوضعها علي سرته فلم يزل حتي أصلح بينهما ثم خرج فقيل له:يا رسول دخلت و أنت علي حال،و خرجت و نحن نري البشري في وجهك؟قال:«ما يمنعني و قد أصلحت بين اثنين أحب من علي وجه الأرض[إلي]».

قلت:قال ابن بابويه عقيب هذا الحديث:قال محمد بن علي بن الحسين:ليس هذا الخبر عندي بمعتمد،و لا هو لي بمعتقد (6)لأن عليا و فاطمة عليهما السّلام ما كان ليقع بينهما كلام يحتاج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي الإصلاح بينهما،لأنه عليه السّلام سيّد الوصيّين،و هي سيّدة نساء العالمين،مقتديان بنبي اللّه صلّي اللّه عليه و آله في حسن الخلق،لكنّه اعتمد في ذلك (7)علي ما حدثني به أحمد بن الحسن القطّان و ذكر الحديث الذي ذكرناه في أول الباب (8).ف.

ص: 61


1- علل الشرائع:57،و فيه:يحاسبه اللّه بها في الإسلام،بحار الأنوار 50/35.
2- في علل الشرائع:الي و الي.
3- علل الشرائع:155 ط-النجف.
4- في علل الشرائع:عبيد اللّه.
5- في علل الشرائع:و القي له مثال.و المثال:الفراش الذي ينام عليه.
6- في علل الشرائع:و لا هو لي بمعتقد في هذه العلة.
7- في المخطوطة:لكني أعتمد من طريق العامة في ذلك.
8- علل الشرائع::156 ط النجف.

الباب الثامن

في أنه أمير المؤمنين و سيد المسلمين و أمير البررة

من طريق العامة و فيه اثنان و أربعون حديثا الأول: أبو المؤيد موفق بن أحمد أخطب خوارزم من أعيان علماء المخالفين في كتاب فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام-و كلّما في هذا الكتاب عنه فهو منه-قال:أنبأني الإمام صدر الحفاظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني،أخبرنا الحسين (1)بن أحمد المقري،أخبرنا أحمد بن عبد اللّه الحافظ،حدّثنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن علي بن مخلد،حدّثنا محمد-و هو ابن عثمان-عن شيبة (2)،حدّثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون،حدّثنا علي بن عابس (3)عن الحرث بن الحصين،عن القسم (4)بن جندب،عن أنس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا أنس اسكب لي وضوءا»ثم قام فصلي ركعتين ثم قال:«يا أنس؛أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين،و سيد المسلمين، و قائد الغر المحجلين،و خاتم الوصيين»قال:قلت:اللهم اجعله رجلا من الأنصار و كتمته،إذ جاء علي عليه السّلام فقال:«من هذا يا أنس»؟فقلت:علي (5)فقام مستبشرا فاعتنقه،ثم جعل يمسح عرق وجه علي عن وجهه (6)فقال علي:«يا رسول اللّه لقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعت بي من قبل» (7)؟قال:

«و ما يمنعني و أنت تؤدي عني،و تسمعهم صوتي،و تبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي» (8).

الثاني: أبو المؤيد أيضا قال:أخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي،عن الشريف أبي طالب المفضل (9)بن محمد بن طاهر الجعفري باصبهان،عن الحافظ

ص: 62


1- في مناقب الخوارزمي:الحسن.
2- في مناقب الخوارزمي:حدثني محمد بن عثمان بن أبي شيبة.
3- في مناقب الخوارزمي:علي بن عباس.
4- في مناقب الخوارزمي:القاسم.
5- في مناقب الخوارزمي:جاء علي.
6- في مناقب الخوارزمي:يمسح عرق وجهه،و يمسح عرق وجه علي علي وجهه.
7- في مناقب الخوارزمي:ما صنعته.
8- ذكره الخوارزمي في كتابيه المناقب:42 ط.النجف و مقتل الحسين:46/1،و حلية الاولياء:63/1 مع اختلاف يسير في ألفاظهما.
9- في مناقب الخوارزمي:و أخبرني شهردار هذا إجازة؛أخبرني عبدوس هذا إجازة عن الشريف أبي طالب الفضل.

أبي بكر محمد (1)بن موسي بن مردويه بن فورك الاصبهاني،حدثني عبد اللّه بن محمد بن يزيد، حدثني محمد بن أبي يعلي،حدثني إسحاق بن إبراهيم بن شاذان،حدثني زكريا بن الحسين (2)أبو علي الخزاز البصري،حدثني مندل بن علي،عن الأعمش،عن سعيد بن جبير،عن ابن عباس قال:

كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في بيته فغدا عليه علي بن أبي طالب-كرم اللّه وجهه-بالغداة و كان يحب أن لا يسبقه إليه أحد،فدخل فإذا النبي في صحن البيت فإذا (3)رأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي، فقال:السلام عليك كيف أصبح رسول اللّه؟قال:«بخير يا أخا رسول اللّه»فقال (4)علي:«جزاك اللّه عنا أهل البيت خيرا»،قال له دحية:إني أحبك،و ان لك عندي مدحة ازفها إليك،أنت أمير المؤمنين،و قائد الغر المحجلين،أنت سيد ولد آدم يوم القيامة ما خلا النبيين و المرسلين و لواء الحمد بيدك يوم القيامة تزف أنت و شيعتك يوم القيامة مع محمد و حزبه الي الجنة زفافا،قد أفلح من تولاك و خسر من تخلاك (5)،محب محمد محبّوك،و مبغضوك لن تنالهم شفاعة محمد،ادن مني صفوة اللّه فأخذ رأس النبي فوضعه في حجره (6)فقال النبي:«ما هذه الهمهمة»؟فأخبره علي عليه السّلام بما جري فقال:«يا علي لم يكن دحية و لكن كان جبرئيل (7)سماك باسم سمّاك اللّه به فهو الذي القي محبتك في صدور المؤمنين و رهبتك في صدور الكافرين» (8).

قلت:و روي الحديث السابق من طريق العامة-أيضا-إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيانهم قال:أخبرنا العدل الصالح رشيد الدين محمد بن عمر بن أبي القسم المقري بقراءتي عليه ببغداد إجازة بروايته،عن شيخ الإسلام شهاب الدين عمر بن محمد بن عبد اللّه السهروردي-رضي اللّه عنه-قال:نبأنا محمد بن عبد الباقي بن سلمان (9)سماعا،أنبأنا أحمد بن عبد اللّه (10)قال:نبأنا محمد ابن أحمد بن علي،حدّثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة،حدّثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون،حدّثنا علي بن محمد بن عابس،عن الحرث بن حصيرة،عن القاسم (11)ابن جندب عن أنس بن مالك قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا أنس اسكب لي وضوءا»،ثم قام فصلي ركعتين ثم قال:م.

ص: 63


1- في مناقب الخوارزمي:أحمد.
2- في مناقب الخوارزمي:زكريا بن يحيي.
3- في مناقب الخوارزمي:الدار و إذا.
4- في مناقب الخوارزمي:قال له.
5- في مناقب الخوارزمي:و خاب و خسر من عاداك.
6- في مناقب الخوارزمي:فوضعه في حجره و ذهب؛فرفع رسول اللّه رأسه.
7- في مناقب الخوارزمي:ليس هو دحية الكلبي هو جبرائيل.
8- مناقب الخوارزمي:231 ط.النجف.
9- الفضل.
10- في فرائد السمطين:أنبأنا أحمد بن أحمد أنا أحمد بن عبد اللّه.
11- في فرائد السمطين:القسم.

«يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين و سيد المرسلين-و ساق الحديث الي آخره الي أن قال-:و تبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي»قال أحمد بن عبد اللّه:روي جابر الجعفي،عن أبي الطفيل،عن أنس نحوه (1).

الثالث: موفق بن أحمد قال:أخبرني شهردار إجازة،أخبرنا عبدوس هذا كتابة،حدثني الشيخ أبو الفرج محمد بن سهل،حدثني أبو العباس أحمد بن إبراهيم ابن بركان (2)ابن زكريا الغلابي (3)حدثني الحسن بن موسي بن محمد بن عباد الجزار،حدثني عبد الرّحمن بن القاسم الهمداني، حدثني أبو حاتم محمد بن محمد الطالقاني أبو مسلم،عن الخالص الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (4)عن الأمين موسي ابن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب،عن الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب،عن الباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب،عن الزكي زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب،عن البر الحسين (5)بن علي ابن أبي طالب،[عن البر الحسين بن علي بن أبي طالب] (6)عن المرتضي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب،عن المصطفي محمد الأمين سيد الأولين و الآخرين إنه قال لعلي بن أبي طالب:«يا أبا الحسن كلّم الشمس فإنها تكلّمك»قال علي عليه السّلام:«السلام عليك أيها العبد الصالح المطيع للّه تعالي»فقالت الشمس:و عليك السلام يا أمير المؤمنين،و إمام المتقين،و قائد الغر المحجلين،يا علي أنت و شيعتك في الجنة يا علي:أول من تنشق عنه الأرض محمد ثم أنت،و أول من يحيي (7)محمد ثم أنت،و أول من يكسي محمد ثم أنت،قال:فانكب عليّ ساجدا و عيناه تذرفان دموعا، فانكب عليه النبي صلّي اللّه عليه و آله و قال:«يا أخي و حبيبي ارفع رأسك فقد باهي اللّه بك[أهل]سبع سماوات» (8).

ص: 64


1- فرائد السمطين:/1الباب 27.
2- في مناقب الخوارزمي:تركان.
3- في مناقب الخوارزمي:حدثني زكريا بن عثمان أبو القاسم ببغداد،حدثنا محمد بن زكريا الغلابي.
4- في مناقب الخوارزمي:عن الناصح علي بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب،عن الثقة محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب،عن الرضا علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب،عن الأمين...
5- في المخطوطة:الحسن.
6- ما بين المعقوفتين غير موجود في المصادر.
7- في مناقب الخوارزمي:يحبي.(و الحبوة:ما يشتمل به من ثوب أو عمامة).
8- ذكره الموفق بن أحمد في«المناقب»:63-64،و في كتابه الآخر«مقتل الحسين»:50/1،و رواه الشيخ سليمان القندوزي في«ينابيع المودة»:140 ط 10 اسطنبول.

الرابع: موافق بن أحمد قال:أخبرنا (1)الإمام الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار أخبرني أبو الحسن المقري أخبرني أحمد بن عبد اللّه بن داهر بن يحيي عن ابن عباس (2)قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«هذا علي بن أبي طالب لحمه لحمي و دمه دمي (3)و هو مني بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبي بعدي»و قال:«يا أمّ سلمة اشهدي و اعلمي و اسمعي هذا علي أمير المؤمنين و سيّد المسلمين و عيبة علمي و الباب الذي أوتي منه و أخي في الدين (4)و خدني في الآخرة و معي في السنام الأعلي» (5).

الخامس: موفق بن أحمد قال:في معجم الطبراني بإسناده إلي عبد اللّه بن عليم الجهني قال:

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ان اللّه عز و جل أوحي إلي في علي ثلاثة أشياء ليلة اسري بي:أنه سيد المؤمنين و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين» (6).

السادس: إبراهيم بن محمد الحمويني في كتاب(فرائد السمطين)قال:أخبرني الشيخ الإمام مجد الدين عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر،و الخطيب نجم الدين خطيب باب البصرة اذنا بروايتهما:عن أحمد بن يعقوب بن عبد اللّه بن عبد الواحد المارستاني القيم،و الأنجب بن أبي السعادات بن محمد الحمامي إجازة.

ح-و القاضي بهاء الدين عبد الغفّار (7)ابن عبد المجيد بن وهودان الربّاني الريحاني (8)مشافهة بروايته،عن برهان الدين إبراهيم بن الحسن بن محمد العربوني (9)إجازة بروايتهم،عن الشيخ أبي محمد لاحق بن علي بن منصور بن كاره الخزيمي المقري قال العربون (10)سماعا عليه قال:أنبأناي.

ص: 65


1- في مناقب الخوارزمي:أنبأني.
2- كذا ورد السند في«المناقب»أخبرني الحسن بن أحمد المقري،أخبرني أحمد بن عبد اللّه الحافظ،أخبرني أبو الفرج أحمد بن جعفر النسائي،حدثني محمد بن جرير،حدثني عبد اللّه بن داهر بن يحيي الرازي،حدثني أبي داهر بن يحيي المقري،حدثني الاعمش،عن عباية،عن ابن عباس.
3- في مناقب الخوارزمي:لحمه من لحمي،و دمه من دمي.
4- في كتب الحديث:أخي في الدنيا.
5- المناقب للخوارزمي:86.
6- المناقب للخوارزمي:235،فرائد السمطين،السمط الأول.
7- في الفرائد:بهاء الدين بن عبد الغفار.
8- سليمان القندوزي في«ينابيع المودة»:140 ط 10 اسطنبول.
9- في الفرائد:الغزنوي.
10- في الفرائد:قال الغزنوي.

الرئيس العالم أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم ابن بيهان (1)الكاتب قال:أنبأنا أبو علي الحسن ابن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان،أنبأنا أبو محمد عبد اللّه بن جعفر بن درستويه الفارسي النحوي قراءة عليه في منزله في درست (2)الزعفراني يوم السبت من رجب سنة أربع و أربعين و ثلاثمائة و أنا أسمع،حدّثنا أبو يوسف بن سفيان الغنوي،حدّثنا أبو طاهر محمد بن سلم (3)الحضرمي،حدّثنا حسن بن حسين العدني،حدّثنا يحيي بن عيسي الرملي،عن الأعمش ابن حبيب،عن ابن أبي ثابت،عن سعيد بن جبير،عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأم سلمة:

«هذا علي بن أبي طالب لحمه لحمي،و دمه دمي،و هو مني بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبي بعدي،يا أم سلمة هذا علي أمير المؤمنين و سيد المسلمين،و وصيي و عيبة علمي (4)،و بابي الذي أوتي منه،أخي في الدنيا و الآخرة،و معي في السنام الأعلي يقتل القاسطين و الناكثين و المارقين» (5).

السابع: الحمويني أيضا قال:أنبأني العدل أبو طالب علي بن انجب الخازن البغدادي رحمه اللّه مشافهة و كتابة قال:أنبأنا شيخ الشيوخ ضياء الدين أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين (6)البغدادي إجازة بروايته،عن شيخ الإسلام أبي عبد اللّه محمد بن حمويه الجويني إجازة عن عبد الرّحمن بن محمد بن عبد الواحد بن الحسن البزار،عن الشيخ الحافظ أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال:أنبأنا أبو طاهر الغفار بن أحمد الأزدي،حدّثنا محمد بن عبد اللّه الصيرفي و علي بن إبراهيم البلدي و جماعة قالوا،حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن يزيد المؤدب،قال:نبأنا عبد الرزاق،قال:نبأنا سفين الثوري (7)عن عبد اللّه بن عثمان بن خيثم،عن عبد الرّحمن بن سهمان (8)قال:سمعت جابر بن عبد اللّه قال:سمعت النبي صلّي اللّه عليه و آله و هو آخذ بضبع علي يوم الحديبية و هو يقول:

«هذا أمير البررة،و قاتل الكفرة (9)،منصور من نصره،مخذول من خذله،و مد بها صوته» (10).ه.

ص: 66


1- في الفرائد:نبهان.
2- في الفرائد:في درب.
3- في الفرائد:محمد بن نسيم.
4- في الفرائد:و وعاء علمي.
5- فرائد السمطين /150/1ح 113؛المناقب للخوارزمي:86.
6- في الفرائد:علي بن علي الامين.
7- في الفرائد:أبو سفيان الثوري.
8- في الفرائد:بهمان.و هو الصحيح؛كما في تهذيب التهذيب.
9- في الفرائد:و قاتل الفجرة.
10- فرائد السمطين /157/1ح 119 السمط الأول.و أخرجه من طريق جابر بن عبد اللّه الأنصاري الخطيب البغدادي في تاريخه:377/2؛و الحاكم في المستدرك:129/3 و صححه.

الثامن: ابن المغازلي في كتاب المناقب قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا علي إنك سيد المسلمين، و إمام المتقين،و قائد الغر المحجلين،و يعسوب المؤمنين».

قال أبو القاسم الطائي:سألت أبا أحمد ثعلبا (1)عن اليعسوب فقال:هو الذكر من النحل الذي يقدمها.

و اسناد هذا الخبر يرويه ابن المغازلي عن إسحاق بن إبراهيم بن غسان (2)البصري إجازة أن أبا علي الحسين بن أحمد (3)ابن[محمد بن]أبي زيد[حدثهم]قال:حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه (4)ابن أبي عامر الطائي قال:حدّثنا أحمد بن عامر قال:حدّثنا علي بن موسي الرضا قال:حدثني أبي موسي بن جعفر قال:حدثني أبي جعفر بن محمد قال:حدثني أبي محمد بن علي قال:حدثني أبي علي بن الحسين قال:حدثني أبي الحسين بن علي قال:حدثني أبي علي بن أبي طالب قال:

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا علي إنك سيد المسلمين».الخبر بتمامه (5).

التاسع: ما رواه الشيخ أبو الحسن الفقيه محمد بن أحمد بن علي بن شاذان في المناقب المائة لعلي أمير المؤمنين و الأئمة من ولده و فضائلهم عليهم السّلام من طريق المخالفين العامة،عن جعفر بن محمد،عن أبيه،عن علي بن الحسين،عن أبيه،عن أمير المؤمنين عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا علي أنت أمير المؤمنين،و إمام المتقين،يا علي أنت سيد الوصيين،و وارث علم النبيين،و خير6.

ص: 67


1- في المناقب:أحمد بن يحيي،ثعلب.
2- في المناقب:أبو القسم إبراهيم بن عسان.
3- في المناقب:الحسن بن علي بن أحمد.
4- في المناقب:القسم بن عبد اللّه.
5- أخرجه الفقيه ابن المغازلي في(المناقب)و نسخته المخطوطة في(مكتبة الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام العامة- في النجف الاشرف). و ذكره المتقي الهندي في(كنز العمال):153/6،و الحاكم في(المستدرك):129/3،و الذهبي في(ذيل المستدرك):129/3،و الثعلبي في(الكشف و البيان)(خ)و الخطيب البغدادي في(تاريخ بغداد):377/2 و:4 219/ و عبيد اللّه الهندي في(ارجح المطالب):28؛و محمد صالح الكشفي الحنفي في(المناقب المرتضوية) ص 102؛و محمد بن طلحة الشافعي في(مطالب السئول):31؛و شهاب الدين أحمد بن حجر في(لسان الميزان):197/1؛و السيوطي في(الجامح الصغير):140/2؛و ابن حجر الهيتمي في(الصواعق)ص 123؛ و علي المتقي في(منتخب كنز العمال)-المطبوع بهامش مسند أحمد بن حنبل:30/5؛و عبد الرءوف المناوي في(كنوز الحقائق)ص 98؛و رستمخان البدخشي في(مفتاح النجا في مناقب آل العباء)توجد نسخته المصورة- في مكتبة الإمام أمير المؤمنين العامة في النجف الاشرف-. و أخرجه محمد بن الصبان الشافعي في(اسعاف الراغبين)-المطبوع بهامش نور الابصار-ص 178؛و السيد محمد بن درويش(اسني المطالب)ص 136.

الصديقين،و أفضل السابقين يا علي أنت زوج سيدة نساء العالمين،و خليفة خير المرسلين،يا علي أنت مولي المؤمنين،يا علي أنت الحجة بعدي علي الناس أجمعين،استوجب الجنة من تولاك و استحق النار من عاداك،يا علي و الذي بعثني بالنبوة و اصطفاني علي جميع البرية لو أن عبدا عبد اللّه ألف عام ما قبل اللّه ذلك منه إلا بولايتك و ولاية الأئمة من ولدك و إن ولايتك لا يقبل اللّه عز و جل إلا بالبراءة من أعدائك و أعداء الأئمة من ولدك أخبرني بذلك جبرائيل فمن شاء فليؤمن،و من شاء فليكفر» (1).

العاشر: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن أبي سعيد الخدري قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«إذا كان يوم القيامة أمر اللّه ملكين يقعدان علي الصراط فلا يجوز أحد إلا ببراءة (2)أمير المؤمنين و من لم تكن له براءة أمير المؤمنين أكبه اللّه علي منخريه في النار،و ذلك قول اللّه عز و جل: وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (3) (4)»قلت:فداك أبي و أمي يا رسول اللّه:ما معني براءة أمير المؤمنين؟قال:«مكتوب:لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه و أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وصي رسول اللّه» (5).

الحادي عشر: ابن شاذان هذا من طريق العامة،عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«و الذي بعثني بالحق بشيرا،ما استقر الكرسي و العرش،و لا دار الفلك،و لا قامت السموات و الأرض،إلا بأن كتب اللّه عليها لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه عليّ أمير المؤمنين و إن اللّه عرج بي إلي السماء و اختصني بلطيف ندائه قال:يا محمد قلت:لبيك ربي و سعديك فقال:أنا المحمود و أنت محمد شققت اسمك من اسمي و فضلتك علي جميع بريتي فانصب أخاك عليّا علما (6)يهديهم إلي ديني،يا محمد إني جعلت عليا أمير المؤمنين فمن تأمر عليه لعنته،و من خالفه عذبته،و من أطاعه قربته،يا محمد إني قد جعلت عليا إمام المسلمين فمن تقدم عليه أخزيته،و من عصاه استجفيته،إن عليا سيد الوصيين و قائد الغر المحجلين،و حجتي علي الخلق أجمعين» (7).

الثاني عشر: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن ابن عباس قال:كنا جلوسا مع النبي صلّي اللّه عليه و آله إذ7.

ص: 68


1- البحار:6/27؛و كنز الفوائد:185.
2- البراءة:السلامة من الذنب و العيب و غيرهما.
3- سوره 37 - آيه 24
4- الصافات:24.
5- رواه المجلسي في البحار:201/39؛عن(اليقين في إمرة أمير المؤمنين).
6- في البحار:علما لعبادي.
7- البحار:338/37.

دخل علي بن أبي طالب عليه السّلام فقال:«السلام عليك يا رسول اللّه»فقال:«و عليك السلام يا أمير المؤمنين و رحمة اللّه و بركاته»،فقال علي:«و أنت حي يا رسول اللّه»؟فقال:«نعم و أنا حي.

و أنت (1)يا علي (2)مررت بنا أمس يومنا و أنا و جبرائيل في حديث و لم تسلم،فقال جبرائيل:ما بال أمير المؤمنين مرّ بنا و لم يسلم أما و اللّه لو سلم لسررنا و رددنا عليه»،فقال علي عليه السّلام:«يا رسول اللّه رأيتك و دحية استخليتما في حديث فكرهت أن أقطعه عليكما»فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«أما إنه لم يكن دحية و إنما كان جبرائيل عليه السّلام»فقلت:«يا جبرائيل كيف سميته أمير المؤمنين؟»فقال:«كان و اللّه في غزوة بدر ان اهبط علي محمد فمره (3)أن يأمر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أن يجول بين الصفين فسماه اللّه تعالي من السماء أمير المؤمنين (4)فأنت يا علي أمير من في السماء، و أمير من في الأرض،و أمير من مضي و أمير من بقي،فلا أمير قبلك و لا أمير بعدك،لأنه لا يجوز أن يسمي بهذا الاسم من لم يسم اللّه تعالي به» (5).

الثالث عشر: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن أنس بن مالك قال:كنت خادما لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فبينا أنا أوضيه إذ قال:«يدخل داخل و هو أمير المؤمنين و سيد المسلمين و خير الوصيين و أولي الناس بالنبيين و قائد الغر المحجلين»فقلت اللهم اجعله رجلا من الأنصار حتي قرع الباب فإذا هو علي بن أبي طالب فلما دخل عرق وجه النبي صلّي اللّه عليه و آله عرقا شديدا فمسح العرق من وجهه بوجه علي ابن أبي طالب فقال:«نزل في شيء؟قال أنت مني تؤدي عني و تقضي ديني و تبلغ رسالاتي»فقال عليّ عليه السّلام:«يا رسول اللّه اما أنت تبلغ الرسالة»؟قال:«بلي و لكن تعلم الناس من بعدي من تأويل القرآن ما لا يعلمون و تخبرهم بذلك» (6).

و رواه صاحب كتاب المناقب من طريق العامة أيضا عن أنس بن مالك.3.

ص: 69


1- في مناقب آل أبي طالب:قال:يا رسول اللّه أنت حي و تسميني أمير المؤمنين؟قال:نعم؛انما سماك جبرائيل من عند اللّه و أنا حي؛يا علي مررت.
2- في المخطوطة:و انك.
3- في البحار:فقال:كان اللّه أوحي الي في غزوة بدر أن اهبط علي محمد فأمره.
4- في البحار:فسماه بأمير المؤمنين في السماء.
5- ذكر شطرا منه ابن شهرآشوب في المناقب:54/3؛البحار:307/37.
6- روي المجلسي هذا الحديث بألفاظ مختلفة؛راجع البحار:324/37 و:17/38 و 127 و 134.فرائد السمطين:/145/1ح 109،مناقب أمير المؤمنين لسليمان الكوفي:394/1،مائة منقبة:/57ح 31 و ورد المقطع الأخير منه في المستدرك 122/3،حلية الأولياء:63/1،ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق:259/2 /ح 773.

الرابع عشر: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:«و اللّه خلفني رسول اللّه في امته فأنا حجة اللّه عليهم بعد نبيه،و ان ولايتي لتلزم أهل السماء كما تلزم أهل الأرض و إن الملائكة لتتذاكر فضلي و ذلك تسبيحها عند اللّه أيها الناس اتبعوني اهدكم سواء السبيل و لا تأخذوا يمينا و شمالا فتضلّوا،أنا وصي نبيكم و خليفته،و إمام المؤمنين و أميرهم و مولاهم،و أنا قائد شيعتي إلي الجنة و سائق أعدائي إلي النار،أنا سيف اللّه علي أعدائه و رحمته علي أوليائه، أنا صاحب حوض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و لوائه و صاحب مقام شفاعته،و الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين خلفاء اللّه في أرضه و أمنائه علي وحيه،و أئمة المسلمين بعد نبيه،و حجج اللّه علي بريته» (1).

الخامس عشر: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن ابن عباس قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«معاشر الناس اعلموا أن للّه تعالي بابا من دخله أمن من النار و من الفزع الأكبر»،فقام إليه أبو سعيد الخدري فقال:يا رسول اللّه اهدنا إلي هذا الباب حتي نعرفه،قال:«هو علي بن أبي طالب سيد الوصيين و أمير المؤمنين و أخو رسول رب العالمين،و خليفة اللّه علي الناس أجمعين، معاشر الناس من أحب ان يتمسك (2)بالعروة الوثقي التي لا انفصام لها فليتمسك (3)بولاية علي ابن أبي طالب فإن ولايته ولايتي و طاعته طاعتي،معاشر الناس من أحب أن يعرف الحجة بعدي فليعرف علي بن أبي طالب،معاشر الناس من سره اللّه ليقتدي بي فعليه ان يتوالي ولاية علي بن أبي طالب بعدي (4)و الأئمة من ذريتي فإنهم خزان علمي».

فقام جابر بن عبد اللّه الأنصاري فقال:يا رسول اللّه ما عدة الأئمة؟فقال:«يا جابر سألتني رحمك اللّه عن الإسلام بأجمعه،عدتهم عدة الشهور،و هو عند اللّه اثنا عشر شهرا في كتاب اللّه يوم خلق السماوات و الأرض،و عدتهم عدة العيون التي انفجرت منه لموسي بن عمران عليه السّلام حين ضرب بعصاه الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا،و عدة نقباء (5)بني إسرائيل قال اللّه تعالي:

وَ لَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَ بَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً (6) (7) فالأئمة يا جابر اثنا عشر إماما2.

ص: 70


1- مائة منقبة:/59ح 32.
2- في المخطوط:يستمسك.
3- في المخطوط:يستمسك.
4- في البحار:من سره أن يتولي ولاية اللّه فليقتد بعلي بن أبي طالب و الأئمة من ذريتي.
5- في البحار:وعدتهم عدة نقباء.
6- سوره 5 - آيه 12
7- المائدة:12.

أولهم علي بن أبي طالب و آخرهم القائم» (1).

السادس عشر: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن رافع مولي عائشة:فكنت إذا كان عندها قريبا فاعاطيهم فبينا النبي صلّي اللّه عليه و آله (2)عندها ذات يوم إذ أحد يدق الباب (3)فخرجت إليه فإذا جارية معها طبق (4)مغطي قال:فرجعت إلي عائشة و أخبرتها فقالت:أدخلها فأدخلتها فدخلت فوضعته بين يدي عائشة،فوضعته بين يدي النبي صلّي اللّه عليه و آله (5)فجعل يتناول منها و يأكل و خرجت الجارية.

فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«ليت أمير المؤمنين و سيد المسلمين و إمام المتقين يأكل معي» (6)فقالت عائشة:و من أمير المؤمنين و سيد المسلمين؟فسكت ثم أعاد الكلام مرة أخري فقالت عائشة:مثل ذلك فسكت،فجاء رجل (7)فدق الباب فخرجت إليه فإذا هو علي بن أبي طالب فرجعت (8)فقلت:هذا علي بن أبي طالب،فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله (9):«مرحبا و أهلا لقد تمنيتك مرتين حتي إذا أبطأت عليّ سألت اللّه عز و جل أن يأتيني بك اجلس و كلّ» (10)فجلس و أكل معه،فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:

«قاتل اللّه من قاتلك و عادي من عاداك»فقالت عائشة و من يقاتله و يعاديه؟قال:«أنت و من معك مرتين» (11).

السابع عشر: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن سلمان الفارسي قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا سلمان من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة (12)و من أبغضها فهو في النار،يا سلمان حبّ فاطمة ينفع في مائة من المواطن الموت أيسرها (13)القبر و المحشر و الصراط و المحاسبة فمن رضيت عنه فاطمة (14)رضيت عنه،و من رضيت عنه رضي اللّه عنه،و من غضبت عليه فاطمة غضبتة.

ص: 71


1- اليقين ص 60،البحار:263/36.
2- في البحار:عن رافع مولي عائشة قال:كنت غلاما أخدمها،فكنت إذا كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عندها أكون قريبا أعاطيها،قال:فبينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله.
3- في البحار:إذا جاء جاء فدق الباب.
4- في البحار:اناء.
5- في البحار:فوضعته عائشة بين يدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله
6- في البحار:عندي يأكل معي.
7- في البحار:فجاء جاء.
8- في البحار:قال:فرجعت.
9- في البحار:فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله أدخله فلما دخل قال النبي صلّي اللّه عليه و آله.
10- في البحار:اجلس فكل معي.الي هنا ينتهي الحديث في البحار.
11- البحار:351/38.اليقين:13 و 14.
12- في البحار:في الجنة معي.
13- في البحار:في مائة موطن أيسر تلك المواطن الموت و القبر و الميزان.
14- في البحار:ابنتي فاطمة.

عليه و من غضبت عليه غضب اللّه عليه يا سلمان ويل لمن يظلمها و يظلم بعلها أمير المؤمنين عليا،و ويل لمن ظلم ذريتها و شيعتها» (1).

الثامن عشر: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن ابن عباس قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:

«ليلة اسري بي إلي السماء دخلت (2)الجنة فرأيت نورا ضرب به وجهي،فقلت لجبرائيل:ما هذا النور الذي رأيته؟فقال:يا محمد ليس هذا النور نور الشمس و لا نور القمر،و لكن جارية من جواري علي بن أبي طالب عليه السّلام اطلعت (3)من قصرها فنظرت إليك فضحكت فهذا النور خرج من فيها و هي تدور في الجنة إلي أن يدخلها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام» (4).

التاسع عشر: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه الحسين الشهيد قال:سئل النبي صلّي اللّه عليه و آله عن قوله تعالي: طُوبي لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ (5) (6)قال:

«نزلت في أمير المؤمنين و طوبي شجرة في دار أمير المؤمنين في الجنة ليس من دور الجنة شيء إلا و فيه غصن منها» (7).

العشرون: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن الرضا عن آبائه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

«ستكون بعدي فتنة و مظلمة الناجي منها من تمسك بالعروة الوثقي»،فقيل:يا رسول اللّه و ما العروة الوثقي؟قال:«ولاية سيد الوصيين»؛قيل:يا رسول اللّه و من سيد الوصيين؟قال:«أمير المؤمنين»قيل:يا رسول اللّه و من أمير المؤمنين؟قال:«مولي المسلمين و إمامهم بعدي»؟قيل:

يا رسول اللّه و من مولي المسلمين و إمامهم بعدك؟قال:«أخي علي بن أبي طالب» (8).

الحادي و العشرون: ابن شاذان هذا من طريق العامة،عن أبي هريرة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن اللّه خلق في السماء الرابعة مائة ألف ملك،و في السماء الخامسة ثلاثمائة ألف ملك،و في السماء السابعة ملكا رأسه تحت العرش و رجلاه تحت الثري و ملائكة أكثر من ربيعة و مضر ليس لهم طعام و لا شراب إلا الصلاة علي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب و محبيه،و الاستغفار لشيعته6.

ص: 72


1- إيضاح دفائن النواصب:39؛البحار:116/17.
2- في البحار:أدخلت.
3- في البحار:طلعت.
4- اليقين في إمرة أمير المؤمنين:62؛البحار:236/39.
5- سوره 13 - آيه 29
6- الرعد:39.
7- تفسير العياشي:212/2؛البحار:8:87 و 148.
8- البحار:20/36.

المذنبين» (1).

الثاني و العشرون: ابن شاذان هذا من طريق العامة،عن محمد التقي عن أبيه عن جده موسي ابن جعفر،عن أبيه جعفر بن محمد،عن أبيه محمد بن علي،عن فاطمة بنت الحسين،عن أبيها و عمها الحسن بن علي عليهم السّلام قالا:«حدّثنا أمير المؤمنين قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لما دخلت (2)الجنة رأيت فيها شجرة تحمل الحلي و الحلل أسفلها خيل بلق و أوسطها حور العين و في أعلاها الرضوان فقلت لجبرئيل:لمن هذه الشجرة؟قال:هذه لابن عمك أمير المؤمنين عليه السّلام إذا أمر اللّه الخليقة بدخول الجنة يؤتي بشيعة علي بن أبي طالب عليه السّلام حتي ينتهي بهم إلي هذه الشجرة فيلبسون الحلي و الحلل و يركبون الخيل البلق و ينادي مناد:هؤلاء شيعة علي بن أبي طالب صبروا في الدنيا علي الأذي فحبوا اليوم» (3).

و من طريق العامة أيضا ما أنا ذاكره في هذا المعني من أن عليا عليه السّلام أمير المؤمنين و ابنيه علي أحاديث الباب.

قال الشيخ التقي الفاضل الشيخ علي بن عيسي في كتاب(كشف الغمة)قال رحمه اللّه:

قد كان السعيد رضي الدين علي بن موسي بن طاوس رحمه اللّه و ألحقه بسلفه جمع في ذلك كتابا سماه كتاب(اليقين في اختصاص مولانا علي عليه السّلام بامرة المؤمنين)و نقل في ذلك مما يزيد علي ثلاثمائة طريق فاقتصرت من ذلك علي ما أورده (4)نقلا من كتابه رحمه اللّه و نسبت كل حديث إلي ما أورده من علماء الجمهور مقتصرا عليهم دون من عداهم.

قال الحافظ أبو بكر أحمد بن مردويه و هو من عظماء علماء الجمهور،و قد رأيت مدحة (5)من كتاب معجم البلدان لياقوت بن عبد اللّه الحموي في ترجمة اسكاف ما هذا لفظه:و ممن ينسب إليها أبو بكر بن مردويه،و مات بإسكاف سنة اثنتين و خمسين و ثلاثمائة و كان ثقة.

و ذكر الحافظ سعد بن عبد القاهر في كتاب(رشح الولاء في شرح الدعاء)في اسناد الحديث المتضمن لوصف مولانا أمير المؤمنين عليه السّلام إنه إمام المتقين عن أبي بكر بن مردويه:إنه الإمامه.

ص: 73


1- البحار:249/26؛و فيه:لشيعته المذنبين و مواليه.
2- في البحار:ادخلت.
3- إيضاح دفائن النواصب:56 و 57؛البحار:120/27.
4- في المصدر:ما أوردته.
5- في المصدر:في مدحه.

الحافظ (1)طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسي ابن مردويه.

و ذكر أخطب خطباء خوارزم موفق بن أحمد المكي في كتاب المناقب في الفصل التاسع في فضائل شتي في جملة اسناده إلي أبي بكر أحمد بن مردويه (2)ما هذا لفظه (3):طراز المحدثين أحمد بن مردويه،و هذا لفظ حديثه من كتاب مناقب مولانا علي بن أبي طالب عليه السّلام عن ابن عباس:

قلت:أنا اذكر ما أورده مبنيا علي عدد هذا الباب من الأحاديث.

الثالث و العشرون: عن ابن عباس قال:كان النبي صلّي اللّه عليه و آله في صحن الدار (4)و إذا رأسه في حجر دحية (5)الكلبي فدخل علي عليه السّلام فقال:«السلام عليك كيف أصبح رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله»قال:بخير،قال له دحية:إني لاحبّك و إنّ لك مدحة أزفها إليك،أنت أمير المؤمنين و قائد الغر المحجلين،أنت سيد ولد آدم ما خلا النبيين و المرسلين،لواء الحمد بيدك يوم القيامة،تزف أنت و شيعتك مع محمد و حزبه إلي الجنان رواء (6)قد أفلح من تولاّك،و خسر من تخلاّك،محبوك محب محمد و مبغضوك مبغضو محمد (7)لن تنالهم شفاعة محمد،ادن مني يا صفوة اللّه فأخذ برأس (8)النبي صلّي اللّه عليه و آله فوضعه في حجره ثم انتبه (9)فقال:«ما هذه الهمهمة»؟فأخبره الحديث فقال:«لم يكن دحية الكلبي فإنه جبرائيل (10)سماك باسم سماك اللّه تعالي به،و هو الذي ألقي محبتك في قلوب (11)المؤمنين و رهبتك في صدور الكافرين» (12).

قال رضي الدين رحمه اللّه:ان من ينقل هذا عن اللّه تعالي جل جلاله برسالة جبرائيل عليه السّلام،و عن محمد صلّي اللّه عليه و آله لمحجوج يوم القيامة إذا حضر بين يدي النبي صلّي اللّه عليه و آله و سأله يوم القيامة عن مخالفته لما نقله و اعتمد عليه.

الرابع و العشرون: عنه عن أنس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا أنس اسكب لي وضوءا أو ماء1.

ص: 74


1- في المصدر:الحافظ النافذ ملك الحفاظ.
2- في المصدر:أحمد بن موسي بن مردويه.
3- في المصدر:الإمام الحافظ.
4- في المصدر:كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في بيته عليلا فغدا إليه علي عليه السّلام و كان يحب أن لا يسبقه أحد؛فدخل فإذا النبي في صحن الدار.
5- في المصدر:دحية بن خليفة.
6- في المصدر:الي الجنان زفا.
7- في المصدر:محبّو محمد محبوك؛و مبغضوا محمد مبغضوك.
8- في المصدر:رأس النبي.
9- في المصدر:فانتبه صلّي اللّه عليه و آله.
10- في المصدر:كان جبرائيل عليه السّلام.
11- في المصدر:في صدور.
12- كشف الغمة:341/1.

فتوضي» (1)ثم انصرف فقال:يا أنس:«أول من يدخل عليّ اليوم أمير المؤمنين و سيد المسلمين، و خاتم الوصيين،و إمام الغر المحجلين»فجاء عليّ حتي ضرب الباب،فقال:«من هذا يا أنس»؟ فقال:هذا علي بن أبي طالب قال:«افتح له الباب» (2).

الخامس و العشرون: عن ابن مردويه يرفعه الي بريدة قال:أمرنا النبي صلّي اللّه عليه و آله أن نسلم علي عليّ بإمرة المؤمنين (3)(4).

السادس و العشرون: و بالاسناد عن سالم مولي عليّ قال:كنت مع عليّ في أرض له و هو يحرثها حتي جاء أبو بكر و عمر فقالا:السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة اللّه و بركاته،فقال: (5)«كنتم تقولون في حياة النبي صلّي اللّه عليه و آله ذلك»؟فقال عمر:هو أمرنا (6).

السابع و العشرون: و من المناقب عن ابن مردويه (7)،عن عبد اللّه قال:دخل علي عليه السّلام علي النبي صلّي اللّه عليه و آله و عنده عائشة،فجلس بين النبي و بين عائشة فقالت:ما كان لك مجلس غير فخذي؟ فضرب النبي صلّي اللّه عليه و آله علي ظهرها فقال:«مه لا تؤذيني في أخي فإنه أمير المؤمنين و قائد الغر المحجلين يوم القيامة،يقعد علي الصراط فيدخل أولياءه الجنة،و يدخل أعدائه النار» (8).

الثامن و العشرون: عنه (9)عن أنس قال:كان النبي صلّي اللّه عليه و آله في بيت أمّ حبيبة بنت أبي سفيان،فقال:

«يا أمّ حبيبة اعتزلينا،فانا علي حاجة»ثم دعا بوضوء فاحسن الوضوء ثم قال:«إن أول من يدخل من هذا الباب أمير المؤمنين و سيد العرب و خير الوصيين،و أولي الناس بالناس»،قال أنس:

فجعلت أقول:اللهم اجعله رجلا من الأنصار،قال فدخل عليّ فجاء يمشي حتي جلس إلي جنب النبي صلّي اللّه عليه و آله فجعل (10)يمسح وجهه بيده،ثم يمسح بها وجه علي بن أبي طالب،فقال علي:«و ما ذاك يا رسول اللّه»؟قال:«إنك تبلغ رسالتي من بعدي و تؤدي عني،و تسمع الناس صوتي و تعلمه.

ص: 75


1- في المصدر:فتوضأ و صلي.
2- في المصدر:بيا أمير المؤمنين.
3- في المصدر:بيا أمير المؤمنين.
4- ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق:/260/2ح 784.
5- في المصدر:فقيل.
6- ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق:584/82/2.
7- في المصدر:و من مناقب ابن مردويه.
8- كشف الغمة:342/1.
9- في المصدر:و منه.
10- في المصدر:فجعل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله.

الناس من كتاب اللّه ما لا يعلمون» (1).

التاسع و العشرون: و من المناقب عن أنس قال:كنت خادما للنبي صلّي اللّه عليه و آله فبينما أنا يوما أوضيه إذ قال:«يدخل رجل و هو أمير المؤمنين،و سيد الوصيين (2)و أولي الناس بالمؤمنين،و قائد الغر المحجلين»،قال أنس:اللهم اجعله رجلا من الأنصار،فإذا هو علي بن أبي طالب عليه السّلام.

الثلاثون: و من المناقب أيضا،عن أنس (3)قال:بينا أنا عند النبي صلّي اللّه عليه و آله إذ قال (4):الآن يدخل سيد المسلمين و أمير المؤمنين و خير الوصيين،و أولي الناس بالمؤمنين (5)،إذ طلع علي بن أبي طالب (6)فقام النبي فأخذ يمسح العرق عن جبهته و وجهه،و يمسح به وجه علي بن أبي طالب،و يمسح العرق عن وجه علي و يمسح به وجهه،فقال له علي:«يا رسول اللّه نزل فيّ شيء»؟قال:«أ ما ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنّه لا نبي بعدي.أنت أخي،و وزيري و خير من أخلفه (7)بعدي تقضي ديني و تنجز موعدي و تبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي (8)،و تعلمهم من تأويل القرآن ما لم يعلموا،و تجاهدهم علي التأويل كما جاهدتهم علي التنزيل (9).

الحادي و الثلاثون: و من المناقب عن رافع مولي عائشة قال:كنت غلاما أخدمها فكنت إذا كان النبي صلّي اللّه عليه و آله عندها أكون قريبا اعاطيها،قال:فبينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عندها ذات يوم (10)إذ جاء فدق الباب (11)فخرجت إليه فإذا جارية معها اناء مغطي،قال:فرجعت إلي عائشة فأخبرتها فقالت:

ادخلها،فدخلت (12)فوضعته عائشة بين يدي النبي صلّي اللّه عليه و آله (13)فقال:«ليت أمير المؤمنين و سيد المسلمين و إمام المتقين عندي يأكل معي»؟فجاء جاء فدق الباب فخرجت إليه فإذا هو علي بنه.

ص: 76


1- كشف الغمة:342/1.ينحوه في ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق:/487/2ح1014،حلية الأولياء: 63/1،مناقب الخوارزمي:85.
2- في المصدر:و سيد المسلمين.
3- في المصدر:أنس بن مالك.
4- في المصدر:إذ قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله.
5- في المصدر:بالنبيين.
6- في المصدر:فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:اللهم والي والي قال:فجلس بين يدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فأخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يمسح.
7- في المصدر:أخلف.
8- في المصدر:من بعدي.
9- كشف الغمة:343/1.
10- في المصدر:ذات يوم عندها.
11- في المصدر:قال فخرجت.
12- في المصدر:فوضعته بين يدي عائشة.
13- في المصدر:فجعل يأكل و خرجت الجارية،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله.

أبي طالب عليه السّلام،قال:فرجعت فقلت:هذا علي؟فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«أدخله»،فلما دخل قال له النبي صلّي اللّه عليه و آله:«و أهلا (1)لقد تمنيتك مرتين حتي ابطأت (2)عليّ فسألت اللّه تعالي عز و جل أن يأتيني بك اجلس فكل معي» (3).

الثاني و الثلاثون: (4) عن أنس بن مالك قال:بينا أنا عند النبي صلّي اللّه عليه و آله إذ قال:يطلع الآن قلت:فداك أبي و امي من ذا،قال:سيد المسلمين و أمير المؤمنين و خير الوصيين و أولي الناس بالنبيين،قال:

فطلع عليّ ثم قال لعلي:«أ ما ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي» (5).

الثالث و الثلاثون: و عن الحافظ ابن مردويه عن داود بن أبي عوف قال:حدثني معاوية بن ثعلبة الليثي قال:ألا أحدثك بحديث لم يختلط؟قلت:بلي،قال:مرض أبو ذر فاوصي إلي علي (6)فقال بعض من يعوده:لو أوصيت إلي أمير المؤمنين عمر كان أجمل لوصيتك من علي،قال:و اللّه لقد أوصيت إلي أمير المؤمنين (7)،و اللّه إنه الربيع الذي يسكن إليه،و لو قد فارقكم لانكرتم الأرض (8)قال:قلنا:يا أبا ذر إنا لنعلم إن أحبهم إلي النبي صلّي اللّه عليه و آله أحبهم إليك (9)قال:هذا الشيخ المظلوم المضطهد حقه يعني علي بن أبي طالب (10).

الرابع و الثلاثون: و عن أبي ذر من طريق آخر من كتاب المناقب قال معاوية بن ثعلبة:مرض أبو ذر رحمه اللّه مرضا شديدا (11)فقيل له لو أوصيت إلي عمر بن الخطاب رحمه اللّه كان أجمل لوصيتك من عليّ! فقال أبو ذر:أوصيت و اللّه إلي أمير المؤمنين حقا حقا،و إنه لربي الأرض الذي يسكن إليه (12)،و لو قد فارقتموه لانكرتم الأرض و من عليها (13).

ربّي،من قوله تعالي: وَ كَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ (14) (15)و هم الجماعة الكثيرون.6.

ص: 77


1- في المصدر:مرحبا و أهلا.
2- في المصدر:لو ابطأت.
3- كشف الغمة:343/1.
4- في المصدر:و من المناقب.
5- كشف الغمة:343/1.
6- في المصدر:علي بن أبي طالب.
7- في المصدر:أوصيت الي أمير المؤمنين،حق أمير المؤمنين.
8- في المصدر:لانكرتم الناس و أنكرتم الارض.
9- في المصدر:قال:أجل،قلنا فأيهم أحب إليك؟.
10- كشف الغمة:344/1،الطرائف:24،اليقين:143.
11- في المصدر:حتي أشرف علي الموت،فأوصي الي علي بن أبي طالب عليه السّلام.
12- في المصدر:يسكن إليها و يسكن إليه.
13- كشف الغمة:344/1.
14- سوره 3 - آيه 146
15- آل عمران:146.

الخامس و الثلاثون: و عن الحافظ ابن مردويه،عن رجاله،عن أنس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن الجنة مشتاقة إلي أربعة من أمتي»قال فأتيت أبا بكر فقلت فاسأله من هم (1)؟فقال أخاف أن لا أكون منهم فيعيروني بنو تيم،فأتيت عمر فقلت له (2)فقال أخاف أن لا أكون منهم فيعيروني بنو عدي،فأتيت عثمان فقلت له مثل ذلك،فقال:إني أخاف أن لا أكون منهم فيعيروني بنو امية، فأتيت عليا و هو في ناضح (3)له فقلت له:إن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:الجنة مشتاقة (4)إلي أربعة من امته فاسأله (5)من هم؟فقال:«و اللّه لأسألنه فإن كنت منهم حمدت (6)اللّه عز و جل و إن لم أكن منهم سألت اللّه عز و جل أن يجعلني منهم و أودّهم».

فجاء و جئت معه إلي النبي صلّي اللّه عليه و آله فدخلنا عليه (7)و رأسه في حجر دحية الكلبي فلما رآه دحية قام إليه و سلم عليه و قال:خذ رأس ابن عمك يا أمير المؤمنين فأنت أحق به مني،فاستيقظ النبي صلّي اللّه عليه و آله و رأسه في حجر علي فقال له:«يا أبا الحسن ما جئتنا إلا في حاجة»،قال:«بأبي أنت و أمي يا رسول اللّه دخلت و رأسك في حجر دحية الكلبي فقام إليّ و سلم عليّ فقال خذ برأس ابن عمك إليك فأنت أحق به مني يا أمير المؤمنين»،فقال له النبي صلّي اللّه عليه و آله:«فهل عرفته»؟فقال:«هو دحية الكلبي»،فقال له:«ذاك جبرائيل»فقال له:«بأبي أنت و أمي يا رسول اللّه أعلمني أنس أنك قلت:

الجنة (8)مشتاقة الي أربعة من أمتي فمن هم»فأومي (9)بيده و قال:«أنت و اللّه أولهم،أنت و اللّه أولهم،قالها ثلاثا»فقال:«بأبي أنت و أمي فمن الثلاثة»؟فقال له:«سلمان،و المقداد،و أبو ذر» (10).

قال المؤلف علي بن عيسي-عفي اللّه عنه-و علي هذا فقد روي أحمد بن حنبل في مسنده مرفوعا إلي بريدة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن اللّه يحب من أصحابي أربعة أخبرني أنه يحبهم، و أمرني بحبهم» (11)قالوا:و من هم يا رسول اللّه؟قال:«ان عليّا منهم،و أبو ذر الغفاري،و سلمان الفارسي،و المقداد بن الاسود الكندي» (12).5.

ص: 78


1- في المصدر:ان الجنة تشتاق الي أربعة من أمتي،فهبت أن أسأله من هم؟فأتيت أبا بكر فقلت:ان النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:ان الجنة تشتاق الي أربعة من أمتي فسله من هم؟
2- في المصدر:فقلت له مثل ذلك.
3- الناضح:ما سقي بالنضح.
4- في المصدر:تشتاق.
5- في المصدر:من أمتي فسله.
6- في المصدر:لاحمدن.
7- في المصدر:علي النبي صلّي اللّه عليه و آله.
8- في المصدر:ان الجنة.
9- في المصدر:فاومي إليه.
10- كشف الغمة:345/1،اليقين:147.
11- في مسند أحمد:أن أحبهم.
12- مسند أحمد:351/5.

السادس و الثلاثون: قال علي بن عيسي قال السيد رضي الدين-رحمه اللّه تعالي-و مما نقلت من تاريخ الخطيب مرفوعا الي ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ليس في القيامة راكب غيرنا و نحن أربعة»،قال:فقام العباس (1)فقال فداك أبي و من هم (2)قال:«اما أنا فعلي دابة اللّه البراق،و أما أخي صالح فعلي ناقة اللّه التي عقرت،و عمي حمزة أسد اللّه و أسد رسوله فعلي ناقتي العضباء، و أخي و ابن عمي علي بن أبي طالب علي ناقة من نوق الجنة مدبجة (3)الظهر،رجليها من زمرد أخضر،مذهب (4)بالذهب الأحمر،رأسها من الكافور الابيض،و ذنبها من العنبر الاشهب، و قوائمها من المسك الأذفر،و عنقها من لؤلؤ عليها قبة من نور،باطنها عفو اللّه،و ظاهرها رحمة اللّه،بيده لواء الحمد فلا يمر بملاء من الملائكة إلا قالوا هذا ملك مقرب أو نبي مرسل أو حامل عرش رب العالمين.

فينادي مناد من لدن العرش-أو قال من بطنان العرش-:ليس هذا ملك مقرب و لا نبي مرسل و لا حامل عرش رب العالمين هذا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين الي جنات النعيم (5)،أفلح من صدّقه و خاب من كذبه و لو أن عبدا عبد اللّه بين الركن و المقام ألف عام و ألف عام حتي يكون كالشن البالي،و لقي اللّه مبغضا لآل محمد أكبه اللّه علي منخريه في جهنم» (6).

السابع و الثلاثون: و من مناقب موفق بن أحمد الخوارزمي مرفوعا إلي علي رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لما اسري بي الي السماء حتي انتهيت الي سدرة المنتهي (7)وقفت بين يدي ربي عز و جل فقال لي:يا محمد قلت:لبيك و سعديك،قال لقد بلوت (8)خلقي فأيهم رأيت اطوع لك؟ قال:قلت:يا رب عليا،قال:صدقت يا محمد فهل اتخذت لنفسك خليفة يؤدي عنك و يعلم عبادي من كتابي ما لا يعلمون؟قال:قلت:اختر لي فإن خيرتك خيرتي،فقال:قد اخترت لك عليا فاتخذه لنفسك خليفة و وصيا،و نحلته حلمي و علمي (9)و هو أمير المؤمنين حقا لم ينلها أحدي.

ص: 79


1- في المصدر:عمه العباس.
2- في المصدر:فداك أبي و أمي أنت و من؟
3- دبجه:اي زينه بالديباج.
4- في المصدر:مضبب.و المضبب الملبس.
5- في المصدر:الي جنات رب العالمين.
6- في المصدر:في نار جهنم.و الحديث أخرجه الاربلي في كشف الغمة:346/1.
7- في المصدر:ثم من السماء الي السدرة المنتهي.
8- في المصدر:فقال:قد بلوت.
9- في المصدر:علمي و حلمي.

قبله و ليست لأحد بعده،يا محمد عليّ رأية الهدي و إمام من أطاعني و نور أوليائي و هو الكلمة التي الزمتها المتقين،من أحبه فقد أحبني،و من أبغضه فقد أبغضني،فبشره بذلك يا محمد».

فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:قلت:«يا رب فقد بشرته فقال (1):أنا عبد اللّه و في قبضته إن يعاقبني فبذنوبي و لم يظلمني شيئا،و إن يتمم لي و عدي فهو مولاي (2)فقال:فاجل يا رب قلبه و اجعل ربيعه الإيمان قال:قد فعلت ذلك يا محمد غير أني اختصه (3)بشيء من البلاء لم أخص به أحدا من أوليائي،قال:يا رب أخي (4)و صاحبي قال سبق (5)في علمي أنه مبتلي،و لو لا عليّ لم يعرف حزبي و لا أوليائي» (6)(7).

الثامن و الثلاثون: من مناقب الخوارزمي عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«هذا علي بن أبي طالب لحمه لحمي،و دمه دمي (8)،و هو مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لا نبي بعدي» (9).

و قال صلّي اللّه عليه و آله:«يا أم سلمة اسمعي و اشهدي:هذا علي أمير المؤمنين و سيد المسلمين و عيبة علمي و بابي الذي أوتي منه،أخي في الدين و خدني (10)في الآخرة،و معي في السنام الأعلي» (11).

التاسع و الثلاثون: من مناقب الخوارزمي عن سعيد بن جبير،عن ابن عباس قال:كان النبي صلّي اللّه عليه و آله في بيته،فغدا علي بالغداة و كان لا يحب أن يسبقه إليه أحد فدخل فإذا النبي صلّي اللّه عليه و آله في صحن الدار و إذا رأسه في حجر دحية الكلبي (12)و الحديث قد تقدم نحوه.

قلت:قال المؤلف علي بن عيسي-رضي اللّه عنه-قد أورد السيد السعيد رضي الدين علي بن موسي بن طاوس (13)قدس اللّه سره و ألحقه بسلفه هذه الاحاديث من ثلاثمائة طريق و زيادة، اقتصرت منها علي ما أوردته في هذا الكتاب المختصر،و اكتفيت بما ذكرته منها،فلم أذكر كلما ذكر و علمت أنه يستدرك بما أثبته (14)كما تدل الثمرة الواحدة علي الشجر و ما ادعي حصر مناقبهه.

ص: 80


1- في المصدر:قلت ربي قد بشرته فقال علي.
2- في المصدر:و ان تمم لي وعدي فاللّه مولاي.
3- في المصدر:مختصه.
4- في المصدر:قال:قلت:ربي أخي.
5- في المصدر:قد سبق.
6- في المصدر:و لا أوليائي و لا أولياء رسلي.
7- فرائد السمطين:/268/1ح 210،مناقب الخوارزمي:303.
8- في المصدر:لحمه من لحمي،و دمه من دمي.
9- في المصدر:غير أنه.
10- الخدن:بالكسر الصاحب و الرفيق.
11- كشف الغمة:347/1.
12- كشف الغمة:347/1.
13- في المصدر:علي بن طاوس.
14- في المصدر:يستدل بما أثبته علي ما لم أثبته.

و مآثره،و ليس ذلك في قوة البشر (1).

الأربعون: ما رواه ابن شهرآشوب من طريق العامة في كتاب المناقب،قال:و في تفسير مجاهد قال:ما كان في القرآن: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا (2) فإن لعلي عليه السّلام سابقة ذلك الآية لأنه سبقهم إلي الإسلام فسماه اللّه في تسع و ثمانين موضعا أمير المؤمنين و سيد المخاطبين إلي يوم الدين (3).

ثم قال الخبر الذي يتضمن الامر بالتسليم علي أمير المؤمنين متواتر،الشيعة تنقله و هو أحد الالفاظ في النص الجلي،و رواه أكثر العامة من طرق مختلفة فلم نجد أحدا من رواتهم طعن فيها أو من علمائهم دفعها.

قوله عليه السّلام:«سلموا علي علي بإمرة المؤمنين»روي ذلك علماؤهم كالمنقريّ بإسناده إلي عمران عن بريدة الاسلمي.

و روي يوسف بن كليب المسعودي بإسناده عن أبي داود (4)السبيعي.

و روي عباد بن يعقوب الاسدي بإسناده عن أبي داود (5)السبيعي،عن أبي بريدة أنه دخل أبو بكر علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:«اذهب و سلم علي أمير المؤمنين»فقال:يا رسول اللّه و أنت حي قال:

«نعم و أنا حي»،ثم جاء عمر فقال له مثل ذلك،و في رواية السبيعي أنه قال عمر:و من أمير المؤمنين؟

قال:«علي بن أبي طالب»قال:عن اللّه (6)و أمر رسوله قال:نعم (7).

إبراهيم الثقفي عن عبد اللّه بن جبلة الكناني،عن ذريح المحاربي،عن الثمالي عن الصادق عليه السّلام ان بريدة كان غائبا بالشام فقدم و قد بايع الناس أبا بكر فأتاه في مجلسه فقال:«يا أبا بكر هل نسيت تسليمنا علي عليّ بإمرة المؤمنين واجبة من اللّه و رسوله»؟

قال:يا بريدة إنك غبت و شهدنا و إن اللّه يحدث الامر بعد الامر،و لم يكن اللّه ليجمع لهذا البيت (8)النبوة و الملك (9).3.

ص: 81


1- كشف الغمة:348/1.
2- سوره 2 - آيه 104
3- مناقب آل أبي طالب:53/3.
4- في المصدر:عن داود عن بريدة.
5- في المصدر:عن داود.
6- في المصدر:عن أمر اللّه.
7- مناقب آل أبي طالب:53/3.
8- في المخطوطة:و المصدر:يجمع لأهل هذا البيت.
9- مناقب آبي أبي طالب:53/3.

الثقفي و السري بن عبد اللّه باسنادهما:ان عمران بن الحصين،و أبا بريدة قالا لأبي بكر:قد كنت أنت يومئذ فيمن سلم علي عليّ بامرة المؤمنين فهل تذكر ذلك اليوم أم نسيته؟قال:بل اذكره فقال بريدة فهل ينبغي لاحد من المسلمين ان يتأمر علي أمير المؤمنين؟فقال عمر إن النبوة و الإمامة لا تجتمع في بيت واحد فقال له بريدة:قال اللّه تعالي: أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (1) (2)فقد جمع النبوة و الملك (3).

الحادي و الأربعون: من طريق العامة ما رواه في كتاب الفردوس لابن شيرويه يرفعه إلي حذيفة اليماني قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لو يعلم الناس متي سمي عليّ أمير المؤمنين ما أنكروا فضله، سمي أمير المؤمنين و آدم بين الروح و الجسد فقوله تعالي: وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلي أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلي (4) (5)فقالت الملائكة بلي فقال اللّه تبارك و تعالي انا ربكم و محمد نبيكم و علي وليكم و أميركم» (6).

الثاني و الأربعون: موفق ابن أحمد قال:أخبرنا أبو منصور شهردار بن شيرويه هذا فيما كتب إليّ من همدان،أخبرنا عبدوس هذا كتابة،عن الشريف أبي طالب الفضل بن محمد بن طاهر الجعفري باصبهان،عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسي بن مردويه بن فورك الاصبهاني،حدثني محمد بن عبد اللّه بن الحسين،حدثني علي بن الحسين بن إسماعيل،حدثني محمد بن الوليد العقيلي، حدثني قثم بن أبي قتادة الحراني،حدّثنا وكيع عن خالد النوا،عن الأصبغ بن نباتة قال:لما اصيب زيد ابن صوحان يوم الجمل اتاه عليّ عليه السّلام و به رمق فوقف عليه[أمير المؤمنين علي بن أبي طالب] (7)و هو لما به فقال:«رحمك اللّه يا زيد،فو اللّه ما عرفتك (8)إلا خفيف المئونة كثير المعونة»ك.

ص: 82


1- سوره 4 - آيه 54
2- النساء 54.
3- في المصدر و البحار:فقد جمع اللّه لهم النبوة و الملك،قال:فغضب عمر و ما زلنا نعرف في وجهه الغضب حتي مات.و أنشد بريدة الأسلمي: أمر النبي معاشرا هم اسوة و لهازم أن يدخلوا و يسلموا تسليم من هو عالم مستيقن أن الوصي هو الإمام القائم مناقب آل أبي طالب:53/3-54،البحار:309/37-310 بلفظ اطول.
4- سوره 7 - آيه 172
5- الاعراف:172.
6- رواه المجلسي في البحار:311/37 و 333،عن أبي جعفر عليه السّلام باختلاف يسير.
7- ما بين المعقوفتين غير موجود في المصدر.
8- في المصدر:ما عرفناك.

قال:فرفع إليه رأسه و قال:و أنت مولاي يرحمك اللّه،فو اللّه ما عرفتك إلا باللّه عالما و بآياته عارفا،و اللّه ما قاتلت معك من جهل و لكني سمعت حذيفة بن اليمان يقول سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«عليّ أمير البررة و قاتل الفجرة،منصور من نصره،مخذول من خذله،ألا و إن الحق معه و يتبعه،ألا فميلوا معه» (1).1.

ص: 83


1- مناقب الخوارزمي:111.

الباب التاسع

في أنه عليه السّلام أمير المؤمنين و سيد المسلمين

و الإمام و الحجة و الخليفة و الوصي

من طريق الخاصة و فيه ثمانية و ثلاثون حديثا

الأول: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال:حدّثنا فرات ابن إبراهيم بن فرات الكوفي قال:حدّثنا محمد بن ظهير قال:حدّثنا عبد اللّه بن الفضل الهاشمي، عن الصادق جعفر بن محمد،عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي و هو اليوم الذي أمرني اللّه تعالي ذكره فيه بنصب أخي علي بن أبي طالب علما لامتي يهتدون به من بعدي،و هو اليوم الذي أكمل فيه الدين و اتم علي أمتي فيه النعمة و رضي لهم الإسلام دينا»ثم قال صلّي اللّه عليه و آله:«معاشر الناس عليّ مني و أنا من عليّ خلق من طينتي و هو إمام الخلق بعدي يبين لهم ما اختلفوا فيه من سنتي،و هو أمير المؤمنين و قائد الغر المحجلين و يعسوب المؤمنين،و خير الوصيين،و زوج سيدة نساء العالمين،و أبو الأئمة المهديين،معاشر الناس من أحب عليا أحببته،و من أبغض عليا أبغضته،و من وصل عليا وصلته،و من قطع عليا قطعته،و من جفا عليا جفوته،و من والي عليا واليته،و من عادي عليا عاديته،معاشر الناس أنا مدينة الحكمة و علي بابها و لن تؤتي المدينة إلا من قبل الباب،و كذب من زعم أنه يحبني و يبغض عليا،معاشر الناس و الذي بعثني بالنبوة و اصطفاني علي جميع البرية ما نصبت عليا علما لامتي في الأرض حتي نوه اللّه باسمه في سماواته و أوجب ولايته علي جميع ملائكته» (1).

الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور قال:حدّثنا الحسين ابن محمد بن عامر،عن عمه عبد اللّه بن عامر،عن ابن أبي عمير عن حمزة بن حمران،عن أبيه،عن أبي حمزة عن علي بن الحسين،عن أبيه عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنه جاء إليه رجل فقال له يا أبا الحسن إنك تدعي أمير المؤمنين فمن أمّرك عليهم؟قال:«اللّه جل جلاله أمرني عليهم»،فجاء الرجل إلي

ص: 84


1- أمالي الصدوق:111.

رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا رسول اللّه أ يصدق عليّ فيما يقول:إن اللّه أمره علي خلقه؟فغضب النبي صلّي اللّه عليه و آله و قال:«ان عليا أمير المؤمنين بولاية من اللّه عز و جل عقدها له فوق عرشه و أشهد علي ذلك ملائكته،إن عليا خليفة اللّه و حجة اللّه،و إنه لإمام المسلمين طاعته مقرونة بطاعة اللّه،و معصيته مقرونة بمعصية اللّه فمن جهله فقد جهلني،و من عرفه فقد عرفني،و من أنكر إمامته فقد أنكر نبوتي و من جحد إمرته فقد جحد رسالتي،و من دفع فضله فقد تنقصني،و من قاتله فقد قاتلني، و من سبه فقد سبني،لأنه مني خلق من طينتي،و هو زوج فاطمة ابنتي و أبو ولدي الحسن و الحسين»ثم قال صلّي اللّه عليه و آله:«أنا و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين حجج اللّه علي خلقه،أعداؤنا أعداء اللّه،و أولياؤنا أولياء اللّه» (1).

الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن علي (2)بن موسي قال:حدّثنا محمد بن جعفر أبو الحسين الاسدي قال:حدّثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال:حدّثنا جعفر بن أحمد بن محمد التميمي،عن أبيه قال:حدّثنا عبد الملك بن عمير الشيباني،عن أبيه،عن جده،عن ابن عباس قال:

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنا سيد الأنبياء و المرسلين و أفضل من الملائكة المقربين و أوصيائي سادة أوصياء النبيين (3)،و ذريتي أفضل ذريات النبيين و المرسلين (4)،و ابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين،و الطاهرات من أزواجي امهات المؤمنين،و أمتي خير أمة أخرجت للناس،و أنا أكثر النبيين تبعا يوم القيامة ولي حوض عرضه ما بين صنعاء و بصري فيه الاباريق عدد نجوم السماء و خليفتي علي الحوض يومئذ خليفتي في الدنيا»قيل:و من ذاك يا رسول اللّه؟قال:«إمام المسلمين و أمير المؤمنين و مولاهم بعدي علي بن أبي طالب يسقي منه أوليائه،و يذود عنه أعدائه كما يذود أحدكم الغريبة من الابل عن الماء»ثم قال صلّي اللّه عليه و آله:«من أحب عليا و أطاعه في دار الدنيا ورد عليّ حوضي غدا و كان معي في درجتي في الجنة و من أبغض عليا في دار الدنيا و عصاه لم أره و لم يرني يوم القيامة و اختلج دوني،و اخذ به ذات الشمال إلي النار» (5).

الرابع: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن أحمد السناني رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمد بن أبي4.

ص: 85


1- أمالي الصدوق:116.
2- في المصدر:علي بن أحمد.
3- في المصدر:النبيين و المرسلين.
4- في المصدر:و أصحابي الذين سلكوا منهاجي أفضل أصحاب النبيين و المرسلين.
5- أمالي الصدوق:264.

عبد اللّه الأسدي الكوفي قال:حدّثنا موسي بن عمران النخعي،عن عمه الحسين بن يزيد،عن علي ابن سالم،عن أبيه،عن سعد بن طريف،عن سعيد بن جبير،عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي:«يا علي أنت إمام المسلمين،و أمير المؤمنين،و قائد الغر المحجلين،و حجة اللّه بعدي علي الخلق أجمعين،و سيد الوصيين،و وصي سيد النبيين،يا علي إنه لما عرج بي إلي السماء السابعة و منها إلي سدرة المنتهي و منها إلي حجب النور و أكرمني ربي جل جلاله بمناجاته قال لي:يا محمد قلت:لبيك ربي و سعديك تباركت و تعاليت قال:إن عليا إمام أوليائي و نور لمن أطاعني،و هو الكلمة التي الزمتها المتقين،من أطاعه اطاعني،و من عصاه عصاني،فبشره بذلك» فقال علي عليه السّلام:«يا رسول اللّه بلغ من قدري حتي أني اذكر هناك»؟فقال:«نعم (1)فاشكر ربك»فخر عليّ ساجدا شكرا للّه علي ما أنعم به عليه فقال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ارفع رأسك يا عليّ فإن اللّه قد باهي به ملائكته» (2).

الخامس: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن هارون الفاميّ رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري (3)عن أبيه،عن أيوب بن نوح،عن ابن أبي عمير (4)عن أبان الأحمر،عن سعد الكناني،عن الاصبغ بن نباتة،عن عبد اللّه بن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله (5):«يا علي أنت خليفتي علي أمتي في حياتي و بعد موتي،و أنت مني كشيث من آدم،و كسام من نوح، و كإسماعيل من إبراهيم،و كيوشع من موسي،و كشمعون من عيسي.

يا علي أنت وصيي،و وارثي،و غاسل جثتي،و أنت الذي تواريني في حفرتي،و تؤدي ديني، و تنجز عداتي.

يا علي أنت أمير المؤمنين و إمام المسلمين،و قائد الغر المحجلين،و يعسوب المتقين.

يا علي أنت زوج سيدة النساء فاطمة ابنتي،و أبو سبطي الحسن و الحسين.

يا علي إن اللّه تبارك و تعالي جعل ذرية كل نبي من صلبه و جعل ذريتي من صلبك.

يا علي من أحبك و والاك أحببته و واليته،و من أبغضك و عاداك أبغضته و عاديته لانك مني و أنا منك.

يا علي إن اللّه طهرنا و اصطفانا و لم يلتق لنا أبوان علي سفاح قط من لدن آدم فلا يحبنا إلا مني.

ص: 86


1- في المصدر:نعم يا علي.
2- أمالي الصدوق:266.
3- في المصدر:جعفر بن جامع الحميري.
4- في المصدر:محمد بن أبي عمير.
5- في المصدر:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي.

طابت ولادته.

يا علي ابشر بالشهادة فانك مظلوم بعدي و مقتول»،فقال علي:«يا رسول اللّه و ذلك في سلامة من ديني»؟قال:«في سلامة من دينك.

يا علي إنك لن تضل و لن تزل،و لولاك لم يعرف حزب اللّه بعدي» (1).

السادس: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن موسي بن المتوكل رضي اللّه عنه قال:حدّثنا علي بن الحسين السعدآبادي،عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي،عن أبيه،عن محمد بن سنان،عن أبي الجارود زياد بن المنذر،عن القاسم بن الوليد،عن شيخ من ثمالة قال:دخلت علي امرأة من تميم عجوزة كبيرة و هي تحدث الناس فقلت لها:يرحمك اللّه حدثيني في بعض فضائل أمير المؤمنين علي عليه السّلام قالت:احدثك و هذا شيخ كما تري نائم بين يدي فقلت لها:و من هذا؟قالت:أبو الحمراء خادم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فجلست إليه فلما سمع حسي استوي جالسا فقال:مه؟فقلت:رحمك اللّه حدثني بما رأيت من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يصنعه (2)بعلي فإن اللّه يسألك عنه فقال:علي الخبير وقعت.

أما ما رأيت النبي صلّي اللّه عليه و آله يصنعه بعلي عليه السّلام فإنه قال لي ذات يوم:«يا أبا الحمراء انطلق فادع لي مائة من العرب،و خمسين رجلا من العجم،و ثلاثين رجلا من القبط و عشرين رجلا من الحبشة» فأتيت بهم فقام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فصف العرب ثم صف العجم خلف العرب ثم صف القبط خلف العجم وصف الحبشة خلف القبط ثم قام:«فحمد اللّه و أثني عليه و مجد اللّه بتمجيد لم يسمع الخلائق بمثله ثم قال:معشر العرب و العجم و القبط و الحبشة أقررتم بشهادة أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله»؟فقالوا:نعم فقال:«اللهم اشهد»حتي قالها ثلاثا فقال في الثلاثة:«أقررتم بشهادة أن لا إله إلاّ اللّه و أني رسول اللّه (3)و أن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين و ولي المؤمنين (4)من بعدي»؟قالوا:اللهم نعم،قال:«اللهم اشهد»حتي قالها ثلاثا،ثم قال لعلي:«يا أبا الحسن انطلق فأتني بصحيفة و دواة»فدفعها إلي علي بن أبي طالب و قال:

«اكتب»قال:«و ما اكتب»؟قال: (5)«بسم اللّه الرّحمن الرحيم هذا ما أقرت به العرب و العجم و القبط و الحبشة اقروا بشهادة أن لا إله إلا اللّه و أن محمدا عبده و رسوله و ان علي بن أبي طالب أمير المؤمنين و ولي أمرهم من بعدي»ثم ختم الصحيفة و دفعها إلي علي فما رأيتها إلي الساعة.ب.

ص: 87


1- أمالي الصدوق:328-329.
2- في المصدر:يصنع.
3- في المصدر:و أني محمد عبده و رسوله.
4- في المصدر:و ولي أمرهم.
5- في المصدر:قال:اكتب.

فقلت رحمك اللّه زدني؟فقال:نعم خرج علينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم عرفة و هو آخذ بيد علي عليه السّلام فقال:«يا معشر الخلائق إن اللّه تبارك و تعالي باهي بكم في هذا اليوم ليغفر لكم عامة،ثم التفت إلي علي فقال له:و غفر اللّه لك يا علي خاصة،ثم قال عليه السّلام:يا علي ادن مني فدنا منه فقال:إنّ السعيد حق السعيد من أحبك و أطاعك،و إن الشقي كل الشقي من عاداك و أبغضك (1).

يا علي كذب من زعم أنه يحبني و يبغضك،يا علي من حاربك فقد حاربني و من حاربني فقد حارب اللّه.يا علي من أبغضك فقد أبغضني و من أبغضني فقد أبغض اللّه و أتعس اللّه جده و أدخله نار جهنم» (2).

السابع: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال:حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال:حدّثنا محمد بن ظهير قال:حدّثنا الحسن (3)بن علي العبدي المعروف بابن القاري،عن (4)محمد بن عبد الواحد الواسطي عن (5)محمد بن ربيعة،عن إبراهيم ابن يزيد (6)،عن عمرو بن دينار،عن طاوس،عن ابن عباس قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو علي المنبر يقول:«و قد بلغه عن أناس من قريش إنكار تسميته لعلي أمير المؤمنين»-فقال:«معاشر الناس،إن اللّه عز و جل بعثني إليكم رسولا و أمرني أن استخلف عليكم عليا أمير المؤمنين (7)ألا فمن كنت نبيه فإن عليا أميره تأمير امره اللّه عز و جل عليكم و أمرني أن اعلمكم ذلك لتسمعوا و تطيعوا (8)إذا امركم تأتمرون،و إذا نهاكم عن امر تنتهون.ألا فلا يتأمرن أحد منكم علي علي في حياتي و لا بعد وفاتي فإن اللّه تبارك و تعالي أمره عليكم و سماه أمير المؤمنين و لم يسم أحدا من قبله بهذا الاسم و قد ابلغتكم ما ارسلت به إليكم في علي،فمن أطاعني فيه فقد أطاع اللّه و من عصاني فيه فقد عصي اللّه عز و جل و لا حجة له عند اللّه عز و جل،و كان مصيره إلي ما قال اللّه عز و جل في كتابه:و من يعص اللّه و رسوله و يتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها» (9).

الثامن: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيي العطار رحمه اللّه قال:حدّثنا أبي،عن يعقوب ابن يزيد،عن محمد بن أبي عمير،عن سيف بن عميرة،عن الأشعث بن سوار،عن الأحنف بن5.

ص: 88


1- في المصدر:و نصب لك و أبغضك.
2- أمالي الصدوق:341-343.
3- في المصدر:الحسين.
4- في المصدر:قال:حدّثنا.
5- في المصدر:قال:حدّثنا.
6- في المصدر:بريد.
7- في المصدر:عليا أميرا.
8- في المصدر:لتسمعوا له و تطيعوا.
9- النساء:4،و الحديث في أمالي الصدوق:365.

قيس،عن أبي ذر الغفاري رحمه اللّه قال:كنا ذات يوم عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مسجد قبا و نحن نفر من أصحابه إذ قال:«معاشر أصحابي يدخل عليكم من هذا الباب رجل هو أمير المؤمنين،و إمام المسلمين فنظروا (1)و كنت فيمن نظر فإذا نحن بعلي بن أبي طالب قد طلع فقام النبي صلّي اللّه عليه و آله فاستقبله و عانقه و قبل ما بين عينيه و جاء به حتي أجلسه إلي جانبه،ثم أقبل علينا بوجهه الكريم فقال:هذا إمامكم من بعدي طاعته طاعتي و معصيته معصيتي و طاعتي طاعة اللّه و معصيتي معصية اللّه عز و جل» (2).

التاسع: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال:حدّثنا أحمد بن محمد ابن خالد،عن القاسم بن يحيي،عن جده الحسن بن راشد عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد الصادق،عن أبيه،عن آبائه،عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:قال لي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي منبره يا علي:

«إن اللّه عز و جل وهب لك حب المساكين و المستضعفين في الأرض فرضيت بهم إخوانا و رضوا بك إماما فطوبي لمن أحبك و صدق عليك،و ويل لمن أبغضك و كذب عليك،يا علي أنت أمير المؤمنين و قائد الغر المحجلين،يا علي شيعتك المنتجبون،و لو لا أنت و شيعتك ما قام للّه عز و جل دين،و لو لا من في الأرض منكم لما أنزلت السماء قطرها،يا علي لك كنز في الجنة و أنت ذو قرنيها،و شيعتك تعرف بحزب اللّه عز و جل» (3).

العاشر- ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أحمد بن محمد الهمداني قال:أخبرنا المنذر بن محمد قال:حدّثنا جعفر بن سليمان عن عبد اللّه بن الفضل عن سعد بن طريف،عن الاصبغ بن نباتة قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام في بعض خطبه:«أيها الناس اسمعوا قولي و اعقلوه عني فإن الفراق قريب،أنا إمام البررة (4)و وصي خير الخليقة،و زوج سيدة نساء هذه الأمة،و أبو العترة الطاهرة الهادية (5)،أنا أخو رسول اللّه و وصيه و وليه و وزيره و صاحبه و صفيه و حبيبه و خليله،أنا أمير المؤمنين،و قائد الغر المحجلين،و سيد الوصيين،حربي حرب اللّه،و سلمي سلم اللّه،و طاعتي طاعة اللّه،و ولايتي ولاية اللّه،و شيعتي أولياء اللّه و أنصاري أنصار اللّه،و الذي خلقني و لم أك شيئا لقد علم المستحفظون من أصحاب رسول اللّه محمد صلّي اللّه عليه و آله ان الناكثين و القاسطين و المارقين ملعونون علي لسان النبي الأمي و قد خاب من افتري» (6).2.

ص: 89


1- في المصدر:قال:فنظروا.
2- أمالي الصدوق:484.
3- أمالي الصدوق:502.
4- في المصدر:البرية.
5- في المصدر:الأئمة الهادية.
6- أمالي الصدوق:542.

الحادي عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمد بن يحيي العطار قال:حدثني سهل بن زياد،عن محمد بن الوليد قال:سمعت يونس بن يعقوب يقول عن سنان بن طريف،عن أبي عبد اللّه الصادق عليه السّلام قال:قال:«إنّا أوّل أهل بيت نوه اللّه بأسمائنا،إنّه لمّا خلق اللّه السماوات و الأرض أمر مناديا فنادي اشهد أن لا إله إلا اللّه ثلاثا،أشهد ان محمدا رسول اللّه ثلاثا،أشهد ان عليا أمير المؤمنين حقا ثلاثا» (1).

الثاني عشر: الشيخ الطوسي في أماليه قال أبو محمد الفحام قال:حدثني عمي عمرو بن يحيي الفحام قال:حدثني أبو الحسن إسحاق بن عبدوس قال:حدثني محمد بن نهار بن عمار التيمي قال:حدّثنا عيسي بن مهران قال:حدّثنا محول بن إبراهيم قال:حدّثنا الفضل بن الزبير عن أبي داود السبيعي،عن عمر بن حصيب-أخي بريدة ابن حصيب-قال:بينا أنا و أخي بريدة عند النبي صلّي اللّه عليه و آله إذ دخل أبو بكر فسلم علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:«انطلق فسلم علي أمير المؤمنين»فقال:يا رسول اللّه؛ و من أمير المؤمنين؟قال:«علي بن أبي طالب».قال:عن أمر اللّه و رسوله؟قال:«نعم».

ثم دخل عمر فسلم فقال:«انطلق فسلم علي أمير المؤمنين»،فقال:يا رسول اللّه و من أمير المؤمنين؟قال صلّي اللّه عليه و آله:«علي بن أبي طالب»قال:عن أمر اللّه و أمر رسوله؟قال:«نعم» (2).

الثالث عشر: الشيخ أيضا قال:أبو محمد الفحام حدثني عمي قال:حدثني إسحاق بن عبدوس قال:حدثني محمد بن نهار بن عمار قال:حدّثنا زكريا بن يحيي عن جابر،عن إسحاق بن عبد اللّه بن الحرث (3)عن أبيه عن أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه قال:أتيت النبي صلّي اللّه عليه و آله و عنده أبو بكر و عمر، فجلست بينه و بين عائشة فقالت لي عائشة:ما وجدت إلا فخذي أو فخذ رسول اللّه.فقال صلّي اللّه عليه و آله:«مه، يا عائشة لا تؤذيني في عليّ فإنه أخي في الدنيا و أخي في الآخرة،و هو أمير المؤمنين،يجلسه (4)اللّه يوم القيامة علي الصراط فيدخل أوليائه الجنة و أعدائه النار» (5).

الرابع عشر: الشيخ أيضا قال:أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللّه بن محمد بن مهدي قال:أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرّحمن بن عقدة الحافظ قال:1.

ص: 90


1- أمالي الصدوق:540-541.
2- أمالي الطوسي:295/1.
3- في المصدر:الحارث.
4- في المصدر:يجعله.
5- أمالي الطوسي:296/1.

حدّثنا محمد بن أحمد بن الحسين (1)قال:حدّثنا خزيمة بن هامان المروزي (2)قال:حدّثنا عيسي ابن يونس،عن الاعمش،عن سعيد بن جبير،عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يأتي علي الناس يوم القيامة وقت ما فيه راكب إلا نحن أربعة»،فقال له العباس بن عبد المطلب عمه:فداك أبي و أمي من هؤلاء الأربعة؟قال:«أنا علي البراق،و أخي صالح علي ناقة اللّه التي عقرها قومه، و عمي حمزة أسد اللّه و أسد رسوله علي ناقتي العضباء،و أخي علي بن أبي طالب علي ناقة من نوق الجنة مدبجة الجنبين عليه حلتان خضراوتان من كسوة الرّحمن،علي رأسه تاج من نور لذلك التاج سبعون ركنا علي كل ركن ياقوتة حمراء تضيء للراكب مسيرة ثلاثة أيام،و بيده لواء الحمد ينادي لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه،فيقول الخلائق:من هذا،ملك مقرب،أو نبي مرسل، أو حامل عرش؟فينادي مناد من بطن العرش ليس بملك مقرب،و لا نبي مرسل،و لا حامل عرش،هذا علي بن أبي طالب وصي رسول رب العالمين و أمير المؤمنين و قائد الغر المحجلين في جنّات النعيم» (3).

الخامس عشر: الشيخ أيضا قال أبو محمد الفحام حدثني المنصوري قال:حدثني عم أبي أبو موسي عيسي بن أحمد بن عيسي المنصوري قال:حدّثنا الإمام علي بن محمد قال:حدثني أبو محمد بن علي قال:حدثني أبي علي بن موسي الرضا قال:حدثني أبي موسي بن جعفر قال:

حدثني أبي جعفر بن محمد قال:حدثني أبي محمد بن علي قال:حدثني أبي علي بن الحسين قال:حدثني أبي الحسين بن علي قال:حدثني أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لما اسري بي إلي السماء كنت من ربي كقاب قوسين أو ادني،فاوحي إلي ربي ما أوحي ثم قال:يا محمد اقرأ علي بن أبي طالب أمير المؤمنين السلام،فما سميت بهذا احدا قبله و لا اسمي بهذا أحدا بعده» (4).

السادس عشر: الشيخ أيضا قال:أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت قال:أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة قال:أخبرنا محمد بن هارون الهاشمي قراءة عليه،قال:أخبرنا محمد بن مالك بن الأبرد النخعيّ قال:حدّثنا محمد بن فضيل بن غزوان (5)الضبيّ قال:حدّثنا غالب الجهني،ن.

ص: 91


1- في المصدر:الحسن.
2- في المصدر:ماهان المروزي.
3- أمالي الطوسي:301/1.
4- أمالي الطوسي:301/1.
5- في المخطوطة:مروان.

عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين،عن أبيه،عن جده،عن علي بن أبي طالب قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لما اسري بي إلي السماء (1)ثم إلي سدرة المنتهي أوقفت بين يدي ربي عز و جل فقال لي:يا محمد فقلت:لبيك ربي و سعديك قال:قد بلوت خلقي فأيهم وجدت اطوع لك؟قال:

فقلت:رب عليّا قال:صدقت يا محمد فهل اتخذت لنفسك خليفة يؤدي عنك،و يعلّم عبادي من كتابي ما لا يعلمون؟قال:قلت:اختر لي فإن خيرتك خير لي قال:قد اخترت لك عليا فاتخذه لنفسك خليفة و وصيا و نحلته (2)علمي و حلمي و هو أمير المؤمنين حقا،لم يقلها أحد قبله و لا أحد بعده.

يا محمد علي راية الهدي،و إمام من اطاعني،و نور أوليائي،و هو الكلمة التي الزمتها المتقين، من أحبه فقد أحبني،و من أبغضه فقد أبغضني،فبشره بذلك يا محمد.

فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله رب قد بشرته فقال علي:أنا عبد اللّه و في قبضته إن يعذبني فبذنوبي لم يظلمني شيئا و إن يتم لي ما وعدني فاللّه أولي بي.فقال:اللهم اجل قلبه و اجعل ربيعه الإيمان (3)قال:قد فعلت ذلك به يا محمد غير أني مختصه بشيء من البلاء لم أختص به أحدا من أوليائي.قال:قلت رب أخي و صاحبي.قال:إنه قد سبق في علمي أنه مبتلي به،و لو لا عليّ لم يعرف أوليائي (4)و لا أولياء رسلي».

قال محمد بن مالك:فلقيت نصر بن مزاحم المنقريّ فحدثني عن غالب الجهني،عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين،عن أبيه،عن جده،عن علي قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لما اسري بي إلي السماء،ثم من السماء إلي السماء،ثم إلي سدرة المنتهي»-و ذكر الحديث بطوله (5).

و روي هذا الحديث الشيخ الثقة محمد بن العباس بن ماهيار في تفسير القرآن فيما نزل في أهل البيت عليهم السّلام بالسند و المتن (6).

السابع عشر: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد،عن علي بن الحكم، عن داود العجلي،عن زرارة،عن حمران،عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«إن اللّه تبارك و تعالي حيث خلق الخلق خلق ماء عذبا و ماء مالحا اجاجا،فامتزج الماءان فأخذ طينا من أديم الأرض فعركه3.

ص: 92


1- في المصدر:اسري بي الي السماء،ثم من السماء الي السماء.
2- في المصدر:فاني قد نحلته.
3- في المصدر:الإيمان بك.
4- في المصدر:لم يعرف حزبي و لا أوليائي.
5- أمالي الطوسي:353/1-354.
6- فرائد السمطين:/268/1ح 210،مناقب الخوارزمي:303.

عركا (1)شديدا،فقال لأصحاب اليمين و هم كالذر يدبون:إلي الجنة بسلام،و قال لأصحاب الشمال:إلي النار و لا أبالي،ثم قال:أ لست بربكم؟قالوا: بَلي شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنّا كُنّا عَنْ هذا غافِلِينَ (2) (3).

ثم أخذ الميثاق علي النبيين،فقال:أ لست بربكم؟و أن هذا محمد رسولي،و أن هذا علي أمير المؤمنين؟قالوا:بلي فثبت لهم النبوة،و أخذ الميثاق علي أولي العزم أنني ربكم و محمد رسولي،و علي أمير المؤمنين و أوصياؤه من بعده ولاة أمري،و خزان علمي عليهم السّلام و أن المهدي أنتصر به لديني و اظهر به دولتي و أنتقم به من أعدائي و اعبد به طوعا و كرها».

قالوا:أقررنا يا رب و شهدنا و لم يجحد آدم و لم يقر فثبتت العزيمة لهؤلاء الخمسة في المهدي، و لم يكن لآدم عزم علي الإقرار به و هو قوله عز و جل: وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلي آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً (4) (5)قال:إنما يعني (6)فترك.

ثم أمر نارا فاججت فقال لأصحاب الشمال:ادخولها،فهابوها،و قال لأصحاب اليمين:ادخلوها فدخلوها فكانت عليهم بردا و سلاما،فقال أصحاب الشمال يا رب أقلنا،فقال:قد أقلتكم اذهبوا فادخلوها،فهابوها،فثم ثبتت الطاعة و الولاية و المعصية (7).

الثامن عشر: محمد بن يعقوب،عن علي بن إبراهيم،عن يعقوب بن يزيد،عن ابن أبي عمير، عن أبي الربيع القزاز،عن جابر،عن أبي جعفر عليه السّلام قال:قلت له:لم سمي أمير المؤمنين؟قال:«اللّه سماه،و هكذا أنزل في كتابه: وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلي أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ (8) (9)و أن محمدا رسولي،و ان عليا أمير المؤمنين» (10).

التاسع عشر: علي بن إبراهيم في تفسيره قال:حدثني أبي،عن النضر بن سويد،عن الحلبي (11)عن ابن سنان قال:قال أبو عبد اللّه:أول من سبق إلي بلي (12)رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و ذلك أنه كان أقرب الخلق إلي اللّه تبارك و تعالي،و كان بالمكان الذي قال له جبرائيل عليه السّلام لما اسري به إلي السماء:تقدم يا محمد فقد وطئت موطئا لم يطأه أحد قبلك لا ملك مقرب و لا نبي مرسل،و لو لا أن روحه و نفسهي.

ص: 93


1- عرك:أي دلك.
2- سوره 7 - آيه 172
3- الاعراف:172.
4- سوره 20 - آيه 115
5- طه:115.
6- في المصدر:إنما هو.
7- اصول الكافي:8/2.
8- سوره 7 - آيه 172
9- الاعراف:172.
10- اصول الكافي:412/1.
11- في المصدر:يحيي الحلبي.
12- في المصدر:سبق من الرسل الي بلي.

كانت من ذلك المكان لما قدر أن يبلغه فكان من اللّه عز و جل كما قال اللّه تعالي: قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْني (1) (2)أي بل أدني،فلما خرج الأمر من اللّه وقع إلي أوليائه عليهم السّلام فقال الصادق عليه السّلام:«كان ذلك (3)مأخوذا عليهم للّه بالربوبية،و لرسوله بالنبوة،و لأمير المؤمنين و الأئمة بالإمامة.فقال أ لست بربكم و محمد نبيكم،و علي إمامكم،و الأئمة الهادين أئمتكم،فقالوا:بلي فقال اللّه تعالي:

شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ (4) أي لئلا يقولوا يوم القيامة إِنّا كُنّا عَنْ هذا غافِلِينَ (5) فاول ما أخذ اللّه عز و جل الميثاق علي الأنبياء بالربوبية و هو قوله: وَ إِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ (6) (7)»فذكر جملة من الأنبياء ثم أبرز أفضلهم بالاسامي فقال: وَ مِنْكَ (8) (9)يا محمد،فقدم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأنه أفضلهم: وَ مِنْ نُوحٍ وَ إِبْراهِيمَ وَ مُوسي وَ عِيسَي ابْنِ مَرْيَمَ (10) (11)فهؤلاء الخمسة أفضل الأنبياء و رسول اللّه أفضلهم،ثم أخذ بعد ذلك ميثاق رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي الأنبياء بالأيمان به،و علي أن ينصروا أمير المؤمنين فقال: وَ إِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ (12) (13)يعني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله: لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ (14) (15)يعني أمير المؤمنين تخبروا اممكم بخبره و خبر وليه من الأئمة (16).

العشرون: علي بن إبراهيم قال:حدثني أبي،عن ابن أبي عمير،عن عبد اللّه ابن مسكان،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام.

و عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله: لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ (17) قال:«قال ما بعث اللّه نبيا من لدن آدم فهلم جرا إلا و يرجع إلي الدنيا فيقاتل و ينصر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أمير المؤمنين ثم أخذ أيضا ميثاق الأنبياء علي رسوله فقال:قل يا محمد: آمَنّا بِاللّهِ وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَ ما أُنْزِلَ إِلي إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ وَ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ وَ الْأَسْباطِ وَ ما أُوتِيَ مُوسي وَ عِيسي وَ ما أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (18) » (19).

الحادي و العشرون: محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات عن أحمد بن محمد،عن الحسن بن موسي،عن علي بن حسان،عن عبد الرّحمن بن كثير،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في قوله5.

ص: 94


1- سوره 53 - آيه 9
2- النجم:9.
3- في المصدر:كان الميثاق.
4- سوره 7 - آيه 172
5- سوره 7 - آيه 172
6- سوره 33 - آيه 7
7- الاحزاب:8.
8- سوره 33 - آيه 7
9- الاحزاب:8.
10- سوره 33 - آيه 7
11- الاحزاب:8.
12- سوره 3 - آيه 81
13- آل عمران:76.
14- سوره 3 - آيه 81
15- آل عمران:76.
16- تفسير القمي:229،البحار:236/5.
17- سوره 3 - آيه 81
18- سوره 2 - آيه 136
19- البقرة:131،و الحديث ذكره القمي في تفسيره ص 230،و المجلسي في البحار:237/5.

عز و جل: وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ (1) إلي آخر الآية قال:«أخرج اللّه من ظهر آدم ذريته إلي يوم القيامة فخرجوا كالذر فعرفهم نفسه و لو لا ذلك لم يعرف أحد ربه ثم قال:

أ لست بربكم قالوا:بلي و ان محمدا رسول اللّه و عليا أمير المؤمنين» (2).

الثاني و العشرون: محمد بن مسعود العياشي في تفسيره بإسناده عن جابر قال:قلت لأبي جعفر عليه السّلام:متي سمي أمير المؤمنين؟قال:قال:«و اللّه نزلت (3)هذه الآية علي محمد صلّي اللّه عليه و آله و أشهدهم علي أنفسهم أ لست بربكم و ان محمدا رسول اللّه[نبيكم]و أن عليا أمير المؤمنين،فسماه اللّه، و اللّه،أمير المؤمنين» (4).

الثالث و العشرون: العياشي بإسناده عن جابر قال:قال أبو جعفر عليه السّلام:«يا جابر لو يعلم الجهال متي سمي أمير المؤمنين علي لم ينكروا حقه»،قال:قلت جعلت فداك متي سمي؟فقال لي:

قوله: وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ (5) إلي: أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ (6) و ان محمدا[نبيكم]رسول اللّه (7)،و أن عليا أمير المؤمنين قال:ثم قال لي يا جابر:«هكذا و اللّه جاء بها محمد صلّي اللّه عليه و آله» (8).

الرابع و العشرون: العياشي في تفسيره بإسناده عن سلام بن المستنير،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:

«لقد تسموا باسم ما سمي اللّه به أحدا إلا علي بن أبي طالب و ما جاء تأويله»قلت:جعلت فداك متي يجيء تأويله؟قال:«إذا جاء جمع اللّه جماعة النبيين و المؤمنين حتي ينصروه و هو قول اللّه:

وَ إِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ (9) إلي قوله: وَ أَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشّاهِدِينَ (10) فيومئذ يدفع رأية رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله اللواء إلي علي بن أبي طالب فيكون أمير الخلائق كلهم أجمعين و يكون الخلائق كلهم تحت لوائه و يكون هو أميرهم فهذا تأويله» (11).

الخامس و العشرون: الشيخ المفيد في أماليه قال:حدّثنا أبو الحسن محمد بن المظفر الوراق قال:حدّثنا أبو بكر محمد بن أبي الثلج قال:أخبرني الحسين بن أيوب من كتابه،عن محمد بن غالب،عن علي بن الحسين،عن عبد اللّه بن جبلة عن ذريح المحاربي،عن أبي حمزة الثمالي،عن1.

ص: 95


1- سوره 7 - آيه 172
2- في المصدر:و ان هذا محمد رسولي و علي أمير المؤمنين خليفتي و أميني.بصائر الدرجات:71/2، البحار:250/5.
3- في تفسير البرهان:لما نزلت.
4- تفسير العياشي:41/2.
5- سوره 7 - آيه 172
6- سوره 7 - آيه 172
7- في البحار:و ان محمدا رسولي.
8- تفسير العياشي:41/2،تفسير البرهان:51/2.
9- سوره 3 - آيه 81
10- سوره 3 - آيه 81
11- تفسير العياشي:181/1.

أبي جعفر محمد بن علي عليهما السّلام،عن أبيه،عن جده قال:إن اللّه جلّ جلاله بعث جبرائيل إلي محمد صلّي اللّه عليه و آله ان يشهد لعلي بن أبي طالب عليه السّلام بالولاية في حياته و يسميه بامرة المؤمنين قبل وفاته، فدعا نبي اللّه بسبعة رهط (1)فقال إنما دعوتكم لتكونوا شهداء اللّه في الأرض اقمتم أم تركتم (2)ثم قال صلّي اللّه عليه و آله:«يا أبا بكر قم فسلّم علي علي بإمرة المؤمنين»،فقال أ عن أمر اللّه و رسوله؟قال:«نعم» فقام فسلم عليه بامرة المؤمنين،ثم قال صلّي اللّه عليه و آله:«يا عمر قم فسلم علي علي بإمرة المؤمنين»،فقال:

أ عن أمر اللّه و رسوله تسميه أمير المؤمنين،قال:«نعم»،فقام فسلم عليه،ثم قال صلّي اللّه عليه و آله للمقداد بن أسود الكندي:«قلم فسلم علي علي بامرة المؤمنين»فقام فسلم عليه و لم يقل مثل ما قال الرجلان من قبله،ثم قال صلّي اللّه عليه و آله لأبي ذر الغفاري:«قم فسلم علي علي بامرة المؤمنين»،فقام فسلم عليه،ثم قال صلّي اللّه عليه و آله لعمار بن ياسر:«قم فسلم علي علي بإمرة المؤمنين»فقام فسلم،ثم قال صلّي اللّه عليه و آله لعبد اللّه ابن مسعود:«قم فسلم علي علي بإمرة المؤمنين»فقام فسلم،ثم قال صلّي اللّه عليه و آله لبريدة:«قم فسلم علي علي بإمرة المؤمنين» (3)-و كان بريدة أصغر القوم سنا-فقام فسلم،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إنما دعوتكم لتكونوا شهداء اللّه أقمتم أم تركتم» (4).

السادس و العشرون: سليم بن قيس الهلالي في كتابه قال عمر لأبي بكر:أرسل إلي علي فليبايع فانا لسنا في شيء حتي يبايع و لو قد بايع أمناه،فأرسل إليه أبو بكر أجب خليفة رسول اللّه فأتاه الرسول فقال له ذلك فقال له علي عليه السّلام:«ما أسرع ما كذبتم علي رسول اللّه إنه ليعلم و الذين حوله (5)أن اللّه و رسوله لم يستخلفا غيري»فذهب الرسول فأخبره بما قال له،فقال اذهب فقل له أجب أمير المؤمنين أبا بكر فأتاه فأخبره بذلك (6)،فقال له علي عليه السّلام:«سبحان اللّه ما و اللّه طال العهد فينسي و اللّه إنه ليعلم أن هذا الاسم لا يصلح إلا لي و لقد أمره رسول اللّه و هو سابع سبعة فسلموا علي بإمرة المؤمنين فاستفهم هو و صاحبه (7)من بين السبعة فقالا أ من اللّه و رسوله فقال لهما رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حقا من اللّه و رسوله،إنه أمير المؤمنين و سيد المسلمين و صاحب لواء الغر المحجلينر.

ص: 96


1- في المصدر:تسعة رهط. أقول:المذكور في الحديث اسم ثمانية من الاصحاب و هذا لا يطابق مع ما ورد في المتن،كما لا ينطبق مع ما ذكر في المصدر،و الظاهر سقط اسم واحد من الرواة.و قد روي المجلسي في البحار:311/37 حديثا بهذا المعني من طريق زيد بن الجهم عن أبي عبد اللّه عليه السّلام و فيه اسم تسعة من الصحابة فراجع.
2- في المصدر:كتمتم.
3- في المصدر:قم فسلم علي أمير المؤمنين.
4- أمالي المفيد:10-11.
5- في المصدر:و يعلم الذين حوله.
6- في المصدر:فأخبره بما قال.
7- في المصدر:و صاحبه عمر.

يقعده اللّه عز و جل يوم القيامة علي الصراط فيدخل أوليائه الجنة و أعدائه النار،فانطلق الرسول فأخبره بما قال فسكتوا عنه يومهم ذلك» (1).

السابع و العشرون: المفيد في إرشاده عن بريدة بن حصيب الأسلمي و هو مشهور معروف بين العلماء بأسانيد يطول شرحها قال:إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أمرني و أنا سابع سبعة فيهم أبو بكر و عمر و طلحة و الزبير فقال:سلموا علي علي بإمرة المؤمنين فسلمنا عليه بذلك و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حي بين أظهرنا» (2).

الثامن و العشرون: محمد بن يعقوب،عن علي بن الحسن،عن منصور،عن حريز بن عبد اللّه، عن الفضيل،عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله تعالي: أَ فَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلي وَجْهِهِ أَهْدي أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (3) (4)«يعني و اللّه عليا و الأوصياء من ولده،ثم تلا هذه الآية: فَلَمّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ قِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (5) (6)أمير المؤمنين،يا فضيل لم يتسم بهذا الاسم غير علي عليه السّلام إلا مفتر كذاب إلي يوم القيامة» (7).

التاسع و العشرون: محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسيره قال:حدّثنا حميد بن زياد (8)، عن الحسن بن محمد،عن صالح بن خالد (9)،عن منصور بن جرير عن فضيل بن يسار،عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«تلا هذه الآية: فَلَمّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا (10) قال:أ تدرون ما رأوا؟ رأوا و اللّه عليا مع رسول اللّه: وَ قِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (11) أي تسمون به أمير المؤمنين،م.

ص: 97


1- سليم بن قيس ص 82.
2- الارشاد:20-21.
3- سوره 67 - آيه 22
4- الملك:22.
5- سوره 67 - آيه 27
6- الملك:28.
7- أخرجه الكليني في روضة الكافي ص 288 بهذا اللفظ: علي بن محمد،عن علي بن الحسن،عن منصور،عن حريز بن عبد اللّه،عن الفضيل قال:دخلت مع أبي جعفر عليه السّلام المسجد الحرام و هو متكئ عليّ فنظر الي الناس و نحن علي باب بني شيبة فقال:يا فضيل هكذا كان يطوفون في الجاهلية لا يعرفون حقا و لا يدينون دينا،يا فضيل انظر إليهم مكبين علي وجوههم لعنهم اللّه من خلق مسخور بهم مكبين علي وجوههم،ثم تلا هذه الآية: أَ فَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلي وَجْهِهِ أَهْدي أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ يعني و اللّه عليا عليه السّلام و الأوصياء عليهم السّلام،ثم تلا هذه الآية: فَلَمّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ قِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ أمير المؤمنين عليه السّلام.يا فضيل لم يتسم بهذا الاسم غير علي عليه السّلام إلا مفتر كذاب الي يوم البأس هذا.الحديث.
8- في البحار:الحسن بن زياد.
9- في البحار:عن صالح بن خالد و عبيس بن هشام.
10- سوره 67 - آيه 27
11- سوره 67 - آيه 27

يا فضيل لا يسمي به أحد غير أمير المؤمنين إلا مفتر كذاب إلي يوم القيامة» (1).

الثلاثون: ابن شهرآشوب في المناقب قال:سئل الباقر عليه السّلام عن قوله تعالي: فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ (2) (3)فقال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لما اسري بي إلي السماء الرابعة أذن جبرائيل و أقام و جمع النبيين و الصديقين و الشهداء و الملائكة،ثم تقدمت و صليت بهم،فلما انصرفت قال لي جبرائيل:قل لهم بم تشهدون؟قالوا نشهد أن لا إله إلا اللّه و أنك رسول اللّه و أن عليا أمير المؤمنين» (4).

الحادي و الثلاثون: في روضة الفضائل،عن ابن عباس قال:أقبل علي بن أبي طالب فقالوا:

يا رسول اللّه صلي اللّه عليك و آلك جاء أمير المؤمنين فقال:«إن عليا سمي أمير المؤمنين قبلي»، قيل:قبلك يا رسول اللّه؟قال:«و قبل عيسي و موسي»،فقالوا:و قبل عيسي و موسي؟قال:«و قبل سليمان و داود،و لم يزل حتي عدد الأنبياء كلهم إلي آدم عليه السّلام،ثم قال:إنه لما خلق اللّه آدم طينا خلق بين عينيه درة تسبح اللّه و تقدسه،فقال اللّه عز و جل:لا لأسكننّك رجلا أجعله أمير الخلق أجمعين،فلما خلق اللّه علي بن أبي طالب أسكن الدرة فيه فسمي أمير المؤمنين قبل خلق آدم» (5).

الثاني و الثلاثون: ابن شهرآشوب في الفضائل،عن الأعمش،عن الاسدي،عن ابن عباس أن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال لأم سلمة رضي اللّه عنها:«اسمعي و اشهدي هذا علي أمير المؤمنين و سيد المسلمين» (6).ا.

ص: 98


1- في البحار:يا فضيل لم يسم بها و اللّه بعد علي أمير المؤمنين إلا مفتر كذاب الي يوم الناس هذا.راجع البحار ج 318/37.
2- سوره 10 - آيه 94
3- يونس:94.
4- روي تمام الحديث،فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره ص 61 قال:حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا،عن زرارة بن اعين قال:قلت لابي جعفر عليه السّلام:آية في كتاب اللّه تشكل علي،قال:و ما هي؟قلت:قوله:«و ان كنت في شك مما نزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك»من هؤلاء الذين أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بسؤالهم؟ فقال:ان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:لما اسري بي الي السماء فصرت في السماء الرابعة جمع اللّه لي النبيين و الصديقين و الملائكة فأذن جبرائيل و أقام الصلاة،ثم تقدم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فصلي بهم فلما انصرف قال:بم تشهدون؟قالوا نشهد أن لا إله إلاّ اللّه،و أنك رسول اللّه،و أن عليا أمير المؤمنين،فهو معني قوله:«فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك».
5- البحار:337/37.
6- مناقب آل أبي طالب:54/3،و رواه الشيخ المفيد في الارشاد ص 20 مسندا.

الثالث و الثلاثون: ابن شهرآشوب عن بشير الغفاري و القاسم بن جندب و أبو الطفيل،عن أنس ابن مالك في خبر أتيت النبي صلّي اللّه عليه و آله بوضوء فقال لي:«يا أنس؟يدخل عليك من هذا الباب الساعة أمير المؤمنين و خير الوصيين».و في رواية إبراهيم الثقفي:و سيد المسلمين و قائد الغر المحجلين و خاتم الوصيين قال أنس:فدخل علي عليه السّلام (1).

عن أبان بن الصلت،عن الصادق عليه السّلام:«سمي أمير المؤمنين إنما من ميرة العلم (2)و ذلك أن العلماء من علمه امتاروا،و من ميرته استعملوا» (3).

سلمان سألت النبي صلّي اللّه عليه و آله عن ذلك (4)فقال:إنه يميرهم العلم،يمتار منه و لا يمتار من أحد (5).

الرابع و الثلاثون: في حديث ميلاد أمير المؤمنين عليه السّلام تقدم في الباب الرابع،بالاسناد من مجالس الشيخ الطوسي،عن الصادق عليه السّلام و ساق الحديث إلي أن قال:ثم دخل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلما دخل اهتز له أمير المؤمنين عليه السّلام و ضحك في وجهه و قال:«السلام عليك يا رسول اللّه و رحمة اللّه و بركاته»،قال:ثم تنحنح باذن اللّه تعالي و قال: بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، اَلَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ الي آخر الآيات فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«قد أفلحوا بك»و قرأ تمام الآيات الي قوله: أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ* اَلَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ (6) (7)فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنت و اللّه أميرهم تميرهم من علومك فيمتارون،و أنت و اللّه دليلهم و بك يهتدون» (8).

الخامس و الثلاثون: ابن شهرآشوب من أمالي ابن سهل أحمد القطان،و كافي الكليني باسنادهما الي جابر الجعفي قال:قال لي أبو جعفر عليه السّلام:«لو علم الناس متي سمي علي أمير المؤمنين ما انكروا ولايته»قلت:رحمك اللّه و متي سمي؟قال:«إن ربك عز و جل حين أخذ من بني آدم من ظهورهم ذريتهم و أشهدهم علي أنفسهم قال:أ لست بربكم و أن محمدا رسوليي.

ص: 99


1- هكذا ورد لفظ الحديث في المصدر:«أتيت النبي صلّي اللّه عليه و آله بوضوء فقال:يا أنس يدخل عليك من هذا الباب الساعة أمير المؤمنين و سيد المسلمين.و قائد الغر المحجلين،و خاتم الوصيين قال أنس:فدخل علي عليه السّلام. راجع مناقب آل أبي طالب:54/3.
2- الميرة:الطعام الذي يدخره الانسان.و امتار لنفسه:اي جمع المئونة.
3- مناقب آل أبي طالب:55/3.
4- في المصدر:سأل النبي.
5- مناقب آل أبي طالب:/3ص 55.
6- سوره 23 - آيه 10
7- المؤمنون:1-3،12.
8- البحار:37/35،عن أمالي الطوسي.

و علي أمير المؤمنين» (1).

السادس و الثلاثون: ابن شهرآشوب:قال رجل للصادق عليه السّلام:يا أمير المؤمنين فقال:«مه فإنه لا يرضي بهذه التسمية أحد إلا ابتلي ببلاء أبي جهل» (2).

قلت بلاء أبي جهل أنه كان مخنثا لأنه يبغض النبي صلّي اللّه عليه و آله كم رواه عز الدين ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة.

السابع و الثلاثون: المنذر،عن سكين الرحال العابد-و قال ابن المنذر عنه:و بلغني أنه لم يرفع رأسه إلي السماء منذ اربعين سنة-و قال أيضا:حدّثنا الرسان،عن أبي داود،عن أبي برزة (3)قال:

سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:إن اللّه عز و جل عهد الي في علي عهدا،فقلت:اللهم بين لي،فقال:

اسمع،قلت:اللهم قد سمعت،قال:أخبر عليا أنه أمير المؤمنين،و سيد الوصيين،و أولي الناس بالناس و الكلمة التي ألزمتها المتقين (4).

الثامن و الثلاثون: الشيخ المفيد في كتاب الاختصاص قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لما اسري بي إلي السماء فسح لي في بصري غلوة (5)كمثال ما يري الراكب خرق الابرة من مسيرة يوم فعهد إلي ربي في علي كلمات فقال:يا محمد قلت:لبيك ربي،فقال:إن عليا أمير المؤمنين،و إمام المتقين، و قائد الغر المحجلين،و يعسوب المؤمنين،و المال يعسوب الظلمة و هو الكلمة التي الزمتها المتقين،فكانوا أحق بها و أهلها فبشره بذلك،قال:فبشره النبي صلّي اللّه عليه و آله بذلك،فقال علي:يا رسول اللّه فاني اذكر هناك؟فقال:نعم إنك لتذكر في الرفيع الأعلي (6)،فقال المنصور:ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء» (7).ث.

ص: 100


1- مناقب آل أبي طالب:55/3.
2- مناقب آل أبي طالب:/3ص 55.
3- هكذا جاء السند في المصدر:من كتاب عبد اللّه بن أحمد بن يعقوب الانباري،عن علي بن العباس،عن علي بن المنذر الطريفي،عن سكين الرحال،عن فضيل الرسان،عن أبي داود الهمداني،عن أبي برزة.
4- البحار:306/37،عن كشف اليقين.
5- الغلوة:الغاية،و هي رمية سهم أبعد ما تقدر عليه.
6- في أمالي الصدوق:في الرفيق الأعلي.
7- الاختصاص:53-54،و ذكر الصدوق في أماليه ص 549-550 ط النجف.بإسناده عن جعفر بن عبد اللّه النما،عن عبد الجبار،عن داود الشعيري،عن الربيع صاحب المنصور،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في حديث طويل أن المنصور قال للصادق عليه السّلام:حدثني عن فضائل جدك حديثا لم تروه العامة،فقال الصادق عليه السّلام حدثني أبي،عن أبيه،عن جده قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لما اسري بي.الحديث.

التاسع و الثلاثون: العياشي في تفسيره عن محمد بن إسماعيل الرازي عن رجل سماه عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«دخل رجل علي أبي عبد اللّه فقال:السلام عليك يا أمير المؤمنين فقام علي قدميه فقال:مه هذا اسم لا يصلح إلاّ لأمير المؤمنين عليه السّلام،اللّه سماه به،و لم يسم به أحد غيره فرضي به إلا كان منكوحا،و إن لم يكن به ابتلي به،و هو قول اللّه في كتابه: إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاّ إِناثاً وَ إِنْ يَدْعُونَ إِلاّ شَيْطاناً مَرِيداً (1) (2)قال:قلت:فما ذا يدعي به قائمكم؟قال:«يقال له:السلام عليك يا بقية اللّه،السلام عليك يا ابن رسول اللّه» (3).6.

ص: 101


1- سوره 4 - آيه 117
2- النساء:17.
3- تفسير العياشي:1،ص 276.

الباب العاشر

في أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و الأئمة الاثني عشر:حجج اللّه علي خلقه

من طريق العامة و فيه تسعة أحاديث

الأول: من مناقب الفقيه أبي الحسن ابن المغازلي الواسطي الشافعي قال:أخبرنا أبو نصر بن الطحان إجازة،عن القاضي أبو الفرج أحمد بن علي بن جعفر الحنوطي (1)قال:حدّثنا محمد بن إسحاق الخزّاز (2)السوسي و إبراهيم بن عبد السلام قالا:حدّثنا علي بن المثني،حدّثنا عبد اللّه (3)بن موسي بن أبي مطر (4)عن أنس قال:كنت عند النبي صلّي اللّه عليه و آله و أتي علي مقبلا (5)فقال:«أنا و هذا حجة اللّه علي امتي يوم القيامة» (6).

الثاني: ابن المغازلي قال:أخبرنا أبو نصر بن الطحان عن القاضي أبي الفرج الحنوطي،حدّثنا عبد الحميد بن موسي،حدّثنا محمد بن إسحاق الخزاز السوسي و إبراهيم بن عبد السلام قالا:

حدّثنا علي بن المثني الطهوي،حدّثنا عبد اللّه بن موسي،حدّثنا مطر بن أبي مطر،عن أنس قال:

كنت عند النبي صلّي اللّه عليه و آله فرأي عليا مقبلا فقال:«أنا و هذا حجة اللّه علي امتي يوم القيامة» (7)

الثالث: ابن المؤيد موفق ابن أحمد في كتاب فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام-و هو من أعيان علماء العامة-قال:حدثني فخر القضاة نجم الدين أبو منصور محمد بن الحسين بن محمد البغدادي فيما كتب إلي من همدان قال:أخبرنا الإمام الشريف نور الهدي أبو طالب الحسن بن محمد (8)الزينبي

ص: 102


1- في المصدر:الخيوطي.
2- في المصدر:حدّثنا عبد الحميد بن موسي و هو العباد،حدّثنا محمد بن إسحاق.
3- في المصدر:عبيد اللّه.
4- في المصدر:حدّثنا مطر بن أبي مطر.
5- في المصدر:فرأي عليا مقبلا.
6- المناقب لابن المغازلي الشافعي(الموجود نسخته في مكتبة الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام العامة في النجف الاشرف).
7- تاريخ بغداد:88/2،الرياض النضرة:2،193،ذخائر العقبي 77،و الحديث لم يختلف عن الحديث الأول سندا و متنا و ذكره سيدنا المؤلف-رحمه اللّه-مكررا،كما جاء ذلك في المناقب لابن المغازلي.
8- في الطرائف:الحسن أبو محمد الزينبي.

قال:أخبرنا إمام الأئمة محمد بن أحمد بن شاذان قال:حدّثنا أبو محمد الحسن بن علي العلوي الطبري عن أحمد بن محمد بن عبد اللّه (1)قال:حدثني جدي أحمد بن محمد،عن أبيه،عن حماد ابن عيسي،عن عمرو بن اذينة،عن أبان بن عباس (2)،عن سليم بن قيس الهلالي،عن سلمان المحمدي قال:دخلت علي النبي صلّي اللّه عليه و آله و إذا الحسين علي فخذه و هو يقبل عينيه و يلثم فاه و يقول:

«أنت سيد ابن سيد أبو سادة،أنت إمام ابن إمام أبو أئمة،أنت حجة ابن حجة أبو حجج تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم» (3).

الرابع: أبو المؤيد موفق بن أحمد أيضا قال:عن الإمام محمد بن أحمد بن شاذان قال: (4)

حدثني محمد بن علي بن الفضل الزيّات،عن علي بن الربيع الماجشوني (5)عن إسماعيل بن أبان الوراق،عن غياث بن إبراهيم،عن جعفر بن محمد،عن أبيه،عن علي بن الحسين،عن أبيه قال:

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«نزل علي جبرائيل صبيحة يوم فرحا مستبشرا فقلت:حبيبي جبرائيل ما لي اراك فرحا مستبشرا؟فقال:يا محمد و كيف لا اكون فرحا مستبشرا و قد قرت عيني بما أكرم اللّه أخاك و وصيك و إمام أمتك علي بن أبي طالب فقلت:و بم أكرم أخي و إمام أمتي؟ (6)قال:باهي اللّه سبحانه و تعالي بعبادته البارحة ملائكته و حملة عرشه.و قال:ملائكتي انظروا الي حجتي في أرضي بعد نبيي محمد كيف عفّر خدّه في التراب تواضعا لعظمتي أشهدكم أنه إمام خلقي و مولي بريتي» (7).

الخامس: موفق بن أحمد بن أحمد هذا قال:حدثني فخر القضاة نجم الدين أبو منصور محمد ابن الحسين بن محمد البغدادي فيما كتب الي من همدان قال:أنبأنا الإمام الشريف نور الهدي أبو طالب الحسن بن محمد الزينبي قال:أخبرنا إمام الأئمة محمد بن أحمد بن شاذان قال:حدّثنا8.

ص: 103


1- في الطرائف و مقتل الحسين:أحمد بن عبد اللّه.
2- في مقتل الحسين:أبان بن أبي عياش.
3- الحديث رواه القندوزي في ينابيع المودة 258،و الخوارزمي في كتابه مقتل الحسين:146/1.و لم نقف عليه في كتاب المناقب كما اشار إليه السيد المؤلف-رحمه اللّه-في صدر الحديث،و كذلك السيد ابن طاوس في الطرائف ص 44،و الشيخ المجلسي في البحار:141/36 عند نقلهما له.
4- في المصدر:أحمد بن شاذان هذا.
5- في المصدر:ابن زيات،عن علي بن بديع الماجشون.
6- في المصدر:و بم أكرم اللّه أخي و وصيي و إمام أمتي.
7- مناقب الخوارزمي:288.

أحمد بن محمد بن عبد اللّه الحافظ قال:حدّثنا علي بن سنان الموصلي،عن أحمد بن محمد بن صالح،عن سليمان (1)بن محمد،عن زياد بن مسلم،عن عبد الرّحمن بن زيد،عن زيد بن جابر (2)، عن سلامة،عن أبي سلمي راعي (3)رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«ليلة اسري بي إلي السماء قال لي الجليل جل جلاله: آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ (4) قلت:

وَ الْمُؤْمِنُونَ (5) (6) قال:صدقت يا محمد من خلفت في أمتك قلت خيرها:قال علي بن أبي طالب؟قلت:نعم يا رب قال:يا محمد إني اطلعت إلي الأرض اطلاعة فاخترتك منها فشققت لك اسما من اسمائي فلا اذكر في موضع إلا ذكرت معي،فأنا المحمود و أنت محمد،ثم اطلعت الثانية فاخترت منها عليا و شققت له اسما من اسمائي فأنا الأعلي و هو علي،يا محمد إني خلقتك و خلقت عليا و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة من ولده من نوري (7)و عرضت ولايتكم علي أهل السماوات و الأرض فمن قبلها كان عندي من المؤمنين،و من جحدها كان عندي من الكافرين.

يا محمد لو أن عبدا من عبيدي عبدني حتي ينقطع أو يصير كالشن البالي ثم أتاني جاحدا لولايتكم ما غفرت له حتي يقر بولايتكم،يا محمد تحب أن تراهم؟قال:قلت:نعم يا رب فقال لي:التفت عن يمين العرش فالتفت فإذا أنا بعلي و فاطمة و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسي بن جعفر و علي بن موسي و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و المهدي في ضحضاح من نور قيام يصلون و هو في وسطهم«يعني المهدي»كأنه كوكب دري.فقال:يا محمد هؤلاء الحجج و هو الثائر من عترتك،و عزتي و جلالي إنه الحجة الواجبة لأوليائي و المنتقم من أعدائي» (8).

السادس: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة بإسناده قال:أخبرنا أبو جعفر ابن بابويه-رحمه اللّه-قال:حدّثنا محمد بن أحمد الشيباني (9)-رحمه اللّه-قال:حدّثنا أحمد بن يحيي ابن زكريا القطان قال:حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال:حدّثنا الفضل (10)بن صقر العبدي قال:ل.

ص: 104


1- في المصدر:سلمان.
2- في المصدر:عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر.
3- في المصدر:راعي ابل.
4- سوره 2 - آيه 285
5- سوره 2 - آيه 285
6- البقرة:285.
7- في المصدر:من سنخ نوري.و سنخ الشيء أصله.
8- مقتل الحسين:96/1.
9- في المصدر:السمناني.
10- في المصدر:فضل.

حدّثنا أبو (1)معاوية،عن سليمان بن مهران الأعمش،عن الصادق جعفر بن محمد،عن أبيه محمد ابن علي،عن أبيه علي بن الحسين عليهم السّلام قال:«نحن أئمة المسلمين،و حجج اللّه علي العالمين، و سادة المؤمنين،و قادة الغر المحجلين،و موالي المؤمنين،و نحن أمان لأهل (2)الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء،و نحن الذين بنا يمسك اللّه السماء أن تقع علي الأرض إلا بإذنه،و بنا يمسك الأرض أن تميد بأهلها،و بنا ينزل الغيث و تنشر الرحمة و تخرج (3)بركات الأرض،و لو لا ما في الأرض منّا لساخت بأهلها،ثم قال:و لم تخل الأرض منذ خلق اللّه آدم من حجة اللّه فيها، ظاهر مشهور أو غائب مستور،و لا تخلو إلي أن تقوم الساعة من حجة اللّه فيها،و لو لا ذلك لم يعبد اللّه».قال سليمان:فقلت للصادق عليه السّلام:فكيف ينتفع الناس بالحجة الغائب المستور؟قال:«كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب (4)» (5).

السابع: الحمويني هذا بالاسناد إلي أبي جعفر ابن بابويه قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه،عن أحمد بن محمد بن عيسي،عن العباس بن معروف،عن عبد اللّه بن أحمد بن محمد عن عبد الرّحمن البصري (6)عن أبي المعزي (7)حميد بن المثني (8)العجلي،عن أبي بصير،عن خيثمة الجعفي عن أبي جعفر عليه السّلام قال:سمعته يقول:«نحن جنب اللّه،و نحن صفوته (9)،و نحن حجة اللّه،و نحن اركان الإيمان،و نحن دعائم الإسلام،و نحن من رحمة اللّه علي خلقه،و نحن بنا يفتح و بنا يختم (10)،و نحن أئمة الهدي،و نحن مصابيح الدجي،نحن (11)منار الهدي،و نحن السابقون،و نحن الآخرون و نحن العلم المرفوع للحق من تمسك بنا لحق،و من تأخر عنا غرق، و نحن الغر المحجلين (12)،و نحن خيرة اللّه،و نحن الطريق الواضح و الصراط المستقيم إلي اللّه، و نحن من نعمة اللّه عز و جل علي خلقه،و نحن المنهاج،و نحن معدن النبوة،و نحن موضع الرسالة،و نحن الذين مختلف الملائكة،و نحن السراج لمن استضاء بنا،و نحن السبيل لمنن.

ص: 105


1- لم ترد(أبو)في المصدر.
2- في المصدر:أهل.
3- في المصدر:يخرج.
4- في المصدر:سحاب.
5- رواه الحمويني في الفرائد-خ-في السمط الأول،عن سليمان بن مهران الاعمش،عن الصادق عليه السّلام. /45/1ح 11.
6- في المصدر:العباس بن معروف،عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن البصري.
7- في المصدر:المغري.
8- في المصدر:أحمد بن المثني.
9- في المصدر:صفوة اللّه.
10- في المصدر:و نحن من يفتح بنا و يختم.
11- في المصدر:و نحن.
12- في المصدر:و نحن قادة الغر المحجلين.

اقتدي بنا،و نحن الهداة الي الجنة،و نحن عري الإسلام،و نحن الجسور و القناطر،من مضي عليها لم يسبق و من تخلف عنها محق،و نحن السنام الأعظم،و نحن الذين بنا ينزل اللّه عز و جل الرحمة و بنا يسقون الغيث،و نحن الذين بنا يصرف عنكم العذاب فمن عرفنا و نصرنا و عرف حقنا و أخذ بامرنا فهو منا و إلينا» (1).

قلت:و روي هذا الحديث من طريق الخاصة أبو جعفر الشيخ الطوسي في مجالسه قال:أخبرنا الحسين بن عبد اللّه (2)،عن علي بن محمد العلوي قال:حدّثنا محمد بن إبراهيم قال:حدّثنا أحمد ابن محمد،عن محمد بن أحمد بن محمد بن عيسي،عن أحمد بن محمد بن أبي نصر،عن أبي المعزي،عن أبي بصير،عن خيثمة قال:سمعت الباقر عليه السّلام يقول:«نحن جنب اللّه،و نحن صفوة اللّه، و نحن خيرة اللّه،و نحن مستودع مواريث الأنبياء،و نحن أمناء اللّه عز و جل،و نحن حجج اللّه، و نحن حبل اللّه».و ساق الحديث إلي قوله:«منا و إلينا» (3).

الثامن: الحمويني هذا قال:أخبرني مفيد الدين أبو جعفر محمد بن علي بن أبي الغنائم بن الجهم الحلّي-رحمه اللّه-إجازة قال:أنبأنا القاضي خطير الدين محمود بن محمد بن الحسين بن عبد الجبار الطوسي،عن عمه زين الدين عبد الجبار،عن أبيه،عن الصفي أبي تراب ابن الداعي الحسيني (4)،عن أبي محمد جعفر بن محمد الدورستي،عن الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان الحارثي،عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي قال:حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور-رضي اللّه عنه-قال:حدّثنا الحسين بن محمد بن عامر،عن المعلي بن محمد البصري،عن جعفر بن سليمان،عن عبد اللّه بن الحكم،عن أبيه،عن سعيد بن جبير،عن عبد اللّه بن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن خلفائي و أوصيائي و حجج اللّه علي الخلق بعدي اثنا (5)عشر، أولهم أخي،و آخرهم ولدي،قيل:يا رسول اللّه و من أخوك؟قال:علي بن أبي طالب،قيل:فمن ولدك؟قال:المهدي الذي يملأها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما.و الذي بعثني بالحق بشيرا لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول اللّه ذلك اليوم حتي يخرج فيه ولدي المهدي فينزل روح اللّه عيسي ابن مريم فيصلي خلفه و تشرق الأرض بنور ربها و يبلغ سلطانه المشرقا.

ص: 106


1- فرائد السمطين-السمط الثاني،السمط الثاني:/253/2ح 523.
2- في المصدر:عبيد اللّه.
3- أمالي الطوسي:267/2-268 ط النجف الاشرف.
4- لم ترد(الحسيني)في المصدر.
5- في المصدر:لاثنا.

و المغرب» (1).

التاسع: موفق بن أحمد-من أعيان العامة-قال:ذكر الإمام محمد بن أحمد بن شاذان،أخبرنا أبو محمد هارون بن موسي التلعكبري،عن عبد العزيز بن عبد اللّه،عن جعفر بن محمد بن عبد الكريم (2)قال:حدثني فيحان العدل (3)أبو نصر،عن أحمد بن محمد بن الوليد،عن ربيع الجراح (4)،عن الاعمش،عن أبي وائل،عن عبد اللّه بن مسعود قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لما خلق اللّه تعالي آدم و نفح فيه من روحه عطس آدم فقال:الحمد للّه فاوحي اللّه تعالي إليه حمدتني عبدي و عزتي و جلالي لو لا عبدان اريد أن أخلقهما في دار الدنيا ما خلقتك قال:إلهي فيكونان مني؟ قال:نعم،يا آدم ارفع رأسك و انظر،فرفع رأسه و إذا (5)مكتوب علي العرش لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه نبي الرحمة عليّ مقيم الحجة،و من عرف حق عليّ زكي و طاب،و من أنكر حقه لعن و خاب،أقسمت بعزتي أن ادخل الجنة من اطاعه و إن عصاني،و أقسمت بعزتي أن أدخل النار من عصاه و إن أطاعني» (6).ف.

ص: 107


1- فرائد السمطين-السمط الثاني،في باب ذكر احوال المهدي./312/2ح 562.
2- في المصدر:جعفر بن محمد،عن عبد الكريم.
3- في المصدر:فيحان العطار.
4- في المصدر:ربيع بن الجراح.
5- في المصدر:فإذا هو.
6- مناقب الخوارزمي:227 ط النجف الاشرف.

الباب الحادي عشر

في أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و الأئمة الاثنا عشر حجج اللّه علي خلقه

من طريق الخاصة و فيه تسعة عشر حديثا الأول: ابن بابويه،حدّثنا محمد بن علي-رحمه اللّه-عن عمه محمد بن أبي القاسم،عن محمد ابن علي الكوفي،عن محمد بن سنان،عن زياد بن المنذر،عن سعيد بن جبير،عن ابن عباس قال:

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«المخالف علي علي بن أبي طالب بعدي كافر،و المشرك به مشرك،و المحب له مؤمن،و المبغض له منافق،و المقتفي لأثره لاحق،و المحارب له مارق،و الراد عليه زاهق.

علي نور اللّه في بلاده،و حجته علي عباده،علي سيف اللّه علي أعدائه،و وارث علم انبيائه، علي كلمة اللّه العليا و كلمة أعدائه السفلي،علي سيد الأوصياء،و وصي سيد الأنبياء،علي أمير المؤمنين،و قائد الغر المحجلين،و إمام المسلمين،لا يقبل اللّه الإيمان إلا بولايته و طاعته» (1).

الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن علي-رحمه اللّه-عن عمه محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن سنان عن زياد بن المنذر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«المخالف لعلي بن أبي طالب بعدي كافر،و المشرك به مشرك،و المحبّ له مؤمن،و المبغض له منافق،و المقتفي لأثره لاحق،و المحارب له مارق،و الراد عليه زاهق،علي نور اللّه في عباده،و حجته،سيف اللّه علي أعدائه،و وارث علم انبيائه،علي كلمة اللّه العليا،و كلمة أعدائه السفلي،علي سيد الأوصياء،و وصي سيد الأنبياء،علي أمير المؤمنين،و قائد الغر المحجلين،و إمام المسلمين،لا يقبل اللّه الإيمان إلا بولايته و طاعته» (2).

الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسين بن إبراهيم المؤدب قال:حدّثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي،عن سهل بن زياد،عن جعفر بن محمد بن بشار،عن عبيد اللّه بن عبد اللّه الدهقان (3)،عن درست بن أبي منصور الواسطي،عن عبد الحميد بن أبي العلاء،عن ثابت بن دينار،عن سعد بن

ص: 108


1- أمالي الصدوق:10 ط النجف،البحار:90/38-91.
2- هذا الحديث هو نص الرواية السابقة سندا و متنا.
3- في المصدر:عن عبيد اللّه الدهقان.

طريف الخفاف،عن الأصبغ بن نباتة قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام:«أنا خليفة رسول اللّه و وزيره، و وارثه،أنا أخو رسول اللّه و وصيه (1)،أنا صفي رسول اللّه و صاحبه،أنا ابن عم رسول اللّه و زوج ابنته و أبو ولده،أنا سيد الوصيين (2)،أنا الحجة العظمي و الآية الكبري و المثل الأعلي،و باب النبي المصطفي،أنا العروة الوثقي،و كلمة التقوي،و أمين اللّه-جل ذكره-علي أهل الدنيا» (3).

الرابع: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن إبراهيم قال:حدّثنا أحمد بن محمد الهمداني قال:

حدّثنا علي بن الحسن بن فضال،عن أبي الحسن علي بن موسي الرضا،عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه الصادق جعفر بن محمد،عن أبيه الباقر محمد بن علي،عن أبيه زين العابدين علي بن الحسين،عن أبيه سيد الشهداء الحسين بن علي،عن أبيه سيد الوصيين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:«إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله خطبنا ذات يوم فقال:أيها الناس إنه قد أقبل إليكم شهر اللّه بالبركة و الرحمة و المغفرة»-و ساق الحديث في فضل رمضان إلي أن قال-:قال أمير المؤمنين عليه السّلام:

«فقمت و قلت:يا رسول اللّه!ما أفضل الأعمال في هذا الشهر فقال:يا أبا الحسن أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم اللّه،ثم بكي فقلت:يا رسول اللّه ما يبكيك فقال:يا علي أبكي لما يستحل منك في هذا الشهر،كأني بك و أنت تصلي لربك و قد انبعث أشقي الأولين و الآخرين، شقيق عاقر ناقة ثمود فضربك ضربة (4)علي فرقك فخضب (5)بها لحيتك،قال أمير المؤمنين عليه السّلام:

فقلت:يا رسول اللّه و ذلك في سلامة من ديني؟فقال:في سلامة من دينك.

ثم قال صلّي اللّه عليه و آله:يا علي من قتلك فقد قتلني،و من أبغضك فقد أبغضني،و من سبك فقد سبني، لأنك مني كنفسي،روحك من روحي،و طينتك من طينتي،إن اللّه تبارك و تعالي خلقني و اياك، و اصطفاني و اياك،فاختارني للنبوّة و اختارك للإمامة،فمن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوتي.

يا علي أنت وصيي،و أبو ولدي،و زوج ابنتي،و خليفتي علي امتي في حياتي و بعد موتي، أمرك أمري،و نهيك نهيي،اقسم بالذي بعثني بالنبوة و جعلني خير البرية إنك لحجة اللّه علي خلقه،و امينه علي سره،و خليفته علي عباده» (6).

الخامس: ابن بابويه قال:حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور قال:حدّثنا الحسين بن محمد بن4.

ص: 109


1- في المصدر:و وصيه و حبيبه.
2- في المصدر:أنا سيد الوصيين و وصي سيد النبيين.
3- أمالي الصدوق:34.
4- في المصدر:يضربك ضربة.
5- في المصدر:فتخضب.
6- أمالي الصدوق:82-84.

عامر،عن عمه عبد اللّه بن عامر،عن ابن أبي عمير،عن حمزة بن حمران،عن أبيه،عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين،عن أبيه عن أمير المؤمنين صلوات اللّه عليهم أنه جاء إليه رجل فقال له:يا أبا الحسن إنك تدعي أمير المؤمنين فمن أمرك عليهم؟قال:«اللّه جل جلاله أمرني عليهم»فجاء الرجل إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا رسول اللّه أ يصدق عليّ فيما يقول:إن اللّه أمره علي خلقه؟ فغضب النبي صلّي اللّه عليه و آله و قال:«إن عليا أمير المؤمنين،بولاية من اللّه عز و جل عقدها فوق عرشه،و أشهد علي ذلك ملائكته.

إنّ عليا خليفة اللّه و حجة اللّه و إنه لأمام المسلمين،طاعته مقرونة بطاعة اللّه و معصيته مقرونة بمعصية اللّه،فمن جهله فقد جهلني،و من عرفه فقد عرفني،و من أنكر إمامته فقد أنكر نبوتي، و من جحد إمرته فقد جحد رسالتي،و من دفع فضله فقد تنقصني،و من قاتله فقد قاتلني،و من سبه فقد سبني،لأنه خلق من طينتي،و هو زوج فاطمة ابنتي،و أبو ولدي الحسن و الحسين،ثم قال صلّي اللّه عليه و آله:أنا و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين حجج اللّه علي خلقه، أعداؤنا أعداء اللّه و أولياؤنا أولياء اللّه» (1).

السادس: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن أحمد السناني-رحمه اللّه-قال:حدّثنا أحمد بن يحيي بن زكريا القطان قال:حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال:حدّثنا الفضل بن الصقر العبدي قال:حدّثنا أبو معاوية،عن سليمان بن مهران الأعمش،عن الصادق جعفر بن محمد،عن أبيه محمد بن علي،عن أبيه علي بن الحسين عليهم السّلام أنه قال:«نحن أئمة المسلمين،و حجج اللّه علي العالمين،و سادة المؤمنين و قادة الغر المحجلين،و موالي المؤمنين،و نحن أمان أهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء،و نحن الذين بنا يمسك اللّه السماء أن تقع علي الأرض إلا باذنه و بنا يمسك الأرض أن تميد بأهلها و بنا ينزل الغيث،و بنا ينشر الرحمة و يخرج بركات الأرض،و لو لا ما في الأرض منا لساخت بأهلها،ثم قال عليه السّلام:و لم تخل الأرض منذ خلق اللّه آدم من حجة للّه فيها (2)و لو لا ذلك لم يعبد اللّه»،قال سليمان:فقلت للصادق عليه السّلام:كيف ينتفع الناس بالحجة الغائب المستور قال:«كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب» (3).

السابع: ابن بابويه،حدّثنا أحمد بن محمد الصائغ العدل قال:حدّثنا عيسي بن محمد العلوي5.

ص: 110


1- أمالي الصدوق:116.
2- في المصدر:من حجة للّه فيها ظاهر مشهور أو غائب مستور،و لا تخلو الي أن تقوم الساعة من حجة للّه فيها.
3- أمالي الصدوق:164-165.

قال:حدّثنا أبو عوانة قال:حدّثنا محمد بن سليمان بن بزيع الخزاز قال:حدّثنا إسماعيل بن أبان، عن سلام بن أبي عمرة الخراساني،عن معروف بن خربوز المكي،عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا حذيفة إن حجة اللّه عليكم(عليك) بعدي علي بن أبي طالب،الكفر به كفر باللّه،و الشرك به شرك باللّه و الشك فيه شك في اللّه و الالحاد فيه إلحاد في اللّه و الإنكار له إنكار للّه،و الإيمان به إيمان باللّه،لأنه أخو رسول اللّه،و وصيه،و إمام امته،و مولاهم،و هو حبل اللّه المتين،و عروته الوثقي التي لا انفصام لها،و سيهلك فيه اثنان و لا ذنب له،محب غال،و مقصّر،يا حذيفة لا تفارقن عليا فتفارقني،و لا تخالفن عليا فتخالفني،إن عليا مني و أنا منه،من أسخطه فقد أسخطني،و من أرضاه فقد أرضاني» (1).

الثامن: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن علي ماجيلويه-رحمه اللّه-قال:حدثني عمي محمد ابن أبي القاسم،عن محمد بن علي الكوفي،عن علي بن عثمان،عن محمد بن الفرات،عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر،عن أبيه،عن جده عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن علي بن أبي طالب خليفة اللّه و خليفتي،و حجة اللّه و حجتي و باب اللّه و بابي،وصفي اللّه و صفيي،و حبيب اللّه و حبيبي، و خليل اللّه و خليلي،و سيف اللّه و سيفي،و هو أخي،و صاحبي،و وزيري،و وصيي،محبه محبي، و مبغضه مبغضي،و وليه وليي و عدوه عدوي،و حربه حربي،و سلمه سلمي،و قوله قولي،و أمره أمري و زوجته ابنتي،و ولده ولدي،و هو سيد الوصيين،و خير امتي أجمعين» (2).

التاسع: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن أحمد السناني-رضي اللّه عنه-قال:حدّثنا محمد بن أبي عبد اللّه الأسدي الكوفي قال:حدّثنا موسي بن عمران النخعي،عن عمه الحسين بن يزيد،عن علي بن سالم،عن أبيه،عن سعد بن طريف،عن سعيد بن جبير،عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي عليه السّلام:«يا علي أنت إمام المسلمين،و أمير المؤمنين،و قائد الغر المحجلين،و حجة اللّه بعدي علي الخلق أجمعين،و سيد الوصيين،و وصي سيد النبيين.

يا علي إنه لما عرج بي إلي السماء السابعة،و منها إلي سدرة المنتهي،و منها إلي حجب النور، و أكرمني ربي جل جلاله بمناجاته قال لي:يا محمد قلت:لبيك ربي و سعديك تباركت و تعاليت قال:إن عليا إمام أوليائي،و نور لمن أطاعني،و هو الكلمة التي الزمتها المتقين،من أطاعه أطاعني،و من عصاه عصاني،فبشره بذلك فقال علي عليه السّلام:يا رسول اللّه بلغ من قدري حتي أني0.

ص: 111


1- أمالي الصدوق:174-175.
2- أمالي الصدوق:179-180.

أذكر هناك؟فقال:نعم يا علي،فاشكر ربك،فخر عليّ ساجدا شكرا للّه علي ما أنعم به عليه،فقال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ارفع رأسك يا عليّ،فإن اللّه قد باهي بك ملائكته» (1).

العاشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم-رحمه اللّه-قال:حدثني أبي،عن جدي عن علي بن معبد،عن الحسين بن خالد،عن أبي الحسن علي بن موسي الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر،عن أبيه جعفر بن محمد،عن أبيه محمد بن علي،عن أبيه علي بن الحسين،عن أبيه الحسين بن علي،عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أخبرني جبرائيل،عن اللّه جل جلاله أنه قال:علي بن أبي طالب حجتي علي خلقي، و ديان ديني أخرج من صلبه أئمة يقومون بأمري،و يدعون إلي سبيلي،بهم أدفع العذاب عن عبادي و إمائي و بهم انزل رحمتي» (2).

الحادي عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس-رضي اللّه عنه-قال:حدّثنا محمد بن عبد الجبار (3)عن أبي أحمد محمد بن زياد الأزدي قال:حدّثنا إسماعيل بن الفضل،عن أبيه،عن ثابت بن دينار،عن سعيد بن جبير،عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن اللّه تبارك و تعالي أوحي إلي أنه جاعل لي من أمتي أخا و وارثا و خليفة و وصيا،فقلت:يا رب من هو؟ فأوحي إلي عز و جل:يا محمد إنه إمام أمتك و حجتي عليها بعدك،فقلت:يا رب من هو؟فأوحي إلي عز و جل:يا محمد ذاك من أحبه و يحبني،ذاك المجاهد في سبيلي،و المقاتل لناكثي عهدي و القاسطين في حكمي و المارقين من ديني.ذاك وليي حقا،زوج ابنتك و أبو ولدك علي بن أبي طالب» (4).

الثاني عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا موسي (5)بن المتوكل-رحمه اللّه-قال:حدّثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي،عن موسي بن عمران النخعي،عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي،عن علي بن سالم،عن أبيه،عن أبي حمزة الثمالي،عن سعد الخفاف عن الأصبغ بن نباتة،عن عبد اللّه بن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لما عرج بي إلي السماء السابعة ثم منها (6)إلي سدرة المنتهي،ا.

ص: 112


1- أمالي الصدوق:266-267.
2- أمالي الصدوق:487.
3- في المصدر:قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا محمد بن عبد الجبار.
4- أمالي الصدوق:490.
5- في المصدر:محمد بن موسي.
6- في المصدر:و منها.

و من السدرة إلي حجب النور ناداني ربي جل جلاله يا محمد أنت عبدي و أنا ربك فلي فاخضع، و إياي فاعبد،و علي فتوكل،و بي فثق،فإني قد رضيت بك عبدا و حبيبا و رسولا و نبيا،و بأخيك خليفة و بابا،فهو حجتي علي عبادي،و إمام خلقي،و به يعرف أوليائي من أعدائي و به يميز حزب الشيطان من حزبي،و به يقام ديني و تحفظ حدودي،و تنفذ أحكامي و بك و به و بالأئمة من ولده أرحم عبادي و إمائي و بالقائم منكم يعمر أرضي (1)بتسبيحي و تقديسي (2)و تكبيري و تمجيدي و به اطهر الأرض من أعدائي و اورثها أوليائي،و به أجعل كلمة الذين كفروا (3)السفلي و كلمتي هي العليا،و به احيي عبادي و بلادي بعلمي و له(به)أظهر الكنوز و الذخائر بمشيتي، و إياه أظهر علي الاسرار و الضمائر بإرادتي،و امده بملائكتي لتؤيده علي إنفاذ أمري و اعلان ديني،ذلك وليي حقا،و مهدي عبادي صدقا» (4).

الثالث عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن يحيي المكتب قال:حدّثنا أحمد بن محمد الوراق قال:حدّثنا بشر بن سعيد بن قيلويه المعدل بالمرافقة قال:حدّثنا عبد الجبار بن كثير التميمي اليماني عن محمد بن حرب أمير المدينة قال:سمعت جعفر بن محمد عليهما السّلام (5)قال:قال علي عليه السّلام:«أنا من أحمد كالضوء من الضوء أ ما علمت أن محمدا و عليا صلوات اللّه عليهما كانا نورا بين يدي اللّه عز و جل قبل خلق الخلق بألفي عام و أن الملائكة لما رأت ذلك النور رأت له أصلا قد انشعب منه شعاع لامع،فقالوا:إلهنا و سيدنا ما هذا النور؟فأوحي اللّه عز و جل إليهم:هذا نور من نوري أصله نبوة و فرعه إمامة،أما النبوة فلمحمد عبدي و رسولي،و أما الإمامة فلعلي حجتي و وليي و لولاهما ما خلقت خلقي» (6).

الرابع عشر: ابن بابويه قال:أخبرنا أبو المفضل الشيباني قال:حدثني أبو القاسم أحمد بن عامر،عن سليمان الطائي ببغداد قال:حدّثنا محمد بن عمران الكوفي عن عبد الرّحمن بن أبي نجران،عن صفوان بن يحيي،عن إسحاق بن عمار،عن جعفر بن محمد،عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين،عن أبيه الحسين بن علي،عن أخيه الحسن بن علي عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«الأئمة بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل،و حواري عيسي،من أحبهم فهو مؤمن،و من2.

ص: 113


1- في المصدر:اعمر أرضي.
2- في المصدر:و تهليلي و تقديسي.
3- في المصدر:كفروا بي.
4- أمالي الصدوق:565.
5- في المصدر:التميمي اليماني قال:سمعت محمد بن حرب الهلالي أمير المدينة يقول:سألت جعفر بن محمد عليهما السّلام فقلت له.الحديث.
6- معاني الاخبار:350-352.

أبغضهم فهو منافق،هم حجج اللّه في خلقه و أعلامه في بريته» (1).

الخامس عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان،و علي بن أحمد بن محمد الدقاق،و علي بن عبد اللّه الوراق،و عبد اللّه بن محمد الصائغ،و محمد بن أحمد الشيباني-رضي اللّه عنهم-قالوا،حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيي بن زكريا القطان قال:حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال:حدّثنا تميم بن بهلول قال:حدّثنا عبد اللّه بن أبي الهذيل:و سألته عن الإمامة فيمن تجب؟و ما علامات من تجب له الإمامة؟فقال لي:إن الدليل علي ذلك،و الحجة علي المؤمنين، و القائم في امور المسلمين،و الناطق بالقرآن،و العالم بالأحكام،أخو نبي اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و خليفته علي أمته،و وصيه عليهم،و وليه الذي كان منه بمنزلة هارون من موسي،المفروض الطاعة بقول اللّه عز و جل: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (2) (3)و قال جل ذكره:

إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (4) (5) المدعو إليه بالولاية،المثبت له بالإمامة يوم غدير خم بقول الرسول صلّي اللّه عليه و آله عن اللّه عز و جل:«أ لست أولي بكم من أنفسكم؟قالوا:بلي قال:فمن كنت مولاه فعلي مولاه،اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه، و انصر من نصره،و اخذل من خذله،و اعن من أعانه؛ذاك علي بن أبي طالب أمير المؤمنين،و إمام المتقين،و قائد الغر المحجلين،و أفضل الوصيين،و خير الخلق أجمعين بعد رسول رب العالمين،و بعده الحسن،ثم الحسين سبطا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ابنا خيرة النسوان،ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي،ثم جعفر بن محمد،ثم موسي بن جعفر،ثم علي بن موسي،ثم محمد بن علي،ثم علي بن محمد،ثم الحسن بن علي،ثم محمد بن الحسن صلوات اللّه عليهم،إلي يومنا هذا واحدا بعد واحد،إنهم عترة الرسول صلّي اللّه عليه و آله معروفون بالوصية و الإمامة في كل عصر و زمان، و كل وقت و أوان،و إنهم العروة الوثقي و أئمة الهدي،و الحجة علي أهل الدنيا إلي أن يرث اللّه الأرض و من عليها،و إن كل من خالفهم ضال مضل تارك للحق و الهدي،و إنهم المعبرون عن القرآن،و الناطقون عن الرسول صلّي اللّه عليه و آله بالبيان،و إن من مات و لا يعرفهم مات ميتة جاهلية،و إن فيهم الورع و العفة و الصدق و الصلاح و الاجتهاد،و اداء الامانة إلي البر و الفاجر،و طول السجود و قيام الليل،و اجتناب المحارم،و انتظار الفرج بالصبر و حسن الصحبة،و حسن الجواب» (6).

ثم قال تميم بن بهلول:حدثني أبو معاوية،عن الأعمش،عن جعفر بن محمد عليهما السّلام في الإمامةر.

ص: 114


1- البحار:340/36،عن كفاية الاثر.
2- سوره 4 - آيه 59
3- النساء:59.
4- سوره 5 - آيه 55
5- المائدة:55.
6- في كمال الدين:و حسن الجوار.

بمثله سواء (1).

السادس عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن الحسن بن محمد قال:حدّثنا عتبة بن عبد اللّه الحمصي بمكة-قراءة عليه سنة ثمانين و ثلاثمائة-قال:حدثني علي بن موسي الغطفاني قال:

حدّثنا أحمد بن يوسف الحمصي قال:حدّثنا محمد بن عكاشة قال:حدّثنا حسين بن زيد بن عبد علي قال:حدثني عبد اللّه ابن الحسن بن حسن،عن أبيه عن الحسن بن علي عليهما السّلام قال:«خطب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوما فقال بعد ما حمد اللّه و أثني عليه:معاشر الناس كأني ادعي فاجيب،و اني تارك فيكم الثقلين:كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي،ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا،فتعلموا منهم و لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم،لا تخلوا الأرض منهم،و لو خلت إذن لا نساخت بأهلها،ثم قال:اللهم إني أعلم أن العلم لا يبيد و لا ينقطع،و أنك لا تخلي الأرض من حجة لك علي خلقك،ظاهر ليس بالمطاع،أو خائف مغمور،لئلا تبطل حجتك،و لا يضل أولياؤك بعد إذ هديتهم،أولئك الأقلون عددا الأعظمون قدرا عند اللّه.

فلما نزل عن منبره قلت له:يا رسول اللّه،أما أنت الحجة علي الخلق كلهم؟قال:يا حسن إن اللّه يقول: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (2) (3)فأنا المنذر و علي الهادي قلت:يا رسول اللّه فقولك:إن الأرض لا تخلو من حجة؟قال:نعم علي هو الإمام و الحجة بعدي،و أنت الإمام و الحجة بعده، و الحسين الإمام و الحجة و الخليفة من بعدك،و لقد نبأني اللطيف الخبير أنه يخرج من صلب الحسين ولد يقال له علي،سمي جده فإذا مضي الحسين قام بعده علي ابنه و هو الإمام و الحجة و يخرج اللّه من صلب علي ولدا سميي و أشبه الناس بي،علمه علمي و حكمه حكمي،و هو الإمام و الحجة بعد أبيه،و يخرج اللّه تعالي من صلب محمد مولودا يقال له جعفر أصدق الناس قولا و فعلا،و هو الإمام و الحجة بعد أبيه و يخرج اللّه تعالي من صلب جعفر مولودا يقال له موسي سمي موسي بن عمران أشد الناس تعبدا،فهو الإمام و الحجة بعد أبيه،و يخرج اللّه من صلب موسي ولدا يقال له علي،معدن علم اللّه و موضع حكمه،فهو الإمام و الحجة بعد أبيه،و يخرج اللّه من صلب علي مولودا يقال له محمد،فهو الإمام و الحجة بعد أبيه،و يخرج اللّه من صلب محمد ولدا يقال له علي،فهو الإمام و الحجة بعد أبيه،و يخرج اللّه من صلب علي مولودا يقال له الحسن، فهو الإمام و الحجة بعد أبيه،و يخرج اللّه من صلب الحسن الحجة القائم إمام شيعته (4)و منقذ أوليائه يغيب حتي لا يري،و يرجع عن أمره قوم و يثبت عليه آخرون وَ يَقُولُونَ مَتي هذَا الْوَعْدُ إِنْ (5)ه.

ص: 115


1- كمال الدين:336/2-337،عيون أخبار الرضا:44/1.
2- سوره 13 - آيه 7
3- الرعد:7.
4- في البحار:إمام زمانه.
5- سوره 10 - آيه 48

كُنْتُمْ صادِقِينَ (1) (2) و لو لم يكن (3)من الدنيا إلا يوم واحد لطول اللّه عز و جل ذلك اليوم حتي يخرج قائمنا،فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا،فلا يخلو الأرض منكم،أعطاكم اللّه علمي و فهمي،و لقد دعوت اللّه تبارك و تعالي أن يجعل العلم و الفقه في عقبي و عقب عقبي و من زرعي و زرع زرعي» (4).

السابع عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن موسي بن المتوكل-رضي اللّه عنه-قال:حدّثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي قال:حدّثنا موسي بن عمران النخعي،عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي،عن الحسن بن علي بن سالم،عن أبيه،عن أبي حمزة،عن سعيد بن جبير،عن عبد اللّه بن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن اللّه تبارك و تعالي اطلع إلي الأرض اطلاعة فاختارني منها فجعلني نبيا،ثم اطلع الثانية فاختار منها عليا فجعله إماما،ثم أمرني أن أتخذه أخا و وليا و وصيا و خليفة و وزيرا،فعلي مني و أنا من علي،و هو زوج ابنتي،و أبو سبطي الحسن و الحسين ألا و إن اللّه تبارك و تعالي جعلني و إياهم حججا علي عباده،و جعل من صلب الحسين أئمة يقومون بأمري،و يحفظون وصيتي،التاسع منهم قائم أهل بيتي،و مهدي أمتي،أشبه الناس بي في شمائله و أقواله و أفعاله،يظهر من بعد غيبة طويلة و حيرة مضلة،فيعلن أمر اللّه،و يظهر دين اللّه،و يؤيد بنصر اللّه،و ينصر بملائكة اللّه،يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما» (5).

الثامن عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال:حدّثنا يعقوب بن يزيد،عن حماد بن عيسي،عن عبد اللّه بن مسكان،عن أبان بن أبي عياش (6).عن سليم بن قيس الهلالي،عن سلمان الفارسي-رضي اللّه عنه-قال:دخلت علي النبي صلّي اللّه عليه و آله فإذا الحسين بن علي علي فخذه و هو يقبل عينيه و يلثم فاه و يقول:«أنت سيد ابن سيد،أنت إمام ابن إمام (7)أبو أئمة، أنت حجة ابن حجة أبو حجج تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم» (8).

و رواه ابن بابويه أيضا عن أبيه،عن سعد بن عبد اللّه،عن أحمد بن محمد بن عيسي عن محمد ابن أبي عمير عن عمر بن اذينة،عن أبان بن أبي عياش،عن سليم بن قيس الهلالي،و ساق الحديث.و هذا الحديث متكرر في كتب ابن بابويه و غيره.1.

ص: 116


1- سوره 10 - آيه 48
2- يونس:48.
3- في البحار:و لو لم يبق.
4- رواه المجلسي في البحار:338/36-340 عن كفاية الاثر باختلاف يسير.
5- كمال الدين:257/1-258.
6- في المصدر:أبان بن تغلب.
7- في المصدر:ابن إمام،أخو إمام،أبو أئمة.
8- كمال الدين:262/1.

التاسع عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن أحمد بن عبد اللّه البرقي (1)،عن أبيه،عن جده أحمد بن أبي عبد اللّه،عن أبيه محمد بن خالد،عن محمد بن داود،عن محمد بن الجارود العبدي،عن الأصبغ بن نباتة قال:خرج علينا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام ذات يوم و يده في يد ابنه الحسن عليه السّلام و هو يقول:«خرج علينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ذات يوم و يدي في يده هكذا و هو يقول:خير الخلق بعدي (2)و سيدهم بعد الحسن ابني أخوه الحسين المظلوم بعد أخيه المقتول في أرض كربلاء،أما إنه و أصحابه من سادات الشهداء يوم القيامة،و من بعد الحسين تسعة من صلبه خلفاء اللّه في أرضه و حججه علي عباده،و أمناؤه علي وحيه،و أئمة المسلمين،و قادة المؤمنين،و سادة المتقين،تاسعهم القائم الذي يملأ اللّه عز و جل به الأرض نورا بعد ظلمتها، و عدلا بعد جورها،و علما بعد جهلها،و الذي بعث أخي محمدا بالنبوة و اختصني بالإمامة لقد نزل بذلك الوحي من السماء علي لسان الروح الأمين جبرائيل،و لقد سئل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله-و أنا عنده-عن الأئمة بعده فقال للسائل: وَ السَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ (3) (4)عددهم بعدد البروج،و رب الليالي و الأيام و الشهور إن عدتهم كعدة الشهور (5)فقال السائل:فمنهم يا رسول اللّه؟فوضع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يده علي رأسي فقال:أولهم هذا و آخرهم المهدي،من والاهم فقد والاني،و من عاداهم فقد عاداني،و من أحبهم فقد أحبني و من أبغضهم فقد أبغضني،و من أنكرهم فقد أنكرني،و من عرفهم فقد عرفني،بهم يحفظ اللّه عز و جل دينه،و بهم يعمر بلاده،و بهم يرزق عباده،و بهم ينزل القطر من السماء،و بهم يخرج بركات الأرض،هؤلاء أصفيائي و خلفائي و أئمة المسلمين و موالي المؤمنين» (6).ن.

ص: 117


1- في المصدر:عبد اللّه بن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي.
2- في المصدر:خير الخلق بعدي و سيدهم أخي هذا،و هو إمام كل مسلم،و مولي كل مؤمن بعد وفاتي.ألا و إني أقول:خير الخلق بعدي و سيدهم ابني هذا،و هو إمام كل مؤمن،و مولي كل مؤمن بعد وفاتي،ألا و إنه سيظلم بعدي كما ظلمت بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و خير الخلق و سيدهم بعد الحسن.الحديث.
3- سوره 85 - آيه 1
4- البروج:1.
5- في المصدر:ان عددهم كعدد الشهور.
6- كمال الدين:259/1-260 ط 1390 هج-طهران.

الباب الثاني عشر

في نص رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي علي بن أبي طالب عليه السّلام بانه الإمام بعده

و بنيه الأحد عشر صلوات اللّه عليهم بأنهم الأئمة الاثنا عشر

بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و خلفاؤه و أوصياؤه

من طريق العامة،و فيه ستة و ستون حديثا

الأول: الفقيه أبو الحسن علي بن محمد الخطيب الجلابي الشافعي المعروف بابن المغازلي الواسطي في كتاب(مناقب أمير المؤمنين)-و كلما ذكرته عنه فهو منه-قال:

أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد البيع البغدادي فيما كتب به إلي يخبرني أن أبا محمد عبد اللّه بن اسلم (1)الفرضي حدثهم قال:حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمد ابن سعيد الحافظ قال:

حدّثنا محمد بن إسماعيل بن إسحاق قال:حدّثنا محمد بن عديس قال:حدّثنا جعفر الأحمر قال:

حدّثنا هلال الصواف،عن عبد اللّه بن كثير-أو كثير بن عبد اللّه-عن ابن أخطب،عن محمد بن عبد الرّحمن بن أسعد بن زرارة الأنصاري،عن أبيه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لمّا كان ليلة اسري بي إلي السماء إذا قصر من ياقوتة حمراء يتلألأ نورا (2)فاوحي اللّه إلي في علي أنه سيد المسلمين،و إمام المتقين،و قائد الغر المحجلين» (3).

الثاني: ابن المغازلي أيضا قال:أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان قال:أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه الخزاز (4)إجازة قال:حدّثنا إبراهيم ابن عباد (5)الكرماني قال:حدّثنا يحيي بن أبي بكر،أخبرنا جعفر بن زياد،عن هلال الوزّان،عن أبي كثير الأسدي،عن عبد اللّه بن

ص: 118


1- في المصدر:أبا أحمد عبيد اللّه بن أبي مسلم.
2- في المصدر:اذا قصر أحمر من ياقوت يتلألأ.
3- المناقب لابن المغازلي:104.ط ر 1394 هج-طهران.تحقيق فضيلة العلامة الشيخ محمد باقر البهبودي. و سوف نعتمد علي المطبوعة و ننقل منها بعد هذا بدلا عن النسخة المخطوطة. و الحديث أخرجه أيضا:ابن الجزري في اسد الغابة:69/1 و:116/3،و الحافظ أبو نعيم الاصبهاني في تاريخ اصبهان:229/2،و الخوارزمي في المناقب:229،و الهيتمي في مجمع الزوائد:9:121.
4- في المخطوطة:حمويه الخزاز.
5- في المصدر:حدّثنا ابن أبي داود،حدّثنا إبراهيم بن عباد.

أسعد بن زرارة (1)قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«انتهيت ليلة اسري بي الي سدرة المنتهي،فاوحي الي في عليّ ثلاث:إنه إمام المتقين،و سيد المسلمين،و قائد الغر المحجلين إلي جنات النعيم» (2).

الثالث: ابن المغازلي قال:أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن علي بن الحسين بن عبد الرّحمن العلوي رحمه اللّه فيما كتب به إلي قال:حدّثنا أبو الطيب محمد بن الحسين التيملي البزار قال:حدّثنا الحسين بن علي السلولي قال:حدّثنا محمد بن الحسن السلولي (3)قال:حدثني صالح بن أبي الأسود،عن أبي المطهر الرازي (4)،عن سلام الجعفي،«عن أبي جعفر» (5)عن أبي برزة،عن النبي صلّي اللّه عليه و آله:«أن اللّه تبارك و تعالي عهد إلي في علي عهدا فقلت:يا رب بيّنة لي!فقال اللّه عز و جل:

اسمع!قلت:سمعت،قال:إن عليا راية الهدي،و إمام أوليائي،و نور من أطاعني،و هو الكلمة التي ألزمتها المتقين،من أحبه أحبني،و من أطاعه أطاعني،فبشره بذلك!قال:قال:فبشرته بذلك، قال:فقال علي (6):أنا عبد اللّه و في قبضته فإن يعذبني فبذنبي و لم يظلمني،و إن يتم الذي بشرني به،فاللّه أولي به،قال:فقال:اللهم اجل قلبه،و اجعل ربيعة الإيمان بك،فقال اللّه عز و جل:فاني قد فعلت ذلك،ثم إن اللّه عهد الي:أني أستخصه من البلاء ما لا أخص به أحدا من اصحابك!فقلت:

يا رب أخي و صاحبي،فقال اللّه:إن هذا أمر قد سبق،إنه مبتلي و مبتلي به» (7).

و رواه أبو نعيم في حلية الأولياء (8).

الرابع: الفقيه ابن المغازلي قال:أخبرنا القاضي أبو جعفر محمد بن إسماعيل العلوي قال:

حدّثنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن عثمان المزني الحافظ الملقب بابن السقاء قال:حدّثنا عبد اللّه بن أحمد (9)بن علي الرازي قال:حدّثنا علي بن الحسن بن عبيد الرازي قال:حدّثنا إسماعيل بن أبان الازدي،عن عمرو بن حريث،عن داود ابن السليك،عن أنس بن مالك قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفا لا حساب عليهم،ثم التفت إلي علي عليه السّلام فقال:ي.

ص: 119


1- في المصدر:ابن زرارة،عن أبيه.
2- المناقب لابن المغازلي:105،اسد الغابة:96/1،ذخائر العقبي:70،منتخب كنز العمال:34/5، مستدرك الحاكم:137/3.
3- في المصدر:محمد بن علي السلولي.
4- في المصدر:الرازي،عن الاعشي الثقفي.
5- ما بين القوسين غير موجود في المصدر.
6- في المصدر.قال:فبشرته،فقال علي.
7- المناقب لابن المغازلي:46-47.
8- راجع حلية الاولياء:66/1،كفاية الطالب للكنجي:73.
9- في المصدر:أبو عبد اللّه أحمد بن علي.

هم شيعتك و أنت إمامهم» (1).

الخامس: ابن المغازلي قال:أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب إجازة أن أبا أحمد عمر بن عبد اللّه بن شوذب أخبرهم قال:حدّثنا محمد بن الحسن بن زياد،حدّثنا أحمد بن الخليل ببلخ، حدثني محمد بن أبي محمود قال:حدّثنا يحيي بن أبي معروف قال:حدّثنا محمد بن سهل البغدادي،عن موسي بن القاسم،عن علي بن جعفر قال:سألت أبا الحسن عليه السّلام عن قول اللّه عز و جل: كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ (2) (3)قال:«المشكاة فاطمة عليها السّلام،و المصباح الحسن.و الحسين الزجاجة كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ (4) (5)قال:كانت فاطمة كوكبا دريا من نساء العالمين يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ (6) (7)الشجرة المباركة إبراهيم لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ (8) (9)لا يهودية و لا نصرانية يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ (10) (11)وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ (12) نُورٌ عَلي نُورٍ (13) (14)قال:فيها إمام بعد إمام يَهْدِي اللّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ (15) (16)قال:يهدي اللّه عز و جل لولايتنا من يشاء» (17).

السادس: ابن المغازلي قال:أخبرنا القاضي أبو تمام علي بن محمد بن الحسين قال:أخبرنا القاضي أبو الفرج أحمد بن علي بن جعفر بن محمد بن المعلي الحنوطي (18)إذنا قال:حدثني أبو الطيب محمد بن حبيش بن عبد اللّه بن هارون النيلي في الطراز بواسط سنة إحدي و ثلاثين و اربع مائة (19)قال:حدّثنا المشرف بن سعيد الذارع،حدّثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي،حدّثنا سفيان بن حمزة الأسلمي،عن كثير بن زيد قال:دخل الأعمش علي المنصور و هو جالس للمظالم فلما بصر به قال له:يا سليمان تصدر قال:أنا صدر حيث جلست،ثم قال:حدثني الصادق قال:حدثني الباقر قال:حدثني السجاد قال:حدثني الشهيد قال:حدثني التقي و هو الوصي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السّلام قال:حدثني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أتاني جبرائيل عليه السّلام آنفا فقال تختموا بالعقيق فإنه أول حجر شهد للّه بالوحدانية ولي بالنبوة و لعلي بالوصية و لولده بالإمامة،و لشيعته بالجنة».

قال فاستدار الناس بوجوههم نحوه فقيل له:تذكر قوما فتعلم من لا نعلم فقال:الصادق جعفر بنة.

ص: 120


1- المناقب لابن المغازلي:293.
2- سوره 24 - آيه 35
3- النور:36.
4- سوره 24 - آيه 35
5- النور:36.
6- سوره 24 - آيه 35
7- النور:36.
8- سوره 24 - آيه 35
9- النور:36.
10- سوره 24 - آيه 35
11- في المصدر:قال:يكاد العلم أن ينطق منها.
12- سوره 24 - آيه 35
13- سوره 24 - آيه 35
14- النور:36.
15- سوره 24 - آيه 35
16- النور:36.
17- المناقب لابن المغازلي:316-317.
18- في المصدر:علي بن جعفر بن المعلي الخيوطي.
19- في المصدر:و ثلاثمائة.

محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب،و الباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب،و السجاد علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب،و الشهيد الحسين بن علي و الوصي و هو التقي علي بن أبي طالب عليهم السّلام (1).

السابع: ابن المغازلي قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا علي إنك سيد المسلمين،و إمام المتقين، و قائد الغر المحجلين،و يعسوب المؤمنين».

قال أبو القاسم الطائي:سألت أحمد بن يحيي ثعلبا عن اليعسوب فقال:هو الذكر من النحل الذي يقدمها (2).

و إسناد هذا الخبر يرويه ابن المغازلي عن أبي إسحاق إبراهيم بن غسان البصري إجازة أن أبا علي الحسن بن أحمد (3)بن محمد بن أبي زيد قال:حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أبي عامر (4)الطائي قال:حدّثنا أحمد بن عامر (5)قال:حدّثنا علي بن موسي الرضا قال:حدثني أبي موسي بن جعفر قال:حدثني أبي جعفر بن محمد قال:حدثني أبي محمد بن علي بن الحسين قال:حدثني أبي علي بن الحسين قال:حدثني أبي الحسين بن علي قال:حدثني أبي علي بن أبي طالب قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله (6):«يا علي إنك سيد المسلمين»الخبر بتمامه.

الثامن: أحمد بن حنبل في مسنده قال:أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي يرفعه الي سعد بن حذيفة عن أبيه حذيفة بن اليمان قال:آخي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بين المهاجرين و الأنصار فكان يواخي بين الرجل و نظيره،ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب فقال:هذا أخي،قال حذيفة:فرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله سيد المسلمين و إمام المتقين و رسول رب العالمين الذي ليس له في الأنام شبيه و لا نظير و علي أخوه (7).7.

ص: 121


1- المناقب لابن المغازلي:281.
2- المناقب لابن المغازلي:65-66.
3- في المصدر:الحسين بن علي بن أحمد.
4- في المصدر:عبد اللّه بن أحمد بن عامر.
5- في المصدر:حدّثنا أبي:أحمد بن عامر.
6- راجع المناقب لابن المغازلي:64،الحديث رقم 91.
7- الحديث رواه ابن المغازلي في المناقب:ص 38،بسنده قال:أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي قال:حدّثنا إبراهيم بن محمد،حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن المطلب الشيباني قال:حدّثنا إبراهيم بن بشر، حدّثنا منصور بن أبي نويرة الاسدي قال:حدّثنا عمرو بن شمر،عن إبراهيم بن عبد الأعلي،عن سعد بن حذيفة، عن أبيه حذيفة بن اليمان.و ذكره مرسلا ابن هشام في السيرة النبوية:504/1،و ابن كثير في البداية و النهاية:/3 226،و القندوزي في ينابيع المودة:57.

قال مصنف هذا الكتاب:هو أخوه معناه هو نظيره فماله صلّي اللّه عليه و آله هو لعلي عليه السّلام إلا النبوة.

التاسع: أبو نعيم الحافظ أحمد بن عبد اللّه الاصفهاني في كتاب حلية الاولياء في الخبر الأول بإسناده من أحاديث عمار بن ياسر-رحمه اللّه-عن الأصبغ بن نباتة قال:سمعت عمار بن ياسر يقول:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا علي إن اللّه تعالي قد زينك بزينة لم تزين العباد بزينة أحب إلي اللّه تعالي منها،هي زينة الابرار عند اللّه عز و جل:الزهد في الدنيا فجعلك لا ترزأ من الدنيا شيئا،و لا ترزأ الدنيا منك شيئا،و وهب لك حب المساكين فجعلك ترضي بهم أتباعا و يرضون بك إماما» (1).

العاشر: ما رواه صدر الأئمة عند الجمهور أخطب الخطباء أبو المؤيد موفق بن أحمد الخوارزمي في كتابه في فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام قال:أنبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك ابن علي بن محمد الهمداني إجازة،أخبرني محمد بن الحسين بن علي البزاز،أخبرني أبو منصور محمد بن عبد العزيز (2)أخبرني هلال بن محمد بن جعفر،حدثني أبو بكر محمد بن عمر (3)الحافظ،حدثني أبو الحسن علي بن محمد الخزاز من كتابه،حدّثنا الحسن بن علي الهاشمي، حدثني إسماعيل بن أبان،حدثني أبو مريم،عن ثوير بن أبي فاختة،عن عبد الرّحمن بن أبي ليلي.

قال:قال أبي:دفع النبي صلّي اللّه عليه و آله الراية يوم خيبر الي علي بن أبي طالب ففتح اللّه تعالي عليه،و أوقفه يوم غدير خم فأعلم أنه (4)مولي كل مؤمن و مؤمنة.و قال له:«أنت مني و أنا منك،و قال له:تقاتل علي التأويل كما قاتلت علي التنزيل.و قال له:أنت مني بمنزلة هارون من موسي.و قال له:أنا سلم لمن سالمت و حرب لمن حاربت.و قال له:أنت العروة الوثقي (5).و قال له:أنت تبين لهم ما اشتبه (6)عليهم من بعدي.و قال له:أنت إمام كل مؤمن و مؤمنة،و ولي كل مؤمن و مؤمنة بعدي.

و قال له:أنت الذي أنزل اللّه فيه (7).و أذان من اللّه و رسوله الي الناس يوم الحج الأكبر.و قال له:أنت الآخذ بسنتي و الذاب عن ملتي.و قال له:أنا أول من تنشق الأرض عنه و أنت معي.و قال له:أنا عند الحوض و أنت معي و قال له:أنا أول من يدخل الجنة و أنت معي،تدخلها و الحسنك.

ص: 122


1- رواه أبو نعيم في الحلية:71/1 مسندا قال:حدّثنا أبو الفرج أحمد بن جعفر النسائي،حدثنا محمد بن جرير، حدثنا عبد الأعلي بن واصل،حدثنا مخول بن إبراهيم،حدثنا علي بن حزور،عن الاصبغ بن نباتة قال:سمعت عمارا.
2- في المصدر:محمد بن علي بن عبد العزيز.
3- في المصدر:عمرو
4- في المصدر:فأعلم الناس أنه.
5- المصدر:أنت العروة الوثقي التي لا انفصام لها.
6- في المصدر:ما يشتبه.
7- في المصدر:أنزل اللّه فيك.

و الحسين و فاطمة.و قال له:إن اللّه أوحي إلي أن أقوم بفضلك فقمت به في الناس و بلغتهم ما أمرني اللّه تعالي بتبليغه.و قال له:اتق الضغائن التي لك في صدور من لا يظهرها إلا بعدي (1)أولئك يلعنهم اللّه (2)،ثم بكي صلّي اللّه عليه و آله فقيل له:مم بكاؤك يا رسول اللّه؟قال:أخبرني جبرائيل عليه السّلام أنهم يظلمونه،و يمنعونه حقه،و يقاتلونه و يقتلون ولده،و يظلمونهم بعده.

و أخبرني جبرائيل (3)أن ذلك الظلم يزول إذا قام قائمهم،و علت كلمتهم،و اجتمعت الأمة علي محبتهم،و كان الشاني (4)لهم قليلا،و الكاره لهم ذليلا،و كثر المادح لهم و ذلك حين تغير البلاد،و ضعف العباد،و اليأس من الفرج،فعند ذلك يظهر القائم فيهم».

فقال (5)النبي صلّي اللّه عليه و آله:«اسمه كاسمي«و اسم أبيه كاسم أبي»هو من ولد ابنتي (6)يظهر اللّه الحق بهم و يخمد الباطل بأسيافهم،و يتبعهم الناس راغبا إليهم و خائفا منهم قال:و سكن البكاء عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثم قال:معاشر المسلمين (7)أبشروا بالفرج فإن وعد اللّه حق لا يخلف،و قضاؤه لا يرد، و هو الحكيم الخبير (8).

اللهم إنهم أهلي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا.اللهم اكلأهم و ارعهم،و كن لهم، و انصرهم،و أعزهم و لا تذلهم و اخلفني فيهم إنك علي ما تشاء قدير» (9).

الحادي عشر: موفق بن أحمد أيضا قال:أخبرني شهردار هذا إجازة،أخبرنا عبدوس من كتابه (10)حدثني الشيخ أبو الفرج محمد بن سهل،حدثني أبو العباس أحمد بن إبراهيم بركا بن زكريا الغلابي (11)حدثني الحسن بن موسي بن محمد بن عباد الجزار،حدثني عبد الرّحمن بن القاسمي.

ص: 123


1- في المصدر:الا بعد موتي.
2- في المصدر:و يلعنهم اللاعنون.
3- في المصدر:و أخبرني جبرائيل عن اللّه عز و جل.
4- شنأ شنأ:أبغضه مع عداوة و سوء خلق.
5- في المصدر:قال:
6- المصدر:ابنتي فاطمة. اقول:و جملة«و اسم أبيه كاسم أبي»لا تطابق مع ما ثبت من أن اسم والد الحجة سلام اللّه عليه هو«الحسن العسكري»و اسم والد النبي صلّي اللّه عليه و آله هو«عبد اللّه»و قد أجاب عن هذا ارباب الحديث و السير باجوبة وافية راجع كتاب الغيبة لشيخ الطائفة الطوسي ص:112 ط النجف،و كشف الغمة:228/3-235 و 266-267،البحار:/51 103،كفاية الطالب للكنجي:483-485.
7- في المصدر:معاشر الناس.
8- في المصدر:و ان فتح اللّه قريب.
9- لمناقب للخوارزمي:23-25 ط النجف.
10- في المصدر:أخبرني عبدوس هذا كتابة.
11- في المصدر:إبراهيم بن تركان،حدثني زكريا بن عثمان أبو القاسم ببغداد،حدّثنا محمد بن زكريا الغلابي، حدثني الحسن بن موسي.

الهمداني،حدثني أبو حاتم محمد بن محمد الطالقاني أبو مسلم،عن الخالص الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السّلام،عن الناصح علي بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن أبي طالب.

عن الثقة محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.

عن الرضا علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.عن الأمين موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.عن الصادق جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب،عن الباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.عن الزكي زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.عن البر الحسن (1)بن علي ابن أبي طالب،عن المرتضي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.عن المصطفي محمد الأمين سيد المرسلين من الأولين و الآخرين صلي اللّه عليهم أجمعين (2)أنه قال لعلي بن أبي طالب:«يا أبا الحسن كلم الشمس فإنها تكلمك قال علي عليه السّلام:السلام عليك أيها العبد الصالح المطيع للّه،فقالت الشمس:و عليك السلام يا أمير المؤمنين،و إمام المتقين،و قائد الغر المحجلين.

يا علي أنت و شيعتك في الجنة.

يا علي أول من تنشق الأرض عنه محمد،ثم أنت،و أول من يحيي محمد،ثم أنت،و أول من يكسي محمد،ثم أنت قال:فانكب علي ساجدا و عيناه تذرفان دموعا،فانكب عليه النبي صلّي اللّه عليه و آله و قال:يا أخي و حبيبي ارفع رأسك فقد باهي اللّه بك أهل سبع سماوات» (3).

الثاني عشر: موفق بن أحمد قال:أخبرنا الإمام عين الأئمة أبو الحسن علي بن أحمد الكرابيسي الخوارزمي،حدثني القاضي الإمام شمس القضاة جمال الدين أحمد بن عبد الرّحمن ابن إسحاق،أخبرني الشيخ الفقيه أبو سهل محمد بن الحسين الجعفي الهرواني (4)،حدثني أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن خالد بن يعقوب الجمري (5)،حدثني القاسم بن خليفة بن سوار (6)،د.

ص: 124


1- في المصدر:الحسين.
2- في المصدر:محمد الامين سيد الاولين و الآخرين.
3- المناقب للخوارزمي:63-64،مقتل الحسين:49/1،ينابيع المودة:140 نقلا عن فرائد السمطين، و مسند الفردوس لابن شيرويه.
4- في المصدر:أبو سهل محمد بن إبراهيم بن إسحاق،أخبرنا القاضي الإمام أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن الحسين البيهقي الجعفي النهرواني.
5- في المصدر:الحميري.
6- في المصدر:سواد.

حدّثنا حماد بن سوار (1)،عن عيسي بن عبد الرّحمن،عن علي بن حزور،عن ابن أبي مريم (2)قال:

سمعت عمار بن ياسر يقول:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«يا علي إن اللّه تعالي زينك بزينة لم يزين العباد بزينة هي أحب إليه منها،زهدك فيها (3)و بغضها إليك،و حبب إليك الفقراء فرضيت بهم أتباعا،و رضوا بك إماما.يا علي طوبي لمن أحبك و صدق عليك،و ويل لمن أبغضك،و كذب عليك.أمّا من أحبك و صدق عليك فاخوانك في الدين و شركاؤك في الجنة،و أمّا من أبغضك و كذب عليك فحقيق علي اللّه تعالي أن يقيمه يوم القيامة مقام الكاذبين» (4).

الثالث عشر: موفق بن أحمد قال:ذكر الإمام محمد بن أحمد (5)بن شاذان قال:حدثني محمد ابن علي بن الفضل الزيات (6)،عن علي بن الربيع الماجشوني (7)،عن إسماعيل بن أبان الوراق،عن غياث بن إبراهيم،عن جعفر بن محمد،عن أبيه،عن علي بن الحسين،عن أبيه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«نزل علي جبرائيل صبيحة يوم فرحا مستبشرا (8)فقلت:حبيبي جبرائيل ما لي أراك فرحا مستبشرا؟فقال:يا محمد و كيف لا اكون فرحا مستبشرا و قد قرت عيني بما أكرم اللّه أخاك و وصيك و إمام أمتك علي بن أبي طالب:قلت:و بم أكرم اللّه أخي و وصيي و إمام أمتي؟قال:باهي اللّه سبحانه و تعالي بعبادته البارحة ملائكته و حملة عرشه و قال:ملائكتي انظروا إلي حجتي في أرضي بعد نبيي محمد كيف عفر (9)خده في التراب تواضعا لعظمتي،أشهدكم أنه إمام خلقي و مولي بريتي» (10).

الرابع عشر: موفق بن أحمد قال:أخبرني شهردار إجازة،أخبرني أبي شيرويه،أخبرنا أبو طالب أحمد بن محمد بن خالد (11)الريحاني الصوفي بقراءتي عليه من اصل سماعه (12)أخبرنا أبو عبد اللّهة.

ص: 125


1- في المصدر:سواد.
2- في المصدر:عن أبي مريم.
3- اي في الدنيا.
4- المناقب للخوارزمي:66 ط.النجف،حلية الاولياء:71/1،اسد الغابة:22/4،كفاية الطالب للكنجي: 81.
5- في المصدر:و بهذا الاسناد عن الإمام محمد بن أحمد.
6- في المصدر:الفضل بن الزيات.
7- في المصدر:علي بن بديع الماجشون.
8- في المصدر:مسرورا مستبشرا.
9- في المصدر:فقد عفر.
10- المناقب للخوارزمي:228.
11- في المصدر:خال.
12- في المصدر:من أصل سماعه في مسجد الشونيزية.

محمد بن عبد الرّحمن بن مخلد بن طلحة الصيداوي (1)،حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الحلبي بمصر،حدّثنا أبو أحمد العباس بن الفضل بن جعفر العكي (2)،حدثني علي بن العباس المقانعي،حدثني سعيد بن مؤيد الكندي (3)حدثني عبد اللّه بن حازم الخزاعي،عن إبراهيم بن موسي الجهني،عن سلمان الفارسي أن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال لعلي:«يا علي تختم باليمين تكن من المقربين،قال:يا رسول اللّه و ما المقربون؟قال جبرائيل و ميكائيل قال:فبما أتختم يا رسول اللّه؟قال:بالعقيق الأحمر فإنه جبل أقر للّه بالوحدانية (4)ولي بالنبوة،و لك بالوصية،و لولدك بالإمامة،و لمحبيك بالجنة،و لشيعة ولدك بالفردوس» (5).

الخامس عشر: موفق بن أحمد قال:و في معجم الطبراني بإسناده إلي ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يدخل الجنة من أمتي (6)سبعون ألفا بغير حساب»فقال علي عليه السّلام:«من هم يا رسول اللّه؟»قال:«هم شيعتك (7)و أنت إمامهم» (8).

السادس عشر: موفق بن أحمد قال:و في معجم الطبراني بإسناده إلي عبد اللّه بن عليم (9)الجهني قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«[ان اللّه عز و جل]أوحي إلي في عليّ ثلاثة أشياء ليلة اسري بي:

أنه سيد المؤمنين،و إمام المتقين،و قائد الغر المحجلين» (10).

و قال في معجم الطبراني بإسناده إلي ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن اللّه عز و جل جعل ذرية كل نبي في صلبه و جعل ذريتي في صلب علي» (11).

السابع عشر: موفق بن أحمد قال:أخبرني الشيخ الثقة العدل الحافظ أبو بكر محمد بن عبد اللّه ابن نصر بن الزعفراني،حدثني أبو الحسين محمد بن إسحاق بن إبراهيم ابن مخلد الباقرجي،5.

ص: 126


1- في المصدر:عبد الرّحمن بن محمد بن طلحة الصعداني.
2- في المصدر:الملي.
3- في المصدر:سعد بن مزيد الكندي،و في المخطوطة:سعيد بن مزيد.
4- في المصدر:بالعبودية.
5- المناقب للخوارزمي:233-234.
6- في المصدر:و روي الناصر للحق بإسناده عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:يدخل من أمتي الجنة.
7- في المصدر:هم شيعتك يا علي.
8- المناقب للخوارزمي:235.
9- في المصدر:حكيم.و الصحيح:عكيم.و هو:أبو معبد الجهني كما في المعاجم.
10- المناقب للخوارزمي:235.
11- المناقب للخوارزمي:235.

حدثني أبو عبد اللّه الحسين بن الحسين بن علي (1)بن بندار،حدثني أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان،حدثني أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر الطائي قال:حدّثنا أبي أحمد بن عامر بن سليمان قال:حدّثنا أبو الحسن علي بن موسي الرضا،حدثني أبي موسي بن جعفر،حدثني أبي جعفر بن محمد،حدثني أبي محمد بن علي،حدثني أبي علي بن الحسين، حدثني أبي الحسين بن علي،حدثني أبي علي بن أبي طالب عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنه قال:«يا علي أنت سيد المسلمين،و إمام المتقين،و قائد الغر المحجلين،و يعسوب الدّين» (2).

الثامن عشر: موفق بن أحمد قال:أنبأني مهذب الأئمة،أنبأنا أبو بكر محمد ابن الحسين بن علي،أخبرنا محمد بن عبد العزيز (3)أبو منصور العدل،أخبرنا هلال ابن أحمد بن جعفر الحفار (4)، حدّثنا أبو بكر محمد بن عمر،حدّثنا أبو إسحاق محمد ابن هارون الهاشمي،حدّثنا محمد بن زياد النخعي،حدّثنا محمد بن فضيل بن غزوان،حدّثنا غالب الجهني،عن أبي جعفر محمد بن علي، عن أبيه عن جده قال:قال علي عليه السّلام قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لما اسري بي إلي السماء ثم من السماء إلي سدرة المنتهي وقفت بين يدي ربي عز و جل فقال لي:يا محمد قلت لبيك و سعديك قال:قد بلوت خلقي فأيهم رأيت أطوع لك؟قال:قلت:يا ربي عليا قال:صدقت يا محمد،فهل اتخذت لنفسك خليفة يؤدي عنك،و يعلم عبادي من كتابي ما لا يعلمون؟قال قلت:يا رب اختر لي فإن خيرتك خيرتي قال:قد اخترت لك عليا فاتخذه لنفسك خليفة و وصيا و نحلته علمي و حلمي، و هو أمير المؤمنين حقا،لم ينلها أحد قبله،و ليس لأحد بعده.

يا محمد،علي راية الهدي،و إمام من أطاعني،و نور أوليائي،و هو الكلمة التي الزمتها المتقين،من أحبه فقد أحبني و من أبغضه فقد أبغضني فبشره بذلك يا محمد فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:

قلت:ربي فقد بشرته فقال علي:أنا عبد اللّه و في قبضته،إن يعاقبني فبذنوبي و لم يظلمني شيئا، و إن تمم لي وعدي فإنه مولاي،فقال اللهم اجل قلبه و اجعل ربيعة الإيمان،قال:قد فعلت ذلك به يا محمد،غير أني مختصه بشيء من البلاء لم أخص به أحدا من أوليائي قال:قلت:ربي أخي و صاحبي،قال:قد سبق في علمي أنه مبتلي،و لو لا علي لم يعرف حزبي و لا أوليائي و لا أولياء رسلي» (5).5.

ص: 127


1- في المصدر:الحسين بن الحسن بن علي.
2- المناقب للخوارزمي:210.
3- في المصدر:محمد بن محمد بن عبد العزيز.
4- في المصدر:هلال بن محمد بن جعفر الحداد.
5- المناقب للخوارزمي:215.

التاسع عشر: الخطيب في تاريخه بإسناده إلي ربيعة،عن عكرمة عن عبد اللّه ابن عباس قال:

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ما في القيامة راكب غيرنا نحن أربعة فقال له عمه العباس:و من هم يا رسول اللّه؟قال:أما أنا فعلي البراق-و وصفها بوصف طويل-فقال العباس و من يا رسول اللّه؟قال:و أخي صالح عليه السّلام علي ناقة اللّه و سقياها التي عقرها قومه،قال العباس:و من يا رسول اللّه؟قال:و عمي حمزة أسد اللّه و أسد رسوله سيد الشهداء علي ناقتي،قال العباس:و من يا رسول اللّه؟قال:و أخي عليّ علي ناقة من نوق الجنة،زمامها من لؤلؤ رطب،عليها محمل من ياقوت أحمر،قضبانها من الدر الأبيض،علي رأسها تاج من نور،لذلك التاج سبعون ركنا،ما من ركن إلا و فيه ياقوتة حمراء تضيء للراكب المحث (1)،عليه حلتان خضراوان،و بيده لواء الحمد،و هو ينادي:أشهد أن لا إله إلا اللّه،و أن محمدا رسول اللّه،فيقول الخلائق ما هذا إلا نبي مرسل،أو ملك مقرب،[أو حامل عرش]فينادي مناد من بطنان العرش:ليس هذا ملك مقرب،و لا نبي مرسل،و لا حامل عرش، هذا علي بن أبي طالب وصي رسول رب العالمين،و إمام المتقين،و قائد الغر المحجلين، [و يعسوب المؤمنين]» (2).

العشرون: موفق بن أحمد بن أحمد في كتابه قال:حدثني فخر القضاة نجم الدين بن أبي منصور محمد بن الحسين بن محمد البغدادي فيما كتب إلي من همدان قال:أنبأنا الإمام الشريف نور الهدي أبو طالب الحسين بن محمد الزينبي قال:أخبرنا إمام الأئمة محمد بن أحمد بن شاذانس.

ص: 128


1- المحث:المسرع في السير.
2- أخرج الحديث مسندا الخطيب في تاريخه:112/11 قال: أخبرنا عبيد اللّه بن محمد بن عبيد اللّه النجار،قال:حدّثنا محمد بن المظفر،حدّثنا عبد الجبار بن أحمد بن عبيد اللّه السمسار-ببغداد-،حدّثنا علي بن المثني الطهوي،حدّثنا زيد بن الحباب،حدّثنا عبد اللّه بن لهيعة،حدّثنا جعفر بن ربيعة،عن عكرمة،عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ما في القيامة راكب غيرنا نحن أربعة»فقام إليه عمه العباس بن عبد المطلب فقال:من هم يا رسول اللّه؟فقال:«أما أنا فعلي البراق،وجهها كوجه الانسان،و خدها كخد الفرس،و عرفها من لؤلؤ ممشوط،و أذناها زبرجدتان خضراوان،و عيناها مثل كوكب الزهرة،توقدان مثل النجمين المضيئين،لها شعاع مثل شعاع الشمس،بلقاء محجلة تضيئ مرة،و تنمي أخري،يتحدر من نحرها مثل الجمان، مضطربة في الخلق،أذنها،ذنبها مثل ذنب البقرة،طويلة اليدين و الرجلين،أظلافها كأظلاف البقر من زبرجد أخضر،تجد في مسيرها،سيرها كالريح،و هي مثل السحابة،لها نفس كنفس الآدميين،تسمع الكلام و تفهمه، و هي فوق الحمار و دون البغل»قال العباس:و من يا رسول اللّه؟قال:و أخي صالح.الحديث. و رواه بلفظ آخر في:122/13،عن الاعمش عن عباية الاسدي،عن الاصبغ بن نباتة،عن ابن عباس.

قال:حدّثنا أبو محمد الحسن بن علي العلوي الطبري،عن أحمد بن محمد بن عبد اللّه (1)قال:

حدثني جدي أحمد بن محمد،عن أبيه،عن حماد ابن عيسي،عن عمر بن اذينة قال:حدثني أبان ابن أبي عياش،عن سليم بن قيس الهلالي،عن سلمان المحمدي قال:دخلت علي النبي و إذا الحسين علي فخذه و هو يقبل عينيه و يلثم فاه و يقول:«أنت سيد ابن سيد أخو سيد أبو سادة،أنت إمام ابن إمام أخو إمام أبو أئمة،أنت حجة ابن حجة أخو حجة أبو حجج تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم» (2).

الحادي و العشرون: موفق بن أحمد قال:حدثني فخر القضاة نجم الدين بن أبي منصور محمد ابن الحسين بن محمد البغدادي فيما كتب إلي من همدان قال:أنبأنا الإمام الشريف نور الهدي أبو طالب الحسين بن محمد الزينبي قال:أخبرنا إمام الأئمة محمد بن أحمد بن شاذان (3)قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن عبد اللّه الحافظ قال:حدّثنا علي بن سنان الموصلي،عن أحمد بن محمد بن صالح،عن سليمان (4)بن محمد عن زياد بن مسلم،عن عبد الرّحمن بن زيد،عن زيد بن جابر (5)، عن سلامة،عن أبي سلمي راعي ابل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«ليلة اسري بي إلي السماء قال لي الجليل جل جلاله: آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ (6) (7)؟فقلت و المؤمنون،قال:صدقت يا محمد من خلفت في امتك؟قلت:خيرها قال:علي بن أبي طالب؟ قلت:نعم يا رب قال:يا محمد إني اطلعت إلي الأرض اطلاعة فاخترتك منها،فشققت لك اسما من أسمائي،فلا اذكر في موضع إلا ذكرت معي فأنا المحمود و أنت محمد،ثم اطلعت الثانية فاخترت عليا و شققت له اسما من أسمائي فانا الأعلي و هو علي؛يا محمد إني خلقتك و خلقت عليا و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة من ولده من نوري و عرضت ولايتكم علي أهل السماوات و الأرض فمن قبلها كان عندي من المؤمنين،و من جحدها كان عندي من الكافرين.

يا محمد لو أن عبدا من عبيدي عبدني حتي ينقطع أو يصير كالشن البالي ثم أتاني جاحدا5.

ص: 129


1- في المصدر:أحمد بن عبد اللّه.
2- أخرجه الخوارزمي في مقتل الحسين:146/1 بلفظ:إنك سيد ابن سيد أبو سادة،انك إمام ابن إمام أبو أئمة،إنك حجة ابن حجة.
3- هذه القطعة رواها عن الخوارزمي السيد ابن طاوس في الطرائف.
4- في المصدر:سلمان.
5- في المصدر:عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر.
6- سوره 2 - آيه 285
7- البقرة:285.

لولايتكم ما غفرت له حتي يقر بولايتكم.

يا محمد أ تحب أن تراهم؟قلت:نعم يا رب فقال:التفت عن يمين العرش فالتفت فإذا بعلي، و فاطمة،و الحسن،و الحسين،و علي بن الحسين،و محمد بن علي و جعفر بن محمد،و موسي بن جعفر،و علي بن موسي،و محمد بن علي،و علي بن محمد و الحسن بن علي و المهدي في ضحضاح (1)من نور قياما يصلون و هو في وسطهم«يعني المهدي»كأنه كوكب دري.قال:يا محمد هؤلاء الحجج و هو الثائر من عترتك،و عزتي و جلالي إنه الحجة الواجبة لأوليائي و المنتقم من أعدائي» (2).

الثاني و العشرون: موفق بن أحمد أيضا بالاسناد السابق،عن الإمام محمد بن أحمد بن علي بن شاذان قال:حدّثنا محمد بن علي بن الفضل،عن محمد بن القاسم،عن عباد بن يعقوب،عن موسي بن عثمان،عن الاعمش،حدثني أبو إسحاق عن الحرث و سعيد بن بشير عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنا واردكم علي الحوض،و أنت يا علي الساقي،و الحسن الذائد،و الحسين الآمر،و علي بن الحسين الفارط،و محمد بن علي الناشر،و جعفر بن محمد السائق،و موسي بن جعفر محصي المحبين و المبغضين و قامع المنافقين،و علي بن موسي مزين المؤمنين،و محمد بن علي منزل أهل الجنة في درجاتهم،و علي بن محمد خطيب شيعته و مزوجهم الحور العين،و الحسن بن علي سراج أهل الجنة يستضيئون به،و المهدي شفيعهم يوم القيامة حيث لا يأذن اللّه إلا لمن يشاء و يرضي» (3).

الثالث و العشرون: إبراهيم بن محمد الحمويني قال:أخبرني الخطيب نجم الدين عبد اللّه بن (4)أبي السعادات بن منصور بن أبي السعادات الناصري (5)بقراءتي عليه ببغداد بجامع المنصور أنبأنا (6)الشيخ الإمام أحمد بن يعقوب بن عبد اللّه المارستاني سماعا عليه قال:أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد المعروف بابن البطي إجازة إن لم يكن سماعا قال:أنبأنا أبو الفضل حمد بن أحمد الاصبهاني قال:أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ قال:حدّثنا محمد بن المظفر قال:حدّثنا محمد بن جعفر بن عبد الرحيم قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن يزيد بن سليما.

ص: 130


1- الضحضاح:القريب القعر.
2- مقتل الحسين:95/1-96.ط النجف.
3- مقتل الحسين:94/1-95 ط النجف.
4- في المصدر:نجم الدين بن عبد اللّه.
5- في المصدر:البابصري.
6- في المصدر:قال:أخبرنا.

قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن عمران بن أبي ليلي أخو محمد بن عمران قال:حدّثنا يعقوب بن موسي الهاشمي،عن ابن أبي رواد،عن إسماعيل بن امية،عن عكرمة،عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من سره أن يحيي حياتي،و يموت مماتي،و يسكن جنة عدن غرسها ربي؛فليوال عليا من بعدي و ليوال وليه،و ليقتد بالأئمة من بعدي فإنهم عترتي خلقوا من طينتي،رزقوا فهما و علما.و ويل للمكذبين بفضلهم من أمتي،القاطعين فيهم صلتي،لا أنالهم اللّه شفاعتي» (1).

قلت:و روي هذا الحديث من العامة أيضا ابن أبي الحديد في شرج نهج البلاغة-و هو من مشايخ المعتزلة-رواه عن أبي نعيم الحافظ أحمد بن عبد اللّه الاصفهاني في كتاب حلية الاولياء (2).

الرابع و العشرون: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة قال:أنبأني السيد الإمام نسابة عهده جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد بن فخار بن معد (3)بن أحمد بن محمد بن أبي الغنائم محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم المجاب برد السلام ابن محمد الصالح بن موسي الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن أبي عبد اللّه الحسين الشهيد بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب-رضي اللّه عنهم أجمعين-قال:أخبرنا والدي الإمام شمس الدين شيخ الشرف معد-رحمه اللّه-إجازة قال:أخبرنا شاذان بن جبرائيل القمي،عن جعفر ابن محمد الدروستي،عن أبيه قال:أنبأنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه رحمه اللّه قال:حدّثنا محمد بن علي بن ماجيلويه-رحمه اللّه-قال:أنبأنا علي بن إبراهيم عن أبيه،عن علي ابن معبد،عن الحسن بن خالد،عن علي بن موسي الرضا،عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من أحب أن يتمسك بديني و يركب سفينة النجاة بعدي فليقتد بعلي بن أبي طالب و ليعاد عدوه،و ليوال وليه فإنه وصيي و خليفتي علي أمتي في حياتي و بعد وفاتي،و هو إمام كل مسلم،و أمير كل مؤمن بعدي،قوله قولي،و أمره أمري،و نهيه نهيي،و تابعه تابعي،و ناصره ناصري،و خاذله خاذلي»،ثم قال عليه السّلام:«من فارق عليا بعدي لم يرني،و لم أره يوم القيامة،و من خالف عليا حرم اللّه عليه الجنة،و جعل مأواه النار،و من خذل عليا خذله اللّه يوم يعرض عليه، و من نصر عليا نصره اللّه يوم يلقاه و لقنه حجته عند المسألة»،ثم قال عليه السّلام:«و الحسن و الحسين إماما أمتي بعد أبيهما،و سيدا شباب أهل الجنة،امهما سيدة نساء العالمين و أبوهما سيد الوصيين،و من ولد الحسين تسعة أئمة تاسعهم القائم من ولدي،طاعتهم طاعتي،و معصيتهمر.

ص: 131


1- فرائد السمطين 1:/53ح 18.
2- حلية الاولياء:86/1.
3- في المصدر:بن فخار.

معصيتي،إلي اللّه أشكو المنكرين لفضلهم و المضيعين لحرمتهم بعدي و كفي باللّه وليا و ناصرا لعترتي و أئمة أمتي،و منتقما من الجاحدين حقهم؛ وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (1) » (2).

أقول:انظر أيها الأخ إلي ما يرويه المخالفون النواصب ما هو عين مذهب الامامية الاثني عشرية و هذا يعطيك أن المخالفين العامة علي ضلال مبين،و خسران عظيم،بعد العلم منهم و المعرفة بصحة معتقد الإمامية الاثني عشرية؛فتأمل هذا الحديث و أضرابه مما يرويه الخاسرون و يحكم بصحته المخالفون.

الخامس و العشرون: الحمويني هذا أيضا قال:أخبرني الشيخ الإمام فخر الدين أبو الحسن علي ابن أحمد بن عبد الواحد إجازة قال:أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصير الصيدلاني الاصبهاني إجازة،أنبأنا (3)أبو علي بن أحمد بن الحسن المقري إجازة قال:أنبأنا الحافظ الإمام أحمد بن عبد اللّه أبو نعيم-رحمه اللّه-قال:حدّثنا سليمان بن أحمد قال:حدّثنا سعيد بن علي الرازي قال:حدّثنا إبراهيم ابن عيسي التنوخي،عن زياد بن مطرف،عن زيد بن أرقم قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من أحب أن يحيي حياتي،و يموت مماتي،و يسكن جنة الخلد التي وعدني ربي عز و جل،و إن ربي عز و جل غرس قضبانها بيده فليوال علي بن أبي طالب،فإنه لن يخرجكم من هدي،و لن يدخلكم في ضلال» (4).

السادس و العشرون: الحمويني أخبرنا الشيخان العدل محمد بن أبي القاسم،و الخطيب عبد اللّه بن أبي السعادات بقراءتي عليهما منفردين برواية العدل شيخ الإسلام شهاب الدين أبي حفص عمر بن محمد الشهرزوري (5)و برواية الخطيب عن أحمد بن يعقوب المارستاني سماعا قالا أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد (6)المعروف بابن البطي (7)سماعا أنبأنا أحمد بن أحمد (8)الاصفهاني،أنبأنا أحمد بن عبد اللّه بن إسحاق الحافظ قال:أنبأنا أبو الفرج أحمد بن جعفر النسائي،حدّثنا محمد بن جرير،حدثنا عبد الأعلي بن واصل،حدّثنا مخول بن إبراهيم،حدّثنا عليد.

ص: 132


1- سوره 26 - آيه 227
2- فرائد السمطين 1:/54ح 19،و الآية في سورة الشعراء:227.
3- في المصدر:قال:أخبرنا.
4- فرائد السمطين 1:/55ح 20.
5- في المصدر:السهروردي-رحمه اللّه-.
6- في المصدر:بن سلمان.
7- في المصدر:أحمد بن يعقوب المعروف بابن البطي.
8- في المصدر:أنا أبو الفضل حمد بن أحمد.

ابن حزور،عن الأصبغ بن نباتة قال:سمعت عمار بن ياسر يقول:قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«يا علي ان اللّه تعالي قد زينك بزينة لم تزين (1)العباد بزينة أحب إليه منها،هي زينة الابرار عند اللّه عز و جل، الزهد في الدنيا فجعلك لا ترزأ من الدنيا شيئا و لا ترزأ الدنيا منك شيئا،و وهب لك حب المساكين فجعلك ترضي بهم أتباعا و يرضون بك إماما» (2).

قلت:كررنا هذا الحديث في الباب لتعدد طرقه و هو حديث مذكور في كتب العامة و الخاصة (3).

السابع و العشرون: الحمويني هذا قال:أخبرني الشيخ الزاهد جمال الدين محمد بن أبي بكر ابن أحمد بن الخليل (4)الصوفي الخليلي القزويني بقراءتي عليه بخيرآباد في شهر ربيع الآخر سنة سبع و ستين و ستمائة قال:أنبأنا الشيخ أبو حفص عمر بن أبي بكر بن محمد بن عامر التيمي في منزلنا برباط العرونية الملاصق بالمسجد الحرام تجاه الكعبة المعظمة في العشر الآخر من شوال سنة سبع و ثلاثين و ستمائة بقراءة أبي الهدي عيسي بن يحيي بن أحمد الصوفي السيسبي (5)الأنصاري قال:حدّثنا الشيخ أبو عبد اللّه يعلي بن أبي مسلم بن يعلي الصوفي القزويني بقراءته علينا في السادس من رجب سنة ثمان و ستمائة بالحرم الشريف قال:أخبرني الشيخ أبو الهدي صواب ابن عبد اللّه الحبشي خادم الضريح النبوي صلّي اللّه عليه و آله بالحرم الشريف،تجاه الكعبة المعظمة زادها اللّه شرفا عند باب الحزورة في التاسع و العشرين من ذي القعدة سنة ست و ستمائة بقراءتي عليه، قال:أنبأنا أبو العباس أحمد بن عبد اللّه الاصبهاني بدمشق قال:أنبأنا أبو سعيد عبد اللّه بن محمد بن عبد الوهاب قال:حدّثنا أبو نصر منصور بن عبد اللّه قال:حدّثنا عبد اللّه بن إسماعيل قال:حدّثنا عثمان بن طالوت قال:نبأنا بشر بن أبي عمرو بن العلاء النحوي قال:حدثني أبو عمرو بن العلاء القاري،عن ابن أبي الزبير،عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:كنت يوما مع النبي صلّي اللّه عليه و آله في بعض حيطان المدينة و يد علي في يده فمررنا بنخل فصاح النخل هذا محمد سيد الأنبياء و هذا علي سيد الأوصياء و أبو الأئمة الطاهرين،ثم مررنا بنخل فصاح النخل هذا المهدي و هذا الهادي ثم مررنا بنخل فصاح النخل هذا محمد رسول اللّه و هذا علي سيف اللّه،فالتفت النبي صلّي اللّه عليه و آله إلي عليي.

ص: 133


1- في المصدر:يزين.
2- فرائد السمطين 1:/136ح 100.
3- حلية الاولياء:71/1،شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:429/2،ذخائر العقبي:100،مجمع الزوائد 9:121 و 132،منتخب كنز العمال:35/5،اسد الغابة:23/4،الرياض النضرة:228/2،و مر بلفظ أطول. راجع الحديث الثاني عشر من هذا الباب.
4- في المصدر:أحمد بن جليل.
5- في المصدر:السيبي.

فقال:«يا علي سمه الصيحاني فسمي من ذلك اليوم الصيحاني» (1).

الثامن و العشرون: الحمويني هذا قال:أخبرني الشيخان أبو عبد اللّه محمد بن يعقوب بن أبي الفرج،و شمس الدين يوسف بن محمد بن علي بن منصور الوكيل (2)البغداديان إذنا قالا:أنبأنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن كليب إجازة بجميع مروياته،أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد الاصبهاني (3).

ح-و أخبرنا الشيخ عبد الحافظ بن بدران بقراءتي عليه و جماعة كثيرون من مشايخي-رحمهم اللّه-إجازة بروايتهم عن شيخ الإسلام شهاب الدين أبي حفص عمر بن محمد بن عبد اللّه السهروردي-رضي اللّه عنه-إجازة قال:أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي سماعا،أنبأنا أحمد بن أحمد الاصبهاني قال:أنبأنا أحمد بن عبد اللّه أبو نعيم قال:حدّثنا عمر بن أحمد بن عمر القاضي القصباني،حدّثنا علي بن العباس البجلي،حدّثنا أحمد بن يحيي،حدّثنا الحسن بن الحسين، حدّثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق،عن أبيه،عن الشعبي،قال:قال علي عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مرحبا بسيد المسلمين،و إمام المتقين»،فقيل لعلي:فأي شيء كان من شكرك قال:

«حمدت اللّه عز و جل علي ما آتاني و سألته الشكر علي ما أولاني،و أن يزيدني مما أعطاني» (4).

التاسع و العشرون: الحمويني عن عبد الرّحمن (5)بن أبي عمر،و محمد بن قدامة و عبد الرّحمن بن أحمد بن عبد الملك بن إبراهيم بن علي بن أحمد الواسطي،و إبراهيم بن إسماعيل الحنفي الدرجي،و غيرهم بروايتهم عن أبي المجد زاهر بن محمد (6)بن حامد بن أحمد الثقفي الاصبهاني إجازة،قال أخبرتنا فاطمة بنت عبد اللّه بن أحمد الجوزدانية،أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن إبراهيم بن زيد الاصبهاني،أنبأنا الإمام أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي الطبراني،قال:حدّثنا محمد بن مسلم بن عبد العزيز الأشعري الاصبهاني،حدّثنا مجاشع ابن عمرو بهمدان سنة ثلاث و مأتين،نبأنا عيسي بن سوادة الرازي،حدّثنا بلال بن أبي حميدد.

ص: 134


1- فرائد السمطين 1:/137ح 101.و رواه عن الحمويني بهذا اللفظ القندوزي الحنفي في ينابيع المودة: 136.
2- في المصدر:علي بن سدود الوكيل:
3- في المصدر:الحداد الاصبهاني إجازة بجميع مروياته.
4- فرائد السمطين 1:/141ح 104.و رواه الحافظ أبو نعيم الاصبهاني في حلية الاولياء:66/1.
5- في المصدر:أنبأني المشايخ عبد الرّحمن.
6- في المصدر:زاهر بن أحمد.

الوزان (1)عن عبد اللّه بن حكيم الجهني قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن اللّه تبارك و تعالي أوحي إلي في علي ثلاثة أشياء:-ليلة اسري بي-أنّه سيد المؤمنين و إمام المتقين،و قائد الغر المحجلين» (2).

قال الطبراني لم يروه عن هلال إلا عيسي بن سوادة،تفرد به مجاشع بن عمرو (3).

الثلاثون: الحمويني قال:أخبرنا الإمام الخطيب نجم الدين أبو بكر عبد اللّه ابن أبي السعادات المقري (4)بقراءتي عليه بجامع المنصور بباب البصرة قال:أنبأنا الشيخ أحمد بن يعقوب بن عبد اللّه ابن عبد الواحد المارستاني سماعا عليه قال:أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطي إجازة إن لم يكن سماعا قال:أنبأنا أبو الفضل حمد بن حمد الاصبهاني قال:أنبأنا الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الاصبهاني-رحمه اللّه-قال:حدّثنا محمد بن حميد،حدّثنا علي بن سراج المصري،نبأنا محمد بن فيروز حدّثنا أبو عمرو لاهز بن عبد اللّه،أنبأنا معمر بن سليمان،عن أبيه، عن هشام بن عروة،عن أبيه،حدثنا أنس بن مالك قال:بعثني النبي صلّي اللّه عليه و آله إلي أبي برزة الاسلمي فقال له- و أنا أسمع-:«يا أبا برزة إن رب العالمين عهد إلي عهدا في علي بن أبي طالب فقال:إنه راية الهدي،و منار الإيمان،و إمام أوليائي،و نور جميع من أطاعني،يا أبا برزة علي بن أبي طالب أميني غدا في القيامة،و صاحب رايتي في القيامة علي مفاتيح خزائن ربي» (5).

الحادي و الثلاثون: الحمويني قال:أخبرني المشايخ الجلة من أهل الحلة،السيدان الامامان جمال الدين أحمد بن موسي بن طاوس الحسيني،و جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد بن فخار الموسوي،و الإمام العلامة نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن الحسين بن يحيي بن سعيد-رحمهم اللّه-بروايتهم،عن السيد الإمام شمس الملة و الدين شيخ الشرف فخار بن محمد الدورستي عن أبيه (6)،عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي-رحمه اللّه-قال:

حدّثنا علي بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي،عن أبيه عن جده أحمد بن عبد اللّه،عن أبيه محمد بن خالد،عن غياث بن إبراهيم (7)،عن ثابت بن دينار،عن سعد بن طريف،م.

ص: 135


1- في المصدر:هلال بن أحمد الوزان.
2- فرائد السمطين 1:/143ح 107.
3- فرائد السمطين،السمط الأول:كفاية الطالب للكنجي:80،المعجم الصغير:10/2،ضمن ترجمة محمد بن مسلم الأشعري.
4- في المصدر:عبد اللّه بن أبي السعادات بن منصور بن أبي السعادات المقري.
5- فرائد السمطين 1:/44ح 108.حلية الاولياء:66/1،كفاية الطالب للكنجي:95.
6- في المصدر:فخار بن معد بن فخار الموسوي،عن شاذان بن جبرائيل القمي،عن جعفر بن محمد الدروستي.
7- في المصدر:عتاب بن إبراهيم.

عن سعيد بن جبير،عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي بن أبي طالب:«يا علي أنا مدينة الحكمة و أنت بابها،و لن تؤتي المدينة إلا من قبل الباب،و كذب من زعم أنه يحبني و يبغضك لأنّك مني و أنا منك،لحمك من لحمي،و دمك من دمي،و روحك من روحي،و سريرتك من سريرتي،و علانيتك من علانيتي،و أنت إمام أمتي،و خليفتي عليها بعدي،سعد من أطاعك و شقي من عصاك،و ربح من تولاك،و خسر من عاداك،و فاز من لزمك،و هلك من فارقك،مثلك و مثل الأئمة من ولدك بعدي (1)مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا،و من تخلف عنها غرق، و مثلكم مثل النجوم كلما غاب نجم طلع نجم إلي يوم القيامة» (2).

الثاني و الثلاثون: الحمويني بإسناده عن أبي جعفر بن بابويه قال:حدثنا أبي قال:نبأنا سعد بن عبد اللّه،عن أحمد بن محمد بن عيسي،عن العباس بن معروف،عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن البصري،عن أبي المعزي حميد بن المثني (3)العجلي،عن أبي بصير،عن خيثمة الجعفي،عن أبي جعفر عليه السّلام قال:سمعته يقول:«نحن جنب اللّه،و نحن صفوته،و نحن خيرته،و نحن مستودع مواريث الأنبياء،و نحن أمناء اللّه عز و جل،و نحن حجة اللّه،و نحن اركان الإيمان،و نحن دعائم الإسلام،و نحن من رحمة اللّه علي خلقه،و نحن بنا يفتح و بنا يختم،و نحن أئمة الهدي،و نحن مصابيح الدجي،و نحن منار الهدي،و نحن السابقون،و نحن الآخرون،و نحن العلم المرفوع للحق من تمسك بنا لحق،و من تأخر عنا غرق،و نحن قادة الغر المحجلين،و نحن خيرة اللّه، و نحن الطريق الواضح و الصراط المستقيم إلي اللّه،و نحن من نعمة اللّه عز و جل علي خلقه،و نحن المنهاج،و نحن معدن النبوة و نحن موضع الرسالة،و نحن الذين مختلف الملائكة،و نحن السراج لمن استضاء بنا،و نحن السبيل لمن اقتدي بنا،و نحن الهداة إلي الجنة،و نحن عري الإسلام،و نحن الجسور و القناطر من مضي عليها لم يسبق،و من تخلف عنها محق،و نحن السنام الاعظم،و نحن بنا ينزل اللّه الرحمة و بنا يسقون الغيث،و نحن الذين بنا يصرف عنكم العذاب،فمن عرفنا و أبصرنا و عرف حقنا و أخذ بأمرنا فهو منا و إلينا» (4).

الثالث و الثلاثون: الحمويني قال:أخبرني الإمام نجم الدين عيسي بن الحسين الطبري رحمهب.

ص: 136


1- في المصدر:و مثل الأئمة من بعدي.
2- أمالي الطوسي:130/2-131.و فرائد السمطين 2:/243ح 517.
3- في المصدر:أحمد بن المثني.
4- فرائد السمطين 2:/253ح 523 و مر ذكرها في ص 116 من هذا الكتاب.

اللّه إجازة بجميع كتاب مقتل أمير المؤمنين الحسين بن علي قال:أخبرني السيد النقيب الحسيب النسيب ركن الدين أبو طالب يحيي بن الحسن الحسيني البطحائي،عن الإمام جمال الدين بن معين،عن مصنفه أخطب خوارزم أبي المؤيد الموفق بن أحمد المكي-رحمه اللّه-قال فيه:و ذكر الإمام محمد بن أحمد بن علي بن شاذان،عن محمد بن زياد (1)عن جميل بن صالح،عن جعفر بن محمد عليه السّلام قال:حدثني أبي،عن أبيه،عن الحسين بن علي عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فاطمة بهجة قلبي،و ابناها ثمرة فؤادي،و بعلها نور بصري،و الأئمة من ولدها أمناء ربي و حبله الممدود بينه و بين خلقه.من اعتصم بهم نجا،و من تخلف عنهم هوي» (2).

الرابع و الثلاثون: الحمويني هذا من أعيان علماء العامة قال:أنبأني السيد النسابة جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد بن فخار الموسوي-رحمه اللّه-قال:أنبأنا والدي السيد شمس الدين شيخ الشرف فخار-رحمه اللّه-إجازة بروايته عن شاذان بن جبرائيل القمي،عن جعفر بن محمد الدورستي،عن أبيه،عن أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي قال:حدّثنا أبي و محمد بن الحسن-رضي اللّه عنه-قالا:أنبأنا سعد بن عبد اللّه قال:حدّثنا يعقوب بن يزيد،عن حماد بن عيسي،عن عمر بن اذينة،عن أبان بن أبي عيّاش،عن سليم بن قيس الهلالي قال:رأيت عليا عليه السّلام في مسجد النبي صلّي اللّه عليه و آله في خلافة عثمان-رضي اللّه عنه-و جماعة يتحدثون و يتذاكرون العلم و الفقه، فذكروا قريشا و فضلها و سوابقها و هجرتها،و ما قال فيهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من الفضل،مثل قوله«الأئمة من قريش»و قوله:«الناس تبع لقريش و قريش أئمة العرب»و قوله:«لا تسبّوا قريشا»و قوله:«إنّ للقريش قوة رجلين من غيرهم»و قوله:«من أبغض قريشا أبغضه اللّه»و قوله:«من أراد هوان قريش أهانه اللّه»و ذكروا الأنصار و فضلها،و سوابقها،و نصرتها،و ما أثني اللّه عليهم في كتابه،و ما قال فيهم النبي صلّي اللّه عليه و آله من الفضل؛و ذكروا ما قال في سعد بن عبادة،و غسيل الملائكة فلم يدعوا شيئا من فضلهم حتي قال كل حي منا فلان و فلان،و قالت قريش:منّا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و منّا حمزة،و منا جعفر، و منا عبيدة بن الحرث،و زيد بن حارثة و أبو بكر،و عمر،و عثمان،و أبو عبيدة،و سالم و عبد الرّحمن ابن عوف،فلم يدعوا من الحيين أحدا من أهل السابقة إلا سموه،و في الحلقة أكثر من مائتي رجل، منهم علي بن أبي طالب،و سعد بن أبي وقاص،و عبد الرّحمن بن عوف،و طلحة،و ابن الزبير،0.

ص: 137


1- في المصدر:أحمد بن علي بن شاذان،أخبرني الحسن بن حمزة،عن علي بن محمد بن قتيبة،عن الفضل بن شاذان،عن محمد بن زياد.
2- مقتل الحسين:59/1،فرائد السمطين 2:/66ح 390.

و المقداد،و أبو ذر،و هاشم بن عتبة،و ابن عمر،و الحسن،و الحسين عليهما السّلام و ابن عباس،و محمد بن أبي بكر،و عبد اللّه بن جعفر،و من الأنصار أبي بن كعب،و زيد بن ثابت (1)و أبو الهيثم بن التيهان، و محمد بن سلمة،و قيس بن سعد بن عبادة،و جابر بن عبد اللّه،و أنس بن مالك،و زيد بن أرقم، و عبد اللّه بن أبي أوفي،و أبو ليلي و معه ابنه عبد الرّحمن قاعد بجنبه غلام صبيح الوجه أمرد فجاء أبو الحسن البصري و معه ابنه الحسن البصري،و الحسن غلام أمرد صبيح الوجه معتدل القامة فجعلت أنظر إليه و إلي عبد الرّحمن بن أبي ليلي فلا أدري أيهما أجمل غير أن الحسن أعظمهما و أطولهما.

فأكثر القوم و ذلك من بكرة إلي حين الزوال و عثمان في داره لا يعلم بشيء مما هم فيه و علي بن أبي طالب عليه السّلام ساكت لا ينطق بكلمة و لا أحد من أهل بيته.

فأقبل القوم عليه فقالوا:يا أبا الحسن ما يمنعك أن تتكلم؟

فقال:«ما من الحيين إلا و قد ذكر و قال حقا (2)،فأنا أسألكم يا معشر قريش و الأنصار بمن أعطاكم اللّه هذا الفضل؟أ بأنفسكم،و عشائركم،و أهل بيوتاتكم أم بغيركم؟».

قالوا:بل أعطانا اللّه و من به علينا بمحمد صلّي اللّه عليه و آله لا بأنفسنا و عشائرنا،و لا بأهل بيوتاتنا.

قال:«صدقتم يا معشر قريش و الأنصار.أ لستم تعلمون أن الذي نلتم من خير الدنيا و الآخرة منا أهل البيت خاصة دون غيرهم؟و أن ابن عمي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:إني و أهل بيتي كنا نورا يسعي بين يدي اللّه تعالي قبل أن يخلق اللّه عز و جل آدم عليه السّلام بأربعة عشر ألف سنة فلما خلق آدم وضع ذلك النور في صلبه و أهبطه إلي الأرض،ثم حمله في السفينة في صلب نوح عليه السّلام،ثم قذف به في النار في صلب إبراهيم عليه السّلام ثم لم يزل اللّه عز و جل ينقلنا من الاصلاب الكريمة إلي الأرحام الطاهرة،و من الأرحام الطاهرة إلي الأصلاب الكريمة من الآباء و الامهات،لم يكن منهم علي (3)سفاح قط».

فقال أهل السابقة و القدمة،و أهل بدر،و أهل احد:نعم،قد سمعنا من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله.

ثم قال:«انشدكم اللّه أ تعلمون أن اللّه عز و جل فضل في كتابه السابق علي المسبوق في غير آية، و إني لم يسبقني إلي اللّه عز و جل و إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أحد من هذه الأمة؟»قالوا:اللهم نعم.

قال:«فانشدكم اللّه أ تعلمون حيث نزلت: وَ السّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ (4) (5)0.

ص: 138


1- في المصدر:و أبو أيوب الأنصاري.
2- في المصدر:الا قد ذكر فصلا و قال حقا.
3- في المصدر:لم يلق واحد منهم.
4- سوره 9 - آيه 100
5- التوبة:100.

وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (1) (2) سئل عنها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال أنزلها اللّه تعالي ذكره في الأنبياء و أوصيائهم.فأنا أفضل أنبياء اللّه و رسله،و علي بن أبي طالب وصيي أفضل الأوصياء؟» قالوا:اللهم نعم.

قال:«فانشدكم اللّه أ تعلمون حيث نزلت يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (3) (4)و حيث نزلت إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (5) (6)و حيث نزلت وَ لَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللّهِ وَ لا رَسُولِهِ وَ لاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً (7) (8)قال الناس يا رسول اللّه أ خاصة في بعض المؤمنين أم عامة في جميعهم فامر اللّه عز و جل نبيه صلّي اللّه عليه و آله أن يعلمهم ولاة أمرهم،و أن يفسر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم و زكاتهم،و حجهم، و نصبني للناس بغدير خم».

ثم خطب فقال:«أيها الناس إن اللّه أرسلني برسالة ضاق بها صدري،و ظننت ان الناس مكذّبي فأوعدني لأبلّغها أو ليعذبني،ثم أمر فنودي بالصلاة جامعة،ثم خطب فقال:أيها الناس أ تعلمون أن اللّه عز و جل مولاي و أنا مولي المؤمنين و أنا أولي بهم من أنفسهم قالوا بلي يا رسول اللّه.قال:

قم يا علي فقمت فقال:من كنت مولاه فعليّ مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه.

فقام سلمان فقال:يا رسول اللّه ولاية ما ذا؟فقال:ولاء كولائي من كنت أولي به من نفسه فعلي أولي به من نفسه.فأنزل اللّه تعالي ذكره: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (9) (10)فكبر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:اللّه أكبر علي تمام نبوتي،و تمام دين اللّه ولاية علي بعدي».

فقام أبو بكر و عمر فقالا:يا رسول اللّه هؤلاء الآيات خاصة في علي؟قال:«بلي فيه و في أوصيائي إلي يوم القيامة».

قالا:يا رسول اللّه بينهم لنا.

قال:«علي أخي،و وزيري،و وارثي،و وصيي،و خليفتي في أمتي،و ولي كل مؤمن بعدي،ثم ابني الحسن،ثم الحسين ثم تسعة من ولد ابني الحسين واحد بعد واحد القرآن معهم و هم مع القرآن،لا يفارقونه و لا يفارقهم حتي يردوا عليّ الحوض».فقالوا كلهم،اللهم نعم قد سمعنا ذلك3.

ص: 139


1- سوره 56 - آيه 10
2- الواقعة:10.
3- سوره 4 - آيه 59
4- النساء:59.
5- سوره 5 - آيه 55
6- المائدة:55.
7- سوره 9 - آيه 16
8- التوبة:16.
9- سوره 5 - آيه 3
10- المائدة:3.

و شهدنا كما قلت سواء.

و قال بعضهم:قد حفظنا جل ما قلت و لم نحفظ كله و هؤلاء الذين حفظوا اخيارنا و افاضلنا،فقال علي عليه السّلام:«صدقتم ليس كل الناس يستوون في الحفظ.انشد اللّه عز و جل من حفظ ذلك من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لمّا قام و أخبر به»فقال زيد بن ارقم،و البراء بن عازب،و سلمان،و ابو ذر،و المقداد،و عمار فقالوا نشهد لقد حفظنا قول رسول اللّه و هو قائم علي المنبر و أنت إلي جانبه و هو يقول:«أيها الناس إن اللّه عز و جل أمرني أن أنصب لكم إمامكم و القائم فيكم بعدي،و وصيّي،و خليفتي و الذي فرض اللّه عز و جل علي المؤمنين في كتابه طاعته،فقرنه بطاعته و طاعتي،و أمركم بولايته، و إني راجعت ربي خشية طعن أهل النفاق و تكذيبهم فاوعدني لتبلغنها أو ليعذبني.

أيها الناس إن اللّه امركم في كتابه بالصلاة فقد بينتها لكم،و الزكاة،و الصوم و الحج فبينتها لكم و فسرتها،و أمركم بالولاية و إني اشهدكم أنها لهذا خاصة و وضع يده علي عليّ بن أبي طالب،ثم قال لابنيه بعده،ثم للاوصياء من بعدهم،و من ولدهم لا يفارقون القرآن و لا يفارقهم القرآن،حتي يردوا عليّ حوضي.

أيها الناس:قد بينت لكم مفزعكم بعدي و إمامكم،و دليلكم،و هاديكم،و هو أخي علي بن أبي طالب و هو فيكم بمنزلتي فيكم فقلدوه دينكم،و أطيعوه في جميع اموركم فإن عنده جميع ما علمني اللّه من علمه و حكمته فسلوه و تعلموا منه و من أوصيائه بعده و لا تعلموهم،و لا تتقدموهم و لا تخلّفوا عنهم،فإنهم مع الحق و الحق معهم لا يزايلوه و لا يزايلهم،ثم جلسوا».

قال سليم ثم قال علي عليه السّلام:«أيها الناس أ تعلمون أن اللّه أنزل في كتابه: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) (2)فجمعني و فاطمة و ابني حسنا و الحسين ثم ألقي علينا كساء و قال:اللهم هؤلاء أهل بيتي و لحمي يؤلمني ما يؤلمهم (3)و يجرحني ما يجرحهم فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا».فقالت أم سلمة:و انا يا رسول اللّه؟فقال:«أنت إلي خير، إنما نزلت فيّ،و في أخي علي بن أبي طالب،و في ابني (4)و في تسعة من ولد ابني الحسين خاصة،و ليس معنا فيها أحد غيرك»؟فقالوا كلهم:نشهد أن أم سلمة حدثتنا بذلك فسألنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فحدثنا كما حدثتنا أمّ سلمة.

ثم قال علي عليه السّلام:«انشدكم اللّه أ تعلمون أن اللّه أنزل: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ (5)ي.

ص: 140


1- سوره 33 - آيه 33
2- الاحزاب:33.
3- في المصدر:يؤذيني ما يؤذيهم.
4- في الاحتجاج للطبرسي:و في ابنتي فاطمة،و في ابني.
5- سوره 9 - آيه 119

اَلصّادِقِينَ (1) (2) ».

فقال سلمان يا رسول اللّه عامة هذا أم خاصة؟قال:«أمّا المأمورون فعامة المؤمنين امروا بذلك، و أما الصادقون فخاصة لأخي علي و أوصيائي من بعده إلي يوم القيامة»قالوا:اللهم نعم.

قال:«انشدكم اللّه تعالي أ تعلمون أني قلت لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في غزوة تبوك لم خلفتني؟فقال:إن المدينة لا تصلح إلا بي أو بك،و أنت مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لا نبي بعدي؟»قالوا:

اللهم نعم.

فقال:«أنشدكم اللّه أ تعلمون أن اللّه أنزل في سورة الحج يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَ اسْجُدُوا وَ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَ افْعَلُوا الْخَيْرَ (3) (4)إلي آخر السورة فقام سلمان فقال:يا رسول اللّه من هؤلاء الذين أنت عليهم شهيد و هم شهداء علي الناس،الذين اجتباهم اللّه،و لم يجعل عليهم في الدين من حرج ملة إبراهيم؟قال:عني بذلك ثلاثة عشر رجلا خاصة دون هذه الأمة قال:سلمان بينهم لنا يا رسول اللّه؟قال:أنا،و أخي علي،و أحد عشر من ولدي»قالوا:اللهم نعم.

قال:«أنشدكم باللّه أ تعلمون أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قام خطيبا لم يخطب بعد ذلك فقال:يا أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي فتمسكوا بهما لن تضلوا فإن اللطيف أخبرني و عهد إلي أنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض فقام عمر بن الخطاب شبه المغضب فقال:يا رسول اللّه أكل أهل بيتك؟فقال:لا و لكن أوصيائي منهم،أولهم أخي،و وزيري،و وارثي، و خليفتي في أمتي و ولي كل مؤمن بعدي،هو أولهم.ثم ابني الحسن،ثم ابني الحسين،ثم تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد حتي يردوا علي الحوض شهداء للّه في أرضه،و حجته علي خلقه،و خزان علمه،و معادن حكمته،من أطاعهم فقد أطاع اللّه و من عصاهم فقد عصي اللّه؟» فقالوا كلهم:نشهد أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال ذلك،ثم تمادي بعلي السؤال فما ترك شيئا إلا ناشدهم اللّه فيه و سألهم عنه حتي أتي علي آخر مناقبه و ما قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كثيرا،كل ذلك يصدقونه و يشهدون أنه حقّ (5).

الخامس و الثلاثون: الحمويني قال:أنبأني الإمام صدر الدين (6)محمد بن أبي الكرام عبد الرزاق بن أبي بكر بن حيدر،أخبرني القاضي فخر الدين محمد بن خالد الحقيقي الأبهري كتابة قال:أنبأنا السيد الإمام ضياء الدين فضل اللّه بن علي أبو الرضا الراوندي إجازة قال:أخبرنا السيدن.

ص: 141


1- سوره 9 - آيه 119
2- التوبة:119.
3- سوره 22 - آيه 77
4- الحج:77.
5- فرائد السمطين 1:/312ح 250.
6- في المصدر:بدر الدين.

أبو الصمصام ذو الفقار بن محمد بن معبد الحسيني (1)،أنبأنا الشيخ أبو جعفر الطوسي-قدس اللّه روحه-أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن محمد بن النعمان-روح اللّه روحه-و أبو عبد اللّه الحسين بن عبيد اللّه،و أبو الحسين جعفر بن الحسين بن حسكة القمي،و أبو زكريا محمد بن سليمان الحراني قالوا كلهم:أنبأنا الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي رضي اللّه عنه قال:أخبرنا علي بن عبد اللّه الوراق الرازي قال:أنبأنا سعد بن عبد اللّه قال:أنبأنا الهيثم بن أبي مسروق النهدي،عن الحسن بن علوان،عن عمر بن خالد،عن سعيد بن طريف عن الاصبغ بن نباتة،عن عبد اللّه بن عباس قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«أنا و علي و الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين مطهرون معصومون» (2).

السادس و الثلاثون: الحمويني أيضا بإسناده هذا قال:قال أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه، أخبرني أبو المفضل محمد بن عبد اللّه بن المطلب الشيباني،عن أحمد بن مطرف بن سوار بن الحسين القاضي الحسني بمكة،أنبأنا أبو حاتم المهلبي،عن المغيرة ابن محمد،أنبأنا عبد الغفار بن كثير الكوفي،عن هيثم بن حميد،عن أبي هاشم عن مجاهد عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال:قدم يهودي علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقال له:نعثل فقال له:يا محمد إني أسألك عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين،فإن أجبتني عنها أسلمت علي يدك؟قال:«سل يا أبا عمارة»،قال:يا محمد صف لي ربك، فقال صلّي اللّه عليه و آله:«إن الخالق لا يوصف إلا بما وصف به نفسه،و كيف يوصف الخالق الذي تعجز الأوصاف أن تدركه (3)،و الاوهام أن تناله،و الخطرات أن تحده،و الأبصار الاحاطة به،جل عما يصفه الواصفون،ناء في قربه و قريب في نأيه،كيف الكيف فلا يقال له كيف،و أيّن الأين فلا يقال له أين،هو منقطع الكيفية فيه و الاينونية (4)،فهو الأحد الصمد كما وصف نفسه،و الواصفون لا يبلغون نعته،لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد».

قال:صدقت يا محمد فأخبرني عن قولك:إنه واحد لا شبيه له.أ ليس اللّه تعالي واحد و الانسان واحد؟فوحدانيته أشبهت وحدانية الانسان؟فقال عليه السّلام:«اللّه تعالي واحد أحدي المعني،و الانسان واحد ثنوي المعني جسم و عرض،و بدن و روح،و إنما التشبيه في المعاني لا غير».

قال:صدقت يا محمد،فأخبرني عن وصيك من هو؟فما من نبي إلا و له وصي،و إن نبينا موسي ابن عمران أوصي إلي يوشع بن نون،فقال:«نعم إن وصيي و الخليفة من بعدي علي بن أبي طالب،ة.

ص: 142


1- في المصدر:محمد بن معضد الحسني.
2- فرائد السمطين 2:/132ح 430.
3- في البحار:تعجز الحواس أن تدركه.
4- في البحار:هو منقطع الكيفوفية و الاينونية.

و بعده سبطاي الحسن و الحسين،يتلوه تسعة من صلب الحسين أئمة أبرار».قال:يا محمد فسمهم لي؟قال:«نعم إذا مضي الحسين فابنه علي،فإذا مضي علي فابنه محمد،فإذا مضي محمد فابنه جعفر،فإذا مضي جعفر فابنه موسي،فإذا مضي موسي فابنه علي،فإذا مضي علي فابنه محمد،ثم ابنه علي،ثم ابنه الحسن ثم الحجة بن الحسن فهذه اثنا عشر أئمة عدد نقباء بني إسرائيل»قال:فاين مكانهم في الجنة،قال:«معي في درجتي».

قال:أشهد ان لا إله إلا اللّه و أنك رسول اللّه،و أشهد أنهم الأوصياء بعدك،و لقد وجدت هذا في الكتب المتقدمة،و فيما عهد إلينا موسي بن عمران عليه السّلام أنه إذا كان آخر الزمان يخرج نبي يقال له «أحمد»خاتم الأنبياء لا نبي بعده،فيخرج من صلبه أئمة أبرار عدد الاسباط،فقال:«يا أبا عمارة أ تعرف الاسباط؟»قال:نعم يا رسول اللّه!إنهم كانوا اثني عشر،قال:«إن أولهم لاوي بن برخيا (1)، و هو الذي غاب عن بني اسرائيل غيبة طويلة ثم عاد فأظهر اللّه شريعته بعد اندراسها،و قاتل مع قرسطتا الملك حتي قتله،فقال صلّي اللّه عليه و آله كائن في أمتي ما كان في بني اسرائيل،حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة،و ان الثاني عشر من ولدي يغيب حتي لا يري،و يأتي علي أمتي زمن لا يبقي من الإسلام إلاّ اسمه،و لا من القرآن إلاّ رسمه،فحينئذ يأذن اللّه تعالي له بالخروج،فيظهر الإسلام و يجدد الدين،ثم قال عليه الصلاة و السلام:طوبي لمن أحبهم و الويل لمبغضهم و طوبي لمن تمسك بهم»فانتفض نعثل و قام بين يدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أنشأ يقول:

صلي العلي ذو العلاء عليك يا خير البشر

أنت النبي المصطفي و الهاشمي المفتخر

بك اهتدانا ربنا و فيك نرجو ما أمر

و معشر سميتهم أئمة اثني عشر

حباهم رب العلي ثم صفاهم من كدر

قد فاز من والاهم و خاب من عادي الزهر

آخرهم يشفي الظما و هو الإمام المنتظر

عترتك الاخيار لي و التابعون ما أمر

من كان عنهم معرضا فسوف يصلي في سقر (2)

السابع و الثلاثون: الحمويني،أنبأني المشايخ الكرام السيد الإمام جمال الدين رضي الإسلام1.

ص: 143


1- في البحار:فإن فيهم لاوي بن أرحيا.
2- فرائد السمطين 2:/132ح 431.

أحمد بن طاوس الحسيني و السيد الإمام النسابة جلال الدين عبد الحميد ابن فخار بن معد بن فخار الموسوي،و علامة زمانه نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن يحيي بن سعيد الحليون رحمهم اللّه كتابة،عن السيد الإمام شمس الدين شيخ الشرف فخار بن معد بن فخار الموسوي،عن شاذان بن جبرائيل القمي،عن جعفر بن محمد الدورستي،عن أبيه،عن أبي جعفر محمد بن علي ابن الحسين بن موسي ابن بابويه القمي رحمه اللّه قال:حدثني أبي و محمد بن الحسن رضي اللّه عنهما قال:نبأنا سعد بن عبد اللّه،و عبد اللّه بن جعفر الحميري جميعا،عن أبي الخير صالح بن أبي حماد و الحسن بن طريف جميعا،عن بكر بن صالح.

ح-و حدّثنا أبي و محمد بن موسي بن المتوكل،و محمد بن علي ما جيلويه،و أحمد بن علي بن إبراهيم،و الحسن بن إبراهيم بن ناتانة،و أحمد بن زياد الهمداني رضي اللّه تعالي عنهم قالوا:حدّثنا علي بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم-روح اللّه روحهما-عن بكر بن صالح،عن عبد الرّحمن ابن سالم،عن أبي بصير،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:قال أبي عليه السّلام لجابر بن عبد اللّه الأنصاري:«إن لي إليك حاجة فمتي يخف عليك أن أخلو بك فأسألك عنها».

فقال له جابر:في أي الاوقات شئت،فخلا به أبي عليه السّلام فقال:«يا جابر أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد أمي فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و ما أخبرتك به ان في ذلك اللوح مكتوبا،قال جابر:

أشهد اللّه أني دخلت علي امك فاطمة عليها السّلام في حياة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أهنيها بولادة الحسين فرأيت في يدها لوحا أخضر ظننت أنه زمرد،و رأيت فيه كتابا أبيض شبه نور الشمس،فقلت أنا:بأبي و أمي يا بنت رسول اللّه ما هذا اللوح؟فقالت:هذا اللوح اهداه اللّه إلي رسوله فيه اسم أبي،و اسم بعلي،و اسم ابني و اسماء الأوصياء من ولدي فأعطانيه أبي ليبشرني بذلك،قال جابر فأعطتنيه امك فاطمة فقرأته و انتسخته،فقال أبي:فهل لك يا جابر أن تعرضه علي؟قال:نعم،فمشي معه أبي حتي انتهي إلي منزل جابر و اخرج أبي صحيفة من رق،فقال:يا جابر انظر في كتابك لأقرأ عليك،فنظر جابر في نسخته فقرأه أبي فما خالف حرف حرفا،فقال جابر فاشهد باللّه أني رأيته هكذا في اللوح مكتوبا:بسم اللّه الرّحمن الرحيم:هذا كتاب من اللّه العزيز الحكيم لمحمد نوره، و سفيره،و حجابه،و دليله نزل به الروح الأمين من عند رب العالمين.

عظم يا محمد اسمائي،و اشكر نعمائي،و لا تجحد آلائي،إني أنا اللّه لا إله إلا أنا قاصم الجبارين،و مذل الظالمين،و ديان الدين،إني أنا اللّه لا إله إلا أنا فمن رجا غير فضلي،أو خاف غير عدلي عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين،فإياي فاعبد،و علي فتوكل،إني لم أبعث نبيا

ص: 144

فأكملت أيامه،و انقضت مدته،إلا جعلت له وصيا،و إني فضلتك علي الأنبياء،و فضلت وصيك علي الأوصياء،و اكرمتك،بشبليك بعده،و سبطيك حسن و حسين،فجعلت حسنا معدن علمي بعد انقضاء مدة أبيه،و جعلت حسينا خازن وحيي و أكرمته بالشهادة،و ختمت له بالسعادة فهو أفضل ممن استشهد،و أرفع الشهداء درجة،جعلت كلمتي التامة معه،و الحجة البالغة عنده، بعترته اثيب و اعاقب،أولهم سيد العابدين،و زين أوليائي الماضين و ابنه شبيه جده المحمود محمد الباقر لعلمي و المعدن لحكمي،سيهلك المرتابون في جعفر،الراد عليه كالراد عليّ،حق القول مني لاكرمن مثوي جعفر،و لأسرنه في أشياعه و أنصاره و أوليائه و انتجبت بعده موسي و انتجبت بعده فتنة عمياء حندس (1)لان خيط فرضي لا ينقطع (2)و حجتي لا تخفي،و ان أوليائي لا يشقون،ألا و من جحد واحدا منهم فقد جحد نعمتي،و من غير آية من كتابي فقد افتري عليّ، و ويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدة عبدي موسي و حبيبي و خيرتي،إن المكذب بالثامن مكذب بكل أوليائي،و عليّ وليي و ناصري،و من أضع عليه اعباء النبوة و أمنحه بالاضطلاع (3)يقتله عفريت مستكبر يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح،إلي جنب شر خلقي حق القول مني لاقرن عينه بمحمد ابنه و خليفته من بعده،فهو وارث علمي،و معدن حكمي،و موضع سري،و حجتي علي خلقي،جعلت الجنة مأواه (4)و شفعته في سبعين ألفا من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار؛و أختم بالسعادة لابنه علي وليي و ناصري،و الشاهد في خلقي و أميني علي وحيي،و أخرج منه الداعي إلي سبيلي و الخازن لعلمي الحسن،ثم اكمل ذلك بابنه رحمة للعالمين،عليه كمال موسي،و بهاء عيسي،و صبر أيوب،و سيذل أوليائي في زمانه،و يتهادون رءوسهم كما يتهادون رءوس الترك و الديلم،فيقتلون،و يحرقون،و يكونون خائفين،مرعوبين، و جلين و تصبغ الأرض بدمائهم،و يفشو الويل و الرنين (5)في نسائهم،أولئك أوليائي حقا،بهم أدفع كل فتنة عمياء حندس،و بهم أكشف الزلازل،و أدفع الآصار (6)و الاغلال أولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمة و اولئك هم المهتدون».

قال عبد الرّحمن بن سالم:قال أبو بصير:لو لم تسمع في دهرك إلا هذا الحديث لكفاك،فصنهب.

ص: 145


1- حندس:الشديد الظلمة.
2- في كمال الدين:لان حفظه فرض لا ينقطع.
3- اضطلع:نهض به و قوي عليه.
4- في عيون الاخبار:لا يؤمن عبد به إلا جعلت الجنة مثواه.
5- الرنين:الصوت الحزين.
6- الاصر::-آصار:الثقل،الذنب.

إلا عن أهله (1).

الثامن و الثلاثون: الحمويني بإسناده هذا،عن ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن الحسين المؤدب، و أحمد بن هارون الفامي قالا:أنبأنا محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري،عن أبيه،عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري الكوفي،عن محمد بن نعمة السلولي (2)،عن درست بن عبد الحميد،عن عبد اللّه بن القاسم،عن عبد اللّه بن جبلة عن أبي السفاتج،عن جابر الجعفي،عن أبي جعفر محمد ابن علي الباقر عليهما السّلام،عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:دخلت علي مولاتي فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قدامها لوح يكاد ضوؤه يغشي الأبصار،فيه اثنا عشر اسما ثلاثة في ظاهره و ثلاثة في باطنه و ثلاثة أسماء في آخره،و ثلاثة أسماء في طرفه،فعددتها فإذا هي اثنا عشر اسما،فقلت:أسماء من هذا؟قالت:«هذه أسماء الأوصياء أولهم ابن عمي و أحد عشر من ولدي،آخرهم القائم»،قال جابر:فرأيت فيها محمدا محمدا محمدا في ثلاثة مواضع،و عليا عليا عليا عليا في أربعة مواضع (3).

التاسع و الثلاثون: الحمويني بإسناده عن أبي جعفر ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيي العطار قال:حدّثنا أبي،عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسن بن محبوب عن أبي الجارود،عن أبي جعفر عليه السّلام،عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:دخلت علي فاطمة عليها السّلام و بين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء فعددت اثني عشر آخرهم القائم،ثلاثة منهم محمد،و أربعة منهم عليّ صلوات اللّه عليهم (4).

الأربعون: الحمويني بالاسناد إلي أبي جعفر بن بابويه قال:أنبأنا محمد بن إبراهيم ابن إسحاق الطالقاني رضي اللّه عنه قال:حدّثنا الحسن بن إسماعيل قال:حدّثنا أبو عمرو سعيد بن محمد بن نصر القطان قال:حدّثنا عبيد اللّه بن محمد السلمي قال:حدّثنا محمد بن عبد الرحيم قال:حدّثنا محمد بن سعيد بن محمد قال:حدّثنا العباس بن أبي عمرو،عن صدقة بن أبي موسي،عن أبي نضرة قال:لما احتضر أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السّلام عند الوفاة دعا بابنه الصادق عليه السّلام ليعهد إليه عهدا فقال له أخوه زيد بن علي بن الحسين:لو امتثلت في تمثال الحسن و الحسين عليهما السّلام لرجوت أن لا تكون أتيت4.

ص: 146


1- فرائد السمطين 2:/136ح 432،كمال الدين:308/1-311،عيون اخبار الرضا:34/1-36.
2- في المصدر،و كمال الدين:محمد بن مالك الفزاري الكوفي،عن مالك السلولي عن درست.
3- فرائد السمطين 2:/139ح 133.
4- فرائد السمطين 2:/139ح 134.

منكرا،فقال له:يا أبا الحسن إن الامانات ليست بالتمثال،و لا العهود بالرسوم،و إنما هي امور سابقة عن حجج اللّه تبارك و تعالي،ثم دعا بجابر بن عبد اللّه فقال له يا جابر حدّثنا بما عاينت من الصحيفة؟فقال له جابر:نعم يا أبا جعفر دخلت علي مولاتي فاطمة بنت رسول اللّه لأهنئها بمولد الحسين عليه السّلام فإذا بيدها صحيفة من درة بيضاء،فقلت يا سيدة النسوان ما هذه الصحيفة التي اراها معك؟قالت:«فيها أسماء الولاة من ولدي»فقلت لها:ناوليني لأنظر فيها،قالت:«يا جابر لو لا النهي لكنت أفعل لكنه نهي أن يمسها إلا نبي أو وصي نبي،أو أهل بيت نبي،و لكنه مأذون لك أن تنظر إلي بطنها من ظاهرها».

قال جابر فقرأت فإذا فيها:أبو القاسم محمد بن عبد اللّه المصطفي،أمه آمنة بنت وهب،و أبو الحسن علي بن أبي طالب المرتضي،أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم ابن عبد مناف.أبو محمد الحسن بن علي.و أبو عبد اللّه الحسين بن علي التقي،امهما فاطمة بنت محمد.أبو محمد علي بن الحسين العدل،أمه شاه بانويه بنت يزدجرد بن شاهنشاه.أبو جعفر محمد بن علي الباقر،أمه أم عبد اللّه بنت الحسن بن علي بن أبي طالب.أبو عبد اللّه جعفر بن محمد الصادق،أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر،أبو إبراهيم موسي بن جعفر الثقة،أمه جارية اسمها حميدة.أبو الحسن علي بن موسي الرضا،أمه جارية اسمها نجمة.أبو جعفر محمد بن علي الزكي،أمه جارية اسمها خيزران.أبو الحسن علي بن محمد الامين،أمه جارية اسمها سوسن،أبو محمد الحسن بن علي الرفيق،أمه جارية اسمها سمانة،أبو القاسم محمد بن الحسن هو حجة اللّه القائم،أمه جارية اسمها نرجس صلوات اللّه عليهم أجمعين.

قال الشيخ أبو جعفر ابن بابويه:جاء هذا الحديث هكذا بتسمية القائم عليه السّلام و الذي أذهب إليه ما روي من النهي عن تسميته (1).

الحادي و الأربعون: الحمويني أحد مشايخ العامة قال:أنبأني الشيخ سديد الدين يوسف بن علي بن المطهر الحلي رحمه اللّه عن الشيخ الفقيه مهذب الدين أبي عبد اللّه بن أبي الفرج بن بردة السلمي (2)رحمه اللّه بروايته،عن محمد بن الحسين بن علي بن عبد الصمد،عن والده،عن جده محمد،عن أبيه،عن جماعة منهم السيد أبو البركات علي بن الحسن الجوزي العلوي،و أبو بكر محمد بن أحمد بن علي المقري و الفقيه أبو جعفر محمد بن إبراهيم الفاني بروايتهم،عن الشيخي.

ص: 147


1- فرائد السمطين 2:/140ح 435،كمال الدين:305/1-307.
2- في المصدر:النبلي.

الفقيه أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه القمي رحمه اللّه جميع مصنفاته و رواياته قال:حدّثنا محمد بن علي ماجيلويه-رضي اللّه عنه-قال:حدثني عمي محمد بن أبي القاسم،عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي قال:حدثني محمد بن علي القرشي قال:حدثني أبو الربيع الزهراني قال:حدّثنا جرير،عن ليث بن أبي سليم،عن مجاهد قال:قال ابن عباس:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«إن للّه تبارك و تعالي ملكا يقال له:دردائيل،كان له ستة عشر ألف جناح ما بين الجناح إلي الجناح هواء و الهواء كما بين السماء إلي الأرض،فجعل يوما يقول في نفسه:أ فوق ربنا جل جلاله شيء؟فعلم اللّه تبارك و تعالي ما قال،فزاده أجنحة مثلها فصار له اثنان و ثلاثون ألف جناح ثم أوحي اللّه عز و جل إليه أن طر،فطار مقدار خمسين عاما فلم ينل رأس قائمة من قوائم العرش،فلما علم اللّه عز و جل إتعابه أوحي إليه أيها الملك عد إلي مكانك فأنا عظيم فوق كل عظيم و ليس فوقي شيء و لا أوصف بمكان،فسلبه اللّه أجنحته و مقامه من صفوف الملائكة،فلما ولد الحسين بن علي عليه السّلام و كان مولده عشية الخميس ليلة الجمعة أوحي اللّه عز و جل إلي مالك خازن النار أن أخمد النيران علي أهلها لكرامة مولود ولد لمحمد في دار الدنيا،و أوحي اللّه تبارك و تعالي إلي رضوان خازن الجنان أن زخرف الجنان و طيبها لكرامة مولود ولد لمحمد في دار الدنيا و أوحي اللّه تبارك و تعالي إلي حور العين أن تزينوا و تزاوروا لكرامة مولود ولد لمحمد في دار الدنيا،و أوحي اللّه عز و جل إلي الملائكة أن قوموا صفوفا بالتسبيح و التحميد و التكبير لكرامة مولود ولد لمحمد في دار الدنيا،و أوحي اللّه عز و جل لجبرئيل أن اهبط إلي نبيي محمد في ألف قبيل-و القبيل ألف ألف من الملائكة-علي خيول بلق،مسرجة ملجمة،عليها قباب الدر و الياقوت،و معهم ملائكة يقال لهم:الروحانيون،بأيديهم حراب من نور (1)أن هنئوا محمدا بمولوده،و أخبره يا جبرائيل إني قد سميته الحسين،فهنئه و عزه و قل له:يا محمد يقتله شر أمتك علي شر الدواب،فويل للقاتل، و ويل للسائق،و ويل للقائد.

قاتل الحسين أنا منه بريء و هو مني بريء لأنه لا يأتي يوم القيامة أحد إلا و قاتل الحسين أعظم جرما منه.قاتل الحسين يدخل النار يوم القيامة مع الذين يزعمون ان مع اللّه إلها آخر،و النار أشوق إلي قاتل الحسين ممن أطاع اللّه إلي الجنة.

قال:فبينا جبرائيل عليه السّلام يهبط من السماء إلي الدنيا (2)إذ مرّ بدردائيل فقال له دردائيل:يا جبرائيل ما هذه الليلة في السماء هل قامت القيامة علي أهل الدنيا قال:لا و لكن ولد لمحمدض.

ص: 148


1- في المصدر:أطباق من نور.
2- في المصدر:الي الأرض.

مولود في دار الدنيا و قد بعثني اللّه عز و جل إليه لأهنئه بمولوده،فقال له الملك:يا جبرائيل بالذي خلقني و خلقك إن هبطت إلي محمد فأقرئه مني السلام و قل له:بحق هذا المولود عليك إلاّ ما سألت ربك أن يرضي عني و يرد عليّ أجنحتي و مقامي من صفوف الملائكة،فهبط جبرائيل عليه السّلام علي النبي صلّي اللّه عليه و آله فهنأه كما أمره اللّه عز و جل و عزاه،فقال له النبي صلّي اللّه عليه و آله تقتله أمتي؟فقال له:نعم يا محمد،فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله ما هؤلاء بأمتي أنا بريء منهم و اللّه عز و جل بريء منهم،قال جبرائيل:و أنا بريء منهم يا محمد،فدخل النبي صلّي اللّه عليه و آله علي فاطمة عليها السّلام فهنأها و عزاها فبكت فاطمة عليها السّلام،ثم قالت:

يا ليتني لم ألده،قاتل الحسين في النار،فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:و أنا أشهد بذلك يا فاطمة و لكنه لا يقتل حتي يكون منه إمام يكون منه الأئمة الهادية،قال عليه السّلام و الأئمة بعدي الهادي علي،و المهتدي الحسن،و الناصر الحسين،و المنصور علي بن الحسين،و الشافع محمد بن علي،و النفاع جعفر ابن محمد،و الأمين موسي بن جعفر،و الرضا علي بن موسي،و الفعال محمد بن علي،و المؤتمن علي بن محمد،و العلام الحسن بن علي،و من يصلي خلفه عيسي ابن مريم عليه السّلام القائم عليه السّلام، فسكنت فاطمة عليها السّلام من البكاء.

ثم أخبر جبرائيل عليه السّلام النبي صلّي اللّه عليه و آله بقصة الملك و ما اصيب به،قال ابن عباس:فأخذ النبي صلّي اللّه عليه و آله الحسين عليه السّلام و هو ملفوف في خرقة من صوف فأشار به إلي السماء،ثم قال:اللهم بحق هذا المولود عليك،لا بل بحقك عليه و علي جده محمد و إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب إن كان للحسين بن علي ابن فاطمة عندك قدرا فارض عن دردائيل ورد عليه أجنحته و مقامه من صفوف الملائكة (1)فالملك ليس يعرف في الجنة إلا بأن يقال هذا مولي الحسين بن علي،و ابن فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله» (2).

الثاني و الأربعون: الحمويني من علماء العامة بإسناده قال:روي الشيخ الجليل أبو جعفر بن بابويه قال:حدّثنا أبو الحسن أحمد بن ثابت الدواليبي بمدينة السلام،حدّثنا محمد بن الفضل، حدّثنا محمد بن علي بن عبد الصمد الكوفي،حدّثنا علي بن عاصم،عن محمد بن علي بن موسي،عن أبيه علي بن موسي بن جعفر،عن أبيه جعفر بن محمد،عن أبيه محمد بن علي،عن أبيه علي بن الحسين،عن أبيه الحسين بن علي عليهم السّلام قال:دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عنده أبي بن كعب فقال لي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«مرحبا بك يا أبا عبد اللّه،يا زين السماوات و الأرض»،قال أبي6.

ص: 149


1- في كمال الدين:فاستجاب اللّه دعاءه،و غفر للملك،و رد عليه أجنحته،و رده الي صفوف الملائكة،فالملك لا يعرف.
2- فرائد السمطين 2:/151ح 446.

و كيف يكون يا رسول اللّه زين السماوات و الأرض أحد غيرك؟قال:«يا ابيّ و الذي بعثني بالحق نبيا إنّ الحسين بن علي في السماء أكبر منه في الأرض،و إنه مكتوب علي يمين عرش اللّه مصباح هدي و سفينة نجاة و إمام غير وهن،و عزّ و فخر،و علم و ذخر،و إن اللّه عز و جل ركب في صلبه نطفة مباركة طيبة زكية خلقت من قبل أن يكون مخلوق في الأرحام،أو يجري ماء في الأصلاب، أو يكون ليل أو نهار،و لقد لقن دعوات ما يدع بهن مخلوق إلا حشره اللّه عز و جل معه،و كان شفيعه في آخرته،و فرج اللّه عنه كربه،و قضي اللّه بها دينه،و يسر أمره،و أوضح سبيله،و قواه علي عدوه،و لم يهتك ستره»،فقال له ابي بن كعب:ما هذه الدعوات يا رسول اللّه؟

قال:«إذا فرغت من صلاتك و أنت قاعد:اللهم إني أسألك بكلماتك،و معاقد عرشك،و سكّان سماواتك،و أنبيائك و رسلك أن تستجيب لي فقد رهقني من أمري عسر،فأسألك أن تصلي علي محمد و آل محمد و أن تجعل لي من عسري يسرا،فإن اللّه عز و جل،يسهل أمرك و يشرح صدرك و يلقنك شهادة أن لا إله إلا اللّه عند خروج نفسك»،قال له ابي:يا رسول اللّه فما هذه النطفة التي في صلب الحسين؟قال:«مثل هذه النطفة كمثل القمر و هي نطفة تبيين و بيان يكون من اتبعه رشيدا و من ضل عنه غويا»،قال:فما اسمه و ما دعاؤه؟قال:«اسمه عليّ،و دعاؤه يا دائم يا ديموم يا حي يا قيوم يا كاشف الغم يا فارج الهم و يا باعث الرسل و يا صادق الوعد.و من دعا بهذا الدعاء حشره اللّه عز و جل مع علي بن الحسين و كان قائده إلي الجنة».

قال له ابي:يا رسول اللّه فهل له من خلف أو وصي؟قال:«نعم له مواريث السماوات و الأرض»،قال:و ما معني مواريث السماوات و الأرض يا رسول اللّه؟قال:«القضاء بالحق،و الحكم بالديانة،و تأويل الأحكام،و بيان ما يكون»،قال:ما اسمه؟

قال:«اسمه محمد،و إنّ الملائكة لتستأنس به في السماوات و يقول في دعائه:اللهم إن كان لك عندي رضوان و ودّ فاغفر لي و لمن تبعني من إخواني و شيعتي و طيب ما في صلبي،فركّب اللّه عز و جل في صلبه نطفة مباركة زكية و أخبرني جبرائيل عليه السّلام أن اللّه تبارك و تعالي طيّب هذه النطفة و سمّاها عنده جعفرا،و جعله هاديا مهديا و راضيا مرضيا يدعو ربه فيقول في دعائه:يا ديّان غير متوان يا أرحم الراحمين اجعل لشيعتي من النار وقاء،و لهم عندك رضا،فاغفر لهم ذنوبهم، و يسر امورهم و اقض ديونهم،و استر عوراتهم،و اغفر لهم الكبائر التي بينك و بينهم،يا من لا يخاف الضيم و لا تأخذه سنة و لا نوم،اجعل لي من الغم فرجا.و من دعا بهذا الدعاء حشره اللّه عز و جل أبيض الوجه مع جعفر بن محمد إلي الجنة.

ص: 150

يا ابي و إن اللّه تبارك و تعالي ركّب علي هذه النطفة نطفة زكية مباركة طيبة أنزل عليها الرحمة و سماها عنده موسي»قال له ابي:يا رسول اللّه كلهم يتواضعون و يتناسلون و يتوارثون و يصف بعضهم بعضا،قال:«وصفهم لي جبرائيل عليه السّلام عن رب العالمين جل جلاله»،قال فهل لموسي من دعوة يدعو بها سوي دعاء آبائه؟قال:«نعم يقول في دعائه:يا خالق الخلق،و يا باسط الرزق و يا فالق الحب،و يا بارئ النسم و محيي الموتي و مميت الأحياء،و دائم الثبات،و مخرج النبات، افعل بي ما أنت أهله.من دعا بهذا الدعاء قضي اللّه له حوائجه و حشره اللّه يوم القيامة مع موسي ابن جعفر،و إن اللّه ركب في صلبه نطفة مباركة طيبة زكية مرضية و سماها عنده عليا يكون للّه في خلقه رضيا في علمه و حكمه،و يجعله حجّة لشيعته يحتجون به يوم القيامة و له دعاء يدعو به:

اللهم صل علي محمد و آل محمد و اعطني الهدي،و ثبتني عليه،و احشرني عليه آمنا أمن من لا خوف عليه و لا حزن و لا جزع،إنك أهل التقوي و أهل المغفرة.

و إنّ اللّه عز و جل ركب في صلبه نطفة مباركة طيبة زكية مرضية و سمّاها محمد بن علي فهو شفيع شيعته و وارث علم جده،له علامة بينة و حجة ظاهرة إذا ولد يقول:لا إله الاّ اللّه محمد رسول اللّه يقول في دعائه:يا من لا شبيه له و لا مثال،أنت اللّه لا إله إلا أنت و لا خالق إلا أنت تفني المخلوقين و تبقي أنت،حلمت عمن عصاك و في المغفرة رضاك.من دعا بهذا الدعاء كان محمد ابن علي شفيعه يوم القيامة.

و إنّ اللّه تبارك و تعالي ركّب في صلبه نطفة لا باغية و لا طاغية،بارة مبارك طيبة طاهرة سماها عنده علي بن محمد،فألبسها السكينة و الوقار،و اودعها العلوم و كل سر مكتوم،من لقيه و في صدره شيء أنبأه و حذره من عدوه،و يقول في دعائه:يا نور يا برهان يا منير و يا مبين،يا رب اكفني شر الشرور و آفات الدهور و أسألك النجاة يوم ينفخ في الصور.من دعا بهذا الدعاء كان علي بن محمد شفيعه و قائده إلي الجنة.

و إن اللّه تبارك و تعالي ركّب في صلبه نطفة و سماها عنده الحسن و جعله نورا في بلاده و خليفته في أرضه،و عزّا لأمة جدّه،و هاديا لشيعته،و شفيعا لهم عند ربه و نقمة لمن خالفه، و حجّة لمن والاه،و برهانا لمن اتخذه إماما،يقول في دعائه:يا عزيز العز في عزه،يا عزيز أعزني بعزك،و أيدني بنصرك،و أبعد عني همزات الشياطين،و ادفع عني بدفعك،و امنع عني بمنعك، و اجعلني من خيار خلقك،يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد.من دعا بهذا الدعاء حشره اللّه عز و جل معه و نجاه من النار و لو وجبت عليه.و ان اللّه تبارك و تعالي ركّب في صلب الحسن نطفة

ص: 151

مباركة زكية طيبة طاهرة مطهرة يرضي بها كل مؤمن ممن قد أخذ اللّه ميثاقه في الولاية و يكفر بها كل جاحد.و هو إمام تقي نقي بار مرضي هاد مهدي يحكم بالعدل و يأمر به،يصدق اللّه عز و جل و يصدقه اللّه في قوله،يخرج من تهامة حتي تظهر الدلائل و العلامات،و له بالطالقان كنوز لا ذهب و لا فضة إلا خيول مطهمة،و رجال مسومة يجمع اللّه له من اقاصي البلاد علي عدد أهل بدر ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا معه صحيفة مختومة فيها عدد أصحابه بأسمائهم و أنسابهم و بلدانهم و صنايعهم و طبائعهم و كلامهم و كناهم كرارون مجدون في طاعته»،فقال له:و ما دلالته و علامته يا رسول اللّه؟

قال:«له علم إذا حان وقت خروجه انتشر ذلك العلم من نفسه و أنطقه اللّه عز و جل فناداه العلم أخرج يا ولي اللّه اقتل أعداء اللّه،و له رايتان و علامتان و له سيف مغمد فإذا حان وقت خروجه اقتلع ذلك السيف من غمده،و أنطقه اللّه عز و جل فناداه السيف اخرج يا ولي اللّه فلا يحل لك أن تقعد عن أعداء اللّه،فيخرج و يقتل أعداء اللّه حيث ثقفهم و يقيم حدود اللّه و يحكم بحكم اللّه، يخرج جبرائيل عن يمينه و ميكائيل عن ميسرته و شعيب بن صالح علي مقدّمه،و سوف تذكرون ما أقول لكم و افوض امري إلي اللّه عز و جل.

يا ابي طوبي لمن لقيه،و طوبي لمن أحبه،و طوبي لمن قال به،و لو بعد حين،ينجيهم من الهلكة بالاقرار باللّه و برسوله و بجميع الأئمة،يفتح اللّه لهم الجنة،مثلهم في الأرض كمثل المسك الذي يسطع ريحه فلا يتغير أبدا،و مثلهم في السماء كمثل القمر المنير الذي لا يطفأ نوره أبدا»، قال ابي:يا رسول اللّه كيف جاءك بيان هؤلاء الأئمة عن اللّه عز و جل؟قال:«إن اللّه أنزل عليّ اثني عشر خاتما و اثنتي عشر صحيفة اسم كل إمام علي خاتمه،و صفته في صحيفته و الحمد للّه رب العالمين» (1).

الثالث و الأربعون: الحموي قال:أخبرني السيد النسابة جلال الدين عبد الحميد،عن أبيه الإمام شمس الدين شيخ الشرف فخار بن معد بن فخار الموسوي عن شاذان بن جبرائيل القمي، عن جعفر بن محمد الدورستي،عن أبيه،عن أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه رحمه اللّه قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسي،عن الحسين بن سعيد،عن حماد بن عيسي،عن إبراهيم بن عمر اليماني،عن أبي الطفيل،عن أبي جعفر عليه السّلام قال:قال رسول8.

ص: 152


1- فرائد السمطين 2:/155ح 447. و ذكره الشيخ ابن بابويه في كمال الدين:264/1-268.

اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأمير المؤمنين:«اكتب ما املي عليك»قال:«يا نبي اللّه أ تخاف عليّ النسيان؟»قال:«لست أخاف عليك النسيان،و قد دعوت اللّه تعالي لك أن يحفظك و لا ينسيك،و لكن اكتب لشركائك»، قال:«قلت:و من شركائي يا نبي اللّه؟»قال:«الأئمة من ولدك،بهم تسقي امتي الغيث،و بهم يستجاب دعاؤهم،و بهم يصرف اللّه عنهم البلاء،و بهم تنزل الرحمة من السماء،و هذا أولهم- و أومأ بيده إلي الحسن عليه السّلام-ثم أومأ بيده إلي الحسين عليه السّلام،ثم قال عليه السّلام:الأئمة من ولده» (1).

الرابع و الأربعون: الحمويني من أهل السنة و الخلاف قال:أخبرني مفيد الدين أبو جعفر محمد ابن علي بن أبي الغنائم بن الجهم الحلي إجازة قال:أنبأنا القاضي خطير الدين محمود بن محمد بن الحسين بن عبد الجبار الطوسي،عن عمه زين الدين عبد الجبار عن أبيه،عن الصفي أبي تراب بن الداعي الحسيني،عن أبي محمد جعفر بن محمد الدورستي،عن الشيخ المفيد محمد بن محمد ابن النعمان الحارثي،عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي قال:حدّثنا جعفر ابن محمد بن مسرور-رضي اللّه عنه-قال:حدّثنا الحسين بن محمد بن عامر،عن المعلي بن محمد البصري،عن جعفر بن سليمان،عن عبد اللّه بن الحكم،عن أبيه،عن سعيد بن جبير،عن عبد اللّه بن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن خلفائي و أوصيائي و حجج اللّه علي الخلق بعدي اثنا عشر،أوّلهم أخي،و آخرهم ولدي».قيل:يا رسول اللّه و من أخوك؟قال:«علي بن أبي طالب»، قيل:فمن ولدك؟قال:«المهدي الذي يملأها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما.

و الذي بعثني بالحق بشيرا لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول اللّه ذلك اليوم حتي يخرج فيه ولدي المهدي فينزل روح اللّه عيسي ابن مريم فيصلي خلفه و تشرق الأرض بنور ربها،و يبلغ سلطانه المشرق و المغرب» (2).

الخامس و الأربعون: الحمويني بإسناده إلي ابن بابويه قال:نبأنا أحمد بن الحسن القطان قال:

حدّثنا أحمد بن يحيي بن زكريا القطان قال:نبأنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال:نبأنا الفضل بن الصقر العبدي قال:حدّثنا أبو معاوية،عن الأعمش،عن عباية بن ربعي،عن عبد اللّه بن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنا سيد النبيين و علي بن أبي طالب سيد الوصيين،و إن أوصيائي بعدي اثنا عشر،2.

ص: 153


1- فرائد السمطين 2:/259ح 527. و ذكره الشيخ بن بابويه في كمال ادين:206/1،و الأمالي ص 358 ط النجف.
2- فرائد السمطين-السمط الثاني،في باب ذكر احوال المهدي./312/2ح 562.

أوّلهم علي بن أبي طالب و آخرهم المهدي» (1).

السادس و الأربعون: الحمويني قال:أخبرني الشيخ الإمام العلامة نجم الدين أبو القاسم (2)جعفر بن الحسن بن يحيي بن سعيد الحلي كتابة في شهور سنة احدي و سبعين و ستمائة بروايته، عن السيد النسابة فخار بن معد بن فخار الموسوي،عن شاذان بن جبرائيل،عن جعفر بن محمد الدورستي،عن أبيه،عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قال:حدثني محمد بن علي ماجيلويه قال:نبأنا محمد بن أبي القاسم محمد عن حيان السراج (3)عن داود بن سليمان الكسائي، عن أبي الطفيل قال:شهدت جنازة أبي بكر يوم مات،و شهدت عمر حين بويع و علي عليه السّلام جالس ناحية إذ أقبل عليه غلام يهودي،عليه ثياب حسان.و هو من ولد هارون،حتي قام علي رأس عمر فقال:يا أمير المؤمنين أنت أعلم هذه الأمة بكتابهم و أمر نبيهم؟

قال:فطأطأ عمر رأسه،فقال:إياك أعني،و أعاد عليه القول،فقال له عمر:ما ذاك (4)؟قال:إني جئتك مرتادا لنفسي،شاكّا في ديني،فقال:دونك هذا الشاب قال:و من هذا الشاب قال:هذا علي ابن أبي طالب ابن عم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو أبو الحسن و الحسين ابني رسول اللّه و هذا زوج فاطمة ابنة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فأقبل اليهودي علي عليّ فقال أ كذلك أنت؟قال:«نعم»،قال:فاني اريد أن أسألك عن ثلاث و ثلاث و واحدة،قال:فتبسم عليّ عليه السّلام ثم قال:«يا هاروني ما منعك أن تقول سبعا»،قال:

أسألك عن ثلاث فإن علمتهن سألت عمّا بعدهن،و إن لم تعلمهن علمت أنه ليس فيكم علم.

قال علي عليه السّلام:«فانني أسألك بالإله الذي تعبد لئن أنا أجبتك في كلّ ما تريد لتدعن دينك و لتدخلن في ديني»؟قال:ما جئت إلا لذاك،قال:«فاسأل».

قال:فأخبرني عن أوّل قطرة دم قطرت علي وجه الأرض أي قطرة هي؟و أوّل عين فاضت علي وجه الأرض أي عين هي؟و أوّل شيء اهتز علي وجه الأرض أي شيء هو؟فأجابه أمير المؤمنين عليه السّلام قال:فاخبرني عن الثلاث الاخر:أخبرني عن محمد صلّي اللّه عليه و آله كم بعده من إمام عدل؟و في أي جنة يكون؟و من الساكن معه في جنته؟.ك.

ص: 154


1- فرائد السمطين 2:/313ح 564. و رواه الشيخ ابن بابويه في كمال الدين:280/1،و في عيون الاخبار:52/1 ط النجف.
2- في المصدر:أبو القسم.
3- في المصدر:محمد بن أبي القسم،عن أحمد بن محمد بن خالد،عن أبيه،عن عبد اللّه بن القسم،عن حيان السراج.
4- في كمال الدين:ما شأنك.

فقال:«يا هاروني إن لمحمد من الخلفاء اثني عشر إماما عدلا لا يضرهم خذلان من خذلهم، و لا يستوحشون بخلاف من خالفهم،و إنهم أرسب في الدين من الجبال الرواسي في الأرض، و مسكن محمد صلّي اللّه عليه و آله في جنته مع أولئك (1)الاثني عشر إماما العدول»قال:صدقت و اللّه الذي لا إله إلا هو إني لأجدها في كتب أبي هارون كتبه بيده و املاء موسي (2).

قال:فأخبرني عن الواحدة،أخبرني عن وصي محمد كم يعيش من بعده؟و هل يموت أو يقتل؟قال:«يا هاروني يعيش بعده ثلاثين سنة لا يزيد يوما و لا ينقص يوما ثم يضرب ضربة هاهنا -يعني قرنه-فتخضب هذه من هذا».قال:فصاح الهاروني و قطع تسبيحه و هو يقول:أشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله،و أنّك وصيه الذي ينبغي أن تفوق و لا تفاق،و أن تعظم و لا تستضعف،ثم مضي به علي عليه السّلام إلي منزله فعلمه معالم الدين (3).

انظر أيها الأخ إلي هذه الأخبار و أنها نص في صحة معتقد الامامية،و هو ان الأئمة بعد رسول اللّه صلوات اللّه عليهم أجمعين بنص رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله اثنا عشر و أنهم أوصياؤه،و هذه الأخبار كلها من طرق العامة المخالفين و الحمد للّه رب العالمين.

و رويت هذه الأخبار أيضا من طرق الامامية و معناها،فعملت بمضمونها الامامية دون العامة المخالفين مع روايتهم لها و لغيرها التي تطابقها من طرقهم فما ذا بعد الحق إلا الضلال.

السابع و الأربعون: صدر الأئمة-أخطب خوارزم عند المخالفين و من أجل أعيانهم-موفق بن أحمد في كتاب فضائل علي عليه السّلام قال:كتب إلي معاوية عمرو بن العاص في جواب مكاتبة من معاوية لعمرو بن العاص يستفزه في المعونة علي أمير المؤمنين عليّ فكان جواب عمرو بن العاص في الجواب فكتب إليه عمرو:من عمرو بن (4)العاص صاحب رسول اللّه إلي معاوية بن أبي سفياناء

ص: 155


1- في كمال الدين:في جنة عدن معه أولئك.
2- في المصدر:و املاء موسي عمي عليهما السّلام،و في كمال الدين:و املاء عمي موسي عليه السّلام.
3- فرائد السمطين 1:/354ح 280.
4- هكذا ورد صدر الحديث في المناقب: و روي أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام أرسل الي معاوية رسله و هم الطرماح،و جرير بن عبد اللّه البجلي و غيرهما قبل مسيره الي صفين و كتب إليه مرة بعد أخري يحتج عليه ببيعة أهل الحرمين له،و سوابقه في الإسلام لئلا يكون بين أهل العراق و أهل الشام محاربة و معاوية يعتل بدم عثمان،و يستغوي بذلك جهال الشام،و اجلاف العرب،و يستميل إليه طلبة الدنيا الدنية بالأموال و الولايات و كان يشاور في أثناء ذلك ثقاته،و أهل مودته و عشيرته في قتال عليّ عليه السّلام فقال له أخوه عتبة هذا أمر عظيم لا يتم إلا بعمرو بن العاص فإنه قريع زمانه في الدهاء و المكر،يخدع و لا يخدع،و قلوب أهل الشام مائلة إليه،فقال له معاوية:صدقت و اللّه،و لكنه يحب عليا فأخاف أن لا يجيبني،قال:اخدعه بالاموال،و الولايات،فكتب إليه معاوية: من معاوية بن أبي سفيان خليفة عثمان بن عفان إمام المسلمين ذي النورين،ختن المصطفي علي ابنته،و صاحب جيش العسرة،و بئر دومة،المعدوم الناصر،الكثير الخاذل،المحصور في منزله،المقتول عطشا و ظلما في محرابه،المعذب باسياف الفسقة،الي عمرو بن العاص صاحب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و ثقته،و أمير عسكره بذات السلاسل،المعظم رأيه المفخم تدبيره،أما بعد:فلن يخف عليك احتراق قلوب المؤمنين،و ما اصيبوا به من الفجيعة بدم عثمان،و ما ارتكب به جاره حسدا و بغيا بامتناعه من نصرته،و خذلانه اياه،و اشيا به العامة عليه، حتي قتلوه في محرابه،فيا لها من مصيبة عمت جميع المسلمين،و فرضت عليهم طلب دمه من قتلته،و أنا أدعوك الي الحظ الاجزل من الثواب،و النصيب الاوفر من حسن المآب،بقتال من آوي قتلة عثمان. فكتب إليه عمرو:من عمرو بن العاص...؟

أما بعد:فقد وصل إليّ كتابك فقرأته ثم فهمته،فأمّا دعوتني إليه من خلع ربقة الإسلام من عنقي، و التهور في الضلالة معك،و إعانتي إياك علي الباطل،و اختراط السيف في وجه عليّ و هو أخو رسول اللّه،و وصيه،و وارثه،و قاضي دينه،و منجز وعده،و زوج ابنته سيدة نساء أهل الجنة،و أبو السبطين الحسن و الحسين سيدي شباب أهل الجنة فلن يكون،و أما ما قلت إنك خليفة عثمان فقد صدقت،و لكن تبين اليوم عزلك عن خلافته،و قد بويع لغيره فزالت خلافتك.

و اما ما عظمتني و نسبتني إليه من صحبة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أني صاحب جيشه فلا أغتر بالتزكية، و لا أميل بها عن الملة،و أمّا ما نسبت أبا الحسن أخا رسول اللّه و وصيه إلي البغي و الحسد لعثمان، و سميت الصحابة فسقة،و زعمت أنه اشلاهم علي قتله فهذا كذب و غواية، ويحك يا معاوية أ ما علمت أن أبا الحسن بذل نفسه بين يدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و بات علي فراشه،و هو صاحب السبق إلي الإسلام و الهجرة،و قد قال فيه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله هو مني و أنا منه و هو مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لا نبي بعدي،و قال فيه يوم غدير خم:ألا من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه،و انصر من نصره،و اخذل من خذله،و هو الذي قال فيه رسول اللّه يوم خيبر:لأعطين الراية غدا رجلا يحب اللّه و رسوله،و يحبه اللّه و رسوله،و هو الذي قال فيه يوم الطير:اللهم آتني بأحب الخلق إليك فلما دخل عليه قال:و إليّ و إليّ،و قد قال فيه يوم بني النضير:عليّ إمام البررة و قاتل الفجرة،منصور من نصره،مخذول من خذله،و قد قال فيه:عليّ وليكم من بعدي (1)و أكد القول عليك و عليّ و علي جميع المسلمين (2)،و قال:إني مخلّف فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي، و قد قال فيه:أنا مدينة العلم و عليّ بابها،و قد علمت يا معاوية ما أنزل اللّه تعالي في كتابه من الآياته.

ص: 156


1- في المصدر:و قال فيه:علي إمامكم بعدي.
2- في المصدر:عليّ،و عليك،و علي خاصته.

المتلوات في فضائله،التي لا يشاركه فيها أحد كقوله تعالي: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ (1) (2)و قوله تعالي:

إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (3) (4) و قوله تعالي: أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (5) (6)و قوله تعالي: رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيْهِ (7) (8)و قوله تعالي: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (9) (10)و قد قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أ ما ترضي أن يكون سلمك سلمي و حربك حربي،و تكون أخي و وليي في الدنيا و الآخرة.

يا أبا الحسن من أحبك فقد أحبني،و من أبغضك فقد أبغضني،و من أحبك أدخله اللّه الجنة، و من أبغضك أدخله اللّه النار،و كتابك يا معاوية الذي هذا جوابه ليس مما ينخدع به من له عقل أو دين و السلام (11).

انظر أيّها الأخ هذا الحديث و ما فيه من النصوص علي أمير المؤمنين عليه السّلام مما روته النواصب عن الخوارج،و ما هذا إلا من أعجب العجب،و ما للمخالف من سوء المنقلب،و الحمد للّه وحده.

الثامن و الأربعون: من طريق العامة المخالفين ما رواه الشيخ الفقيه أبو الحسن محمد بن أحمد ابن علي بن الحسين بن شاذان في المناقب المائة من طريق العامة في فضائل أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب و الأئمة من ولده صلوات اللّه عليهم اجمعين عن جعفر ابن محمد،عن أبيه،عن علي بن الحسين،عن أبيه،عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا علي أنت أمير المؤمنين،و إمام المتقين،يا علي أنت سيد الوصيين،و وارث علم النبيين،و خير الصديقين، و أفضل السابقين،يا علي أنت زوج سيدة نساء العالمين،و خليفة خير المرسلين،يا علي أنت مولي المؤمنين،يا علي أنت الحجة بعدي علي الناس أجمعين،استوجب الجنة من تولاك، و استحق النار من عاداك،يا علي و الذي بعثني بالنبوة،و اصطفاني علي جميع البرية لو أن عبدا عبد اللّه ألف عام ما قبل اللّه ذلك منه إلا بولايتك و ولاية الأئمة من ولدك (12)بذلك أخبرني جبرائيل فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر» (13).

التاسع و الأربعون: ابن شاذان هذا من المناقب المائة من طريقه عن العامة-و كلما اذكره عنه5.

ص: 157


1- سوره 76 - آيه 7
2- الانسان:76.
3- سوره 5 - آيه 55
4- المائدة:55.
5- سوره 11 - آيه 17
6- هود:17.
7- سوره 33 - آيه 23
8- الاحزاب:23.
9- سوره 42 - آيه 23
10- الشوري:42.
11- المناقب للخوارزمي:129-130،ط النجف.
12- في كنز الفوائد و البحار:و ان ولايتك لا تقبل إلا بالبراءة من أعدائك و أعداء الأئمة من ولدك بذلك أخبرني...
13- البحار:6/27؛و كنز الفوائد:185.

هنا فهو منها-عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بعد منصرفه من حجة الوداع:«أيها الناس ان جبرائيل الروح الامين نزل عليّ من عند ربّي جلّ جلاله فقال:يا محمد إن اللّه تعالي يقول:قد اشتقت إلي لقائك فأوص بخير و تقدم في أمرك،أيها الناس إنه قد اقترب أجلي،و كأني بكم و قد فارقتموني و فارقتكم،فإذا فارقتموني بأبدانكم فلا تفارقوني بقلوبكم.أيها الناس إنه لم يكن للّه نبيّ قبلي خلّد في الدنيا فإن اللّه تعالي قال: وَ ما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَ فَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ (1) (2)ألا و إن ربي أمرني بوصيتكم،ألا و إن ربي أمرني أن أدلكم علي سفينة نجاتكم و باب حطتكم،فمن أراد منكم النجاة بعدي و السلامة من الفتن المردية فليتمسك بولاية علي بن أبي طالب،فإنه الصديق الأكبر،و الفاروق الأعظم،و هو إمام كل مسلم بعدي،من أحبه و اقتدي به في الدنيا ورد علي حوضي،و من خالفه لم أره،و لم يرني و اختلج دوني،و اخذ به ذات الشمال إلي النار،أيها الناس إني قد نصحت لكم و لكن لا تحبون الناصحين،أقول قولي و استغفر اللّه العظيم» (3).

الخمسون: أبو الحسن الفقيه ابن شاذان هذا،عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«و الذي بعثني بالحق بشيرا ما استقر الكرسي و العرش،و لا دار الفلك،و لا قامت السماوات و الأرض إلا بأن كتب عليها:لا إله إلا اللّه،محمد رسول اللّه علي أمير المؤمنين.و إن اللّه تعالي لما عرج بي إلي السماء و اختصني بلطيف ندائه قال:يا محمد!قلت:لبيك ربي و سعديك،فقال:أنا المحمود و أنت محمد،شققت اسمك من اسمي و فضلتك علي جميع بريتي،فانصب أخاك عليا علما لعبادي يهديهم إلي ديني،يا محمد إني جعلت عليا أمير المؤمنين،فمن تأمر عليه لعنته،و من خالفه عذبته،و من أطاعه قربته،يا محمد إني قد جعلت عليا إمام المسلمين،فمن تقدم عليه أخزيته،و من عصاه استجفيته،إن عليا سيد الوصيين،و قائد الغر المحجلين،و حجتي علي خلقي أجمعين» (4).

الحادي و الخمسون: أبو الحسن بن شاذان من المناقب المائة أيضا،عن جابر بن عبد اللّه..

ص: 158


1- سوره 21 - آيه 34
2- الأنبياء:34.
3- و أخرجه الإمام أبو بكر بن مؤمن الشيرازي في رسالة الاعتقاد-راجع-احقاق الحق:331/4.
4- و رواه عن ابن شاذان مسندا الشيخ المجلسي في البحار:121/38 قال:محمد بن أحمد بن الحسن بن شاذان،عن محمد بن عبد اللّه بن عبيد اللّه،عن محمد ابن القاسم،عن عباد بن يعقوب،عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه،عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:و الذي بعثني..

الأنصاري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أقدم أمتي سلما (1)،و أكثرهم علما،و أصحهم دينا،و أفضلهم يقينا،و أكملهم حلما،و أسمحهم كفّا،و أشجعهم قلبا عليّ و هو الإمام بعدي و الخليفة بعدي» (2).

الثاني و الخمسون: أبو الحسن بن شاذان،عن عبد اللّه بن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي بن أبي طالب:«يا علي إن جبرائيل أخبرني فيك بأمر قرّت به عيني و فرح به قلبي،قال:يا محمد إن اللّه قال لي:اقرأ محمدا مني السلام و أعلمه إنّ عليّا إمام الهدي،و مصباح الدجي،و الحجة علي أهل الدنيا،فإنه الصديق الاكبر و الفاروق الأعظم،و إني آليت بعزّتي لا ادخل النار أحدا تولاه و سلم له و للأوصياء من بعده،و لا ادخل الجنة من ترك ولايته و التسليم له و للأوصياء من بعده، حق القول مني لأملأن جهنم و أطباقها من أعدائه،و لأملأن الجنة من أوليائه و شيعته».

الثالث و الخمسون: أبو الحسن بن شاذان عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:«و اللّه لقد خلفني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في امته،فأنا حجة اللّه عليهم بعد نبيه،و إن ولايتي لتلزم أهل السماء كما تلزم أهل الأرض، و إن الملائكة لتتذاكر فضلي و ذلك تسبيحها عند اللّه.أيها الناس اتبعوني أهدكم سواء السبيل،و لا تأخذوا يمينا و شمالا فتضلوا،أنا وصي نبيكم،و خليفته،و إمام المؤمنين و أميرهم،و مولاهم، و أنا قائد شيعتي إلي الجنة و سائق أعدائي إلي النار،و أنا سيف اللّه علي أعدائه،و رحمته علي أوليائه،و أنا صاحب حوض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و لوائه،و صاحب مقام شفاعته،و الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين خلفاء اللّه في أرضه،و حجج اللّه علي بريته» (3).

الرابع و الخمسون: أبو الحسن بن شاذان،عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ما أظلت الخضراء و لا أقلت الغبراء بعدي علي أحد أفضل من علي بن أبي طالب،و إنه إمام أمتي و أميرها، و إنه لوصيي و خليفتي عليها،من اقتدي به بعدي اهتدي،و من اهتدي بغيره ضل و غوي،و أنا النبي المصطفي (4)ما أنطق بفضل علي بن أبي طالب عن الهوي،إن هو إلا وحي يوحي،نزل بهي.

ص: 159


1- في أمالي الصدوق:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:علي بن أبي طالب أقدم أمتي سلما.
2- و رواه عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري الشيخ الصدوق في أماليه ص 7 ط النجف بسنده قال: حدّثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال:حدّثنا فرات بن إبراهيم الكوفي قال:حدّثنا محمد بن علي بن معمر قال:حدّثنا أحمد بن علي الرملي قال:حدّثنا محمد بن موسي قال:حدّثنا يعقوب بن إسحاق المروزي قال: حدّثنا عمرو بن منصور قال:حدّثنا إسماعيل ابن أبان عن يحيي بن أبي كثير،عن أبيه،عن أبي هارون العبدي،عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:علي بن أبي طالب..
3- مائة منقبة:/59ح 32.
4- في البحار:إني أنا النبي المصطفي.

الروح الأمين المجتبي،عن الذي له ما في السماوات و ما في الأرض و ما بينهما و ما تحت الثري» (1).

الخامس و الخمسون: أبو الحسن بن شاذان،عن ابن عباس قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:

«معاشر الناس اعلموا أن للّه تعالي بابا من دخله أمن من النار،و من الفزع الأكبر»،فقام إليه أبو سعيد الخدري فقال:يا رسول اللّه اهدنا إلي هذا الباب حتي نعرفه،قال:«هو علي بن أبي طالب سيد الوصيين،و أمير المؤمنين و أخو رسول رب العالمين،و خليفة اللّه (2)علي الناس أجمعين.

معاشر الناس من أحب أن يستمسك بالعروة الوثقي التي لا انفطام (3)لها فليستمسك بولاية علي بن أبي طالب فإن ولايته ولايتي،و طاعته طاعتي.

معاشر الناس:من أحب أن يعرف الحجة بعدي فليعرف علي بن أبي طالب.

معاشر الناس من سرّه اللّه ليقتدي بي فعليه أن يتوالي ولاية علي بن أبي طالب (4)و الأئمة من ذريتي فإنهم خزان علمي».

فقام جابر بن عبد اللّه الأنصاري فقال:يا رسول اللّه ما عدة الأئمة؟فقال:«يا جابر سألتني رحمك اللّه عن الإسلام بأجمعه،عدتهم عدة الشهور،و هي عند اللّه اثنا عشر شهرا في كتاب اللّه يوم خلق السماوات و الأرض،و عدتهم عدّة العيون التي انفجرت منه لموسي بن عمران حين ضرب بعصاه فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا،و عدّتهم عدّة نقباء بني إسرائيل،قال اللّه تعالي:

وَ لَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَ بَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً (5) (6) فالأئمة يا جابر اثنا عشر إماما، أوّلهم علي بن أبي طالب و آخرهم القائم صلوات اللّه عليهم» (7).

السادس و الخمسون: أبو الحسن بن شاذان،عن رافع مولي عائشة قال:كنت غلاما أخدمها، فكنت إذا كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عندها اكون قريبا فأعاطيها،فبينا النبي صلّي اللّه عليه و آله عندها ذات يوم إذا أحد يدق الباب فخرجت عليه فإذا جارية معها طبق مغطّي،قال:فرجعت إلي عائشة و أخبرتها،فقالت:

أدخلها،فأدخلتها فدخلت فوضعته بين يدي عائشة فوضعته بين يدي النبي صلّي اللّه عليه و آله فجعل يتناول منها و يأكل و خرجت الجارية،فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«ليت أمير المؤمنين،و سيد المسلمين،و إمام المتقينن.

ص: 160


1- رواه الشيخ المجلسي في البحار:152/38،عن الكنز للكراجكي،عن ابن شاذان.
2- في البحار:و خليفته.
3- في بعض المصادر:لا انفصام.
4- في البحار:من سره أن يتولي ولاية اللّه فليقتد بعلي بن أبي طالب.
5- سوره 5 - آيه 12
6- المائدة:12.
7- البحار:263/36 عن اليقين.

يأكل معي»،فقالت عائشة مثل ذلك،فسكت،فجاء رجل فدق الباب فخرجت إليه فإذا هو علي بن أبي طالب قالت:فرجعت فقلت:هذا علي بن أبي طالب فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«مرحبا و أهلا،لقد تمنّيتك مرتين حتي إذا ابطأت عليّ سألت اللّه عز و جل أن يأتيني بك،اجلس فكل»فجلس و أكل معه،ثم قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«قاتل اللّه من قاتلك و عادي اللّه من عاداك».

فقالت عائشة:و من يقاتله و يعاديه؟قال:«أنت و من معك مرتين» (1).

السابع و الخمسون: أبو الحسن بن شاذان،عن جعفر بن محمد،عن أبيه،ن الحسين بن علي صلوات اللّه عليهم قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«فاطمة بهجة قلبي،و ابناها ثمرة فؤادي،و بعلها نور بصري،و الأئمة من ولدها أمناء ربي و حبله الممدود بينه و بين خلقه،من اعتصم بهم نجا و من تخلّف عنهم هوي» (2).

الثامن و الخمسون: أبو الحسن بن شاذان،عن أبي ذر-رضي اللّه عنه-قال:نظر النبي صلّي اللّه عليه و آله إلي علي بن أبي طالب فقال:«هذا خير الاولين من أهل السماوات و الأرضين،هذا سيد الصديقين، هذا سيد الوصيين و إمام المتقين،و قائد الغر المحجلين،إذا كان يوم القيامة جاء علي ناقة من نوق الجنة قد أضاءت من ضيائها علي رأسه تاج مرصع بالزبرجد و الياقوت،فتقول الملائكة هذا ملك مقرب،و يقول النبيون هذا نبي مرسل،فينادي مناد من بطنان العرش:هذا سيد الصادقين هذا الصديق الأكبر،هذا وصي حبيب اللّه،هذا علي بن أبي طالب.فيقف علي متن جهنم فيخرج منها من يحب،و يدخل فيها من يبغضه،و يأتي أبواب الجنة فيدخل أولياءه بغير حساب».

التاسع و الخمسون: أبو الحسن بن شاذان،عن سلمان المحمدي قال:دخلت علي النبي صلّي اللّه عليه و آله و إذا الحسين بن علي علي فخذه و هو يقبل عينيه و يلثم فاه و يقول:«أنت سيد ابن سيد أبو سادة، أنت إمام ابن إمام أبو أئمة،أنت حجّة ابن حجة أبو حجج تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم» (3).

الستون: أبو الحسن بن شاذان،عن جعفر بن محمد،عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه قال:1.

ص: 161


1- اليقين:13 و 14،و البحار:351/38 مسندا،و في آخره:«ثم قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:قاتل اللّه من قاتلك، و عادي من عداك مرتين أو ثلاثا».
2- ذكره مسندا الخوارزمي في مقتل الحسين:59/1 قال: و ذكر الإمام محمد بن أحمد بن علي بن شاذان،أخبرني الحسن بن حمزة،عن علي بن محمد بن قتيبة،عن الفضل بن شاذان،عن محمد بن زياد،عن حميد بن صالح،عن جعفر بن محمد عليه السّلام قال:حدثني أبي.
3- مر الحديث عن مقتل الحسين عليه السّلام للخوارزمي:146/1.

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«نزل عليّ جبرائيل صبيحة يوم فرحا مسرورا مستبشرا فقلت:حبيبي ما لي أراك فرحا مستبشرا؟فقال:يا محمد و كيف لا أكون كذلك،و قد قرّت عيني بما أكرم اللّه به أخاك و وصيك و إمام أمتك علي بن أبي طالب!فقلت:و بم أكرم اللّه أخي؟و إمام أمتي؟قال:باهي بعبادته البارحة ملائكته و حملة عرشه،و قال:ملائكتي انظروا إلي حجتي في أرضي بعد نبيي محمد قد عفر خده في التراب تواضعا لعظمتي،اشهدكم أنه إمام خلقي و مولي بريتي» (1).

الحادي و الستون: أبو الحسن بن شاذان،عن الرضا عليه السّلام،عن آبائه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

«ستكون بعدي فتنة مظلمة الناجي منها من تمسك بالعروة الوثقي»،فقيل:يا رسول اللّه و ما العروة الوثقي؟قال:«ولاية سيد الوصيين»؛قيل:يا رسول اللّه،و من سيد الوصيين؟

قال:«أمير المؤمنين»،قيل:يا رسول اللّه و من أمير المؤمنين؟

قال:«مولي المسلمين و إمامهم بعدي»،قيل:يا رسول اللّه و من مولي المسلمين و إمامهم بعدك؟ قال:«أخي علي بن أبي طالب» (2).

الثاني و الستون: أبو الحسن بن شاذان،عن الصادق جعفر بن محمد،عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:

«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:حدثني جبرائيل،عن رب العزة جل جلاله أنه قال:من علم أن لا إله إلا أنا وحدي،و أن محمدا عبدي و رسولي،و أن علي بن أبي طالب خليفتي،و أن الأئمة من ولده حججي أدخلته الجنة برحمتي،و نجيته من النار بعفوي،و أبحت له جواري،و أوجبت له كرامتي،و أتممت عليه نعمتي،و جعلته من خاصتي و خالصتي:إن ناداني لبيته،و إن دعاني أجبته،و إن سألني أعطيته،و إن سكت ابتدأته،و إن أساء رحمته،و إن فر مني دعوته،و إن رجع إليّ قبلته،و إن قرع بابي فتحته.

و من لم يشهد أن لا إله إلا أنا وحدي أو شهد بذلك و لم يشهد أن محمدا عبدي و رسولي،أو شهد بذلك و لم يشهد أن علي بن أبي طالب خليفتي،أو شهد بذلك و لم يشهد أن الأئمة من ولده حججي فقد جحد نعمتي،و صغر عظمتي،و كفر بآياتي و كتبي و رسلي،إن قصدني حجبته،و إن سألني حرمته،و إن ناداني لم أسمع نداءه،و إن دعاني لم أستجب دعاءه،و إن رجاني خيبت رجاءه مني.و ما أنا بظلاّم للعبيد».ث.

ص: 162


1- روي الحديث مسندا عن ابن شاذان الخوارزمي في المناقب ص 288 و مر هنا.
2- البحار:20/36.و مر الحديث.

فقام جابر بن عبد اللّه الأنصاري فقال:يا رسول اللّه و من الأئمة من ولد علي بن أبي طالب؟فقال:

«الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة،ثم سيد العابدين في زمانه علي بن الحسين،ثم الباقر محمد بن علي-ستدركه يا جابر فإذا أدركته فاقرأه مني السلام-ثم الصادق جعفر بن محمد،ثم الكاظم موسي بن جعفر،ثم الرضا علي بن موسي،ثم التقي محمد بن علي،ثم النقي علي بن محمد،ثم الزكي الحسن ابن علي،ثم ابنه القائم بالحق مهدي أمتي الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما.

هؤلاء يا جابر خلفائي،و أوصيائي،و اولادي،و عترتي،من أطاعهم فقد أطاعني و من عصاهم فقد عصاني،و من أنكرهم أو أنكر واحدا منهم فقد أنكرني،بهم يمسك اللّه السماء أن تقع علي الأرض إلا باذنه،و بهم يحفظ اللّه الأرض أن تميد (1)بأهلها» (2).

الثالث و الستون: أبو الحسن بن شاذان،عن جعفر بن محمد الصادق،عن أبيه،عن آبائه عليهم السّلام، عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنه كان جالسا في الرحبة و الناس حوله مجتمعون فقام إليه رجل فقال:يا أمير المؤمنين إنك بالمكان الذي أنزلك اللّه تعالي و أبوك معذب في النار؟!فقال له:«مه فض اللّه فاك، و الذي بعث محمدا بالحق نبيا لو شفع أبي في كل مذنب علي وجه الأرض لشفعه اللّه فيهم فتقول:

أبي معذب في النار و ابنه قسيم الجنة و النار؟و الذي بعث محمدا بالحق نبيا،إن نور أبي طالب يوم القيامة ليطفي أنوار الخلائق إلا خمسة أنوار:نور محمد،و نوري،و نور فاطمة و نور الحسن، و نور الحسين،و نور ولده من الأئمة،ألا إن نوره من نورنا الذي خلقه اللّه من قبل خلق آدم بألفي عام».

و روي هذا الحديث من طريق الخاصة الشيخ الطوسي في كتاب مجالسه بالاسناد المتصل إلي المفضل بن عمر،عن أبي عبد اللّه الصادق عليه السّلام عن أبيه،عن أمير المؤمنين عليه السّلام (3).

الرابع و الستون: المالكي في الفصول المهمة قال:روي الإمام أبو القاسم سليمان بن أحمد..

ص: 163


1- ماد يميد:اي اضطرب و تحرك.
2- رواه بهذا اللفظ الشيخ الصدوق في كمال الدين:258/1،و الطبرسي في الاحتجاج:87/1-89 ط النجف الاشرف،و المجلسي في البحار:251/36،252.
3- رواه الشيخ الطبرسي في الاحتجاج:340/1،و المجلسي في البحار:69/35. و رواه الشيخ الطوسي في أماليه:311/1 بسنده قال:أخبرنا الحسين بن عبيد اللّه قال:أخبرنا أبو محمد،قال: حدّثنا محمد بن همام،قال:حدّثنا علي بن الحسين الهمداني قال:حدثني محمد بن خالد البرقي،قال:حدّثنا محمد بن سنان،عن المفضل بن عمر،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام،عن..

الطبراني بسنده إلي عبد اللّه بن حكيم الجهني قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن اللّه تعالي أوحي إلي في عليّ ثلاثة أشياء ليلة اسري بي:بانه سيد المؤمنين،و إمام المتقين،و قائد الغر المحجلين» (1).

الخامس و الستون: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة و هو من أعيان علماء العامة علي مذهب الاعتزال-و قد روي أحاديث كثيرة في الشرح،في نص رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي علي عليه السّلام بالإمامة و الخلافة و الوصية منها:

قال ابن أبي الحديد:و روي ابن ديزيل،قال:حدّثنا زكريا بن يحيي،قال:حدّثنا علي بن القاسم، عن سعيد بن طارق،عن عثمان بن القاسم،عن زيد بن ارقم،قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ألا أدلكم علي ما إن تسالمتم عليه لم تهلكوا؟:إن وليكم اللّه،و إمامكم علي بن أبي طالب عليه السّلام فناصحوه، و صدقوه فإن جبرائيل أخبرني بذلك».

قال ابن أبي الحديد عقيب هذا الحديث:فإن قلت:هذا نص صريح في الإمامة،فما الذي تصنع المعتزلة بذلك.

قلت:يجوز أن يريد أنه إمامهم في الفتاوي و الأحكام الشرعية لا في الخلافة (2).

أقول:كلام ابن أبي الحديد بعد اعترافه بانه«نص صريح في الإمامة»كيف يقبل التأويل،و تأويله هذا هو معني الإمام إذ هو الإمام في الفتاوي و الأحكام الشرعية،و ذلك واضح بين.

السادس و الستون: ما رواه ابن أبي الحديد قال:و روي عن جعفر بن محمد الصادق عليه السّلام قال كان علي عليه السّلام يري مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قبل الرسالة الضوء،و يسمع الصوت.و قال له صلّي اللّه عليه و آله:«لو لا أني خاتم الأنبياء لكنت شريكا في النبوة،فإن لا تكن نبيا فانك وصي نبي و وارثه،بل أنت سيد الأوصياء و إمام الاتقياء» (3).

و هذا الباب كله من طريق العامة المخالفين،فأعلم ما فيه و اعتبر.ر.

ص: 164


1- الفصول المهمة:107 ط النجف الاشرف.
2- شرح ابن أبي الحديد:255/1 ط:دار الكتب،مصر.و رواه الفقيه ابن المغازلي الشافعي في مناقب علي بن أبي طالب ص 245 بلفظ:«كنا جلوسا بين يدي النبي صلّي اللّه عليه و آله فقال:ألا أدلكم علي من إذا استرشدتموه لن تضلوا و لن تهلكوا؟قالوا:بلي يا رسول اللّه!قال:هو هذا-و أشار الي علي بن أبي طالب عليه السّلام-ثم قال:و آخوه،و آزروه، و أصدقوه،و انصحوه،فإن جبريل عليه السّلام أخبرني بما قلت لكم.
3- شرح ابن أبي الحديد:254/3 ط:دار الكتب العربية،مصر.

الباب الثالث عشر

اشارة

في نص رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي أمير المؤمنين بأنه الإمام بعده و بنيه الاحد عشر

و هم الأئمة الاثنا عشر و خلفاؤه و أوصياؤه صلي اللّه عليه و آله

من طريق الخاصة الإمامية الاثنا عشرية و فيه ستة و سبعون حديثا.

الأول: أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه القمي في أماليه قال:حدّثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي،قال:حدّثنا فرات بن إبراهيم الكوفي،قال:حدّثنا محمد بن علي بن معمر،قال:حدّثنا أحمد بن علي الرملي قال:حدّثنا محمد بن موسي،قال:حدّثنا يعقوب ابن إسحاق المروزي،قال:حدّثنا عمرو بن منصور،قال:حدّثنا إسماعيل بن أبان،عن يحيي بن أبي كثير،عن أبيه عن أبي هارون العبدي،عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

«علي بن أبي طالب أقدم أمتي سلما،و أكثرهم علما،و اصحهم دينا،و أفضلهم يقينا و أعلمهم حلما،و أسمحهم كفّا،و أشجعهم قلبا،و هو الإمام و الخليفة بعدي» (1).

الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن علي رحمه اللّه،عن عمه محمد بن أبي القاسم،عن محمد بن علي الكوفي،عن محمد بن سنان،عن زياد بن المنذر،عن سعيد بن جبير،عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«المخالف علي علي بن أبي طالب بعدي كافر،و المشرك به مشرك و المحب له مؤمن،و المبغض له منافق،و المقتفي لأثره لاحق،و المحارب له مارق،و الراد عليه زاهق،علي نور اللّه في بلاده،و حجته علي عباده،علي سيف اللّه علي أعدائه،و وارث علم أنبيائه، عليّ كلمة اللّه العليا،و كلمة أعدائه السفلي،عليّ سيد الأوصياء و وصي سيد الأنبياء،عليّ أمير المؤمنين و قائد الغر المحجلين،و إمام المسلمين،لا يقبل اللّه الإيمان إلا بولايته و طاعته» (2).

الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن محمد،قال:أخبرنا محمد بن علي بن يحيي قال:

حدّثنا أبو بكر بن نافع،قال:حدّثنا امية بن خالد،قال:حدّثنا حماد بن سلمة،قال:حدّثنا علي بن زيد،عن علي بن الحسين قال:سمعت أبي يحدث عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أنه

ص: 165


1- أمالي الصدوق ص 7 ط النجف.
2- أمالي الصدوق ص 10 ط النجف.

قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«يا علي و الذي فلق الحبة و برأ النسمة إنك لأفضل الخليقة بعدي.يا علي أنت وصيي و إمام أمتي،من أطاعك أطاعني،و من عصاك عصاني» (1).

الرابع: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رحمه اللّه قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي،عن الحسين بن علوان،عن عمرو بن ثابت،عن أبيه،عن سعد بن طريف،عن الأصبغ بن نباتة،قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام ذات يوم علي منبر الكوفة:«أنا سيد الوصيين،و وصيي سيد النبيين،أنا إمام المسلمين،و قائد المتقين،و ولي المؤمنين،و زوج سيدة نساء العالمين،أنا المتختم باليمين،و المعفر للجبين،أنا الذي هاجرت الهجرتين،و بايعت البيعتين،أنا صاحب بدر و حنين،أنا الضارب بالسيفين،و الحامل علي فرسين،أنا وارث علم الأولين،و حجّة اللّه علي العالمين بعد الأنبياء و محمد بن عبد اللّه خاتم النبيين.

أهل مودتي (2)مرحومون،و أهل عداوتي ملعونون،و لقد كان حبيبي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كثيرا ما يقول لي:يا علي حبّك تقوي و ايمان،و بغضك كفر و نفاق و أنا بيت الحكمة و أنت مفتاحه،كذب من زعم أنه يحبني و يبغضك» (3).

الخامس: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن علي ما جيلويه رحمه اللّه قال:حدّثنا محمد بن أبي القاسم (4)عن محمد بن علي الكوفي،عن محمد بن سنان،عن المفضل بن عمر عن جابر بن يزيد، عن سعيد بن المسيب،عن عبد الرّحمن بن سمرة قال:قلت:يا رسول اللّه أرشدني إلي النجاة.فقال لي:«يا بن سمرة إذا اختلفت الأهواء،و تفرقت الآراء فعليك بعلي بن أبي طالب فإنه إمام أمتي و خليفتي عليهم من بعدي و هو الفاروق الذي يفرق بين الحق و الباطل.من سأله أجابه،و من استرشده أرشده و من طلب الحق من عنده وجده،و من التمس الهدي لديه صادقه،و من لجأ إليه أمنه،و من استمسك به نجاه،و من اقتدي به هداه،يا ابن سمرة (5)إن عليا مني روحه من روحي و طينته من طينتي،و هو أخي و أنا أخوه،و هو زوج ابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين من الاولين و الآخرين،و إن منه إمامي أمتي،و سيدي شباب أهل الجنة الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين تاسعهم قائم أمتي،يملأ الأرض قسطا و عدلا،كما ملئت جورا و ظلما» (6).3.

ص: 166


1- أمالي الصدوق ص 11 ط النجف.
2- في المصدر:أهل موالاتي.
3- أمالي الصدوق ص 22-23.
4- في المصدر:عمي محمد بن أبي القاسم.
5- في المصدر:يا ابن سمرة سلم من سلم له و والاه،و هلك من رد عليه و عاداه،يا ابن سمرة ان عليا.
6- أمالي الصدوق ص 23.

السادس: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن علي رحمه اللّه قال:حدّثنا عمي محمد بن أبي القاسم،عن محمد بن علي الكوفي،عن محمد بن سنان،عن المفضل بن عمر عن ثابت بن أبي صفية،عن سعيد بن خيثم (1)،عن عبد اللّه بن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«معاشر الناس من أحسن من اللّه قيلا و أصدق حديثا (2)معاشر الناس إن ربكم جل جلاله أمرني أن اقيم لكم عليّا علما و إماما، و خليفة،و وصيّا،و أن أتخذه أخا،و وزيرا،معاشر الناس إن عليّا باب الهدي بعدي،و الداعي إلي ربي (3)،و هو صالح المؤمنين« وَ مَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَي اللّهِ وَ عَمِلَ صالِحاً وَ قالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (4) (5).

معاشر الناس:إن عليا مني،ولده ولدي،و هو زوج حبيبتي،أمره أمري و نهيه نهيي.معاشر الناس (6)ان عليا صديق هذه الأمة و فاروقها،و محدثها،إنه هارونها،و يوشعها،و آصفها، و شمعونها،إنه باب حطتها،و سفينة نجاتها،إنه طالوتها،و ذوقرنيها

معاشر الناس:إنه محنة الوري،و الحجة العظمي،و الآية الكبري،و إمام الهدي،و العروة الوثقي.معاشر الناس (7)إن عليا قسيم النار لا يدخل النار وليّ له،و لا ينجو منها عدوّ له.إنه قسيم الجنة لا يدخلها عدوّ له،و لا يتزحزح منها وليّ له.معاشر أصحابي قد نصحت لكم،و أبلغتكم رسالة ربي و لكن لا تحبون الناصحين.أقول قولي هذا و أستغفر اللّه لي و لكم» (8).

السابع: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن موسي بن المتوكل قال:حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الحميري،و سعد بن عبد اللّه بن عمران بن موسي،عن الحسن بن علي بن النعمان،عن محمد بن فضيل،عن غزوان الضبي قال:أخبرني عبد الرّحمن بن إسحاق،عن النعمان بن سعد (9)عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:«أنا حجة اللّه،و أنا خليفة اللّه،و أنا صراط اللّه،و أنا باب اللّه،و أنا خازن علم اللّه، و أنا المؤتمن علي سرّ اللّه،و أنا إمام البرية بعد خير الخليقة محمد نبي الرحمة» (10).

الثامن: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رحمه اللّه قال:أخبرنا محمد بن أحمد1.

ص: 167


1- في المصدر:سعيد بن جبير.
2- في المصدر:و أصدق من اللّه حديثا.
3- في المصدر:و الداعي الي ربه.
4- سوره 41 - آيه 33
5- فصلت:33.
6- في المصدر:معاشر الناس عليكم بطاعته و اجتناب معصيته،فإن طاعته طاعتي،و معصيته معصيتي. معاشر الناس ان عليا..
7- في المصدر:معاشر الناس ان عليا مع الحق و الحق معه و علي لسانه.معاشر الناس ان عليا قسيم النار.
8- أمالي الصدوق ص 27-28.
9- في المصدر:سعيد.
10- أمالي الصدوق ص 31.

الهمداني (1)قال:حدّثنا محمد بن صالح (2)عن حكيم بن عبد الرّحمن قال:حدثني مقاتل بن سليمان،عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي (3):«أنت مني بمنزلة هبة اللّه من آدم،و بمنزلة سام من نوح،و بمنزلة إسحاق من إبراهيم،و بمنزلة هارون من موسي،و بمنزلة شمعون من عيسي إلا أنه لا نبي بعدي.يا علي أنت وصيي و خليفتي فمن جحد وصيتك و خلافتك فليس مني و لست منه،و أنا خصمه يوم القيامة.يا علي أنت أفضل أمتي فضلا،و أقدمهم سلما،و أكثرهم علما،و أوفرهم حلما،و أشجعهم قلبا،و أسخاهم كفّا.يا علي أنت الإمام بعدي و الأمير و الوزير (4)و مالك في أمتي من نظير.يا علي أنت قسيم الجنة و النار بمحبتك يعرف الابرار من الفجّار،و يميز بين الأخيار و الأشرار،و بين المؤمنين و الكفار» (5).

التاسع: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي قال:حدثني أبو عبد اللّه محمد ابن أحمد بن ثابت (6)،عن عطاء بن السائب،عن أبي يحيي،عن ابن عباس قال:صعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله المنبر فخطب و اجتمع الناس إليه فقال:«يا معاشر المؤمنين إن اللّه أوحي إلي أني مقبوض و أن ابن عمي عليّا مقتول،و اني أيها الناس اخبركم خبرا إن عملتم به سلمتم،و إن تركتموه هلكتم،إن ابن عمي عليا هو أخي و هو وزيري،و هو خليفتي،و هو المبلغ عني،و هو إمام المتقين و قائد الغر المحجلين.إن استرشدتموه أرشدكم،و إن اتبعتموه نجوتم،و إن خالفتموه ضللتم، و إن أطعتموه فاللّه أطعتم،و إن عصيتموه فاللّه عصيتم،و إن بايعتموه فاللّه بايعتم،و إن نكثتم بيعته فبيعة اللّه نكثتم.إن اللّه عز و جل أنزل عليّ القرآن و هو الذي من خالفه ضل،و من ابتغي علمه عند غير عليّ فقد هلك.أيها الناس اسمعوا قولي و اعرفوا حق نصيحتي،و لا تخلفوني في أهل بيتي إلاّ بالذي أمرتم به.من حفظهم فإنهم حامتي و قرابتي و اخوتي و اولادي،و إنكم مجموعون و مساءلون عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما،إنهم أهل بيتي فمن آذاهم آذاني،و من ظلمهم ظلمني،و من أذلهم أذلني،و من أعزهم أعزني،و من أكرمهم أكرمني،و من نصرهمب.

ص: 168


1- في المصدر:أحمد بن محمد الهمداني.
2- في المصدر:أحمد بن صالح.
3- في المصدر:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي بن أبي طالب عليه السّلام يا علي.
4- في المصدر:أنت الإمام بعدي و الامير،و أنت الصاحب بعدي و الوزير.
5- أمالي الصدوق ص 41.
6- في المصدر:ثابت كنانة قال:حدّثنا محمد بن الحسن بن العباس أبو جعفر الخزاعي،قال:حدّثنا حسن بن الحسين العرني قال:حدّثنا عمرو بن ثابت عن عطاء بن السائب.

نصرني،و من خذلهم خذلني،و من طلب الهدي في غيرهم فقد كذبني.أيها الناس اتقوا اللّه و انظروا ما أنتم قائلون إذا لقيتموه فاني خصم لمن آذاهم،و من كنت خصمه خصمته.أقول قولي هذا و استغفر اللّه لي و لكم» (1).

العاشر: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن إبراهيم قال:حدّثنا أحمد بن محمد الهمداني قال:

حدّثنا علي بن الحسن بن فضال عن أبيه،عن أبي الحسن علي بن موسي الرضا،عن أبيه موسي بن جعفر،عن أبيه الصادق جعفر بن محمد،عن أبيه الباقر محمد بن علي،عن أبيه زين العابدين علي ابن الحسين،عن أبيه سيد الشهداء الحسين بن علي،عن أبيه سيد الوصيين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السّلام قال:«إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله خطبنا ذات يوم فقال:أيها الناس إنه قد أقبل إليكم شهر اللّه- ثم ساق الحديث في فضل شهر رمضان إلي أن قال-:قال أمير المؤمنين عليه السّلام:فقمت فقلت:

يا رسول اللّه ما أفضل الأعمال في هذا الشهر؟فقال:يا أبا الحسن أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم اللّه،ثم بكي،فقلت:يا رسول اللّه ما يبكيك؟فقال:يا علي أبكي لما يستحل منك في هذا الشهر،كأني بك و أنت تصلي و قد انبعث أشقي الأوّلين و الآخرين شقيق عاقر ناقة ثمود فضربك ضربة علي فرقك فخضب بها لحيتك (2).قال أمير المؤمنين عليه السّلام فقلت:يا رسول اللّه و ذلك في سلامة من ديني فقال:في سلامة من دينك ثم قال:يا علي من قتلك فقد قتلني،و من أبغضك فقد أبغضني،و من سبّك فقد سبني،لأنك مني كنفسي،روحك من روحي،و طينتك من طينتي، إن اللّه تبارك و تعالي خلقني و إياك،و اصطفاني و إياك،فاختارني للنبوة و اختارك للامامة،فمن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوتي.يا علي أنت وصيي،و أبو ولدي،و زوج ابنتي،و خليفتي علي أمتي في حياتي و بعد موتي.امرك امري،و نهيك نهيي،اقسم بالذي بعثني بالنبوة و جعلني خير البرية إنك لحجة اللّه علي خلقه و أمينه علي سره،و خليفته علي عباده» (3).

الحادي عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن أحمد بن موسي الدقاق رحمه اللّه قال:حدّثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي قال:حدّثنا موسي بن عمران النخعي،عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي،عن الحسن بن علي بن أبي حمزة،عن أبيه،عن سعيد بن جبير،عن ابن عباس قال:إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله4.

ص: 169


1- أمالي الصدوق ص 58-59.
2- في المصدر:يضربك علي قرنك فتخضب منها لحيتك.
3- أمالي الصدوق ص 82-84.

كان جالسا ذات يوم إذ أقبل الحسن عليه السّلام فلما رآه بكي،ثم قال:«إليّ إليّ»يا بني،فما زال يدنيه حتي أجلسه علي فخذه اليمني.ثم أقبل الحسين عليه السّلام فلما رآه بكي،ثم قال:«إليّ إليّ يا بنيّ»فما زال بنية»فاجلسها بين يديه،ثم أقبل أمير المؤمنين عليه السّلام فلما رآه بكي و قال:«إليّ إليّ يا أخي»فما زال يدنيه حتي أجلسه علي فخذه اليسري.ثم أقبلت فاطمة عليها السّلام فلما رآها بكي،ثم قال:«إليّ إليّ يا بنية»فاجلسها بين يديه،ثم أقبل أمير المؤمنين عليه السّلام فلما رآه بكي و قال:«إليّ إليّ يا أخي»فما زال يدنيه حتي أجلسه إلي جنبه الأيمن.فقال له أصحابه:يا رسول اللّه ما تري واحدا من هؤلاء إلا بكيت أو ما فيهم من تسر برؤيته؟فقال صلّي اللّه عليه و آله:«و الذي بعثني بالنبوة و اصطفاني علي جميع البرية إني و إياهم لأكرم الخلق علي اللّه عز و جل،و ما علي وجه الأرض نسمة أحبّ إليّ منهم.

أما علي بن أبي طالب فإنه أخي،و شقيقي،و صاحب الأمر بعدي،و صاحب لوائي في الدنيا و الآخرة،و صاحب شفاعتي و حوضي،و هو مولي كل مسلم،و إمام كلّ مؤمن،و قائد كل تقي، و هو وصيي،و خليفتي علي أهلي و أمتي في حياتي و بعد موتي.محبه محبي و مبغضه مبغضي، و بولايته صارت أمتي مرحومة،و بعداوته صارت المخالفة له منها ملعونة،و إني بكيت حين أقبل لأني ذكرت غدر الأمة به بعدي،حتي أنه ليزال عن مقعدي،و قد جعله اللّه له بعدي،ثم لا يزال الأمر به حتي يضرب قرنه ضربة تخضب منها لحيته في أفضل الشهور شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُديً لِلنّاسِ وَ بَيِّناتٍ مِنَ الْهُدي وَ الْفُرْقانِ (1) (2).

و أما ابنتي فاطمة فإنها سيدة نساء العالمين من الأولين و الآخرين،و هي بضعة مني،و هي نور عيني،و هي ثمرة فؤادي،و هي روحي التي بين جنبي،و هي الحوراء الانسية،متي قامت في محرابها بين يدي ربها جل جلاله زهر نورها لملائكة السماء كما تزهر نور الكواكب لأهل الأرض،و يقول اللّه عز و جل لملائكته:يا ملائكتي انظروا إلي أمتي فاطمة سيدة نساء إمائي قائمة بين يدي ترتعد فرائصها من خيفتي و قد أقبلت علي عبادتي (3)اشهدكم أني قد أمنت شيعتها من النار،و إني لما رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي كأني بها و قد دخل الذل بيتها،و انتهكت حرمتها، و غصب حقها،و منعت ارثها و كسر جنبها و أسقطت جنينها و هي تنادي يا محمداه فلا تجاب، و تستغيث فلا تغاث،فلا تزال بعدي محزونة مكروبة باكية فتذكر انقطاع الوحي عن بيتها مرة و تتذكر فراقي أخري،و تستوحش إذا جنّها الليل لفقد صوتي الذي كانت تسمعه إذا تهجدت بالقرآن،ثم تري نفسها ذليلة بعد أن كانت في أيام أبيها عزيزة،فعند ذلك يؤنسها اللّه تعالي ذكره بالملائكة فينادونها بما نادت به مريم بنت عمران فتقول:يا فاطمة إِنَّ اللّهَ اصْطَفاكِ وَ طَهَّرَكِ (4)ي.

ص: 170


1- سوره 2 - آيه 185
2- البقرة:185.
3- في المصدر:و قد أقبلت بقلبها علي عبادتي.
4- سوره 3 - آيه 42

وَ اصْطَفاكِ عَلي نِساءِ الْعالَمِينَ (1) (2) يا فاطمة اُقْنُتِي لِرَبِّكِ وَ اسْجُدِي وَ ارْكَعِي مَعَ الرّاكِعِينَ (3) (4)ثم يبتدي بها الوجع فتمرض فيبعث اللّه عز و جل لها مريم بنت عمران تمرضها،و تؤنسها في علتها، فتقول عند ذلك:يا رب إني قد سئمت الحياة،و تبرّمت بأهل الدنيا فالحقني بأبي،فيلحقها اللّه عز و جل بي فتكون أول من يلحقني من أهل بيتي،فتقدم عليّ محزونة مكروبة،مهمومة، مغصوبة،مقتولة،فاقول عند ذلك:اللهم العن من ظلمها،و عاقب من غصبها،و أذل من اذلها، و خلّد في النار من ضرب جنبها،حتي القت ولدها فتقول الملائكة عند ذلك آمين.

و أما الحسن فإنه ابني و ولدي،و مني،و قرّة عيني،و ضياء قلبي،و ثمرة فؤادي،و هو سيّد شباب أهل الجنة،و حجة اللّه علي الأمة،أمره أمري،و قوله قولي،من تبعه فإنه مني،و من عصاه فليس مني،و إني لمّا نظرت إليه تذكرت ما يجري عليه من الذل بعدي فلا يزال الأمر به حتي يقتل بالسم مظلوما (5)فعند ذلك تبكي الملائكة و السبع الشداد لموته،و يبكيه كلّ شيء حتي الطير في جو السماء و الحيتان في جوف الماء،فمن بكاه لم تعم عينه يوم تعمي العيون،و من حزن عليه لم يحزن قلبه يوم تحزن فيه القلوب،و من زاره في بقيعه ثبتت قدمه علي الصراط يوم تزل فيه الأقدام.

و أمّا الحسين فإنّه منّي،و هو ولدي و ابني،و خير الخلق بعد أخيه،و هو إمام المسلمين،و مولي المؤمنين،و خليفة رب العالمين،و غياث المستغيثين،و كهف المستجيرين و حجة اللّه علي خلقه أجمعين،و هو سيّد شباب أهل الجنة،و باب نجاة الأمة،أمره أمري و طاعته طاعتي،من تبعه فإنه مني و من عصاه فليس مني،و إني لما رأيته تذكرت ما يصنع به بعدي،كأني به و قد استجار بحرمي و قبري (6)فلا يجار،فاضمه في منامه إلي صدري،و آمره بالرحلة عن دار هجرتي،و ابشره بالشهادة،فيرتحل عنها إلي أرض مقتله،و موضع مصرعه،أرض كرب و بلاء،و قتل و فناء،تنصره عصابة من المسلمين،أولئك سادة شهداء أمتي يوم القيامة،كأني أنظر إليه و قد رمي بسهم فخر عن فرسه صريعا،ثم يذبح كما يذبح الكبش مظلوما»،ثم بكي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و بكي من حوله، و ارتفعت الأصوات بالضجيج،ثم قال صلّي اللّه عليه و آله و هو يقول:«اللهم إني اشكو إليك ما يلقي أهل بيتي بعدي»،ثم دخل منزله (7).2.

ص: 171


1- سوره 3 - آيه 42
2- آل عمران:42-43.
3- سوره 3 - آيه 43
4- آل عمران:42-43.
5- في المصدر:يقتل بالسم ظلما و عدوانا.
6- في المصدر:و قربي.
7- أمالي الصدوق ص 99-102.

الثاني عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال:حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال:حدّثنا محمد بن ظهير قال:حدّثنا عبد اللّه بن الفضل الهاشمي،عن الصادق جعفر بن محمد،عن أبيه،عن آبائه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي،و هو اليوم الذي أمرني اللّه تعالي ذكره فيه بنصب أخي علي بن أبي طالب علما لامتي يهتدون به من بعدي،و هو اليوم الذي أكمل فيه الدين،و اتم علي أمتي فيه النعمة،و رضي لهم الإسلام دينا».ثم قال صلّي اللّه عليه و آله:«معاشر الناس إن عليا مني و أنا من علي،خلق من طينتي (1)و هو إمام الخلق بعدي يبين لهم ما اختلفوا فيه من سنتي،و هو أمير المؤمنين،و قائد الغر المحجلين، و يعسوب المؤمنين،و خير الوصيين،و زوج سيدة نساء العالمين،و أبو الأئمة المهديين،معاشر الناس من أحب عليا أحببته،و من أبغض عليا أبغضته،و من وصل عليا وصلته،و من قطع عليا قطعته،و من جفا عليا جفوته،و من والي عليا واليته،و من عادي عليا عاديته.معاشر الناس:أنا مدينة الحكمة و علي بن أبي طالب بابها و لن تؤتي المدينة إلا من قبل الباب،و كذب من زعم أنه يحبني و يبغض عليا.معاشر الناس:و الذي بعثني بالنبوة و اصطفاني علي جميع البرية ما نصبت عليا علما لامتي في الأرض حتي نوه اللّه باسمه في سماواته،و أوجب ولايته علي جميع ملائكته» (2).

الثالث عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور قال:حدّثنا الحسين بن محمد ابن عامر عن عمه عبد اللّه بن عامر،عن ابن أبي عمير،عن حمزة بن حمران،عن أبيه،عن أبي حمزة،عن علي بن الحسين،عن أبيه،عن أمير المؤمنين صلوات اللّه عليهم أنّه جاء إليه رجل فقال له:يا أبا الحسن إنك تدعي أمير المؤمنين فمن أمرك عليهم قال:«اللّه جل جلاله أمرني عليهم»، فجاء الرجل إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا رسول اللّه أ يصدق عليّ فيما يقول إن اللّه أمره علي خلقه؟ فغضب النبي صلّي اللّه عليه و آله و قال:«إنّ عليّا أمير المؤمنين،بولاية من اللّه عز و جل عقدها له فوق عرشه، و أشهد علي ذلك ملائكته،إن عليا خليفة اللّه،و حجة اللّه،و إنه لامام المسلمين،طاعته مقرونة بطاعة اللّه،و معصيته مقرونة بمعصية اللّه،فمن جهله فقد جهلني،و من عرفه فقد عرفني و من أنكر إمامته فقد أنكر نبوتي،و من جحد إمرته فقد جحد رسالتي،و من دفع فضله فقد تنقصني،و من قاتله فقد قاتلني،و من سبه فقد سبني،لأنه مني،خلق من طينتي،و هو زوج فاطمة ابنتي،و أبو1.

ص: 172


1- في المصدر:علي خلق من طينتي.
2- أمالي الصدوق:ص 111.

ولدي الحسن و الحسين»،ثم قال صلّي اللّه عليه و آله:«أنا و علي،و فاطمة،و الحسن،و الحسين،و تسعة من ولد الحسين حجج اللّه علي خلقه.أعداؤنا أعداء اللّه و أولياؤنا أولياء اللّه» (1).

الرابع عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن محمد الصائغ العدل (2)قال:حدّثنا عيسي بن محمد العلوي قال:حدّثنا أحمد بن سليمان (3)الكوفي قال:حدّثنا الحسين (4)بن عبد الواحد قال:

حدّثنا حرب بن الحسن (5)قال:حدّثنا أحمد بن إسماعيل بن صدقة،عن أبي الجارود،عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (6)لما نزلت هذه الآية: وَ كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ (7) (8)قام رجلان (9)من مجلسهما فقالا:يا رسول اللّه هو التوراة؟

قال:«لا»،قالا:فهو الإنجيل؟

قال:«لا»،قال:فاقبل أمير المؤمنين عليه السّلام (10)فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«هو هذا،إنه الإمام الذي أحصي اللّه تبارك و تعالي فيه علم كلّ شيء» (11).

الخامس عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسين بن علي بن شعيب الجوهري قال:حدّثنا أحمد ابن يحيي بن زكريا القطّان قال:حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال:حدّثنا الفضل بن صقر العبدي قال:حدّثنا أبو معاوية،عن الأعمش،عن الصادق جعفر بن محمد عليه السّلام،عن أبيه،عن آبائه عليهم السّلام قال:

«خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عليه خميصة (12)قد اشتمل بها»،فقيل:يا رسول اللّه من كساك هذه الخميصة فقال:«قد كساني حبيبي،و صفيي،و خاصتي،و خالصتي،و المؤدي عني،و وصيي، و وارثي و أخي،و أوّل المؤمنين إسلاما،و أخلصهم ايمانا،و أسمح الناس كفّا،سيّد الناس بعدي، قائد الغر المحجلين،إمام أهل الأرض علي بن أبي طالب».فلم يزل يبكي حتي ابتل الحصي من دموعه شوقا إليه (13).2.

ص: 173


1- أمالي الصدوق:ص 116.
2- في معاني الاخبار:أحمد بن محمد بن الصقر الصائغ.
3- في المصدر:أحمد بن سلام.
4- في المصدر:الحسن.
5- في المصدر:الحارث بن الحسن.
6- في المصدر:محمد بن علي الباقر،عن أبيه،عن جده عليهم السّلام قال:....
7- سوره 36 - آيه 12
8- يس:12.
9- في المصدر:قام أبو بكر و عمر.
10- في المصدر:فهو الإنجيل؟قال:لا،قالا:فهو القرآن؟قال:لا.قال:فأقبل أمير المؤمنين علي.
11- معاني الاخبار ص 95.
12- الخميصة:ثوب اسود مربع.
13- أمالي الصدوق ص 162.

السادس عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن محمد الصائغ العدل قال:حدّثنا عيسي بن محمد العلوي قال:حدّثنا أبو عوانة قال:حدّثنا محمد بن سليمان بن بزيع الخزاز قال:حدّثنا إسماعيل بن أبان،عن سلام بن أبي عمرة الخراساني،عن معروف بن خربوذ المكي،عن أبي الطفيل عامر بن واثلة،عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا حذيفة إن حجة اللّه عليكم (1)بعدي علي بن أبي طالب،الكفر به كفر باللّه،و الشرك به شرك باللّه،و الشك فيه شك في اللّه،و الالحاد فيه الحاد في اللّه،و الانكار له انكار للّه،و الإيمان به إيمان باللّه،لأنه أخو رسول اللّه، و وصيّه،و إمام امته،و مولاهم،و هو حبل اللّه المتين،و عروته الوثقي التي لا انفصام لها،و سيهلك فيه اثنان و لا ذنب له:محب غال،و مقصّر.

يا حذيفة لا تفارقن عليا فتفارقني،و لا تخالفن عليا فتخالفني،إن عليا مني و أنا منه،من أسخطه فقد أسخطني،و من أرضاه فقد أرضاني» (2).

السابع عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن أحمد بن عبد اللّه (3)البرقي،عن أبيه،عن جده أحمد بن أبي عبد اللّه،عن أبيه محمد بن خالد،عن غياث بن إبراهيم،عن ثابت بن دينار عن سعيد ابن طريف،عن سعيد بن جبير،عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي بن أبي طالب:«يا علي أنا مدينة الحكمة و أنت بابها و لن تؤتي المدينة إلا من قبل الباب،و كذب من زعم أنه يحبني و يبغضك لأنك مني و أنا منك لحمك من لحمي،و دمك من دمي،و روحك من روحي، و سريرتك من سريرتي و علانيتك علانيتي،و أنت إمام أمتي،و خليفتي عليها بعدي،سعد من أطاعك و شقي من عصاك،و ربح من تولاك،و خسر من عاداك،و فاز من لزمك،و هلك من فارقك.

مثلك و مثل الأئمة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح من ركبها نجي،و من تخلّف عنها غرق، و مثلكم كمثل النجوم كلّما غاب نجم طلع نجم إلي يوم القيامة» (4).

الثامن عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رحمه اللّه قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال:حدّثنا سلمة بن الخطاب قال:حدّثنا أبو طاهر محمد بن تسنيم الوراق،عن عبد الرّحمن ابن كثير،عن أبيه،عن الصادق جعفر بن محمد،عن أبيه،عن آبائه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ذات يوم لأصحابه:9.

ص: 174


1- في نسخة:عليك.
2- أمالي الصدوق ص 174-175.
3- في المصدر:أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي عبد اللّه.
4- أمالي الصدوق ص 238-239.

«معاشر أصحابي إن اللّه جل جلاله يأمركم بولاية علي بن أبي طالب و الاقتداء به فهو وليكم و إمامكم من بعدي،لا تخالفوه فتكفروا و لا تفارقوه فتضلّوا.إن اللّه جل جلاله جعل عليّا علما بين الإيمان و النفاق،فمن أحبّه كان مؤمنا،و من أبغضه كان منافقا،إن اللّه جل جلاله جعل عليّا وصيي،و منار الهدي بعدي،فهو موضع سري و عيبة علمي،و خليفتي في أهلي،إلي اللّه اشكو ظالميه من أمتي» (1).

التاسع عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن أحمد بن موسي قال:حدّثنا محمد بن جعفر أبو الحسين الأسدي قال:حدّثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال:حدّثنا جعفر بن أحمد بن محمد التميمي،عن أبيه قال:حدّثنا عبد الملك بن عمير الشيباني،عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال:

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنا سيد الأنبياء و المرسلين،و أفضل من الملائكة المقربين،و أوصيائي سادة أوصياء النبيين و المرسلين،و ذريتي أفضل ذريات النبيين و المرسلين،و أصحابي الذين سلكوا منهاجي أفضل أصحاب النبيين و المرسلين،و ابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين،و الطاهرات من أزواجي أمهات المؤمنين،و أمتي خير أمة أخرجت للناس،و إني أكثر النبيين تبعا يوم القيامة ولي حوض عرضه ما بين بصري و صنعاء فيه أباريق عدد نجوم السماء،و خليفتي علي الحوض يومئذ خليفتي في الدنيا»،فقيل:و من ذاك يا رسول اللّه؟قال:«إمام المسلمين و أمير المؤمنين، و مولاهم بعدي علي بن أبي طالب يسقي منه أولياءه،و يذود عنه أعداءه كما يذود أحدكم الغريبة من الابل عن الماء»،ثم قال صلّي اللّه عليه و آله:«من أحبّ عليا و أطاعه في دار الدنيا ورد علي حوضي غدا و كان معي في درجتي في الجنّة،و من أبغض عليا في دار الدنيا و عصاه لم أره و لم يرني يوم القيامة،و اختلج دوني،و اخذ به ذات الشمال إلي النار» (2).

العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن أحمد السناني قال:حدّثنا محمد بن أبي عبد اللّه الأسدي الكوفي قال:حدّثنا موسي بن عمران النخعي،عن عمه الحسين بن يزيد،عن علي بن سالم،عن أبيه،عن سعد بن طريف،عن سعيد بن جبير،عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي:«يا علي أنت إمام المسلمين،و أمير المؤمنين،و قائد الغر المحجلين،و حجة اللّه بعدي علي الخلق أجمعين،و سيد الوصيين،و وصي سيد النبيين.

يا علي إنه لمّا عرج بي إلي السماء السابعة،و منها إلي سدرة المنتهي،و منها إلي حجب النور،5.

ص: 175


1- أمالي الصدوق ص 252-253.
2- أمالي الصدوق ص 264-265.

و اكرمني ربي جل جلاله بمناجاته قال لي:يا محمد،قلت:لبيك ربي و سعديك تباركت و تعاليت،قال:إن عليا إمام أوليائي،و نور لمن اطاعني،و هو الكلمة التي الزمتها المتقين.من أطاعه أطاعني،و من عصاه عصاني فبشره بذلك»،فقال علي:«يا رسول اللّه بلغ من قدري حتي أني اذكر هناك؟»فقال:«نعم يا علي،فاشكر ربك»،فخر عليّ ساجدا شكرا للّه علي ما أنعم به عليه،فقال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ارفع رأسك يا علي فإن اللّه قد باهي بك ملائكته» (1).

الحادي و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان،قال:حدّثنا عبد الرّحمن ابن أبي حاتم،قال:حدثني هارون بن إسحاق الهمداني،قال:حدثني عبدة بن سليمان قال:حدّثنا كامل بن العلاء،قال:حدّثنا حبيب بن أبي ثابت،عن سعيد بن جبير،عن عبد اللّه بن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي بن أبي طالب:«يا علي أنت صاحب حوضي،و صاحب لوائي،و منجز عداتي،و حبيب قلبي،و وارث علمي،و أنت مستودع مواريث الأنبياء،و أنت أمين اللّه في أرضه، و أنت حجة اللّه علي بريته،و أنت ركن الإيمان،و أنت مصباح الدجي،و أنت منار الهدي،و أنت العلم المرفوع لأهل الدنيا،من تبعك نجي،و من تخلّف عنك هلك،و أنت الطريق الواضح،و أنت الصراط المستقيم،و أنت قائد الغر المحجلين،و أنت يعسوب المؤمنين و أنت مولي من أنا مولاه،و أنا مولي كلّ مؤمن و مؤمنة،لا يحبك إلا طاهر الولادة و لا يبغضك إلا خبيث الولادة،و ما عرج بي ربي عز و جل إلي السماء قط و كلّمني ربي إلا قال:يا محمد اقرأ عليّا مني السلام،و عرّفه أنه إمام أوليائي،و نور أهل طاعتي.فهنيئا لك هذه الكرامة يا علي» (2).

الثاني و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن أحمد السناني قال:حدّثنا محمد بن جعفر الكوفي الأسدي قال:حدّثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال:حدّثنا عبد اللّه بن أحمد قال:حدّثنا القاسم بن سليمان،عن ثابت بن أبي صفية،عن سعيد ابن علاقة،عن أبي سعيد عقيصا،عن سيد الشهداء الحسين بن علي بن أبي طالب،عن سيد الأوصياء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال:

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا علي أنت أخي و أنا أخوك،أنا المصطفي للنبوّة و أنت المجتبي للامامة،أنا صاحب التنزيل و أنت صاحب التأويل،و أنا و أنت أبوا هذه الأمة.

يا علي أنت وصيي و خليفتي،و وزيري،و وارثي،و أبو ولدي،شيعتك شيعتي،و أنصارك أنصاري،و أولياؤك أوليائي،و أعداؤك أعدائي.2.

ص: 176


1- أمالي الصدوق ص 266-267.
2- أمالي الصدوق ص 272.

يا علي أنت صاحبي علي الحوض غدا،و أنت صاحبي في المقام المحمود،و أنت صاحب لوائي في الآخرة،كما أنت صاحب لوائي في الدنيا،لقد سعد من تولاك و شقي من عاداك،و ان الملائكة لتتقرب إلي اللّه تقدس ذكره بمحبتك و ولايتك،و إن أهل مودتك في السماء أكثر منهم في الأرض.

يا علي أنت أمير أمتي،و حجة اللّه عليها بعدي،قولك قولي،و أمرك أمري و نهيك نهيي، و معصيتك معصيتي،و طاعتك طاعتي،و زجرك زجري.حزبك حزبي و حزبي حزب اللّه وَ مَنْ يَتَوَلَّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغالِبُونَ (1) (2)».

الثالث و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور قال:حدّثنا الحسين بن محمد بن عامر،عن عمه عبد اللّه بن عامر قال:حدّثنا أبو أحمد محمد بن زياد الازدي،عن أبان بن عثمان الأحمر،عن أبان بن تغلب،عن عكرمة،عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي بن أبي طالب ذات يوم-و هو في مسجد قبا و الأنصار مجتمعون-:«يا علي أنت أخي و أنا أخوك،يا علي أنت وصيي و خليفتي و إمام أمتي بعدي و الي اللّه من والاك،و عادي اللّه من عاداك،و أبغض اللّه من أبغضك،و نصر اللّه من نصرك،و خذل اللّه من خذلك.

يا علي أنت زوج ابنتي و أبو ولدي،يا علي إنه لمّا عرج بي إلي السماء عهد إلي ربي فيك ثلاث كلمات فقال:يا محمد!قلت:لبيك ربي و سعديك تباركت و تعاليت فقال:إن عليا إمام المتقين،و قائد الغر المحجلين،و يعسوب المسلمين» (3).

الرابع و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن هارون الفامي قال:حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن جعفر بن جامع الحميري،عن أيوب بن نوح،عن ابن أبي عمير (4)عن أبان الأحمر عن سعد الكناني،عن الأصبغ بن نباتة،عن عبد اللّه بن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا علي أنت خليفتي علي أمتي في حياتي و بعد موتي،و أنت مني كشيث بن آدم،و كسام من نوح،و كإسماعيل من إبراهيم،و كيوشع من موسي،و كشمعون من عيسي.

يا علي أنت وصيي و وارثي،و غاسل جثتي،و أنت الذي تواريني في حفرتي و تؤدي ديني،ر.

ص: 177


1- سوره 5 - آيه 56
2- المائدة:56،و الحديث أخرجه الصدوق في أماليه ص 295-296.
3- في المصدر:و يعسوب المؤمنين.و الحديث ذكره الصدوق في أماليه ص 314-315.
4- في المصدر:محمد بن أبي عسير.

و تنجز عداتي.

يا علي أنت أمير المؤمنين،و إمام المسلمين،و قائد الغر المحجلين،و يعسوب المتقين.

يا علي أنت زوج سيّدة النساء فاطمة ابنتي،و أبو سبطي الحسن و الحسين.

يا علي إن اللّه تبارك و تعالي جعل ذرية كل نبي من صلبه و جعل ذريتي من صلبك.

يا علي من أحبك و والاك أحببته و واليته،و من أبغضك و عاداك أبغضته و عاديته لانك مني و أنا منك.

يا علي إن اللّه طهرنا و اصطفانا،و لم يلتق لنا أبوان علي سفاح قط من لدن آدم،فلا يحبنا إلا من طابت ولادته.

يا علي ابشر بالشهادة فانك مظلوم بعدي و مقتول».فقال علي عليه السّلام:«يا رسول اللّه و ذلك في سلامة من ديني؟»قال:«في سلامة من دينك.

يا علي إنك لن تضلّ،و لن تزلّ،و لولاك لم يعرف حزب اللّه بعدي» (1).

الخامس و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال:حدثني محمد بن أبي القاسم،عن محمد بن علي الصيرفي،عن محمد بن سنان،عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد اللّه الصادق،عن أبيه عن جده عليهم السّلام قال:«بلغ أمّ سلمة زوجة النبي صلّي اللّه عليه و آله ان مولي لها ينتقص عليا و يتناوله فأرسلت إليه فلما أن صار إليها قالت:يا بني بلغني أنك تنتقص(تتنقص) عليا و تتناوله؟قال:نعم يا اماه قالت:اقعد ثكلتك امك حتي احدثك بحديث سمعته من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثم اختر لنفسك ما شئت،إنا كنا عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله تسع نسوة.و كانت ليلتي و يومي من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فأتيت الباب (2)فقلت:أدخل يا رسول اللّه؟قال:لا فكبوت كبوة شديدة مخافة أن يكون ردني من سخطه،أو نزل في شيء من السماء،ثم لم البث أن أتيت الباب الثانية فقلت:

أدخل يا رسول اللّه؟فقال:لا،فكبوت كبوة أشد من الاولي،ثم لم ألبث حتي أتيت الباب الثالثة فقلت:أدخل يا رسول اللّه؟فقال:ادخلي يا أمّ سلمة فدخلت و علي عليه السّلام جاث بين يديه،و هو يقول:

فداك أبي و أمي يا رسول اللّه إذا كان كذا و كذا فما تأمرني؟قال:آمرك بالصبر،ثم أعاد عليه القول..

ص: 178


1- أمالي الصدوق ص 328-329.
2- في المصدر:و كانت ليلتي و يومي من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فدخل النبي و هو متهلل أصابعه في أصابع علي، واضعا يده عليه،فقال:يا أمّ سلمة اخرجي من البيت و أخليه لنا،فخرجت و أقبلا يتناجيان أسمع الكلام و ما أدري ما يقولان،حتي إذا قلت:قد انتصف النهار فأتيت الباب...

الثانية،فأمره بالصبر،فأعاد عليه القول الثالثة فقال له:يا أخي إذا كان ذاك منهم فسل سيفك وضعه علي عاتقك و اضرب به قدما قدما حتي تلقاني و سيفك شاهر يقطر من دمائهم،ثم التفت إلي فقال لي:ما هذه الكآبة يا أمّ سلمة؟قلت:للذي كان من ردك لي يا رسول اللّه،فقال لي:و اللّه ما رددتك من موجدة فانك لعلي خير من اللّه و رسوله،و لكن أتيتيني و جبرائيل عن يميني،و علي عن يساري،و جبرائيل يخبرني بالاحداث التي تكون من بعدي،و أمرني أن أوصي بذلك عليا.

يا أمّ سلمة اسمعي و اشهدي هذا علي بن أبي طالب أخي في الدنيا و أخي في الآخرة (1)،يا أمّ سلمة اسمعي و اشهدي هذا علي بن أبي طالب حامل لوائي في الدنيا و حامل لوائي في الآخرة (2)،يا أمّ سلمة اسمعي و اشهدي هذا علي بن أبي طالب وصيي و خليفتي من بعدي، و قاضي عداتي،و الذائد عن حوضي،يا أمّ سلمة اسمعي و اشهدي هذا علي بن أبي طالب سيد المسلمين،و إمام المتقين،و قائد الغر المحجلين و قاتل الناكثين و القاسطين و المارقين.قلت:

يا رسول اللّه من الناكثون؟قال:الذين يبايعونه بالمدينة و ينكثون بالبصرة.قلت:من القاسطون؟ قال:معاوية و اصحابه من أهل الشام.قلت من المارقون؟قال:اصحاب النهروان».فقال مولي أمّ سلمة:فرجت عني فرج اللّه عنك،و اللّه لا سببت عليا ابدا (3).

قلت:و رواه أيضا الشيخ الطوسي في أماليه بالسند و المتن.

السادس و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رحمه اللّه قال:حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الحميري،عن أحمد بن محمد بن عيسي،عن أبيه،عن يونس بن عبد الرّحمن،عن منصور الصيقل،عن الصادق جعفر بن محمد،عن آبائه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لما اسري بي إلي السماء عهد إليّ ربي في علي ثلاث كلمات قال:يا محمد قلت:لبيك ربي فقال:إن عليا إمام المتقين،و قائد الغر المحجلين،و يعسوب المؤمنين» (4).

السابع و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رحمه اللّه قال:حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدب،عن أحمد بن علي الاصفهاني،عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي هاشم قال:حدثني يحيي بن الحسين،عن سعد بن طريف،عن الاصبغ بن نباتة،عن سلمان الفارسي قال:6.

ص: 179


1- في المصدر:يا أمّ سلمة اسمعي و اشهدي هذا علي بن أبي طالب وزيري في الدنيا و وزيري في الآخرة.
2- في المصدر:و حامل لوائي غدا في الآخرة.
3- أمالي الصدوق ص 340-341.
4- أمالي الصدوق ص 426.

سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«يا معاشر المهاجرين و الأنصار ألا أدلكم علي ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا»؟قالوا:بلي يا رسول اللّه قال:«هذا علي أخي،و وصيي،و وزيري،و وارثي، و خليفتي إمامكم فأحبوه لحبي،و اكرموه لكرامتي،فإن جبرائيل أمرني أن أقوله لكم» (1).

الثامن و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أحمد بن العلوية،عن إبراهيم بن محمد قال:حدّثنا المسعودي قال:حدّثنا علي بن القسم الكندي،عن سعد بن طالب،عن عثمان بن القاسم الأنصاري عن زيد بن أرقم قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ألا أدلكم علي ما إن استدللتم به لم تهلكوا و لم تضلوا(لن تهلكوا و لن تضلوا)»؟

قالوا:بلي يا رسول اللّه قال:«إن إمامكم و وليكم علي بن أبي طالب فوازروه،و ناصحوه، و صدقوه،فإن جبرائيل أمرني بذلك» (2).

التاسع و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عمر الحافظ بمدينة السلام قال:حدّثنا محمد بن القاسم بن زكريا،و أبو عبد اللّه الحسين بن علي السكوني قال:حدّثنا محمد بن الحسن السكوني قال:حدّثنا صالح بن أبي الأسود،عن أبي المطهر المذاري (3)عن سلام الجعفي،عن أبي جعفر الباقر عليه السّلام عن أبي برزة،عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«إن اللّه عز و جل عهد إلي في علي عهدا قلت:

يا رب بيّنه لي قال:اسمع قلت:قد سمعت قال:إن عليا راية الهدي،و إمام أوليائي،و نور من اطاعني،و هو الكلمة التي الزمتها المتقين،من أحبه أحبني،و من أطاعه أطاعني» (4).

الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمد بن الحسن الصفار،عن أحمد بن محمد بن عيسي،عن محمد بن سنان عن أبي مالك الحضرمي،عن إسماعيل بن جابر،عن أبي جعفر الباقر عليه السّلام في حديث طويل يقول فيه:إن اللّه تبارك و تعالي لما أسري بنبيه صلّي اللّه عليه و آله قال له:«يا محمد إنه قد انقضت نبوتك،و انقطع اجلك فمن لامتك من بعدك؟ فقلت:يا رب إني قد بلوت خلقك فلم أجد أحدا أطوع لي من علي بن أبي طالب فقال عز و جل:

ولي يا محمد فأبلغه أنه راية الهدي،و إمام أوليائي،و نور لمن اطاعني» (5).

الحادي و الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عمر قال:حدّثنا محمد بن الحسين قال:8.

ص: 180


1- أمالي الصدوق ص 427.
2- أمالي الصدوق ص 428.
3- في المناقب لابن المغازلي:أبي المطهر الرازي،عن الاعشي الثقفي.
4- أمالي الصدوق ص 428.
5- أمالي الصدوق ص 428.

حدّثنا أحمد بن غنم بن حكيم قال:حدّثنا شريح بن مسلمة قال:حدّثنا إبراهيم بن يوسف،عن عبد الجبار،عن الأعشي الثقفي،عن أبي صادق قال:قال علي عليه السّلام:«هي لنا أو فينا هذه الآية:

وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَي الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ (1) » (2).

الثاني و الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن علي ما جيلويه قال:حدّثنا محمد بن يحيي العطار قال:حدّثنا جعفر بن محمد الكوفي قال:حدّثنا محمد بن حسين ابن زيد،عن عبد اللّه بن الفضل،عن الصادق جعفر بن محمد،عن أبيه،عن آبائه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ليلة اسري بي إلي السماء كلّمني ربي جل جلاله فقال:يا محمد فقلت:لبيك ربي فقال:إن عليا حجتي بعدك علي خلقي،و إمام أهل طاعتي،فمن اطاعه أطاعني و من عصاه عصاني فانصبه علما لامتك يهتدون به بعدك» (3).

الثالث و الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال:حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال:حدّثنا جعفر بن سلمة الأهوازي قال:حدّثنا إبراهيم بن محمد الثقفي،عن إبراهيم بن موسي ابن اخت الواقدي قال:حدّثنا أبو قتادة الحراني،عن عبد الرّحمن بن العلاء الحضرمي،عن سعيد بن المسيب،عن ابن عباس قال:إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كان جالسا يوم و عنده علي و فاطمة و الحسن و الحسين فقال:«اللهم إنك تعلم أن هؤلاء أهل بيتي و اكرم الناس عليّ فأحب من أحبهم،و أبغض من أبغضهم و وال من والاهم،و عاد من عاداهم (4)و اجعلهم مطهرين من كل رجس،معصومين من كل ذنب،و أيدهم بروح القدس» (5).

ثم قال صلّي اللّه عليه و آله:«يا علي أنت إمام أمتي،و خليفتي عليها بعدي،و أنت قائد المؤمنين إلي الجنة، و كأني أنظر الي ابنتي فاطمة قد أقبلت يوم القيامة علي نجيب من نور،عن يمينها سبعون ألف ملك،و عن يسارها سبعون ألف ملك،و بين يديها سبعون ألف ملك،و من خلفها سبعون ألف ملك تقود مؤمنات أمتي إلي الجنة،فأيما امرأة صلّت في اليوم و الليلة خمس صلوات،و صامت شهر رمضان،و حجت بيت اللّه،و زكّت مالها،و أطاعت زوجها،و والت عليا بعدي دخلت الجنة بشفاعة ابنتي فاطمة،و أنها لسيدة نساء العالمين»فقيل له يا رسول اللّه أ هي سيدة نساء عالمها؟ك.

ص: 181


1- سوره 28 - آيه 5
2- القصص:5،و الحديث ذكره الصدوق في أماليه ص 429.
3- أمالي الصدوق ص 429.
4- في المصدر:و أعن من أعانهم.
5- في المصدر:بروح القدس منك.

فقال صلّي اللّه عليه و آله:«ذاك مريم بنت عمران،و أما ابنتي فاطمة فإنها سيدة نساء العالمين من الاولين و الآخرين و إنها لتقوم في محرابها فيسلّم عليها سبعون ألف ملك من الملائكة المقربين، و ينادونها بما نادت به الملائكة مريم فيقولون:يا فاطمة إِنَّ اللّهَ اصْطَفاكِ وَ طَهَّرَكِ وَ اصْطَفاكِ عَلي نِساءِ الْعالَمِينَ (1) (2)»ثم التفت الي علي عليه السّلام فقال:«يا علي إن فاطمة بضعة مني،و هي نور عيني، و ثمرة فؤادي،يسوؤني ما ساءها،و يسرني ما سرها،و إنها أول من يلحقني من أهل بيتي فاحسن إليها بعدي،و أما الحسن و الحسين فهما ابناي،و ريحانتاي،و هما سيدا شباب أهل الجنة، فليكونا عليك كسمعك و بصرك»،ثم رفع صلّي اللّه عليه و آله يده الي السماء فقال:«اللهم إني اشهدك أني محبّ لمن أحبهم،و مبغض لمن أبغضهم،و سلم لمن سالمهم،و حرب لمن حاربهم،و عدوّ لمن عاداهم،و وليّ لمن والاهم» (3).

الرابع و الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيي العطار قال:حدّثنا أبي،عن يعقوب بن يزيد،عن محمد بن أبي عمير،عن سيف بن عميرة،عن الاشعث ابن سوار،عن الاحنف بن قيس،عن أبي ذر الغفاري رحمه اللّه قال:كنا ذات يوم عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مسجد قبا و نحن نفر من أصحابه إذ قال:«معاشر أصحابي يدخل عليكم من هذا الباب رجل هو أمير المؤمنين، و إمام المسلمين»فنظروا (4)و كنت فيمن نظر فإذا نحن بعلي بن أبي طالب قد طلع فقام النبي صلّي اللّه عليه و آله فاستقبله و عانقه و قبّل ما بين عينيه و جاء به حتي اجلسه إلي جانبه،ثم أقبل علينا بوجهه الكريم فقال:«هذا إمامكم من بعدي،طاعته طاعتي،و معصيته معصيتي و طاعتي طاعة اللّه عز و جل و معصيتي معصية اللّه عز و جل» (5).

الخامس و الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسين بن أحمد بن ادريس رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا محمد بن عبد الجبار،عن أبي أحمد محمد بن زياد قال:حدّثنا إسماعيل بن الفضل، عن ثابت بن دينار،عن سعيد بن جبير،عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن اللّه تبارك و تعالي أوحي إليّ أنه جاعل لي من أمتي أخا و وارثا و وصيّا فقلت:يا رب من هو؟فأوحي إليّ عز و جل يا محمد إنه إمام أمتك،و حجتي عليها بعدك فقلت:يا رب من هو؟فأوحي إليّ عز و جل يا محمد ذاك من أحبه يحبني ذاك المجاهد في سبيلي و المقاتل لناكثي عهدي و القاسطين في حكمي،4.

ص: 182


1- سوره 3 - آيه 42
2- آل عمران:42.
3- أمالي الصدوق ص 436-437.
4- في المصدر:قال فنظروا.
5- أمالي الصدوق ص 484.

و المارقين من ديني ذاك وليي حقّا زوج ابنتك و أبو ولدك علي بن أبي طالب» (1).

السادس و الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي الكوفي قال:

حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال:حدّثنا محمد بن أحمد بن علي الهمداني قال:

حدثني الحسين بن علي قال:حدثني عبد اللّه بن سعيد الهاشمي قال:حدثني عبد الواحد بن غياث قال:حدّثنا عاصم بن سليمان قال:حدّثنا جويبر عن الضحاك،عن ابن عباس قال:صلّينا العشاء الآخرة ذات ليلة مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلما سلّم أقبل علينا بوجهه،ثم قال:«سينقض (2)كوكب من السماء مع طلوع الفجر فيسقط في دار أحدكم فمن سقط ذلك الكوكب في داره فهو وصيّي، و خليفتي،و الإمام بعدي».فلما كان قرب الفجر جلس كل واحد منا في داره ينتظر سقوط الكوكب في داره،و كان أطمع القوم في ذلك أبي،العباس بن عبد المطلب،فلما طلع الفجر انقض الكوكب من الهواء فسقط في دار علي بن أبي طالب فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي:«يا علي و الذي بعثني بالنبوة لقد وجبت لك الوصية و الخلافة و الإمامة بعدي»،فقال المنافقون:عبد اللّه بن أبي و أصحابه لقد ضل محمد في محبة ابن عمه و غوي و ما ينطق في شأنه إلا بالهوي،فانزل اللّه تبارك و تعالي:

وَ النَّجْمِ إِذا هَوي (3) (4) يقول عز و جل:و خالق النجم إذا هوي ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ (5) يعني في محبة علي بن أبي طالب وَ ما غَوي (6) ، وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوي (7) في شأنه، إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحي (8) (9).

السابع و الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا بهذا الحديث شيخ لأهل الري يقال له:أحمد بن الصقر الصائغ العدل قال:حدّثنا محمد بن العباس بن بسام قال:حدثني أبو جعفر محمد بن أبي الهيثم السعدي قال:حدثني أحمد بن الخطاب قال:حدّثنا أبو إسحاق الفزاري،عن أبيه،عن جعفر ابن محمد،عن أبيه،عن جده عن عبد اللّه بن عباس بمثل ذلك،إلا أنه في حديث«يهوي كوكب من السماء مع طلوع الشمس فيسقط في دار أحدكم» (10).

الثامن و الثلاثون: ابن بابويه قال:و حدّثنا بهذا الحديث شيخ لأهل الحديث يقال له:أحمد بن الحسن القطان المعروف بأبي علي بن عبدويه (11)قال:حدّثنا أبو العباس أحمد بن زكريا القطان قال:

حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال:حدّثنا محمد بن إسحاق الكوفي قال:حدّثنا إبراهيم بنل.

ص: 183


1- أمالي الصدوق ص 490.
2- في المصدر:أما إنه سينقض.
3- سوره 53 - آيه 1
4- النجم:2.
5- سوره 53 - آيه 2
6- سوره 53 - آيه 2
7- سوره 53 - آيه 3
8- سوره 53 - آيه 4
9- أمالي الصدوق ص 505-506.
10- أمالي الصدوق ص 506.
11- في المصدر:عبد ربه(عبدويه)العدل.

عبد اللّه الشجري (1)أبو إسحاق،عن يحيي بن الحسين المشهدي،عن أبي هارون العبدي،عن ربيعة السعدي قال:سألت ابن عباس عن قول اللّه عز و جل: وَ النَّجْمِ إِذا هَوي (2) قال:هو النجم الذي هوي مع طلوع الفجر فسقط في حجرة علي بن أبي طالب و كان أبي العباس يحبّ أن يسقط ذلك النجم في داره فيحوز الوصية،و الخلافة و الإمامة،و لكن اللّه أبي أن يكون ذلك غير علي بن أبي طالب،و ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء (3).

التاسع و الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي قال:حدثني محمد ابن الحسين بن حفص قال:حدثني محمد بن هارون بن إسحاق (4)الهاشمي المنصوري قال:حدّثنا قاسم بن الحسن الزبيري (5)قال:حدّثنا يحيي بن عبد الحميد قال:حدّثنا قيس بن الربيع،عن أبي هارون،عن أبي سعيد،قال:لما كان يوم غدير خم أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مناديا فنادي الصلاة جامعة، و أخذ بيد علي عليه السّلام و قال:«اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه،اللهم وال من والاه و عاد من عاداه»، فقال حسان بن ثابت:يا رسول اللّه أقول في عليّ شعرا؟فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«افعل»،فقال:

يناديهم يوم الغدير نبيهم بخم و أكرم بالنبي مناديا

يقول فمن مولاكم و وليكم؟ فقالوا:و لم يبدوا هناك التعاديا

إلهك مولانا و أنت ولينا و لن تجدن منّا لك اليوم عاصيا

فقال له:قم يا علي فانني رضيتك من بعدي إماما و هاديا

*** و كان عليّ أرمد العين يبتغي لعينيه مما يشتكيه مداويا

فداواه خير الناس منه بريقه فبورك مرقيا و بورك راقيا (6)يا

ص: 184


1- في المصدر:السنجري(السحري).
2- سوره 53 - آيه 1
3- أمالي الصدوق:ص 507.
4- في المصدر:أبو إسحاق.
5- في المصدر:الزبيدي.
6- أمالي الصدوق ص 514.و ذكر الابيات العلامة الأميني رحمه اللّه في الغدير:34/2 بلفظ: يناديهم يوم الغدير نبيهم بخم و أكرم بالنبي مناديا فقال فمن مولاكم و وليكم؟ فقالوا:و لم يبدوا هناك التعاميا إلهك مولانا و أنت نبيّنا و لن تجدن منّا لك اليوم عاصيا فقال له:قم يا علي فانني رضيتك من بعدي إماما و هاديا فمن كنت مولاه فهذا وليه فكونوا له أتباع صدق مواليا هناك دعا اللهم!وال وليه و كن للذي عادا عليا معاديا

الأربعون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أحمد بن محمد الهمداني قال:أخبرنا المنذر بن محمد قال:حدّثنا جعفر بن سليمان،عن عبد اللّه بن الفضل،عن سعد بن طريف،عن الأصبغ بن نباتة قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام في بعض خطبه:«أيها الناس اسمعوا قولي،و اعقلوه عني فإن الفراق قريب أنا إمام البرية،و وصيي سيد الخليقة،و زوج سيدة نساء هذه الأمة،و أبو العترة الطاهرة،و الأئمة الهادية،و أنا أخو رسول اللّه و وصيه،و وليه و وزيره، و صاحبه،و صفيه،و حبيبه،و خليله؛أنا أمير المؤمنين،و قائد الغر المحجلين،و سيد الوصيين.

حربي حرب اللّه،و سلمي سلم اللّه،و طاعتي طاعة اللّه،و ولايتي ولاية اللّه،و شيعتي أولياء اللّه، و أنصاري أنصار اللّه،و الذي خلقني،و لم أك شيئا لقد علم المستحفظون من اصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ان الناكثين و القاسطين و المارقين ملعونون علي لسان النبي الأمي و قد خاب من افتري» (1).

الحادي و الأربعون: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد ابن أبي عبد اللّه البرقي قال:حدثني جعفر بن عبد اللّه التاريخي (2)عن عبد الجبار بن محمد،عن داود الشعيري،عن الربيع صاحب المنصور،عن جعفر بن محمد الصادق عليه السّلام قال:قال المنصور للصادق عليه السّلام:حدثني عن فضل جدك علي بن أبي طالب حديثا لم تروه العامة؟

فقال الصادق عليه السّلام:«حدثني أبي،عن أبيه،عن جده قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لما اسري بي إلي السماء عهد الي ربي جل جلاله في علي ثلاث كلمات فقال:يا محمد،فقلت:لبيك ربي و سعديك،فقال عز و جل:إن عليا إمام المتقين،و قائد الغر المحجلين،و يعسوب المؤمنين، فبشره يا محمد بذلك فبشره النبي صلّي اللّه عليه و آله بذلك فخر علي ساجدا شكرا للّه عز و جل،ثم رفع رأسه فقال:يا رسول اللّه بلغ من قدري حتي أني أذكر هناك؟

قال نعم و إن اللّه يعرفك و انك لتذكر في الرفيق الأعلي،فقال المنصور:ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء» (3).

الثاني و الأربعون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن موسي بن المتوكل رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمد بن0.

ص: 185


1- أمالي الصدوق ص 542.
2- في المصدر:علي بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي قال:حدثني أبي،عن جده أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي قال:حدثني جعفر بن عبد اللّه النما،الناونجي.
3- قطعة من حديث مفصل للامام الصادق عليه السّلام مع المنصور،ذكره بطوله الشيخ الصدوق في أماليه ص 457- 550.

أبي عبد اللّه الكوفي،عن موسي بن عمران النخعي،عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي،عن علي بن سالم،عن أبيه،عن أبي حمزة الثمالي،عن سعد الخفاف عن الأصبغ بن نباتة،عن عبد اللّه بن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لمّا عرج بي إلي السماء السابعة،و منها إلي سدرة المنتهي،و من السدرة إلي حجب النور ناداني ربي جل جلاله:يا محمد أنت عبدي و أنا ربك فلي فاخضع، و إياي فاعبد،و عليّ فتوكل،و بي فثق،فاني قد رضيت بك عبدا و حبيبا،و رسولا،و نبيا، و بأخيك (1)خليفة و بابا،فهو حجتي علي عبادي،و إمام خلقي،و به يعرف أوليائي من أعدائي، و به يميز حزب الشيطان من حزبي،و به يقام ديني،و تحفظ حدودي،و تنفذ أحكامي،و بك و به و بالأئمة من ولده أرحم عبادي و إمائي،القائم منكم يعمر ارضي بتسبيحي،و تهليلي (2)، و تكبيري و تحميدي،و به أطهر الأرض من أعدائي،و اورثها أوليائي،و به أجعل كلمة الذين كفروا السفلي و كلمتي العليا و به احيي عبادي و بلادي بعلمي،و به أظهر الكنوز و الذخائر بمشيتي،و إياه أظهر علي الاسرار و الضمائر بإرادتي،و ايده بملائكتي (3)لتؤيده علي انفاذ أمري و اعلان ديني،ذلك وليي حقا،و مهدي عبادي صدقا» (4).

الثالث و الأربعون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني-مولي بني هاشم-قال:أخبرنا المنذر بن محمد قال:حدثني جعفر بن إسماعيل التمار (5)الكوفي قال:حدثني عبد اللّه ابن الفضل،عن ثابت بن دينار،عن سعيد ابن جبير،عن عبد اللّه بن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من أنكر إمامة علي بعدي كان كمن أنكر نبوتي في حياتي،و من أنكر نبوتي في حياتي كان كمن أنكر ربوبية ربي عز و جل» (6).

الرابع و الأربعون: ابن بابويه قال:حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن جعفر بن جامع الحميري،عن أبيه،عن يعقوب بن يزيد قال:حدثني الحسن بن علي بن فضال،عن أبي الحسن علي بن موسي الرضا (7)قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«علي مني و أنا من علي، قاتل اللّه من قاتل عليا،لعن اللّه من خالف عليا،علي إمام الخليقة بعدي،من تقدم عليا (8)فقد تقدّم عليّ،و من فارقه فقد فارقني،و من آثر عليه فقد آثر عليّ،أنا سلم لمن سالمه،و حرب لمن حاربهي.

ص: 186


1- في المصدر:و بأخيك علي.
2- في المصدر:و تهليلي و تقديسي.
3- في المصدر:و أمده بملائكتي.
4- أمالي الصدوق ص 565.
5- في المصدر:البزاز.
6- أمالي الصدوق:586.
7- في المصدر:عن أبيه،عن آبائه عليهم السّلام قال:
8- في المصدر:من تقدم علي علي.

و وليّ لمن والاه،و عدو لمن عاداه» (1).

قلت:من أول الباب إلي هنا رواية الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه قدّس سرّه في أماليه.

الخامس و الأربعون: روي الشيخ أبو جعفر بن محمد بن الحسن الطوسي رحمه اللّه في أماليه قال:

أخبرنا محمد بن محمد-يعني الشيخ المفيد رحمه اللّه-قال:أخبرنا أبو الحسن علي بن خالد المراغي قال:حدّثنا أبو بكر محمد بن صالح قال:حدّثنا عبد الأعلي بن واصل الأسدي،عن مخول بن إبراهيم،عن علي بن حزور،عن الأصبغ ابن نباتة قال:سمعت عمار بن ياسر رضي اللّه عنه يقول:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي عليه السّلام:«إن اللّه قد زينك بزينة لم يزين العباد بزينة أحب الي اللّه منها،زينك بالزهد في الدنيا،و جعلك لا ترزأ (2)منها شيئا و لا ترزأ منك شيئا،و وهب لك حب المساكين فجعلك ترضي بهم أتباعا و يرضون بك إماما،فطوبي لمن أحبك و صدق فيك،و ويل لمن أبغضك و كذب عليك،فأما من أحبك و صدق فيك فأولئك جيرانك في دارك،و شركاؤك في جنتك،و أما من أبغضك و كذب عليك،فحق علي اللّه أن يوقفه موقف الكاذبين» (3).

السادس و الأربعون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمد بن محمد-يعني المفيد-قال:أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد قال:حدثني أبي،عن سعد ابن عبد اللّه،عن أحمد ابن محمد بن عيسي،عن بكر بن صالح،عن الحسن بن علي،عن عبد اللّه بن إبراهيم قال:حدثني الحسين بن زيد،عن جعفر بن محمد،عن أبيه،عن جده عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لما اسري بي إلي السماء و انتهيت الي سدرة المنتهي نوديت:يا محمد استوص بعلي خيرا فإنه سيد المسلمين،و إمام المتقين،و قائد الغر المحجلين يوم القيامة» (4).

السابع و الأربعون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمد بن محمد قال:حدّثنا أبو الحسن علي ابن محمد الكاتب قال:أخبرني الحسن بن علي الزعفراني قال:أخبرنا إبراهيم ابن محمد الثقفي قال:حدّثنا عثمان ابن أبي شيبة،عن عمرو بن ميمون،عن جعفر بن محمد عليهما السّلام،عن أبيه،عن جده عليهم السّلام قال:قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام علي منبر الكوفة:«أيها الناس إنه كان لي1.

ص: 187


1- أمالي الصدوق ص 589.
2- قال ابن الاثير في النهاية:/218/2«لم يرزآني شيئا»اي لم يأخذا مني شيئا.
3- أمالي الطوسي:184/1.ط:النجف الاشرف.البحار:28/40.
4- أمالي الطوسي:196/1.

من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عشر خصال،لهن أحب إليّ مما طلعت عليه الشمس،قال لي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا علي أنت أخي في الدنيا و الآخرة،و أنت اقرب الخلائق إليّ يوم القيامة في الموقف بين يدي الجبار،و منزلك في الجنة مواجه منزلي كما يتواجه منازل الاخوان في اللّه عز و جل و أنت الوارث مني،و أنت الوصي من بعدي في عداتي و اسرتي،و أنت الحافظ لي في أهلي عند غيبتي و أنت الإمام لامتي،و أنت القائم بالقسط في رعيتي،و أنت وليي و وليي ولي اللّه،و عدوك عدوي و عدوي عدو اللّه» (1).

الثامن و الأربعون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمد بن محمد قال:أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال:حدّثنا أبو الحسن علي بن سعيد المنقري قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن محمد بن أبي هاشم قال:حدثني يحيي بن الحسين،عن سعد بن طريف،عن الأصبغ بن نباتة،عن سلمان الفارسي رضي اللّه عنه قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«يا معاشر المهاجرين و الأنصار ألا أدلكم علي ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا؟»قالوا:بلي يا رسول اللّه،قال:«هذا علي أخي،و وزيري، و خليفتي (2).إمامكم فاحبوه لحبي،و اكرموه لكرامتي،فإن جبرائيل أمرني أن أقول لكم ما قلت» (3).

التاسع و الأربعون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمد بن محمد قال:أخبرني المظفر بن محمد البلخي قال:حدّثنا محمد بن جبير (4)قال:حدّثنا عيسي قال:أخبرنا مخول بن إبراهيم قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن الأسود،عن محمد بن عبيد اللّه،عن عمر بن علي،عن أبي جعفر عليه السّلام،عن آبائه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن اللّه عهد إليّ عهدا فقلت:رب بيّنه لي؟قال:اسمع قلت:سمعت قال:

يا محمد إن عليا راية الهدي بعدك،و إمام أوليائي،و نور من أطاعني،و هو الكلمة التي الزمها اللّه المتقين فمن أحبه فقد أحبني،و من أبغضه فقد أبغضني،فبشره بذلك» (5).

الخمسون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت قال:أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة قال:أخبرنا محمد بن هارون الهاشمي قراءة عليه قال:أخبرنا محمد بن مالك بن الأبرد النخعي قال:حدّثنا محمد بن فضيل بن غزوان الضبي قال:حدّثنا غالب الجعفي (6)ي.

ص: 188


1- أمالي الطوسي:196/1-197.
2- في المصدر:و وارثي و خليفتي.
3- أمالي الطوسي:226/1-227.
4- في المصدر:جرير.
5- أمالي الطوسي:250/1.
6- في المصدر:الجهني.

عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين،عن أبيه،عن جده عن علي بن أبي طالب قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لما اسري بي إلي السماء،ثم من السماء إلي السماء،ثم إلي سدرة المنتهي اوقفت بين يدي ربي عز و جل فقال لي:يا محمد فقلت لبيك ربي و سعديك قال:قد بلوت خلقي فأيهم وجدت اطوع لك؟قال:فقلت رب عليا،قال:صدقت يا محمد،فهل اتخذت لنفسك خليفة يؤدي عنك و يعلّم عبادي من كتابي ما لا يعلمون؟قال:قلت اختر لي فإن خيرتك خير لي، قال:قد اخترت لك عليا فاتخذه لنفسك خليفة و وصيا و نحلته (1)علمي و حلمي و هو أمير المؤمنين حقا،لم يقلها أحد قبله و لا أحد بعده.

يا محمد:علي راية الهدي،و إمام من أطاعني،و نور أوليائي،و هو الكلمة التي الزمتها المتقين.من أحبه فقد أحبني،و من أبغضه فقد أبغضني،فبشره بذلك يا محمد فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:

ربي قد بشرته فقال علي:أنا عبد اللّه و في قبضته إن يعذبني فبذنوبي و لم يظلمني (2)و ان يتم لي ما وعدني فاللّه أولي بي.

فقال:اللهم اجل قلبه و اجعل ربيعه الإيمان (3)قال:قد فعلت ذلك به يا محمد غير أني مختصه بشيء من البلاء لم اخص به أحدا من أوليائي.قال:قلت رب أخي و صاحبي.قال:إنه قد سبق في علمي أنه مبتلي،و مبتلي به،و لو لا علي لم يعرف أوليائي و لا أولياء رسلي».

قال محمد بن مالك:فلقيت نصر بن مزاحم المنقري فحدثني عن غالب الجهني،عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده عن علي قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لما اسري بي إلي السماء»و ذكر مثله سواء.

قال محمد بن مالك:فلقيت علي بن موسي بن جعفر فحدثني عن أبيه (4)،عن جده،عن الحسين بن علي،عن علي قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لما اسري بي إلي السماء ثم من السماء إلي السماء،ثم الي سدرة المنتهي»-و ذكر الحديث بطوله (5).

الحادي و الخمسون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا جماعة،عن أبي المفضل قال:حدّثنا محمد ابن القاسم بن زكريّا المحاربي،قال:حدّثنا حسين بن نصر بن مزاحم المنقري قال:حدّثنا إبراهيم4.

ص: 189


1- في المصدر:فاني قد نحلته.
2- في المصدر:و لم يظلمني شيئا.
3- في المصدر:الإيمان بك.
4- في المصدر:فذكرت له هذا الحديث فقال:حدثني به أبي موسي بن جعفر عن أبيه جعفر عن أبيه..
5- أمالي الطوسي:353/1-354.

ابن الحكم بن ظهير،عن أبيه،عن منصور بن سابور الترجمي (1)عن عبد اللّه بن بريدة،عن أبيه بريدة بن حصيب الأسلمي قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«عهد إلي ربي تعالي عهدا فقلت:يا رب بيّنه لي،فقال:يا محمد اسمع،عليّ راية الهدي،و إمام أوليائي،و نور من اطاعني،و هو الكلمة التي الزمتها المتقين،فمن أحبّه فقد أحبّني،و من أبغضه فقد أبغضني،فبشره بذلك.قال:قلت:أجل، قلت:و اجعل دينه الإيمان في قلبه.قال قد فعلت.ثم قال:إني مختصه ببلاء لم يصب به أحد من خلقي قال:قلت:أخي و صاحبي،قال:ذلك مما قد سبق مني إنه مبتلي و مبتلي به» (2).

الثاني و الخمسون: الشيخ الطوسي في مجالسه قال:أخبرنا جماعة،عن أبي المفضل قال:

حدّثنا أبو عبد اللّه بن محمد بن المطلب الشيباني (3)سنة ست عشرة و ثلاثمائة-و فيها مات-قال:

حدّثنا إبراهيم بن بشر بالكوفة.قال:حدّثنا منصور ابن أبي نويرة الأسدي،قال:حدّثنا عمرو بن شمر،عن إبراهيم بن عبد الأعلي،عن سعد بن حذيفة ابن اليمان،عن أبيه قال:آخي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بين الأنصار و المهاجرين اخوة الدين،و كان يواخي بين الرجل و نظيره،ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب فقال:«هذا أخي»قال حذيفة:فرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله سيّد المرسلين،و إمام المتقين و سيد ولد آدم، و رسول رب العالمين،الذي ليس له من الأنام شبه و لا نظير،و علي بن أبي طالب أخوه (4).

قلت:و روي هذا الحديث من طرق المخالفين أحمد بن حنبل في مسنده قال:أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي يرفعه الي سعد بن حذيفة،عن أبيه حذيفة بن اليمان قال:آخي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بين المهاجرين و الأنصار و كان يواخي بين الرجل و نظيره،ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب فقال:هذا أخي،قال حذيفة:فرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله سيد المسلمين (5)و إمام المتقين،و رسول رب العالمين الذي ليس له شبيه و لا نظير و علي أخوه (6).

قال مصنف هذا الكتاب«هو أخوه»معناه هو نظيره فماله عليه السّلام من الحالات و الصفات هو لعلي عليه السّلام إلا النبوة.3.

ص: 190


1- في المصدر:البرجمي.
2- أمالي الطوسي:127/2.
3- في المصدر:أبو عبد اللّه بن المطلب الشيباني.
4- أمالي الطوسي:199/2-200.
5- في بعض المصادر:سيد المرسلين.
6- رواه عن مسند أحمد بن حنبل:«القندوزي»في ينابيع المودة ص 57،و«الامر تسري»في أرجح المطالب ص 424. و ذكره باللفظ المذكور:الحافظ ابن المغازلي في مناقب أمير المؤمنين عليه السّلام ص 38،و ابن هشام في السيرة النبوية: 504/1 و ابن كثير في البداية و النهاية:226/3.

الثالث و الخمسون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه رحمه اللّه قال:حدّثنا محمد بن موسي بن المتوكل قال:حدّثنا محمد ابن جعفر الأسدي قال:

حدثني موسي بن عمران النخعي،عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي،عن محمد بن سنان،عن المفضل بن عمر الجعفي قال:قال أبو عبد اللّه جعفر بن محمد عليهما السّلام:«إن اللّه تعالي ضمن للمؤمن ضمانا.قال قلت:و ما هو؟قال ضمن له إن أقرّ للّه بالربوبية،و لمحمد صلّي اللّه عليه و آله بالنبوّة،و لعلي عليه السّلام بالإمامة،و أدي ما افترض عليه أن يسكنه في جواره فقال قلت:هذه و اللّه هي الكرامة التي لا يشبهها كرامة الآدميين.ثم قال أبو عبد اللّه عليه السّلام:اعملوا قليلا تنعموا كثيرا» (1).1.

ص: 191


1- أمالي الطوسي:201/1.
فصل في النص علي أمير المؤمنين عليه السّلام في جملة الأئمة الاثني عشر

من طريق الخاصة الرابع و الخمسون: الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه في كتاب النصوص علي الأئمة الاثني عشر بإسناده قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي:«يا علي إن اللّه تبارك و تعالي وهب لك حب المساكين،و المستضعفين في الأرض،فرضيت بهم إخوانا و رضوا بك إماما فطوبي لك و لمن أحبّك و صدق فيك،و ويل لمن أبغضك و كذب عليك،يا علي أنت المدينة و أنت بابها و ما تؤتي المدينة إلاّ من بابها،يا علي أهل مودتك كل أواب حفيظ (1)و أهل ولايتك كل أشعث ذي طمرين (2)لو أقسم علي اللّه عز و جل لأبر قسمه يا علي إخوانك في أربعة أماكن فرحون:عند خروج أنفسهم و أنا و أنت شاهدهم،و عند المساءلة في قبورهم،و عند العرض،و عند الصراط.

يا علي:حربك حربي،و حربي حرب اللّه،و سلمك سلمي،و سلمي سلم اللّه،من حاربك فقد حاربني،و من حاربني فقد حارب اللّه،و من سالمك فقد سالمني و من سالمني فقد سالم اللّه.

يا علي:بشر شيعتك أن اللّه قد رضي عنهم و رضوا بك لهم قائدا و رضوا بك وليا.

يا علي:أنت مولي المؤمنين و قائد الغر المحجلين،و أنت أبو سبطي،و أبو الأئمة التسعة من صلب الحسين،و منا مهدي هذه الأمة،يا علي:شيعتك المنتجبون،و لو لا أنت و شيعتك ما قام للّه دين» (3).

الخامس و الخمسون: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن الحسين بن محمد قال:حدّثنا أبو محمد هارون بن موسي،قال:حدّثنا محمد بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن عيسي بن المنصور

ص: 192


1- الاواب:التائب.و المراد بالحفيظ من يحافظ علي توبته إذا تاب.
2- الاشعث:من كان شعره مغبرا متلبدا.و الطمر:الثوب البالي.و هما هنا كنايتان عن عدم التوغل في زخارف الدنيا.
3- رواه المجلسي في البحار:347/36-348 عن كفاية الاثر.

الهاشمي (1)،قال:حدّثنا عمار بن محمد الثوري قال:حدّثنا سفيان،عن أبي الحجاف داود بن أبي عوف،عن الحسن بن علي عليهما السّلام قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي عليه السّلام:«أنت وارث علمي، و معدن حكمي،و الإمام بعدي،فإذا استشهدت فابنك الحسن،فإذا استشهد الحسن فابنك الحسين،و إذا استشهد الحسين فابنه علي يتلوه تسعة من صلب الحسين أئمة اطهار،فقلت:

يا رسول اللّه فما أسماؤهم؟قال:علي و محمد و جعفر و موسي و علي و محمد و علي و الحسن و المهدي من صلب الحسين،يملأ اللّه به الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما» (2).

السادس و الخمسون: ابن بابويه قال:أخبرنا محمد بن عبد اللّه بن المطلب قال:حدّثنا أبو السيد أحمد بن محمد بن السيد المدني باصبهان،قال:حدّثنا عبد العزيز ابن إسحاق بن جعفر،عن عبد الوهاب بن عيسي المروزي،قال:حدّثنا الحسن بن علي (3)البلوي قال:حدّثنا عبد اللّه بن يحيي (4)عن علي بن هاشم،عن حزور،عن الأصبغ بن نباتة قال:سمعت عمران بن حصين يقول:سمعت النبي صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي:«أنت الإمام (5)و الخليفة بعدي،تعلّم الناس (6)ما لا يعلمون،و أنت أبو سبطي و زوج ابنتي،و من ذريتكم العترة الأئمة المعصومون»،فسأله سلمان عن الأئمة فقال:«هم عدد نقباء بني إسرائيل» (7).

السابع و الخمسون: ابن بابويه قال:أخبرنا القاضي المعافي بن زكريا قال:حدّثنا علي بن عقبة، عن ابيه قال:حدثني الحسين بن علوان،عن أبي علي الخراساني،عن معروف بن خربوذ،عن أبي الطفيل،عن علي عليه السّلام قال:«قال لي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت الوصي علي الأموات من أهل بيتي، و الخليفة علي الأحياء من أمتي،حربك حربي،و سلمك سلمي،أنت الإمام أبو الأئمة،أحد عشر من صلبك أئمة مطهرون معصومون،و منهم المهدي الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا، فالويل لمبغضيهم (8).

يا علي لو أن رجلا أحب في اللّه حجرا لحشره اللّه معه،إن محبيك و شيعتك و محبي أولادكم.

ص: 193


1- في البحار:محمد بن أحمد بن عبد اللّه الهاشمي،عن عيسي بن أحمد.
2- ذكره المجلسي في البحار:340/36 عن كفاية الاثر.
3- في البحار:الحسين بن علي بن محمد البلوي.
4- في البحار:عبد اللّه بن نجيح.
5- في البحار:أنت وارث علمي،و أنت الإمام.
6- في البحار:تعلم الناس بعدي.
7- رواه المجلسي ف البحار:330/36-331،عن كفاية الاثر.
8- في البحار:فالويل لمبغضكم.

و الأئمة بعدك يحشرون معك،و أنت معي في الدرجات العلي،و أنت قسيم الجنة و النار،تدخل محبيك الجنة و مبغضيك النار» (1).

الثامن و الخمسون: ابن بابويه قال:أخبرنا محمد بن عبد اللّه بن المطلب الشيباني،قال:حدّثنا أبو بكر محمد بن هارون الدينوري،قال:حدّثنا محمد بن العباس المصري قال:حدّثنا عبد اللّه بن إبراهيم الغفاري قال:حدّثنا حريز بن عبد اللّه الحذاء قال:حدّثنا إسماعيل بن عبد اللّه قال:قال الحسين بن علي عليه السّلام:«لما أنزل اللّه تبارك و تعالي هذه الآية: وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلي بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللّهِ (2) (3)سألت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عن تأويلها فقال:و اللّه ما يعني بها غيركم،و أنتم أولو الأرحام، فإذا مت فأبوك عليّ أولي بي و بمكاني،فإذا مضي أبوك فاخوك الحسن أولي به،فإذا مضي الحسن فأنت أولي به.فقلت:يا رسول اللّه فمن بعدي؟قال:ابنك من بعدك (4)فإذا مضي فابنه محمد أولي به من بعده،فإذا مضي محمد فابنه جعفر أولي به و بمكانه من بعده،فإذا مضي جعفر فابنه موسي أولي به من بعده،فإذا مضي موسي فابنه علي أولي به من بعده،فإذا مضي علي فابنه الحسن أولي به من بعده،فإذا مضي الحسن وقعت الغيبة في التاسع من ولدك،فهذه الأئمة التسعة من صلبك،أعطاهم اللّه علمي و فهمي،طينتهم من طينتي،ما لقوم يؤذونني فيهم؟لا أنالهم اللّه شفاعتي يوم القيامة» (5).

التاسع و الخمسون: الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة:عن جماعة،عن أبي عبد اللّه الحسين بن علي بن سفيان البزوفري،عن علي بن سنان الموصلي العدل،عن علي بن الحسن (6)،عن أحمد ابن محمد بن الخليل،عن جعفر بن محمد المصري (7)عن عمه الحسن ابن علي،عن أبيه،عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد،عن أبيه الباقر،عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين،عن أبيه الحسين الزكي الشهيد،عن أبيه أمير المؤمنين عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله-في الليلة التي كانت فيها وفاته- لعلي عليه السّلام:يا أبا الحسن أحضر صحيفة و دواة فأملي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله وصيّته حتي انتهي إلي هذا الموضع فقال:يا علي إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماما،و من بعدهم اثنا عشر مهديا فأنت يا علي أول الاثني عشر الإمام،سمّاك اللّه تعالي في سمائه عليا المرتضي،و أمير المؤمنين و الصديقد.

ص: 194


1- البحار:325/36-325.
2- سوره 33 - آيه 6
3- الاحزاب:6.
4- في البحار:ابنك علي أولي بك من بعدك.
5- رواه المجلسي في البحار:343/36-344 عن كفاية الاثر.
6- في المصدر:الحسين.
7- في المصدر:جعفر بن أحمد.

الأكبر،و الفاروق الأعظم،و المأمون و المهدي،فلا تصلح هذه الأسماء لأحد غيرك،يا علي أنت وصي علي أهل بيتي حيهم و ميتهم،و علي نسائي،فمن ثبّتها لقيتني غدا،و من طلقتها فأنا منها بريء و لم ترني،و لم أرها في عرصة القيامة و أنت خليفتي علي أمتي من بعدي فإذا حضرتك الوفاة فسلّمها إلي ابني الحسن البر الوصول،فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلي ابني الحسين الشهيد الزكي المقتول،فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلي ابنه سيد العابدين ذي الثفنات علي،فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلي ابنه محمد باقر العلم،فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلي ابنه جعفر الصادق،فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلي ابنه موسي الكاظم،فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلي ابنه علي الرضا،فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلي ابنه محمد التقي (1)فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلي ابنه علي الناصح،فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلي ابنه الحسن الفاضل،فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلي ابنه المستحفظ من آل محمد فذلك اثنا عشر إماما،ثم يكون من بعده اثنا عشر مهديا،فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلي ابنه أول المقربين ثلاثة أسماء (2)اسم كاسمي و اسم أبي و هو عبد اللّه و أحمد و الاسم الثالث المهدي،هو أول المؤمنين» (3).

الستون: ابن بابويه في كتاب النصوص قال:حدّثنا محمد بن عبد اللّه الشيباني،و القاضي أبو الفرج المعافي بن زكريا البغدادي،و الحسين (4)بن محمد بن سعيد،و الحسن بن علي بن الحسين (5)الرازي،جميعا قالوا:حدّثنا أبو علي محمد بن همان بن سهل الكاتب،قال:حدّثنا الحسن بن محمد بن جمهور القميّ (6)عن أبيه محمد بن جمهور قال:حدثني عثمان بن عمر قال:

حدّثنا شعبة بن سعيد بن إبراهيم عن عبد الرّحمن الأعرج،عن أبي هريرة قال:كنت عند النبي صلّي اللّه عليه و آله و أبو بكر و عمر و الفضل بن العباس و زيد بن حارثة و عبد اللّه بن مسعود إذ دخل الحسين بن علي عليه السّلام فأخذه النبي صلّي اللّه عليه و آله و قبله ثم قال:«حزقة حزقة،ترق عين بقة»و وضع فمه علي فمه ثم قال:«اللهم إني أحبه فأحبه و أحب من يحبه،يا حسين أنت الإمام ابن الإمام أبو الأئمة،تسعة من ولدك أئمة أبرار».

فقال له عبد اللّه بن مسعود:ما هؤلاء الأئمة الذين ذكرتهم في صلب الحسين؟فأطرق مليا،ثمي.

ص: 195


1- في المصدر:محمد الثقة التقي.
2- في المصدر:له ثلاثة أسام.
3- الغيبة ص 96-97،ط النجف الاشرف،و ذكره المجلسي في البحار:/36ص 260-261.
4- في البحار:الحسن.
5- في البحار:الحسن.
6- في البحار:العمي.

رفع رأسه فقال:«يا عبد اللّه سألت عظيما و لكني أخبرك أن ابني هذا-و وضع يده علي كتف الحسين عليه السّلام-يخرج من صلبه ولد مبارك سمي جده علي عليه السّلام يسمي العابد و نور الزهاد،و يخرج اللّه من صلب عليّ ولدا اسمه اسمي،و أشبه الناس بي،يبقر العلم بقرا و ينطق بالحق و يأمر بالصواب،و يخرج اللّه من صلبه كلمة الحق،و لسان الصدق».فقال له ابن مسعود:فما اسمه يا نبي اللّه؟فقال:«يقال له:جعفر صادق في قوله و فعله،الطاعن عليه كالطاعن عليّ،و الراد عليه كالراد عليّ».ثم دخل حسان بن ثابت و أنشد في رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله شعرا و انقطع الحديث.

فلما كان من الغد صلي بنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثم دخل بيت عائشة و دخلنا معه أنا و علي بن أبي طالب و عبد اللّه بن العباس،و كان من دأبه صلّي اللّه عليه و آله إذا سئل أجاب و إذا لم يسأل ابتدأ فقلت له:بأبي أنت و أمي يا رسول اللّه ألا تخبرني بباقي الخلفاء من صلب الحسين؟قال:«نعم يا أبا هريرة.و يخرج اللّه من صلب جعفر مولودا نقيّا طاهرا أسمر ربعة (1)سمي موسي بن عمران؟ثم قال له ابن عباس:ثم من يا رسول اللّه؟قال:يخرج من صلب موسي علي ابنه يدعي بالرضا،موضع العلم،و معدن الحلم ثم قال عليه السّلام بأبي المقتول في أرض الغربة،و يخرج من صلب علي ابنه محمد المحمود أطهر الناس خلقا و أحسنهم خلقا؛و يخرج من صلب محمد علي ابنه،طاهر الحسب،صادق اللهجة؛و يخرج من صلب علي الحسن،الميمون النقي الطاهر الناطق عن اللّه،و أبو حجة اللّه؛ و يخرج من صلب الحسن قائمنا أهل البيت،يملأها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،له هيبة موسي،و حكم داود،و بهاء عيسي.ثم تلا: ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (2) (3)»فقال له علي بن أبي طالب:«بأبي أنت و أمّي يا رسول اللّه من هؤلاء الذين ذكرتهم؟»قال:«يا علي اسماء الأوصياء من بعدك،و العترة الطاهرة و الذرية المباركة»،ثم قال:«و الذي نفس محمد بيده لو أن عبدا عبد اللّه ألف عام ثم ألف عام بين الركن و المقام،ثم أتاني جاحدا لولايتهم لأكبه اللّه في النار كائنا من كان».

قال أبو علي ابن همام:العجب كل العجب من أبي هريرة يروي هذه الأخبار ثم ينكر فضائل أهل البيت عليهم السّلام (4).

الحادي و الستون: ابن بابويه قال:أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن سعيد ابن علي الخزاعي قال:حدّثنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد الصفواني قال:حدّثنا أبو هاشم عمر بن عبد اللّهر.

ص: 196


1- الربعة:الوسيط القامة.
2- سوره 3 - آيه 34
3- آل عمران:34.
4- رواه المجلسي في البحار:312/36-314 عن كفاية الاثر.

المقري قال:حدّثنا أسد بن موسي (1)قال:حدّثنا عبد اللّه بن حكيم الهمداني عن أبي بكر الرهني (2)عن الحجاج بن أرطاة،عن عطية العوفي،عن أبي سعيد الخدري قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول للحسين بن علي:«أنت الإمام ابن الإمام و أخو الإمام تسعة من صلبك أئمة أبرار و التاسع قائمهم» (3).

الثاني و الستون: ابن بابويه قال:أخبرنا محمد بن عبد اللّه الشيباني قال:حدّثنا محمد بن يعقوب الكليني قال:حدثني محمد بن يحيي العطار،عن سلمة بن الخطاب،عن محمد بن خالد الطيالسي،عن سيف بن عميرة،و صالح بن عقبة جميعا عن علقمة الحضرمي (4)،عن الصادق عليه السّلام قال:«الأئمة اثنا عشر»قلت (5):يا ابن رسول اللّه فسمهم لي فقال:«من الماضين علي بن أبي طالب و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي ثم أنا»،قلت:فمن بعدك يا ابن رسول اللّه؟ قال:«إني قد أوصيت إلي ابني موسي و هو الإمام بعدي»،قلت:فمن بعد موسي؟قال:«علي ابنه يدعي الرضا يدفن في أرض الغربة من خراسان،ثم بعد علي ابنه محمد،ثم بعد محمد ابنه علي و بعد علي ابنه الحسن،و المهدي من ولد الحسن،ثم قال عليه السّلام:حدثني أبي عن أبيه عن جده،عن علي بن أبي طالب قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا علي إن قائمنا إذا خرج تجتمع إليه ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا عدد رجال بدر فإذا حان وقت خروجه يكون له سيف مغمود يناديه السيف:قم يا ولي اللّه فاقتل أعداء اللّه» (6).

الثالث و الستون: ابن بابويه قال:حدثني علي بن الحسين بن محمد بن مندة قال:حدّثنا محمد ابن الحسين الكوفي المعروف بأبي الحكم قال:حدّثنا إسماعيل بن موسي بن إبراهيم قال:حدّثنا سليمان بن حبيب،قال:حدثني شريك،عن حكيم ابن جبير،عن إبراهيم النخعي،عن علقمة بن قيس قال:خطبنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علي منبر الكوفة خطبة اللؤلؤة،فقال فيما قال في آخرها:«ألا و إني ظاعن عنكم عن قريب،و منطلق إلي مغيب،فارتقبوا الفتنة الأموية و المملكة الكسروية،و إماتة ما أحياه اللّه،و إحياء ما أماته اللّه،و اتخذوا صوامعكم بيوتكم،0.

ص: 197


1- في المخطوطة:إسماعيل بن موسي.
2- في البحار:الراهبي.
3- مناقب آل أبي طالب:295/1.كفاية الاثر ص 4-5،البحار:/36ص 291.
4- في كفاية الاثر.علقمة بن محمد الحضرمي.
5- في كفاية الاثر:قال:قلت:.
6- كفاية الاثر ص 36 ط ايران،البحار:409/36-410.

و عضوا علي مثل جمر الغضا (1)،و اذكروا اللّه كثيرا فذكره أكبر لو كنتم تعلمون.

ثم قال:و تبني مدينة يقال لها الزوراء،بين دجلة و دجيل و الفرات،فلو رأيتموها مشيّدة بالجص و الآجر،مزخرفة بالذهب و الفضة،و اللازورد المستسقي و المرمر و الرخام و أبواب العاج و الآبنوس،و الخيم و القباب و الستارات،و قد عليت بالساج و العرعر و الصنوبر (2)و الشب، و شيدت بالقصور،و توالت عليها بني الشيصبان (3)أربعة و عشرون ملكا علي عدد سني الملك (4)،فيهم السفاح و المقلاص و الجموع و الخدوع و المظفر و المؤنث و النظار و الكبش و المهتور و العيار و الصلعم و المستسغب و العلام و الرهبان و الخليع و السيار و المترف و الكديد و الأكتب و المسرف و الكلب و الوشمي و الصلام و الغسوق (5)،و تعمل القبة الغبراء ذات الفلاة الحمراء،و في عقبتها قائم الحق يسفر عن وجهه بين أجنحته الأقاليم كالقمر (6)المضيء بين الكواكب الدرية،ألا و ان لخروجه علامات عشرة أولها:طلوع الكوكب ذي الذنب،و يقارب من الجاري،و يقع فيه هرج و مرج و شغب،و تلك علامات الخصب،و من علامة إلي علامة عجب، فإذا انقضت العلامات العشرة إذ ذاك يظهر منا القمر الأزهر و تمت كلمة الاخلاص للّه علي التوحيد».

فقال له رجل يقال له عامر بن كثير:يا أمير المؤمنين لقد أخبرتنا عن أئمة الكفر و خلفاء الباطل فاخبرنا عن أئمة الحق و ألسنة الصدق بعدك،قال:«نعم لعهد عهده إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ان هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماما تسعة من صلب الحسين و قد قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:لما عرج بي إلي السماء نظرت إلي ساق العرش فإذا مكتوب فيه لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه أيدته بعلي و نصرته بعلي،و رأيت اثني عشر نورا فقلت:يا رب انوار من هذه؟فنوديت يا محمد هذه أنوار الأئمة من ذريتك فقلت:ء.

ص: 198


1- عضن عضا:أمسكنه باسنانه.الغضا:شجر من الاثل خشبه من أصلب الخشب و جمره يبقي زمنا طويلا لا ينطفي.
2- الساج:شجر عظيم صلب الخشب(معرب كاج).و العرعر:شجر يشبه السرو ينبت في الجبال.و الصنوبر: شجر رفيع الورق دائم الخضرة.
3- في الانصاف:ملوك بني الشيبان،و في البحار:ملوك بني الشيصبان.
4- في كفاية الاثر:علي عدد سني الملك الكديد،و في البحار:علي عدد سني الكديد.
5- في الانصاف:و المهتور و العثار و المضطلم و المستصعب و العلام و الرهبان و الخليع و السيار و المترف و الكديد و الأكتب و المثرب و الاكلب و الوثيم و الظلام و العينوق.
6- في الانصاف:يسفر عن وجهه بين الاقاليم كالقمر.و أسفر الصبح:أي أضاء.

يا رسول اللّه أ فلا تسميهم لي؟فقال:نعم أنت الإمام و الخليفة بعدي،تقضي ديني،و تنجز عداتي، و بعدك ابناك الحسن و الحسين،و بعد الحسين ابنه علي بن الحسين زين العابدين،و بعد علي ابنه محمد يدعي بالباقر،و بعد محمد ابنه جعفر يدعي بالصادق و بعد جعفر ابنه موسي يدعي بالكاظم،و بعد موسي ابنه علي يدعي بالرضا،و بعد علي ابنه محمد يدعي بالزكي،و بعد محمد ابنه علي و يدعي بالتقي و بعد علي ابنه الحسن يدعي بالامين القائم من ولد الحسين سميي و أشبه الناس بي،يملأها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما».قال الرجل:يا أمير المؤمنين فما بال قوم وعوا ذلك من رسول اللّه ثم دفعوكم عن هذا الأمر و انتم الاعلون نسبا بالنبي صلّي اللّه عليه و آله و فهما بالكتاب و السنة؟قال:«أرادوا قلع أوتاد الحرم،و هتك سور أشهر الحرم من بطون البطون و نور نواظر العيون،بالظنون الكاذبة،و الأعمال البائرة،بالاعوان الجائرة،في البلدان المظلمة، و البهتان المهلكة،بالقلوب الجريّة فراموا هتك الستور الزكية،و كسر آنية التقية (1)و مشكاة يعرفها الجميع،عين الزجاجة و مشكاة المصباح و سبل الرشاد،و خيرة الواحد القهار،حملة بطون القرآن،فالويل لهم من طمطام النار،و من رب كريم متعال،بئس القوم من خفضني و حاولوا الادهان في دين اللّه،فإن يرفع عنا محن البلوي حملناهم من الحق علي محضه،و إن يكن الاخري فلا تأس علي القوم الفاسقين» (2).

الرابع و الستون: ابن بابويه عن علي بن الحسين بن محمد قال:حدّثنا محمد بن الحسين ابن».

ص: 199


1- في البحار:و كسر آنية اللّه النقية.
2- رواه السيد البحراني في كتابه الانصاف ص 232-237-ط ايران 1386 ه عن النصوص علي الأئمة الاثني عشر لابن بابويه،و رواه الشيخ الخزاز القمي في كفاية الاثر ص 28-29 ط ايران،و عنه الشيخ المجلسي في البحار:354/36-356.و قال بعد ذكر الحديث. «الشيصبان اسم الشيطان،و انما عبر عنهم بذلك لأنهم كانوا شرك شيطان.و المشهور أن عدد خلفاء بني العباس كان سبعة و ثلاثين،و لعله عليه السّلام انما عد منهم من استقر ملكه و امتد،لا من تزلزل سلطانه و ذهب ملكه سريعا، كالامين و المنتصر و المستعين و المعتز و أمثالهم. و الكديد إما كناية عن المعتز فالمراد بسنيه أعوام عمره فإن عمره حين مات كان أربعا و عشرين سنة،فيكون ما ذكره عليه السّلام عند العد علي خلال فالترتيب؛أو كناية عن المقتدر و يكون المراد بسنيه مدة خلافته و كانت أربعة و عشرين سنة و أحد عشر شهرا و ثمانية عشر يوما و كان ثامن عشرهم و في العد أيضا الكديد هو الثامن عشر و المتقي أيضا كانت مدّة خلافته أربعا و عشرين سنة و أشهرا،فيحتمل أن يكون اشارة إليه بناء علي سقوط جماعة قبله لعدم تمكنهم كما مر.و في بعض النسخ«علي عدد سني الملك»أي علي عدد سني ملكهم و سلطنهم،أهملها و لم يذكرها،و في روايات هذه الخطبة اختلافات كثيرة».

الحكم الكوفي ببغداد قال:حدثني الحسين بن حمدان الحصيبي قال:حدّثنا عثمان بن سعيد العمري.قال:حدّثنا أبو عبد اللّه محمد بن إسماعيل الحسني (1)قال:حدثني خلف بن المغلس قال:حدثني نعيم بن جعفر قال:حدثني أبو حمزة الثمالي،عن أبي خالد الكابلي عن علي بن الحسين،عن أبيه الحسين عليهما السّلام قال:«دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو متفكر مغموم،فقلت:

يا رسول اللّه ما لي أراك متفكرا فقال:يا بني إن الروح الأمين قد أتاني فقال:يا رسول اللّه العلي الأعلي يقرؤك السلام و يقول لك:إنك قد قضيت نبوتك و استكملت ايامك،فاجعل الاسم الاكبر و ميراث العلم و آثار النبوة عند علي بن أبي طالب فاني لا أترك الأرض إلا و فيها عالم يعرف بطاعتي (2)و تعرف به ولايتي فاني لم أقطع علم النبوة من العقب من ذريتك (3)،كما لم أقطعها من ذريات الأنبياء الذين كانوا بينك و بين أبيك آدم،فقلت:يا رسول اللّه فمن يملك هذا الأمر بعدك؟ قال:أبوك علي بن أبي طالب أخي و خليفتي و يملك بعد علي الحسن ثم تملكه أنت و تسعة من صلبك،يملكه اثنا عشر إماما،ثم يقوم قائمنا يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما و يشفي صدور قوم مؤمنين من شيعته» (4).

الخامس و الستون: ابن بابويه قال:أخبرنا القاضي أبو الفرج المعافي بن زكريا البغدادي قال:

حدّثنا أبو سليمان (5)أحمد بن أبي هراسة قال:حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي،عن عبد اللّه ابن حماد الأنصاري قال:حدّثنا إسماعيل ابن أبي أويس،عن أبيه،عن عبد الحميد الأعرج،عن عطاء قال:دخلنا علي عبد اللّه بن عباس و هو عليل بالطائف و قد ضعف (6)فسلمنا عليه و جلسنا، فقال لي:يا عطاء من القوم؟فقلت:يا سيدي هم شيوخ هذا البلد،منهم:عبد اللّه بن سلمة ابن حضرم الطائفي،و عمارة بن الأجلح،و ثابت بن مالك،فما زلت أذكر له واحدا بعد واحد ثم تقدموا إليه و قالوا:يا ابن عم رسول اللّه إنك رأيت رسول اللّه و سمعت منه ما سمعت،فاخبرنا عن اختلاف هذه الأمة فقوم قدموا عليا علي غيره و قوم جعلوه بعد ثلاثة؟..

ص: 200


1- في كفاية الاثر و البحار:أبو عبد اللّه محمد بن مهران،عن محمد بن إسماعيل الحسني.
2- في كفاية الاثر و البحار:تعرف به طاعتي.
3- في كفاية الاثر و البحار:من الغيب من ذريتك.
4- رواه السيد البحراني في الانصاف ص 58-59،عن الغيبة لابن بابويه.و ذكره الخزاز في كفاية الأثر ص 24، و المجلسي في البحار:345/36-346.
5- في كفاية الاثر:أبو سليمان.
6- في كفاية الاثر،و البحار:بالطائف-في العلة التي توفي فيها و نحن زهاء ثلاثين رجلا من شيوخ الطائف- و قد ضعف...

قال:فتنفس ابن عباس فقال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«علي مع الحق و الحق مع علي (1)و هو الإمام و الخليفة بعدي،فمن تمسك به فاز و نجا،و من تخلف عنه ضل و غوي،يلي تكفيني و غسلي،و يقضي ديني،و أبو سبطي الحسن و الحسين،و من صلب الحسين تخرج الأئمة التسعة، و منا (2)مهدي هذه الأمة».فقال له عبد اللّه ابن سلمة الحضرمي:يا بن عم رسول اللّه فهلا كنت تعرفنا قبل؟فقال:و اللّه قد اديت ما سمعت و نصحت لكم و لكن لا تحبون الناصحين،ثم قال:اتقوا اللّه عباد اللّه تقية من اعتبر تمهيدا،و بقي في و جل (3)و كمش في مهل (4)،و رغب في طلب،و هرب في هرب.فاعملوا لآخرتكم قبل حلول آجالكم،و تمسّكوا بالعروة الوثقي من عترة نبيكم،فاني سمعته يقول:«من تمسك بعترتي من بعدي كان من الفائزين».

ثم بكي بكاء شديدا فقال له القوم:أ تبكي و مكانك من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مكانك؟فقال لي:يا عطاء إنما أبكي لخصلتين:هول المطلع و فراق الأحبة؛ثم تفرق القوم فقال:يا عطاء خذ بيدي و احملني إلي صحن الدار،فأخذنا بيده أنا و سعيد و حملناه إلي صحن الدار ثم رفع يديه إلي السماء و قال:

اللهم إني أتقرب إليك بمحمد و آل محمد،اللهم إني أتقرب إليك بولاية الشيخ علي بن أبي طالب.

فما زال يكررها حتي وقع علي الأرض فصبرنا عليه ساعة (5)ثم أقمناه فإذا هو ميت رحمة اللّه عليه (6).

السادس و الستون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي اللّه عنه قال:

أخبرنا محمد بن محمد (7)الهمداني قال:حدّثنا محمد بن هشام قال:حدّثنا علي بن الحسن السائح قال:سمعت الحسن بن علي العسكري يقول:حدثني أبي عن أبيه،عن جده عليهم السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي بن أبي طالب:يا علي لا يحبك إلا من طابت ولادته،و لا يبغضك إلا من خبثت ولادته،و لا يواليك إلا مؤمن و لا يعاديك إلا كافر»،فقام إليه عبد اللّه بن مسعود فقال:

يا رسول اللّه قد عرفنا علامة خبث الولادة و الكافر في حياتك ببغض علي و عداوته،فما علامة خبث الولادة و الكافر بعدك إذا أظهر الإسلام بلسانه و أخفي مكنون سريرته؟فقال عليه السّلام:«يا بند.

ص: 201


1- في كفاية الاثر:و الحق معه.
2- في المخطوطة:و منها.
3- في كفاية الاثر:و اتقي في وجل.و الوجل:الخوف.
4- أي أسرع في الخير.
5- في المخطوطة:فمر بنا عليه ساعة.
6- رواه الخزاز في كفاية الاثر ص 3-4،و المجلسي في البحار 287/36-288.
7- في كمال الدين:أحمد بن محمد.

مسعود علي بن أبي طالب إمامكم بعدي و خليفتي عليكم،فإذا مضي فابني الحسن إمامكم بعده و خليفتي عليكم،فإذا مضي فابني الحسين إمامكم بعده و خليفتي عليكم ثم تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد أئمتكم و خلفائي عليكم،تاسعهم قائم أمتي،يملأها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما؛لا يحبهم إلا من طابت ولادته و لا يبغضهم إلا من خبثت ولادته،و لا يواليهم إلا مؤمن،و لا يعاديهم إلا كافر،و من أنكر واحدا منهم فقد أنكرني،و من انكرني فقد أنكر اللّه عز و جل،و من جحد واحدا منهم فقد جحدني و من جحدني فقد جحد اللّه عز و جل،لأن طاعتهم طاعتي و طاعتي طاعة اللّه،و معصيتهم معصيتي و معصيتي معصية اللّه عز و جل،يا بن مسعود إياك أن تجد في نفسك حرجا مما قضي (1)فتكفر بعزة ربي،و ما أنا متكلف و لا ناطق (2)عن الهوي في عليّ و الأئمة من ولده،ثم قال عليه السّلام:-و هو رافع يديه إلي السماء-اللهم وال من والي خلفائي، و أئمة أمتي بعدي،و عاد من عاداهم،و انصر من نصرهم و اخذل من خذلهم،و لا تخل الأرض من قائم منهم بحجتك ظاهرا أو خافيا مغمورا لئلا يبطل دينك و حجتك و برهانك (3)ثم قال عليه السّلام:

يا بن مسعود قد جمعت لكم في مقامي هذا ما إن فارقتموه هلكتم،و إن تمسكتم به نجوتم، و السلام علي من اتبع الهدي» (4).

السابع و الستون: ابن بابويه قال:حدّثنا أبو الحسن أحمد بن ثابت الدواليبي بمدينة السلام قال:

حدّثنا محمد بن علي بن عبد الصمد الكوفي (5)قال:حدّثنا علي بن عاصم،عن محمد بن علي بن موسي،عن أبيه علي بن موسي بن جعفر،عن أبيه موسي بن جعفر،عن أبيه جعفر بن محمد،عن أبيه محمد بن علي،عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عليهم السّلام قال:«دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عنده ابي بن كعب فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:مرحبا بك يا أبا عبد اللّه يا زين السماوات و الأرض،فقال له ابي:و كيف يكون يا رسول اللّه زين السماوات و الأرض أحد غيرك؟فقال له يا ابي و الذي بعثني بالحق نبيا إن الحسين بن علي في السماء أكبر منه في الأرض فإنه مكتوب عند.

ص: 202


1- في كمال الدين:أقضي.
2- في كمال الدين:فتكفر،فوعزة ربي ما أنا متكلف و لا ناطق.
3- في كمال الدين:و برهانك و بيناتك.
4- كمال الدين:261/1-262،البحار:246/36-247.
5- في كمال الدين:حدّثنا محمد بن الفضل النحوي قال:حدّثنا محمد بن علي بن عبد الصمد.

يمين العرش مصباح هاد و سفينة نجاة و إمام غير وهن و عز و فخر،و بحر علم،ألا يكون (1)كذلك؟و إن اللّه عز و جل ركب في صلبه نطفة طيبة مباركة زكية خلقت من قبل أن يكون مخلوق في الأرحام أو يجري ماء في الأصلاب،أو يكون ليل أو نهار و لقد لقن دعوات ما يدعو بهن مخلوق إلا حشره اللّه عز و جل معه و كان شفيعه في آخرته،و فرج اللّه عنه كربه،و قضي به دينه، و يسر أمره،و أوضح سبيله،و قوّاه علي عدوه،و لم يهتك ستره»،فقال أبي:و ما هذه الدعوات يا رسول اللّه؟

قال:«إذا فرغت من صلاتك و أنت قاعد:اللهم إني أسألك بملكك و معاقد عزك و سكان سماواتك (2)و أنبيائك و رسلك قد رهقني (3)من أمري عسر،فأسألك أن تصلي علي محمد و آل محمد و أن تجعل لي من عسري يسرا،فإن اللّه عز و جل يسهل أمرك و يشرح صدرك (4)و يلقنك شهادة أن لا إله إلا اللّه عند خروج نفسك».

قال له ابي بن كعب:يا رسول اللّه فما هذه النطفة التي في صلب الحسين (5)؟قال:«مثل هذه النطفة كمثل القمر و هي نطفة تبيين و بيان،يكون من اتبعه رشيدا و من ضل عنه غويا»قال:فما اسمه و ما دعاؤه؟قال:«اسمه علي و دعاؤه:يا دائم يا ديموم،يا حي يا قيوم،يا كاشف الغم،و يا فارج الهم،و يا باعث الرسل،و يا صادق الوعد،من دعا بهذا الدعاء حشره اللّه عز و جل مع علي ابن الحسين عليه السّلام و كان قائده إلي الجنة».

قال له ابي:يا رسول اللّه فهل له من خلف و وصي (6)؟قال:«نعم له مواريث السماوات و الأرض» قال:فما معني مواريث السماوات و الأرض يا رسول اللّه؟قال:«القضاء بالحق،و الحكم بالديانة، و تأويل الأحكام (7)،و بيان ما يكون».قال:فما اسمه؟قال:«اسمه محمد و إن الملائكة تستأنس به في السماوات و الأرض،و يقول في دعائه:اللهم إن كان لي عندك رضوان و ودّ فاغفر لي و لمن اتبعني من إخواني و شيعتي و طيب ما في صلبي،فركّب اللّه في صلبه نطفة مباركة (8)زكية فاخبرني (9)أن اللّه عز و جل طيب هذه النطفة و سمّاها عنده جعفرا،و جعله هاديا مهديا،و راضيام.

ص: 203


1- في كمال الدين:و بحر علم و ذخر فلم لا يكون كذلك.
2- في كمال الدين:أسألك بكلماتك و معاقد عرشك و سكان سماواتك و أرضك.
3- في كمال الدين:أن تستجيب لي فقد رهقني.
4- في كمال الدين:و يشرح لك صدرك.
5- في كمال الدين:في صلب حبيبي الحسين.
6- في كمال الدين:أو وصي.
7- في كمال الدين:تأويل الاحلام.
8- في كمال الدين:مباركة طيبة.
9- في كمال الدين:فأخبرني جبرائيل عليه السّلام.

مرضيا،يدعو ربه فيقول في دعائه:يا ديّان غير متوان يا أرحم الراحمين اجعل لشيعتي من النار وقاء و لهم عندك رضاء،فاغفر لي ذنوبهم،و يسر امورهم و اقض ديونهم،و استر عوراتهم،و اغفر لهم الكبائر (1)التي بينك و بينهم،يا من لا يخاف الضيم و لا تأخذه سنة و لا نوم،اجعل لي من الغم فرجا (2)و من دعا بهذا الدعاء حشره اللّه عنده أبيض الوجه مع جعفر بن محمد إلي الجنة.

يا ابي و إن اللّه تبارك و تعالي ركب علي هذه النطفة نطفة زكية مباركة طيبة أنزل عليها الرحمة و سمّاها عنده موسي و جعله إماما»قال له ابي:يا رسول اللّه كلهم يتواصفون و يتناسلون و يتوارثون و يصف بعضهم بعضا؟قال:«و صفهم لي جبرائيل عليه السّلام عن رب العالمين جل جلاله»فقال:فهل لموسي دعوة يدعو بها سوي دعاء آبائه؟قال:«نعم يقول في دعائه:يا خالق الخلق،و يا باسط الرزق،و يا فالق الحب و النوي،و يا بارئ النسم و محيي الموتي و مميت الاحياء،و دائم الثبات، و مخرج النبات،افعل بي ما أنت أهله.من دعا بهذا الدعاء قضي اللّه عز و جل حوائجه و حشره يوم القيامة مع موسي بن جعفر،و إن اللّه ركب في صلبه نطفة طيبة زكية مرضية و سمّاها عنده عليا،و كان اللّه عز و جل في خلقه رضيا في علمه و حلمه و حكمه،و جعله حجة لشيعته يحتجون به يوم القيامة،و له دعاء يدعو به:اللهم أعطني الهدي،و ثبتني عليه،و احشرني عليه آمنا أمن من لا خوف عليهم و لا هم يحزنون و لا جزع (3)إنك أهل التقوي و أهل المغفرة،و إن اللّه عز و جل ركب في صلبه نطفة مباركة زكية (4)مرضية و سمّاها عنده محمد بن علي،فهو شفيع شيعته و وارث علم جده،له علامة بيّنة،و حجة ظاهرة إذا ولد يقول:لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و يقول في دعائه:يا من لا شبيه له و لا مثال،أنت اللّه لا إله إلا أنت،و لا خالق إلا أنت تفني المخلوقين و تبقي أنت،حلمت عمن عصاك،و في المغفرة رضاك.من دعا بهذا الدعاء كان محمد بن علي شفيعه يوم القيامة،و إن اللّه تبارك و تعالي ركب في صلبه نطفة زكية نائرة مباركة طيبة طاهرة سمّاها عنده علي بن محمد فألبسه السكينة و الوقار،و أودعه العلوم (5)و كل شيء مكتوم،من لقيه و في صدره شيء أنبأه به،و حذره من عدوه،و يقول في دعائه:يا نور يا برهان يا مثير يا مبين يا رب أكفني شر الشرور و آفات الدهور و أسألك النجاة يوم ينفخ في الصور.من دعار.

ص: 204


1- في كمال الدين:وهب لهم الكبائر.
2- في كمال الدين:من كل هم و غم فرجا.
3- في المخطوطة:و كمال الدين:أمن من لا خوف عليه و لا حزن و لا جزع.
4- في كمال الدين:مباركة طيبة زكية.
5- في كمال الدين:ركب في صلبه نطفة لا باغية و لا طاغية،بارة مباركة طيبة طاهرة سماها عنده عليا،فألبسها السكينة و الوقار،و أودعها العلوم و الاسرار.

بهذا الدعاء كان علي بن محمد شفيعه و قائده إلي الجنة.

و إن اللّه تبارك و تعالي ركّب في صلبه نطفة و سماها عنده الحسن بن علي فجعله نورا في بلاده، و خليفة في أرضه،و عزا لامته،و هاديا لشيعته،و شفيعا لهم عند ربهم،و نقمة علي من خالفه و حجة لمن والاه،و برهانا لمن اتخذه إماما.يقول في دعائه:يا عزيز العز في عزه أعزني (1)بعزك، و أيدني بنصرك،و أبعد عني همزات الشياطين،و ادفع عني بدفعك و امنع عني بمنعك،و اجعلني من خيار خلقك،يا واحد يا أحد،يا فرد يا صمد.من دعا بهذا الدعاء حشره اللّه-عز و جل-معه، و له نجاة من النار (2)و لو وجبت عليه.

و إن اللّه عز و جل ركّب في صلب الحسن نطفة مباركة زكية طيبة طاهرة مطهرة،يرضي بها كل مؤمن ممّن أخذ اللّه ميثاقه في ولايته (3)،و يكفر بها كل جاحد،فهو إمام نقي تقي بار مرضي هاد مهدي،أول العدل و آخره.يصدق اللّه عز و جل و يصدقه اللّه عز و جل في قوله،يخرج من تهامة حتي تظهر الدلائل و العلامات و له بالطالقان كنوز لا ذهب و لا فضة إلا خيول مطهمة (4)،و رجال مسومة (5)يجمع اللّه عز و جل من أقاصي البلاد علي عدد أهل بدر ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا معه صحيفة مختومة فيها عدد أصحابه بأسمائهم و أنسابهم و بلدانهم و صنائعهم و كلامهم و كناهم، كرارون،مجدون في طاعته»،فقال له ابي:و ما دلائله و ما علاماته يا رسول اللّه؟قال:«له علم إذا حان وقت خروجه انتشر ذلك العلم فقال:اخرج يا ولي (6)اللّه فلا يحل لك أن تقعد عن أعداء اللّه فيخرج و يقتل أعداء اللّه حيث ينتقم (7)و يقيم حدود اللّه و يحكم بحكم اللّه،فيخرج جبرائيل عن يمينه و ميكائيل عن يساره و شعيب و صالح علي مقدمته،فستذكرون ما أقول لكم و افوض أمري إلي اللّه عز و جل و لو بعد حين.).

ص: 205


1- في كمال الدين:يا عزيز اعزني بعزك.
2- في كمال الدين:و نجاه من النار.
3- في كمال الدين:أخذ ميثاقه في الولاية.
4- المطهم:التام البارع الجمال من كل شيء؟و منه«جواد مطهم»أي تام الحسن.
5- المسموم:الحسن الخلق،المعلم بعلامة يعرف بها.
6- في كمال الدين:له علم إذا حان وقت خروجه انتشر ذلك العلم من نفسه و أنطقه اللّه تبارك و تعالي فناداه العلم اخرج يا ولي اللّه فاقتل أعداء اللّه،و له رايتان و علامتان،و له سيف مغمد،فإذا حان وقت خروجه اقتلع ذلك السيف من غمده،و أنطقه اللّه عز و جل فناداه السيف اخرج يا ولي اللّه.
7- في كمال الدين:حيث ثقفهم.(و ثقفهم:أي ظفر بهم أو أدركهم).

يا ابي طوبي لمن قال به (1)،ينجيهم اللّه من الهلكة بالاقرار به و برسول اللّه و بجميع الأئمة،يفتح لهم الجنة،مثلهم في الأرض كمثل المسك يسطع ريحه فلا يتغير أبدا،و مثلهم في السماء كمثل القمر المنير الذي لا يطفئ نوره أبدا»،قال ابي:يا رسول اللّه كيف بيان هؤلاء الأئمة (2)عن اللّه عز و جل؟قال:«إن اللّه تبارك و تعالي أنزل عليّ اثني عشر خاتما،و اثنتي عشر صحيفة اسم كل إمام علي خاتمه و صفته في صحيفته» (3).

الثامن و الستون: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسين بن علي،قال:حدّثنا هارون بن موسي،قال:

حدّثنا محمد بن إسماعيل الفزاري،قال:حدّثنا عبد اللّه بن صالح كاتب الليث،قال:حدّثنا رشيد بن سعد (4)قال:حدّثنا أبو يوسف الحسين بن يوسف الأنصاري-من بني الخزرج-عن سهل بن سعد الأنصاري،قال:سألت فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عن الأئمة فقالت:«كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي:

يا علي أنت الإمام و الخليفة بعدي،و أنت أولي بالمؤمنين من أنفسهم،فإذا مضيت فابنك الحسن أولي بالمؤمنين من أنفسهم،فإذا مضي الحسن فالحسين أولي بالمؤمنين من أنفسهم،فإذا مضي الحسين فابنه علي بن الحسين أولي بالمؤمنين من أنفسهم،فإذا مضي علي فابنه محمد أولي بالمؤمنين من أنفسهم،فإذا مضي محمد فابنه جعفر أولي بالمؤمنين من أنفسهم،فإذا مضي جعفر فابنه موسي أولي بالمؤمنين من أنفسهم،فإذا مضي موسي فابنه علي أولي بالمؤمنين من أنفسهم،فإذا مضي علي فابنه محمد أولي بالمؤمنين من أنفسهم،فإذا مضي محمد فابنه علي أولي بالمؤمنين من أنفسهم،فإذا مضي علي فابنه الحسن أولي بالمؤمنين من أنفسهم،فإذا مضي الحسن فابنه القائم المهدي أولي بالمؤمنين من أنفسهم يفتح اللّه به مشارق الأرض و مغاربها» (5).

التاسع و الستون: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسن بن علي قال:حدّثنا هارون بن موسي قال:

أخبرنا محمد بن الحسن الصفار،عن يعقوب بن يزيد،عن محمد ابن أبي عمير،عن هشام (6)قال:م.

ص: 206


1- في كمال الدين:يا أبي طوبي لمن لقيه،و طوبي لمن أحبه،و طوبي لمن قال به.
2- في كمال الدين:كيف حال هؤلاء الأئمة.
3- كمال الدين:264/1-269،عيون الاخبار:48/1-52،البحار:204/36-209.
4- في البحار:رشد بن سعد.
5- كفاية الاثر ص 313،البحار:351/36-352،و آخر الحديث فيها:«يفتح اللّه به مشارق الأرض و مغاربها، فهم أئمة الحق،و ألسنة الصدق،منصور من نصرهم،مخذول من خذلهم».
6- في البحار:عن هشام بن سالم.

كنت عند الصادق جعفر بن محمد عليه السّلام إذ دخل عليه معاوية بن وهب و عبد الملك بن أعين،فقال له معاوية بن وهب:يا بن رسول اللّه ما تقول في الخبر الذي روي أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله رأي ربه،علي أي صورة رآه؟و عن الحديث الذي رووه أن المؤمنين يرون ربهم في الجنة؟علي أي صورة يرونه؟ فتبسم عليه السّلام ثم قال:«يا معاوية ما أقبح بالرجل يأتي عليه سبعون سنة أو ثمانون سنة يعيش في ملك اللّه و يأكل من نعمة اللّه (1).ثم لا يعرف اللّه حق معرفته!».

ثم قال عليه السّلام:«يا معاوية إن محمدا صلّي اللّه عليه و آله لم ير الرب تبارك و تعالي بمشاهدة العيان،و إن الرؤية علي وجهين رؤية القلب و رؤية البصر،فمن عني برؤية القلب فهو مصيب،و من عني برؤية البصر فقد كفر و كذب باللّه و آياته،لقول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من شبه اللّه بخلقه فقد كفر.و لقد حدثني أبي،عن أبيه،عن الحسين بن علي قال:سئل أمير المؤمنين عليه السّلام فقيل (2):يا أخا رسول اللّه هل رأيت ربك؟فقال:كيف أعبد من لم أره،لم تره العيون بمشاهدة العيان،و لكن رأته القلوب بحقائق الإيمان» (3).

و إذا كان المؤمن يري ربه بمشاهدة البصر فإن كل من جاز عليه البصر و الرؤية فهو مخلوق،و لا بدّ للمخلوق من خالق،فقد جعلته إذا محدثا مخلوقا و من شبهه بخلقه فقد اتخذ مع اللّه شريكا، ويلهم (4)أ لم يسمعوا قول اللّه تعالي: لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (5) (6)و قوله لموسي: لَنْ تَرانِي وَ لكِنِ انْظُرْ إِلَي الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوْفَ تَرانِي فَلَمّا تَجَلّي رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا (7) و إنما طلع من نوره علي الجبل كضوء يخرج من سم الخياط فدكدكت الأرض و ضعضعت الجبال وَ خَرَّ مُوسي صَعِقاً (8) أي ميتا،فلما أفاق و رد عليه روحه قال: سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ (9) من قول من زعم أنك تري و رجعت إلي معرفتي بك أن الأبصار لا تدركك وَ أَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (10) (11)و أول المقرين بأنك تري و لا تري و أنت بالمنظر الأعلي.

ثم قال عليه السّلام:«إن أفضل الفرائض و اوجبها علي الانسان معرفة الرب و الاقرار له بالعبودية،و حدّ المعرفة (12)أن يعرف أن لا إله غيره و لا شبيه له و لا نظير له،و أن يعرف إنه قديم مثبت،موجود غير فقيد موصوف من غير شبيه له و لا نظير له و لا مثيل،ليس كمثله شيء و هو السميع البصير؛و بعدهر.

ص: 207


1- في الانصاف:و يأكل من نعمه.
2- في الانصاف و البحار:فقيل له.
3- راجع لفظ الحديث في اصول الكافي:95/1،التوحيد ص 109 و 309،البحار:27/4 و 304.
4- في الانصاف:ويل لهم،و في البحار:ويلهم أو لم يسمعوا.
5- سوره 6 - آيه 103
6- الانعام 103/3.
7- سوره 7 - آيه 143
8- سوره 7 - آيه 143
9- سوره 7 - آيه 143
10- سوره 7 - آيه 143
11- الاعراف:143.
12- في الانصاف:أن يقر.

معرفة الرسول و الشهادة له بالنبوة،و أدني معرفة الرسول الاقرار بنبوته،و أن ما أتي به من كتاب أو أمر أو نهي فذلك عن اللّه عز و جل؛و بعده معرفة الإمام الذي قام بنعته (1)و صفته و اسمه في حال اليسر و العسر،و أدني معرفة الإمام أنه عدل (2)النبي إلا درجة النبوة و وارثه،و أن طاعته طاعة اللّه و طاعة رسول اللّه،و التسليم له في كل أمر،و الردّ إليه،و الأخذ بقوله،و يعلم أن الإمام بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي بن أبي طالب،و بعده الحسن،ثم الحسين،ثم علي بن الحسين،ثم محمد بن علي، ثم أنا،ثم بعدي موسي ابني،ثم بعده علي ابنه،و بعد علي محمد ابنه،و بعد محمد علي ابنه، و بعد علي الحسن ابنه،و الحجة من ولد الحسن.

ثم قال:يا معاوية جعلت لك في هذا أصلا فاعمل عليه،فلو كنت تموت علي ما كنت عليه لكان حالك أسوأ الأحوال،فلا يغرنك قول من زعم أن اللّه يري بالبصر،و قد قالوا أعجب من هذا، أو لم ينسبوا أبي آدم إلي المكروه،أو لم ينسبوا إبراهيم إلي ما نسبوه؟أو لم ينسبوا داود عليه السّلام إلي ما نسبوه من حديث الطير؟أو لم ينسبوا يوسف الصديق إلي ما نسبوه من حديث زليخا؟أو لم ينسبوا موسي عليه السّلام إلي ما نسبوه من القتل؟أو لم ينسبوا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي ما نسبوه من حديث زيد؟أو لم ينسبوا علي بن أبي طالب إلي ما نسبوه من حديث القطيفة؟إنهم أرادوا بذلك توبيخ الإسلام ليرجعوا علي أعقابهم،أعمي اللّه أبصارهم،كما أعمي قلوبهم،تعالي اللّه عن ذلك علوا كبيرا» (3).

السبعون: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن الحسن (4)قال:حدّثنا أبو محمد هارون بن موسي قال:

حدثني محمد بن همام قال:حدثني عبد اللّه بن جعفر الحميري قال:حدثني عمر بن علي العبدي، عن داود بن كثير الرقي،عن يونس ابن ظبيان قال:دخلت علي الصادق جعفر بن محمد عليه السّلام فقلت:

يا ابن رسول اللّه إنّي دخلت علي مالك و أصحابه فسمعت بعضهم (5)يقول:إن للّه وجها كالوجوه، و بعضهم يقول:له يدان و احتجّوا في ذلك بقوله تعالي: قالَ:يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ (6)ت.

ص: 208


1- في البحار:الإمام الذي به يأتم بنعته.
2- العدل:النظير و المثل.
3- الانصاف ص 313-316 عن النصوص علي الأئمة الاثني عشر لابن قولويه،كفاية الاثر للخزاز ص 35، البحار:54/4-55،و ج 406/36-408.
4- في البحار:علي بن الحسين،و في الانصاف:محمد بن علي بن علي بن الحسين.
5- في البحار:دخلت علي مالك و أصحابه و عنده جماعة يتكلمون في اللّه فسمعت.
6- سوره 38 - آيه 75

بِيَدَيَّ*أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ (1) (2) و بعضهم يقول هو كالشاب من ابناء ثلاثين سنة!فما عندك في هذا يا ابن رسول اللّه؟-و كان متّكأ فاستوي جالسا-فقال:«اللهم عفوك عفوك»ثم قال:

«يا يونس من زعم أن للّه وجها كالوجوه فقد أشرك،و من زعم أن للّه جوارح كجوارح المخلوقين فهو كافر باللّه فلا تقبلوا شهادته و لا تأكلوا ذبيحته،تعالي اللّه عما يصفه المشبهون بصفة المخلوقين،فوجه اللّه أنبياؤه و أولياؤه،و قوله: خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ (3) فاليد القدرة كقوله:

وَ أَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ (4) (5) فمن زعم أن اللّه في شيء،أو علي شيء،أو يحول من شيء إلي شيء،أو يخلو منه شيء أو يشتغل (6)به شيء فقد وصفه بصفة المخلوقين،و اللّه خالق كلّ شيء،لا يقاس بالمقياس (7)،و لا يشبه بالناس،و لا يخلو منه مكان (8)قريب في بعده،بعيد في قربه،ذلك اللّه ربنا لا إله غيره،فمن أراد اللّه و أحبه بهذه الصفة فهو من الموحدين،و من أحبه بغير هذه الصفة فاللّه منه بريء و نحن منه براء.

ثم قال عليه السّلام:إن اولي الألباب الذين عملوا بالفكرة حتي ورثوا منه حبّ اللّه فإن حب اللّه إذا ورثته القلوب استضاء به و أسرع إليه (9)اللّطف،فإذا نزل منزلة اللطف صار من أهل الفوائد،فإذا صار من أهل الفوائد تكلّم بالحكمة،فإذا تكلم بالحكمة صار صاحب فطنة،فإذا نزل منزلة الفطنة عمل بها في القدرة (10)فإذا عمل بها في الاطباق السبعة (11)فإذا بلغ هذه المنزلة يتقلّب في لطف (12)و حكمة و بيان،فإذا بلغ هذه المنزلة جعل شهوته و محبّته في خالقه،فإذا فعل ذلك نزل المنزلة الكبري،فعاين ربه في قلبه،و ورث الحكمة بغير ما ورثه الحكماء.و ورث العلم بغير ما ورث العلماء،و ورث الصدق بغير ما ورثه الصديقون،إن الحكماء ورثوا الحكمة بالصمت و إن العلماء ورثوا العلم بالطلب،و إن الصديقين ورثوا الصدق بالخشوع و طول العبادة،فمن أخذ بهذه السيرة إما أن يسفل و إما أن يرفع،و أكثرهم الذي يسفل و لا يرفع،فإذا لم يرع حق اللّه،و لم يعمل بما امر به فهذه صفة من لم يعرف اللّه حق معرفته،و لم يحبه حق محبّته،فلا يغرنّك صلاتهم و صيامهم،و رواياتهم و علومهم،فإنهم حمر مستنفرة.ف.

ص: 209


1- سوره 38 - آيه 75
2- ص:75.
3- سوره 38 - آيه 75
4- سوره 8 - آيه 26
5- الانفال:26.
6- في البحار:يشغل.
7- في البحار:لا يقاس بالقياس.
8- في البحار و الانصاف:و لا يخلو منه مكان،و لا يشغل به مكان.
9- في البحار:ورثه القلب و استضاء به أسرع إليه.
10- في الانصاف و البحار:عمل في القدرة.
11- في البحار:فإذا عمل في القدرة عرف الاطباق السبعة،و في الانصاف:عمل في الاطباق السبعة.
12- في البحار:صار يتقلب في فكره بلطف.

ثم قال:يا يونس إذا أردت العلم الصحيح فعندنا أهل البيت،فانّا ورثناه و اوتينا شرح الحكمة،و فصل الخطاب»،فقلت:يا بن رسول اللّه أ كلّ (1)من كان من أهل البيت ورث ما ورثتم؟ من كان من ولد علي و فاطمة عليهما السّلام؟فقال:«ما ورثه إلا الأئمّة الاثنا عشر»،فقلت:سمهم (2)يا ابن رسول اللّه؟فقال:«أوّلهم علي بن أبي طالب،و بعده الحسن و الحسين،و بعده علي بن الحسين، و بعده محمد بن علي الباقر ثم أنا،و بعدي موسي ولدي،و بعد موسي علي ابنه،و بعد علي محمد ابنه،و بعد محمد علي ابنه و بعد علي الحسن ابنه،و بعد الحسن الحجّة صلوات اللّه عليهم اصطفانا اللّه و طهرنا و آتانا ما لم يؤت أحدا من العالمين».

ثم قلت:يا بن رسول اللّه إن عبد اللّه بن مسعود (3)دخل عليك بالأمس فسألك عما سألتك فأجبته بخلاف هذا،فقال:«يا يونس كل امرئ و ما يحتمله،و لكل وقت حديثه،و إنك لأهل لما سألت فاكتمه إلا عن أهله» (4).

الحادي و السبعون: ابن بابويه قال:أخبرنا أبو عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه قال:حدّثنا أبو طالب عبد اللّه (5)بن أحمد بن يعقوب بن نضر الأنباري قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن مسروق قال:حدّثنا عبد اللّه بن شعيب (6)قال:حدّثنا محمد بن زياد التميمي (7)قال:حدّثنا سفيان بن عيينة قال:حدّثنا عمران بن داود قال:حدّثنا محمد بن الحنفية قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«قال اللّه تبارك و تعالي:لاعذبن كل رعية دانت (8)بطاعة إمام ليس مني و إن كانت الرعية في نفسها برة،و لأرحمن كل رعية دانت بامام عادل مني و إن كانت الرعية في نفسها غير برة و لا نقية،ثم قال:يا علي أنت الإمام و الخليفة بعدي،حربك حربي و سلمك سلمي،و أنت أبو سبطي و زوج ابنتي،من ذريتك الأئمة المطهرون،فأنا سيد الأنبياء و أنت سيد الأوصياء،و أنا و أنت من شجرة واحدة،و لولانا لم يخلق اللّه الجنة و لا النار و لا الأنبياء و لا الملائكة.

قال:قلت يا رسول اللّه فنحن أفضل من الملائكة (9)؟قال:يا علي نحن خير خليقة اللّه علية.

ص: 210


1- في الانصاف،و البحار:و كل.
2- في البحار:سمهم لي.
3- في كفاية الاثر،و البحار:عبد اللّه بن سعد.
4- الانصاف ص 330-334 عن النصوص علي الأئمة الاثني عشر لابن قولويه،كفاية الاثر ص 34،البحار :403/36-405.
5- في البحار:عبيد اللّه.
6- في البحار:عبد اللّه بن شبيب.
7- في كفاية الاثر،و البحار:محمد بن زياد السهمي.
8- دان دينا:اتخذ له دينا.
9- في البحار:أم الملائكة.

بسيطة الأرض،و نحن خير من الملائكة المقربين،و كيف لا نكون خيرا منهم و قد سبقناهم إلي معرفة اللّه و توحيده،فبنا عرفوا اللّه،و بنا عبدوا اللّه،و بنا اهتدوا السبيل إلي معرفة اللّه،يا علي أنت مني و أنا منك،و أنت أخي و وزيري فإذا مت ظهرت لك ضغاين في صدور قوم،و ستكون بعدي فتنة صمّاء صيلم (1)يسقط فيها كلّ وليجة و بطانة،و ذلك عند فقدان شيعتك الخامس من ولد السابع من ولدك يحزن لفقده أهل السماء و الأرض،فكم مؤمن و مؤمنة متأسف و متلهف حيران عند فقده.

ثم أطرق مليا ثم رفع رأسه و قال:بأبي و أمي سميّي و شبيهي،و شبيه موسي ابن عمران عليه جيوب النور-أو قال:جلابيب النور-يتوقّد من شعاع القدس كأني بهم آيس ما كانوا،ثم ينادي بنداء يسمعه من البعيد كما يسمعه من القريب،يكون رحمة علي المؤمنين و عذابا علي المنافقين:قلت:و ما ذاك النداء؟قال:ثلاثة أصوات في رجب:أوّلها ألا لعنة اللّه علي الظالمين، و الثاني أزفت الآزفة،و الثالث يرون بدنا بارزا مع قرن الشمس،ينادي:ألا إن اللّه قد بعث فلان بن فلان حتي ينسبه إلي علي،فيه هلاك الظالمين،فعند ذلك يأتي الفرج،و يشفي اللّه صدورهم و يذهب غيظ قلوبهم؛قلت:يا رسول اللّه فكم يكون بعدي من الأئمة؟قال:بعد الحسين تسعة و التاسع قائمهم» (2).

الثاني و السبعون: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد ابن أبي عبد اللّه البرقي،عن أبيه،عن جده أحمد بن أبي عبد اللّه،عن أبيه محمد بن خالد،عن محمد بن داود،عن محمد بن الجارود العبدي،عن الأصبغ بن نباتة قال:خرج علينا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام ذات يوم و يده في يد ابنه الحسن عليه السّلام و هو يقول:«خرج علينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و يدي في يده (3)هكذا و هو يقول:خير الخلق بعدي و سيّدهم أخي هذا،و هو إمام كل مسلم،و مولي كلّ مؤمن بعد وفاتي،و إني (4)أقول:إن خير الخلق بعدي و سيّدهم ابني هذا و هو إمام كل مؤمن و مولي كل مؤمن بعد وفاتي،ألا و إنه سيظلم بعدي كما ظلمت بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و خير الخلق و سيّدهم بعد الحسن ابني أخوه الحسين المظلوم،بعد أخيه،المقتول في أرض كربلاء،أما و إنهي.

ص: 211


1- الصيلم:الداهية.الامر الشديد.وقعة صيلمة:أي مستأصلة.
2- الانصاف ص 280-282 عن كتاب النصوص علي الأئمة الاثني عشر،كفاية الاثر ص 21،البحار:/36 337-338.و مر بلفظه في ص 42-34 من هذا الجزء.
3- في كمال الدين:ذات يوم و يدي في يده.
4- في كمال الدين:ألا و اني.

و أصحابه من سادات (1)الشهداء يوم القيامة،و من بعد الحسين تسعة من صلبه خلفاء اللّه في أرضه و حججه علي عباده،و أمناؤه علي وحيه،و أئمة المسلمين،و قادة المؤمنين،و سادة المتّقين،و تاسعهم القائم الذي يملأ اللّه به الأرض نورا بعد ظلمتها،و عدلا بعد جورها،و علما بعد جهلها،و الذي بعث محمدا أخي بالنبوّة و اختصني بالإمامة لقد نزل بذلك الوحي من السماء علي لسان الروح الامين جبرائيل،و لقد سئل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أنا عنده عن الأئمة بعده فقال للسائل:و السماء ذات البروج إن عددهم بعدد البروج،و رب الليالي و الأيام و الشهور إن عدتهم كعدة الشهور (2).فقال السائل:فمن هم يا رسول اللّه؟فوضع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يده علي رأسي فقال:أوّلهم هذا و آخرهم المهدي،من والاهم فقد والاني،و من عاداهم فقد عاداني،و من أحبّهم فقد أحبّني،و من أبغضهم فقد أبغضني،و من أنكرهم فقد أنكرني،و من عرفهم فقد عرفني،بهم يحفظ اللّه دينه،و بهم يعمر بلاده،و بهم يرزق عباده،و بهم ينزل القطر من السماء،و بهم يخرج بركات الأرض،و هؤلاء أصفيائي و خلفائي و أئمّة المسلمين و موالي المؤمنين» (3).

الثالث و السبعون: الشيخ محمد بن محمد بن النعمان المفيد في كتاب الاختصاص،عن محمد ابن علي بن بابويه قال:حدّثنا محمد بن موسي بن المتوكل،عن محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي،عن موسي بن عمران،عن عمّه الحسين بن يزيد،عن علي بن سالم،عن أبيه،عن سالم بن دينار،عن سعد بن طريف،عن الأصبغ بن نباتة قال:سمعت ابن عباس يقول:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ذكر اللّه عز و جل عبادة،و ذكري عبادة،و ذكر علي عبادة و ذكر الأئمة من ولده عبادة،و الذي بعثني بالنبوّة و جعلني خير البرية إن وصيي لأفضل الأوصياء،و إنه لحجة اللّه علي عباده،و خليفته علي خلقه، و من ولده الأئمة الهداة بعدي،بهم يحبس اللّه العذاب عن أهل الأرض،و بهم يمسك السماء أن تقع علي الأرض إلا باذنه،و بهم يمسك الجبال أن تميد بهم،و بهم يسقي خلقه الغيث،و بهم يخرج النبات،أولئك أولياؤه حقّا،و خلفاؤه صدقا (4)عدّتهم عدة الشهور و هي اثنا عشر شهرا، و عدّتهم عدة نقباء موسي بن عمران،ثم تلا هذه الآية: وَ السَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ (5) (6)ثم قال:أ تقدر يا ابن عبّاس أنّ اللّه يقسم بالسماء ذات البروج و يعني به السماء و بروجها،قلت:يا رسول اللّه فما1.

ص: 212


1- في كمال الدين:من سادة.
2- في كمال الدين:ان عددهم كعدد الشهور.
3- كمال الدين:259/1-260،البحار:253/36-254.
4- في المصدر:أولئك أولياء اللّه حقا و خلفائي صدقا.
5- سوره 85 - آيه 1
6- البروج:1.

ذاك؟قال:فاما السماء فأنا و أما البروج فالائمة بعدي اوّلهم عليّ و آخرهم المهدي صلوات اللّه عليهم اجمعين» (1).

الرابع و السبعون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن علي ما جيلويه رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي،عن أبيه،عن عبد اللّه بن القاسم،عن حيّان السراج،عن داود بن سليمان الكسائي (2)عن أبي الطفيل قال:شهدت جنازة أبي بكر يوم مات و شهدت عمر حين بويع و علي عليه السّلام جالس ناحية إذ أقبل غلام يهودي عليه ثياب حسان و هو من ولد هارون حتي وقف علي رأس عمر فقال:يا أمير المؤمنين أنت أعلم هذه الأمة بدينهم (3)و أمر نبيّهم؟فطأطأ رأسه،فقال:إياك أعني،و أعاد عليه القول،فقال له عمر:ما شأنك؟و ما ذاك؟ فقال:إني جئتك مرتادا لنفسي،شاكّا في ديني فقال (4):دونك هذا الشاب (5)قال:و من هذا الشاب؟ قال:هذا علي بن أبي طالب ابن عم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو أبو الحسن و الحسين ابني رسول اللّه،و هذا زوج فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فأقبل اليهودي علي (6)علي عليه السّلام فقال:كذلك أنت؟فقال:«نعم»، فقال اليهودي:إني اريد أن أسألك عن ثلاث و ثلاث و واحدة،فتبسم علي عليه السّلام ثم قال:«يا هاروني ما يمنعك أن تقول:سبعا» (7)قال:أسألك عن ثلاث فإن علمتهن سألتك عمّا بعدهنّ و إن لم تعلمهن علمت أنه ليس لك علم (8)،قال علي عليه السّلام:«فاني أسألك بالإله الذي تعبده إن أنا اجبتك في كل ما تريد (9)لتدعنّ دينك و لتدخلنّ في ديني»؟قال ما جئت إلا لذلك قال:«سل»،قال:فاخبرني عن أوّل قطرة دم قطرت علي وجه الأرض أي قطرة هي؟و أوّل عين فاضت علي وجه الأرض أي عين هي؟و أوّل شيء اهتز علي وجه الأرض أيّ شيء هو؟ (10)فأجابه أمير المؤمنين عليه السّلام فقال:بل

ص: 213


1- الاختصاص:ص 223-224.
2- في كمال الدين:الغساني،و في اعلام الوري:الكناني.
3- في كمال الدين و اعلام الوري:بكتابهم.
4- في اعلام الوري:شاكا في ديني اريد الحجة و اطلب البرهان.فقال له عمر.
5- في اعلام الوري:و أشار الي أمير المؤمنين.
6- في اعلام الوري:و أعلم الناس بالكتاب و السنة،فقام الغلام الي علي.
7- في اعلام الوري:ما منعك أن تقول:عن سبع.
8- في اعلام الوري:ليس فيكم عالم.
9- في اعلام الوري:لئن أجبتك عما تسألني.
10- في اعلام الوري:و أول شجرة اهتزت علي وجه الأرض أي شجرة هي؟فقال:يا هاروني أما أنتم فتقولون: أول قطرة قطرت علي وجه الأرض حيث قتل أحد ابني آدم و ليس كذلك،و لكنه حيث طمثت حواء و ذلك قبل أن تلد ابنيهما؛و أما أنتم تقولون:أول عين فاضت علي وجه الأرض العين التي ببيت المقدس و ليس هو كذلك، و لكنها عين الحياة التي وقف عليها موسي و فتاه و معهما النون المالح فسقط فيها فحيي و هذه الماء لا يصيب ميتا الا حيي.و أما أنتم فتقولون:أول شجرة اهتزت علي وجه الأرض التي كانت منها سفينة نوح عليه السّلام و ليس كذلك، و لكنها النخلة التي اهبطت من الجنة و هي العجوة،و منها تقرع كلما تري من أنواع النخلة،فقال:صدقت و اللّه الذي لا إله إلاّ هو،إني لأجد هذا في كتب أبي هارون كتابته بيده و املاء عمي موسي عليه السّلام ثم قال:أخبرني عن الثلاث الاخر:عن أوصياء محمدكم بعده من أئمة عدل؟و أين منزله في الجنة؟و من يكون ساكنا معه في الجنة في منزله؟.

أخبرني عن الثلاث الاخر،عن محمدكم بعده من إمام عدل؟و في أيّ جنة يكون؟و من الساكن معه في جنته؟قال:«يا هاروني إن لمحمد صلّي اللّه عليه و آله من الخلفاء اثنا عشر إماما عدلا لا يضرّهم من خذلهم (1)و لا يستوحشون لخلاف من خالفهم،و إنهم أرسب في الدين من الجبال الرواسي (2)في الأرض،و مسكن محمد صلّي اللّه عليه و آله في جنّة عدن مع (3)أولئك الاثنا عشر الأئمة العدول»،فقال:

صدقت و اللّه الذي لا إله إلا هو إني لاجدها في كتب أبي هارون كتبه بيده و إملاء موسي عليه السّلام (4)قال:

فأخبرني عن الواحدة فقال:«و ما هي»؟قال:فأخبرني عن وصي محمدكم يعيش بعده؟و هل يموت أو يقتل؟قال:«يا هاروني يعيش بعده ثلاثين سنة لا يزيد يوما و لا ينقص يوما (5)ثم يضرب ضربة هاهنا (6)-يعني قرنه-فتخضب هذه من هذا»،قال:فصاح الهاروني و قطع كشحته (7)ه.

ص: 214


1- في كمال الدين و اعلام الوري:لا يضرهم خذلان من خذلهم.
2- الراسبي:الثابت.
3- في اعلام الوري:جنة عدن التي ذكرها اللّه عز و جل،و غرسها بيده،و معه في مسكنه.
4- في اعلام الوري:و املاء عمي موسي.
5- قال الشيخ المجلسي في البحار:/377/36«أقول:فيه اشكال لان وفاة الرسول صلّي اللّه عليه و آله كان في صفر و شهادته عليه السّلام في شهر رمضان و كان ما بينهما ثلاثين سنة إلا خمسة أشهر و أياما فكيف يستقيم قوله عليه السّلام؟و يمكن دفعه بأن مبني الثلاثين علي التقريب،أي«لا يزيد يوما و لا ينقص»علي الموعد الذي وعدت لذلك و أعلمه، و الغرض أن لشهادتي وقتا معينا لا يتقدم و لا يتأخر.أو يقال:الكلام مبني علي ما هو المعروف عند أهل الحساب من أنهم يسقطون ما هو أقل من النصف و يتكلمون بما هو أزيد منه،فكل حد بين تسع و عشرين و نصف و بين ثلاثين و نصف من جملة مصداقاته العرفية،فلا يكون شيء منهما زائدا علي ثلاثين سنة عرفية و لا ناقصا عنها أصلا و انما يحكم بالزيادة و النقصان إذا كان خارجا عن الحدين و ليس فليس؛و فيما سيأتي«لا يزيد يوما و لا ينقص»فالضميران اما راجعان الي الثلاثين أو الي الوصي نظير قوله تعالي: لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَ لا يَسْتَقْدِمُونَ و هذا الخبر يؤيد الاخير،و علي الوجه الأول يحتمل ارجاعهما الي اللّه تعالي.
6- في أعلام الوري:و وضع يده علي قرنه و أومأ الي لحيته.
7- في اعلام الوري:و قطع كستيجه. (الكستيج):بضم الكاف و السين المهملة،خيط غليظ يشد فوق الثياب دون الزنار.

و هو يقول:أشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له،و أن محمدا عبده و رسوله،و أنك وصيّه ينبغي أن تفوق و لا تفاق،و أن تعظّم و لا تستضعف،قال:ثم مضي به علي عليه السّلام إلي منزله فعلّمه معالم الدين (1).

و قد تقدم هذا الحديث من طريق العامة فيما رواه الحمويني،و هو الحديث السادس و الأربعون في الباب الثاني عشر السابق،و هو أيضا متكرّر في كتب أصحابنا الاماميّة رواه الكليني في الكافي (2).

و روي ابن بابويه في كتاب كمال الدين و تمام النعمة قال:حدّثنا أبي رحمه اللّه قال:حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الحميري،عن محمد بن عيسي،عن عبد الرّحمن بن أبي هاشم،عن أبي يحيي المدائنيّ عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:جاء يهودي إلي عمر يسأله عن مسائل،فأرشده إلي علي بن أبي طالب عليه السّلام ليسأله فقال علي عليه السّلام:«سل»،فقال:أخبرني كم بعد نبيّكم من إمام عادل؟و في أي جنّة هو؟و من يسكن معه في جنّته قال له علي عليه السّلام:«يا هاروني لمحمد صلّي اللّه عليه و آله بعده اثنا عشر إماما عادلا،لا يضرهم خذلان من خذلهم،و لا يستوحشون بخلاف من خالفهم،أثبت في دين اللّه من الجبال الرواسي،و منزل محمد صلّي اللّه عليه و آله في جنّة عدن و الذين يسكنون معه هؤلاء الاثنا عشر إماما»،فاسلم الرجل و قال:أنت أولي بهذا المجلس من هذا،أنت الذي تفوق و لا تفاق و تعلو و لا تعلي (3).

ثم قال ابن بابويه:حدثني أبي و محمد بن الحسن رضي اللّه عنهما قالا:حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب،عن الحكم بن مسكين الثقفي،عن صالح (4)عن الإمام جعفر بن محمد عليه السّلام قال:لما هلك أبو بكر و استخلف عمر رجع عمر إلي المسجد فقعد فدخل عليه رجل فقال:يا أمير المؤمنين إني رجل من اليهود،و أنا علامتهم و قد أردت أن أسألك عن مسائل إن اجبتني عنها اسلمت،قال:ما هي؟قال:ثلاث و ثلاث و واحدة،فإن شئت سألتك و إن كان في قومك أحد أعلم منك فأرشدني إليه قال:عليك بذاك الشاب-يعني علي بن أبي طالب عليه السّلام-فأتي عليا فقال له:لم قلت:«ثلاث و ثلاث و واحدة،ألا قلت سبعا»؟قال:إن لمة.

ص: 215


1- كمال الدين:299/1-300،اعلام الوري:ص 368-369،البحار:375/36-376.
2- أصول الكافي:529/1-530،و كمال الدين:299/1،و أعلام الوري:367-369 ط طهران-1338 ه، و البحار:378/36.و قال في«ذيل الحديث:«أقول:و روي في الكافي أيضا بهذا السند،لكن الجوابات ساقطة كما في رواية الصدوق،و لعل الطبرسي ألحقها من كتاب آخر للكليني أو غيره».
3- كمال الدين:300/1،البحار:380/36.
4- في كمال الدين:صالح بن عقبة.

تجبني (1)في الثلاث اكتفيت،قال:«إن اجبتك تسلم»؟قال:نعم قال:«سل»،فقال:أسألك عن أوّل حجر وضع علي وجه الأرض،و أول عين نبعت،و أوّل شجرة (2)نبتت قال:«يا يهودي أنتم تقولون:أول حجر وضع علي وجه الأرض الذي في بيت المقدس و كذبتم،هو الحجر الذي نزل به آدم من الجنة»،قال:صدقت و اللّه إنه لبخط هارون و املاء موسي،قال:«و أنتم تقولون:إن أوّل عين نبعت علي وجه الأرض العين التي نبعت ببيت المقدس و كذبتم هي عين الحياة التي غسل فيها يوشع بن نون السمكة التي (3)شرب منها الخضر و ليس يشرب منها أحد إلا حيي»،قال:

صدقت و اللّه إنه لبخط هارون و املاء موسي قال:«و أنتم تقولون:إن أوّل شجرة نبتت علي وجه الأرض الزيتون و كذبتم،هي العجوة التي نزل بها آدم عليه السّلام من الجنة»قال:صدقت و اللّه إنه لبخط هارون و املاء موسي عليهما السّلام قال:فالثلاث الاخري:كم لهذه الأمة من إمام هدي لا يضرّهم من خالفهم، قال:«اثنا عشر إماما»قال:صدقت و اللّه إنه لبخط هارون و إملاء موسي عليهما السّلام قال:و أين يسكن نبيكم من الجنة؟قال:«في أعلاها درجة،و اشرفها مكانا،في جنات عدن»،قال:صدقت و اللّه إنه لبخط هارون و املاء موسي عليهما السّلام (4)قال:السابعة و أسألك كم يعيش وصيّه بعده؟قال:«ثلاثين سنة،ثم مه»؟قال:يموت أو يقتل؟قال:«يقتل،يضرب علي قرنه فتخضب لحيته»،قال:صدقت و اللّه إنه لبخط هارون و إملاء موسي (5).

و روي ابن بابويه أيضا في هذا الكتاب قال:أخبرنا أبو سعيد محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق المذكّر بنيسابور قال:حدّثنا أبو يحيي زكريا بن يحيي بن الحرث (6)البزّاز قال:حدّثنا عبد اللّه بن مسلم الدمشقي قال:حدّثنا إبراهيم بن يحيي الأسلمي المديني،عن عمّار بن حريز (7)، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال:شهدنا الصلاة علي أبي بكر ثم اجتمعنا إلي عمر بن الخطاب فبايعناه و أقمنا أيّاما نختلف إلي المسجد حتّي سمّوه أمير المؤمنين فبينا نحن جلوس عنده يوما إذ جاءه يهودي من يهود المدينة و هم يزعمون أنه من ولد هارون أخي موسي عليهما السّلام حتي وقف عليي.

ص: 216


1- في كمال الدين و الخصال:أنا إذن جاهل إنك إن لم تجبني.
2- في كمال الدين:نبتت علي وجه الأرض،فقال عليه السّلام:يا يهودي.
3- في كمال الدين:و هي العين التي شرب.
4- في الخصال و كمال الدين:ثم قال:فمن ينزل بعده في منزله؟قال:اثنا عشر إماما،قال:صدقت و اللّه إنه لبخط هارون و املاء موسي،ثم قال:
5- الخصال:476/2-477،كمال الدين:300/1-302.
6- في كمال الدين:الحارث.
7- في كمال الدين:عمارة بن جوني.

عمر فقال له:يا أمير المؤمنين أيّكم أعلم بعلم نبيّكم و بكتاب ربكم حتي أسأله عمّا اريد؟قال:

فأشار عمر إلي علي عليه السّلام فقال له اليهودي:أ كذلك أنت يا عليّ؟قال (1):«سل عما تريد»،قال:إنّي أسألك عن ثلاث و عن ثلاث و عن واحدة،فقال له علي عليه السّلام:«لم لا تقول إني أسألك عن سبع؟» فقال له اليهودي:أسألك عن ثلاث فإن أصبت فيهن سألتك عن الثلاث الاخر،فإن أصبت فيهن سألتك عن الواحدة،و إن أخطأت في الثلاث الأول لم أسألك عن شيء،فقال له علي عليه السّلام:«و ما يدريك إذا سألتني فأجبتك أخطأت أم أصبت؟»فقال:فضرب يديه إلي كمّه فأخرج كتابا عتيقا فقال:هذا ورثته عن آبائي و أجدادي إملاء موسي بن عمران و خطّ هارون،و فيه الخصال التي اريد أن أسألك عنها،فقال علي عليه السّلام:«علي أنّ لي عليك إن اجبتك فيهن بالصواب أن تسلم»،فقال اليهودي:و اللّه إن أجبتني فيهنّ بالصواب لأسلمن الساعة علي يديك،قال له علي عليه السّلام:«سل»،قال:

أخبرني عن أوّل حجر وضع علي وجه الأرض؟و أخبرني عن أول شجرة نبتت علي وجه الأرض؟ و أخبرني عن أوّل عين نبعت علي وجه الأرض؟

فقال له علي عليه السّلام:«يا يهودي أمّا أوّل حجر وضع علي وجه الأرض فإن اليهود يزعمون أنّها صخرة بيت المقدس،و كذبوا و لكنه الحجر الاسود الذي نزل به آدم عليه السّلام معه من الجنة فوضعه في ركن البيت و الناس يتمسحون به و يقبّلونه و يجددون العهد و الميثاق فيما بينهم و بين اللّه عز و جل»،قال له اليهودي:أشهد باللّه لقد صدقت،قال له علي عليه السّلام:«و أمّا أوّل شجرة نبتت علي وجه الأرض فإن اليهود يزعمون أنّها الزيتونة و كذبوا و لكنّها نخلة من العجوة،نزل بها آدم عليه السّلام معه من الجنة و بالفحل فأصل النخلة كلّه من العجوة»،قال له اليهودي:اشهد باللّه لقد صدقت قال له علي عليه السّلام:«و أمّا أوّل عين نبعت علي وجه الأرض فانّ اليهود يزعمون أنّها العين التي نبعت تحت صخرة بيت المقدس و كذبوا و لكنّها عين الحياة التي نسي عندها صاحب موسي السمكة المالحة فلمّا أصابها ماء العين عاشت و سربت (2)فأتبعها موسي عليه السّلام و صاحبه فلقيه الخضر»،قال اليهودي:أشهد باللّه لقد صدقت،قال له علي عليه السّلام:«سل عن الثلاث الاخر»،قال:أخبرني عن هذه الامّة كم لها بعد نبيّها من إمام عدل؟و أخبرني عن منزل محمد اين هو من الجنة؟و من يسكن معه في منزله؟قال له علي عليه السّلام:«يا يهودي يكون لهذه الأمة بعد نبيّها اثنا عشر إماما عدلا،لا يضرّهم خلاف من خالفهم»؛قال له اليهودي:اشهد باللّه لقد صدقت،قال له علي عليه السّلام:«و منزل محمد صلّي اللّه عليه و آله من الجنّة في جنة عدن و هي وسط الجنان و أقربها من عرش الرّحمن جلّ جلاله»،قال لهه.

ص: 217


1- في كمال الدين:قال:نعم،سل عما تريد.
2- سرب:اي ذهب علي وجهه.

اليهودي:أشهد باللّه لقد صدقت،قال له علي عليه السّلام:«و الذين يسكنون معه في الجنة هؤلاء الأئمة الاثنا عشر»،قال له اليهودي:أشهد باللّه لقد صدقت قال له علي عليه السّلام:«سل عن الواحدة»قال:

أخبرني عن وصي محمد في أهله كم يعيش بعده،و هل يموت موتا أو يقتل قتلا؟قال له علي عليه السّلام:

«يا يهودي:يعيش بعده ثلاثين سنة،و تخضب منه هذه من هذا-و أشار إلي لحيته و رأسه-»قال:

فوثب إليه اليهودي فقال:أشهد أن لا إله إلا اللّه و أشهد أن محمدا رسول اللّه و أنّك وصي رسول اللّه (1).

الخامس و السبعون: احاديث اللوح-ابن بابويه في كتاب كمال الدين و تمام النعمة قال:حدّثنا أبي و محمد بن الحسن رضي اللّه عنهما قالا:حدّثنا سعد بن عبد اللّه و عبد اللّه بن جعفر الحميري جميعا،عن أبي الحسن صالح بن أبي حمّاد،و الحسن بن طريف جميعا عن بكر بن صالح.

و حدّثنا أبي و محمد بن موسي بن المتوكل،و محمد بن علي ماجيلويه،و أحمد بن علي بن إبراهيم،و الحسن بن إبراهيم ناتانة (2)،و أحمد بن زياد الهمداني رضي اللّه عنهم قالوا جميعا:

حدّثنا علي بن إبراهيم،عن أبيه إبراهيم بن هاشم،عن بكر بن صالح،عن عبد الرّحمن بن سالم، عن أبي بصير،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:قال أبي عليه السّلام لجابر بن عبد اللّه الأنصاري:«إن لي إليك حاجة فمتي يخف عليك أن أخلو بك فأسألك عنها»،قال له جابر:في أي الاوقات شئت،فخلا به (3)فقال له:«يا جابر أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد امي فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و ما أخبرتك به أنّه في ذلك اللوح مكتوبا».

قال جابر:أشهد باللّه أني لمّا دخلت علي امك فاطمة عليها السّلام في حياة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله اهنيها بولادة الحسين عليه السّلام فرأيت في يدها لوحا اخضر ظننت أنّه من زمرد،و رأيت فيه كتابة أبيض مثل نور يشبه الشمس (4)فقلت لها:بأبي أنت و أمي يا بنت رسول اللّه ما هذا اللوح؟فقالت:«هذا اللوح أهداه اللّه جل جلاله إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فيه اسم أبي و اسم بعلي و اسم ابني و اسماء الأوصياء من ولدي فأعطانيه أبي يبشرني بذلك» (5)فقال له:يا جابر هل لك أن تعرضه عليّ (6)؟قال نعم:فمشي معه؟.

ص: 218


1- كمال الدين:294/1-296.
2- في المصدر:ابن ناتانة.
3- في المصدر:فخلا به أبو جعفر عليه السّلام.
4- في المصدر:كتابة بيضاء شبيهة بنور الشمس.
5- في المصدر:ليسرني بذلك.
6- في المصدر:قال جابر:فأعطتنيه امك فاطمة عليها السّلام فقرأته و انتسخته،فقال له أبي:فهل لك يا جابر أن تعرضه عليّ؟.

أبي عليه السّلام حتي انتهي إلي منزل جابر فأخرج إلي أبي صحيفة من رقّ،فقال له أبي:«يا جابر أنظر أنت في كتابك لأقرأه أنا عليك»،فنظر جابر في نسخته فقرأ عليه أبي عليه السّلام فو اللّه ما خالف حرف حرفا، فقال جابر:فاني اشهد باللّه أني هكذا رأيته في اللوح مكتوبا:

بسم اللّه الرّحمن الرحيم هذا كتاب من اللّه العزيز العليم لمحمد نوره و سفيره و حجابه و دليله، نزل به الروح الأمين من عند رب العالمين،عظم يا محمد أسمائي،و اشكر نعمائي،و لا تجحد آلائي،إني أنا اللّه لا إله إلا أنا قاصم الجبارين و مذل الظالمين،و مبير المتكبّرين،و ديّان يوم الدين، إني أنا اللّه لا إله إلا أنا فمن رجا غير فضلي،أو خاف غير عدلي،عذبته عذابا لا اعذبه أحدا من العالمين،فإياي فاعبد،و عليّ فتوكل،إني لم أبعث نبيا فاكملت أيّامه،و انقضت مدّته،إلا جعلت له وصيا،و إني فضلتك علي الأنبياء،و فضلت وصيّك علي الأوصياء و أكرمته بعدك بسبطيك (1)الحسن و الحسين،فجعلت حسنا معدن علمي بعد انقضاء مدّة أبيه،و جعلت حسينا خازن وحيي، و اكرمته بالشهادة،و ختم له بالسعادة،فهو أفضل من استشهد و أرفع الشهداء درجة،جعلت كلمتي التامة معه،و الحجة البالغة عنده،بعترته اثيب و اعاقب،أوّلهم علي سيد العابدين،و زين أوليائي الماضين،و ابنه سمي جده المحمود،محمد الباقر لعلمي و المعدن لحكمتي،سيهلك المرتابون في جعفر الراد عليه كالراد عليّ،حق القول مني لاكرمن جعفرا (2)و لأسرنه في أشياعه و انصاره و أوليائه،و انتجبت بعده موسي،و انتجبت بعده فتاه (3)،لأن خيط فرضي لا ينقطع و حجّتي لا تخفي،و أن أوليائي لا يشقون أبدا،ألا و من جحد واحدا منهم فقد جحد نعمتي،و من غير آية من كتابي فقد افتري عليّ،و ويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدة عبدي موسي و حبيبي و خيرتي،ان المكذب (4)للثامن مكذب بجميع أوليائي،و علي وليي و ناصري،أضع عليه أعباء النبوّة و امتحنه بالاضطلاع،يقتله عفريت مستكبر،يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح (5)إلي جنب شر خلقي،حق القول مني لا قرن عينه بمحمد ابنه و خليفته من بعده،فهو وارث علمي، و معدن حكمي،و موضع سري،و حجتي علي خلقي،و جعلت الجنة مثواه،و شفعته في سبعين من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار،و أختم بالسعادة لابنه علي وليي و ناصري،و الشاهد فين.

ص: 219


1- في المصدر:و اكرمتك بشبليك بعده و بسبطيك.
2- في المصدر:لاكرمن مثوي جعفر.
3- في المصدر:و انتحبت بعد موسي فتنة عمياء حندس،لان.
4- في المصدر:ألا ان المكذبين.
5- في المصدر:العبد الصالح ذو القرنين.

خلقي،و اميني علي وحيي،اخرج منه الداعي إلي سبيلي،و الخازن لعلمي الحسن،ثم اكمل ذلك بابنه رحمة للعالمين،عليه كمال موسي و بهاء عيسي و صبر أيوب،ستذل أوليائي في زمانه و يتهادون رءوسهم كما تتهادي رءوس الترك و الديلم فيقتلون و يحرقون و يكونون خائفين مرعوبين و جلين،تصبغ الأرض بدمائهم،و ينشأ الويل (1)و الرنين في نسائهم،أولئك أوليائي حقا،بهم أدفع كل فتنة عمياء حندس،و بهم اكشف الزلازل،و أدفع عنهم الآصار و الأغلال،أولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمة و اولئك هم المهتدون.

قال عبد الرّحمن بن سالم،قال أبو بصير:لو لم تسمع في دهرك إلا هذا الحديث لكفاك،فصنه إلا عن أهله (2).

ثم قال ابن بابويه:و حدّثنا أبو محمد الحسن بن حمزة العلوي قال:حدّثنا أبو جعفر محمد بن الحسين (3)ابن درست السروري،عن جعفر بن محمد بن مالك قال:حدّثنا محمد بن عمران الكوفي،عن عبد الرّحمن بن أبي نجران،عن صفوان بن يحيي،عن إسحاق بن عمار،عن أبي عبد اللّه الصادق عليه السّلام أنّه قال:«يا إسحاق ألا أبشّرك؟»قلت:بلي جعلت فداك يا بن رسول اللّه فقال:

«وجدنا صحيفة بإملاء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و خط أمير المؤمنين،فيها:بسم اللّه الرّحمن الرحيم هذا كتاب من اللّه العزيز الحكيم».و ذكر الحديث مثله سواء إلا أنّه قال في آخره:ثم قال الصادق عليه السّلام:«يا إسحاق هذا دين الملائكة و الرسل فصنه عن غير أهله يصنك اللّه و يصلح بالك،ثم قال:من آمن بهذا أمن من عقاب اللّه عز و جل» (4).

ثم قال ابن بابويه:و حدّثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني-رضي اللّه عنه- قال:حدّثنا الحسن بن إسماعيل،قال:حدّثنا سعيد بن محمد القطان (5)قال:حدّثنا عبد اللّه بن موسي الروياني أبو تراب،عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني،عن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السّلام،قال:حدثني عبد اللّه بن محمد بن جعفر،عن أبيه،عن جده أنن.

ص: 220


1- في المصدر:و يفشو الويل.
2- كمال الدين:308/1-311،و ذكره الشيخ الكليني في اصول الكافي:527/1-528،و الشيخ الطوسي في كتابه الغيبة:93-95،و الطبرسي في اعلام الوري ص 371-373،و في الاحتجاج للشيخ أبي علي الطبرسي: 84/1-87 ط النجف الاشرف،و البحار:196/36-197.
3- في اعلام الوري:محمد بن الحسن.
4- كمال الدين:312/1 و فيه:«من دان بهذا أمن من عقاب اللّه»،عيون الاخبار:36/1 ط النجف،اعلام الوري ص 373،البحار:200/36.
5- في كمال الدين:محمد بن القطان.

محمد بن علي باقر العلم عليهما السّلام جمع ولده و فيهم زيد بن علي (1)ثم اخرج كتابا إليهم بخط علي عليه السّلام و إملاء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مكتوب فيه:«هذا كتاب من اللّه العزيز الحكيم».و ذكر حديث اللّوح إلي الموضع الّذي يقول فيه:أولئك هم المهتدون.

ثم قال في آخره قال عبد العظيم:العجب كلّ العجب لمحمّد بن جعفر و خروجه إذ سمع أباه عليه السّلام يقول هكذا و يحكيه،ثم قال:«هذا سر اللّه و دينه و دين ملائكته فصنه إلا عن أهله و أوليائه» (2).

ثم قال ابن بابويه:حدّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدّب،و أحمد بن هارون الفامي (3)- رضي اللّه عنهما-قالا:حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري،عن أبيه،عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري الكوفي،عن مالك السلولي،عن درست عن عبد الحميد (4)،عن عبد اللّه بن القاسم،عن عبد اللّه بن جبلة،عن أبي السفاتج،عن جابر الجعفي،عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السّلام،عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:دخلت علي مولاتي فاطمة عليها السّلام و قدّامها لوح يكاد ضوؤه يغشي الأبصار،فيه اثنا عشر اسما ثلاثة في ظاهره،و ثلاثة في باطنه،و ثلاثة اسماء في آخره و ثلاثة أسماء في طرفه،فعددتها فإذا هي اثنا عشر اسما فقلت:أسماء من هؤلاء؟قالت:«هذه أسماء الأوصياء اوّلهم ابن عمي و أحد عشر من ولدي،آخرهم المهدي»،قال جابر:فرأيت فيها محمدا محمدا محمدا في ثلاثة مواضع،و عليّا و عليّا و عليّا و عليّا في أربعة مواضع (5).

ثم قال ابن بابويه:و حدّثنا أحمد بن محمد العطار (6)رحمه اللّه قال:حدّثنا أبي،عن محمد بن الحسين ابن أبي الخطاب،عن الحسن بن محبوب،عن أبي الجارود،عن أبي جعفر عليه السّلام،عن جابر ابن عبد اللّه الأنصاري قال:دخلت علي فاطمة عليها السّلام و بين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء،فعددت اثني عشر اسما آخرهم القائم،ثلاثة منهم محمد،و أربعة منهم عليّ صلوات اللّه عليهم (7).

قلت:حديث اللوح متكرر بالأسانيد الكثيرة متأوّل بين العلماء مستفيض الرواية؛و قد ذكره الحمويني-و هو أحد أعيان علماء العامة-و قد تقدّم من طريقه في الباب الثاني عشر السابق و هو1.

ص: 221


1- في كمال الدين:و فيهم عمهم زيد بن علي.
2- كمال الدين:312/1-33،عيون الاخبار:37/1،اعلام الوري ص 374،البحار:201/36.
3- في كمال الدين:القاضي.
4- في كمال الدين:عن درست بن عبد الحميد.
5- كمال الدين:311/1،عيون الأخبار:37/1،اعلام الوري ص 373-374،البحار:201/36.
6- في كمال الدين:أحمد بن محمد بن يحيي العطار.
7- كمال الدين:213/1.

الحديث السابع و الثلاثون (1).

السادس و السبعون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن موسي بن المتوكل-رحمه اللّه-قال:

حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الحميري،قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسي،عن الحسن بن محبوب، عن عبد اللّه بن سنان قال:سمعت أبا عبد اللّه الصادق عليه السّلام يقول:ثلاثة هن فخر المؤمن و زينه في الدنيا و الآخرة،الصلاة في آخر الليل،و يأسه ممّا في أيدي الناس،و ولاية الإمام من آل محمد (2).

السابع و السبعون: الشيخ الثقة محمد بن العباس بن ماهيار في تفسير القرآن فيما نزل في أهل البيت،قال:حدّثنا علي بن محمد بن مخلد الدهان،عن الحسن بن علي بن أحمد العلوي،قال:

بلغني عن أبي عبد اللّه (3)أنه قال لداود الرقي:أيّكم ينال السماء (4)؟فو اللّه إن أرواحنا و أرواح النبيين لتتناول العرش كل ليلة جمعة.يا داود،قرأ أبي محمد بن علي عليهما السّلام حم السجدة حتي بلغ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (5) (6)،ثم قال:نزل جبرائيل عليه السّلام علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بأن الإمام بعدك علي عليه السّلام،ثم قال (7)حم تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (8) حتي بلغ فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ (9) عن ولاية علي فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ* وَ قالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ مِمّا تَدْعُونا إِلَيْهِ وَ فِي آذانِنا وَقْرٌ وَ مِنْ بَيْنِنا وَ بَيْنِكَ حِجابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنا عامِلُونَ (10) (11).

و نقتصر في هذا الباب علي هذا القدر من النص علي علي عليه السّلام و بنيه الأحد عشر و هم الأئمّة الاثنا عشر-صلوات اللّه عليهم-إذ الزيادة علي ذلك يطول به الكتاب،و من أراد الزيادة الكثيرة فعليه بكتابي«كتاب الانصاف،في النص علي الأئمة الاثني عشر الأشراف» (12)فإنّ فيه من النصوص عن النبي صلّي اللّه عليه و آله و عن الأئمة عليهم السّلام ما لا مزيد عليه،و اللّه سبحانه الموفّق.ة.

ص: 222


1- راجع ص 164-166 من هذا الجزء.
2- أمالي الصدوق ص 487 ط النجف الاشرف.
3- في البحار:عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد عليه السّلام.
4- في البحار:يا داود،أيكم ينال قطب سماء الدنيا.
5- سوره 41 - آيه 4
6- فصلت:2-4.
7- في البحار:حتي قرأ.
8- سوره 41 - آيه 1
9- سوره 41 - آيه 4
10- سوره 41 - آيه 4
11- رواه الشيخ المجلسي في البحار:144/36،عن تفسير الفرات الكوفي.
12- طبع في قم عام 1376 ه ع ترجمته بالفارسية.

الباب الرابع عشر

في نص رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي علي بن أبي طالب عليه السّلام بأنّه الخليفة بعده

و أنّ الخلفاء بعد علي عليه السّلام بنوه الأحد عشر،و هم الأئمة الاثنا عشر و الخلفاء

من طريق العامة مضافا إلي ما تقدم من النص في ذلك في الباب الثاني عشر و فيه تسعة و عشرون حديثا

الأول: من مسند أحمد بن حنبل رواه عبد اللّه بن أحمد بن حنبل،عن أبيه قال:حدّثنا يحيي بن حماد قال:حدّثنا أبو عوانة،قال:حدّثنا أبو بلج،قال:حدّثنا عمرو بن ميمون،قال:إني لجالس إلي ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا:يا ابن عباس إما أن تقوم معنا و اما أن تخلو بنا عن هؤلاء،قال ابن عباس:بل أقوم معكم-و هو يومئذ صحيح قبل أن يعمي-قال:فانتدوا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا، فجاء ينفض ثوبه و يقول:افّ و تفّ وقعوا في رجل له عشر(خصال)وقعوا في رجل قال له النبي صلّي اللّه عليه و آله:«لأبعثن رجلا لا يخزيه اللّه أبدا،يحب اللّه و رسوله»-قال فاستشرف لها من استشرف، قال:اين علي؟قالوا:هو في الرحا يطحن،قال:و ما كان أحدكم ليطحن،قال فجاء و هو أرمد لا يكاد يبصر فتفل في عينيه (1)ثم هز الراية ثلاثا فأعطاها إيّاه،فجاء بصفية بنت حيي قال:ثم بعث فلانا بسورة التوبة فبعث عليا (2)فأخذها منه و قال:«لا يذهب بها إلا رجل مني و أنا منه»،أو قال يواليني؛ و قال لبني عمه:«أيكم يواليني في الدنيا و الآخرة»،قال و كان أول من آمن من الناس (3).و أخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثوبه فوضعه علي علي و فاطمة و الحسن و الحسين فقال: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (4) (5)قال:و شري علي نفسه،لبس ثوب النبي صلّي اللّه عليه و آله ثم نام مكانه، قال:فكان المشركون يتوهّمون أنه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله (6)فجاء أبو بكر و عليّ نائم،قال و أبو بكر:يحسب

ص: 223


1- في المصدر:قال:فنفث في عينيه.
2- في المصدر:فبعث عليا خلفه.
3- في المصدر:و قال لبني عمه:أيكم يواليني في الدنيا و الآخرة قال:و علي معه جالس فأبوا،فقال علي:أنا أواليك في الدنيا و الآخرة،قال:أنت وليي في الدنيا و الآخرة،قال فتركه ثم أقبل علي رجل منهم فقال:أيكم يواليني في الدنيا و الآخرة فأبوا قال:فقال علي:أنا أواليك في الدنيا و الآخرة،فقال:أنت وليي في الدنيا و الآخرة، قال:و كان أول من أسلم من الناس بعد خديجة.
4- سوره 33 - آيه 33
5- الاحزاب:33.
6- في المصدر:و كان المشركون يرمون رسول اللّه.

أنه نبي اللّه،قال:فقال له علي:«إن نبي اللّه صلّي اللّه عليه و آله قد انطلق نحو بئر ميمون فادركه»،قال فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار،قال:و جعل عليّ يرمي بالحجارة كما يرمي بالحجارة كما كان يرمي نبي اللّه و هو يتضور و قد لفّ رأسه في الثوب لا يخرجه حتي أصبح ثم كشف عن رأسه فقالوا كان صاحبك نرميه فلا يتضور (1)و قد استنكرنا ذلك،قال:و خرج بالناس في غزوة تبوك قال:فقال له علي أخرج معك،قال:فقال له نبي اللّه:«لا»،فبكي علي فقال له:«أ ما ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنك لست بنبي،إنه لا ينبغي أن أذهب إلا و أنت خليفتي»،قال:و قال له رسول اللّه:«أنت وليّ كلّ مؤمن و مؤمنة» (2)قال:و سدوا أبواب المسجد غير باب علي قال:و دخل المسجد جنبا و هو طريقه ليس له طريق غيره،قال:و قال:«من كنت مولاه فإن عليا مولاه» (3).

الثاني: من المسند أيضا،عن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل،عن أبيه،قال:حدّثنا أسود بن عامر، قال:حدّثنا شريك،عن الأعمش،عن المنهال،عن عباد ابن عبد اللّه الأسدي،عن علي رضي اللّه عنه قال:لمّا نزلت هذه الآية وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (4) (5)جمع النبي صلّي اللّه عليه و آله من أهل بيته فاجتمع ثلاثون فأكلوا و شربوا،قال،فقال لهم:«من يضمن عني ديني و مواعيدي و يكون معي في الجنة و يكون خليفتي في أهلي»،فقال رجل:-لم يسمه شريك-يا رسول اللّه أنت كنت بحرا من يقوم بهذا؟قال:ثم قال الآخر.قال:فعرض ذلك علي أهل بيته فقال علي رضي اللّه عنه:«أنا» (6).

الثالث: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل،قال:حدّثنا يحيي بن عبد الحميد الحماني،قال:حدّثنا شريك،عن الأعمش،عن المنهال بن عمرو،عن عباد بن عبد اللّه الأسدي،عن علي-رضي اللّه عنه-.

قال عبد اللّه:و حدّثنا أبو خيثمة،قال:حدّثنا أسود بن عامر،قال:أخبرنا شريك،عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو،عن عباد بن عبد اللّه الأسدي،عن علي عليه السّلام قال:«لمّا نزلت وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (7) ،دعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بأربعين رجلا من أهل بيته إن الرجل منهم ليأكل جذعة،و ان شاربا1.

ص: 224


1- في المصدر:فقالوا:إنك للئيم،كان صاحبك نراميه فلا يتضور و أنت تتضور.
2- في المصدر:أنت وليي في كل مؤمن بعدي.
3- مسند أحمد بن حنبل:331/1 ط 1398 ه بيروت. و أخرجه الحاكم النيسابوري الشافعي في مستدرك الصحيحين:132/3،و الذهبي في تلخيص المستدرك(ذيل المستدرك):132/3،و الحافظ محب الدين الطبري في ذخائر العقبي ص 87.
4- سوره 26 - آيه 214
5- الشعراء:214.
6- مسند أحمد بن حنبل:111/1.
7- سوره 26 - آيه 214

فرقا (1)،فقدم إليهم فأكلوا حتي شبعوا فقال لهم:من يضمن عني ديني و مواعيدي و يكون معي في الجنة،و يكون خليفتي في أهلي؟فعرض ذلك علي أهل بيته فقال علي:أنا!فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

علي يقضي عني ديني و ينجز مواعيدي»،و لفظ الحديث للحماني و بعضه لحديث أبي خيثمة (2).

الرابع: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل،قال:حدّثنا الحسن،قال:حدّثنا أحمد المقدام العجلي، قال:حدّثنا الفضيل بن عياض،قال:حدّثنا ثور بن يزيد،عن خالد بن معدان،عن زاذان،عن سلمان،قال:سمعت حبيبي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«كنت أنا و علي نورا بين يدي اللّه عز و جل قبل أن يخلق اللّه آدم بأربعة عشر ألف عام،فلمّا خلق اللّه آدم قسم ذلك النور جزءين فجزء أنا و جزء علي» (3)-تمام الخبر-ففي النبوّة و في عليّ الخلافة.

لم يذكره أحمد و مر ذكره من طريق ابن المغازلي من كتاب الفردوس للديلمي (4).

الخامس: من تفسير الثعلبي في تفسير سورة الشعراء،قوله تعالي: وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (5) (6)قال:أخبرنا الحسين بن محمد بن الحسين،قال:حدّثنا موسي ابن محمد،حدّثنا الحسن بن علي بن شبيب (7)العمري،قال:حدّثنا عباد بن يعقوب،حدّثنا علي بن هاشم،عن صباح بن يحيي المزني،عن زكريا بن ميسرة،عن أبي إسحاق،عن البراء بن عازب قال:لما نزلت:

وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (8) جمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بني عبد المطلب و هم يومئذ أربعون رجلا الرجل منهم يأكل المسنّة و يشرب العس (9)فأمر عليّا برجل شاة فأدمها ثم قال:«ادنوا بسم اللّه».فدنا القوم عشرة عشرة فأكلوا حتي صدروا ثم دعا بقعب (10)من لبن فجرع منه جرعة ثم قال لهم:«اشربوا بسم اللّه».فشربوا حتي رووا فبدرهم أبو لهب فقال:هذا ما سحركم به الرجل فسكت النبي صلّي اللّه عليه و آله يومئذ و لم يتكلم.ظ.

ص: 225


1- في المصدر:أن كان الرجل منهم لاكل جذعة،و أن كان شاربا فرقا.
2- فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام تأليف أحمد بن حنبل،فضائل الصحابة:/650/2ح 1108 و 1196 بنحوه.
3- الي هنا في الفضائل.
4- فضائل الصحابة ابن حنبل:662/2 ح 1130،و ترجمة علي بن أبي طالب و تاريخ دمشق:/101/1ح 186.
5- سوره 26 - آيه 214
6- الشعراء:314.
7- في بعض المصادر:شعيب.
8- سوره 26 - آيه 214
9- المسن:بضم الميم من الدواب،الكبير السن:و العس.بضم العين،القدح أو الاناء الكبير.
10- القعب:القدح الضخم،الغليظ.

ثم دعاهم من الغد علي مثل ذلك من الطعام و الشراب،ثم أنذرهم رسول اللّه فقال:«يا بني عبد المطلب!إني أنا النذير إليكم من اللّه عز و جل و البشير لما يحبّه أحدكم،جئتكم بالدنيا و الآخرة فاسلموا و اطيعوا تهتدوا،و من يواخيني و يوازرني و يكون وليي و وصيي (1)و خليفتي في أهلي و يقضي ديني،فأمسك القوم»،فأعاد ذلك ثلاثا،كل ذلك يسكت القوم و يقول علي:«أنا»،فقام القوم و هم يقولون لأبي طالب:أطع ابنك،فقد امر عليك (2)(3).

السادس: من مناقب الفقيه أبي الحسن بن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي،قال:أخبرنا أبو الحسن علي بن منصور الحلبي الأخباري،قال:حدّثنا علي ابن محمد العدوي الشمشاطي،قال:حدّثنا الحسن بن علي بن زكريا،قال:،حدّثنا أحمد بن المقدام العجلي،قال:حدّثنا الفضيل بن عياض،عن ثور بن يزيد،عن خالد بن معدان،عن زاذان، عن سلمان،قال:سمعت حبيبي محمدا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«كنت أنا و علي نورا بين يدي اللّه عز و جل يسبح اللّه عز و جل ذلك النور و يقدسه قبل أن يخلق اللّه آدم بألف عام،فلما خلق اللّه آدم ركب ذلك النور في صلبه فلم يزل في شيء واحد حتي افترقنا في صلب عبد المطلب:ففي النبوّة و في عليّ الخلافة» (4).

السابع: أبو الحسن بن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد ابن عثمان، قال:حدّثنا محمد بن الحسن بن سليمان،قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمد العكبري،قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمد بن عنان الهروي (5)قال:حدّثنا جابر بن سهل بن عمر بن حفص،قال:حدّثنا أبي،ي.

ص: 226


1- في كفاية الطالب:و وصيي بعدي.
2- في كفاية الطالب:فقد أمر علينا و عليك. الحديث رواه عن الثعلبي الحافظ الكنجي الشافعي في كفاية الطالب ص 205-206 ط النجف الاشرف،و جمال الدين الزرندي في نظم درر السمطين بتغيير يسير في لفظ. و رواه غير واحد من الأئمة و حفاظ الحديث،راجع صورة الفاظه في كتاب الغدير:278/2.ط ايران.
3- ترجمة الإمام علي في تاريخ دمشق:/97/1ح 2133،تفسير الثعلبي(قيد الطبع)من سورة الشعراء آية 314.
4- المناقب لابن المغازلي ص 87-88،و رواه الكنجي في كفاية الطالب ص 315،و الذهبي في ميزان الاعتدال:235/1 عن الحافظ ابن عساكر،و سبط ابن الجوزي في تذكرة خواص الأمة ص 52.ط النجف الاشرف،عن الإمام أحمد،و مر الحديث بسنده و لفظه في ص 20-21 من هذا الجزء.
5- في المصدر:عبد اللّه بن محمد بن أحمد بن عثمان،حدّثنا محمد بن عتاب الهروي.

عن الأعمش،عن سالم بن أبي الجعد،عن أبي ذر قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«كنت أنا و علي نورا عن يمين العرش يسبح اللّه ذلك النور و يقدسه قبل أن يخلق اللّه آدم بأربعة عشر ألف عام،و لم ازل و علي (1)في شيء واحد حتي افترقنا في صلب عبد المطلب» (2).

الثامن: و من مناقب أبي الحسن بن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا إبراهيم (3)ابن محمد بن خلف الجماري السقطي،قال:أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد،قال:حدّثنا أبو الفتح أحمد بن الحسن بن سهل المالكي المصري الواعظ بواسط في القراطيسيين،قال:حدّثنا سليمان بن أحمد المالكي،قال:حدّثنا أبو قضاعة ربيعة ابن محمد الطائي،حدّثنا ثوبان،عن داود (4)،حدّثنا مالك ابن غسان النهشلي،حدّثنا ثابت،عن أنس،قال:انقض كوكب علي عهد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«انظروا إلي هذا الكوكب فمن انقض في داره فهو الخليفة من بعدي»؛فنظروا فإذا هو قد انقض في منزل علي،فانزل اللّه تعالي: وَ النَّجْمِ إِذا هَوي* ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوي* وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوي* إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحي (5) » (6).

التاسع: أبو الحسن بن المغازلي أيضا و بالاسناد المقدّم قال:أخبرنا الحسن ابن أحمد بن موسي الغندجاني قال:أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد،قال:حدّثنا إسماعيل ابن علي (7)،قال:حدثني عبد الغفار بن جعفر قال:حدثني جرير،عن الأعمش،عن إبراهيم التيمي،عن أبي ذر الغفاري- رحمة اللّه عليه-قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من ناصب عليا الخلافة بعدي فهو كافر،و قد حارب اللّهر.

ص: 227


1- في المصدر:فلم أزل أنا و علي.
2- المناقب لابن المغازلي:89-88،و أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في(فضائل أمير المؤمنين)،و أخرجه الخوارزمي الحنفي في المناقب ص 87 ط تبريز،عن سلمان،و في ص 46-47،عن ابن عمر،و الكنجي الشافعي في كفاية الطالب ص 315 ط النجف الاشرف،و الشيخ عبيد اللّه في أرجح المطالب ص 459،و 462 و 461، و الحمويني الشافعي في فرائد السمطين،و الذهبي في ميزان الاعتدال:235/2 ط القاهرة و ابن حجر في لسان الميزان:229/2،و القندوزي الحنفي في ينابيع المودة ص 10،و موفق بن أحمد الخوارزمي في مقتل الحسين: 42/1 و 50،و الصفوري في نزهة المجالس:230/2،و محمد صالح الكشفي في المناقب المرتضوية ص 92.
3- في المناقب لابن المغازلي:أبو البركات إبراهيم.
4- في المناقب لابن المغازلي:ثوبان ذي النون.
5- سوره 53 - آيه 1
6- النجم:1-4،و الحديث أخرجه ابن المغازلي في المناقب ص 266،ط طهران،و الذهبي في ميزان الاعتدال ج 45/2،و ابن حجر في لسان الميزان:449/2.
7- في المصدر:إسماعيل بن علي،قال:حدّثنا علي بن الحسين،قال:حدّثنا عبد الغفار.

و رسوله،و من شكّ في عليّ فهو كافر» (1).

العاشر- من كتاب الفردوس لابن شيرويه الديلمي في باب الخاء قال:بإسناده،عن سلمان الفارسي-رضي اللّه عنه-قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«خلقت أنا و علي من نور واحد قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام،فلمّا خلق اللّه تعالي آدم ركّب ذلك النور في صلبه،فلم نزل في شيء واحد حتي افترقنا في صلب عبد المطّلب ففيّ النبوّة و في عليّ الخلافة» (2).

الحادي عشر: موفّق بن أحمد-أحد اعيان علماء العامة-في كتاب فضائل أمير المؤمنين قال:

أنبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني نزيل بغداد،أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين بن علي،أخبرنا محمد ابن عبد العزيز (3)أبو منصور العدل،أخبرنا هلال بن أحمد بن جعفر الحفار (4)،حدّثنا أبو بكر محمد بن عمر،حدّثنا أبو إسحاق محمد بن هارون الهاشمي،حدّثنا محمد بن زياد النخعي،حدّثنا محمد بن فضيل بن غزوان،حدّثنا غالب الجهني، عن أبي جعفر محمد بن علي،عن أبيه،عن جده قال:قال علي عليه السّلام:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لمّا اسري بي إلي السماء ثم من السماء إلي سدرة المنتهي وقفت بين يدي ربي عز و جل فقال لي:يا محمد قلت:لبيك و سعديك يا ربي،قال:بلوت خلقي فأيهم رأيت أطوع لك؟قال:قلت:يا ربي عليّا، قال:صدقت يا محمد فهل اتّخذت لنفسك خليفة يؤدي عنك،و يعلم عبادي من كتابي ما لا يعلمون؟قال:قلت:يا رب اختر لي فإن خيرتك خيرتي،قال:قد اخترت لك عليّا فاتخذه لنفسك خليفة و وصيّا،و نحلته علمي و حلمي،و هو أمير المؤمنين حقا لم ينقلها أحد قبله و ليست لأحد بعده،يا محمد علي راية الهدي،و إمام من اطاعني،و هو نور أوليائي،و هو الكلمة الّتي ألزمتها المتّقين،من أحبه فقد أحبني،و من أبغضه فقد أبغضني،فبشّره بذلك يا محمد،فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:

فقد بشرته (5)فقال علي:أنا عبد اللّه و في قبضته،إن يعاقبني فبذنوبي و لم يظلمني شيئا،و إن تمّم لي وعدي فاللّه مولاي،فقال اللهم اجل قلبه و اجعل ربيعه (6)الإيمان بك قال:قد فعلت ذلك به،يا محمد غير أني مستخصه بشيء من البلاء لم اخص به أحدا من أوليائي،قال:قلت:ربي أخي و صاحبي،قال:قد سبق في علمي أنه مبتلي،و لو لا علي لم يعرف حزبي و لا أوليائي و لا أولياءه.

ص: 228


1- المناقب لابن المغازلي ص 45-46.
2- الفردوس بمأثور الخطاب:/191/2ح 2952.
3- في المصدر:محمد بن محمد بن عبد العزيز.
4- في المصدر:هلال بن محمد بن جعفر الحداد.
5- في المصدر:قلت:ربي فقد بشرته.
6- في المصدر فإنه مولاي.قال:أجل،قال:قلت:يا رب و اجعل ربيعه.

رسلي» (1).

الثاني عشر: الشيخ إبراهيم بن محمد الحمويني-من اعيان علماء العامة-في كتاب فرائد السمطين في فضائل المرتضي و البتول و السبطين،قال:أنبأني السيّد النسابة جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد بن فخار الموسوي،قال:أنبأنا والدي السيد شمس الدين شيخ الشرف فخار بروايته،عن شاذان بن جبرائيل القمي،عن جعفر بن محمد الدورسي،عن أبيه،عن أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي-رحمة اللّه عليه-قال:حدّثنا أبي و محمد بن الحسن-رضي اللّه عنه-قالا:حدّثنا سعد بن عبد اللّه،قال:حدّثنا يعقوب بن يزيد،عن حماد بن عيسي،عن عمر ابن اذينة،عن أبان بن أبي عياش،عن سليم بن قيس الهلالي قال:رأيت عليا عليه السّلام في مسجد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في خلافة عثمان-رضي اللّه عنه-و جماعة يتحدثون و يتذاكرون العلم و الفقه،فذكروا قريشا و فضلها و سوابقها و هجرتها،و ما قال فيها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من الفضل.و ساق الحديث بما قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في قريش من الفضل إلي أن قال:و علي بن أبي طالب عليه السّلام ساكت لا ينطق و لا أحد من أهل بيته.

فأقبل القوم عليه فقالوا:يا أبا الحسن ما يمنعك أن تتكلّم؟

فقال:«ما من الحيين(يعني:المهاجرين من قريش و الأنصار)إلا و قد ذكر فضلا و قال حقّا فأنا أسألكم يا معشر قريش و الأنصار بمن أعطاكم اللّه هذا الفضل؟أ بأنفسكم،و عشائركم،و أهل بيوتاتكم أم بغيركم»؟

قالوا:بل أعطانا اللّه و من به علينا بمحمد صلّي اللّه عليه و آله لا بأنفسنا و عشائرنا،و لا بأهل بيوتاتنا.

قال:«صدقتم يا معشر قريش و الأنصار،أ لستم تعلمون أن الذي نلتم من خير الدنيا و الآخرة منّا أهل البيت خاصة دون غيرهم؟و أن ابن عمي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:إني و أهل بيتي كنّا نورا يسعي بين يدي اللّه تعالي قبل أن يخلق اللّه عز و جل آدم عليه السّلام بأربعة عشر ألف سنة فلمّا خلق اللّه آدم وضع ذلك النور في صلبه و أهبطه إلي الأرض،ثم حمله في السفينة في صلب نوح عليه السّلام،ثم قذف به في النار في صلب إبراهيم عليه السّلام ثم لم يزل اللّه عز و جل ينقلنا في الأصلاب الكريمة إلي الأرحام الطاهرة،و من الأرحام الطاهرة الي الأصلاب الكريمة من الآباء و الامهات،لم يكن منهم واحد علي سفاح قط».ء.

ص: 229


1- المناقب للخوارزمي ص 215 ط النجف الاشرف،و مر الحديث بلفظه في ص 142-143،من هذا الجزء.

فقال أهل السابقة و القدمة،و أهل بدر،و أهل احد:نعم،قد سمعنا من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله.

ثم قال:«انشدكم اللّه أ تعلمون أن اللّه عز و جل فضل في كتابه السابق علي المسبوق في غير آية، و إني لم يسبقني إلي اللّه عز و جل و إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أحد من هذه الأمة»؟قالوا:اللهم نعم.

قال:«فانشدكم اللّه أ تعلمون حيث نزلت وَ السّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ (1) (2)وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (3) (4)سئل عنها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:أنزلها اللّه تعالي ذكره في الأنبياء و أوصيائهم.فأنا أفضل انبياء اللّه و رسله،و علي بن أبي طالب وصيي أفضل الأوصياء»؟قالوا:اللهم نعم.

قال:«فأنشدكم اللّه أ تعلمون حيث نزلت: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (5) (6)و حيث نزلت: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (7) (8)و حيث نزلت وَ لَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللّهِ (9) ...وَلِيجَةً (10) (11)قال الناس:يا رسول اللّه أ خاصة في بعض المؤمنين أم عامة بجميعهم؟فأمر اللّه عز و جل نبيه صلّي اللّه عليه و آله أن يعلمهم ولاة أمرهم، و أن يفسر لهم من ولاة أمرهم ما فسّر لهم من صلاتهم و زكاتهم،و حجهم،و نصبني للناس بغدير خم،ثم خطب فقال:

أيها الناس إن اللّه أرسلني برسالة ضاق بها صدري،و ظننت أن الناس مكذبي فأوعدني لا بلغها أو ليعذبني،ثم أمر فنودي بالصلاة جامعة،ثم خطب فقال:أيها الناس أ تعلمون أن اللّه عز و جل مولاي و أنا مولي المؤمنين،و أنا أولي بهم من أنفسهم؟قالوا:بلي يا رسول اللّه؛قال:قم يا علي فقمت فقال:من كنت مولاه فعلي مولاه،اللهم وال من والاه و عاد من عاداه.

فقام سلمان فقال:يا رسول اللّه ولاء ما ذا؟فقال:ولاء كولائي،من كنت أولي به من نفسه،فعلي أولي به من نفسه،فأنزل اللّه تعالي ذكره: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (12) (13)فكبر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قال:اللّه أكبر علي تمام نبوتي و تمام دين اللّه ولاية عليّ بعدي.

فقام أبو بكر و عمر فقالا:يا رسول اللّه هؤلاء الآيات خاصة في علي؟قال:بلي فيه و في أوصيائي إلي يوم القيامة.3.

ص: 230


1- سوره 9 - آيه 100
2- التوبة:100.
3- سوره 56 - آيه 10
4- الواقعة:10.
5- سوره 4 - آيه 59
6- النساء:59.
7- سوره 5 - آيه 55
8- المائدة:55.
9- سوره 9 - آيه 16
10- سوره 9 - آيه 16
11- التوبة:16.
12- سوره 5 - آيه 3
13- المائدة:3.

قالا:يا رسول اللّه بينهم لنا.قال علي أخي و وزيري،و وارثي،و وصيي،و خليفتي في أمتي و ولي كل مؤمن بعدي،ثم ابني الحسن،ثم الحسين،ثم تسعة من ولد ابني الحسين واحد بعد واحد؛القرآن معهم و هم مع القرآن لا يفارقونه،و لا يفارقهم حتي يردوا عليّ الحوض»؛فقالوا كلهم:اللهم نعم قد سمعنا ذلك و شهدنا كما قلت سواء.

و قال بعضهم:قد حفظنا جل ما قلت لم نحفظ كلّه و هؤلاء الذين حفظوا أخبارنا و افاضلنا؛فقال علي عليه السّلام:«صدقتم ليس كل الناس يستوون في الحفظ،انشد اللّه عز و جل من حفظ ذلك من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لمّا قام و أخبر به»؛فقام زيد بن أرقم،و البراء بن عازب،و سلمان،و أبو ذر،و المقداد،و عمار فقالوا:نشهد لقد حفظنا قول رسول اللّه و هو قائم علي المنبر و أنت إلي جنبه و هو يقول:«أيها الناس إن اللّه عز و جل أمرني أن أنصب لكم إمامكم و القائم فيكم بعدي،و وصيي و خليفتي، و الذي فرض اللّه عز و جل علي المؤمنين في كتابه طاعته فقرنه بطاعته و طاعتي،و أمركم بولايته، و إني راجعت ربي خشية طعن أهل النفاق و تكذيبهم فأوعدني لتبلغنها أو ليعذبني.

أيها الناس إن اللّه أمركم في كتابه بالصلاة فقد بينتها لكم،و الزكاة،و الصوم،و الحج فبينتها لكم و فسرتها،و أمركم بالولاية و إني اشهدكم أنها لهذا خاصة و وضع يده علي علي بن أبي طالب،ثم قال لابنيه بعده،ثم للأوصياء من بعدهم،من ولدهم لا يفارقون القرآن،و لا يفارقهم القرآن،حتي يردوا علي حوضي.

أيها الناس قد بينت لكم مفزعكم بعدي و إمامكم،و دليلكم،و هاديكم،و هو أخي علي بن أبي طالب،و هو فيكم بمنزلتي فيكم فقلدوه دينكم و أطيعوه في جميع اموركم فإن عنده جميع ما علمني اللّه من علمه و حكمته،فسلوه،و تعلموا منه و من أوصيائه بعده،و لا تعلموهم و لا تتقدموهم و لا تخلّفوا عنهم فإنهم مع الحق و الحق معهم لا يزايلوه و لا يزايلهم،ثم جلسوا».

قال سليم:ثم قال علي عليه السّلام:«أيها الناس أ تعلمون أن اللّه أنزل في كتابه إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) (2)فجمعني و فاطمة و ابني حسنا و الحسين،ثم ألقي علينا كساء و قال:اللهم هؤلاء أهل بيتي و لحمي يؤلمني ما يؤلمهم (3)و يجرحني ما يجرحهم فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا:فقالت أمّ سلمة:و أنا يا رسول اللّه؟فقال:أنت إلي خير؛ إنما نزلت في و في أخي علي بن أبي طالب و في ابني (4)،و في تسعة من ولد ابني الحسين خاصة،ي.

ص: 231


1- سوره 33 - آيه 33
2- الاحزاب:33.
3- في المصدر:يؤذيني ما يؤذيهم.
4- في الاحتجاج للطبرسي:و في ابنتي فاطمة،و في ابني.

و ليس معنا فيها أحد غيرنا»،فقالوا كلهم:نشهد أن أمّ سلمة حدثتنا بذلك فسألنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فحدّثنا كما حدثتنا أمّ سلمة.

ثم قال علي عليه السّلام:«انشدكم اللّه أ تعلمون أن اللّه أنزل: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (1) (2)فقال سلمان:يا رسول اللّه عامة هذا أم خاصة؟قال:اما المأمورون فعامة المؤمنين امروا بذلك،و أما الصادقون فخاصة لأخي علي و أوصيائي من بعده إلي يوم القيامة»،قالوا:اللهم نعم.

قال:«انشدكم اللّه أ تعلمون أني قلت لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في غزوة تبوك:لم خلفتني؟فقال:إن المدينة لا تصلح إلاّ بي أو بك،و أنت مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لا نبي بعدي»؟قالوا:

اللهم نعم.

فقال:«انشدكم اللّه أ تعلمون أن اللّه أنزل في سورة الحج: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَ اسْجُدُوا وَ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَ افْعَلُوا الْخَيْرَ (3) (4)إلي آخر السورة-فقام سلمان فقال:يا رسول اللّه من هؤلاء الذين أنت عليهم شهيد و هم شهداء علي الناس الذين اجتباهم اللّه و لم يجعل عليهم في الدين من حرج ملة إبراهيم؟قال:عني بذلك ثلاثة عشر رجلا خاصة دون هذه الأمة،قال سلمان:بينهم لنا يا رسول اللّه؟قال:أنا و أخي علي،و أحد عشر من ولدي»،قالوا:اللهم نعم.

قال:«انشدكم باللّه أ تعلمون أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قام خطيبا لم يخطب بعد ذلك فقال:يا أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي فتمسّكوا بهما لن تضلوا فإن اللطيف أخبرني و عهد إليّ أنّهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض:فقام عمر بن الخطاب شبه المغضب فقال:يا رسول اللّه أكل أهل بيتك؟فقال:لا،و لكن أوصيائي منهم،أوّلهم أخي،و وزيري،و وارثي، و خليفتي في أمتي،و ولي كل مؤمن بعدي،و هو اوّلهم،ثم ابني الحسن،ثم ابني الحسين،ثم تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد حتي يردوا عليّ الحوض شهداء للّه في أرضه،و حجته علي خلقه؛و خزان علمه،و معادن حكمته،من أطاعهم فقد أطاع اللّه،و من عصاهم فقد عصي اللّه،فقالوا كلهم:نشهد ان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال ذلك،ثم تمادي بعلي السؤال فما ترك شيئا إلا ناشدهم اللّه فيه،و سألهم عنه حتي أتي علي آخر مناقبه،و ما قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كثيرا،كل ذلك يصدقونه و يشهدون أنّه حق» (5).ا.

ص: 232


1- سوره 9 - آيه 119
2- التوبة:199.
3- سوره 22 - آيه 77
4- الحج:77.
5- الاحتجاج:210/1،و مر بكامل لفظه هنا.

الثالث عشر: إبراهيم بن محمد الحمويني قال:أخبرني الجلّة من أهل الحلّة السيدان الامامان جمال الدين أحمد بن موسي بن طاوس الحسيني،و جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد بن فخار الموسوي،و الإمام العلامة نجم الدين أبو القاسم جعفر بن محمد بن سعيد (1)-رحمهم اللّه- بروايتهم،عن السيد الإمام شمس الملة و الدين شيخ الشرف فخار بن معد بروايته،عن شاذان بن جبرائيل القمي،عن جعفر بن محمد الدورستي،عن أبيه،عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي-قدس اللّه أرواحهم-قال:حدّثنا علي بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي،عن أبيه،عن جده أحمد بن عبد اللّه،عن أبيه محمد بن خالد،عن غياث (2)ابن إبراهيم،عن ثابت بن دينار،عن سعد بن طريف،عن سعيد بن جبير،عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي بن أبي طالب:«يا علي أنا مدينة الحكمة و أنت بابها و لن تؤتي المدينة إلا من قبل الباب،و كذب من زعم أنه يحبني و يبغضك لانك مني و أنا منك،لحمك من لحمي،و دمك من دمي،و روحك من روحي،و سريرتك من سريرتي،و علانيتك من علانيتي،و أنت إمام أمتي و خليفتي عليها بعدي،سعد من أطاعك و شقي من عصاك،و ربح من تولاك و خسر من عاداك، و فاز من لزمك،و هلك من فارقك،مثلك و مثل الأئمة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح،من ركب فيها نجا و من تخلّف عنها غرق،و مثلكم مثل النجوم كلما غاب نجم طلع نجم إلي يوم القيامة» (3).

الرابع عشر: الشيخ الفاضل أبو الحسن الفقيه محمد بن أحمد بن شاذان في المناقب المائة- من طريق العامة-عن عبد اللّه بن مسعود قال:كنت مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد أصحر فتنفس الصعداء فقلت:يا رسول اللّه ما لك تتنفس؟قال:«يا ابن مسعود نعيت إلي نفسي»،قلت يا رسول اللّه استخلف قال:«من»؟قلت:أبا بكر فسكت،ثم تنفس فقلت:ما لك تتنفس يا رسول اللّه؟قال:«نعيت إلي نفسي»فقلت:استخلف يا رسول اللّه قال:«من»؟قلت:عمر بن الخطاب فسكت،ثم تنفس فقلت:

ما لي أراك تتنفس؟قال«نعيت إلي نفسي»،قلت:استخلف،قال:«من»؟قلت:علي بن أبي طالب قال:«اوه و لن تفعلوا (4)و اللّه لئن فعلتموه ليدخلنكم الجنة» (5).م.

ص: 233


1- في المصدر:جعفر بن الحسن بن الحسين بن يحيي بن سعيد.
2- في المصدر:عتاب.
3- أمالي الطوسي:130/2-131.و فرائد السمطين 2:/243ح 517.
4- في المناقب للخوارزمي:و لن تفعلوا اذا أبدا.
5- في المناقب للخوارزمي:و ان خالفتموه ليحبطن أعمالكم.

قلت:هذا الحديث متكرر في كتب العامة،و ذكره منهم موفق بن أحمد في كتاب الفضائل، و الحمويني في فرائد السمطين،و ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة،و روي أيضا من طريق الخاصة (1).

الخامس عشر: أبو الحسن الفقيه ابن شاذان،عن عبد اللّه بن عمر قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي ابن أبي طالب:«اذا كان يوم القيامة يؤتي بك يا علي،علي نجيب من نور علي رأسك تاج يكاد نوره يخطف ابصار أهل الموقف،فيأتي النداء من اللّه جل جلاله اين خليفة رسول اللّه؟فتقول يا علي:ها أنا ذا،فيأتي النداء (2)يا علي:من أحبك أدخله الجنة،و من عاداك ادخله النار.فأنت قسيم الجنة و أنت قسيم النار» (3).

السادس عشر: أبو الحسن الفقيه ابن شاذان-من طريق العامة-عن الباقر عليه السّلام،عن أبيه،عن جده الحسين بن علي بن أبي طالب قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«علي بن أبي طالب خليفة اللّه و خليفتي، و حجة اللّه و حجتي،و باب اللّه و بابي،و صفي اللّه و صفيي،و حبيب اللّه و حبيبي،و خليل اللّه و خليلي،و سيف اللّه و سيفي،و هو أخي و صاحبي و وزيري و وصيي،محبه محبي و مبغضه مبغضي و وليه وليي،و عدوه عدوي،و زوجته ابنتي،و ولده ولدي،و حزبه حزبي،و قوله قولي، و أمره امري،و هو سيد الوصيين و خير أمتي» (4).

السابع عشر: أبو الحسن الفقيه ابن شاذان من طريق العامة،عن الحرث ابن الخزرج صاحبي.

ص: 234


1- رواه الموفق بن أحمد الخوارزمي في المناقب ص 64 ط النجف الاشرف مسندا قال:«و أنبأني الإمام الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار،و الإمام الاجل نجم الدين أبو منصور محمد بن الحسين بن محمد البغدادي،قالا:أنبأنا الشريف الإمام الاجل نور الهدي أبو طالب الحسين بن محمد بن علي الزينبي،عن الإمام محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان،حدثني سهل بن أحمد،عن علي بن عبد اللّه،عن إسحاق بن إبراهيم،قال:حدثني عبد الرزاق بن همام،عن أبيه،عن ميناء مولي عبد الرّحمن بن عوف،عن عبد اللّه ابن مسعود... و رواه الحموي في فرائد السمطين السمط الأول،بسنده الي الخوارزمي.و من طريق الخاصة،رواه الشيخ الطوسي في أماليه ص 193،و الشيخ المفيد في أماليه ص 21-22،و المجلسي في البحار:117/38 و 128 باختلاف يسير في اللفظ.
2- في ينابيع المودة:فينادي المنادي.
3- رواه القندوزي في ينابيع المودة ص 83 عن الموفق بن أحمد الخوارزمي بسنده عن نافع عن ابن عمر.
4- احقاق الحق:297/4،عن المناقب لابن المغازلي.

راية الأنصار قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي بن أبي طالب:«لا يتقدمك بعدي إلا كافر و لا يتخلف عنك بعدي إلا كافر و إنّ أهل السماوات يسمّونك أمير المؤمنين».

الثامن عشر: أبو الحسن الفقيه ابن شاذان من طريق العامة-و كلّما ذكرته عنه هنا فهو من طريقهم-عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:«و اللّه لقد خلفني رسول اللّه في امته؛فأنا حجة اللّه عليهم بعد نبيه،و إن ولايتي لتلزم أهل السماء كما تلزم أهل الأرض،و ان الملائكة لتتذاكر فضلي و ذلك تسبيحها عند اللّه.أيها الناس اتبعوني أهدكم سواء السبيل و لا تأخذوا يمينا و لا شمالا فتضلّوا، و أنا وصي نبيّكم و خليفته،و إمام المؤمنين و أميرهم و مولاهم،و أنا قائد شيعتي إلي الجنة، و سائق أعدائي إلي النار،أنا سيف اللّه علي أعدائه و رحمته علي أوليائه،أنا صاحب حوض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و لوائه و صاحب مقام شفاعته،و الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين خلفاء اللّه في أرضه و أمناؤه علي وحيه،و أئمة المسلمين بعد نبيه،و حجج اللّه علي بريته» (1).

انظر أيها الأخ في هذا الحديث و أمثاله من طريق العامة المخالفين ممّا هي نصوص قطعية في النص علي الأئمة الاثني عشر بأنهم الأئمة و الخلفاء و الأوصياء،و هذا هو الحق اليقين الذي اتّفقت عليه روايات العامة و الخاصة.و الحمد للّه رب العالمين.

التاسع عشر: أبو الحسن الفقيه ابن شاذان،عن علي بن الحسين،عن أبيه،قال أمير المؤمنين عليه السّلام:«من لم يقل أني رابع الخلفاء الأربعة فعليه لعنة اللّه».قال الحسن بن زيد،فقلت لجعفر بن محمد:قد رويتم غير هذا فإنكم لا تكذبون؟قال:«نعم،قال اللّه في محكم كتابه: وَ إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً (2) (3)فكان آدم أول خليفة اللّه يا داوُدُ إِنّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ (4) (5)و كان داود الثاني،و هارون خليفة موسي،و هو خليفة محمد فلم لم يقل أنه رابع الخلفاء الأربعة» (6).بن

ص: 235


1- مائة منقبة:/59ح 32.
2- سوره 2 - آيه 30
3- البقرة:30.
4- سوره 38 - آيه 26
5- ص:26.
6- روي الحديث السيد البحراني في تفسيره البرهان:75/1،و ذكر الشيخ ابن بابويه-رحمه اللّه-في عيون أخبار الرضا:9/2،حديثا بهذا المعني و لفظه: «حدّثنا أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن إسحاق-رضي اللّه عنه-قال:حدّثنا أبو سعيد النسوي قال:حدّثنا إبراهيم بن محمد بن هارون قال:حدّثنا أحمد بن أبو الفضل البلخي قال:حدثني خال يحيي بن سعيد البلخي،عن علي بن موسي الرضا،عن أبيه موسي بن جعفر،عن أبيه جعفر بن محمد،عن أبيه محمد بن علي،عن أبيه علي بن الحسين،عن أبيه الحسين بن علي،عن أبيه علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:بينما أنا أمشي مع النبي صلّي اللّه عليه و آله في بعض طرقات المدينة إذ لقينا شيخ طويل كثّ اللحية بعيد ما بين المنكبين فسلم علي النبي صلّي اللّه عليه و آله و رحب به ثم التفت الي فقال:السلام عليك يا رابع الخلفاء و رحمة اللّه و بركاته،أ ليس كذلك هو يا رسول اللّه؟فقال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله: بلي،ثم مضي،فقلت يا رسول اللّه:ما هذا الذي قال لي هذا الشيخ،و تصديقك له؟قال أنت كذلك و الحمد للّه،ان اللّه عز و جل قال في كتابه: إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً و الخليفة المجعول فيها آدم عليه السّلام،و قال: يا داوُدُ إِنّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النّاسِ بِالْحَقِّ فهو الثاني،و قال عز و جل حكاية عن موسي حين قال لهارون عليه السّلام: اُخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَ أَصْلِحْ فهو هارون إذ استخلفه موسي عليه السّلام في قومه فهو الثالث،و قال عز و جل: وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ فكنت أنت المبلغ عن اللّه،و عن رسوله،و أنت وصيي و وزيري،و قاضي ديني،و المؤدي عني،و أنت مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لا نبي بعدي،فأنت رابع الخلفاء كما سلم عليك الشيخ،أو لا تدري من هو؟قلت:لا،قال:ذاك أخوك الخضر عليه السلام فأعلم».

العشرون: أبو الحسن الفقيه ابن شاذان،عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«علي مني كجلدي،علي مني كلحمي،علي مني كعظمي،علي مني كدمي في عروقي،علي مني أخي و وصيي في أهلي و خليفتي في قومي،يقضي ديني،و ينجز عداتي،علي في الدنيا إذا مت عوض مني».

الحادي و العشرون: أبو الحسن الفقيه ابن شاذان،عن الإمام علي بن موسي الرضا عليه السّلام عن أبيه، عن آبائه،عن الحسين بن علي عليهم السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لمّا اسري بي إلي السماء لقيني أبي نوح فقال:يا محمد من خلفت علي أمتك؟فقلت:علي بن أبي طالب.فقال:نعم الخليفة خلفت، ثم لقيني أخي عيسي فقال:من خلفت علي أمتك؟فقلت:عليا فقال:نعم الخليفة خلفت،ثم لقيني أخي موسي فقال لي:من خلفت علي أمتك؟فقلت:عليا فقال:نعم الخليفة خلفت،قال:

فقلت لجبرئيل:يا جبرائيل ما لي لا اري إبراهيم قال:فعدل إلي حظيرة فإذا فيها شجرة لها ضروع كضروع الغنم كلما خرج ضرع من فم واحد رده فقال:يا محمد من خلفت علي أمتك؟فقلت:

عليا قال نعم الخليفة خلفت،و إني يا محمد سألت اللّه لي أن يوليني غذاء أطفال شيعة علي بن أبي طالب فأنا اغذيهم» (1).ه،

ص: 236


1- روي الحديث بلفظ آخر الشيخ المجلسي في البحار:303/18 قال:«و من كتاب المعراج للشيخ الصالح أبي محمد الحسن-رضي اللّه عنه-بإسناده عن الصدوق،عن أبيه،عن محمد بن أبي القاسم،عن محمد بن علي، عن محمد بن عبد اللّه بن مهران،عن صالح بن عقبة،عن يزيد بن عبد الملك،عن أبي جعفر الباقر عليه السّلام قال:لما صعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الي السماء صعد علي سرير من ياقوتة حمراء مكللة من زبرجدة خضراء،تحمله الملائكة، فقال:جبرائيل:يا محمد أذن،فقال:اللّه أكبر،اللّه أكبر،فقالت الملائكة اللّه أكبر،اللّه أكبر،فقال:أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، فقالت الملائكة:نشهد أن لا إله إلا اللّه،فقال:أشهد أن محمدا رسول اللّه،فقالت الملائكة:نشهد أنك رسول اللّه: فما فعل وصيك علي؟قال:خلفته في أمتي،قالوا:نعم الخليفة خلفت،أما ان اللّه عز و جل فرض علينا طاعته،ثم صعد به الي السماء الثانية فقالت الملائكة مثل ما قالت ملائكة السماء الدنيا،فلما صعد به الي السماء السابعة لقيه عيسي عليه السّلام فسلم عليه،و سأله عن علي،فقال له خلفه في أمتي،قال:نعم الخليفة خلفت،أما ان اللّه فرض علي الملائكة طاعته،ثم لقيه موسي عليه السّلام و النبيون نبي نبي فكلهم يقول له مقالة عيسي عليه السّلام،ثم قال محمد صلّي اللّه عليه و آله:فأين أبي إبراهيم؟فقالوا له:هو مع أطفال شيعة علي،فدخل الجنة فإذا هو تحت شجرة لها ضروع كضروع البقر،فإذا انفلت الضرع من فم الصبي قام إبراهيم فرد عليه،قال:فسلم عليه و سأله عن علي،فقال:خلفته في أمتي،قال:نعم الخليفة خلفت،أما ان اللّه فرض علي الملائكة طاعته،و هؤلاء أطفال شيعته سألت اللّه عز و جل أن يجعلني القائم عليهم ففعل،و ان الصبي ليجرع الجرعة فيجد طعم ثمار الجنة و أنهارها في تلك الجرعة».

الثاني و العشرون: محمد بن مؤمن الشيرازي في كتابه(فيما نزل من القرآن في أمير المؤمنين) عن مقاتل،عن عطاء في قوله تعالي: وَ لَقَدْ آتَيْنا مُوسَي الْكِتابَ (1) (2)كان في التوراة:يا موسي إني اخترتك و اخترت لك وزيرا هو أخوك-يعني هارون-لأبيك و امك كما اخترت لمحمّد إيليا،هو أخوه و وزيره و وصيه و الخليفة من بعده طوبي لهما من أخوين،و طوبي لهما من أخوين،إليا أبو السبطين الحسن و الحسين،و محسن الثالث من ولده كما جعلت لأخي هارون شبرا و شبيرا و مبشرا (3).

الثالث و العشرون: عن سفيان الثوري،عن منصور،عن مجاهد،عن سلمان الفارسي قال:

سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«ان وصيي و خليفتي و خير من أترك بعدي،ينجز موعدي،و يقضي ديني علي بن أبي طالب» (4).

الرابع و العشرون: صاحب كتاب سيرة الصحابة قال:أخبرني وهب قال:أخبرني إبراهيم بن معلي قال:حدّثنا موسي بن بكر قال:حدّثنا عبد اللّه بن موسي بن سهل العبدي،عن كثير بن صالح الهجري ان أبا ذر قال:سألت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عن عمر بن الخطاب فقال عليه السّلام:«و اكتموا-إنه فرعون هذه الأمة لا تخبروا بهذا من لم يحفظ العهد في علي عليه السّلام»ثم قال:و بإسناده،عن سليم بن قيس قال:شهدت أبا ذر حين سيره عثمان إلي الربذة و هو يوصي عليا في أهله و ماله:فقال له قائل:لو9.

ص: 237


1- سوره 23 - آيه 49
2- المؤمنون:50.
3- و رواه عن الشيرازي المجلسي في البحار:145/38،مناقب ابن شهرآشوب:56/3.
4- كنز العمال:154/6،المناقب للعيني ص 20،المناقب للخوارزمي ص 67،كفاية الطالب للكنجي ص 159.

كنت أوصيت إلي أمير المؤمنين عثمان-رضي اللّه عنه-فقال:قد أوصيت إلي أمير المؤمنين حقا و هو علي بن أبي طالب الذي سلّمنا عليه بامرة المؤمنين في زمان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن نسلم عليه بامرة المؤمنين ثم قال:«سلّموا علي أخي و وزيري و وارثي و خليفتي في أمتي و ولي كل مؤمن بعدي سلموا عليه بامرة المؤمنين فإنه زر الأرض الذي إليه يسكن و لو تقدمتموه انكرت الأرض أهلها افريت عجل هذه الأمة و سامريها».قال:فقلت يا أبا ذر و كان التسليم علي علي بن أبي طالب قبل حجّة الوداع أو بعدها؟فقال أمّا التسليم الأول فقبل حجّة الوداع و اما التسليم الثاني بعد حجّة الوداع (1).

الخامس و العشرون: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد ابن عثمان البغدادي يرفعه إلي العرزمي،عن الزبير،عن جابر قال:غزا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غزوة فقال لعلي:

«اخلفني في أهلي»فقال:«يا رسول اللّه يقول الناس:خذل ابن عمه،فرددها عليه فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أ ما ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لا نبي بعدي» (2).

السادس و العشرون: ابن المغازلي قال:أخبرنا أبو القاسم أحمد بن عبد الواحد ابن علي (3)بن العباس الواسطي يرفعه الي إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص،عن أبيه عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال لعلي هذهي.

ص: 238


1- هكذا ورد لفظ الحديث في كتاب سليم بن قيس ص 167 قال:«شهدت أبا ذر بالربذة حين سيره عثمان أوصي الي علي عليه السّلام في أهله و ماله،فقال له قائل:لو كنت أوصيت الي أمير المؤمنين عثمان،فقال:قد أوصيت الي أمير المؤمنين حقا،أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام،سلمنا عليه بامرة المؤمنين علي عهد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بأمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال لنا:سلموا علي أخي و وزيري و وارثي و خليفتي في أمتي،و ولي كل مؤمن بعدي بامرة المؤمنين،فإنه زر الأرض الذي تسكن إليه،و لو قد فقدتموه انكرتم الأرض و أهلها،فرأيت عجل هذه الأمة و سامريها راجعا لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقالا حق من اللّه و رسوله،فغضب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثم قال:حق من اللّه و رسوله امرني اللّه بذلك،فلما سلما عليه أقبلا علي أصحابهما معاذ و سالم و أبي عبيدة حين خرجا من بيت علي عليه السّلام من بعد ما سلمنا عليه،فقالا لهم ما بال هذا الرجل ما زال يرفع خسيسة ابن عمه،و قال أحدهما إنه ليحسن أمر ابن عمه،و قال الجميع ما لنا عنده خير ما بقي علي،قال:فقلت يا أبا ذر هذا التسليم بعد حجة الوداع أو قبلها،فقال: اما التسليمة الاولي فقبل حجة الوداع،و اما التسليمة الاخري فبعد حجة الوداع..الحديث.
2- رواه ابن المغازلي في المناقب ص 29 ط طهران و لفظ سنده:أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان البغدادي-قدم علينا واسطا-قال:حدّثنا محمد بن محمد بن علي بن يحيي الزيات سنة أربع و تسعين و ثلاثمائة قال:حدّثنا أبو محمد عبد اللّه بن ناجية بن نجبة قال:حدّثنا محمد بن حرب النشائي الواسطي قال:حدّثنا علي بن يزيد بن سليم الصدائي،عن محمد بن عبيد اللّه العرزمي،عن أبي الزبير عن جابر قال..
3- في المصدر:أبو القاسم عبد الواحد بن علي.

المقالة حين استخلفه:«ألا ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنّه لا نبي بعدي» (1).

السابع و العشرون: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة-و هو من اعيان علماء العامة علي مذهب المعتزلة-قال:ذكر الطبري في تاريخه،عن عبد اللّه بن عباس،عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:«لما نزلت هذه الآية: وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (2) (3)علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله دعاني فقال:يا علي إن اللّه أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين فضقت بذلك ذرعا،و علمت (4)أني متي أباديهم بهذا الأمر أري منهم ما أكره،فصمت عليه حتي جاءني جبرائيل فقال:يا محمد،إنك إلا تفعل ما أمرت به (5)يعذبك ربك فاصنع لنا صاعا من طعام،و اجعل عليه رجل شاة،و املأ لنا عسا من لبن، ثم اجمع لي بني عبد المطلب حتي اكلمهم،و أبلغهم ما امرت به،ففعلت ما أمرني به.ثم دعوتهم و هم يومئذ أربعون رجلا،يزيدون رجلا أو ينقصون رجلا (6)فيهم أعمامه:أبو طالب و حمزة و العباس و أبو لهب،فلما اجتمعوا إليه دعا بالطعام الذي صنعت لهم،فجئت به،فلمّا وضعته تناول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بضعة (7)من اللحم،فشقّها بأسنانه،ثم ألقاها في نواحي الصفحة.ثم قال:كلوا (8)بسم اللّه:فأكلوا (9)حتي ما لهم بشيء حاجة (10)و ايم اللّه الذي نفس عليّ بيده،أن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدّمته لجميعهم.ثم قال:اسق القوم فجئتهم بذلك العس،فشربوا منه حتي رووا منه جميعا و ايم اللّه أن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله،فلما أراد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن يكلّمهم بدره أبو لهب إلي الكلام،فقال لشدّ ما (11)سحركم صاحبكم!فتفرق القوم و لم يكلمهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال من الغد:يا علي؛إن هذا الرجل قد سبقني إلي ما سمعت من القول، فتفرّق القوم قبل أن أكلمهم،فعدلنا اليوم إلي مثل ما صنعت بالأمس (12)ثم أجمعهم إلي،قال:ثم جمعتهم ثم دعاني بالطعام فقربته لهم،ففعل كما فعل بالأمس،فأكلوا حتي ما لهم بشيء منت.

ص: 239


1- المناقب لابن المغازلي ص 30 ط-طهران و لفظ السند فيه:أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن العباس الواسطي قال:حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أسعد قال:حدّثنا القاضي أبو عبد اللّه المحاملي قال:حدّثنا محمد بن منصور الطبرسي قال:حدّثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال:حدّثنا أبي عن ابن إسحاق قال:حدّثنا محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه..
2- سوره 26 - آيه 214
3- الشعراء:214.
4- في المصدر:و عرفت.
5- في المصدر:ما تؤمر به.
6- في المصدر:يزيدون رجلا أو ينقصون.
7- في المصدر:حذية.و الحذية من اللحم:ما قطع منه طولا.
8- في المصدر:خذوا.
9- في المصدر:فأكل القوم.
10- في المصدر:و ما أري إلا موضع ايديهم.
11- في المصدر:لهدما.كلمة يتعجب بها.
12- في المصدر:فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت.

حاجة ثم قال:اسقهم،فجئتهم بذلك العس،فشربوا منه جميعا،حتي رووا ثم تكلم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثم قال:يا بني عبد المطلب،إني و اللّه ما أعلم أن شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به، إني قد جئتكم بخير الدنيا و الآخرة،و قد أمرني اللّه أن أدعوكم إليه،فايكم يؤازرني علي هذا الأمر علي أن يكون أخي و وصيي و خليفتي فيكم؟قال:فأحجم القوم عنها جميعا،و قلت:أنا،و إني لأحدثهم سنا،و أرمصهم (1)عينا،و أعظمهم بطنا،و أحمشهم ساقا (2)قلت:انا يا نبي اللّه،أكون وزيرك عليه[فاعاد القول فامسكوا و اعود ما قلت]فأخذ برقبتي،ثم قال:إن هذا أخي و وصيي و خليفتي فيكم،فاسمعوا له و اطيعوا.فقام القوم يضحكون،و يقولون لأبي طالب:قد أمرك أن تسمع لابنك و تطيع» (3).

قال ابن أبي الحديد عقيب ذلك:و يدل علي أنه وزير رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من نص الكتاب و السنة قول اللّه تعالي: وَ اجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي اُشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَ أَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (4) (5)و قال النبي صلّي اللّه عليه و آله-في الخبر المجمع علي روايته بين سائر فرق الإسلام-أنت مني منزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبي بعدي.فأثبت له جميع مراتب هارون[و منازله]من موسي،فإذا هو وزير رسول اللّه، و شاد أزره و لو لا أنه خاتم النبيين لكان شريكا في أمره.ثم قال:و روي أبو جعفر الطبري أيضا في التاريخ:أن رجلا قال لعلي عليه السّلام:يا أمير المؤمنين بم ورثت ابن عمك دون عمّك فقال علي عليه السّلام:هاؤم ثلاث مرات حتي اشرأبّ الناس و نشروا آذانهم ثم قال:«جمع رسول اللّه بني عبد المطلب بمكة و هم رهط كلّهم يأكل الجذعة و يشرب الفرق فصنع مدا من طعام حتي أكلوا و شبعوا و بقي الطعام كما هو كأنه لم يمس ثم دعا بغمر فشربوا و رووا و بقي الشراب كأنه لم يشرب،ثم قال:يا بني عبد المطلب إني بعثت إليكم خاصة و إلي الناس عامة فأيّكم يبايعني علي أن يكون أخي و صاحبي و وارثي؟فلم يقم إليه أحد،فقمت إليه،و كنت من اصغر القوم فقال:اجلس،ثم قال ذلك ثلاث مرات،كل ذلك اقوم إليه فيقول:اجلس،حتي كان في الثالثة فضرب بيده علي يدي،فبذلك ورثت ابن عمي دون عمي» (6)انتهي كلام ابن أبي الحديد (7).

الثامن و العشرون: ابن أبي الحديد في هذا الشرح،عن ابن عباس-رحمه اللّه-قال:دخلتر.

ص: 240


1- الرمص في العين كالغمص،و هو قذي تلفظ به،و هو كناية عن صغر سنه.
2- حمس الساقين:دقيقها.
3- تاريخ الطبري:319/2-321 ط-دار المعارف بمصر تفسير الطبري:74/19-75 ط-بولاق.
4- سوره 20 - آيه 29
5- طه:29.
6- تاريخ الطبري:32/2 ط-دار المعارف بمصر.
7- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:354/3-355 ط-دار الكتب العربية-مصر.

علي عمر في أول خلافته و قد القي له صاع من تمر علي خصفة (1)فدعاني إلي الأكل فأكلت تمرة واحدة و أقبل يأكل ثم شرب من جرة (2)كانت عنده و استلقي علي مرفقة له و طفق يحمد اللّه يكرر ذلك ثم قال:من اين جئت يا عبد اللّه؟قلت:من المسجد قال:كيف خلفت ابن عمك؟فظننته يعني عبد اللّه بن جعفر-قلت:خلفته يلعب مع أترابه،قال:لم أعن ذلك،انما عنيت عظيمكم أهل البيت،قلت:خلفته يمتح بالغرب علي نخيلات من فلاة و هو يقرأ القرآن،قال:يا عبد اللّه عليك دماء البدن إن كتمتنيها هل بقي في نفسه شيء من أمر الخلافة؟قلت:نعم،قال:أ يزعم أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله نص عليه؟قلت:نعم،و أزيدك،سألت أبي عما يدعيه،فقال:صدقت؛فقال عمر:لقد كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في أمره ذرّ،و من قول لا يثبت حجة،و لا يقطع عذرا،و لقد كان يربع في أمره وقتا ما، و لقد أراد في مرضه أن يصرح باسمه فمنعت من ذلك إشفاقا و حيطة علي الإسلام،لا و رب هذه البنية لا تجتمع عليه قريش ابدا،و لو وليها لا نقضت عليه العرب من أقطارها،فعلم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أني علمت ما في نفسه فأمسك و أبي اللّه إلا إمضاء ما حتم (3).ذكر هذا الخبر أحمد بن أبي طاهر صاحب كتاب«تاريخ بغداد»في كتابه مسندا (4).

التاسع و العشرون: ابن أبي الحديد في الشرح قال أبو مخنف:جاءت عائشة إلي أمّ سلمة تخادعها علي الخروج للطلب بدم عثمان فقالت لها:يا بنت أبي امية،أنت أول مهاجرة من أزواج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أنت كبيرة امهات المؤمنين،و كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقسم لنا من بيتك و كان جبرائيل أكثر ما يكون في منزلك،فقالت أمّ سلمة:لأمر ما قلت هذه المقالة؟فقالت عائشة:إن عبد اللّه أخبرني أن القوم استتابوا عثمان فلما تاب قتلوه صائما في شهر حرام،و قد عزمت علي الخروج إلي البصرة و معي الزبير و طلحة فاخرجي معنا لعل اللّه أن يصلح هذا الأمر علي ايدينا و بنا،فقالت لها أمّ سلمة:إنك كنت بالأمس تحرضين علي عثمان و تقولين فيه أخبث القول و ما كان اسمه عندك الا نعثلا،و إنك لتعرفين منزلة علي بن أبي طالب عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أ فاذكرك؟قالت:نعم قالت:

أ تذكرين يوم أقبل عليه السّلام و نحن معه حتي إذا هبط من قديد ذات الشمال خلا بعلي يناجيه فأطال،1.

ص: 241


1- الخصفة:القفة تعمل من الخوص للتمر و نحوه.
2- الجرة:اناء من خزف له بطن كبير و عروتان و فم واسع.
3- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:97/3.
4- أحمد بن طيفور أبو الفضل بن أبي طاهر المروزي،محدث.شاعر.ولد ببغداد سنة 204 ه و توفي بها عام 280 ه،له تأليف كثيرة و منها:«تاريخ بغداد في أخبار الخلفاء و الامراء و أيامهم»توجد ترجمته في:الوافي بالوفيات:7:8-10،تاريخ الخطيب البغدادي:211/4،الفهرست لابن النديم 146/1،معجم الادباء:87/3 -98،الاعلام:138/1.

فأردت أن تهجمي عليهما فنهيتك فعصيتني فهجمت عليهما،فما لبثت أن رجعت باكية فقلت:ما شأنك،فقلت:إني هجمت عليهما و هما يتناجيان فقلت لعلي ليس لي من رسول اللّه إلا يوم من تسعة أيام فما تدعني يا بن أبي طالب و يومي؟فأقبل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّ و هو غضبان محمر الوجه فقال:ارجعي وراءك،و اللّه لا يبغضه أحد من أهل بيتي،و لا من غيرهم من الناس إلا و هو خارج من الإيمان فرجعت نادمة ساقطة؟فقالت عائشة:نعم،اذكر ذلك.قالت:و اذكرك أيضا كنت أنا و أنت مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و انت تفلين (1)رأسه و أنا أحيس له حيسا و كان الحيس يعجبه فرفع رأسه و قال:

ليت شعري ايتكن صاحبة الجمل الأذنب تنبحها كلاب الحوأب فتكون ناكبة عن الصراط،فرفعت رأسي (2)من الحيس فقلت:أعوذ باللّه و برسوله من ذلك،ثم ضرب علي ظهرك و قال:إياك أن تكونيها يا حميراء (3)أما أنا فقد أنذرتك قالت عائشة:نعم اذكر ذلك.قالت:و اذكرك أيضا كنت أنا و أنت مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في سفر له و كان عليّ يتعاهد نعلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فيخصفها،و يتعاهد أثوابه فيغسلها فبقيت له نعل فأخذها يومئذ يخصفها و قعد في ظل سمرة و جاء أبوك و معه عمر فاستأذنا عليه فقمنا الي الحجاب و دخلا يحادثاه فيما أرادا،ثم قالا:يا رسول اللّه إنا لا ندري قدر ما تصحبنا، فلو أعلمتنا من يستخلف علينا ليكون لنا بعدك مفزعا!فقال لهما أما إني قد أري مكانه و لو فعلت لتفرقتم عنه كما تفرقت بنو اسرائيل عن هارون بن عمران فسكتا،ثم خرجا فلما خرجنا إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قلت له:و كنت أجرأ عليه منا،من كنت يا رسول اللّه مستخلفا عليهم؟فقال خاصف النعل، فنظرنا فلم نر أحدا إلا عليا فقلت:يا رسول اللّه ما اري إلا عليا،فقال هو ذاك.فقالت عائشة:نعم اذكر ذلك،قالت فأي خروج تخرجين بعد هذا؟فقالت إنما أخرج للاصلاح بين الناس،و أرجو فيه الأجر إن شاء اللّه فقالت:أنت و رأيك،فانصرفت عائشة عنها،و كتبت أمّ سلمة بما قالت و قيل لها الي علي (4).

قال ابن أبي الحديد عقيب هذا الخبر:فإن قلت:فهذا نص صريح في إمامة علي عليه السّلام فما تصنع أنت و أصحابك المعتزلة به!فاجاب بجواب لا طائل تحته متكلف حمية لمذهب المعتزلة،حمية الجاهلية.اعوذ باللّه تعالي من الغواية بعد تبين الهدي.

و قد تقدم في الباب الثاني عشر من طريق العامة روايات في النص علي الأئمة الاثني عشر من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بالإمامة و الخلافة و الوصاية تؤخذ من هناك.8.

ص: 242


1- في المصدر:تغسلين.
2- في المصدر:فرفعت يدي.
3- في المصدر:و قال:اياك أن تكونيها،ثم قال:يا بنت أبي امية اياك أن تكونيها،يا حميراء،أما أنا فقد أنذرتك.
4- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:77/2-78.

الباب الخامس عشر

في نص رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي أمير المؤمنين و بنيه الاحد عشر

بأنهم الخلفاء و الأوصياء بعده صلوات اللّه عليهم

من طريق الخاصة مضافا الي ما سبق من الروايات في الباب الثالث عشر و فيه أربعة و ثلاثون حديثا:

الأول: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا علي بن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي (1)قال:حدّثنا أبي عن جده أحمد بن أبي عبد اللّه قال:حدثني سليمان بن مقبل المدني (2)قال:حدثني موسي بن جعفر،عن أبيه جعفر بن محمد،عن أبيه محمد بن علي،عن أبيه علي بن الحسين،عن أبيه الحسين بن علي،عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال:دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مسجد قبا و معه نفر من أصحابه فلما بصر بي تهلل وجهه و تبسم حتي نظرت إلي بياض أسنانه تبرق،ثم قال إليّ يا علي (3)فما زال يدنيني حتي ألصق فخذي بفخذه،ثم أقبل علي أصحابه فقال:«معاشر أصحابي أقبلت إليكم الرحمة باقبال علي بن أبي طالب أخي إليكم،معاشر أصحابي إن عليا مني و أنا من علي،روحه من روحي و طينته من طينتي،و هو أخي و وصيي و خليفتي علي امتي في حياتي و بعد موتي،من اطاعه اطاعني،و من وافقه وافقني،و من خالفه خالفني» (4).

الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن المؤدب قال:حدّثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي،عن سهل بن زياد،عن جعفر بن محمد بن بشار،عن عبيد اللّه الدهقان،عن درست بن أبي منصور الواسطي،عن عبد الحميد بن أبي العلاء،عن ثابت بن دينار،عن سعد بن طريف الخفاف، عن الاصبغ بن نباتة قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام:«أنا خليفة رسول اللّه و وزيره و وارثه،أنا أخو رسول اللّه و وصيه و حبيبه،أنا صفي رسول اللّه و صاحبه،أنا ابن عم رسول اللّه و زوج ابنته و أبو

ص: 243


1- في المصدر:و المخطوطة:علي بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي.
2- في المصدر:المدائني.
3- في المصدر:الي يا علي الي يا علي:
4- أمالي الصدوق ص 31-32 ط-النجف الاشرف.

ولده،أنا سيد الوصيين (1)،أنا الحجة العظمي،و الآية الكبري،و المثل الأعلي،و باب النبي المصطفي،أنا العروة الوثقي،و كلمة التقوي،و أمين اللّه تعالي ذكره علي أهل الدنيا» (2).

الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور رحمه اللّه،قال:حدّثنا الحسين بن محمد بن عامر،عن المعلي بن خالد البصري،عن جعفر بن سليمان (3)عن عبد اللّه بن الحكم،عن أبيه،عن سعيد بن جبير،عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إنّ عليا وصيي و خليفتي، و زوجته فاطمة سيدة نساء العالمين ابنتي،و الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة ولداي،من والاهم فقد والاني،و من عاداهم فقد عاداني،و من ناواهم فقد ناواني،و من جفاهم فقد جفاني، و من برّهم فقد برني،وصل اللّه من وصلهم،و قطع من قطعهم و نصر من أعانهم (4)،و خذل من خذلهم،اللهم من كان له من أنبيائك ثقل و أهل بيت فعلي و فاطمة و الحسن و الحسين أهل بيتي و ثقلي فأذهب عنهم الرجس و طهّرهم تطهيرا» (5).

الرابع: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي-رحمه اللّه-قال:حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدب (6)قال:

حدّثنا أحمد بن علي الاصبهاني،عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال:حدثني جعفر بن الحسن،عن عبد اللّه بن موسي العبسي،عن محمد بن علي السلمي،عن عبد اللّه بن محمد بن عقيل،عن جابر ابن عبد اللّه الأنصاري أنه قال:لقد سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«إن في علي خصالا لو كانت واحدة منها في جميع الناس اكتفوا بها فضلا،قوله صلّي اللّه عليه و آله:من كنت مولاه فعلي مولاه،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:

علي مني كهارون من موسي،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:علي مني و أنا منه،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:علي مني كنفسي،طاعته طاعتي،و معصيته معصيتي،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:حرب علي حرب اللّه و سلم عليّ سلم اللّه،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:حب علي ايمان و بغضه كفر،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:حزب عليّ حزب اللّه و حزب أعدائه حزب الشيطان، و قوله صلّي اللّه عليه و آله:علي مع الحق و الحق معه لا يفترقان حتي يردا عليّ الحوض،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:عليّ قسيمب.

ص: 244


1- في المصدر:و وصي سيد النبيين.
2- أمالي الصدوق:ص 34 ط-النجف الاشرف،البحار:335/39.
3- في المصدر:حدّثنا أبي رحمه اللّه،قال:حدّثنا الحسين بن محمد بن عامر،عن المعلي بن محمد البصري، عن جعفر بن سليمان.
4- في المصدر:و نصر من نصرهم،و أعان من أعانهم.
5- أمالي الصدوق ص 423.
6- في المصدر:حدّثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه القمي،قال: حدّثنا أبي،قال:حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدب.

الجنة و النار،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:من فارق عليا فقد فارقني و من فارقني فقد فارق اللّه عز و جل،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:

شيعة علي هم الفائزون يوم القيامة» (1).

الخامس: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رحمه اللّه،قال:حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدب،عن علي بن أحمد بن علي الاصفهاني (2)،عن إبراهيم بن محمد الثقفي،قال:حدّثنا محمد بن علي الكوفي،عن سليمان بن عبد اللّه الهاشمي،عن محمد بن سنان،عن المفضل،عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري (3)يقول:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي بن أبي طالب:

«يا علي أنت أخي و وصيي و وارثي و خليفتي علي أمتي في حياتي و بعد موتي (4)،محبك محبي، و عدوك عدوي،و مبغضك مبغضي،و وليك وليي» (5).

السادس: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيي العطار،قال:حدّثنا أبي،عن محمد ابن عبد الجبار،عن أبي أحمد الأزدي،عن أبان بن عثمان،عن أبان بن تغلب عن عكرمة،عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ان اللّه تبارك و تعالي آخي بيني و بين علي بن أبي طالب و زوجه ابنتي من فوق سبع سماواته،و أشهد علي ذلك مقربي ملائكته،و جعله لي وصيا و خليفة،فعليّ مني و أنا منه،محبه محبي و مبغضه مبغضي،و ان الملائكة لتتقرب إلي اللّه بمحبته» (6).

السابع: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن علي ماجيلويه قال:حدثني عمي محمد بن أبي القاسم،عن محمد بن علي الكوفي،عن علي بن عثمان،عن محمد بن الفرات عن أبي جعفر بن علي الباقر،عن أبيه،عن جده عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ان علي بن أبي طالب خليفة اللّه و خليفتي،و حجة اللّه و حجتي،و باب اللّه و بابي،و صفي اللّه و صفيي،و حبيب اللّه و حبيبي،و خليل اللّه و خليلي،و سيف اللّه و سيفي،و هو أخي و صاحبي و وزيري و وصيي،محبه محبي،و مبغضه مبغضي،و وليه وليي و عدوه عدوي،و حربه حربي،و سلمه سلمي،و قوله قولي،و أمره أمري، و زوجته ابنتي،و ولده ولدي،و هو سيد الوصيين و خير امتي اجمعين» (7).7.

ص: 245


1- أمالي الصدوق ص 79،البحار:95/37.
2- في المصدر:عن علي بن أحمد الاصبهاني.
3- في المصدر:عن المفضل،عن جابر الجعفي،قال:سمعت جابر بن عبد اللّه الأنصاري.
4- في المصدر:و بعد وفاتي.
5- أمالي الصدوق ص 110.
6- أمالي الصدوق ص 110.
7- أمالي الصدوق ص 179-180،بشارة المصطفي ص 37،البحار:/37ص 137.

الثامن: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي الكوفي،حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي،قال:حدّثنا محمد بن ظهير،قال:حدّثنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن أخي يونس البغدادي ببغداد،قال:حدّثنا محمد بن يعقوب النهشلي،قال:حدّثنا علي بن موسي الرضا عليه السّلام،عن أبيه موسي بن جعفر،عن أبيه جعفر بن محمد،عن أبيه محمد بن علي،عن أبيه علي بن الحسين،عن أبيه الحسين بن علي،عن أبيه علي بن أبي طالب،عن النبي صلّي اللّه عليه و آله،عن جبرائيل،عن ميكائيل،عن اسرافيل،عن اللّه جل جلاله أنه قال:«أنا اللّه لا إله إلا أنا خلقت الخلق بقدرتي،و اخترت منهم من شئت من انبيائي،و اخترت من جميعهم محمدا حبيبا و خليلا و صفيا،و بعثته رسولا إلي خلقي،و اصطفيت له عليا فجعلته له أخا و وصيّا و وزيرا و مؤديا عنه من بعده إلي خلقي،و خليفتي علي عبادي ليبين لهم كتابي،و يسير فيهم بحكمي،و جعلته العلم الهادي من الضلالة،و بابي الذي أوتي منه،و بيتي الذي من دخله كان آمنا من ناري،و حصني الذي من لجأ إليه حصنته،من مكروه الدنيا و الآخرة،و وجهي الذي من توجه إليه لم اصرف وجهي عنه،و حجتي في السماوات و الارضين علي جميع من فيهن من خلقي،لا أقبل عمل عامل منهم إلا بالاقرار بولايته مع نبوّة أحمد(محمد)رسولي،و هو يدي المبسوطة علي عبادي،و هو النعمة التي أنعمت بها علي من أحببته من عبادي،فمن أحببته من عبادي و توليته عرفته ولايته و معرفته،و من أبغضته من عبادي أبغضته لانصرافه عن معرفته و ولايته،فبعزتي و جلالي أقسمت أنه لا يتولّي عليا عبد من عبادي إلا زحزحته عن النار و أدخلته الجنة،و لا يبغضه عبد من عبادي و يعدل عن ولايته إلا أبغضته و أدخلته النار و بئس المصير» (1).

التاسع: ابن بابويه:حدّثنا أبي رحمه اللّه قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه،عن أحمد بن عيسي،عن العباس بن معروف،عن الحسين بن يزيد،عن اليعقوبي،عن عيسي بن عبد اللّه العلوي،عن أبيه، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر،عن أبيه،عن جده عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من سره أن يجوز علي الصراط كالريح العاصف،و يلج الجنة بغير حساب فليتول وليي و صفيي (2)و صاحبي و خليفتي علي أهلي و امتي علي بن أبي طالب،و من سره أن يلج النار فليترك ولايته،فوعزة ربي و جلاله إنه لباب اللّه الذي لا يؤتي إلاّ منه،و إنه الصراط المستقيم،و إنه الذي يسأل اللّه عن ولايتهي.

ص: 246


1- أمالي الصدوق ص 196-197،عيون أخبار الرضا:48/2-49،البحار:98/38.
2- في المصدر:صفيي و وصيي.

يوم القيامة» (1).

العاشر: ابن بابويه قال:حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور،قال:حدّثنا الحسين بن محمد بن عامر،عن عمه عبد اللّه بن عامر،عن محمد بن أبي عمير،عن سليمان ابن مهران،عن الصادق جعفر بن محمد،عن أبيه محمد بن علي،عن أبيه علي بن الحسين،عن أبيه الحسين بن علي بن أبي طالب قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا علي أنت أخي و أنا أخوك،يا علي أنت مني و أنا منك،يا علي أنت وصيي و خليفتي و حجة اللّه علي امتي بعدي،لقد سعد من تولاك و شقي من عاداك» (2).

الحادي عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي-رحمه اللّه-قال:حدّثنا عبد اللّه ابن الحسن المؤدب، عن أحمد بن علي الاصبهاني،عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال:حدّثنا أبو رجاء قتيبة بن سعيد، عن حماد بن زيد،عن عبد الرّحمن السراج،عن نافع،عن عبد اللّه بن عمر قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي بن أبي طالب:«إذا كان يوم القيامة يؤتي بك يا علي علي نجيب من نور و علي رأسك تاج قد أضاء نوره و كاد يخطف أبصار أهل الموقف فيأتي النداء من عند اللّه جل جلاله أين خليفة محمد رسول اللّه فيقول:ها أنا ذا فينادي المنادي:يا علي أدخل من أحبك الجنة و من عاداك النار فأنت قسيم الجنة،و أنت قسيم النار» (3).

أقول:نافع في هذا السند هو نافع مولي عمر بن الخطاب،و هو علي مذهب الخوارج،و عبد اللّه ابن عمر،هو ابن عمر بن الخطاب،و هو من رءوس النواصب في زمان أمير المؤمنين عليه السّلام فأنظر إلي ما ترويه الخوارج عن النواصب بأن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله نص علي أن أمير المؤمنين عليه السّلام هو الخليفة بعده، و قد تقدم هذا الحديث في الباب الرابع عشر بروايته عن عبد اللّه بن عمر من طريق العامة و هو الحديث الخامس عشر من الباب (4).

الثاني عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن محمد بن موسي قال:حدّثنا أبو العباس أحمد بن يحيي بن زكريا القطان قال:حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال:حدّثنا عبد الرحيم بن علي بن سعيد الجبلي قال:حدّثنا الحسن بن نضر الخزاز قال:حدّثنا عمر بن طلحة،عن اسباط بن نصر (5)ر.

ص: 247


1- أمالي الصدوق ص 255،البحار:97/38-98.
2- أمالي الصدوق ص 322،البحار:102/38-103.
3- أمالي الصدوق ص 322.
4- راجع ص 270-281-من هذا الجزء.
5- في المصدر:نضر.

عن سماك بن حرب،عن سعيد بن جبير قال:أتيت عبد اللّه بن عباس فقلت له يا بن عم رسول اللّه إني جئتك أسألك عن علي بن أبي طالب و اختلاف الناس فيه فقال ابن عباس:يا بن جبير جئتني تسألني عن خير خلق اللّه من الأمة بعد محمد نبي اللّه،جئتني تسألني عن رجل كانت له ثلاثة آلاف منقبة في ليلة واحدة و هي ليلة القربة،يا بن جبير جئتني تسألني عن وصي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وزيره و خليفته و صاحب حوضه و لوائه و شفاعته.و الذي نفس ابن عباس بيده لو كانت بحار الدنيا مدادا، و اشجارها أقلاما،و أهلها كتابا،فكتبوا مناقب علي بن أبي طالب و فضائله من يوم خلق اللّه عز و جل الدنيا إلي أن يفنيها ما بلغوا معشار ما آتاه اللّه تبارك و تعالي (1).

الثالث عشر: ابن بابويه قال:أخبرنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا أحمد بن يحيي بن زكريا القطان قال:حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب،قال:حدّثنا تميم بن بهلول قال:حدّثنا عبد اللّه ابن صالح بن أبي سلمة النصيبي قال:حدّثنا أبو عوانة،عن أبي بشر،عن سعيد بن جبير (2)،عن عائشة قالت:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«أنا سيد الاولين و الآخرين و علي بن أبي طالب سيد الوصيين،و هو أخي و وارثي و خليفتي علي أمتي،ولايته فريضة،و اتباعه فضيلة،و محبته إلي اللّه وسيلة،فحزبه حزب اللّه،و شيعته أنصار اللّه و أولياؤه أولياء اللّه،و أعداؤه أعداء اللّه،و هو إمام المسلمين،و ولي المؤمنين و أميرهم بعدي» (3).

الرابع عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن علي ماجيلويه-رحمه اللّه-عن عمه محمد بن أبي القاسم،عن أحمد بن هلال،عن أحمد بن محمد بن أبي نصر،عن أبان عن زرارة،و إسماعيل ابن عباد النصري (4)عن سليمان الجعفي،عن أبي عبد اللّه (5)قال:«لما اسري بالنبي صلّي اللّه عليه و آله و انتهي إلي حيث ما أراد اللّه تبارك و تعالي ناجاه ربه جل جلاله،فلما أن هبط إلي السماء السابعة (6)ناداه:يا محمد؟قال له لبيك ربي قال له:من اخترت من امتك يكون بعدك لك خليفة؟قال:اختر لي ذلك فتكون أنت المختار لي،فقال له:اخترت لك خيرتك علي بن أبي طالب» (7).

الخامس عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن عيسي القمي-رضي اللّه عنه-قال:حدثني علي8.

ص: 248


1- أمالي الصدوق ص 499.
2- في المخطوطة عن بشر بن جبير،عن عائشة.
3- أمالي الصدوق ص 521-522،البحار:107/38.
4- في المخطوطة:العصري،و في المصدر:القصري.
5- في المصدر:أبي عبد اللّه الصادق عليه السّلام
6- في المصدر:الرابعة.
7- أمالي الصدوق ص 529-530،البحار:107/38-108.

ابن محمد ماجيلويه قال:حدثني أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي،عن أبيه،عن خلف بن حماد الأسدي،عن أبي الحسن العبدي،عن سليمان بن مهران،عن الصادق جعفر بن محمد،عن أبيه، عن آبائه،عن علي قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا علي أنت أخي و وزيري و وصيي و خليفتي في أهلي و أمتي،في حياتي و بعد مماتي،محبك محبي و مبغضك مبغضي،يا علي:أنا و أنت أبوا هذه الأمة،يا علي أنا و أنت و الأئمة من ولدك سادات (1)في الدنيا و ملوك في الآخرة،من عرفنا فقد عرف اللّه،و من أنكرنا فقد أنكر اللّه عزّ و جلّ» (2).

السادس عشر: الشيخ أبو جعفر الطوسي في أماليه،قال:أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن محمد بن النعمان قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد-رحمه اللّه-قال:حدثني أبي (3)قال:

حدّثنا سعد بن عبد اللّه،عن أيوب بن نوح،عن صفوان بن يحيي،عن أبان بن عثمان،عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد عليهما السّلام قال:«إذا كان يوم القيامة نادي مناد من بطنان العرش:اين خليفة اللّه في ارضه؟فيقوم داود النبي عليه السّلام فيأتي النداء من عند اللّه عز و جل:لسنا إياك أردنا و إن كنت للّه تعالي خليفة،ثم ينادي مناد ثانيا:اين خليفة اللّه في أرضه؟فيقوم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام فيأتي النداء من قبل اللّه عز و جل يا معشر الخلائق هذا علي بن أبي طالب خليفة اللّه في أرضه،و حجته علي عباده،فمن تعلق بحبله في دار الدنيا فليتعلق بحبله في هذا اليوم،يستضيء بنوره،و ليتبعه إلي الدرجات العلي من الجنات.قال:فيقوم الناس الذين تعلّقوا بحبله في الدنيا فيتبعونه إلي الجنة،ثم يأتي النداء من عند اللّه عز و جل ألا من ايتم (4)بامام في دار الدنيا فليتبعه إلي حيث يذهب،فحينئذ إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَ رَأَوُا الْعَذابَ وَ تَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ وَ قالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَما تَبَرَّؤُا مِنّا كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ وَ ما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النّارِ (5) » (6).ف.

ص: 249


1- في المصدر:سادة.
2- أمالي الصدوق ص 587.
3- كذا ورد السند في المصدر:حدّثنا الشيخ السعيد المفيد أبو علي الحسن بن محمد ابن الحسن الطوسي- رضي اللّه عنه-بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليه و آله قال:حدّثنا الشيخ السعيد الوالد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي-رحمه اللّه-في شعبان سنة خمس و خمسين و أربعمائة قال:أخبرنا الشيخ السعيد أبو عبد اللّه محمد بن محمد بن النعمان-رحمه اللّه تعالي-قال:حدّثنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه،قال:حدثني أبي...
4- في المصدر:من تعلق.
5- سوره 2 - آيه 166
6- البقرة:166.و الحديث أخرجه الشيخ الطوسي في أماليه:61/1،62 ط النجف الاشرف.

السابع عشر: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمد بن محمد-يعني المفيد (1)-قال:أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن قال:حدثني أبي،عن سعد بن عبد اللّه بن موسي قال:حدّثنا محمد بن عبد الرّحمن العرزمي قال:حدّثنا المعلي بن هلال،عن الكلبي،عن عبد اللّه بن العباس قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«أعطاني اللّه خمسا و أعطي عليا خمسا:أعطاني جوامع الكلم، و أعطي عليّا جوامع العلم،و جعلني نبيّا و جعله وصيا،و أعطاني الكوثر،و أعطاه السلسبيل، و أعطاني الوحي،و أعطاه الإلهام،و أسري بي إليه،و فتح له أبواب السماء و الحجب حتي نظر إليّ و نظرت إليه».

قال:ثم بكي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقلت له:ما يبكيك فداك أبي و أمي؟فقال:«يا بن عباس إن أول ما كلّمني به ربي أن قال:يا محمد انظر تحتك فنظرت إلي الحجب قد انخرقت،و إلي أبواب السماء قد انفتحت،و نظرت إلي عليّ و هو رافع رأسه إليّ فكلمني و كلمته،و كلّمني ربي عز و جل،فقلت:

يا رسول اللّه بم كلمك ربك؟قال:قال لي:يا محمد إني جعلت عليا وصيك و وزيرك و خليفتك من بعدك فأعلمه،فها هو يسمع كلامك،فأعلمته و أنا بين يدي ربي عز و جل فقال لي:قد قبلت و أطعت.

فأمر اللّه الملائكة أن تسلم عليه ففعلت فرد عليهم السّلام،و رأيت الملائكة يتباشرون به،و ما مررت بملائكة من ملائكة السماء إلاّ هنّوني و قالوا:يا محمد و الذي بعثك لقد دخل السرور علي جميع الملائكة باستخلاف اللّه عز و جل لك ابن عمك،و رأيت حملة العرش قد نكسوا رءوسهم إلي الأرض،فقلت:يا جبرائيل لم نكس حملة العرش رءوسهم؟فقال:يا محمد ما من ملك من الملائكة إلا و قد نظر إلي وجه علي بن أبي طالب استبشارا به ما خلا حملة العرش فإنهم، استأذنوا اللّه عز و جل في هذه الساعة فاذن لهم أن ينظروا إلي علي بن أبي طالب فنظروا إليه،فلما هبطت جعلت اخبره بذلك و هو يخبرني به فعلمت أني لم اطأ موطئا إلا و قد كشف لعلي عنه حتي نظر إليه».

قال ابن عباس:فقلت:يا رسول اللّه أوصني.فقال:عليك بمودة علي بن أبي طالب و الذي بعثني بالحق نبيا لا يقبل اللّه من عبد حسنة حتي يسأله عن حب علي بن أبي طالب و هو تعالي أعلم،فإن جاء بولايته قبل عمله علي ما كان منه،و إن لم يأت بولايته لم يسأله عن شيء ثم أمر به إلي النار.ل.

ص: 250


1- في المصدر:حدّثنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد الطوسي-رحمه اللّه-قال:حدّثنا الشيخ السعيد الوالد-رحمه اللّه-قال:أخبرنا محمد بن محمد قال.

«يا بن عباس و الذي بعثني بالحق نبيا إن النار لأشد غضبا علي مبغض عليّ منها علي من زعم أن للّه ولدا.

يا بن عباس لو أن الملائكة المقربين و الأنبياء المرسلين اجتمعوا علي بغضه (1)و لن يفعلوا، لعذبهم اللّه بالنار.قلت:يا رسول اللّه و هل يبغضه أحد؟قال:يا بن عباس نعم،يبغضه قوم يذكرون أنهم من أمتي لم يجعل اللّه لهم في الإسلام نصيبا.يا بن عباس إن من علامة بغضهم له تفضيلهم من هو دونه عليه،و الذي بعثني بالحق نبيا ما بعث اللّه نبيا أكرم عليه مني،و لا وصيا أكرم عليه من وصيي علي».

قال ابن عباس:فلم أزل له كما أمرني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وصاني بمودته،و إنه لأكبر عملي عندي.

قال ابن عباس:ثم مضي من الزمان ما مضي و حضرت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الوفاة حضرته،فقلت له:

فداك أبي و أمي يا رسول اللّه قد دنا أجلك فما تأمرني؟فقال:«يا بن عباس خالف من خالف عليا و لا تكونن لهم ظهيرا و لا وليا»:قلت:يا رسول اللّه فلم لا تأمر الناس بترك مخالفته؟قال:فبكي عليه السّلام حتي اغمي عليه،ثم قال:«يا بن عباس قد سبق فيهم علم ربي،و الذي بعثني بالحق نبيا لا يخرج أحد ممن خالفه من الدنيا و أنكر حقه حتي يغير اللّه تعالي ما به من نعمة».

يا بن عباس إذا أردت أن تلقي اللّه و هو عنك راض فاسلك طريقة علي بن أبي طالب،و مل معه حيث مال،و ارض به إماما،و عاد من عاداه و وال من والاه».

«يا بن عباس احذر أن يدخلك شك فيه،فانّ الشك في علي كفر باللّه تعالي» (2).

الثامن عشر: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمد بن محمد(يعني المفيد)قال:حدّثنا أبو نصر محمد بن الحسين المقري،قال:حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن علي المرزباني قال:حدّثنا جعفر بن محمد الحنفي قال:حدّثنا يحيي بن هاشم السمسار قال:حدّثنا عمرو بن شمر قال:حدّثنا حماد، عن أبي الزبير،عن جابر بن عبد اللّه بن خزام (3)قال:أتيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقلت:يا رسول اللّه من وصيك؟قال:«فأمسك عني عشرا لا يجيبني،ثم قال:يا جابر ألا اخبرك عما سألتني؟فقلت:بأبي أنت و أمي أم و اللّه لقد سكت عني حتي ظننت إنك وجدت عليّ.فقال:ما وجدت عليك يا جابر، و لكن كنت أنتظر ما يأتني من السماء،فأتاني جبرائيل عليه السّلام فقال:يا محمد ربك يقول:إن علي بن أبي طالب وصيك و خليفتك علي أهلك و أمتك و الذائد عن حوضك و هو صاحب لوائك يقدمكم.

ص: 251


1- في المصدر:بغض علي.
2- أمالي الطوسي:102/1-104.
3- في المصدر:حزام.و الصحيح جابر بن عبد اللّه بن عمرو بن حرام الأنصاري الخزرجي كما في المعاجم.

إلي الجنة.فقلت:يا رسول اللّه أ رأيت من لا يؤمن بهذا الحديث أقتله؟قال:نعم.يا جابر ما وضع هذا الوضع إلا ليبايع عليه،فمن بايعه كان معي غدا،و من خالفه لم يرد عليّ الحوض أبدا» (1).

التاسع عشر: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمد بن محمد(يعني المفيد)قال:أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد(يعني ابن قولويه)قال:حدثني أبي قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه،عن أبي الجوزاء المنبه بن عبد اللّه،عن الحسين بن علوان،عن عمرو بن خالد،عن زيد بن علي،عن أبيه، عن الحسين بن علي،عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:قال:رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا علي إن اللّه تعالي أمرني أن أتخذك أخا و وصيا،فأنت أخي و وصيي و خليفتي علي أهلي في حياتي و بعد موتي،من تبعك فقد تبعني و من تخلف عنك فقد تخلّف عني،و من كفر بك فقد كفر بي،و من ظلمك فقد ظلمني.يا علي أنت مني و أنا منك،يا علي لو لا أنت لما قوتل أهل النهر.قال:فقلت:يا رسول اللّه و من أهل النهر؟قال:قوم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية» (2).

العشرون: الشيخ في أماليه قال:حدّثنا محمد بن الحسن بن الوليد (3)قال:حدثني محمد بن أبي القاسم،عن محمد بن علي الصيرفي،عن محمد بن سنان،عن المفضل ابن عمر،عن أبي عبد اللّه الصادق،عن أبيه،عن جده عليهم السّلام قال:بلغ أمّ سلمة زوجة النبي صلّي اللّه عليه و آله أن مولي لها(يتنقص) ينتقص عليا و يتناوله،فأرسلت إليه فلما صار إليها قالت له:يا بني بلغني انّك (تتنقص)تتنقص عليّا و تتناوله؟قال نعم يا اماه،قالت له:اقعد ثكلتك امك حتي احدثك بحديث سمعته من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثم اختر لنفسك،إنا كنا عند رسول اللّه تسع نسوة و كانت ليلتي و يومي من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله..

فأتيت الباب فقلت:أدخل يا رسول اللّه؟قال لا،قالت:فكبوت كبوة،و ساق الحديث بطوله و فيه يا أمّ سلمة اسمعي و اشهدي هذا علي بن أبي طالب وصيي و خليفتي من بعدي (4).

و الحديث تقدم بطوله في الباب الثالث عشر من طريق ابن بابويه بالاسناد عن الصادق عليه السّلام (5).

الحادي و العشرون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا محمد ابن جعفر الرزاز القرشي قال:حدّثنا جدي لأمي محمد بن عيسي القيسي قال:حدّثنا إسحاق بنء.

ص: 252


1- أمالي الطوسي:193/1.
2- أمالي الطوسي:203/1.
3- في المصدر:محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد.
4- أمالي الصدوق ص 340-341.أمالي الطوسي:38/2-40.
5- راجع ص 208-209 من هذا الجزء.

يزيد الطائي قال:حدّثنا هاشم بن البريد،عن أبي سعيد التميمي قال:سمعت أبا ثابت مولي أبي ذر -رحمه اللّه-يقول:سمعت أم سلمة-رضي اللّه عنها-تقول:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مرضه الذي قبض فيه يقول و قد امتلأت الحجرة من أصحابه:«أيها الناس يوشك أن اقبض قبضا سريعا فينطلق بي،و قد قدمت إليكم القول معذرة إليكم،ألا إني مخلّف فيكم كتاب ربي عز و جل و عترتي أهل بيتي».ثم أخذ بيد علي عليه السّلام فرفعها فقال:«هذا عليّ مع القرآن و القرآن مع علي،خليفتان بصيران لا يفترقان حتي يردا عليّ الحوض،فأسألهما ما ذا خلفت فيهما» (1).

الثاني و العشرون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا الحسن بن علي بن زكريا أبو سعيد البصري قال:حدّثنا محمد بن صدقة العنبري قال:حدّثنا موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد،عن أبيه محمد بن علي،عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:صلّي بنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوما صلاة الفجر ثم انفتل و أقبل علينا يحدثنا،فقال:«أيها الناس من فقد الشمس فليتمسك بالقمر،و من فقد القمر فليتمسك بالفرقدين».قال:فقمت أنا و أبو أيوب الأنصاري و معنا أنس بن مالك فقلنا:يا رسول اللّه من الشمس؟قال:«أنا».فإذا هو صلّي اللّه عليه و آله قد ضرب لنا مثلا،فقال:«أن اللّه تعالي خلقنا فجعلنا بمنزلة نجوم السماء كلّما غاب نجم طلع نجم.فأنا الشمس فإذا ذهب بي فتمسكوا بالقمر».قلنا:فمن القمر؟قال:«أخي و وصيي و وزيري و قاضي ديني و أبو ولدي و خليفتي في أهلي علي بن أبي طالب».قلنا:فمن الفرقدان؟قال:«الحسن و الحسين»،ثم مكث مليا فقال:«و فاطمة هي الزهرة،و أهل بيتي هم مع القرآن،و القرآن معهم لا يفترقان حتي يردا عليّ الحوض» (2).

الثالث و العشرون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا الفضل بن محمد البيهقي قال:حدّثنا هارون بن عمرو المجاشعي قال:حدّثنا محمد بن جعفر بن محمد قال:

حدّثنا أبي أبو عبد اللّه.قال:المجاشعي:حدّثنا الرضا علي بن موسي عليهما السّلام قال:حدثني أبي موسي ابن جعفر،عن أبيه أبي عبد اللّه جعفر بن محمد عن أبيه،عن جده علي بن الحسين قال:حدثني عمر،و سلمة ابنا أبي سلمة ربيبا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«انهما سمعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول في حجته (3):ع.

ص: 253


1- أمالي الطوسي:92/2-93.
2- أمالي الطوسي:130/2-131.
3- في المصدر:في حجته حجة الوداع.

علي يعسوب المؤمنين و المال يعسوب الظالمين،علي أخي و مولي المؤمنين من بعدي (1)،و هو الخليفة في الأهل و المؤمنين بعدي» (2).

الرابع و العشرون: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة،عن أبي المفضل قال:حدّثنا الحسن ابن علي بن زكريا العاصمي قال:حدّثنا أحمد بن عبيد اللّه الفداني (3)قال:حدّثنا الربيع بن يسار قال:

حدّثنا الأعمش،عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلي أبي ذر-رضي اللّه عنه-في حديث الشوري و احتجاج أمير المؤمنين عليه السّلام عليهم بفضائله و سوابقه،و ما قال فيه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من النص عليه بما يقتضي أنه الإمام و الخليفة بعده،و كلّهم يوافقونه فيما ذكره من ذلك إلي أن قال:«فهل فيكم أحد استخلفه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في أهله و جعل أمر ازواجه إليه من بعده غيري»قالوا:لا (4).

الخامس و العشرون: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدثني محمد بن جعفر بن محمد بن رباح الاشجعي قال:حدّثنا عباد بن يعقوب الأسدي قال:أخبرنا إبراهيم بن محمد بن أبي الرواس (5)الخثعمي قال:حدثني عدي بن زيد الهجري،عن أبي خالد الواسطي قال إبراهيم بن محمد:فلقيت أبا خالد عمرو بن خالد،فحدثني عن زيد بن علي،عن أبيه،عن جده،عن علي بن أبي طالب عليهم السّلام قال:«كنت عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مرضه الذي قبض فيه،فكان رأسه في حجري و العباس يذب عن وجه رسول اللّه فاغمي اغماء (6)ثم فتح عينيه فقال:يا عباس يا عم رسول اللّه اقبل وصيتي و اضمن ديني و عداتي.فقال العباس:يا رسول اللّه أنت أجود من الريح المرسلة و ليس في مالي وفاء لدينك و عداتك.فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله ذلك ثلاثا يعيده عليه و العباس في كل ذلك يجيبه بما قال أوّل مرة،قال فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:لأقولنها لمن يقبلها و لا يقول يا عباس مثل مقالتك.فقال:يا علي اقبل وصيتي،و اضمن ديني و عداتي.قال فخنقتني العبرة و ارتج جسدي،و نظرت إلي رأس رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يذهب و يجيء في حجري،فقطرت دموعي علي وجهه و لم أقدر أن اجيبه ثم ثني فقال:يا علي اقبل وصيتي،و اضمن ديني و عداتي.

قال:قلت نعم بأبي و أمي.قال:أجلسني فاجلسته،فكان ظهره في صدري فقال:يا علي أنت أخي في الدنيا و الآخرة و وصيي و خليفتي في أهلي.ة.

ص: 254


1- في المصدر:و هو مني بمنزلة هارون من موسي،إلا أن اللّه ختم النبوة بي،فلا بني بعدي،و هو الخليفة..
2- أمالي الطوسي:134/2.
3- في المصدر:العدلي.
4- أمالي الطوسي:159/2-166.
5- في المصدر:ابن الرواس.
6- في المصدر:فاغمي عليه اغماءة.

ثم قال:يا بلال هلم سيفي و درعي و بغلتي و سرجها و لجامها،و منطقتي التي أشدها علي درعي،فجاء بلال بهذه الأشياء فوقف بالبغلة بين يدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا علي قم فاقبض.

قال:فقمت و قام العباس فجلس مكاني،فقمت فقبضت ذلك فقال:انطلق به إلي منزلك،فانطلقت به ثم جئت فقمت بين يدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فنظر إليّ ثم عمد إلي خاتمه فنزعه ثم دفعه إليّ فقال:

هاك يا علي هذا لك في الدنيا و الآخرة،و البيت غاص من بني هاشم و المسلمين فقال:يا بني هاشم،يا معشر المسلمين لا تخالفوا عليّا فتضلّوا،و لا تحسدوه فتكفروا،يا عباس قم من مكان علي فقال:تقيم الشيخ و تجلس الغلام،فاعادها عليه ثلاث مرات،فقام العباس فنهض مغضبا و جلست مكاني،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا عباس يا عم رسول اللّه لا أخرج من الدنيا و أنا ساخط عليك فيدخلك سخطي عليك النار،فرجع فجلس» (1).

و روي هذا الحديث الشيخ مرة أخري هكذا في مجالسه:أخبرنا جماعة،عن أبي المفضل،عن محمد بن جعفر الرزّاز أبي العباس القرشي قال:حدّثنا أيوب بن نوح ابن دراج قال:حدّثنا محمد ابن سعيد بن زائدة،عن أبي الجارود زياد بن المنذر،عن محمد بن علي،و عن زيد بن علي كلاهما عن أبيهما علي بن الحسين،عن أبيه الحسين بن علي بن أبي طالب (2)قال:«لمّا ثقل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مرضه الذي قبض فيه كان رأسه في حجري و البيت مملو من أصحابه من المهاجرين و الأنصار،و العباس بين يديه يذبّ عنه بطرف ردائه،فجعل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يغمي عليه ساعة و يفيق أخري (3)ثم وجد خفّة،فأقبل علي العباس فقال:يا عباس يا عم النبي اقبل وصيتي في أهلي و في أزواجي،و اقض ديني،و أنجز عداتي و أبرئ ذمتي،فقال العباس:يا نبي اللّه أنا شيخ ذو عيال كثير غير ذي مال ممدود،و أنت أجود من السحاب الهاطل و الريح المرسلة،فلو صرفت ذلك عني إلي من اطوق له مني.فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أما إني ساعطيها من يأخذها بحقها،و من لا يقول مثل ما تقول،يا علي هاكها خالصة لا يحاقك فيها أحد،يا علي اقبل وصيتي و أنجز مواعيدي،و أدّ ديني،يا علي اخلفني في أهلي،و بلّغ عني من بعدي.قال علي عليه السّلام:فلما نعي إليّ نفسه رجف فؤادي،و القي عليّ لقوله البكاء،فلم أقدر أن أجيبه بشيء،ثم عاد لقوله فقال:يا علي او تقبل وصيتي؟قال:فقلت و قد خنقتني العبرة و لم أكد أن ابين:نعم يا رسول اللّه.فقال صلّي اللّه عليه و آله يا بلالة.

ص: 255


1- أمالي الطوسي:185/2-186.
2- في المصدر:الحسين بن علي،عن أبيه علي بن أبي طالب.
3- في المصدر:و يفيق ساعة.

ائتني بسوادي،ائتني بذي الفقار،و درعي ذات الفضول،ائتني بمغفري (1)ذي الجبين و رايتي العقاب،ائتني بالعنزة و الممشوق،فأتي بلال بذلك إلا درعه كانت يومئذ مرتهنة.ثم قال:ائتني بالمرتجز و العضباء،ائتني باليعفور و الدلدل،فأتي بهما فوقفهما في الباب ثم قال:ائتني بالأتحمية (2)و السحاب فاتاه بهما،فلم يزل يدعو بشيء شيء.فافتقد عصابة كان يشد بها بطنه في الحرب،فطلبها فاتي بها و البيت غاص يومئذ بمن فيه من المهاجرين و الأنصار،ثم قال:يا علي قم فاقبض هذا و مد اصبعه و قال:في حياة مني و شهادة من في البيت لكيلا ينازعك أحد من بعدي،فقمت و ما أكاد أمشي علي قدم حتي استودعت ذلك جميعا منزلي فقال:يا علي أجلسني،فاجلسته و أسندته إلي صدري.

قال علي عليه السّلام:فلقد رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و ان رأسه ليثقل ضعفا و هو يقول-يسمع اقصي أهل البيت و أدناهم-:إن أخي و وصيي و وزيري و خليفتي في أهلي علي بن أبي طالب،يقضي ديني و ينجز موعدي،يا بني هاشم يا بني عبد المطلب لا تبغضوا عليا و لا تخالفوا أمره فتضلوا،و لا تحسدوه و ترغبوا عنه فتكفروا،أضجعني يا علي،فاضجعته فقال:يا بلال ائتني بولدي الحسن و الحسين،فانطلق فجاء بهما فاسندهما إلي صدره فجعل صلّي اللّه عليه و آله يشمهما.قال علي عليه السّلام فظننت أنّهما قد غمّا-قال أبو الجارود يعني أكرباه-فذهبت لاخذهما عنه فقال:دعهما يا علي يشماني و يتزودا مني و أتزود منهما فسيلقيان من بعدي أمرا عضالا،فلعن اللّه من يخيفهما،اللهم إني استودعكهما و صالح المؤمنين» (3).

السادس و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور،قال:حدّثنا الحسين بن محمد بن عامر،عن المعلي بن محمد البصري،عن جعفر بن سليمان،عن عبد اللّه بن الحكم،عن أبيه،عن سعيد بن جبير،عن عبد اللّه بن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن خلفائي و أوصيائي، و حجج اللّه علي الخلق بعدي اثنا عشر:أولهم أخي و آخرهم ولدي.قيل:يا رسول اللّه و من أخوك؟قال:علي بن أبي طالب قيل:فمن ولدك؟قال المهدي الذي يملأها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،و الذي بعثني بالحق نبيا لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول اللّه ذلك اليوم حتي يخرج فيه ولدي المهدي،فينزل روح اللّه عيسي ابن مريم فيصلّي خلفه،و تشرق الأرض4.

ص: 256


1- المغفر و المغفرة:زرد يلبسه المحارب تحت القلنسوة.
2- في المصدر:بالانجية.
3- أمالي الطوسي:213/2-214.

بنوره،و يبلغ سلطانه المشرق و المغرب» (1).

السابع و العشرون: محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة،عن أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة،و محمد بن همام بن سهل،و عبد العزيز،و عبد الواحد ابنا عبد اللّه بن يونس،عن رجالهم،عن عبد الرزاق بن همام،قال:حدّثنا معمر بن راشد،عن أبان بن أبي عياش،عن سليم بن قيس الهلالي قال:لما أقبلنا من صفين مع أمير المؤمنين عليه السّلام ننزل قريبا من دير نصراني إذ خرج علينا شيخ من الدير جميل الوجه حسن الهيئة و السمت،معه كتاب في يده حتي أتي أمير المؤمنين عليه السّلام فسلم عليه فقال (2):إني من نسل حواري عيسي (3)،و كان أفضل حواريه الاثني عشر (4)،و أحبهم إليه،و آثرهم عنده،و إن عيسي أوصي إليه،و دفع إليه كتبه و علمه و حكمته،فلم يزل أهل هذا البيت علي دينه،و متمسكين عليه،لم يكفروا و لم يرتدوا،و لم يغيروا،و تلك الكتب عندي،إملاء عيسي (5)و خط أبينا بيده،فيها كل شيء يفعل الناس من بعده،و اسم ملك ملك منهم،و إن اللّه تبارك و تعالي يبعث رجلا من العرب من ولد إسماعيل من إبراهيم خليل اللّه (6)،من أرض يقال لها تهامة،من قرية يقال لها مكّة يقال له أحمد،له اثنا عشر اسما،و ذكر مبعثه و مولده و مهاجرته،و من يقاتله،و من ينصره،و من يعاديه،و ما يعيش،و ما تلقي امته بعده إلي أن ينزل عيسي ابن مريم من السماء،و في ذلك الكتاب ثلاث عشر رجلا من ولد إسماعيل بن إبراهيم خليل اللّه من خلقه (7)و أحبّ من خلق اللّه إلي اللّه،و اللّه ولي لمن والاهم،و عدو لمن عاداهم،من أطاعهم اهتدي و من عصاهم ضل،طاعتهم للّه طاعة،و معصيتهم للّه معصية،مكتوبة أنسابهم و أسماؤهم و نعوتهم،و كم يعش كل واحد منهم (8)واحدا بعد واحد،و كم رجل منهم يستر دينه (9)و يكتمه من قومه،و من الذي يظهر منهم و ينقاد له الناس،حتي ينزل عيسي ابن مريم علي آخرهم فيصلي عيسي خلفه و يقول:إنكم الأئمة لا ينبغي لأحد أن يتقدمكم،فيتقدم و يصلي بالناس و عيسي خلفه في الصف الأول،أوّلهم أفضلهم و خيرهم،و له مثل اجورهم و اجور من أطاعهم و اقتدي بهم (10)،و اسمه..

ص: 257


1- كمال الدين:280/1.
2- في المصدر:ثم قال.
3- في المصدر:أحد حواري عيسي ابن مريم.
4- في المصدر:و كان افضل حواري عيسي من الاثني عشر.
5- في المصدر:املاء عيسي ابن مريم.
6- في المصدر:من ولد إبراهيم خليل اللّه.
7- في المصدر:من خير خلقه.
8- في المصدر:كل رجل منهم.
9- في المصدر:يستتر بدينه.
10- في المصدر:اهتدي بهم،رسول اللّه و اسمه...

محمد،و عبد اللّه،و الفتاح،و يس،الخاتم،و الحاشر،و العاقب،و الماحي،و القائد،و نبي اللّه،و صفي اللّه،و حبيب اللّه،و إنه يذكر إذا ذكر،من أكرم خلق اللّه (1)و أحبّهم إلي اللّه لم يخلق اللّه ملكا مقربا و لا نبيا مرسلا من آدم فمن سواه خيرا عند اللّه و لا إلي اللّه أحب منه،يقعده يوم القيامة علي عرشه، و يشفعه في كل من يشفع فيه،باسمه جري القلم في اللوح المحفوظ محمد رسول اللّه،و بصاحب اللواء يوم الحشر الأكبر أخيه و وصيه و وزيره و خليفته في امته و أحب من خلق اللّه إليه بعده علي ابن عمه لأبيه و أمه،و ولي كل مؤمن و مؤمنة من بعده،ثم أحد عشر من ولده (2)أوّلهم يسمي باسم ابني هارون شبرا و شبيرا،و تسعة من صلب أصغرهما،واحدا بعد واحد آخرهم الذي يصلي خلفه عيسي ابن مريم (3)،و في الحديث طول.

قلت:هذا الحديث ذكره سليم بن قيس الهلالي في كتابه،و كتابه عندي في السنة الحادية و المائة و الألف (4).

الثامن و العشرون: ابن بابويه:قال:حدّثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال:حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال:حدّثنا محمد بن علي بن أحمد الهمداني قال:حدثني أبو الفضل العباس بن عبد اللّه البخاري قال:حدّثنا محمد بن القاسم بن إبراهيم بن عبد اللّه بن القاسم بن محمد بن أبي بكر قال:حدّثنا عبد السلام بن صالح الهروي،عن علي بن موسي الرضا عليه السّلام عن أبيه موسي بن جعفر،عن أبيه جعفر ابن محمد،عن أبيه محمد بن علي،عن أبيه علي بن الحسين،عن أبيه الحسين بن علي،عن أبيه علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ما خلق اللّه خلقا أفضل مني و لا أكرم مني عليه»قال علي عليه السّلام،فقلت:«يا رسول اللّه فأنت أفضل أم جبرائيل»؟ قال عليه السّلام:«يا علي إن اللّه تبارك و تعالي فضل أنبيائه المرسلين علي ملائكته المقربين،و فضلني علي جميع النبيين و المرسلين،و الفضل بعدي لك يا علي و للأئمة من بعدك فإن الملائكة لخدامنا و خدّام محبينا،يا علي اَلَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا (5) (6)بولايتنا.يا علي لو لا نحن ما خلق اللّه آدم و لا حواء،و لا الجنة و لا النار،و لا7.

ص: 258


1- في المصدر:من أكرم خلق اللّه علي اللّه.
2- في المصدر:ثم أحد عشر رجلا من ولد محمد و ولده.
3- كتاب الغيبة للنعماني ص 35-36،البحار:210/36-212.
4- سليم بن قيس ص 152-156 ط-دار الكتب الاسلامية-قم.
5- سوره 40 - آيه 7
6- غافر:7.

الأرض،و كيف لا نكون أفضل من الملائكة و قد سبقناهم إلي التوحيد و معرفة ربنا عز و جل و تسبيحه و تقديسه و تهليله لأن أوّل ما خلق اللّه عز و جل أرواحنا فانطقنا بتوحيده و تمجيده،ثم خلق الملائكة فلمّا شاهدوا أرواحنا نورا واحدا استعظموا أمرنا فسبحنا لتعلم الملائكة أنا خلق مخلوقون و أنه منزه عن صفاتنا،فسبحت الملائكة لتسبيحنا و نزهته عن صفاتنا،فلما شاهدوا عظم شأننا هللنا لتعلم الملائكة أن لا إله إلا اللّه (1)فلما شاهدوا كبر محلّنا كبرنا (2)لتعلم الملائكة أن اللّه أكبر من أن ينال،و إنه عظيم المحل،فلمّا شاهدوا ما جعل اللّه لنا من القدرة و القوة (3)قلنا:لا حول و لا قوة إلا باللّه العلي العظيم،لتعلم الملائكة ان لا حول و لا قوة إلا باللّه (4)،فلما شاهدونا ما أنعم اللّه به علينا و اوجبه لنا من فرض الطاعة قلنا:الحمد للّه لتعلم الملائكة ما يحق للّه تعالي ذكره علينا من الحمد علي نعمه،فقالت الملائكة:الحمد للّه،فبنا اهتدوا إلي معرفة اللّه تعالي و تسبيحه و تهليله و تحميده و تمجيده،ثم إن اللّه تعالي خلق آدم عليه السّلام و اودعنا صلبه و أمر الملائكة بالسجود له تعظيما لنا و إكراما و كان سجودهم للّه عز و جل عبودية و لآدم إكراما و طاعة لكوننا في صلبه فكيف لا نكون أفضل من الملائكة و قد سجدوا لآدم كلهم أجمعون.

و إنه لما عرج بي إلي السماء:أذن جبرائيل مثني مثني (5)ثم قال:تقدّم يا محمد،فقلت:يا جبرائيل أتقدم عليك؟قال:نعم لأن اللّه تبارك و تعالي اسمه فضل أنبيائه علي ملائكته أجمعين و فضلك خاصة،فتقدمت وصليت بهم و لا فخر،فلمّا انتهيت إلي حجب النور قال لي جبرائيل عليه السّلام:تقدم يا محمد (6)إن هذا انتهاء حدي الذي وضعه اللّه لي في هذا المكان،فإن تجاوزته احترقت اجنحتي لتعدي حدود ربي جل جلاله،فزج (7)بي زجة في النور حتي انتهيت إلي حيث ما شاء اللّه عز و جل من ملكوته،فنوديت يا محمد أنت عبدي (8)و أنا ربك فإياي فاعبد، و علي فتوكل فانك نوري في عبادي،و رسولي إلي خلقي،و حجتي في بريتي،لمن تبعك خلقتي.

ص: 259


1- في المصدر:و انا عبيد و لسنا بآلهة يجب أن نعبد معه أو دونه فقالوا لا إله إلاّ اللّه.فلما شاهدوا.
2- في المصدر:كبرنا اللّه.
3- في المصدر:من العزة و القوة.
4- في المصدر:فقالت الملائكة:لا حول و لا قوة إلا باللّه،فلما شاهدوا.
5- في المصدر:و أقام مثني مثني.
6- في المصدر:و تخلف عني،فقلت:يا جبرائيل في مثل هذا الموضع تفارقني؟فقال:يا محمد ان هذا.
7- في المصدر:زخ.
8- في المصدر:فنوديت يا محمد،فقلت:لبيك ربي و سعديك تباركت و تعاليت،فنوديت يا محمد أنت عبدي.

جنتي،و لمن خالفك خلقت ناري،و لأوصيائك أوجبت كرامتي،و لشيعتك أوجبت ثوابي، فقلت:يا رب و من أوصيائي؟فنوديت:يا محمد أوصياؤك المكتوبون علي ساق العرش،فنظرت -و أنا بين يدي ربي-إلي ساق العرش فرأيت اثني عشر نورا،في كل نور سطر أخضر مكتوب عليه اسم كل وصي من أوصيائي،أوّلهم علي بن أبي طالب و آخرهم مهدي امتي،فقلت:يا رب أ هؤلاء أوصيائي من بعدي؟فنوديت:يا محمد هؤلاء أحبائي و أوليائي و أصفيائي و حججي بعدك علي بريتي،و هم أوصياؤك و خلفاؤك،و خير خلقي بعدك.و عزتي و جلالي لاظهرنّ بهم ديني،و لأعلين بهم كلمتي،و لأطهّرنّ الأرض بآخرهم من أعدائي،و لأملكنه (1)مشارق الأرض و مغاربها،و لأسخرن له الرياح،و لأذلّنّ له الرقاب الصاب،و لأرقينّه في الأسباب،و لأنصرنه بجندي،و لامدنه بملائكتي حتي يعلن دعوتي و يجمع الخلق علي توحيدي،ثم لاديمن ملكه و لأداولنّ الأيام بين أوليائي إلي يوم القيامة» (2).

التاسع و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن المطلب،و أبو عبد اللّه أحمد بن محمد بن عبد اللّه بن الحسن بن عياش الجوهري،جميعا قال:حدّثنا محمد بن لاحق اليماني،عن ادريس بن زياد (3)الكفرتوثي قال:حدّثنا اسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السيفي،عن جعفر بن الزبير،عن القاسم (4)،عن سلمان الفارسي-رضي اللّه عنه-قال:خطبنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:«معاشر الناس إني راحل عن قريب (5)،و منطلق إلي مغيب،أوصيكم في عترتي خيرا،و إياكم و البدع فإن كل بدعة ضلالة و كل ضلالة و أهلها في النار.

معاشر الناس من افتقد الشمس فليتمسك بالقمر،و من افتقد القمر فليتمسك بالفرقدين،فإذا فقدتم الفرقدين فتمسّكوا بالنجوم الزاهرة»فقال سلمان:يا رسول اللّه فما الشمس و القمر (6)؟و ما الفرقدان؟و ما النجوم الزاهرة؟فقال:«أنا الشمس و علي القمر (7)فإذا افتقدتموني فتمسكوا بهي.

ص: 260


1- في المخطوط:و لأمكنه.
2- كمال الدين:254/1-256.
3- في الانصاف:و كفاية الاثر:ادريس بن زياد السبيعي.
4- في الانصاف:القاسم بن سليمان،و في كفاية الاثر:القسم بن سليمان.
5- في كفاية الاثر:راحل عنكم عن قريب.
6- في كفاية الاثر:و من افتقد الفرقدين فليتمسك بالنجوم الزاهرة بعدي،اقول قولي و استغفر اللّه لي و لكم. قال فلما نزل عن منبره عليه السّلام تبعته حتي دخل بيت عائشة فدخلت عليه و قلت:بأبي أنت و أمي يا رسول اللّه سمعتك تقول:إذا افتقدتم الشمس فتمسكوا بالقمر،و إذا افتقدتم القمر فتمسكوا بالفرقدين،و إذا افتقدتم الفرقدين فتمسكوا بالنجوم الزاهرة،فما الشمس؟و ما القمر؟.
7- في كفاية الاثر:اما الشمس فأنا،و اما القمر فعلي.

بعدي،و اما الفرقدان الحسن و الحسين،فإذا افتقدتموا القمر فتمسكوا بهما،و اما النجوم الزاهرة فهم الأئمة التسعة من صلب الحسين عليهم السّلام و التاسع مهديهم.ثم قال صلّي اللّه عليه و آله:إنهم الأوصياء و الخلفاء بعدي،أئمة أبرار،عدد اسباب يعقوب،و حواري عيسي،قلت:فسمهم لي يا رسول اللّه،قال:

أوّلهم و سيّدهم علي بن أبي طالب،و بعده سبطاي،و بعدهما علي بن الحسين زين العابدين، و بعده محمد بن علي باقر علم النبيين،و الصادق جعفر بن محمد،و ابنه الكاظم سمي موسي بن عمران،و الذي يقتل بأرض الغربة،علي ابنه،ثم ابنه محمد،و الصادقان علي و الحسن،و الحجة القائم المنتظر في غيبته،فإنهم عترتي من لحمي و دمي،علمهم علمي،و حكمهم حكمي،من آذاني فيهم لا أناله اللّه شفاعتي» (1).

الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا أبو علي أحمد بن سليمان،قال:حدثني أبو علي بن همام،قال:

حدّثنا الحسن بن محمد بن جمهور العمي،عن أبيه محمد بن جمهور،عن حماد بن عيسي،عن محمد بن مسلم قال:دخلت علي زيد بن علي عليه السّلام فقلت:إن قومي يزعمون أنك صاحب هذا الأمر؟قال:لا و لكني من العترة،قلت:فمن يلي هذا الأمر بعدكم؟قال:سبعة من الخلفاء و المهدي منهم.قال ابن مسلم ثم دخلت علي الباقر محمد بن علي عليه السّلام فأخبرته بذلك،فقال:صدق أخي زيد (2)،سيلي هذا الأمر بعدي سبعة من الأوصياء،و المهدي منهم،ثم بكي عليه السّلام و قال:«كأني به و قد صلب في الكناسة».يا بن مسلم،حدثني أبي،عن أبيه الحسين قال:وضع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يده علي كتفي،و قال:«يا حسين يخرج من صلبك رجل يقال له زيد يقتل مظلوما،إذا كان يوم القيامة نشر (3)و أصحابه إلي الجنة» (4).

الحادي و الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق-رضي اللّه عنه-قال:حدّثنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي،قال:حدّثنا جعفر بن محمد بن مالك الكوفي الفزاري،قال:حدّثنا محمد بن الحسين بن زيد الزيات،قال:حدّثنا محمد بن زياد الأزدي،عن المفضل بن عمر،عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السّلام قال:سألته عن قول اللّه عز و جل: وَ إِذِ ابْتَلي إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ (5) (6)هذه الكلمات؟التي (7)تلقّاها آدم من ربه فتاب عليه،و هو أنّه قال:«يا ربي.

ص: 261


1- الانصاف ص 261-262،عن النصوص لابن بابويه،و رواه الخزاز في كفاية الاثر ص 6.
2- في المصدر:صدق أخي زيد،صدق أخي زيد.
3- في البحار:حشر.
4- كفاية الاثر للخزاز ص 41،البحار:200/36.
5- سوره 2 - آيه 124
6- البقرة:124.
7- في المصدر:قال:هي الكلمات التي.

أسألك بحق محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين إلا تبت عليّ»،فتاب اللّه عليه إنه هو التواب الرحيم،فقلت:يا بن رسول اللّه فما يعني عز و جل بقوله: فَأَتَمَّهُنَّ (1) ؟قال:«يعني أتمهن إلي القائم عليه السّلام اثنا عشر إماما تسعة من ولد الحسين عليه السّلام»قال المفضل:فقلت له:يا بن رسول اللّه فأخبرني عن قول اللّه عز و جل: وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ (2) (3)قال:«يعني بذلك الإمامة جعلها اللّه في عقب الحسين عليه السّلام إلي يوم القيامة».قال:فقلت له:يا بن رسول اللّه فكيف صارت الإمامة في ولد الحسين و هما جميعا ولدا رسول اللّه و سبطاه،و سيّدا شباب أهل الجنة؟فقال عليه السّلام:«إن موسي و هارون كانا نبيّين مرسلين أخوين فجعل اللّه النبوة في صلب هارون دون صلب موسي،و لم يكن لأحد أن يقول:لم فعل اللّه ذلك؟فإن الإمامة خلافة اللّه عز و جل ليس لأحد أن يقول:لم جعلها في صلب الحسين دون صلب الحسن،لأن اللّه تبارك و تعالي هو الحكيم في أفعاله لا يسأل عما يفعله و هم يسألون» (4).

الثاني و الثلاثون: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري سنة ثمان و ثلاثمائة قال:حدّثنا محمد ابن حميد الرازي قال:حدّثنا سلمة ابن الفضل الابرش قال:حدثني أحمد بن إسحاق بن عبد الغفار (5)بن القاسم قال أبو المفضل:

و حدّثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي و اللفظ له قال:حدّثنا محمد بن الصباح الجرجرائي قال:حدّثنا سلمة بن صالح الجعفي (6)،عن سليمان الأعمش،و أبي مريم جميعا،عن المنهال بن عمرو،عن عبد اللّه ابن عباس (7)عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:«لما نزلت هذه الآية علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال لي (8)يا علي إن اللّه تعالي أمرني أن انذر عشيرتي الأقربين.قال:فضقت بذلك ذرعا و عرفت أني متي أبادئهم بهذا الأمر أري منهم ما أكره،فصمت علي ذلك و جاءني جبرائيل عليه السّلام فقال:يا محمد إنك إن لم تفعل ما امرت به عذبك ربك،فاصنع لنا يا علي صاعا من طعام، و أجعل عليه رجل شاة و املأ لنا عسّا من لبن،ثم اجمع بني عبد المطلب حتي اكلمهم و ابلغهمي:

ص: 262


1- سوره 2 - آيه 124
2- سوره 43 - آيه 28
3- الزخرف:27.
4- معاني الاخبار ص 126-127.
5- في المصدر:محمد بن إسحاق،عن عبد الغفار.
6- في المصدر:سلمة بن سالم.
7- في المصدر:عن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل،عن عبد اللّه بن عباس.
8- في المصدر:لما نزلت هذه الآية علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله«و انذر عشيرتك الاقربين»دعاني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال لي:

ما امرت به ففعلت ما أمرني به ثم دعوتهم (1)و هم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصون رجلا منهم أعمامه أبو طالب و حمزة و العباس و أبو لهب،فلمّا اجتمعوا له صلّي اللّه عليه و آله دعاني بالطعام الذي صنعت لهم،فجئت به فلما وضعته تناول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله جدية (2)من اللحم فشقّها بأسنانه ثمّ ألقاها في نواحي الصفحة ثم قال:خذوا بسم اللّه،فأكل القوم حتي صدروا ما لهم بشيء من الطعام حاجة،و ما أري إلا مواضع أيديهم،و أيم اللّه الذي نفس علي بيده أن كان الرجل الواحد (3)ليأكل ما قدمته لجميعهم،ثم جئتهم بذلك العس فشربوا حتي رووا جميعا و أيم اللّه ان كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله،فلمّا أراد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن يكلّمهم ابتدره (4)أبو لهب بالكلام فقال:

لشد ما سحركم صاحبكم محمد فتفرّق القوم و لم يكلّمهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال لي من الغد:يا علي إنّ هذا الرجل قد سبقني الي ما قد سمعت من القول فتفرّق القوم قبل أن اكلمهم،فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت ثمّ اجمعهم لي.قال:ففعلت ثم جمعتهم فدعاني بالطعام فقربته لهم ففعل كما فعل بالأمس و أكلوا حتي ما لهم به من حاجة،ثم قال:اسقهم،فجئتهم بذلك العس فشربوا حتي رووا منه جميعا ثم تكلّم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا بني عبد المطلب إني و اللّه ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل ما جئتكم به،إني قد جئتكم بخير الدنيا و الآخرة،و قد أمرني ربي عز و جل أن أدعوكم إليه،فأيكم يؤمن بي و يؤازرني علي أمري فيكون أخي و وصيي و وزيري و خليفتي في أهلي من بعدي؟قال:فأمسك القوم و أحجموا عنها جميعا.قال:فقمت و إني لأحدثهم سنا،و أرمصهم عينا،و أعظمهم بطنا،و أخمشهم ساقا.فقلت:أنا يا نبي اللّه أكون و زيرك علي ما بعثك اللّه به.قال:فأخذ بيدي ثم قال:إن هذا أخي و وصيي و وزيري و خليفتي فيكم فاسمعوا له و اطيعوا.قال:فقام القوم يضحكون و يقولون لأبي طالب:قد أمرك أن تسمع لابنك و تطيع» (5).

الثالث و الثلاثون: ابن طاوس في الطرائف،عن عيسي بن المستفاد قال:سألت موسي الكاظم عليه السّلام قال:قلت ما تقول فإن الناس قد أكثروا أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أمر أبا بكر أن يصلي بالناس،ثم عمر؟فأطرق عني طويلا ثم قال:«ليس كما ذكروا-ثم ساق الحديث-و إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله هو الذي صلي بالناس دون أبي بكر-إلي أن قال-:ثم حمل فوضع علي منبره فلم يجلس بعد ذلك علي6.

ص: 263


1- في المصدر:دعوتهم أجمع.
2- في المصدر:جذمة.و الجذمة بكسر الجيم:القطعة.
3- في المصدر:الواحد منهم.
4- في المصدر:بدره.
5- أمالي الطوسي:194/2-196.

المنبر و اجتمع إليه جميع أهل المدينة من المهاجرين و الأنصار (1)حتي برزن العواتق من خدورهن فبين باك و صائح و مسترجع و واجم و النبي صلّي اللّه عليه و آله يخطب ساعة و يسكت ساعة،و كان مما ذكر في خطبته أن قال:يا معشر المهاجرين و الأنصار و من حضرني في يومي هذا و ساعتي هذه فليبلغ (2)شاهدكم غائبكم ألا قد خلّفت فيكم كتاب اللّه فيه النور و الهدي،و البيان ما فرّط فيه من شيء (3)حجّة اللّه لي عليكم (4)و خلّفت فيكم العلم الأكبر،علم الدين و نور الهدي،علي بن أبي طالب و هو حبل اللّه ف اِعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا وَ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً (5) (6).

أيها الناس هذا علي بن أبي طالب كنز اللّه،من أحبّه و تولاه اليوم و بعد اليوم فقد أوفي بما عاهد عليه اللّه،و أدّي ما وجب عليه،و من عاداه اليوم (7)و ما بعد اليوم جاء يوم القيامة أعمي أصم لا حجّة له عند اللّه (8).

ص: 264


1- هكذا و رد صدر الحديث في كتاب«خصائص أمير المؤمنين»: قلت:جعلت فداك قد اكثر الناس قولهم في أن النبي أمر أبا بكر بالصلاة،ثم أمر عمر؟!فاطرق عني طويلا ثم قال: ليس كما ذكر الناس،و لكنك يا عيسي كثير البحث عن الامور لا ترضي إلا بكشفها،فقلت:بأبي أنت و أمي من اسأل-عما انتفع به في ديني،و يهتدي به نفسي مخافة أن اضل-غيرك؟و هل أجد احدا يكشف لي المشكلات مثلك؟فقال:ان النبي صلّي اللّه عليه و آله لما ثقل في مرضه دعا عليا عليه السّلام فوضع رأسه في حجره،و اغمي عليه و حضرت الصلاة، فأوذن بها،فخرجت عائشة فقالت:يا عمر اخرج فصل بالناس.فقال لها:أبوك أولي بها مني،فقالت:صدقت، و لكنه رجل لين و أكره أن يواثبه القوم،فصل أنت.فقال لها:يصلي هو و أنا أكفيه ان وثب واثب،أو تحرك متحرك! مع أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مغمي عليه و لا أراه يفيق منها،و الرجل مشغول به لا يقدر أن يفارقه-يعني عليا عليه السّلام-فبادروا بالصلاة قبل أن يفيق،فإنه إن أفاق خفت أن يأمر عليا عليه السّلام بالصلاة،و قد سمعت مناجاته له منذ الليلة يقول لعلي عليه السّلام:الصلاة الصلاة.قال:قال:فخرج أبو بكر يصلي بالناس فظنوا أنه بأمر من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلم يكبر حتي أفاق رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:ادعوا لي عمي العباس،فدعا له،فحمله و علي عليه السّلام حتي أخرجاه فصلي بالناس و إنه لقاعد،ثم حمل فوضع علي المنبر،و لم يجلس عليه بعد ذلك،فاجتمع لذلك جميع أهل المدينة من المهاجرين و الأنصار حتي برزت العواتق من خدرها.
2- في خصائص أمير المؤمنين:و ساعتي هذه من الانس و الجن،ليبلغ شاهدكم.
3- في خصائص أمير المؤمنين:لما فرض اللّه تعالي من شيء.
4- في خصائص أمير المؤمنين:و حجتي و حجة وليي.
5- سوره 3 - آيه 103
6- آل عمران:103.و في الخصائص انهي الآية بقوله تعالي: وَ كُنْتُمْ عَلي شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ .
7- في خصائص أمير المؤمنين:و من عاداه و أبغضه اليوم.
8- في خصائص أمير المؤمنين:أيها الناس لا تأتوني غدا بالدنيا تزفونها زفا،و يأتي أهل بيتي شعثا غبرا، مقهورين مظلومين تسيل دماؤهم،إياكم و اتباع الضلالة و الشوري للجهالة،ألا و إن هذا الامر له أصحاب قد سماهم اللّه عز و جل لي و عرفنيهم و ابلغكم ما ارسلت به إليكم و لكني أراكم قوما تجهلون،لا ترجعوا بعدي كفارا مرتدين،تأولون علي غير معرفة،أو تبتدعون السنة بالاهواء،و كل سنة و حديث و كلام خالف القرآن فهو زور و باطل،القرآن إمام هاد و له قائد يهدي به و يدعو إليه بالحكمة و الموعظة الحسنة و هو علي بن أبي طالب،و هو ولي الأمر من بعدي،و وارث علمي و حكمي،و سري و علانيتي،و ما ورثه النبيون قبلي،و أنا وارث و مورث فلا تكذبنكم انفسكم.

أيها الناس اللّه اللّه في أهل بيتي فإنهم اركان الدين،و مصابيح الظلم،و معادن العلم،علي أخي و وارثي و وزيري و اميني،و القائم بأمري و الوافي بعهده» (1)(2).

الرابع و الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن الحسين (3)،قال:حدّثنا محمد بن الحسين الكوفي،قال:حدّثنا محمد بن محمود،قال:حدّثنا أحمد بن عبد اللّه الهلالي (4)قال:حدّثنا أبو حفص الأعشي،عن عنبسة بن الأزهر،عن يحيي بن عقيل،عن يحيي بن النعمان،قال:كنت عند الحسين عليه السّلام إذ دخل عليه من العرب (5)متلثم اسمر شديد السمرة فسلم عليه فرد الحسين عليه السّلام فقال:

يا بن رسول اللّه مسألة،فقال:هات،فقال:كم بين الإيمان و اليقين؟قال:«أربع اصابع»،قال:كيف؟ قال:«الإيمان ما سمعناه و اليقين ما رأيناه،و بين السمع و البصر أربع اصابع»،قال:كم بين السماء و الأرض؟قال:«دعوة مستجابة»،قال:فكم بين المشرق و المغرب؟قال:«مسيرة يوم للشمس»، قال:فما غني المرء؟قال:«استغناؤه عن الناس»،قال:فما أقبح شيء؟قال:«الفسق في الشيخ قبيح،و الحدّة في السلطان قبيحة،و الكذب في ذي الحسب قبيح،و البخل في ذي الغني قبيح، و الحرص في العالم»:قال:صدقت يا ابن رسول اللّه فأخبرني عن عدد الأئمة بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:«اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل»،قال:سمهم لي،فأطرق الحسين عليه السّلام رأسه مليا ثم رفع رأسه فقال:«نعم اخبرك يا أخا العرب،إن الإمام و الخليفة بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أمير المؤمنين (6)علين.

ص: 265


1- في الخصائص:علي أخي و وزيري و اميني،و القائم من بعدي بأمر اللّه،و الموفي بذمتي،و محبي سنتي، و هو أول الناس ايمانا بي و آخرهم عهدا عند الموت،و أولهم لقاء لي يوم القيامة،فليبلغ شاهدكم غائبكم،أيها الناس من كانت له تبعة فها انا ذا،و من كانت له عدة أو دين فليأت علي بن أبي طالب،فإنه ضامن له كله حتي لا يبقي لاحد قبلي تبعة. الحديث رواه الشريف المرتضي في خصائص أمير المؤمنين ص 43-46.ط.النجف الاشرف.
2- الصراط المستقيم:135/3،خصائص الأئمة:75.
3- في كفاية الاثر:علي بن الحسن.
4- في كفاية الاثر:الذهلي.
5- في كفاية الاثر:رجل من العرب.
6- في البحار:أبي أمير المؤمنين.

ابن أبي طالب و الحسن و أنا و تسعة من ولدي،منهم علي ابني،و بعده محمد ابنه،و بعده جعفر ابنه،و بعده موسي ابنه،و بعده علي ابنه،و بعده محمد ابنه،و بعده علي ابنه،و بعده الحسن، و بعده الخلف المهدي التاسع من ولدي يقوم بالدين في آخر الزمان».

قال:فقام الأعرابي و هو يقول:

مسح النبي جبينه فله بريق في الخدود

أبواه من أعلا قريش و جدّه خير الجدود (1)

و الروايات و الأخبار في ذلك بهذا المعني كثيرة يطول بها الكتاب،و من أراد الوقوف علي أكثر ممّا ذكرنا هنا فعليه بكتابنا كتاب(الانصاف في النصّ علي الأئمة الاثني عشر الأشراف)كتاب عملته في ذلك.5.

ص: 266


1- كفاية الاثر ص 31،الانصاف ص 326-327،البحار:384/36-385.

الباب السادس عشر

في النص علي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في غدير خم

بالولاية المقتضية للامارة و الإمامة في قوله صلّي اللّه عليه و آله من كنت مولاه فعلي مولاه

من طريق العامة و فيه تسعة و ثمانون حديثا الأول: من مسند أحمد بن حنبل قال:حدّثنا عفان قال:حدّثنا حماد بن سلمة قال:حدّثنا زيد ابن علي بن ثابت،عن البر بن غالب (1)قال:كنا مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في سفره فنزلنا في غدير خم و نودي فينا الصلاة جامعة و كسح لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله تحت شجرة فصلي الظهر و أخذ بيد علي فقال:

«أ لستم تعلمون أني أولي بكل مؤمن من نفسه؟قالوا:بلي.فأخذ بيد علي فقال:اللهم من كنت مولاه فعليّ مولاه،اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه قال فلقيه عمر (2)فقال:هنيئا لك يا بن أبي طالب:أصبحت (3)مولي كل مؤمن و مؤمنة» (4).

الثاني: أحمد بن حنبل قال:حدّثنا عفان،قال:حدّثنا أبو عوانة،عن المغيرة،قال:حدّثنا أبو عبيدة،عن ميمون أبي عبد اللّه (5)قال:قال زيد بن أرقم و أنا أسمع:نزلنا مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بواد يقال له:واد خم فأمر بالصلاة فصلاها (6)قال:فخطبنا و ظلّل لرسول اللّه بثوب علي شجرة (7)من الشمس فقال:«أ لستم تعلمون؟-أو لستم تشهدون-أني أولي بكل مؤمن من نفسه؟قالوا:بلي!قال:من كنت مولاه فعلي مولاه (8)اللهم عاد من عاداه،و وال من والاه» (9).

الثالث: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدثني أبي،حدّثنا حسين بن محمد و أبو نعيم (10)قال:

ص: 267


1- الصحيح:علي بن زيد،عن عدي بن ثابت،عن البراء بن عازب.
2- في المصدر:فلقيه عمر بعد ذلك.
3- في المصدر:اصبحت و امسيت.
4- مسند أحمد بن حنبل:281/4،سنن ابن ماجة:28/1 و 29،و الغدير:18/1-19.
5- في البداية و النهاية:أبي عبيد عن ميمون بن أبي عبد اللّه.
6- في المصدر:فصلاها بهجير.
7- في المصدر:علي شجرة سمرة.
8- في المصدر:فمن كنت مولاه فإن عليا مولاه.
9- مسند أحمد بن حنبل:372/4،البداية و النهاية:7:349.و للحديث مصادر كثيرة في الغدير ج:29-37.
10- في المصدر:أبو نعيم المعني.

حدّثنا فطر،عن أبي الطفيل قال:جمع علي-رضي اللّه عنه-الناس في الرحبة ثم قال (1):«أنشد اللّه كل امرئ مسلم سمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول يوم غدير خم ما سمع لمّا قام»؟فقام ثلاثون من الناس.

و قال أبو نعيم:فقام ناس كثير فشهدوا حين أخذ بيده فقال للناس:«أ تعلمون أني أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟قالوا:نعم يا رسول اللّه،قال:من كنت مولاه فهذا مولاه،اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه» (2).

الرابع: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا حجاج بن الشاعر قال:حدّثنا سيابة (3)قال:

حدثني نعيم بن حكيم قال:حدثني أبو مريم و رجل من جلساء علي (4)أن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال يوم غدير خم:«من كنت مولاه فعلي مولاه».قال:فزاد الناس بعد:« وال من والاه و عاد من عاداه» (5).

الخامس: أحمد بن حنبل قال:حدّثنا محمد بن جعفر قال:حدّثنا شعبة،عن سلمة بن كهيل قال:سمعت أبا الطفيل يحدث عن أبي مريم،أو زيد بن أرقم-شعبة الشاك-عن النبي صلّي اللّه عليه و آله أنه قال:

«من كنت مولاه فعلي مولاه».قال سعيد بن جبير:و أنا قد سمعت مثل هذا عن ابن عباس،قال:

أظنّه قال و كتمته (6).

السادس: أحمد بن حنبل قال:حدّثنا يحيي بن آدم قال:حدّثنا حبيش بن الحرث (7)بن لقيط النخعي (8)عن رباح بن الحرث قال:جاء رهط إلي علي بالرحبة فقالوا:السلام عليك يا مولانا.قال:

كيف أكون مولاكم و انتم قوم عرب؟قالوا سمعنا رسول اللّه يقول يوم غدير خم:«من كنت مولاه فهذا علي (9)مولاه»قال رباح:فلمّا مضوا اتبعتهم و سألت من هم؟ (10)قالوا نفر من الأنصار فيهم أبوء.

ص: 268


1- في المصدر:ثم قال لهم.
2- مسند أحمد بن حنبل:370/4،البداية و النهاية:7:347،و في آخرهما:«و عاد من عاداه،قال:فخرجت و كأن في نفسي شيئا فلقيت زيد بن ارقم فقلت له:إني سمعت عليا رضي اللّه عنه يقول:كذا و كذا.قال:فما تنكر؟ قد سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول له ذلك».
3- في المصدر:شبابة.
4- في المصدر:من جلساء علي عن علي-رضي اللّه عنه-.
5- مسند أحمد بن حنبل:152/1،البداية و النهاية:349/2،مجمع الزوائد:9:107،تاريخ الخلفاء ص 14،تهذيب التهذيب:7:337،الغدير:54/1-56.
6- فضائل أمير المؤمنين للامام أحمد،البداية و النهاية:7:349،الغدير:35/1.
7- في البداية و النهاية:حسين بن الحرث،و في الغدير:حنش بن الحارث.
8- في البداية و النهاية:الاشجعي.
9- في البداية و النهاية:فإن هذا علي.
10- في البداية و النهاية:فسألت من هؤلاء.

أيوب الأنصاري (1).

السابع: أحمد بن حنبل قال:حدّثنا عبد الملك،عن أبي عبد الرّحمن الكندي،عن زاذان أبي عمر قال:سمعت عليا في الرحبة و هو ينشد الناس:من شهد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول ما قال (2)؟فقام ثلاثة عشر رجلا فشهدوا أنّهم سمعوا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«من كنت مولاه فعلي مولاه» (3).

الثامن: أحمد بن حنبل قال:حدّثنا ابن نمير قال:حدّثنا عبد الملك بن عطية العوفي قال:

أتيت (4)زيد بن أرقم فقلت له:إنّ خالي (5)حدثني عنك بحديث في شأن علي-رضي اللّه تعالي عنه-يوم غدير خم فأنا أحب أن أسمعه منك فقال:إنكم معشر أهل العراق فيكم ما فيكم فقلت له:

ليس عليك مني بأس قال:نعم كنّا بالجحفة فخرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلينا ظهرا و هو آخذ بيد علي- رضي اللّه تعالي عنه-فقال:«أيها الناس أ لستم تعلمون أني أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟قالوا بلي!قال:فمن كنت مولاه فعلي مولاه».قال:فقلت له:هل قال(رسول اللّه):اللهم وال من والاه و عاد من عاداه؟قال:إنما أخبرك كما سمعت (6).

التاسع: أحمد بن حنبل قال:حدّثنا محمد بن جعفر قال:حدّثنا شعبة،عن أبي إسحاق قال:

سمعت سعيد بن وهب قال:نشد علي الناس فقام خمسة أو ستة من أصحاب النبي صلّي اللّه عليه و آله فشهدوا أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:«من كنت مولاه فعلي مولاه» (7).

العاشر: أحمد بن حنبل قال:حدّثنا محمد بن جعفر قال:حدّثنا شعبة بن أبي إسحاق سمعت عمرو و زاد فيه أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:«اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه،و انصر من نصره، و أحب من أحبه،و ابغض من أبغضه» (8).م-

ص: 269


1- فضائل أمير المؤمنين للامام أحمد،البداية و النهاية:7:348-349.الرياض النضرة:169/2،مجمع الزوائد:9:104.
2- في المصدر:يوم غدير خم و هو يقول ما قال.
3- مسند أحمد بن حنبل:84/1،البداية و النهاية:7:349،مجمع الزوائد:9:107،صفة الصفوة:/1 121،مطالب السئول ص 54،كنز العمال:407/6.
4- في المصدر:حدّثنا عبد الملك يعني:ابن أبي سليمان،عن عطية العوفي قال:سألت.
5- في المصدر:ختنا لي.
6- مسند أحمد بن حنبل:368/4.
7- مسند أحمد بن حنبل:366/5،البداية و النهاية:7:348.
8- فضائل أمير المؤمنين للامام أحمد بن حنبل و اللفظ فيه هكذا: «حدّثنا عبد اللّه قال:حدثني أبي،حدّثنا محمد بن جعفر،حدّثنا شعبة،عن أبي إسحاق قال:سمعت عمر-ادام- و زاد فيه ان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:اللهم وال من والاه و عاد من عاداه،و انصر من نصره،و أحب من أحبه.قال شعبة:أو قال:أبغض من أبغضه.

الحادي عشر: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدثني أبي،حدّثنا عفان،حدّثنا حماد بن سلمة،عن علي بن زيد،عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال:أقبلنا مع النبي في حجة الوداع حتي كنّا بغدير خم فنودي فينا الي الصلاة جامعة (1)و كسح لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بين شجرتين فأخذ بيد علي فقال:«أ لست أولي (2)بالمؤمنين من أنفسهم؟قالوا:بلي!قال أ لست أولي (3)بكل مؤمن من نفسه؟قالوا:بلي(يا رسول اللّه)قال:هذا مولي من أنا مولاه (4)اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه.

فلقيه عمر فقال:هنيئا لك يا بن أبي طالب (5)أصبحت و أمسيت مولي كلّ مؤمن و مؤمنة» (6).

الثاني عشر: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا علي بن الحسن قال:حدّثنا إبراهيم بن إسماعيل،عن أبيه،عن سلمة بن كهيل،عن أبي ليلي الكندي أنه حدثه قال:سمعت زيد بن أرقم يقول:-و نحن ننتظر جنازة-فسأله رجل من القوم فقال:يا أبا عامر أسمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم غدير خم يقول لعلي:«من كنت مولاه فعلي مولاه»؟قال:نعم!قال أبو ليلي:فقلت لزيد بن أرقم:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:نعم.قالها أربع مرات (7).

الثالث عشر: أحمد بن حنبل قال:حدّثنا معمر،عن طاوس،عن أبيه قال:بعث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا الي اليمن علينا و خرج بريدة الأسلمي فبعث علي في بعض السبي فشكاه بريدة إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من كنت مولاه فعلي مولاه» (8).).

ص: 270


1- في المصدر:كنا مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في سفر فنزلنا بغدير خم،فنودي فينا الصلاة جامعة.
2- في المصدر:تحت شجرتين،فصلي الظهر،و أخذ بيد علي-رضي اللّه تعالي عنه-فقال:أ لستم تعلمون أني أولي..
3- في المصدر:قال:أ لستم تعلمون أني أولي.
4- في المصدر:قال:فأخذ بيد علي فقال:من كنت مولاه فعلي مولاه.
5- في المصدر:قال:فلقيه عمر بعد ذلك فقال له:هنيئا يا بن أبي طالب.
6- مسند أحمد بن حنبل:281/4،و رواه جمع من الحفاظ و أئمة الحديث.راجع الغدير:18/1-19.
7- التقريب للكندي:435،و فضائل أمير المؤمنين للامام أحمد:663/2 ط.المدينة و 14 ط.بيروت.
8- و زاد فيه ان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:اللهم وال من والاه و عاد من عاداه،و انصر من نصره،و أحب من أحبه.قال شعبة:أو قال:أبغض من أبغضه.

الرابع عشر: أحمد بن حنبل قال:حدّثنا وكيع قال:حدّثنا الأعمش عن سعيد بن عبيد،عن ابن بريدة،عن بريدة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من كنت مولاه فعلي مولاه» (1).

الخامس عشر: أحمد بن حنبل قال:حدّثنا الفضل بن دكين قال:حدّثنا ابن أبي عيينة (2)،عن الحكم،عن سعيد بن جبير،عن ابن عباس،عن بريدة قال:غدوت مع علي الي اليمن فرأيت منه جفوة فلما قدمت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ذكرت عليّا فتنقصته فرأيت وجه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يتغير فقال:

«يا بريدة أ لست أولي بالمؤمنين (3)من أنفسهم؟قلت:بلي يا رسول اللّه!قال:من كنت مولاه فعلي مولاه» (4).

السادس عشر: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا عبد اللّه بن الصقر سنة تسع و تسعين و مأتين قال:حدّثنا يعقوب بن حمدان (5)بن كاسب قال:حدّثنا سفيان بن أبي نجيح،عن أبيه و ربيعة الجرشي إنه ذكر علي عند رجل و عنده سعد ابن أبي وقاص فقال له سعد:أتذكر عليا؟إن له مناقب أربعة لأن يكون لي واحدة منهن أحبّ إلي من كذا و كذا و ذكر حمر النعم،قوله:لاعطين الراية،و قوله:أنت مني بمنزلة هارون من موسي،و قوله:من كنت مولاه فعلي مولاه،و نسي سفيان واحدة (6).

السابع عشر: من صحيح مسلم من الجزء الرابع منه،علي حد ثمانية عشر قاعدة من اوّله.قال:

حدّثنا زهير بن حرب و شجاع بن مخلد جميعا،عن ابن عليّة.قال زهير:حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم،حدثني يزيد بن حيان (7)قال:انطلقت أنا و حصين بن سبرة،و عمر بن مسلم إلي زيد بن أرقم.فلمّا جلسنا إليه قال له حصين:لقد لقيت،يا زيد خيرا كثيرا،رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سمعت حديثه،و غزوت معه،و صلّيت خلفه،لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا.،حدّثنا يا زيد ما سمعت من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:يا بن أخي،و اللّه لقد كبرت سنّي،و قدم عهدي،و نسيت بعض الذي كنت أعي من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فما حدثتكم فاقبلوا،و ما لا فلا تكلّفونيه.ثم قال:قام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوما فينان.

ص: 271


1- مسند أحمد:48/1،و فضائل أمير المؤمنين للامام أحمد.و لفظ الحديث فيه:«من كنت وليه فعلي وليه».
2- في المصدر:ابن أبي غنية.
3- في المصدر:أ لست أولي بالمسلمين.
4- فضائل أمير المؤمنين،لاحمد بن حنبل:14 ط.بيروت.
5- في المصدر:حميد.
6- مستدرك الحاكم:116/3.
7- في المصدر:حدثني أبو حيان،حدثني يزيد بن حيان.

خطيبا بماء يدعي خمّا،بين مكّة و المدينة،فحمد اللّه و أثني عليه،و وعظ و ذكر،ثم قال:«أمّا بعد:

أيّها الناس فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني (1)رسول ربي فاجيب،و أنا تارك فيكم ثقلين:اوّلهما كتاب اللّه فيه الهدي و النور،فخذوا بكتاب اللّه،و استمسكوا به،فحث علي كتاب اللّه و رغب فيه، ثم قال:و أهل بيتي،اذكركم اللّه في أهل بيتي.اذكركم اللّه في أهل بيتي،اذكركم اللّه في أهل بيتي»، فقال له حصين:و من أهل بيته؟يا زيد أ ليس نساؤه من أهل بيته؟قال:نساؤه من أهل بيته،و لكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده (2).

الثامن عشر: من صحيح مسلم-أيضا-قال:حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة،حدّثنا محمد بن فضيل.

ح-و حدّثنا إسحاق بن إبراهيم،حدّثنا جرير،كلاهما عن أبي حيان،بهذا الاسناد،نحو حديث إسماعيل.و زاد في حديث جرير:كتاب اللّه فيه الهدي و النور.من استمسك به و أخذ به،كان علي الهدي،و من أخطأه ضلّ (3).

التاسع عشر: من صحيح مسلم-أيضا-قال:و حدّثنا محمد بن بكار بن الريان،حدّثنا حسان- يعني إبراهيم-عن سعيد بن مسروق،عن يزيد بن حيان،عن زيد بن أرقم،قال:دخلنا عليه فقلنا له:لقد صاحبت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و صليت خلفه،و ساق الحديث بنحو حديث أبي حيان.غير أنه قال:ألا و إني تارك فيكم ثقلين:أحدهما كتاب اللّه عز و جل هو حبل اللّه.من اتبعه كان علي الهدي، و من تركه كان علي ضلالة.و فيه فقلنا:من أهل بيته؟نساؤه؟قال:لا.و ايم اللّه إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر.ثم يطلّقها فترجع إلي أهلها (4)و قومها.أهل بيته أصله،و عصبته الذين حرموا الصدقة بعده (5).

العشرون: من تفسير الثعلبي في تفسير قوله تعالي: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ (6) (7)قال:قال أبو جعفر محمد بن علي عليهما السّلام معناه:«بلّغ ما انزل إليك في فضل علي بن أبي طالب عليه السّلام».

و في نسخة أخري،إنه قال: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ (8) في علي.و قال:هكذا انزلت،7.

ص: 272


1- في المصدر:يأتي.
2- صحيح مسلم:1873/4.ط/بيروت1972/.
3- صحيح مسلم:1874/4.
4- في المصدر:أبيها.
5- صحيح مسلم:1874/4.
6- سوره 5 - آيه 67
7- المائدة:67.
8- سوره 5 - آيه 67

رواه جعفر بن محمد.فلما نزلت هذه الآية أخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بيد علي و قال:«من كنت مولاه فعلي مولاه» (1).

الحادي و العشرون: الثعلبي أيضا قال:أخبرنا أبو القاسم يعقوب بن أحمد بن السري،أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن محمد،حدّثنا مسلم الكجّيّ (2)،حدّثنا ابن منهال،حدّثنا حماد،عن علي بن يزيد،عن عدي بن ثابت،عن البراء قال:لما أقبلنا مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في حجّة الوداع كنّا بغدير خم فنادي أنّ الصلاة جامعة،و كسح للنبي تحت شجرة فأخذ بيد علي فقال:«أ لست أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟قالوا:بلي يا رسول اللّه،قال:أ لست أولي بكل مؤمن من نفسه؟قالوا:بلي، قال:هذا مولي من أنا مولاه اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه».قال:فلقيه عمر فقال:هنيئا لك يا بن أبي طالب أصبحت مولي كل مؤمن و مؤمنة (3).

الثاني و العشرون: من تفسير الثعلبي قال:أخبرني أبو محمد عبد اللّه بن محمد القاضي (4)، حدّثنا أبو الحسين محمد بن عثمان النصيبي،حدّثنا أبو بكر محمد بن الحسين،عن حسان،عن الكلبي (5)،عن أبي صالح،عن ابن عباس في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ (6) الآية.نزلت (7)في علي بن أبي طالب،امر النبي صلّي اللّه عليه و آله بأن يبلغ فيه فأخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بيد علي عليه السّلام فقال:«من كنت مولاه فعلي مولاه،اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه» (8).

الثالث و العشرون: الثعلبي-أيضا،في تفسير قوله تعالي: سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ (9) (10)قال:

و سئل سفيان بن عيينة عن قول اللّه عز و جل: سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ (11) فيمن نزلت؟قال:

سألتني (12)،عن مسألة ما سألني عنها أحد قبلك.حدثني جعفر بن محمد (13)،عن آبائه صلوات اللّه عليهم قال:«لمّا كان رسول اللّه بغدير خم نادي الناس فاجتمعوا فأخذ بيد علي صلوات اللّه عليهد.

ص: 273


1- الغدير:217/1.عن الكشف و البيان للثعلبي.
2- الصحيح:أبو مسلم إبراهيم بن عبد اللّه الكجّيّ.
3- الغدير:274/1،عن الكشف و البيان.
4- في الغدير:القايني.
5- في الغدير:محمد بن الحسن السبيعي،حدّثنا علي بن محمد الدهان و الحسين بن إبراهيم الجصاص،حدّثنا حسين بن حكم،حدّثنا حسن بن حسين،عن حبان عن الكلبي.
6- سوره 5 - آيه 67
7- في الغدير:قال:نزلت.
8- الغدير:217/1-218،عن الكشف و البيان.
9- سوره 70 - آيه 1
10- المعارج:1.
11- سوره 70 - آيه 1
12- في الغدير:فقال:سألتني.
13- في الغدير:أبي،عن جعفر بن محمد.

فقال:من كنت مولاه فعلي مولاه.فشاع ذلك و طار في البلاد فبلغ ذلك الحرث بن النعمان الفهري فأتي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي ناقته و عقلها ثم أتي النبي و هو في ملأ من أصحابه فقال:يا محمد (1)أمرتنا عن اللّه أن نشهد أن لا إله إلا اللّه و أنك رسول اللّه فقبلناه منك،و أمرتنا أن نصلي خمسا فقبلناه منك (2)،و أمرتنا ان نصوم شهرا فقبلنا،و أمرتنا أن نحج البيت فقبلنا،ثم لم ترض بهذا حتي رفعت بضبعي ابن عمك ففضلته علينا و قلت:من كنت مولاه فعلي مولاه.فهذا شيء منك أم من اللّه؟فقال:و الذي لا إله إلا هو إنه من أمر اللّه.فولي الحرث بن النعمان يريد راحلته و هو يقول:

اللهم إن كان ما يقول محمد حقّا فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم.فما وصل إليها حتي رماه اللّه بحجر فسقط علي هامته و خرج من دبره فقتله و أنزل اللّه تعالي: سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ (3) (4).

الرابع و العشرون: من الجمع بين الصحيحين للحميدي الحديث الخامس،من افراد مسلم،من مسند ابن أبي أوفي،عن يزيد بن حيان قال:انطلقنا أنا و حصين ابن سبرة و عمر بن مسلم الي زيد ابن أرقم فلما جلسنا إليه قال حصين:لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا.،حدّثنا يا زيد ما سمعت من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:يا بن أخي و اللّه لقد كبرت سني.و قدم عهدي.و نسيت بعض الذي أعي (5)من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله.فما حدثتكم فاقبلوه،و الا فلا تكلّفونيه (6)ثم قال:قام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوما فينا خطيبا بماء يدعي خمّا بين مكة و المدينة.فحمد اللّه و أثني عليه و وعظ و ذكر،ثم قال:«أما بعد:ألا أيها الناس فانما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فاجيب و أنا تارك فيكم ثقلين:كتاب اللّه فيه الهديه.

ص: 274


1- في الغدير:فأتي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي ناقة له حتي أتي الابطح فنزل عن ناقته فأناخها فقال:يا محمد.
2- في الغدير:و أمرتنا بالزكاة فقبلنا.
3- سوره 70 - آيه 1
4- الكشف و البيان للثعلبي في تفسير سورة سأل سائل.و أخرج جمع من علماء أهل السنة في كتبهم المعتبرة منهم: الحاكم الحسكاني الحنفي في كتابه(شواهد التنزيل لقواعد التفضيل. و أخرجه العلامة الزرندي الحنفي في كتابه:نظم درر السمطين ص 93.ط النجف الاشرف. و أخرجه العلامة ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة ص 24 ط.النجف الاشرف. و رواه الشبلنجي الشافعي في كتابه:نور الابصار ص 116. قد أفرد العلامة الاميني بحثا صافيا في الغدير:239/1-266،جمع فيه نصوص من رواه من علماء أهل السنة في كتب التفسير و الحديث فراجع.
5- في صحيح مسلم:كنت اعي.
6- في صحيح مسلم:و ما لا،فلا تكلفونيه.

و النور فخذوا بكتاب اللّه و استمسكوا به.فحث علي كتاب اللّه و رغب فيه.ثم قال:و أهل بيتي، اذكركم اللّه في أهل بيتي».فقال له حصين:و من أهل بيته؟يا زيد!أ ليس نساؤه من أهل بيته؟قال:

نساؤه أهل بيته و لكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده.

قال الحميدي:زاد في حديث جرير«كتاب اللّه فيه الهدي و النور،من استمسك به،و أخذ به، كان علي الهدي،و من أخطأه ضلّ».

و في حديث سعيد بن مسروق،عن يزيد بن حيان نحوه،غير أنّه قال:«ألا و إني تارك فيكم ثقلين:أحدهما كتاب اللّه،و هو حبل اللّه من اتبعه كان علي الهدي،و من تركه كان علي ضلالة.و فيه:

فقلنا من أهل بيته؟نساؤه؟قال:لا.و أيم اللّه إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر،ثم يطلّقها فترجع إلي أبيها و قومها.أهل بيته أصله،و عصبته الذين حرموا الصدقة بعده» (1).

الخامس و العشرون: من الجمع بين الصحاح الستة-من الجزء الثالث:من جمع أبي الحسن رزين العبدري إمام الحرمين في باب مناقب أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب،و ذلك علي حد ثلث الكتاب،من صحيح أبي داود السجستاني.و هو كتاب السنن، و من صحيح الترمذي،قال ابن سريحة و زيد بن أرقم:إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:«من كنت مولاه فعلي مولاه» (2).

السادس و العشرون: و من الكتاب المذكور،من الباب المذكور،من صحيح أبي داود-و هو كتاب السنن-و صحيح الترمذي،عن حصين بن سبرة أنه قال لزيد ابن ارقم:لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا،حدّثنا يا زيد ما سمعت من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:يا ابن أخي و اللّه لقد كبرت سني،و قدم عهدي، و نسيت بعض الذي كنت أعي من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فما حدثتكم فاقبلوه،و ما لا فلا تكلفونيه.ثم قال:

قام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوما فينا خطيبا بماء يدعي خمّا بين مكّة و المدينة عند الجحفة،فحمد اللّه و أثني عليه و وعظ و ذكر ثم قال:«أما بعد أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي عز و جل فاجيب و أنا تارك فيكم ثقلين:اوّلهما كتاب اللّه فيه الهدي و النور،فخذوا بكتاب اللّه،و استمسكوا به،فحث علي كتاب اللّه و رغب فيه،ثم قال:و أهل بيتي،اذكركم اللّه في أهل بيتي،اذكركم اللّه في أهل بيتي.فإنهما لن يفترقا حتي يلقوني علي الحوض».فقال له حصين:و من أهل بيته؟أ ليس0.

ص: 275


1- صحيح مسلم:1873/4،ط.بيروت.و مر الحديث بسنده و لفظه في ص 330 من هذا الجزء.
2- احقاق الحق:229/6،عن الجمع بين الصحاح.و رواه الترمذي في جامعه،ط.الهند 1310.

نساؤه من أهل بيته؟قال:نساؤه من أهل بيته!و لكن قد تكون المرأة ثم تطلق فترجع إلي أهلها، و لكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده.

و في رواية جرير عنه قال:كتاب اللّه فيه الهدي و النور،من استمسك به كان علي الهدي و من أخطأه ضل (1).

السابع و العشرون: من مناقب الفقيه أبي الحسن علي بن المغازلي الواسطي الشافعي قال:

أخبرنا أبو يعلي علي بن عبيد اللّه بن العلاف البزاز إذنا قال:أخبرنا عبد السلام بن عبد الملك بن حبيب البزاز قال:أخبرنا عبد اللّه بن محمد بن عثمان قال:حدثني محمد بن أبي بكر بن عبد الرزاق،حدثني أبو حاتم مغيرة بن محمد المهلبي قال:حدثني مسلم بن إبراهيم،حدثني نوح بن قيس الحدادي (2)حدثني الوليد بن صالح،عن ابن امرأة زيد بن ارقم قال:أقبل نبي اللّه صلّي اللّه عليه و آله من مكة في حجة الوداع حتي نزل بغدير الجحفة بين مكة و المدينة فأمر بالدوحات فقمّ ما تحتهن من شوك ثم نادي:الصلاة جامعة!فخرجنا إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في يوم شديد الحر و إن منّا لمن يضع رداءه علي رأسه و بعضه تحت قدميه من شدة الحر حتي انتهينا إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فصلي بنا الظهر ثم انصرف إلينا فقال:«الحمد للّه نحمده و نستعينه،و نؤمن به و نتوكل عليه،و نعوذ باللّه من شرور أنفسنا،و من سيئات أعمالنا،الذي لا هادي لمن أضل،و لا مضل لمن هدي،و أشهد أن لا إله إلا اللّه و أن محمدا عبده و رسوله.

أما بعد:أيها الناس فإنه لم يكن لنبي من العمر إلا نصف ما عمر من قبله،و إن عيسي ابن مريم لبث في قومه أربعين سنة،و إني قد شرعت في العشرين،ألا و إني يوشك أن أفارقكم،و إني مسئول و أنتم مسئولون فهل بلغتكم؟فما ذا أنتم قائلون؟فقام من كل ناحية من القوم مجيب يقولون:نشهد أنك عبد اللّه و رسوله،قد بلغت رسالته،و جاهدت في سبيله،و صدعت بأمره، و عبدته حتي اتاك اليقين،جزاك اللّه عنا خير ما جازي (3)نبيا عن امته.

فقال:أ لستم تشهدون أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له؟و أن محمدا عبده و رسوله و أن الجنة حق و النار (4)حق،و تؤمنون بالكتاب كله؟قالوا بلي،قال:أشهد (5)أن قد صدقتم و صدقتموني،م.

ص: 276


1- صحيح مسلم:4:36/1873،و مطالب السئول:23/1.
2- في المصدر:الحداني.و هم طائفة ازديون من ولد حدان بن شمس.
3- في المصدر:خير ما جزي.
4- في المصدر:و أن النار.
5- في المصدر:فأني أشهد ان قد صدقتكم.

ألا و إني فرطكم،و إنكم تبعي،توشكون أن تردوا عليّ الحوض،فأسألكم حين تلقوني عن ثقليّ كيف خلفتموني فيهما؟قال،فاعتل (1)علينا ما نقول الآن (2)حتي قام رجل من المهاجرين فقال:

بأبي أنت و أمي يا نبي اللّه ما الثقلان؟قال صلّي اللّه عليه و آله:الأكبر منهما كتاب اللّه سبب (3)بيد اللّه و طرفه بايديكم،فتمسكوا به و لا تضلّوا،و الأصغر منهما عترتي.من استقبل قبلتي و أجاب دعوتي!فلا تقتلوهم و لا تقهروهم،و لا تقصروا عنهم فأني قد سألت لهما اللطيف الخبير فأعطاني،ناصرهما لي ناصر،و خاذلهما لي خاذل،و وليهما ولي،و عدوهما لي عدو.ألا و إنها لم تهلك أمة قبلكم حتي تدين بأهوائها و تظاهر علي نبوتها،و تقتل من قام بالقسط منها،ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب عليه السّلام فرفعها و قال:من كنت وليه (4)فهذا وليه،اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه قالها ثلاثا».

هذا آخر الخطبة (5).

الثامن و العشرون: أبو الحسن بن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن طاوان قال:أخبرنا أبو الخير أحمد بن الحسين (6)بن السماك قال:حدثني أبو محمد جعفر بن نصير الخلدي،حدثني علي بن سعيد بن قتيبة الرملي قال:حدثني حمزة بن ربيعة (7)القرشي،عن مطرق الوراق،عن شهر بن حوشب،عن أبي هريرة قال:من صام يوم ثماني عشرة من ذي الحجة، كتب له صيام ستين شهرا،و هو يوم غدير خم لمّا أخذ النبي صلّي اللّه عليه و آله بيد علي بن أبي طالب فقال:

«أ لست أولي بالمؤمنين (8)قالوا:بلي يا رسول اللّه،قال:من كنت مولاه فعلي مولاه»،فقال عمر بن الخطاب:بخ بخ لك يا بن أبي طالب (9)أصبحت مولاي و مولي كل مؤمن و مؤمنة،فانزل اللّه تعالي:

اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ (10) (11) .

التاسع و العشرون: أبو الحسن بن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو الحسين علي بن عمر بنة.

ص: 277


1- في المصدر:فاعيل علينا.يقال:علت الضالة اعيل:إذا لم تدر أي وجه تبغيها.
2- في المصدر:ما ندري ما الثقلان.
3- في المصدر:سبب طرف(طرفه)بيد اللّه.
4- في المصدر:من كنت مولاه فهذا مولاه،و من كنت وليه..
5- المناقب لابن المغازلي ص 17-18.
6- في المصدر:حدّثنا أبو الحسن أحمد بن الحسين.
7- في المصدر:حدّثنا ضمرة بن ربيعة.
8- في المصدر:بالمؤمنين من أنفسهم.
9- في المصدر:يا علي بن أبي طالب.
10- سوره 5 - آيه 3
11- المناقب لابن المغازلي ص 18-19.فرائد السمطين-السمط الأول،الباب 13 عن أبي هريرة،تاريخ بغداد ج 8:290 بسندين،البداية و النهاية:7:346 و 349 بألفاظ مختلفة.

عبد اللّه بن شوذب قال:حدثني أبي قال:حدّثنا محمد بن الحين الزعفراني قال:حدثني أحمد بن يحيي بن عبد الحميد،حدثني اسرائيل الملائي،عن الحكم،عن أبي سليمان المؤذن،عن زيد بن أرقم قال:نشد علي الناس في المسجد قال:«أنشد اللّه رجلا سمع النبي صلّي اللّه عليه و آله يقول:من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه»،فكنت أنا فيمن كتم فذهب بصري (1).

الثلاثون: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أحمد بن محمد بن طاوان قال:حدّثنا الحسين بن محمد العلوي العدل قال:حدّثنا علي بن عبد اللّه بن مبشر قال:حدّثنا أحمد بن منصور الرمادي، قال:حدّثنا عبد اللّه بن صالح،عن ابن لهيعة،عن ابن هبيرة و بكر بن سوادة،عن قبيصة بن ذويب و أبي سلمة بن عبد الرّحمن،عن جابر بن عبد اللّه أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله نزل بخم فتنحي الناس عنه، و أمر عليا (2)فجمعهم،فلما اجتمعوا قام فيهم،و هو متوسد علي بن أبي طالب فحمد اللّه و أثني عليه ثم قال:

«أيّها الناس إنّه قد كرهت تخلّفكم عليّ حتي خيل إلي أنه ليس شجرة أبغض إليكم تليني (3)، ثم قال:لكن علي بن أبي طالب أنزله اللّه مني بمنزلتي منه،فرضي اللّه عنه كما أنا راض عنه،فإنه لا يختار علي قربي و محبتي شيئا،ثم رفع يديه و قال:من كنت مولاه فعلي مولاه،اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه».

قال:فابتدر الناس إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يبكون و يتضرعون و يقولون:يا رسول اللّه ما تنحينا عنك إلا كراهية ان نثقل عليك،فنعوذ باللّه سبحانه من سخط رسوله (4)فرضي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عنهم عند ذلك (5).

الحادي و الثلاثون: ابن المغازلي قال:حدثني أبو القاسم الفضل بن محمد بن عبد اللّه الاصفهاني-قدم علينا واسطا-املاء من كتابه،لعشر بقين من شهر رمضان سنة اربع و ثلاثين و أربعمائة قال:حدثني محمد بن علي بن عمر بن المهدي قال:حدثني سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال:حدثني أحمد بن إبراهيم بن كيسان الثقفي الاصفهاني قال:حدثني إسماعيل بنه.

ص: 278


1- المناقب لابن المغازلي ص 23،البداية و النهاية:7:346.
2- في المصدر:فتنحي الناس عنه،و نزل معه علي بن أبي طالب،فشق علي النبي تأخر الناس فأمر عليا.
3- في المصدر:أبغض إليكم من شجرة تليني.
4- في المصدر:فنعوذ باللّه من شرور أنفسنا و سخط رسول اللّه.
5- المناقب لابن المغازلي ص 25-26 البداية و النهاية:7:346،عن جابر و غيره.

عمر البجلي قال:حدثني مسعر بن كدام،عن طلحة بن مصرف،عن عميرة بن سعد قال:شهدت عليا عليه السّلام علي المنبر ناشدا أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من سمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم غدير خم يقول ما قال فليشهد فقام اثني عشر رجلا منهم أبو سعيد الخدري و أبو هريرة و أنس بن مالك فشهدوا أنهم سمعوا رسول اللّه يقول:«من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه».

قال أبو الحسن بن المغازلي:-الراوي لذلك-قال أبو القاسم الفضل بن محمد:هذا حديث صحيح عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد روي حديث غدير خم عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله نحو من مائة نفس منهم العشرة،و هو حديث ثابت لا أعرف له علة.تفرد علي عليه السّلام بهذه الفضيلة لم يشركه فيها أحد (1).

الثاني و الثلاثون: ابن المغازلي من طريق أحمد بن حنبل يرفع الحديث إليه كراهية التطويل بذكر أول راو،و من يرفع الخبر إليه أحمد،عن أبي طالب محمد بن عثمان يرفعه إلي أبي الضحي إلي زيد بن أرقم الحديث (2).

الثالث و الثلاثون: ابن المغازلي،عن أحمد،عن أبي طاهر محمد بن علي البيع،عن أحمد بن الصلت الاهوازي يرفعه إلي عطية،عن أبي سعيد الخدري الحديث (3).

الرابع و الثلاثون: ابن المغازلي الشافعي،عن أحمد،عن أبي طالب محمد بن أحمد بن عثمان عن محمد بن المظفر بن موسي بن عيسي الحافظ البغدادي يرفعه إلي حبة العرني،و عبد خير، و عمر،و ذي مرة قالوا:سمعنا علي بن أبي طالب ينشد الناس في الرحبة بذكر يوم الغدير،فقام اثنا عشر رجلا من أهل بدر منهم زيد بن أرقم فقالوا:نشهد أنّا سمعنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول يوم غديره.

ص: 279


1- المناقب لابن المغازلي ص 26-27.
2- المناقب لابن المغازلي ص 19-20.و اللفظ فيه: أخبرنا أبو طالب محمد بن عثمان قال:حدّثنا أبو الحسين عبيد اللّه بن أحمد بن البواب قال:حدّثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي،حدّثنا وهبان قال:أخبرنا خالد بن عبد اللّه،عن الحسن بن عبد اللّه،عن أبي الضحي، عن زيد بن أرقم قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من كنت وليه فعلي وليه-أو مولاه.
3- المناقب لابن المغازلي ص 20 و لفظ الحديث فيه: أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي البيع قال:حدّثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصلت الاهوازي قال:حدّثنا محمد بن جعفر المطيري قال:حدّثنا علي بن الحسين الهاشمي،حدّثنا أبي،حدّثنا فضيل بن مرزوق،عن عطية، عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من كنت مولاه فعلي مولاه،اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه.

خم:«من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه» (1).

الخامس و الثلاثون: ابن المغازلي،عن أحمد بن عبد الوهاب،عن الحسين بن محمد العدل العلوي الواسطي يرفعه إلي بريدة،يذكر خروجه مع علي عليه السّلام إلي اليمن و شكايته عليا،و قول النبي صلّي اللّه عليه و آله عند ذلك:«من كنت مولاه،و من كنت وليه فعلي وليه»و قد تقدم سياق الخبر (2).

السادس و الثلاثون: ابن المغازلي،عن أحمد بن حنبل،عن أبي الفضل محمد بن الحسين بن عبد اللّه البرخي الاصفهاني يرفعه إلي أبي جعفر محمد بن علي الباقر،عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه،علي عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه (3):من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه» (4).

السابع و الثلاثون: ابن المغازلي،عن أحمد بن محمد البزاز قال:حدثني الحسين ابن محمد2.

ص: 280


1- المناقب لابن المغازلي ص 20،و اللفظ فيه: أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد،قال:حدّثنا أبو الحسن محمد بن المظفر بن موسي ابن عيسي الحافظ البغدادي قال:حدّثنا محمد بن علي بن إسماعيل قال:حدّثنا الحسين بن علي قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا سلمة بن الفضل الابرش قاضي الري،عن الجراح الكندي عن أبي إسحاق الهمداني،عن عبد خير،و عمرو ذي مرة و حبة العرني قالوا:سمعنا علي بن أبي طالب عليه السّلام ينشد الناس في الرحبة:من سمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:من كنت مولاه فعلي مولاه؟فقام اثني عشر رجلا من أهل بدر منهم زيد بن أرقم قالوا:نشهد أنا سمعنا رسول اللّه يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه،اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه.
2- هكذا ورد لفظ الحديث في المناقب لابن المغازلي ص /21 أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب قال:حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد العدل العلوي الواسطي قال: حدّثنا أبو عيسي جبير بن محمد الواسطي قال:حدّثنا حسين بن محمد قال:حدّثنا أبو معاوية قال:حدّثنا الاعمش،عن سعد بن عبيدة،عن ابن بريدة،عن أبيه قال:بعثنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في سرية و استعمل عليا عليه السّلام،فلما رجعنا قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:كيف وجدتم صحبة صاحبكم؟قال:فشكوته-أو شكاه غيري-و كنت رجلا مكبابا فرفعت رأسي فإذا النبي صلّي اللّه عليه و آله قد احمر وجهه و هو يقول:من كنت وليه فعلي وليه.
3- كذا لفظ السند في المصدر:أخبرنا أبو الفضل محمد بن حسين بن عبيد اللّه البرجي الاصفهاني فيما كتب به الي أن أحمد بن عبد الرّحمن بن العباس الاسدي حدثهم:حدّثنا أبو حامد أحمد بن جعفر الاشعري قال:حدّثنا يعلي بن محمد بن جمهور،عن أحمد ابن حمزة،عن أبان بن تغلب،عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه،عن جده عن علي بن أبي طالب قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:.
4- المناقب لابن المغازلي ص 21-22.

العدل يرفعه الي رياح بن الحرث (1)قال:كنا مع علي في الرحبة إذ جاء ركب من الأنصار فقالوا:

السلام عليك يا مولانا!كيف أنتم (2)قوم من العرب؟قالوا:سمعنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم غدير خم يقول:«من كنت مولاه فعلي مولاه».ثم انصرفوا،فقلت:من القوم؟فقالوا:قوم من الأنصار،و فينا أبو أيوب الأنصاري (3).

الثامن و الثلاثون: ابن المغازلي الشافعي،عن أحمد بن حنبل قال:أخبرنا أحمد بن محمد قال:

حدثني الحسين بن محمد العدل قال:حدثني الجواربي قال:حدثني يحيي الصوفي (4)قال:

حدثني إسماعيل بن أبي الحكم الثقفي قال:حدثني شاذان،عن عمران بن مسلم،عن سويد بن أبي صالح،عن أبيه،عن أبي هريرة،عن عمر بن الخطاب قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي:«من كنت مولاه فعلي مولاه» (5).

التاسع و الثلاثون: ابن المغازلي،عن أحمد قال:أخبرنا أبو طالب محمد بن عثمان يرفعه إلي الأعمش (6)،عن إبراهيم،عن علقمة،عن عبد اللّه بن مسعود ان النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«من كنت مولاه فعلي مولاه» (7).

الأربعون: ابن المغازلي،عن أحمد قال:أخبرنا أبو الحسين (8)علي بن عمر ابن عبد اللّه بن شوذب قال:حدثني أبي قال:حدّثنا محمد بن الحسين الزعفراني قال:حدثني أحمد بن يحيي بن عبد الحميد،حدثني أبو اسرائيل الملائي،عن الحكم،عن أبي سليمان المؤذن،عن زيد بن أرقم قال:نشد علي عليه السّلام الناس في المسجد قال:«أنشد اللّه رجلا سمع النبي صلّي اللّه عليه و آله يقول من كنت مولاهن.

ص: 281


1- هكذا ورد السند في المصدر:أخبرنا أحمد بن محمد البزاز قال:حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد العدل قال:حدّثنا علي بن عبد اللّه بن مبشر قال:حدّثنا الرمادي قال:حدّثنا أبو أحمد الزبيري قال:حدّثنا حنش بن الحارث،عن رياح بن الحارث قال:كنا مع علي.
2- في المصدر:قال:كيف ذا و أنتم.
3- المناقب لابن المغازلي ص 22.
4- في المصدر:أحمد بن يحيي الصوفي.
5- المناقب لابن المغازلي ص 22.
6- سند الحديث في المصدر هكذا جاء:أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان قال:حدّثنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسي بن عيسي الحافظ قال:حدّثنا محمد يعني:ابن علي بن إسماعيل:حدّثنا محمد بن نهار بن عمار قال:حدّثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات قال:حدّثنا يحيي الحماني،حدّثنا أبو محمد قيس بن الربيع،عن الاعمش،عن إبراهيم،عن علقمة،عن عبد اللّه بن مسعود أن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:
7- المناقب لابن المغازلي ص 23.
8- في المصدر:أبو الحسن.

فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه».فكنت أنا فيمن (1)كتم فذهب بصري (2).

الحادي و الأربعون: ابن المغازلي عن أحمد قال:أخبرنا أحمد بن محمد بن طاوان قال:أخبرنا الحسين بن محمد العلوي العدل الواسطي يرفعه إلي عطية العوفي (3)قال:رأيت ابن أبي أوفي في دهليز (4)بعد ما ذهب بصره فسألته عن حديث فقال:إنكم يا أهل الكوفة فيكم ما فيكم،قال:قلت:

أصلحك اللّه إني لست منهم،ليس عليك مني عار،قال:أي حديث؟قال:قلت:حديث علي عليه السّلام يوم غدير خم،فقال:خرج علينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في حجته يوم غدير خم و هو آخذ بعضد علي فقال:

«يا أيها الناس أ لستم تعلمون أني أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟قالوا بلي يا رسول اللّه فقال:من كنت مولاه فهذا مولاه» (5).

الثاني و الأربعون: ابن المغازلي الشافعي،عن أحمد قال:أخبرنا أحمد بن محمد ابن طاوان قال:حدثني أبو عبد اللّه الحسين بن محمد العلوي العدل الواسطي يرفعه الي الأعمش (6)عن سعد ابن عبيدة،عن ابن بريد،عن أبيه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من كنت مولاه فعلي مولاه» (7).

الثالث و الأربعون: ابن المغازلي،عن أحمد بن حنبل قال:أخبرنا أحمد بن محمد قال:حدثني الحسين بن محمد العلوي العدل الواسطي يرفعه إلي ابن عباس رضي اللّه عنه،عن ابن بريدة،عن أبيه (8)قال:غزوت مع علي اليمن فرأيت منه جفوة فقدمت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فذكرت عليا فتنقصته،فرأيت وجه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يتغير فقال:«يا بريدة أ و لست أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ل:

ص: 282


1- في المصدر:و كنت انا ممن.
2- المناقب لابن المغازلي ص 23.
3- كذا لفظ السند في المصدر:أخبرنا أحمد بن محمد بن طاوان قال:حدّثنا الحسين ابن محمد العلوي العدل الواسطي قال:حدّثنا ابن مبشر قال:حدّثنا عمار بن خالد قال:حدّثنا إسحاق الارزق،عن عبد الملك،عن عطية العوفي.
4- في المصدر:و هو في دهليز له.
5- المناقب لابن المغازلي ص 23-24.
6- لفظ السند في المصدر هو هكذا:أخبرنا أحمد بن محمد بن طاوان قال:حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد العلوي العدل قال:حدّثنا أبو الحسن علي بن مبشر قال:حدّثنا الحسن بن عرفة قال:حدّثنا أبو معاوية الضرير عن الاعمش.
7- المناقب لابن المغازلي ص 24.و فيه:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من كنت وليه فعلي وليه.
8- كذا ورد لفظ السند في المصدر:أخبرنا أحمد بن محمد قال:حدّثنا الحسين ابن محمد العلوي العدل قال: حدّثنا أبو الحسين بن أخي كبير الزيات قال:حدّثنا إسحاق الحربي قال:حدّثنا أبو نعيم قال:حدّثنا ابن أبي غنية، عن الحكم،عن سعيد بن جبير،عن ابن عباس،عن بريدة قال:

قلت:بلي يا رسول اللّه!قال:من كنت مولاه فعلي مولاه» (1).

الرابع و الأربعون: صدر الأئمة أخطب خوارزم موفق بن أحمد-من أعيان علماء العامة-في كتاب مناقب أمير المؤمنين عليه السّلام قال:أخبرني سيد الحفاظ (2)شهردار ابن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إلي من همدان،أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد اللّه بن عبدوس الهمداني كتابة، حدّثنا عبد اللّه بن إسحاق البغوي قال:حدّثنا الحسين بن عليل الغنوي،حدّثنا محمد بن عبد الرّحمن الزراع،حدّثنا قيس بن حفص،حدّثنا علي بن الحسين (3)،حدّثنا أبو هريرة،عن أبي سعيد الخدري ان النبي (4)صلّي اللّه عليه و آله يوم دعا الناس الي غدير خم أمر بما تحت الشجرة من الشوك فقم،و ذلك يوم الخميس،يوم دعا الناس إلي علي و أخذ بضبعه ثم رفعها حتي نظر الناس الي بياض ابطه،ثم لم يفترقا(يتفرقا)حتي نزلت هذه الآية: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (5) (6)فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«اللّه اكبر علي اكمال الدين،و اتمام النعمة،و رضا الرب برسالتي و الولاية لعلي».ثم قال:«اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه،و أنصر من نصره،و أخذل من خذله».فقال له حسان بن ثابت:أ تأذن لي رسول اللّه أن أقول أبياتا.قال:«قل ببركة اللّه تعالي».

فقال حسان بن ثابت يا معشر مشيخة قريش اسمعوا شهادة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثم قال:

يناديهم يوم الغدير نبيّهم بخمّ و أسمع بالرسول مناديا

بأني مولاكم نعم و وليّكم فقالوا و لم يبدوا هناك التعاميا

إلهك مولانا و أنت ولينا و لا تجدن في الخلق للأمر عاصيا

فقال له:قم يا علي فانني رضيتك من بعدي إماما و هاديا (7)

الخامس و الأربعون: موفق بن أحمد قال:حدّثنا الشيخ الزاهد أبو الحسين (8)علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي،أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد،أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسينن.

ص: 283


1- المناقب لابن المغازلي ص 24-25.
2- في المصدر:أبو منصور شهردار.
3- في المصدر:حدّثنا أبو الحسن العبدي.
4- في المصدر:إنه قال:ان النبي.
5- سوره 5 - آيه 3
6- المائدة:3.
7- المناقب للخوارزمي ص 80-81،و فيه: فمن كنت مولاه فهذا وليه فكونوا له أنصار صدق مواليا هناك دعا اللهم وال وليه و كن للذي عادي عليا معاديا
8- في المصدر:أبو الحسن.

البيهقي،أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ،أخبرنا خلف بن سالم (1)،عن يحيي بن حماد،عن أبو عوانة، عن سليمان الاعمش قال:حدّثنا حبيب بن أبي ثابت،عن أبي الطفيل،عن زيد بن أرقم قال:لمّا رجع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من حجة الوداع،و نزل بغدير خم،أمر بدوحات فقممن ثم قال:«كأني قد دعيت فأجبت إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر:كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلّفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض» (2).ثم أخذ بيد علي فقال:

«من كنت وليه فهذا وليه،اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه».فقلت:أنت سمعت من رسول اللّه هذا؟فقال:نعم!ما كان في الدوحات أحد إلا قد رآه بعينه و سمعه باذنه (3).

السادس و الأربعون: موفق بن أحمد بإسناده المتقدم عن أحمد بن الحسين هذا أخبرنا علي ابن أحمد بن عبدان (4)أخبرنا أحمد بن سليمان المؤدب،حدّثنا عثمان،حدّثنا زيد بن (5)الحباب، حدّثنا حماد بن سلمة،عن علي بن زيد بن درعان (6)،عن عدي بن ثابت،عن البراء قال:أقبلنا مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في حجّة حتي إذا كنا بين مكة و المدينة نزل فأمر مناديا ينادي بالصلاة جامعة قال:

فأخذ بيد علي ثم قال:«أ لست أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟قالوا بلي!قال أ لست أولي بكل مؤمن من نفسه؟قالوا:بلي!قال:هذا ولي من أنا وليه،اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه من كنت مولاه فعلي مولاه» (7)فلقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال،هنيئا لك يا بن أبي طالب أصبحت مولي كل مؤمن و مؤمنة (8).

السابع و الأربعون: موفق بن أحمد بإسناده المتقدم عن أحمد بن الحسين هذا أخبرنا الحاكم، أخبرنا أبو عبد اللّه (9)الحافظ،حدثني أبو يعلي الزبير بن عبد اللّه الثوري،حدّثنا أبو جعفر أحمد بن البزاز (10)،حدّثنا علي بن سعيد الرقي،حدّثنا ضمرة بن شوذب (11)عن مطر الوراق،عن شهر بنب.

ص: 284


1- في المصدر:إسماعيل بن أحمد الواعظ،عن أحمد بن الحسين هذا،أخبرني أبو عبد اللّه قال:و حدّثنا أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخاري،حدّثنا صالح بن محمد الحافظ،حدثني خلف بن سالم.
2- في المصدر:ثم قال:ان اللّه عز و جل مولاي و أنا ولي كل مؤمن و مؤمنة،ثم أخذ.
3- المناقب للخوارزمي ص 93.
4- في المصدر:حمدان.
5- في المصدر:يزيد.
6- في المصدر:يزيد بن جدعان.
7- في المصدر:من كنت مولاه فعلي مولاه،ينادي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بأعلي صوته.
8- المناقب للخوارزمي ص 94.
9- في المصدر:أخبرنا الحاكم أبو عبد اللّه.
10- في المصدر:أحمد بن عبد اللّه البزاز.
11- في المصدر:ضمرة،عن ابن شوذب.

حوشب،عن أبي هريرة قال:من صام اليوم الثامن عشر من شهر ذي الحجّة كتب اللّه له صيام ستين سنة،و هو يوم غدير خم لمّا أخذ النبي صلّي اللّه عليه و آله بيد علي عليه السّلام و قال:«من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه،و أنصر من نصره،و أخذل من خذله»،فقال عمر بن الخطاب:بخ بخ لك يا علي أصبحت مولاي و مولي كل مسلم (1).

الثامن و الأربعون: موفق بن أحمد في حديث مكاتبة معاوية لعمرو بن العاص في ان يستفزه في محاربة علي عليه السّلام فأبي عليه عمرو بن العاص،فاجاب معاوية في جواب مكاتبته،فقال عمرو في فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام و ما قال فيه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد قال فيه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«هو مني و انا منه و هو مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لا نبي بعدي».و قد قال فيه يوم غدير خم:«ألا من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه،و انصر من نصره،و أخذ من خذله» (2).

التاسع و الأربعون: موفق بن أحمد بإسناده قال:قال الاصبغ بن نباتة:دخلت علي معاوية و هو جالس علي نطع من الأدم،متكئا علي وسادتين خضراوتين،و عن يمينه عمرو بن العاص و حوشب،و ذو الكلاع،و عن يساره أخوه عتبة،و ابن عامر،و ابن كريز،و الوليد بن عتبة،و عبد الرّحمن بن خالد،و شرحبيل بن السمط،و بين يديه أبو هريرة،و أبو الدرداء،و النعمان بن بشير، و أبو إمامة الباهلي،قال:فلما قرأ الكتاب قال:إن عليا لا يدفع إلينا قتلة عثمان،فقلت له:يا معاوية لا تعتلّ بقتلة عثمان،فانك تطلب الملك و السلطان،و لو كنت اردت نصره حيا لنصرته،و لكنك تربصت به لتعجل ذلك سببا الي وصولك إلي الملك،فغضب فاردت (3)أن يزيد غضبه فقلت لأبي هريرة:يا صاحب رسول اللّه إني أحلفك باللّه الذي لا إله إلا هو عالم الغيب و الشهادة و بحق حبيبه المصطفي صلّي اللّه عليه و آله ألا أخبرتني أ شهدت غدير خم؟قال:بلي شهدته!قلت:فما سمعته يقول في علي؟ قال:سمعته يقول:«من كنت مولاه فعلي مولاه،اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه،و انصر من نصره،و اخذل من خذله»،فقلت له:فاذا أنت واليت عدوه،و عاديت وليه فتنفس أبو هريرة الصعداء و قال:إنا للّه و إنا إليه راجعون (4).

الخمسون: من الجزء الرابع من كتاب حلية الاولياء لابي نعيم،من حديث طلحة بن مصرف6.

ص: 285


1- المناقب للخوارزمي ص 94.
2- تقدم الحديث.
3- في المصدر:فغضب من كلامي فاردت.
4- جزء من حديث طويل،ذكره الخوارزمي في المناقب ص 133-136.

يرفعه إلي عمير (1)بن سعد قال:شهدت عليا علي المنبر ناشدا أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و فيهم:أبو سعيد،و أبو هريرة،و أنس بن مالك و هم حول المنبر و علي علي المنبر و حول المنبر اثنا عشر رجلا هؤلاء منهم فقال علي:نشدتكم باللّه هل سمعتم رسول اللّه يقول:من كنت مولاه فعلي مولاه؟ قالوا (2)اللهم نعم.و قعد رجل(و هو أنس بن مالك)فقال:ما منعك أن تقوم؟قال:يا أمير المؤمنين كبرت و نسيت فقال:اللهم إن كان كاذبا فاضربه ببلاء قال:فما مات حتي رأينا بين عينيه نكتة بيضاء لا تواريها العمامة (3).

قال أبو نعيم:و رواه أيضا ابن عائشة عن إسماعيل مثله.قال:و رواه أيضا الأجلح-و هاني بن أيوب،عن طلحة بن مصرف.و الذي به الوضح هو أنس بن مالك.

الحادي و الخمسون: من كتاب انساب الأشراف لاحمد بن يحيي البلاذري في الجزء الأول- في فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام-قال:قال علي علي المنبر:«أنشد اللّه رجلا سمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله- يقول يوم غدير خم:اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه إلا قام و شهد»؟و تحت المنبر أنس بن مالك،و البراء بن عازب،و جرير بن عبد اللّه البجلي،فأعادها فلم يجبه أحد:فقال اللهم من كتم هذه الشهادة و هو يعرفها فلا تخرجه من الدنيا حتي تجعل به آية يعرف بها.قال:فبرص أنس،و عمي البراء،و رجع جرير اعرابيا بعد هجرته فأتي الشراة فمات في بيت أمّه (4).

الثاني و الخمسون: السمعاني في كتاب فضائل الصحابة بإسناده،عن الحسن بن كثير،عن زيد ابن أرقم أن رجلا أتاه يسأله عن عثمان و علي (5).فانا قد اقبلنا مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في غزاة خيبر (6)فنزلنا الغدير غدير خم،فحمد اللّه و أثني عليه ثم قال:«أيها الناس أ لست أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟قالوا:بلي يا رسول اللّه،فأخذ بيد علي حتي أشخصها ثم قال:من كنت مولاه فهذا مولاه» (7)./2

ص: 286


1- لفظ السند في الحلية هكذا:حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن كيسان،حدّثنا إسماعيل ابن عمرو البجلي،حدّثنا مسعر بن كدام،عن طلحة بن مصرف،عن عميرة بن سعد.
2- في المصدر:فقاموا كلهم فقالوا.
3- حلية الاولياء:26/5.
4- أنساب الأشراف:386/2 طبعة دار الفكر-بيروت.
5- في البحار:فقال:أما عثمان فيرجي أمره الي اللّه،و أما علي فانا قد أقبلنا.
6- في البحار:في غزاة حنين.
7- البحار:197/37-198،عن فضائل الصحابة للسمعاني،ترجمة الإمام علي في تاريخ دمشق:/42/2 ح 544.

الثالث و الخمسون: السمعاني-أيضا بإسناده عن البراء بن عازب قال:أقبلنا مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في حجّة الوداع حتي إذا كنا بغدير خم نودي فينا ان الصلاة جامعة،و كسح لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله تحت شجرتين فأخذ النبي صلّي اللّه عليه و آله بيد علي فقال:«أ لست أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ثم قال رسول اللّه:

فإن هذا مولي من أنا مولاه،اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه».قال:فلقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال:هنيئا يا بن أبي طالب أصبحت و امسيت مولي كل مؤمن و مؤمنة (1).

الرابع و الخمسون: السمعاني بإسناده،عن أبي هريرة،عن عمر بن الخطاب ان النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:

«من كنت مولاه فعلي مولاه» (2).

الخامس و الخمسون: السمعاني بإسناده عن البراء ان النبي صلّي اللّه عليه و آله نزل بغدير خم و أمر فكسح بين شجرتين و صيح بالناس فاجتمعوا فحمد اللّه و اثني عليه ثم قال:«أ لست أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟قالوا:بلي!قال:أ لست أولي بالمؤمنين من آبائهم؟قالوا:بلي!فدعا عليا فأخذ بعضده ثم قال:هذا وليكم من بعدي.اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه»،فقام عمر الي علي فقال:

ليهنّئك يا بن أبي طالب أصبحت-أو قال امسيت-مولي كل مؤمن (3).

السادس و الخمسون: السمعاني بإسناده عن سالم بن أبي الجعد قال:قيل لعمر:إنك تصنع بعلي ما لا تصنعه بأحد من صحابة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله (4)قال:لأنه مولاي (5).

السابع و الخمسون: و من كتاب الفضائل لابي سعد السمعاني أيضا بإسناده قال:قدم أبو هريرة و دخل المسجد فاجتمعنا حوله و قام رجل و قال:انشدك ان أسألك ان حديثا سمعته من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي:«من كنت مولاه فعلي مولاه،اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه»قال:نعم قال:8.

ص: 287


1- الغدير:274/1 و 279،عن الكشف و البيان للثعلبي،مسند أحمد 281/4،و فضائل الصحابة لابن حنبل:1596/2 ح 1016 و ص /610ح 1042،أنساب الأشراف:356/2 بحذف آخر الحديث.
2- المناقب لابن المغازلي ص 22،الرياض النضرة:161/2،ذخائر العقبي ص 67،البداية و النهاية: 7:349،أسني المطالب ص 3،الغدير:56/1-57 ترجمة الإمام علي في تاريخ دمشق:/79/2ح 851.
3- ترجمة الإمام علي في تاريخ دمشق:/47/2ح 548-552.
4- في المخطوطة:إنك تصنع بعلي شيئا لا تصنعه بأحد من أصحاب رسول اللّه.
5- فيض الغدير:218/6،المناقب للخوارزمي ص 97،الغدير:303/1 ترجمة الإمام علي في تاريخ دمشق:/82/2ح 548.

فإني رأيتك واليت أعداءه و عاديت أولياءه (1)(2).

الثامن و الخمسون: موفق بن أحمد بإسناده عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي:«من كنت مولاه فعلي مولاه» (3).

التاسع و الخمسون: موفق بن أحمد بإسناده عن عمران بن حصين قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ان عليا مني و أنا منه و هو ولي كل مؤمن و مؤمنة» (4).

الستون: موفق بن أحمد قال:أخبرنا أبو محمد بن عبد اللّه بن يحيي بن عبد الجبار (5)السكري ببغداد،أخبرنا اسرائيل،عن أبي إسحاق قال:حدثني سعيد بن وهب و عبد خير أنّهما سمعا عليا برحبة الكوفة يقول:«أنشد اللّه من سمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:من كنت مولاه فعلي مولاه»،فقام (6)عدّة من أصحاب النبي صلّي اللّه عليه و آله فشهدوا أنهم سمعوا من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول ذلك (7).

الحادي و الستون: إبراهيم بن محمد الحمويني من اعيان علماء العامة قال:أخبرني الشيخ مجد الدين عبد اللّه بن محمود بن مودود الحنفي بقراءتي عليه ببغداد ثالث رجب سنة اثنين و سبعين و ستمائة،قال (8)الشيخ أبو بكر المسمار بن عمر بن العويس البغدادي سماعا عليه قال:

أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطي سماعا عليه.

و أخبرنا الإمام الفقيه كمال الدين أبو غالب هبة اللّه بن أبي القسم بن أبي غالب السامري بقراءتيا.

ص: 288


1- رواه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة:360/1 و لفظه:روي سفيان الثوري،عن عبد الرّحمن بن القاسم،عن عمر بن عبد الغفار،ان أبا هريرة لما قدم مع معاوية كان يجلس بالعشيات بباب كندة،و يجلس الناس إليه،فجاء شاب من الكوفة فجلس إليه فقال:يا أبا هريرة؟انشدك أسمعت من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي بن أبي طالب:اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه؟فقال:اللهم نعم:قال:فاشهد باللّه لقد واليت عدوه و عاديت وليه.
2- ترجمة الإمام علي في تاريخ دمشق:/74/2ح 573-575.
3- تقدم الحديث،و قال العلامة في الغدير:51/1 و قال هذا الحديث بطوله أخرجه جمع كثير من الحفاظ بأسانيدهم الصحاح منهم:إمام الحنابلة أحمد بن حنبل في مسنده:331/1،و الحاكم في المستدرك:132/3، و الخوارزمي في المناقب ص 75،و محب الدين الطبري في الرياض:203/2،و في ذخائر العقبي ص 87 و الحمويني في فرائد السمطين،و ابن كثير في البداية و النهاية:7:337،و الهيثمي في مجمع الزوائد:9:108، و الكنجي في الكفاية ص 115،و ابن حجر في الاصباة:509/2.
4- المناقب للخوارزمي:92،ط النجف الاشرف.
5- في المصدر:يحيي بن هارون بن عبد الجبار.
6- في المصدر:قال:فقام.
7- المناقب للخوارزمي ص 95.
8- في المصدر:أنبأنا.

عليه بجامع القصر ببغداد ليلة الأحد السابع و العشرين من شهر رمضان سنة اثنين و ثمانين و ستمائة قال:أنبأنا الشيخ محاسن بن عمر بن رضوان الخزائني (1)سماعا عليه في الحادي و العشرين من المحرم سنة اثنين و عشرين و ستمائة قال:أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن نصر الزعفراني (2)سماعا عليه في السادس عشر من شهر رجب سنة خمسين و خمسمائة (3)قال:أنبأنا أبو عبد اللّه مالك بن أحمد بن علي بن إبراهيم الفراء الناساسي (4)سماعا عليه قال:ابن الزاغوني في شهر شعبان سنة ثلاث و ستين و أربعمائة قال:أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسي بن القاسم بن الصلت قراءة عليه و أنا أسمع في رجب ثالث عشر من الشهر (5)سنة خمس و أربعمائة قال:أنبأنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي المكني بأبي إسحاق قال:أنبأنا أبو سعيد الأشج قال:أنبأنا المطلب بن زياد، عن عبد اللّه بن محمد بن عقيل قال:كنت عند جابر بن عبد اللّه في بيته،و علي بن الحسين و محمد ابن الحنفية و أبو جعفر فدخل رجل من أهل العراق فقال:أنشدك اللّه ألا حدثتني ما رأيت و ما سمعت من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:كنا بالجحفة بغدير خم و ثمّ ناس كثير من جهينة و مزينة و غفار فخرج علينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من خباء أو فسطاط فأشار بيده ثلاثا فأخذ بيد علي بن أبي طالب فقال:

«من كنت مولاه فعلي مولاه» (6).

الثاني و الستون: إبراهيم بن محمد الحمويني هذا قال:أخبرنا الإمام الزاهد وحيد الدين محمد ابن أبي بكر (7)بن أبي يزيد الجويني بقراءتي عليه بخيرآباد في جمادي الاولي سنة ثلاث و ستين و ستمائة قال:أنبأنا الإمام سراج الدين محمد بن أبي الفتوح اليعقوبي سماعا قال:أنبأنا والدي الإمام فخر الدين أبو الفتوح بن أبي عبد اللّه محمد بن عمر بن يعقوب قال:أنبأنا الشيخ الإمام محمد ابن علي بن الفضل القاري.

ح-و أخبرني السيد الإمام الأطهر فخر الدين المرتضي بن محمود الحسني الاشتري اجازة في سنة احدي و سبعين و ستمائة بروايته،عن والده قال:أخبرني الإمام مجد الدين أبو القاسم عبد اللّه ابن محمد القزويني قال:أنبأنا جمال السنة أبو عبد اللّه محمد بن حمويه بن محمد الجويني قال:

أنبأنا جمال الإسلام أبو المحاسن علي بن شيخ الإسلام الفضل بن محمد الفارمذي قال:أنبأنا الإمامر.

ص: 289


1- في المصدر:الجرايبي.
2- في المصدر:الزاغوني.
3- في الغدير:خمس و خمسمائة.
4- في المصدر:البابياسي،و في الغدير:البانياسي.
5- في المصدر:في ثالث عشر من رجب.
6- فرائد السمطين 1:/62ح 29،الغدير:205/1.
7- في المصدر:محمد بن محمد بن أبي بكر.

عبد اللّه بن علي شيخ وقته المشار إليه في الطريقة،و مقدم أهل الإسلام في الشريعة قال:نبأنا أبو الحسن علي بن محمد ابن بندار القزويني بمكة،نبأنا علي بن محمد الجبري قراءة عليه،نبأنا محمد بن عبيدة القاضي،نبأنا إبراهيم بن الحجاج،نبأنا حماد،عن علي بن زيد،و أبي هارون العبدي،عن عدي بن ثابت،عن البراء بن عازب قال:أقبلنا مع النبي صلّي اللّه عليه و آله في حجة الوداع حتي إذا كنا بغدير خم فنادي فينا الصلاة جامعة و كسح للنبي صلّي اللّه عليه و آله تحت شجرتين فأخذ النبي بيد علي ثم قال:«أ لست أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟قالوا:بلي!قال:أ لست أولي بكل مؤمن من نفسه (1)؟ قال:أ ليس ازواجي امهاتهم؟قالوا:بلي!فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فإن هذا مولي من أنا مولاه.اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه»،و لقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال له:هنيئا لك يا بن أبي طالب، أصبحت و أمسيت مولي كل مؤمن و مؤمنة.

أورده الإمام الحافظ شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي بتفاوت فيه في فضائل أمير المؤمنين علي عليه السّلام و نقلته من خطه المبارك (2).

الثالث و الستون: الحمويني هذا قال:أخبرنا الشيخ الإمام عماد الدين عبد الحافظ بن بدران بن شبل بن طرخان المقدسي بقراءتي عليه بمدينة نابلس،و الشيخ الصالح محمد بن عبد اللّه الأنصاري الجرساني (3)إجازة بروايته،عن أبي عبد اللّه بن الفضل العزاوي (4)إذنا بروايته،عن الشيخ الإمام أبي بكر أحمد بن الحسين قال:أنبأنا علي بن أحمد بن عبيد (5)قال:أنبأنا أحمد بن سليمان المؤدب قال:حدّثنا عثمان قال:حدّثنا زيد بن الجناب (6)قال:حدّثنا حماد بن سلمة،عن علي بن زيد بن جدعان،عن عدي بن ثابت،عن البراء قال:أقبلنا مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في حجته حتي إذا كنا بين مكة و المدينة نزل فامر مناديا الصلاة جامعة،قال:فأخذ بيد علي فقال:«أ لست أولي بكل مؤمن من نفسه؟قالوا:بلي!قال:فهذا ولي من أنا وليه،اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه،من كنت مولاه فعلي مولاه»،فلقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال:هنيئا لك يا بن أبي طالب أصبحتب.

ص: 290


1- في المصدر:قالوا:بلي،قال:
2- فرائد السمطين 1:/64ح 30،الغدير:278/1-279.
3- في المصدر:و الشيخ الصالح أبو عبد اللّه محمد النجار المعروف بابن المرمح البغدادي إجازة في سنة..و سبعين و ستمائة،بروايتهما عن القاضي جمال الدين أبي القسم عبد الصمد بن محمد الأنصاري الحرستاني.
4- في المصدر:الفراوي.
5- في المصدر:علي بن أحمد بن عبدان قال:أنبأنا أحمد بن عبيد.
6- في المصدر:يزيد بن الحباب.

مولي كل مؤمن و مؤمنة (1).

الرابع و الستون: الحمويني قال:أنبأني أبو عبد اللّه بن يعقوب الحنبلي،أنبأنا عبد الرّحمن بن عبد السميع،أنبأنا شاذان بن جبرائيل قراءة عليه،أنبأنا محمد بن عبد العزيز بن أبي طالب أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن علي النظيري (2)قال:أنبأنا الحسن بن أحمد بن الحسن أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ قال:أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن سحنويه التستري قال:حدّثنا يعقوب ابن إبراهيم قال:نبأنا عمر بن شبه،عن عيسي بن عبد اللّه بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب قال:حدثني يزيد بن عمر بن مورق قال:كنت بالشام و عمر بن عبد العزيز يعطي الناس فتقدمت إليه فقال:ممن أنت فقال:قلت:من قريش!قال:من أي قريش أنت؟قلت:من بني هاشم!قال:من اي بني هاشم؟فسكت،فوضع يده علي صدره فقال:أنا و اللّه مولي علي بن أبي طالب ثم قال:

حدثني عدة أنهم سمعوا النبي صلّي اللّه عليه و آله يقول:«من كنت مولاه فعلي مولاه»ثم قال:يا مزاحم كم تعطي أمثاله؟قال:مائة و مائتي درهم قال:أعطيه خمسين دينارا لولاية علي بن أبي طالب،ثم قال:الحق ببلدك فسيأتيك مثل ما يأتي نظراءك (3).

الخامس و الستون: الحمويني قال:أنبأني الصدر عزيز الدين محمد بن أبي القسم بن أبي الفضل بن عبد الكريم الرافعي بروايته،عن أبيه العلامة عبد الكريم ابن محمد قال:أنبأنا أبو منصور ابن شيرويه الحافظ الديلمي إجازة قال:أنبأنا أبو زكريا يحيي بن عبد الوهاب بن الإمام أبي عبد اللّه محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيي بن مندة الحافظ بقراءتي عليه باصفهان في داره،أنبأنا أبو عمر عثمان بن محمد بن أحمد بن سعيد الحلال،أنبأنا أبو أحمد عبد اللّه بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن جميل،حدّثنا جدي إسحاق،أنبأنا أحمد بن منيع بن عبد الرّحمن بن جوشن أبي جعفر البغدادي و هو جد أبي القاسم البغوي من الام و لذلك يقال له:ابن بنت منيع رحمه اللّه قال:أنبأنا حسين بن محمد،عن اسرائيل،عن أبي إسحاق،عن عمرو ذي مرّة،عن علي بن أبي طالب-كرم اللّه وجه- قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم غدير خم:اللهم أعنه و أعن به،و ارحمه و ارحم به،و انصره و انصر به،اللهم وال من والاه و عاد من عاداه» (4).3.

ص: 291


1- فرائد السمطين /65/1ح 31.
2- في المصدر:النطنزي.
3- فرائد السمطين 1:/66ح 32.و رواه الحافظ أبو نعيم في حلية الاولياء:364/5،و أبو الفرج في الاغاني: 8:165،و ابن عساكر في تاريخه:320/5،و الغدير:209/1-210.
4- فرائد السمطين /67/1ح 33.

السادس و الستون: الحمويني قال:روي أبو القاسم بن أحمد الطبراني،عن الحسين التستري، عن يوسف بن محمد بن سابق،عن أبي مالك الحسن،عن جوهر،عن الضحّاك،عن عبد اللّه بن عباس مثله (1).

السابع و الستون: الحمويني قال:أخبرنا الشيخ عماد الدين عبد الحافظ بن بدران ابن شبل بقراءتي عليه قلت له:أخبرك القاضي محمد بن عبد الصمد بن أبي الفضل الخزستاني اجازة قال:

أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل الفراوي إجازة قال:أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن البيهقي الحافظ قال:أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قال:أنبأنا أبو جعفر محمد بن علي بن نعيم قال:حدّثنا أحمد بن حازم بن أبي عزيزة قال:أنبأنا أبو غسّان قال:حدّثنا فضيل بن مرزوق،عن أبي إسحاق، عن سعيد (2)و عمرو ذي مرّة قال:قال علي انشد اللّه و لا انشد إلا اصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من سمع خطبة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم غدير خم؟قال:فقام اثنا عشر رجلا ستة من قبل سعيد،و ستة من قبل عمرو فشهدوا:أنهم سمعوا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه،و انصر من نصره،و أحب من أحبه،و أبغض من أبغضه» (3).

الثامن و الستون: الحمويني قال:أخبرني الشيخ أبو الفضل إسماعيل بن أبي عبد اللّه بن حماد العسقلاني في كتابه،أنبأنا الشيخ حنبل بن عبد اللّه بن سعادة المكني أبو صافي سماعا (4)أنبأ أبو القاسم هبة اللّه بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين سماعا عليه،أنبأنا أبو علي بن المذهب سماعا عليه،أنبأنا أبو بكر القطيعي،أنبأنا أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا أحمد بن عمر الوكيعي،قال:حدّثنا زيد بن الحباب قال:حدّثنا الوليد بن عقبة بن نزار العبسي (5)قال:حدّثنا سماك بن عبيد بن الوليد العبسي قال:دخلت علي عبد الرّحمن ابن أبي ليلي فحدثني أنه شهد عليا في الرحبة قال:«انشد اللّه رجلا سمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يشهد يوم غدير خم إلا قام،و لا يقوم إلا من قد رآه»،فقام اثنا عشر رجلا فقالوا:قد رأيناه و سمعناه حيث أخذ بيده و يقوله:«اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه،و انصر من نصره،و اخذل من خذله» (6).

التاسع و الستون: الحمويني قال:أخبرنا الشيخ كمال الدين أبو غالب هبة اللّه بن أبي القاسم بن1.

ص: 292


1- فرائد السمطين /68/1ح 34.
2- في الغدير:سعيد بن أبي حدان.
3- فرائد السمطين 1:/69ح 36،الغدير:172/1.
4- في المصدر و الغدير:المكي الرصافي سماعا عليه.
5- في المصدر:القيسي.
6- فرائد السمطين /69/1ح 36،الغدير:178/1.

غالب السامري بقراءتي عليه ببغداد ليلة الاحد السابع و العشرين من شهر رمضان سنة اثنين و ثمانين و ستمائة بجامع القصر شرقي دجلة قال:أنبأنا محاسن بن عمر بن رضوان الخراساني (1)سماعا عليه عشية السبت الحادي و العشرين من محرم سنة اثنين و عشرين و ستمائة قال:أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه ابن نصر الزاغوني سماعا عليه يوم الجمعة السادس عشر من رجب سنة خمسين و خمسمائة قال:أنبأنا أبو عبد اللّه مالك بن أحمد بن إبراهيم الناسي (2)قال:أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسي بن الصلت القرشي قال:أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي قال:أنبأنا محمد بن رنجويه قال:حدّثنا الحميدي قال:نبأنا يعقوب بن جعفر قال:نبأنا ابن كثير المديني،عن مهاجر بن مسمار قال:أخبرتني عائشة بنت سعد،عن سعد،أنه قال:كنا مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بطريق مكة و هو متوجه إليها فلمّا بلغ غدير خم الذي بخم وقف الناس،ثم رد من مضي،و لحقه من تخلف منهم،فلما اجتمع الناس قال:«أيها الناس هل بلغت؟قالوا:بلي!قال:

اللهم اشهد.قال:أيها الناس هل بلغت؟قالوا:بلي!قال:اللهم اشهد.ثلاثا،أيها الناس من وليكم؟ قالوا:اللّه و رسوله ثلاثا،ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب عليه السّلام فأقامه ثم قال:من كان اللّه و رسوله وليّه فإن هذا وليّه،اللهم وال من والاه،و عاد من عداه» (3).

السبعون: الحمويني قال:أخبرني الإمام العلامة علاء الدين أبو حامد محمد ابن أبي بكر الطاوسي القزويني فيما كتب الي من مدينة قزوين سنة ست و ستين و ستمائة إنه سمع علي الشيخ تقي الدين محمد بن محمود بن إبراهيم الحمادي (4)جميع مسند الإمام أبي عبد اللّه أحمد بن حنبل قال:أنبأنا الإمام أبو محمد عبد الغني ابن الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني،و الشيخ أبو علي بن إسحاق ابن الفرج قالا:نبأنا أبو القسم بن الحصين قال:أنبأنا أبو علي ابن المذهب قال:أنبأنا أبو بكر القطيعي قال:أنبأنا أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:

حدثني أبي قال:حدّثنا عفان قال:نبأنا حمّاد (5)قال:أنبأنا علي بن زيد،عن عدي بن ثابت،عن البراء بن عازب قال:كنّا مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة، فكسح لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله تحت شجرتين فصلي الظهر و أخذ بيد علي رضي اللّه عنه فقال:«أ لستم تعلمون أني أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟قالوا:بلي؟قال:فأخذ بيد علي فقال:اللهم من كنتة.

ص: 293


1- في المصدر:الجرايبي.
2- المصدر:البابناسي.
3- فرائد السمطين 70/1 ح 37.
4- في المصدر:الحمامي.
5- في المصدر:حماد بن سلمة.

مولاه فعلي مولاه،اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه»،قال:فلقيه عمر بعد ذلك فقال له:هنيئا لك يا بن أبي طالب أصبحت و أمسيت مولي كل مؤمن و مؤمنة.

قال أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن أحمد قال:حدّثنا هدبة بن خالد قال:حدّثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد،عن عدي بن ثابت،عن البراء بن عازب،عن النبي صلّي اللّه عليه و آله نحوه (1).

الحادي و السبعون: الحمويني قال:أنبأنا الشيخ تاج الدين أبو طالب علي بن الحسين (2)بن عثمان بن عبد اللّه الخازن قال:أنبأنا الإمام برهان الدين ناصر بن أبي المكارم المطرزي إجازة قال:

أنبأنا الإمام أخطب خوارزم أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي الخوارزمي قال:أخبرني سيد الحفاظ فيما كتب إلي من همدان،أنبأنا الرئيس أبو الفتح كتابة،حدّثنا عبد اللّه بن إسحاق البغوي، نبأنا الحسن بن عقيل الغنوي،نبأنا محمد بن عبد اللّه الزارع،نبأنا قيس بن حفص قال:حدثني علي ابن الحسين العبدي،عن أبي هارون العبدي (3)عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلّي اللّه عليه و آله يوم دعا الناس إلي غدير خم أمر الناس بما كان تحت الشجرة من الشوك فقم،و ذلك يوم الخميس،ثم دعا الناس إلي علي فأخذ بضبعه فرفعها حتي نظر الناس إلي بياض إبطه،ثم لم يفترقا حتي نزلت هذه الآية:

اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (4) فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

«اللّه أكبر علي اكمال الدين،و اتمام النعمة و رضا الرب برسالتي،و الولاية لعلي،ثم قال:اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه،و انصر من نصره و اخذل من خذله»؛فقال حسان بن ثابت:يا رسول اللّه أ تأذن لي أن أقول ابياتا؟قال:«قل ببركة اللّه تعالي».فقال حسان بن ثابت:يا مشيخة قريش اسمعوا شهادة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثم أنشأ يقول:

يناديهم يوم الغدير نبيهم بخم و اسمع بالرسول مناديا

بأني مولاكم نعم و وليكم و قالوا و لم يبدوا هناك التعاميا

إلهك مولانا و أنت ولينا و لا تجدن في الخلق للأمر عاصيا

فقال له قم يا علي فانني رضيتك من بعدي إماما و هاديا (5)

الثاني و السبعون: الحمويني-أيضا-عن سيد الحفاظ هو أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي قال:أخبرني الحسن بن أحمد بن الحسين الحداد المقري الحافظ قال:نبأنا أحمد9.

ص: 294


1- فرائد السمطين /71/1ح 38.
2- في المصدر:علي بن أنجب.
3- في المصدر:أبي هارون بن العبدي.
4- سوره 5 - آيه 3
5- فرائد السمطين /72/1ح 39.

ابن عبد اللّه بن أحمد قال:نبأنا محمد بن أحمد بن علي قال نبأنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال:

نبأنا يحيي الحماني قال:حدّثنا قيس بن الربيع،عن أبي هارون العبدي،عن أبي سعيد الخدري ان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله دعا الناس إلي علي عليه السّلام في غدير خم و أمر بما تحت الشجرة من الشوك فقم و ذلك يوم الخميس فدعا عليا فأخذ بضبعيه فرفعهما حتي نظر الناس إلي بياض ابطي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثم لم يتفرقوا حتي نزلت هذه الآية: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (1) فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«اللّه اكبر علي اكمال الدين و اتمام النعمة و رضا الرب برسالتي و الولاية لعلي من بعدي،ثم قال:من كنت مولاه فعلي مولاه،اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه، و انصر من نصره،و اخذل من خذله»فقال حسان بن ثابت:ائذن لي يا رسول اللّه فاقول في عليّ أبياتا تسمعها فقال:«قل علي بركة اللّه».فقال حسان بن ثابت فقال:يا معشر مشيخة قريش اسمعوا قولي بشهادة من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في الولاية الثابتة:

يناديهم يوم الغدير نبيهم بخمّ و اسمع بالرسول مناديا (2)

الأبيات المتقدمة،و هذه الابيات،و الحديث مشهور في كتب العامة و الخاصة،و قال الحمويني عقيب هذا الحديث و الأبيات:

هذا حديث له طرق كثيرة إلي أبي سعيد سعد بن مالك الخدري الأنصاري (3).

الثالث و السبعون: الحمويني قال:أخبرني القاضي جلال الدين أبو المناقب محمود بن مسعود ابن أسعد بن العراقي الطاوسي القزويني إجازة بروايته،عن الشيخ إمام الدين عبد الكريم بن محمد ابن عبد الكريم إجازة قال:أنبأنا أبو منصور شهردار ابن شيرويه بن شهردار الحافظ إجازة قال:أنبأنا أبو زكريا يحيي بن عبد الوهاب ابن الإمام أبي عبد اللّه محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيي بن مندة الحافظ بقراءتي عليه باصفهان في داره،أنبأنا أبو عمر عثمان بن محمد بن أحمد بن سعيد بن الخلال،أنبأنا أبو أحمد عبد اللّه بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن جميل،أنبأنا جدي إسحاق،0.

ص: 295


1- سوره 5 - آيه 3
2- في المصدر:يقول: فمن مولاكم و وليكم فقالوا و لم يبدوا هناك التعاديا إلهك مولانا و أنت ولينا و لن تجدن منا لك اليوم عاصيا فقال له:قم يا علي فانني رضيتك من بعدي إماما و هاديا هناك دعا اللهم وال وليه و كن للذي عادي عليا معاديا
3- فرائد السمطين /74/1ح 40.

أخبرنا أحمد بن منيع،عن علي بن هاشم،عن أشعث بن سعيد،عن عبد اللّه بن بشر،عن أبي راشد،عن علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إن اللّه عز و جل أيّدني يوم بدر و يوم حنين بملائكة معتمّين هذه العمّة و العمة الحاجز بين المسلمين و المشركين.قاله عليه السّلام لعلي لمّا عمّمه يوم غدير خم بعمامة سدل طرفها علي منكبيه» (1).

الرابع و السبعون: الحمويني قال:أنبأني عبد المنعم بن يحيي بن إبراهيم الزهري،عن نقيب الهاشميين بواسط أبي طالب عبد السميع إجازة،أنبأنا شاذان بن جبرائيل بقراءتي عليه،أنبأنا محمد بن عبد العزيز القمي،أنبأنا حاكم الدين محمد بن أحمد بن علي،قال:حدّثنا الحافظ أبو نصر الحسن بن محمد بن إبراهيم املاء قال:أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد اللّه الخليلي ببلخ قال:

نبأنا أبو القسم علي بن أحمد بن محمد الخزاعي قال:نبأنا الهيثم بن كليب الشاشي قال:نبأنا عبد الرّحمن بن منصور الحارثي قال:نبأنا أحمد بن عيسي بن عبد اللّه المعروف بأبي طاهر،حدثني أبي،عن أبيه،عن جعفر بن محمد قال:حدثني أبي،عن جدي ان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عمم علي بن أبي طالب عمامته السحاب فأرخاها من بين يديه و من خلفه،ثم قال:«أقبل فأقبل»،ثم قال:«أدبر فأدبر»،قال:هكذا جاءتني الملائكة (2).

الخامس و السبعون: الحمويني قال:أنبأني الشيخ المسند شرف الدين أبو الفضل ابن عساكر الدمشقي بإسناده،عن الشيخ الحرستاني إجازة،عن أبي محمد عبد الجبار بن محمد البيهقي إجازة،عن أبي الحسن علي بن محمد المعري (3)قال:أنبأنا أبو منصور البغدادي قال:أنبأنا أبو الحسن محمد بن عبد اللّه بن زياد الدقاق،نبأنا محمد بن إبراهيم البوشنجي،حدّثنا عبد اللّه بن محمد بن حفص القري يعرف بابن عائشة،حدثني أبو الربيع السّمان،عن عبد اللّه بن بشير،عن أبي راشد الحراني،عن علي بن أبي طالب قال:عممني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم غدير خم بعمامة فسدل نمرقها علي منكبي و قال:«إن اللّه أيّدني يوم بدر و حنين بملائكة معتمين بهذه العمامة» (4).

السادس و السبعون: الحمويني قال:أخبرنا الشيخ الإمام عماد الدين عبد الحافظ بن بدران بقراءتي عليه بمدينة نابلس في مسجد،قلت له،أخبرك القاضي أبو القسم عبد الصمد بن محمد3.

ص: 296


1- فرائد السمطين /75/1ح 41.
2- فرائد السمطين /76/1ح 42،نظم درر السمطين ص 112.
3- في المصدر:علي بن محمد المفسر رحمه اللّه.
4- فرائد السمطين /76/1ح 43.

ابن أبي الفضل الأنصاري الحرستاني إجازة فأقر به،قال:أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل الفراوي إجازة،قال:أنبأنا شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي الحافظ،قال:أنبأنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ قال:حدثني أبو يعلي الزبيري ابن عبد اللّه الثوري،حدّثنا أبو جعفر أحمد بن عبد اللّه البزاز،حدّثنا علي بن سعيد الرقي،حدّثنا ضمرة،عن ابن شوذب،عن مطر الوراق،عن شهر بن حوشب،عن أبي هريرة قال:من صام يوم الثماني عشر من شهر ذي الحجّة كتب له صيام ستين سنة،و هو يوم غدير خم لمّا أخذ النبي صلّي اللّه عليه و آله بيد علي عليه السّلام فقال:«من كنت مولاه فعلي مولاه،اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه،و انصر من نصره».فقال له عمر بن الخطاب:بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت مولاي و مولي كل مسلم (1).

السابع و السبعون: الحمويني قال:أخبرنا محمد بن أحمد بن شاذان،حدّثنا محمد بن مرة عن الحسن بن علي العاصمي،عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب،عن جعفر بن سليمان الضبي،عن سعد بن طريف،عن الأصبغ قال:سئل سلمان الفارسي عن علي بن أبي طالب و فاطمة عليهما السّلام فقال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«عليكم بعلي بن أبي طالب فإنه مولاكم فاحبّوه، و كبيركم فاتبعوه،و عالمكم فاكرموه،و قائدكم إلي الجنة فعززوه،فإذا دعاكم فاجيبوه،و إذا أمركم فاطيعوه،أحبّوه بحبي،و اكرموه بكرامتي،ما قلت لكم في علي بن أبي طالب إلا ما أمرني به ربي جلت عظمته» (2).

الثامن و السبعون: علي بن أحمد المالكي في الفصول المهمة قال:روي الترمذي،عن زيد بن أرقم قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من كنت مولاه فعلي مولاه»هذا اللفظ بمجرده رواه الترمذي و لم يزد عليه،و زاد غيره و هو الزهري ذكر اليوم و الزمان و المكان،قال:لمّا حجّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حجة الوداع و عاد قاصدا المدينة قام بغدير خم،و هو ماء بين مكة و المدينة و ذلك في اليوم الثامن عشر من ذي الحجّة الحرام وقت الهاجرة فقال:«أيها الناس إني مسئول و أنتم مسئولون هل بلغت و نصحت؟ قالوا:نشهد أنك قد بلغت و نصحت!قال:و أنا أشهد أني قد بلغت و نصحت،ثم قال:أيها الناس أ ليس تشهدون أن لا إله إلا اللّه؟و أني رسول اللّه؟قالوا:نشهد أن لا إله إلا اللّه،و أنك رسول اللّه،قال:

و أنا أشهد مثل ما شهدتم،ثم قال:أيها الناس قد خلفت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلّوا بعدي:

كتاب اللّه و أهل بيتي،ألا و إن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يتفرقا حتي يردا عليّ الحوضق.

ص: 297


1- فرائد السمطين /77/1ح 44.
2- المصدر السابق.

حوض ما بين بصري و صنعاء عدد آنيته عدد النجوم،ان اللّه مسائلكم كيف تخلفوني في كتابه و في أهل بيتي،ثم قال:أيها الناس من أولي الناس بالمؤمنين؟قالوا:اللّه و رسوله أولي بالمؤمنين، يقول ذلك ثلاث مرات (1)ثم قال في الرابعة-و أخذ بيد علي-:اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه»يقولها ثلاث مرات،ألا فليبلغ الشاهد الغائب (2).

التاسع و السبعون: علي بن محمد المالكي هذا-و هو من أعيان علماء العامة-قال:و روي الحافظ أبو الفتوح سعد بن أبي الفضائل بن خلف العجلي في كتابه الموجز في فضائل الخلفاء الأربعة رضي اللّه عنهم يرفعه يسنده إلي حذيفة بن اسيد الغفاري و عامر بن ليلي بن ضمرة قالا:لمّا صدر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من حجة الوداع و لم يحج بعد غيرها أقبل حتي إذا كان بالجحفة نهي عن سمرات متقاربات بالبطحاء أن لا ينزل تحتهن أحد،حتي إذا أخذ القوم منازلهم أرسل فقم ما تحتهن،حتي إذا نودي بالصلاة صلاة الظهر عمد إليهن فصلي بالناس تحتهن،و ذلك يوم غدير خم، ثم بعد فراغه من الصلاة قال:«أيها الناس إنه قد نبأني اللطيف الخبير أنه لن يعمر نبي ألا نصف عمر النبي الذي كان قبله،و إني لأظن أني ادعي فأجيب،و إني مسئول و أنتم مسئولون هل بلغت،فما أنتم قائلون؟قالوا:نقول قد بلغت و جهدت و نصحت و جزاك اللّه خيرا،قال:أ لستم تشهدون أن لا إله إلا اللّه؟و أن محمدا عبده و رسوله؟و أن جنته حق؟و أن ناره حق؟و البعث بعد الموت حق؟قالوا،بلي!نشهد قال:اللهم أشهد،ثم قال:أيها الناس ألا تسمعون،ألا فإن اللّه مولاي،و أنا أولي بكم من انفسكم،ألا و من كنت مولاه فعلي مولاه،و أخذ بيد علي فرفعها حتي نظرها القوم،ثم قال:اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه» (3).

الثمانون: المالكي هذا قال:و روي الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي-رحمه اللّه تعالي- أيضا هذا الحديث بلفظه مرفوعا إلي البراء بن عازب،مشيرا إلي روايته عن أحمد بن حنبل،عن البراء بن عازب،و قد تقدمت في أول الباب (4).

الحادي و الثمانون: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة-و هو من أعيان علماء المعتزلة-قال:ء.

ص: 298


1- في المصدر:قالوا:اللّه و رسوله أعلم،قال:إن أولي الناس بالمؤمنين أهل بيتي،قال:ذلك ثلاث مرات،ثم قال في الرابعة.
2- الفصول المهمة ص 23،ط-النجف الاشرف.
3- الفصول المهمة ص 24.
4- الفصول المهمة ص 24،و لفظ الحديث المشار إليه مر في هذا الجزء.

حدّثنا إبراهيم (1)قال:حدّثنا يحيي بن سليمان قال:حدّثنا الحسن بن الحكم النخعي،عن رياح بن الحارث النخعي قال:كنت جالسا عند علي بن أبي طالب عليه السّلام إذ قدم عليه قوم متلثمون فقالوا:

السلام عليك يا مولانا؟فقال لهم:«أ و لستم قوما عربا؟»قالوا بلي.و لكنا سمعنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول يوم غدير خم:«من كنت مولاه فعلي مولاه،اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه،و انصر من نصره، و اخذل من خذله».فقال:لقد رأيت عليا عليه السّلام ضحك حتي بدت نواجذه ثم قال:«اشهدوا».ثم إن القوم مضوا إلي رحالهم فتبعتهم فقلت لرجل منهم:من القوم؟قالوا نحن رهط من الأنصار،و ذلك يعنون رجلا منهم:أبو أيوب صاحب منزل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:فاتيته فصافحته (2).

الثاني و الثمانون: ابن أبي الحديد في الشرح قال:روي عثمان بن سعيد،عن شريك بن عبد اللّه قال:لما بلغ عليا عليه السّلام أن الناس يتهمونه فيما يذكره من تقديم النبي و تفضيله علي الناس قال:«أنشد اللّه من بقي ممن لقي رسول اللّه و سمع مقالته في يوم غدير خم إلا قام فشهد بما سمع»؟فقام سنة ممن عن يمينه من اصحاب رسول اللّه،و ستة ممن علي شماله من الصحابة أيضا،فشهدوا أنهم سمعوا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول ذلك اليوم و هو رافع بيدي علي عليه السّلام:«من كنت مولاه فهذا علي مولاه.

اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه،و انصر من نصره،و اخذل من خذله،و أحب من أحبه، و ابغض من أبغضه» (3).

الثالث و الثمانون: ابن أبي الحديد في الشرح قال:روي سفيان الثوري،عن عبد الرّحمن بن القاسم،عن عمر بن عبد الغفار إن أبا هريرة لمّا قدم الكوفة مع معاوية كان يجلس بالعشيات بباب كندة و يجلس الناس إليه،فجاء شاب من الكوفة فجلس إليه فقال:يا أبا هريرة؟أنشدك اللّه أسمعت من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي بن أبي طالب:«اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه»؟فقال:اللهم نعم قال:فاشهد باللّه لقد واليت عدوه و عاديت وليه،ثم قام عنه (4).

الرابع و الثمانون: ابن أبي الحديد في الشرح قال:ذكر جماعة من شيوخنا البغداديين إن عدة من الصحابة و التابعين و المحدثين كانوا منحرفين عن علي عليه السّلام قائلين فيه السوء و منهم من كتم4.

ص: 299


1- في الغدير:إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي المعروف بابن ديزيل في كتاب صفين.
2- شرح نهج البلاغة:289/1،تاريخ ابن كثير:71/11،الغدير:188/1.
3- شرح نهج البلاغة:209/1،الغدير:183/1.
4- شرح نهج البلاغة:360/1،الغدير ج:204.

مناقبه و أعان أعدائه ميلا مع الدنيا و ايثارا للعاجلة فمنهم:أنس بن مالك ناشد علي عليه السّلام في رحبة القصر-أو قال برحبة الجامع بالكوفة-«أيكم سمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:من كنت مولاه فعلي مولاه»؟فقام اثنا عشر رجلا فشهدوا بها و أنس بن مالك في القوم لم يقم.فقال له:يا أنس؟ما يمنعك أن تقوم فتشهد فلقد حضرتها فقال:يا أمير المؤمنين!كبرت و نسيت.فقال:«اللهم إن كان كاذبا فارمه ببيضاء لا تواريها العمامة».قال طلحة بن عمر:فو اللّه لقد رأيت الوضح به بعد ذلك أبيض بين عينيه.

و روي عثمان بن مطرف:أن رجلا سأل أنس بن مالك في آخر عمره عن علي بن أبي طالب؟ فقال:إني آليت أن لا اكتم حديثا سئلت عنه في علي بعد يوم الرحبة،ذاك رأس المتقين يوم القيامة،سمعته و اللّه من نبيكم (1).

الخامس و الثمانون: ابن أبي الحديد في الشرح،قال ابن نوح: وا عجباه من قوم-يعني من اصحاب صفين-يعتريهم الشك في أمرهم لمكان عمّار،و لا يعتريهم الشكّ لمكان علي عليه السّلام، و يستدلّون علي أن الحق مع أهل العراق بكون عمّار بين أظهرهم،و لا يعبئون بمكان علي عليه السّلام، و يحذرون من قول النبي صلّي اللّه عليه و آله تقتلك الفئة الباغية و يرتاعون لذلك و لا يرتاعون لقوله صلّي اللّه عليه و آله في علي عليه السّلام:«اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه،و لا لقوله لا يحبك إلا مؤمن،و لا يبغضك إلا منافق» (2).

السادس و الثمانون: ابن أبي الحديد في الشرح قال:قال عمار بن ياسر في حديث له مع عمرو ابن العاص في يوم صفين قال له عمار:سأخبرك علي ما اقاتلك عليه و أصحابك:إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أمرني أن أقاتل الناكثين فقد فعلت،و أمرني أن أقاتل القاسطين،و أنتم هم،و أما المارقون فلا أدري أدركهم أو لا.أيها الأبتر أ لست تعلم أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:«من كنت مولاه فعلي مولاه،اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه»؟فأنا مولي اللّه و رسوله،و علي مولاي بعدهما (3).

السابع و الثمانون: ابن أبي الحديد في الشرح قال:روي أبو اسرائيل،عن الحكم،عن أبي سلمان (4)المؤذن ان عليا عليه السّلام نشد الناس من سمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«من كنت مولاه فعلين.

ص: 300


1- شرح نهج البلاغة:361/1،الغدير:193/1-194.
2- شرح نهج البلاغة:271/2.
3- شرح نهج البلاغة:273/2.
4- في المصدر:سليمان.

مولاه».فشهد له قوم و أمسك زيد بن أرقم فلم يشهد،و كان يعلمها،فدعا علي عليه السّلام عليه بذهاب البصر فعمي،فكان يحدث بالحديث (1)بعد ما كف بصره (2).

الثامن و الثمانون: ابن المغازلي الشافعي في كتاب المناقب بإسناده إلي الوليد ابن صالح عن ابن امرأة زيد بن أرقم قال: (3)أقبل نبي اللّه في حجة الوداع (4)حتي نزل بغدير الجحفة،بين مكة و المدينة،فأمر بالدوحات فقمّ ما تحتهن من شوك ثم نادي:الصلاة جامعة!فخرجنا إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في يوم شديد الحرّ و إن منّا لمن يضع رداءه علي راسه و بعضه تحت قدميه من شدة الحر (5)انتهينا إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فصلي بنا الظهر ثم انصرف إلينا فقال...-ثم ذكر تحميده للّه تعالي و توحيده و شهادته برسالته ثم قال: (6)-«أيها الناس (7)إنه لم يكن لنبي من العمر إلا نصف ما عمر من قبله،و إن عيسي ابن مريم لبث في قومه أربعين سنة،و إني قد أشرعت في العشرين،إلا و إني يوشك أن أفارقكم ألا و إني مسئول و أنتم مسئولون فهل بلغتكم؟فما أنتم قائلون؟

فقام من كل ناحية من القوم مجيب يقول:نشهد أنك عبد اللّه و رسوله،قد بلغت رسالته و جاهدت في سبيله،و صدعت بأمره،و عبدته حتي أتاك اليقين،جزاك اللّه عنّا خير ما جزي نبيا عن امته.

ثم ذكر تفصيل ما بلغ إليهم من الوحدانية و الرسالة و الجنة و النار و كتاب اللّه ثم قال (8):

ألا و إنّي فرطكم،و أنتم تبعي،توشكون أن تردوا عليّ الحوض،فاسألكم عن ثقليّ (9)كيف خلفتموني فيهما،قال:فاعيل علينا ما ندري ما الثقلان،حتي قال رجل من المهاجرين فقال:بأبيي.

ص: 301


1- في المصدر:يحدث الناس بالحديث.
2- شرح نهج البلاغة:362/1.
3- كذا ورد السند في المصدر:أخبرنا أبو يعلي علي بن عبيد اللّه بن العلاف البزار إذنا قال:أخبرنا عبد السلام بن عبد الملك بن حبيب البزار قال:أخبرنا عبد اللّه بن محمد بن عثمان قال:حدّثنا محمد بن بكر بن عبد الرزاق، حدّثنا أبو حاتم مغيرة بن محمد المهلبي قال:حدثني مسلم بن إبراهيم،حدّثنا نوح بن قيس الحداني،حدّثنا الوليد بن صالح عن ابن امرأة زيد بن ارقم قالت..
4- في المصدر:من مكة في حجة الوداع.
5- في المصدر:من شدة الرمضاء حتي انتهينا.
6- كذا اللفظ في المصدر:ثم قال:الحمد للّه نحمده و نستعينه،و نؤمن به،و نتوكل عليه،و نعوذ باللّه من شرور أنفسنا،و من سيئات أعمالنا،الذي لا هادي لمن أضل،و لا مضل لمن هدي،و أشهد أن لا إله إلاّ اللّه،و أن محمدا عبده و رسوله.
7- في المصدر:أما بعد:أيها الناس فإنه.
8- في المصدر:فقال:أ لستم تشهدون أن لا إله إلاّ اللّه لا شريك له؟و أن محمدا عبده و رسوله؟و أن الجنة حق، و أن النار حق،و تؤمنون بالكتاب كله؟قالوا:بلي،قال:فاني أشهد أن قد صدقتكم و صدقتموني،ألا و اني فرطكم.
9- في المصدر:فأسألكم حين تلقوني عن ثقلي.

أنت و أمي يا نبي اللّه ما الثقلان؟قال صلّي اللّه عليه و آله:الأكبر منهما كتاب اللّه عز و جل،سبب طرفه بيد اللّه تعالي،و طرف بأيديكم،فتمسّكوا به و لا تضلوا،و الأصغر منهما عترتي.

ثم ذكر وصيته بعترته ثم قال:

فاني سألت لهما (1)اللطيف الخبير فأعطاني،ناصرهما ناصري،و خاذلهما خاذلي،و وليهما وليي،و عدوهما عدوي (2)ألا و إنها لم تهلك أمة قبلكم حتي تدين بأهوائها،و تظاهر علي نبيها، و تقتل من قام بالقسط منها،ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب عليه السّلام فرفعها فقال:من كنت مولاه فعلي مولاه (3)و من كنت وليه فهذا وليه،اللهم وال من والاه،و عاد من عاده».قالها ثلاثا.هذا آخر الخطبة (4).

التاسع و الثمانون: المالكي في الفصول المهمة قال:روي الإمام أبو الحسن الواحدي في كتابه المسمي بأسباب النزول يرفعه بسنده إلي أبي سعيد الخدري قال:نزلت هذه الآية: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ (5) (6)يوم غدير خم في علي بن أبي طالب.

و قوله:بغدير خم:هو بضم الخاء المعجمة و تشديد الميم مع التنوين،اسم لغيضة علي ثلاثة أميال من الجحفة،و عندها غدير مشهور يضاف إلي الغيضة،فيقال:غدير خم.هكذا ذكره الشيخ محي الدين النووي (7).

أقول:خبر غدير خم قد بلغ حد التواتر من طريق العامة و الخاصة،حتي أن محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ أخرج خبر غدير خم و طرقه من خمسة و سبعين طريقا،و أفرد له كتابا سمّاه كتاب الولاية،و هذا الرجل عامي المذهب (8).ر.

ص: 302


1- كذا ورد اللفظ في المصدر:و الاصغر منهما عترتي،من استقبل قبلتي،و أجاب دعوتي!فلا تقتلوهم،و لا تقهروهم،و لا تقصروا عنهم،فاني قد سألت لهم اللطيف الخبير.
2- في المصدر:ناصر لهما لي ناصر،و خاذلهما لي خاذل،و وليهما لي ولي،و عدوهما لي عدو.
3- في المصدر:فهذا مولاه.
4- المناقب لابن المغازلي ص 16.
5- سوره 5 - آيه 67
6- المائدة:67 و.
7- الفصول المهمة ص 25.
8- قال الذهبي في طبقاته 254/2.لما بلغ(محمد بن جرير)أن ابن أبي داود تكلم في حديث غدير خم عمل كتاب الفضائل و تكلم في تصحيح الحديث ثم قال:قلت:رأيت مجلدا من طرق الحديث لابن جرير فاندهشت له و لكثرة تلك الطرق. و قال ابن كثير في تاريخه:146/11 في ترجمة الطبري:إني رأيت له كتابا جمع فيه أحاديث غدير خم في مجلدين ضخمين،و كتابا جمع فيه طرق حديث الطير.

و ذكر أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة خبر يوم الغدير و أفرد له كتابا،و طرقه من مائة و خمسة طريق.هذا و قد تجاوز حد التواتر فلا يوجد خبر قط نقل من طرق بقدر هذه الطرق، فيجب أن يكون أصلا متبعا،و طريقا مهيعا.

و الدليل علي ما ذكرناه-أنه لم يوجد خبر له طرق كخبر غدير خم-ما حكاه السيد العلامة علي ابن موسي بن طاوس و علي بن محمد بن شهرآشوب ذكرا عن شهرآشوب قال:سمعت أبا المعالي الجويني يتعجب و يقول:شاهدت مجلدا ببغداد في يدي صحاف فيه روايات غدير خم مكتوبا عليه المجلدة الثامنة و العشرون من طرق قوله:«من كنت مولاه فعلي مولاه»و يتلوه في المجلدة التاسعة و العشرين (1).

حكاية لطيفة:ذكر ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة قال:حدثني يحيي بن سعيد بن علي الحنبلي المعروف بابن غالية (2)من ساكني قطفيا بالجانب الغربي ببغداد و أحد الشهود المعدلين بها قال:كنت حاضرا عند الفخر إسماعيل بن علي الحنبلي الفقيه المعروف بغلام ابن المثني،و كان الفخر إسماعيل (3)هذا مقدّم الحنابلة ببغداد في الفقه و الخلاف،و يشتغل بشيء في علم المنطق، و كان حلو العبارة،و قد رأيته أنا و حضرت عنده و سمعت كلامه،توفي سنة عشرة و ستمائة قال ابن غالية:و نحن عنده نتحدث،إذ دخل شخص من الحنابلة قد كان له دين علي بعض أهل الكوفة فانحدر إليه يطالبه به فاتفق أن حضرت (4)زيارة يوم الغدير و الحنبلي المذكور في الكوفة،و هذه الزيارة و هي اليوم الثامن عشر من ذي الحجة و يجتمع بمشهد أمير المؤمنين عليه السّلام من الخلائق جموع عظيمة تتجاوز حد الاحصاء قال ابن غالية:فجعل الشيخ الفخر يسأل ذلك الشخص:ما رأيت؟هل وصل مالك إليك؟هل بقي لك منه بقية عند غريمك؟و ذلك الشخص يجاوبه حتي قال:يا سيدي لو شاهدت يوم الزيارة يوم الغدير لرأيت ما يجري عند قبر علي بن أبي طالب من الفضائح و الأقوال الشنيعة و سب الصحابة جهارا باصوات مرتفعة،من غير مراقبة و لا خيفة.

فقال إسماعيل:أي ذنب لهم،و اللّه ما جرأهم علي ذلك،و لا فتح لهم هذا الباب إلا صاحب هذا القبر،فقال ذلك الشخص:و من هو صاحب القبر؟قال:علي بن أبي طالب قال:يا سيدي هو الذيه.

ص: 303


1- ذكر هذه الحكاية القندوزي في ينابيع المودة ص 36 و قال:حكي العلامة علي بن موسي و علي بن محمد أبي المعالي الجويني الملقب بامام الحرمين استاذ أبي حامد الغزالي رحمهما اللّه...
2- في المصدر:عالية.
3- في المصدر:إسماعيل بن علي.
4- في المصدر:و اتفق أن حضره.

سن لهم ذلك،و علمهم إياه،و طرقهم إليه؟قال:نعم و اللّه،قال:يا سيدي فإن كان محقا فما لنا نتولي فلانا و فلانا؟و إن كان مبطلا فما لنا نتولاه؟ينبغي أن نبرأ منه (1)أو منهما،قال ابن غالية:فقام إسماعيل مسرعا فلبس نعله و قال:لعن اللّه إسماعيل الفاعل(ابن الفاعل)إن كان يعرف جواب هذه المسألة، و دخل دار حرمه و قمنا نحن و انصرفنا (2).8.

ص: 304


1- في المصدر:اما منه.
2- شرح نهج البلاغة:496/2 ط-مصر-الميمنية. هذا جل ما رواه السيد البحراني-قدس سره-من الفاظ حديث الغدير نقلا عن مصادر العامة و ذلك عن اثنين و اربعين واحدا من الصحابة و التابعين و لم يقف علي مصادر السلف اكثر مما نقل عنها.و قد افرد المرحوم الاميني -رحمه اللّه-دراسة صافية للحديث رواه فيها عن مائة و عشرة صحابيا،و عن أربعة و ثمانين من التابعين،و عن ثلاثمائة و ستين واحدا من الحفاظ و أئمة الحديث ممن رواة هذه الاثارة النبوية قرنا بعد قرن،و ذكر ستة و عشرين مؤلفا أفرده العلماء حول الحديث و ضبط ما صح لديهم من طرقه و الفاظه.راجع الغدير:14/1-158.

الباب السابع عشر

في نص رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بالولاية

المقتضية للامارة و الإمامة بغدير خم

من طريق الخاصة،و فيه ثلاثة و اربعون حديثا الحديث الأول: أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه في أماليه قال:حدّثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي قال:حدثني محمد بن الحسين بن حفص قال:حدثني محمد بن هارون بن إسحاق (1)الهاشمي المنصوري قال:حدّثنا قاسم بن الحسن الزبيري (2)قال:حدّثنا يحيي بن عبد الحميد قال:حدّثنا قيس بن الربيع،عن أبي هارون عن أبي سعيد قال:لمّا كان يوم غدير خم أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مناديا فنادي الصلاة جامعة،فأخذ بيد علي عليه السّلام و قال:«اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه،اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه».فقال حسان بن ثابت:يا رسول اللّه أقول في علي شعرا؟فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«افعل»،فقال:

يناديهم يوم الغدير نبيهم بخمّ و أكرم بالنبي مناديا

يقول:فمن مولاكم و وليّكم؟ فقالوا و لم يبدوا هناك التعاديا:

إلهك مولانا و أنت ولينا و لن تجدن منّا لك اليوم عاصيا

فقال له:قم يا علي فانني رضيتك من بعدي إماما و هاديا

و كان علي أرمد العين يبتغي لعينيه مما يشتكيه مداويا

فداواه خير الناس منه بريقه فبورك مرقيا و بورك راقيا (3)

الثاني: ابن بابويه قال:حدثني أحمد بن ادريس (4)قال:حدّثنا يعقوب بن يزيد،عن محمد بن أبي عمير،عن محمد القبطي قال:قال الصادق جعفر بن محمد عليه السّلام أغفل الناس قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله

ص: 305


1- في المصدر:أبو إسحاق.
2- في المصدر:الزبيدي.
3- أمالي الصدوق ص 514،البحار:112/37.
4- في المصدر:حدّثنا أبي قال:حدّثنا أحمد بن ادريس.

في علي بن أبي طالب في مشربة (1)أمّ إبراهيم كما أغفلوا قوله يوم غدير خم،إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كان في مشربة أم إبراهيم و عنده أصحابه إذ جاء علي عليه السّلام فلم يفرجوا له فلما رآهم لا يفرجون له قال:«يا معاشر الناس هذا أهل بيتي تستخفون بهم و أنا حي بين ظهرانيكم،أما و اللّه لئن غبت عنكم فإن اللّه لا يغيب عنكم،إن الروح و الراحة و البشر و البشارة لمن ائتم بعلي و تولاه،و سلم له و للاوصياء من ولده.حقا.علي أن أدخلهم في شفاعتي لأنهم أتباعي،و من تبعني فإنه مني سنة جرت فيّ من إبراهيم،لأني من إبراهيم و إبراهيم مني،و فضلي له فضل،و فضله فضلي،و أنا أفضل منه تصديق قول ربي: ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (2) (3)»و كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله وثئت (4)رجله في مشربة أم إبراهيم حتي عاده الناس (5).

الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن موسي (6)بن المتوكل قال:حدّثنا علي بن الحسين السعدآبادي،عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي عن أبيه،عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر، عن أبي الجارود،عن جابر بن يزيد الجعفي،عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:خطبنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام فحمد اللّه و أثني عليه ثم قال:«أيها الناس ان قدام منبركم هذا أربعة رهط من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله»منهم:أنس بن مالك،و البراء بن عازب الأنصاري، و الأشعث بن قيس الكندي،و خالد بن يزيد البجلي.ثم أقبل بوجهه علي أنس بن مالك فقال:«يا أنس إن كنت سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:من كنت مولاه فعلي مولاه ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك اللّه حتي يبتليك ببرص لا تغطيه العمامة،و اما أنت يا اشعث فإن كنت سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:من كنت مولاه فهذا علي مولاه،اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه،ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك اللّه حتي يذهب بكريمتيك،و أما أنت يا خالد بن يزيد إن كنت سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:من كنت مولاه فهذا علي مولاه،اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه، ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك اللّه إلا ميتة جاهلية،و أما أنت يا براء بن عازب إن كنت سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:من كنت مولاه فهذا علي مولاه،اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه،ي.

ص: 306


1- في المصدر:يوم مشربة.
2- سوره 3 - آيه 34
3- آل عمران:34.
4- الوثء: وصم يصيب اللحم لا يبلغ العظم أو دون أن ينكسر العظم.
5- أمالي الصدوق ص 98.
6- في المصدر:حدّثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسي ابن بابويه القمي قال: حدّثنا محمد بن موسي.

ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك اللّه إلا حيث هاجرت منه».

قال جابر بن عبد اللّه الأنصاري:و لقد (1)رأيت أنس بن مالك و قد ابتلي ببرص يغطيه بالعمامة فلا تستره،و لقد رأيت الأشعث بن قيس و قد ذهبت كريمتاه و هو يقول:الحمد للّه الذي جعل دعاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليّ بالعمي في الدنيا و لم يدع عليّ بالعذاب في الآخرة فاعذب.

و أما خالد بن يزيد فإنه مات فأراد أهله أن يدفنونه فحفر له في منزله فدفن فسمعت بذلك كندة فجاءت بالخيل و الابل فعقرتها علي باب منزله فمات ميتة جاهلية،و أما البراء بن عازب فإنه ولاه معاوية اليمن فمات بها و منها كان هاجر (2).

الرابع: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عمر الحافظ قال:حدّثنا أبو عبد اللّه جعفر ابن محمد الحسيني قال:حدّثنا محمد بن علي بن خلف قال:حدّثنا سهل بن عامر قال:حدّثنا زافر (3)بن سليمان،عن شريك،عن أبي إسحاق قال:قلت لعلي بن الحسين عليه السّلام ما معني قول النبي صلّي اللّه عليه و آله:«من كنت مولاه فعلي مولاه».قال أخبرهم بأنه الإمام بعده (4).

الخامس: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسين بن إبراهيم قال:حدّثنا علي بن إبراهيم،عن جعفر بن سلمة الاصبهاني،عن إبراهيم بن محمد قال:حدّثنا علي بن إبراهيم بن البريد (5)عن أبيه قال:سئل زيد بن علي عليه السّلام عن قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من كنت مولاه فعلي مولاه».قال:نصبه علما ليعلم به حزب اللّه عند الفرقة (6).

السادس: ابن بابويه قال:حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد العلوي من ولد محمد بن الحنفية ابن علي بن أبي طالب قال:حدّثنا أبو الحسين (7)أحمد بن موسي قال:حدّثنا أحمد بن علي قال:

حدثني أبو علي الحسن بن إبراهيم بن علي العباسي قال:حدثني أبو سعيد عمير بن مرداس الدولقي،عن جعفر بن بشير المكي عن وكيع المسعودي (8)رفعه،عن سلمان الفارسي رحمه اللّه قال:مر إبليس لعنه اللّه بنفر يتسابون (9)أمير المؤمنين فوقف أمامهم فقال القوم:من الذي وقفن.

ص: 307


1- في المصدر:و اللّه لقد رأيت.
2- أمالي الصدوق ص 107-108.
3- في المصدر:زفر بن سليمان.
4- أمالي الصدوق ص 109.
5- في المصدر:عن إبراهيم بن محمد قال:حدّثنا القتاد قال:حدّثنا علي بن هاشم بن البريد.
6- أمالي الصدوق 109.
7- في المصدر:أبو الحسن علي بن أحمد.
8- في المصدر:حدّثنا وكيع عن المسعودي.
9- في المصدر:يتناولون.

أمامنا؟فقال:أنا أبو مرة فقالوا:يا أبا مرة أ ما تسمع كلامنا!فقال سوءة لكم تسبون مولاكم علي بن أبي طالب فقالوا له:من أين علمت أنه مولانا؟فقال:من قول نبيكم:«من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه،و انصر من نصره،و اخذل من خذله».فقالوا له:أنت من مواليه و شيعته؟فقال:ما أنا من مواليه و لا من شيعته و لكني أحبه و ما يبغضه أحد إلا شاركته في المال و الولد:فقالوا له:يا أبا مرة فتقول في علي شيئا:فقال لهم:اسمعوا مني معاشر الناكثين و القاسطين و المارقين عبدت اللّه عز و جل في الجان اثنتا عشرة ألف سنة فلما أهلك اللّه الجان شكوت إلي اللّه عز و جل الوحدة فعرج بي إلي السماء فعبدت اللّه عز و جل في السماء الدنيا اثنتا عشرة ألف سنة (1)في جملة الملائكة فبينا نحن نسبح اللّه عز و جل و نقدسه إذ مر بنا نور شعشعاني فخرت الملائكة لذلك (2)سجدا فقالوا سبوح قدوس،نور ملك مقرّب أو نبي مرسل.فإذا النداء من قبل جل جلاله:

لا نور ملك مقرب و لا نبي مرسل هذا نور طينة علي بن أبي طالب (3).

السابع: محمد بن يعقوب،عن محمد بن يحيي،عن أحمد بن سليمان،عن عبد اللّه بن أحمد (4)اليماني،عن منيع بن الحجاج،عن الصباح المزني،عن جابر،عن أبي جعفر عليه السّلام،قال:لمّا أخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بيد علي عليه السّلام يوم الغدير صرخ ابليس في جنوده صرخة لم يبق منهم أحد في بر و لا بحر إلاّ أتاه،فقالوا لسيدهم و مولاهم:ما ذا دهاك؟فما سمعنا لك صرخة أوحش من صرختك هذه؟فقال لهم:فعل هذا النبي فعلا إن تم لم يعص اللّه أبدا،فقالوا:يا سيدهم أنت كنت لآدم،فلما قال المنافقون ينطق عن الهوي،و قال أحدهما لصاحبه أ ما تري عينيه يدوران في أم رأسه كأنّه مجنون-يعنون رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله-صرخ ابليس صرخة بطرب فجمع أولياءه فقال:أ ما علمتم أني كنت لآدم من قبل؟فقالوا:نعم!قال:آدم نقض العهد و لم يكفر بالرب،و هؤلاء نقضوا العهد و كفروا بالرسول،فلما قبض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و اقام الناس غير علي لبس تاج الملك،و نصب منبرا و قعد في الزينة،و جمع خيله و رجله ثم قال لهم:اطربوا لا يطاع اللّه حتي يقام إمام.و تلا أبو جعفر عليه السّلام: وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (5) (6)قال أبو جعفر عليه السّلام:«كان تأويل هذه الآية لما قبض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و الظن من ابليس حين قالوا لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إنه ينطق عن الهوي،و ظن2.

ص: 308


1- في المصدر:الف سنة اخري.
2- في المصدر:لذلك النور.
3- أمالي الصدوق ص 310.
4- في البرهان:عبد اللّه بن محمد.
5- سوره 34 - آيه 20
6- السبأ:2.

ابليس بهم ظنّا فصدقوا ظنه» (1).

الثامن: علي بن إبراهيم قال:حدثني أبي،عن ابن أبي عمير،عن ابن سنان،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:لما أمر اللّه نبيه أن ينصب أمير المؤمنين للناس في قوله: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ (2) في علي بغدير خم فقال:«من كنت مولاه فعلي مولاه»فجاءت الأبالسة إلي ابليس الأكبر و حثوا التراب علي وجوههم فقال لهم ابليس:مالكم؟قالوا:ان هذا الرجل قد عقد اليوم عقدة لا يحلّها شيء إلي يوم القيامة فقال لهم ابليس:كلا إن الذين حوله قد و عدوني فيه عدة لن يخلفوني فأنزل اللّه علي رسوله: وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ (3) الآية (4).

التاسع: الشيخ الثقة محمد بن العباس بن ماهيار في تفسيره فيما نزل في أهل البيت عليهم السّلام في القرآن قال:حدّثنا الحسين بن أحمد المالكي،عن محمد بن عيسي بن عبيد،عن أبي فضالة (5)، عن عبد الصمد بن بشير،عن عطية العوفي،عن أبي جعفر عليه السّلام قال:إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لمّا أخذ بيد علي عليه السّلام بغدير خم فقال:«من كنت مولاه فعلي مولاه»كان ابليس حاضرا بعفاريته،فقال له حيث قال:من كنت مولاه فعلي مولاه و اللّه ما هكذا قلت لنا،قد أخبرتنا أن هذا إذا مضي افترق أصحابه و هذا امر مستقر كلما أراد أن يذهب واحد بدر آخر فقال:افترقوا فإن أصحابه قد وعدوني أن لا يقروا له بشيء مما قال.و هو قول عز و جل: وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (6) (7).

العاشر: علي بن إبراهيم،عن زيد الشحّام قال:دخل قتادة بن دعامة علي أبي جعفر عليه السّلام و سأله عن قوله عز و جل: وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (8) قال:«لما أمر اللّه نبيه بنصب أمير المؤمنين عليه السّلام للناس و هو قوله تعالي: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ (9) في علي: وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ (10) أخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بيد علي عليه السّلام يوم غدير خم و قال:

من كنت مولاه فعلي مولاه،حثت الأبالسة التراب علي رأسها فقال لهم ابليس الاكبر:مالكم؟ قالوا قد عقد هذا الرجل اليوم عقدة لا يحلّها انسي إلي يوم القيامة،فقال لهم ابليس:كلا إن الذين9.

ص: 309


1- البرهان في تفسير القرآن:349/3-350،الكافي:8:344،تأويل الآيات:464.
2- سوره 5 - آيه 67
3- سوره 34 - آيه 20
4- البرهان:350/3،البحار:169/37،تفسير القمّي:201/2.
5- في البحار:الحسين بن أحمد،عن اليقطيني،عن ابن فضال.
6- سوره 34 - آيه 20
7- البرهان:350/3،البحار:168/37-169.
8- سوره 34 - آيه 20
9- سوره 5 - آيه 67
10- سوره 5 - آيه 67

حوله قد وعدوني فيه عدة و لن يخلفوني فيها فانزل اللّه سبحانه هذه الآية: وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (1) يعني شيعة أمير المؤمنين» (2).

الحادي عشر: عبد اللّه بن جعفر الحميري في قرب الاسناد،عن هارون بن مسلم،عن مسعدة ابن صدقة قال:حدثني جعفر بن محمد،عن أبيه أن إبليس عدو اللّه رنّ أربع رنّات:يوم لعن،و يوم اهبط إلي الأرض،و يوم بعث النبي صلّي اللّه عليه و آله،و يوم الغدير ثم قال أبو عبد اللّه عليه السّلام:«قال أبي:إن اللعنة إذا خرجت من صاحبها ترددت بينه و بين الذي يلعن،فإن وجدت مساغا و إلا عادت الي صاحبها و كان أحق بها.فاحذروا أن تلعنوا مؤمنا فتحل بكم» (3).

الثاني عشر: محمد بن يعقوب عن محمد بن الحسن و غيره،عن سهل،عن محمد بن عيسي، و محمد بن يحيي،و محمد بن الحسين جميعا،عن محمد بن سنان،عن إسماعيل بن جابر،و عبد الكريم بن عمرو،عن عبد الحميد بن أبي الديلم،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في حديث طويل قال فقال اللّه جل ذكره: فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَ إِلي رَبِّكَ فَارْغَبْ (4) يقول:فإذا فرغت فانصب علمك و اعلن وصيك:فأعلمهم فضله علانية فقال عليه السّلام:«من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه» (5).

الثالث عشر: محمد بن العباس بن ماهيار قال:حدّثنا أحمد بن القاسم،عن أحمد بن محمد بن خالد،عن محمد بن علي،عن أبي جميلة،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:قوله تعالي: فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (6) كان رسول اللّه حاجا فنزلت: فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) عليا للناس (8).

الرابع عشر: محمد بن العباس هذا قال:حدّثنا علي بن محمد بن مخلد،عن الحسن بن القاسم،عن عمرو بن الحسن،عن آدم بن حماد،عن حسين بن محمد قال:سألت سفيان بن عيينة عن قول اللّه عز و جل: سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ (9) (10)فيمن نزلت؟فقال:يا بن أخي لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك،لقد سألت جعفر بن محمد عليهما السّلام في مثل هذا الذي قلت فقال:

أخبرني أبي،عن جدي،عن أبيه،عن ابن عباس قال:لما كان يوم غدير خم قام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله1.

ص: 310


1- سوره 34 - آيه 20
2- البرهان:350/3،البحار:169/37،تأويل الآيات:463.
3- قرب الاسناد ص 7.ط-طهران.
4- سوره 94 - آيه 7
5- البرهان:475/4.
6- سوره 94 - آيه 7
7- سوره 94 - آيه 7
8- البحار:135/36.
9- سوره 70 - آيه 1
10- المعارج:1.

خطيبا (1)ثم دعا علي بن أبي طالب عليه السّلام فأخذ بضبعه ثم رفع بيده حتي رئي بياض إبطيهما و قال للناس:«أ لم أبلغكم الرسالة أ لم أنصح لكم؟قالوا:اللهم نعم قال:فمن كنت مولاه فعلي مولاه (2)اللهم وال من والاه و عاد من عاداه»،قال ففشت هذه في الناس فبلغ ذلك الحرث بن النعمان الفهري فرحل (3)راحلة ثم استوي عليها و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إذ ذاك بالابطح فأناخ راحلته (4)ثم عقلها، ثم أتي النبي صلّي اللّه عليه و آله ثم قال:يا عبد اللّه (5)إنك دعوتنا إلي أن نقول:لا إله إلا اللّه ففعلنا،ثم دعوتنا إلي أن نقول إنك رسول اللّه ففعلنا و القلب فيه ما فيه ثم قلت لنا صلوا فصلينا،ثم قلت:صوموا فصمنا،ثم قلت:حجّوا فحججنا،ثم قلت (6)لنا:من كنت مولاه فعلي مولاه؟اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه (7)فهذا عنك أم عن اللّه؟فقال:«بل عن اللّه».قال:فقالها ثلاثا فنهض و إنه لمغضب،و إنه ليقول:اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء تكون نقمة في أوّلنا و آية في آخرنا،و إن كان ما يقوله محمد كذبا فأنزل به نقمتك،ثم أثار (8)ناقته و استوي (9)عليها فرماه بحجر علي رأسه فسقط ميتا،فأنزل اللّه تبارك و تعالي: سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ مِنَ اللّهِ ذِي الْمَعارِجِ (10) (11).

الخامس عشر: محمد بن العباس قال:حدّثنا الحسن بن أحمد المالكي،عن محمد بن عيسي، عن يونس بن عبد الرّحمن،عن عبد اللّه بن سنان،عن الحسين الجمال قال:حملت أبا عبد اللّه عليه السّلام من المدينة إلي مكة،فلما بلغ غدير خم نظر إليّ و قال:هذا موضع قدم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين أخذ بيد علي عليه السّلام و قال:«من كنت مولاه فعلي مولاه»،و كان عن يمين الفسطاط أربعة نفر من قريش سماهم لي فلمّا نظروا إليه و قد رفع يده حتي بان بياض إبطيه قالوا:انظروا إلي عينيه قد انقلبتا كأنّهما عينا مجنون فاتاه جبرائيل فقال:اقرأ: وَ إِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمّا سَمِعُوا الذِّكْرَ (12)6.

ص: 311


1- في البحار:خطيبا فاوجز في خطبته.
2- في البحار:فهذا علي مولاه.
3- رحله:ازعجه و صيره يرحل.
4- في البحار:حتي انتهي الي الابطح فأناخ راحلته.
5- في البحار:ثم جاء الي النبي صلّي اللّه عليه و آله فسلم،فرد عليه النبي صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا محمد.
6- في البحار:ثم قلت حجوا فحججنا:ثم قلت:إذا رزق احدكم مائتي درهم فليتصدق بخمسه كل سنة ففعلنا، ثم إنك أقمت ابن عمك فجعلته علما و قلت:من كنت مولاه فهذا علي مولاه.
7- في البحار:و انصر من نصره،و اخذل من خذله.
8- أثار:اي هيج.
9- في البحار:ثم أثار ناقته فحل عقالها ثم استوي عليها،فلما خرج من الابطح رماه اللّه تعالي بحجر من السماء فسقط علي رأسه و خرج من دبره،و سقط ميتا.
10- سوره 70 - آيه 1
11- تفسير فرات الكوفي ص 190-191،البحار:175/37-176.
12- سوره 68 - آيه 51

وَ يَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ وَ ما هُوَ إِلاّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (1) (2) و الذكر علي بن أبي طالب عليه السّلام فقلت:الحمد للّه الذي أسمعني منك هذا،فقال:لو لا إنك جمال (3)ما حدثتك بهذا،لأنك لا تصدق إذا رويت عني (4).

السادس عشر: الشيخ في التهذيب بإسناده،عن محمد بن أحمد بن يحيي،عن محمد بن الحسين،عن الحجال،عن عبد اللّه بن بشير (5)عن حسان الجمال قال:حملت أبا عبد اللّه عليه السّلام من المدينة إلي مكة،فلما انتهينا إلي مسجد الغدير نظر في ميسرة الجبل (6)فقال:ذاك موضع قدم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حيث قال:«من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه».ثم نظر في الجانب الآخر فقال:ذاك موضع فسطاط أبي فلان و فلان و سالم مولي أبي حذيفة و أبي عبيدة ابن الجراح،فلما رأوه رافعا يده (7)قال بعضهم:انظروا إلي عينيه تدوران كأنهما عينا مجنون فنزل جبرائيل عليه السّلام بهذه الآية: وَ إِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَ يَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ* وَ ما هُوَ إِلاّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (8) (9)[ثم قال:يا حسان لو لا أنك جمالي ما حدثتك بهذا الحديث] (10).

السابع عشر: محمد بن علي بن شهرآشوب،عن معاوية بن عمار،عن الصادق عليه السّلام في خبر لمّا قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«من كنت مولاه فعلي مولاه»قال العدوي لا و اللّه ما أمره اللّه بهذا و ما هو إلا شيء يتقوله.فأنزل اللّه تعالي: وَ لَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ (11) إلي قوله: وَ إِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَي الْكافِرِينَ (12) يعني محمدا: وَ إِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (13) (14)يعني به عليا (15).

الثامن عشر: محمد بن العباس،عن أحمد بن القاسم (16)،عن منصور بن العباس،عن الحصين،م.

ص: 312


1- سوره 68 - آيه 51
2- القلم:50-51.
3- في البحار:جمالي.
4- البحار:221/37.
5- في الكافي:عبد الصمد بن بشير.
6- في الكافي:نظر الي ميسرة المسجد.
7- في الكافي:فلما أن رأوه رافعا يديه.
8- سوره 68 - آيه 51
9- القلم:50-51.
10- من لا يحضره الفقيه:230/1 ح 687 و لم نجده في التهذيب.
11- سوره 69 - آيه 44
12- سوره 69 - آيه 50
13- سوره 69 - آيه 51
14- الحاقة 44-51،و نص الآيات:«و لو تقول علينا بعض الأقاويل*لاخذنا منه باليمين*ثم لقطعنا منه الوتين*فما منكم من أحد عنه حاجزين*و إنه لتذكرة للمتقين*و انا لنعلم أن منكم مكذبين*و إنه لحسرة علي الكافرين*و إنه لحق اليقين».
15- مناقب آل أبي طالب:37/3.
16- في البرهان:أحمد بن القسم.

عن العباس القصباني،عن داود بن الحصين (1)،عن فضل بن عبد الملك،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:

«لما أوقف رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أمير المؤمنين يوم الغدير افترق الناس ثلاث فرق:فقالت فرقة:ضل محمد،و فرقة قالت:غوي،و فرقة قالت:يهواه يقول في أهل بيته و ابن عمه.فأنزل اللّه سبحانه:

وَ النَّجْمِ إِذا هَوي* ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوي* وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوي* إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحي (2) » (3).

التاسع عشر: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال:حدّثنا أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي،عن أبيه،عن خلف بن حماد الأسدي،عن أبي الحسن العبدي،عن الأعمشي عن عباية بن ربعي،عن عبد اللّه بن عباس قال:إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لمّا اسري به (4)إلي السماء انتهي إلي نهر يقال له النور،و هو قول اللّه عز و جل: وَ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ (5) (6)فلما انتهي به إلي ذلك النهر قال له جبرائيل:يا محمد اعبر علي بركة اللّه،فقد نور اللّه لك بصرك،و مد لك إمامك،فإن هذا نهر لم يعبره أحد،لا ملك مقرب،و لا نبي مرسل،غير أن لي في كل يوم اغتماسة فيه ثم أخرج منها فانفض أجنحتي فليس من قطرة تقطر من اجنحتي إلا خلق اللّه تبارك و تعالي منها ملكا مقربا له عشرون ألف وجه،و أربعون ألف لسان،يلفظ كل لسان بلغة لا يفقهها (7)الآخر،فعبر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حتي انتهي إلي الحجب،و الحجب خمسمائة حجاب من الحجاب إلي الحجاب مسيرة خمسمائة عام،ثم قال:تقدم يا محمد،فقال له:«يا جبرائيل:و لم لا تكون معي»؟ قال ليس لي أن أجوز المكان (8)فتقدم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ما شاء اللّه أن يتقدم حتي سمع ما قال الرب تبارك و تعالي فقال تبارك و تعالي:«أنا المحمود و أنت محمد شققت اسمك من اسمي،فمن وصلك وصلته و من قطعك بتته (9)،انزل علي عبادي فأخبرهم بكرامتي إياك،و أني لم أبعث نبيا إلا جعلت له وزيرا،و إنك رسولي و إن عليا وزيرك»،فهبط رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فكره أن يحدث الناس بشيء كراهية أن يتهموه لانهم كانوا حديثي عهد بالجاهلية حتي مضي لذلك ستة أيام فانزل اللّه تبارك و تعالي: فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحي إِلَيْكَ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ (10) (11)فاحتمل رسول اللّه ذلك حتي كان يوم الثامن فأنزل اللّه تبارك و تعالي عليه: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ (12)2.

ص: 313


1- في البرهان:داود بن الحسين.
2- سوره 53 - آيه 1
3- البرهان:245/4.و الآية في سورة النجم:1-5.
4- في المصدر:انتهي به جبرائيل.
5- سوره 6 - آيه 1
6- الانعام:1.
7- في المصدر:لا يفقهها اللسان الاخر.
8- في المصدر:أن اجوز هذا المقام.
9- بتته:اي قطعه.
10- سوره 11 - آيه 12
11- هود:12.
12- سوره 5 - آيه 67

تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ (1) (2) فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«تهديد بعد وعيد لأمضين لأمر اللّه عزّ و جلّ فإن يتهموني و يكذبوني فهو أهون علي من أن يعاقبني العقوبة الموجعة في الدنيا و الآخرة».قال:و سلم جبرائيل علي علي بامرة المؤمنين فقال علي عليه السّلام:«يا رسول اللّه أسمع الكلام و لا احس الرؤية»!فقال:«يا علي هذا جبرائيل أتاني من قبل ربي بتصديق ما وعدني»،ثم أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله رجلا فرجلا من اصحابه حتي سلموا عليه بامرة المؤمنين ثم قال:يا بلال ناد في الناس أن لا يبقي (3)أحد إلا عليل إلا خرج إلي غدير خم.

فلما كان من الغد خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بجماعة أصحابه فحمد اللّه و أثني عليه ثم قال:«أيها الناس،إن اللّه تبارك و تعالي أرسلني إليكم برسالة و إني ضقت بها ذرعا مخافة أن تتهموني و تكذبوني حتي أنزل اللّه عليّ وعيدا بعد وعيد فكان تكذيبكم إياي أيسر (4)من عقوبة اللّه إياي إن اللّه تبارك و تعالي أسري بي و أسمعني و قال:يا محمد أنا المحمود و أنت محمد،شققت اسمك من اسمي،فمن وصلك وصلته و من قطعتك بتته،انزل إلي عبادي فاخبرهم بكرامتي إياك،و أني لم أبعث نبيا إلا جعلت له وزيرا،و إنك رسولي و إن عليا وزيرك».ثم أخذ صلّي اللّه عليه و آله بيدي علي بن أبي طالب فرفعهما حتي نظر الناس إلي بياض ابطيهما و لم تريا قبل ذلك،ثم قال:«أيها الناس إن اللّه تبارك و تعالي مولاي و أنا مولي المؤمنين فمن كنت مولاه فعلي مولاه،اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه،و انصر من نصره،و اخذل من خذله»،فقال الشكاك و المنافقون و الذين في قلوبهم مرض و زيغ:نبرأ إلي اللّه من مقالته ليس بحتم،و لا نرضي أن يكون عليّ وزيره،هذه منه عصبية، فقال سلمان و المقداد و أبو ذر و عمّار بن ياسر:و اللّه ما برحنا العرصة حتي نزلت هذه الآية: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (5) فكرّر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ذلك ثلاثا ثم قال:«إن كمال الدين و تمام النعمة،و رضا الرب بارسالي إليكم بالولاية بعدي لعلي بن أبي طالب» (6).

العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال:حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال:حدّثنا محمد بن ظهير قال:حدّثنا عبد اللّه بن الفضل الهاشمي،عن الصادق جعفر بن محمد عليه السّلام عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي،و هو اليوم الذي أمرني اللّه تعالي ذكره فيه بنصب أخي علي بن أبي طالب علما لامتي8.

ص: 314


1- سوره 5 - آيه 67
2- المائدة:67.
3- في المصدر و المخطوطة:أن لا يبقي غدا.
4- في المصدر:ايسر علي.
5- سوره 5 - آيه 3
6- أمالي الصدوق ص 316-318.

يهتدون به من بعدي،و هو اليوم الذي اكمل اللّه فيه الدين و أتم علي أمتي فيه النعمة،و رضي لهم الإسلام دينا،ثم قال عليه السّلام:معاشر الناس علي مني و أنا من علي خلق من طينتي،و هو إمام الخلق بعدي يبين لهم ما اختلفوا فيه من سنتي،و هو أمير المؤمنين،و قائد الغر المحجلين،و يعسوب المؤمنين،و خير الوصيين،و زوج سيدة نساء العالمين،و أبو الأئمة المهتدين (1).

معاشر الناس:من أحب عليا أحببته،و من أبغض عليا أبغضته،و من وصل عليا وصلته،و من قطع عليا قطعته،و من جفا عليا جفوته،و من والي عليا واليته و من عادي عليا عاديته.

معاشر الناس:أنا مدينة الحكمة و علي بن أبي طالب بابها و لن تؤتي المدينة إلا من قبل الباب،و كذب من زعم أنه يحبني و يبغض عليا.

معاشر الناس:و الذي بعثني بالنبوة و اصطفاني علي جميع البرية ما نصبت عليا علما لامتي في الأرض حتي نوه اللّه باسمه في سماواته،و واجب ولايته علي جميع ملائكته» (2).

الحادي و العشرون: أمالي أبي عبد اللّه النيسابوري و أمالي أبي جعفر الطوسي في خبر،عن أحمد بن محمد بن أبي نصر،عن الرضا عليه السّلام قال:«حدثني أبي،عن أبيه قال إن يوم الغدير في السماء أشهر منه في الأرض،إن اللّه تبارك و تعالي بني في الفردوس الأعلي قصرا (3)لبنة من فضة و لبنة من ذهب،فيه مائة ألف قبة من ياقوتة حمراء و مائة ألف خيمة من ياقوت خضراء،ترابه المسك و العنبر،و فيه أربعة انهار:نهر من خمر،و نهر من ماء،و نهر من لبن،و نهر من عسل، حواليه اشجار جميع الفواكه،عليها الطيور،أبدانها من لؤلؤ و أجنحتها من ياقوت تصوت بألوان الأصوات،إذا كان يوم الغدير ورد إلي ذلك القصر أهل السماوات يسبحون اللّه و يقدسونه و يهلّلونه،فتتطاير تلك الطيور فتقع في ذلك الماء و تتمرغ علي ذلك المسك و العنبر فإذا اجتمعت الملائكة طارت فتنفض ذلك عليهم،و إنهم في ذلك اليوم ليتهادون نثار فاطمة،فإذا كان آخر اليوم نودوا:انصرفوا إلي مراتبكم فقد أمنتم من الخطر و الزلل إلي قابل في مثل هذا اليوم تكرمة لمحمد و علي عليهما السّلام» (4).

الثاني و العشرون: الشيخ الطوسي في أماليه قال:أخبرنا محمد بن محمد-يعني المفيد-قال:

حدثني أبو الحسن علي بن أحمد القلانسي المراغي قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمد قال:حدّثنا عبد4.

ص: 315


1- في المصدر:الأئمة المهديين.
2- أمالي الصدوق ص 111.
3- في البحار:ان للّه تعالي في الفردوس قصرا.
4- البحار:163/37-164.

الرّحمن بن صالح قال:حدّثنا موسي بن عمران الحضرمي،عن أبي إسحاق السبيعي،عن زيد بن أرقم قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بغدير خم يقول:«إن الصدقة لا تحل لي و لا لأهل بيتي،لعن اللّه من ادعي إلي غير أبيه،لعن اللّه من تولي غير مواليه،الولد لصاحب الفراش و للعاهر الحجر، و ليس لوارث وصية،ألا و قد سمعتم مني و رايتموني،ألا من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار،ألا و إنّي فرط لكم علي الحوض و مكاثر بكم الامم يوم القيامة فلا تسودوا وجهي،ألا لأستنقذن رجالا من النار و ليستنقذن من يدي أقوام،إن اللّه مولاي و أنا مولي كل مؤمن و مؤمنة، ألا فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه» (1).

الثالث و العشرون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللّه بن محمد بن مهدي قال:أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة قال:حدّثنا أحمد بن يحيي بن زكريا (2)قال:حدّثنا علي بن قادم قال:حدّثنا إسرائيل،عن عبد اللّه بن سهل (3)،عن سهم ابن الحصين الأسدي قال:قدمت إلي مكة أنا و عبد اللّه ابن علقمة و كان عبد اللّه بن علقمة سبابة لعلي بن أبي طالب دهرا.قال:فقلت له:هل لك في هذا-يعني أبا سعيد الخدري-نحدث به عهدا؟قال:نعم،فأتيناه فقال:هل سمعت لعلي منقبة؟قال:نعم إذا حدثتك تسأل (4)عنها المهاجرين و الأنصار و قريشا إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قام يوم غدير خم فأبلغ ثم قال:«يا أيها الناس أ لست أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟قالوا:بلي.قالها ثلاث مرات،ثم قال:ادن يا علي فرفع رسول اللّه يديه حتي نظرت إلي بياض آباطهما قال:من كنت مولاه فعلي مولاه،ثلاث مرات».

قال:فقال عبد اللّه بن علقمة:أنت سمعت هذا من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟قال أبو سعيد:نعم و أشار إلي أذنيه و صدره قال:سمعته أذناي،و وعاه قلبي.

قال عبد اللّه بن شريك:فقدم علينا عبد اللّه بن علقمة و سهم بن حصين،فلما صلينا الهجير قام عبد اللّه بن علقمة فقال:إني أتوب إلي اللّه و أستغفره من سب علي،ثلاث مرات (5).

الرابع و العشرون: الشيخ في أماليه بهذا الاسناد قال:أبو العباس (6)قال:حدّثنا يحيي بن زكرياس.

ص: 316


1- أمالي الطوسي:231/1.
2- في المصدر:أخبرنا أبو عمر قال:أخبرنا أبو العباس قال:حدّثنا أحمد بن يحيي بن زكريا.
3- في المصدر:عبد اللّه بن شريك.
4- في المصدر:فسل.
5- أمالي الطوسي:252/1.
6- في المصدر:و بالاسناد قال:أخبرنا أبو عمر قال:حدّثنا أبو العباس.

ابن شيبان الكندي قال:حدّثنا إبراهيم بن الحكيم بن ظهير قال:حدثني أبي،عن منصور بن مسلم ابن سابور،عن عبد اللّه بن عطا،عن عبد اللّه بن يزيد،عن أبيه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«علي بن أبي طالب مولي كل مؤمن و مؤمنة،و هو وليكم من بعدي» (1).

الخامس و العشرون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عمر قال:أخبرنا أحمد قال:حدّثنا الحسن بن جعفر بن مدرار (2)قال:حدثنا معاوية بن ميسرة بن شريح،قال:حدثني الحكم بن عتبة (3)و سلمة بن كهيل قالا:حدّثنا حبيب-و كان اسكافا في بني عدي و أثني عليه خيرا-أنه سمع زيد بن أرقم يقول:خطبنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم غدير خم فقال:«من كنت مولاه فعلي مولاه،اللهم وال من والاه و عاد من عاداه» (4).

السادس و العشرون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عمر-يعني ابن مهدي-قال:أخبرنا أحمد -يعني ابن عقدة-قال:حدّثنا الحسن بن علي بن عفان قال:حدّثنا عبد اللّه،عن فطر،عن أبي إسحاق،عن عمرو ذي مرّ،و سعيد بن وهب و زيد بن نفيع قالوا:سمعنا عليّا عليه السّلام يقول في الرحبة:

«من سمع النبي صلّي اللّه عليه و آله يقول يوم غدير خم ما قال إلا قام»،فقام ثلاثة عشر فشهدوا أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:«أ لست أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟قالوا:بلي يا رسول اللّه،فأخذ بيد علي عليه السّلام فقال:من كنت مولاه فهذا علي مولاه،اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه،و أحب من أحبه،و أبغض من أبغضه،و انصر من نصره،و اخذل من خذله».قال أبو إسحاق حين فرغ من الحديث:يا أبا بكر:في أشياء اخر (5).

السابع و العشرون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عمر قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد -يعني ابن عقدة-قال:حدّثنا الحسن بن علي بن عفان قال:حدّثنا عبيد اللّه بن موسي قال:حدّثنا هاني بن أيوب،عن طلحة بن مصرف،عن عميرة بن سعد أنه سمع عليا عليه السّلام في الرحبة ينشد الناس من سمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«من كنت مولاه فعلي مولاه،اللهم وال من والاه و عاد من عاداه».

فقام بضعة عشر فشهدوا (6).1.

ص: 317


1- أمالي الطوسي:253/1.
2- في المصدر:قال:حدثني عمي طاهر بن مدرار قال:حدّثنا معاوية.
3- الحكم بن عيينة.
4- أمالي الطوسي:259/1-260.
5- أمالي الطوسي:260/1-261.
6- أمالي الطوسي:278/1.

الثامن و العشرون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت قال:أخبرنا أحمد ابن محمد قال:حدّثنا أحمد بن يحيي قال:حدّثنا علي بن ثابت قال:حدّثنا منصور بن أبي الأسود، عن مسلم الملائي،عن أنس بن مالك أنه سمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول يوم غدير خم:«أنا أولي بالمؤمنين من أنفسهم،و أخذ بيد علي عليه السّلام فقال:من كنت مولاه فعلي مولاه،اللهم وال من والاه و عاد من عاداه» (1).

التاسع و العشرون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا ابن الصلت (2)قال:أخبرنا ابن عقدة قال:حدّثنا علي بن محمد قال:حدّثنا داود بن سليمان قال:حدثني علي بن موسي،عن أبيه،عن جعفر،عن أبيه،عن علي بن الحسين،عن أبيه،عن علي بن أبي طالب قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من كنت مولاه فعلي مولاه،اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و اخذل من خذله و انصر من نصره» (3).

الثلاثون: الشيخ في أماليه بإسناده إلي عبد الرّحمن بن أبي ليلي (4)قال:قال أبي:دفع النبي صلّي اللّه عليه و آله الراية يوم خيبر الي علي بن أبي طالب عليه السّلام ففتح اللّه عليه،و اوقفه يوم غدير خم،فأعلم (5)أنه مولي كل مؤمن و مؤمنة و قال له:«أنت مني و أنا منك».و قال له:«تقاتل-يا علي-علي التأويل كما قاتلت أنا علي التنزيل»و قال له:«أنت مني بمنزلة هارون من موسي-إلا أنه لا نبي بعدي»و قال له:«أنا سلم لمن سالمت و حرب لمن حاربت».و قال له:«أنت العروة الوثقي».و قال له:«أنت تبين لهم ما اشتبه عليهم بعدي»،و قال له:«أنت إمام كل مؤمن و مؤمنة،و ولي كل مؤمن و مؤمنة بعدي»و قال له:«أنت الذي أنزل اللّه فيه: وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ (6) » (7).

و قال له:«أنت الآخذ بسنتي و الذاب عن ملتي».و قال له:«أنا أوّل من تنشق عنه الأرض و أنت3.

ص: 318


1- أمالي الطوسي:341/1.
2- في المصدر:و بالاسناد قال:أخبرني الشيخ المفيد أبو علي-رحمه اللّه-قال:أخبرني والدي قال ابن الصلت.
3- أمالي الطوسي:352/1-353.
4- كذا ورد السند في المصدر:«أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد الطوسي قراءة عليه قال:أخبرنا والدي-رحمه اللّه-قال:أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار قال:حدّثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي الحافظ قال:حدثني أبو الحسن علي بن موسي الخزاز من كتابه قال:حدّثنا الحسن بن علي الهاشمي قال: حدّثنا إسماعيل بن أبان،قال:حدّثنا أبو مريم،عن ثور بن أبي فاختة،عن عبد الرّحمن بن أبي ليلي.
5- في المصدر:فأعلم الناس.
6- سوره 9 - آيه 3
7- التوبة:3.

معي».و قال له:«أنا أوّل من يدخل الجنة و أنت بعدي تدخلها و الحسن و الحسين و فاطمة»و قال له:«إن اللّه أوحي إليّ بأن اقوم بفضلك فقمت به في الناس و بلّغتهم ما أمرني اللّه بتبليغه»و قال له:

«اتق الضغائن التي في صدور (1)من لا يظهرها إلا بعد موتي،أولئك يلعنهم اللّه و يلعنهم اللاعنون».

ثم بكي النبي صلّي اللّه عليه و آله فقيل:ممّ بكاؤك يا رسول اللّه؟قال:«أخبرني جبرائيل (2)عن ربه عز و جل أن ذلك يزول إذا قام قائمهم،و علت كلمتهم،و اجتمعت الأمة علي محبتهم،و كان الشانئ (3)لهم قليلا و الكاره لهم ذليلا،و كثر المادح لهم،و ذلك حين تغير البلاد،و تضعف العباد.و الأياس من الفرج،فعند ذلك يظهر القائم فيهم قال النبي صلّي اللّه عليه و آله (4)اسمه كاسمي و اسم أبيه كاسم أبي،و هو من ولد ابنتي،يظهر اللّه الحق بهم و يخمد الباطل باسيافهم،و يتبعهم الناس بين راغب إليهم و خائف منهم».

قال:و سكن البكاء عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:«يا معاشر المؤمنين ابشروا بالفرج،فإن وعد اللّه لا يخلف و قضاؤه لا يرد،و هو الحكيم الخبير،فإن فتح اللّه قريب،اللهم إنهم أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا،اللهم اكلأهم و احفظهم و ارعهم و كن لهم و انصرهم و اعنهم و اعزهم و لا تذلهم و اخلفني فيهم إنك علي كل شيء قدير» (5).

الحادي و الثلاثون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا جماعة،عن أبي المفضل قال:حدّثنا أبو محمد الفضل بن محمد بن المسيب الشعراني بجرجان قال:حدّثنا هارون بن عمرو بن عبد العزيز ابن محمد أبو موسي المجاشعي قال:حدّثنا محمد بن جعفر بن محمد،عن أبيه أبي عبد اللّه عليه السّلام قال المجاشعي:و حدّثنا الرضا علي بن موسي،عن أبيه موسي عن أبيه جعفر بن محمد و قالا جميعا عن آبائهما عن علي أمير المؤمنين عليه السّلام قال:«سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:بني الإسلام علي خمس خصال:علي الشهادتين،و القرينتين».قيل له:أما الشهادتان فقد عرفنا هما فما القرينتان؟ قال:«الصلاة و الزكاة فإنه لا يقبل أحدهما إلا بالأخري،و الصيام،و حج بيت اللّه من استطاع إليه2.

ص: 319


1- في المصدر:الضغائن التي لك في صدر.
2- في المصدر:أخبرني جبرائيل عليه السّلام أنهم يظلمونه،و يمنعونه حقه،و يقاتلونه و يقتلون ولده و يظلمونهم بعدي،و أخبرني جبرائيل عن اللّه عز و جل.
3- شنأ و شنئ الرجل:أبغضه مع عداوة و سوء خلق.
4- في المصدر:يظهر القائم منهم.فقيل له:ما اسمه؟قال النبي صلّي اللّه عليه و آله.
5- أمالي الطوسي:361/1-362.

سبيلا،و ختم ذلك بالولاية،فأنزل اللّه عز و جل: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (1) » (2).

الثاني و الثلاثون: الطوسي في مجالسه.قال:أخبرنا جماعة،عن أبي المفضل قال:حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن عمار (3)الثقفي قال:حدّثنا علي بن محمد بن سليمان قال:حدّثنا أبي،قال:

حدّثنا محمد بن جعفر بن محمد قال:حدّثنا معتب مولانا قال:حدّثنا عمر بن علي بن عمر بن علي ابن الحسين قال:سمعت محمد بن أبي عبيد اللّه بن محمد بن عمار بن ياسر يحدث،عن أبيه عن جده محمد بن عمار بن ياسر قال:سمعت أبا ذر جندب بن جنادة يقول:رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أخذ بيد علي بن أبي طالب عليه السّلام فقال له:«يا علي أنت أخي و صفيي و وصيي و وزيري و أميني،مكانك مني في حياتي و بعد موتي كمكان هارون من موسي إلا أنّه لا نبي معي،من مات و هو يحبك ختم اللّه عز و جل له بالأمن و الإيمان،و من مات و هو يبغضك لم يكن له في الإسلام نصيب» (4).

و عنه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا الحسن بن علي بن زكريا العاصمي قال:

حدّثنا أحمد بن عبيد اللّه الغداني (5)قال:حدّثنا الربيع بن بشار قال:حدّثنا الأعمش،عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلي أبي ذر-رضي اللّه عنه-ان عليا عليه السّلام و عثمان و طلحة و الزبير و عبد الرّحمن بن عوف و سعد بن أبي وقاص أمرهم عمر بن الخطاب أن يدخلوا بيتا و يغلقوا عليهم بابه و يتشاوروا في أمرهم،و أجلهم ثلاثة أيام فإن توافق خمسة علي قول واحد و أبي رجل منهم قتل ذلك الرجل، و إن توافق أربعة و أبي اثنان قتل الاثنان،فلما توافقوا جميعا علي رأي واحد قال لهم علي بن أبي طالب عليه السّلام:«إني أحب أن تسمعوا مني ما أقول لكم فإن يكن حقا فاقبلوه و إن يكن باطلا فانكروه».

و قالوا:قل،ثم ذكر علي عليه السّلام سوابقه و فضائله و ما قال فيه رسول اللّه و نصه عليه عليهما السّلام و الكل منهم يصدقه فيما يقول عليه السّلام إلي أن قال عليه السّلام:«فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من كنت مولاه فعلي مولاه،اللهم وال من والاه و عاد من عاداه،ليبلغ الشاهد الغائب ذلك غيري؟قالوا:لا.قال:فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بالجحفة بالشجيرات من خم:من أطاعك فقد أطاعني و من أطاعني فقد أطاع اللّه،و من عصاك فقد عصاني و من عصاني فقد عصي اللّه تعالي غيري؟قالوا:

لا» (6).6.

ص: 320


1- سوره 5 - آيه 3
2- أمالي الطوسي::131/2-132.
3- في المصدر:أحمد بن عبيد اللّه بن محمد بن عمار.
4- أمالي الطوسي:158/2.
5- في المصدر:عبيد اللّه العدلي.
6- جزء من حديث طويل ذكره الشيخ الطوسي في أماليه:159/2-166.

الثالث و الثلاثون: الشيخ في كتاب المجالس قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا الحسن بن محمد بن شعبة الأنصاري،و محمد بن جعفر بن رئيس اليسري (1)بالقصر،و علي بن محمد بن الحسن (2)بن كاس (3)بالرملة،و أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قالوا:حدّثنا أحمد ابن يحيي بن زكريا الأزدي الصوفي قال:حدّثنا عمرو بن حماد بن طلحة القناد قال:حدّثنا إسحاق ابن إبراهيم الازدي،عن معروف ابن خربوذ،و زياد بن المنذر،و سعيد بن محمد الاسدي (4)،عن أبي الطفيل عامر بن وائلة الكناني قال:لمّا احتضر عمر بن الخطاب جعلها شوري بين ستة بين علي ابن أبي طالب عليه السّلام،و عثمان،و طلحة،و الزبير،و سعد بن أبي وقاص،و عبد الرّحمن بن عوف، و عبد اللّه بن عمر فيمن يشاور و لا يولي.

قال أبو الطفيل:فلما اجتمعوا أجلسوني علي الباب أرد عنهم الناس،فقال علي عليه السّلام:«انكم قد اجتمعتم لما اجتمعتم له فانصتوا فأتكلم فإن قلت حقا صدقتموني و إن قلت باطلا ردوا عليّ و لا تهابوني،إنما أنا رجل كأحدكم».ثم ذكر فضائله و سوابقه و ما قال فيه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و ناشدهم صدقه فيما ذكره-و الكل يصدقه فيما ذكره إلي أن قال-:«فانشدكم باللّه فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ما قال في غزاة تبوك إنما أنت مني بمنزلة هارون من موسي غير أنه لا نبي بعدي غيري»؟قالوا:اللهم لا.قال:«فانشدكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مقالته يوم غدير خم:من كنت مولاه فعلي مولاه،اللهم وال من والاه و عاد من عاداه غيري»؟قالوا:اللهم لا.قال:

«فأنشدكم باللّه هل فيكم أحد وصي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في أهله و ماله غيري»؟قالوا:اللهم لا (5).

الرابع و الثلاثون: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن جورية الجندي سابوري من اصل كتابه قال:حدّثنا علي بن منصور الترجماني قال:

أخبرنا الحسن بن عنبسة النهشلي قال:حدّثنا شريك ابن عبد اللّه النخعي القاضي،عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون الأودي إنه ذكر عنده علي بن أبي طالب عليه السّلام فقال:إن قوما ينالون منه أولئك هم وقود النار،و لقد سمعت عدة من أصحاب محمد صلّي اللّه عليه و آله منهم حذيفة بن اليمان،و كعب بن عجرة يقول كل رجل منهم:لقد اعطي علي ما لم يعطه بشر،هو زوج فاطمة سيدة نساء الأوّلين و الآخرين فمن رأي مثلها أو سمع أنه تزوج بمثلها أحد في الأولين و الآخرين،و هو أبو الحسن و الحسين سيدا8.

ص: 321


1- في المصدر:محمد بن جعفر بن رميس الهيبري.
2- في المصدر:محمد بن الحسين.
3- في المصدر:الحسن بن كاس النخعي.
4- في المصدر:سعيد بن محمد الاسلمي.
5- أمالي الطوسي:167/2-168.

شباب أهل الجنة من الأولين و الآخرين فمن له أيها الناس مثلهما،و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حموه،و هو وصي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في أهله و ازواجه،و سدت الأبواب التي في المسجد كلها غير بابه،و هو صاحب باب خيبر،و هو صاحب الراية يوم خيبر،و تفل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يومئذ في عينيه و هو أرمد فما اشتكاهما بعد و لا وجد حرا و لا قرا (1)بعد يوم ذلك،و هو صاحب يوم غدير خم إذ نوه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله باسمه،و ألزم امته ولايته،و عرفهم بخطره،و بين لهم مكانه فقال:«أيها الناس من أولي بكم منكم بأنفسكم»؟قالوا:اللّه و رسوله.قال:«فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه» (2).

الخامس و الثلاثون: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن محمد بن عبد اللّه العرزمي،عن أبيه،عن عمار أبي اليقظان عن أبي عمير زاذان في خطبة خطبها الحسن بن علي عليه السّلام في الناس بحضور معاوية و ذكر الخطبة و ذكر فيها فضل أبيه عليه السّلام و سوابقه و ما قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من النص إلي أن قال الحسن في الخطبة:«فقد تركت بنو إسرائيل هارون و هم يعلمون أنه خليفة موسي فيهم و اتبعوا السامري،و قد تركت هذه الأمة أبي و بايعوا غيره و قد سمعوا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول له:أنت مني بمنزلة هارون من موسي إلا النبوة و قد رأوا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله نصب أبي يوم غدير خم و أمرهم أن يبلغ الشاهد منهم الغائب» (3).

السادس و الثلاثون: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدثني أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرّحمن الهمداني بالكوفة قال (4):حدّثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم بن قيس الاشعري قال:حدّثنا علي بن حسان الواسطي قال:حدّثنا عبدل.

ص: 322


1- في المصدر:و لا وجد حرا أو بردا.
2- أمالي الطوسي:170/2-171.و تتمة الحديث هذا لفظه:«و هو صاحب العباء و من اذهب اللّه عنه الرجس و طهره تطهيرا،و هو صاحب الطائر حين قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله«اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي» فجاء علي عليه السّلام فأكل معه و هو صاحب سورة براءة حين نزل بها جبرائيل عليه السّلام علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد سار أبو بكر بالسورة فقال له:يا محمد انه لا يبلغها إلا أنت أو علي،انه منك و أنت منه،و كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله منه في حياته و بعد وفاته،و هو عيبة علم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و من قال له النبي صلّي اللّه عليه و آله:«أنا مدينة العلم و علي بابها فمن أراد العلم فليأت المدينة من بابها»كما أمر اللّه فقال:«و أتوا البيوت من أبوابها»،و هو مفرج الكرب عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في الحروب و هو أول من آمن برسول اللّه و صدقه و اتبعه،و هو أول من صلي،فمن أعظم قربة علي اللّه و علي رسوله صلّي اللّه عليه و آله،فمن قاس به أحدا أو شبه به بشرا صلّي اللّه عليه و آله؟.
3- ذكر تمام الحديث الشيخ الطوسي في أماليه:171/2-173.
4- في المصدر:بالكوفة و سألته قال.

الرّحمن بن كثير،عن جعفر بن محمد،عن أبيه،عن جده علي بن الحسين عليهم السّلام-و ذكر خطبة للحسن ابن علي عليه السّلام بمحضر الناس و معاوية و ذكر فيها فضل أبيه و سوابقه و ما قال فيه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من النص إلي أن قال الحسن عليه السّلام في الخطبة:«و قد تركت بنو اسرائيل-و كان أصحاب موسي-هارون أخاه و خليفته و وزيره و عكفوا علي العجل و أطاعوا فيه سامريهم و هم يعلمون أنه خليفة موسي، و قد سمعت هذه الأمة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول ذلك لأبي عليه السّلام:إنه مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لا نبي بعدي و قد رأوا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين نصبه لهم بغدير خم و سمعوه و نادي له بالولاية ثم أمرهم أن يبلغ الشاهد منهم الغائب» (1).

السابع و الثلاثون: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا الحسين بن عبيد اللّه،عن علي بن محمد العلوي قال:حدّثنا الحسن بن علي بن صالح بن شعيب الجوهري (2)قال:حدّثنا محمد بن يعقوب الكليني،عن علي بن محمد،عن إسحاق بن إسماعيل النيسابوري عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السّلام عن أبيه،عن آبائه عليهم السّلام قال:«حدّثنا الحسن بن علي-صلوات اللّه عليه-ان اللّه عز و جل بمنّه و برحمته لمّا فرض عليكم الفرائض لم يفرض ذلك عليكم لحاجة منه إليه،بل رحمة منه لا إله إلا هو ليميز الخبيث من الطيب و ليبتلي اللّه ما في صدوركم و ليمحص ما في قلوبكم و لتتسابقوا إلي رحمته و لتتفاضل منازلكم في جنته،ففرض عليكم الحج و العمرة و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة و الصوم و الولاية،و جعل لكم بابا لتفتحوا به أبواب الفرائض مفتاحا إلي سبله،و لو لا محمد صلّي اللّه عليه و آله و الأوصياء من ولده عليهم السّلام كنتم حياري كالبهائم لا تعرفون فرضا من الفرائض و هل يدخل قرية إلا من بابها،فلمّا منّ عليكم باقامة الاولياء بعد نبيكم صلّي اللّه عليه و آله قال: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (3) ففرض عليكم لأوليائه حقوقا و أمركم بأدائها إليهم ليحل لكم ما وراء ظهوركم من أزواجكم و أموالكم و مآكلكم و مشاربكم،و يعرفكم بذلك البركة و النماء و الثروة ليعلم من يطيعه منكم بالغيب،ثم قال عز و جل: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (4) (5).

فاعلموا أنّ من يبخل فانما يبخل عن نفسه إن اللّه هو الغني و أنتم الفقراء إليه،فاعملوا ما شئتم3.

ص: 323


1- قطعة من حديث مفصل أخذ المؤلف-رحمه اللّه-منه موضع استشهاده و ذكره بطوله الشيخ الطوسي في أماليه:174/2-180.
2- في المصدر:الحسين بن صالح بن شعيب الجوهري.
3- سوره 5 - آيه 3
4- سوره 42 - آيه 23
5- الشوري:23.

فَسَيَرَي اللّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ سَتُرَدُّونَ إِلي عالِمِ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (1) (2) و العاقبة للمتقين و لا عدوان إلا علي الظالمين،سمعت جدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:

خلقت من نور اللّه عز و جل و خلق أهل بيتي من نوري،و خلق محبيهم من نورهم،و سائر الخلق في النار» (3).

الثامن و الثلاثون: الشيخ محمد بن محمد بن النعمان المفيد في أماليه قال:أخبرني أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال:حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد قال:حدّثنا علي بن الحسن (4)التيملي قال:وجدت في كتاب أبي،حدّثنا محمد بن مسلم الأشجعي،عن محمد بن نوفل بن عابد الصيرفي دخل علينا أبو حنيفة (5)النعمان بن الثابت فذكرنا أمير المؤمنين عليه السّلام و دار بيننا كلام في غدير خم فقال أبو حنيفة قد قلت لأصحابنا لا تقروا لهم بغدير خم فيخصموكم،فتغير وجه الهيثم بن حبيب الصيرفي و قال له:لم لا تقرون به،أما هو عندك يا نعمان؟قال:هو عندي و قد رويته،قال:فلم لا تقرون به؟و قد،حدّثنا حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل،عن زيد بن أرقم أن عليا عليه السّلام أنشد اللّه في الرحبة من سمعه،فقال أبو حنيفة:أ فلا ترون أنه قد جري في ذلك خوض حتي نشد علي الناس لذلك،فقال الهيثم:فنحن نكذب عليا أو نرد قوله؟فقال أبو حنيفة:ما نكذب عليا و لا نرد قولا قاله و لكنك تعلم أنّ الناس قد غلا منهم قوم،فقال الهيثم:يقول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و يخطب به و نحن نشفق منه و نتقيه بغلوّ غال أو قول قائل (6).

التاسع و الثلاثون: ابن بابويه في كتاب النصوص علي الأئمة الاثني عشر عليهم السّلام قال:حدّثنا علي ابن الحسن قال:حدّثنا محمد بن الحسين الكوفي قال:حدّثنا محمد بن علي بن زكريا،عن عبد اللّه ابن الضحاك،عن هشام بن محمد،عن عبد الرّحمن بن عاصم،عن عمر،عن محمود بن لبيد (7)قال:لمّا قبض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كانت فاطمة عليها السّلام تأتي قبور الشهداء و تأتي قبر حمزة و تبكي هناك،فلمّا كان في بعض الايام أتيت قبر حمزة-رضي اللّه عنه-فوجدتها-صلوات اللّه عليها-تبكي هناكد.

ص: 324


1- سوره 9 - آيه 105
2- التوبة:105.
3- أمالي الطوسي:268/2-269.
4- في المصدر:علي بن الحسين.
5- في المصدر:نوفل بن عائذ الصيرفي قال:كنت عند الهيثم بن حبيب الصيرفي فدخل علينا أبو حنيفة.
6- أمالي المفيد ص 15-16.ط النجف الاشرف.
7- في كفاية الاثر،و البحار:عن عبد الرحمن،عن عاصم بن عمر(عمرو)،عن محمود ابي لبيد.

فأمهلتها حتي سكتت فأتيتها و سلمت عليها و قلت لها:يا سيدة النسوان و اللّه قد قطعت نياط (1)قلبي من بكائك،فقالت:«يا أبا عمر و يحق لي البكاء فلقد أصبت بخير الآباء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثم انشأت (2)تقول:

إذا مات يوما ميّت قل ذكره و ذكر أبي مذ مات و اللّه أكثر»

قلت:يا سيدتي إنّي سائلك عن مسألة تتلجلج في صدري،قالت:«سل»،قلت:هل نص رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قبل وفاته علي علي بالإمامة؟قالت:«وا عجبا أنسيتم يوم غدير خم»؟قلت:قد كان ذلك و لكن أخبريني بما أسرّ إليك،قالت:«أشهد اللّه تعالي لقد سمعته يقول:علي فيكم خير من أخلفه فيكم،و هو الإمام و الخليفة بعدي،و سبطاي و تسعة من صلب الحسين أئمة أبرار،لئن اتبعتموهم وجدتموهم هادين مهديين،و لئن خالفتموهم ليكون الاختلاف فيكم إلي يوم القيامة»،قلت:

يا سيدتي فما باله قعد عن حقه؟قالت:«يا أبا عمر لقد قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:مثل الإمام مثل الكعبة إذ تؤتي و لا تأتي-أو قالت:مثل علي-ثم قالت:أما و اللّه لو تركوا الحق علي أهله و اتبعوا عترة نبيهم لما اختلف في اللّه تعالي اثنان،و لورثها سلف عن سلف و خلف عن خلف حتي يقوم قائمنا التاسع من صلب ولدي الحسين،و لكن قدموا من أخره اللّه و أخروا من قدمه اللّه حتي إذا الحدوا المبعوث و اودعوه الجدث (3)المجدوث اختاروا بشهوتهم و عملوا بآرائهم تبا لهم أ لم يسمعوا اللّه يقول: وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ (4) (5)؟بل سمعوا و لكنهم كما قال اللّه:

فَإِنَّها لا تَعْمَي الْأَبْصارُ وَ لكِنْ تَعْمَي الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (6) (7) هيهات بسطوا في الدنيا آمالهم و نسوا آجالهم،فتعسا لهم و أضلّ أعمالهم،اعوذ بك يا رب من الحور بعد الكور» (8).

الأربعون: الشيخ الفاضل أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في كتاب الاحتجاج قال:

حدثني السيد العالم العابد أبو جعفر مهدي بن أبي حرث الحسيني المرعشي-رضي اللّه عنه-قال:

أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن ابن الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي-رضي اللّه عنه-قال:

أخبرني الشيخ السعيد الوالد أبو جعفر-قدس اللّه روحه-قال:أخبرني جماعة عن أبي هارون بن موسي التلعكبري قال:أخبرنا أبو علي محمد بن همام قال:أخبرنا علي السوري قال:أخبرنا أبو4.

ص: 325


1- النياط:عرق متصل بالقلب فاذا قطع مات صاحبه.
2- في كفاية الاثر: وا شوقاه الي رسول اللّه،ثم أنشأت.
3- الجدث:القبر.
4- سوره 28 - آيه 68
5- القصص:78.
6- سوره 22 - آيه 46
7- الحج:46.
8- كفاية الاثر:26-27،البحار:353/36-354.

محمد العلوي من ولد الأفطس-و كان من عباد اللّه الصالحين-قال:حدّثنا محمد بن خالد الطيالسي قال:حدثني سيف بن عميرة و صالح بن عقبة جميعا،عن قيس بن سمعان،عن علقمة ابن محمد الحضرمي،عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السّلام أنه قال:«حجّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من المدينة و قد بلغ جميع الشرائع قومه غير الحج و الولاية،فأتاه جبرائيل عليه السّلام فقال له:يا محمد إن اللّه جل اسمه يقرئك السلام و يقول لك:إني لم أقبض نبيّا من انبيائي و لا رسولا من رسولي إلا بعد اكمال ديني و تأكيد حجتي،و قد بقي عليك من ذلك فريضتان مما يحتاج أن تبلغها قومك:فريضة الحجّ و فريضة الولاية و الخلافة من بعدك،فاني لم أخل ارضي من حجّة،و لن أخليها أبدا،فإن اللّه جل ثناؤه يأمرك أن تبلغ قومك الحج،و تحج و يحج معك كل من استطاع إليه سبيلا من أهل الحضر و الأطراف و الأعراب،و تعلمهم من معالم حجهم مثل ما علمتهم من صلاتهم و زكاتهم و صيامهم،و توقفهم من ذلك علي مثال الذي أوقفتهم عليه من جميع ما بلغتهم من الشرائع.

فنادي منادي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في الناس ألا إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يريد الحج،و أن يعلمكم من ذلك مثل الذي علمكم من شرايع دينكم،و يوقفكم من ذلك علي ما اوقفكم عليه من غيره،فخرج صلّي اللّه عليه و آله و خرج معه الناس و أصغوا إليه لينظروا ما يصنع فيصنعوا مثله فحجّ بهم و بلغ من حجّ مع رسول اللّه من أهل المدينة و أهل الأطراف و الأعراب سبعين ألف انسان أو يزيدون علي عدد أصحاب موسي السبعين الألف الذين أخذ عليهم بيعة هارون فنكثوا و اتبعوا العجل و السامري،و كذلك أخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله البيعة لعلي عليه السّلام بالخلافة علي عدد اصحاب موسي فنكثوا البيعة و اتبعوا العجل (1)سنّة بسنّة و مثلا بمثل و اتصلت التلبية ما بين مكة و المدينة.

فلمّا وقف بالموقف أتاه جبرائيل عليه السّلام عن اللّه تعالي فقال:يا محمد إن اللّه عز و جل يقرئك السلام و يقول لك:إنه قد دنا أجلك و مدتك و أنا مستقدمك علي ما لا بدّ منه و لا عنه محيص، فاعهد عهدك و نفذ وصيتك و اعمد إلي ما عندك من العلم و ميراث علوم الأنبياء من قبلك و السلاح و التابوت و جميع ما عندك من آيات الأنبياء،فسلمها إلي وصيك و خليفتك من بعدك حجتي البالغة علي خلقي علي بن أبي طالب فأقمه للناس و جدد عهده و ميثاقه و بيعته،و ذكرهم ما أخذت عليهم من بيعتي و ميثاقي الذي واثقتهم به،و عهدي الذي عهدت إليهم من ولاية وليي و مولاهم و مولي كل مؤمن و مؤمنة علي بن أبي طالب،فاني لم اقبض نبيّا من الأنبياء إلا من بعد إكمال ديني و إتمام نعمتي علي خلقي بولاية أوليائي و معاداة أعدائي،و ذلك كمال توحيديي.

ص: 326


1- في المصدر:العجل و السامري.

و ديني و اتمام نعمتي علي خلقي باتباع وليي و طاعته،و ذلك أني لا أترك أرضي بغير قيم ليكون حجّة لي علي خلقي،فاليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي بوليي (1)و مولي كل مؤمن و مؤمنة علي بعدي و وصي نبي و الخليفة من بعده،حجتي البالغة علي خلقي،مقرونة طاعته بطاعة محمد نبيي،و مقرون طاعته مع طاعة محمد بطاعتي من أطاعه فقد أطاعني و من عصاه فقد عصاني،جعلته علما بيني و بين خلقي،من عرفه كان مؤمنا،و من أنكره كان كافرا، و من أشرك ببيعته كان مشركا،و من لقيني بولايته دخل الجنة و من لقيني بعداوته دخل النار،فأقم يا محمد عليا علما،و خذ عليهم البيعة،و جدد عهدي و ميثاقي لهم و بالذي واثقتهم عليه،فاني قابضك إليّ و مستقدمك عليّ.

فخشي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قومه و أهل النفاق و الشقاق أن يتفرقوا و يرجعوا جاهلية (2)لما عرف من عداوتهم و لما تنطوي عليه أنفسهم لعلي عليه السّلام من البغضاء و سأل جبرائيل عليه السّلام أن يسأل ربه العصمة من الناس و انتظر جبرائيل بالعصمة من الناس من اللّه جل اسمه،فأخر ذلك إلي أن بلغ مسجد الخيف،فأتاه جبرائيل في مسجد الخيف فأمره بأن يعهد عهده و يقيم عليّا علما للناس، و لم يأته بالعصمة من اللّه جل جلاله بالذي أراد حتي بلغ كراع الغميم بين مكة و المدينة،فاتاه جبرائيل فأمره بالذي أتاه فيه من قبل اللّه تعالي و لم يأته بالعصمة،فقال:يا جبرائيل إني اخشي قومي ان يكذبوني و لا يقبلوا قولي في عليّ فرحل فلما بلغ غدير خم قبل الجحفة بثلاثة اميال اتاه جبرائيل علي خمس ساعات مضت من النهار بالزجر و الانتهار و العصمة من الناس،فقال:يا محمد إن اللّه عز و جل يقرئك السلام و يقول لك: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ (3) في عليّ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ (4) (5).

و كان أوائلهم قريبا من الجحفة،فأمر بأن يرد من تقدم منهم و يحبس من تأخر عنهم من ذلك المكان ليقيم عليا للناس،و يبلغهم ما انزل اللّه تعالي في علي عليه السّلام،و أخبره ان اللّه عز و جل قد عصمه من الناس:فأمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عند ما جاءته العصمة مناديا ينادي في الصلاة جامعة و يرد من تقدم منهم و يحبس من تأخر (6)،و تنحي عن يمين الطريق إلي جنب مسجد الغدير،امرهم.

ص: 327


1- في الاحتجاج:و رضيت لكم الإسلام دينا بولاية وليي.
2- في الاحتجاج:الي الجاهلية.
3- سوره 5 - آيه 67
4- سوره 5 - آيه 67
5- المائدة:67.
6- في البحار:من تأخر عنهم.

بذلك جبرائيل عن اللّه عز و جل و في الموضع سلمات (1)فامر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن يقم ما تحتهن و ينصب له أحجار كهيئة المنبر ليشرف علي الناس،فتراجع الناس و احتبس أواخرهم في ذلك المكان لا يزالون،فقام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فوق تلك الاحجار (2)فقال:الحمد للّه الذي علا في توحده، و دنا في تفرده،و جل في سلطانه،و عظم في أركانه،و أحاط بكل شيء علما و هو في مكانه و قهر جميع الخلق بقدرته و برهانه،مجيدا لم يزل محمودا لا يزال،بارئ المسموكات (3)و داحي المدحوات (4)و جبار السماوات،قدوس سبوح رب الملائكة و الروح،متفضل علي جميع من برأه،متطوّل علي من أدناه،يلحظ كل عين و العيون لا تراه كريم حليم ذو أناة قد وسع كل شيء رحمته،و من عليهم بنعمته،لا يعجل بانتقامه و لا يبادر إليهم بما استحقوا من عذابه،قد فهم السرائر و علم الضمائر،و لم تخف عليه المكنونات،و لا اشتبهت عليه الخفيات،له الاحاطة بكل شيء و الغلبة علي كل شيء و القوة في كل شيء،و القدرة علي كل شيء،لا مثله شيء (5)و هو منشئ الشيء حين لا شيء،دائم قائم بالقسط،لا إله إلا هو العزيز الحكيم،جل عن أن تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار و هو اللطيف الخبير،لا يلحق أحد وصفه من معاينة،و لا يجد أحد كيف هو من سر و علانية إلا بما دل عز و جل علي نفسه.

و أشهد بأنه اللّه الذي ملأ الدهر قدسه،و الذي يغشي الأبد نوره،و الذي ينفذ أمره بلا مشاورة مشير و لا معه شريك في تقدير،و لا تفاوت في تدبير،صور ما أبدع علي غير مثال،و خلق ما خلق بلا معونة من أحد و لا تكلّف و لا احتيال،أنشأها فكانت و برأها فباتت،فهو اللّه الذي لا إله إلا هو المتقن الذي أحسن الصنيعة،العدل الذي لا يجور،و الأكرم الذي ترجع إليه الامور.

و أشهد أنه الذي تواضع كل شيء لقدرته،و خضع كل شيء لهيبته،مالك الأملاك،و مفلك الافلاك،و مسخر الشمس و القمر،كل يجري لأجل مسمي،يكور الليل علي النهار و يكور النهار علي الليل يطلبه حثيثا،قاصم كل جبار عنيد،و مهلك كل شيطان مريد،لم يكن معه ضد و لا ند، أحد صمد لم يلد و لم يولد،و لم يكن له كفوا أحد،إله واحد و رب ماجد،يشاء فيمضي و يريد فيقضي،و يعلم فيحصي و يميت فيحيي،و يفقر و يغني،و يضحك و يبكي،و يمنع و يؤتي،لهء.

ص: 328


1- سلم الواحدة«سلمة»:جنس شجر شائك من فصيلة القطانيات،ينمو في البلدان الحارة.
2- في الاحتجاج:ثم حمد اللّه و اثني عليه فقال:
3- سمك الشيء:رفعه.يقال:«سمك اللّه السماء»اي رفعها.
4- دحي الشيء:بسطه.
5- في الاحتجاج:ليس مثله شيء.

الملك و له الحمد بيده الخير و هو علي كل شيء قدير،يولج الليل في النهار و يولج النهار في الليل لا إله إلا هو العزيز الغفار.مستجيب الدعاء،و مجزل العطاء محصي الانفاس و رب الجنة و الناس،لا يشكل عليه شيء و لا يضجره صراخ المستصرخين و لا يبرمه إلحاح الملحين، العاصم للصالحين و الموفّق للمفلحين،و مولي (1)العالمين،الذي استحق من كل خلق أن يشكره و يحمده علي السراء و الضراء و الشدة و الرخاء،و أومن به و بملائكته و كتبه و رسله،أسمع أمره و اطيع و أبادر إلي كل ما يرضاه و أستسلم لقضائه رغبة في طاعته و خوفا من عقوبته،لأنه اللّه الذي لا يؤمن مكره و لا يخاف جوره،اقر له علي نفسي بالعبودية،و أشهد له بالربوبية،و اؤدي ما أوحي إلي حذرا من أن لا أفعل فتحل بي منه قارعة لا يدفعها عني أحد و إن عظمت حيلته.لا إله إلا هو،لأنه قد أعلمني إن لم أبلغ ما أنزل إلي فما بلغت رسالته،و قد ضمن لي تبارك و تعالي العصمة،و هو اللّه الكافي الكريم فاوحي لي بسم اللّه الرّحمن الرحيم يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ (2) .

معاشر الناس ما قصرت في تبليغ ما انزله (3)،و أنا مبين لكم سبب (4)هذه الآية إن جبرائيل هبط إليّ ثلاثا (5)يأمرني عن السلام ربي-و هو السلام-أن أقوم في هذا المشهد فأعلم كل أبيض و أسود أن علي بن أبي طالب أخي و وصيي و خليفتي و الإمام من بعدي،الذي محلّه مني محل هارون من موسي إلا أنه لا نبي بعدي،و هو وليكم بعد اللّه و رسوله،و قد أنزل اللّه تبارك و تعالي عليّ بذلك آية من كتابه: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (6) (7)و علي بن أبي طالب أقام الصلاة و آتي الزكاة و هو راكع يريد اللّه عز و جل في كل حال،و سألت جبرائيل أن يستعفي لي عن تبليغ ذلك إليكم أيها الناس لعلمي بقلّة المتقين و كثرة المنافقين و ادغال الآثمين و ختل المستهزئين بالاسلام الذين وصفهم اللّه في كتابه بانهم:

يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ (8) وَ تَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَ هُوَ عِنْدَ اللّهِ عَظِيمٌ (9) (10) و كثرة أذاهم لي غير مرة (11)حتي سموني اذنا،و زعموا أني كذلك لكثرة ملازمته إياي و اقبالي عليه،حتي أنزل اللّه عز و جل في ذلك (12): وَ مِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَ يَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ (13) علي الذين يعزمون أنها.

ص: 329


1- في الاحتجاج و البحار:و مولي المؤمنين و رب العالمين.
2- سوره 5 - آيه 67
3- في الاحتجاج و البحار:ما أنزله الي.
4- في الاحتجاج و البحار:سبب النزول.
5- في الاحتجاج و البحار:هبط الي مرارا ثلاثا.
6- سوره 5 - آيه 55
7- المائدة:55.
8- سوره 48 - آيه 11
9- سوره 24 - آيه 15
10- الفتح:11.
11- في الاحتجاج:في غير مرة.
12- في الاحتجاج:في ذلك قرآنا.
13- سوره 9 - آيه 61

أذن خَيْرٍ لَكُمْ (1) (2)الآية.و لو شئت أن أسمي بأسمائهم (3)لسميت و أن اومي إليهم بأعيانهم لأومأت (4)و أن ادل عليهم لدللت،و لكني و اللّه في أمورهم قد تكرمت،و كل ذلك لا يرضي اللّه مني إلا أن أبلغ ما أنزل لي (5)ثم تلا صلّي اللّه عليه و آله: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ (6) في علي وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ (7) .

فاعلموا معاشر الناس:أنّ اللّه قد نصبه لكم وليا و إماما مفترضا طاعته علي المهاجرين و الأنصار و علي التابعين لهم باحسان،و علي البادي و الحاضر و علي العجمي و العربي،و الحر و المملوك،و الصغير و الكبير،و علي الابيض و الاسود،و علي كل موحد،ماض حكمه،جائز قوله،نافذ أمره،ملعون من خالفه،مرحوم من تبعه،من صدقه فقد غفر اللّه له و لمن سمع منه و أطاع له.

معاشر الناس:إنه آخر مقام اقومه في هذا المشهد فاسمعوا و اطيعوا و انقادوا لأمر ربكم فإن اللّه عز و جل هو مولاكم و إلهكم،ثم من دونه رسولكم محمد وليكم القائم المخاطب لكم،ثم من بعدي علي وليكم و إمامكم بامر اللّه ربكم،ثم الإمامة في ذريتي من ولدي إلي يوم تلقون اللّه عز و جل و رسوله،لا حلال إلا ما أحله اللّه،و لا حرام إلا ما حرمه اللّه،عرفني الحلال و الحرام،و أنا افضيت بما علمني ربي من كتابه و حلاله و حرامه إليه.

معاشر الناس:ما من علم إلا و قد احصاه اللّه فيّ،و كل علم علمت فقد احصيته في إمام مبين، و ما من علم إلا علمته عليا و هو الإمام المبين.

معاشر الناس:لا تضلّوا عنه و لا تنفروا منه،و لا تستنكفوا من ولايته،فهو الذي يهدي إلي الحق و يعمل به،و يزهق الباطل و ينهي عنه،و لا تأخذه في اللّه لومة لائم،ثم إنه أول من آمن باللّه و رسوله،و الذي فدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بنفسه،و الذي كان مع رسول اللّه و لا أحد يعبد مع رسول اللّه من الرجال غيره.

معاشر الناس:فضلوه فقد فضله اللّه،و اقبلوه فقد نصبه اللّه.

معاشر الناس:إنه إمام من اللّه،و لن يتوب اللّه علي أحد أنكر ولايته و لن يغفر له،حتما علي اللّه أن يفعل ذلك بمن خالف أمره فيه،و أن يعذبه عذابا نكرا أبد الأبد و دهر الدهور،فاحذروا أن تخالفوه فتصلوا نارا وقودها الناس و الحجارة أعدت للكافرين.ي.

ص: 330


1- سوره 9 - آيه 61
2- التوبة:61.
3- في البحار:أن اسمي القائلين بذلك بأسمائهم.
4- أومأ ايماء:اشار بحاجبه أو بيده.
5- في البحار:ما أنزل اللّه الي.
6- سوره 5 - آيه 67
7- سوره 5 - آيه 67

أيها الناس:بي و اللّه بشر الاوّلون من النبيين و المرسلين و أنا خاتم الأنبياء و المرسلين، و الحجة علي جميع المخلوقين من أهل السموات و الارضين،فمن شك في ذلك فهو كافر كفر الجاهلية الاولي،و من شك في قولي فقد شك في الكل منه،و الشاك في ذلك فله النار.

معاشر الناس:حباني اللّه بهذه الفضيلة منّا منه عليّ و إحسانا منه إليّ،و لا إله إلا هو،له الحمد مني أبد الآبدين و دهر الداهرين علي كل حال.

معاشر الناس:فضلّوا عليا فإنه أفضل الناس بعدي من ذكر و اثني،بنا أنزل اللّه الرزق و بقي الخلق،ملعون ملعون مغضوب مغضوب علي من رد قولي هذا و لم يوافقه،ألا إن جبرائيل خبرني عن اللّه تعالي بذلك و يقول:من عادي عليا و لم يتولّه فعليه لعنتي و غضبي فلتنظر نفس ما قدمت لغد و اتقوا اللّه أن تخالفوه فتزل قدم بعد ثبوتها إن اللّه خبير بما تعملون.

معاشر الناس:إنه جنب اللّه تعالي في كتابه (1): يا حَسْرَتي عَلي ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ (2) (3).

معاشر الناس:تدبروا القرآن و افهموا آياته،و انظروا محكماته،و لا تتبّعوا متشابهه،فو اللّه لن يبين لكم زواجره و لا يوضح لكم تفسيره إلا الذي أنا أخذ بيده و معضده (4)-و شائل بعضده- و معلمكم أن من كنت مولاه فهذا علي مولاه،و هو علي بن أبي طالب أخي و وصيي،و موالاته من اللّه عز و جل أنزلها عليّ.

معاشر الناس:إن عليا و الطيبين من ولدي هم الثقل الأصغر،و القرآن الثقل الاكبر،فكل واحد ينبئ (5)عن صاحبه و موافق له لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض،أمناء اللّه (6)في خلقه و حكماؤه في أرضه.ألا و قد أديت،ألا و قد بلغت،ألا و قد أسمعت،ألا و قد أوضحت،ألا و إن اللّه عز و جل قال و أنا قلت عن اللّه عز و جل،ألا إنه ليس أمير المؤمنين غير أخي هذا،و لا تحل إمرة المؤمنين بعدي لأحد غيره.

ثم ضرب بيده إلي عضده فرفعه،و كان منذ أوّل ما صعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله (7)شال عليا حتي صارت رجله مع ركبة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثم قال:

معاشر الناس:هذا علي أخي و وصيي و واعي علمي و خليفتي علي أمتي و علي تفسير كتابا.

ص: 331


1- في الاحتجاج:انه جنب اللّه الذي ذكر في كتابه.
2- سوره 39 - آيه 56
3- الزمر:56.
4- في الاحتجاج و البحار:و مصعده إلي.
5- في الاحتجاج و البحار:منبئ.
6- في الاحتجاج:هم أمناء اللّه و في البحار:ألا انهم أمناء اللّه.
7- في البحار:و كان منذ أول ما صعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله درجة دون مقامه،فبسط يده نحو وجه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و شال عليا.

اللّه عز و جل و الداعي إليه،و العامل بما يرضاه،و المحارب لأعدائه،و الموالي علي طاعته، و الناهي عن معصيته،خليفة رسول اللّه و أمير المؤمنين و الإمام الهادي،و هو قاتل الناكثين و القاسطين و المارقين بأمر اللّه،أقول:ما يبدل القول لدي بأمر ربي،أقول:اللهم وال من والاه، و عاد من عاداه،و العن من أنكره و اغضب علي من جحد حقه،اللهم إنك أنت أنزلت عليّ في كتابك أن الإمامة لعلي وليّك عند تبياني ذلك،و نصبي إياه بما اكملت لعبادك من دينهم و أتممت عليهم نعمتك و رضيت لهم الإسلام دينا فقلت: وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ (1) (2)اللهم إني اشهدك أني قد بلّغت.

معاشر الناس:إنما أكمل اللّه عز و جل دينكم بامامته فمن لم يأتم به و بمن يقوم مقامه من ولدي من صلبه إلي يوم القيامة و العرض علي اللّه عز و جل فاولئك الذين حبطت أعمالهم و في النار هم خالدون لا يخفف عنهم العذاب و لا هم ينظرون.

معاشر الناس:هذا علي أنصركم لي و احقكم بي و أقربكم إلي و أعزكم عليّ،و اللّه عز و جل و أنا عنه راضيان،و ما نزلت آية رضا إلا فيه،و ما خاطب اللّه الذين آمنوا إلا بدأ به و لا نزلت آية مدح في القرآن إلا فيه،و لا شهد اللّه بالجنة في هَلْ أَتي عَلَي الْإِنْسانِ (3) (4)إلا له،و لا أنزلها في سواه،و لا مدح بها غيره.

معاشر الناس:هو ناصر دين اللّه و المجادل عن رسول اللّه،و هو التقي النقي الهادي المهدي، نبيّكم خير نبي و وصيكم خير وصي (5).

معاشر الناس:ذرية كل نبي من صلبه و ذريتي من صلب عليّ.

معاشر الناس:إنّ إبليس أخرج آدم من الجنة بالحسد فلا تحسدوه فتحبط أعمالكم و تزل أقدامكم،فإن آدم اهبط إلي الأرض بخطيئة واحدة و هو صفوة اللّه عز و جل،فكيف بكم و أنتم أنتم (6)عباد اللّه ما يبغض (7)عليا إلا شقي و لا يتولي به إلا مؤمن تقي،و لا يؤمن به إلا مخلص،في عليّ و اللّه نزلت سورة العصر بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَ الْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إلي آخرها.

معاشر الناس:قد استشهدت اللّه و بلغتكم رسالتي و ما علي الرسول إلا البلاغ المبين.

معاشر الناس: اِتَّقُوا اللّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلاّ وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (8) (9).2.

ص: 332


1- سوره 3 - آيه 85
2- آل عمران:85.
3- سوره 76 - آيه 1
4- الانسان:2.
5- في الاحتجاج:و بنوه خير الأوصياء.
6- في الاحتجاج:و أنتم أنتم و منكم أعداء اللّه؟.
7- في البحار:ألا انه لا يبغض.
8- سوره 3 - آيه 102
9- آل عمران:102.

معاشر الناس: آمِنُوا بِما نَزَّلْنا مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلي أَدْبارِها (1) (2).

معاشر الناس:النور من اللّه عز و جل فيّ،ثم مسلوك في علي (3)ثم في النسل منه إلي القائم المهدي الذي يأخذ بحق اللّه و بكل حق هو لنا،لأن اللّه عز و جل قد جعلنا حجة علي المقصرين و المعاندين و المخالفين و الخائنين و الآثمين و الظالمين من جميع العالمين.

معاشر الناس:انذركم أني رسول اللّه قد خلت من قبلي الرسل أ فإن مت أو قتلت انقلبتم علي أعقابكم و من ينقلب علي عقبيه فلن يضر اللّه شيئا و سيجزي اللّه الشاكرين؛ألا و إن عليا الموصوف بالصبر و الشكر،ثم من بعده ولدي من صلبه.

معاشر الناس:لا تمنّوا علي اللّه إسلامكم فيسخط عليكم فيصيبكم بعذاب من عنده إنه لبالمرصاد.

معاشر الناس:سيكون من بعدي أئمة يدعون إلي النار و يوم القيامة لا ينصرون.

معاشر الناس:إنّ اللّه و أنا بريئان منهم.

معاشر الناس:انهم و أنصارهم و أشياعهم و أتباعهم في الدرك الأسفل من النار و لبئس مثوي المتكبرين ألا انهم أصحاب(الصحيفة)فلينظر أحدكم في صحيفته،قال:فذهب علي الناس إلا شرذمة منهم أمر الصحيفة.

معاشر الناس:إني أدعها امانة و وراثة في عقبي إلي يوم القيامة،و قد بلّغت ما أمرت بتبليغه حجة علي كل حاضر و غائب و علي كل أحد ممن شهد أو لم يشهد ولدا و لم يولد فليبلغ الحاضر الغائب و الوالد الولد إلي يوم القيامة،و سيجعلونها ملكا و اغتصابا،ألا لعن اللّه الغاصبين،و عندها سنفرغ لكم أيها الثقلان فيرسل عليكما شواظ من نار و نحاس فلا تنتصران.

معاشر الناس:إن اللّه عز و جل لم يكن يذركم علي ما أنتم عليه حتي يميز الخبيث من الطيب، و ما كان اللّه ليطلعكم علي الغيب.

معاشر الناس:إنه ما من قرية إلا و اللّه مهلكها بتكذيبها،و كذلك يهلك القري و هي ظالمة كما ذكر اللّه تعالي (4)و هذا عليّ إمامكم و وليّكم،و هو مواعيد اللّه و اللّه يصدق وعده. .

ص: 333


1- سوره 4 - آيه 47
2- النساء:47.
3- في الاحتجاج و البحار:مسلوك في ثم في علي.
4- اشارة الي قوله تعالي في سورة القصص الآية /59 وَ ما كانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُري حَتّي يَبْعَثَ فِي أُمِّها رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِنا وَ ما كُنّا مُهْلِكِي الْقُري إِلاّ وَ أَهْلُها ظالِمُونَ .

معاشر الناس:قد ضلّ قبلكم أكثر الاولين،و اللّه قد أهلك الأولين و هو مهلك الآخرين (1).

معاشر الناس:إن اللّه قد أمرني و نهاني،و قد امرت عليا و نهيته،فعلم الأمر و النهي من ربه عز و جل،فاسمعوا لأمره تسلموا،و أطيعوا تهتدوا،و انتهوا لنهيه ترشدوا،و صيروا إلي مراده و لا تتفرق بكم السبل عن سبيله.

معاشر الناس:أنا صراط اللّه المستقيم الذي أمركم اللّه باتباعه،ثم علي من بعدي،ثم ولدي من صلبه أئمة يهدون بالحق و به يعدلون،ثم قرأ اَلْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (2) (3)الي آخرها و قال:فيّ نزلت و فيهم نزلت و لهم عمّت و إياهم خصّت أولئك أولياء اللّه لا خوف عليهم و لا هم يحزنون:

أَلا إِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (4) ألا إنّ أعداء علي أهل الشقاق العادون،و إخوان الشياطين الذي يوحي بعضهم إلي بعض زخرف القول غرورا،ألا إن أولياؤهم هم المؤمنون الذين ذكرهم في كتابه فقال عز و جل: لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ (5) (6)الي آخر الآية،ألا أولياؤهم الذين وصفهم اللّه عز و جل فقال: اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ لَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَ هُمْ مُهْتَدُونَ (7) (8)ألا إن أولياؤهم الذين يدخلون الجنة آمنين،و تتلقاهم الملائكة بالتسليم أن طبتم فادخلوها خالدين،ألا إن أولياؤهم الذين قال اللّه عز و جل: يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ (9) (10)ألا إن أعداءهم يصلون سعيرا،ألا إن أعداءهم الذين يسمعون لجهنم شهيقا و هي تفور و لها زفير كلما دخلت أمة لعنت اختها،ألا إن أعداءهم الذين قال اللّه عز و جل: كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَ لَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (11) (12)ألا إن أولياءهم الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة و اجر كبير.

معاشر الناس:شتان ما بين السعير و الجنة،عدونا من ذمّه اللّه و لعنه،و ولينا من مدحه اللّه و أحبه.

معاشر الناس:ألا و إني منذر و عليّ هاد. .

ص: 334


1- في الاحتجاج:قال تعالي: أَ لَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ* كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ* وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ .(المرسلات:16-19).
2- سوره 1 - آيه 2
3- الفاتحة:2.
4- سوره 58 - آيه 22
5- سوره 58 - آيه 22
6- المجادلة:22.
7- سوره 6 - آيه 82
8- الانعام:82.
9- سوره 40 - آيه 40
10- المؤمن:40.و نص الآية: فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ .
11- سوره 67 - آيه 8
12- الملك:8-11.و في الاحتجاج: كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَ لَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ* قالُوا بَلي قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنا وَ قُلْنا ما نَزَّلَ اللّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاّ فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ .و في البحار: كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَ لَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ الي قوله: فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ .

معاشر الناس:إني نبي و علي وصيي،ألا إن خاتم الأئمة منا القائم المهدي-صلوات اللّه عليه-ألا إنه الظاهر علي الدين،ألا إنه المنتقم من الظالمين،ألا إنه فاتح الحصون و هادمها،ألا إنه قاتل كل قبيلة من أهل الشرك،ألا إنه المدرك بكل ثار لاولياء اللّه عز و جل،ألا إنه الناصر لدين اللّه، ألا إنه الغراف من بحر عميق،ألا إنه يسم (1)كل ذي فضل بفضله و كل ذي جهل بجهله،ألا إنه خيرة اللّه و مختاره،ألا إنه وارث كل علم و المحيط به،ألا إنه المخبر عن ربه عز و جل و المنبّه بأمر ايمانه،ألا إنه الرشيد السديد،ألا إنه المفوض إليه،ألا إنه قد بشر به من سلف بين يديه،ألا أنه الباقي حجة و لا حجة بعده و لا حق إلا معه،و لا نور إلا عنده،ألا إنه لا غالب له و لا منصور عليه، ألا و إنه ولي اللّه في أرضه و حكمه في خلقه و أمينه في سره و علانيته.

معاشر الناس:قد بينت لكم و أفهمتكم،و هذا علي يفهمكم بعدي،ألا و إن عند انقضاء خطبتي ادعوكم إلي مصافقتي علي بيعته و الاقرار به،ثم مصافقته بعدي،ألا إني قد بايعت اللّه و عليّ قد بايعني،و أنا آخذكم بالبيعة له عن اللّه عز و جل: فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلي نَفْسِهِ (2) (3)الآية.

معاشر الناس: إِنَّ الصَّفا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما (4) (5).

معاشر الناس:فما ورده (6)أهل بيت إلا استغنوا،و لا تخلّفوا عنه إلا افتقروا.

معاشر الناس:ما وقف بالموقف مؤمن إلا غفر اللّه له ما سلف من ذنبه إلي وقته ذلك،فإذا انقضت حجته استونف عمله (7).

معاشر الناس:الحجاج معانون و نفقاتهم مخلّفة اَللّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (8) .

معاشر الناس:حجّوا البيت بكمال الدين و التفقه و لا تتفرقوا (9)عن المشاهد إلا بتوبة و اقلاع.

معاشر الناس:اقيموا الصلاة و آتوا الزكاة كما أمركم اللّه عز و جل،فإن طال عليكم الأمد فقصرتم أو نسيتم فعليّ وليكم و مبين لكم الذي نصبه اللّه عز و جل بعدي،و من خلّفه اللّه مني و منه (10)،يخبركم بما تسألون عنه،و يبين لكم ما لا تعلمون،ألا إن الحلال و الحرام أكثر من أنه.

ص: 335


1- يسم الشيء:يجعل له علامة يعرف بها.
2- سوره 48 - آيه 10
3- الفتح:10.
4- سوره 2 - آيه 158
5- البقرة:158.
6- في الاحتجاج:حجوا البيت فما ورده.
7- في البحار:انقضت حجه استونف عليه عمله.
8- سوره 9 - آيه 120
9- في الاحتجاج و البحار:و لا تنصرفوا.
10- في البحار:و من خلقه اللّه مني و أنا منه.

أحصيها و أعرفها فآمر بالحلال و أنهي عن الحرام في مقام واحد،فأمرت أن آخذ البيعة منكم و الصفقة لكم بقبول ما جئت به عن اللّه عز و جل في علي أمير المؤمنين و الأئمة من بعده الذين هم مني و منه أئمة قائمهم فيهم خاتمهم المهدي الي يوم القيامة الذي يقضي بالحق.

معاشر الناس:كل حلال دللتكم عليه و كل حرام نهيتكم عنه فاني لم أرجع عن ذلك و لم ابدل،ألا فاذكروا ذلك و احفظوه و تواصوا به و لا تبدلوه و لا تغيروه،ألا و إني أجدد القول،ألا فأقيموا الصلاة و آتوا الزكاة و أمروا بالمعروف و انهوا عن المنكر،إنّ رأس الامر بالمعروف ان تنتهوا إلي قولي و تبلغوه من لم يحضره و تأمروه بقبوله و تنهوه عن مخالفته،فإنه أمر من اللّه عز و جل و مني،و لا أمر بمعروف و لا نهي منكر إلا مع إمام معصوم.

معاشر الناس:القرآن يعرفكم إن الأئمة من بعده ولده،و عرفتكم انهم مني و منه حيث يقول اللّه عز و جل: وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ (1) (2)و قلت:لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما.

معاشر الناس:التقوي التقوي،احذروا الساعة كما قال اللّه عز و جل: إِنَّ زَلْزَلَةَ السّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (3) (4)اذكروا الممات و الحساب و الموازين و المحاسبة بين يدي رب العالمين و الثواب و العقاب،فمن جاء بالحسنة أثيب و من جاء بالسيئة فليس له في الجنان نصيب.

معاشر الناس:إنكم اكثر من أن تصافقوني بكف واحدة،أمرني اللّه عز و جل أن آخذ من ألسنتكم الاقرار بما عقدت لعلي بامرة المؤمنين،و من جاء بعده من الأئمة مني و منه علي ما أعلمتكم أن ذريتي من صلبه،فقولوا بأجمعكم إنا سامعون مطيعون راضون منقادون لما بلّغت عن ربنا و ربك في أمر علي و امر ولده من صلبه من الأئمة نبايعك علي ذلك بقلوبنا و أنفسنا و ألسنتنا و أيدينا،علي ذلك نحيا و نموت و نبعث،لا نغير و لا نبدل و لا نشك و لا نرتاب،و لا نرجع عن عهد و لا ننقض الميثاق و نطيع اللّه و نطيعك و عليّا أمير المؤمنين و ولده الأئمة الذين ذكرتهم من ذريتك من صلبه بعد الحسن و الحسين،الذين قد عرفتكم مكانهما مني و محلّهما عندي و منزلتهما من ربي عز و جل،فقد أديت ذلك إليكم و انهما سيّدا شباب أهل الجنة،و أنهما الإمامان بعد أبيهما عليّ و أنا أبوهما قبله،فقولوا:أطعنا اللّه بذلك و إياك و عليّا و الحسن و الحسين و الأئمة الذين ذكرت،عهدا و ميثاقا مأخوذا لأمير المؤمنين من قلوبنا و أنفسنا و ألسنتنا و مصافحة (5)ايدينا-من أدركهما بيده و أقر بهما بلسانه-لا نبتغي بذلك بدلا و لا نري من أنفسناة.

ص: 336


1- سوره 43 - آيه 28
2- الزخرف:28.
3- سوره 22 - آيه 1
4- الحج:1.
5- في الاحتجاج و البحار:و مصافقة.

عنه حولا أبدا (1)أشهدنا اللّه و كفي باللّه شهيدا،و أنت علينا به شهيد،و كل من أطاع ممن ظهر و استتر و ملائكة اللّه و جنوده و عبيده،و اللّه أكبر من كل شهيد.

معاشر الناس:ما تقولون؟فإن اللّه يعلم كل صوت و خافية كل نفس فَمَنِ اهْتَدي فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها (2) (3)و من بايع فانما يبايع اللّه يَدُ اللّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ (4) (5).

معاشر الناس:فاتقوا اللّه و بايعوا عليا أمير المؤمنين و الحسن و الحسين و الأئمة كلمة باقية، يهلك اللّه من غدر،و يرحم من وفي فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلي نَفْسِهِ (6) (7)الآية.

معاشر الناس:قولوا الذي قلت لكم،و سلّموا علي عليّ بامرة المؤمنين،و قولوا: سَمِعْنا وَ أَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَ إِلَيْكَ الْمَصِيرُ (8) (9)و قولوا: اَلْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَ ما كُنّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللّهُ (10) (11).

معاشر الناس:إن فضائل علي بن أبي طالب عند اللّه عز و جل،و قد أنزلها في القرآن أكثر من أن احصيها في مقام واحد فمن أنبأكم بها و عرفها فصدقوه.

معاشر الناس:من يطع اللّه و رسوله و عليا و الأئمة الذين ذكرتهم فقد فاز فوزا عظيما.

معاشر الناس:السابقون إلي مبايعته و موالاته و التسليم عليه بامرة المؤمنين،أولئك الفائزون في جنات النعيم.

معاشر الناس:قولوا ما يرضي اللّه عنكم من القول،فإن تكفروا أنتم و من في الأرض جميعا فَلَنْ يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً (12) (13)اللهم اغفر للمؤمنين و اغضب علي الكافرين و الحمد للّه رب العالمين».

فناداه القوم:سمعنا و أطعنا علي أمر اللّه و أمر رسوله بقلوبنا و ألسنتنا و ايدينا و تداكوا (14)علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و علي عليّ و صافقوا بايديهم،فكان أوّل من صافق رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الاوّل و الثاني و الثالث و الرابع و الخامس و باقي المهاجرين و الأنصار،و باقي الناس علي طبقاتهم و قدر منازلهم، إلي أن صليت العشاء و العتمة في وقت واحد،و واصلوا البيعة و المصافقة ثلاثا و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول،كلما بايع قوم:«الحمد للّه الذي فضّلنا علي جميع العالمين،و صارت المصافقة سنة و رسما يستعملها من ليس له حق فيها».ا.

ص: 337


1- في البحار حولا ابدا،نحن نؤدي ذلك عنك الداني و القاصي من أولادنا و أهلينا.
2- سوره 39 - آيه 41
3- الزمر:39.
4- سوره 48 - آيه 10
5- الفتح:10.
6- سوره 48 - آيه 10
7- الفتح:10.
8- سوره 2 - آيه 285
9- البقرة:285.
10- سوره 7 - آيه 43
11- الاعراف:43.
12- سوره 3 - آيه 144
13- آل عمران:144.
14- تداك عليه القوم:ازدحموا.

و روي عن الصادق عليه السّلام:«انّه لمّا فرغ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من هذه الخطبة رئي في الناس رجل جميل بهي طيب الريح فقال:باللّه ما رأينا كاليوم قط و ما أشد ما يؤكد لابن عمه و إنه لعقد عقدا لا يحله إلا كافر باللّه العظيم و برسوله،ويل طويل لمن حل عقده.

قال:فالتفت إليه عمر حين سمع كلامه فأعجبته هيئته ثم التفت إلي النبي صلّي اللّه عليه و آله و قال:أ ما سمعت ما قال هذا الرجل كذا و كذا؟فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا عمر أ تدري من ذاك الرجل؟قال:لا، قال:ذلك الروح الامين جبرائيل فإياك أن تحلّه،فانك إن فعلت فاللّه و رسوله و ملائكته و المؤمنون منك براء» (1).

و هذه الخطبة متكررة في الكتب و قد ذكرها الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن علي المعروف بابن الفارسي في روضة الواعظين (2).

الحادي و الأربعون: الشيخ الطوسي في التهذيب،عن أبي عبد اللّه بن عياش قال:حدثني أحمد بن زياد الهمداني و علي بن محمد التستري قالا:حدّثنا محمد بن ليث المكي قال:حدثني أبو إسحاق بن عبد اللّه العلوي العريضي قال:دخل في صدري (3)ما الايام التي تصام؟فقصدت مولانا أبا الحسن علي بن محمد عليهما السّلام و هو بصريا (4)و لم أبد ذلك لأحد من خلق اللّه فدخلت عليه فلمّا بصر بي قال عليه السّلام:«يا أبا إسحاق جئت تسألني عن الأيام التي يصام فيهن؟و هي أربعة:أوّلهن يوم السابع و العشرين من رجب يوم بعث اللّه تعالي محمدا صلّي اللّه عليه و آله إلي خلقه رحمة للعالمين،و يوم مولده صلّي اللّه عليه و آله[بمكّة]و هو السابع عشر من شهر ربيع الأول،و يوم الخامس و العشرين من ذي القعدة فيه دحيت الكعبة،و يوم الغدير فيه أقام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أخاه عليّا عليه السّلام علما للناس و إماما من بعده»،قلت:صدقت جعلت فداك لذلك أشهد أنّك حجة اللّه علي خلقه (5).

الثاني و الأربعون: و عنه،عن علي بن إبراهيم،عن أبيه،عن القاسم بن يحيي،عن جده الحسن ابن راشد،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:قلت له:أ للمسلمين (6)عيد غير هذين العيدين؟قال:«نعم يا حسن أعظمهما و أشرفهما»،قال:قلت:و أي يوم هو؟قال:«هو يوم نصب أمير المؤمنين فيه علما للناس»،قال:قلت:جعلت فداك و ما ينبغي لنا أن نصنع فيه؟قال:«تصومه يا حسن و تكثر منن.

ص: 338


1- الاحتجاج:66/1-84.البحار:201/37-219.
2- روضة الواعظين ص 89-99.ط-النجف 1386 ه.
3- في المصدر:و حك في صدري.
4- صريا:قرية علي ثلاثة اميال من المدينة.
5- التهذيب:305/4-306.ط-النجف.
6- في المصدر:جعلت فداك أ للمسلمين.

الصلاة (1)علي محمد و آله و تبرأ إلي اللّه عز و جل ممن ظلمهم،و إن الأنبياء صلوات اللّه عليهم كانت تأمر الأوصياء باليوم الذي يقام فيه الوصي أن يتخذ عيدا»،قال:قلت:فما لمن صامه؟قال:

«صيام ستين شهرا و لا تدع صيام سبعة و عشرين من رجب فإنه اليوم الذي نزلت فيه النبوّة علي محمد صلّي اللّه عليه و آله و ثوابه مثل ستين شهرا لكم» (2).

الثالث و الأربعون: الشيخ الطوسي في التهذيب عن الحسين بن الحسن الحسني قال:حدّثنا محمد بن موسي الهمداني قال:حدّثنا علي بن حسان الواسطي قال:حدّثنا علي بن الحسين العبدي قال:سمعت أبا عبد اللّه الصادق عليه السّلام يقول:«صيام يوم غدير خم يعدل صيام عمر الدنيا لو عاش انسان ثم صام ما عمرت الدنيا لكان له ثواب ذلك،و صيامه يعدل عند اللّه عز و جل في كل عام مائة حجة و مائة عمرة مبرورات متقبلات،و هو عيد اللّه الأكبر،و ما بعث اللّه عز و جل نبيا (3)إلا و تعيّد في هذا اليوم و عرف حرمته،و اسمه في السماء يوم العهد المعهود،و في الأرض يوم الميثاق المأخوذ و الجمع المشهود،و من صلي فيه ركعتين يغتسل عند زوال الشمس من قبل أن تزول مقدار نصف ساعة،يسأل اللّه عز و جل يقرأ في كل ركعة سورة الحمد مرة و عشر مرات قل هو اللّه أحد و عشر مرات آية الكرسي و عشر مرات إنا أنزلناه،عدلت عند اللّه عز و جل مائة ألف حجة و مائة ألف عمرة،و ما سأل اللّه عز و جل حاجة من حوائج الدنيا و حوائج الآخرة إلا قضيت له كائنة ما كانت الحاجة،و إن فاتتك الركعتان و الدعاء قضيتها بعد ذلك،و من فطر فيه مؤمنا كان كمن أطعم فئاما و فئاما و فئاما (4)فلم يزل يعدّ إلي أن عقد بيده عشرا،ثم قال:أ تدري كم الفئام؟ قلت:لا،قال:مائة ألف كل فئام،كان له ثواب من أطعم بعددها من النبيين و الصديقين و الشهداء في حرم اللّه عز و جل و سقاهم في يوم ذي مسغبة و الدرهم فيه بألف ألف درهم.قال:لعلّك تري أن اللّه عز و جل خلق يوما أعظم حرمة منه،لا و اللّه لا و اللّه،ثم قال:و ليكن من قولكم إذ التقيتم أن تقولوا:الحمد للّه الذي أكرمنا بهذا اليوم و جعلنا من الموفين بعهده إلينا و ميثاقه الذي واثقنا به من ولاية ولاة أمره و القوام بقسطه و لم يجعلنا من الجاحدين و المكذبين بيوم الدين.

ثم قال:و ليكن من دعائك في دبر هاتين الركعتين ان تقول: رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنّا (5) إلي قوله: إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ (6) (7).مَ

ص: 339


1- في المصدر:و تكثر فيه الصلاة.
2- التهذيب:305/4.
3- في المصدر:نبيا قط.
4- الفئام:الجماعة من الناس.
5- سوره 3 - آيه 193
6- سوره 3 - آيه 194
7- آل عمران:193.و في المصدر ذكر تمام الآية و هي: رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ كَفِّرْ عَنّا سَيِّئاتِنا وَ تَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ* رَبَّنا وَ آتِنا ما وَعَدْتَنا عَلي رُسُلِكَ وَ لا تُخْزِنا يَوْمَ اَلْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ .

ثم تقول بعد ذلك اللهم إني أشهدك و كفي بك شهيدا و أشهد ملائكتك و حملة عرشك و سكّان سماواتك و ارضك بأنك أنت اللّه لا إله إلاّ انت المعبود الذي ليس من لدن عرشك إلي قرار أرضك معبود يعبد سواك إلا باطل مضمحل غير وجهك الكريم،لا إله إلا أنت المعبود فلا معبود سواك تعاليت عمّا يقول الظالمون علوا كبيرا،و أشهد أن محمدا صلّي اللّه عليه و آله عبدك،و أشهد أن عليا صلوات اللّه عليه أمير المؤمنين و وليهم و مولاهم،ربنا إنا سمعنا بالنداء و صدقنا المنادي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إذ نادي بنداء عنك بالذي أمرته أن يبلغ ما أنزلت إليه من ولاية ولي أمرك فحذرته و أنذرته إن لم يبلغ أن تسخط عليه،و إنه إن بلغ رسالاتك عصمته من الناس فنادي مبلغا وحيك و رسالاتك:ألا من كنت وليه فعلي وليه،و من كنت نبيه فعليّ أميره،ربنا قد أجبنا داعيك النذير المنذر محمدا صلّي اللّه عليه و آله عبدك و رسولك إلي علي بن أبي طالب عليه السّلام الذي أنعمت عليه و جعلته مثلا لبني اسرائيل إنه أمير أمير المؤمنين و مولاهم و وليهم إلي يوم القيامة يوم الدين،فانك قلت إِنْ هُوَ إِلاّ عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَ جَعَلْناهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائِيلَ (1) ربنا آمنا و اتبعنا مولانا و ولينا و هادينا و داعي الأنام و صراطك المستقيم السوي و حجتك و سبيلك الداعي إليك علي بصيرة هو و من اتبعه، سبحان اللّه عما يشركون بولايته و بما يلحدون باتخاذ الولائج دونه،فاشهد يا إلهي أنه الإمام الهادي المرشد الرشيد عليّ أمير المؤمنين،الذي ذكرته في كتابك فقلت وَ إِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (2) (3)لا أشرك معه إماما و لا أتخذ من دونه وليجة اللهم فانا نشهد أنه عبدك الهادي من بعد نبيّك النذير المنذر و صراطك المستقيم و أمير المؤمنين و قائد الغر المحجلين و حجتك البالغة و لسانك المعبر عنك في خلقك و القائم بالقسط من بعد نبيك و ديّان دينك و خازن علمك و موضع سرك و عيبة علمك و أمينك المأمون المأخوذ ميثاقه مع ميثاق رسولك صلّي اللّه عليه و آله من جميع خلقك و بريتك شهادة الاخلاص لك بالوحدانية بانك أنت اللّه الذي لا إله إلا أنت و أن محمدا عبدك و رسولك و عليا أمير المؤمنين،و أن الاقرار بولايته تمام توحيدك و الاخلاص بوحدانيتك و كمال دينك و تمام نعمتك علي جميع خلقك و بريتك فانك قلت و قولك الحق: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (4) (5)اللهم فلك الحمد علي ما مننت علينا من الاخلاص لك بوحدانيتك إذ هديتنا لموالاة وليّك الهادي من بعد نبيك المنذر و رضيت لنا الإسلام دينا بموالاته و اتممت علينا نعمتك التي جددت لنا عهدك و ميثاقك فذكرتنا ذلك و جعلتنا من أهل الاخلاص و التصديق بعهدك و ميثاقك و من أهل الوفاء3.

ص: 340


1- سوره 43 - آيه 59
2- سوره 43 - آيه 4
3- الزخرف:4.
4- سوره 5 - آيه 3
5- المائدة:3.

بذلك،و لم تجعلنا من الناكثين و المنحرفين و المبتكين (1)آذان الانعام و المغيرين خلق اللّه،و من الذين استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر اللّه و صدهم عن السبيل و عن الصراط المستقيم، و اكثر من قولك في يومك و ليلتك أن تقول:اللهم العن الجاحدين و الناكثين و المغيرين و المكذبين بيوم الدين من الأولين و الآخرين.

اللهم فلك الحمد علي إنعامك علينا بالذي هديتنا إلي ولاية ولاة أمرك من بعد نبيّك الأئمة الهداة الراشدين الذين جعلتهم أركان لتوحيدك و اعلام الهدي و منار التقوي و العروة الوثقي و كمال دينك و تمام نعمتك فلك الحمد،آمنا بك و صدقنا نبيك و اتبعنا من بعده النذير و والينا وليهم و عادينا عدوهم و برئنا من الجاحدين و الناكثين و المكذبين إلي يوم الدين.

اللهمّ فكما كان من شأنك يا صادق الوعد يا من لا يخلف الميعاد يا من هو كل يوم في شأن أن أنعمت علينا بموالاة أوليائك المسئول عنها عبادك فانك قلت و قولك الحق: ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (2) (3)و قلت: وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (4) (5)و مننت علينا بشهادة الاخلاص لك بموالاة أوليائك الهداة من بعد النذير المنذر و السراج المنير و اكملت الدين بموالاتهم و البراءة من عدوهم،و أتممت علينا النعمة التي جددت لنا عهدك فذكرتنا ميثاقك المأخوذ منا في مبتدأ خلقك إيانا و جعلتنا من أهل الاجابة،و ذكرتنا العهد و الميثاق و لم تنسنا ذكرك،فانك قلت: وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلي أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلي (6) شهدنا بمنك و لطفك بأنك أنت اللّه لا إله إلاّ أنت ربنا و محمد عبدك و رسولك نبينا و علي أمير المؤمنين و الحجة العظمي و آيتك الكبري و النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون.

اللهم فكما كان من شأنك أن أنعمت علينا بالهداية الي معرفتهم فليكن من شأنك أن تصلي علي محمد و آل محمد و أن تبارك لنا في يومنا هذا الذي ذكرتنا فيه عهدك و ميثاقك و أكملت ديننا و أتممت علينا نعمتك و جعلتنا من أهل الإجابة و الإخلاص بوحدانيتك و من أهل الإيمان و التصديق بولاية أوليائك و البراءة من أعدائك و أعداء أوليائك الجاحدين المكذبين بيوم الدين.

و أن لا تجعلنا من الغاوين و لا تلحقنا بالمكذبين بيوم الدين،و اجعل لنا قدم صدق مع المتقين و تجعل لنا من المتقين إماما إلي يوم الدين،يوم يدعي كلّ اناس بامامهم،و احشرنا في زمرة الهداة المهديين،و أحينا ما احييتنا علي الوفاء بعهدك و ميثاقك المأخوذ منا و علينا لك،و اجعل4.

ص: 341


1- بتك:اي قطع.
2- سوره 102 - آيه 8
3- التكاثر:8.
4- سوره 37 - آيه 24
5- الصافات:24.
6- سوره 7 - آيه 172

لنا مع الرسول سبيلا،و ثبت لنا قدم صدق في الهجرة.

اللهم و اجعل محيانا خير المحيا و مماتنا خير الممات و منقلبنا خير المنقلب حتي توفّانا و أنت عنا راض قد أوجبت لنا حلول جنتك برحمتك و المثوي في دارك و الانابة إلي دار المقامة من فضلك لا يمسنا فيها نصب و لا يمسنا فيها لغوب.ربنا إنك امرتنا بطاعة ولاة أمرك،و أمرتنا أن نكون مع الصادقين فقلت: أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (1) (2)و قلت: اِتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (3) (4)فسمعنا و أطعنا ربنا فثبت أقدامنا و توفّنا مسلمين مصدقين لأوليائك و لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.

اللهم إنّي أسألك بالحق الذي جعلته عندهم و بالذي فضلتهم علي العالمين جميعا أن تبارك لنا في يومنا هذا الذي أكرمتنا فيه و أن تتمّ علينا نعمتك و تجعله عندنا مستقرا و لا تسلبناه أبدا و لا تجعله مستودعا فإنك قلت: فَمُسْتَقَرٌّ وَ مُسْتَوْدَعٌ (5) (6)فاجعله مستقرا و لا تجعله مستودعا، و ارزقنا نصر دينك مع وليّ هاد منصور من أهل بيت نبيك،و اجعلنا معه و تحت رايته شهداء صديقين في سبيلك و علي نصرة دينك».ثم تسأل بعدها حاجتك للآخرة و الدنيا فإنها و اللّه مقضية في هذا اليوم ان شاء اللّه تعالي (7).

قلت:علي هذا نقتصر من روايات الخاصة،و الروايات في قصّة غدير خم لا تحصي من طريق الخاصّة و العامة.

قال الشيخ الفاضل محمد بن علي بن شهرآشوب في فصل قصّة غدير خم من كتابه،قال:

العلماء مطبقون علي قبول هذا الخبر و انما وقع الخلاف في تأويله[و قد بلغ في الانتشار و الاشتهار إلي حد لا يوازي به خبر من الأخبار وضوحا و بيانا و ظهورا و عرفانا حتي لحق في المعرفة و البيان بالعلم بالحوادث الكبار و البلدان فلا يدفعه إلا جاحد و لا يرده إلا معاند و أي خبر من الأخبار جمع في روايته و معرفة طرقه اكثر من ألف مجلد من تصانيف العامة و الخاصة من المتقدمين و المتأخرين] (8)ذكره محمد بن إسحاق (9)،و أحمد البلاذري (10)و مسلم بن الحجاج (11)،و أبو نعيم1.

ص: 342


1- سوره 4 - آيه 59
2- النساء:59.
3- سوره 9 - آيه 119
4- التوبة:119.و نص الآية: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ .
5- سوره 6 - آيه 98
6- الانعام:98.
7- التهذيب:143/3-147.
8- الجملة بين المعقوفتين غير موجودة في النسخة المطبوعة من المصدر.
9- الحافظ محمد بن إسحاق المدني المتوفي 151 ر 152.
10- الحافظ أحمد بن يحيي البلاذري المتوفي 279.
11- الحافظ مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري صاحب الصحيح المتوفي 261.

الاصفهاني (1)،و أبو الحسن الدار قطني (2)،و أبو بكر بن مردويه (3)،و ابن شاهين (4)،و أبو بكر الباقلاني (5)،و أبو المعالي الجويني (6)،و أبو إسحاق الثعلبي (7)،و أبو سعيد الخركوشي (8)،و أبو المظفر السمعاني (9)،و أبو بكر بن شيبة (10)،و علي بن الجعد (11)،و شعبة (12)،و الأعمش،و ابن عيّاش (13)،و ابن السلاح،و الشعبي (14)و الزهري (15)و الاقليشي،و الجعابي (16)و ابن البيع (17)،و ابن ماجة (18)،و ابن عبد ربه (19)و الالكاني،و شريك القاضي (20)،و أبو يعلي الموصلي (21)من عدة طرق، و أحمد بن حنبل من عشرين (22)طريقا،و ابن بطة (23)من ثلاث و عشرين طريقا (24)...

ص: 343


1- الحافظ أحمد بن عبد اللّه أبو نعيم الاصبهاني المتوفي 430.
2- الحافظ علي بن عمر بن أحمد الدار قطني المتوفي 385.
3- الحافظ أحمد بن موسي بن مردويه الاصبهاني أبو بكر المتوفي 416.
4- أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن أيوب البغدادي المتوفي 385.
5- المتكلم القاضي محمد بن الطيب بن محمد أبو بكر الباقلاني المتوفي 403.
6- إمام الحرمين عبد الملك بن عبد اللّه بن يوسف بن عبد اللّه الجويني النيسابوري المتوفي 478.
7- أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري المتوفي 427 ر 37.
8- عبد الملك بن محمد بن إبراهيم النيسابوري الحافظ المفسر المتوفي 407.
9- عبد الرحيم بن عبد الكريم بن محمد بن منصور المروزي الفقيه المحدث المتوفي 617.
10- الحافظ عبد اللّه بن محمد بن أبي شيبة العبسي الكوفي المتوفي 235.
11- الحافظ أبو الحسن علي بن الجعد بن عبيد الهاشمي الجوهري المحدث المتوفي 230.
12- الحافظ شعبة بن الحجاج أبو بسطام الواسطي نزيل البصرة المتوفي 160.
13- أحمد بن محمد بن عبيد اللّه(عبد اللّه)بن الحسن بن عياش الجوهري المتوفي 401.
14- الظاهر هو أحمد بن محمد بن أحمد بن شعيب الشعبي الحنفي المتوفي 357.
15- أبو بكر محمد بن مسلم بن عبيد اللّه القرشي المتوفي 124.
16- أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن سالم التميمي البغدادي المتوفي 355.
17- الحافظ محمد بن عبد اللّه بن محمد أبو عبد اللّه الحاكم الضبي المعروف بابن النيسابوري المتوفي 405.
18- الحافظ أبو عبد اللّه عبد اللّه محمد بن يزيد بن ماجة القزويني المتوفي 273.
19- أبو عمر أحمد بن عبد ربه القرطبي المتوفي 328.
20- شريك بن عبد اللّه أبو عبد اللّه النخعي الكوفي المتوفي 177.
21- الحافظ أحمد بن علي الموصلي أبو يعلي صاحب المسند الكبير المتوفي 307.
22- في المصدر:من اربعين طريقا.
23- الحافظ عبيد اللّه بن محمد العكبري البطي الحنبلي المتوفي 387.
24- في المصدر:و ابن جرير الطبري من نيف و سبعين طريقا في كتاب الولاية.و أبو العباس بن عقدة من مائة و خمس طرق،و أبو بكر الجعابي من مائة و خمس و عشرين طريقا،و قد صنف..

و قد صنف علي بن هلال المهلبي كتاب الغدير،و أحمد بن محمد بن سعيد (1)كتاب من روي خبر غدير خم،[و ابن جرير الطبري كتاب الولاية و هو كتاب غدير خم،و ذكر فيه سبعين طريقا] (2)و مسعود الشجري كتابا في رواة هذا الخبر و طرقها،و استخرج الرازي في كتابه اسماء رواتها علي حروف المعجم (3).

و لقد رواه أبو العباس بن عقدة و قال صاحب الحديث رحمه اللّه:سمعت أبا علي العطار الهمداني يقول:أروي هذا الحديث علي مائتي و خمسين طريقا و قال:قال جدي شهر بن آشوب:سمعت أبا المعالي الجويني يتعجب و يقول:شاهدت مجلّدا ببغداد في يدي صحاف فيه روايات هذا الخبر مكتوبا عليه المجلّدة الثامنة و العشرون من طرق قوله:«من كنت مولاه فعلي مولاه»و يتلوه في المجلّدة التاسعة و العشرين..

اقول:قد ذكر جمع من العلماء الأفاضل أن معني الولي و المولي معني واحد و هو الأولي بالتصرف في امور المسلمين الواجب عليهم طاعته في أوامره و نواهيه،و هو معني الإمام و الخليفة، و استدلوا علي ذلك بادلّة كثيرة يطول الكتاب بذكرها،و ذكر رواة هذا الحديث يطول الكتاب بذكرهم اقتصرنا علي هذا القدر،و من أراد الوقوف علي ذلك ممّا لا مزيد عليه فعليه بكتاب «الشافي»للسيد المرتضي علم الهدي (4)فإنه قد بلغ النهاية في ذلك،و عليه بكتاب الشيخ الفاضل يحيي بن الحسن المعروف بابن البطريق في كتاب«العمدة» (5)و عليه بكتاب«الطرائف» (6)للسيد الجليل أبي القاسم بن طاوس،و كتاب الشيخ محمد بن علي بن شهرآشوب (7)فإن في هذه الكتب بل في بعضها ما هو غنية للمصنف.و اللّه سبحانه و تعالي ولي التوفيق.

و قد ذكروا من رواة هذا الخبر أبا بكر،و عمر،و عثمان،و عبد الرّحمن بن عوف،و طلحة،و الزبير و ساقوا ذكر الرواة من الصحابة و غيرهم.

انتهي القسم الأول من الجزء الأول و يليه القسم الثاني و أوله الباب الثامن عشر.ا.

ص: 344


1- الحافظ أبو العباس بن عقدة المتوفي 333.
2- الجملة بين المعقوفتين غير موجود في المصدر.
3- مناقب آل أبي طالب:25/3.
4- السيد المرتضي ذو المجدين أبو القاسم علي بن الحسين الموسوي النقيب المتوفي 436.
5- الفقيه المتكلم شرف الإسلام شمس الدين يحيي بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمد الاسدي الحلي الواسطي الربعي المتوفي 600.
6- طبع في ايران عام 1302 هج بالقطع الوزيري في 176 صفحة.
7- اشارة إلي كتاب«مناقب آل أبي طالب»يقع في أربعة اجزاء طبع بايران مكررا.

فهرس المطالب

الباب الأول في أن لو لا الخمسة محمد رسول اللّه،و علي،و فاطمة،و الحسن،و الحسين ما خلق اللّه آدم،و لا الجنة،و لا النار،و لا العرش،و لا الكرسي،و لا السماء و لا الأرض،و لا الملائكة و لا الانس،و لا الجن،و هم الخمسة الاشباح،و أن رسول اللّه،و أمير المؤمنين عليا خلقا من نور واحد و خلق ملائكة من نور وجه علي 25

الباب الثاني لو لا محمد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و علي وصيه الإمام و الأئمة الاحد عشر من ولده ما خلق اللّه تعالي الخلق،و هم من نور واحد 34

الباب الثالث في أن ميلاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام في الكعبة المشرّفة 50

الباب الرابع في أن ميلاده عليه السّلام في الكعبة من طريق الخاصة 52

الباب الخامس في نسبه عليه السلام 55

الباب السادس في تكنيته عليه السلام بأبي تراب 57

ص: 345

الباب السابع في تكنيته عليه السّلام بأبي تراب 60

الباب الثامن في أنه أمير المؤمنين و سيد المسلمين و أمير البررة 62

الباب التاسع في أنه عليه السّلام أمير المؤمنين و سيد المسلمين و الإمام و الحجة و الخليفة و الوصي 84

الباب العاشر في أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و الأئمة الاثني عشر عليهم السّلام حجج اللّه علي خلقه 102

الباب الحادي عشر في أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و الأئمة الاثنا عشر حجج اللّه علي خلقه 108

الباب الثاني عشر في نص رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي علي بن أبي طالب عليه السّلام بانه الإمام بعده و بنيه الأحد عشر صلوات اللّه عليهم بأنهم الأئمة الاثنا عشر بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و خلفاؤه و أوصياؤه 118

الباب الثالث عشر في نص رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي أمير المؤمنين بأنه الإمام بعده و بنيه الاحد عشر و هم الأئمة الاثنا عشر و خلفاؤه و أوصياؤه صلي اللّه عليه و آله 165

فصل في النص علي أمير المؤمنين عليه السّلام في جملة الأئمة الاثني عشر 193

ص: 346

الباب الرابع عشر في نص رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي علي بن أبي طالب عليه السّلام بأنّه الخليفة بعده و أنّ الخلفاء بعد علي عليه السّلام بنوه الأحد عشر،و هم الأئمة الاثنا عشر و الخلفاء 223

الباب الخامس عشر في نص رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي أمير المؤمنين و بنيه الاحد عشر بأنهم الخلفاء و الأوصياء بعده صلوات اللّه عليهم 243

الباب السادس عشر في النص علي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في غدير خم بالولاية المقتضية للامارة و الإمامة في قوله صلّي اللّه عليه و آله من كنت مولاه فعلي مولاه 267

الباب السابع عشر في نص رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بالولاية المقتضية للامارة و الإمامة بغدير خم 305

فهرس المطالب 345

ص: 347

المجلد 2

اشارة

پديدآوران: بحراني، سيد هاشم بن سليمان (نويسنده) / عاشور، علي (محقق)

ناشر:مؤسسة التاريخ العربي

مكان :نشربيروت - لبنان

سال نشر:1422 ق يا 2001 م

چاپ: 1

موضوع: احاديث اهل سنت - قرن 12ق. / احاديث شيعه - قرن 12ق. / امامت - احاديث / خاندان نبوت - احاديث اهل سنت / علي بن ابي طالب(ع)، امام اول، 23 قبل از هجرت - 40ق. - اثبات خلافت / علي بن ابي طالب(ع)، امام اول، 23 قبل از هجرت - 40ق. - احاديث / ولايت - احاديث

زبان:عربي

تعداد : جلد7

كد كنگره : BP 223/54 /ب 3 غ 2

ص: 1

اشارة

ص: 2

بسم الله الرحمن الرحيم

ص: 3

ص: 4

الجزء الثاني

تتمة المقصد الأول

اشارة

بسم اللّه الرحمن الرحيم

الباب الثامن عشر: في النصّ علي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام بأنّه الوليّ في قوله تعالي

إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (1) .

من طرق العامّة و فيه أربعة و عشرون حديثا الحديث الأوّل: قال الثعلبي:قال السدّي و عتبة بن أبي حكيم و غالب بن عبد اللّه:إنّما عني بقوله: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (2) عليّ بن أبي طالب عليه السّلام لأنّه مرّ به سائل و هو راكع في المسجد فأعطاه خاتمه (3).

ثمّ قال الثعلبي:أخبرنا أبو الحسن محمد بن القاسم الفقيه قال:حدّثنا عبد اللّه بن أحمد الشعراني قال:أخبرنا أبو عليّ أحمد بن عليّ بن رزين قال:حدّثنا المظفر بن الحسن الأنصاري قال:

حدّثنا السرّيّ بن عليّ الورّاق،حدّثنا يحيي بن عبد الحميد الحماني عن قيس بن الربيع عن الأعمش عن عباية بن الربعي قال:بينا عبد اللّه بن عباس رضي اللّه عنه جالس علي شفير زمزم يقول:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إذ أقبل رجل معتم بعمامة فجعل ابن عباس لا يقول:قال رسول اللّه إلاّ و قال الرجل:

قال رسول اللّه،فقال له ابن عباس:سألتك باللّه ممن أنت؟

قال:فكشف العمامة عن وجهه و قال:يا أيّها الناس من عرفني فقد عرفني و من لم يعرفني فأنا جندب بن جنادة البدري أبو ذر الغفاري سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بهاتين و إلاّ صمّتا و رأيته بهاتين و إلاّ فعميتا يقول:عليّ قائد البررة و قاتل الكفرة منصور من نصره مخذول من خذله،أمّا إنّي صلّيت مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوما من الأيام صلاة الظهر،فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد فرفع السائل يده إلي السماء و قال:اللّهمّ أشهد إنّي سألت في مسجد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلم يعطني أحد شيئا،و كان عليّ راكعا فأومئ إليه بخنصره اليمني و كان يتختّم فيها،فأقبل السائل حتّي أخذ الخاتم من خنصره و ذلك بعين النبيّ صلّي اللّه عليه و آله،فلمّا فرغ من صلاته رفع رأسه إلي السماء و قال:اللهم إنّ موسي سألك فقال:

ص: 5


1- سوره 5 - آيه 55
2- سوره 5 - آيه 55
3- تفسير الثعلبي المخطوط:74.

رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَ يَسِّرْ لِي أَمْرِي وَ احْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي وَ اجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي اُشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَ أَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (1) فأنزلت عليه قرأنا ناطقا، سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَ نَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما بِآياتِنا (2) «اللّهمّ و أنا محمّد نبيّك و صفيّك اللّهمّ و أشرح لي صدري و يسّر لي أمري و أجعل لي وزيرا من أهلي عليّا أشدد به ظهري».

قال أبو ذر:فما استتم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الكلمة حتّي نزل عليه جبرائيل عليه السّلام من عند اللّه تعالي فقال:

يا محمد اقرأ.قال:و ما اقرأ؟قال: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (3) (4).

الثاني: و من الجمع بين الصحاح الستّة لرزين من الجزء الثالث في تفسير سورة المائدة قوله تعالي: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (5) .

من صحيح النسائي عن ابن سلام قال:أتيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقلت إن قومنا حادونا لما صدقنا اللّه و رسوله و أقسموا أن لا يكلموننا فأنزل اللّه تعالي: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (6) الآية،ثمّ أذن بلال لصلاة الظهر فقام الناس يصلّون فمن بين ساجد و راكع إذا سائل يسأل فأعطاه عليّ خاتمه و هو راكع،فأخبر السائل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقرأ علينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ وَ مَنْ يَتَوَلَّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغالِبُونَ (7) (8).

الثالث: من مناقب الفقيه ابن المغازلي الشافعي في تفسير قوله تعالي إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (9) .

قال:أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان قال:أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن إذنا،حدّثنا الحسين بن شاذان البزاز بن عليّ العدوي قال:حدّثنا سلمة بن شبيب قال:حدّثنا عبد الرزاق قال:

مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالي: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (10) .

قال:نزلت في عليّ عليه السّلام (11).

الرابع: ابن المغازلي الفقيه الشافعي قال:أخبرنا أبو نصر أحمد بن موسي الطحان إجازة عن القاضي أبي الفرج الحنوطي،حدّثنا عبد الحميد بن موسي القناد،حدّثنا محمد بن إسحاق

ص: 6


1- سوره 20 - آيه 25
2- سوره 28 - آيه 35
3- سوره 5 - آيه 55
4- تفسير الثعلبي المخطوط:74،و الآية في سورة المائدة:55.
5- سوره 5 - آيه 55
6- سوره 5 - آيه 55
7- سوره 5 - آيه 55
8- انظر:تفسير الدر المنثور:293/2.و مذكور بمضمونه في شواهد التنزيل:180/1.
9- سوره 5 - آيه 55
10- سوره 5 - آيه 55
11- مناقب ابن المغازلي:311 ح 354،و أخرجه الطبري في تفسير:165/6.

الخزان،حدّثنا عبد اللّه بن بكار،حدّثنا جنيدي أبي الفضل عن محمد بن الحسن عن أبيه عن جدّه عن عليّ عليه السّلام في قوله تعالي: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا (1) قال: اَلَّذِينَ آمَنُوا (2) عليّ بن أبي طالب عليه السّلام (3).

الخامس: ابن المغازلي الفقيه الشافعي قال:أخبرنا أحمد بن محمد بن طاوان إذنا أن أبا أحمد عمر بن عبد اللّه بن شوذب حدّثهم قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا إبراهيم بن عبد السلام قال:حدّثنا محمد بن عمر بن بشير العسقلاني قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا مطّلب بن زياد عن السدي عن أبي عيسي عن ابن عباس قال:مرّ سائل بالنبيّ صلّي اللّه عليه و آله و في يده خاتم قال:من أعطاك هذا الخاتم؟قال:

ذاك الراكع و كان عليّ يصلّي،فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله«الحمد للّه الذي جعلها فيّ و في أهل بيتي» إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا (4) الآية،و كان علي خاتمه الذي تصدق به،سبحان من فخري بأنّي له عبد. (5)

السادس: ابن المغازلي قال:أخبرنا أحمد بن محمد بن طاوان قال:أخبرنا أبو أحمد عمر بن عبد اللّه بن شوذب قال:حدّثنا محمد بن أحمد العسكري الدقاق قال:حدّثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال:حدّثنا عبادة قال:حدّثنا عمر بن ثابت عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس قال:كان عليّ راكعا فجاءه مسكين فأعطاه خاتمه،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله«من أعطاك هذا؟».

فقال أعطاني هذا الراكع،فأنزل اللّه هذه الآية إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا (6) الي آخر الآية (7).

السابع: ابن المغازلي قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن طاوان إذنا أن أبا أحمد عمر بن عبد اللّه بن شوذب أخبرهم قال:حدّثنا محمد بن جعفر بن محمد العسكري قال:حدّثنا محمد بن عثمان قال:

حدّثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون قال:حدّثنا عليّ بن عابس قال:دخلت أنا و أبو مريم علي عبد اللّه بن عطاء قال أبو مريم:حدّث عليّ بالحديث الذي حدّثتني عن أبي جعفر قال:كنت عند أبي جعفر جالسا،إذ مرّ عليه ابن عبد اللّه بن سلام قلت:جعلني اللّه فداك هذا ابن الذي عنده علم الكتاب قال:لا و لكنّه صاحبكم عليّ بن أبي طالب الذي أنزلت فيه آيات من كتاب اللّه عزّ و جلّ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (8) و أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (9) و إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ (10)

ص: 7


1- سوره 5 - آيه 55
2- سوره 5 - آيه 55
3- المصدر:ح 355،و تفسير الدر المنثور:293/2.
4- سوره 5 - آيه 55
5- المصدر:ح 356،و تفسير الدرّ المنثور:293/2،و جامع الأصول:478/9.
6- سوره 5 - آيه 55
7- مناقب ابن المغازلي:313 ح 357،و أسباب النزول للواحدي:148.
8- سوره 13 - آيه 43
9- سوره 11 - آيه 17
10- سوره 5 - آيه 55

وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا (1) الآية (2).

الثامن: من صحيح النسائي عن ابن سلام قال:أتيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقلنا إنّ قومنا حادّونا لمّا صدقنا اللّه و رسوله و أقسموا أن لا يكلّمونا،فأنزل اللّه تعالي: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (3) الآية،ثمّ أذّن بلال لصلاة الظهر فقام الناس يصلّون فمن بين ساجد و راكع إذا سائل يسأل،فأعطي عليّ خاتمة و هو راكع،فأخبر السائل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقرأ علينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ وَ مَنْ يَتَوَلَّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغالِبُونَ (4) . (5)

التاسع: صدر الأئمّة عند المخالفين أخطب خوارزم موفق بن أحمد قال:أخبرني الشيخ الزاهد عليّ بن أحمد بن العاصي،أخبرنا القاضي الإمام شيخ القضاة الزاهد إسماعيل بن أحمد الواعظ، حدّثنا والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي،حدّثنا أبو عبد اللّه الحافظ،حدّثنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه الصفّار،حدّثنا أبو يحيي عبد اللّه بن سلم الرازي الأصبهاني،حدّثنا يحيي بن جريش،حدّثنا يحيي بن عبد اللّه بن عمر بن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال:نزلت هذه الآية علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (6) ،فخرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و دخل المسجد و الناس يصلّون ما بين راكع و ساجد و إذا سائل فقال:يا سائل هل أعطاك أحد شيئا؟

قال:لا إلاّ هذا الراكع-يعني عليّا-أعطاني خاتما (7).

العاشر: موفق بن أحمد في جواب مكاتبة معاوية إلي عمرو بن العاص،قال عمرو بن العاص:

لقد علمت يا معاوية ما أنزلت في كتابه في عليّ من الآيات المتلوات في فضائله التي لا يشركه فيها أحد كقوله تعالي: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَ يَخافُونَ (8) إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (9) أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (10) و قد قال اللّه تعالي: رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ (11) ،و قد قال اللّه تعالي لرسوله: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (12) (13).

الحادي عشر: موفق بن أحمد قال:أخبرنا الإمام الأجل شمس الدين سراج الأئمّة أبو الفرج محمد بن أحمد المكي،حدّثنا الشيخ الإمام الزاهد أبو محمد إسماعيل بن عليّ بن إسماعيل،

ص: 8


1- سوره 5 - آيه 55
2- مناقب ابن المغازلي:ح 358،و تفسير القرطبي:336/9.
3- سوره 5 - آيه 55
4- سوره 5 - آيه 55
5- مذكور بمضمونه في تفسير الدر المنثور:293/2،شواهد التنزيل:180/1.
6- سوره 5 - آيه 55
7- المناقب /266ح 248.
8- سوره 76 - آيه 7
9- سوره 5 - آيه 55
10- سوره 11 - آيه 17
11- سوره 33 - آيه 23
12- سوره 42 - آيه 23
13- المناقب /200ح 240.

حدّثنا السيّد الأجل الإمام المرشد باللّه أبو الحسين يحيي بن الموفق باللّه،حدّثنا أبو أحمد محمد ابن عليّ المؤدب المعروف بالمكفوف بقراءتي عليه،حدّثنا أبو محمد عبد اللّه بن جعفر،حدّثنا الحسين بن محمد بن أبي هريرة،حدّثنا عبد اللّه بن عبد الوهاب،حدّثنا محمد بن الأسود عن مروان بن محمد عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال:أقبل عبد اللّه بن سلام و معه نفر من قومه ممّن قد آمن بالنبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقالوا:يا رسول اللّه إن منازلنا بعيدة و ليس لنا مجلس و لا متحدّث دون هذا المجلس،و إن قومنا لمّا رأونا قد آمنّا باللّه و رسوله و قد صدّقناه رفضونا و آلوا علي أنفسهم أن لا يجالسونا و لا يناكحونا و لا يكلّمونا و قد شقّ ذلك علينا،فقال لهم النبيّ صلّي اللّه عليه و آله إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (1) .

ثمّ إنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله خرج إلي المسجد و الناس بين قائم و راكع و بصر بسائل،فقال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:هل أعطاك أحد شيئا؟

قال:نعم خاتم من ذهب.

فقال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:من أعطاكه؟

فقال:ذلك القائم-و أومأ بيده إلي عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه.

فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:علي أيّ حال أعطاك؟

قال:أعطاني و هو راكع،فكبّر النبيّ صلّي اللّه عليه و آله ثمّ قرأ وَ مَنْ يَتَوَلَّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغالِبُونَ (2) .

فأنشأ حسّان بن ثابت يقول:

أبا حسن تفديك نفسي و مهجتي و كلّ بطيء في الهدي و مسارع

أ يذهب مدحي و المحبر ضائعا و ما المدح في جنب الإله بضائع

فأنت الّذي أعطيت إذ كنت راكعا فدتك نفوس القوم يا خير راكع

فأنزل فيك اللّه خير و لآية و بيّنها في محكمات الشرائع (3)

الثاني عشر: الشيخ إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامّة قال:أخبرنا جعفر بن محمد العلوي،حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن محمد البيع أخبرني محمد بن عليّ دحيم الشيباني حدّثنا أحمد بن حازم،حدّثنا عاصم بن يوسف اليربوعي عن سفيان بن إبراهيم الحريري عن أبيه عن أبي صادق قال:قال عليّ صلوات اللّه عليه:«أصول الإسلام ثلاثة لا ينفع واحدة منهن دون

ص: 9


1- سوره 5 - آيه 55
2- سوره 5 - آيه 56
3- المناقب:264،ح 246.

صاحبتها:الصلاة و الزكاة و الموالاة».

قال الواحدي:و هذا منتزع من قوله تعالي: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (1) .

و ذلك أنّ اللّه تعالي أثبت المولاة بين المؤمنين،ثمّ لم يصفهم إلاّ بإقامة الصلاة و إيتاء الزكاة فقال:

اَلَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ (2) فمن والي عليّا فقد والي اللّه و رسوله،و ذكر تعالي في آية اخري أنّه حبّبه إلي عباده المؤمنين فقال: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا (3) .

قال الواحدي:أنبأنا سعيد بن محمد بن إبراهيم الحرثي،حدّثنا أبو بكر محمد بن أحمد الجرجرائي،حدّثنا أبو محمد الحسن بن عبد اللّه العبيدي،حدّثنا عبد اللّه بن سلمة،حدّثنا مالك بن أنس عن يزيد بن أسلم عن عطا عن ابن عباس في قوله تعالي: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا (4) .

قال:نزلت في عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ما من مسلم إلاّ و لعليّ في قلبه محبّة.

قال الواحدي:أنبأنا إسماعيل بن إبراهيم بن محمويه،حدّثنا يحيي بن محمد العلوي،حدّثنا أبو عليّ الصوّاف ببغداد،حدّثنا الحسن بن عليّ بن الوليد بن النعمان الفارسي،حدّثنا إسحاق بن بشر عن خالد بن زيد عن حمزة الزيات عن أبي إسحاق عن البراء قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا عليّ قلّ اللّهمّ أجعل لي عندك عهدا و أجعل لي في صدور المؤمنين مودّة»،فأنزل اللّه تعالي: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا (5) .

قال:نزلت في عليّ بن أبي طالب عليه السّلام (6).

الثالث عشر: الحمويني هذا قال:أخبرنا الشيخ الصالح جمال الدين أحمد بن محمد بن محمد المعروف بمذكويه القزويني بقراءتي عليه بها في الخانقان الإمامي،ضحوة يوم الاحد ثاني ذي القعدة سنة سبع و ثمانين و ست مائة قلت له:أخبرك الشيح الإمام إمام الدين أبو القاسم عبد الكريم الرافعي القزويني إجازة،قال:نعم قرأت علي الإمام أحمد بن إسماعيل قال:أنبأنا الإمام أبو الأسعد هبة الرّحمن عبد الواحد القسري و أبو المظفر عبد المنعم بن أبي القاسم عبد الكريم القسري إجازة

قال:أنبأنا الاستاذ زين الإسلام أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القسري،أنبأنا أبو محمد عبد اللّه بن يوسف الأصفهاني،أنبأنا أبو الحسن عليّ بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة،أنبأنا

ص: 10


1- سوره 5 - آيه 55
2- سوره 5 - آيه 55
3- سوره 19 - آيه 96
4- سوره 19 - آيه 96
5- سوره 19 - آيه 96
6- فرائد السمطين:/79/1ب /14ح 49-50-51.

الخضر بن الهمدان الهاشمي،أنبأنا أبو هدبة إبراهيم بن هدبة،أنبأنا أنس بن مالك،أن سائلا أتي المسجد و هو يقول من يقرض الملي الوفي،و عليّ صلوات اللّه عليه و آله راكع يقول بيده خلفه للسائل أن اخلع الخاتم من يدي قال:فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:يا عمر وجبت.

قال:بأبي و أمّي يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ما وجبت؟

قال:وجبت له الجنّة و اللّه ما خلعه من يده حتّي خلعه[اللّه]من كلّ ذنب و من كلّ خطيئة. (1)

الرابع عشر: الحمويني قال:أخبرني الشيخ الإمام العلامة مجد الدين أبو الحسن محمد بن يحيي بن الحسين بن عبد الكريم الكرجي القزويني بقراءتي في داره بمدينة قزوين قلت له:أخبرك الشيخ الإمام رضي الدين المؤيد بن محمد بن عليّ المقري الطوسي إجازة قال:نعم،قال:أنبأنا جدي لأمي أبو العباس محمد بن العباس العصاري المعروف بعباسة سماعا عليه قال:أنبأنا القاضي أبو سعيد الفرج زادي النوقاني قال:أنبأنا الأستاذ الإمام أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي قال:سمعت أبا منصور الحمشادي يقول سمعت محمد بن عبد اللّه«ح» (2).

و أخبرنا أبو الحسن محمد بن القاسم بن أحمد الفقيه،حدّثنا أبو محمد عبد اللّه بن أحمد الشعراني،أنبأنا أبو عليّ أحمد بن عليّ بن رزين،حدّثنا المظفر بن الحسن الأنصاري قال:حدّثنا السندي بن عليّ الفراق،نبأنا يحيي بن عبد الحميد الحماني عن قيس بن الربيع عن الأعمش عن عباية بن ربعي قال:بينا عبد اللّه بن عباس جالس علي شفير زمزم فجعل ابن عباس لا يقول:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلاّ قال الرجل:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فقال ابن عباس:

سألتك باللّه من أنت؟

قال:فكشف العمامة عن وجهه و قال:يا أيّها الناس من عرفني فقد عرفني و من لم يعرفني فأنا جندب بن جنادة البدريّ أبو ذر الغفاريّ...و ذكر الحديث الذي في أوّل الباب (3).

الخامس عشر: الحمويني قال:أنبأني جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد الموسوي، أنبأنا النقيب أبو طالب عبد الرّحمن بن عبد السميع الهاشمي إجازة،أنبأنا شاذان بن جبرائيل القمّي قراءة عليه،أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد العزيز القمي،أنبأنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمد بن عليّ التظيري (4)قال:أنبأنا أبو الفتح إسماعيل بن الإخشيد السراج فيما قرأت عليه قال:

أنبأنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم قال:نبأنا أبو محمد بن جبان قال:نبأنا الحسن بن

ص: 11


1- فرائد السمطين:/187/1ب /39ح 149.
2- يعني حيلولة لسند آخر.
3- فرائد السمطين:/191/1ب /39ح 151.
4- في المصدر:أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن عليّ النطنزي.

محمد بن أبي هريرة قال:نبأنا عبد اللّه بن عبد الوهاب قال:نبأنا محمد بن الأسود قال:نبأنا محمد ابن مروان عن محمد ابن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس قال:أقبل عبد اللّه بن سلام و معه نفر من قومه،و ذكر الحديث الحادي عشر السابق (1).

السادس عشر: الحمويني قال:أخبرني محمد بن يعقوب بن أبي الفرج إذنا عن عبد الرّحمن بن عبد السميع إجازة عن شاذان القمي قراءة عليه عن محمد بن عبد العزيز عن محمد بن أحمد بن عليّ قال:أنبأنا أبو عليّ الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد المقري بقراءتي عليه،حدّثنا أبو نعيم الحافظ قال:نبأنا سليمان بن أحمد في معجمه الأوسط قال:نبأنا محمد بن عليّ الصائغ قال:نبأنا خالد بن يزيد العمري قال:نبأنا إسحاق بن عبد اللّه بن محمد بن عليّ بن الحسن بن عليّ عن الحسن بن زيد عن أبيه زيد بن الحسن عن جده قال:سمعت عمار بن ياسر رضي اللّه عنه يقول:وقف لعلي ابن أبي طالب عليه السّلام سائل و هو راكع في صلاة التطوع فنزع خاتمه و أعطاه السائل،فأتي رسول اللّه فأعلمه ذلك،فنزلت علي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله هذه الآية إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (2) فقرأها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثمّ قال:«من كنت مولاه فعليّ مولاه» (3).

السابع عشر: الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه بن إسحاق بن موسي بن مهران الاصفهاني في كتابه الموسوم بنزول القرآن في أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام بالإسناد عن ابن صالح عن ابن عباس قال:أقبل عبد اللّه بن سلام و معه نفر من قومه فيمن قد آمنوا بالنبيّ صلّي اللّه عليه و آله قالوا:يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إن منازلنا بعيدة و ليس لنا مجلس و لا متحدث دون هذا المجلس،و إنّ قومنا لما رأونا آمنّا باللّه و رسوله و صدقناه رفضونا و آلوا علي أنفسهم أن لا يجالسونا و لا يناكحونا و لا يكلّمونا فشقّ ذلك علينا فقال لهم النبيّ صلّي اللّه عليه و آله: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ (4) الآية.

ثمّ إن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله خرج إلي المسجد و الناس من بين يديه ما بين قائم و راكع،فبصر بسائل يسأل فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:هل أعطاك أحد شيئا؟

فقال:نعم خاتم.

فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:من أعطاكه؟

قال:ذاك القائم و أومأ بيده إلي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام.

فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله«علي أيّ حال أعطاكه»؟

قال:أعطاني و هو راكع،فكبّر النبيّ صلّي اللّه عليه و آله ثمّ قرأ: مَنْ يَتَوَلَّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا (5) .

ص: 12


1- فرائد السمطين:/193/1ب /39ح 152.
2- سوره 5 - آيه 55
3- فرائد السمطين:/194/1ب /39ح 153.
4- سوره 5 - آيه 55
5- سوره 5 - آيه 56

فأنشد حسّان بن ثابت يقول في ذلك:

أبا حسن تفديك نفسي و مهجتي و كلّ بطيء في الهواء و مسارع

و قد تقدّمت الأبيات و قيل في ذلك:

أوفي الصلاة مع الزّكاة أقامها و اللّه يرحم عبده الصبّارا

من ذا بخاتمه تصدّق راكعا و أسرّه في نفسه إسرارا

من كان بات علي فراش محمّد و محمّد أسري يوم الغارا

من كان جبرائيل يقوم يمينه يوما و ميكال يقوم يسارا

من كان في القرآن سمّي مؤمنا في تسع آيات جعلن كبارا (1)

الثامن عشر: الحافظ أبو نعيم يرفعه إلي زيد بن الحسن عن أبيه قال:سمعت عمّار بن ياسر رضي اللّه عنه يقول:وقف لعليّ عليه السّلام سائل و هو راكع في صلاة التطوّع فنزع خاتمه فأعطاه،فأتي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فأعلمه،فنزلت هذه الآية: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ (2) الآية (3).

التاسع عشر: الحافظ أبو نعيم بإسناده عن الضحاك عن ابن عباس في قوله عزّ و جلّ: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا (4) ،يريد عليّ بن أبي طالب بالّذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون.

قال عبد اللّه بن سلام:يا رسول اللّه،أنا رأيت عليّ بن أبي طالب تصدّق بخاتمه و هو راكع علي محتاج فنحن نتولاّه (5).

العشرون: الحافظ أبو نعيم عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال:كان النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يتوضّأ للصلاة فنزلت عليه إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ (6) الآية،فتوجّه النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و خرج إلي المسجد فاستقبل سائلا فقال:من تركت في المسجد؟

فقال له:رجلا تصدّق عليّ بخاتمه و هو راكع.

فدخل النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فإذا هو عليّ (7).

الحادي و العشرون: أبو نعيم رفعه إلي أبي الزبير عن جابر رضي اللّه عنه قال:جاء عبد اللّه بن سلام و أنا معه يشكون مجانبة الناس إيّاهم منذ أسلموا،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ابغوا إليّ سائلا،فدخلنا المسجد

ص: 13


1- أسباب النزول للواحدي:133،و شواهد التنزيل للحسكاني:243/1.
2- سوره 5 - آيه 55
3- شواهد التنزيل للحسكاني:223/1.
4- سوره 5 - آيه 55
5- أحكام القرآن للجصاص:557/2.شواهد التنزيل للحسكاني:219/1.
6- سوره 5 - آيه 55
7- انظر:تفسير ابن كثير:74/2.و شواهد التنزيل:222/1.

فدنا سائل إليه فقال له:أعطاك أحد شيئا؟

قال:نعم،مررت برجل راكع فأعطاني خاتمه.

قال:فاذهب فأرني.

قال:فذهبنا فإذا عليّ قائم،فقال:هذا،فنزلت: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ (1) الآية (2).

الثاني و العشرون: الحافظ أبو نعيم بإسناده يرفعه إلي عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس رضي اللّه عنه عن قول اللّه تعالي: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ (3) .نزلت في عليّ بن أبي طالب عليه السّلام (4).

الثالث و العشرون: الحافظ أبو نعيم بإسناده يرفعه إلي موسي بن قيس الحضرمي عن سلمة بن كهيل قال:تصدّق عليّ عليه السّلام بخاتمه و هو راكع،فنزلت: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ (5) الآية (6).

الرابع و العشرون: الحافظ أبو نعيم يرفعه إلي عوف بن عبيد بن أبي رافع عن أبيه عن جده قال:

دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو نائم إذ يوحي إليه،و إذا حية في جنب البيت فكرهت أن أقتلها و أوقظه،فاضطجعت بينه و بين الحية فإن كان شيء كان في دونه،فاستيقظ و هو يتلو هذه الآية إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ (7) ،قال:الحمد للّه فإنّي إلي جانبه فقال:لما اضطجعت هاهنا؟

قلت:لمكان هذه الحيّة.

قال:قم إليها فاقتلها،فقتلتها،ثمّ أخذ بيدي فقال:يا أبا رافع سيكون بعدي قوم يقاتلون عليّا، حق علي اللّه جهادهم فمن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه ليس وراء ذلك. (8)

قال ابن شهرآشوب في كتاب الفضائل في باب النصوص علي إمامة أمير المؤمنين عليه السّلام في فصل قوله تعالي: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا (9) الآية.

قال:أجمعت الأمّة إنّ هذه الآية نزلت في أمير المؤمنين عليه السّلام (10)،و سيأتي إن شاء اللّه تعالي مزيد في ذلك في الباب الآتي.

ص: 14


1- سوره 5 - آيه 55
2- أسباب النزول للواحدي:192-133،و شواهد التنزيل:225/1.
3- سوره 5 - آيه 55
4- تفسير الدرّ المنثور:293/2.
5- سوره 5 - آيه 55
6- تاريخ دمشق:357/42 ط.دار الفكر،و زاد المسير:292/2.
7- سوره 5 - آيه 55
8- مجمع الزوائد:134/9،و المعجم الكبير:321/1،و كنز العمّال:102/15،ح 40266.
9- سوره 5 - آيه 55
10- مناقب آل أبي طالب:208/2.

الباب التاسع عشر: في النصّ علي أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام و بنيه الأئمّة الأحد عشر بالولاية

في قوله تعالي: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (1) .

من طريق الخاصّة و فيه تسعة عشر حديثا الحديث الأوّل: محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلي بن محمد عن أحمد بن محمد بن الحسن بن محمد الهاشمي عن أبيه عن أحمد بن عيسي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في قول اللّه عزّ و جلّ: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا (2) .

قال:إنّما يعني أولي بكم،أي أحق بكم و بأموركم و أنفسكم و أموالكم من اللّه و رسوله، (و الّذين آمنوا)،يعني عليّا و أولاده الأئمّة عليهم السّلام إلي يوم القيامة،ثمّ وصفهم اللّه عزّ و جلّ فقال:

اَلَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (3) .

و كان عليّ أمير المؤمنين عليه السّلام في صلاة الظهر و قد صلّي ركعتين و هو راكع،و عليه حلّة قيمتها ألف دينار،و كان النبيّ صلّي اللّه عليه و آله كساه إيّاها،و كان النجاشي أهداها له،فجاء سائل فقال:السلام عليك يا ولي اللّه و أولي بالمؤمنين من أنفسهم تصدّق علي مسكين،فطرح الحلّة إليه و أومأ بيده أن احملها،فأنزل اللّه عزّ و جلّ فيه هذه الآية،و صيّر نعمة أولاده بنعمته فكلّ من بلغ من أولاده مبلغ الإمامة يكون بهذه النعمة مثله فيتصدّقون و هم راكعون،و السائل الذي سأل أمير المؤمنين من الملائكة و الذين يسألون الأئمّة من أولاده يكونون من الملائكة (4).

الثاني: محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلّي بن محمد عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محمد الهاشمي قال:حدّثني أبي عن أحمد بن عيسي قال:حدّثني جعفر عن أبيه عن جدّه عليّ عليهم السّلام في قوله عزّ و جلّ: يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها (5) .

قال:لمّا نزلت: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (6) ،أجتمع نفر من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مسجد المدينة فقال بعضهم لبعض:ما تقولون

ص: 15


1- سوره 5 - آيه 55
2- سوره 5 - آيه 55
3- سوره 5 - آيه 55
4- الكافي:/288/1ح 3.
5- سوره 16 - آيه 83
6- سوره 5 - آيه 55

في هذه الآية؟

فقال بعضهم:إن كفرنا بهذه الآية نكفر بسائرها و إن آمنّا فهذا ذلّ حين يسلّط علينا ابن أبي طالب،فقالوا:قد علمنا إن محمدا صلّي اللّه عليه و آله صادق فيما يقول و لكنّ نتولاه و لا نطيع عليّا فيما أمرنا.

فنزلت هذه الآية: يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها (1) ،يعني ولاية عليّ بن أبي طالب و أكثرهم الكافرون بالولاية (2).

الثالث: محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن محمد بن عبد اللّه عن عبد الوهاب بن بشير عن موسي بن قادم عن سليمان عن زرارة عن أبي جعفر عليه السّلام قال:سألته عن قول اللّه عزّ و جلّ:

وَ ما ظَلَمُونا وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (3) قال:إن اللّه أعظم و أعزّ و أجلّ و أمنع من أن يظلم و لكنّه خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه و ولايتنا ولايته حيث يقول: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا (4) يعني الأئمّة منّا،ثمّ قال:في موضع آخر: وَ ما ظَلَمُونا وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (5) ثمّ ذكر مثله (6).

الرابع: محمد بن يعقوب بإسناده عن أحمد بن محمد عن عليّ بن الحكم عن الحسين بن أبي العلاء قال:ذكرت لأبي عبد اللّه عليه السّلام قولنا في الأوصياء إنّ طاعتهم مفترضة قال:فقال:«نعم هم الذين قال اللّه: أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (7) ،و هم الّذين قال اللّه عزّ و جلّ: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا (8) (9).

الخامس: محمد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن زرارة و الفضيل بن يسار و بكير بن أعين و محمد بن مسلم و يريد بن معاوية و أبي الجارود جميعا عن أبي جعفر عليه السّلام قال:أمر اللّه عزّ و جلّ رسوله بولاية عليّ و أنزل عليه إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (10) ،و فرض ولاية أولي الأمر فلم يدروا ما هي،فأمر اللّه محمّدا صلّي اللّه عليه و آله أن يفسّر لهم الولاية كما فسّر الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج،فلمّا أتاه ذلك من اللّه،ضاق بذلك صدر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و تخوّف أن يرتدّوا عن دينهم و أن يكذّبوه فضاق صدره و راجع ربّه عزّ و جلّ،فأوحي اللّه عزّ و جلّ إليه يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ (11) فصدع بأمر اللّه تعالي ذكره،فقام بولاية عليّ عليه السّلام يوم غدير خم فنادي الصلاة جامعة و أمر الناس أن يبلّغ الشاهد منهم الغائب،قال عمر بن أذينة:

ص: 16


1- سوره 16 - آيه 83
2- الكافي:/427/1ح 77.
3- سوره 2 - آيه 57
4- سوره 5 - آيه 55
5- سوره 2 - آيه 57
6- الكافي:146/1،ح 11.
7- سوره 4 - آيه 59
8- سوره 5 - آيه 55
9- الكافي:/187/1ح 7.
10- سوره 5 - آيه 55
11- سوره 5 - آيه 67

قالوا جميعا غير أبي الجارود:قال أبو جعفر عليه السّلام:و كانت الفريضة تنزل بعد الفريضة الاخري و كانت الولاية آخر الفرائض فأنزل اللّه عزّ و جلّ اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي (1) ،قال أبو جعفر عليه السّلام:يقول اللّه عزّ و جلّ:لا أنزل عليكم بعد هذه فريضة قد أكملت لكم الفرائض (2).

السادس: ابن بابويه قال:حدّثنا عليّ بن حاتم رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال:حدّثنا جعفر بن عبد اللّه المحمدي قال:حدّثنا كثير بن عياش عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه عزّ و جلّ: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا (3) .

قال:إنّ رهطا من اليهود أسلموا منهم عبد اللّه بن سلام و أسد و ثعلبة و ابن يامين و ابن صوريا فأتوا النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقالوا:يا نبيّ اللّه إن موسي عليه السّلام أوصي إلي يوشع بن نون فمن وصيّك يا رسول اللّه و من وليّنا بعدك؟فنزلت هذه الآية: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (4) قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سلّم:قوموا فقاموا و أتوا المسجد فإذا سائل خارج فقال:يا سائل أما أعطاك أحد شيئا؟

قال:نعم،هذا الخاتم.

قال:من أعطاكه؟

قال:أعطانيه ذلك الرجل الذي يصلّي.

قال:علي أيّ حال أعطاك؟

قال:كان راكعا فكبّر النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و كبّر أهل المسجد.

فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:«عليّ وليّكم بعدي،قالوا رضينا باللّه ربّا و بالإسلام دينا و بمحمّد نبيّا و بعليّ بن أبي طالب وليّا،فأنزل اللّه عزّ و جلّ: وَ مَنْ يَتَوَلَّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغالِبُونَ (5) ،فروي عن عمر بن الخطاب أنّه قال:و اللّه لقد تصدّقت بأربعين خاتما و أنا راكع لينزل في ما نزل في عليّ بن أبي طالب فما نزل (6).

السابع: عليّ بن إبراهيم في تفسيره قال:حدّثني أبي عن صفوان عن أبان بن عثمان عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السّلام قال:بينا رسول اللّه جالس و عنده قوم من اليهود فيهم عبد اللّه بن سلام إذ نزلت عليه هذه الآية،فخرج رسول اللّه إلي المسجد،فاستقبله سائل فقال:هل أعطاك أحد شيئا؟

قال:نعم،ذلك المصلّي.

ص: 17


1- سوره 5 - آيه 3
2- الكافي:/289/1ح 4.
3- سوره 5 - آيه 55
4- سوره 5 - آيه 55
5- سوره 5 - آيه 56
6- أمالي الصدوق /186مجلس /26ح 4.

فجاء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فإذا هو عليّ عليه السّلام (1).

الثامن: الشيخ المفيد في الاختصاص عن أحمد بن محمد بن عيسي[عن محمد بن خالد البرقي]عن القاسم بن محمد الجوهري عن الحسن بن أبي العلاء قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام الأوصياء طاعتهم مفترضة؟

فقال:نعم هم الذين قال اللّه أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (2) و هم الذين قال اللّه إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (3) (4).

التاسع: الشيخ الطوسي في أماليه قال:حدّثنا محمد بن محمد يعني المفيد قال:حدّثني أبو الحسن عليّ بن محمد الكاتب قال:حدّثني الحسن بن عليّ الزعفراني قال:حدّثني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الثقفي قال:حدّثنا محمد بن عليّ قال:حدّثنا العباس بن عبد اللّه العنبري عن عبد الرّحمن بن الأسود الكندي اليشكري عن عون بن عبيد اللّه عن أبيه عن جده أبي رافع قال:

دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوما و هو نائم و حية في جانب البيت،فكرهت أن أقتلها فأوقظ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله،و ظننت أنه يوحي إليه،فاضطجعت بينه و بين الحية فقلت إن كان منها سوء كان إليّ دونه فمكثت هنيئة،فاستيقظ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و هو يقرأ: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا (5) .حتّي أتي علي آخر الآية ثمّ قال:الحمد للّه الذي أتمّ لعليّ نعمته و هنيئا له بفضل اللّه الذي أتاه،ثمّ قال لي:

مالك هاهنا فأخبرته بخبر الحية،فقال لي:أقتلها،ففعلت ثمّ قال:يا أبا رافع كيف أنت و قوم يقاتلون عليا و هو علي الحق و هم علي الباطل،جهادهم حق للّه عز اسمه فمن لم يستطع فبقلبه ليس وراءه شيء.

فقلت:يا رسول اللّه أدع اللّه لي إن أدركتهم أن يقويني علي قتالهم،قال:فدعا النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و قال:إن لكلّ نبيّ أمينا و إن أميني أبو رافع.

قال:فلمّا بايع الناس عليا بعد عثمان و سار طلحة و الزبير ذكرت قول النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فبعت داري بالمدينة و أرضا لي بخيبر،و خرجت بنفسي و ولدي مع أمير المؤمنين عليه السّلام لأستشهد بين يديه،فلم أزل معه حتّي عاد من البصرة و خرجت معه إلي صفين فقاتلت بين يديه بها و بالنهروان أيضا،و لم أزل معه حتّي استشهد عليّ عليه السّلام،فرجعت إلي المدينة و ليس لي بها دار و لا أرض،فأقطعني الحسن بن عليّ عليه السّلام أرضا بينبع و قسم لي شطر دار أمير المؤمنين عليه السّلام فنزلتها و عيالي. (6)

ص: 18


1- تفسير القمّي:170/1.
2- سوره 4 - آيه 59
3- سوره 5 - آيه 55
4- الاختصاص:277.
5- سوره 5 - آيه 55
6- أمالي الطوسي /59مجلس /2ح 55.

العاشر: أبو النصر محمد بن مسعود العياشي في تفسيره بإسناده عن الحسن بن زيد عن أبيه زيد ابن الحسن عن جده قال:سمعت عمار بن ياسر يقول وقف لعلي بن أبي طالب سائل و هو راكع في صلاة تطوع،فنزع خاتمه فأعطاه السائل،فأتي رسول اللّه فأعلمه بذلك،فنزل علي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله هذه الآية إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (1) إلي آخر الآية،فقرأها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علينا ثمّ قال:من كنت مولاه فعليّ مولاه اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه (2).

الحادي عشر: العياشي بإسناده عن ابن أبي يعفور قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام:أعرض عليك ديني الذي أدين اللّه به.

قال:هاته.

قلت:أشهد أنّ لا إله إلاّ اللّه و أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه،و أقرّ بما جاء به من عند اللّه،ثمّ وصفت له الأئمّة حتّي انتهيت إلي أبي جعفر عليه السّلام قلت:و أقول فيك ما أقول فيهم.

فقال:أنهاك أن تذهب باسمي في الناس.

قال أبان:قال ابن أبي يعفور:قلت له:مع الكلام الأوّل و أزعم أنّهم الّذين قال اللّه في القرآن أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (3) .

فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام:و الآية الاخري.

قال:قلت له:جعلت فداك أي آية؟

قال: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (4) .

قال:فقال:رحمك اللّه.

قال:قلت:تقول رحمك اللّه علي هذا الأمر؟

فقال:رحمك اللّه علي هذا الأمر (5).

الثاني عشر: العياشي بإسناده عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السّلام قال:بينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله جالس في بيته و عنده نفر من اليهود قال:خمسة من اليهود فيهم عبد اللّه بن سالم،فنزلت هذه الآية: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (6) بهذا الفتي فتركهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في منزله و خرج إلي المسجد،فإذا بسائل قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أتصدّق عليك [أحد]بشيء؟

ص: 19


1- سوره 5 - آيه 55
2- تفسير العياشي:/327/1ح 137.
3- سوره 4 - آيه 59
4- سوره 5 - آيه 55
5- تفسير العياشي:327/1،ح 138.
6- سوره 5 - آيه 55

قال:نعم،هو ذاك المصلّي،فإذا هو عليّ عليه السّلام (1).

الثالث عشر: العياشي بإسناده عن المفضّل بن صالح عن بعض أصحابه عن أحدهما قال:

قال عليه السّلام:أنّه لمّا نزلت هذه الآية: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا (2) اشتدّ ذلك علي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و خشي أن تكذّبه قريش فأنزل اللّه يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ (3) الآية،فقام بذلك يوم غدير خم (4).

الرابع عشر: العياشي بإسناده عن أبي جميلة عن بعض أصحابه عن أحدهما عليهما السّلام قال:إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:إنّ اللّه أوحي إليّ أن أحب أربعة عليّا و أبا ذر و سلمان و المقداد.

فقلت:ألاّ فما كان من كثرة الناس أ ما كان أحد يعرف هذا الأمر؟

فقال:بلي ثلاثة.

قلت:هذه الآيات التي علمت: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا (5) .

و قوله أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (6) .

ما كان أحد يسأل فيمن نزلت،فقال:من ثمّ أتاهم لم يكونوا يسألون (7).

الخامس عشر: العياشي بإسناده عن الفضيل عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله:( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا (8) ،قال:هم الأئمّة عليهم السّلام (9).

السادس عشر: ابن بابويه بإسناده عن أبي سعيد الوراق عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده في حديث مناشدة عليّ عليه السّلام لأبي بكر حين ولي أبو بكر الخلافة،و ذكر عليهم السّلام فضائله لأبي بكر و النصوص عليه من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فكان فيما قال له عليه السّلام:فأنشدك باللّه أ لي الولاية من اللّه مع ولاية رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في آية زكاة الخاتم أم لك؟

قال:بل لك (10).

السابع عشر: الشيخ الطوسي في كتاب المجالس بإسناده إلي أبي ذر في حديث مناشدة أمير المؤمنين عليه السّلام عثمان و الزبير و عبد الرّحمن بن عوف و سعد بن أبي وقاص يوم الشوري و احتجاجه عليهم السّلام عليهم مما فيه من النصوص من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و الكل منهم يصدّقه فيما يقول عليه السّلام، فكان مما ذكره عليه السّلام:فهل فيكم أحد آتي الزكاة و هو راكع غيري؟فنزلت فيه: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ (11)

ص: 20


1- تفسير العياشي:/328/1ح 139.
2- سوره 5 - آيه 55
3- سوره 5 - آيه 67
4- تفسير العياشي:/328/1ح 140.
5- سوره 5 - آيه 55
6- سوره 4 - آيه 59
7- تفسير العياشي:/328/1ح 141.
8- سوره 5 - آيه 55
9- تفسير العياشي:/328/1ح 142.
10- الخصال للصدوق /549ح /30أبواب الأربعين.
11- سوره 5 - آيه 55

وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (1) .

قالوا:لا (2).

الثامن عشر: أحمد بن عليّ بن أبي منصور الطبرسي في كتاب الاحتجاج،في رسالة أبي الحسن الثالث عليّ بن محمد الهادي عليه السّلام في رسالته إلي أهل الأهواز حين سألوه عن الجبر و التفويض قال عليه السّلام:اجتمعت الأمة قاطبة لا اختلاف بينهم في ذلك،أن القرآن حق لا ريب فيه عند جميع فرقها فيهم في حالة الاجتماع عليه مصيبون و علي تصديق ما أنزل اللّه مهتدون لقول النبيّ:

لا تجتمع أمتي علي ضلالة،فأخبر صلّي اللّه عليه و آله أنّ ما اجتمعت عليه الأمة و لم يخالف بعضها بعضا هو الحق،فهذا معني الحديث لا ما تأوله الجاهلون و لا ما قاله المعاندون من إبطال حكم الكتاب، و اتباع أحكام الأحاديث المزورة و الروايات المزخرفة،و اتباع الأهواء المردية المهلكة التي تخالف نص الكتاب و تحقيق الآيات الواضحات النيرات،و نحن نسأل اللّه أن يوفقنا للصواب و يهدينا إلي الرشاد.

ثمّ قال عليه السّلام:فإذا شهد الكتاب بصدق خبر و تحقيقه،فأنكرته طائفة من الأمّة و عارضته بحديث من هذه الأحاديث المزوّرة فصارت بإنكارها و دفعها الكتاب كفّارا ضلاّلا،و أصحّ خبر ممّا عرف تحقيقه من الكتاب مثل الخبر المجمع عليه من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حيث قال:إنّي مستخلف فيكم خليفتين كتاب اللّه و عترتي ما أن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي و أنّهما لن يفترقا حتّي يردا عليّ الحوض،و اللفظة الاخري عنه في هذا المعني بعينه قوله صلّي اللّه عليه و آله:إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي و إنّهما لن يفترقا حتّي يردا عليّ الحوض ما أن تمسّكتم بهما لن تضلّوا،فلمّا وجدنا شواهد هذا الحديث نصّا في كتاب اللّه مثل قوله: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (3) ،ثمّ اتفقت روايات العلماء في ذلك لأمير المؤمنين عليه السّلام أنّه تصدّق بخاتمه و هو راكع فشكر اللّه ذلك له و أنزل الآية فيه،ثمّ وجدنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قد أبانه من أصحابه بهذه اللفظة:من كنت مولاه فعليّ مولاه اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه،و قوله صلّي اللّه عليه و آله و سلّم:عليّ يقضي ديني و ينجز موعدي و هو خليفتي عليكم بعدي،و قوله حيث استخلفه علي المدينة فقال:يا رسول اللّه أ تخلفني علي النساء و الصبيان؟فقال:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي،فعلمنا أن الكتاب شهد بتصديق هذه الأخبار و تحقيق هذه الشواهد فيلزم الأمة الإقرار بها إذ كانت هذه الأخبار وافقت القرآن،فلمّا

ص: 21


1- سوره 5 - آيه 55
2- أمالي الطوسي /549مجلس /20ح 4.
3- سوره 5 - آيه 55

وجدنا ذلك موافقا لكتاب اللّه و وجدنا كتاب اللّه موافقا لهذه الأخبار و عليها دليلا كان الاقتداء فرضا لا يتعدّاه إلاّ أهل العناد و الفساد (1).

التاسع عشر: الطبرسي في الاحتجاج أيضا في حديث عن أمير المؤمنين عليه السّلام،قال المنافقون لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:هل بقي لربك علينا بعد الذي فرض علينا شيء آخر يفترضه فتذكره لتسكن أنفسنا إلي أنه لم يبق غيره،فأنزل اللّه في ذلك: قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ (2) ،يعني الولاية و أنزل اللّه: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (3) .

و ليس بين الأمّة خلاف أنّه لم يؤت الزكاة يومئذ و هو راكع غير رجل واحد،و لو أذكر اسمه في الكتاب لا سقط مع ما أسقط من ذكره،و هذا و ما أشبهه من الرموز التي ذكرت لك ثبوتها في الكتاب ليجهل معناها المحرفون فيبلغ إليك و إلي أمثالك و عند ذلك قال اللّه عزّ و جلّ: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (4) (5).

أقول:كفي الإمام عليّ بن محمّد الهادي عليه السّلام ناقلا الإجماع علي أنّها نزلت في عليّ عليه السّلام،و قوله أيضا حجّة فلا مزيد علي ذلك.

فائدة:روي عمّار بن موسي الساباطي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام،أن الخاتم الذي تصدّق به أمير المؤمنين عليه السّلام وزن أربعة مثاقيل حلقته من فضّة و فصّه خمسة مثاقيل و هو من ياقوتة حمراء و ثمنه خراج الشام،و خراج الشام ثلاثمائة حمل من فضة و أربعة أحمال من ذهب،و كان الخاتم لمرّان بن طوق قتله أمير المؤمنين عليه السّلام،و أخذ الخاتم من إصبعه،و أتي به إلي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله من جملة الغنائم، و أمره النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أن يأخذ الخاتم،فأخذ الخاتم و أقبل و هو في إصبعه و تصدق به علي السائل في أثناء صلاته[عند ما]تخلّف عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله.

و قال الغزالي في كتاب(سرّ العالمين):أن الخاتم الذي تصدّق به أمير المؤمنين عليه السّلام كان خاتم سليمان بن داود عليه السّلام (6).

و قال الشيخ الطوسي:أن التصدّق بالخاتم كان اليوم الرابع و العشرين من ذي الحجّة،و ذكر ذلك صاحب كتاب مسار الشيعة و ذكر أنّه أيضا من المباهلة (7).

ص: 22


1- الاحتجاج:251/2.
2- سوره 34 - آيه 46
3- سوره 5 - آيه 55
4- سوره 5 - آيه 3
5- الاحتجاج:379/1.
6- رسالة سرّ العالمين:93،ط.دار الكتب العلميّة،و انظر:شرح الأخبار للقاضي المغربي:هامش صفحة 226،ج 1.
7- انظر:الرسائل العشر لابن فهد الحلي 96.

الباب العشرون: في قول النبيّ لعليّ عليهما السّلام:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي.

من طريق العامّة و فيه مائة حديث الحديث الأوّل: من مسند أحمد بن حنبل روي عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا أبي قال:

حدّثنا وكيع قال:حدّثنا فضيل بن مرزوق عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي. (1)

الثاني: ابن حنبل من المسند عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا عبد الرزاق قال:حدّثنا معمر عن قتادة و عليّ بن زيد بن جدعان قالا:حدّثنا ابن المسيب قال:

حدّثني ابن لسعد بن مالك عن أبيه قال:دخلت علي سعد فقلت:حديث حدثنيه عنك حين استخلف النبيّ صلّي اللّه عليه و آله عليا علي المدينة قال:فغضب سعد و قال:من حدثك به؟فكرهت أن أخبره أن ابنه حدثنيه فيغضب عليه،ثمّ قال:إن رسول اللّه حين خرج في غزوة تبوك استخلف عليا عليه السّلام علي المدينة فقال عليّ:يا رسول اللّه ما كنت احب أن تخرج في وجهه إلاّ و أنا معك،فقال:أو ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبيّ بعدي (2).

الثالث: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا سفيان بن عيينة عن عليّ بن زيد عن سعد أن النبيّ قال لعلي عليه السّلام:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي،قيل لسفيان:قال:غير أنّه لا نبيّ بعدي.

قال:نعم (3).

الرابع: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثني أبي قال:حدّثني قال:حدّثنا محمد بن جعفر قال:حدّثنا شعبة عن الحكم عن مصعب بن سعد[عن سعد]بن أبي وقاص قال:خلف رسول اللّه عليّ بن أبي طالب عليه السّلام في غزوة تبوك فقال:يا رسول اللّه تخلفني في النساء و الصبيان؟قال:

أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبيّ بعدي (4).

ص: 23


1- مسند أحمد:32/3.
2- مسند أحمد:177/1.
3- مسند أحمد:179/1.
4- مسند أحمد:182/1.

الخامس: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال:أخبرنا محمد بن جعفر قال:أخبرنا شعبة عن إبراهيم بن سعد عن سعد عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أنّه قال لعلي عليه السّلام:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزله هارون من موسي. (1)

السادس: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا أبو سعيد قال:حدّثنا سليمان بن بلال قال:حدّثنا جعيد بن عبد الرّحمن عن عائشة بنت سعد عن أبيها سعد أن عليا عليه السّلام خرج مع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله حتّي جاء الوداع و عليّ يبكي و يقول:تخلفني مع الخوالف،فقال:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ النبوة. (2)

السابع: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثني أبي عن أبيه قال:حدّثني يحيي بن سعيد عن موسي الجهني قال:دخلت علي فاطمة بنت عليّ فقال رفيقي أبو مهدي (3):كم لك؟

فقالت:ست و ثمانون سنة.

قال:ما سمعت من أبيك شيئا؟

قلت:قال:حدّثتني أسماء بنت عميس أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال لعليّ:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي (4).

الثامن: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا إبراهيم قال:حدّثنا حجاج بن المنهال قال:

حدّثنا حماد-يعني ابن سلمة-عن عليّ بن زيد عن سعيد بن المسيب قال:قلت لسعد بن مالك:

إنّي أريد أن أسألك عن حديث و أنا أهابك أن أسألك عنه،قال:فقال:لا تفعل يا ابن أخي إذا علمت أن عندي علما بشيء فسلني عنه و لا تهابني،فقلت:قول النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لعلي حين خلفه في المدينة في غزوة تبوك[فقال سعد رضي اللّه عنه خلف النبيّ صلّي اللّه عليه و آله عليّا رضي اللّه عنه بالمدينة في غزوة تبوك]فقال عليّ:يا رسول اللّه أ تخلفني مع الخوالف في النساء و الصبيان؟

فقال:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي؟

قال:بلي،فرجع مسرعا كأنّي أنظر إلي غبار قدميه تسطع (5).

التاسع: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا إبراهيم قال:حدّثنا يوسف بن يعقوب الماجشوني قال:حدّثنا محمد بن المنكدر عن سعيد بن مسيب عن عامر بن سعد عن أبيه سعد

ص: 24


1- مسند أحمد:175/1.
2- مسند أحمد:170/1.
3- في المصدر:أبو سهل.
4- مسند أحمد:369/6.
5- مسند أحمد:173/1.

أنّه سمع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي عليه السّلام:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبيّ بعدي،قال سعيد:فأحببت أن أشافه بذلك سعدا فلقيته فذكرت له ما ذكره لي عامر قال:فوضع إصبعيه في أذنيه و قال:استكّتا إن لم اكن سمعته من النبيّ صلّي اللّه عليه و آله (1).

العاشر: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا إسحاق بن الحسن بن صالح بن حيي عن موسي الجهني عن فاطمة بنت عليّ عن أسماء بنت عميس أن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال لعليّ:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه ليس بعدي نبيّ. (2)

الحادي عشر: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا أبي و فيما كتب إلينا محمد بن عبد اللّه يذكر أن يزيد بن مهران حدثهم قال:حدّثنا أبو بكر بن عياش عن الاجلح عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن البيلماني عن سعيد بن زيد قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي (3).

الثاني عشر: من صحيح البخاري من الخبر الخامس في الكراس السادسة منه و هي نصف الجزء قال:حدّثنا مسدد حدّثنا يحيي عن شعبة عن الحكم عن مصعب بن سعد عن أبيه أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله خرج إلي تبوك و استخلف عليا عليه السّلام فقال:أ تخلفني في الصبيان و النساء؟

فقال ألا ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه ليس نبيّ بعدي (4).

الثالث عشر: صحيح البخاري قال:قال أبو داود:حدّثنا شعبة عن الحكم سمعت مصعبا مثله. (5)

الرابع عشر: صحيح البخاري علي حد ربعه الأخير قال:حدّثنا محمد بن بشار قال:حدّثنا غندر قال:حدّثنا شعبة عن سعد قال:سمعت إبراهيم بن سعد عن أبيه قال:قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام:

أمّا ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي (6)؟

الخامس عشر: من صحيح مسلم من الخبر الرابع علي حد كراسين من آخره قال:حدّثنا يحيي بن يحيي التميمي و أبو جعفر محمد بن الصباح و عبيد اللّه القواريري و شريح بن يونس كلهم عن يوسف بن الماجشوني حدّثنا محمد بن المنكدر عن سعيد بن المسيب عن عامر بن سعد بن

ص: 25


1- فضائل الصحابة لابن حنبل:633/2،ح 1079.
2- مسند أحمد:438/6،مع تفاوت في بعض أسماء الرجال.
3- فضائل الصحابة لابن حنبل:/670/2ح 1143.
4- صحيح البخاري:129/5.
5- صحيح البخاري:129/5.
6- صحيح البخاري:208/4.

أبي وقاص عن أبيه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي عليه السّلام:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبيّ بعدي.

قال سعيد:فأحببت أن أشافه بها سعدا فلقيت سعدا فحدثته بما حدّثني به عامر فقال:أنا سمعته،فقلت:أ أنت سمعته؟

فوضع إصبعيه علي أذنيه و قال:نعم و إلاّ فاستكّتا (1).

السادس عشر: صحيح مسلم قال:حدّثنا أبو بكر ابن أبي شيبة قال:حدّثنا غندر عن شعبة و حدّثنا محمد بن مثني و ابن بشار قالا:حدّثنا محمد بن جعفر حدّثنا شعبة عن الحكم عن مصعب ابن سعد بن أبي وقاص قال:خلف رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّ بن أبي طالب في غزوة تبوك فقال:يا رسول اللّه تخلفني في النساء و الصبيان،فقال:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبيّ بعدي.

السابع عشر: صحيح مسلم قال:حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدّثنا غندر عن شعبة(ح)، و حدّثنا محمد بن مثني و ابن بشار قالا:حدّثنا محمد بن جعفر حدّثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم سمعت إبراهيم بن سعد عن سعد عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أنّه قال لعليّ:أمّا ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي؟ (2)

الثامن عشر: صحيح مسلم من الخبر الرابع من أوله في باب مناقب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال:حدّثنا يحيي بن يحيي التميمي و أبو جعفر محمد بن الصباح و عبيد اللّه القواريري و شريح بن يونس كلهم عن يوسف بن الماجشون،حدّثنا محمد بن المنكدر عن سعيد بن المسيب عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي.

قال سعيد:فأحببت أن أشافه بها سعدا فلقيت سعدا،فحدثته ما حدّثني به عامر فقال:أنا سمعته،فقلت:أ أنت سمعته؟

فوضع إصبعه في أذنيه فقال:نعم و إلاّ استكّتا (3).

التاسع عشر: صحيح مسلم قال:حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدّثنا غندر عن شعبة و محمد بن المثني و ابن بشار قالا:حدّثنا محمد بن جعفر حدّثنا شعبة عن الحكم عن مصعب بن سعد بن أبي

ص: 26


1- صحيح مسلم:120/7.
2- الظاهر أنه نفس الحديث السابق.
3- هذا نفس الحديث الخامس عشر.

وقاص قال:خلف رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّ بن أبي طالب عليه السّلام في غزوة تبوك فقال:يا رسول اللّه تخلفني في النساء و الصبيان؟فقال:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنه لا نبيّ بعدي. (1)

العشرون: صحيح مسلم قال:حدّثنا عبيد اللّه بن معاد حدّثنا أبي حدّثنا شعبة بهذا الإسناد.

الحادي و العشرون: صحيح مسلم قال:حدّثنا قتيبة بن سعيد و محمد بن عباد و تقاربا في اللفظ قالا:حدّثنا حاتم و هو ابن إسماعيل عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال:أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا قال:ما منعك أن تسب أبا تراب؟فقال:أمّا ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلن أسبّه لئن يكون لي واحدة منهن أحب إليّ من حمر النعم،سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول له و قد خلفه في بعض مغازيه،فقال له عليّ:يا رسول اللّه خلفتني مع النساء و الصبيان؟فقال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبوّة بعدي.

و سمعته يقول يوم خيبر:لأعطين الراية رجلا يحب اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله فتطاولنا لها فقال:ادعوا إليّ عليا.

فأتي به أرمد العين،فبصق في عينه و دفع الراية إليه ففتح اللّه علي يديه،و لمّا نزلت هذه الآية نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ (2) دعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا عليه السّلام و فاطمة و حسنا و حسينا و قال:اللهم هؤلاء أهل بيتي (3).

الثاني و العشرون: من الجمع بين الصحاح الستة لرزين في الجزء الثالث في الثلث الأخير في باب مناقب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب من صحيح أبي داود و هو كتاب السنن،و صحيح الترمذي عن أبي سريحة و زيد بن أرقم أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:من كنت مولاه فعليّ مولاه (4).

و عن سعد أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال لعلي:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي (5).

و قال ابن المسيب:أخبرني بهذا عامر بن سعد عن أبيه فأحببت أن أشافه به سعدا فلقيته فقلت أنت سمعت هذا من رسول اللّه؟

ص: 27


1- هذا نفس الحديث السادس عشر.
2- سوره 3 - آيه 61
3- صحيح مسلم:120/7.
4- سنن الترمذي:/297/5ح 3797.
5- سنن الترمذي:/304/5ح 3814.

فوضع إصبعه في أذنيه فقال:نعم و إلاّ فاستكّتا (1).

الثالث و العشرون: و من مناقب الفقيه ابن المغازلي الشافعي في قوله صلّي اللّه عليه و آله لعلي:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي.

قال:أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطار الفقيه الشافعي بقراءتي عليه يرفعه إلي عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال:سمعت رسول اللّه يقول لعلي عليه السّلام:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي.

فأحببت أن أشافه بذلك سعدا فلقيته فذكرت له ما ذكر لي عامر فقال:نعم سمعته يقول،فقلت:

أنت سمعته؟

فأدخل يديه في أذنيه و قال:نعم و إلاّ فاستكتا (2).

الرابع و العشرون: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهّاب يرفعه إلي عامر بن سعد أيضا عن أبيه سعد عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أنه قال لعلي عليه السّلام:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي (3).

الخامس و العشرون: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا القاضي أبو الخطاب عبد الرّحمن بن عبد اللّه الإسكافي يرفعه إلي سعد بن المسيب قال:سألت سعد بن أبي وقاص،هل سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعليّ عليه السّلام:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي،أو ليس معي نبيّ، فقلت:أسمعت هذا؟

فأدخل إصبعه في أذنه و قال:نعم و إلاّ فاستكتا (4)

السادس و العشرون: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان البغدادي يرفعه إلي العرزمي عن[أبي]الزبير عن جابر قال:غزا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غزوة فقال لعلي عليه السّلام:

اخلفني في أهلي.

فقال:يا رسول اللّه يقول الناس خذل ابن عمّه،فردّدها عليه.

فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي (5).

السابع و العشرون: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أحمد بن محمد السمسار الواسطي يرفعه

ص: 28


1- السنن الكبري للنسائي:/121/5ح 8435.
2- مناقب ابن المغازلي:/37ح 40.
3- مناقب ابن المغازلي:/28ح 41.
4- المصدر السابق.
5- مناقب ابن المغازلي:ح 43.

إلي أنس بن مالك أن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال لعليّ عليه السّلام:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي (1).

الثامن و العشرون: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو القاسم عليّ بن عبد الواحد بن عليّ بن العباس الواسطي البزاز يرفعه إلي إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله،أن النبيّ قال لعليّ عليه السّلام هذه المقالة حين استخلفه:ألا ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي (2).

التاسع و العشرون: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهّاب يرفعه إلي عمر بن ميمون عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال:خرج الناس في غزوة تبوك فقال عليّ-يعني للنبي صلّي اللّه عليه و آله-:أخرج معك؟

فقال:لا تبكي (3)،فقال له:ألا ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنك لست بنبيّ (4).

الثلاثون: ابن المغازلي الشافعي محمد بن أحمد بن عثمان بن الفرج الصيرفي المعروف بابن الدبثائي البغدادي قدم علينا واسطا يرفعه إلي الأعمش عن عطية عن ابن سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي (5).

الحادي و الثلاثون: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن موسي بن عبد الوهاب الطحان و أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان الواسطيان قالا:حدّثنا القاضي أبو الفرج أحمد بن عليّ بن جعفر بن المعلي الحنوطي الواسطي يرفعه إلي مصعب بن سعد عن أبيه قال:قال لي معاوية أ تحب عليا؟

قال:قلت:و كيف لا أحبّه و قد سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول له:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي.

و لقد رأيته بارزا يوم بدر و جعل يحمحم كما يحمحم الفرس و يقول:

بازل عامين حديث سني سنحنح الليل كأنّي جنّي

لمثل هذا ولدتني أمي

ص: 29


1- مناقب ابن المغازلي:ح 44.
2- مناقب ابن المغازلي:ح 45.
3- في المصدر:فقال:بل اخلفني ألا ترضي.
4- مناقب ابن المغازلي:ح 46.
5- مناقب ابن المغازلي:/31ح 47.

قال:فما رجع حتّي خضب دما (1)

الثاني و الثلاثون: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عمر بن عبد اللّه بن شوذب يرفعه إلي سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام:أقم بالمدينة،قال:فقال له عليّ عليه السّلام:يا رسول اللّه إنّك ما خرجت في غزوة فخلّفتني؟

فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لعليّ:إنّ المدينة لا تصلح إلاّ بيّ و بك و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي.

قال سعيد:فقلت لسعد بن أبي وقاص:أنت سمعت هذا من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟

قال:نعم لا مرّة و لا مرّتين يقول ذلك لعليّ عليه السّلام (2).

الثالث و الثلاثون: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عليّ بن عبد الرزاق الهاشمي الخطيب يرفعه إلي عامر بن سعد عن أبيه أنّه سمع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يقول لعليّ:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي.

و ذكر مشافهة سعد بذلك و ذكر قول سعد:و إلاّ فاستكتا (3).

الرابع و الثلاثون: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو عليّ عبد الكريم بن محمد بن عبد الرّحمن الشروطي رفعه لأبي سعيد بن المسيب قال:سألت سعدا،هل سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعليّ عليه السّلام:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي،أو معي؟

قال:نعم (4).

الخامس و الثلاثون: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن عليّ بن العباس البزاز رفعه إلي إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال:سأل رجل معاوية عن مسألة فقال:سل عنها عليّ بن أبي طالب فإنّه أعلم،قال:يا أمير المؤمنين قولك فيها أحب إليّ من قول عليّ،فقال:بئس ما قلت و لؤم ما جئت به لقد كرهت رجلا كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يغرّه بالعلم غرّا و لقد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي،و لقد كان عمر بن الخطاب يسأله فيأخذ عنه و لقد شهدت عليه إذا أشكل عليه شيء قال:هاهنا عليّ،قم لا أقام اللّه رجليك و محي

ص: 30


1- مناقب ابن المغازلي:ح 48.
2- مناقب ابن المغازلي:/33ح 49.
3- مناقب ابن المغازلي:ح 50 و أخرجه النسائي في الخصائص:15.
4- مناقب ابن المغازلي:ح 51 و أخرجه النسائي في الخصائص:14.

اسمه من الديوان (1).

و مناقب شهد العدو بفضلها و الفضل ما شهدت به الأعداء

السادس و الثلاثون: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمد بن موسي الغندجاني رفعه إلي سعد بن أبي وقاص إنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال لعلي:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي (2).

السابع و الثلاثون: ابن المغازلي قال:أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن عليّ بن عبد الرحمن العلوي رفعه إلي سعيد بن المسيب عن سعد عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله بمثله (3).

الثامن و الثلاثون: ابن المغازلي قال:أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن الحسين بن يعقوب الدباس الواسطي رفعه إلي عائشة بنت سعد عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بمثله. (4)

التاسع و الثلاثون: ابن المغازلي قال:أخبرنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه الرقاعي الأصفهاني قدم عليه واسطا في جمادي الأولي من سنة أربع و ثلاثين و أربعمائة رفعه إلي عبد اللّه بن مسعود قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي عليه السّلام:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي و خلفه في أهله. (5)

الأربعون: صاحب الأربعين عن الأربعين و هو الحديث الثاني قال:أخبرنا أبو الفتوح محمود بن محمد بن عبد الجبار المذكر الهرمزدياري الشروي ثمّ الجرجاني،قدم علينا الري قراءة عليه أخبرني القاضي أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد الروياني من لفظه أخبرنا أبو محمد عبد الملك بن أحمد الفقاعي بالري،حدّثنا أبو محمد عبد اللّه بن سعيد الأصطخري الأنصاري قال:حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن أذران الخياط بشيران حدّثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري وصي المأمون الخليفة حدّثنا أمير المؤمنين المأمون حدّثني أمير المؤمنين الرشيد حدّثنا أمير المؤمنين المهدي حدّثنا أمير المؤمنين المنصور عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال:سمعت عمر بن الخطاب و عنده جماعة فتذاكروا السابقين إلي الإسلام[إلي أن]يقول:أما عليّ بن أبي طالب فسمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول فيه ثلاث خصال لوددت أن لي واحدة منهن و كان أحب إليّ من

ص: 31


1- مناقب ابن المغازلي:ح 52،و الرياض النضرة:195/2.
2- مناقب ابن المغازلي:ح 53.
3- مناقب ابن المغازلي:ح 54.
4- مناقب ابن المغازلي:ح 55،و مسند أحمد:171/1 ط.الميمنية.
5- مناقب ابن المغازلي:ح 56.

الدنيا و ما فيها،و كنت أنا و أبو بكر و أبو عبيدة و جماعة من الصحابة إذ ضرب النبيّ صلّي اللّه عليه و آله بيده علي منكب عليّ عليه السّلام فقال:يا عليّ أنت أوّل المؤمنين إيمانا و أوّل المسلمين إسلاما و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي (1).

الحادي و الأربعون: أحمد بن حنبل في مسنده قال:حدّثنا يحيي بن حماد قال:حدّثنا أبو عوانة قال:حدّثنا أبو بلج قال:حدّثنا عمرو بن ميمون قال:إني لجالس إلي ابن عباس إذا أتاه تسعة رهط فقالوا:يا ابن عباس إمّا أن تقوم معنا و إما تخلوا بنا عن هؤلاء قال ابن عباس:بل أنا أقوم معكم و هو يومئذ صحيح قبل أن يعمي قال:فابتدءوا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا،فجاء ينفض ثوبه و يقول:

أفّ و تفّ وقعوا في رجل له عشر خصال وقعوا في رجل قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لأبعثن رجلا لا يخزيه اللّه أبدا يحب اللّه و رسوله قال:فاستشرف إليها من استشرف فقال:أين عليّ؟

قالوا:في الرحا يطحن.

قال:و ما كان أحدكم ليطحن؟

قال:فجاء أرمد لا يكاد يبصر.

قال:فنفث في عينيه ثمّ هزّ الراية ثلاثا فأعطاها إيّاه فجاء بصفيّة بنت حيي.

قال:ثمّ بعث فلانا بسورة التوبة،فبعث عليّا خلفه فأخذها منه و قال:لا يذهب بها إلاّ رجل منّي و أنا منه.

و قال لبني هاشم:أيّكم يواليني في الدنيا و الآخرة؟

قال:و عليّ جالس معه،فقال:أنا أواليك في الدنيا و الآخرة.

قال:و كان أوّل من آمن من الناس،و أخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثوبه فوضعه علي عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين و قال: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (2) .

قال:و شري عليّ نفسه لبس ثوب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثمّ نام مكانه،قال:و كان المشركون يتوهمون أنه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فجاء أبو بكر و عليّ عليه السّلام نائم قال:و أبو بكر يحسب أنّه نبيّ اللّه،قال:فقال:يا نبيّ اللّه،قال:فقال له عليّ:إنّ نبيّ اللّه قد انطلق نحو بئر ميمون و أدركه،فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار قال:و جعل عليّ يرمي بالحجارة كما يرمي نبيّ اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو يتضور و قد لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتّي أصبح ثمّ كشف رأسه فقالوا:كان صاحبك نرميه فلا يتضور و أنت تتضور و قد استنكرنا ذلك قال:و خرج بالناس في غزوة تبوك فقال عليّ عليه السّلام:يا نبيّ اللّه أخرج معك؟

ص: 32


1- تاريخ دمشق:167/42 ط دار الفكر.
2- سوره 33 - آيه 33

قال:فقال له نبيّ اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لا،فبكي عليّ فقال:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ إنّك ليس بنبي أنّه لا ينبغي أن أذهب إلاّ و أنت خليفتي.

قال:و قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت وليّ كلّ مؤمن و مؤمنة بعدي.

قال:و سدّ أبواب المسجد غير باب عليّ عليه السّلام،قال:و دخل المسجد جنبا و هو طريقه ليس له طريق غيره،و قال:من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه (1).

الثاني و الأربعون: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل في مسند أبيه أحمد بن حنبل قال:حدّثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن أبيه و ربيعة الجرشي أنه ذكر عليّ عند رجل و عنده سعد بن أبي وقاص فقال له سعد:أتذكر عليّا أنّ له مناقب أربعا لئن تكون لي واحدة أحبّ إليّ من كذا و كذا و ذكر حمر النعم:

قوله:لأعطين الراية،و قوله:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي،و قوله،من كنت مولاه فعليّ مولاه و نسي سفيان واحدة (2).

الثالث و الأربعون: ابن المغازلي الشافعي في مناقبه قال:أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر العطار قال:أخبرنا أبو محمد بن السقاء و أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عبد اللّه بن القصاب البيّع الواسطي ما أذن لي في روايته عنه قال:حدّثني أبو بكر محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد البابسري قال:حدّثني أبو الحسن عليّ بن عليّ بن محمد بن الحسن الجوهري قال:حدّثني محمد بن زكريا بن دريد العبدي قال:حدّثني حميد الطويل عن أنس قال:لما كان يوم المباهلة و آخي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله بين المهاجرين و عليّ واقفا يراه و يعرف مكانه لم يواخ بينه و بين أحد و أنصرف عليّ باكي العين فافتقده النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال:ما فعل أبو الحسن؟

قالوا أنصرف باكي العين يا رسول اللّه.

قال:يا بلال اذهب فاتني به،فمضي بلال إلي عليّ عليه السّلام و قد دخل منزله باكي العين فقالت فاطمة:ما يبكيك لا أبكي اللّه عينيك؟

قال:يا فاطمة آخي النبيّ بين المهاجرين و الأنصار و أنا واقف يراني و يعرف مكاني لم يؤاخ بيني و بين أحد.

قالت:لا يحزنك لعلّه ادّخرك لنفسه.

فقال بلال:يا عليّ أجب النبيّ صلّي اللّه عليه و آله،فأتي عليّ عليه السّلام النبيّ،فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:ما يبكيك يا أبا الحسن؟

قال:و واخيت بين المهاجرين و الأنصار يا رسول اللّه و أنا واقف تراني و تعرف مكاني لم تواخ بيني

ص: 33


1- مسند أحمد:330/1.
2- فضائل الصحابة لابن حنبل:/643/2ح 1093.

و بين أحد.

قال:إنّما ادخرتك لنفسي ألا يسرّك أن تكون أخا نبيّك؟

قال:بلي يا رسول اللّه أنّي لي بذلك،فأخذ بيده فأرقاه المنبر فقال:اللّهمّ هذا منّي و أنا منه ألاّ إنّه منّي بمنزلة هارون من موسي ألاّ من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه

قال:فانصرف عليّ عليه السّلام قرير العين،فاتبعه عمر بن الخطاب فقال:بخ بخ يا أبا الحسن أصبحت مولاي و مولي كلّ مسلم (1).

الرابع و الأربعون: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا حسين بن محمد الزارع قال:حدّثنا عبد المؤمن بن عباد قال:حدّثنا يزيد بن معن عن عبد اللّه شرحبيل عن زيد بن أبي أوفي قال:

دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مسجده،فذكر قصة مؤاخاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بين الصحابة فقال عليّ:

-يعني للنبي صلّي اللّه عليه و آله-لقد ذهبت روحي و انقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري فإن كان هذا من سخط منك فلك العتبي و الكرامة،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:و الذي بعثني بالحق نبيا أخرتك لنفسي فإنّك منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبيّ بعدي فأنت أخي و وارثي.

قال:و ما أرث منك يا رسول اللّه؟

قال:ما ورث الأنبياء قبلي.

قال:و ما ورث الأنبياء قبلك؟

قال:كتاب اللّه و سنّة نبيّهم و أنت معي في قصري في الجنّة مع ابنتي فاطمة و أنت أخي و رفيقي،ثمّ تلا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إِخْواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (2) المتحابّون في اللّه ينظر بعضهم إلي بعض (3).

الخامس و الأربعون: مسند أحمد بن حنبل قال:أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان قال:حدّثنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسي بن عيسي الحافظ قال:حدّثنا جعفر بن عبد اللّه بن محمد أبو عبد اللّه قال:حدّثنا إسماعيل بن أبان قال:حدّثنا سلام بن أبي عمر عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال:لما قدم أصحاب النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لم يكن لهم بيوت يبيتون فيها فكانوا يبيتون في المسجد فيحتلمون،ثمّ إن القوم بنوا بيوتا حول المسجد و جعلوا أبوابها المسجد،و إنّ النبيّ بعث إليهم معاذ بن جبل فنادي أبا بكر فقال:إن اللّه يأمرك أن تخرج من المسجد فقال:سمعا و طاعة فسد بابه و خرج من المسجد،ثمّ أرسل إلي عمر فقال:إنّ رسول

ص: 34


1- مناقب ابن الغزالي.
2- سوره 15 - آيه 47
3- فضائل الصحابة لابن حنبل:/638/2ح 1085.

اللّه صلّي اللّه عليه و آله يأمرك أن تسد بابك في المسجد و تخرج منه فقال:سمعا و طاعة فسد بابه و خرج من المسجد ثمّ أرسل إلي حمزة فسد بابه فقال:سمعا و طاعة للّه و رسوله،و عليّ علي ذلك يتردد لا يدري أ هو فيمن يقيم أو فيمن يخرج،و كان النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قد بني له بيتا في المسجد بين أبياته فقال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:أسكن طاهرا،مطهرا فبلغ حمزة قول النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام فقال:يا محمد تخرجنا و تمسك غلمان بنيّ عبد المطلب؟فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله له:لو كان الأمر إلي ما جعلت دونكم من أحد و اللّه ما أعطاه إياه إلاّ اللّه و إنك لعلي خير من اللّه و رسول اللّه أبشر فبشره النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقتل يوم أحد شهيدا،و نفس ذلك رجال علي عليّ فوجدوا في أنفسهم و تبيّن فضله عليهم و علي غيرهم من أصحاب النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فبلغ ذلك النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقام خطيبا فقال:إنّ رجالا يجدون في أنفسهم في أن أسكن عليّ في المسجد و اللّه ما أخرجتهم و لا اسكنته إنّ اللّه عزّ و جلّ أوحي إلي موسي و أخيه أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَ اجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ (1) و أمر موسي أن لا يسكن مسجده و لا ينكح فيه إلاّ هارون و ذريته،و إن عليّ بمنزلة هارون من موسي و هو أخي دون أهلي و لا يحل مسجدي لأحد ينكح فيه النساء إلاّ عليّ و ذريته و من ساءه فههنا و أومأ بيده نحو الشام (2).

السادس و الأربعون: مسند أحمد بن حنبل روي عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا الحسن قال:حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن راشد الطّفاوي و الصّباح بن عبد اللّه بن بشر و الخبران متقاربان في اللفظ و يزيد أحدهما علي صاحبه قالا:حدّثنا قيس بن الربيع قال:حدّثنا سعد الخفاف عن عطية عن مخدوج بن زيد الهذلي،أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله آخي بين المسلمين ثمّ قال:يا عليّ أنت أخي بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبيّ بعدي،أمّا علمت يا عليّ أن أوّل من يدعي به يوم القيامة بيّ فأقوم عن يمين العرش فأكسي حلة خضراء من حلل الجنّة،ثمّ يدعي بالنبيين بعضهم علي إثر بعضهم فيقومون سماطين علي يمين العرش يكسون حللا خضراء من حلل الجنّة،ألا و إنّي أخبرك يا عليّ إنّ أمّتي أوّل الأمم يحاسبون يوم القيامة،ثمّ أنت أوّل من يدعي بك لقرابتك و منزلتك عندي و يدفع إليك لوائي و هو لواء الحمد فتسير به بين السماطين آدم عليه السّلام و جميع خلق اللّه يستظلون بظل لوائي،و طوله مسيرة ألف سنة سنانه ياقوتة حمراء له ثلاث ذوائب من نور ذؤابة في المشرق و ذؤابة في المغرب و الثالثة وسط الدنيا مكتوب عليه ثلاثة أسطر الأوّل:بسم اللّه الرّحمن الرحيم،الثاني:الحمد للّه رب العالمين،الثالث:لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه،طول كلّ

ص: 35


1- سوره 10 - آيه 87
2- ما وجدناه في مسند ابن حنبل،نعم هو في مناقب ابن المغازلي 253-255.

سطر ألف سنة و عرضه ألف سنة،و تسير باللواء و الحسن عن يمينك و الحسين عن يسارك حتّي تقف بيني و بين إبراهيم في ظل العرش،ثمّ تكسي حلة خضراء من الجنّة،ثمّ ينادي مناد من تحت العرش:نعم الأب أبوك إبراهيم و نعم الأخ أخوك عليّ أبشّر يا عليّ،إنّك تكسي إذا كسيت و تدعي إذا دعيت و تحبي إذا حبيت (1).

السابع و الأربعون: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل في مسند أبيه أحمد بن حنبل قال:حدّثنا محمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال:حدّثنا أبو الحسين بن محمد السعدي البصري في جمادي الأوّل سنة إحدي و ثلاثين و مائتين قال:حدّثنا عبد المؤمن بن عباد قال:حدّثنا يزيد بن معن عن عبد اللّه بن شرحبيل عن ابن أبي أوفي قال:دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مسجده فقال:أين فلان بن فلان،فجعل ينظر في وجوه أصحابه و يتفقدهم و يبعث إليهم حتّي توافوا عنده،فحمد اللّه و أثني عليه و آخي بينهم،و ذكر الحديث حديث المؤاخاة،فقال عليّ عليه السّلام:لقد ذهبت روحي و انقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري فإن كان هذا عن سخط عليّ فلك العتبي و الكرامة،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و الذي بعثني بالحق ما أخرتك إلاّ لنفسي و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنه لا نبيّ بعدي و أنت أميني و وارثي.

قال:ما أرث يا رسول اللّه؟

قال:ما ورث الأنبياء من قبلي.

قال:و ما ورث الأنبياء من قبلك؟

قال:كتاب اللّه و سنّة نبيه،و أنت معي في قصري في الجنّة مع ابنتي فاطمة و أنت أخي و رفيقي ثمّ تلا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إِخْواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (2) المتحابون في اللّه ينظر بعضهم إلي بعض (3).

الثامن و الأربعون: مسند أحمد بن حنبل قال:حدّثنا يحيي بن حماد قال:حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال أبو بلج:قال:حدّثنا عمر بن ميمون عن ابن عباس قال:خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و خرج الناس في غزوة تبوك فقال عليّ عليه السّلام:أخرج معك؟

فقال له نبيّ اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لا،فبكي عليّ.

فقال صلّي اللّه عليه و آله:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ إنّك ليس نبيّ،أنّه لا ينبغي أن أذهب إلاّ و أنت خليفتي (4).

ص: 36


1- فضائل الصحابة لابن حنبل:/663/2ح 1131.
2- سوره 15 - آيه 47
3- فضائل الصحابة لابن حنبل:/666/2ح 1137.
4- مسند أحمد:331/1.

التاسع و الأربعون: من مسند أحمد بن حنبل قال:عبد اللّه بن أحمد بن حنبل حدّثنا محمد بن يونس قال:حدّثنا زيد بن عمر بن عثمان النميري البصري[قال]حدّثني[أبي عن]إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن أبي حازم قال:جاء رجل إلي معاوية فسأله عن مسألة فقال:سل عنها عليّ بن أبي طالب فهو أعلم بها،فقال:يا أمير المؤمنين جوابك بها أحب إليّ من جواب عليّ.

فقال:بئس ما قلت و لؤم ما جئت به لقد كرهت رجلا كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يغرّه العلم غرّا و لقد قال له رسول اللّه:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبيّ بعدي،و كان عمر إذا أشكل عليه أمر شيء يأخذ عنه،و لقد شهدت عمر و قد أشكل عليه شيء فقال عمر:هاهنا عليّ،قم لا أقام اللّه رجليك (1).

الخمسون: كتاب المغازي لمحمد بن إسحاق في النصف الثاني بالاسناد قال:لما خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي غزوة تبوك خلف عليّ بن أبي طالب عليه السّلام علي أهله و أمره بالإقامة فيهم،فارجف المنافقون و قالوا:ما أخلفه إلاّ استثقالا أو تخفيفا عنه،فلمّا قال ذلك المنافقون،أخذ عليّ بن أبي طالب سلاحه ثمّ خرج إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو نازل بالجوف فقال:يا رسول اللّه زعم المنافقون أنّك إنّما خلّفتني تستثقلني و تخفّف عنّي.

فقال صلّي اللّه عليه و آله:كذبوا و لكنّي خلّفتك لما تركت ورائي فارجع فاخلفني في أهلي و أهلك ألا ترضي يا عليّ أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي،فرجع إلي المدينة،و مضي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بسفره (2).

الحادي و الخمسون: محمد بن إسحاق أيضا في المغازي بالاسناد عن يزيد بن رمانة قال:بلغني أن رجلا من قريش كان يقول:و اللّه ما أدري لعلّه سيكون نبيّ بعد محمد،فلقيت إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص فقلت:يا أبا إسحاق سمعت أباك يذكر مقالة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ بن أبي طالب عليه السّلام يوم غزوة تبوك،فضحك و ظنّ ذلك من هوي منّي في عليّ فقلت:إنّي و اللّه ما اسألك عنه لذلك و لكنّه بلغني أن رجلا من قومك يقول:ما أدري لعله سيكون نبيّ بعد محمد،فقال:نعم أشهد لسمعت أبي سعد بن أبي وقاص يقول:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعليّ عليه السّلام يوم رده من غزوة تبوك:ألا ترضي يا عليّ أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي (3).

ص: 37


1- فضائل الصحابة:/675/2ح 1153.
2- تاريخ دمشق:31/2 و 117/42 ط.دار الفكر،و البحار:267/37.
3- المناقب /39ح 7.

الثاني و الخمسون: كتاب الفردوس لابن شيرويه الديلمي في باب الياء بالاسناد عن عمر بن الخطاب قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا عليّ أنت أوّل المسلمين إسلاما و أنت أوّل المؤمنين إيمانا و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي (1).

الثالث و الخمسون: ابن شيرويه في الفردوس بالاسناد عن عامر بن سعد قال:قال سعد:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام:ثلاثا لئن تكون لي واحدة أحب إلي من حمر النعم،نزل علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الوحي،فادخل عليا و فاطمة و الحسن و الحسين صلوات اللّه عليهم تحت ثوبه و قال:اللهم هؤلاء أهلي و أهل بيتي[أحق]و قال له حين خلفه في غزوة غزاها و قال عليّ عليه السّلام:يا رسول اللّه خلفتني مع النساء و الصبيان،فقال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ألا ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبوّة بعدي.

و قوله يوم خيبر:لأعطين الراية غدا رجلا يحبّ اللّه و رسوله يفتح اللّه علي يديه،فتطاول المهاجرون لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ليراهم،فقال رسول اللّه:اين عليّ؟

فقالوا أرمد.

قال:فادعوه،فدعوه و بصق في عينيه ففتحهما و فتح اللّه علي يديه (2).

الرابع و الخمسون: صدر الأئمّة عند المخالفين أخطب الخطباء موفّق بن أحمد الخوارزمي في كتاب فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام في الفصل الأوّل من الكتاب قال:أنبأني سيّد القراء أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني،أخبرنا الحسن بن أحمد المقرئ،أخبرنا أحمد بن عبد اللّه الحافظ حدّثنا سليمان بن أحمد الطبراني حدّثنا محمود بن محمد المروزي حدّثنا حامد بن آدم المروزي حدّثنا جرير عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال:لما آخي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله بين أصحابه و بين المهاجرين و الأنصار فلم يواخ بين عليّ بن أبي طالب و بين أحد منهم،خرج عليّ مغضبا حتّي أتي جدولا من الأرض فتوسّد ذراعه و سفت عليه الريح،فطلبه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حتّي وجده فوكزه برجله و قال له:قم فما صلحت إلاّ أن تكون أبا تراب،أغضبت عليّ حين آخيت بين المهاجرين و الأنصار و لم أواخ بينك و بين أحد منهم،ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه ليس بنبي،ألاّ من أحبّك حفّ بالأمن و الإيمان و من أبغضك أماته اللّه ميتة جاهلية و حوسب بعمله

ص: 38


1- ....؟؟؟؟؟؟؟؟؟...
2- مسند الشامي:146/1،ح 82،و فضائل الصحابة لأحمد:643/2،ح 1093.

في الإسلام (1).

الخامس و الخمسون: موفق بن أحمد في كتاب فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام قال:أخبرني الإمام العلامة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي،أخبرنا الاستاذ الأمين أبو الحسن عليّ بن الحسين بن مدرك الرازي،أخبرنا الحافظ أبو سعيد إسماعيل بن الحسن السمان حدّثنا محمد بن عبد الواحد الخزاعي لفظا،أخبرني أبو محمد عبد اللّه بن سعيد الأنصاري،حدّثنا أبو محمد عبد اللّه بن ادران الخياط الشيرازي،حدّثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري وصي المأمون حدّثني أمير المؤمنين الرشيد عن أبيه عن جده عن عبد اللّه بن العباس رضي اللّه عنه قال:سمعت عمر بن الخطاب و عنده جماعة،فتذاكروا السابقين إلي الإسلام فقال عمر:أمّا عليّ فسمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول فيه ثلاث خصال لوددت أن تكون لي واحدة منهن و كانت أحب إلي من ما طلعت عليه الشمس،كنت أنا و أبو عبيدة و أبو بكر و جماعة من أصحابه إذ ضرب النبيّ صلّي اللّه عليه و آله بيده علي منكب عليّ رضي اللّه عنه و قال له:يا عليّ أنت أوّل المؤمنين إيمانا و أوّل المسلمين إسلاما و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي (2).

السادس و الخمسون: موفق بن أحمد في الفضائل قال:أنبأني مهذب الأئمّة أبو المظفر عبد الملك بن عليّ بن محمد الهمداني إجازة،أخبرنا محمد بن الحسين بن عليّ البزاز،أخبرنا أبو منصور محمد بن عليّ بن عبد العزيز،أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر،حدّثنا أبو بكر محمد بن عمر الخزاز الحافظ حدّثني أبو الحسن عليّ بن موسي الخزاز من كتابه،حدّثنا الحسن بن عليّ الهاشمي حدّثني إسماعيل بن أبان،حدّثنا أبو مريم عن ثوير بن أبي فاختة عن عبد الرّحمن بن أبي ليلي قال أبي:دفع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله الراية يوم خيبر إلي عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه ففتح اللّه تعالي علي يده، و أوقفه يوم غدير خم فأعلم الناس أنه مولي كلّ مؤمن و مؤمنة و قال له:أنت منّي و أنا منك،و قال له:

تقاتل علي التأويل كما قاتلت علي التنزيل و قال له:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي،و قال له:أنا سلم لمن سالمك و حرب لمن حاربك،و قال له:أنت العروة الوثقي،و قال له:أنت تبيّن لهم ما اشتبه عليهم من بعدي،و قال له:أنت مولي كلّ مؤمن و مؤمنة و وصي كلّ مؤمن و مؤمنة بعدي، و قال له:أنت الذي أنزل اللّه فيه وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ (3) و قال له:أنت الآخذ بسنتي و الذاب عن ملّتي،و قال له:أنا أوّل من تنشق الأرض عنه و أنت معي[إلي الجنّة] تدخلها أنت و الحسن و الحسين و فاطمة و قال:إن اللّه تعالي أوحي إليّ أن أقوم بفضلك فقمت به

ص: 39


1- المناقب /39ح 7.
2- المناقب /54ح 19،و قد تقدّم الحديث بطوله.
3- سوره 9 - آيه 3

في الناس و بلغتهم ما أمرني اللّه تعالي بتبليغه،و قال له:أتق الضغائن التي لك في صدور من لا يظهرها إلاّ بعد موتي،أولئك يلعنهم اللّه و يلعنهم اللاعنون،ثمّ بكي فقيل:ممّ بكاؤك يا رسول اللّه؟

قال:أخبرني جبرائيل أنّهم يظلمونه بعدي،و أخبرني جبرائيل عليه السّلام عن اللّه عزّ و جلّ أن ذلك الظلم يزول إذا قام قائمهم و علت كلمتهم و اجتمعت الأمّة علي محبتهم و كان الشانئ لهم قليلا و الكاره لهم ذليلا و كثر المادح لهم،و ذلك حين تغيّر البلاد و ضعف العباد و اليأس من الفرج فعند ذلك يظهر القائم فيهم،قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:اسمه كاسمي و اسم أبيه كاسم أبي هو من ولد ابنتي،يظهر اللّه الحق بهم و يخمد الباطل بأسيافهم و تتبعهم الناس راغب إليهم و خائف منهم،قال:و سكن البكاء عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثمّ قال:معاشر الناس أبشروا بالفرج فإن وعد اللّه لا يخلف و قضاؤه لا يرد و هو الحكيم و الخبير،و إن فتح اللّه قريب،اللهم إنهم أهلي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا،اللهم اكلأهم و ارعهم و كن لهم و انصرهم و أعزهم و لا تذلهم و أخلفني فيهم إنك علي ما تشاء قدير (1).

السابع و الخمسون: موفق بن أحمد في الفضائل قال:أخبرنا قتيبة،حدّثنا حاتم بن إسماعيل عن بكير بن عمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال:أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال:ما منعك أن تسب أبا تراب،قال:أما ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلن أسبه لئن تكون إلي واحدة أحب إلي من حمر النعم،سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي و خلفه في بعض مغازيه:

تكون أنت في بيتي إلي أن أعود،قال له عليّ:يا رسول اللّه تخلفني مع النساء و الصبيان؟فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبوّة بعدي،و سمعته يقول يوم خيبر:لأعطين الراية رجلا يحب اللّه و رسوله و يحبه اللّه و رسوله قال:فتطاولنا لها.فقال أدعو إليّ عليا.

قال:فأتي عليّ و به رمد،فبصق في عينيه و دفع الراية إليه ففتح اللّه عليه،و أنزلت هذه الآية فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ (2) الآية،و دعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في المباهلة عليّا و فاطمة و حسنا و حسينا ثمّ قال:اللهم هؤلاء أهلي.

قال أبو عيسي:هذا حديث حسن غريب صحيح من هذا الوجه قال(رض):قوله صلّي اللّه عليه و آله:

أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي،أخرجه الشيخان في صحيحيهما بطرق

ص: 40


1- المناقب /61ح 31.
2- سوره 3 - آيه 61

كثيرة (1).

الثامن و الخمسون: موفق بن أحمد في الفضائل قال:أخبرنا صمصام الأئمّة أبو عفان عثمان بن أحمد الصّرام الخوارزمي بخوارزم،أخبرنا عماد الدين أبو بكر أحمد بن الحسن النسفي،حدّثنا أبو القاسم ميمون بن عليّ الميموني،أخبرنا الشيخ أبو محمد إسماعيل بن الحسين بن عليّ، أخبرنا أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه،أخبرنا أبو الحسن عليّ بن الحسن بن عبده،حدّثنا إبراهيم بن سلام المكي،حدّثنا عبد العزيز بن محمد عن حزام بن عثمان،عن ابن جابر عن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنه إنه قال:جاءنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و نحن مضطجعون في المسجد و في يده عسيب رطب قال:

ترقدون في المسجد؟

قلنا:قد أجفلنا و أجفل عليّ معنا.

فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:تعال يا عليّ إنّه يحل لك في المسجد ما يحلّ لي أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ النبوّة،و الذي نفسي بيده إنّك لذائد عن حوضي يوم القيامة تذود عنه رجالا كما تذود البعير الضال عن الماء بعصا لك من عوسج،كأنّي أنظر إلي مقامك من حوضي (2).

قلت:أجفل القوم أي أسرعوا في الهرب.

التاسع و الخمسون: موفق بن أحمد في الفضائل قال:أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن عليّ بن أحمد العاصمي الخوارزمي قال:أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ،أخبرنا والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي،أخبرنا أبو عليّ عبد اللّه بن أحمد بن حنبل،أخبرنا أبي،حدّثنا يحيي بن حمّاد،حدّثنا أبو عوانة،حدّثنا أبو بلج،حدّثنا عمر بن ميمون قال:إنّي جالس إلي ابن عباس رضي اللّه عنه إذ أتاه تسعة رهط فقالوا:يا ابن العباس إمّا أن تقوم معنا و إمّا أن تخلوا بنا من بين هؤلاء، فقال ابن العباس:بل أنا أقوم معكم،و ساق حديثا طويلا قال فيه قال ابن عباس:و خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في غزوة تبوك و خرج الناس فقال له عليّ:اخرج معك؟

فقال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:لا،فبكي عليّ.

فقال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي،إنّه لا ينبغي أن أذهب إلاّ و أنت خليفتي،و الحديث تقدّم بطوله من طريق مسند أحمد بن حنبل و هو

ص: 41


1- المناقب /108ح 115،و صحيح مسلم:120/7-121 ط دار الفكر.
2- المناقب /109ح 116.

الحديث الحادي عشر و مائة (1).

الستون: موفّق بن أحمد في الفضائل قال:أخبرنا سيّد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إلي من همدان،أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد اللّه بن عبدوس الهمداني كتابة،أخبرنا الشيخ أبو طاهر الحسين بن عليّ بن سلمة رضي اللّه عنه عن مسند زيد بن عليّ رضي اللّه عنه، حدّثنا الفضل بن الفضل بن العباس،حدّثنا أبو عبد اللّه محمد بن سهل،حدّثنا محمد بن عبد اللّه البلوي،حدّثنا إبراهيم بن عبيد اللّه بن العلاء حدّثني أبي عن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عن أبيه عن جده عن عليّ رضي اللّه عنه قال:قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يوم فتحت خيبر:لو لا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصاري في عيسي ابن مريم لقلت فيك مقالا حيث لا تمر علي ملاء من المسلمين إلاّ و أخذوا من تراب رجليك،و فضل طهورك يستشفون به،و لكن حسبك أن تكون منّي و أنا منك ترثني وارثك،و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي،يا عليّ أنت تؤدّي ديني و تقاتل علي سنّتي،و أنت في الآخرة أقرب الناس منّي،و إنّك غدا علي الحوض خليفتي تذود عنه المنافقين،و أنت أوّل من يرد علي الحوض و أنت أوّل داخل في الجنّة من أمّتي،و إن شيعتك علي منابر من نور رواء مرويين مبيضة وجوههم حولي أشفع لهم فيكونون غدا في الجنّة جيراني،و إن أعداءك غدا ظما مظمئين مسودة وجوههم يتقحمون مقمعون يضربون بالمقامع و هي سياط من نار مقتحمين،حربك حربي و سلمك سلمي و سرك سري و علانيتك علانيتي و سريرة صدرك كسريرة صدري،و أنت باب علمي،و إن ولدك ولدي و لحمك لحمي و دمك دمي، و إن الحق معك و الحق علي لسانك و في قلبك و بين عينيك و الإيمان مخالط لحمك و دمك كما خالط لحمي و دمي،و إنّ اللّه عزّ و جلّ أمرني أن أبشّرك أنّك أنت و عترتك في الجنّة،و أن عدوك في النار،لا يرد عليّ الحوض مبغض لك و لا يغيب عنه محب لك،قال عليّ:فخررت ساجدا للّه تعالي و حمدته علي ما أنعم عليّ به من الإسلام و القرآن و حببني إلي خاتم النبيين و سيّد المرسلين صلّي اللّه عليه و آله و سلم. (2)

الحادي و الستون: موفق بن أحمد في الفضائل قال:أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي،حدّثنا إسماعيل بن أحمد الواعظ،حدّثنا والدي أحمد بن الحسين البيهقي أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمد بن عليّ المقري،أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق الأسفرائيني،حدّثنا يوسف بن يعقوب القاضي،حدّثنا محمد بن أبي بكر،حدّثنا يوسف بن

ص: 42


1- المناقب /125ح 140.
2- المناقب /129ح 143.

الماجشون،حدّثنا محمد بن المنكدر عن سعيد بن المسيب عن عامر بن سعد عن سعد.-يعني ابن أبي وقاص-قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه ليس نبيّ بعدي،قال سعيد:فأحببت أن اشافه بذلك سعدا فلقيته و ذكرت له الذي ذكر لي عامر فقال:نعم سمعته يقول،قلت:أنت سمعته؟

قال:فأدخل إصبعه في أذنه و قال:و إلاّ فاستكّتا.

قال رضي اللّه عنه:هو عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه سعد بن أبي وقاص (1).

الثاني و الستون: موفق بن أحمد في الفضائل قال:أخبرنا الشيخ الفقيه العادل أبو بكر محمد بن عبيد اللّه بن نصر الزاغوني بمدينة السلام،عن الشيخ الثقة أبي الليث و أبي الفتح أحمد بن الحسين بن نصر الشاشي عن الشيخ أبي بكر أحمد بن منصور المغربي عن الشيخ الحافظ أبي بكر محمد بن عبد اللّه بن الحسين بن زكريا الشيباني المعروف بالجوزقي،أخبرنا أبو العباس الدغولي، حدّثنا محمد بن مشكان،أخبرنا أبو داود الطيالسي،حدّثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم قال:سمعت إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص يحدث عن سعد أنّ رسول اللّه قال لعلي رضي اللّه عنه:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبيّ بعدي،أخرج الشيخان هذا الحديث في صحيحيهما (2).

الثالث و الستون: موفّق بن أحمد في الفضائل قال:انبأني مهذب الأئمّة أبو المظفر عبد الملك بن عليّ بن محمد الهمداني نزيل بغداد إجازة،أخبرنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف إذنا قال:أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي قال:أخبرنا أحمد بن جعفر بن مالك قال:حدّثنا الحسن بن عليّ البصري قال:حدّثنا أبو عبد اللّه الحسن بن راشد الطفاوي و الصباح بن عبد اللّه أبو بشر قالا:

حدّثنا قيس بن الربيع قال:حدّثنا سعد بن الخفاف عن عطية عن محدوج بن زيد الالهاني أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله آخي بين المسلمين ثمّ قال:يا عليّ أنت أخي و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنه لا نبيّ بعدي،أ ما علمت يا عليّ إنّ أوّل ما يدعي به يوم القيامة يدعي بي،فأقوم عن يمين العرش في ظلة فأكسي حلة خضراء من حلل الجنّة،ثمّ يدعي بالنبيين بعضهم علي أثر بعض،فيقومون سماطين عن يمين العرش و يكسون حللا خضرا من حلل الجنّة،الحديث بطوله تقدم من مسند أحمد بن حنبل. (3)

الرابع و الستون: موفق بن أحمد في المناقب قال:أخبرنا أبو العلاء الحسن بن أحمد،أخبرنا

ص: 43


1- المناقب /133ح 148.
2- المناقب /138ح 157.
3- المناقب /140ح 159.

الحسن بن أحمد المقرئ،أخبرنا أحمد بن عبد اللّه الحافظ،أخبرنا أبو الفرج أحمد بن جعفر الشيباني،حدّثنا محمد بن جرير،حدّثنا عبد اللّه بن داهر بن يحيي عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:هذا عليّ بن أبي طالب لحمه لحمي و دمه دمي و هو منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبيّ بعدي،و قال:يا أمّ سلمة اسمعي و أشهدي هذا عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين،و سيّد المسلمين،و عيبة علمي،و بابي الذي أوتي منه،و أخي في الدنيا و أخي في الآخرة،و معي في السنام الأعلي (1).

الخامس و الستون: موفق بن أحمد في المناقب قال:أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسين عليّ بن أحمد العاصمي الخوارزمي،أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد عن الحسين البيهقي،أخبرنا أبو بكر أحمد،أخبرنا أبو سعد أحمد بن الخليل الماليني،حدّثنا أبو أحمد عبد اللّه بن عدي الحافظ حدّثنا البغوي املاء حدّثنا حسين بن محمد الذراع سنة إحدي و ثلاثين و مائتين قال:قدم علينا مع أبي الربيع الزهراني من البصرة عبد المؤمن بن عباد العبدي قال:حدّثنا يزيد بن معن عن عبد اللّه بن شرحيل،عن زيد بن أبي أوفي قال:دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مسجده فقال:أين فلان و فلان؟فجعل ينظر في وجوه أصحابه و يتفقدهم ثمّ ذكر قصة المؤاخاة بين الصحابة فقال له عليّ:-يعني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله-:قد رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري فإن كان هذا من سخط عليّ فلك العتبي و الكرامة،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:و الذي بعثني بالحق ما أخرتك إلاّ لنفسي و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبيّ بعدي،و أنت أخي و وارثي؟

قال:و ما أرث منك يا رسول اللّه؟

قال:ما ورثه الأنبياء قبلي.

قال:و ما هو؟

قال:كتاب ربّهم و سنّة نبيّهم،و أنت معي في قصري في الجنّة مع فاطمة ابنتي،و أنت أخي و وزيري و رفيقي ثمّ تلا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إِخْواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (2) المتحابون في اللّه ينظر بعضهم بعضا (3).

السادس و الستون: موفّق بن أحمد في الفضائل قال:أخبرنا أبو العلاء الحسن بن أحمد،أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسن بن محمد الحافظ،أخبرنا أبو عليّ محمد بن موسي بن محمد بن نعيم أخبرني أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود،حدّثنا أبو الأحرز محمد بن عمر بن جميل الأزدي،

ص: 44


1- المناقب /142ح 163.
2- سوره 15 - آيه 47
3- المناقب /150ح 178.

حدّثنا محمد بن يونس القرشي،حدّثنا محمد بن الحسن بن معلي بن زياد القردوسي،حدّثنا أبو عوانة عن الأعمش،عن الحكم عن مصعب-يعني ابن سعد بن أبي وقاص-عن أبيه قال:قال معاوية:أ تحب عليا؟

قلت:كيف لا أحبه و قد سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول له:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبيّ بعدي،و لقد رأيته يوم بدر و هو يحمحم كما يحمحم الفرس هو يقول:

بازل عامين حديث سني سنح الليل كأنّي جنّي

لمثل هذا ولدتني أمّي (1)

السابع و الستون: موفّق بن أحمد في المناقب قال:من المراسيل روي الناصر للحق بإسناده في حديث طويل قال:لما قدم عليّ رضي اللّه عنه علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لفتح خيبر قال صلّي اللّه عليه و آله و سلم:لو لا أن تقول طائفة فيك من أمتي ما قالت النصاري في المسيح عليه السّلام لقلت فيك اليوم مقالا لا تمر بملاء إلاّ و أخذوا التراب من تحت قدميك و من فضل طهورك يستشفون به،و لكن حسبك أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي و أنا منك ترثني وارثك إلاّ أنه لا نبيّ بعدي،و إنّك تبرئ ذمتي،و تقاتل علي سنتي،و إنك غدا أقرب الناس منّي،و إنّك أوّل من يرد عليّ الحوض،و أوّل من يكسي معي، و أوّل داخل الجنّة من أمتي،و إن شيعتك علي منابر من نور،و إن الحق علي لسانك و في قلبك و في عينيك (2).

الثامن و الستون: موفّق بن أحمد في المناقب قال:روي أن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب أرسل إلي معاوية رسله الطرماح بن حكيم الطائي و جرير بن عبد اللّه البجلي و غيرهما قبل مسيره إلي صفّين،و كتب إليه مرّة بعد اخري يحتجّ عليه ببيعة أهل الحرمين له و سوابقه في الإسلام لئلاّ يكون بين أهل العراق و بين أهل الشام محاربة،و معاوية يعتل بدم عثمان و يستغوي بذلك جهال أهل الشام و أجلاف العرب،ثمّ يستميل طلبة الدنيا بالأموال و الولايات،و كان يشاور في أثناء ذلك ثقاته و أهل مودته و عشيرته في قتال عليّ كرم اللّه وجهه،فقال له أخوه عتبة:هذا أمر عظيم لا يتم إلاّ بعمرو بن العاص فإنّه قريع زمانه في الدهاء و المكر و الخدع،و قلوب أهل الشام مائلة إليه،فقال معاوية:صدقت و لكنّه يحب عليّا و أخاف أن لا يجيئني،فقال:اخدعه بالأموال و مصر،فكتب إليه معاوية:من معاوية بن أبي سفيان خليفة عثمان بن عفان رضي اللّه عنه إمام المسلمين و خليفة رسول ربّ العالمين ذي النورين ختن المصطفي علي ابنته و صاحب جيش العسرة و بئر رومة المعدوم الناصر،

ص: 45


1- المناقب:158،ح 187.
2- المناقب /158ح 188.

الكثير الخاذل،المحصور في منزله و المقتول عطشا و ظلما في محرابه،المعذّب بأسياف الفسقة؛ إلي عمرو بن العاص صاحب رسول اللّه و ثقته،أمير عسكره بذات السلاسل المعظم رأيه المفحم تدبيره أمّا بعد:فلم يخف عليك احتراق قلوب المؤمنين،و ما أصيبوا من الفجيعة بقتل عثمان،و ما ارتكب به جاره حسدا و بغيا بامتناعه من نصرته و خذلانه إياه و أشلائه الغاغة (1)عليه حتّي قتلوه في محرابه،فيا لها من مصيبة عمّت جميع المسلمين و فرضت عليهم طلب دمه ممّن قتلته،و أنا أدعوك إلي الحظ الاجزل من الثواب و النصيب الأوفر من حسن المآب بقتال من أوفي قتلة عثمان رضي اللّه عنه و ارضاه و أحلّه جنّة مأواه.

فكتب إليه عمرو:من عمرو بن العاص صاحب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي معاوية بن أبي سفيان أمّا بعد:

فقد وصل كتابك فقرأته،ثمّ فهمته،فأمّا ما دعوتني إليه من خلع ربقة الإسلام من عنقي و التهور في الضلالة معك و إعانتي إيّاك علي الباطل،و اختراط السيف في وجه علي رضي اللّه عنه و هو أخو رسول اللّه و وصيه و وارثه و قاضي دينه و منجز وعده،و زوج ابنته سيّدة نساء أهل الجنّة و أبو السبطين الحسن و الحسين سيّدي شباب أهل الجنّة فلن يكون.

و أمّا ما قلت:إنّك خليفة عثمان فقد صدقت،و لكن تبين اليوم عزلك عن خلافته و قد بويع لغيره فزالت خلافتك،و أمّا ما عظمتني به و نسبتني إليه من محبة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و إنّني صاحب جيشه فلا أغترّ بالتزكية و لا أميل بها عن الملّة.

و أمّا ما نسبت أبا الحسن اخا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وصيّه إلي البغي و الحسد لعثمان،و سميت الصحابة فسقة و زعمت أنّه اشلاهم علي قتله فهذا كذب و غواية،ويحك يا معاوية أ ما علمت أن أبا الحسن بذل نفسه بين يدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و بات علي فراشه،و هو صاحب السبق إلي الإسلام و الهجرة و قد قال فيه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:هو منّي و أنا منه و هو منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي.

و قد قال فيه يوم غدير خم:ألاّ و من كنت مولاه فعليّ مولاه اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه و أنصر من نصره و أخذل من خذله.

و هو الذي قال فيه رسول اللّه يوم خيبر:لأعطين الراية غدا رجلا يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله.

و هو الذي قال فيه يوم الطير:اللّهمّ آتني أحب الخلق إليك فلمّا دخل عليه قال:و إلي و إلي.

ص: 46


1- الأشلاء:الأغراء،و الغاغة:الكثير المختلط من الناس.

و قد قال فيه يوم بني النظير:عليّ إمام البررة و قاتل الفجرة منصور من نصره مخذول من خذله.

و قد قال فيه:عليّ وليكم من بعدي و أكّد القول عليك و عليّ و علي جميع المسلمين.

و قال:إنّي مخلّف فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي.

و قد قال:أنا مدينة العلم و عليّ بابها،و قد علمت يا معاوية ما أنزل اللّه تعالي في كتابه فيه من الآيات المتلوّات في فضائله التي لا يشركه فيها أحد كقوله تعالي: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَ يَخافُونَ (1) .

و قوله تعالي: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (2) .

و قوله تعالي: أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (3) .

و قد قال اللّه تعالي: رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيْهِ (4) .

و قد قال اللّه لرسوله: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (5) .

و قد قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي،سلمك سلمي و حربك حربي و تكون أخي و وليي في الدنيا و الآخرة،يا أبا الحسن من أحبّك فقد أحبّني و من أبغضك فقد أبغضني،و من أحبّك أدخله اللّه الجنّة و من أبغضك أدخله اللّه النار.

و كتابك يا معاوية الذي هذا جوابه ليس ممّا يخدع به من له عقل أو دين و السلام.

فكتب إليه معاوية يعرض عليه الأموال و الولايات و كتب في آخر كتابه هذه الأبيات:

جهلت و لم تعلم محلك عندنا فأرسلت شيئا من خطاب و ما تدري

فثق بالّذي عندي لك اليوم آنفا من العزّ و الإكرام و الجاه و القدر

فأكتب عهدا ترتضيه مؤكّدا و أشفعه بالبذل منّي و بالبرّ

فكتب عمرو:

أبي القلب منّي أن أخادع بالمكر بقتل ابن عفّان أجرّ إلي الكفر

و إنّي لعمرو ذو دهاء و فطنة و لست أبيع الدين بالريح و الدفر

فلو كنت ذا رأي و عقل و فطنة لقلت لهذا الشيخ ان خاض في الأمر

تحيّة منشور جليل مكرم بخطّ صحيح ذي بيان علي مصر

أ ليس صفيرا ملك مصر ببيعة هي العار في الدنيا علي العقب من عمرو

فإن كنت ذا ميل شديد إلي العلي و إمرة أهل الدين مثل أبي بكر

ص: 47


1- سوره 76 - آيه 7
2- سوره 5 - آيه 55
3- سوره 11 - آيه 17
4- سوره 33 - آيه 23
5- سوره 42 - آيه 23

فأشرك أخا رأي و حزم و حيلة معاوي في أمر جليل لذي الذكر

فإن دواء الليث صعب علي الوري و إن غاب عمرو زيد شرّا إلي شرّ (1)

التاسع و الستون: موفق بن أحمد في المناقب قال:أخبرنا العلامة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري رضي اللّه عنه،أخبرني الاستاذ الأمين أبو الحسن عليّ بن مردك الرازي أخبرني الشيخ الزاهد الحافظ أبو سعد إسماعيل بن عليّ بن الحسين السمان،أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن محمد الحمدوني بقراءتي عليه سنة ست و ثمانين و ثلاثمائة،حدّثنا أبو محمد عبد الرّحمن بن حمدان بن عبد الرّحمن بن المرزبان الجلاب،حدّثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم السوسي البصري نزيل حلب،حدّثنا عثمان بن عبد اللّه القرشي الشامي بالبصرة قدم علينا،حدّثنا يوسف بن أسباط عن محمد الضبي،عن إبراهيم النخعي عن علقمة عن أبي ذر رضي اللّه عنه قال:لمّا كان أوّل يوم في البيعة لعثمان(ليقضي اللّه أمرا كان مفعولا ليهلك من هلك عن بيّنة و يحيي من حيي عن بيّنة.

قال أبو ذر:فاجتمع المهاجرون و الأنصار في المسجد،فنظرت إلي أبي محمد عبد الرّحمن بن عوف و قد اعتجر بريطة و قد اختلفوا إذ جاء أبو الحسن بأبي هو و أمي،فلمّا بصروا بأبي الحسن علي بن أبي طالب-كرّم اللّه وجهه-سرّ القوم طرا فأنشأ عليّ يقول:إنّ احسن ما ابتدأ به المبتدءون و نطق به الناطقون و تفوّه به القائلون:حمد اللّه و أثني عليه بما هو أهله،و صلّي اللّه علي النبيّ محمد صلّي اللّه عليه و آله،الحمد للّه المتفرّد بدوام البقاء المتوحّد بالملك الذي له الفخر و المجد و الثناء،و ساق الخطبة بطولها إلي أن قال عليه السّلام:فهدانا اللّه بمحمد صلّي اللّه عليه و آله إلي صالح الأديان،ثمّ أنقذنا من عبادة الأوثان بعد أن أمكنه اللّه من شعلة النور فأضاء بمحمد صلّي اللّه عليه و آله مشارق الأرض و مغاربها فقبضه اللّه إليه فإنّا للّه و إنّا إليه راجعون،فما أجلّ رزيّته و أعظم مصيبته فالمؤمنين فيه طرا مصيبتهم واحدة،ثمّ قال عليّ كرّم اللّه وجهه:فانشدكم باللّه يا معاشر المهاجرين و الأنصار هل تعلمون أن جبرائيل عليه السّلام أتي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و قال:يا محمد لا سيف إلاّ ذو الفقار و لا فتي إلاّ عليّ،هل تعلمون كان هذا؟

قالوا:اللّهمّ نعم.

قال:فانشدكم اللّه هل تعلمون أن جبرائيل نزل علي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا محمد إن اللّه يأمرك أن تحب عليّا و تحب من يحبّه فإن اللّه تعالي يحبّ عليّا و يحبّ من يحبّه؟

قالوا:اللّهمّ نعم.

ص: 48


1- المناقب /198ح 240.

قال:فانشدكم اللّه هل تعلمون أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:لمّا اسري بيّ إلي السماء السابعة رفعت إليّ رفارف من نور ثمّ رفعت إليّ حجب من نور فوعد النبيّ،الجبار و قال له أشياء،فلمّا رجع من عنده نادي مناد من وراء الحجب:نعم الأب أبوك إبراهيم و نعم الأخ أخوك عليّ و استوص به، أ تعلمون معاشر المهاجرين و الأنصار كان هذا؟

فقال أبو محمد من بينهم-يعني عبد الرّحمن بن عوف-:سمعتها من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و إلاّ صمّتا.

ثمّ قال:أ تعلمون أن أحدكم كان يدخل المسجد جنبا غيري؟

قالوا:اللهم لا.

قال:فانشدكم اللّه هل تعلمون أن أبواب المسجد سدّها و ترك بابي؟

قالوا:نعم.

قال:هل تعلمون إنّي إذا قاتلت أكون عن يمين رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قال:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي؟

قالوا:اللّهمّ نعم.

قال:هل تعلمون أن رسول اللّه أخذ الحسن و الحسين فجعل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:أيّها يا حسن،فقالت فاطمة عليها السّلام:يا أباه إنّ الحسين أصغر و أضعف ركنا منه،فقال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا فاطمة ألا ترضين أن أقول أنا هي يا حسن و يقول جبرائيل عليه السّلام هي يا حسين،فهل لأحدكم مثل هذا الفضل و هذه المنزلة؟نحن الصابرون ليقضي اللّه أمرا كان مفعولا في هذه البيعة (1).

السبعون: صاحب كتاب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة قال:حدّثنا أبو يحيي زكريا بن يحيي السالي عن أحمد بن يحيي الصوفي قال:حدّثنا أبو نعيم حدار بن صراد عن يحيي بن عيسي الزميل عن الأعمش عن عناية الأسدي عن ابن عباس عن أمّ سلمة قالت:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد دخل عليه عليّ بن أبي طالب عليه السّلام:يا أمّ سلمة هل تعرفينه،فقالت هينا هذا عليّ بن أبي طالب عليه السّلام.

قال:نعم لحمه لحمي و دمه دمي و هو منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي،يا أمّ سلمة اسمعي و اشهدي هذا عليّ أمير المؤمنين و سيّد المسلمين و عيبة علمي و بابي الذي منه أوتي و خليفتي من بعدي و قريني في الآخرة،و هو معي في السنام الأعلي،اشهدي يا أمّ سلمة إنّه

ص: 49


1- المناقب /299ح 296.

يقاتل الناكثين و القاسطين و المارقين (1).

الحادي و السبعون: صاحب المناقب الفاخرة قال:حدث المبارك بن مسرور قال:

حدّثني القاضي أبو عبد اللّه عن أبيه عن أبي الحسين عليّ بن عبد اللّه القصاب البيّع عن أبي بكر المفيد الجرجاني عن أبي الحسين عليّ بن سليمان عن عبد الكريم بن عليّ عن جعفر بن ربيعة البلخي عن الحسين بن الحسين المروزي عن كادح بن جعفر عن مسلم بن بشار عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري رضي اللّه عنه قال:لما قدم عليّ من فتح خيبر قال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:يا عليّ لو لا أن طائفة من أمّتي يقولون فيك ما قالت النصاري في عيسي ابن مريم لقلت فيك مقالا لا تمر بملاء من الناس إلاّ أخذوا التراب من تحت رجليك و فضول (2)طهورك يستشفون بهما،و لكن حسبك أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي،و أنت تبرئ ذمّتي و تستر عورتي و تقاتل علي سنّتي، و أنت غدا في الآخرة أقرب الخلق منّي و أنت علي الحوض خليفتي،و إنّ شيعتك و محبّيك في القيامة[علي منابر من نور]مبيضّة وجوههم حولي أشفع لهم فيكونون في الجنّة جيراني،يا عليّ حربك حربي و سلمك سلمي و سرورك سروري[و إنّ ولدك ولدي]و أنت تقضي ديني و تنجز وعدي،و أن الحق يجري علي لسانك و يجري علي قلبك و معك و بين يديك و نصب عينيك، و الإيمان مخالط لحمك و دمك كما خالط لحمي و دمي،لا يرد علي الحوض مبغض لك و لا يغيب عنه محبّ لك.

فخرّ عليّ ساجدا للّه تعالي،و قال:الحمد للّه الذي منّ عليّ بالإسلام،و علّمني القرآن،و حبّبني إلي خير البريّة و أعزّ الخليقة و أكرم أهل السماوات و الأرض علي ربّه،خاتم النبيّين و سيّد المرسلين و صفوة اللّه من جميع العالمين إحسانا من اللّه تعالي و تفضّلا[منه]عليّ،فقال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:يا عليّ ما عرف الإسلام بعدي إلاّ بك،يا عليّ لقد جعل اللّه نسل كلّ نبيّ من صلبه و نسلي من صلبك، فأنت أعزّ الخلق لديّ و أكرمهم لديّ،و محبوك أكرم[من يرد]عليّ من أمّتي (3).

الثاني و السبعون: صاحب المناقب الفاخرة قال:روي إسحاق بن حمّاد عن زيد المحدث البصري،في حديث مناظرة الفقهاء و أصحاب الحديث مع المأمون بمحضر يحيي بن أكثم،و هو حديث طويل في اثبات إمامة عليّ أمير المؤمنين عليه السّلام و تقديمه علي ما تقدم عليه عليه السّلام قال المأمون في احتجاجه عليهم:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ:«أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ

ص: 50


1- انظر:التحصين لابن طاوس 566،و بحار الأنوار:122/38.
2- في المصدر:فضل.
3- الغارات:65/1 مختصرا.

بعدي»و أعترف منهم من أعترف و لم ينكره أحد منهم من الفقهاء و المحدّثين.

الثالث و السبعون: الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازي في كتابه في تفسير قوله تعالي: عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ اَلَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (1) بإسناده إلي السدي يرفعه قال:أقبل صخر بن حرب حتّي جلس إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا محمد هذا الأمر لنا من بعدك أم لمن؟

قال:يا صخر الأمر بعدي لمن هو منّي بمنزلة هارون من موسي فأنزل اللّه تعالي: عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ اَلَّذِي (2) يعني يسألك أهل مكة عن خلافة عليّ بن أبي طالب عن النبأ العظيم هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) منهم المصدّق بولايته و خلافته و منهم مكذّب ثمّ قال: كَلاّ (4) و هو ردّ عليهم سَيَعْلَمُونَ (5) سيعرفون خلافته بعدك أنّها حق يكون ثُمَّ كَلاّ سَيَعْلَمُونَ (6) يقول يعرفون خلافته و ولايته و يسألون عنها في قبورهم،فلا يبقي ميّت في شرق و لا غرب و لا برّ و لا بحر إلاّ و منكر و نكير يسألانه عن ولاية عليّ بن أبي طالب عليه السّلام بعد الموت يقولان للميت من ربّك و ما دينك و من نبيّك و من إمامك (7).

الرابع و السبعون: الشيخ أبو الحسن محمد بن أحمد بن شاذان في المناقب المائة من طريق العامّة يرفعه إلي جابر بن عبد اللّه قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي بن أبي طالب:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ و لو كان لكنته (8).

الخامس و السبعون: ابن شاذان في المناقب المائة من طريق المخالفين يرفعه إلي جعفر بن محمد الصادق،عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام عن عليّ بن الحسين عليه السّلام قال:قام عمر بن الخطاب إلي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال:إنك لا تزال تقول لعلي بن أبي طالب:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي،و قد ذكر هارون في القرآن و لم يذكر عليا،فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:يا غليظ يا أعرابي إنك ما تسمع اللّه يقول:هذا صراط عليّ مستقيم. (9)

السادس و السبعون: فضائل الصحابة للسمعاني عن أحمد عن زيد بن أبي أوفي قال صلّي اللّه عليه و آله و سلم في خبر:و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي و أنت أخي و وارثي.

قال:و ما أرث يا رسول اللّه؟

قال:ما ورّث الأنبياء قبلي.قال:و ما ورّث الأنبياء قبلك؟

ص: 51


1- سوره 78 - آيه 1
2- سوره 78 - آيه 1
3- سوره 78 - آيه 3
4- سوره 78 - آيه 4
5- سوره 78 - آيه 4
6- سوره 78 - آيه 5
7- كتاب الأربعين للشيرازي:39.مناقب آل أبي طالب:276/2.
8- مائة منقبة /91منقبة 57.
9- مائة منقبة /160منقبة 85.

قال:كتاب اللّه و سنّة نبيّه (1).

السابع و السبعون: ابن شهرآشوب من طريق المخالف قال:سأل رجل الشافعي عن عليّ بن أبي طالب قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ النبوة.

قال ابن شهرآشوب عقيب الحديث:و لقد تلقته الأمة بالقبول إجماعا (2).

الثامن و السبعون: ابن شهرآشوب من طريق المخالف قال أبو سعيد الخدري:فلمّا وصل النبيّ إلي الجرف أتاه عليّ فقال:يا نبيّ اللّه زعم المنافقون أنك إنّما خلّفتني أنّك استثقلتني و تخفّفت منّي.

فقال:كذبوا إنّما خلّفتك لما ورائي،فارجع و اخلفني في أهلي و أهلك أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي،فرجع عليّ عليه السّلام (3).

التاسع و السبعون: ابن شهرآشوب من طريق المخالفين قال:روي القطان عن وكيع عن سفيان عن السدي عن عبد خير عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال:أقبل صخر بن حرب حتّي جلس الي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا محمد هذا الأمر بعدك لنا أو لمن؟

قال:يا صخر الأمر بعدي لمن هو منّي بمنزلة هارون من موسي،فأنزل اللّه عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ اَلَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (4) منهم المصدّق بولايته و خلافته و منهم المكذّب بولايته و خلافته ثمّ قال: كُلا (5) و هو رد عليهم فَسَيَعْلَمُونَ (6) خلافته بعدك أنّها حق ثُمَّ كَلاّ سَيَعْلَمُونَ (7) يقول:يعرفون خلافته و ولايته إذ يسألون عنها في قبورهم،فلا يبقي ميّت في شرق و لا غرب و لا في برّ و لا في بحر إلاّ منكر و نكير يسألانه عن ولاية أمير المؤمنين بعد الموت يقولان للميّت:من ربّك و ما دينك و من نبيك و من إمامك (8)؟

الثمانون: من طريق المخالفين ما ذكره ابن مسكويه صاحب التاريخ بحوادث الإسلام في كتاب سماه(نديم الفريد)يقول فيه:حيث ذكر كتابا كتبه بنو هاشم،يسألون المأمون أن يبايع لولده العباس بولاية العهد،و يعاتبونه علي مبايعته لعلي بن موسي الرضا عليه السّلام،فكتب المأمون جوابهم هذا لفظ ما رواه ابن مسكويه فقال المأمون:

«بسم اللّه الرحمن الرحيم و الحمد للّه ربّ العالمين و صلّي اللّه علي محمّد و آل محمّد علي رغم أنف الراغمين.

ص: 52


1- نقله عنه ابن شهرآشوب في المناقب:264/2.
2- مناقب آل أبي طالب:219/2.
3- مناقب آل أبي طالب:219/2.
4- سوره 78 - آيه 1
5- سوره 2 - آيه 35
6- سوره 19 - آيه 75
7- سوره 78 - آيه 5
8- مناقب آل أبي طالب:276/2.

أما بعد:فقد عرف أمير المؤمنين كتابكم،و قدير أمركم،و مخض زبدتكم،و أشرف علي قلوب صغيركم و كبيركم،و عرفكم مقبلين و مدبرين،و ما آل إليه كتابكم في مراوضة الباطل،و صرف وجوه الحق عن مواضعها و نبذكم كتاب اللّه تعالي و الآثار،و كلّما جاءكم به الصادق محمّد صلّي اللّه عليه و آله حتي كأنكم من الامم السالفة التي هلكت بالخسف و الغرق و الريح و الصيحة و الصواعق و الرجم، أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلي قُلُوبٍ أَقْفالُها (1) ،و الذي هو أقرب إلي أمير المؤمنين من حبل الوريد لو لا أن يقول قائل:إن أمير المؤمنين ترك الجواب عجزا لما أجبتكم من سوء أخلاقكم،و قلّة أخطاركم، و ركاكة عقولكم،و من سخافة ما تأوون إليه من آرائكم،فليستمع إليه مستمع و ليبلغ الشاهد غائبا.

أما بعد:إن اللّه تعالي بعث محمّدا صلّي اللّه عليه و آله علي فترة من الرسل،و قريش في أنفسها و أموالها لا يرون أحدا يساميهم و لا يباريهم،فكان نبيّنا محمد صلّي اللّه عليه و آله أمينا من أوسطهم بيتا و أقلّهم مالا،و كان أوّل من آمنت به خديجة بنت خويلد فواسته بمالها،ثم آمن به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب و له سبع سنين،لم يشرك باللّه شيئا[طرفة عين]،و لم يعبد وثنا و لم يأكل ربا (2)،و لم يشاكل الجاهلية في جهالاتهم،و كانت عمومة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إما مسلم مهين أو كافر معاند إلاّ حمزة فإنّه لم يمتنع من الإسلام و لا امتنع الإسلام منه،فمضي لسبيله علي بيّنة من ربّه.

و أمّا أبو طالب فإنّه كفله و ربّاه،و لم يزل مدافعا عنه و مانعا منه،فلمّا قبض اللّه أبا طالب همّ به القوم و أجمعوا عليه ليقتلوه،فهاجر إلي القوم الذين تبوءوا الدار و الايمان من قبلهم يحبّون من هاجر إليهم و لا يجدون في صدورهم حاجة ممّا أوتوا،و يؤثرون علي أنفسهم و لو كان بهم خصاصة[و من يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون]،فلم يقم مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أحد من المهاجرين كقيام علي ابن أبي طالب عليه السّلام فإنه آزره و وقاه بنفسه و نام في مضجعه،ثم لم يزل متكئا-و في نسخة:متمسّكا- بأطراف الثغور و ينازل الأبطال،و لا ينكل عن قرن،و لا يولي عن جيش منيع القلب،يؤمّر علي الجميع و لا يؤمر عليه أحد،أشد الناس وطأة علي المشركين،و أعظمهم جهادا في اللّه،و أفقههم في دين اللّه،و أقرأهم لكتاب اللّه و أعرفهم بالحلال و الحرام،و هو صاحب الولاية في حديث غدير خم،و صاحب قوله:«أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبي بعدي»،و صاحب يوم الطائف.

ص: 53


1- سوره 47 - آيه 24
2- -كما ذكره المسعودي و المقريزي راجع مروج الذهب:401/1 ط.مصر 1346 ه،و ط.بيروت 276/2 ذكر مبعث النبي صلّي اللّه عليه و آله،و امتاع الاسماع:16/1 ط.مصر تحقيق محمود شاكر،و الرياض المستطابة:168 ترجمة الأمير.

و كان أحبّ الخلق إلي اللّه تعالي و إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و صاحب الباب حيث فتح له و سدّ سائر الأبواب في المسجد،و هو صاحب الراية يوم خيبر،و صاحب عمرو بن عبد ودّ في المبارزة، و أخو رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين آخي بين المسلمين،و هو منيع جزيل.

و هو صاحب آية وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلي حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً (1) و هو زوج فاطمة 3 سيّدة نساء العالمين[و سيّدة نساء أهل الجنّة]،و هو ختن خديجة عليها السّلام،و هو ابن عم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لما كفله و ربّاه،و هو ابن أبي طالب عليه السّلام في نصرته و جهاده،و هو نفس رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في يوم المباهلة، و هو الذي لم يكن أبو بكر و عمر ينفذان حكما حتي يسألانه عنه (2)،فما رأي إنفاذه أنفذاه،و ما لم يره ردّاه.

و هو دخل من بني هاشم في الشوري،و لعمري لو قدر أصحابه علي دفعه عنه كما دفع العبّاس رضوان اللّه عليه و وجدوا إلي ذلك سبيلا لدفعوه.

ص: 54


1- سوره 76 - آيه 8
2- -إليك دليله: رجوع عمر و أبي بكر لعلي لرجوع عمر يراجع:تنبيه الغافلين:57-183،و ترجمة علي من تاريخ دمشق:364/2 ح 871،و مسند أحمد:154/1 ط.م،و 349/1 ط.ب،،و جواهر العقدين:387 الباب الثالث عشر،و نور الابصار 161 مناقب علي،و موطأ مالك:842/2 كتاب الاشربة باب 1 ح 2،و كنز العمال:35/3 و 53 ط.دكن 1322، و 221/3،و 234،و الفيض القدير:46/3 ط.مصر 1356،و سنن البيهقي:443/7 ط.دكن 1344، و مناقب الخوارزمي:80 و 94 و 96 و 97 و 100 من الفصل السابع،و كفاية الطالب:334 باب 62،و ينابيع المودة:75/1 ط.تركيا و ط.النجف:85،و تاريخ اليعقوبي:151/2،و 145،و 161 أيام عمر،و شرح النهج:174/1 الخطبة 3،و مناقب ابن المغازلي:41 ط.بيروت-و ط.طهران:35 ح 52،و انساب الأشراف:178،و الاحياء:200/2 كتاب الادب باب 3،و تذكرة الخواص:135 باب 6 ذكر المسائل التي رجع عمر فيها،و ربيع الابرار:26/4 قال عمر:لولاك لافتضحنا،و ينابيع المودة:249/1،و 85،و 302، و 342،و 448/2 ط.النجف،و شرح النهج:18/1 الخطبة الاولي،و المعجم الكبير:43/5 ح 4536 ترجمة رفاعة ابن رافع الزرقي،و كنز العمال:564/2 ح 738 ذيل التفسير،و 568/12 ح 35779،و:/5 670 ح 14172 مسند عمر،و 830/5 و 834 ح 14508 و 205/6 ح 15363. و تقدم قوله:لو لا علي لهلك عمر-لا ابقاني اللّه لمعضلة ليس لها أبا حسن-اعوذ من معضلة-أعوذ باللّه أن أعيش في يوم لست فيه يا أبا الحسن. *رجوع أبو بكر لعلي راجع ذخائر العقبي:80،و تاريخ اليعقوبي:138/2 ايام أبي بكر،و كفاية الطالب:223 باب 58،و الفضائل الخمسة:306/2،و مقامات العلماء:190.

فأما تقديمكم العبّاس عليه فإن اللّه تعالي يقول: أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللّهِ (1) (2).

و اللّه لو كان ما في أمير المؤمنين من المناقب و الفضائل و الآيات المفسرة في القرآن خلّة واحدة في رجل واحد من رجالكم أو غيره،لكان مستأهلا متأهّلا للخلافة،مقدّما علي أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بتلك الخلّة،ثم لم تزل الأمور تتراقي به إلي أن ولي أمور المسلمين،فلم يستعن بأحد من بني هاشم إلاّ بعبد اللّه بن عبّاس تعظيما لحقّه،و صلة لرحمه و ثقة به،و كان من أمره الذي كان يغفر اللّه له (3).

ثم نحن و هم يد واحدة كما زعمتم حتي قضي اللّه تعالي بالأمر إلينا،فأخفناهم و ضيّقنا عليهم و قتلناهم أكثر من قتل بني أمية إيّاهم.

ويحكم إن بني أمية إنّما قتلوا منهم من سلّ سيفا،و إنّا معشر بني العبّاس قتلناهم جملا فلتسألن أعظم الهاشمية بأي ذنب قتلت،و لتسألن نفوس ألقيت في دجلة و الفرات و نفوس دفنت في بغداد و الكوفة أحياء،هيهات إنه من يعمل مثقال ذرّة خيرا يره،و من يعمل مثقال ذرّة شرّا يره.

و أمّا ما وصفتم في أمر المخلوع،و ما كان فيه من لبس،فلعمري ما لبس عليه أحد غيركم إذ هويتم عليه النكث،و زينتم له الغدر،و قلتم له ما عسي أن يكون من أمر أخيك،و هو رجل مغرّب، و معك الأموال و الرجال نبعث إليه فيؤتي به فكذبتم و دبرتم و نسيتم قول اللّه تعالي ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللّهُ (4) (5).

و أمّا ما ذكرتم من استبصار المأمون في البيعة لأبي الحسن الرضا عليه السّلام،فما بايع له أمير المؤمنين إلاّ مستبصرا في أمره عالما بأنّه لم يبق أحد علي ظهرها أبين فضلا و لا أطهر عفّة،و لا أورع و رعا و لا أزهد زهدا في الدنيا،و لا أطلق نفسا و لا أرضي في الخاصة و العامة،و لا أشدّ في ذات اللّه منه (6)، و إن البيعة له لموافقة رضي الرب عزّ و جلّ،و لقد جهدت و ما أجد في اللّه لومة لائم،و لعمري لو كانت بيعتي بيعة محاباة لكان العباس ابني و سائر ولدي أحب إلي قلبي و أحلي في عيني،و لكن أمير المؤمنين أراد أمرا و أراد اللّه تعالي أمرا،فلم يسبق أمره أمر اللّه.

ص: 55


1- سوره 9 - آيه 19
2- -التوبة:19.
3- -اما للاشارة لاموال البصرة و اما لخذلانه للحسن عليه السلام و اما لعدم ذهابه مع الحسن عليه السلام.
4- سوره 22 - آيه 60
5- -الحج:60.
6- -راجع تاريخ ابن كثير:162/4،و التدوين:425/3-426،و عيون أخبار الرضا:152/1.

و أما ما ذكرتم ممّا مسّكم من الجفاء في ولايتي،فلعمري ما كان ذلك إلاّ منكم بمظافرتكم عليه،و مما يلتكم إيّاه،فلمّا قتله اللّه (1)تعالي تفرّقتم عباديد فطورا أتباعا لابن أبي خالد،و طورا أتباعا لاعرابي،و طورا أتباعا لابن شكلة،ثم لكل من سل سيفا علي أمير المؤمنين،و لو لا أن أمير المؤمنين شيمته العفو و طبعه التجاوز ما ترك علي وجهها منكم أحدا،فكلّكم حلال الدم محل بنفسه.

و أمّا ما سألتم من البيعة للعبّاس ابن أمير المؤمنين، أَ تَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْني بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ (2) ، ويلكم إن العبّاس غلام حدث السن،و لم يؤنس رشده و لم يمهل وجده و لم تحكمه التجارب، تدبّره النساء و تكفله الإماء،ثم لم يتفقّه في الدين،و لم يعرف حلالا من حرام،إلاّ معرفة لا تأتي فيه رعية،و لا تقوم به حجّة،و لو كان مستأهلا قد أحكمته التجارب،و متفقها في الدين،و بلغ مبلغ أئمة العدل في الزهد في الدنيا و صرف النفس عنها؛ما كان له عندي في الخلافة إلاّ ما كان لرجل من عك و حمير (3)،فلا تكثروا في هذا المقال،فإن لسان أمير المؤمنين لم يزل مخزونا عن امور و أنباء،كراهية أن تخنث النفوس عند ما تنكشف،علما بأن اللّه بالغ أمره،و مظهر قضاءه يوما.

فإذا أبيتم إلاّ كشف الغطاء و قشر العصا،فإن الرشيد أخبرني عن آبائه و عمّا وجد في كتاب الدولة و غيرها،أن السابع من ولد العباس هو الذي لا تقوم لبني العبّاس بعده قائمة و لا تزال النعمة متعلّقة عليهم بحياته،فإذا أودعت فودّعها،فإذا أودع فودّعاها،و إذا فقدتم شخصي فاطلبوا لأنفسكم معقلا و هيهات،ما لكم إلاّ السيف يأتيكم الحسني الثائر البائر،فيحصدكم حصدا،أو السفياني المرغم،و القائم المهدي عليه السّلام لا يحقن دمائكم إلاّ بحقّها.

و أما ما كنت أردته من البيعة لعلي بن موسي بعد استحقاق منه لها في نفسه و اختيار منّي له،فما كان ذلك منّي إلاّ أن أكون الحاقن لدمائكم،و الذائد عنكم باستدامة المودّة بيننا و بينهم،و هي الطريق أسلكها في إكرام آل أبي طالب،و مواساتهم في الفيء بيسير ما يصيبهم منه،و إن تزعموا إني أردت أن يؤول إليهم عاقبة و منفعة،فأنا في تدبيركم و النظر لكم و لعقبكم و أبنائكم من بعدكم، و أنتم ساهون لاهون[تائهون]في غمرة تعمهون لا تعلمون ما يراد بكم،و ما أظللتم عليه من النقمة،و ابتزاز النعمة،همّة أحدكم أن يمسي مركوبا و يصبح مخمورا تباهون بالمعاصي،

ص: 56


1- في الطرائف:قتلته.
2- سوره 2 - آيه 61
3- -قال العلاّمة المجلسي:و العكة:الاناء الذي يجعل فيه السمن،و الحمير:في بعض النسخ بالخاء المعجمة و هو الخبز البائت و الذي يجعل في العجين.و قال البعض:هما قبيلتان من القحطانية.

و تبتهجون بها،و ألهتكم البرابط مخنثون مؤنثون،لا يتفكّر متفكّر منكم في إصلاح معيشة و لا استدامة نعمة و لا اصطناع مكرمة،و لا كسب حسنة يمدّ بها عنقه يوم لا ينفع مال و لا بنون إلاّ من أتي اللّه بقلب سليم.

أضعتم الصلاة،و اتبعتم الشهوات،و أكببتم علي (1)اللذات و تجنبتم عن النقمات (2)فسوف تلقون غيا،و أيم اللّه لربما تفكّر أمير المؤمنين في أمركم،فلا أجد أمّة من الامم استحقوا العذاب حتي نزل بهم لخلّة من الخلال إلاّ أصاب تلك الخلّة بعينها فيكم،مع خلال كثيرة لم أكن أظن أن ابليس اهتدي إليها و لا أمر بالعمل عليها،و قد أخبر اللّه تعالي في كتابه العزيز عن قوم صالح:أنه كان فيهم تسعة رهط يفسدون في الأرض و لا يصلحون فأيّكم ليس معه تسعة و تسعون من المفسدين في الأرض،قد اتخذتموهم شعارا و دثارا استخفافا بالمعاد و قلّة يقين بالحساب،و أيّكم له رأي يتبع أو روية تنفع فشاهت الوجوه و غبرت الخدود.

و أمّا ما ذكرتم من العترة (3)التي كانت في أبي الحسن عليه السّلام نوّر اللّه وجهه فلعمري انها عندي للنهضة و الاستقلال الذي أرجو به قطع الصراط،و الأمن و النجاة من الخوف يوم الفزع الأكبر،و لا أظن عملت عملا هو عندي أفضل من ذلك إلاّ أن أعود منها إلي مثله،و أنّي لي بذلك و أنّي لكم بتلك السعادة.

و أمّا قولكم إني سفهت آراء آبائكم و أحلام أسلافكم،فكذلك قال مشركو قريش: إِنّا وَجَدْنا آباءَنا عَلي أُمَّةٍ وَ إِنّا عَلي آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ (4) (5).

ويلكم إن الدين لا يؤخذ إلاّ من الأنبياء،فافقهوا و ما أراكم تعقلون.

و أمّا تعييركم إيّاي بسياسة المجوس إيّاكم فما أذهبكم الانفة من ذلك،و لو ساستكم القردة و الخنازير ما أردتم إلاّ أمير المؤمنين،و لعمري لقد كانوا مجوسا فأسلموا كآبائنا و أمّهاتنا في القديم، فهم المجوس الذين أسلموا و أنتم المسلمون الذين ارتدّوا،فمجوسي أسلم خير من مسلم ارتد، فهم يتناهون عن المنكر و يأمرون بالمعروف،و يتقرّبون من الخير و يتباعدون من الشر،و يذبّون عن حرم المسلمين،يتباهجون بما نال الشرك و أهله من المنكر،و يتباشرون بما نال الإسلام و أهله من الخير، فَمِنْهُمْ مَنْ قَضي نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (6) ،و ليس منكم إلاّ لاعب بنفسه

ص: 57


1- في الأصل:و ركنتم.
2- في الطرائف:و أعرضتم عن الغنيمات.
3- في الطرائف:العثرة.
4- سوره 43 - آيه 23
5- -الزخرف:23.
6- سوره 33 - آيه 23

مأفون (1)في عقله و تدبيره،إما مغن أو ضارب دف أو زامر.

و اللّه لو أن بني أمية الذين قتلتموهم بالأمس نشروا فقيل لهم لا تأنفوا في معايب ينالونهم بها ما ازدادوا علي ما صيرتموه لكم شعارا و دثارا و صناعة و أخلاقا.ليس منكم إلاّ من إذا مسّه الشر جزع و إذا مسه الخير منع،و لا تأنفون و لا ترجعون إلاّ خشية.

و كيف يأنف من يبيت مركوبا و يصبح باثمه معجبا كأنه قد اكتسب حمدا غايته بطنه و فرجه،لا يبالي أن ينال شهوته بقتل ألف نبي مرسل أو ملك مقرّب،أحبّ الناس إليه من زيّن له معصية أو أعانه في فاحشة تنظخه (2)المخمورة و تربده المطمورة،فشتّت الأحوال فإن ارتدعتم ممّا أنتم فيه من السيّئات و الفضائح،و ما تهذرون به من عذاب ألسنتكم،و إلاّ فدونكم تعلموا بالحديد و لا قوّة إلاّ باللّه و عليه توكلي و هو حسبي (3).

الحادي و الثمانون: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامّة قال:أخبرني الشيخ محيي الدين عمر بن محمد بن أبي سعد بن أبي عصرون الإمام عزيز الدين محمد بن أبي القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الرافعي رضي اللّه عنه إجازة،و الشيخ عبد الحافظ بن بدران بقراءتي عليه بنابلس،عن القاضي جمال الدين عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري الحرستاني إجازة،أنبأنا الإمام أبو عبد اللّه محمد بن الفضل الصاعدي الفراوي إجازة قال:أنبأنا الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين بن عليّ قال:أنبأنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن الخليل الماليني قال:

أنبأنا أبو أحمد عبد اللّه بن عدي الحافظ قال:أنبأنا البغوي املاء قال:أنبأنا الحسين بن محمد الذراع سنة أحدي و ثلاثين و مائتين قدم علينا مع أبي الربيع الزهراني من البصرة قال:أنبأنا عبد المؤمن بن عباد العبدي قال:أنبأنا يزيد بن طعن عن عبد اللّه بن شرحبيل عن زيد بن أبي أوفي قال:دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مسجده فقال:أين فلان أين فلان،فجعل ينظر في وجوه أصحابه و يتفقدهم و يبعث إليهم حتّي توافوا عنده،فلمّا توافوا عنده حمد اللّه و اثني عليه ثمّ قال:إنّي احدثكم بحديث فاحفظوه و عوه و حدثوا من بعدكم،أن اللّه اصطفي من خلقه خلقا ثمّ تلا: اَللّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً (4) و من الناس خلقا يدخلهم الجنّة و أصطفي منكم من أحب أن يصطفي،و إنّي

ص: 58


1- -قال العلاّمة المجلسي:و الافن بالتحريك ضعف الرأي.
2- في الطرائف:تنظفه.
3- -الطرائف:394/1-400 بتحقيقنا،و 277 ط.النجف،و رواه العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار عن ابن مسكويه:208/49-214.و قال من بعده أقول:كان هذا الخبر في بعض نسخ الطرائف و لم يكن في أكثرها و كانت النسخ سقيمة.
4- سوره 22 - آيه 75

مواخ بينكم كما آخي اللّه بين الملائكة،ثمّ آخي بين أبي بكر و عمر،و ساق حديث المؤاخاة إلي أن قال:ثمّ دعا أبا الدرداء و سلمان الفارسي فقال:يا سلمان أنت منا أهل البيت و قد أتاك اللّه العلم الأوّل و العلم الآخر و الكتاب الأوّل و الكتاب الآخر ثمّ قال:ألا أرشدك يا أبا الدرداء؟

قال:بلي بأبي أنت و أمّي يا رسول اللّه.

قال:إن تنتقد ينتقدوك و إن تركتهم لم يتركوك و إن تهرب منهم يدركوك،فاقرضهم عرضهم ليوم فقرك و اعلم أن الجزاء أمامك،ثمّ آخي بينه و بين سلمان،ثمّ نظر في وجوه أصحابه فقال:

أبشروا و قرّوا عينا،أنتم أوّل من يرد عليّ الحوض و أنتم في أعلي الغرف،ثمّ نظر إلي عبد اللّه بن عمر فقال:الحمد للّه الذي يهدي من الضلالة و يلبس الضلالة علي من يحب،فقال له عليّ عليه السّلام لقد ذهب روحي و انقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري فإن كان هذا من سخط عليّ فلك العتبي و الكرامة.

فقال رسول اللّه:و الذي بعثني بالحق ما أخّرتك إلاّ لنفسي و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبيّ بعدي و أنت أخي و وارثي.

قال:و ما أرث منك يا نبيّ اللّه؟

قال:ما ورّثه الأنبياء قبلي.

قال:و ما هو؟

قال:كتاب ربّهم و سنّة نبيّهم،و أنت معي في قصري في الجنّة مع ابنتي فاطمة،و أنت أخي و رفيقي و تلا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله: إِخْواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (1) متحابين في اللّه ينظر بعضهم إلي بعض (2).

الثاني و الثمانون: إبراهيم بن محمد الحمويني قال:أنبأني بمدينة الحلة فخر مشايخنا الجليلة نسابة عصره و قدوة اساتذة الإفتاء في مصره السيّد جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد الموسوي بمدينته بغداد بقية مسنديها و مشايخ رواتها شهاب الدين أبو عبد اللّه محمد بن يعقوب بن أبي الفرج،و مجد الدين عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر الحنبليان،و بمدينة واسط شيخها المرجوع إليه في جميع أمورها الدينيّة و الدنيويّة ذو الفضائل السنية و المناقب العلية عز الدين أحمد بن إبراهيم،بن عمرو الفاروثي الواسطي،و كتب إلي من مدينة القدس الشريف خطيبها الإمام مسند الشام قطب الدين عبد المنعم بن يحيي بن إبراهيم بن عليّ من ولد عبد

ص: 59


1- سوره 15 - آيه 47
2- فرائد السمطين:/112/1ب /20ح 80.

الرّحمن بن عوف القرشي الزهري فيما أذنوا إلي في روايته كتاب الخصائص العلويّة بروايتهم عن نقيب العباسيين شرف الدين أبو طالب عبد الرّحمن بن عبد السميع الهاشمي إجازة،أنبأنا الشيخ سديد الدين أبو عبد اللّه شاذان بن جبرائيل القمّي بقراءتي عليه،أنبأنا محمد بن عبد العزيز القمّي، أنبأنا الإمام أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن عليّ النطنزي المصنف قال:أنبأنا أبو عليّ الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد فيما قرأت عليه قال:أنبأنا أبو بكر محمد بن عليّ بن إبراهيم بن مصعب في جمادي الآخر سنة اثنين و عشرين و أربعمائة قال:نبأنا القاضي أبو أحمد محمد بن إبراهيم الغسال قال:نبأنا محمد بن أيوب بن يحيي بن الضريس قال:نبأنا نصر بن عليّ الجهضمي القاضي بأصبهان،و أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد اللّه بن عبد الواحد بن مندويه المعدل قراءة عليه و أنا أسمع قال:نبأنا محمد بن يوسف قال:نبأنا نصر بن عليّ حيلولة و أخبرنا الحافظ أبو نصر محمد بن الحسن بن إبراهيم إملاء سنة تسع و خمسمائة قال:نبأنا الإمام الحافظ أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن القاسم السمرقندي نيسابور قال:أخبرنا أبو سلمة عبد الصمد بن محمد الحاكم الأزدي ببخارا قال:أنبأنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد السوسي قال:نبأنا الحسين بن سفيان الشيباني قال:نبأنا نصر بن عليّ الجهضمي قال:نبأنا عبد اللّه بن عباد بن عمرو العنزي قال:نبأنا يزيد بن نصر قال:حدّثني عبد اللّه بن شرحبيل،عن رجل من قريش عن يزيد بن أرقم قال:دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مسجد المدينة فجعل يقول:أين فلان،و لم يزل يتفقدهم و يبعث خلفهم حتّي اجتمعوا عنده فقال:إنّي محدّثكم بحديث،و ساق مثل الحديث السابق في المؤاخاة بين الصحابة ببعض التغير إلي أن قال في الحديث:فقال عليّ عليه السّلام:يا رسول اللّه ذهب روحي و انقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري،فإن كان من سخطك عليّ فلك العتبي و الكرامة قال:

و الذي بعثني بالحق ما أخّرتك إلاّ لنفسي و أنت عندي بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبيّ بعدي و أنت أخي و وارثي.

قلت:يا رسول اللّه ما إرث منك؟

قال:ما أورث الأنبياء قبلي.

قال:ما أورث الأنبياء قبلك؟

قال:كتاب اللّه و سنّة رسوله،و أنت معي في قصري في الجنّة مع ابنتي فاطمة،و أنت أخي و رفيقي ثمّ تلا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله هذه الآية: إِخْواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (1) الأخلاء في اللّه ينظر بعضهم

ص: 60


1- سوره 15 - آيه 47

إلي بعض،الحديث علي رواية الحافظ أبي نصر (1).

الثالث و الثمانون: إبراهيم بن محمد الحمويني قال:أخبرنا الشيخ الإمام نجم الدين عثمان بن موفّق الاذكاني بقراءتي إليه بمدينة اسفرائين،يوم الاثنين الثالث و العشرين من الجمادي الأخري، سنة خمس و ستين و ستمائة بروايته عن والدي شيخ شيوخ الإسلام سلطان الأولياء سعد الحق و الدين محمد بن المؤيد الحمويني،بروايته عن شيخه شيخ الإسلام نجم الدين أبي الجناب أحمد بن عمر بن محمد بن عبد اللّه الخيوقي إجازة قال:أنبأنا محمد بن عمر بن عليّ الطوسي بقراءتي عليه بنيسابور،أنبأنا أبو العباس أحمد بن أبي الفضل الشقاني،أنبأنا أبو سعد محمد بن طلحة الجنابذي،نبأنا أبو القاسم السراج،نبأنا محمد بن يعقوب،نبأنا الحسن بن عليّ بن عفان،نبأنا يحيي بن الفضل العبدي،نبأنا الحسن بن صالح عن موسي الجهني،عن فاطمة بنت عليّ عليهما السّلام عن اسماء بنت عميس قالت:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي (2).

الرابع و الثمانون: إبراهيم بن محمد الحمويني،أخبرني المشايخ المسندون فخر الدين أبو الحسن عليّ بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي و عز الدين عبد العزيز من عبد المنعم عليّ الحرابي و أبو عبد اللّه محمد بن يعقوب بن أبي الفرج الازجي البغدادي إجازة،و الشيخ الإمام عبد الصمدي بن أحمد بن عبد القادر بقراءتي عليه ببغداد،في شهر ربيع الأوّل سنة اثنتين و سبعين و ستمائة بروايتهم عن الشيخ الإمام جمال الدين أبي الفرج عبد الرّحمن بن عليّ بن محمد ابن الجوزي إجازة قال:أنبأنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني قال:

أنبأنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز قراءة عليه و أنا أسمع في ذي الحجّة سنة ثلاث و ثلاثين و ثلاثمائة قال:نبأنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن إبراهيم الشافعي البزاز إملاء قال:نبأنا محمد بن يونس بن موسي نبأنا عاصم بن عليّ،نبأنا أبو أويس عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد اللّه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي (3).

الخامس و الثمانون: إبراهيم بن محمد الحمويني قال:أخبرني السيّد النسّابة عبد الحميد بن فخار بن معد الموسوي كتابة،أنبأنا الشيخ أبو طالب عبد الرّحمن الهاشمي إجازة،أنبأنا شاذان بن

ص: 61


1- فرائد السمطين:/118/1ب /21ح 83.
2- فرائد السمطين:/122/1ب /21ح 85.
3- فرائد السمطين:/123/1ب /21ح 86.

جبرائيل القمّي بقراءتي عليه،أنبأنا أبو عبد اللّه بن عبد العزيز القمّي،أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن عليّ النطنزي قال:أخبرنا أبو عليّ الحداد قال:أخبرنا أبو نعيم قال:أخبرنا عبد اللّه بن محمد بن جعفر قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمد بن زكريا قال:حدّثنا محمد بن بكير عن ابن جبير عن الحسن بن سعد مولي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام،أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أراد أن يغزو غزوة فدعا عليا فأمره أن يتخلّف في المدينة فقال:لا أتخلف بعدك يا رسول اللّه قال:فدعاني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فعزم عليّ أن أتخلف قبل أن أتكلّم قال:فبكيت فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما يبكيك يا عليّ؟قلت:يا رسول اللّه يبكيني خصال غير واحدة تقول قريش غدا ما أسرع ما تخلف عن ابن عمّه و خذله،و تبكيني خصلة اخري كنت أريد أن أتعرض للجهاد في سبيل اللّه لأن اللّه تعالي يقول: وَ لا يَطَؤُنَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفّارَ وَ لا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلاّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صالِحٌ إِنَّ اللّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (1) و كنت أريد أن أتعرّض لفضل اللّه فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أما قولك يقول قريش ما أسرع ما تخلف عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و خذله فإنّ لك بيّ اسوة فقد قالوا لي ساحر كذّاب،و أمّا قولك أتعرض الأجر من اللّه أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبيّ بعدي،و أما قولك اتعرض لفضل اللّه:هذا بهار من فلفل جاءنا من اليمن فبعه و استمتع به أنت و فاطمة حتّي يأتيكم من اللّه تعالي فضله (2).

السادس و الثمانون: إبراهيم بن محمد الحمويني في كتابه أيضا قال:أخبرنا فقيه المحدثين أبو محمد عبد السلام بن محمد بن مزروع البصري بقراءتي عليه بحرم سيّدنا محمد صلّي اللّه عليه و آله بالمدينة المعظمة في الروضة بين القبر و المنبر،صحوة يوم السبت الثاني عشر من المحرم سنة ثمانين و ستمائة قال:أنبأنا الشيخ موفق الدين أبو المحاسن فضل اللّه بن أبي بكر عبد الرزاق بن عبد القادر الجبلي بقراءة عليّ بن إبراهيم الدردانة الحربي قال:أنبأنا أبو الفتح عبد اللّه بن عبد اللّه بن محمد بن نجاء بن شاتيل الدباس قراءة عليه و أنا اسمع في يوم الجمعة من شوال سنة ثمان و سبعين و خمسمائة قال:أنبأنا أبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني قراءة عليه و أنا اسمع قال:

أنبأنا أبو عبد اللّه أحمد بن عبد اللّه بن الحسن المحاملي في صفر سنة ثماني و عشرين و أربعمائة قال:أنبأنا أبو بكر محمد بن محمد بن أحمد بن مالك الأشجعي قراءة عليه في شهر ذي القعدة من سنة خمسين و ثلاثمائة قال:أنبأنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم بن حماد القاضي النكري سنة ستّين و مائتين قال:أنبأنا سعيد بن كثير بن عفير عن عبد اللّه بن وهب عن سليمان بن بلال عن

ص: 62


1- سوره 9 - آيه 120
2- فرائد السمطين:/123/1ب /21ح 87.

الجعيد عن عائشة ابنة سعد عن سعد أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال لعليّ عليه السّلام:ألا ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ النبوّة (1).

السابع و الثمانون: إبراهيم بن محمد الحمويني من كتابه قال:أخبرنا الإمام الزاهد علاء الدين أبو حفص عمر بن محمد بن الحاكم الارغياني الطوسي إجازة أن لم يكن سماعا قال:أنبأنا الشيخ عزّ الدين أبو القاسم عبد اللّه بن الحسين بن عبد اللّه بن رواحة الأنصاري في شعبان سنة خمس و أربعين و ستمائة بمدينه حلب قال:أنبأنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد السيلقي الأصبهاني،أنبأنا أبو عبد اللّه القاسم بن أبي الفضل أحمد بن محمود الثقفي قراءة عليه في شهور سنة ثمان و ثمانين و أربعمائة باصبهان قال:أنبأنا أبو سعيد محمد بن موسي بن الفضل الصيرفي،أنبأنا محمد بن يعقوب بن يوسف الأصمّ،أنبأنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي،أنبأنا أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن عطية العوفي عن أبي سعيد قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي (2).

الثامن و الثمانون: إبراهيم بن محمد الحمويني قال:أخبرني الشيخ الإمام مجد الدين عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر،و الخطيب نجم الدين خطيب باب البصرة إذنا بروايتهما،عن أحمد بن يعقوب بن عبد اللّه بن عبد الواحد المارستاني القيم و الأنجب بن أبي السعادات ابن محمد الحمامي إجازة«ح»،و القاضي بهاء الدين عبد الغفار بن عبد المجيد بن و هسوذان الرناني الزنجاني مشافهة بروايته،عن برهان الدين إبراهيم بن الحسن بن محمد الغزنوي إجازة بروايتهم، عن الشيخ أبي محمد لاحق بن عليّ بن منصور بن كارد الحريمي المقري قال:الغزنوي سماعا عليه قال:أنبأنا الرئيس العالم أبو عليّ محمد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان الكاتب قال:أنبأنا أبو عليّ الحسن بن أحمد بن إبراهيم ابن الحسن بن محمد بن شاذان،أنبأنا أبو محمد عبد اللّه بن جعفر بن درستويه الفارسي النحوي قراءة عليه في منزله درب الزعفراني يوم السبت من رجب سنة اربع و أربعين و ثلاثمائة و أنا أسمع،أنبأنا أبو يوسف بن سفيان الغنوي،أنبأنا أبو طاهر محمد بن تسنيم الحضرمي،أنبأنا حسن بن حسين العرني،أنبأنا يحيي بن عيسي الرملي عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأمّ سلمة:هذا عليّ بن أبي طالب لحمه لحمي و دمه دمي و هو منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي،يا أمّ سلمة هذا عليّ أمير المؤمنين و سيّد المسلمين و وصيّي و عيبة علمي و بابي الذي أوتي منه،أخي في

ص: 63


1- فرائد السمطين:/126/1ب /21ح 88.
2- فرائد السمطين:/27/1ب /21ح 89.

الدنيا و الآخرة و معي في السنام الأعلي يقتل القاسطين و المارقين و الناكثين (1).

التاسع و الثمانون: إبراهيم بن محمد الحمويني قال:أخبرنا الشيخ جمال الدين أحمد بن محمد القزويني المعروف بمذكويه مناولة قال:أنبأنا الشيخ ضياء الدين عبد الوهاب بن عليّ بن عليّ البغدادي إجازة بروايته،عن شيخ الإسلام جمال السنة أبي عبد اللّه محمد بن حمويه بن محمد الجويني قال:أنبأنا الشيخ أبو محمد الحسين بن أحمد،أنبأنا الإمام أبو بكر محمد بن إبراهيم البخاري الكلاباذي،نبأنا محمد بن عبد اللّه بن يوسف العماني و محمد بن محمد بن الأزهر الأشعري قال:نبأنا محمد الكديمي قال العماني:نبأنا عمر بن عثمان النمري و قال الأزهري:نبّأنا وهب بن عمر بن عثمان و هو الصواب قال:نبأنا أبي عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال:جاء رجل إلي معاوية فسأله عن مسألة فقال:سل عنها عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه و آله هو أعلم فقال:أريد جوابك فقال:ويحك لقد كرهت رجلا كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يغرّه بالعلم غرّا و لقد قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي،و لقد كان عمر بن الخطاب يسأله و يأخذ عنه و كان عمر إذا أشكل عليه شيء قال:أ هاهنا عليّ؟قم لا أقام اللّه رجليك و محي، اسمه من الديوان. (2)

التسعون: إبراهيم بن محمد الحمويني قال:أخبرنا الشيخ الصالح المسند عبد اللّه بن أبي القاسم بن عليّ بن مكي،و أخبر البغدادي رضي اللّه عنه بسماعي عليه ببغداد قيل له أخبركم الشيخ عبد العزيز بن محمود بن المبارك بن الاخضر بسماعك عليه قال:أنبأنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم بن أبي سهل الكروخي الهروي سماعا عليه،أنبأنا المشايخ الثلاثة القاضي أبو عامر بن محمود بن القاسم الأزدي و أبو نصر عبد العزيز بن محمد الترياقي و أبو بكر أحمد بن عبد الصمد الفروجي،عن أبي محمد عبد الجبار بن محمد الجراحي،عن أبي العباس محمد بن أحمد المحبوبي،عن الإمام الحافظ أبي عيسي محمد بن عيسي بن سورة الترمذي قال:نبأنا قتيبة قال:

نبأنا الحاتم بن إسماعيل،عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص،عن أبيه قال:أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال:ما يمنعك أن تسب أبا تراب؟

قال:أما ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلن أسبه لئن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم،سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي عليه السّلام و خلّفه في بعض مغازيه فقال له عليّ:يا رسول اللّه تخلّفني مع النساء و الصبيان؟فقال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون

ص: 64


1- فرائد السمطين:/149/1ب /29ح 113.
2- فرائد السمطين:/371/1ب /68ح 302.

من موسي إلاّ أنه لا نبيّ بعدي و سمعته يوم خيبر يقول:لأعطين الراية رجلا يحب اللّه و رسوله و يحبه اللّه و رسوله قال:فتطاولنا لها فقال أدعوا لي عليّ قال:فأتي و به رمد فبصق في عينيه و دفع الراية إليه ففتح اللّه عليه و أنزل هذه الآية فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَي الْكاذِبِينَ (1) ،فدعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليا و فاطمة و حسنا و حسينا صلوات اللّه عليهم فقال:اللهم هؤلاء أهل بيتي. (2)

الحادي و التسعون: في مصنف لبعض مشايخ العامّة في باب مناقب عليّ عليه السّلام قال:حدّثنا فضل بن مرزوق عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي (3).

الثاني و التسعون: عليّ بن أحمد المالكي في الفصول المهمّة من أعيان علماء العامّة نقله من كتاب الخصائص عن العباس بن عبد المطلب قال:سمعت عمر بن الخطاب و هو يقول:كفّوا عن ذكر عليّ بن أبي طالب إلاّ بخير فإني سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:في عليّ ثلاث خصال وددت أن لي واحدة منهن أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشمس،و ذاك أنّي كنت أنا و أبو بكر و أبو عبيدة بن الجراح و نفر من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إذ ضرب النبيّ صلّي اللّه عليه و آله علي كتف عليّ بن أبي طالب و قال:

عليّ أنت أوّل المسلمين إسلاما و أنت أوّل المؤمنين إيمانا و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي، كذب من زعم أنّه يحبّني و هو يبغضك،يا عليّ من أحبك فقد أحبّني و من أحبّني أحبّه اللّه تعالي، و من أحبّه اللّه أدخله اللّه الجنّة،و من أبغضك فقد أبغضني و من أبغضني أبغضه اللّه تعالي و أدخله النار (4).

الثالث و التسعون: صاحب فصول المهمة هذا قال:روي مسلم و الترمذي أن معاوية،قال لسعد بن أبي وقاص:ما منعك أن تسب عليا أبا تراب؟فقال:أما ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلن أسبه و لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم،سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول و قد خلّفه في بعض مغازيه.

فقال عليّ:خلّفتني مع النساء و الصبيان؟

فقال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي.

و سمعته يقول يوم خيبر:لأعطين الراية غدا رجلا يحب اللّه و رسوله و يحبه اللّه و رسوله،

ص: 65


1- سوره 3 - آيه 61
2- فرائد السمطين:/377/1ب /69ح 307.
3- ؟؟.
4- انظر:كنز العمال:/122/13ح 36392.

فتطاولنا إليها فقال أدعوا لي عليا فأتي به أرمد فبصق في عينيه فبرئ و دفع إليه الراية ففتح اللّه علي يديه و لمّا نزلت هذه الآية فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ (1) .

دعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا و فاطمة و حسنا و حسينا و قال:اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي (2).

و نقل أيضا هذا الحديث من مسلم و الترمذي محمد بن طلحة الشامي الشافعي في كتاب مطالب السئول.

الرابع و التسعون: محمد بن طلحة الشامي هذا في هذا الكتاب قال:روي عن الأئمّة الثقات البخاري و مسلم و الترمذي رضي اللّه عنه في صحاحهم بأسانيدهم أحاديث اتفقوا عليها و زاد بعضهم علي بعض بألفاظ أخري،و الجميع صحيح فمنها عن سعد بن أبي وقاص قال:إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله خلّف عليا في غزوة تبوك علي أهله فقال يا رسول اللّه:تخلّفني في النساء و الصبيان؟

فقال أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنه لا نبيّ بعدي.

قال ابن المسيّب:أخبرني بهذا عامر بن سعد عن أبيه فأحببت أن أشافه سعدا فلقيته فقلت له أنت سمعته من رسول اللّه؟

فوضع إصبعيه علي أذنيه قال:نعم و إلاّ استكتا (3).

الخامس و التسعون: محمد بن طلحة الشامي الشافعي هذا قال:قال جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنه سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي (4).

السادس و التسعون: عزّ الدين بن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة و هو من أعيان علماء العامّة من المعتزلة قال في أحاديث صفين:قال:نصر-يعني بن مزاحم-حدّثنا عمر بن سعيد و عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام قال:قام عليّ عليه السّلام فخطب الناس بصفين فقال:الحمد للّه علي نعمه الفاضلة علي جميع من خلق من البر و الفاجر،و علي حججه البالغة علي خلقه من أطاعهم منه و من عصاه إن يرحم فبفضله و منه و إن عذّب فبما كسبت أيديهم و أن اللّه ليس بظلام للعبيد، أحمده علي حسن البلاء و تظاهر النعماء و أستعينه علي ما نابنا من أمر الدنيا و الآخرة،و أتوكّل عليه و كفي باللّه وكيلا،ثمّ إني أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له و أشهد أن محمد عبده و رسول اللّه أرسله بالهدي و دين الحق ارتضاه لذلك و كان أهله و اصطفاه لتبليغ رسالته و جعله

ص: 66


1- سوره 3 - آيه 61
2- صحيح مسلم:120/7،سنن الترمذي:/301/5ح 3808.
3- صحيح مسلم:120/7،سنن الترمذي:302/5،و اللفظ للأول.
4- سنن الترمذي:/304/5ح 3814.

رحمة منه علي خلقه،فكان علمه فيه رءوفا رحيما،أكرم خلق اللّه حسبا و أجملهم منظرا و أسخاهم نفسا و أبرهم بوالد و أوصلهم لرحم،و أفضلهم علما و أثقلهم حلما و أوفاهم بعهد و أمنهم علي عقد،لم يتعلق عليه مسلم و لا كافر بمظلمة قط،بل كان يظلم و يغفر و يقدر فيصفح حتّي مضي صلّي اللّه عليه و آله و سلم مطيعا للّه صابرا علي ما أصابه مجاهدا في اللّه حق جهاده حتّي أتاه اليقين،فكان ذهابه أعظم المصيبة علي جميع أهل الأرض البر و الفاجر،ثمّ ترك فيكم كتاب اللّه يأمركم بطاعة اللّه و ينهاكم عن معصيته،و قد عهد إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عهدا فلست أحيد عنه،و قد حضرتم عدوكم و علمتم أن رئيسهم منافق يدعوهم إلي النار،و ابن عم نبيكم بين أظهركم يدعوكم إلي الجنّة و إلي طاعة ربكم و العمل بسنّة نبيّكم،و لا سواء من صلّي قبل كلّ ذكر لم يسبقني بصلاة مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أنا من أهل بدر و معاوية طليق،و اللّه أنا علي الحق و إنّهم علي الباطل فلا يجتمعن علي باطل و تتفرقوا عن حقكم حتّي يغلب باطلهم حقكم،قاتلوهم يعذبهم اللّه بأيديكم فإن لم تفعلوا يعذبهم اللّه بأيدي غيركم،فقام أصحابه فقالوا:يا أمير المؤمنين انهض بنا إلي عدونا و عدوك إذا شئت فو اللّه ما نريد بك بدلا،بل نموت معك و نحيا معك،فقال لهم:و الذي نفسي بيده لنظر النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أضرب بين يديه بسيفي هذا فقال:لا سيف إلاّ ذو الفقار و لا فتي إلاّ عليّ.

و قال لي:يا عليّ أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي،و موتك و حياتك يا عليّ معي و اللّه ما كذّب و لا كذّبت و لا ضللت و لا ضلّ بيّ،و ما نسيت ما عهد إلي إنّي علي بيّنة من ربّي و علي الطريق الواضح ألقطه لقطا.

ثمّ نهض إلي القوم فاقتتلوا من حين طلعت الشمس حتّي غاب الشفق الأحمر و ما كانت صلاة القوم في ذلك اليوم إلاّ تكبيرا. (1)

السابع و التسعون: ابن أبي الحديد قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام:أخصمك بالنبوّة فلا نبوّة بعدي و تخصم الناس بسبع.

و قال له أيضا:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي،و أبان نفسه منه بالنبوّة و أثبت له ما عداها من جميع الفضائل و الخصائص مشتركا بينهما (2).

الثامن و التسعون: ابن أبي الحديد قال في الشرح،قال عليه السلام لأهل الشوري:أنشدكم اللّه أ فيكم أحد آخي رسول اللّه بينه و بين نفسه حين آخي بين بعض المسلمين و بعض غيري؟

فقالوا لا.

ص: 67


1- شرح نهج البلاغة:247/5.
2- شرح نهج البلاغة:222/10.

فقال:أ فيكم أحدا قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من كنت مولاه فهذا مولاه غيري؟

فقالوا:لا.

فقال:أ فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي غيري؟

قالوا:لا.

قال:أ فيكم من اؤتمن علي سورة براءة و قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إنّه لا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو رجل منّي غيري؟

قالوا:لا.

قال:ألا تعلمون أن أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فروا عنه في مأقط الحرب في غير موطن و ما فررت قط.

قالوا:بلي.

قال:ألا تعلمون إنّي أوّل الناس إسلاما قالوا بلي،قال:فأينا أقرب إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله نسبا؟

قالوا:أنت،فقطع عليه عبد الرّحمن بن عوف كلامه فقال:يا عليّ قد أبي الناس إلاّ علي عثمان فلا تجعلن علي نفسك سبيلا،قال:يا أبا طلحة ما الذي أمرك به عمر.

قال:أن أقتل من شق عصا الجماعة،فقال عبد الرّحمن لعليّ:بايع إذا و إلاّ كنت متّبعا غير سبيل المؤمنين و أنفذنا فيك ما أمرنا به.

فقال:لقد علمتم إنّي أحق بها من غيري و اللّه لأسلّمنّ الفضل إلي آخره،ثمّ مد يده و بايع.

و قال ابن أبي الحديد:و من كلام له عليه السّلام لما بلغه اتهام بني أميّة له بالمشاركة في دم عثمان،أو لم ينه بني أميّة علمها بيّ عن قرفي،أو ما وزع الجهّال سابقتي عن تهمتي و لما و عظهم اللّه تعالي به أبلغ من لساني،أنا حجيج المارقين و خضيم الناكثين المرتابين و علي كتاب اللّه تعرض الامثال و بما في الصدور تجازي العباد،قال ابن أبي الحديد في الشرح:القرف العيب قرفته بكذا-أي عبته- و وزّع:كفّ و ردع؛و منه قوله:(لا بدّ للناس من وزعة)-جمع وازع أي من رؤساء و أمراء-و التهمة بفتح الهاء:هي اللغة الفصيحة؛و أصل التاء فيه واو،و الجحيم كالخصيم ذو الحجاج و الخصومة.

يقول عليه السّلام:أ ما كان في علم بني أمية بحالي ما ينهاها عن قرفي بدم عثمان و حاله الذي اشار إليها، و ذكر أن علمهم بها يقتضي أن لا يعرفوه بذلك هي منزلته في الدين التي لا منزلة أعلي منها و ما نطق به الكتاب الصادق عن طهارته و طهارة بنيه و زوجته في قوله: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) و قول النبيّ:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي.

ص: 68


1- سوره 33 - آيه 33

يقول عليه السّلام:أ ما كان في علم بني أمية بحالي ما ينهاها عن قرفي بدم عثمان و حاله الذي اشار إليها، و ذكر أن علمهم بها يقتضي أن لا يعرفوه بذلك هي منزلته في الدين التي لا منزلة أعلي منها و ما نطق به الكتاب الصادق عن طهارته و طهارة بنيه و زوجته في قوله: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) و قول النبيّ:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي.

و ذلك يقتضي عصمته عن الدم الحرام كما أن هارون معصوم عن مثل ذلك،و ترادف الأقوال و الأفعال من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في أمره الذي يضطر معها الحاضرون لها،و المشاهدون إياها إلي أن مثله لا يجوز أن يسعي في إراقة دم أمير مسلم لم يحدث حدثا يستوجب به إحلال دمه (2).

التاسع و التسعون: ابن أبي الحديد في الشرح قال:ذكر أبو أحمد العسكري في كتاب الأمالي، أن سعد بن أبي وقاص دخل علي معاوية عام الجماعة،فلم يسلم عليه بإمرة المؤمنين،فقال له معاوية:لو شئت أن تقول في سلامك غير هذا لقلت،فقال سعد:نحن المؤمنون و لم نؤمرك كأنك قد بهجت بما أنت فيه يا معاوية،و اللّه ما يسرني ما أنت فيه و إني هرقت المحجمة دم قال:لكني و ابن عمك عليّا يا أبا إسحاق قد هرقنا أكثر من محجمة و محجمتين هلم و اجلس معي علي السرير،فجلس معه فذكر له معاوية اعتزاله الحرب يعاتبه فقال سعد:إنّما كان مثلي و مثل الناس كيوم أصابتهم ظلمة فقال واحد منهم لبعيره:إخ،فأناخ حتّي أضاء له الطريق،فقال معاوية:و اللّه يا أبا إسحاق ما في كتاب اللّه إخ و إنّما فيه إِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَي الْأُخْري فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتّي تَفِيءَ إِلي أَمْرِ اللّهِ (3) .

فو اللّه ما قاتلت الباغية و لا المبغي عليها فأفحمه،و زاد ابن ديزيل في هذا الخبر زيادة ذكرها في كتاب صفين قال:فقال سعد بن أبي وقاص:أ تأمرني أن أقاتل رجلا قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي.

فقال معاوية:من سمع هذا معك؟قال:فلان و فلان و أم سلمة.

فقال معاوية:لو كنت سمعت هذا لما قاتلته. (4)

و قال:قال حدّثني جعفر بن مكّي رضي اللّه عنه قال:سألت محمد بن سليمان بن سلمس صاحب الحجاب رحمه اللّه،و قد رأيت أنا محمد هذا و كانت لي به معرفة غير مستحكمة،كان ظريفا أديبا و قد اشتغل بالرياضات من الفلسفة و لم يكن يتعصب لمذهب بعينه قال جعفر:سألته عما عنده في أمر عليّ و عثمان فقال:هذه عداوة قديمة النسب بين بني عبد شمس و بين بني هاشم،و قد كان حرب بن أمية نافر عبد المطلب بن هاشم،و كان أبو سفيان يحسد محمدا صلّي اللّه عليه و آله و حاربه و لم يزل البيتان متباغضين،و ساق حديثا طويلا إلي أن قال ما قاله رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في عليّ عليه السّلام مثل حديث خاصف النعل و منزلة هارون من موسي و من كنت مولاه و هذا يعسوب الدين و لا فتي إلاّ عليّ

ص: 69


1- سوره 33 - آيه 33
2- شرح نهج البلاغة:167/6-169.
3- سوره 49 - آيه 9
4- شرح نهج البلاغة:163/6.

و أحب خلقك إليك و ما جري هذا المجري (1).

الحديث المائة: ابن أبي الحديد في الشرح قال:و روي عليّ بن محمد المدائني قال:لمّا كان زمن عليّ رضي اللّه عنه ولي زياد فارس فضبطها ضبطا صالحا و جني خراجها و حماها و عرف ذلك معاوية، فكتب إليه:أما بعد فإن عزتك قلاع تأوي إليها ليلا كما يأوي الطير إلي و كرها،و أيم اللّه لو لا انتظاري بك ما اللّه أعلم به لكان لك منّي ما قاله العبد الصالح: فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها وَ لَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْها أَذِلَّةً وَ هُمْ صاغِرُونَ (2) و كتب في أسفل الكتاب شعرا من جملته:

تنسي أباك و قد شالت نعامته إذ تخطب الناس و الوالي لهم عمر

فلمّا ورد الكتاب علي زياد قام فخطب الناس و قال:العجب من ابن آكلة الأكباد و رأس النفاق يهددني و بيني و بينه ابن عمّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و زوج سيّدة نساء العالمين و أبو السبطين و صاحب اللواء و المنزلة و أخاه في مائة ألف من المهاجرين و الأنصار و التابعين لهم بإحسان،أما و اللّه لو تخطّي هؤلاء أجمعون إلي لوجدوني أحمر محشّا ضرّابا بالسّيف،ثمّ كتب إلي عليّ عليه السّلام،و بعث كتاب معاوية مع كتابه،فكتب إليه عليّ عليه السّلام:أمّا بعد فانّي ولّيتك ما ولّيتك و أنا أراك لذلك أهلا،و إنّه قد كانت من أبي سفيان فلتة في أيام عمر من أماني التيه و كذب النفس لم يستوجب بها ميراثا و لم تستحق بها نسبا،و إن معاوية كالشيطان الرجيم يأتي المرء من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله فأحذره ثمّ أحذره ثمّ أحذره و السلام (3).

و قال ابن أبي الحديد:و الذي يدل علي أن عليا عليه السّلام وزير رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من نص الكتاب و السنة قول اللّه تعالي: وَ اجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي اُشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَ أَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (4) .

و قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله في الخبر المجمع علي روايته بين سائر فرق الإسلام:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي.

فأثبت له جميع مراتب هارون و منازله من موسي،فإذا هو وزير رسول اللّه و شاد أزره و لو لا أنّه خاتم النبيّين لكان شريكا له في أمره. (5)

قال مؤلّف هذا الكتاب:أنظر إلي ما روته المخالفون في النص من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي أمير المؤمنين،بأنّه الخليفة بعده بالنص المجمع علي روايته بين فرق الإسلام كما ذكره ابن أبي الحديد في هذا الكلام و ذكر غيره،و هذا صريح من المخالفين أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ما مات حتّي خصّ عليّ

ص: 70


1- شرح نهج البلاغة:24/9.
2- سوره 27 - آيه 37
3- شرح نهج البلاغة:181/16.
4- سوره 20 - آيه 29
5- شرح نهج البلاغة:211/13.

علي أنه الإمام و الخليفة و الوزير،و هذا عين ما تقوله الشيعة،فإنكار النصّ من بعض المخالفين كابن أبي الحديد في بعض المواضع من شرحه فهو باطل لقيام البرهان علي خلافه و اعترافه بالنصّ كما ذكرناه نحن من كلامه هذا من أن جميع مراتب هارون و منازله هي ثابته لعلي عليه السّلام ما عدا النبوّة،لأنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله خاتم الأنبياء و إلاّ كان شريكا له في النبوّة،و هذا يقتضي بالصّريح من النصّ علي عليّ عليه السّلام بالإمامة و الخلافة و الوزارة التي هي مراتب هارون من موسي،و هذا واضح بيّن لا خفاء فيه هو اللّه يهدي من يشاء إلي صراط مستقيم و أعوذ باللّه سبحانه و تعالي من الضلالة بعد تبيّن الهدي، و الحمد للّه ربّ العالمين.

ص: 71

الباب الحادي و العشرون: في قول النبيّ لعليّ عليهما السّلام:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي.

من طريق الخاصّة و فيه سبعون حديثا.

الأوّل: محمد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا أبو سعيد سهل بن زياد الآدمي الرازي قال:حدّثنا محمّد بن آدم الشيباني عن أبيه آدم بن أبي إياس قال:حدّثنا المبارك بن فضالة عن وهب بن منبّه رفعه عن ابن عبّاس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لمّا عرج بيّ ربّي جلّ جلاله أتاني النّداء يا محمّد قلت:لبّيك ربّ العظمة لبّيك،فأوحي اللّه إليّ يا محمّد فيما اختصم الملأ الأعلي فقلت:لا علم لي يا إلهي فقال:يا محمّد هل اتخذت من الآدميّين وزيرا و أخا و وصيّا من بعدك قلت:يا إلهي و من اتّخذ تخيّر لي أنت يا إلهي،فأوحي اللّه إلي يا محمّد قد اخترت لك من الآدميّين عليّ بن أبي طالب فقلت:إلهي ابن عمّي،فأوحي اللّه إليّ يا محمّد أنّ عليا وارثك و وارث العلم من بعدك و صاحب لوائك لواء الحمد يوم القيامة و صاحب حوضك يسقي من ورد عليه من مؤمني أمّتك،ثمّ أوحي إليّ يا محمّد إنّي قد أقسمت علي نفسي قسما حقّا لا يشرب من ذلك الحوض مبغض لك و لأهل بيتك و ذريّتك الطّيّبين الطّاهرين،حقا أقول يا محمّد لأدخلنّ جميع أمّتك الجنّة إلاّ من أبي من خلقي فقلت:إلهي هل واحد يأبي من دخول الجنّة؟فأوحي اللّه إلي بلي فقلت:و كيف يأبي؟ فأوحي اللّه لي يا محمد اخترتك من خلقي و اخترت لك وصيّا من بعدك و جعلته منك بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدك،و ألقيت محبته في قلبك و جعلته أبا لولدك فحقه بعدك علي أمّتك كحقّك عليهم في حياتك،فمن جحده حقّه جحد حقّك،و من أبي أن يواليه فقد أبي أن يدخل الجنّة،فخررت للّه ساجدا شكرا لما أنعم عليّ،فإذا مناد ينادي ارفع يا محمّد رأسك و اسألني أعطك فقلت:إلهي اجمع أمّتي من بعدي علي ولاية عليّ بن أبي طالب ليردوا عليّ جميعا حوضي يوم القيامة،فأوحي اللّه إلي يا محمّد إني قد قضيت في عبادي قبل أن أخلقهم و قضائي ماض فيهم لأهلك به من أشاء و أهدي به من أشاء،و قد أتيته علمك من بعدك و جعلته [وزيرك و]خليفتك من بعدك علي أهلك و أمّتك،عزيمة منّي لا أدخل الجنّة من أبغضه و عاداه

ص: 72

و أنكر ولايته بعدك فمن أبغضه أبغضك و من أبغضك أبغضني و من عاداه فقد عاداك و من عاداك فقد عاداني،و من أحبّه فقد أحبّك و من أحبّك فقد أحبّني فقد جعلت له هذه الفضيلة،و أعطيتك أن أخرج من صلبه أحد عشر مهديا كلهم من ذرّيتك من البكر البتول،و آخر رجل منهم يصلّي خلفه عيسي ابن مريم يملأ الأرض عدلا كما ملئت منهم ظلما و جورا،أنجي به من الهلكة و أهدي به من الضّلالة و أبرئ به من العمي و أشفي به المريض.

فقلت:إلهي و متي يكون ذلك؟فأوحي إلي عزّ و جلّ يكون ذلك إذا رفع العلم و ظهر الجهل و كثر القراء و قلّ العمل و كثر القتل و قلّ الفقهاء الهادون و كثر فقهاء الضّلالة و الخونة و كثر الشّعراء، و اتّخذ أمتك قبورهم مساجد و حلّيت المصاحف و زخرفت المساجد،و كثر الجور و الفساد و ظهر المنكر و أمر به أمّتك و نهوا عن المعروف،و اكتفي النساء بالنّساء و الرجال بالرجال، و صارت الأمراء كفرة و أولياؤهم فجرة و أعوانهم ظلمة و ذوو الرّأي منهم فسقة،و عند ذلك ثلاث خسوف خسف بالمغرب و خسف بالمشرق و خسف بجزيرة العرب،و خراب البصرة علي يد رجل من ذرّيّتك يتبعه الزنوج،و خروج رجل من ولد الحسين بن عليّ بن أبي طالب،و خروج الدّجال يخرج بالمشرق من سجستان و ظهور السفياني فقلت:إلهي و متي يكون بعدي من الفتن، فأوحي اللّه إلي و أخبرني ببلاء بني أميّة و فتنة ولد عمّي العبّاس و ما يكون و ما هو كائن إلي يوم القيامة،فأوصيت بذلك ابن عمّي حين هبطت الأرض،فأدّيت الرّسالة و للّه الحمد علي ذلك كما حمده النّبيّون و كما حمده كلّ شيء قبلي و ما هو خالقه إلي يوم القيامة. (1)

الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضي اللّه عنه قال:أخبرنا أحمد بن محمّد الهمداني قال:حدّثنا أحمد بن صالح عن حكيم بن عبد الرّحمن قال:حدّثني مقاتل بن سليمان عن الصادق جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ بن أبي طالب عليه السّلام:

يا عليّ أنت منّي بمنزلة هبة اللّه من آدم و بمنزلة سام من نوح و بمنزلة إسحاق من إبراهيم و بمنزلة هارون من موسي و بمنزلة شمعون من عيسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي،يا عليّ أنت وصيّي و خليفتي فمن جحد وصيّتك و خلافتك فليس منّي و لست منه،و أنا خصمه يوم القيامة،يا عليّ أنت أفضل أمّتي فضلا و أقدمهم سلما و أكثرهم علما و أمنّهم حلما و أشجعهم قلبا و أسخاهم كفّا،يا عليّ أنت قسيم الجنّة و النّار بمحبتك يعرف الأبرار و يميز بين الأشرار و الأخيار و بين المؤمنين و الكفار (2).

ص: 73


1- كمال الدين /250ح 1.
2- أمالي الصدوق /100/101مجلس /11ح 4.

الثالث: ابن بابويه قال:حدّثني أبي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدب قال:حدّثنا أحمد بن عليّ الاصفهاني عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال:حدّثنا جعفر بن الحسن عن عبيد اللّه بن موسي الضبيّ (1)عن محمد بن عليّ السلمي عن عبد اللّه بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري أنّه قال:لقد سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:عليّ منّي و أنا منه،و قوله:عليّ منّي كهارون من موسي و قوله عليه السّلام:عليّ منّي كنفسي طاعته طاعتي و معصيته معصيتي.

و قوله صلّي اللّه عليه و آله:حرب عليّ حرب اللّه و سلم عليّ سلم اللّه.

و قوله صلّي اللّه عليه و آله:عليّ حجة اللّه و خليفته علي عباده.

و قوله صلّي اللّه عليه و آله:حب عليّ إيمان و بغضه كفر.

و قوله صلّي اللّه عليه و آله:عليّ قسيم الجنّة و النّار.

و قوله صلّي اللّه عليه و آله:من فارق عليّ فقد فارقني و من فارقني فقد فارق اللّه.

و قوله صلّي اللّه عليه و آله:شيعة عليّ هم الفائزون يوم القيامة (2).

الرابع: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عمر البغدادي الحافظ قال:[حدّثنا عبد اللّه بن يزيد قال] حدّثنا محمد بن ثواب قال:حدّثنا إسحاق بن منصور عن كادح-يعني أبا جعفر البجلي-عن عبد اللّه بن لهيعة عن عبد الرحمن بن زياد عن سلمة بن يسار عن جابر بن عبد اللّه قال:لما قدم عليّ علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بفتح خيبر قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لو لا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصاري للمسيح عيسي بن مريم لقلت فيك اليوم قولا لا تمرّ بملاء إلاّ أخذوا التّراب من رجليك و من فضل طهورك يستشفوا به،و لكن حسبك أن تكون منّي و أنا منك ترثني و أرثك و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ،بعدي،و إنّك تبرئ ذمّتي و تقاتل علي سنّتي،و أنت غدا علي الحوض خليفتي و أنت أوّل من يرد عليّ الحوض،و أنت أوّل من يكسي معي،و إنّك أوّل داخل الجنّة من أمّتي،و إنّ شيعتك علي منابر من نور مبيّضة وجوههم حولي أشفع لهم و يكونون غدا جيراني في الجنّة،و إنّ حربك حربي و سلمك سلمي،و إنّ سرّك سرّي و علانيتك علانيتي و إنّ سريرة صدرك كسريرتي،و إنّ ولدك ولدي و إنّك تنجز عداتي،و إنّ الحق معك و إنّ الحق علي لسانك و قلبك و بين عينيك و الإيمان مخالط لحمك و دمك كما خالط لحمي و دمي،و إنّه لن يرد عليّ الحوض مبغض لك و لن يغيب محبّ لك حتّي يرد معك قال:فخرّ عليّ ساجدا ثمّ قال:

الحمد للّه الذي أنعم عليّ بالإسلام و علّمني القرآن،و حببني إلي خير البرّية و خاتم النّبيّين و سيّد

ص: 74


1- في المصدر:العبسي.
2- أمالي الصدوق /149مجلس /20ح 1.

المرسلين إحسانا منه و فضلا منه عليّ فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:لو لا أنت لم يعرف المؤمنون بعدي (1).

الخامس: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا الحسن بن عليّ السّكري قال:أخبرنا محمّد بن زكريّا[قال:حدّثنا العباس بن بكار]قال:حدّثنا حرب بن ميمون عن أبي حمزة الثمالي عن زيد بن عليّ عن أبيه عليّ بن الحسين عليه السّلام قال:لمّا ولدت فاطمة الحسن عليه السّلام قالت:لعليّ عليه السّلام:سمّه فقال:ما كنت لأسبق باسمه رسول اللّه،فجاء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:ما كنت أسبق باسمه ربّي عزّ و جلّ،فأوحي اللّه عزّ و جلّ إلي جبرائيل أنّه قد ولد لمحمّد ابن فأهبط فأقرأه السلام و هنّه و قل:إنّ عليا منك بمنزلة هارون من موسي فسمه باسم ابن هارون فقال:و ما كان اسمه؟قال:شبّر قال:لساني عربي فقال:سمّه الحسن فسمّاه الحسن،فلمّا ولد الحسين أوحي اللّه عزّ و جلّ الي جبرائيل أنّه قد ولد لمحمّد صلّي اللّه عليه و آله ابن فأهبط و أقرأه السلام و هنّه و قل له:إنّ عليا منك بمنزلة هارون من موسي فسمّه باسم ابن هارون،فهبط جبرائيل فهنّاه عن اللّه عزّ و جلّ و يأمرك أن تسمّيه باسم ابن هارون قال:و ما كان اسمه؟قال:شبير قال:لساني عربيّ قال:اسمه الحسين فسمّاه الحسين. (2)

السادس: ابن بابويه قال:حدّثنا محمّد بن[الحسن بن]أحمد بن الوليد رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمّد بن الحسن الصّفار عن العبّاس بن معروف عن عليّ بن مهزيار عن فضالة بن أيّوب عن أبان بن عثمان عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر الباقر عليه السّلام قال:بعث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله خالد بن الوليد إلي حيّ يقال له بنوا المصطلق من بني جذيمة،و كان بينه و بين بني مخزوم إحنة في الجاهلية،فلمّا ورد عليهم خالد أمر مناديا ينادي بالصلاة،فصلّي و صلّوا و لمّا كان صلاة الفجر أمر مناديه فنادي فصلّي و صلّوا،ثمّ أمر الخيل فشنّوا فيهم الغارة فقتل و أصاب فطلبوا كتابهم فوجدوه،فأتوا به النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و حدّثوه بما صنع خالد بن الوليد فاستقبل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله القبلة ثمّ قال:اللّهمّ إنّي أبرأ إليك ممّا صنع خالد بن الوليد.

قال:ثمّ قدم علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله تبر و متاع فقال لعلي عليه السّلام:ائت بني جذيمة من بني المصطلق فأرضهم ممّا صنع خالد ثمّ رفع قدميه فقال:يا عليّ اجعل قضاء أهل الجاهلية تحت قدميك فأتاهم عليّ عليه السّلام فلمّا انتهي إليهم حكم فيهم بحكم اللّه،فلمّا رجع إلي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال:يا عليّ أخبرني بما صنعت فقال:يا رسول اللّه عمدت فأعطيت لكلّ دم دية و لكلّ جنين غرّة و لكلّ مال مالا،و فضلت معي فضلة فأعطيتهم لميلغة كلابهم و حبلة رعاتهم،و فضلت معي فضلة فأعطيته لروعة نسائهم

ص: 75


1- أمالي الصدوق /156مجلس /21ح 1.
2- أمالي الصدوق /197مجلس /28ح 3.

و فزع صبيانهم،و فضلت معي فضلة فأعطيتهم ليرضوا عنك يا رسول اللّه.

فقال صلّي اللّه عليه و آله:أعطيتهم ليرضوا عنّي رضي اللّه عنك يا عليّ أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي (1).

السابع: ابن بابويه قال:حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أبو سعيد الحسن بن عليّ العدويّ سنة سبع عشرة و ثلاثمائة و هو ابن مائة و سبع سنين قال:حدّثنا الحسين بن أحمد الطفاوي قال:حدّثنا قيس بن الرّبيع قال:حدّثنا سعد الخفّاف عن عطيّة العوفي عن مخدوج بن زيد الذّهلي،أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله آخي بين المسلمين ثمّ قال:يا عليّ أنت أخي و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبيّ بعدي،أ ما علمت يا عليّ أوّل من يدعي به يوم القيامة يدعي بي فأقوم عن يمين العرش فأكسي حلّة خضراء من حلل الجنّة،ثمّ يدعي بأبينا إبراهيم عليه السّلام فيقوم عن يمين العرش في ظلّه فيكسي حلّة خضراء من حلل الجنّة،ثمّ يدعي بالنّبيّين بعضهم علي إثر بعض فيقومون سماطين عن يمين العرش في ظلّه فيكسون حللا خضراء من حلل الجنّة،ألا و إنّي أخبرك يا عليّ:أنّ أمّتي أوّل الأمم يحاسبون يوم القيامة.

ثمّ أبشّرك يا عليّ:أنّ أوّل من يدعي يوم القيامة يدعي بك هذا لقرابتك منّي و منزلتك عندي، فيدفع إليك لوائي و هو لواء الحمد فتسير به بين السمّاطين،و إنّ آدم و جميع من خلق اللّه يستظلّون بلوائي يوم القيامة،و طوله مسيرة ألف سنة سنانه ياقوتة حمراء قصبته فضة بيضاء زجّه درّة خضراء له ثلاث ذوائب من نور ذؤابة في المشرق و ذؤابة في المغرب و ذؤابة في وسط الدنيا مكتوب عليه ثلاثة أسطر:السّطر الأوّل بسم اللّه الرّحمن الرّحيم،و الثاني الحمد للّه ربّ العالمين، و الثالث لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه،طول كلّ سطر مسيرة ألف سنة و عرضه مسيرة ألف سنة، فتسير باللواء و الحسن عن يمينك و الحسين عن يسارك حتّي تقف بيني و بين إبراهيم في ظلّ العرش،فتكسي حلة خضراء من حلل الجنّة،ثمّ ينادي مناد من عند العرش نعم الأب أبوك إبراهيم و نعم الأخ أخوك عليّ،ألا و إنّي أبشرك يا عليّ:أنّك تدعي إذا دعيت و تكسي إذا كسيت و تحبي إذا حبيت (2).

الثامن: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عمر البغدادي قال:حدّثنا أحمد بن عبد العزيز بن الجعد قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن صالح قال:حدّثنا شعيب بن راشد عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام قال:قام عليّ عليه السّلام يخطب الناس بصفين يوم جمعة و ذلك قبل الهرير بخسمة أيام فقال:الحمد للّه

ص: 76


1- أمالي الصدوق /237مجلس /32ح 8.
2- أمالي الصدوق /401مجلس /52ح 14.

علي نعمه الفاضلة علي جميع خلقه البرّ و الفاجر و علي حجّته البالغة علي خلقه،من عصاه و أطاعه إن يعف فيفضل منه،و إن يعذب فبما قدّمت أيديهم و ما اللّه بظلاّم للعبيد،أحمده علي حسن البلاء و تظاهر النّعماء،و أستعينه علي ما نابنا من أمر ديننا و أؤمن به و أتوكّل عليه و كفي باللّه وكيلا،ثمّ إنّي أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أنّ محمّدا عبده أرسله بالهدي و دينه الذي ارتضاه،و كان أهله، و اصطفاه علي جميع العباد بتبيلغ رسالته و حججه علي خلقه،و كان كعلمه فيه رءوفا رحيما أكرم خلق اللّه حسبا،و أجملهم منظرا،و أشجعهم نفسا،و أبرهم بوالد،و آمنهم علي عقد لم يتعلّق عليه مسلم و لا كافر بمظلمة قط،بل كان يظلم فيغفر و يقدر فيصفح و يعفو حتّي مضي مطيعا للّه صابرا علي ما أصابه مجاهدا في اللّه حق جهاده عابدا للّه حتّي أتاه اليقين،فكان ذهابه صلّي اللّه عليه و آله و سلم أعظم المصيبة علي جميع أهل الأرض البرّ و الفاجر،ثمّ ترك فيكم كتاب اللّه[يأمركم بطاعة اللّه،و ينهاكم عن معصيته.و قد عهد إليّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عهدا]لن أخرج عنه و قد حضركم عدوّكم،و قد عرفتم من رئيسهم يدعوهم الباطل و ابن عمّ نبيّكم بين أظهركم يدعوكم إلي طاعة ربّكم و العمل بسنّة نبيّكم، و لا سواء من صلّي قبل كلّ ذكر،لم يسبقني بالصّلاة غير نبيّ اللّه،و أنا و اللّه من أهل بدر،و اللّه إنّكم لعلي الحق و إنّ القوم لعلي الباطل فلا يصبر القوم علي باطلهم و يجتمعوا عليه و تتفرّقوا عن حقّكم، قاتلوهم يعذّبهم اللّه بأيديكم،فإنّ لم تفعلوا ليعذبهم اللّه بأيدي غيركم،فأجابه أصحابه فقالوا:

يا أمير المؤمنين انهض إلي القوم إذا شئت فو اللّه ما نبغي بك بدلا نموت معك و نحيي،فقال مجيبا لهم:و الذي نفسي بيده ينظر إليّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله[و أنا أضرب]قدامه بسيفي فقال:لا فتي إلاّ عليّ و لا سيف إلاّ ذو الفقار.

ثمّ قال لي:يا عليّ أنت منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبيّ بعدي،و حياتك و موتك يا عليّ معي فو اللّه ما كذّبت و لا ضللت و لا ضلّ بي و لا نسيت ما عهد إلي اذا لنسي،و إنّي لعلي بيّنة من ربّي بيّنها لنبيّه صلّي اللّه عليه و آله فبينها لي و إنّي لعلي الطّريق الواضح ألقطه لقطا.

ثمّ نهض إلي القوم يوم الخميس،فاقتتلوا من حين طلعت الشّمس حتّي غاب الشّفق ما كانت صلاة القوم يومئذ إلاّ تكبيرا عند مواقيت الصلاة،فقتل عليّ عليه السّلام يومئذ بيده خمسمائة و ستّة نفر من جماعة القوم،فأصبح أهل الشّام ينادون:يا عليّ اتّق اللّه في البقيّة و رفعوا المصاحف علي أطراف القناة. (1)

التاسع: ابن بابويه قال:حدّثنا محمّد بن الحسن بن الوليد قال:حدّثنا محمّد بن الحسن الصّفّار

ص: 77


1- أمالي الصدوق /490مجلس /63ح 10.

عن يعقوب بن يزيد عن حمّاد بن عيسي عن عمر بن أذنيه عن أبان بن أبي عيّاش عن إبراهيم بن عمر اليماني عن سليم بن قيس الهلالي قال:سمعت سلمان الفارسي في حديث طويل عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال فيه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا عليّ أنت ستبقي بعدي و ستلقي من قريش شدّة و من تظاهرهم عليك و ظلمهم،فإن وجدت عليهم أعوانا فجاهدهم و قاتل من خالفك بمن وافقك،و إن لم تجد أعوانا فأصبر و كفّ يدك و لا تلق بها إلي التّهلكة،فإنّك منّي بمنزلة هارون من موسي و لك بهارون أسوة حسنة إذ أستضعفه قومه و كادوا يقتلونه،فاصطبر لظلم قريش و تظاهرهم عليك فإنّك بمنزلة هارون و من تبعه و هم بمنزلة العجل و من تبعه (1).

العاشر: الشّيخ أبو جعفر الطوسي في أماليه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا الفضل بن محمّد بن جعفر البيهقي قال:حدّثنا هارون بن عمرو المجاشعي قال:حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد قال:حدّثنا أبي أبو عبد اللّه قال المجاشعي:و حدّثنا الرّضا عليّ بن موسي قال:

حدّثني أبي موسي بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليّ بن الحسين قال:

حدّثني عمر و سلمة ابنا أبي سلمة ربيبا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إنّهما سمعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول في حجّته [حجّة الوداع]:عليّ يعسوب المؤمنين و المال يعسوب الظّالمين،عليّ أخي و مولي المؤمنين من بعدي،و هو منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّ اللّه ختم النّبوة بي فلا نبيّ بعدي و هو الخليفة في الأهل و المؤمنين بعدي. (2)

الحادي عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أبو الحسن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أبو سعيد النّسوي قال:حدّثني إبراهيم بن محمّد بن مروان (3)قال:حدّثنا أحمد بن[أبي]الفضل البلخي قال:حدّثني[خال]يحيي بن سعيد البلخي عن عليّ بن موسي عليه السّلام عن أبيه عن آبائه عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال:بينما أنا أمشي مع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله في بعض طرقات المدينة إذ لقينا شيخ طويل كثّ اللّحية بعيد ما بين المنكبين فسلّم علي النّبيّ صلّي اللّه عليه و آله و رحّب به،ثمّ التفت إلي فقال السلام عليك يا رابع الخلفاء و رحمة اللّه و بركاته أ ليس كذلك هو يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟فقال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

بلي،ثمّ مضي فقلت يا رسول اللّه:ما هذا الذي قال لي هذا الشيخ و تصديقك له؟قال:أنت كذلك و الحمد للّه إنّ اللّه تعالي قال في كتابه: إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً (4) المجعول فيها آدم عليه السّلام و قال:

عزّ و جلّ: يا داوُدُ إِنّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النّاسِ بِالْحَقِّ (5) و هو الثاني و قال عزّ و جلّ

ص: 78


1- كمال الدين و تمام النعمة 264.
2- أمالي الطوسي /521مجلس /18ح 54.
3- في المصدر:هارون.
4- سوره 2 - آيه 30
5- سوره 38 - آيه 26

حكاية عن موسي حين قال لهارون:اخلفني في قومي و أصلح فهو هارون إذا استخلفه موسي عليه السّلام في قومه و هو الثالث و قال تعالي: وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ (1) فكنت أنت المبلّغ عن اللّه تعالي و عن رسوله و أنت وصيّي و وزيري و قاضي ديني و المؤدّي عنّي و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي،فأنت رابع الخلفاء كما سلّم عليك الشيخ أو لا تدري من هو؟قلت:لا قال:ذاك أخوك الخضر عليه السّلام فاعلم (2).

الثاني عشر: الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النّعمان في أماليه قال:أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال:حدّثنا أبو القاسم الحسن بن عليّ الكوفي قال:حدّثنا جعفر بن محمّد بن مروان الغزّال قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا عبيد بن خميس العبدي قال:حدّثنا صباح بن يحيي المزني عن عبد اللّه بن شريك عن الحرث بن ثعلبة قال:قدم رجلان يريدان مكّة و المدينة في الهلال أو قبل الهلال،فوجدا الناس ناهضين إلي الحجّ قال:فخرجنا معهم فإذا نحن بركب فيهم رجل كأنّه أميرهم فانتبذ منهم فقال:كانّكما عراقيان؟فقلنا نحن عراقيّان قال:كونا كوفيّين؟قلنا:

كوفيان قال:ممّن أنتما؟قلنا:من بني كنانة؟

قال:من أي بني كنانة،قلنا:من بني مالك بن كنانة قال:رحب علي رحب و قرب علي قرب أنشدكما بكل كتاب منزل و نبيّ مرسل أسمعتما عليّ بن أبي طالب يسبني أو يقول إنّه معادي أو مقاتلي؟قلنا:من أنت؟قال:أنا سعد بن أبي وقاص قلنا:لا و لكن سمعناه يقول:اتّقوا فتنة الخنيس، قال:سمعتاه يسبّني باسمي؟قالا:لا قال:اللّه أكبر اللّه أكبر قد ضللت إذا و ما أنا من المهتدين إن أنا قاتلته بعد أربع سمعتهنّ من رسول اللّه لأن تكون لي واحدة منهنّ أحبّ إلي من الدّنيا و ما فيها أعمر فيها عمر نوح قلنا سمّهنّ،قال:ما ذكرتهنّ إلاّ و أنا أريد أن أسميهن،بعث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أبا بكر ببراءة لينبذ إلي المشركين فلمّا سار ليلة أو بعض ليلة بعث بعلي بن أبي طالب نحوه فقال:أقبض براءة منه و اردده إليّ،فمضي أمير المؤمنين عليه السّلام فقبض براءة منه و ردّه إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلمّا مثل بين يديه بكي،و قال:يا رسول اللّه أحدث فيّ شيء أم نزل بي قرآن،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لم ينزل فيك قرآن لكن جبرائيل عليه السّلام جاءني عن اللّه عزّ و جلّ فقال:لا يؤدّي عنك إلاّ أنت أو رجل منك و عليّ منّي و أنا من عليّ و لا يؤدي عنّي إلاّ عليّ.

قلنا له:و ما الثانية قال:كنّا في مسجد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و آل عليّ و آل أبي بكر و آل عمر و أعمامه قال:فنودي ليلا اخرجوا من المسجد إلاّ آل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و آل عليّ،قال:فخرجنا نجر أذيالنا فلمّا

ص: 79


1- سوره 9 - آيه 3
2- عيون أخبار الرضا عليه السّلام /12/1ح 23.

أصبحنا أتاه عمّه حمزة فقال:يا رسول اللّه أخرجتنا و أسكنت هذا الغلام و نحن عمومتك و مشيخة أهلك فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما أنا أخرجتكم و لا أنا اسكنته و لكنّ اللّه عزّ و جلّ أمرني بذلك،قلنا له:

فما الثالثة،قال:بعث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله برايته إلي خيبر مع أبي بكر فردّها فبعث بها عمر فردّها فغضب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قال:لأعطينّ الراية غدا رجلا يحبّه اللّه و رسوله و يحبّ اللّه و رسوله كرّارا غير فرار لا يرجع حتّي يفتح اللّه علي يديه.قال:فلمّا أصبحنا جثونا علي الرّكب،فلم نره يدعو أحدا منّا ثمّ نادي عليّ بن أبي طالب فجيء به و هو أرمد،فتفل في عينه و أعطاه الراية ففتح اللّه علي يديه.

قلنا له:فما الرّابعة،قال:إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله خرج غازيا إلي تبوك و استخلف عليّ علي الناس فحسدته قريش و قالوا إنّما خلّفه لكراهيّة صحبته،قال:فانطلق في أثره حتّي لحقه فأخذ بغرز ناقته ثمّ قال:انّي لتابعك قال:ما شأنك فبكي و قال:إنّ قريشا تزعم أنّك انما خلفتني لبغضك إلي و كراهيتك صحبتي،قال:فأمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مناديه فنادي في الناس،ثمّ قال:أيّها الناس أ فيكم أحد إلاّ و له من أهله خاصّة؟

قالوا:أجل قال:فإنّ عليّ بن أبي طالب خاصّة أهلي و حبيبي إلي قلبي،ثمّ أقبل علي أمير المؤمنين فقال:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي.

فقال عليّ عليه السّلام:رضيت عن اللّه و رسوله،ثمّ قال سعد:هذه أربعة إن شئتما حدّثتكما بخامسة.

قلنا:قد شئنا ذلك،قال:كنّا مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في حجّة الوداع فلمّا عاد نزل غدير خم و أمر مناديه فنادي في الناس فقال:من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و أخذل من خذله (1).

الثالث عشر: الشيخ الطوسي في أماليه قال:أخبرنا محمّد بن محمّد-يعني المفيد-قال:

أخبرني أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزياني قال:حدّثني أبو بكر أحمد بن محمّد بن عيسي المكّي قال:حدّثنا أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا يحيي بن عيسي الزملي قال:حدّثنا الأعمش عن عباية الأسدي عن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأمّ سلمة-رضي اللّه عنها-:يا أمّ سلمة عليّ منّي و أنا من عليّ لحمه من لحمي و دمه من دمي و هو منّي بمنزلة هارون من موسي،يا أمّ سلمة اسمعي و أشهدي هذا عليّ سيّد المسلمين (2).

ص: 80


1- أمالي الشيخ المفيد 55.
2- أمالي الشيخ الطوسي /50مجلس /2ح 34.

الرابع عشر: الشّيخ في أماليه قال:أخبرنا محمّد بن محمّد-يعني المفيد-قال:أخبرنا أبو الحسن عليّ بن مالك النحويّ،قال:أخبرني أبو الحسين أحمد بن عليّ المعدل بجلب قال:

حدّثنا عثمان بن سعيد قال:حدّثنا محمّد بن سليمان الاصفهاني قال:حدّثنا عمر بن قيس المكّي عن عكرمة صاحب ابن عبّاس قال:لمّا حجّ معاوية نزل المدينة فاستؤذن لسعد بن أبي وقّاص عليه فقال لجلسائه:إذا أذنت لسعد و جلس فخذوا من عليّ بن أبي طالب،فأذن له و جلس معه علي السّرير قال:و شتم القوم أمير المؤمنين عليه السّلام فانسكبت عينا سعد بالبكاء،فقال له معاوية:ما يبكيك يا سعد أ تبكي أن شتم قاتل أخيك عثمان بن عفّان؟

قال:و اللّه ما أملك البكاء خرجنا من مكّة مهاجرين حتّي نزلنا هذا المسجد-يعني مسجد الرسول صلّي اللّه عليه و آله-فكان فيه مبيتنا و مقيلنا إذ أخرجنا و ترك عليّ بن أبي طالب فيه،فاشتدّ ذلك علينا و هبنا نبيّ اللّه أن نذكر ذلك فأتينا فقلنا:يا أمّ المؤمنين إنّ لنا صحبة مثل صحبة عليّ و هجرة مثل هجرة عليّ و إنا قد أخرجنا من المسجد و ترك فيه فلا يدري من سخط من اللّه أو من غضب من رسوله؟فاذكري ذلك له فإنّا نهابه،فذكرت ذلك لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فقال لها:يا عائشة لا و اللّه ما أنا اخرجتهم و لا أنا أسكنته،بل اللّه أخرجهم و أسكنه،و غزونا خيبر فانهزم عنها من انهزم،فقال نبيّ اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لأعطيّن الراية اليوم رجلا يحبّ اللّه و رسوله و يحبه اللّه و رسوله فدعاه و هو أرمد،فتفل في عينه و أعطاه الراية ففتح اللّه له،و غزونا تبوك مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فودّع عليّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله علي ثنيّة الوداع و بكي،فقال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:ما يبكيك فقال:كيف لا أبكي و لم أتخلّف عنك في غزوة منذ بعثك اللّه تعالي فما بالك تخلفني في هذه الغزوة؟فقال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:أ ما ترضي يا عليّ أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي فقال عليّ عليه السّلام:بلي رضيت (1).

الخامس عشر: الشّيخ في أماليه قال:أخبرنا محمّد بن محمّد قال:أخبرنا الشّريف الفاضل أبو محمّد الحسين بن محمّد بن يحيي قال:حدّثنا جدّي أبو الحسن يحيي بن الحسن قال:حدّثنا يحيي بن أحمد بن أبي بكر الزّهري أبو مصعب قال:حدّثنا يوسف بن الماجشون عن محمّد بن المنكدر قال:سمعت سعيد بن المسيّب يقول:سألت سعد بن أبي وقاص أسمعت من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعليّ عليه السّلام:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه ليس نبيّ بعدي؟

قال:نعم،فقلت أنت سمعته؟

قال:فأدخل إصبعيه في أذنيه فقال:نعم و إلاّ فاستكتا (2).

ص: 81


1- أمالي الطوسي /171مجلس /6ح 39.
2- أمالي الطوسي /227مجلس /8ح 49.

السادس عشر: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن مهدي قال:أخبرنا أحمد-يعني ابن محمّد بن سعد بن عقدة-قال:حدّثنا أحمد بن يحيي بن زكريّا قال:سمعنا إسماعيل بن أبان قال:حدّثنا أبو مريم عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة السّلولي قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي الاّ أنّه لا نبيّ بعدي (1).

السابع عشر: الشّيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عمر قال:أخبرنا أحمد قال:حدّثنا أحمد بن يحيي قال:حدّثنا إسماعيل بن أبان قال:حدّثنا أبو عبد اللّه المحلي عن سماك عن جابر بن سمرة قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي. (2)

الثامن عشر: الشّيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عمر قال:حدّثنا أحمد قال:حدّثنا عبد الرّحمن قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا الأعمش عن عطيّة العوفي عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ بن أبي طالب عليه السّلام في غزوة تبوك:اخلفني في قومي.

فقال عليّ:يا رسول اللّه إنّي أكره أن يقول العرب خذل ابن عمّه و تخلّف عنه،فقال أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي؟

قال:بلي.

قال:فاخلفني (3).

التاسع عشر: الشيخ في أماليه قال:حدّثنا أبو الفتح محمّد بن أحمد بن أبي الفوارس قال:أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمّد الصّائغ قال:حدّثنا محمّد بن إسحاق السّراج قال:حدّثنا قتيبة بن سعيد قال:حدّثنا حاتم بن بكير بن يسار عن عامر بن سعد عن أبيه قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي ثلاثا:فلأن يكون لي واحدة أحبّ إلي من حمر النّعم،سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي و خلّفه في بعض مغازيه فقال:يا رسول اللّه تخلفني مع النساء و الصّبيان؟

فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي.

و سمعته يقول يوم خيبر:لأعطيّن الراية رجلا يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله.

قال:فتطاولنا لهذا قال:ادعوا إلي عليّا،فأتي عليّ أرمد العين فبصق في عينيه و دفع إليه الراية ففتح عليه،و لمّا نزلت هذه الآية نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ (4) ،دعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا و فاطمة و حسنا و حسينا عليهم السّلام

ص: 82


1- أمالي الطوسي /253مجلس /9ح 44.
2- أمالي الطوسي /253مجلس /9ح 45.
3- أمالي الطوسي /261مجلس /10ح 13.
4- سوره 3 - آيه 61

و قال:اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي (1).

العشرون: الشّيخ في أماليه قال:أخبرني أحمد بن محمّد بن الصّلت قال:أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد إجازة قال:حدّثنا عليّ بن محمّد بن حبيبة الكندي قال:حدّثنا حسن بن حسين قال:حدّثنا أبو غيلان سعد بن طالب الشيباني عن أبي إسحاق عن أبي الطفيل قال:كنت في البيت يوم الشوري و سمعت عليّ عليه السلام يقول:أنشدكم باللّه جميعا أ فيكم أحد صلّي القبلتين مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غيري؟

قالوا:اللّهمّ لا.

قال:أنشدكم باللّه جميعا هل فيكم أحد وحّد اللّه قبلي؟

قالوا:اللّهمّ لا.

قال:فانشدكم باللّه جميعا هل فيكم أحد أخو رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غيري؟

قالوا:اللّهمّ لا.

قال:أنشدكم اللّه هل فيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر؟

قالوا:اللّهمّ لا.

قال:أنشدكم باللّه هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي سيّدة نساء أهل الجنّة؟

قالوا:اللّهمّ لا.

قال:فأنشدكم باللّه هل فيكم أحد له سبطان مثل سبطي الحسن و الحسين ابني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله سيّدا شباب أهل الجنّة؟

قالوا:اللّهمّ لا.

قال:فأنشدكم باللّه هل فيكم أحد ناجاه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقدّم بين يدي نجواه صدقة غيري؟

قالوا:اللّهمّ لا.

قال:فأنشدكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من كنت مولاه فعليّ مولاه اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه غيري؟

قالوا:اللّهمّ لا.

قال:فأنشدكم باللّه أ فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي غيري؟

قالوا:اللّهمّ لا.

ص: 83


1- أمالي الطوسي /307مجلس /11ح 63.

قال:فأنشدكم باللّه هل فيكم أحد أتي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله بطير فقال:اللهم آتني بأحب خلقك إليّ يأكل معي من هذا الطير،فدخلت عليه فقال اللّهمّ و إليّ فلم يأكل معه أحد غيري؟

قالوا:اللّهمّ لا.

قال:اللّهمّ أشهد (1).

الحادي و العشرون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا ابن الصّلت قال:أخبرنا ابن عقدة قال:أخبرني عليّ بن محمّد بن عليّ قراءة عليه قال:حدّثنا جعفر بن محمّد بن عيسي قال:حدّثنا عبيد اللّه بن عليّ قال:حدّثنا عليّ بن موسي عن أبيه عن جدّه عن آبائه عن عليّ عليهم السّلام قال:خلف رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا عليه السّلام في غزوة تبوك،فقال يا رسول اللّه:تخلفني بعدك؟قال:ألا ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي (2).

الثاني و العشرون: الشّيخ في أماليه قال:أخبرنا الحفّار هلال بن محمّد قال:حدّثنا أبو قلابة قال:

حدّثنا بشر بن عمر قال:حدّثنا مالك بن أنس عن يزيد بن أسلم قال:حدّثنا إسماعيل بن أبان قال:

حدّثنا أبو مريم عن ثور بن أبي فاختة عن عبد الرّحمن بن أبي ليلي قال:قال:أبي،دفع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله الراية يوم خيبر إلي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ثمّ فتح اللّه عليه،و أوقفه يوم غدير خم فاعلم الناس أنّه مولي كلّ مؤمن و مؤمنة و قال:أنت منّي و أنا منك و قال له:تقاتل يا عليّ علي التّأويل كما قاتلت علي التّنزيل و قال له:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي.

و قال:أنا سلم لمن سالمك و حرب لمن حاربك.

و قال:أنت العروة الوثقي.

و قال له:أنت تبيّن ما اشتبه عليهم بعدي.

و قال له:أنت إمام كلّ مؤمن و مؤمنة و ولي كلّ مؤمن و مؤمنة بعدي.

و قال له:أنت الذي أنزل اللّه فيه وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ (3) .

و قال له:أنت الآخذ بسنّتي و الذابّ عن ملّتي.

و قال له:أنا أوّل من تنشق عنه الأرض و أنت معي.

و قال له:أنا عند الحوض و أنت معي.

و قال:أنا أوّل من يدخل الجنّة و أنت بعدي تدخلها و الحسن و الحسين و فاطمة عليهم السّلام.

و قال له:إنّ اللّه أوحي إلي أن أقوم بفضلك فقمت به في الناس و بلغتهم ما أمرني بتبليغه.

ص: 84


1- أمالي الطوسي /332مجلس /12ح 7.
2- أمالي الطوسي /342مجلس /12ح 42.
3- سوره 9 - آيه 3

و قال له:اتق الضّغائن التي لك في صدور من لا يظهرها إلاّ بعد موتي أولئك يلعنهم اللّه و يلعنهم اللاّعنون.

ثمّ بكي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقيل ممّ بكاؤك يا رسول اللّه؟

قال:أخبرني جبرائيل:أنّهم يظلمونه و يمنعونه حقّه و يقاتلونه و يقاتلون ولده و يظلمونهم بعده.

و أخبرني جبرائيل عن ربّه عزّ و جلّ:إنّ ذلك يزول إذا قام قائمهم و علت كلمتهم و اجتمعت الأمّة علي محبتهم و كان الشّاني لهم قليلا و الكاره لهم ذليلا و كثر المادح لهم،و ذلك حين تغيّر البلاد و تضعف العباد و الاياس من الفرج،فعند ذلك يظهر القائم منهم قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:اسمه كاسمي و اسم أبيه كاسم أبي و هو من ولد ابني يظهر اللّه الحق بهم و يخمد الباطل بأسيافهم و يتبعهم الناس بين راغب إليهم و خائف منهم،قال:و سكن البكاء عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله.

فقال:معاشر المؤمنين أبشروا بالفرج،فإنّ وعد اللّه لا يخلف و قضاؤه لا يردّ و هو الحكيم الخبير فإنّ فتح اللّه قريب،اللّهمّ إنّهم أهلي فأذهب عنهم الرّجس و طهّرهم تطهيرا،اللّهمّ اكلأهم و ارعهم و كن لهم و أحفظهم و أنصرهم و أعنهم و أعزّهم و لا تذلهم و أخلفني فيهم إنّك علي كلّ شيء قدير. (1)

الثالث و العشرون: الشّيخ في أماليه قال:أخبرنا الحفّار قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمّد قال:حدّثنا محمد بن أبي بكر الواسطي قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن يزيد قال:حدّثنا حسين بن حسن قال:

حدّثنا قيس بن الربيع عن أبي هاشم الرماني عن مجاهد عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

عليّ منّي بمنزلة هارون من موسي و رأسي من بدني. (2)

الرابع و العشرون: الشّيخ في أماليه بالاسناد عن عليّ بن الحسين عليه السّلام قال:حدّثتني أسماء بنت عميس الخثعميّة قالت:قبلت جدّتك فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بالحسن و الحسين عليهما السّلام قالت:فلمّا ولدت الحسن جاء النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا أسماء هاتي ابني،قالت:فدفعته إليه في خرقة صفراء فرمي بها و قال:أ لم أعهد إليكن ألا تلفّوا المولود في خرقة صفراء،و دعا بخرقة بيضاء فلفّه فيها،ثمّ أذّن في أذنه اليمني و أقام في أذنه اليسري و قال لعليّ عليه السّلام:بم سميّت ابني هذا؟

قال:ما كنت لأسبقك باسمه يا رسول اللّه.

ص: 85


1- أمالي الطوسي /351مجلس /12ح 66،مع تفاوت في بعض أسماء الرواة.
2- أمالي الطوسي /353مجلس /12ح 72.

قال:و أنا ما كنت لأسبق ربّي عزّ و جلّ،قال:فهبط جبرائيل عليه السّلام و قال:إنّ اللّه تعالي يقرأ عليك السلام و يقول لك:يا محمّد عليّ منك بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدك فسمّ ابنك باسم ابن هارون.

قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:و ما اسم ابن هارون؟

قال جبرائيل:شبّر.

قال:و ما شبّر؟

قال:الحسن.

قالت أسماء:فسمّاه الحسن،قالت أسماء:فلمّا ولدت فاطمة الحسين عليه السّلام نفّستها به،فجاءني النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال:هلمي بابني يا أسماء.

فدفعته إليه في خرقة بيضاء ففعل به كما فعل بالحسن قالت:و بكي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثمّ قال:إنّه سيكون له حديث،اللّهمّ العن قاتله،لا تعلمي فاطمة بذلك،قالت أسماء:فلمّا كان في يوم سابعه جاءني النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال:هلمي ابني فأتيته به ففعل كما فعل بالحسن،و عق عنه كما عقّ كبشا أملح و أعطي القابلة رجلا و حلق رأسه،و تصدّق بوزن الشّعر ورقا و خلق رأسه بالخلوق و قال:إنّ الدّم من فعل الجاهلية،قالت:ثمّ وضعه في حجره ثمّ قال:يا أبا عبد اللّه عزيز عليّ ثم بكي قلت:بأبي و أمّيّ فعلت في هذا اليوم و في اليوم الأوّل فما هو،قال:أبكي علي ابني هذا تقتله فئة باغية كافرة من بني أميّة لا أنالهم اللّه شفاعتي يوم القيامة يقتله رجل يثلم الدين و يكفر باللّه العظيم ثمّ قال:

اللّهمّ إنّي أسألك فيهما ما سألك إبراهيم في ذرّيّته،اللّهمّ أحبهما و أحبّ من يحبّهما و العن من يبغضهما مثل السّماء و الأرض (1).

الخامس و العشرون: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا أحمد بن عبيد اللّه بن عمّار الثّقفي قال:حدّثنا عليّ بن محمد بن سليمان قال:حدّثنا أبي قال:

حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد قال:حدّثنا معتب مولانا قال:حدّثنا عمر بن عليّ بن عمر بن عليّ بن الحسين قال:سمعت محمّد بن أبي عبيد اللّه بن محمّد بن عمّار بن ياسر يحدّث عن أبيه عن جدّه محمّد بن عمّار بن ياسر قال:سمعت أبا ذر جندب بن جنادة يقول:رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أخذ بيد عليّ عليه السّلام فقال له:يا عليّ أنت أخي و صفيّي و وصيّي و وزيري و أميني مكانك في حياتي و بعد موتي كمكان هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ معي،من مات و هو يحبّك ختم اللّه عزّ و جلّ له

ص: 86


1- أمالي الطوسي /366مجلس /13ح 32.

بالأمن و الإيمان و من مات و هو يبغضك لم يكن له في الإسلام نصيب (1).

السادس و العشرون: الشّيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا العاصمي قال:حدّثنا أحمد بن عبيد اللّه العدلي قال:حدّثنا الرّبيع بن سيّار قال:حدّثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلي أبي ذر رضي اللّه عنه في حديث مناشدة عليّ عليه السّلام و احتجاجه علي أهل الشوري،قال في حديثه:قال أمير المؤمنين عليه السّلام:فهل فيكم من قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبيّ بعدي و لو كان نبيّ بعدي لكنته يا عليّ غيري؟

قالوا:لا (2).

السابع و العشرون: الشّيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا الحسن بن محمد بن شعبة الأنصاري و محمّد بن جعفر بن بشر البسري (3)بالقصر و عليّ بن محمّد بن الحسن بن كاس بالرّملة و أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قالوا:حدّثنا أحمد بن يحيي بن زكريّا الأزدي الصّوفي قال:حدّثنا عمرو بن حمّاد بن طلحة القناد قال:حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الأزدي عن معروف بن خربوذ و زياد بن المنذر و سعيد بن محمّد الأسدي (4)،عن أبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني،و ذكر حديث الشوري و احتجاج أمير المؤمنين عليه السّلام عليهم،إلي أن قال عليه السّلام:فانشدكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ما قال في غزوة تبوك:إنّما أنت منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبيّ بعدي غيري؟

قالوا:اللّهمّ لا (5).

الثامن و العشرون: الشّيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد العلوي الحسني و أبو عبيد اللّه محمّد بن أحمد المؤمّل الصّيرفي قالا:حدّثنا محمّد بن عليّ بن خلف العطار قال:حدّثنا أحمد بن جعفر بن عبد اللّه بن محمّد بن ربيعة بن عجلان،عن معاوية عن عبد اللّه بن عبيد اللّه بن أبي رافع عن أبيه عن جده عن أبي رافع قال:لمّا أجتمع أصحاب الشوري و هم ستّة نفر و هم:عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و عثمان و طلحة و الزّبير و سعد بن مالك و عبد الرّحمن بن عوف،أقبل عليهم عليّ بن أبي طالب فقال:أنشدكم باللّه أيّها

ص: 87


1- أمالي الطوسي /544مجلس /20ح 3.
2- أمالي الطوسي /548مجلس /20ح 4.
3- في المصدر:محمد بن جعفر بن رميس الهبيري.
4- في المصدر:الأسلمي.
5- أمالي الطوسي /554مجلس /20ح 5.

النفر هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:منزلتك منّي يا عليّ منزلة هارون من موسي،أ تعلمون قال ذلك لأحد غيري؟

قالوا:اللّهمّ لا (1).

التاسع و العشرون: الشيخ في مجالسه قال:أخبرني جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن أبي معشر السّلمي الحرّاني بحرّان قال:حدّثنا أحمد بن الأسود أبو عليّ الحنفي القاضي قال:حدّثنا عبيد اللّه بن محمّد بن حفص العائشي التميميّ قال:حدّثنا أبي عن عمر بن اذينة العبدي عن وهب بن عبد اللّه بن أبي دبي الهنائي قال:حدّثنا أبو حرب بن أبي الاسود الدؤلي عن أبيه أبي الاسود قال:لمّا طعن أبو لؤلؤة عمر بن الخطاب جعل الأمر بين ستّة نفر،عليّ ابن أبي طالب عليه السّلام و عثمان بن عفّان و عبد الرّحمن بن عوف و طلحة و الزّبير و سعد بن مالك،و عبد اللّه بن عمر معهم يشهد النّجوي و ليس له في الأمر نصيب،و أمرهم أن يدخلوا لذلك بيتا و يغلقوا عليهم بابه،قال أبو الاسود:فكنت علي الباب أنا و نفر معي حاجتهم أن يسمعوا الحوار الذي يجري بينهم،فابتدر الكلام عبد الرّحمن بن عوف فقال:ليذكر كلّ رجل منكم رجلا إن أخطأه هذا الأمر كانت الخيرة لصاحبه،فقال الزّبير:قد اخترت عليّا،و قال طلحة:قد اخترت عثمانا و قال سعد:

قد اخترت عبد الرّحمن،فقال عبد الرّحمن:قد رضي القوم منّا و قد جعل الأمر فينا و لنا،أيّها الثلاثة فأيّكم يخرج من هذا الأمر نفسه و يختار للمسلمين رجلا رضي في الأمّة؟فأمسك الشيخان فعاد عبد الرّحمن لكلامه،فقال له عليّ عليه السّلام:كن أنت ذلك الرجل؟

قال:فإنّه لن يبقي إلاّ أنت و عثمان فأيكما يتقلّد هذا الأمر علي أن يسير في الأمة بسيرة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سيرة صاحبيه أبي بكر و عمر فلا يغدوهما،قال عليّ عليه السّلام:أنا آخذها علي أن أسير في الأمّة بسيرة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله جهدي و طوقي و أستعين علي ذلك بربّي،قال:فما عندك يا عثمان،قال:أسير في الأمّة بسيرة رسول اللّه و سيرة أبي بكر و عمر،قال:فردّها علي عليّ عليه السّلام ثلاثا و علي عثمان ثلاثا كلّ رجل منهما يقول قوله الأوّل،فلمّا توافقوا علي رأي واحد،قال لهم عليّ عليه السّلام:إنّي أحب أن تسمعوا منّي قولا أقول لكم،قالوا:قل يا أبا الحسن،فقال:إنّي أسألكم بالذي يعلم سرّكم و جهركم هل فيكم من رجل قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبيّ بعدي غيري؟

قالوا:اللّهمّ لا،و ذكر المناشدة نحوه (2).

ص: 88


1- أمالي الطوسي /556مجلس /20ح 6.
2- أمالي الطوسي /556مجلس /20ح 7.

الثلاثون: الشّيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن محمد بن عبيد اللّه العرزمي عن أبيه عن عثمان أبي اليقظان عن أبي عمر زادان قال:لمّا وادع الحسن بن عليّ عليه السّلام معاوية،صعد معاوية المنبر و جمع الناس فخطبهم و قال:إنّ الحسن بن عليّ رآني للخلافة أهلا و لم ير نفسه لها أهلا و كان الحسن عليه السّلام أسفل منه بمرقاة،فلمّا فرغ من كلامه،قام الحسن عليه السّلام فحمد اللّه تعالي بما هو أهله،ثمّ ذكر المباهلة فقال:فجاء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من الأنفس بأبي و من الأبناء بي و بأخي و من النساء بأمّي و كنا أهله و نحن له و هو منا و نحن منه،و لمّا نزلت آية التطهير جمعنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في كساء لأمّ سلمة رضي اللّه عنها خيبري،ثمّ قال:اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرّجس و طهّرهم تطهيرا،فلم يكن أحد تصيبه جنابة في المسجد و يولد له فيه إلاّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و أبي تكرمة من اللّه لنا و تفضيلا منه لنا،و قد رأيتم مكان منزلنا من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و أمر بسدّ الأبواب فسدّها و ترك بابنا فقيل له في ذلك،فقال:أمّا أنّي لم أسدّها و افتح بابه و لكنّ اللّه عزّ و جلّ أمرني أن أسدها و أفتح بابه،و إن معاوية زعم لكم أني رأيته للخلافة أهلا و لن أري نفسي لها أهلا،فكذّب معاوية نحن أولي الناس بالناس في كتاب اللّه و علي لسان نبيّه صلّي اللّه عليه و آله و لم نزل أهل البيت مظلومين منذ قبض اللّه تعالي نبيّه صلّي اللّه عليه و آله،فاللّه بيننا و بين من ظلمنا حقّنا و توثب علي رقابنا و حمل الناس علينا و منعنا سهمنا من الفيء و منع أمنّا ما جعل لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و أقسم باللّه لو أنّ الناس بايعوا أبي حين فارقهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأعطتهم السّماء قطرها و الأرض بركتها و ما طمع فيها معاوية، فلمّا خرجت من معدنها تنازعتها قريش بينها فطمعت فيها الطّلقاء و أبناء الطّلقاء أنت و أصحابك و قد قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما ولت أمّة أمرها رجلا و فيهم من هو أعلم منه إلاّ لم يزل أمرهم يذهب سفالا حتّي يرجعوا إلي ما تركوا،فقد تركت بنوا إسرائيل هارون و هم يعلمون أنّه خليفة موسي فيهم و اتبعوا السامري،و قد تركت هذه الأمّة أبي و بايعوا غيره،و قد سمعوا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ النبوّة و قد رأوا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،نصب أبي يوم غدير خم و أمرهم أن يبلغ الشّاهد منهم الغائب،و قد هرب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من قومه و هو يدعوهم إلي اللّه تعالي حتّي دخل الغار،و لو وجد أعوانا ما هرب،و قد كفّ حين ناشدهم و استغاث فلم يغث، فجعل اللّه هارون في سعة حين استضعفوه و كادوا يقتلونه،و جعل النبيّ في سعة من اللّه حين خذلتنا هذه الأمّة و بايعوك يا معاوية و إنّما هي السّنن و الأمثال يتبع بعضها بعضا،أيّها الناس لو التمستم فيما بين المشرق و المغرب أن تجدوا رجلا ولده نبيّ غيري و أخي لم تجدوا و إنّي قد

ص: 89

بايعت هذا،و إنّي أدري لعلّه فتنة لكم و متاع إلي حين. (1)

الحادي و الثلاثون: الشّيخ في مجالسه قال:أخبرني جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرّحمن الهمداني بالكوفة قال:حدّثنا محمّد بن الفضل بن إبراهيم بن قيس الاشعري قال:حدّثنا عليّ بن حسّان الواسطي قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن كثير عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عليه السّلام قال:لمّا أجمع الحسن بن عليّ عليه السّلام علي صلح معاوية خرج حتّي لقيه،فلمّا اجتمعا قام معاوية خطيبا فصعد المنبر و أمر الحسن عليه السّلام أن يقوم أسفل منه بدرجة،ثمّ تكلّم و قال:أيّها الناس هذا الحسن بن عليّ و ابن فاطمة رآني للخلافة أهلا و لم ير نفسه لها و قد أتانا ليبايع طوعا ثمّ قال:قم يا حسن،فقام الحسن عليه السّلام فخطب فقال:الحمد للّه الحمد المستحمد بالآلاء و تتابع النّعماء و صارف الشّدائد و البلاء عند الفهماء و غير الفهماء المذعنين من عباده لامتناعه بجلاله و كبريائه و علوه من لحوق الأوهام ببقائه المرتفع عنه كنه ظنانة المخلوقين من أن تحيط بمكنون غيبه رويّات عقول الرائين،و أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده في ربوبيّته[و وجوده]و وحدانيّته صمدا لا شريك له فردا لا ظهير له،و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله اصطفاه و انتجبه و ارتضاه و بعثه داعيا إلي الحق و سراجا منيرا،و للعباد ممّا يخافون نذيرا و لما يأملون بشيرا،فنصح للأمة و صدع بالرّسالة و أبان لهم درجات العمالة شهادة عليها أموت و أحشر و بها في الآجلة أقرب و أحبر،و أقول:

معاشر الخلائق فاسمعوا و لكم أفئدة و أسماع فعوا إنا أهل بيت أكرمنا اللّه بالاسلام و اختارنا و اصطفانا و اجتبانا فأذهب عنّا الرّجس و طهّرنا تطهيرا،و الرّجس هو الشّك فلا نشكّ في اللّه الحق و دينه أبدا و طهّرنا من كلّ أفن و غيّة مخلصين إلي آدم،نعمة منه لم تفترق الناس فرقتين إلاّ جعلنا اللّه في خيرهما فأدّت الأمور و أفضت الدهور إلي أن بعث اللّه محمّدا صلّي اللّه عليه و آله للنبوّة و اختاره للرّسالة و أنزل عليه كتابه،ثمّ أمره بالدعاء إلي اللّه عزّ و جلّ،فكان أبي عليه السّلام أوّل من استجاب للّه تعالي و لرسوله صلّي اللّه عليه و آله و أوّل من آمن و صدّق اللّه و رسوله،و قد قال اللّه في كتابه المنزل علي نبيّه المرسل:

أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (2) فرسول اللّه الذي علي بيّنة من ربّه و أبي الذي يتلوه و هو شاهد منه،و قد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين أمره أن يسير إلي مكّة و الموسم ببراءة:سر بها يا عليّ فإنّي أمرت أن لا يسير بها إلاّ أنا أو رجل منّي و أنت هو،فعليّ من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و رسول اللّه منه.

ص: 90


1- أمالي الطوسي /559مجلس /20ح 9.
2- سوره 11 - آيه 17

و قال له نبيّ اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين قضي بينه و بين أخيه جعفر بن أبي طالب عليه السّلام و مولاه زيد بن حادثة في ابنة حمزة:أمّا أنت يا عليّ فمنّي و أنا منك و أنت ولي كلّ مؤمن بعدي،فصدّق أبي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله سابقا و وقاه بنفسه،لم يزل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في كلّ موطن يقدمه و لكلّ شديدة يرسله ثقة منه به و طمأنينة إليه لعلمه بنصيحته للّه عزّ و جلّ و لرسوله وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (1) ، فكان أبي سابق السّابقين إلي اللّه عزّ و جلّ و الي رسوله صلّي اللّه عليه و آله و أقرب الاقربين و قد قال اللّه تعالي: لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَ قاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً (2) فأبي كان أوّلهم إسلاما و إيمانا و أوّلهم إلي اللّه و رسوله هجرة و لحوقا،و أوّلهم علي وجده و وسعه نفقة قال سبحانه: وَ الَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَ لِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَ لا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (3) .

فالنّاس من جميع الأمم ليستغفروا له لسبقه إيّاهم إلي الإيمان بنبيّه صلّي اللّه عليه و آله،و ذلك أنّه لم يسبقه إلي الإيمان به أحد،و قد قال اللّه تعالي: وَ السّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ وَ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ (4) فهو سابق جميع السّابقين فكما أنّ اللّه عزّ و جلّ فضّل السّابقين علي المتخلّفين و المتأخّرين فكذلك فضّل سابق السّابقين علي السّابقين،و قد قال اللّه عزّ و جلّ:

أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ (5) و المجاهد في سبيل اللّه حقّا،و فيه نزلت هذه الآية،و كان ممّن استجاب لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عمه حمزة و جعفر ابن عمّه فقتلا شهيدين رضي اللّه عنهما في قتلي كثيرة معهما من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فجعل اللّه حمزة سيّد الشهداء من بينهم،و جعل لجعفر جناحين يطير بهما مع الملائكة كيف يشاء من بينهم و ذلك لمكانهما من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و منزلتهما و قرابتهما منه عليه السّلام،و صلّي رسول اللّه علي حمزة سبعين صلاة من بين الشّهداء الّذين استشهدوا معه،و كذلك جعل اللّه تعالي لنساء النبيّ صلّي اللّه عليه و آله للمحسنة منهنّ أجرين و للمسيئة منهنّ و زرين ضعفين لمكانهنّ من رسول اللّه،و جعل الصلاة في مسجد رسول اللّه بألف صلاة في سائر المساجد إلاّ المسجد الحرام و مسجد إبراهيم عليه السّلام بمكّة،و ذلك لمكان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من ربه،و فرض اللّه عزّ و جلّ الصلاة علي نبيه صلّي اللّه عليه و آله علي كافة المؤمنين، فقالوا:يا رسول اللّه كيف الصّلاة عليك،فقال:قولوا اللّهمّ صلّ علي محمد و آل محمد،فحق علي كلّ مسلم أن يصلّي علينا مع الصّلاة علي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فريضة واجبة،و أحلّ اللّه تعالي خمس الغنيمة لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أوجبها في كتابه و أوجب لنا من ذلك ما أوجب له و حرم عليه الصّدقة و حرمها علينا،فأدخلنا فله الحمد فيما أدخل فيه نبيّه صلّي اللّه عليه و آله و أخرجنا و نزّهنا عمّا أخرجه منه و نزّهه كرامة

ص: 91


1- سوره 56 - آيه 10
2- سوره 57 - آيه 10
3- سوره 59 - آيه 10
4- سوره 9 - آيه 100
5- سوره 9 - آيه 19

أكرمنا اللّه عزّ و جلّ بها،و فضيلة فضلنا بها علي سائر العباد فقال اللّه تعالي لمحمد صلّي اللّه عليه و آله حين جحده كفرة أهل الكتاب و حاجوه: فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَي الْكاذِبِينَ (1) .

فأخرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من الأنفس أبي معه و من البنين أنا و أخي و من النساء فاطمة أمّي من الناس جميعا،فنحن أهله و لحمه و دمه و نحن منه و هو منّا و قد قال اللّه تعالي: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (2) فلمّا نزلت آية التّطهير جمعنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنا و أخي و أمّي و أبي فجعلنا و نفسه في كساء لأمّ سلمة خيبري و ذلك في حجرتها و في يومها فقال:

اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي و هؤلاء أهلي و عترتي فأذهب عنهم الرّجس و طهّرهم تطهيرا فقالت،أمّ سلمة-رضي اللّه عنها-:أ أدخل معهم يا رسول اللّه؟فقال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يرحمك اللّه أنت علي خير و ما أرضاني عنك و لكنها خاصة لي و لهم،ثمّ مكث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بعد ذلك بقية عمره حتّي قبضه إليه،يأتينا في كلّ يوم عند طلوع الفجر فيقول:الصلاة يرحمكم اللّه إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (3) و أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بسد الأبواب في مسجده غير بابنا،فكلّموه في ذلك،فقال:أمّا انّي لم أسدّ أبوابكم و افتح باب عليّ من تلقاء نفسي و لكنّي أتبع ما يوحي إليّ،إنّ اللّه أمر بسدّها و فتح بابه فلم يكن من بعد ذلك أحد تصيبه جنابة في مسجد رسول اللّه و يولد فيه الأولاد غير رسول اللّه و أبي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام تكرمة من اللّه تعالي لنا و تفضيلا اختصّنا به علي جميع الناس،و هذا باب أبي قرين باب رسول اللّه في مسجده و منزلنا بين منازل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و ذلك أنّ اللّه أمر نبيّه صلّي اللّه عليه و آله أن يبني مسجده،فبني فيه عشرة أبيات تسعة لنبيّه و أزواجه و عاشرها و هو متوسطها لأبي،فها هو لبسبيل (4)مقيم،و البيت هو المسجد المطهّر، و هو الّذي قال اللّه تعالي: أَهْلَ الْبَيْتِ (5) فنحن أهل البيت و نحن الّذين أذهب اللّه عنّا الرجس و طهّرنا تطهيرا.

أيّها الناس إنّي لو قمت حولا فحولا أذكر الذي أعطانا اللّه عزّ و جلّ و خصّنا اللّه به من الفضل في كتابه و علي لسان نبيّه لم أحصه،و أنا ابن النّذير البشير السّراج المنير الذي جعله اللّه رحمة للعالمين،و أبي عليّ ولي المؤمنين و شبيه هارون،و إنّ معاوية بن صخر زعم أنّي رأيته للخلافة أهلا و لم أر نفسي لها أهلا فكذّب معاوية،و أيم اللّه لإنّا أولي الناس بالنّاس في كتاب اللّه و علي لسان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غير أنا لم نزل أهل البيت مخيفين مظلومين مضطهدين منذ قبض رسول

ص: 92


1- سوره 3 - آيه 61
2- سوره 33 - آيه 33
3- سوره 33 - آيه 33
4- في حلية الأبرار و البحار:بسبيل.
5- سوره 33 - آيه 33

اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فاللّه بيننا و بين من ظلمنا حقّنا و نزل علي رقابنا و حمل الناس علي أكتافنا و منعنا سهمنا في كتاب اللّه من الفيء و الغنائم،و منع أمّنا فاطمة إرثها من أبيها،إنّا لا نسمّي أحدا و لكن أقسم باللّه قسما تاليا لو أنّ الناس سمعوا قول اللّه عزّ و جلّ و رسوله لأعطتهم السّماء قطرها و الأرض بركتها،و لما أختلف في هذه الأمّة سيفان و لأكلوها خضراء خضيرة إلي يوم القيامة،ما طمعت فيها و لكنّها لمّا خرجت سالفا من معدنها و زحزحت عن قواعدها تنازعتها قريش بينها، و ترامتها كنز أمي الكرة حتّي طمعت أنت فيها يا معاوية و أصحابك من بعدك.

و قد قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما ولّت أمّة أمرها رجلا قط و فيهم من هو أعلم منه إلاّ لم يزل أمرهم يذهب سفالا حتّي يرجعوا إلي ما تركوا،و قد تركت بنو إسرائيل أصحاب موسي هارون آخاه و خليفته و وزيره و عكفوا علي العجل،و أطاعوا فيه سامريهم و هم يعلمون أنّه خليفة موسي،و قد سمعت هذه الأمّة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لأبي عليه السّلام:أنّه منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي،و قد رأوا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين نصبه لهم بغدير خمّ و سمعوه و نادي له بالولاية،ثمّ أمرهم أن يبلّغ الشّاهد منهم الغائب،و قد خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حذارا من قومه إلي الغار لمّا أجمعوا علي أن يمكروا به و هو يدعوهم لمّا لم يجد عليهم أعوانا،و لو وجد عليهم أعوانا لجاهدهم و قد كفّ أبي يده و ناشدهم و استغاث أصحابه فلم يغث و لم ينصر،و لو وجد عليهم أعوانا ما أجابهم و قد جعل في سعة كما جعل النبيّ صلّي اللّه عليه و آله في سعة،و قد خذلتني الأمة و بايعتك يا ابن حرب،و لو وجدت عليك أعوانا يخلصون ما بايعتك،و قد جعل اللّه عزّ و جلّ هارون في سعة حين استضعفه قومه و عادوه،و كذلك أنا و أبي في سعة من اللّه حين تركتنا الأمّة و بايعت غيرنا و لم نجد عليهم أعوانا و إنّما هي السّنن و الأمثال يتبع بعضها بعضا.

أيّها الناس إنّكم لو التمستم بين المشرق و المغرب رجلا جدّه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أبوه وصي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لم تجدوا غيري و غير أخي،فاتّقوا اللّه و لا تضلّوا بعد البيان و كيف بكم و أنّي ذلك لكم ألاّ و إنّي قد بايعت هذا-و أشار بيده إلي معاوية-و إني أدري لعلّه فتنة لكم و متاع إلي حين، أيّها الناس إنّه لا يعاب أحد بترك حقّه و إنّما يعاب أن يأخذ ما ليس له و لكلّ صواب نافع و كلّ خطأ ضار لأهله،و قد كانت القضيّة تفهّمها سليمان فنفعت سليمان و لم تضر داود،و أمّا القرابة فقد نفعت المشرك و هي و اللّه للمؤمن أنفع،قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعمّه أبي طالب و هو في الموت:قل لا إله إلاّ اللّه أشفع لك بها يوم القيامة،و لم يكن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول له و يعد إلاّ ما يكون منه علي يقين،و ليس ذلك لأحد من الناس كلّهم غير شيخنا أعني أبا طالب،يقول اللّه عزّ و جلّ: وَ لَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتّي إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَ لاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَ هُمْ كُفّارٌ أُولئِكَ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (1) ،و أيّها الناس اسمعوا و عوا و اتّقوا اللّه و ارجعوا.و راجعوا و هيهات منكم الرّجعة إلي الحق،و قد صار عنكم النّكوص و خامركم الطّغيان و الجحود أ نلزمكموها و أنتم لها كارهون،و السلام علي من اتّبع الهدي،قال:فقال معاوية:ما نزل الحسن حتّي أظلمت عليّ الأرض و هممت أن أبطش به ثمّ علمت أنّ الاغضاء أقرب العافية (1).

ص: 93


1- سوره 4 - آيه 18

أيّها الناس إنّكم لو التمستم بين المشرق و المغرب رجلا جدّه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أبوه وصي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لم تجدوا غيري و غير أخي،فاتّقوا اللّه و لا تضلّوا بعد البيان و كيف بكم و أنّي ذلك لكم ألاّ و إنّي قد بايعت هذا-و أشار بيده إلي معاوية-و إني أدري لعلّه فتنة لكم و متاع إلي حين، أيّها الناس إنّه لا يعاب أحد بترك حقّه و إنّما يعاب أن يأخذ ما ليس له و لكلّ صواب نافع و كلّ خطأ ضار لأهله،و قد كانت القضيّة تفهّمها سليمان فنفعت سليمان و لم تضر داود،و أمّا القرابة فقد نفعت المشرك و هي و اللّه للمؤمن أنفع،قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعمّه أبي طالب و هو في الموت:قل لا إله إلاّ اللّه أشفع لك بها يوم القيامة،و لم يكن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول له و يعد إلاّ ما يكون منه علي يقين،و ليس ذلك لأحد من الناس كلّهم غير شيخنا أعني أبا طالب،يقول اللّه عزّ و جلّ: وَ لَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتّي إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَ لاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَ هُمْ كُفّارٌ أُولئِكَ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (1) ،و أيّها الناس اسمعوا و عوا و اتّقوا اللّه و ارجعوا.و راجعوا و هيهات منكم الرّجعة إلي الحق،و قد صار عنكم النّكوص و خامركم الطّغيان و الجحود أ نلزمكموها و أنتم لها كارهون،و السلام علي من اتّبع الهدي،قال:فقال معاوية:ما نزل الحسن حتّي أظلمت عليّ الأرض و هممت أن أبطش به ثمّ علمت أنّ الاغضاء أقرب العافية (2).

الثاني و الثلاثون: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا محمّد بن يزيد بن محمود الأزهري و ابن أبي الأزهر البوشنجي النحوي قال:حدّثنا أبو كريب محمّد بن العلاء قال:حدّثنا إسماعيل بن صبيح اليشكري قال:حدّثنا أبو أويس عن محمّد بن المنكدر عن جابر بن عبد اللّه،أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال لعلي عليه السّلام:ألا ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي و لو كان لكنته.

قال أبو المفضّل:و ما كتبت هذا الحديث الاّ عن[ابن]أبي الأزهر. (3)

الثالث و الثلاثون: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا محمّد بن هارون بن حميد بن المجدر قال:حدّثنا محمّد بن حميد الرازي قال:حدّثنا جرير عن أشعث بن إسحاق عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال:كنت عند معاوية و قد نزل بذي طوي،فجاءه سعد بن أبي وقاص فسلّم عليه،فقال معاوية:يا أهل الشّام هذا سعد و هو صديق لعليّ،قال:فطأطأ القوم رءوسهم و سبّوا عليّا عليه السّلام،فبكي سعد فقال له معاوية:ما الذي أبكاك؟

قال:و لم لا أبكي لرجل من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يسبّ عندك و لا أستطيع أن أغير،و قد كان في عليّ خصال لئن تكون فيّ واحدة منهنّ أحبّ إلي من الدّنيا و ما فيها،أحدها أنّ رجلا كان باليمن فجاءه عليّ بن أبي طالب عليه السّلام،فقال:لأشكونّك إلي رسول اللّه،فقدم علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فسأله عن عليّ عليه السّلام،فقال:أنشدك اللّه الذي أنزل عليّ الكتاب و اختصني بالرّسالة أ عن سخط تقول في عليّ عليه السّلام؟

قال:نعم يا رسول اللّه،قال:ألا تعلم إنّي أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟

قال:بلي.

قال:فمن كنت مولاه فعليّ مولاه،و أنّه بعث يوم خيبر عمر بن الخطّاب إلي القتال فهزم

ص: 94


1- سوره 4 - آيه 18
2- أمالي الطوسي /561مجلس /21ح 1.
3- أمالي الطوسي /598مجلس /26ح 16.

و أصحابه،فقال صلّي اللّه عليه و آله:لأعطيّن الراية غدا إنسانا يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله،فقعد المسلمون و عليّ عليه السّلام أرمد فدعاه فقال:خذ الراية،فقال:يا رسول اللّه إنّ عيني كما تري فتفل فيها، فقام فأخذ الراية ثمّ مضي بها حتّي فتح اللّه عليه،و الثالثة خلّفه في بعض مغازيه فقال عليّ يا رسول اللّه خلّفتني مع النساء و الصّبيان؟فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي،و الرّابعة سدّ الأبواب في المسجد إلاّ باب عليّ،و الخامسة نزلت هذه الآية إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) ،فدعا النبيّ صلّي اللّه عليه و آله عليا و حسنا و حسينا و فاطمة عليها السّلام،فقال:اللّهمّ هؤلاء أهلي فأذهب عنهم الرّجس و طهّرهم تطهيرا. (2)

الرابع و الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا عليّ بن الحسين بن شاذويه المؤدّب و جعفر بن محمّد بن مسرور رضي اللّه عنهما قالا:حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري عن أبيه عن الرّيّان بن الصّلت عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرّضا عليه السّلام،في حديث المفرق بين عترة الرسول صلّي اللّه عليه و آله و الأمّة،فذكر في آيات الاصطفاء من القرآن في اثني عشر آية و ذكرها عليه السّلام قال:في ذلك، و أمّا الرّابعة فإخراجه صلّي اللّه عليه و آله الناس من مسجده ما خلا العترة حتّي تكلّم الناس في ذلك و تكلّم العبّاس فقال:يا رسول اللّه تركت عليا فأخرجتنا؟فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:و ما أنا تركته و أخرجتكم و لكنّ اللّه تركه و أخرجكم،و في هذا تبيان قوله صلّي اللّه عليه و آله لعلي عليه السّلام:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي،قالت العلماء:فأين هذا من القرآن،قال عليه السّلام:أوجدكم في ذلك قرآنا أقرأه عليكم؟

قالوا:هات.

قال:قول اللّه تعالي: وَ أَوْحَيْنا إِلي مُوسي وَ أَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَ اجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً (3) ،ففي هذه الآية منزلة هارون من موسي،و فيها أيضا منزلة عليّ من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و مع هذا دليل ظاهر في قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين قال:إنّ هذا المسجد لا يحلّ إلاّ لمحمّد و آله.

و قال العلماء:يا أبا الحسن هذا الشّرح و هذا البيان لا يوجد إلاّ عندكم معشر أهل بيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فقال:و من ينكر لنا ذلك و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:أنا مدينة العلم و عليّ بابها فمن أراد الحكمة فليأتها من بابها،ففيما أوضحنا و شرحنا من الفضل و الشرف و التّقدمة و الاصطفاء و الطّهارة لا ينكره إلاّ معاند للّه تعالي،الحمد للّه علي ذلك فهذه الرّابعة،و الآية الخامسة و ساق الحديث (4).

الخامس و الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمّد بن عمر بن أسلم بن البرّاء الجعابي قال:حدّثنا

ص: 95


1- سوره 33 - آيه 33
2- أمالي الطوسي /598مجلس /26ح 17.
3- سوره 10 - آيه 87
4- أمالي الطوسي /618مجلس /79ح 1.

أبو محمد الحسن بن عبد اللّه بن محمّد بن العبّاس الرازي التميميّ قال:حدّثنا سيّدي عليّ بن موسي الرّضا عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:قال لي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي. (1)

السادس و الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمّد بن وهبان بن محمّد البصري قال:حدّثنا الحسين بن عليّ البزوفري قال:حدّثني عبد العزيز بن يحيي الجلودي بالبصرة قال:حدّثني محمّد بن زكريّا الغلابي،عن أحمد بن عيسي بن زيد قال:حدّثني عمر بن عبد الغفّار عن أبي نصير عن حكيم بن جبير،عن عليّ بن زيد بن جذعان عن سعيد بن المسيّب عن سعيد بن مالك،أنّ النّبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال:يا عليّ أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي،تقضي ديني و تنجز عداتي و تقاتل بعدي علي التّأويل كما قاتلت علي التّنزيل،يا عليّ حبّك إيمان و بغضك نفاق، و لقد نبّأني اللّطيف الخبير أنّه يخرج من صلب الحسين تسعة من الأئمّة معصومون مطهرون، و منهم مهدي هذه الأمة الذي يقوم بالدّين في آخر الزّمان كما قمت به في أوّله (2).

السابع و الثلاثون: محمّد بن إبراهيم المعروف بابن زينب النعماني في كتاب الغيبة،بإسناده عن عبد الرّزّاق عن معمر بن راشد عن أبان بن أبي عيّاش عن سليم بن قيس الهلالي قال:قال عليّ بن أبي طالب عليه السّلام:مررت يوما برجل سمّاه لي،فقال:ما مثل محمّد إلاّ كمثل نخلة نبتت في كباة، فأتيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فذكرت ذلك له،فغضب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و خرج مغضبا و أتي المنبر ففزعت الأنصار إلي السلاح لمّا رأوا من غضب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فقال عليه السّلام:ما بال أقوام يعيروني بقرابتي و قد سمعوا ما أقول من تفضيل اللّه عزّ و جلّ إيّاهم و ما اختصّهم من إذهاب الرّجس عنهم و تطهير اللّه إيّاهم،و قد سمعوا ما قلت في فضل أهل بيتي و وصيّي،و ما أكرمه اللّه به و خصّه و فضله من سبقه الإسلام و بلائه و قرابته منّي و أنّه منّي بمنزلة هارون من موسي صلّي اللّه عليهما (3).

الثامن و الثلاثون: محمّد بن العبّاس بن ماهيار في تفسير القرآن فيما نزل في أهل البيت عليهم السّلام و هو ثقة قال:حدّثنا عبد اللّه[بن زيدان]بن يزيد عن إسماعيل بن إسحاق الراشدي و عليّ بن محمّد بن مخلّد الدّهان عن الحسن بن عليّ بن عفان قال:حدّثنا أبو زكريّا يحيي بن هاشم الشّمساوي عن محمّد بن عبد اللّه بن أبي رافع مولي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عن أبيه عن جدّه أبي رافع قال:إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله جمع بني عبد المطلّب في الشّعب،و هم يومئذ ولد عبد المطلّب لصلبه و هم أولاده أربعون

ص: 96


1- ..؟؟؟؟؟؟؟...
2- كفاية الأثر 134.
3- كتاب الغيبة /82ح 12.

رجلا،فصنع لهم رجل شاة ثمّ ثرد لهم ثردة و صبّ عليه ذلك المرق و اللّحم،ثمّ قدمها إليهم فأكلوا منها حتّي تضلعوا،ثمّ سقاهم عسّا واحدا فشربوا كلّهم من ذلك العسّ حتّي رووا منه،فقال أبو لهب:و اللّه إنّ منّا لنفرا يأكل أحدهم الجفنة و ما يصلحهما و لا تكاد تشبعه و يشرب الفرق من النّبيذ فما يرويه،و إنّ ابن أبي كبشه دعانا فجمعنا علي رجل شاة و عسّ من شراب فشبعنا و روينا منها،إنّ هذا لهو السّحر المبين،قال:ثمّ دعاهم فقال لهم:إنّ اللّه عزّ و جلّ قد أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين و رهطي المخلصين،و أنتم عشيرتي الأقربون و رهطي المخلصون،و إنّ اللّه لم يبعث نبيّا إلاّ جعل له من أهله أخا و وارثا و وزيرا و وصيّا،فأيّكم يقوم يبايعني[علي]أنّه أخي و وزيري و وارثي دون أهلي و وصيّي و خليفتي في أهلي،و يكون منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبيّ بعدي، فأسكت القوم فقال:و اللّه ليقومنّ قائمكم و ليكونن في غيركم ثمّ لتندمنّ،قال:فقام عليّ أمير المؤمنين عليه السّلام و هم ينظرون إليه كلّهم فبايعه و أجابه إلي ما دعاه إليه،فقال له:أدن منّي فدنا منه، فقال له:أفتح فاك ففتحه فنفث فيه من ريقه و تفل بين كتفيه و بين ثدييه،فقال أبو لهب:بئس ما حبوت به ابن عمّك أجابك لما دعوته إليه فملأت فاه و وجهه بزاقا،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:بلي ملأته علما و حكما و فقها. (1)

التاسع و الثلاثون: سليم بن قيس الهلالي في كتابه قال:قال عليّ عليه السّلام:انّ الناس كلّهم ارتدّوا بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غير أربعة،إنّ الناس صاروا بعد رسول اللّه بمنزلة هارون و من تبعه،و منزلة العجل و من تبعه،فعليّ في شبه هارون و عتيق في شبه العجل و عمر في شبه السّامريّ. (2)

الأربعون: سليم بن قيس الهلالي أيضا في كتابه قال:حدّثني أبو ذر و سلمان و المقداد ثمّ سمعته من عليّ عليه السّلام قالوا:إنّ رجلا فاخر عليّ بن أبي طالب عليه السّلام،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله[لعلي عليه السّلام]:يا أخي فاخر العرب فأنت أكرمهم أخا و أكرمهم ولدا و أكرمهم عمّا و أكرمهم ابن عمّ و أكرمهم أبا، و أكرمهم نفسا و أكرمهم نسبا و أطهرهم زوجة و أعظمهم حلما و أقدمهم سلما و أكثرهم علما و أعظمهم عناء بنفسك و مالك،و أنت أقرأهم لكتاب اللّه و أعلمهم بسنن اللّه و أشجعهم قلبا و أجودهم كفّا و أزهدهم في الدّنيا و أشدّهم اجتهادا و أحسنهم خلقا و أصدقهم لسانا و أحبهم إلي اللّه عزّ و جلّ و إليّ،و ستبقي بعدي ثلاثين سنة تعبد اللّه عزّ و جلّ و تصبر علي ظلم قريش،ثمّ تجاهد في سبيل اللّه عزّ و جلّ،فإذا وجدت أعوانا تقاتل علي تأويل القرآن،كما قاتلت علي تنزيله،ثمّ تقتل شهيدا تخضب لحيتك من دم رأسك،قاتلك يعدل عاقر النّاقة في البغض و البعد

ص: 97


1- انظر:تأويل الآيات:19/1.
2- كتاب سليم بن قيس 162.

من اللّه و منّي و يعدل قاتل يحيي بن زكريّا و فرعون ذي الاوتاد. (1)

قال أبان:-يعني ابن أبي عيّاش-راوي كتاب سليم بن قيس حدّثت بهذا الحديث الحسن البصري،عن أبي ذر و سلمان فقال:صدق سلمان و صدق أبو ذرّ،لعلي عليه السّلام السّابقة في الدّين و العلم و الحلم و الفقه و الرّأي و الزّهد و الصحبة و الفضل و حسن البلاء في الإسلام،أنّ عليّا عليه السّلام كان في كلّ فنّ عالما فرحم اللّه عليّا و صلّي اللّه عليه قال:فقلت يا أبا سعيد تقول لأحد غير النبيّ صلّي اللّه عليه و آله إذا ذكرته فقال:ترحّم علي المؤمنين إذا ذكرتهم و صلّ علي محمّد و آل محمّد و إنّ عليّا خير آل محمّد فقلت:يا أبا سعيد خير من جعفر و من حمزة و من فاطمة و من الحسن و الحسين فقال:أي و اللّه خير منهم و من يشكّ أنّه خير منهم فقلت:بما ذا؟فقال:إنه لم يجر عليه اسم شرك و لا كفر و لا عبادة صنم و لا شرب خمر،و عليّ خير منهم بالسّبق إلي الإسلام و العلم بكتاب اللّه عزّ و جلّ و سنّة نبيّه،و إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال لفاطمة:زوجتك خير أمّتي فلو كان في الأمة خيرا منه لاستثناه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و آخي بين أصحابه و آخي بينه و بينه،فرسول اللّه خيرهم نفسا و خيرهم أخا،و نصبه بغدير خم للنّاس و أوجب له من الولاية علي الناس مثل ما أوجب لنفسه فقال:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي و لم يقل ذلك لأحد من أهل بيته و لا لأحد من أمّته غيره،و له سوابق كثيرة و مناقب ليست لأحد من الناس مثلها قال:فقلت:من خير هذه الأمّة بعد عليّ عليه السّلام؟قال:زوجته و ابناه:قلت ثمّ من؟ قال:ثمّ جعفر و حمزة خير الناس و أصحاب الكساء حين نزلت آية التّطهير ضمّ فيها نفسه و عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام،ثمّ قال:هؤلاء آلي و عترتي و أهل بيتي اللّهمّ فأذهب عنهم الرّجس و طهّرهم تطهيرا.

فقالت أمّ سلمة:أدخلني معك و معهم في الكساء،قال لها:يا أمّ سلمة أنت بخير و إلي خير و إنّما نزلت هذه الآية في هؤلاء خاصّة و فيّ فقلت:يا أبا سعيد فما تروي في عليّ عليه السّلام و ما سمعتك تقول فيه؟قال:يا أخي احقن بذلك دمي من هؤلاء الجبابرة و الظّلمة لو لا ذلك لقد تمايل في الخسف (2)، و لكني أقول ما سمعت فيبلغهم ذلك عنّي و يكفون عليّ و إنّما أعني ببغض عليّ غير عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فيحسبون أنّي لهم و لي قال اللّه تعالي: اِدْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ (3) يعني التقيّة (4).

الحادي و الأربعون: سليم بن قيس في كتابه قال:رأيت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام في

ص: 98


1- كتاب سليم بن قيس 166.
2- في المصدر:لقد شالت بي الخشب.
3- سوره 23 - آيه 96
4- كتاب سليم بن قيس 167،بتفاوت يسير.

مسجد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في خلافة عثمان،و المهاجرين و الأنصار يتحدّثون فيه و يتذاكرون الفقه و العلم،فذكروا قريش و فضلها و سوابقها و هجرتها و ما قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فيها من الفضل مثل قوله:

الأئمّة من قريش،و قوله:الناس تبع لقريش و قريش أئمّة العرب،و قوله:لا تسبّوا قريشا،و قوله:

للقرشيّ قوّة رجلين من غيرهم،و قوله:أبغض اللّه من أبغض قريشا،و قوله:من أراد قريشا بهوان أهانه اللّه و ذكرت الأنصار فضلها و سوابقها و نصرتها و ما أثني اللّه عليها في كتابه و ما قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فيهم من التّفضيل،و ذكروا ما قال في سعد بن معاذ في جنازته،و حنظلة غسيل الملائكة و الذي حمته الدبر و لم يدعوا شيئا من فضلهم،فقال:كلّ حيّ منّا فلان و فلان،و قالت قريش منّا رسول اللّه و منّا حمزة و منّا جعفر و منّا عبيدة بن الحارث و زيد بن حارثة و أبو بكر و عمر و عثمان و سعد و أبو عبيدة بن الجرّاح و سالم و ابن عوف،فلم يدعوا أحدا من المسلمين أحدا من أهل السّابقة إلاّ عدّ،و في الحلقة أكثر من مائتي رجل منهم متساند إلي القبلة و منهم في الحلقة و كان ممّن حفظت من قريش عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و سعد بن أبي وقاص،و عبد الرحمن بن عوف و الزّبير و طلحة و عمّار و المقداد و أبو ذر و هاشم بن عتبة و عبد اللّه بن العبّاس و الحسن و الحسين و محمّد بن أبي بكر و عبد اللّه بن جعفر الطيّار و عبيد اللّه بن عبّاس،و من الأنصار أبي بن كعب و زيد ابن ثابت و أبو أيّوب و أبو الهيثم و ابن مناف و محمّد بن مسلمة و قيس بن سعد و جابر بن عبد اللّه و أبو مريم و أنس بن مالك و زيد بن أرقم و عبد اللّه بن أبي أوفي و أبو ليلي و معه ابنه عبد الرّحمن قاعد إلي جنبه غلام أمرد صبيح الوجه[و جاء أبو الحسن البصري و معه ابنه الحسن غلام أمرد صبيح الوجه]معتدل القامة،فجعلت انظر إليه و إلي عبد الرّحمن بن أبي ليلي فلا أدري أيّهما أجمل غير أنّ الحسن أعظمهما و أطولهما و أكثر القوم،و ذلك من بكرة إلي أن حضرت الصلاة، و عثمان في داره لا يعلم بشيء ممّا هم فيه،و عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ساكت لا ينطق و لا أحد من أهل بيته،فقالوا له:يا أبا الحسن ما لك لا تتكلّم،فقال عليه السّلام:ما في الحيين أحد إلاّ و قد ذكر فضلا و قال حقّا.

ثمّ قال عليّ عليه السّلام:يا معشر قريش و الأنصار ممّن أعطاكم اللّه عزّ و جلّ هذا الفضل فبعشائركم و أهل بيوتكم أم بغيركم؟فقالوا:أعطأنا اللّه و منّ علينا برسوله صلّي اللّه عليه و آله و به أدركنا ذلك و نلناه لأنفسنا و عشائرنا و أهل بيوتاتنا،قال:صدقتم قال:يا معشر قريش أ تقرون أنّ الذي نلتم به خير الدّنيا و الآخرة منّا أهل البيت خاصّة دونكم جميعا و إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:أنا و أخي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام لطينة إلي آدم عليه السّلام،فقال أهل بدر و أهل أحد و أهل السّابقة و أهل التقدمة:نعم قد سمعنا

ص: 99

ذلك من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و في رواية أخري كنّا نورا نسعي بين يدي اللّه عزّ و جلّ قبل أن يخلق اللّه آدم عليه السّلام بأربعة عشر ألف سنة،فلمّا خلق اللّه آدم عليه السّلام وقع ذلك النّور في صلب إبراهيم عليه السّلام،ثمّ لم يزل اللّه ينقلنا في الأصلاب الكريمة إلي الأرحام الطاهرة من الآباء و الأمّهات لم يلتق واحد منهم علي سفاح قط،قالوا جميعا:سمعنا ذلك من رسول اللّه،فقال:يا معشر قريش و الأنصار أ تقرون أنّ رسول اللّه آخي بين كلّ رجلين من أصحابه و آخي بيني و بينه،فقال:أنت أخي و أنا أخوك في الدّنيا و الآخرة؟

قالوا:اللهمّ نعم.

قال:أ تقرّون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله اشتري موضع المسجد و منازله فابتناه،ثمّ بني فيه عشرة منازل تسعة له و جعل لي عاشرها في وسطها،و سدّ كلّ باب شارع إلي المسجد غير بابي فتكلّم في ذلك من تكلّم،فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:ما أنا سددت أبوابكم و فتحت بابه و لكنّ اللّه أمرني أن أسدّ أبوابكم و أفتح له بابه؟

قالوا:نعم.

قال:أ فتعرفون أيّها الناس أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله نهي الناس جميعا أن يناموا في المسجد غيري فكنت أبيت في المسجد و منزلي في منزل رسول اللّه في المسجد يولد لرسوله صلّي اللّه عليه و آله و لي فيه الأولاد؟

قالوا:نعم

قال:أ فتعرفون و تقرّون أنّ عمر حرص علي كوة قدر عينيه من منزله إلي المسجد فأبي ذلك عليه النبيّ صلّي اللّه عليه و آله؟

ثمّ قال:إنّ اللّه جلّ اسمه أمر موسي أن يبني مسجدا طاهرا و لا يسكنه غيره و غير هارون و ابنيه،و إنّ اللّه أمرني ببناء مسجد طاهر و لا يسكنه غيري و غير أخي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و فتياه،قالوا:اللّهمّ نعم،قال:أ فتقرون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله دعاني فنصبني يوم غدير خم فنادي لي بالولاية ثمّ قال:ليبلّغ الشّاهد منكم الغائب؟

قالوا:اللّهمّ نعم.

قال:أ فتقرون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال لي في غزوة تبوك:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي و أنت ولي كلّ مؤمن و مؤمنة بعدي؟

قالوا:اللهمّ نعم.

قال:أ فتقرّون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين دعا أهل نجران للمباهلة لم يأت إلاّ بي و بصاحبتي

ص: 100

و ابنيّ؟

قالوا:اللّهمّ نعم.

قال:أ فتقرون أنّه دفع إليّ اللّواء يوم خيبر ثمّ قال:لأدفعنّ الراية غدا إلي رجل يحبّه اللّه و رسوله و يحبّ اللّه و رسوله ليس بجبان و لا فرار يفتحها اللّه علي يديه؟

فقالوا:اللّهمّ نعم.

قال:أ فتقرون انّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بعثني ببراءة و قال:لا يبلغ عني إلاّ رجل منّي؟

قالوا:اللهم نعم.

قال:أ فتقرّون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لم تنزل به شديدة إلاّ قد منّي لها ثقة بيّ و أنّه لم يدع باسمي قط إلاّ أن يقول:يا أخي و ادعوا إليّ أخي؟

قالوا:اللّهمّ نعم.

قال:أ فتقرّون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قضي بيني و بين جعفر و زيد و حمزة،فقال لي:يا عليّ إنّك منّي و أنا منك و أنت ولي كلّ مؤمن بعدي؟

قالوا:اللّهمّ نعم.

قال:أ فتقرّون أنّه كانت لي من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كلّ يوم دخلة و خلوة إن سألته أعطاني و إن سكت ابتدأني؟

قالوا:اللّهمّ نعم.

قال:أ فتقرّون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فضّلني علي حمزة و جعفر،فقال لفاطمة:فزوّجتك خير أهلي و خير أمّتي أقدمهم سلما و أعظمهم حلما و أكثرهم علما؟

قالوا:اللّهمّ نعم.

قال:أ فتقرّون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:أنا سيّد ولد آدم و عليّ أخي سيّد العرب و فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة؟

قالوا:اللّهمّ نعم.

قال:أ فتقرّون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أمرني بغسله و أخبرني أنّ جبرائيل عليه السّلام يعينني عليه؟

قالوا:اللّهمّ نعم.

قال:أ فتقرّون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:في آخر خطبة خطبها أيّها الناس إنّي قد تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما كتاب اللّه و أهل بيتي؟

ص: 101

قالوا:اللّهمّ نعم.

قال:و لم يدع شيئا أنزل فيه خاصّة و في أهل بيته من القرآن و لا علي لسان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلاّ ناشدهم فيه فمنهم من يقول نعم و منهم من يسكت،و يقول بعضهم:اللّهمّ نعم،و يقول الّذين سكتوا:أنتم عندنا ثقاة،و قد حدّثنا غيركم ممّن نثق به من هؤلاء و غيرهم أنّهم سمعوا ذلك من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال عليّ:حين فرع اللّهمّ أشهد عليهم،قالوا:اللّهمّ نعم أشهد إنّا لم نقل إلاّ حقّا و ما سمعنا من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،قال:أ تقرّون بأن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:من زعم أنه يحبني و يبغض عليّا فقد كذّب،ليس ممّن يحبّني و وضع يده علي رأسي،فقال له قائل:و كيف ذلك يا رسول اللّه؟قال:لأنّه منّي و أنا منه فمن أحبّه فقد أحبّني و من أحبّني فقد أحبّ اللّه و من أبغضه فقد أبغضني و من أبغضني فقد أبغض اللّه،فقال له عشرون من أفاضل القوم:اللّهمّ نعم و سكت بقيّتهم،فقال عليّ عليه السّلام:للسّكوت ما لكم سكوت؟

قالوا:هؤلاء الّذين شهدوا عندنا ثقاة في صدقهم و فضلهم و سابقتهم.

فقال:اللّهمّ أشهد عليهم (1).

الثاني و الأربعون: سليم بن قيس في كتابه عقيب الحديث السّابق قال:فقال طلحة بن عبد اللّه و كان يقال له داهية قريش:فكيف تصنع بما ادّعاه أبو بكر و عمر و أصحابهما الّذين شهدوا و صدّقوه علي مقالته يوم أتوا بك تعتل و في عنقك الحبل فما احتججت به من شيء إلاّ صدقوا حجّتك، فادّعي أبو بكر أنّه سمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:إنّ اللّه آلي أن يجمع لنا أهل البيت النّبوّة و الخلافة فصدّقوه و شهدوا له،منهم عمر و أبو عبيدة و سالم و معاذ بن جبل،ثمّ أقبل طلحة فقال:كلّ الذي ادّعيت و ذكرته و احتججت به من السّابقة و الفضل نحن نعترف بذلك،و أمّا الخلافة فقد شهد أولئك ما سمعوا من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فقال عند ذلك عليّ عليه السّلام و قد غضب من مقالة طلحة،فاخرج شيئا كان يكتمه و فسّر شيئا كان قد قاله،و هو أنّه كان قاله يوم مات عمر و لم يدروا ما عني به،ثمّ أقبل علي طلحة و الناس يسمعون ثمّ قال:يا طلحة أما و اللّه ما صحيفة ألقي اللّه بها يوم القيامة أحبّ إلي من صحيفة هؤلاء الخمسة الّذين تعاهدوا علي الوفاء بها في الكعبة في حجّة الوداع إن قتل محمّد أو مات أن يتوازروا عليّ و يتظاهروا علي أن لا تصل الخلافة إليّ،و الدليل يا طلحة علي ما شبّهوا به قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم غدير خمّ:من كنت أولي به من نفسه فعليّ أولي به من نفسه، فكيف أكون أولي بهم من أنفسهم و هم الأمراء و الحكّام عليّ؟و قول رسول اللّه لي:أنت منّي بمنزلة

ص: 102


1- كتاب سليم بن قيس 191-203،بتفاوت يسير.

هارون من موسي غير النّبوّة،فلو كان مع النّبوة غيرها لاستثناها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قوله:إنّي تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما كتاب اللّه و عترتي و لا تقدّموهم و لا تتخلّفوا عنهم و لا تعلموهم فإنّهم أعلم منكم.

فينبغي أن لا تكون الخلافة علي الأمّة إلاّ لأعلمهم بكتاب اللّه و سنّة نبيّه صلّي اللّه عليه و آله و قد قال اللّه عزّ و جلّ: أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَي الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاّ أَنْ يُهْدي فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (1) .

قال: وَ زادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَ الْجِسْمِ (2) و قال: أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (3) ،و قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما ولّت أمة قط أمرها رجلا و فيهم من أعلم منه إلاّ لم يزل أمرهم يذهب سفالا حتّي يرجعوا إلي ما تركوا،فما الولاية غير الأمارة علي الأمة.

و الدليل علي كذبهم و باطلهم و فجورهم أنّهم سلّموا عليّ بإمرة المؤمنين بأمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هي الحجّة عليك و عليهم خاصّة و علي هذا الذي معك-يعني الزّبير-و علي الأمّة،و أشار إلي سعد و ابن عوف،و خليفتكم هذا القائم-يعني عثمان-و إنا معشر الشوري ستّة أحياء كلنا فلم جعلني عمر في الشوري؟أن قد صدق هو و أصحابه علي رسول اللّه أنّه قال:ليس لنا في الخلافة شيء أ ليس أمرنا شوري في الخلافة أم في غيرها،و إن زعمتم إنّما جعلها في غير أمارة فليس لعثمان أمارة لأنّه أمرنا أن نشاور في غيرها،و إن كانت المشاورة فيها فلم؟أدخلني فيكم؟فهلاّ أخرجني و قد كان شهد أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أخرج أهل بيته من الخلافة و أخبر أنّه لا نصيب له فيها، و لم قال عمر لعثمان حين دعانا رجلا رجلا لابنه و كان شاهدا،يا عبد اللّه بن عمر أنشدك اللّه ما قال لك حين خرجت؟فقال عبد اللّه:أمّا إذا ناشدتني فإنّه قال:إن يبايعوا أصلع بني هاشم يحملهم علي المحجّة البيضاء و أقامهم علي كتاب اللّه عزّ و جلّ و سنّة نبيّه قال:فقال عليّ:ما قلت له حين قال لك ذلك،قال:قلت:ما يمنعك أن تستخلفه،قال:فما ردّ عليك؟قال:ردّ عليّ شيئا أكتمه.

قال علي:فإن رسول اللّه أخبرني به قبل موته بثلاثة أيّام،و ليلة مات فيها أبوك رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في منامي،و من رأي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في منامه فقد رآه،فقال له ابن عمر:فما أخبرك؟

فقال له عليّ:عليه السّلام أنشدك باللّه إنّي إن أخبرك لتصدّقني،قال ابن عمر:أو أسكت،قال:فإنّه حين قال لك قلت له أنت:فما يمنعك أن تستخلفه؟قال:الصّحيفة التي كتبناها و العهد في الكعبة في حجّة الوداع،قال:فسكت ابن عمر،فقال[علي]:أسألك بحقّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لما أمسكه عنّي؟

قال:أبان-يعني ابن أبي عيّاش-عن سليم:فرأيت ابن عمر في ذلك المجلس و قد خنقته العبرة و عيناه تسيلان،ثم أقبل علي علي طلحة و الزبير و ابن عوف و سعد فقال:و اللّه إن كان أولئك

ص: 103


1- سوره 10 - آيه 35
2- سوره 2 - آيه 247
3- سوره 46 - آيه 4

الخمسة كذبوا علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فما يحلّ لكم و لا لهم،و إن كان صدقوا فما حلّ لكم أن تدخلوني معكم في الشوري،إنّ إدخالكم إيّاي فيها خلاف علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و رغبة عنه.

ثمّ أقبل علي الناس فقال:أخبروني عن منزلتي فيكم و ما تعرفوني به أصادق عندكم أم كذّاب؟

فقالوا:صادق صدوق مصدّق ما علمنا و اللّه إنّك ما كذبت في جاهلية و لا إسلام،قال:فو اللّه الذي أكرمنا أهل البيت بالنّبوة فجعل منّا محمّدا و أكرمنا من بعده أن جعلنا أئمّة المؤمنين من بعده لا يبلغ عنه غيرنا و لا تصلح الخلافة و الإمامة إلاّ فينا و لم يجعل لأحد من الناس فيها و لا نصيبا و لا حقّا من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فخاتم النّبيّين ليس بعده نبيّ و لا رسول ختم به الأنبياء إلي يوم القيامة و ختم بالقرآن الكتب إلي يوم القيامة،و جعلنا اللّه خلفاء محمّد و شهداء في الطّاعة علي خلقه،و فرض طاعتنا في كتابه و أقرننا بنفسه و بيّنه من بعده في غير آية من القرآن،و اللّه جعل محمّدا نبيّا اجتباه في كتابه المنزل،ثمّ أمر اللّه حين أشهد نبيّه عليه السلام أن يبلغ ذلك عنه،فبلغهم كما أمره و أنّهم أحق بمجلس رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و بمكانه أو ما سمعتم حين بعثني ببراءة،فقال:لا يصلح أن يبلغ عنّي إلاّ أنا أو رجل منّي فلم يصلح لصاحبكم أن يبلغ عنه صحيفة قدر أربع أصابع و لن يصلح أن يكون لها المبلّغ غيري،فأيهما أحق بمجلسه و بمكانه الذي سماه اللّه خاصّة أنّه من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أو من خصّه من بين الأمّة أنّه ليس من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟

قال طلحة:قد سمعنا ذلك من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ففسّر لنا كيف لا يصلح لأحد يبلغ عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد سمعناه قال لنا و لجميع سائر الناس:ليبلغ الشّاهد منكم الغائب عني،قال:تعرفه حين حجّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حجّة الوداع؟فقال رضي اللّه عنه:من سمع مقالتي فوعاها ثمّ بلغها غيره فرب حامل فقه لا فقه له و ربّ حامل فقه إلي من هو أفقه منه،ثلاثة لا يغل عليها قلب امرئ مسلم إخلاص العمل للّه و السمع و الطّاعة و المناصحة لولاة الأمر و لزوم جماعتهم فإنّ دعوتهم محيطة من ورائهم،و قال في غير موطن:فليبلغ الشاهد الغائب،فقال عليّ عليه السّلام:إنّ الذي قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم غدير خمّ و في حجّة الوداع و يوم قبض آخر خطبة خطبها حين قال:تركت فيكم أمرين لن تضلّوا،ما إن تمسّكتم بهما كتاب اللّه و أهل بيتي،و إنّ اللّطيف الخبير عهد إليّ أنّهما لن يفترقا حتّي يردا عليّ الحوض كهاتين الأصبعين و إن أحدهما أقدم من الآخر فتمسّكوا بهما لن تضلّوا و لا تولّوا و لا تقدّموهم و لا تتخلّفوا عنهم و لا تعلموهم فإنّهم أعلم منكم،إنّما أمر من يقول من العامّة بإجابة طاعة الأئمّة من آل محمّد و إيجاب حقّهم و لم يقل في ذلك شيئا من الأشياء غير ذلك فإنّما أمر

ص: 104

العامّة أن يبلغوا العامّة بحجّة من لا يبلغ عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بما بعثه اللّه به غيرهم

ألا تري يا طلحة أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال لي و أنتم تسمعون:إنّه لا يقضي ديني و لا يبري ذمّتي و يؤدّي ديني و أمانتي و يقاتل عن سنّتي غيري،فلمّا ولي أبو بكر ما قضي عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله دينه و لا عداته فاتبعتهما جميعا فقضيتهما عنه،و أخبرني أنّه لا يقضي دينه و لا عداته غيري فلم يكن ما أعطاهم أبو بكر قضاء لدينه و عداته و إنّما عليّ قضي دينه و عداته هو الذي قضي و أبرأ ذمّته و قضي أمانته،و إنّما يبلّغ عن رسول اللّه جميع ما أتي به عن اللّه عزّ و جلّ من بعده الأئمّة الّذين افترض اللّه في الكتاب طاعتهم و أمر بولايتهم،و الّذين من أطاعهم أطاع اللّه و من عصاهم عصي اللّه فقال طلحة فرّجت عنّي ما كنت أدري ما عني بذلك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حتّي فسّرتها لي فجزاك اللّه يا أبا الحسن عن جميع الأمّة حسنة. (1)

الثالث و الأربعون: سليم بن قيس في كتابه قال الاشعث بن قيس لأمير المؤمنين عليه السّلام:يا ابن أبي طالب ما منعك حين بويع أخو تيم بن مرّة و أخو بني عدي و أخو بني أمية بعدهما أن تقاتل و تضرب بسيفك فإنّك لم تخطبنا خطبة منذ قدمت العراق إلاّ قلت فيها:و اللّه إني أولي الناس بالنّاس و ما زلت مظلوما،قال:قد قلت فاستمع الجواب لم يمنعني من ذلك الجبن و لا كراهة للقاء ربي و أن لا أكون أعلم إنّ ما عند اللّه خير لي من الدّنيا بما فيها،و لكن منعني من ذلك أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عهده إليّ،أخبرني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ما الأمّة[فاعله]بعده،فلم أكن بما صنعوا حين عاينته بأعلم منّي به و لا أشدّ يقينا به منّي قبل ذلك،بل أنا بقول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أشدّ يقينا لما عاينت و شاهدت فقلت لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:فما تعهد إليّ إذا كان ذلك؟قال:إن وجدت أعوانا فانبذ إليهم و جاهدهم و إن لم تجد أعوانا فكفّ يدك و احقن دمك حتّي تجد علي إقامة كتاب اللّه و سنّتي أعوانا،و أخبرني أنّ الأمّة ستخذلني و تتّبع غيري،و أخبرني أني منه بمنزلة هارون من موسي و أنّ الأمّة سيصيرون بعده بمنزلة هارون و من تبعه،و منزلة العجل و من تبعه،فقال موسي:يا هارون ما مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلاّ تَتَّبِعَنِ أَ فَعَصَيْتَ أَمْرِي (2) قالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَ كادُوا يَقْتُلُونَنِي (3) و قال: يَا بْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَ لا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَ لَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (4) و إنّما يعني أن موسي أمر هارون حين استخلفه عليهم إن ضلّوا ثمّ وجد أعوانا أن يجاهدهم،و إن لم يجد أعوانا أن يكفّ يده و يحقن دمه و لا يفرّق بينهم،و إنّي خشيت أن يقول أخي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فرّقت بين الأمّة و لم ترقب قولي و قد عهدت إليك إن لم تجد أعوانا فكفّ

ص: 105


1- كتاب سليم بن قيس 203-209 مع تفاوت.
2- سوره 20 - آيه 92
3- سوره 7 - آيه 150
4- سوره 20 - آيه 94

يدك و احقن دمك و دم أهل بيتك و شيعتك،فلمّا قبض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قام الناس إلي أبي بكر فبايعوه و أنا مشغول برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بغسله و دفنه.ثمّ شغّلت بالقرآن و آليت علي نفسي أن لا أرتدي برداء إلاّ للصّلاة حتّي أجمعه في كتاب،ثمّ حملت فاطمة و أخذت بيد ابنيّ الحسن و الحسين عليهما السّلام فلم أدع أحدا من أهل بدر و أهل السّابقة من المهاجرين و الأنصار إلاّ ناشدتهم اللّه في حقّي و دعوتهم إلي نصرتي،فلم يستجب لي من الناس إلاّ أربعة نفر الزبير و سلمان و أبو ذر و المقداد. (1)

الرابع و الأربعون: سليم بن قيس في كتابه قال:قال عليّ عليه السّلام:مررت بالصّهاكي يوما فقال لي:ما مثل محمّد إلاّ كمثل نخلة نبتت في كناسة،فأتيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فذكرت له ذلك،فغضب النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و خرج مغضبا فأتي المنبر ففزعت الأنصار إلي السّلاح لمّا رأوا غضب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قال:ما بال قوم يعيروني بقرابتي و قد سمعوني ما قلت في فضل بني هاشم و خيرهم و ما أخصهم اللّه تعالي، و فضل عليّ و كرامته و سبقه إلي الإسلام و بلائه فيه و قرابته و إنّه منّي بمنزلة هارون من موسي،ثمّ أنّه يزعم أنّ مثلي في أهل بيتي كمثل نخلة نبتت في كناسة،ألا إنّ اللّه خلق خلقه ففرقهم فرقتين فجعلني في أحسن الفرقتين،ثمّ فرق الفرقة ثلاث فرق شعوبا و قبائل و بيوتا فجعلني في خيرهم شعبا و خيرهم قبيلة،ثمّ جعلهم بيوتا فجعلني في خيرهم بيتا فكذلك قوله تعالي: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (2) ،حتّي خلفت في أهل بيتي و بني أبي أنا و أخي عليّ بن أبي طالب حتّي نظّر اللّه إلي أهل الأرض فاختارني منهم،ثمّ نظر نظرة ثانية فاختار عليّا أخي و وزيري و وراثي و وصيّي و خليفتي و إمام كلّ مؤمن من بعدي،فمن والاه والي اللّه و من عاداه عاد اللّه و من أحبّه أحبّه اللّه و من أبغضه أبغضه اللّه،لا يحبّه إلاّ مؤمن و لا يبغضه إلاّ كافر،و هو ربّ الأرض أيّ أصلها بعدي و ساكنها،و هو كلمة اللّه العليا و عروته الوثقي يريدون ليطفئوا نور اللّه بأفواههم و يأبي اللّه إلاّ أن يتمّ نوره،أيّها الناس ليبلغ مقالتي شاهدكم غائبكم،اللّهمّ أشهد عليهم.

أيّها الناس إنّ اللّه نظر نظرة ثالثة فاختار منهم بعدي و بعد أخي أحد عشر وصيا من أهل بيتي و هم أخيار أمّتي منهم تسعة بعد أخي و ابنيه كلّما هلك واحد قام واحد مثلهم كمثل نجوم السّماء كلّما أفل نجم طلع نجم،أئمة هدي مهديّون لا يضرّهم كيد من كادهم و لا خذلان من خذلهم،بل لعن اللّه في ذلك من كادهم و خذلهم،هم حجّة اللّه في أرضه و شهداؤه علي خلقه،من أطاعهم أطاع اللّه و من عصاهم عصي اللّه،هم مع القرآن و القرآن معهم لا يفارقهم و لا يفارقونه

ص: 106


1- كتاب سليم بن قيس 214،بتفاوت.
2- سوره 33 - آيه 33

حتّي يردوا عليّ الحوض،أوّل الأئمّة عليّ خيرهم،ثمّ ابني الحسن عليه السّلام ثمّ ابني الحسين عليه السّلام ثمّ تسعة من ولد الحسين عليه السّلام و أمّهم فاطمة ابنتي من بعدهم جعفر بن أبي طالب ابن عمّي و أخو أخي و عمّي حمزة بن عبد المطلّب،أنا خير النبيّين و المرسلين و عليّ و ابناه الأوصياء الحسن و الحسين خير الوصيّين،و أهل بيتي خير بيوتات النّبيّين و قال:ابنتي سيّدة نساء أهل الجنّة و ابناي سيّدا شباب أهل الجنّة (1).

الخامس و الأربعون: سليم بن قيس في كتابه عن عمر بن أبي سلمة أنّ معاوية دعا أبا مسلم الخولاني و نحن مع أمير المؤمنين عليه السّلام بصفّين و دعا أبا هريرة فقال لهما:انطلقا إلي عليّ فأقرئاه السلام و قولا له:و اللّه إنّك لأولي بالخلافة و أحق بها منّي لأنّك من المهاجرين،و أنا ابن الطلقاء و ليس لي مثل قرابتك من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سابقتك و علمك بكتاب اللّه و سنّة نبيّه صلّي اللّه عليه و آله،و لقد بايعك المهاجرون و الأنصار بعد ما تشاوروا فيك قبل ثلاثة أيّام،ثمّ أتوك فبايعوك طائعين غير مكرهين، و كان أوّل من بايعك طلحة و الزّبير ثمّ نكثا ببيعتك و ظلماك و طلبا ما ليس لهما بحقّ،و أنا ابن عمّ عثمان و الطالب بدمه،و بلغني أنّك تعتذر من قتله و تتبرأ من دمه و تزعم أنّه قتل و أنت قاعد في بيتك،و أنّك قلت حين قتل و استرجعت:اللهم لم أرض و لم أمالئ،و أنّك قلت يوم الجمل حين نادوا يا لثارات عثمان:كب اللّه اليوم قتلة عثمان علي وجوههم في النّار أ نحن قتلناه إنّما قتلته عائشة و صاحباها-يعني طلحة و الزّبير-و أمروا بقتله و أنا قاعد في بيتي،فإن كان الأمر كما قلت فأمكنّا من قتلة عثمان و أدفعهم إلينا نقتلهم بابن عفّان و نبايعك و نسلّم الأمر إليك،و قد أنبأتني عيوني و أتتني الكتب من أولياء عثمان ممّن يقاتل معك و تحسب أنّه علي رأيك و راض بأمرك و هواه معنا و قلبه إلينا و جسده معك،و أنّك تظهر ولاية أبي بكر و عمر و تترحّم عليهما،و تكفّ عن عثمان و لا تذكره و لا تلعنه و لا تتبرّأ منه،و بلغني عنك أنّك إذا خلوت ببطانتك الخبيثة و خاصّتك و شيعتك الضّالين المغيرة الكاذبة برئت عندهم من عمر و أبي بكر و عثمان و لعنتهم،و ادّعيت أنّك خليفة رسول اللّه و وصيّه،و إنّ اللّه سبحانه فرض طاعتك علي المؤمنين و أمر بولايتك في كتابه و سنّة نبيّه،و إنّ اللّه عزّ و جلّ أمر محمّد صلّي اللّه عليه و آله أن يقوم بذلك في أمّته و إنّ اللّه أنزل يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ (2) فجمع أمّته في غدير خمّ فبلّغ ما أمر به فيك عن اللّه و أمر أن يبلغ الشّاهد الغائب،و أخبرهم إنّك أولي بالمؤمنين من أنفسهم و أنّك منه بمنزلة هارون من موسي. (3)

ص: 107


1- كتاب سليم بن قيس 235 بتفاوت.
2- سوره 5 - آيه 67
3- كتاب سليم بن قيس 289،بتفاوت غير مؤثر.

السادس و الأربعون: سليم بن قيس الهلالي في كتابه في حديث طويل عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:أيّها الناس إنّ مناقبي أكثر من أن تحصي أو تعد ما أنزل اللّه في كتابه من ذلك و ما قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،[أكتفي بها عن جميع مناقبي و فضلي...سأل رسول اللّه]عن قوله: وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (1) .

فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنزلها اللّه عزّ و جلّ في الأنبياء و أوصيائهم و أنا أفضل أنبياء اللّه و رسله، و عليّ أخي و وصيّ أفضل الأوصياء،فقام نحو من سبعين رجلا من أهل بدر كلّهم من الأنصار و بقيّة من المهاجرين منهم من الأنصار أبو الهيثم التيهان و خالد بن زيد أبو أيّوب الأنصاري،و من المهاجرين عمّار بن ياسر فقالوا:نشهد أنا سمعنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول ذلك،قال:فأنشدكم اللّه في قوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (2) و قال: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (3) و قال: وَ لَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللّهِ وَ لا رَسُولِهِ وَ لاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً (4) ،فقال الناس:يا رسول اللّه أ خاصّة لبعض المؤمنين أم عامّة لجميعهم؟فأمر اللّه نبيّه أن يعلمهم ولاة أمرهم و أن يفسّر لهم من الولاية ما فسّر لهم من صلاتهم و زكاتهم و صومهم و حجّهم،فنصبني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بغدير خم فقال:إنّ اللّه عزّ و جلّ أرسلني برسالة ضاق بها صدري و ظننت أن النّاس يكذبوني فأوعدني لأبلّغها أو ليعذّبني،ثمّ نادي بأعلي صوته بعد ما أن نادي بالصّلاة جامعة فصلّي بهم الظّهر ثمّ قال:يا أيّها الناس إنّ اللّه مولاي و أنا مولي المؤمنين و أنا أولي بهم من أنفسهم من كنت مولاه فعليّ مولاه اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه، فقام إليه سلمان الفارسي فقال:يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و لاؤه كما ذا؟فقال:و لاؤه كولايتي من كنت أولي به من نفسه فأنزل اللّه عزّ و جلّ اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (5) فقال سلمان:يا رسول اللّه هذه الآيات في عليّ خاصّة؟فقال:نعم و في أوصيائه يوم القيامة فقال سلمان:يا رسول اللّه سمهم لي،فقال عليّ أخي و وزيري و خليفتي في أمّتي و ولي كلّ مؤمن بعدي و أحد عشر إماما ابني الحسن و ابني الحسين ثمّ التّسعة من ولده واحدا بعد واحد القرآن معهم و هم مع القرآن لا يفارقونه حتّي يردوا علي الحوض.فقام اثني عشر رجلا من البدريين فشهدوا أنا سمعنا ذلك من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كما قلت سواء لم تزد فيه و لم تنقص منه،و قال بقيّة السّبعين:قد سمعنا كما قلت و لم نحفظه كلّه و هؤلاء اثنا عشر خيارنا و أفضلنا،فقال:صدقتم ليس كلّ إنسان يحفظ بعضهم أحفظ من بعض،فقام من الاثني عشر أربعة:أبو التّيهان و أبو أيّوب الأنصاري و عمّار و خزيمة بن ثابت ذو الشّهادتين فقالوا:نشهد أنا قد حفظنا قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله

ص: 108


1- سوره 56 - آيه 10
2- سوره 4 - آيه 59
3- سوره 5 - آيه 55
4- سوره 9 - آيه 16
5- سوره 5 - آيه 3

يومئذ و علي قائم إلي جنبه:يا أيّها الناس انّ اللّه أمرني أن أنصب لكم إمامكم و وصيّي فيكم و خليفتي من أهل بيتي بعدي في أمّتي،و الذي فرض اللّه طاعته علي المؤمنين في كتابه فأمركم فيه بولايته،فراجعت ربّي خشية طعن أهل النفاق و تكذيبها فاوعدني لأبلّغها أو ليعاقبني،يا أيّها الناس إنّ اللّه جلّ ذكره أمركم في كتابه بالصّلاة و قد بيّنتها لكم و سمّيتها و الزكاة و الصّوم و الحجّ فبيّنته و فسّرته لكم و أمركم في كتابه بولايته،و إنّي أشهدكم أيّها الناس إنّها خاصّة لعليّ و أوصيائي من ولدي و ولده أوّلهم ابني حسن ثمّ ابني حسين ثمّ تسعة من ولد الحسين عليه السّلام لا يفارقون الكتاب حتّي يردوا عليّ الحوض،أيّها الناس قد أعلمتكم الهدي بعدي و وليّكم و إمامكم و هاديكم بعدي و هو أخي عليّ بن أبي طالب،و هو فيكم بمنزلتي فيكم فقلّدوه و اطيعوه في جميع اموركم،فإنّ عنده جميع ما علّمني اللّه و أمرني أن أعلّمه إيّاه و أن أعلمكم أنّه عنده فسألوه و تعلموا منه و من أوصيائه و لا تعلّموهم و لا تقدّموهم و لا تخلّفوا عنهم فإنّهم مع الحق و الحق معه لا يزايلونه و لا يزايلهم، فقال عليّ:أيّها الناس أ تعلمون انّ اللّه أنزل في كتابه إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) .

فجمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فاطمة و الحسن و الحسين و نحن معه في كساء،فقال:اللّهمّ أحبّني و عترتي و خاصّتي و أهل بيتي فأذهب عنهم الرّجس و طهّرهم تطهيرا،فقالت أمّ سلمة:و أنا،فقال:

و أنت إلي خير إنّما أنزلت فيّ و في أخي و ابنتي و ابني الحسن و ابني الحسين و في تسعة من ولد الحسين عليه السّلام خاصّة ليس معنا اجلها،فقام جلّهم فقالوا:نشهد انّ أمّ سلمة حدّثتنا ذلك،فسألنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ذلك فحدّثنا به كما حدّثتنا أم سلمة،فقال عليّ:فانشدكم اللّه أ تعلمون انّ اللّه أنزل يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (2) ،فقال سلمان:يا رسول اللّه أ عامّة هي أم خاصّة؟قال:أمّا المأمورون فالعامّة مع المؤمنين أمروا بذلك،و أمّا الصّادقون فخاصّة لأخي عليّ و لأوصيائي من بعده إلي يوم القيامة،قال عليّ:فقلت لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في غزوة تبوك:يا رسول اللّه لم خلّفتني؟فقال:إنّ المدينة لا تصلح إلاّ لي أو لك و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ النبوّة فإنّه لا نبوّة بعدي

فقام رجال ممّن معه منّ المهاجرين و الأنصار فقالوا:نشهد أنا سمعنا ذلك من رسول اللّه في غزوة تبوك.

السابع و الأربعون: في كتاب سليم بن قيس الهلالي أنّه روي أبان عن سليم و عمر بن سلمة -حديثهما واحد هذا و ذلك-قالا:قدم معاوية حاجّا في أمارته بعد ما قتل عليّ عليه السّلام و بايعه الحسن،

ص: 109


1- سوره 33 - آيه 33
2- سوره 9 - آيه 119

فاستقبله أهل المدينة،فنظر فإذا الّذين استقبلوه من قريش أكثر من الأنصار،فسأل عن ذلك فقالوا:

إنّهم احتاجوا ليس لهم دواب،قال:فأين نواضحهم قال قيس بن سعد بن عبادة و كان سيّد الأنصار و ابن سيّدهم:أفنوها يوم بدر و أحد و ما بعدهما من مشاهد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين ضربوا أباك علي الإسلام حتّي ظهر أمر اللّه و أنتم كارهون يا معاوية ما تعيرنا بنواضحنا،أما و اللّه لقد لقيناكم عليها يوم بدر و أنتم جاهدون علي إطفاء نور اللّه و أن تكون كلمة الشيطان هي العليا،ثمّ دخلت أنت و أبوك في الدّين كرها كما ضربناكم عليه،فقال معاوية:كأنّك تمن علينا بنصرتكم إيّانا فللّه و لقريش بذلك المنّ و الطول إذ جعلكم أنصارنا و أتباعنا فهداكم اللّه قال قيس:إنّ اللّه بعث محمّدا رحمة للعالمين إلي الناس كافّة إلي الانس و الجنّ و الأحمر و الأسود و اختاره لنبوته و اختصه برسالته،فكان أوّل من صدّق به و آمن به عليّ بن أبي طالب عليه السّلام يذبّ عنه و يمنع منه و يحول بين كفّار قريش و بين أن يردعوه و يؤذوه،و أمره بتبليغ رسالات ربّه،فلم يزل ممنوعا من الضّيم و الاذي حتّي مات عمّه، و أمر ابنه عليّ بن أبي طالب بمؤازرته و نصرته فآزره عليّ و نصره و جعل نفسه دونه في كلّ شديدة و كلّ ضيق و كلّ خوف،فاختصّ بذلك عليّ من بين قريش و أكرمه بين جميع العرب و العجم، فجمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله جميع بني عبد المطلّب و هم يومئذ أربعون رجلا،فدعاهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و خادمهم منهم يومئذ عليّ بن أبي طالب،و رسوله يومئذ في حجر عمّه أبي طالب فقال:أيّكم يكون أخي و وزيري و وصيّي و خليفتي في أمّتي و ولي كلّ مؤمن بعدي،فسكت القوم حتّي أعادها ثلاث مرّات،فقال عليّ عليه السّلام:أنا يا رسول اللّه،فوضع رسول اللّه يده علي رأس عليّ عليه السّلام فوضع رأسه في حجره ثمّ تفل في فيه فقال:اللّهمّ املأ جوفه حكما و علما و فهما.

فقال أبو لهب:يا أبا طالب اسمع الآن و أطع لابنك عليّ إذ جعله اللّه من نبيّه بمنزلة هارون من موسي،و آخي بين الناس و آخي بينه و بين نفسه،و لم يدع قيس بن سعد شيئا من مناقبه إلاّ ذكرها و أحتجّ بها،و منهم أهل البيت جعفر بن أبي طالب الطيّار في الجنّة بجناحين اختصّه اللّه بذلك من بين الناس،و منهم حمزة سيّد الشّهداء،و منهم سيّدة نساء أهل الجنّة الطّاهرة المطهّرة الطيّبة المباركة،فنحن في اللّه خير منكم يا معشر قريش و أحبّ إلي اللّه و الي رسوله و أهل بيته منكم لقد قبض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فاجتمعت الأنصار إلي أبي بكر فقالوا:نبايع سعدا،فجاءت قريش بحجة عليّ عليه السّلام و أهل بيته و خاصمونا بحقّه و قرابته فما يعدوا قريش أن يكونوا ظلموا الأنصار أو ظلموا آل محمّد،و لعمري ما لأحد من الأنصار و لا من قريش و لا من العرب و لا من العجم في الخلافة حق و لا نصيب مع عليّ بن أبي طالب و ولده من بعده عليهم السّلام،فغضب معاوية و قال:يا ابن سعد عن من أخذت

ص: 110

هذا؟و عن من ترويه؟و ممّن سمعته،أبوك حدّثك بهذا و عنه أخذت؟

فقال له قيس بن سعد:أخذته عن من هو خير من أبي و أعظم عليّ حقّا من أبي.

قال:من هو؟

قال:عليّ بن أبي طالب عليه السّلام أخذته من عالم هذه الأمّة و ربّانيها و صديقها و فاروقها الذي أنزل اللّه فيه ما أنزل قُلْ كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (1) ،فلم يدع آية نزلت فيه إلاّ ذكرها،فقال معاوية:إنّ صدّيقها أبو بكر و فاروقها عمر و الذي عنده علم الكتاب عبد اللّه بن سلام، قال قيس:أحق بهذه الأسماء و أولي بها الذي أنزل اللّه فيه أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (2) الذي أنزل اللّه فيه إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (3) و الذي نصبه رسول اللّه بغدير خم،فقال:

من كنت أولي به من نفسه فعليّ أولي به من نفسه و قال في غزوة تبوك:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي الحديث. (4)

الثامن و الأربعون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمّد بن الحسن الصّفار عن أحمد بن محمّد بن عيسي عن الحسين بن سعيد عن الحسين بن علوان عن الأعمش عن عباية الاسدي قال:كان عبد اللّه بن العبّاس جالسا علي شفير زمزم يحدّث الناس فلمّا فرغ من حديثه أتاه رجل فسلم عليه،ثمّ قال:يا عبد اللّه إنّي رجل من أهل الشّام،فقال:

أعوان كلّ ظالم إلاّ من عصم اللّه منكم سل عمّا بدا لك،فقال:يا عبد اللّه بن عبّاس إنّي أسألك عن من قتله عليّ بن أبي طالب من أهل لا إله إلاّ اللّه لم يكفروا بصلاة و لا بحجّ و لا بصوم شهر رمضان و لا بزكاة؟

فقال له عبد اللّه:ثكلتك أمّك سل عمّا يعنيك ودع ما لا يغنيك،فقال:ما جئتك أضرب إليك من حمص للحجّ و لا للعمرة و لكن أتيتك للشّرح في أمر عليّ بن أبي طالب و فعاله،فقال له:و يلك إن علم العالم صعب و لا يحتمله و لا تقربه القلوب الصدئة،أخبرك:أنّ عليّ بن أبي طالب عليه السّلام كان مثله في هذه الأمّة كمثل موسي و العالم عليهما السلام و ذلك أنّ اللّه تبارك و تعالي قال في كتابه:

يا مُوسي إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَي النّاسِ بِرِسالاتِي وَ بِكَلامِي فَخُذْ ما آتَيْتُكَ وَ كُنْ مِنَ الشّاكِرِينَ وَ كَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَ تَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ (5) فكان موسي عليه السّلام يري أنّ جميع الأشياء تثبت له كما ترون أنتم،و أن علمائكم قد اثبتوا جميع الأشياء،فلمّا انتهي موسي ساحل البحر فلقي العالم فاستنطق موسي ليصل علمه و لا يحسده كما حسدتم أنتم عليّ بن أبي طالب فأنكرتم فضله،فقال

ص: 111


1- سوره 13 - آيه 43
2- سوره 11 - آيه 17
3- سوره 13 - آيه 7
4- كتاب سليم بن قيس 311-314.
5- سوره 7 - آيه 144

له موسي:هل أتبعك علي أن تعلمن مما علّمت رشدا؟فعلم العالم أنّ موسي لا يطيق بصحبته و لا يصبر علي علمه فقال له:إنّك لن تستطيع معي صبرا و كيف تصبر علي ما لم تحط به خبرا،فقال له موسي:ستجدني إن شاء اللّه صابرا و لا أعصي لك أمرا،فعلم العالم أنّ موسي عليه السّلام لا يصبر علي علمه فقال:فإنّ اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتّي أحدث لك منه ذكرا،قال:فركبا السّفينة فخرقها العالم فكان خرقها للّه عزّ و جلّ رضي و سخط لموسي،و لقي الغلام فقتله و كان قتله للّه عزّ و جلّ رضا و سخط لذلك موسي،و أقام الجدار و كان أقامته للّه عزّ و جلّ رضا و سخط موسي لذلك،كذلك كان عليّ بن أبي طالب عليه السّلام لا يقتل إلاّ من كان قتله للّه رضا و لأهل الجهالة من الناس سخط،أجلس حتّي أخبرك أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله تزوّج زينب بنت جحش فأولم و كانت وليمته الحيس كان يدعو عشرة عشرة فكانوا إذا أصابوا طعام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله استأنسوا إلي حديثه و استغنموا النّظر إلي وجهه،و كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يشتهي أن يخففوا عنه فيخلو له المنزل لأنّه حديث عهد بعرس و كان يكره أذي المؤمنين له،فأنزل اللّه عزّ و جلّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلي طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ وَ لكِنْ إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَ لا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَ اللّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ (1) ،فلمّا نزلت هذه الآية كان الناس إذا أصابوا طعام نبيّهم لم يلبثوا أن يخرجوا.

قال:فلبث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله سبعة أيّام و لياليهن عند زينب بنت جحش،ثمّ تحول إلي بيت أم سلمة بنت أبي أميّة و كان ليلتها و صبيحة يومها فلمّا تعالي النّهار انتهي عليّ عليه السّلام إلي الباب فدقّه دقا خفيفا له،عرف رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله دقه و أنكرته أم سلمة فقال لها:يا أمّ سلمة قومي فافتحي له الباب، فقالت:يا رسول اللّه من هذا الذي يبلغ من خطره أقوم فافتح له الباب و قد نزل فينا بالأمس ما قد نزل من قول اللّه عزّ و جلّ: وَ إِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ (2) فمن هذا الذي بلغ من خطره أن استقبله بمحاسني و معاصمي؟قال:فقال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كهيئة المغضب:من يطع الرسول فقد أطاع اللّه قومي فافتحي له الباب فإنّ بالباب رجلا ليس بالخرق و لا بالنزق و لا بالعجول في أمره يحبّ اللّه و رسوله و ليس بفاتح الباب حتّي يتواري عنه الوطي فقامت أمّ سلمة و هي لا تدري من في الباب غير أنّها قد حفظت النّعت و المدح فمشت نحو الباب و هي تقول:بخ بخ لرجل يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله،ففتحت له الباب قال:فأمسك بعضادتي الباب و لم يزل قائما حتّي خفي عليه الوطي و دخلت أمّ سلمة فقال:تعرفينه؟

قالت:نعم و هنيئا له هذا عليّ بن أبي طالب،فقال:صدقت يا أمّ سلمة هذا عليّ بن أبي طالب

ص: 112


1- سوره 33 - آيه 53
2- سوره 33 - آيه 53

لحمه من لحمي و دمه من دمي و هو منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي،يا أمّ سلمة اسمعي و أشهدي هذا عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين و سيّد المسلمين و هو عيبة علمي و بابي الذي أوتي منه و هو الوصيّ علي الأموات من أهل بيتي و الخليفة علي الأحياء من أمّتي و أخي في الدّنيا و الآخرة و هو معي في السّنام الأعلي،أشهدي يا أمّ سلمة و احفظي أنّه قاتل النّاكثين و القاسطين و المارقين،فقال الشامي:فرجت عنّي يا عبد اللّه بن العبّاس أشهد أن عليّ بن أبي طالب مولاي و مولي كلّ مسلم (1).

و روي هذا الحديث صاحب كتاب المناقب الفاخرة في العترة الطّاهرة بإسناده المتّصل عن الأعمش عن عباية الاسدي عن ابن عبّاس عن أم سلمة عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الحديث بطوله.

التاسع و الأربعون: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا أبو سعيد الحسن بن عليّ بن الحسن السكري قال:حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن زكريا بن دينار الغلابي قال:

حدّثنا عليّ بن حكيم قال:حدّثنا الرّبيع بن عبد اللّه عن عبد اللّه بن الحسن عن محمّد بن عليّ عن أبيه عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري.

قال الغلابي:و حدّثني شعيب بن واقد قال:حدّثني إسحاق بن جعفر بن محمّد عن الحسين بن عيسي بن زيد بن عليّ عن أبيه عليّ عليه السّلام عن جابر بن عبد اللّه و قال الغلابي:و حدّثنا العبّاس بن بكّار قال:حدّثنا حرب بن ميمون عن أبي حمزة الثمالي عن زيد بن عليّ عن أبيه عليه السّلام قال:لمّا ولدت فاطمة عليها السّلام الحسن عليه السّلام قالت لعلي عليه السّلام:سمه،قال:ما كنت لا سبق باسمه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله[فجاء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله]فأخرج إليه في خرقة صفراء،فقال:أ لم أنهكم أن تلفّوه في خرقة صفراء،ثمّ رمي بها و أخذ خرقة بيضاء فلفه فيها،ثمّ قال لعليّ عليه السّلام:هل سميته،فقال:ما كنت لأسبقك باسمه،فقال:و ما كنت لأسبق ربّي عزّ و جلّ،فأوحي اللّه تبارك و تعالي إلي جبرائيل عليه السّلام أن ولد لمحمّد ابن فاهبط فأقرأه السلام و هنّه و قل له إنّ عليّ منك بمنزلة هارون من موسي فسمّه باسم ابن هارون،فهبط جبرائيل عليه السّلام فهنّاه من اللّه تعالي جلّ جلاله ثمّ قال:إن اللّه جل جلاله يأمرك أن تسمّيه باسم ابن هارون،قال:و ما كان اسمه؟قال:شبيرا،قال:لساني عربيّ،قال:سمّه الحسين. (2)

الخمسون: ابن بابويه بإسناده السّابق عن العبّاس بن بكار قال:حدّثنا عبّاد بن كثير و أبو بكر الذهلي عن ابن الزّبير عن جابر قال:لمّا حملت فاطمة بالحسن فولدت،و قد كان النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أمرهم

ص: 113


1- علل الشرائع:/64/1ح 3.
2- علل الشرائع:/137/1ح 5،و قد أنقص منه في الكتاب قصة تسمية الحسن عليه السّلام.

أن يلفوه في خرقة بيضاء فلفّوه في صفراء،و قالت فاطمة عليها السّلام:يا عليّ سمّه،فقال:ما كنت لأسبق باسمه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فجاء النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فأخذه و قبّله و أدخل لسانه في فيه و جعل الحسن عليه السّلام يمصه ثمّ قال لهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أ لم أتقدّم إليكم أن لا تلفّوه في خرقة صفراء فدعا بخرقة بيضاء فلفّه فيها و رمي الصّفراء:و أذّن في أذنه اليمني و أقام في اليسري،ثمّ قال لعليّ عليه السّلام:ما سمّيته؟

قال:ما كنت لأسبقك باسمه،فأوحي اللّه تعالي عزّ ذكره إلي جبرائيل عليه السّلام أنّه قد ولد لمحمّد ابن فاهبط إليه فاقرأه السلام فهنّئه منّي و منك و قل له:إنّ عليّا منك بمنزلة هارون من موسي فسمّه باسم ابن هارون،قال:ما كان اسمه؟قال:شبر،قال:لساني عربي،قال:سمّه الحسن،فسمّاه الحسن،فلمّا ولد الحسين جاء إليهم النبيّ ففعل به كما فعل بالحسن عليه السّلام،و هبط جبرائيل عليه السّلام علي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال:

إنّ اللّه تبارك و تعالي يقرئك السلام و يقول لك:إنّ عليّا منك بمنزلة هارون من موسي فسمّه باسم ابن هارون،قال:و ما كان اسمه؟قال:شبيرا،قال:لساني عربي،قال:فسمّه الحسين فسمّاه الحسين. (1)

الحادي و الخمسون: حدّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلوي رحمه اللّه قال:حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود عن أبيه قال:حدّثنا نصر بن أحمد البغدادي قال:حدّثنا عيسي بن مهران قال:

حدّثنا محول قال:أخبرنا عبد الرّحمن بن الاسود عن محمّد بن عبيد اللّه بن أبي رافع عن أبيه و عمّه عن أبيهما عن أبي رافع قال:انّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله خطب الناس فقال:أيّها الناس إنّ اللّه عزّ و جلّ أمر موسي و هارون أن يبنيا لقومهما بمصر بيوتا و أمرهما أن لا يبيت في مسجدهما جنب و لا يقرب فيه النساء إلاّ هارون و ذرّيته و إنّ عليّا منّي بمنزلة هارون من موسي،فلا يحلّ أن يقرب النساء في مسجدي و لا يبيت فيه جنب إلاّ عليّ و ذرّيّته فمن ساءه ذلك فههنا و ضرب بيده نحو الشّام.

الثاني و الخمسون: ابن بابويه قال:حدّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلوي قال:حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود عن أبيه قال:حدّثنا نصر بن أحمد البغدادي قال:حدّثنا محمّد بن عبيد بن عتبة قال:حدّثنا إسماعيل بن أبان عن سالم بن أبي عمرة عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال:إنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قام خطيبا فقال:إنّ رجالا لا يجدون في أنفسهم أن أسكّن عليّا في المسجد و أخرجهم،و اللّه ما أخرجتهم و أسكنته،بل اللّه أخرجهم و أسكنه إنّ اللّه عزّ و جلّ أوحي إلي موسي و أخيه أن ابنوا لقومكما بمصر بيوتا و اجعلوا بيوتكم قبلة و أقيموا الصلاة،ثمّ أمر موسي أن لا يسكن مسجده و لا ينكح فيه و لا يدخله جنب إلاّ هارون

ص: 114


1- علل الشرائع:/138/1ح 7.

و ذرّيّته،و إنّ عليّا منّي بمنزلة هارون من موسي و هو أخي دون أهلي و لا يحلّ لأحد أن ينكح فيه النساء إلاّ عليّ و ذرّيته فمن ساءه فهاهنا و أشار بيده نحو الشّام. (1)

الثالث و الخمسون: ابن بابويه بإسناده في حديث طويل قال:لمّا قدم معاوية دخل إليه سعد-يعني سعد بن أبي وقّاص-فقال:يا أبا إسحاق ما الذي منعك أن تعينني علي الطّلب بدم المظلوم-يعني عثمان-فقال:ما كنت أقاتل معك عليّا و قد سمعت رسول اللّه يقول له أنت منّي بمنزلة هارون من موسي،قال:أنت سمعت هذا من رسول اللّه؟قال:نعم و إلاّ صمّتا،قال:أنت الآن أقل عذرا في القعود عن النّصرة فو اللّه لو سمعت هذا من رسول اللّه ما قاتلته،و قد أحال فقد سمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعليّ عليه السّلام أكثر من ذلك فقاتله و هو بعد مفارقته الدنيا يلعنه و يشتمه،و يري أنّ ملكه و ثبات قدرته بذلك لأنّه أراد أن يقطع عذر سعد عن القعود عن نصرته و اللّه المستعان. (2)

الرابع و الخمسون: ما حكاه الشّيخ المفيد في كتاب العيون و المحاسن قال:دخل ضرّار بن عمرو الضبّي علي يحيي بن خالد البرمكي فقال له:يا أبا عمر هل لك في مناظرة رجل هو ركن الشّيعة؟فقال ضرّار:هلم من شئت،فبعث إلي هشام بن الحكم رضي اللّه عنه فأحضره فقال له:يا أبا محمّد هذا ضرار و هو من قد علمت في الكلام و الخلاف لك فكلّمه في الإمامة،فقال:نعم ثمّ أقبل علي ضرّار فقال:يا أبا عمرو خبّرني علي ما تجب الولاية و البراءة علي الظّاهر أم علي الباطن؟

فقال ضرّار:بل علي الظّاهر فإنّ الباطن لا يدرك إلاّ بالوحي.

قال هشام:صدقت،فخبرني الآن أي الرّجلين كان أذبّ عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بالسّيف و القتل لأعداء اللّه تعالي بين يديه،و أكثر ثوابا و آثارا في الجهاد أ عليّ بن أبي طالب عليه السّلام أم أبو بكر؟

فقال:عليّ بن أبي طالب و لكن أبو بكر كان أشدّ يقينا،قال:هشام هذا هو الباطن الذي تركنا الكلام فيه و قد اعترفت لعلي عليه السّلام بظاهر علمه فوجب لعليّ من الولاية ما لم يجب لأبي بكر،فقال ضرّار:هذا هو الظّاهر نعم،ثمّ قال له هشام:أ فليس إذا كان الظّاهر مع الباطن فهو الفضل الذي لا يدفع؟

فقال ضرّار:بلي.

فقال له هشام:أ لست تعلم أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال لعليّ عليه السّلام:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي.

فقال ضرّار:بلي.

ص: 115


1- علل الشرائع:/202/1ح 3.
2- علل الشرائع:/222/1باب 160.

فقال له هشام:أ فيجوز أن يقول له هذا القول و هو عنده في الباطن غير مؤمن؟

قال:لا.

فقال له هشام:فقد صحّ لعليّ عليه السّلام ظاهره و باطنه و لم يصحّ لصاحبك لا ظاهر و لا باطن (1).

الخامس و الخمسون: محمّد بن يعقوب عن محمّد بن عليّ بن معمّر عن محمّد بن عليّ بن عكاية التميمي عن الحسين بن النّضر الفهري عن أبي عمرو الاوزاعي عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه السّلام عن أمير المؤمنين عليه السّلام في خطبة له عليه السّلام قال:إنّ اللّه تبارك و تعالي اسمه امتحن بي عباده و قتل بي أضداده و أفني بسيفي جحّاده و جعلني زلفة للمؤمنين و حياض موت علي الجبّارين و سيفه علي المجرمين،و شدّ بي أزر رسوله و أكرمني بنصره و شرفني بعلمه و حبّاني بأحكامه و اختصّني بوصيّته و اصطفاني بخلافته في أمّته فقال صلّي اللّه عليه و آله و قد حشده المهاجرون و الأنصار و انفضّت بهم المحافل:أيّها الناس إنّ عليّ منّي كهارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي، فعقل المؤمنون عن اللّه نطق الرسول إذ عرفوه أنّي لست بأخيه لأبيه و أمّه كما كان هارون آخي لموسي لأبيه،و لا كنت نبيّا فاقتضي نبوّة و لكن كان ذلك منه استخلافا لي كما استخلف موسي هارون عليه السّلام حيث يقول: اُخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَ أَصْلِحْ وَ لا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (2) .

و قوله حين تكلّمت طائفة فقالت:نحن موالي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فخرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،إلي حجّة الوداع ثمّ صار إلي غدير خم فأمر فأصلح له شبه المنبر ثمّ علاه و أخذ بعضدي حتّي رئي بياض إبطيه رافعا صوته قائلا في محفله،من كنت مولاه فعليّ مولاه اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه و كانت علي ولايتي ولاية اللّه و علي عداوتي عداوة اللّه و أنزل اللّه عزّ و جلّ في ذلك اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (3) ،فكانت ولايتي كمال الدّين و رضي الرّبّ جلّ ذكره،فأنزل تبارك و تعالي اختصاصا لي و تكرما نحّلنيه و إعظاما و تفضّلا من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله منحنيه و هو قوله: ثُمَّ رُدُّوا إِلَي اللّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَ هُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ (4) في مناقب لو ذكرتها لعظم بها الارتفاع و طال لها الاستماع و لئن تقمصها دوني الأشقيان و نازعاني فيما ليس لهما بحقّ و ركباها ضلالة و اعتقداها جهالة،فلبئس ما عليها وردا و لبئس ما لأنفسهما،فهذا يتلاعنان في دورهما و يبرأ كلّ منهما من صاحبه،يقول لقرينه:إذا التقيا يا لَيْتَ بَيْنِي وَ بَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (5) فيجيبه الأشقي علي رثوثة:يا ليتني لم اتّخذك خَلِيلاً لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي وَ كانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً (6) ،فأنا الذّكر الذي عنه ضلّ و السّبيل الذي عنه

ص: 116


1- الفصول المختارة للشيخ المفيد 28.
2- سوره 7 - آيه 142
3- سوره 5 - آيه 3
4- سوره 6 - آيه 62
5- سوره 43 - آيه 38
6- سوره 25 - آيه 28

مال و الإيمان الذي به كفر و القرآن الذي إيّاه هجر و الدّين الذي به كذب و الصّراط الذي عنه نكب، و لإن وقعا في الحطام المنصرم و الغرور المنقطع و كانا منه علي شفا حفرة من النّار لهما علي شر ورود في أخيب وفود و ألعن مورود،يتصارخان باللعنة،يتناقعان بالحسرة ما لهما من راحة و لا عن عذابهما مندوحة،إنّ القوم لم يزالوا عبّاد أصنام و سدنة أوثان يقيمون لها المناسك و ينصبون لها العتائر و يتّخذون لها القربان و يجعلون لها البحيرة و الوصيلة و السّائبة و الحام و يستقسمون بالأزلام، عامهين عن اللّه عزّ ذكره حائرين عن الرّشاد و مهطعين إلي البعاد،قد استحوذ عليهم الشيطان و غمرتهم سوداء الجاهلية و رضعوها جهالة و انفطموها خلاله،فأخرجنا اللّه إليهم رحمة و أطلعنا عليهم رأفة و اسفر بنا علي الحجب نورا لمن اقتبسه و فضلا لمن اتبعه و تأييدا لمن صدّقه و الحديث طويل. (1)

السادس و الخمسون: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدّب قال:حدّثنا أحمد بن عليّ الاصبهاني عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال:حدّثنا جعفر بن الحسن عن عبيد اللّه بن موسي العبسي عن محمّد بن عليّ السّلمي عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:لقد سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول في عليّ خصالا لو كانت واحدة منها في جميع الناس لاكتفوا بها فضلا قوله عليه السّلام:من كنت مولاه فعليّ مولاه،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:عليّ منّي كهارون من موسي،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:عليّ منّي و أنا منه،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:عليّ منّي كنفسي طاعته طاعتي و معصيته معصيتي،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:حرب عليّ حرب اللّه و سلم عليّ سلم اللّه،و قوله صلّي اللّه عليه و آله و سلم،ولي عليّ ولي اللّه و عدوّ عليّ عدوّ اللّه،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:عليّ حجّة اللّه و خليفته علي عباده،و قوله صلّي اللّه عليه و آله و سلم،حبّ عليّ إيمان و بغضه كفر،و قوله:حزب عليّ حزب اللّه و حزب أعدائه حزب الشيطان،و قوله صلّي اللّه عليه و آله و سلم:عليّ مع الحق و الحق معه لا يفترقان حتّي يردا عليّ الحوض،و قوله عليه السّلام:عليّ قسيم الجنّة و النّار و قوله صلّي اللّه عليه و آله و سلم:من فارق عليّا فقد فارقني و من فارقني فارق اللّه عزّ و جلّ،و قوله صلّي اللّه عليه و آله و سلم:شيعة عليّ هم الفائزون يوم القيامة. (2)

السابع و الخمسون: ابن بابويه قال:حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النيشابوري بنيشابور في شعبان سنة اثنتين و خمسين و ثلاثمائة قال:حدّثنا عليّ بن محمّد بن قتيبة النّيشابوري عن الفضل بن شاذان قال:سأل المأمون عليّ بن موسي الرّضا عليه السّلام أن يكتب له محض الإسلام علي الايجاز و الاختصار فكتب إليه عليه السّلام:إن محض الإسلام شهادة أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له إلها

ص: 117


1- الكافي:/26/8ح 4.
2- أمالي الصدوق /149مجلس /20ح 1.

واحدا أحدا صمدا قيّوما سميعا بصيرا قديرا قديما عالما،لا يجهل قادرا لا يعجز غنيا لا يحتاج عدلا لا يجور و أنّه خالق كلّ شيء و ليس كمثله شيء و هو السّميع البصير،لا شبه له و لا ضدّ له و لا ندّ و لا كفوا،و أنّه المقصود بالعبادة و الدّعاء و الرّهبة،و أنّ محمّدا عبده و رسوله و أمينه و صفوته و صفيّه من خلقه و سيّد المرسلين و خاتم النبيّين و أفضل العالمين و لا نبيّ بعده و لا تبديل لملّته و لا تغيّر لشريعته،و أنّ جميع ما جاء به محمّد بن عبد اللّه هو الحق المبين و التصديق بجميع ما مضي قبله من رسل اللّه و أنبيائه و حججه،و التّصديق بكتابه الصّادق العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد،و أنّه المهيمن علي الكتب كلّها و أنّه حق من فاتحته إلي خاتمته،يؤمن بمحكمه و متشابهه و خاصّه و عامّة و وعده و وعيده و ناسخه و منسوخه و قصصه و أخباره لا يقدر أحد من المخلوقين أن يأتي بمثله،و أنّ الدّليل بعده و الحجّة علي المؤمنين و القائم بأمر المرسلين و الناطق عن القرآن و العالم بأحكامه أخوه و خليفته و وليه الذي كان منه بمنزلة هارون من موسي عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين و إمام المتّقين و قائد الغرّ المحجلين و أفضل الوصيّين و وارث علم النبيين و المرسلين،و بعده الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنّة،ثمّ عليّ بن الحسين زين العابدين،ثمّ محمد بن عليّ باقر علم النبيين،ثمّ جعفر بن محمد الصّادق وارث علم الوصيّين،ثمّ موسي بن جعفر الكاظم،ثمّ عليّ بن موسي الرّضا،ثمّ محمّد بن عليّ،ثمّ عليّ بن محمّد،ثمّ الحسن بن عليّ،ثمّ الحجّة القائم المنتظر المهدي ولده صلوات اللّه عليهم أجمعين، أشهد لهم بالإمامة و الوصيّة و أنّ الأرض لا تخلو من حجّة اللّه علي خلقه في كلّ عصر و أوان،و أنّهم العروة الوثقي و أئمّة الهدي و الحجّة علي أهل الدّنيا إلي أن يرث اللّه الأرض و من عليها،و أنّ كلّ من خالفهم ضال مضلّ تارك للحقّ،و أنّهم المعبّرون عن القرآن و النّاطقون عن الرّسل صلوات اللّه عليهم بالبيان،و من مات و لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهليّة،و من دينهم الورع و الفقه و الصّدق و الصلاح و الاستقامة و الاجتهاد و أداء الأمانة إلي البرّ و الفاجر،و طول السّجود و صيام النّهار و قيام الليل و اجتناب المحارم و انتظار الفرج بالصّبر و كرم الصّحبة،ثمّ ذكر صفّة الوضوء و ساق الحديث في الفقه (1).

الثامن و الخمسون: السيّد الأجل أبو القاسم عليّ بن موسي بن جعفر بن طاوس في الطرائف الثّلاث و الثلاثين في النصّ علي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام بالامامة و الخلافة و الوصيّة قال:الطرفة العاشرة في تصريح النبيّ صلّي اللّه عليه و آله عند الوفاة بخلافة عليّ عليه السّلام علي الصّغار و الكبار و جميع

ص: 118


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام:/129/1ب /35ح 1.

أهل الأمصار بمحضر الأنصار،عن أبي الحسن موسي بن جعفر عن أبيه عليهما السّلام قال:لمّا حضرت رسول اللّه الوفاة دعا الأنصار و قال:يا معاشر الأنصار قد حان الفراق و قد دعيت و أنا مجيب الدّاعي، و قد جاورتم فأحسنتم الجوار و نصرتم فأحسنتم النصرة و واسيتم في الأموال و وسعتم في المسكن و بذلتم للّه مهج النفوس و اللّه مجزيكم بما فعلتم الجزاء الأوفي،و بقيت واحدة و هي تمام الأمر و خاتمة العمل،العمل معها مقرون جميعا،إنّي أري أن لا أفرّق بينهما جميعا لو قيس بينهما بشعرة ما انقاست،من أتي بواحدة و ترك الاخري كان جاحدا للأولي و لا يقبل اللّه منه عملا من الأعمال.

قالوا:يا رسول اللّه أين لنا نعرفها فلا نمسك عنها فنضل و نرتد عن الإسلام و النّعمة من اللّه و رسوله علينا،فقد أنقذنا اللّه بك من الهلكة يا رسول اللّه قد بلغت و نصحت و أدّيت و كنت بنا رءوفا رحيما شفيقا مشفقا فما هي يا رسول اللّه؟

قال لهم:كتاب اللّه و أهل بيتي فإنّ الكتاب هو القرآن ففيه الحجّة و النور و البرهان كلام اللّه جديد غض طري و شاهد و حاكم عادل و لنا قائد بحلاله و حرامه و أحكامه يقوم به غدا فيحاج به أقواما فنزلّ أقدامهم عن الصّراط،و احفظوني معاشر الأنصار في أهل بيتي فإنّ اللطيف الخبير قال:إنّهما لن يفترقا حتّي يردا عليّ الحوض،ألا و إن الإسلام سقف تحته دعامة و لا يقوم السّقف إلاّ بها فلو أنّ أحدكم أتي بذلك السّقف ممدودا لا دعامة تحته فأوشك أن يخر عليه سقفه فيهوي في النّار،أيّها الناس الدّعامة دعامة الإسلام و ذلك قوله تعالي إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَ الْعَمَلُ الصّالِحُ يَرْفَعُهُ (1) فالعمل الصّالح طاعة الإمام ولي الأمر و التمسّك بحبل اللّه أيّها الناس أ فهمتم؟اللّه،اللّه في أهل بيتي مصابيح الظلم و معادن العلم و ينابيع الحكم و مستقرّ الملائكة،منهم وصيّي و أميني و وارثي منّي بمنزلة هارون من موسي ألا هل بلغت؟و اللّه يا معاشر الأنصار ألا فاسمعوا ألا إن باب فاطمة بابي و بيتها بيتي فمن هتكه هتك حجاب اللّه،قال عيسي-يعني راوي الحديث-:فبكي أبو الحسن صلوات اللّه عليه طويلا و قطع عنه بقيّة الحديث و أكثر البكاء و قال:هتك حجاب اللّه هتك و اللّه حجاب اللّه هتك و اللّه حجاب اللّه يا أماه صلوات اللّه عليها (2).

التاسع و الخمسون: الشيخ أحمد بن عليّ بن أبي منصور الطبرسي في كتاب الاحتجاج عن أبان ابن تغلب قال:قلت لأبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق عليه السّلام:جعلت فداك هل كان أحد في أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنكر علي أبي بكر فعله و جلوسه مجلس رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟

ص: 119


1- سوره 35 - آيه 10
2- لم أجده في كتاب الطرائف لابن طاوس،نعم نقله عنه العلامة المجلسي في كتاب الطرف،انظر البحار: /476/22ح 27.

فقال:نعم كان الذي أنكر علي أبي بكر اثنا عشر رجلا من المهاجرين:خالد بن سعد بن العبّاس و كان من بني أميّة و سلمان الفارسي و أبو ذر الغفاري و المقداد بن الاسود و عمّار بن ياسر و بريدة الأسلمي،و من الأنصار أبو الهيثم بن التيهان و سهل و عثمان ابنا حنيف و حزيمة بن ثابت ذو الشّهادتين و أبي بن كعب و أبو أيّوب الأنصاري،قال:فلمّا صعد أبو بكر المنبر تشاوروا بينهم فقال بعضهم لبعض:و اللّه لتأتينّه و لتنزلنّه عن منبر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و قال الآخرون منهم:و اللّه لئن فعلتم ذلك إذا لعنتم علي أنفسكم و قد قال اللّه عزّ و جلّ: وَ لا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَي التَّهْلُكَةِ (1) فانطلقوا بنا إلي أمير المؤمنين لنستشيره و نستطلع رأيه،فانطلق القوم إلي أمير المؤمنين عليه السّلام بأجمعهم فقالوا:يا أمير المؤمنين تركت حقّا أنت أحق به و أولي منه لأنّا سمعنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:عليّ مع الحق و الحق مع عليّ يميل مع الحق كيف مال،و لقد هممنا أن نصير إليه فننزله عن منبر رسول اللّه فجئنا نستشيرك و نستطلع رأيك فيما تأمرنا،فقال أمير المؤمنين عليه السّلام:و أيم اللّه لو فعلتم ذلك فما كنتم لهم إلاّ حربا و لكنّكم كالملح في الزّاد و كالكحل في العين،و أيم اللّه لو فعلتم ذلك لأتيتموني شاهرين بأسيافكم مستعدين للحرب و القتال إذن لأتوني،فقالوا لي:بايع و إلاّ قتلناك فلا بدّ أن أدفع القوم عن نفسي و ذلك انّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أوعز لي قبل وفاته قال:يا أبا الحسن انّ الأمّة ستغدر بك من بعدي و ينقض فيك عهدي و إنّك منّي بمنزلة هارون من موسي،و إنّ الأمّة الهادية من بعدي بمنزلة هارون و من تبعه،و الأمّة الضالة من بعدي بمنزلة السّامري و من اتّبعه،فقلت يا رسول اللّه:فما تعهد إلي إذا كان ذلك،قال:إذا وجدت أعوانا فبادر إليهم و جاهدهم و إن لم تجد أعوانا كفّ يدك و أحقن دمك حتّي تلحق بي مظلوما و الحديث طويل (2).

الستون: الطبرسي في الاحتجاج أيضا عن جعفر بن محمّد الصادق عليه السّلام عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:خطب الناس سلمان الفارسي رضي اللّه عنه بعد إذ دفن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله بثلاثة أيّام فقال فيها:ألا يا أيّها الناس اسمعوا عنّي حديثي ثمّ اعقلوه عني ألا إني أوتيت علما كثيرا فلو حدّثتكم بكلّ ما أعلم من فضائل أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه لقالت طائفة منكم هو مجنون،و قالت طائفة اخري اللّهمّ اغفر لقاتل سلمان ألا أنّ لكم منايا تتبعها بلايا ألا و إن عند عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه علم المنايا و البلايا و ميراث الوصايا و فصل الخطاب و أصل الانساب علي منهاج هارون بن عمران من موسي عليهما السّلام إذ يقول له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت وصيي في أهل بيتي و خليفتي في أمّتي و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي،و لكنّكم أخذتم سنّة بني إسرائيل فأخطأتم الحق و أنتم تعلمون فلا

ص: 120


1- سوره 2 - آيه 195
2- الاحتجاج:97/1.

تعلمون،أما و اللّه لتركبنّ طبقا عن طبق علي سنّة بني إسرائيل حذو القذّة بالقذّة و النّعل بالنّعل،أما و الذي نفس سلمان بيده لو وليتموها عليه لأكلتم من فوقكم و من تحت أرجلكم،و لو دعوتم الطير في جوّ السّماء لأجابتكم،و دعوتم الحيتان من البحار لأتتكم،و لما عال ولي اللّه و لا طاش سهم من فرائض اللّه و لا اختلف اثنان في حكم اللّه،و لكن أبيتم فوليتموها غيره فابشروا بالبلاء و أقنطوا من الرّخاء و قد نابذتكم علي سواء فانقطعت العصمة فما بيني و بينكم من الولاء عليكم بآل محمّد صلّي اللّه عليه و آله القادة إلي الجنّة و الدّعاة إليها يوم القيامة،عليكم بأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب فو اللّه لقد سلّمنا عليه بالولاية و أمرة المؤمنين مرارا جمة مع نبيّنا كلّ ذلك يأمرنا به و يؤكّده علينا،فما بال القوم عرفوا فضله فحسدوه،و قد حسد قابيل هابيل فقتله أو كفّار قد ارتدّت أمّة موسي بن عمران عليه السّلام، فأمر هذه الأمّة كأمر بني إسرائيل فأين يذهب بكم أيّها الناس ويحكم ما لنا و أبو فلان و فلان أ جهلتم أم تجاهلتم أم حسدتم أم تحاسدتم؟و اللّه لترتدن كفّار أ يضرب بعضكم رقاب بعض بالسّيف يشهد الشّاهد علي النّاجي بالهلكة و يشهد الشّاهد علي الكافر بالنّجاة،ألا و انّي أظهرت أمري و سلمت لنبيّي و اتّبعت مولاي و مولي كلّ مؤمن و مؤمنة عليّا أمير المؤمنين و سيّد الوصيّين و قائد الغر المحجلين و إمام الصّديقين و الشّهداء و الصّالحين. (1)

الحادي و الستون: الطبرسي في الاحتجاج عن محمّد و يحيي ابني عبد اللّه بن الحسن عن أبيهما عن جدّهما عن عليّ بن أبي طالب قال:لما خطب أبو بكر قام إليه أبيّ بن كعب و كان يوم الجمعة أوّل يوم من شهر رمضان فقال:يا معاشر المهاجرين الّذين اتّبعوا مرضات اللّه و أثني اللّه عليهم في القرآن،و يا معشر الأنصار الّذين تبوّءوا الدّار و الإيمان و اثني اللّه عليهم في القرآن تناسيتم أم نسيتم أم بدلتم أم غيرتم أم خذلتم أم عجزتم؟أ لستم تعلمون انّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قام فينا مقاما أقام فيه عليّ فقال:من كنت مولاه فهذا مولاه-يعني عليّ-و من كنت نبيّه فهذا أميره أ لستم تعلمون انّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:يا عليّ أنت منّي بمنزلة هارون من موسي طاعتك واجبة علي من بعدي كطاعتي في حياتي غير أنّه لا نبيّ بعدي،أ لستم تعلمون انّ رسول اللّه قال:أوصيكم بأهل بيتي خيرا فقدّموهم و لا تقدموهم و أمّروهم و لا تأمروا،عليهم،أ لستم تعلمون انّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قبل موته و قد جمعنا في بيت ابنته فاطمة عليها السّلام فقال:إنّ اللّه أوحي إلي موسي بن عمران عليه السّلام أن اتّخذ أخا من أهلك فاجعله نبيّا و أجعل أهله لك ولدا أطهرهم من الآفات و أخلّصهم من الرّيب،فاتّخذ موسي هارون أخا و ولده أئمّة لبني إسرائيل من بعده الّذين يحلّ لهم في مساجدهم ما يحلّ لموسي،و إنّ اللّه أوحي

ص: 121


1- الاحتجاج:151/1.

إلي أن اتّخذ عليّ أخاكما أن موسي اتّخذ هارون أخا و اتّخذ ولده ولدا فقد طهرتم كما طهرت ولد هارون إلاّ أنّي ختمت بك النبيّين فلا نبيّ بعدك فهم الأئمّة الهادية أ فما تبصرون؟أ فما تفهمون؟أ ما تسمعون؟ضربت عليكم الشّبهات فكان مثلكم كمثل رجل في سفر فأصابه عطش شديد حتّي خشي أن يهلك فلقي رجلا هاديا في الطّريق فسأله عن الماء،فقال له:أمامك عينان أحدهما مالحة و الأخري عذبة فإن أصبت المالحة ضللت و إن أصبت العذبة هديت و رويت.

فهذا مثلكم أيّتها الأمّة المهملة كما زعمتم،و أيم اللّه ما أهملتم لقد نصب لكم علما يحلّ لكم الحلال و يحرّم عليكم الحرام،و لو أطعتموه لما اختلفتم و لا تدابرتم و لا تقاتلتم و لا برئ بعضكم من بعض،فو اللّه إنّكم بعده لناقضوا عهد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و إنكم علي عترته لمختلفون انّ هذا من غير ما يعلم أفتي برأيه فقد أبعدتم و تحاسرتم و زعمتم أنّ الخلاف رحمة،هيهات أبي الكتاب ذلك عليكم يقول اللّه تبارك و تعالي: وَ لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَ اخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ وَ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (1) ثمّ أخبرنا باختلافكم فقال سبحانه: وَ لا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَ لِذلِكَ خَلَقَهُمْ (2) أي للرّحمة و هم آل محمّد سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:يا عليّ أنت و شيعتك علي الفطرة و الناس منها براء،فهلا قبلتم من نبيّكم محمد صلّي اللّه عليه و آله كيف و هو خبركم بانتكاصكم عن وصيّه صلّي اللّه عليه و آله و أمينه و وزيره و أخيه و وليه،أطهركم قلبا و أعلمكم علما و أقدمكم سلما و أعظمكم وعيا عند رسول اللّه،أعطاه تراثه و أوصاه بعداته فاستخلفه علي أمته و وضع عنده سره فهو وليه دونكم أجمعين و أحق به منكم أجمعين،سيّد الوصيين و وصي خاتم المرسلين و أفضل المتقين و أطوع الأمة لربّ العالمين سلمتم عليه بخلافة المؤمنين في حياة سيّد النبيّين و خاتم المرسلين،فقد أعذر من أنذر و أدّي النّصيحة من وعظه و بصر من عمي فقد سمعتم كما سمعنا و رأيتم كما رأينا و شهدتم كما شهدنا،فقام عبد الرّحمن بن عوف و أبو عبيدة بن الجرّاح و معاذ بن جبل لعنهم اللّه، فقالوا:يا أبي أصابك خبل أم بك جنّة؟فقال:بل الخبل فيكم و اللّه كنت عند رسول اللّه فالفيته يكلّم رجلا أسمع كلامه و لا أري وجهه فقال فيما يخاطبه نصحه لك و لأمتك و أعلمه بسنّتك،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أ فتري أمّتي تنقاد له من بعدي؟قال:يا محمّد تتبعه من أمّتك أبرارها و تخالف عليه من أمّتك فجّارها،و كذلك أوصياء النبيّين من قبلك،يا محمّد إن موسي بن عمران أوصي إلي يوشع بن نون و كان أعلم بني إسرائيل و أخوفهم للّه[و أطوعهم له]فأمره اللّه عزّ و جلّ أن يتخذه وصيا كما اتّخذّت عليّا وصيّا،و كما أمرت بذلك،فحسده بنو إسرائيل سبط موسي خاصّة فلعنوه و شتموه و عنفوه و وضعوا له،فإن أخذت أمّتك بسنن بني إسرائيل كذبوا وصيّك و جحدوا أمره

ص: 122


1- سوره 3 - آيه 105
2- سوره 11 - آيه 118

و ابتزوا خلافته و غالطوه في علمه فقلت:يا رسول اللّه من هذا؟

فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:هذا ملك من ملائكة ربّي عزّ و جلّ ينبّئني إنّ أمّتي تختلف علي وصيّي عليّ بن أبي طالب و إنّي أوصيك يا أبيّ بوصيّة إن حفظتها لم تزل بخير،يا أبيّ عليك بعليّ فإنّه الهادي المهديّ النّاصح لأمّتي المحيي لسنّتي و هو إمامكم بعدي فمن رضي بذلك لقيني علي ما فارقته عليه،يا أبيّ و من غيّر و من بدّل لقيني ناكثا لبيعتي عاصيا أمري جاحدا لنبوّتي لا أشفع له عند ربّي و لا أسقيه من حوضي،فقامت إليه رجال الأنصار فقالوا له:اقعد رحمك اللّه يا أبيّ فقد أدّيت ما سمعت و وفيت بعهدك (1).

الثاني و الستون: الطبرسي في الاحتجاج عن جعفر بن محمّد الصّادق عليه السّلام عن أبيه عن جدّه عليه السّلام قال:لمّا كان من أمر أبي بكر و بيعة الناس له و فعلهم بعلي لم يزل أبو بكر يظهر له الانبساط و يري منه الانقباض،فكبر ذلك علي أبي بكر و أحبّ لقائه و استخراج ما عنده و المعذرة إليه ممّا اجتمع الناس عليه و تقليدهم إياه أمر الأمّة و قلّة رغبته في ذلك و زهده فيه،أتاه في وقت غفلة و طلب منه الخلوة،فقال:يا أبا الحسن و اللّه ما كان هذا الأمر عن مواطاة منّي و لا رغبة فيما وقعت فيه و لا حرص عليه و لا ثقة بنفسي فيما تحتاج إليه الأمّة،و لا قوّة لي بمال و لا كثرة العشيرة و لا استيثار به دون غيري،فما لك تضمر عليّ ما لا أستحقّه منك و تظهر لي الكراهة لما صرت فيه و تنظر إليّ بعين الشنآن لي؟قال:فقال عليّ:فما حملك عليه إذ لم ترغب فيه و لا حرصت عليه و لا وثقت بنفسك في القيام به قال:فقال أبو بكر:حديث سمعته من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله(إنّ اللّه لا يجمع أمّتي علي ضلال) و لمّا رأيت إجماعهم اتبعت حديث النبيّ صلّي اللّه عليه و آله،و في نسخة قول النّبي صلّي اللّه عليه و آله و أحلت أن يكون إجماعهم علي خلاف الهدي من الضّلال فأعطيتهم قود الإجابة،و لو علمت أن أحدا يتخلّف لامتنعت،فقال عليّ عليه السّلام:أما ما ذكرت من حديث النبيّ صلّي اللّه عليه و آله(انّ اللّه لا يجمع أمّتي علي ضلال)أو كنت من الأمّة أو لم أكن،قال:بلي،قال:و كذلك العصابة الممتنعة عنك من سلمان و عمّار و المقداد و أبي ذر و ابن عبادة و من معه من الأنصار،قال:كلّ من الأمّة،قال عليّ عليه السّلام:فكيف تحتج بحديث النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و أمثال هؤلاء قد تخلّفوا عنك و ليس للأمّة فيهم طعن و لا في صحبة الرسول صلّي اللّه عليه و آله و لصحبته منهم تقصير؟قال:ما علمت بتخلّفهم إلاّ من بعد الابرام و خفت أن قعدت عن الأمر أن يرجعوا الناس مرتدين عن الدّين فكان ممارستكم إلي أن أجبتم أهون مئونة علي الدّين و إبقاء من ضرب الناس بعضهم ببعض فيرجعون كفّارا،و علمت أنّك لست بدوني في الابقاء عليهم و علي

ص: 123


1- الاحتجاج:154/1.

أديانهم،فقال عليّ عليه السّلام:أجل و لكن أخبرني عن الذي يستحقّ هذا الأمر بما يستحقّه،قال:فقال أبو بكر:بالنّصيحة و الوفاء و دفع المداهنة و المحاباة و حسن السيرة و إظهار العدل و العلم بالكتاب و السنّة و فصل الخطاب مع الزّهد في الدّنيا و قلّة الرّغبة فيها و إنصاف المظلوم من الظّالم للقريب و البعيد،ثمّ سكت فقال أبو بكر:و السّابقة و القرابة،فقال:[أبو بكر و السابقة و القرابة]:فقال عليّ:

أنشدك باللّه يا أبا بكر أ في نفسك تجد هذه الخصال أو فيّ؟قال:أبو بكر بل فيك يا أبا الحسن.

قال:أنشدك باللّه أنا المجيب لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قبل ذكران المسلمين أم أنت؟

قال:بل أنت.

قال:فأنشدك باللّه أنا صاحب الأذان لأهل الموسم و لجميع الأمة بسورة براءة أم أنت؟

قال:بل أنت.

قال:فأنشدك باللّه أنا وقيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بنفسي يوم الغار أم أنت؟

قال:بل أنت.

قال:فأنشدك باللّه أنا المولي لك و لكلّ مسلم بحديث النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يوم الغدير أم أنت؟

قال:بل أنت.

قال:أنشدك باللّه إلي الولاية من اللّه مع ولاية رسوله في آية الزكاة بالخاتم أم لك؟

قال:بل لك.

قال:أنشدك باللّه إلي الوزارة مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و المثل من هارون من موسي أم لك؟

قال:بل لك.

قال:أنشدك باللّه بي برز رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و بأهلي و ولدي في مباهلة المشركين أم بك و بأهلك ولدك؟

قال:بل بكم.

قال:فأنشدك باللّه إلي و لأهلي و ولدي آية التّطهير من الرّجس أم لك و لأهل بيتك؟

قال:بل لك و لأهل بيتك.

قال:فأنشدك باللّه أنا صاحب دعوة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أهلي و ولدي يوم الكساء(اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي إليك لا إلي النّار)أم أنت؟

قال:بل أنت و أهلك و ولدك.

قال:أنشدك باللّه أنا صاحب الآية يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَ يَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً (1) أم أنت؟

ص: 124


1- سوره 76 - آيه 7

قال:بل أنت.

قال:أنشدك باللّه أنت الذي ردت له الشمس لوقت صلاته فصلاها ثمّ توارت أم أنا؟

قال:بل أنت.

قال:أنشدك باللّه أنت الفتي الذي نودي من السّماء لا سيف إلاّ ذو الفقار و لا فتي إلاّ عليّ أم أنا؟

قال:بل أنت.

قال:أنشدك باللّه أنت الذي حباك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله برايته يوم خيبر ففتح اللّه له أم أنا؟

قال:بل أنت.

قال:فأنشدك باللّه أنت نفّست عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عن المسلمين بقتل عمرو بن عبد ودّ أم أنا؟

قال:بل أنت.

قال:أنشدك باللّه أنت الذي ائتمنك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي رسالته إلي الجنّ فأجابت أم أنا؟

قال:بل أنت.

قال:أنشدك باللّه أنا الذي طهّره اللّه من السفاح من لدن آدم إلي أبيه يقول رسول اللّه:خرجت أنا و أنت من نكاح لا من سفاح من لدن آدم إلي عبد المطلّب أم أنت؟

قال:بل أنت.

قال:فأنشدك باللّه أنا الذي اختارني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و زوّجني ابنته فاطمة،و قال:اللّه زوّجك إيّاها أم أنت؟

قال:بل أنت.

قال:فأنشدك باللّه أنا والد الحسن و الحسين سبطيه و ريحانتيه إذ يقول:هما سيّدا شباب أهل الجنّة و أبوهما خير منهما أم أنت؟

قال:بل أنت.

قال:فأنشدك باللّه أخوك المزيّن بالجناحين في الجنّة مع الملائكة أم أخي؟

قال:بل أخوك.

قال:فأنشدك باللّه أنا ضمنت دين رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و ناديت في المواسم بانجاز موعده أم أنت؟

قال:بل أنت.

قال:فأنشدك فأنشدك باللّه أنا الذي دعاه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و الطير عنده يريد أكله،يقول:اللّهمّ آتني بأحبّ خلقك إلي و إليك بعدي يأكل معي من هذا الطير فلم يأته غيري أم أنت؟

ص: 125

قال:بل أنت.

قال:فأنشدك باللّه أنا الذي بشّرني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بقتل النّاكثين و القاسطين و المارقين علي تأويل القرآن أم أنت؟

قال:بل أنت.

قال:فأنشدك باللّه أنا الذي شهدت آخر كلام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وليت غسله و دفنه أم أنت؟

قال:بل أنت.

قال:فأنشدك باللّه أنا الذي دلّ عليه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بعلم القضاء و فصل الخطاب بقوله عليّ أقضاكم أم أنت؟

قال:بل أنت.

قال:فأنشدك باللّه أنا الذي أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أصحابه بالسّلام عليه بالإمرة في حياته أم أنت؟

قال:بل أنت.

قال:فأنشدك باللّه أنت الذي سبقت له القرابة من رسول اللّه أم أنا؟

قال:بل أنت.

قال:فأنشدك باللّه أنت الذي حباك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بالدينار عند حاجته إليه و باعك جبرائيل و أضفت محمّدا و أطعمت ولده؟

قال فبكي أبو بكر و قال:بل أنت.

قال:فأنشدك باللّه أنت الذي حملك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي كتفه في طرح صنم الكعبة و كسره حتّي لو شئت أن تنال أفق السماء لنلتها أم أنا؟

قال:بل أنت.

قال:فأنشدك باللّه أنت الذي قال لك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت صاحب لوائي في الدّنيا و الآخرة أم أنا؟قال:بل أنت.

قال:فأنشدك باللّه أنت الذي أمرك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بفتح بابه في مسجده عند ما أمر بسد أبواب جميع أهل بيته و أصحابه و أحلّ لك فيه ما أحلّ اللّه له أم أنا؟

قال:بل أنت.

قال:فأنشدك باللّه أنت الذي قدّمت بين يدي نجوي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله صدقة فناجيته إذ عاتب اللّه قوما فقال: أَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ (1) الآية أم أنا؟

ص: 126


1- سوره 58 - آيه 13

قال:بل أنت.

قال:فأنشدك باللّه أنت الذي قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لفاطمة:زوجتك أوّل الناس إيمانا و أرجحهم إسلاما في كلام له أم أنا؟

قال:بل أنت.

قال:فلم يزل عليّ عليه السّلام يورد مناقبة التي جعل اللّه له و رسوله دونه و دون غيره،و يقول له أبو بكر بل أنت.

قال:فبهذا و شبهه يستحق القيام بأمور أمّة محمّد صلّي اللّه عليه و آله،فقال له عليّ عليه السّلام:فما الذي غرّك عن اللّه و عن رسوله و عن دينه و أنت خلوّ ممّا تحتاج إليه أهل دينه؟

قال فبكي أبو بكر و قال:صدقت يا أبا الحسن انظرني قيام يومي فادبر ما أنا فيه و ما سمعت منك،فقال عليّ عليه السّلام:لك ذلك يا أبا بكر،فرجع من عنده فطابت نفسه يومه لم يأذن لأحد إلي الليل،و عمر يتردّد في الناس لمّا بلغه من خلوته بعليّ،فبات في ليلته فرأي في منامه كأنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله تمثّل له في مجلسه فقام إليه أبو بكر يسلّم عليه فولّي عنه وجهه فصار مقابل وجهه فسلّم عليه فولّي عنه وجهه،فقال أبو بكر:يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أ أمرت بأمر لم أفعله؟

فقال:أرد عليك السلام و قد عاديت من والاه اللّه و رسوله رد الحق أهله.

فقلت:من أهله؟

قال:من عاتبك عليه عليّ.

قلت:فقد رددته عليه يا رسول اللّه.

ثمّ لم يره فأصبح أبو بكر إلي عليّ و قال:ابسط يدك يا أبا الحسن أبايعك فأخبره بما قد رأي.

قال:فبسط عليّ يده فمسح عليها أبو بكر و بايعه و سلّم إليه و قال له:اخرج إلي مسجد رسول اللّه فأخبرهم بما رأيت في ليلتي و ما جري بيني و بينك و أخرج نفسي من هذا الأمر و أسلّمه إليك.

قال:فقال عليّ عليه السّلام:نعم،فخرج من عنده متغيّرا لونه عاتبا نفسه،فصادفه عمر و هو في طلبه فقال ما لك يا خليفة رسول اللّه؟فأخبر بما كان منه و ما رأي و ما جري بينه و بين عليّ.

قال:فقال له عمر:أنشدك باللّه يا خليفة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و الاغترار بسحر بني هاشم و الثقة بهم عليه فليس هذا بأوّل سحر منهم،فما زال به حتّي ردّه عن رأيه و صرفه عن عزمه و رغّبه فيما هو فيه و الثّبات عليه و القيام به،قال:فأتي عليّ المسجد علي الميعاد فلم ير فيه منهم أحدا فأحسّ بشيء منهم فقعد إلي قبر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:فمرّ به عمر فقال:يا عليّ دون ما تريد خرط القتاد،فعلم

ص: 127

بالأمر و رجع إلي بيته. (1)

و هذا الحديث أخرجته مسندا من رواية ابن بابويه في كتاب البرهان في تفسير قوله تعالي:

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً (2) الآية.

الثالث و الستون الطبرسي في الاحتجاج قال:روي عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليه السّلام قال:انّ عمر بن الخطّاب لمّا حضرته الوفاة و جمع علي الشوري بعث إلي ستّة نفر من قريش إلي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و إلي عثمان بن عفّان و إلي الزبير بن العوّام و طلحة بن عبيد اللّه و عبد الرّحمن بن عوف و سعد بن أبي وقاص،فأمرهم أن يدخلوا إلي بيت فلم يخرجوا منه حتّي يبايعوا لأحدهم،فإن اجتمعت الأربعة علي واحد و أبي واحد أن يبايعهم قتل، و إن امتنع اثنان و بايعه ثلاثة قتلا،فاجتمع رأيهم علي عثمان،فلمّا رأي أمير المؤمنين و ما هم القوم به من البيعة لعثمان قام فيهم ليتخذ عليهم الحجّة فقال لهم:اسمعوا منّي كلامي فإن يك ما أقول حقّا فأقبلوا و إن يك باطلا فانكروا ثمّ قال لهم:أنشدكم باللّه الذي يعلم صدقكم إن صدقتم و يعلم كذبكم إن كذبتم،هل فيكم أحد صلّي القبلتين كلتيهما غيري؟

قالوا:لا.

قال:فهل فيكم من بايع البيعتين كلتيهما بيعة الفتح و بيعة الرضوان غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد أخوه المزيّن بالجناحين في الجنّة غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد عمّه سيّد الشهداء غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم من زوجته سيّدة نساء أهل الجنّة غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد ابناه ابنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هما سيّدا شباب أهل الجنّة غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم من عرف الناسخ و المنسوخ غيري؟

قالوا:لا.

ص: 128


1- الاحتجاج:157/1-185.
2- سوره 58 - آيه 12

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد أذهب اللّه عنه الرجس و طهّره تطهيرا غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد عاين جبرائيل عليه السّلام في مثال دحية الكلبي غيري؟

قالوا:لا.

قال:فأنشدتكم باللّه هل فيكم أحد أدّي الزكاة و هو راكع غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد مسح رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عينيه و أعطاه الراية يوم خيبر فلم يجد حرّا و لا بردا غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد نصبّه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم غدير خم بأمر اللّه،فقال:من كنت مولاه فعليّ مولاه اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد أخو رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في الحصر و رفيقه في السفر غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد بارز عمرو بن عبد ود يوم الخندق و قتله غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم من سمّاه اللّه في عشر آيات من القرآن مؤمنا غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد ناول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قبضة من تراب فرمي في وجوه الكفّار فانهزموا غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد وقفت الملائكة معه يوم أحد حين ذهب الناس غيري؟

قالوا:لا.

ص: 129

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قضي دين رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد اشتاقت الجنّة إلي رؤيته غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد شهد وفاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد غسّل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و كفّنه و لحّده غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد ورث سلاح رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و رايته و خاتمه غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد جعل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله طلاق نسائه بيده غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد حمله رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي ظهره حتّي كسّر الأصنام علي باب الكعبة غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد نودي باسمه يوم بدر لا سيف الاّ ذو الفقار و لا فتي إلاّ علي غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحدا أ كلّ مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من الطائر المشوي الذي اهدي إليه غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت صاحب رايتي في الدّنيا و صاحب لوائي في الآخرة غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قدّم بين يدي نجواه صدقة غيري؟

قالوا:لا.

ص: 130

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد يخصف نعلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنا أخوك و أنت أخي غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت أحبّ الخلق إلي و أقولهم بالحقّ غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد استقي مائة دلو بمائة تمرة و جاء بالتمر فأطعمه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو جائع غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد سلّم عليه جبرائيل و ميكائيل و اسرافيل في ثلاثة آلاف من الملائكة يوم بدر غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد غمّض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد وحّد اللّه قبلي غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد كان أوّل داخل علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و آخر خارج من عنده غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد مشي مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فمرّ علي حديقة فقلت:ما أحسن هذه الحديقة،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:حديقتك في الجنّة أحسن من هذه الحديقة حتّي مررت علي ثلاث حدائق كلّ ذلك يقول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:حديقتك في الجنّة أحسن من هذه غيري؟

قالوا:لا.

قال:أنشدكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنت أوّل من آمن بيّ و صدّقني و أوّل من يرد عليّ الحوض يوم القيامة»غيري؟

ص: 131

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد،أخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بيده و يد امرأته و ابنيه،حين أراد أن يباهل نصاري أهل نجران غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أوّل طالع يطلع عليكم من هذا الباب يا أنس فإنّه أمير المؤمنين و سيّد المسلمين و خير الوصيّين و أولي بالنّاس،فقال أنس:اللّهمّ أجعله رجلا من الأنصار فكنت أنا الطالع فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأنس:ما أنت يا أنس بأوّل رجل أحبّ قومه غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد نزلت فيه هذه الآية إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (1) غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد أنزل اللّه فيه و في ولده إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً (2) إلي آخر السورة غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد أنزل اللّه تعالي فيه أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللّهِ (3) غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد علّمه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ألف كلمة كلّ كلمة مفتاح ألف كلمة غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد ناجاه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم الطائف فقال أبو بكر و عمر:ناجيت عليّ دوننا،فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:ما أنا ناجيته،بل اللّه أمرني بذلك غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد سقي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من المهراس غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت أقرب الخلق منّي يوم القيامة تدخل

ص: 132


1- سوره 5 - آيه 55
2- سوره 76 - آيه 5
3- سوره 9 - آيه 19

بشفاعتك أكثر من عدد ربيعة و مضر غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا عليّ أنت تكسي حين اكسي غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت و شيعتك فائزون يوم القيامة غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:كذب من زعم أنّه يحبّني و يبغض هذا غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من أحبّ شعراتي هذا فقد أحبّني و من أحبّني فقد أحبّ اللّه،فقيل له:ما شعراتك يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟قال:عليّ و الحسن و الحسين و فاطمة غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت خير البشر بعد النبيين غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت الفاروق تفرق بين الحق و الباطل غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت أفضل الخلائق عملا يوم القيامة بعد النبيّين غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد أخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كساه و حطّه عليه و علي زوجته و علي ابنيه ثمّ قال:اللّهمّ أنا و أهل بيتي إليك لا إلي النّار غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد كان يبعث إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الطّعام و هو في الغار و يخبره

ص: 133

الأخبار غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنت أخي و وزيري و صاحبي من أهلي غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت أقدمهم سلما و أفضلهم علما و أكثرهم حلما غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لا سرّ دونك»غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قتل مرحب اليهودي فارس اليهود غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد عرض عليه النبيّ صلّي اللّه عليه و آله الإسلام فقال له:انظرني حتّي ألقي والدي فقال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:فإنّها أمانة عندك،فقلت:فإن كانت أمانة عندي فقد أسلمت،غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد احتمل باب خيبر حتّي فتحها فمشي به مائة ذراع ثمّ عالجه بعده أربعون رجلا فلم يطيقوه غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد نزلت فيه هذه الآية يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً (1) فكنت أنا الذي قدّم الصدقة غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من سبّ عليّا فقد سبّني و من سبّني فقد سبّ اللّه غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:منزلي مواجه منزلك في الجنّة غيري؟

قالوا:لا.

ص: 134


1- سوره 58 - آيه 12

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:قاتل اللّه من قاتلك و عادي من عاداك غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد اضطجع علي فراش رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين أراد أن يسير المدينة و وقاه بنفسه من المشركين حين أرادوا قتله غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه:أنت يوم القيامة عن يمين العرش و اللّه يكسوك ثوبين أحدهما أخضر و الآخر وردي غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد صلّي قبل الناس بسبع سنين و أشهر غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنا يوم القيامة بحجزة ربّي و الحجزة النور،و أنت آخذ بحجزتي و أهل بيتي آخذون بحجزتك غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت أولي الناس بأمتي بعدي غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت كنفسي و حبّك حبّي و بغضك بغضي غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ولايتك كولايتي عهد عهده إلي ربّي و أمرني أن ابلغكموه غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:اللّهمّ اجعله لي عونا و عضدا و ناصرا غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:المال يعسوب الظّلمة و أنت يعسوب

ص: 135

المؤمنين غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لأبعثنّ إليكم رجلا امتحن اللّه قلبه للايمان غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد أطعمه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله رمّانة و قال:هذه من رمّانة الجنّة لا ينبغي أن يأكل منها إلاّ نبيّ أو وصيّ نبيّ غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما سألت ربّي شيئا إلاّ أعطانيه و لم أسأل ربّي شيئا إلاّ ما سألت لك مثله غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت أقومهم بأمر اللّه و أوفاهم بعهد اللّه و أعلمهم بالقضيّة و أقسمهم بالسّوية و أعظمهم عند اللّه مزية غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:فضلك علي هذه الأمة كفضل الشمس علي القمر و كفضل القمر علي النّجوم غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يدخل اللّه أوليائك الجنّة و عدوّك النّار غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:الناس من أشجار شتّي و أنا و أنت من شجرة واحدة،غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنا سيّد ولد آدم و أنت سيّد العرب و لا فخر غيري؟

قالوا:لا.

ص: 136

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد رضي اللّه عنه في آيتين من القرآن غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:اللّهمّ إني فاحبّه اللّهمّ إنّي استودعكه غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:موعدك موعدي و موعد شيعتك الحوض إذا خافت الأمم و وضعت الموازين غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت تحاج الناس فتحجّهم باقامة الصلاة و إيتاء الزكاة و الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر و إقامة الحدود و القسم بالسّوية غيري

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه فهل فيكم أحد أخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بيده يوم غدير فرفعها حتّي نظر الناس إلي بياض إبطيه و يقول:ألا انّ هذا ابن عمّي و وزيري فوازروه و ناصحوه و صدّقوه فإنّه وليكم غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد نزلت فيه هذه الآية وَ يُؤْثِرُونَ عَلي أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (1) غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه فهل فيكم أحد جبرائيل أحد ضيفانه غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه فهل فيكم أحد أعطاه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حنوطا من حنوط الجنّة،ثمّ قال:أقسّمه أثلاثا ثلثا لي تحنّطني به و ثلثا لابنتي و ثلثا لك غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه فهل فيكم أحد كان إذا دخل علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حيّاه و أدناه و رحّب به و تهلّل له وجهه غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنا أفتخر بك يوم القيامة إذا افتخرت

ص: 137


1- سوره 59 - آيه 9

الأنبياء بالأوصياء غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه فهل فيكم أحد سرّحه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بسورة براءة إلي المشركين من أهل مكة بأمر اللّه غيري؟

قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:انّي لأرحمك من ضغائن في صدور أقوام عليك لا يظهرونها حتّي يفقدوني فإذا فقدوني خالفوا فيها غيري؟قالوا:لا.

قال:نشدتكم باللّه فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أدّي اللّه عن أمانتك أدّي اللّه عن ذمتك غيري؟قالوا:لا.

قال:فهل فيكم أحد فتح حصن خيبر و سبي بنت مرحب و قادها إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غيري؟

قالوا:لا.

قال:فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت قسيم النّار تخرج منها من زكي و تذر فيها كلّ كافر غيري؟قالوا:لا.

قال:فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ترد علي الحوض أنت و شيعتك رواء مرويين مبيضّة وجوههم و يرد عليّ عدوّك ظماء مظمئين مسودّة وجوههم غيري؟

قالوا:لا.

قال لهم أمير المؤمنين:أمّا إذا أقررتم علي أنفسكم و استبان لكم ذلك من قول نبيّكم صلّي اللّه عليه و آله:

فعليكم بتقوي اللّه وحده لا شريك له و أنهاكم عن سخطه و لا تعصوا أمره،و ردّوا الحق إلي أهله، و اتّبعوا سنّة نبيّكم أن خالفتم خالفتم اللّه فادفعوها إلي من هو أهلها و هي له قال:فتغامزوا فيما بينهم و تشاوروا و قالوا:قد عرفنا فضله و علمنا أنّه أحق الناس بها،و لكنّه لا رجل يفضل أحدا علي أحد فإن ولّيتموها إيّاه جعلكم و جميع الناس شرعا سواء و لكن ولّوها عثمان فإنّه يهوي الذي تهوون فدفعوها إليه (1).

الرابع و الستون: الطبرسي في الاحتجاج قال:روي يحيي بن عبد اللّه بن الحسن عن أبيه عبد اللّه بن الحسن قال:كان أمير المؤمنين عليه السّلام يخطب بالبصرة بعد دخولها بأيّام فقام إليه رجل فقال:

يا أمير المؤمنين أخبرني من أهل الجماعة و من أهل الفرقة و من أهل البدعة و من أهل السّنّة؟فقال:

ص: 138


1- الاحتجاج:193/1-210.

ويحك امّا إذا سألتني فافهم عنّي و لا عليك إلاّ تسأل عنها أحدا بعدي،أمّا أهل الجماعة فأنا و من اتّبعني و إن قلوا و ذلك الحق عن أمر اللّه عزّ و جلّ و عن أمر رسوله.

و أهل الفرقة المخالفون لي و لمن اتبّعني و إن كثروا،و أمّا أهل السنّة المتمسّكون بما سنّه اللّه لهم و رسوله و إن قلوا.

و أمّا أهل البدعة فالمخالفون لامر اللّه و لكتابه و لرسوله و العاملون برأيهم و أهوائهم و إن كثروا و قد مضي منهم الفوج الأوّل و بقيت أفواج و علي اللّه قصمها و استيصالها عن جدد الأرض،فقام إليه عمّار فقال:يا أمير المؤمنين انّ الناس يذكرون الفيء و يزعمون انّ من قاتلنا فهو و ماله و ولده فيء، فقام إليه رجل من بكر بن وائل يدعي عبّاد بن قيس و كان ذا عارضة و لسان شديد فقال:يا أمير المؤمنين و اللّه ما قسمت بالسّويّة و لا عدلت في الرّعيّة،فقال:و لم؟ويحك،قال:لانّك قسمت ما في العسكر و تركت النساء و الأموال و الذّريّة،فقال:أيّها الناس من كانت به جراحة فليداويها بالسّمن،فقال عبّاد:جئنا نطلب غنائمنا فجاءنا بالترهات،فقال له أمير المؤمنين عليه السّلام:إن كنت كاذبا فلا أماتك اللّه حتّي يدركك غلام ثقيف،فقيل من غلام ثقيف؟فقال:رجل لا يدع للّه حرمة إلاّ انتهكها،فقيل:أ فيموت أو يقتل؟

فقال:يقصمه قاصم الجبّارين بموت فاحش يحترق منه دبره لكثرة ما يجري من بطنه.

يا أخا بكر أنت إمرئ ضعيف الرأي أو ما علمت أنّا لا نأخذ الصّغير بذنب الكبير و إن الأموال كانت لهم قبل الفرقة و تزوّجوا علي رشدة و ولدوا عن فطرة و إنّما لكم ما حوي عسكرهم و ما كان في دورهم فهو ميراث،فإنّ عدّا أحد منهم أخذناه بذنبه و إن كفّ عنّا لم نحمل عليه ذنب غيره، يا أخا بكر لقد حكمت فيهم بحكم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في أهل مكّة فقسم ما حوي العسكر و لم يتعرض لمّا سوي ذلك و إنّما اتبعت أثره حذوا النّعل بالنّعل،يا أخا بكر أ ما علمت أن دار الحرب يحلّ ما فيها و إنّ دار الهجرة يحرم ما فيها إلاّ بحقّ،فمهلا مهلا رحمكم اللّه فإن لم تصدّقوني و أكثرتم عليّ و ذلك إنّه تكلّم في هذا غير واحد فأيكم يأخذ عائشة بسهمه؟

فقالوا:يا أمير المؤمنين،أصبت و أخطأنا و علمت و جهلنا فنحن نستغفر اللّه تعالي،و نادي الناس من كلّ جانب أصبت يا أمير المؤمنين أصاب اللّه بك الرّشاد و السّداد،فقام عبّاد فقال:أيّها الناس انّكم و اللّه إن اتبعتموه و أطعتموه لن يضل بكم عن منهل نبيّكم صلّي اللّه عليه و آله حتّي قيس شعره و كيف لا يكون ذلك و قد استودعه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علم المنايا و القضايا و فصل الخطاب علي منهج هارون عليه السّلام و قال له:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي فضلا خصّه اللّه به و إكراما منه لنبيّه صلّي اللّه عليه و آله

ص: 139

حيث أعطاه ما لم يعطه أحدا من خلقه،ثمّ قال:أمير المؤمنين عليه السّلام انظروا رحمكم اللّه ما تؤمرون به فامضوا له فإن العالم أعلم بما يأتي به من الجاهل الخسيس الأخسّ فإنّي حاملكم إن شاء اللّه إن أطعتموني علي سبيل النّجاة و إن كان فيه مشقّة شديدة و مزازة عتيدة،و الدّنيا حلوة الحلاوة لمن اغترّ بها من الشّقوة و النّدامة عمّا قليل،ثمّ انّي أخبركم إنّ جيلا من بني إسرائيل أمرهم نبيّهم أن لا يشربوا من النّهر فلجّوا في ترك أمره،فشربوا منه إلاّ قليلا منهم فكونوا رحمكم اللّه من أولئك الّذين أطاعوا نبيّهم و لم يعصوا ربّهم،و أما عائشة فادركها رأي النساء و لها بعد ذلك حرمتها الأولي و الحساب علي اللّه يعفو عن من يشاء و يعذّب من يشاء. (1)

الخامس و الستون: الإمام أبو محمّد الحسن العسكري عليه السّلام قال:لقد رامت الفجرة ليلة العقبة قتل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي العقبة،و رام من بقي من مردة المنافقين بالمدينة قتل عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فما قدروا مغالبة ربّهم حملهم علي ذلك حسدهم لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في عليّ عليه السّلام لما فخم من أمره و عظّم من شأنه،من ذلك أنّه لمّا خرج من المدينة و قد كان خلفه عليها و قال له:إنّ جبرائيل عليه السّلام أتاني و قال لي:يا محمّد إنّ العليّ الأعلي يقرؤك السلام و يقول لك يا محمّد أما أنت تخرج و تقيم عليّ أو تقيم أنت و يخرج عليّ لا بدّ من ذلك،فإنّ عليّ قد ندبته لاحدي اثنتين لا يعلم أحد كنه جلال من أطاعني فيهما و عظيم ثوابه غيري فلمّا خلفه قال:أكثر المنافقين ملّه و سئمه و كره صحبته،فتبعه عليّ عليه السّلام حتّي لحقه،و قد وجد غمّا شديدا ممّا قالوا فيه،فقال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ما اشخصك من كرمك،قال:بلغني عن الناس كذا و كذا،فقال له:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي؟فانصرف عليّ إلي موضعه و ذكر قصّة العقبة إلي أخرها،و الأربعة و العشرين الّذين أرادوا التدبير علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فيها و خلّصه اللّه سبحانه و تعالي بمنّه و كرمه و تأييده لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله (2).

السادس و الستون: الإمام أبو محمّد العسكري عليه السّلام عن موسي بن جعفر عليه السّلام قال:و لقد اتّخذ المنافقون من أمّة محمّد بعد موت سعد بن معاد،و بعد انطلاق محمّد صلّي اللّه عليه و آله إلي تبوك أبا عامر الراهب أميرا و رئيسا و بايعوا له،و تواطئوا علي إنهاب المدينة و سبي ذراري رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سائر أهله و صحابته،و دبروا التّبييت علي محمّد ليقتلوه في طريقه إلي تبوك،فأحسن اللّه الدّفاع عن محمّد صلّي اللّه عليه و آله و فضح المنافقين و أخزاهم،و ذكر قصّة أبي عامر الرّاهب و المنافقين الّذين معه من بناء مسجد ضرار لأبي عامر الرّاهب و ما أرادوا به من كيد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و ما دبّروا فيه إلي أن قال عليه السّلام في

ص: 140


1- الاحتجاج:246/1.
2- الاحتجاج 59/1 باختصار من المصنف.

آخر القصّة:و جدّ في العزم-يعني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله-علي الخروج إلي تبوك و عزم المنافقون علي اصطلام مخلفيهم إذا خرجوا،فأوحي اللّه تعالي إنّ العلي الأعلي يقرأ عليك السلام و يقول لك:إمّا أن تخرج أنت و يقيم عليّ و إمّا أن يخرج عليّ و تقيم أنت،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ذاك لعليّ عليه السّلام،فقال عليّ:السّمع و الطاعة لأمر اللّه و أمر رسوله و إن كنت لا أتخلّف عن رسول اللّه في حال من الأحوال، فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي؟فقال رضيت يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله. (1)

السابع و الستون: الإمام أبو محمّد العسكري عليه السّلام قال:قال عليّ بن الحسين عليه السّلام و لقد كان من المنافقين و الضّعفاء من أشباه المنافقين مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أيضا قصدوا إلي تخريب المساجد بالمدينة كلّها لمّا همّوا من قتل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب بالمدينة و من قتل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في طريقهم إلي العقبة،و لقد أراد اللّه في ذلك السير إلي تبوك في بصائر المستبصرين و في قطع معاذيرهم متمرّديهم زيادات تليق بجلال اللّه و طوله علي عباده،منها لمّا كانوا مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مسيره إلي تبوك قالوا:لن نصبر علي طعام واحد كما قالت بنو إسرائيل لموسي،و كانت آية رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الظاهرة في ذلك أعظم من الآية الظاهرة لقوم موسي،و ذلك أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أمر بالمسير إلي تبوك أمر بأن يخلف عليّا بالمدينة،فقال عليّ:يا رسول اللّه ما كنت أحبّ أن أتخلّف عنك في شيء من أمورك و أن أغيب عن مشاهدتك و النظر إلي هديك و سمتك،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا عليّ أ ما ترضي أن تكون بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي و أن لك في مقامك من الأجر مثل الذي لو خرجت مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و لك مثل أجور كلّ من خرج مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله موقنا طائعا. (2)

الثامن و الستون: ابن شهرآشوب في كتاب الفضائل في خروج النبيّ صلّي اللّه عليه و آله إلي غزوة تبوك أنّه صلّي اللّه عليه و آله لمّا خرج من المدينة و انتهي إلي الجرف لحقه عليّ عليه السّلام و أخذ يغزر رحله و قال:يا رسول اللّه زعمت قريش إنّما خلفتني استثقالا و مقتا،فقال صلّي اللّه عليه و آله:طال ما آذت الأمم أنبيائها أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي؟الخبر (3).

التاسع و الستون: الشيخ أحمد بن عليّ بن أبي منصور الطبرسي في الاحتجاج قال:حدّثنا محمّد بن موسي الهمداني قال:حدّثنا محمّد بن خالد الطيالسي قال:حدّثني سيف بن عميرة و صالح بن عقبة جميعا عن قيس بن سمعان عن علقمة بن محمّد الحضرمي عن أبي جعفر

ص: 141


1- تفسير الإمام العسكري:309/485.
2- تفسير الإمام العسكري عليه السّلام 331/561.
3- مناقب آل أبي طالب:183/1.

محمد بن عليّ عليهما السّلام قال:حجّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من المدينة و قد بلغ جميع الشرائع قومه غير الحجّ و الولاية،و ساق الحديث بطوله و رواه ابن الفارسي في روضة الواعظين عن أبي جعفر الباقر عليه السّلام و في الحديث قال:حجّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من المدينة و قد بلغ جميع الشرائع قومه ما خلا الحجّ و الولاية،فأتاه جبرائيل عليه السّلام فقال له:يا محمّد إنّ اللّه عزّ و جلّ يقرؤك السلام و يقول لك إنّي لم أقبض نبيّا من أنبيائي و رسلي إلاّ من بعد كمال ديني و تأكيد حجّتي و قد بقي عليك من ذلك فريضتان ممّا تحتاج أن تبلغهما قومك فريضة الحجّ و فريضة الولاية و الخليفة من بعدك،فإنّي لم أخل الأرض من حجّة و لن أخليها أبدا و الحديث طويل مشتمل لحجّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله حجّة الوداع،و نصّه علي أمير المؤمنين عليه السّلام في غدير خمّ بالخطبة الطويلة من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بالنّصّ علي أمير المؤمنين عليه السّلام بالامامة و الخلافة و الوصيّة و ساق الخطبة إلي أن قال صلّي اللّه عليه و آله:و أقرّ له علي نفسي بالعبوديّة و أشهد له بالرّبوبيّة و أؤدّي ما أوحي إليّ حذرا من أن لا أفعل فتحل بي منه قارعة لا يدفعها عنّي أحد،و إن عظمت منبته وصفت خلته لا إله إلاّ هو لأنّه قد أعلمني أنّي إن لم أبلغ ما أنزل إليّ فما بلّغت رسالته،و قد ضمن لي تبارك و تعالي العصمة و هو الكافي الكريم فأوحي إليّ بسم اللّه الرّحمن الرّحيم يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ (1) معاشر الناس ما قصرت في تبليغ ما أنزل إلي و أنا مبيّن لكم سبب هذه الآية،إنّ جبرائيل عليه السّلام هبط إليّ مرارا ثلاثا يأمرني عن السلام ربّي و هو السلام أن أقوم في هذا المشهد فأعلم كلّ أبيض و أسود أنّ عليّ بن أبي طالب أخي و وصيّي و خليفتي و الإمام من بعدي و الذي محلّه منّي محلّ هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي و هو وليكم بعد اللّه و رسوله،و قد أنزل اللّه تبارك و تعالي عليّ بذلك آية من كتابه إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (2) و عليّ بن أبي طالب أقام الصلاة و أتي الزكاة و هو راكع يريد اللّه عزّ و جلّ في كلّ حال و ساق الحديث إلي آخرها. (3)

و الحديث و الخطبة تقدّم في الباب السابع عشر باب غدير خمّ من هذا الكتاب و هو الحديث الأربعون من الباب.

السبعون: أحمد بن عليّ بن أبي منصور الطبرسي في الاحتجاج في رسالة أبي الحسن الثالث عليّ بن محمّد الهادي عليه السّلام في رسالته إلي أهل الأهواز حين سألوه عن الجبر و التفويض قال:

اجتمعت الأمّة قاطبة لا اختلاف بينهم في ذلك،أنّ القرآن حق لا ريب فيه عند جميع فرقها فهم

ص: 142


1- سوره 5 - آيه 67
2- سوره 5 - آيه 55
3- روضة الواعظين 89،الاحتجاج:67/1.

في حالة الاجتماع عليه مصيبون و علي تصديق ما أنزل اللّه مهتدون لقول النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:لا تجتمع أمّتي علي ضلالة،فأخبر صلّي اللّه عليه و آله أنّ ما اجتمعت عليه الأمّة و لم يخالف بعضها بعضا هو الحق فهذا معني الحديث لا ما تأوّله الجاهلون و لا ما قاله المعاندون من إبطال حكم الكتاب و اتباع أحكام الأحاديث المزوّرة و الرّوايات المزخرفة و اتباع الأهواء المردية المهلكة التي تخالف نصّ الكتاب و تحقيق الآيات الواضحات النّيرات،و نحن نسأل اللّه أن يوفقنا للصّواب و يهدينا إلي الرّشاد،ثمّ قال:عليه السّلام:فإذا شهد الكتاب بصدق خبر و تحقيقه فأنكرته طائفة من الأمّة و عارضته بحديث من هذه الأحاديث المزوّرة فصارت بإنكارها و دفعها الكتاب ضلاّلا و أصحّ خبر ما عرف تحقيقه من الكتاب مثل الخبر المجمع عليه من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حيث قال:إنّي مستخلف فيكم خليفتين كتاب اللّه و عترتي ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي و إنّهما لن يفترقا حتّي يردا عليّ الحوض و اللفظة الاخري عنه في هذا المعني بعينه قوله:إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي و إنهما لن يفترقا حتّي يردا عليّ الحوض إنّكم ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا،فلمّا وجدنا شواهد هذا الحديث نصّا في كتاب اللّه مثل قوله إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (1) .

ثمّ اتّفقت روايات العلماء في ذلك لأمير المؤمنين عليه السّلام أنّه تصدّق بخاتمه و هو راكع،فشكر اللّه ذلك و أنزل الآية فيه،ثمّ وجدنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قد أبانه من أصحابه بهذه اللّفظة:من كنت مولاه فعليّ مولاه اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه،و قوله:عليّ يقضي ديني و ينجز موعدي و هو خليفتي عليكم بعدي و قوله حين استخلفه علي المدينة فقال:يا رسول اللّه أ تخلفني مع النساء و الصّبيان؟فقال:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي؟فعلمنا أنّ الكتاب شهد بتصديق هذه الأخبار و تحقيق هذه الشواهد فيلزم الأمّة الإقرار بها إذ كانت هذه الأخبار وافقت القرآن،فلمّا وجدنا ذلك موافقا لكتاب اللّه و وجدنا كتاب اللّه موافقا لهذه الأخبار و عليها دليلا كان الاقتداء بهذه الأخبار فرضا لا يتعدّاه إلاّ أهل العناد و الفساد (2).

علي هذا القدر نقتصر من روايات الخاصّة في قوله صلّي اللّه عليه و آله لعلي عليه السّلام:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي.

و الرّوايات من طريق العامّة و الخاصّة بذلك متواترة.

قال:السيّد المرتضي قدّس اللّه تعالي روحه في الشافي:العلماء مطبقون علي قبول الحديث (3).

ص: 143


1- سوره 5 - آيه 55
2- الاحتجاج:251/2.(487/2)
3- انظر:الشافي في الإمامة:8/3.

الباب الثاني و العشرون: في أنّ عليا عليه السّلام وصيّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و بنيه الأحد عشر و هم الأوصياء

و الأئمّة الاثنا عشر بنصّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله.

مضافا إلي ما سبق من طريق العامّة و فيه سبعون حديثا.

الحديث الأوّل: من مسند أحمد بن حنبل عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا هثيم بن خلف قال:حدّثنا محمّد بن أبي عمر الدوني قال:حدّثنا شاذان قال:حدّثنا جعفر بن زياد عن مطر عن أنس-يعني ابن مالك-قال:قلنا لسلمان سل النبيّ من وصيّه،فقال له سلمان:يا رسول اللّه من وصيّك؟

فقال صلّي اللّه عليه و آله:يا سلمان من[كان]وصيّ موسي؟

فقال:يوشع بن نون.

قال:فإنّ وصيّي و وارثي يقضي ديني و ينجز موعدي عليّ بن أبي طالب (1).

الثاني: من تفسير الثعلبي قال:أخبرني الحسين بن محمّد بن الحسين،حدّثنا موسي بن محمّد، حدّثنا الحسن بن عليّ بن شعيب المغربي،حدّثنا عبّاد بن يعقوب،حدّثنا عليّ بن هاشم عن صباح ابن يحيي المزني عن زكريّا بن ميسرة عن أبي إسحاق عن البرّاء قال:لمّا نزلت وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (2) جمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بني عبد المطلب و هم يومئذ أربعون رجلا الرجل منهم يأكل المسنّة و يشرب العسّ،فأمر عليّا أن يدخل شاة فأدمها ثمّ قال:أدنو بسم اللّه فدنا القوم عشرة عشرة فأكلوا حتّي صدروا،ثمّ دعا بقعب من لبن فجرع منه جرعة،ثمّ قال لهم:اشربوا بسم اللّه فشربوا حتّي رووا،فبدرهم أبو لهب فقال:هذا ما سحركم به الرجل فسكت النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يومئذ فلم يتكلّم،ثمّ دعاهم من الغد علي مثل ذلك الطّعام و الشّراب ثمّ أنذرهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا بني عبد المطلّب إنّي أنا النذير إليكم من اللّه عزّ و جلّ و البشير لما يجيء به أحد جئتكم بالدّنيا و الآخرة فأسلموا و أطيعوني تهتدوا،و من يؤاخيني و يؤازرني يكون وليّي و وصيّي بعدي و خليفتي في أهلي و يقضي ديني،فأسكت القوم و أعاد ذلك ثلاثا كلّ ذلك يسكت القوم و يقول

ص: 144


1- فضائل الصحابة لابن حنبل:/615/2ح 1052.
2- سوره 26 - آيه 214

عليّ:أنا فقال:أنت،فقام القوم و هم يقولون لأبي طالب أطع ابنك فقد أمر عليك (1).

الثالث: من مناقب الفقيه ابن المغازلي الشافعي الواسطي قال:أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد ابن عثمان قال:أخبرنا أبو عمر محمّد بن عمر العبّاس بن حيويه الخزّاز أذنا قال:حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن عليّ الدّهّان المعروف باخي حمّاد قال:حدّثنا عليّ بن محمّد بن الخليل بن هارون البصري قال:حدّثنا محمّد بن الجليل الجهني قال:حدّثنا هيثم بن أبي بشر عن سعيد عن ابن عبّاس رضي اللّه عنه قال:كنت جالسا مع فتية من بني هاشم عند النبيّ صلّي اللّه عليه و آله إذا أنقض كوكب فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من أنقض هذا النجم في منزله فهو الوصيّ من بعدي.

فقام فتية من بني هاشم فنظروا فإذا الكوكب قد انقض في منزل عليّ بن أبي طالب عليه السّلام.

قالوا:يا رسول اللّه غويت في حبّ عليّ،فأنزل اللّه تعالي وَ النَّجْمِ إِذا هَوي ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوي (2) إلي قوله بِالْأُفُقِ الْأَعْلي (3) (4).

الرابع: و من الجمع بين الصّحيحين للحميدي الحديث التاسع من اتّفق عليه من مسلم و البخاري من مسند عبد اللّه بن أبي أوفي عن طلحة بن مصرف قال:سألت عبد اللّه بن أبي أوفي هل النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أوصي؟فقال:لا فقلت:فكيف كتب علي الناس الوصيّة أو أمروا بالوصيّة؟قال:

أوصي بكتاب اللّه قال الحميدي:و في حديث بن مهدي زيادة ذكرها أبو مسعود و أبو بكر البرقاني و لم يخرجها البخاري و لا مسلم فيما عندنا من كتابيهما و هي قال:قال هزيل بن شرحبيل:أبو بكر كان يتآمر علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و في حديث وكيع قلت:فكيف أمر الناس بالوصيّة؟و في حديث بن نمير كيف كتب علي المسلمين الوصيّة و ليس لطلحة بن مصرف عن ابن أبي أوفي في الصّحيحين غير هذا الحديث الواحد؟ (5)

الخامس: أبو الحسن ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو غالب محمّد بن أحمد بن سهل النّحوي قال:حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن عليّ بن مهدي السّقطي الواسطي املاء قال:حدّثنا أحمد ابن عليّ القواريري الواسطي قال:حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن ثابت قال:حدّثنا محمّد بن مصفي قال:حدّثنا ابن الوليد عن سويد بن عبد العزيز عن أبي الزّبير جابر بن عبد اللّه عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال:انّ اللّه عزّ و جلّ أنزل قطعة من نور فاسكنها في صلب آدم فساقها حتّي قسّمها جزءين فجعل جزءا

ص: 145


1- تفسير الثعلبي مخطوط عند تفسير قوله تعالي: (وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) .و قد أورد هذا الحديث الحسكاني في شواهد التنزيل:/542/1ح 580.
2- سوره 53 - آيه 1
3- سوره 53 - آيه 7
4- مناقب ابن المغازلي 310،ح 353.
5- انظر:مسند أحمد:355/4،سنن النسائي:240/6،صحيح مسلم:74/5،صحيح البخاري:186/3.

في صلب عبد اللّه و جزء في صلب أبي طالب فأخرجني نبيّا و أخرج عليّ وصيّا. (1)

السادس: و من مناقب أبي الحسن بن المغازلي الشافعي الواسطي قال:أخبرنا أبو نصر بن الطّحان إجازة عن أبي الفرج الخيوطي،حدّثنا عبد الحميد بن موسي،حدّثنا محمّد بن أحمد بن سعيد، حدّثنا محمّد بن حميد الرازي،حدّثنا سلمة بن الفضل عن أبي إسحاق عن شريك بن عبد اللّه عن أبي ربيعة الأيادي عن عبد اللّه بن بريدة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لكلّ نبيّ وصيّ و وارث و إنّ وصيّي و وارثي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام (2).

السابع: و من مناقب الفقيه ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو غالب محمّد بن أحمد بن سهل النّحوي قال:حدّثنا أبو الفتح محمّد بن الحسن البغدادي حدّثهم قال:قرأ علي أبي محمّد جعفر بن نصير الخلدي و أنا اسمع قال:حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن سليمان قال:حدّثنا محمّد بن مرزوق قال:حدّثنا حسين الأشقر عن قيس عن الأعمش عن عباية بن ربعي عن أبي أيّوب الأنصاري،انّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مرض مرضة فدخلت عليه فاطمة عليها السّلام تعوده و هو ناقه من مرضه،فلمّا رأت ما برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من الجهد و الضعف خنقتها العبرة حتّي جرت دمعتها،فقال لها:يا فاطمة انّ اللّه عزّ و جلّ اطّلع إلي الأرض اطّلاعة فاختار منها أباك فبعثه نبيّا،ثمّ اطّلع إليها الثّانية فاختار منها بعلك فأوحي فانكحته و اتّخذته وصيّا أ ما علمت يا فاطمة أنّ لكرامة اللّه إيّاك زوّجك أعظمهم حلما و أقدمهم سلما و أعلمهم علما،فسرّت بذلك فاطمة عليها السّلام و استبشرت،ثمّ قال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا فاطمة و لعليّ ثمانية أضراس ثواقب:إيمان باللّه و برسوله و حكمه و تزويجه فاطمة و سبطاه الحسن و الحسين و أمره بالمعروف و نهيه عن المنكر و قضاءه بكتاب اللّه عزّ و جلّ،يا فاطمة أنا أهل بيت أعطينا سبع خصال لم يعطها أحد من الأوّلين و الآخرين قبلنا أو قال:و لا يدركها أحد من الآخرين غيرنا:منّا أفضل الأنبياء و هو أبوك و وصينا خير الأوصياء و هو بعلك و شهيدنا خير الشّهداء و هو حمزة عمّك،و منّا من له جناحان يطير بهما في الجنّة حيث يشاء و هو جعفر ابن عمّك،و منّا سبطا هذه الأمّة و هما ابناك،و منّا و الذي نفسي بيده مهدي هذه الأمّة (3).

الثامن: أبو المؤيّد موفّق بن أحمد من أعيان علماء العامّة في كتاب فضائل عليّ عليه السّلام قال:أنبأني الإمام الحافظ صدر الحفّاظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطّار الهمداني إجازة،أخبرنا أبو القاسم

ص: 146


1- مناقب ابن المغازلي:/75ح 132.
2- مناقب ابن المغازلي /141ح 238،و ذخائر العقبي:71.
3- مناقب ابن المغازلي /81ح 144.

إسماعيل بن أحمد بن عمر أخ أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد بن عبد اللّه أخ أبو القاسم عيسي بن عليّ بن عيسي بن داود بن الجرّاح،أخبرنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز البغوي،حدّثنا محمّد بن حميد الرازي،حدّثنا عليّ بن مجاهد،حدّثنا محمّد بن إسحاق عن شريك بن عبد اللّه عن أبي ربيعة الأيادي عن ابن بريدة عن أبيه قال:قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:لكلّ نبيّ وصيّ و وارث و إنّ عليّ وصيّي و وارثي. (1)

التاسع: موفّق بن أحمد هذا قال:أنبأني أبو العلاء،أخبرنا الحسن بن أحمد المقرئ أخ أحمد بن عبد اللّه الحافظ،حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن عليّ بن مخلّد،حدّثنا محمّد و هو ابن عثمان بن أبي شيبة،حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن ميمون،حدّثني عليّ بن عابس عن الحرث بن حصين عن القاسم بن جندب عن أنس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا أنس اسكب لي وضوء،ثمّ قام فصلي ركعتين،ثمّ قال:يا أنس أوّل من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين و سيّد المسلمين و قائد الغرّ المحجّلين و خاتم الوصيّين.

قال:قلت:اللّهمّ اجعله رجلا من الأنصار و كتمته إذ جاء عليّ عليه السّلام.

فقال:من هذا يا أنس؟

فقلت:عليّ،فقام مستبشرا فاعتنقه ثمّ جعل يمسح عرق وجهه و يمسح عرق وجه عليّ عن وجهه.

فقال عليّ:يا رسول اللّه لقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعته بيّ من قبل؟

قال:و ما يمنعني و أنت تؤدّي عنّي و تسمعهم صوتي و تبيّن لهم ما اختلفوا فيه بعدي (2).

العاشر: موفّق بن أحمد قال:أخبرني شهردار بن شيرويه إجازة،أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد اللّه بن عبدوس الهمداني كتابة،حدّثنا الشّريف أبو طالب الجعفري عن أبي بكر أحمد بن موسي بن مردويه،أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن السّري بن يحيي التيميّ،حدّثنا المنذر بن محمّد بن المنذور،حدّثنا عمّي الحسين بن يوسف بن سعيد بن أبي الجهم،حدّثني أبي عن أبان بن تغلب عن عليّ بن محمّد بن المنكدر عن أمّ سلمة زوجة النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و كانت ألطف نسائه و أشدّهنّ له حبّا قال:و كان لها مولي يحضنها و كان لا يصلّي صلاة إلاّ سبّ عليّ فقالت له:يا أبة ما حملك علي سبّ عليّ؟

قال:لأنّه قتل عثمان رضي اللّه عنه و شرك في دمه.

ص: 147


1- المناقب /84ح 74.
2- المناقب /85ح 75.

قالت له:لو لا أنّك مولاي ربّيتني و أنت عندي بمنزلة والدي ما حدّثتك بسرّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و لكن أجلس حتّي أحدّثك عن عليّ و ما رأيت عنه:اعلم إنّي رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و كان يومي و إنّما كان يصيبني في تسعة أيّام يوما واحدا،فدخل النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و هو فخلّل أصابعه في أصابع عليّ واضعا يده عليه فقال:يا أمّ سلمة اخرجي من البيت و اخليه لنا،فخرجت و أقبلا يتناجيان و اسمع الكلام و لا أدري ما يقولان حتّي إذا أنا قلت قد انتصف النّهار أقبلت فقلت:السلام عليكم ألج؟

فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:لا تلجي،و ارجعي مكانك ثمّ تناجيا طويلا حتّي قام عمود الظّهر.

فقلت:ذهب يومي و شغله عليّ عنّي فأقبلت أمشي حتّي وقفت علي الباب فقلت السلام عليكم ألج؟

قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:لا تلجي،فرجعت و جلست مكاني حتّي إذا قلت قد زالت الشمس الآن يخرج إلي الصلاة و يذهب يومي و لم أر قط أطول منه فأقبلت أمشي حتّي وقفت و قلت:السلام عليكم ألج؟فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:فنعم فلجّي،فدخلت و عليّ واضع يده علي ركبتي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد أدني فاه من أذن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و فم النبيّ صلّي اللّه عليه و آله علي أذن عليّ يتساران و عليّ يقول:أ فأمضي و أفعل؟ و النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:يقول نعم،فدخلت و عليّ معرض وجهه حتّي دخلت و خرج فأخذني النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و أقعدني في حجره و ألزمني فأصاب منّي ما يصيب الرجل من أهله من اللّطف و الاعتذار،ثمّ قال:

أمّ سلمة لا تلوميني فإنّ جبرائيل أتاني من اللّه تعالي بأمر أن أوصي به عليّ من بعدي و كنت بين جبرائيل و عليّ،و جبرائيل عن يميني و عليّ عن شمالي فأمرني جبرائيل أن أمر عليّ بما هو كائن بعدي إلي يوم القيامة فأعذريني و لا تلوميني،إنّ اللّه عزّ و جلّ اختار من كلّ أمّة نبيّا و اختار لكلّ نبيّ وصيّا فأنا نبيّ هذه الأمة و عليّ وصيّي في عترتي و أهل بيتي و أمّتي من بعدي،و هذا ما شهدت من عليّ الآن يا أبتاه فسبه أو فدعه،فأقبل أبوها يناجي الليل و النّهار و يقول:اللّهمّ اغفر لي ما جهلت من أمر عليّ،فإنّ وليي ولي عليّ و عدّوي عدّو عليّ و تاب المولي توبة نصوحا و أقبل فيما بقي من دهره يدعو اللّه تعالي أن يغفر له (1).

الحادي عشر: موفّق بن أحمد قال:أخبرنا شهردار هذا إجازة،أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد اللّه عبدوس الهمداني هذا كتابة،حدّثنا أبو طاهر الحسين بن عليّ بن سلمة،حدّثنا أبو الفرج الصّامت بن محمّد بن أحمد،حدّثني الحسين بن عليّ بن عاصم القرشي،حدّثني صهيب بن عبّاد،حدّثني جعفر عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن

ص: 148


1- المناقب /146ح 171.

أبي طالب عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أتاني جبرائيل و قد نشر جناحيه و إذا في أحدهما مكتوب لا إله إلاّ اللّه محمّد النبيّ صلّي اللّه عليه و آله رسول اللّه و علي الآخر مكتوب لا إله إلاّ اللّه علي الوصيّ. (1)

الثاني عشر: موفّق بن أحمد قال:كتب عمرو بن العاص إلي معاوية في ردّ جواب مكاتبة معاوية إلي عمرو بن العاص و قد كتب معاوية إليه يستميله إلي قتال عليّ عليه السّلام و الاستعانة به في رد جواب المكاتبة من عمر بن العاص،فكتب عمرو بن العاص من صاحب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي معاوية بن أبي سفيان:أمّا بعد فقد وصل كتابك فقرأته ثمّ فهمته،فامّا ما دعوتني إليه من خلع ربقة الإسلام من عنقي و التهوّر في الضّلالة معك و إعانتي إيّاك علي الباطل و اختراط السّيف في وجه عليّ رضي اللّه عنه و هو أخو رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وصيّه و وارثه و قاضي دينه و منجز وعده و زوج ابنته سيّدة نساء الجنّة و أبو السّبطين الحسن و الحسين سيّدي شباب أهل الجنّة فلن يكون،و أمّا ما قلت أنّك خليفة عثمان فقد صدقت،و لكن تبين اليوم عزلك عن خلافته و قد بويع لغيره فزالت خلافتك،و أمّا ما عظمتني به و نسبتني إليه من صحبة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و إنّي صاحب جيشه فلا أغترّ بالتّزكية و لا أميل بها عن الملّة، و أمّا ما نسبت أبا الحسن أخا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وصيّه إلي البغي و الحسد لعثمان و سمّيت الصّحابة فسقة و زعمت أنّه اشلاهم علي قتله فهذا كذب و غواية،ويحك يا معاوية أ ما علمت أنّ أبا حسن بذل نفسه بين يدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و بات علي فراشه،و هو صاحب السّبق إلي الإسلام و الهجرة و قد قال فيه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:هو منّي و أنا منه،و هو منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي، و قد قال فيه يوم غدير خمّ:ألا و من كنت مولاه فعليّ مولاه اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاده و أنصر من نصره و أخذل من خذله،و هو الذي قال فيه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم خيبر:لأعطينّ الراية غدا رجلا يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله،و هو الذي قال فيه يوم الطير:اللّهمّ آتني بأحبّ الخلق إليك،فلمّا دخل عليه قال:و إليّ و إليّ.

و قد قال فيه يوم بني النظير:عليّ إمام البررة و قاتل الفجرة منصور من نصره مخذول من خذله،و قد قال صلّي اللّه عليه و آله:عليّ وليّكم من بعدي و أكّد القول عليك و علي جميع المسلمين.

و قال:إنّي مخلّف فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي.

و قد قال:أنا مدينة العلم و عليّ بابها،و قد علمت يا معاوية ما أنزل اللّه تعالي في كتابه من الآيات المتلوّات في فضائله التي لا يشركه فيها أحد لقوله تعالي: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَ يَخافُونَ (2) و إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (3) ، أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ (4)

ص: 149


1- المناقب /147ح 172.
2- سوره 76 - آيه 7
3- سوره 5 - آيه 55
4- سوره 11 - آيه 17

وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَ مِنْ قَبْلِهِ (1) و قد قال اللّه تعالي: رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيْهِ (2) .

و قد قال اللّه تعالي لرسوله: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (3) .

و قد قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي،سلمك سلمي و حربك حربي،و تكون أخي و وليي في الدنيا و الآخرة،يا أبا الحسن من أحبك فقد أحبني و من أبغضك فقد أبغضني و من أحبك أدخله اللّه الجنة و من أبغضك ادخله اللّه النار،و كتابك يا معاوية الذي هذا جوابه ليس ممن ينخدع به من له عقل أو دين و السلام»فكتب إليه معاوية يعرض عليه الأموال و الولايات و كتب في آخر كتابه هذه الأبيات:

جهلت و لم تعلم محلك عندنا فأرسلت شيئا من عتاب (4)و لا تدري

فثق بالذي عندي لك اليوم آنفا من العز و الإكرام و الجاه و القدر

فأكتب عهدا ترتضيه مؤكدا و أشفعه بالبذل مني و بالبرّ

فكتب إليه عمرو:

أبي القلب مني أن أخادع بالمكر و لست أبيع الدين بالربح و الوفر

و إني لعمري ذو دهاء و فطنة بقتل ابن عفان اصير إلي الكفر (5)

و ساق بقية الأبيات و القصة،و فيها أن معاوية كتب إليه بوعده بولاية مصر (6).

و اقتصرنا هنا علي موضع الحاجة،و العجب كل العجب ممّا في هذا الحديث من النصوص الواردة عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي أمير المؤمنين عليه السّلام برواية النواصب عن الخوارج فاستحبوا العمي علي الهدي.

الثالث عشر: موفق بن أحمد أن أمير المؤمنين قال يوم صفين:«معاشر الناس أنا أخو رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وصيّه و وارث علمه،خصني و حباني بوصيته،و اختارني من بينهم،و زوجني ابنته بعد ما خطبتها عدّة فلم يزوجهم و إنما زوجنيها بأمر ربّه تعالي،و وهب (7)اللّه لي منها ذرية طيّبة فمن أعطي مثل ما أعطيت؟أنا الذي عمّي سيد الشهداء و أخي يطير مع الملائكة حيث يشاء بجناحين مكللين بالدر و الياقوت،أنا صاحب الدعوات أنا صاحب النقمات أنا صاحب الآيات

ص: 150


1- سوره 11 - آيه 17
2- سوره 33 - آيه 23
3- سوره 42 - آيه 23
4- في المصدر:خطابا.
5- البيتان في المصدر كالتالي: أبي القلب منّي أن أخادع بالمكر بقتل ابن عفان أجر إلي الكفر و إني لعمرو ذو دهاء و فطنة و لست أبيع الدين بالربح و الوفر
6- المناقب:107-201 ح 240.
7- في المصدر:فوهب.

العجيبات أنا قرن من حديد و أنا أبدا جديد أنا أبو الأرامل و اليتامي أنا مبير الجبارين و كهف المتقين و سيد الوصيين و أمير المؤمنين و حبل اللّه المتين و الكهف الحصين و العروة الوثقي التي لا انفصام لها» (1).

الرابع عشر: موفق بن أحمد قال:أخبرني شهردار إجازة،أخبرني أبي شيرويه،أخبرنا (2)أبو طالب أحمد بن محمد بن خالد الريحاني الصوفي بقراءتي عليه من أصل سماعه،أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد الرّحمن بن محمد بن طلحة الصيداوي (3)،حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد الحلبي (4)بمصر،أخبرنا (5)أبو أحمد العباس بن الفضل بن جعفر المكي ح علي بن العباس المقانعي،حدّثنا سعيد بن مزيد (6)الكندي،حدّثنا عبد اللّه (7)بن حازم الخزاعي عن إبراهيم بن موسي الجهني عن سلمان الفارسي عن النبي صلّي اللّه عليه و آله أنه قال:«يا علي تختّم باليمين تكن من المقربين قال:يا رسول اللّه و ما المقربون؟قال:جبرائيل و ميكائيل قال:فبم أتختم يا رسول اللّه؟قال:بالعقيق الاحمر فإنه جبل أقرّ للّه بالوحدانية ولي بالنبوة و لك بالوصية و لولدك بالإمامة و لمحبيك بالجنة و لشيعتك و ولدك (8)بالفردوس» (9).

الخامس عشر: موفق بن أحمد قال:أخبرنا الشيخ الإمام برهان الدين أبو الحسين (10)علي بن الحسين الغزنوي بمدينة السلام في داره سلخ ربيع الأول سنة أربع و أربعين و خمسمائة،أخبرنا الإمام أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الاشعث السمرقندي،أخبرنا أبو القاسم بن سعد (11)الاسماعيلي في شعبان سنة اثنتين و تسعين و أربعمائة،أخبرنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهيمي (12)الرجل الصالح،أخبرنا أبو أحمد عبد اللّه بن عدي بن عبد اللّه بن محمد الحافظ،أخبرنا أبو علي الحسين بن عفير بن حماد بن زياد العطار بمصر،حدّثنا أبو يعقوب يوسف ابن عدي بن زريق بن إسماعيل الكوفي التيمي،حدّثنا حرب (13)بن عبد الحميد الضبي،حدّثنا

ص: 151


1- المناقب:222.
2- في المصدر:أخبرني.
3- في المصدر:الصيداني.
4- في المصدر:إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الحلبي.
5- في المصدر:حدثنا.
6- في المصدر:بن مرثد.
7- في المصدر:عبيد اللّه.
8- في المصدر:و لشيعة ولدك بالفردوس.
9- المناقب:326.
10- في المصدر:أبو الحسن.
11- في المصدر:أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة.
12- في المصدر:السهمي.
13- في المصدر:جرير.

سليمان بن مهران الأعمش عن جعفر المنصور الدوانيقي خليفة بني العباس قال:حدّثني والدي عن أبيه عن جده قال:كنّا يوما عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قعودا (1)فاقبلت فاطمة عليها السّلام و قد حملت الحسن علي كتفها و هي تبكي بكاء شديدا و تشهق في بكائها،فقال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ما يبكيك يا فاطمة لا أبكي اللّه عينيك»،قالت:«يا أبة و كيف لا أبكي و نساء قريش قد عيرنني و قلن لي إن أباك قد زوجك برجل (2)[فقير] (3)معدم لا مال له»،فقال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لا تبكي يا فاطمة فو اللّه ما أنا زوجتك،بل اللّه عز و جل زوجك من فوق سبع سماواته،و أشهد علي ذلك جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل،ثم إن اللّه عز و جل اطلع علي محل الأرض اطلاعة فاختار من الخلائق عليّا فزوجك إياه و اتخذته وصيا و علي مني و أنا منه،و علي اشجع الناس قلبا و أعلم الناس علما و أحلم الناس حلما و أقدم الناس سلما،و الحسن و الحسين ابناه سيدا شباب أهل الجنة من الأولين و الآخرين،و سماهما اللّه في التوراة علي لسان موسي عليه السّلام شبر و شبير لكرامتهما علي اللّه تعالي،يا فاطمة لا تبكي فإني إذا دعيت غدا إلي رب العالمين فيكون عليّ[معي]و إذا بعثت غدا بعث علي معي (4)،يا فاطمة لا تبكي فإن عليا و شيعته غدا هم الفائزون يدخلون الجنة» (5).

السادس عشر: موفق بن أحمد قال:أنبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني نزيل بغداد،أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين بن علي،أخبرنا محمد بن عبد العزيز (6)أبو منصور العدل،حدّثنا (7)هلال بن أحمد (8)بن جعفر الحفار،حدّثنا أبو بكر محمد بن عمر،حدّثنا أبو إسحاق محمد بن هارون الهاشمي،حدّثنا محمد بن زياد النخعي،حدّثنا محمد ابن فضيل بن (9)غزوان،حدّثنا (10)غالب الحميري (11)عن أبي جعفر محمد بن علي عن أبيه عن جده قال:قال علي رضي اللّه عنه:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لما أسري بي إلي السماء ثم من السماء إلي سدرة المنتهي وقفت بين يدي ربي عز و جل فقال لي:يا محمد قلت:لبيك و سعديك[يا ربي] (12)،قال:

بلوت (13)خلقي فأيهم أطوع (14)لك؟قلت:يا (15)ربي عليا،قال:صدقت يا محمد هل (16)

ص: 152


1- في المصدر:جلوسا.
2- في المصدر:من رجل.
3- ليست في المصدر.
4- في المصدر:و إذا حبيت غدا فيحبي معي.
5- المناقب:287،و الرواية أطول من هذا اختصرها المصنف.
6- في المصدر:محمد بن محمد بن عبد العزيز.
7- في المصدر:أخبرنا.
8- في المصدر:هلال بن محمد بن جعفر.
9- في المصدر:عن غزوان.
10- في المصدر:حدثني.
11- في المصدر:غالب الجهني.
12- ليس في المصدر.
13- في المصدر:قد بلوت.
14- في المصدر:رأيت أطوع.
15- في المصدر:قلت ربي عليا.
16- في المصدر:فهل اتخذت.

اتخذت لنفسك خليفة يؤدي عنك و يعلم عبادي من كتابي ما لا يعلمون؟قال:قلت:اختر لي (1)فإن خيرتك خيرتي قال:قد (2)اخترت لك عليا فاتخذه لنفسك (3)خليفة و وصيا و نحلته علمي،و حلمي و هو أمير المؤمنين حقا لم ينلها أحد قبله و ليست لأحد بعده،يا محمد علي راية الهدي و إمام من أطاعني و هو (4)نور أوليائي و هو الكلمة التي الزمتها المتقين،من أحبّه أحبني (5)و من أبغضه فقد أبغضني فبشّره بذلك يا محمد،قال (6)النبي صلّي اللّه عليه و آله قلت:ربي فقد بشرته فقال علي رضي اللّه عنه:أنا عبد اللّه و في قبضته،إن يعاقبني فبذنوبي و لم يظلمني شيئا،و إن تمّم لي وعدي فاللّه (7)مولاي فقال:اللهم اجل قلبه (8)و اجعل ربيعه الإيمان بك (9)قال:قد فعلت ذلك به يا محمد غير أني مستخصّه بشيء من البلاء لم أخص به أحدا من أوليائي قال:قلت:ربي أخي و صاحبي قال:قد سبق في علمي أنه مبتلي،و لو لا علي لم يعرف (10)و لا أوليائي و لا أولياء رسلي».

السابع عشر: موفق بن أحمد قال:أخبرني شهردار إجازة،أخبرني أبي شيرويه بن شهردار الديلمي،أخبرني أبو الفضل أحمد بن الحسن (11)بن خيرون الباقلاني الامين رحمه اللّه فيما أجاز إلي، حدّثنا أبو علي بن الحسن بن الحسين بن دوما ببغداد،و أخبرنا أحمد بن نصر بن عبد اللّه أبو (12)الفتح الذراع بالنهروان،حدّثنا صدقة بن موسي بن تميم بن ربيعة أبو العباس،حدّثنا أبي،حدّثنا عن أبيه موسي بن جعفر (13)عن أبيه عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السّلام قال:«خرجت مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ذات يوم نتمشي في طرقات المدينة إذ مررنا بنخل من نخلها فصاحت نخلة بنخلة (14)أخري:هذا النبي المصطفي و علي المرتضي ثم جزناها،فصاحت ثانية بثالثة:هذا موسي و أخوه هارون،ثم جزناها فصاحت

ص: 153


1- في المصدر:يا رب اختر لي.
2- في المصدر:قال:اخترت لك عليا.
3- في المصدر:فاتخذه خليفة و وصيا.
4- في المصدر:من أطاعني و نور أوليائي.
5- في المصدر:فقد أحبني.
6- في المصدر:فقال النبي.
7- في المصدر:فإنه مولاي.
8- في المصدر:قال:اجل قال:قلت:يا رب و أجعل.
9- في المصدر:الإيمان به.
10- في المصدر:لم يعرف حزبي.
11- في المصدر:أحمد بن الحسين بن خيرون.
12- في المصدر:بن الفتح الزارع.
13- في المصدر:حدثنا الرضا عن أبيه موسي بن جعفر.
14- في المصدر:فصاحت نخلة بأخري.

رابعة بخامسة:هذا نوح و إبراهيم،ثم جزناها فصاحت سادسة بسابعة:هذا محمد سيّد المرسلين و هذا علي سيّد الوصيين فتبسم النبي صلّي اللّه عليه و آله ثم قال:يا علي إنما سمي نخل المدينة صيحانيا لأنه صاح بفضلي و فضلك» (1)

الثامن عشر: موفق بن أحمد قال:ذكر الإمام محمد بن أحمد بن شاذان،حدّثني محمد بن أحمد بن شاذان حدّثني محمد بن علي بن فضل الزيات عن علي بن ربيع (2)الماجشون عن إسماعيل بن أبان الوراق عن غياث بن إبراهيم عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:نزل جبرائيل عليه السّلام صبيحة يوم فرحا مستبشرا فقلت:حبيبي جبرائيل ما لي أراك فرحا مستبشرا؟فقال:يا محمد و كيف لا أكون فرحا و قد قرت عيني بما أكرم اللّه اخاك و وصيك و إمام أمتك علي بن أبي طالب؟فقلت:و بما أكرم أخي و إمام أمتي؟فقال:

باهي[اللّه سبحانه و تعالي] (3)بعبادته البارحة ملائكته و حملة عرشه و قال:ملائكتي انظروا إلي حجتي في أرضي (4)بعد نبيي[محمد كيف] (5)قد (6)عفر خده في التراب تواضعا لعظمتي، أشهدكم أنه إمام خلقي و مولي بريتي» (7).

التاسع عشر: أبو الحسن الفقيه بن المغازلي الشافعي في كتاب الفضائل قال:أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد البيع البغدادي قدم علينا واسطا قال:أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن محمد بن مسلم الجبلي قال:حدّثنا عمر بن أحمد قال:حدّثنا الحسن بن ادريس بن أبي الربيع الجرجاني قال:حدّثنا عبد الرزاق بن همام السمعاني قال:حدّثنا معمر عن أبان عن أنس بن مالك قال:أهدي لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بساط من خندف فقال لي:«يا أنس ابسطه»،فبسطته ثم قال:«ادع العشرة»،فدعوتهم،فلما دخلوا أمرهم بالجلوس علي البساط،ثم دعا عليا فناجاه طويلا ثم رجع علي فجلس علي البساط ثم قال:«يا ريح احملينا فحملتنا الريح،قال:فإذا البساط يرف (8)بنا»ثم قال:«يا ريح ضعينا»ثم قال:«تدرون في أيّ مكان أنتم؟»قلنا:لا،قال:«هذا موضع أصحاب الكهف و الرقيم،قوموا فسلّموا علي إخوانكم»،فسلمنا عليهم فلم يردوا علينا،فقام علي بن أبي طالب عليه السّلام فقال:«السلام عليكم معاشر الصديقين و الشهداء»،فقالوا:«و عليك السلام و رحمة اللّه

ص: 154


1- المناقب:/313ح 313 بتفاوت.
2- في المصدر:بن بزيع.
3- ليس في المصدر.
4- في المصدر:علي عبادي.
5- ليس في المصدر.
6- في المصدر:فقد.
7- المناقب:/319ح 322.
8- في المصدر:يدف بنا دفا.

و بركاته»،قال:فقلنا:ما بالهم ردوا عليك و لم يردوا علينا؟قال:«فقال:ما بالكم لم تردوا علي إخواني؟»فقالوا:«إنا معاشر الصدّيقين و الشهداء لا نكلم بعد الموت إلا نبيا أو وصيا»قال:«يا ريح احملينا فحملتنا تدفّ بنا دفّا»ثم قال:«يا ريح ضعينا فوضعتنا فإذا نحن بالحرة»قال:فقال عليّ:«ندرك النبي صلّي اللّه عليه و آله في اخر ركعة»،فطوينا و أتينا و إذا النبي صلّي اللّه عليه و آله يقرأ في آخر ركعة« أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَ الرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً (1) (2)»،و قد ذكر الثعلبي خبر البساط و زاد فيه:فصاروا إلي رقدتهم إلي اخر الزمان عند خروج المهدي عليه السّلام،يقال إن المهدي عليه السّلام يسلم عليهم فيحييهم اللّه تعالي له ثم يرجعون إلي رقدتهم فلا يقومون إلي يوم القيامة (3).

العشرون: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا القاضي أبو تمام علي بن محمد بن الحسين قال:

أخبرني القاضي أبو الفرج أحمد بن علي بن جعفر بن محمد بن المعلي الخيوطي إذنا قال:حدّثنا أبو الطيب محمد بن حبيش بن عبد اللّه بن هارون النيلي في الطراز بواسط سنة إحدي و ثلاثين و أربعمائة قال:حدّثنا المشرف بن سعيد الزارع قال:حدّثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي،حدّثنا سفيان بن حمزة الاسلمي عن كثير بن زيد قال:دخل الأعمش علي المنصور و هو جالس للمظالم فلما بصر به قال له:يا أبا سليمان تصدّر،قال:انا صدر حيث جلست ثم قال:حدّثني الصادق قال:

حدّثني الباقر قال:حدّثني السجاد قال:حدّثني الشهيد قال:حدّثني التقي و هو الوصي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السّلام قال:حدّثني صلّي اللّه عليه و آله قال:«أتاني جبرائيل عليه السّلام آنفا فقال:تختموا بالعقيق فإنه أول حجر شهد للّه بالوحدانية ولي بالنبوة و لعلي بالوصية و لولده بالإمامة و لشيعته بالجنة،فاستدار الناس بوجوههم نحوه فقيل:تذكر قوما فتعلم من لا نعلم فقال:الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب و الباقر محمد بن علي بن الحسين و السجاد علي بن الحسين و الشهيد الحسين بن علي و الوصي و هو التقي علي بن أبي طالب عليهم السّلام» (4).

الحادي و العشرون: موفق بن أحمد قال:أخبرني شهردار إجازة،أخبرني (5)عبدوس كتابة، [حدّثنا أبو طالب] (6)حدّثنا ابن مردويه،حدّثنا أحمد بن محمد بن عاصم،حدّثنا عمران بن عبد الرحيم،حدّثنا أبو الصلت الهروي،حدّثنا حسين بن الحسن الاشقر،حدّثنا قيس بن (7)الأعمش

ص: 155


1- سوره 18 - آيه 9
2- الكهف:9.
3- انظر:ينابيع المودة:428/1،المناقب لابن المغازلي:/94ح 139.
4- مناقب ابن المغازلي:/179ح 326.
5- في المصدر:أخبرنا.
6- زيادة من المصدر.
7- في المصدر:عن.

عن عناية (1)بن ربعي عن أبي أيوب أن النبي صلّي اللّه عليه و آله مرض مرضا (2)فأتته فاطمة تعوده،فلما رأت ما برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من الجهد[و التعب] (3)و الضعف استعبرت فبكت حتي سالت دموعها علي خديها، فقال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا فاطمة إياك،إن لك لكرامة علي اللّه تعالي،إياك زوجك من[هو] (4)أقدمهم سلما و اكثرهم علما و أعظمهم حلما إن اللّه اطلع إلي أهل الأرض اطلاعة فاختارني منهم و بعثني نبيا مرسلا،ثم اطلع اطلاعة فاختار منهم بعلك فأوحي إلي أن أزوجه إياك و أتخذه وصيا» (5).

الثاني و العشرون: موفق بن أحمد قال:أنبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني نزيل بغداد،أخبرني أبو القاسم أحمد بن عمر المقري،أخبرني (6)عاصم بن حميد (7)،أخبرنا عبد الواحد بن محمد بن عبد اللّه،حدّثنا (8)أحمد بن محمد بن سعيد،حدّثنا محمد بن أحمد بن الحسين،حدّثنا خزيمة بن هامان (9)المروزي،حدّثنا عيسي بن يونس عن الأعمش عن سعيد بن جبير[عن ابن عباس] (10)قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يأتي علي الناس يوم القيامة وقت ما فيه راكب إلا نحن أربعة»،فقال له العباس بن عبد المطلب عمه:فداك أبي و امي و من هؤلاء الأربعة؟قال:«أنا علي البراق و أخي صالح علي ناقة اللّه التي عقرها قومه و عمي حمزة أسد اللّه علي ناقته الغضباء و[أخي] (11)علي بن أبي طالب علي ناقة من نوق الجنة مديحة (12)الجبين عليه حلتان خضراوان[من حلل الجنة] (13)من كسوة الرّحمن،علي رأسه تاج من نور، لذلك التاج سبعون ألف ركن علي كل ركن ياقوتة حمراء تضيء للراكب مسيرة ثلاثة أيام،و بيده لواء الحمد و هو ينادي:لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه،فيقول الخلائق:من هذا؟أ هو ملك مقرب أم نبي مرسل أم حامل عرش؟فينادي مناد من بطنان العرش ليس هذا ملك مقرب و لا نبي مرسل و لا حامل عرش،هذا علي بن أبي طالب وصي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله (14)و أمير المؤمنين و قائد الغر

ص: 156


1- في المصدر:عباية.
2- في المصدر:مرضة.
3- زيادة ليست في المصدر.
4- ليست في المصدر.
5- المناقب:/112ح 122.
6- في المصدر:أخبرنا.
7- في المصدر:عاصم بن الحسين بن محمد.
8- في المصدر:أخبرنا.
9- في المصدر:ماهان.
10- زيادة من المصدر.
11- زيادة من المصدر.
12- في المصدر:مدبجة.
13- زيادة ليست في المصدر.
14- في المصدر:رسول رب العالمين.

المحجلين في جنات النعيم» (1).

الثالث و العشرون: أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء من أعيان علماء العامة رفعه إلي أبي برزة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن اللّه تعالي عهد إليّ في علي عهدا فقلت:يا رب بيّنه لي،فقال:اسمع فقلت:سمعت فقال:إن عليا راية الهدي و إمام أوليائي و نور من أطاعني و هو الكلمة التي الزمتها المتقين،من أحبه أحبني و من أبغضه أبغضني فبشره،فجاء عليّ فبشرته بذلك فقال:يا رسول اللّه أنا عبد اللّه و في قبضته فإن يعذبني فبذنبي و ان يتمّ الذي بشرني به فاللّه أولي بي،قال:قلت اللهم اجل قلبه و اجعل ربيعه الإيمان بك،فقال اللّه تعالي:قد فعلت به ذلك،ثم إنه رفع إليّ أنه استخصه من البلاء بشيء لم يخص به أحدا من أصحابي فقلت:يا رب أخي و وصيي،فقال تعالي إن هذا شيء قد سبق أنه مبتلي و مبتلي به» (2).

الرابع و العشرون: من الخبر الأول من مسند سيدة نساء العالمين فاطمة عليها السّلام جمع الحافظ أبي الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الدارقطني بإسناده عن أبي هارون العبدي قال أتيت أبا سعيد الخدري فقلت له:هل شهدت بدرا؟قال:نعم فقلت:ألا تحدثني بشيء سمعته من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في علي عليه السّلام و فضله؟قال:بلي أخبرك أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مرض مرضة ثم نقه منها فدخلت عليه فاطمة تعوده و أنا جالس عن يمين رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فلما رأت فاطمة ما برسول اللّه من الضعف خنقتها العبرة حتي بدت دموعها علي خدها،فقال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ما يبكيك يا فاطمة»؟قالت «أخشي الضيعة[بعدك]يا رسول اللّه»فقال:«يا فاطمة أ ما علمت أن اللّه اطلع إلي الأرض اطلاعة فاختار منهم أباك فبعثه نبيا،ثم اطلع ثانية فاختار منهم بعلك فأوحي إلي فأنكحته إياك و اتخذته وصيا؟أ ما علمت أنك بكرامة اللّه إياك زوّجك أعلمهم علما و أكثرهم حلما و أقدمهم سلما»؟ فضحكت و استبشرت فأراد أن يزيدها من مزيد الخير كله الذي قسمه تعالي لمحمد و آل محمد، فقال لها:«يا فاطمة و لعلي عليه السّلام ثمانية اضراس»يعني مناقب:إيمان باللّه و رسوله و حكمه و زوجته فاطمة و سبطاه الحسن و الحسين و أمره بالمعروف و نهيه عن المنكر«يا فاطمة إنّا أهل بيت أعطينا ست خصال لم يعطها أحد من الأولين و لا يدركها أحد من الآخرين غيرنا:نبينا خير الأنبياء و هو أبوك و وصينا خير الأوصياء و هو بعلك و شهيدنا خير الشهداء و هو حمزة عم أبيك و منا سبطا هذه الامة و هما ابناك و منا مهدي هذه الأمة الذي يصلي خلفه عيسي»ثم ضرب علي منكب

ص: 157


1- المناقب:/360ح 372.
2- مناقب ابن المغازلي:46،العمدة لابن البطريق:453/289.

الحسين عليه السّلام فقال:«من هذا مهدي هذه الأمة» (1).

الخامس و العشرون: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة في كتاب فرائد السمطين قال:أنبأني السيد الإمام نسابة عهده جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد بن فخار ابن أحمد بن محمد بن الغنائم محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم المجاب برد السلام ابن محمد الصالح بن موسي الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن أبي عبد اللّه الحسين الشهيد بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السّلام أجمعين قال:أنبأنا والدي الإمام شمس الدين شيخ الشرف مقدرة إجازة قال:أخبرنا شاذان بن جبرائيل القمي عن جعفر بن محمد الدورستي عن أبيه قال:أنبأنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه قال:نبأنا محمد بن علي ماجيلويه قال:نبأنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن علي بن معبد عن الحسن بن خالد عن علي بن موسي الرضا عليه التحية و الثناء عن آبائه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من أحب أن يستمسك بديني و يركب سفينة النجاة بعدي فليقتد بعلي بن أبي طالب و ليعاد عدوه و ليوال وليه،فإنه وصيي و خليفتي علي أمتي في حياتي و بعد وفاتي و هو إمام كل مسلم و أمير كل مؤمن بعدي،قوله قولي و أمره أمري و نهيه نهيي و تابعه تابعي و ناصره ناصري و خاذله خاذلي»،ثم قال صلّي اللّه عليه و آله:«من فارق عليا بعدي لم يرني و لم أره يوم القيامة،و من خالف عليا حرم اللّه عليه الجنة و جعل مأواه النار،و من خذل عليا خذله اللّه يوم يعرض عليه،و من نصر عليا نصره اللّه يوم يلقاه و لقنه حجته عند مسألة القبر».

ثم قال صلّي اللّه عليه و آله:«الحسن و الحسين إماما أمتي بعد أبيهما و سيدا شباب أهل الجنة،أمهما سيدة نساء العالمين و أبوهما سيد الوصيين،و من ولد الحسين تسعة أئمة تاسعهم القائم من ولدي طاعتهم طاعتي و معصيتهم معصيتي،إلي اللّه أشكو المنكرين لفضلهم و المضيعين لحرمتهم بعدي و كفي باللّه وليا و ناصرا لعترتي و أئمة أمتي و منتقما من الجاحدين لحقهم،و سيعلم الذي ظلموا أي منقلب ينقلبون» (2).

السادس و العشرون: الحمويني هذا قال:أخبرني الشيخ الزاهد جمال الدين محمد بن أبي بكر ابن أحمد بن خليل الصوافي الخليلي القزويني بقراءتي عليه بعبرآباد في شهر ربيع الأول سنة سبع و ستين و ستمائة قال:أنبأنا الشيخ أبو حفص عمر بن أبي بكر بن محمد بن عامر التيمي في

ص: 158


1- كفاية الطالب للدارقطني:163،البيان في أخبار صاحب الزمان للحافظ الكنجي:502.
2- بحار الأنوار:/354/36ح 70،كمال الدين و تمام النعمة:260.

منزلنا برباط الغزاونة الملاصق بالمسجد الحرام تجاه الكعبة المعظمة في العشر الاخير من شوال سنة سبع و ثلاثين و ستمائة بقراءتي عليه،أنبأنا أبو الهدي عيسي بن يحيي أحمد الصوفي السبسبي الأنصاري قال:أنبأنا الشيخ أبو عبد اللّه يعلي بن أبي مسلم الصوفي القزويني بقراءته علينا في السادس من رجب سنة ثمان و ستمائة بالحرم الشريف قال:أخبرني الشيخ أبو الهدي صواب عبد اللّه الحبشي خادم الضريح النبوي بالحرم الشريف تجاه الكعبة المعظمة زادها اللّه شرفا عند باب الحزورة في التاسع و العشرين من شهر ذي القعدة سنة ست و ستمائة بقراءتي عليه قال:أنبأنا أبو العباس أحمد بن عبد اللّه الأصبهاني بدمشق قال:أنبأنا أبو سعيد عبد اللّه بن محمد بن عبد الوهاب قال:نبأنا أبو نصر منصور بن عبد اللّه قال:نبأنا عبد اللّه بن إسماعيل قال:نبأنا عثمان بن طالوت قال:نبأنا بشر بن عمرو العلاء النحوي قال:حدّثني أبي عمرو بن العلاء القاري عن ابن أبي الزبير عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:كنت يوما مع النبي صلّي اللّه عليه و آله في بعض حيطان المدينة و يد علي عليه السّلام في يده فمررنا بنخل فصاح النخل:هذا محمد سيد الأنبياء و هذا علي سيد الأوصياء و أبو الأئمة الطاهرين،ثم مررنا بنخل فصاح النخل:هذا المهدي و هذا الهادي ثم مررنا بنخل فصاح النخل:هذا محمد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هذا علي سيف اللّه،فالتفت النبي صلّي اللّه عليه و آله إلي عليّ صلوات اللّه عليه و آله فقال:«يا علي سمّه الصيحاني»فسمي من ذلك اليوم الصيحاني (1).

السابع و العشرون: الحمويني هذا قال:أنبأني الشيخ كمال الدين علي بن محمد بن محمد بن محمد بن وضّاح الشهراباني،أنبأنا مؤرخ بغداد الإمام محب الدين محمد بن الحسين النجار إجازة قال:أنبأنا الإمام أبو الفتوح ناصر بن أبي المكارم المطرزي إجازة قال:أنبأنا الإمام أخطب خوارزم أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي ثم الخوارزمي قال:أخبرني الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي،أنبأنا الإمام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ قال:أنبأنا الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي قال:أنبأنا الحاكم أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه البيع قال:

أنبأنا أبو الحسين أحمد بن جعفر بن البزّار العلوي الكوفي قال:نبأنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ قال:نبأنا علي بن الحسن بن فضال قال:نبأنا أبي قال:سمعت علي بن موسي الرضا عليه التحية و الثناء و جاءه رجل فقال له:يا ابن رسول اللّه رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في المنام كأنه يقول لي:«كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بضعتي و استحفظتم وديعتي و غيّب في ثراكم نجمي»،فقال له الرضا عليه السّلام:«أنا المدفون في أرضكم و أنا بضعة نبيكم و أنا الوديعة و النجم،من زارني و هو يعرف

ص: 159


1- انظر:ينابيع المودة:409/1،فرائد السمطين:/137/1ح 101.

ما أوجب اللّه من حقي و طاعتي فأنا و آبائي شفعاؤه يوم القيامة و من كنّا شفعاءه نجا و لو عليه مثل وزر الثقلين الجن و الانس،و لقد حدّثني أبي عن جدي عن أبيه عن آبائه أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:من رآني في منامه فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي و لا في صورة أحد من أوصيائي،إن الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزءا من النبوة» (1).

الثامن و العشرون: الحمويني هذا قال:أخبرنا العدل الصالح رشيد الدين محمد بن عمر بن أبي القاسم المقري بقراءتي عليه ببغداد إجازة بروايته عن شيخ الإسلام شهاب الدين عمر بن محمد ابن عبد اللّه السهروردي قال:نبأنا محمد بن عبد الباقي بن سلمان سماعا،أنبأنا أحمد بن أحمد بن عبد اللّه قال:نبأنا محمد بن أحمد بن علي،نبأنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة،حدّثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون،نبأ علي بن محمد بن عياش عن الحرث بن خضيرة (2)عن القاسم بن جندب عن أنس بن مالك قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا أنس اسكب لي وضوءا»ثم قال:«يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين و سيد المسلمين و قائد الغر المحجلين و خاتم الوصيين»،قال أنس:قلت:اللهم اجعله رجلا من الأنصار و كتمته؛إذ جاء علي صلوات اللّه عليه و آله فقال:«من هذا يا أنس»؟فقلت علي،فقام مستبشرا فاعتنقه ثم جعل يمسح عرق وجهه و يمسح عرق علي بوجهه فقال علي عليه السّلام،«يا رسول اللّه لقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعته بي من قبل»،قال:«و ما يمنعني و أنت تؤدي عني و تسمعهم صوتي و تبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي»،قال أحمد بن عبد اللّه:و روي جابر الجعفي عن أبي الطفيل عن أنس نحوه (3).

التاسع و العشرون: الحمويني هذا قال:أخبرني الشيخ الصالح إجازة بروايته عن أبي الفتوح داود بن معمر القرشي و أبي القاسم عبد الكريم بن أبي الفضل بن عبد الكريم إجازة قالا:أنبأنا الحافظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي إجازة قال:أنبأنا والدي قال:أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد المدائني الحافظ قال:نبأنا أبو محمد الحلال قال:نبأنا الحسن بن أحمد بن حرب قال:نبأنا الحسن بن محمد بن يعلي العلوي قال:نبأنا محمد بن إسحاق قال:نبأنا إبراهيم بن عبد اللّه قال:نبأنا عبد الرزاق قال:نبأنا معمر عن محمد بن عبد اللّه الصامت عن أبي ذر الغفاري رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«انا خاتم الأنبياء و أنت يا علي خاتم الأوصياء»،و لفظ أبي ذر

ص: 160


1- انظر:أمالي الصدوق:/121مجلس /15ح 10.
2- في المصدر:الحارث بن حصيرة.
3- انظر:المناقب للموفق الخوارزمي:85،حلية الأولياء:63/1.

«أنا خاتم النبيين كذلك عليّ خاتم الأوصياء إلي يوم الدين،و في الباب علي بن أبي طالب عليه السّلام» (1).

الثلاثون: أخبرني الشيخ الإمام مجد الدين عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر و الخطيب جمال الدين خطيب باب البصرة إذنا بروايتهما عن أحمد بن يعقوب بن عبد اللّه بن عبد الواحد المارستاني القيم و الأنجب بن أبي السعادات ابن محمد الحمامي إجازة،ح و القاضي بهاء الدين عبد الغفار بن عبد المجيد بن هوذان الزماني الريحاني مشافهة بروايته عن برهان الدين إبراهيم بن الحسن بن محمد الغزنوي إجازة بروايتهم عن الشيخ أبي محمد لاحق بن علي بن منصور بن كارد الخزيمي المقري،قال الغربوي سماعا عليه قال:أنبأنا الريس العالم أبو علي محمد سعيد بن إبراهيم بن تيهان الكاتب قال:أنبأنا أبو علي الحسن بن محمد بن شاذان،أنبأنا أبو محمد عبد اللّه بن جعفر بن درستويه الفارسي النحوي قراءة عليه في منزله في درست الزعفراني يوم السبت من رجب سنة أربع و أربعين و ثلاثمائة و أنا أسمع،نبأنا أبو يوسف بن سفيان العمري،أنبأنا أبو طاهر محمد بن مسلم الحضرمي،حدّثنا حسن بن حسين العرني،نبأنا يحيي بن عيسي الرعلي عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأم سلمة:«هذا علي بن أبي طالب لحمه لحمي و دمه دمي و هو مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لا نبي بعدي،يا أم سلمة،هذا علي أمير المؤمنين و سيد المسلمين و وصيي و عيبة علمي و بابي الذي أوتي منه أخي في الدنيا و الآخرة و معي في السنام الاعلي،يقتل القاسطين و الناكثين و المارقين» (2).

الحادي و الثلاثون: الحمويني هذا قال:أخبرني العدل محمد بن أبي القاسم بن عمر بقراءتي عليه،نبأنا شيخ الإسلام شهاب الدين عمر بن محمد السهروردي إجازة قال:أنبأنا أبو الفتح محمد ابن عبد الباقي بن سليمان سماعا قال:أنبأنا أحمد بن أحمد أبو الفضل قال:أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ قال:نبأنا أبو بكر الطلحي،نبأنا محمد بن علي بن رخيم،نبأنا عباد بن سعيد بن عباد الجعفي،نبأنا محمد بن عثمان بن أبي البهلول بن صالح بن الأسود عن أبي المطهر الرازي عن الأعمش الثقفي عن سلام الجعفي عن أبي برزة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن اللّه تعالي عهد إلي في علي بن أبي طالب عليه السّلام عهدا فقلت:يا رب بيّنه لي؟فقال:اسمع،فقلت:سمعت،فقال:إنّ عليا

ص: 161


1- انظر:ينابيع المودة:73/2.
2- انظر:أمالي الشيخ الطوسي:/50مجلس /2ح 35 بتفاوت،بشارة المصطفي:167.

راية الهدي و إمام أوليائي و نور من أطاعني و هو الكلمة التي الزمتها المتقين،من أحبه أحبني و من أبغضه أبغضني فبشره بذلك،فبشرته فقال:يا رسول اللّه أنا عبد اللّه و في قبضته فإن يعذبني فبذنبي،و إن يتم الذي بشرتني به فاللّه أولي به،قال:قلت:اللهم اجل قلبه و اجعل ربيعه الإيمان، فقال اللّه عز و جل:قد فعلت به ذلك،ثم إنه رفع إلي أنه سيخصه من البلاء بشيء لم يخص به أحدا من أصحابي فقلت:يا رب أخي و صاحبي قال:إن هذا شيء قد سبق أنه مبتلي و مبتلي به» (1).

الثاني و الثلاثون: إبراهيم بن محمد الحمويني هذا قال:أنبأني الإمام بدر الدين محمد بن أبي الكرم عبد الرزاق بن أبي بكر بن حيدر،أخبرني القاضي فخر الدين محمد بن خالد الحنيفي الابهري كتابة قال:أنبأنا السيد الإمام ضياء الدين فضل اللّه بن علي أبو الرضا الراوندي إجازة، أخبرنا السيد أبو الصمصام ذو الفقار بن محمد بن معد الحسني،أخبرنا الشيخ أبو جعفر الطوسي قدس اللّه روحه،أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن محمد بن النعمان روح اللّه روحه و أبو عبد اللّه الحسين ابن عبيد اللّه و أبو الحسين جعفر بن الحسين بن حسكة القمي و أبو زكريا محمد بن سليمان الحرّاني قالوا كلهم:أنبأنا الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه رضي اللّه عنه قال:أنبأنا علي بن[محمد بن] (2)عبد اللّه الوراق الرازي،أنبأنا سعد بن عبد اللّه،أنبأنا الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسين بن علوان عن عمرو بن خالد عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن عبد اللّه بن عباس قال:

سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«أنا و علي و الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين مطهّرون معصومون» (3).

و قال أبو جعفر محمد بن الحسين:أخبرني أبو المفضل محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب الشيباني عن أحمد بن مطرف بن سوار بن الحسين القاضي الحسني بمكة،أنبأنا أبو حاتم المهلّبي المغيرة بن محمد،أنبأنا عبد الغفار بن كثير الكوفي عن هيثم بن حميد عن أبي هاشم عن مجاهد عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال:قدم يهودي علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقال له نعثل فقال له:يا محمد إني أسألك عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين فإن اجبتني عنها أسلمت علي يدك قال:سل يا أبا عمارة قال:يا محمد صف لي ربك فقال عليه السّلام:«إن الخالق لا يوصف إلا بما وصف به نفسه و كيف يوصف الخالق الذي تعجز الحواس أن تدركه و الأوهام أن تناله،و الخطرات أن تحده،و الابصار الاحاطة به،جل عما يصفه الواصفون نأي في قربه و قرب في نأيه،كيّف الكيف فلا يقال له كيف

ص: 162


1- فرائد السمطين:268/1 باب 52.
2- زيادة من المصدر.
3- كمال الدين و تمام النعمة:280.

و أيّن الأين فلا يقال له اين،هو منقطع الكيفوفية و الأينونية فهو الواحد الصمد كما وصف نفسه، و الواصفون لا يبلغون نعته لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد».

قال:صدقت يا محمد فاخبرني عن قولك إنه واحد لا شبيه له،أ ليس اللّه تعالي واحدا و الإنسان واحد فوحدانيته قد اشبهت وحدانية الإنسان فقال صلّي اللّه عليه و آله:«اللّه تعالي واحد أحدي المعني و الإنسان واحد ثنائي المعني جسم و عرض و بدن و روح و إنما التشبيه في المعاني لا غير»قال:صدقت يا محمد،فأخبرني عن وصيّك من هو؟فما من نبيّ إلا و له وصي و إن نبينا موسي بن عمران أوصي إلي يوشع بن نون فقال صلّي اللّه عليه و آله:«نعم،إن وصيّي و الخليفة من بعدي علي بن أبي طالب و بعده سبطاي الحسن ثم الحسين يتلوه تسعة من صلب الحسين أئمة أبرار»قال:يا محمد فسمّهم لي قال:«نعم إذا مضي الحسين فابنه علي فإذا مضي عليّ فابنه محمد فإذا مضي محمد فابنه جعفر فإذا مضي جعفر فابنه موسي فإذا مضي موسي فابنه علي فإذا مضي علي فابنه محمد ثم ابنه عليّ ثم ابنه الحسن ثم الحجة بن الحسن فهذه اثنا عشر أئمة عدد نقباء بني إسرائيل»قال:فاين مكانهم في الجنة؟قال:«معي في درجتي»قال:أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أنك رسول اللّه و أشهد أنهم الأوصياء بعدك،و لقد وجدت هذا في الكتب المتقدمة و فيما عهد إلينا موسي بن عمران أنه إذا كان اخر الزمان يخرج نبي يقال له أحمد خاتم الأنبياء لا نبي بعده فيخرج من صلبه أئمة أبرار عدد الأسباط قال:فقال:«يا أبا عمارة أ تعرف الاسباط؟»قال:نعم يا رسول اللّه إنهم كانوا اثني عشرا أولهم لاوي بن برخيا و هو الذي غاب عن بني إسرائيل غيبته ثم عاد فأظهر اللّه شريعته بعد دراستها و قاتل قرطبنا (1)الملك حتي قتله فقال عليه السّلام:«كائن في أمتي ما كان في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل و القذّة،بالقذّة و أنّ الثاني عشر من ولدي يغيب حتي لا يري،و يأتي علي أمتي زمن لا يبقي من الإسلام إلا اسمه و من القرآن إلا رسمه،فحينئذ يأذن اللّه تعالي له بالخروج فيظهر الإسلام و يجدد الدين»ثم قال عليه و آله الصلاة و السلام:«طوبي لمن أحبهم و الويل لمبغضهم و طوبي لمن تمسّك بهم»فانتفض نعثل و قام بين يدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول شعرا:

صلي الإله ذو العلي عليك يا خير البشر

أنت النبي المصطفي و الهاشمي المفتخر

بكم هدانا ربنا و فيك نرجو ما أمر

و معشر سميتهم أئمة اثني عشر

ص: 163


1- في المصدر:قرسطيا.

حباهم رب العلي ثم صفاهم من كدر

قد فاز من والاهم و خاب من عادي الزهر

آخرهم يشفي الظنا (1) و هو الإمام المنتظر

عترتك الأخيار لي و التابعون ما أمر

من كان عنهم معرضا فسوف تصلاه سقر (2)

الثالث و الثلاثون: إبراهيم بن محمد الحمويني قال:أنبأني المشايخ الكرام السيد جمال الدين رضي الإسلام أحمد بن طاوس الحسني و السيد الإمام النسابة جلال الدين عبد الحميد بن فخار ابن معد بن فخار الموسوي و علامة زمانه نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن يحيي بن سعيد الحلّيّون(رضي اللّه عنهم)كتابة عن السيد الإمام شمس الدين شيخ الشرف فخار بن معد بن فخار الموسوي عن شاذان بن جبرائيل القمي عن جعفر بن محمد الدورستي عن أبيه عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه القمي رضي اللّه عنه قال:حدّثني أبي و محمد بن الحسن(رضي اللّه عنهما)قالا:حدّثنا سعد بن عبد اللّه و عبد اللّه بن جعفر الحميري جميعا عن أبي الخير (3)صالح بن أبي حماد و الحسن بن طريف جميعا عن بكر بن صالح،و حدّثنا أبي و محمد بن موسي بن المتوكل و محمد بن علي ماجيلويه و أحمد بن علي بن إبراهيم و الحسين بن إبراهيم بن ناتانه و أحمد بن زياد الهمداني(رضي اللّه عنهم)قالوا:حدّثنا علي بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم روّح اللّه روحيهما عن بكر بن صالح عن عبد الرّحمن بن سالم عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه الصلاة و السلام قال:«قال أبي عليه السّلام لجابر بن عبد الأنصاري:إن لي إليك حاجة فمتي يخف عليك أن اخلو بك فاسألك عنها؟فقال له جابر:في أي الاوقات شئت،فخلا به أبي عليه السّلام فقال له:يا جابر،أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يدي أمي فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و ما أخبرتك به أنّ في ذلك اللوح مكتوبا فقال جابر:أشهد اللّه أني دخلت علي أمك فاطمة عليها السّلام في حياة رسول اللّه أهنيها بولادة الحسين فرأيت في يدها لوحا اخضر ظننت أنه زمرّد و رأيت فيه كتابا ابيض شبه نور الشمس فقلت لها:بأبي أنت و امي يا بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ما هذا اللوح؟

فقالت:هذا اللوح أهداه اللّه إلي رسوله صلّي اللّه عليه و آله فيه اسم أبي و اسم بعلي و اسم ابني و اسم الأوصياء من ولدي فأعطانيه أبي ليبشرني (4)بذلك،قال جابر:فاعطتنيه أمك فاطمة فقرأته و انتسخته فقال

ص: 164


1- في المصدر:يسقي الظما.
2- فرائد السمطين:/132/2ح 431.
3- في المصدر:عن أبي الحسن.
4- في المصدر:ليسرني.

أبي:فهل لك يا جابر أن تعرضه عليّ؟قال:نعم،فمشي معه أبي حتي انتهي إلي منزل جابر و اخرج إلي أبي صحيفة من رقّ فقال:يا جابر انظر إلي كتابك لأقرأ عليك فنظر جابر في نسخته فقرأه أبي فما خالف حرف حرفا،فقال جابر:فأشهد باللّه أني رأيته هكذا في اللوح مكتوبا.

بسم اللّه الرّحمن الرحيم هذا كتاب من اللّه العزيز الحكيم لمحمد نوره و سفيره و حجابه و دليله نزل به الروح الأمين من عند رب العالمين،عظّم يا محمد أسمائي و اشكر نعمائي و لا تجحد آلائي فإني انا اللّه لا إله إلاّ أنا قاصم الجبارين و مذل الظالمين و مبير المتكبرين (1)و ديان الدين إنّي أنا اللّه لا إله إلاّ أنا فمن رجا غير فضلي و خاف غير عدلي عذبته عذابا لا أعذّبه أحدا من العالمين،فإياي فاعبد و عليّ فتوكل.

إني لم أبعث نبيّا فأكملت أيامه و انقضت مدته إلا جعلت له وصيّا و إني فضلتك علي الأنبياء و فضلت وصيّك علي الأوصياء و أكرمتك بشبليك بعده و بسبطيك حسن و حسين،فجعلت حسنا معدن علمي بعد انقضاء مدّة أبيه و جعلت حسينا خازن وحيي و أكرمته بالشهادة و ختمت له بالسعادة،فهو أفضل من استشهد و ارفع الشهداء درجة،جعلت كلمتي التامة معه و الحجة البالغة عنده،بعترته أثيب و أعاقب،أولهم سيّد العابدين و زين أوليائي الماضين،و ابنه شبيه جده المحمود محمد الباقر لعلمي و المعدن لحكمتي سيهلك المرتابون في جعفر،الرادّ عليه كالراد عليّ،حق القول مني لأكرمن مثوي جعفر و لأسرّنّه في أشياعه و أنصاره و أوليائه و انتجبت بعده موسي،و لأتيحن فتنة عمياء حندس لأن خيط فرضي لا ينقطع و حجتي لا تخفي و ان أوليائي لا يشقون،ألا و من جحد واحدا منهم فقد جحد نعمتي،و من غيّر آية من كتابي فقد افتري عليّ، و ويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدة عبدي موسي و حبيبي و خيرتي،ألا إن المكذب للثامن مكذب بكل أوليائي،و علي وليي و ناصري أضع عليه اعباء النبوّة و أمنحه بالاضطلاع بها، يقتله عفريت مستكبر،يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح[ذو القرنين] (2)إلي جنب شر خلقي،حق القول مني لأقرنّ عينه بمحمد ابنه و خليفته من بعده فهو وارث علمي و معدن حكمتي و موضع سري و حجتي علي خلقي،جعلت الجنة مثواه و شفعته في سبعين من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار و اختم بالسعادة لابنه علي وليّي و ناصري و الشاهد في خلقي و أميني علي وحيي،و اخرج منه الداعي إلي سبيلي و الخازن لعلمي الحسن ثم أكمل ذلك بابنه رحمة للعالمين عليه كمال موسي و بهاء عيسي و صبر أيوب و سيذل أوليائي في زمانه و يتهادون

ص: 165


1- زيادة من المصدر.
2- زيادة من المصدر.

رءوسهم كما تتهادي رءوس الترك و الديلم،فيقتلون و يحرقون و يكونون خائفين مرعوبين و جلين تصبغ الأرض بدمائهم و ينشأ الويل و الرنين في نسائهم،أولئك أوليائي حقا بهم ادفع كل فتنة عمياء حندس و بهم اكشف الزلازل و ادفع الآصار و الأغلال أولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمة و أولئك هم المهتدون».

قال عبد الرّحمن بن سالم:قال أبو بصير:لو لم تسمع في دهرك إلا هذا الحديث لكفاك فصنه إلاّ عن أهله (1).

الرابع و الثلاثون: إبراهيم بن محمد الحمويني قال ابن بابويه و حدّثنا علي بن الحسين المؤدب و أحمد بن هارون القاضي قالا:أنبأنا محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري عن أبيه عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري الكوفي عن مالك السلولي عن درست عن عبد الحميد عن عبد اللّه بن القاسم عن عبد اللّه بن جبلة عن أبي السفاتج عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السّلام عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:دخلت علي فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قدّامها لوح يكاد ضوؤه يغشي الأبصار،فيه اثنا عشر اسما:ثلاثة في ظاهره و ثلاثة في باطنه و ثلاثة اسماء في آخره و ثلاثة اسماء في طرفه فعددتها فإذا هي اثنا عشر،فقلت:اسماء من هذا؟

قالت:«هذه اسماء الأوصياء أولهم ابن عمي و أحد عشر من ولدي آخرهم القائم»

قال جابر:فرأيت فيها محمدا محمدا محمدا في ثلاثة مواضع و عليّا و عليا و عليا و عليا في أربعة مواضع (2).

الخامس و الثلاثون: الحمويني هذا بإسناده إلي ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيي العطار قال:حدّثنا أبي عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسن بن محبوب عن أبي الجارود عن جعفر عليه السّلام عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:دخلت علي فاطمة عليها السّلام و بين يديها لوح فيه اسماء الأوصياء فعددت اثني عشر آخرهم القائم،ثلاثة منهم محمد و أربعة منهم علي صلوات اللّه عليهم (3).

السادس و الثلاثون: الحمويني هذا قال و بالاسناد إلي أبي جعفر بن بابويه-رضي اللّه عنهما- قال:أنبأنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني-رضي اللّه عنهم-قال:حدّثنا الحسن بن

ص: 166


1- كمال الدين و تمام النعمة:308،الفضائل لشاذان بن جبرئيل القمي:113.
2- كمال الدين و تمام النعمة:311.
3- كمال الدين و تمام النعمة:269.

إسماعيل،قال:أنبأنا أبو عمر سعيد بن محمد بن نصر العطار (1)قال أنبأنا عبد اللّه بن محمد السلمي قال:أنبأنا محمد بن عبد الرحيم قال:أنبأنا محمد بن سعيد بن محمد قال:أنبأنا العباس بن أبي عمر عن صدقة بن أبي موسي عن أبي نضرة قال:لما احتضر أبو جعفر محمد بن علي[الباقر صلوات اللّه عليهما] (2)عند الوفاة دعا بابنه الصادق عليه السّلام ليعهد إليه عهدا،و قال له أخوه زيد بن علي:لو امتثلت في تمثال الحسن و الحسين عليهما السّلام لرجوت أن لا تكون أتيت منكرا فقال له:«يا أبا الحسن إن الامانات ليس بالمثال و لا العهود بالسّوم،و إنما هي أمور سابقة عن حجج اللّه تبارك و تعالي»،ثم دعا بجابر بن عبد اللّه فقال له:«يا جابر،حدّثنا بما عاينت من الصحيفة»فقال له جابر:نعم يا أبا جعفر،دخلت علي مولاتي فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأهنّيها بمولد الحسين عليه السّلام فإذا بيدها صحيفة من درّة بيضاء فقلت:يا سيدة النسوان ما هذه الصحيفة التي اراها معك؟قالت:«فيها اسماء الأئمة من ولدي»فقلت لها:ناوليني لأنظر فيها،قالت:«يا جابر لو لا النهي لكنت أفعل لكنّه قد نهي أن يمسها إلاّ نبي أو وصي نبي،أو أهل بيت نبي و لكنه مأذون لك أن تنظر إلي بطنها من ظاهرها».

قال جابر:فقرأت فإذا أبو القاسم محمد بن عبد اللّه المصطفي و أمه آمنة،أبو الحسن علي بن أبي طالب المرتضي أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف،أبو محمد الحسن بن علي،و أبو عبد اللّه الحسين بن علي النقي أمهما فاطمة بنت محمد،أبو محمد علي بن الحسين العدل أمّه شاه بانويه (3)بنت يزدجر بن شاهنشاه،أبو جعفر محمد بن علي الباقر أمه أم عبد اللّه بنت الحسن بن علي بن أبي طالب،أبو عبد اللّه جعفر بن محمد الصادق أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر،أبو إبراهيم موسي بن جعفر الثقة أمه جارية اسمها حميدة،أبو الحسن علي بن موسي الرضا أمه جارية اسمها نجمة،أبو جعفر محمد بن علي الزكي أمه جارية اسمها خيزران،أبو الحسن علي ابن محمد الامين أمه جارية اسمها سوسن،أبو محمد الحسن بن علي الرفيق أمه جارية اسمها سمانة،أبو القاسم محمد بن الحسن هو حجة اللّه القائم أمه جارية اسمها نرجس صلوات اللّه عليهم أجمعين.

قال الشيخ أبو جعفر بن بابويه جاء هذا الحديث هكذا بتسميته القائم عليه الصلاة و السلام و الذي اذهب إليه ما روي من النهي في تسميته (4).

السابع و الثلاثون: إبراهيم بن محمد الحمويني هذا من أعيان علماء العامة قال:أنبأني الشيخ

ص: 167


1- في المصدر:القطان.
2- زيادة ليست في المصدر.
3- في المصدر: شاه بانو.
4- عيون أخبار الرضا عليه السّلام:48/2.

سديد الدين يوسف بن علي بن المطهر الحلي رضي اللّه عنه عن الشيخ الفقيه مهذب الدين أبي عبد اللّه الحسين بن أبي الفرج بن ردّة[السلمي]رضي اللّه عنه (1)بروايته عن محمد بن الحسين بن علي بن عبد الصمد عن والده عن جده محمد عن أبيه عن جماعة منهم السيد أبو البركات علي بن الحسين الجوري العلوي و أبو بكر محمد بن أحمد بن علي المعمري و الفقيه أبو جعفر محمد بن إبراهيم القايني بروايتهم عن الشيخ الفقيه جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه القمي- قدس اللّه أرواحهم الشريفة-قال:حدّثنا ابن ماجيلويه رضي اللّه عنه قال:حدثنا عمي محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي قال:حدّثنا محمد بن علي القرشي قال:حدثنا أبو الربيع الزهراني قال:حدثنا جرير عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد قال:قال ابن عباس:سمعت النبي صلّي اللّه عليه و آله يقول:

«إن للّه تبارك و تعالي ملكا يقال له دردائيل كان له ستة عشر ألف جناح ما بين الجناح إلي الجناح هواء،و الهواء كما بين السماء إلي الأرض فجعل يوما يقول في نفسه أ فوق ربنا جل جلاله شيء؟ فعلم اللّه ما قال فزاده أجنحة مثلها فصار له اثنان و ثلاثون ألف جناح،ثم أوحي اللّه جل جلاله إليه ان طر فطار مقدار خمسين عاما فلم ينل رأس قائمة من قوائم العرش فلما علم اللّه أتعابه أوحي إليه:أيها الملك عد إلي مكانك فانا عظيم كل عظيم و ليس فوقي شيء عظيم و لا أوصف بمكان، فسلبه اللّه اجنحته و مقامه من صفوف الملائكة.

فلما ولد الحسين بن علي صلوات اللّه عليهما و آلهما و كان مولده عشية الخميس ليلة الجمعة، أوحي اللّه عز و جل إلي مالك خازن النار أن أخمد النيران علي أهلها لكرامة مولود ولد لمحمد صلّي اللّه عليه و آله في دار الدنيا،و أوحي اللّه تبارك و تعالي إلي رضوان خازن الجنان أن زخرف الجنان و طيبها لكرامة مولود ولد لمحمد صلّي اللّه عليه و آله في دار الدنيا،و أوحي اللّه تبارك و تعالي إلي حور العين أن تزينوا و تزاوروا لكرامة مولود ولد لمحمد صلّي اللّه عليه و آله في دار الدنيا و أوحي اللّه عز و جل إلي جبرائيل أن اهبط إلي نبيي محمد صلّي اللّه عليه و آله في ألف قبيل و القبيل ألف ألف من الملائكة علي خيول بلق مسرجة ملجمة،عليها قباب الدرّ و الياقوت و معهم ملائكة يقال لهم الروحانيون،بأيديهم حراب من نور أن يهنّئوا محمدا صلّي اللّه عليه و آله بمولوده،و أخبره يا جبرائيل أنه قد سميته الحسين فهنّئه و عزّه و قل له:يا محمد يقتله شر أمتك علي شر الدواب،فويل للقاتل و ويل للسابق و ويل للقائد،قاتل الحسين انا منه بريء و هو مني بريء،و لأنه لا يأتي يوم القيامة أحد من المذنبين إلا و قاتل الحسين أعظم جرما منه،قاتل الحسين يدخل النار يوم القيامة مع الذين يزعمون أن مع اللّه إلها آخر،و النار

ص: 168


1- في المصدر:النيلي.

أشوق إلي قاتل الحسين ممن أطاع اللّه الي الجنة.

قال:فبينا جبرئيل عليه السّلام يهبط من السماء إلي الأرض إذ مرّ بدردائيل فقال له دردائيل:يا جبرئيل ما هذه الليلة في السماء هل قامت القيامة علي أهل الدنيا؟قال:لا و لكن ولد لمحمد صلّي اللّه عليه و آله مولود في دار الدنيا و قد بعثني اللّه عز و جل إليه لأهنّيه بمولوده،فقال له الملك:يا جبرائيل بالذي خلقني و خلقك إذا هبطت إلي محمد فأقرئه مني السلام و قل له بحق هذا المولود عليك إلا ما سألت ربك أن يرضي عني و يرد عليّ أجنحتي و مقامي من صفوف الملائكة،فهبط جبرائيل عليه السّلام علي النبي صلّي اللّه عليه و آله فهنّاه كما أمره اللّه عز و جل و عزّاه فقال له النبي صلّي اللّه عليه و آله:تقتله أمتي،فقال له:نعم يا محمد، فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:ما هؤلاء بأمتي،أنا منهم بريء و اللّه منهم بريء،قال جبرائيل عليه السّلام:و أنا بريء منهم يا محمد،فدخل النبي صلّي اللّه عليه و آله علي فاطمة عليها السّلام فهنّاها و عزاها فبكت فاطمة عليها السّلام ثم قالت:يا ليتني لم ألده،قاتل الحسين في النار،فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:و أنا أشهد بذلك يا فاطمة،و لكنه لا يقتل حتي يكون منه إمام يكون منه الأئمة الهادية،قال عليه السّلام:و الأئمة بعدي عليهم السّلام:الهادي علي و المهتدي الحسن و الناصر الحسين و المنصور علي بن الحسين،و الشافع (1)محمد بن علي و النفاع جعفر بن محمد،و الأمين موسي بن جعفر و الرضا علي بن موسي،و الفعال محمد بن علي و المؤتمن علي ابن محمد و العلاّم الحسن بن علي،و من يصلي خلفه عيسي ابن مريم عليه السّلام ابن الحسن بن علي القائم عليه السّلام» (2)،فسكتت فاطمة عليها السّلام من البكاء ثم أخبر جبرائيل عليه السّلام النبي صلّي اللّه عليه و آله بقصة الملك و ما أصيب به،قال ابن عباس:فاخذ النبي صلّي اللّه عليه و آله الحسين عليه السّلام و هو ملفوف في خرقة من صوف فأشار به إلي السماء ثم قال:«اللهم بحق هذا المولود عليك لا بل بحقك عليه و علي جده محمد و إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب،إن كان للحسين بن علي و ابن فاطمة عندك قدر فارض عن دردائيل و ردّ عليه أجنحته و مقامه من صفوف الملائكة،فاستجاب اللّه دعاءه و غفر للملك فالملك لا يعرف في الجنة إلا بأن يقال:هذا مولي الحسين بن علي و ابن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله» (3).

الثامن و الثلاثون: إبراهيم بن محمد الحمويني هذا قال:روي الشيخ الجليل أبو جعفر بن بابويه رضي اللّه عنه قال:حدثنا أبو الحسن أحمد بن ثابت الدواليبي بمدينة السلام،حدّثنا محمد بن الفضل،حدثنا محمد بن علي بن عبد الصمد الكوفي،حدثنا علي بن عاصم عن محمد بن علي بن

ص: 169


1- عن هامش المصدر:في بعض النسخ:الشفاع و في بعضها النفاح.
2- في ترتيب الأسماء و الصفات اختلاف عن المخطوط.
3- كمال الدين و تمام النعمة:282 ح 36،و مجمع النورين:163،و البحار:248/43.

موسي عن أبيه علي بن موسي عن أبيه موسي بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي صلوات اللّه عليهم أجمعين قال:«دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عنده أبي بن كعب فقال لي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:مرحبا بك يا أبا عبد اللّه يا زين السموات و الأرض،قال أبي:و كيف يكون يا رسول اللّه زين السموات و الأرض أحد غيرك؟فقال:

يا أبي و الذي بعثني بالحق نبيا إن الحسين بن علي في السماء اكبر منه في الأرض و إنه لمكتوب علي يمين عرش اللّه مصباح هدي و سفينة نجاة و إمام غير وهن و عز و فخر و علم و ذخر،و إن اللّه عز و جل ركّب في صلبه نطفة مباركة طيبة زكية خلقت من قبل أن يكون مخلوق في الارحام أو يجري ما في الاصلاب أو يكون ليل أو نهار،و لقد لقن بدعوات ما يدعو بهن مخلوق إلا حشره اللّه عز و جل معه،و كان شفيعه في آخرته،و فرج اللّه عنه كربه و قضي بها دينه و يسّر أمره و أوضح سبيله و قوّاه علي عدوه و لم يهتك ستره،فقال له أبيّ بن كعب:ما هذه الدعوات يا رسول اللّه؟

قال تقول إذا فرغت من صلواتك و أنت قاعد:اللهم إني أسألك بكلماتك و معاقد عرشك و سكان سماواتك و أنبيائك و رسلك أن تستجيب لي فقد رهقني من أمري عسر،فأسألك أن تصلي علي محمد و آل محمد و ان تجعل لي من عسري يسرا،فإن اللّه عز و جل يسهّل أمرك و يشرح صدرك و يلقنك شهادة أن لا إله إلاّ اللّه عند خروج نفسك.

قال له أبي:يا رسول اللّه فما هذه النطفة التي في صلب الحسين عليه السّلام؟قال:مثل هذه النطفة كمثل القمر و هي نطفة تبيين و بيان يكون من اتبعه رشيدا و من ضل عنه هويّا،قال:فما اسمه؟و ما دعاؤه؟قال:اسمه علي و دعاؤه:يا دائم يا ديّوم يا حي يا قيوم يا كاشف الغم و يا فارج الهم و يا باعث الرسل و يا صادق الوعد،من دعا بهذا الدعاء حشره اللّه عز و جل مع علي بن الحسين صلوات اللّه عليهما و كان قائده إلي الجنة.

قال له أبي:يا رسول اللّه فهل له من خلف و وصي؟قال:نعم له مواريث السموات و الأرض، قال:و ما معني مواريث السموات و الأرض يا رسول اللّه؟قال:القضاء بالحق و الحكم بالديانة و تأويل الاحكام و بيان ما يكون،قال:اسمه محمد و ان الملائكة لتستأنس به في السماء و يقول في دعائه:اللهم إن كان لي عندك رضوان و ودّ فاغفر لي و لمن تبعني من إخواني و شيعتي و طيّب ما في صلبي،فركّب اللّه عز و جل في صلبه نطفة مباركة زكية،فأخبرني جبرئيل عليه السّلام أن اللّه تبارك و تعالي طيب هذه النطفة و سماها عنده جعفرا و جعله هاديا مهديا راضيا مرضيا يدعو ربه و يقول في دعائه:يا ديان غير متوان يا أرحم الراحمين اجعل لشيعتي من النار وقاء،و لهم عندك رضا

ص: 170

و اغفر ذنوبهم و يسّر أمورهم و اقض ديونهم و استر عوراتهم و هب لي الكبائر التي بينك و بينهم، يا من لا يخاف الضيم و لا تأخذه سنة و لا نوم اجعل لي من كل غم فرجا.من دعا بهذا الدعاء حشره اللّه عز و جل أبيض الوجه مع جعفر بن محمد عليهما صلوات اللّه و سلامه إلي الجنة.

يا أبي إن اللّه تبارك و تعالي ركب في هذه النطفة نطفة زكية مباركة أنزل عليها الرحمة و سماها عنده موسي،قال له أبي:يا رسول اللّه كلهم يتواضعون و يتناسلون و يتوارثون و يصف بعضهم بعضا،قال وصفهم لي جبرائيل عليه السّلام عن رب العالمين جل جلاله،قال:فهل لموسي من دعوة يدعو بها سوي دعاء آبائه قال:نعم يقول في دعائه:يا خالق الخلق و يا باسط الرزق و فالق الحب و بارئ النسم و محيي الموتي و مميت الاحياء و دائم الثبات و مخرج النبات افعل بي ما أنت اهله من دعا بهذا الدعاء قضي اللّه له حوائجه و حشره اللّه يوم القيامة مع موسي بن جعفر عليه السّلام،و ان اللّه ركّب في صلبه نطفة مباركة طيبة زكية مرضية و سماها عنده عليا،يكون للّه في خلقه رضيا في علمه و حكمه و يجعله حجة لشيعته يحتجون به يوم القيامة و له دعاء يدعو به:اللهم صلّ علي محمد و آل محمد و أعطني[الهدي] (1)و ثبتني عليه و احشرني عليه آمنا أمن من لا خوف عليه و لا حزن و لا جزع،أنت أهل التقوي و أهل المغفرة،و إن اللّه عز و جل ركّب في صلبه نطفة زكية مرضية و سماها محمد بن علي فهو شفيع شيعته و وارث علم جده له علامة بيّنة و حجة ظاهرة إذا ولد يقول:لا إله محمد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله.

يقول في دعائه:يا من لا شبيه له و لا مثال،أنت اللّه لا إله إلاّ أنت و لا خالق إلا أنت تفني المخلوقين و تبقي أنت،حلمت عمن عصاك و في المغفرة رضاك،من دعا بهذا الدعاء كان محمد ابن علي شفيعه يوم القيامة،و إن اللّه تبارك و تعالي ركّب في صلبه نطفة لا باغية و لا طاغية مباركة طيبة طاهرة سماها عنده علي بن محمد فألبسه السكينة و الوقار و اودعها العلوم و كل شيء مكتوم من لقيه و في صدره شيء أنبأه و حذره من عدوه و يقول في دعائه:يا نور يا برهان يا منير يا مبين يا رب اكفني شر الشرور و آفات الدهور و أسألك النجاة يوم ينفخ في الصور،من دعا بهذا الدعاء كان علي بن محمد شفيعه و قائده إلي الجنة،و ان اللّه تبارك و تعالي ركّب في صلبه نطفة و سماها عنده الحسن عليه السّلام و جعله نورا في بلاده و خليفة في أرضه و عزا لأمة جدّه و هاديا لشيعته و شفيعا لهم عند ربه و نقمة علي من خالفه و حجة لمن والاه و برهانا لمن اتخذه إماما.

يقول في دعائه:يا عزيز العز في عزه و يا عزيز اعزني بعزك و ايدني بنصرك و ابعد عني

ص: 171


1- زيادة من المصدر.

همزات الشياطين و ادفع عني بدفعك و امنع عني بمنعك و اجعلني من خيار خلقك،يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد،من دعا بهذا الدعاء حشره اللّه عز و جل معه و نجّاه من النار و لو وجبت عليه، و إنّ اللّه تبارك و تعالي ركّب في صلب الحسن نطفة مباركة زكية طاهرة مطهرة يرضي بها كل مؤمن ممن قد اخذ اللّه ميثاقه في الولاية،و يكفر به كل جاحد و هو إمام تقي نقي بار مرضي هاد مهدي، يحكم بالعدل و يأمر به،يصدق اللّه عز و جل و يصدقه اللّه في قوله،يخرج من تهامة حتي يظهر الدلائل و العلامات و له بالطالقان كنوز لا ذهب و لا فضة إلاّ خيول[مطهمة] (1)و رجال مسومة يجمع اللّه له من أقصي البلاد علي عدة أهل بدر ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا،معه صحيفة مختومة فيها عدد أنصاره بأسمائهم و انسابهم و بلدانهم و صنايعهم و طبائعهم و كلامهم و كناهم،كرارون مجدون في طاعته.

فقال أبي:و ما دلائله و علاماته يا رسول اللّه؟قال له:علم إذا حان وقت خروجه انتشر ذلك العلم من نفسه و انطقه اللّه عز و جل فناداه العلم:اخرج يا ولي اللّه،اقتل أعداء اللّه،و هما رايتان و علامتان،و له سيف مغمد فإذا حان وقت خروجه اقتلع ذلك السيف من غمده و أنطقه اللّه عز و جل فناداه السيف:اخرج يا ولي اللّه،فلا يحل لك أن تقعد عن أعداء اللّه،فيخرج يقتل أعداء اللّه حيث ثقفهم و يقيم حدود اللّه،و يحكم بحكم اللّه يخرج و جبرائيل عن يمينه و ميكائيل عن ميسرته و شعيب بن صالح علي مقدمته،و سوف تذكرون ما أقول لكم و أفوّض أمري إلي اللّه عز و جل.

يا أبي طوبي لمن لقيه و طوبي لمن أحبه و طوبي لمن قال به و لو بعد حين،و ينجيهم من الهلكة في الاقرار باللّه و برسوله و بجميع الأئمة،يفتح اللّه لهم الجنة،مثلهم في الأرض كمثل المسك الذي يسطع ريحه فلا يتغير أبدا،و مثلهم في السماء كمثل القمر المنير الذي لا يطفي نوره أبدا، قال أبي:يا رسول اللّه كيف حال بيان هؤلاء الأئمة عن اللّه عز و جل؟قال:إن اللّه عز و جل أنزل عليّ اثني عشر خاتما و اثنتي عشرة صحيفة،اسم كل إمام علي خاتمه و صفته في صحيفته» (2).

التاسع و الثلاثون: إبراهيم بن محمد الحمويني قال:أخبرني مفيد الدين أبو جعفر محمد بن علي بن أبي الغنائم بن الجهم الحلي إجازة قال:أنبأنا القارئ خطير الدين محمود بن محمد بن الحسين بن عبد الجبار الطوسي عن عمه زين الدين عبد الجبار عن أبيه عن الصفي أبي تراب بن

ص: 172


1- زيادة ليست في المصدر.
2- فرائد السمطين:/155/2ب /35ح 447،كمال الدين و تمام النعمة:265.

الداعي الحسيني عن أبي محمد جعفر بن محمد الدورستي عن الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان الحارثي عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي رضي اللّه عنه قال:نبأنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي اللّه عنه قال:نبأنا الحسين بن محمد بن عامر عن المعلي بن محمد البصري عن جعفر ابن سليمان عن عبد اللّه بن الحكم عن أبيه عن سعيد بن جبير عن عبد اللّه بن العباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن خلفائي و أوصيائي و حجج اللّه علي الخلق بعدي اثنا عشر،أولهم أخي و آخرهم ولدي»قيل:يا رسول اللّه و من أخوك؟قال:«علي بن أبي طالب»قيل:فمن ولدك؟

قال:«المهدي الذي يملأها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا،و الذي بعثني بالحق بشيرا لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتي يخرج فيه ولدي المهدي فينزل روح اللّه عيسي ابن مريم فيصلي خلفه و تشرق الأرض بنور ربّها و يبلغ سلطانه المشرق و المغرب» (1).

الأربعون: إبراهيم بن محمد الحمويني قال و بهذا الإسناد يعني السابق إلي ابن بابويه قال:نبأنا أحمد بن الحسن القطان قال:أنبأنا أحمد بن يحيي بن زكريا القطان قال:نبأنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال:نبأنا الفضل بن الصقر العبدي قال:نبأنا أبو معاوية عن الأعمش عن عبد اللّه (2)بن ربعي عن عبد اللّه بن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنا سيد المرسلين و علي بن أبي طالب سيد الوصيين،و ان أوصيائي بعدي اثنا عشر،أولهم علي بن أبي طالب و آخرهم القائم» (3).

الحادي و الأربعون: ما رواه من طريق المخالفين الشيخ محمد بن إبراهيم النعماني في كتابه الغيبة قال:حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن المعمر الطبراني بطبرية سنة ثلاث و ثلاثين و ثلاثمائة و كان هذا الرجل من موالي يزيد بن معاوية و من النصّاب قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا علي بن هاشم و الحسن (4)بن السكن معا قالا:حدّثنا عبد الرزاق بن همام قال:أخبرني أبي عن مينا مولي عبد الرّحمن بن عوف عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:وفد علي رسول اللّه أهل اليمن فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«جاءكم أهل اليمن يبسون بسيسا»فلما دخلوا علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:«قوم رقيقة قلوبهم راسخ إيمانهم،منهم المنصور يخرج في سبعين الفا ينصر خلفي و خلف وصيي،حمائل سيوفهم المسك»فقالوا:يا رسول اللّه و من وصيك؟فقال:«هو الذي أمركم اللّه بالاعتصام به فقال

ص: 173


1- فرائد السمطين:/312/2ب /61ح 562،كمال الدين و تمام النعمة:280.
2- في المصدر:عباية.
3- و في كمال الدين و تمام النعمة:280 و أنا سيد النبيين....
4- في المصدر:و الحسين.

عز و جل وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا (1) (2)».

فقالوا:يا رسول اللّه بين لنا ما هذا الحبل؟فقال:«هو قول اللّه(إلا بحبل من اللّه و حبل من الناس)، فالحبل من اللّه كتابه،و الحبل من الناس وصيي»فقالوا:يا رسول اللّه و من وصيك؟فقال:«هو الذي أنزل اللّه فيه أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتي عَلي ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ (3) »فقالوا:يا رسول اللّه و ما جنب اللّه هذا؟

فقال:«هو الذي يقول اللّه فيه وَ يَوْمَ يَعَضُّ الظّالِمُ عَلي يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (4) (5)هو وصيي و السبيل إليّ من بعدي»فقالوا:يا رسول اللّه بالذي بعثك بالحق نبيا أرناه فقد اشتقنا إليه فقال:«هو الذي جعله اللّه آية المتوسمين،فإن نظرتم إليه نظر من كان له قلب أو القي السمع و هو شهيد عرفتم أنه وصيي كما عرفتم إني نبيكم،فتخللوا الصفوف و تصفحوا الوجوه فمن أهوت إليه قلوبكم فإنه هو،إن اللّه عز و جل يقول في كتابه: فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ (6) (7)أي إليه و إلي ذريته عليهم السّلام»ثم قال:فقام أبو عامر الاشعري في الاشعريين و أبو عزة الخولاني في الخولانيين و ظبيان و عثمان بن قيس و عرفة الدوسي في الدوسيين و لاحق بن علاقة فتخللوا الصفوف و تصفحوا الوجوه و اخذوا بيد الأنزع البطين و قالوا:إلي هذا أهوت أفئدتنا يا رسول اللّه،فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«انتم نخبة اللّه حين عرفتم وصي رسول اللّه قبل أن تعرفوه،فبم عرفتم أنه هو؟»فرفعوا أصواتهم يبكون و قالوا:يا رسول اللّه نظرنا إلي القوم فلم تحن لهم قلوبنا و لما رأيناه و جفت قلوبنا ثم اطمأنت نفوسنا و انجاشت اكبادنا و هملت أعيننا و انثلجت صدورنا حتي كأنه لنا أب و نحن عنده بنون،فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«و ما يعلم تاويله إلا اللّه و الراسخون في العلم،أنتم منه بالمنزلة التي سبقت لكم بها الحسني و أنتم عن النار مبعدون»فقال:فبقي هؤلاء القوم المسمون حتي شهدوا مع أمير المؤمنين عليه السّلام الجمل و صفين فقتلوا بصفين رحمهم اللّه،و كان النبي صلّي اللّه عليه و آله يبشرهم بالجنة و أخبرهم أنهم يستشهدون مع علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه (8)(9).

الثاني و الأربعون: عز الدين بن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة و هو من أعيان علماء العامة من المعتزلة قال:قال إبراهيم بن سعيد بن هلال الثقفي في كتاب الغارات قال:حدّثني يحيي بن صالح عن مالك بن خالد الاسدي عن الحسن بن إبراهيم عن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن عليه السّلام قال:

ص: 174


1- سوره 3 - آيه 103
2- آل عمران:103.
3- سوره 39 - آيه 56
4- سوره 25 - آيه 27
5- الفرقان:27.
6- سوره 14 - آيه 37
7- إبراهيم:37.
8- في المصدر:عليه السلام.
9- غيبة النعماني:/41ب /2ح 1.

كتب علي عليه السّلام إلي أهل مصر لما بعث محمد بن أبي بكر[الاسدي] (1)إليهم كتابا يخاطبهم فيه و يخاطب محمدا أيضا فيه،و ساق الحديث بطوله إلي أن قال:و إياكم و دعوة ابن هند الكذاب و تأمّلوا،و اعلم أنه لا سواء إمام الهدي و إمام الهوي،و وصي النبي و عدو النبي (2).

الثالث و الأربعون: ابن أبي الحديد أيضا في الشرح قال:روي عن جعفر بن محمد الصادق عليه السّلام قال:كان علي عليه السّلام يري مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قبل الرسالة الضوء و يسمع الصوت،و قال له صلّي اللّه عليه و آله:لو لا إني خاتم الأنبياء لكنت شريكا في النبوة،فإن لم تكن نبيا فإنك وصي نبي و وارثه،بل أنت سيد الأوصياء و إمام الاتقياء (3).

الرابع و الأربعون: ابن أبي الحديد في الشرح قال:ذكر الطبري في تاريخه عن عبد اللّه بن عباس عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:«لما نزلت هذه الآية وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (4) (5)علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله دعاني فقال:يا علي إن اللّه أمرني أن انذر عشيرتي الأقربين،فضقت بذلك ذرعا و علمت أني متي أنادهم بهذا الأمر أر منهم ما أكره،فصمت حتي أتاني جبرائيل عليه السّلام فقال:يا محمد إنك إن لم تفعل ما أمرت به يعذبك ربك.

فاصنع لنا صاعا من طعام و اجعل عليه رجل شاة و املأ لنا عسا من لبن ثم اجمع بني عبد المطلب حتي أكلمهم و أبلغهم ما أمرت به،ففعلت ما أمرني به ثم دعوتهم و هم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصون،بهم (6)أعمامه أبو طالب و حمزة و العباس و أبو لهب،فلما اجتمعوا إليه دعا بالطعام الذي صنعت لهم فجئت به،فلما وضعته تناول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بضعة من اللحم فشقها بأسنانه ثم القاها في نواحي الصفحة ثم قال:كلوا بسم اللّه،فأكلوا حتي ما لهم إلي شيء من حاجة،و ايم اللّه الذي نفس علي بيده إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمته لجميعهم ثم قال:اسق القوم يا علي فجئتهم بذلك العس فشربوا منه حتي رووا جميعا،و ايم اللّه إن كان الرجل منهم ليشرب،مثله فلما أراد رسول اللّه أن يكلمهم بدره أبو لهب[إلي الكلام] (7)فقال:لشد ما سحركم به صاحبكم،فتفرق القوم و لم يكلمهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال من الغد:يا علي إن هذا الرجل قد سبقني إلي ما سمعت من القول فتفرق القوم قبل أن اكلمهم،فعد لنا اليوم إلي مثل ما صنعت بالامس ثم اجمعهم لي،ففعلت ثم جمعهم ثم دعاني بالطعام فقربته لهم،ففعل

ص: 175


1- زيادة ليست في المصدر.
2- شرح النهج:66/6.
3- شرح النهج:210/13.
4- سوره 26 - آيه 214
5- الشعراء:214.
6- في المصدر:أو ينقصونه و فيهم.
7- زيادة من المصدر.

كما فعل بالامس فأكلوا حتي ما لهم بشيء من حاجة،ثم قال:اسقهم فجئتهم بذلك العس فشربوا منه جميعا حتي رووا،ثم تكلم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا بني عبد المطلب إني و اللّه ما أعلم أن شابا في العرب جاء قومه بأفضل ما جئتكم به،إني جئتكم بخير الدنيا و الآخرة،قد أمرني اللّه أن ادعوكم إليه فأيّكم يوازرني علي هذا الأمر علي أن يكون أخي و وصيي و خليفتي فيكم،فأحجم القوم جميعا،و قلت أنا،و إني لأحدثهم سنا و أومضهم عينا و أعظمهم بطنا و أجمعهم (1)ساقا:أنا يا رسول اللّه أكون وزيرك عليه،فاعاد القول فأمسكوا و أعدت ما قلت فأخذ برقبتي ثم قال لهم:

هذا أخي و وصيي و خليفتي فيكم فاسمعوا له و أطيعوا،فقام القوم يضحكون و يقولون لأبي طالب:قد أمرك أن تسمع لابنك و تطيع» (2).

الخامس و الأربعون: ابن أبي الحديد في الشرح قال:قال شيخنا أبو جعفر الاسكافي و هو أيضا من أعيان علماء العامة:قد ورد في الخبر الصحيح أنه صلي اللّه عليه و آله كلّف عليا في مبدأ الدعوة قبل ظهور كلمة الإسلام و انتشارها بمكة أن يصنع له طعاما و ان يدعو له بني عبد المطلب،فصنع له الطعام و دعاهم له فخرجوا ذلك اليوم،و لم ينذرهم لكلمة قالها عمه أبو لهب،فكلفه في اليوم الثاني أن يصنع له مثل ذلك الطعام و أن يدعوهم ثانية،فصنعه و دعاهم فأكلوا ثم كلمهم صلّي اللّه عليه و آله فدعاهم إلي الدين و دعاه معهم لأنه من بني عبد المطلب،ثم ضمن لمن يوازره منهم و ينصره علي قوله أن يجعله أخاه في الدين و وصيّه بعد موته و خليفته من بعده،فأمسكوا كلهم و أجاب هو وحده،و قال:أنا أنصرك علي ما جئت به و أوازرك و أبايعك،فقال لهم لما رأي منهم الخذلان و منه النصر و شاهد منهم المعصية و منه الطاعة و عاين منهم الادبار و منه الاجابة:«هذا أخي و وصيي و خليفتي من بعدي»،فقاموا يسخرون و يضحكون و يقولون لأبي طالب:أطع ابنك فقد أمّره عليك (3).

السادس و الأربعون: ابن أبي الحديد في الشرح قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«كنت أنا و عليّ نورا بين يدي اللّه عز و جل قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام،فلما خلق آدم قسم ذلك النور فيه و جعله جزءين فجزء أنا و جزء عليّ»رواه أحمد في المسند و في كتاب فضائل علي عليه السّلام و ذكره صاحب كتاب الفردوس و زاد فيه:«ثم انتقلنا حتي صرنا في عبد المطلب فكان لي النبوة و لعلي الوصية» (4).

ص: 176


1- في المصدر:و أحمشهم.
2- شرح النهج:211/13.
3- شرح النهج:245/13.
4- شرح النهج:171/9.

السابع و الأربعون: ابن أبي الحديد قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام و من خطبة منها في المنافقين فقال:«زرعوا الفجور و سقوه الغرور و حصدوا الثبور،لا يقاس بآل محمد من هذه الأمة أحد،و لا يسوي بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا،هم اساس الدين و عماد اليقين،إليهم يفي الغالي و بهم يلحق التالي،و لهم خصائص حق الولاية،و فيهم الوصية و الوراثة،[الآن] (1)رجع الحق إلي أهله و نقل إلي منتقله»قال ابن الحديد في الشرح:ذكر خصائص حق الولاية،و الولاية الأمرة،فأما الامامية فتقول:أراد نص النبي صلّي اللّه عليه و آله عليه و علي أولاده،و نحن نقول:لهم خصائص حق ولاية الرسول صلّي اللّه عليه و آله علي الخلق ثم قال عليه السّلام:«و فيهم الوصية و الوراثة»،أما الوصية فلا ريب عندنا أن عليا عليه السّلام كان وصي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و إن خالف في ذلك من هو منسوب عندنا إلي العناد،و لسنا نعني بالوصية النص و الخلافة و لكن أمورا أخري لعلها إذا لمحت أشرف و أجل و أما الوراثة فالامامية يحملونها علي ميراث المال أو الخلافة (2)،و نحن نحملها علي وراثة العلم،ثم ذكر عليه السّلام«أن الحق الآن رجع إلي أهله»،و هذا يقتضي أن يكون فيما قبل في غير أهله،و نحن نتأول ذلك علي غير ما تذكره الامامية و نقول:إنه عليه السّلام كان أولي بالامر و أحق لا علي وجه النص،بل علي وجه الأفضلية فإنه أفضل البشر بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أحق بالخلافة من جميع المسلمين لكنه ترك حقه لما علمه من المصلحة و ما تفرس فيه و المسلمون من اضطراب الإسلام و انتشار الكلمة لحسد العرب له و ضغنهم عليه،و جائز لمن كان أولي بشيء فتركه ثم استرجعه أن يقول«قد رجع الأمر إلي أهله».

فأما معني قوله عليه السّلام:«لا يقاس بآل محمد من هذه الأمة أحد و لا يسوي بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا»قيل:لا شبهة أن المنعم أشرف و أعلي من المنعم عليه و لا ريب أن محمدا صلّي اللّه عليه و آله و أهله الأدنين من بني هاشم لا سيما علي عليه السّلام أنعموا علي الخلق كافة بنعمة لا يقدر قدرها،و هي الدعاء إلي الإسلام و الهداية إليه،فمحمد صلّي اللّه عليه و آله و ان كان هدي الخلق بالدعوة التي قام بها بلسانه و يده و نصرة اللّه له تعالي بملائكته و تأييده،و هو السيد المتبوع و المصطفي المنتجب الواجب الطاعة،إلا إن لعلي عليه السّلام من الهداية أيضا و ان ثانيا لاول و مصليا علي أثر سابق ما لا يجحد،و لو لم يكن إلا جهاده بالسيف أولا و ثانيا و ما كان بين الجهادين من نشر العلوم و تفسير القرآن و ارشاد العرب إلي ما لم تكن فاهمة و لا متصورة لكفي في وجوب حقه و سبوغ نعمته عليه السّلام.

فإن قيل:لا ريب في أن كلامه هذا تعريض بمن تقدم عليه فأي نعمة له عليهم؟قيل:نعمتان الاولي الجهاد عنهم و هم قاعدون،فإن من أنصف علم أنه لو لا سيف علي عليه السّلام لاصطلم المشركون

ص: 177


1- زيادة من المصدر.
2- في المصدر:و الخلافة.

من أشار إليه و غيرهم من المسلمين،و قد علمت آثاره في بدر و حنين و الخندق و غيره و ان الشرك فيها فغرفاه،فلولا أن يسده بسيفه لالتهم المسلمون،كافة و الثانية علومه التي لولاها لحكم بغير الصواب في كثير من الاحكام،و قد اعترف عمر له بذلك و الخبر مشهور:لو لا عليّ لهلك عمر، و اعلم أن عليا عليه السّلام كان يدعي التقدم علي الكل و الشرف علي الكل و النعمة علي الكل بابن عمه صلّي اللّه عليه و آله و بنفسه و بأبيه أبي طالب،فإن من قرأ علوم السير عرف أن الإسلام لو لا أبو طالب لم يكن شيئا مذكورا،إلي هنا كلام ابن أبي الحديد (1).

الثامن و الأربعون: الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن شاذان الفقيه أبو الحسن من طريق المخالفين عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه عن أمير المؤمنين قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا علي أنت أمير المؤمنين و إمام المتقين،يا علي أنت سيد الوصيين و وارث علم النبيين و خير الصديقين و أفضل السابقين،يا علي أنت زوج سيدة نساء العالمين و خليفة خير المرسلين،يا علي أنت مولي المؤمنين،يا علي أنت الحجّة بعدي علي الناس أجمعين، استوجب الجنة من تولاك و استحق النار من عاداك،يا علي و الذي بعثني بالنبوة و اصطفاني علي جميع البرية لو أن عبدا عبد اللّه ألف عام ما قبل اللّه ذلك منه إلا بولايتك و ولاية الأئمة من ولدك، و إن ولايتك لا يقبلها اللّه عز و جل إلا بالبراءة من أعدائك و أعداء الأئمة من ولدك،بذلك أخبرني جبرائيل فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر» (2).

التاسع و الأربعون: ابن شاذان هذا من طريق المخالفين عن الباقر عليه السّلام عن أبيه عن جده الحسين ابن علي بن أبي طالب قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:علي بن أبي طالب خليفة اللّه و خليفتي و حجة اللّه و حجتي و باب اللّه و بابي و صفي اللّه و صفيي و حبيب اللّه و حبيبي و خليل اللّه و خليلي و سيف اللّه و سيفي و هو أخي و صاحبي و وزيري و وصيي،محبه محبي و مبغضه مبغضي و وليه وليي و عدوه عدوي و زوجته ابنتي و ولده ولدي و حزبه حزبي و قوله قولي و أمره أمري و هو سيد الوصيين و خير أمتي» (3).

الخمسون: ابن شاذان هذا من طريق المخالفين عن أبي سعيد الخدري قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«إذا كان يوم القيامة أمر اللّه ملكين يقعدان علي الصراط فلا يجوز أحد إلا ببراءة أمير المؤمنين،و من لم تكن له براءة أمير المؤمنين أكبه اللّه علي منخريه في النار و ذلك قوله

ص: 178


1- شرح النهج:142/1.
2- مائة منقبة:/28منقبة 9.
3- مائة منقبة:/34منقبة 14.

تعالي: وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (1) (2)»قلت:فداك أبي و أمي يا رسول اللّه ما معني براءة أمير المؤمنين عليه السّلام قال:«مكتوب لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه و أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وصي رسول اللّه» (3).

الحادي و الخمسون: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن علي بن الحسين عن أبيه عن أمير المؤمنين قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إن اللّه قد فرض عليكم طاعتي و نهاكم عن معصيتي و أوجب عليكم اتباع أمري و فرض عليكم من طاعة علي بن أبي طالب عليه السّلام بعدي كما فرض عليكم من طاعتي و نهاكم عن معصيته كما نهاكم عن معصيتي و جعله أخي و وزيري و وصيي و وارثي،و هو مني و أنا منه،حبه ايمان و بغضه كفر،محبه محبي و مبغضه مبغضي و هو مولي من أنا مولاه و أنا مولي كل مسلم و مسلمة،و أنا و هو أبوا هذه الأمة» (4).

الثاني و الخمسون: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

«و الذي بعثني بالحق بشيرا ما استقر الكرسي و العرش و لا دار الفلك و لا قامت السموات و الأرض إلا بأن (5)كتب عليها:لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه علي أمير المؤمنين،و أن اللّه تعالي عرج بي إلي السماء و اختصني بألطف ندائه قال:يا محمد،قلت:لبيك ربي و سعديك فقال:انا المحمود و أنت محمد شققت اسمك من اسمي و فضلتك علي جميع بريتي فانصب أخاك عليا علما يهديهم إلي ديني،يا محمد إني جعلت عليا أمير المؤمنين فمن تآمر عليه لعنته و من خالفه عذبته و من أطاعه قربته،يا محمد إني جعلت عليا إمام المسلمين فمن تقدم عليه أخزيته و من عصاه استجفيته،و ان عليا سيد الوصيين و قائد الغر المحجّلين و حجتي علي خلقي أجمعين» (6).

الثالث و الخمسون: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن عبد اللّه بن العباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي بن أبي طالب:«يا علي إن جبرائيل عليه السّلام أخبرني فيك بأمر قرت به عيني و فرح به قلبي قال:يا محمد إن اللّه تعالي قال لي:اقرأ محمدا مني السلام و أعلمه أن عليا إمام الهدي و مصباح الدجي و الحجة علي أهل الدنيا،فإنه الصديق الأكبر و الفاروق الأعظم،و إني آليت بعزتي لا أدخل النار أحدا تولاه و سلّم له و للأوصياء من بعده،و لا أدخل الجنة من ترك ولايته و التسليم له و للأوصياء من بعده،حق القول مني لأملأن جهنم و اطباقها من أعدائه،و لأملأن الجنة من أوليائه

ص: 179


1- سوره 37 - آيه 24
2- الصافات:24.
3- مائة منقبة:/37منقبة 16 بتفاوت.
4- مائة منقبة:/46منقبة 22 بتفاوت.
5- في المصدر:بعد أن.
6- مائة منقبة:/50منقبة 24 بتفاوت.

و شيعته» (1).

الرابع و الخمسون: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن أنس بن مالك قال:كنت خادما لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فبينا أن أوصيه إذ قال:«يدخل داخل هو أمير المؤمنين و سيد المسلمين و خير الوصيين و أولي الناس بالنبيين (2)و قائد الغر المحجلين»فقلت اللهم اجعله رجلا من الأنصار،حتي قرع الباب فإذا هو علي بن أبي طالب،فلما دخل عرق وجه النبي صلّي اللّه عليه و آله عرقا شديدا فمسح العرق من وجهه بوجه علي بن أبي طالب فقال:«أنزل فيّ شيء؟قال:أنت مني تؤدي مني (3)و تؤدي ديني و تبلغ رسالاتي»فقال علي عليه السّلام:«يا رسول اللّه ألا أنت تبلغ الرسالة؟»قال:«بلي،و لكن تعلم الناس من بعدي من تأويل القرآن ما لا يعلمون و تخبرهم بذلك» (4).

الخامس و الخمسون: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن الحسين بن علي عليه السّلام عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:«أتيت النبي صلّي اللّه عليه و آله في بعض حجراته فاستأذنت عليه فأذن لي،فلما دخلت قال:

يا علي أ ما علمت ما بيني و بينك؟فما لك تستأذن علي؟قال:فقلت:يا رسول اللّه أحببت أن افعل ذلك قال:يا علي أحببت لي ما أحب اللّه و أخذت بآداب اللّه،يا علي أ ما علمت أن خالقي و رازقي أبي أن يكون لي اخ دونك،يا علي أنت وصيي من بعدي،و أنت المظلوم المضطهد بعدي،يا علي الثابت عليك كالمقيم معي و مفارقك مفارقي،يا علي كذب من زعم أنه يحبني و يبغضك لأن اللّه خلقني و إياك من نور واحد» (5).

السادس و الخمسون: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ما مررت في ليلة أسري بي بشيء من ملكوت السماء و لا علي شيء من الحجب فوقها إلا وجدتها مشحونة بكرامة اللّه تعالي،يقولون:هنيئا لك يا محمد فقد أعطيت ما لم يعط أحد بعدك،أعطيت علي بن أبي طالب أخا و فاطمة زوجته بنتا و الحسن و الحسين أولادا و محبيهم شيعة،يا محمد إنّك أفضل النبيين و علي أفضل الوصيين و فاطمة سيدة نساء العالمين و الحسن و الحسين أكرم من دخل الجنان من أولاد المرسلين و شيعته أفضل من تضمنته عرصات القيامة، يشتملون علي غرف الجنان و قصورها و متنزهها،فلم يزالوا يقولون ذلك في مصدري و مرجعي، فلولا أن اللّه تعالي حجب عنها آذان الثقلين لما بقي أحد إلا سمعها» (6).

ص: 180


1- مائة منقبة:/57منقبة 30.
2- في المصدر:بالمؤمنين.
3- في المصدر:عني.
4- مائة منقبة:/58منقبة 31.
5- مائة منقبة:/60منقبة 33.
6- مائة منقبة:/62منقبة 35.

السابع و الخمسون: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن ابن عباس قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«معاشر الناس اعلموا أن للّه[جعل لكم] (1)بابا من دخله أمن من النار و من الفزع الأكبر» فقام إليه أبو سعيد الخدري فقال:يا رسول اللّه اهدنا إلي هذا الباب حتي نعرفه قال:«هو علي بن أبي طالب سيد الوصيين و أمير المؤمنين و أخو رسول رب العالمين و خليفة اللّه علي الناس أجمعين، معاشر الناس من أحب أن يستمسك بالعروة الوثقي التي لا انفصام لها فليتمسك بولاية علي بن أبي طالب،فإن ولايته ولايتي و طاعته طاعتي،يا معاشر الناس من أحب أن يعرف الحجة بعدي فليعرف علي بن أبي طالب،معاشر الناس من سرّه أن يقتدي بي فعليه أن يتولي ولاية علي بن أبي طالب بعدي و الأئمة من ذريتي فإنهم خزان علمي»فقام جابر بن عبد اللّه الأنصاري فقال:

يا رسول اللّه ما عدة الأئمة؟

فقال:«يا جابر سألتني رحمك اللّه عن الإسلام بأجمعه،عدتهم و عدة الشهور و هي عند اللّه اثنا عشر شهرا في كتاب اللّه يوم خلق السموات و الأرض،و عدتهم عدة العيون التي انفجرت منه لموسي بن عمران حين ضرب بعصاه،فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا،و عدة نقباء بني إسرائيل، قال اللّه تعالي: وَ بَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً (2) (3)فالأئمة يا جابر اثنا عشر إماما أولهم علي بن أبي طالب و آخرهم القائم صلوات اللّه عليهم» (4).

الثامن و الخمسون: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن أبي زرارة قال:نظر النبي صلّي اللّه عليه و آله إلي علي بن أبي طالب فقال:«هذا خير الأولين من أهل السموات و الأرضين،هذا سيد الصديقين،هذا سيد الوصيين و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين،إذا كان يوم القيامة جاء عليّ علي ناقة من نوق الجنة قد اضاءت القيامة من ضيائها،علي رأسه تاج مرصع بالزبرجد و الياقوت فتقول الملائكة:

هذا ملك مقرب،و يقول النبيون:هذا نبي مرسل،فينادي مناد من بطنان العرش:هذا الصديق الأكبر،هذا وصي حبيب اللّه،هذا علي بن أبي طالب عليه السّلام،فيقف علي متن جهنم فيخرج منها من يحب و يدخل فيها من أبغض،و يأتي أبواب الجنة فيدخل أولياءه بغير حساب» (5).

التاسع و الخمسون: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«علي مني كجلدي،عليّ مني كلحمي،علي مني كعظمي،علي مني كدمي في عروقي،علي مني،أخي و وصيي في اهلي و خليفتي في قومي و يقضي ديني و ينجز عداتي عليّ في الدنيا إذا مت عوض

ص: 181


1- زيادة من المصدر.
2- سوره 5 - آيه 12
3- المائدة:12.
4- مائة منقبة:/72منقبة 41.
5- مائة منقبة:/89منقبة 55 بتفاوت.

مني» (1).

الستون: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن أبي بكر عبد اللّه بن عثمان قال:كنت مع النبي صلّي اللّه عليه و آله في بستان عامر بن سعد بعقيق السفلي فبينما نحن نخترق البستان إذ صاحت نخلة بنخلة فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«أ تدرون ما قالت النخلة؟»قال:فقلنا:اللّه و رسوله أعلم،قال:«صاحت:هذا محمد و وصيه علي بن أبي طالب»فسمّاها النبي صلّي اللّه عليه و آله الصيحاني (2).

الحادي و الستون: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«نزل عليّ جبرائيل صبيحة يوم فرحا مسرورا مستبشرا، فقلت:حبيبي ما لي أراك فرحا مستبشرا فقال:يا محمد و كيف لا أكون كذلك و قد فزت بما أكرم اللّه به أخاك و وصيك و إمام أمتك علي بن أبي طالب؟فقلت:و بم أكرم اللّه أخي و إمام أمتي؟قال:

باهي بعبادته البارحة ملائكته و حملة عرشه و قال:ملائكتي انظروا إلي حجتي في أرضي بعد نبيّي محمد قد عفر خده علي التراب تواضعا لعظمتي،أشهدكم أنه إمام خلقي و مولي بريتي» (3).

الثاني و الستون: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن الرضا عليه السّلام عن آبائه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«سيكون بعدي فتنة مظلمة الناجي منها من تمسك بالعروة الوثقي»قيل:يا رسول اللّه و ما العروة الوثقي؟قال:«ولاية سيد الوصيين»قيل:يا رسول اللّه و من سيد الوصيين؟قال:«أمير المؤمنين»،قيل:و من أمير المؤمنين؟قال:«مولي المسلمين و إمامهم بعدي»قيل:يا رسول اللّه و من مولي المسلمين و إمامهم بعدك؟قال:«أخي علي بن أبي طالب عليه السّلام» (4).

الثالث و الستون: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«حدّثني جبرائيل عن رب العزة جل جلاله أنه قال:من علم (5)أن لا إله إلاّ أنا وحدي،و أن محمدا عبدي و رسولي،و ان علي بن أبي طالب خليفتي،و أن الأئمة من ولده حجتي،أدخلته الجنة برحمتي و نجيته من النار بعفوي و أبحته جواري و أوجبت له كرامتي و أتممت عليه نعمتي و جعلته من خاصتي و خالصتي إن ناداني لبيته و إن دعاني أجبته و إن سألني أعطيته و إن سكت ابتدأته و إن أساء رحمته و إن فر مني دعوته و ان رجع إليّ قبلته و إن قرع بابي فتحته،و من لم يشهد أن لا إله إلاّ أنا وحدي،أو شهد بذلك و لم يشهد أن محمدا عبدي و رسولي،

ص: 182


1- مائة منقبة:/140منقبة 72.
2- مائة منقبة:/140منقبة 73.
3- مائة منقبة:/146منقبة 77.
4- مائة منقبة:/149منقبة 81.
5- في المصدر:أقر.

أو شهد بذلك و لم يشهد أن علي بن أبي طالب خليفتي،أو شهد بذلك و لم يشهد أن الأئمة من ولده حججي فقد جحد نعمتي و صغر عظمتي و كفر بآياتي و كتبي و رسلي،إن قصدني حجبته و إن سألني حرمته و إن ناداني لم أسمع نداءه و إن دعاني لم أستجب في دعاءه و إن رجاني خيبت رجاءه مني و ما أنا بظلاّم للعبيد» (1).

فقام جابر بن عبد اللّه الأنصاري فقال:يا رسول اللّه و من الأئمة من ولد علي بن أبي طالب؟

قال:«الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة،ثم سيد العابدين في زمانه علي بن الحسين، ثم الباقر محمد بن علي،ستدركه يا جابر فإذا أدركته فاقرأه مني السلام،ثم الصادق جعفر بن محمد،ثم الكاظم موسي بن جعفر،ثم الرضا علي بن موسي،ثم التقي محمد بن علي،ثم النقي علي بن محمد،ثم الزكي الحسن بن علي،ثم ابنه القائم بالحق مهدي أمتي الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،هؤلاء يا جابر خلفائي و أوصيائي و أولادي و عترتي،من أطاعهم فقد أطاعني،و من عصاهم فقد عصاني،و من أنكر واحدا منهم فقد أنكرني،و بهم يمسك اللّه السماء أن تقع علي الأرض[إلاّ بإذنه] (2)فبهم يحفظ اللّه الأرض أن تميد بأهلها» (3).

الرابع و الستون: الحميدي في الجمع بين الصحيحين في مسند عائشة عن الأسود بن يزيد قال:

ذكروا عند عائشة أن عليا عليه السّلام كان وصيا،و في رواية أزهر أنهم قالوا:إنه وصي فلم تكذبهم،بل ذكرت أنها ما سمعت ذلك من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين وفاته (4).

الخامس و الستون: من طريق العامة ما رواه محمد بن مؤمن في كتابه في تفسير قوله تعالي:

وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ (5) (6) بإسناده إلي أنس بن مالك قال:سألت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عن قوله تعالي: وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ (7) قال:«إن اللّه تعالي خلق آدم من طين كيف شاء،ثم قال:إن اللّه تعالي اختارني و أهل بيتي علي جميع الخلق فانتجبنا،فجعلني الرسول و جعل علي بن أبي طالب عليه السّلام الوصي،ثم قال:ما كان لهم الخيرة يقول يعني ما جعلت للعباد أن يختاروا و لكني اختار من اشاء،فأنا و أهل بيتي صفوة اللّه و خيرته من خلقه،ثم قال:سبحان اللّه و تعالي عما يشركون كفار أهل مكة،ثم قال:و ربك يا محمد يعلم ما تكن صدورهم من بغض

ص: 183


1- مائة منقبة:/167منقبة 93.
2- زيادة من المصدر.
3- مائة منقبة:/168منقبة 93.
4- الطرائف:23 عن الجمع بين الصحيحين،انظر:صحيح مسلم:75/5.
5- سوره 28 - آيه 68
6- القصص:68.
7- سوره 28 - آيه 68

المنافقين لك و لأهل بيتك،و ما يعلنون من الحب لك و لأهل بيتك» (1).

السادس و الستون: ما رواه علي بن عيسي في كشف الغمة قد روي صديقنا المعزّ المحدث الحنبلي عن أنس عن سلمان قال:قلت:يا رسول اللّه عن من نأخذ بعدك؟و بمن نثق،قال:فسكت عني عشرا ثم قال:«يا سلمان إن وصيي و خليفتي و أخي و وزيري و خير من أخلف بعدي علي بن أبي طالب عليه السّلام،يؤدي عني و ينجز موعدي» (2).

السابع و الستون: الحنبلي هذا عن سلمان،قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«هل تدري من كان وصي موسي عليه السّلام؟»قلت:يوشع بن نون قال:«فوصيي و خير من أخلف بعدي علي بن أبي طالب عليه السّلام» (3).

الثامن و الستون: و من طريق العامة سفيان الثوري عن منصور عن مجاهد عن سلمان الفارسي قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«إن وصيي و خليفتي و خير من أترك بعدي ينجز موعدي و يقضي ديني علي بن أبي طالب» (4).

التاسع و العشرون: و من طريق العامة الطبري بإسناد عن أبي الطفيل أنه عليه السّلام قال لأصحاب الشوري:«أناشدكم اللّه،هل تعلمون أن لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله وصيا غيري»قالوا:اللهم لا (5).

السبعون: ابن شهرآشوب في كتاب المناقب و من النص الجلي ما تواتر به النقل و رواه العامة و الخاصة قول النبي صلّي اللّه عليه و آله:«أنت أخي و وصيي و خليفتي من بعدي و قاضي ديني» (6).

و ظاهر لفظ الخليفة في العرب من قام مقام المستخلف في جميع ما كان إليه،و من أراد الوقوف علي زيادة في هذا المعني فعليه بكتابي الموسوم بالتحفة البهيّة في إثبات الوصية،فقد ذكرت فيه ما يزيد علي أربعمائة و خمسين حديثا من طرق الخاصة و العامة،و ذكرت في مقدمة هذا الكتاب ذكر المصنفين الذين صنفوا في اثبات الوصية و الأوصياء و هم اثنان و عشرون مصنفا من الرجال المعتبرين و المشايخ المشهورين،و لكل رجل منهم مصنف و إثبات الوصية لعليّ عليه السّلام من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مما علم من الدين ضرورة لا يجحده إلا معاند أو جاهل.

ص: 184


1- الطرائف:97 نقلا عن شواهد التنزيل.
2- كشف الغمة:156/1.
3- كشف الغمة:156/1.
4- المصدر السابق.
5- مناقب آل أبي طالب:246/2.
6- مناقب آل أبي طالب:256/2.

الباب الثالث و العشرون: في أن عليا وصي رسول اللّه و بنيه الأحد عشر أوصياء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله

و هم الأئمة الاثنا عشر بنص رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله

من طريق الخاصة،و فيه مائة حديث و عشرة أحاديث الحديث الأول: محمد بن علي بن الحسين بن بابويه في أماليه قال:حدّثنا محمد بن علي رضي اللّه عنه عن عمه محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن سنان عن زياد بن المنذر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«المخالف علي علي بن أبي طالب بعدي كافر،و المشرك به مشرك،و المحبّ له مؤمن،و المبغض له منافق،و المقتفي لأثره لاحق، و المحارب له مارق،و الراد عليه زاهق،علي نور اللّه في بلاده و حجته علي عباده (1)،سيف اللّه علي أعدائه و وارث علم أنبيائه،عليّ كلمة اللّه العليا و كلمة أعدائه السفلي،عليّ سيد الأوصياء و وصي سيد الأنبياء،علي أمير المؤمنين و قائد الغر المحجلين و إمام المسلمين،لا يقبل اللّه الإيمان إلا بولايته» (2).

الثاني: ابن بابويه[حدثنا أحمد بن محمد،قال:أخبرنا محمد بن علي بن يحيي قال:حدثنا أبو بكر بن نافع،قال:حدثنا أمية بن خالد] (3)قال:حدّثنا حماد بن سلمة قال:حدّثنا علي بن زيد عن علي بن الحسين عليه السّلام قال:سمعت أبي يحدث عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السّلام أنه قال:«سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:يا علي و الذي فلق الحبّة و برأ النسمة إنك لأفضل الخليقة بعدي،يا عليّ أنت وصيي و إمام أمتي،من أطاعك أطاعني و من عصاك عصاني» (4).

الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدب عن أحمد بن علي الأصبهاني عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال:حدّثنا مخول بن إبراهيم قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن الأسود اليشكري عن محمد بن عبيد اللّه عن سلمان الفارسي رحمه اللّه قال:سألت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من

ص: 185


1- في المصدر:علي سيف اللّه.
2- أمالي الشيخ الصدوق:/61المجلس /3ح 6.
3- زيادة من المصدر.
4- أمالي الشيخ الصدوق:/62المجلس /3ح 10.

وصيك من أمتك فإنه لم يبعث نبي إلاّ كان له وصي من أمته؟فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لم يبين له (1)بعد»فمكثت ما شاء اللّه أن أمكث ثم دخلت المسجد فناداني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:«يا سلمان سألتني عن وصيي من أمتي،فهل تدري من كان وصي موسي من أمته؟»فقلت:كان[وصيه] (2)يوشع بن نون فتاه،قال:«فهل تدري لم كان أوصي إليه؟»قلت:اللّه و رسول اللّه أعلم قال:«أوصي إليه لأنه كان أعلم أمته بعده،و وصيي أعلم أمتي[من] (3)بعدي،علي بن أبي طالب» (4).

الرابع: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن علي رحمه اللّه عن عمه محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن سنان عن المفضل عن جابر بن يزيد عن أبي الزبير المكي عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن اللّه تبارك و تعالي اصطفاني و اختارني و جعلني رسولا و أنزل عليّ سيّد الكتب،فقلت:إلهي و سيدي إنك أرسلت موسي إلي فرعون فسألك أن تجعل معه أخاه هارون وزيرا ليشدّ به عضده و يصدق به قوله،و إني أسألك يا سيدي و إلهي أن تجعل لي من أهلي وزيرا تشدّ به عضدي،فجعل[اللّه] (5)لي عليا وزيرا و أخا و جعل الشجاعة في قلبه و ألبسه الهيبة علي عدوه،و هو أول من آمن بي و صدقني و أول من وحد اللّه معي،و إني سألت ذلك ربي عز و جل فأعطانيه،فهو سيّد الأوصياء،اللحوق به سعادة،و الموت في طاعته شهادة، و اسمه في التوراة مقرون إلي اسمي و زوجته الصديقة الكبري ابنتي و ابناه سيدا شباب أهل الجنة ابناي،و هو و هما و الأئمة من بعدهم حجج اللّه علي خلقه بعد النبيين،و هم أبواب العلم في أمتي من تبعهم نجا من النار و من اقتدي بهم هدي إلي صراط مستقيم،لم يهب اللّه محبتهم لعبد إلا أدخله[اللّه] (6)الجنة» (7).

الخامس: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسين بن علوان عن عمرو بن ثابت عن أبيه عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام ذات يوم علي منبر الكوفة:«أنا سيد الوصيين و وصي سيد النبيين،أنا إمام المسلمين و قائد المتقين و ولي المؤمنين و زوج سيدة نساء العالمين،أنا المتختم باليمين و المعفر للجبين،أنا الذي هاجرت الهجرتين و بايعت البيعتين،أنا صاحب بدر و حنين،أنا

ص: 186


1- في المصدر:يبين لي.
2- زيادة من المصدر.
3- زيادة من المصدر.
4- أمالي الشيخ الصدوق:/63المجلس /4ح 1.
5- زيادة من المصدر.
6- زيادة من المصدر.
7- أمالي الشيخ الصدوق:/73المجلس /7ح 5.

الضارب بالسيفين و الحامل علي فرسين،أنا وارث علم الأولين و حجة اللّه علي العالمين بعد الأنبياء،و محمد بن عبد اللّه خاتم النبيين،أهل موالاتي مرحومون و أهل عداوتي ملعونون،و لقد كان حبيبي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كثيرا ما يقول لي:يا علي حبك تقوي و إيمان و بغضك كفر و نفاق،و أنا بيت الحكمة و أنت مفتاحه،كذب من زعم أنه يحبني و يبغضك» (1).

السادس: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن علي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا عمي محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن ثابت أبي صفية عن سعيد بن جبير عن عبد اللّه بن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«معاشر الناس من أحسن من اللّه قيلا و أصدق [من اللّه] (2)حديثا،معاشر الناس إن ربكم جل جلاله أمرني أن اقيم لكم عليا علما و إماما [و خليفة] (3)و وصيا و أن اتخذه أخا و وزيرا،معاشر الناس إن عليا باب الهدي بعدي و الداعي إلي ربي و هو صالح المؤمنين و من أحسن قولا ممن دعا إلي اللّه و عمل صالحا و قال انني من المسلمين،معاشر الناس إن عليا مني،ولده ولدي و هو زوج حبيبتي،أمره أمري و نهيه نهيي، معاشر الناس عليكم بطاعته و اجتناب معصيته،و إن طاعته طاعتي و معصيته معصيتي.

معاشر الناس إن عليا صدّيق هذه الأمة و فاروقها و محدّثها،إنه هارونها و يوشعها و آصفها و شمعونها،إنّه باب حطّتها و سفينة نجاتها و إنّه طالوتها و ذو قرنيها،معاشر الناس إنّه محنة للوري و الحجة العظمي و الآية الكبري و إمام الهدي (4)و العروة الوثقي،[معاشر الناس إنّ عليا مع الحق و الحق معه و علي لسانه] (5)،معاشر الناس إن عليا قسيم النار لا يدخل النار ولي له و لا ينجو منها عدو له،إنّه قسيم الجنة لا يدخلها عدو له و لا يتزحزح منها ولي له،معاشر أصحابي قد نصحت لكم و بلغتكم رسالة ربي و لكن لا تحبون الناصحين،أقول قولي هذا و أستغفر اللّه لي و لكم» (6).

السابع: ابن بابويه قال:حدّثني علي بن أحمد بن (7)أبي عبد اللّه البرقي قال:حدّثنا أبي عن جده أحمد بن أبي عبد اللّه قال:حدّثني سليمان بن عقيل (8)المديني قال:حدّثني موسي بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن

ص: 187


1- أمالي الشيخ الصدوق:/77المجلس /7ح 2.
2- زيادة من المصدر.
3- زيادة من المصدر.
4- في المصدر:و إمام أهل الدنيا.
5- زيادة من المصدر.
6- أمالي الشيخ الصدوق:/83المجلس /8ح 4.
7- في المصدر:بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي.
8- في المصدر:مقبل.

أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:«دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مسجد قبا و معه (1)نفر من أصحابه،فلما بصر بي تهلل وجهه و تبسم حتي نظرت إلي بياض أسنانه تبرق ثم قال:إليّ يا علي،إليّ يا علي فما زال يدنيني حتي ألصق فخذي بفخذه،ثم أقبل علي أصحابه فقال:

معاشر أصحابي أقبلت إليكم الرحمة بإقبال علي بن أبي طالب أخي إليكم،معاشر أصحابي إن عليا مني و انا من علي،روحه من روحي و طينته من طينتي،و هو أخي و وصيي و خليفتي علي أمتي في حياتي و بعد موتي،من أطاعه أطاعني و من وافقه وافقني و من خالفه خالفني» (2).

الثامن: ابن بابويه،حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي اللّه عنه قال:حدّثنا الحسين بن محمد بن عامر عن عمه عبد اللّه بن عامر قال:حدّثنا أبو أحمد محمد بن زياد الأزدي عن أبان بن عثمان قال:

حدّثنا أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من سرّه أن يحيي حياتي و يموت ميتتي و يدخل جنة عدن منزلي و يمسك قضيبا غرسه ربي عز و جل،ثم قال له:كن فكان فليتولّ علي بن أبي طالب و ليأتم بالأوصياء من ولده،فإنهم عترتي،خلقوا من طينتي،إلي اللّه أشكو أعداءهم من أمتي،المنكرين لفضلهم،القاطعين فيهم[وصلتي] (3)،و ايم اللّه ليقتلنّ [ابني] (4)الحسين بعدي،لا أنالهم اللّه شفاعتي» (5).

التاسع: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسين بن إبراهيم المؤدب قال:حدّثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد بن بشار عن عبيد اللّه بن عبد اللّه الدهقان عن درست ابن منصور الواسطي عن عبد الحميد بن أبي العلاء عن ثابت بن دينار عن سعد بن طريف الخفاف عن الأصبغ بن نباتة قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام:«أنا خليفة رسول اللّه و وزيره و وارثه،أنا أخو رسول اللّه و وصيه[و حبيبه] (6)،أنا صفي رسول اللّه و صاحبه،أنا ابن عم رسول اللّه و زوج ابنته و أبو ولده،أنا سيد الوصيين[و وصي سيد النبيين] (7)،أنا الحجة العظمي و الآية الكبري و المثل الاعلي و باب النبي المصطفي،أنا العروة الوثقي و كلمة التقوي و أمين اللّه تعالي ذكره علي أهل الدنيا» (8).

العاشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال:حدّثنا جعفر ابن سلمة قال:حدّثنا إبراهيم بن محمد الثقفي قال:حدّثنا عبيد اللّه بن موسي العبسي قال:حدّثنا

ص: 188


1- في المصدر:و عنده.
2- أمالي الشيخ الصدوق:/88المجلس /9ح 10.
3- زيادة من المصدر.
4- زيادة من المصدر.
5- أمالي الشيخ الصدوق:/88المجلس /9ح 11.
6- زيادة من المصدر.
7- زيادة من المصدر.
8- أمالي الشيخ الصدوق:/92المجلس /10ح 7.

مهلهل العبدي قال:حدّثنا كريزة بن صالح الهجري عن أبي ذر جندب بن جنادة قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي عليه السّلام كلمات ثلاث لئن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من الدنيا و ما فيها، سمعته يقول:«اللهم أعنه و استعن به،[اللهمّ] (1)و انصره و انتصر به فإنه عبدك و أخو رسولك صلّي اللّه عليه و آله» (2).

ثم قال أبو ذر رضي اللّه عنه:أشهد لعلي بالولاية و الاخاء و الوصية،قال كريزة بن صالح:و كان يشهد له بمثل ذلك سلمان الفارسي و المقداد و عمار و جابر بن عبد اللّه الأنصاري و أبو الهيثم بن التيهان و خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين و أبو أيوب صاحب منزل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هاشم بن عتبة المرقال، كلهم من أفاضل أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله.

الحادي عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور رحمه اللّه قال:حدّثنا الحسين بن محمد ابن عامر عن المعلي بن محمد البصري بن جعفر بن سليمان عن عبد اللّه بن الحكم عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن عليا وصيي و خليفتي و زوجته فاطمة سيدة نساء العالمين ابنتي و الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة ولداي،من والاهم فقد والاني و من عاداهم فقد عاداني و من ناواهم فقد ناواني و من جفاهم فقد جفاني و من برّ بهم فقد برّ بي،وصل اللّه من وصلهم و قطع من قطعهم و نصر من اعانهم و خذل من خذلهم،اللهم من كان له من أنبيائك و رسلك ثقل و أهل بيت فعلي و فاطمة و الحسن و الحسين أهل بيتي و ثقلي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا» (3).

الثاني عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن إبراهيم رضي اللّه عنه قال:أخبرنا أحمد بن محمد الهمداني عن علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن علي بن موسي الرضا عليه السّلام أنه قال له رجل من أهل خراسان:يا ابن رسول اللّه رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في المنام كأنه يقول لي:كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بعضي و استحفظتم وديعتي و غيب في ثراكم لحمي،فقال له الرضا عليه السّلام:«أنا المدفون في أرضكم و أنا بضعة من نبيّكم و أنا الوديعة و النجم،ألا فمن زارني و هو يعرف ما أوجبه اللّه تبارك و تعالي من حقي و طاعتي فأنا و آبائي شفعاؤه يوم القيامة،و من كنّا شفعاءه[يوم القيامة] (4)نجا و لو كان عليه مثل وزر الثقلين الجن و الانس،و لقد حدّثني أبي عن جدي عن أبيه

ص: 189


1- زيادة من المصدر.
2- أمالي الشيخ الصدوق:/107المجلس /12ح 8.
3- أمالي الشيخ الصدوق:/112المجلس /13ح 10.
4- زيادة ليست في المصدر.

أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:من رآني في منامه فقد رآني لأن الشيطان لا يتمثل في صورتي و لا في صورة أحد من أوصيائي و لا في صورة أحد من شيعتهم،و أن الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزءا من النبوّة» (1).

الثالث عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسن بن محمد بن يحيي بن الحسن بن جعفر بن عبيد اللّه ابن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:حدّثني جدي يحيي بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:حدّثني جدي يحيي بن الحسن بن[بن جعفر بن عبيد اللّه] (2)[علي بن الحسين] (3)قال:حدّثني إبراهيم بن علي و الحسن بن يحيي قالا:حدّثنا نصر بن مزاحم عن أبي خالد عن زيد ابن علي عن آبائه عن علي عليه السّلام قال:«كان لي عشر من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لم يعطهن أحد قبلي و لا يعطاهن أحد بعدي:قال لي:يا علي أنت أخي في الدنيا و أخي في الآخرة،و أنت أقرب الناس موقفا يوم القيامة و منزلي و منزلك في الجنة متواجهان كمنزل الأخوين،و أنت الوصي و أنت الولي،عدوك عدوي و عدوي عدو اللّه و وليك وليي و وليي ولي اللّه» (4).

الرابع عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن إبراهيم رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أحمد بن محمد الهمداني قال:حدّثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال[عن أبيه] (5)عن أبي الحسن علي بن موسي عن أبيه موسي بن جعفر عن أبيه الصادق و جعفر بن محمد عن أبيه الباقر محمد بن علي عن أبيه زين العابدين بن علي بن الحسين عن أبيه سيد الشهداء الحسين بن علي عن أبيه سيد الوصيين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:«ان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله خطبنا ذات يوم فقال:أيها الناس لقد أقبل إليكم شهر اللّه يعني شهر رمضان،و ساق الخطبة صلّي اللّه عليه و آله إلي أن قال أمير المؤمنين:فقمت فقلت:

يا رسول اللّه ما أفضل الاعمال في هذا الشهر قال:يا أبا الحسن أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم اللّه ثم بكي فقلت:يا رسول اللّه ما يبكيك؟[فقال:] (6)يا علي أبكي لما يستحل منك في هذا الشهر،كأني بك و أنت تصلي[لربك] (7)و قد انبعث أشقي الأولين و الآخرين شقيق عاقر ناقة ثمود فضربك ضربة علي قرنك فخضب منها لحيتك،قال أمير المؤمنين عليه السّلام فقلت:

يا رسول اللّه و ذلك في سلامة من ديني؟فقال:في سلامة من دينك ثم قال:يا علي من قتلك فقد

ص: 190


1- أمالي الصدوق:/121المجلس /15ح 10.
2- زيادة من المصدر.
3- زيادة ليست في المصدر.
4- أمالي الشيخ الصدوق:/137المجلس /18ح 8.
5- زيادة من المصدر.
6- زيادة من المصدر.
7- زيادة من المصدر.

قتلني و من أبغضك فقد أبغضني و من سبك فقد سبني؛لأنك مني كنفسي روحك من روحي و طينتك من طينتي،إن اللّه تبارك و تعالي خلقني و إياك و اصطفاني و إياك فاختارني للنبوة و اختارك للإمامة فمن انكر إمامتك فقد أنكر نبوتي،يا علي أنت وصيي و أبو ولدي و زوج ابنتي و خليفتي علي أمتي في حياتي و بعد مماتي،أمرك أمري و نهيك نهيي،أقسم بالذي بعثني بالنبوة و جعلني خير البرية أنك لحجة اللّه علي خلقه و أمينه علي سره و خليفته علي عباده» (1).

الخامس عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسين بن موسي عن غياث بن إبراهيم عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن اللّه تبارك و تعالي كره لي ست خصال و كرهتهن للأوصياء من ولدي و اتباعهم من بعدي:العبث في الصلاة و الرفث في الصوم و المنّ بعد الصدقة و إتيان المساجد جنبا و التطلع في الدور و الضحك بين القبور» (2).

السادس عشر: ابن بابويه عن أبيه رضي اللّه عنه قال:حدّثنا علي بن أحمد (3)بن قتيبة عن حمدان بن سليمان عن نوح بن شعيب عن محمد بن إسماعيل عن صالح بن عقبة عن علقمة قال:قال الصادق جعفر بن محمد عليه السّلام و قد قلت:يا ابن رسول اللّه،أخبرني عن من تقبل شهادته و من لا تقبل فقال:«يا علقمة كل من كان علي فطرة الإسلام جازت شهادته»قال:فقلت له:تقبل شهادة مقترف الذنوب،فقال:«يا علقمة لو لم تقبل شهادة المقترفين للذنوب لما قبلت إلا شهادة الأنبياء و الأوصياء عليهم السّلام لأنهم هم المعصومون دون سائر الخلق فمن لم تره بعينك يرتكب ذنبا أو لم يشهد عليه بذلك شاهدان فهو من أهل العدالة و الستر،و شهادته مقبولة إن كان في نفسه مذنبا،من اغتابه بما فيه فهو خارج عن ولاية اللّه تعالي،ذكره داخل في ولاية الشيطان،و لقد حدّثني أبي عن آبائه أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:من اغتاب مؤمنا بما فيه لم يجمع اللّه بينهما في الجنة أبدا،و من اغتاب مؤمنا بما ليس فيه فقد انقطعت العصمة بينهما و كان المغتاب في النار خالدا فيها و بئس المصير» (4).

السابع عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمد بن يحيي العطار قال:حدّثنا

ص: 191


1- أمالي الشيخ الصدوق:/155المجلس /20ح 4.
2- أمالي الشيخ الصدوق:/118المجلس /15ح 3.
3- في المصدر:محمد.
4- أمالي الشيخ الصدوق:/164المجلس /22ح 3.

محمد بن أحمد بن يحيي بن عمران الاشعري عن يوسف بن الحارث عن محمد بن مهران عن علي بن الحسن قال:حدّثنا عبد الرزاق عن معمر عن إسماعيل بن معاوية عن نافع عن ابن عمر قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إذا كان يوم القيامة زيّن عرش رب العالمين بكل زينة ثم يؤتي بمنبرين من نور طولهما مائة ميل،فيوضع أحدهما عن يمين العرش و الآخر عن يسار العرش ثم يؤتي بالحسن و الحسين عليهما السّلام،فيقوم الحسن علي أحدهما و الحسين علي الآخر يزين الرب تبارك و تعالي بهما عرشه كما يزين المرأة قرطاها» (1).

عنه قال:حدّثنا علي بن أحمد بن موسي الدقاق رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي قال:حدّثنا موسي بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«علي بن أبي طالب إنّه أخي و شقيقي و صاحب الأمر بعدي و صاحب لوائي في الدنيا و الآخرة و صاحب شفاعتي و حوضي،و هو مولي كل مسلم و إمام كل مؤمن و قائد كل تقي،و هو وصيي و خليفتي علي أهل أمتي في حياتي و بعد موتي،محبه محبي و مبغضه مبغضي و بولايته صارت أمتي مرحومة و بعداوته صارت المخالفة له منها ملعونة» (2).

الثامن عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدب عن علي بن أحمد الاصفهاني (3)عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال:حدّثنا محمد بن علي الكوفي عن سليمان ابن عبد اللّه الهاشمي عن محمد بن سنان عن الفضل عن جابر (4)قال:سمعت جابر بن عبد اللّه الأنصاري يقول سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي بن أبي طالب عليه السّلام:«يا علي أنت أخي و وصيي و وارثي و خليفتي علي أمتي في حياتي و بعد وفاتي،محبك محبي و مبغضك مبغضي و عدوك عدوي و وليك وليي» (5).

التاسع عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيي العطار قال حدثني أبي عن محمد ابن عبد الجبار عن أبي أحمد الازدي عن أبان بن عثمان عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن اللّه تبارك و تعالي آخي بيني و بين علي بن أبي طالب و زوّجه

ص: 192


1- أمالي الشيخ الصدوق:/174المجلس /24ح 1.
2- أمالي الشيخ الصدوق:/175المجلس /24ح 2.
3- في المصدر:أحمد بن علي الأصبهاني.
4- في المصدر:جابر الجعفي.
5- أمالي الشيخ الصدوق:/187المجلس /26ح 5.

ابنتي من فوق سبع سماواته،و أشهد علي ذلك مقربي ملائكته،و جعله لي وصيا و خليفة،فعليّ مني و انا منه،محبه محبي و مبغضه مبغضي،إنّ الملائكة لتقرب إلي اللّه بمحبته» (1).

العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال:حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال:حدّثنا محمد بن ظهير قال:حدّثنا عبد اللّه بن الفضل الهاشمي عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم غدير خم:«أفضل أعياد أمتي،و هو اليوم الذي أمرني اللّه تعالي ذكره فيه بنصب أخي علي بن أبي طالب عليه السّلام علما لأمتي يهتدون به من بعدي،و هو اليوم الذي أكمل اللّه فيه الدين و أتمّ علي أمتي فيه النعمة و رضي لهم الإسلام دينا،ثم قال:معاشر الناس أنا من علي و علي مني،خلق من طينتي و هو إمام الخلق بعدي يبين لهم ما اختلفوا فيه من سنتي،و هو أمير المؤمنين و قائد الغر المحجلين و يعسوب المؤمنين و خير الوصيين و زوج سيدة نساء العالمين و أبو الأئمة المهديين،معاشر الناس من أحب عليا أحببته و من أبغض عليا أبغضته،و من وصل عليا وصلته و من قطع عليا قطعته،و من جفا عليا جفوته،و من و إلي عليا واليته و من عادي عليا عاديته،معاشر الناس أنا مدينة الحكمة و علي بابها و لن تؤتي المدينة إلا من قبل الباب،و كذب من زعم أنه يحبني و يبغض عليا،معاشر الناس و الذي بعثني بالنبوة و اصطفاني علي جميع البرية ما نصبت عليا علما لامتي في الأرض حتي نوه اللّه باسمه في سماواته و أوجب ولايته علي جميع ملائكته» (2).

الحادي و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن حمدان المكتب قال:حدّثنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد الرّحمن الصفار قال:حدّثنا محمد بن عيسي الدمغاني قال:حدّثنا يحيي بن المغيرة قال:حدّثنا جرير عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال:[قال:]رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

«ليلة أسري بي إلي السماء أخذ جبرائيل بيدي فأدخلني الجنة و أجلسني علي درنوك من درانيك الجنة فناولني سفرجلة فانفلقت[بنصفين] (3)فخرجت منها حوراء كأن اشفار عينيها مقاديم النسور فقالت:السلام عليك يا أحمد،السلام عليك يا رسول اللّه،السلام عليك يا محمد فقلت:من أنت يرحمك اللّه؟قالت أنا الراضية،المرضية خلقني الجبار من ثلاثة انواع،أسفلي من المسك و أعلاي من الكافور و وسطي من العنبر،و عجنت بماء الحيوان،قال الجليل:كوني

ص: 193


1- أمالي الشيخ الصدوق:/178المجلس /26ح 6.
2- أمالي الشيخ الصدوق:/188المجلس /26ح 8.
3- زيادة من المصدر.

فكنت،خلقت لابن عمك و وصيك و وزيرك علي بن أبي طالب عليه السّلام» (1).

الثاني و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسين بن علي بن شعيب الجوهري رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أحمد بن يحيي بن زكريا القطان قال:حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال:حدّثنا الفضل بن الصقر العبدي قال:حدّثنا معاوية عن الأعمش عن الصادق جعفر بن محمد عليه السّلام عن أبيه عن آبائه قال خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله[و عليه] (2)خميصة قد اشتمل بها فقيل:يا رسول اللّه:من كساك هذه الخميصة؟ قال:«كساني حبيبي و صفيي و خاصتي و خالصتي و المؤدي عني و وصيي و وارثي و أخي و أوّل المؤمنين إسلاما و أخلصهم ايمانا و أسمح الناس كفا،سيد الناس بعدي،قائد الغر المحجلين و إمام أهل الأرض علي بن أبي طالب» (3)فلم يزل يبكي حتي ابتل الحصي من دموعه شوقا إليه.

الثالث و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن علي ماجيلويه قال:حدّثنا علي بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم قال:حدّثني أبو الصلت عبد السلام بن صالح قال:حدّثني محمد بن يوسف الفريابي عن سفيان عن الأوزاعي عن يحيي بن أبي كثير عن حبيب بن الجهم قال:لما [رحل]بنا علي بن أبي طالب عليه السّلام إلي بلاد صفين نزل بقرية يقال لها صندودا ثم أمرنا فعبرنا عنها ثم عرس بنا في أرض بلقع،فقام إليه مالك بن الحارث الاشتر رضي اللّه عنه فقال:يا أمير المؤمنين أ تنزل الناس علي غير ماء فقال:«يا مالك إن اللّه عز و جل سيسقينا في هذا المكان ماء أعذب من الشهد و ألين من الزبد و أبرد من الثلج و أصفي من الياقوت»فتعجبنا و لا عجب من قول أمير المؤمنين عليه السّلام،ثم أقبل يجر رداءه و بيده سيفه حتي وقف علي ارض بلقع فقال:«يا مالك احتفر أنت و أصحابك»قال مالك:فاحتفرنا و إذا نحن بصخرة سوداء عظيمة فيها حلقة تبرق كاللجين فقال لنا:رموها فرمناها بأجمعنا و نحن مائة رجل فلم نستطع أن نزيلها عن موضعها،فدنا منها أمير المؤمنين عليه السّلام رافعا يده إلي السماء و هو يدعو و هو يقول طاب طاب مريا عالم طيبوثابوتة شميثاكوبا حاحا نوثاد نوثيا برحوثا آمين آمين رب العالمين رب موسي و هارون،ثم اجتذبها فرماها عن العين أربعين ذراعا.

قال مالك بن الحارث الأشتر فظهر لنا ماء أعذب من الشهد و أبرد من الثلج و أصفي من الياقوت فشربنا و سقينا ثم رد الصخرة و أمرنا أن نحثو عليها التراث،ثم ارتحل[و سرنا] (4)فما سرنا[إلاّ] (5)غير بعيد و قال:من منكم يعرف موضع العين؟قلنا:كلنا يا أمير المؤمنين فرجعنا فطلبنا العين فخفي

ص: 194


1- أمالي الشيخ الصدوق:/250المجلس /34ح 12.
2- زيادة من المصدر.
3- أمالي الشيخ الصدوق:/250المجلس /34ح 13.
4- زيادة ليست في المصدر.
5- زيادة من المصدر.

علينا مكانها أشد خفاء فظننا أن أمير المؤمنين عليه السّلام قد رهقه العطش فأومأنا بأطرافنا فإذا نحن بصومعة راهب فدنونا منها،فإذا نحن براهب قد سقط حاجباه علي عينيه من الكبر فقلنا:يا راهب أ عندك ماء نسقي منه صاحبنا؟قال:عندي ماء قد استعذبته منذ يومين،فانزل إلينا ماء مرا خشنا فقلنا:هذا قد استعذبته منذ يومين؟فكيف لو شربت من الماء الذي سقاناه صاحبنا؟و حدّثناه بالأمر فقال:صاحبكم هذا نبي قلنا لا و لكنه وصي نبي،فنزل إلينا بعد وحشته منا و قال:انطلقوا [بي] (1)إلي صاحبكم فانطلقنا إليه فلما بصر به أمير المؤمنين عليه السّلام قال:«شمعون»قال الراهب نعم شمعون هذا اسم سمتني به أمي ما اطلع عليه أحد إلاّ اللّه تبارك و تعالي ثم أنت،فكيف عرفته؟ فأتم حتي أتمه لك.قال و ما تشاء يا شمعون قال:هذا العين و اسمه.قال:هذا عين راحوما و هو من الجنة،شرب منها ثلاثمائة و ثلاثة عشر[وصيا و أنا آخر الوصيين شربت منه] (2)،قال الراهب:هكذا وجدت[في] (3)جميع كتب الإنجيل،و أنا أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أن محمدا رسول اللّه و أنك وصي محمد،ثم رحل أمير المؤمنين و الراهب يقدمه حتي نزل صفين و نزل معه بقامدين و التقي الصفان فكان أول من أصابته الشهادة الراهب فنزل أمير المؤمنين عليه السّلام و عيناه تهملان و هو يقول المرء مع من أحب،الراهب معنا يوم القيامة رفيقي في الجنة (4).

الرابع و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن علي ماجيلويه عن[عمه] (5)محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن[أبي] (6)عبد اللّه البرقي عن أبي الحسن علي بن الحسين البرقي عن عبد اللّه بن جبلة عن معاوية بن عمار عن الحسن بن عبد اللّه عن أبيه عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب قال:«جاء نفر من اليهود إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقالوا:يا محمد أنت الذي تزعم أنك رسول اللّه و أنك الذي يوحي إليك كما أوحي إلي موسي بن عمران،فسكت النبي صلّي اللّه عليه و آله ساعة ثم قال:نعم أنا سيد ولد آدم و لا فخر،و أنا خاتم النبيين و إمام المتقين و رسول رب العالمين،قالوا:إلي من العرب أم إلي العجم أم إلينا،فأنزل اللّه عز و جل هذه الآية: قُلْ يا أَيُّهَا النّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً (7) (8).

قال اليهودي الذي كان أعلمهم:يا محمد إني أسألك عن عشر كلمات أعطاها اللّه عز و جل موسي بن عمران عليه السّلام في البقعة المباركة حيث ناجاه لا يعلمها إلا نبي مرسل أو ملك مقرب،قال

ص: 195


1- زيادة من المصدر.
2- زيادة من المصدر.
3- زيادة من المصدر.
4- أمالي الشيخ الصدوق:/252المجلس /34ح 14.
5- زيادة من المصدر.
6- زيادة من المصدر.
7- سوره 7 - آيه 158
8- الأعراف:158.

النبي صلّي اللّه عليه و آله:سلني فسأله اليهودي عن العشر الكلمات واحدة بعد واحدة و النبي صلّي اللّه عليه و آله يجيبه في كل جواب عن واحدة و يقول اليهودي للنبي صلّي اللّه عليه و آله صدقت يا محمد،إلي أن قال اليهودي بعد سؤاله و جواب النبي صلّي اللّه عليه و آله له،أنا أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أنك عبده و رسوله خاتم النبيين و إمام المتقين و رسول رب العالمين،فلما أسلم و حسن إسلامه أخرج رقّا أبيض فيه جميع ما قاله النبي صلّي اللّه عليه و آله و قال:يا رسول اللّه و الذي بعثك بالحق نبيا ما استنسختها إلا من الالواح التي كتبها اللّه عز و جل لموسي بن عمران عليه السّلام،و لقد قرأت في التوراة فضلك حتي شككت فيها و لقد كنت أمحو اسمك منذ أربعين سنة من التوراة كلما محوته وجدته مثبتا فيها،و لقد قرأت في التوراة أن هذه المسائل لا يخرجها غيرك و أن في هذه الساعة التي ترد عليك هذه المسائل يكون جبرائيل عن يمينك و ميكائيل عن يسارك و وصيك بين يديك فقال:صدقت،هذا جبرائيل عن يميني و ميكائيل عن يساري و وصيي علي بن أبي طالب عليه السّلام بين يدي فآمن اليهودي و حسن إسلامه» (1).

الخامس و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن محمد الصائع العدل قال:حدّثنا عيسي بن محمد العلوي قال:حدّثنا أبو عوانة قال:حدّثنا محمد بن سليمان بن بزيع الخزاز قال:حدّثنا إسماعيل بن أبان عن سلام بن أبي عمرة الخراساني عن معروف بن خربوذ المكي عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن حذيفة بن اسيد الغفاري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا حذيفة إن حجة اللّه عليكم بعدي علي بن أبي طالب،الكفر به كفر باللّه،و الشرك به شرك باللّه،و الشك فيه شك في اللّه، و الإلحاد فيه إلحاد في اللّه و الانكار له انكار للّه،و الإيمان به إيمان باللّه لأنه أخو رسول اللّه و وصيّه و إمام أمته و مولاهم،و هو حبل اللّه المتين و عروته الوثقي التي لا انقصام لها،و سيهلك فيه اثنان و لا ذنب له محبّ غال و مقصر،يا حذيفة لا تفارقن عليا فتفارقني و لا تخالفن عليا فتخالفني،إن عليا مني و أنا منه،من أسخطه فقد اسخطني و من أرضاه فقد أرضاني» (2).

السادس و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي اللّه عنه قال:حدّثني عمي محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن علي بن عثمان عن محمد بن الفرات عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن أبيه عن جده قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن علي بن أبي طالب خليفة اللّه و خليفتي و حجة اللّه و حجتي و باب اللّه و بابي و صفي اللّه و صفيي و حبيب اللّه و حبيبي و خليل اللّه و خليلي و سيف اللّه و سيفي،و هو أخي و صاحبي و وزيري و وصيي،محبه محبي و مبغضه

ص: 196


1- أمالي الشيخ الصدوق:/262المجلس /35ح 1.
2- أمالي الشيخ الصدوق:/265المجلس /36ح 3.

مبغضي،و وليه وليي،و عدوه عدوي،و حربه حربي،و سلمه سلمي،و قوله قولي،و أمره أمري، و زوجته ابنتي،و ولده ولدي،و هو سيد الوصيين و خير أمتي أجمعين» (1).

السابع و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمد بن يحيي العطار قال:حدّثنا الحسين بن إسحاق التاجر قال:حدّثنا علي بن مهران عن الحسين بن سعيد عن الحسين بن علوان عن زياد بن المنذر عن بدر بن عبد اللّه عن أنس بن مالك قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يقول يدخل عليكم من هذا الباب خير الأوصياء و سيد الشهداء و أدني الناس منزلة من الأنبياء،فدخل علي ابن أبي طالب،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:و ما لي لا أقول هذا يا أبا الحسن و أنت صاحب حوضي و الموفي بذمتي و المؤدي عني ديني؟» (2).

الثامن و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسن بن محمد سعيد الهاشمي الكوفي قال:حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال:حدّثنا محمد بن ظهير قال:حدّثنا أبو الحسن محمد بن الحسن (3)بن أخي يونس البغدادي ببغداد قال:حدّثنا محمد بن يعقوب النهشلي قال:حدّثنا علي ابن موسي الرضا عليه السّلام (4)عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب عليه السّلام عن النبي صلّي اللّه عليه و آله عن جبرائيل عن ميكائيل عن إسرافيل عن اللّه جل جلاله:«أنه قال أنا اللّه لا إله إلاّ أنا خلقت الخلق بقدرتي و اخترت منهم من شئت من أنبيائي و اخترت من جميعهم محمدا صلّي اللّه عليه و آله حبيبا و خليلا و صفيا و بعثته رسولا إلي خلقي،و اصطفيت له عليا فجعلته له أخا و وصيا و وزيرا و مؤديا عنه من بعده إلي خلقي، و خليفتي علي عبادي ليبين لهم كتابي و يسير فيهم بحكمي،و جعلته العلم الهادي من الضلالة، و بابي الذي أؤتي منه،و بيتي الذي من دخله كان آمنا من ناري،و حصني الذي من لجأ إليه حصنته من مكروه الدنيا و الآخرة،و وجهي الذي من توجه إليه لم أصرف وجهي عنه،و حجتي في السموات و الأرضين علي جميع من فيهن من خلقي،لا أقبل عمل عامل منهم إلا بالاقرار بولايته مع نبوة أحمد رسولي،و هو يدي المبسوطة علي عبادي و هو النعمة التي أنعمت بها علي من أحببته من عبادي،فمن أحببته من عبادي و توليته عرّفته ولايته و معرفته،و من أبغضته من

ص: 197


1- أمالي الشيخ الصدوق:/271المجلس /36ح 20.
2- أمالي الشيخ الصدوق:/278المجلس /37ح 10.
3- في المصدر:الحسين.
4- في المصدر:عن أبيه موسي بن جعفر.

عبادي أبغضته لانصرافه عن معرفته،و ولايته بعزتي حلفت و بجلالي أقسمت[أنه] (1)لا يتولي عليا عبد من عبادي إلا زحزحته عن النار و أدخلته الجنة،و لا يبغضه عبد من عبادي و يعدل عن ولايته إلا أبغضته و أدخلته النار و بئس المصير» (2).

التاسع و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي الوراق قال:حدّثنا علي بن محمد[بن محمد] (3)بن عنبسة مولي الرشيد قال:حدّثنا دارم بن قبيصة ابن نهشل بن مجمع الصنعاني قال:حدّثنا علي بن موسي الرضا قال:حدّثني أبي موسي بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«خلق اللّه عز و جل مائة ألف نبي [و أربعة] (4)و عشرين ألف نبي أنا أكرمهم علي اللّه و لا فخر،و خلق اللّه عز و جل مائة ألف وصي و أربعة و عشرين ألف وصي فعليّ أكرمهم علي اللّه[و أفضلهم] (5)».

قال الشيخ:و حدّثني بهذا الحديث محمد بن أحمد البغدادي الوراق قال:حدّثنا علي بن محمد مولي الرشيد قال:حدّثني دارم بن قبيصة قال:حدّثني عبد اللّه بن محمد بن سليمان بن عبد اللّه بن الحسن عن أبيه عن جده عن زيد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام عن النبي صلّي اللّه عليه و آله.

الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسن بن علي[بن فضال عن علي] (6)بن حمزة عن أبي[فقال عن علي بن] (7)بصير قال:قلت للصادق جعفر ابن محمد عليه السّلام:من آل محمد؟قال:«ذريته»قلت:من أهل بيته؟قال:«الأئمة الأوصياء»فقلت:من عترته؟قال:«أصحاب العباء»فقلت:من أمته؟قال:المؤمنون الذين صدقوا ما جاء به من عند اللّه عز و جل،المتمسكون بالثقلين اللذين أمروا بالتمسك بهما،كتاب اللّه و عترته أهل بيته الذين أذهب اللّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا،و هما الخليفتان علي الأمة بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله» (8).

الحادي و الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي اللّه عنه قال:حدّثني عمي محمد بن أبي القاسم قال:حدّثنا محمد بن علي القرشي عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر

ص: 198


1- زيادة من المصدر.
2- أمالي الشيخ الصدوق:/292المجلس /39ح 10.
3- زيادة ليست في المصدر.
4- زيادة من المصدر.
5- زيادة من المصدر.
6- زيادة من المصدر.
7- زيادة ليست في المصدر.
8- أمالي الشيخ الصدوق:/312المجلس /42ح 10.

عن الصادق عليه السّلام[عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام] (1)قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن اللّه جل جلاله أوحي إلي الدنيا أن أتعبي من خدمك و اخدمي من رفضك،و إن العبد إذا تخلّي بسيده في جوف الليل المظلم و ناجاه أثبت اللّه النور في قلبه،فإذا قال:يا رب يا رب ناداه الجليل جل جلاله:لبيك عبدي سلني أعطك و توكل عليّ أكفك،ثم يقول جل جلاله لملائكته:ملائكتي انظروا إلي عبدي فيكم فإنها غرارة دار فنائكم من مغتربها قد أهلكته،و كم واثق بها قد خلفته،و كم من مغتر قد خدعته و أسلمته،اعلموا أن أمامكم طريق مهول و سفر بعيد،و ممرّكم علي الصراط،و لا بد للمسافر من زاد فمن لم يتزود و سافر عطب و هلك،قال خير الزاد التقوي ثم اذكروا وقوفكم بين يدي اللّه جل جلاله،و استعدوا لجوابه إذا سألكم فإنه لا بد مسائلكم عما علمتم فيما تركت بينكم من كتاب اللّه و عترتي فانظروا أن لا تقولوا:أما الكتاب فغيّرنا و حرّفنا،و أما العترة ففارقنا و قتلنا فعند ذلك لا يكون جزاؤكم إلا النار،فمن أراد منكم أن يتخلص من هول ذلك اليوم فليتولّ وليي و ليتبع وصيي و خليفتي من بعدي علي بن أبي طالب،فإنه صاحب حوضي يذود أعداءه و يسقي أولياءه،فمن لم يسق منه لم يزل عطشانا و لم يرو أبدا،و من سقي منه شربة لم يشق و لم يظن أبدا،إن علي بن أبي طالب عليه السّلام لصاحب لوائي في الآخرة كما كان صاحب لوائي في الدنيا،و إنه أول من يدخل الجنة لانه يقدمني و بيده لوائي تحته آدم و من دونه من الأنبياء» (2).

الثاني و الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال:حدّثنا سلمة ابن الخطاب قال:حدّثنا أبو طاهر محمد بن تسنيم الوراق عن عبد الرّحمن بن كثير عن أبيه[عن] (3)الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ذات يوم لأصحابه:«معاشر أصحابي إن اللّه جل جلاله يأمركم بولاية علي بن أبي طالب و الاقتداء به،و هو وليكم و إمامكم من بعدي،لا تخالفوه فتكفروا و لا تفارقوه فتضلوا،إن اللّه جل جلاله جعل عليا علما بين الإيمان و النفاق،فمن أحبه كان مؤمنا و من أبغضه كان منافقا،إن اللّه جل جلاله جعل عليا وصيي و منار الهدي بعدي و موضع سري و عيبة علمي و خليفتي في اهلي،إلي اللّه أشكو ظالميه من أمتي[من بعدي] (4)» (5).

ص: 199


1- زيادة من المصدر.
2- أمالي الشيخ الصدوق:/354المجلس /47ح 9 بتفاوت.
3- زيادة من المصدر.
4- زيادة من المصدر.
5- أمالي الشيخ الصدوق:/359المجلس /47ح 20.

الثالث و الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن أحمد بن موسي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمد بن جعفر[أبو الحسين]الاسدي قال:حدّثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال:حدّثنا جعفر بن أحمد ابن محمد التميمي عن أبيه قال:حدّثنا عبد الملك بن عمير الشيباني عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنا سيد الأنبياء و المرسلين و أفضل من الملائكة المقربين، و أوصيائي سادة أوصياء النبيين و المرسلين،و ذريتي أفضل ذريات النبيين و المرسلين، و أصحابي الذين سلكوا[منهاجي] (1)أفضل أصحاب النبيين و المرسلين،و ابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين و الطاهرات من أزواجي أمهات المؤمنين،و أمتي خير أمة أخرجت للناس،و إني أكثر النبيين تبعا يوم القيامة،و لي حوض عرضه ما بين بصرا و صنعاء فيه أباريق عدد نجوم السماء،و خليفتي علي الحوض يومئذ خليفتي في الدنيا»قيل:و من ذاك يا رسول اللّه؟قال:«إمام المسلمين و أمير المؤمنين و مولاهم بعدي علي بن أبي طالب،يسقي منه أولياءه و يذود عنه أعدائه كما يذود أحدكم الغريبة من الابل عن الماء»ثم قال صلّي اللّه عليه و آله:«من أحب عليا و أطاعه في دار الدنيا ورد عليّ حوضي غدا و كان معي في درجتي في الجنة،و من أبغض عليا في دار الدنيا و عصاه لم أره و لم يرني يوم القيامة،و اختلج دوني و أخذ به ذات الشمال إلي النار» (2).

الرابع و الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن أحمد السناني رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمد بن أبي عبد اللّه الاسدي الكوفي قال:حدّثنا موسي بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد عن علي ابن سالم عن أبيه عن سعد بن طريف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي عليه السّلام:«يا علي أنت إمام المسلمين و أمير المؤمنين و قائد الغر المحجلين و حجة اللّه بعدي علي الخلائق أجمعين و سيد الوصيين و وصيي سيد النبيين،يا علي إنّه لمّا عرج بي إلي السماء السابعة و منها إلي سدرة المنتهي و منها إلي حجب النور و أكرمني ربي بمناجاته قال لي:يا محمد قلت:لبيك ربي و سعديك تباركت و تعاليت،قال:إن عليا إمام أوليائي و نور لمن أطاعني و هو الكلمة التي ألزمتها المتقين،من أطاعه أطاعني و من عصاه عصاني فبشره بذلك،فقال علي عليه السّلام:يا رسول اللّه،بلغ من قدري حتي إني اذكر هناك؟فقال:نعم،[يا علي] (3)فاشكر ربك، فخرّ علي عليه السّلام ساجدا شكرا للّه علي ما أنعم به عليه،فقال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ارفع رأسك يا علي فإن

ص: 200


1- زيادة من المصدر.
2- أمالي الشيخ الصدوق:/374المجلس /49ح 12.
3- زيادة من المصدر.

اللّه قد باهي بك ملائكته» (1).

الخامس و الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن أحمد السناني رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمد بن جعفر الكوفي الأسدي قال:حدّثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال:حدّثنا عبد اللّه بن أحمد قال:

حدّثنا القاسم بن سليمان عن ثابت بن أبي صفية عن سعيد بن علاقة عن أبي سعيد عقيصا عن سيد الشهداء الحسين بن علي بن أبي طالب عن سيد الأوصياء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال:قال لي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا علي أنت أخي و أنا أخوك،انا المصطفي للنبوة و أنت المجتبي للامامة،أنا صاحب التنزيل و أنت صاحب التأويل و أنت أبو هذه الامة،يا علي أنت وصيي و خليفتي و وزيري و وارثي و أبو ولدي،شيعتك شيعتي و أنصارك أنصاري و أولياؤك أوليائي و أعداؤك أعدائي،يا علي أنت صاحبي علي الحوض غدا و أنت صاحبي في المقام المحمود و أنت صاحب لوائي في الآخرة كما أنت صاحب لوائي في الدنيا،لقد سعد من تولاك و شقي من عاداك،و إن الملائكة لتتقرب إلي اللّه تقدس ذكره بمحبتك و ولايتك،و إن أهل مودتك في السماء أكثر منهم في الأرض،يا علي أنت أمير أمتي و حجة اللّه عليها بعدي،قولك قولي و أمرك أمري و طاعتك طاعتي و زجرك زجري و نهيك نهيي و معصيتك معصيتي و حزبك حزبي و حزبي حزب اللّه،و من يتول اللّه و رسوله و الذين آمنوا فإن حزب اللّه هم الغالبون» (2).

السادس و الثلاثون: ابن بابويه قال:أخبرنا سليمان بن أحمد اللخمي قال:حدّثنا الحضرمي قال:حدّثنا عباد بن يعقوب عن ثابت بن حماد عن موسي بن صهيب عن عبادة بن نسي عن عبد اللّه بن أبي[أوفي] (3)[شعيب قال] (4)آخي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بين أصحابه و ترك عليا عليه السّلام فقال له:

«آخيت بين أصحابك و تركتني»فقال:«فو الذي نفسي بيده ما أخرتك إلا لنفسي،أنت أخي و وصيي و وارثي،قال:ما أرث منك يا رسول اللّه؟قال:ما أورث النبيون قبلي أورث كتاب ربهم و سنة نبيهم،و أنت و ابناك معي في قصري في الجنة» (5).

السابع و الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمد الصانع رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أبو حاتم محمد بن عيسي بن محمد الوسقندي قال:أخبرنا أبي قال:حدّثنا إبراهيم بن ديزيل قال:حدّثنا الحكم بن سليمان الجبلي أبو محمد قال:حدّثنا علي بن هاشم عن مطير بن ميمون أنه سمع أنس

ص: 201


1- أمالي الشيخ الصدوق:/376المجلس /49ح 16.
2- أمالي الصدوق:411 ح 53.
3- زيادة من المصدر.
4- زيادة ليست في المصدر.
5- أمالي الشيخ الصدوق:/427المجلس /55ح 4.

ابن مالك يقول:حدّثني سلمان الفارسي أنه سمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«إن أخي و وزيري و خير من أخلفه بعدي علي بن أبي طالب عليه السّلام» (1).

عنه قال:حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي اللّه عنه قال:حدّثنا الحين بن محمد بن عامر عن عمه عبد اللّه بن عامر قال:حدّثني أبو أحمد محمد بن زياد الازدي عن أبان بن عثمان الأحمر عن أبان ابن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي بن أبي طالب عليه السّلام ذات يوم و هو في مسجد قبا و الأنصار مجتمعون:«يا علي أنت أخي و أنا أخوك،يا علي أنت وصيي و خليفتي و إمام أمتي بعدي والي اللّه من والاك و عادي اللّه من عاداك و أبغض اللّه من أبغضك و نصر اللّه من نصرك و خذل من خذلك،يا علي أنت زوج ابنتي و أبو ولدي،يا علي إنه لمّا عرج بي إلي السماء عهد لي ربي فيك ثلاث كلمات فقال:يا محمد قلت:لبيك ربي و سعديك تباركت و تعاليت فقال:

إن عليا إمام المتقين و قائد الغر المحجلين و يعسوب المؤمنين» (2).

الثامن و الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي اللّه عنه قال:حدّثنا الحسين بن محمد بن عامر عن عمه عبد اللّه بن عامر عن محمد بن أبي عمير عن سليمان بن مهران عن الصادق جعفر بن محمد عليه السّلام عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن الحسين بن علي ابن أبي طالب عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا علي أنت أخي و أنا أخوك،يا علي أنت مني و أنا منك،يا علي أنت وصيي و خليفتي و حجة اللّه علي أمتي بعدي،لقد سعد من تولاك و شقي من عاداك» (3).

التاسع و الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن هارون الفامي قال:حدّثنا محمد بن عبد اللّه ابن جعفر بن جامع الحميري عن أبيه عن أيوب بن نوح عن[محمد] (4)بن أبي عمير عن أبان الأحمر عن سعد الكناني عن الأصبع بن نباتة عن عبد اللّه بن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا علي أنت خليفتي علي أمتي في حياتي و بعد موتي،و أنت مني كشيث من آدم و كسام من نوح و كإسماعيل من إبراهيم و كيوشع من موسي و كشمعون من عيسي،يا علي أنت وصيي و وارثي و غاسل جثتي،و أنت الذي تواريني في حفرتي و تؤدي ديني و تنجز عدتي،يا علي أنت أمير

ص: 202


1- أمالي الشيخ الصدوق:/427المجلس /55ح 5.
2- أمالي الشيخ الصدوق:/434المجلس /56ح 7.
3- أمالي الشيخ الصدوق:/422المجلس /57ح 12.
4- زيادة من المصدر.

المؤمنين و إمام المسلمين و قائد الغر المحجلين و يعسوب المتقين،يا علي أنت زوج سيدة النساء فاطمة ابنتي و أبو سبطيّ الحسن و الحسين،يا علي إن اللّه تبارك و تعالي جعل ذرية كل نبي من صلبه و جعل ذريتي من صلبك،يا علي من أحبك و والاك أحببته و واليته و من أبغضك و عاداك أبغضته و عاديته لأنك مني و أنا منك،يا علي إن اللّه طهرنا و اصطفانا،و لم يلتق لنا أبوان علي سفاح قط من لدن آدم،فلا يحبنا إلا من طابت ولادته،يا علي أبشر بالشهادة فإنك مظلوم بعدي و مقتول»فقال علي عليه السّلام:«يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و ذلك في سلامة من ديني؟قال:في سلامة من دينك،يا علي إنك لن تظلّ و لن تزال،و لولاك لم يعرف حزب اللّه بعدي» (1).

الأربعون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي اللّه عنه قال:حدّثني محمد ابن[أبي] (2)القاسم عن محمد بن علي الصيرفي عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر[ان] (3)عن أبي عبد اللّه الصادق عليه السّلام عن أبيه عن جده عليه السّلام قال:«بلغ أم سلمة زوج النبي صلّي اللّه عليه و آله أن مولي لها ينتقص عليا عليه السّلام و يتناوله فأرسلت إليه،فلما أن صار إليها قالت[له] (4):يا بني بلغني أنك تنتقص عليا و تتناوله قال:نعم يا أماه،قالت:اقعد ثكلتك أمك حتي أحدّثك بحديث سمعته من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثم اختر لنفسك[ما شئت] (5)،إنا كنّا عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله تسع نسوة و كانت ليلتي و يومي من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فأتيت الباب فقلت:أدخل يا رسول اللّه؟قال:لا،فكبوت كبوة أشد من الاولي ثم لم ألبث حتي اتيت الباب الثالثة فقلت:أدخل يا رسول اللّه؟قال ادخلي يا أم سلمة،فدخلت و علي عليه السّلام جاث بين يديه و هو يقول:فداك أبي و أمي يا رسول اللّه إذا كان كذا و كذا فما تأمرني به؟

قال:آمرك بالصبر ثم أعاد عليه القول الثانية فأمره بالصبر فأعاد عليه القول الثالثة فقال له:يا أخي يا علي إذا كان ذاك منهم فسلّ سيفك وضعه علي عاتقك و اضرب به قدما حتي تلقاني و سيفك شاهر يقطر من دمائهم،ثم التفت عليه السّلام إليّ فقال لي[و اللّه] (6)ما هذه الكآبة يا أم سلمة؟ قلت:الذي كان من ردك لي يا رسول اللّه فقال لي:و اللّه ما رددتك من موجدة فإنك لعلي خير من اللّه و رسوله،و لكن أتيتني و جبرائيل عن يميني و علي علي يساري و جبرائيل يخبرني بالأحداث التي تكون من بعدي،و أمرني أن أوصي بذلك عليا.

ص: 203


1- أمالي الشيخ الصدوق:/450المجلس /58ح 19.
2- زيادة من المصدر.
3- ما بين المعقوفين زيادة ليست في المصدر.
4- زيادة من المصدر.
5- زيادة ليست في المصدر.
6- زيادة ليست في المصدر.

يا أم سلمة اسمعي و أشهدي،هذا علي بن أبي طالب أخي في الدنيا و أخي في الآخرة،يا أم سلمة اسمعي و اشهدي هذا علي بن ابي طالب حامل لوائي في الدنيا و حامل لوائي في الآخرة، يا أم سلمة اسمعي و اشهدي هذا علي بن أبي طالب وصيي و خليفتي من بعدي و قاضي عداتي و الذائد عن حوضي،يا أم سلمة اسمعي و اشهدي هذا علي بن أبي طالب عليه السّلام سيد المسلمين و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين و قاتل الناكثين و القاسطين و المارقين،قلت:يا رسول اللّه من الناكثون؟قال:الذين يبايعونه بالمدينة و ينكثون بالبصرة،قلت:من القاسطون؟قال:معاوية و أصحابه من أهل الشام،قلت:من المارقون؟قال:أصحاب النهروان،فقال مولي أم سلمة فرّجت عني فرج اللّه عنك و اللّه لا سببت عليا أبدا» (1).

الحادي و الأربعون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن موسي بن المتوكل رضي اللّه عنه قال:حدّثنا عبد اللّه ابن جعفر الحميري قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسي عن بن محبوب عن مقاتل بن سليمان عن أبي عبد اللّه الصادق عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنا سيد النبيين و وصيي سيد الوصيين و أوصياؤه سادة الأوصياء،إن آدم عليه السّلام سأل عز و جل أن يجعل له وصيا صالحا فأوحي اللّه عز و جل إليه إني أكرمت الأنبياء بالنبوّة ثم اخترت خلقي و جعلت خيارهم الأوصياء،ثم أوحي اللّه عز و جل إليه:يا آدم أوص إلي شيث[فأوصي آدم إلي شيث] (2)و هو هبة اللّه بن آدم،و أوصي شيث إلي ابنه شبان و هو ابن نزلة الحوراء التي أنزلها اللّه علي آدم من الجنة فزوجها ابنه شيث،و أوصي شبان إلي مجلث،و أوصي مجلث إلي محوق،و أوصي محوق إلي غثميشا،و أوصي غثميشا إلي اخنوخ و هو إدريس عليه السّلام،و أوصي إدريس إلي ناحور و دفعها ناحور إلي نوح عليه السّلام،و أوصي نوح إلي سام،و أوصي سام إلي عثامر،و أوصي عثامر إلي برعيثاشا و أوصي برعيثاشا إلي يافث و أوصي يافث إلي برة و أوصي برة إلي جفيسة و أوصي جفيسة إلي عمران و دفعها عمران إلي إبراهيم الخليل و أوصي إبراهيم إلي ابنه إسماعيل و أوصي إسماعيل إلي إسحاق و أوصي إسحاق إلي يعقوب و أوصي يعقوب إلي يوسف و أوصي يوسف إلي بثرياء و أوصي بثرياء إلي شعيب و دفعها شعيب إلي موسي بن عمران عليه السّلام و أوصي موسي إلي يوشع بن نون و أوصي يوشع بن نون إلي داود و أوصي داود إلي سليمان و أوصي سليمان إلي آصف بن برخيا و أوصي آصف إلي زكريا و دفعها زكريا إلي عيسي ابن مريم،و أوصي عيسي إلي شمعون بن حمون الصفا و أوصي شمعون

ص: 204


1- أمالي الشيخ الصدوق:/464المجلس /60ح 10.
2- زيادة من المصدر.

إلي يحيي بن زكريا و أوصي يحيي إلي منذر و أوصي منذر إلي سليمة و أوصي سليمة إلي بردة، ثم قال رسول اللّه و دفعها إليّ بردة و أنا أدفعها إليك يا علي و أنت تدفعها إلي وصيك و يدفعها وصيك إلي أوصيائك من ولدك واحد بعد واحد حتي تدفعها إلي خير أهل الأرض بعدك، و لتكفرن بك الأمة و لتختلفن عليك اختلافا شديدا،الثابت عليك كالمقيم معي،و الشاذّ عنك في النار و النار مثوي للكافرين» (1).

الثاني و الأربعون: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان و علي بن أحمد بن موسي الدقاق و محمد بن أحمد السناني و عبد اللّه بن محمد الصائغ-رضي اللّه عنهم-قالوا،حدّثنا أبو العباس أحمد بن يحيي بن زكريا القطان قال:حدّثنا أبو بكر محمد[بكر] (2)بن عبد اللّه بن حبيب قال:حدّثني علي بن محمد قال:حدّثنا الفضل بن عياش (3)قال:حدّثنا عبد القدوس الوراق قال:

حدّثنا محمد بن كثير عن الأعمش،و أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي فيما كتب إلينا من اصبهان قال:حدّثنا أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري سنة السادسة و العشرين و مائتين (4)قال:

حدّثنا الوليد بن الفضل العنزي قال:حدّثنا مندل بن علي العنزي عن الأعمش،و حدّثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال:حدّثنا أبو سعيد الحسن عن العدوي قال:حدّثنا علي ابن عيسي الكوفي قال:حدّثنا جرير بن عبد الحميد عن الأعمش (5)و زاد بعضهم علي بعض في اللفظ،و قال بعضهم ما لم يقل بعض،و ساق الحديث لمندل بن علي العنزي عن الأعمش عن أبي جعفر الدوانيقي قال:أخبرني أبي عن أبيه عن جده يعني عبد اللّه بن عباس قال:كنّا قعودا عند النبي إذ جاءت فاطمة عليها السّلام تبكي بكاء شديدا فقال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ما يبكيك يا فاطمة؟»

فقالت:«يا أبة عيّرتني نساء قريش و قلن:إن أباك زوجك من معدم لا مال له».

فقال لها النبي صلّي اللّه عليه و آله:«لا تبكين فو اللّه ما زوّجتك حتي زوجك اللّه من فوق عرشه و أشهد بذلك جبرائيل و ميكائيل،فإن اللّه عز و جل اطلع علي أهل الدنيا فاختار من الخلائق أباك فبعثه نبيّا،ثم اطلع الثانية فاختار من الخلائق عليّا فزوجك إياه و اتخذه وصيا،فعليّ اشجع الناس قلبا و أعظم الناس حلما و أسمح الناس كفّا و أقدم الناس سلما و أعلم الناس علما،و الحسن و الحسين ابناه سيّدا شباب أهل الجنة و اسمهما في التوراة شبّر و شبير لكرامتهما علي اللّه عز و جل،يا فاطمة

ص: 205


1- أمالي الشيخ الصدوق:/485المجلس /63ح 3.
2- زيادة من المصدر.
3- في المصدر:العباس.
4- في المصدر:ست و ثمانين و مائتين.
5- يوجد اختلاف في السند عمّا في المصدر.

لا تبكين فو اللّه إنه إذا كان يوم القيامة يكسي أبوك حلّتين و عليّ حلّتين،و لواء الحمد بيدي فأناوله عليّا لكرامته علي اللّه عز و جل،يا فاطمة لا تبكين فإني إذا دعيت إلي رب العالمين يجيء عليّ معي،و إذا شفعني اللّه عز و جل شفع علي معي،يا فاطمة لا تبكين إذا كان يوم القيامة ينادي مناد في أهوال ذلك اليوم،يا محمد نعم الجد جدك إبراهيم خليل الرّحمن و نعم الاخ أخوك علي بن أبي طالب،يا فاطمة علي يعينني علي مفاتيح الجنة و شيعته هم الفائزون يوم القيامة غدا في الجنة» (1).

الثالث و الأربعون: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا الحسين بن محمد بن عامر عن المعلي بن محمد البصري عن جعفر بن سليمان عن عبد اللّه بن الحكم عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«إن عليا وصيي[و خليفتي] (2)و زوجته فاطمة سيدة نساء العالمين ابنتي و الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنة ولداي،من والاهم فقد والاني و من عاداهم فقد عاداني و من ناواهم فقد ناواني و من جفاهم فقد جفاني و من برّهم فقد برّني،وصل اللّه من وصلهم و قطع من قطعهم[و نصر من أعانهم] (3)و خذل من خذلهم و أعان من أعانهم، اللهم من كان له من أنبيائك و رسلك ثقل و أهل بيت فعلي و فاطمة و الحسن و الحسين أهل بيتي و ثقلي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا» (4).

الرابع و الأربعون: ابن بابويه قال:حدّثني أبي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدب عن أحمد بن علي الاصفهاني عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي هاشم قال:

حدّثني يحيي بن الحسين عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن سلمان الفارسي رضي اللّه عنه قال:

سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«يا معاشر المهاجرين و الأنصار ألا أدلّكم علي ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا»قالوا بلي يا رسول اللّه قال:«هذا علي أخي و وصيي و وزيري و وارثي و خليفتي إمامكم،فأحبوه لحبي و أكرموه لكرامتي فإن جبرائيل أمرني أن أقوله لكم» (5).

الخامس و الأربعون: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسين بن أحمد بن ادريس رضي اللّه عنه قال:حدّثنا إسماعيل بن الفضل عن أبيه عن ثابت بن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:قال رسول

ص: 206


1- الحديث أطول من هذا بكثير اقتطع منه المصنف قدّس سرّه هذه الفقرة،انظر:أمالي الصدوق:/524مجلس /67 ح 2.
2- زيادة من المصدر.
3- زيادة من المصدر.
4- أمالي الشيخ الصدوق:/113المجلس /13ح 10.
5- أمالي الصدوق:/564مجلس /72ح 21.

اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن اللّه تبارك و تعالي أوحي إليّ أنه جاعل لي من أمتي أخا و وارثا و خليفة و وصيا فقلت:

يا رب من هو؟فأوحي إلي يا محمد،إنه إمام أمتك و حجتي عليها بعدك،فقلت:يا رب من هو؟ فأوحي إلي عز و جل:يا محمد ذاك من أحبه يحبني،ذاك المجاهد في سبيلي و المقاتل لناكثي عهدي و القاسطين في حكمي و المارقين من ديني،ذاك وليي حقا،زوج ابنتك و أبو ولدك علي بن أبي طالب.» (1)

السادس و الأربعون: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن محمد بن موسي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أبو العباس أحمد بن يحيي بن زكريا القطان قال حدثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال:حدّثنا عبد الرحيم بن علي بن سعيد الجبلي قال:حدّثنا الحسن بن نصر الخزاز قال:حدّثنا عمر بن طلحة عن اسباط بن نصر عن سماك بن حرب عن سعيد بن جبير قال:أتيت عبد اللّه بن عباس فقلت له:يا ابن عم رسول اللّه إني جئت أسألك عن علي بن أبي طالب عليه السّلام و اختلاف الناس فيه،فقال ابن عباس:يا ابن جبير جئتني تسألني عن خير خلق اللّه من الأمة بعد محمد نبي اللّه،جئتني تسألني عن رجل كانت له ثلاثة آلاف منقبة في ليلة واحدة و هي ليلة القربة،يا ابن جبير جئتني تسألني عن وصي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وزيره و خليفته و صاحب حوضه و لوائه و شفاعته،و الذي نفس ابن عباس بيده لو كانت بحار الدنيا مدادا و اشجارها أقلاما و أهلها كتابا فكتبوا مناقب علي بن أبي طالب و فضائله من يوم خلق اللّه عز و جل الدنيا إلي أن يفنيها ما بلغوا معشار ما آتاه اللّه تبارك و تعالي (2).

السابع و الأربعون: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن محمد بن موسي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أبو العباس أحمد بن يحيي بن زكريا قال:حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال:حدّثنا تميم بن بهلول عن إسماعيل بن أبان عن سلام بن أبي عمرة عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السّلام قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«أنا سيد النبيين و علي بن أبي طالب سيد الوصيين و الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة و الأئمة بعدهما سادة المتقين،وليّنا ولي و اللّه و عدونا عدو اللّه و طاعتنا طاعة اللّه و معصيتنا معصية اللّه عز و جل» (3).

الثامن و الأربعون: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي الكوفي قال:

حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال:حدّثنا محمد بن أحمد بن علي الهمداني قال:

[حدثني الحسين بن علي قال] (4)حدّثني عبد اللّه بن سعيد قال:حدّثنا عبد الواحد بن غياث قال:

ص: 207


1- أمالي الصدوق:641 ح 767.
2- أمالي الصدوق:/652مجلس /82ح 15.
3- أمالي الصدوق:/652مجلس /82ح 16.
4- زيادة من المصدر.

حدّثنا عاصم بن سليمان قال:حدّثنا جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال:صلينا العشاء الآخرة ذات ليلة مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلما سلم أقبل علينا بوجهه ثم قال:«سينقض كوكب من السماء مع طلوع الفجر فيسقط في دار أحدكم،فمن سقط ذلك الكوكب في داره فهو وصيي و خليفتي و الإمام بعدي»فلما كان قرب الفجر جلس كل واحد منا في داره ينتظر سقوط الكوكب في داره، و كان أطمع القوم في ذلك أبي العباس بن عبد المطلب،فلما طلع الفجر انقض الكوكب من الهواء فسقط في دار علي بن أبي طالب عليه السّلام فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام:«يا علي و الذي بعثني بالنبوة وجبت لك الوصية و الخلافة و الإمامة بعدي»فقال المنافقون عبد اللّه بن أبي و أصحابه:لقد ضل محمد في محبة ابن عمه و غوي و ما ينطق في شأنه إلا بالهوي فأنزل اللّه تبارك و تعالي وَ النَّجْمِ إِذا هَوي (1) يقول عز و جل:و خالق النجم إذا هوي ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ (2) يعني في محبة علي بن أبي طالب وَ ما غَوي (3) وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوي (4) في شأنه إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحي (5) . (6)

التاسع و الأربعون: ابن بابويه قال:حدّثنا بهذا الحديث شيخ لأهل الرأي يقال له أحمد بن [محمد] (7)الصقر الصانع العدل قال:حدّثنا محمد بن العباس بن بسام قال:حدّثني أبو جعفر محمد بن أبي الهيثم السعدي قال:حدّثني أحمد بن الخطاب قال:حدّثنا أبو إسحاق الفزاري عن أبيه عن جده عليه السّلام عن عبد اللّه بن عباس بمثل ذلك إلاّ أن في حديثه:يهوي كوكب من السماء مع طلوع الشمس فيسقط في دار أحدكم (8).

الخمسون: ابن بابويه قال:حدّثنا بهذا الحديث شيخ لأهل الحديث يقال له أحمد بن الحسن القطان المعروف بابي علي بن عبد ربه العدل قال:حدّثنا أبو العباس أحمد بن زكريا القطان قال:

حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال:حدّثنا محمد بن إسحاق الكوفي قال:حدّثنا إبراهيم بن عبد اللّه السحري أبو إسحاق عن يحيي بن الحسين المشهدي عن أبي هارون العبدي عن ربيعة السعدي قال:سألت ابن عباس عن قول اللّه عز و جل وَ النَّجْمِ إِذا هَوي (9) قال:هو النجم الذي هوي مع طلوع الفجر فسقط في حجرة علي بن أبي طالب عليه السّلام،و كان أبي العباس يحب أن يسقط ذلك النجم في داره فيحوز الوصية و الخلافة و الإمامة،و لكن أبي اللّه أن يكون ذلك غير علي بن أبي طالب،و ذلك فضله يؤتيه من يشاء (10).

ص: 208


1- سوره 53 - آيه 1
2- سوره 53 - آيه 2
3- سوره 53 - آيه 2
4- سوره 53 - آيه 3
5- سوره 53 - آيه 4
6- أمالي الصدوق:/660مجلس /83ح 4،و الآيات من أوائل سورة النجم.
7- زيادة من المصدر.
8- أمالي الصدوق:/660مجلس /83ح 5.
9- سوره 53 - آيه 1
10- أمالي الصدوق:/661مجلس /83ح 6.

الحادي و الخمسون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري عن أبيه عن أحمد بن محمد عيسي عن بن محمد بن سنان عن محمد بن عبد اللّه بن زرارة عن عيسي بن عبد اللّه الهاشمي عن أبيه عن جده عن عمر بن أبي سلمة عن أم سلمة قالت:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«علي بن أبي طالب و الأئمة من ولده بعدي سادة أهل الأرض و قادة الغر المحجلين يوم القيامة» (1)و عنه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا أحمد بن يحيي بن زكريا القطان قال:حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال:حدّثنا تميم بن بهلول قال:حدّثنا عبد اللّه بن صالح ابن سلمة النصيبي قال:حدّثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن عائشة قالت:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«أنا سيد الأولين و الآخرين و علي بن أبي طالب سيد الوصيين و هو أخي و وارثي و خليفتي علي أمتي،ولايته فريضة و اتباعه فضيلة و محبته إلي اللّه وسيلة،فحزبه حزب اللّه و شيعته أنصار اللّه و أولياؤه أولياء اللّه و أعداؤه أعداء اللّه،و هو إمام المسلمين و ولي المؤمنين و أميرهم بعدي» (2).

الثاني و الخمسون: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم رضي اللّه عنه قال:حدّثني أبي عن أبيه عن محمد بن علي التميمي قال:حدّثني سيدي علي بن موسي الرضا عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«من سرّه أن ينظر إلي القضيب الاحمر الذي غرسه اللّه بيده و يكون متمسكا به فليتولّ عليا عليه السّلام و الأئمة من ولده،فإنهم خيرة اللّه عز و جل و صفوته و هم المعصومون من كل ذنب و خطيئة» (3).و عنه قال:حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي اللّه عنه قال:حدّثني الحسين بن محمد بن عامر عن معلي بن محمد البصري عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن علي بن جعفر قال:سمعت أبا الحسن موسي بن جعفر عليه السّلام يقول:«بينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله جالس إذ دخل عليه ملك له أربعة و عشرون وجها فقال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:حبيبي جبرائيل لم أرك في هذه الصورة فقال الملك:

لست بجبرائيل أنا محمود بعثني اللّه عز و جل أن أزوّج النور من النور قال:من ممن؟قال:فاطمة من عليّ،فلما ولي الملك إذا بين كتفيه:محمد رسول اللّه علي وصيه،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:منذ كم كتب هذه بين كتفيك؟فقال:من قبل أن يخلق اللّه آدم باثنين و عشرين ألف عام» (4).

الثالث و الخمسون: ابن بابويه قال:حدّثني أبو عبد اللّه أحمد بن محمد الخليلي عن محمد بن

ص: 209


1- أمالي الصدوق:/678مجلس /85ح 25.
2- أمالي الصدوق:/678مجلس /85ح 26.
3- أمالي الصدوق:/679مجلس /85ح 27.
4- أمالي الصدوق:/690مجلس /86ح 19.

[علي بن] (1)أبي بكر الفقيه عن أحمد بن محمد النوفلي عن إسحاق بن يزيد عن حماد بن عيسي عن زرعة بن محمد عن المفضل بن عمر قال:قلت لأبي عبد اللّه الصادق عليه السّلام:كيف كان ولادة فاطمة عليها السّلام؟فقال:«إن خديجة عليها السّلام لما تزوج بها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله هجرها (2)نسوة مكة فكن لا يدخلن إليها و لا يسلّمن عليها و لا يتركن امرأة تدخل عليها،فاستوحشت خديجة لذلك و كان جزعها و غمها حذرا عليه صلّي اللّه عليه و آله،فلما حملت بفاطمة كانت فاطمة عليها السّلام تحدثها من بطنها و تصبّرها،و كانت تكتم ذلك من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فدخل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوما فسمع خديجة تحدّث فاطمة عليها السّلام فقال لها:

يا خديجة من تحدثين؟.

قالت:الجنين الذي في بطني يحدثني و يونسني،قال:يا خديجة هذا جبرائيل عليه السّلام يبشرني أنها انثي و أنها النسلة الطاهرة الميمونة و ان اللّه تبارك و تعالي سيجعل نسلي منها و سيجعل من نسلها أئمة يجعلهم خلفاءه في أرضه بعد انقضاء وحيه،فلم تزل خديجة علي ذلك إلي أن حضرت ولادتها،فوجهت إلي نساء قريش و بني هاشم ان تعالين لتلين مني ما يلي النساء[من النساء] (3)فأرسلن إليها:عصيتنا و لم تقبلي منا و تزوجت محمدا يتيم أبي طالب فقيرا لا مال له فلسنا نجيء و لا نلي من أمرك شيئا،فاغتمت خديجة عليها السّلام لذلك فبينما هي كذلك إذ دخل عليها أربع نسوة سمر طوال كأنهن من نساء بني هاشم ففزعت منهن لما رأتهن فقالت إحداهن:

لا تحزني يا خديجة إنّا رسل ربك إليك و نحن أخواتك،انا سارة و هذه آسية بنت مزاحم و هي رفيقتك في الجنة و هذه مريم بنت عمران و هذه كلثم أخت موسي بن عمران عليه السّلام بعثنا اللّه إليك لنلي منك ما يلي النساء.

من النساء فجلست واحدة عن يمينها و الأخري عن يسارها و الثالثة بين يديها و الرابعة من خلفها،فوضعت فاطمة عليها السّلام طاهرة مطهرة،فلما سقطت إلي الأرض أشرق منها النور حتي دخل بيوتات مكة و لم يبق في شرق أرض اللّه و غربها موضع إلا أشرق فيه ذلك النور،و دخل عشر من الحور العين كل واحدة منهن معها طست من الجنة و ابريق من الجنة و في الابريق ماء من الكوثر، فتناولتها المرأة التي كانت بين يديها فغسلتها بماء الكوثر و أخرجت خرقتين بيضاوتين اشد بياضا من اللبن و أطيب ريحا من المسك و العنبر فلفتها بواحدة و قنعتها بواحدة ثم استنطقتها فنطقت فاطمة عليها السّلام بالشهادة (4)و قالت:أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و ان أبي رسول اللّه سيد الأنبياء و أن

ص: 210


1- زيادة من المصدر.
2- في المصدر:هجرتها.
3- زيادة من المصدر.
4- في المصدر:بالشهادتين.

بعلي سيد الأوصياء و ولدي سادة الاسباط،ثم سلمت عليهن و سمّت كل واحدة باسمها،و اقبلن يضحكن إليها،و تباشرت الحور العين و بشّر أهل السماء بعضهم بعضا بولادة فاطمة عليها السّلام،و حدث في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك،و قالت النسوة:خذيها يا خديجة طاهرة مطهرة زكية ميمونة،بورك فيها و في نسلها فتناولتها فرحة مستبشرة و ألقمتها ثديها،فكانت فاطمة عليها السّلام تنمي في اليوم كما ينمي الصبي في الشهر و تنمي في الشهر كما ينمي الصبي في السنة» (1).

الرابع و الخمسون: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن محمد الهمداني قال:حدّثنا المنذر بن محمد قال:حدّثنا جعفر بن سليمان عن عبد اللّه بن المفضل عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال:قال أمير المؤمنين في بعض خطبه:«أيها الناس استمعوا قولي و اعقلوه عني فإن الفراق قريب،أنا إمام البرية و وصي خير الخليقة و زوج سيدة نساء هذه الأمة و أبو العترة الطاهرة الهادية،أنا أخو رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وصيّه و وليه و وزيره و صاحبه و صفيه و حبيبه و خليله،أنا أمير المؤمنين و قائد الغر المحجلين و سيد الوصيين،حربي حرب اللّه و سلمي سلم اللّه و طاعتي طاعة اللّه و ولايتي ولاية اللّه و شيعتي أولياء اللّه و أنصاري انصار اللّه،و الذي خلقني و لم اك شيئا لقد علم المستحفظون من أصحاب رسول اللّه محمد صلّي اللّه عليه و آله أن الناكثين و القاسطين و المارقين ملعونون علي لسان النبي الأمي و قد خاب من افتري» (2).

الخامس و الخمسون: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن عيسي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا علي بن محمد ماجيلويه عن أحمد بن[أبي] (3)عبد اللّه البرقي عن أبيه عن خلف بن حماد الناشري (4)عن أبي الحسن العبدي عن سليمان بن مهران عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام عن علي عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا علي أنت أخي و وارثي و صفيي و خليفتي في أهلي و أمتي في حياتي و بعد مماتي،محبّك محبي و مبغضك مبغضي،يا علي أنا و أنت أبوا هذه الأمة،يا علي أنا و أنت و الأئمة من ولدك سادات في الدنيا و ملوك في الآخرة من عرفنا فقد عرف اللّه و من أنكرنا فقد أنكر اللّه عز و جل» (5).

السادس و الخمسون: الشيخ الطوسي في أماليه قال:أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن محمد يعني

ص: 211


1- أمالي الشيخ الصدوق:/692مجلس /87ح 1.
2- أمالي الشيخ الصدوق:/703مجلس /88ح 9.
3- زيادة من المصدر.
4- في المصدر:الأسدي.
5- أمالي الشيخ الصدوق:/755مجلس /94ح 6.

المفيد قال:أخبرني عبد اللّه محمد بن علي بن رياح القرشي إجازة قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا أبو الحسن بن محمد قال:حدّثنا الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن أبي بصير عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عليهم السّلام قال:«إن أبا ذر و سلمان خرجا في طلب رسول اللّه فقيل لهما:إنه توجه إلي ناحية قبا فاتبعاه فوجداه ساجدا تحت شجرة،فجلسا ينتظرانه حتي ظنّا أنه نائم[فإذا هو باليقظاء] (1)فرفع رأسه إليهما ثم قال:قد رأيت مكانكما و سمعت مقالتكما و لم أكن راقدا،إن اللّه بعث كل نبي كان قبلي إلي أمته بلسان قومه و بعثني في كل أسود و أحمر بالعربية،و أعطاني في أمتي خمس خصال لم يعطها نبيا كان قبلي:نصرني بالرعب،يسمع بي القوم و بيني و بينهم مسيرة شهر فيؤمنون بي،و أحل لي المغنم،و جعل لي الأرض مسجدا و طهورا اينما كنت منها، أتيمم من تربتها و أصلي عليها،و جعل لكل نبي مسألة فسألوه إياها فأعطاهم ذلك في الدنيا، و أعطاني مسألة فأخّرت مسألتي لشفاعة المؤمنين من أمتي يوم القيامة،ففعل ذلك،و أعطاني جوامع العلم و مفاتح الكلام و لم يعط ما أعطاني نبيا قبلي،فمسألتي بالغة إلي يوم القيامة لمن لقي اللّه لا يشرك به شيئا مؤمنا بي،مواليا لوصيي محبا لأهل بيتي» (2).

السابع و الخمسون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمد بن محمد يعني المفيد قال:أخبرني أبو نصر محمد بن الحسين البصير قال:حدّثنا محمد بن إسماعيل الحاسب قال:حدّثنا سليمان بن أحمد الواسطي قال:حدّثنا أحمد بن إدريس قال:حدّثنا نصر بن نصير البحراني عن أبيه عن جابر ابن عبد اللّه الأنصاري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا أيها الناس اتقوا اللّه و اسمعوا،قالوا:لمن السمع و الطاعة بعدك يا رسول اللّه؟قال:لأخي و ابن عمي و وصيي علي بن أبي طالب»قال جابر بن عبد اللّه:فعصوه و اللّه و خالفوا أمره و حملوا عليه السيوف (3).

الثامن و الخمسون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن محمد قال:حدّثنا أبو حفص عمر بن محمد المعروف بابن الزيات قال:حدّثنا أبو علي محمد بن همام (4)الاسكافي قال:

حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الحميري قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمد بن عيسي قال:حدّثني أبي عن عبد اللّه بن المغيرة عن ابن مسكان عن عمار بن يزيد عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد عليهما السّلام قال:لما نزل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بطن قديد قال لعلي بن أبي طالب عليه السّلام:«يا علي إني سألت اللّه عز و جل أن يوالي بينك و بيني ففعل،و سألته أن يواخي بيني و بينك ففعل،و سألته أن يجعلك وصيي ففعل» (5)فقال

ص: 212


1- في المصدر:فأهويا ليوقظاه.
2- أمالي الشيخ الطوسي:/57مجلس /2ح 50.
3- أمالي الشيخ الطوسي:/58مجلس /2ح 52.
4- في المصدر:هشام.
5- أمالي الشيخ الطوسي:/107مجلس /4ح 18.

رجل من القوم:و اللّه لصاع من تمر في شن بال خير مما سأل محمد ربه،هلاّ سأله ملكا يعضده علي عدوه أو كنزا يستعين به علي فاقته فأنزل اللّه تعالي: فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحي إِلَيْكَ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ وَ اللّهُ عَلي كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (1) (2). (3)

التاسع و الخمسون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن محمد قال:أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد قال:أخبرنا أبي عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمد عن العباس بن معروف عن محمد بن سنان عن طلحة بن زيد عن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن جده قال:

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ما قبض اللّه نبيا حتي أمره أن يوصي إلي أفضل عشيرته[من عصبته] (4)، و أمرني أن أوصي فقلت:إلي من يا رب؟فقال:أوص يا محمد إلي ابن عمك علي بن أبي طالب فإني قد اثبته في الكتب السالفة و كتبت فيها إنّه وصيك،و علي ذلك أخذت ميثاق الخلائق و مواثيق أنبيائي و رسلي،أخذت مواثيقهم لي بالربوبية و لك يا محمد بالنبوة و لعلي بن أبي طالب بالولاية» (5).

الستون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمد بن محمد يعني المفيد قال:أخبرني أبو بكر محمد ابن عمر الجماني (6)قال:حدّثنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن سعيد بن زياد من كتابه قال:حدّثنا أحمد بن عيسي بن الحسن الجرمي قال:حدّثنا نصر بن حماد قال:حدّثنا عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السّلام عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن جبرائيل نزل عليّ و قال:إن اللّه يأمرك أن تقوم بتفضيل علي بن أبي طالب عليه السّلام خطيبا علي أصحابك ليبلغوا من بعدهم ذلك عنك،و يأمر جميع الملائكة أن تسمع ما تذكره و اللّه يوحي إليك،يا محمد،إن من خالفك في أمره فله النار و من أطاعك فله الجنة،فأمر النبي صلّي اللّه عليه و آله مناديا ينادي بالصلاة جامعة فاجتمع الناس و خرج حتي علا المنبر،فكان أول ما تكلم به:أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم بسم اللّه الرّحمن الرحيم ثم قال:يا أيها الناس أنا البشير النذير و أنا النبي الامي،إني مبلغكم عن اللّه عز و جل في أمر رجل لحمه من لحمي و دمه من دمي و هو عيبة العلم و هو الذي انتخبه من هذه الأمة و اصطفاه و هداه و تولاه،و خلقني[له] (7)و إياه و فضلني بالرسالة و فضله بالتبليغ عني و جعلني مدينة العلم و جعله الباب و جعله خازن العلم المقتبس منه

ص: 213


1- سوره 11 - آيه 12
2- سورة هود:12.
3- أمالي الشيخ الطوسي:/107مجلس /4ح 18.
4- زيادة من المصدر.
5- أمالي الشيخ الطوسي:/104مجلس /4ح 14.
6- في المصدر:الجعابي.
7- زيادة من المصدر.

الاحكام و خصّه بالوصية،و أبان أمره و خوف من عداوته و أزلف من والاه و غفر لشيعته و أمر الناس جميعا بطاعته،و أنه عز و جل يقول:من عاداه عاداني و من والاه والاني و من ناصبه ناصبني و من خالفه خالفني و من عصاه عصاني و من آذاه آذاني و من أبغضه أبغضني و من أحبه أحبني و من ازدراه ازدراني و من كاده كادني و من نصره نصرني.

يا أيها الناس اسمعوا ما آمركم به و اطيعوه فإنّي أخوفكم عقاب اللّه يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا و ما عملت من سوء تودّ لو أن بينها و بينه أمدا بعيدا و يحذركم اللّه نفسه و إلي اللّه المصير،ثم أخذ بيد علي أمير المؤمنين عليه السّلام فقال:معاشر الناس هذا مولي المؤمنين و حجة اللّه علي الخلق أجمعين و المجاهد للكافرين،اللهم قد بلغت،و هم عبادك و أنت القادر علي صلاحهم فأصلحهم برحمتك يا أرحم الراحمين،أستغفر اللّه لي و لكم،ثم نزل عن المنبر فأتاه جبرائيل عليه السّلام فقال:يا محمد إن اللّه عز و جل يقرئك السلام و يقول لك:جزاك اللّه عن تبليغك خيرا فقد بلغت رسالات ربك و نصحت لأمتك و أرضيت المؤمنين و أرغمت الكافرين،يا محمد إن ابن عمك مبتلي و مبتلي به،يا محمد قل في كل أوقاتك:الحمد للّه رب العالمين و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون» (1).

الحادي و الستون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمد بن محمد قال:أخبرني الشريف أبو محمد الحسن محمد بن يحيي قال:حدّثني جدي قال:حدّثنا إبراهيم و الحسن بن يحيي جميعا قالا:حدّثنا مضر (2)بن مزاحم عن أبي خالد الواسطي عن زيد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:«كان لي من رسول اللّه عشر لم يعطهن أحد قبلي و لا يعطاهن أحد بعدي،قال لي:يا علي أنت أخي في الدنيا و أخي في الآخرة،و أنت أقرب الناس مني موقفا يوم القيامة،و منزلي و منزلك في الجنة متواجهان كمنزل الاخوين،و أنت الوصي و أنت الولي و أنت الوزير،عدوك عدوي و عدوي عدو اللّه و وليك وليي و وليي ولي اللّه» (3).

الثاني و الستون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمد بن محمد قال:أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد قال:حدّثني أبي عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمد بن عيسي عن صفوان بن يحيي عن يعقوب بن شعيب عن صالح بن ميثم التمار رضي اللّه عنه قال وجدت في كتاب ميثم رضي اللّه عنه يقول تمسينا ليلة عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام فقال لنا:«ليس من عبد امتحن اللّه قلبه بالايمان إلا

ص: 214


1- أمالي الشيخ الطوسي:/119مجلس /4ح 39.
2- في المصدر:نصر.
3- أمالي الشيخ الطوسي:/137مجلس /5ح 35.

أصبح يجد مودتنا علي قلبه،و لا أصبح عبد سخط اللّه عليه إلا أصبح يجد بغضنا علي قلبه، فاصبحنا[نفرح] (1)بحب المحب لنا و نعرف ببغض المبغض لنا و أصبح محبنا مغتبطا بحبنا برحمة من اللّه ينتظرها كل يوم،و أصبح مبغضنا يؤسس بنيانه علي شفا جرف هار فكان ذلك الشفا قد انهار به في نار جهنم،و كأن أبواب الرحمة قد فتحت لأصحاب الرحمة فهنيئا لأصحاب الرحمة رحمتهم،و تعسا لأهل النار مثواهم،إن عبدا لن يقصر في حبنا بخير جعله اللّه في قلبه، و لن يحبنا من يحب مبغضنا،إن ذلك لا يجتمع في قلب واحد،ما جعل اللّه لرجل من قلبين في جوفه يحب بهذا قوما و يحب بالآخر عدوهم،و الذي يحبنا فهو يخلص حبنا كما يخلص الذهب الذي لا غش فيه،و نحن النجباء و افراطنا افراط الأنبياء،و أنا وصي الأوصياء،و أنا حزب اللّه و رسوله صلّي اللّه عليه و آله،و الفئة الباغية حزب الشيطان،فمن أحب أن يعلم حاله في حبنا فليمتحن قلبه فإن وجد فيه حب من ألب علينا فليعلم أن اللّه عدوه و جبرائيل و ميكائيل،فإن اللّه عدو للكافرين» (2).

الثالث و الستون: الشيخ في أماليه قال:حدّثنا محمد بن محمد قال:حدّثنا أبو أحمد إسماعيل ابن يحيي العبسي قال:حدّثنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري قال:حدّثنا محمد بن إسماعيل المواري (3)قال:حدّثني عبد السلام بن صالح الهروي قال:حدّثنا الحسين بن الحسن الاشقر قال:

حدّثنا قيس بن الربيع عن الأعمش عن عباية بن ربعي الأسدي عن أبي أيوب الأنصاري قال:مرض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مرضة فأتته فاطمة عليها السّلام تعوده،فلما رأت ما برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من المرض و الجهد استعبرت و بكت حتي سالت دموعها علي خديها فقال لها النبي صلّي اللّه عليه و آله:«يا فاطمة إني لكرامة اللّه إياك زوجتك أقدمهم سلما و أكثرهم علما و أعظمهم حلما،إن اللّه اطلع اطّلاعة إلي أهل الأرض فاختارني منها فبعثني نبيا فاطلع إليها ثانية فاختار بعلك فجعله وصيا،فسرّت فاطمة عليها السّلام و استبشرت فأراد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن يزيدها من مزيد الخير فقال:يا فاطمة إنّا أهل بيت أعطينا سبعا لم يعطها أحد قبلنا و لم يعطاها أحد بعدنا:نبينا أفضل الأنبياء و هو أبوك و وصينا أفضل الأوصياء و هو بعلك و شهيدنا أفضل الشهداء و هو عمك،و منا من جعل اللّه له جناحين يطير بهما مع الملائكة و هو[ابن] (4)عمك،و منا سبطا هذه الأمة و هما ابناك،و الذي نفسي بيده لا بد لهذه الأمة من مهدي و هو و اللّه من ولدك» (5).

ص: 215


1- زيادة من المصدر.
2- أمالي الشيخ الطوسي:/149مجلس /5ح 56.
3- في المصدر:الضراري.
4- زيادة من المصدر.
5- أمالي الشيخ الطوسي:/155مجلس /6ح 8.

الرابع و الستون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمد بن محمد قال:أخبرني أبو الحسن علي بن الحسن البصري قال:حدّثنا أبو بشير أحمد بن إبراهيم العتمي (1)قال:حدّثنا أبو الطيب محمد بن علي الأحمر الناقد قال:حدّثني نصر بن علي قال:حدّثنا عبد الوهاب بن عبد الحميد قال:حدّثنا حميد عن أنس بن مالك قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«كنت أنا و علي علي يمين العرش نسبح اللّه قبل أن يخلق آدم بألفي عام،فلما خلق آدم جعلنا في صلبه ثم نقلنا من صلب إلي صلب في أصلاب الطاهرين و الارحام المطهرات حتي انتهينا إلي صلب عبد المطلب فقسمنا قسمين، فجعل في عبد اللّه نصفا و جعل في أبي طالب نصفا،و جعل النبوة و الرسالة فيّ و جعل الوصية و القضية في علي،ثم اختار لنا اسمين اشتقهما من اسمائه فاللّه محمود و انا محمد و اللّه العليّ و هذا عليّ،فانا للنبوة و الرسالة و عليّ للوصية و القضية» (2).

الخامس و الستون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمد بن محمد قال:أخبرني أبو الحسن أحمد ابن محمد بن الحسن قال:حدّثني أبي عن سعد (3)بن عبد اللّه بن هارون (4)قال:حدّثنا محمد بن عبد الرّحمن العزرمي (5)قال:حدّثنا المعلي بن هلال عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال:

سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«أعطاني اللّه خمسا[و أعطي عليا خمسا] (6):أعطاني جوامع الكلم و أعطي عليا جوامع العلم،و جعلني نبيا و جعل عليّا وصيّا،و أعطاني الكوثر و أعطي عليا السلسبيل،و أعطاني الوحي و أعطي عليّا الالهام،و أسري[بي] (7)إليه و فتحت له أبواب السماء حتي رأي ما رأيت و نظر إلي ما نظرت إليه» (8)ثم قال:يا ابن عباس:«خالف من خالف عليا و لا تكونن له ظهيرا و لا وليا فوالذي بعثني بالحق ما يخالفه أحد إلا غيّر اللّه ما به من نعمة و شوه خلقه قبل ادخال النار،يا ابن عباس لا تشك في عليّ فإن الشك فيه كفر يخرج من الإيمان و يوجب الخلود في النار» (9).

السادس و الستون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمد بن محمد قال:حدّثنا أبو نصر محمد بن الحسين المقري قال:حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن علي المرزباني (10)قال:حدّثنا جعفر بن محمد

ص: 216


1- في المصدر:العمي.
2- أمالي الشيخ الطوسي:/183مجلس /7ح 9.
3- في المصدر:سعيد.
4- في المصدر:موسي.
5- في المصدر:العرزمي.
6- زيادة من المصدر.
7- زيادة من المصدر.
8- أمالي الشيخ الطوسي:/105مجلس /4ح 15.
9- أمالي الشيخ الطوسي:/105مجلس /4ح 15.
10- في المصدر:الرازي.

الحنفي قال:حدّثنا يحيي بن هاشم السمسار قال:حدّثنا عمرو بن شمر قال:حدّثنا حماد عن أبي الزبير عن جابر بن عبد اللّه بن خزام قال:أتيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقلت:يا رسول اللّه من وصيك؟قال:

فأمسك عني عشرا لا يجيبني ثم قال:«يا جابر ألا أخبرك عما سألتني؟»فقلت:بأبي أنت و أمي أم و اللّه لقد سكتّ عني حتي ظننت أنك وجدت عليّ فقال:«ما وجدت عليك يا جابر و لكن كنت انتظر ما يأتيني من السماء،فأتاني جبرائيل عليه السّلام فقال:يا محمد ربك يقول:إن علي بن أبي طالب وصيك و خليفتك علي أهلك و أمتك و الذائد عن حوضك و هو صاحب لوائك يقدمك إلي الجنة» فقلت:يا نبي اللّه أ رأيت من لا يؤمن بهذا الحديث أقتله؟قال:«نعم يا جابر ما وضع هذا الموضع إلا ليبايع عليه فمن بايعه يكون معي غدا و من خالفه لم يرد عليّ الحوض أبدا» (1).

السابع و الستون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمد بن محمد قال:حدّثنا أبو الحسن علي بن محمد الكاتب قال:أخبرني الحسن بن علي الزعفراني قال:أخبرنا إبراهيم بن محمد الثقفي قال:

حدّثنا عثمان بن أبي شيبة عن عمرو بن ميمون عن جعفر بن محمد عليهما السّلام عن أبيه عن جده عليه السّلام قال:

قال أمير المؤمنين علي عليه السّلام علي منبر الكوفة:«أيها الناس إنه كان لي من رسول اللّه عشر خصال لهن أحب إلي مما طلعت عليه الشمس قال لي رسول اللّه:يا علي أنت أخي في الدنيا و الآخرة و أنت أقرب الخلائق لي يوم القيامة في الموقف بين يدي الجبار،و منزلك في الجنة مواجه منزلي كما يتواجه منازل الاخوان في اللّه عز و جل،و أنت الوارث مني و أنت الوصي من بعدي في عداتي و أسرتي،و أنت الحافظ لي في اهلي عند غيبتي،و أنت الإمام لأمتي،و أنت القائم بالقسط في رعيتي و أنت وليي و وليي ولي اللّه و عدوك عدوي و عدوي عدو اللّه» (2).

الثامن و الستون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمد بن محمد قال:حدّثنا أبو الحسن علي بن بلال المهلبي قال:حدّثني إسماعيل بن علي بن عبد الرّحمن البربري الخزاعي قال:حدّثني أبي قال:حدّثني عيسي بن حميد الطائي قال:حدّثنا حميد بن قيس قال:سمعت أبا الحسن علي بن الحسين بن علي بن الحسين قال:سمعت أبي يقول سمعت أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين يقول:«إن أمير المؤمنين عليه السّلام لما رجع من وقعة الخوارج اجتاز بالزوراء فقال للناس أنها الزوراء فسيروا و جنبوا منها،فإن الخسف أسرع إليها من الوتد في النخالة،فلما أتي موضعا من أرضها قال:ما هذه الأرض؟قيل:أرض بحرا فقال:أرض سباخ جنبوا و يمنوا،فلما اتي يمنة السواد إذا

ص: 217


1- أمالي الشيخ الطوسي:/190مجلس /7ح 23.
2- أمالي الشيخ الطوسي:/194مجلس /7ح 31.

هو براهب في صومعة[له] (1)فقال له:يا راهب أنزل هاهنا؟قال الراهب:لا تنزل هذه الأرض بجيشك فقال:و لم؟قال له:لا ينزلها إلا نبي أو وصي نبي بجيشه يقاتل في سبيل اللّه عز و جل، نجد في كتبنا فقال له أمير المؤمنين عليه السّلام:فأنا وصي سيد الأنبياء و سيد الأوصياء،فقال له الراهب:

فأنت اذا أصلع قريش و وصي محمد صلّي اللّه عليه و آله،قال له أمير المؤمنين عليه السّلام:أنا ذلك فنزل الراهب فقال علي شرائع الإسلام إني وجدت في الإنجيل نعتك و انك تنزل أرض براثا بيت مريم و أرض عيسي عليه السّلام فقال أمير المؤمنين عليه السّلام:قف و لا تخبرنا بشيء،ثم أتي موضعا فقال ألكزوا هذا فألكزه برجله عليه السّلام فانبجست عين خرارة فقال:هذا عين مريم التي انبعث لها ثم قال:اكشفوا هاهنا علي سبعة عشر ذراعا فكشف فإذا بصخرة بيضاء فقال علي عليه السّلام:علي هذه وضعت مريم عيسي من عاتقها،وصلت هاهنا فنصب أمير المؤمنين عليه السّلام الصخرة و صلي إليها،و اقام هناك أربعة أيام يتم الصلاة و جعل الحرم في خيمة من الموضع علي دعوة ثم قال:ارض براثا هذا بيت مريم عليها السّلام،هذا الموضع المقدس صلي به الأنبياء»قال أبو جعفر محمد بن علي عليه السّلام:«و لقد وجدنا أنه صلي فيه إبراهيم قبل عيسي عليهما السّلام» (2).

التاسع و الستون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمد بن محمد قال:أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه عن أبي الجوزاء عن منبه بن عبد اللّه عن الحسين ابن علوان عن عمرو بن خالد عن زيد بن علي عن أبيه عن الحسين بن علي عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا علي إن اللّه تعالي أمرني إن اتخذك أخا و وصيا فأنت أخي و وصيي و خليفتي علي اهلي في حياتي و بعد موتي،من تبعك فقد تبعني و من تخلف عنك فقد تخلف عني و من كفر بك فقد كفر بي و من ظلمك فقد ظلمني،يا علي أنت مني و أنا منك،يا علي لو لا أنت لما قوتل أهل النهر،فقلت:يا رسول اللّه و من أهل النهر؟قال:قوم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية» (3).

السبعون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمد بن محمد قال:حدّثنا أبو علي أحمد بن محمد بن جعفر الصولي قال:حدّثنا محمد بن الحسين الطائي قال:حدّثنا محمد بن الحسن[بن الحسن] (4)ابن جعفر بن سليمان الأصبغي (5)قال:حدّثني أبي عن أبيه قال:حدّثني يعقوب بن الفضل قال:

ص: 218


1- زيادة من المصدر.
2- أمالي الشيخ الطوسي:/200مجلس /7ح 42.
3- أمالي الشيخ الطوسي:/200مجلس /7ح 43.
4- زيادة ليست في المصدر.
5- في المصدر:الضبعي.

حدّثني شريك[بن بعد اللّه بن أبي نمر عن عبد اللّه] (1)بن عبد الرّحمن الأنصاري عن أبيه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أعطيت في علي تسعا،ثلاثا في الدنيا و ثلاثا في الآخرة و اثنتين ادخروهما (2)له و واحدة اخافها عليه،فأما الثلاثة التي في الدنيا:فساتر عورتي و القائم بأمر أهلي و وصيي فيهم، و أما الثلاثة التي في الآخرة فأعطي يوم القيامة لواء الحمد فأدفعه إلي علي بن أبي طالب يحمله عني،و أعتمد عليه في مقام الشفاعة و يعينني علي حمل مفاتيح الجنة،و أما اللتان أرجوهما له لا يرجع بعدي ضالا و لا كافرا،و أما التي أخافها عليه فغدر قريش به[من بعدي] (3)» (4).

الحادي و السبعون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللّه بن محمد بن مهدي قال:أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرّحمن بن عقدة الحافظ قال:حدّثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال:حدّثنا ابن هامان المروزي قال:حدّثني عيسي بن يونس عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يأتي علي الناس يوم القيامة وقت ما فيه راكب إلا نحن أربعة»فقال له العباس بن عبد المطلب:عمه فداك أبي و أمي،من هؤلاء الأربعة؟قال:«أنا علي البراق و أخي صالح علي ناقة اللّه التي عقرها قومه و عمّي حمزة أسد اللّه و أسد رسوله علي ناقتي العضباء،و أخي علي بن أبي طالب علي ناقة من نوق الجنة مدبجة الجنبين،عليه حلّتان خضراوان من كسوة الرّحمن،علي رأسه تاج من نور،لذلك التاج سبعون ركنا علي كل ركن ياقوتة حمرا تضيء للراكب مسيرة ثلاثة أيام و بيده لواء الحمد ينادي:لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه،فيقول الخلائق:من هذا ملك مقرب أو نبي مرسل أو حامل عرش؟فينادي مناد من بطن العرش:ليس بملك مقرب و لا نبي مرسل و لا حامل عرش،هذا علي ابن أبي طالب وصي رسول رب العالمين و أمير المؤمنين و قائد الغر المحجلين في جنات النعيم» (5).

الثاني و السبعون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي في منزله بدرب الزعفراني ببغداد في الكرخ سنة عشرة و أربعمائة قال:أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة في يوم الجمعة بعد صلاة الجمعة إملاء في مسجد براثا لثمان بقين من جمادي الاولي سنة ثلاثين و ثلاثمائة قال:حدّثنا علي بن الحسين بن عبيد قال:حدّثنا إسماعيل بن

ص: 219


1- زيادة من المصدر.
2- في المصدر:ارجوهما.
3- زيادة من المصدر.
4- أمالي الشيخ الطوسي:/209مجلس /8ح 9.
5- أمالي الشيخ الطوسي:/259مجلس /10ح 4 باختلاف في الرواة.

أبان عن سلام بن أبي عمرة عن معروف عن أبي الطفيل قال:خطب الحسن بن علي عليهما السّلام بعد وفاة علي عليه السّلام و ذكر أمير المؤمنين فقال:«خاتم الوصيين وصي خاتم الأنبياء و أمير الصديقين و الشهداء و الصالحين ثم قال:يا أيها الناس لقد فارقكم رجل ما سبقه الأولون و لا يدركه الآخرون،لقد كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يعطيه الراية فيقاتل جبرائيل عن يمينه و ميكائيل عن يساره،فما يرجع حتي يفتح اللّه عليه،ما ترك ذهبا و لا فضة إلا شيئا علي صبي له،و ما ترك في بيت المال إلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه أراد أن يشتري بها خادما لأم كلثوم،ثم قال:من عرفني فقد عرفني و من لم يعرفني فانا الحسن بن محمد النبي صلّي اللّه عليه و آله ثم تلا هذه الآية قول يوسف:و اتبعت ملة آبائي إبراهيم و إسحاق و يعقوب،انا ابن البشير و أنا ابن المنذر و أنا ابن الداعي إلي اللّه،و انا ابن السراج المنير و انا ابن الذي ارسله رحمة للعالمين و انا من أهل البيت الذين اذهب اللّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا،و انا من أهل البيت الذين كان جبرائيل ينزل عليهم و منهم كان يعرج،و انا من أهل البيت الذين افترض اللّه مودتهم و ولايتهم فقال فيما أنزل علي محمد صلّي اللّه عليه و آله:قل لا أسألكم عليه اجرا إلا المودة في القربي،و من يقترف حسنة،و اقتراف الحسنة مودتنا» (1).

الثالث و السبعون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عمر قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال:حدّثنا[أحمد بن يحيي بن زكريا قال:حدّثنا عبيد] (2)عبد اللّه بن موسي قال:حدّثنا مطر عن أنس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن أخي و وزيري و وصيي علي بن أبي طالب» (3).

الرابع و السبعون: الشيخ في أماليه عن أبي محمد الفحام قال:حدّثني عمي عمر بن يحيي قال:

حدّثنا أبو بكر محمد بن سليمان بن عاصم قال:حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمد العبدي قال:حدّثنا علي بن الحسن الاموي قال:حدّثنا محمد بن جرير قال:حدّثنا عبد الجبار بن العلاء بمكة قال:

حدّثني يوسف بن عطيّة الصفار عن ثابت عن أنس بن مالك قال:أمرني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن اسرج بغلته الذلول و حماره اليعفور،ففعلت ما أمرني به رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فاستوي علي بغلته و استوي علي حماره و سارا و سرت معهما،فأتينا سفح جبل فنزلا و صعدا حتي صارا علي ذروة الجبل،ثم رأيت غمامة بيضاء كدارة الكرسي و قد أظلتهما و رأيت النبي صلّي اللّه عليه و آله و قد مد يده إلي شيء يأكل و أطعم عليا حتي توهمت أنهما قد شبعا،ثم رأيت النبي صلّي اللّه عليه و آله و قد مد يده إلي شيء و قد شرب و سقي عليا حتي قدرت أنهما شربا ريهما،ثم رأيت الغمامة قد ارتفعت و نزلا فركبا و سارا و سرت معهما،و التفت

ص: 220


1- أمالي الشيخ الطوسي:/270مجلس /10ح 39.
2- زيادة من المصدر.
3- أمالي الشيخ الطوسي:/272مجلس /10ح 46.

النبي صلّي اللّه عليه و آله فرأي في وجهي تغيرا فقال:«ما لي أري وجهك متغيرا؟»فقلت ذهلت مما رأيت فقال:

«فرأيت ما كان؟»فقلت:نعم فداك أبي و امي يا رسول اللّه،قال:«يا أنس و الذي خلق ما يشاء لقد أكل من تلك الغمامة ثلاثمائة و ثلاثة عشر نبيا و ثلاثمائة و ثلاثة عشر وصيا،ما فيهم نبي أكرم علي اللّه مني و لا فيهم وصي أكرم علي اللّه من عليّ» (1).

الخامس و السبعون: الشيخ في أماليه عن أبي محمد الفحام قال:حدّثني عمي قال:حدّثني أبو العباس أحمد بن عبد اللّه بن علي الرأس قال:حدّثنا أبو عبد اللّه عبد الرّحمن بن عبد اللّه العمري قال:حدّثنا أبو سلمة يحيي بن المغيرة قال:حدّثني أخي محمد بن المغيرة عن محمد بن سنان عن سيدنا أبي عبد اللّه جعفر بن محمد عليه السّلام قال:قال أبي لجابر بن عبد اللّه:«لي إليك حاجة أريد أخلو بك فيها»فلما خلا به في بعض الايام قال له:«أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد أمي فاطمة عليها السّلام،قال جابر:أشهد باللّه لقد دخلت علي فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأهنيها بولدها الحسين فإذا بيدها لوح أخضر من زبرجدة خضراء فيه كتاب أنور من الشمس و أطيب من رائحة المسك الاذفر فقلت:ما هذا يا بنت رسول اللّه؟فقالت:هذا لوح أهداه اللّه عز و جل إلي أبي فيه اسم أبي و اسم بعلي و اسم الأوصياء بعد من ولدي،فسألتها أن تدفعه إلي لأنسخه ففعلت،فقال له:

فهل لك أن تعارضني بها؟قال:نعم فمضي جابر إلي منزله و أتي بصحيفة من كاغذ فقال له:انظر في صحيفتك حتي أقرأها عليك فكان في صحيفته مكتوب:

بسم اللّه الرّحمن الرحيم،هذا كتاب من اللّه العزيز العليم أنزله الروح الامين علي محمد خاتم النبيين،يا محمد عظّم اسمائي و اشكر نعمائي و لا تجحد آلائي و لا ترج سوائي و لا تخش غيري،فإن من يرج سواي و يخش غيري أعذبه عذابا لا اعذبه أحدا من العالمين،يا محمد إني اصطفيتك علي الأنبياء،و فضلت وصيك علي الأوصياء،و جعلت الحسن عيبة علمي من بعد انقضاء مدة أبيه،و الحسين خير أولاد الأولين و الآخرين فيه ثبتت الإمامة و منه يعقب علي زين العابدين،و محمد الباقر لعلمي و الداعي إلي سبيلي علي منهاج الحق،و جعفر الصادق في القول و العمل ينشب بعده فتنة صماء،فالويل كل الويل للمكذب بعبدي و خيرتي من خلقي موسي، و علي الرضا يقتله عفريت كافر يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح إلي جنب شر خلق اللّه، و محمد الهادي إلي سبيلي الذاب عن حريمي و القيم في رعيته،و حسن الاعز يخرج منه ذو الاسمين علي،و الحسن الخلف محمد يخرج في اخر الزمان علي رأسه غمامة بيضاء تظله من

ص: 221


1- أمالي الشيخ الطوسي:/283مجلس /10ح 86.

الشمس،ينادي بلسان فصيح يسمعه الثقلين و الخافقين هو المهدي من آل محمد يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا». (1)

السادس و السبعون: الشيخ في أماليه عن أبي محمد الفحام قال:حدّثني المنصوري قال:

حدّثني عم أبي أبو موسي عيسي بن أحمد بن عيسي[بن] (2)المنصوري قال:حدّثني الإمام علي ابن محمد قال:[حدّثني أبي محمد بن علي قال:] (3)حدّثني أبي علي بن موسي الرضا قال:

حدّثني أبي موسي بن جعفر قال:حدّثني أبي جعفر بن محمد قال:حدّثني محمد بن علي قال:

حدّثني أبي علي بن الحسين قال:حدّثني أبي الحسين بن علي قال:حدّثني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:قال لي النبي صلّي اللّه عليه و آله:«يا علي خلقني اللّه تعالي و أنت من نور اللّه خير خلق آدم فافرغ ذلك النور في صلبه فافضي به إلي عبد المطلب،ثم افترقنا من عبد المطلب أنا في عبد اللّه و أنت في أبي طالب،لا تصلح النبوة إلاّ لي،و لا تصلح الوصية إلا لك،فمن جحد وصيتك جحد نبوتي و من جحد نبوتي أكبّه اللّه علي منخريه في النار» (4).

السابع و السبعون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت عن أحمد بن محمد قال:حدّثنا الحسن بن علي بن عفان قال:حدّثنا عبد العزيز بن الخطاب قال:حدّثنا ناصح عن زكريا عن أنس بن مالك قال:اتكي النبي صلّي اللّه عليه و آله علي علي عليه السّلام قال:«يا علي أ ما ترضي أن تكون أخي و أكون أخاك و تكون وليي و وصيي و وارثي،تدخل رابع أربعة الجنة أنا و أنت و الحسن و الحسين و ذريتهما خلف ظهورنا و من تبعنا من امتنا علي أيمانهم و شمائلهم؟قال:بلي يا رسول اللّه» (5).

الثامن و السبعون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت قال:أخبرنا أحمد ابن محمد قال:حدّثنا أحمد بن يحيي بن زكريا قال:حدّثنا عبيد اللّه بن موسي قال:حدّثنا قطر عن أنس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن أخي و وصيي و وزيري في أهلي علي بن أبي طالب» (6).

التاسع و السبعون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو الصلت قال:أخبرنا ابن عقدة قال:أخبرنا محمد بن هارون الهاشمي قراءة عليه قال:أخبرنا محمد بن مالك الابرد النخعي قال:حدّثنا محمد

ص: 222


1- أمالي الشيخ الطوسي:/292مجلس /11ح 13.
2- زيادة من المصدر.
3- زيادة من المصدر.
4- أمالي الشيخ الطوسي:/295مجلس /11ح 24.
5- أمالي الشيخ الطوسي:/332مجلس /12ح 6.
6- أمالي الشيخ الطوسي:/334مجلس /12ح 11.

ابن فضيل بن غزوان العيني (1)قال:حدّثنا غالب الجعفي (2)عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لما أسري بي إلي السماء ثم من السماء إلي السماء ثم إلي سدرة المنتهي وقفت بين يدي ربي عز و جل فقال:يا محمد فقلت:

لبيك ربي و سعديك قال:قد بلوت خلقي فأيّهم وجدت أطوع إليك؟قال:فقلت رب عليّا قال:

صدقت يا محمد،فهل اتخذت لنفسك خليفة يؤدي عنك و يعلم عبادي من كتابي ما لا يعلمون؟ قال:قلت:اختر لي فإن خيرتك لي خير قال:قد اخترت لك عليا فاتخذه لنفسك خليفة و وصيا، و نحلته علمي و حلمي و هو أمير المؤمنين حقا،لم يقلها أحد قبله و لا أحد بعده.

يا محمد عليّ راية الهدي و إمام من أطاعني و نور أوليائي،و هو الكلمة التي ألزمتها المتقين، من أحبّه فقد أحبني و من أبغضه فقد أبغضني فبشره بذلك يا محمد،فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:رب قد بشرته،فقال علي:أنا عبد اللّه و في قبضته،إن يعذبني فبذنوبي لم يظلمني شيئا و إن يتم لي ما وعدني فاللّه أولي بي فقال:اللهم اجل قلبه و اجعل ربيعه الإيمان[بك] (3)قال:قد فعلت ذاك به يا محمد،غير إني مختصه بشيء من البلاء لم أختص به أحدا من أوليائي قال:قلت:ربي أخي و صاحبي،قال:إنه سبق في علمي أنه مبتلي و مبتلي به،و لو لا عليّ لم يعرف[حزبي و لا] (4)، أوليائي و لا أولياء رسلي» (5)قال محمد بن مالك فلقيت نصر بن مزاحم المنقري فحدثني عن غالب الجهني عن جعفر محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده عن عليّ قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لما أسري بي إلي السماء...»و ذكر مثله سواء،قال محمد بن مالك:فلقيت علي بن موسي ابن جعفر عن أبيه عن جده عن الحسين بن علي عن علي قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لما أسري بي إلي السماء ثم من السماء إلي السماء ثم إلي سدرة المنتهي» (6)و ذكر الحديث بطوله.

الثمانون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا الحفار قال:حدّثنا إسماعيل قال:حدّثنا أبي إسحاق بن إبراهيم الديري قالا:حدّثنا عبد الرزاق قال:حدّثنا أبي عن مينا مولي عبد الرّحمن بن عوف عن عبد اللّه بن مسعود قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنا دعوة أبي إبراهيم،قلنا:يا رسول اللّه و كيف صرت دعوة أبيك إبراهيم؟قال:أوحي اللّه عز و جل إلي إبراهيم إني جاعلك للناس إماما،و استخف

ص: 223


1- في المصدر:الضبي.
2- في المصدر:الجهني.
3- زيادة من المصدر.
4- زيادة من المصدر.
5- أمالي الشيخ الطوسي:/344مجلس /12ح 45.
6- أمالي الشيخ الطوسي:/344مجلس /12ح 46.

إبراهيم الفرح فقال:يا رب و من ذريتي أئمة مثلي،فأوحي اللّه عز و جل إليه أن يا إبراهيم إني لا أعطيك عهدا لا أفي لك به قال:يا رب ما العهد الذي لا تفي لي به؟قال:لا أعطيك[عهدا] (1)لظالم من ذريتك قال:يا رب و من الظالم من ولدي الذي لا ينال عهدك؟قال:من سجد لصنم من دوني لا أجعله إماما أبدا و لا يصح أن يكون إماما،قال إبراهيم:و اجنبني و بني أن نعبد الاصنام رب إنهن أظللن كثيرا من الناس،قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:فانتهت الدعوة إليّ و إلي أخي عليّ لم يسجد أحد منا لصنم قط،فاتخذني اللّه نبيا و عليّا وصيا» (2).

الحادي و الثمانون: الشيخ في أماليه قال:قرئ علي أبي القاسم بن شبل بن اسد الوكيل و أنا اسمع في منزله ببغداد في الريض بباب محول في صفر سنة عشر و أربعمائة،حدّثنا ظفر بن حمدون بن أحمد بن شداد الباري أي أبو منصور ببادراي في شهر ربيع الآخر سنة سبع و أربعين و ثلاثمائة قال:حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي الاحمري في منزله بفارسفان من رستاق الاسفيدهان من كورة نهاوند في شهر رمضان من سنة خمس و تسعين و مائتين قال:حدّثنا عبد اللّه ابن حماد[الأنصاري] (3)عن صباح المزني عن الحارث بن حصيرة عن الأصبغ بن نباتة قال:سمعت الاشعث بن قيس الكندي و جويبر الجبلي قالا لعلي أمير المؤمنين عليه السّلام:«حدّثنا في خلواتك أنت و فاطمة قال:نعم[بينا] (4)أنا و فاطمة في كساء إذا أقبل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله نصف الليل و كان يأتينا بالتمر و اللبن ليعيننا علي الغلامين،فدخل فوضع رجلا بحيالي و رجلا بحيالها،ثم إن فاطمة بكت فقال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما يبكيك يا بنت محمد؟فقالت:حالنا[كما تري] (5)في كساء نصفه تحتنا و نصفه فوقنا،فقال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا فاطمة أ ما تعلمين أن اللّه تعالي اطلع اطلاعة من سمائه إلي أرضه فاختار منها أباك فاتخذه صفيا[و ابتعثه]برسالته و ائتمنه علي وحيه؟يا فاطمة أ ما تعلمين أن اللّه تعالي اطلع اطلاعة من سمائه إلي ارضه فاتخذ منها بعلك،و أمرني أن ازوجك به و أن أتخذه وصيا؟يا فاطمة أ ما تعلمين أن العرش[شاك]ربه أن يزينه بزينة لم يزين بها بشرا من خلقه فزينه بالحسن و الحسين بركنين من أركان الجنة،و روي ركن من أركان العرش» (6).

الثاني و الثمانون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا الحسن بن

ص: 224


1- ما بين المعقوفتين زيادة ليست في المصدر.
2- أمالي الشيخ الطوسي:/379مجلس /13ح 62.
3- زيادة ليست في المصدر.
4- زيادة من المصدر.
5- زيادة من المصدر.
6- أمالي الشيخ الطوسي:/406مجلس /14ح 58.

علي بن زكريا[أبو] (1)سعيد البصري قال:حدّثنا محمد بن صدقة العنبري قال:حدّثنا موسي بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال صلي بنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوما صلاة الفجر،ثم انفتل و أقبل علينا يحدثنا ثم قال:«أيها الناس من فقد الشمس فليتمسك بالقمر،و من فقد القمر فليتمسك بالفرقدين»قال:فقمت أنا و أبو أيوب الأنصاري و معنا أنس بن مالك فقلنا:يا رسول اللّه من الشمس؟قال:«أنا،فإذا هو صلّي اللّه عليه و آله قد ضرب لنا مثلا فقال:إن اللّه تعالي خلقنا فجعلنا بمنزلة نجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم،فأنا الشمس فإذا ذهب بي فتمسكوا بالقمر»قلنا:فمن القمر؟قال:«أخي و وصيي و وزيري و قاضي ديني و أبو ولدي و خليفتي في اهلي[علي بن أبي طالب] (2)»قلنا:فمن الفرقدان؟قال:«الحسن و الحسين»ثم مكث مليا فقال:«[هؤلاء] (3)و فاطمة هي الزهرة و عترتي أهل بيتي هم مع القرآن[و القرآن معهم] (4)لا يفترقان حتي يردا عليّ الحوض» (5).

الثالث و الثمانون: الشيخ في أماليه بإسناده قال:سمعت عليا عليه السّلام يقول لرأس اليهود:علي كم افترقتم فقال:علي كذا و كذا فرقة فقال عليّ عليه السّلام:«كذبت[يا أخا اليهود] (6)»ثم أقبل علي الناس فقال:«و اللّه لو ثنيت لي الوسادة لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم و بين أهل الإنجيل بانجيلهم [و بين أهل الزبور بزبورهم] (7)و بين أهل القرآن بقرآنهم،[أيها الناس] (8)افترقت اليهود علي إحدي و سبعين فرقة،سبعون منها في النار و واحدة ناجية في الجنة و هي التي اتبعت يوشع بن نون وصي موسي،و افترقت النصاري علي اثنتين و سبعين فرقة،إحدي و سبعون فرقة في النار و واحدة في الجنة و هي التي اتبعت شمعون وصي عيسي عليه السّلام،و تفترق هذه الأمة علي ثلاث و سبعين فرقة اثنتان و سبعون فرقة في النار و واحدة في الجنة و هي التي اتبعت وصي محمد صلّي اللّه عليه و آله، و ضرب بيده علي صدره ثم قال:ثلاث عشرة فرقة من الثلاث و السبعين فرقة كلها تنتحل مودتي و حبي،و واحدة منها في الجنة و هم النمط الاوسط و اثنتا عشرة في النار» (9).

الرابع و الثمانون: الشيخ الطوسي أيضا في كتاب المجالس قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل

ص: 225


1- زيادة من المصدر.
2- زيادة من المصدر.
3- زيادة ليست في المصدر.
4- زيادة من المصدر.
5- أمالي الشيخ الطوسي:/517مجلس /18ح 38.
6- زيادة من المصدر.
7- زيادة من المصدر.
8- زيادة من المصدر.
9- أمالي الشيخ الطوسي:/524مجلس /19ح 66.

قال:حدّثنا أحمد بن عبيد اللّه[محمد] (1)بن عمار الثقفي قال:حدّثنا علي بن محمد بن سليمان قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا محمد بن جعفر بن محمد قال:حدّثنا معتب مولانا قال:حدّثنا عمر بن علي بن عمر بن علي بن الحسين قال:سمعت محمد بن أبي[عبيد اللّه] (2)بن محمد بن عمار بن ياسر يحدث عن أبيه عن جده محمد بن عمار بن ياسر قال:سمعت أبا ذر جندب بن جنادة يقول:رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله آخذا بيد علي بن أبي طالب عليه السّلام فقال له:«يا علي أنت أخي و وصيي و وزيري و أميني،مكانك مني في حياتي و بعد موتي كمكان هارون من موسي إلاّ أنه لا نبي معي،من مات و هو يحبك ختم اللّه عز و جل له بالأمن و الإيمان،و من مات و هو يبغضك لم يكن له في الإسلام نصيب» (3).

الخامس و الثمانون: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا الحسن ابن علي بن زكريا العاصمي قال:حدّثنا أحمد بن عبيد اللّه العدلي قال:حدّثنا الربيع بن سيار قال:

حدّثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلي أبي ذر رضي اللّه عنه أن عليا عليه السّلام و عثمان و طلحة و الزبير و عبد الرّحمن بن عوف و سعد بن أبي وقاص أمرهم عمر بن الخطاب أن يدخلوا بيتا و يغلقوا عليهم بابه و يتشاوروا في أمرهم،و أجلهم ثلاثة أيام فإن توافق خمسة علي قول واحد و أبي رجل منهم قتل ذلك الرجل،و إن توافق أربعة و أبي اثنان قتل الاثنان،فلما توافقوا جميعا علي رأي واحد قال لهم علي بن أبي طالب عليه السّلام:«إني أحب أن تسمعوا مني ما أقول[لكم]فإن يكن حقا فاقبلوه و إن يكن باطلا فانكروه»قالوا:قل:ثم ساق الحديث بذكر عليّ عليه السّلام فضائله و سوابقه و النص من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هم يصدقونه فيما يقوله لهم،و كان فيما قاله لهم:«فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إنك عن يمين العرش يا علي يوم القيامة يكسوك اللّه عز و جل[بردين] (4)أحدهما الأحمر و الآخر الأخضر غيري؟قالوا:لا،قال:فهل فيكم أحد أطعمه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من فاكهة الجنة لما هبط بها جبرائيل و قال:لا ينبغي أن يأكله في الدنيا إلا نبي أو وصي نبي غيري؟»قالوا:لا.

«فأنشدكم باللّه هل فيكم أحد وصي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في أهله و ماله غيري؟»،قالوا:اللهم لا،قال:

«فأنشدكم باللّه فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مقالته يوم غدير خم من كنت مولاه فعلي مولاهم، اللهم وال من والاه و عاد من عاداه غيري؟» (5)قالوا:اللهم لا،و حديث المناشدة هذا متكرر الرواة

ص: 226


1- زيادة من المصدر.
2- زيادة ليست في المصدر.
3- أمالي الشيخ الطوسي:/545مجلس /20ح 3.
4- زيادة من المصدر.
5- أمالي الشيخ الطوسي:/554مجلس /20ح 4.

و الاسانيد من طرق العامة و الخاصة.

السادس و الثمانون: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا محمد ابن عبد اللّه بن جورية الجندي سابوري من اصل كتابه قال:حدّثنا علي بن منصور الترجماني قال:

حدّثنا الحسن بن عنبسة النهشلي قال:حدّثنا شريك بن عبد اللّه النخعي القاضي عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون الأودي أنه ذكر عنده علي بن أبي طالب عليه السّلام فقال:«إن قوما ينالون منه أولئك هم وقود النار»و لقد سمعت هذه الآية من أصحاب محمد صلّي اللّه عليه و آله،منهم حذيفة بن اليمان و كعب بن عجرة يقول كل رجل منهم:لقد أعطي عليّ ما لم يعطه بشر،هو زوج فاطمة سيدة نساء الأولين و الآخرين فمن رأي مثلها[أو] (1)سمع أو تزوج بمثلها أحد في الأولين و الآخرين؟و هو أبو الحسن و الحسين سيدي شباب أهل الجنة من الأولين و الآخرين،فمن له أيها الناس مثلهما و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حموه و هو وصي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في أهله و أزواجه،و سد الأبواب التي في المسجد كلها غير بابه، و هو صاحب باب خيبر و هو صاحب الراية يوم خيبر،و تفل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يومئذ في عينه و هو أرمد فما اشتكاهما من بعد و لا وجد حرا و لا قرا بعد يوم ذلك،و هو صاحب غدير خم إذ نوّه رسول اللّه باسمه،و ألزم أمته و ولايته و عرّفهم بخطره و بيّن لهم مكانه فقال:أيها الناس من أولي بكم منكم بأنفسكم،قالوا:اللّه و رسوله،قال:فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه.

و هو صاحب العباء و من أذهب اللّه عز و جل عنه الرجس و طهره تطهيرا،و هو صاحب الطائر حين قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك[و إليّ] (2)[يأكل معي] (3)،فجاء علي عليه السّلام و أكل معه،و هو صاحب سورة براءة حين نزل بها جبرائيل عليه السّلام علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد سار أبو بكر بالسورة فقال له:يا محمد،إنه لا يبلّغها إلاّ أنت أو علي،إنه منك و أنت منه،و كان رسول اللّه منه في حياته و بعد وفاته،و هو عيبة علم رسول اللّه،و من قال له النبي صلّي اللّه عليه و آله:أنا مدينة العلم و علي بابها فمن أراد العلم فليأت المدينة من بابها كما أمر اللّه فقال:و أتوا البيوت من أبوابها،و هو مفرج الكرب عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في الحروب،و هو أول من آمن برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و صدقه و اتبعه،و هو أول من صلي، فمن أعظم قربة علي اللّه و علي رسوله فمن قاس به أحدا أو أشبه به بشرا صلّي اللّه عليه (4)؟.

السابع و الثمانون: الشيخ في مجالسه،قال أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثني محمد

ص: 227


1- زيادة من المصدر.
2- زيادة ليست في المصدر.
3- زيادة من المصدر.
4- أمالي الشيخ الطوسي:/559مجلس /20ح 8.

ابن جعفر بن محمد بن رباح (1)الاشجعي قال:حدّثنا عباد بن يعقوب الاسدي قال:أخبرنا إبراهيم ابن محمد بن أبي الرواس الخثعمي،قال:حدّثني عدي بن زيد الهجري عن أبي خالد الواسطي قال إبراهيم بن محمد:فلقيت أبا خالد عمرو بن خالد فحدّثني عن زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:«كنت عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مرضه الذي قبض فيه فكان رأسه في حجري،و العباس يذب عن وجه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فأغمي عليه إغماء ثم فتح عينيه فقال:يا عباس يا عم رسول اللّه اقبل وصيتي و اضمن ديني و عداتي فقال العباس:يا رسول اللّه أنت أجود من الريح المرسلة و ليس في مالي وفاء لدينك و عداتك فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله ذلك ثلاثا يعيده عليه و العباس في كل ذلك يجيبه بما قال أول مرة قال:فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:لأقولنها لمن يقبلها،و لا يقول يا عباس مثل مقالتك فقال:يا علي اقبل وصيتي و اضمن ديني و عداتي،قال فخنقتني العبرة و ارتج جسدي و نظرت إلي رأس رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يذهب و يجيء في حجري،فقطرت دموعي علي وجهه و لم أقدر أن أجيبه ثم ثنّي فقال:يا عليّ اقبل وصيتي و اضمن ديني و عداتي.

قال:قلت:نعم بأبي و امي،قال:أجلسني فأجلسته،فكان ظهره إلي صدري فقال:يا عليّ أنت أخي في الدنيا و الآخرة و وصيي و خليفتي في أهلي ثم قال:يا بلال هلمّ سيفي و درعي و بغلتي و سرجها و لجامها و منطقتي التي أشدّها علي درعي،فجاء بلال بهذه الاشياء،فوقف البغلة بين يدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا علي قم فاقبض،قال:فقمت و قام العباس و جلس مكاني،فقمت فقبضت ذلك فقال:انطلق به إلي منزلك فانطلقت به ثم جئت فقمت بين يدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قائما،فنظر إليّ ثم عمد إلي خاتمه فنزعه ثم دفعه إليّ فقال:هاك يا عليّ،هذا لك في الدنيا و الآخرة،و البيت غاص من بني هاشم و المسلمين فقال:يا بني هاشم يا معشر المسلمين لا تخالفوا عليا فتضلوا و لا تحسدوه فتكفروه،يا عباس قم من مكان عليّ،فقال:تقيم الشيخ و تجلس الغلام،فأعادها عليه ثلاث مرات،فقام العباس،فنهض مبغضا و جلست مكاني فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا عم يا عباس،يا عم رسول اللّه،لا أخرج من الدنيا و أنا ساخط عليك فيدخلك سخطي عليك النار فرجع و جلس» (2).

الثامن و الثمانون: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري سنة ثمان و ثلاثمائة قال:حدّثنا محمد بن حميد الرازي قال:حدّثنا سلمة ابن الفضل الابرش قال:حدّثني محمد بن إسحاق عن عبد الغفار بن القاسم و قال أبو المفضل

ص: 228


1- في المصدر:رياح.
2- أمالي الشيخ الطوسي:/573مجلس /22ح 2.

و حدّثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي و اللفظ له قال:حدّثنا محمد بن الصباح الجرجرائي قال:حدّثني سلمة بن صالح الجعفي عن سليمان الأعمش و أبي مريم جميعا عن المنهال بن عمرو عن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل عن عبد اللّه بن عباس عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:«لما نزلت هذه الآية علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال لي:يا عليّ إن اللّه أمرني أن أنذر عشيرتك الأقربين،قال:

فضقت بذلك ذرعا و عرفت أني متي أبادرهم بهذا الأمر أر منهم ما أكره فصممت علي ذلك و جاءني جبرائيل عليه السّلام فقال:يا محمد إنك إن لم تفعل ما أمرت به عذبك ربك.

فاصنع لنا يا علي صاعا من طعام و اجعل عليه رجل شاة،و املأ لنا عسا من لبن ثم اجمع له بني عبد المطلب حتي أكلمهم و أبلّغهم ما أمرت به،ففعلت ما أمرني به ثم دعوتهم و هم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصون رجلا،فيهم أعمامه أبو طالب و حمزة و العباس و أبو لهب،فلما اجتمعوا له دعاني بالطعام الذي صنعت لهم فجئت به،فلمّا وضعته تناول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله جذمة من اللحم فنتفها بأسنانه ثم ألقاها في نواحي صحيفة.

ثم قال:خذوا بسم اللّه،فأكل القوم حتي صدروا،ما لهم بشيء من الطعام حاجة و ما أري إلاّ مواضع أيديهم،و أيم اللّه الذي نفس عليّ بيده إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدّمت، لجميعهم،ثم جئتهم بذلك العس فشربوا حتي رووا جميعا،و أيم اللّه إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله،فلما أراد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن يكلمهم ابتدره أبو لهب بالكلام فقال:لشد ما سحركم صاحبكم فتفرق القوم و لم يكلّمهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال لي من الغد:يا علي إن هذا الرجل قد سبقني إلي ما قد سمعت من القول ففرّق القوم قبل أن أكلمهم فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت، ثم اجمعهم لي،قال:ففعلت ثم جمعتهم فدعاني بالطعام فقربته لهم ففعل كما فعل بالأمس و أكلوا حتي ما لهم به من حاجة،ثم قال:اسقهم فجئتهم بذلك العس فشربوا حتي رووا جميعا ثم تكلم رسول اللّه فقال:يا بني عبد المطلب إني و اللّه ما أعلم شابا جاء قومه بأفضل ما جئتكم به، إني قد جئتكم بخير الدنيا و الآخرة،و قد أمرني ربي عز و جل أن أدعوكم إليه،فأيّكم يؤمن بي و يوازرني علي أمري فيكون أخي و وصيي و وزيري و خليفتي في أهلي من بعدي؟

قال:فأمسك القوم و احجموا منها جميعا،قال:فقمت و إني لأحدثهم سنّا و أرمصهم عينا و أعظمهم بطنا و أحمشهم ساقا فقلت:أنا يا نبي اللّه أكون وزيرك علي ما بعثك اللّه به،قال:فأخذ بيدي ثم قال:إن هذا أخي و وصيي و وزيري و خليفتي فيكم فاسمعوا له و أطيعوا،قال:فقام القوم

ص: 229

يضحكون و يقولون لأبي طالب:قد أمرك أن تسمع لابنك و تطيع» (1).

التاسع و الثمانون: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا عمران ابن محضر (2)بن محمد بن عمران بن طاوس الخطيب مولي الصادق عليه السّلام بالموصل قال:حدّثنا إدريس بن زياد الحناط بكفرتوثا قال:حدّثنا الربيع بن كامل ابن عم الفضل بن الربيع عن الفضل بن الربيع عن أبيه الربيع بن يونس صاحب (3)المنصور،و كان قبل الدولة كالمنقطع إلي جعفر بن محمد عليه السّلام قال:سألت جعفر بن محمد عليه السّلام علي عهد مروان الحمار فقلت:يا سيدي أخبرني عن سجدة الشكر التي سجدها أمير المؤمنين،فما كان سببها،فحدّثني عن أبيه عليّ عليه السّلام:«إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله وجّهه في أمر من أمره فحسن فيه بلاؤه و عظم فيه ثناؤه،فلما قدم من وجهه ذلك أقبل إلي المسجد و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قد خرج لصلاة الظهر فصلي معه،فلمّا انصرف من الصلاة أقبل علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فاعتنقه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،ثم سأله عن سفره ذلك و ما صنع فيه،فجعل عليّ يحدّثه و أسارير وجه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله تلمع نورا و سرورا بما حدثه،فلما أتي عليّ عليه السّلام علي حديثه قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ألا أبشّرك يا أبا الحسن؟

قال:بلي فداك أبي و أمي فكم من خير بشرت به.

قال:إن جبرائيل هبط عليّ في وقت الزوال فقال لي:يا محمد،هذا ابن عمك عليّ وارد عليك و ان اللّه تعالي أبلي المسلمين به بلاء حسنا و إنه كان من صنيعه كذا و كذا،فحدّثني بما أنبأتني به، ثم قال لي:يا محمد إنه نجا من ذرية آدم من تولي شيث بن آدم وصي أبيه،و نجا شيث بأبيه آدم، و نجا آدم باللّه عز و جل و نجا من تولي سام بن نوح،وصي نوح و نجا سام بأبيه و نجا نوح باللّه عز و جل و نجا من تولي إسماعيل أو قال إسحاق وصي إبراهيم خليل اللّه،و نجا إسماعيل بأبيه إبراهيم،و نجا إبراهيم عليه السّلام باللّه عز و جل،و نجا من تولي يوشع وصي موسي بيوشع،و نجا يوشع بموسي و نجا موسي باللّه عز و جل،و نجا من تولي شمعون وصي عيسي بشمعون،و نجا شمعون بعيسي،و نجا عيسي باللّه عز و جل،و نجا يا محمد من تولي عليا وزيرك في حياتك و وصيك عند وفاتك،و نجا عليّ بك،و نجوت أنت باللّه،يا محمد إن اللّه جعلك سيد الأنبياء و جعل عليا سيد الأوصياء و خيرهم و جعل الأئمة من ذريتكما إلي أن يرث اللّه الأرض و من عليها،فسجد علي عليه السّلام

ص: 230


1- أمالي الشيخ الطوسي:/583مجلس /24ح 11.
2- في المصدر:محسن.
3- في المصدر:حاجب.

و جعل يقلّب وجهه للّه علي الأرض شكرا» (1).

التسعون: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن جعفر الرزاز أبي العباس القرشي قال:حدّثنا أيوب بن نوح بن دراج قال:حدّثنا محمد بن سعيد بن زائدة عن أبي الجارود زياد بن المنذر عن محمد بن علي و عن زيد بن علي كليهما عن ابيهما عن علي بن الحسين عن أبيه الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السّلام قال:«لمّا ثقل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مرضه الذي قبض فيه كان رأسه في حجري،و البيت مملوء من أصحابه من المهاجرين و الأنصار و العباس بين يديه يذب عنه بطرف ردائه،فجعل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يغمي عليه ساعة و يضيق ساعة ثم وجد خفة و أقبل علي العباس فقال:يا عباس،يا عم النبي،اقبل وصيتي في أهلي و في أزواجي و اقض ديني و أنجز عداتي و أبرئ ذمتي،فقال العباس:يا نبي اللّه،أنا شيخ ذو عيال كثير غير ذي مال ممدود و أنت أجود من السحاب الهاطل و الريح المرسلة،فلو صرفت ذلك عني إلي من هو أطوع له مني،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أما إني سأعطيها من يأخذها بحقها و من لا يقول،به مثل ما تقول يا علي هاكها خالصة لا يخافك فيها أحد،يا عليّ اقبل وصيتي و انجز مواعيدي و ادّ ديني،يا علي اخلفني في أهلي و بلّغ عني من بعدي.

قال علي عليه السّلام:فلما نعي إليّ نفسه رجف فؤادي و القي عليّ لقوله البكاء فلم أقدر أن أجيبه بشيء ثم عاد لقوله فقال:يا علي أ و تقبل وصيتي؟قال:فقلت و قد خنقتني العبرة و لم أكد أن أبين:

نعم يا رسول اللّه،فقال صلّي اللّه عليه و آله:يا بلال ائتني بسوادي،ائتني بذي الفقار و درعي ذات الفضول،ائتني بمغفري ذي الحبين و رايتي العقاب،ائتني بالعنزة و الممشوق،فأتي بلال بذلك كله إلاّ درعه كانت يومئذ مرتهنة ثم قال:ائتني بالمرتجز و العضباء و أتني باليعفور و الدلدل،فأتي بهما فوقفهما بالباب،ثم قال:ائتني بالاتحمية و السحاب،فأتي بهما،فلم يزل يدعو بشيء شيء فافتقد عصابة كان يشد بها بطنه في الحرب،فطلبها فأوتي بها و البيت غاص يومئذ بمن فيه من المهاجرين و الأنصار ثم قال:يا علي قم فاقبض هذا،و مدّ إصبعه و قال:في حياة مني و شهادة من في البيت لكي لا ينازعك أحد من بعدي،فقمت و ما أكاد أمشي علي قدم حتي استودعت ذلك جميعا منزلي.

فقال:يا علي اجلسني فأجلسته و أسندته إلي صدري قال علي عليه السّلام:فلقد رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و ان رأسه ليثقل ضعفا و هو يقول يسمع أقصي أهل البيت و أدناهم:إن أخي و وصيي و وزيري

ص: 231


1- أمالي الشيخ الطوسي:/592مجلس /25ح 15.

و خليفتي في أهلي علي بن أبي طالب،يقضي ديني و ينجز موعدي،يا بني هاشم،يا بني عبد المطلب لا تبغضوا عليا و لا تخالفوا عن أمره فتضلوا،و لا تحسدوه و ترغبوا عنه فتكفروا، أضجعني يا علي فأضجعته و قال:يا بلال ائتني بولديّ الحسن و الحسين،فانطلق فجاء بهما فأسندهما إلي صدره فجعل صلّي اللّه عليه و آله يشمهما،قال علي عليه السّلام:فظننت أنهما قد غمّاه،قال الجارودي (1):

يعني أكرباه،فذهبت لآخذهما عنه،فقال:دعهما يا علي يشمّاني و يتزودا مني و اتزود منهما فسيلقيان من بعدي أمرا عضالا،فلعن اللّه من يخيفهما،اللهم إني استودعكهما و صالح المؤمنين» (2).

الحادي و التسعون: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا محمد ابن فيروز بن غياث الجلاب بباب الابواب قال:حدّثنا محمد بن الفضل بن المختار الباني و يعرف بفضلان صاحب الجار قال:حدّثني أبي الفضل بن مختار عن الحكم بن ظهير الفزاري الكوفي عن ثابت بن أبي صفية أبي حمزة قال:حدّثني أبو عامر القاسم بن عوف عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال:حدّثني سلمان الفارسي رضي اللّه عنه قال:دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مرضه الذي قبض فيه، فجلست بين يديه و سألته عما يجد[و قمت لأخرج] (3)فقال لي:«اجلس يا سلمان[فسيشهدك]اللّه عز و جل أمرا إنّه لمن خير الامور فجلست،فبينا أنا كذلك إذ دخل رجال من أهل بيته و رجال من أصحابه و دخلت فاطمة ابنته فيمن دخل،فلما رأت ما برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من الضعف خنقتها العبرة حتي فاض دمعها علي خدّيها فأبصر ذلك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال ما يبكيك يا بنيّة أقر اللّه عينيك و لا أبكاك،فقالت:و كيف لا أبكي و أنا أري ما بك من الضعف؟قال لها:يا فاطمة توكلي علي اللّه و اصبري كما صبر آباؤك من الأنبياء و أمهاتك من ازواجهم،ألا أبشّرك يا فاطمة؟قالت:بلي يا نبي اللّه أو قالت:يا أبت،قال:أ ما علمت أن اللّه اختار أباك فجعله نبيا و بعثه إلي كافة الخلق رسولا،ثم اختار عليا فأمرني فزوجتك إياه و اتخذته بأمر ربي وزيرا و وصيا،يا فاطمة إن عليا أعظم المسلمين علي المسلمين بعدي حقا و أقدمهم سلما و أعظمهم علما و أحلمهم حلما و أثبتهم في الميزان قدرا،فاستبشرت فاطمة فأقبل عليها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:هل سررتك يا فاطمة؟ قالت:نعم يا أبه.

قال:أ فلا أزيدك في بعلك و ابن عمك من مزيد الخير و فواضله؟قالت:نعم يا نبي اللّه،قال:إن

ص: 232


1- في المصدر:أبو الجارود.
2- أمالي الشيخ الطوسي:/602مجلس /27ح 1.
3- زيادة ليست في المصدر.

عليا أول من آمن باللّه عز و جل و رسوله من هذه الأمة هو و خديجة أمك،و أول من وازرني علي ما جئت به،يا فاطمة إن عليا أخي و صفيي و أبو ولدي،إن عليا أعطي خصالا من الخير لم يعطها أحد قبله و لا يعطاها أحد بعده،فأحسني عزاك و اعلمي أن أباك لاحق باللّه عز و جل قالت:يا أبت قد سررتني و أحزنتني،قال:كذلك يا بنية إن امور الدنيا يشوب سرورها حزنها و صفوها كدرها، أ فلا أزيدك يا بنية؟قالت:بلي يا رسول اللّه قال:إن اللّه تعالي خلق الخلق فجعلهم قسمين،فجعلني و عليا في خيرها قسما و ذلك قوله عز و جل: أَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ (1) (2)ثم جعل قبائل فجعلنا في خيرها قبيلة و ذلك قوله عز و جل: وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاكُمْ (3) (4)ثم جعل القبائل بيوتا فجعلنا في خيرها بيتا في قوله سبحانه: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (5) (6)ثم إن اللّه اختارني من أهل بيتي و اختار عليا و الحسن و الحسين و اختارك،فانا سيد ولد آدم و عليّ سيد العرب و أنت سيدة النساء و الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة و من ذريتك المهدي يملأ اللّه عز و جل به الأرض عدلا كما ملئت من قبله جورا» (7).

الثاني و التسعون: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا يحيي بن علي بن عبد الجبار السدوسي بالشريجار قال:حدّثني عمي محمد بن عبد الجبار قال:حدّثنا حماد بن عيسي عن عمر بن اذينة عن أبان و معاوية بن الريان جميعا عن شهر بن حوشب عن أبي إمامة صدي بن عجلان الباهلي،قال:كنّا ذات يوم عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله جلوسا فأتي علي عليه السّلام فدخل المسجد و قد وافق من رسول اللّه قياما،فلما رأي عليا جلس ثم أقبل عليه فقال:«يا أبا الحسن إنك أتيت و وافق[مني] (8)قياما فجلست لك،أ فلا أخبرك ببعض ما فضلك اللّه به،أخبرك إني ختمت النبيين و ختمت[أنت] (9)يا علي الوصيين،و حق علي اللّه أن لا يوقف موسي بن عمران عليه السّلام موقفا الا وقف معه وصيه يوشع بن نون،و إني أقف و توقف و أسأل و تسأل فاعدد يا ابن أبي طالب جوابا فإنما أنت مني تزول اينما زلت،قال علي:يا نبي اللّه فما الذي تبينه لي حتي اهتدي بهداك لي؟ فقال:يا علي من يهدي اللّه فلا مضل له و من يضلل اللّه فلا هادي له،فإنه عز و جل هاديك و معلمك و حق لك أن تعي،لقد أخذ اللّه حق ميثاقي و ميثاقك و ميثاق شيعتك و أهل مودتك إلي يوم القيامة

ص: 233


1- سوره 56 - آيه 27
2- الواقعة:27.
3- سوره 49 - آيه 13
4- الحجرات:13.
5- سوره 33 - آيه 33
6- الأحزاب:33.
7- أمالي الشيخ الطوسي:/607مجلس /28ح 2.
8- زيادة ليست من المصدر.
9- زيادة من المصدر.

فهم شيعتي و ذو و مودتي و هم ذو و الالباب،يا علي حق علي اللّه ينزلهم في جناته و يسكنهم مسكن الملوك و حق لهم أن يطيبوا» (1).

الثالث و التسعون: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا الحسين بن عبد اللّه يعني الغضائري عن علي ابن محمد العلوي قال:حدّثنا الحسن بن علي بن صالح بن شعيب الجوهري قال:حدّثنا محمد بن يعقوب الكليني عن علي بن محمد عن إسحاق بن إسماعيل النيسابوري عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السّلام عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:حدّثنا الحسن بن علي صلوات اللّه عليه:«إن اللّه عز و جل بمنه و برحمته لما فرض عليكم الفرائض لم يفرض ذلك عليكم لحاجة منه إليه،بل رحمة منه لا إله إلاّ هو ليميز الخبيث من الطيب و ليبتلي ما في صدوركم و ليمحص ما في قلوبكم و لتتسابقوا إلي رحمته و لتتفاضل منازلكم في جنته،ففرض عليكم الحج و العمرة و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة و الصوم و الولاية[و جعل لكم بابا لتفتحوا به أبواب الفرائض مفتاحا إلي سبله] (2)و لو لا محمد صلّي اللّه عليه و آله و الأوصياء من ولده عليهم السّلام كنتم حياري كالبهائم لا تعرفون فرضا من الفرائض،و هل تدخلون قرية إلا من بابها؟فلما من عليكم باقامة الاولياء بعد نبيكم صلّي اللّه عليه و آله قال:اليوم اكملت لكم دينكم و اتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا،ففرض عليكم لأوليائه حقوقا و أمركم بادائها إليهم ليحل لكم ما وراء ظهوركم من ازواجكم و اموالكم و مآكلكم و مشاربكم و يعرفكم بذلك البركة و النماء و الثروة،ليعلم من يطيعه منكم بالغيب ثم قال عز و جل:قل لا اسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربي فاعلموا أن من يبخل فإنما يبخل عن نفسه إن اللّه هو الغني و انتم الفقراء إليه فاعملوا ما شئتم فسيري اللّه عملكم و رسوله و المؤمنون ثم تردون إلي عالم الغيب و الشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون و العاقبة للمتقين و لا عدوان إلاّ علي الظالمين» (3).

الرابع و التسعون: الشيخ في مجالسه بإسناده عن إبراهيم بن صالح عن زيد بن الحسن عن أبيه عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«[وفدت بالابطح علي ساعة] (4)عليّ عن يميني و جعفر عن يساري و حمزة عند رجلي،قال:فنزل جبرائيل و ميكائيل و سرافيل ففزعت لخفق أجنحتهم قال:فرفعت رأسي فإذا إسرافيل يقول لجبرائيل:إلي أي الأربعة بعثت و بعثنا معك؟

ص: 234


1- أمالي الشيخ الطوسي:/613مجلس /29ح 1.
2- زيادة من المصدر.
3- أمالي الشيخ الصدوق:/655مجلس /34ح 5 باختصار في عدد الرواة.
4- في المصدر:رقدت بالأبطح علي ساعدي.

قال:فركض برجله فقال:إلي هذا و هو محمد سيد النبيين ثم قال:من هذا الآخر؟قال:هذا أخوه و وصيه و ابن عمه» (1).

الخامس و التسعون: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا محمد ابن جعفر[بن قيس] (2)بن مسكان أبو[عمرو] (3)المصيصي الفقيه من اصل كتابه[بياس] (4)قال:

حدّثنا عبد اللّه بن الحسين بن جابر أبو محمد إمام جامع المصيصة قال:حدّثني[يحيي بن] (5)عبد الحميد بن عبد الرّحمن بن بشير الحماني قال:حدّثني[عبد اللّه بن] (6)قيس بن الربيع عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال:اصبح علي عليه السّلام ذات يوم ساغبا فقال:«يا فاطمة هل عندك شيء تطعمينني؟»قالت:«و الذي أكرم أبي بالنبوة و أكرمك بالوصية ما أصبح عندي شيء يطعمه بشر و ما كان ما اطعمتك منذ يومين إلا شيء كنت أوثرك به علي نفسي و علي الحسن و الحسين»قال:«أعلي الصبيين؟ألا أعلمتني فآتيكم بشيء؟»قالت:«يا أبا الحسن إني لاستحي من إلهي من[أن]أكلفك بشيء ما لا تقدر عليه،فخرج واثقا باللّه حسن الظن به فاستقرض دينارا فبينا الدينار في يد علي عليه السّلام إذ عرض له المقداد رضي اللّه عنه و ذلك في يوم شديد الحر قد أحرقته الشمس من فوقه و من تحته فأنكر علي عليه السّلام شأنه فقال:«يا مقداد ما الذي أزعجك هذه الساعة؟»

قال:خلّ سبيلي يا أبا الحسن و لا تكشفني عما ورائي

قال:«إنه لا يسعني ان تجاوزني حتي اعلم علمك».

قال:يا أبا الحسن إلي اللّه ثم إليك أن تخلي سبيلي و لا تكشفني عن حالي،فقال علي عليه السّلام:«إنه لا يسعني أن تكتمني حالك»فقال له:أمّا إذا أبيت فو الذي أكرم محمدا بالنبوة و أكرمك بالوصية ما ازعجني إلا الجهد و لقد تركت عيالي بحال لم تحملني لها الأرض،فخرجت مهموما راكبا رأسي فهذه حالي،فهملت عينا علي عليه السّلام بالدموع حتي اخضلت دموعه لحيته ثم قال:«احلف بالذي حلفت به ما ازعجني من أهلي إلا الذي ازعجك و لقد استقرضت دينارا فخذه،فدفع الدينار إليه و آثره به علي نفسه».

و انطلق حتي دخل مسجد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فصلي الظهر و العصر و المغرب فلما قضي رسول اللّه

ص: 235


1- أمالي الشيخ الطوسي:/723مجلس /43ح 7.
2- زيادة من المصدر.
3- في المصدر:عمر.
4- زيادة ليست في المصدر.
5- زيادة ليست من المصدر.
6- زيادة من المصدر.

بالمغرب مرّ بعلي و هو في الصف الأول فغمزه برجله فقام علي عليه السّلام فلحقه في باب المسجد و سلم عليه فرد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:«يا أبا الحسن هل عندك عشاء تعشيناه فنميل معك؟»فمكث مطرقا لا يحير جوابا حياء من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و عرف ما كان من أمر الدينار و من اين وجهه بوحي من اللّه إلي نبيه و أمره أن يتعشي عند علي تلك الليلة،فلما نظر إلي سكوته قال:«يا أبا الحسن ما لك لا تقول:لا فانصرف أو نعم فامضي معك»فقال:حبا و تكرما فاذهب بنا،فأخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فانطلقا حتي دخلا علي فاطمة عليها السّلام و هي في مصلاها قد قضت صلواتها و خلفها جفنة تفور دخانا،فلما سمعت كلام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله خرجت من مصلاها فسلمت عليه،و كانت أعز الناس عليه فرد السلام و مسح بيديه علي رأسها و قال لها:«بنتاه كيف أمسيت رحمك اللّه؟»فقالت:«بخير»قال:«عشينا رحمك اللّه»فأخذت الجفنة فوضعتها بين يدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و علي عليه السّلام،فلما نظر علي إلي الطعام و شمّ ريحه رمي فاطمة ببصره رميا شحيحا،قالت له فاطمة:«سبحان اللّه ما أشح نظرك و اشده!هل أذنبت فيما بيني و بينك ذنبا استوجب منك السخط؟»فقال:«و أي ذنب أصبته أ ليس عهدي بك اليوم الماضي أنك تحلفين باللّه مجتهدة ما طعمت طعاما منذ يومين؟»قال:فنظرت إلي السماء و قالت:«إلهي يعلم ما في سمائه و أرضه إني لم أقل إلا حقا»فقال لها:«يا فاطمة إني لك هذا الطعام الذي لم انظر إلي مثل لونه و لم اشم مثل رائحته قط و لم آكل اطيب منه»قال:فوضع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كفه الطيبة المباركة بين كتفي علي عليه السّلام فغمزها ثم قال:«يا علي هذا بدل عن دينارك،هذا جزاء دينارك،إن اللّه يرزق من يشاء بغير حساب»ثم استعبر النبي صلّي اللّه عليه و آله باكيا ثم قال:«الحمد للّه الذي أبي لكما أن تخرجا من الدنيا حتي يجريك يا علي مجري زكريا و يجري فاطمة مجري مريم بنت عمران» (1).

السادس و التسعون: ابن بابويه في كتاب النصوص علي الأئمة الاثني عشر عليهم السّلام قال:أخبرنا محمد بن عبد اللّه قال:حدّثنا أبو الحسن عيسي بن العراد السكني (2)قال:حدّثني أبو عبد اللّه محمد ابن عبد اللّه بن عمر بن مسلم بن لاحق اللاحقي البصري في سنة عشر و ثلاثمائة قال:حدّثنا محمد ابن عمارة السكري عن إبراهيم بن عاصم عن عبد اللّه بن هارون الكرخي قال:حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن زيد بن سلام عن حذيفة بن اليمان قال:صلي بنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثم أقبل بوجهه الكريم علينا ثم قال:«معاشر أصحابي أوصيكم بتقوي اللّه و العمل بطاعته،فمن عمل بها فاز و غنم

ص: 236


1- أمالي الشيخ الطوسي:/618مجلس /29ح 8.
2- في المصدر:الكبير.

و انجح و من تركها حلت عليه الندامة،فالتمسوا بالتقوي السلامة من اهوال يوم القيامة فكأني ادعي فأجيب،و إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا، و من تمسك بعترتي كان من الفائزين و من تخلف عنهم كان من الهالكين.

فقلت:يا رسول اللّه علي من تخلفنا؟قال:علي من خلف موسي بن عمران علي قومه،قلت علي وصيه يوشع بن نون،قال:فإن وصيي و خليفتي من بعدي علي بن أبي طالب،قائد البررة و قاتل الفجرة،منصور من نصره مخذول من خذله،فقلت:يا رسول اللّه فكم تكون الأئمة من بعدك؟

قال:عدد نقباء بني إسرائيل،تسعة من صلب الحسين أعطاهم اللّه تعالي علمي و فهمي،خزان علم اللّه و معادن وحيه قلت:يا رسول اللّه فما لاولاد الحسن قال:إن اللّه تبارك و تعالي جعل الإمامة في عقب الحسين عليه السّلام و ذلك قوله عز و جل: وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (1) (2)قلت:

أ فلا سميتهم لي يا رسول اللّه؟قال:نعم،إنه لما عرج بي إلي السماء نظرت إلي ساق العرش فرأيت مكتوبا بالنور:لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه ايدته بعلي و نصرته به و رأيت أنوار الحسن و الحسين و فاطمة و رأيت في ثلاثة مواضع عليا عليا عليا و محمدا محمدا و جعفرا و موسي و الحسن،و الحجة يتلألأ من بينهم كأنه كوكب دري فقلت:يا رب من هؤلاء الذين قرنت اسماؤهم باسمك؟قال:يا محمد إنهم هم الأوصياء و الأئمة بعدك خلقتهم من طينتك فطوبي لمن أحبهم و الويل لمن أبغضهم فبهم أنزل الغيث و بهم أثيب و أعاقب ثم رفع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يده إلي السماء و دعا بدعوات سمعته يقول:اللهم اجعل العلم و الفقه في عقبي و عقب عقبي و في زرعي و زرع زرعي» (3).

السابع و التسعون: ابن بابويه قال:حدّثني أبي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن محمد بن عيسي بن عبيد عن محمد بن الفضيل الصيرفي عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«إن اللّه عز و جل أرسل محمدا صلّي اللّه عليه و آله إلي الجن و الانس و جعل من بعده اثني عشر وصيّا منهم من سبق و منهم من بقي،و كلّ وصي جرت سنة الأوصياء الذين من بعد محمد صلّي اللّه عليه و آله علي سنة أوصياء عيسي،و كانوا اثني عشر،و كان أمير المؤمنين عليه السّلام علي سنة المسيح عليه السّلام» (4).

الثامن و التسعون: ابن بابويه في كتاب النصوص علي الأئمة الاثني عشر عليهم السّلام قال:أخبرنا أبو

ص: 237


1- سوره 43 - آيه 28
2- الزخرف:28.
3- كفاية الأثر:137.
4- عيون أخبار الرضا:59/2.

المفضل الشيباني قال:حدّثنا حيدر بن محمد بن نعيم السمرقندي قال:حدّثنا محمد بن مسعود يعني العياشي عن يوسف بن السخت عن سفيان الثوري عن موسي بن عبيدة عن إياس بن مسلمة الأكوع عن أبي أيوب الأنصاري قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«أنا سيّد الأنبياء و عليّ سيد الأوصياء و سبطاي خير الاسباط و منا الأئمة المعصومون من صلب الحسين و منا مهدي هذه الأمة،فقام إليه اعرابي فقال:يا رسول اللّه كم الأئمة بعدك؟قال:عدد الاسباط و حواري عيسي و نقباء بني إسرائيل» (1).

التاسع و التسعون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عبد اللّه الشيباني رحمه اللّه قال:حدّثنا هاشم بن مالك أبو دلف الخزاعي ببغداد في مسجد الشرقية قال:حدّثنا العباس بن فرج الرياحي قال:

حدّثني شرحبيل بن أبي عوف عن يزيد بن عبد الملك عن سعيد المقري عن أبي هريرة قال:قلت لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن لكل نبي وصيّا و سبطين فمن وصيك و سبطاك؟»فسكت و لم يرد عليّ جوابا فانصرفت حزينا فلما حان الظهر قال:ادن يا أبا هريرة فجعلت أدنو و أقول:اعوذ باللّه من غضب اللّه و غضب رسوله ثم قال:إن اللّه بعث أربعة آلاف نبي و كان لهم أربعة آلاف وصي و ثمانية آلاف سبط،فو الذي نفسي بيده لأنا خير النبيين و وصيي خير الوصيين و ان سبطيّ خير الاسباط الحسن و الحسين سبطي هذه الأمة،و ان الاسباط كانوا من ولد يعقوب و كانوا اثني عشر رجلا و ان الأئمة من بعدي اثني عشر من أهل بيتي،عليّ أولهم و اوسطهم محمد و اخرهم محمد و مهدي هذه الأمة الذي يصلي خلفه عيسي ابن مريم،ألا إن من تمسك بهم بعدي فقد تمسك بحبل اللّه و من تخلي عنهم فقد تخلي من اللّه» (2).

المائة: ابن بابويه في كتاب النصوص قال:حدّثنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمد بن عياش الجوهري قال:حدّثنا محمد بن أحمد الصفواني قال:حدّثنا محمد بن الحسين قال:حدّثنا عبد اللّه ابن سلمة قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمد الحمصي قال:حدّثنا ابن حماد عن أنس بن سيرين عن أنس بن مالك قال:صلي بنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الفجر ثم أقبل علينا فقال:«معاشر أصحابي من أحب أهل بيتي حشر معنا،و من استمسك بأوصيائي من بعدي فقد استمسك بالعروة الوثقي»فقام إليه أبو ذر الغفاري فقال:يا رسول اللّه كم الأئمة من بعدك؟قال:«عدد نقباء بني إسرائيل،فقال:كلهم من أهل بيتي تسعة من صلب الحسين و المهدي منهم» (3).

ص: 238


1- كفاية الأثر:114.
2- كفاية الأثر:79.
3- كفاية الأثر:74.

الحادي و المائة: الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة عن ابن عبد اللّه بن جعفر الحميري عن أبيه أحمد بن هلال العبرتائي عن ابن أبي عمير عن سعيد بن غزوان عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في حديث له:«إن اللّه اختار من الناس الأنبياء و اختار من الأنبياء الرسل و اختارني من الرسل و اختار مني عليا و اختار من علي الحسن و الحسين و اختار من الحسين الأوصياء تاسعهم قائمهم و هو ظاهرهم و باطنهم» (1).

و رواه محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة قال:حدّثنا محمد بن همام قال:حدّثنا أبي عبد اللّه بن جعفر الحميري قال:حدّثنا أحمد بن هلال قال:حدّثنا ابن أبي عمير سنة أربع و مائتين قال:حدّثني سعيد بن غزوان عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام عن آبائه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن اللّه اختار من الايام يوم الجمعة و من الشهور شهر رمضان و من الليالي ليلة القدر و اختار من الناس الأنبياء و اختار من الأنبياء الرسل و اختارني من الرسل و اختار مني عليا و اختار من علي الحسن و الحسين و اختار من الحسين الأوصياء ينفون من التنزيل تأويل القائلين و انتحال المبطلين و تأويل الجاهلين تاسعهم باطنهم ظاهرهم و هو افضلهم»قال عبد اللّه بن جعفر في حديثه:و تأويل الجاهلين (2).

الثاني و المائة: ابن بابويه في النصوص قال:حدّثني علي بن الحسن بن محمد قال:حدّثنا أبو محمد هارون بن موسي التلعكبري قال:حدّثنا محمد بن علي بن معمر قال:حدّثني عبد اللّه بن سعيد (3)قال:حدّثني موسي بن إبراهيم بن الممتع قال:حدّثني عبد الكريم بن هلال عن أسلم عن أبي الطفيل عن عمار قال لما حضر رسول اللّه الوفاة دعا بعلي عليه السّلام فساره طويلا ثم قال:«يا علي أنت وصيي و وارثي و قد أعطاك اللّه علمي و فهمي،فإذا متّ ظهرت لك ضغائن في صدور قوم و غصبت علي حقك (4)،فبكت فاطمة عليها السّلام و بكي الحسن و الحسين،فقال لفاطمة:يا سيدة النسوان مم بكاؤك؟قالت:اخشي الضيعة بعدك،قال:ابشري يا فاطمة فإنك أول من يلحقني من أهل بيتي لا تبكي و لا تحزني فانك سيّدة نساء أهل الجنة و اباك سيد الأنبياء و ابن عمك سيد الأوصياء و ابنيك سيدا شباب أهل الجنة،و من صلب الحسين يخرج اللّه الأئمة التسعة مطهرون معصومون،و منا مهدي هذه الأمة»ثم التفت إلي علي و قال:«يا علي لا يلي غسلي و تكفيني

ص: 239


1- الغيبة للشيخ الطوسي:/143ح 107.
2- كتاب الغيبة للنعماني:/67ح 7 و قد اختصر المصنف.
3- في المصدر:بن معبد.
4- في المصدر:حقد.

غيرك»فقال علي:«يا رسول اللّه من يناولني الماء فانك رجل ثقيل لا أستطيع أن اقلبك؟»فقال:

«إن جبرائيل معك و يناولك الفضل الماء،قل له فليغضّ عينيه فإنه لا يري أحد عورتي غيرك إلاّ انفقأت عيناه»فلما مات رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كان الفضل يناوله الماء و جبرائيل يعاونه،فلما أن غسله و كفنه أتاه العباس فقال:يا علي إن الناس قد اجتمعوا علي أن يدفنوا النبي صلّي اللّه عليه و آله بالبقيع و ان يؤمهم رجل منهم واحد،فخرج عليّ إلي الناس فقال:«أيها الناس إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إمامنا حيا و ميتا، و هل تعلمون أن رسول اللّه لعن من جعل القبور مصلي،و لعن من جعل مع اللّه إلها اخر،و لعن من كسر رباعيته و شق لثته؟قال:فقالوا:الأمر إليك فاصنع ما رأيت،قال:و إني ادفن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في البقعة التي قبض فيها،ثم قام علي علي الباب فصلي عليه و أمر الناس عشرة عشرة يصلون عليه ثم يخرجون» (1).

الثالث و المائة: ابن بابويه في النصوص عن محمد بن عبد اللّه الشيباني قال:حدّثنا أبو مزاحم موسي بن عبد اللّه بن يحيي بن خاقان المقري ببغداد قال:حدّثنا أحمد بن الحسن بن الفضل بن الربيع أبو العباس مولي بني هاشم قال:حدّثني عثمان بن أبي شيبة في مسند أنس قال:حدّثنا يزيد ابن هارون قال:حدّثنا عبد اللّه بن عوف عن أنس بن سيرين عن أنس بن مالك قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«أوصياء الأنبياء الذين يقومون بعدهم لقضاء ديونهم و انجاز عداتهم و يقاتلون علي سنتهم»ثم التفت إلي علي عليه السّلام فقال:«أنت وصيي و أخي في الدنيا و الآخرة،تقضي ديني و تنجز عدتي و تقاتل علي سنتي،تقاتل علي التأويل كما قاتلت علي التنزيل فأنا خير الأنبياء و أنت خير الأوصياء و سبطاي خير الاسباط،و من صلبهما تخرج الأئمة التسعة مطهرون معصومون قوامون بالقسط،و الأئمة بعدي علي عدد نقباء بني إسرائيل و حواري عيسي،هم عترتي من لحمي و دمي» (2).

الرابع و المائة: الشيخ في الغيبة بإسناده عن جعفر بن محمد بن مالك عن محمد بن نعمة السلولي عن وهيب بن حفص عن عبد اللّه بن خالد عن أبي السفاتج عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:دخلت علي فاطمة عليها السّلام و بين يديها اسماء الأوصياء من ولدها فعددت اثني عشر اسما آخرهم القائم ثلاثة منهم محمد و أربعة منهم عليّ (3).

الخامس و المائة: محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة عن أبي الحارث عبد اللّه بن

ص: 240


1- كفاية الأثر:124.
2- كفاية الأثر:76.
3- كتاب الغيبة:139.

عبد الملك بن سهل الطبراني قال:حدّثنا محمد بن المثني البغدادي قال:حدّثنا محمد بن إسماعيل الرقي قال:حدّثنا موسي بن عيسي بن عبد الرّحمن قال:حدّثنا هشام بن عبد اللّه الروسايي قال:حدّثني علي بن[محمد] (1)[علي] (2)عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد الجعفي عن محمد بن علي الباقر عن سالم بن عبد اللّه بن عمر عن أبيه عبد اللّه بن عمر بن الخطاب قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن اللّه أوحي إلي ليلة أسري[بي]:يا محمد من خلفت في الأرض علي أمتك؟ و هو اعلم بذلك قلت:يا رب أخي قال:يا محمد،علي بن أبي طالب؟قلت:نعم يا رب قال:يا محمد إني اطلعت إلي الأرض اطلاعة فاخترتك منها فلا أذكر حتي تذكر معي،انا المحمود و أنت محمد ثم إني اطلعت إلي الأرض اطلاعة أخري فاخترت منها علي بن أبي طالب فجعلته وصيك،فأنت سيد الأنبياء و علي سيد الأوصياء ثم شققت له اسما من اسمائي،فأنا الاعلي و هو علي،يا محمد إني خلقت عليا و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة من نور واحد،ثم عرضت ولايتكم علي الملائكة فمن قبلها كان من المؤمنين و من جحدها كان من الكافرين،يا محمد لو أن عبدا من عبادي عبدني حتي ينقطع ثم يلقاني جاحدا لولايتكم أدخلته النار.

ثم قال:يا محمد أ تحب أن تراهم؟قلت:نعم فقال:تقدم أمامك،فتقدمت أمامي فإذا علي بن أبي طالب و الحسن ابن علي و الحسين بن علي و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسي بن جعفر و علي بن موسي و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و الحجة القائم كأنه الكوكب الدريّ في وسطهم فقلت:يا رب و من هؤلاء؟قال:هؤلاء الأئمة و هذا القائم يحل حلالي و يحرم حرامي و ينتقم من أعدائي،يا محمد أحبه فإني أحبه و أحب من يحبه» (3).

السادس و المائة: الشيخ الطوسي في الغيبة عن جماعة عن أبي عبد اللّه الحسين بن علي بن سفيان البزوفري عن علي بن سنان الموصلي العدل عن علي بن الحسين عن أحمد بن محمد [ابن] (4)الخليل عن جعفر بن محمد المصري عن عمه الحسن بن علي عن أبيه عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين عن أبيه الحسين الزكي الشهيد عن أبيه أمير المؤمنين قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي عليه السّلام:«يا أبا الحسن أحضر صحيفة و دواة فأملاه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله وصيته حتي انتهي إلي هذا الموضع فقال:يا علي إنه سيكون

ص: 241


1- زيادة من المصدر.
2- زيادة ليست في المصدر.
3- غيبة النعماني:/94ح 24.
4- زيادة من المصدر.

بعدي اثنا عشر إماما و من بعدهم اثنا عشر مهديا،و أنت يا علي أول الاثني عشر الإمام،سماك [اللّه] (1)في سمائه المرتضي و أمير المؤمنين و الصديق الأكبر و الفاروق الاعظم و المأمون المهدي،فلا تصلح هذه الاسماء لأحد غيرك،يا علي أنت وصيي علي أهل بيتي حيهم و ميتهم و علي نسائي فمن ثبتها لقتني غدا و من طلّقتها فأنا منها بريء لم ترني و لم ارها في عرصة القيامة، فأنت خليفتي علي أمتي من بعدي،فإذا حضرتك الوفاة فسلمها إلي ابني الحسن البر الوصول، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلي ابني الحسين الزكي الشهيد المقتول،فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلي ابنه سيد العابدين ذي الثفنات علي،فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلي ابنه محمد باقر العلم،فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلي ابنه جعفر الصادق،فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلي ابنه موسي بن جعفر الكاظم،فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلي ابنه الرضا،فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلي ابنه محمد التقي،فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلي ابنه علي الناصح،فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلي ابنه الحسن الفاضل،فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلي ابنه المستحفظ من آل محمد،فذلك اثنا عشر إماما،ثم يكون من بعده اثنا عشر مهديا فليسلّمها إلي ابنه أول المقربين له ثلاثة اساميّ اسم كاسمي و اسم كاسم أبي و هو عبد اللّه و أحمد و الاسم الثالث المهدي،و هو أول المؤمنين» (2).

السابع و المائة: ابن بابويه في النصوص قال:حدّثنا القاضي أبو الفرج المعافي بن زكريا البغدادي قال:حدّثنا محمد بن همام بن سهيل الكاتب قال:حدّثني محمد بن معافي السلماسي عن محمد بن عامر قال:حدّثنا عبد اللّه بن زاهر عن عبد القدوس عن الأعمش عن حبش بن المعتمر قال:قال أبو ذر الغفاري رضي اللّه عنه دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مرضه الذي توفي فيه فقال:

يا أبا ذر«ايتني بابنتي فاطمة»

قال:فقمت دخلت عليها و قلت لها:يا سيدة النسوان أجيبي أباك فلبست نعليها و اتزرت و خرجت حتي دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فلما رأت رسول اللّه انكبت عليه و بكت و بكي رسول اللّه لبكائها و ضمّها إليه ثم قال:«يا فاطمة لا تبكي فداك أبوك فأنت أول من يلحقني مظلومة مغصوبة،و سوف تظهر بعدي حسيكة النفاق و سيمل جلباب الدين،و أنت أول من يرد عليّ الحوض»قالت:«يا أبت اين القاك؟»قال:«تلقينني عند الحوض و أنا أسقي شيعتك و محبيك و أطرد أعداءك و مبغضيك،قالت:يا رسول اللّه فإن لم ألقك عند الحوض قال:تلقينني عند

ص: 242


1- زيادة من المصدر.
2- غيبة الطوسي:/151ح 111.

الميزان»قالت:«يا أبت فإن لم ألقك عند الميزان»قال:«تلقينني عند الصراط،و أنا أقول:سلم سلم شيعة علي»قال أبو ذر:فسكن قلبها ثم التفت إليّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:«يا أبا ذر إنها بضعة مني فمن آذاها فقد آذاني،ألا إنها سيّدة نساء العالمين و بعلها سيد الوصيين و ابناها الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة،و انهما إمامان قاما أو قعدا و أبوهما خير منهما،و سوف يخرج من صلب الحسين تسعة من الأئمة أمناء معصومون قوامون بالقسط،و منا مهدي هذه الأمة»قلت:

يا رسول اللّه فكم الأئمة بعدك؟قال صلّي اللّه عليه و آله:«عدد نقباء بني إسرائيل» (1).

الثامن و المائة: ابن بابويه في النصوص قال:حدّثنا علي بن محمد بن مقول قال:حدّثنا أبو بكر محمد بن عمر القاضي الجعابي قال:حدّثني نصر بن عبد اللّه الوشاء قال:حدّثني زيد بن الحسن الانماطي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:كنت عند النبي صلّي اللّه عليه و آله في بيت أم سلمة فأنزل اللّه هذه الآية: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (2) (3)فدعا النبي صلّي اللّه عليه و آله بالحسن و الحسين و فاطمة و أجلسهم و دعا عليا فأجلسه خلف ظهره و قال:«اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا»قالت أم سلمة:فانا معهم يا رسول اللّه؟قال:«أنت علي خير»فقلت:يا رسول اللّه لقد أكرم اللّه هذه العترة الطاهرة و الذرية المباركة بذهاب الرجس عنهم قال:«يا جابر إنهم عترتي من لحمي و دمي فأخي سيد الأوصياء و ابني خير الاسباط و ابنتي سيّدة النسوان و منا المهدي»قلت:يا رسول اللّه و من المهدي؟قال:

«تسعة من صلب الحسين أئمة أبرار،و التاسع يملأ الأرض قسطا و عدلا،يقاتل علي التأويل كما قاتلت علي التنزيل» (4).

التاسع و المائة: ابن بابويه في كتاب الغيبة قال:حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور قال:حدّثنا الحسين بن محمد بن محمد بن عامر عن المعلي بن محمد البصري عن جعفر بن سليمان عن عبد اللّه بن الحكم عن أبيه عن سعيد بن جبير عن عبد اللّه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن خلفائي و أوصيائي و حجج اللّه علي الخلق بعدي اثني عشر،أولهم أخي و آخرهم ولدي،قيل:يا رسول اللّه و من أخوك؟قال:علي بن أبي طالب،قيل:فمن ولدك؟قال:المهدي الذي يملأها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،و الذي بعثني بالحق نبيا لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول اللّه ذلك اليوم حتي يخرج فيه ولدي المهدي فينزل روح اللّه عيسي ابن مريم يصلي خلفه و تشرق الأرض

ص: 243


1- كفاية الأثر:38.
2- سوره 33 - آيه 33
3- الأحزاب:33.
4- كفاية الأثر:66.

بنوره و يبلغ سلطانه المشرق و المغرب» (1).

العاشر و المائة: محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة عن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة و محمد بن همام بن سهيل و عبد العزيز و عبد الواحد ابني عبد اللّه بن يونس[الموصلي] (2)عن رجالهم عن عبد الرزاق بن همام عن معمر بن راشد عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس، و أخبرنا به من غير هذه الطرق هارون بن محمد قال:حدّثني أحمد بن عبيد اللّه بن جعفر المعلي الهمداني قال:حدّثني[أبو] (3)الحسن عمرو بن جامع عن عمرو بن حرب الكندي قال:حدّثنا عبد اللّه بن مبارك شيخ لنا كوفي ثقة قال:حدّثنا عبد الرزاق بن همام[شيخنا] (4)عن معمر عن أبان ابن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي،و ذكر أبان أنه سمعه أيضا عن عمر بن أبي سلمة،قال معمر:و ذكر أبو هارون العبدي أنه سمعه[أيضا] (5)عن عمر بن سلمة عن سليم أن معاوية لما دعا أبا الدرداء و أبا هريرة و نحن مع أمير المؤمنين عليه السّلام بصفين فحمّلهما الرسالة إلي أمير المؤمنين عليه السّلام و أدّيا إليه قال:«بلغتماني مما أرسلكما به معاوية فاسمعا مني و بلّغا عني و بلّغا عني[كما بلغتماني] (6)».

قالا:نعم،فأجابه عليه السّلام الجواب بطوله حتي انتهي إلي نصب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إياه بغدير خم بأمر اللّه عز و جل:لما أنزل عليه إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (7) (8).

فقال:الناس يا رسول اللّه أ خاصة لبعض المؤمنين أم عامة لجميعهم؟فأمر اللّه نبيه صلّي اللّه عليه و آله أن يعلمهم ولاية من أمر اللّه بولايته و أن يفسّر لهم من الولاية ما فسر من صلاتهم و زكاتهم و صومهم و حجهم، قال علي عليه السّلام:«فنصبني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بغدير خم و قال:إن اللّه عز و جل ارسلني برسالة ضاق بها صدري و ظننت أن الناس تكذبني فأوعدني لأبلغنّها أو ليعذبني ثم قال:قم يا عليّ ثم نادي بأعلي صوته بعد أن أمر أن ينادي بالصلاة جامعة فصلي بهم الظهر ثم قال:أيها الناس إن اللّه مولاي و أنا مولي المؤمنين،و أنا أولي بهم من أنفسهم و من كنت مولاه فعلي مولاه والي اللّه من والاه و عادي من عاداه،فقام إليه سلمان الفارسي فقال:يا رسول اللّه ولاة ما ذا؟فقال:من كنت أولي به من نفسه فعلي أولي به من نفسه فأنزل اللّه: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي (9)

ص: 244


1- كمال الدين و تمام النعمة:280.
2- زيادة من المصدر.
3- زيادة من المصدر.
4- زيادة من المصدر.
5- زيادة من المصدر.
6- زيادة من المصدر.
7- سوره 5 - آيه 55
8- المائدة:55.
9- سوره 5 - آيه 3

وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (1) (2) فقال:يا رسول اللّه هؤلاء الآيات في عليّ خاصة؟فقال:بل فيه و في أوصيائي إلي يوم القيامة،فقال:يا رسول اللّه سمّهم لي فقال:عليّ وصيي و وزيري و وارثي و خليفتي في أمتي،ولي كل مؤمن من بعدي،و أحد عشر إماما من ولدي،أولهم ابني حسن ثم ابني حسين ثم تسعة من ولد الحسين واحدا بعد واحد،هم مع القرآن و القرآن معهم لا يفارقونه حتي يردوا عليّ حوضي،فقام اثنا عشر رجلا من البدريين فقالوا:نشهد أنا سمعنا ذلك من رسول اللّه كما قلت يا أمير المؤمنين سواء لم نزد و لم ننقص،و قال بقية السبعين من البدريين الذين شهدوا مع علي صفين:حفظنا جل ما قلت و لم نحفظه كله،و هؤلاء الاثنا عشر خيارنا و أفاضلنا فقال علي عليه السّلام:صدقتم ليس كل الناس يحفظ،بعضهم أفضل من بعض،و قام من الاثني عشر أربعة:أبو الهيثم بن التيهان و أبو أيوب و عمار و خزيمة ذو الشهادتين فقالوا:نشهد أنا حفظنا قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال يومئذ و علي قائم إلي جنبه:يا أيها الناس إن اللّه أمرني أن أنصب لكم إمامكم و وصيي فيكم و خليفتي في أهلي و في أمتي من بعدي:و الذي فرض اللّه طاعته علي المؤمنين و أمركم فيه بولايته فقلت:يا رب خشية طعن أهل النفاق و تلذيبهم فأوعدني لأبلغنّها أو ليعاقبني.

أيها الناس إن اللّه عز و جل ذكره أمركم في كتابه بالصلاة و قد بينتها لكم و سميتها،و الزكاة و الصوم و الحج فبينته و فسرته لكم،و أمركم في كتابه بولايته،و إني أشهدكم أيها الناس أنها خاصة لعليّ و أوصيائي من ولدي و ولده،أولهم ابني حسن ثم ابني حسين ثم تسعة من ولد الحسين عليه السّلام لا يفارقون الكتاب حتي يردوا علي حوضي.

يا أيها الناس إني قد اعلمتكم المهدي بعدي،و وليكم و إمامكم و هاديكم بعدي و هو أخي علي بن أبي طالب،و هو فيكم بمنزلتي فقلدوه دينكم و اطيعوه في جميع أموركم،فإن عنده جميع ما علمني جل و عز،و هو أمرني أن اعلمه إياه و أن اعلمكم إنه عنده فاسألوه و تعلموا منه و من أوصيائه و لا تعلموهم و لا تقدموهم و لا تخلّفوا عنهم،فإنهم مع الحق و الحق معهم لا يزايلونه و لا يزايلهم»قال علي عليه السّلام لأبي الدرداء و أبي هريرة و من حوله:«يا أيها الناس،تعلمون أن اللّه أنزل في كتابه إنما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا فجعلني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و فاطمة و حسنا و حسينا في كساء ثم قال:اللهم هؤلاء لحمي و عترتي و ثقلي و حامتي و أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا،فقالت أم سلمة:و أنا؟فقال لها،و أنت إلي

ص: 245


1- سوره 5 - آيه 3
2- المائدة:3.

خير،إنما أنزلت فيّ و في أخي و في ابنتي و في ابنيّ حسن و حسين و في تسعة من ولد الحسين خاصة ليس معنا أحد غيرنا»فقام جل القوم فقالوا:نشهد أن أم سلمة حدّثتنا بذلك،فسألنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فحدثنا كما حدثتنا أم سلمة.

فقال علي عليه السّلام:«تعلمون أن اللّه عز و جل أنزل في سورة الحج يا أيها الذين آمنوا اركعوا و اسجدوا و اعبدوا ربكم و افعلوا الخير لعلكم تفلحون و جاهدوا في اللّه حق جهاده هو اجتبتكم و ما جعل عليكم في الدين من حرج ملة ابيكم إبراهيم هو سمّاكم المسلمين من قبل و في هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم و تكونوا شهداء علي الناس»فقام سلمان عند نزولها فقال:يا رسول اللّه من هؤلاء الذين أنت شهيد عليهم و هم شهداء علي الناس؟قال:«الذين اختارهم اللّه و لم يجعل عليهم في الدين من حرج ملة إبراهيم،قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:عني بذلك ثلاثة عشر إنسانا:أنا و أخي علي و أحد عشر من ولده»فقالوا:اللهم نعم قد سمعنا ذلك من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال علي عليه السّلام:«أنشدكم اللّه أ تعلمون أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قام خطيبا ثم لم يخطب بعد ذلك،فقال:أيها الناس إني قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما:كتاب اللّه عز و جل و عترتي أهل بيتي،فإن اللطيف الخبير قد أخبرني و عهد إليّ أنهما لا يفترقان حتي يردا عليّ الحوض؟»قالوا:

اللهم قد شهدنا ذلك كله من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقام اثنا عشر من الجماعة فقالوا:نشهد أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين خطب في اليوم الذي قبض فيه فقام عمر بن الخطاب شبه المغضب فقال:يا رسول اللّه لكل أهل بيتك؟فقال:«لا و لكن الأوصياء منهم علي أخي و وزيري و وارثي و خليفتي في أمتي، و ولي كل مؤمن من بعدي،و هو أولهم و خيرهم ثم وصيّه ابني هذا و أشار إلي الحسن،ثم وصيه ابني هذا و أشار إلي الحسين،ثم وصيه ابني سمي أخي،ثم وصيه بعده سمي ثم سبعة من ولده واحدا بعد واحد حتي يردوا عليّ الحوض شهداء اللّه في أرضه و حججه علي خلقه،من أطاعهم أطاع اللّه و من عصاهم عصي اللّه»فقام إليه السبعون البدريون و نحوهم من المهاجرين فقالوا:

ذكرتمونا ما كنّا نسيناه،نشهد أن قد كنّا سمعنا ذاك من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فانطلق أبو هريرة و أبو الدرداء فحدّثا معاوية بكل ما قال علي عليه السّلام و استشهد عليه و ما ورد علي الناس و شهدوا به.

قلت:هذا القدر كاف في هذا الباب و من أراد الزيادة فعليه بكتابنا التحفة البهية في إثبات الوصية فقد اشتمل علي أربعمائة و خمسين حديثا من طرق الخاصة و العامة (1).

ص: 246


1- غيبة النعماني:/72ح 8.

الباب الرابع و العشرون: في أن الأئمة بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله اثنا عشر بنص رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله

اجمالا و تفصيلا عليّ و بنوه الأحد عشر

من طريق العامة و فيه ثمانية و خمسون حديثا الحديث الأول: أبو عبد اللّه محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحة في الجزء الثامن من اجزاء ثمانية علي حد ثلثه الاخير قبل باب اخراج الخصوم قال:حدّثنا محمد بن المثني قال:حدّثنا غندر قال:حدّثنا شعبة عن عبد الملك قال:سمعت جابر بن سمرة قال:سمعت النبي صلّي اللّه عليه و آله يقول:«يكون بعدي اثنا عشر أميرا»فقال كلمة لم أسمعها،قال (1)إنه قال:«كلهم من قريش» (2).

الحديث الثاني: البخاري يرفعه إلي ابن عيينة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا»ثم تكلم النبي صلّي اللّه عليه و آله بكلمة خفيت عليّ فسألت أبي:ما ذا قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟فقال:قال:كلهم من قريش.

الحديث الثالث: البخاري قال:حدّثنا أحمد بن يونس قال:حدّثنا عاصم بن محمد قال:سمعت أبي يقول قال ابن عمر:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان» (3)و رواه الفقيه مسلم بن الحجاج النيسابوري القشيري في صحيحه في أول كراسه من الجزء الرابع من اجزاء ستة قال:حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن يونس،حدّثنا عاصم بن محمد عن أبيه قال:قال عبد اللّه ابن عمر قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان» (4)

أقول:صاحب العمدة جعل هذا الحديث في جملة النصوص في أن الأئمة بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله اثنا عشر (5).و وجه الدلالة أن الإمامة إذا كانت منصوصة فهي في الأئمة الاثني عشر كما جاءت به الروايات عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله.

الحديث الرابع: مسلم في صحيحه قال:حدّثنا قتيبة بن سعيد قال:حدّثنا جرير عن حصين عن

ص: 247


1- في المصدر:فقال أبي.
2- صحيح البخاري:127/8.
3- صحيح البخاري:105/8.
4- صحيح مسلم:3/6.
5- انظر:العمدة لابن البطريق:/417ح 859.

جابر بن سمرة قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و حدّثنا رفاعة عن الهيثم الواسطي و اللفظ له قال:حدّثنا خالد يعني بن عبد اللّه الطحان عن حصين عن جابر بن سمرة قال:دخلت مع أبي علي النبي فسمعته يقول:«إن هذا الأمر لا ينقضي حتي يمضي فيه اثنا عشر خليفة»قال:ثم تكلم بكلام خفي عليّ قال:فقلت لأبي:ما قال؟قال:كلهم من قريش (1).

الحديث الخامس: مسلم في صحيحه قال:حدّثنا ابن أبي عمر قال:حدّثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال:سمعت النبي صلّي اللّه عليه و آله يقول:«لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا»ثم تكلم النبي صلّي اللّه عليه و آله بكلمة خفيت عليّ فسألت أبي،ما ذا قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟فقال:

قال:كلهم من قريش (2).

الحديث السادس: مسلم في صحيحه قال:حدّثنا قتيبة بن سعيد قال:حدّثنا أبو عوانة عن سماك عن جابر بن سمرة عن النبي صلّي اللّه عليه و آله بهذا الحديث،و لم يذكر لي:لا يزال أمر الناس ماضيا (3).

الحديث السابع: مسلم في صحيحه قال:حدّثنا هذاب بن خالد الازدي،حدّثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب قال:سمعت جابر بن سمرة يقول:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«لا يزال الإسلام عزيزا إلي اثني عشر خليفة»ثم قال كلمة لم اسمعها فقلت لأبي:ما قال؟فقال:قال:كلهم من قريش (4).

الحديث الثامن: مسلم في صحيحه قال:حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة،حدّثنا أبو معاوية عن داود عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال:قال:كلهم من قريش.

الحديث التاسع: مسلم في صحيحه قال:حدّثنا نصر بن علي الجهضي،حدّثنا يزيد بن زريع، حدّثنا أحمد بن عثمان النوفلي و اللفظ له،حدّثنا ازهر،حدّثنا أحمد بن عون بن عثمان عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال:انطلقت إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و معي أبي فسمعته يقول:«لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا إلي اثني عشر خليفة»فقال كلمة صمّنيها الناس،فقلت لأبي ما قال؟قال:كلهم من قريش (5).

الحديث العاشر: مسلم في صحيحه قال:حدّثنا قتيبة بن سعيد و أبو بكر بن أبي شيبة،حدّثنا حاتم و هو ابن إسماعيل عن المهاجر بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال:كتبت إلي ابن

ص: 248


1- صحيح مسلم:3/6.
2- صحيح مسلم:3/6.
3- نفس المصدر.
4- نفس المصدر.
5- نفس المصدر.

سمرة مع غلامي نافع أن أخبرني بشيء سمعته من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فكتب إليّ:سمعت رسول اللّه يوم جمعة عشية رجم الأسلمي يقول:«لا يزال الدين قائما حتي تقوم الساعة،و يكون (1)عليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش»و سمعته يقول:«عصبة (2)من المسلمين يفتتحون البيت الابيض، بيت كسري و آل كسري»و سمعته يقول:«إذا أعطي اللّه أحدكم خيرا فليبدأ بنفسه و أهل بيته» و سمعته يقول:«أنا الفرط علي الحوض» (3).

الحديث الحادي عشر: في صحيحه قال:حدّثنا محمد بن نافع،حدّثنا ابن أبي فديا،أخبرنا عن ابن أبي ذؤيب عن مهاجر بن مسمار عن عامر بن سعد أنّه ارسل إلي ابن أبي سمرة العدوي،حدّثنا ما سمعت من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول،فذكر نحو حديث حاتم (4).

الحديث الثاني عشر: ما رواه أبو عبد اللّه محمد بن أبي نصر الحميدي في الجمع بين الصحيحين في الحديث المتفق عليه من مسلم و البخاري من مسند جابر بن سمرة عن عبد الملك ابن عامر عن جابر بن سمرة قال:سمعت النبي صلّي اللّه عليه و آله يقول:«يكون بعدي اثنا عشر أميرا»فقال كلمة لم اسمعها،فقال أبي:إنه قال:كلهم من قريش،كذا في حديث شعبة و في حديث ابن عيينة قال:«لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا»ثم تكلم النبي بكلمة خفيت عليّ فسألت أبي:

ما ذا قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟فقال:قال:كلهم من قريش (5).

قال الحميدي:و في رواية مسلم عن حديث عامر بن أبي وقاص قال:كتبت إلي جابر بن سمرة مع غلامي نافع أن أخبرني بشيء سمعته من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فكتب إلي:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم جمعة عشية رجم الاسلمي قال:«لا يزال الدين قائما حتي تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش»و سمعته يقول:«إن بين يدي الساعة كذا بين فاحذروهم»و سمعته يقول:

«إذا أعطي أحدكم خيرا فليبدأ بنفسه و أهل بيته»و سمعته يقول:«أنا الفرط علي الحوض» (6).

قال و في رواية مسلم أيضا من حديث سماك بن حرب عن جابر بن سمرة أنه عليه السّلام قال:«ليفتحن عصابة من المسلمين بيت كسري و آل كسري الذي في البيت الابيض» (7)و نحو هذا في المتفق عليه من مسند عدي بن حاتم،و في رواية مسلم أيضا عن سماك عن جابر بن سمرة قال رسول

ص: 249


1- في المصدر:أو يكون.
2- في المصدر:عصيبة.
3- صحيح مسلم:4/6.
4- المصدر السابق.
5- صحيح البخاري:127/8،صحيح مسلم:4/6.
6- صحيح مسلم:4/6.
7- صحيح مسلم:187/8،و فيه:كنز آل كسري الذي في الأبيض.

اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يكون بين يدي الساعة كذابون» (1).

قال و في رواية عن عامر الشعبي عن جابر بن سمرة قال انطلقت إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و معي أبي فسمعته يقول:«لا يزال الدين عزيزا منيعا إلي اثني عشر خليفة»فقال كلمة صمنيها الناس،فقلت لأبي:ما قال؟قال:فقال:«كلهم من قريش» (2).

قال و في روايته أيضا عن حصين بن عبد الرّحمن عن جابر بن سمرة قال دخلت مع أبي علي النبي صلّي اللّه عليه و آله فسمعته يقول:«إن هذا الأمر لا يزال عزيزا حتي يمضي فيهم اثنا عشر خليفة»ثم قال:

ثم تكلم بكلام خفي عليّ فقلت لأبي:ما قال؟فقال:قال:كلهم من قريش (3).

قال و في رواية سماك عن جابر بن سمرة عنه عليه السّلام قال:«لا يزال الإسلام عزيزا إلي اثني عشر خليفة»ثم ذكر مثله و عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال لي:«لن يبرح هذا الدين قائما تقاتل عليه عصابة من المسلمين حتي تقوم الساعة» (4).

الحديث الثالث عشر: ما رواه أبو الحسن رزين بن معاوية بن عمار العبدي من الجمع بين الصحاح الستة من الجزء الثاني من اجزاء ثلاثة من المصنف في باب إن أكرمكم عند اللّه اتقاكم، و ذكر مناقب قريش من سنن أبي داود قال جابر بن سمرة قال:دخلت مع أبي علي النبي صلّي اللّه عليه و آله فسمعته يقول:«إن هذا الأمر لا ينقضي حتي يمضي فيهم اثنا عشر خليفة»قال:ثم تكلم بكلام خفي عليّ فقلت لأبي:ما قال؟قال:قال:كلهم من قريش (5).

و عنه أيضا قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لا يزال الإسلام عزيزا إلي اثني عشر خليفة كلهم من قريش» (6).

الحديث الرابع عشر: ما رواه أبو الحسن أيضا من الجمع بين الصحاح الستة من الجزء الثاني من اجزاء اثنين من المصنف في آخره علي حد أربعة كراريس من صحيح أبي داود السجستاني و هو كتاب السنن عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال:كتبت إلي جابر بن سمرة:أخبرني بشيء سمعته من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فكتب إليّ أنه سمعته يقول يوم جمعة عشية رجم الأسلمي:«لا يزال الدين ظاهرا حتي تقوم الساعة و يكون عليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش»و سمعته يقول:«عصابة من المسلمين يفتتحون البيت الابيض بيت كسري»و سمعته يقول:«إذا هلك كسري فلا كسري،

ص: 250


1- صحيح مسلم:4/6.
2- صحيح مسلم:4/6.
3- انظر:صحيح مسلم:4/6.
4- المصدر السابق.
5- سنن أبي داود:/309/2ح 4280.
6- مسند أبي داود الطيالسي:180.

و الذي نفسي بيده لتنفقنّ كنوز كسري في سبيل اللّه»و سمعته يقول:«إن بين يدي الساعة كذّابين فاحذروهم»و سمعته يقول:«إذا أعطي أحدكم خيرا فليبدأ بنفسه و أهل بيته»و سمعته يقول:«أنا الفرط علي الحوض» (1).

الحديث الخامس عشر: ما رواه أبو نعيم الاصفهاني في كتاب حلية الاولياء عن الشعبي عن جابر ابن سمرة قال:جئت مع أبي إلي المسجد و النبي صلّي اللّه عليه و آله يخطب قال:فسمعته يقول:«يكون بعدي اثنا عشر خليفة»ثم خفض صوته فلم أدر ما يقول،فقلت لأبي:ما يقول؟قال:كلهم من قريش (2).

الحديث السادس عشر: أبو نعيم أيضا قال روي هذا الحديث عمر بن عبد اللّه بن رزين عن سفيان مثله،قال أبو نعيم:و رواه عن الشعبي جماعة (3).

الحديث السابع عشر: ما رواه ابن مردويه في الجزء الثاني من كتاب الفردوس في باب لا قال عن جابر بن سمرة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لا يزال هذا الأمر قائما حتي يمضي اثنا عشر أميرا كلهم من قريش» (4).

أقول:قد ذكر يحيي بن الحسن البطريق في كتاب المستدرك أنه ذكر في كتاب العمدة من طريق العامة عشرين طريقا في انّ الخلفاء بعده صلّي اللّه عليه و آله اثنا عشر خليفة،كلها من الصحاح،من صحيح البخاري ثلاثة طرق و من مسلم تسعة و من صحيح أبي داود ثلاثة و في الجمع بين الصحاح الستة طريقان و منها من الجمع بين الصحيحين للحميدي ثلاثة،كل ذلك ينطق بانه لا يزال الإسلام عزيزا إلي اثني عشر خليفة،و ما وليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش (5).

الحديث الثامن عشر: ما رواه أبو علي الطبرسي الفضل بن الحسن في كتاب إعلام الوري من طريق المخالفين،و هو عدّد روايات قال الطبرسي:فيما جاء في الاخبار الذي نقلتها أصحاب الحديث غير الامامية في ذلك و صححوها ما رواه الإمام أبو محمد الحسن بن أحمد السمرقندي محدث خراسان قال:أخبرنا أبو العباس المستغفري قال:حدّثنا نصر بن أحمد بن إسماعيل الكشاني،أخبرنا قتيبة بن سعد.

قال:و أخبرنا أبو القاسم الكاتب،أخبرنا أبو حامد الصائغ،أخبرنا أبو العباس الثقفي،حدّثنا

ص: 251


1- صحيح مسلم:4/6.
2- المعجم الكبير للطبراني:197/2.
3- نقله عن ابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب:251/1.
4- لم يحضرنا كتاب الفردوس،و لكن النص المذكور قد مرت مصادره.
5- العمدة لابن البطريق:16.

قتيبة.

و أخبرنا أبو سلمة القاضي،أخبرنا أبو القاسم النسوي أخبرنا أبو العباس النسوي،حدّثنا أبو بكر ابن أبي شيبة قالا:حدّثنا حاتم بن إسماعيل عن المهاجر بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال كتبت إلي جابر بن سمرة مع غلامي نافع أن أخبرني بشيء سمعته عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فكتب الي:إني سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم جمعة عشية رجم الاسلمي يقول:«لا يزال الدين قائما حتي تقوم الساعة و يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش»و سمعته يقول:«انا الفرط علي الحوض»رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن شيبة و قتيبة بن سعد (1).

الحديث التاسع عشر: ما رواه السمرقندي أيضا قال:أخبرنا أبو القاسم الكاتب،أخبرنا أبو حامد الصائغ،أخبرنا أبو العباس الثقفي،حدّثنا ابن رافع،حدّثنا ابن أبي فديك،أخبرنا ابن أبي ذؤيب عن مهاجر بن مسمار عن عامر بن سعد أنّه أرسل الي أبي سمرة العدوي فقال:حدّثنا حديثا سمعته من رسول اللّه فكتب:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«لا يزال الدين قائما حتي يكون اثنا عشر خليفة من قريش،ثم يخرج كذابون بين يدي الساعة،و أنا الفرط علي الحوض»رواه مسلم عن محمد بن رافع (2).

الحديث العشرون: السمرقندي أيضا قال:أخبرنا أبو سلمة القاضي،حدّثنا أبو القاسم النسوي، [أخبرنا أبو العباس النسوي] (3)حدّثنا أبو الحصين عبد اللّه بن محمد أحمد بن عبد اللّه اليربوعي، حدّثنا عندر (4)،حدّثنا حصين عن جابر بن سمرة قال:دخلت مع أبي علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال لي:

«إن هذا الأمر لن يقضي أو لن يمضي حتي يكون فيكم اثنا عشر خليفة»ثم قال شيئا لم أسمعه فسألتهم فقالوا:قال:كلهم من قريش (5).

الحديث الحادي و العشرون: عوانة عن سماك عن جابر بن سمرة عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«يكون بعدي اثنا عشر»فلم أفهمها قال:فسألت القوم فزعموا أنه قال:كلهم من قريش،رواه مسلم عن قتيبة (6).

الحديث الثاني و العشرون: السمرقندي أيضا،أخبرنا أبو سلمة القاضي قال:أخبرنا أبو القاسم النسوي،أخبرنا أبو العباس النسوي،حدّثنا أبو عمارة،حدّثنا الفضل بن موسي عن وهب عن أبي

ص: 252


1- إعلام الوري:158/2.
2- إعلام الوري:158/2.
3- زيادة من المصدر.
4- في المصدر:عنبر.
5- إعلام الوري:159/2.
6- إعلام الوري:159/2.

خالد الوالبي قال:سمعت جابر بن سمرة يقول:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«لا يضر هذا الدين من ناواه حتي يقوم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش» (1).

الحديث الثالث و العشرون: السمرقندي أيضا قال:أخبرنا أبو سلمة القاضي،حدّثنا أبو القاسم النسوي،حدّثنا أبو العباس النسوي،حدّثنا جعفر بن حميد العبسي،حدّثنا يونس بن أبي يعفور عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لا يزال أمر أمتي صالحا حتي تمضي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش» (2).

الحديث الرابع و العشرون: ما رواه من طريق المخالفين الشيخ أبو عبد اللّه محمد بن محمد بن النعمان المفيد عن محمد بن عثمان الذهبي،حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الرقي قال:حدّثنا عيسي بن يونس عن مجالد عن الشعبي عن مسروق قال:كنّا عند عبد اللّه بن مسعود فقال له رجل:أحدثكم نبيكم كم يكون بعده من الخلفاء؟فقال له:نعم من الخلفاء عدة خليفة كلهم من قريش (3).

الحديث الخامس و العشرون: ما رواه عثمان بن أبي شيبة و أبو سعيد الاشج و أبو كريب و محمود ابن غيلان و علي بن محمد و ابراهيم بن سعيد جميعا عن أبي اسامة عن مجالد عن الشعبي عن مسروق مثل الأول (4).

الحديث السادس و العشرون: ما رواه أبو اسامة عن اشعث عن عامر الشعبي عن عمه قيس بن عبد اللّه بن مسعود،و ذكر نحوه (5).

الحديث السابع و العشرون: ما رواه حماد بن زيد عن مجالد عن الشعبي عن مسروق عن عبد اللّه،و زاد فيه قال:كنّا جلوسا عند عبد اللّه يقرئنا القرآن فقال له رجل:يا عبد الرّحمن،هل سألتم رسول اللّه كم يملك هذه الأمة من خليفة بعده؟فقال له عبد اللّه:ما سألني بها أحد منذ قدمت العراق،نعم سألنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:«اثنا عشر عدّة نقباء بني إسرائيل» (6).

الحديث الثامن و العشرون: ما رواه عبد اللّه بن أبي أمية مولي مجاشع عن يزيد الرقاشي عن أنس ابن مالك قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لن يزال هذا الدين قائما إلي اثني عشر من قريش فإذا مضوا هاجت الأرض بأهلها»و ساق الحديث (7).

ص: 253


1- إعلام الوري:159/2.
2- إعلام الوري:159/2.
3- إعلام الوري:160/2.
4- إعلام الوري:160/2.
5- إعلام الوري:160/2.
6- إعلام الوري:161/2.
7- إعلام الوري:161/2.

الحديث التاسع و العشرون: ما رواه أبو بكر ابن أبي خيثمة عن علي بن الجعدي عن زهير بن معاوية عن زياد بن خيثمة عن الأسود بن سعيد الهمداني قال:سمعت جابر بن سمرة يقول:

سمعت رسول اللّه يقول:«يكون بعدي اثنا عشر خليفة من قريش»فقالوا له:ثم يكون ما ذا؟قال:

«ثم يكون الهرج» (1).

الحديث الثلاثون: ما رواه سماك بن حرب و زياد بن علاقة و حصين بن عبد الرّحمن عن جابر بن سمرة عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مثله (2).

الحديث الحادي و الثلاثون: ما رواه سليمان بن أحمر قال:حدّثنا أبو (3)عون عن السمعي عن جابر بن سمرة أن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«لا يزال أهل هذا الدين ينصرون علي من ناواهم إلي اثني عشر خليفة»فجعل الناس يقومون و يقعدون،و تكلم بكلمة لم افهمها فقلت لأبي أو لاخي:أي شيء قال؟قال:كلهم من قريش (4).

الحديث الثاني و الثلاثون: ما رواه قطر بن خليفة عن أبي خالد الوالبي عن جابر بن سمرة عن النبي صلّي اللّه عليه و آله مثله (5).

الحديث الثالث و الثلاثون: ما رواه سهل حماد عن يونس بن أبي يعفور قال:حدّثني عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال:كنت عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عمي جالس بين يديه فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لا يزال أمر أمتي صالحا حتي يمضي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش»اسم أبي جحيفة وهب بن عبد اللّه (6).

الحديث الرابع و الثلاثون: ما رواه الليث بن سعد عن خالد بن زيد عن سعيد بن أبي هلال عن ربيعة بن سيف قال:كنّا عند شقيق الاصبحي فقال:سمعت عبد اللّه بن عمر يقول:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«يكون خلفي اثنا عشر خليفة» (7).

الحديث الخامس و الثلاثون: ما رواه حماد بن سلمة عن أبي الطفيل قال:قال لي عبد اللّه بن عمر:يا أبا الطفيل عدّد اثني عشر خليفة بعد النبي صلّي اللّه عليه و آله ثم يكون المقت و النفاق (8).

الحديث السادس و الثلاثون: ما رواه الشيخ أبو عبد اللّه جعفر بن محمد بن أحمد الدورستي في

ص: 254


1- إعلام الوري:161/2.
2- إعلام الوري:162/2.
3- في المصدر:ابن عون.
4- إعلام الوري:162/2.
5- إعلام الوري:162/2.
6- إعلام الوري:162/2.
7- إعلام الوري:163/2.
8- إعلام الوري:163/2.

كتابه في الرد علي الزيدية قال:أخبرني أبي قال:أخبرنا الشيخ أبو جعفر بن بابويه قال:حدّثنا محمد بن علي ماجيلويه عن عمه عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه عن خلف بن حماد الاسدي عن الأعمش عن عباية بن ربعي عن ابن عباس قال:سألت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين حضرته وفاته فقلت:

إذا كان ما نعوذ باللّه منه فإلي من؟فأشار إلي عليّ فقال لي:«هذا،فإنه مع الحق و الحق معه ثم يكون من بعده أحد عشر إماما مفترضة طاعتهم كطاعته» (1).

الحديث السابع و الثلاثون: ما رواه الدورستي أيضا قال:أخبرنا المفيد أبو عبد اللّه محمد بن محمد بن النعمان قال:أخبرني محمد بن علي قال:حدّثني حمزة بن محمد العلوي،حدّثنا أحمد ابن يحيي الشحام،حدّثنا أبو حاتم محمد بن ادريس الحنظلي،حدّثنا أبو بكر محمد بن أبي غياث الأعين،حدّثنا سويد بن سعد الانباري،حدّثنا محمد بن عبد الرّحمن بن شردين الصنعاني عن ابن مثني عن أبيه عن عائشة قال:سألتها:كم خليفة يكون لرسول اللّه؟فقالت:أخبرني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنه يكون بعده اثنا عشر خليفة فقلت لها:من؟فقالت:اسماؤهم عندي مكتوبة بإملاء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله، فقلت لها:فأعرضيه فأبت (2).

الحديث الثامن و الثلاثون: الدورستي أيضا قال:أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن وهبان قال:حدّثنا أبو بشر أحمد بن إبراهيم بن أحمد العتمي قال:أخبرنا محمد بن زكريا بن دينار الغلابي،حدّثنا سليمان بن إسحاق بن سليمان بن علي بن عبد اللّه بن العباس قال:حدّثني أبي قال:كنت يوما عند الرشيد فذكر المهدي و ما ذكر من عدله فأطنب في ذلك فقال الرشيد:إني أحسبكم أنكم تحسبونه أبي المهدي،حدّثني عن أبيه عن جده عن ابن عباس عن أبيه العباس بن عبد المطلب أن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«يا عم تملك من ولدي اثنا عشر خليفة،ثم تكون امور كريهة و شدة عظيمة،ثم يخرج المهدي من ولدي يصلح اللّه أمره في ليلة فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا،يمكث في الأرض ما شاء اللّه ثم يخرج الدجال» (3).

قال أبو علي الطبرسي عقيب هذه الاخبار:هذا بعض ما جاء من الاخبار من طريق المخالفين و رواياتهم في النص علي عدد الأئمة الاثني عشر عليهم السّلام،و إذا كانت الفرقة المخالفة قد نقلت ذلك كما نقلته الشيعة الامامية و لم ينكر ما تضمّنه الخبر فهو أدلّ دليل علي أن اللّه تعالي هو الذي سخر لروايته اقامة لحجته و إعلاء لكلمته،و ما هذا الأمر إلا كالخارق للعادة،و الخارج عن الامور المعتادة،

ص: 255


1- إعلام الوري:164/2.
2- إعلام الوري:164/2.
3- إعلام الوري:165/2.

و لا يقدر عليها إلا اللّه تعالي الذي يذلل الصعب و يقلب القلب و يسهل العسير،و هو علي كل شيء قدير.انتهي كلامه (1).

الحديث التاسع و الثلاثون: صدر الأئمة عند المخالفين أخطب خوارزم أبو المؤيد موفق بن أحمد في كتاب فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام قال:حدّثنا فخر القضاة نجم الدين أبو منصور محمد بن الحسين بن محمد البغدادي فيما كتب إلي من همدان قال:أنبأنا الإمام الشريف نور الهدي أبو طالب الحسن بن محمد الزيني قال:أخبرنا إمام الأئمة أحمد بن محمد بن شاذان قال:حدّثنا أحمد ابن محمد بن عبد اللّه الحافظ قال:حدّثنا علي بن سنان الموصلي عن أحمد بن محمد بن صالح عن سلمان بن محمد عن زياد بن مسلم عن عبد الرّحمن بن يزيد عن جابر عن سلامة عن أبي سليمان الراعي راعي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«ليلة اسري بي إلي السماء قال لي الجليل جل جلاله:آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه فقلت:و المؤمنون فقال:صدقت يا محمد،من خلفت في أمتك؟فقلت:خيرها،قال:علي بن أبي طالب؟قلت:نعم يا رب قال:يا أحمد إني اطلعت علي الأرض اطلاعة فاخترتك منها فاشتققت لك اسما من اسمائي فلا أذكر في موضع إلا ذكرت معي،فأنا المحمود و أنت محمد،ثم اطلعت الثانية فاخترت منها عليا فشققت له اسما من أسمائي فأنا الأعلي و هو عليّ،يا محمد إني خلقتك و خلقت عليا و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة من ولده من نور من نوري و عرضت ولايتكم علي أهل السموات و الأرضين فمن قبلها كان عندي من المؤمنين و من جحدها كان عندي من الكافرين.

يا محمد لو أن عبدا من عبادي عبدني حتي ينقطع أو يصير كالشن البالي ثم أتاني جاحدا لولايتكم،ما غفرت له حتي يلقاني بولايتكم يا محمد تحب أن تراهم؟قلت:نعم يا رب قال:

فالتفت عن يمين العرش فالتفت فإذا بعلي و فاطمة و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد ابن علي و جعفر بن محمد و موسي بن جعفر و علي بن موسي و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و المهدي في ضحضاح من نور قيام يصلون،و هو في وسطهم يعني المهدي كأنه كوكب دريّ و قال:يا محمد هؤلاء الحجج و هذا الثائر من عترتك،و عزتي و جلالي إنه الحجّة الواجبة و المنتقم[من أعدائي و الممد لأوليائي]» (2).

قلت:و روي هذا الحديث جماعة من الخاصة و العامة،رواه الشيخ الطوسي في الغيبة و أبو

ص: 256


1- إعلام الوري:165/2.
2- ينابيع المودة:381/3،و مقتل الحسين للخوارزمي:95 ح 203.

الحسن محمد بن أحمد بن الحسن بن شاذان في المناقب المائة من طريق العامة و رواه صاحب المقتضب و صاحب الكنز الخفي و الحمويني من العامة.

الحديث الاربعون: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة في كتاب فرائد السمطين في فضائل المرتضي و فاطمة و الحسن و الحسين قال:أخبرني مفيد الدين أبو جعفر محمد بن علي بن أبي الغنائم بن الجهم الحلي إجازة قال:أنبأنا القاضي خطير الدين محمود بن محمد بن الحسين بن عبد الجبار الطوسي عن عمه زين الدين عبد الجبار عن أبيه عن الصفي أبي تراب ابن الداعي عن[أبي]محمد جعفر بن محمد الدورستي عن الشيخ المفيد محمد بن محمد ابن النعمان الحارثي عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي رضي اللّه عنهم قال:

حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي اللّه عنه قال:حدّثنا الحسين بن محمد بن عامر عن المعلي ابن محمد البصري عن جعفر بن سليمان عن عبد اللّه بن الحكيم عن أبيه عن سعيد بن جبير عن عبد اللّه بن العباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن خلفائي و أوصيائي و حجج اللّه علي الخلق بعدي لاثنا عشر،أولهم أخي و آخرهم ولدي»قيل:يا رسول اللّه و من أخوك؟

قال:«علي بن أبي طالب»قيل:فمن ولدك؟قال:«المهدي الذي يملؤها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،و الذي بعثني بالحق بشيرا لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتي يخرج فيه ولدي المهدي فينزل روح اللّه عيسي ابن مريم فيصلي خلفه و تشرق الأرض بنور ربها و يبلغ سلطانه المشرق و المغرب» (1).

الحديث الحادي و الأربعون: إبراهيم بن محمد الحمويني أيضا بالاسناد المتقدّم إلي أبي جعفر ابن بابويه رضي اللّه عنه قال:حدّثنا علي بن محمد بن عبد اللّه الوراق الرازي قال:حدّثنا سعيد بن عبد اللّه قال:نبأنا الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسين بن علوان عن عمر بن خالد عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن عبد اللّه بن عباس قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«أنا و علي و الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين مطهرون معصومون» (2).

الحديث الثاني و الأربعون: الحمويني العامي هذا بالاسناد إلي ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا أحمد بن يحيي بن زكريا القطان قال:حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال:حدّثنا الفضل بن الصقر العبدي قال:حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عباية بن ربعي عن عبد اللّه بن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنا سيد النبيين و علي بن أبي طالب سيد الوصيين و إن

ص: 257


1- فرائد السمطين:/312/2با /61ح 562.
2- فرائد السمطين:/312/2با /61ح 563.

أوصيائي بعدي اثنا عشر،أولهم علي بن أبي طالب و آخرهم القائم» (1).

الحديث الثالث و الأربعون: الحمويني هذا قال:أخبرني شيخنا نجم الدين عثمان بن الموفق بقراءتي عليه قال:أنبأنا عبد الحميد بن محمد بن إبراهيم الخوارزمي إجازة،أنبأنا أبو العلاء أحمد ابن الحسن العطار الهمداني حدّثنا أو (2)نبأنا الإمام برهان الدين ناصر بن أبي المكارم المطرزي كتابة،أنبأنا الإمام ضياء الدين اخطب الخطباء أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي الخوارزمي إجازة ان لم يكن سماعا،أنبأنا قاضي القضاة نجم الدين فخر الإسلام محمد بن الحسين بن محمد البغدادي فيما كتب إلي من همدان،أنبأنا الشريف الإمام نور الهدي أبو طالب الحسين بن محمد بن علي الزينبي عن الإمام محمد بن أحمد بن علي بن شاذان عن علي بن الفضل عن محمد بن أبي القاسم عن عباد بن يعقوب عن موسي بن عثمان عن الأعمش،حدثنا أبو إسحاق عن الحارث عن سعيد بن بشر عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنا واردكم علي الحوض و أنت يا علي الساقي و الحسن الرائد و الحسين الآمر و علي بن الحسين الفارض و محمد بن علي الناشر و جعفر بن محمد السائق و موسي بن جعفر محصي المحبين و المبغضين و قامع المنافقين و علي ابن موسي معين المؤمنين و محمد بن علي منزل أهل الجنة في درجاتهم و علي بن محمد خطيب شيعته و مزوجهم الحور العين و الحسن بن علي سراج أهل الجنة يستضيئون به و المهدي شفيعهم يوم القيامة حيث لا يأذن اللّه إلاّ لمن يشاء و يرضي» (3).

الحديث الرابع و الأربعون: الحمويني هذا قال:أخبرني الإمام سديد الدين يوسف بن علي بن المطهّر الحلّي فيما كتب لي بخطّه رحمة اللّه عليه أن الشيخ الفقيه الفاضل شهاب الدين أبا عبد اللّه الحسين بن أبي الفرج بن النيلي أنبأه عن الحسن بن أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي إجازة بروايته عن والده جميع رواياته و تصانيفه قال:أخبرني أبو عبد اللّه محمد بن وهبان قال:حدّثنا أبو بشر أحمد بن إبراهيم بن أحمد القمّي قال:نبأنا محمد بن زكريا بن دينار الغلابي،حدّثنا سليمان ابن إسحاق بن سليمان بن علي بن عبد اللّه بن العباس قال:حدّثني أبي قال:كنت يوما عند الرشيد فذكر المهديّ و ما ذكر من عدله فأطنب في ذلك فقال الرشيد:أنا أحسبكم أنكم تحسبونه أبي المهدي،حدّثني أبي عن أبيه عن جده عن ابن عباس عن أبيه العباس بن عبد المطلب أن النبي صلّي اللّه عليه و آله

ص: 258


1- فرائد السمطين:/312/2با /61ح 564.
2- ليست في المصدر،و يوجد مكانها:أنبأنا الشيخ تاج الدين عليّ بن أنجب الخازن المعروف بابن الساعي رحمه اللّه.
3- فرائد السمطين:/321/2باب /61ح 572.

قال له:«يا عم يملك من ولدي اثنا عشر خليفة،ثم يكون أمور كثيرة و شدّة عظيمة،ثم يخرج المهدي من ولدي،يصلح اللّه أمره في ليلة فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا،و يمكث في الأرض ما شاء اللّه ثم يخرج الدجال» (1).

الحديث الخامس و الأربعون: الحمويني هذا بإسناده إلي أبي جعفر بن بابويه قال:حدّثنا أحمد ابن زياد بن جعفر الهمداني حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن عبد السلام بن صالح الهروي قال:سمعت دعبل بن علي الخزاعي يقول:أنشدت مولاي الرضا عليه السّلام قصيدتي التي أولها:

مدارس آيات خلت من تلاوة

فلما انتهيت إلي قولي:

خروج إمام لا محالة خارج يقوم علي اسم اللّه و البركات

يميز فيها بين حق و باطل و يجري علي النعماء و النقمات

بكي الرضا عليه السّلام بكاء شديدا ثم رفع رأسه إلي فقال:«يا خزاعي نطق روح القدس علي لسانك بهذين البيتين،فهل تدري من هذا الإمام؟و متي يقوم؟»فقلت:لا يا مولاي إلا إني سمعت بخروج إمام منكم يطهر الأرض من الفساد و يملأها عدلا فقال:«يا دعبل،الإمام بعدي محمد ابني و بعد محمد ابنه علي و بعد علي ابنه الحسن و بعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره،لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتي يخرج فيملأها عدلا كما ملئت جورا،و اما متي فإخبار عن الوقت،فقد حدّثني أبي عن جدي عن أبيه عن آبائه عن علي عليه السّلام أنّ النبي صلّي اللّه عليه و آله قيل له:متي يخرج القائم من ذرّيتك؟فقال:مثله كمثل الساعة لا يجليها لوقتها إلا هو عز و جل ثقلت في السموات و الأرض لا تأتيكم إلا بغتة» (2).

الحديث السادس و الأربعون: الحمويني هذا:أنبأني الإمام بدر الدين محمد بن أبي الكرم عبد الرزاق بن أبي بكر بن حيدر،أخبرني القاضي فخر الدين محمد بن خالد الحنيفي الابهري كتابة قال:أنبأنا السيد الإمام ضياء الدين فضل اللّه بن علي أبو الرضا الراوندي إجازة،أخبرنا السيد أبو الصمصام ذو الفقار بن محمد بن معد الحسني،أنبأنا الشيخ أبو جعفر الطوسي قدس اللّه روحه، أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن محمد بن النعمان روّح اللّه روحه و أبو عبد اللّه الحسين بن عبيد اللّه و أبو الحسين جعفر بن الحسين بن حسكة القمّي و أبو زكريا محمد بن سليمان الحرّاني قالوا كلهم:أنبأنا

ص: 259


1- فرائد السمطين:/329/2ب /61ح 579.
2- فرائد السمطين:/337/2ب /61ح 591.

الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي رضي اللّه عنه قال:أخبرنا علي بن[محمد بن] (1)عبد اللّه الوراق الرازي،أنبأنا سعد بن عبد اللّه،أنبأنا الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسين بن علوان عن عمرو بن خالد عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن عبد اللّه بن عباس قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«أنا و علي و الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين مطهّرون معصومون» (2).

أقول:هذا الحديث قد تقدم،و كرره الحمويني في كتابه لقوة هذا الإسناد.

الحديث السابع و الأربعون: الحمويني بعد هذا الحديث السابق و اسناده و قال أبو جعفر محمد ابن علي بن بابويه قال:أخبرني أبو المفضل محمد بن عبد اللّه بن المطلب الشيباني عن أحمد بن مطرف بن سوار بن الحسين القاضي الحسني بمكّة،أنبأنا أبو حاتم المهلبي المغيرة بن محمد،أنبأنا عبد الغفّار بن كثير الكوفي عن هيثم بن حميد عن أبي هاشم عن مجاهد عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال:

قدم يهودي علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقال له نعثل فقال له:يا محمد إني أسألك عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين فإن أجبتني عنها أسلمت علي يدك قال:«سل يا أبا عمارة»

قال:يا محمد صف لي ربّك فقال عليه السّلام:«إن الخالق لا يوصف إلا بما وصف به نفسه،و كيف يوصف الخالق الذي يعجز الأوصاف أن تدركه و الاوهام أن تناله و الخطرات أن تحدّه و الابصار الاحاطة به،جل عمّا يصفه الواصفون،نأي في قربه و قرب في نأيه،كيّف الكيف فلا يقال له:

كيف،و أيّن الأين فلا يقال له:أين،هو منقطع الكيفوفية و الاينونية،فهو الواحد الصمد كما وصف نفسه،و الواصفون لا يبلغون نعته،لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا احد»قال:صدقت يا محمد فأخبرني عن قولك إنّه واحد لا شبيه له أ ليس اللّه تعالي واحدا و الإنسان واحد فوحدانيته قد اشبهت وحدانية الإنسان؟فقال عليه السّلام:«اللّه تعالي واحد أحدي المعني و الإنسان واحد ثنائي المعني جسم و عرض و بدن و روح،و إنما التشبيه في المعاني لا غير»قال:صدقت يا محمد، فأخبرني عن وصيك من هو فما من نبي إلا و له وصي و ان نبينا موسي بن عمران أوصي إلي يوشع ابن نون؟

فقال:«نعم،إن وصيّي و الخليفة من بعدي علي بن أبي طالب عليه السّلام و بعده سبطاي الحسن ثم الحسين يتلوه تسعة من صلب الحسين أئمة أبرار»قال:يا محمد فسمّهم لي قال:«نعم،إذا مضي الحسين فابنه علي فإذا مضي علي فابنه محمد فإذا مضي محمد فابنه جعفر فإذا مضي جعفر فابنه موسي فإذا مضي موسي فابنه علي فإذا مضي علي فابنه محمد ثم ابنه علي ثم ابنه الحسن،

ص: 260


1- زيادة من المصدر.
2- فرائد السمطين:/132/2ب /31ح 430.

ثم الحجّة بن الحسن فهذه اثنا عشر أئمة عدد نقباء بني إسرائيل»قال:فأين مكانهم في الجنة؟ قال:«معي في درجتي»قال:أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أنك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أشهد أنهم الأوصياء من بعدك،و لقد وجدت هذا في الكتب المتقدّمة،و فيما عهد إلينا موسي بن عمران أنه إذا كان في آخر الزمان يخرج نبيّ يقال له أحمد خاتم الأنبياء،لا نبي بعده فيخرج من صلبه أئمة أبرار عدد الاسباط قال:فقال:«يا أبا عمارة أ تعرف الاسباط؟»قال:نعم يا رسول اللّه،إنهم كانوا اثني عشر،أولهم لاوي ابن برخيا و هو الذي غاب عن بني إسرائيل غيبة ثم عاد فأظهر اللّه شريعته بعد دراستها و قاتل قرشطيا الملك حتي قتله فقال عليه السّلام:«كائن في أمتي ما كان في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل و القذّة بالقذّة،و إن الثاني عشر من ولدي يغيب حتي لا يري،و يأتي علي أمتي زمن لا يبقي من الإسلام إلا اسمه و من القرآن إلا رسمه،فحينئذ يأذن اللّه تعالي له بالخروج فيظهر الإسلام و يجدد الدين،ثم قال عليه و آله الصلاة و السلام:طوبي لمن أحبهم و الويل لمبغضهم و طوبي لمن تمسك بهم»فانتقض نعثل و قام بين يدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أنشأ يقول:

صلي العليّ ذو العلي عليك يا خير البشر

أنت النبي المصطفي و الهاشمي المفتخر

بكم هدانا ربنا و فيك نرجو ما أمر

و معشر سميتهم أئمة اثنا عشر

حباهم رب العلي ثم صفاهم من كدر

قد فاز من والاهم و خاب من عادي الزهر

آخرهم يشفي الظما و هو الإمام المنتظر

عترتك الاخيار لي و التابعون ما أمر

من كان عنهم معرضا فسوف تصلاه سقر (1)

الحديث الثامن و الأربعون: الحمويني هذا قال:أخبرنا شيخنا الإمام أبو عمرو عثمان بن الموفق الأذكاني بقراءتي عليه صحيح الإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري بقصبة اسفرايين في مجالس أولها بكرة يوم السبت العشرين من جمادي الآخرة سنة خمس و ستين و ستمائة و آخرها ضحوة يوم الجمعة خامس شهر رجب من السنة قال:أنبأنا الإمام رضي الدين المؤيد بن محمد بن علي الطوسي سماعا عليه قال:أنبأنا الإمام أبو عبد اللّه محمد بن الفضل الصاعدي الفراوي سماعا،

ص: 261


1- فرائد السمطين:/132/2ب /31ح 431،و فيه:يصلي بالسقر.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر الفارسي سماعا عليه،أنبأنا أبو أحمد محمد بن عيسي بن عمرويه الجلودي قراءة عليه في شهور سنة سبع و خمسين و ثلاثمائة قال:سمعت إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن سفيان يقول:سمعت مسلم بن الحجاج القشيري قال:نبأنا قتيبة بن سعيد نبأنا جرير بن حصين عن جابر بن سمرة سمعت النبي صلّي اللّه عليه و آله يقول.

ح،و حدّثنا رفاعة بن الهيثم الواسطي و اللفظ له،نبأنا خالد بن أبي عبد اللّه الطحان عن حصين عن جابر بن سمرة قال:دخلت مع أبي علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فسمعته يقول:«إن هذا الأمر لا ينقضي حتي يمضي فيها اثنا عشر خليفة»قال:ثم تكلّم بكلام خفي عليّ فقلت لأبي:ما قال؟قال:كلهم من قريش (1).

الحديث التاسع و الأربعون: الحمويني هذا بعد هذا الإسناد قال:حدّثنا ابن أبي عمر،حدّثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال:سمعت النبي صلّي اللّه عليه و آله يقول:«لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا»ثم تكلم النبي صلّي اللّه عليه و آله بكلمة خفيت عليّ فسألت أبي:ما ذا قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟فقال:كلهم من قريش (2).

الحديث الخمسون: الحمويني هذا بعد هذا الإسناد و حدّثنا هدبة بن خالد الازدي حدثنا حماد ابن سلمة عن سماك بن حرب قال:سمعت جابر بن سمرة يقول:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«لا يزال الإسلام عزيزا إلي اثني عشر خليفة»ثم قال كلمة لم أفهمها فقلت لأبي:ما قال؟فقال:كلهم من قريش (3).

الحديث الحادي و الخمسون: الحمويني هذا بعد هذا الإسناد و حدّثنا قتيبة بن سعيد و أبو بكر ابن أبي شيبة قال:حدثنا حاتم و هو ابن إسماعيل عن المهاجر بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال:كتبت إلي جابر بن سمرة مع غلامي نافع أن أخبرني بشيء سمعته من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:فكتب إليّ:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم جمعة عشيّة رجم الأسلمي يقول:«لا يزال الدين قائما حتي تقوم الساعة و يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش» (4).

الحديث الثاني و الخمسون: إبراهيم الحمويني هذا من رجال العامة قال:أنبأني الشيخ سديد الدين يوسف بن علي بن المطهر الحلي رضي اللّه عنه عن الشيخ الفقيه مهذب الدين أبي عبد اللّه الحسين بن

ص: 262


1- فرائد السمطين:/147/2ب /33ح 442.
2- فرائد السمطين:/148/2ب /33ح 443.
3- فرائد السمطين:/149/2ب /33ح 444.
4- فرائد السمطين:/149/2ب /33ح 445.

أبي الفرج بن ردة[السلمي] (1)بروايته عن محمد بن الحسين بن علي بن عبد الصمد عن والده عن جده محمد عن أبيه عن جماعة منهم السيد أبو البركات علي بن الحسن الجوري العلوي و أبو بكر محمد بن أحمد بن علي المعمري و الفقيه أبو جعفر محمد بن إبراهيم القايني بروايتهم عن الشيخ الفقيه أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه القمي قدس اللّه ارواحهم الشريفة جميع مصنفاته و رواياته قال:حدّثنا علي بن ماجيلويه رضي اللّه عنه قال:حدثنا عمي محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي قال:حدّثنا محمد بن علي القرشي قال حدثنا أبو الربيع الزهراني قال:حدثنا جرير عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد قال:قال ابن عباس سمعت النبي صلّي اللّه عليه و آله يقول:«إن للّه تبارك و تعالي ملكا يقال له دردائيل كان له ست عشر ألف جناح ما بين الجناح إلي الجناح هواء،و الهواء ما بين السماء إلي الأرض،فجعل يوما يقول في نفسه:أ فوق ربنا جل جلاله شيء؟ فعلم اللّه ما قال،فزاده أجنحة مثلها فصار له اثنان و ثلاثون ألف جناح،ثم أوحي اللّه جل جلاله إليه أن طر فطار مقدار خمسين عاما فلم ينل رأس قائمة من قوائم العرش.

فلما علم اللّه اتعابه أوحي إليه:أيها الملك عد إلي مكانك فأنا عظيم كل عظيم و ليس فوقي شيء و لا أوصف بمكان،فسلب اللّه اجنحته و مقامه من صفوف الملائكة،فلما ولد الحسين بن علي عليه السّلام و كان مولده عشية الخميس ليلة الجمعة أوحي اللّه عز و جل إلي مالك خازن النار أن أحمد النيران علي أهلها لكرامة مولود ولد لمحمد في دار الدنيا،و أوحي اللّه تبارك و تعالي إلي رضوان خازن الجنان أن زخرف الجنان و طيّبها لكرامة مولود ولد لمحمد صلّي اللّه عليه و آله في دار الدنيا، و أوحي اللّه تبارك و تعالي إلي الحور العين أن تزينوا و تزاوروا لكرامة مولود ولد لمحمد صلّي اللّه عليه و آله في دار الدنيا،و أوحي اللّه إلي الملائكة أن قوموا صفوفا بالتسبيح و التحميد و التكبير لكرامة مولود ولد لمحمد صلّي اللّه عليه و آله في دار الدنيا،و أوحي اللّه عز و جل إلي جبرائيل أن اهبط إلي نبيّي محمد صلّي اللّه عليه و آله في ألف(قبيل و القبيل ألف ألف)من الملائكة علي خيول بلق مسرجة ملجمة عليها قباب الدرّ و الياقوت و معهم ملائكة يقال لهم الروحانيون بأيديهم حراب من نور أن يهنّئوا محمدا بمولوده، و أخبره يا جبرائيل أني قد سميته الحسين فهنئه و عزّه،و قل له:يا محمد يقتله شر أمتّك علي شرّ الدواب فويل للقاتل و ويل للسائق و ويل للقائد،قاتل الحسين أنا منه بريء و هو مني بريء لأنه لا يأتي يوم القيامة أحد[من المذنبين] (2)إلا و قاتل الحسين أعظم منه جرما،قاتل الحسين يدخل النار يوم القيامة مع الذين يزعمون أن مع اللّه إلها آخر و النار أشوق إلي قاتل الحسين ممن اطاع

ص: 263


1- في المصدر:النيلي.
2- زيادة من المصدر.

اللّه إلي الجنة.

قال:فبينا جبرائيل يهبط من السماء الدنيا إذ مر بدردائيل فقال له دردائيل:يا جبرائيل ما هذه الليلة في السماء؟هل قامت القيامة علي أهل الدنيا؟قال:لا و لكن ولد لمحمد مولود في دار الدنيا و بعثني اللّه عز و جل إليه لأهنئه بمولوده فقال له الملك:يا جبرائيل بالذي خلقك و خلقني إن هبطت إلي محمد فاقرأه مني السلام و قل له:بحق هذا المولود عليك إلا ما سألت ربك أن يرضي عني و يرد عليّ أجنحتي و مقامي من صفوف الملائكة،فهبط عليه السّلام علي النبي صلّي اللّه عليه و آله فهنّاه كما أمره اللّه عز و جل و عزاه،فقال له النبي صلّي اللّه عليه و آله:تقتله أمتي؟فقال له:نعم يا محمد،فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:ما هؤلاء بأمتي،انا بريء منهم و اللّه بريء منهم،قال جبرائيل عليه السّلام:و انا منهم بريء يا محمد،فدخل النبي صلّي اللّه عليه و آله علي فاطمة عليها السّلام فهنّأها و عزّاها فبكت فاطمة عليها السّلام ثم قالت:يا ليتني لم ألده،قاتل الحسين في النار فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:و أنا أشهد بذلك يا فاطمة،و لكنه لا يقتل حتي يكون منه إمام يكون منه الأئمة الهادية،ثم قال عليه السّلام:و الأئمة بعدي هم:الهادي عليّ،و المهتدي الحسن،و العدل الحسين، و الناصر عليّ بن الحسين،و السفّاح محمد بن عليّ،و النفّاع جعفر بن محمد،و الأمين موسي بن جعفر،و المؤتمن عليّ بن موسي،و الإمام محمد بن علي،و الفعّال عليّ بن محمد،و العلاّم الحسن بن عليّ،و من يصلّي خلفه عيسي ابن مريم عليه السّلام.

فسكنت فاطمة عليها السّلام من البكاء ثم أخبر جبرائيل النبي صلّي اللّه عليه و آله بقصة الملك و ما أصيب به،قال ابن عباس:فأخذ النبي صلّي اللّه عليه و آله الحسين عليه السّلام و هو ملفوف في خرق من صوف فأشار به إلي السماء،ثم قال:

اللهم بحق هذا المولود عليك لا بل بحقك عليه و علي جده محمد و إبراهيم و إسماعيل و اسحاق و يعقوب،إن كان للحسين بن علي و ابن فاطمة عندك قدر فارض عن دردائيل و ردّ عليه أجنحته و مقامه من صفوف الملائكة،[فردّ اللّه تعالي أجنحته و مقامه]،فالملك ليس يعرف في الجنة إلا بأن يقال:هذا مولي الحسين بن علي و ابن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله» (1).

الحديث الثالث و الخمسون: الحمويني هذا بعد هذا الإسناد قال:روي الشيخ الجليل أبو جعفر ابن بابويه رضي اللّه عنه قال:حدّثنا الحسن أحمد بن ثابت الدواليسي بمدينة السلام قال:حدّثنا محمد بن الفضل،حدّثنا محمد بن علي بن عبد الصمد الكوفي،حدّثنا علي بن عاصم عن محمد بن علي بن موسي عن أبيه علي بن موسي عن أبيه موسي بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي صلوات اللّه عليهم قال:دخلت علي رسول

ص: 264


1- فرائد السمطين:/154/2ب /34ح 446.

اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عنده أبي بن كعب فقال لي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«مرحبا بك يا أبا عبد اللّه يا زين السموات و الأرض،قال ابي:و كيف يكون يا رسول اللّه زين السموات و الأرض أحد غيرك؟قال:يا أبي و الذي بعثني بالحق نبيا إن الحسين بن علي في السماء أكبر منه في الأرض و إنه المكتوب علي يمين عرش اللّه أنه مصباح هدي و سفينة نجاة و إمام غير وهن و عز و فخر و علم و ذخر،و إن اللّه عز و جل ركّب في صلبه نطفة مباركة طيبة زكية خلقت من قبل أن يكون مخلوق في الارحام أو يجري ماء في الاصلاب أو يكون ليل أو نهار،و لقد لقن دعوات ما يدعو بهن مخلوق إلا حشره اللّه عز و جل معه و كان شفيعه في آخرته و فرج اللّه عنه كربه و قضي بها دينه و يسر أمره و أوضح سبيله و قواه علي عدوه و لم يهتك سره».

فقال له أبي بن كعب:ما هذه الدعوات يا رسول اللّه؟قال:تقول إذا فرغت من صلاتك و أنت قاعد:«اللهم إني أسألك بكلماتك و معاقد عرشك و سكان سماواتك و أرضك و أنبيائك و رسلك أن تستجيب لي فقد رهقتني من أمري عسر فأسألك أن تصلي علي محمد[و آل محمد] (1)و ان تجعل لي من أمري يسرا،فإن اللّه عز و جل يسهل أمرك و يشرح صدرك و يلقنك شهادة أن لا إله إلاّ اللّه عند خروج نفسك»قال له أبي:يا رسول اللّه فما هذه النطفة التي في صلب حبيبي الحسين عليه السّلام؟ قال:«مثل هذه النطفة كمثل القمر تبيين و بيان،يكون من اتبعه رشيدا و من ضل عنه هويّا،قال:فما اسمه؟و ما دعاؤه؟قال:اسمه عليّ و دعاؤه:يا دائم يا ديّوم يا حي يا قيوم يا كاشف الغم و يا فارج الهم و يا باعث الرسل و يا صادق الوعد.من دعا بهذا الدعاء حشره اللّه عز و جل مع علي بن الحسين صلوات اللّه عليهما،و كان قائده إلي الجنة».

قال له أبي:يا رسول اللّه فهل من خلف أو وصي؟قال:«نعم،له مواريث السموات و الأرض» قال:و ما معني مواريث السموات و الأرض يا رسول اللّه؟قال:«القضاء بالحق و الحكم بالديانة و تأويل الاحكام و بيان ما يكون»قال:و ما اسمه؟قال:«اسمه محمد و ان الملائكة لتستأنس به في السموات،و يقول في دعائه:إن كان لك عندي رضوان و ود فاغفر لي و لمن تبعني من إخواني و شيعتي،و طيّب ما في صلبي،فركّب اللّه عز و جل في صلبه نطفة مباركة زكية،و أخبرني أن اللّه تبارك و تعالي طيب هذه النطفة و سمّاها عنده جعفرا و جعله هاديا مهديا راضيا مرضيا يدعو ربه و يقول في دعائه:يا ديان غير متوان،يا أرحم الراحمين اجعل لشيعتي من النار وقاء و لهم عندك رضاء و اغفر ذنوبهم و يسر أمورهم و اقض ديونهم و استر عوراتهم،ذهب لي الكبائر التي بينك

ص: 265


1- زيادة ليست في المصدر.

و بينهم،يا من لا يخاف الضيم و لا تأخذه سنة و لا نوم اجعل لي من كل غمّ فرجا.من دعا بهذا الدعاء حشره اللّه عز و جل ابيض الوجه مع جعفر بن محمد[عليهما صلوات اللّه و سلامه]إلي الجنة.

يا أبي إن اللّه تعالي ركّب علي هذه النطفة نطفة زكية مباركة أنزل عليها الرحمة و سمّاها عنده موسي»قال أبي:يا رسول اللّه،كلهم يتواضعون و يتوارثون و يصف بعضهم بعضا،قال:«وصفهم لي جبرائيل عليه السّلام عن رب العالمين جل جلاله»قال:فهل لموسي دعوة يدعو بها سوي دعاء آبائه قال:

نعم يقول في دعائه:«يا خالق الخلق يا باسط الرزق و فالق الحب و بارئ النسم و محيي الموتي و مميت الاحياء و دائم الثبات و مخرج النبات افعل بي ما أنت أهله،من دعا بهذا الدعاء قضي اللّه له حوائجه و حشره اللّه يوم القيامة مع موسي بن جعفر عليهما السّلام،و ان اللّه تعالي ركّب في صلبه نطفة مباركة طيبة زكية مرضية و سمّاها عنده عليا يكون للّه في خلقه رضيا في علمه و حكمه و يجعله حجة لشيعته يحتجون به يوم القيامة و له دعاء يدعو به:اللهم صل علي محمد و آل محمد و أعطني الهدي و ثبتني عليه و احشرني عليه آمنا أمن من لا خوف عليه و لا حزن و لا جزع،إنك أهل التقوي و أهل المغفرة.

و ان اللّه عز و جل ركّب في صلبه نطفة مباركة طيبة زكية مرضية و سمّاها عنده محمد بن علي فهو شفيع شيعته و وارث علم جده،له علامة بيّنة و حجة ظاهرة،إذا ولد يقول:لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه،و يقول في دعائه:يا من لا شبيه له و لا مثال أنت اللّه لا إله إلاّ أنت و لا خالق إلا أنت تفني المخلوقين و تبقي أنت،حلمت عن من عصاك و في المغفرة رضاك.من دعا بهذا الدعاء كان محمد بن علي شفيعه يوم القيامة،و ان اللّه تبارك و تعالي ركّب في صلبه نطفة لا باغية و لا طاغية بارّة مباركة طيبة طاهرة سماها عنده علي بن محمد فألبسها السكينة و الوقار و اودعها العلوم و كل سرّ مكتوم،من لقيه و في صدره شيء نبّأه و حذره من عدوه،يقول في دعائه:يا نور يا برهان يا منير يا مبين يا رب اكفني شر الشرور و آفات الدهور و أسألك النجاة يوم النجاة يوم ينفخ في الصور.من دعا بهذا الدعاء كان علي بن محمد شفيعه و قائده إلي الجنة.

و إن اللّه تبارك و تعالي ركب في صلبه نطفة و سمّاها عنده الحسن عليه السّلام و جعله نورا في بلاده و خليفة في أرضه و عز الأمة جده و هاديا لشيعته و شفيعا لهم عند ربه و نقمة لمن خالفه و حجّة لمن والاه و برهانا لمن اتخذه إماما،يقول في دعائه:يا عزيز العز في عزه يا أعز عزيز العز في عزه يا عزيز أعزني بعزك و أيدني بنصرك و ابعد عني همزات الشياطين و ادفع عني بدفعك و امنع

ص: 266

عني بمنعك و اجعلني من خيار خلقك،يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد،من دعا بهذا الدعاء حشره اللّه عز و جل معه و نجاه من النار و لو وجبت عليه.

و ان اللّه تبارك و تعالي ركب في صلب الحسن نطفة مباركة في الولاية و يكفر به كل جاحد و هو القائم تقي نقي سار مرضيّ هاد مهدي،يحكم بالعدل و يأمر به،يصدق اللّه عز و جل و يصدقه في قوله،يخرج من تهامة حتي تظهر الدلائل و العلامات،و له بالطالقان كنوز لا ذهب و لا فضة إلا خيول مطهمة و رجال مسومة،يجمع اللّه له من أقصي البلاد علي عدة أهل بدر ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا معه صحيفة مختومة فيها عدد أصحابه بأسمائهم و أنسابهم و بلدانهم و صنايعهم و طبائعهم و كلامهم و كناهم كدادون،مجدّون في طاعته».

فقال له أبيّ:و ما دلالته و علامته يا رسول اللّه؟قال:«له علم،إذا حان وقت خروجه انتشر ذلك العلم من نفسه و انطقه اللّه عز و جل فناداه العلم:اخرج يا ولي اللّه،اقتل أعداء اللّه،و هما رايتان و علامتان،و له سيف مغمد،فإذا حان وقت خروجه اقتلع ذلك السيف:من غمده و انطقه اللّه عز و جل فناداه السيف اخرج يا ولي اللّه،فلا يحل لك أن تقعد عن أعداء اللّه فيخرج يقتل أعداء اللّه حيث ثقفهم و يقيم حدود اللّه و يحكم بحكم اللّه،يخرج جبرائيل عن يمينه و ميكائيل عن ميسرته و شعيب بن صالح علي مقدمته و سوف تذكرون ما أقول لكم و أفوّض أمري إلي اللّه عز و جل.

يا أبيّ طوبي لمن لقيه و طوبي لمن أحبه و طوبي لمن قال به و لو بعد حين،و ينجيهم من الهلكة و الاقرار باللّه و برسوله و بجميع الأئمة،يفتح اللّه لهم الجنة مثلهم في الأرض كمثل المسك الذي يسطع ريحه فلا يتغير أبدا،و مثلهم في السماء كمثل القمر المنير الذي لا يطفي نوره أبدا»قال أبي:يا رسول اللّه كيف حال بيان هؤلاء الأئمة عن اللّه عز و جل قال:«إن اللّه عز و جل أنزل عليّ اثني عشر خاتما و اثنتي عشرة صحيفة،اسم كل إمام علي خاتمه و صفته في صحيفته،و الحمد للّه رب العالمين».

الحديث الرابع و الخمسون: علي بن أحمد المالكي من أعيان علماء العامة في الفصول المهمة عن زرارة قال:قال:سمعت أبا جعفر يقول:«الأئمة الاثنا عشر كلهم من آل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،علي بن أبي طالب و أحد عشر من ولده» (1).

الحديث الخامس و الخمسون: محمد بن أحمد بن شاذان أبو الحسن الفقيه في المناقب المائة و الفضائل لأمير المؤمنين و الأئمة عليهم السّلام من طريق العامة المخالفين عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:«و اللّه

ص: 267


1- كشف الغمة:246/3.

لقد خلفني رسول اللّه في أمته فأنا حجة اللّه عليهم بعد نبيه و إن ولايتي تلزم أهل السماء كما تلزم أهل الأرض و ان الملائكة لتتذاكر فضلي و ذلك تسبيحها عند اللّه،أيها الناس اتبعوني اهدكم سواء السبيل و لا تأخذوا يمينا و لا شمالا فتضلوا،أنا وصي نبيكم و خليفته و إمام المؤمنين و أميرهم و مولاهم،و أنا قائد شيعتي إلي الجنة و سائق أعدائي إلي النار،أنا سيف اللّه علي أعدائه و رحمته علي أوليائه،أنا صاحب حوض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و لوائه و صاحب مقام شفاعته،و الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين خلفاء اللّه في ارضه،و أمناء اللّه علي وحيه و أئمة المسلمين بعد نبيه و حجج اللّه علي بريته» (1).

الحديث السادس و الخمسون: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن ابن عباس قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«معاشر الناس اعلموا أن للّه تعالي بابا من دخله أمن من النار و من الفزع الأكبر»فقام إليه أبو سعيد الخدري فقال:يا رسول اللّه،اهدنا إلي هذا الباب حتي نعرفه قال:«هو علي بن أبي طالب سيد الوصيّين و أمير المؤمنين و أخو رسول رب العالمين و خليفة اللّه علي الناس أجمعين،معاشر الناس من أحب أن يستمسك بالعروة الوثقي التي لا انفصام لها فليتمسك بولاية علي بن أبي طالب فإن ولايته ولايتي و طاعته،طاعتي يا معاشر[الناس]من أحب أن يعرف الحجة بعدي فليعرف علي بن أبي طالب،معاشر الناس من سره أن يقتدي بي فعليه أن يتوالي ولاية علي بن أبي طالب بعدي (2)و الأئمة من ذريتي فإنهم خزان علمي»فقام جابر بن عبد اللّه الأنصاري فقال:يا رسول اللّه ما عدّة الأئمة؟فقال:«يا جابر سألتني رحمك اللّه عن الإسلام بأجمعه عدتهم عدّة الشهور و هو عند اللّه اثنا عشر شهرا في كتاب اللّه يوم خلق السموات و الأرض،و عدتهم عدّة العيون التي انفجرت لموسي بن عمران حين ضرب بعصاه فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا،و عدّة نقباء بني إسرائيل قال اللّه تعالي: وَ لَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَ بَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً (3) ،فالأئمة يا جابر اثنا عشر إماما،أولهم علي بن أبي طالب و آخرهم القائم صلوات اللّه عليهم» (4).

الحديث السابع و الخمسون: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن سلمان المحمدي قال دخلت علي النبي صلّي اللّه عليه و آله إذا الحسين بن علي علي فخذه و هو يقبل عينيه و يلثم فاه و هو يقول:«أنت سيد

ص: 268


1- مائة منقبة:/59منقبة 32.
2- في المصدر:من أراد أن يتولي اللّه و رسوله فليقتد بعلي بن أبي طالب بعدي.
3- سوره 5 - آيه 12
4- مائة منقبة:/72منقبة 41.

و ابن سيد و أبو السادات (1)،أنت إمام بن إمام أبو الأئمة،أنت حجة ابن الحجة أبو الحجج،تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم» (2).

الحديث الثامن و الخمسون: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،حدّثني جبرائيل عن رب العزة جل جلاله أنه قال:«من علم أن لا إله إلاّ أنا وحدي و أن محمدا عبدي و رسولي و أن علي بن أبي طالب خليفتي و أن الأئمة من ولده حججي أدخلته الجنة برحمتي و نجيته من النار بعفوي و أبحت له جواري و أوجبت له كرامتي و أتممت عليه نعمتي و جعلته من خاصتي و خالصتي،ان ناداني لبيته و ان دعاني اجبته و ان سألني أعطيته و ان سكت ابتدأته و ان أشار رحمته و ان فرّ عنّي دعوته و ان رجع إليّ قبلته و ان قرع بابي فتحته،و من لم يشهد أن لا إله إلاّ أنا وحدي،أو شهد بذلك و لم يشهد أن محمدا عبدي و رسولي،أو شهد بذلك و لم يشهد أن علي بن أبي طالب خليفتي،أو شهد بذلك و لم يشهد أن الأئمة من ولده حججي فقد جحد نعمتي و صغر عظمتي و كفر بآياتي و كتبي و رسلي،إن قصدني حجبته و ان سألني حرمته و ان ناداني لم اسمع نداءه و ان دعاني لم استجب دعاءه و ان رجاني خيبت رجاءه مني،و ما انا بظلام للعبيد»فقام جابر بن عبد اللّه الأنصاري فقال:

يا رسول اللّه و من الأئمة من ولد علي بن أبي طالب؟قال:«الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة ثم سيد العابدين في زمانه علي بن الحسين ثم الباقر محمد بن علي،ستدركه يا جابر فإذا ادركته فاقرأه مني السلام،ثم الصادق جعفر بن محمد ثم الكاظم موسي بن جعفر ثم الرضا علي ابن موسي ثم التقي محمد بن علي ثم النقي علي بن محمد ثم الزكي الحسن بن علي ثم ابنه القائم بالحق مهدي أمتي الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،و هؤلاء يا جابر خلفائي و اصفيائي و أولادي و عترتي من أطاعهم فقد أطاعني و من عصاهم فقد عصاني و من انكرهم أو انكر واحدا منهم فقد انكرني و بهم يمسك اللّه السماء أن تقع علي الأرض و بهم يحفظ اللّه الأرض أن تميد بأهلها» (3)و قد تقدم أحاديث اللوح المنزل من اللّه سبحانه علي رسوله فيه اسماء الأوصياء الاثني عشر الذي رآه جابر بن عبد اللّه الأنصاري في يد فاطمة عليه السّلام،و هو يدخل في هذا الباب و هو مروي من طريق العامة تقدم في الباب الثاني عشر،و حديثه متكرر الروايات في طرق العامة و من طريق الخاصة،تقدم في الباب الثالث عشر.

ص: 269


1- في المصدر:أبو السادة.
2- مائة منقبة:/124منقبة 58.
3- مائة منقبة:/167منقبة 92.

الباب الخامس و العشرون: في أن الأئمة عليهم السّلام بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله اثنا عشر اجمالا و تفصيلا

هم علي بن أبي طالب و بنوه الأحد عشر عليهم السّلام

من طريق الخاصة،و فيه خمسون حديثا الحديث الأول: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا أبو يزيد محمد بن يحيي بن خلف بن يزيد المروزي بالري في ربيع الأول سنة اثنتين و ثلاثمائة قال:حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي في سنة الثامنة و الثلاثين و مائتين و هو المعروف بإسحاق بن راهويه قال:حدّثنا يحيي بن يحيي قال:حدّثنا هيثم عن مجالد عن الشعبي عن مسرور قال:بينا نحن عند عبد اللّه بن مسعود نعرض مصاحفنا عليه إذ يقول له فتي شاب:هل عهد إليكم نبيكم كم يكون من بعده خليفة؟قال،إنك لحدث السن و إن هذا شيء ما سألني عنه أحد قبلك،نعم عهد إلينا نبينا صلّي اللّه عليه و آله أنه يكون اثنا عشر خليفة بعدد نقباء بني إسرائيل (1).

الحديث الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا أبو علي[ابن] (2)أحمد بن الحسن بن علي بن عبدويه قال:حدّثنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي الرحال البغدادي قال:حدّثنا محمد بن عبدوس الحراني قال:حدّثنا عبد الغفار بن الحكم قال:حدّثنا منصور ابن أبي الأسود عن مطرف عن الشعبي عن عمه قيس بن عبد قال:كنّا جلوسا في حلقة فيها عبد اللّه بن مسعود فجاء اعرابي فقال:أيّكم عبد اللّه بن مسعود؟قال:عبد اللّه بن مسعود:أنا عبد اللّه،قال:هل حدثكم نبيكم كم يكون بعده من الخلفاء؟قال:نعم،اثنا عشر عدد (3)نقباء بني إسرائيل (4).

الحديث الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا عتاب بن محمد بن عتاب الوراميني قال:حدّثنا يحيي ابن محمد بن صاعد قال:حدّثنا أحمد بن عبد الرّحمن بن المفضل و محمد بن عبد اللّه بن سوار قالا:حدّثنا عبد الغفار بن الحكم قال:حدّثنا منصور بن أبي الأسود عن مطرف عن الشعبي و حدثنا

ص: 270


1- أمالي الصدوق:/386المجلس /51ح 4.
2- ليست في المصدر.
3- في المصدر:عدة.
4- أمالي الصدوق:/386المجلس /51ح 5.

عتاب بن محمد قال:حدّثنا إسحاق بن محمد الانماطي عن سيف (1)بن موسي قال:حدّثنا جرير عن اشعث بن سوار عن الشعبي قال الحسين بن محمد الحراني قال:حدّثنا أيوب بن محمد الوزان قال:حدّثنا سعيد بن سلمة قال:حدّثنا اشعث بن سوار عن الشعبي كلهم قالوا:عن عمه قيس بن عبد قال عتاب:و هذا حديث مطرف قال:كنّا جلوسا في المسجد و معنا عبد اللّه بن مسعود فجاء أعرابي فقال:أ فيكم عبد اللّه؟قال:نعم أنا عبد اللّه،فما حاجتك؟قال:يا عبد اللّه أخبركم نبيكم كم فيكم من خليفة؟قال لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد مذ قدمت العراق،نعم اثنا عشر عدة نقباء بني إسرائيل،قال أبو عروبة في حديثه[قال] (2):نعم عدة بني إسرائيل (3).و قال جرير عن اشعث عن ابن مسعود عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:الخلفاء بعدي اثنا عشر كعدة نقباء بني إسرائيل (4).

الحديث الرابع: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدة النيسابوري قال:حدّثنا أبو القاسم هارون بن إسحاق قال:حدّثني عمي إبراهيم بن محمد عن زياد بن علاقة و عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال:كنت مع أبي عند النبي صلّي اللّه عليه و آله فسمعته يقول:«يكون بعدي اثنا عشر أميرا»ثم اخفي صوته فقلت لأبي ما الذي اخفي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟قال:قال:كلهم من قريش (5).

الحديث الخامس: ابن بابويه قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمد الصانع قال:حدّثنا أحمد بن محمد ابن يحيي الغضراني قال:حدّثنا أبو علي الحسين بن الليث بن بهلول الموصلي قال:حدّثنا غسان ابن الربيع قال:حدّثنا سليم بن عبد اللّه مولي عامر الشعبي عن جابر إنه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لا يزال أمر الدين (6)ظاهرا حتي يمضي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش» (7).

الحديث السادس: ابن بابويه في النصوص قال:أخبرنا محمد بن عبد اللّه الشيباني قال:حدثنا أبو العباس محمد بن جعفر بن محمد الرازي الكوفي قال:حدّثني محمد بن عبد الرّحمن بن محمد قال:حدّثني أبو أحمد الطوسي و أحمد بن محمد المقري[قال:حدّثنا محمد بن يحيي] (8)قال:حدّثنا داود بن الحسين قال:حدّثنا حزام بن يحيي الشامي عن عتبة بن تيهان عن مكحول عن واثلة بن الاصقع قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لا يتم الإيمان إلا بمحبتنا أهل البيت،و ان اللّه تبارك

ص: 271


1- في المصدر:يوسف.
2- زيادة من المصدر.
3- أمالي الصدوق:/387المجلس /51ح 6.
4- المصدر السابق:ح 7.
5- أمالي الشيخ الصدوق:/387مجلس /51ح 8.
6- في المصدر:أمتي.
7- أمالي الشيخ الصدوق:/388مجلس /51ح 9.
8- زيادة ليست في المصدر.

و تعالي عهد إليّ أنه لا يحبنا أهل البيت إلا مؤمن تقي،و لا يبغضنا إلا منافق شقي،طوبي لمن تمسك بي و بالأئمة الاطهار من ذريتي»فقيل:يا رسول اللّه و كم الأئمة بعدك؟قال:«عدد نقباء بني إسرائيل» (1).

الحديث السابع: محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة قال:أخبرنا محمد بن عثمان قال:حدّثنا ابن أبي خيثمة قال:حدّثنا زهير بن معاوية عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:«يكون بعدي اثنا عشر خليفة»ثم تكلم بشيء لم أفهمه فقال بعضهم:فسألت القوم، فقالوا:كلهم من قريش (2).

قلت:و روي هذا الحديث الشيخ في كتاب الغيبة عن محمد بن عثمان و ساق حديثه.

الحديث الثامن: ابن بابويه في الخصال قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا أبو الحسين الطاهر بن إسماعيل الخثعمي قال:حدّثنا أبو كريب يعني محمد بن علاء الهمداني قال:

حدّثنا عمي يعني ابن عبيد الطنافسي عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«كان بعدي اثنا عشر أميرا»ثم تكلم فخفي عليّ ما قال فسألت أبي:ما قال؟فقال:

قال:كلهم من قريش (3).

الحديث التاسع: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:أخبرنا علي بن الحسن بن سالم قال:حدّثنا محمد بن الوليد يعني البسري قال:حدّثنا محمد بن جعفر يعني غندر قال:حدّثنا شعبة عن سماك بن حرب قال:[سمعت جابر بن سمرة يقول] (4)سمعت النبي صلّي اللّه عليه و آله يقول:«يكون بعدي اثنا عشر أميرا»و قال كلمة لم أسمعها،فقال القوم:قال:كلهم من قريش (5).

الحديث العاشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال:حدّثنا العلاء بن سالم قال:حدّثنا يزيد[بن الحسن] (6)ابن هارون قال:أخبرنا شريك عن سماك[و عبد اللّه بن عمير و حصين بن عبد الرحمن قالوا:سمعنا] (7)جابر بن سمرة يقول:دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مع أبي فقال:«لا يزال هذه الأمة أمرها صالحا ظاهرة علي عدوها حتي يمضي اثنا عشر ملكا-أو قال اثنا عشر خليفة»ثم قال كلمة خفيت عليّ فسألت أبي فقال:قال:كلهم من

ص: 272


1- كفاية الأثر:110.
2- كتاب الغيبة للنعماني:/103ح 32 مع اختصار في الرواة من المصنف.
3- كتاب الخصال للشيخ الصدوق:/469ح 14.
4- زيادة من المصدر.
5- كتاب الخصال للشيخ الصدوق:/470ح 15.
6- زيادة من المصدر.
7- زيادة من المصدر.

قريش (1).

الحديث الحادي عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:أخبرنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمد بن عبد العزيز البغوي قال:حدّثنا علي بن الجعد قال:أخبرنا زهير عن سماك بن حرب[و زياد بن علاقة و حصين بن عبد الرحمن كلهم] (2)عن جابر بن سمرة أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:

«يكون بعدي اثنا عشر أميرا»غير أنه قال في حديثه:ثم تكلم بشيء لم أفهمه قال بعضهم في حديثه:فسألت أبي،و قال بعضهم:فسألت القوم فقالوا:[قال:] (3)كلهم من قريش (4).

الحديث الثاني عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمد قال:حدّثنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن يحيي العطار القصراني قال:حدّثنا أبو علي بن بشر بن موسي بن صالح قال:

حدّثنا أبو الوليد خلف بن الوليد القصري (5)عن إسرائيل عن سماك قال:سمعت جابر بن سمرة السوائي يقول سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«يكون من بعدي اثنا عشر أميرا»ثم تكلم بكلمة لم أفهمها فسألت القوم فقالوا:قال:كلهم من قريش (6).

الحديث الثالث عشر: محمد بن إبراهيم النعماني عن محمد بن عثمان قال:حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة و أخبرنا يحيي بن جعفر (7)قال:حدّثنا عبد اللّه بن صالح قال:حدّثنا الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن[أبي]هلال عن ربيعة بن سيف قال:كنّا عند شفي الاصبحي قال:

سمعت عبد اللّه بن عمرو يقول:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«يكون خلفي اثنا عشر خليفة» (8).

الحديث الرابع عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثني أبو علي محمد بن علي بن إسماعيل اليشكري المروزي قال:حدّثنا سهل بن عمار النيسابوري قال:حدّثنا عمر بن عبد اللّه بن رزين قال:حدّثنا سفيان عن سعيد بن عمرو[بن أشوع] (9)عن الشعبي عن جابر ابن سمرة قال:جئت مع أبي إلي المسجد و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يخطب فسمعته يقول:«يكون من بعدي اثنا عشر،يعني أميرا»ثم خفض صوته فلم أدر ما يقول فقلت لأبي:ما قال؟قال:كلهم من قريش (10).

الحديث الخامس عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا أبو بكر

ص: 273


1- كتاب الخصال للشيخ الصدوق:/471ح 19.
2- زيادة من المصدر.
3- زيادة من المصدر.
4- الخصال للشيخ الصدوق:/471ح 21.
5- في المصدر:الجوهري.
6- الخصال للصدوق:/475ح 36.
7- في المصدر:يحيي بن معين.
8- غيبة النعماني:/105ح 34.
9- زيادة من المصدر.
10- الخصال للصدوق:/469ح 13.

عبد اللّه بن سلمان بن الاشعث قال:حدّثنا علي بن حشرم قال:حدّثنا[عيسي]بن يونس عن عمران يعني ابن سلمان عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال:سمعت النبي صلّي اللّه عليه و آله يقول:«لا يزال أمر هذه الأمة غالبا (1)علي من ناواها حتي يملك اثنا عشر خليفة»ثم قال كلمة خفيّة لم افهمها، فسألت من هو أقرب إلي النبي صلّي اللّه عليه و آله مني فقال:كلهم من قريش (2).

الحديث السادس عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن عبد اللّه بن يعقوب السمين البغوي قال:حدّثنا ابن غلية عن ابن عون عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال:كنت مع أبي فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا سنيّا، ينصرون علي من ناواهم إلي اثني عشر خليفة»ثم تكلم كلمة أصمنيها الناس فقلت لأبي:ما الكلمة التي أصمّنيها الناس؟فقال:كلهم من قريش (3).

الحديث السابع عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا أبو بكر عبد اللّه ابن سليمان بن الاشعث قال:حدّثنا أحمد بن يوسف بن سالم السليمي قال:حدّثنا عمر بن عبد اللّه ابن رزين قال:حدّثنا سفيان بن حسين عن سعيد بن عمرو بن اشرع عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال:كنت مع أبي في المسجد و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يخطب فسمعته يقول:«يكون بعدي اثنا عشر خليفة»ثم خفض صوته فلم ادر ما يقول،فقلت لأبي:ما يقول؟قال:كلهم من قريش (4).

الحديث الثامن عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا[عبد الرحمن] (5)عبد اللّه بن سعدان بن سهل اليشكري قال:حدّثنا أحمد بن المقدام قال:حدّثنا بريد ابن بزيع قال:حدّثنا ابن عون عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا ينصرون علي من ناواهم إلي اثني عشر خليفة»قال:ثم قال كلمة أصمنيها الناس فقال:قلت لأبي:ما الكلمة التي أصمّنيها الناس؟قال:قال:كلهم من قريش (6).

الحديث التاسع عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا عبد الرّحمن ابن أبي حاتم قال:حدّثنا أحمد بن سلمة بن عبد اللّه النيسابوري قال:حدّثنا الحسين بن منصور قال:حدّثنا ميسر بن عبد اللّه بن رزين قال:حدّثنا سفيان بن حسين عن سعيد بن عمر بن أشوع عن عامر الشعبي عن جابر بن سمرة السوايي قال:كنت مع أبي في المسجد و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يخطب

ص: 274


1- في المصدر:عاليا.
2- الخصال للصدوق:/471ح 22.
3- الخصال للصدوق:/470ح 17.
4- الخصال للصدوق:/472ح 25.
5- زيادة من المصدر.
6- الخصال للصدوق:/470ح 17.

فسمعته يقول:«يكون من بعدي اثنا عشر أميرا»ثم خفض صوته فلم ادر ما يقول،فقلت لأبي ما قال؟قال:كلهم من قريش (1).

الحديث العشرون: محمد بن إبراهيم النعماني عن محمد بن عثمان قال:حدّثني أحمد قال:

حدّثنا عبد اللّه (2)بن عمر قال:حدّثنا سليمان بن أحمد قال:حدّثنا ابن عون عن الشعبي عن جابر ابن سمرة قال:ذكر أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:«لا يزال أهل هذا الدين ينصرون علي من ناواهم إلي اثني عشر خليفة»فجعل الناس يقومون و يقعدون،و تكلم بكلمة لم افهمها فقلت لأبي أو لاخي:

أي شيء قال؟فقال:كلهم من قريش (3).

الحديث الحادي و العشرون: ابن بابويه في كتاب النصوص قال:حدّثنا محمد بن عبد اللّه الشيباني رحمه اللّه قال:حدّثنا جعفر بن محمد بن الحسني قال:حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن عبد المنعم الصيداوي قال:حدّثنا المفضل بن صالح عن أبان بن تغلب عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السّلام الباقر عليه السّلام قال سألته عن الأئمة قال:«و اللّه لعهد عهده إلينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن الأئمة بعده اثنا عشر تسعة من صلب الحسين عليه السّلام،و منا المهدي الذي يقوم بالدين في آخر الزمان،من أحبنا حشر من حفرته معنا و من أبغضنا أو ردّنا أو رد واحدا منا حشر من حفرته إلي النار،و قد خاب من افتري» (4).

الحديث الثاني و العشرون: ابن بابويه قال:أخبرنا القاضي أبو الفرج المعافي بن زكريا البغدادي قال:حدّثنا أبو الحسن علي بن عتبة القاضي قال:حدّثنا محمد (5)بن إسحاق الأنصاري قال:حدّثنا عبد اللّه بن مروان بن معاوية قال:حدّثني شداد بن عبد الرّحمن من أهل بيت المقدس قال:حدّثني إبراهيم بن أبي عيلة عن واثلة بن الأصقع قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«حبي و حب أهل بيتي نافع في سبعة مواضع أهوالهنّ عظيمة:عند الوفاة و القبر و عند النشور و عند الكتاب و عند الحساب و عند الميزان و عند الصراط،فمن أحبني و أحب أهل بيتي و استمسك بهم من بعدي فنحن شفعاؤه يوم القيامة»فقيل:يا رسول اللّه و كيف الاستمساك بهم؟فقال:«إن الأئمة من بعدي اثنا عشر فمن أحبهم و اقتدي بهم فاز و نجا،و من تخلف عنهم ضل و غوي» (6).

الحديث الثالث و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي رضي اللّه عنه قال:

ص: 275


1- الخصال للصدوق:/472ح 24.
2- في المصدر:عبيد اللّه.
3- غيبة النعماني:/103ح 33.
4- كفاية الأثر:245.
5- في المصدر:موسي.
6- كفاية الأثر:109.

حدّثنا جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه قال:حدّثنا أبو القاسم قال:كتبت من كتاب أحمد الدهقان (1)عن القاسم بن حمزة عن ابن أبي عمير قال:أخبرنا أبو إسماعيل السراج عن خيثمة الجعفي قال:حدّثنا أبو أيوب المخزومي قال ذكر أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليه السّلام اسماء (2)الخلفاء الاثني عشر الراشدين،فلما بلغ إلي آخرهم قال:الثاني عشر الذي يصلّي عيسي ابن مريم عليه السّلام خلفه بسنّة يس و القرآن الكريم (3)(4).

الحديث الرابع و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن عمير عن سعيد بن غزوان عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«يكون تسعة أئمة بعد الحسين بن علي تاسعهم قائمهم عليهم السّلام» (5).

الحديث الخامس و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسين بن محمد بن سعيد قال:حدّثنا أبي محمد بن الحسين بن محمد بن أخي طاهر قال:حدّثنا أحمد بن علي قال:حدّثني عبد العزيز بن الخطاب عن علي بن هاشم و عن محمد بن أبي رافع عن سلمة بن شبيب عن القعنبي عبد اللّه بن مسلم المديني عن أبي الأسود عن أم سلمة(رضي اللّه عنها)قال:كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«الأئمة بعدي عدد نقباء بني إسرائيل،تسعة من صلب الحسين أعطاهم اللّه علمي و فهمي و الويل لمبغضهم» (6).

الحديث السادس و العشرون: ابن بابويه بإسناده قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي عليه السّلام:«يا علي إن اللّه تبارك و تعالي و هب لك حب المساكين و المستضعفين في الأرض فرضيت بهم إخوانا و رضوا بك إماما،فطوبي لك إماما و لمن أحبك و صدق فيك،و ويل لمن أبغضك و كذب عليك،يا علي أنا المدينة و أنت بابها و ما تؤتي المدينة إلا من بابها،يا علي أهل مودتك كل أواب حفيظ و أهل ولايتك كل اشعث ذي طمرين،لو اقسم علي اللّه عز و جل لابر قسمه،يا علي إخوانك في أربعة مواضع فرحون:عند خروج أنفسهم و أنا و أنت شاهدهم،و عند المساءلة في قبورهم و عند العرض،و عند الصراط،يا علي حربك حربي و حربي حرب اللّه،و سلمك سلمي و سلمي سلم اللّه،من حاربك فقد حاربني و من حاربني فقد حارب اللّه،من سالمك فقد سالمني و من سالمني

ص: 276


1- في المصدر:الدهان.
2- في المصدر:سير.
3- في المصدر:بسنته و القرآن الكريم،و المراد بيس النبي الاعظم.
4- كمال الدين و تمام النعمة:332.
5- كمال الدين و تمام النعمة:480.
6- كفاية الأثر:182،و فيه:فالويل لمبغضيهم.

فقد سالم اللّه،يا علي بشر شيعتك أن اللّه قد رضي عنهم و رضيك لهم قائدا و رضوا بك وليا،يا علي أنت مولي المؤمنين و قائد الغر المحجلين و أنت أبو سبطيّ و أبو الأئمة التسعة من صلب الحسين،و منها مهدي هذه الأمة،يا علي شيعتك المنتجبون و لو لا أنت و شيعتك ما قام للّه دين» (1).

الحديث السابع و العشرون: ابن بابويه قال:أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد اللّه بن الحسن العباسي قال:حدّثني جدي عبد اللّه (2)بن الحسن عن أحمد بن عبد الجبار قال:حدّثنا أحمد بن عبد الرّحمن المخزومي قال:حدّثنا عمرو بن حماد الأبح قال:حدّثنا علي بن هاشم بن البريد عن أبيه قال:حدّثني أبو سعيد التميمي عن أبي ثابت مولي أبي ذر عن أم سلمة،قالت:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لما أسري بي إلي السماء نظرت فإذا مكتوب علي العرش:لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه، أيدته بعلي و نصرته بعلي،و رأيت أنوار علي و فاطمة و الحسن و الحسين و أنوار علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسي بن جعفر و علي بن موسي و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي،و رأيت نور الحجة يتلألأ بينهم كأنّه كوكب دري فقلت:يا رب من هذا؟ و من هؤلاء؟فنوديت:يا محمد هذا نور علي و فاطمة،و هذا نور سبطيك الحسن و الحسين و هذه أنوار الأئمة بعدك من ولد الحسين،مطهرون معصومون،و هذا نور الحجة يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما» (3).

الحديث الثامن و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن الحسن بن محمد قال:حدّثنا أبو محمد هارون بن موسي قال:حدّثنا محمد بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن عبد اللّه قال:حدّثنا أبو موسي عيسي بن أحمد قال:حدّثنا عمار بن محمد الثوري قال:حدّثنا سفيان عن أبي الحجاف داود بن أبي عوف عن الحسن بن علي عليهما السّلام قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي:«أنت وارث علمي و معدن حكمي و الإمام بعدي،و إذا استشهدت فابنك الحسن،فإذا استشهد الحسن فابنك الحسين،فإذا استشهد الحسين فابنه،علي يتلوه تسعة من صلب الحسين أئمة اطهار»فقلت:

يا رسول اللّه فما اسماؤهم؟قال:«عليّ و محمد و جعفر و موسي و عليّ و محمد و عليّ و الحسن و المهدي من صلب الحسين،يملأ اللّه قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما» (4).

الحديث التاسع و العشرون: ابن بابويه قال:أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن سعيد بن علي الخزاعي قال:حدّثنا أبو الحسين محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي الاسدي قال:حدّثنا إسماعيل

ص: 277


1- كفاية الأثر:184.
2- في المصدر:عبيد اللّه.
3- كفاية الأثر:185.
4- كفاية الأثر:167.

البرمكي قال:حدّثنا موسي بن عمران النخعي قال:حدّثنا شعيب بن إبراهيم التميمي قال:حدّثنا سيف بن عميرة عن أبان بن إسحاق الاسدي عن الصباح بن محمد عن أبي حازم عن سلمان قال:

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«الأئمة بعدي اثنا عشر عدد شهور الحول،و منّا مهدي هذه الأمة،له غيبة موسي و بهاء عيسي و حكم داود و صبر أيوب»قال الشيخ أبو عبد اللّه:و هذا حديث غريب قوله عليه السّلام:عدد شهور الحول (1).

الحديث الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا أبو المفضل محمد بن عبد اللّه الشيباني قال:حدّثنا محمد بن رياح الاشجعي قال:حدّثنا محمد بن غالب بن الحارث قال:حدّثنا إسماعيل بن عمر البجلي قال:حدّثنا عبد الكريم عن أبي الحسن عن أبي الحرث عن أبي ذر قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«من أحبني و أهل بيتي كنّا و هو كهاتين-و أشار بالسبابة و الوسطي-»ثم قال عليه السّلام:

«أخي خير الأوصياء و سبطي خير الاسباط،و سوف يخرج اللّه تبارك و تعالي من صلب الحسين أئمة أبرار،و منا مهدي هذه الأمة»قيل:يا رسول اللّه فكم الأئمة بعدك؟قال:«عدد نقباء بني إسرائيل» (2).

الحديث الحادي و الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن محمد قال:حدّثنا أبو بكر القاضي محمد بن عمر قال:حدّثنا[أبو]عبد اللّه محمد بن أحمد بن ثابت القيسي قال:حدّثنا محمد بن إسحاق بن أبي عمارة قال:حدّثني حبش بن معاد عن مسلم قال:حدّثني حكيم بن جبير عن أبيه عن الشعبي عن أبي جحيفة وهب السوائي عن حذيفة بن أسيد قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول علي المنبر و سألوه عن الأئمة،إلا أنه لم يذكر سلمان فقال:«الأئمة بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل ألا إنهم مع الحق و الحق معهم» (3).

الحديث الثاني و الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن الحسن قال:حدّثنا محمد بن الحسين البزوفري قال:حدّثنا عبد اللّه بن عامر الكوفي بالكوفة قال:حدّثني محمد بن مسروق النهدي عن خالد بن الياس عن صالح بن أبي حنان عن الصباح بن محمد عن أبي حازم عن سلمان الفارسي قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«الأئمة بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل،و كانوا اثني عشر-ثم وضع يده علي صلب الحسين قال:-تسعة من صلبه و التاسع مهديهم،يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،فالويل لمبغضهم» (4).

ص: 278


1- كفاية الأثر:43.
2- كفاية الأثر:35.
3- كفاية الأثر:130.
4- كفاية الأثر:47.

الحديث الثالث و الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن علي ما جيلويه قال:حدّثني عمي محمد بن[أبي]القاسم عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي عن محمد بن علي القرشي عن ابن سنان عن المفضل بن عمر عن أبي حمزة الثمالي عن محمد بن علي الباقر عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عليه السّلام قال:«دخلت أنا و أخي علي جدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فأجلسني علي فخذه و أجلس أخي علي فخذه الأخري،ثم قبّلنا و قال:بأبي أنتما من إمامين اختاركما اللّه مني و من أبيكما و أمكما،و اختار من صلبك يا حسين تسعة أئمة،تاسعهم قائمهم،و كلهم في الفضل و المنزلة عند اللّه سواء» (1).

الحديث الرابع و الثلاثون: محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة قال:أخبرنا علي بن الحسين قال:حدّثنا محمد بن يحيي العطار قال:حدّثنا محمد بن الحسن الرازي عن محمد بن علي الكوفي عن إبراهيم بن محمد بن يوسف عن محمد بن عيسي[عن عبد الرزاق]عن محمد بن سنان عن فضيل الرسان عن أبي حمزة الثمالي قال:كنت عند أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السّلام ذات يوم،فلما تفرق من كان عنده قال لي:«يا أبا حمزة،من المحتوم الذي لا تبديل له عند اللّه قيام قائمنا،فمن شك فيما أقول لقي اللّه و هو به كافر و له جاحد ثم قال:بأبي و أمي المسمي باسمي و المكني بكنيتي،السابع من بعدي بأبي من يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا- ثم قال:-يا أبا حمزة من ادركه فلم يسلّم له فما سلّم لمحمد و علي،و قد حرم اللّه عليه الجنة و مأواه النار و بئس مثوي الظالمين،و أوضح من هذا بحمد اللّه و أنور و أزهر لمن هداه اللّه و احسن إليه قول اللّه عز و جل في كتابه إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ (2) (3)و معرفة الشهور المحرم و صفر و ربيع و ما بعده،و الحرم منها رجب و ذو القعدة و ذو الحجة و المحرم،لا تكون دينا قيما؛لأن اليهود و النصاري و المجوس و سائر الملل و الناس جميعا من الموافقين و المخالفة يعرفون هذه الشهور و يعدونها باسمائها،و إنما هم الأئمة القوامون بدين اللّه عليهم السّلام منها أمير المؤمنين علي الذي اشتق اللّه اسما من اسمه العلي كما اشتق لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله اسما من اسمه المحمود،و ثلاثة من ولده أسماؤهم علي:علي بن الحسين و علي بن موسي و علي بن محمد فصار هذا الاسم المشتق من اسم اللّه جل و عز حرمة به،صلوات اللّه علي محمد و آله المكرمين

ص: 279


1- كمال الدين و تمام النعمة:269.
2- سوره 9 - آيه 36
3- التوبة:36.

المنتجبين» (1).

الحديث الخامس و الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيي العطار رضي اللّه عنه قال:

حدّثني أبي عن محمد بن أحمد بن يحيي عن محمد بن الحسين عن أبي سعيد العصفري عن عمرو بن ثابت عن أبي حمزة قال:سمعت علي بن الحسين يقول:إن اللّه تبارك و تعالي خلق محمدا و عليا و الأئمة الأحد عشر من نور عظمته ارواحا في ضياء نوره يعبدونه قبل خلق الخلق، يسبحون اللّه عز و جل و يقدسونه،و هم الأئمة الهادية من آل محمد عليهم السّلام.

قلت:قال محمد بن علي بن بابويه قال مصنف هذا الكتاب:قد روي هذا الخبر بغير هذا اللفظ إلا أن مسموعي ما قد ذكرته (2).

أقول:و روي هذا الحديث محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيي و ساق الحديث إلاّ أن فيه أشباحا مقام ارواحا و هم الأئمة من ولد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عوض و هم الأئمة الهادية من آل محمد صلّي اللّه عليه و آله.

الحديث السادس و الثلاثون: ابن بابويه قال:أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن علي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا هارون بن موسي قال:حدّثنا الحسين بن حمدان عن عثمان بن سعيد عن أبي عبد اللّه محمد بن مهران عن محمد بن إسماعيل الحسيني عن خالد بن المفلس قال:حدّثني نعيم بن جعفر عن أبي حمزة الثمالي عن أبي خالد الكابلي قال:دخلت علي علي بن الحسين عليه السّلام و هو جالس في محرابه فجلست حتي انتهي و أقبل عليّ بوجهه و مسح يده علي لحيته فقلت:يا مولاي،أخبرني كم تكون الأئمة بعدك قال:قال:«ثمانية»قلت و كيف ذلك قال:«لان الأئمة بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله اثنا عشر عدد الاسباط:ثلاثة من الماضين و أنا الرابع،و ثمانية من ولدي أئمة أبرار من احبّنا و عمل بأمرنا كان معنا في السنام الأعلي،و من أبغضنا أو ردّنا أو رد واحدا منا فهو كافر باللّه و بآياته» (3).

الحديث السابع و الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن عبد اللّه الوراق قال:حدّثنا محمد بن هارون الصوفي عن عبد اللّه بن موسي عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني قال:حدّثنا صفوان بن يحيي عن إبراهيم بن أبي البلاد (4)عن أبي حمزة الثمالي عن خالد الكابلي قال:دخلت علي سيدي علي بن الحسين زين العابدين عليه السّلام فقلت له:يا ابن رسول اللّه أخبرني بالذين فرض اللّه طاعتهم و مودتهم و اوجب علي عباده الاقتداء بهم بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فقال لي:«يا كنكر إن أولي الأمر الذين جعلهم اللّه أئمة للناس و أوجب عليهم طاعتهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام

ص: 280


1- غيبة النعماني:/87ح 17.
2- كمال الدين و تمام النعمة:318.
3- كفاية الأثر:237.
4- في المصدر:بن أبي زياد.

ثم انتهي الأمر إلينا»ثم سكت فقلت:يا سيدي روي لنا أن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:إن الأرض لا تخلو من حجة للّه علي عباده،فمن الحجة و الإمام بعدك؟فقال:«ابني محمد اسمه في التوراة باقر،يبقر العلم بقرا،هو الإمام و الحجة بعدي و من بعد محمد ابنه جعفر و اسمه عند أهل السماء الصادق» فقلت له:يا سيدي فكيف صار اسمه الصادق و كلكم صادقون؟

فقال:«حدّثني أبي عن أبيه عليه السّلام أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:إذا ولد ابني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام فسمّوه الصادق،فإن الخامس من ولده الذي اسمه جعفر يدّعي الإمامة اجتراء علي اللّه عز و جل و كذبا عليه،فهو عند اللّه جعفر الكذاب المفتري علي اللّه و المدعي ما ليس له المخالف علي أبيه و الحاسد لأخيه الذي يروم كشف سر اللّه عند غيبة ولي اللّه عز و جل،ثم بكي علي بن الحسين عليه السّلام بكاء شديدا ثم قال:كأني بجعفر الكذاب و قد حمل طاغية زمانه علي تفتيش أمر ولي اللّه و المغيّب في حفظ اللّه و الموكل بحرم أبيه جهلا منه بولادته و حرصا منه علي قتله إن ظفر به و طمعا في ميراث أخيه حتي يأخذه بغير حق».

قال أبو خالد:فقلت له:يا ابن رسول اللّه و ان ذلك لكائن قال:«أي و ربي إنه مكتوب عندنا في الصحيفة التي فيها ذكر المحن التي تجري علينا بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله»قال أبو خالد:يا ابن رسول اللّه ثم ما ذا تكون؟قال:«تمتد الغيبة بولي اللّه عز و جل الثاني عشر من أوصياء رسول اللّه و الأئمة بعده عليهم السّلام،يا أبا خالد،أهل زمان غيبته القائلون بإمامته،المنتظرون لظهوره أفضل من أهل كل زمان لأن اللّه تبارك و تعالي أعطاهم من العقول و الافهام و المعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة،و جعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بالسيف، أولئك هم المخلصون حقا و شيعتنا صدقا و الدعاة إلي دين اللّه عز و جل سرا و جهرا»و قال عليه السّلام:

«انتظار الفرج من أفضل العمل»ثم قال ابن بابويه:و حدّثنا بهذا الحديث علي بن أحمد بن محمد و محمد بن خالد القناني (1)و علي بن عبد اللّه الوراق عن محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي عن سهل بن زياد الادمي عن عبد العظيم بن عبد اللّه عن صفوان عن إبراهيم بن البلاد (2)عن أبي حمزة الثمالي عن أبي خالد الكابلي عن علي بن الحسين عليهما السّلام (3).

الحديث الثامن و الثلاثون: ابن بابويه قال علي بن الحسين بن محمد قال:حدّثنا محمد بن الحكم الكوفي ببغداد قال:حدّثني الحسين بن حمدان الحصيني قال:حدّثني عثمان بن سعيد

ص: 281


1- في المصدر بدل هذا:و محمد بن أحمد الشيباني.
2- في المصدر:بن أبي زياد.
3- كمال الدين و تمام النعمة:319.

العموي قال:حدّثنا أبو عبد اللّه[محمد بن مهران،قال:حدثني]محمد بن إسماعيل قال:حدثني خلف بن المفلس قال:حدّثني نعيم بن جعفر قال:حدّثني أبو حمزة الثمالي عن أبي خالد الكابلي عن علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عليهم السّلام قال:دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو متفكر مغموم فقلت:يا رسول اللّه ما لي أراك متفكرا؟فقال:«يا بني إن الروح الامين قد أتاني فقال:

يا رسول اللّه،العلي الاعلي يقرئك السلام و يقول لك:إنك قد قضيت نبوتك و استكملت أيامك فاجعل الاسم الأكبر و ميراث العلم و آثار علم النبوة عند علي بن أبي طالب،فإني لا اترك الأرض الا و فيها عالم تعرف به طاعتي و تعرف به ولايتي،فإني لم اقطع علم النبوة من العقب من ذريتك كما لم اقطعها من ذريات الأنبياء الذين كانوا بينك و بين أبيك آدم قلت:يا رسول اللّه فمن يملك هذا الأمر بعدك؟قال أبوك علي بن أبي طالب أخي و خليفتي،و يملك بعد علي الحسن،ثم تملك أنت و تسعة من صلبك،يملكه اثنا عشر إماما،ثم يقوم قائمنا يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما و يشفي صدور قوم مؤمنين من شيعته» (1).

الحديث التاسع و الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثني أبو عبد اللّه الحسين بن سعيد بن علي الخزاعي قال:حدّثنا أحمد بن سعيد بالكوفة قال:حدّثني جعفر بن علي بن يحيي (2)الكندي قال:

حدّثني إبراهيم بن محمد بن ميمون قال:حدّثني المسعودي أبو عبد الرّحمن عن محمد بن عبد اللّه الفزاري عن أبي خالد الواسطي عن زيد بن علي قال:حدّثني أبي عن علي بن الحسين بن علي قال:قال لي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنت الإمام ابن الإمام أخو الإمام،تسعة من ولدك أمناء معصومون،و التاسع مهديهم فطوبي لمن أحبهم و الويل لمن أبغضهم» (3).

الحديث الأربعون: محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة عن محمد بن عثمان قال:حدّثنا أحمد قال:حدّثنا المقدمي عن عاصم بن عمر عن علي بن مقدام أبي يونس قال:حدّثنا أبي عن قطر بن خليفة عن أبي خالد الوالبي قال:حدّثنا جابر بن سمرة قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«لا يزال هذا الدين ظاهرا لا يضره من ناواه حتي يقوم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش» (4).

قلت:و روي هذا الحديث الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة بسنده إلي محمد بن عثمان عن أحمد قال:حدّثنا المقدمي...و ساق الحديث (5).

ص: 282


1- كفاية الأثر:179.
2- في المصدر:نجيح.
3- كفاية الأثر:302.
4- غيبة النعماني:/106ح 36.
5- غيبة الطوسي:/33ح 96.

الحديث الحادي و الأربعون: محمد بن إبراهيم النعماني عن محمد بن عثمان قال:حدّثنا أحمد ابن أبي خيثمة قال:حدّثنا الفضل بن دكين قال:حدّثنا فطر قال:حدّثني أبو خالد الوالبي قال:

سمعت جابر بن سمرة السوائي قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لا يضر هذا الدين من ناواه حتي يمضي اثنا عشر خليفة،كلهم من قريش» (1).

الحديث الثاني و الأربعون: ابن بابويه قال حدثني علي بن الحسن قال:حدّثني هارون بن موسي قال:حدّثني أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن شيبان القزويني قال:حدّثنا أبو عمر أحمد بن علي الفيدي قال:حدثنا سعد بن مسروق قال:حدّثنا عبد الكريم بن هلال المكي عن أبي الطفيل عن أبي ذر رضي اللّه عنه قال:سمعت فاطمة عليها السّلام تقول:«سألت أبي عليه السّلام عن قول اللّه تبارك و تعالي: وَ عَلَي الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ (2) (3)قال:هم الأئمة بعدي عليّ و سبطاي و تسعة من صلب الحسين،فهم رجال الاعراف،لا يدخل الجنة إلا من يعرفهم و يعرفونه،و لا يدخل النار إلا من أنكرهم و ينكرونه،لا يعرف اللّه تعالي إلا بسبيل معرفتهم» (4).

الحديث الثالث و الأربعون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن وهبان بن محمد البصري قال:

حدّثنا الحسين بن علي البزوفري عن عبد اللّه بن مسلمة قال:أخبرنا عقبة بن مكرم قال:حدّثنا عبد الوهاب الثقفي عن يحيي بن سعيد عن محمد بن يعقوب بن خالد عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة قال خطبنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قال:«معاشر الناس من أراد أن يحيي حياتي و يموت ميتتي فليتولّ علي بن أبي طالب و ليقتد بالأئمة من بعده»فقيل:يا رسول اللّه،فكم الأئمة بعدك؟فقال:

«عدد الأسباط» (5).

الحديث الرابع و الأربعون: محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة قال:حدّثنا عبد الواحد بن عبد اللّه قال:أخبرنا محمد بن جعفر القرشي قال:حدّثنا محمد بن الحسين أبي الخطاب عن عمر ابن أبان الكلبي عن أبي الصامت قال:قال أبو عبد اللّه جعفر بن محمد عليه السّلام:«الليل اثنا عشر ساعة و النهار اثنا عشر ساعة و الشهور اثنا عشر شهرا و الأئمة اثنا عشر إماما و النقباء اثنا عشر نقيبا، و ان عليا ساعة من اثنا عشر ساعة و هو قول اللّه جل و عز: بَلْ كَذَّبُوا بِالسّاعَةِ وَ أَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسّاعَةِ سَعِيراً (6) (7)(8).

ص: 283


1- غيبة النعماني:/107ح 38.
2- سوره 7 - آيه 46
3- الأعراف:46.
4- كفاية الأثر:195.
5- كفاية الأثر:86.
6- سوره 25 - آيه 11
7- الفرقان:11.
8- غيبة النعماني:15/85،و فيه بدل اثني:اثنتا.

الحديث الخامس و الأربعون: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن محمد[قال حدثنا محمد]بن أحمد الصفواني قال:حدّثنا فيض بن المفضل الحبلي قال:حدّثنا مسعود بن كرام (1)عن سلمة بن كهيل عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«الأئمة بعدي اثنا عشر،تسعة من صلب الحسين،و المهدي منهم» (2).

الحديث السادس و الأربعون: ابن بابويه قال:أخبرنا القاضي المعافي بن زكريا قال:حدّثنا علي ابن عتبة عن أبيه قال:حدّثني الحسين بن علوان عن أبي علي الخراساني عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن علي عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنت الوصي علي الاموات من أهل بيتي، و الخليفة علي الأحياء من أمتي،و حربك حربي و سلمك سلمي،أنت الإمام أبو الأئمة،أحد عشر من صلبك أئمة مطهرون معصومون،و منهم المهدي الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا فالويل لمبغضيهم،يا علي لو أن رجلا أحب في اللّه حجرا لحشره اللّه معه،إن محبيك و شيعتك و محبي أولادك و الأئمة بعدك يحشرون معك،و أنت معي في الدرجات العلي،و أنت قسيم الجنة و النار، تدخل محبيك الجنة و مبغضيك النار» (3).

الحديث السابع و الثلاثون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن المطلب قال:حدّثنا إبراهيم بن عبد الصمد بن موسي بن إسحاق الهاشمي قال:حدّثني أبي عن عبد اللّه بن بكير الغنوي عن حكيم بن جبير عن الطفيل عامر بن واثلة عن زيد بن ثابت قال:سمعت رسول اللّه يقول:«علي ابن أبي طالب قائد البررة و قاتل الفجرة،منصور من نصره مخذول من خذله،الشاك في عليّ كالشاك في الإسلام،و خير من أخلف بعدي و خير أصحابي علي،لحمه لحمي و دمه دمي و أبو سبطيّ،و من صلب الحسين يخرج الأئمة التسعة،و منه مهدي هذه الأمة» (4).

الحديث الثامن و الأربعون: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسين بن علي رحمه اللّه[قال حدثنا هارون بن موسي]قال:حدّثنا محمد بن صدقة الرقي بمصر قال:حدّثني أبي قال:حدّثني أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن أحمد قال:حدّثنا داود بن عمر بن زاهر ابن المسيب قال:حدّثنا صالح بن أبي الأسود عن الحسين بن عبد اللّه عن أبي الضحي عن زيد بن ارقم قال:خطبنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال بعد ما حمد اللّه و أثني عليه:«أوصيكم عباد اللّه بتقوي اللّه الذي لا تستغني عنه العباد،فإن من رغب في التقوي زهد في الدنيا،و اعلموا أن الموت سبيل العالمين و مصير الباقين،يختطف المقيمين و لا

ص: 284


1- في المصدر:سعر بن كدام.
2- كفاية الأثر:34.
3- كفاية الأثر:151.
4- كفاية الأثر:97.

يعجزه لحاق الهاربين،يهدم كل لذة و يزيل كل نعمة و يشبع كل بهجة،و الدنيا دار الفناء و لأهلها منها الجلاء،و هي حلوة خضرة قد عجلت للطالب،فارتحلوا عنها يرحمكم اللّه بخير ما يحضر بكم من الزاد،و لا تطلبوا منها أكثر من البلاغ،و لا تمدوا أعينكم منها إلي ما متع به المترفون.

ألا إن الدنيا قد تنكرت و أدبرت و اخلولقت و اذنت بوداع،و ان الآخرة قد رحلت و اقبلت باطلاع،معاشر الناس كاني علي الحوض يرد قوم عليّ منكم و ستؤخر أناس من دوني فأقول:

يا رب مني و من أمتي،فيقال:هل شعرت بما عملوا بعدك؟و اللّه ما برحوا بعدك يرجعون علي أعقابهم،أيها الناس أوصيكم في عترتي و أهل بيتي خيرا فإنهم مع الحق و الحق معهم،و هم الأئمة الراشدون بعدي و الأمناء المعصومون»فقام إليه عبد اللّه بن العباس فقال:يا رسول اللّه كم الأئمة بعدك قال:«عدد نقباء بني إسرائيل و حواري عيسي تسعة من صلب الحسين،و منهم مهدي هذه الأمة» (1).

الحديث التاسع و الأربعون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عبد اللّه الشيباني رحمه اللّه قال:

حدّثنا صالح بن أحمد بن[أبي]مقاتل عن زكريا عن سليمان بن جعفر الجعفري قال:حدّثنا مسكين بن عبد العزيز عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن الصدقة لا تحل لي و لا لأهل بيتي»فقلنا:يا رسول اللّه و من أهل بيتك قال:«أهل بيتي عترتي من لحمي و دمي،هم الأئمة بعدي عدد نقباء بني إسرائيل» (2).

الحديث الخمسون: ابن بابويه قال:حدّثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي قال:

حدّثنا جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه قال:حدّثنا جبرائيل بن أحمد عن موسي بن جعفر البغدادي قال:حدّثنا الحسن بن محمد الصيرفي عن حنان بن سدير عن أبيه سدير بن حكيم عن أبيه عن أبي سعيد عقيصا قال:لما صالح الحسن بن علي بن أبي طالب معاوية بن أبي سفيان دخل عليه الناس فلامه بعضهم علي بيعته فقال:«ويحكم ما تدرون ما عملت،و اللّه الذي عملت خيرا لشيعتي مما طلعت عليه الشمس أو غربت،ألا تعلمون أني إمامكم و مفترض الطاعة عليكم و أحد سيدي شباب أهل الجنة بنص من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّ؟»قالوا:بلي قال:«أو ما علمتم أن الخضر لما خرق السفينة و اقام الجدار و قتل الغلام كان ذلك سخطا لموسي بن عمران أن خفي عليه وجه الحكمة في ذلك،و كان ذلك عند اللّه تعالي حكمة و صوابا،أ فما علمتم أنه ما منا أحد الا و يقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه إلا القائم الذي يصلي خلفه روح اللّه عيسي ابن مريم عليه السّلام،فإن

ص: 285


1- كفاية الأثر:104.
2- كفاية الأثر:89.

اللّه عز و جل يخفي ولادته و يغيب شخصه لئلاّ يكون لأحد في عنقه بيعة،إذا خرج ذلك التاسع من ولد الحسين ابن سيدة الإماء يطيل عمره في غيبته،ثم يظهر بقدرته في صورة شاب دون أربعين سنة،ذلك ليعلم أن اللّه علي كل شيء قدير» (1).

و هذا الباب وسيع الذيل من طريق الخاصة يطيل بالكثير منه الكتاب،نقتصر في هذا الباب علي هذا القدر،و من أراد الزيادة فعليه بكتابنا كتاب الانصاف و النص علي الأئمة الاثني عشر من آل محمد صلّي اللّه عليه و آله الاشراف،فقد اشتمل علي ما يزيد علي أربعمائة حديث من طريق الخاصة و العامة من النبي صلّي اللّه عليه و آله.

ص: 286


1- كفاية الأثر:225.

الباب السادس و العشرون: في أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بالاقتداء بعلي بن أبي طالب

و الأئمة عليهم السّلام من آل محمد صلّي اللّه عليه و آله

من طريق العامة و فيه اثنين و عشرون حديثا الحديث الأول: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة قال:أخبرني الخطيب نجم الدين بن عبد اللّه أبي السعادات بن منصور بن أبي السعادات البابصري بقراءتي عليه ببغداد بجامع المنصور،أنبأنا الشيخ الإمام أحمد بن يعقوب بن عبد اللّه المارستاني سماعا قال:أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد المعروف بابن البطي إجازة إن لم يكن سماعا قال:أنبأنا أبو الفضل حمد بن أحمد الأصبهاني قال:أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ قال:حدثنا محمد بن المظفر قال:نبأنا محمد بن جعفر بن عبد الرحيم،نبأنا أحمد بن محمد بن يزيد بن سليم،نبأنا عبد الرّحمن بن عمران بن أبي ليلي أخو محمد بن عمران،نبأنا يعقوب بن موسي الهاشمي عن ابن أبي رواد عن إسماعيل بن أمية عن عكرمة عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من سرّه أن يحيي حياتي و يموت مماتي و يسكن جنّة عدن غرسها ربي فليوال عليا من بعدي و ليوال وليه و ليقتد بالأئمة من بعدي فإنهم عترتي خلقوا من طينتي و رزقوا فهما و علما،ويل للمكذبين بفضلهم من أمتي،القاطعين فيهم صلتي لا أنالهم اللّه شفاعتي» (1).

الحديث الثاني: إبراهيم بن محمد الحمويني هذا قال:عن السيد السند النقاب النقيب الاطهر الازهر الأفضل الاكمل الحسيب النسيب،شرف العترة المجدة الطاهرة عزة جبين عزة الطهارة و الأسرة العلوية الزاهرة الذي شرفني بمواخاته في اللّه فافتخر بإخائه و أحد ما ذخر ليوم العرض علي اللّه تعالي و لقائه جمال الدين أحمد بن موسي بن جعفر بن طاوس الحسني الجلي الحلي شريف اخلاقه من كل ما يتطرق إليها به ذام و عاب الحلي أنوار فضائله و آثار بركاته التي تتحلي بها الزمان و ميامنها بتخلي غيوم الحلي و تنخاب،أفاض اللّه تعالي عليه و علي سلفه سحائب لطفه و رضوانه و اسكنه و ذريته الكريمة واسع فضله غرف جناته،قراءة عليه و أنا أسمع بداره بمحلة

ص: 287


1- فرائد السمطين:/53/1ب /5ح 18.

عجلان بالحلة السيفية الزيدية يوم الخميس ثاني عشر ذي قعدة سنة إحدي و سبعين و ستمائة قال:أنبأنا الشيخ نجيب الدين محمد بن أبي غالب عن أبي محمد جعفر بن أبي الفضل بن شعرة عن نجم الدين عبد اللّه بن جعفر الدورستي و عاش مائة و ثماني عشرة سنة عن عماد الدين أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه القمي كانت وفاته-رحمة اللّه عليه رحمة واسعة-سنة إحدي و ثمانين و ثلاثمائة قال:نبأنا محمد بن عبد اللّه بن محمد بن عبد الوهاب،أنبأنا أبو نصر منصور بن عبد اللّه بن إبراهيم الاصفهاني،أنبأنا علي بن عبد اللّه الاسكندري،أنبأنا أبو علي ابن أحمد بن علي بن المهدي الرقي،أنبأنا أبي،نبأنا علي بن موسي الرضا عليهما السّلام التحية و الثناء، حدّثني أبي موسي بن جعفر عليه السّلام عن أبيه جعفر بن محمد صلوات اللّه عليهما عن أبيه محمد بن علي عليهما السّلام عن أبيه علي بن الحسين عليه السّلام عن أبيه الحسين بن علي صلوات اللّه عليهما عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليه و عليهم أجمعين قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«طوبي لمن أحبك و صدق بك و ويل لمن أبغضك و كذب بك،يا علي محبوك معروفون في السماء السابعة و الأرض السابعة السفلي و ما بين ذلك،هم أهل الدين و الورع و السمت الحسن و التواضع للّه عز و جل،خاشعة أبصارهم و جلة قلوبهم لذكر اللّه،و قد عرفوا حق ولايتك و ألسنتهم ناطقة بفضلك و أعينهم ساكنة تحننا عليك و علي الأئمة من ولدك،يدينون اللّه بما أمرهم به و أولو الأمر في كتابه و جاءهم به البرهان من سنة نبيه عاملون بما يأمرهم به و أولو الأمر منهم و متواصلون غير متقاطعين،متحابون غير متباغضين،إن الملائكة لتصلي عليهم و تؤمن علي دعائهم و تستغفر للمذنب منهم و تشهد حضرته و تستوحش لفقده إلي يوم القيامة» (1)

الحديث الثالث: الحمويني هذا قال:أخبرني الشيخ الإمام فخر الدين أبو الحسن علي بن أحمد ابن الحسن المقري إجازة،أنبأنا الحافظ الإمام أحمد بن عبد اللّه أبو نعيم قال:أنبأنا سليمان بن أحمد،نبأنا سعيد بن علي الرازي،نبأنا إبراهيم بن عيسي التنوخي عن زياد بن مطرف عن زيد بن أرقم قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من أحب أن يحيي حياتي و يموت موتي و يسكن جنة الخلد التي و عدني ربي و ان ربي عز و جل غرس قضبانها بيده فليتولّ علي بن أبي طالب،فإنه لن يخرجكم من هدي و لن يدخلكم في ضلالة».

الحديث الرابع: إبراهيم الحمويني هذا قال:كتب إلي الشيخ عز الدين أحمد بن إبراهيم [الفاروثي]أنّ أبا طالب عبد الرّحمن الهاشمي نقيب العباسيين بواسط أخبره إجازة عن شاذان

ص: 288


1- البحار:150/65.

القمي بقراءته عليه عن محمد بن عبد العزيز عن محمد بن أحمد بن علي قال:أخبرنا القاضي أبو سهل عبد اللّه بن محمد بن عمرو بن عزيزة بقراءتي عليه قال:نبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن عبد اللّه بن هارون قال:نبأنا أحمد بن موسي الحافظ قال:نبأنا علي بن إبراهيم بن حماد[قال:حدثنا إسماعيل بن محمد بن دينار قال:حدثنا الحسن بن الحسين العبدي]قال:نبأنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة و الأسود قالا:اتينا أبا أيوب الأنصاري فقلنا له:يا أبا أيوب إن اللّه تعالي أكرمك بنبيه صلّي اللّه عليه و آله فيا لك من فضيلة من اللّه فضّلك بها،أخبرنا بمخرجك مع علي عليه السّلام تقاتل أهل لا إله إلاّ اللّه، فقال أبو أيوب،فإني اقسم لكما باللّه لقد كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله معي في هذا البيت الذي أنتما فيه معي و ما في البيت غير رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و علي جالس عن يمينه و انا جالس عن يساره و أنس قائم بين يديه إذ حرّك الباب فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا أنس افتح لعمّار الطيب المطيّب،ففتح أنس الباب و دخل عمار فسلم علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فرحّب به ثم قال لعمار:«إنه سيكون في أمتي من بعدي هنات حتي يختلف السيف فيما بينهم و حتي يقتل بعضهم بعضا و حتي يبرأ بعضهم من بعض،فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الاصلع عن يميني يعني علي بن أبي طالب،فإن سلك الناس كلهم واديا و سلك عليّ واديا فاسلك وادي علي بن أبي طالب و خلّ عن الناس:يا عمار إنّ عليا عليه السّلام لا يردّك عن هدي و لا يدلك علي ردي،يا عمار طاعة علي طاعتي و طاعتي طاعة اللّه عز و جل» (1).

الحديث الخامس: الحمويني هذا قال:أنبأني الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عمر الفاروثي،أنبأنا أبو طالب الهاشمي اذنا،أنبأنا شاذان بن جبرائيل القمي بقراءتي عليه،أنبأنا محمد بن عبد العزيز القمي،أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد النطنزي قال:أنبأنا الاستاذ الإمام شيخ الإسلام أبو محمد حمد بن الفضل،قال:أنبأنا أبو منصور شجاع بن علي المصقلي الشيباني قال:نبأنا إبراهيم بن عبد اللّه بن خورشيد قوله:حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ قال:حدّثنا محمد بن عبيد و الحسن بن علي بن بزيع قالا:حدّثنا محمد بن عمران بن أبي ليلي قال:حدّثنا حبيب بن أبي راشد عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«علي طاعته طاعتي و معصيته معصيتي» (2).

الحديث السادس: الحمويني هذا من أعيان علماء العامة قال:أخبرني الإمام نجم الدين عيسي ابن الحسين الطبري إجازة بجميع كتاب مقتل الحسين بن علي عليه السّلام قال:أخبرني السيد النقيب الحسيب النسيب ركن الدين أبو طالب يحيي بن الحسن الحسيني البطحائي عن الإمام جمال

ص: 289


1- فرائد السمطين:/178/1ب /36ح 141.
2- فرائد السمطين:/178/1ب /36ح 142.

الدين بن معين عن مصنفه أخطب خوارزم أبي المؤيد الموفّق بن أحمد المكّي قال:و ذكر الإمام محمد بن أحمد بن علي بن شاذان عن محمد بن زياد عن حميد بن صالح عن جعفر بن محمد قال:حدّثني أبي عن أبيه عن الحسين بن علي صلوات اللّه عليهم قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«فاطمة بهجة قلبي،و ابناها ثمرة فؤادي،و بعلها نور بصري،و الأئمة من ولدها أمناء ربي و حبله الممدود بينه و بين خلقه،من اعتصم بهم نجا و من تخلف عنهم هوي» (1).

الحديث السابع: الحمويني هذا،أخبرني المشايخ الجلة من أهل الحلة السيدان الامامان جمال الدين أحمد بن موسي بن طاوس الحسيني و جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد بن فخار الموسوي عليهما السّلام و الرحمة و الإمام العلامة نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن يحيي بن سعيد رحمه اللّه عليهم بروايتهم عن السيد الإمام شمس الدين شيخ الشرف فخار بن محمد الدورستي عن أبيه عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن أبويه القمي قدس اللّه ارواحهم قال:حدّثنا علي بن أحمد بن عبد اللّه بن أبي عبد اللّه البرقي عن أبيه عن جده أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه عن محمد بن خالد عن غياث بن إبراهيم عن ثابت بن دينار عن سعد بن طريف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي بن أبي طالب عليه السّلام:«يا علي انا مدينة الحكمة و أنت بابها و لن تؤتي المدينة إلاّ من قبل الباب،و كذب من زعم أنه يحبني و يبغضك،إنك مني و أنا منك، لحمك من لحمي و دمك من دمي و روحك من روحي و سريرتك من سريرتي و علانيتك من علانيتي و أنت إمام أمتي و خليفتي عليها بعدي،سعد من أطاعك و شقي من عصاك و ربح من تولاك و خسر من عاداك،فاز من لزمك و هلك من فارقك،مثلك و مثل الأئمة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا و من تخلف عنها غرق،و مثلكم كمثل النجوم كلما غاب نجم طلع نجم إلي يوم القيامة» (2)

الحديث الثامن: إبراهيم الحمويني هذا قال:أخبرني السيد النسابة جلال الدين عبد الحميد عن أبيه الإمام شمس الدين شيخ الشرف فخار بن معد بن فخار الموسوي عن شاذان بن جبرائيل القمي عن جعفر بن محمد الدورستي عن أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسي عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي الطفيل عن أبي جعفر عليه السّلام قال:قال رسول

ص: 290


1- فرائد السمطين:/66/2ب /15ح 390.
2- ينابيع المودة:95/1،و فرائد السمطين:423/2 ح 517.

اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السّلام:«اكتب ما أملي عليك،قال:يا نبي اللّه و تخاف عليّ النسيان!قال:لا و قد دعوت اللّه تعالي أن يحفظك و لا ينسيك،و لكن اكتب لشركائك قال:قلت و من شركائي يا نبي اللّه، قال:الأئمة من ولدك بهم تسقي أمتي الغيث و بهم يستجاب دعاؤهم و بهم يصرف اللّه عنهم البلاء و بهم ينزل الرحمة من السماء،و هذا أولهم،و أومي بيده إلي الحسن عليه السّلام ثم أومي بيده إلي الحسين عليه السّلام ثم قال عليه و آله السلام:و الأئمة من ولده» (1).

الحديث التاسع: أبو الحسن الفقيه محمد بن أحمد بن شاذان من طريق العامة من الفضائل المائة لعلي عليه السّلام و أهل البيت من طريق العامة عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

«إن اللّه تعالي لما خلق السموات و الأرض دعاهن فأجبن فعرض عليهن نبوتي و ولاية علي بن أبي طالب فقبلنها،ثم خلق اللّه الخلق و فوض إلينا أمر الدين،فالسعيد من سعد بنا و الشقي من شقي بنا،و نحن المحلّون لحلاله المحرمون لحرامه» (2).

الحديث العاشر: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن عبد اللّه بن عمر قال سألنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عن علي بن أبي طالب فغضبت فقال:«ما لأقوام يذكرون من له منزلة عند اللّه كمنزلتي و مقام كمقامي إلاّ النبوة،ألا من أحب عليا فقد أحبني و من رضي اللّه عنه كافاه بالجنة،ألا و من أحب عليا استغفرت له الملائكة و فتحت له أبواب الجنة يدخل من أي باب شاء بغير حساب،ألا و من أحب عليا أعطاه اللّه كتابه بيمينه و حاسبه حسابا يسيرا حساب الأنبياء،ألا و من أحب عليا لا يخرج من الدنيا حتي يشرب من الكوثر و يأكل من شجرة طوبي و يري مكانه من الجنة،ألا و من أحب عليا يهوّن اللّه عليه سكرات الموت و جعل قبره روضة من رياض الجنة،ألا و من أحب عليا أعطاه اللّه في الجنة بكل عرق في بدنه حورا و شفعه في ثمانين من أهل بيته،و له بكل شعرة علي بدنه مدينة في الجنة،ألا و من عرف عليا و أحبه بعث اللّه له ملك الموت بما يبعث إلي الأنبياء و دفع عنه اهوال منكر و نكير و نوّر قبره و فسحه مسيرة سبعين عاما و بيض وجهه يوم القيامة.

ألا و من أحب عليا تقبل اللّه حسناته و يتجاوز عن سيئاته و كان في الجنة رفيق حمزة سيد الشهداء،ألا و إن من أحب عليا ثبّت اللّه الحكمة في قلبه و أجري علي لسانه الصواب و فتح اللّه عليه أبواب الرحمة،ألا و من أحب عليا ناداه ملك من تحت العرش أن يا عبد اللّه استأنف العمل قد غفر اللّه لك الذنوب كلها،ألا و من أحب عليا جاء يوم القيامة وجهه كالقمر ليلة البدر،ألا و من أحب عليا وضع اللّه علي رأسه تاج الكرامة و البسه حلل العز،ألا و من أحب عليا مرّ علي الصراط

ص: 291


1- الإمامة و التبصرة:54 ح 38.
2- مائة منقبة:/25المنقبة 7.

كالبرق الخاطف و لم ير صعوبة المرور،ألا و من أحب عليا كتب اللّه له براءة من النار و براءة من النفاق و جوازا علي الصراط و أمانا من العذاب،ألا و من أحب عليا لا ينشر له ديوان و لا ينصب له ميزان و قيل له:ادخل الجنة بغير حساب،ألا و من مات علي حب آل محمد صافحته الملائكة وزارته أرواح الأنبياء و قضي اللّه له كل حاجة كانت له عند اللّه،ألا و من مات علي بغض آل محمد مات كافرا و من مات علي حب آل محمد مات علي الإيمان و كنت انا كفيله بالجنة» (1).

الحديث الحادي عشر: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

«علي مني كدمي من بدني،من تولاه رشد و من أحبه نهج و من تبعه نجا،عليّ رابع الأربعة في الفردوس أنا و الحسن و الحسين و علي بن أبي طالب عليهم السّلام» (2).

الحديث الثاني عشر: ابن شاذان من طريق العامة عن ابن مسعود قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إذا كان يوم القيامة يقعد علي بن أبي طالب علي الفردوس-و هو جبل قد علا علي الجنة و فوقه عرش رب العالمين و من صفحه (3)تتفجر أنهار الجنة و تتفرق في الجنان-و هو جالس علي كرسي من نور يجري من بين يديه التسنيم،لا يجوز علي الصراط أحد إلا و معه براءة بولايته و ولاية أهل بيته،يشرف علي الجنة فيدخل محبيه الجنة و مبغضيه النار» (4).

الحديث الثالث عشر: ابن شاذان من طريق العامة عن أبي هريرة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ليلة أسري بي إلي السماء السابعة سمعت نداء من تحت العرش أن عليا راية الهدي و حبيب من يؤمن بي بلّغ عليا،فلما نزل من السماء نسي ذلك فأنزل اللّه تعالي يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ (5) (في علي) وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ (6) (7)الآية» (8).

الحديث الرابع عشر: ابن شاذان من طريق العامة عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لما عرج بي إلي السماء انتهي بي السير مع جبرائيل إلي السماء الرابعة فرأيت بيتا من ياقوت أحمر فقال جبرائيل:يا محمد هذا البيت المعمور خلقه اللّه تعالي قبل خلق السموات و الأرضين بخمسين ألف عام،قم يا محمد فصلّ إليه،قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:و جمع اللّه النبيين فصفّهم جبرائيل ورائي صفا فصليت بهم،فلما سلّمت أتاني آت من عند ربي فقال لي:يا محمد ربك يقرئك السلام و يقول لك:سل الرسل علي ما ذا أرسلتم من قبلك؟فقلت:معاشر الرسل علي ما ذا بعثكم

ص: 292


1- مائة منقبة:65-/66المنقبة 37 بتفاوت.
2- مائة منقبة:/69المنقبة 38.
3- في المصدر:سفحة.
4- مائة منقبة:/86المنقبة 52.
5- سوره 5 - آيه 67
6- سوره 5 - آيه 67
7- المائدة:76.
8- مائة منقبة:/90المنقبة 56.

ربي قبلي؟فقالت الرسل:علي ولايتك و ولاية علي بن أبي طالب،و هو قوله:و اسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا» (1).

الحديث الخامس عشر: ابن شاذان من طريق العامة عن سعيد بن جنادة يذكر أنه سمع النبي صلّي اللّه عليه و آله يقول:«علي بن أبي طالب سيّد العرب،فقال:أنا سيد ولد آدم و علي سيد العرب من أحبه و تولاه أحبه اللّه و هداه و من أبغضه و عاداه أصمه اللّه و أعماه،عليّ حقه كحقي و طاعته كطاعتي غير أنه لا نبي بعدي،من فارقه فارقني و من فارقني فارق اللّه تعالي،أنا مدينة الحكمة و هي الجنة و عليّ بابها،فكيف يهتدي المهتدي إلي الجنة إلا من بابها؟عليّ خير البشر من أبي فقد كفر» (2).

الحديث السادس عشر: ابن شاذان من طريق العامة عن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنه كان جالسا في الرحبة و الناس حوله،فقام إليه رجل فقال لأمير المؤمنين انك بالمكان الذي أنزل اللّه تعالي و أبوك معذب في النار فقال له:«مه فض اللّه فاك و الذي بعث محمدا بالحق نبيا،لو شفع أبي في كل مذنب علي وجه الأرض لشفعه اللّه،فتقول:أبي معذب في النار،و ابنه قسيم الجنة و النار،و الذي بعث محمدا بالحق نبيا إن نور أبي طالب يوم القيامة ليطفي نور الخلائق إلاّ خمسة أنوار:نور محمد و نور فاطمة و نور الحسن و الحسين و نور ولده من الأئمة ألا إن نوره من نورنا،خلقه اللّه من قبل خلق آدم بألفي عام» (3).

الحديث السابع عشر: أبو المؤيد موفق بن أحمد من أعيان علماء العامة قال:أخبرني شهردار إجازة،أخبرني أحمد بن خلف إجازة،حدّثنا محمد بن خالد بن عبد اللّه بن محمد،حدّثنا علي بن جابر،حدّثنا محمد خالد بن عبد اللّه،حدّثنا محمد بن فضل،حدّثنا محمد بن سوقة عن إبراهيم عن الأسود عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أتاني ملك فقال لي يا محمد سل من أرسلنا قبلك من رسلنا علي ما بعثوا؟قال:علي ولايتك و ولاية علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه» (4).

الحديث الثامن عشر: موفق بن أحمد قال:ذكر الإمام محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن شاذان،حدّثنا محمد بن مرو عن الحسن بن علي العاصمي عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب عن جعفر بن سليمان الضبعي عن سعد بن طريف عن الأصبغ قال:سئل سلمان الفارسي رضي اللّه عنه عن علي بن أبي طالب و فاطمة رضي اللّه عنهما،يقول:سلمان سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله

ص: 293


1- مائة منقبة:/150المنقبة 82.
2- مائة منقبة:/170المنقبة 94.
3- مائة منقبة:/175المنقبة 98.
4- المناقب:312.

يقول:«عليكم بعلي بن أبي طالب فإنه مولاكم فأحبوه،و كبيركم فاتبعوه،و عالمكم فأكرموه، و قائدكم إلي الجنة فعزروه،و إذا دعاكم فأجيبوه و إذا أمركم فأطيعوه،أحبوه بحبي و أكرموه بكرامتي،و ما قلت لكم في عليّ إلاّ بما أمرني ربي جلت عظمته» (1).

الحديث التاسع عشر: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة من أعيان علماء العامة من المعتزلة عن صاحب كتاب حلية الاولياء قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من سره أن يحيا حياتي و يموت مماتي و يسكن جنة عدن التي غرسها فليتولّ عليا من بعدي و يقتدي بالأئمة من بعدي،فإنهم عترتي خلقوا من طينتي و رزقوا فهما و علما،فالويل للمكذبين من أمتي القاطعين فيهم صلتي لا أنالهم اللّه شفاعتي» (2).

الحديث العشرون: ابن أبي الحديد في الشرح قال شيخنا أبو عثمان رحمه اللّه يعني الجاحظ قال:قال أبو عبيدة عن جعفر بن محمد عن آبائه عن علي عليه السّلام في خطبته له عليه السّلام لما بويع بالمدينة:«ألا إن أبرار عترتي و أطائب أرومتي أحلم الناس صغارا و أعلم الناس كبابا،ألا و إنّا أهل بيت من علم اللّه علمنا و بحكم اللّه حكمنا و من قول صادق سمعنا،فإن تتبعوا آثارنا تهتدوا ببصائرنا،و إن لم تفعلوا يهلككم اللّه بأيدينا،معنا راية الحق،من تبعها لحق و من تأخر عنها غرق،ألا و بنا يدرك كل مؤمن،و بنا يخلع ربقة الذل من أعناقكم،و بنا فتح اللّه لا بكم،و بنا يختم اللّه لا بكم» (3).

و قال ابن أبي الحديد و قوله في اخرها:و بنا يختم اللّه لا بكم»إشارة إلي المهدي الذي يظهر في آخر الزمان و قال:قال علي عليه السّلام:«نحن النمرقة الوسطي بها يلحق التالي و إليها يرجع القالي».

الحديث الحادي و العشرون: ابن أبي الحديد في الشرح قال:روي أن أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليه السّلام قال لبعض أصحابه:يا فلان ما لقينا من ظلم قريش إيانا و تظاهرهم علينا و ما لقي شيعتنا و محبونا من الناس،أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد أخبر أنا أولي الناس بالناس فتمالت علينا قريش حتي أخرجت الأمر من معدنه،و احتجت علي الأنصار بحقنا و حجتنا،ثم تداولتها قريش واحد بعد واحد حتي رجعت إلينا فنكثت بيعتنا و نصبت الحرب لنا و لم يزل صاحب الأمر في صعود كئود حتي قتل فبويع الحسن ابنه و عوهد،ثم غدر به و أسلم و وثب عليه أهل العراق حتي طعن بخنجر في جنبه و انتهبت عسكره،و عولجت خلاليل أمهات أولاده فوادع معاوية و حقن دمه و دماء أهل بيته و هم قليل حق قليل،ثم بايع الحسين عليه السّلام من أهل العراق عشرون ألفا ثم غدر به و خرجوا عليه

ص: 294


1- المناقب:316.
2- شرح النهج لابن أبي الحديد:170/9.
3- شرح النهج لابن أبي الحديد:276/1.

و بيعته في اعناقهم فقتلوه،ثم لم يزل أهل البيت تستذل و تستظام و تقتضي و تمتهن و تحرم و تقتل و تخاف ولاءنا من علي دمائنا و دماء أولادنا،و وجد الكاذبون الجاحدون لكذبهم و جحودهم موضعا يتقربون إلي أوليائهم و قضاة السوء و عمال السوء في كل بلدة،فحدثوهم بالأحاديث الموضوعة المكذوبة،و رووا عنا ما لم نقله و لم نفعله ليبغضونا إلي الناس،و كان عظم ذلك و كبره زمن معاوية بعد موت الحسن،فقتلت شيعتنا بكل بلدة و قطعت الأيدي و الأرجل علي الظنة،و كان من ذكر محبتنا و الانقطاع إلينا سجن أو نهب ماله أو هدمت داره،ثم لم يزل البلاء يشتد و يزداد إلي زمن عبيد اللّه بن زياد قاتل الحسين عليه السّلام،ثم جاء الحجاج فقتلهم كل قتلة و أخذهم بكل ظنة و تهمة حتي إن الرجل ليقال له زنديق أو كافر أحب إليه من أن يقال شيعة علي،و حتي صار الرجل الذي يذكر بالخير و لعله يكون ورعا صدوقا يحدّث بأحاديث عظيمة من تفضيل من قد سلف من الولاة، و لم يخلق اللّه تعالي شيئا منها و لو كانت و لا وقعت،و هو يحسب أنها حق لكثرة من قد رواها ممن لم يعرف بكذب و لا بقلة ورع (1).

الحديث الثاني و العشرون: أبو المؤيد بن أحمد قال:أخبرنا أخي شمس الأئمة أبو الفرج محمد ابن أحمد المكي،أخبرنا الإمام الزاهد أبو محمد إسماعيل بن علي-إجازة-،حدّثنا السيد الإمام الأجل المرشد باللّه الحسين يحيي بن الموفق،أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد بن يوسف الواعظ بن العلاف،أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمود بن حماد المعروف بأبي هيثم، أخبرنا أبو محمد القاسم بن جعفر بن محمد بن عبد اللّه بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، حدّثني أبو جعفر بن محمد عن أبيه عن محمد بن علي الباقر عن أبيه علي بن الحسين سيد العابدين عن أبيه الحسين الشهيد رضي اللّه عنهم أجمعين قال:سمعت جدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:

«من أحبّ أن يحيي حياتي و يموت ميتتي و يدخل الجنّة التي و عدني ربّي فليتولّ علي بن أبي طالب و ذريّته الطاهرين،أئمة الهدي و مصابيح الدّجي من بعده،فإنّهم لن يخرجوكم من باب الهدي إلي باب الضّلالة» (2).

ص: 295


1- شرح النهج لابن أبي الحديد:43/11.
2- مناقب الخوارزمي:75 ح 55،و المنتخب من ذيل المذيل للطبري:83.

الباب السابع و العشرون: في أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بولاية علي عليه السّلام و الاقتداء بالأئمة عليهم السلام من آل محمد صلّي اللّه عليه و آله

في أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بولاية علي عليه السّلام و الاقتداء بالأئمة عليهم السلام من آل محمد صلّي اللّه عليه و آله

من طريق الخاصة و فيه سبعة و عشرون حديثا الحديث الأول: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا الحسن بن أحمد بن إدريس،قال:حدثنا أبي، قال:حدّثنا إبراهيم بن هاشم عن محمد بن سنان قال:حدّثنا أبو الجارود زياد بن المنذر عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ولاية علي بن أبي طالب ولاية اللّه و حبّه عبادة اللّه و اتباعه فريضة اللّه و أولياؤه أولياء اللّه و أعداؤه أعداء اللّه و حربه حرب اللّه و سلمه سلم اللّه عزّ و جلّ» (1).

الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن موسي بن المتوكّل رضي اللّه عنه قال:حدثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي قال:حدّثنا موسي بن عمران النخعي عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي عن عليّ بن سالم عن أبيه عن ثابت بن أبي صفيّة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من سرّه أن يجمع اللّه له الخير كلّه فليوال عليّا بعدي و ليوال أولياءه و ليعاد أعدائه (2)».

الثالث: ابن بابويه أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا العباس بن الفضل قال:حدّثنا أبو زرعة قال:حدّثنا عثمان بن محمد بن أبي شيبة العبسي قال:حدثنا عبد اللّه بن نمير عن الحارث بن حصيرة عن أبي سليمان زيد بن وهب عن عبد اللّه بن عبّاس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ولايتي و ولاية أهل بيتي أمان من النار» (3).

الرابع: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيي العطّار قال:حدّثنا أبي عن جعفر بن محمد الفزاري عن عبّاد بن يعقوب عن منصور بن نويرة عن أبي بكر بن عيّاش عن أبي قدامة الغداني قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من منّ اللّه عليه بمعرفة أهل بيتي و ولايتهم فقد جمع اللّه له الخير كلّه» (4).

الخامس: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن موسي المتوكّل رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمد بن أبي عبد اللّه

ص: 296


1- أمالي الصدوق:/85المجلس /9ح 3.
2- أمالي الصدوق:/560المجلس /72ح 7.
3- أمالي الصدوق:/560المجلس /72ح 8.
4- أمالي الصدوق:/560المجلس /72ح 9.

الكوفي قال:حدّثنا موسي بن عمران النخعي عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال:قال الصادق جعفر بن محمد عليه السّلام:«من أقام فرائض اللّه و اجتنب محارم اللّه و احسن الولاية لأهل بيت نبي اللّه و تبرأ من أعداء اللّه عزّ و جل فليدخل من أي أبواب الجنّة الثمانية شاء» (1).

السادس: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسين بن علي بن شعيب الجوهري رضي اللّه عنه قال:حدّثنا عيسي ابن محمد العلوي قال:حدّثنا الحسين بن الحسن الحيري بالكوفة قال:حدّثنا الحسن بن الحسين العرني عن عمرو بن جميع عن أبي المقدام قال:قال جعفر بن محمد عليه السّلام:«نزلت هاتان الآيتان في أهل ولايتنا و أهل عداوتنا، فَأَمّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَ رَيْحانٌ (2) يعني في قبره وَ جَنَّةُ نَعِيمٍ (3) في الآخرة وَ أَمّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (4) يعني في قبره وَ تَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (5) (6)يعني في الآخرة» (7).

السابع: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن عبد اللّه الورّاق قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه بن أبي خلف الأشعري قال:حدّثنا الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسين بن علوان عن عمرو بن خالد عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام:«سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:أنا سيّد ولد آدم و أنت يا علي و الأئمة من ولدك سادة أمتي من أحبّنا فقد أحبّ اللّه،و من أبغضنا فقد أبغض اللّه،و من والانا فقد والي اللّه و من عادانا فقد عاد اللّه و من أطاعنا فقد اطاع اللّه و من عصانا فقد عصي اللّه» (8).

الثامن: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عمر قال:حدّثنا محمد بن حسين قال:حدّثنا أحمد ابن غنم بن حكيم قال:حدّثنا شريح بن مسلمة قال:حدّثنا إبراهيم بن يوسف عن عبد الجبار عن الأعشي الثقفي عن أبي صادق قال:قال لي علي عليه السّلام:«هي لنا أو فينا هذه الآية وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَي الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ (9) (10)» (11).

التاسع: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن عيسي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا علي بن محمد ماجيلويه قال:

حدّثنا أحمد بن محمد بن خالد البرقي عن محمد بن حسّان السلمي عن محمد بن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:«نزل جبرائيل علي النبي صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا محمد السلام يقرئك

ص: 297


1- أمالي الصدوق:/561المجلس /72ح 10.
2- سوره 56 - آيه 88
3- سوره 56 - آيه 89
4- سوره 56 - آيه 92
5- سوره 56 - آيه 94
6- الواقعة:88 الي 94.
7- أمالي الصدوق:/561المجلس /72ح 11.
8- أمالي الصدوق:/563المجلس /72ح 16.
9- سوره 28 - آيه 5
10- القصص:5.
11- أمالي الصدوق:/566المجلس /72ح 26.

السلام و يقول:خلقت السماوات السبع و من فيهن و الأرضين السبع و من عليهن و ما خلقت موضعا أعظم من الركن و المقام و لو أن عبدا دعاني هناك منذ خلقت السماوات و الأرضين ثم لقيني جاحدا لولاية علي بن أبي طالب لأكببته في سقر» (1).

العاشر: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي عن أبيه محمد بن خالد قال:حدّثنا سهل بن المرزبان الفارسي قال:حدّثنا محمد بن منصور عن عبد اللّه بن جعفر عن محمد بن الفيض بن المختار عن أبيه عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن أبيه عن جدّه عليهم السّلام قال:«خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ذات يوم و هو راكب و خرج علي عليه السّلام و هو يمشي فقال له:يا أبا الحسن إمّا أن تركب و إمّا أن تنصرف فإن اللّه عزّ و جل أمرني أن تركب إذا ركبت و تمشي إذا مشيت و تجلس إذا جلست إلاّ أن يكون حدّا من حدود اللّه لا بدّ لك من القيام و القعود فيه و ما أكرمني اللّه بكرامة إلاّ و قد أكرمك بمثلها و خصّني بالنّبوة و الرسالة و جعلك وليّي في ذلك تقوم في حدوده و في صعب أموره،و الذي بعث محمدا بالحقّ نبيّا ما آمن بي من أنكرك و لا أقرّ بي من جحدك و لا آمن باللّه من كفر بك،و إن فضلك لمن فضلي،و أن فضلي لفضل اللّه،و هو قول اللّه عزّ و جلّ: قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَ بِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمّا يَجْمَعُونَ (2) (3)ففضل اللّه نبوّة نبيّكم و رحمته ولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام،فبذلك قال بالنبوّة و الولاية فَلْيَفْرَحُوا (4) يعني الشيعة هُوَ خَيْرٌ مِمّا يَجْمَعُونَ (5) يعني مخالفيهم من الأهل و المال و الولد في دار الدنيا.

و اللّه يا علي ما خلقت إلاّ لتعبد ربك و ليعرف بك معالم الدين و يصلح بك دارس السبيل،و لقد ضلّ من ضلّ عنك،و لن يهتدي إلي اللّه من لم يهتد إليك و إلي ولايتك،و هو قول ربي عزّ و جل:

وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدي (6) (7) يعني إلي ولايتك،و لقد أمرني اللّه تبارك و تعالي أن أفترض من حقّك ما افترضه من حقي،و إن حقّك لمفروض علي من آمن بي،و لولاك لم يعرف حزب اللّه و بك يعرف عدو اللّه،و من لم يلقه بولايتك لم يلقه بشيء و لقد أنزل اللّه عزّ و جل إلي يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ (8) يعني في ولايتك يا علي وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ (9) (10)و لو لم أبلّغ ما أمرت به من ولايتك لحبط عملي،و من لقي اللّه عزّ و جلّ بغير ولايتك فقد حبط عمله،وعد ينجز لي و ما أقول إلاّ قول ربّي تبارك و تعالي إنّ الذي أقول لمن اللّه عزّ و جلّ

ص: 298


1- أمالي الصدوق:/572المجلس /73ح 12.
2- سوره 10 - آيه 58
3- يونس:58.
4- سوره 10 - آيه 58
5- سوره 10 - آيه 58
6- سوره 20 - آيه 82
7- طه:82.
8- سوره 5 - آيه 67
9- سوره 5 - آيه 67
10- المائدة:67.

أنزله فيك» (1).

الحادي عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن علي ماجيلويه قال:حدّثنا أبي عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي عن أبيه عن خالد بن حمّاد الأسدي عن أبي الحسن العبدي عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد قال:سئل جابر بن عبد اللّه الأنصاري عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:«ذاك خير خلق اللّه من الأولين و الآخرين ما خلا النبيّين و المرسلين،إنّ اللّه لم يخلق خلقا بعد النبيين و المرسلين أكرم عليه من علي بن أبي طالب عليه السّلام و الأئمة من ولده بعده،قلت:فما تقول فيمن يبغضه و ينتقصه؟فقال:لا يبغضه إلاّ كافر و لا ينتقصه إلاّ منافق،قلت:فما تقول فيمن يتولاّه و يتولي الأئمة من ولده بعده؟فقال:إن شيعة علي و الأئمة من ولده هم الفائزون الآمنون يوم القيامة،ثم قال:ما ترون لو أن رجلا خرج يدعو الناس إلي ضلالة من كان أقرب الناس منه؟قالوا:

شيعته و أنصاره» (2).

الثاني عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم قدّس سرّه قال:حدثني أبي عن جدي عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن علي بن موسي الرضا عليه السّلام عن أبيه موسي بن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أخبرني جبرائيل عليه السّلام عن اللّه جلّ جلاله أنه قال:علي بن أبي طالب حجتي علي خلقي و ديّان ديني و أخرج من صلبه أئمة يقومون بأمري و يدعون إلي سبيلي بهم أدفع العذاب عن عبادي و إمائي و بهم أنزل رحمتي» (3).

الثالث عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن الحسين بن شاذويه قدّس سرّه قال:حدّثنا محمد بن عبد اللّه ابن جعفر الحميري عن أبيه عن أحمد بن محمد بن عيسي عن محمد بن سنان عن محمد ابن عبد اللّه بن زرارة عن عيسي بن عبد اللّه الهاشمي عن أبيه عن جدّه عن عمر بن أبي سلمة عن أمه أمّ سلمة قدّس سرّه قالت:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«علي بن أبي طالب و الأئمة من ولده بعدي سادة أهل الأرض و قادة الغرّ المحجلين يوم القيامة» (4).

الرابع عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم قدّس سرّه قال:حدّثنا أبي عن أبيه عن محمد بن علي التميمي قال:حدثني سيدي علي بن موسي الرضا عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام

ص: 299


1- أمالي الصدوق:/582المجلس /74ح 16.
2- أمالي الصدوق:/586المجلس /75ح 4.
3- أمالي الصدوق:/637المجلس /81ح 7.
4- أمالي الصدوق:/678المجلس /85ح 25.

عن النبي صلّي اللّه عليه و آله أنه قال:«من سرّه أن ينظر إلي القضيب الأحمر الذي غرسه اللّه بيده و يكون متمسّكا به فليتولّ علي بن أبي طالب عليه السّلام و الأئمة من ولده فإنّهم خيرة اللّه عزّ و جلّ و صفوته و هم المعصومون من كل ذنب و خطيئة» (1).

الخامس عشر: محمد بن أحمد السّناني قدّس سرّه قال:حدّثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي قال:

حدّثنا موسي بن عمران النخعي عن عمّه الحسين بن يزيد عن علي بن سالم عن أبيه عن أبان بن عثمان عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«قال اللّه جلّ جلاله:لو اجتمع الناس كلّهم علي ولاية علي ما خلقت النار» (2).

السادس عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي قدّس سرّه و محمد بن الحسن قالا:حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال :حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسي عن موسي بن القاسم البجلي عن جعفر بن محمد بن سماعة عن عبد اللّه بن مسكان عن الحكم بن الصلت عن أبي جعفر محمد بن علي عن آبائه عليهم السّلام قال:«قال رسول اللّه:خذوا بحجزة هذا الأنزع-يعني عليا عليه السّلام-فإنه الصّديق الأكبر و هو الفاروق يفرق بين الحقّ و الباطل من أحبّه هداه اللّه و من أبغضه أبغضه اللّه،و من تخلّف عنه محقه اللّه،و منه سبطا أمتي الحسن و الحسين و هما ابناي،و من الحسين أئمة الهدي يعطيهم اللّه علمي و فهمي فتولوهم و لا تتخذوا وليجة من دونهم فيحل عليكم غضب من ربكم و من يحلل عليه غضب من ربّه فقد هوي و ما الحياة الدنيا إلاّ متاع الغرور» (3)، (4).

السابع عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن تاتانة قدّس سرّه قال:حدّثنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن عمّار بن موسي الساباطي عن أبي عبد اللّه الصادق عليه السّلام:«إن أول ما يسأل عنه العبد إذا وقف بين يدي اللّه جلّ جلاله الصلوات المفروضات و عن الزكاة المفروضة و عن الصيام المفروض و عن الحج المفروض و عن ولايتنا أهل البيت فمن أقرّ بولايتنا ثم مات عليها قبلت منه صلاته و صومه و زكاته و حجّه،و إذا لم يقرّ بولايتنا بين يدي اللّه جلّ جلاله لم يقبل اللّه عزّ و جل منه شيئا من أعماله» (5).

الثامن عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن موسي بن المتوكل قدّس سرّه قال:حدثني علي بن الحسين السعدآبادي عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن المفضل بن

ص: 300


1- أمالي الصدوق:/679المجلس /85ح 27.
2- أمالي الصدوق:/755المجلس /94ح 7.
3- أمالي الصدوق:/285المجلس /38ح 7.
4- أمالي الصدوق:/771المجلس /38ح 8.
5- أمالي الصدوق:/328المجلس /44ح 11 و اختصر المصنف.

عمر عن الصادق جعفر بن محمد عليه السّلام قال:«بني الإسلام علي خمس دعائم:علي الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج و ولاية أمير المؤمنين عليه السّلام و الأئمة من ولده صلوات اللّه عليهم» (1).

التاسع عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي قدّس سرّه قال:حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدّب عن أحمد ابن علي الأصبهاني عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن قتيبة بن سعيد عن عمرو بن غزوان عن أبي مسلم قال:خرجت مع الحسن البصري و أنس بن مالك حتّي أتينا باب أمّ سلمة(رض)و قعد أنس علي الباب و دخلت مع الحسن البصري سمعت الحسن و هو يقول:السلام عليك يا أمّاه و رحمة للّه و بركاته.فقالت له:و عليك السلام من أنت يا بني؟فقال:أنا الحسن البصري فقالت:فيما جئت يا حسن؟فقال لها:جئت لتحدثيني بحديث سمعتيه من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في علي بن أبي طالب عليه السّلام.

فقالت أمّ سلمة:فو اللّه لاحدّثنك بحديث سمعته اذناي من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و إلاّ فصمّتا و رأته عيناي و إلاّ فعميتا و وعاه قلبي و إلاّ فطبع اللّه عليه و أخرس لساني إن لم يكن سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي بن أبي طالب:«يا علي ما من عبد لقي اللّه عزّ و جل يوم يلقاه جاحدا لولايتك إلاّ لقي اللّه بعبادة صنم أو وثن»،قال:فسمعت الحسن البصري و هو يقول:اللّه أكبر أشهد أن عليا مولاي و مولي المؤمنين،فلما خرج قال له أنس بن مالك:ما لي أراك تكبّر؟قال:سألت أمّنا أمّ سلمة أن تحدثني بحديث سمعته من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في علي فقالت لي كذا و كذا،فقلت:اللّه أكبر إنّ عليا مولاي و مولي كل مؤمن،قال:فسمعت عند ذلك أنس بن مالك و هو يقول:أشهد علي رسول اللّه أنّه قال هذه المقالة ثلاث مرات أو أربع مرات (2).

العشرون: الشيخ أبو جعفر الطوسي في أماليه قال:أخبرنا محمد بن محمد-يعني المفيد-قال:

أخبرنا الشريف الصالح أبو محمد الحسن بن حمزة قال:حدّثنا أبو القاسم نصر بن الحسن الوراميني قال:حدّثنا أبو سعيد سهل بن زياد الآدمي قال:حدّثنا محمد بن الوليد المعروف (بشباب الصيرفي)مولي بني هاشم قال:حدّثنا سعيد الأعرج قال:دخلت انا و سليمان بن خالد علي أبي عبد اللّه جعفر بن محمد عليه السّلام فابتدأني فقال:«يا سليمان ما جاء عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام يؤخذ به و ما نهي عنه ينتهي عنه جري له من الفضل ما جري لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و لرسوله الفضل علي جميع من خلق اللّه العائب علي أمير المؤمنين كالعائب علي اللّه و علي رسوله صلّي اللّه عليه و آله و الرادّ عليه في صغير أو كبير علي حد الشرك باللّه،كان أمير المؤمنين عليه السّلام باب اللّه الذي لا يؤتي إلاّ منه و سبيله الذي من تمسّك بغيره هلك كذلك جري حكم الأئمة عليهم السّلام بعده واحد بعد

ص: 301


1- أمالي الصدوق:/340المجلس /45ح 14.
2- أمالي الصدوق:/392المجلس /51ح 15.

واحد جعلهم اللّه أركان الأرض و هم الحجة البالغة علي من فوق الأرض و من تحت الثري،أ ما علمت أن أمير المؤمنين عليه السّلام كان يقول:أنا قسيم اللّه بين الجنة و النار و أنا الفاروق الأكبر و أنا صاحب العصا و الميسم و لقد أقرّ لي جميع الملائكة و الروح بمثل ما أقروا لمحمد صلّي اللّه عليه و آله،و لقد حملت مثل حمولة محمد و هي حمولة الربّ،إنّ محمدا صلّي اللّه عليه و آله يدعي و يكسي و يستنطق فينطق و ادعي و اكسي فاستنطق فانطق و لقد أعطيت خصالا لم يعطها أحد قبلي،علمت البلايا و القضايا و فصل الخطاب» (1).

الحادي و العشرون: الشيخ في أماليه قال:حدّثنا محمد بن محمد-يعني المفيد-قال:أخبرني جعفر بن محمد بن قولويه قدّس سرّه قال:حدّثنا أبو الحسن علي بن حاتم عن الحسن بن عبد اللّه عن الحسن بن موسي عن عبد الرّحمن بن أبي نجران و محمد بن عمر بن يزيد جميعا عن حمّاد بن عيسي عن ربعي عن الفضيل بن يسار قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام:لمن كان الأمر حين قبض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟قال:«لنا أهل البيت،فقلت:فكيف صار في تيم و عديّ؟قال:إنك قد سألت فافهم الجواب:إن اللّه تعالي لما كتب أن يفسد في الأرض و تنكح الفروج الحرام و يحكم بغير ما أنزل اللّه خلي بين أعدائنا و بين مرادهم من الدنيا حتّي دفعونا عن حقّنا و جري الظلم علي أيديهم دوننا» (2).

الثاني و العشرون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمد بن محمد قال:أخبرنا المظفر بن محمد قال:أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي الثلج قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن موسي الهاشمي قال:حدّثنا محمد بن عبد اللّه الزراري عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن أبي زكريا الموصلي عن جابر عن أبي جعفر عن أبيه عن جدّه عليهم السّلام أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال لعلي عليه السّلام:«أنت الذي أحتج اللّه بك في ابتدائه الخلق حيث أقامهم أشباحا فقال لهم:أ لست بربّكم؟قالوا:بلي،قال:و محمد رسولي قالوا:بلي،قال:و علي أمير المؤمنين فأبي الخلق جميعا إلاّ استكبارا و عتوّا من ولايتك إلاّ نفر قليل و هم أقلّ القليل و أصحاب اليمين» (3).

الثالث و العشرون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عمر-يعني بن مهدي-قال:أخبرنا أحمد -يعني بن محمد بن سعيد بن عقدة-قال:أخبرنا الحسن بن علي بن بزيع قال:حدّثنا قاسم بن الضحّاك قال:حدثني شهر بن حوشب أخو العوام عن أبي سعيد الهمداني عن أبي جعفر

ص: 302


1- أمالي الصدوق:/205المجلس /8ح 2.
2- أمالي الصدوق:/226المجلس /8ح 45.
3- أمالي الطوسي:/232المجلس /9ح 4.

الهمداني:« إِلاّ مَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً (1) (2)قال:و اللّه لو أنّه تاب و آمن و عمل صالحا و لم يهتد إلي ولايتنا و مودّتنا و معرفة فضلنا ما أغني عنه ذلك شيئا» (3).

الرابع و العشرون: الشيخ في أماليه قال:قال أبو محمد الفحّام:و حدثني عمّي عمر بن يحيي قال:حدثني إبراهيم بن عبد اللّه البلخي قال:حدّثنا أبو عاصم الضحّاك بن مخلد النبيل قال:

سمعت الصادق عليه السّلام يقول:«حدثني أبي محمد بن علي عن جابر بن عبد اللّه قال:كنت عند النبي صلّي اللّه عليه و آله أنا من جانب و علي أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه من جانب،فأقبل عمر بن الخطاب و معه رجل قد تلبب به فقال:ما باله؟قال:حكي عنك يا رسول اللّه أنك قلت:من قال:لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه دخل الجنة و هذا إذا سمعته الناس فرطوا في الأعمال أ فأنت قلت ذلك يا رسول اللّه قال:نعم إذا تمسك بمحبة هذا و ولايته» (4).

الخامس و العشرون: الشيخ في أماليه عن علي بن الحسن عن جعفر الأموي عن العبّاس بن عبد اللّه عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن أبي مريم عن سلمان قال:كنّا جلوسا عند النبي صلّي اللّه عليه و آله إذ أقبل علي بن أبي طالب عليه السّلام فناوله حصاة فما استقرت الحصاة في كف علي حتّي نطقت و هي تقول:لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله رضيت باللّه ربّا و بمحمد نبيّا و بعلي بن أبي طالب وليّا،ثم قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«من أصبح منكم راضيا باللّه و بولاية علي بن أبي طالب فقد آمن خوف اللّه و عقابه» (5).

السادس و العشرون: الشيخ في أماليه بإسناده عن جابر قال:سمعت ابن مسعود يقول:قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«حرمت النار علي من آمن بي و أحب عليّا و تولاه و لعن اللّه من ماري عليا و ناواه علي منّي كجلدة ما بين العين و الحاجب» (6).

السابع و العشرون: الشيخ في أماليه بإسناده عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري يقول:«من أحب أن يجاور الخليل في داره و يأمن من حر ناره فليتولّ علي بن أبي طالب» (7).

و هذا الباب واسع الذّيل من طرق العامة و الخاصّة نقتصر علي هذا القدر؛لأن الروايات فيه لا تحصي.

ص: 303


1- سوره 19 - آيه 60
2- مريم:60.
3- أمالي الطوسي:/259المجلس /10ح 6.
4- أمالي الطوسي:/282المجلس /10ح 85.
5- أمالي الطوسي:/283المجلس /10ح 87.
6- أمالي الطوسي:/295المجلس /11ح 26.
7- أمالي الطوسي:/295المجلس /11ح 27.

الباب الثامن و العشرون: في نص رسول اللّه علي وجوب التمسّك بالثقلين

في نص رسول اللّه علي وجوب التمسّك بالثقلين

من طريق العامة و فيه تسعة و ثلاثون حديثا الأوّل: من مسند أحمد بن حنبل قال عبد اللّه بن أحمد بن حنبل:حدثني أبي قال:حدّثنا أسود ابن عامر قال:حدثنا إسرائيل بن عثمان بن المغيرة عن علي بن ربيعة قال:لقيت زيد بن أرقم و هو داخل علي المختار أو خارج من عنده فقلت له:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«إني تارك فيكم الثقلين»قال:نعم (1).

الثاني: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدثني أبي قال:حدّثنا ابن نمير قال:حدّثنا عبد الملك ابن[أبي]سليمان عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إني[قد] تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي،الثقلين و أحدهما أكبر من الآخر كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلي الأرض و عترتي أهل بيتي ألا إنّهما لن يفترقا حتّي يردا عليّ الحوض»قال ابن نمير:قال بعض أصحابنا عن الأعمش قال:«انظروا كيف تخلّفوني فيهما» (2).

الثالث: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال:حدّثنا أسود بن عامر قال:حدّثنا شريك عن الركين عن القاسم بن حسان عن زيد بن ثابت قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إني تارك فيكم خليفتين:كتاب اللّه حبل ممدود ما بين السماء و الأرض أو ما بين السماء إلي الأرض و عترتي أهل بيتي و إنّهما لن يفترقا حتّي يردا عليّ الحوض» (3).

الرابع: مسلم بن الحجاج في صحيحه في الجزء الرابع من أجزاء ستة في آخر الكراس الثانية من أوّله قال:حدثني زهير بن حرب و شجاع بن مخلد جميعا عن ابن علية عن زهير قال:حدّثنا إسماعيل ابن إبراهيم حدثني أبو حيّان حدثني يزيد بن حيان قال:انطلقت أنا و حصين بن سبرة و عمر بن مسلم إلي زيد بن أرقم فلما جلسنا إليه قال له حصين:لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا،رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سمعت حديثه و غزوت معه وصليت معه لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا،حدّثنا يا زيد

ص: 304


1- مسند أحمد:371/4.
2- مسند أحمد:27/3-59.
3- مسند أحمد:182/5-181.

ما سمعت من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟قال:يا ابن أخي و اللّه،لقد كبرت سني و قدم عهدي و نسيت بعض الذي كنت أعي من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فما حدثتكم فأقبلوه و ما لا[أتذكره] (1)فلا تكلفونيه،ثم قال:قام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوما خطيبا بما يدعي(خما)بين مكّة و المدينة فحمد اللّه و أثني عليه و وعظ و ذكر ثم قال:«أما بعد أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فاجيب و أنا تارك فيكم ثقلين:

أوّلهما كتاب اللّه فيه النور فخذوا بكتاب اللّه و استمسكوا به،فحث علي كتاب اللّه و رغب فيه ثم قال:و أهل بيتي اذكركم اللّه في أهل بيتي اذكركم اللّه في أهل بيتي،اذكركم اللّه في أهل بيتي».فقال حصين:و من أهل بيته؟قال:نساؤه من أهل بيته؟قال:لا،و لكن أهل بيته من حرم عليه الصدقة بعده (2).

الخامس: مسلم في صحيحه أيضا قال:حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدّثنا محمد بن فضيل و حدّثنا إسحاق بن إبراهيم حدّثنا جرير كلاهما عن أبي حيّان بهذا الإسناد نحو حديث إسماعيل و زاد في حديث جرير:«كتاب اللّه فيه الهدي و النور من استمسك به و أخذ به كان علي الهدي و من أخطأه ضل» (3).

السادس: مسلم في صحيحه قال:حدّثنا محمد بن بكار بن الريّان قال:حدّثنا حسان-يعني ابن إبراهيم بن سعيد و هو ابن مسروق-عن يزيد بن حيّان عن يزيد بن أرقم قال:دخلت عليه فقلت له:

لقد صاحبت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و صلّيت خلفه،و ساق الحديث بنحو حديث أبي حيان غير أنّه قال:

«ألا و إني تارك فيكم ثقلين:أحدهما كتاب اللّه هو حبل و اللّه من اتبعه كان علي الهدي و من تركه كان علي ضلالة».و فيه:فقلنا:من أهل بيته نساؤه؟قال:لا أيم اللّه إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثمّ يطلقها فترجع إلي أهلها و قومها،أهل بيته أصله و عصبته الذين حرموا الصدقة بعده (4).

السابع: أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي في تفسيره من الجزء الثاني في تفسير سورة آل عمران في قوله تعالي: وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا (5) (6)قال:حدّثنا الحسن بن محمد بن حبيب قال:وجدت في كتاب جدّي بخطه قال:[حدثنا أحمد بن أعجم القاضي المروزي]حدّثنا الفضل بن موسي الشيباني أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان عن عطية العوفي عن أبي سعيد قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«أيها الناس إني تركت فيكم الثقلين:خليفتين إن

ص: 305


1- زيادة اقتضاها السياق.
2- صحيح مسلم:7:123.
3- صحيح مسلم:123/7 ط.دار الفكر.
4- صحيح مسلم:124/7.
5- سوره 3 - آيه 103
6- آل عمران:103.

أخذتم بهما لن تضلّوا بعدي أحدهما أكبر من الآخر،كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلي الأرض-أو قال إلي الأرض-و عترتي أهل بيتي ألا و أنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض» (1).

الثامن: أبو الحسن علي بن محمد الطيّب الخطيب الشافعي المعروف ب(ابن المغازلي)في كتاب(مناقب أمير المؤمنين عليه السّلام)قال:أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن منهل النحوي قال:

حدّثنا أبو عبد اللّه محمد بن علي السقطي قال:حدّثنا أبو محمد عبد اللّه بن شوذب قال:حدّثنا محمد بن أبي العوام الرياحي قال:حدّثنا أبو عامر الغفاري عن عبد الملك بن عمرو قال:حدّثنا محمد بن طلحة عن الأعمش عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:«إني اوشك أن ادعي و اجيب و إني قد تركت فيكم الثقلين:كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلي الأرض و عترتي أهل بيتي و إن اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتّي يردا عليّ الحوض فانظروا ما ذا تخلفوني فيهما» (2).

التاسع: ابن المغازلي عن أبي طالب محمد بن أحمد بن عثمان الأزهري يرفعه،و ذكر الحديث الأول الذي عن زيد بن أرقم من طريق مسند أحمد بن حنبل (3).

العاشر: ابن المغازلي عن أبي طالب محمد بن عثمان الأزهري يرفعه إلي زيد بن أرقم،و هو الذي تقدم من طريق مسلم عن زيد بن أرقم (4).

الحادي عشر: ابن المغازلي عن الحسن بن أحمد بن موسي الغندجاني يرفعه إلي أبي سعيد الخدري،و هو الحديث الذي تقدّم من رواية عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري (5).

الثاني عشر: أبو الحسن رزين بن معاوية الأندلسي من الجمع بين الصحاح الستة من الجزء الثالث من أجزاء أربعة من صحيح أبي داود السجستاني و هو كتاب السنن و من صحيح الترمذي عن زيد بن أرقم قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر و هو كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلي الأرض و عترتي أهل بيتي لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني في عترتي» (6).

قال سفيان:أهل بيته هم ورثة علمه لأنه لا يورث من الأنبياء إلاّ العلم فهو كقول نوح عليه السّلام: رَبِّ (7)

ص: 306


1- العمدة عن الثعلبي المخطوط:71 ح.
2- مناقب ابن المغازلي:235.
3- مناقب ابن المغازلي:/156ح 281.
4- مناقب ابن المغازلي:/156ح 281.
5- مناقب ابن المغازلي:/156ح 282.
6- سنن الترمذي:329/5 ح 3876.
7- سوره 71 - آيه 28

اِغْفِرْ لِي وَ لِوالِدَيَّ وَ لِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً (1) (2) يريد ديني،و العلماء من أهل بيته المقتدون به و العاملون بما جاء به لهم فضلان (3).

الثالث عشر: أبو عبد اللّه محمد بن أبي نصر الحميدي في الحديث الخامس من أفراد مسلم بن مسند ابن أبي أوفي عن يزيد بن حيّان قال:انطلقت أنا و حصين بن سمرة و عمر بن مسلم إلي زيد ابن أرقم فلما جلسنا إليه قال له حصين:لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا[رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سمعت حديثه و غزوت معه و صليت خلفه لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا]حدّثنا يا زيد ما سمعت من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:يا ابن أخي و اللّه لقد كبرت سني و قدم عهدي و نسيت بعض الذي كنت أعي من رسول اللّه فما حدثتكم فأقبلوه و ما[نسيت] (4)فلا تكلّفونيه،ثم قال:قام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوما فينا خطيبا بما يدعي(خما)بين مكّة و المدينة فحمد اللّه و اثني عليه و وعظ و ذكّر ثم قال:«أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فاجيب و أنا تارك فيكم ثقلين:[أولهما]كتاب اللّه فيه الهدي و النور فخذوا بكتاب اللّه و استمسكوا به»فحثّ علي كتاب اللّه و رغّب فيه ثم قال:«و أهل بيتي أذكركم اللّه في أهل بيتي»فقال له حصين:و من أهل بيته يا زيد أ ليس نساؤه من أهل بيته؟قال:

لا أيم اللّه إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلي أبيها.[و قومها]و لكن أهل بيته[أصله و عصبته]من حرم الصدقة بعده.قال الحميدي:زاد في حديث جرير:«كتاب اللّه فيه الهدي و النور من استمسك به و أخذ به كان علي الهدي و من اخطأه ضلّ» (5).

و في حديث سعيد بن مسروق عن يزيد بن حيّان نحوه غير أنه قال:«ألا و إني تارك فيكم ثقلين:

أحدهما كتاب اللّه و هو حبل اللّه من اتبعه كان علي الهدي و من تركه كان علي ضلالة و أهل بيتي» فقلنا من أهل بيته نساؤه؟قال:لا ايم اللّه إن المرأة تكون مع الرجل العصر ثم الدهر ثم يطلقها فترجع إلي أبيها و قومها،أهل بيته أهله و عصبته الذين حرموا الصدقة بعده (6).

الرابع عشر: ابن المغازلي الشافعي في المناقب قال:أخبرنا أبو يعلي علي بن عبيد اللّه بن العلاف البزّار اذنا قال:أخبرني عبد السلام بن عبد الملك بن حبيب البزار.قال:أخبرني عبد اللّه بن محمد بن عثمان.قال:حدثني محمد بن بكر بن عبد الرزاق،و حدثني أبو حاتم مغيرة بن محمد

ص: 307


1- سوره 71 - آيه 28
2- نوح:28.
3- في العمدة:73 ح 89.
4- زيادة اقتضاها السياق.
5- صحيح مسلم:123/7-124 كتاب الفضائل ط.دار الفكر،و ما بين معقودتين منه.
6- المصدر السابق.

المهلبي قال:حدثني مسلم بن إبراهيم حدثني نوح بن قيس الحدّانّي حدثني الوليد بن صالح عن ابن امرأة زيد بن أرقم قال:أقبل نبي اللّه صلّي اللّه عليه و آله من مكّة في حجة الوداع حتي نزل بغدير الجحفة بين مكة و المدينة فأمر بالدّوحات فقمّ ما تحتهن من شوك ثم نادي الصلاة جامعة،فخرجنا إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في يوم شديد الحرّ و إن منّا لمن يضع ردائه علي رأسه و بعضه تحت قدميه من شدة الرمضاء حتي انتهينا إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فصلي بنا الظهر ثم انصرف إلينا فقال:«الحمد للّه نحمده و نستعينه و نؤمن به و نتوكل عليه و نعوذ باللّه من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا الذي لا هادي لمن أضل و لا مضل لمن هدي و أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أنّ محمدا عبده و رسوله،أما بعد أيها الناس فإنه لم يكن لنبي من العمر إلا نصف عمر من قبله و إنّ عيسي ابن مريم لبث في قومه أربعين سنة و إنّي قد أسرعت في العشرين ألا و إنّي يوشك أن افارقكم و إنّي مسئول و أنتم مسئولون فهل بلغتكم فما أنتم قائلون؟فقام من كلّ ناحية من القوم مجيب يقولون:نشهد بذلك أنّك عبد اللّه و رسوله قد بلغت رسالته و جاهدت في سبيله و صدعت بأمره و عبدته حتي أتاك اليقين جزاك اللّه عنا خير ما جازا نبيّا عن امته فقال:أ لستم تشهدون أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له و أنّ محمدا عبده و رسوله و ان الجنّة حق و النار حق و تؤمنون بالكتاب كله قالوا:بلي قال:اشهد أنّي قد صدقتكم و صدقتموني ألا و اني فرطكم و أنتم تبعي توشكون أن تردوا عليّ الحوض فاسألكم حين تلقوني عن ثقليّ كيف خلفتموني فيهما قال فاعيل علينا ما ندري ما الثقلان حتي قام رجل من المهاجرين قال:بأبي أنت و امي يا نبي اللّه ما الثقلان؟قال:الأكبر منهما كتاب اللّه سبب طرف بيد اللّه تعالي و طرف بأيديكم فتمسّكوا به و لا تضلّوا،و الأصغر منهما عترتي من استقبل قبلتي و أجاب دعوتي فلا تقتلوهم و لا تقهروهم و لا تقصروا عنهم فإني قد سألت اللّه اللطيف الخبير فأعطاني أن يردا عليّ الحوض كهاتين-و أشار بالمسبحة-و لو شئت قلت:كهاتين-و أشار بالسبابة و الوسطي-ناصرهما إليّ ناصر و خاذلهما إليّ خاذل و وليهما إليّ ولي و عدّوهما إليّ عدوّ ألا فإنها لم تهلك أمّة قبلكم حتي تدين بأهوائها و تظاهر علي نبوّتها و تقتل من قام بالقسط منها ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب فرفعها فقال:من كنت مولاه فهذا مولاه و من كنت وليّه فهذا وليّه،اللهم وال من والاه و عاد من عاداه»قالها ثلاثا هذا آخر الخطبة (1).

الخامس عشر: السمعاني في كتاب فضائل الصحابة قال:عن طلحة بن مصرف عن عطية عن أبي سعيد الخدري قدّس سرّه عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«إني اوشك أن ادعي فاجيب و إني تارك فيكم الثقلين

ص: 308


1- مناقب ابن المغازلي:/29ح 23.

كتاب اللّه و عترتي:كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلي الأرض و عترتي أهل بيتي و إنّ اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض» (1).

السادس عشر: صاحب(العمدة)من طريق المخالفين بالإسناد عن زيد بن أرقم قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و أهل بيتي لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض» (2).

السابع عشر: صدر الأئمة عند المخالفين موفق بن أحمد في كتاب فضائل علي أمير المؤمنين في حديث مكاتبة معاوية عمرو بن العاص في استدعاء عمرو بن العاص إلي المعونة علي أمير المؤمنين عليه السّلام فأجابه عمرو بن العاص جواب المكاتبة:من عمرو بن العاص صاحب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي معاوية بن أبي سفيان أما بعد فقد وصل كتابك فقرأته ثم فهمته فأما ما دعوتني إليه من خلع ربقة الإسلام من عنقي و التهور في الضلالة معك و إعانتي إياك علي الباطل و اختراط السيف في وجه علي رضي اللّه عنه،و هو أخو رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وصيه و وراثه و قاضي دينه و منجز وعده و زوج ابنته سيدة نساء الجنة و أبو السبطين الحسن و الحسين سيدي شباب أهل الجنة فلن يكون،و أماما قلت:إنك خليفة عثمان،فقد صدقت و لكن تبيّن اليوم عزلك عن خلافته و قد بويع لغيره فزالت خلافتك،و أما ما عظمتني به و نسبتني إليه من صحبة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و إني صاحب جيشه فلا أغتر بالتزكية و لا أميل بها عن الملّة،و أما ما نسبت أبا الحسن أخا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وصيه إلي البغي و الحسد لعثمان و سميت الصحابة فسقة و زعمت أنه أشدهم علي قتله فهذا كذب و غواية.

ويحك يا معاوية أ ما علمت أن أبا الحسن بذل نفسه بين يدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و بات علي فراشه و هو صاحب السبق إلي الإسلام و الهجرة و قد قال عنه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«هو مني و أنا منه و هو مني بمنزلة هارون من موسي إلاّ انّه لا نبي بعدي».و قد قال فيه يوم غدير خم:«ألا و من كنت مولاه فعليّ مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله».و هو الذي قال فيه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم خيبر:«لأعطين الراية غدا رجلا يحب اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله»و هو الذي قال فيه يوم الطير:«أنت مني بأحب الخلق إليك فلما دخل عليه قال و اليّ و اليّ».و قد:قال فيه يوم بني النظير:«علي إمام البررة و قاتل الفجرة،منصور من نصره مخذول من خذله».و قد قال صلّي اللّه عليه و آله:«عليّ وليّكم من بعدي»و أكد القول عليك و عليّ و علي جميع المسلمين و قال:«إنّي مخلف فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي»و قد قال:«أنا مدينة العلم و عليّ بابها».و قد علمت يا

ص: 309


1- مسند أبي يعلي:297/2 ح 1021،و المعجم الأوسط:374/3.
2- العمدة لابن البطريق:104.

معاوية ما أنزل اللّه في كتابه فيه من الآيات المتلوات في فضائله التي لا يشرك فيها أحد كقوله تعالي:

يُوفُونَ بِالنَّذْرِ (1) (2) إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (3) (4) أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (5) (6) و قد قال اللّه تعالي: رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيْهِ (7) (8)و قد قال تعالي لرسوله: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (9) (10)و قد قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله«أ ما ترضي أن يكون سلمك سلمي و حربك حربي و تكون أخي و وليّ في الدنيا و الآخرة يا أبا الحسن من أحبّك فقد أحبّني و من أبغضك فقد أبغضني و من أحبّك أدخله اللّه الجنّة و من أبغضك أدخله اللّه النار»و كتابك يا معاوية الذي هذا جوابه ليس مما ينخدع به من له عقل أو دين و السلام (11).

الثامن عشر: في كتاب(سير الصحابة)قال:أخبرني إبراهيم بن محمد قال:حدثني عيسي ابن عبد اللّه بن محمد بن علي عن أبيه قال كنت عند جعفر بن محمد الصادق عليه السّلام فسمع الرعد فقال:

«سبحان من سبّحت له الرعد ثم قال:يا أبا محمد أخبرني أبي عن أبيه الحسين بن علي عليه السّلام أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:إني لأجد أن لا بقاء لنبي إلاّ نصف عمر الذي مضيّ له في النبوة و إنّي إن ادعي فاجيب فما أنتم قائلون؟فقال كل رجل منهم ما شاء اللّه أن يقول فقالوا:نشهد أنّك قد بلغت و نصحت فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أ ليس تشهدون أن لا إله إلاّ اللّه و أنّ محمدا رسول اللّه و أنّ الجنّة حق و النار حق و البعث حق؟قالوا:نعم،فقال و أومئ بيده إلي صدره و أنا معكم موافيّ،لكم منذر و انتم واردون عليّ الحوض عرضه ما بين صنعاء و بصري فيه عدد الكواكب اقداحا من الذهب و الفضة (12)فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين فقال:كتاب اللّه الثقل الأكبر سبب طرفه بيد اللّه و سبب طرفه الآخر في يدكم فاستمسكوا به لا تضلوا و لا تزلّوا،و الثقل الأصغر عترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض و سألت ربّي لهما ذلك فلا تتقدموهم فتهلكوا و لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم.ثم أخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بيد علي عليه السّلام و قال:من كنت مولاه فعليّ مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه» (13).

ص: 310


1- سوره 76 - آيه 7
2- الدهر:7.
3- سوره 5 - آيه 55
4- المائدة:55.
5- سوره 11 - آيه 17
6- هود:17.
7- سوره 33 - آيه 23
8- الأحزاب:23.
9- سوره 42 - آيه 23
10- الشوري:23.
11- المناقب:/199ح 240.
12- في المصدر:قد حان ماؤه أشد بياضا من الفضة،و في كتاب ابن مخلد القرطبي:و فيه قد حان من ذهب و فضة.
13- المسترشد للطبري:467 ح 158،و كتاب ما روي في الحوض و الكوثر للقرطبي بتفاوت:88،و ينابيع المودة:118/1.

التاسع عشر: كتاب سير الصحابة أخبرنا أبو حفص بن عمر الفرّاء قال زيد بن الحسن الانماطي:

عن معروف بن خربوذ المكي عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد الفزاري قال:لما نزل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الجحفة صاروا عن حجة الوداع في أصحابه عند سمرات السطحاء متقاربات أن نزلوا تحتهن حتي إذا نزل القوم و أخذوا منازلهم أرسل لتلك السمرات فقمّ ما تحتهن من الشوك و سوّين عن رءوس الجبال حتي نودي بالصلاة فصلي تحتهن،ثم قام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله خطيبا فحمد اللّه و أثني عليه ثم قال:«أيها الناس قد نبأني اللطيف الخبير انّه لم يعمّر نبي إلاّ دون عمر صاحبه و لا أراني إلاّ موشكا أن ادعي فاجيب و أنا مسئول و أنتم مسئولون و ألا فهل بلغتكم؟فقال الناس:قد و اللّه بلغت و جهدت و حرصت فجزاك اللّه عنّا خيرا،قال:أ فلستم تشهدون أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له و أنّ محمدا عبده و رسوله و أنّ البعث بعد الموت حق و أنّ الجنة و النار حقّ؟قالوا:بلي نشهد بذلك،قال:اللهم اشهد،ثم قال:أيها الناس إن اللّه مولاي و أنا مولي المؤمنين و أولي بالمؤمنين من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا مولاه و هو آخذ بيد علي عليه السّلام ثم قال:اللهم وال من ولاه و عاد من عاداه قال فليسمع الشاهد الغائب و الأبيض الأسود و الكبير الصغير،ثم قال:أيها الناس إنّكم واردون عليّ الحوض و عرضه مثل ما بين بصري و صنعاء و فيه عدد النجوم قداحا من فضة و ذهب ألا و إني سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما حين تلقوني، قالوا:و ما الثقلين يا رسول اللّه؟

قال:الثقل الأكبر كتاب اللّه سبب طرفه بيد اللّه و طرفه بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا و لا تبدّلوا،و الثقل الأصغر عترتي أهل بيتي،قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتي يلقياني و سألت ربي لهما ذلك فأعطاني لا تسابقوهم فتهلكوا و لا تقصروا عنهم فتهلكوا و لا تعلموهم فهم أعلم منكم» (1).

العشرون: أبو الحسن الفقيه أحمد بن محمد بن شاذان من طريق العامة في المناقب المائة عن زيد بن ثابت قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و علي بن أبي طالب أفضل لكم من كتاب اللّه لأنه مترجم لكم عن كتاب اللّه» (2).

الحادي و العشرون: ابن المغازلي الشافعي بإسناده إلي ابن أبي الدنيا من كتاب فضائل القرآن قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي و قرابتي،قال:آل عقيل

ص: 311


1- المصدر السابق،و ينابيع المودة:121/1.
2- مائة منقبة:/161المنقبة:86،بتفاوت.

و آل علي و آل جعفر و آل العباس» (1).

الثاني و العشرون: ابن المغازلي أيضا بإسناده إلي علي بن أبي ربيعة قال:لقيت زيد بن أرقم و هو يريد أن يدخل علي المختار فقلت:بلغني عنك شيء؟قال:و ما هو؟قلت:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«إني قد تركت فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي،قال:اللهم نعم» (2).

الثالث و العشرون: موفّق بن أحمد من أعيان علماء العامة في كتاب فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام قال:أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسين علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي قال:أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ أخبرنا خلف بن سالم عن يحيي بن حماد حدثنا أبو عوانة عن سليمان الأعمش قال:حدّثنا حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال:لما رجع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من حجة الوداع نزل بغدير خم أمر بدوحات فقمن ثم قال:«كأني قد دعيت فأجبت إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض ثم قال:إن اللّه عزّ و جل مولاي و أنا ولي كل مؤمن ثم أخذ بيد علي عليه السّلام و قال:من كنت مولاه فعليّ مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه»فقال:أنت سمعت من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله هذا؟ فقال:ما كان في الدّوحات أحدا إلاّ و قد رآه بعينه و سمعه باذنه (3).

الرابع و العشرون: موفق بن أحمد هذا قال:ذكر الإمام محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان حدّثنا أبو محمد عبد اللّه بن يوسف بن بابويه الاصبهاني بنيسابور عن حامد بن محمد الهروي عن خصيف عن مجاهد قال:قيل لابن عباس:ما تقول في علي كرّم اللّه وجهه؟فقال:

ذكرت و اللّه أحد الثقلين سبق بالشهادتين و صلّي القبلتين و بايع البيعتين و هو أبو السبطين الحسن و الحسين و ردّت عليه الشمس مرتين بعد ما غابت عن القبلتين و جرد السيف تارتين و هو صاحب الكرتين،فمثله في الامة مثل ذي القرنين ذاك مولاي علي بن أبي طالب (4).

الخامس و العشرون: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة قال:انبأني الإمام مفيد الدين أبو جعفر محمد بن علي بن أبي الغنائم و الإمام سديد الدين يوسف بن علي بن المطهر

ص: 312


1- الطرائف عنه:/116ح 177 و ليس هو في المناقب.
2- الطرائف عن ابن المغازلي و ليس هو في المناقب المطبوع:116 ح 178.
3- المناقب:/154ح 182.
4- المناقب:/329ح 349 و قد حذف المصنف في أسانيد بعض الرجال.

الحليان فيما كتباه لي رحمة اللّه عليهما،قال:أنبأنا الشيخ مهذّب الدين الحسين بن أبي الفرج بن ردة النيلي بروايته عن محمد بن الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد عن والده عن جدّه محمد عن أبيه عن جماعة منهم السيد أبو البركات علي بن الحسين الجوري العلوي و أبو بكر محمد ابن أحمد بن علي المعمري و الفقيه أبو جعفر محمد بن إبراهيم القائني قال:أنبأنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه قدّس سرّه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان،قال:حدّثنا العباس بن الفضل المقري قال:نبأنا محمد بن علي بن منصور قال:نبأنا عمرو بن عون قال:نبأنا خالد عن الحسن بن عبيد اللّه عن زيد بن أرقم قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي و إنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض» (1).

السادس و العشرون: الحمويني هذا بهذا الإسناد قال:حدّثنا الحسن بن شعيب الجوهري أبو محمد قال:حدّثنا عيسي بن محمد العلوي قال:حدّثنا أبو عمرو أحمد بن أبي حازم الغفاري قال:

حدّثنا عبد اللّه بن موسي عن شريك عن الدكين بن الربيع عن القاسم بن حسان عن زيد بن ثابت قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه عزّ و جلّ و عترتي أهل بيتي ألا و هما الخليفتان من بعدي و لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض» (2).

السابع و العشرون: الحمويني هذا بهذا الإسناد عن ابن بابويه قدّس اللّه روحه قال:نبأنا الحسن ابن عبد اللّه بن سعيد قال:أنبأنا القشيري قال:نبأنا المغيرة بن محمد بن المهلب قال:حدثني أبي قال:حدثني عبد اللّه بن داود عن فضيل بن مرزوق عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال:

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إني تارك فيكم أمرين أحدهما أطول من الآخر كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلي الأرض طرف بيد اللّه و عترتي ألا و إنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض».فقلت لأبي سعيد:من عترته؟قال:أهل بيته.حدّثنا علي بن الفضل البغدادي قال:سمعت عمر صاحب أبي العباس غلام ثعلب يقول:سمعت أبا العباس ثعلب سأل عن معني قوله صلّي اللّه عليه و آله:«إني تارك فيكم الثقلين»لم سميا بثقلين قال:لأن التمسك بهما ثقيل» (3).

الثامن و العشرون: الحمويني هذا بهذا الإسناد عن ابن بابويه قدّس سرّه قال:حدّثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطّار النيسابوري قال:حدّثنا علي بن محمد بن قتيبة عن الفضل بن شاذان قال:حدّثنا إسحاق ابن إبراهيم قال:حدّثنا عيسي بن يونس قال:حدّثنا زكريا بن أبي زائدة عن

ص: 313


1- فرائد السمطين:/142/2ب /33ح 436-441.
2- فرائد السمطين:/144/2ب /33ح 437.
3- فرائد السمطين:/144/2ب /33ح 438.

عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلي الأرض و عترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض» (1).

التاسع و العشرون: الحمويني هذا بالإسناد عن ابن بابويه عليه الرحمة قال:حدّثنا محمد بن عمر قال:حدثني الحسن بن عبد اللّه بن محمد بن علي التميمي قال:حدثني أبي قال:حدثني سيدي علي بن موسي بن جعفر قال:حدثني أبي عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليه و عليهم قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي و لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض» (2).

الثلاثون: الحمويني هذا قال أخبرني الإمامان ابن عمّي الشيخ الزاهد نظام الدين محمد بن علي ابن المؤيد الحمويني و القاضي ظهير الدين محمد بن محمد بن علي البناكتي ثم الأسفرائيني إجازة قال:أنبأنا شيخ الشيوخ تاج الدين عبد السلام بمدينة دها قال:أنبأنا أبي شيخ الشيوخ عماد الدين عمر بن شيخ الإسلام نجم الدين أبي الحسن بن محمد بن حمويه قال:أنبأنا الإمام الأجل قطب الدين مسعود بن محمد النيسابوري قال:أنبأنا عبد الجبار بن محمد الخواري قال:أنبأنا الإمام الحافظ شيخ السنّة أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي قال:أنبأنا أبو محمد جناح بن نذير بن جناح القاضي بالكوفة قال:نبأنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم قال:نبأنا إبراهيم بن إسحاق الزهري قال:نبأنا جعفر-يعني بن عون-و يعلي عن أبي حيان التيمي عن يزيد بن حيان قال:

سمعت زيد بن أرقم قال:قام فينا ذات يوم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله خطيبا فحمد اللّه و أثني عليه ثم قال:«أمّا بعد أيها الناس إنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فاجيبه و اني تارك فيكم الثقلين اوّلهما كتاب اللّه فيه الهدي و النور فاستمسكوا بكتاب اللّه و خذوا به،فحثّ علي كتاب اللّه عزّ و جل و رغب فيه ثم قال:أهل بيتي اذكركم اللّه في أهل بيتي».ثلاث مرات.فقال له حصين:يا زيد من أهل بيته أ ليس نساؤه من أهل بيته؟قال:بلي انّ نسائه من أهل بيته و لكن أهل بيته من حرّم الصدقة بعده.قال:و من هم؟قال:آل علي و آل جعفر و آل العباس و آل عقيل فقال كل هؤلاء يحرم الصدقة قال:نعم (3).

ص: 314


1- فرائد السمطين:/146/2ب /33ح 439.
2- فرائد السمطين:/147/2ب /33ح 440.
3- فرائد السمطين:/233/2ب /46ح 513.

الحادي و الثلاثون: الحمويني هذا قال:أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد اللّه الحافظ أنبأنا عبد اللّه بن محمد بن جعفر الحافظ نبأنا محمد بن يحيي بن مندة نبأنا حميد ابن مسعود نبأنا حيّان الكرماني عن سعيد بن مسروق عن يزيد بن حيان قال:دخلنا علي زيد بن أرقم فقال:خطبنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:«ألا إني تارك فيكم الثقلين أحدهما كتاب اللّه عزّ و جل من تبعه كان علي الهدي و من تركه كان علي ضلالة ثم أهل بيتي اذكركم اللّه في أهل بيتي».ثلاث مرات

قلنا:من أهل بيته نساؤه؟قال:لا أهل بيته أهله و عصبته الذين حرموا الصدقة بعده آل علي و آل العباس و آل جعفر و آل عقيل» (1).

الثاني و الثلاثون: إبراهيم بن محمد الحمويني هذا قال:أخبرتنا الشيخة الصالحة زينب بنت القاضي عماد الدين أبي صالح نصر بن عبد الرزاق بن الشيخ عبد القادر الجيلي قطب وقته سماعا عليها بمدينة السلام بغداد عصر يوم الجمعة السادس و العشرين من صفر سنة اثنتين و سبعين و ستمائة قيل لها أخبرك الشيخ أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن السقاء قراءة عليه و أنت تسمعين في خامس رجب سنة سبع عشرة و ستمائة بالمدرسة القادرية قالت:نعم،قال:أنبأنا أبو القاسم سعيد ابن أحمد بن البناء و أبو محمد بن المبارك بن أحمد بن بركة الكندي في جمادي الأولي سنة اثنتين و أربعين و خمسمائة قالا:أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد بن الزّينبي قال:أنبأنا أبو طاهر محمد ابن عبد الرّحمن بن العباس المخلص قال:أنبأنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمد بن عبد العزيز البغوي أنبأنا بشر بن الوليد الكندي أنبأنا محمد بن طلحة عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«إني أوشك أن ادعي فاجيب و إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه عزّ و جلّ جبل ممدود من السماء إلي الأرض و عترتي أهل بيتي و انّ اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض فانظروا ما تخلفوني فيهما» (2).

الثالث و الثلاثون: الحمويني هذا من أعيان علماء العامة قال:أخبرنا العدل الصالح رشيد الدين محمد بن أبي القاسم بن عمر المقري البغدادي بقراءتي عليه بها قال:أنبأنا الإمام السيد أبو محمد الحسن بن علي بن المرتضي الحسني إجازة أنبأنا الحافظ أبو الفضل محمد بن ناصر السلامي إجازة،و أخبرني العدل أبو طالب علي بن أنجب اذنا قال:أنبأنا عبد الوهاب بن علي بن علي إجازة و أنبأنا شيخ الإسلام جمال السنّة معين الدين أبو عبد اللّه محمد بن حمويه الحمويني إجازة قال:

أنبأنا القاضي أبو محمد عبد الملك بن كعب قال:أنبأنا أبو العباس عطاء بن أحمد بن إدريس و أبو

ص: 315


1- فرائد السمطين:/250/2ب /48ح 520.
2- فرائد السمطين:/272/2ب /54ح 538.

زكريا يحيي بن زكريا بن معاذ الترمذي قالا:أنبأنا الشيخ أبو عبد اللّه محمد بن علي الحكيم الترمذي قال:أنبأنا الشيخ نصر قال:أنبأنا يزيد بن الحسن قال:أنبأنا معروف بن خربوذ المكي عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن حذيفة بن اسيد الغفاري قال:لما صدر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من حجة الوداع خطب قال:«أيها الناس انّه قد نبأني اللطيف الخبير انّه لن يعمر نبي إلاّ مثل نصف عمر الذي يليه من قبل و اني أظن أني موشك أن ادعي فاجيب و أني فرطكم علي الحوض فإني مسائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما الثقل الأكبر كتاب اللّه سبب طرف بيد اللّه و طرف بأيديكم فاستمسكوا و لا تضلوا و لا تبدّلوا و عترتي أهل بيتي فإني قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض» (1).

الرابع و الثلاثون: عزّ الدّين ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة و هو من أعيان علماء العامة من المعتزلة قال:روي الناقدي قال:سئل الحسن البصري عن علي عليه السّلام و كان يظنّ به الانحراف عنه و لم يكن كما ظنّ فقال:ما أقول فيمن جمع الخصال الأربع؟ائتمانه علي براءة و ما قال له الرسول في غزاة تبوك فلو كان غير النبوّة شيء يفوته لاستثناه،و قول النبي صلّي اللّه عليه و آله:«الثقلان كتاب اللّه و عترتي و انه لم يؤمّر عليه أمير قط و قد أمّرت الامراء علي غيره» (2).

الخامس و الثلاثون: ابن أبي الحديد قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إنّي مخلف فيكم الثقلين» و قال صلّي اللّه عليه و آله:«اللهم أدر الحقّ معه حيث دار».و أمثال ذلك من النصوص الدالة علي تعظيمه و تبجيله و منزلته في الإسلام (3).

السادس و الثلاثون: ابن أبي الحديد قال:قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«خلفت فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي حبلان ممدودان من السماء إلي الأرض لا يفترقا حتي يردا عليّ الحوض».فعبّر أمير المؤمنين عليه السّلام من أهل البيت بلفظ السّبب لما كان النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:حبلان و السبب في اللغة الحبل عني بقوله امروا بمودته قوله تعالي: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (4) (5)(6).

السابع و الثلاثون: ابن أبي الحديد قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام في خطبة له عليه السّلام:«خلف رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فينا راية الحق من تقدمها مرق و من تخلّف عنها زهق و من لزمها لحق دليلها مكيث الكلام بطيء القيام سريع إذا قام ألا إنّ مثل آل محمد كمثل نجوم السماء إذا خوي نجم طلع نجم».قال

ص: 316


1- فرائد السمطين:/272/2ب /55ح 539.
2- شرح نهج البلاغة:95/4.
3- شرح نهج البلاغة:270/10.
4- سوره 42 - آيه 23
5- الشوري:23.
6- شرح نهج البلاغة:133/9.

ابن أبي الحديد في الشرح:أراد بذلك راية الحقّ الثقلان المخلّفان بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هما الكتاب و العترة قال:يقول عليه السّلام:«من خالفها متقدّما لها أو متأخرا عنها فقد خرج عن الحق و من لازمها فقد ما أصاب الحق»ثم قال:«دليلها مكيث الكلام»يعني نفسه عليه السّلام،لأن المشار إليه من العترة،و أعلم الناس بالكتاب،و مكيث الكلام:بطيئه و رجل مكيث أي رزين،و المكث:اللبث و الانتظار.

فأما قوله عليه السّلام:«مكيث الكلام»فانّ قلّة الكلام من صفات المدح و كثرته من صفات الذّم (1).

الثامن و الثلاثون: ابن أبي الحديد قال:و من كتاب كتبه عليه السّلام إلي الحارث الهمداني قال:«و تمسّك بحبل القرآن انتصحه و أحلّ حلاله و حرّم حرامه»قال ابن أبي الحديد في الشرح:جاء في الخبر المرفوع لما ذكر الثقلين فقال:«أما أحدهما كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلي الأرض طرف بيد اللّه و طرف بأيديكم» (2).

التاسع و الثلاثون: ابن أبي الحديد قال:في كلام لأمير المؤمنين عليه السّلام:«و آخر قد تسمي عالما ليس به فاقتبس جهائل من جهال و أضاليل من ضلاّل و نصب للناس أشراكا من حبائل غرور و قول زور قد حمل الكتاب علي آرائه،و عطف الحق علي أهوائه،يؤمن الناس من العظائم، و يهوّن كبير الجرائم،يقول أقف عند الشبهات و فيها وقع،و يقول اعتزل البدع و بينها اضطجع، فالصورة صورة إنسان و القلب قلب حيوان،لا يعرف باب الهدي فيتبعه و لا باب العمي فيصدّ عنه و ذلك ميّت الأحياء.

فأين تذهبون و أنّي تؤفكون؟!و الأعلام قائمة و الآيات واضحة و المنار منصوبة فأين يتاه بكم و كيف تعمهون و بينكم عترة نبيّكم،و هم أزمّة الحق و أعلام الدين و ألسنة الصدق فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن و ردوهم ورود الهيم العطاش،أيها الناس خذوها عن خاتم النبيين صلّي اللّه عليه و آله:إنه يموت من مات منّا و ليس بميت و يبلي من بلي منّا و ليس ببال،فلا تقولوا ما لا تعرفون فإن أكثر الحق فيما تنكرون،و أعذروا من لا حجة لكم عليه و هو أنا أ لم اعمل فيكم بالثقل الأكبر و أترك فيكم الثقل الأصغر قد ركزت فيكم رآية الإيمان و وقفتكم علي حدود الحلال و الحرام و ألبستكم العافية من عدلي و فرشتكم المعروف من قولي و فعلي و أريتكم كرائم الأخلاق من نفسي فلا تستعملوا الرأي فيما لا يدرك قعره البصر و لا يتغلغل إليه الفكر».

قال ابن أبي الحديد في الشرح الاعلام المعجزات هاهنا:جمع علم،و أصلها الجبل أو الراية و المنار تنصب في الفلاة ليهتدي بها و قوله:«فأين يتاه بكم»أي أين يذهب بكم في التّيه و يقال:

ص: 317


1- شرح نهج البلاغة:85/7.
2- شرح نهج البلاغة:43/18.

أرض تيها يتحير سالكها،و تعمهون:تتحيرون و تضلّون،و عترة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أهله الأدنون و نسله، و ليس بصحيح قول من قال:إنهم رهطه و ان بعدوا،و إنما قال أبو بكر رضي اللّه عنه يوم السقيفة أو بعده:نحن عترة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و بيضته التي تفقأت عنه،علي طريق المجاز لأنهم بالنسبة إلي الأمصار عترة له لا في الحقيقة.

ألا تري أن العدناني يفاخر القحطاني فيقول له:أنا ابن عم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ليس أنه يعني أنه ابن عمه علي الحقيقة،لكنه بالإضافة إلي القحطاني كأنه ابن عمه و إنما استعجل ذلك و نطق به مجازا.

و إن قدر مقدر أنه علي طريق حذف المضافات أي ابن ابن عمّ أب الأب إلي عدد كثير في البنين و الآباء فلذلك أراد أبو بكر إنهم عترة أجداده علي طريق حذف المضاف،و قد بيّن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عترته من هي لما قال:«اني تارك فيكم الثقلين فقال:عترتي أهل بيتي»و بيّن في مقام آخر من أهل بيته حين طرح عليهم كساء،و قال حين نزل: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ (1) «اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس».

قال:فإن قلت فمن هي العترة التي عناها أمير المؤمنين بهذا الكلام؟قلت:نفسه و ولداه و الأصل في الحقيقة نفسه لأن ولديه تابعان له و نسبتهما إليه مع وجوده كنسبة الكواكب المضيئة مع طلع الشمس المشرقة و قد نبّه النبي صلّي اللّه عليه و آله علي ذلك بقوله:«و أبوكما خير منكما».و قوله:فهم أزمّة الحق جمع زمام كأنه جعل الحق معهم حيثما داروا،و ذاهبا معهم حيثما ذهبوا كما أن الناقة طوع زمامها، و قد نبّه الرسول صلّي اللّه عليه و آله علي صدق هذه القضية بقوله:«و أدر الحق معه حيث دار»قوله:و ألسنة الصدق من الألفاظ الشريفة القرآنية قال اللّه تعالي: وَ اجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (2) (3)كما قال:لا يصدر عنهم حكم و لا قول إلاّ و هو موافق للحق و الصواب جعلهم كأنهم ألسنة صدق لا يصدر عنها قول كاذب اصلا بل هي كالمطبوعة علي الصدق و قوله:«فانزلوهم منازل القرآن»تحته سرّ عظيم،و ذاك أنه أمر المكلّفين بأن يجروا العترة في إجلالها و إعظامها و الانقياد لها و الطاعة لأوامرها مجري القرآن قال:فإن قلت هذا القول منه عليه السّلام يشعر بأن العترة معصومة فما قول أصحابكم في ذلك؟

قال:قلت نص أبو محمد بن متويه في كتاب الكفاية علي أن عليّا عليه السّلام معصوم،و إن لم يكن واجب العصمة و لا العصمة شرط في الإمامة و لكن أدلة النصوص قد دلّت علي عصمته و القطع علي باطنه و مغيبه و ان ذلك أمر اختص هو عليه السّلام به دون غيره من الصحابة،و الفرق ظاهر بين قولنا:

ص: 318


1- سوره 33 - آيه 33
2- سوره 26 - آيه 84
3- الشعراء:84.

زيد معصوم و بين قولنا:زيد واجب العصمة لأنه إمام و من شرط الإمام أن يكون معصوما فالاعتبار الأول مذهبنا و الاعتبار الثاني مذهب الإمامية.ثم قال عليه السّلام:«وردوهم ورود الهيم (1)العطاش»أي:

كونوا ذوي حرص و انكماش علي أخذ العلم و الدين عنهم كحرص الهيم الظماء علي ورود الماء.

قال:فإن قلت:فهل هذا الكلام عنه عليه السّلام أم قاله مرفوعا؟قال؟قلت:بل ذكره مرفوعا،ألا تري قال:

«خذوها عن خاتم النبيين»ثم نعود إلي التفسير فنقول:إنه عليه السّلام لما قال لهم ذلك علم أنه قال قولا عجيبا و ذكر أمرا غريبا،و علم أنهم ينكرون ذلك و يعجبون فقال لهم:«فلا تقولوا ما لا تعرفون»أي لا تكذّبوا أخباري و لا تكذبوا أخبار رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لكم بهذا فتقولون ما لا تعلمون صحته.ثم قال:

«فإن أكثر الحق»في الامور العجيبة التي تنكرونها كإحياء الموتي في القيامة و كالصراط و الميزان و النار و الجنة و سائر أحوال الآخرة.

هذا إن كان خاطب من لا يعتقد الإسلام فإن كان الخطاب لمن يعتقد الإسلام فإنه يعني بذلك أن أكثرهم كانوا مرجئة و مشبهة و مجبرة،و من يعتقد أفضلية غيره عليه،و من يعتقد أنه شرك في دم عثمان،و من يعتقد أن معاوية صاحب حجة في حربه أو شبهة يمكن أن يتعلق بها متعلق و من يعتقد أنه أخطأ في التحكيم إلي غير ذلك من ضروب الخطأ التي كان اكثرهم عليها،ثم قال:

«و اعذروا من لا حجة لكم عليه و هو أنا»يقول قد عدلت فيكم و احسنت السيرة فاقمتكم علي المحجة البيضاء حتي لم يبق لأحد منكم حجة يحتج بها عليّ،ثم شرح ذلك فقال:«عملت فيكم بالثقل الأكبر»يعني الكتاب«و خلفت فيكم الثقل الأصغر»يعني ولديه عليهما السّلام لأنهما بقية الثقل الأصغر فجاز أن يطلق عليهما بعد ذهاب من ذهب منه إنهما الثقل الأصغر و إنّما سمّي النبي صلّي اللّه عليه و آله الكتاب و العترة الثقلين لأن الثقل في اللغة متاع المسافر و حشمه فكانه صلّي اللّه عليه و آله لما شارف الانتقال إلي جوار ربّه جعل نفسه كالمسافر الذي ينتقل من منزل إلي منزل و جعل الكتاب و العترة كمتاعه و حشمه لأنهما أخصّ الأشياء به.

قوله عليه السّلام:«و ركّزت فيكم راية الإيمان»أي غرزتها و أثبتها،و هذا من باب الاستعارة،و كذلك قوله:«و وقفتكم علي حدود الحلال و الحرام»من باب الاستعارة أيضا مأخوذة من حدود الدار و هي الجهات الفاصلة بينها و بين غيرها،قوله:«و البستكم العافية من عدلي»استعارة فصيحة و أفصح منها قوله:«و فرشتكم المعروف من قولي و فعلي»أي جعلته لكم فراشا،و فرش هاهنا متعدّ إلي مفعولين،يقال:فرشته كذا أي أوسعته إياه ثم نهاهم أن يستعملوا الرأي فيما ذكره لهم من

ص: 319


1- الهيم:الإبل.

خصائص العترة و عجائب ما منحها اللّه تعالي:فقال:«إنّ أمرنا أمر صعب لا تهتدي إليه العقول و لا تدرك الأبصار قعره و لا تتغلغل الأفكار إليه»و التغلغل الدخول من تغلغل الماء بين الشجر إذا تخلّلها و دخل بين اصولها (1).

و قال:قال عليه السّلام في آل محمد صلّي اللّه عليه و آله:«نحن الشعار و الأصحاب و الخزنة و الأبواب و لا تؤتي البيوت إلا من أبوابها فمن أتاها من غير أبوابها سمّي سارقا (2).

فهم كرائم الإيمان و هم كنوز الرّحمن،إن نطقوا صدقوا و ان صمتوا لم يسبقوا و لهم خصائص حق الولاية و فيهم الوصية و الوراثة» (3).

ص: 320


1- شرح نهج البلاغة:372/6.
2- شرح نهج البلاغة:164/9.
3- شرح نهج البلاغة:175/9،بتفاوت.

الباب التاسع و العشرون: في نص رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي وجوب التمسّك بالثقلين

في نص رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي وجوب التمسّك بالثقلين

من طريق الخاصة و فيه اثنان و ثمانون حديثا الحديث الأول: أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه قدّس سرّه قال في كتاب النصوص علي الأئمة الاثني عشر عليهم السّلام قال:حدّثنا محمد بن وهبان بن محمد البصري قال:حدّثنا محمد بن عمر الجعاني قال:حدثنا إسماعيل بن محمد بن شيبة القاضي قال:حدثني محمد بن أحمد بن الحسن قال:حدّثنا يحيي بن خلف الراسبي عن عبد الرّحمن قال:حدّثنا يزيد بن الحسن عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول علي منبره:«معاشر الناس إني فرطكم و أنتم واردون عليّ الحوض حوضا ما بين بصري و صنعاء،فيه عدد النجوم قدحان من فضّة،و إني سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما الثقل الأكبر كتاب اللّه سبب طرفه بيد اللّه و طرفه بيدكم فاستمسكوا به و لن تضلّوا و لا تبدّلوا في عترتي أهل بيتي فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض،معاشر أصحابي كأني علي الحوض انتظر من يرد عليّ منكم و سوف تؤخّر أناس دوني،فأقول:يا رب مني و من امتي فيقال يا محمد هل شعرت بما علموا؟إنّهم ما رجعوا بعدك يرجعون علي أعقابهم.ثم قال أوصيكم في عترتي خيرا و أهل بيتي.

فقام إليه سلمان فقال:يا رسول اللّه:من الأئمة من بعدك أما هم من عترتك؟

فقال:نعم الأئمة من بعدي من عترتي عدد نقباء بني إسرائيل تسعة من صلب الحسين أعطاهم اللّه علمي و فهمي فلا تعلّموهم فإنهم أعلم منكم و اتبعوهم فإنهم أعلم منكم و اتبعوهم فإنهم مع الحق و الحق معهم عليهم السّلام» (1).

الثاني: ابن بابويه قال:أخبرنا أبو عبد اللّه بن عمر بن مسلم بن لاحق اللاحفي البصري في سنة عشر و ثلاثمائة قال:حدّثنا محمد بن عمارة السكري عن إبراهيم بن عاصم عن عبد اللّه بن هارون الكرخي قال:حدّثنا أحمد بن يزيد بن سلامة عن حذيفة بن اليمان،قال:صلي بنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثم

ص: 321


1- كفاية الأثر:127.

أقبل بوجهه الكريم علينا ثم قال:«معاشر أصحابي أوصيكم بتقوي اللّه و العمل بطاعته فمن عمل بها فاز و نجح و غنم،و من تركها حلّت عليه الندامة فالتمسوا بالتقوي السلامة من أهوال يوم القيامة،فكأني ادعي فاجيب و اني تارك فيكم الثقلين:كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا و من تمسّك بعترتي من بعدي كان من الفائزين و من تخلف عنهم كان من الهالكين،فقلت:يا رسول اللّه علي من تخلّفنا؟

قال:علي من خلّف موسي بن عمران علي قومه؟قلت:علي وصيّه يوشع بن نون،فقال:إنّ وصيي و خليفتي من بعدي علي بن أبي طالب قائد البررة و قاتل الكفرة منصور من نصره مخذول من خذله،فقلت:يا رسول اللّه:فكم تكون الأئمة من بعدك؟

قال:عدة نقباء بني إسرائيل تسعة من صلب الحسين أعطاهم اللّه تعالي علمي و فهمي خزان علم اللّه و وحي اللّه،قلت:يا رسول اللّه فما لأولاد الحسن؟قال:إنّ اللّه تبارك و تعالي جعل الإمامة في عقب الحسين،ذلك قوله عزّ و جلّ وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (1) (2)قلت:أ فلا تسمّيهم لي يا رسول اللّه،قال:نعم لما عرج بي إلي السماء فنظرت إلي ساق العرش فرأيت مكتوبا بالنور لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه أيّدته بعلي و نصرته به،و رأيت أنوار الحسن و الحسين و فاطمة و رأيت في ثلاثة مواضع عليا عليا عليا و محمدا محمدا و جعفرا و موسي و الحسن و الحجة يتلألأ من بينهم كأنه كوكب درّيّ فقلت:يا رب من هؤلاء الذين قرنت اسمائهم باسمك؟ قال:يا محمد هم الأوصياء و الأئمة بعدك خلقتهم من طينتك فطوبي لمن أحبّهم،و الويل لمن أبغضهم،فبهم أنزل الغيث و بهم اثيب و اعاقب،ثم رفع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يده إلي السماء و دعا بدعوات و سمعته يقول:اللهم اجعل العلم و الفقه في عقبي و عقب عقبي و في زرعي و زرع زرعي» (3).

الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن الحسن بن محمد بن مندة قال:حدّثنا هارون بن موسي قال:حدّثنا أبو الحسن محمد بن منصور الهاشمي قال:حدثني أبو موسي عيسي بن أحمد قال:

حدثنا أبو ثابت المدني قال:حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن هشام بن سعيد عن عيسي بن عبد اللّه بن مالك عن عمر بن الخطاب قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«أيها الناس إني فرط لكم و انتم واردون عليّ الحوض أعرض ما بين صنعاء و بصري فيه قدحان عدد النجوم من فضة و إني سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما،السبب الأكبر كتاب اللّه طرفه

ص: 322


1- سوره 43 - آيه 28
2- الزخرف:28.
3- كفاية الأثر:136.

بيد اللّه و طرفه بيدكم فاستمسكوا به و لا تبدّلوا و عترتي أهل بيتي فإنّه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض فقلت يا رسول اللّه من عترتك؟فقال:أهل بيتي من ولد عليّ و فاطمة و تسعة من صلب الحسين عليه السّلام أئمة أبرار هم عترتي من لحمي و دمي» (1).

الرابع: محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة عن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة و محمد بن همام بن سهيل و عبد العزيز و عبد الواحد ابنا عبد اللّه بن يونس[عن رجالهم]عن رجالهم عن عبد الرزاق بن همام قال:حدّثنا معمّر بن راشد عن أبان ابن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:«إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قام خطيبا ثم لم يخطب بعد ذلك فقال:

«أيها الناس إني قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسّكتم بهما كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي، فإن اللطيف الخبير قد أخبرني و عهد إليّ أنّهما لا يفترقان (2)حتي يردا عليّ الحوض:قالوا اللهم شهدنا ذلك كلّه من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقام اثنا عشر من الجماعة فقالوا:نشهد أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين خطب في اليوم الذي قبض فيه قام عمر بن الخطاب شبه المغضب فقال:يا رسول اللّه لكل أهل بيتك؟فقال:لا،و لكن الأوصياء منهم علي أخي و وزيري و وارثي و خليفتي في امتي و ولي كل مؤمن بعدي و هو أولهم و خيرهم،ثم وصيه بعده ابني هذا و أشار إلي الحسن،ثم وصيّه ابني هذا و أشار إلي الحسين،ثم وصيّه ابني بعده سمي أخي،ثم وصيّه بعده سميّي،ثم سبعة من بعده من ولده واحدا بعد واحد حتي يردوا عليّ الحوض،شهداء اللّه في أرضه و حججه علي خلقه،من أطاعهم أطاع اللّه و من عصاهم عصي اللّه،فقام السبعون البدريون و نحوهم من المهاجرين فقالوا:

ذكرتمونا ما كنا نسينا،نشهد أنا قد[كنا]سمعنا ذلك من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله» (3).

الخامس: قال:حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قدّس سرّه قال:حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن غياث بن إبراهيم عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عليهم السّلام قال:«سئل أمير المؤمنين عن معني قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إني مخلف فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي،من العترة؟قال:أنا و الحسن و الحسين و الأئمة التسعة من ولد الحسين تاسعهم مهديهم و قائمهم لا يفارقون كتاب اللّه و لا يفارقهم حتي يردا علي رسول اللّه حوضه» (4).

السادس: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن إسماعيل قال:حدّثنا محمد بن همام عن عبد اللّه بن

ص: 323


1- كفاية الأثر:91.
2- في المصدر:لن يفترقا.
3- كتاب الغيبة للنعماني:73.
4- كمال الدين:240 ح 64 باب 22.

جعفر الحميري عن موسي بن مسلم عن مسعدة قال:كنت عند الصادق عليه السّلام إذ أتاه شيخ كبير قد انحني متكئا علي عصاه فسلم فرد أبو عبد اللّه عليه السّلام الجواب،ثم قال:يا ابن رسول اللّه ناولني يدك أقبّلها،فأعطاه يده فقبّلها ثم بكي،ثم قال له أبو عبد اللّه:«ما يبكيك يا شيخ»،فقال:جعلت فداك أقمت علي قائمكم منذ مائة سنة أقول هذا الشهر و هذه السنّة و قد كبر سني ورق جلدي و دق عظمي و اقترب أجلي و لا أري فيكم ما أحبّ،أراكم مقتولين مشردين و أري أعدائكم يطيرون بالأجنحة و كيف لا أبكي،فدمعت عينا أبي عبد اللّه عليه السّلام ثم قال:«يا شيخ إن ابقاك اللّه حتي تري قائمنا كنت[معنا]في السنام الأعلي و إن حلّت بك المنية جئت يوم القيامة مع ثقل محمد صلّي اللّه عليه و آله و نحن ثقله،فقال صلّي اللّه عليه و آله:إني مخلف فيكم الثقلين فتمسّكوا بهما لن تضلوا كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي،فقال الشيخ:لا أبالي بعد ما سمعت هذا الخبر.ثم قال:«يا شيخ اعلم أن قائمنا يخرج من صلب الحسن،و الحسن يخرج من صلب علي،و علي يخرج من صلب محمد،و محمد يخرج من صلب علي،و علي يخرج من صلب موسي،ابني هذا و اشار إلي ابنه موسي و هذا خرج من صلبي،نحن اثنا عشر كلّنا معصومون مطهرون.

فقال الشيخ:يا سيدي بعضكم أفضل من بعض؟فقال:لا،نحن في الفضل سواء و لكن بعضنا أعلم من بعض،ثم قال:يا شيخ و اللّه لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتي يخرج قائمنا أهل البيت،ألا و إن شيعتنا يقعون في فتنة و حيرة في غيبته هناك يثبت اللّه علي هداه المخلصين اللهم أعنهم علي ذلك» (1).

السابع: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن الحسين بن محمد قال:حدثنا عتبة بن عبد اللّه الحمصي بمكة قراءة عليه سنة ثمانين و ثلاثمائة قال:حدثني عليّ بن موسي الغطفاني قال:حدثنا أحمد بن يوسف الحمصي قال:حدثني محمد بن عكاشة قال:حدّثنا حسين بن يزيد بن عبد علي قال:

حدثني عبد اللّه بن الحسن عن أبيه عن الحسن عليه السّلام قال:«خطب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوما فقال بعد ما حمد اللّه و أثني عليه:معاشر الناس كأني ادعي فاجيب و إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا فتعلموا منهم و لا تعلموهم فإنّهم أعلم منكم لا تخلوا الأرض منهم و لو خلت لانساخت بأهلها ثم قال عليه السّلام:اللهم إني أعلم أن العلم لا يبيد و لا ينقطع و إنّك لا تخلي الأرض من حجة لك علي خلقك ظاهرا ليس بالمطاع أو خائف مغمور كيلا تبطل حجّتك و لا تضلّ أوليائك بعد إذ هديتهم أولئك الأقلون عددا الأعظمون قدرا عند اللّه،فلما نزل

ص: 324


1- كفاية الأثر:264-260 و بشارة المصطفي:275.

عن منبره قلت له:يا رسول اللّه أما أنت الحجة علي الخلق كلّهم؟قال:يا حسن إن اللّه يقول: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (1) (2)فأنا المنذر و علي الهادي قلت:يا رسول اللّه قولك:إن الأرض لا تخلو من حجة قال:نعم،علي هو الإمام و الحجة بعدي،و أنت الإمام و الحجة بعده،و الحسين الإمام و الحجة و الخليفة من بعدك،و لقد نبأني اللطيف الخبير أن يخرج من صلب الحسين ولد يقال له علي سمي جدّه،فإذا مضي الحسين قام بعده علي ابنه و هو الإمام و الحجة بعد أبيه و يخرج اللّه من صلب علي ولدا سميّي و أشبه الناس بي علمه علمي و حكمه حكمي،و هو الإمام و الحجة بعد أبيه،و يخرج اللّه تعالي من صلب محمد مولودا يقال له جعفر أصدق الناس فعلا و قولا و هو الإمام و الحجة بعد أبيه،و يخرج اللّه تعالي من صلب جعفر مولودا يقال له موسي سمّي موسي بن عمران عليه السّلام أشد الناس تعبّدا فهو الإمام و الحجة بعد أبيه،و يخرج اللّه من صلب موسي ولدا يقال له علي معدن علم اللّه و موضع حكمه و هو الإمام و الحجة بعد أبيه،و يخرج اللّه من صلب علي مولودا يقال له محمد فهو الإمام و الحجة بعد أبيه،و يخرج اللّه من صلب محمد ولدا يقال له عليّ فهو الإمام و الحجة بعد أبيه،و يخرج اللّه من صلب علي مولودا يقال له الحسن فهو الإمام و الحجة بعد أبيه،و يخرج اللّه من صلب الحسن الحجة القائم إمام شيعته و منقذ أوليائه،يغيب حتي لا يري و يرجع عن أمره قوم و يثبت عليه آخرون وَ يَقُولُونَ مَتي هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (3) و لو لم يكن من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل اللّه عزّ و جلّ ذلك اليوم حتي يخرج قائمنا فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما فلا تخلو الأرض منكم،أعطاكم اللّه علمي و فهمي و لقد دعوت اللّه تبارك و تعالي أن يجعل العلم و الفقه في عقبي و عقب عقبي و في زرعي و زرع زرعي» (4).

الثامن: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن الحسن بن العباس أبو جعفر الخزاعي قال:حدّثنا حسن بن الحسين العرني قال:حدّثنا عمرو بن ثابت عن عطا بن السائب عن أبي يحيي عن ابن عباس قال:صعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله المنبر فخطب و اجتمع الناس إليه فقال:«يا معشر المؤمنين إنّ اللّه عزّ و جلّ أوحي إليّ إني مقبوض،و ان ابن عمي مقبوض،و ان ابن عمي عليا مقتول،و اني أيها الناس أخبركم خبرا إن علمتم به سلمتم و إن تركتموه هلكتم،إنّ ابن عمي عليّا هو أخي و وزيري و هو خليفتي و هو المبلغ عني و هو إمام المتقين و قائد الغرّ المحجلين،و إن استرشدتموه أرشدكم،و إن تبعتموه نجوتم،و ان خالفتموه ضللتم،و إن أطعتموه فاللّه أطعتم،و إن عصيتموه فاللّه عصيتم،و إن بايعتموه فاللّه بايعتم،و إن نكثتم بيعته فبيعة اللّه نكثتم،إنّ اللّه عزّ و جلّ أنزل عليّ

ص: 325


1- سوره 13 - آيه 7
2- الرعد:7.
3- سوره 10 - آيه 48
4- كفاية الأثر:162.

القرآن و هو الذي من خالفه ضلّ و من ابتغي علمه عند غير علي هلك،أيها الناس اسمعوا قولي و اعرفوا حق نصيحتي و لا تخالفوني في أهل بيتي إلاّ بالذي امرتم به من حفظهم،و إنهم حامتي و قرابتي و إخوتي و أولادي و أنتم مجموعون و مسائلون عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما إنهم أهل بيتي فمن آذاهم آذاني،و من ظلمهم ظلمني،و من أذلّهم أذلّني،و من أعزّهم أعزّني.و من أكرمهم أكرمني،و من نصرهم نصرني،و من خذلهم خذلني،و من طلب الهدي من غيرهم فقد كذبني،أيها الناس اتقوا اللّه و انظروا ما أنتم قائلون إذا لقيتموه،فإني خصم لمن آذاهم و من كنت خصمه خصمته،أقول قولي هذا و أستغفر اللّه لي و لكم» (1).

التاسع: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدّب و جعفر بن محمد بن مسرور قدّس سرّه قالا:حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري عن أبيه عن الريّان بن الصلت قال:حضر الرضا عليه السّلام مجلس المأمون بمرو و قد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق و خراسان فقال المأمون:أخبروني عن معني هذه الآية ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا (2) (3)فقالت العلماء:أراد اللّه تعالي بذلك الامة كلّها.فقال المأمون:ما تقول يا أبا الحسن؟فقال الرضا عليه السّلام:«لا أقول كما قالوا و لكني أقول أراد اللّه عزّ و جلّ بذلك العترة الطاهرة»،فقال المأمون:و كيف عني العترة الطاهرة من دون الامة؟فقال له الرضا عليه السّلام:«إنه لو أراد الامة لكانت بأجمعها في الجنة لقول اللّه تعالي: فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (4) (5)ثم جمعهم كلّهم في الجنة فقال: جَنّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ... (6) (7)الآية.فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم».فقال المأمون:من العترة الطاهرة؟ فقال الرضا عليه السّلام:«الذين وصفهم اللّه تعالي في كتابه فقال: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (8) (9)و هم الذين قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إني مخلّف فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي و إنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما؛أيها الناس لا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم».قالت العلماء:أخبرنا يا أبا الحسن عن العترة أهم الآل أم غير الآل؟فقال الرضا عليه السّلام:«هم الآل».

فقالت العلماء:هذا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يؤثر عنه أنه قال:«أمتي آلي»و هؤلاء أصحابه يقولون بالخبر

ص: 326


1- أمالي الصدوق:/121مجلس /15ح 11.
2- سوره 35 - آيه 32
3- فاطر:32.
4- سوره 35 - آيه 32
5- فاطر:32.
6- سوره 35 - آيه 33
7- فاطر:33.
8- سوره 33 - آيه 33
9- الأحزاب:33.

المستفاض الذي لا يمكن دفعه:آل محمد أمته فقال أبو الحسن عليه السّلام:«أخبروني هل تحرم الصدقة علي الآل؟قالوا:نعم،قال:فتحرم علي الامة؟قالوا:لا،فقال:هذا فرق بين الآل و الامة ويحكم أين يذهب بكم أضربتم عن الذكر صفحا أم أنتم قوم مسرفون؟!أ ما علمتم أنه وقعت الوراثة و الطهارة علي المصطفين المهتدين دون سائرهم؟!

قالوا:و من أين يا أبا الحسن؟

فقال عليه السّلام:من قول اللّه تعالي: وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَ إِبْراهِيمَ وَ جَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَ الْكِتابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ (1) (2)فصارت النبوة و الكتاب للمهتدين دون الفاسقين،أ ما علمتم أنّ نوحا عليه السّلام سأل ربّه تعالي ذكره فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَ إِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَ أَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ (3) (4)و ذلك أن اللّه وعده أن ينجيه و أهله فقال له ربّه عزّ و جلّ يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ (5) (6)».

فقال المأمون:هل فضّل اللّه العترة علي سائر الناس؟فقال أبو الحسن:«إنّ اللّه تعالي أبان فضل العترة علي سائر الناس في محكم كتابه،فقال له المأمون:أين ذلك من كتاب اللّه تعالي؟فقال له الرضا عليه السّلام:في قوله تعالي: إِنَّ اللّهَ اصْطَفي آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَي الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ (7) (8)و قال عزّ و جلّ في موضع آخر: أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (9) (10)ثم ردّ المخاطبة علي أثر هذا إلي سائر المؤمنين فقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (11) (12)يعني الذين قرنهم الكتاب و الحكمة و حسدوا عليها فقوله تعالي: أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (13) يعني الطاعة للمصطفين الطاهرين فالملك هاهنا هو الطاعة لهم.قالت العلماء:فأخبرنا هل فسّر اللّه تعالي الاصطفاء في الكتاب؟فقال الرضا عليه السّلام:«فسّر الاصطفاء في الظاهر سوي الباطن في اثني عشر موضعا و موطئا فأول ذلك قوله تعالي: وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (14) و رهطك المخلصين هكذا في قراءة ابيّ بن كعب و هي ثابتة في مصحف عبد اللّه بن مسعود و هذه منزلة رفيعة و فضل عظيم و شرف عال حين عني اللّه بذلك الآل فذكره رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فهذه واحدة،و الآية الثانية في الاصطفاء قول اللّه عزّ و جلّ:

ص: 327


1- سوره 57 - آيه 26
2- الحديد:26.
3- سوره 11 - آيه 45
4- هود:45.
5- سوره 11 - آيه 46
6- هود:46.
7- سوره 3 - آيه 33
8- آل عمران:33-34.
9- سوره 4 - آيه 54
10- النساء:54.
11- سوره 4 - آيه 59
12- النساء:59.
13- سوره 4 - آيه 54
14- سوره 26 - آيه 214

إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) (2) و هذا الفضل الذي لا يجهله أحد معاندا أصلا لأنه فضل بعد طهارة تنتظر فهذه الثانية،و أما الثالثة فحين ميّز اللّه تعالي الطاهرين من خلقه و أمر نبيه صلّي اللّه عليه و آله بالمباهلة بهم في آية الابتهال فقال عزّ و جلّ: فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ (3) (4)فأبرز النبي صلّي اللّه عليه و آله عليا و الحسن و الحسين و فاطمة(صلوات اللّه و سلامه عليهم)و قرن أنفسهم بنفسه،فهل تدرون ما معني قوله عزّ و جل وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ (5) ؟.

قالت العلماء:عني به نفسهم،فقال أبو الحسن:غلطتم إنما عني به علي بن أبي طالب عليه السّلام و مما يدل علي ذلك قول النبي صلّي اللّه عليه و آله حين قال:لينتهين بنو وليعة أو لأبعثن إليهم رجلا كنفسي.يعني علي ابن أبي طالب عليه السّلام فهذه خصوصية لا يتقدّمه فيها أحد،و فضل لا يلحقه فيه بشر،و شرف لا يسبقه إليه خلق،إذ جعل نفس علي كنفسه فهذه الثالثة،و أما الرابعة فإخراجه صلّي اللّه عليه و آله الناس من مسجده ما خلا العترة التي حتي تكلّم الناس في ذلك و تكلّم العباس فقال:يا رسول اللّه تركت عليّا و أخرجتنا؟!فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:و ما انا تركته و أخرجتكم و لكنّ اللّه تركه و أخرجكم و في هذا تبيان لقوله صلّي اللّه عليه و آله لعلي عليه السّلام:أنت مني بمنزلة هارون من موسي.قالت العلماء:و أين هذا من القرآن؟ قال أبو الحسن عليه السّلام:أوجدكم في ذلك قرآنا أقرأه عليكم؟قالوا:هات.قال:قول اللّه تعالي وَ أَوْحَيْنا إِلي مُوسي وَ أَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَ اجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً (6) (7)ففي هذه الآية منزلة هارون من موسي و فيها أيضا منزلة علي من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و مع هذا دليل ظاهر في قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين قال:ألا إنّ هذا المسجد لا يحلّ لجنب إلاّ لمحمد و آله.فقالت العلماء:يا أبا الحسن هذا الشرح و هذا البيان لا يوجد إلا عندكم معشر أهل بيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فقال:و من ينكر لنا ذلك و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:أنا مدينة الحكمة و علي بابها فمن أراد الحكمة فليأتها من بابها.ففيما أوضحنا و شرحنا من الفضل و الشرف و التقدمة و الاصطفاء و الطهارة ما لا ينكره معاند و للّه تعالي الحمد علي ذلك فهذه الرابعة.

و الآية الخامسة قوله تعالي: وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ (8) (9)خصوصية خصّهم اللّه العزيز الجبار بها و اصطفاهم علي الامة فلما نزلت هذه الآية علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:ادعوا إليّ فاطمة،فدعيت له فقال:يا فاطمة،قالت:لبّيك يا رسول اللّه فقال صلّي اللّه عليه و آله:هذه فدك هي مما لم يوجف عليها بخيل و لا

ص: 328


1- سوره 33 - آيه 33
2- الأحزاب:33.
3- سوره 3 - آيه 61
4- آل عمران:61.
5- سوره 3 - آيه 61
6- سوره 10 - آيه 87
7- يونس:87.
8- سوره 17 - آيه 26
9- الاسراء:26.

ركاب و هي لي خاصة دون المسلمين فقد جعلتها لك لما أمرني اللّه تعالي به فخذيها لك و لولدك فهذه الخامسة.

و الآية السادسة قول اللّه عزّ و جل: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (1) (2)و هذه خصوصية للنبي صلّي اللّه عليه و آله إلي يوم القيامة،و خصوصية للآل دون غيرهم،و ذاك أنّ اللّه تعالي حكي في ذكر نوح عليه السّلام في كتابه يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مالاً إِنْ أَجرِيَ إِلاّ عَلَي اللّهِ وَ ما أَنَا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَ لكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ (3) (4)و حكي عزّ و جلّ عن هود عليه السّلام انّه قال: يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلاّ عَلَي الَّذِي فَطَرَنِي أَ فَلا تَعْقِلُونَ (5) (6)و قال عزّ و جل لنبيّه محمد صلّي اللّه عليه و آله:قل يا محمد لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (7) (8)و لم يفرض اللّه تعالي مودتهم إلاّ و قد علم انّهم لا يرتدون عن الدين أبدا و لا يرجعون إلي ضلال أبدا و أخري أن يكون الرجل وادا للرجل فيكون بعض أهل بيته عدّوا له فلا يسلم له قلب الرجل فأحب اللّه أن لا يكون في قلب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي المؤمنين شيء ففرض اللّه عليهم مودّة ذوي القربي فمن أخذ بها و أحب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أحب أهل بيته لم يستطع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن يبغضه و من تركها و لم يأخذ بها و أبغض أهل بيته عليهم السّلام فعلي رسول اللّه أن يبغضه لأنه قد ترك فريضة من فرائض اللّه تعالي فأي فضيلة و أي شرف يتقدم هذا أو يدانيه فأنزل اللّه تعالي هذه الآية علي نبيّه قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (9) فقام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في أصحابه فحمد اللّه و اثني عليه و قال:أيها الناس قد فرض اللّه لي عليكم فرضا فهل أنتم مؤدّوه؟فلم يجبه أحد فقال:أيها الناس إنه ليس بذهب و لا فضة و لا مأكول و لا مشروب.

فقالوا:هات إذا،فتلا عليهم هذه الآية فقالوا:أمّا هذه فنعم.فما و في بها أكثرهم،و ما بعث اللّه عزّ و جلّ نبيا إلاّ أوحي إليه أن لا يسأل قومه أجرا لأنّ اللّه تعالي يوفي أجر الأنبياء عليهم السّلام و محمد صلّي اللّه عليه و آله فرض اللّه عزّ و جل مودّة قرابته علي امته و أمره أن يجعل أجره فيهم ليودوه في قرابته بمعرفة فضلهم الذي أوجبه اللّه تعالي لهم فإن المودّة إنّما تكون علي قدر معرفة الفضل،فلمّا أوجب اللّه تعالي ذلك ثقل لثقل وجوب الطاعة فتمسّك بها قوم قد أخذ اللّه تعالي ميثاقهم علي الوفاء و عاند أهل الشقاق و النفاق ألحدوا في ذلك فصرفوه عن حدّه الذي حدّه اللّه تعالي فقالوا:القرابة هم العرب كلها و أهل دعوته فعلي أي الحالتين كان فقد علمنا أن المودة هي القرابة فأقربهم من النبي صلّي اللّه عليه و آله أولاهم بالمودّة و كلما قربت القرابة كانت المودّة علي قدرها و ما انصفوا نبي اللّه صلّي اللّه عليه و آله في

ص: 329


1- سوره 42 - آيه 23
2- الشوري:23.
3- سوره 11 - آيه 29
4- هود:29.
5- سوره 11 - آيه 51
6- هود:51.
7- سوره 42 - آيه 23
8- الشوري:23.
9- سوره 42 - آيه 23

حيطته و رأفته و ما منّ اللّه به علي أمّته مما تعجز الألسن عن وصف الشكر عليه أن لا يودوه في ذريته و أهل بيته و أن لا يجعلوهم منهم كمنزلة العين من الرأس حفظا لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فيهم و حبّا لبنيه.

فكيف و القرآن ينطق به و يدعو إليه و الأخبار ثابتة بانّهم أهل المودّة و الذين فرض اللّه تعالي مودّتهم و وعد الجزاء عليها أنه ما وفي أحد بهذه المودّة مؤمنا مخلصا إلاّ استوجب الجنة لقول اللّه تعالي: وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ فِي رَوْضاتِ الْجَنّاتِ لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللّهُ عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (1) مفسّرا و مبيّنا،ثم قال أبو الحسن عليه السّلام:حدثني أبي عن جدّه عن آبائه عن الحسين ابن علي عليه السّلام قال:«اجتمع المهاجرون و الأنصار إلي رسول اللّه فقالوا:إنّ لك يا رسول اللّه مئونة في نفقتك و فيمن يأتيك من الوفود و هذه أموالنا مع دمائنا فاحكم فيها بارّا مأجورا اعط ما شئت و امسك ما شئت من غير جرح قال:فأنزل اللّه تعالي عليه الرّوح الأمين فقال:يا محمد قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (2) يعني:أن تودوا قرابتي من بعدي فخرجوا،فقال المنافقون:ما حمل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي ترك ما عرضنا عليه إلاّ ليحثنا علي قرابته من بعده إن هو إلاّ شيء افتراه في مجلسه،و كان ذلك من قولهم عظيما فأنزل اللّه تعالي جبريل بهذه الآية أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللّهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِما تُفِيضُونَ فِيهِ كَفي بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (3) (4)فبعث إليهم النبي صلّي اللّه عليه و آله فقال:هل من حدث؟فقالوا:أي و اللّه يا رسول اللّه،لقد قال بعضنا كلاما غليظا كرهناه فتلا عليهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الآية فبكوا و اشتدّ بكاؤهم فأنزل اللّه تعالي وَ هُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَ يَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ وَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ (5) (6)فهذه السادسة.

و أما السابعة فقول اللّه تعالي: إِنَّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَي النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً (7) (8)و قد علم المعاندون منهم أنه لما نزلت هذه الآية قيل:يا رسول اللّه قد عرفنا التسليم عليك فكيف الصلاة عليك؟فقال:تقولون اللّهم صلّ علي محمد و آل محمد كما صليت علي إبراهيم و آل إبراهيم إنك حميد مجيد،فهل بينكم معاشر الناس في هذا خلاف؟قالوا:لا، قال المأمون:هذا مما لا خلاف فيه اصلا و عليه اجماع الامة،فهل عندك في الآل شيء أوضح من هذا في القرآن؟قال أبو الحسن عليه السّلام:«نعم أخبروني عن قول اللّه تعالي: يس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ (9)

ص: 330


1- سوره 42 - آيه 22
2- سوره 42 - آيه 23
3- سوره 46 - آيه 8
4- الأحقاف:8.
5- سوره 42 - آيه 25
6- الشوري:25.
7- سوره 33 - آيه 56
8- الأحزاب:56.
9- سوره 36 - آيه 1

لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (1) (2) فمن عني بقوله(يس)؟قالت العلماء:(يس)محمد صلّي اللّه عليه و آله لم يشك فيه أحد.

قال أبو الحسن عليه السّلام:إن اللّه تعالي أعطي محمدا و آل محمد من ذلك فضلا لا يبلغ أحد كنه وصفه إلاّ من عقله و ذلك انّ اللّه عزّ و جل لم يسلم علي أحد إلاّ علي الأنبياء عليهم السّلام فقال تعالي:

سَلامٌ عَلي نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ (3) (4) و قال: سَلامٌ عَلي إِبْراهِيمَ (5) (6)و قال: سَلامٌ عَلي مُوسي وَ هارُونَ (7) (8)و لم يقل سلام علي آل نوح و لم يقل سلام علي آل موسي و لا علي آل إبراهيم و قال:

سَلامٌ عَلي إِلْ ياسِينَ (9) (10) يعني آل محمد صلّي اللّه عليه و آله»فقال المأمون:قد علمت أن في معدن النبوة شرح هذا و بيانه،و هذه السابعة.

فأما الثامنة فقول اللّه: وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبي وَ الْيَتامي وَ الْمَساكِينِ (11) (12)فقرن سهم ذي القربي مع سهمه و سهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فهذا فصل أيضا بين الآل و الامة لأنّ اللّه تعالي جعلهم في حيز و جعل الناس في حيز دون ذلك و رضي لهم ما رضي لنفسه و اصطفاهم فيه فبدأ بنفسه ثم برسوله ثم بذي القربي و كل ما كان من الفيء و الغنيمة و غير ذلك مما رضيه عزّ و جل لنفسه و رضيه لهم فقال و قوله الحق: وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبي (13) فهذا تأكيد مؤكد و أثر قائم لهم إلي يوم القيامة في كتاب اللّه الناطق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد و أما قوله:

وَ الْيَتامي وَ الْمَساكِينِ (14) فإن اليتيم إذ انقطع يتمه خرج من الغنائم و لم يكن له فيها نصيب و كذلك المسكين إذا انقطعت مسكنته لم يكن له نصيب من المغنم و لا يحلّ له أخذه،و سهم ذي القربي قائم إلي يوم القيامة فيهم للغني و الفقير منهم لأنه لا أحد أغني من اللّه عزّ و جلّ و لا من رسول اللّه فجعل لنفسه منهما سهما و لرسوله سهما فما رضيه لنفسه و لرسوله رضيه لهم و كذلك الفيء ما رضيه منه لنفسه و لنبيّه رضيه لذي القربي،كما اجراهم في الغنيمة فبدأ بنفسه جلّ جلاله ثم برسوله ثم بهم و قرن سهمهم بسهم اللّه و سهم رسوله و كذلك في الطاعة قال اللّه تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (15) (16)فبدأ بنفسه ثم برسوله ثم باهل بيته

ص: 331


1- سوره 36 - آيه 3
2- يس:1-4.
3- سوره 37 - آيه 79
4- الصافات:79.
5- سوره 37 - آيه 109
6- الصافات:109.
7- سوره 37 - آيه 120
8- الصافات:120.
9- سوره 37 - آيه 130
10- الصافات:130.
11- سوره 8 - آيه 41
12- الأنفال:41.
13- سوره 8 - آيه 41
14- سوره 8 - آيه 41
15- سوره 4 - آيه 59
16- النساء:59.

و كذلك اية الولاية: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا (1) (2)فجعل ولايتهم مع طاعة الرسول مقرونة بطاعته كما جعل سهمهم مع سهم الرسول مقرونا بسهمه في الغنيمة و الفيء،فتبارك اللّه ما أعظم نعمته علي أهل هذا البيت فلما جاءت قصة الصدقة نزه نفسه و نزه رسوله و نزّه أهل بيته فقال اللّه تعالي: إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَ الْمَساكِينِ وَ الْعامِلِينَ عَلَيْها وَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَ فِي الرِّقابِ وَ الْغارِمِينَ وَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللّهِ (3) (4)فهل تجد في شيء من ذلك أنه جعل عز و جلّ سهما لنفسه أو لرسوله أو لذي القربي لأنه لما نزّه نفسه عن الصدقة و نزّه رسوله و نزّه أهل بيته لا بل حرّم عليهم لأن الصدقة محرّمة علي محمد و آل محمد و هي أوساخ أيدي الناس لا يحل لهم لأنهم طهّروا من كل دنس و وسخ فلما طهّرهم اللّه و اصطفاهم رضي لهم ما رضي لنفسه و كره لهم ما كره لنفسه عزّ و جل فهذه الثامنة.

و أما التاسعة فنحن أهل الذكر الذين قال اللّه تعالي في محكم كتابه: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (5) (6)فقالت العلماء:إنما عني بذلك اليهود و النصاري فقال أبو الحسن:سبحان اللّه و هل يجوز ذلك؟!اذا يدعوننا إلي دينهم و يقولون:إنهم أيضا من دين الإسلام فقال المأمون:فهل عندك في ذلك شرح بخلاف ما قالوا يا أبا الحسن؟فقال عليه السّلام:نعم،الذكر:رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و نحن اهله، و ذلك بيّن في كتاب اللّه عزّ و جل حيث يقول في سورة الطلاق: فَاتَّقُوا اللّهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللّهِ مُبَيِّناتٍ (7) و الذكر:رسول اللّه و نحن اهله فهذه التاسعة.

و أما العاشرة فقول اللّه تعالي في آية التحريم: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَ بَناتُكُمْ وَ أَخَواتُكُمْ... (8)

الآية إلي آخرها فاخبروني هل تصلح ابنتي أو ابنة ابني و ما تناسل من صلبي لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن يتزوجها لو كان حيا؟قالوا:لا.

قال:فاخبروني هل كانت ابنة أحدكم تصلح له أن يتزوجها لو كان حيا؟قالوا:نعم،قال:ففي هذا بيان لأني أنا من آله،و لستم من آله،و لو كنتم من آله لحرم عليه بناتكم كما حرّم عليه بناتي لأني من آله و انتم من امته فهذا فرق ما بيّن الآل و الامة لأن الآل منه و الامة إذا لم تكن من الآل ليست منه فهذه العاشرة.

و أما الحادي عشر فقول اللّه تعالي في سورة المؤمن حكاية عن قول رجل مؤمن من آل

ص: 332


1- سوره 5 - آيه 55
2- المائدة:55.
3- سوره 9 - آيه 60
4- التوبة:60.
5- سوره 16 - آيه 43
6- النحل:43.
7- سوره 65 - آيه 10
8- سوره 4 - آيه 23

فرعون: وَ قالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَ تَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللّهُ وَ قَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ (1) تمام الآية و كان ابن خال فرعون فنسبه إلي فرعون بنسبه و لم يضفه إليه بدينه، و كذلك خصصنا نحن إذ كنا من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بولادتنا منه و عمّمنا الناس بالدين،فهذا فرق ما بين الآل و الامة فهذا الحادي عشر.

و أما الثاني عشر فقوله عز و جلّ وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَيْها (2) فخصّنا اللّه تعالي بهذه الخصوصية إذ أمرنا مع الامّة بإقامة الصلاة ثم خصّنا من دون الأمة فكان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يجيء إلي باب علي و فاطمة بعد نزول هذه الآية تسعة أشهر كل يوم عند حضور كل صلاة خمس مرات فيقول:الصلاة رحمكم اللّه،و ما أكرم اللّه أحدا من ذراري الأنبياء عليهم السّلام بمثل هذه الكرامة التي اكرمنا اللّه بها و خصّنا من دون جميع أهل بيتهم».فقال المأمون و العلماء:جزاكم اللّه أهل بيت نبيّكم عن الامة خيرا فما نجد الشرح و البيان فيما اشتبه علينا إلا عندكم (3).

العاشر: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسن بن علي بن شعيب الجوهري قدّس سرّه قال:حدّثنا عيسي بن محمد العلوي قال:حدّثنا أبو عمرو أحمد بن أبي حازم الغفاري قال:حدّثنا عبيد اللّه بن موسي عن شريك عن ركين بن الربيع عن القاسم بن حسان عن زيد بن ثابت قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«اني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي ألا و هما الخليفتان من بعدي و لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض» (4).

الحادي عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال:حدّثنا الحسن بن علي بن الحسين السّكري عن محمد بن زكريا الجوهري عن جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«اني مخلف فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي و إنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض كهاتين و ضمّ بين سبّابتيه فقام إليه جابر بن عبد اللّه الأنصاري فقال:يا رسول اللّه من عترتك؟قال:علي و الحسن و الحسين و الأئمة من ولد الحسين إلي يوم القيامة» (5).

الثاني عشر: محمد بن يعقوب عن محمد بن الحسين و غيره عن سهل عن محمد بن عيسي و محمد بن يحيي و محمد بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر و عبد

ص: 333


1- سوره 40 - آيه 28
2- سوره 20 - آيه 132
3- أمالي الصدوق:/615مجلس /79ح 1.
4- أمالي الصدوق:/500مجلس /64ح 15.
5- معاني الأخبار:54/91.

الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«أوصي موسي إلي يوشع ابن نون و أوصي يوشع بن نون إلي ولد هارون،و لم يوص إلي ولده و لا إلي ولد موسي إنّ اللّه عزّ و جل له الخيرة يختار من يشاء ممن يشاء،و بشر موسي و يوشع بالمسيح عليه السّلام فلما أن بعث اللّه عزّ و جل المسيح قال المسيح عليه السّلام لهم:إنه سوف يأتي من بعدي نبي اسمه أحمد من ولد إسماعيل عليه السّلام يجيء بتصديقي و تصديقكم و عذري و عذركم،و جرت من بعده في الحواريين في المستحفظين،و إنما سماهم اللّه عزّ و جل المستحفظين لأنهم استحفظوا الاسم الأكبر و هو الكتاب الذي يعلم به علم كل شيء،الذي كان مع الأنبياء صلوات اللّه عليهم يقول اللّه عزّ و جل:

(لقد ارسلنا رسلا من قبلك و انزلنا معهم الكتاب و الميزان) (1)الكتاب الاسم الأكبر و إنما عرف مما يدعي الكتاب التورية الإنجيل و الفرقان فيها كتاب نوح عليه السّلام و فيها كتاب صالح و شعيب و إبراهيم فاخبره اللّه عزّ و جل إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولي صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسي (2) (3)فأين صحف إبراهيم، إنما صحف إبراهيم الاسم الأكبر،و صحف موسي[الاسم الأكبر]فلم تزل الوصية في عالم بعد عالم حتي دفعوها إلي محمد صلّي اللّه عليه و آله فلمّا بعث اللّه عزّ و جل محمدا أسلم له العقب من المستحفظين و كذبه بنو إسرائيل و دعا إلي اللّه عزّ و جل و جاهد في سبيله،ثم أنزل اللّه عز ذكره عليه أن أعلن فضل وصيّك فقال:يا ربّ إنّ العرب قوم جفاة لم يكن فيهم كتاب و لم يبعث إليهم نبي و لا يعرفون فضل بيوتات الأنبياء و لا شرفهم و لا يؤمنون بي إن أنا أخبرتهم بفضل أهل بيتي فقال اللّه عز ذكره:

وَ لا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ (4) وَ قُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (5) (6) فذكر من فضل وصيّه ذكرا فوقع النفاق في قلوبهم، فعلم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ذلك و ما يقولون فقال اللّه جلّ ذكره:يا محمد:«و لقد نعلم أنه يضيق صدرك بما يقولون فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَ لكِنَّ الظّالِمِينَ بِآياتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ (7) (8)لكونهم (9)يجحدون بغير حجة لهم،و كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يتألّفهم و يستعين ببعضهم علي بعض،و لا يزال يخرج لهم شيئا في فضل وصيّه حتي نزلت هذه السورة فاحتج عليهم حين أعلم بموته و نعيت إليه نفسه فقال اللّه جل ذكره: فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَ إِلي رَبِّكَ فَارْغَبْ (10) (11)يقول:فإذا فرغت فانصب علمك و أعلن وصيّك فأعلمهم فضله علانية فقال عليه السّلام:من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه

ص: 334


1- الآية: لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَ أَنْزَلْنا.. الحديد:25.
2- سوره 87 - آيه 18
3- الأعلي:18-19.
4- سوره 15 - آيه 88
5- سوره 43 - آيه 89
6- النحل:127.
7- سوره 6 - آيه 33
8- الأنعام:33.
9- في المصدر:و لكنهم.
10- سوره 94 - آيه 7
11- الانشراح:8.

ثلاث مرات،ثم قال:لابعثنّ رجلا يحب اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله ليس بفرّار،يعرض بمن رجع يجبن أصحابه و يجبنونه.

و قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:عليّ سيد المؤمنين و قال:علي عمود الدين،و قال:هذا هو الذي يضرب الناس بالسيف علي الحق بعدي،و قال:الحق مع علي أينما مال،و قال:إني تارك فيكم أمرين إن أخذتم بهما لن تضلّوا كتاب اللّه عزّ و جل و أهل بيتي عترتي،أيها الناس اسمعوا و قد بلغت انّكم ستردون عليّ الحوض فأسألكم عمّا فعلتم في الثقلين،و الثقلان كتاب اللّه جل ذكره و أهل بيتي فلا تسبقوهم فتهلكوا و لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم.

فوقعت الحجة بقول النبي صلّي اللّه عليه و آله و بالكتاب الذي يقرأه الناس،فلم يزل يلقي فضل أهل بيته بالكلام و يبيّن لهم بالقرآن إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) (2)و قال عزّ ذكره: وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبي (3) (4)ثم قال جلّ ذكره وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ (5) (6)فكان علي عليه السّلام و كان حقه الوصية التي جعلت له،و الاسم الأكبر و ميراث العلم و آثار علم النبوة فقال: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (7) (8)ثم قال: وَ إِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9) (10)يقول:أسألكم عن المودة التي أنزلت عليكم فضلها مودة القربي بأي ذنب قتلتموهم،و قال جل ذكره: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (11) (12)قال:الكتاب:

الذكر،و أهله آل محمد صلّي اللّه عليه و آله أمر اللّه عزّ و جل بسؤالهم و لم يؤمروا بسؤال الجهّال،و سمي اللّه عزّ و جل القرآن ذكرا فقال تبارك و تعالي: وَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (13) (14)و قال عزّ و جلّ: وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ (15) (16)و قال عزّ و جل: أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (17) (18)و قال عزّ و جل: وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَي الرَّسُولِ وَ إِلي أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ (19) (20)فردّ اللّه الأمر-أمر الناس-إلي أولي الأمر منهم الذين أمر بطاعتهم و بالرد إليهم.

فلمّا رجع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من حجة الوداع نزل عليه جبرائيل عليه السّلام فقال: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ إِنَّ اللّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ (21)

ص: 335


1- سوره 33 - آيه 33
2- الاحزاب:33.
3- سوره 8 - آيه 41
4- الانفال:42.
5- سوره 17 - آيه 26
6- الاسراء:26.
7- سوره 42 - آيه 23
8- الشوري:23.
9- سوره 81 - آيه 8
10- التكوير:8-9.
11- سوره 16 - آيه 43
12- النحل:43.
13- سوره 16 - آيه 44
14- النحل:44.
15- سوره 43 - آيه 44
16- الزخرف:44.
17- سوره 4 - آيه 59
18- النساء:59.
19- سوره 4 - آيه 83
20- النساء:83.
21- سوره 5 - آيه 67

اَلْكافِرِينَ (1) (2) فنادي الناس فاجتمعوا و أمر بسمرات فقم شوكهن ثم قال صلّي اللّه عليه و آله:يا أيها الناس من وليّكم و أولي بكم من أنفسكم؟فقالوا:اللّه و رسوله،فقال:من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه ثلاث مرات،فوقعت حسكة النفاق في قلوب القوم و قالوا:ما أنزل عزّ و جلّ هذا علي محمد قط،و ما يريد محمد إلاّ أن يرفع بضبع ابن عمّه،فلما قدم المدينة أتته الأنصار فقالوا:يا رسول اللّه إن اللّه جلّ ذكره قد أحسن إلينا و شرفنا بك و بنزولك بين ظهرانينا فقد فرّح اللّه صديقنا و كبت عدوّنا و قد يأتيك وفود فلا تجد ما تعطيهم فيشمت بك العدو،فنحب أن تأخذ ثلث أموالنا حتي إذا قدم عليك وفد مكة وجدت ما تعطيهم،فلم يردّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليهم شيئا و كان ينتظر ما يأتيه من ربّه فنزل عليه جبرائيل و قال: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (3) و لم يقبل أموالهم،فقال المنافقون:ما أنزل اللّه هذا علي محمد و ما يريد إلا أن يرفع بضبع ابن عمه و يحمل علينا أهل بيته يقول أمس:من كنت مولاه فعلي مولاه و اليوم:قل لا أسألكم عليه أجرا إلاّ المودّة في القربي،ثم نزل عليه آية الخمس فقالوا:يريد أن يعطيهم أموالنا و فيئنا،ثم أتاه جبرائيل فقال:يا محمد إنك قد قضيت نبوّتك و استكملت أيامك فاجعل الاسم الأكبر و ميراث العلم و آثار علم النبوة عند علي،فإني لم أترك الأرض إلا و فيها عالم تعرف به طاعتي و تعرف به ولايتي،و يكون حجة لمن يولد بين قبض النبي إلي خروج النبي الآخر قال:فأوصي إليه بالاسم الأكبر و ميراث العلم و آثار علم النبوة،و أوصي إليه بألف كلمة و ألف باب يفتح كل كلمة و كل باب ألف كلمة و الف باب» (4).

الثالث عشر: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللّه بن محمد بن مهدي قال:أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة قال:حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن المستورد قال:حدثنا إسماعيل بن صبيح قال:حدثنا سفيان-هو ابن إبراهيم-عن عبد المؤمن -و هو ابن القاسم-عن الحسن بن عطية العوفي عن أبيه عن أبي سعيد الخدري أنه سمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«إني تارك فيكم الثقلين إلا أن أحدهما أكبر من الآخر كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلي الأرض و عترتي أهل بيتي و إنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض»و قال:«ألا إن أهل بيتي عيبتي التي آوي إليها و إن الأنصار كرشي (5)فاعفوا عن مسيئهم و أعينوا محسنهم» (6).

ص: 336


1- سوره 5 - آيه 67
2- المائدة:68.
3- سوره 42 - آيه 23
4- اصول الكافي:296/1 ح 3.
5- الكرش:الجماعة من الناس و عيال الإنسان من صغار أولاده،و مراده عليه الصلاة و السلام أنهم مني في المحبة و الرأفة بمنزلة الأولاد الصغار.المصباح المنير:530،كرش.
6- أمالي الطوسي:/255مجلس /9ح 52.

الرابع عشر: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمد بن محمد-يعني المفيد-قال:حدّثنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه رحمه اللّه قال:حدثني أبي قال:حدثني سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسن بن محبوب الزراد عن أبي محمد الأنصاري عن معاوية بن وهب قال:

كنت جالسا عند جعفر بن محمد عليه السّلام إذ جاء شيخ قد انحني من الكبر فقال:السلام عليك و رحمة اللّه و بركاته فقال أبو عبد اللّه:«و عليك السلام و رحمة اللّه و بركاته يا شيخ ادن مني،فدنا منه و قبّل يده و بكي فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام:و ما يبكيك يا شيخ قال له:يا ابن رسول اللّه إني مقيم علي رجاء منكم منذ مائة سنة.

أقول:هذه السنة و هذا الشهر و هذا اليوم و لا أراه فيكم فتلومني أن أبكي،قال:فبكي أبو عبد اللّه ثم قال:يا شيخ إن اخّرت منيّتك كنت معنا و ان عجلت كنت يوم القيامة مع ثقل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال الشيخ:ما أبالي ما فاتني من بعد هذا يا بن رسول اللّه فقال له أبو عبد اللّه عليه السّلام:يا شيخ إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلوا كتاب اللّه المنزل و عترتي أهل بيتي تجيء و أنت معنا يوم القيامة،ثم قال:يا شيخ ما احسبك من أهل الكوفة،قال:لا،قال:فمن أين؟

قال:من سوادها جعلت فداك،قال:أين أنت من قبر جدي المظلوم الحسين عليه السّلام؟قال:إني لقريب منه قال:كيف اتيانك له؟قال:إني لآتيه و اكثر،قال:يا شيخ ذاك دم يطلب اللّه تعالي به ما اصيب ولد فاطمة و لا يصابون بمثل الحسين عليه السّلام و لقد قتل عليه السّلام في سبعة عشر من أهل بيته نصحوا للّه و صبروا في جنب اللّه فجزاهم احسن جزاء الصابرين أنه إذا كان يوم القيامة اقبل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و معه الحسين عليه السّلام و يده علي رأسه يقطر دما فيقول:يا رب سل امتي فيم قتلوا ابني و قال عليه السّلام:كل الجزع و البكاء مكروه سوي الجزع و البكاء علي الحسين» (1).

الخامس عشر: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبد اللّه محمد بن محمد بن النعمان رحمه اللّه قال:أخبرني أبو القاسم إسماعيل بن محمد الأنباري الكاتب قال:حدثنا أبو عبد اللّه إبراهيم بن محمد الأزدي،قال:حدثنا شعيب بن أيوب،قال:حدّثنا معاوية بن هشام عن سفيان عن هشام بن حسّان قال:سمعت أبا محمد الحسن بن علي عليهما السّلام فيخطب الناس بعد البيعة له بالأمر فقال:«نحن حزب اللّه الغالبون و عترة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الأقربون و أهل بيته الطيبون الطاهرون و أحد الثقلين الذين خلفهما رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في امته و الثاني كتاب اللّه فيه تفصيل كل شيء لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه فالمعوّل علينا في تفسيره و لا نتظني تأويله بل نتيقن حقائقه فاطيعونا

ص: 337


1- أمالي الطوسي:/161مجلس /6ح 20.

فإن طاعتنا مفروضة إذ كانت بطاعة اللّه عز و جل و رسوله مقرونة قال اللّه عز و جل: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ*فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَي اللّهِ وَ الرَّسُولِ (1) لَوْ رَدُّوهُ إِلَي الرَّسُولِ وَ إِلي أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ*لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ (2) و احذركم الاصغاء لهتاف الشيطان فإنه لكم عدو مبين فتكونوا كأوليائه الذين قال لهم: لا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النّاسِ وَ إِنِّي جارٌ لَكُمْ فَلَمّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ نَكَصَ عَلي عَقِبَيْهِ وَ قالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَري ما لا تَرَوْنَ (3) فتلقون الي الرماح وزرا و الي السيوف جزرا و للعمد حطما و الي السهام غرضا ثم«لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا» (4).

السادس عشر: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدثنا الحسن بن علي بن زكريا العاصمي قال:حدّثنا أحمد بن عبيد اللّه العدلي قال:حدّثنا الربيع بن سيّار قال:

حدّثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلي أبي ذر رضي اللّه عنه و ذكر حديث مناشدة أمير المؤمنين عليه السّلام لأهل الشوري فيما ذكر لهم من فضائله و سوابقه في الإسلام و النص عليه من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال عليه السّلام فيما ذكر لهم:«فهل تعلمون أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي و إنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض و انكم لن تضلوا ما إن اتّبعتموهما و استمسكتم بهما؟»قالوا:نعم (5).

السابع عشر: الشيخ سعد بن عبد اللّه القمي في بصائر الدرجات قال:حدّثنا القاسم بن محمد الاصبهاني عن سليمان بن داود المنقري المعروف بالشّاذ كوني عن يحيي بن آدم عن شريك بن عبد اللّه عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«دعاء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الناس بمني فقال:

أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض،ثم قال:أيها الناس إني تارك فيكم حرمات ثلاث:كتاب اللّه عزّ و جل،و عترتي،و الكعبة البيت الحرام،ثم قال أبو جعفر عليه السّلام:أما كتاب اللّه فحرفوا،و أما الكعبة فهدموا،و أما العترة فقتلوا و كلّ ودائع اللّه قد نبذوا و منها قد تبرءوا» (6).

الثامن عشر: سعد بن عبد اللّه في البصائر أيضا عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن جعفر ابن بشير البجلي عن ذريح بن محمد بن يزيد[المحاربي]عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إني تركت فيكم الثقلين كتاب اللّه عزّ و جل و عترتي أهل بيتي فنحن أهل بيته» (7).

ص: 338


1- سوره 4 - آيه 59
2- سوره 4 - آيه 83
3- سوره 8 - آيه 48
4- أمالي الطوسي:/121مجلس /5ح 1.
5- أمالي الطوسي:/548مجلس /20ح 4.
6- مختصر البصائر:90.
7- المصدر السابق.

التاسع عشر: سعد بن عبد اللّه في البصائر عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن النضر بن سويد عن خالد بن زياد القلانسي عن رجل عن أبي جعفر عليه السّلام عن جابر بن عبد اللّه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين الثقل الأكبر و الثقل الأصغر إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا[و لن تزلوا]و لن تبدلوا فإني سألت اللّه اللطيف الخبير ألاّ يفترقان حتي يردا عليّ الحوض فاعطيت ذلك فقيل:فما الثقل الأكبر و ما الثقل الأصغر؟فقال:الثقل الأكبر كتاب اللّه عزّ و جلّ سبب طرفه بيد اللّه عزّ و جل و طرف بأيديكم و الثقل الأصغر عترتي أهل بيتي» (1).

العشرون: سعد بن عبد اللّه في بصائره عن إبراهيم بن هاشم عن يحيي بن أبي عمران عن يونس ابن عبد الرّحمن عن هشام بن الحكم عن سعد بن طريف الاسكاف قال:سألت أبا جعفر عليه السّلام عن قول النبي صلّي اللّه عليه و آله:«إني تارك فيكم الثقلين فتمسّكوا بهما فإنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض، قال:فقال أبو جعفر عليه السّلام:لا يزال كتاب اللّه و الدليل منّا عليه حتي يردا (2)عليّ الحوض» (3).

الحادي العشرون: سعد بن عبد اللّه في بصائره عن أحمد و عبد اللّه ابنا محمد بن عيسي و محمد بن الحسين بن أبي الخطاب و يعقوب بن يزيد و محمد بن عيسي بن عبيد عن الحسن بن محبوب عن إسحاق بن غالب عن أبي عبد اللّه عليه السّلام أنه قال في خطبة طويلة له:«مضي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و خلّف في امته كتاب اللّه و وصيّه علي بن أبي طالب أمير المؤمنين و إمام المتقين و حبل اللّه المتين و العروة الوثقي التي لا انفصام لها،و عهده المؤكد صاحبان مؤتلفان يشهد كل واحد منهما لصاحبه بالتصديق،ينطق الإمام عن اللّه عزّ و جلّ في الكتاب بما أوجب اللّه فيه علي العباد من طاعة اللّه و طاعة الإمام و ولايته،و أوجب حقه الذي أراد اللّه من استكمال دينه و اظهار أمره و الاحتجاج بحجّته و الاستيضاء بنوره في معادن أهل صفوته و مصطفي أهل حربه،فأوضح اللّه بأئمة الهدي من أهل بيت نبيّنا صلّي اللّه عليه و آله عن دينه و أبلج بهم عن منهاج سبيله و وضح (4)بهم عن باطن ينابيع علمه،فمن عرف من امة محمد صلّي اللّه عليه و آله واجب حق إمامه وجد طعم حلاوة إيمانه و علم فضل حلاوة (5)اسلامه،لأن اللّه عزّ و جل و رسوله نصب الإمام علما لخلقه و حجة علي أهل عالمه، ألبسه تاج الوقار و غشاه من نور الجبّار يمدّ بسبب إلي السماء لا ينقطع عنه مواده و لا ينال ما عند

ص: 339


1- المصدر السابق:91.
2- في المصدر:نرد.
3- مختصر البصائر:91.
4- في المصدر:و فتح.
5- في المختصر:ظراوة.

اللّه إلا بجهة أسبابه،و لا يقبل اللّه عمل العباد إلا بمعرفته،فهو عالم بما يرد عليه من ملبسات (1)الوحي و معميات السنن (2)و مشتبهات الفتن،و لم يكن اللّه ليضلّهم بعد إذ هداهم حتي يبين لهم ما يتقون و تكون الحجة من اللّه علي العباد بالغة»و رواه محمد بن الحسن الصفّار في بصائر الدرجات عن محمد بن عيسي و يعقوب بن يزيد و غيرهما عن ابن محبوب عن إسحاق بن غالب عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«مضي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله...»و ذكر الحديث (3).

الثاني و العشرون: محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة قال:أخبرنا عبد الواحد بن عبد اللّه بن يونس الموصلي قال:أخبرنا محمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن جدّه عن محمد بن أبي عمير عن حمّاد بن عيسي عن حريز بن عبد اللّه عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن علي عليه السّلام قال:«خطب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مسجد خيف و هي خطبة مشهورة في حجة الوداع قال صلّي اللّه عليه و آله فيها:إني فرطكم و إنكم واردون عليّ الحوض،حوضا عرضه ما بين بصري إلي صنعاء فيه قدحان عدد نجوم السماء ألا و إني مخلف فيكم الثقلين الثقل الأكبر و الثقل الأصغر الثقل الأكبر القرآن و الثقل الأصغر عترتي أهل بيتي،هما حبل ممدود بينكم و بين اللّه جل و عزّ ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا سبب منه بيد اللّه و سبب بأيديكم-و في رواية اخري-طرف بيد اللّه و طرف بأيدكم-إن اللطيف الخبير قد نبأني أنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض كاصبعي هاتين،و جمع بين سبّابتيه لا أقول كهاتين و جمع بين سبابته و الوسطي-فتفضل هذه علي هذه» (4).

الثالث و العشرون: محمد بن إبراهيم في الغيبة أيضا قال:أخبرنا عبد الواحد بن عبد اللّه عن محمد بن علي عن أبيه يرفعه إلي الحسن بن محبوب و الحسن بن علي بن فضال عن علي بن عقبة عن أبي عبد اللّه عليه السّلام و ذكر الكلام السابق (5).

الرابع و العشرون: محمد بن إبراهيم هذا قال:أخبرنا عبد الواحد عن محمد بن علي عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السّلام بمثله (6).

ص: 340


1- في المصدر:ملتبسات،و في المختصر:متلبسات.
2- في البصائر:مصيبات السنن.
3- مختصر البصائر:90،و البصائر:433 باب قول الرسول:إني تارك،و اصول الكافي:203/1 ح 2 بتفاوت و اختصار.
4- الغيبة:42.
5- المصدر السابق.
6- غيبة النعماني:43.

الخامس و العشرون: أبو النصر محمد بن مسعود العيّاشي في تفسيره بإسناده عن أبي جميلة المفضل بن صالح عن بعض أصحابه قال:خطب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم الجمعة بعد صلاة الظهر، انصرف علي الناس فقال:«أيها الناس إني قد نبأني اللطيف الخبير أنه لن يعمّر من نبي إلا نصف عمر الذي يليه ممن قبله،و إني لأظنني اوشك أن ادعي فاجيب و إني مسئول و أنتم مسئولون فهل بلغتكم فما[إذا]انتم قائلون؟قالوا:نشهد بأنك قد بلغت و نصحت و جاهدت فجزاك اللّه عنا خيرا،قال:اللهم اشهد.

ثم قال:يا أيها الناس أ لم تشهدوا أن لا إله إلا اللّه و أنّ محمدا عبده و رسوله و أنّ الجنة حق و أنّ النار حق و أنّ البعث حق من بعد الموت؟قالوا:اللهم نعم،قال:اللهم اشهد،ثم قال:يا أيها الناس إن اللّه مولاي و أنا أولي بالمؤمنين من أنفسهم ألا و من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه،ثم قال:يا أيها الناس إني فرطكم و أنتم واردون عليّ الحوض و حوضي أعرض ما بين بصري و صنعاء فيه عدد النجوم قدحان من فضة،ألا و اني سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما حتي تلقوني،قالوا:و ما الثقلان يا رسول اللّه؟قال:الثقل الأكبر كتاب اللّه سبب طرفه بيد اللّه و طرف في أيديكم فاستمسكوا به لا تضلّوا و لا تذلوا و الثقل الأصغر عترتي أهل بيتي فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أن لا يفترقا (1)حتي يلقياني،و سألت اللّه لهما ذلك فأعطانيه،فلا تسبقوهم فتضلوا و لا تقصروا عنهم فتهلكوا و لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم» (2).

السادس و العشرون: العياشي أيضا في تفسيره بإسناده عن مسعدة بن صدقة قال:قال أبو عبد اللّه عليه السّلام:«إن اللّه جعل ولايتنا أهل البيت قطب القرآن و قطب جميع الكتب،عليها يستدير محكم القرآن و بها نوّهت الكتب و يستبين الإيمان،و قد أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن يقتدي بالقرآن و آل محمد و ذلك حيث قال في آخر خطبة خطبها:إني تارك فيكم الثقلين الثقل الأكبر و الثقل الأصغر أما الأكبر فكتاب ربي و أما الأصغر فعترتي أهل بيتي فاحفظوني فيهما فلن تضلوا ما تمسّكتم بهما» (3).

السابع و العشرون: سليم بن قيس الهلالي في كتابه و منه نسخت عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في آخر خطبة خطبها ثم قبض من يومه:«إني تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما

ص: 341


1- في المصدر:يتفرقا.
2- تفسير العياشي:4/1 ح 3.
3- تفسير العياشي:5/1 ح 9.

تمسّكتم بهما:كتاب اللّه و أهل بيتي،فإن اللطيف الخبير عهد إليّ أنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض كهاتين و أشار باصبعيه المسبحتين-و لا أقول كهاتين إحداهما أطول من الاخري (1)- و أشار بالمسبحة و الوسطي-،فتمسّكوا بهما لا تضلّوا و لا تقدّموهم فتهلكوا،و لا تخلّفوا عنهم فتمرقوا (2)و لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم،قال:قلت:يا أمير المؤمنين سمّهم (3)لي؟قال:الذي نصبه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بغدير خم فأخبرهم أنه أولي بهم من أنفسهم،ثم أمرهم أن يعلم الشاهد الغائب منهم.

فقلت:أنت هو يا أمير المؤمنين؟قال:أنا أولهم و أفضلهم،ثم ابني الحسن من بعدي أولي بهم من أنفسهم،ثم ابني الحسين من عبده أولي بالمؤمنين من أنفسهم،ثم أوصياء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حتي يردوا عليه حوضه واحدا بعد واحد» (4).

الثامن و العشرون: سليم بن قيس الهلالي في كتابه عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:«كنت أدخل علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كل يوم دخلة و في كل ليلة دخلة فيخليني فيها أدور معه حيث دار،و قد علم أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنه لم يكن يصنع ذلك بأحد من الناس غيري[و ربما كان ذلك في منزلي يأتيني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فإذا دخلت عليه في بعض منازله خلا بي و أقام نساءه فلم يبق غيري] و غيره،و إذا أتاني للخلوة في منزلي لم تقم عنّا فاطمة و لا أحد من ابني،[كنت]إذا سألته أجابني و إذا سكت أو نفذت مسائلي ابتدأني،فما نزلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله آية من القرآن إلا أقرأنيها و املأها عليّ و كتبتها بخطي،و دعا اللّه أن يفهّمني و يحفظني فما نسيت من كتاب اللّه آية منذ حفظتها و علمت (5)تأويلها،[مذ حفظته و أملاه علي فكتبته،و ما ترك شيئا علمه اللّه]و لا نزل عليه شيء من حلال و لا حرام و لا أمر و لا نهي و لا طاعة و لا معصية كان أو يكون[إلي يوم القيامة] إلاّ و قد و علّمنيه و حفظته ثم لم أنس منه حرفا واحدا،ثم وضع صلّي اللّه عليه و آله يده علي صدري و دعا اللّه أن يملأ قلبي علما و فهما و حكما و نورا،و أن يعلمني فلا أجهل،و أن يحفظني فلا أنسي.

فقلت له ذات يوم:يا نبي اللّه إنك منذ دعوت اللّه لي لم أنس شيئا مما علمتني،فلم تمليه عليّ و تأمرني بكتابته أ فتجوز (6)عليّ النسيان؟

فقال:يا أخي لست أتخوف عليك النسيان و لا الجهل،فقد أخبرني اللّه عزّ و جل أنه استجاب

ص: 342


1- في المصدر:لأن إحداهما قدام الاخري.
2- في المصدر:فتفرقوا.
3- في المصدر:سمّه.
4- كتاب سليم بن قيس:178 ط.قم المحققة.
5- في المصدر:و علمني.
6- في المصدر:أ تتخوف و هو الأنسب.

لي فيك و في شركائك الذين يكونون من بعدك،فقلت:نبي اللّه و من شركائي؟قال:الذين قرنهم اللّه تعالي بنفسه و بي معه و قد قال في حقهم: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (1) (2)قلت:يا نبي اللّه و من هم؟قال:الأوصياء إلي أن يردوا عليّ حوضي كلّهم هداة مهديون (3)لا يضرهم كيد من كادهم و لا خذلان من خذلهم،هم مع القرآن و القرآن معهم،لا يفارقونه و لا يفارقهم،بهم ينصر اللّه امتي و بهم يمطرون و يدفع عنهم بمستجاب دعوتهم،فقلت:

يا رسول اللّه سمّهم لي؟فقال:ابني هذا،و وضع يده علي رأس الحسن ثم ابني هذا و وضع يده علي رأس الحسين عليه السّلام ثم ابن له يسمي عليّا ثم ابنا له يسمي محمدا[باقر علمي و خازن وحي اللّه]فاقرءوه عني السلام[ثم أقبل علي الحسين عليه السّلام فقال:سيولد لك(محمد بن علي)في حياتك فاقرأه مني السلام]ثم تكملة الاثني عشر من ولده،فقلت:يا نبي اللّه سمّهم لي بأسمائهم، فسمّاهم رجلا رجلا منهم-و اللّه يا أخا بني هلال-مهدي امة محمد الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،و اللّه إني لأعرف جميع من يبايعه بين الركن و المقام و أعرف أسماء الجميع و قبائلهم.قال سليم:ثم لقيت الحسن و الحسين عليهما السّلام بالمدينة بعد ما قتل علي صلوات اللّه عليه فحدثتهما بالحديث هذا من أبيهما فقالا:«صدقت،و قد حدّثك أبونا هذا الحديث و نحن جلوس و قد حفظنا ذلك عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كما حدّثك عليّ سواء لم تزد و لم تنقص منه شيئا».

قال سليم:ثم لقيت علي بن الحسين عليه السّلام و عنده ابنه محمد بن علي عليه السّلام.فحدثته مما سمعته من ابيه و عمه عليهما السّلام و ما سمعته من علي عليه السّلام،فقال عليّ بن الحسين عليه السّلام:«قد اقرأني أمير المؤمنين عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو مريض و أنا صبي»ثم قال محمد:«فاقرأني جدي الحسين عليه السّلام بعهد من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله[و هو مريض]»قال أبان راوي كتاب سليم:فحدثت علي بن الحسين بهذا الحديث كلّه عن سليم فقال:«صدق سليم» (4).

التاسع و العشرون: سليم بن قيس في حديث طويل لأمير المؤمنين عليه السّلام يذكر فيه فضائله و سوابقه في خلافة عثمان بين المهاجرين و الأنصار و قال عليه السّلام:«أ فتقرّون أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال في آخر خطبة خطبها:أيها الناس إني تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما كتاب اللّه و أهل

ص: 343


1- سوره 4 - آيه 59
2- هنا زيادة في المصدر:فإن خفتم التنازع في شيء فارجعوه الي اللّه و الي الرسول و الي أولي الامر منكم.
3- في المصدر:هاد مهتد.
4- كتاب سليم:184-185.

بيتي؟»قالوا:اللهم نعم (1).

الثلاثون: سليم بن قيس عن أمير المؤمنين عليه السّلام في حديث طويل له يخاطب طلحة قال عليه السّلام:«قال لي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت مني بمنزلة هارون من موسي غير النبوة[أ فلستم تعلمون أن الخلافة غير النبوة]فلو كان مع النبوة غيرها لاستثناها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:إني تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسّكتم بهما كتاب اللّه و عترتي لا تقدّموهم و لا تتخلّفوا عنهم و لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم» (2).

الحادي و الثلاثون: سليم ابن قيس قال:قال علي عليه السّلام:«إن الذي قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم غدير خم[و يوم عرفة]في حجة الوداع و يوم قبض في آخر خطبة خطبها رسول اللّه حين قال:[إني قد] تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما كتاب اللّه و أهل بيتي،و إن اللطيف الخبير عهد إليّ أنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض كهاتين الأصبعين-و أشار بمسبحته و الوسطي-،فإن أحدهما قدام من الآخر،فتمسّكوا بهما لن تضلّوا و لا تزلّوا،و لا تقدّموهم و لا تتخلّفوا عنهم و لا تعلموهم فإنّهم أعلم منكم» (3).

الثاني و الثلاثون: الشيخ الثقة محمد بن العباس بن ماهيار في تفسيره قال:حدّثنا الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسي عن يونس عن هارون بن خارجة عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«الثقلان:نحن و القرآن»محمد بن العباس أيضا عن محمد بن همام عن عبد اللّه بن جعفر الحميري عن السندي بن محمد عن أبان بن عثمان عن زرارة قال:سألت أبا جعفر عليه السّلام عن قول اللّه عزّ و جلّ: سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ (4) (5)قال:«كتاب اللّه و نحن» (6).

الثالث و الثلاثون: محمد بن العباس عن عبد اللّه بن محمد بن ناجية عن مجاهد بن موسي عن ابن مالك عن حجام بن عطية عن أبي سعيد الخدري قال:قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلي الأرض و عترتي أهل بيتي لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض».و إنما سمّاهما الثقلين لعظم خطرهما و جلالة قدرهما (7).

الرابع و الثلاثون: الشيخ أحمد بن علي بن أبي منصور الطبرسي في كتاب الاحتجاج قال:

حدّثنا محمد بن موسي الهمداني قال:حدّثنا محمد بن خالد الطيالسي قال:حدثني سيف بن

ص: 344


1- كتاب سليم:197.
2- كتاب سليم:204.
3- كتاب سليم:208.
4- سوره 55 - آيه 31
5- الرحمن:31.
6- تأويل الآيات:637/2 ح 17-18.
7- تأويل الآيات:638/2 ح 19.

عميرة و صالح بن عقبة جميعا عن قيس بن سمعان عن علقمة بن محمد الحضرمي عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السّلام و ذكر خطبة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بمسجد الخيف قال صلّي اللّه عليه و آله:«معاشر الناس إن عليا و الطيبين من ولدي هم الثقل الأصغر و القرآن هو الثقل الأكبر فكل واحد منبئ عن صاحبه و موافق له لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض،[هم]أمناء اللّه في خلقه و حكّامه في أرضه،ألا و قد أدّيت ألا و قد بلغت ألا و قد أسمعت ألا و قد أوضحت ألا و إن اللّه عزّ و جل قال:و إنما (1)قلت عن قول اللّه عزّ و جل ألا إنه ليس أمير المؤمنين غير أخي هذا و لا تحل إمرة المؤمنين[بعدي]لأحد غيره» (2).

و روي ذلك أيضا ابن الفارسي في روضة الواعظين عن أبي جعفر الباقر عليه السّلام و ذكر الخطبة بطولها و قد تقدمت (3).

الخامس و الثلاثون: الطبرسي في الاحتجاج عن أبي المفضل محمد بن عبد اللّه الشيباني بإسناده الصحيح عن رجال ثقة عن ثقة أن النبي صلّي اللّه عليه و آله خرج في مرضه الذي توفي فيه إلي الصلاة متكئا علي الفضل بن العباس و غلام له يقال له ثوبان،و هي الصلاة التي أراد التخلف عنها لثقله،ثم حمل علي نفسه صلّي اللّه عليه و آله و خرج،فلمّا صلي عاد إلي منزله فقال لغلامه:«اجلس علي الباب و لا تحجب أحدا من الأنصار،و تجلاه الغشي و جاءت الأنصار فأحدقوا بالباب فقالوا:ائذن لنا علي رسول اللّه،فقال:هو مغشي عليه و عنده نساؤه،فجعلوا يبكون،فسمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله البكاء فقال:

من هؤلاء؟قالوا:الأنصار،فقال صلّي اللّه عليه و آله:من هاهنا من أهل بيتي؟قالوا:علي و العباس،فدعاهما و خرج متوكئا عليهما فاستند إلي جذع من أساطين مسجده و كان الجذع جريد نخل فاجتمع الناس و خطب و قال في كلامه:«إنه لم يمت نبي قط إلا خلّف تركة و قد خلفت فيكم الثقلين كتاب اللّه و أهل بيتي[ألا]فمن ضيّعهم ضيّعه اللّه،ألا و إنّ الأنصار كرشي التي آوي إليها و إني أوصيكم بتقوي اللّه و الاحسان إليهم فاقبلوا من محسنهم و تجاوزوا عن مسيئهم» (4).

السادس و الثلاثون: سليم بن قيس الهلالي قال:بينا أنا و حبيش بن المعتمر بمكة إذ قام أبو ذر فأخذ بحلقة الباب ثم نادي بأعلي صوته في الموسم:أيها الناس من عرفني فقد عرفني و من جهلني فأنا جندب[بن جنادة]أنا أبو ذر،أيها الناس إني سمعت نبيّكم يقول:«إن مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح في قومه من ركبها نجا و من تركها غرق و مثل باب حطّة في بني إسرائيل».

أيها الناس إني سمعت نبيّكم يقول:إني قد تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما:

ص: 345


1- في المصدر:و أنا.
2- الاحتجاج:76/1-67.
3- روضة الواعظين:94.
4- الاحتجاج:90/1 و الحديث طويل هذا أوله.

كتاب اللّه و أهل بيتي...»الي آخر الحديث (1).

السابع و الثلاثون: أبو علي في تفسيره قال:روي أبو سعيد الخدري عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«أيها الناس إني قد تركت فيكم حبلين إن أخذتم بهما لن تضلّوا من بعدي أحدهما أكبر من الآخر:

كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلي الأرض و عترتي أهل بيتي ألا و إنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض» (2).

الثامن و الثلاثون: علي بن إبراهيم في تفسيره قال:حدثني أبي عن صفوان بن يحيي عن أبي الجارود عن عمران بن هيثم عن مالك بن ضمرة عن أبي ذر قدّس سرّه قال:لما نزلت هذه الآية يوم يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَ تَسْوَدُّ وُجُوهٌ (3) (4)قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ترد عليّ امتي يوم القيامة علي خمس رايات فراية مع عجل هذه الامة فاسألهم ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟فيقولون:أما الأكبر فحرفناه و نبذناه وراء ظهورنا و أما الأصغر فعاديناه و أبغضناه و ظلمناه،فأقول:ردّوا إلي النار ظماء مظمئين مسودّة وجوهكم،ثم ترد عليّ راية مع فرعون هذه الامة فأقول لهم:ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟فيقولون:أما الأكبر فحرفناه و مزقناه و خالفناه و أما الأصغر فعاديناه و قاتلناه،فأقول:ردّوا الي النار ظماء مظمئين مسودّة وجوهكم،ثم ترد عليّ راية هي مع سامري هذه الامة فأقول لهم:

ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟

فيقولون:أما الأكبر فعصيناه و تركناه و أما الأصغر فخذلناه و ضيّعناه،فأقول:ردّوا إلي النار ظماء مظمئين مسودّة وجوهكم،ثم تردّ عليّ راية ذي الثدية مع أول الخوارج و آخرهم و أسألهم ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟فيقولون:أما الأكبر فمزقناه و برئنا منه و أما الأصغر فقاتلناه و قتلناه فأقول:ردّوا إلي النار ظماء مظمئين مسودّة وجوهكم،ثم ترد عليّ راية مع إمام المتقين و سيد المسلمين و قائد الغرّ المحجلين و وصي رسول رب العالمين فأقول لهم:ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟فيقولون:أما الأكبر فاتبعناه و أطعناه و أما الأصغر فأجبناه (5)و واليناه و وزرناه و نصرناه حتي اهريقت فيهم دماؤنا،فأقول:ردّوا إلي الجنة رواء مرويين مبيضّة وجوهكم،ثم تلا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَ تَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ وَ أَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَتِ اللّهِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (6) (7)».

ص: 346


1- كتاب سليم:457.
2- تفسير مجمع البيان:356/2.
3- سوره 3 - آيه 106
4- آل عمران:106.
5- في المصدر:فأحببناه.
6- سوره 3 - آيه 106
7- آل عمران:106-107.

التاسع و الثلاثون: ابن بابويه بإسناده عن مالك بن ضمرة الرّواسي قال:لما سير أبو ذر رحمه اللّه اجتمع أبو ذر و علي بن أبي طالب عليه السّلام و المقداد بن الأسود و عمار بن ياسر و حذيفة بن اليمان و عبد اللّه بن مسعود،فقال أبو ذر حدّثوا حديثا نذكر به رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و نشهد له و ندعوا له و نصدقه بالتوحيد.

فقال علي عليه السّلام:«لقد علمتم ما هذا زمان حديثي»

قالوا:صدقت قال:حدّثنا يا حذيفة قال:لقد علمتم أني سألت المعضلات و خبرتهنّ لم اسأل عن غيرها قالوا:صدقت قالوا حدّثنا يا ابن مسعود قال:لقد علمتم أني قد قرأت القرآن لم اسأل عن غيره،و لكن أنتم أصاحب الحديث قالوا:صدقت قال:حدثنا يا مقداد قال:لقد علمتم أني إنما كنت صاحب الفتيا لا اسأل عن غيرها،و لكن أنتم أصحاب الحديث فقالوا:صدقت فقالوا:حدّثنا يا عمار فقال:لقد علمتم أني رجل نسيّ لا أذكر فأذكر،فقال أبو ذر قدّس سرّه:فأنا احدثكم بحديث قد سمعتموه و من سمعه منكم قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أ لستم تشهدون أن لا إله إلاّ اللّه و أنّ محمدا رسول اللّه و أنّ الساعة آتية لا ريب فيها و أنّ اللّه يبعث من في القبور و أنّ البعث حق و النار حق و أنّ الجنّة حق قالوا؟نشهد قال:فأنا معكم من الشاهدين.

ثم قال:أ لستم تشهدون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:شرّ الأولين و الآخرين اثنا عشر ستة من الأولين و ستة من الآخرين،ثم سمّي الستة من الأولين،ابن آدم الذي قتل أخاه،و فرعون و هامان و قارون و السامريّ و الدجال اسمه في الأولين و يخرج في الآخرين،و أما الستّة من الآخرين:فالعجل و هو نعثل،و فرعون و هو معاوية،و هامان هذه الامة و هو زياد،و قارونها و هو سعيد،و السامري و هو أبو موسي الأشعري عبد اللّه بن قيس لأنه قال كما قال سامريّ قوم موسي:لا مساس-أي لا قتال- و الأبتر و هو عمرو بن العاص أ فتشهدون علي ذلك؟قالوا:نعم قال:و أنا علي ذلك من الشاهدين،ثم قال:أ لستم تشهدون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:إنّ امتي ترد عليّ الحوض علي خمس رايات،أولها راية العجل و أقوم فآخذ بيده فإذا أخذت بيده اسودّ وجهه و رجفت قدماه و خفقت أحشاؤه و من فعل فعله يتبعه فأقول بما ذا خلفتموني في الثقلين من بعدي؟فيقولون:كذبنا الأكبر و مزقناه و اضطهدنا الأصغر و أخذنا حقه فأقول:اسلكوا ذات الشمال فيصرفون ظماء مظمئين قد اسودت وجوههم لا يطعمون منه قطرة.

ثم ترد عليّ المخدج برايته فآخذ بيده فإذا أخذت بيده اسودّ وجهه و رجفت قدماه و خفقت أحشاءه و من فعل فعله يتبعهم،فأقول.بم خلفتموني في الثقلين بعدي؟فيقولون:كذبنا الأكبر و عصيناه،و قاتلنا الأصغر و قتلناه فأقول:أسلكوا سبيل أصحابكم،فينصرفون ظماء مظمئين

ص: 347

مسودة وجوههم،لا يطعمون منه قطرة.

ثم ترد عليّ راية فرعون امتي و هم أكثر الناس و هم المبهرجون،فقيل:يا رسول اللّه و ما المبهرجون؟قال:بهرجوا الطريق قال:لا و لكن بهرجوا دينهم و هم الذين يغضبون للدنيا و لها يرضون فأقوم فآخذ بيد صاحبهم فإذا أخذت بيده اسودّ وجهه و رجفت قدماه و خفقت أحشاؤه و من فعل فعله يتبعه فأقول:بما ذا خلفتموني في الثقلين من بعدي؟فيقولون:كذبنا الأكبر و مزقناه و قاتلنا الأصغر فقتلناه فأقول:اسلكوا سبيل أصحابكم فينصرفون ظماء مظمئين مسودّة وجوههم لا يطعمون منه قطرة.

ثم ترد عليّ راية هامان امتي و هو زياد فأقوم و آخذ بيده فإذا اخذت بيده اسودّ وجهه و رجفت قدماه و خفقت أحشاؤه و من فعل فعله يتبعه فأقول:بما ذا خلفتموني في الثقلين بعدي؟فيقولون:

كذبنا الأكبر و مزّقناه و خذلنا الأصغر و عصيناه و أقول:اسلكوا سبيل أصحابكم فينصرفون ظماء مظمئين مسودّة وجوههم لا يطعمون منه قطرة واحدة.

ثم ترد عليّ راية عبد اللّه بن قيس و هو إمام خمسين الف من أمتي فأقوم فآخذ بيده فإذا أخذت بيده اسودّ وجهه و رجفت قدماه و خفقت أحشاؤه و من فعل فعله يتبعه فأقول:بما ذا خلفتموني في الثقلين من بعدي؟فيقولون:كذبنا الأكبر و عصيناه و خذلنا الأصغر و عاديناه و أقول:اسلكوا سبيل أصحابكم فينصرفون ظماء مظمئين مسودّة وجوههم لا يطعمون منه قطرة.

ثم ترد عليّ راية أمير المؤمنين و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين فأقوم و آخذ بيده فإذا أخذت بيده أبيض وجهه و وجوه أصحابه فأقول:بما ذا خلفتموني في الثقلين من بعدي؟قال:

فيقولون:اتبعنا الأكبر و صدّقناه و وازرنا الأصغر و نصرناه و قاتلنا معه فأقول:ردوا رواء مرويين فيشربون شربة لا يظمئون بعدها أبدا،وجه إمامهم كالشمس الطالعة و وجوه أصحابه كالقمر ليلة البدر و كضوء نجم في السماء،ثم قال عليهم السّلام أ لستم تشهدون علي ذلك؟

قالوا:نعم قال:و أنا علي ذلك من الشاهدين»قال يحيي:و قال عباد:اشهدوا بهذا عند اللّه عزّ و جلّ أنّ أبا عبد الرّحمن حدّثنا هذا و قال أبو عبد الرّحمن:اشهدوا عليّ بهذا عند اللّه عزّ و جلّ أنّ الحارث بن حصيرة حدثني بهذا و قال الحارث أشهدوا علي بهذا عند اللّه عزّ و جل أن صخر بن الحكم حدثني بهذا و قال صخر بن الحكم:اشهدوا عليّ بهذا عند اللّه عزّ و جلّ أنّ حيان حدثني و قال حيان:اشهدوا عليّ بهذا عند اللّه عزّ و جلّ أنّ الربيع بن جميل حدثني بهذا و قال الربيع:

اشهدوا عليّ بهذا عند اللّه عزّ و جلّ أنّ مالك ابن ضمرة حدثني بهذا و قال مالك بن ضمرة:اشهدوا

ص: 348

عليّ بهذا عند اللّه عزّ و جلّ أن أبا ذر حدثني بهذا و قال أبو ذر مثل ذلك و قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حدثني به جبرائيل عليه السّلام عن اللّه تبارك و تعالي (1).

الأربعون: صاحب الطرائف في الطرائف الثلاث و الثلاثين (2)و هو السيد بن طاوس عن أبي الحسن موسي بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عليهما السّلام قال:«لما حضرت رسول اللّه الوفاة دعا الأنصار قال:يا معاشر الأنصار قد حان الفراق و قد دعيت و أنا مجيب الداعي فقد جاورتم فأحسنتم الجوار و نصرتم فأحسنتم النصرة و واسيتم في الأموال و وسعتم في المسكن (3)و بذلتم مهج النفوس و اللّه مجزيكم بما فعلتم الجزاء الأوفي،و قد بقيت واحدة هي تمام الأمر و خاتمة العمل،العمل معها مقرون به جميعا إنّي أري أن لا أفرق بينهما جميعا لو قيس بينهما بشعرة ما انقاست،من آتي بواحدة و ترك الاخري كان جاحدا للأولي و لا يقبل اللّه منه عملا من الأعمال صرفا و لا عدلا.قالوا:يا رسول اللّه أين لنا نعرفها (4)و لا:نمسك عنها فنضل و نرتدّ عن الإسلام، و النعمة من اللّه و من رسوله علينا فقد أنقذنا اللّه بك من الهلكة يا رسول اللّه فقد بلغت و نصحت و أديت و كنت بنا رءوفا رحيما شفيقا مشفقا فما هم يا رسول اللّه؟

قال لهم:كتاب اللّه و أهل بيتي فإن الكتاب هو القرآن و فيه الحجة و النور و البرهان،كلام اللّه جديد غض طري و شاهد و حاكم عادل[و لنا]قائد بحلاله و حرامه و أحكامه يقوم غدا فيحاج به أقواما فتزل أقدامهم عن الصراط،فاحفظوني معاشر الأنصار في أهل بيتي فإنّ اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض ألا و إنّ الإسلام سقف تحته دعامة و لا يقوم السقف إلاّ بها،فلو أنّ أحدكم أتي بذلك السقف ممدودا لا دعامة تحته أوشك أن يخر عليه سقفه فيهوي في النار،أيها الناس الدعامة دعامة الإسلام و ذلك قوله تعالي: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَ الْعَمَلُ الصّالِحُ يَرْفَعُهُ (5) (6)فالعمل الصالح طاعة الإمام ولي الأمر و التمسك بحبل اللّه ألا فهمتم؟اللّه اللّه في أهل بيتي مصابيح الظلام و معادن العلم و ينابيع الحكم و مستقر الملائكة،منهم وصيّي و أميني و وارثي و هو مني بمنزلة هارون من موسي ألا قد بلغت و اللّه يا معاشر الأنصار لتعرفن اللّه و رسوله بما عهد إليكم أو لتضربن بعدي بالذل،يا معاشر الأنصار ألا اسمعوا[و من حضر]ألا إنّ

ص: 349


1- الخصال:/457ح 2.
2- الحديث ليس في الطرائف نعم هو في البحار ينقله عن كتاب الطرف لابن طاوس و كذلك في مجمع النورين للمرندي ينقله عن كتاب الطرف لابن طاوس،و الذي صرح به أنه جعله متمما لكتاب الطرائف.
3- في البحار:المسلمين و بالهامش عن المصدر:السكني.
4- في البحار:بمعرفتها.
5- سوره 35 - آيه 10
6- فاطر:10.

باب فاطمة بابي و بيتها بيتي فمن هتكه هتك حجاب اللّه»قال عيسي-يعني راوي الحديث-:

فبكي أبو الحسن صلوات اللّه عليه طويلا و قطع عنه بقية الحديث و أكثر البكاء قال:«هتك و اللّه حجاب اللّه،هتك و اللّه حجاب اللّه هتك و اللّه حجاب اللّه يا محمد (1)صلوات اللّه عليه» (2).

الحادي و الأربعون: ابن طاوس قدّس سرّه في الطرائف (3)الثلاث و الثلاثين يرفعه إلي عيسي قال:

سألته يعني أبا الحسن موسي بن جعفر عليهما السّلام قال:قلت:ما تقول فإن الناس قد أكثروا أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أمر أبا بكر أن يصلي بالناس ثم عمر فأطرق عني مليا ثم قال:«ليس كما ذكروا و لكنّك يا عيسي كثير البحث في الامور و ليس ترضي عنها إلاّ بكشفها،فقلت:بأبي أنت و امي إنّما أسألك منها عما أنتفع به في ديني[و أتفقه]مخافة أن أضل و أنا لا أدري و لكن متي أجد مثلك يكشفها لي؟فقال:إن النبي صلّي اللّه عليه و آله لما ثقل في مرضه دعا عليا فوضع رأسه في حجره و اغمي عليه و حضرت الصلاة فأذن بها فخرجت عائشة فقالت:يا عمر اخرج فصلّ بالناس فقال لها عمر:أبوك أولي بها،فقالت:

صدقت و لكنه رجل لين و أكره أن يواثبه القوم فصلّ أنت،فقال لها عمر:بل يصلي هو و أنا أكفيه إن وثب واثب،و تحرك متحرك و مع أنّ محمدا مغمي عليه لا أراه يفيق منها و الرجل مشغول به لا يقدر أن يفارقه-يريد عليا-فبادر الصلاة قبل أن يفيق فإنّه إن أفاق خفت أن يأمر عليا بالصلاة و قد سمعت مناجاته منذ الليلة و في آخر كلامه يقول:الصلاة الصلاة قال:ثم خرج أبو بكر ليصلي بالناس فأنكر القوم ذلك ثم ظنوا أنه بأمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلم يكبر حتي أفاق صلّي اللّه عليه و آله قال:ادعوا إليّ العباس فحملاه هو و علي فأخرجاه حتي صلّي بالناس و إنّه لقاعد ثم حمل فوضع علي منبره فلم يجلس بعد ذلك علي المنبر و اجتمع إليه جميع أهل المدينة من المهاجرين و الأنصار حتي برزن (4)العواتق من خدورهنّ فبين باك و صائح و صارخ و مسترجع و النبي يخطب ساعة و يسكت ساعة و كان مما ذكر في خطبته أن قال:يا معاشر المهاجرين و الأنصار و من حضرني في يومي هذا و ساعته هذه[من الجن و الانس]فليبلغ شاهدكم غائبكم،ألا قد خلّفت فيكم كتاب اللّه فيه النور و الهدي و البيان ما فرط اللّه فيه من شيء حجة اللّه لي عليكم و خلفت فيكم العلم الأكبر علم الدين و نور الهدي وصيّي علي بن أبي طالب ألا هو حبل اللّه فاعتصموا به و لا تفرقوا عنه

ص: 350


1- في البحار:يا أمه،و في الهامش عن المصدر:يا أمه يا أمه.
2- بحار الأنوار:477/22 ح 27 عن كتاب الوصية للشيخ عيسي بن المستفاد الضرير،و لم نجده في الطرائف المطبوع و مجمع النورين للمرندي:348 عن ابن طاوس الطرف:18-21-27.
3- قلنا سابقا أنه عن كتاب الطرف لا الطرائف.
4- في المصدر:برزت.

وَ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً (1) (2) .

يا أيها الناس هذا علي بن أبي طالب كنز اللّه اليوم و ما بعد اليوم من أحبّه و تولاّه اليوم و ما بعد اليوم فقد أوفي بما عاهد عليه اللّه و أدي ما أوجب عليه،و من عاداه اليوم و ما بعد اليوم جاء يوم القيامة أعمي أصم لا حجة له عند اللّه.

أيها الناس لا تأتوني غدا بالدنيا تزفونها زفا و يأتي أهل بيتي شعثا غبرا مقهورين مظلومين تسيل دماؤهم أمامكم و بيعات الضلالة و الشوري للجهالة ألا و إنّ هذا الأمر له أصحاب و آيات و قد سمّاهم اللّه في كتابه و عرفتكم و أبلغتكم ما أرسلت به و لكني أراكم قوما تجهلون لا ترجعن بعدي كفّارا مرتدين متأولين للكتاب علي غير معرفة و تبتدعون السنّة بالهوي،لأن كل سنّة و حدث و كلام خالف القرآن فهو ردّ و باطل،القرآن إمام هدي له قائد يهدي إليه و يدعو إليه بالحكمة و الموعظة الحسنة ولي الأمر بعد وليه (3)و وارث علمي و حكمي و سري و علانيتي و ما ورثه النبيّون من قبلي،و أنا وارث و مورث فلا تكذبكم (4)أنفسكم.

أيها الناس اللّه اللّه في أهل بيتي فإنهم أركان الدين و مصابيح الظلم و معدن العلم،عليّ أخي و وارثي و وزيري و أميني و القائم[بأمري]بعدي و الوافي بعهدي علي سنتي و يقتل علي سنّتي، و أول الناس إيمانا و آخرهم عهدا بي عند الموت و أوسطهم لي لقاء يوم القيامة،و ليبلغ شاهدكم غائبكم ألا و من أمّ قوما عميا (5)و في الامة من هو أعلم منه فقد كفر،أيها الناس من كانت له قبلي تبعات فها أنا ذا و من كانت له عندي عداة فليأت فيها علي بن أبي طالب فإنه ضامن لذلك كله حتي لا يبقي لأحد عليّ تبعة» (6).

الثاني و الأربعون: محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسي عن يونس و علي ابن محمد عن سهل بن زياد أبي سعيد عن محمد بن عيسي عن يونس عن ابن مسكان عن أبي بصير:قال سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قول اللّه عز و جل: أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (7) (8)فقال:«نزلت في علي بن أبي طالب عليه السّلام و الحسن و الحسين عليهما السّلام،فقلت له:إن الناس يقولون:فما له لم يسم علي و أهل بيته في كتاب اللّه عزّ و جل؟قال:فقال:قولوا لهم:إنّ رسول

ص: 351


1- سوره 3 - آيه 103
2- آل عمران:103.
3- في المصدر:ولي الامر بعدي.
4- في مجمع النورين و البحار و المصدر:فلا يكذبنكم.
5- في المصادر:إمامة عمياء.
6- البحار:487/22 ح 31،و خصائص الائمة للرضي:73،و مجمع النورين:67.
7- سوره 4 - آيه 59
8- النساء:59.

اللّه صلّي اللّه عليه و آله نزلت عليه الصلاة و لم يسمّ اللّه لهم ثلاثا و لا أربعا حتي كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله هو الذي فسّر ذلك لهم،و نزلت عليه الزكاة و لم يسمّ لهم من كل أربعين درهما درهم حتي كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله هو الذي فسّر ذلك لهم،و قد نزل الحج فلم يقل لهم:طوفوا اسبوعا حتي كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله هو الذي فسّر،ذلك لهم و نزلت أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (1) و نزلت في علي و الحسن و الحسين فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في علي عليه السّلام:من كنت مولاه فعلي مولاه،و قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

أوصيكم بكتاب اللّه و أهل بيتي فإني سألت اللّه عزّ و جل أن لا يفرق بينهما حتي يوردهما عليّ الحوض فأعطاني ذلك،و قال:لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم،و قال:إنهم لن يخرجوكم من باب هدي و لن يدخلوكم في باب ضلالة،فلو سكت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و لم يبيّن من أهل بيته لا دعاها آل فلان و آل فلان،و لكن اللّه عزّ و جل أنزل في كتابه تصديقا لنبيّه: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (2) (3)فكان علي و الحسن و الحسين و فاطمة عليها السّلام فأدخلهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله تحت الكساء في بيت أمّ سلمة ثم قال:اللّهم إنّ لكل نبي أهلا و ثقلا و هؤلاء أهل بيتي،فقالت أمّ سلمة:أ لست من أهلك؟فقال إنك إلي خير و لكن هؤلاء أهلي و ثقلي،فلما قبض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كان علي عليه السّلام أولي الناس بالناس لكثرة ما بلّغ فيه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و إقامته للناس و أخذه بيده،فلما مضي علي لم يستطع علي و لم يكن ليفعل أن يدخل محمد بن علي و لا العباس بن علي و لا واحدا من ولده،اذا لقال الحسن و الحسين:إنّ اللّه تبارك و تعالي أنزل فينا كما أنزل فيك،و أمر بطاعتنا كما أمر بطاعتك و بلّغ فينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كما بلّغ فيك و أذهب عنا الرجس كما أذهب عنك،فلما مضي علي عليه السّلام كان الحسن أولي بها لكبره فلما تولي (4)لم يستطع أن يدخل ولده و لم يكن ليفعل و اللّه عزّ و جلّ يقول: وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلي بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللّهِ (5) (6)فيجعلها في ولده إذا لقال الحسين عليه السّلام:أمر اللّه بطاعتي كما أمر بطاعتك و طاعة أبيك و بلّغ فيّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كما بلّغ فيك و في أبيك و أذهب اللّه عني الرجس كما أذهب عنك و عن أبيك،فلما صارت إلي الحسين عليه السّلام لم يكن أحد من أهل بيته يستطيع أن يدعي عليه كما كان هو يدعي علي أخيه و علي أبيه،لو أرادا أن يصرفا الأمر عنه و لم يكونا ليفعلا،ثم صارت حين أفضت إلي الحسين عليه السّلام فجري تأويل هذه الآية وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلي بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللّهِ (7) ثم صارت من بعد الحسين لعلي بن الحسين ثم صارت من بعد علي بن الحسين إلي محمد بن علي و قال:الرجس هو الشك

ص: 352


1- سوره 4 - آيه 59
2- سوره 33 - آيه 33
3- الاحزاب:33.
4- في المصدر:توفي.
5- سوره 8 - آيه 75
6- الأنفال:75.
7- سوره 8 - آيه 75

و اللّه لا نشك في ربّنا أبدا» (1).

الثالث و الأربعون: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد بن عيسي عن [محمد بن سنان]عن محمد بن خالد و الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيي بن عمران الحلبي عن أيوب بن الحر و عمران بن علي الحلبي عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام مثل ذلك (2).

الرابع و الأربعون: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد بن عيسي عن محمد بن سنان عن أبي الجارود قال:قال أبو جعفر عليه السّلام:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنا وافد علي العزيز الجبار يوم القيامة و كتابه و أهل بيتي ثم امتي،ثم أسألهم ما فعلتم بكتاب اللّه و بأهل بيتي؟» (3).

الخامس و الأربعون: محمد بن الحسن الصفّار في بصائر الدرجات عن إبراهيم بن هاشم عن ابن فضال عن أبي (4)جميلة عن أبي شعيب الحدّاد عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:انا أول قادم علي اللّه ثم يقدم عليّ كتاب اللّه ثم يقدم عليّ أهل بيتي ثم تقدم عليّ أمتي فيقفون فيسألهم ما فعلتم في كتابي و أهل بيت نبيكم؟» (5).

و روي:سعد بن عبد اللّه القمي في بصائر الدرجات قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسي عن إبراهيم بن هاشم عن الحسن بن علي بن فضال عن أبي جميلة المفضّل بن صالح الأسدي عن شعيب الحدّاد قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنا أول قادم علي اللّه تبارك و تعالي ثم يقدم عليّ كتاب اللّه و أهل بيتي ثم تقدم عليّ امتي فأقول لهم بئسما فعلتم في كتاب اللّه عزّ و جل و أهل بيت نبيّكم» (6).

السادس و الأربعون: الشيخ المفيد في الإرشاد قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله«أيها الناس أنا فرطكم و أنتم واردون عليّ الحوض ألا إني سائلكم عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما؟فإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتي يلقاني،و سألت ربي ذلك فأعطانيه ألا و إني قد تركتهما فيكم:كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي فلا تسبقوهم فتمرقوا و لا تقصروا عنهم فتهلكوا و لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم» (7).

السابع و الأربعون: المفيد في إرشاده في خبر غدير خم و ساق الحديث إلي أن قال:و كان سبب

ص: 353


1- اصول الكافي:288/1 ح 1.
2- المصدر السابق.
3- اصول الكافي:600/2 ح 4.
4- في المصدر:ابن و في المخطوط و مختصر البصائر و البحار:أبي.
5- بصائر الدرجات:/432باب /17ح 1
6- لم نجده في البصائر و لا المختصر و لا غيرهما من المصادر.
7- الارشاد:180/1 ط:مؤسسة آل البيت.

نزوله في ذلك المكان نزول القرآن عليه بنصبه أمير المؤمنين عليه السّلام خليفة في الأمة من بعده،و قد كان تقدم الوحي إليه في ذلك من غير توقيت له فأخّره لحضور وقت يأمن الاختلاف منهم عليه،و علم اللّه سبحانه إن تجاوز غدير خم انفصل عنه كثير من الناس إلي بلادهم و أماكنهم و بواديهم و أراد اللّه سبحانه أن يجمعهم لسماع النص علي أمير المؤمنين عليه السّلام و تأكيد الحجة عليهم فيه فأنزل اللّه سبحانه عليه: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ (1) يعني في استخلاف أمير المؤمنين عليه السّلام و النص بالإمامة عليه وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ (2) (3)فأكّد به الفرض عليهم بذلك،و خوفه من تأخير الأمر،و ضمن له العصمة و منع الناس منه،فنزل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله المكان الذي ذكرناه لما وصفناه من الأمر بذلك و شرحناه،و نزل المسلمون حوله،و كان يوما قائظا شديد الحر،فأمر صلّي اللّه عليه و آله بدوحات هناك فقمّ ما تحتها و أمر بجمع الرحال في ذلك المكان و وضع بعضها علي بعض،ثم أمر مناديا ينادي في الناس بالصلاة فاجتمعوا من رحالهم إليه و إنّ أكثرهم ليلف ردائه علي قدميه من شدة الرمضاء،فلما اجتمعوا صعد صلّي اللّه عليه و آله علي تلك الرحال حتي صار في ذروتها و دعا امير المؤمنين فرقي معه حتي قام عن يمينه،ثم خطب الناس فحمد اللّه و أثني عليه،و وعظ فأبلغ في الموعظة،و نعي الامة نفسه فقال:«إني قد دعيت و يوشك أن اجيب و قد حان مني حفوف (4)من بين أظهركم و إني مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا:كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي و إنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض».و ساق الحديث بطوله (5).

و رواه أبو علي الطبرسي في كتاب أعلام الوري (6).

الثامن و الأربعون: (كتاب الأربعين الحديث عن الأربعين)و هو الحديث الأربعون بالإسناد المتصل عن أبي ثابت مولي أبي ذر قال:سمعت أم سلمة رضي اللّه عنه تقول:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:

«علي مع القرآن و القرآن معه،لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض» (7).

التاسع و الأربعون: ابن شهرآشوب في المناقب قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لم يمت نبي قطّ إلاّ خلّف تركة و قد خلّفت فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي» (8).

الخمسون: محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسي عن إبراهيم بن

ص: 354


1- سوره 5 - آيه 67
2- سوره 5 - آيه 67
3- المائدة:67.
4- يقال:خف القوم خفوفا أي قلوا.
5- الارشاد:176/1.
6- أعلام الوري:262.
7- الاربعون حديثا لابن بابويه:73 ح 40،و مستدرك الصحيحين:124/3.
8- مناقب آل أبي طالب:202/1 و فيه زيادة:رب سلم أمة محمد من النار و يسر عليهم الحساب.

عمر اليماني عن ابن اذينة عن ابن أبي عياش عن سليم قال:سمعت عليا عليه السّلام يقول و أتاه رجل فقال له:أدني ما يكون به العبد مؤمنا و أدني ما يكون به العبد كافرا و أدني ما يكون به العبد ضالا.فقال له:

«قد سألت فافهم الجواب أمّا أدني ما يكون به العبد مؤمنا:أن يعرّفه اللّه تبارك و تعالي نفسه فيقرّ له بالطاعة و يعرّفه نبيّه فيقرّ له بالطاعة و يعرّفه إمامه و حجته في أرض و شاهده علي خلقه فيقرّ له بالطاعة،قلت:يا أمير المؤمنين و إن جهل جميع الأشياء إلا ما وصفت؟قال:نعم إذا امر أطاع و إذا نهي انتهي.

و أدني ما يكون به العبد كافرا من زعم أن شيئا نهي اللّه عنه أنّ اللّه أمر به و نصبه دينا يتولي عليه و يزعم أنّه يعبد الذي أمره به و إنما يعبد الشيطان.

و ادني ما يكون به العبد ضالاّ أن لا يعرف حجة اللّه تبارك و تعالي و شاهده علي عباده الذي أمر اللّه عزّ و جل بطاعته و فرض ولايته فقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (1) (2)فقلت:يا أمير المؤمنين جعلني اللّه فداك أوضح لي،فقال:الذين قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في آخر خطبته يوم قبضه اللّه عز و جل:إني قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا بعدي ما إن تمسّكتم بهما:كتاب اللّه عزّ و جلّ و عترتي أهل بيتي،فإنّ اللطيف الخبير قد عهد إليّ أنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض-و جمع بين مسبحتيه-و لا أقول كهاتين-و جمع بين المسبحة و الوسطي- فتسبق إحداهما الاخري-فتمسكوا بهما لا تزلّوا لا تضلّوا و لا تقدموهم فتضلّوا» (3).

الحادي و الخمسون: الشيخ محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة عن أحمد بن محمد ابن سعيد بن عقدة (4)و محمد بن همّام بن سهل و عبد العزيز و عبد الواحد ابنا عبد اللّه بن يونس عن رجالهم عن عبد الرزاق بن همام عن معمر بن راشد عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس و أخبرنا به من غير هذه الطريق هارون بن محمد قال:حدثني أحمد بن عبد اللّه بن جعفر بن المعلي الهمداني قال:حدثني أبو الحسن عمرو بن جامع بن عمرو بن حرب الكندي قال:حدّثنا عبد اللّه ابن مبارك شيخ لنا كوفي ثقة قال:حدّثنا عبد الرزاق بن همام عن معمر عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس،و ذكر أبان أنّه سمعه أيضا عن عمر بن أبي سلمة قال معمر:و ذكر أبو هارون العبدي أنّه سمعه أيضا عن عمر بن أبي سلمة عن سليم:أنّ معاوية لما دعا أبا الدرداء و أبا هريرة و نحن مع

ص: 355


1- سوره 4 - آيه 59
2- المائدة:95.
3- اصول الكافي:415/2 ح 1 باب أدني ما يكون العبد.
4- كلمة غير مقروءة في الأصل.

أمير المؤمنين عليه السّلام بصفين فحمّلهما الرسالة إلي أمير المؤمنين و أدّياه إليه قال:«قد بلغتماني ما أرسلكما به معاوية فاسمعا مني و بلّغاه عني،[كما بلغتماني]قالا:نعم.فأجابه علي عليه السّلام الجواب بطوله حتي انتهي إلي نصب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إياه بغدير خم بأمر اللّه عزّ و جل لمّا أنزل اللّه عزّ و جل عليه: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (1) (2)فقال الناس:يا رسول اللّه أ خاصة لبعض المؤمنين أم عامة لجميعهم؟فأمر اللّه نبيّه صلّي اللّه عليه و آله أن يعلمهم ولاية من أمرهم اللّه بولايته،و أن يفسّر لهم من الولاية ما فسّر لهم من صلاتهم و زكاتهم و صومهم و حجهم،قال علي عليه السّلام:فنصبني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بغدير خم فقال:إنّ اللّه عزّ و جلّ أرسلني برسالة ضاق بها صدري و ظننت أنّ الناس مكذبي فأوعدني لابلّغنها أو ليعذبني ثم قال:قم يا علي،ثم نادي بأعلي صوته بعد أن أمر أن ينادي بالصلاة جامعة فصلّي بهم الظهر،ثم قال:أيها الناس إنّ اللّه مولاي و أنا مولي المؤمنين و أنا أولي بهم من أنفسهم،من كنت مولاه فعليّ مولاه و الي اللّه من والاه و عادي من عاداه،فقام إليه سلمان الفارسي فقال:يا رسول اللّه ولاء ما ذا؟فقال:من كنت أولي به من نفسه فعليّ أولي به من نفسه فأنزل اللّه: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (3) (4).

فقال سلمان الفارسي:يا رسول اللّه انزلت الآيات في عليّ خاصة؟فقال:بل فيه و في أوصيائي إلي يوم القيامة،فقال:يا رسول اللّه سمّهم (5)لي؟فقال:عليّ وصيي و وزيري و وارثي و خليفتي في امتي و وليّ كل مؤمن و مؤمنة من بعدي و أحد عشر إماما من بعدي من ولده أوّلهم ابني حسن ثم ابني حسين ثم تسعة من ولد الحسين عليه السّلام واحدا بعد واحد،هم مع القرآن و القرآن معهم لا يفارقونه و لا يفارقهم حتي يردوا علي حوضي،فقام اثنا عشر من البدريين الذين شهدوا مع عليّ صفين فقالوا:شهدنا أنّا سمعنا ذلك من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كما قلت يا أمير المؤمنين سواء،فلم تزد و لم تنقص،و قال بقية السبعين من البدريين الذين شهدوا مع عليّ صفين:قد حفظنا جلّ ما قلت و لم نحفظه كله،و هؤلاء الاثنا عشر خيارنا و أفاضلنا،فقال عليه السّلام:صدقتم ليس كل الناس يحفظ و بعضهم أحفظ من بعض» (6).

الثاني و الخمسون: محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة بالاسناد السابق في حديث أبي الدرداء و أبي هريرة في الحديث قال:و قام من الاثني عشر أربعة:الهيثم بن التيهان و أبو أيوب و عمار

ص: 356


1- سوره 5 - آيه 55
2- المائدة:55.
3- سوره 5 - آيه 3
4- المائدة:3.
5- في المصدر المطبوع:بيّنهم.
6- كتاب الغيبة للنعماني:70.

و خزيمة[بن ثابت]ذو الشهادتين فقالوا:شهدنا أنّا حفظنا قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله[و اللّه إنه لقائم]و عليّ قائم إلي جنبه و هو يقول:«يا أيها الناس إنّ اللّه أمرني أن أنصب لكم إمامكم و وصيّي (1)فيكم و خليفتي في أهلي و في امتي من بعدي و الذي فرض اللّه طاعته علي المؤمنين في كتابه و أمركم فيه بولايته فقلت:يا رب خشية طعن أهل النفاق و تكذيبهم فأوعدني لأبلّغها أو ليعاقبني،أيها الناس إن اللّه جلّ ذكره أمركم في كتابه بالصلاة و قد بيّنتها لكم و سننتها لكم و الزكاة و الصوم و الحج فبيّنته و فسّرته (2)،و أمركم في كتابه بولايته و إنّي اشهدكم أيها الناس أنها خاصة لعلي و أوصيائي من ولدي و ولده،أولهم حسن ثم ابني حسين ثم تسعة من ولد الحسين لا يفارقون كتاب اللّه حتي يردوا عليّ الحوض.

أيها الناس و قد أعلمتكم مفزعكم بعدي و وليكم و إمامكم و هاديكم بعدي،و هو أخي علي بن أبي طالب و هو فيكم بمنزلتي فقلّدوه دينكم و أطيعوه في جميع اموركم،فإنّ عنده جميع ما علّمني اللّه جلّ و عزّ،أمرني اللّه أن اعلّمه إياه و أن اعلمكم أنّه عنده فسلوه و تعلّموا منه و من أوصيائه،و لا تعلّموهم و لا تتقدموهم و لا تتخلّفوا عنهم فإنّهم مع الحق و الحق معهم لا يزايلونه و لا يزايلهم (3).

الثالث و الخمسون: محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة بالسند السابق في الحديث ثم قال علي عليه السّلام لأبي الدرداء و أبي هريرة و من حوله:«أيها الناس أ تعلمون أنّ اللّه أنزل في كتابه إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (4) (5)فجمعني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و فاطمة و حسنا و حسينا في كساء فقال:اللهم هؤلاء لحمتي (6)و عترتي و ثقلي و حامتي (7)و أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا،فقالت أمّ سلمة:و أنا،فقال لها:و أنت إلي خير،إنّما انزلت فيّ و في اخي و ابنتي فاطمة و في ابني حسن و حسين و في تسعة من ولد الحسين خاصة ليس معنا أحد غيرنا؟فقام جلّ القوم فقالوا:نشهد أنّ أمّ سلمة حدّثتنا بذلك فسألنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فحدثنا كما حدثتنا أمّ سلمة.

فقال علي عليه السّلام:أ لستم تعلمون أن اللّه عزّ و جل أنزل في سورة الحج يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا (8)

ص: 357


1- في المصدر المطبوع:لكم إماما يكون وصيي.
2- في المصدر لم يذكر الحج و قال:فبينتهما.
3- كتاب الغيبة:72،و فيه تفاوت بسيط في الألفاظ أشرت إلي المهم منه.
4- سوره 33 - آيه 33
5- الاحزاب:33.
6- كذا الظاهر من المخطوط و في المصدر:أحبتي.
7- في المصدر:و خاصتي.
8- سوره 22 - آيه 77

وَ اسْجُدُوا وَ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَ افْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَ جاهِدُوا فِي اللّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَ ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَ فِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَ تَكُونُوا شُهَداءَ عَلَي النّاسِ (1) (2) فقام سلمان عند نزولها فقال:يا رسول اللّه من هؤلاء الذين أنت شهيد عليهم و هم شهداء علي الناس الذين اختارهم اللّه و لم يجعل عليهم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:عني بذلك ثلاثة عشر إنسانا،أنا و أخي عليا و أحد عشر من ولده،فقالوا:اللهم نعم قد سمعنا ذلك من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله.

فقال علي عليه السّلام:انشدكم اللّه أ تعلمون أنّ رسول اللّه قام خطيبا ثم لم يخطب بعد ذلك فقال:أيها [الناس] (3)إني قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسّكتم بهما كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي، فإنّ اللطيف الخبير أخبرني و عهد إليّ أنهما لا يفترقان حتي يردا عليّ الحوض؟قالوا:اللهم قد شهدنا ذلك كلّه من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فقام اثنا عشر من الجماعة فقالوا:نشهد أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين خطب في اليوم الذي قبض فيه قام عمر بن الخطاب شبه المغضب فقال:يا رسول اللّه لكل أهل بيتك؟فقال:لا،و لكن الأوصياء منهم عليّ أخي و وزيري و وارثي و خليفتي في امتي و ولي كل مؤمن من بعدي و هو أولهم و خيرهم ثم وصيه بعده ابني هذا-و أشار إلي الحسن ثم وصيه ابني هذا-و أشار إلي الحسين-ثم وصيه ابني بعده سمي أخي ثم وصيّه بعده سميّي،ثم سبعة من بعده من ولده واحد بعد واحد،حتي يردوا عليّ الحوض شهداء اللّه في أرضه،و حججه علي خلقه،من أطاعهم أطاع اللّه،و من عصاهم عصي اللّه».فقام السبعون البدريون و نحوهم من المهاجرين فقالوا:ذكرتمونا ما كنا نسيناه،نشهد أنّا قد سمعنا ذلك من رسول اللّه،فانطلق أبو هريرة و أبو الدرداء فحدّثا معاوية بكل ما قال علي و ما استشهد عليه و ما رد علي الناس و ما سمعوا به (4).

و روي هذه الأحاديث الثلاث أيضا ابن بابويه في كتاب الغيبة قال:حدّثنا أبي و محمد بن الحسن قدّس سرّه قالا:حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال:حدّثنا يعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسي عن عمر ابن اذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي و ذكر الاحاديث الثلاثة.

الرابع و الخمسون: الشيخ الطوسي في أماليه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا محمد بن جعفر الرزاز القرشي قال:حدّثنا جدي لامي محمد بن عيسي القيسي قال:حدثنا إسحاق بن يزيد الطائي،قال:حدثنا هاشم بن البريد،عن أبي سعيد التيمي،قال:سمعت أبا ثابت

ص: 358


1- سوره 22 - آيه 77
2- الحج:77-78.
3- لا توجد في الأصل.
4- كتاب الغيبة للنعماني:74،و كمال الدين:279 ح 25 و هو كتاب الغيبة.

مولي أبي ذر رحمه اللّه يقول سمعت أمّ سلمة تقول:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مرضه الذي قبض فيه يقول و قد امتلأت الحجرة من أصحابه:«أيها الناس أوشك أن اقبض قبضا سريعا فينطلق بي و قد قدمت إليكم القول معذرة إليكم ألا إني مخلف فيكم كتاب ربي عزّ و جلّ و عترتي أهل بيتي-ثم أخذ بيد علي فرفعها-فقال:هذا عليّ مع القرآن و القرآن مع عليّ خليفتان بصيران لا يختلفان لا يفترقان حتي يردا عليّ الحوض فأسألهما ما خلفت فيهما» (1).

الخامس و الخمسون: الشيخ أيضا في أماليه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا الحسن بن علي بن زكريا أبو سعيد البصري قال:حدّثنا محمد بن صدقة العنبري قال:حدّثنا موسي بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه محمد بن علي عن جابر ابن عبد اللّه الأنصاري قال:صلّي بنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوما صلاة الفجر ثم انفتل و أقبل علينا يحدثنا ثم قال:«أيها الناس من فقد الشمس فليتمسّك بالقمر،و من فقد القمر فليتمسك بالفرقدين،قال:

فقمت أنا و أبو أيوب الأنصاري و معنا أنس بن مالك فقلنا:يا رسول اللّه من الشمس؟قال:أنا،فإذا هو صلّي اللّه عليه و آله قد ضرب لنا مثلا فقال:إنّ اللّه تعالي خلقنا فجعلنا بمنزلة نجوم السماء،كلما غاب نجم طلع نجم فأنا الشمس فإذا ذهب بي فتمسّكوا بالقمر،قلنا:فمن القمر؟قال:أخي و وصيّي و وزيري و قاضي ديني و أبو ولدي و خليفتي في أهلي علي بن أبي طالب،قلنا:فمن الفرقدان؟ قال:الحسن و الحسين-ثم مكث مليّا-فقال:و فاطمة هي الزهرة،و عترتي أهل بيتي هم مع القرآن و القرآن معهم لا يفترقان حتي يردا عليّ الحوض» (2).

السادس و الخمسون: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي قدّس سرّه قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال:قلت للصادق جعفر بن محمد عليهما السّلام:من آل محمد؟قال:ذريته،قلت:من أهل بيته؟قال:الأئمة الأوصياء،قلت،من عترته؟قال:أصحاب العباء،قلت:من امته؟قال:المؤمنون الذين صدقوا بما جاء به من عند اللّه عزّ و جلّ المتمسكون بالثقلين اللذين امروا بالتمسّك بهما:كتاب اللّه و عترته أهل بيته،الذين أذهب اللّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا،و هما الخليفتان علي الامة بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله» (3).

السابع و الخمسون: الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان في أماليه قال:أخبرني أبو

ص: 359


1- أمالي الطوسي:/478مجلس /17ح 14.
2- أمالي الطوسي:/516مجلس /18ح 38.
3- أمالي الصدوق:/312مجلس /48ح 10.

الحسن علي بن محمد الكاتب قال:حدّثنا الحسن بن علي الزعفراني قال:حدّثنا إبراهيم بن محمد الثقفي قال:حدثني أبو عمر و حفص بن عمر الفرّاء قال:حدّثنا زيد بن الحسن الأنماطي عن معروف بن خربوذ قال:سمعت أبا عبيد اللّه مولي العباس يحدث أبا جعفر محمد بن علي عليه السّلام قال:

سمعت أبا سعيد الخدري يقول:إن آخر خطبة خطبنا بها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لخطبة خطبنا في مرضه الذي توفي فيه،خرج متوكئا علي يد علي بن أبي طالب عليه السّلام و ميمونة مولاته فجلس علي المنبر ثم قال:«يا أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين-و سكت-فقام رجل فقال:يا رسول اللّه ما هذان الثقلان؟فغضب حتي احمرّ وجهه،ثم سكن و قال:ما ذكرتهما إلاّ و أنا اريد أن اخبركم بهما،و لكن ربوت (1)فلم أستطع سبب طرفه بيد اللّه و طرف بأيديكم،تعملون فيه كذا و كذا،ألا و هو القرآن، و الثقل الأصغر أهل بيتي،ثم قال:و ايم اللّه[و اللّه]إنّي لأقول لكم هذا و رجال في أصلاب أهل الشرك أرجي عندي من كثير منكم،ثم قال:و اللّه لا يحبهم عبد إلاّ أعطاه اللّه نورا يوم القيامة حتي يرد علي الحوض،فقال أبو جعفر عليه السّلام:إنّ أبا عبد اللّه يأتينا بما يعرف» (2).

الثامن و الخمسون: ابن بابويه في عيون أخبار الرضا عليه السّلام عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي قال:«سئل أمير المؤمنين عن معني قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إنّي مخلف فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي،من العترة؟قال:أنا و الحسن و الحسين و الأئمة التسعة[من ولد الحسين]،تاسعهم مهديهم و قائمهم لا يفارقون كتاب اللّه و لا يفارقهم حتي يردوا علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حوضه (3).

التاسع و الخمسون: ابن بابويه في الفقيه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا العباس بن الفضل المقري قال:حدّثنا محمد بن علي بن منصور قال:حدّثنا عمرو بن عون قال:

حدّثنا خالد عن الحسن بن عبد اللّه عن أبي الضحي عن زيد بن أرقم قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض» (4).

الستون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن إبراهيم بن أحمد بن يونس قال:حدّثنا العباس بن الفضل عن أبي زرعة عن كثير بن يحيي أبي مالك عن أبي عوانة عن الأعمش قال:حدّثنا حبيب بن أبي ثابت عن عامر بن واثلة عن زيد بن أرقم قال:لمّا رجع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من حجة الوداع فنزل

ص: 360


1- الربو:التهيج و تواتر النفس.
2- أمالي المفيد:/135ح /3مجلس 16.
3- عيون أخبار الرضا:60/2 ح 25 باب النصوص علي الرضا عليه السّلام.
4- لم نجده في الفقيه نعم رواه في كمال الدين:234 ح 44 بنفس الإسناد و اللفظ باب 22.

بغدير خم و أمر بدوحات فقمّ ما تحتهن ثم قال:«كأني قد دعيت فأجبت إني قد تركت فيكم الثقلين،أحدهما أكبر من الآخر،كتاب اللّه و عترتي،فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض،ثم قال:إنّ اللّه مولاي و أنا مولي كل مؤمن و مؤمنة،ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب ثم قال:من كنت وليه فهذا علي وليه،اللهم وال من والاه و عاد من عاداه».قال:فقلت لزيد بن أرقم:و أنت سمعت من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟فقال:ما كان في الدوحات أحد إلا قد رآه بعينيه و سمعه باذنيه (1).

الحادي و الستون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن جعفر بن الحسين البغدادي قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمد العزيز إملاء قال:حدّثنا حسين (2)بن الوليد قال:حدّثنا محمد بن طلحة عن الأعمش عن عطية بن سعيد عن أبي سعيد الخدري أنّ النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«إني اوشك أن ادعي فاجيب و إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه عزّ و جلّ حبل ممدود بين السماء و الأرض و عترتي أهل بيتي، و نبأني (3)اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض فانظروا بما ذا تخلّفوني فيهما» (4).

الثاني و الستون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عمر البغدادي قال:حدّثنا محمد بن الحسين ابن حفص الخثعمي قال:حدّثنا محمد بن عبيد قال:حدّثنا صالح بن موسي قال:حدّثنا عبد العزيز بن رفيع[عن أبي صالح]عن أبي هريرة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إني قد خلّفت فيكم شيئين لن تضلّوا بعدي أبدا ما أخذتم بهما و عملتم بما فيهما؛كتاب اللّه و سنتي؛فإنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض» (5).

الثالث و الستون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عمر الحافظ قال:حدّثنا القاسم بن عباد قال:

حدّثنا سويد قال:حدّثنا عمرو بن صالح عن زكريا عن عطية عن أبي سعيد قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

«إني تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا؛كتاب اللّه عزّ و جلّ حبل ممدود،و عترتي أهل بيتي لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض» (6).

الرابع و الستون: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسن بن عبد اللّه بن سعيد قال:أخبرنا محمد بن أحمد

ص: 361


1- كمال الدين:/234ح 45.
2- في المصدر:بشر.
3- في المصدر المطبوع:و ان اللطيف الخبير أخبرني.
4- كمال الدين:/235ح 46.
5- كمال الدين:/235ح 47.
6- المصدر السابق:ح 48.

ابن حمدان القشيري قال:حدّثنا الحسين بن حميد قال:حدثني أخي الحسن بن حميد قال:

حدثني علي بن ثابت الدّهان قال:حدّثنا سعادة و هو ابن سليمان عن أبي إسحاق عن حارث عن علي عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إنّي[امرئ]مقبوض و اوشك أن ادعي فاجيب و إني قد تركت فيكم الثقلين،أحدهما أفضل من الآخر؛كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض» (1).

الخامس و الستون: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسن بن عبد اللّه بن سعيد قال:حدّثنا القشيري قال:

حدّثنا المغيرة بن محمد بن المهلب قال:حدثني أبي عن عبد اللّه بن[أبي] (2)داود عن الفضيل بن مرزوق عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إني تارك فيكم أمرين أحدهما أطول من الآخر؛كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلي الأرض،طرف بيد اللّه،و عترتي ألا و إنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض»فقلت لأبي سعيد:من عترته؟قال:أهل بيته (3).

السادس الستون: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن الفضل البغدادي قال:سمعت أبا عمر صاحب أبي العباس تعلب يقول:سمعت أبا العباس تعلب[و قد]سئل عن معني قوله صلّي اللّه عليه و آله:«إني تارك فيكم الثقلين»لم سميا الثقلين؟قال:لأن التمسّك بهما ثقيل (4).

السابع و الستون: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسن بن علي بن شعيب أبو محمد الجوهري قال:

حدّثنا عيسي بن محمد العلوي قال:حدّثنا الحسين بن الحسن الحميري (5)بالكوفة قال:حدّثنا الحسن بن الحسن المغربي (6)عن عمرو بن جميع عن أبي المقدام عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السّلام قال:«أتيت جابر بن عبد اللّه فقلت:أخبرني عن حجة الوداع،فذكر حديثا طويلا ثم قال:

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم به لن تضلوا[من]بعدي كتاب اللّه عزّ و جلّ و عترتي أهل بيتي ثم قال:اللهم اشهد،ثلاثا» (7).

الثامن و الستون: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسن بن عبد اللّه بن سعيد قال:أخبرنا أحمد بن محمد بن حمدان القشيري قال:حدّثنا أبو حاتم المغيرة بن محمد بن المهلب قال:حدّثنا عبد الغفار بن محمد بن كثير الكلابي الكوفي عن جرير بن عبد الحميد عن الحسن بن عبيد اللّه عن أبي الضحي

ص: 362


1- المصدر السابق:ح 49.
2- ليست في المصدر.
3- المصدر السابق:ح 50.
4- المصدر السابق:ح 51.
5- في المصدر:الحيري و بالهامش عن بعض النسخ الحميري.
6- في المصدر:العرفي.
7- كمال الدين:/237ح 53.

عن زيد بن أرقم قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم به لن تضلوا:كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض» (1).

التاسع و الستون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عمرو قال:حدثني عبد اللّه بن يزيد أبو محمد البجلي قال:حدّثنا محمد بن طريف قال:حدّثنا أبو فضيل (2)عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد عن حبيب بن أبي ثابت عن زيد بن أرقم قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إني قد دعيت و أجبت و إني تارك فيكم الثقلين،أحدهما أعظم من الآخر؛كتاب اللّه عزّ و جلّ حبل ممدود من السماء إلي الأرض و عترتي أهل بيتي،فإنهما لن يزالا أبدا (3)حتي يردا عليّ الحوض،فانظروا كيف تخلفوني فيهما» (4).

السبعون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عمر:حدثنا أبو جعفر محمد بن حسين بن حفص عن عبّاد بن يعقوب عن أبي مالك عن عمرو بن هاشم الجنبي (5)عن عبد الملك بن عطيّة أنه سمع أبا سعيد يرفع ذلك إلي النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين،ما إن أخذتم به لن تضلوا من بعدي:أحدهما أكبر من الأخر؛كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلي الأرض،و عترتي أهل بيتي،ألا و إنّهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض» (6).

الحادي و السبعون: ابن بابويه قال:حدثنا محمد بن عمر قال:حدثني الحسن بن عبد اللّه بن محمد بن علي التميمي قال:حدثني أبي قال:حدثني سيدي عليّ بن موسي بن جعفر عليه السّلام قال:

«حدثني أبي عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليهم قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إني تارك فيكم الثقلين؛كتاب اللّه و عترتي و لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض» (7).

الثاني و السبعون: ابن بابويه قال:حدثنا أبو محمد جعفر بن نعيم بن شاذان النيسابوري قال:

حدثني عمي أبو عبد اللّه محمد بن شاذان عن الفضل بن شاذان قال:حدّثنا عبيد اللّه بن موسي قال:حدّثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عيسي بن المعتمر قال:رأيت أبا ذر الغفاري رحمه اللّه آخذا بحلقة باب الكعبة و هو يقول:ألا من عرفني فقد عرفني،و من لم يعرفني فأنا أبو ذر جندب بن

ص: 363


1- كمال الدين:/37ح 54.
2- في المصدر:محمد بن فضيل.
3- في المصدر:جميعا.
4- المصدر السابق:ح 56.
5- في المخطوط:الحميري.
6- المصدر السابق:ح 57.
7- المصدر السابق:ح 58.

السّكن سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«إني مخلف فيكم الثقلين؛كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي و إنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض،ألا و إنّ مثلهما كسفينة نوح من ركب فيها نجا و من تخلف عنها غرق» (1).

الثالث و السبعون: ابن بابويه قال:حدثني شريف الدّين الصدوق أبو علي محمد بن أحمد بن محمد بن زياد (2)بن عبد اللّه بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليهم قال:حدّثنا علي بن محمد بن قتيبة قال:حدّثنا الفضل بن شاذان النيشابوري قال:حدّثنا عبد اللّه بن موسي قال:حدّثنا شريك عن ركين بن الربيع عن القاسم بن حسان عن زيد ابن ثابت قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إني تارك فيكم خليفتين؛كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض» (3).

الرابع و السبعون: ابن بابويه قال:حدّثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيشابوري رضي اللّه عنه قال:

حدّثنا علي بن محمد بن قتيبة عن شاذان قال:حدّثنا إسحاق بن إبراهيم قال:حدّثنا عيسي بن يونس قال:حدّثنا زكريا عن أبي زائدة عن أبي عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر؛كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلي الأرض و عترتي أهل بيتي فإنّهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض» (4).

الخامس و السبعون: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا علي بن محمد بن قتيبة قال:

حدّثنا الفضل بن شاذان قال:حدّثنا إسحاق بن إبراهيم عن جرير عن الحسن بن عبيد اللّه عن أبي الضحي عن زيد بن أرقم عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي فإنّهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض» (5).

السادس و السبعون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسي عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبان بن أبي عباس عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين قدّس سرّه قال:«إنّ اللّه تبارك و تعالي طهّرنا و عصمنا و جعلنا شهداء علي خلقه و حججا في أرضه،و جعلنا مع القرآن و جعل القرآن معنا لا نفارقه و لا يفارقنا» (6).

ص: 364


1- كمال الدين:/239ح 59.
2- في المصدر:زئارة و نسب(زيادة)للتصحيف.
3- المصدر السابق:ح 60.
4- المصدر السابق:ح 61.
5- المصدر السابق:ح 62.
6- المصدر السابق:ح /63الباب 22 اتصال الوصية.

السابع و السبعون: المفيد في أماليه قال:حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد الأنباري الكاتب قال:حدّثنا أبو عبد اللّه إبراهيم بن محمد الأزدي قال:حدّثنا شعيب بن أيوب قال:حدّثنا معاوية ابن هشام عن سفيان عن هشام بن حسان قال:سمعت أبا محمد الحسن بن علي عليهما السّلام يخطب الناس بعد البيعة له بالأمر فقال:«نحن حزب اللّه الغالبون،و عترة رسوله الأقربون،و أهل بيته الطيّبون الطاهرون،و أحد الثقلين الذين خلفهما رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في امته،و التالي كتاب اللّه فيه تفصيل كلّ شيء لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه،فالمعوّل علينا في تفسيره لا نتظني (1)تأويله بل نتيقن حقائقه،فأطيعونا فإنّ طاعتنا مفروضة إذ كانت بطاعة اللّه عزّ و جل مقرونة،قال اللّه عزّ و جل: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَي اللّهِ وَ الرَّسُولِ (2) وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَي الرَّسُولِ وَ إِلي أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ (3) (4)و احذروا الاصغاء لنهاق (5)الشيطان فإنّه لكم عدو مبين فتكونوا أولياءه الذين قال لهم:

لا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النّاسِ وَ إِنِّي جارٌ لَكُمْ فَلَمّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ نَكَصَ عَلي عَقِبَيْهِ وَ قالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَري ما لا تَرَوْنَ (6) (7) فتلقون إلي الرماح وزرا،و إلي السيوف جزرا،و إلي العمد حطما، و الي السهام غرضا (8)ثم لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً (9) (10)و قد تقدم هذا الحديث من طريق الشيخ الطوسي في أماليه بالسند و المتن (11).

الثامن و السبعون: الشيخ المفيد في أماليه قال:أخبرني أبو حفص عمر بن محمد الصيرفي قال:

أخبرني جعفر بن محمد الحسني قال:حدّثنا عيسي بن مهران قال:أخبرنا يونس بن محمد قال:

حدّثنا عبد الرّحمن بن الغسيل قال:أخبرني عبد الرّحمن بن خلاء الأنصاري عن عكرمة عن عبد اللّه ابن عبّاس قال:إن علي بن أبي طالب عليه السّلام و العبّاس بن عبد المطلب و الفضل بن العباس دخلوا علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مرضه الذي قبض فيه فقالوا:يا رسول اللّه هذه الأنصار في المسجد تبكي و رجالها و نسائها عليك فقال:و ما يبكيهم؟قالوا:يخافون أن تموت،فقال:«اعطوني أيديكم،فخرج في ملحفة و عصابة حتي جلس علي المنبر فحمد اللّه و أثني عليه ثم قال:أما بعد ايها الناس،فما تنكرون من موت نبيّكم أ لم أنع إليكم و تنع إليكم أنفسكم؟!لو خلد احد قبلي ثم بعثه اللّه لخلّدت

ص: 365


1- التظني:إعمال الظن و أصله التظنن.
2- سوره 4 - آيه 59
3- سوره 4 - آيه 83
4- النساء:59.
5- في المصدر:لهتاف.
6- سوره 8 - آيه 48
7- النساء:83.
8- الوزر:الجبل المنيع،و جزر السباع اللحم الذي تأكله،و العمد:جمع العمود،و الحطم:الكسر،و الغرض: الهدف.
9- سوره 6 - آيه 158
10- الانعام:158.
11- أمالي المفيد:/350ح /4مجلس 41،و أمالي الطوسي:/121ح /188مجلس /5ح 1.

فيكم،ألا إني لاحق بربي،و قد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا؛كتاب اللّه تعالي بين أظهركم تقرءونه صباحا و مساء فلا تنافسوا و لا تحاسدوا و لا تباغضوا،و كونوا إخوانا كما أمركم اللّه،و قد خلفت فيكم عترتي أهل بيتي،و أنا أوصيكم بهذا الحيّ من الأنصار فقد عرفتم بلاهم عند اللّه عزّ و جلّ و عند رسوله و عند المؤمنين،أ لم يوسعوا في الديار و يشاطروا الثمار و يؤثروا و بهم خصاصة فمن ولي منكم يضرّ فيه أحد و ينفعه فليقبل من محسن الأنصار،و ليتجاوز عن مسيئهم».و كان آخر مجلس جلسه حتي لقي اللّه عزّ و جل (1).

التاسع و السبعون: ابن بابويه بإسناده في عيون أخبار الرضا عليه السّلام عن داود بن سليمان الفرّاء عن علي بن موسي عليه السّلام قال:«حدثني أبي عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليه السّلام أنه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:كأني قد دعيت فأجبت،إني تارك فيكم الثقلين،أحدهما أكبر من الآخر؛كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلي الأرض و عترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما» (2).

الثمانون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عمر بن سالم بن البراء الجعابي قال:حدّثنا أبو محمد الحسن بن عبد اللّه بن محمد بن العباس الرازي التميمي قال:حدثني سيدي علي بن موسي الرضا عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السّلام قال:«قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي،و لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض» (3).

الحادي و الثمانون: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيي الحلبي عن يزيد بن معاوية عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السّلام في خطبة صلاة الجمعة قال:«و قد بلّغ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الذي ارسل به،فالزموا وصيّته و ما ترك بينكم من بعده من الثقلين؛كتاب اللّه و أهل بيته اللذين لا يضلّ من تمسّك بهما و لا يهتدي من تركهما» (4).

الثاني و الثمانون: الشيخ أحمد بن علي بن منصور الطوسي في كتاب الاحتجاج في رسالة أبي الحسن الثالث علي بن محمد الهادي عليه السّلام في رسالته إلي أهل الأهواز حين سألوه عن الجبر و التفويض قال عليه السّلام:«أجمعت الامة قاطبة لا اختلاف بينهم في ذلك أن القرآن حق لا ريب فيه عند جميع فرقها فهم في حالة الاجتماع عليه مصيبون و علي تصديق ما أنزل اللّه مهتدون لقول النبي صلّي اللّه عليه و آله:لا تجتمع امتي علي ضلالة،فأخبر صلّي اللّه عليه و آله أن ما اجتمعت عليه الامة و لم يخالف بعضها

ص: 366


1- أمالي المفيد:/47ح /6مجلس 6.
2- عيون أخبار الرضا:34/1 ح /40باب 31.
3- المصدر السابق:/68ح /259باب 31.
4- الكافي:423/3 ح 6 و الخطبة طويلة هذا وسطها.

بعضا هو الحق،فهذا معني الحديث،لا ما تأوّله الجاهلون و لا ما قاله المعاندون من إبطال حكم الكتاب و اتباع أحكام الأحاديث المزورة و الروايات المزخرفة،و اتباع الأهواء المردية المهلكة التي تخالف نص الكتاب،و تحقيق الآيات الواضحات النيّرات،و نحن نسأل اللّه أن يوفقنا للصواب و يهدينا إلي الرشاد.

ثم قال عليه السّلام:فإذا شهد الكتاب بتصديق خبر و تحقيقه فأنكرته طائفة من الامة و عارضته بحديث من هذه الأحاديث المزورة فصارت بإنكارها و دفعها الكتاب ضلالا،و أصحّ خبر ما عرف تحقيقه من الكتاب مثل الخبر المجمع عليه من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حيث قال:إني مستخلف فيكم خليفتين كتاب اللّه و عترتي،ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي،و إنّهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض،و اللفظة الاخري عنه في هذا المعني بعينه قوله صلّي اللّه عليه و آله:إني تارك فيكم الثقلين،كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي،و إنّهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض ما إن تمسّكتم بهما لن تضلوا.

وجدنا شواهد هذا الحديث نصّا في كتاب مثل قوله إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (1) (2)ثم اتفقت روايات العلماء في ذلك لأمير المؤمنين عليه السّلام أنه تصدق بخاتمه و هو راكع،فشكر اللّه ذلك له،و أنزل الآية فيه،ثم وجدنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قد أبانه من أصحابه بهذه اللفظة:من كنت مولاه فعليّ مولاه،اللهم وال من والاه و عاد من عاداه،و قوله عليه السّلام:علي يقضي ديني،و ينجز موعدي،و هو خليفتي عليكم من بعدي.

و قوله حيث استخلفه علي المدينة فقال:يا رسول اللّه تخلفني علي النساء و الصبيان،فقال:أ ما ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبي بعدي.فعلمنا أن الكتاب يشهد بتصديق هذه الأخبار و تحقيق هذه الشواهد،فيلزم الامة الإقرار بها إذا كانت هذه الأخبار وافقت القرآن[و وافق القرآن هذه الاخبار]،فلما وجدنا ذلك موافقا لكتاب اللّه و وجدنا كتاب اللّه موافقا لهذه الأخبار و عليها دليلا؛كان الاقتداء فرضا لا يتعدّاه إلاّ أهل العناد و الفساد» (3).

ص: 367


1- سوره 5 - آيه 55
2- المائدة:58.
3- الاحتجاج:253/2.

فهرس المطالب

الباب الثامن عشر في النصّ علي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام بأنّه الوليّ في قوله تعالي من طرق العامّة و فيه أربعة و عشرون حديثا 5

الباب التاسع عشر في النصّ علي أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام و بنيه الأئمّة الأحد عشر بالولاية في قوله تعالي إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ (1) من طريق الخاصّة و فيه تسعة عشر حديثا 15

الباب العشرون في قول النبيّ لعليّ عليهما السّلام:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي من طريق العامّة و فيه مائة حديث 23

الباب الحادي و العشرون في قول النبيّ لعليّ عليهما السّلام:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي من طريق الخاصّة و فيه سبعون حديثا 72

الباب الثاني و العشرون في أنّ عليا عليه السّلام وصيّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و بنيه الأحد عشر و هم الأوصياء و الأئمّة الاثنا عشر بنصّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مضافا إلي ما سبق من طريق العامّة و فيه سبعون حديثا 144

الباب الثالث و العشرون في أن عليا وصي رسول اللّه و بنيه الأحد عشر أوصياء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هم الأئمة الاثنا عشر

ص: 368


1- سوره 5 - آيه 55

بنص رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من طريق الخاصة،و فيه مائة حديث و عشرة أحاديث 185

الباب الرابع و العشرون في أن الأئمة بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله اثنا عشر بنص رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله اجمالا و تفصيلا عليّ و بنوه الأحد عشر من طريق العامة و فيه ثمانية و خمسون حديثا 247

الباب الخامس و العشرون في أن الأئمة:بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله اثنا عشر اجمالا و تفصيلا هم علي بن أبي طالب و بنوه الأحد عشر:من طريق الخاصة،و فيه خمسون حديثا 270

الباب السادس و العشرون في أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بالاقتداء بعلي بن أبي طالب و الأئمة عليهم السّلام من آل محمد صلّي اللّه عليه و آله من طريق العامة و فيه اثنين و عشرون حديثا 287

الباب السابع و العشرون في أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بولاية علي عليه السّلام و الاقتداء بالأئمة:من آل محمد صلّي اللّه عليه و آله من طريق الخاصة و فيه سبعة و عشرون حديثا 296

الباب الثامن و العشرون في نص رسول اللّه علي وجوب التمسّك بالثقلين من طريق العامة و فيه تسعة و ثلاثون حديثا 304

الباب التاسع و العشرون في نص رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي وجوب التمسّك بالثقلين من طريق الخاصة و فيه اثنان و ثمانون حديثا 321

ص: 369

المجلد 3

اشارة

پديدآوران: بحراني، سيد هاشم بن سليمان (نويسنده) / عاشور، علي (محقق)

ناشر:مؤسسة التاريخ العربي

مكان :نشربيروت - لبنان

سال نشر:1422 ق يا 2001 م

چاپ: 1

موضوع: احاديث اهل سنت - قرن 12ق. / احاديث شيعه - قرن 12ق. / امامت - احاديث / خاندان نبوت - احاديث اهل سنت / علي بن ابي طالب(ع)، امام اول، 23 قبل از هجرت - 40ق. - اثبات خلافت / علي بن ابي طالب(ع)، امام اول، 23 قبل از هجرت - 40ق. - احاديث / ولايت - احاديث

زبان:عربي

تعداد : جلد7

كد كنگره : BP 223/54 /ب 3 غ 2

ص: 1

اشارة

ص: 2

بسم الله الرحمن الرحيم

ص: 3

ص: 4

الجزء الثالث

تتمة المقصد الأول

اشارة

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم

الباب الثلاثون

في أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله المنذر و علي أمير المؤمنين الهادي

في قوله تعالي: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (1) (2)من طريق العامة و فيه سبعة أحاديث:

الأول: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامّة في كتاب فرائد السمطين في فضائل المرتضي و فاطمة و السبطين عليهم السّلام قال:أنبأنا شيخنا العلامة نجم الدين عثمان بن الموفق أنبأنا المؤيد ابن محمد بن علي الطوسي إجازة،أنبأنا الشيخ عبد الجبار بن محمد الخواري البيهقي أنبأنا الإمام أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي قال:من الآيات التي جعل فيها علي تلو النبي صلّي اللّه عليه و آله في قوله:

إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (3) (4) .

الثاني: إبراهيم الحمويني هذا قال:أخبرنا أبو الحسن بن أبي نصر الفقيه أنبأنا محمد بن عبد اللّه ابن محمد الحافظ أخبرني أبو بكر بن أبي دارم نبأنا المنذر بن محمد بن المنذر اللخمي حدثني أبي عن عمّي الحسين بن سعيد حدثني أبي سعيد بن أبي الجهم عن أبان بن تغلب عن نفيع بن الحارث حدثني أبو برزة الأسلمي سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«إنما أنت منذر-و وضع يده علي صدر نفسه ثم وضعها علي يد علي عليه السّلام-و يقول:لكل قوم هاد» (5).

الثالث: الثعلبي في الكشف عن عطا بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:لما نزلت هذه الآية وضع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يده علي صدره و قال:«أنا المنذر-و أومأ بيده إلي منكب علي بن أبي طالب-أنت الهادي يا علي بك يهتدي المهتدون» (6).

الرابع: عن سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة قال:سألت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عن هذه الآية فقال لي:

ص: 5


1- سوره 13 - آيه 7
2- الرعد:7.
3- سوره 13 - آيه 7
4- فرائد السمطين:/148/1ب /28ح 111.
5- فرائد السمطين:/148/1ب /28ح 111.
6- نهج الإيمان لابن جبر:184،و تفسير الطبري:142/13 بلفظ:بك يهتدي المهتدون بعدي،و تفسير ابن كثير: 520/2 مورد الآية بنفس اللفظ.

«هادي هذه الأمة علي بن أبي طالب» (1).

الخامس: الثعلبي عن السدي عن عبد خير عن عليّ عليه السّلام قال:«المنذر النبي صلّي اللّه عليه و آله و الهادي رجل من بني هاشم».يعني نفسه عليه السّلام (2).

السادس: أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن شاذان الفقيه من طريق العامة بإسناده عن عبد اللّه بن عمر قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«بي أنذرتم و بعلي بن أبي طالب اهتديتم،و قرأ: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (3) و بالحسن أعطيتم الإحسان،و بالحسين تسعدون و به تشقون (4)ألا و إن الحسين باب من أبواب الجنة،من عانده (5)حرّم اللّه عليه ريح الجنة» (6).

السابع: المالكي في فصول المهمة من أعيان علماء العامة عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال:لما نزلت:

إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (7) قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنا المنذر و علي الهادي بك يا علي يهتدي المهتدون» (8).

ص: 6


1- نهج الإيمان:185،و شواهد التنزيل:387/1 ح 406.
2- مناقب آل أبي طالب:281/2،و ينابيع المودة:296/1 و راجع المصدر السابق.
3- سوره 13 - آيه 7
4- في البحار:تشبثون.
5- في المصدر:عاداه.
6- مائة منقبة:23 المنقبة 4.
7- سوره 13 - آيه 7
8- الفصول المهمة:107،و تاريخ دمشق:359/42.

الباب الحادي و الثلاثون

في أنّ المنذر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و الهادي علي أمير المؤمنين عليه السّلام

و بنيه الأئمة الأحد عشر في قوله تعالي إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (1)

من طريق الخاصة و فيه ثلاثة و عشرون حديثا الحديث الأول: محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد و فضالة بن أيوب عن موسي بن بكر عن الفضيل قال:سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قوله عزّ و جل: وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (2) فقال:«كل إمام هاد للقرآن الذي هو فيهم» (3).

الثاني: محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن ابن أذينة عن بريد العجلي عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه عزّ و جل: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (4) فقال:رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله المنذر و لكل زمان منا هاد يهديهم إلي ما جاء به نبي اللّه صلّي اللّه عليه و آله،ثم الهداة من بعده عليّ ثم الأوصياء واحدا بعد واحد» (5).

الثالث: ابن يعقوب عن الحسين بن محمد الاشعري عن معلي بن محمد عن محمد بن جمهور عن محمد بن إسماعيل عن سعدان عن أبي بصير قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (6) فقال:«رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله المنذر،و علي الهادي.يا أبا محمد هل من هاد اليوم؟فقلت:بلي جعلت فداك،ما زال بينكم هاد من بعد هاد حتي دفعت إليك،فقال:رحمك اللّه يا أبا محمد لو كانت إذا نزلت آية علي رجل ثم مات ذلك الرجل ماتت الآية،مات الكتاب،و لكنه حي يجري فيمن بقي كما جري فيمن مضي» (7).

الرابع: ابن يعقوب عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن صفوان عن منصور عن عبد الرحيم القصير عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه تبارك و تعالي: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (8) فقال:«رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله المنذر،و علي الهادي،أما و اللّه ما ذهبت منّا و ما زالت فينا الي الساعة» (9).

ص: 7


1- سوره 13 - آيه 7
2- سوره 13 - آيه 7
3- الكافي:191/1 ح /1باب أنهم الهداة.
4- سوره 13 - آيه 7
5- المصدر السابق:ح 2.
6- سوره 13 - آيه 7
7- المصدر السابق:ح 3.
8- سوره 13 - آيه 7
9- الكافي:192/1 ح 4.

و روي محمد بن الحسن الصفا في(بصائر الدرجات)هذه الأحاديث (1).

الخامس: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق قدس سرّه قال:حدّثنا أبو أحمد عبد العزيز يحيي البصري قال:حدثنا المغيرة بن محمد قال:حدثني إبراهيم بن محمد بن عبد الرّحمن الأزدي سنة ست و عشرة و مائة قال:حدّثنا قيس بن الربيع و منصور بن أبي الاسود عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن عباد بن عبد اللّه قال:قال علي عليه السّلام:«ما نزلت من القرآن آية إلاّ و قد علمت أين نزلت و في من نزلت و في أي شيء نزلت و في سهل نزلت أو جبل نزلت قيل:فما نزل فيك؟فقال:لو لا انكم سألتموني ما أخبرتكم نزلت في هذه الآية إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (2) فرسول اللّه المنذر و أنا الهادي إلي ما جاء به» (3).

الحديث السادس: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي محمد بن الحسن قالا:حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال:حدّثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب و يعقوب بن يزيد جميعا عن حمّاد بن عيسي عن حريز بن عبد اللّه عن محمد بن مسلم قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام في قوله تعالي: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (4) فقال:«كل إمام هاد لكل قوم في زمانهم» (5).

الحديث السابع: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن بريد بن معاوية العجلي قال:قلت لأبي جعفر عليه السّلام إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (6) فقال:«المنذر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و علي الهادي و في كل وقت و زمان إمام منا يهديهم إلي ما جاء به رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله» (7).

الحديث الثامن: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال:حدّثنا أحمد ابن محمد بن عيسي عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن بريد بن معاوية العجلي قال:قلت لأبي جعفر عليه السّلام في قوله تعالي: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (8) فقال:«إمام هاد لكل قوم في زمانهم».

الحديث التاسع: محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي قال:سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول:«دعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بطهور فلما فرغ أخذ بيد علي صلي اللّه عليهما فألزمها يده ثم قال:إنما أنت منذر،ثم ضم يده إلي صدره و قال:و لكل قوم هاد، ثم قال:يا علي أنت أصل الدين و منار الإيمان و غاية الهدي و قائد الغر المحجلين أشهد لك

ص: 8


1- بصائر الدرجات:/49باب 13.
2- سوره 13 - آيه 7
3- أمالي الصدوق:/350مجلس /46ح 15.
4- سوره 13 - آيه 7
5- كمال الدين:/667باب /58ح 9.
6- سوره 13 - آيه 7
7- المصدر السابق:ح 10.
8- سوره 13 - آيه 7

بذلك» (1).

الحديث العاشر: علي بن إبراهيم قال:حدثني أبي عن حمّاد عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«المنذر رسول اللّه و الهادي أمير المؤمنين و بعده الأئمة عليهم السّلام و هو قوله: وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (2) [أي]في كل زمان إمام هاد مبين» (3).

الحديث الحادي عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن الحسين بن محمد قال:حدّثنا عتبة بن عبد اللّه الحمصي بمكة قراءة عليه سنة ثمانين و ثلاثمائة قال:حدثني علي بن موسي الغطفاني قال:

حدّثنا أحمد بن يوسف الحمصي قال:حدثني محمد بن عكاشة قال:حدّثنا حسين بن يزيد بن عبد علي قال:حدثني عبد اللّه بن الحسن عن أبيه عن الحسن عليه السّلام قال:«خطب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوما فقال بعد ما حمد اللّه و اثني عليه:معاشر الناس كأني ادعي فاجيب،و إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي ما إن تمسّكتم بهما لن تضلوا فتعلموا منهم و لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم لا تخلوا الأرض منهم و لو خلت لانساخت بأهلها.

ثم قال صلّي اللّه عليه و آله:اللهم إني أعلم أن العلم لا يبيد و لا ينقطع و أنك لا تخلي الأرض من حجة لك علي خلقك ظاهرا ليس بالمطاع أو خائف مغمور كيلا تبطل حجتك و لا تضل أوليائك بعد إن هديتهم أولئك الأقلون عددا الأعظمون قدرا عند اللّه فلما نزل عن منبره قلت له:يا رسول اللّه أما أنت الحجة علي الخلق كلهم؟قال:يا حسين أن اللّه يقول: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (4) فأنا المنذر و علي الهادي قلت:يا رسول اللّه قولك:إن الأرض لا تخلوا من حجة قال:نعم علي هو الإمام و الحجة بعدي و أنت الإمام و الحجة بعده و الحسين الإمام و الحجة و الخليفة من بعدك و لقد نبأني اللطيف الخبير أن يخرج من صلب الحسين ولد يقال له:علي سمّي جده فإذا مضي الحسين قام بعده علي ابنه و هو الإمام و الحجة بعد أبيه و يخرج اللّه من صلب علي ولدا سميّي و اشبه الناس بي علمه علمي و حكمه حكمي و هو الإمام و الحجة بعد أبيه و يخرج اللّه تعالي من صلب محمد مولودا يقال له:جعفر اصدق الناس قولا و فعلا و هو الإمام الحجة بعد أبيه و يخرج اللّه تعالي من صلب جعفر مولودا يقال له:موسي سمّي موسي بن عمران أشد الناس تعبّدا فهو الإمام و الحجة بعد أبيه و يخرج اللّه من صلب موسي مولودا يقال له:عليّ معدن علم اللّه و موضع حكمه و هو الإمام و الحجة بعد أبيه و يخرج اللّه من صلب علي مولودا يقال له:محمد فهو الإمام و الحجة بعد أبيه و يخرج اللّه من صلب محمد ولدا يقال له:عليّ فهو الإمام و الحجة بعد أبيه

ص: 9


1- بصائر الدرجات:/51ح /8باب 13.
2- سوره 13 - آيه 7
3- تفسير القمي:359/1.
4- سوره 13 - آيه 7

و يخرج اللّه من صلب علي مولودا يقال له:الحسن فهو الإمام و الحجة بعد أبيه و يخرج اللّه من صلب الحسن الحجة القائم إمام شيعته و موقد أوليائه يغيب حتي لا يري يرجع عن أمره قوم و يثبت عليه آخرون و يَقُولُونَ مَتي هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (1) و لو لم يكن من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل اللّه عزّ و جلّ ذلك اليوم حتي يخرج قائمنا فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا فلا تخلو الأرض منكم أعطاكم اللّه علمي و فهمي و لقد دعوت اللّه تبارك و تعالي أن يجعل العلم و الفقه في عقبي و عقب عقبي و في زرعي و زرع زرعي» (2).

الحديث الثاني عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أبو الحسن محمد بن جعفر بن محمد التميمي المعروف بابن النجار النحوي (3)قال:حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن مروان العزّال قال:

حدثني محمد بن تميم عن عبد الرّحمن بن مهدي قال معاوية بن صالح عن عبد الغفار بن القاسم أبي مريم عن أبي هريرة قال:دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد نزلت هذه الآية إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (4) فقرأها علينا رسول اللّه قال:«أنا المنذر أ تعرفون الهادي»؟قلنا:لا يا رسول اللّه،قال:«هو خاصف النعل»فطوّلت الأعناق إذ خرج علينا علي عليه السّلام من بعض الحجر و بيده نعل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثم التفت إلينا فقال:«ألا إنه المبلغ عنّي و الإمام بعدي زوج ابنتي و أبو سبطي[فخرا] (5)نحن أهل بيت اذهب اللّه عنّا الرجس و طهرنا تطهيرا من الدنس،تقاتل بعدي علي التأويل كما قاتلت علي التنزيل،هو الإمام أبو الأئمة الزهر»فقيل:يا رسول اللّه و كم الأئمة بعدك؟قال:«اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل و منا مهدي هذه الأمة يملأ اللّه به الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما لا تخلو الأرض منهم إلا ساخت بأهلها» (6).

الحديث الثالث عشر: الشيخ في مجالسه بإسناده عن الحسين بن مفضل عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«ما بعث اللّه نبيّا اكرم من محمد صلّي اللّه عليه و آله و لا خلق اللّه قبله أحدا و لا أنذر اللّه خلقه بأحد من خلقه قبل محمد صلّي اللّه عليه و آله فذلك قوله: هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولي (7) فقال: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (8) فلم يكن قبله مطاع في الخلق و لا يكون بعده إلي أن تقوم الساعة في كل قرن إلي أن يرث اللّه الأرض و من عليها» (9).

ص: 10


1- سوره 10 - آيه 48
2- كفاية الأثر:162.
3- في المصدر المطبوع:النجوي و في الهامش عن نسخ أخري كالمتن.
4- سوره 13 - آيه 7
5- ليست في المصدر.
6- كفاية الأثر:89.
7- سوره 53 - آيه 56
8- سوره 13 - آيه 7
9- أمالي الطوسي:/669مجلس /36ح 13.

الحديث الرابع عشر: سليم بن قيس الهلالي في حديث قيس بن سعد مع معاوية قال قيس:

فيما نزل في أمير المؤمنين علي عليه السّلام إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (1) (2).

الحديث الخامس عشر: العيّاشي في تفسيره عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال:«قال أمير المؤمنين عليه السّلام:فينا نزلت هذه الآية إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (3) فقال:رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنا المنذر و أنت الهادي يا علي فمنا الهادي و النجاة و السعادة إلي يوم القيامة» (4).

الحديث السادس عشر: العياشي عن عبد الرحيم القصير قال:كنت يوما من الأيام عند أبي جعفر عليه السّلام فقال:«يا عبد الرحيم»قلت:لبيك،قال:«قوله إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (5) إذ قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنا المنذر و علي الهادي و من الهاد اليوم؟فسكت طويلا،ثم رفعت رأسي فقلت:

جعلت فداك هي فيكم توارثونها رجل فرجل حتي انتهت إليك،فأنت جعلت فداك الهادي.

قال:«صدقت يا عبد الرحيم إن القرآن حي لا يموت و الآية حية لا تموت،فلو كانت الآية في الأقوام ماتوا فمات القرآن،و لكن هي جارية في الباقين كما جرت في الماضين».

و قال عبد الرحيم:قال أبو عبد اللّه عليه السّلام«إن القرآن حي لم يمت و إنه يجري كما يجري الليل و النهار و كما يجري الشمس و القمر،و يجري علي آخرنا كما يجري علي أولنا» (6).

الحديث السابع عشر: العياشي عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر عليه السّلام قال:سمعته يقول:في قول اللّه تبارك و تعالي: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (7) فقال:«قال رسول اللّه:أنا المنذر و عليّ الهادي،و كل إمام هاد للقرن الذي هو فيه» (8).

الحديث الثامن عشر: العياشي عن يزيد بن معاوية عن أبي جعفر عليه السّلام:« إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (9) فقال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنا المنذر و في كل زمان إمام منّا يهديهم إلي ما جاء به نبي اللّه صلّي اللّه عليه و آله و الهداة من بعده علي ثم الأوصياء من بعده واحد بعد واحد،ما و اللّه ما ذهبت منّا و ما زالت فينا إلي الساعة،رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله المنذر و بعلي يهتدي المهتدون» (10).

الحديث التاسع عشر: العياشي عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام قال:قال النبي:صلّي اللّه عليه و آله:«أنا المنذر و علي الهادي إلي أمري» (11).

ص: 11


1- سوره 13 - آيه 7
2- كتاب سليم بن قيس:314.
3- سوره 13 - آيه 7
4- تفسير العياشي:203/2 ح 5.
5- سوره 13 - آيه 7
6- تفسير العياشي:204/2 ح 6.
7- سوره 13 - آيه 7
8- المصدر السابق:ح 7.
9- سوره 13 - آيه 7
10- المصدر السابق:ح 8.
11- المصدر السابق:ح 9.

الحديث العشرون: الحاكم أبو القاسم الحسكاني بإسناده عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير عن أبيه عن الحكم بن جبير عن أبي بريدة الأسلمي قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا لطهور (1)و عنده علي ابن أبي طالب عليه السّلام»فأخذ رسول اللّه بيد علي بعد ما تطهّر فألصقها (2)بصدره ثم قال:«إنما أنت منذر»و يعني نفسه ثم ردها إلي صدر علي ثم قال:«و لكل قوم هاد»ثم قال له:«أنت منار الأنام و غاية الهدي و أمير القراء اشهد علي ذلك إنك كذلك» (3).

الحديث الحادي و العشرين: الفارسي في الروضة قال:قال علي عليه السّلام: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (4) (منذر)محمد(و لكل قوم هاد)أنا» (5).

الحديث الثاني و العشرين: عبد اللّه بن عطاء عن أبي جعفر عليه السّلام«فالنبي المنذر و بعلي يهتدي المهتدون» (6).

الحديث الثالث و العشرين: جابر عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«النبي المنذر و علي الهادي» (7).

أقول:و الرواية عن ابن عباس في هذه الآية بهذا المعني مستفيضة من طرق الخاصة،و العامة يطول الكتاب بذكرها (8).

قال ابن شهرآشوب:صنف أحمد بن محمد بن سعيد-يعني بن عقدة-كتابا في قوله تعالي:

إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (9) إنما نزلت في أمير المؤمنين عليه السّلام (10).

ص: 12


1- في المصدر:دعا رسول اللّه بطهور.
2- في المصدر:فألزمها.
3- شواهد التنزيل:393/1 ح 414،و مناقب آل أبي طالب:280/2.
4- سوره 13 - آيه 7
5- تفسير فرات:205،انظر الهامش.
6- مناقب آل أبي طالب:281/2.
7- المصدر السابق.
8- راجع ينابيع المودة:73/2-247،و مناقب آل أبي طالب:281/2،و شواهد التنزيل:294/1-380 الي 395 ح 398 و ما بعده.
9- سوره 13 - آيه 7
10- مناقب آل أبي طالب:280/2.

الباب الثاني و الثلاثون

اشارة

قول النبي صلّي اللّه عليه و آله«مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا...»

من طريق العامة و فيه أحد عشر حديثا الحديث الأوّل: أبو الحسن الفقيه ابن المغازلي الشافعي في كتاب(المناقب)قال:أخبرنا أبو الحسن بن المظفر بن أحمد العطار الفقيه الشافعي قال:أخبرنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن عثمان الملقب ب(ابن السّقاء)الحافظ الواسطي قال:حدثني أبو بكر محمد بن يحيي الصولي النحوي قال:حدّثنا محمد بن زكريا الغلابي قال:حدّثنا جهم بن السباق أبو السباق الرياحي حدثني بشر بن المفضل يقول:سمعت الرشيد يقول:سمعت المهدي يقول:سمعت المنصور يقول:حدثني أبي عن أبيه عن ابن عباس قدس سرّه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تأخر عنها هلك» (1).

الحديث الثاني: ابن المغازلي أيضا قال:أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان قال:أخبرنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسي بن عيسي الحافظ إذنا قال:حدّثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي قال:حدّثنا سويد حدّثنا عمر بن ثابت عن موسي بن عبدة عن إياس بن سلمة ابن الأكوع عن أبيه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا» (2).

الحديث الثالث: ابن المغازلي قال:أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان قال:أخبرنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسي بن عيسي الحافظ إذنا قال:حدّثنا محمد بن محمد بن سليمان قال:

حدّثنا سويد قال:حدّثنا المفضل بن عبد اللّه بن أبي إسحاق عن ابن المعتمر عن أبي ذر قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إنما مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا و من تخلّف عنها غرق» (3).

الحديث الرابع: ابن المغازلي قال:أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي قال:

حدّثنا أبو عبد اللّه محمد بن علي السقطي املاء قال:حدّثنا أبو يوسف بن سهل الحضرمي قال:

حدّثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة قال:حدّثنا سليمان بن إبراهيم قال:حدّثنا الحسن بن أبي

ص: 13


1- مناقب ابن المغازلي:/100ح 173.
2- مناقب ابن المغازلي:/100ح 174.
3- مناقب ابن المغازلي:/100ح 175.

جعفر قال:حدّثنا أبو الصهباء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا و من تخلّف عنها غرق» (1).

الحديث الخامس: ابن المغازلي قال أخبرنا أبو نصر الطحّان إجازة عن القاضي أبي الفرج الخيوطي قال:حدّثنا أبو الطيب بن الفرخ حدّثنا إبراهيم حدّثنا إسحاق بن سنان حدّثنا مسلم بن إبراهيم حدّثنا الحسن بن أبي جعفر حدّثنا علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن أبي ذر قدّس سرّه قال:

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا و من تخلّف عنها غرق و من قاتلنا آخر الزمان فكأنما قاتل مع الدجال» (2).

الحديث السادس: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة قال:أخبرني الشيخ الصالح كمال الدين أبو عبد اللّه محمد بن محمد بن علي الجويني فيما كتب إليّ و اجاز لي في روايته في ذي الحجة سنة أربع و ستين و ستمائة قال:أنبأنا الإمام جمال الدين أبو الفضل جمال بن معين الطبري قال:أنبأنا زاهر بن طاهر بن محمد المستملي أنبأنا أبو[الفتوح حمزة بن محمد بن علي الملقب ببحسول الهمداني،قال:أنبأنا الإمام أبو]الفتح محمد بن علي بن عبد اللّه المذكر بهرات قال:أنبأنا إسماعيل بن زاهر النوماجي في كتابه قال:أنبأنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم الأصفهاني قال:نبأنا سليمان بن أحمد الطبراني قال:نبأنا محمد بن عبد العزيز الكلابي قال:أنبأنا عبد الرحمن بن أبي حماد المقري عن أبي سلمة عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال:

سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلّف غرق.و إنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له» (3).

الحديث السابع: إبراهيم الحمويني هذا قال:أخبرني المشايخ الجلّة من أهل الحلّة السيدان الإمامان جمال الدين أحمد بن موسي بن طاوس الحسني و جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد بن فخار الموسوي عليهما الرحمة و الإمام العلاّمة نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن] يحيي بن سعيد رحمة اللّه عليهم بروايتهم عن السيد الإمام شمس الدين شيخ الشرف فخار بن [معد بن فخار الموسوي]عن شاذان بن جبرئيل القمي،عن جعفر بن محمد الدوريستي،عن أبيه عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي قدس اللّه أرواحهم قال:حدّثنا علي بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي عن أبيه عن جده أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه

ص: 14


1- مناقب ابن المغازلي:/100ح 176.
2- مناقب ابن المغازلي:/101ح 177.
3- فرائد السمطين:/242/2ب /47ح 516.

محمد بن خالد عن غياث بن إبراهيم عن ثابت بن دينار عن سعد بن طريف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي بن أبي طالب:«يا علي أنا مدينة الحكمة و أنت بابها و لن تؤتي المدينة إلا من قبل الباب و كذب من زعم أنه يحبني و يبغضك لأنّك؛منّي،و أنا منّك لحمك من لحمي،و دمك من دمي،و روحك من روحي،و سريرتك من سريرتي،و علانيتك من علانيتي،و أنت إمام أمتي و خليفتي عليها بعدي،سعد من اطاعك،و شقي من عصاك،و ربح من تولاك،و خسر من عاداك فاز من لزمك،و هلك من فارقك،مثلك و مثل الأئمة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلّف عنها غرق و مثلكم مثل النجوم كلّما غاب نجم طلع نجم إلي يوم القيامة» (1).

و رواه أبو الحسن الفقيه ابن شاذان عن ابن عباس من طريف العامة (2).

الحديث الثامن: إبراهيم الحمويني هذا قال:روي الإمام المفسّر علي بن أحمد الواحدي العديم[النظير]في أنواع الفضائل و استنباط المعاني جزاه اللّه خيرا عن دين الإسلام و عن أهل بيت نبيه محمد عليه و عليهم الصلاة السلام.

و قد أخبرني:جماعة منهم العلامة نجم الدين عثمان بن الموفق الأذكاني فيما اجازوا إلي روايته عنهم قالوا:أنبأنا المؤيد بن محمد بن علي الطوسي عن عبد الجبار بن محمد الخواري إجازة قال:

أنبأنا أبو الحسن علي الواحدي قال:أنبأنا الفضل بن أحمد بن محمد بن إبراهيم أنبأنا أبو علي بن أبي بكر الفقيه أنبأنا محمد بن إدريس الشامي نبأنا الفضل بن صالح عن أبي إسحاق السبيعي عن حنش بن المعتمر الكناني قال:سمعت أبا ذر و هو أخذ بباب الكعبة و هو يقول:أيها الناس من عرفني فإنا من قد عرفتم و من لا يعرفني فإنا أبو ذر إنّي سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من دخلها نجا و من تخلّف عنها هلك» (3).

الحديث التاسع: إبراهيم بن الحمويني قال:الواحدي قال:روي الحاكم في صحيحه عن أحمد ابن جعفر بن حمدان عن عباس القراطيسي عن محمد بن إسماعيل الأحمسي عن المفضل ابن صالح،ثم قال الواحدي:انظر كيف دعاء الخلق إلي التشبث إلي ولائهم و السير تحت لوائهم بضرب مثلهم بسفينة نوح عليه السّلام جعل ما في الآخرة من مخاوف الأخطار و أهوال النار كالبحر الهائج براكبه فيورده مشارع المنية و يفيض عليه سجال البلية،و جعل أهل بيته عليه و عليهم السلام سبب

ص: 15


1- فرائد السمطين:/243/2ب /47ح 517.
2- مائة منقبة:/41المنقبة 18.
3- فرائد السمطين:/246/2ب /48ح 519.

الخلاص من مخاوفه و النجاة من متالفه،و كما لا يعبر البحر الهياج عند تلاطم الأمواج إلا بالسفينة، كذلك لا يأمن من لفح الجحيم و لا يفوز بدار النعيم إلا من تولي أهل بيت الرسول صلوات اللّه عليه و عليهم و نحل لهم ودّه و نصحه و أكد في موالاتهم عقيدته،فإن الذين تخلفوا عن تلك السفينة آلوا شر مآل و خرجوا من الدنيا إلي أنكال و جحيم ذات أغلال و كما ضرب مثلهم سفينة نوح قرنهم بكتاب اللّه تعالي فجعلهم ثاني الكتاب و شفع التنزيل (1).

قال مؤلف هذا الكتاب:انظروا إلي ما ذكرته العامة و هو عين الصواب و العجب كل العجب من اعراضهم عن مثل سفينة نوح الذين ذكروا فيهم ما ذكروا و ركبوا أهوائهم بعد ما تبيّن لهم الحق و نطقوا به و للّه درّ الشاعر حيث قال:

للّه درك يا فتي لو كنت تفعل ما تقول

الحديث العاشر: علي المالكي في كتاب الفصول المهمة عن رافع مولي أبي ذر قال:صعد أبو ذر علي عتبة باب الكعبة و أخذ بحلقة الباب و اسند ظهره إليه و قال:أيها الناس من عرفني فقد عرفني و من أنكرني فأنا أبو ذر سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلّف عنها زج في النار».و سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«اجعلوا أهل بيتي منكم مكان الرأس من الجسد و مكان العينين من الرأس[فإن الجسد لا يهتدي إلا بالرأس]و لا يهتدي الرأس إلاّ بالعينين» (2).

الحديث الحادي عشر: أبو المظفر السمعاني في كتاب(فضائل الصحابة)بالإسناد قال:عن سلمة بن إبراهيم بن الحسين بن أبي جعفر قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلّف عنها غرق» (3).

ص: 16


1- فرائد السمطين:/246/2ب /48ح 519.
2- كنز العمال:155/6 ح 2576،و الفصول المهمة:8 ط.النجف.
3- ذخائر العقبي:20،المستدرك علي الصحيحين:343/2،و 151/3.
فائدة جليلة

في أن نجاة سفينة نوح عليه السّلام كان بالنبي صلّي اللّه عليه و آله

و أمير المؤمنين عليه السّلام و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام

من طريق العامة (1)

ص: 17


1- يؤيد ما سيذكره المصنف أمور: 1-حديث النبي الأعظم صلّي اللّه عليه و آله:«بعث علي مع كل نبي سرا و بعث معي جهرا»(شرح دعاء الجوشن:104،و جامع الاسرار:382-401 ح 763-804،و المراقبات:259). و روته العامة بلفظ:«يا علي إن اللّه تعالي قال لي:يا محمد بعثت عليا مع الأنبياء باطنا و معك ظاهرا»،ثم قال صاحب كتاب القدسيات:و صرح بهذا المعني في قوله:أنت مني بمنزلة هارون من موسي و لكن لا نبي بعدي؛ ليعلموا أن باب النبوة قد ختم و باب الولاية قد فتح(الأنوار النعمانية:30/1). أقول:يوجه كلام صاحب كتاب القدسيات:إن باب الولاية كان موجودا مع كل نبي سرا،إلاّ أنه لم يفتح ظاهرا، فكانوا الأنبياء جميعا يستفيدون من هذا السرّ الولائي الي أن وصل الي النبي الأعظم صلّي اللّه عليه و آله فظهر هذا السرّ الي العلن. 2-ما يأتي في الكتاب الرابع من توسل جميع الأنبياء بمحمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام،و قد قدمنا نموذجا منه. 3-و ما روي عن أبي محمد العسكري عليه السّلام قال:«فنحن السنام الأعظم و فينا النبوة و الولاية و الكرم،و نحن منار الهدي و العروة الوثقي،و الأنبياء كانوا يقتبسون من انوارنا و يقتفون آثارنا»(بحار الأنوار:264/26 باب جوامع مناقبهم ح 49،و مشارق انوار اليقين:49) فهذا صريح في أن أنوار محمد و آل محمد عليهم السّلام كانت مع كل نبي سرّا،و الكون ليس لمجرده بل ليستفيدوا منه، و يقتفون آثاره و آثار آل محمد التي لا يعرف تفسيرها إلا هم،و إلاّ كيف يكون للنور السرّي مع كل نبي اثرا يقتفي و يهتدي به؟! 4-و ما روي عن أمير المؤمنين عليه السّلام لمن سأله عن فضله علي الأنبياء الذين اعطوا من الفضل الواسع و العناية الالهية قال: «و اللّه قد كنت مع ابراهيم في النار؛و انا الذي جعلتها بردا و سلاما، و كنت مع نوح في السفينة فانجيته من الغرق،و كنت مع موسي فعلّمته التوراة،و انطقت عيسي في المهد و علمته الإنجيل،و كنت مع يوسف في الجبّ فانجيته من كيد اخوته،و كنت مع سليمان علي البساط طبع الكتاب في ذيل تاريخ بغداد و لكنه ناقص من أوله و آخره و التي من ضمنها ترجمة الحسن بن أحمد.

ص: 18

قال السيد الأجل أبو القاسم علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن الطاوس العلوي الفاطمي في كتاب(أمان اخطار الأسفار)قال:رويت عن شيخي محمد بن النجار متقدم أهل الحديث بالمدرسة المنصورية و كان يجاريني علي مقتضي عقيدته فيما رواه لنا من الأخبار النبوية من كتابه الذي جعله تذييلا علي تاريخ الخطيب (1)فقال في ترجمة الحسن بن أحمد المحمدي بن محمد العلوي ما هذا لفظه:حدث عن القاضي أبي محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي و أبي عبد اللّه الغالبي و بكر بن أحمد بن محمد،روي عنه أبو عبد اللّه الحسيني بن الحسن بن زيد الحسيني القصبي أنبأ القاضي أبو الفتح أحمد بن محمد بن بختيار الواسطي قال:كتبت إلي أبي جعفر محمد بن الحسن بن محمد الهمداني قال:أخبرني السيد أبو عبد اللّه الحسين بن الحسن بن جنان الصاقورة ذاق من حدائقنا الباكورة...و هذا الكتاب ذرة من جبل الرحمة و قطرة من بحر الحكمة»(المراقبات:245) 11-ما روي في معني قوله صلّي اللّه عليه و آله«اللّه المعطي و أنا القاسم»:جميع ما يخرج من الخزائن الإلهية دنيا و أخري إنما يخرج علي يديه(شرح الشمائل:246/2).

12-و حديث أمير المؤمنين عليه السّلام:«أنا آدم الأول أنا نوح الأول»(الانسان الكامل:168).

13-و روي صاحب بستان الكرامة أن النبي صلّي اللّه عليه و آله كان جالسا و عنده جبرائيل فدخل علي عليه السّلام فقام له جبرائيل عليه السّلام، فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:أتقوم لهذا الفتي!

فقال له عليه السّلام:نعم انّه له عليّ حق التعليم.

فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:كيف ذلك التعليم يا جبرائيل؟

فقال:لمّا خلقني اللّه تعالي سألني من أنت و ما أسمك و من أنا و ما اسمي؟

فتحيّرت في الجواب و بقيت ساكتا،ثم حضر هذا الشاب في عالم الأنوار و علّمني الجواب،فقال:قل أنت ربّي الجليل و اسمك الجليل،و أنا العبد الذليل و اسمي جبرائيل.

و لهذا قمت له و عظمته»(الأنوار النعمانية:15/1)

13-و روي الصفوري قول أمير المؤمنين عليه السّلام:«سلوني قبل أن تفقدوني عن علم لا يعرفه جبرائيل و ميكائيل»( نزهة المجالس:129/2 ط.التقدم العلمية بمصر 1330 ه،و 144/2 ط.بيروت المكتبة الشعبانية المصورة عن مصر الازهرية 1346 ه)

14-و قال الشعراوي:قلت:«و بذلك قال سيدي علي الخواص سمعته يقول:إن نوحا عليه السّلام أبقي من السفينة لوحا علي اسم علي بن أبي طالب رفع عليه الي السماء فلم يزل محفوظا من الغرق حتي رفع عليه»(الفتوحات الأحمدية لسليمان الجمل:93)

15-و قال رسول البشرية صلّي اللّه عليه و آله:«أنا محمد النبي الأمي لا نبي بعدي،أوتيت جوامع الكلم و خواتمه،و علّمت خزنة النار و حملة العرش»(الشفا بتعريف حقوق المصطفي:170/1 الباب الثالث-الفصل الأول)

ص: 19


1- طبع الكتاب في ذيل تاريخ بغداد و لكنه ناقص من أوله و آخره و التي من ضمنها ترجمة الحسن بن أحمد.

زيد الحسيني بقراءتي عليه بجرجان قال:حدّثنا الشريف أبو محمد الحسن بن أحمد بن العلوي المحمدي ببغداد في شهر رمضان من سنة خمس و عشرين و أربعمائة قال:حدّثنا القاضي أبو محمد الحسن بن عبد الرّحمن بن خلاد و بكر بن أحمد بن مخلد و أبو عبد اللّه الغالبي قالوا:

حدّثنا محمد بن هارون المنصوري العباسي قال:حدّثنا أحمد بن شاكر قال:حدّثنا يحيي بن أكثم القاضي قال:حدّثنا المأمون عن عطية العوفي عن ثابت البناني عن أنس بن مالك عن النبي صلّي اللّه عليه و آله أنه قال:«لما أراد اللّه عزّ و جل أن يهلك قوم نوح عليه السّلام أوحي اللّه إليه أن شق الواح الساج فلمّا شقها لم يدر ما يصنع فهبط جبرائيل عليه السّلام فأراه هيئة السفينة و معه تابوت فيه مائة ألف مسمار فسمّر المسامير كلها في السفينة إلي أن بقيت خمسة مسامير فضرب بيده إلي مسمار منها فأشرق في يده و اضاء كما يضيء الكوكب الدرّي في أفق السماء،فتحير من ذلك نوح عليه السّلام فانطق اللّه ذلك المسمار بلسان طلق زلق فقال:علي اسم خير الأنبياء محمد بن عبد اللّه،فهبط جبرائيل فقال له:يا جبرائيل ما هذا المسمار الذي ما رأيت مثله؟

قال:هذا باسم خير الأولين و الآخرين محمد بن عبد اللّه اسمره في أولها علي جانب السفينة الأيمن ثم ضرب بيده علي مسمار ثان فأشرق و أنار فقال نوح:و ما هذا المسمار؟قال:مسمار أخيه و ابن عمه علي بن أبي طالب عليه السّلام فأسمره علي جانب السفينة اليسار في أولها،ثم ضرب يده إلي مسمار ثالث فزهر و أشرق و أنار،فقال له جبرائيل عليه السّلام:هذا مسمار فاطمة فأسمره إلي جانب مسار أبيها،ثم ضرب بيده إلي مسمار رابع فزهر و أنار،فقال له:هذا مسمار الحسن عليه السّلام فأسمره إلي جانب مسمار أبيه،ثم ضرب بيده إلي مسمار خامس فأشرق و أنار،فقال:يا جبرائيل ما هذه النداوة؟فقال:هذا مسمار الحسين بن علي السيد الجليل الشهيد سيد الشهداء فأسمره إلي جانب مسمار أخيه».

ثم قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«قال اللّه تعالي: وَ حَمَلْناهُ عَلي ذاتِ أَلْواحٍ وَ دُسُرٍ (1) قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«الألواح خشب السفينة و نحن الدّسر و لولانا ما سارت السفينة بأهلها» (2).

أقول:قال أبو القاسم عقيب هذا الحديث:يقول أبو القاسم علي بن موسي بن جعفر بن محمد ابن الطاوس مصنف هذا الكتاب:و إنما ذكرت هذا الحديث لأنه يرويه محمد بن النجّار الذي هو من أعيان أهل الحديث من الأربعة المذاهب و ثقاتهم و من لا يتهم فيما يرويه من فضائل أهل البيت عليهم السّلام و علوّ مقاماتهم و ما رأيت و لا رويته من طريق شيعتهم إلي الآن،فإذا كان نجاة سفينة نوح

ص: 20


1- سوره 54 - آيه 13
2- ملحق من كتاب آل محمد؟؟.

بأهلها هم و هم السبب في النجاة،و هم أصل كل من بقي من ولد آدم صلوات اللّه عليه،فلا عجب إذا صلي الإنسان عليهم عند ركوب كل سفينة شكرا لعلوّ مقاماتهم،و ما ظفرنا به من النجاة ببركاتهم،و إن اختار كل من ركب في سفينة و خاف من أخطارها و معاطيها أن يكتب علي جوانبها في المواضع التي كانت أسماهم في سفينة نوح عليه السّلام توسلا و توصلا في المظفر بما انتهت في النجاة سفينة نوح عليه السّلام إليه،و يكتبه في رقاع و يلصقها في جوانب سفينة ركوبه،فلا يبعد من فضل اللّه جلّ جلاله أن يظفر بمطلوبه و إدراك محبوبه إن شاء اللّه تعالي (1).

ص: 21


1- الأمان من أخطار الأسفار:118-120 الفصل الرابع،و نوادر المعجزات:64،و البحار:328/11 ح 49.

الباب الثالث و الثلاثون

في قول النبي صلّي اللّه عليه و آله:«مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا...»

من طريق الخاصة و فيه تسعة أحاديث الحديث الأوّل: ابن بابويه في كتاب(النصوص علي الأئمة الاثني عشر عليهم السّلام)قال:حدّثنا أبو محمد هارون بن موسي التلعكبري قدّس سرّه قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال:حدّثنا محمد بن غياث الكوفي قال:حدثني حماد بن أبي حازم المدني قال:حدثنا عمران بن محمد بن سعيد بن المسيب عن أبيه عن جده عن أبي سعيد الخدري قال:صلي بنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله صلاة الأولي ثم اقبل بوجهه الكريم علينا فقال:«معاشر أصحابي:إن مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح و باب حطة في بني إسرائيل فتمسكوا بأهل بيتي بعدي و الأئمة الراشدين من أهل بيتي (1)فإنكم لن تضلوا أبدا»فقيل:يا رسول اللّه فكم الأئمة بعدك؟قال:«اثنا عشر من أهل بيتي»و قال:«من عترتي» (2).

الحديث الثاني: ابن بابويه من هذا الكتاب قال:حدّثنا علي بن الحسن بن محمد بن مندة قال:

حدّثنا أبو محمد هارون بن موسي قال:حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد قال:حدّثنا محمد بن سالم بن عبد الرّحمن الأزدي عن الحسن بن أبي جعفر قال:حدّثنا علي بن زيد عن سعيد ابن المسيب عن أبي ذر قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«الأئمة من بعدي اثنا عشر تسعة من صلب الحسين تاسعهم قائمهم»ثم قال عليه السّلام:«ألا إن مثلهم فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلف عنها هلك و مثل باب حطّة في بني إسرائيل» (3).

و بإسناده قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لا يزال الدعاء محجوبا حتي يصلي عليّ و علي أهل بيتي» (4).

الحديث الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي عن أبيه عن جده أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي عن أبيه محمد بن خالد عن غياث بن إبراهيم عن ثابت بن دينار عن سعد بن طريف عن سعد بن جبير عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي بن

ص: 22


1- في المصدر:ذريتي.
2- كفاية الأثر:34.
3- كفاية الأثر:34-35.
4- المصدر السابق.

أبي طالب عليه السّلام:«يا علي أنا مدينة الحكمة و أنت بابها و لن تؤتي المدينة إلا من قبل الباب،و كذب من زعم أنه يحبّني و يبغضك،لأنك منّي و أنا منّك،لحمك من لحمي،و دمك من دمي و روحك من روحي،و سريرتك من سريرتي،و علانيتك من علانيتي،و أنت إمام أمتي و خليفتي عليها بعدي،سعد من اطاعك و شقي من عصاك و ربح من تولاّك و خسر من عاداك و فاز من لزمك و هلك من فارقك،مثلك و مثل الأئمة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلّف عنها غرق،و مثلكم مثل النجوم كلما غاب نجم طلع نجم إلي يوم القيامة» (1).

الحديث الرابع: الشيخ الطوسي في أماليه قال:حدثني محمد بن محمد يعني المفيد قال:

أخبرني أبو الحسن علي بن محمد الكاتب قال:أخبرني الحسن بن علي بن عبد الكريم قال:حدّثنا أبو إسحاق بن إبراهيم بن محمد الثقفي قال:أخبرني عباد بن يعقوب قال:حدثني الحكم بن ظهير عن أبي إسحاق عن رافع مولي أبي ذر قال:رأيت أبا ذر أخذ بحلقة باب الكعبة مستقبل الناس بوجهه و هو يقول:من عرفني فأنا جندب الغفاري و من لم يعرفني فأنا أبو ذر الغفاري سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«من قاتلني في الأولي و قاتل أهل بيتي في الثانية حشره اللّه تعالي في الثالثة مع الدجال إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلّف عنها غرق.و مثل باب حطّة من دخله نجا و من لم يدخله هلك» (2).

الحديث الخامس: الشيخ المفيد في أماليه قال:أخبرني أبو الحسن علي بن هلال المهلبي قال:

حدّثنا علي بن عبد اللّه بن أسد الأصفهاني قال:حدّثنا إبراهيم بن محمد الثقفي قال:حدّثنا إسماعيل بن أبان قال:حدّثنا الصباح بن يحيي المزني عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن عباد ابن عبد اللّه قال:قام رجل إلي أمير المؤمنين عليه السّلام فقال يا أمير المؤمنين أخبرني عن قوله تعالي:

أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (3) قال:«رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الذي كان علي بيّنة من ربّه و أنا الشاهد له و منه،و الذي نفسي بيده ما أحد جرت عليه المواسي من قريش إلاّ و قد أنزل اللّه فيه من كتابه طائفة،و الذي نفسي بيده لأن تكونوا تعلمون (4)ما قضي اللّه لنا أهل البيت علي لسان النبي الأمي أحب إليّ من أن يكون لي ملء هذه الرحبة ذهبا،و اللّه ما مثلنا في هذه الأمة إلا كمثل سفينة نوح و كباب حطّة في بني إسرائيل» (5).

ص: 23


1- أمالي الصدوق:/341ح /408المجلس /45ح 18.
2- أمالي الطوسي:/60ح /88مجلس /2ح 57.
3- سوره 11 - آيه 17
4- في المصدر:يعلمون.
5- أمالي المفيد:/145المجلس /18ح 5.

الحديث السادس: الشيخ محمد بن حمد بن علي المعروف بابن القتال في روضة الواعظين عن أبي جعفر الباقر عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و ذكر خطبة يوم غدير خم بطولها إلي أن قال صلّي اللّه عليه و آله:

«معاشر الناس إن عليّا صديق هذه الأمة و فاروقها و محدّثها و أنه هارونها و يوشعها و أصفها و شمعونها و أنه باب حطتها و سفينة نجاتها أنه طالوتها و ذو قرنيها».

الحديث السابع: سليم بن قيس الهلالي في كتابه قال:بينا أنا و حبيش بن المعتمر بمكة إذ قام أبو ذر و أخذ بحلقة الباب ثم نادي بأعلي صوته في الموسم:أيها الناس من عرفني فقد عرفني و من جهلني فأنا جندب بن جنادة أنا أبو ذر،أيها الناس إني سمعت نبيّكم يقول:«إن مثل أهل بيتي فيكم (1)كمثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تركها غرق،و مثل باب حطة في بني إسرائيل،أيها الناس إني سمعت نبيّكم يقول:إني قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسّكتم بهما،كتاب اللّه و أهل بيتي إلي»إلي آخر الحديث (2).

الحديث الثامن: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفّار قال:

حدثني أبو سليمان محمد بن حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب:قال أخبرنا علي بن محمد البزاز قال:حدّثنا إبراهيم بن إسحاق بن أبي العنبس القاضي قال:حدّثنا محمد بن محمد الحسن السلولي قال:حدّثنا صالح بن أبي الأسود عن أبان بن تغلب عن حنش بن المعتمر عن أبي ذر عن النبي صلّي اللّه عليه و آله:قال:«إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح عليه السّلام من دخلها نجا و من تخلّف عنها غرق» (3).

الحديث التاسع: الشيخ في أماليه قال أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا أبو جعفر محمد بن جرير قال:حدثني عيسي بن مهران قال:أخبرنا مخوّل بن إبراهيم قال:أخبرنا عبد الرّحمن بن الاسود عن علي بن الحزور عن أبي عمر البزاز عن رافع مولي أبي ذر قال:قال:

صعد أبو ذر قدّس سرّه علي درجة الكعبة حتي أخذ بحلقة الباب ثم أسند ظهر إليه ثم قال:أيها الناس من عرفني فقد عرفني و من انكرني فأنا أبو ذر سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يقول:«إنما مثل أهل بيتي في هذه الآية كمثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تركها هلك»و سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«اجعلوا أهل بيتي منكم مكان الرأس من الجسد و مكان العينين من الرأس فإن الجسد لا يهتدي إلاّ بالرأس و لا يهتدي الرأس إلاّ بالعينين» (4).

ص: 24


1- في المصدر:في أمتي.
2- كتاب سليم بن قيس:457.
3- أمالي الطوسي:/349مجلس /12ح 61.
4- أمالي الطوسي:/482مجلس /17ح 22.

الباب الرابع و الثلاثون

في أهل البيت عليهم السّلام أهل الذكر و هم المسئولون

في قوله تعالي فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (1)

من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث الحديث الأول: الثعلبي في تفسير قوله تعالي: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ (2) قال:قال جابر:لما نزلت هذه الآية قال علي عليه السّلام:«نحن أهل الذكر» (3).

الحديث الثاني: في تفسير يوسف القطّان عن وكيع عن الثوري عن السدّي قال:كنت عند عمر ابن الخطاب إذ اقبل عليه كعب بن الأشرف و مالك بن الصيفي و حي بن أخطب فقالوا:إن في كتابك وَ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ (4) إذا كان سعة جنة واحدة كسبع سماوات و سبع أرضين فالجنان كلها يوم القيامة أين تكون؟فقال عمر:لا أعلم،فبينما هم في ذلك إذ دخل علي عليه السّلام فقال:

«في شيء أنتم؟»فألقي اليهودي المسألة عليه (5)فقال لهم:«أخبروني أن النهار إذا أقبل الليل أين يكون،و الليل إذا أقبل النهار أين يكون».

قالوا له:في علم اللّه تعالي[يكون]فقال علي عليه السّلام:«كذلك الجنان تكون في علم اللّه»فجاء علي عليه السّلام إلي النبي صلّي اللّه عليه و آله و أخبره بذلك فنزل فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (6) (7).

الحديث الثالث: ما رواه الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازي في المستخرج من تفاسير الاثني عشر في تفسير قوله تعالي: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ (8) يعني أهل بيت النبوة و معدن الرسالة و مختلف الملائكة،و اللّه ما سمّي المؤمن مؤمنا إلا كرامة لعلي بن أبي طالب (9).

ص: 25


1- سوره 16 - آيه 43
2- سوره 16 - آيه 43
3- العمدة عن الثعلبي المخطوط:288 ح 468.
4- سوره 3 - آيه 133
5- في المصدر:فالتفت اليهودي و ذكر المسألة فقال علي عليه السّلام لهم.
6- سوره 16 - آيه 43
7- مناقب آل أبي طالب:175/2،و البحار:174/40.
8- سوره 16 - آيه 43
9- الطرائف:94 ح 131،و الصراط المستقيم مختصرا:217/1.

الباب الخامس و الثلاثون

في أن أهل البيت هم أهل الذكر إن كنت لا تعلمون

من طريق الخاصة و فيه أحد و عشرون حديثا الحديث الأول: محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلي بن محمد عن الوشاء عن عبد اللّه بن عجلان عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه عزّ و جل: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (1) قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«الذكر أنا و الأئمة عليهم السّلام أهل الذكر و قوله عزّ و جل: وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ (2) قال أبو جعفر عليه السّلام:«نحن قومه و نحن المسئولون» (3).

الحديث الثاني: عن ابن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلي بن محمد بن ارومة عن علي ابن حسان عن عمّه عبد الرّحمن بن كثير قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (4) (5)قال:«الذكر محمد صلّي اللّه عليه و آله و نحن المسئولون»قال:قلت:قوله: وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ (6) (7)قال:«ايانا عني و نحن أهل الذكر و نحن المسئولون» (8).

الحديث الثالث: ابن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلي بن محمد عن الوشاء قال:سألت الرضا عليه السّلام فقلت له:جعلت فداك فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (9) فقال:«نحن أهل الذكر و نحن المسئولون»قلت:أنتم المسئولون و نحن السائلون؟قال:«نعم»،قلت:حقا علينا أن نسألكم؟قال:«نعم»،قلت:حقا عليكم أن تجيبونا،قال:«لا ذاك إلينا إن شئنا فعلنا و إن شئنا لم نفعل،أ ما تسمع قول اللّه تبارك و تعالي: هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ (10) (11)(12).

الحديث الرابع: ابن يعقوب عن محمد بن يحيي عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل عن منصور بن يونس عن أبي بكر الحضرمي قال:كنت عند أبو جعفر عليه السّلام و دخل عليه الورد أخو الكميت فقال:جعلني اللّه فداك اخترت لك سبعين مسألة ما يحضرني منها مسألة واحدة قال:«و لا واحدة يا ورد»قال:بلي قد حضرني منها واحدة،قال:«و ما هي»قال:قول اللّه تبارك تعالي: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (13) من هم؟قال«نحن»قلت:علينا أن نسألكم؟قال:

ص: 26


1- سوره 16 - آيه 43
2- سوره 43 - آيه 44
3- الكافي:210/1 ح 1.
4- سوره 16 - آيه 43
5- النحل:45.
6- سوره 43 - آيه 44
7- الزخرف:43.
8- المصدر السابق:ح 2.
9- سوره 16 - آيه 43
10- سوره 38 - آيه 39
11- ص:38.
12- المصدر السابق:ح 3.
13- سوره 16 - آيه 43

«نعم»قلت:عليكم أن تجيبونا؟قال:«ذاك إلينا» (1).

و روي محمد بن الحسن الصفار هذا الحديث في(بصائر الدرجات)عن محمد بن الحسين و ساق السند بعينه و المتن بتغيير يسير في المتن (2).

الحديث الخامس: ابن يعقوب عن محمد بن يحيي عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيي عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«إن من عندنا يزعمون أن قول اللّه عزّ و جل: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (3) إنهم اليهود و النصاري قال:إذا يدعونكم إلي دينهم»؛ثم قال بيده إلي صدره:«نحن أهل الذكر و نحن المسئولون» (4).

الحديث السادس: ابن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الوشاء عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال:سمعته يقول:قال علي بن الحسين عليه السّلام:«علي الأئمة من الفرض ما ليس علي شيعتهم و علي شيعتنا ما ليس علينا،أمرهم اللّه عزّ و جل أن يسألونا قال: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (5) فأمرهم أن يسألونا و ليس علينا الجواب،إن شئنا أجبنا و إن شئنا أمسكنا» (6).

الحديث السابع: ابن يعقوب بإسناده عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال:كتبت إلي الرضا عليه السّلام كتابا فكان في بعض ما كتبت إليه قال اللّه عزّ و جل: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (7) و قال اللّه عزّ و جلّ: وَ ما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (8) فقد فرضت عليهم المسألة و لم يفرض عليكم الجواب؟قال:قال اللّه تبارك و تعالي: فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّما يَتَّبِعُونَ أَهْواءَهُمْ وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ (9) (10).

و روي هذين الحديثين الصفّار أيضا عن أحمد بن محمد بباقي السّند و المتن (11).

الحديث الثامن: ابن يعقوب عن محمد بن الحسين و غيره عن سهل عن محمد بن عيسي و محمد بن يحيي و محمد بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر و عبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«قال جل ذكره:

فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (12) قال:الكتاب الذكر و أهله آل محمد صلّي اللّه عليه و آله أمر اللّه عزّ و جلّ بسؤالهم و لم يؤمروا بسؤال الجهال،و سمّي اللّه عزّ و جلّ القرآن ذكرا فقال تبارك و تعالي: وَ أَنْزَلْنا (13)

ص: 27


1- الكافي:211/1 ح 6.
2- بصائر الدرجات:/59ح /4باب 19.
3- سوره 16 - آيه 43
4- الكافي:211/1 ح 7.
5- سوره 16 - آيه 43
6- المصدر السابق:ح 8.
7- سوره 16 - آيه 43
8- سوره 9 - آيه 122
9- سوره 28 - آيه 50
10- المصدر السابق:ح 9 و الآية في التوبة:123،و الاخري في القصص:50.
11- بصائر الدرجات:/58ح 2-/3باب 19.
12- سوره 16 - آيه 43
13- سوره 16 - آيه 44

إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (1) و قال عزّ و جل: وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ (2) » (3).

الحديث التاسع: ابن يعقوب عن محمد عن أحمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن حمزة بن الطيار أنه عرض علي أبي عبد اللّه عليه السّلام بعض خطب أبيه حتي إذا بلغ موضعا منها قال له:كف و اسكت،ثم قال أبو عبد اللّه عليه السّلام:«لا يسعكم فيما ينزل بكم مما لا تعلمون إلا الكف عنه و التثبت و الردّ إلي أئمة الهدي حتي يحملوكم فيه علي القصد و يجلوا عنكم فيه العمي و يعرفوكم فيه الحقّ قال اللّه تبارك و تعالي: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (4) » (5).

الحديث العاشر: محمد بن الحسن الصفار في(بصائر الدرجات)و كلّما في هذا عنه فهو منه عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن أبان بن عثمان عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (6) قال:«الذكر القرآن و آل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أهل الذكر و هم المسئولون» (7).

الحديث الحادي عشر: محمد بن الحسن الصفار و عن محمد بن الحسين عن أبي داود عن سليمان بن سفيان عن ثعلبة عن مصور عن زرارة قال:قلت لأبي جعفر عليه السّلام:قول اللّه تبارك و تعالي:

فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (8) فمن المعنون (9)بذلك قال:«نحن»،قال:قلت:فأنتم المسئولون قال:«نعم»،قلت:و نحن السائلون،قال:«نعم»،قلت:فعلينا أن نسألكم؟قال:«نعم»، قلت:عليكم أن تجيبونا؟قال:«لا ذلك إلينا إن شئنا فعلنا و إن شئنا لم نفعل»ثم قال«هذا عطاؤنا فامنن أو امسك بغير حساب» (10).

الحديث الثاني عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب و جعفر بن محمد بن مسرور رضي اللّه عنه قالا حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري عن أبيه عن الريّان بن الصلت قال:حضر الرضا عليه السّلام فجلس المأمون بمرو و قد اجتمع إليه في مجلسه من علماء أهل العراق و خراسان،و ذكر الحديث في الفرق بين الآل و الأمة و الحديث مذكور بطوله في عيون أخبار الرضا عليه السّلام (11)و تقدم عن قريب في هذا الكتاب في ذكر الحديث إلي أن قال فيه الرضا عليه السّلام:«نحن أهل الذكر الذين قال اللّه تعالي في كتابه: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (12) فنحن أهل الذكر

ص: 28


1- سوره 16 - آيه 44
2- سوره 43 - آيه 44
3- الكافي:295/1 ح 3 و الحديث طويل هذا وسطه،و الآية في النحل:46.
4- سوره 16 - آيه 43
5- الكافي:50/1 ح 10.
6- سوره 16 - آيه 43
7- البصائر:/62ح /23باب 19.
8- سوره 16 - آيه 43
9- في المصدر:المعني.
10- البصائر:62-/63ح 25 باب.
11- عيون الأخبار:207/2 ح /1باب 23.
12- سوره 16 - آيه 43

فسألونا إن كنتم لا تعلمون»فقالت العلماء:إنما عني بذلك اليهود و النصاري،فقال أبو الحسن عليه السّلام «سبحان اللّه و هل يجوز ذلك إذا يدعونا إلي دينهم و يقولون:هو أفضل من دين الإسلام».

فقال المأمون:فهل عندك في ذلك شرح بخلاف ما قالوا؟فقال:«نعم الذكر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و نحن أهله،و ذلك بيّن في كتاب اللّه حيث يقول في سورة الطلاق: فَاتَّقُوا اللّهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللّهِ مُبَيِّناتٍ (1) فالذكر رسول اللّه و نحن أهله» (2).

الحديث الثالث عشر: علي بن إبراهيم قال:حدثني محمد بن جعفر قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمد بن أبي داود و سليمان بن سفيان عن ثعلبة عن زرارة عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله تعالي:

فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (3) من المعنون بذلك؟فقال:«نحن و اللّه»فقلت:و أنتم المسئولون؟قال:«نعم»،و ساق الحديث السابق (4)أعني حديث:عن ثعلبة عن مصور عن زرارة قال:قلت لأبي جعفر عليه السّلام:إلا أن فيه:و إن شئنا تركنا (5).

الحديث الرابع عشر: الشيخ الطوسي في أماليه بإسناده عن هشام قال:سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قوله تعالي: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (6) من هم؟قال:«نحن»قلت علينا أن نسألكم قال:

«نعم»قال:فقلت:فعليكم أن تجيبونا؟قال:«ذلك إلينا» (7).

الحديث الخامس عشر: المفيد في إرشاده قال:أخبرني الشرف أبو محمد الحسن بن محمد قال:حدثني جدّي قال:حدثني شيخ من أشياخ الري قد علت سنّه قال:حدثني يحيي بن عبد الحميد الحماني عن معاوية بن عمار الدهني عن محمد بن علي بن الحسين عليه السّلام في قوله جلّ اسمه: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (8) قال:«نحن أهل الذكر»قال الشيخ المفيد عقيب هذا الحديث:قال الشيخ الرازي:و قد سألت محمد بن مقاتل عن هذا فتكلّم فيه برأيه و قال:هل الذكر العلماء،فذكرت ذلك لأبي زرعة فبقي متعجبا من قوله،و أوردت عليه ما حدثني به يحيي بن عبد الحميد قال:صدق محمد بن علي علي أنهم أهل الذكر،و لعمري إن أبا جعفر لمن أكبر العلماء.

و قد روي أبو جعفر عليه السّلام أخبار المبتدأ و أخبار الأنبياء و كتب عنه الناس المغازي و أثروا عنه السنن و اعتمدوا عليه مناسك التي للحج رواها عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و كتبوا عنه تفسير القرآن و روت عنه الخاصة و العامة و أهل الأخبار،و ناظر من كان يرد عليه من أهل الآراء،و حفظ الناس عنه كثيرا من علم الكلام (9).

ص: 29


1- سوره 65 - آيه 10
2- العيون:216/2.
3- سوره 16 - آيه 43
4- مراده الحديث:11.
5- تفسير القمي:68/2.
6- سوره 16 - آيه 43
7- أمالي الطوسي:/664مجلس /35ح 34.
8- سوره 16 - آيه 43
9- الارشاد:163/2.

الحديث السادس عشر: محمد بن العباس بن ماهيار الشيخ الثقة في تفسير القرآن فيما نزل في أهل البيت عليهم السّلام قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد عن أحمد بن الحسن عن أبيه عن الحصين بن المخارق عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن علي أمير المؤمنين في قوله عزّ و جلّ:

فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (1) قال:«نحن أهل الذكر» (2).

الحديث السابع عشر: العياشي في تفسيره بحذف الإسناد عن حمزة بن محمد الطيار عرضت علي أبي عبد اللّه عليه السّلام كلاما لأبي فقال:«اكتب فإنه لا يسعكم فيما نزل بكم مما لا تعلمون إلا الكف و التثبت فيه و ردّه إلي أئمة الهدي حتي يحملوكم فيه علي القصد،و يجلو عنكم فيه العمي قال اللّه:

فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (3) » (4).

الحديث الثامن عشر: العياشي بحذف الإسناد عن حمزة بن الطيار قال:عرضت علي أبي عبد اللّه عليه السّلام بعض خطب أبيه حتي انتهي إلي موضع فقال:«كف»فأمسكت،ثم قال لي:«اكتب و املي علي أنه لا يسعكم،[و ذكر]الحديث الأول» (5).

الحديث التاسع عشر: العيّاشي بإسناده عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السّلام قال:قلت له:إن من عندنا يزعمون أن قول اللّه: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (6) إنهم اليهود و النصاري فقال:

«اذا يدعوكم إلي دينهم»قال:ثم قال بيده إلي صدره:«نحن أهل الذكر و نحن المسئولون»قال:

قال أبو جعفر عليه السّلام:«الذكر القرآن» (7).

الحديث العشرون: العياشي بإسناده عن أحمد بن محمد قال:كتب إليّ أبو الحسن الرضا عليه السّلام «عافانا اللّه و إياك أحسن عافية إنما شيعتنا من تابعنا و لم يخالفنا،و إذا خفنا خاف و اذا أمنّا أمن قال اللّه: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (8) قال: فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ (9) الآية فقد فرضت عليكم المسألة و الردّ إلينا،و لم يفرض علينا الجواب أولم تنهوا عن كثرة المسائل فأبيتم أن تنتهوا إياكم و ذلك فإنه إنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم لأنبيائهم قال اللّه تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ (10) » (11).

الحديث الحادي و العشرون: شرف الدين النجفي فيما نزل في أهل البيت عليهم السّلام روي جابر بن يزيد و محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السّلام أنه قال:«نحن أهل الذكر» (12).

ص: 30


1- سوره 16 - آيه 43
2- تأويل الآيات:324/1.
3- سوره 16 - آيه 43
4- تفسير العياشي:260/2 ح 30.
5- المصدر السابق:ح 31.
6- سوره 16 - آيه 43
7- تأويل الآيات:261/2 ح 32.
8- سوره 16 - آيه 43
9- سوره 9 - آيه 122
10- سوره 5 - آيه 101
11- تأويل الآيات:261/2 ح 33.
12- تأويل الآيات:255/1 ح 7 و للحديث تتمة.

الباب السادس و الثلاثون

في إن أهل البيت عليهم السّلام هم الحبل الذي أمر للّه تعالي بالاعتصام به

في قوله تعالي وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا (1)

من طريق العامة و فيه أربعة أحاديث الحديث الأول: الثعلبي في تفسيره قال:أخبرني عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه حدّثنا عثمان بن الحسن حدّثنا جعفر بن محمد بن أحمد قال:حدّثنا حسن بن حسين حدّثنا يحيي بن علي الربعي عن أبان بن تغلب عن جعفر بن محمد عليه السّلام قال:«نحن حبل اللّه الذي قال اللّه تعالي: وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا (2) » (3).

الحديث الثاني: محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة من طريق النصاب قال:حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن المعمر الطبراني بطبرية سنة ثلاث و ثلاثين و ثلاثمائة و كان هذا الرجل من موالي يزيد بن معاوية و من النصاب قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا علي بن هاشم و الحسين بن السّكن معا قالا:

حدّثنا عبد الرزاق بن همام قال:أخبرني أبي عن مينا مولي عبد الرحمن بن عوف عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:وفد علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أهل اليمن فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«جاءكم أهل اليمن يُبسّون بسيسا،فلما دخلوا علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:قوم رقيقة قلوبهم راسخ إيمانهم،منهم المنصور يخرج في سبعين ألفا ينصر خلفي و خلف وصيي،حمائل سيوفهم المسك،فقالوا:يا رسول اللّه و من وصيك؟فقال:«هو الذي أمركم اللّه بالاعتصام به فقال عزّ و جل: وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا (4) (5)»فقالوا:يا رسول اللّه بيّن لنا ما هذا الحبل فقال:«هو قول اللّه إِلاّ بِحَبْلٍ مِنَ اللّهِ وَ حَبْلٍ مِنَ النّاسِ (6) (7)فالحبل من اللّه كتابه،و الحبل من الناس وصيي»فقالوا:يا رسول اللّه و من وصيّك؟

فقال:«هو الذي أنزل فيه أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتي عَلي ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ (8) (9)»فقالوا:يا رسول اللّه و ما جنب اللّه هذا؟فقال:«هو الذي يقول اللّه فيه وَ يَوْمَ يَعَضُّ الظّالِمُ عَلي يَدَيْهِ يَقُولُ يا (10)

ص: 31


1- سوره 3 - آيه 103
2- سوره 3 - آيه 103
3- العمدة عن الثعلبي المخطوط:288.
4- سوره 3 - آيه 103
5- آل عمران:103.
6- سوره 3 - آيه 112
7- آل عمران:112.
8- سوره 39 - آيه 56
9- الزمر:56.
10- سوره 25 - آيه 27

لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (1) (2) هو وصيي،و السبيل إليّ من بعدي»فقالوا:يا رسول اللّه بالذي بعثك بالحق أرناه فقد اشتقنا إليه،فقال:«هو الذي جعله آية للمؤمنين المتقين فإن نظرتهم إليه نظر من كان له قلب أو القي السمع و هو شهيد عرفتم أنه وصيّي كما عرفتم إني نبيّكم،فتخلّلوا الصفوف و تصفحوا الوجوه فمن أهوت إليه قلوبكم فإنه هو لأن اللّه عزّ و جل يقول في كتابه:

فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ (3) (4) [أي]إليه و الي ذرّيته عليه السّلام»قال:فقام أبو عامر الاشعري في الأشعريين و أبو غرة الخولاني في الخولانيين و ظبيان و عثمان بن قيس في بني قيس،و عرنة الدوسي في الدّوسيين،و لاحق بن علاقة،فتخللوا الصفوف و تصفحوا الوجوه و أخذوا بيد[الأنزع] الأصلع البطين و قالوا:إلي هذا أهوت أفئدتنا يا رسول اللّه فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«أنتم نخبة اللّه حين عرفتم وصي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قبل أن تعرفوه،فبم عرفتم أنه هو»فرفعوا أصواتهم يبكون و قالوا:يا رسول اللّه نظرنا إلي القوم فلم تحن لهم قلوبنا و لما رأيناه رجفت قلوبنا ثم اطمأنت نفوسنا و انجاشت أكبادنا و هملت أعيننا و انثلجت (5)صدورنا حتي كأنه لنا أب و نحن عنده (6)بنون،فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«(ما يعلم تأويله إلا اللّه و الراسخون في العلم)أنتم منه بالمنزلة التي سبقت لكم بها الحسني و أنتم من النار مبعدون».

فقال:فبقي هؤلاء القوم المسلمون حتي شهدوا مع أمير المؤمنين عليه السّلام الجمل و صفين،فقتلوا بصفين رحمهم اللّه و كان النبي صلّي اللّه عليه و آله يبشرهم بالجنة و أخبرهم إنهم يستشهدون مع علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه (7).

الحديث الثالث: صاحب كتاب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة عن ابن المبارك بن مسرور قال:حدثني علي بن محمد بن علي الأنذركي بقراءتي عليه قال:أبو القاسم عيسي بن علي الموصلي عن القاضي أبي طاهر محمد بن أحمد بن عمرو النهاوندي قاضي البصرة قال:حدثني محمد بن عبد اللّه بن سليمان بن مطير عن الحسن بن عبد الملك عن أسباط عن الأعمش عن سعد ابن جبير عن عبد اللّه بن عباس قال:كنا عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إذ جاء أعرابي فقال:يا رسول اللّه سمعتك تقول: وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ (8) فما حبل اللّه الذي نعتصم به؟فضرب النبي صلّي اللّه عليه و آله يده في يد علي

ص: 32


1- سوره 25 - آيه 27
2- الفرقان:27.
3- سوره 14 - آيه 37
4- ابراهيم:47.
5- انثلجت:ارتاحت و كان في المخطوط:و تبلجت،و انجاشت:اضطربت.
6- في المصدر:له.
7- كتاب الغيبة:39-40 ح 1.
8- سوره 3 - آيه 103

و قال:«تمسّكوا بهذا فهذا هو الحبل المتين» (1).

الحديث الرابع: ابن شهرآشوب عن محمد بن علي العنبري بإسناده عن النبي صلّي اللّه عليه و آله إنه سأل أعرابي عن هذه الآية وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً (2) فأخذ رسول اللّه يده علي و قال:«يا أعرابي هذا حبل اللّه فاعتصم به»فدار الأعرابي من خلف علي و احتضنه (3)و قال:اللهم إني أشهدك أني قد اعتصمت بحبلك،فقال:رسول اللّه:«من سرّه أن ينظر إلي رجل من أهل الجنة فلينظر إلي هذا»ثم قال ابن شهرآشوب:و روي نحو من ذلك عن الباقر عليه السّلام[و الصادق] (4).

ص: 33


1- ينابيع المودة:356/1 ح 11،و تفسير فرات:90 ح 371.
2- سوره 3 - آيه 103
3- في المصدر:فالتزمه.
4- مناقب آل أبي طالب:273/2.

الباب السابع و الثلاثون

في أن أهل البيت عليهم السّلام هم الحبل الذي أمر اللّه عزّ و جل بالاعتصام به

في قوله تعالي وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا (1)

من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث الحديث الأول: السيد الرضي رضي اللّه عنه في الخصائص قال:حدثني هارون بن موسي قال:حدثني أحمد بن محمد بن علي (2)قال:حدّثنا أبو موسي عيسي الضرير البجلي عن أبي الحسين عليه السّلام قال:

«سألت أبي فقلت:ما كان بعد إفاقة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:دخل عليه النساء يبكين و ارتفعت الأصوات و ضج الناس بالباب المهاجرون و الأنصار قال علي عليه السّلام:فبيّنا أنا كذلك إذ نودي أين علي فأقبلت حتي دخلت عليه فانكببت عليه فقال لي:يا أخي فهمك اللّه و سددك و وفّقك و أرشدك و أعانك و غفر لك ذنبك و رفع ذكرك ثم قال:يا أخي إن القوم سيشغلهم عنّي ما يريدون من عرض الدنيا و لهم عليه قادرون فلا يشغلك عنّي ما شغلهم فإنما مثلك في الأمة مثل الكعبة نصبها للّه علما و إنما تؤتي من كل فج عميق و ناد سحيق و إنما أنت العلم علم الهدي و نور الدين و هو نور اللّه يا أخي و الذي بعثني بالحق لقد قدمت إليهم بالوعيد و لقد أخبرت رجلا رجلا مما افترض اللّه عليهم من حقك و ألزمهم من طاعتك فكل أجاب إليك و سلّم الأمر إليك و أني لأعرف خلاف فعلهم فإذا قبضت و فرغت من جميع ما وصيّتك به و غيبتني في قبري فألزم بيتك و اجمع القرآن علي تأليفه و الفرائض و الأحكام علي تنزيله ثم امض ذلك علي عزائمه و علي ما أمرتك به و عليك بالصبر علي ما ينزل بك منهم حتي تقدم علي»قال عيسي:فسألته و قلت له جعلت فداك قد أكثر الناس من قولهم في أن النبي صلّي اللّه عليه و آله أمر أبا بكر بالصلاة ثم أمر عمر فأطرق عني طويلا ثم قال:

«ليس كما ذكر الناس و لكنك يا عيسي كثير البحث عن الأمور لا ترضي إلا بكشفها»فقلت:بأبي أنت و أمي من أسأل عما انتفع به في ديني و تهتدي به نفسي مخافة أن أضل غيرك.

-و في نسخة(الطرائف) (3)الثلاث و الثلاثون:مخافة أن أصل و أنا لا أدري-و هل أجد أحدا

ص: 34


1- سوره 3 - آيه 103
2- في المصدر:عمار.
3- ذكرنا سابقا أن المراد به الطرف لابن طاوس و هو تكملة الطرائف.

يكشف لي المشكلات مثلك.

و قال:إن النبي صلّي اللّه عليه و آله لما ثقل في مرضه دعا عليّا عليه السّلام فوضع رأسه في حجره فأغمي عليه و حضرت الصلاة فإذن بها فخرجت عائشة و قالت:يا عمر اخرج فصل بالناس فقال:أبوك أولي بها منّي،فقالت:صدقت و لكنه رجل ليّن و أكره أن يواثبه القوم فصل أنت،فقال:بلي يصلي هو و أنا أكفيه و إن وثب واثب أو تحرك متحرك مع أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مغمي عليه و لا أراه يفيق منها و الرجل مشغول به لا يقدر أن يفارقه-يعني عليّا عليه السّلام-فبادروا بالصلاة قبل أن يفيق فإنه إذا فاق خفت أن يأمر عليا بالصلاة و قد سمعت مناجاته له منذ الليلة في آخر كلامه يقول:لعلي عليه السّلام الصلاة الصلاة فخرج أبو بكر يصلي بالناس فظنوا أنه بأمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلم يكبر حتي أفاق رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:«ادعوا عمّي يعني العباس رضي اللّه عنه فدعي له فحمله و علي عليه السّلام حتي أخرجاه فصلي بالناس و إنه لقاعد،ثم حمل فوضع علي المنبر بعد ذلك فاجتمع لذلك جميع أهل المدينة من المهاجرين و الأنصار حتي برزت العواتق من خدورها،فبين باك و صائح و مسترجع و واجم و النبي صلّي اللّه عليه و آله يخطب ساعة و يسكت ساعة و كان فيما ذكر من خطبته و قال:يا معاشر المهاجرين و الأنصار من حضر في يومي هذا و ساعته هذه من الإنس و الجن ليبلغ شاهدكم غائبكم ألا و إني قد خلفت فيكم كتاب اللّه فيه النور و الهدي و البيان لما فرض اللّه تبارك و تعالي من شيء حجة عليكم و حجتي و حجة وليي و خلّفت فيكم العلم الأكبر علم الدين و نور الهدي و ضياءه و هو علي بن أبي طالب و هو حبل اللّه وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا وَ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً وَ كُنْتُمْ عَلي شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (1) .

يا أيها الناس:هذا علي من أحبّه و تولاّه اليوم و بعد اليوم فقد أوفي بما عاهد عليه اللّه و من عاداه و أبغضه اليوم و بعد اليوم جاء يوم القيامة أصم و أعمي لا حجة له عند اللّه أيها الناس:لا تأتوني غدا بالدنيا تزفّونها زفا و يأتي أهل بيتي شعثا غبرا مقهورين مظلومين يسيل دماؤهم إيّاكم و اتباع الضلالة و الشوري للجهالة إلا و إن هذا الأمر له أصحاب قد سمّاهم اللّه عزّ و جل إليّ و عرّفنيهم و أبلّغكم ما أرسلت به إليكم و لكنّي أراكم قوما تجهلون لا ترجعوا بعدي كفّارا مرتدين تتأولون الكتاب علي غير معرفة و تبتدعون السنّة بأهواء.و كل سنة و حديث و كلام خالف القرآن فهو زورا و باطل القرآن إمام هاد و له قائد يهدي به و يدعو إليه بالحكمة و الموعظة الحسنة و هو علي ابن أبي طالب هو وليّ الأمر بعدي و وارث علمي و حكمتي و سري و علانيتي و ما ورثه

ص: 35


1- سوره 3 - آيه 103

النبيّون قبلي و أنا وارث و موروث فلا تكذبنكم أنفسكم.

أيها الناس:اللّه اللّه في أهل بيتي فإنهم أركان الدين و مصابيح الظلام و معادن العلم عليّ أخي و وزيري و أميني و القائم من بعدي بأمر اللّه و أمري و الموفي بذمتي و محيي سنتي و هو أول الناس إيمانا و آخرهم بي عهدا عند الموت و أولهم لقاء إليّ يوم القيامة فليبلغ شاهدكم غائبكم أيها الناس من كانت له تبعة أو دين فليأت علي بن أبي طالب عليه السّلام فإنه ضامن له كله حتي لا يبقي لأحد قبلي تبعة» (1).

الحديث الثاني: محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب(الغيبة)قال:أخبرنا محمد بن همام بن سهيل قال:حدّثنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمد الحسني قال:حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الجبري (2)قال:حدّثنا محمد بن زيد بن عبد الرّحمن التيمي عن الحسن بن الحسين الأنصاري عن محمد بن الحسين عن أبيه عن جده قال:قال علي بن الحسين عليه السّلام:«كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ذات يوم جالسا و معه أصحابه في المسجد فقال:يطلع عليكم من هذا الباب رجل من أهل الجنّة يسأل عما يعينه (3)،فطلع رجل طوال يشبه رجال مصر فسلم علي رسول اللّه فجلس فقال:يا رسول اللّه إني سمعت اللّه عزّ و جل يقول فيما أنزل: وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا (4) فما هذا الحبل الذي أمرنا للّه بالاعتصام به و لا نتفرق عنه؟فاطرق رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مليا ثم رفع رأسه فاشار بيده إلي علي و قال:«هذا حبل اللّه الذي من تمسّك به عصم به في دنياه و لم يضل في آخرته»فوثب الرجل إلي علي عليه السّلام فاحتضنه من وراء ظهره و هو يقول:اعتصمت بحبل اللّه و حبل رسوله ثم قام فولي فخرج.فقام رجل من الناس فقال:يا رسول اللّه ألحقه فأسأله أن يستغفر اللّه لي؟فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

«اذا تجده موفقا،قال:فلحقه الرجل فسأله أن يستغفر له،قال له:أ فهمت ما قال لي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و ما قلت له؟قال:نعم،قال:فإن كنت مستمسكا بذلك الحبل يغفر لك اللّه و إلا فلا غفر (5)اللّه لك (6).

الحديث الثالث: الشيخ في أماليه قال:أخبرني أبو عمر-و يعني ابن مهدي-قال:حدّثنا أحمد- يعني ابن عقدة-قال:حدّثنا جعفر بن علي بن نجيح الكندي قال:حدّثنا حسن بن حسين قال:

حدّثنا أبو حفص الصائغ قال أبو العباس:هو عمر بن راشد أبو سليمان عن جعفر بن محمد عليهم السّلام في قوله: ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (7) قال:«نحن من النعيم و في قوله: وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً (8)

ص: 36


1- خصائص الأئمة:72،و كتاب الطرف لابن طاوس:25-27،و البحار:484/22 ح 31.
2- في المصدر:الحميري.
3- في المصدر:يعنيه.
4- سوره 3 - آيه 103
5- في المصدر:يغفر.
6- غيبة النعماني:/41ح /2باب 2.
7- سوره 102 - آيه 8
8- سوره 3 - آيه 103

وَ لا تَفَرَّقُوا (1) قال علي بن أبي طالب:«حبل اللّه المتين» (2).

الحديث الخامس: العياشي بإسناده عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«آل محمد صلّي اللّه عليه و آله:هم حبل اللّه الذي أمر بالاعتصام به فقال: وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا (3) » (4).

الحديث السادس: علي بن إبراهيم في تفسيره قال:في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله وَ لا تَفَرَّقُوا (5) قال:«إن اللّه تبارك و تعالي علم أنّهم سيتفرقون بعد نبيّهم و يختلفون فنهاهم عن التفرق كما نهي من كان قبلهم فأمرهم أن يجتمعوا علي ولاية آل محمد عليهم الصلاة و السلام و لا يتفرقوا» (6).

ص: 37


1- سوره 3 - آيه 103
2- أمالي الطوسي:/272مجلس /10ح 48.
3- سوره 3 - آيه 103
4- تفسير العياشي:194/1 ح 123.
5- سوره 3 - آيه 103
6- تفسير القمي:108/1.

الباب الثامن و الثلاثون

في أن أمير المؤمنين عليا عليه السّلام هو العروة الوثقي و ولايته

من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث الحديث الأول: أبو المؤيد موفق بن أحمد بن أعيان علماء العامة بإسناده عن عبد الرّحمن بن أبي ليلي قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي عليه السّلام:«أنت العروة الوثقي» (1).

الحديث الثاني: أبو الحسن الفقيه محمد بن علي بن شاذان في المناقب المائة من طريق العامة بحذف الإسناد عن ابن عباس قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«معاشر الناس اعلموا أن للّه تعالي بابا من دخله أمن من النار و من الفزع الأكبر»فقام إليه أبو سعيد الخدري فقال:يا رسول اللّه اهدنا إلي هذا الباب حتي نعرفه؟

قال:«هو علي بن أبي طالب سيد الوصيين و أمير المؤمنين و أخو رسول رب العالمين و خليفة اللّه علي الناس أجمعين،معاشر الناس من أحبّ أن يتمسّك بالعروة الوثقي التي لا انفصام لها فليتمسك بولاية علي بن أبي طالب،فإن ولايته ولايتي و طاعته طاعتي،معاشر الناس من أحب أن يعرف الحجة بعدي فليعرف علي بن أبي طالب عليه السّلام،معاشر الناس من سرّه أن يقتدي بيّ فعليه أن يتوالي ولاية علي بن أبي طالب و الأئمة من ذريتي فإنهم خزان علمي» (2).

فقام جابر بن عبد اللّه الأنصاري فقال:يا رسول اللّه ما عدّة الأئمة؟

قال:«يا جابر سألتني رحمك اللّه عن الإسلام بأجمعه،عدّتهم عدة الشهور و هو عند اللّه أثني عشر شهرا في كتاب اللّه يوم خلق السماوات و الأرض و عدتهم عدة العيون التي انفجرت منه لموسي بن عمران حين ضرب بعصاه[الحجر]فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا،[و عدتهم]عدة نقباء بني إسرائيل قال اللّه تعالي: وَ لَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَ بَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً (3) فالأئمة يا جابر اثنا عشر إماما أوّلهم علي بن أبي طالب و آخرهم القائم صلوات اللّه عليهم» (4).

ص: 38


1- مناقب الخوارزمي:/61ح 31.
2- في المصدر تفاوت:من أراد أن يتول اللّه و رسوله فليقتد بعلي بعدي و الائمة.
3- سوره 5 - آيه 12
4- مائة منقبة:71-72 المنقبة 41.

الحديث الثالث: ابن شاذان هذا من طريق العامة بحذف الإسناد عن الرضا عليه السّلام عن آبائه عليهم السّلام قال:

«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:سيكون بعدي فتنة مظلمة الناجي منهما من تمسّك منها بالعروة الوثقي قيل:

يا رسول اللّه و ما العروة الوثقي؟قال:ولاية سيد الوصيين قيل:يا رسول للّه من سيد الوصيين قال:

أمير المؤمنين قيل:يا رسول اللّه من أمير المؤمنين قال:مولي المسلمين و إمامهم بعدي قيل:يا رسول اللّه و من مولي المسلمين و إمامهم بعدك؟قال:أخي علي بن أبي طالب».

ص: 39

الباب التاسع و الثلاثون

في أن الأئمة عليهم السّلام هم العروة الوثقي

من طريق الخاصة و فيه ثمانية أحاديث الحديث الأول: ابن بابويه في معاني الأخبار قال:حدّثنا محمد بن علي ماجيلويه قال:حدّثنا عمّي محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي عن أبيه عن خلف بن حماد الأسدي عن أبي الحسن العبدي عن الأعمش عن عباية بن ربعي عن عبد اللّه بن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من أحب أن يتمسّك بالعروة الوثقي التي لا انفصام لها فليتمسك بولاية أخي و وصيي علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليه فإنه لا يهلك من أحبّه و تولاه و لا ينجو من أبغضه و عاداه» (1).

الحديث الثاني: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا أحمد بن محمد الصائغ العدل قال:حدّثنا عيسي بن محمد العلوي قال:حدّثنا أبو عوانة قال:حدّثنا محمد بن سليمان بن بزيع الخزّار قال:

حدّثنا إسماعيل بن أبان عن سلام بن أبي عمرة الخراساني عن معروف بن خربوذ المكي عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا حذيفة أن حجة اللّه عليكم بعدي علي بن أبي طالب الكفر به كفر باللّه و الشرك به شرك باللّه و الشك فيه شك في اللّه و الإلحاد فيه إلحاد في اللّه و الإنكار له إنكار للّه و الإيمان به إيمان باللّه لأنه أخو رسول اللّه و وصيّه و إمام أمته و مولاهم و هو حبل اللّه المتين و عروته الوثقي التي لا انفصام لها و سيهلك فيه أثنان و لا ذنب له محبّ غال و مقصّر يا حذيفة لا تفارقنّ عليا فتفارقني و لا تخالفنّ عليا فتخالفني إن عليا منّي و أنا منه من اسخطه فقد اسخطني و من أرضاه فقد ارضاني» (2).

الحديث الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسين بن إبراهيم المؤدّب قال:حدّثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد بن بشّار عن عبيد اللّه بن عبد اللّه الدهقان عن درست بن أبي منصور الواسطي عن عبد الحميد بن أبي العلاء عن ثابت بن دينار عن سعد بن طريف الخفّاف عن الأصبغ بن نباتة قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام:«أنا خليفة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وزيره و وارثه أنا أخو رسول اللّه و وصيه و حبيبه أنا صفيّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و صاحبه أنا ابن عم رسول اللّه

ص: 40


1- معاني الأخبار:/368ح 1.
2- أمالي الصدوق./264مجلس /36ح 3.

و زوج ابنته و أبو ولده أنا سيد الوصيين و وصي سيد النبيين،و أنا الحجة العظمي و الآية الكبري و المثل الأعلي و باب النبي المصطفي أنا العروة الوثقي و كلمة التقوي و أمين اللّه جل ذكره علي أهل الدنيا» (1).

الحديث الرابع: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن علي قال:حدّثنا عمّي محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن ثابت بن أبي صفية عن سعيد بن جبير عن عبد اللّه بن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«معاشر الناس من أحسن من اللّه قيلا و اصدق من اللّه حديثا معاشر الناس إن ربكم جلّ جلاله أمرني أن اقيم لكم عليا علما و إماما و خليفة و وصيا و إن اتخذه أخا و وزيرا معاشر الناس إن عليا باب الهدي بعدي و الدّاعي إلي ربّي و هو صالح المؤمنين وَ مَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَي اللّهِ وَ عَمِلَ صالِحاً وَ قالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (2) معاشر الناس إن عليا منّي ولده ولدي و هو زوج حبيبتي،أمره أمري و نهيه نهيي،معاشر الناس عليكم بطاعته و اجتناب معصيته فإن طاعته طاعتي و معصيته معصيتي،معاشر الناس إن عليا صديق هذه الأمة و فاروقها و محدثها إنه هارونها و يوشعها و آصفها و شمعونها إنه باب حطّتها و سفينة نجاتها إنه طالوتها و ذو قرنيها،معاشر الناس إنه محنة الوري و الحجة العظمي و الآية الكبري و إمام أهل الدنيا و العروة الوثقي معاشر الناس،إن عليا مع الحق،و الحق معه،و علي لسانه معاشر الناس إن عليا قسيم النار لا يدخل ولي له و لا ينجو منها عدوّ له،إنه قسيم الجنة لا يدخلها عدوّ له و لا يتزحزح عنها ولي له،معاشر أصحابي قد نصحت لكم و بلّغتكم رسالة ربي و لكن لا تحبون الناصحين أقول قولي هذا و استغفر اللّه لي و لكم» (3).

الحديث الخامس: ابن بابويه بإسناده قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«الأئمة من ولد الحسين من اطاعهم فقد اطاع اللّه و من عصاهم فقد عصي اللّه هم العروة الوثقي و هم الوسيلة إلي اللّه تعالي» (4).

الحديث السادس: ابن بابويه بإسناده قال رسول اللّه:«من أحب أن يستمسك بالعروة الوثقي فليتمسك بحب علي و أهل بيته» (5).

الحديث السابع: الحسين بن جبير في نخب المناقب بإسناده إلي الرضا عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من أحب أن يتمسك بالعروة الوثقي فليتمسك بحب علي بن أبي طالب» (6).

الحديث الثامن: سعد بن عبد اللّه القمي في(بصائر الدرجات)عن أحمد و عبد اللّه ابني محمد

ص: 41


1- أمالي الصدوق:/92مجلس /10ح 7.
2- سوره 41 - آيه 33
3- أمالي الصدوق:/83مجلس /8ح 4.
4- عيون أخبار الرضا عليه السّلام:/63/1ح 217.
5- عيون أخبار الرضا عليه السّلام:/63/1ح 216.
6- عيون أخبار الرضا عليه السّلام:63/1 ح 216.

ابن عيسي و محمد بن الحسين بن الخطاب و يعقوب بن يزيد و محمد بن عيسي بن عبيد عن الحسن بن محبوب عن إسحاق بن غالب عن أبي عبد اللّه عليه السّلام أنه قال في خطبة طويلة له:«مضي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و خلف في أمته كتاب اللّه و وصيه علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السّلام و إمام المتقين و حبل اللّه المتين و عروته الوثقي التي لا انفصام لها و عهده المؤكد صاحبان مؤتلفان يشهد كل واحد منهما لصاحبه بالتصديق ينطق بالإمام عن اللّه عزّ و جل في الكتاب بما أوجب اللّه فيه علي العباد من طاعة اللّه و طاعة الإمام و ولايته،و واجب حقه الذي أراد اللّه من استكمال دينه و اظهار أمره و الاحتجاج بحجته و الاستضاء بنوره في معادن أهل صفوته و مصطفي أهل خيرته،فأوضح اللّه به الهدي (1)من أهل بيت نبيّنا صلّي اللّه عليه و آله عن دينه،و أبلج بهم عن منهاج سبيله و وضح (2)بهم عن باطن ينابيع علمه،فمن عرف من أمة محمد صلّي اللّه عليه و آله واجب حق إمامته وجد طعم حلاوة إيمانه و علم فضل طلاوة إسلامه؛لأن اللّه عزّ و جل و رسوله نصب الإمام علما لخلقه و حجة علي أهل عالمه ألبسه تاج الوقار و غشّاه[من]نور الجبّار يمد بسبب إلي السماء لا ينقطع موادّه (3)و لا ينال ما عند اللّه إلاّ بجهة اسبابه (4)،و لا يقبل اللّه معرفة العباد إلا بمعرفته،هو عالم بما يرد عليه من ملبسات الوحي و معمّيات (5)السنن و مشتبهات الفتن،و لم يكن اللّه ليضلهم بعد إذ هداهم حتي يبيّن لهم ما يتقون و تكون الحجة من اللّه علي العباد بالغة» (6).

و روي هذا الحديث محمد بن يعقوب في(الكافي)بزيادة و نقصان هكذا عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسن بن محبوب عن إسحاق بن غالب عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في خطبة له يذكر فيها حال الأئمة عليهم السّلام و صفاتهم:«إن اللّه عزّ و جل أوضح بأئمة الهدي من أهل بيت نبيّنا عن دينه و أبلج بهم عن سبيل منهاجه،و منح بهم-في نسخة:و فتح بهم-عن باطن ينابيع علمه،فمن عرف من أمة محمد صلّي اللّه عليه و آله و أحب حق إمامته وجد طعم حلاوة إيمانه و علم فضل طلاوة إسلامه،لأن اللّه تبارك و تعالي نصب الإمام علما لخلقه و جعله حجة علي أهل موادّه و عالمه،ألبسه اللّه تاج الوقار و غشّاه من نور الجبار يمدّ بسبب إلي السماء لا ينقطع عنه موادّه، و لا ينال ما عند اللّه إلاّ بجهة أسبابه،و لا يقبل اللّه أعمال العباد إلاّ بمعرفته،فهو عالم بما يرد عليه من ملتبسات الدجي و معميات السنن و مشتبهات الفتن،فلم يزل اللّه تبارك و تعالي يختارهم لخلقه من ولد الحسين عليه السّلام من عقب كل إمام يصطفيهم لذلك و يجتبيهم و يرضي بهم لخلقه

ص: 42


1- في المصدر:قد ذخر اللّه بأئمة الهدي.
2- في المصدر:و فتح.
3- في المصدر:موارده.
4- في المصدر:بجهد أسباب سبيله.
5- في المصدر:مصيبات.
6- بصائر الدرجات:433 ح 2 باب 17.

و يرتضيهم،كل ما مضي منهم إمام نصب لخلقه من عقبه إماما علما بيّنا و هاديا نيرا و إماما قيما و حجة عالما،أئمة من اللّه يهدون بالحق و به يعدلون حجج اللّه و دعاته و رعاته علي خلقه يدين بهداهم (1)العباد و تستهل بنورهم البلاد و ينموا ببركتهم التلاد،جعلهم اللّه حياة للأنام و مصابيح للظلام و مفاتيح للكلام و دعائم للإسلام جرت بذلك فيهم مقادير اللّه علي محتومها.

فالإمام هو المنتجب المرتضي و الهادي المنتجي و القائم المرتجي اصطفاه اللّه بذلك و اصطنعه علي عينه في الذر حين ذراه و في البرية حين برأه،ظلا قبل خلق نسمة عن يمين عرشه محبوا بالحكمة في علم الغيب عنده،اختاره بعلمه و انتجبه لطهره،بقية من آدم عليه السّلام و خيرة من ذرية نوح و مصطفي من آل إبراهيم،و سلالة من إسماعيل صفوة من عترة محمد صلّي اللّه عليه و آله،لم يزل مرعيا بعين اللّه يحفظه و يكلؤه بستره،مطرودا عنه حبائل إبليس و جنوده مدفوعا عنه وقوب الغواسق (2)و نفوث كل فاسق،مصروفا عنه قوارف السوء مبرءا من العاهات،محجوبا عن الآفات معصوما من الزلات مصونا عن الفواحش كلها،معروفا بالحلم و البرّ في بقاعه (3)منسوبا إلي العفاف و العلم و الفضل عند انتهائه،مسندا إليه أمره والده صامتا عن النطق في حياته،فإذا انقطعت مدة والده إلي أن انتهت به مقادير اللّه إلي مشيئته و جاءت الإرادة من اللّه فيه إلي محبته و بلغ منتهي مدة والده عليه السّلام فمضي و صار أمر اللّه إليه من بعده،و قلّده دينه و جعله الحجة علي عباده و قيّمه في بلاده و أيّده بروحه و أتاه علمه و أنبأه أفضل (4)بيانه،و استودعه سره و انتدبه لعظيم أمره و أنبأه فضل بيان علمه و نصبه علما لخلقه و جعله حجة علي أهل عالمه و ضياء لأهل دينه و القيّم علي عباده.

رضي اللّه به إماما لهم استودعه سره و استحفظه علمه و استخبأه حكمته و استرعاه لدينه و انتدبه لعظيم أمره و أحيا به مناهج سبيله و فرائضه و حدوده،فقام بالعدل عند تحير أهل الجهل و تحيير أهل الجدل،بالنور الساطع و الشفاء النافع بالحق الأبلج و البيان اللائح من كل مخرج علي طريق المنهج الذي مضي عليه الصادقون من آبائه عليهم السّلام فليس يجهل حق هذا العالم إلاّ شقي،و لا يجحده إلاّ غوي،و لا يصد عنه إلاّ جري علي اللّه جلّ و علا» (5).

ص: 43


1- في المصدر:بهديهم.
2- الغاسق:الليل المظلم،و الوقوب:الدخول.
3- في المصدر:يفاعه:و اليفاع أول السنة.
4- في المصدر:فصل.
5- الكافي:205/1-203 ح 2.

الباب الأربعون

في أن الصراط المستقيم محمد و أهل بيته صلي اللّه عليهم

من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث الحديث الأول: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة بإسناده إلي أبي جعفر ابن بابويه قال:نبأنا أبي قال:نبأنا سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمد بن عيسي عن العباس بن معروف عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن البصري عن أبي المعزي حميد بن المثني العجلي عن أبي بصير عن خيثمة الجعفي عن أبي جعفر عليه السّلام قال سمعته يقول:«نحن جنب اللّه و نحن صفوته و نحن خيرته نحن مستودع مواريث الأنبياء و نحن أمناء اللّه عز و جل،و نحن حجة اللّه و نحن أركان الإيمان و نحن دعائم الإسلام و نحن من رحمة اللّه علي خلقه،و نحن بنا يفتح اللّه و بنا يختم و نحن أئمة الهدي و نحن مصابيح الدجي،و نحن منار الهدي و نحن السابقون و نحن الآخرون،و نحن العلم المرفوع للخلق من تمسّك بنا لحق و من تأخر عنا غرق و نحن قادة الغرّ المحجلين،و نحن خير اللّه و نحن الطريق الواضح و الصراط المستقيم إلي اللّه و نحن من نعمة اللّه عزّ و جل علي خلقه و نحن المنهاج،و نحن معدن النبوة و نحن موضع الرسالة و نحن الذين مختلف الملائكة،و نحن السراج لمن استضاء بنا و نحن السبيل لمن اقتدي بنا و نحن الهداة إلي الجنة،و نحن عري الإسلام و نحن الجسور و القناطر من مضي عليها لم يسبق و من تخلف عنها محق،و نحن السّنام الأعظم و نحن بنا ينزل اللّه عزّ و جل الرحمة و بنا يسقون الغيث و نحن الذين بنا يصرف عنكم العذاب فمن عرفنا و ابصرنا و عرف حقّنا و يأخذ بأمرنا فهو منّا و إلينا» (1).

الحديث الثاني: الثعلبي في تفسيره في تفسير قوله تعالي: اِهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (2) قال مسلم ابن حيان:سمعت أبا بريدة يقول:صراط محمد و آله (3).

الحديث الثالث: تفسير وكيع بن الجراح عن سفيان الثوري عن السدّي عن اسباط و مجاهد عن عبد اللّه بن عباس في قوله: اِهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (4) قال:قولو معاشر العباد ارشدنا إلي حب محمد و آل بيته (5).

ص: 44


1- فرائد السمطين:/253/2ب /48ح 523.
2- سوره 1 - آيه 6
3- مناقب آل أبي طالب الثعلبي و ابن شاهين:271/2،و نهج الإيمان لابن جبر:540.
4- سوره 1 - آيه 6
5- المصدر السابق.

الباب الحادي و الأربعون

في أن الصراط المستقيم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أمير المؤمنين و الأئمة عليهم السّلام

من طريق الخاصة و فيه أربعة و عشرون حديثا الحديث الأول: علي بن إبراهيم في تفسيره قال:حدثني أبي عن حماد عن أبي عبد اللّه صلوات اللّه عليه في قوله: اَلصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (1) قال:«هو أمير المؤمنين-صلوات اللّه عليه-و معرفته و الدليل علي أنه أمير المؤمنين من قوله: وَ إِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (2) » (3).

الحديث الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رحمة اللّه قال:حدّثنا محمد بن أحمد بن علي بن الصلت عن عبد اللّه بن الصلت عن يونس بن عبد الرّحمن[عمن ذكره]عن عبد اللّه الحلبي عن أبي عبد اللّه قال:«الصراط المستقيم أمير المؤمنين» (4).

الحديث الثالث: محمد بن الحسن الصفّار عن عمران بن موسي عن موسي بن جعفر عن علي ابن اسباط عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال.سألته عن قول اللّه تبارك و تعالي: وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ (5) :قال:«هو و اللّه علي هو و اللّه الميزان و الصراط» (6).

الحديث الرابع: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيي عن محمد بن الحسين عن النضر بن سويد (7)عن خالد بن حماد و محمد بن الفضيل عن الثمالي عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«أوحي اللّه إلي نبيّه فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (8) إنك علي ولاية علي و علي هو الصراط» (9).

الحديث الخامس: محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين عن الضر بن سويد عن خالد بن حماد و محمد بن الفضيل عن الثمالي عن أبي جعفر عليه السّلام مثله (10).

الحديث السادس: علي بن إبراهيم قال:حدّثنا جعفر بن أحمد قال:حدّثنا عبد الكريم بن

ص: 45


1- سوره 1 - آيه 6
2- سوره 43 - آيه 4
3- تفسير القمي:28/1.
4- معاني الأخبار:32 ح 2،باب معني الصراط.
5- سوره 6 - آيه 153
6- البصائر:99 ح 9 باب النوادر.
7- في المصدر:شعيب و في البصائر سويد.
8- سوره 43 - آيه 43
9- الكافي:417/1 ح 24.
10- البصائر:91 ح 7 باب 7.

عبد الرحيم عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«أوحي اللّه إلي نبيّه فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ (1) في علي إنك علي صراط مستقيم أي إنك علي ولاية علي و علي هو الصراط المستقيم» (2).

الحديث السابع: محمد بن الحسن الصفّار عن عبد اللّه بن عامر عن أبي عبد اللّه البرقي عن الحسن بن عثمان عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله: إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (3) «إنّك لتأمر بولاية علي و تدعو إليها و علي هو الصراط المستقيم» (4).

الحديث الثامن: علي بن إبراهيم قال:حدّثنا جعفر بن أحمد قال:حدّثنا محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله عزّ و جل لنبيّه صلّي اللّه عليه و آله وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (5) يعني«إنك لتأمر بولاية علي أمير المؤمنين و تدعو لها،و علي هو الصراط المستقيم(صراط اللّه الذي له ما في السماوات و ما في الأرض)يعني عليا أنه جعله خازنا علي ما في السماوات و ما في الأرض من شيء و ائتمنه عليه(ألا إلي اللّه تصير الأمور) (6).

الحديث التاسع: محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السّلام قال:قلت: أَ فَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلي وَجْهِهِ أَهْدي أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (7) (8)قال:«إن اللّه ضرب مثلا من حاد عن ولاية علي كمن يمشي علي وجهه لا يهتدي لأمره و جعل من تبعه سويا علي صراط مستقيم،و الصراط المستقيم أمير المؤمنين» (9).

الحديث العاشر: علي بن إبراهيم قال:حدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن النضر بن سويد عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في قوله تعالي: اِهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (10) قال:«الطريق و معرفة الإمام» (11).

الحديث الحادي عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن محمد الحسيني قال:حدّثنا أبو جعفر أحمد بن عيسي بن أبي مريم العجلي قال:

حدّثنا محمد بن أحمد بن عبد اللّه بن زياد العرزمي قال:حدّثنا علي بن حاتم المنقري عن المفضل ابن عمر قال:سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن الصراط قال:«هو الطريق إلي معرفة اللّه عزّ و جل و هما

ص: 46


1- سوره 43 - آيه 43
2- تفسير القمي:286/2.
3- سوره 42 - آيه 52
4- بصائر الدرجات:98 ح 5 باب النوادر في الولاية.
5- سوره 42 - آيه 52
6- تفسير القمي:280/2.
7- سوره 67 - آيه 22
8- المنافقون:3.
9- الكافي:433/1 ح 91.
10- سوره 1 - آيه 6
11- تفسير القمي:28/1.

صراطان:صراط في الدنيا،و صراط في الآخرة،فأما الصراط في الدنيا فهو الإمام المفترض الطاعة من عرفه في الدنيا و اقتدي بهداه مرّ علي الصراط الذي هو جسر جهنم في الآخرة و من لم يعرفه في الدنيا زلت قدمه عن صراط في الآخرة فتردّي في نار جهنم» (1).

الحديث ثاني عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال:حدثني ثابت الثمالي عن سيد العابدين علي بن الحسين صلوات اللّه عليهما قال:«ليس بين اللّه و بين حجته حجاب و لا للّه دون حجته ستر،نحن أبواب اللّه و نحن الصراط المستقيم،و نحن عيبة علمه و نحن تراجمة وحيه و نحن أركان توحيده و نحن موضع سرّه» (2).

الحديث الثالث عشر: العياشي في تفسيره بإسناده عن داود بن فرقد عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:

« اِهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (3) يعني أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه» (4).

الحديث الرابع عشر: الشيخ محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسيره قال:حدّثنا علي بن عبد اللّه عن إبراهيم بن محمد عن علي بن هلال عن الحسن بن وهب عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه عزّ و جل فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ (5) قال:«في علي بن أبي طالب» (6).

الحديث الخامس عشر: علي بن إبراهيم قال أخبرنا الحسن بن علي عن أبيه عن الحسين بن سعيد عن محمد بن سنان عن أبي خالد القماط عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله: هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ (7) قال:«نحن السبيل فمن أبي فهذه السبيل[فقد كفر]» (8).

الحديث السادس عشر: العياشي بإسناده عن بريد العجلي عن أبي جعفر عليه السّلام قال: وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ (9) قال:تدري ما يعني ب صِراطِي مُسْتَقِيماً (10) قلت:لا،قال:«ولاية علي و الأوصياء»قال:«و تدري ما يعني فَاتَّبِعُوهُ (11) ؟قلت:لا،قال:

«يعني عليّ بن أبي طالب عليه السّلام-قال-و تدري ما يعني وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ (12) ؟ قلت:لا،قال:«ولاية فلان و فلان و اللّه»قال:و تدري ما يعني فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ (13) ؟قلت:لا، قال:«يعني سبيل علي عليه السّلام» (14).

ص: 47


1- معاني الأخبار:/32ح 1.
2- معاني الأخبار:/35ح 5.
3- سوره 1 - آيه 6
4- تفسير العياشي:24/1 ح 25.
5- سوره 43 - آيه 43
6- تأويل الآيات:560/2 ح 21.
7- سوره 6 - آيه 153
8- تفسير القمي:221/1.
9- سوره 6 - آيه 153
10- سوره 6 - آيه 153
11- سوره 6 - آيه 153
12- سوره 6 - آيه 153
13- سوره 6 - آيه 153
14- تفسير العياشي:384/1 ح 125.

الحديث السابع عشر: العياشي بإسناده عن سعد عن أبي جعفر عليه السّلام وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ (1) قال:«آل محمد صلّي اللّه عليه و آله الصراط الذي دلّ عليه» (2).

الحديث الثامن عشر: ابن الفارسي في(الروضة)قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله: أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ (3) قال:«سألت اللّه أن يجعلها لعلي ففعل» (4).

الحديث التاسع عشر: شرف الدين النجفي في(تأويل الآيات الباهرة في العترة الطاهرة)قال:

تأويله ما ذكره علي بن إبراهيم في تفسيره قال:حدثني أبي عن النضر بن سويد عن يحيي الحلبي عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السّلام وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ (5) قال:«طريق الإمامة فاتّبعوه وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ (6) أي طرقا غيرها ذلِكُمْ وَصّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (7) (8).

ثم قال شرف الدين:و ذكر علي بن يوسف بن جبر في كتاب(نهج الإيمان)قال:«الصراط المستقيم»هو علي بن أبي طالب في هذه الآية لما رواه إبراهيم الثقفي في كتابه بإسناده إلي أبي بريدة الأسلمي قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله: وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ (9) قال:«سألت اللّه أن يجعلها لعلي ففعل» (10).

قلت:و روي ابن شهرآشوب هذا الحديث في كتاب(المناقب)عن إبراهيم الثقفي بإسناده عن أبي بريدة الأسلمي قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الحديث بعينه (11).

الحديث العشرون: ابن شهرآشوب عن ابن عباس كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يحكم و علي بين يديه مقابله و رجل عن يمينه و رجل عن شماله فقال عليه السّلام:«اليمين و الشمال مضلة و الطريق المستوي الجادة»ثم أشار بيده وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ (12) الآية (13).

الحديث الحادي و العشرون: عن جابر بن عبد اللّه أن النبي صلّي اللّه عليه و آله بينما (14)أصحابه عنده إذ قال و أشار بيده إلي عليّ: هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ (15) الآية[فقال النبي:كفاك يا عدوي] (16)

الحديث الثاني و العشرون: علي بن إبراهيم قال:حدّثنا جعفر بن أحمد قال:حدّثنا عبد الكريم ابن عبد الرحيم عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السّلام نزلت هاتان الآيتان هكذا قول اللّه: حَتّي إِذا جاءَنا (17) يعني فلانا و فلانا يقول احدهما لصاحبه حين

ص: 48


1- سوره 6 - آيه 153
2- المصدر السابق:ح 126.
3- سوره 6 - آيه 153
4- روضة الواعظين:106.
5- سوره 6 - آيه 153
6- سوره 6 - آيه 153
7- سوره 6 - آيه 153
8- تأويل الآيات:167/1 ح 9.
9- سوره 6 - آيه 153
10- المصدر السابق:ح 10،و نهج الإيمان لابن جبر:539.
11- مناقب آل أبي طالب:270/2.
12- سوره 6 - آيه 153
13- المصدر السابق:271.
14- في المصدر:هيأ.
15- سوره 6 - آيه 153
16- مناقب آل أبي طالب:271/2.
17- سوره 43 - آيه 38

يراه:يا ليت بيني و بينك بعد المشرقين فبئس القرين فقال اللّه لنبيّه:قل لفلان و فلان و اتباعهما لن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم آل محمد حقهم إنكم في العذاب مشتركون ثم قال اللّه لنبيّه أَ فَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَ مَنْ كانَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ، فَإِمّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (1) يعني من فلان و فلان و اتباعهما ثم أوحي اللّه إلي نبيّه فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ (2) في علي إِنَّكَ عَلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (3) يعني إنك علي ولاية علي و هو علي الصراط المستقيم» (4).

الحديث الثالث و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال:

حدّثنا فرات بن إبراهيم الكوفي قال:حدثني محمد بن الحسن بن إبراهيم قال:حدّثنا ألوان بن محمد قال:حدّثنا حنان بن سدير عن جعفر بن محمد عليه السّلام قال:قول اللّه عزّ و جل في الحمد صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ (5) «يعني محمدا و ذريّته صلوات اللّه عليهم» (6).

الحديث الرابع و العشرون: محمد بن الحسن الصفّار في(بصائر الدرجات)عن عبد اللّه بن عامر عن العباس بن معروف و عبد اللّه بن عبد الرّحمن البصري عن أبي المعزي عن أبي بصير عن أبي خيثمة عن أبي جعفر عليه السّلام قال:سمعته يقول:«نحن جنب اللّه و صفوته و نحن خيرته و نحن مستودع مواريث الأنبياء،و نحن أمناء اللّه و نحن حجة اللّه و نحن أركان الإيمان و نحن دعائم الإسلام و نحن من رحمة اللّه علي خلقه،و نحن الذين بنا يفتح[اللّه]و بنا يختم،و نحن أئمة الهدي و نحن مصابيح الدجي،و نحن منار الهدي و نحن السّباقون (7)و نحن الآخرون،و نحن العلم المرفوع للخلق من تمسّك بنا لحق و من تخلف عنها غرق،و نحن قادة الغر المحجلين و نحن خيرة اللّه و نحن الطريق و الصراط المستقيم إلي اللّه،و نحن نعمة اللّه علي خلقه و نحن المنهاج و نحن معدن النبوة و نحن موضع الرسالة و نحن الذين إلينا مختلف الملائكة و نحن السراج لمن استضاء بنا، و نحن السبيل لمن اقتدي بنا و نحن الهداة إلي الجنة و نحن عز الإسلام و نحن المحسودون و نحن القناطر (8)من مضي عليها لم يسبق (9)و من تخلف عنها محق،و نحن السنام الأعظم و نحن الذين بنا تنزل الرحمة و بنا تسقون الغيث و نحن الذين بنا يصرف عنكم العذاب،فمن عرفنا و نصرنا و عرف حقّنا و أخذ بأمرنا فهو منّا و إلينا».

ص: 49


1- سوره 43 - آيه 40
2- سوره 43 - آيه 43
3- سوره 43 - آيه 43
4- تفسير القمي:286/2.
5- سوره 1 - آيه 7
6- معاني الأخبار:/36ح 7.
7- في المصدر:السابقون.
8- في المصدر:الجسور القناطر.
9- في المصدر:سبق.

الباب الثاني و الأربعون

في قوله تعالي يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (1)

يعني محمدا صلّي اللّه عليه و آله و آل محمد عليهم السّلام

من طريق العامة و فيه سبعة أحاديث الحديث الأول: صدر الأئمة عند المخالفين اخطب خوارزم أبو المؤيد موفق بن أحمد من أعيان علماء العامة في كتاب(الفضائل)قال:انبأني أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الحافظ الهمداني إجازة قال:أخبرنا الحسن بن أحمد المنقري أخ أحمد بن عبد اللّه الحافظ أخبرنا محمد بن أحمد بن علي بن مخلد أخ محمد ابن عثمان أخ إبراهيم بن محمد بن ميمون حدّثنا محمد بن مروان عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (2) قال:هو علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه (3).

الحديث الثاني: موفق بن أحمد هذا قال:انبأني أبو العلاء الحسن بن أحمد هذا أخبرنا الحسن ابن أحمد المنقري أخبرنا أحمد بن عبد اللّه الحافظ اخ محمد بن أحمد بن علي بن مخلّد أخ محمد ابن عثمان حدّثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون حدّثنا محمد بن مروان عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس رضي اللّه عنه قوله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (4) قال:

«هو علي بن أبي طالب عليه السّلام» (5).

قلت:رواه موفق مكرر أو كرره لاختلاف بعض رواته.

الحديث الثالث: إبراهيم بن محمد الحمويني من اعيان علماء العامة قال:أخبرنا الإمام مجد الدين محمد بن يحيي بن الحسين بن عبد الكريم الكرجي بقراءتي عليه في داره بمدينة قزوين في شهور سنة سبع و سبعين و ستمائة قلت له:أخبركم الإمام رضي الدين المؤيد بن محمد بن علي الطوسي إجازة؟قال:نعم،قال:قال:أنبأنا جدي لأمي أبو العباس محمد بن العباس العصاري المعروف بعباسة بسماعي عليه قال:أنبأنا القاضي أبو سعيد محمد بن سعيد الفرخزادي النوقاني قال:أنبأنا الأستاذ أبو إسحاق أحمد بن محمد الثعلبي قال:قال أخبرني عبد اللّه بن محمد بن

ص: 50


1- سوره 9 - آيه 119
2- سوره 9 - آيه 119
3- المناقب:/280ح 273.
4- سوره 9 - آيه 119
5- المناقب:/280ح 273.

عبد اللّه،نبأنا محمد بن عثمان بن الحسن،نبأنا محمد بن الحسين بن صالح،نبأنا علي بن جعفر بن موسي،نبأنا جندل بن والق،نبأنا محمد بن عمر المازني حدّثنا الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في هذه الآية يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (1) قال:«مع علي بن أبي طالب عليه السّلام و أصحابه» (2).

الحديث الرابع: أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه بن إسحاق بن موسي بن مهران الأصفهاني في كتابه بإسناده عن ابن عباس قدّس سرّه في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (3) قال:

هو علي بن أبي طالب عليه السّلام (4).

الحديث الخامس: أبو نعيم هذا عن جعفر بن محمد في قوله عزّ و جل: اِتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (5) قال:«محمد و علي عليهما السّلام» (6).

الحديث السادس: ابن شهرآشوب من طريق العامة من تفسير أبي يوسف يعقوب بن سفيان حدّثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (7) قال:أمر اللّه الصحابة أن يخافوا اللّه ثم قال: وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (8) يعني مع محمد و أهل بيته (9).

الحديث السابع: ابن شهرآشوب أيضا من طريق العامة من كتاب(شرف المصطفي)عن الحركوشي و الكشف عن الثعلبي قالا:روي الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السّلام في هذه الآية قال:«محمد و آله عليهم السّلام» (10).

ص: 51


1- سوره 9 - آيه 119
2- فرائد السمطين:/369/1ب /68ح 299.
3- سوره 9 - آيه 119
4- الدر المنثور:290/3،و تاريخ دمشق:361/42 ط.دار الفكر.
5- سوره 9 - آيه 119
6- كشف الغمة:375/2،و ما نزل في القرآن في علي لابي نعيم:104.
7- سوره 9 - آيه 119
8- سوره 9 - آيه 119
9- مناقب آل أبي طالب:288/2.
10- المصدر السابق و فيه:محمد و علي.

الباب الثالث و الأربعون

في قوله تعالي يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (1)

يعني النبي صلّي اللّه عليه و آله و الأئمة صلوات اللّه عليهم

من طريق الخاصة و فيه عشرة أحاديث الحديث الأول: محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلي بن محمد عن الوشاء عن أحمد بن حامد عن ابن اذينة عن بريد بن معاوية العجلي قال:سألت أبا جعفر عليه السّلام عن قول اللّه عزّ و جل: اِتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (2) قال:«إيانا عني» (3).

و روي:هذا الحديث محمد بن الحسن الصفار في(بصائر الدرجات)بعين السند و المتن (4).

الحديث الثاني: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نصر عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال:سألته عن قول اللّه عزّ و جل: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (5) قال:«الصادقون هم الأئمة و الصديقون بطاعتهم» (6).

الحديث الثالث: محمد بن الحسن الصفار عن الحسين بن محمد بن معلي بن محمد عن الحسن عن أحمد بن بن محمد:قال:سألت الرضا عليه السّلام عن قول اللّه عزّ و جل: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (7) قال:«الصادقين الأئمة الصديقون بطاعتهم» (8).

الحديث الرابع: الشيخ الطوسي في أماليه قال:أخبرنا أبو عمر-يعني ابن مهدي-قال:أخبرنا أحمد-يعني بن عقدة-قال:حدّثنا يعقوب بن يوسف بن زياد قال:حدّثنا حسين بن حماد عن أبيه عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (9) قال:

«مع علي بن أبي طالب عليه السّلام» (10).

الحديث الخامس: محمد بن الحسن الشيباني في(نهج البيان)في معني الآية قال:روي عن أبي

ص: 52


1- سوره 9 - آيه 119
2- سوره 9 - آيه 119
3- الكافي:208/1 ح 1.
4- البصائر:/51ح /1باب 14.
5- سوره 9 - آيه 119
6- الكافي:208/1 ح 2.
7- سوره 9 - آيه 119
8- البصائر:/51ح /2باب 14.
9- سوره 9 - آيه 119
10- أمالي الطوسي:/255ح /461مجلس /9ح 53.

جعفر و أبي عبد اللّه عليهما السّلام:إن الصادقين هاهنا هم الأئمة الطاهرون من آل محمد صلّي اللّه عليه و آله»قال:و روي أيضا«أن النبي صلّي اللّه عليه و آله سئل عن(الصادقين) هاهنا فقال:هم علي و فاطمة و حسن و حسين و ذريّتهم الطاهرون إلي يوم القيامة» (1).

الحديث السادس: أبو علي الطبرسي في(مجمع البيان)قال:روي عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (2) قال:مع آل محمد صلّي اللّه عليه و آله (3).

الحديث السابع: سليم بن قيس الهلالي في كتابه في حديث المناشدة قال أمير المؤمنين:

«فأنشدكم اللّه أ تعلمون أن اللّه عزّ و جلّ أنزل يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (4) ؟

فقال سلمان:يا رسول اللّه أ عامة هي أم خاصة؟قال:أما المأمورون فالعامة مع المؤمنين (5)أمروا بذلك،و أما الصادقون فخاصة لأخي علي و الأوصياء من بعده إلي يوم القيامة» (6).

الحديث الثامن: العياشي بإسناده في تفسيره عن أبي حمزة الثمالي قال:قال أبو جعفر عليه السّلام:«يا أبا حمزة إنما يعبد اللّه من عرف اللّه و أما من لم يعرف اللّه كأنما يعبد غيره هكذا ضال».

قلت:أصلحك اللّه و ما معرفة اللّه؟قال:تصدق اللّه و تصدق محمد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في موالاة علي و الائتمام به و بأئمة الهدي من بعده و البراءة إلي اللّه من عدوّهم و كذلك عرفان اللّه».

قال:قلت:أصلحك اللّه أي شيء إذا عملته أنا استكملت حقيقة الإيمان؟

قال:«توالي أولياء اللّه و تعادي أعداء اللّه و تكون مع الصادقين كما امرك اللّه»قال:قلت:و من أولياء اللّه و من أعداء اللّه؟فقال:«أولياء محمد رسول اللّه و علي و الحسن و الحسين و علي بن الحسين،ثم انتهي الأمر إلينا ثم ابني جعفر و أومأ إلي جعفر و هو جالس،فمن والي هؤلاء فقد والي أولياء اللّه و كان مع الصادقين كما أمر اللّه».

قلت:و من أعداء اللّه أصلحك اللّه؟

قال:«الأوثان الأربعة»قال:قلت:من هم؟قال:«أبو الفصيل و رمع و نعثل (7)و معاوية (8)و من دان بدينهم،فمن عادي هؤلاء فقد عادي أعداء اللّه» (9).

ص: 53


1- البرهان:170/2 ح 7-15 عنه.
2- سوره 9 - آيه 119
3- مجمع البيان:140/5.
4- سوره 9 - آيه 119
5- في المصدر:فعامة المؤمنين.
6- سليم بن قيس:200 و الحديث طويل.
7- في بعض المصادر ذكرت الأسماء:يغوث و يعوق و نسر و هبل و ما أثبتناه موافق للمصدر و البحار.
8- أبو الفصيل كنية أبو بكر في الجاهلية،و رمع:مقلوبة من عمر،و نعثل اسم شخص طويل اللحية للإشارة لعثمان.
9- تفسير العياشي:116/2 ح 155.

الحديث التاسع: العياشي بإسناده قال:روي المعلي بن خنيس عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في قوله كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (1) [قال:]«بطاعتهم» (2).

الحديث العاشر: العياشي بإسناده عن هشام بن عجلان قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام:أسألك عن شيء لا أسأل عنه أحدا بعدك،أسألك عن الإيمان الذي لا يسع الناس جهله قال:«شهادة أن لا إله إلا اللّه و أن محمدا رسول اللّه،و إقرار بما جاء من عند اللّه،و اقام الصلاة و إيتاء الزكاة و حج البيت و صوم شهر رمضان،و الولاية لنا و البراءة من عدوّنا و تكون مع الصديقين» (3).

ص: 54


1- سوره 9 - آيه 119
2- تفسير العياشي:117/2 ح 156.
3- المصدر السابق:ح 157.

الباب الرابع و الأربعون

في أن ولاية رسول اللّه و ولاية أمير المؤمنين بعث اللّه عليها النبيين عليهم السّلام

في قوله تعالي وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا (1)

من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث الحديث الأول: إبراهيم بن محمد الحمويني من اعيان علماء العامة قال:انبأني الشيخ الحافظ شهردار بن شيرويه بن شهر دارا الديلمي إجازة قال:أنبأنا أحمد بن خلف حدّثنا الحاكم أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه البيع حدّثنا محمد بن المظفر حدّثنا عبد اللّه بن محمد بن غزوان حدّثنا علي بن جابر حدّثنا محمد بن خالد الحافظ بن عبد اللّه حدّثنا محمد بن الفضيل حدّثنا محمد بن سوقة عن إبراهيم عن الأسود عن عبد اللّه بن مسعود قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أتاني ملك فقال:يا محمد وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا (2) قال:قلت علي ما بعثوا قال:علي ولايتك و ولاية علي بن أبي طالب» (3).

الحديث الثاني: أبو نعيم المحدث الأصفهاني في(حلية الأولياء)في تفسير قوله تعالي:

وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا (4) ليلة أسري به جمع اللّه بينه و بين الأنبياء قال:سلهم يا محمد علي ما ذا بعثتم؟

قالوا:بعثنا علي شهادة إلا إله إلا اللّه و الاقرار بنبوتك و الولاية لعلي عليه السّلام» (5).

الحديث الثالث: أبو الحسن الفقيه ابن شاذان من طريق العامة عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لما عرج بي إلي السماء انتهي بي المسير مع جبرائيل إلي السماء الرابعة فرأيت بيتا من ياقوت أحمر فقال لي جبرائيل:يا محمد هذا البيت المعمور خلقه اللّه تعالي قبل خلق السماوات و الأرضين بخمسين ألف عام،قم يا محمد فصلّ إليه،قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:و جمع اللّه (6)النبيين فصفهم

ص: 55


1- سوره 43 - آيه 45
2- سوره 43 - آيه 45
3- فرائد السمطين:/81/1ب /15ح 62.
4- سوره 43 - آيه 45
5- أخرجه الحاكم النيسابوري في معرفة علوم الحديث مسندا:96 النوع الثالث،و العمدة:/353ح 680، و الطرائف:/101ح 147 عن أبي نعيم.
6- في المصدر:ثم أمر اللّه حتي اجتمع.

جبرائيل ورائي صفّا فصلّيت بهم فلما سلمت (1)أتاني آت من عند ربي فقال لي:يا محمد ربّك يقرئك السلام و يقول لك:سل الرسل علي ما ذا ارسلتم من قبلي (2)،فقلت:معاشر الرسل علي ما ذا بعثكم ربي قبلي؟فقالت الرسل:علي ولايتك و ولاية علي بن أبي طالب و هو قوله: وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا (3) » (4).

ص: 56


1- في المصدر:فلما فرغت من الصلاة.
2- في المصدر:قبلك.
3- سوره 43 - آيه 45
4- مائة منقبة:150 المنقبة 82.

الباب الخامس و الأربعون

في أن ولاية رسول اللّه و ولاية أمير المؤمنين عليه السّلام و الأئمة عليهم السّلام

بعث اللّه جل جلاله عليها النبيين عليهم السّلام في قوله وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا (1)

من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث:

الحديث الأول: محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسيره فيما نزل في أهل البيت عليهم السّلام عن جعفر بن محمد الحسيني عن علي بن إبراهيم القطّان عن عباد بن يعقوب عن محمد بن الفضيل عن محمد بن سويد (2)عن علقمة بن عبد اللّه بن مسعود قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في حديث الإسراء:«فإذا ملك قد أتاني فقال:يا محمد سل من أرسلنا من قبلك من رسلنا علي ما ذا بعثتم، فقال لهم:معاشر الرسل و النبيين علي ما ذا بعثكم اللّه قبلي؟قالوا:علي ولايتك يا محمد و ولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام» (3).

الحديث الثاني: الحسن بن أبي الحسن الديلمي بإسناده إلي محمد بن مروان قال:حدّثنا السائب بإسناده عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لما عرج بي إلي السماء انتهي بي المسير مع جبرائيل إلي السماء الرابعة فرأيت بيتا من ياقوت أحمر،فقال لي جبرائيل:يا محمد هذا البيت المعمور خلقه اللّه قبل خلق السماوات و الأرض بخمسين ألف عام فصل فيه الصلاة، و جمع إليه النبيين و المرسلين فصفهم جبرائيل صفا فصلّيت بهم،فلما سلمت أتاني آت من عند ربي فقال:يا محمد ربّك يقرئك السلام،و يقول لك اسأل الرسل علي ما ذا أرسلتم من قبلي، فقلت:معاشر الأنبياء و الرسل علي ما ذا بعثكم ربي قبلي؟قالوا:علي ولايتك و ولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام و ذلك قوله: وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا (4) » (5).

الحديث الثالث: أبو علي الطبرسي في(مجمع البيان) (6)عن أمير المؤمنين عليه السّلام«فهذا من براهين نبيّنا صلّي اللّه عليه و آله التي أتاه اللّه إياها و اوجب أنه الحجة علي سائر خلقه،لأنه لما ختم به الأنبياء و جعله اللّه رسولا إلي جميع الأمم و سائر الملل خصه بالارتقاء إلي السماء عند المعراج،و جمع

ص: 57


1- سوره 43 - آيه 45
2- في المصدر:سوقة.
3- تأويل الآيات:563/2 ح 29.
4- سوره 43 - آيه 45
5- البحار:307/26 و 155/36.
6- لم يذكره في التفسير بل ذكره في الاحتجاج.

له يومئذ الأنبياء فعلم منهم ما ارسلوا به و حملوه من عزائم اللّه و آياته و براهينه،و اقروا أجمعين بفضله و فضل الأوصياء و الحجج في الأرض من بعده،و فضل شيعة وصيّه من المؤمنين و المؤمنات الذين سلموا لأهل الفضل فضلهم و لم يستكبروا عن أمرهم و عرف من أطاعهم و عصاهم من أممهم و سائر من مضي و من غير (1)أو تقدم أو تأخر» (2).

الحديث الرابع: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيي عن سلمة بن الخطاب عن علي بن يوسف عن العباس عن عامر عن أحمد بن رزق الغمشاني عن محمد بن عبد الرّحمن عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«ولايتنا ولاية اللّه التي لم يبعث اللّه نبيّا قط إلاّ بها» (3).

الحديث الخامس: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن محمد-يعني المفيد- قال:أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد قال:أخبرني أبي عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمد عن العباس بن معروف عن محمد بن سنان عن طلحة بن زيد عن جعفر بن محمد الصادق عليه السّلام عن أبيه عن جده قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما قبض اللّه نبيا حتي أمر اللّه أن يوصي إلي أفضل عشيرته من عصبته و أمرني أن أوصي فقلت:إلي من يا رب؟فقال:أوص يا محمد إلي ابن عمك علي بن أبي طالب،فإني قد أثبته في الكتب السالفة و كتبت فيها أنه وصيّك و علي ذلك أخذت ميثاق الخلائق و مواثيق انبيائي و رسلي أخذت مواثيقهم لي بالربوبية و لك يا محمد بالنبوة و لعلي بن أبي طالب عليه السّلام بالولاية» (4).

الحديث السادس: محمد بن الحسن الصفار في(بصائر الدرجات)عن يعقوب بن يزيد عن الحسن بن محبوب عن محمد بن فضيل عن أبي الحسن عليه السّلام قال:«ولاية علي مكتوب في جميع صحف الأنبياء و لن يبعث اللّه نبيّا إلاّ بنبوة محمد و وصيّه علي عليهما السّلام» (5).

ص: 58


1- غبر:ذهب.
2- الاحتجاج:370/1،و تفسير نور الثقلين:607/4 ح 64.
3- الكافي:437/1 ح 3.
4- أمالي الطوسي:/104مجلس /4ح 14.
5- البصائر:/92ح /1باب 8 من الجزء الثاني.

الباب السادس و الأربعون

في أن الأئمة الاثني عشر أركان الإيمان

و لا يقبل اللّه جل جلاله الأعمال من العباد إلاّ بولايتهم

من طريق العامة و فيه ستة عشر حديثا الحديث الأول: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة بإسناده إلي أبي جعفر بن بابويه قال:نبأنا أبي قال:نبأنا سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمد بن عيسي عن العباس بن معروف عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن البصري عن أبي المعزي حميد بن المثني العجلي عن أبي بصير عن خيثمة الجعفي عن أبي جعفر عليه السّلام قال سمعته يقول:«نحن أمناء اللّه عزّ و جلّ و نحن حجة اللّه و نحن أركان الإيمان و نحن دعائم الإسلام» (1).

الحديث الثاني: أبو المؤيد موفق بن أحمد من اعيان علماء العامة في كتاب(الفضائل)قال:

حدثني فخر القضاة نجم الدين أبي منصور محمد بن الحسين بن محمد البغدادي فيما كتب إليّ من همدان قال:أنبأنا الإمام الشريف نور الهدي أبو طالب الحسن بن محمد الزينبي قال:أخبرنا إمام الأئمة محمد بن أحمد بن شاذان قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن عبد اللّه الحافظ قال:حدّثنا علي ابن سنان الموصلي عن أحمد بن محمد بن صالح عن سليمان بن محمد عن زياد بن مسلم عن عبد الرّحمن بن زيد عن زيد بن جابر عن سلامة عن أبي سليمان راعي رسول اللّه قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«ليلة أسري بي إلي السماء قال لي الجليل جل جلاله: آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ (2) فقلت: وَ الْمُؤْمِنُونَ (3) قال:صدقت،قال:من خلفت في أمتك؟قلت:خيرها،قال:

علي بن أبي طالب،قلت:نعم يا رب،قال:يا محمد إني اطلعت إلي الأرض اطلاعة فاخترتك منها فشققت لك اسما من أسمائي فلا أذكر في موضع إلا ذكرت معي،فأنا المحمود و أنت محمد،ثم اطلعت الثانية فاخترت منها عليا و شققت له اسما من أسمائي فأنا الأعلي و هو علي يا محمد إني خلقتك و عليا و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة من ولده من نوري و عرضت ولايتكم علي أهل السماوات و الأرض فمن قبلها كان عندي من المؤمنين و من جحدها كان

ص: 59


1- فرائد السمطين:/253/2ب /48ح 523.
2- سوره 2 - آيه 285
3- سوره 2 - آيه 285

عندي من الكافرين،يا محمد لو أن عبدا من عبيدي عبدني حتي ينقطع أو يصير كالشن البالي ثم أتاني جاحدا لولايتكم ما غفرت له حتي يقرّ بولايتكم،يا محمد تحب أن تراهم؟قلت:نعم يا رب فقال:التفت عن يمين العرش فالتفت فإذا بعلي و فاطمة و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسي ابن جعفر و علي بن موسي و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و المهدي عليه السّلام في ضحضاح من نور قيام يصلّون و هو في وسطهم-يعني المهدي عليه السّلام-كأنه كوكب درّي و قال:يا محمد هؤلاء الحجج و هو الثائر من عترتك و عزّتي إنّه الحجة الواجبة لأوليائي و المنتقم من أعدائي» (1).

الحديث الثالث: موفق بن أحمد هذا من كتابه قال:ابن أبي سيد الحفّاظ أبو العلاء الحسن بن أحمد قال:أخبرنا الحسن بن أحمد المنقري أخبرنا أحمد بن عبد اللّه الحافظ حدّثنا محمد بن أحمد ابن الحسن حدّثنا أحمد بن الحسين بن نصر قال:حدّثنا إسماعيل بن عبيد كتابة حدّثنا الشيخ أبو طاهر الحسين بن علي بن سلمة قدّس سرّه من مسند زيد بن علي قدّس سرّه حدّثنا الفضل ابن العباس حدّثنا أبو عبد اللّه محمد بن سهل حدّثنا محمد عبد اللّه الباكري حدّثنا إبراهيم بن عبد اللّه بن العلاء حدّثنا أبي عن زيد بن علي بن الحسين بن أبي طالب عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عن النبي صلّي اللّه عليه و آله أنه قال لعلي:«يا علي لو أن عبدا عبد اللّه عزّ و جل مثل ما قام نوح في قومه و كان له مثل أحد ذهبا فانفقه في سبيل اللّه و مد في عمره حتي حج ألف عام علي قدميه ثم قتل بين الصفا و المروة مظلوما ثم لم يوالك يا علي لم يشم رائحة الجنة و لم يدخلها» (2).

الحديث الرابع: موفق بن أحمد هذا من كتاب قال:ذكر الإمام محمد بن أحمد بن شاذان قال:

أخبرنا أبو محمد هارون بن موسي التلعكبري عن عبد العزيز بن عبد اللّه عن جعفر بن محمد عن عبد الكريم قال:حدثني فيحان العطّار أبو نصر عن أحمد بن محمد بن الوليد عن ربيع بن الجراح عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد اللّه بن مسعود قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لما أن خلق اللّه تعالي آدم و نفخ فيه من روحه عطس آدم فقال:الحمد للّه فأوحي اللّه تعالي إليه حمدني عبدي و عزتي و جلالي لو لا عبدان أريد أن اخلقهما في دار الدنيا ما خلقتك قال:إلهي فيكونان مني؟قال:نعم يا آدم ارفع رأسك و انظر فرفع رأسه و إذا مكتوب علي العرش لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه نبي الرحمة علي مقيم الحجة و من عرف حق علي زكي و طاب و من انكر حقه لعن و خاب اقسمت

ص: 60


1- رواه عن الموفق بن أحمد ابن طاوس في الطرائف:/172ح 270،و لم نجده في المناقب.
2- المناقب:/68ح 40.

بعزتي أن ادخل من اطاعه الجنة و ان عصاني و اقسمت بعزتي أن ادخل النار من عصاه و إن اطاعني» (1).

الحديث الخامس: موفق بن أحمد هذا قال:ذكر محمد بن أحمد شاذان قال:حدثني القاضي أبو محمد الحسن بن محمد بن موسي عن علي بن ثابت عن حفص بن عمر عن يحيي بن جعفر عن عبد الرّحمن بن إبراهيم عن مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من أحب عليّا قبل اللّه منه صلاته و صيامه و قيامه و استجاب دعائه ألا و من أحب عليّا أعطاه اللّه بكل عرق في بدنه مدينة في الجنة،ألا و من أحب آل محمد أمن من الحساب و الميزان و الصراط،ألا و من مات علي حب آل محمد فأنا كفيله بالجنة مع الأنبياء ألا و من ابغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة اللّه» (2).

الحديث السادس: أحمد بن مردويه الحافظ الثقة عند العامة قال:حدّثنا أحمد بن عبد اللّه ابن الحسين،حدّثنا عبد العزيز بن يحيي البصري أخبرنا أبو أحمد،حدّثنا مغيرة بن أحمد المهلبي حدّثنا عبد الرّحمن بن صالح الازدي،حدّثنا علي بن هاشم بن البريد،حدّثنا جابر الجعفي عن صالح بن ميثم عن أبيه قال:سمعت ابن عباس يقول سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«من لقي اللّه تعالي و هو جاحد ولاية علي بن أبي طالب لقي اللّه و هو عليه غضبان و لا يقبل اللّه منه شيئا من أعماله فيوكل به سبعون ملكا يتفلون في وجهه و يحشره اللّه تعالي أسود الوجه أزرق العين».

قلنا:يا أبا العباس أ ينفع حب علي عليه السّلام في الآخرة؟قال:قد تنازع أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في حبّه حتي سألنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:«دعوني حتي أسأل الوحي فلما هبط جبرائيل سأله فقال:أسأل ربي عزّ و جل هذا،فرجعه إلي السماء ثم هبط إلي الأرض فقال:يا محمد إن اللّه تعالي يقرأ عليك السلام و يقول:أحب عليا فمن أحبّه فقد أحبني،و من أبغضه فقد أبغضني يا محمد حيث تكن يكن[علي]و حيث يكون[علي]محبوه و إن اجترحوا» (3).

الحديث السابع: أبو المؤيد موفق بن أحمد المتقدم قال:نبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني أخبرني أحمد بن نصر بن أحمد أخبرني الحسين بن أبي العباس الفقيه أخبرني أبو محمد عبد اللّه بن محمد الهروي بنهاوند و أخبرني سليمان بن أحمد الطبراني حدثني محمد بن يوسف الضبّي حدثني محمد بن سعيد الخزاعي حدثني عمرو بن

ص: 61


1- المناقب:/318ح 320.
2- المناقب:/72ح 51.
3- الطرائف:156 ح 243 عن ابن مردويه،و الأربعين للماحوزي:347،و البحار:294/39.

حمزة أبو أسد القيسي حدثني خلف بن مهران أبو الربيع عن أنس بن مالك قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

«حب علي بن أبي طالب حسنة لا تضرّ معها سيئة و بغضه سيئة لا تنفع معها حسنة» (1).

الحديث الثامن: موفق بن أحمد هذا قال:قال:نبأني مهذب الأئمة هذا أخبرني أبو القاسم بن أبي بكر الحافظ أخبرني أبو الحسين عاصم بن الحسين بن محمد بن علي أخبرني أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللّه بن محمد بن مهدي حدثني أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد عن عبد الرّحمن ابن عقدة الحافظ حدثني الحسن بن علي بن بزيع حدثني عمر بن إبراهيم حدثنا سواد ابن مصعب الهمداني عن الحكم بن عتيبة عن يحيي الجزّار عن عبد اللّه بن مسعود قال:

سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«من زعم أنه آمن بي و بما جئت به و هو يبغض عليّا فهو كاذب ليس بمؤمن» (2).

الحديث التاسع: أبو المظفر السمعاني من اعيان علماء العامة في كتاب(مناقب الصحابة) بإسناده عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بعرفات و أنا و علي عليه السّلام عنده فأومأ النبي صلّي اللّه عليه و آله إلي علي عليه السّلام فقال:«يا علي ضع خمسك في خمسي-يعني كفك في كفي-يا علي خلقت أنا و أنت من شجرة أنا أصلها و أنت فرعها و الحسن و الحسين أغصانها فمن تعلق بغصن من أغصانها دخل الجنة،يا علي لو أن أمتي صاموا حتي يكونوا كالحنايا و صلّوا حتي كانوا كالأوتار ثم أبغضوك لأكبّهم اللّه علي وجوههم[في الدار]» (3).

و روي:هذا الحديث من طريق العامة أيضا إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة في كتاب(فرائد السمطين)قال:أخبرنا العدل ظهير الدين أبو الحسن علي بن محمد بن محمود الكازروني بقراءتي عليه ببغداد بالرباط البسطامي تجاه مسجد القمرية غربي دجلة قلت له:

أخبرتك الشيخة الصالحة ضوء الصباح عجيبة بنت أبي بكر محمد بن أبي طالب بن أحمد بن مرزوق الباقداري إجازة فأقرّ به (4).

و أخبرني عنها أيضا إجازة الشيخ المحدث عبد الرحيم بن محمد بن أحمد بن فارس بن الزجاج العلقمي بقراءته علينا في جمادي الأولي سنة اربع و أربعين و ستمائة قالت:أنبأنا الشيخ الثقة أبو الحسن يحيي عبد الحق بن عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف قراءة عليه

ص: 62


1- المناقب:/75ح 56.
2- المناقب:/76ح 57.
3- تاريخ دمشق:6442/ ط.دار الفكر،و الفردوسي للديلمي:331/5 ح 8345.
4- فرائد السمطين:/51/1ب /4ح 16.

و أنا استمع قال:أنبأنا أبو بكر عبد اللّه بن محمد بن جحشويه قال:أنبأنا الشيخ الزاهد الولي أبو الحسن علي بن عمر بن محمد الحربي القزويني قال:أنبأنا أبو الفتح يوسف بن عمرو بن مسرور القواس إملاء من لفظة يوم السبت لليلتين خلتا من شهر ربيع الآخر سنة ثلاثة و ثماني و ثلاثمائة قال:

حدثني أبو بكر أحمد بن إبراهيم الطوابيقي إملاء من لفظة سنة سبع و عشرين و ثلاثمائة قال:أنبأنا أحمد بن زنجويه بن موسي قال:نبأنا عثمان بن عبد اللّه العثماني قال:نبأنا عبد اللّه بن لهيعة عن أبي الزبير المكي قال:سمعت جابر بن عبد اللّه الأنصاري يقول:كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بعرفات و علي عليه السّلام تجاهه فأومأ إليّ و إلي علي عليه السّلام فأتينا فقال:«ادن منّي يا عليّ فدنا علي منه فقال:اطرح خمسك في خمسي-يعني كفّك في كفي-يا علي أنا و أنت من شجرة أنا أصلها أنت فرعها و الحسن و الحسين غصانها فمن تعلق بغصن من أغصانها ادخله اللّه تعالي الجنة،يا علي لو أن أمتي صاموا حتي يكونوا كالحنايا و صلوا حتي يكونوا كالأوتار ثم أبغضوك لأكبّهم اللّه تعالي في النار» (1).

قال مؤلّف هذا الكتاب:يكفي في بغض علي و بنيه عليهم السّلام تقديم غيرهم عليهم و موالاة غيرهم كما جاءت به الروايات.

الحديث العاشر: من طريق العامة المخالفين ما رواه الحبري يرفعه إلي أبي عبد اللّه الجدلي قال:دخلت علي علي عليه السّلام فقال:«يا أبا عبد اللّه ألا أ لا أنبئك بالحسنة التي من جاء بها ادخله اللّه الجنة و قبل منه و السيئة التي من جاء بها ادخله اللّه النار و لم يقبل له معها عمل؟قال:قلت:بلي يا أمير المؤمنين،فقال:«الحسنة[ولاية علي و] (2)حبّنا و السيئة بغضنا فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (3) ثم قال:يا أبا عبد اللّه الحسنة حبّنا و السيئة بغضنا» (4).

الحديث الحادي عشر: من طريق العامة أيضا ما رواه أبو نعيم الحافظ بإسناده عن أبي عبد اللّه الجدلي قال:قال علي عليه السّلام:«[أ لا أنبئك بالحسنة التي من جاء بها أدخله اللّه الجنة و ب]السيئة التي من جاء بها كبّت وجوههم في النار فلم يقبل معها عمل ثم قرأ مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (5) ثم قال:

«يا أبا عبد اللّه الحسنة حبنا و السيئة بغضنا» (6).

ص: 63


1- فرائد السمطين:/51/1ب /4ح 16.
2- مناقب آل أبي طالب:296/2 عن تفسير الثعلبي المخطوط.
3- سوره 27 - آيه 90
4- تفسير الجري:68 ح 28،و شواهد التنزيل:549/1 ح 582،و ينابيع المودة:291/1.
5- سوره 27 - آيه 89
6- شواهد التنزيل:552/1 ح 587،و ينابيع المودة:291/1.

الحديث الثاني عشر: من طريق العامة ما ذكره ابن شاذان أبو الحسن الفقيه في(المناقب المائة في فضائل أمير المؤمنين علي عليه السّلام و فضائل الأئمة عليهم السّلام)من طرق العامة بحذف الإسناد عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:حدثني جبرائيل عن رب العزة جل جلاله أنه قال:من علم (1)أن لا إله إلا أنا وحدي و أن محمدا عبدي و رسولي،و أن علي بن أبي طالب خليفتي،و أن الأئمة من ولده حججي أدخلته الجنة برحمتي و نجيته من النار بعفوي و أبحت له جواري،و أوجبت له كرامتي و أتممت عليه نعمتي و جعلته من خاصتي و خالصتي،إن ناداني لبيته و إن دعاني أجبته،و إن سألني أعطيته و إن سكت ابتدأته و إن أساء رحمته و إن فرّ منّي دعوته و إن رجع إليّ قبلته،و إن قرع بابي فتحته.

و من لم يشهد أن لا إله إلا أنا وحدي،أو شهد بذلك و لم يشهد أن محمدا عبدي و رسولي،أو شهد بذلك و لم يشهد أن علي بن أبي طالب خليفتي،أو شهد بذلك و لم يشهد أن الأئمة من ولده حججي،فقد جحد نعمتي و صغّر عظمتي و كفر بآياتي و كتبي و رسلي،إن قصدني حجبته،و إن سألني حرمته و إن ناداني لم أسمع ندائه و إن دعاني لم أستجب دعائه،و إن رجاني خيبته و ذلك جزاؤه منّي و ما أنا بظلاّم للعبيد.

فقام جابر بن عبد اللّه الأنصاري فقال:يا رسول اللّه و من الأئمة من ولد علي بن أبي طالب؟قال:

الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة،ثم سيد العابدين في زمانه علي بن الحسين،ثم الباقر محمد بن علي و ستدركه يا جابر فإذا أدركته فاقرأه منّي السلام،ثم الصادق جعفر بن محمد،ثم الكاظم موسي بن جعفر،ثم الرضا علي بن موسي،ثم التقي محمد بن علي،ثم النقي علي بن محمد،ثم الزكي الحسن بن علي،ثم ابنه القائم بالحق مهدي أمتي الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،هؤلاء يا جابر خلفائي و أوصيائي و أولادي و عترتي من أطاعهم فقد أطاعني و من عصاهم فقد عصاني و من أنكرهم أو أنكر واحدا منهم فقد أنكرني و بهم يمسك السماء أن تقع علي الأرض[إلا باذنه]و بهم يحفظ اللّه الأرض أن تميد بأهلها» (2).

الحديث الثالث عشر: إبراهيم بن محمد الحمويني المتقدم قال:أخبرني شيخنا الإمام مجد الدين محمد بن يحيي بن الحسين أبو الحسن الكرخي إجازة إن لم يكن سماعا[أخبرنا الرضي المؤيد بن محمد بن علي إجازة،أنبأنا جدي لأمي محمد بن العباس العصاري أبو العباس سماعا عليه،قال:]عليه،أنبأنا القاضي أبو سعيد محمد بن سعيد الفرخزادي قال:أنبأنا أبو إسحاق أحمد

ص: 64


1- في المصدر:أقر.
2- مائة منقبة:167-169 المنقبة 92 و انظر الهامش.

ابن محمد بن إبراهيم الثعلبي قال في تفسير قوله تعالي: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (1) قوله: مَنْ جاءَ (2) أي من وافي اللّه تعالي (3).

ثم قال:إبراهيم بن محمد الحمويني هذا أخبرني أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه بن محمد الفامي أنبأنا القاضي أبو الحسين محمد بن عثمان النصيبي ببغداد نبأنا أبو بكر محمد بن الحسين البيهقي السّبيعي بحلب حدثني الحسين بن إبراهيم الجصّاص أنبأنا حسين بن الحكم نبأنا إسماعيل بن أبان عن فضيل بن الزبير عن أبي داود السبيعي عن أبي عبد اللّه الجدلي قال:دخلت علي علي بن أبي طالب عليه السّلام فقال:«يا أبا عبد اللّه ألا أ لا أنبئك بالحسنة التي من جاء بها ادخله اللّه الجنة و السيئة التي من جاء بها اكبّه اللّه في النار و لم يقبل معها عملا؟قلت:بلي قال:«الحسنة حبنا و السيئة بغضنا فله خير منها أي فله من هذه الحسنة خير منها يوم القيامة».

و عن ابن عباس أيضا فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها (4) يعني الثواب لأن الطاعة فعل العبد و الثواب فعل اللّه تعالي.

و قيل:هو أن اللّه تعالي يقبل إيمانه و حسناته و يقول اللّه سبحانه خير من عمل العبد.

و قيل: فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها (5) أي رضوان اللّه تعالي قال اللّه تعالي و رضوان من اللّه اكبر.

و قال:محمد بن كعب و عبد الرّحمن بن زيد فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها (6) أي الاضعاف إعطاء اللّه تعالي بالواحدة عشرا فصاعدا فهذا خير منها،و لقد احسن ابن كعب بن زيد في تأويلهما لأن للأضعاف خصائص منها:أن العبد يسأل عن عمله و لا يسأل عن الاضعاف،و منها:أن للشيطان سبيلا إلي عمله و لا سبيل إلي الاضعاف و لأنه لا يطمع للخصوم في الاضعاف و لأن دار الحسنة الدنيا و دار الاضعاف الجنة و لأن الحسنة علي استحقاق العبد و التضعيف كما يليق بكرم الرب سبحانه (7).

الحديث الرابع عشر: إبراهيم بن محمد الحمويني هذا قال:أخبرني أحمد بن إبراهيم بن عمر إجازة عن عبد الرّحمن بن عبد السميع إجازة عن شاذان بن جبرائيل قراءة عليه أنبأنا محمد بن عبد العزيز القمي أنبأنا حاكم الدين محمد بن أحمد بن علي أبو عبد اللّه قال:أنبأنا أبو علي الحداد قال:نبأنا أبو نعيم قال:نبأنا ابن سهل قال:نبأنا أحمد بن محمد بن شيبة أبو العباس قال:نبأنا محمد ابن الحسين الخثعمي قال:نبأنا أرطأة بن حبيب قال:نبأنا فضيل بن الزبير الرّسان عن عبد الملك عن زاذان و أبي داود عن أبي عبد اللّه الجدلي قال:قال علي صلوات اللّه عليه و آله:«يا أبا عبد اللّه ألا أخبرك بالحسنة التي من جاء بها آمن من الفزع الأكبر يوم القيامة و بالسيئة التي من جاء بها كبّت

ص: 65


1- سوره 27 - آيه 89
2- سوره 27 - آيه 89
3- فرائد السمطين:/297/2ب /61ح 554.
4- سوره 27 - آيه 89
5- سوره 27 - آيه 89
6- سوره 27 - آيه 89
7- فرائد السمطين:/297/2ب /61ح 554.

وجوههم في النار فلم يقبل منهما عمل»ثم قرأ: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النّارِ (1) ثم قال:يا أبا عبد اللّه الحسنة حبّنا و السيئة بغضنا» (2).

الحديث الخامس عشر: إبراهيم بن محمد الحمويني قال:أخبرنا الشيخ الصالح السيد شرف الدين أبو الفضل أحمد بن هبة اللّه ابن أحمد بن محمد بن الحسن بن عساكر الشافعي الدمشقي بقراءتي عليه بها قال:أنبأنا الشيخ الإمام رضي الدين المؤيد بن محمد بن علي الطوسي إجازة قال:

أنبأنا جدي الأمي أبو العباس محمد بن العباس العصاري المعروف ب(عباسة)سماعا قال:أنبأنا القاضي أبو سعيد محمد بن سعيد الفرخزادي قال:أنبأنا الإمام أحمد بن محمد بن إبراهيم أبو إسحاق الثعلبي قال:نبأنا عبد اللّه بن حامد،حدّثنا أبو عبد اللّه محمد بن علي بن الحسين البلخي نبأنا يعقوب بن يوسف بن إسحاق،نبأنا محمد بن اسلم الطوسي،نبأنا يعلي بن عبيد عن إسماعيل ابن أبي خالد عن قيس بن خازم عن جرير بن عبد اللّه البجلي قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من مات علي حب آل محمد مات شهيدا و من مات علي حب آل محمد مات مغفورا له ألا و من مات علي حب آل محمد مات تائبا،ألا و من مات علي حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل الإيمان،ألا و من مات علي حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ثم منكر و نكير ألا و من مات علي حب آل محمد يزف إلي الجنة كما تزف العروس إلي بيت زوجها،ألا و من مات علي حب آل محمد جعل اللّه زوّار قبره ملائكة الرّحمن،ألا و من مات علي حب آل محمد مات علي السنّة و الجماعة،ألا و من مات علي بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه آيس من رحمة اللّه،ألا و من مات علي بغض آل محمد مات كافرا،ألا و من مات علي بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة» (3).

الحديث السادس عشر: إبراهيم بن محمد الحمويني انبأني العدل أبو طالب الحسين بن عبد اللّه و الحسن بن أحمد بن عبد الواحد بروايتهما عن أحمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن كتابة برواية عن أبي الفضل محمد بن ناصر بن علي السلامي و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمرو بن الأشعث أبي القاسم الأشعبي الدمشقي البغدادي المعروف ب(السمرقندي)بروايتهما عن الشيخ العدل أبي الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون إجازة إن لم يكن سماعا قال:أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان قراءة عليه و أنا اسمع فاقرّبه قال:

ص: 66


1- سوره 27 - آيه 89
2- فرائد السمطين:/299/2ب /61ح 555.
3- فرائد السمطين:/255/2ب /49ح 524.

نبأنا القاسم بن العباس المقرئ قال:نبأنا زكريا بن يحيي الخزار المقدسي قراءة عليه و أنا اسمع قال:

نبأنا إسماعيل بن عبادة قال:نبأنا شريك عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد اللّه قال:خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من بيت زينب بنت جحش و أتي بيت أم سلمة و كان يومها من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلم يلبث أن جاء علي عليه السّلام فدقّ الباب دقا خفيفا فاثبت النبي صلّي اللّه عليه و آله الدقّ فانكرته أم سلمة و قال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«قومي فافتحي له».قالت:يا رسول اللّه من هذا الذي الذي بلغ من خطره ما أفتح له الباب أتلقاه بمعاصمي،و قد نزلت فيّ آية في كتاب اللّه بالأمس قال لها:«كهيئة المغضب إن طاعة الرسول لطاعة اللّه و من عصي رسول اللّه فقد عصي اللّه إن بالباب رجلا ليس بنزق و لا علق يحب اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله لم يكن ليدخل حتي ينقطع الوطي».

قالت:فقمت و أنا اختال في مشيتي و أنا أقول:بخ بخ من ذا الذي يحب اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله.ففتحت الباب فأخذ بعضادتي الباب حتي إذا لم يسمع حسيسا و لا حركة و صرت في خدري استاذن فدخل قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا أم سلمة أ تعرفينه؟».

قلت:نعم يا رسول اللّه هذا علي ابن أبي طالب.

قال:«صدقت سيد أحبّه،لحمه من لحمي و دمه من دمي،و هو عيبة علمي فاسمعي و اشهدي و هو قاتل الناكثين و القاسطين و المارقين من بعدي فاسمعي و اشهدي،و هو قاضي عداتي فاسمعي و اشهدي و هو و اللّه محيي سنتي فاسمعي و اشهدي لو أن عبدا عبد اللّه ألف عام و ألف عام و ألف عام بين الركن و المقام و لقي اللّه عزّ و جل مبغضا لعلي بن أبي طالب و عترتي اكبّه اللّه علي منخريه يوم القيامة في جهنم» (1).

في ما يدخل في هذا الباب كثيرة يقتصر في هذا الباب علي هذا القدر،و إن شاء اللّه تعالي يأتي في آخر باب في هذا المعني من طرقهم في هذا المعني كثيرة.

ص: 67


1- فرائد السمطين:/331/1ب /61ح 257.مع اختلاف في أسماء الرواة.

الباب السابع و الأربعون

في أن الأئمة الاثني عشر عليهم السّلام أركان الإيمان

و لا يعرف اللّه جل جلاله و لا رسوله صلّي اللّه عليه و آله إلاّ بمعرفتهم

و لا يقبل أعمال العباد إلاّ بمعرفتهم و ولايتهم و البراءة من أعدائهم

من طريق الخاصة و فيه تسعة و عشرون حديثا الحديث الأول: محمد بن الحسن الصفار عن عبد اللّه بن عامر عن العباس بن معروف و عبد اللّه ابن عبد الرّحمن البصري عن أبي المعزي عن أبي بصير عن أبي خيثمة عن أبي جعفر عليه السّلام قال:

سمعت يقول:«نحن حجة اللّه و نحن أركان المؤمنين (1)و نحن دعائم الإسلام» (2).

الحديث الثاني: محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلي بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء قال:حدثنا محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال:قال لي أبو جعفر:«إنما يعبد اللّه من يعرف اللّه،فأمّا من لا يعرف اللّه فإنما يعبده هكذا ضلالا»قال:جعلت فداك فما معرفة اللّه؟.

قال:«تصديق اللّه عزّ و جل و تصديق رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و مولاه علي و الائتمام به و بأئمة الهدي عليهم السّلام و البراءة إلي اللّه عزّ و جل من عدوّهم،هكذا يعرف اللّه عزّ و جل» (3).

الحديث الثالث: ابن يعقوب عن الحسين عن معلي عن الحسن بن علي عن أحمد بن عائذ عن أبيه عن ابن أذينة قال:حدّثنا غير واحد عن أحدهما عليهما السّلام أنّه قال:«لا يكون العبد مؤمنا حتي يعرف اللّه و رسوله و الأئمة عليهم السّلام كلهم و إمام زمانه و يرد إليه و يسلّم له-ثم قال-:كيف يعرف الآخر و هو يجهل الأول» (4).

الحديث الرابع: ابن يعقوب عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن زرارة قال:قلت لأبي جعفر عليه السّلام أخبرني عن معرفة الإمام منكم واجبة علي

ص: 68


1- في المصدر:الإيمان.
2- بصائر الدرجات:/83ح /10باب 3 من الجزء الثاني.
3- أصول الكافي:180/1 ح 1 باب معرفة الإمام و الرد إليه.
4- المصدر السابق:ح 2.

جميع الخلق؟فقال:«إن اللّه عزّ و جل بعث محمدا صلّي اللّه عليه و آله إلي الناس أجمعين رسولا و حجة علي جميع خلقه في أرضه،فمن آمن باللّه و بمحمد صلّي اللّه عليه و آله و اتّبعه و صدقه،فإن معرفة الإمام منا واجبة عليه،و من لم يؤمن باللّه و برسوله و لم يتّبعه و لم يصدقه و يعرف حقهما فكيف يجب عليه معرفة الإمام و هو لا يؤمن باللّه و رسوله و يعرف حقّهما» (1)قال:قلت له:فمن يؤمن باللّه و رسوله و يصدق رسوله في جميع ما أنزل اللّه يجب علي أوليائكم (2)معرفتكم؟قال:«نعم أ ليس هؤلاء يعرفون فلانا و فلانا؟»قلت:بلي.قال:أ تري أن اللّه هو الذي أوقع في قلوبهم معرفة هؤلاء،و اللّه ما أوقع ذلك في قلوبهم إلاّ الشيطان لا و اللّه ما ألهم المؤمنين حقنا إلاّ اللّه» (3).

الحديث الخامس: ابن يعقوب عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن عمر بن أبي المقدام عن جابر قال:سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول:«إنما يعرف اللّه عزّ و جل و يعبده من عرف اللّه و عرف إمامه منّا أهل البيت،و من لا يعرف اللّه عزّ و جل و لا يعرف الإمام منّا أهل البيت فإنما يعرف و يعبد غير اللّه،هكذا و اللّه ضالا» (4).

الحديث السادس: ابن يعقوب عن الحسين بن محمد بن معلي بن محمد عن محمد بن جمهور عن فضالة عن أيّوب عن معاوية بن وهب عن ذريح قال:سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن الأئمة عليهم السّلام بعد النبي صلّي اللّه عليه و آله فقال:«كان أمير المؤمنين ثم كان الحسن إماما ثم كان علي بن الحسين إماما،ثم كان علي بن الحسين إماما،ثم كان محمد بن علي إماما،من أنكر ذلك كان كمن أنكر معرفة اللّه تبارك و تعالي و معرفة رسوله صلّي اللّه عليه و آله»-ثم قال-قلت:ثم أنت جعلت فداك؟فاعدتها عليه ثلاث مرات.فقال لي:«إنما حدثتك لتكون من شهداء اللّه تبارك و تعالي في أرضه» (5).

الحديث السابع: ابن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلي بن محمد عن محمد بن جمهور عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن عن الهيثم بن واقد عن مقرن قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول:جاء ابن الكوّاء إلي أمير المؤمنين عليه السّلام فقال:يا أمير المؤمنين وَ عَلَي الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ (6) (7)فقال نحن علي الأعراف و نحن نعرف أنصارنا بسيماهم،و نحن الأعراف الذي لا يعرف اللّه عزّ و جل إلاّ بسبيل معرفتنا،و نحن الأعراف يعرّفنا عزّ و جل علي الصراط فلا يدخل الجنة إلاّ من عرفنا و عرفناه،و لا يدخل النار إلاّ من أنكرنا و أنكرناه،إن اللّه تبارك و تعالي لو شاء لعرّف العباد

ص: 69


1- في الموضعين عطفا علي المنفي.
2- في المصدر:أولئك حق.
3- المصدر السابق:ح 3.
4- المصدر السابق:ح 4.
5- المصدر السابق:ح 5.
6- سوره 7 - آيه 46
7- الأعراف:46.

نفسه و لكن جعلنا أبوابه و صراطه و سبيله و الوجه الذي يؤتي منه،فمن عدل عن ولايتنا أو فضل علينا غيرنا فإنهم عن الصراط لناكبون،فلا سواء من اعتصم الناس به،و لا سواء حيث ذهب الناس إلي عيون كدرة يفرغ بعضها من بعض و ذهب من ذهب إلينا إلي عيون صافية تجري بأمر ربها لا نفاد لها و لا انقطاع» (1).

الحديث الثامن: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن عيسي القمي قدّس سرّه قال:حدثني علي بن محمد ماجيلويه قال:حدثني أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي عن أبيه عن خلف بن حماد الأسدي عن أبي الحسن العبدي عن سليمان بن مهران عن الصادق جعفر بن محمد عليه السّلام عن أبيه عن آبائه عن علي عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا علي أنت أخي و وارثي و وصي و خليفتي في أهلي و أمتي في حياتي و بعد مماتي محبّك محبي و مبغضك مبغضي،يا علي أنا و أنت أبوا هذه الأمة،يا علي أنا و أنت و الأئمة من ولدك سادات في الدنيا و ملوك في الآخرة من عرفنا فقد عرف اللّه،و من أنكرنا فقد أنكر اللّه عزّ و جل» (2).

الحديث التاسع: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر قال:حدّثنا علي بن إبراهيم ابن هاشم عن أبيه عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن علي بن موسي عليهما السّلام عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنا سيّد من خلق اللّه عزّ و جل و أنا خير من جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل و حملة العرش و جميع ملائكة اللّه المقربين و أنبياء اللّه المرسلين،و أنا صاحب الشفاعة و الحوض الشريف،و أنا و علي أبوا هذه الأمة من عرفنا فقد عرف اللّه و من أنكرنا فقد أنكر للّه عزّ و جل،و من علي سبطا أمتي و سيدا شباب أهل الجنة:الحسن،الحسين،و من ولد الحسين تسعة طاعتهم طاعتي و معصيتهم معصيتي تاسعهم قائمهم و مهديهم» (3).

الحديث العاشر: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قدّس سرّه قال:حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن ابن سنان عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«قال أمير المؤمنين في خطبة:أنا الهادي و أنا المهتدي و أنا أبو اليتامي و المساكين و زوج الأرامل،و أنا ملجأ كل ضعيف و مأمن كل خائف،و أنا قائد المؤمنين إلي الجنة و أنا حبل اللّه المتين،و أنا عروة اللّه الوثقي و كلمة اللّه التقوي،و أنا عين اللّه و لسانه الصادق و يده، و أنا جنب اللّه أن الذي يقول(أن تقول نفس يا حسرتي علي ما فرطت في جنب اللّه)،و أنا يد اللّه

ص: 70


1- الكافي:184/1 ح 9.
2- أمالي الصدوق:/754مجلس /94ح 6.
3- كمال الدين و تمام النعمة:/261ح 7.

المبسوطة علي عباده بالرحمة و المغفرة،و أنا باب حطة من عرفني و عرف حقي فقد عرف ربّه لأني وصي نبيّه في أرضه و حجته علي خلقه لا ينكر هذا إلاّ رادّ علي اللّه و علي و رسوله.

قال ابن بابويه عقيب هذا الحديث:الجنب الطاعة في لغة العرب يقال:هذا صغير في جنب اللّه أي في طاعة اللّه عزّ و جل قال اللّه عزّ و جل: أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتي عَلي ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ (1) (2)أي في طاعة اللّه عزّ و جل (3).

الحديث الحادي العشر: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن علي رحمه اللّه عن عمه محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن سنان عن زياد بن المنذر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«المخالف علي علي بن أبي طالب بعدي كافر و المشرك به مشرك،و المحب له مؤمن و المبغض له منافق،و المقتفي لأثره لاحق و المحارب له فارق،و الراد عليه زاهق،علي نور للّه في بلاده،و حجّته علي عباده،علي سيف اللّه علي أعدائه،و وارث علم أنبيائه،علي كلمة اللّه العليا و كلمة أعدائه السفلي،علي سيد الأوصياء و وصي سيد الأنبياء علي عليه السّلام أمير المؤمنين،و قائد الغرّ المحجلين و إمام المسلمين لا يقبل اللّه الإيمان إلاّ بولايته و طاعته» (4).

الحديث الثاني عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي قدّس سرّه قال:حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدب عن أحمد بن علي الأصبهاني عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن قتيبة بن سعيد عن عمرو بن غزوان عن أبي مسلم قال خرجت مع الحسن البصري و أنس بن مالك حتي أتينا باب أم سلمة(رض)و قعد أنس علي الباب و دخلت مع الحسن البصري سمعت الحسن و هو يقول:السلام عليك يا أماه و رحمة اللّه و بركاته فقالت له:و عليك السلام من أنت يا بني؟فقال:أنا الحسن البصري.فقالت له:

فيما جئت يا حسن؟فقال لها:جئت لتحدثيني بحديث سمعته من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في علي بن أبي طالب عليه السّلام.

فقالت أم سلمة:و اللّه لأحدّثنّك بحديث سمعته اذناي من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و إلا فصمّتا أو رأته عيناي و إلا فعميتا و وعاه قلبي و إلا فطبع اللّه عليه و اخرس لساني إن لم أكن سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي بن أبي طالب:«يا علي ما من عبد لقي اللّه عزّ و جل يوم يلقاه جاحدا لولايتك إلا لقي اللّه بعبادة صنم أو وثن»قال:فسمعت الحسن البصري و هو يقول:اللّه اكبر أشهد أن عليا مولاي و مولي

ص: 71


1- سوره 39 - آيه 56
2- الزمر:56.
3- معاني الأخبار:/17ح 14.
4- أمالي الصدوق:/61مجلس /3ح 6.

المؤمنين فلمّا خرج قال له أنس بن مالك:ما لي أراك تكبّر؟قال:سألت أمّنا أم سلمة أن تحدثني بحديث سمعته من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في علي عليه السّلام فقالت كذا أو كذا فقلت:اللّه أكبر اشهد أن عليا مولاي و مولي كل مؤمن قال:فسمعت عنه ذلك أنس بن مالك و هو يقول:اشهد علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنّه قال هذه المقالة ثلث مرات أو اربع مرات (1).

الحديث الثالث عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقّاق رحمه اللّه قال:حدّثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي عن موسي بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد عن الحسن بن علي أبي حمزة عن أبيه عن يحيي بن أبي القاسم عن الصادق جعفر بن محمد عن علي عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه:الأئمة بعدي اثنا عشر أوّلهم علي بن أبي طالب و آخرهم القائم خلفائي و أوصيائي و أوليائي و حجة اللّه علي أمتي بعدي المقرّ بهم مؤمن و المنكر لهم كافر» (2).

الحديث الرابع عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن موسي بن المتوكل قدّس سرّه قال:حدثني محمد بن أبي عبد اللّه قال:حدّثنا موسي بن عمران النخعي عن عمّه الحسين بن يزيد عن الحسن ابن علي أبي حمزة الثمالي عن أبيه عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:حدثني جبرائيل عن رب العزّة جل جلاله أنّه قال:من علم أن لا إله إلاّ اللّه وحدي و أن محمدا عبدي و رسولي و أن علي بن أبي طالب خليفتي،و أن الأئمة من ولده حججي أدخلته الجنة برحمتي و أنجيته من النار بعفوي و ابحت له جواري و أوجبت له كرامتي و أتممت عليه نعمتي و جعلته من خاصّتي و خالصتي إن ناداني لبيته،و إن سألني أعطيته،و إن سكت ابتدأته،و إن أساء رحمته،و إن فرّ منّي دعوته،و إن رجع إليّ قبلته،و إن قرع بابي فتحته.

و من لم يشهد أن لا إله إلاّ أنا وحدي أو شهد و لم يشهد أن محمدا عبدي و رسولي أو شهد بذلك و لم يشهد أن علي بن أبي طالب خليفتي،أو شهد بذلك و لم يشهد أن الأئمة من ولده حججي فقد جحد نعمتي و صغّر عظمتي و كفر بآياتي و كتبي إن قصدني حجبته،و إن سألني حرمته،و إن ناداني لم أسمع نداه،و إن دعاني لم أسمع دعائه،و إن رجاني خيبته و ذلك جزاؤه منّي و ما أنا بظلاّم للعبيد فقام جابر بن عبد اللّه الأنصاري فقال:يا رسول اللّه و من الأئمة من ولد علي بن أبي طالب؟

قال:الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة ثم سيد العابدين في زمانه علي بن الحسين،ثم الباقر محمد بن علي و ستدركه يا جابر فإذا ادركته فاقرأه منّي السلام،ثم الصادق جعفر بن

ص: 72


1- أمالي الصدوق:/392مجلس /51ح 15.
2- عيون أخبار الرضا عليه السّلام:/61/2ح 28.

محمد،ثم الكاظم موسي بن جعفر،ثم الرضا علي بن موسي،ثم التقي محمد بن علي،ثم النقي علي بن محمد،ثم الزكي الحسن بن علي،ثم ابنه القائم بالحق مهدي أمتي الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،هؤلاء يا جابر خلفائي و أوصيائي و أولادي و عترتي من أطاعهم فقد أطاعني و من عصاهم فقد عصاني و من أنكرهم أو أنكر واحدا مهم فقد أنكرني بهم يمسك اللّه عزّ و جلّ السماء أن تقع علي الأرض إلاّ بإذنه و بهم يحفظ الأرض أن تميد بأهلها» (1).

الحديث الخامس عشر: ابن بابويه قال:حدثني علي بن الحسن قال:حدثني هارون بن موسي قال:حدثني أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن شيبان القزويني قال:حدّثنا أبو عمر أحمد بن علي الفندي قال:حدّثنا علي بن سعد بن مسروق حدّثنا عبد الكريم بن هلال المكي عن أبي الطفيل عن أبي ذر قدّس سرّه قال:سمعت فاطمة عليهما السّلام تقول:«سألت أبي صلّي اللّه عليه و آله عن قول للّه تبارك و تعالي: وَ عَلَي الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ (2) قال:هم الأئمة بعدي عليّ و سبطاي و تسعة من صلب الحسين عليهم السّلام فهم رجال الأعراف لا يدخل الجنة إلاّ من يعرفهم و يعرفونه و لا يدخل النار إلاّ من أنكرهم و ينكرونه و لا يعرف اللّه تعالي إلاّ بسبيل معرفتهم» (3).

الحديث السادس عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق قدّس سرّه قال أخبرنا محمد بن محمد الهمداني قال:حدثني محمد بن هشام قال:حدّثنا علي بن الحسن السائح قال:

سمعت الحسن بن علي عليه السّلام-أي العسكري عليه السّلام قال-:«حدثني أبي عن أبيه عن جده عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي بن أبي طالب لا يحبك إلاّ مؤمن طابت ولادته و لا يبغضك إلاّ من خبثت ولادته و لا يواليك إلاّ مؤمن و لا يعاديك إلاّ كافر فقام إليه عبد اللّه بن مسعود فقال:يا رسول اللّه قد عرفنا علامة خبيث الولادة و الكافر في حياتك ببغض علي و عداوته فما علامة خبيث الولادة و الكافر بعد إذا اظهر الإسلام بلسانه و اخفي مكنون سريرته؟فقال عليه السّلام:يا ابن مسعود علي بن أبي طالب إمامكم بعدي و خليفتي عليكم فإذا مضي فابني الحسن إمامكم بعده و خليفتي عليكم، فإذا مضي فابني الحسين إمامكم بعده و خليفتي عليكم ثم تسعة من ولد الحسين واحدا بعد واحد أئمتكم و خلفائي عليكم تاسعهم قائمهم قائم أمتي يملأها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما لا يحبهم إلاّ من طابت ولادته و لا يبغضهم إلاّ من خبثت ولادته و لا يواليهم إلا مؤمن و لا يعاديهم إلاّ كافر،و من أنكر واحدا منهم فقد أنكرني،و من أنكرني فقد أنكر اللّه،و من جحد واحدا منهم فقد جحدني و من جحدني فقد جحد اللّه عزّ و جل؛لأن طاعتهم طاعتي و طاعتي

ص: 73


1- كمال الدين و تمام النعمة:/258ح 3.
2- سوره 7 - آيه 46
3- كفاية الأثر:195.

طاعة اللّه و معصيتهم معصيتي و معصيتي معصية اللّه عزّ و جل يا ابن مسعود إياك أن تجد في نفسك حرجا مما قضيت فتكفر بعزة ربي و ما أنا متكلف و لا ناطق عن الهوي في علي و الأئمة من ولده ثم قال عليه السّلام-و هو رافع يديه إلي السماء-اللهمّ وال من والي خلفائي و الأئمة بعدي و عاد من عاداهم و انصر من نصرهم و اخذل من خذلهم،و لا تخلو الأرض من قائم منهم بحجتك ظاهرا أو خافيا مغمورا لئلا يبطل دينك و حجتك و برهانك ثم قال عليه السّلام:يا ابن مسعود و قد جمعت لكم في مقامي هذا ما إن فارقتموه هلكتم و إن تمسّكتم به نجوتم،و السلام علي من اتبع الهدي» (1).

الحديث السابع عشر: المفيد في أماليه قال:أخبرني أبو الحسن علي بن بلال المهلبي قال:

حدّثنا عبد اللّه بن راشد الأصفهاني قال:حدّثنا إبراهيم بن محمد الثقفي قال:أخبرنا إسماعيل بن صبيح قال:حدّثنا سالم بن أبي سالم المصري عن أبي هارون العبدي قال:كنت أري رأي الخوارج لا رأي له غيره حتي جلست إلي أبي سعيد الخدري قدّس سرّه فسمعته يقول:أمر الناس بخمس فعملوا بأربع و تركوا واحدة،فقال له رجل:يا أبا سعيد ما هذه الأربع التي عملوا بها،قال:الصلاة و الزكاة و الحج و صوم شهر رمضان،قال:فما الواحدة التي تركوها؟قال:ولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام،قال الرجل:و إنها المفترضة معهن؟قال أبو سعيد:نعم و رب الكعبة،قال الرجل:فقد كفر الناس إذن قال أبو سعيد:فما ذنبي (2).

الحديث الثامن عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عبد اللّه الشيباني و القاضي أبو الفرج المعافي بن زكريا البغدادي و الحسين بن محمد بن سعيد و الحسين بن علي بن الحسن الرازي جميعا قالوا:حدّثنا أبو علي محمد بن همام بن سهيل الكاتب قال:حدثني الحسن بن محمد بن جمهور العمي عن أبيه محمد بن جمهور قال:حدثني عثمان بن عمر قال:حدّثنا شعبة بن سعيد (3)ابن إبراهيم عن عبد الرّحمن الأعرج أن أبي هريرة قال:كنت عند النبي صلّي اللّه عليه و آله و أبو بكر و عمر و الفضل ابن العباس و زيد بن حارثة و عبد اللّه بن مسعود إذ دخل الحسين بن علي عليه السّلام فأخذه النبي و قبله ثم قال:«حبقه حبقه ترق عين بقه و وضع فمه علي فمه-ثم قال-:اللهم إني أحبه فأحبه و أحب من يحبه،يا حسين أنت الإمام ابن الإمام أبو الأئمة،تسعة من ولدك أئمة أبرار،فقال له عبد اللّه بن مسعود:ما هؤلاء الأئمة الذين ذكرتهم في صلب الحسين؟فاطرق مليّا ثم رفع رأسه فقال:يا عبد اللّه سألت عظيما و لكني أخبرك أن ابني هذا-و وضع يده علي كتف الحسين عليه السّلام-يخرج من

ص: 74


1- كمال الدين و تمام النعمة:/261ح 8.
2- أمالي المفيد:/139المجلس /19ح 3.
3- في المصدر المعتمد:شعبة عن سعيد و بالهامش عن بعض نسخ المصدر شعبة بن سعيد.

صلبه ولد مبارك سمي جده علي سيد العابدين و نور الزهّاد،و يخرج اللّه من صلب علي ولدا سميّي و اشبه الناس بي يبقر العلم بقرا و ينطق بالحق و يأمر بالصواب،و يخرج اللّه من صلبه كلمة الحق و لسان الصدق.

فقال له ابن مسعود:فما اسمه يا نبي اللّه؟فقال له:جعفر صادق في قوله و فعله،الطّاعن عليه كالطاعن عليّ و الراد عليه كالراد عليّ،ثم دخل حسان بن ثابت و أنشد في رسول اللّه شعرا و انقطع الحديث،فلما كان من الغد صلّي بنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثم دخل بيت عائشة و دخلنا معه أنا و علي بن أبي طالب و عبد اللّه بن العبّاس و كان من دأبه إذا سئل أجاب و إذا لم يسأل ابتدأ فقلت له:

بأبي أنت و أمي يا رسول اللّه ألا تخبرني بباقي الخلفاء من صلب الحسين قال:نعم يا أبا هريرة، و يخرج اللّه من صلب جعفر مولودا تقيا طاهرا أسمر ربعة سميّي موسي بن عمران،ثم قال له ابن عباس:ثم من يا رسول اللّه؟قال:يخرج من صلب موسي علي ابنه يدعي بالرضا موضع العلم و معدن الحلم،ثم قال صلّي اللّه عليه و آله بابني المقتول في أرض الغربة،و يخرج من صلب علي ابنه محمد المحمود أطهر الناس خلقا و أحسنهم خلقا،و يخرج من صلب محمد علي ابنه طاهر النجيب (1)صادق اللهجة،و يخرج من صلب علي الحسن الميمون النقي الطاهر الناطق عن اللّه و أبو حجة اللّه،و يخرج من صلب الحسن قائمنا أهل البيت يملأها قسطا و عدلا كما ملئت جورا ظلما،له غيبة موسي و حكم داود و بهاء عيسي ثم تلا عليه السّلام ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (2) (3)فقال له علي بن أبي طالب:بأبي أنت و أمي يا رسول اللّه من هؤلاء الذين ذكرتهم؟قال:يا علي أسماء الأوصياء من بعدك و العترة الطاهرة و الذرية المباركة ثم قال:و الذي نفس محمد بيده لو أن رجلا عبد اللّه ألف عام ثم ألف عام بين الركن و المقام ثم أتاني جاحدا لولايتهم لأكبّه اللّه في النار كائنا من كان»قال أبو علي بن همام:العجب كل العجب من أبي هريرة كيف يروي مثل هذه الأخبار ثم ينكر فضائل أهل البيت (4).

الحديث التاسع عشر: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيي عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيي عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم قال:سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول:«كل من دان اللّه بعبادة يجهد فيها نفسه و لا إمام له من اللّه فسعيه غير مقبول و هو ضال متحير و اللّه شانئ لأعماله،و مثله كمثل شاة ضلت عن راعيها و قطيعها فهجمت ذاهبة و جائية يومها،فلما جنها

ص: 75


1- في المصدر:الحبيب.
2- سوره 3 - آيه 34
3- آل عمران:34.
4- كفاية الأثر:85.

الليل بصرت بقطيع من غير راعيها فحنّت إليها و اغترت بها فباتت معها في مربضها فلما أن ساق الراعي قطعيه انكرت راعيها و قطيعها فهجمت متحيرة تطلب راعيها و قطيعها فبصرت بغنم مع راعيها فحنت إليها و اغترت بها فصاح بها الراعي:الحقي براعيك و قطيعك فإنك تائهة متحيرة عن راعيك و قطيعك،فهجمت ذعرة متحيرة تائهة:لا راعي لها يرشدها إلي مرعاها أو يردّها، فبينما هي كذلك إذ اغتنم الذئب ضيعتها فأكلها،و كذلك و اللّه يا محمد من أصبح من هذه الأمة لا إمام له من اللّه عزّ و جل ظاهرا عادلا أصبح ضالا تائها و إن مات علي هذه الحال مات ميتة كفر و نفاق،و أعلم يا محمد أن أئمة الجور و اتباعهم لمعزولون عن دين اللّه قد ضلوا و اضلوا فأعمالهم التي يعملونها كرماد اشتد به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا علي شيء ذلك هو الضلال البعيد» (1).

الحديث العشرون: ابن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسي عن ابن محبوب عن عبد العزيز العبدي عن عبد اللّه بن أبي يعفور قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام:إني أخالط الناس فيكثر عجبي من أقوام لا يتولونكم و يقولون فلانا و فلانا،لهم أمانة و صدق و وفاء،و قوم يتولونكم و ليس لهم تلك الأمانة و لا الوفاء و لا الصدق،قال:فاستوي أبو عبد اللّه عليه السّلام جالسا فأقبل عليّ كالغضبان ثم قال:«لا دين لمن دان اللّه بولاية إمام جائر ليس من اللّه،و لا عتب علي من دان اللّه بولاية إمام عادل من اللّه،قلت:لا دين لأولئك و لا عتب علي هؤلاء؟قال:نعم لا دين لأولئك و لا عتب علي هؤلاء،ثم قال:ألا تسمع لقول اللّه عزّ و جل: اَللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَي النُّورِ (2) (3)يعني ظلمات الذنوب إلي نور التوبة و المغفرة بولايتهم كل إمام عادل من اللّه،و قال:

وَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَي الظُّلُماتِ (4) إنما عني بهذا أنهم كانوا علي نور الإسلام فلما أن تولّوا كل إمام جائر ليس من اللّه خرجوا بولايتهم إياه من نور الإسلام إلي ظلمات الكفر،فأوجب اللّه لهم النار مع الكفار فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون» (5).

الحديث الحادي و العشرون: ابن يعقوب بإسناده عن هشام بن سالم عن حبيب السجستاني عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«قال اللّه تبارك و تعالي لأعذبنّ كل رعية في الإسلام دانت بولاية كل إمام جائر ليس من اللّه،و إن كانت الرعية في أعمالها برّة تقية،و لأعفونّ عن كل رعية في الإسلام دانت

ص: 76


1- الكافي:184/1 ح 8 باب معرفة الإمام.
2- سوره 2 - آيه 257
3- البقرة:259.
4- سوره 2 - آيه 257
5- أصول الكافي:376/1 ح 3 باب فيمن دان اللّه بغير إمام.

بولاية كل إمام عادل و إن كانت الرعية في نفسها ظالمة مسيئة» (1).

الحديث الثاني و العشرون: ابن يعقوب عن علي بن محمد عن ابن جمهور عن أبيه عن صفوان عن ابن مسكان عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:قال:«إن اللّه لا يستحيي أن يعذب أمة دانت بإمام ليس من اللّه و إن كانت في أعمالها برة تقية،و إن اللّه ليستحيي أن يعذب أمة دانت بإمام من اللّه و إن كانت في أعمالها ظالمة مسيئة» (2).

الحديث الثالث و العشرون: ابن يعقوب عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسن بن محبوب عن إسحاق بن غالب عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في خطبة له يذكر فيها حال الأئمة عليهم السّلام و صفاتهم:«إن اللّه عزّ و جل أوضح بأئمة الهدي من أهل بيت نبيّنا عن دينه و أبلج عن سبيل منهاجه و فتح بهم عن ينابيع علمه،فمن عرف من أمة محمد صلّي اللّه عليه و آله واجب حق إمامه وجد طعم حلاوة إيمانه و علم فضل طلاوة إسلامه،لأن اللّه تبارك و تعالي نصب الإمام علما لخلقه و جعله حجة علي أهل موادّه و عالمه،و البسه تاج الوقار و غشّاه بنور الجبار،يمد بسبب إلي السماء لا ينقطع عنه موادّه،و لا ينال ما عند اللّه إلاّ بجهة أسبابه،و لا يقبل أعمال العباد إلاّ بمعرفته»و الخطبة طويلة تقدمة بطولها في الباب التاسع و الثلاثين (3).

الحديث الرابع و العشرون: محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة عن أبي الحارث عبد اللّه ابن عبد الملك بن سهل الطبراني قال:حدّثنا محمد بن المثني البغدادي قال:حدّثنا محمد ابن إسماعيل الرقي قال:حدّثنا موسي بن عيسي بن عبد الرّحمن قال:حدّثنا هشام بن عبد اللّه الدستوائي قال:حدثني علي بن محمد عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد الجعفي عن محمد بن علي الباقر عليه السّلام عن سالم بن عبد اللّه بن عمر عن أبيه عبد اللّه بن عمر قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن اللّه أوحي إليّ ليلة أسري بي:يا محمد من خلفت في الأرض علي أمتك-و هو أعلم بذلك،قلت:يا رب أخي،قال:يا محمد علي بن أبي طالب،قلت:نعم يا رب،قال:يا محمد إني اطلعت إلي الأرض اطلاعة فاخترك منها فلا اذكر حتي تذكر معي أنا المحمود و أنت محمد،ثم إني اطلعت إلي الأرض اطلاعة أخري فاخترت منها علي بن أبي طالب،فجعلته وصيّك فأنت سيد الأنبياء و علي سيد الأوصياء،ثم شققت له اسما من اسمائي فأنا الأعلي و هو علي،يا محمد إني خلقت عليا و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة من نور واحد ثم عرضت ولايتهم علي الملائكة فمن

ص: 77


1- المصدر السابق:ح 4.
2- المصدر السابق:ح 5.
3- أصول الكافي:203/1 ح 2 باب نادر في فضل الإمام.

قبلها كان من المقربين و من جحدها كان من الكافرين،يا محمد لو أن عبدا من عبادي عبدني حتي ينقطع ثم يلقاني (1)جاحدا لولايتهم أدخلته النار،ثم قال:يا محمد أ تحب أن تراهم؟

قلت:نعم،فقال:تقدم أمامك،فتقدمت أمامي فإذا بعلي بن أبي طالب و الحسن بن علي و الحسين بن علي و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسي بن جعفر و علي ابن موسي و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و الحجة القائم كأنه الكوكب الدرّي في وسطهم،فقلت و من هؤلاء؟

قال:هؤلاء الأئمة و هذا القائم يحل (2)حلالي و يحرم حرامي و ينتقم من أعدائي،يا محمد أحبّه فإني أحبه و أحب من يحبّه».

الحديث الخامس و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال:حدثني هارون بن إسحاق الهمداني قال:حدثني عبدة بن سليمان قال:

حدّثنا كامل ابن العلاء قال:حدّثنا حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن عبد اللّه بن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي بن أبي طالب:«يا علي أنت صاحب حوضي و صاحب لوائي و منجز عداتي و حبيب قلبي و وارث علمي،و أنت مستودع مواريث الأنبياء و أنت أمين اللّه في أرضه و أنت حجة اللّه علي بريّته و أنت ركن الإيمان و أنت مصباح الدجي و أنت منار الهدي و أنت العلم المرفوع لأهل الدنيا من تبعك نجي و من تخلف عنك هلك،و أنت الطريق الواضح و أنت الصراط المستقيم،و أنت قائد الغرّ المحجلين و أنت يعسوب المؤمنين،و أنت مولي من أنا مولاه و أنا مولي كل مؤمن و مؤمنة لا يحبّك إلاّ طاهر الولادة و لا يبغضك إلا خبيث الولادة و ما عرج بي ربي عزّ و جل إلي السماء قط و كلمني ربي إلاّ قال لي:يا محمد اقرأ عليا منّي السلام و عرفه أنه إمام أوليائي و نور أهل طاعتي فهنيئا لك يا علي هذه الكرامة» (3).

الحديث السادس و العشرون: محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه و عبد اللّه بن الصلت عن حماد بن عيسي عن حريز بن عبد اللّه عن زرارة عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«ذروة الأمر و سنامه و مفتاحه و باب الأشياء و رضا الرّحمن الطاعة للإمام بعد معرفته،ثم قال:إن اللّه عزّ و جل يقول: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللّهَ وَ مَنْ تَوَلّي فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً (4) (5)أما لو أن رجلا قام ليله و صام نهاره و تصدق بجميع ماله و حج جميع دهره و لم يعرف ولاية ولي اللّه فيواليه،و يكون

ص: 78


1- في المصدر:لقيني.
2- في المصدر:محلل.
3- أمالي الطوسي:/382مجلس /50ح 14.
4- سوره 4 - آيه 80
5- النساء:83.

جميع أعماله بدلالته إليه،ما كان له علي اللّه حق في ثوابه و لا كان من أهل الإيمان قال:أولئك المحسن منهم يدخله اللّه الجنة بفضل رحمته» (1).

الحديث السابع و العشرون: ابن بابويه في الفقيه بإسناده عن أبي حمزة الثمالي قال:قال لنا علي بن الحسين عليه السّلام:«أي البقاع أفضل؟فقلنا:اللّه و رسوله و ابن رسوله أعلم،فقال لنا:[أمّا]أفضل البقاع ما بين الركن و المقام،و لو أن عبدا عمر ما عمر نوح عليه السّلام في قومه ألف سنة إلاّ خمسين عاما يصوم النهار و يقوم الليل في ذلك المكان ثم لقي اللّه عزّ و جل بغير و لا يتنا لم ينفعه ذلك شيئا» (2).

الحديث الثامن و العشرون: ابن بابويه بإسناده قال الصادق عليه السّلام:«إن أول من يسأل عنه العبد إذا وقف بين يدي اللّه جل جلاله الصلوات المفروضات و عن الزكاة المفروضة و عن الصيام المفروض،و عن ولايتنا أهل البيت فإن أقرّ بولايتنا ثم مات عليها قبلت منه صلاته و صومه و زكاته و حجّه،و إن لم يقرّ بولايتنا بين يدي اللّه جل جلاله لم يقبل اللّه عزّ و جلّ منه شيئا من أعماله» (3).

الحديث التاسع و العشرون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمد بن محمد-يعني المفيد-قال:

أخبرنا أبو الحسن علي بن خالد المراغي قال:حدّثنا الحسن بن علي بن الحسن الكوفي قال:

حدّثنا إسماعيل بن محمد المزني قال:حدثنا سلام بن أبي عمرة الخراساني عن سعد بن سعيد عن يونس بن الحبّاب عن علي بن الحسين زين العابدين عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما بال أقوام إذا ذكر عندهم آل إبراهيم عليه السّلام فرحوا و استبشروا و إذا ذكر عندهم آل محمد عليهم السّلام اشمأزت قلوبهم، و الذي نفس محمد بيده لو أن عبدا جاء يوم القيامة بعمل سبعين نبيّا ما قبل اللّه ذلك منه حتي يلقي اللّه بولايتي و ولاية أهل بيتي (4).

الحديث الثلاثون: الشيخ في أماليه قال:حدثنا أبو منصور السكري قال:حدثني جدي علي ابن عمر قال:حدثني العباس بن يوسف الشكلي قال:حدثنا عبد اللّه بن هشام قال:حدثنا محمد ابن مصعب القرقساني قال:حدثنا الهيثم بن جماز عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال:رجعنا مع رسول صلّي اللّه عليه و آله قادمين من تبوك.فقال لي في بعض الطريق:«ألقوا إلي الأحلاس و الأقتاب»ففعلوا فصعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فخطب فحمد اللّه و اثني عليه كما هو أهله ثم قال:«معاشر الناس ما لي إذا

ص: 79


1- الكافي:19/2 ح 5 و 185/1 ح 1.
2- من لا يحضره الفقيه:245/2 ح 2313.
3- أمالي الصدوق:/328ح /388مجلس /44ح 11.
4- أمالي الطوسي:/140مجلس /5ح 42.

اذكر آل إبراهيم تهللت وجوهكم و إذا ذكر آل محمد صلّي اللّه عليه و آله كأنما تفقأ في وجوهكم حب الرمان فو الذي بعثني بالحق نبيا لو جاء أحدكم يوم القيامة بأعمال كأمثال الجبال و لم يجيء بولاية عليّ بن أبي طالب عليه السّلام لأكبه اللّه عزّ و جل في النار (1).

الحديث الحادي و الثلاثون: الشيخ المفيد في أماليه قال:حدّثنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين-يعني ابن بابويه-قال:حدثني أبي قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن الفضل بن عمر الجعفي عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عليه السّلام عن أبيه عن جده قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي بن أبي طالب:أنا و أنت و ابناؤك الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين أركان الدين و دعائم الإسلام من تبعنا نجا و من تخلف عنّا فإلي النار» (2).

و الروايات في ذلك مما يدخل في هذا الباب كثيرة و من أراد الزيادة علي ما هنا فعليه بكتاب المسمّي بالإكمال فيما تقبل به الأعمال.

ص: 80


1- أمالي الطوسي:/308مجلس /11ح 66.
2- أمالي المفيد:/217مجلس /25ح 4.

الباب الثامن و الأربعون

النعيم ولاية رسول اللّه و أمير المؤمنين و بنيه الأئمة عليهم السّلام

في قوله تعالي لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (1) (2)

من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث الحديث الأول: أبو نعيم الحافظ أحمد بن عبد اللّه بإسناده يرفعه إلي جعفر بن محمد في قوله تعالي: ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (3) [النعيم]ولاية أمير المؤمنين عليه السّلام (4).

الحديث الثاني: الشيخ المفيد رواه من طريق العامة بإسناده إلي محمد بن السائب عن الكلبي قال:لما قدم الصادق عليه السّلام العراق و نزل الحيرة فدخل عليه أبو حنيفة و سأله عن مسائل و كان مما سأله أن قال له:جعلت فداك ما الأمر بالمعروف؟فقال عليه السّلام:«المعروف يا أبا حنيفة المعروف في أهل السماء المعروف في أهل الأرض،ذاك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام»قال:جعلت فداك فما المنكر؟قال:«اللذان ظلماه حقه و ابتزاه أمره و حملا الناس علي كتفه؟قال:ألا ما هو أن تري الرجل علي معاصي اللّه فتنهاه عنها؟فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام:ليس ذلك أمرا بالمعروف و لا نهيا عن المنكر إنما ذاك خير قدّمه،قال أبو حنيفة:أخبرني جعلت فداك عن قول اللّه عزّ و جل: ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (5) قال:فما هو عندك يا أبا حنيفة؟قال:الآمن في السرب و صحة البدن و القوت الحاضر،فقال:يا أبا حنيفة لئن وقفك اللّه و أوقفك يوم القيامة حتي يسألك عن أكلة أكلتها و شربة شربتها ليطولن وقوفك،قال:فما النعيم جعلت فداك؟

قال:النعيم نحن الذين أنقذ اللّه الناس بنا من الضلالة و بصّرهم بنا عن العمي،و علّمهم بنا من الجهل،قال:جعلت فداك فكيف كان القرآن جديدا أبدا؟قال:لأنه لم يجعل لزمان دون زمان فتخلقه الأيام،و لو كان كذلك لفني القرآن قبل فناء العالم (6).

الحديث الثالث: ابن شهرآشوب عن التنوير في معاني التفسير عن الباقر و الصادق عليهما السّلام:

اَلنَّعِيمِ (7) ولاية أمير المؤمنين (8).

ص: 81


1- سوره 102 - آيه 8
2- التكاثر:8.
3- سوره 102 - آيه 8
4- ينابيع المودة:332/1 ح 5 عن أبي نعيم،و شواهد التنزيل،477/2.
5- سوره 102 - آيه 8
6- تأويل الآيات:853/2 ح 8،و البحار:208/10 ح 10.
7- سوره 102 - آيه 8
8- مناقب آل أبي طالب:4/2.

الباب التاسع و الأربعون

النعيم ولاية رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أمير المؤمنين و بنيه الأئمة عليهم السّلام

في قوله تعالي ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (1) (2)

من طريق الخاصة و فيه ثلاثة عشر حديثا الحديث الأول: الشيخ الطوسي في أماليه قال:أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللّه ابن محمد بن مهدي قال:أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرّحمن بن عقدة الحافظ قال:حدّثنا جعفر بن علي بن نجيح الكندي قال:حدثنا حسن بن حسين قال:حدثنا أبو حفص الصائغ قال:أبو العباس-هو عمر بن راشد-و أبو سليمان عن جعفر بن محمد عليهما السّلام في قوله:

ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (3) قال:«نحن من النعيم»و في قوله: وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً (4) قال:

«نحن الحبل» (5).

الحديث الثاني: علي بن إبراهيم في تفسيره قال:أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن سلمة بن عطا عن جميل عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:قلت قوله: ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (6) قال:

«تسأل هذه الأمة عما أنعم اللّه عليهم برسول اللّه ثم أهل بيته[المعصومين عليهم السّلام]» (7).

الحديث الثالث: محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسي عن أبي سعيد عن أبي حمزة قال:كنا عند أبي عبد اللّه جماعة فدعا بطعام ما لنا عهد بمثله لذاذة و طيبا و أوتينا بتمر ننظر فيه إلي وجوهنا من صفائه و حسنه فقال رجل: ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8) الذي تنعمتم فيه عند ابن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام:«إن اللّه عزّ و جل أكرم و أجل أن يطعمكم طعاما فيسوغكموه ثم يسألكم عنه،و لكن يسألكم عما أنعم عليكم بمحمد صلّي اللّه عليه و آله و آل محمد عليهم السّلام» (9).

الحديث الرابع: ابن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه عن القاسم ابن محمد الجوهري عن الحرث بن جرير عن سدير الصيرفي عن أبي خالد الكابلي قال:

ص: 82


1- سوره 102 - آيه 8
2- التكاثر:8.
3- سوره 102 - آيه 8
4- سوره 3 - آيه 103
5- أمالي الطوسي:/272مجلس /10ح 48.
6- سوره 102 - آيه 8
7- تفسير القمي:1440/2.
8- سوره 102 - آيه 8
9- الكافي:280/6 ح 3.

دخلت علي أبي جعفر عليه السّلام فدعا بالغذاء فأكلت منه طعاما ما أكلت طعاما قط أنظف منه و لا أطيب فلما فرغنا من الطعام قال:«يا أبا خالد كيف رأيت طعامك؟أو قال:طعامنا؟قلت:جعلت فداك ما رأيت أطيب منه و لا أنظف قط و لكني ذكرت الآية التي ذكرت في كتاب اللّه عزّ و جلّ ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (1) فقال أبو جعفر:«لا إنما يسألكم عمّا أنتم عليه من الحق» (2).

الحديث الخامس: ابن بابويه قال:حدّثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال:

حدّثنا محمد بن يحيي الصولي قال:حدّثنا أبو ذكوان القاسم بن إسماعيل بسر من رأي (3)سنة خمس و ثمانين قال:حدثني إبراهيم بن العباس الصّولي الكاتب بالأهواز سنة سبع و عشرين و مائتين قال:كنا يوما بين يدي علي بن موسي الرضا عليه السّلام فقال:«ليس في الدنيا نعيم حقيقي فقال له بعض الفقهاء ممن بحضرته قول اللّه عزّ و جلّ: ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (4) أما هذا النعيم في الدنيا و هو الماء البارد فقال له الرضا عليه السّلام و علا صوته:كذا فسرتموه أنتم و جعلتموه علي ضروب، فقالت طائفة:هو البارد من الماء و قال غيرهم:هو الطعام الطيّب،و قال آخرون:هو النوم الطيب و لقد حدثني أبي عن أبيه أبي عبد اللّه عليه السّلام أن أقوالكم هذه ذكرت عنده في قوله تعالي: لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (5) فغضب و قال:إن اللّه تعالي لا يسأل عباده عمّا تفضل عليهم به و لا يمنن بذلك عليهم و الامتنان مستقبح من المخلوقين فكيف يضاف إلي الخالق عزّ و جلّ ما لا يرضي به للمخلوقين؟!و لكن النعيم حبّنا أهل البيت و موالاتنا يسأل اللّه عنه بعد التوحيد و النبوة لأن العبد إذا وفّي بذلك أداه إلي نعيم الجنة الذي لا يزول و لقد حدثني بذلك أبي عن محمد بن علي عن أبيه عن الحسين بن علي عن أبيه عليه السّلام أنه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا علي إنّ أول ما يسأل عنه العبد بعد موته شهادة أن لا إله إلا اللّه و أن محمدا رسول اللّه و أنك ولي المؤمنين بما جعله اللّه و جعلته لك فمن أقرّ بذلك و كان معتقده صار إلي النعيم الذي لا زوال له»فقال لي أبو ذكوان بعد أن حدثني بهذا الحديث متبدئا من غير سؤال:حدثتك به لجهات:منها لقصدك لي من البصرة،و منها أن عمّك أفادنيه،و منها أني كنت مشغولا باللغة و الأشعار و لا أعوّل علي غيرهما فرأيت النبي صلّي اللّه عليه و آله في النوم و الناس يسلّمون عليه و يجيبهم فسلمت فما ردّ فقلت أنا من أمتك يا رسول اللّه فقال لي:«بلي و لكن من حدث الناس بحديث النعيم الذي سمعته من إبراهيم».

قال الصّولي و هذا حديث قد رواه الناس عن النبي صلّي اللّه عليه و آله إلاّ أنه ليس فيه ذكر النعيم و الآية و تفسيرها،إنما رووا أن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة الشهادة و النبوة و موالاة علي بن أبي

ص: 83


1- سوره 102 - آيه 8
2- الكافي:280/6 ح 5.
3- في المصدر:بيراف.
4- سوره 102 - آيه 8
5- سوره 102 - آيه 8

طالب عليه السّلام (1).

الحديث السادس: محمد بن العباس بن ماهيار في تفسيره فيما نزل في أهل البيت عليهم السّلام في القرآن و هو ثقة قال:حدّثنا علي بن أحمد بن حاتم عن حسن بن عبد الواحد عن القاسم بن الضحّاك عن أبي حفص الصائغ عن الإمام جعفر بن محمد عليه السّلام أنه قال: ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (2) و اللّه ما هو الطعام و الشراب و لكن ولايتنا أهل البيت» (3).

الحديث السابع: محمد بن العباس هذا قال:حدّثنا أحمد بن محمد الورّاق عن جعفر بن علي ابن نجيح عن حسن بن حسين عن أبي حفص الصائغ عن جعفر بن محمد عليه السّلام في قوله عزّ و جل:

ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (4) قال:«نحن النعيم» (5).

الحديث الثامن: محمد بن العباس قال:حدّثنا أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد بن خالد عن عمر بن عبد العزيز عن عبد اللّه بن نجيح اليماني قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام ما معني قوله عزّ و جل ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (6) ؟قال:«النعيم الذي أنعم اللّه به عليكم من ولايتنا و حب محمد و آل محمد» (7).

الحديث التاسع: محمد بن العباس قال:حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد عن الحسن بن القاسم عن محمد بن عبد اللّه بن صالح عن مفضل بن صالح عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن علي عليه السّلام أنه قال: ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8) قال:«نحن النعيم» (9).

الحديث العاشر: محمد بن العباس عن أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن أبي عمير عن أبي الحسن موسي عليه السّلام في قوله عزّ و جل: ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (10) قال:«نحن نعيم المؤمن و علقم الكافر» (11).

الحديث الحادي عشر: محمد بن العباس قال:حدّثنا علي بن عبد اللّه عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن إسماعيل بن بشار عن علي بن عبد اللّه بن غالب عن أبي خالد الكابلي قال:دخلت علي محمد بن علي عليهما السّلام فقدّم طعاما لم آكل أطيب منه فقال لي:«يا أبا خلاد كيف رأيت طعامنا؟

قلت جعلت فداك ما أطيبه غير أني ذكرت آية في كتاب اللّه فنغصت (12)فقال:«و ما هي؟»قلت:

ص: 84


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام:/136/1ح 8.
2- سوره 102 - آيه 8
3- تأويل الآيات:850/2 ح 1.
4- سوره 102 - آيه 8
5- تأويل الآيات:850/2 ح 3.
6- سوره 102 - آيه 8
7- المصدر السابق:ح 4.
8- سوره 102 - آيه 8
9- المصدر السابق:ح 6.
10- سوره 102 - آيه 8
11- المصدر السابق:ح 5.
12- في المصدر:فنغصته.

ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (1) فقال:«و اللّه لا تسأل عن هذا الطعام أبدا»ثم ضحك حتي افتر ضاحكا و بدت أضراسه و قال:«أ تدري ما النعيم»؟قلت:لا،قال:«نحن النعيم[الذي تسألون عنه]» (2).

الحديث الثاني عشر: أبو علي الطبرسي في مجمع البيان قال:روي العياشي بإسناده في حديث طويل قال:سأل أبو حنيفة أبا عبد اللّه عليه السّلام عن هذه الآية فقال له:«ما النعيم عندك يا نعمان»؟قال:القوت من الطعام و الماء البارد،فقال:«لئن أوقفك اللّه يوم القيامة بين يديه حتي يسألك عن أكلة أكلتها أو شربة شربتها ليطولن وقوفك بين يديه»قال:فما النعيم جعلت فداك؟ قال:نحن أهل البيت النعيم الذي أنعم اللّه به علي العباد،بنا ائتلفوا بعد أن كانوا مختلفين،و بنا ألّف اللّه بين قلوبهم و جعلهم إخوانا بعد أن كانوا أعداء،و بنا هداهم اللّه إلي الإسلام،و هي النعمة التي لا تنقطع،و اللّه سائلهم عن حق النعيم الذي أنعم اللّه به عليهم و هو النبي صلّي اللّه عليه و آله و عترته» (3).

الحديث الثالث عشر: ابن شهرآشوب عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله تعالي: ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (4) «يعني الأمن و الصحة و ولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام» (5).

ص: 85


1- سوره 102 - آيه 8
2- تأويل الآيات:852/2 ح 7.
3- مجمع البيان:433/10.
4- سوره 102 - آيه 8
5- مناقب آل أبي طالب:4/2.

الباب الخمسون

في أن ولاية علي عليه السّلام و ولاية أهل البيت مسئولون عنها العباد يوم القيامة

في قوله تعالي وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (1) (2)

من طريق العامة و فيه ثمانية أحاديث الحديث الأول: من كتاب الفردوس لابن شيرويه الديلمي في قافية الواو بإسناده قال:عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه عن النبي صلّي اللّه عليه و آله« وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (3) (4)عن ولاية علي بن أبي طالب».

الحديث الثاني: أبو المؤيد موفّق بن أحمد من أكابر علماء العامة قال:و روي أبو الأحوص عن ابن إسحاق في قوله تعالي: وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (5) يعني عن ولاية علي رضي اللّه عنه (6).

الحديث الثالث: إبراهيم بن محمد الحمويني من أكابر علماء العامة في كتاب فرائد السمطين قال:أخبرنا أبو إبراهيم بن أبي القاسم الصوفي أنبأنا محمد بن محمد بني يعقوب الحافظ أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن عفر أنبأنا أحمد بن الغرات أنبأنا عبد الحميد الحماني بإسناده عن قيس بن عطية عن أبي سعيد عن النبي صلّي اللّه عليه و آله في قوله عزّ و جل: وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (7) قال:«عن ولاية علي بن أبي طالب و المعني أنهم يسألون هل والوه حق الموالاة كما أوصاهم به رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله»و روي عن علي صلوات اللّه عليه«جعلت الموالاة أصلا من أصول الدين».

ثم قال الحمويني:أخبرنا جعفر بن محمد العلوي حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن محمد بن البيّع أخبرني محمد بن علي بن دحيم الشيباني حدثنا أحمد بن حازم حدّثنا عاصم يوسف اليربوعي عن سفيان بن إبراهيم الحريري عن أبي صادق قال:قال علي صلوات اللّه عليه:«أصول الإسلام ثلاثة لا ينفع واحدة منهم دون صاحبتها الصلاة و الزكاة و الموالاة».

و نقل:أيضا حديثا مسندا عن أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي بعد روايته حديث:«من كنت مولاه فعلي مولاه»هذه الرواية التي اثبتها النبي صلّي اللّه عليه و آله لعلي مسئول عنها يوم القيامة (8).

ص: 86


1- سوره 37 - آيه 24
2- الصافات:24.
3- سوره 37 - آيه 24
4- الصافات:24.
5- سوره 37 - آيه 24
6- المناقب:/275ح 256.
7- سوره 37 - آيه 24
8- فرائد المطين:/78/1ب /14ح 47-48-49-46.

قال:مؤلف هذا الكتاب العجب كل العجب من العامة كيف تروي ذلك و تثبته عن النبي صلّي اللّه عليه و آله و تعمل بخلافه إن هذا إلاّ خسران مبين.

الحديث الرابع: أبو نعيم الاصفهاني صاحب حلية الأولياء بإسناده عن الشعبي عن ابن عباس رضي اللّه عنه في معني الآية قال:عن ولاية علي بن أبي طالب (1).

الحديث الخامس: الحبري في كتاب عن ابن عباس مثل روايته المتقدمة (2).

الحديث السادس: ابن شهرآشوب من طريق العامة و غيرهم عن محمد بن إسحاق و الشعبي و الأعمش و سعيد بن جبير و ابن عباس و أبو نعيم الأصفهاني و الحاكم الحسكاني و النطنزي و جماعة أهل البيت عليهم السّلام وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (3) عن ولاية أهل البيت و حب أهل البيت (4).

الحديث السابع: الشيرازي في كتابه عن أبي معاوية الضرير عن الأعمش عن مسلم النظير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:إذا كان يوم القيامة أمر اللّه مالكا أن يسعر النيران السبع و أمر رضوان أن يزخرف الجنان الثمانية و يقول:يا ميكائيل مدّ الصراط علي متن جهنم،و يقول:يا جبرائيل انصب ميزان العدل تحت العرش،و ينادي:يا محمد قرّب أمتك للحساب،ثم يأمر اللّه تعالي أن يعقد علي الصراط سبع قناطر طول كل قنطرة سبعة عشر ألف فرسخ و علي كل قنطرة سبعون ألف ملك قيام فيسألون هذه الأمة نساؤهم و رجالهم علي القنطرة الأولي عن ولاية أمير المؤمنين و حب أهل بيت محمد،فمن أتي به جاز علي القنطرة الأولي كالبرق الخاطف،و من لم يحب أهل بيت نبيه سقط علي أمّ رأسه في قعر جهنم،و لو كان معه من أعمال البرّ عمل سبعين صديقا،و علي القنطرة الثانية يسألون عن الصلاة،و علي الثالثة يسألون عن الزكاة،و علي الرابعة عن الصيام،و علي الخامسة عن الحج،و علي السادسة عن الجهاد،و علي السابعة عن العدل فمن أتي بشيء من ذلك جاز علي الصراط كالبرق الخاطف و من لم يأت عذّب و ذلك قوله تعالي: وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (5) يعني معاشر الملائكة قفوهم يعني العباد علي القنطرة الأولي عن ولاية علي و حب أهل البيت عليهم السّلام (6).

الحديث الثامن: أبو الحسن بن شاذان عن أبي سعيد الخدري قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«اذا كان يوم القيامة أمر اللّه ملكين يقعدان علي الصراط فلا يجوز أحد إلاّ ببراءة من أمير

ص: 87


1- ينابيع المودة:334/1،و شواهد التنزيل:163/2.
2- تفسير الجري:ح 40،و تفسير فرات:131.
3- سوره 37 - آيه 24
4- مناقب آل أبي طالب:4/2.
5- سوره 37 - آيه 24
6- مناقب آل أبي طالب:3/2-4.

المؤمنين،و من لم يكن عنده (1)براءة من أمير المؤمنين[أمر اللّه تعالي الملكين الموكلين علي الجواز أن يوقفاه و يسألاه فلما عجز عن جوابهما فيكباه علي منخريه] (2)-أكبّه اللّه علي منخره- في النار و ذلك قوله تعالي: وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (3) »قلت:فداك أبي و أمي يا رسول اللّه ما معني براءة أمير المؤمنين؟قال:«مكتوب[بالنور الساطع]لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه و أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وصي (4)رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله» (5).

ص: 88


1- في المصدر:له.
2- زيادة من المصدر.
3- سوره 37 - آيه 24
4- في المصدر:ولي اللّه.
5- مائة منقبة:37 المنقبة 16.

الباب الحادي و الخمسون

في أن ولاية علي و ولاية أهل البيت عليهم السّلام و حبهم مسئول عنها العباد يوم القيامة

في قوله تعالي وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (1)

من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث الحديث الأول: ابن بابويه قال:حدّثنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقّاق رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمد بن أبي عبد اللّه قال:حدّثنا سهل بن زياد الآدمي عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني قال:حدثني سيدي علي بن موسي الرضا عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إن أبا بكر منّي لبمنزلة السمع،و ان عمر منّي لبمنزلة البصر، و إن عثمان منّي لبمنزلة الفؤاد فقال فلما كان من الغد دخلت عليه و عنده أمير المؤمنين و أبو بكر و عمر و عثمان فقلت له:يا أبت سمعتك تقول في أصحابك هؤلاء قولا فما هو فقال عليه السّلام:نعم و أشار إليهم فقال هم السمع و البصر و الفؤاد و سيسألون عن ولاية وصيّي هذا و أشار إلي علي بن أبي طالب عليه السّلام،ثم قال:إن اللّه عزّ و جل يقول: إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً (2) (3)ثم قال عليه السّلام:و عزة ربي إن جميع أمتي لموقوفون يوم القيامة و مسئولون عن ولايته و ذلك قول اللّه: وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (4) (5)

الحديث الثاني: ابن بابويه عن محمد بن عمر الحافظ الجعاني قال:حدثني عبد اللّه بن محمد ابن سعيد بن زياد من أصل كتاب أبيه قال:حدّثنا حفص بن عمر العمري قال:حدّثنا عصام بن طليق عن أبي هارون عن أبي سعيد عن النبي صلّي اللّه عليه و آله:في قول اللّه عزّ و جل وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (6) قال:«عن ولاية علي ما صنعوا في أمره و قد اعلمهم اللّه عزّ و جل أنّه الخليفة بعد رسوله» (7).

الحديث الثالث: الشيخ الطوسي في أماليه عن أبي محمد الفحّام قال:حدّثنا أبو الفضل محمد ابن هاشم الهاشمي صاحب الصلاة بسر من رأي قال:حدّثنا أبي هاشم بن القاسم قال:حدّثنا محمد بن زكريا ابن عبد اللّه الجوهري البصري عن عبد اللّه بن المثني عن ثمامة بن عبد اللّه بن أنس

ص: 89


1- سوره 37 - آيه 24
2- سوره 17 - آيه 36
3- الإسراء:36.
4- سوره 37 - آيه 24
5- عيون أخبار الرضا عليه السّلام:/280/2ح 86.
6- سوره 37 - آيه 24
7- معاني الأخبار:/67ح 7.

ابن مالك عن أبيه عن جدّه عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«إذا كان يوم القيامة و نصب الصراط علي جهنم لم يجز عليه إلاّ من معه جواز فيه ولاية علي بن أبي طالب و ذلك قوله تعالي: وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (1) يعني عن ولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام» (2).

الحديث الرابع: محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسيره فيما نزل في أهل البيت عليهم السّلام عن صالح بن أحمد عن أبي مقاتل عن حسين بن حسن عن حسين بن نصر بن مزاحم عن القاسم بن الغفار عن أبي الأحوص عن مغيرة عن الشعبي عن ابن عباس في قول اللّه عزّ و جل: وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (3) عن ولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام (4).

الحديث الخامس: الشيخ الطوسي في مصباح الأنوار بإسناده عن عبد اللّه بن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إذا كان يوم القيامة اقف أنا و علي علي الصراط بيد كل واحد منّا سيف،فلا يمر أحد من خلق اللّه إلاّ سألناه عن ولاية علي عليه السّلام فمن معه شيء منها نجي و إلاّ ضربنا عنقه و القيناه في النار ثم تلا: وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (5) (6).

الحديث السادس: تفسير الإمام أبي محمد العسكري عليه السّلام في قوله تعالي وَ إِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِما أَنْزَلَ اللّهُ قالُوا نُؤْمِنُ بِما أُنْزِلَ عَلَيْنا وَ يَكْفُرُونَ بِما وَراءَهُ وَ هُوَ الْحَقُّ (7) (8)قال العسكري عليه السّلام:«و إذا قيل لهؤلاء اليهود الذين تقدم ذكرهم: آمِنُوا بِما أَنْزَلَ اللّهُ (9) علي محمد من القرآن المشتمل علي الحلال و الحرام و الفرائض و الأحكام قالُوا:نُؤْمِنُ بِما أُنْزِلَ عَلَيْنا (10) و هو التوراة وَ يَكْفُرُونَ بِما وَراءَهُ (11) يعني ما سواه و لا يؤمنون به وَ هُوَ الْحَقُّ (12) و الذي يقول هؤلاء اليهود.إنّه وراءه هو الحق؛ لأنه هو الناسخ و المنسوخ الذي قدمه اللّه عزّ و جل،قال اللّه تعالي: فَلِمَ (13) كنتم تَقْتُلُونَ (14) (15)لم كان يقتل أسلافكم يقتلون(أنبياء اللّه من قبل إن كنتم مؤمنين)بالتوراة أي ليس التوراة الآمرة بقتل الأنبياء،فإذا كنتم تقتلون الأنبياء فما آمنتم بما أنزل عليكم من التوراة؛لأن فيها تحريم قتل الأنبياء كذلك إذا لم تؤمنوا بمحمد و بما أنزل عليه هو القرآن هو الآمر بالإيمان و أنتم ما آمنتم بعد بالتوراة؛لأن اللّه تعالي أخذ عليهم الإيمان بهما،و لا يقبل الإيمان بأحدهما إلاّ مع الإيمان بالآخر،لذلك فرض اللّه الإيمان بولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام كما فرض اللّه الإيمان بمحمد فمن قال:آمنت بنبوة محمد و كفرت بولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام،فما آمن بنبوة محمد،إن اللّه تعالي

ص: 90


1- سوره 37 - آيه 24
2- أمالي الطوسي:/290مجلس /11ح 11.
3- سوره 37 - آيه 24
4- تأويل الآيات:493/2 ح 1.
5- سوره 37 - آيه 24
6- الصافات:24.
7- سوره 2 - آيه 91
8- البقرة:91.
9- سوره 2 - آيه 91
10- سوره 2 - آيه 91
11- سوره 2 - آيه 91
12- سوره 2 - آيه 91
13- سوره 2 - آيه 91
14- سوره 2 - آيه 91
15- البقرة:91.

إذا بعث الخلائق يوم القيامة نادي منادي ربّنا نداء تعريف الخلائق في إيمانهم و كفرهم فقال:اللّه أكبر اللّه أكبر،و مناد آخر ينادي:معاشر الخلائق ساعدوه علي هذه المقالة،فأما الدهرية و المعطّلة فيخرسون عن ذلك و لا تنطق ألسنتهم و يقولها سائر الناس[من الخلائق فيمتاز الدهرية و المعطلة عن سائر الناس بالخرس].

ثم يقول المنادي:اشهد أن لا إله إلا اللّه،فيقول الخلائق كلهم ذلك إلا من كان يشرك باللّه تعالي من المجوس و النصاري و عبدة الأوثان فإنهم يخرسون فيبينون بذلك من سائر الخلق،ثم يقول المنادي:اشهد أن محمدا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فيقولها المسلمون اجمعون و تخرس عنها اليهود و النصاري و سائر المشركين،ثم ينادي مناد آخر من عرصات القيامة ألا فسوقوهم إلي الجنة لشهادتهم لمحمد بالنبوة،فإذا النداء من قبل اللّه تعالي:لا بل قفوهم إنّهم مسئولون،يقول [الملائكة]الذين قالوا سوقوهم لشهادتهم بالنبوة:لما ذا يقفون يا ربّنا؟فإذا النداء من قبل اللّه تعالي:(وقوفهم إنّهم مسئولون)عن ولاية علي بن أبي طالب و آل محمد،يا عبادي و إمائي إني أمرتهم مع الشهادة لمحمد شهادة أخري،فإذا جاءوا بها يعطوا (1)ثوابهم و اكرموا مآبهم،و إن لم يأتوا بها لم تنفعهم الشهادة لمحمد بالنبوّة و لا لي بالربوبية،فمن جاء بها فهو من الفائزين،و من لم يأت بها فهو من الهالكين،فقال:فمنهم من يقول:[قد]كنت لعلي بالولاية شاهدا و لآل محمد محبا و هو في ذلك كاذب يظن أن كذبه ينجيه فيقال لهم:سوف نستشهد علي ذلك عليّا عليه السّلام فتشهد أنت يا أبا الحسن،فتقول:الجنة لأوليائي شاهدة،فمن كان منهم صادقا خرجت إليه رياح الجنة و نسيمها فاحتملته فاوردته علالي الجنة و غرفها و أحلته دار المقامة من فضل ربّه لا يمسهم فيها نصب و لا يمسهم فيها لغوب،و من كان منهم كاذبا جاءته سموم النار و حميها و ظلّها الذي هو ثلاث شعب لا ظليل و لا يغني من اللهب،فتحمله فترفعه في الهواء و تورده نار جهنم.

ثم قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:فلذلك أنت قسيم الجنة و النار تقول لها:هذا لي و هذا لك» (2).

ص: 91


1- فعظموا.
2- تفسير الإمام العسكري:406 ح 275-276.

الباب الثاني و الخمسون

في أن العبد يسأل يوم القيامة عن أربع منها حب أهل البيت عليهم السّلام

من طريق العامة و فيه أربعة أحاديث الحديث الأوّل: الفقيه أبو الحسن علي بن محمد الشافعي المعروف ب(ابن المغازلي الواسطي) عن القاضي أبي الفرج أحمد بن علي بن جعفر بن محمد بن المعلي الحافظ قال:حدّثنا أبو الطيب ابن الفرخ حدّثنا الهيثم بن خلف حدثني أحمد بن محمد بن يزيد حدثني جعفر بن الحسن الأشقر حدّثنا هشيم عن أبي هاشم يعني الرمّاني عن مجاهد عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتي يسأل عن أربع:عن عمره فيما افناه،و عن جسده فيما أبلاه، و عن ماله فيما انفقه و من أين اكتسبه،و عن حبنا أهل البيت عليهم السّلام» (1).

الحديث الثاني: إبراهيم بن محمد الحمويني المتقدم قال:أنبأني السيد النسّابة زين الدين مسند النقابة جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد الموسوي-رحمة اللّه عليهم-فيما أهداه لي قال:انبأني والدي النقيب قدّس سرّه قال:أخبرني أبو القاسم علي بن علي بن منصور الحاري إجازة و أخبرني الشيخ أبو عبد اللّه محمد بن يعقوب الحنبلي قالا:أنبأنا أبو القاسم ذاكر بن كامل الخفّاف قال:أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك بن الحسين الخلال سماعا قال:أنبأنا الشيخ الزكي أبو أحمد بن حمزه عن فضالة بن محمد الهروي بهراة قال:أنبأنا الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد ابن عبد اللّه بن يزداد بن علي بن عبد اللّه الرازي ثم البخاري ببخاري و قرأ عليه في داره فأقرأه في صفر سنة سبع و تسعين و ثلاثمائة قال:نبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن مهرويه القزويني بقزوين قال:نبأنا داود بن سليمان يوسف بن أحمد الغازي قال:حدثني علي بن موسي الرضا عليه السّلام:«قال:

حدثني أبي موسي ابن جعفر عليه السّلام عن أبيه جعفر بن محمد عليه السّلام عن أبيه محمد بن علي عليه السّلام عن أبيه علي بن الحسين عليه السّلام عن أبيه الحسين بن علي عليه السّلام عن أبيه علي بن أبي طالب عليه و عليهم صلوات اللّه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إذا كان يوم القيامة لم تزل قدما عبد حتي يسأل عن أربع:عن عمره فيما أفناه،و عن شبابه فيما أبلاه و عن ماله من أين اكتسبه و في ما ذا أنفقه،و عن حبّنا أهل

ص: 92


1- مناقب ابن المغازلي:/93ح 157.

البيت» (1).

الحديث الثالث: ابن شهرآشوب من طريق العامة عن الثعلبي في تفسيره عن مجاهد عن ابن عباس و أبي القاسم القشيري[في تفسيره]عن الحاكم الحافظ بإسناده عن أبي برزة و ابن بطه في إبانته بإسناده عن أبي سعيد الخدري كلهم عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«لا يزول قدم عبد يوم القيامة حتي يسأل عن أربعة:عن عمره فيما أفناه،و عن شبابه فيما أبلاه،و عن ماله من أين اكتسبه و فيما أنفقه و عن حبّنا أهل البيت» (2).

الحديث الرابع: صدر الأئمة عند المخالفين أبو المؤيد موفق بن أحمد في كتاب فضائل علي عليه السّلام قال:انبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني،قال:أخبرنا شجاع بن المظفر بن شجاع العدل حدّثنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري حدّثنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ أخبرنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ الكوفي حدّثنا المنذر بن محمد بن المنذر القابوسي حدثني أبي حدثني عمّي الحسين بن سعيد بن أبي الجهم عن أبان بن تغلب عن نفيع بن الحرث حدثني أبو برزة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و نحن جلوس ذات يوم:«و الذي نفسي بيده لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتي يسأله اللّه تبارك و تعالي عن أربع:عن عمره فيما أفناه،و عن جسده فيما أبلاه،و عن ماله فما اكتسبه و فيما أنفقه،و عن حبّنا أهل البيت»فقال له عمر بن الخطاب:فما آية حبّكم من بعدك فوضع يده علي رأس علي رحمه اللّه و هو إلي جانبه و قال:«إن حبّي من بعدي حبّ هذا» (3).

ص: 93


1- فرائد السمطين:/301/2ب /61ح 557.
2- مناقب آل أبي طالب:4/2.
3- المناقب:/76ح 59.

الباب الثالث و الخمسون

في أن العبد يسأل يوم القيامة عن أربع منها حب أهل البيت عليهم السّلام و ولايتهم

من طريق الخاصة و فيه خمس أحاديث الحديث الأول: الشيخ في أماليه قال:أخبرني محمد بن محمد يعني المفيد قال:أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه قال:حدثني أبي عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السّلام قال:

«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لا تزل (1)قدم عبد مؤمن يوم القيامة من بين يدي اللّه عزّ و جل حتي يسأل عن أربع خصال:عمرك فيما افنيته،و جسدك فيما أبليته،و مالك من أين اكتسبته و أين وضعته،و عن حبّنا أهل البيت فقال رجل من القوم:و ما علامة حبّكم يا رسول اللّه؟فقال:محبة هذا و وضع يده علي رأس علي بن أبي طالب عليه السّلام» (2).

الحديث الثاني: ابن بابويه بإسناده عن إسحاق بن موسي بن جعفر قال:حدثني أبي موسي بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه أمير المؤمنين عليّ ابن أبي طالب عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتي يسأل عن أربع:شبابه فيما أبلاه،و عمره فيما أفناه،و عن ماله من أين اكتسبه و فيما أنفقه،و عن حبّنا أهل البيت» (3).

الحديث الثالث: شرف الدين النجفي فيما نزل في العترة عن ابن عباس عن النبي صلّي اللّه عليه و آله:إنّه قال:

«لا تزول قدم العبد يوم القيامة حتي يسأل عن أربع:عن عمره فيما أفناه،و عن ماله من أين اكتسبه و فيما أنفقه،و عن علمه ما ذا عمل به و عن حبّنا أهل البيت» (4).

الحديث الرابع: ابن بابويه بإسناده عن رقية بنت إسحاق بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن أمها عن آبائها قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتي يسأل عن أربع خصال:عن عمره فيما أفناه و شبابه فيما أبلاه،و عن ماله من أين

ص: 94


1- في المصدر:تزال.
2- أمالي الطوسي:/124مجلس /5ح 6.
3- الخصال:/253ح 125.
4- تأويل الآيات:493/2 ح 3.

اكتسبه و فيما انفقه،و عن حبّنا أهل البيت» (1).

الحديث الخامس: الشيخ في أماليه بإسناده عن عبد اللّه بن عباس قال:قلت يا رسول اللّه أوصني؟

فقال:«عليك بمودّة علي بن أبي طالب و الذي بعثني بالحق نبيّا لا يقبل اللّه من عبد حسنة حتي يسأله عن حبّ علي بن أبي طالب عليه السّلام و هو تعالي أعلم فإن جاء بولايته قبل عمله علي ما كان منه،و إن لم يأت بولايته لم يسأله عن شيء ثم أمر به إلي النار» (2).

ص: 95


1- الخصال:125/253.
2- أمالي الطوسي:/104مجلس /4ح 15.

الباب الرابع و الخمسون

في أنّه لا يجوز العبد علي الصراط يوم القيامة

و لا يدخل الجنة إلاّ بجواز من أمير المؤمنين عليه السّلام بولايته و ولاية أهل بيته

من طريق العامة و فيه عشر أحاديث الحديث الأول: أبو المؤيد موفّق بن أحمد من أعيان العامة في كتاب فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام قال:ذكر الإمام محمد بن علي بن أحمد بن شاذان قال:أخبرني محمد بن حماد التستري عن محمد بن أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد اللّه الأصبهاني عن أبيه عن هشيم عن يونس عن عبيد عن الحسن البصري عن عبد اللّه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إذا كان يوم القيامة قعد علي بن أبي طالب عليه السّلام علي الفردوس و هو جبل قد علا علي الجنة و فوق عرش رب العالمين و من سفحه متفجر أنهار الجنة و يتفرق في الجنان و هو جالس علي كرسي من نور يجري من بين يديه التسنيم لا يجوز أحد الصراط إلاّ و معه براءة بولايته و ولاية أهل بيته يشرف علي الجنة فيدخل محبيه الجنة و مبغضيه النار» (1).

الحديث الثاني: موفق بن أحمد هذا أيضا قال:انبأني الحافظ الحسن أحمد المقري أخبرنا أحمد بن عبد اللّه حدّثنا أبو العباس أحمد بن علي بن محمد المرمي حدّثنا أبي حدّثنا إسماعيل ابن موسي حدّثنا محمد بن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إذا كان يوم القيامة أقام اللّه عزّ و جل جبرائيل و محمدا عليهما السّلام علي الصراط فلا يجوزه أحد إلاّ من كان معه براءة من علي كرم اللّه وجهه» (2).

الحديث الثالث: أبو الحسن علي بن محمد الخطيب الشافعي المعروف ب(ابن المغازلي)في كتاب مناقب أمير المؤمنين عليه السّلام قال:أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب اذنا عن القاضي أبي الفرج أحمد بن علي قال:حدّثنا أبو غانم سهل بن إسماعيل بن بلبل قال:حدّثنا أبو القاسم الطائي قال:حدّثنا محمد بن زكريا الغلابي،حدّثنا العباس بن بكار عن عبد اللّه بن المثني عن عمّه ثمامة بن عبد اللّه بن أنس عن أبيه[عن جده]قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إذا كان يوم القيامة و نصب

ص: 96


1- المناقب:/71ح 48.
2- المناقب:/319ح 324.

الميزان (1)علي شفير جهنم لم يجز عليه إلاّ من كان معه كتاب ولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام» (2).

الحديث الرابع: ابن المغازلي أيضا في كتابه من عدة طرق بأسانيد مختلفة عن النبي صلّي اللّه عليه و آله و المعني متقارب فيها أن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«اذا كان يوم القيامة و نصب الصراط علي شفير جهنم لم يمر عليه إلاّ من معه كتاب ولاية علي بن أبي طالب» (3).

و في بعض رواياتهم من عدة طرق بأسانيدها إلي النبي صلّي اللّه عليه و آله«لم يجز علي الصراط إلاّ من معه جواز من علي بن أبي طالب» (4).

الحديث الخامس: ابن المغازلي أيضا قال أخبرنا أبو محمد بن أحمد بن موسي الغندجاني قال:أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد الحفار قال:حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن رزين بن عثمان بن عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بن يزيد بن ورقاء الخزاعي قال:حدّثنا علي بن الحسين السعدي قال:حدّثنا إسماعيل بن موسي السدي قال:حدّثنا يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«علي يوم القيامة علي الحوض لا يدخل الجنة إلاّ من جاء بجواز من علي بن أبي طالب عليه السّلام».

و روي:«أن جبرائيل يجلس علي باب الجنة و لا يدخلها إلا من معه براءة من علي عليه السّلام» (5).

الحديث السادس: أبو شيرويه من أعيان علماء العامة من كتاب الفردوس في باب الحاء بالإسناد قال عن عمر بن الخطاب:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«حب علي براءة من النار» (6).

الحديث السابع: أبو الحسن الفقيه محمد بن أحمد بن شاذان المتقدم من طريق العامة يرفعه الي أبي سعيد الخدري قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إذا كان يوم القيامة أمر اللّه ملكين يقعدان علي الصراط فلا يجوز أحد إلاّ ببراءة أمير المؤمنين و من لم تكن له براءة أمير المؤمنين أكبّه اللّه علي منخريه في النار و ذلك قوله تعالي: وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (7) (8)قلت:فداك أبي و أمي يا رسول اللّه ما معني براءة أمير المؤمنين؟قال:«مكتوب[بالنور الساطع]لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب وصي (9)رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله» (10).

ص: 97


1- في المصدر:الصراط.
2- مناقب ابن المغازلي:212،و العمدة عنه:/369ح 726.
3- مناقب ابن المغازلي:/159ح 289.
4- ذخائر العقبي:71،و ينابيع المودة:338/1.
5- مناقب ابن المغازلي:/93ح 157 و كذلك في الصفحة /99ح 172.
6- الفردوسي:142/2 ح 2723 و في طبعة ح 2545.
7- سوره 37 - آيه 24
8- الصافات:24.
9- في المصدر:ولي اللّه.
10- مائة منقبة:37 المنقبة 16.

الحديث الثامن: ابن شهرآشوب في كتاب الفضائل من طريق العامة عن أنس عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس قال:قلت للنبي صلّي اللّه عليه و آله للنار جواز؟قال:«نعم»قلت:و ما هو؟قال:«حب علي ابن أبي طالب عليه السّلام» (1).

الحديث التاسع: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة قال:أخبرني الشيخ الصالح عماد الدين عبد الحافظ بن بدران بن شبل المقدسي بقراءتي عليه قلت له:أخبرك القاضي جمال الدين أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري الحرستاني إجازة أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل الفراوي أنبأنا شيخ السنّة أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي قال:

أنبأنا الحافظ أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه البيع النيسابوري قال:حدثني عطية بن سعيد عبد اللّه بن منصور الأندلسي ابن محمد حدّثنا القاسم بن علقمة الأبهري حدّثنا عثمان بن جعفر الدينوري قال:حدّثنا إبراهيم بن عبد اللّه الصاعدي حدّثنا ذو النون المصري حدّثنا مالك بن أنس عن جعفر ابن محمد صلوات اللّه عليهم أجمعين عن علي عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إذا جمع اللّه الأولين و الآخرين يوم القيامة و نصب الصراط علي جسر جهنم لم يجز بها أحد إلا من كانت معه براءة بولاية علي بن أبي طالب صلوات اللّه و سلامه عليه» (2).

ص: 98


1- نهج الإيمان لابن جبر:505،و تاريخ بغداد:380/3 ترجمة رقم 1519(محمد بن فارس).
2- فرائد السمطين:/289/1ب /54ح 228.

الباب الخامس و الخمسون

في أنه لا يجوز العبد الصراط يوم القيامة

و لا يدخل الجنة إلاّ بجواز من أمير المؤمنين عليه السّلام

من طريق الخاصة و فيه سبعة أحاديث الحديث الأول: الشيخ في أماليه عن أبي محمد الفحام قال:حدّثنا أبو الفضل محمد بن هاشم الهاشمي صاحب الصلاة بسر من رأي قال:حدّثنا هاشم بن القاسم قال:حدّثنا محمد بن زكريا بن عبد اللّه الجوهري البصري عن عبد اللّه بن المثني عن تمامة بن عبد اللّه بن أنس بن مالك عن أبيه عن جده عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«إذا كان يوم القيامة و نصب الصراط علي جهنم لم يجز عليه إلا من معه جواز فيه ولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام و ذلك قوله تعالي: وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (1) يعني عن ولاية علي ابن أبي طالب عليه السّلام» (2).

الحديث الثاني: شرف الدين النجفي في تأويل الآيات الباهرة في العترة الطاهرة قال:روي بحذف الإسناد عن محمد بن خيران قال:سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قوله تعالي: أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنِيدٍ (3) (4)فقال:«إذا كان يوم القيامة وقف محمد و علي علي الصراط،فلا يجوز عليه إلاّ من كان معه براءة»

قلت:و ما براءة؟

قال:«ولاية علي بن أبي طالب و الأئمة من ولده عليهم السّلام،و ينادي مناد:يا محمد يا علي ألقيا في في جهنم كل كفّار بنبوتك عنيد لعلي بن أبي طالب و الأئمة من ولده» (5).

الحديث الثالث: الشيخ المفيد في أماليه بإسناده عن عبد اللّه بن مسكان عن أبي بصير عن أبي جعفر محمد بن علي عن آبائه عليهم السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:كيف بك يا علي إذا وقفت علي شفير جهنم و قد مدّ الصراط و قيل للناس:جوزوا و قلت لجهنم:هذا لي و هذا لك،فقال علي عليه السّلام:يا

ص: 99


1- سوره 37 - آيه 24
2- أمالي الطوسي:/290مجلس /11ح 11.
3- سوره 50 - آيه 24
4- ق:24.
5- تأويل الآيات:610/2 ح 5.

رسول للّه و من أولئك؟قال:أولئك شيعتك معك حيث كنت» (1).

الحديث الرابع: تفسير العسكري عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:معاشر الناس أحبّوا موالينا مع حبكم لنا،هذه زيد بن حارثة و ابنه أسامة من خواص موالينا فأحبّوهما،فو الذي بعث محمدا بالحق نبيّا لينفعكم حبهما.

قالوا:و كيف ينفعنا حبّهما؟

قال:إنهما يأتيان يوم القيامة عليا-صلوات اللّه عليه و آله-بخلق عظيم من محبيهما أكثر من ربيعة و مضر بعدد كل واحد منهما فيقولان:يا أخا رسول اللّه هؤلاء أحبّونا بحب محمد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و بحبّك فيكتب لهم علي عليه السّلام جوازا علي الصراط فيعبرون عليه و يردون الجنة سالمين، و ذلك أن أحدا لا يدخل الجنة من سائر أمة محمد إلاّ بجواز من علي صلوات اللّه عليه علي الصراط» (2).

الحديث الخامس: كتاب فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام بالاسناد عن جابر بن عبد اللّه قال:قلت لأبي جعفر عليه السّلام:الذي روي أنه لا يجوز أحد إلا ببراءة علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:«إنما هو من وجد في صحيفته حبّ علي و سبطيه جاز الصراط،و إن كان مبغضا و منقضا وقع في النار» (3).

الحديث السادس: ابن بابويه قال:حدثني أبي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا الحسين بن أحمد المالكي عن أبيه عن إبراهيم بن أبي محمود عن علي بن موسي عن أبيه موسي بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا علي أنت المظلوم بعدي فالويل لمن ظلمك و اعتدي عليك،و طوبي لمن تبعك و لم يختر عليك يا علي أنت المقاتل بعدي فويل لمن قاتلك،و طوبي لمن معك يا علي،أنت الذي تنطق بكلامي و تتكلم بلساني بعدي فويل لمن ردّ عليك و طوبي لمن قبل كلامك يا علي أنت سيّد هذه الأمة بعدي و أنت إمامها و خليفتي عليها و من فارقك فارقني يوم القيامة،و من معك كان معي يوم القيامة،يا علي أنت أول من آمن بي و صدقني،و أنت أول من أعانني علي أمري و جاهد معي عدوّي،و أنت أول من صلّي معي و الناس-يومئذ في غفلة الجهالة.

يا علي أنت أول من تنشق عنه الأرض معي و أنت أول من يبعث معي و أنت أول من تجوز

ص: 100


1- أمالي المفيد:/328مجلس /38ح 12.
2- تفسير الإمام العسكري:/441ح 293.
3- لم نجده في المصادر بهذه الألفاظ.

الصراط معي،و ان ربي عزّ و جل أقسم بعزته أنّه لا يجوز عقبة الصراط إلاّ من معه براءة ولايتك و ولاية الأئمة من ولدك،و أنت أول من يرد حوضي تسقي منه أوليائك و تذود عنه أعدائك،و أنت صاحبي إذا قمت المقام المحمود لتشفع لمحبينا فتشفع،و أنت أول من يدخل الجنة و بيدك لوائي و هو لواء الحمد و هو سبعون شقة الشقة منه أوسع من الشمس و القمر،و أنت صاحب شجرة طوبي في الجنة أصلها في دارك و أغصانها في دور شيعتك» (1).

الحديث السابع: عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إذا كان يوم القيامة أمر اللّه عزّ و جل جبرائيل أن يجلس علي باب الجنة فلا يدخلها أحد إلا و معه براءة من علي عليه السّلام» (2).

ص: 101


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام:/271/2ح 63.
2- كشف الغطاء:17/1،و كشف اليقين للحلي:304.

الباب السادس و الخمسون

في قوله تعالي وَ إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ (1) (2)

في ولاية أهل البيت عليهم السّلام النبي صلّي اللّه عليه و آله و الأئمة عليهم السّلام

من طريق العامة و فيه ثلاث أحاديث الحديث الأول: إبراهيم بن محمد الحمويني من أكابر علماء العامة قال:انبأني عز الدين أحمد ابن إبراهيم الفاروقي أنبأنا النقيب عبد الرّحمن الهاشمي إجازة أنبأنا شاذان بن جبرائيل القمّي بقراءتي عليه أنبأنا محمد بن عبد العزيز نبأنا محمد بن أحمد بن علي قال:أنبأنا أبو الفضل جعفر ابن عبد الواحد بن محمد بن محمود قال:أنبأنا أبو طاهر بن عبد الرحيم قال:نبأنا أبو محمد بن حباب قال:نبأنا محمد بن علي بن خلف قال:نبأنا الحسين بن علوان قال:أنبأنا سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن علي-عليه الصلاة و السلام-في قوله تعالي: وَ إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ (3) (4)قال عن ولايتنا.

الحديث الثاني: ابن شهرآشوب من طريق العامة عن الخصائص بالإسناد عن الأصبغ عن علي عليه السّلام مثله (5).

الحديث الثالث: من طريق العامة في معني الآية:يعني صراط محمد و آله عليهم السّلام (6).

ص: 102


1- سوره 23 - آيه 74
2- المؤمنون:74.
3- سوره 23 - آيه 74
4- المؤمنون:74.
5- مناقب آل أبي طالب:271/2،و ينابيع المودة:338/1-339.
6- المصدر السابق.

الباب السابع و الخمسون

في قوله تعالي وَ إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ (1)

في ولاية النبي و أهل بيته الأئمة عليهم السّلام

من طريق الخاصة و فيه أربعة أحاديث الحديث الأول: محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسيره فيما نزل في أهل البيت عليهم السّلام قال:

حدّثنا أحمد بن الفضل الأهوازي عن بكر بن محمد بن إبراهيم غلام الخليل قال:حدّثنا زيد بن موسي عن أبيه موسي عن أبيه جعفر عن أبيه محمد عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب عليه السّلام في قول اللّه عزّ و جلّ: وَ إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ (2) قال:«عن ولايتنا أهل البيت» (3).

الحديث الثاني: محمد بن العباس أيضا قال:حدثنا علي بن العباس عن جعفر الرّماني عن حسين ابن علوان عن سعد بن ظريف عن الأصبغ بن نباتة عن علي عليه السّلام قال:«قوله عزّ و جل: وَ إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ (4) »قال:«عن ولايتنا» (5).

الحديث الثالث: ابن شهراشوب قال في كتبنا عن جابر عن أبي حنيفة قوله تعالي: وَ إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ (6) قال:«ولايتنا» (7).

الحديث الرابع: علي بن إبراهيم في تفسير الآية عن الصادق عليه السّلام في قوله تعالي: وَ إِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (8) (9)قال:«إلي ولاية أمير المؤمنين»قال: وَ إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ (10) قال:عن الإمام لحائدون» (11).

ص: 103


1- سوره 23 - آيه 74
2- سوره 23 - آيه 74
3- تأويل الآيات:355/1.
4- سوره 23 - آيه 74
5- المصدر السابق:ح 7.
6- سوره 23 - آيه 74
7- مناقب آل أبي طالب:271/2.
8- سوره 23 - آيه 73
9- المؤمنون:73.
10- سوره 23 - آيه 74
11- تفسير القمي:92/2.

الباب الثامن و الخمسون

في قوله تعالي يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (1)

نزلت في أمير المؤمنين عليه السّلام و الأئمة عليهم السّلام

من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث الحديث الأول: ابن شهرآشوب عن تفسير مجاهد أن هذه الآية نزلت في أمير المؤمنين عليه السّلام حين خلّفه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:«يا رسول اللّه تخلّفني علي النساء و الصبيان؟فقال:يا أمير المؤمنين (2)أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي حين قال له:«اخلّفني في قومي و اصلح»فقال:

بلي و اللّه. وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (3) قال:علي بن أبي طالب«ولاه اللّه أمر الأمة بعد محمد»و حين خلّفه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بالمدينة فأمر اللّه العباد بطاعته و ترك خلافه (4).

الحديث الثاني: ابن شهرآشوب قال:في إبانه الفلكي أنها نزلت لما شكا أبو بردة من علي عليه السّلام (5).

الحديث الثالث: ابن شهرآشوب أيضا قال:سأل الحسن بن صالح بن حي-و هو زيدي تنسب إليه فرقة من الزيدية-عن جعفر الصادق عليه السّلام في معني الآية فقال:الأئمة من أهل بيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله (6).

الحديث الرابع: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة قال:أنبأنا السيد النسّابة جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد الموسوي قال:أنبأنا والدي السيد شمس الدين شيخ شرف فخار الموسوي بروايته عن شاذان بن جبرائيل القمي عن جعفر بن محمد الدوريستي عن أبيه عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي قدّس سرّه قال:حدّثنا أبي و محمد بن الحسن رضي اللّه عنهما قال:أنبأنا سعد بن عبد اللّه قال:نبأنا يعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسي عن عمر بن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي قال:رأيت عليّا عليه السّلام في مسجد

ص: 104


1- سوره 4 - آيه 59
2- في المصدر:يا علي.
3- سوره 4 - آيه 59
4- مناقب آل أبي طالب:219/2،و البحار:298/23 ح 41-42.
5- المصدر السابق.
6- المصدر السابق:218/2.

رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في خلافة عثمان و جماعة يتحدثون و يتذاكرون العلم و الفقه فذكروا قريشا و فضلها و سوابقها و هجرتها و ما قال فيها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من الفضل مثل قوله صلّي اللّه عليه و آله:«الأئمة من قريش» و قوله صلّي اللّه عليه و آله:«الناس تبع قريش و قريش أئمة العرب»و قوله صلّي اللّه عليه و آله:«لا تسبوا قريشا»و قوله صلّي اللّه عليه و آله:«إن للقرشي قوّة رجلين من غيرهم»و قوله صلّي اللّه عليه و آله:«من أبغض قريشا أبغضه اللّه»و قوله صلّي اللّه عليه و آله:«من أراد هوان قريش أهانه اللّه»و ذكروا الأنصار و فضلها و سوابقها و نصرتها و ما اثني اللّه عليهم في كتابه و ما قال فيهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من الفضل و ذكروا ما قال في سعد بن عبادة و غسيل الملائكة فلم يدعوا شيئا من فضلهم حتي قال كل حيّ منا فلان و فلان و قالت قريش منا رسول اللّه و منا حمزة و منا جعفر و منا عبيدة بن الحرث و زيد بن حارثة و أبو بكر و عمر و عثمان و أبو عبيدة و سالم مولي أبي حذيفة و عبد الرّحمن بن عوف فلم يدعوا من الحيين أحدا من أهل السابقة إلاّ سموه و في الحلقة أكثر من مائتي رجل فيهم علي بن أبي طالب-صلوات اللّه عليه و آله-و سعد بن أبي وقاص و عبد الرحمن بن عوف و طلحة و الزبير و عمار و المقداد و أبو ذر و هاشم بن عتبة و ابن عمر و الحسن و الحسين عليهم السّلام و ابن عباس و محمد بن أبي بكر و عبد اللّه بن جعفر و من الأنصار أبي بن كعب و زيد بن ثابت و أبو أيوب الأنصاري و أبو الهيثم ابن التيهان و محمد بن مسلمة و قيس بن سعد بن عبادة و جابر بن عبد اللّه و أنس بن مالك و زيد بن أرقم و عبد اللّه ابن أبي أوفي و أبو ليلي و معه ابنه عبد الرّحمن قاعد بجنبه غلام صبيح الوجه أمرد فجاء أبو الحسن البصري و معه ابنه الحسن غلام أمرد صبيح الوجه معتدل القامة قال:فجعلت انظر إليه و إلي عبد الرّحمن بن أبي ليلي فلا أدري أيّهما أجمل غير أن الحسن أعظمهما و أطولهما فأكثر القوم و ذلك من بكرة إلي حين الزوال،و عثمان في داره لا يعلم بشيء ممّا هم فيه و علي بن أبي طالب عليه السّلام ساكت لا ينطق و لا أحد من أهل بيته، فأقبل القوم عليه فقالوا:يا أبا الحسن ما يمنعك أن تتكلم فقال:«ما من الحيين إلاّ و قد ذكر فضلا و قال حقا فأنا أسألكم يا معشر قريش و الأنصار ممن أعطاكم اللّه هذا الفضل أ بأنفسكم و عشائركم و أهل بيوتاتكم أم بغيركم»؟

قالوا:بل أعطانا اللّه و منّ به علينا بمحمد صلّي اللّه عليه و آله و عشيرته لا بأنفسنا و عشائرنا و لا بأهل بيوتاتنا.

قال:«صدقتم يا معشر قريش و الأنصار أ لستم تعلمون أن الذي نلتم من خير الدنيا و الآخرة منّا أهل البيت خاصة دون غيرهم و إن ابن عمي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:إني و أهل بيتي كنّا نور يسعي بين يدي اللّه تعالي قبل أن يخلق اللّه عزّ و جل آدم بأربعة عشر ألف سنة فلما خلق اللّه آدم عليه السّلام،وضع ذلك النور في صلبه و اهبطه إلي الأرض ثم حمله في السفينة في صلب نوح عليه السّلام،ثم قذف به في

ص: 105

النار في صلب إبراهيم عليه السّلام ثم لم يزل اللّه عزّ و جل ينقلنا في الأصلاب الكريمة إلي الأرحام الطاهرة و من الأرحام الطاهرة إلي الأصلاب الكريمة من الآباء و الأمهات لم يلق واحد منا علي سفاح قط؟»

فقال:أهل السابقة و القدمة و أهل بدر و أهل أحد:نعم قد سمعنا ذلك من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،ثم قال:

«انشدكم اللّه أ تعلمون أن اللّه عزّ و جل فضل في كتابه السابق علي المسبوق في غير آية،و أني لم يسبقني إلي اللّه عزّ و جل و إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أحد من هذه الأمة؟»قالوا:اللهم نعم.

قال:«فانشدكم اللّه أ تعلمون حيث نزلت وَ السّابِقُونَ(1) الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ (2) وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (3) (4)سئل عنها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:أنزلها اللّه تعالي ذكره في الأنبياء و أوصيائهم فأنا أفضل أنبياء اللّه و رسله و علي بن أبي طالب وصي أفضل الأوصياء»

قالوا:اللهم نعم.

قال:«فانشدكم اللّه أ تعلمون حيث نزلت يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (5) (6)و حيث نزلت إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (7) (8)و حيث نزلت لَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللّهِ وَ لا رَسُولِهِ وَ لاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً (9) (10)قال الناس:يا رسول اللّه خاصة في بعض المؤمنين أم عامة لجميعهم فأمر اللّه عزّ و جل نبيّه صلّي اللّه عليه و آله أن يعلمهم ولاة أمرهم و أن يفسّر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم و زكاتهم و حجهم و نصبني للناس بغدير خم ثم خطب فقال:أيها الناس إن اللّه أرسلني برسالة ضاق بها صدري و ظننت أن الناس مكذبي فأوعدني لا بلغنها أو ليعذبني ثم أمر فنودي بالصلاة جامعة ثم خطب فقال:أيها الناس أ تعلمون أن اللّه عزّ و جل مولاي و أنا مولي المؤمنين،و أنا أولي بهم من أنفسهم؟قالوا:بلي يا رسول اللّه قال:قم يا علي فقمت،فقال:من كنت مولاه فعلي هذا مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه فقام سلمان فقال:يا رسول اللّه ولاء كما ذا فقال ولاء كولايتي من كنت أولي به من نفسه فعلي أولي به من نفسه فأنزل اللّه تعالي ذكره اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (11) (12)فكبّر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قال:«اللّه أكبر تمام نبوتي و تمام دين اللّه ولاية علي بعدي»فقام أبو بكر و عمر فقالا:يا رسول اللّه هذه الآيات خاصة في علي عليه السّلام قال:«بلي فيه

ص: 106


1- الواقعة:10.
2- سوره 9 - آيه 100
3- سوره 56 - آيه 10
4- الواقعة:10-11.
5- سوره 4 - آيه 59
6- النساء:59.
7- سوره 5 - آيه 55
8- المائدة:55.
9- سوره 9 - آيه 16
10- التوبة:16.
11- سوره 5 - آيه 3
12- المائدة:3.

و في أوصيائي إلي يوم القيامة»قالا:يا رسول اللّه بيّنهم لنا؟قال علي أخي و وزيري و وارثي و وصيي و خليفتي في أمتي و ولي كل مؤمن من بعدي ثم ابني الحسن ثم الحسين ثم التسعة من ولد ابني الحسين واحدا بعد واحدا القرآن معهم و هم مع القرآن لا يفارقونه و لا يفارقهم حتي يردّوا عليّ الحوض»فقالوا كلهم:اللهم نعم قد سمعنا ذلك و شهدنا كما قلت سواء،أو قال بعضهم:

قد حفظنا جل ما قلت لم نحفظ كله و هؤلاء الذين حفظوا أخيارنا و أفاضلنا:فقال علي-صلوات اللّه عليه و آله-:«صدقتم ليس كل الناس يستوون في الحفظ انشد اللّه عز و جل من حفظ ذلك من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لما قام فاخبر به».

فقام زيد بن أرقم و البراء بن عازب و سلمان و أبو ذر و المقداد و عمار فقالوا:نشهد لقد حفظنا قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو قائم علي المنبر و أنت الي جنبه و هو يقول:«أيها الناس إن اللّه عزّ و جل أمرني أن أنصب لكم إمامكم و القائم فيكم بعدي و وصيي و خليفتي و الذي فرض اللّه عزّ و جل علي المؤمنين في كتابه طاعته فقرنه بطاعته و طاعتي و أمركم بولايته و إني راجعت ربي خشية طعن أهل النفاق و تكذيبهم فأوعدني لأبلغها أو ليعذبني أيها الناس إن اللّه أمركم في كتابه بالصلاة،و قد بيّنتها لكم و الزكاة و الصوم و الحج فبينتها لكم و فسرتها و أمركم بالولاية،و إني اشهدكم أنها لهذا خاصة و وضع يده علي علي بن أبي طالب عليه السّلام ثم قال لابنيه بعده ثم للأوصياء من بعدهم من ولدهم لا يفارقون القرآن و لا يفارقهم القرآن حتي يردوا علي حوضي.أيها الناس قد بيّنت لكم مفزعكم بعدي و إمامكم و دليلكم و هاديكم و هو أخي علي بن أبي طالب هو فيكم بمنزلتي فيكم فقلدوه دينكم و أطيعوه في جميع أموركم،فإن عنده جميع ما علمني اللّه من علمه و حكمته فسلوه و تعلموا منه و من أوصيائه بعده،و لا تعلّموهم و لا تتقدموهم و لا تخلّفوا عنهم، فإنهم مع الحق و الحق معهم لا يزايلوه و لا يزايلهم».

ثم جلسوا قال سليم ثم قال علي عليه السّلام«أيها الناس أ تعلمون أن اللّه أنزل في كتابه إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) (2)فجمعني و فاطمة و ابني حسنا و حسينا ثم ألقي علينا كساء و قال:اللهم هؤلاء أهل بيتي و لحمي يؤلمني ما يؤلمهم و يؤذيني ما يؤذيهم و يحرجني ما يحرجهم فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا،فقالت أم سلمة:و أنا يا رسول اللّه؟فقال:أنت إلي خير إنما نزلت فيّ و في أخي علي بن أبي طالب و في ابني و في تسعة من ولد ابني الحسين خاصة،ليس معنا فيها لأحد شرك».

ص: 107


1- سوره 33 - آيه 33
2- الأحزاب:33.

فقالوا كلهم:نشهد أن أمّ سلمة حدثتنا بذلك فسألنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فحدثنا كما حدثتنا أم سلمة فقال علي-صلوات اللّه عليه-:«انشدكم اللّه أ لستم أ تعلمون أن اللّه عزّ و جل أنزل يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (1) (2)فقال سلمان:يا رسول اللّه عامة هذا أم خاصة؟

قال:أما المؤمنون فعامة المؤمنين أمروا بذلك،و أما الصادقون فخاصة لأخي علي و أوصيائي من بعده إلي اليوم القيامة؟»قالوا:اللهم نعم.

قال«انشدكم اللّه تعالي أ تعلمون أني قلت:لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في غزوة تبوك لم خلّفتني فقال:إن المدينة لا تصلح إلاّ بي أو بك و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبيّ من بعدي؟»

قالوا:اللهم نعم.

قال:أنشدكم اللّه أ تعلمون أن اللّه أنزل في سورة الحج يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَ اسْجُدُوا وَ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَ افْعَلُوا الْخَيْرَ (3) (4)...إلي آخر السورة فقام سلمان فقال:يا رسول اللّه من هؤلاء الذين أنت عليهم شهيد،و هم شهداء علي الناس الذين اجتباهم اللّه و لم يجعل عليهم في الدين من حرج ملة إبراهيم قال:عني بذلك ثلاثة عشر رجلا خاصة دون هذه الأمة قال سلمان:بيّنهم لنا يا رسول اللّه قال:أنا و أخي علي واحد عشر من ولدي»قالوا:اللهم نعم.

فقال علي عليه السّلام:«انشدكم اللّه أ تعلمون أن رسول اللّه قام خطيبا لم يخطب بعد ذلك فقال:أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي فتمسكوا بهما لن تضلوا فإن اللطيف أخبرني و عهد إليّ أنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض فقام عمر بن الخطاب شبه المغضب فقال يا رسول اللّه:أكل أهل بيتك؟فقال:لا و لكن أوصيائي منهم أولهم أخي و وزيري و وارثي و خليفتي في أمتي و ولي كل مؤمن من بعدي و هو أولهم ثم ابني الحسن ثم ابني الحسين ثم تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد حتي يردوا علي الحوض شهداء اللّه في أرضه و حججه علي خلقه و خزان علمه و معادن حكمته من اطاعهم فقد اطاع اللّه و من عصاهم عصي اللّه»فقال كلهم:نشهد أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال ذلك ثم تمادي بعلي عليه السّلام السؤال فما ترك شيئا إلا ناشدهم اللّه فيه و سألهم عنه حتي أتي اعلي آخر مناقبه و ما قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كثيرا كل ذلك يصدقونه و يشهدون أنه حق (5).

ص: 108


1- سوره 9 - آيه 119
2- التوبة:119.
3- سوره 22 - آيه 77
4- الحج:77.
5- فرائد السمطين:/312/1ب /58ح 250.

الباب التاسع و الخمسون

في قوله تعالي يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (1) (2)

نزلت في الأئمة عليه السّلام

من طريق الخاصة و فيه أربعة عشر حديثا الحديث الأول: محمد بن يعقوب عن معلي بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن أحمد ابن عائذ عن ابن أذينة عن زيد العجلي قال:سألت أبا جعفر عليه السّلام عن قول اللّه عزّ ذكره: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلي أَهْلِها وَ إِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ (3) (4)فقال:«إيانا عني، أن يؤدّي الأول إلي الإمام الذي بعده الكتب و العلم و السلاح، وَ إِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ (5) (6)الذي في أيديكم،ثم قال للناس: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (7) إيانا عني خاصة،أمر جميع المؤمنين إلي يوم القيامة بطاعتنا فإن خفتم تنازعا في أمر فردّوه إلي اللّه و إلي الرسول و إلي أولي الأمر منكم».كذا نزلت،و كيف يأمرهم اللّه عزّ و جل بطاعة ولاة الأمر و يرخّص منازعتهم؟إنما قيل ذلك للمأمورين الذين قيل لهم: أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (8) (9).

الحديث الثاني: محمد بن يعقوب بإسناده عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن الحسين ابن أبي العلاء قال:ذكرت إلي أبي عبد اللّه عليه السّلام قولنا في الأوصياء أن طاعتهم مفترضة قال:

فقال:«نعم هم الذين قال اللّه عزّ و جل أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (10) و هم الذين قال اللّه عزّ و جل: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا (11) (12).

الحديث الثالث: ابن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسي و علي بن محمد عن سهل بن زياد أبي سعيد عن محمد بن عيسي عن يونس عن ابن مسكان عن أبي بصير قال:سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قول اللّه عز و جل أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (13) فقال:«نزلت

ص: 109


1- سوره 4 - آيه 59
2- سورة النساء:62.
3- سوره 4 - آيه 58
4- النساء:58.
5- سوره 4 - آيه 58
6- النساء:58.
7- سوره 4 - آيه 59
8- سوره 4 - آيه 59
9- أصول الكافي:276/1 ح 1 باب أن الإمام يعرف الإمام الذي يكون بعده.
10- سوره 4 - آيه 59
11- سوره 5 - آيه 55
12- أصول الكافي:187/1 ح 7 باب فرض طاعتهم.
13- سوره 4 - آيه 59

في علي بن أبي طالب و الحسن و الحسين عليهما السّلام»فقلت له:إن الناس يقولون فما له لم يسمّ عليا و أهل بيته في كتاب اللّه عزّ و جل؟

قال:فقال:«قولوا لهم إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله نزلت عليه الصلاة و لم يسم اللّه لهم ثلاثا و لا أربعا حتي كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله هو الذي فسّر ذلك لهم،و نزلت عليه الزكاة و لم يسم لهم من كل أربعين درهما درهم حتي كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله هو الذي فسّر ذلك لهم،و نزل الحج فلم يقل لهم:طوفوا أسبوعا حتي كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله هو الذي فسّر ذلك لهم،و نزلت أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (1) و نزلت في علي و الحسن و الحسين فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من كنت مولاه فعلي مولاه، و قال صلّي اللّه عليه و آله:أوصيكم بكتاب اللّه و أهل بيتي فإني سألت اللّه عزّ و جل أن لا يفرّق بينهما حتي يوردهما علي الحوض فأعطاني ذلك،و قال:لا تعلّموهم فإنهم أعلم منكم،و قال:إنهم لن يخرجوكم من باب هدي و لن يدخلوكم في باب ضلالة،فلو سكت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلم يبين من أهل بيته لادّعاها آل فلان و آل فلان،لكن اللّه عزّ و جل أنزل في كتابه تصديقا لنبيّه إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (2) (3)فكان علي و الحسن و الحسين و فاطمة عليهم السّلام فأدخلهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله تحت الكساء في بيت أم سلمة و قال:اللهمّ إن لكلّ نبي أهلا و ثقلا و هؤلاء أهل بيتي و ثقلي فقالت أم سلمة:أ لست من أهلك؟فقال لها:إنك علي خير و لكن هؤلاء أهلي و ثقلي،فلما قبض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كان علي أولي الناس بالناس لكثرة ما بلّغ فيه رسول اللّه و اقامته للناس و أخذه بيده،فلما مضي علي فلم يكن علي يستطيع و لم يكن ليفعل أن يدخل محمد بن علي و لا العباس بن علي و لا واحد من ولده إذ لقال الحسن و الحسين:إن اللّه تبارك و تعالي أنزل فينا كما أنزل فيك و أمر بطاعتنا كما أمر بطاعتك،و بلغ فينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كما بلغ فيك،و أذهب عنا الرجس كما أذهب عنك،فلما مضي علي عليه السّلام كان الحسن أولي به لكبره،فلما توفي لم يستطع أن يدخل ولده و لم يكن ليفعل ذلك و اللّه عزّ و جل يقول: وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلي بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللّهِ (4) (5)فيجعلها في ولده إذ لقال الحسين عليه السّلام:أمر اللّه تبارك و تعالي بطاعتي كما أمر بطاعتك و طاعة أبيك،و بلّغ فيّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كما بلّغ فيك و في أبيك،و أذهب عني الرجس كما أذهب عنك و عن أبيك،فلما صارت إلي الحسين لم يكن أحد من أهل بيته يستطيع أن يدعي عليه كما كان هو يدعي علي أخيه و علي أبيه لو أرادا أن يصرفا الأمر عنه،و لم يكونا ليفعلا،ثم صارت حين أفضت إلي الحسين فجري تأويل هذه الآية وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلي بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللّهِ (6) ثم صارت من بعد

ص: 110


1- سوره 4 - آيه 59
2- سوره 33 - آيه 33
3- الأحزاب:33.
4- سوره 33 - آيه 6
5- الأحزاب:6.
6- سوره 33 - آيه 6

الحسين لعلي بن الحسين ثم صارت من بعد علي بن الحسين إلي محمد بن علي.و قال عليه السّلام:

اَلرِّجْسَ (1) :هو الشك و اللّه لا نشك في ربّنا أبدا» (2).

الحديث الرابع: ابن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسي عن إبراهيم بن عمر اليماني عن ابن أذينة عن أبان بن أبي عيّاش عن سليم بن قيس قال:سمعت عليا صلوات اللّه عليه يقول.و أتاه رجل فقال له:ما أدني ما يكون به العبد مؤمنا و أدني ما يكون به العبد كافرا و أدني ما يكون به العبد ضالا؟فقال له:«قد سألت فافهم الجواب أمّا أدني ما يكون به العبد مؤمنا أن يعرفه اللّه تبارك و تعالي نفسه فيقر إليه بالطاعة و يعرّفه نبيّه صلّي اللّه عليه و آله فيقرّ له بالطاعة و يعرّفه إمامه و حجته في أرضه و شاهده علي خلقه فيقرّ له بالطاعة».

قلت:يا أمير المؤمنين و إن جهل جميع الأشياء إلاّ ما وصفت؟قال«نعم إذا أمر أطاع و إذا نهي انتهي.

و أدني ما يكون به العبد كافرا من زعم أن شيئا نهي اللّه عنه أن اللّه أمر به و نصبّه دينا يتولي عليه و يزعم أنه يعبد الذي أمره به و إنما يعبد الشيطان،و أدني ما يكون العبد به ضالا أن لا يعرف حجة اللّه تبارك و تعالي و شاهده علي عباده الذي أمر اللّه عزّ و جل بطاعته و فرض ولايته».

قلت يا أمير المؤمنين صفهم لي؟قال:«الذين قرنهم اللّه تعالي بنفسه و بنبيه.فقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (3) .

فقلت:يا أمير المؤمنين جعلني اللّه فداك أوضح لي؟فقال:«الذين قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في آخر خطبته يوم قبضه اللّه عزّ و جل إليه:إني قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا بعدي إن تمسكتم بهما كتاب اللّه عزّ و جل و عترتي أهل بيتي فإن اللطيف الخبير قد عهد إليّ أنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض-و جمع بين مسبحتيه-و لا أقول كهاتين-و جمع بين المسبحة و الوسطي- فتسبق احدهما الأخري فتمسكوا بهما لا تزلّوا و لا تقدّموهم فتضلوا» (4).

الحديث الخامس: ابن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسي عن يونس عن حماد ابن عثمان عن عيسي بن السّري قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام:حدثني عما بنيت عليه دعائم الإسلام إذا أخذت بها زكي عملي و لم يضرني جهل ما جهلت بعده؟فقال:«شهادة أن لا إله لا اللّه و أن محمدا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و الإقرار بما جاء به من عند اللّه،و حق في الأموال من الزكاة،و الولاية التي أمر اللّه بها ولاية آل محمد صلّي اللّه عليه و آله فإن رسول اللّه قال:من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية،قال

ص: 111


1- سوره 33 - آيه 33
2- أصول الكافي:288/1 ح 1.
3- سوره 4 - آيه 59
4- أصول الكافي:415/2 ح 1 باب ادني ما يكون العبد.

اللّه عزّ و جل: أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (1) فكان علي عليه السّلام ثم صار من بعده حسن ثم حسين ثم من بعده علي بن الحسين ثم من بعده محمد بن علي ثم هكذا يكون الأمر،إن الأرض لا تصلح إلا بإمام،و من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية،و أحوج ما يكون أحدكم إلي معرفته إذا بلغت نفسه هاهنا-و أهوي بيده إلي صدره-يقول حينئذ:لقد كنت علي أمر حسن» (2).

الحديث السادس: ابن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن يزيد بن معاوية قال:تلا أبو جعفر عليه السّلام: أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (3) فإن خفتم تنازعا في الأمر فارجعوه إلي اللّه و إلي الرسول و إلي أولي الأمر منكم»ثم قال:كيف يأمر بطاعتهم و يرخّص في منازعتهم إنما قال ذلك للمأمورين الذين قيل لهم:أطيعوا اللّه و أطيعوا الرسول» (4).

الحديث السابع: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قدّس سرّه قال:حدّثنا عبد العزيز بن يحيي قال:حدّثنا المغيرة بن محمد قال:حدّثنا رجاء بن سلمة عن عمرو بن شمر عن جبار بن يزيد الجعفي قال:قلت لأبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السّلام:لأي شيء يحتاج إلي النبي صلّي اللّه عليه و آله و الإمام فقال:«لبقاء العالم علي صلاحه و ذلك أن اللّه عزّ و جل يرفع العذاب عن أهل الأرض إذا كان فيها نبي أو إمام قال اللّه عزّ و جل: وَ ما كانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ (5) (6)و قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:النجوم أمان لأهل السماء و أهل بيتي أمان لأهل الأرض فإذا ذهبت النجوم أتي أهل السماء ما يكرهون و إذا ذهب أهل بيتي أتي أهل الأرض ما يكرهون» (7).

الحديث الثامن: قال:حدّثنا أبي رحمه اللّه قال:حدثنا عبد اللّه بن جعفر الحميري قال:حدّثنا محمد ابن الحسين بن أبي الخطاب عن عبد اللّه بن محمد الحجال عن حماد بن عثمان عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه عزّ و جل: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ (8) قال:«الأئمة من ولد علي عليه السّلام و فاطمة إلي أن تقوم الساعة» (9).

الحديث التاسع: علي بن إبراهيم قال:حدثني أبي عن حماد عن حريز عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:

«نزلت فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ (10) فأرجعوه إلي اللّه و إلي الرسول و إلي أولي الأمر منكم» (11).

ص: 112


1- سوره 4 - آيه 59
2- أصول الكافي 21/2 ح 9 باب دعائم الإسلام.
3- سوره 4 - آيه 59
4- روضة الكافي:185/8 ح 212.
5- سوره 8 - آيه 33
6- الأنفال:33.
7- علل الشرائع:/123/1ح /1ب 103.
8- سوره 4 - آيه 59
9- عيون الأخبار:139/1 ح 14،و كمال الدين:222 ح 8 باب 22 و النقل منه.
10- سوره 4 - آيه 59
11- تفسير القمي:141/1.

الحديث العاشر: ابن بابويه قال:حدثني غير واحد من أصحابنا قالوا حدّثنا محمد بن همام عن جعفر بن محمد بن مالك الفرازي عن الحسن بن محمد بن سماعة عن أحمد بن الحارث قال:

حدثني المفضل بن عمر عن يونس بن ظبيان عن جابر بن يزيد الجعفي قال:سمعت جابر بن عبد اللّه الأنصاري[يقول:لما أنزل اللّه عزّ و جل علي نبيه محمد صلّي اللّه عليه و آله:(يا أيها الذين آمنوا أطيعوا اللّه و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم)قلت:يا رسول اللّه عرفنا اللّه و رسوله]فمن أولو الأمر الذين قرن اللّه طاعتهم بطاعتك؟فقال صلّي اللّه عليه و آله«هم خلفائي يا جابر و أئمة المسلمين من بعدي أولهم علي بن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي المعروف في التوراة ب(الباقر)ستدركه يا جابر،فإذا لقيته فاقرأه منّي السلام ثم الصادق جعفر بن محمد ثم موسي بن جعفر ثم علي بن موسي ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم سميّي و كنيّي حجة اللّه في أرضه و بقيته في عباده ابن الحسن بن علي ذاك الذي يفتح اللّه تعالي ذكره علي يديه مشارق الأرض و مغاربها ذاك الذي يغيب عن شيعته و أوليائه غيبة لا يثبت فيها علي القول بإمامته إلاّ من امتحن اللّه قلبه للإيمان»قال جابر:فقلت له:يا رسول اللّه فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته؟

فقال عليه السّلام:«و الذي بعثني بالنبوة إنهم يستضيئون بنوره و ينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس و إن تجلاها سحاب يا جابر هذا من مكنون سر اللّه و مخزون علمه فاكتمه إلاّ عن أهله» (1).

الحديث الحادي عشر: محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمد بن حكيم عن أبي مسروق،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:قلت له:إنا نكلم الناس فنحتج عليهم بقول اللّه عزّ و جل أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (2) فيقولون:نزلت في المؤمنين، و نحتج عليهم بقوله تعالي قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (3) (4)فيقولون:نزلت في قربي المسلمين»قال:فلم ادع شيئا مما حضرني ذكره من هذا و شبهه إلا ذكرته،فقال لي:«إذا كان ذلك فادعهم إلي المباهلة»قلت:و كيف أصنع؟فقال:«اصلح نفسك،ثلاثا»و أظنه قال:و صم و اغتسل و ابرز أنت و هو الي الجبان فشبك أصابعك من يدك اليمني في أصابعه ثم انصفه و ابدأ بنفسك و قل:اللهم ربّ السماوات السبع و رب الأرضين السبع عالم الغيب و الشهادة الرّحمن الرحيم إن كان أبو مسروق جحد حقا و ادعي باطلا فأنزل عليه خسفا (5)أو عذابا أليما»ثم رد

ص: 113


1- كمال الدين و تمام النعمة:/253ح 3.
2- سوره 4 - آيه 59
3- سوره 42 - آيه 23
4- الشوري:23.
5- في المصدر:حسبانا.

الدعوة عليه فقل:و إن كان فلان جحد حقا و ادعي باطلا فأنزل عليه حسبانا من السماء أو عذابا أليما،ثم قال لي:«فإنك لا تلبث أن تري ذلك فيه»فو اللّه ما وجدت خلقا يجيبني إليه (1).

عنه بإسناده عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«الساعة التي تباهل فيها ما بين طلوع الفجر إلي طلوع الشمس» (2).

الحديث الثاني عشر: محمد بن إبراهيم النعماني بإسناده عن عبد الرزاق عن معمر عن أبان عن سليم بن قيس الهلالي قال:قلت لعلي عليه السّلام و ذكر حديثا فيه قال:«كنت أنا ادخل علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كل يوم دخلة و كل ليلة دخلة فيخلني فيها[خلوة أدور معه حيث دار]و قد علم أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنه لم يكن يصنع ذلك بأحد[من الناس]غيري،و كنت إذا سألت أجابني،و إذا سكت ابتدأني (3)و دعا اللّه أن يحفظني و يفهمني فما نسيت شيئا أبدا منذ دعا لي،و إني قلت لرسول اللّه:

يا نبي اللّه إنك منذ دعوت لي بما دعوت لم أنس شيئا مما تمليه علي فلم تأمرني بكتبه أ تتخوف علي النسيان؟

قال:يا أخي لا أتخوف عليك النسيان و لا الجهل و قد أخبرني اللّه عزّ و جل أنه قد استجاب لي فيك و في شركائك الذين يكونون من بعدك و إنما تكتبه لهم قلت:يا رسول اللّه و من شركائي؟قال الذين قرنهم اللّه بنفسه و بي فقال يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (4) قلت:يا نبي اللّه و من معهم؟قال:الأوصياء إلي أن يردوا علي حوضي كلهم هاد مهتد،لا يضرهم خذلان من خذلهم هم مع القرآن و القرآن معهم لا يفارقونه و لا يفارقهم بهم تنصر أمتي و يمطرون، و يدفع عنهم بعظائم دعواتهم،قلت:يا رسول اللّه سمّهم لي؟فقال:ابني هذا و وضع يده علي رأس الحسن،ثم ابني هذا و وضع يده علي رأس الحسين ثم ابن له علي اسمك يا علي،ثم ابن علي اسمه محمد بن علي،ثم أقبل علي الحسين عليه السّلام فقال سيولد محمد بن علي في حياتك فاقرأه منّي السلام،ثم تكلمه اثني عشر إماما،قلت:يا نبي اللّه سمّهم لي؟فسماهم رجلا رجلا، فهم و اللّه يا أخا بني هلال مهدي أمة محمد يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما» (5).

الحديث الثالث عشر: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبد اللّه محمد بن محمد

ص: 114


1- أصول الكافي:514/2 ح 1 باب المباهلة.
2- المصدر السابق:ح 2.
3- في المصدر تفاوت و زيادة:فربما كان ذلك في بيتي يأتيني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أكثر من ذلك في بيتي و كنت إذا دخلت عليه بعض منازله أخلا في و أقام عني نساءه فلا يبقي عنده غيري،و إذا أتاني للخلوة معي في منزلي لم تقم عني فاطمة و لا أحد من ابني.و قد وضع في المصدر بين معكوفين.
4- سوره 4 - آيه 59
5- كتاب الغيبة للنعماني:/81ح 10.

ابن النعمان قدّس سرّه و قال:أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد الأنباري الكاتب قال:حدّثنا أبو عبد اللّه إبراهيم بن محمد الأزدي قال:حدّثنا شعيب بن أيوب قال:حدّثنا معاوية بن هشام عن سفيان عن هشام بن حسان قال:سمعت أبا محمد الحسن بن علي عليهما السّلام يخطب الناس بعد البيعة له بالأمر فقال:«نحن حزب اللّه الغالبون و عترة رسوله الأقربون و أهل بيته الطيّبون الطاهرون واحد الثقلين الذين خلّفهما رسول اللّه في أمته،و الثاني كتاب اللّه فيه تفصيل كل شيء لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه فالمعول علينا في تفسيره لا نتظني تأويله بل نتيقن حقائقه فأطيعونا فإن طاعتنا مفروضة إذ كانت بطاعة اللّه عزّ و جل و رسوله مقرونة قال اللّه عزّ و جل: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَي اللّهِ وَ الرَّسُولِ (1) (و لو ردّوه الي الرسول و الي أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم)و احذركم الاصغاء لهتاف الشيطان فإنه لكم عدو مبين فتكونوا أوليائه الذين قال لهم لا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النّاسِ وَ إِنِّي جارٌ لَكُمْ فَلَمّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ نَكَصَ عَلي عَقِبَيْهِ وَ قالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَري ما لا تَرَوْنَ (2) فتلقون إلي الرماح وزرا و إلي السيوف جزرا و للعمد حطما و إلي السهام غرضا ثم لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً (3) (4).

قلت:و روي هذا الحديث الشيخ المفيد في أماليه بالسند و المتن (5).

الحديث الرابع: الشيخ المفيد في الاختصاص عن أحمد بن محمد بن عيسي عن محمد بن خالد البرقي عن القاسم بن محمد الجوهري عن الحسين بن أبي العلاء قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام الأوصياء طاعتهم مفترضة؟

فقال:«هم الذين قال اللّه: أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (6) و هم الذين قال اللّه إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (7) (8)(9).

و في هذا الباب زيادة تؤخذ من تفسير البرهان (10)في تفسير القرآن من رواية أهل البيت عليهم السّلام ألّفته من روايات أهل البيت،و هو كتاب حسن كثير الروايات في الآيات،و سيأتي إن شاء اللّه تعالي في معني هذه الآية بهذا المعني في باب الحادي و الستين.

ص: 115


1- سوره 4 - آيه 59
2- سوره 8 - آيه 48
3- سوره 6 - آيه 158
4- أمالي الطوسي:/691مجلس /39ح 12.
5- أمالي المفيد:/348ح 4.
6- سوره 4 - آيه 59
7- سوره 5 - آيه 55
8- المائدة:55.
9- الاختصاص:277.
10- تفسير البرهان:396/1-379-381،و 343/4 و 409/2.

الباب الستون

في قوله تعالي أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (1) (2)

نزلت في النبي صلّي اللّه عليه و آله و الأئمة عليهم السّلام

من طريق العامة و فيه حديثان الحديث الأول: أبو الحسن الفقيه ابن المغازلي الشافعي في كتاب المناقب قال:أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن الطيب الواسطي اذنا قال:حدّثنا أبو القاسم الصفار قال:حدّثنا عمر بن أحمد بن هارون قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي قال:حدّثنا يعقوب بن يوسف قال:

حدّثنا أبو غسان قال:حدّثنا مسعود بن سعد عن جابر عن أبي جعفر-يعني محمد بن علي الباقر عليه السّلام-في قوله تعالي: أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (3) قال:«نحن الناس و اللّه» (4).

الحديث الثاني: ابن شهرآشوب من طريق العامة عن أبي الفتوح الرازي بما ذكره أبو عبد اللّه المرزباني بإسناده عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالي أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (5) نزلت في رسول اللّه و في علي عليه السّلام.

قال:و حدثني أبو علي الطبرسي في مجمع البيان المراد بالناس النبي و آله،و قال أبو جعفر عليه السّلام:

«المراد بالفضل فيه النبوّة في علي الإمامة» (6).

ص: 116


1- سوره 4 - آيه 54
2- النساء:54.
3- سوره 4 - آيه 54
4- مناقب ابن المغازلي:/173ح 314.
5- سوره 4 - آيه 54
6- مناقب آل أبي طالب:15/3،و راجع مجمع البيان:109/3.

الباب الحادي و الستون

في قوله تعالي أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (1)

نزلت في النبي صلّي اللّه عليه و آله و الأئمة عليهم السّلام

من طريق الخاصة و فيه ثمانية و عشرون حديثا الحديث الأول: محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد بن عامر الأشعري عن معلي بن محمد قال:حدثني الحسن بن علي الوشاء عن أحمد بن عائذ عن ابن أذينة عن بريد العجلي قال:

سألت أبا جعفر عليه السّلام عن قول اللّه عزّ و جل أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (2) فكان جوابه:« أَ لَمْ تَرَ إِلَي الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَ الطّاغُوتِ وَ يَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هؤُلاءِ أَهْدي مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً (3) (4)يقولون لأئمة الضلال و الدعاة إلي النار:هؤلاء أهدي من آل محمد سبيلا أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ وَ مَنْ يَلْعَنِ اللّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً (5) أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ (6) يعني الإمامة و الخلافة، فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النّاسَ نَقِيراً (7) (8)نحن الناس الذين عني اللّه،و النقير النقطة التي في وسط النواة أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (9) نحن الناس المحسودون علي ما أتانا اللّه من الإمامة دون خلق اللّه أجمعين فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (10) (11)يقول:جعلنا منهم الرسل و الأنبياء و الأئمة فكيف يقرون به في آل إبراهيم و ينكرونه في آل محمد صلّي اللّه عليه و آله؟ فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَ كَفي بِجَهَنَّمَ سَعِيراً، إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ ناراً كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ إِنَّ اللّهَ كانَ عَزِيزاً حَكِيماً (12) (13)(14).

الحديث الثاني: ابن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن فضيل عن أبي الحسن عليه السّلام في قوله تبارك و تعالي: أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (15) قال:«نحن المحسودون» (16).

ص: 117


1- سوره 4 - آيه 54
2- سوره 4 - آيه 59
3- سوره 4 - آيه 51
4- النساء:55-58.
5- سوره 4 - آيه 52
6- سوره 4 - آيه 53
7- سوره 4 - آيه 53
8- النساء:53.
9- سوره 4 - آيه 54
10- سوره 4 - آيه 54
11- النساء:54.
12- سوره 4 - آيه 55
13- النساء:55-56.
14- أصول الكافي:205/1 ح 1 باب أنهم ولاة الأمر.
15- سوره 4 - آيه 54
16- المصدر السابق:ح 2.

الحديث الثالث: ابن يعقوب عن الحسن بن محمد عن معلي بن محمد عن الوشاء عن حماد ابن عثمان عن أبي الصباح قال:سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قول اللّه عزّ و جل: أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (1) فقال:«يا أبا الصباح نحن المحسودون» (2).

الحديث الرابع: ابن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن بريد العجلي عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله اللّه عزّ و جل: فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (3) قال:جعل منهم الرسل و الأنبياء و الأئمة فكيف يقرون في آل إبراهيم عليهم السّلام و ينكرون في آل محمد صلّي اللّه عليه و آله»قال:قلت وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (4) قال:الملك العظيم أن جعل فيهم أئمة،من أطاعهم أطاع اللّه و من عصاهم عصي اللّه فهو الملك العظيم» (5).

الحديث الخامس: ابن يعقوب عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسي عن الحسين بن المختار عن بعض أصحابنا عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه عزّ و جل: وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (6) قال:«الطاعة المفروضة» (7).

الحديث السادس: ابن يعقوب بإسناده عن أحمد بن محمد عن محمد بن أبي عمير عن سيف ابن عميرة عن أبي الصباح قال:قال أبو عبد اللّه عليه السّلام:«نحن قوم فرض اللّه عزّ و جل طاعتنا،لنا الأنفال و لنا صفو المال و نحن الراسخون في العلم و نحن المحسودون قال اللّه تعالي: أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (8) (9).

الحديث السابع: ابن يعقوب عن أبي القاسم بن العلاء قدّس سرّه رفعه عن عبد العزيز بن مسلم عن الرضا عليه السّلام في حديث يذكر فيه صفة الإمام عليه السّلام و هو حديث طويل قال فيه عليه السّلام:«قال في الأئمة من أهل البيت نبيّه و عترته و ذرّيته صلوات اللّه عليهم أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (10) فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَ كَفي بِجَهَنَّمَ سَعِيراً (11) (12).

الحديث الثامن: في التهذيب بإسناده عن علي بن الحسن بن فضّال عن محمد بن الحسين عن ابن أبي عمير عن سيف بن عميرة عن أبي الصباح قال:قال لي أبو عبد اللّه عليه السّلام:«نحن قوم فرض اللّه طاعتنا،لنا الأنفال و لنا صفو المال و نحن الراسخون في العلم و نحن المحسودون الذين قال اللّه

ص: 118


1- سوره 4 - آيه 54
2- المصدر السابق:ح 4.
3- سوره 4 - آيه 54
4- سوره 4 - آيه 54
5- المصدر السابق:ح 5.
6- سوره 4 - آيه 54
7- الكافي:186/1 ح 4 باب فرض طاعتهم.
8- سوره 4 - آيه 54
9- الكافي:186/1 ح 6.
10- سوره 4 - آيه 54
11- سوره 4 - آيه 54
12- الكافي:198/1-202 ح 1.

تعالي أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (1) (2).

الحديث التاسع: ابن بابويه في أماليه و عيون اخبار الرضا عليه السّلام قال:حدّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب و جعفر بن محمد مسرور-رضي اللّه عنهما-قالا:حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري عن أبيه عن الريّان بن الصلت قال:حضر الرضا عليه السّلام مجلس المأمون بمرو و قد اجتمع إليه في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق و خراسان في حديث طويل ذكر الفرق بين آل محمد صلّي اللّه عليه و آله و الأمة و ذكر الرضا عليه السّلام في ذلك الفرق بين الآل و الأمة فكان فيما ذكره عليه السّلام و قال اللّه عزّ و جل أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (3) فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (4) ثم ردّد المخاطبة في أثر هذا إلي سائر المؤمنين فقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (5) يعني الذين قرنهم بالكتاب و الحكمة و حسدوا عليها فقوله أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (6) فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (7) يعني الطاعة للمصطفين الطاهرين فالملك هاهنا الطاعة لهم» (8).

الحديث العاشر: علي بن إبراهيم في تفسيره قال:حدّثنا علي بن الحسين عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه عن يونس عن أبي جعفر الأحول مؤمن الطاق عن حنان عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:

قلت له فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ (9) قال:النبوة،قلت:و الحكمة قال:الفهم و القضاء،قلت:

وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (10) قال:الطاعة المفروضة» (11).

الحديث الحادي عشر: محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن ابن اذينة عن بريد العجلي عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه عزّ و جل: أَ لَمْ تَرَ إِلَي الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَ الطّاغُوتِ (12) (13)فلان و فلان و يقولون للذين كفروا هؤُلاءِ أَهْدي مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً (14) (15)يقولون لأئمة الضلال و الدعاة إلي النار هؤلاء اهدي من آل محمد و أوليائهم سبيلا أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ وَ مَنْ يَلْعَنِ اللّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً (16) أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ (17) يعني الإمام و الخلافة فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النّاسَ نَقِيراً (18) نحن الناس الذين عني اللّه» (19).

الحديث الثاني عشر: الصفار هذا عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن عمر بن

ص: 119


1- سوره 4 - آيه 54
2- تهذيب الأحكام:132/4 ح 367.
3- سوره 4 - آيه 54
4- سوره 4 - آيه 54
5- سوره 4 - آيه 59
6- سوره 4 - آيه 54
7- سوره 4 - آيه 54
8- عيون أخبار الرضا عليه السّلام:209/2،و أمالي الصدوق:/617مجلس /79ح 1.
9- سوره 4 - آيه 54
10- سوره 4 - آيه 54
11- تفسير القمي:140/1.
12- سوره 4 - آيه 51
13- النساء:51.
14- سوره 4 - آيه 51
15- النساء:53.
16- سوره 4 - آيه 52
17- سوره 4 - آيه 53
18- سوره 4 - آيه 53
19- البصائر:/54ح /3باب 16.

أذينة عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله تبارك و تعالي: أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (1) «فنحن المحسودون علي ما أتانا اللّه من الإمامة دون الخلق جميعا» (2).

الحديث الثالث عشر: الصفار عن محمد بن الحسين و يعقوب يزيد عن ابن أبي عمير عن عمر ابن أذينة عن بريد العجلي عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله تبارك و تعالي:« فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (3) فجعلنا منهم الرسل و الأنبياء و الأئمة فكيف يقرون في آل إبراهيم عليه السّلام و ينكرونه في آل محمد عليهم السّلام؟!قلت:فما معني قوله: وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (4) قال:

«الملك العظيم أن جعل فيهم أئمة من أطاعهم أطاع اللّه و من عصاهم عصي اللّه فهو الملك العظيم» (5).

الحديث الرابع عشر: الصفار عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيي الحلبي عن محمد الأحول عن عمران قال:قلت له قول اللّه تبارك و تعالي: فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ (6) :فقال:«النبوة»فقلت: وَ الْحِكْمَةَ (7) فقال:لا الفهم و القضاء»قلت له:قول اللّه تبارك و تعالي: وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (8) قال:«الطاعة» (9).

الحديث الخامس عشر: الصفار عن أبي محمد عن عمران بن موسي بن جعفر و علي بن اسباط عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في هذه الآية أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (10) فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (11) فقال:

«نحن[و اللّه]الناس الذين قال اللّه،و نحن المحسودون،و نحن أهل هذا الملك الذي يعود إلينا» (12).

الحديث السادس عشر: سعد بن عبد اللّه القمي في بصائر الدرجات عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسين بن سعيد و عبد اللّه بن القاسم جميعا عن حماد بن عيسي عن الحسين بن المختار القلانسي عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه عزّ و جل: وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (13) قال:«الطاعة المفروضة» (14).

الحديث السابع عشر: سعد هذا عن محمد بن عبد الحميد العطار عن منصور بن يونس عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:قلت له قول اللّه عزّ و جل: فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (15) فيه سقط ما هو؟قلت:أنت أعلم؟قال:«طاعة الإمام (16)مفروضة» (17).

ص: 120


1- سوره 4 - آيه 54
2- البصائر:/55ح /5باب 17.
3- سوره 4 - آيه 54
4- سوره 4 - آيه 54
5- البصائر:/56ح 6.
6- سوره 4 - آيه 54
7- سوره 4 - آيه 54
8- سوره 4 - آيه 54
9- البصائر:/56ح /7باب 17.
10- سوره 4 - آيه 54
11- سوره 4 - آيه 54
12- البصائر:/56ح 9.
13- سوره 4 - آيه 54
14- البصائر:/55ح 2.
15- سوره 4 - آيه 54
16- في المصدر المطبوع:اللّه.
17- البصائر:/530ح 17 باب 18 باب النوادر في الأئمة.

الحديث الثامن عشر: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن عبد اللّه بن محمد بن مهدي قال:أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرّحمن بن عقدة قال:حدّثنا يعقوب بن يوسف بن زياد قال:حدّثنا أبو غسان قال:حدّثنا مسعود بن سعد عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (1) قال:«نحن الناس» (2).

الحديث التاسع عشر: محمد بن مسعود العياشي في تفسيره بإسناده عن بريد بن معاوية قال:

كنت عند أبي جعفر عليه السّلام فسألته عن قول اللّه: أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (3) قال:

فكان جوابه أن قال:« أَ لَمْ تَرَ إِلَي الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَ الطّاغُوتِ (4) (5)فلان و فلان وَ يَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هؤُلاءِ أَهْدي مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً (6) [يقول:]الأئمة الضالة و الدعاة إلي النار هؤلاء أهدي من آل محمد و أوليائهم سبيلا أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ وَ مَنْ يَلْعَنِ اللّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً (7) أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ (8) (9)يعني الإمامة و الخلافة فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النّاسَ نَقِيراً (10) نحن الناس الذين عني اللّه.و النقير:النقطة التي رأيت في وسط النواة أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (11) نحن المحسودون علي ما آتانا اللّه من الإمامة دون خلق اللّه جميعا فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (12) يقول:فجعلنا منهم الرسل و الأنبياء و الأئمة فكيف يقرون بذلك في آل إبراهيم و تنكرونه في آل محمد صلّي اللّه عليه و آله؟! فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَ كَفي بِجَهَنَّمَ سَعِيراً (13) إلي قوله وَ نُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً (14) قال:قلت:قوله في آل إبراهيم وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (15) ما الملك العظيم؟قال:«أن جعل منهم أئمة من أطاعهم أطاع و اللّه و من عصاهم عصي اللّه فهو الملك العظيم» (16).

الحديث العشرون: العياشي هذا بإسناده عن بريد العجلي عن أبي جعفر عليه السّلام سواء و زاد فيه«أن تحكموا بالعدل إذا ظهرتم،أن تحكموا بالعدل إذا بدت في أيديكم» (17).

الحديث الحادي و العشرون: العياشي بإسناده عن أبي الصباح الكناني قال:قال أبو عبد اللّه عليه السّلام:

«يا أبا الصباح نحن قوم فرض اللّه طاعتنا،لنا الأنفال و لنا صفو المال،و نحن الراسخون في العلم و نحن المحسودون الذين قال اللّه في كتابه: أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (18) » (19).

ص: 121


1- سوره 4 - آيه 54
2- أمالي الشيخ الطوسي:/272ح /511مجلس /10ح 49.
3- سوره 4 - آيه 59
4- سوره 4 - آيه 51
5- النساء:51.
6- سوره 4 - آيه 51
7- سوره 4 - آيه 52
8- سوره 4 - آيه 53
9- النساء:53.
10- سوره 4 - آيه 53
11- سوره 4 - آيه 54
12- سوره 4 - آيه 54
13- سوره 4 - آيه 55
14- سوره 4 - آيه 57
15- سوره 4 - آيه 54
16- تفسير العياشي:246/1 ح 153.
17- المصدر السابق:ح 154.
18- سوره 4 - آيه 54
19- المصدر السابق:ح 155.

الحديث الثاني و العشرون: العياشي بإسناده عن يونس ظبيان قال:قال أبو عبد اللّه عليه السّلام«بينما موسي بن عمران يناجي ربّه و يكلّمه إذ رأي رجلا تحت ظل عرش اللّه فقال:يا رب من هذا الذي قد أظله عرشك؟فقال:يا موسي هذا ممن لم يحسد الناس علي ما أتاهم اللّه من فضله» (1).

الحديث الثالث و العشرون: العياشي بإسناده عن أبي سعيد المؤدب عن ابن عباس في قوله:

أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (2) قال:«نحن الناس[و فضله النبوة]».

الحديث الرابع و العشرون: العياشي بإسناده عن أبي خالد الكابلي عن أبي جعفر عليه السّلام:« مُلْكاً عَظِيماً (3) أن جعل فيهم أئمة من أطاعهم أطاع اللّه و من عصاهم عصي اللّه،فهذا ملك عظيم وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (4) »عنه في رواية أخري قال:«الطاعة المفروضة» (5).

الحديث الخامس و العشرون: العياشي بإسناده عن حمران عنه فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ (6) قال:«النبوة»،[قلت:]و الحكمة»؟قال:«الفهم و القضاء»[قلت:] مُلْكاً عَظِيماً (7) ؟قال:«الطاعة» (8).

الحديث السادس و العشرون: العياشي بإسناده عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السّلام فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ (9) قال:«فهو النبوة،و الحكمة فهم الحكماء من الأنبياء من الصفوة،و أما الملك العظيم فهم الأئمة الهداة من الصفوة» (10).

الحديث السابع و العشرون: العياشي بإسناده عن داود بن فرقد قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام و عنده إسماعيل ابنه عليه السّلام يقول: أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (11) الآية قال:«فقال الملك العظيم افتراض الطاعة فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ (12) »قال عبد اللّه:هو،فقلت:

استغفر اللّه،فقال لي إسماعيل:لم يا داود؟قلت:لأني كثيرا قرأتها فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ (13) قال:فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام:«إنما هو فمن هؤلاء-ولد إبراهيم-من آمن بهذا و منهم من صدّ عنه» (14).

الحديث الثامن و العشرون: سليم بن قيس الهلالي في كتابه عن أمير المؤمنين عليه السّلام في حديث يخاطب فيه معاوية قال:لعمري يا معاوية لو ترحمت عليك و علي طلحة و الزبير ما كان ترحمي عليكم و استغفاري لكم[ليحق باطلا بل يجعل اللّه ترحمي عليكم و استغفاري]لعنة عليكم و عذابا،و ما أنت و طلحة و الزبير بأعظم (15)جرما و لا أصغر ذنبا و لا أهون بدعا و ضلالة ممن

ص: 122


1- المصدر السابق:ح 156.
2- سوره 4 - آيه 54
3- سوره 4 - آيه 54
4- سوره 4 - آيه 54
5- المصدر السابق:ح 158-159.
6- سوره 4 - آيه 54
7- سوره 4 - آيه 54
8- المصدر السابق:ح 160.
9- سوره 4 - آيه 54
10- المصدر السابق:ح 161.
11- سوره 4 - آيه 54
12- سوره 4 - آيه 55
13- سوره 4 - آيه 55
14- المصدر السابق:ح 162.
15- في المصدر:بأحقر.

استوثقا (1)لك و لصاحبك الذي تطلب بدمه و هما و وطّئا لكما ظلمنا أهل البيت و حملاكما علي رقابنا فإن اللّه عز و جل يقول: أَ لَمْ تَرَ إِلَي الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَ الطّاغُوتِ وَ يَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هؤُلاءِ أَهْدي مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ وَ مَنْ يَلْعَنِ اللّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النّاسَ نَقِيراً أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (2) فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَ كَفي بِجَهَنَّمَ سَعِيراً (3) إلي آخر الآيات،فنحن الناس و نحن المحسودون و قوله وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (4) فالملك العظيم أن جعل فيهم أئمة من أطاعهم أطاع اللّه و من عصاهم عصي اللّه،فلم قد أقروا بذلك في آل إبراهيم و ينكرونه في آل محمد؟!يا معاوية إن تكفر بها أنت و صويحبك و من قبلك من الطغاة من أهل اليمن و الشام و الأعراب،أعراب ربيعة و مضر و جفاة الناس فقد و كل اللّه بها قوما ليسوا بها بكافرين» (5).

ص: 123


1- في البحار:أسسا.
2- سوره 4 - آيه 51
3- سوره 4 - آيه 54
4- سوره 4 - آيه 54
5- كتاب سليم بن قيس:305-306 و الحديث طويل هذا وسطه.

الباب الثاني و الستون

في أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و علي أمير المؤمنين عليه السّلام دعوة إبراهيم عليه السّلام

في قوله تعالي إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً قالَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ (1)

لأنهما لم يسجدا لصنم قط

من طريق العامة و فيه حديثان الحديث الأول: أبو الحسن الفقيه ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو محمد الحسن بن أحمد ابن موسي الغندجاني قال:أخبرنا أبو الفتح هلال بن أحمد الحفار قال:حدّثنا إسماعيل بن علي ابن رزين قال:حدثني أبي و إسحاق بن إبراهيم الدّبري قالا:حدّثنا عبد الرزاق قال:حدّثنا أبي عن مينا مولي عبد الرّحمن بن عوف عن عبد اللّه بن مسعود قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنا دعوة أبي إبراهيم»قلنا:يا رسول اللّه و كيف صرت دعوة أبيك إبراهيم؟قال:«أوحي اللّه عزّ و جلّ إلي إبراهيم إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً (2) فاستخفّ إبراهيم الفرح قال:يا رب و من ذرّيتي أئمة مثلي فأوحي اللّه عز و جل إليه أن يا إبراهيم إني لأعطيك عهدا لا أ في لك به قال:يا رب ما العهد الذي لا تفي لي به؟ قال:لا أعطيك لظالم من ذريتك عهدا قال إبراهيم عندها:و اجنبني و بني أن نعبد الأصنام رب إنهنّ أضللن كثيرا من الناس فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:فانتهت الدعوة إلي و إلي علي لم يسجد أحد منا لصنم قط فاتخذني اللّه نبيّا و اتخذ عليّا وصيا» (3).

الحديث الثاني: الواحدي في تفسير قوله تعالي: لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ (4) قال في تفسير ذلك:لا ينال عهدي الظالمين أعلمه أن في ذرّيته الظالم،قال:و قال السدي: عَهْدِي (5) نبوي -يعني لا ينال ما عهدت إليك من النبوة و الإمامة في الذين من كان ظالما من ولدك قال:و قال الفراء:

لا يكون للناس إمام مشرك (6).

ص: 124


1- سوره 2 - آيه 124
2- سوره 2 - آيه 124
3- مناقب ابن المغازلي:/177ح 322.
4- سوره 2 - آيه 124
5- سوره 2 - آيه 124
6- الدر المنثور:172/1 و راجع تفسير الطبري:756/1،و تفسير فتح القدير:140/1.

الباب الثالث و الستون

في أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أمير المؤمنين و الأئمة عليهم السّلام هم دعوة إبراهيم عليه السّلام

في قوله تعالي إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً قالَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ (1)

من طريق الخاصة و فيه ثلاثة عشر حديثا الحديث الأول: الشيخ أبو جعفر الطوسي في أماليه عن الحفّار قال:حدّثنا إسماعيل قال:

حدّثنا أبي و إسحاق بن إبراهيم الدبري قال:حدّثنا عبد الرزاق قال:حدّثنا أبي عن مينا مولي عبد الرّحمن بن عوف عن عبد اللّه بن مسعود قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنا دعوة أبي إبراهيم»قلنا:يا رسول اللّه و كيف صرت دعوة أبيك إبراهيم؟قال:«أوحي اللّه عز و جل إلي إبراهيم إني جاعلك للناس إماما فاستخف إبراهيم الفرح فقال:يا ربّ و من ذريتي أئمة مثلي فأوحي اللّه عزّ و جل إليه أن يا إبراهيم إني لا أعطيك عهدا لا أ في لك به،قال:يا رب ما العهد الذي لا تفي لي به،قال:لا أعطيك لظالم من ذريتك،قال:يا رب و من الظالم من ولدي الذي لا ينال عهدك قال:من سجد لصنم من دوني لا اجعله إماما أبدا و لا يصح أن يكون إماما قال:إبراهيم و اجنبني و بني أن نعبد الأصنام رب انهنّ اضللن كثيرا من الناس،قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:فانتهت الدعوة إليّ و إلي أخي علي لم يسجد أحد منّا لصنم قط فاتخذني اللّه نبيا و عليّا وصيّا» (2).

الحديث الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقّاق رضي اللّه عنه قال:

حدّثنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي قال:جعفر بن محمد بن مالك الكوفي الفزاري قال:حدّثنا محمد ابن الحسين بن زيد الزيّات قال:حدّثنا محمد بن زياد الأزدي عن المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد عليه السّلام قال:سألته عن قول اللّه عز و جل: وَ إِذِ ابْتَلي إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ (3) (4)ما هذه الكلمات قال:هي التي تلقاها آدم من ربّه فتاب عليه و هو أنّه قال:يا رب اسألك بحق محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين إلا تبت عليّ فتاب اللّه عليه إنّه هو التواب الرحيم».

فقلت له:يا ابن رسول اللّه فما يعني بقوله: فَأَتَمَّهُنَّ (5) قال:«يعني اتمهنّ إلي القائم عليه السّلام اثنا عشر إماما تسعة من ولد الحسين»و قول إبراهيم عليه السّلام وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي (6) «من حرف تبعيض يعلم أن من

ص: 125


1- سوره 2 - آيه 124
2- أمالي الطوسي:/378مجلس /13ح 62.
3- سوره 2 - آيه 124
4- البقرة:124.
5- سوره 2 - آيه 124
6- سوره 2 - آيه 124

الذرية من يستحق الإمامة و منهم من لا يستحقها هذا من جملة المسلمين و ذلك أنه يستحيل أن يدعو إبراهيم بالإمامة للكافر أو للمسلم الذي ليس بمعصوم فصحّ أن باب التبعيض وقع علي خواص المؤمنين،و الخواص إنما صاروا خواصا بالبعد من الكفر ثم من اجتنب الكبائر صار من جملة الخواص اخصّ ثم المعصوم هو الخاص الأخص،و لو كان للتخصيص صورة أربي عليه لجعل ذلك من أوصاف الإمام و قد سمّا اللّه عز و جل عيسي من ذرية إبراهيم و كان ابن بنته من بعد و لما صحّ أن ابن البنت ذرية و دعا إبراهيم لذريته بالامامة وجب علي محمد صلّي اللّه عليه و آله الاقتداء به في وضع الإمامة في المعصومين من ذريته حذو النعل بالنعل بعد ما أوحي اللّه عزّ و جل إليه و حكم عليه بقوله: ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً (1) (2)الآية و لو خالف ذلك لكان داخلا في قوله: وَ مَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ إِلاّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ (3) (4)جل نبي اللّه صلّي اللّه عليه و آله عن ذلك و قال اللّه عزّ و جل:

إِنَّ أَوْلَي النّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ (5) (6) و هذا النبي و الذين آمنوا و أمير المؤمنين عليه السّلام أبو ذرية النبي صلّي اللّه عليه و آله و وضع الإمام فيه و وضعها في ذرية المعصومين بعد و قوله عز و جل: لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ (7) (8)يعني بذلك أن الإمامة لا تصلح لمن قد عبد وثنا أو صنما أو اشرك باللّه طرفة عين، و إن اسلم بعد ذلك و الظلم وضع الشيء في غير موضعه و أعظم الظلم الشرك قال عز و جل: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (9) (10).

و كذلك لا يصلح للإمامة من قد ارتكب من المحارم شيئا صغيرا كان أو كبيرا،و إن تاب منه بعد ذلك و كذلك لا يقيم الحد من في جنبه حدّ،فإذا لا يكون الإمام إلاّ معصوما و لا تعلم عصمته إلاّ بنص اللّه عزّ و جل عليه عل لسان نبيّه صلّي اللّه عليه و آله لأن العصمة ليست في ظاهر الخلقة فتري كالسواد و البياض و ما اشبه ذلك فهي مغيبة لا تعرف إلا بتعريف علام الغيوب عز و جل» (11).

الحديث الثالث: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن أبي يحيي الواسطي عن هشام بن سالم و درست بن أبي منصور قال:قال أبو عبد اللّه عليه السّلام:«قد كان إبراهيم نبيّا و ليس بإمام حتي قال اللّه إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً قالَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي (12) فقال اللّه: لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ (13) من عبد صنما أو وثنا لا يكون إماما» (14).

ص: 126


1- سوره 16 - آيه 123
2- النحل:123.
3- سوره 2 - آيه 130
4- البقرة:130.
5- سوره 3 - آيه 68
6- آل عمران:68.
7- سوره 2 - آيه 124
8- البقرة:124.
9- سوره 31 - آيه 13
10- لقمان:13.
11- معاني الأخبار:/126ح 1 و اختصر المصنف.
12- سوره 2 - آيه 124
13- سوره 2 - آيه 124
14- الكافي:175/1-176 ح 1 باب طبقات الأنبياء و الحديث طويل.

الحديث الرابع: ابن يعقوب عن محمد بن الحسن عن من ذكره عن محمد بن خالد عن محمد ابن سنان عن زيد الشحام قال:سمعت أبا عبد اللّه يقول:«إن اللّه تبارك و تعالي أتخذ إبراهيم عليه السّلام عبدا قبل أن يتخذه نبيّا،و إن اللّه أتخذه نبيّا قبل أن يتخذه رسولا،و إن اللّه أتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا،و إن للّه أتخذه خليلا قبل أن يتخذه إماما (1)فلما جمع له الأشياء قال إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً (2) قال:فمن عظمها في عين إبراهيم قالَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي (3) قال: لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ (4) قال:لا يكون السفيه إمام التقي» (5).

الحديث الخامس: ابن يعقوب عن علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسين عن إسحاق بن عبد العزيز أبي السفاتج عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام قال:سمعته يقول:إن اللّه اتخذ إبراهيم عليه السّلام عبدا قبل أن يتخذه نبيّا،و أتخذه نبيّا قبل أن يتخذه رسولا،و أتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا و أتخذه خليلا قبل أن يتخذه إماما،فلما جمع له هذه الأشياء و قبض يده قال له:يا إبراهيم إني جاعلك للناس إماما،فمن عظمها في عين إبراهيم قال:يا رب و من ذريتي قال:لا ينال عهدي الظالمين» (6).

الحديث السادس: ابن بابويه قال:حدّثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قدّس سرّه قال:حدّثنا أبو أحمد القاسم بن محمد بن علي الهاروني قال:حدّثنا أبو حامد عمران بن موسي عن إبراهيم عن الحسن بن القاسم الرقام قال:حدثني القاسم بن مسلم عن أخيه عبد العزيز بن مسلم قال:كنّا مع الرضا عليه السّلام بمرو فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة في بدء مقدمنا فأداروا أمر الإمامة و ذكروا كثرة اختلاف الناس فيها فدخلت علي سيدي عليه السّلام فأعلمته خوضان الناس في ذلك فتبسّم عليه السّلام ثم قال:«يا عبد العزيز جهل القوم و خدعوا عن أديانهم إن اللّه عزّ و جلّ لم يقبض نبيّه صلّي اللّه عليه و آله حتي أكمل لهم الدين و أنزل عليه القرآن فيه تفصيل كل شيء بين فيه الحلال و الحرام و الحدود و الأحكام و جميع ما تحتاج إليه الناس كملا فقال عزّ و جل: ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ (7) (8)فأنزل في حجة الوداع و هو آخر عمره صلّي اللّه عليه و آله اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (9) فأمر الإمامة من تمام الدين و لم يمضي عليه السّلام حتي بين لأمته معالم دينهم و اوضح لهم سبيلهم و تركهم علي قصد الحق و أقام لهم عليّا عليه السّلام علما و إماما و ما ترك شيئا تحتاج إليه الأمة إلاّ بيّنه فمن زعم أن اللّه عزّ و جل لم يكمل دينه فقد ردّ كتاب اللّه،و من ردّ كتاب اللّه

ص: 127


1- في المصدر:يجعله.
2- سوره 2 - آيه 124
3- سوره 2 - آيه 124
4- سوره 2 - آيه 124
5- الكافي:175/1 ح 2.
6- المصدر السابق:ح 4.
7- سوره 6 - آيه 38
8- الأنعام:38.
9- سوره 5 - آيه 3

فهو كافر هل تعرفون قدر الإمامة و محلها من الأمة فيجوز فيها اختيارهم؟إن الإمامة أجل قدرا و أعظم شأنا و أعلي مكانا و أمنع جانبا و أبعد غورا من أن يبلغها الناس بعقولهم أو ينالوها بآرائهم أو يقيموا إماما باختيارهم إن الإمامة خصّ بها إبراهيم الخليل بعد النبوة و الخلة مرتبة ثالثة و فضيلة شرّفه بها و أشاد بها ذكره فقال عز و جل: إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً (1) فقال الخليل عليه السّلام سرورا بها: وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي (2) قال اللّه تبارك و تعالي: لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ (3) فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم إلي يوم القيامة فصارت في الصفوة عليهم السّلام» (4).

الحديث السابع: محمد بن مسعود العياشي في تفسيره رواه باسانيد عن صفوان الجمّال قال:

كنّا بمكة فجري الحديث في قول اللّه: وَ إِذِ ابْتَلي إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ (5) (6)قال:أتمهنّ بمحمد و علي و الأئمة من ولد علي عليهم السّلام في قول اللّه ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (7) (8)ثم قال: إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً قالَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ (9) قال:يا رب و يكون من ذريتي ظالم،قال:نعم فلان و فلان و فلان و من اتبعهم.قال:يا رب فعجل لمحمد و علي ما وعدتني فيهما و عجّل نصرك لهما و إليه أشار بقوله وَ مَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ إِلاّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَ لَقَدِ اصْطَفَيْناهُ فِي الدُّنْيا،وَ إِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصّالِحِينَ (10) فالملة الإمامة فلما أسكن ذريته بمكة قال: رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ (11) إلي قوله اَلثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ (12) (13)فاستثني من آمن خوفا أن يقول له:لا كما قال له في الدعوة الأولي قال:و من ذريتي،قال:

لا ينال عهدي الظالمين،فلما قال اللّه: وَ مَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلي عَذابِ النّارِ وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ (14) قال:يا رب و من الذي متعتهم؟قال:الذين كفروا بآياتي فلان و فلان و فلان» (15).

الحديث الثامن: العياشي بإسناده عن حريز عن من ذكره عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله اللّه: لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ (16) أي لا يكون إماما ظالما» (17).

الحديث التاسع: العياشي بإسناده عن هشام بن الحكم عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في قول اللّه: إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً (18) قال:«فقال:لو علم اللّه أن اسما أفضل منه لسمانا به» (19).

الحديث العاشر: سعد بن عبد اللّه القمي في بصائر الدرجات عن أحمد بن محمد بن عيسي

ص: 128


1- سوره 2 - آيه 124
2- سوره 2 - آيه 124
3- سوره 2 - آيه 124
4- كمال الدين:31/675.معاني الأخبار:/96ح 2.
5- سوره 2 - آيه 124
6- البقرة:124.
7- سوره 3 - آيه 34
8- آل عمران:34.
9- سوره 2 - آيه 124
10- سوره 2 - آيه 130
11- سوره 14 - آيه 37
12- سوره 2 - آيه 126
13- البقرة:126.
14- سوره 2 - آيه 126
15- المصدر السابق:/58ح 88.
16- سوره 2 - آيه 124
17- المصدر السابق:ح 89.
18- سوره 2 - آيه 124
19- المصدر السابق:ح 90.

و محمد بن عبد الجبار عن محمد بن خالد البرقي عن فضالة بن أيوب عن عبد الحميد بن نصر قال:

قال أبو عبد اللّه عليه السّلام:«ينكرون الإمام المفروض الطاعة و يجحدونه،و اللّه ما في الأرض منزلة عند اللّه أعظم منزلة من مفترض الطاعة،لقد كان إبراهيم دهرا ينزل عليه الوحي (1)[من اللّه و ما كان مفترض الطاعة]حتي بدا للّه أن يكرمه و يعظمه فقال: إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً (2) فعرف إبراهيم عليه السّلام ما فيها من الفضل فقال: وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي (3) أي و اجعل ذلك في ذريتي،قال اللّه عزّ و جل:

لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ (4) قال أبو عبد اللّه عليه السّلام«إنما هي في ذريتك لا يكون في غيرهم» (5).

الحديث الحادي عشر: الشيخ المفيد في أماليه عن أبي الحسين الأسدي عن أبي الحسين صالح ابن أبي حماد الرازي يرفعه قال:سمعت أبا عبد اللّه الصادق عليه السّلام يقول:«إن اللّه أتخذ إبراهيم عبدا قبل أن يتخذه نبيا،و إن اللّه أتخذه نبيّا قبل أن يتخذه رسولا،و إن اللّه أتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا،و إن اللّه أتخذه خليلا قبل أن يتخذه إماما،فلما جمع له الأشياء قال: إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً (6) قال:فمن عظمها في عين إبراهيم عليه السّلام قال: وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ (7) قال:لا يكون السفيه إمام التقي» (8).

الحديث الثاني عشر: الشيخ المفيد عن أبي محمد الحسن بن حمزة الحسيني عن محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسي عن أبي يحيي الواسطي عن هشام بن سالم و درست بن أبي منصور عنهم عليهم السّلام في حديث قال:«كان إبراهيم نبيّا و ليس بإمام حتي قال اللّه تبارك و تعالي: إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً (9) قال: وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي (10) فقال اللّه تبارك و تعالي: لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ (11) من عبد صنما أو وثنا أو مثالا لا يكون إماما (12).

الحديث الثالث عشر: العياشي بإسناده عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام قال سمعته يقول:«إن اللّه أتخذ إبراهيم عبدا قبل أن يتخذه نبيّا،و أتخذه نبيّا قبل أن يتخذه رسولا،و اتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا،و إن اللّه أتخذ إبراهيم خليلا قبل أن يتخذه إماما فلما جمع له الأشياء و قبض يده قال له:يا إبراهيم إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً (13) فمن عظمها في عين إبراهيم عليه السّلام قال:يا رب وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ (14) (15).

ص: 129


1- في المصدر:الامر.
2- سوره 2 - آيه 124
3- سوره 2 - آيه 124
4- سوره 2 - آيه 124
5- بصائر الدرجات:/529ح /12باب /18باب النوادر في الائمة.
6- سوره 2 - آيه 124
7- سوره 2 - آيه 124
8- لا يوجد في الأمالي نعم هو يعينه في الاختصاص:22.
9- سوره 2 - آيه 124
10- سوره 2 - آيه 124
11- سوره 2 - آيه 124
12- المصدر السابق و الحديث طويل.
13- سوره 2 - آيه 124
14- سوره 2 - آيه 124
15- لم نجده في العياشي،راجع البحار:206/25 ح 19،و تفسير الثقلين:121/1 ح 343.

الباب الرابع و الستون

في معني قوله تعالي يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (1)

من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث الحديث الأول: يوسف القطان في تفسيره عن شعبة عن قتادة عن ابن عباس في قوله تعالي:

يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (2) قال:إذا كان يوم القيامة دعا اللّه عزّ و جل أئمة الهدي و مصابيح الدّجي و أعلام التقي أمير المؤمنين و الحسن و الحسين ثم يقال لهم:جوزوا[علي]الصراط أنتم و شيعتكم و ادخلوا الجنة بغير حساب،ثم يدعو أئمة الفسق،و إن و اللّه يزيد منهم فيقال له:خذ بيد شيعتك و امضوا إلي النار بغير حساب (3).

الحديث الثاني: الثعلبي في تفسيره قال:حدّثنا أبو القسام يعقوب بن أحمد الأرغياني قال:

حدّثنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه العمّاني قال:حدّثنا أبو القاسم محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن عامر الطائي قال:حدثني أبي قال:حدثني علي بن موسي الرضا حدثني أبي موسي بن جعفر حدثني أبي جعفر بن محمد حدثني أبي محمد بن علي حدثني أبي علي بن الحسين حدثني أبي الحسين بن علي حدثني أبي علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:في قوله عزّ و جل:

يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (4) قال:«كل قوم يدعون بإمام زمانهم و كتاب ربّهم و سنّة نبيّهم» (5).

الحديث الثالث: أبو علي الطبرسي في مجمع البيان قال:روي الخاص و العام عن الرضا علي ابن موسي الرضا عليه السّلام بالأسانيد الصحيحة أنه روي عن آبائه عليهم السّلام عن النبي صلّي اللّه عليه و آله أنه قال:«فيه يدعي كل أناس بإمام زمانهم و كتاب ربّهم و سنة نبيّهم» (6).

و قال:ابن شهر أشوب في كتاب المناقب قال:روي الخاص و العام عن الرضا عليه السّلام عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«يدعي كل أناس بإمام زمانهم و كتاب ربّهم و سنّة نبيّهم» (7).

ص: 130


1- سوره 17 - آيه 71
2- سوره 17 - آيه 71
3- مناقب آل أبي طالب:263/2.
4- سوره 17 - آيه 71
5- العمدة عن الثعلبي المخطوط:/352ح 677.
6- مجمع البيان:275/6.
7- مناقب آل أبي طالب:263/2.

الباب الخامس و الستون

في معني قوله تعالي يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (1)

من طريق الخاصة و فيه أربعة و عشرون حديثا الحديث الأول: علي بن إبراهيم في تفسيره قال:أخبرنا أحمد بن إدريس قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسي عن ربعي بن عبد اللّه عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله تعالي: يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (2) قال:«يجيء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في فرقة و علي عليه السّلام في فرقة و الحسن في فرقة و الحسين في فرقة و كل من مات في ظهراني قوم جاءوا معه» (3).

الحديث الثاني: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسن بن محبوب عن عبد اللّه بن غالب عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«لما نزلت هذه الآية يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (4) قال المسلمون:يا رسول اللّه أ لست إمام الناس كلهم أجمعين؟قال:

فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنا رسول اللّه إلي الناس أجمعين،و لكن سيكون من بعدي أئمة علي الناس من اللّه من أهل بيتي يقومون في الناس فيكذبون و يظلمهم أئمة الكفر و الضلال و أشياعهم،فمن والاهم و اتّبعهم و صدقهم فهو منّي و معي و سيلقاني،ألا و من ظلمهم و كذبهم فليس منّي و لا معي و أنا منه بريء» (5).

رواه:محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن عبد اللّه بن غالب عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام مثله (6).

و رواه:أيضا أحمد بن محمد بن خالد البرقي في كتاب المحاسن عن ابن محبوب عن عبد اللّه ابن غالب عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر عليه السّلام مثله (7).

الحديث الثالث: أحمد بن محمد بن خالد البرقي في كتاب المحاسن عن أبيه عن النضر بن

ص: 131


1- سوره 17 - آيه 71
2- سوره 17 - آيه 71
3- تفسير القمي:22/2.
4- سوره 17 - آيه 71
5- الكافي:215/1 ح 1 باب الأئمة في كتاب اللّه.
6- البصائر:/53ح /1باب 16 فيه معرفة ائمة الهدي.
7- المحاسن:/155ح 84.

سويد عن ابن مسكان عن يعقوب بن شعيب قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام: يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (1) فقال:ندعوا كل قرن من هذه الأمة بإمامهم،قلت:فيجيء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في قرنه و علي عليه السّلام في قرنه و الحسن عليه السّلام في قرنه و الحسين عليه السّلام في قرنه،و كلّ إمام في قرنه الذي هلك بين أظهرهم؟قال:«نعم» (2).

الحديث الرابع: ابن بابويه في معاني الأخبار قال:حدّثنا أبو الحسن محمد بن علي بن الشاه الفقيه المروزي بمروالرود في داره قال:حدّثنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه النيسابوري قال:حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر بن سلمان الطائي بالبصرة قال:حدثني أبي في سنة ستين و مائتين قال:حدثني علي بن موسي الرضا عليه السّلام سنة أربع و تسعين و مائة.

و حدثنا:أبو منصور أحمد بن إبراهيم بن بكر الخوري بنيسابور.قال:حدثنا أبو إسحاق إبراهيم ابن مروان بن محمد الخوري قال:حدثنا جعفر بن محمد بن زياد الفقيه الخوري بنيسابور قال:

حدثنا أحمد بن عبد اللّه الهروي الشيباني عن الرضا علي بن موسي الرضا عليه السّلام.

و حدّثنا:أبو عبد اللّه الحسين بن محمد الأشناني الرازي العدل ببلخ قال:حدّثنا علي بن محمد ابن مهرويه القزويني عن داود بن سليمان الفرّاء عن علي بن موسي عليه السّلام قال:«حدثني أبي عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:في قوله تعالي: يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (3) قال:يدعي كل قوم بإمام زمانهم و كتاب ربّهم و سنة نبيّهم» (4).

الحديث الخامس: محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلي بن محمد عن محمد ابن جمهور عن صفوان بن يحيي عن محمد بن مروان عن الفضيل بن يسار قال:سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قول اللّه تبارك و تعالي: يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (5) فقال:«يا فضيل اعرف إمامك فإنّك إذا عرفت إمامك لم يضرّك تقدم هذا الأمر أو تأخر،و من عرف إمامه ثم مات قبل أن يقوم صاحب هذا الأمر كان بمنزلة من كان قاعدا في عسكره،لا بل بمنزلة من قعد تحت لوائه»قال:و قال بعض أصحابه بمنزلة من استشهد مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله» (6).

الحديث السادس: ابن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسي عن يونس عن عبد الرّحمن عن حماد عن عبد الأعلي قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول:«السمع و الطاعة أبواب

ص: 132


1- سوره 17 - آيه 71
2- المحاسن:/144ح 43.
3- سوره 17 - آيه 71
4- ذكر الصدوق هذه الأسانيد الثلاثة في عيون الأخبار:28/1 ح 4 و لكنه لم يذكر الحديث هذا.
5- سوره 17 - آيه 71
6- الكافي:371/1 ح 2.

الخير،السامع المطيع لا حجة عليه،و السامع العاصي لا حجه له،و إمام المسلمين تمّت حجته و احتجاجه يوم يلقي اللّه عزّ و جل ثم قال:يقول اللّه تبارك و تعالي: يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (1) » (2).

الحديث السابع: ابن يعقوب عن علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسين بن شمعون عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن عن عبد اللّه بن القاسم البطل عن عبد اللّه بن سنان قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام: يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (3) ؟

قال:«إمامهم الذي بين أظهرهم و هو قائم أهل زمانه» (4).

الحديث الثامن: ابن يعقوب عن علي بن محمد عن سهل بن زياد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن عمر بن أبان قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول:«اعرف العلامة إذا عرفته لم يضرّك تقدم هذا الأمر أو تأخر،إن اللّه عز و جل يقول يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (5) فمن عرف إمامه كان كمن كان في فسطاط المنتظر عليه السّلام» (6).

الحديث التاسع: العياشي في تفسيره بإسناده عن الفضيل قال:سألت أبا جعفر عليه السّلام عن قول اللّه:

يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (7) فقال:«يجيء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في قومه و علي عليه السّلام في قومه و الحسن عليه السّلام في قومه و الحسين عليه السّلام في قومه و كل من مات بين ظهراني إمام جاء معه» (8).

الحديث العاشر: العياشي بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام«إنه إذا كان يوم القيامة يدعي كلّ بإمامه الذي مات في عصره،فإن اثبته أعطي كتابه بيمينه لقوله: يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (9) فمن أوتي كتابه بيمينه فاولئك يقرءون كتابهم،و اليمين اثبات الإمام لأنه كتاب يقرأه لأن اللّه يقول: فَأَمّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ (10) ...الآية و الكتاب الإمام،فمن نبذه وراء ظهره كان كما قال فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ (11) و من أنكره كان من أصحاب الشمال الذين قال اللّه: ما أَصْحابُ الشِّمالِ فِي سَمُومٍ وَ حَمِيمٍ وَ ظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (12) ... (13)إلي آخر الآية (14).

الحديث الحادي عشر: العياشي بإسناده عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السّلام قال:سألته عن قوله: يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (15) قال:«من كان يأتمون به في الدنيا و يؤتي الشمس و القمر

ص: 133


1- سوره 17 - آيه 71
2- الكافي:190/1 ح 17.
3- سوره 17 - آيه 71
4- الكافي:537/1 ح 3.
5- سوره 17 - آيه 71
6- الكافي:372/1 ح 7.
7- سوره 17 - آيه 71
8- تفسير العياشي:302/2 ح 114.
9- سوره 17 - آيه 71
10- سوره 69 - آيه 19
11- سوره 3 - آيه 187
12- سوره 56 - آيه 41
13- الواقعة:41-43.
14- المصدر السابق:ح 115.
15- سوره 17 - آيه 71

فيقذفان في جهنم و من يعبدهما» (1).

الحديث الثاني عشر: العياشي عن جعفر بن أحمد بن الفضل بن شاذان أنه وجد مكتوبا بخطّ أبيه مثله (2).

عن أبي بصير قال:سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قول أمير المؤمنين عليه السّلام:«الإسلام[قد]بدأ غريبا و سيعود غريبا كما كان فطوبي للغرباء».

فقال:يا أبا محمد استأنف الداعي منا دعاء جديدا كما دعا إليه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله»فأخذت بفخذه فقلت:أشهد أنك إمامي،فقال:«أما إنه سيدعي كلّ أناس بإمامهم.و أصحاب الشمس بالشمس و أصحاب القمر بالقمر و أصحاب النار بالنار و أصحاب الحجارة بالحجارة» (3).

الحديث الثالث عشر: العياشي بإسناده عن عمار الساباطي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«لا تترك الأرض بغير إمام يحل حلال اللّه و يحرم حرامه و هو قول اللّه: يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (4) ،ثم قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية فمدّوا أعناقهم و فتحوا أعينهم»، فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام:«ليست الجاهلية الجهلاء»فلما خرجنا من عنده فقال لنا سليمان:هو و اللّه الجاهلية الجهلاء،و لكن لما رآكم مددتم أعناقكم و فتحتم اعينكم قال لكم كذلك (5).

الحديث الرابع عشر: العياشي بإسناده عن بشير الدّهان عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:أنتم و اللّه علي دين اللّه ثم تلا: يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (6) ثم قال:«علي إمامنا و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إمامنا،كم من إمام يجيء يوم القيامة يلعن أصحابه و يلعنونه،و نحن ذرية محمد و أمّنا فاطمة صلوات اللّه عليهم أجمعين» (7).

الحديث الخامس عشر: العياشي بإسناده عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام لما نزلت هذه الآية يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (8) قال المسلمون:يا رسول اللّه أ و لست إمام المسلمين أجمعين؟قال:فقال:

«أنا رسول اللّه إلي الناس أجمعين و لكن سيكون بعدي أئمة علي الناس من اللّه من أهل بيتي يقومون في الناس فيكذبون و يظلمون،ألا فمن تولاهم فهو مني و معي و سيلقاني،ألا و من ظلمهم أو أعان علي ظلمهم و كذبهم فليس مني و لا معي و أنا منه بريء»و زاد في رواية أخري مثله «و يظلمهم أئمة الكفر و الضلال و أشياعهم» (9).

ص: 134


1- المصدر السابق:ح 116.
2- المصدر السابق:ح 117.
3- المصدر السابق:ح 118.
4- سوره 17 - آيه 71
5- المصدر السابق:ح 119.
6- سوره 17 - آيه 71
7- المصدر السابق:ح 120.
8- سوره 17 - آيه 71
9- المصدر السابق:ح 121.

الحديث السادس عشر: العياشي بإسناده قال:سمعت أبا عبد اللّه يقول:«السمع و الطاعة أبواب الجنة،السامع المطيع لا حجة عليه و إمام المسلمين تمت حجته و احتجاجه يوم يلقي اللّه لقول اللّه يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (1) » (2).

الحديث السابع عشر: العياشي بإسناده عن بشير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام:أنه كان يقول:«ما بين أحدكم و بين أن يغتبط إلي أن تبلغ نفسه هاهنا»و أشار باصبعيه إلي حنجرته قال:ثم تلا (3)آيات من الكتاب قل أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (4) مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللّهَ (5) إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ (6) ثم قال: يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (7) فرسول اللّه إمامكم، و كم من إمام يجيء يوم القيامة يجيء يلعن أصحابه و يلعنونه» (8).

الحديث الثامن عشر: العياشي بإسناده عن محمد عن أحدهما عليه السّلام أنه سئل عن قوله: يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (9) فقال:«ما كانوا يأتمون به في الدنيا و يؤتي بالشمس و القمر فيغرقان (10)في جهنم و ما كان يعبدهما» (11).

الحديث التاسع عشر: العياشي بإسناده عن إسماعيل بن همام قال:قال الرضا عليه السّلام:في قول اللّه يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (12) قال:«إذا كان يوم القيامة قال اللّه:أ ليس عدل من ربكم أن يولوا كل قوم من تولّوا؟قالوا:بلي قال:فيقول:تميّزوا فيتميزوا» (13).

الحديث العشرون: العياشي بإسناده عن محمد بن حمران عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«إن كنتم تريدون أن تكونوا معنا يوم القيامة لا يلعن بعض بعضا،فاتقوا اللّه و أطيعوا فإن اللّه يقول يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (14) » (15).

الحديث الحادي و العشرون: عن الصادق عليه السّلام:«ألا تحمدون اللّه إنّه إذا كان يوم القيامة يدعي كل قوم إلي من يتولونه و فزعنا إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و فزعتم أنتم إلينا» (16).

الحديث الثاني و العشرون: الراوندي في الخرائج عن أبي هاشم عن أبي محمد العسكري عليه السّلام و قد سأله عن قوله تعالي: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ (17) قال عليه السّلام:«كلهم من آل محمد صلّي اللّه عليه و آله،الظالم لنفسه الذي لا يقرّ بالإمام

ص: 135


1- سوره 17 - آيه 71
2- المصدر السابق:ح 122.
3- في المصدر:تأول.
4- سوره 4 - آيه 59
5- سوره 4 - آيه 80
6- سوره 3 - آيه 31
7- سوره 17 - آيه 71
8- المصدر السابق:ح 123.
9- سوره 17 - آيه 71
10- في المصدر:فتقذفان.
11- المصدر السابق:ح 124.
12- سوره 17 - آيه 71
13- المصدر السابق:ح 125.
14- سوره 17 - آيه 71
15- المصدر السابق:ح 126.
16- مناقب آل أبي طالب:264/2.
17- سوره 35 - آيه 32

و المقتصد العارف بالامام و السابق بالخيرات بإذن اللّه الإمام»فجعلت أفكر في نفسي عظم ما أعطي اللّه آل محمد و بكيت،فنظر إليّ فقال:«الأمر أعظم مما حدثت به في نفسك من عظم شأن آل محمد فاحمد اللّه أن جعلك متمسكا بحبلهم،تدعي يوم القيامة إذا دعي كل أناس بإمامهم إنك لعلي خير» (1).

الحديث الثالث و العشرون: المفيد في الاختصاص عن المعلي بن محمد البصري عن بسطام ابن مرة عن إسحاق بن حسان عن الهيثم بن واقد عن علي بن الحسن العبدي عن سعد بن الطريف عن الأصبغ بن نباتة قال:أمرنا أمير المؤمنين عليه السّلام بالمسير إلي المدائن من الكوفة فسرنا يوم الأحد فتخلف عمرو بن حريث في سبعة نفر فخرجوا إلي مكان في الحيرة يسمي(الخورنق)فقالوا:نتنزّه فإذا كان يوم الأربعاء خرجنا فلحقنا عليا عليه السّلام قبل أن يجمع،فبينما هم يتغدون إذ خرج عليهم ضب فصادوه فأخذ عمرو بن حريث فنصب كفّه فقال:بايعوا هذا أمير المؤمنين فبايعه السبعة و عمرو ثامنهم و ارتحلوا ليلة الأربعاء فقدّموا المدائن يوم الجمعة و أمير المؤمنين يخطب و لم يفارق بعضهم بعضا كانوا جميعا حتي نزلوا علي باب المسجد نظر إليهم أمير المؤمنين فقال:«أيها الناس أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أسرّ إلي ألف حديث في كل حديث ألف باب كلّ باب ألف مفتاح،و إني سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول: يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (2) و إني أقسم لكم باللّه ليبعثن يوم القيامة ثمانية نفر بإمامهم و هو ضب و لو شئت أن اسميهم فعلت»،قال:فلو رأيت عمرو بن الحريث سقط كما تسقط السعفة رعبا (3).

الحديث الرابع و العشرون: علي بن إبراهيم في تفسيره في معني الآية قال:قال:«يوم القيامة يناديهم مناد ليقم أبو بكر و شيعته و عمر و شيعته و عثمان و شيعته و علي و شيعته» (4).

و تفسير علي بن إبراهيم منسوب إلي الصادق عليه السّلام.

ص: 136


1- الخرائج و الجرائح:687/2 ح 9 ذكر العسكري.
2- سوره 17 - آيه 71
3- في المصدر:وجيبا و هو الاضطراب،الاختصاص:284.
4- تفسير القمي:23/2،و في المصدر ذكر الأول و الثاني و الثالث بلفظ:فلان.

الباب السادس و الستون

في قوله صلّي اللّه عليه و آله«أهل بيتي أمان لأهل الأرض»

من طريق العامة و فيه خمسة أحاديث الحديث الأول: في مسند أحمد بن حنبل عبد اللّه أحمد بن حنبل عن أبيه قال:و فيما كتب إلينا محمد بن علي الحضرمي يذكر أن يوسف بن نفيس حدثهم قال:حدّثنا عبد الملك بن هارون عن عنترة عن أبيه عن جده عن علي عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:النجوم أمان لأهل السماء إذا ذهبت النجوم ذهبوا،و أهل بيتي أمان لأهل الأرض فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض» (1).

الحديث الثاني: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة قال:حدّثنا الإمام الأطهر قطب الدين المرتضي بن محمود بن محمد بن محمد الحسني إجازة في شهور سنة احدي و سبعين و ستمائة بهمدان قال:أنبأنا والدي قدّس سرّه و أخبرنا الإمام مجد الدين أبو الحسن محمد بن يحيي بن الحسين الكرخي بقراءتي عليه ظاهر قرية قهود و هي التي تدعي(نقور قلعة)قال:أنبأنا جدّي لأمّي مجد الدين أبو محمد عبد الرّحمن بن الإمام مجد الدين أبي القاسم عبد اللّه بن حيدر القزويني أنبأنا شيخ الإسلام جمال السنة معين الدين أبو عبد اللّه محمد بن حمويه الحمويني قال:

أنبأنا جمال الإسلام أبو المحاسن علي بن الفضل الفارمذي قال:أنبأنا والدي شيخ الإسلام أبو علي الفضل بن علي محمد الفارمذي قال:أنبأنا الإمام أبو القاسم عبد اللّه بن علي شيخ وقته المشار إليه في الطريقة و متقدم أهل الإسلام و الشريعة قال:أنبأنا أبو زيد عبد الرّحمن بن محمد بن أحمد يوم الثلاثاء السابع من شوال سنة ست و أربعمائة نبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم نبأنا محمد ابن سنان القزاز نبأنا بهلول بن موزن،حدثنا موسي بن عبيدة نبأنا إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:«النجوم أمان لأهل السماء و أهل بيتي أمان لأمتي» (2).

الحديث الثالث: إبراهيم بن محمد الحمويني قال الواحدي رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن ابن أبي فضل عن أبي حيان عن يزيد بن حيان انبأني السيد الإمام جمال الدين أحمد بن موسي بن طاوس الحسني-قدّس اللّه أرواحهم-و السيد النسّابة جمال الدين عبد الحميد بن فخار

ص: 137


1- فضائل الصحابة لأحمد:671/2 ح 1145.
2- فرائد السمطين:/241/2ب /47ح 515.

ابن معد الموسوي-رحمهما اللّه-بروايتهما عن السيد شمس الدين الشرف فخار بن معد بن فخار الموسوي عن شاذان بن جبرائيل القمي عن جعفر بن محمد الدوريستي عن أبيه عن محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي-رضي اللّه عنهم-قال:حدّثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي قال:نبأنا أحمد بن عبد العزيز بن الجعد أبو بكر قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن صالح قال:نبأنا عبيد اللّه ابن موسي عن موسي بن عبيدة عن إياس بن سلمة عن أبيه رفعه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«النجوم أمان لأهل السماء و أهل بيتي أمان لأمتي» (1).

الحديث الرابع: الحمويني هذا بهذا الإسناد إلي ابن بابويه حدّثنا محمد بن عمر قال:نبأنا أبو بكر محمد بن السّري بن سهل قال:نبأنا عباس بن الحسين قال:نبأنا عبد الملك بن هارون عن عنترة عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«النجوم أمان لأهل السماء فإذا ذهبت النجوم ذهبت السماء،و أهل بيتي أمان لأهل الأرض فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض» (2).

الحديث الخامس: الحمويني هذا بإسناده قال:أخبرنا أبو جعفر بن بابويه قدّس سرّه قال:حدّثنا محمد ابن أحمد السمناني قال:حدّثنا أحمد بن يحيي بن زكريا القطّان قال:حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال:حدّثنا فضل بن الصّقر العبدي قال:حدّثنا معاوية عن سليمان بن مهران الأعمش عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه علي بن الحسين قال:«نحن أئمة المسلمين و حجج اللّه علي العالمين و سادة المؤمنين و قادة الغرّ المحجلين و موالي المؤمنين و نحن أمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء».و سيأتي إن شاء اللّه تتمة الحديث في الباب الآتي (3).

ص: 138


1- فرائد السمطين:/252/2ب /48ح 521.
2- فرائد السمطين:/252/2ب /48ح 522.
3- فرائد السمطين:/45/2ب /2ح 11.

الباب السابع و الستون

في قوله صلّي اللّه عليه و آله:«أهل بيتي أمان لأهل الأرض»

من طريق الخاصة و فيه أربعة أحاديث الحديث الأول: ابن بابويه في النصوص علي الأئمة الاثني عشر قال:حدّثنا علي بن الحسن قال:حدّثنا أبو جعفر محمد بن الحسين البزوفري (1)قال:حدّثنا القاضي أبو إسماعيل جعفر بن الحسن البلخي قال:حدّثنا شقيق بن أحمد البلخي عن سماك عن يزيد بن اسلم عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«أهل بيتي أمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء»قيل:يا رسول اللّه كم الأئمة بعدك من أهل بيتك؟قال:«نعم الأئمة بعدي اثنا عشر،تسعة من صلب الحسين أمناء معصومون و منا مهدي هذه الأمة ألا إنهم أهل بيتي و عترتي من لحمي و دمي،ما بال أقوام يؤذوني فيهم لا أنالهم اللّه شفاعتي» (2).

الحديث الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي اللّه عنه قال:حدّثنا عبد العزيز بن يحيي قال:حدّثنا مغيرة بن محمد قال:حدّثنا رجاء بن سلمة عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد الجعفي قال:قلت لأبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السّلام:لأي شيء يحتاج إلي النبي صلّي اللّه عليه و آله و الإمام؟فقال:«لبقاء العالم علي صلاحه و ذلك أن اللّه عز و جل يرفع العذاب عن أهل الأرض إذا كان فيها نبي أو إمام،قال اللّه عزّ و جلّ: وَ ما كانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ (3) (4)و قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«النجوم أمان لأهل السماء و أهل بيتي أمان لأهل الأرض،فإذا ذهبت النجوم أتي أهل السماء ما يكرهون،و إذا ذهب أهل بيتي أتي أهل الأرض ما يكرهون» (5).

الحديث الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن أحمد السناني قدّس سرّه قال:حدّثنا أحمد بن يحيي بن زكريا القطّان قال:حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال:حدّثنا الفضل بن الصقر العبدي قال:حدّثنا أبو معاوية عن سليمان بن مهران الأعمش عن الصادق جعفر بن محمد عليه السّلام عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين قال:«نحن أئمة المسلمين و حجج اللّه علي العالمين

ص: 139


1- في بعض نسخ المصدر:البرقوي.
2- كفاية الأثر:29 ما روي عن أبي سعيد الخدري.
3- سوره 8 - آيه 33
4- الأنفال:33.
5- علل الشرائع:123/1 ح 1 باب 103.

و سادة المؤمنين و قادة الغر المحجلين و موالي المؤمنين،و نحن أمان أهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء و نحن الذين بنا يمسك اللّه السماء أن تقع علي الأرض إلاّ بإذنه،و بنا يمسك الأرض أن تميد بأهلها،و بنا ينزل الغيث،و بنا ينشر الرحمة و تخرج بركات الأرض،و لو لا ما في الأرض منا لساخت بأهلها»ثم قال عليه السّلام:«و لم تخل الأرض منذ خلق اللّه آدم من حجة للّه فيها ظاهر مشهور أو غائب مستور،و لا تخلو إلي أن تقوم الساعة من حجة للّه فيها،و لو لا ذلك لم يعبد اللّه» قال سليمان:فقلت للصادق عليه السّلام:كيف ينتفع الناس بالحجة الغائب المستور؟قال:«كما ينتفعون بالشمس إذا سترها سحاب» (1).

الحديث الرابع: الشيخ في أماليه قال أخبرنا:الحفّار قال:حدّثنا إسماعيل قال:حدّثنا أبي، حدثنا أخي دعبل قال:حدّثنا حفص بن غياث عن أبيه عن جابر و أبي موسي الأشعري و ابن عباس قالوا:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«النجوم أمان لأهل السماء و أهل بيتي أمان لأمتي،فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء،و إذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض» (2).

تم الجزء الأول من كتاب غاية المرام و حجة الخصام في النص علي الإمام من طريق الخاص و العام علي يد مؤلفه الفقير إلي اللّه الغني عنده هاشم بن سليمان بن إسماعيل بن عبد الجواد الحسيني البحراني في اليوم الثالث من شهر ذي الحجة الحرام سنة 1115 هذا صورة خطّ المصنّف.

و قد فرغ من كتابته المحتاج إلي اللّه الغني أقل السادات و الطلاب ابن محمد الرضوي محمد علي الخون في الثامن عشر من شهر صفر المظفر سنة 1471.

ص: 140


1- أمالي الصدوق:/253ح /277مجلس /34ح 15.
2- أمالي الطوسي:/379ح /812مجلس/13/ح 63.

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم

المقصد الثاني: في وصف الإمام بالنصّ و فضائله

اشارة

في وصف الإمام بالنصّ و فضائله

و ما يتصل بذلك من فضائل أهل البيت و شيعتهم و محبيهم

و فيه أبواب

الباب الأول في قوله تعالي: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) نزلت في رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و علي و فاطمة و الحسن و الحسين صلوات اللّه عليهم من طريق العامة و فيه إحدي و أربعون حديثا:

الباب الثاني في قوله تعالي: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (2) نزلت في النبي صلّي اللّه عليه و آله و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و بنيه التسعة الأئمة عليهم السّلام من طريق الخاصة و فيه أربعة و ثلاثون حديثا.

الباب الثالث في قوله تعالي فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ (3) الآية من طريق العامة و فيه تسعة عشر حديثا.

الباب الرابع فيمن نزل فيه آية المباهلة من طريق الخاصة و فيه خمسة عشر حديثا.

الباب الخامس في قوله تعالي: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (4) من طريق العامة و فيه سبعة عشر حديثا.

الباب السادس في قوله تعالي: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (5) من طريق الخاصة و فيه اثنان و عشرون حديثا.

الباب السابع في قوله تعالي: إِنَّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَي النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً (6) و كيفية الصلاة عليه و ثواب ذلك من طريق العامة و فيه ثلاثة و عشرون حديثا.

الباب الثامن في قوله تعالي: إِنَّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَي النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً (7) و كيفية الصلاة عليه و ثواب ذلك من طريق الخاصة و فيه سبعة عشر حديثا.

الباب التاسع في قوله تعالي اَللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ (8) ...الآية من طريق العامة

ص: 141


1- سوره 33 - آيه 33
2- سوره 33 - آيه 33
3- سوره 3 - آيه 61
4- سوره 42 - آيه 23
5- سوره 42 - آيه 23
6- سوره 33 - آيه 56
7- سوره 33 - آيه 56
8- سوره 24 - آيه 35

و فيه حديثان.

الباب العاشر في قوله تعالي: اَللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ (1) ...الآية من طريق الخاصة و فيه خمسة عشر حديثا.

الباب الحادي عشر في قوله تعالي فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ رِجالٌ (2) ...الآية من طريق العامة و فيه أربعة أحاديث.

الباب الثاني عشر في قوله تعالي: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ رِجالٌ... (3) الآية من طريق الخاصة و فيه تسعة أحاديث.

الباب الثالث عشر في قوله تعالي: إِنَّ اللّهَ اصْطَفي آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَي الْعالَمِينَ... (4) الآية من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب الرابع عشر في قوله تعالي: إِنَّ اللّهَ اصْطَفي آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَي الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (5) من طريق الخاصة و فيه ثلاثة عشر حديثا.

الباب الخامس عشر في قوله تعالي: وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (6) من طريق العامة و فيه خمس أحاديث.

الباب السادس عشر في قوله تعالي: وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (7) من طريق الخاصة و فيه ثمانية أحاديث.

الباب السابع عشر في قوله تعالي: وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ وَ الْمِسْكِينَ... (8) الآية من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثامن عشر في قوله تعالي: وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ وَ الْمِسْكِينَ... (9) الآية من طريق الخاصة و فيه أحد عشر حديثا.

الباب التاسع عشر في قوله تعالي: ما أَفاءَ اللّهُ عَلي رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُري فَلِلّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبي... (10) الآية من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب العشرون في قوله تعالي: ما أَفاءَ اللّهُ عَلي رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُري فَلِلّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبي... (11) الآية من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث.

الباب الحادي و العشرون في قوله تعالي: أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ... (12)

الآية من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب الثاني و العشرون في قوله تعالي: أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ... (13)

ص: 142


1- سوره 24 - آيه 35
2- سوره 24 - آيه 36
3- سوره 24 - آيه 36
4- سوره 3 - آيه 33
5- سوره 3 - آيه 33
6- سوره 26 - آيه 214
7- سوره 26 - آيه 214
8- سوره 17 - آيه 26
9- سوره 17 - آيه 26
10- سوره 59 - آيه 7
11- سوره 59 - آيه 7
12- سوره 4 - آيه 54
13- سوره 4 - آيه 54

الآية من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث.

الباب الثالث و العشرون:في قوله تعالي: وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضي (1) من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب الرابع و العشرون في قوله تعالي: وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضي (2) من طريق الخاصة و فيه حديث واحد.

الباب الخامس و العشرون في قوله تعالي: فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَ ما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ... (3) الآية من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب السادس و العشرون في قوله تعالي: فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَ ما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ... (4) الآية من طريق الخاصة و فيه احد عشر حديثا.

الباب السابع و العشرون في قوله تعالي: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (5) من طريق العامة و فيه احد عشر حديثا.

الباب الثامن و العشرون في قوله تعالي: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (6) من طريق الخاصة و فيه سبعة أحاديث.

الباب التاسع و العشرون في قوله تعالي: لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النّارِ وَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ (7) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثلاثون في قوله تعالي: لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النّارِ وَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ (8) من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث.

الباب الحادي و الثلاثون في قوله تعالي: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (9) من طريق العامة و فيه خمس أحاديث.

الباب الثاني و الثلاثون في قوله تعالي: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (10) من طريق الخاصة و فيه أربعة عشر حديثا.

الباب الثالث و الثلاثون في قوله تعالي: وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ (11) من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب الرابع و الثلاثون في قوله تعالي: وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ (12) من

ص: 143


1- سوره 93 - آيه 5
2- سوره 93 - آيه 5
3- سوره 90 - آيه 11
4- سوره 90 - آيه 11
5- سوره 98 - آيه 7
6- سوره 98 - آيه 7
7- سوره 59 - آيه 20
8- سوره 59 - آيه 20
9- سوره 27 - آيه 89
10- سوره 27 - آيه 89
11- سوره 28 - آيه 68
12- سوره 28 - آيه 68

طريق الخاصة و فيه حديث واحد.

الباب الخامس و الثلاثون في قوله تعالي: وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدي (1) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب السادس و الثلاثون في قوله تعالي: وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدي (2) من طريق الخاصة و فيه اثني عشر حديثا.

الباب السابع و الثلاثون في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ... (3) الآية من طريق العامة و فيه تسعة أحاديث.

الباب الثامن و الثلاثون في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ... (4) الآية من طريق الخاصة و فيه ثمانية أحاديث.

الباب التاسع و الثلاثون في قوله تعالي: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (5) من طريق العامة و فيه ستة أحاديث.

الباب الأربعون في قوله تعالي: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (6) من طريق الخاصة و فيه خمسة عشر حديثا.

الباب الحادي و الأربعون في قوله تعالي: أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتي عَلي ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ وَ إِنْ كُنْتُ لَمِنَ السّاخِرِينَ (7) من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب الثاني و الأربعون في قوله تعالي: أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتي عَلي ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ وَ إِنْ كُنْتُ لَمِنَ السّاخِرِينَ (8) من طريق الخاصة و فيه سبعة عشر حديثا.

الباب الثالث و الأربعون في قوله تعالي: عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ اَلَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (9) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الرابع و الأربعون في قوله تعالي: عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ اَلَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (10) من طريق الخاصة و فيه سبعة أحاديث.

الباب الخامس و الأربعون في قوله تعالي: وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ (11) من طريق العامة و فيه تسعة أحاديث.

الباب السادس و الأربعون في قوله تعالي: وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ (12) من طريق الخاصة و فيه احد عشر حديثا.

الباب السابع و الأربعون في قوله تعالي: اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ سِرًّا وَ عَلانِيَةً

ص: 144


1- سوره 20 - آيه 82
2- سوره 20 - آيه 82
3- سوره 5 - آيه 67
4- سوره 5 - آيه 67
5- سوره 5 - آيه 3
6- سوره 5 - آيه 3
7- سوره 39 - آيه 56
8- سوره 39 - آيه 56
9- سوره 78 - آيه 1
10- سوره 78 - آيه 1
11- سوره 2 - آيه 207
12- سوره 2 - آيه 207

فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ (1) من طريق العامة و فيه اثنا عشر حديثا.

الباب الثامن و الأربعون في قوله تعالي: اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ سِرًّا وَ عَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ (2) من طريق الخاصة و فيه أربعة أحاديث.

الباب التاسع و الأربعون في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً (3) من طريق العامة و فيه أربعة عشر حديثا.

الباب الخمسون في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً (4) من طريق الخاصة و فيه سبعة أحاديث.

الباب الحادي و الخمسون في قوله تعالي: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (5) من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب الثاني و الخمسون في قوله تعالي: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (6) من طريق الخاصة و فيه ثمانية عشر حديثا.

الباب الثالث و الخمسون في قوله تعالي: فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَي الظّالِمِينَ (7) من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب الرابع و الخمسون في قوله تعالي: فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَي الظّالِمِينَ (8) من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث.

الباب الخامس و الخمسون في قوله تعالي: وَ عَلَي الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ... (9)

الآية من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب السادس و الخمسون في قوله تعالي: وَ عَلَي الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ... (10)

الآية من طريق الخاصة و فيه خمسة و عشرون حديثا.

الباب السابع و الخمسون في قوله تعالي: أَ لَمْ تَرَ إِلَي الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللّهِ كُفْراً وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ (11) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثامن و الخمسون في قوله تعالي: أَ لَمْ تَرَ إِلَي الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللّهِ كُفْراً وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ (12) من طريق الخاصة و فيه اثني عشر حديثا.

الباب التاسع و الخمسون في قوله تعالي: قُلْ كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ

ص: 145


1- سوره 2 - آيه 274
2- سوره 2 - آيه 274
3- سوره 58 - آيه 12
4- سوره 58 - آيه 12
5- سوره 35 - آيه 32
6- سوره 35 - آيه 32
7- سوره 7 - آيه 44
8- سوره 7 - آيه 44
9- سوره 7 - آيه 46
10- سوره 7 - آيه 46
11- سوره 14 - آيه 28
12- سوره 14 - آيه 28

الْكِتابِ (1) من طريق العامة و فيه خمسة أحاديث.

الباب الستون في قوله تعالي: قُلْ كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (2) من طريق الخاصة و فيه ثمانية عشر حديثا.

الباب الحادي و الستون في قوله تعالي: أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (3) من طريق العامة و فيه ثلاثة و عشرون حديثا.

الباب الثاني و الستون في قوله تعالي: أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (4) من طريق الخاصة و فيه احد عشر حديثا.

الباب الثالث و الستون في قوله تعالي: أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللّهِ... (5) الآية من طريق العامة و فيه تسعة أحاديث.

الباب الرابع و الستون في قوله تعالي: أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللّهِ... (6) الآية من طريق الخاصة و فيه سبعة أحاديث.

الباب الخامس و الستون في قوله تعالي: وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَ رَسُولُهُ (7) من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب السادس و الستون في قوله تعالي: وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَ رَسُولُهُ (8) من طريق الخاصة و فيه احد عشر حديثا.

الباب السابع و الستون في قوله تعالي: فَإِنَّ اللّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَ جِبْرِيلُ وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ (9) من طريق العامة و فيه ستة أحاديث.

الباب الثامن و الستون في قوله تعالي: فَإِنَّ اللّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَ جِبْرِيلُ وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ (10) من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث.

الباب التاسع و الستون في قوله تعالي: وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ (11) من طريق العامة و فيه ثمانية أحاديث.

الباب السبعون في قوله تعالي: وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ (12) من طريق العامة و فيه ثمانية أحاديث.

الباب الحادي و السبعون في قوله تعالي: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَ يَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً (13) من طريق العامة و فيه أربعة أحاديث.

ص: 146


1- سوره 13 - آيه 43
2- سوره 13 - آيه 43
3- سوره 11 - آيه 17
4- سوره 11 - آيه 17
5- سوره 9 - آيه 19
6- سوره 9 - آيه 19
7- سوره 9 - آيه 3
8- سوره 9 - آيه 3
9- سوره 66 - آيه 4
10- سوره 66 - آيه 4
11- سوره 69 - آيه 12
12- سوره 69 - آيه 12
13- سوره 76 - آيه 7

الباب الثاني و السبعون في قوله تعالي: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَ يَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً (1) من طريق الخاصة و فيه أربعة أحاديث.

الباب الثالث و السبعون في قوله تعالي: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا (2) من طريق العامة و فيه أربعة عشر حديثا.

الباب الرابع و السبعون في قوله تعالي: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا (3) من طريق الخاصة و فيه احد عشر حديثا.

الباب الخامس و السبعون في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَي الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَي الْكافِرِينَ... (4) الآية من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب السادس و السبعون في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَي الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَي الْكافِرِينَ... (5) الآية من طريق الخاصة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب السابع و السبعون في قوله تعالي: وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً... (6) الآية من طريق العامة و فيه أربعة أحاديث.

الباب الثامن و السبعون في قوله تعالي: وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً... (7) الآية من طريق الخاصة و فيه أربعة أحاديث.

الباب التاسع و السبعون في قوله تعالي: وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ... (8) -إلي قوله- لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً (9) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثمانون في قوله تعالي: وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ... (10) -إلي قوله- لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً (11) من طريق الخاصة و فيه عشرة أحاديث.

الباب الحادي و الثمانون في قوله تعالي: أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجّارِ (12) من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب الثاني و الثمانون في قوله تعالي: أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجّارِ (13) من طريق الخاصة و فيه حديثان.

ص: 147


1- سوره 76 - آيه 7
2- سوره 19 - آيه 96
3- سوره 19 - آيه 96
4- سوره 5 - آيه 54
5- سوره 5 - آيه 54
6- سوره 25 - آيه 54
7- سوره 25 - آيه 54
8- سوره 24 - آيه 55
9- سوره 24 - آيه 55
10- سوره 24 - آيه 55
11- سوره 24 - آيه 55
12- سوره 38 - آيه 28
13- سوره 38 - آيه 28

الباب الثالث و الثمانون في قوله تعالي: أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَ مَماتُهُمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ (1) من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب الرابع و الثمانون في قوله تعالي: أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَ مَماتُهُمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ (2) من طريق الخاصة و به حديثان.

الباب الخامس و الثمانون في قوله تعالي: أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (3) من طريق العامة و فيه ثمانية أحاديث.

الباب السادس و الثمانون في قوله تعالي: أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (4) من طريق الخاصة و فيه سبعة أحاديث.

الباب السابع و الثمانون في قوله تعالي: سَلامٌ عَلي إِلْ ياسِينَ (5) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثامن و الثمانون في قوله تعالي: سَلامٌ عَلي إِلْ ياسِينَ (6) من طريق الخاصة و فيه خمسة عشر حديثا.

الباب التاسع و الثمانون في قوله تعالي: فَإِمّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ... (7) -إلي قوله- فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ... (8) الآيات من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب التسعون في قوله تعالي: فَإِمّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ... (9) -إلي قوله- فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ... (10) الآيات من طريق الخاصة و فيه احد عشر حديثا.

الباب الحادي و التسعون في قوله تعالي: وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ (11) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثاني و التسعون في قوله تعالي: وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ (12) من طريق الخاصة و فيه أربعة عشر حديثا.

الباب الثالث و التسعون في قوله تعالي: وَ الْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ (13) من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب الرابع و التسعون في قوله تعالي: وَ الْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا

ص: 148


1- سوره 45 - آيه 21
2- سوره 45 - آيه 21
3- سوره 32 - آيه 18
4- سوره 32 - آيه 18
5- سوره 37 - آيه 130
6- سوره 37 - آيه 130
7- سوره 43 - آيه 41
8- سوره 43 - آيه 43
9- سوره 43 - آيه 41
10- سوره 43 - آيه 43
11- سوره 43 - آيه 44
12- سوره 43 - آيه 44
13- سوره 103 - آيه 1

وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ (1) من طريق الخاصة فيه ثلاث أحاديث.

الباب الخامس و التسعون في قوله تعالي: وَ السّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ (2) من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب السادس و التسعون في قوله تعالي: وَ السّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ (3) من طريق الخاصة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب السابع و التسعون في قوله تعالي: وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (4) من طريق العامة و فيه ثمانية أحاديث.

الباب الثامن و التسعون في قوله تعالي: وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (5) من طريق الخاصة و فيه احد عشر حديثا.

الباب التاسع و التسعون في قوله تعالي: يا أَيُّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثي وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاكُمْ (6) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب المائة في قوله تعالي: يا أَيُّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثي وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاكُمْ (7) من طريق الخاصة و فيه أربعة أحاديث.

الباب الحادي و المائة في قوله تعالي: أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنِيدٍ (8) من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب الثاني و المائة في قوله تعالي: أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنِيدٍ (9) من طريق الخاصة و فيه سبعة أحاديث.

الباب الثالث و المائة في قوله تعالي: تِلْكَ الدّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (10) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الرابع و المائة في قوله تعالي: تِلْكَ الدّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (11) من طريق الخاصة و فيه حديث واحد.

الباب الخامس و المائة في قوله تعالي: طُوبي لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ (12) من طريق العامة و فيه خمسة أحاديث.

الباب السادس و المائة في قوله تعالي: طُوبي لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ (13) من طريق الخاصة و فيه احد عشر حديثا.

الباب السابع و المائة في قوله تعالي: فَتَلَقّي آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ... (14) الآية من

ص: 149


1- سوره 103 - آيه 1
2- سوره 9 - آيه 100
3- سوره 9 - آيه 100
4- سوره 56 - آيه 10
5- سوره 56 - آيه 10
6- سوره 49 - آيه 13
7- سوره 49 - آيه 13
8- سوره 50 - آيه 24
9- سوره 50 - آيه 24
10- سوره 28 - آيه 83
11- سوره 28 - آيه 83
12- سوره 13 - آيه 29
13- سوره 13 - آيه 29
14- سوره 2 - آيه 37

طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب الثامن و المائة في قوله تعالي: فَتَلَقّي آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ... (1) الآية من طريق الخاصة و فيه تسعة أحاديث.

الباب التاسع و المائة في قوله تعالي: وَ ارْكَعُوا مَعَ الرّاكِعِينَ (2) من طريق العامة و فيه أربعة أحاديث.

الباب العاشر و المائة في قوله تعالي: وَ ارْكَعُوا مَعَ الرّاكِعِينَ (3) من طريق الخاصة و فيه حديث واحد.

الباب الحادي عشر و المائة في قوله تعالي: وَ إِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنّا وَ إِذا خَلَوْا إِلي شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ (4) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثاني عشر و المائة في قوله تعالي: وَ إِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنّا وَ إِذا خَلَوْا إِلي شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ (5) من طريق الخاصة و فيه حديث واحد.

الباب الثالث عشر و المائة في قوله تعالي: وَ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ وَ إِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلاّ عَلَي الْخاشِعِينَ (6) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الرابع عشر و المائة في قوله تعالي: وَ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ وَ إِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلاّ عَلَي الْخاشِعِينَ (7) من طريق الخاصة و فيه حديث واحد.

الباب الخامس عشر و المائة في قوله تعالي: إِنّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً (8) من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب السادس عشر و المائة في قوله تعالي: إِنّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ... (9) الآية من طريق الخاصة ثمانية أحاديث.

الباب السابع عشر و المائة في قوله تعالي: سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ مِنَ اللّهِ ذِي الْمَعارِجِ (10) من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب الثامن عشر و المائة في قوله تعالي: سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ مِنَ اللّهِ ذِي الْمَعارِجِ (11) من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث.

الباب التاسع عشر و المائة في قوله تعالي: وَ نَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (12) من طريق العامة و فيه خمسة أحاديث.

ص: 150


1- سوره 2 - آيه 37
2- سوره 2 - آيه 43
3- سوره 2 - آيه 43
4- سوره 2 - آيه 14
5- سوره 2 - آيه 14
6- سوره 2 - آيه 45
7- سوره 2 - آيه 45
8- سوره 33 - آيه 72
9- سوره 33 - آيه 72
10- سوره 70 - آيه 1
11- سوره 70 - آيه 1
12- سوره 15 - آيه 47

الباب العشرون و المائة في قوله تعالي: وَ نَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (1) من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث.

الباب الحادي و العشرون و المائة في قوله تعالي: يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ (2) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثاني و العشرون و المائة في قوله تعالي: يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ (3) من طريق الخاصة و فيه تسعة أحاديث.

الباب الثالث و العشرون و المائة في قوله تعالي: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ وَ يَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ (4) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الرابع و العشرون و المائة في قوله تعالي: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ وَ يَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ (5) من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث.

الباب الخامس و العشرون و المائة في قوله تعالي: الم أَ حَسِبَ النّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ... (6) الآيات من طريق العامة و فيه أربعة أحاديث.

الباب السادس و العشرون و المائة في قوله تعالي: الم أَ حَسِبَ النّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ... (7) الآيات من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث.

الباب السابع و العشرون و المائة في قوله تعالي: وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمي (8) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثامن و العشرون و المائة في قوله تعالي: وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمي (9) من طريق و فيه ستة أحاديث.

الباب التاسع و العشرون و المائة في قوله تعالي: فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَ مَنِ اهْتَدي (10) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثلاثون و المائة في قوله تعالي: فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَ مَنِ اهْتَدي (11) من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث.

الباب الحادي و الثلاثون و المائة في قوله تعالي: أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِكُمْ... (12) الآية من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب الثاني و الثلاثون و المائة في قوله تعالي: أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِكُمْ (13) من طريق الخاصة و فيه عشرة أحاديث.

ص: 151


1- سوره 15 - آيه 47
2- سوره 14 - آيه 27
3- سوره 14 - آيه 27
4- سوره 27 - آيه 62
5- سوره 27 - آيه 62
6- سوره 29 - آيه 1
7- سوره 29 - آيه 1
8- سوره 20 - آيه 124
9- سوره 20 - آيه 124
10- سوره 20 - آيه 135
11- سوره 20 - آيه 135
12- سوره 3 - آيه 144
13- سوره 3 - آيه 144

الباب الثالث و الثلاثون و المائة في قوله تعالي: وَ ما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لكِنَّ اللّهَ رَمي... (1)

الآية من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب الرابع و الثلاثون و المائة في قوله تعالي: وَ ما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لكِنَّ اللّهَ رَمي... (2)

الآية من طريق الخاصة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب الخامس و الثلاثون و المائة في قوله تعالي: وَ اتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً (3) من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب السادس و الثلاثون و المائة في قوله تعالي: وَ اتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً (4) من طريق الخاصة و فيه أربعة أحاديث.

الباب السابع و الثلاثون و المائة في قوله تعالي: اَلَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلّهِ وَ الرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ... (5) -إلي قوله- أَجْرٌ عَظِيمٌ (6) من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب الثامن و الثلاثون و المائة في قوله تعالي: اَلَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلّهِ وَ الرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ (7) -إلي- أَجْرٌ عَظِيمٌ (8) من طريق الخاصة و فيه حديثان.

الباب التاسع و الثلاثون و المائة في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا وَ اتَّقُوا اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ... (9) الآية من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الأربعون و المائة في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا... (10)

الآية من طريق الخاصة و فيه اثنا عشر حديثا.

الباب الحادي و الأربعون و المائة في قوله تعالي: وَ النَّجْمِ إِذا هَوي ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوي وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوي إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحي (11) من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب الثاني و الأربعون و المائة في قوله تعالي: وَ النَّجْمِ إِذا هَوي ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوي... (12) الآية من طريق الخاصة و فيه احد عشر حديثا.

الباب الثالث و الأربعون و المائة في قوله تعالي: فَأَمّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ... (13) -إلي- اَلْخالِيَةِ (14) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الرابع و الأربعون و المائة في قوله تعالي: فَأَمّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ... (15) الآيات من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث.

الباب الخامس و الأربعون و المائة في قوله تعالي: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَ نَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (16) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

ص: 152


1- سوره 8 - آيه 17
2- سوره 8 - آيه 17
3- سوره 8 - آيه 25
4- سوره 8 - آيه 25
5- سوره 3 - آيه 172
6- سوره 3 - آيه 172
7- سوره 3 - آيه 172
8- سوره 3 - آيه 172
9- سوره 3 - آيه 200
10- سوره 3 - آيه 200
11- سوره 53 - آيه 1
12- سوره 53 - آيه 1
13- سوره 69 - آيه 19
14- سوره 69 - آيه 24
15- سوره 69 - آيه 19
16- سوره 54 - آيه 54

الباب السادس و الأربعون و المائة في قوله تعالي: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَ نَهَرٍ... (1) الآية من طريق الخاصة و فيه ثلاث أحاديث.

الباب السابع و الأربعون و المائة في قوله تعالي: وَ إِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها (2) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثامن و الأربعون و المائة في قوله تعالي: وَ إِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها (3) من طريق الخاصة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب التاسع و الأربعون و المائة في قوله تعالي: إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ (4) من طريق العامة و فيه أربعة أحاديث.

الباب الخمسون و المائة في قوله تعالي: إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ (5) من طريق الخاصة و فيه حديث واحد.

الباب الحادي و الخمسون و المائة في قوله تعالي: رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَ لِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ (6) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثاني و الخمسون و المائة في قوله تعالي: رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَ لِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ (7) من طريق الخاصة و فيه حديث واحد.

الباب الثالث و الخمسون و المائة في قوله تعالي: مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ (8) من طريق العامة و فيه سبعة أحاديث.

الباب الرابع و الخمسون و المائة في قوله تعالي: مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ (9) من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث.

الباب الخامس و الخمسون و المائة في قوله تعالي: وَ الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ (10) من طريق العامة و فيه أربعة أحاديث.

الباب السادس و الخمسون و المائة في قوله تعالي: وَ الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ (11) من طريق الخاصة و فيه أربعة أحاديث.

الباب السابع و الخمسون و المائة في قوله تعالي: ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَ رَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً... (12) الآية من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثامن و الخمسون و المائة في قوله تعالي: ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَ رَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً... (13) الآية من طريق الخاصة و فيه ثمانية أحاديث.

ص: 153


1- سوره 54 - آيه 54
2- سوره 62 - آيه 11
3- سوره 62 - آيه 11
4- سوره 61 - آيه 4
5- سوره 61 - آيه 4
6- سوره 59 - آيه 10
7- سوره 59 - آيه 10
8- سوره 55 - آيه 19
9- سوره 55 - آيه 19
10- سوره 39 - آيه 33
11- سوره 39 - آيه 33
12- سوره 39 - آيه 29
13- سوره 39 - آيه 29

الباب التاسع و الخمسون و المائة في قوله تعالي: أَ فَمَنْ شَرَحَ اللّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلي نُورٍ مِنْ رَبِّهِ (1) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الستون و المائة في قوله تعالي: أَ فَمَنْ شَرَحَ اللّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلي نُورٍ مِنْ رَبِّهِ (2) من طريق الخاصة و فيه حديث واحد.

الباب الحادي و الستون و المائة في قوله تعالي: أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَ قائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَ يَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (3) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثاني و الستون و المائة في قوله تعالي: وَ إِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ... (4)

-إلي قوله- أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَ قائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَ يَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (5) من طريق الخاصة و فيه اثنا عشر حديثا.

الباب الثالث و الستون و المائة في قوله تعالي: وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِيماً (6) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الرابع و الستون و المائة في قوله تعالي: وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِيماً (7) من طريق من طريق الخاصة و فيه حديث واحد.

الباب الخامس و الستون و المائة في قوله تعالي: وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ... (8) الآية من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب السادس و الستون و المائة في قوله تعالي: وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ... (9) الآية من طريق الخاصة و فيه اثنا عشر أحاديث.

الباب السابع و الستون و المائة في قوله تعالي: وَ أَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَ مَنافِعُ لِلنّاسِ (10) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثامن و الستون و المائة في قوله تعالي: لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَ أَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَ الْمِيزانَ لِيَقُومَ النّاسُ بِالْقِسْطِ وَ أَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَ مَنافِعُ لِلنّاسِ (11) من طريق الخاصة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب التاسع و الستون و المائة في قوله تعالي: وَ كَفَي اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ (12) من طريق العامة و فيه أربعة أحاديث.

الباب السبعون و المائة في قوله تعالي: وَ كَفَي اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ (13) من طريق الخاصة

ص: 154


1- سوره 39 - آيه 22
2- سوره 39 - آيه 22
3- سوره 39 - آيه 9
4- سوره 39 - آيه 8
5- سوره 39 - آيه 9
6- سوره 48 - آيه 29
7- سوره 48 - آيه 29
8- سوره 57 - آيه 19
9- سوره 57 - آيه 19
10- سوره 57 - آيه 25
11- سوره 57 - آيه 25
12- سوره 33 - آيه 25
13- سوره 33 - آيه 25

و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب الحادي و السبعون و المائة في قوله تعالي: هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ... (1) الآية و قوله تعالي ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (2) من طريق العامة و فيه خمسة أحاديث.

الباب الثاني و السبعون و المائة في قوله تعالي: هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ... (3) الآية من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث.

الباب الثالث و السبعون و المائة في قوله تعالي: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَ عُيُونٍ... (4) الآية من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الرابع و السبعون و المائة في قوله تعالي: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَ عُيُونٍ... (5) الآية من طريق الخاصة و فيه حديث واحد.

الباب الخامس و السبعون و المائة في قوله تعالي: إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (6) من طريق العامة و فيه أربعة حديثا.

الباب السادس و السبعون و المائة في قوله تعالي: إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (7) من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث.

الباب السابع و السبعون و المائة في قوله تعالي: اَللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَ يَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (8) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثامن و السبعون و المائة في قوله تعالي: اَللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَ يَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (9) من طريق الخاصة و فيه حديثان.

الباب التاسع و السبعون و المائة في قوله تعالي: وَ لَمّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ... (10) الآية و إن عليّا عليه السّلام شبيه عيسي عليه السّلام من طريق العامة و فيه ثلاثة عشر حديثا.

الباب الثمانون و المائة في قوله تعالي: وَ لَمّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ... (11)

الآية من طريق الخاصة و فيه سبعة أحاديث.

الباب الحادي و الثمانون و المائة في قوله تعالي: وَ مَنْ يُطِعِ اللّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً (12) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثاني و الثمانون و المائة في قوله تعالي: وَ مَنْ يُطِعِ اللّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً (13) من طريق الخاصة

ص: 155


1- سوره 22 - آيه 19
2- سوره 39 - آيه 31
3- سوره 22 - آيه 19
4- سوره 15 - آيه 45
5- سوره 15 - آيه 45
6- سوره 83 - آيه 29
7- سوره 83 - آيه 29
8- سوره 2 - آيه 15
9- سوره 2 - آيه 15
10- سوره 43 - آيه 57
11- سوره 43 - آيه 57
12- سوره 4 - آيه 69
13- سوره 4 - آيه 69

و فيه سبعة أحاديث.

الباب الثالث و الثمانون و المائة في قوله تعالي: وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ (1) من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب الرابع و الثمانون و المائة في قوله تعالي: وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ (2) من طريق الخاصة و فيه اثناء عشر حديثا.

الباب الخامس و الثمانون و المائة في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلّهِ وَ لِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ... (3) الآية من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب السادس و الثمانون و المائة في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلّهِ وَ لِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ... (4) الآية من طريق الخاصة و فيه حديثان.

الباب السابع و الثمانون و المائة في قوله تعالي وَ إِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ (5) -و قوله- يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (6) من طريق العامة و فيه سبعة أحاديث.

الباب الثامن و الثمانون و المائة في قوله تعالي: وَ إِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِينَ (7) -و قوله- حَسْبُكَ اللّهُ وَ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (8) من طريق الخاصة و فيه حديثان.

الباب التاسع و الثمانون و المائة في قوله تعالي: أَ فَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمي إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (9) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب التسعون و المائة في قوله تعالي: أَ فَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمي إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (10) من طريق الخاصة و فيه حديثان.

الباب الحادي و التسعون و المائة في قوله تعالي: وَ بَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (11) -إلي قوله- يُنْفِقُونَ (12) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثاني و التسعون و المائة في قوله تعالي: وَ بَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ... (13) الآية من طريق الخاصة و فيه حديث واحد.

الباب الثالث و التسعون و المائة في قوله تعالي: أَلا بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (14) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الرابع و التسعون و المائة في قوله تعالي: أَلا بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (15) من طريق

ص: 156


1- سوره 7 - آيه 181
2- سوره 7 - آيه 181
3- سوره 8 - آيه 24
4- سوره 8 - آيه 24
5- سوره 8 - آيه 62
6- سوره 8 - آيه 64
7- سوره 8 - آيه 62
8- سوره 8 - آيه 64
9- سوره 13 - آيه 19
10- سوره 13 - آيه 19
11- سوره 22 - آيه 34
12- سوره 22 - آيه 35
13- سوره 22 - آيه 34
14- سوره 13 - آيه 28
15- سوره 13 - آيه 28

الخاصة و فيه حديثان.

الباب الخامس و التسعون و المائة في قوله تعالي: تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلي بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللّهُ... (1) الآية من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب السادس و التسعون و المائة في قوله تعالي: تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلي بَعْضٍ... (2) الآية من طريق الخاصة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب السابع و التسعون و المائة في قوله تعالي: وَ قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً (3) من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب الثامن و التسعون و المائة في قوله تعالي: وَ قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً (4) من طريق الخاصة و فيه حديثان.

الباب التاسع و التسعون و المائة في قوله تعالي: أَ فَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ... (5)

الآية من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب المائتان في قوله تعالي: أَ فَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ... (6) الآية من طريق الخاصة و فيه حديث واحد.

الباب الحادي و مائتان في قوله تعالي: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضي نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (7) من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب الثاني و مائتان في قوله تعالي: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضي نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (8) من طريق الخاصة و فيه خمس أحاديث.

الباب الثالث و مائتان في قوله تعالي: وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَي الرَّسُولِ وَ إِلي أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ (9) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الرابع و مائتان في قوله تعالي: وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَي الرَّسُولِ وَ إِلي أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ (10) من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث.

الباب الخامس و مائتان في قوله تعالي: وَ مَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَي اللّهِ وَ هُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقي (11) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب السادس و مائتان في قوله تعالي: وَ مَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَي اللّهِ وَ هُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقي (12) من طريق الخاصة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب السابع و مائتان في قوله تعالي: وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ... (13) الآية من طريق

ص: 157


1- سوره 2 - آيه 253
2- سوره 2 - آيه 253
3- سوره 17 - آيه 81
4- سوره 17 - آيه 81
5- سوره 28 - آيه 61
6- سوره 28 - آيه 61
7- سوره 33 - آيه 23
8- سوره 33 - آيه 23
9- سوره 4 - آيه 83
10- سوره 4 - آيه 83
11- سوره 31 - آيه 22
12- سوره 31 - آيه 22
13- سوره 6 - آيه 153

العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثامن و مائتان في قوله تعالي: وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ... (1) الآية من طريق الخاصة و فيه عشرة أحاديث.

الباب التاسع و مائتان في قوله تعالي: أَ فَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلي وَجْهِهِ أَهْدي أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (2) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب العاشر و مائتان في قوله تعالي: أَ فَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلي وَجْهِهِ أَهْدي أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (3) من طريق الخاصة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب الحادي عشر و مائتان في قوله تعالي: فَلَمّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ قِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (4) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثاني عشر و مائتان في قوله تعالي: فَلَمّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ قِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (5) به طريق الخاصة و فيه تسعة أحاديث.

الباب الثالث عشر و مائتان في قوله تعالي: وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ (6) من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب الرابع عشر و مائتان في قوله تعالي: وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ (7) من طريق الخاصة و فيه أربعة أحاديث.

الباب الخامس عشر و مائتان في قوله تعالي: يَوْمَ لا يُخْزِي اللّهُ النَّبِيَّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعي بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ بِأَيْمانِهِمْ... (8) الآية من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب السادس عشر و مائتان في قوله تعالي: يَوْمَ لا يُخْزِي اللّهُ النَّبِيَّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعي بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ بِأَيْمانِهِمْ... (9) الآية من طريق الخاصة و فيه أربعة أحاديث.

الباب السابع عشر و مائتان في قوله تعالي: وَ مَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدي وَ يَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلّي (10) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثامن عشر و مائتان في قوله تعالي: وَ مَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدي وَ يَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلّي (11) من طريق الخاصة و فيه حديثان.

الباب التاسع عشر و مائتان في قوله تعالي: فَآمِنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا وَ اللّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (12) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب العشرون و مائتان في قوله تعالي: فَآمِنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا وَ اللّهُ بِما

ص: 158


1- سوره 6 - آيه 153
2- سوره 67 - آيه 22
3- سوره 67 - آيه 22
4- سوره 67 - آيه 27
5- سوره 67 - آيه 27
6- سوره 47 - آيه 30
7- سوره 47 - آيه 30
8- سوره 66 - آيه 8
9- سوره 66 - آيه 8
10- سوره 4 - آيه 115
11- سوره 4 - آيه 115
12- سوره 64 - آيه 8

تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (1) من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث.

الباب الحادي و العشرون و مائتان يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ... (2) الآية من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثاني و العشرون و مائتان في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ... (3) الآية من طريق الخاصة و فيه اثني عشر حديثا.

الباب الثالث و العشرون و مائتان في قوله تعالي: ما يَكُونُ مِنْ نَجْوي ثَلاثَةٍ إِلاّ هُوَ رابِعُهُمْ... (4) الآية من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الرابع و العشرون و مائتان في قوله تعالي: ما يَكُونُ مِنْ نَجْوي ثَلاثَةٍ إِلاّ هُوَ رابِعُهُمْ... (5) الآية من طريق الخاصة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب الخامس و العشرون و مائتان في قوله تعالي: يَحْلِفُونَ بِاللّهِ ما قالُوا وَ لَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَ هَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا... (6) الآية من طريق العامة و فيه و فيه حديثان.

الباب السادس و العشرون و مائتان في قوله تعالي: يَحْلِفُونَ بِاللّهِ ما قالُوا وَ لَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَ هَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا... (7) الآية من طريق الخاصة و فيه سبعة أحاديث.

الباب السابع و العشرون و مائتان في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ (8) من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب الثامن و العشرون و مائتان في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ (9) من طريق الخاصة و فيه حديث واحد.

الباب التاسع و العشرون و مائتان فيما نزل عليه القرآن من الأقسام من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثلاثون و مائتان فيما نزل عليه القرآن من الأقسام من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث.

الباب الحادي و الثلاثون و مائتان في قوله تعالي: ن وَ الْقَلَمِ وَ ما يَسْطُرُونَ ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ... (10) الآية من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب الثاني و الثلاثون و مائتان في قوله تعالي: ن وَ الْقَلَمِ وَ ما يَسْطُرُونَ ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ... (11) الآية من طريق الخاصة و فيه ثمانية أحاديث.

الباب الثالث و الثلاثون و مائتان في قوله تعالي: كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوي

ص: 159


1- سوره 64 - آيه 8
2- سوره 2 - آيه 208
3- سوره 2 - آيه 208
4- سوره 58 - آيه 7
5- سوره 58 - آيه 7
6- سوره 9 - آيه 74
7- سوره 9 - آيه 74
8- سوره 2 - آيه 153
9- سوره 2 - آيه 153
10- سوره 68 - آيه 1
11- سوره 68 - آيه 1

عَلي سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرّاعَ... (1) الآية من طريق و فيه حديثان.

الباب الرابع و الثلاثون و مائتان في قوله تعالي: كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوي عَلي سُوقِهِ... (2) الآية من طريق الخاصة و فيه حديث واحد.

الباب الخامس و الثلاثون و مائتان في قوله تعالي: وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ (3) من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب السادس و الثلاثون و مائتان في قوله تعالي: وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ... (4) الآية من طريق الخاصة و فيه حديث واحد.

الباب السابع و الثلاثون و مائتان في قوله تعالي: وَ يَوْمَ يَعَضُّ الظّالِمُ عَلي يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (5) -إلي قوله تعالي- وَ كانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً (6) من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب الثامن و الثلاثون و مائتان في قوله تعالي: وَ يَوْمَ يَعَضُّ الظّالِمُ عَلي يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً... (7) إلي قوله تعالي: وَ كانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً (8) من طريق الخاصة و فيه ثمانية أحاديث.

الباب التاسع و الثلاثون و مائتان في قوله تعالي: أَ وَ لَمْ يَرَوْا أَنّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها (9) من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب الأربعون و مائتان في قوله تعالي: أَ وَ لَمْ يَرَوْا أَنّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها (10) من طريق الخاصة و فيه أربعة أحاديث.

الباب الحادي و الأربعون و مائتان في قوله تعالي: وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاّنا مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ (11) من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب الثاني و الأربعون و مائتان في قوله تعالي: رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاّنا مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ (12) من طريق الخاصة و فيه أربعة أحاديث.

الباب الثالث و الأربعون و مائتان في قوله تعالي: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ... (13) -إلي قوله تعالي-: إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلي أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَي (14) من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب الرابع و الأربعون و مائتان في قوله تعالي: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ (15) -إلي قوله تعالي- إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلي أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ

ص: 160


1- سوره 48 - آيه 29
2- سوره 48 - آيه 29
3- سوره 2 - آيه 25
4- سوره 2 - آيه 25
5- سوره 25 - آيه 27
6- سوره 25 - آيه 29
7- سوره 25 - آيه 27
8- سوره 25 - آيه 29
9- سوره 13 - آيه 41
10- سوره 13 - آيه 41
11- سوره 41 - آيه 29
12- سوره 41 - آيه 29
13- سوره 47 - آيه 22
14- سوره 47 - آيه 25
15- سوره 47 - آيه 22

الْهُدَي (1) من طريق الخاصة و فيه ثلاثة عشر حديثا.

الباب الخامس و الأربعون و مائتان في قوله تعالي: فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ وَ ما كانُوا مُنْظَرِينَ (2) من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب السادس و الأربعون و مائتان في قوله تعالي: فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ وَ ما كانُوا مُنْظَرِينَ (3) من طريق الخاصة و فيه عشرة أحاديث.

فصل يشتمل علي مائة باب و أربعة و أربعين بابا في فضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام و فضل أهل البيت عليهم السّلام من طريق العامة و الخاصة و اللّه سبحانه و تعالي الموفق الباب الأول:في أن عليّا عليه السّلام خير الخلق بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و خير البرية و المختار بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و خير البشر و خير العرب و خير الأمة من طريق العامة و فيه ثلاثة و عشرون حديثا.

الباب الثاني:في أن عليّا عليه السّلام خير الخلق بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و خير البرية و المختار بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و خير البشر و خير العرب و خير الأمة و خير الوصيّين،و أن الأئمة بعد علي عليه السّلام خير الخلق من طريق الخاصة و فيه سبعة عشر حديثا.

الباب الثالث:في أن عليّا عليه السّلام كنفس رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و كرأسه من بدنه من طريق العامة و فيه ثلاثة عشر حديثا.

الباب الرابع:في أن عليّا عليه السّلام كنفس رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من طريق الخاصة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب الخامس:في قوله صلّي اللّه عليه و آله علي مني و أنا منه من طريق العامة و فيه خمسة و ثلاثون حديثا.

الباب السادس:في قوله صلّي اللّه عليه و آله علي مني و أنا منه من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث.

الباب السابع:في تبليغ أمير المؤمنين عليه السّلام سورة براءة و عزل أبي بكر و فيه من الباب الخامس من طريق العامة و فيه ثلاثة و عشرون حديثا.

الباب الثامن:في تبليغ أمير المؤمنين عليه السّلام سورة براءة و عزل أبي بكر من طريق الخاصة و فيه ستة عشر حديثا.

الباب التاسع:في قوله صلّي اللّه عليه و آله:«لأعطين الراية غدا رجلا يحب اللّه و رسوله و يحبه اللّه و رسوله» من طريق العامة و فيه خمسة و ثلاثون حديثا.

ص: 161


1- سوره 47 - آيه 25
2- سوره 44 - آيه 29
3- سوره 44 - آيه 29

الباب العاشر:في قوله صلّي اللّه عليه و آله«لأعطين الراية غدا رجلا يحب اللّه و رسوله و يحبه اللّه و رسوله» من طريق الخاصة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب الحادي عشر:في خبر الطائر من طريق العامة و فيه خمسة و ثلاثون حديثا.

الباب الثاني عشر:في خبر الطائر من طريق الخاصة،و فيه ثمانية أحاديث.

الباب الثالث عشر:في مؤاخاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السّلام من طريق العامة،و فيه احد و عشرون حديثا.

الباب الرابع عشر:في مؤاخاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السّلام من طريق الخاصة،و فيه أربعة أحاديث.

الباب الخامس عشر:في أن أمير المؤمنين عليه السّلام أخو رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من طريق العامة،و فيه سبعة و ثلاثون حديثا.

الباب السادس عشر:في أن أمير المؤمنين عليه السّلام أخو رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من طريق الخاصة،و فيه أربعة و ثلاثون حديثا.

الباب السابع عشر:في أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عليا عليه السّلام فوض إليهما عليهما السّلام أمر الدين من طريق العامة،و فيه حديث واحد.

الباب الثامن عشر:في أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عليا عليه السّلام و بينه الأئمة عليهم السّلام فوض إليهما أمر الدين من طريق الخاصة،و فيه ثلاثة عشر حديثا.

الباب التاسع عشر:في سعة فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام من طريق العامة،و فيه ستة أحاديث.

الباب العشرون:في سعة فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث.

الباب الحادي و العشرون:في أن أمير المؤمنين عليه السّلام أول من أسلم و صلّي مع النبي صلّي اللّه عليه و آله من طريق العامة،و فيه سبعة و أربعون حديثا.

الباب الثاني و العشرون:في أن أمير المؤمنين عليه السّلام أول من أسلم و صلّي مع النبي صلّي اللّه عليه و آله من طريق الخاصة،و فيه ثمانية عشر حديثا.

الباب الثالث و العشرون:في رسوخ إيمان أمير المؤمنين عليه السّلام و قوّته و شدّه يقينه من طريق العامة،و فيه أربعة عشر حديثا.

الباب الرابع و العشرون:في رسوخ إيمان أمير المؤمنين عليه السّلام و قوّته و شدّه يقينه عليه السّلام من طريق الخاصة و فيه اثني عشر حديثا.

ص: 162

الباب الخامس و العشرون:في غزارة علم أمير المؤمنين عليه السّلام و سعته من طريق العامة و فيه اثنان و ثلاثون حديثا.

الباب السادس و العشرون:في غزارة علم الأئمة عليهم السّلام من طريق الخاصة و فيه ستة و عشرون حديثا.

الباب السابع و العشرون:في الأبواب التي فتحها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السّلام ألف باب كل باب يفتح ألف باب من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب الثامن و العشرون:في الأبواب و الكلمات التي فتحها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السّلام من طريق الخاصة و فيه تسعة و عشرون حديثا.

الباب التاسع و العشرون:في قوله صلّي اللّه عليه و آله:«أنا مدينة العلم و علي بابها»من طريق العامة و فيه ستة عشر حديثا.

الباب الثلاثون:في قوله صلّي اللّه عليه و آله:«أنا مدينة العلم و علي بابها و مدينة الحكمة و علي بابها»من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث.

الباب الحادي و الثلاثون:في قوله صلّي اللّه عليه و آله:«أنا مدينة الجنة و علي بابها»من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثاني و الثلاثون:في قوله صلّي اللّه عليه و آله:«أنا مدينة الجنة و علي بابها»من طريق الخاصة و فيه حديثان.

الباب الثالث و الثلاثون:في قوله صلّي اللّه عليه و آله:«أنا دار الحكمة و علي بابها»من طريق العامة و فيه أربعة أحاديث.

الباب الرابع و الثلاثون:في قوله صلّي اللّه عليه و آله:«أنا دار الحكمة و علي بابها»،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:«أنا دار الحكمة و علي مفتاحها»من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث.

الباب الخامس و الثلاثون:في قول أمير المؤمنين عليه السّلام:«سلوني قبل أن تفقدوني»من طريق العامة و فيه سبعة أحاديث.

الباب السادس و الثلاثون:في قول أمير المؤمنين عليه السّلام:«سلوني قبل أن تفقدوني»من طريق الخاصة و فيه سبعة أحاديث.

الباب السابع و الثلاثون:في المناجات يوم الطائف من طريق العامة و فيه ثمانية أحاديث.

الباب الثامن و الثلاثون:في المناجات يوم الطائف من طريق الخاصة و فيه ثمانية عشر

ص: 163

حديثا.

الباب التاسع و الثلاثون:في أن أمير المؤمنين عليه السّلام أقضي الأمة بنص رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و ولاه صلّي اللّه عليه و آله القضاء و دعا له صلّي اللّه عليه و آله من طريق العامة و فيه سبعة عشر حديثا.

الباب الأربعون:في أن أمير المؤمنين عليه السّلام أقضي الأمة بنص رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و ولاه صلّي اللّه عليه و آله القضاء من طريق الخاصة و فيه ثمانية أحاديث.

الباب الحادي و الأربعون:في رجوع أبي بكر و عمر و عثمان في العلم و الحكم و غيرهم من الصحابة إلي أمير المؤمنين عليه السّلام من طريق العامة و فيه ثلاثة و ثلاثون حديثا.

الباب الثاني و الأربعون:في رجوع أبي بكر و عمر و عثمان في العلم و الحكم و غيرهم من الصحابة إلي أمير المؤمنين من طريق الخاصة و فيه اثنا عشر حديثا.

الباب الثالث و الأربعون:في أن علم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كله عند أمير المؤمنين عليه السّلام و قول أمير المؤمنين عليه السّلام:«لو ثنيت لي وسادة و جلست عليها لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم...»إلخ من طريق العامة و فيه أربعة أحاديث.

الباب الرابع و الأربعون:في أن علم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كلّه عند أمير المؤمنين عليه السّلام و الأئمة عليهم السّلام و قول أمير المؤمنين عليه السّلام:«لو ثنيت لي وسادة و جلست عليها لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم..» إلخ من طريق الخاصة و فيه تسعة عشر حديثا.

الباب الخامس و الأربعون:في قوله صلّي اللّه عليه و آله:«علي مع الحق و الحق مع علي»و قوله صلّي اللّه عليه و آله:«اللهم ادر الحق معه حيث دار»و امره صلّي اللّه عليه و آله بسلوك طريقه عليه السّلام من طريق العامة و فيه أربعة عشر حديثا.

الباب السادس و الأربعون:في قوله عليه السّلام:«الحق مع علي عليه السّلام و علي مع الحق يدور معه حيث دار»و قوله صلّي اللّه عليه و آله:«علي مع القرآن و القرآن معه»و آية الحق و راية الهدي من طريق الخاصة و فيه عشرة أحاديث.

الباب السابع و الأربعون:في قوله صلّي اللّه عليه و آله لعلي عليه السّلام:«من فارقك فقد فارقني»من طريق العامة و فيه سبعة أحاديث.

الباب الثامن و الأربعون:في قوله صلّي اللّه عليه و آله:لعلي:«من فارقك فقد فارقني»من طريق الخاصة و فيه أربعة أحاديث.

الباب التاسع و الأربعون:في قول النبي صلّي اللّه عليه و آله:«حق علي عليه السّلام علي هذه الأمة كحق الوالد علي ولده»من طريق العامة و فيه ستة أحاديث.

ص: 164

الباب الخمسون:في قول صلّي اللّه عليه و آله:«حق علي علي هذه الأمة كحق الوالد علي ولده»من طريق الخاصة و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب الحادي و الخمسون:في أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عليا عليه السّلام أبوا هذه الأمة من طريق العامة و فيه حديث واحد.

الباب الثاني و الخمسون:في أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عليا والدا هذه الأمة و أبواها من طريق الخاصة و فيه ثلاثة عشر حديثا.

الباب الثالث و الخمسون:في أن المهاجرين و الأنصار لا يشكّون أن صاحب الأمر بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب،و أن أبا بكر و عمر و عثمان و معاوية يعلمون ذلك و اتيان أبي بكر و عمر ليبايعا عليا عليه السّلام بعد موت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قول أبي بكر اقيلوني.الحديث من طريق العامة و فيه أربعة عشر حديثا.

الباب الرابع و الخمسون:في قول علي عليه السّلام أمير المؤمنين عليه السّلام لأبي بكر:«أنه ليعلم و الذين حوله أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لم يستخلف غيري»من طريق الخاصة و فيه حديث واحد.

الباب الخامس و الخمسون:في اخراج أمير المؤمنين لبيعة أبي بكر مكرها مليا و إرادة حرق بيته عليه السّلام و بيت فاطمة عليها السّلام عند امتناعه من البيعة و إرادة قتله عليه السّلام إن امتنع عن البيعة و امتناع الجماعة الذين معه عليه السّلام من طريق العامة و فيه ثلاثون حديثا.

الباب السادس و الخمسون:في اخراج أمير المؤمنين عليه السّلام لبيعة أبي بكر مكرها مليّا و إرادة حرق بيت فاطمة عليها السّلام عند امتناعه من البيعة و إرادة قتله عليه السّلام من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث.

الباب السابع و الخمسون:في قول أبي بكر و عمر:كانت بيعة أبي بكر فلتة وقي اللّه شرّها و من عاد إلي مثلها فاقتلوه و قول علي عليه السّلام:«بيعتي لم تكن فلتة»من طريق العامة و فيه ثمانية أحاديث.

الباب الثامن و الخمسون:في قول عمر كانت بيعة أبي بكر:فلتة وقي اللّه شرّها و من عاد إلي مثلها فاقتلوه طريق الخاصة و فيه حديثان.

الباب التاسع و الخمسون:في أمر أبو بكر خالدا بقتل أمير المؤمنين عليه السّلام من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب الستون:في أمر أبو بكر خالدا بقتل أمير المؤمنين عليه السّلام من طريق الخاصة و فيه حديثان.

ص: 165

الباب الحادي و الستون:في قول أمير المؤمنين عليه السّلام:«أنا أولي بالأمر من أبي بكر و عمر و عثمان»و احتجاجه عليه السّلام عليهم و قوله عليه السّلام:«إن لنا حقا أن نعطه فأخذه»و إن الإمامة و الخلافة له عليه السّلام دونهم و لم يبايع حتي راموا قتله من طريق العامة و فيه ثمانية أحاديث.

الباب الثاني و الستون:في قول أمير المؤمنين عليه السّلام:«أنا أولي بالأمر ممن تقدم»و احتجاجه عليهم و إن الإمامة و الخلافة له عليه السّلام دونهم من طريق الخاصة،و فيه أربعة أحاديث.

الباب الثالث و الستون:في سبب تركه عليه السّلام جهاد من تقدم عليه في الإمامة من خوفه الردّة علي الأمة و حيث لم يجد اعوانا و أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بالجلوس في بيته و قوله علي عليه السّلام«مثل الكعبة»...الحديث و غير ذلك من طريق العامة،و فيه اثني عشر حديثا.

الباب الرابع و الستون:في سبب تركه جهاد من تقدم عليه في الإمامة و الخلافة من طريق الخاصة،و فيه تسعة أحاديث.

الباب الخامس و الستون:في قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي عليه السّلام:«ستغدر بك الأمة بعدي و الضغائن في صدور قوم و الشدة»و قوله صلّي اللّه عليه و آله:«اقبلت الفتن كقطع الليل المظلم»من طريق العامة، و فيه أربعة عشر حديثا.

الباب السادس و الستون:في قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي عليه السّلام:«ستغدر بك الأمة من بعدي»و ما يلاقيه عليه السّلام من الشدة من بعده صلّي اللّه عليه و آله و أمره له بالصبر و أمره له بقتال الناكثين و القاسطين و المارقين من طريق الخاصة،و فيه خمسة أحاديث.

الباب السابع و الستون:في الردّة الواقعة بعد وفاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و الحق مع علي عليه السّلام من طريق العامة،و فيه خمسة عشر حديثا.

الباب الثامن و الستون:في الردّة الواقعة بعد وفاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و الحق مع علي عليه السّلام من طريق الخاصة،و فيه احد عشر حديثا.

الباب التاسع و الستون:في افتراق الأمة بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي ثلاث و سبعين فرقة منها فرقة ناجية الناجية شيعة علي عليه السّلام في الجنة من طريق العامة،و فيه حديثان.

الباب السبعون:في افتراق الأمة بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثلاث و سبعين فرقة منها فرقة ناجية الناجية شيعة علي عليه السّلام و اتباعه في الجنة من طريق الخاصة،و فيه حديث واحد.

الباب الحادي و السبعون:في فضل محبّي علي عليه السّلام و شيعته و مواليه و مولي الأئمة عليهم السّلام من طريق العامة،و فيه خمسة و تسعون حديثا.

ص: 166

الباب الثاني و السبعون:في فضل محبّي علي عليه السّلام و شيعته و مواليه عليه السّلام و مولي الأئمة عليهم السّلام من طريق الخاصة،و فيه ثمانية و أربعون حديثا.

الباب الثالث و السبعون:في جرأة عمر بن الخطاب علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين علم أنه صلّي اللّه عليه و آله ينص علي علي عليه السّلام بأنه صاحب الأمر بعده في مرضه و قال أنه صلّي اللّه عليه و آله:يهجر من طريق العامة و فيه سبعة عشر حديثا.

الباب الرابع و السبعون:في قول عمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يهجر و أنه أخبر أمير المؤمنين عليا و اشهده علي ذلك شهودا من طريق الخاصة و فيه حديثان.

الباب الخامس و السبعون:في جيش اسامة و فيه أبو بكر و عمر و عثمان و أبو عبيدة بن الجراح و عبد الرّحمن بن عوف و طلحة و الزبير و غيرهم و لعن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من تأخّر عن جيش اسامة و قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إذا بويع الخليفة فاقتلوا الأخير منهما و روي ذلك في أبي بكر من طريق العامة و فيه اثنا عشر حديثا.

الباب السادس و السبعون:في تأخّر أبي بكر و عمر عن جيش اسامة من طريق الخاصة، و فيه حديث واحد.

الباب السابع و السبعون:في عقاب من شك في أمير المؤمنين عليه السّلام من طريق العامة،و فيه حديث واحد.

الباب الثامن و السبعون:في عقاب من شك في أمير المؤمنين عليه السّلام و اشرك به أو شك في الأئمة عليهم السّلام من طريق الخاصة و فيه سبعة أحاديث.

الباب التاسع و السبعون:في قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«مثل علي عليه السّلام في هذه الأمة مثل قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ (1) »من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب الثمانون:في قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله«مثل علي عليه السّلام مثل قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ (2) »و مراتب المحبة من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث.

الباب الحادي و الثمانون:في قوله صلّي اللّه عليه و آله لعلي عليه السّلام لا يحبك إلا مؤمن و لا يبغضك إلا منافق من طريق العامة و فيه ستة عشر حديثا.

الباب الثاني و الثمانون:في قوله صلّي اللّه عليه و آله لعلي عليه السّلام المحب له مؤمن و المبغض له منافق من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث.

الباب الثالث و الثمانون:في أن عليا عليه السّلام وزير رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وارثه من طريق العامة و فيه احد

ص: 167


1- سوره 112 - آيه 1
2- سوره 112 - آيه 1

عشر حديثا.

الباب الرابع و الثمانون:في أن عليا عليه السّلام وزير رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وارثه من طريق الخاصة و فيه احد و عشرون حديثا.

الباب الخامس و الثمانون:في قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي عليه السّلام:«أنه سيّد المسلمين و سيّد العرب و سيد في الدنيا و الآخرة و سيد الأوصياء و سيد الخلائق بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من طريق العامة و فيه ثلاثة و عشرون حديثا.

الباب السادس و الثمانون:في أن عليا عليه السّلام سيد الوصيين و سيد العرب من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث.

الباب السابع و الثمانون:في أن ولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام من أصول الإسلام و الأئمة الاثني عشر أركان الإيمان و من احبّهم استكمله من طريق العامة،و فيه خمسة أحاديث.

الباب الثامن و الثمانون:في أن ولاية الأئمة عليهم السّلام مما بني عليها الإسلام و عماده من طريق الخاصة،و فيه أربعة و عشرون حديثا.

الباب التاسع و الثمانون:في أن النظر إلي علي عليه السّلام عبادة و ذكره عبادة من طريق العامة و فيه ثلاثة و عشرون حديثا.

الباب التسعون:في أن النظر إلي علي عبادة من طريق الخاصة،و فيه عشرة أحاديث.

الباب الحادي و التسعون:في ردّ الشمس إلي أمير المؤمنين عليه السّلام من طريق العامة،و فيه ثمانية أحاديث.

الباب الثاني و التسعون:في ردّ الشمس إلي أمير المؤمنين عليه السّلام من طريق الخاصة،و فيه سبعة عشر حديثا.

الباب الثالث و التسعون:في تكليم الشمس عليا عليه السّلام و سلامها عليه من طريق العامة،و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب الرابع و التسعون:في تكليم الشمس عليا عليه السّلام و سلامها عليه من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث.

الباب الخامس و التسعون:في تكليم صاحب الكهف عليا عليه السّلام من طريق العامة،و فيه خمسة أحاديث.

الباب السادس و التسعون:في تكليم صاحب الكهف عليا عليه السّلام من طريق الخاصة،و فيه

ص: 168

خمسة أحاديث.

الباب السابع و التسعون:في السطل و المنديل و القدس من طريق العامة،و فيه أربعة أحاديث.

الباب الثامن و التسعون:في السطل و الإبريق من طريق الخاصة،و فيه أربعة أحاديث.

الباب التاسع و التسعون:في سد الأبواب من المسجد إلاّ باب علي عليه السّلام من طريق العامة و فيه تسعة و عشرون حديثا.

الباب المائة:في سد الأبواب من المسجد إلاّ باب علي عليه السّلام من طريق الخاصة و فيه خمسة عشر حديثا.

الباب الحادي و المائة:في الصديقين و أفضلهم علي عليه السّلام هو الصديق الأكبر من طريق العامة و فيه ستة عشر حديثا.

الباب الثاني و المائة:في الصديقين و افضلهم علي عليه السّلام و هو الصديق الأكبر من طريق الخاصة و فيه ثمانية أحاديث.

الباب الثالث و المائة:في قلعه عليه السّلام الأصنام عن الكعبة من طريق العامة و فيه خمسة أحاديث.

الباب الرابع و المائة:في قلعه عليه السّلام الأصنام عن ظهر الكعبة من طريق الخاصة و فيه حديثان.

الباب الخامس و المائة:في حديث خاصف النعل من طريق العامة و فيه تسعة أحاديث.

الباب السادس و المائة:في حديث خاصف النعل من طريق الخاصة و فيه حديثان.

الباب السابع و المائة:في حديث الأعمش مع المنصور من طريق العامة.

الباب الثامن و المائة:في حديث الأعمش مع المنصور من طريق الخاصة.

الباب التاسع و المائة:في حديث اللّوزة من طريق العامة.

الباب العاشر و المائة:في حديث اللّوزة من طريق الخاصة.

الباب الحادي عشر و المائة:حديث التفاحة من طريق العامة.

الباب الثاني عشر و المائة:حديث التفاحة من طريق الخاصة.

الباب الثالث عشر و المائة:حديث الاترجة من طريق العامة و فيه ثلاث أحاديث.

الباب الرابع عشر و المائة:حديث الاترجة من طريق الخاصة.

الباب الخامس عشر و المائة:حديث السّفرجلة من طريق العامة و فيه حديثان.

الباب السادس عشر و المائة:حديث السّفرجلة من طريق الخاصة و فيه حديثان.

ص: 169

الباب السابع عشر و المائة:حديث الرمان من طريق العامة.

الباب الثامن عشر و المائة:حديث الرمان من طريق الخاصة.

الباب التاسع عشر و المائة:حديث قميص هارون الذي أهدي لعلي عليه السّلام من طريق العامة.

الباب العشرون و المائة:قميص هارون الذي أهدي لأمير المؤمنين عليه السّلام من طريق الخاصة، و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب الحادي و العشرون و المائة:في الملائكة الذين سلموا علي أمير المؤمنين عليه السّلام ليلة بدر من طريق العامة،و فيه حديثان.

الباب الثاني و العشرون و المائة:في الملائكة الذين سلموا علي أمير المؤمنين عليه السّلام ليلة بدر من طريق الخاصة و فيه أربعة أحاديث.

الباب الثالث و العشرون و المائة:في المنادي يوم بدر:لا سيف إلاّ ذو الفقار و لا فتي إلاّ علي،من طريق العامة،و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب الرابع و العشرون و المائة:في المنادي يوم بدر:لا سيف إلاّ ذو الفقار و لا فتي إلاّ علي،من طريق الخاصة،و فيه حديثان.

الباب الخامس و العشرون و المائة:في معرفة الملائكة لأمير المؤمنين عليه السّلام في السماوات، من طريق العامة،و فيه خمسة أحاديث.

الباب السادس و العشرون و المائة:في معرفة الملائكة لأمير المؤمنين عليه السّلام في السماوات من طريق الخاصة.

الباب السابع و العشرون و المائة:في قضاء علي عليه السّلام دين رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عداته و عجز أبي بكر من طريق العامة،و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب الثامن و العشرون و المائة:في قضاء علي عليه السّلام دين رسول اللّه و عداته و عجز أبي بكر من طريق الخاصة،و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب التاسع و العشرون و المائة:في زهد أمير المؤمنين عليه السّلام من طريق العامة،و فيه ستة و عشرون حديثا.

الباب الثلاثون و المائة:في زهد أمير المؤمنين عليه السّلام من طريق الخاصة،و فيه ثلاثون حديثا.

الباب الحادي و الثلاثون و المائة:في خوفه من اللّه و بكائه من خشية اللّه تعالي و خبر ضرار و خبر أبي الدرداء و طلاقه عليه السّلام الدنيا ثلاثا من طريق العامة،و فيه عشرة أحاديث.

ص: 170

الباب الثاني و الثلاثون و المائة:في خوفه من اللّه تعالي و بكائه من خشية اللّه تعالي و خبر ضرار و تسيير الدنيا له و طلاقه الدنيا من طريق الخاصة،و فيه ستة أحاديث.

الباب الثالث و الثلاثون و المائة:في أن أمير المؤمنين عليه السّلام ينادي يوم القيامة من طريق العامة،و فيه حديث واحد.

الباب الرابع و الثلاثون و المائة:في أنّه ينادي يوم القيامة من طريق الخاصة،و فيه حديث واحد.

الباب الخامس و الثلاثون و المائة:في الركبان الأربعة يوم القيامة منهم أمير المؤمنين عليه السّلام من طريق العامة،و فيه ثلاثة أحاديث.

الباب السادس و الثلاثون و المائة:في أن الركبان يوم القيامة أربعة منهم علي عليه السّلام من طريق الخاصة،و فيه خمسة أحاديث.

الباب السابع و الثلاثون و المائة:في أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام يوم القيامة حامل لواء الحمد و ولي الحوض و ساقه من طريق العامة،و فيه؟؟؟حديثا.

الباب الثامن و الثلاثون و المائة:في أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام يوم القيامة حامل لواء الحمد و ولي الحوض و ساقيه من طريق الخاصة،و فيه تسعة عشر حديثا.

الباب التاسع و الثلاثون و المائة:في أنّه عليه السّلام حامل لواء الحمد يوم القيامة في الحوض و قسيم الجنة و النار من طريق العامة زيادة علي ما تقدم،و فيه ثمانية و عشرون حديثا.

الباب الأربعون و المائة:في أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قسيم الجنة و النار من طريق الخاصة،و فيه ثمانية عشر حديثا.

الباب الحادي و الأربعون و المائة:في إمامة الإمام الثاني عشر من الأئمة الاثني عشر:و هم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام،و بنوه الأحد عشر الذين آخرهم القائم المنتظر المهدي إمام هذا العصر و الزمان من موت أبيه عليه السّلام حتي يظهره اللّه عزّ و جل بعد غيبته في آخر الزمان يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما؛لنص رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليهم بعده بالإمامة و الخلافة و الوصاية من طريق العامة و الخاصة،كما تقدّم في هذا الكتاب،و هذا الباب فيه خصوص في اثبات إمامة الإمام الثاني عشر المهدي المنتظر إمام العصر من طريق العامة،و فيه خمسة و ستون و مائة حديث.

الباب الثاني و الأربعون و المائة:في إمامة الإمام الثاني عشر من الأئمة الاثني عشر:و هم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام،و بنوه الأحد عشر الذين آخرهم القائم المنتظر المهدي إمام

ص: 171

هذا العصر و الزمان من موت أبيه حتي يظهره اللّه عزّ و جل بعد غيبته في آخر الزمان فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما؛لنص رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليهم بعده بالإمامة و الخلافة و الوصاية من طريق العامة و الخاصة،كما تقدم في هذا الكتاب،و هذا الباب فيه خصوص في إثبات إمامة الإمام الثاني عشر المهدي القائم المنتظر إمام العصر من طريق الخاصة،و فيه سبعة و عشرون حديثا.

الباب الثالث و الأربعون و المائة:في ذكر ما استدل به الشيخ الفاضل العلامة جمال الدين أبي عبد اللّه محمد بن طلحة بن محمد بن الحسن النصيبي الشافعي في كتاب مطالب السئول في مناقب آل الرسول فيما استدل به علي إمامة القائم الحجة و بقائه و جوابه عن الاعتراضات في غيبته عليه السّلام و بقائه عليه السّلام مثل هذا الشافعي لا يتهم في ذلك من الروايات في الحجة المنتظر عليه السّلام.

الباب الرابع و الأربعون و المائة:فيما أجاب الشيخ أبو عبد اللّه محمد بن يوسف بن الكنجي الشافعي في كتاب البيان في أخبار الزمان في الجواب عن الاعتراض في الغيبة و لم يرض جواب الشيخ علي بن عيسي في كشف كتاب الغمة و ذكر الكلامين.

ص: 172

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم

الباب الأول

في قوله تعالي: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) (2)

أنزلت في رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و علي و فاطمة و الحسن و الحسين صلوات اللّه عليهم

من طريق العامة و فيه احدي و أربعون حديثا (3)

ص: 173


1- سوره 33 - آيه 33
2- الأحزاب:33.
3- ذكر جملة من علماء العامة اختصاص الآية بأصحاب الكساء الخمسة فإليك بيانه: أقوال العلماء باختصاص الآية بأصحاب الكساء عليهم السّلام *قال أبو بكر النقاش في تفسيره:أجمع أكثر أهل التفسير أنها نزلت في علي و فاطمة و الحسن و الحسين(جواهر العقدين:198 الباب الأول،و تفسير آية المودة:112). *و قال سيدي محمد بن أحمد بنيس في شرح همزية البوصيري:(إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا)أكثر المفسرين أنها نزلت في علي و فاطمة و الحسنين رضي اللّه عنهم(لوامع أنوار الكوكب الدري:86/2). *و قال العلامة سيدي محمد جسوس في شرح الشمائل:ثم جاء الحسن بن علي فأدخله،ثم جاء الحسين فدخل معهم،ثم جاءت فاطمة فأدخلها،ثم جاء علي فأدخله ثم قال:(إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا)»و في ذلك اشارة إلي أنهم المراد بأهل البيت في الآية(شرح الشمائل المحمدية:107/1 ذيل باب ما جاء في لباس رسول اللّه). *و قال السمهودي:و قالت فرقة منهم الكلبي:هم علي و فاطمة و الحسن و الحسين خاصة للأحاديث المتقدمة (جواهر العقدين:198 الباب الأول). *و قال الطحاوي في مشكل الآثار بعد ذكر أحاديث الكساء:فدل ما روينا في هذه الآثار مما كان من رسول اللّه صلي اللّه عليه و آله و سلم إلي أم سلمة مما ذكرنا فيها لم يرد انها كانت مما اريد به مما في الآية المتلوة في هذا الباب، و ان المراد بما فيها هم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سلم و علي و فاطمة و الحسن و الحسين دون ما سواهم (مشكل الآثار:230/1 ذيل ح 782 باب 106 ما روي عن النبي في الآية). و قال بعد ذكر أحاديث تلاوة النبي صلّي اللّه عليه و آله الآية علي باب فاطمة:في هذا أيضا دليل علي أن هذه فيهم(مشكل الآثار: 231/1 ح 785 باب 106 ما روي عن النبي في الآية). *قال الفخر الرازي:و انا أقول:آل محمد هم الذين يؤول أمرهم إليه،فكل من كان امرهم إليه أشد و اكمل كانوا هم الآل،و لا شك انّ فاطمة و عليا و الحسن و الحسين كان التعلق بينهم و بين رسول اللّه أشد التعلقات،و هذا كالمعلوم بالنقل المتواتر؛فوجب أن يكونوا هم الآل. أيضا اختلف الناس في الآل فقيل هم الاقارب،و قيل هم امته،فان حملناه علي القرابة فهم الآل،و ان حملناه علي الأمة الذين قبلوا دعوته فهم أيضا آل؛فثبت أنّ علي جميع التقديرات هم الآل،و اما غيرهم فهل يدخلون تحت لفظ الآل؟ فمختلف فيه،و روي صاحب الكشاف انه لما نزلت هذه الآية[المودة]قيل يا رسول اللّه:من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ فقال:«علي و فاطمة و ابناهما». فثبت أن هؤلاء الأربعة اقارب النبي؛و إذا ثبت هذا وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيد التعظيم و يدل عليه وجوه. إلخ(تفسير الفخر الرازي:166/27 مورد آية المودة(23)من سورة الشوري). *و قال أبو بكر الحضرمي في رشفة الصادي:(و الذي قال به الجماهير من العلماء،و قطع به أكابر الأئمة،و قامت به البراهين و تظافرت به الادلة أن أهل البيت المرادين في الآية هم سيدنا علي و فاطمة و ابناهما و ما كان تخصيصهم بذلك منه صلي اللّه عليه و آله و سلم إلاّ عن أمر إلهي و وحي سماوي...و الأحاديث في هذا الباب كثيرة،و بما أوردته منها يعلم قطعا أن المراد بأهل البيت في الآية هم علي و فاطمة و ابناهما رضوان اللّه عليهم،و لا التفات إلي ما ذكره صاحب روح البيان من أن تخصيص الخمسة المذكورين عليهم السلام بكونهم أهل البيت من أقوال الشيعة،لان ذلك محض تهور يقتضي بالعجب،و بما سبق من الأحاديث و ما في كتب أهل السنة السنية يسفر الصبح لذي عينين-إلي أن يقول-و قد أجمعت الأمة علي ذلك فلا حاجة لإطالة الاستدلال له)(رشفة الصادي من بحر فضائل بني النبي الهادي:13-14-16 الباب الأول-ذكر تفضيلهم بما أنزل اللّه في حقهم من الآيات). *و قال ابن حجر:(إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا)اكثر المفسرين علي انها نزلت في علي و فاطمة الحسن و الحسين(الصواعق المحرقة:143 ط.مصر-و ط.بيروت:220 الباب الحادي عشر، في الآيات الواردة فيهم الآية الاولي). *و قال في موضع آخر بعد تصحيح الصلاة علي الآل:فالمراد بأهل البيت فيها و في كل ما جاء في فضلهم أو فضل الآل أو ذوي القربي جميع آله و هم مؤمنو بني هاشم و المطلب...و به يعلم انه قال ذلك كله فحفظ بعض الرواة ما لم يحفظه الآخر،ثم عطف الازواج و الذرية علي الآل في كثير من الروايات يقتضي انهما ليست من الآل،و هو واضح في الازواج بناء علي الاصح في الآل انهم مؤمنو بني هاشم و المطلب،و أما الذرية فمن الآل علي سائر الأقوال،فذكرهم بعد الآل للاشارة إلي عظيم شرفهم(الصواعق المحرقة:146 ط.مصر و 224-225 ط. بيروت باب 11،الآيات النازلة فيهم-الآية الثانية). *و قال النووي بشرح مسلم:و أما قوله في الرواية الاخري:«نساؤه من أهل البيت و لكن أهل بيته من حرم الصدقة». قال:و في الرواية الاخري:«فقلنا:من أهل بيته نساؤه؟قال:لا». فهاتان الروايتان ظاهرهما التناقض،و المعروف في معظم الروايات في غير مسلم أنه قال:«نساؤه لسن من أهل بيته» فتتأول الرواية الأولي علي أن المراد أنهنّ من أهل بيته الذين يسكنونه و يعولهم...و لا يدخلن فيمن حرم الصدقة. (صحيح مسلم بشرح النووي:175/15 ح 6175 كتاب الفضائل-فضائل علي). *و قال السمهودي:و حكي النووي في شرح المهذب وجها آخر لأصحابنا:أنهم عترته الذين ينسبون إليه قال:و هم أولاد فاطمة و نسلهم أبدا،حكاه الأزهري و آخرون عنه.انتهي.(جواهر العقدين:211 الباب الأول،و بهامشه: شرح المهذب:448/3). *و قال الإمام مجد الدين الفيروزآبادي :المسألة العاشرة:هل يدخل في مثل هذا الخطاب(الصلاة علي النبي) النساء؟ذهب جمهور الأصوليين أنهن لا يدخلن و نص عليه الشافعي،و انتقد عليه و خطئ المنتقد(الصلات و البشر في الصلاة علي خير البشر:32 الباب الأول). *و قال سراج الدين:ذهب الجمهور أن الآل من حرمت عليهم الصدقة،فالآل الوارد ذكرهم في الصلاة الابراهيمية المراد بهم من حرمت الصدقة عليهم،و ذهب بعض العلماء إلي أن المراد أزواجه و ذريته،و قال في مورد آخر: و لا شك أن الحق مع الجمهور(الصلاة علي النبي:184-185). *و قال الملاّ علي القاري:الأصح أن فضل أبنائهم علي ترتيب فضل آبائهم إلاّ أولاد فاطمة رضي اللّه تعالي عنها فإنّهم يفضلون علي أولاد أبي بكر و عمر و عثمان؛لقربهم من رسول اللّه؛فهم العترة الطاهرة و الذرية الطيبة الذين أذهب اللّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا(شرح كتاب الفقه الاكبر لابي حنيفة:210 مسألة في تفضيل أولاد الصحابة). *و قال السمهودي بعد ذكر الاحاديث في اقامة النبي آله مقام نفسه و ذكر آية المباهلة و أنها فيهم:و هؤلاء هم أهل الكساء فهم المراد من الآيتين(المباهلة و التطهير)(جواهر العقدين:204 الباب الأول). *و قال الحمزاوي:و استدل القائل علي عدم العموم بما روي من طرق صحيحة:«إن رسول اللّه جاء و معه علي و فاطمة و الحسن و الحسين»و ذكر أحاديث الكساء،إلي أن قال:و يحتمل أن التخصيص بالكساء لهؤلاء الاربع لأمر إلهي يدل له حديث أم سلمة،قالت:فرفعت الكساء لا دخل معهم فجذبه من يدي.(مشارق الانوار للحمزاوي:113 الفصل الخامس من الباب الثالث-فضل أهل البيت). *و قال:أبي منصور ابن عساكر الشافعي:بعد ذكر قول أم سلمة:«و أهل البيت رسول اللّه و علي و فاطمة و الحسن و الحسين»هذا حديث صحيح...و الآية نزلت خاصة في هؤلاء المذكورين(كتاب الاربعين في مناقب أمهات المؤمنين:106 ح 36 ذكر ما ورد في فضلهن جميعا). و قال ابن بلبان(739 ه)في ترتيب صحيح ابن حبان:ذكر الخبر المصرح بأن هؤلاء الاربع الذين تقدم ذكرنا لهم هم أهل بيت المصطفي،ثم ذكر حديث نزول الآية فيهم عن واثلة(الاحسان بترتيب صحيح ابن حبان:61/9 ح 6937 كتاب المناقب). *و قال ابن الصباغ من فصوله:أهل البيت علي ما ذكر المفسرون في تفسير آية المباهلة،و علي ما روي عن أم سلمة: هم النبي و علي و فاطمة و الحسن و الحسين(مقدمة المؤلف:22). *و قال الحاكم النيشابوري بعد حديث الكساء و الصلاة علي الآل و أنه فيهم:انما خرجته ليعلم المستفيد أن أهل البيت و الآل جميعا هم(مستدرك الصحيحين:148/3 كتاب المعرفة-ذكر مناقبهم). *و قال الحافظ الكنجي:الصحيح أن أهل البيت علي و فاطمة و الحسنان(كفاية الطالب:54 الباب الأول). *و قال القندوزي في ينابيعه:اكثر المفسرين علي انها نزلت في علي و فاطمة و الحسن و الحسين لتذكير ضمير عنكم و يطهركم(ينابيع المودة:294/1 ط.استانبول 1301 ه و 352 ط.النجف باب 59 الفصل الرابع). *و قال محب الدين الطبري:باب في بيان أن فاطمة و الحسن و الحسين هم أهل البيت المشار إليهم في قوله تعالي: (إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا)و تجليله اياهم بكساء و دعائه لهم(ذخائر العقبي:21). *و قال القاسمي:و لكن هل أزواجه من أهل بيته؟علي قولين هما روايتان عن أحمد أحدهما أنهن لسن من أهل البيت و يروي هذا عن زيد بن أرقم(تفسير القاسمي المسمي محاسن التأويل:4854/13 مورد الآية ط.مصر- عيسي الحلبي). *و قال الآلوسي:و أنت تعلم أن ظاهر ما صح من قوله:«إني تارك فيكم خليفتين-و في رواية-ثقلين كتاب اللّه حبل ممدود ما بين السماء و الارض و عترتي أهل بيتي و انهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض». يقتضي أن النساء المطهرات غير داخلات في أهل البيت الذين هم أحد الثقلين.(تفسير روح المعاني:24/12 مورد الآية). *و قال الشاعر الحسن بن علي بن جابر الهبل في ديوانه: آل النبي هم أتباع ملته من مؤمني رهطه الادنون في النسب هذا مقال ابن ادريس الذي روت الاعلام عنه فمل عن منهج الكذب و عندنا أنهم أبناء فاطمة و هو الصحيح بلا شكّ و لا ريب.(جناية الاكوع:28). *و قال توفيق أبو علم:فالرأي عندي أن أهل البيت هم أهل الكساء علي و فاطمة و الحسن و الحسين و من خرج من سلالة الزهراء و أبي الحسنين رضي اللّه عنهم أجمعين(أهل البيت:92 ذيل الباب الأول،و:8-المقدمة). و قال في موضع الرد علي عبد العزيز البخاري:أما قوله:إن آية التطهير المقصود منها الازواج،فقد أوضحنا بما لا مزيد عليه أن المقصود من أهل البيت هم العترة الطاهرة لا الازواج(أهل البيت:35 الباب الأول). *و قال:و أما ما يتمسك به الفريق الاعم و الاكبر من المفسرين فيتجلي فيما روي عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه:«نزلت هذه الآية في خمسة:فيّ و في علي و حسن و حسين و فاطمة»(أهل البيت:13-الباب الأول). *و قال الشوكاني في ارشاد الفحول في الرد علي من قال أنها بالنساء:و يجاب عن هذا بأنه قد ورد بالدليل الصحيح أنها نزلت في علي و فاطمة و الحسنين(ارشاد الفحول إلي تحقيق الحق في علم الاصول:83 البحث الثامن من المقصد الثالث،و أهل البيت لتوفيق أبو علم:36-الباب الأول). *و قال أحمد بن محمد الشامي:و قد أجمعت امهات كتب السنة و جميع كتب الشيعة علي أن المراد بأهل البيت في آية التطهير النبي و علي و فاطمة و الحسن؛لانهم الذين فسر بهم رسول اللّه المراد بأهل البيت في الآية،و كل قول يخالف قول رسول اللّه من بعيد أو قريب مضروب به عرض الحائط،و تفسير الرسول أولي من تفسير غيره؛اذ لا أحد أعرف منه بمراد ربّه(جناية الاكوع:125 الفصل السادس). *و قال الشيخ الشبلنجي:هذا و يشهد للقول بأنهم علي و فاطمة و الحسن و الحسين ما وقع منه حين أراد المباهلة هو و وفد نجران كما ذكره المفسرون(نور الابصار:122 ط.الهند و 223 ط.قم الباب الثاني-مناقب الحسن و الحسين). *و قال العلامة الحلي:اجمع المفسرون و روي الجمهور كأحمد بن حنبل و غيره:انها نزلت في رسول اللّه و علي و فاطمة و الحسن و الحسين(صلوات اللّه عليهم)(نهج الحق و كشف الصدق:173). *هذا و العامة قاطبة في مصنفاتهم يطلقون هذا الاسم المبارك علي علي و فاطمة و الحسن و الحسين و أبنائهم صلوات اللّه عليهم أجمعين،و يفردون لنساء النبي بابا خاصا،راجع مسند أحمد 1:199-و 6:29 ط.م. و كذلك ابن حجر في صواعقه من الفصل الثالث،و كذا الترمذي في صحيحه 5:662 كتاب المناقب-ط. دار الحديث مصر مناقب أهل البيت،و كذا كل من ألف في أهل البيت فإنه يحصر ذكر مناقبهم،كالشيخ محمود الشرقاوي و توفيق أبو علم في كتابهما:«أهل البيت»،و كذا ابن العربي في أحكام القرآن:1538/3 حيث ذكر تحت عنوان«المسألة السادسة قوله:أهل البيت»حديث نزول الآية في أصحاب الكساء و تلاوة الرسول الآية علي بابهم فقط،و محب الدين الطبري في الذخائر عنوان:أن فاطمة و علي و الحسن و الحسين هم أهل البيت، و كذا السندي في كتابه«دراسات اللبيب في الاسوة الحسنة بالحبيب»،و السيد المرشد باللّه كما في ترتيب أماليه تحت عنوان:«فضل أهل البيت»،و كذا الشبلنجي في نور الابصار و الصبان في اسعاف الراغبين و الخوارزمي، و القندوزي،و ابن أبي الحديد،و المسعودي،و ابن الصباغ،إضافة إلي ما ذكره المصنف هنا. *و هذا يدلّ-من ما يأتي-علي أن الأمة مجمعة علي أن أهل البيت هم:علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام،أو لا أقل شهرته فيهم!؟. و يطهركم(ينابيع المودة:294/1 ط.استانبول 1301 ه و 352 ط.النجف باب 59 الفصل الرابع). *و قال محب الدين الطبري:باب في بيان أن فاطمة و الحسن و الحسين هم أهل البيت المشار إليهم في قوله تعالي: (إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا)و تجليله اياهم بكساء و دعائه لهم(ذخائر العقبي:21). *و قال القاسمي:و لكن هل أزواجه من أهل بيته؟علي قولين هما روايتان عن أحمد أحدهما أنهن لسن من أهل البيت و يروي هذا عن زيد بن أرقم(تفسير القاسمي المسمي محاسن التأويل:4854/13 مورد الآية ط.مصر- عيسي الحلبي). *و قال الآلوسي:و أنت تعلم أن ظاهر ما صح من قوله:«إني تارك فيكم خليفتين-و في رواية-ثقلين كتاب اللّه حبل ممدود ما بين السماء و الارض و عترتي أهل بيتي و انهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض». يقتضي أن النساء المطهرات غير داخلات في أهل البيت الذين هم أحد الثقلين.(تفسير روح المعاني:24/12 مورد الآية). *و قال الشاعر الحسن بن علي بن جابر الهبل في ديوانه: آل النبي هم أتباع ملته من مؤمني رهطه الادنون في النسب هذا مقال ابن ادريس الذي روت الاعلام عنه فمل عن منهج الكذب و عندنا أنهم أبناء فاطمة و هو الصحيح بلا شكّ و لا ريب.(جناية الاكوع:28). *و قال توفيق أبو علم:فالرأي عندي أن أهل البيت هم أهل الكساء علي و فاطمة و الحسن و الحسين و من خرج من سلالة الزهراء و أبي الحسنين رضي اللّه عنهم أجمعين(أهل البيت:92 ذيل الباب الأول،و:8-المقدمة). و قال في موضع الرد علي عبد العزيز البخاري:أما قوله:إن آية التطهير المقصود منها الازواج،فقد أوضحنا بما لا مزيد عليه أن المقصود من أهل البيت هم العترة الطاهرة لا الازواج(أهل البيت:35 الباب الأول). *و قال:و أما ما يتمسك به الفريق الاعم و الاكبر من المفسرين فيتجلي فيما روي عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه:«نزلت هذه الآية في خمسة:فيّ و في علي و حسن و حسين و فاطمة»(أهل البيت:13-الباب الأول). *و قال الشوكاني في ارشاد الفحول في الرد علي من قال أنها بالنساء:و يجاب عن هذا بأنه قد ورد بالدليل الصحيح أنها نزلت في علي و فاطمة و الحسنين(ارشاد الفحول إلي تحقيق الحق في علم الاصول:83 البحث الثامن من المقصد الثالث،و أهل البيت لتوفيق أبو علم:36-الباب الأول). *و قال أحمد بن محمد الشامي:و قد أجمعت امهات كتب السنة و جميع كتب الشيعة علي أن المراد بأهل البيت في آية التطهير النبي و علي و فاطمة و الحسن؛لانهم الذين فسر بهم رسول اللّه المراد بأهل البيت في الآية،و كل قول يخالف قول رسول اللّه من بعيد أو قريب مضروب به عرض الحائط،و تفسير الرسول أولي من تفسير غيره؛اذ لا أحد أعرف منه بمراد ربّه(جناية الاكوع:125 الفصل السادس). *و قال الشيخ الشبلنجي:هذا و يشهد للقول بأنهم علي و فاطمة و الحسن و الحسين ما وقع منه حين أراد المباهلة هو و وفد نجران كما ذكره المفسرون(نور الابصار:122 ط.الهند و 223 ط.قم الباب الثاني-مناقب الحسن و الحسين). *و قال العلامة الحلي:اجمع المفسرون و روي الجمهور كأحمد بن حنبل و غيره:انها نزلت في رسول اللّه و علي و فاطمة و الحسن و الحسين(صلوات اللّه عليهم)(نهج الحق و كشف الصدق:173). *هذا و العامة قاطبة في مصنفاتهم يطلقون هذا الاسم المبارك علي علي و فاطمة و الحسن و الحسين و أبنائهم صلوات اللّه عليهم أجمعين،و يفردون لنساء النبي بابا خاصا،راجع مسند أحمد 1:199-و 6:29 ط.م. و كذلك ابن حجر في صواعقه من الفصل الثالث،و كذا الترمذي في صحيحه 5:662 كتاب المناقب-ط. دار الحديث مصر مناقب أهل البيت،و كذا كل من ألف في أهل البيت فإنه يحصر ذكر مناقبهم،كالشيخ محمود الشرقاوي و توفيق أبو علم في كتابهما:«أهل البيت»،و كذا ابن العربي في أحكام القرآن:1538/3 حيث ذكر تحت عنوان«المسألة السادسة قوله:أهل البيت»حديث نزول الآية في أصحاب الكساء و تلاوة الرسول الآية علي بابهم فقط،و محب الدين الطبري في الذخائر عنوان:أن فاطمة و علي و الحسن و الحسين هم أهل البيت، و كذا السندي في كتابه«دراسات اللبيب في الاسوة الحسنة بالحبيب»،و السيد المرشد باللّه كما في ترتيب أماليه تحت عنوان:«فضل أهل البيت»،و كذا الشبلنجي في نور الابصار و الصبان في اسعاف الراغبين و الخوارزمي، و القندوزي،و ابن أبي الحديد،و المسعودي،و ابن الصباغ،إضافة إلي ما ذكره المصنف هنا. *و هذا يدلّ-من ما يأتي-علي أن الأمة مجمعة علي أن أهل البيت هم:علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام،أو لا أقل شهرته فيهم!؟.

ص: 174

ص: 175

ص: 176

الحديث الأول: من مسند أحمد بن حنبل روي عبد اللّه أبو عبد الرّحمن بن أحمد بن حنبل عن والده أحمد قال:حدّثنا محمد بن مصعب-و هو القرقساني-قال:حدّثنا الأوزاعي عن شداد بن عماره قال:دخلت علي واثلة بن الأصقع و عنده قوم قد ذكروا عليا عليه السّلام فشتموه فشتمته معهم فقال:

ألا أخبرك بما رأيت من رسول اللّه؟قلت:بلي قال:أتيت فاطمة عليها السّلام أسألها عن علي عليه السّلام فقالت:

«توجه إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله»فجلست انتظره حتي جاء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فجلس و معه علي و حسن و حسين رضي اللّه تعالي عنهم أخذا كل واحد منهما بيده حتي دخل فأدني عليا و فاطمة فأجلسهما بين يديه و اجلس حسنا و حسينا كل واحد منهما علي فخذه ثمّ لف عليهم ثوبه أو قال:«كساء»ثم تلا هذه الآية: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) ثم قال:«اللهم هؤلاء أهل بيتي و أهل بيتي أحق» (2).

الحديث الثاني: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدثني أبي قال:حدّثنا ابن نمير قال:حدّثنا عبد الملك قال حدثنا عطا بن أبي رياح قال:حدثني من سمع أمّ سلمة تذكر أن النبي صلّي اللّه عليه و آله كان في بيتها فأتته فاطمة عليها السّلام ببرمة فيها خزيرة فدخلت بها عليه فقال:«ادعي لي زوجك و ابنيك»قالت:

ص: 177


1- سوره 33 - آيه 33
2- مسند أحمد:107/4.

فجاء علي و حسن و حسين فدخلوا عليه و جلسوا يأكلون من تلك الخزيرة و هو علي منامة له علي دكّان تحته كساء له خيبريّ قالت:و أنا في الحجرة أصلي فأنزل اللّه تعالي هذه الآية إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) قالت:فأخذ فضل الكساء فغشاهم به،ثم اخرج يده فالوي بها إلي السماء و قال:«هؤلاء أهل بيتي و خاصتي اللهمّ فاذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا»قال فادخلت رأسي البيت و قلت:أنا معكم يا رسول اللّه؟قال:«إنك إلي خير،إنك إلي خير» (2).

الحديث الثالث: بهذا الإسناد قال:و حدثني بها أبو سلمة مثل حديث عطا سواء (3).

الحديث الرابع: بهذا الإسناد قال عبد الملك:و حدثني داود بن أبي عوف الحجّاف عن شهر ابن حوشب عن أمّ سلمة بمثله سواء (4).

الحديث الخامس: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا إبراهيم بن عبد اللّه قال:حدّثنا سليمان بن أحمد قال:حدثنا الوليد بن مسلم قال:حدّثنا الأوزاعي قال:حدّثنا شداد بن عمار عن واثلة بن الأصقع:أنه حدّثه قال:طلبت عليا في منزله فقالت فاطمة:«ذهب يأتي برسول للّه»قال:

فجاءا جميعا فدخلا و دخلت معهما فاجلس عليا عن يساره و فاطمة عن يمينه و الحسن و الحسين بين يديه ثم التفع عليهم بثوبه و قال:«إنما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا، اللهم إن هؤلاء أهلي اللهم أهلي أحق اللهم أهلي أحق»قال واثلة فقلت:من ناحية البيت و أنا من أهلك يا رسول اللّه؟«و أنت من أهلي»قال واثلة:فذلك أرجا ما أرجو من عملي (5).

الحديث السادس: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا عبد اللّه بن سليمان قال:حدثنا أحمد بن محمد بن عمر الحنفي قال:حدّثنا عمر بن يونس قال:حدّثنا سليمان بن أبي سليمان الزهري قال:حدّثنا أبو كثير حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي عمرو حدثني شداد بن عبد اللّه قال:سمعت واثلة بن الأصقع و قد جيء برأس الحسين بن علي عليهما السّلام قال:فلقاه رجل من أهل الشام فأظهر سرورا فغضب واثلة و قال:و اللّه لا ازال أحب عليّا و حسنا و حسينا أبدا بعد إذ سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو في منزل أمّ سلمة يقول فيهم ما قال:قال واثلة:رأيتني ذات يوم و قد جئت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو في منزل أمّ سلمة و جاء الحسن فأجلسه علي فخذه اليمني و قبله،و جاء الحسين عليه السّلام فأجلسه علي فخذه اليسري و قبله،ثم جاءت فاطمة فأجلسها بين يديه ثم دعا بعلي عليه السّلام فجاء ثم اغدف عليهم

ص: 178


1- سوره 33 - آيه 33
2- مسند أحمد:291/6.
3- مسند أحمد:291/6.
4- مسند أحمد:292/6.
5- فضائل الصحابة لابن حنبل:632/2 ح 1077.

كساء خيبريا كأني انظر إليه ثم قال:« إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) »قلت لواثلة ما الرجس فقال:الشك في اللّه عزّ و جل (2).

الحديث السابع: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال:حدّثنا يحيي بن حماد قال:حدّثنا أبو عوانة قال:حدّثنا أبو بلخ قال:حدّثنا عمرو بن ميمون قال:إني لجالس إلي ابن عباس رضي اللّه عنه إذ أتاه تسعة رهط و الخبر طويل ذكرنا منه موضع الحاجة في هذا الباب و ذكرناه بطوله في باب خبر غدير خم،و ذكر عشر خصال في أمير المؤمنين،و نذكره بطوله في باب خبر الراية إن شاء اللّه تعالي قال ابن عباس:و أخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثوبه فوضعه علي علي و فاطمة و الحسن و الحسين و قال:« إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (3) » (4).

الحديث الثامن: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال:حدّثنا أبو النضر هاشم بن القاسم قال:

حدّثنا عبد الحميد يعني ابن مهران حدثني سهل:قال:قالت أم سلمة زوجة النبي صلّي اللّه عليه و آله حين جاء نعي الحسين بن علي عليه السّلام:لعنت أهل العراق،ثم قالت:قتلوه قتلهم اللّه،غروه و ذلوه لعنهم اللّه،فإني رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد جاءته فاطمة غدية ببرمة قد صنعت له فيها عصيده تحمله في طبق لها حتي وضعتها بين يديه فقال لها:«أين ابن عمك؟»قالت:«هو في البيت»قال:«اذهبي فادعيه و ائتني بابنيه»قالت:فجاءته تقود ابنيها كل واحد منهما بيد و علي يمشي في أثرها حتي دخلوا علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فأجلسهما في حجره و جلس علي علي يمينه و جلست فاطمة إلي يساره قالت:

أم سلمة فاجتذب صلّي اللّه عليه و آله من تحتي كساء خيبريا كان بساطا لنا علي المدامة في المدينة فلفه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أخذ بشماله طرفي الكساء و الوي بيده اليمني إلي ربه عزّ و جل و قال:«اللهم هؤلاء أهل بيتي اذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا»قلت:يا رسول اللّه الست من أهلك؟قال:«بلي» فادخلني في الكساء قالت فدخلت في الكساء بعد ما قضي دعاءه لابن عمه علي و ابنيه و ابنته فاطمة عليهم السّلام (5).

الحديث التاسع: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال حدثني أبي قال:حدّثنا عفان قال:

حدّثنا حماد بن سلمة قال:حدّثنا علي بن زيد عن شهر بن حوشب عن أم سلمة أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال لفاطمة:«ائتيني بزوجك و ابنيك»فجاءت بهم فالقي عليهم كساء فدكيا،قالت ثم وضع يده عليه و قال:«اللهم إن هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك و بركاتك علي محمد و علي آل محمد،

ص: 179


1- سوره 33 - آيه 33
2- فضائل الصحابة لابن حنبل:672/2 ح 1149.
3- سوره 33 - آيه 33
4- فضائل الصحابة لابن حنبل:683/2 ح 1168.
5- مسند أحمد:298/6.

إنك حميد مجيد»قالت أمّ سلمة:فرفعت الكساء لا دخل معهم فجذبه من يدي و قال:«إنك علي خير» (1).

الحديث العاشر: أحمد بن محمد بن حنبل قال:حدثني أبي قال:حدّثنا محمد بن جعفر قال:

حدّثنا عوف بن أبي المعدل عن عطية الطفاوي عن أبيه أن أم سلمة حدثته قالت:بيّنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في بيتي يوما إذ قالت الخادمة:إن عليا و فاطمة عليهما السّلام في السدة قالت فقال لي:«قومي فتنحي عن أهل بيتي»قالت:فقمت فتنحيت في البيت قريبا فدخل علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهما السّلام و هما صبيان صغيران قالت:فأخذ الصبيين فوضعهما في حجره فقبلهما و اعتنق عليا بإحدي يديه و فاطمة باليد الأخري و قبل فاطمة و اغدف عليهم خميصة سوداء و قال:«اللهم إليك لا إلي النار أنا و أهل بيتي»قالت:قلت:و أنا يا رسول اللّه؟قال:«و أنت» (2).

الحديث الحادي عشر: من صحيح البخاري من الجزء الرابع منه علي أحد كراسين من آخر الجزء و أجزاء البخاري من ثمانية و أجزاء مسلم من ستة و هذا من المتفق عليه منهما صحيح البخاري و أخبر الشيخ الإمام أبو بكر عبد اللّه بن منصور بن عمران الباقلاني المقري صدر الجامع بواسط العراق في رجب من سنة أربع و ثمانين و خمسمائة قال:أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ أبو الوقت عبد الأول بن شعيب عن الرجال المتصلين إلي الشيخ أبي عبد اللّه محمد بن إسماعيل البخاري يرفعه إلي مصعب بن شيبة عن صفية بنت شيبة عن عائشة قالت:قالت عائشة خرج النبي صلّي اللّه عليه و آله غداة غد و عليه مرط مرحل (3)من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فادخله ثم جاء الحسين فأدخله معه،ثم جاءت فاطمة فادخلها ثم جاء علي فادخله ثم قال:« إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (4) » (5).

الحديث الثالث عشر: مسلم بن الحجاج القشيري في صحيحه قال:حدّثنا أبو بكر بين أبي شيبة و محمد بن عبد اللّه بن نمير و اللفظ لأبي بكر قالا:حدّثنا محمد بن بشر عن زكريا عن مصعب ابن شيبه عن صفية بنت شيبة قالت:قالت عائشة:خرج ذات غداة و عليه مرط مرحل و ذكر

ص: 180


1- فضائل الصحابة لابن حنبل:602/2 ح 1029.
2- فضائل الصحابة لابن حنبل:583/2 ح 986.
3- مرط مرحل بالحاء المهملة هو الموشي المنقوش عليه صورة رحال الإبل،و روي مرجل بالجيم عليه صور المراجل و هي القدور و نقل عن كتاب(العين للخليل بن أحمد في باب الحاء المهملة المرحل ضرب من برود اليمن سمّي مرحلا لأن عليه تصاوير الرحل و ما يشبهه المجع(مجمع البحرين)(هامش المخطوط).
4- سوره 33 - آيه 33
5- لا يوجد في صحيح البخاري المطبوع نعم هو في العمدة عن البخاري:/43ح 30 و كذلك الطرائف:/123 ح 187.

الحديث السابق بعينه (1).

الحديث الثالث عشر: أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي في تفسيره في تفسير قوله تعالي طه (2) قال:قال جعفر بن محمد الصادق عليه السّلام: طه (3) أي طهارة أهل بيت محمد صلّي اللّه عليه و آله من الرجس ثم قرأ: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (4) » (5).

الحديث الرابع عشر: قال:روي سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن علي بن أبي طالب قال:«في الجنة لؤلؤتان إلي بطنان العرش:احدهما بيضاء،و الأخري صفراء في كل واحدة منهما سبعون ألف غرفة أبوابها و أكوابها من عرق واحد،فالبيضاء لمحمد و أهل بيته و الصفراء لإبراهيم و أهل بيته» (6).

الحديث الخامس عشر: و من تفسير الثعلبي قال:أخبرني عقيل بن محمد الجرجاني أخبرنا المعافي بن زكريا البغدادي أخبرنا محمد بن حرير حدثني المثني حدثني أبو بكر بن يحيي بن ريّان العنزي حدّثنا مندل عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

«نزلت هذه الآية في خمسة:فيّ و في علي و في حسن و حسين و فاطمة إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (7) » (8).

الحديث السادس عشر: الثعلبي قال:أخبرنا أبو عبد اللّه ابن فنجويه حدّثنا أبو بكر بن مالك القطيعي حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدّثنا عبد اللّه بن نمير حدّثنا عبد الملك يعني بن سليمان عن عبد اللّه بن أبي رياح حدثني من سمع أم سلمة-رض اللّه عنها:إن النبي صلّي اللّه عليه و آله:

كان في بيتها فأتته فاطمة صلوات اللّه عليها ببرمة فيها حريرة فدخلت بها عليه فقال لها:«ادعي لي زوجك و ابنيك»قالت فجاء علي و حسن و حسين فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الحريرة و هو و هم علي منام له علي دكان تحته كساء خيبري قالت:و أنا في الحجرة أصلي فأنزل اللّه هذه الآية إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (9) قالت:فأخذ فضل الكساء فتغشّاهم به ثم اخرج يده فألوي بها إلي السماء ثم قال:«هؤلاء أهل بيتي و خاصّتي اللهم فاذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا»قالت:فادخلت رأسي في البيت فقلت:و أنا معكم يا رسول اللّه؟ قال:«إنك إلي خير» (10).

ص: 181


1- صحيح مسلم:145/6.
2- سوره 20 - آيه 1
3- سوره 20 - آيه 1
4- سوره 33 - آيه 33
5- تأويل الآيات:309/1 ح 1 عن الثعلبي.
6- تأويل الآيات:146/1 ح 4.
7- سوره 33 - آيه 33
8- بحار الأنوار:222/31 ح 30 عن الثعلبي.
9- سوره 33 - آيه 33
10- بحار الأنوار:220/31 ح 27 عن الثعلبي.

الحديث السابع عشر: الثعلبي قال أخبرني الحسين بن محمد الثقفي حدّثنا عمر بن الخطاب حدّثنا عبد اللّه بن الفضل حدّثنا الحسن بن علي حدّثنا يزيد بن هارون أخبرنا العوام بن حوشب حدثني ابن عم لي من بني الحرث بن تيم اللّه يقال له:(مجمع)قال:دخلت مع أمي علي عائشة فسألتها أمي قالت:أ رأيت خروجك يوم الجمل قالت:إنه كان قدرا من اللّه تعالي،فسألتها عن علي فقالت:سألتني عن أحبّ الناس كان إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لقد رأيت عليا و فاطمة و حسنا و حسينا و قد جمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يغدف عليهم ثم قال:«اللهم هؤلاء أهل بيتي و خاصتي فاذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا»قالت:قلت يا رسول اللّه أنا من أهلك؟فقال:«تنحّي فإنّك علي خير» (1).

الحديث الثامن عشر: الثعلبي قال:أخبرني الحسين بن محمد حدّثنا ابن حبش المقري حدّثنا أبو ذرعة حدثني عبد الرّحمن بن عبد الملك بن شيبة أخبرني أبو نديك حدثني ابن أبي ملائكة عن إسماعيل بن عبد اللّه بن جعفر الطيار عن أبيه قال:لما نظر رسول اللّه إلي الرحمة هابطة من السماء قال:«من يدعو»مرتين قالت زينب:أنا يا رسول اللّه فقال:«ادعي لي عليا و فاطمة و الحسن و الحسين»قال فجعل حسنا عن يمينه و حسينا عن شماله و عليا و فاطمة تجاهه ثم غشاهم كساء خيبريا ثم قال:«اللهم إن لكلّ نبي أهلا و هؤلاء أهل بيتي»فأنزل اللّه عز و جل إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (2) فقالت زينب:يا رسول اللّه ألا أدخل معكم؟فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«مكانك فإنك إلي خير إن شاء اللّه» (3).

الحديث التاسع عشر: الثعلبي قال:أخبرني الحسين بن محمد حدّثنا عمر بن الخطاب حدّثنا عبد اللّه بن الفضل حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدّثنا محمد بن مصعب عن الأوزاعي عن شداد بن عمار قال:دخلت علي و أيلة بن الأصقع و عنده قوم فذكروا عليا فشتموه فشتمه معهم فلما قاموا قال لي لم شتمت هذا الرجل قلت رأيت القوم يشتمونه فشتمته معهم فقال:ألا أخبرك بما رأيت من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟قلت:بلي،قال:أتيت فاطمة صلوات اللّه عليها اسألها عن علي فقالت:«توجه إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله»فجلست انتظر حتي جاء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و معه علي و حسن و حسين اخذ كل واحد منهما بيده حتي دخل و أدني عليا و فاطمة فأجلسهما بين يديه و أجلس حسنا و حسينا كل واحد منهما علي فخذه ثم لفّ عليهم ثوبه أو قال:كساه ثم تلا هذه الآية:« إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (4) »قال:«اللهم هؤلاء أهل بيتي و أهل بيتي» (5).

ص: 182


1- الطرائف:30 عن الثعلبي.
2- سوره 33 - آيه 33
3- بحار الأنوار:222/31 ح 30 عن الثعلبي.
4- سوره 33 - آيه 33
5- بحار الأنوار:217/31 ح 24 عن الثعلبي.

الحديث العشرون: الثعلبي أبو عبد اللّه حدّثنا أبو سعيد أحمد بن علي بن عمر بن حبيش الرازي حدّثنا أحمد بن عبد الرحيم السناني أبو عبد الرّحمن حدّثنا أبو نويب حدّثنا هشام بن يونس عن أبي إسحاق عن نفيع عن أبي داود و عن أبي الحمراء قال:اقمت بالمدينة تسعة اشهر كيوم واحد و كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يجيء كل غداة فيقوم علي باب علي و فاطمة عليهما السّلام فيقول:«الصلاة يرحمكم اللّه إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) » (2).

الحديث الحادي و العشرون: الثعلبي قال:أخبرني أبو عبد اللّه حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن يوسف بن مالك حدّثنا محمد بن إبراهيم بن زياد حدّثنا الحرث بن عبد اللّه الحارثي حدّثنا قيس ابن الربيع عن الأعمش عن عباية بن ربيعي عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«قسم اللّه الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسما فذلك قوله تعالي: وَ أَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ (3) ،فأنا من خير أصحاب اليمين ثم جعل القسمين أثلاثا فجعلني في خيرهما ثلثا فذلك قوله تعالي: فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَ أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ (4) فأنا من السابقين و أنا من خير السابقين،ثم جعل إلا ثلاث قبائل فجعلني من خيرها قبيلة،فذلك قوله تعالي شُعُوباً وَ قَبائِلَ (5) فانا أتقي ولد آدم و اكرمهم علي اللّه و لا فخر ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني من خيرها بيتا فذلك قوله تعالي: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (6) » (7).

الحديث الثاني و العشرون: الحميدي قال:الرابع و الستون من المتفق عليه من الصحيحين عن البخاري و مسلم من مسند عائشة عن مصعب بن شيبة عن صفية بنت شيبة عن عائشة قالت:خرج النبي صلّي اللّه عليه و آله ذات غداة و عليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فادخله ثم جاء الحسين فدخله معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء عليّ فأدخله ثم قال:« إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (8) »أ و ليس لمصعب بن شيبة عن صفية بنت شيبة في مسند من الصحيحين غير هذا (9).

الحديث الثالث و العشرون: و من الجمع بين الصحاح الستة من موطأ مالك بن أنس الأصبحي و صحيح مسلم و البخاري و سنن أبي داود السجستاني و صحيح الترمذي و النسخة الكبيرة من صحيح النسائي من جمع الشيخ أبي الحسن رزين بن معاوية العبدري السرقسطي الأندلسي من

ص: 183


1- سوره 33 - آيه 33
2- بحار الأنوار:223/31 ح 30 عن الثعلبي.
3- سوره 56 - آيه 27
4- سوره 56 - آيه 8
5- سوره 49 - آيه 13
6- سوره 33 - آيه 33
7- العمدة:28/42 عن الثعلبي.
8- سوره 33 - آيه 33
9- الجمع بين الصحيحين:224/4 ح 3435.

صحيح أبي داود السجستاني و هو كتاب السنن في تفسير قوله تعالي: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) عن عائشة قالت:خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن فادخله ثم جاء الحسين فادخله ثم جاءت فاطمة فادخلها ثم جاء علي فادخله قال: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (2) قال:و عن أمّ سلمة زوج النبي صلّي اللّه عليه و آله أن هذه الآية نزلت في بيتها إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (3) قالت:و أنا جالسة عند الباب فقلت:يا رسول اللّه أ لست من أهل البيت؟

فقال:«إنك إلي خير إنك من أزواج رسول اللّه»قالت:و في البيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و علي و فاطمة و حسن و حسين عليهم السّلام فجللهم بكساء و قال:«اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا» (4).

الحديث الرابع و العشرون: في سنن أبي داود و موطا مالك عن أنس أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كان يمرّ بباب فاطمة إذ خرج إلي صلاة الفجر حين نزلت هذه الآية قريبا من ستة أشهر يقول:«الصلاة يا أهل البيت إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (5) » (6).

الحديث الخامس و العشرون: و من الجزء الثالث من الكتاب-اعني جمع رزين-أيضا في باب مناقب الحسن و الحسين عليهما السّلام من صحيح أبي داود و هو السنن بالإسناد المقدم عن صفية بنت شيبة قالت:قالت عائشة:خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غداة و عليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي عليه السّلام فادخله ثم جاء الحسين فأدخله معه ثم جاءت فاطمة فادخلها ثم جاء علي فادخله ثم قال:« إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (7) » (8).

الحديث السادس و العشرون: مسلم بن الحجاج في صحيحه قال:حدثني زهير بن حرب حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثني أبو حيان حدثني يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم قال:قام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله خطيبا بماء يدعي خمّا بين مكّة و المدينة فحمد اللّه و اثني عليه و وعظ و ذكر ثم قال:«أما بعد ألا أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فاجيب،و أنا تارك فيكم ثقلين:أولهما كتاب اللّه فيه الهدي و النور فخذوا بكتاب اللّه و استمسكوا به فحث علي كتاب اللّه و رغّب فيه-ثم قال-:و أهل بيتي اذكركم اللّه في أهل بيتي اذكركم اللّه في أهل بيتي».

فقال:حصين و من أهل بيته يا زيد أ ليس نساؤه من أهل بيته قال نساؤه من أهل بيته و لكن أهل

ص: 184


1- سوره 33 - آيه 33
2- سوره 33 - آيه 33
3- سوره 33 - آيه 33
4- سنن ابي داود:255/2 ح 4032 و العمدة:31/44 عن الجمع.
5- سوره 33 - آيه 33
6- العمدة:32/45 عن الجمع.
7- سوره 33 - آيه 33
8- العمدة:33/45 عن الجمع.

بيته من حرم الصدقة بعده (1).

الحديث السابع و العشرون: مسلم بن الحجاج أيضا في صحيحه قال:حدّثنا يزيد بن الريان حدّثنا حسان-يعني إبراهيم بن سعيد هو ابن مسروق-عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إني تارك فيكم الثقلين:احدهما كتاب اللّه هو حبل اللّه من اتبعه كان علي الهدي و من تركه كان علي ضلالة»فقلنا:من أهل بيته نساؤه؟قال:لا و ايم اللّه إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلي أهلها و قومها،أهل بيته أصله و عصبته الذين حرموا الصدقة من بعده (2).

الحديث الثامن و العشرون: موفق ابن أحمد صدر الأئمة عند المخالفين خطيب الخطباء في كتابه(فضائل امير المؤمنين عليه السّلام)قال:أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ أخبرنا والدي أحمد بن الحسين البيهقي أخبرنا أبو محمد عبد اللّه بن يوسف الأصفهاني أخبرنا بكير بن أحمد بن سهل الصوفي بمكة حدّثنا موسي ابن هارون قال:حدّثنا إبراهيم بن حبيب حدّثنا عبد اللّه بن سالم الملائي عن أبي الجحاف عن عطية عن أبي سعيد الخدري أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله جاء إلي باب علي عليه السّلام أربعين صباحا بعد ما دخل علي فاطمة فيقول:«السلام عليكم أهل البيت و رحمة اللّه و بركاته الصلاة يرحمكم اللّه إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (3) » (4).

الحديث التاسع و العشرون: موفق بن أحمد من أعيان علماء العامة في كتابه هذا عن أبي سعيد الخدري أنه قال:لما نزل قوله: وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ (5) (6)و كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يأتي باب فاطمة و علي عليهم السّلام تسعة أشهر في كل صلاة فيقول:الصلاة يرحمكم اللّه إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (7) (8).

الحديث الثلاثون: موفق بن أحمد هذا بالاسناد المتقدم عن أحمد بن الحسين عن البيهقي قال:أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ و أبو بكر أحمد بن الحسين القاضي و أبو عبد الرّحمن السلمي قالوا:

حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدّثنا الحسن بن مكرم حدّثنا عثمان بن عمر حدّثنا عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن دينار عن شريك بن أبي نمر عن عطا بن يسار عن أم سلمة-رضي اللّه

ص: 185


1- صحيح مسلم:123/7.
2- صحيح مسلم:123/7.
3- سوره 33 - آيه 33
4- المناقب:28/60.
5- سوره 20 - آيه 132
6- طه:132.
7- سوره 33 - آيه 33
8- المناقب:29/60.

عنها-قالت:في بيتي نزلت إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) قالت:

فارسل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي علي و فاطمة و الحسن و الحسين فقال:«هؤلاء أهلي»فقلت:يا رسول اللّه ما أنا من أهل البيت؟فقال:«بلي إن شاء اللّه» (2).

الحديث الحادي و الثلاثون: إبراهيم بن محمد الحميويني اعيان علماء المخالفين في كتاب (فرائد السمطين في فضائل المرتضي و البتول و السبطين عليهم السّلام)قال:حدثني الشيخ الإمام نجم الدين أبو عمر عثمان بن الموفق بقراءتي عليه بأسفرايين أواخر جمادي الآخرة سنة خمس و ستين و ستمائة و المشايخ الأئمة فريد الدين داود بن محمد بن روزبهان أبو أحمد الشيرازي و كمال الدين محمد بن عمر بن المظفر أبو المكارم المروزي،و قدوة الحكماء محمد بن عثمان بن أبي بكر بن الحاحي الخورشاهي المتطيب الخوريدي إجازة بروايتهم عن والدي شيخ شيوخ الإسلام سلطان الأولياء و المحققين سعد الحق و الدين محمد بن المؤيد بن أبي بكر الحمويني رضي اللّه عنه و ارضاه إجازة بروايته عن شيخه شيخ الإسلام نجم الحق و الدين أبي الجناب أحمد بن عمر بن محمد بن عبد اللّه الصوفي الخيوقي المعروف بكبري إجازة إن لم يكن سماعا قال:أنبأنا محمد بن عمر بن علي الطوسي بقراءتي عليه بنيسابور،أنبأنا أبو العباس أحمد بن أبي الفضل السّعاني أنبأنا أبو سعيد محمد بن طلحة الجنابذي قال أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد الأنصاري بدمشق نبأنا أبو عبد اللّه أحمد بن عطار الروذباري حدثني علي بن محمد بن عبيد حدّثنا جعفر بن أبي عثمان الطيالسي حدّثنا يحيي بن معين حدّثنا أبو عبيدة نبأنا طريف بن عيسي حدثني يوسف بن عبد الحميد قال:قال لي ثوبان مولي رسول اللّه:أجلس رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الحسن و الحسين علي فخذيه و فاطمة في حجره و اعتنق عليا عليه السّلام ثم قال:«اللهم هؤلاء أهل بيتي» (3).

الحديث الثاني و الثلاثون: إبراهيم بن محمد الحمويني قال:أخبرنا الإمام المفتي جلال الدين أحمد بن محمد عبد الجبار البكراني الأبهري بقراءتي عليه بداره في السابع عشر من شوال سنة سبع و ثمانين و ستمائة قال:أخبرني الإمام والدي نجم الدين محمد بن محمد و أخبرني الإمام نجد الدين أبو الفضائل محمد بن عبد اللّه بن الحسن الخراطي الآملي مشافهة بمدينة آمل طبرستان سنة ست و ستين و ستمائة قال:أنبأنا والدي الإمام مظهر الدين أبو الفضائل عبد اللّه بن الحسن إجازة و أخبرني إمام الدين يحيي بن الحسين بن عبد الكريم الكرخي إجازة بهمدان في شهور سنة إحدي و سبعين و ستمائة قالوا:أخبرنا الإمام رضي الدين أبو الخير أحمد بن الحسين الطالقاني القزويني

ص: 186


1- سوره 33 - آيه 33
2- المناقب:30/61.
3- فرائد السمطين:/14/2ب /2ح 360.

إجازة قال:أنبأنا الشيخان أبو سعيد ناصر بن سهل بن أحمد البغدادي و أبو محمد محمد ابن المنتصر بن أحمد بن حفص المتولي قالا:أنبأنا القاضي أبو سعيد محمد بن سعيد الفرخزادي أنبأنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي قال:أخبرني الحسين بن محمد حدّثنا ابن حبش المقري نبأنا أبو زرعة حدثني عبد الرّحمن بن عبد الملك بن شيبة أخبرني ابن أبي فديك حدثني ابن أبي ملائكة عن إسماعيل بن عبد اللّه بن جعفر عن أبيه قال:لما نظر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي الرحمة هابطة من السماء قال:«من يدعو»مرتين،قالت زينب:أنا يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فقال لي:«ادعي إلي عليا و فاطمة و الحسن و الحسين»قال:فجعل حسنا عن يمناه و حسينا عن يسراه و عليا و فاطمة و جاهه ثم غشّاهم كساء خيبريا ثم قال:«اللهم إن لكل نبي أهل بيت و هؤلاء أهلي فأنزل اللّه عزّ و جل إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) »فقالت زينب:يا رسول اللّه ألا داخل معك؟فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مكانك فإنك إلي خير إن شاء اللّه تعالي» (2).

الحديث الثالث و الثلاثون: إبراهيم بن محمد الحمويني هذا أخبرني الإمامان ابن عمي الشيخ الزاهد نظام الدين محمد بن علي بن المؤيد الحمويني و القاضي نصير الدين محمد بن علي البناكتي ثم الأسفرائيني إجازة بروايتهما عن والدي شيخ الإسلام سلطان الأولياء و المحققين سعد الحق و الدين محمد بن المؤيد الحمويني رضي اللّه عنه قال:البناكتي قراءة عليه بأسفرايين قال:أنبأنا شيخ الشيوخ تاج الدين عبد السلام بمدينة رها قال أنبأنا أبي شيخ الشيوخ عماد الدين عمر بن شيخ الإسلام نجم الدين أبي الحسن بن محمد بن حمويه قال أنبأنا الإمام الأجل قطب الدين مسعود بن محمد النيسابوري قال:أنبأنا الشيخ عبد الجبار بن محمد الخواري قال:أنبأنا الإمام الحافظ شيخ السنّة أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي قال:أنبأنا أبو محمد جناح بن نذير بن جناح القاضي بالكوفة قال:نبأنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم قال:نبأنا إبراهيم بن إسحاق الزهري قال:نبأنا جعفر يعني ابن عون و يعلي عن أبي حيان التيمي عن يزيد بن حيان قال:سمعت زيد بن أرقم قال:قام فينا ذات يوم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله خطيبا فحمد اللّه و اثني عليه ثم قال:«أما بعد أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول اللّه فأجيب،و إني تارك فيكم الثقلين:أولهما كتاب اللّه فيه الهدي و النور فاستمسكوا بكتاب اللّه و خذوا به فحث علي كتاب اللّه عزّ و جل و رغّب فيه ثم قال:

و أهل بيتي اذكركم اللّه في أهل بيتي ثلاث مرات»فقال له حصين:يا زيد من أهل بيته أ ليس نساؤه من أهل بيته؟قال:بلي إن نسائه من أهل بيته و لكن أهل بيته من حرّم الصدقة بعده قال:و من هم؟

ص: 187


1- سوره 33 - آيه 33
2- فرائد السمطين:/18/2ب /3ح 362.

قال آل علي و آل جعفر و آل العباس و آل عقيل فقال:كل هؤلاء يحرم الصدقة؟قال:نعم.

قال:الشيخ أحمد البيهقي قلت قد بيّن زيد بن أرقم أن نسائه من أهل بيته و اسم أهل البيت للنساء تحقيق و هو متناول الآل و اسم لآل لكل من حرم الصدقة من أولاد هاشم و أولاد المطلب لقول النبي صلّي اللّه عليه و آله«إن الصدقة لا تحل لمحمد و لا لآل محمد»و اعطاؤه الخمس الذي عوّضهم من الصدقة بني هاشم و بني عبد المطلب و قد يسمّي أزواجه آلاّ بمعني التشبيه فاراد تخصيص الآل من أهل البيت بالذكر و لفظ النبي صلّي اللّه عليه و آله في الوصية بهم عامة يتناول الآل و الأزواج و قد أمرنا بالصلاة علي جميعهم (1).

الحديث الرابع و الثلاثون: الحمويني هذا:قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد اللّه الحافظ،أنبأنا عبد اللّه بن محمد بن جعفر الحافظ،نبأنا محمد بن يحيي بن منده نبأنا حميد بن سعد،نبأنا حيّان الكرماني عن سعيد بن مسروق عن يزيد بن حيان قال:دخلنا علي زيد بن أرقم فقال:خطبنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:إني تارك فيكم الثقلين:احدهما كتاب اللّه عزّ و جل من معه كان علي الهدي و من تركه كان علي ضلالة ثم أهل بيتي اذكركم اللّه في أهل بيتي»ثلاث مرات قلنا:من أهل بيته نساؤه؟قال:لا،أهل بيته عصبته الذين حرموا الصدقة بعده آل علي و آل العباس و آل جعفر و آل عقيل (2).

الحديث الخامس و الثلاثون: الحمويني هذا باسانيد إلي الحافظ أبي بكر البيهقي قال:أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيي بن الحسين بن جعفر بن عبد اللّه بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صاحب كتاب النسب ببغداد قال:أنبأنا إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي عليهم السّلام قال:حدثني علي بن جعفر بن محمد بن علي عليهم السّلام قال:حدثني الحسين بن زيد بن علي عن عمّه عمر بن علي ابن الحسين عن أبيه عليهم السّلام قال:خطب الحسن بن علي عليهما السّلام حين قتل علي عليه السّلام فقال:«لقد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأولون و لا يدركه الآخرون و ما ترك علي ظهر الأرض صفرا و لا بيضاء إلاّ سبعمائة درهم فضلت من عطاياه أراد أن يبتاع بها خادما لأهله ثم قال«ألا يا أيها الناس من عرفني فقد عرفني و من لم يعرفني فأنا ابن النبي،و أنا ابن البشير،و أنا ابن النذير و انا ابن الداعي إلي اللّه بإذنه و السراج المنير،و أنا من أهل البيت الذي كان جبرائيل عليه السّلام ينزل فينا و يصعد من عندنا،و أنا من أهل البيت الذين أذهب اللّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا،و أنا من أهل البيت

ص: 188


1- فرائد السمطين:/233/2ب /46ح 513.
2- فرائد السمطين:/250/2ب /48ح 520.

الذين افترض اللّه مودتهم علي كل مسلم ثم قرأ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً (1) فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت» (2).

الحديث السادس و الثلاثون: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة و هو من أعيان علماء المعتزلة قال:قد بيّن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عترته من هي لما قال:«أنا تارك فيكم الثقلين»فقال:«و عترتي أهل بيتي»و بيّن في مقام آخر من أهل بيته حين طرح عليهم الكساء و قال حين نزل إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ (3) :«اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس»ثم قال ابن أبي الحديد:فإن قلت فمن هي العترة التي عناها أمير المؤمنين بهذا الكلام؟قلت:نفسه و ولديه.

و الأصل في الحقيقة نفسه لأن ولديه تابعان له و نسبتهما إليه مع وجوده كنسبة الكواكب المضيئة مع طلوع الشمس المشرقة،و قد نبّه النبي صلّي اللّه عليه و آله علي ذلك بقوله:«و أبوكما خير منكما» قوله:«و هم أزمّة الحق»جمع زمام كأنه جعل الحق دائرا معهم حيث ما دارو ذاهبا معهم حيث ذهبوا كما أن الناقة طوع زمامها و قد نبّه الرسول صلّي اللّه عليه و آله علي صدق هذه القضية بقوله:«و ادر الحق معه حيث دار»قوله:«و ألسنة الصدق من الألفاظ الشريفة القرآنية قال اللّه تعالي: وَ اجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (4) »لما كان لا يصدر عنهم حكم و لا قول إلا و هو موافق للحق و الصواب جعلهم اللّه كأنهم ألسنة الصدق لا يصدر عنها قول كاذب أصلا،بل هي كالمطبوعة علي الصدق قوله:

«فانزلوهم باحسن منازل القرآن»تحته سر عظيم و ذاك أنه أمر المكلفين بأن يجروا العترة في إجلالها و إعظامها و الانقياد لها و الطاعة لأوامرها مجري القرآن ثم قال ابن أبي الحديد:فإن قلت:

فهذا القول منه صلّي اللّه عليه و آله يشعر بأن العترة معصومة فما قول أصحابكم في ذلك قلت:نصّ أبو محمد بن مويه قدّس سرّه في كتاب(الكفاية)علي أن عليا عليه السّلام معصوم،و أن لم يكن واجبا العصمة و لا العصمة شرط في الإمامة لكن أدلة النصوص قد دلت علي عصمته و القطع علي باطنه و مغيبه و إن ذلك أمر اختص هو عليه السّلام به دون غيره من الصحابة و الفرق ظاهر بين قولنا:زيد معصوم و بين قولنا:زيد واجب العصمة لأنه إمام و من شرط الإمام أن يكوم معصوما،فالاعتبار الأول مذهبنا و الاعتبار الثاني مذهب الإمامية (5).

الحديث السابع و الثلاثون: المالكي في كتاب الفصول المهمة عن الواحدي في كتابه المسمّي ب(أسباب النزول)يرفعه بسنده إلي أم سلمة-رضي اللّه عنها-أنها قالت:كان النبي في بيتها يوما

ص: 189


1- سوره 42 - آيه 23
2- فرائد السمطين:/120/2ب /26ح 421.
3- سوره 33 - آيه 33
4- سوره 26 - آيه 84
5- شرح نهج البلاغة:375/6.

فأتته فاطمة ببرمة فيها عصيدة (1)فدخلت بها عليه فقال لها:«ادع لي زوجك و أبيك»فجاء علي و الحسن و الحسين فدخلوا فجلسوا يأكلون و النبي صلّي اللّه عليه و آله جالس علي دكة تحته كساء خيبري قالت:

و أنا في الحجرة قريبا منهم فأخذ النبي صلّي اللّه عليه و آله الكساء فغشاهم به ثم قال:«اللهم أهل بيتي و خاصتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا»قالت:فأدخلت رأسي[في]البيت و قلت:و أنا معكم يا رسول اللّه؟قال:«إنك إلي خير»فأنزل اللّه إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (2) (3).

الحديث الثامن و الثلاثون: المالكي أيضا قال:ذكر الترمذي في جامعه أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كان وقت نزول هذه الآية إلي قرب ستة أشهر إذا خرج إلي الصلاة يمر بباب فاطمة ثم يقول:« إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (4) » (5).

الحديث التاسع و الثلاثون: أبو المؤيد موفق بن أحمد العامي المتقدم في كتاب(فضائل علي)عليه السّلام قال:انبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني إجازة أخبرني محمد بن الحسين بن علي البزاز أخبرني أبو منصور محمد بن علي بن عبد العزيز أخبرني هلال بن محمد بن جعفر حدّثنا أبو بكر محمد بن عمرو الحافظ حدثني أبو الحسن علي بن موسي الجزاز من كتابه حدثني الحسن بن علي الهاشمي حدثني إسماعيل بن أبان حدثني أبو مريم عن ثوير بن أبي فاختة عن عبد الرّحمن بن أبي ليلي قال:قال أبي دفع النبي صلّي اللّه عليه و آله الراية يوم خيبر إلي علي بن أبي طالب عليه السّلام ففتح اللّه تعالي علي يده و أوفقه يوم غدير خم فأعلم الناس أنه مولي كل مؤمن و مؤمنة و قال:له:«أنت مني و أنا منك»و قال له:«تقاتل علي التأويل كما قاتلت علي التنزيل»، و قال له:«أنت منّي بمنزلة هارون من موسي»و قال له«أنا سلم لمن سالمت و حرب لمن حاربت»،و قال له«أنت العروة الوثقي»،و قال له:«أنت تبيّن لهم ما اشتبه عليهم من بعدي»،و قال له:«أنت إمام كلّ مؤمن و مؤمنة و ولي كل مؤمن و مؤمنة بعدي»،و قال له:«أنت الذي أنزل اللّه فيك وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ (6) (7)»،و قال له:«أنت الآخذ بسنتي و الذاب عن ملتي»،و قال له:«أنا أول من تنشق الأرض عنه و أنت معي»،و قال له:«أنا عند الحوض و أنت

ص: 190


1- العصيدة:دقيق يلت بالسمن و يطبخ.
2- سوره 33 - آيه 33
3- أسباب النزول للواحدي:267 ط.مصر،و الفصول المهمة:24-152.
4- سوره 33 - آيه 33
5- الفصول المهمة:152-524،و سنن الترمذي:31/5 ح 3259.
6- سوره 9 - آيه 3
7- التوبة:3.

معي»،و قال له:«أنا أول من يدخل الجنة و أنت معي تدخلها أنت و الحسن و الحسين و فاطمة» و قال له:«إن اللّه تعالي أوحي إليّ أن أقوم بفضلك فقمت به في الناس و بلغتهم ما أمرني اللّه بتبليغه» و قال له:«اتق الضغائن التي لك في صدور من لا يظهرها إلاّ بعد موتي أولئك يلعنهم اللّه و يلعنهم اللاعنون»ثم بكي صلّي اللّه عليه و آله فقيل له:ممن بكاؤك يا رسول اللّه؟.

قال:«أخبرني جبرائيل عليه السّلام أنهم يظلمونه و يمنعونه حقه و يقاتلونه و يقتلون ولده و يظلمونهم بعده و أخبرني جبرائيل عليه السّلام عن اللّه عز و جل أن ذلك الظلم يزول إذا قام قائمهم و علت كلمتهم و اجتمعت الامة علي محبتهم و كان الشاني لهم قليلا و الكاره لهم ذليلا و كثر المادح لهم،و ذلك حين تغيّر البلاد و تضعف العباد و اليأس من الفرج فعند ذلك يظهر القائم فيهم»قال لنبي صلّي اللّه عليه و آله «اسمه كاسمي و اسم أبيه كاسم أبي هو من ولد ابنتي يظهر اللّه الحق بهم،و يخمد الباطل باسيافهم و يتبعهم الناس راغبا إليهم و خائف منهم»قال:و سكن البكاء عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثم قال:«معاشر الناس أبشروا بالفرج فإن وعد اللّه لا يخلف و قضاؤه لا يردّ و هو الحكيم الخبير،و إن فتح اللّه قريب،اللهمّ إنهم أهلي فاذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا،اللهمّ اكلاهم و ارعهم و كن لهم و انصرهم و اعزهم و لا تذلهم و اخلفني فيهم إنك علي ما تشاء قدير» (1).

الحديث الأربعون: موفق بن أحمد هذا قال:أخبرني سيد الحفّاظ شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إلي من همدان أخبرني أبو علي قال:أخبرني أبو نعيم أخبرني علي بن أحمد المصيصي حدّثنا أحمد بن خليد الحلبي أخبرني أبي توبة الربيع بن نافع حدثني يزيد بن ربيعة عن يزيد بن أبي مالك عن أبي الأزهر عن واثلة بن الأسقع قال:لما جمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليا و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام تحت ثوبه قال:«اللهم قد جعلت صلواتك و رحمتك و مغفرتك و رضوانك علي إبراهيم و آل إبراهيم،اللهمّ إنهم منّي و أنا منهم فاجعل صلواتك و رحمتك و مغفرتك و رضوانك علي و عليهم»قال واثلة:كنت واقفا بالباب فقلت و عليّ يا رسول اللّه بأبي أنت و أمي قال:«اللهم و علي واثلة» (2).

الحديث الحادي و الأربعون: و من كتاب(المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة) (3)حدث عبد الكريم بن روح عن عباد بن صهيب عن سعد بن أويس بن يحيي عن شريك بن عبد اللّه قال:

رأيت أمير المؤمنين عليه السّلام ذات يوم و هو قائم و أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله جلوس و هو يقول لهم:

ص: 191


1- المناقب:31/61.
2- المناقب:/63ح 32.
3- للسيد الرضي ينقل عنه في مدينة المعاجز كثيرا.

«أنشدكم الذي لا أعظم منه أ فيكم أخ لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غيري»؟قالوا:لا،قال:«أنشدكم اللّه أ فيكم من آمن باللّه و رسوله قبلي؟»فقالوا:لا،قال:«فأنشدكم اللّه أ فيكم أحد صلّي القبلتين و بايع البيعتين قبلي»قالوا:لا،قال:«فأنشدكم اللّه أ فيكم من له عمّ كعمّي حمزة أسد اللّه و أسد رسوله و سيّد الشهداء و غسيل الملائكة»قالوا:لا،قال:«فأنشدكم اللّه أ فيكم أحد له زوجة تشبه زوجتي سليلة المصطفي و نبعة العلي و مريم الكبري و فاطمة الزهراء و سيّدة نساء العالمين؟»قالوا:لا،قال:

«فأنشدكم اللّه أ فيكم أحد له ولد يشبه ولدي الحسن و الحسين سيد شباب أهل الجنة؟»فقالوا:لا، فقال:«أنشدكم اللّه أ فيكم أحد أقرب من محمد رسول اللّه غيري؟»قالوا:لا قال:«فأنشدكم اللّه هل فيكم أحد غسله غيري؟»قالوا:لا،قال:«فأنشدكم اللّه هل فيكم أحد غمض عيني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غيري؟»قالوا:لا،قال:«فأنشدكم اللّه فيكم أحد فدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بنفسه و نام علي فراشه و بذل مهجته دونه غيري؟»قالوا:لا،قال:«فأنشدكم اللّه أ فيكم أحد كان إذا قاتل كان جبرائيل عن يمينه و ميكائيل عن شماله غيري؟»قالوا:لا،قال:«فأنشدكم اللّه هل فيكم أحد أمر اللّه بمودته حيث قال:

قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (1) غيري؟»قالوا:لا.

قال:«فأنشدكم ألا هل فيكم من طهره اللّه تعالي في كتابه حيث قال: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (2) غيري و أهل بيتي؟»قالوا:لا،قال:«فأنشدكم اللّه هل فيكم أحد أخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بيده يوم غدير خم و قال:من كنت مولاه فعلي مولاه اللهمّ وال من والاه و عاد من عاداه غيري؟»قالوا:لا،قال:«فأنشدكم اللّه هل فيكم أحد كان يأخذ ثلاثة أسهم:سهم القرابة و سهم الخاصة و سهم الهجرة غيري؟».

قالوا:لا.

قال:«فأنشدكم اللّه هل فيكم من أمر اللّه رسوله صلّي اللّه عليه و آله فتح بابه حيث سدّت الأبواب غيري،حتي قام عمي و قال:يا رسول اللّه أمرت بسد أبوابنا و فتحت باب علي؟فقال:و اللّه ما أسكنت عليا بل اللّه أسكنه و أخرجكم».

فقالوا:صدقت،فقال:«اللهم اشهد و كفي باللّه شهيدا» (3).

ص: 192


1- سوره 42 - آيه 23
2- سوره 33 - آيه 33
3- لم نجده في المصادر،نعم في البحار ما يقرب منه:362/31 ح 17،و الروضة في المعجزات:137.

الباب الثاني

في قوله تعالي إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) (2)

نزلت في النبي صلّي اللّه عليه و آله و علي و الحسن و الحسين و بنيه التسعة و الأئمة عليهم السّلام

من طريق الخاصة و فيه أربعة و ثلاثون حديثا الحديث الأول: محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسي عن ابن فضال عن المفضل بن صالح عن محمد بن علي الحلبي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في قوله: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (3) يعني الأئمة عليهم السّلام و ولايتهم من دخل فيها دخل في بيت النبي صلّي اللّه عليه و آله (4).

الحديث الثاني: محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسي عن يونس و علي ابن محمد عن سهل بن زياد أبي سعيد عن محمد بن عيسي عن ابن مسكان عن أبي بصير قال:

سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قول اللّه عزّ و جل: أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (5) فقال «نزلت في علي بن أبي طالب و الحسن و الحسين»فقلت له:إن الناس يقولون فما له لم يسم عليّا و أهل بيته في كتاب اللّه عزّ و جل؟فقال:«قولوا لهم:إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله نزلت عليه الصلاة و لم يسم اللّه لهم ثلاثا و لا أربعا حتي كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله هو الذي فسّر ذلك لهم،و نزلت عليه الزكاة و لم يسم لهم من كل أربعين درهما درهم حتي كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله هو الذي فسّر ذلك لهم،و نزل الحج فلم يقل لهم طوفوا سبعا حتي كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله هو الذي فسّر ذلك لهم و نزلت أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (6) نزلت في علي و الحسن و الحسين فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في علي:من كنت مولاه فعلي مولاه،و قال صلّي اللّه عليه و آله:أوصيكم بكتاب اللّه و أهل بيتي فإني سألت اللّه عزّ و جل أن لا يفرق بينهما حتي يوردهما عليّ الحوض فأعطاني ذلك و قال:لا تعلموهم فهم أعلم منكم،و قال:إنهم لن يخرجوكم من باب هدي و لن يدخلوكم في باب ضلالة فلو سكت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلم يبين من أهل بيته لادّعاها آل فلان و آل فلان و لكن اللّه عزّ و جل أنزله في كتابه تصديقا لنبيّه صلّي اللّه عليه و آله إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (7) فكان

ص: 193


1- سوره 33 - آيه 33
2- الاحزاب:33.
3- سوره 33 - آيه 33
4- الكافي:423/1 ح 54.
5- سوره 4 - آيه 59
6- سوره 4 - آيه 59
7- سوره 33 - آيه 33

علي و الحسن و الحسين و فاطمة عليهم السّلام فادخلهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله تحت الكساء في بيت أمّ سلمة ثم قال:اللهم إن لكل نبي أهلا و ثقلا و هؤلاء أهل بيتي و ثقلي،فقالت:أم سلمة أ لست من أهلك؟فقال:

إنك إلي خير و لكن هؤلاء أهلي و ثقلي،فلما قبض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كان علي أولي الناس بالناس لكثرة ما بلغ فيه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و اقامته للناس و أخذ بيده فلما مضي علي لم يكن يستطيع علي و لم يكن ليفعل أن يدخل محمد بن علي و لا العباس بن علي و لا أحد من ولده اذا لقال الحسن و الحسين:إن اللّه تبارك و تعالي أنزل فينا كما أنزل فيك و أمر بطاعتنا كما أمر بطاعتك،و بلغ فينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كما بلغ فيك و اذهب عنا الرجس كما اذهبه عنك،فلما مضي علي عليه السّلام كان الحسن أولي بها لكبره فلما تولي لم يستطع أن يدخل ولده و لم يكن ليفعل ذلك و اللّه عزّ و جل يقول:

وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلي بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللّهِ (1) فيجعلها في ولده إذا لقال الحسين عليه السّلام:أمر اللّه تبارك و تعالي بطاعتي كما أمر بطاعتك و طاعة أبيك و بلغ فيّ رسول اللّه كما بلغ فيك و في أبيك و اذهب اللّه عنّي الرجس كما اذهب عنك و عن أبيك،فلما صارت إلي الحسين لم يكن أحد من أهل بيته يستطيع أن يدعي عليه كما كان هو يدّعي علي أخيه و علي أبيه،و لو أراد أن يصرفا الأمر عنه،و لم يكن ليفعلا ثم صارت حين افضت إلي الحسين عليه السّلام فجري تأويل هذه الآية وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلي بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللّهِ (2) ،ثم صارت من بعد الحسين لعلي بن الحسين،ثم صارت من بعد علي ابن الحسين إلي محمد بن علي،و قال: اَلرِّجْسَ (3) هو الشك و اللّه لا نشك في ربنا أبدا» (4).

الحديث الثالث: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد بن عيسي عن محمد بن خالد و الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيي بن عمران الحلبي عن أيوب بن الحر و عمران بن علي الحلبي عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام مثل ذلك (5).

الحديث الرابع: محمد بن الحسن الصفار في(بصائر الدرجات)عن محمد بن خالد الطيالسي عن سيف بن عميرة عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«الرجس هو الشك و لا نشك في ديننا أبدا» (6).

الحديث الخامس: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي و محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي اللّه عنه قالا:

حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الحميري عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال:حدّثنا النضر بن

ص: 194


1- سوره 8 - آيه 75
2- سوره 8 - آيه 75
3- سوره 33 - آيه 33
4- الكافي:287/1 ح 1.
5- الكافي:288/1 ذيل ح 1.
6- بصائر الدرجات:13/206.

شعيب عن عبد الغفار الجازي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في قول اللّه عزّ و جل إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) قال:«الرجس هو الشك» (2).

الحديث السادس: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن الحسين بن محمد قال:حدّثنا هارون بن موسي التلعكبري قال:حدّثنا عيسي بن موسي الهاشمي بسر من رأي قال:حدثني أبي عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عن علي عليه السّلام قال:دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في بيت أم سلمة و قد نزلت عليه هذه الآية إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (3) فقال،رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا علي هذه الآية فيك و في سبطيّ و الأئمة من ولدك فقلت:يا رسول اللّه و كم الأئمة بعدك؟ قال:أنت يا علي ثم الحسن و الحسين و بعد الحسين علي ابنه و بعد علي محمد ابنه و بعد محمد جعفر ابنه و بعد جعفر موسي ابنه موسي علي ابنه و بعد و بعد علي محمد ابنه و بعد محمد علي ابنه و بعد علي الحسن ابنه و الحجة من ولد الحسن هكذا اسماؤهم مكتوبة علي ساق العرش فسألت اللّه تعالي عن ذلك فقال:يا محمد هذه الأئمة مطهرون معصومون و أعداؤهم ملعونون».

الحديث السابع: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي قال:حدثني سعد بن عبد اللّه عن الحسن بن موسي الخشّاب عن علي بن حسان الواسطي عن عمّه عبد الرّحمن بن كثير قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام:ما عني اللّه عزّ و جل بقوله إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (4) ؟قال:

«نزلت في النبي صلّي اللّه عليه و آله و أمير المؤمنين و الحسن و الحسين و فاطمة عليهم السّلام فلما قبض اللّه عزّ و جل نبيّه صلّي اللّه عليه و آله كان أمير المؤمنين ثم الحسن و الحسين،ثم وقع تأويل هذه الآية وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلي بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللّهِ (5) و كان علي بن الحسين عليه السّلام إماما ثم جرت في الأئمة من ولد الأوصياء عليهم السّلام فطاعتهم طاعة اللّه و معصيتهم معصية اللّه عزّ و جل» (6).

الحديث الثامن: ابن بابويه عن علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب و جعفر بن محمد بن مسرور رضي اللّه عنه قالا:حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري عن أبيه عن الريّان بن الصلت عن الرضا عليه السّلام في حديث المأمون و العلماء و سؤالهم الرضا في الفرق بين آل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و الأمة فكان في الحديث قال عليه السّلام:«فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم»فقال المأمون:من العترة الطاهرة؟ فقال الرضا عليه السّلام«الذين وصفهم اللّه تعالي في كتابه فقال جل و عز: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (7) ،و هم الذين قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إني مخلف فيكم الثقلين:

كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي و إنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني

ص: 195


1- سوره 33 - آيه 33
2- معاني الأخبار:/138ح 1.
3- سوره 33 - آيه 33
4- سوره 33 - آيه 33
5- سوره 8 - آيه 75
6- علل الشرائع:/205/1ح /2ب 156.
7- سوره 33 - آيه 33

فيهما يا أيها الناس لا تعلموهم فإنّهم أعلم منكم».

و في الحديث قالت العلماء فأخبرنا هل فسّر اللّه تعالي الاصطفاء في الكتاب؟فقال الرضا عليه السّلام:

«فسّر الاصطفاء في الظاهر سوي الباطن في اثني عشر موضعا و موطنا فأول ذلك قوله تعالي:

وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (1) و رهطك المخلصين هكذا في قراءة أبي بن كعب و هي ثابتة في مصحف عبد اللّه بن مسعود،و هذه منزلة رفيعة و فضل عظيم و شرف عال حين عني اللّه بذلك الآل فذكره رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فهذه واحدة،و الآية الثانية في الاصطفاء قول اللّه عزّ و جل: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (2) و هذا الفضل الذي لا يجهله احد معاندا أصلا لأنه فضل بعد طهارة تنتظر»و هذه الثانية و ساق الحديث بذكر الاثني عشر (3).

الحديث التاسع: ابن بابويه قال:حدثنا أبي و محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي اللّه عنه قالا:

حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال:حدّثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحكم بن مسكين الثقفي عن أبي الجارود و هشام أبي ساسان و أبي طارق السرّاج عن عامر بن واثلة قال:كنت في البيت يوم الشوري فسمعت عليا عليه السّلام و هو يقول:«استخلف الناس أبا بكر و أنا و اللّه أحق بالأمر و أولي به منه،و استخلف أبو بكر عمر و أنا و اللّه أحق بالأمر و أولي به منه إلا أن عمر جعلني مع خمسة نفر أنا سادسهم لا يعرف لهم علي فضلا و لو شاء لا احتججت عليهم بما لا يستطيع عربيهم و لا عجميهم المعاهد منهم و المشرك تغيير ذلك».

ثم ذكر عليه السّلام ما احتج به علي أهل الشوري فقال في ذلك:«نشدتكم باللّه هل فيكم أحد أنزل اللّه فيه آية التطهير علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (4) فأخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كساء خيبريا فضمّني فيه و فاطمة و الحسن و الحسين ثم قال:يا رب إن هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا»قالوا:اللهم لا (5).

الحديث العاشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن محمد الحسني قال:حدّثنا أبو جعفر محمد بن حفص الخثعمي قال:حدّثنا الحسن بن عبد الواحد قال:حدثني أحمد بن التغلبي قال:حدثني محمد بن عبد الحميد قال:حدثني حفص بن منصور العطّار قال:حدّثنا أبو سعيد الورّاق عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جدّه عليه السّلام قال:

لما كان من أمر أبي بكر و بيعة الناس له و فعلهم بعلي بن أبي طالب عليه السّلام ما كان لم يزل أبو بكر يظهر له الانبساط و يري منه انقباضا فكبر ذلك علي أبي بكر فاحب لقاءه و استخراج ما عنده و المعذرة لما

ص: 196


1- سوره 26 - آيه 214
2- سوره 33 - آيه 33
3- أمالي الصدوق:/616مجلس /79ح 1.
4- سوره 33 - آيه 33
5- الخصال:/553ح 31.

اجتمع الناس عليه و تقليدهم إياه أمر الأمة و قلّة رغبته في ذلك و زهده فيه أتاه في وقت غفلة و طلب منه الخلوة و قال له:و اللّه يا أبا الحسن ما كان هذا الأمر مواطاة منّي و لا رغبة فيما وقعت فيه و لا حرصا عليه و لا ثقة بنفسي فيما يحتاج إليه الامة لا قوة إلي بمال و لا كثرة العشيرة و لا ابتزاز له دون غيري فما لك أن تضمر لي ما لا استحق منك و تظهر لي الكراهة فيما صرت إليه و تنظر إلي بعين السأمة مني قال:فقال له علي عليه السّلام:«فاحملك عليه إذا لم ترغب فيه،و لا حرصت عليه و لا وثقت بنفسك في القيام به و بما يحتاج منك فيه»فقال أبو بكر بحديث سمعته من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله«إن اللّه لا يجمع أمتي علي ضلال»و لما رأيت اجتماعهم اتبعت حديث النبي صلّي اللّه عليه و آله و أحلت أن يكون اجتماعهم علي خلاف الهدي و أعطيتهم قود الإجابة و لو علمت أن أحدا يختلف لامتنعت قال:

فقال علي عليه السّلام:«إما قولك ما ذكرت من حديث النبي صلّي اللّه عليه و آله لا تجتمع أمتي علي ضلال أ فكنت من الأمة أو لم اكن»؟قال:بلي و كذلك العصابة الممتنعة عليك من سلمان و عمار و أبي ذر و المقداد و ابن عبادة و من معه من الأنصار قال:كل من الامة فقال علي عليه السّلام:«فكيف تحتج بحديث النبي صلّي اللّه عليه و آله و أمثال هؤلاء قد تخلّفوا عنك و ليس في الأمة فيهم طعن و لا في صحبة الرسول و نصيحته منهم تقصير»قال:ما علمت بتخلفهم إلاّ من بعد إبرام الأمر و خفت إن دفعت عني الأمر أن يتفاقم إلي أن يرجع الناس مرتدين عن الدين و كان ممارستهم إلي أن اجبتهم اهون مئونة علي الدين و ابقي له من ضرب الناس بعضه بعضهم فيرجعون كفارا و علمت أنك لست بدوني في الابقاء عليهم و علي أديانهم قال علي عليه السّلام:«اجل و لكن أخبرني عن الذي يستحق الأمر بما يستحقه؟»فقال أبو بكر:

بالنصيحة و الوفاء و رفع المداهنة و المحاباة و حسن السيرة و اظهار العدل و العلم بالكتاب و السنة و فصل الخطاب مع الزهد في الدنيا و قلة الرغبة فيها و انصاف المظلوم من الظالم القريب و البعيد ثم سكت فقال علي عليه السّلام:«انشدتك اللّه يا أبا بكر أ في نفسك تجد هذه الخصال أو فيّ؟»قال:بل فيك مما جاء فيه عن اللّه سبحانه و عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و في كل ذلك يعترف له أبو بكر بذلك إلي أن قال علي عليه السّلام فيما احتج به عليه:«فانشدتك اللّه إليّ و لأهل بيتي و ولدي آية التطهير من الرجس أم لك و لأهل بيتك؟»قال:بل لك و لأهل بيتك،قال:«فانشدتك باللّه أنا صاحب دعوة رسول اللّه و أهلي و ولدي يوم الكساء اللهم هؤلاء أهلي إليك لا إلي النار أم أنت؟»قال بل:أنت و أهلك و ولدك.

و ذكر له علي عليه السّلام سبعين منقبة ثم ذكر في الحديث بعد السبعين المنقبة فلم يزل عليه السّلام يعدّ مناقبه التي جعلها اللّه عزّ و جل له دونه و دون غير فقال له أبو بكر:بهذا و شبهه يستحق القيام بأمور أمة محمد صلّي اللّه عليه و آله فقال له علي عليه السّلام:«فما الذي غرك عن اللّه و عن رسوله و عن دينه و أنت خلو مما يحتاج

ص: 197

إليه أهل دينه»قال:فبكي أبو بكر و قال:صدقت يا أبا الحسن أنظرني يومي هذا فأدبّر ما أنا فيه و ما سمعت منك قال:فقال له علي عليه السّلام:«لك ذلك يا أبا بكر»فرجع من عنده و خلا بنفسه يومه و لم يأذن لأحد إلي الليل و عمر يتردّد في الناس لما بلغه خلوته بعلي عليه السّلام فبات في ليلته فرأي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في منامه متمثلا له في مجلسه فقام إليه أبو بكر ليسلم عليه فولّي وجهه فقال أبو بكر:يا رسول اللّه هل أمرت بأمر فلم أفعل فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أردّ السلام عليك و قد عاديت اللّه و رسوله و عاديت من ولاه اللّه و رسوله رد الحق إلي أهله»قال:فقلت من أهله؟قال:«من عاتبك عليه و هو علي»قال فقد رددت عليه يا رسول اللّه بامرك قال:فاصبح و بكي و قال لعلي عليه السّلام أبسط يدك فبايعه و سلم إليه الأمر و قال له:أخرج إلي مسجد رسول اللّه فأخبر الناس بما رأيت في ليلتي و ما جري بيني و بينك فأخرج نفسي من هذا الأمر و أسلم عليك بالإمرة قال فقال له علي عليه السّلام:«نعم»فخرج من عنده متغيرا لونه فصادفه عمر و هو في طلبه فقال له:ما حالك يا خليفة رسول اللّه؟فأخبره بما كان منه و ما رأي و ما جري بينه و بين علي عليه السّلام فقال له عمر:انشدك باللّه خليفة رسول اللّه أن تغترّ بسحر بني هاشم فليس بأول سحر منهم،فما زال به حتي ردّه عن رأيه و صرفه عن عزمه و رغّبه فيما هو فيه و أمره بالثبات عليه و القيام به؟!قال:فأتي علي عليه السّلام المسجد للميعاد فلم ير فيه أحد فأحس بالشر منهم فقعد إلي قبر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فمرّ به عمر فقال له:يا علي دون ما ترومه خرط القتاد فعلم بالأمر و قام و رجع إلي بيته (1).

الحديث الحادي عشر: ابن بابويه بالإسناد عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي إسحاق عن الحارث عن محمد بن الحنفية و عمرو بن أبي المقدام عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عن علي عليه السّلام في حديث طويل قال عليه السّلام:«و قد قبض محمد صلّي اللّه عليه و آله،و إن ولاية الامة في يده و في بيته لأفي يد الاولي تناولوها و لا في بيوتهم و لأهل بيته الذين اذهب اللّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا أولي بالأمر من بعده من غيرهم في جميع الخصال»ثم التفت عليه السّلام إلي أصحابه فقال:«ا ليس كذلك؟»قالوا:بلي يا أمير المؤمنين (2).

الحديث الثاني عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان و محمد بن أحمد السناني و علي بن موسي الدقّاق و الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب و علي ابن عبد اللّه الوراق رضي اللّه عنهم قالوا:حدّثنا أبو العباس أحمد بن يحيي بن زكريا القطّان قال:حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال:حدّثنا تميم بن بهلول قال:حدّثنا سليمان بن حكيم عن ثور بن يزيد

ص: 198


1- الخصال:/548ح 30.
2- الخصال:/374ح /58ب 7.

عن مكحول قال:قال أمير المؤمنين أبي علي بن أبي طالب عليه السّلام:«لقد علم المستحفظون من أصحاب النبي صلّي اللّه عليه و آله أنّه ليس فيهم رجل له منقبة إلاّ قد شركته فيها و فضلته ولي سبعون منقبة لم يشركني فيها أحد منهم»قلت:يا أمير المؤمنين فأخبرني بهن فذكر أمير المؤمنين عليه السّلام المناقب إلي أن قال عليه السّلام:«و أمّا السبعون فإن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله نام و نومني و زوجني فاطمة و ابني الحسن و الحسين و القي علينا عباءة قطوانية فأنزل اللّه تبارك و تعالي فينا إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) و قال جبرائيل:أنا منكم يا محمد فكان سادسنا جبرائيل عليه السّلام» (2).

الحديث الثالث عشر: علي بن ابراهيم قال حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن عثمان بن عيسي و حماد بن عثمان عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في حديث فدك قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام لأبي بكر:«يا أبا بكر تقرأ الكتاب؟»قال:نعم،قال:«فأخبرني عن قول اللّه تعالي: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (3) فيمن نزلت فينا أم في غيرنا؟»قال:بل فيكم (4).

الحديث الرابع عشر: محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسير القرآن فيما نزل في أهل البيت قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد عن الحسن بن علي بن بزيع عن إسماعيل بن يسار الهاشمي عن قنبر بن محمد الأعشي عن هاشم بن البريد عن زيد بن علي عن أبيه عن جده عليه السّلام قال:كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في بيت أم سلمة فأتي بحريرة فدعا عليا عليه السّلام و فاطمة و الحسن و الحسين عليه السّلام فأكلوا منها ثم جلل عليهم كساء خيبريا ثم قال:« إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (5) فقالت:أمّ سلمة:و أنا معهم يا رسول اللّه؟قال:«أنت إلي خير» (6).

الحديث الخامس عشر: محمد بن العباس هذا قال:حدّثنا عبد العزيز بن يحيي عن محمد بن زكريا عن جعفر بن محمد بن عمارة قال:حدثني أبي عن جعفر بن محمد عن أبيه قال:قال علي بن أبي طالب عليه السّلام أن اللّه عزّ و جل فضلنا أهل البيت و كيف لا يكون كذلك و اللّه عزّ و جل يقول: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (7) فقد طهّرنا اللّه من الفواحش ما ظهر منها و ما بطن فنحن علي منهاج الحق» (8).

الحديث السادس عشر: محمد بن العباس قال:حدّثنا عبد اللّه بن علي بن عبد العزيز عن إسماعيل بن محمد عن علي بن جعفر بن محمد عن الحسين بن يزيد عن عمر بن علي قال:خطب الحسن بن علي عليهما السّلام الناس حين قتل علي عليه السّلام فقال:«قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأولون

ص: 199


1- سوره 33 - آيه 33
2- الخصال:/572ح 1.
3- سوره 33 - آيه 33
4- تفسير القمي:156/2.
5- سوره 33 - آيه 33
6- بحار الانوار:213/25 ح 3.
7- سوره 33 - آيه 33
8- بحار الأنوار:214/25 ح 4.

بعلم و لا يدركه الآخرون ما ترك علي ظهر الأرض صفراء و لا بيضاء إلاّ سبعمائة درهم فضلت من عطائه أراد أن يبتاع بها خادما لأهله-ثم قال-أيها الناس من عرفني فقد عرفني و من لم يعرفني فأنا الحسن بن علي،و أنا ابن البشير النذير الداعي إلي اللّه بإذنه و السراج المنير،أنا من أهل البيت الذي كان ينزل فيه جبرائيل و يصعد،و أنا من أهل البيت الذين اذهب اللّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا» (1).

الحديث السابع عشر: محمد بن العباس قال:حدّثنا مظفر بن يونس بن مبارك عن عبد الأعلي ابن حماد عن محمود بن إبراهيم عن عبد الجبار عن العباس عن عمار الذهبي عن عمرة بنت افعي عن أم سلمة قالت:نزلت هذه الآية في بيتي،و في البيت سبعة جبرائيل و ميكائيل و رسول اللّه و علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام قالت:و كنت علي الباب فقلت:يا رسول اللّه أ لست من أهل البيت؟قال:«إنك إلي خير،إنك من ازواج النبي»و ما قال:إنك من أهل البيت (2).

الحديث الثامن عشر: الشيخ الطوسي في أماليه قال:أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن محمد-يعني المفيد-قال:حدّثنا أبو بكر محمد بن عمر قدّس سرّه قال:حدثني أحمد بن عيسي بن أبي موسي بالكوفة قال:حدّثنا عبدوس بن محمد الحضرمي قال:حدّثنا محمد بن فرات عن أبي إسحاق عن الحرث عن علي عليه السّلام قال:«كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يأتينا كل غداة فيقول الصلاة رحمكم اللّه الصلاة إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (3) » (4).

و رواه:الشيخ المفيد في أماليه قال:حدّثنا أبو بكر محمد بن عمر و ساق الحديث بباقي السند و المتن (5).

الحديث التاسع عشر: الشيخ في أماليه عن أبي عمر قال:أخبرنا أحمد بن محمد قال:حدّثنا الحسين بن عبد الرّحمن بن محمد الأزدي قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا عبد النور بن عبد اللّه بن شيبان قال:حدّثنا سليمان بن قرم قال:حدثني أبو الجحاف و سالم بن أبي حفصة عن نفيع أبي داود عن أبي الحمراء قال:«شهدت النبي صلّي اللّه عليه و آله أربعين صباحا يجيء إلي باب علي و فاطمة فيأخذ بعضادتي الباب ثم يقول:«السلام عليكم أهل البيت و رحمة اللّه و بركاته الصلاة يرحمكم اللّه إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (6) » (7).

ص: 200


1- بحار الأنوار:214/25 ح 5.
2- بحار الانوار:214/25 ح 6.
3- سوره 33 - آيه 33
4- أمالي الطوس:/89ح 138.
5- أمالي المفيد:/318ح 4.
6- سوره 33 - آيه 33
7- أمالي الطوسي:/251المجلس /9ح 39.

الحديث العشرون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن عبد اللّه بن محمد بن مهدي قال:حادثنا أحمد بن محمد يعني-ابن سعيد بن عقدة-قال:أخبرنا أحمد بن يحيي قال:

حدّثنا عبد الرّحمن قال:حدّثنا أبي عن أبي إسحاق عن عبد اللّه بن المغيرة مولي أم سلمة عن أم سلمة زوج النبي صلّي اللّه عليه و آله أنها قالت:نزلت هذه الآية في بيتها إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) أمرني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن ارسل إلي علي و فاطمة و الحسن و الحسين فلما اتوه اعتنق عليا بيمينه و الحسن بشماله و الحسين علي بطنه و فاطمة عند رجله ثم قال:«اللهم هؤلاء أهلي و عترتي فاذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا» (2).

الحديث الحادي و العشرون: الشيخ في أماليه بإسناده عن علي بن الحسين عليه السّلام عن أم سلمة قالت:نزلت هذه الآية في بيتي و في يومي كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عندي فدعا علي و فاطمة و الحسن و الحسين و جاء جبرائيل فمد عليهم كساء فدكيا ثم قال:«اللهم هؤلاء أهل بيتي اللهم اذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا»قال:جبرائيل و أنا منكم يا محمد؟فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«و أنت منّا يا جبرائيل»قالت أم سلمة:فقلت يا رسول اللّه و أنا من أهل بيتك فجئت لأدخل معهم،فقال:«كوني مكانك يا أم سلمة إنك إلي خير أنت من أزواج نبي اللّه صلّي اللّه عليه و آله»فقال جبرائيل:اقرأ يا محمد إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (3) في النبي و علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام (4).

الحديث الثاني و العشرون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا الحفّار قال:حدّثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي الحافظ قال:حدثني أبو الحسن علي بن موسي الخزاز من كتابه قال:حدثني الحسن ابن علي الهاشمي قال:حدثني إسماعيل بن أبان قال:حدّثنا أبو مريم عن ثوير بن أبي فاختة عن عبد الرّحمن بن أبي ليلي قال:قال أبي:دفع النبي صلّي اللّه عليه و آله الراية يوم خيبر إلي علي بن أبي طالب و فتح اللّه عليه و أوقفه يوم غدير خم فاعلم الناس أنه مولي كل مؤمن و مؤمنة قال له:«أنت منّي و أنا منك»،و قال له:«تقاتل علي التأويل كما قاتلت أنا علي التنزيل»و قال له:«أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبي بعدي»و قال له:«أنا سلم لمن سالمت و حرب لمن حاربت»و قال له:

«أنت العروة الوثقي»و قال له:«أنت تبين لهم ما اشتبه عليهم بعدي»،و قال له:«أنت إمام كل مؤمن و مؤمنة و ولي كل مؤمن و مؤمنة بعدي»،و قال له:«أنت الذي أنزل اللّه فيه و اذان من اللّه و رسوله إلي

ص: 201


1- سوره 33 - آيه 33
2- أمالي الطوسي:/263المجلس /10ح 20 اختصر المصنف.
3- سوره 33 - آيه 33
4- أمالي الطوسي:/368المجلس /13ح 34.

الناس يوم الحج الأكبر»و قال له:«أنت الآخذ بسنتي و الذاب عن ملّتي»و قال له:«انا أول من تنشق الأرض عنه و أنت معي»و قال له:«أنا عندك الحوض و أنت معي»و قال له:«أنا أول من يدخل الجنة و أنت بعدي تدخلها و الحسن و الحسين و فاطمة عليهم السّلام»و قال له:«إن اللّه أوحي إليّ أن أقوم بفضلك فقمت به في الناس و بلغتهم ما أمرني اللّه بتبليغه»و قال له:«اتق الضغائن التي لك في صدور من لا يظهرها إلاّ بعد موتي أولئك يلعنهم اللّه و يلعنهم اللاعنون ثم بكي النبي صلّي اللّه عليه و آله فقيل له:

ممّ بكاؤك يا رسول اللّه؟.

قال:«أخبرني جبرائيل عليه السّلام أنهم يظلمونه و يمنعونه حقه و يقاتلونه و يقتلون ولده و يظلمونهم بعده،و أخبرني جبرائيل عليه السّلام عن ربّه عزّ و جل أن ذلك يزول إذا قام قائمهم و علت كلمتهم و اجتمعت الأمة علي محبتهم و كان الشاني لهم قليلا و الكاره لهم ذليلا و كثر المادح لهم و ذلك حين تغيّر البلاد و تضعف العباد و الإياس من الفرج،فعند ذلك يظهر القائم فيهم»فقيل له ما أسمه قال لنبي صلّي اللّه عليه و آله:«اسمه كاسمي و اسم أبيه كاسم أبي و هو من ولد ابنتي يظهر اللّه الحق بهم و يخمد الباطل باسيافهم و يتبعهم الناس بن راغب فيهم و خائف لهم»قال:و سكن البكاء عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:معاشر المؤمنين أبشروا بالفرج فإن وعد اللّه لا يخلف و قضاؤه لا يرد و هو الحكيم الخبير فإن فتح اللّه قريب،اللهمّ إنهم أهلي فاذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا،اللهم اكلاهم و ارعهم و كن لهم و احفظهم و انصرهم و أعنهم و أعزهم و لا تذلهم و اخلفني فيهم إنك علي كل شيء قدير» (1).

و قد تقدم هذا من طريق المخالفين في الباب السابق.

الحديث الثالث و العشرون: الشيخ في كتاب(المجالس)قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا الحسن بن علي بن زكريا العاصمي قال:حدّثنا أحمد بن عبيد اللّه العدلي قال:حدّثنا الربيع بن يسار قال:حدّثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلي أبي ذر قدّس سرّه أن عليا عليه السّلام و عثمان و طلحة و الزبير و عبد الرّحمن بن عوف و سعد بن أبي وقاص أمرهم عمر بن الخطاب أن يدخلوا بيتا و يغلقوا عليهم بابه و يتشاوروا في أمرهم و أجلهم بينهم ثلاثة أيام فإن توافق خمسة عليهم السّلام علي قول واحد و أبي رجل منهم قتل ذلك الرجل،و ان توافق أربعة و أبي اثنان قتل الاثنان فلما توافقوا جميعا علي رأي واحد قال لهم علي بن أبي طالب عليه السّلام:«إني أحب أن تسمعوا منّي ما أقول لكم،فإن يكن حقا فاقبلوه،و إن يكن باطلا فانكروه»قالوا:قل فذكر من فضائله عن اللّه سبحانه

ص: 202


1- أمالي الطوسي:/351المجلس /12ح 66.

و عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هم يوافقونه و يصدقونه فيما قال و كان فيما قال عليه السّلام:«فهل فيكم أحد أنزل اللّه فيه آية التطهير حيث يقول اللّه تعالي: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) غيري و زوجتي و ابني».

قالوا:لا (2).

الحديث الرابع و العشرون: الشيخ في مجالسه قال:حدّثنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا أبو طالب محمد بن أحمد بن أبي معشر السلمي الحراني بحران قال:حدّثنا أحمد بن الأسود أبو علي الحنفي القاضي قال:حدّثنا عبيد اللّه بن محمد بن حفص العائشي التيمي قال:حدثني أبي عن عمر بن أذينة العبدي عن وهب بن عبد اللّه بن أبي دنيّ الهنائي قال:حدّثنا أبو حرب بن أبي الأسود الدؤلي عن أبيه أبي الأسود قال:لما طعن أبو لؤلؤة عمر بن الخطاب جعل الأمر بين ستة نفر علي بن أبي طالب عليه السّلام و عثمان بن عفان و عبد الرّحمن بن عوف و طلحة و الزبير و سعد بن مالك و عبد اللّه بن عمر معهم يشهد النجوي و ليس له في الأمر نصيب و ذكر حديث المناشدة نحوه (3).

الحديث الخامس و العشرون: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:

حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن جوريه الجندي سابوري من أصل كتابه قال:حدّثنا علي بن منصور الترجماني قال:أخبرنا الحسن بن عنبسة النهشلي قال:حدّثنا شريك بن عبد اللّه النخعي القاضي عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون الأودي أنه ذكر عنده علي بن أبي طالب عليه السّلام فقال:إن قوما ينالون منه أولئك هم وقود النار و لقد سمعت عدة من أصحاب محمد صلّي اللّه عليه و آله منهم حذيفة بن اليمان و كعب بن عجرة يقول كل رجل:منهم لقد أعطي علي ما لم يعطه بشر هو زوج فاطمة سيّدة نساء الأولين و الآخرين فمن رأي مثلها أو سمع أن تزوج بمثلها أحد في الأولين و الآخرين و هو أبو الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة من الأولين و الآخرين فمن له أيها الناس مثلهما و رسول للّه صلّي اللّه عليه و آله حموه و هو وصي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في أهله و أزواجه و سدت الأبواب التي في المسجد كلها غير بابه و هو صاحب باب خيبر و هو صاحب الراية يوم خيبر،و تفل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يومئذ في عينيه و هو أرمد فما اشتكاهما من بعد و لا وجد حرا أو بردا بعد يوم ذلك،و هو صاحب يوم غدير خمّ إذ نوّه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله باسمه و ألزم أمته ولايته و عرفهم بخطره و بيّن لهم مكانه فقال يومئذ:«أيها الناس من أولي بكم من انفسكم؟»قالوا:اللّه و رسوله،قال:«فمن كنت مولاه فهذا عليّ مولاه و هو صاحب العباء و من اذهب اللّه عزّ و جل عنه الرجس و طهرهم تطهيرا»و هو صاحب الطائر حين

ص: 203


1- سوره 33 - آيه 33
2- أمالي الطوسي:/545مجلس /20ح 4.
3- أمالي الطوسي:/556مجلس /20ح 7.

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«اللهم أتني بأحب خلقك إليك يأكل معي»فجاء علي عليه السّلام فأكل معه و هو صاحب سورة براءة حين نزل بها جبرائيل عليه السّلام علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد سار أبو بكر بالسورة فقال له:

يا محمد إنه لا يبلغها إلاّ أنت أو علي إنه منك و أنت منه،فكان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله منه في حياته و بعد وفاته و هو عيبة علم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و من قال له النبي صلّي اللّه عليه و آله:«أنا مدينة العلم و علي بابها فمن أراد العلم فليأت المدينة من بابها كما أمر اللّه فقال: وَ أْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها (1) (2)و هو مفرّج الكرب عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في الحروب،و هو أول من آمن برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و صدّقه و اتبعه،و هو أول من صلّي فمن أعظم فريه علي اللّه و علي رسول اللّه ممن قاس به أحدا أو شبه به بشرا عليه السّلام! (3).

الحديث السادس و العشرون: الشيخ في مجالسه قال أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال حدثني أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرّحمن الهمداني بالكوفة قال:حدّثنا محمد ابن المفضل بن إبراهيم بن قيس الأشعري قال:حدّثنا علي بن حسان الواسطي قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن كثير عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين عليه السّلام قال:«لما أجمع الحسن بن علي عليه السّلام علي صلح معاوية خرج حتي لقيه،فلما اجتمعا قام معاوية خطيبا فصعد المنبر و أمر الحسن عليه السّلام أن يقوم أسفل منه بدرجة ثم تكلم معاوية و قال:أيها الناس هذا الحسن بن علي و ابن فاطمة رآنا للخلافة أهلا و لم ير نفسه لها أهلا قد أتانا ليبايع طوعا،ثم قال:قم يا حسن فقام الحسن عليه السّلام فخطب فقال:الحمد للّه المستحمد بالآلاء و تتابع النعماء و صارف الشدائد و البلاء عند الفهماء و غير الفهماء،المذعنين من عباده لامتناعه بجلاله و كبريائه و علوه من لحوق الاوهام ببقائه المرتفع عن كنه ظنانة المخلوقين من أن تحيط بمكنون غيبه رويّات عقول الرائين، و اشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده في ربوبيته و وجوده و وحدانيته صمدا لا شرك له فردا لا ظهير له، و اشهد أن محمد عبده و رسوله اصطفاه و انتجبه و ارتضاه و بعثه داعيا إلي الحق و سراجا منيرا و للعباد مما يخافون نذيرا و لما يأملون بشيرا فنصح للأمة و صدع بالرسالة،و أبان لهم درجات العمالة شهادة عليها أموت و أحشر،و بها في الآجلة أقرب و أحبر،و أقول:معشر الخلائق فاسمعوا و لكم أفئدة و أسماع فعوا إنّا أهل بيت أكرمنا اللّه بالإسلام و اختارنا و اصطفانا و اجتبانا و أذهب عنا الرجس و طهرنا تطهيرا،و الرجس هو الشك فلا نشك في اللّه الحق و دينه أبدا و طهّرنا من كلّ أفن و غية،مخلصين إلي آدم نعمة منه،لم يفترق الناس فرقتين إلا جعلنا اللّه في خيرهما فأدت الأمور و أفضت الدهور إلي أن بعث اللّه محمدا صلّي اللّه عليه و آله للنبوة و اختاره للرسالة و أنزل عليه كتابه

ص: 204


1- سوره 2 - آيه 189
2- البقرة:189.
3- أمالي الطوسي:/558مجلس /20ح 8.

ثم أمره بالدعاء إلي اللّه عزّ و جل فكان أبي عليه السّلام أول من استجاب للّه تعالي و لرسوله و أول من آمن و صدق اللّه و رسوله و قد قال اللّه تعالي في كتابه المنزل علي نبيّه المرسل: أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (1) فرسول اللّه الذي علي بينة من ربه و أبي الذي يتلوه و هو شاهد منه.

و قد قاله رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين أمره أن يسير إلي مكة و الموسم ببراءة سربها يا علي فإني أمرت أن لا يسير بها إلاّ أنا أو رجل منّي و أنت هو يا علي،فعليّ من رسول اللّه و رسول اللّه منه،و قال له نبي اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين قضي بينه و بين أخيه جعفر بن أبي طالب عليه السّلام و مولاه زيد بن حارثة في ابنه حمزة أما أنت يا علي فمني و أنا منك و أنت ولي كل مؤمن بعدي فصدق أبي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله سابقا و وقاه بنفسه ثم لم يزل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في كل موطن يقدمه و لكل شديدة يرسله ثقة منه به و طمأنينة إليه لعلمه بنصيحة اللّه عز و جل و إنه أقرب من اللّه و رسوله،و قد قال اللّه عزّ و جل وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (2) فكان أبي سابق السابقين إلي اللّه عز و جل و إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أقرب الأقربين و قد قال اللّه تعالي، لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَ قاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً (3) فأبي كان أولهم إسلاما و إيمانا أولهم إلي اللّه و رسوله هجرة و لحوقا و اولهم علي وجده و وسعة نفقة قال سبحانه وَ الَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَ لِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَ لا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (4) فالناس من جميع الأمم يستغفرون له لسبقه إياهم إلي الإيمان بنبيّه صلّي اللّه عليه و آله و ذلك أنه لم يسبقه إلي الإيمان أحد و قد قال اللّه تعالي: وَ السّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ وَ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ (5) فهو سابق جميع السابقين،فكما أن اللّه عز و جل فضل السابقين علي المتخلفين و المتأخرين فضل سابق السابقين علي السابقين و قد قال اللّه عز و جل: أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ (6) حقا فكان أبي المؤمن باللّه و اليوم الآخر و المجاهد في سبيل اللّه حقا و فيه نزلت هذه الآية و كان ممن استجاب لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عمّه حمزة و جعفر ابن عمه فقتلا شهيدين رضي اللّه عنهما في قتلي كثيرة معهما من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فجعل اللّه تعالي حمزة سيد الشهداء من بينهم،و جعل لجعفر جناحين يطير بهما مع الملائكة كيف يشاء من بينهم و ذلك لمكانهما من رسول اللّه و منزلتهما و قرابتهما منه صلّي اللّه عليه و آله و صلّي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي حمزة سبعين صلاة من بين الشهداء الذين استشهدوا معه.

و كذلك جعل اللّه تعالي نساء النبي صلّي اللّه عليه و آله للمحسنة منكن أجرين و للمسيئة منهن وزرين ضعفين لمكانهنّ من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و جعل الصلاة في مسجد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بألف صلاة في سائر

ص: 205


1- سوره 11 - آيه 17
2- سوره 56 - آيه 10
3- سوره 57 - آيه 10
4- سوره 59 - آيه 10
5- سوره 9 - آيه 100
6- سوره 9 - آيه 19

المساجد إلاّ مسجد إبراهيم خليله عليه السّلام بمكة؛و ذلك لمكان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من ربه و فرض اللّه عزّ و جل الصلاة علي نبيه صلّي اللّه عليه و آله علي كافة المؤمنين،فقالوا:يا رسول اللّه كيف الصلاة عليك؟فقال:

قولوا«اللهم صل علي محمد و آل محمد»فحق علي كل مسلم أن يصلّي علينا مع الصلاة علي النبي صلّي اللّه عليه و آله فريضة واجبة.

و احل اللّه تعالي خمس الغنيمة لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و اوجبها له في كتابه و اوجب لنا من ذلك ما اوجب له و حرم عليه الصدقة منه و حرمها علينا منه فادخلنا فله الحمد فيما ادخل فيه نبيه و اخرجنا و نزهنا مما اخرجه منه و نزهه عنه كرامة أكرمنا اللّه عزّ و جل بها و فضيلة فضّلنا بها علي سائر العباد فقال اللّه تعالي لمحمد حين جحده كفرة أهل الكتاب و حاجوه: فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَي الْكاذِبِينَ (1) فاخرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من الأنفس معه أبي و من البنين أنا و أخي و من النساء فاطمة أمي من الناس جميعا فنحن أهل و لحمه و دمه و نفسه و نحن منه و هو منا و قد قال اللّه تعالي: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (2) فلما انزلت آية التطهير جمعنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنا و أخي و أمي و أبي فجعلنا و نفسه في كساء لأمّ سلمة خيبري و ذلك في حجرتها و في يومها فقال:اللهم هؤلاء أهل بيتي و هؤلاء أهلي و عترتي فاذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا فقالت:أم سلمة رضي اللّه عنها أنا ادخل معهم يا رسول اللّه؟فقال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يرحمك اللّه أنت علي خير و إلي خير و ما ارضاني عنك،و لكنها خاصة لي و لهم،ثم مكث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بعد ذلك بقية عمره حتي قبضه اللّه إليه يأتينا كل يوم عند طلوع الفجر و يقول:الصلاة يرحمكم اللّه إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (3) و أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بسد الأبواب الشارعة في مسجده غير بابنا فكلموه في ذلك فقال:إني لم اسد أبوابكم و افتح باب علي من تلقاء نفسي و لكن اتبع ما اوحي إلي و إن اللّه أمر بسدها و فتح بابه فلم يكن من بعده ذلك أحد تصيبه جنابة في مسجد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و يولد فيه غير رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أبي عليهما السّلام تكرمة من اللّه تعالي لنا و تفضلا اختصنا به علي جميع الناس و هذا باب أبي قرين باب رسول اللّه في مسجده و منزلنا بين منازل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و ذلك إن اللّه أمر نبيّه عليه السّلام أن يبني مسجده فبني فيه عشرة أبيات تسعة لبنيه و ازواجه و عاشرها و هو متوسطها لأبي فها هو لبسبيل مقيم و البيت هو المسجد المطهر.

و هو الذي قال اللّه تعالي(أهل البيت)فنحن أهل البيت و نحن الذين اذهب اللّه عنا الرجس و طهرنا تطهيرا أيها الناس إني لو قمت حولا فحولا اذكر الذي أعطانا اللّه عز و جل و خصّنا به من

ص: 206


1- سوره 3 - آيه 61
2- سوره 33 - آيه 33
3- سوره 33 - آيه 33

الفضل في كتابه و علي لسان نبيّه لم احصه،و أنا ابن النبي النذير البشير و السراج المنير الذي جعله اللّه رحمة للعالمين و أبي عليّ ولي المؤمنين و شبية هارون،و أن معاوية بن صخر زعم أني رأيته للخلافة أهلا و لم أر نفسي لها أهلا فكذب معاوية و أيم اللّه لأنا أولي الناس بالناس في كتاب اللّه و علي لسان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غير أنا لم نزل أهل البيت مخيفين مظلومين مضطهدين منذ قبض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فاللّه بيننا و بين من ظلمنا حقنا و نزل علي رقابنا و حمل الناس علي أكتافنا و منعنا سهمنا في كتاب اللّه من الفيء و الغنائم و منع أمّنا فاطمة إرثها من أبيها إنّا لا نسمّي احدا.

و لكن اقسم باللّه قسما تاليا لو أن الناس سمعوا قول اللّه عز و جل و رسوله لاعطتهم السماء قطرها و الأرض بركتها و لما اختلف في هذه الامة سيفان و لأكلوها خضراء خضرة إلي يوم القيامة و ما طمعت فيها يا معاوية و لكنها لما أخرجت سالفا من معدنها،و زحزحت عن قواعدها، تنازعتها قريش بينها،و ترامتها كترامي الكرة حتي طمعت فيها أنت يا معاوية و أصحابك من بعدك قد قال رسول اللّه ما ولّت أمة أمرها رجلا قط و فيهم من هو أعلم منه إلاّ لم يزل أمرهم يذهب سفالا حتي يرجعوا إلي ما تركوا و قد تركت بنو إسرائيل و كانوا أصحاب موسي هارون أخاه و خليفته و وزيره و عكفوا علي العجل و اطاعوا فيه سامريهم و هم يعلمون أنه خليفة موسي.

و قد سمعت هذه الامة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول ذلك لأبي عليه السّلام:إنّه منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبيّ بعدي،و قد رأوا رسول اللّه حين نصبه لهم بغدير خم و سمعوه و نادي له بالولاية ثم أمرهم أن يبلغ الشاهد منهم الغائب و قد خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حذارا من قومه إلي الغار لما اجمعوا علي أن يمكروا به و هو يدعوهم لما لم يجد عليهم اعوانا و لو وجد عليهم أعوانا لجاهدهم و قد كف أبي يده و ناشدهم و استغاث أصحابه فلم يغث و لم ينصر و لو وجد عليهم أعوانا ما أجابهم و قد جعل في سعة كما جعل النبي صلّي اللّه عليه و آله في سعة و قد خذلتني الامة و بايعتك يا ابن حرب و لو وجدت عليك أعوانا يخلصون ما بايعتك و قد جعل اللّه عز و جل هارون في سعة حين استضعفه قومه و عادوه،كذلك أنا و أبي في سعة حين تركتنا الامة و تابعت غيرنا و لم نجد عليهم أعوانا، و إنما هي السنن و الأمثال تتبع بعضها بعضا أيها الناس إنكم لو التمستم بين المشرق و المغرب رجلا جده رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أبوه وصي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لم تجدوا غيري و غير أخي فاتقوا اللّه و لا تضلوا بعد البيان،و كيف بكم و أني ذلك منكم إلاّ و اني قد بايعت هذا و أشار إلي معاوية و إن أدري لعلّه فتنة لكم و متاع إلي حين أيها الناس أنه لا يعاب أحد بترك حقه و إنما يعاب أن يأخذ ما ليس له و كل صواب نافع و كل خطأ ضار لأهله و قد كانت القضية فهمها سليمان فنفعت سليمان و لم

ص: 207

تضرّ داود،و أما القرابة فقد نفعت المشرك و هي و اللّه للمؤمن انفع قال رسول اللّه لعمه أبي طالب و هو في الموت قل:لا إله إلا اللّه اشفع لك بها يوم القيامة و لم يكن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول له إلاّ ما يكون منه علي يقين و ليس ذلك لأحد من الناس كلهم غير شيخنا اعني أبا طالب يقول اللّه عز و جل وَ لَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتّي إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَ لاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَ هُمْ كُفّارٌ أُولئِكَ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (1) (2)أيها الناس اسمعوا و عوا و اتقوا اللّه و راجعوا و هيهات منكم الرجعة إلي الحق و قد صارعكم النكوص و خامركم الطغيان و الجحود أ نلزمكموها و أنتم لها كارهون،و السلام علي من اتبع الهدي قال:فقال معاوية:و اللّه ما نزل الحسن حتي اظلمت علي الأرض،و هممت أن أبطش به ثم علمت أن الاغضاء أقرب إلي العافية» (3).

الحديث السابع و العشرون: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:

حدّثنا عبد الرّحمن بن محمد بن عبيد اللّه العرزمي عن أبيه عن عثمان أبي اليقظان عن أبي عمر زادان قال:لما ودّع الحسن بن علي عليه السّلام معاوية صعد معاوية المنبر و جمع الناس فخطبهم و قال:إن الحسن بن علي رآني للخلافة أهلا و لم ير نفسه لها أهلا و كان الحسن عليه السّلام أسفل منه بمرقات فلما فرغ من كلامه قام الحسن فحمد اللّه تعالي بما هو أهله ثم ذكر المباهلة فقال:«فجاء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من الأنفس بأبي و من الأنبياء بي و بأخي و من النساء بأمي،و كنّا أهله و نحن له،و هو منّا و نحن منه، و لما نزلت آية التطهير جمعنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في كساء لأمّ سلمة-رضي اللّه عنها-خيبري ثم قال:

اللهم هؤلاء أهل بيتي و عترتي فاذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا فلم يكن أحد في الكساء غيري و أخي و أبي و أمّي و لم يكن أحد يجنب في المسجد و يولد له فيه إلاّ النبي صلّي اللّه عليه و آله و أبي تكرمة من اللّه تعالي لنا و تفضيلا منه لنا و قد رأيتم مكان منزلها من رسول اللّه و أمر بسد الأبواب فسدّها و ترك بابنا فقيل له في ذلك فقال:أما إني لم أسدها و افتح بابه و لكن اللّه عز و جل أمرني أن أسدها و افتح بابه و إن معاوية زعم لكم أني رأيته للخلافة أهلا و لم أر نفسي لها أهلا فكذب معاوية نحن أولي الناس بالناس في كتاب اللّه و علي لسان نبيّه صلّي اللّه عليه و آله،و لم نزل أهل البيت مظلومين منذ قبض اللّه تعالي نبيّه صلّي اللّه عليه و آله،فاللّه بيننا و بين من ظلمنا حقّنا و توثب علي رقابنا و حمل الناس علينا و منعنا سهمنا من الفيء،و منع أمّنا ما جعل لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و اقسم باللّه لو أن الناس بايعوا أبي حين فارقهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لاعطتهم السماء قطرها و الأرض بركتها و ما طمعت فيها يا معاوية فلما خرجت من معدنها تنازعتها قريش بينها فطمعت فيها الطلقاء و ابناء الطلقاء أنت و أصحابك،و قد قال رسول

ص: 208


1- سوره 4 - آيه 18
2- النساء:18.
3- أمالي الطوسي:/561مجلس /21ح 1.

اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما ولت أمة أمرها رجلا و فيهم من هو أعلم منه إلاّ لم يزل أمرهم يذهب سفالا حتي يرجعوا إلي ما تركوا فقد تركت بنو إسرائيل هارون،و هم يعلمون أنه خليفة موسي فيهم و اتبعه السامري،و قد تركت هذه الأمة أبي و بايعوا غيره،و قد سمعوا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبي بعدي.

فقد رأوا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله نصب أبي يوم غدير خم و أمرهم أن يبلغ الشاهد منهم الغائب،و قد هرب رسول اللّه من قومه و هو يدعوهم إلي اللّه تعالي حتي دخل الغار و لو وجد أعوانا ما هرب، و قد كف أبي يده حين ناشدهم و استغاث فلم يغث فجعل اللّه هارون في سعة حين استضعفوه و كادوا يقتلونه،و جعل اللّه النبي في سعة من اللّه حين دخل الغار و لم يجد أعوانا و كذلك أبي و أنا في سعة من اللّه حين خذلتنا الامة و بايعوك يا معاوية،و إنما هي السنن و الأمثال يتبع بعضها بعضا.

أيها الناس إنكم لو التمستم فيما بين المشرق و المغرب أن تجدوا رجلا ولده نبي غيري و أخي لم تجدوا و أني قد بايعت هذا،«و إن أدري لعلّه فتنة لكم و متاع إلي حين» (1).

الحديث الثامن و العشرون: الشيخ في مجالسه قال أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا أبو علي أحمد بن علي بن مهدي بن صدقة البرقي املاء علي من كتابه قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا الرضا أبو الحسن علي بن موسي قال:«حدثني أبي،موسي بن جعفر قال:حدثنا أبي جعفر بن محمد قال:حدثني أبي محمد بن علي قال:حدثني أبي علي بن الحسين قال:حدثني أبي الحسين بن علي قال:لما أتي أبو بكر و عمر إلي منزل أمير المؤمنين عليه السّلام و خاطباه في البيعة و خرجا من عنده خرج أمير المؤمنين عليه السّلام إلي المسجد فحمد اللّه و اثني عليه بما اصطنع عندهم أهل البيت إذ بعث فيهم رسولا منهم و اذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا ثم قال:إن فلانا و فلانا أتياني و طالباني للبيعة لمن سبيله أن يبايعني أنا ابن عم النبي و أبو ابنيه و الصديق الأكبر و أخو رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لا يقولها أحد غيري إلاّ كاذب،و اسلمت و صليت و أنا وصيه و زوج ابنته سيدة نساء العالمين فاطمة بنت محمد و أبو الحسن و الحسين سبطي رسول،اللّه و نحن أهل بيت الرحمة بنا هداكم اللّه و بنا استنقذكم من الضلالة،و أنا صاحب يوم الدوح و في سنّه سورة من القرآن،و أنا الوصي علي الأموات من أهل بيته عليهم السّلام،و أنا بقيته علي الأحياء من أمته فاتقوا اللّه يثبت أقدامكم و يتم نعمته عليكم،ثم رجع إلي بيته» (2).

الحديث التاسع و العشرون: الشيخ في(مجالسه)قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:

ص: 209


1- أمالي الطوسي:/559مجلس /20ح 9.
2- أمالي الطوسي:/568مجلس /22ح 1.

حدّثنا محمد بن هارون بن حميد بن المجدر قال:حدّثنا محمد بن حميد الرازي قال:حدّثنا جرير عن أبي أشعث بن إسحاق عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:كنت عند معاوية و قد نزل بذي طوي فجاء سعد بن أبي وقاص فسلم عليه فقال معاوية:يا أهل الشام هذا سعد و هو صديق علي قال:فطأطأ القوم رءوسهم و سبوا عليا عليه السّلام فبكي سعد فقال له معاوية:ما الذي ابكاك؟قال و لم لا أبكي لرجل من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يسب عندك و لا استطيع أن أغير و قد كان في علي خصال لأن تكون فيّ واحدة منهنّ أحب إليّ من الدنيا و ما فيها احدها:إن رجلا كان باليمن فجاءه علي بن أبي طالب عليه السّلام فقال: لأشكونك إلي رسول اللّه فقدم علي علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فسأله عن علي عليه السّلام فثني عليه فقال:«انشدك اللّه الذي أنزل عليّ الكتاب و اختصني بالرسالة أ عن سخط تقول ما تقول في علي عليه السّلام»قال:نعم يا رسول اللّه،قال:«ألا تعلم أني أولي بالمؤمنين من أنفسهم»قال:بلي قال:«من كنت مولاه فعلي مولاه»و الثانية إنه بعث يوم خيبر عمر ابن الخطاب إلي القتال فهزم و أصحابه فقال صلّي اللّه عليه و آله:«لا اعطين الراية غدا إنسانا يحب اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله»فقعد المسلمون و علي عليه السّلام أرمد فدعاه فقال:«خذ الراية»فقال:«يا رسول اللّه إن عيني كما تري»فتفل فيها فقام فأخذ الراية ثم مضي بها فتح اللّه عليه.

و الثالثة خلّفه في بعض مغازيه فقال علي:«يا رسول اللّه خلّفتني مع النساء و الصبيان»فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ انه لا نبي بعدي».

و الرابعة سدّ الأبواب في المسجد إلاّ باب علي.

و الخامسة نزلت هذه الآية إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) فدعا النبي صلّي اللّه عليه و آله عليا عليه السّلام و حسنا و حسينا و فاطمة عليهم السّلام فقال:«اللهم هؤلاء اهلي فاذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا» (2).

الحديث الثلاثون: أبو علي الطبرسي قدّس سرّه قال:ذكر أبو حمزة الثمالي في تفسيره قال:حدثني شهر ابن خوشب عن أم سلمة-رضي اللّه عنها-قال:جاءت فاطمة إلي النبي صلّي اللّه عليه و آله تحمل خزيرة لها فقال لها:«ادعي زوجك و ابنيك»فجاءت بهم فطعموا ثم ألقي عليهم كساء خيبريا و قال:«اللهم هؤلاء أهل بيتي و عترتي فاذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا»فقلت:يا رسول اللّه و أنا معهم؟قال:

«أنت إلي خير» (3).

الحديث الحادي و الثلاثون: علي بن إبراهيم في تفسيره قال:في رواية أبي الجارود عن أبي

ص: 210


1- سوره 33 - آيه 33
2- أمالي الطوسي:/598مجلس /26ح 17.
3- مجمع البيان:156/8.

جعفر عليه السّلام في قوله: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) قالت:«نزلت هذه الآية في رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و علي بن أبي طالب و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام و ذلك في بيت أم سلمة زوج النبي صلّي اللّه عليه و آله فدعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أمير المؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام ثم البسهم كساء له خيبريا و دخل معهم فيه ثم قال:اللهم هؤلاء أهل بيتي الذين وعدتني فيهم ما وعدتني اللهم اذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا نزلت هذه الآية فقالت أم سلمة:و أنا معهم يا رسول اللّه؟فقال:ابشري يا أم سلمة إنك إلي خير»قال أبي الجارود:و قال زيد بن علي بن الحسين:

إن جهالا من الناس يزعمون إنما أراد بهذه الآية ازواج النبي صلّي اللّه عليه و آله و قد كذبوا و اثموا و أيم اللّه لو عني بها أزواج النبي صلّي اللّه عليه و آله لقال:ليذهبن عنكن الرجس و يطهركن تطهيرا و لكان الكلام مؤنثا كما قال:

وَ اذْكُرْنَ ما يُتْلي فِي بُيُوتِكُنَّ (2) وَ لا تَبَرَّجْنَ،... (3) و لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ (4) (5)(6).

الحديث الثاني و الثلاثون: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا أبي قدّس سرّه قال:حدثني سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال:قلت للصادق جعفر بن محمد عليه السّلام من آل محمد قال:«ذريته»قلت:من أهل بيته قال:«الأئمة الأوصياء»قلت:من عترته؟قال:«أصحاب العباء»فقلت:من أمته؟قال:«المؤمنون الذين صدقوا بما جاء به من عند اللّه عز و جل المستمسكون بالثقلين الذين امروا بالتمسك بهما كتاب اللّه و عترته أهل بيته الذين اذهب اللّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا و هما الخليفتان علي الامة بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله» (7).

الحديث الثالث و الثلاثون: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا أبي قدّس سرّه قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال:حدّثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال:حدّثنا علي بن اسباط قال:حدّثنا علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن الصادق جعفر بن محمد عليه السّلام قال:«يا أبا بصير نحن شجره العلم و نحن أهل بيت النبي صلّي اللّه عليه و آله و في دارنا مهبط جبرئيل عليهم السّلام و نحن خزان علم اللّه و نحن معادن وحي اللّه من تبعنا نجي و من تخلف عنا هلك حقا علي اللّه عز و جل» (8).

الحديث الرابع و الثلاثون: محمد بن علي بن شهرآشوب في كتاب(المناقب)قال:نزلت في علي عليه السّلام بالإجماع إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (9) (10).

ص: 211


1- سوره 33 - آيه 33
2- سوره 33 - آيه 34
3- سوره 33 - آيه 33
4- سوره 33 - آيه 32
5- الاحزاب:34.
6- تفسير القمي:193/2.
7- أمالي الصدوق:/312مجلس /42ح 10.
8- أمالي الصدوق:/383مجلس /50ح 15.
9- سوره 33 - آيه 33
10- مناقب آل أبي طالب:24/2.

الباب الثالث

في قوله تعالي فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ (1) (2)

من طريق العامة و فيه تسعة عشر حديثا الحديث الأول: من صحيح مسلم من الجزء الرابع في ثالث كراس من أوله في باب فضائل علي ابن أبي طالب عليه السّلام قال:حدّثنا قتيبة بن سعيد و محمد بن عبّاد و تقاربا في اللفظ قالا:حدّثنا حاتم و هو ابن إسماعيل عن بيكر بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال:أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال:ما يمنعك أن تسب أبا تراب؟قال:أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول اللّه فلن أسبّه لأن تكون لي واحدة منهن أحب إليّ من حمر النعم سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول حين خلّفه في بعض مغازيه فقال له علي عليه السّلام:«يا رسول اللّه خلفتي مع النساء و الصبيان،فقال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

«أ ما ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبي بعدي»و سمعته يقول يوم خيبر:

« لأعطين الراية رجلا يحب اللّه و رسوله و يحبه اللّه و رسوله»قال فتطاولنا لها فقال:«ادعوا إلي عليا» فأتي به أرمد العين فبصق في عينه و دفع الراية إليه ففتح اللّه علي يده،و لما نزلت هذه الآية فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ (3) دعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليا و فاطمة و حسنا و حسينا و قال:«اللهم هؤلاء أهل بيتي» (4).

الحديث الثاني: من صحيح مسلم من الجزء المذكور سابقا في آخره علي حد كراسين قال:

حدّثنا قتيبة بن سعيد و محمد بن عباد تقاربا في اللفظ قالا:حدّثنا حاتم-و هو ابن إسماعيل-عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال:أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال له:ما منعك أن تسب أبا تراب؟فقال:أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلن أسبه لئن يكون لي واحدة منهن أحب إليّ من حمر النعم سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول له حين خلّفه في بعض مغازيه فقال له عليّ يا رسول اللّه:«خلفتني مع النساء و الصبيان فقال:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبوة بعدي»و سمعته يقول يوم خيبر:«لاعطين الراية رجلا

ص: 212


1- سوره 3 - آيه 61
2- آل عمران:61.
3- سوره 3 - آيه 61
4- صحيح مسلم:121/7.

يحب اللّه و رسوله و يحبه اللّه و رسوله»قال:فتطاولنا لها فقال:«ادعوا إلي عليا»فأتي به أرمد فبصق في عينيه و دفع الراية إليه ففتح اللّه عليه و لما نزلت هذه الآية نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ (1) دعا رسول اللّه عليا و فاطمة و حسنا و حسينا و قال:«اللهم هؤلاء أهل بيتي» (2).

الحديث الثالث: الثعلبي في تفسيره قال:قال مقاتل و الكلبي:لما قرأ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله هذه الآية علي وفد نجران و دعاهم إلي المباهلة فقالوا له:حتي نرجع و ننظر في أمرنا و نأتيك غدا فخلا بعضهم الي بعض فقالوا للعاقب-و كان ديانهم و ذا رأيهم-:يا عبد المسيح ما تري؟فقال:و اللّه لقد عرفتم يا معشر النصاري إن محمد نبي مرسل،و لقد جاءكم بالفضل من أمر صاحبكم و اللّه ما لاعن قوم قط نبيّا فعاش كبيرهم،و لا نبت صغيرهم و لئن فعلتم ذلك لتهلكن و ان أبيتم الا تلف دينكم و الاقامة علي ما أنتم عليه من القول في صاحبكم فودعوا الرجل و انصرفوا إلي بلادكم فأتوا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد غدا رسول اللّه محتضنا الحسن و اخذ بيد الحسين و فاطمة تمشي خلفه و علي خلفها و هو يقول لهم:«إذا أنا دعوت فأمّنوا»فقال اسقف نجران:يا معشر النصاري:إن لأري وجوها لو سألوا اللّه أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله فلا تبتهلوا فتهلكوا و لا يبقي علي وجه الأرض من نصراني إلي يوم القيامة قالوا:يا أبا القاسم لقد رأينا أن لا نلاعنك و ان نتركك علي دينك و نثبت علي ديننا فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«فإن أبيتم المباهلة فاسلموا يكن لكم ما للمسلمين و عليكم ما عليهم»فأبوا فقال:«فاني أنابذكم».

فقالوا:ما لنا بحرب العرب طاقة و لكنا نصالحك علي أن لا تغزونا و لا تخيفنا و لا تردّنا عن ديننا علي أن نؤدّي إليك في كل عام ألفي حلة ألف في صفر و ألف في رجب فصالحهم النبي صلّي اللّه عليه و آله علي ذلك و قال:«و الذي نفسي بيده إن العذاب قد تدلي علي أهل نجران و لو لاعنوا لمسخوا قردة و خنازير و لاضطرم عليهم الوادي عليهم نارا و لاستأصل اللّه تعالي نجران و أهله حتي الطير علي الشجرة و لما حال الحول علي النصاري كلهم حتي هلكوا فقال اللّه تعالي إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَ ما مِنْ إِلهٍ إِلاَّ اللّهُ وَ إِنَّ اللّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3) فإن تولّوا اعرضوا عن الإيمان فَإِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ (4) (5)(6).

الحديث الرابع: أبو الحسن الفقيه ابن المغازلي الواسطي في مناقبه قال:أخبرني محمد بن أحمد بن عثمان قال:أخبرنا محمد بن إسماعيل الوراق قال:حدّثنا أبو بكر بن أبي داود قال:

ص: 213


1- سوره 3 - آيه 61
2- صحيح مسلم:121/7.
3- سوره 3 - آيه 62
4- سوره 3 - آيه 63
5- آل عمران:63.
6- العمدة:290/189 عن الثعلبي.

حدّثنا يحيي بن حاتم العسكري قال:حدّثنا بشر بن مهران قال:حدّثنا محمد بن دينار عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن جابر بن عبد اللّه قال:قدم وفد نجران علي النبي صلّي اللّه عليه و آله العاقب و الطيب فدعاهما إلي الإسلام فقالا:اسلمنا يا محمد قبلك قال:«كذبتما إن شئتما أخبرتكما ما يمنعكما من الإسلام؟»قالا:فهات أنبئنا قال:«حب الصليب و شرب الخمر و أكل الخنزير»فدعاهما إلي الملاعنة فوعداه أن يغادياه بالغداة فغدا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أخذ بيده علي و فاطمة و الحسن و الحسين ثم أرسل إليهما فأبيا أن يجيباه فأقرّا له بالخراج فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«و الذي بعثني بالحق نبيّا لو فعلا لأمطر عليهما الوادي نارا»قال جابر:فيهم نزلت هذه الآية فقال فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ... (1)

الآية قال الشعبي أَبْناءَنا (2) الحسن و الحسين وَ نِساءَنا (3) فاطمة وَ أَنْفُسَنا (4) علي بن أبي طالب عليه السّلام (5).

الحديث الخامس: أبو المؤيد الموفق بن أحمد في كتاب فضائل علي و هو من أعيان علماء العامة قال أخبرنا قتيبة قال:حدّثنا حاتم بن إسماعيل عن بكير بن عمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال:أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال:ما منعك أن تسب أبا تراب؟قال:أما ذكرت ثلاثا قالهن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأن تكون إليّ واحدة منهن أحب الي من حمر النعم سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي و خلّفه في بعض مغازيه أعود قال له علي:«يا رسول اللّه تخلّفني مع النساء و الصبيان فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبوة بعدي»،و سمعته يقول يوم خيبر:«لأعطين الراية غدا رجلا يحب اللّه و رسوله و يحبه اللّه و رسوله» قال فتطاولنا لها فقال:«ادعوا إلي عليا»فأتي علي و به رمد فبصق في عينه و دفع الراية إليه ففتح اللّه عليه و نزلت هذه الآية فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ... (6) الآية دعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في المباهلة عليا و فاطمة و حسنا و حسينا ثم قال:«اللهم هؤلاء أهلي».

قال أبو عيسي:هذا حديث حسن غريب صحيح من هذا الوجه قال له صلّي اللّه عليه و آله:«أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي»اخرجه الشيخان في صحيحة بطرق كثيرة.انتهي كلام موفق ابن أحمد (7).

الحديث السادس: أبو نعيم صاحب حلية الأولياء بإسناده عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال لما نزلت هذه الآية دعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليا و فاطمة و حسنا و حسينا عليهم السّلام فقال:«اللهم هؤلاء

ص: 214


1- سوره 3 - آيه 61
2- سوره 3 - آيه 61
3- سوره 3 - آيه 61
4- سوره 3 - آيه 61
5- مناقب ابن المغازلي:/171ح 310.
6- سوره 3 - آيه 61
7- المناقب:/108ح 115.

أهل بيتي» (1).

الحديث السابع: أبو نعيم الحافظ بإسناده عن الشعبي عن جابر قال:قدم علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله العاقب و الطيب فدعاهما إلي الإسلام فقالا:اسلمنا يا محمد قبلك فقال:«كذبتما إن شئتما أخبرتكما ما يمنعكما من الإسلام»فقالا:هات أنبئنا قال:«لحب الصليب و شرب الخمر و أكل لحم الخنزير»قال جابر:فدعاهما إلي الملاعنة فواعداه إلي أن يغادياه بالغداة فغدا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أخذ بيد علي و الحسن و الحسين عليهم السّلام و فاطمة فارسل إليهما فأبيا أن يجيباه و اقرّا له بالخراج فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«و الذي بعثني بالحق نبيا لو فعلا لا مطر اللّه عليهما الوادي نارا»قال جابر:فيهم نزلت نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ (2) قال جابر أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ (3) رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و علي و أَبْناءَنا (4) الحسن و الحسين عليهما السّلام وَ نِساءَنا (5) فاطمة عليهما السّلام (6).

الحديث الثامن: أبو نعيم الحافظ بإسناده عن أبي صالح عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال:لما جاء أهل نجران و أنزل اللّه تعالي: فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ (7) جاء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و معه علي و الحسن و الحسين و فاطمة عليهم السّلام و قال:«إذا أنا دعوت فآمنوا»فأبوا أن يلاعنوه و صالحوه علي الجزية (8).

الحديث التاسع: من الجزء الثاني من كتاب(المغازي)عن ابن إسحاق قال:لما قدّم وفد نجران علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عليهم الحلل و خواتيم الذهب فسلّموا علي النبي صلّي اللّه عليه و آله فلم يرد عليهم و تصدوا لكلامه عليه السّلام نهارا طويلا فلم يكلمهم و عليهم تلك الحلل و الخواتيم الذهب فانطلقوا يبتغون عثمان ابن عفان و عبد الرّحمن بن عوف و كانوا بمعرفة لهما[فوجدوهما في ناس من المهاجرين و الأنصار في مجلس فقالوا:يا عثمان و يا عبد الرحمن]إن نبيّكم قد كتب إلينا كتابا فأقبلنا إليه و سلّمنا عليه فلم يرد علينا السلام و تصدينا لكلامه نهارا طويلا فلم يكلّمنا فما رأيكما أ نعود أم نرجع؟فقالا لعلي عليه السّلام:ما تري يا أبا الحسن في هؤلاء القوم،فقال علي لعثمان و لعبد الرّحمن:«أري أن يضعوا حللهم هذه و خواتيمهم و يلبسوا ثياب سفرهم ثم يعودوا إليه»،ففعل وفد نجران ذلك فوضعوا حللهم و خواتيمهم و أتوا النبي صلّي اللّه عليه و آله فسلموا فردّ سلامهم ثم قال:«و الذي بعثني بالحق لقد أتوا المرة الأولي و إن ابليس لمعهم»ثم سألهم و سألوه فلم يزل به و بهم المسألة حتي قالوا:ما تقول في عيسي؟فإنّا نرجع إلي قومنا و نحن نصاري ليسرنا إن كنت نبيّا أن نعلم ما تقول فيه؟فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ما عندي فيه شيء هذا فاقيموا حتي أخبركم ما يقال لي في عيسي»فاصبح من الغد و قد

ص: 215


1- بحار الأنوار:261/31.
2- سوره 3 - آيه 61
3- سوره 3 - آيه 61
4- سوره 3 - آيه 61
5- سوره 3 - آيه 61
6- بحار الأنوار:262/31.
7- سوره 3 - آيه 61
8- بحار الأنوار:264/31.

أنزل اللّه تعالي عليه إِنَّ مَثَلَ عِيسي عِنْدَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ اَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَي الْكاذِبِينَ (1) فأبوا أن يقرّوا بذلك فاصبح رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مشتملا علي علي و الحسن و الحسين[في خميل له]و فاطمة تمشي عند ظهره للملاعنة[و له يومئذ عدة نسوة] (2)فقال شرحبيل لصاحبه:يا عبد اللّه بن شرحبيل و يا جبار ابن فضّ قد علمتم أن الوادي إذا اجتمع أعلاه و أسفله لم يردوا و لم يصدروا إلاّ عند رأيي فإني و اللّه أري أمرا مقفلا (3)و اللّه إن كان هذا الرجل ملكا مبعوثا فكنّا أول العرب طعن في عيبته ورد عليه امره،و لا يذهب لنا من صدور قومه حتي يصبونا بجائحة،و إنا لأدني العرب منهم جوازا و لئن كان هذا الرجل نبيّا مرسلا فلاعناه لا يبقي علي وجه الأرض منا شعر و لا ظفر إلاّ هلك.

فقال له صاحباه:فما الرأي يا أبا مريم فقد وضعتك الأمور علي ذراع فهات رأيك؟فقال:رأيي أن أحكمه فإنّي أري رجلا لا يحكم شططا أبدا فقالا:أنت و ذاك،فتلقي شرحبيل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:

إني قد رأيت خيرا من ملاعنتك فقال:«و ما هو»فقال:شرحبيل حكمك اليوم و ليلتك إلي الصباح فبما حكمت فينا فهو جائز،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لعل ورائك أحد يثرب عليك».

فقال له شرحبيل:سل صاحبيّ،فسألهما فقالا:ما يورد الوادي و لا يصدر إلاّ عن رأي شرحبيل وداعه،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«كافر جاحد موفق»فرجع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يلاعنهم حتي إذا كان من الغداة أتوه و كتب لهم هذا الكتاب:

بسم اللّه الرّحمن الرحيم هذا ما كتبه محمد صلّي اللّه عليه و آله لنجران:أن كان عليهم حكمه في كل ثمرة و كل صفراء و بيضاء و سوداء و رقيق فأفضل عليهم و ترك ذلك كله علي ألفي حلة في كل رجب ألف حلة،و في كل صفر ألف حلة أو قيمه ما زادت حلل الخرج أو نقصت[الي أن قال:بعثه رسول اللّه إلي نجران].ليجمع صدقاتهم و يقدم عليهم بجزيتهم» (4).

الحديث العاشر: إبراهيم بن محمد الحمويني في كتاب(فرائد السمطين)و هو من أعيان علماء العامة قال:انبأني عبد الحميد بن فخّار عن أبي طالب بن عبد السميع إجازة عن شاذان بن جبرئيل قراءة عليه عن محمد بن عبد العزيز عن محمد بن أحمد بن علي قال:أنبأنا أبو منصور محمود بن

ص: 216


1- سوره 3 - آيه 59
2- زيادة من البداية و النهاية.
3- في البداية:ثقيلا.
4- البداية و النهاية:65/5 ط.دار إحياء التراث،و طبقات ابن سعد:288/1-358 بتفاوت،و فتوح البلدان: 76،و البحار:360/21 مختصرا.

إسماعيل بن محمد الصيرفي:قال أنبأنا أبو الحسين بن فاذشاه قال:أنبأنا سليمان بن أحمد قال:

أنبأنا أحمد بن داود المكي و محمد بن زكريا الغلابي قالا:أنبأنا بشر بن مهران الخصّاف قال:حدّثنا محمد بن دينار عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن جابر قال:قدم علي النبي صلّي اللّه عليه و آله العاقب الطيب فدعاهما إلي الإسلام فقالا أسلمنا يا محمد قال:«كذبتما إن شئتما أخبرتكما ما يمنعكما من الإسلام»قالا:فهات أنبئنا قال:«حبّكما الصليب و شرب الخمر و أكل لحم الخنزير»قال جابر فدعاهما إلي الملاعنة و واعداه أن يغادياه بالغداة فغدا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أخذ بيده علي و فاطمة و الحسن و الحسين صلوات اللّه عليهم فارسل إليهما فأبيا أن يجيباه و أقرّا له فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

«و الذي بعثني بالحق لو فعلا لأمطر عليهما الوادي نارا»قال جابر فيهم نزلت: نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ (1) قال الشعبي:قال جابر: وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ (2) قال:رسول اللّه و علي صلوات اللّه عليهما وَ نِساءَنا (3) فاطمة عليهما السّلام و أَبْناءَنا (4) الحسن و الحسين صلوات اللّه عليهما (5).

الحديث الحادي عشر: أبو المؤيد موفق بن أحمد المتقدم في الباب عن ابن عباس رضي اللّه عنه و الحسن و الشعبي و السّدي قالوا في حديث المباهلة:إن وفد نجران أتوا النبي صلّي اللّه عليه و آله ثم تقدّم الأسقف فقال:يا أبا القاسم موسي من أبوه؟قال:«عمران»فقال:يوسف من أبوه؟قال:«يعقوب» قال:فأنت من أبوك؟قال:«عبد اللّه بن عبد المطلب»قال:فعيسي من أبوه؟فسكت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ينتظر الوحي من السماء فهبط جبرئيل عليه السّلام بهذه الآية: إِنَّ مَثَلَ عِيسي عِنْدَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ اَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (6) فقال الأسقف لا نجد هذا فيما أوحي إلينا قال:فهبط جبرئيل عليه السّلام بهذه الآية فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَي الْكاذِبِينَ (7) قال:

انصفت متي نباهلك؟قال:«غدا إن شاء اللّه تعالي»فانصرفوا القوم ثم قال الأسقف لأصحابه انظروا أن خرج في عدة من أصحابه فباهلوه،فإنه كذاب،و ان خرج في خاصة من اهله فلا تباهلوه فإنه نبي و لئن باهلنا لنهلكن و قالت النصاري:و اللّه إنا لنعلم أنه النبي الذي كنّا ننتظره و لئن باهلناه لنهلكن و لا نرجع إلي أهل و لا مال قالت اليهود و النصاري:كيف نعمل؟قال أبو الحرث الأسقف:رأيناه رجلا كريما نغدوا عليه فنسأله أن يقيلنا فلما اصبحوا بعث النبي صلّي اللّه عليه و آله إلي أهل المدينة و من حولها فلم تبق بكر لم تر الشمس إلاّ خرجت و خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و علي بن يديه و الحسن عن يمينه، قابضا بيده و الحسين عن شماله و فاطمة خلفه ثم قال:«هلموا فهؤلاء ابناءنا الحسن و الحسين

ص: 217


1- سوره 3 - آيه 61
2- سوره 3 - آيه 61
3- سوره 3 - آيه 61
4- سوره 3 - آيه 61
5- فرائد السمطين:/23/2ب /4ح 365.
6- سوره 3 - آيه 59
7- سوره 3 - آيه 61

و هؤلاء أنفسنا لعلي و نفسه و هذه نسائنا لفاطمة»قال:فجعلوا يستترون بالاساطين و يستر بعضهم ببعض تخوفا أن يبدأهم بالملاعنة ثم أقبلوا حتي بركوا بين يديه و قالوا:أقلنا أقالك اللّه يا أبا القاسم قال صلّي اللّه عليه و آله:«اقلتكم»و صالحوا علي الفي حلة (1).

الحديث الثاني عشر: إبراهيم بن محمد الحمويني المتقدم من كتابه قال:أخبرنا أبو الحسين علي بن عبد الرّحمن بن عيسي الدهقان في الكوفة من أصل كتابه قال:نبأنا الحسين بن الحكم الحبري قال:حدّثنا الحسن بن الحسين العرني قال:نبأنا حبان بن علي العنزي قال:نبأنا الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله عز و جل: تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ (2) نزلت في رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و علي عليه السّلام نفسه وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ (3) في فاطمة عليهما السّلام و أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ (4) في حسن و حسين صلوات اللّه عليهما و الدعاء علي الكذابين نزلت في العاقب و السيد و عبد المسيح و أصحابه (5).

الحديث الثالث عشر: الحمويني هذا قال:أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن علي بن عبد الحميد الصنعاني قال:نبأنا محمد بن بور عن ابن جريج في قوله: إِنَّ مَثَلَ عِيسي عِنْدَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ (6) بلغنا أن نصاري نجران قدم و فدهم علي النبي صلّي اللّه عليه و آله فمنهم:السيد و العاقب و أخبرت أن معهما عبد المسيح و هما يومئذ سيدا أهل نجران فقالوا:يا محمد بم تشتم صاحبنا؟قال:«و من صاحبكم؟» قال:عيسي ابن مريم تزعم أنه عبد قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«اجل هو عبد اللّه و كلمته ألقاها إلي مريم»فغضبوا و قالوا إن كنت صادقا فأرنا عبدا يحيي الموتي و يبرئ الأكمه و الأبرص و يخلق من الطين كهيئة الطير و لكنه اللّه فسكت النبي صلّي اللّه عليه و آله حتي جاءه جبرئيل فقال:يا محمد لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ (7) قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«إنهم قد سألوني أن أخبرهم بمثل عيسي»قال جبرائيل: إِنَّ مَثَلَ عِيسي عِنْدَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ... (8) فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ (9) في عيسي يا محمد من بعد هذا فقل تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ... (10) الآية إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَ ما مِنْ إِلهٍ إِلاَّ اللّهُ (11) هذه الآية،فأخذ النبي صلّي اللّه عليه و آله بيد علي و الحسن و الحسين صلوات اللّه عليهم و جعلوا فاطمة عليها السّلام وراءهم ثم قال:«هؤلاء ابناؤنا و انفسنا و نساؤنا فهلموا انفسكم و ابنائكم و نسائكم و نجعل لعنة اللّه علي الكاذبين»فأبي السيد و اقالوا:نصالحك فصالحوه علي ألف حلة كل عام في كل رجب ألف حلة و قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«و الذي نفسي بيده لو لا عنوني ما حال الحول و منهم بشر إلا اهلك اللّه

ص: 218


1- المناقب:/159ح 189.
2- سوره 3 - آيه 61
3- سوره 3 - آيه 61
4- سوره 3 - آيه 61
5- فرائد السمطين:/205/2ب /40ح 484.
6- سوره 3 - آيه 59
7- سوره 5 - آيه 17
8- سوره 3 - آيه 59
9- سوره 3 - آيه 61
10- سوره 3 - آيه 61
11- سوره 3 - آيه 62

الكاذبين» (1).

الحديث الرابع عشر: الحمويني هذا قال:حدّثنا أبو جعفر بن محمد بن نصير الخلدي قال:

أنبأنا قتيبة بن سعيد قال:حدّثنا حاتم بن إسماعيل عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد عن أبيه قال:لما نزلت هذه الآية نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ (2) دعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليا و فاطمة و حسنا و حسينا صلوات اللّه عليهم فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«اللهم هؤلاء أهلي» (3).

الحديث الخامس عشر: المالكي في(الفصول المهمة)قال:روي مسلم و الترمذي أن معاوية قال لسعد بن أبي وقاص:ما منعك أن تسب عليا أبا تراب؟فقال:أما ذكرت ثلاثة قالهن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلن أسبّه و لئن تكون لي واحدة منهن أحب إليّ من حمر النعم سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول و قد خلّفه في بعض مغازيه فقال علي:«خلفتي مع النساء و الصبيان»فقال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أ ما ترضي أن تكن منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي»و سمعته يقول:يوم خيبر:

«لأعطين الراية غدا رجلا يحب اللّه و رسوله و يحبه اللّه و رسوله»فتطاولنا إليها فقال:«ادعوا لي عليا»فأتي به أرمد فبصق في عينيه فبرأ و دفع إليه الراية ففتح اللّه علي يديه،و لما نزلت هذه الآية فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ (4) دعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليا و فاطمة و حسنا و حسينا و قال:«اللهم هؤلاء أهلي» (5).

الحديث السادس عشر: المالكي في فصول المهمة و هو من أعيان علماء العامة قال أهل البيت علي ما ذكره المفسرون في تفسير المباهلة و علي ما روي عن أم سلمة رضي اللّه عنها هم النبي صلّي اللّه عليه و آله علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام أما آية المباهلة و هي قوله تعالي: إِنَّ مَثَلَ عِيسي عِنْدَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ اَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَي الْكاذِبِينَ (6) و سبب نزول هذه الآية أنه لما قدم وفد نجران علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله دخلوا عليه مسجد بعد صلاة العصر و عليهم ثياب الحبرات و أردية الحرير،لا بسين الحلل متختمين بخواتم الذهب،يقول من رآهم من أصحاب النبي صلّي اللّه عليه و آله:ما رأينا قبلهم وفد مثلهم و فيهم ثلاثة من أشرافهم يؤول أمرهم إليهم و هم:العاقب و اسمه عبد المسيح كان أمير القوم و صاحب رأيهم و مشورتهم لا يصدرون إلاّ عن رأية و السيد و هو الأيهم و كان ثمالهم و صاحب رأيهم و مجتمعهم،و أبو حاتم بن

ص: 219


1- فرائد السمطين:/205/2ب /40ح 485.
2- سوره 3 - آيه 61
3- فرائد السمطين:/377/2ب /69ح 307.
4- سوره 3 - آيه 61
5- الفصول المهمة:120 و 22،و صحيح مسلم:121/7،و سنن الترمذي:301/5 ح 3808.
6- سوره 3 - آيه 59

علقة و كان اسقفهم و حبرهم و إمامهم و صاحب مدارسهم و كان رجلا من العرب من بني بكر بن وائل و لكنه تنصّر فعظمته الروم و ملوكها و شرفوه،و بنوا له الكنائس و موّلوه و أخدموه،لما علموا من صلابته في دينهم،و قد كان يعرف[أمر]رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و شأنه و صفته[بما علمه]من الكتب المتقدمة،و لكنه حمله جهله علي الاستمرار في النصرانية لما رأي من تعظيمه و وجاهته عند أهلها.

فتكلم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مع أبي حاتم بن علقة و العاقب عبد المسيح و سألهما و سألاه،ثم إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بعد أن تكلم مع هذين الحبرين منهم دعاهم إلي الإسلام،فقالوا:قد اسلمنا فقال:

«كذبتم إنّه يمنعكم من الإسلام ثلاثة:عبادتكم الصليب،و أكلكم الخنزير،و قولكم:للّه ولدا» فقالوا:هل رأيت ولدا بغير أب فمن أبو عيسي؟فأنزل اللّه تعالي إِنَّ مَثَلَ عِيسي عِنْدَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (1) ...الآية فلما نزلت هذه الآية مصرّحة بالمباهلة دعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله وفد نجران إلي المباهلة و تلا عليهم الآية فقالوا:حتي ننظر في أمرنا و نأتيك غدا،فلمّا خلا بعضهم ببعض قالوا للعاقب صاحب مشورتهم:ما تري في الرأي؟فقال:[و اللّه لقد عرفتم يا معاشر النصاري أن محمدا نبي مرسل،و لقد جاءكم بالفصل من أمر صاحبكم]و اللّه ما لا عن قوم قط نبيّا إلاّ هلكوا عن آخرهم،فاحذروا كلّ الحذر أن يكون آفة الاستئصال منكم،و إن أبيتم إلاّ ألف دينكم و الإقامة عليه فوادعوا الرجل و أعطوه الجزية ثم انصرفوا إلي مقركم،فلما أصبحوا جاءوا إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فخرج و هو محتضن الحسين آخذا بيد الحسن و فاطمة خلفه و علي خلفهم و هو يقول:

«اللهم هؤلاء أهلي،إذا أنا دعوت آمنوا»فلما رأي وفد نجران ذلك و سمعوا قوله قال كبيرهم:يا معشر النصاري إني لأري وجوها لو سألت من اللّه تعالي أن يزيل جبلا لأزاله لا تبتهلوا فتهلكوا و لا يبقي علي وجه الأرض نصراني منكم إلي يوم القيامة،فأقبلوا الجزية،فقبلوا الجزية ثم انصرفوا، فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«و الذي نفس محمد بيده إن العذاب قد نزل علي أهل نجران و لو لا عنوا لمسخوا قردة و خنازير،و لاضرم الوادي عليهم نارا و لاستأصل اللّه نجران و أهله حتي الطير علي الشجر و لم يحل الحول علي النصاري حتي هلكوا» (2)(3).

الحديث السابع عشر: المالكي أيضا:قال جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنه: أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ (4) محمد صلّي اللّه عليه و آله

ص: 220


1- سوره 3 - آيه 59
2- الفصول المهمة:23،المقدمة ط.النجف.
3- و رواه الثعلبي بتفاوت،في التفسير المخطوط مواد الآية.
4- سوره 3 - آيه 61

و علي عليه السّلام و أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ (1) الحسن و الحسين وَ نِساءَنا (2) فاطمة رضوان اللّه عليهم أجمعين (3).

الحديث الثامن عشر: المالكي أيضا عن الحاكم في مستدركه عن علي بن عيسي و قال صحيح علي شرط مسلم مثله (4).

الحديث التاسع عشر: المالكي أيضا عن أبي داود الطيالسي عن شعبة عن الشعبي مرسلا مثله (5).

ص: 221


1- سوره 3 - آيه 61
2- سوره 3 - آيه 61
3- الفصول المهمة:23.
4- الفصول المهمة:24.
5- الفصول المهمة:25.

الباب الرابع

فيمن نزلت فيه آية المباهلة

من طريق الخاصة و فيه خمسة عشر حديثا:

الحديث الأول: علي بن إبراهيم بن هاشم في تفسيره:قال حدثني أبي عن النضر بن سويد عن ابن سنان عن أبي عبد اللّه عليه السّلام:«إن نصاري نجران لما وفدوا علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و كان سيدهم الأهتم و العاقب و السيد و حضرت صلاتهم فأقبلوا يضربون بالناقوس و صلوا فقال أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يا رسول اللّه هذا في مسجدك؟فقال:«دعوهم»فلما فرغوا دنوا من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقالوا له:إلي ما تدعونا؟فقال:«إلي شهادة أن لا إله اللّه،و أني رسول اللّه و أن عيسي عبد مخلوق يأكل و يشرب و يحدث»فقالوا من أبوه؟فنزل الوحي علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:قل لهم:ما تقولون في آدم أ كان عبدا مخلوقا يأكل و شرب و ينكح؟فسألهم النبي صلّي اللّه عليه و آله فقالوا:نعم فقال:«فمن أبوه» فبهتوا فبقوا ساكتين فنزل اللّه إِنَّ مَثَلَ عِيسي عِنْدَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (1) إلي قوله فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَي الْكاذِبِينَ (2) .

فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«فباهلوني فإن كنت صادقا انزلت اللعنة عليكم،و إن كنت كاذبا نزلت عليّ»فقالوا:انصفت فتواعدوا للمباهلة فلما رجعوا إلي منازلهم قال رؤساءهم السيد العاقب و الاهتم:إن باهلنا بقومه باهلناه،فإنه ليس بنبي و ان باهلنا بأهل بيته خاصة فلا نباهله،فإنّه لا يقدم علي أهل بيته إلاّ و هو صادق فلما اصبحوا جاءوا إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و معه أمير المؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام فقال النصاري:من هؤلاء؟فقيل لهم:هذا ابن عمّه و وصيه و ختنه علي بن أبي طالب و هذه ابنته فاطمة و هذان ابناه الحسن و الحسين،فعرفوا فقالوا لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:نعطيك الرضا فاعفنا من المباهلة فصالحهم رسول اللّه علي الجزية و انصرفوا» (3).

الحديث الثاني: الشيخ الطوسي في أماليه بالإسناد قال:حدّثنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس قال:أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد الصائغ قال:حدّثنا محمد بن إسحاق السراج قال:حدّثنا قتيبة بن سعيد قال:حدّثنا حاتم بن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد عن أبيه قال:

ص: 222


1- سوره 3 - آيه 59
2- سوره 3 - آيه 61
3- تفسير القمي:104/1.

سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي ثلاث:فلأن يكون لي واحدة منهن أحبّ إليّ من حمر النعم سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي و قد خلفه في بعض مغازيه فقال:«يا رسول اللّه تخلّفني مع النساء و الصبيان»؟فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله«أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبيّ بعدي»و سمعته يقول يوم خيبر:«لأعطين الراية رجلا يحب اللّه و رسوله و يحبه اللّه و رسوله» قال:فتطاولنا لها فقال:«ادعوا لي عليا»فأتي علي عليه السّلام أرمد العين،فبصق في عينيه،و دفع إليه الراية ففتح اللّه تعالي عليه و لما نزلت هذه الآية نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ (1) دعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا و فاطمة و حسنا و حسينا عليهم السّلام و قال:«اللهمّ هؤلاء أهلي» (2).

الحديث الثالث: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال حدثني أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرّحمن الهمداني بالكوفة قال:حدثنا محمد بن الفضل بن إبراهيم بن قيس الأشعري قال:حدّثنا علي بن حسان الواسطي قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن كثير عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين عليه السّلام عن عمه الحسن عليه السّلام قال:قال:

الحسن عليه السّلام:«قال اللّه تعالي لمحمد صلّي اللّه عليه و آله حين جحده كفرة أهل الكتاب و حاجّوه فقل: تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَي الْكاذِبِينَ (3) فاخرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من الأنفس معه أبي و من البنين أنا و أخي و من النساء فاطمة أمي من الناس جميعا فنحن أهله و لحمه و دمه و نفسه و نحن منه و هو منّا» (4).

الحديث الرابع: الشيخ المفيد في كتاب(الاختصاص)عن محمد بن الحسن بن أحمد-يعني ابن الوليد-عن أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد عن محمد بن إسماعيل العلوي قال:

حدثني محمد بن الزّبرقان الدمغاني الشيخ قال:قال أبو الحسن موسي عليه السّلام قال:«اجتمعت الامة برها و فاجرها أن حديث النجراني حين دعاه النبي صلّي اللّه عليه و آله إلي المباهلة لم يكن في الكساء إلاّ النبي صلّي اللّه عليه و آله و علي و فاطمة و الحسن و الحسين فقال اللّه تبارك و تعالي فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ (5) فكان تأويل ابنائنا الحسن و الحسين و نسائنا فاطمة و انفسنا علي بن أبي طالب» (6).

الحديث الخامس: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا الحسن ابن علي بن زكريا العاصمي قال:حدّثنا أحمد بن عبيد اللّه العدلي قال:حدّثنا الربيع بن يسار قال:

ص: 223


1- سوره 3 - آيه 61
2- أمالي الطوسي:/306المجلس /11ح 63.
3- سوره 3 - آيه 61
4- أمالي الطوسي:/564المجلس /21ح 1.
5- سوره 3 - آيه 61
6- الاختصاص:56.

حدّثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلي أبي ذر رضي اللّه عنه أن عليا عليه السّلام و عثمان و طلحة و الزبير و عبد الرّحمن بن عوف و سعد بن أبي وقاص أمرهم عمر بن الخطاب أن يدخلوا بيتا و يغلقوا عليهم بابه و يتشاوروا في أمرهم و أجلّهم ثلاثة أيّام فإن توافق خمسة علي قول واحد و أبي رجل منهم قتل ذلك الرجل،و ان توافق أربعة و أبي اثنان قتل الاثنان فلما توافقوا جميعا علي رأي واحد قال لهم علي بن أبي طالب عليه السّلام:«إني أحب أن تسمعوا منّي ما أقول لكم،فإن يكن حقا فاقبلوا،و إن يكن باطلا فانكروه»قالوا:قل و ذكر فضائله عليهم و هم يعترفون به قال لهم:«فهل فيكم أحد أنزل اللّه عزّ و جل فيه و في زوجته و ولديه آية المباهلة و جعل اللّه عزّ و جل نفسه نفس رسوله غيري»؟

قالوا:لا (1).

الحديث السادس: الشيخ المفيد في(الاختصاص)قال:حدثني أبو بكر محمد بن إبراهيم العلاف الهمداني بهمدان قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمد بن جعفر بن شاذان البزار قال:حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن سعيد البزّاز المعروف ب(ابن المطبقي)و جعفر الدّقاق قالا:حدّثنا أبو الحسن محمد بن الفيض بن فيّاض الدمشقي بدمشق قال:حدّثنا إبراهيم بن عبد اللّه ابن أخي عبد الرزاق قال:حدّثنا عبد الرزاق بن همام الصنعاني قال:حدّثنا معمر بن راشد قال:حدّثنا محمد بن المنكدر عن أبيه عن جده قال:لما قدم السيد و العاقب اسقفا نجران في سبعين راكبا وفدا علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كنت معهم فبينا كرز يسير و كرز صاحب نفقاتهم إذ عثرت بغلته فقال:تعس من نأتيه-يعني النبي صلّي اللّه عليه و آله-فقال له صاحبه و هو العاقب فقال له صاحبه و هو العاقب:بل تعست و انتكست.فقال:فلم ذلك؟قال لأنك اتعست النبي الامي أحمد قال:و ما عملك بذلك؟

قال:أ ما تقرأ من المفتاح الرابع من الوحي إلي المسيح أن قل لبني إسرائيل ما اجهلكم تتطيّبون بالطيب لتطيّبوا به في الدنيا عند أهلها و أهلكم و اجوافكم عندي كجيفة الميتة (2)يا بني إسرائيل آمنوا برسولي النبي الامي الذي يكون في آخر الزمان و صاحب الوجه الأقمر و الجمل الأحمر المشرّب بالنور ذي الجناب الحسن و الثياب الخشن و سيد الماضين عندي و أكرم الباقين علي المستنّ بسنتي و الصابر في ذات جنبي،و المجاهد بيده المشركين من أجلي فبشر به بني إسرائيل، و مرّ بني إسرائيل أن يعزّروه،و أن ينصروه قال عيسي عليه السّلام:«قدوس قدوس من هذا العبد الصالح الذي قد احبّه قلبي و لم تره عيني؟قال:هو منك و أنت منه و هو صهرك علي أمك قليل الأولاد كثير الأزواج يسكن مكة من موضع اساس من وطي إبراهيم نسله من مباركة و هي ضرة أمك في الجنة له

ص: 224


1- أمالي الطوسي:/545المجلس /20ح 4.
2- في المصدر:كالجيفة المنتنة.

شأن من الشأن تنام عيناه،و لا ينام قلبه يأكل الهدية و لا يقبل الصدقة له حوض من شفير زمزم إلي مغيب الشمس حيث يغرب فيه شرابان من الرحيق و التسنيم فيه أكاويب عدد نجوم السماء من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا و ذلك بتفضلي إياه علي سائر المرسلين.

يوافق قوله فعله و سريرته علانيته فطوبي له و طوبي لامته الذين علي ملته يحيون و علي سنته يموتون و مع أهل بيته يميلون آمنين مؤمنين مطمئنين مباركين و يظهر في زمن قحط و جدب فيدعوني فترخي السماء عزاليها حتّي يري أثر بركاتها في أكنافها و أبارك فيما يضع فيه يده قال:

«إلهي سمّه»قال:نعم،هو أحمد و هو محمد رسولي إلي الخلق كافة و أقربهم منّي منزلة و احضرهم عندي شفاعة لا يأمر إلا بما أحب و ينهي لما اكره قال له صاحبه فاين تعدّينا علي من هذه صفته قال:نشهد أحواله و ننظر أيامه،فإن يكن هو هو ساعدناه بالمسالمة و نكفه بأموالنا عن أهل ديننا من حيث لا يشعر بنا،و إن يكن كاذبا كفينا بكذبه علي اللّه عز و جل قال:و لم إذا رأيت العلامة لا تتبعه قال:أما رأيت ما فعل بنا هؤلاء القوم أ كرّمونا و موّلونا و نصبوا لنا الكنائس و اعلوا فيه ذكرنا،فكيف تطيب النفس بالدخول في دين يستوي فيه الشريف و الوضيع.

فلما قدموا المدينة قال من رآهم من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ما رأينا وفدا من وفود العرب كانوا أجمل منهم لهم شعور و عليهم ثياب الحبر،و كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله متنائي عن المسجد و حضرت صلاتهم فقاموا فصلوا في مسجد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله تلقاء المشرق فهمّ بهم رجال من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بمنعهم،فأقبل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:«دعوهم»فلمّا قضوا صلاتهم جلسوا إليه و ناظروه فقالوا:يا أبا القاسم حاجنا في عيسي قال:«هو عبد اللّه و رسوله و كلمته القاها إلي مريم و روح منه» فقال أحدهما:بل هو ولده و ثاني اثنين،و قال آخر:بل هو ثالث ثلاثة أب و ابن و روح القدس،و قد سمعناه في قرآن نزل عليك يقول فعلنا و جعلنا و خلقنا،و لو كان واحد لقال:خلقت و جعلت و فعلت فتغشي النبي صلّي اللّه عليه و آله الوحي فنزل عليه صدر سورة آل عمران إلي قوله رأس الستين منها فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ (1) إلي آخر الآية فقص عليهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله القصة و تلا عليهم القرآن فقال بعضهم لبعض قد و اللّه أتاكم بالفضل من خبر صاحبكم،فقال لهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن اللّه عزّ و جل قد أمرني بمباهلتكم».

فقالوا:إذا كان غدا باهلناك،فقال القوم بعضهم لبعض:حتي ننظر بما يباهلنا غدا بكثرة اتباعه من اوباش الناس أم بالقلة من أهل الصفوة و الطهارة،فإنهم و شج الأنبياء و موضع نهلهم،فلما كان

ص: 225


1- سوره 3 - آيه 61

من الغد غدا النبي صلّي اللّه عليه و آله بيمينه علي و بيساره الحسن و الحسين و من ورائهم فاطمة عليها السّلام عليهم النمار النجرانية (1)،و علي كتف رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كساء قرقف رقيق خشن ليس بكثيف و لا لين فأمر بشجرتين فكسح ما بينهما و نشر الكساء عليهما و ادخلهم تحت الكساء و ادخل منكبه الأيسر معهم تحت الكساء معتمدا علي قوسه النبع و رفع يده اليمني إلي السماء للمباهلة و أشرف الناس ينظرون و أصفر لون السيد و العاقب و كرا حتي كان أن يطيش عقولهما،فقال أحدهما لصاحبه:أ نباهله؟

قال:أو ما علمت أنه ما باهل قوم قط نبيّا فنشأ صغيرهم أو بقي كبيرهم،و لكن أره إنّك غير مكترث و أعطه من المال و السلاح ما أراد فإن الرجل محارب،و قل له أ بهؤلاء تباهلنا لئلا يري أنه تقدمت معرفتنا بفضله و فضل أهل بيته،فلما رفع النبي صلّي اللّه عليه و آله يده إلي السماء للمباهلة قال احدهما لصاحبه و أي رهبانية دارك الرجل فإنه إن فاه ببهلة لم نرجع إلي أهل و لا مال فقالا:يا أبا القاسم أ بهؤلاء تباهلنا قال:«نعم هؤلاء أوجه من علي وجه الأرض بعدي إلي اللّه عز و جل وجهة و أقربهم إليه وسيلة»قال:فبصبصا-يعني ارتعدوا و كرّا-و قالا له:يا أبا القاسم نعطيك ألف سيف و ألف درع و ألف حجفة و ألف دينار كل عام علي أن الدرع و السيف و الحجفة عندك اعارة حتي يأتي من ورائنا من قومنا فنعلمهم بالذي رأيناه و شاهدناه فيكون الأمر علي ملأ منهم فأما الإسلام،و إمّا الجزية و إمّا المقاطعة في كل عام،فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله«قد قبلت ذلك منكم أما و الذي بعثني بالكرامة لو باهلتموني بمن تحت الكساء لاضرم اللّه عز و جل عليكم الوادي نارا تأجج تأججا حتي يساقها إلي من ورائكم اسرع من طرفة عين فاحرقتهم»فهبط عليه جبرائيل الروح الامين فقال:يا محمد اللّه يقرئك السلام و يقول لك و عزتي و جلالي و ارتفاع مكاني لو باهلت بمن تحت الكساء أهل السماوات و أهل الأرض لسقطت السماء كسفا متهافتة و لتقطعت الأرضون زبرا سائحة فلم يستقر عليها بعد ذلك فرفع النبي صلّي اللّه عليه و آله يديه حتي رأي بياض ابطيه ثم قال و علي من ظلمكم حقكم و بخسني الأمر الذي افترضه اللّه فيكم عليهم بهلة اللّه تتابع إلي يوم القيامة (2).

الحديث السابع: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب و جعفر بن محمد ابن مسرور رضي اللّه عنه عن محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري عن أبيه عن الريّان بن الصلب عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام في حديثه عليه السّلام مع المأمون و العلماء في الفرق بين العترة و الامة و فضل العترة علي الامة و اصطفاء العترة و ذكر الحديث بطوله و الحديث قالت العلماء:هل فسّر اللّه تعالي الاصطفاء في الكتاب؟فقال الرضا عليه السّلام:«فسّر الاصطفاء في الظاهر سوي الباطن في اثني عشر موضعا و ذكر

ص: 226


1- أي:جرة و شملة فيها خطوط بيض و سود.
2- الاختصاص:112-116.

المواضع من القرآن»و قال عليه السّلام:«و أمّا الثالثة حين ميّز اللّه تعالي الطاهرين من خلقه و أمر نبيّه صلّي اللّه عليه و آله بالمباهلة بهم في الآية الابتهال فقال عزّ و جل: فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ (1) ».

قالت العلماء:عني به نفسه؟قال أبو الحسن عليه السّلام«غلطتم إنما عني به علي بن أبي طالب،و ممّا يدل علي ذلك قول النبي صلّي اللّه عليه و آله حين قال لينتهين بنو وليعة أو لابعثن إليهم رجلا كنفسي-يعني علي بن أبي طالب-و عني بالأبناء الحسن و الحسين و عني بالنساء فاطمة عليها السّلام فهذه خصوصية لا يتقدم فيها أحد و فضل لا يلحقهم فيه بشر و شرف لا يسبقهم إليه خلق إذ جعل نفس علي كنفسه فهذه الثالثة و أما الرابعة»و ساق الحديث بذكر الاثني عشر موضعا من القرآن (2).

الحديث الثامن: ابن بابويه قال:حدّثنا أبو أحمد هاني بن أبي محمد بن محمود العبدي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أبي بإسناده رفعه إلي موسي بن جعفر عليه السّلام في حديث له مع الرشيد قال الرشيد له عليه السّلام كيف قلتم:إنّا ذرية النبي و النبي لم يعقب و إنما العقب للذكر لا للأنثي و أنتم ولد البنت و لا يكون لها عقب فقلت:«أسألك بحق القرابة و القبر و من فيه إلا ما أعفيتني عن هذه المسألة»فقال:لا،أو تخبرني بحجتكم فيه يا ولد علي و أنت يا موسي يعسوبهم و إمام زمانهم كذا انهي إليّ و لست اعفيك في كل ما اسألك عنه حتي تأتيني فيه بحجة من كتاب اللّه أنتم تدعون معشر ولد علي أنه لا يسقط عنكم منه شيء ألف و لا واو إلاّ و تأويله عندكم و احتججتم بقوله عز و جل: ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ (3) و قد استغنيتم عن رأي العلماء و قياسهم فقلت:«تأذن لي في الجواب؟».

فقال:هات.

قلت:«أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم بسم اللّه الرّحمن الرحيم وَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَ سُلَيْمانَ وَ أَيُّوبَ وَ يُوسُفَ وَ مُوسي وَ هارُونَ وَ كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وَ زَكَرِيّا وَ يَحْيي وَ عِيسي وَ إِلْياسَ (4) من أبو عيسي يا أمير المؤمنين؟فقال:ليس له أب.

فقلت:«إنما ألحقه بذراري الأنبياء عليهم السّلام من طريق مريم عليها السّلام،و كذلك الحقنا اللّه تعالي بذراري النبي صلّي اللّه عليه و آله من قبل أمّنا فاطمة عليها السّلام أزيدك يا أمير المؤمنين؟»

قال:هات.

قلت:«قول اللّه عز و جل فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَي الْكاذِبِينَ (5) و لم يدع أحد أنه ادخل

ص: 227


1- سوره 3 - آيه 61
2- أمالي الصدوق:/618المجلس /79ح 1.
3- سوره 6 - آيه 38
4- سوره 6 - آيه 84
5- سوره 3 - آيه 61

النبي صلّي اللّه عليه و آله تحت الكساء عند المباهلة مع النصاري إلاّ علي بن أبي طالب عليه السّلام و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام،فكان تأويل قوله عزّ و جل ابناءنا الحسن و الحسين و نساءنا فاطمة و أنفسنا علي بن أبي طالب» (1).

الحديث التاسع: العياشي في تفسيره بإسناده عن حريز عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:إنّ أمير المؤمنين سئل عن فضائله فذكر بعضها ثم قالوا له زدنا فقال:«إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أتاه حبران من أحبار النصاري من أهل نجران فتكلما في أمر عيسي فأنزل اللّه هذه الآية إِنَّ مَثَلَ عِيسي عِنْدَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ (2) إلي آخر الآية فدخل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فأخذ بيد علي و الحسن و الحسين و فاطمة ثم خرج و رفع كفه إلي السماء و فرج بين أصابعه و دعاهم إلي المباهلة-قال-و قال أبو جعفر عليه السّلام:و كذلك المباهلة يشبّك يده في يده يرفعهما إلي السماء فلما رآه الحبران قال أحدهما لصاحبه:و اللّه لئن كان نبيّا لنهلكنّ،و إن كان غير نبي كفانا قومه فكفا و انصرفا» (3).

الحديث العاشر: العياشي عن محمد بن سعيد الأردني عن موسي بن محمد بن الرضا عن أخيه أبي الحسن عليه السّلام أنه قال في هذه الآية: فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَي الْكاذِبِينَ (4) و لو قال تعالوا نبتهل فنجعل لعنة اللّه عليكم لم يكونوا يجيبون للمباهلة و قد علم أن نبيّه مؤدّ عنه رسالاته و ما هو من الكاذبين» (5).

الحديث الحادي عشر: العياشي بإسناده عن أبي جعفر الأحول قال:قال أبو عبد اللّه عليه السّلام:«ما تقول قريش في الخمس؟قال:قلت:تزعم أنه لها،قال:«ما انصفوا و اللّه لو كان مباهلة ليباهلن بنا و لئن كان مبارزة ليبارزن بنا ثم نكون و هم علي سواء» (6).

الحديث الثاني عشر: العياشي بإسناده عن الأحول قال:عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:قلت له:سيّما مما انكر به الناس فقال:«قل لهم إن قريشا قالوا:نحن أولو القربي الذين هم لهم الغنيمة فقل لهم كان رسول اللّه لم يدع للبراز يوم بدر غير أهل بيته،و عند المباهلة جاء بعلي الحسن و الحسين و فاطمة عليهم السّلام،أ فيكون لنا المر و لهم الحلو» (7).

الحديث الثالث عشر: العياشي بإسناده عن المنذر قال:حدّثنا علي عليه السّلام قال:لما نزلت هذه الآية فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ... (8) الآية قال:«أخذ بيد علي و فاطمة و ابنيهما عليهم السّلام فقال رجل

ص: 228


1- عيون أخبار الرضا:81/1.
2- سوره 3 - آيه 59
3- تفسير العياشي:176/1 ح 54.
4- سوره 3 - آيه 61
5- تفسير العياشي:176/1 ح 55.
6- تفسير العياشي:176/1 ح 56.
7- تفسير العياشي:177/1 ح 57.
8- سوره 3 - آيه 61

من النصاري:لا تفعلوا فتصيبكم عنت فلم يدعوه» (1).

الحديث الرابع عشر: العياشي بإسناده عن عامر بن سعد قال:قال معاوية لأبي ما يمنعك أن تسب أبا تراب؟قال:لثلاث رويتهنّ عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لما نزلت آية المباهلة فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا... (2)

الآية أخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بيد علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام،قال:«هؤلاء أهلي» (3).

الحديث الخامس عشر: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عمر قال:أخبرنا أحمد قال:أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن قال:حدّثنا أبي فقال حدّثنا هاشم بن المنذر عن الحارث بن حصيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجذ عن علي عليه السّلام قال:«خرج رسول اللّه حين خرج لمباهلة النصاري بي و بفاطمة و الحسن و الحسين رضوان اللّه عليهم» (4).

ص: 229


1- تفسير العياشي:177/1 ح 58.
2- سوره 3 - آيه 61
3- تفسير العياشي:177/1 ح 59.
4- أمالي الطوسي:/259مجلس /10ح 7.

الباب الخامس

في قوله تعالي قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (1) (2)

من طريق العامة و فيه سبعة عشر حديثا:

الحديث الأول: من مسند أحمد بن حنبل عن أبيه أحمد قال:و فيما كتب إلينا محمد بن عبد اللّه بن سليمان الحضرمي يذكر أن الحارث بن الحسن الطحّان حدثه قال:حدّثنا حسين الأشقر عن قيس عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال:لما نزلت قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (3) قالوا:يا رسول اللّه من قرابتك الذين وجبت علينا مودّتهم قال:«علي و فاطمة و ابناهما» (4).

الحديث الثاني: من الجزء السادس من(صحيح البخاري)علي حدّ من أوله في تفسير قوله تعالي: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (5) قال:حدثني محمد بن بشار قال:حدّثنا محمد بن جعفر قال:حدّثنا شعبة عن عبد الملك بن ميسرة قال:سمعت طاوسا عن ابن عباس أنه سئل عن قوله تعالي إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (6) قال سعيد بن جبير:قربي آل محمد صلوات اللّه عليهم (7).

الحديث الثالث: من صحيح مسلم من الجزء الخامس في أوّله في تفسير قوله تعالي: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (8) قال:سئل ابن عباس رضي اللّه عنه عن هذه الآية فقال ابن جبير:هي قربي آل محمد عليهم السّلام (9).

الحديث الرابع: الثعلبي في تفسير قوله تعالي: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً... (10) الآية قال:اختلفوا في قرابة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أمر اللّه تعالي بمودتهم قال:فأخبرني الحسين بن محمد الثقفي العدل حدّثنا برهان بن علي الصوفي حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن سليم الحضرمي حدّثنا حرب بن الحسن

ص: 230


1- سوره 42 - آيه 23
2- الشوري:23.
3- سوره 42 - آيه 23
4- فضائل الصحابة لابن حنبل:669/2 ح 1141.
5- سوره 42 - آيه 23
6- سوره 42 - آيه 23
7- صحيح البخاري:37/6.
8- سوره 42 - آيه 23
9- لم يوجد في صحيح مسلم المطبوع و نقله في العمدة عن مسلم:49 ح 40،و كذلك في الطرائف: /113ح 169.
10- سوره 42 - آيه 23

الطحّان حدّثنا حسين الأشقر عن قيس عن الأشتر بن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال:لما نزلت قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (1) قالوا:يا رسول اللّه من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودّتهم؟

قال:«علي و فاطمة و ابناهما صلوات اللّه و سلامه عليهم أجمعين» (2).

الحديث الخامس: و من(تفسير الثعلبي)أيضا قال:أنبأني عقيل بن محمد أخبرنا المعاني ابن المبتلي حدّثنا محمد بن جرير حدثني محمد بن عمارة حدّثنا إسماعيل بن أبان حدّثنا الصباح بن يحيي المري عن السدي عن أبي الديلم قال:لما جيء بعلي بن الحسين صلوات اللّه عليه أسيرا قائما علي درج مسجد دمشق قام رجل من أهل الشام فقال:الحمد للّه الذي قتلكم و استأصل شأفتكم (3)و قطع قرن الفتنة فقال له علي بن الحسين عليه السّلام:«اقرأت القرآن؟».

قال:نعم.

قال:«قرأت«ال حم»قال:قرأت القرآن و لم أقرأ آل حم.

قال:«قرأت قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (4)

قال:لأنتم هم؟!

قال:«نعم» (5).

ثم قال علي بن الحسين عليه السّلام:أ فقرأت في بني اسرائيل وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ (6) قال:و أنكم القرابة التي أمر اللّه أن يؤتي حقه؟قال:نعم.

الحديث السادس: الثعلبي أيضا في تفسيره قال:أخبرني ابن فنجويه حدّثنا ابن حبش حدّثنا أبو القاسم الفضل حدّثنا علي بن الحسين حدّثنا إسماعيل بن موسي حدّثنا الحكم بن ظهير عن السدي عن ابن مالك عن ابن عباس رضي اللّه عنه وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً (7) (8)قال:المودة لآل محمد صلّي اللّه عليه و آله (9).

الحديث السابع: و من(الجمع بين الصحاح الستة)لأبي الحسن رزين من الجزء الثاني من أجزاء أربعة في تفسير سورة حم قوله تعالي: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (10) قال ابن جبير:قربي آل محمد عليهم السّلام (11).

ص: 231


1- سوره 42 - آيه 23
2- العمدة:23-24 عن الثعلبي.
3- في المصدر:و استأصلكم.
4- سوره 42 - آيه 23
5- بحار الانوار:252/23 ح 31 عن الثعلبي.
6- سوره 17 - آيه 26
7- سوره 42 - آيه 23
8- الشوري:23.
9- العمدة:27 عن الثعلبي.
10- سوره 42 - آيه 23
11- بحار الأنوار:250/23 ذيل ح 24.

الحديث الثامن: و من الجمع بين الصحاح الستة أيضا بإسناده عن طاوس أن ابن عباس رضي اللّه عنه سئل عن قوله تعالي: إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (1) فقال سعيد بن جبير:قربي آل محمد عليهم السّلام (2).

الحديث التاسع: محمد بن جرير برجاله في كتاب(المناقب)أن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال لعلي عليه السّلام:

«اخرج فناد في الناس ألا من ظلم اجيرا أجره فعليه لعنة اللّه ألا من تولّي غير مواليه لعنة اللّه إلا من سبّ أبويه فعليه لعنة اللّه»فنادي بذلك فدخل عمر و جماعة علي النبي صلّي اللّه عليه و آله و قالوا:هل من تفسير لما نادي؟

قال:«نعم أمرته أن ينادي ألا من ظلم أجيرا أجره لعنه اللّه و إن اللّه يقول: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (3) فمن ظلمنا فعليه لعنة اللّه و أمرته أن ينادي من توالي غير مواليه فعليه لعنه اللّه و اللّه يقول النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم،و من كنت مولاه فعلي مولاه فمن و إلي غيره و غير ذريته فعليه لعنة اللّه و أمرته أن ينادي من سب أبويه فعليه لعنة اللّه و انا اشهد اللّه و اشهدكم انا و علي أبوا المؤمنين فمن سبّ احدنا فعليه لعنة اللّه»فلما خرجوا قال عمر:يا أصحاب محمد ما أكد النبي لعلي بغدير خم و لا في غيره أشد من تأكيده في يومنا هذا قال خباب بن الارث:كان ذلك قبل وفاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بتسعة عشر يوما (4).

الحديث العاشر: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان العامة قال:أخبرنا شيخنا العلاّمة نجم الدين عثمان بن الموفق الأذكاني بقراءتي عليه و أنا اسمع في رجب أو شعبان سنة خمس و ستين و ستمائة قال:أنبأنا الشيخ رضي الدين[المؤيد بن محمد بن علي الطوسي ثم النيشابوري و الشيخ الإمام شهاب الدين]أبو بكر بن أبي سعيد عبد اللّه بن الصفّار النيسابوري بسماعه من والده و بإجازته من عبد الجبار بن محمد الخواري قال أنبأنا الشيخ الدين عبد الجبار بن محمد الخواري البيهقي سماعا عليه قال:أنبأنا أبو حنان المزكي أنبأنا أبو العباس محمد بن إسحاق نبأنا الحسن بن علي بن زياد السري نبأنا يحيي بن عبد الحميد الحماني نبأنا حسين الأشقر نبأنا قيس نبأنا الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:لما نزلت قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (5) .

قالوا:يا رسول اللّه من هؤلاء الذين يأمرنا اللّه بمودتهم؟

قال:«علي و فاطمة و ولدهما عليهم السّلام» (6).

الحديث الحادي عشر: علي بن الحسين بن محمد الأصبهاني في كتاب(مقاتل الطالبين)قال:

ص: 232


1- سوره 42 - آيه 23
2- الطرائف:27-28.
3- سوره 42 - آيه 23
4- الطرائف:37-38.
5- سوره 42 - آيه 23
6- السمطين:/13/2ب /2ح 359.

قال الحسن في خطبة له بعد موت أبيه:«أيها الناس من عرفني فقد عرفني و من لم يعرفني فأنا الحسن بن محمد،أنا ابن البشير أنا ابن النذير انا ابن الداعي إلي اللّه بإذنه،و أنا ابن السراج المنير و أنا من أهل البيت الذين أذهب اللّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا،و الذين افترض اللّه مودتهم في كتابه إذ يقول: وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً (1) (2)فالحسنة مودّتنا أهل البيت» (3).

الحديث الثاني عشر: موفق بن أحمد عن مقاتل و الكعبي لما نزلت هذه الآية قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (4) قالوا:هل رأيتم اعجب من هذا يسفّه أحلامنا و يشتم آلهتنا و يري قتلنا و يطمع أن نحبّه فنزل قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ (5) أي ليس لي من ذلك أجر لأن منفعته المودّة تعود إليكم و هو ثواب اللّه تعالي و رضاه (6).

الحديث الثالث عشر: أبو نعيم صاحب(حلية الأبرار)بإسناده إلي الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال:لما نزلت قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (7) قالوا:يا رسول اللّه من هؤلاء الذين يأمرنا اللّه بمودّتهم؟قال:«علي و فاطمة و أولادهما» (8).

الحديث الرابع عشر: المالكي في(الفصول المهمة)قال:روي الإمام أبو الحسين البغوي في تفسيره يرفعه بسنده إلي ابن عباس رضي اللّه عنه قال:لما نزلت قوله تعالي: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (9) قالوا:يا رسول اللّه من هؤلاء الذين أمرنا اللّه بمودتهم؟قال:«علي و فاطمة و ابناهما» (10).

الحديث الخامس عشر: المالكي قال:روي السدي عن ابن مالك عن ابن عباس رضي اللّه عنه في قوله تعالي: وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً (11) قال:المودة لآل محمد صلّي اللّه عليه و آله فهؤلاء هم أهل بيتي (12).

الحديث السادس عشر: ابن المغازلي الشافعي في كتاب(المناقب)أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب إجازة أن أبا أحمد عمر بن عبد اللّه بن شوذب أخبرهم حدّثنا عثمان ابن أحمد الدقّاق حدّثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام قال حدّثنا محمد بن الصباح الدّولابي قال:حدّثنا الحكم بن ظهير عن السدي في قوله تعالي: وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً (13) قال:المودّة في آل محمد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:و في قوله تعالي وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضي (14) قال:رضي محمد صلّي اللّه عليه و آله أن

ص: 233


1- سوره 42 - آيه 23
2- الشوري:23.
3- مقاتل الطالبيين:33 ط.النجف و في طبعة:إن ذكر الخبر في بيعته،و شرح النهج لابن أبي الحديد:30/16.
4- سوره 42 - آيه 23
5- سوره 34 - آيه 47
6- المناقب:255/275.
7- سوره 42 - آيه 23
8- حلية الأولياء:201/3،و شواهد التنزيل:189/2.
9- سوره 42 - آيه 23
10- الفصول المهمة:152،و شواهد التنزيل:189/2 ح 822،و تفسير ابن كثير:122/4.
11- سوره 42 - آيه 23
12- تفسير القرطبي:24/16،و تفسير الدر المنثور:7/6 مورد الآية.
13- سوره 42 - آيه 23
14- سوره 93 - آيه 5

يدخل أهل بيته الجنة (1).

الحديث السابع عشر: صاحب(المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة)قال:أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان قال أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن صابر قال:حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن هاشم بدمشق عن عبد اللّه بن جعفر العسكري بالرقة عن يحيي بن عبد الحميد عن جعفر ابن الاشعري عن الأعمش عن سعد بن جبير عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال:لما نزلت قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (2) قالوا:يا رسول اللّه من هؤلاء الذين أمر اللّه تعالي بمودتهم؟قال:«علي و فاطمة و ولداهما» (3).

ص: 234


1- مناقب ابن المغازلي:/195ح 360.
2- سوره 42 - آيه 23
3- تفسير نور الثقلين:572/4 ح 68،و تأويل الآيات:545/2،و في رحاب النبي و آله:79.

الباب السادس

في قوله تعالي قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (1) الآية (2)

من طريق الخاصة و فيه اثنان و عشرون حديثا الحديث الأول: محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد الأشعري عن معلي بن محمد عن الوشاء عن المثني عن زرارة عن عبد اللّه بن عجلان عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله تعالي: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (3) قال:«هم الأئمة عليهم السّلام» (4).

الحديث الثاني: محمد بن يعقوب أيضا عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن إسماعيل بن عبد الخالق قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول لأبي جعفر الأحول و أنا اسمع فقال:«أتيت البصرة»قال:نعم فقال:«كيف رأيت مسارعة الناس إلي هذا الأمر و دخولهم فيه» فقال:و اللّه إنهم لقليل و قد فعلوا و ان ذلك لقليل فقال:«عليك بالاحداث فإنهم اسرع إلي كل خير» ثم قال:«ما يقول أهل البصرة في هذه الآية قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (5) ؟قلت:

جعلت فداك إنهم يقولون:إنهم لا قارب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:«كذبوا إنما نزلت فينا خاصة في أهل البيت في علي و فاطمة و الحسن و الحسين أصحاب الكساء عليهم السّلام» (6).

الحديث الثالث: عبد اللّه بن جعفر الحميري في(قرب الإسناد)عن محمد بن خالد الطيالسي عن إسماعيل بن عبد الخالق قال:قال أبو عبد اللّه عليه السّلام للأحول:«أتيت البصرة»و ذكر مثله إلا لفظة خاصة (7).

الحديث الرابع: محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمد ابن حكيم عن أبي مسروق عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:قلت انا نكلّم الناس فنحتج عليهم بقول اللّه عز و جل: أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (8) فيقولون:نزلت في أمراء السرايا فنحتج عليهم بقوله عز و جل: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ... (9) إلي آخر الآية فيقولون:نزلت في المؤمنين و نحتج عليهم بقول اللّه عز و جل: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (10) فيقولون:نزلت

ص: 235


1- سوره 42 - آيه 23
2- الشوري:23.
3- سوره 42 - آيه 23
4- الكافي:413/1 ح 7.
5- سوره 42 - آيه 23
6- الكافي:93/8 ح 66.
7- قرب الاسناد:450/128.
8- سوره 4 - آيه 59
9- سوره 5 - آيه 55
10- سوره 42 - آيه 23

في قربي المسلمين قال:فلم ادع شيئا مما حضرني ذكره من هذا و شبهه إلاّ ذكرته فقال لي:«إذا كان ذلك فادعهم إلي المباهلة»قلت:و كيف اصنع؟قال:«اصلح نفسك ثلاثا»و اظنه قال«و صم و اغتسل و أبرز أنت و هو إلي الجبال فشبّك اصابعك من يدك اليمني في اصابعه ثم انصفه و ابدأ بنفسك و قل:اللهم رب السماوات السبع و رب الأرضين السبع عالم الغيب و الشهادة الرّحمن الرحيم إن كان أبو مسروق جحد حقا و ادّعي باطلا فأنزل عليه حسبانا من السماء أو عذابا أليما ثم ردّ الدعوة عليه فقل:و إن كان فلان جحد حقا و ادّعي باطلا فأنزل عليه حسبانا من السماء أو عذابا أليما»ثم قال لي:«فإنك لا تلبث أن تري ذلك فيه فو اللّه ما وجدت خلقا يجيبني إليه» (1).

الحديث الخامس: ابن يعقوب عن علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه عز و جل: وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً (2) قال:«من تولي الأوصياء من آل محمد و اتبع آثارهم فذاك يزيده ولاية من مضي من النبيين و المؤمنين الأولين حتي تصل ولايتهم إلي آدم عليه السّلام،و هو قول اللّه عز و جل: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها (3) يدخله الجنة و هو قول اللّه عز و جل: قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ (4) يقول:أجر المودة الذي لم أسألكم غيره فهو لكم تهتدون به و تنجون من عذاب يوم القيامة و قال لأعداء اللّه أولياء الشيطان أهل التكذيب و الانكار: قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَ ما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (5) يقول متكلفا:إن أسألكم ما لستم بأهله فقال المنافقون عند ذلك بعضهم لبعض.أ ما يكفي محمد أن يكون قهرنا عشيرين سنة حتي يريد أن يحمل أهل بيته علي رقابنا فقالوا ما انزل اللّه هذا و ما هو إلا شيء يتقوله يريد أن يرفع أهل بيته علي رقابنا (6)و لئن قتل محمد أو مات لننزعنها من أهل بيته ثم لا نعيدها فيهم أبدا و أراد اللّه عز و جل ذكره أن يعلم نبيّه صلّي اللّه عليه و آله الذي اخفوا في صدورهم و اسرّوا به فقال في كتابه عز و جل: أَمْ يَقُولُونَ افْتَري عَلَي اللّهِ كَذِباً فَإِنْ يَشَإِ اللّهُ يَخْتِمْ عَلي قَلْبِكَ (7) يقول:لو شئت حبست عنك الوحي فلم تكلم بفضل أهل بيتك و لا بمودتهم،و قد قال اللّه عز و جل: يَمْحُ اللّهُ الْباطِلَ وَ يُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ (8) يقول الحق:لأهل بيتك الولاية أنه عليم بذات الصدور و يقول بما ألقوه في صدورهم من العداوة لأهل بيتك و الظلم بعدك:و هو قول اللّه عز و جل: وَ أَسَرُّوا النَّجْوَي الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هذا إِلاّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَ فَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَ أَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (9) (10).

الحديث السادس: ابن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلي بن محمد عن الوشاء عن أبان

ص: 236


1- الكافي:513/2 ح 1.
2- سوره 42 - آيه 23
3- سوره 27 - آيه 89
4- سوره 34 - آيه 47
5- سوره 38 - آيه 86
6- الكافي:379/8 ح 574.
7- سوره 42 - آيه 24
8- سوره 42 - آيه 24
9- سوره 21 - آيه 3
10- الأنبياء:3.

عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه تبارك و تعالي وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً (1) (2)قال:«الاقتراف التسليم لنا و الصدق علينا و أن لا يكذب علينا» (3).

الحديث السابع: سعد بن عبد اللّه في بصائر الدرجات عن محمد بن عيسي بن عبيد عن فضالة ابن أيوب عن أبان بن عثمان عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه عز و جل: وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً (4) فقال:«الاقتراف الحسنة هو التصديق لنا و الصدق علينا» (5).

الحديث الثامن: سعد هذا عن يعقوب و محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن حماد بن عيسي عن حريز بن عبد اللّه عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السّلام مثله (6).

الحديث التاسع: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب و جعفر بن محمد ابن مسرور قدّس سرّه قالا:حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري عن أبيه عن الريان بن الصلت قال حضر الرضا عليه السّلام مجلس المأمون بمرو و قد اجتمع إليه في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق و خراسان و ذكر حديث الفرق بين الآل و الامة و ذكر عليه السّلام آيات الاصطفاء للآل عليهم السّلام من القرآن في الظاهر دون الباطن و هي اثنتا عشرة إلي أن قال عليه السّلام:«السادسة قوله عز و جل: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (7) (8)و هذه خصوصية للنبي صلّي اللّه عليه و آله إلي يوم القيامة و خصوصية للآل دون غيرهم،و ذلك أن اللّه عز و جل ذكر نوحا عليه السّلام في كتابه يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مالاً إِنْ أَجرِيَ إِلاّ عَلَي اللّهِ وَ ما أَنَا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَ لكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ (9) (10)و حكي عز و جلّ عن هود عليه السّلام أنه قال: يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلاّ عَلَي الَّذِي فَطَرَنِي أَ فَلا تَعْقِلُونَ (11) (12).

و قال عز و جل لنبيّه صلّي اللّه عليه و آله:قل يا محمد قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (13) وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً (14) و لم يفرض اللّه مودتهم إلا و قد علم أنهم لا يرتدون عن الدين أبدا و لا يرجعون إلي ضلال ابدا،و أخري أن يكون الرجل وادّا للرجل فيكون بعض أهل بيته عدوّا له فلا يسلم قلب الرجل له فاحبّ اللّه عز و جل أن لا يكون في قلب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي المؤمنين شيء ففرض عليهم مودّة ذوي القربي فمن أخذ بها و أحب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أحب أهل بيته لم يستطع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن يبغضه و من تركها و لم يأخذ بها و ابغض أهل بيته فعلي رسول اللّه أن

ص: 237


1- سوره 42 - آيه 23
2- الشوري:23.
3- الكافي:391/1 ح 4.
4- سوره 42 - آيه 23
5- بصائر الدرجات:6/521 و في المصدر:الاقتراف:التسليم لنا و الصدق علينا و لا يكذب علينا.
6- بصائر الدرجات:7/521.
7- سوره 42 - آيه 23
8- الشوري:23.
9- سوره 11 - آيه 29
10- هود:29.
11- سوره 11 - آيه 51
12- هود:51.
13- سوره 42 - آيه 23
14- سوره 42 - آيه 23

يبغضه؛لأنه ترك فريضة من فرائض اللّه،فأي فضيلة و أي شرف يتقدم هذا أو يدانيه؟فأنزل اللّه هذه الآية علي نبيّه قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (1) فقام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في أصحابه فحمد اللّه و اثني عليه و قال:يا أيها الناس إن اللّه قد فرض لي عليكم فرضا فهل أنتم مؤدّوه فلم يجبه أحد فقال:يا أيها الناس إنّه ليس بذهب و لا فضة و لا مطعم و لا مشرب فقالوا:هات إذا فتلا عليهم هذه الآية فقالوا:أما هذه فنعم فما و في بها أكثرهم،و ما بعث اللّه عز و جل نبيا إلاّ أوحي إليه لا يسأل قومه أجرا لأن اللّه يوفي أجر الأنبياء و محمد صلّي اللّه عليه و آله فرض اللّه عز و جل مودة قرابته علي امته و أمره أن يجعل أجره فيهم ليوادّوه في قرابته بمعرفة فضلهم الذي اوجب اللّه عز و جل لهم فأن المودة أنما تكون علي قدر معرفة الفضل فلما اوجب اللّه ذلك ثقل لثقل وجوب الطاعة فأخذ بها قوم أخذ اللّه ميثاقهم علي الوفاء و عاند أهل الشقاق و النفاق و الحدوا في ذلك فصرفوه عن حده الذي حدّه اللّه.

فقالوا:القرابة هم العرب كلها و أهل دعوته فعلي أي الحالين كان فقد علمنا أن المودة هي للقرابة فأقربهم من النبي صلّي اللّه عليه و آله أولاهم بالمودة كلما قربت القرابة كانت المودة علي قدرها،و ما انصفوا نبي اللّه صلّي اللّه عليه و آله في حيطته و رأفته،و ما من اللّه به علي امته مما تعجز الألسن عن وصف الشكر عليه لا يودّوه في قرابته و ذريته و أهل بيته و أن لا يجعلوهم منهم بمنزلة العين من الرأس حفظا لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و حبا لنبيه فكيف و القرآن ينطق به و يدعوا إليه و الأخبار ثابتة أنهم أهل المودة و الذين فرض اللّه مودتهم و وعد الجزاء عليها أنه ما وافي أحد بهذه المودة مؤمنا مخلصا إلاّ استوجب الجنة؛لقول اللّه عز و جل في هذه الآية: وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ فِي رَوْضاتِ الْجَنّاتِ لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللّهُ عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (2) مفسّرا و مبيّنا.

ثم قال أبو الحسن عليه السّلام:«حدثني أبي عن جدي عن آبائه عن الحسين بن علي عليهما السّلام قال:اجتمع المهاجرين و الأنصار إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقالوا:يا رسول اللّه إن لك مئونة في نفقتك و فيمن يأتيك من الوفود و هذه أموالنا مع دمائنا فأحكم فيها بارا مأجورا اعط منها ما شئت و أمسك ما شئت من غير حرج فأنزل اللّه الروح الأمين فقال يا محمد قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (3) يعني تؤدّوا قرابتي من بعدي فخرجوا فقال المنافقون:ما حمل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي ترك ما عرضنا عليه إلاّ ليحثنا علي قرابته من بعده إن هو إلاّ شيء افتراه في مجلسه،و كان ذلك من قولهم عظيما فأنزل اللّه عز و جل أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللّهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِما تُفِيضُونَ (4)

ص: 238


1- سوره 42 - آيه 23
2- سوره 42 - آيه 22
3- سوره 42 - آيه 23
4- سوره 46 - آيه 8

فِيهِ كَفي بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (1) فبعث إليهم النبي صلّي اللّه عليه و آله فقال:هل من حدث؟ فقالوا:أي و اللّه قال بعضنا كلاما غليظا كرهناه فتلا عليهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فبكوا و اشتد بكاؤهم فأنزل اللّه عز و جل هُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَ يَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ وَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ (2) » (3).

الحديث العاشر: ابن بابويه قال:حدّثنا عبد العزيز بن يحيي البصري قال:حدّثنا محمد بن زكريا قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن يزيد قال حدثني أبو نعيم قال محمد بن إبراهيم بن إسحاق ابن حاجب قال:حدثنا عبد اللّه بن زياد عن علي بن الحسين عليهم السّلام قال لرجل:«أ ما قرأت كتاب اللّه عز و جل؟»قال:نعم.

قال:«أ ما قرأت هذه الآية قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (4) قال:بلي قال:«فنحن أولئك» (5).

الحديث الحادي عشر: محمد بن العباس بن ماهيار في تفسيره فيما نزل في أهل البيت عليهم السّلام في القرآن و هو ثقة في الحديث قال:حدّثنا الحسن بن محمد بن يحيي العلوي عن أبي محمد إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن محمد بن جعفر بن محمد قال:حدثني عمي علي بن جعفر عن الحسين بن زيد عن الحسن بن زيد عن أبيه عن جده عليه السّلام قال:خطب الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السّلام حين قتل علي عليه السّلام فقال:«و انا من أهل بيت افترض اللّه مودّتهم علي كل مسلم حيث يقول: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (6) وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً (7) فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت» (8).

الحديث الثاني عشر: محمد بن العباس قال:حدّثنا عبد العزيز عن محمد بن زكريا عن محمد ابن عبد اللّه الجشمي عن الهيثم بن عدي عن سعيد بن صفوان عن عبد الملك بن عمير عن الحسين ابن علي صلوات اللّه عليهما في قوله عز و جل: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (9) قال:

«إن القرابة التي أمر اللّه بصلتها و عظم حقها و جعل الخير فيها قرابتنا أهل البيت الذين أوجب اللّه حقّنا علي كل مسلم» (10).

الحديث الثالث عشر: أحمد بن محمد بن خالد البرقي في كتاب(المحاسن)عن الحسن بن علي الخزاز عن مثني الحنّاط عن عبد اللّه بن عجلان قال:سألت أبا جعفر عليه السّلام عن قول اللّه قُلْ لا (11)

ص: 239


1- سوره 46 - آيه 8
2- سوره 42 - آيه 25
3- أمالي الصدوق:/619المجلس /79ح 1.
4- سوره 42 - آيه 23
5- أمالي الصدوق:/230ح 242.
6- سوره 42 - آيه 23
7- سوره 42 - آيه 23
8- بحار الانوار:251/23 ح 26.
9- سوره 42 - آيه 23
10- بحار الانوار:251/23 ح 27.
11- سوره 42 - آيه 23

أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (1) قال:«هم الأئمة الذين لا يأكلون الصدقة و لا تحل لهم» (2).

الحديث الرابع عشر: عبد اللّه بن جعفر الحميري في(قرب الإسناد)عن هارون ابن مسلم قال:

حدثني مسعدة بن صدقة قال:حدّثنا جعفر بن محمد عن آبائه أنه لما نزلت هذه الآية علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (3) قام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:«أيها الناس إن اللّه تبارك و تعالي قد فرض لي عليكم فرضا فهل أنتم مؤدّوه؟قال:فلم يجبه أحد منهم فانصرف فلما كان من الغد قام فيهم فقال مثل ذلك ثم قام فيهم فقال مثل ذلك في اليوم الثالث فلم يتكلم أحد فقال:أيها الناس إنه ليس من ذهب و لا فضة و لا مطعم و لا مشرب قالوا:فالقه إذا قال:إن اللّه تبارك و تعالي أنزل عليّ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (4) »قالوا:أما هذه فنعم فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام:فو اللّه ما وفي بها إلاّ سبعة نفر سلمان و أبو ذر و عمار و المقداد بن الأسود الكندي و جابر بن عبد اللّه الأنصاري و مولي لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقال له:الكبيت (5)و زيد بن أرقم» (6).

الحديث الخامس عشر: المفيد في(الاختصاص)قال:حدثني جعفر بن الحسين عن محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري عن أبيه عن هارون ابن مسلم عن أبي الحسن الليثي عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السّلام و ذكر مثل الحديث السابق (7).

الحديث السادس عشر: علي بن إبراهيم في تفسيره قال:حدثني أبي عن ابن أبي نجران عن عاصم ابن حميد عن محمد بن مسلم قال:سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول في قول اللّه: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (8) «يعني في أهل بيته قال:جاء الأنصار إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقالوا:إنا قد أوينا و نصرنا فخذ طائفة من أموالنا استغن بها علي ما أنابك فأنزل اللّه قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً (9) يعني علي النبوة إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (10) أي في أهل بيته ثم قال:ألا تري إن الرجل يكون له صديق و في نفس ذلك الرجل شيء علي أهل بيته فلا يسلم صدره فأراد اللّه أن لا يكون في نفس رسول اللّه شيء علي أمته ففرض عليهم المودة في القربي،فإن أخذوا اخذوا مفروضا و إن تركوا تركوا مفروضا».

قال:«فانصرفوا من عنده و بعضهم يقول:عرضنا عليه أموالنا فقال قاتلوا عن أهل بيتي من بعدي و قالت طائفة:ما قال هذا رسول اللّه و جحدوه و قالوا كما حكي اللّه تعالي أَمْ يَقُولُونَ افْتَري عَلَي اللّهِ كَذِباً (11) فقال اللّه فَإِنْ يَشَإِ اللّهُ يَخْتِمْ عَلي قَلْبِكَ (12) قال لو افتريت وَ يَمْحُ اللّهُ الْباطِلَ (13) يعني

ص: 240


1- سوره 42 - آيه 23
2- المحاسن:145/1 ح 48.
3- سوره 42 - آيه 23
4- سوره 42 - آيه 23
5- في المصدر:الثبيت.
6- قرب الاسناد:254/78.
7- الاختصاص:63.
8- سوره 42 - آيه 23
9- سوره 42 - آيه 23
10- سوره 42 - آيه 23
11- سوره 42 - آيه 24
12- سوره 42 - آيه 24
13- سوره 42 - آيه 24

يبطله وَ يُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ (1) يعني بالنبي و بالأئمة عليهم السّلام و القائم من آل محمد إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (2) ثم قال وَ هُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَ يَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ... (3) إلي قوله: وَ يَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ (4) يعني الذين قالوا:إن القول ما قال رسول اللّه ثم قال: وَ الْكافِرُونَ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ (5) (6)و قال أيضا قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (7) (8)قال:أجر النبوة أن لا تؤذوهم و لا تقطعوهم و لا تبغضوهم و تصلوهم و لا تنقضوا العهد فيهم لقوله تعالي: اَلَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ (9) (10)قال:«جاءت الأنصار إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقالوا:إنا قد نصرنا و فعلنا فخذ من أموالنا ما شئت فأنزل اللّه قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (11) يعني في أهل بيته ثم قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بعد ذلك من حبس أجيرا أجره فعليه لعنة اللّه و الملائكة و الناس أجمعين،لا يقبل اللّه منه يوم القيامة صرفا و لا عدلا،و هو محبة آل محمد ثم قال: وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً (12) (13)و هي إقرار الإمامة لهم و الإحسان إليهم و برّهم و صلتهم نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً (14) أي تكافئ ذلك بالإحسان» (15).

الحديث السابع عشر: الشيخ في أماليه بإسناده عن الحسن عليه السّلام في خطبة له قال:«فيما أنزل اللّه علي محمد صلّي اللّه عليه و آله قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (16) وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً (17) و اقتراف الحسنة مودّتنا» (18).

الحديث الثامن عشر: الطبرسي ذكر أبو أبو حمزة الثمالي في تفسيره قال:حدثني عثمان بن عمير عن سعيد بن جبير عن عبد اللّه بن العباس رضي اللّه عنه قال:إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين قدم المدينة و استحكم الإسلام قالت الأنصار فيما بينها:نأتي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فنقول:إن تعرك أمور هذه أموالنا تحكم فيها من غير حرج و لا محظور فأتوه في ذلك فنزلت قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (19) فقرأها عليهم فقال:تودون قرابتي من بعدي،فخرجوا من عنده مسلمين لقوله،فقال المنافقون:إن هذا لشيء افتراه في مجلسه و أراد يذللنا لقرابته من بعده فنزلت أَمْ يَقُولُونَ افْتَري عَلَي اللّهِ كَذِباً (20) فأرسل إليهم فتلا عليهم فبكوا و اشتد بكاؤهم (21)فأنزل اللّه وَ هُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ (22) الآية.فأرسل في أثرهم فبشّرهم و قال: وَ يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا (23) و هم الذين سلموا

ص: 241


1- سوره 42 - آيه 24
2- سوره 8 - آيه 43
3- سوره 42 - آيه 25
4- سوره 4 - آيه 173
5- سوره 42 - آيه 26
6- الشوري:24-26.
7- سوره 42 - آيه 23
8- الشوري:23.
9- سوره 13 - آيه 21
10- الرعد:21.
11- سوره 42 - آيه 23
12- سوره 42 - آيه 23
13- الشوري:23.
14- سوره 42 - آيه 23
15- تفسير القمي:275/2.
16- سوره 42 - آيه 23
17- سوره 42 - آيه 23
18- أمالي الطوسي:/270ذيل ح 501.
19- سوره 42 - آيه 23
20- سوره 42 - آيه 24
21- في المصدر:عليهم.
22- سوره 42 - آيه 25
23- سوره 42 - آيه 26

لقوله.

ثم قال الطبرسي:ذكر أبو حمزة الثمالي عن السدي أنه قال:إن اقتراف الحسنة المودة لآل محمد صلّي اللّه عليه و آله،ثم قال:و صح عن الحسن بن علي عليه السّلام أنه خطب الناس فقال في خطبته:«انا من[أهل البيت]الذين افترض اللّه مودتهم علي كل مسلم فقال: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (1) وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً (2) فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت[أصحاب الكساء]» (3).

و قال أيضا في معني الآية:إن معناه إلاّ أن تؤدوا قرابتي و عترتي و تحفظون فيهم،عن علي بن الحسين عليه السّلام و سعيد بن جبير و عمر بن شعيب و جماعة،قال:و هو المروي عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه عليه السّلام (4).

الحديث التاسع عشر: الطبرسي قال:و أخبرنا السيد أبو الحمد مهدي بن نزار الحسيني قال:

أخبرنا الحاكم أبو القاسم[الحسكاني]قال:حدّثنا القاضي أبو بكر الحميري قال:أخبرنا أبو العباس الضّبعي قال:أخبرنا الحسن بن علي بن زياد السّري قال:أخبرنا يحيي بن عبد الحميد الحماني قال:

أخبرنا الحسين بن الأشتر قال:أخبرنا قيس عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:لما نزلت قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً (5) الآية قالوا:يا رسول اللّه من هؤلاء الذين أمرنا اللّه بمودتهم؟قال:

«علي و فاطمة و ولدهما» (6).

الحديث العشرون: الطبرسي قال:و أخبرنا السيد أبو الحمد قال:أخبرنا أبو القاسم الحاكم بالاسناد المذكور في كتاب(شواهد التنزيل لقواعد التفضيل)مرفوعا إلي أبي إمامة الباهلي قال:

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن اللّه تعالي خلق الأنبياء من أشجار شتي و خلقت أنا و علي من شجرة واحدة،فأنا أصلها و علي فرعها و فاطمة لقاحها و الحسن و الحسين ثمارها و أشياعنا أوراقها، فمن تعلق بغصن من أغصانها نجا و من زاغ عنها هوي،و لو أن عبدا عبد اللّه بين الصفا و المروة ألف عام ثم ألف عام ثم ألف عام حتي يصير كالشن البالي،ثم لم يدرك محبّتنا كبّه اللّه علي منخريه في النار ثم تلا: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (7) » (8).

ص: 242


1- سوره 42 - آيه 23
2- سوره 42 - آيه 23
3- ليست في المصدر.
4- مجمع البيان:49/9-48،و تفسير أبي حمزة:294.
5- سوره 42 - آيه 23
6- مجمع البيان:48/9.
7- سوره 42 - آيه 23
8- مجمع البيان:48/9-49،و شواهد التنزيل:210/2.

الحديث الحادي و العشرون: الطبرسي قال:و روي زاذان عن علي عليه الصلاة و السلام قال:

«فينا،في آل حم،آية لا يحفظ مودتنا إلا كل مؤمن»ثم قرأ هذه الآية (1).

الحديث الثاني و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن إبراهيم ابن إسحاق قدّس سرّه قال:حدّثنا عبد العزيز بن يحيي البصري قال:أخبرنا محمد بن زكريا قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن يزيد قال:

حدّثنا أبو نعيم قال:حدثني حاجب عبيد اللّه بن زياد(لعنه اللّه)و ذكر حديث سبّي آل محمد و يسيرهم إلي يزيد إلي أن قال:و قال أهل الشام الجفاة ما رأينا سبايا أحسن من هؤلاء فمن أنتم فقالت:سكينة بنت الحسين عليه السّلام نحن سبايا آل محمد فأقيموا علي درج المسجد حيث يقام السبايا و فيهم علي بن الحسين عليه السّلام و هو يومئذ فتي شاب فأتاهم شيخ من أشياخ أهل الشام فقال لهم:

الحمد للّه الذي قتلكم و أهلككم و قطع قرن الفتنة فلم يأل من شتمهم فلما انقضي كلامه قال له علي ابن الحسين عليه السّلام:«أ ما قرأت كتاب اللّه عز و جل؟»قال:نعم،قال:«اما قرأت هذه الآية قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (2) ؟»قال:بلي قال:«فنحن أولئك»ثم قال:«أ ما قرأت هذه الآية وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ (3) ؟»قال:بلي قال:«فنحن هم فهل قرأت هذه الآية إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (4) ؟»قال:بلي«فنحن هم»فرفع الشامي رأسه إلي السماء ثم قال:

اللهم إني أتوب إليك ثلاث مرات،اللهم إني أبرأ إليك من عدوّ آل محمد و من قتلة أهل بيت محمد لقد قرأت القرآن فما شعرت بهذا قبل اليوم (5).

الحديث الثالث و العشرون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي في منزله بدرب الزعفراني ببغداد في الكرخ سنة عشرة و أربعمائة قال:أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة في يوم الجمعة بعد صلاة الجمعة أملا في مسجد براثا لثمان بقين من جمادي الأولي سنة ثلاثين و ثلاثمائة قال:حدّثنا علي بن الحسين بن عبيد قال:حدّثنا إسماعيل بن أبان عن سلام بن أبي عمرة عن معروف عن أبي الطفيل قال:خطب الحسن بن علي عليهما السّلام بعد وفاة علي عليه السّلام و ذكر أمير المؤمنين فقال:«خاتم الوصيين و وصي خاتم الأنبياء و أمير المؤمنين و الشهداء و الصالحين»ثم قال:أيها الناس لقد فارقكم رجل ما سبقه الأولون و لا يدركه الآخرون لقد كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يعطيه الراية فيقاتل جبرائيل عن يمينه و ميكائيل عن يساره فما يرجع حتي يفتح اللّه عليه،ما ترك ذهبا و لا فضة إلاّ شيء له علي صبي له و ما ترك في بيت المال إلاّ سبعمائة درهم فضلت من عطائه أراد أن يشتري بها خادما لام كلثوم»ثم قال:«من عرفني فقد

ص: 243


1- مجمع البيان:49/9.
2- سوره 42 - آيه 23
3- سوره 17 - آيه 26
4- سوره 33 - آيه 33
5- أمالي الصدوق:/229مجلس /31ح 3.

عرفني و من لم يعرفني فأنا الحسن بن محمد النبي المصطفي صلّي اللّه عليه و آله»ثم تلا هذه الآية قول يوسف:

« اِتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي إِبْراهِيمَ وَ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ (1) أنا ابن البشير و أنا ابن النذير و أنا ابن الدعي إلي اللّه و أنا ابن السراج المنير و أنا ابن الذي ارسل رحمة للعالمين و أنا من أهل البيت الذين اذهب اللّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا و أنا من أهل البيت الذين كان جبرائيل ينزل عليهم و منهم كان يعرج و أنا من أهل البيت الذين افترض اللّه مودتهم و ولايتهم فقال فيما أنزل علي محمد صلّي اللّه عليه و آله قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (2) وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً (3) و اقتراف الحسنة مودّتنا» (4).

ص: 244


1- سوره 12 - آيه 38
2- سوره 42 - آيه 23
3- سوره 42 - آيه 23
4- أمالي الطوسي:/270مجلس /10ح 39.

الباب السابع

في قوله تعالي إِنَّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَي النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً (1) (2)و كيفية الصلاة عليه من الصلاة علي محمد آل محمد و ثواب ذلك

من طريق العامة و فيه ثلاثة و عشرون حديثا الحديث الأول: الثعلبي في تفسير هذه الآية قال:أخبرنا عبد اللّه بن حامد حدّثنا المطيري حدّثنا علي بن حرب حدّثنا ابن فضيل حدّثنا يزيد بن أبي زياد قال:حدّثنا أبو الحسن بن أبي الفضل العبدي حدّثنا إسماعيل بن محمد الصفار حدّثنا الحسن بن عرفة حدّثنا هيثم بن بشير عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرّحمن بن أبي ليلي حدثني كعب بن عجرة قال:لما نزلت إِنَّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَي النَّبِيِّ... (3) الآية قلنا:يا رسول اللّه قد علمنا السلام عليك،و كيف الصلاة عليك؟قال:

«قولوا اللهم صل علي محمد و آل محمد كما صليت علي إبراهيم و آل إبراهيم إنك حميد مجيد و بارك علي محمد و آل محمد كما باركت علي إبراهيم و آل إبراهيم إنك حميد مجيد» (4).

الحديث الثاني: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة في كتاب(فرائد السمطين)في فضائل المرتضي و فاطمة و الحسن و الحسين قال:أخبرنا الشيخ الإمام مجد الدين أبو الفضل عبد اللّه بن محمود بن مودود بقراءتي عليه ببغداد بالرباط الصاحي العلائي بالمأمونية شرقي دجلة يوم الثلاثاء الثامن من شهر شعبان سنة إحدي و سبعين و ستمائة قال:أنبأنا والدي الشيخ الإمام شهاب الدين محمود إجازة إن لم يكن سماعا قال:أنبأنا الشيخ الإمام شهاب محمد ابن إسماعيل بن علي بن أبي الصيف اليماني في منارة الحرم الشريف زاده اللّه تعالي تشريفا و تعظيما في ذي الحجة سنة ست و سبعين و خمسمائة قال:أنبأنا الشيخ الفقيه أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب بن علي القرطبي بقراءتي عليه قال:أنبأنا الشيخ الإمام أبو القاسم خلف بن عبد الملك الأنصاري قال:أنبأنا أبو محمد بن عناب و من أصله نقلته قال:أنبأنا أبو حفص عمر بن عبيد اللّه الذهلي قال:أنبأنا القاضي أبو المطرف عبد الرّحمن بن محمد بن عيسي بن فطيس قال:نبأنا أبو محمد عبد اللّه بن إسماعيل بن حرب قال:نبأنا أبو الحسن محمد بن عبد اللّه بن

ص: 245


1- سوره 33 - آيه 56
2- الاحزاب:56.
3- سوره 33 - آيه 56
4- بحار الانوار:257/27 ح 5 عن الثعلبي.

حيويه قال:حدّثنا أبو بكر أحمد بن عمرو البصري قال:نبأنا زياد بن يحيي قال:نبأنا عبد الوهاب بن عبد المجيد قال:نبأنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن عبد الرّحمن بن بشر بن مسعود عن أبي مسعود قال:لما نزلت هذه الآية إِنَّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَي النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً (1) قالوا:يا رسول اللّه قد علمنا السلام عليك،فكيف الصلاة،فقد غفر اللّه لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر؟قال:«قولوا:اللهمّ صلّ علي محمد و آل محمد كما صلّيت علي إبراهيم و آل إبراهيم و بارك علي محمد و علي آل محمد كما باركت علي إبراهيم و علي آل إبراهيم».

قال أبو بكر:و هذا الحديث رواه أيوب عن عبد الوهاب عن هشام عن ابن سيرين عن عبد الرّحمن بن بشر بن مسعود مرسلا و لم يقل عن أبي مسعود إلاّ عبد الوهاب عن هشام (2).

الحديث الثالث: إبراهيم الحمويني هذا بالإسناد إلي أبي القاسم خلف الأنصاري قال:و أخبرنا أبو محمد عبد الرّحمن بن محمد فيما قرأ عليه و أنا أسمع قال:قرأ عليّ أبي و أنا أسمع قال:نبأنا خلف بن يحيي أنبأنا عبد اللّه بن يوسف بن وضاح نبأنا ابن أبي شيبة قال:نبأنا هشيم قال:نبأنا يزيد ابن أبي زياد قال:نبأنا عبد الرّحمن بن أبي ليلي عن كعب بن عجرة قال لما نزلت هذه الآية إِنَّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَي النَّبِيِّ... (3) الآية قلنا:يا رسول اللّه قد علمنا السلام عليك فكيف الصلاة عليك؟

فقال:«قولوا:اللهم اجعل صلواتك و بركاتك علي محمد و علي و آل محمد كما جعلتها علي إبراهيم و آل إبراهيم انك حميد،مجيد و بارك علي محمد و آل محمد كما باركت علي إبراهيم و آل إبراهيم إنك حميد مجيد»قال يزيد:و كان ابن أبي ليلي يقول:و علينا معهم. (4)

الحديث الرابع: من صحيح البخاري في الجزء الرابع منه في الكراس الرابعة منه و كان الجزء تسعة كراريس فهي أو في من ثلاثة قال:حدّثنا قيس بن حفص و موسي بن إسماعيل قال:حدّثنا عبد الواحد بن زياد قال:حدّثنا أبو فروة مسلم بن سالم الهمداني حدثني عبد اللّه بن عيسي أنه سمع عبد الرّحمن بن أبي ليلي قال:لقيني كعب بن عجرة فقال:ألا أهدي لك هدية سمعتها من النبي صلّي اللّه عليه و آله؟فقال:بلي،فاهدها إليّ فقال:سألنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقلنا يا رسول اللّه كيف الصلاة عليكم أهل البيت فإن اللّه علمنا كيف نسلم؟قال:«قولوا اللهم صلّ علي محمد و علي آل محمد كما صلّيت علي إبراهيم و علي إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك علي محمد و علي آل محمد كما

ص: 246


1- سوره 33 - آيه 56
2- فرائد السمطين:/31/1ب/ح 9.
3- سوره 33 - آيه 56
4- فرائد السمطين:/32/1ح 9.

باركت علي إبراهيم و آل إبراهيم انك حميد مجيد» (1).

الحديث الخامس: من صحيح البخاري من الجزء السادس في أول كراسه من أوله بإسناده قال:

حدثني سعد بن يحيي بن سعد قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا مسعود عن الحكم عن أبي ليلي عن كعب بن عجرة قيل:يا رسول اللّه أما السلام عليك فقد عرفناه فكيف الصلاة؟قال:«قولوا:اللهم صلّ علي محمد و علي آل محمد كما صلّيت علي علي آل إبراهيم إنك حميد مجيد،اللهمّ بارك علي محمد و علي آل محمد كما باركت علي آل إبراهيم إنك حميد مجيد» (2).

الحديث السادس: و من صحيح البخاري قال:حدّثنا عبد اللّه بن يوسف قال:حدّثنا الليث قال:

حدثني ابن الهادي عن عبد اللّه بن حباب عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه قال:قلنا:يا رسول اللّه هذا التسليم فكيف نصلي عليك؟قال:«قولوا:اللهم صلّي علي محمد عبدك و رسولك كما صلّيت علي آل إبراهيم و بارك علي محمد و آل محمد كما باركت علي إبراهيم» (3).

الحديث السابع: و من صحيح مسلم في الجزء الرابع في أواسطه بإسناده قال:قلنا يا رسول اللّه أما السلام عليك فقد عرفنا فكيف الصلاة عليك؟

فقال صلّي اللّه عليه و آله:«قولوا:اللهم صلّ علي محمد و آل محمد» (4).

الحديث الثامن: الثعلبي في تفسيره قال أخبرنا الحسين حدّثنا أبو العباس محمد بن همام حدثنا إسحاق بن عبد اللّه بن محمد بن رزين حدثني حسان-يعني بن حسان-حدثنا حماد بن سلمة ابن أخت حميد الطويل-عن علي بن زيد جذعان عن شهر بن حوشب عن أم سلمة رضي اللّه عنها عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنه قال لفاطمة رضي اللّه عنه:«ائتيني بزوجك و ابنيك»فأتت بهم فالقي عليهم كساء ثم رفع يده عليهم فقال:اللهم هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك و بركاتك علي آل محمد فإنّك حميد مجيد»قالت:فرفعت الكساء لأدخل معهم فاجتذبه فقال:«إنك علي خير»قال:

و روي أبو حاتم عن أبي هريرة قال نظر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي علي و فاطمة و الحسن و الحسين صلوات اللّه عليهم فقال:«إني حرب لمن حاربتم و سلم لمن سالمتم» (5).

الحديث التاسع: إبراهيم بن محمد الحمويني المتقدم قال:أخبرنا العدل عز الدين محمد بن علي بن أبي البدر البغدادي بقراءتي عليه بمنزل زرود منصرفنا من حج بيت اللّه الحرام زيد شرفا

ص: 247


1- صحيح البخاري:118/4.
2- صحيح البخاري:27/6.
3- صحيح البخاري.
4- صحيح مسلم:16/20.
5- بحار الأنوار:250/23 ذيل 24.

و قدسا بكرة يوم الجمعة الثامن من عشر من شهر اللّه الحرام ذي القعدة سنة أربع و تسعين و ستمائة قلت له:أخبرك الشيخ عبد اللطيف بن محمد بن علي بن حمزة بن قايس القبيطي أبي طالب بسماعك عليه بقراءة الحافظ محمد بن النجار في شعبان سنة خمس و ثلاثين و ستمائة بالمستنصرية فأقرّ به قال:أنبأنا أبو زرعة طاهر بن محمد المقدسي قال:أنبأنا أبو محمد عبد الرّحمن ابن أحمد الدّوني عن القاضي أبي نصر الكسّار عن أبي بكر أحمد بن محمد السني عن الإمام أبي عبد الرّحمن أحمد بن شعيب النسائي قال:أنبأنا إسحاق بن منصور قال:أنبأنا محمد بن يوسف قال:أنبأنا يونس بن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن أنس بن مالك قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

«من صلّي عليّ واحدة صلي اللّه عليه عشر صلوات و حطت عنه عشر خطيئات و رفع له عشر درجات» (1).

الحديث العاشر: الحمويني هذا قال و بالإسناد المتقدم إلي أبي عبد الرّحمن النسابي قال:

أخبرنا سعيد بن يحيي بن سعيد الأموي في حديثه عن أبيه عن عثمان بن حكيم عن خالد بن سلمة عن موسي بن طلحة،قال:سألت زيد بن خارجة قال:أنا سألت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:«صلوا عليّ فاجتهدوا في الدعاء و قولوا:اللهم صل علي محمد و علي آل محمد» (2).

الحديث الحادي عشر: الحمويني هذا قال:أخبرنا الشيخ الإمام المفتي في حرم اللّه تعالي محب الدين أحمد بن عبد اللّه بن أبي بكر الطبري المكي بمكة المعظمة بالحرم الشريف تجاه الكعبة المقدسة زيدت قدسا قدام قبة الصخرة زيدت شرفا يوم السبت بعد صلاة العصر الرابع عشر من شهر اللّه الحرام ذي الحجة سنة تسع و سبعين و ستمائة و عدّهن في يدي قال:أنبأنا القاضي الحرم الشريف إسحاق بن أبي بكر البطري و عدّهن في يدي قال:أنبأنا الشيخ الإمام شرف الدين أبو المظفر محمد بن علوان بن مهاجر الموصلي و عدهن في يدي قال:نبأنا الشيخ أبو الفرح يحيي ابن محمود بن سعد الثقفي و عدهن في يدي قال:نبأنا جدي و عدهن في يدي قال:أنبأنا الشيخ أبو بكر ابن خلف و عدهن في يدي قال:أنبأنا الإمام أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه بن محمد بن حمدويه ابن نعيم الحاكم و عدهن في يدي قال:و عدهن في يدي أبو بكر بن أبي خادم الحافظ بالكوفة و قال لي:عدهن في يدي حرب بن الحسن الطحّان و قال لي:عدهن في يدي يحيي بن المساور الحنّاط و قال لي عدهن:في يدي عمرو بن خالد و قال لي:عدهن في يدي زيد بن علي بن الحسين و قال لي:عدهن في يدي علي بن الحسين بن علي،و قال لي:عدهن في يدي علي بن أبي طالب

ص: 248


1- فرائد السمطين:/24/1ح 1.
2- فرائد السمطين:/25/1ح 2.

صلوات اللّه عليه،و قال لي:عدهن في يدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عدهن في يدي جبرائيل عليه السّلام و قال جبرائيل:هكذا نزلت بهن من عند رب العزة«اللهم صل علي محمد و آل محمد كما صلّيت علي إبراهيم و علي آل إبراهيم إنك حميد مجيد،اللهم بارك علي محمد و آل محمد كما باركت علي إبراهيم و علي آل إبراهيم إنك حميد مجيد،اللهم ترحم علي محمد و آل محمد كما ترحمت علي إبراهيم و علي آل إبراهيم إنك حميد مجيد،اللهم تحنن علي محمد و آل محمد كما تحننت علي إبراهيم و علي آل إبراهيم إنك حميد مجيد،اللهمّ و سلم علي محمد و آله محمد كما سلمت علي إبراهيم و علي آل إبراهيم إنك حميد مجيد» (1).

الحديث الثاني عشر: الحمويني هذا قال أخبرنا الشيخ الإمام جمال الدين أحمد بن محمد ابن محمد عرف بمذكويه القزويني بقراءتي عليه بها في الخانقاه الملكي الإمامي رحم اللّه بانيه ضحوة يوم الأحد الثاني من شهر ذي القعدة سنة سبع و ثمانين و ستمائة قلت له:أخبرك الشيخ ضياء الدين عبد الوهاب بن علي بن علي المعروف ب(ابن سكينة)إجازة؟قال:نعم،قال:أنبأنا شيخ الإسلام جمال السنّة أبو عبد اللّه محمد بن حمويه الجويني إجازة قال:أنبأنا إسماعيل بن عبد الغافر قال:

أنبأنا السيد أبو المعالي إسماعيل بن الحسن الحسني قال:أنبأنا الشيخ أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد اللّه الهروي الكوفي قال:نبأنا موسي بن إسماعيل بن موسي بن جعفر بن محمد الصادق عليه السّلام قال:«أنبأنا أبي عن أبيه عن جده جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن جده عليّ بن الحسين عليه السّلام عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من صلّي علي محمد و علي آل محمد مائة مرة قضي اللّه تعالي له مائة حاجة» (2).

الحديث الثالث عشر: الحمويني هذا قال:انبأني الإمام نجم الدين عثمان بن الموفق و الشيخ مجد الدين عبد اللّه بن محمود قالا:أنبأنا الشيخ المسند رضي الدين المؤيد بن محمد بن علي إجازة قال:أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل العزاوي إجازة قال:نبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي،أنبأنا أبو بكر بن الحارث الفقيه،أنبأنا علي بن عمر الحافظ نبأنا أبو بكر النيسابوري،نبأنا أبو الأزهر،نبأنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد نبأنا أبي عن ابن إسحاق قال:و حدثني في الصلاة علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إذ المرء المسلم صلّي عليه في صلاته محمد بن إبراهيم بن الحرث التيمي عن محمد بن عبد اللّه بن زيد بن عبد ربه الأنصاري أخي يا حارث الخزرجي عن أبي مسعود الأنصاري عقبة بن عمرو قال:أقبل رجل حتي جلس بين يدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و نحن عنده فقال:يا رسول اللّه

ص: 249


1- فرائد السمطين:/26/1ح 3.
2- فرائد السمطين:/28/1ح 6.

أما السلام عليك فقد عرفناه فكيف نصلّي عليك إذا نحن صلينا في صلاتنا؟

قال:فصمت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حتي أحببنا أن الرجل لم يسأله ثم قال:«إذا صلّيتم عليّ فقولوا اللهم صل علي محمد النبي الامي و علي آل محمد كما صلّيت علي إبراهيم،و علي آل إبراهيم و بارك علي محمد النبي الامي و علي آل محمد كما باركت علي إبراهيم و علي آل إبراهيم إنك حميد مجيد»قال علي:هذا الإسناد حسن متصل (1).

الحديث الرابع عشر: الحمويني هذا بهذا الإسناد إلي الإمام أبي بكر أحمد البيهقي الحافظ قال:أنبأ أبو عبد اللّه الحافظ نبأ أبو بكر بن إسحاق أنبأ أحمد بن إبراهيم بن ملحان نبا يحيي بن بكر نبأ الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن يحيي بن السباق عن رجل من بني الحرث عن ابن مسعود عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنه قال:«إذا تشهد أحدكم في الصلاة فليقل:اللهم صلّ علي محمد و علي آل محمد و بارك علي محمد و علي آل محمد و ترحم علي محمد و علي آل محمد كما صلّيت و باركت و ترحمت علي إبراهيم و علي آل إبراهيم إنك حميد مجيد» (2).

الحديث الخامس عشر: الحمويني هذا قال:أخبرني العلاّمة نجم الدين عبد الغفار بن عبد الكريم بن عبد الغفار القزويني-و غيره رحمهم اللّه-إجازة بروايتهم عن شيخ الإسلام شهاب الدين عمر بن محمد السهروردي إجازة قال:أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان المعروف ب(ابن البطي)سماعا عليه قال:أنبأ أبو الفضل حمد بن أحمد أنبأ الحافظ أبو نعيم أحمد ابن عبد اللّه الأصبهاني قال أنبأ علي بن أحمد المصيصي قال:نبأنا أحمد بن خليد الحلبي قال:

أنبأنا أبو ثوبة الربيع بن نافع قال:أنبأ يزيد بن ربيعة عن يزيد بن أبي مالك عن أبي الأزهر عن واثلة بن الأسقع قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«اللهم قد جعلت صلواتك و رحمتك و مغفرتك و رضوانك علي إبراهيم و آل إبراهيم اللهم إنهم منّي و أنا منهم،فاجعل صلاتك و رحمتك و مغفرتك و رضوانك عليّ و عليهم».

قاله رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لما جمع فاطمة و عليا و الحسن و الحسين تحت ثوبه فقال واثلة:و كنت واقفا علي الباب فقلت:و علي يا رسول اللّه بأبي أنت و أمي؟قال:«اللهم و علي واثلة»قال إبراهيم بن محمد الحمويني:هذا و هو من اعيان علماء العامة عقد ذكره هذه الأحاديث (3).

فائدة:قال الإمام العلامة فخر الدين محمد بن عمر الرازي جعل اللّه أهل بيت نبيه محمد صلّي اللّه عليه و آله

ص: 250


1- فرائد السمطين:/29/1ح 7.
2- فرائد السمطين:/29/1ح 8.
3- فرائد السمطين:/33/1ح 12.

مساويا له في خمسة أشياء الأول في المحبة:قال اللّه تعالي: فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ (1) و قال:لأهل بيته قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (2) و الثاني في تحريم الصدقة قال عليه السّلام:«حرمت الصدقة عليّ و علي أهل بيتي»و الثالث في الطهارة قال اللّه تعالي: طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقي إِلاّ تَذْكِرَةً (3) و قال:لأهل بيته وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (4) الرابع في السلام قال:«السلام عليك أيها النبي» و قال في أهل بيته:«سلام علي آل يس»الخامس في الصلوات علي الرسول و علي الآل كما في آخر التشهد (5).

الحديث السادس عشر: الحمويني هذا بإسناده إلي أبي نصر محمد بن إبراهيم السمرقندي حدثني أبو عثمان سعد بن هاشم بن مزيد بطبرية حدّثنا أبو أحمد أيوب بن نصر ابن موسي حدّثنا حماد بن عمر و عن السّري بن خالد حدّثنا قال أبو نصر:و حدّثنا أبو علي الحسين بن حميد بن موسي بمصر نبأنا زهير بن عباد نبأنا محمد بن أيوب حدثني أبو البحتري وهب بن وهب القرشي كلاهما عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جدّه عليه السّلام عن النبي صلّي اللّه عليه و آله و اللفظ لأبي علي أنه قال لعلي بن أبي طالب عليه السّلام:«اذا هالك أمر فقل:اللهم إني اسألك بحق محمد و آل محمد اسألك أن تكفيني شر ما أخاف و احذر فإنّك تكفي ذلك» (6).

الحديث السابع عشر: الفقيه ابن المغازلي الشافعي قال:عن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن جده علي بن الحسين عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من صلّي علي محمد و آل محمد مائة مرة قضي اللّه تعالي له مائة حاجة» (7).

الحديث الثامن عشر: أبو نعيم من الجزء الرابع من كتاب حلية الأولياء بإسناده عن كعب بن عجرة قال:لما نزلت يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً (8) جاء رجل إلي النبي صلّي اللّه عليه و آله فقال:

يا رسول للّه هذا السلام عليك قد عرفناه فكيف الصلاة عليك فقال:«قولوا اللهم صل علي محمد و علي آل محمد كما صليت علي إبراهيم و آل إبراهيم إنك حميد مجيد و بارك علي محمد و علي آل محمد كما باركت علي إبراهيم و آل إبراهيم إنك حميد مجيد»قال أبو نعيم:حديث صحيح متفق عليه (9).

الحديث التاسع عشر: أبو نعيم أيضا بإسناده عن عبد اللّه بن طلحة عن أبيه قال:قلنا:يا رسول اللّه قد علمنا السلام عليك؟فكيف الصلاة عليك؟قال:«قولوا:اللهم صلي علي محمد و علي آل

ص: 251


1- سوره 3 - آيه 31
2- سوره 42 - آيه 23
3- سوره 20 - آيه 1
4- سوره 33 - آيه 33
5- فرائد السمطين:35/1 عن الرازي.
6- فرائد السمطين:39/1 ح 2.
7- مناقب ابن المغازلي:/185ح 338.
8- سوره 33 - آيه 56
9- حلية الأولياء:356/4.

محمد،و بارك علي محمد و آل محمد كما صلّيت و باركت علي إبراهيم و علي آل إبراهيم إنك حميد مجيد» (1).

الحديث العشرون: أبو نعيم روي خالد بن سلمة عن موسي بن طلحة عن يزيد بن خارجة الأنصاري قدّس سرّه مثل الحديث السابق قبله بلا فضل (2).

الحديث الحادي و العشرون: من الجزء الثاني من كتاب(الفردوس)في باب الميم عن مولانا أمير المؤمنين عليه السّلام عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«من صلّي علي محمد و آل محمد مائة مرة قضي اللّه له مائة حاجة» (3).

الحديث الثاني و العشرون: و من الجزء الثاني من كتاب(الفردوس)أيضا من باب الميم بالإسناد قال عن أمير المؤمنين عليه السّلام:«ما من دعاء إلاّ بينه و بين السماء حجاب حتي يصلّي علي النبي و علي آل محمد فإذا فعل ذلك انخرق ذلك الحجاب و دخل الدعاء،فإذا لم يفعل ذلك رجع الدعاء» (4).

الحديث الثالث و العشرون: و من كتاب(مناقب الصحابة)للسمعاني بالإسناد قال:عن الحارث و عاصم بن ضمرة عن علي عليه السّلام قال:«كل دعاء عن السماء محجوب حتي يصلّي علي محمد و آل محمد» (5).

ص: 252


1- حلية الأولياء:373/4.
2- حلية الأولياء:373/4.
3- الفردوس:61/4 ح 5681،و مناقب ابن المغازلي:296.
4- ينابيع المودة:5232/3.
5- مجمع الزوائد:160/10،و قال الهيثمي:رواه الطبراني و رجاله ثقات،و المعجم الأوسط:220/1 ح 725.

الباب الثامن

في قوله تعالي إِنَّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَي النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً (1) (2)و كيفية الصلاة و ثواب ذلك

من طريق الخاصة و فيه تسعة عشر حديثا الحديث الأول: الطبرسي في(الاحتجاج)في معني الآية قال عليه السّلام:«لهذه الآية ظاهر و باطن فالظاهر قوله«صلوا عليه»،و الباطن قوله: وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً (3) أي سلموا لمن وصّاه و استخلفه فضله عليكم و ما عهد به إليه تسليما،و هذا مما أخبرتك انه لا يعلم تأويله إلا من لطف حسّه و صفا ذهنه» (4).

الحديث الثاني: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الليثي قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمد بن عبد العزيز البغوي قال:حدّثنا علي بن الجعد قال:أخبرنا شعبة قال:حدّثنا الحكم قال:سمعت ابن أبي ليلي يقول:لقيت كعب عجرة فقال:ألا أهدي لك هدية:إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله خرج علينا فقلنا:يا رسول ألا قد علمنا كيف السلام عليك فكيف الصلاة عليك؟قال:

«قولوا:اللهمّ صل علي محمد كما صلّيت علي إبراهيم و بارك علي آل محمد كما باركت علي آل إبراهيم إنك حميد مجيد» (5).

الحديث الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أبي قال:

حدّثنا أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن عبد اللّه بن الحسن بن علي عن أبيه عن جده قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من قال:صلي اللّه علي محمد و آله قال اللّه جل جلاله:

صلي اللّه عليك فليكثر من ذلك،و من قال:صلي اللّه علي محمد و لم يصل علي آله لم يجد ريح الجنة و ريحها يوجد من مسيرة خمسمائة عام» (6).

الحديث الرابع: ابن بابويه قال:حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي اللّه عنه قال:حدّثنا الحسين بن محمد بن عامر قال:حدّثنا المعلي بن محمد البصري عن محمد بن جمهور العمي عن أحمد بن

ص: 253


1- سوره 33 - آيه 56
2- الأحزاب:56.
3- سوره 33 - آيه 56
4- الاحتجاج:77/1.
5- أمالي الصدوق:/470مجلس /61ح 5.
6- أمالي الصدوق:/462مجلس /60ح 6.

حفص البزار الكوفي عن أبيه عن ابن أبي حمزة عن أبيه قال:سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قول اللّه عز و جل: إِنَّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَي النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً (1) فقال:

الصلاة من اللّه عز و جل رحمة،و من الملائكة تزكية،و من الناس دعاء و أما قوله: وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً (2) فإنه يعني التسليم له فيما ورد عنه قال:فقلت له كيف نصلّي علي محمد و آل محمد قال:

تقولون:صلوات اللّه و صلوات ملائكته و أنبيائه و رسله و جميع خلقه علي محمد و آل محمد و السلام عليه و عليهم و رحمة اللّه و بركاته».

قال:قلت:فما ثواب من صلي علي النبي و آله بهذه الصلوات؟

قال:«الخروج من الذنوب و اللّه كهيئته يوم ولدته أمه» (3).

الحديث الخامس: علي بن إبراهيم في تفسيره قال:قال صلوات اللّه عليه تزكية له و ثناء عليه، و صلوات الملائكة مدحهم له،و صلوات الناس دعاؤهم له و التصديق و الاقرار بفضله و قوله:

وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً (4) يعني سلموا له بالولاية و بما جاء به (5).

الحديث السادس: محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسيره قال:حدّثنا عبد العزيز بن يحيي عن علي بن الجعد عن شعيب عن الحكم قال:سمعت ابن أبي ليلي يقول:لقيني كعب بن عجرة فقال:ألا اهدي لك هدية؟قلت:بلي قال:إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله خرج إلينا فقلت:يا رسول اللّه قد علمنا كيف السلام عليك فكيف الصلاة عليك؟قال:«قولوا:اللهم صل علي محمد و آل محمد كما صلّيت علي إبراهيم و آل إبراهيم إنك حميد مجيد،و بارك علي محمد و آل محمد كما باركت علي إبراهيم و آل إبراهيم إنك حميد مجيد» (6).

الحديث السابع: ابن بابويه عن أبيه قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمد قال:

حدّثنا أبي عن أبي المغيرة قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول:«من قال في دبر صلاة الصبح و صلاة المغرب قبل أن يثني رجليه أو يكلم أحد إِنَّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَي النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً (7) اللهم صل علي محمد و ذريته قضي اللّه له مائة حاجة سبعين في الدنيا و ثلاثين في الآخرة»قال:قلت ما معني صلاة اللّه و ملائكته و صلاة المؤمنين؟قال:«صلاة اللّه رحمة من اللّه و صلاة ملائكته تزكية منهم له و صلاة المؤمنين دعاء منهم له» (8).

الحديث الثامن: ابن يعقوب عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم

ص: 254


1- سوره 33 - آيه 56
2- سوره 33 - آيه 56
3- معاني الأخبار:1/367.
4- سوره 33 - آيه 56
5- تفسير القمي:196/2.
6- بحار الأنوار:259/27 ح 10.
7- سوره 33 - آيه 56
8- ثواب الأعمال:156.

و عبد الرّحمن بن أبي نجران جميعا عن صفوان الجمال عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«كل دعاء يدعي اللّه عز و جل به محجوب عن السماء حتي يصلي علي محمد و آل محمد» (1).

الحديث التاسع: ابن يعقوب عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد بن عيسي عن صفوان ابن يحيي قال:كنت عند الرضا عليه السّلام فعطس فقلت له:صلي اللّه عليك،ثم عطس فقلت:صلي اللّه عليك ثم عطس فقلت:صلي اللّه عليك،فقلت له جعلت فداك إذا عطس مثلك نقول له كما يقول بعضنا لبعض يرحمك اللّه أو كما نقول قال:«نعم أ ليس تقول صلي اللّه علي محمد و آل محمد» قلت:بلي قال:«ارحم محمدا و آل محمد؟»[قالت]:بلي قال:«فقد صلي اللّه عليه و رحمه و إنما صلواتنا عليه رحمة لنا و قربه» (2).

الحديث العاشر: ابن يعقوب عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن القاسم بن يحيي عن جده الحسن بن راشد عن عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«من عطس ثم وضع يده علي قصبته أنفه ثم قال:الحمد للّه رب العالمين حمدا كثيرا كما هو أهله و صلي اللّه علي محمد النبي و آله و سلم خرج من منخره الأيسر طائر أصغر من الجراد و أكبر من الذباب حتي يصير تحت العرش يستغفر اللّه له إلي يوم القيامة» (3).

الحديث الحادي عشر: ابن يعقوب عن علي بن محمد بن سهل بن زياد عن عمرو بن عثمان عن محمد بن عذافر عن عمر بن يزيد قال:قال لي أبو عبد اللّه عليه السّلام:«يا عمر إنه إذا كان ليلة الجمعة نزل من السماء ملائكة بعدد الذر و في أيديهم أقلام الذهب و قراطيس الفضة لا يكتبون إلي ليلة السبت إلاّ الصلاة علي محمد و آل محمد صلّي اللّه عليه و آله فأكثر منها»و قال:«يا عمر إن من السنة أن تصلي علي محمد و علي أهل بيته في كل يوم جمعة ألف مرة و في سائر الأيام مائة مرة» (4).

الحديث الثاني عشر: ابن يعقوب عن أحمد بن محمد بن عيسي عن يعقوب بن عبد اللّه عن إسحاق بن فروخ مولي آل طلحة قال:قال أبو عبد اللّه عليه السّلام:«يا إسحاق بن فروخ من صلّي علي محمد و آل محمد عشرا صلّي اللّه عليه و ملائكته مائة مرة و من صلي علي محمد و آل محمد مائة مرة صلي اللّه عليه و ملائكته ألفا أ ما تسمع قول اللّه عز و جل: هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَ مَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَي النُّورِ وَ كانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً (5) » (6).

ص: 255


1- الكافي:493/2 ح 10.
2- الكافي:653/2 ح 4.
3- الكافي:657/2 ح 22.
4- الكافي:416/3 ح 13.
5- سوره 33 - آيه 43
6- الكافي:493/2 ح 13.

الحديث الثالث عشر: ابن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن إسماعيل بن مهران عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه و حسين بن أبي العلاء عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«إذا ذكر النبي فاكثروا الصلاة عليه فإنه من صلّي علي النبي صلي اللّه عليه و آله صلاة واحدة صلّي اللّه عليه ألف صلاة في ألف صف من الملائكة،و لم يبق شيء مما خلقه اللّه إلاّ صلّي علي العبد لصلاة اللّه عليه و صلاة ملائكته فمن لم يرغب في هذا فهو جاهل مغرور» (1).

الحديث الرابع عشر: ابن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السّلام قال:«ما في الميزان شيء أثقل من الصلاة علي محمد و آل محمد،و إن الرجل لتوضع أعماله في الميزان فيميل به فيخرج صلّي اللّه عليه و آله الصلاة عليه فيضعها في ميزانه فيرجّح» (2).

الحديث الخامس عشر: ابن يعقوب بإسناده و ابن بابويه أيضا بإسنادها عن ناحية قال:قال أبو جعفر الباقر عليه السّلام:«إذا صلّيت يوم الجمعة فقل:اللهم صل علي محمد و آل محمد الأوصياء المرضيين بأفضل صلواتك و بارك عليهم بأفضل بركاتك و السلام عليه عليهم و علي أرواحهم و أجسادهم و رحمة اللّه و بركاته،فإنه من قالها في دبر العصر كتب اللّه عز و جل له مائة ألف حسنة و محي عنه مائة الف سيئة و قضي له بها مائة ألف حاجة و رفع له بها مائة ألف درجة» (3).

الحديث السادس عشر: الشيخ الطوسي في مجالسه بإسناده عن العباس عن بشر بن بكار عن عمر بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام:«إن ملكا من الملائكة سأل اللّه أن يعطيه سمع العباد فأعطاه فذلك الملك قائم حتي تقوم الساعة ليس أحد من المؤمنين يقول:صلي اللّه علي محمد و آله و سلم إلاّ قال الملك و عليك السلام.ثم يقول الملك:يا رسول اللّه إن فلانا يقرئك السلام فيقول رسول اللّه و عليه السّلام» (4).

الحديث السابع عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن موسي بن المتوكل رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمد بن يحيي العطّار عن محمد بن أحمد بن يحيي بن عمران الاشعري عن محمد بن عيسي بن عبيد عن سليمان بن رشيد عن أبيه عن معاوية بن عمار قال:ذكرت عند أبي عبد اللّه الصادق عليه السّلام بعض الأنبياء فصليت عليه فقال:«إذا ذكرت أحدا من الأنبياء فابدأ بالصلاة علي محمد ثم عليه

ص: 256


1- الكافي:492/2 ح 5.
2- الكافي:494/2 ح 15.
3- الكافي:429/3 ح 4.
4- أمالي الطوسي:/678مجلس /37ح 16.

فقل صلي اللّه علي محمد و آله و علي جميع الأنبياء» (1).

الحديث الثامن عشر: ابن بابويه حدّثنا حمزة بن محمد العلوي قدّس سرّه قال:أخبرني علي بن إبراهيم ابن هاشم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن مالك الجهني قال:ناولت أبا عبد اللّه الصادق عليه السّلام شيئا من الرياحين فأخذه و شمّه و وضعه علي عينيه ثم قال:«من تناول ريحانة فشمّها و وضعها علي عينه ثم قال:اللهم صلي علي محمد و آل محمد لم تقع علي الأرض حتي يغفر له» (2).

الحديث التاسع عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب رضي اللّه عنه قال:

حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن جعفر بن جامع عن أبيه قال:حدثني يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن أبان بن تغلب عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن أبيه علي بن الحسين سيد العابدين عن أبيه الحسين بن علي سيد الشهداء عن أبيه علي بن أبي طالب سيد الأوصياء قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من صلي عليّ و لم يصل علي آلي لم يجد ريح الجنة و أن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام» (3).

الحديث العشرون: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن إبراهيم القزويني قال:

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن وهبان الهنائي البصري قال:حدثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال:

أخبرني أبو محمد الحسن بن علي بن عبد الكريم الزعفراني قال:حدثني أحمد بن محمد بن خالد البرقي أبو جعفر قال:حدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«لا يزال الدعاء محجوبا عن السماء حتي يصلّي علي محمد و آل محمد عليهم السّلام» (4).

ص: 257


1- أمالي الطوسي:/462مجلس /60ح 9.
2- أمالي الطوسي:/338مجلس /45ح 7.
3- أمالي الطوسي:/267مجلس /36ح 12.
4- أمالي الطوسي:/662مجلس /35ح 23.

الباب التاسع

في قوله تعالي اَللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ... (1) الآية (2)

من طريق العامة و فيه حديثان الحديث الأول: ما رواه ابن المغازلي الشافعي في كتاب(المناقب)يرفعه إلي علي بن جعفر قال:سألت أبا الحسن عليه السّلام عن قول اللّه عز و جل: كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ (3) قال:«المشكاة فاطمة عليها السّلام و المصباح الحسن و الحسين عليهما السّلام و الزجاجة كأنها كوكب درّي قال:كانت فاطمة كوكبا درّيا بين نساء العالمين يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ (4) الشجرة المباركة إبراهيم لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ (5) لا يهودية و لا نصرانية يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ (6) قال:يكاد العلم ينطق منها و لو لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ (7) نُورٌ عَلي نُورٍ (8) قال:فيها إمام بعد إمام يَهْدِي اللّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ (9) قال:يهدي اللّه لولايتنا من يشاء (10).

الحديث الثاني: صاحب(المناقب الفاخرة)في العترة الطاهرة بإسناده إلي علي بن جعفر قال:

سألت أبا الحسن رضي اللّه عنه عن قول اللّه تعالي: كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ (11) قال:«المشكاة فاطمة عليها السّلام و المصباح الحسن و الزجاجة الحسين كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ (12) [قال:كانت فاطمة كأنها كوكب دري]من نساء العالمين توقد من شجرة مباركة،الشجرة إبراهيم عليه السّلام لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ (13) لا يهودية و لا نصرانية يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ (14) معناه يكاد العلم ينطق منها نُورٌ عَلي نُورٍ (15) منها إمام بعد إمام يَهْدِي اللّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ (16) [قال:يهدي لولايتنا من يشاء]» (17).

ص: 258


1- سوره 24 - آيه 35
2- النور:35.
3- سوره 24 - آيه 35
4- سوره 24 - آيه 35
5- سوره 24 - آيه 35
6- سوره 24 - آيه 35
7- سوره 24 - آيه 35
8- سوره 24 - آيه 35
9- سوره 24 - آيه 35
10- مناقب ابن المغازلي:/195ح 361.
11- سوره 24 - آيه 35
12- سوره 24 - آيه 35
13- سوره 24 - آيه 35
14- سوره 24 - آيه 35
15- سوره 24 - آيه 35
16- سوره 24 - آيه 35
17- الصراط المستقيم:296/1،و البحار:315/23.

الباب العاشر

في قوله تعالي اَللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ... (1) الآية

من طريق الخاصة و فيه خمسة عشر حديثا الحديث الأول: محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن سهل بن زياد عني عقوب بن يزيد عن العباس بن هلال قال:سألت الرضا عليه السّلام عن قول اللّه عز و جل: اَللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ (2) فقال:«هاد لأهل السماء و هاد لأهل الأرض»في رواية البرقي«هدي من في السماوات و هدي من في الأرض» (3).

الحديث الثاني: ابن يعقوب عن علي بن محمد و محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن محمد ابن الحسن بن شمون عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن الأصم عن عبد اللّه بن القاسم عن صالح بن سهل الهمداني قال:قال أبو عبد اللّه عليه السّلام في قول اللّه عز و جل: اَللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ (4) فاطمة عليها السّلام فِيها مِصْباحٌ (5) الحسن اَلْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ (6) الحسين اَلزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ (7) فاطمة كوكب درّي بين نساء أهل الدنيا يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ (8) إبراهيم عليه السّلام زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ (9) لا يهودية و لا نصرانية يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ (10) يعني يكاد العلم ينفجر بها وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلي نُورٍ (11) إمام منها بعد إمام يَهْدِي اللّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ (12) يهدي اللّه للائمة عليهم السّلام من يشاء وَ يَضْرِبُ اللّهُ الْأَمْثالَ لِلنّاسِ (13) قلت أَوْ كَظُلُماتٍ (14) قال الأول و صاحبه يَغْشاهُ مَوْجٌ (15) الثالث مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ (16) ظلمات الثاني بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ (17) معاوية لعنه اللّه و فتن بني امية إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ (18) المؤمن في ظلمة فتنتهم لَمْ يَكَدْ يَراها وَ مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللّهُ لَهُ نُوراً (19) إماما من ولد فاطمة عليها السّلام فَما لَهُ مِنْ نُورٍ (20) يوم القيامة (21).

الحديث الثالث: ابن يعقوب عن علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله وضع العلم الذي كان عنده عند الوصي و هو قول اللّه عز و جل: اَللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ (22) يقول:أنا هادي السماوات و الأرض مثل العلم الذي أعطيته و هو نوري الذي يهتدي به مثل كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ (23)

ص: 259


1- سوره 24 - آيه 35
2- سوره 24 - آيه 35
3- الكافي:115/1 ح 4.
4- سوره 24 - آيه 35
5- سوره 24 - آيه 35
6- سوره 24 - آيه 35
7- سوره 24 - آيه 35
8- سوره 24 - آيه 35
9- سوره 24 - آيه 35
10- سوره 24 - آيه 35
11- سوره 24 - آيه 35
12- سوره 24 - آيه 35
13- سوره 24 - آيه 35
14- سوره 24 - آيه 40
15- سوره 24 - آيه 40
16- سوره 24 - آيه 40
17- سوره 24 - آيه 40
18- سوره 24 - آيه 40
19- سوره 24 - آيه 40
20- سوره 24 - آيه 40
21- الكافي:195/1 ح 5.
22- سوره 24 - آيه 35
23- سوره 24 - آيه 35

فالمشكاة قلب محمد صلّي اللّه عليه و آله و المصباح النور الذي فيه العلم و قوله اَلْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ (1) يقول:

إني اريد أن اقبضك فاجعل الذي عندك عند الوصي كما يجعل المصباح في الزجاجة كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ (2) فاعلمهم فضل الوصي يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ (3) فأصل الشجرة المباركة إبراهيم عليه السّلام و هو قول اللّه عز و جل رحمة اللّه و بركاته عليكم أهل البيت انه حميد مجيد،و هو قول اللّه عز و جل: إِنَّ اللّهَ اصْطَفي آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَي الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (4) لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ (5) فيقول:لستم يهود فتصلون قبل المغرب و لا نصاري فتصلون قبل المشرق،و أنتم علي ملة إبراهيم عليه السّلام و قد قال اللّه عز و جل: ما كانَ إِبْراهِيمُ يَهُودِيًّا وَ لا نَصْرانِيًّا وَ لكِنْ كانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَ ما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (6) و قوله: يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلي نُورٍ يَهْدِي اللّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ (7) يقول:مثل أولادكم الذين يولدون منكم كمثل الزيت الذي يتخذ من الزيتون: يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلي نُورٍ يَهْدِي اللّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ (8) يقول:

يكادون أن يتكلموا بالنبوة و لو لم ينزل عليهم ملك» (9).

الحديث الرابع: ابن بابويه قال:حدّثنا إبراهيم بن هارون الهيسي بمدينة السلام قال:

حدثني محمد بن أحمد بن أبي الثلج قال:حدّثنا الحسين بن أيوب عن الحسين بن سليمان عن محمد بن هارون الذهبي عن الفضل ابن يسار قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام الصادق عليه السّلام: اَللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ (10) قال:كذلك اللّه عز و جل قال:قلت مَثَلُ نُورِهِ (11) قال:«محمد صلّي اللّه عليه و آله»قلت:

كَمِشْكاةٍ (12) قال«صدر محمد صلّي اللّه عليه و آله»قلت: فِيها مِصْباحٌ (13) قال:«فيه نور العلم يعني النبوة»قلت اَلْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ (14) قال:«علم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله صدر إلي قلب علي عليه السّلام»قلت: كَأَنَّها (15) قال:

«لأي شيء تقرأ كَأَنَّها (16) »فقلت:فكيف اقراء جعلت فداك؟قال: كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ (17) قلت يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ (18) قال:«ذلك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام لا يهودي و لا نصراني»قلت: يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ (19) قال:«يكاد العلم يخرج من فم العالم من آل محمد صلّي اللّه عليه و آله من قبل أن ينطق به»قلت: نُورٌ عَلي نُورٍ (20) قال:«الإمام في أثر الإمام» (21).

الحديث الخامس: ابن بابويه قال:حدّثنا إبراهيم بن هارون الهيسي قال:حدّثنا محمد بن أحمد بن أبي الثلج قال:حدّثنا جعفر بن محمد بن الحسين الزهري قال:حدّثنا أحمد بن صبيح قال:حدّثنا طريف بن ناصح عن عيسي بن راشد عن محمد بن علي بن الحسين في قول اللّه عز

ص: 260


1- سوره 24 - آيه 35
2- سوره 24 - آيه 35
3- سوره 24 - آيه 35
4- سوره 3 - آيه 33
5- سوره 24 - آيه 35
6- سوره 3 - آيه 67
7- سوره 24 - آيه 35
8- سوره 24 - آيه 35
9- الكافي:380/8 ح 574.
10- سوره 24 - آيه 35
11- سوره 24 - آيه 35
12- سوره 24 - آيه 35
13- سوره 24 - آيه 35
14- سوره 24 - آيه 35
15- سوره 24 - آيه 35
16- سوره 24 - آيه 35
17- سوره 24 - آيه 35
18- سوره 24 - آيه 35
19- سوره 24 - آيه 35
20- سوره 24 - آيه 35
21- معاني الأخبار:7/15.

و جل: كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ (1) قال:«المشكاة»نور العلم في صدر محمد صلّي اللّه عليه و آله اَلْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ (2) الزجاجة صدر علي عليه السّلام صار علم النبي صلّي اللّه عليه و آله الي صدر علي عليه السّلام اَلزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ (3) قال نور العلم لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ (4) قال:لا يهودية و لا نصرانية يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ (5) قال:يكاد العالم من آل محمد عليهم السّلام يتكلم بالعلم قبل أن يسأل نُورٌ عَلي نُورٍ (6) يعني إماما مؤيدا بنور العلم و الحكمة في أثر إمام من آل محمد عليهم السّلام و ذلك من لدن آدم إلي أن تقوم الساعة».

الحديث السادس: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن عبد اللّه الورّاق قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال:حدّثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن محمد بن اسلم الجبلي عن الخطاب بن عمرو مصعب بن عبد اللّه الكوفيين عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه عز و جل: اَللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ (7) «فالمشكاة صدر نبي اللّه صلّي اللّه عليه و آله فيه المصباح و اَلْمِصْباحُ (8) هو العلم فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ (9) و الزجاجة أمير المؤمنين و علم نبي اللّه صلّي اللّه عليه و آله عنده» (10).

الحديث السابع: ابن بابويه رواه مرسلا عن الصادق عليه السّلام أنه سئل عن قول اللّه عز و جل اَللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ (11) فقال:«هو مثل ضربه اللّه عز و جل لنا» (12).

الحديث الثامن: علي بن إبراهيم قال:حدّثنا محمد بن همام قال:حدّثنا جعفر بن محمد قال:

حدّثنا محمد بن الحسين الصائغ قال:حدّثنا الحسن بن علي عن صالح بن سهل الهمداني قال:

سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول في قول اللّه عز و جل: اَللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ (13) «المشكاة فاطمة عليها السّلام فيها مصباح الحسن المصباح و الحسين في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري كان فاطمة عليها السّلام كوكب درّي بين نساء أهل الأرض يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ (14) توقد من إبراهيم عليه السّلام لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ (15) يعني لا يهودية و لا نصرانية يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ (16) يكاد العلم ينفجر منها وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ (17) علي نور إمام منها بعد إمام يَهْدِي اللّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ (18) يهدي اللّه إلي الأئمة من يشاء أن يدخله في نور ولايتهم مخلصا وَ يَضْرِبُ اللّهُ الْأَمْثالَ لِلنّاسِ وَ اللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (19) » (20).

الحديث التاسع: علي بن هاشم قال:حدثني أبي عن عبد اللّه بن جندب قال:كتبت إلي أبي الحسن الرضا عليه السّلام أسأله عن تفسير هذه الآية فكتب إليّ الجواب:«أما بعد فإن محمدا صلّي اللّه عليه و آله كان أمين

ص: 261


1- سوره 24 - آيه 35
2- سوره 24 - آيه 35
3- سوره 24 - آيه 35
4- سوره 24 - آيه 35
5- سوره 24 - آيه 35
6- سوره 24 - آيه 35
7- سوره 24 - آيه 35
8- سوره 24 - آيه 35
9- سوره 24 - آيه 35
10- التوحيد:5/159.
11- سوره 24 - آيه 35
12- التوحيد:2/157.
13- سوره 24 - آيه 35
14- سوره 24 - آيه 35
15- سوره 24 - آيه 35
16- سوره 24 - آيه 35
17- سوره 24 - آيه 35
18- سوره 24 - آيه 35
19- سوره 24 - آيه 35
20- تفسير القمي:102/2.

اللّه في خلقه فلما قبض النبي صلّي اللّه عليه و آله كنا أهل البيت ورثته فنحن أمناء اللّه في أرضه عندنا علم المنايا و البلايا و أنساب العرب و مولد الإسلام و ما من فئة تضل مائة و تهدي مائة إلاّ و نحن نعرف سائقها و قائدها و ناعقها،و إنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان و حقيقة النفاق،و إن شيعتنا المتكوبون بأسمائهم أسماء آبائهم أخذ اللّه علينا و عليهم الميثاق و يردون موردنا و يدخلون مدخلنا ليس علي ملة الإسلام غيرنا و غيرهم إلي يوم القيامة،نحن الآخذون بحجزة نبينا و نبيّنا آخذ بحجزة ربنا،و الحجزة النور و شيعتنا آخذون بحجزتنا من فارقنا هلك،و من تابعنا نجا و المفارق لنا و الجاحد لولايتنا كافر و متبعنا و تابع اوليائنا مؤمن لا يحبنا كافر و لا يبغضنا مؤمن و من مات و هو يحبنا كان حقا علي اللّه أن يبعثه معنا نحن نور لمن تبعنا و هدي لمن اهتدي بنا، و من لم يكن منّا فليس من الإسلام في شيء بنا فتح اللّه الدين،و بنا يختمه و بنا اطعمكم اللّه عشب الأرض و بنا أنزل قطر السماء و بنا آمنكم اللّه من الغرق في بحركم و من الخسف في بركم و بنا نفعكم اللّه في حياتكم و في قبوركم و في محشركم و عند الصراط و عند الميزان و عند دخولكم الجنان مثلنا في كتاب اللّه مشكاة،و المشكاة في القنديل فنحن المشكاة فيها مصباح المصباح محمد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و المصباح في زجاجة من عنصره الطاهر الزجاجة،كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية و لا غربية و لا دعية و لا منكرة يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ (1) القرآن نُورٌ عَلي نُورٍ (2) يَهْدِي اللّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ وَ يَضْرِبُ اللّهُ الْأَمْثالَ لِلنّاسِ وَ اللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3) فالنور علي عليه السّلام يهدي اللّه لولايتنا من أحب و حق علي اللّه أن بعث ولينا مشرقا جهه منيرا برهانه طاهرا عند اللّه حجته حقا علي اللّه أن يجعل اوليائنا المتقين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيق فشهداؤنا لهم فضل علي الشهداء بعشر درجات،و لشهيد شيعتنا فضل علي كل شهيد غيرنا بتسع درجات.

نحن النجباء و نحن افراط الأنبياء و نحن أولاد الأوصياء و نحن المخصوصون في كتاب اللّه و نحن أولي الناس برسول اللّه و نحن الذين شرع اللّه لنا دينه فقال في كتابه شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصّي بِهِ نُوحاً (4) و الذي اوحينا إليك يا محمد ما وصيّنا به إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب قد علمنا و بلغنا ما علمنا و استودعنا علمهم و نحن ورثة الأنبياء و نحن ورثه أولي العلم و أولي العزم من الرسل و الأنبياء أن اقيموا الدين كما قال و لا تتفرقوا فيه و إن كبر علي المشركين من اشرك بولاية علي ما تدعوهم إليه من ولاية اللّه يا محمد يهدي إليه من ينيب من يجيبك إلي ولاية

ص: 262


1- سوره 24 - آيه 35
2- سوره 24 - آيه 35
3- سوره 24 - آيه 35
4- سوره 42 - آيه 13

علي عليه السّلام و قد بعثت بكتاب منه هدي فتدبّره و افهمه فإنه شفاء لما في الصدور» (1).

الحديث العاشر: محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسيره فيما نزل في أهل البيت عليهم السّلام قال:

حدّثنا محمد بن جعفر الحسني عن إدريس بن زياد الحنّاط عن أبي عبد اللّه أحمد بن عبد اللّه الخراساني عن يزيد بن إبراهيم أبي حبيب الساجي عن أبي عبد اللّه عن أبيه علي بن الحسين عليه السّلام أنّه قال:«مثلنا في كتاب اللّه كمثل مشكاة فنحن المشكاة و المشكاة الكوّة فيها مصباح،و المصباح في زجاجة و الزجاجة محمد صلّي اللّه عليه و آله كأنه كوكب دري يوقد من شجرة مباركة قال:علي عليه السّلام زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلي نُورٍ (2) القرآن يَهْدِي اللّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ (3) يهدي لولايتنا من أحب (4).

الحديث الحادي عشر: محمد بن العباس قال:حدّثنا الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسي عن يونس بن عبد الرّحمن قال:حدّثنا أصحابنا أن أبا الحسن عليه السّلام كتب إلي عبد اللّه بن جندب قال لي علي بن الحسين عليه السّلام:«إن مثلنا في كتاب اللّه كمثل المشكاة،و المشكاة في القنديل فنحن المشكاة فِيها مِصْباحٌ (5) و المصباح محمد صلّي اللّه عليه و آله اَلْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ (6) نحن الزجاجة يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ (7) علي زَيْتُونَةٍ (8) معروفه لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ (9) لا منكرة و لا دعية يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ (10) القرآن عَلي نُورٍ يَهْدِي اللّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ وَ يَضْرِبُ اللّهُ الْأَمْثالَ لِلنّاسِ وَ اللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11) بأن يهدي من أحب إلي ولايتنا» (12).

الحديث الثاني عشر: محمد بن العباس بن محمد بن أبي الحسين الخطاب الزيّات قال:حدثني أبي عن موسي بن سعد عن عبد اللّه بن القاسم بإسناده إلي صالح بن سهل قال:قال أبو عبد اللّه عليه السّلام في قول اللّه عز و جل اَللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ (13) قال:المشكاة فاطمة عليها السّلام فِيها مِصْباحٌ (14) «الحسن اَلْمِصْباحُ (15) الحسين فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ (16) فاطمة كوكب دريّ بين نساء أهل الجنة يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ (17) إبراهيم عليه السّلام زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ (18) لا يهودية و لا نصرانية يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ (19) أي يكاد العلم ينفجر منها وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلي نُورٍ (20) إمام بعد إمام يَهْدِي اللّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ (21) يهدي اللّه للأئمة من يشاء وَ يَضْرِبُ اللّهُ الْأَمْثالَ لِلنّاسِ وَ اللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (22) (23).

الحديث الثالث عشر: المفيد في(الاختصاص)عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن

ص: 263


1- تفسير القمي:104/2.
2- سوره 24 - آيه 35
3- سوره 24 - آيه 35
4- بحار الأنوار:311/23 ح 16.
5- سوره 24 - آيه 35
6- سوره 24 - آيه 35
7- سوره 24 - آيه 35
8- سوره 24 - آيه 35
9- سوره 24 - آيه 35
10- سوره 24 - آيه 35
11- سوره 24 - آيه 35
12- بحار الأنوار:324/23 ح 40.
13- سوره 24 - آيه 35
14- سوره 24 - آيه 35
15- سوره 24 - آيه 35
16- سوره 24 - آيه 35
17- سوره 24 - آيه 35
18- سوره 24 - آيه 35
19- سوره 24 - آيه 35
20- سوره 24 - آيه 35
21- سوره 24 - آيه 35
22- سوره 24 - آيه 35
23- بحار الأنوار:305/23 ح 2.

محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن المنحل بن جميل عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه عز و جل: اَللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ (1) «فهو محمد صلّي اللّه عليه و آله فيها مصباح هو العلم، اَلْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ (2) فزعم أن امير المؤمنين و علم نبي اللّه عنده» (3).

الحديث الرابع عشر: أبو علي الطبرسي قال:روي عن الرضا عليه السّلام أنه قال:«نحن المشكاة فيها و المصباح هو محمد صلّي اللّه عليه و آله يَهْدِي اللّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ (4) يهدي اللّه لولايتنا من أحب» (5).

الحديث الخامس عشر: جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:دخلت إلي مسجد الكوفة و أمير المؤمنين صلوات اللّه و سلامه عليه يكتب باصبعيه و يتبسم،فقلت له:يا أمير المؤمنين ما الذي يضحكك؟فقال:«عجبت لمن يقرأ هذه الآية و لم يعرفها حق معرفتها»فقلت له:أي آية يا أمير المؤمنين؟فقال:«قوله تعالي اَللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ (6) المشكاة محمد صلّي اللّه عليه و آله فِيها مِصْباحٌ (7) أنا اَلْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ (8) الحسن و الحسين كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ (9) و هو علي بن الحسين يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ (10) محمد بن علي مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ (11) جعفر بن محمد لا شَرْقِيَّةٍ (12) موسي بن جعفر وَ لا غَرْبِيَّةٍ (13) علي بن موسي الرضا يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ (14) محمد بن علي وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ (15) علي بن محمد نُورٌ عَلي نُورٍ (16) الحسن بن علي يَهْدِي اللّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ (17) القائم المهدي وَ يَضْرِبُ اللّهُ الْأَمْثالَ لِلنّاسِ وَ اللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (18) » (19).

ص: 264


1- سوره 24 - آيه 35
2- سوره 24 - آيه 35
3- الاختصاص:278.
4- سوره 24 - آيه 35
5- مجمع البيان:251/7.
6- سوره 24 - آيه 35
7- سوره 24 - آيه 35
8- سوره 24 - آيه 35
9- سوره 24 - آيه 35
10- سوره 24 - آيه 35
11- سوره 24 - آيه 35
12- سوره 24 - آيه 35
13- سوره 24 - آيه 35
14- سوره 24 - آيه 35
15- سوره 24 - آيه 35
16- سوره 24 - آيه 35
17- سوره 24 - آيه 35
18- سوره 24 - آيه 35
19- تفسير البرهان:136/3 ح 16،و اللمعة البيضاء بتفاوت:156.

الباب الحادي عشر

في قوله تعالي فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ رِجالٌ... (1) (2)

من طريق العامة و فيه أربعة أحاديث:

الحديث الأول: عن أنس و بريدة قالا:قرأ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَنْ تُرْفَعَ (3) إلي قوله اَلْقُلُوبُ وَ الْأَبْصارُ (4) فقام رجل قال:أي بيوت هذه يا رسول اللّه؟قال:«بيوت الأنبياء»فقال:يا رسول اللّه هذا البيت منها بيت علي و فاطمة قال:«نعم من أفاضلها» (5).

الحديث الثاني: من تفسير مجاهد و أبي يوسف يعقوب ابن سفيان قال ابن عباس في قوله تعالي: وَ إِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَ تَرَكُوكَ قائِماً (6) أن دحية الكلبي جاء يوم الجمعة من الشام بالميرة فنزل عند احجار الزيت ثم ضرب بالطبول ليأذن بقدومه و مضوا الناس إليه إلاّ علي و الحسن و الحسين و فاطمة و سلمان و أبو ذر و المقداد و صهيب و تركوا النبي صلّي اللّه عليه و آله قائم يخطب علي المنبر فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«لقد نظر اللّه يوم الجمعة إلي مسجدي فلو لا هؤلاء الثمانية الذين جلسوا في مسجدي لاضطرمت المدينة علي أهلها نارا و حصبوا بالحجارة كقوم لوط و نزل فيهم رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ (7) » (8).

الحديث الثالث: الثعلبي في تفسيره في تفسير الآية برفع الإسناد إلي أنس بن مالك قال قرأ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله هذه الآية فقام رجل فقال يا رسول اللّه أي بيوت هذه يا رسول اللّه؟قال:«بيوت الأنبياء»فقام إليه أبو بكر فقال:يا رسول اللّه هذا البيت منها،يعني بيت علي و فاطمة؟قال:«نعم من أفاضلها» (9).

الحديث الرابع: الثعلبي في تفسيره في معني الآية قال:حدّثنا المنذر بن محمد القابوسي حدّثنا الحسين بن سعيد حدثني أبي عن أبان بن تغلب عن مصقع بن الحرث عن أنس بن مالك و عن بريدة قالا:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:هذه الآية فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ (10) ...إلي قوله: وَ الْأَبْصارُ (11) فقام إليه أبو بكر فقال:يا رسول اللّه هذا البيت منها يعني بيت علي و فاطمة قال نعم:«من أفاضلها» (12).

ص: 265


1- سوره 24 - آيه 36
2- النور:36.
3- سوره 24 - آيه 36
4- سوره 24 - آيه 37
5- الدر المنثور:50/5.
6- سوره 62 - آيه 11
7- سوره 24 - آيه 37
8- مناقب آل أبي طالب:407/1.
9- العمدة:152 عن الثعلبي.
10- سوره 24 - آيه 36
11- سوره 24 - آيه 37
12- العمدة:152 عن الثعلبي.

الباب الثاني عشر

في قوله تعالي فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ رِجالٌ... (1)

من طريق الخاصة و فيه تسعة أحاديث الحديث الأول: علي بن إبراهيم في تفسيره قال:حدثني أبي عن عبد اللّه بن جندب قال:كتبت إلي أبي الحسن الرضا عليه السّلام اسأله عن تفسير هذه الآية يعني قوله تعالي: اَللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ... (2) الآية و ذكر عليه السّلام في تفسيرها:«مثلنا في كتاب اللّه المشكاة و المشكاة في القنديل فنحن المشكاة»و ساق الحديث و قد تقدم بتمامه في قوله تعالي: اَللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ... (3) الآية و في آخر الرواية و الدليل في قوله اَللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ (4) و أنها في أهل البيت عليهم السّلام قال:

«و الدليل علي أن هذا مثل لهم قوله تعالي فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ (5) ...إلي قوله بِغَيْرِ حِسابٍ (6) » (7).

الحديث الثاني: علي بن إبراهيم قال:حدّثنا محمد بن همام قال حدثنا جعفر بن محمد بن مالك قال:حدّثنا القاسم بن الربيع عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن منخل عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ (8) قال:«هي بيوت الأنبياء و بيت علي منها» (9).

الحديث الثالث: محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن من ذكره عن محمد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلي عن أبيه عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«إنكم لا تكونون صالحين حتي تعرفوا و لا تعرفوا،حتي تصدقوا و لا تصدقوا،حتي تسلّموا أبوابا أربعة لا يصلح أولها إلاّ بآخرها ضل أصحاب الثلاثة و تاهوا تيها بعيدا،إن اللّه تبارك و تعالي لا يقبل إلاّ العمل الصالح و لا يقبل اللّه إلاّ الوفاء بالشروط و العهود،فمن وفي للّه عز و جل بشرطه و استعمل ما وصف في عهده،نال ما عنده و استكمل ما وعد اللّه،إن اللّه تبارك و تعالي أخبر العباد بطريق الهدي و شرع لهم فيها المنار و أخبرهم كيف يسلكون فقال: وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ (10)

ص: 266


1- سوره 24 - آيه 36
2- سوره 24 - آيه 35
3- سوره 24 - آيه 35
4- سوره 24 - آيه 35
5- سوره 24 - آيه 36
6- سوره 24 - آيه 38
7- تفسير القمي:104/2.
8- سوره 24 - آيه 36
9- تفسير القمي:104/2.
10- سوره 20 - آيه 82

صالِحاً ثُمَّ اهْتَدي (1) (2) و قال: إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (3) (4)فمن اتقي اللّه فيما أمره لقي اللّه مؤمنا بما جاء به محمد صلّي اللّه عليه و آله هيهات هيهات و فات قوم و ماتوا قبل أن يهتدوا فظنوا أنهم آمنوا و اشركوا من حيث لا يعلمون،إنّه من أتي البيوت من أبوابها اهتدي،و من أخذ في غيرها سلك طريق الردي و وصل اللّه طاعة ولي أمره بطاعة رسوله و طاعة رسول بطاعته،فمن ترك طاعة ولاة الأمر لم يطع اللّه و لا رسوله،و هو الاقرار بما أنزل من عند اللّه عزّ و جل خذوا زينتكم عند كل مسجد و التمسوا البيوت التي أذن اللّه أن ترفع و يذكر فيها اسمه،فإنه أخبركم إنهم رجال لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر اللّه و اقام الصلاة و ايتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب و الابصار،إن اللّه قد استخلص الرسل لأمره ثم استخلصهم مصدقين بذلك في نذره فقال: وَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاّ خَلا فِيها نَذِيرٌ (5) تاه من جهل و اهتدي من أبصر و عقل إن اللّه عز و جل يقول: فَإِنَّها لا تَعْمَي الْأَبْصارُ وَ لكِنْ تَعْمَي الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (6) (7)و كيف يهتدي من لم يبصر و كيف يبصر من لم يتدبّر اتبعوا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أهل بيته و اقروا بما نزل من عند اللّه و اتبعوا آثار الهدي فإنهم علامات الأمانة و التقي،و اعلموا أنه لو انكر رجل عيسي ابن مريم عليه السّلام و أقرّ بمن سواه من الرسل لم يؤمن اقتصوا الطريق بالتماس المنار و التمسوا من وراء الحجب الآثار تستكملوا أمر دينكم و تؤمنوا باللّه ربكم» (8).

الحديث الرابع: محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي قال:كنت جالسا في مسجد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إذ اقبل رجل فسلم فقال:من أنت يا عبد اللّه؟فقلت:رجل من أهل الكوفة فما حاجتك؟ فقال لي:أ تعرف أبا جعفر محمد بن علي عليه السّلام؟قلت:نعم فما حاجتك إليه؟قال:هيّأت له أربعين مسأله اسأله عنها فما كان من حق أخذته و ما كان من باطل تركته قال أبو حمزة:فقلت له:هل تعرف ما بين الحق و الباطل؟.

قال:نعم،قلت:فما حاجتك إليه إذ كنت تعرف ما بين الحق و الباطل؟فقال لي:يا أهل الكوفة أنتم قوم ما تطاقون إذا رأيت أبا جعفر عليه السّلام فاخبرني فما انقطع كلامه حتي اقبل أبو جعفر عليه السّلام و حوله أهل خراسان و غيرهم يسألونه عن مناسك الحج فمضي حتي جلس مجلسه و جلس الرجل قريبا منه قال أبو حمزة:فجلست حيث اسمع الكلام و حوله عالم من الناس فلما قضي حوائجهم

ص: 267


1- سوره 20 - آيه 82
2- طه:82.
3- سوره 5 - آيه 27
4- المائدة:27.
5- سوره 35 - آيه 24
6- سوره 22 - آيه 46
7- الحج:46.
8- الكافي:181/1-182 ح 6.

و انصرفوا التفت إلي الرجل فقال له:«من أنت».

قال أنا قتادة بن دعامة البصري فقال أبو جعفر:«أنت فقيه أهل البصرة»فقال:نعم فقال له أبو جعفر عليه السّلام:«ويحك يا قتادة إن اللّه عز و جل خلق خلقا من خلقه فجعلهم حججا علي خلقه فهم أوتاده في الأرض قوام بأمره نجباء في علمه اصطفاهم قبل خلقه اظلة عن يمين عرشه»قال:

فسكت قتادة طويلا ثم قال:اصلحك اللّه و اللّه لقد جلست بين يدي الفقهاء و قدام ابن عباس فما اضطرب قلبي قدام واحد منهم ما اضطرب قدامك فقال له أبو جعفر عليه السّلام:«ويحك أ تدري أين أنت؟ أنت بين يدي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ وَ إِقامِ الصَّلاةِ وَ إِيتاءِ الزَّكاةِ (1) و نحن أولئك»فقال له قتادة:صدقت و اللّه جعلني اللّه فداك و اللّه ما هي بيوت حجارة و لا طين قال قتادة:فأخبرني عن الجبن؟قال فتبسم أبو جعفر عليه السّلام ثم قال:«رجعت مسائلك إلي هذا»فقال:ضلت علي،فقال:«لا بأس به»فقال إنه ربما جعلت فيه انفحة الميت فقال:«ليس بها بأس إن الأنفحة ليس فيها عروق و لا فيها دم و لا لها عظم إنما تخرج من بين فرث و دم ثم قال:و انما الانفحة بمنزلة دجاجة ميتة اخرجت منها بيضة فهل توكل تلك البيضة»فقال قتادة:لا و لا أمر بأكلها،فقال له أبو جعفر عليه السّلام:«و لم؟»قال:لأنها من الميتة قال له:«فإن حضنت تلك البيضة فخرجت منها دجاجة أ تأكلها؟»قال نعم:قال:«فما حرم عليك البيضة و حلل لك الدجاجة؟»ثم قال«فكذلك الأنفحة مثل البيضة فاشتر الجبن من أسواق المسلمين من أيدي المصلين و لا تسأل عنه إلا أن يأتيك من يخبرك عنه» (2).

الحديث الخامس: ابن يعقوب عن حميد بن زياد عن أبي العباس عن عبد اللّه بن أحمد الدهقان عن علي بن الحسن الطاهري عن محمد بن زياد بياع السّابري عن أبان عن أبي بصير قال:

سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قوله اللّه عز و جل: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ... (3) قال:«هي بيوت النبي صلّي اللّه عليه و آله» (4).

الحديث السادس: محمد بن العباس في تفسيره قال:حدّثنا المنذر بن محمد القابوسي قال:

حدّثنا أبي عن عمه عن أبان بن تغلب عن بقيع بن الحرث عن أنس بن مالك عن بريدة قال:قرأ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ (5) فقام إليه رجل قال:أي بيوت هذه يا رسول اللّه؟قال:«بيوت الأنبياء»فقام إليه أبو بكر فقال:يا رسول اللّه هذا البيت منها و أشار إلي بيت علي و فاطمة عليها السّلام قال:«نعم من أفضلها» (6).

ص: 268


1- سوره 24 - آيه 36
2- الكافي:256/6-257 ح 1.
3- سوره 24 - آيه 36
4- الكافي:331/8 ح 510.
5- سوره 24 - آيه 36
6- بحار الأنوار:325/23 ح 1.

الحديث السابع: محمد بن العباس قال:حدّثنا محمد بن الحسن بن علي عن أبيه قال:حدّثنا أبي عن محمد بن عبد الحميد عن محمد بن الفضيل قال:سألت أبا الحسن عليه السّلام عن قوله اللّه عز و جل: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ (1) قال:«بيوت محمد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثم بيوت علي عليه السّلام منها» (2).

الحديث الثامن: محمد بن العباس عن محمد بن همام عن محمد بن إسماعيل عن عيسي بن داود قال:حدّثنا الإمام موسي بن جعفر عن أبيه عليه السّلام في قول اللّه عز و جل: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ رِجالٌ... (3) قال:«بيوت آل محمد صلّي اللّه عليه و آله بيت علي و فاطمة و الحسن و الحسين و حمزة و جعفر عليهم السّلام»قلت: بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ (4) قال:«الصلاة في أوقاتها»قال:«ثم وصفهم اللّه عزّ و جل و قال: رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ وَ إِقامِ الصَّلاةِ وَ إِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَ الْأَبْصارُ (5) قال:«هم الرجال لم يخلط اللّه معهم غيرهم»ثم قال: لِيَجْزِيَهُمُ اللّهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَ يَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ (6) قال:«ما اختصهم به من المودّة و الطاعة المفروضة و صيّر مأواهم الجنة و اللّه يرزق من يشاء بغير حساب» (7).

الحديث التاسع: أبو علي الطبرسي في مجمع البيان قال:روي ابن عباس رضي اللّه عنه أنّه قال:كنت في مسجد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد قرأ القارئ: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ (8) فقلت:يا رسول اللّه ما البيوت (9)؟فقال صلّي اللّه عليه و آله:«بيوت الأنبياء عليهم السّلام و أومأ بيده إلي بيت فاطمة الزهراء عليها السّلام ابنته عليها السّلام» (10).

ص: 269


1- سوره 24 - آيه 36
2- بحار الأنوار:326/23 ح 2.
3- سوره 24 - آيه 36
4- سوره 24 - آيه 36
5- سوره 24 - آيه 37
6- سوره 24 - آيه 38
7- بحار الأنوار:326/23 ح 4.
8- سوره 24 - آيه 36
9- في المصدر:أي بيوت هذه؟.
10- مجمع البيان:253/7 بتفاوت و فيه:فقام أبو بكر فقال:يا رسول اللّه:هذا البيت منها؟يعني بيت علي و فاطمة،فقال:نعم من أفاضلها.و فضائل ابن شاذان:104،و البحار:326/23 كما في المتن.

الباب الثالث عشر

في قوله تعالي إِنَّ اللّهَ اصْطَفي آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَي الْعالَمِينَ... (1) (2)

من طريق العامة و فيه حديثان الحديث الأول: الثعلبي في تفسير هذه الآية قال:حدّثنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد القاضي قال:حدّثنا أبو الحسين محمد بن عثمان بن الحسن النصيبي قال:حدّثنا أبو بكر محمد بن الحسين ابن صالح السبيعي قال أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال:حدّثنا أحمد بن ميثم بن نعيم قال:

حدّثنا أبو عبادة السلولي عن الأعمش عن أبي واثل قال:قرأت في مصحف عبد اللّه بن مسعود(إن اللّه اصطفي آدم و نوحا و آل إبراهيم و آل محمد علي العالمين) (3).

الحديث الثاني: عن ابن عباس رضي اللّه عنه آل إبراهيم و آل عمران المؤمنون من آل إبراهيم و آل عمران و آل يس و آل محمد عليهم السّلام بقوله تعالي: إِنَّ أَوْلَي النّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَ هذَا النَّبِيُّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ اللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (4) (5).

الباب الرابع عشر

في قوله تعالي إِنَّ اللّهَ اصْطَفي آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَي الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (6)

من طريق الخاصّة و فيه ثلاثة عشر حديثا الحديث الأوّل: الشيخ الطوسي في أماليه عن أبي محمد الفحام قال:حدثني محمد بن عيسي عن هارون قال أبو عبد الصّمد إبراهيم عن أبيه عن جده و هو إبراهيم بن عبد الصمد بن محمد بن إبراهيم قال:سمعت جعفر بن محمد عليهما السّلام يقرأ(انّ اللّه اصطفي آدم و نوحا و آل إبراهيم و آل عمران و آل محمد علي العالمين)قال:هكذا نزلت (7).و قال الطبرسي في مجمع البيان:و في قراءة أهل البيت:و آل محمد علي العالمين (8).

ص: 270


1- سوره 3 - آيه 33
2- آل عمران:33.
3- العمدة:55 ح 55 عن الثعلبي،و شواهد التنزيل:152/1 ح 165.
4- سوره 3 - آيه 68
5- العمدة:63/59 عن الثعلبي.
6- سوره 3 - آيه 33
7- أمالي الطوسي:/300ح 592.
8- مجمع البيان:278/2.

الحديث الثاني: علي بن إبراهيم بن هاشم في تفسيره قال العالم عليه الرحمة:«نزل آل إبراهيم و آل عمران و آل محمد علي العالمين» (1).

الحديث الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدّب و جعفر بن محمد ابن مسرور رضي اللّه عنهما قال:حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري عن أبيه عن الريان بن الصّلت قال:حضر الرضا عليه السّلام مجلس المأمون بمرو و قد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق و خراسان و ذكر الحديث إلي أن قال فيه:قال المأمون:هل فضّل اللّه العترة علي سائر الناس؟ فقال أبو الحسن عليه السّلام«إن اللّه عزّ و جلّ أبان فضل العترة علي سائر الناس في محكم كتابه»فقال له المأمون:و أين ذلك من كتاب اللّه؟فقال له الرضا عليه السّلام:«في قوله عزّ و جلّ: إِنَّ اللّهَ اصْطَفي آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَي الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ (2) (3)قلت:يعني انّ العترة داخلون في آل إبراهيم عليهم السّلام لانّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من ولد إبراهيم عليه السّلام و هو دعوة ابيه إبراهيم علي ما في رواية الخاصة و العامّة في قوله صلّي اللّه عليه و آله:«أنا دعوة أبي إبراهيم عليه السّلام»و عترة الرسول منه صلّي اللّه عليه و آله.

الحديث الرابع: محمد بن إبراهيم المعروف ب(ابن زينب النعماني)في كتاب(الغيبة)عن أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني قال:حدثني علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه و حدثني محمد ابن أحمد بن يحيي بن عمران عن أحمد بن محمد بن عيسي و حدّثني علي بن محمد و غيره عن سهل بن زياد جميعا عن الحسن بن محبوب و حدثنا عبد الواحد بن عبد اللّه الموصلي عن أبي عليّ أحمد بن محمد بن أبي ناشد عن أحمد بن هلال عن الحسن بن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام عن جابر بن يزيد الجعفي قال:قال:أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليه السّلام:«يا جابر الزم الأرض و لا تحرك يدا و لا رجلا حتي تري علامات أذكرها لك إن أدركتها»و ذكر علامات القائم عليه السّلام إلي أن قال في الحديث:«فينادي-يعني القائم عليه السّلام-يا أيها الناس أنا نستنصر اللّه فمن أجابنا من النّاس،فإنّا أهل بيت نبيكم محمد و نحن أولي الناس باللّه و بمحمد فمن حاجني في آدم فإنّا أولي الناس بآدم،و من حاجني في نوح فإنا أولي الناس بنوح،و من حاجني في إبراهيم فإنّا أولي الناس بابراهيم،و من حاجني في محمد صلّي اللّه عليه و آله فإنّا أولي الناس بمحمد صلّي اللّه عليه و آله و من حاجني في النبيين فإنّا أولي الناس بالنبيين،أ ليس اللّه يقول في محكم كتابه إِنَّ اللّهَ اصْطَفي آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَي الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (4) فانا بقية من آدم و ذخيرة

ص: 271


1- تفسير القمي:100/1.
2- سوره 3 - آيه 33
3- أمالي الصدوق:/615ح 843.
4- سوره 3 - آيه 33

من نوح و مصطفي من إبراهيم و صفوة من محمد صلي اللّه عليهم أجمعين» (1).

الحديث الخامس: محمد بن الحسن الصفار في كتاب(بصائر الدرجات)عن إبراهيم بن هاشم عن أبي عبد اللّه البرقي عن خلف بن حماد عن محمد القبطي قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول:

«الناس غفلوا قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في علي يوم غدير خم كما غفلوا يوم مشربة إبراهيم أتاه الناس يعودونه فجاء علي عليه السّلام ليدنو من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلم يجد مكانا فلما رأي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنهم لا يوسعون لعلي نادي:يا معشر الناس افرجوا لعلي ثم أخذ بيده و اقعده معه علي فراشه و ثم قال:يا معشر الناس هؤلاء أهل بيتي تستخفون بهم و أنا حي بين ظهرانيكم أما و اللّه لئن غبت عنكم فان اللّه لا يغيب عنكم انّ الروح و الراحة و الرضوان و البشر و البشارة و الحبّ و المحبة لمن ائتم بعلي و ولايته و سلم له و للأوصياء من بعده حقا لأدخلنهم في شفاعتي لأنهم اتباعي و من تبعني فإنّه منّي مثل ما جري فيمن اتبع إبراهيم لأني من إبراهيم و إبراهيم منّي و ديني دينه و دينه ديني و سنته سنّتي و فضله من فضلي،و أنا أفضل منه و فضلي له فضل تصديق قوله قولي ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (2) و كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و ثبت قدم في مشربة أم إبراهيم حين عاده الناس في مرضيه قال هذا» (3).

الحديث السادس: أحمد بن محمد بن خالد البرقي في(المحاسن)عن علي بن الحكم عن سعد بن خلف عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«الروح و الراحة و الفلح و الفلاح و النجاح و البركة و العفو و العافية و المعافاة و البشري و النصرة و الرضا و القرب و القرابة و النصر و الظفر و التمكين و السرور و المحبة من اللّه تبارك و تعالي علي من أحب علي بن أبي طالب عليه السّلام و والاه و تأمّم به و أقرّ بفضله تولي الأوصياء من بعده حق مع عليّ عليه السّلام أن ادخلهم في شفاعتي و حق علي ربي أن يستجيب لي فيهم،و إنهم اتباعي و من تبعني فإنه منّي جري في مثل إبراهيم عليه السّلام و في الأوصياء من بعدي لأني من إبراهيم و إبراهيم منّي،دينه ديني و سنّته سنتي،و أنا أفضل منه و فضلي من فضله و فضله من فضلي و تصديق قولي قول ربي: ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (4) » (5).

الحديث السابع: محمد بن مسعود العياشي في تفسيره بإسناده عن حبان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر عليه السّلام قال: إِنَّ اللّهَ اصْطَفي آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَي الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ (6)

ص: 272


1- الغيبة:279-67/281.
2- سوره 3 - آيه 34
3- بصائر الدرجات:1/53.
4- سوره 3 - آيه 34
5- المحاسن:152/1 ح 74.
6- سوره 3 - آيه 33

بَعْضٍ (1) قال نحن منهم و نحن بقية تلك العترة» (2).

الحديث الثامن: العياشي بإسناده عن هشام بن سالم قال:سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام:عن قول اللّه إِنَّ اللّهَ اصْطَفي آدَمَ وَ نُوحاً (3) فقال:«هو آل إبراهيم و آل محمد علي العالمين فوضعوا اسما مكان اسم» (4).

الحديث التاسع: العياشي بإسناده عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«لما قضي محمد صلّي اللّه عليه و آله نبوته و استكملت أيامه أوحي اللّه:يا محمد قد قضيت نبوتك و استكملت أيامك فاجعل العلم الذي عندك من الإيمان و الاسم الأكبر و ميراث العلم و آثار علم النبوة في العقب من ذريتك فإني لم اقطع العلم و الإيمان و الاسم الأكبر و ميراث العلم و آثار علم النبوة من العقب من ذريتك كما لم اقطعها من بيوتات الأنبياء الذين كانوا بينك و بين أبيك آدم و ذلك قول اللّه: إِنَّ اللّهَ اصْطَفي آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَي الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (5) و إن اللّه جل و تعالي لم يجعل العلم جهلا و لم يكل أمره إلي أحد من خلقه لا إلي ملك مقرب،و لا إلي نبي مرسل،و لكنه ارسل رسلا من ملائكته فقال له كذا و كذا فأمرهم بما يحب و نهاهم عما يكره فقصّ عليه أمر خلقه بعلمه فعلم ذلك العلم و علم انبياءه و اصفياءه من الأنبياء و الأعوان و الذرية التي بعضها من بعض فذلك قوله: فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (6) (7)فاما الكتاب فهو النبوة،و أما الحكمة فهم الحكماء من الأنبياء في الصفوة،و أما الملك العظيم فهم الأئمة الهداة في الصفوة و كل هؤلاء من الذرية التي بعضها من بعض التي جعل فيهم البقية و فيهم العاقبة و حفظ الميثاق و حتي تنقضي الدنيا و للعلماء و لولاة الأمر الاستنباط للعلم و الهداية» (8).

الحديث العاشر: العياشي بإسناده عن أبي عبد الرّحمن عن أبي كلدة عن أبي جعفر عليه السّلام قال:

«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:الروح و الراحة و الرحمة و النصر و اليسر و اليسار و الرضا و الرضوان و المخرج و الفلح و القرب و المحبة من اللّه و من رسوله لمن أحب عليا و ائتم بالأوصياء من بعده حقا علي أن ادخلهم في شفاعتي،و حق علي ربي أن يستجيب لي فيهم،لأنهم اتباعي و من تبعني فإنّه منّي مثل إبراهيم جري في ولايته منّي،و أنا منه دينه ديني و ديني دينه و سنّته سنتي و سنّتي سنّته و فضلي فضله و انا أفضل منه و فضلي له فضل تصديق قول ربي: ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ (9)

ص: 273


1- سوره 3 - آيه 34
2- تفسير العياشي:168/1 ح 29.
3- سوره 3 - آيه 33
4- تفسير العياشي:168/1 ح 30.
5- سوره 3 - آيه 33
6- سوره 4 - آيه 54
7- النساء:54.
8- تفسير العياشي:168/1 ح 31.
9- سوره 3 - آيه 34

سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) » (2).

الحديث الحادي عشر: العياشي بإسناده إلي أيوب قال:سمعني أبو عبد اللّه عليه السّلام و أنا أقول إِنَّ اللّهَ اصْطَفي آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَي الْعالَمِينَ (3) فقال لي:«و آل محمد كانت فمحوها و تركوا آل إبراهيم و آل عمران» (4).

الحديث الثاني عشر: أبو عمرو الزبيري عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:قلت له:ما الحجة في كتاب اللّه أن آل محمد هم أهل بيته؟قال:«قول اللّه تبارك و تعالي:«إن اللّه اصطفي آدم و نوحا و آل إبراهيم و آل عمران و آل محمد»هكذا نزلت عَلَي الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (5) و لا يكون الذرية من القوم إلاّ نسلهم من أصلابهم و قال:«اعملوا آل داود شكرا و قليل من عبادي الشكور و آل عمران و آل محمد»صلّي اللّه عليه و آله رواية أبي خالد القماط (6).

الحديث الثالث عشر: و عن الشيخ الطوسي قدّس سرّه روي أبو جعفر القلانسي قال:حدّثنا الحسين بن الحسن قال:حدّثنا عمرو بن أبي المقدام عن يونس بن حباب عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما بال اقوام إذا ذكر عندهم آل إبراهيم و آل عمران فرحوا و استبشروا و إذا ذكر عندهم آل محمد اشمأزت قلوبهم و الذي نفس محمد بيده لو أن أحدهم وافي بعمل سبعين نبيا يوم القيامة ما قبل اللّه ذلك منه حتي يوافي بولايتي و ولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام» (7)و قال أيضا روح بن روح عن رجاله عن إبراهيم النخعي عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال:دخلت علي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام فقلت:يا أبا الحسن أخبرني بما أوصي إليك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟

فقال:«سأخبركم إن اللّه اصطفي لكم الدين و ارتضاه و أتم عليكم نعمته إن كنتم أحق بها و أهلها،و إن اللّه أوحي إلي نبيه أن يوصي إليّ فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:يا علي احفظ وصيتي و ارفع ذمامي و أوف بعهدي و انجز عداتي و اقض ديني و أحيي سنتي و ادع إلي ملتي؛لأن اللّه تعالي اصطفاني و اختارني فذكرت دعوة أخي موسي عليه السّلام فقلت:اللهم اجعل لي وزيرا من أهلي كما جعلت هارون من موسي فأوحي اللّه عز و جل إليّ أنّ عليا وزيرك و ناصرك و الخليفة من بعدك ثم قال:يا علي أنت من أئمة الهدي و أولادك منك فانتم قادة الهدي و التقي و الشجرة التي أنا أصلها و أنتم

ص: 274


1- سوره 2 - آيه 181
2- تفسير العياشي:169/1 ح 33.
3- سوره 3 - آيه 33
4- تفسير العياشي:169/1 ح 34.
5- سوره 3 - آيه 33
6- تفسير العياشي:169/1 ح 35.
7- أمالي الطوسي:/140ح 229،و فيه:حتي يلقاه بولايتي و ولاية أهل بيتي.

فروعها فمن تمسك بها فقد نجا و من تخلف عنها فقد هلك و هوي و أنتم الذين اوجب اللّه تعالي مودّتكم و ولايتكم و الذين ذكرهم اللّه في كتابه و وصفهم لعباده فقال عز و جل من قائل: إِنَّ اللّهَ اصْطَفي آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَي الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) فأنتم صفوة اللّه من آدم و نوح و آل إبراهيم و آل عمران و أنتم الأسرة من إسماعيل و العترة الهادية من محمد صلي اللّه عليه و آله أجمعين» (2).

ص: 275


1- سوره 3 - آيه 33
2- بحار الأنوار:222/23 ح 24.

الباب الخامس عشر

في قوله تعالي وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (1) (2)

من طريق العامة و فيه خمسة أحاديث الحديث الأول: من مسند أحمد بن حنبل روي عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال:حدّثنا أسود بن عامر قال:حدّثنا شريك عن الأعمش عن المنهال عن عباد بن عبد اللّه الأسدي عن علي عليه السّلام قال:«لما نزلت هذه الآية وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (3) جمع النبي صلّي اللّه عليه و آله من أهل بيته فاجتمع ثلاثون فأكلوا و شربوا»قال:فقال لهم:«من يضمن عني ديني و مواعيدي و يكون معي في الجنة و يكون خليفتي في أهلي،فقال رجل لم يسمه شريك:يا رسول اللّه أنت كنت تجد من يقوم بهذا؟قال ثم قال لآخر:قال فعرض ذلك علي أهل بيته،فقال علي:عليه السّلام أنا» (4).

الحديث الثاني: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا أبو خيثمة قال:حدّثنا أسود بن عامر قال:أخبرنا شريك عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن عباد بن عبد اللّه الأسدي عن علي عليه السّلام:

«لما نزلت وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (5) دعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بأربعين رجلا من أهل بيته،و إن الرجل منهم لا تحل جذعة و إن كان شاربا فرقا،فقدم إليهم فأكلوا حتي شبعوا،فقال لهم:من يضمن عني ديني و مواعيدي و يكون معي في الجنة و يكون خليفتي في أهلي؟فعرض ذلك علي أهل بيته، فقال عليّ عليه السّلام:أنا»قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«علي يقضي ديني عني و ينجز مواعيدي»و لفظ الحديث للحماني و بعضه لحديث أبي خيثمة (6).

الحديث الثالث: الثعالبي في تفسيره في سورة الشعراء في تفسير هذه الآية قال:أخبرني الحسين بن محمد بن الحسين حدّثنا موسي بن محمد حدّثنا الحسن بن علي بن شعيب العمري حدّثنا عباد بن يعقوب حدّثنا علي بن هاشم عن صباح بن يحيي المزني عن زكريّا بن ميسرة عن أبي إسحاق عن البراء قال:لما نزلت وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (7) جمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بني عبد المطلب،و هم يومئذ أربعون رجلا الرجل منهم يأكل المسنة و يشرب العس،فأمر عليا أن يدخل

ص: 276


1- سوره 26 - آيه 214
2- الشعراء:214.
3- سوره 26 - آيه 214
4- مسند أحمد:111/1.
5- سوره 26 - آيه 214
6- كنز العمال:129/13 بتفاوت،و جواهر المطالب:71/1،و تاريخ دمشق:32/4 ط.دار الفكر.
7- سوره 26 - آيه 214

شاة فأدمها ثم قال:«ادنوا بسم اللّه»فدنا القوم عشرة عشرة فأكلوا حتي صدروا،ثم دعا بقعب من لبن فجرع منه جرعة»ثم قال لهم:«اشربوا بسم اللّه»فشربوا حتي رووا،فبدرهم أبو لهب فقال:هذا ما سحركم به الرجل،فسكت النبي صلّي اللّه عليه و آله يومئذ فلم يتكلم ثم دعاهم من الغد علي مثل ذلك الطعام و الشراب ثم أنذرهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:«يا بني عبد المطلب إني أنا النذير إليكم من اللّه عز و جل و البشير لما لم يجيء به أحد جئتكم بالدنيا و الآخرة فاسلموا و أطيعوني تهتدوا و من يواخيني و يوازرني و يكون وليي و وصيي بعدي و خليفتي في أهلي و يقضي ديني؟»فسكت القوم و أعاد ذلك ثلاثا كل ذلك يسكت القوم و يقول عليّ:«أنا»،فقال:أنت.

فقام القوم و هم يقولون لأبي طالب:أطع ابنك فقد أمر عليك.

و روي ذلك من طريق الثعلبي في تفسيره بالسند و المتن بتغيير يسير لا يضر بالمعني (1).

الحديث الرابع: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة و هو من اعيان علماء العامة قال:ذكر الطبري في تاريخه عن عبد اللّه بن عباس عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:«لما نزلت هذه الآية وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (2) علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله دعاني فقال:يا علي إن اللّه أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين فضقت بذلك ذرعا و علمت أنه متي ما أبادرهم بهذا الأمر أر منهم ما أكره فصمت حتي جاءني جبرئيل فقال يا محمد إنك إن لم تفعل ما أمرت به يعذبك ربك فاصنع لنا صاعا من طعام و اجعل عليه رجل شاة و املأ لنا عسا من لبن ثم اجمع بني عبد المطلب حتي أكلمهم و أبلغهم ما أمرت به ففعلت ما أمرني به ثم دعوتهم و هم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصونه رجلا،فيهم أعمامه أبو طالب و حمزة و العباس و أبو لهب،فلما اجتمعوا إليه دعي بالطعام الذي صنعت لهم فجئت به.

فلما وضعته تناول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بضعة من اللحم فشقها باسنانه ثم القاها في نواحي الصحفة ثم قال:كلوا بسم اللّه،فأكلوا حتي ما لهم إلي شيء من حاجة،و أيم اللّه الذي نفس علي بيده إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمته لجميعهم،ثم قال:اسق القوم يا علي فجئتهم بذلك العس فشربوا منه حتي رووا جميعا،و أيم اللّه إن كان الرجل منهم ليشرب مثله.

فلما أراد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن يكلمهم بدره أبو لهب إلي الكلام فقال:لشد ما سحركم صاحبكم فتفرق القوم و لم يتكلم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:من الغد يا علي إن هذا الرجل قد سبقني إلي ما سمعت من القول فتفرق القوم قبل أن أكلمهم فعد لنا اليوم إلي مثل ما صنعت بالأمس ثم اجمعهم

ص: 277


1- العمدة:38 عن الثعلبي.
2- سوره 26 - آيه 214

لي،ففعلت ثم جمعتهم ثم دعاني بالطعام فقربته لهم ففعل كما فعل بالأمس فأكلوا حتي ما لهم بشيء حاجة ثم قال:اسقهم فجئتهم بذلك العس فشربوا منه جميعا حتي رووا ثم تكلم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثم قال:يا بني عبد المطلب إني و اللّه ما أعلم أن شابا في العرب جاء قومه بأفضل ما جئتكم به،إني قد جئتكم بخير الدنيا و الآخرة و قد أمرني اللّه أن أدعوكم إليه فأيكم يوازرني علي هذا الأمر علي أن يكون أخي و وصيي و خليفتي فيكم،فأحجم القوم عنها جميعا و قلت:أنا و إني لأحدثهم سنا و أرمصهم عينا و أعظمهم بطنا و احمشهم ساقا قال:قلت:أنا يا رسول اللّه اكون وزيرك عليه فأعاد القول فأمسكوا،و أعدت ما قلت فأخذ برقبتي ثم قال لهم:هذا أخي و وصيي و خليفتي فيكم فاسمعوا له و أطيعوا فقام القوم يضحكون و يقولون لأبي طالب:قد أمرك أن تسمع لابنك و تطيع» (1).

الحديث الخامس: ابن أبي الحديد في(شرح نهج البلاغة)قال:روي أبو جعفر الطبري أيضا في التاريخ أن رجلا قال لعلي عليه السّلام:يا أمير المؤمنين بم ورثت ابن عمك؟دون عمك فقال علي عليه السّلام:

«هاؤم ثلاث مرات حتي اشرأب الناس و نشروا أذانهم ثم قال:جمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بني عبد المطلب بمكة و هم رهط كلهم يأكل الجذعة و يشرب الفرق فصنع مدا من طعام حتي أكلوا و شبعوا و بقي الطعام كما هو كأنه لم يمس ثم دعا بغمر فشربوا و رووا و بقي الشراب كأنه لم يشرب ثم قال:يا بني عبد المطلب إني بعثت إليكم خاصة و إلي الناس عامة،فأيكم يبايعني علي أن يكون أخي و صاحبي و وارثي فلم يقم عليه أحد فقمت إليه،و كنت من أصغر القوم فقال:

اجلس قال:ذلك ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه فيقول اجلس حتي كان في الثالثة فضرب بيده علي يدي،فعند ذلك ورثت ابن عمي دون عمي» (2).

ص: 278


1- شرح نهج البلاغة:210/13.
2- شرح نهج البلاغة:212/13.

الباب السادس عشر

في قوله تعالي وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (1)

من طريق الخاصة و فيه ثمانية أحاديث الحديث الأول: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدّب و جعفر بن محمد ابن مسرور رضي اللّه عنه قالا:حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري عن أبيه عن الريان بن الصّلت قال:

حضر الرضا عليه السّلام مجلس المأمون و قد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق و خراسان و ذكر الحديث إلي أن قال:«قالت العلماء فأخبرنا هل فسر اللّه الاصطفاء في الكتاب؟فقال الرضا عليه السّلام:«فسر الاصطفاء في الظاهر سوي الباطن في اثني عشر موطنا و موضعا فأول ذلك قوله تعالي: وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (2) و رهطك المخلصين هكذا في قراءة أبي بن كعب و هي ثابتة في مصحف عبد اللّه بن مسعود و هذه منزلة رفيعة و فضل عظيم و شرف عال حين عني بذلك الآل فذكره رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فهذه واحدة» (3).

الحديث الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي اللّه عنه قال:حدّثنا عبد العزيز قال:حدّثنا المغيرة بن محمد قال:حدّثنا إبراهيم بن محمد بن عبد الرّحمن الأزدي قال:حدّثنا قيس بن الربيع و شريك بن عبد اللّه عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل عن علي بن أبي طالب قال:«لما نزلت وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (4) أي:رهطك المخلصين،دعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بني عبد المطلب و هم إذ ذاك أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصون رجلا فقال:أيكم يكون أخي و وارثي و وزيري و وصيي و خليفتي فيكم بعدي؟فعرض عليهم ذلك رجلا رجلا كلهم يأبي ذلك حتي أتي عليا فقال:أنا يا رسول اللّه فقال:يا بني عبد المطلب هذا أخي و وارثي و وزيري و خليفتي فيكم بعدي فقام القوم يضحك بعضهم إلي بعض و يقولون لأبي طالب قد أمرك أن تسمع و تطيع لهذا الغلام» (5).

الحديث الثالث: الشيخ الطوسي في مجالسه قال:حدّثنا جماعة عن أبي الفضل قال:حدّثنا أبو جعفر الطبري سنة ثمان و ثلاثمائة قال:حدّثنا محمد بن حميد الرازي قال:حدّثنا سلمة بن

ص: 279


1- سوره 26 - آيه 214
2- سوره 26 - آيه 214
3- أمالي الصدوق:/617مجلس /79ح 1.
4- سوره 26 - آيه 214
5- علل الشرائع:/170/1ح 2.

الفضل الأبرش قال:حدثني محمد بن إسحاق عن عبد الغفار بن القاسم قال أبو المفضل:حدّثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي-و اللفظ له-قال:حدّثنا محمد بن الصباح الجرجرائي قال:

حدّثنا سلمة ابن صالح الجعفي عن سليمان الأعمش و أبي مريم جميعا عن المنهال بن عمرو عن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل عن عبد اللّه بن عباس عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:«لما نزلت هذه الآية علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (1) دعاني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال لي:يا علي إن اللّه تعالي أمرني أن انذر عشيرتي الأقربين قال:فضقت بذلك ذرعا و عرفت أني متي أناديهم بهذا الأمر أر منهم ما أكره فصمت علي ذلك،و جاءني جبرئيل عليه السّلام فقال:يا محمد إنك إن لم تفعل ما أمرت به عذبك ربك،فاصنع لنا يا علي صاعا من طعام و اجعل عليه رجل شاة و املأ لنا عسّا من لبن ثم اجمع له بني عبد المطلب حتي أكلمهم و أبلغهم ما أمرت به.

ففعلت ما أمرني به ثم دعوتهم أجمع و هم-يومئذ-أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصون رجلا فيهم أعمامه أبو طالب و حمزة و العباس و أبو لهب،فلما اجتمعوا له دعاني بالطعام الذي صنعته لهم فجئت به فلما وضعته تناول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله جذمة من اللحم فشقها باسنانه ثم القاها في نواحي الصحفة ثم قال:خذوا بسم اللّه،فأكل القوم حتي صدروا ما لهم بشيء من الطعام من حاجة،و ما أري إلاّ مواضع أيديهم،و أيم اللّه نفس علي بيده إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمت لجميعهم،ثم جئتهم بذلك العس فشربوا حتي رووا جميعا،و أيم اللّه إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله،فلما أراد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن يكلمهم ابتدره أبو لهب بالكلام فقال:لشد ما سحركم صاحبكم.

فتفرق القوم و لم يكلمهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال لي:من الغد يا علي إن هذا الرجل قد سبقني إلي ما سمعت من القول فتفرق القوم قبل أن أكلمهم فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت،ثم اجمعهم لي قال:ففعلت ثم جمعتهم فدعاني بالطعام فقربته لهم ففعل كما فعل بالأمس و أكلوا حتي ما لهم به من حاجة ثم قال:اسقهم فجئتهم بذلك العس فشربوا حتي رووا منه جميعا،ثم تكلم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قال:يا بني عبد المطلب إني و اللّه ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل ما جئتكم به، إني قد جئتكم بخير الدنيا و الآخرة،و قد أمرني ربي عزّ و جلّ أن ادعوكم إليه،فأيكم يؤمن بي و يؤازرني علي أمري فيكون أخي و وصي و وزيري و خليفتي في اهلي من بعدي؟قال:فامسك القوم و احجموا عنها جميعا قال:فقمت،و إني لأحدثهم سنا و أرمصهم عينا و أعطنهم بطنا و أحمشهم ساقا فقلت:أنا يا نبي اللّه أكون وزيرك علي ما بعثك اللّه به قال:فأخذ بيدي ثم قال:هذا أخي و وصيي و وزيري و خليفتي فيكم فاسمعوا له و أطيعوا،قال:فقام القوم يضحكون و يقولون

ص: 280


1- سوره 26 - آيه 214

لأبي طالب قد أمرك أن تسمع لابنك و تطيع» (1).

الحديث الرابع: محمد بن العباس بن ماهياد الثقة في تفسيره قال:حدّثنا عبد اللّه بن زيد عن إسماعيل بن إسحاق الراشدي و علي بن محمد بن مخلد الدهان عن الحسن بن علي بن عفان قال:

حدّثنا أبو زكريا يحيي بن هاشم الشمساوي عن محمد بن عبد اللّه بن علي بن أبي رافع مولي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عن أبيه عن جده أبي رافع قال:إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله جمع بني عبد المطلب في الشعب،و هم يومئذ ولد عبد المطلب لصلبه و أولاده أربعون رجلا،فصنع لهم رجل شاة ثم ثرد لهم ثردة وصب عليها ذلك المرق و اللحم،ثم قدمها إليهم فأكلوا منها حتي تضلعوا،ثم سقاهم عسا واحدا من لبن فشربوا كلهم من ذلك العسّ حتي رووا منه.

فقال أبو لهب:و اللّه إن منّا لنفرا يأكل أحدهم الجفنة و لا تكاد تشبعه و يشرب الظرف من النبيذ فما يرويه،و ان ابن أبي كبشة دعانا فجمعنا علي رجل شاة و عس من شراب فشبعنا و روينا منها إن هذا لهو السحر المبين،قال ثم دعاهم فقال لهم:«إن اللّه عزّ و جلّ قد أمرني أن انذر عشيرتي الأقربين و رهطي المخلصين و أنتم عشيرتي الأقربون و رهطي المخلصون،و إن اللّه لم يبعث نبيا إلاّ جعل له من أهله أخا و وارثا و وزيرا و وصيا،فايكم يقوم يبايعني علي إنّه أخي و وزيري و وارثي دون أهلي و وصيي و خليفتي في أهلي و يكون مني بمنزلة هارون من موسي غير أنه لا نبي بعدي»؟فسكت القوم،فقال:«و اللّه ليقومنّ قائمكم أو ليكونن في غيركم ثم لتندمنّ»قال:فقام علي عليه السّلام و هم ينظرون إليه كلهم،فبايعه و أجابه إلي ما دعاه إليه،فقال له:«ادن منّي»فدنا منه فقال له:«افتح فاك»ففتحه فنفث فيه من ريقه و تفل بين كتفيه و بين ثدييه،فقال أبو لهب:لبئس ما جزيت به ابن عمك أجابك لما دعوته إليه فملأت فاه و وجهه بزاقا،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«بل ملأته علما و حلما و فقها» (2).

الحديث الخامس: علي بن إبراهيم في تفسيره و هو منسوب إلي الصادق عليه السّلام قال:«قال و رهطك منهم المخلصين»و قال:قال:«نزلت بمكة فجمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بني هاشم و هم أربعون رجلا كل واحد منهم يأكل الجذع و يشرب القربة،فاتخذ لهم طعاما يسيرا بسحب ما امكن فأكلوا حتي شبعوا فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من يكون وصيي و وزيري و خليفتي،فقال لهم أبو لهب:جزما سحركم محمد فتفرقوا،فلما كان اليوم الثاني أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ففعل بهم مثل ذلك،ثمّ سقاهم اللبن حتي رووا،فقال لهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أيكم يكون وصيي و وزيري و خليفتي.فقال أبو لهب:

ص: 281


1- أمالي الطوسي:/581مجلس /24ح 11.
2- بحار الأنوار:249/34 ح 43.

جزما سحركم محمد فتفرقوا،فلما كان اليوم الثالث أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ففعل بهم مثل ذلك ثم سقاهم اللبن فقال لهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أيكم يكون وصيي و وزيري و منجز عداتي و يقضي ديني؟ فقال علي عليه السّلام و كان أصغرهم سنا و أحمشهم ساقا و أقلهم مالا،فقال:أنا يا رسول اللّه فقال رسول اللّه:أنت هو» (1).

الحديث السادس: محمد بن العباس عن محمد بن الحسين الخثعمي عن عباد بن يعقوب عن الحسن بن حماد عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله:عزّ و جلّ:«و رهطك منهم المخلصين»قال:«عليّ و حمزة و جعفر و الحسن و الحسين و آل محمد صلوات اللّه عليهم خاصة» (2).

الحديث السابع: أبو علي الطبرسي في تفسيره(مجمع البيان)في تفسير الآية قال عند الخاص و العام في الخبر المأثور عن البراء ابن عازب أنه قال:لما نزلت هذه الآية جمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بني عبد المطلب و هم يومئذ أربعون رجلا الرجل منهم يأكل المسنّة (3)و يشرب العسّ،فأمر عليا عليه السّلام برجل شاة فأدمها (4)ثم قال لهم:«ادنوا بسم اللّه»فدنا القوم عشرة عشرة فأكلوا حتي صدروا،ثم دعا بقعب (5)من لبن فجرع منه جرعة ثم قال لهم:«اشربوا»فشربوا حتي رووا،فبدرهم أبو لهب فقال:

هذا ما سحركم به الرجل،فمكث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و لم يتكلم،فدعاهم من الغد علي مثل ذلك من الطعام و الشراب،ثم أنذرهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:«يا بني عبد المطلب إني أنا النذير إليكم من اللّه عزّ و جلّ و البشير فاسلموا و أطيعوني تهتدوا»ثم قال:«من يؤاخيني و يوازرني علي هذا الأمر و يكون وليي و وصيي بعدي و خليفتي في أهلي و يقضي ديني؟»فسكت القوم،فأعادها ثلاثا كل ذلك يسكت القوم،و يقول علي عليه السّلام:«أنا»فقال له في المرة الثالثة:«أنت هو»فقام القوم و هم يقولون لأبي طالب:أطع ابنك فقد أمر عليك.أورده الثعلبي في تفسيره،و قال في قراءة عبد اللّه بن مسعود«و أنذر عشيرتك الأقربين و رهطك منهم المخلصين»و روي ذلك عن أبي عبد اللّه عليه السّلام،هذا بلفظه انتهي كلام الطبرسي (6).

الثامن: عن إبراهيم الأوسي من كتابه عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:«لما نزلت سورة الشعراء في أخرها آية الانذار وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (7) أمرني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قال:«يا علي اطبخ و لو كراع شاة و لو صاع من طعام و قعب من لبن و اعمد إلي قريش»قال:فدعوتهم و اجتمعوا أربعين بطلا

ص: 282


1- تفسير القمي:124/2.
2- بحار الأنوار:213/25 ح 1.
3- المسنّة:ما بلغت الاربعة أشهر.
4- أي خلطه بالإدام و هو الخبز.
5- القعب:القدح الضخم.
6- مجمع البيان:356/7-357.
7- سوره 26 - آيه 214

بزيادة،و كان فيهم أبو طالب و حمزة و العباس فحضّرت ما أمرني به رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله معمولا فوضعته بين أيديهم فضحكوا استهزاء،فأدخل إصبعه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بأربعة جوانب الجفنة.

فقال:كلوا أو قولوا:بسم اللّه الرّحمن الرحيم،قال أبو جهل:يا محمد ما نأكل.فهل أحد منا ما يأكل الشاة مع أربعة أصواع من الطعام،قال:كل و أرني في أكلك،فأكلوا حتي تملوا،و أيم اللّه ما نري أثر أكل أحدهم و لا نقص الزاد،فصاح بهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كلوا،فقالوا:أو من يقدر علي أكثر من هذا،فقال:ارفعه يا علي،فرفعته،فدنا منهم محمد صلّي اللّه عليه و آله و قال:يا قوم اعلموا أن اللّه ربي و ربكم،فصاح أبو لهب و قال:قوموا إن محمدا سحركم،فقاموا و مضوا فاستبقهم علي بن أبي طالب عليه السّلام و أراد أن يبطش بهم،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لا يا علي أدن مني،فتركهم و دنا منه فقال له:

أمرنا بالإنذار لا بذا (1)الفقار لأنّ له وقتا،و لكن اعمل لنا من الطعام ما عملت،و ادع لي من دعيت،فلما أتي غدا فعلت بالأمس ما فعلت،فلما اجتمعوا و أكلوا كما أكلوا،قال لهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما أعلم شابا من العرب جاء قومه بأفضل ما جئتكم به من أمر الدنيا و الآخرة،قيل:فقال أبو جهل:قد شغلنا أمر محمد فلو قابلتموه برجل مثله يعرف السحر و الكهانة لكان أشرحنا،فعد كلامه عتبة بن ربيعة،و قال:و اللّه إني بصير بما ذكرته و قال:و اللّه لم لا تباحثه،قال:حاشا إن كان به ما ذكرت،فقال له:يا محمد أنت خير أم هاشم،أنت خير من عبد المطلب أنت خير أم عبد اللّه؟ أنت خير أم علي بن أبي طالب؟دامغ الجبابرة قاصم أصلاب أكبرهم،فلم تضل آباءنا و تشتم آلهتنا،فإن كنت تريد الرئاسة عقدنا لك ألويتها و كن رئيسا لنا ما بطنت،و إن كان بك الباه زوجناك عشرة نسوة من أكبرنا،و إن كنت تريد المال جمعنا لك من أموالنا ما يغنيك أنت و عقبك من بعدك،فما تقول؟فقال: بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ حم تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا... إلي آية فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَ ثَمُودَ (2) فأمسك عتبة علي فيه و رجع ناشده باللّه اسكت،فسكت و قام و مضي،فقام من كان حاضرا خلفه فلم يلحقوه، فدخل و لم يخرج أبدا،و عدوه قريش فقال أبو جهل:قوموا بنا إليه،فدخلوا و جلسوا،قال أبو جهل:يا عتبة محمد سحرك،فقام قائما علي قدميه،و قال:يا لكع الرجال،و اللّه لو لم تكن ببيتي لقتلتك شر قتلة،يا ويلك قلت:محمد ساحر كاهن شاعر،سرنا إليه سمعناه تكلم بكلام من رب السماء فحلفته و امسك،و قد سميتموه الصادق الأمين هل رأيتم منه كذبة؟و لكني لو تركته يتمم ما قرأ لحل بكم الذهاب و العذاب» (3).

ص: 283


1- في الأصل:بذات.
2- سوره 41 - آيه 13
3- لم نجده في المصادر بهذه الالفاظ نعم روي قريب منه في مناقب أهل البيت للشيرواني:104-105،و كنز. العمال:133/13 ح 36419.

الباب السابع عشر

قوله تعالي وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ وَ الْمِسْكِينَ... (1) (2)

من طريق العامة و فيه حديث واحد الثعلبي في تفسيره في هذه الآية قال:عني بذلك قرابة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثم قال الثعلبي:روي عن السدي عن أبي الديلمي قال:قال علي بن الحسين عليه السّلام لرجل من أهل الشام«اقرأت القرآن»قال:

نعم،قال«فما قرأت في بني إسرائيل وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ (3) ؟قال:و إنكم القرابة التي أمر اللّه تعالي أن يؤتي حقه قال:«نعم» (4).

الباب الثامن عشر

في قوله وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ وَ الْمِسْكِينَ... (5)

من طريق الخاصة و فيه أحد عشر حديثا الحديث الأول: محمد بن يعقوب عن علي بن محمد بن عبد اللّه عن بعض أصحابنا اظنه السياري عن علي بن أسباط قال:لما ورد أبو الحسن عليه السّلام علي المهدي رآه يرد المظالم فقال:«يا أمير المؤمنين ما بال مظلمتنا لا ترد»؟فقال:و ما ذاك يا أبا الحسن قال:«إن اللّه تبارك و تعالي لما فتح علي نبيه صلّي اللّه عليه و آله فدك و ما والاها لم يوجف عليها بخيل و لا ركاب فأنزل اللّه علي نبيه صلّي اللّه عليه و آله وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ (6) فلم يدر رسول اللّه من هم فراجع في ذلك جبرائيل،و راجع جبرائيل ربه فأوحي اللّه إليه أن ادفع فدك إلي فاطمة عليها السّلام فدعاها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال لها:يا فاطمة إن اللّه أمرني أن ادفع إليك فدك فقالت:قد قبلت يا رسول اللّه من اللّه و منك،فلم يزل وكلاؤها فيها حياة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلما ولي أبو بكر اخرج منها وكلاءها فاتته فسألته أن يردها عليها فقال:ائتيني بأسود أو أحمر يشهد لك بذلك فأتت بأمير المؤمنين عليه السّلام و أمّ أيمن،فشهدوا لها فكتب لها بترك التعرض فخرجت و الكتاب معها فلقاها عمر فقال:ما هذا معك يا بنت محمد؟قالت:كتاب كتبه إليّ ابن أبي قحافة قال:أرينيه،فأبت فانتزعه من يدها و نظر فيه ثم تفل فيه و محاه و خرقه و قال لها:هذا لم

ص: 284


1- سوره 17 - آيه 26
2- الاسراء:26.
3- سوره 17 - آيه 26
4- العمال:133/13 ح 36419.
5- سوره 17 - آيه 26
6- سوره 17 - آيه 26

يوجف عليه أبوك بخيل و لا ركاب فضعي الحبال في رقابنا.

فقال له المهدي:يا أبا الحسن حدها لي فقال:«حدّ منها جبل أحد،و حد منها عريش مصر، و حد منها سيف البحر،و حد منها دومة الجندل»فقال:كل هذا؟قال:«نعم يا أمير المؤمنين هذا كله،إن هذا كله مما لم يوجف علي أهله رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بخيل و لا ركاب»فقال:كثير و انظر فيه. (1)

الحديث الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب و جعفر بن محمد ابن مسرور رضي اللّه عنه عن محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري عن أبيه عن الريان بن الصلت عن الرضا عليه السّلام قال:قول اللّه تعالي: وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ... (2) «و هذه خصوصية خصهم اللّه العزيز الجبار بها و اصطفاهم علي الأمة فلما نزلت هذه الآية علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:ادعوا لي فاطمة فدعيت له فقال:يا فاطمة قالت:لبيك يا رسول اللّه فقال صلّي اللّه عليه و آله هذه فدك و هي مما لم يوجف عليها بخيل و لا ركاب و هي لي خاصة دون المسلمين فقد جعلتها لك لما أمرني اللّه تعالي به،فخذيها لك و لولدك» (3).

الحديث الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن ابراهيم بن إسحاق رضي اللّه عنه قال:حدّثنا عبد العزيز بن يحيي البصري قال:حدّثنا محمد بن زكريا قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن يزيد قال:

حدثني أبو نعيم قال:حدثني صاحب عبد اللّه بن زياد عن علي بن الحسين عليهما السّلام أنّه قال لرجل من أهل الشام:«أ ما قرأت وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ... (4) قال:بلي قال:«فنحن هم» (5).

الحديث الرابع: العياشي بإسناده في تفسيره عن عبد الرّحمن عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:لما أنزل اللّه تعالي وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ وَ الْمِسْكِينَ... (6) قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا جبرئيل قد عرفت المسكين فمن ذوي القربي؟قال:هم أقاربك فدعا حسنا و حسينا و فاطمة فقال:إن ربي أمرني أن أعطيكم مما افاء عليّ قال:اعطيتكم فدك» (7).

الحديث الخامس: العياشي بإسناده عن أبان بن تغلب قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام:كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أعطي فاطمة فدكا؟قال:كان وقفها فأنزل اللّه وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ... (8) فأعطاها رسول اللّه حقها قلت:رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أعطاها قال:«بل اللّه أعطاها» (9).

الحديث السادس: العياشي بإسناده عن أبان بن تغلب قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام أ كان رسول

ص: 285


1- الكافي:543/1 ح 5.
2- سوره 17 - آيه 26
3- عيون أخبار الرضا عليه السّلام:211/2 ح 1.
4- سوره 17 - آيه 26
5- أمالي الصدوق:/230ح 242.
6- سوره 17 - آيه 26
7- تفسير العياشي:287/2 ح 46.
8- سوره 17 - آيه 26
9- تفسير العياشي:287/2 ح 47.

اللّه صلّي اللّه عليه و آله أعطي فاطمة فدكا قال:«كان لها من اللّه» (1).

الحديث السابع: العياشي بإسناده عن جميل بن دراج عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«أتت فاطمة أبا بكر تريد فدكا فقال:هاتي أسود أو أحمر يشهد بذلك قال:فأتت بام أيمن فقال لها:بما تشهدين؟قالت:أشهد أن جبرائيل أتي محمدا فقال:فإن اللّه يقول: وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ... (2) فلم يدر محمد من هم،فقال:يا جبرائيل سل ربك من هم؟فقال:فاطمة ذو القربي فأعطاها فدكا فزعموا أن عمر محي الصحيفة و قد كان كتبها أبو بكر» (3).

الحديث الثامن: العياشي بإسناده عن عطية العوفي قال:لما فتح رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله خيبر و افاء اللّه عليه فدكا و أنزل اللّه عليه وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ... (4) قال:«يا فاطمة لك فدك» (5).

الحديث التاسع: العياشي بإسناده عن عبد الرّحمن بن فلح كتب المامون إلي عبيد اللّه بن موسي العبسي يسأله عن قصة فدك فكتب إليه عبيد اللّه بن موسي بهذا الحديث (6).

الحديث العاشر: العياشي بإسناده عن الفضل بن مرزوق عن عطية أن المامون رد فدكا علي ولد فاطمة عليها السّلام (7).

الحديث الحادي عشر: العياشي بإسناده عن أبي الطفيل عن علي عليه السّلام قال يوم الشوري:أ فيكم أحد تم نوره من السماء،و حين قال وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ وَ الْمِسْكِينَ... (8) قالوا:لا. (9)

ص: 286


1- تفسير العياشي:287/2 ح 48.
2- سوره 17 - آيه 26
3- تفسير العياشي:287/2 ح 49.
4- سوره 17 - آيه 26
5- تفسير العياشي:287/2 ح 50.
6- تفسير العياشي:287/2 ح 51.
7- تفسير العياشي:287/2 ح 51.
8- سوره 17 - آيه 26
9- تفسير العياشي:288/2 ح 52.

الباب التاسع عشر

في قوله تعالي ما أَفاءَ اللّهُ عَلي رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُري فَلِلّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبي (1) (2)

من طريق العامة و فيه حديث واحد الثعلبي في تفسيره في تفسير هذه الآية قال:قال ابن عباس رضي اللّه عنه:و هي قريظة و النضير و هما بالمدينة و فدك و هي من المدينة علي ثلاثة أميال و خيبر و قري عرسه و ينبع جعلها اللّه تعالي لرسوله يحكم فيها ما أراد و اختلفوا فيها فقال أناس:هلا قسمها؟فأنزل اللّه سبحانه و تعالي هذه الآية ما أَفاءَ اللّهُ عَلي رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُري فَلِلّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبي (3) قرابة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قوله تعالي مِنْ أَهْلِ الْقُري (4) يعني:من أموال كفار أهل القري،و اختلف الفقهاء في وجه استحقاقهم سهمهم من المال الفيء و الغنيمة،فقال قوم:أنهم يستحقون ذلك بالقرابة و لا تعتبر فيهم الحاجة و عدم الحاجة،و إليه ذهب الشافعي و أصحابه،و قال آخرون:إنهم يستحقون ذلك بالحاجة لا بالقرابة.

و إليه ذهب أبو حنيفة و أصحابه،فإذا قسم ذلك فضل الذكور علي الإناث كالحكم في الميراث فيكون للذكر سهمان و للأنثي سهم.

و قال محمد بن الحسن يسوي بينهم و لا يفضل الذكور علي الإناث (5).

قال يحيي بن الحسن صاحب(العمدة):الأقوي ما ذهب إليه الشافعي و هو الصحيح،و يشهد بصحته ظاهر الكتاب العزيز لقوله تعالي: وَ لِذِي الْقُرْبي (6) فأوجب لهم سهما معلوما،و لم يفرق بين من كان له حاجة و غير ذي حاجة،و من ذهب إلي أنهم يستحقون ذلك بالحاجة لا بالقرابة فمخالف لظاهر الكتاب العزيز؛لأنه لو كان الاستحقاق لمجرد الحاجة لقد كان يوجد في غيرهم من هو أحوج منهم،و اذا وجد من هو أحوج منهم و كان مجرد الاستحقاق حاصلا فيه،و هو وجود الحاجة دون القربي كان أحق به،و هذا خلاف ورود النص في لفظ الآية لأن لفظ الآية متضمن لفظ اَلْقُرْبي (7) و لفظ اَلْقُرْبي (8) حاصل فيهم لا في غيرهم،و قوله:يقسم بينهم قسمة الميراث للذكر مثل حظ الأنثيين مخالف أيضا لظاهر الكتاب العزيز،و علي كلا الوجهين فهو مستحق لهم من جانب الميراث أولا للفظ القرآن انه لهم،لأنهم أولو القربي،و الثاني لموافقة أبي حنيفة علي قسمته للذكر مثل حظ الأنثيين،و إذا ثبت ذلك لم يبق إلاّ وجوب الميراث لهم عليهم السّلام و لا حجة لمن دفعهم عنه انتهي كلامه (9).

ص: 287


1- سوره 59 - آيه 7
2- الحشر:7.
3- سوره 59 - آيه 7
4- سوره 59 - آيه 7
5- العمدة:56/55 عن الثعلبي.
6- سوره 59 - آيه 7
7- سوره 59 - آيه 7
8- سوره 59 - آيه 7
9- العمدة:/56ذيل ح 56.

الباب العشرون

في قوله تعالي ما أَفاءَ اللّهُ عَلي رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُري فَلِلّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبي... (1)

من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث الحديث الأول: محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسي عن إبراهيم ابن عمر اليماني عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس قال:سمعت أمير المؤمنين عليه السّلام يقول:

«نحن و اللّه الذين عني اللّه بذي القربي الذين قرنهم اللّه بنفسه و بنبيه صلّي اللّه عليه و آله فقال: ما أَفاءَ اللّهُ عَلي رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُري فَلِلّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبي وَ الْيَتامي وَ الْمَساكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ (2) منّا خاصة،و لم يجعل لنا سهما في الصدقة أكرم اللّه نبيه و أكرمنا أن يطعمنا أوساخ ما في أيدي الناس» (3).

الحديث الثاني: الشيخ في(التهذيب)بإسناده عن علي بن الحسن بن فضال عن محمد بن علي عن أبي جميلة قال:و حدثني محمد بن الحسن عن أبيه عن أبي جميلة عن محمد بن علي الحلبي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: ما أَفاءَ اللّهُ عَلي رَسُولِهِ (4) من أهل القري فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَ لا رِكابٍ وَ لكِنَّ اللّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلي مَنْ يَشاءُ (5) قال:«الفيء من كان من أموال لم يكن فيها هراقة دم أو قتل، و الانفال مثل ذلك هو بمنزلته» (6).

الحديث الثالث: الشيخ بإسناده عن علي بن الحسن عن السندي بن محمد عن علاء عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السّلام قال:سمعته يقول«الفيء و الأنفال ما كان من أرض لم يكن فيها هراقة من الدماء،و قوم صولحوا و أعطوا بأيديهم،و ما كان من أرض خربة أو بطون أودية فهو كله من الفيء فهذا للّه و لرسوله،فما كان للّه فهو لرسوله يضعه حيث شاء،و هو للإمام بعد الرسول صلّي اللّه عليه و آله:

و قوله وَ ما أَفاءَ اللّهُ عَلي رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَ لا رِكابٍ (7) قال:ألا تري هو هذا و أما قوله: ما أَفاءَ اللّهُ عَلي رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُري... (8) فهذا بمنزلة المغنم كان أبي عليه السّلام يقول:ذلك و ليس لنا فيه غير سهمين سهم الرسول و سهم القربي ثم نحن شركاء الناس فيما بقي» (9).

الحديث الرابع: محمد بن العباس الثقة في تفسيره قال:حدّثنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن

ص: 288


1- سوره 59 - آيه 7
2- سوره 59 - آيه 7
3- الكافي:539/1 ح 1.
4- سوره 59 - آيه 7
5- سوره 59 - آيه 6
6- تهذيب الأحكام:/133/4ح 5.
7- سوره 59 - آيه 6
8- سوره 59 - آيه 7
9- تهذيب الأحكام:/134/4ح 10.

محمد بن عيسي عن علي بن حديد و محمد بن إسماعيل بن بزيع و جميعا عن منصور بن حازم عن يزيد بن علي عليه السّلام قال:قلت له جعلت فداك قول اللّه عز و جل ما أَفاءَ اللّهُ عَلي رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُري فَلِلّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبي... (1) قال:«القربي هي و اللّه قرابتنا» (2).

الحديث الخامس: محمد بن العباس قال:حدّثنا أحمد بن هودة عن إسحاق بن إبراهيم عن عبد اللّه بن حماد عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه قال:سألت أبا جعفر عليه السّلام عن قول اللّه عز و جل:

ما أَفاءَ اللّهُ عَلي رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُري فَلِلّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبي وَ الْيَتامي وَ الْمَساكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ (3) فقال أبو جعفر عليه السّلام:«هذه الآية نزلت فينا خاصة فما كان للّه و للرسول فهو لنا و نحن ذوو القربي و نحن المساكين لا تذهب مسكنتنا من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أبدا و نحن ابناء السبيل فلا يعرف سبيل اللّه إلاّ بنا و الأمر كله لنا» (4).

ص: 289


1- سوره 59 - آيه 7
2- بحار الأنوار:258/23 ح 6.
3- سوره 59 - آيه 7
4- بحار الأنوار:258/23 ح 7.

الباب الحادي و العشرين

في قوله تعالي أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (1)

من طريق العامة و فيه حديثان الحديث الأول: الفقيه أبو الحسن ابن المغازلي الشافعي في كتاب الفضائل في معني الآية قال:

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن الطيب الواسطي اذنا قال:حدّثنا أبو القاسم الصفار قال:

حدّثنا عمر بن أحمد بن هارون قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي قال:حدّثنا يعقوب ابن يوسف قال:حدّثنا أبو غسان قال:حدّثنا مسعود بن سعد عن جابر عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السّلام في قوله تعالي: أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (2) قال:«نحن الناس و اللّه» (3).

الحديث الثاني: ابن شهرآشوب عن أبي الفتوح الرازي بما ذكره عبد اللّه المرزباني عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالي أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (4) نزلت في رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و في علي عليه السّلام قال:و حدثني أبو علي الطبرسي في(مجمع البيان)المراد بالناس النبي و آله و قال أبو جعفر عليه السّلام:«المراد بالفضل فيه النبوة،و في علي الإمامة» (5).

الباب الثاني و العشرون

في قوله تعالي أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (6)

من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث الحديث الأول: محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد بن عامر الأشعري عن معلي بن محمد قال:حدثني الحسن بن علي الوشاء عن أحمد بن عائد عن ابن اذينة عن بريد العجلي قال:

سألت أبا جعفر عليه السّلام عن قول اللّه: أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (7) فكان جوابه:

أَ لَمْ تَرَ إِلَي الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَ الطّاغُوتِ وَ يَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هؤُلاءِ أَهْدي مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً (8) يقولون لأئمة الضلالة و الدعاة إلي النار:هؤلاء أهدي من آل محمد

ص: 290


1- سوره 4 - آيه 54
2- سوره 4 - آيه 54
3- مناقب ابن المغازلي:/173ح 314.
4- سوره 4 - آيه 54
5- مناقب آل أبي طالب:15/3.
6- سوره 4 - آيه 54
7- سوره 4 - آيه 59
8- سوره 4 - آيه 51

سبيلا أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ وَ مَنْ يَلْعَنِ اللّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ (1) يعني:

الإمامة و الخلافة فإذا لا يُؤْتُونَ النّاسَ نَقِيراً (2) نحن الناس الذين عني اللّه،و النقير النقطة التي في وسط النواة أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (3) نحن الناس المحسودون علي ما أتانا اللّه من الإمامة دون خلق اللّه أجمعين فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (4) يقول:جعلنا منهم الرسل و الأنبياء و الأئمة فكيف يقرون به في آل إبراهيم و ينكرونه في آل محمد صلّي اللّه عليه و آله فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَ كَفي بِجَهَنَّمَ سَعِيراً إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ ناراً كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ إِنَّ اللّهَ كانَ عَزِيزاً حَكِيماً (5) » (6).

الحديث الثاني: ابن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن فضيل عن أبي الحسن عليه السّلام في قوله تبارك و تعالي: أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (7) قال:«نحن المحسودون» (8).

الحديث الثالث: ابن يعقوب عن معلي بن محمد عن الوشاء عن حماد بن عثمان عن أبي الصباح قال:سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قول اللّه عز و جل: أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (9) فقال:«يا أبا الصباح نحن و اللّه الناس المحسودون» (10).

الحديث الرابع: ابن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن بريد العجلي عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه عز و جل: فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (11) «جعل منهم الرسل و الأنبياء و الأئمة فكيف يقرون في آل إبراهيم و ينكرونه في آل محمد صلّي اللّه عليه و آله»قال:قلت: وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (12) قال:«الملك العظيم أن جعل فيهم أئمة من أطاعهم أطاع اللّه و من عصاهم عصي اللّه فهو الملك العظيم» (13).

الحديث الخامس: ابن يعقوب عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسي عن الحسين بن المختار عن بعض أصحابنا عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه عز و جل: وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً... (14) قال:«الطاعة المفروضة»و هذا الباب قد تقدم بزيادة كثيرة في المقصد الأول و كذا سابقه (15).

ص: 291


1- سوره 4 - آيه 52
2- سوره 4 - آيه 53
3- سوره 4 - آيه 54
4- سوره 4 - آيه 54
5- سوره 4 - آيه 55
6- الكافي:205/1 ح 1.
7- سوره 4 - آيه 54
8- الكافي:206/1 ح 2.
9- سوره 4 - آيه 54
10- الكافي:206/1 ح 4.
11- سوره 4 - آيه 54
12- سوره 4 - آيه 54
13- الكافي:206/1 ح 5.
14- سوره 4 - آيه 54
15- الكافي:186/1 ح 4.

الباب الثالث و العشرون

في قوله تعالي وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضي (1)

من طريق العامة و فيه حديثان الحديث الأول: ابن الفقيه المغازلي الشافعي في كتاب(الفضائل)قال:أخبرنا أحمد بن محمد ابن عبد الوهاب إجازة أن أبا أحمد عمر بن عبد اللّه شوذب أخبرهم حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق حدّثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام قال:حدّثنا محمد بن الصباح الدولائي قال:حدّثنا الحكم ابن ظهير عن السدي في قوله تعالي: وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً (2) قال:المودة في آل محمد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله.

و في قوله وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضي (3) قال:رضي محمد أن يدخل أهل بيته الجنة (4).

الحديث الثاني: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة قال:أخبرني أحمد بن إبراهيم عن عبد الرّحمن بن عبد السميع إجازة عن شاذان القمي قرأ عليه عن محمد بن عبد العزيز عن محمد بن أحمد بن علي قال:أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسين الحداد قال:

نبأنا أبو نعيم قال:نبّأنا أبو بكر بن البراء قال:نبّأنا محمد بن أحمد الكاتب قال:نبّأنا عيسي بن مهران قال:نبأنا حفص بن عمر قال:نبّأنا الحكم بن ظهير عن أبي الزناد عن زيد بن علي في قوله عز و جل:

وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضي (5) فقال:إن من رضي رسول اللّه أن يدخل أهل بيته و ذريته في الجنة (6).

ص: 292


1- سوره 93 - آيه 5
2- سوره 42 - آيه 23
3- سوره 93 - آيه 5
4- مناقب ابن المغازلي:/195ح 360.
5- سوره 93 - آيه 5
6- درر السمطين:/295/2ب /61ح 553.

الباب الرابع و العشرون

في قوله تعالي وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضي (1)

من طريق الخاصة و فيه حديث واحد محمد بن العباس عن أحمد بن محمد النوفلي عن أحمد بن محمد الكاتب عن عيسي بن مهران بإسناده إلي زيد بن علي عليه السّلام في قول اللّه عز و جل: وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضي (2) قال:إنّ رضا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إدخال أهل بيته و شيعتهم الجنة،و كيف لا،و إنما خلقت الجنة لهم (3)و النار لأعدائهم،فعلي أعدائهم لعنة اللّه و الملائكة و الناس أجمعين (4).

ص: 293


1- سوره 93 - آيه 5
2- سوره 93 - آيه 5
3- و يؤيده ما روي في ذلك: لولاك ما خلقت الافلاك عن سليمان بن عساكر في حديث قدسي:«لقد خلقت الدنيا و اهلها لأعرفهم كرامتك و منزلتك عندي،و لولاك ما خلقت الدنيا»(لوامع انوار الكوكب الدري:15/1). و عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في حديث:«انا و انت من شجرة واحدة و لولانا لم يخلق اللّه الجنة و لا النار و لا الأنبياء و لا الملائكة»(بحار الأنوار:349/26 ح 23،و الهداية الكبري:101). *أقول:أحاديث«لولاك ما خلقت الافلاك-فلو لا محمد صلّي اللّه عليه و آله ما خلقت آدم و لا الجنة و لا النار»و نحوهما،مروي عند الخاصة و العامة بطرق متكثرة(الخصائص الكبري:7/1 باب خصوصيته بكتب اسمه علي العرش،و إلزام الناصب:40/1 الثمرة الخامسة،و عيون اخبار الرضا:205/1 باب 26 ح 22،و لوامع انوار الكوكب الدري:/1 15،و الفتاوي الحديثية:134،و مناقب الخوارزمي:318،و مقتل الخوارزمي:15/1،و الفردوس بمأثور الخطاب:77/1 ح 8031،و جامع الأحاديث:77/1 ح 369،و كنز العمال:431/11 ح 32025،و فصص الأنبياء:25،و المستدرك:615/2،و إرشاد القلوب:414/2،و الأنوار النعمانية:243/1،و اثبات الوصية: 77). لولاكم ما استدارت الأكر و لا استنارت شمس و لا قمر و لا تدلي غصن و لا ثمر و لا تندي ورق و لا خضر و لا سري بارق و لا مطر(مشارق أنوار اليقين:246-247).
4- بحار الأنوار:142/16 ح 10.

الباب الخامس و العشرون

في قوله تعالي فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَ ما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (1) (2)

من طريق العامة و فيه حديث واحد محمد بن الصباح الزعفراني عن المزني عن الشافعي عن مالك بن حميد عن أنس قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في قوله تعالي: فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (3) :«إن فوق الصراط عقبة كئودا طولها ثلاثة آلاف عام ألف عام هبوط و ألف عام شوك و حسك و عقارب و حيات و ألف عام صعود أنا أول من يقطع تلك العقبة و ثاني من يقطع تلك العقبة علي بن أبي طالب»و قال بعد كلام«لا يقطعها في غير مشقة إلاّ محمد و أهل بيته»الخبر (4).

الباب السادس و العشرون

في قوله تعالي فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَ ما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ (5)

من طريق الخاصة و فيه أحد عشر حديثا الحديث الأول: محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلي بن محمد عن محمد بن جمهور عن يونس قال:أخبرني من رفعه إلي أبي عبد اللّه عليه السّلام في قول اللّه عز و جل: فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَ ما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ (6) يعني بقوله فَكُّ رَقَبَةٍ (7) «ولاية أمير المؤمنين فإن ذلك فك رقبة» (8).

الحديث الثاني: ابن يعقوب عن علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبان بن تغلب عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:قلت له:جعلت فداك فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (9) قال:«من أكرمه اللّه بولايتنا فقد جاز العقبة،و نحن تلك العقبة التي من اقتحمها نجا»قال:فسكت فقال لي:

«هل أفيدك حرفا خير لك من الدنيا و ما فيها؟»قلت:بلي جعلت فداك قال:قوله: فَكُّ رَقَبَةٍ (10) ثم

ص: 294


1- سوره 90 - آيه 11
2- البلد:11-14.
3- سوره 90 - آيه 11
4- مناقب آل أبي طالب:6/2.
5- سوره 90 - آيه 11
6- سوره 90 - آيه 11
7- سوره 90 - آيه 13
8- الكافي:422/1 ح 49.
9- سوره 90 - آيه 11
10- سوره 90 - آيه 13

قال:«الناس كلهم عبيد النار غيرك و أصحابك فإن اللّه فك رقابهم من النار بولايتنا أهل البيت» (1).

الحديث الثالث: ابن بابويه في كتاب(بشارات الشيعة)عن أبيه قال:حدثني سعد بن عبد اللّه قال:حدثني عباد بن سليمان عن أبان بن تغلب عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:قلت:جعلت فداك فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (2) و ذكر الحديث السابق بعنيه (3).

الحديث الرابع: علي بن إبراهيم في تفسيره قال:حدّثنا جعفر بن محمد قال:حدّثنا عبد اللّه ابن موسي عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في قوله:

فَكُّ رَقَبَةٍ (4) قال:«بنا تفك الرقاب و بمعرفتنا،و نحن المطعمون في يوم الجوع و هو المسغبة» (5).

الحديث الخامس: محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسيره عن الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسي عن يونس بن يعقوب عن يونس بن زهير عن أبان قال:سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن هذه الآية فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (6) قال:«يا أبان هل بلغك من أحد فيها شيء؟»فقلت لا فقال:«نحن العقبة فلا يصعد إلينا إلاّ من كان منّا»ثم قال:«يا أبا ألا أزيدك فيها حرفا خيرا لك من الدنيا و ما فيها»؟قلت:بلي قال:«فك رقبة الناس مماليك النار كلهم غيرك و غير أصحابك ففكهم اللّه منها» قلت:بما فكنا منها؟قال:«بولايتكم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام» (7).

الحديث السادس: محمد بن العباس عن أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن محمد بن عمر عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في قوله تعالي: فَكُّ رَقَبَةٍ (8) قال:«الناس كلهم عبيد النار إلاّ من دخل في طاعتنا و ولايتنا فقد فك رقبته من النار و العقبة ولايتنا» (9).

الحديث السابع: محمد بن العباس قال:حدّثنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمد الطبري بإسناده عن محمد بن فضيل عن أبان بن تغلب قال:سألت أبا جعفر عليه السّلام عن قول اللّه عز و جل: فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (10) فضرب بيده علي صدره و قال:«نحن العقبة التي من اقتحمها نجا»ثم سكت ثم قال:«ألا افيدك كلمة خير لك من الدنيا و ما فيها»و ذكر الحديث الذي تقدم (11).

الحديث الثامن: محمد بن العباس عن محمد بن القاسم عن عبيد بن كثير عن إبراهيم بن إسحاق عن محمد بن فضيل عن أبان بن تغلب عن الإمام جعفر بن محمد عليه السّلام في قوله عز و جل

ص: 295


1- الكافي:430/1 ح 88.
2- سوره 90 - آيه 11
3- فضائل الشيعة للصدوق:/25ح 19.
4- سوره 90 - آيه 13
5- تفسير القمي:423/2.
6- سوره 90 - آيه 11
7- بحار الأنوار:281/24 ح 2.
8- سوره 90 - آيه 13
9- بحار الأنوار:281/24 ح 3.
10- سوره 90 - آيه 11
11- بحار الأنوار:281/24 ح 4.

فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (1) قال:«نحن العقبة و من اقتحمها نجا و بنا فك اللّه رقابكم من النار» (2).

الحديث التاسع: روي عن الباقر عليه السّلام أنه قال:«نحن العقبة التي من اقتحمها نجا ثم سكت ثم قال لي ألا أزيدك كلمة هي خير لك من الدنيا و ما فيها قوله تعالي فك رقبة الناس كلهم عبيد النار ما خلا نحن و شيعتنا فك اللّه رقابهم من النار» (3).

الحديث العاشر: علي بن إبراهيم في تفسيره قال:قوله: فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَ ما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ (4) قال:قال:«العقبة الأئمة من صعدها فك رقبته من النار»قال:«لا يقيه من التراب شيء» (5).

الحديث الحادي عشر: علي بن إبراهيم قال:خبرنا أحمد بن إدريس قال:حدّثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن إسماعيل بن عباد عن الحسين بن أبي يعقوب عن بعض أصحابه عن أبي جعفر عليه السّلام:« أَ يَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (6) يعني يقتل في قتله بنت النبي صلّي اللّه عليه و آله يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً (7) يعني الذي جهز به النبي صلّي اللّه عليه و آله في جيش العسرة أَ يَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (8) قال:

فساد كان في نفسه أَ لَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (9) يعني رسول اللّه وَ لِساناً (10) يعني أمير المؤمنين وَ شَفَتَيْنِ (11) يعني الحسن و الحسين وَ هَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ (12) إلي ولايتهما فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَ ما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ (13) يقول:ما اعلمك و كل شيء في القرآن و ما ادراك فهو ما اعلمك و يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ (14) يعني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و المقربة قرباه أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ (15) يعني أمير المؤمنين متربا بالعلم» (16).

ص: 296


1- سوره 90 - آيه 11
2- بحار الأنوار:282/24 ح 5.
3- بحار الأنوار:281/24 ح 4.
4- سوره 90 - آيه 11
5- تفسير القمي:423/2.
6- سوره 90 - آيه 5
7- سوره 90 - آيه 6
8- سوره 90 - آيه 7
9- سوره 90 - آيه 8
10- سوره 90 - آيه 9
11- سوره 90 - آيه 9
12- سوره 90 - آيه 10
13- سوره 90 - آيه 11
14- سوره 90 - آيه 15
15- سوره 90 - آيه 16
16- تفسير القمي:423/2.

الباب السابع و العشرون

في قوله تعالي إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (1) (2)

من طريق العامة و فيه أحد عشر حديثا الحديث الأول: ابن شهرآشوب من طريق المخالفين عن أبي بكر الهذلي عن الشعبي أن رجلا أتي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا رسول اللّه علمني شيئا ينفعني اللّه به قال:«عليك بالمعروف فإنه ينفعك في عاجل دنياك و اخرتك»إذا قبل علي عليه السّلام فقال:يا رسول اللّه فاطمة تدعوك قال:«نعم» فقال الرجل من هذا يا رسول اللّه قال:«هذا من الذين أنزل اللّه فيهم إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (3) » (4).

الحديث الثاني: ابن شهرآشوب أيضا عن ابن عباس و أبي برزة و ابن شراحيل و الباقر عليه السّلام قال:

«قال النبي صلّي اللّه عليه و آله لعلي مبتدئا: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (5) أنت و شيعتك و ميعادي و ميعادكم الحوض إذا حشر الناس جئت أنت و شيعتك غرا محجلين» (6).

الحديث الثالث: إبراهيم الأصفهاني فيما نزل في القرآن في علي عليه السّلام بالإسناد عن شريك بن عبد اللّه عن أبي إسحاق عن الحارث قال علي عليه السّلام:نحن أهل بيت لا نقاس بالناس»فقام رجل فأتي ابن عباس فأخبره بذلك فقال:صدق علي،أو ليس النبي لا يقاس بالناس،و قد نزل في علي عليه السّلام: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) (8).

الحديث الرابع: أبو بكر الشيرازي في كتاب(نزول القرآن في شأن أمير المؤمنين عليه السّلام)في حديث مالك بن أنس عن حميد عن أنس بن مالك قال: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ (9) نزلت في علي صدق أول الناس برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ (10) تمسكوا بأداء الفرائض أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (11) يعني عليا أفضل الخليقة بعد النبي إلي آخر السورة (12).

الحديث الخامس: الأعمش عن عطية عن الخدري و روي الخطيب الخوارزمي عن جابر أنّه لما

ص: 297


1- سوره 98 - آيه 7
2- البينة:7.
3- سوره 98 - آيه 7
4- مناقب آل أبي طالب:266/2.
5- سوره 98 - آيه 7
6- مناقب آل أبي طالب:266/2.
7- سوره 98 - آيه 7
8- مناقب آل أبي طالب:267/2.
9- سوره 98 - آيه 7
10- سوره 98 - آيه 7
11- سوره 98 - آيه 7
12- مناقب آل أبي طالب:267/2.

نزلت هذه الآية قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«علي خير البرية»و في رواية جابر كان أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إذا أقبل علي قالوا:جاء خير البرية (1).

الحديث السادس: أبو المؤيد موفق بن أحمد في كتاب(المناقب)قال:أخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهر دار الديلي فيما كتب لي من همدان حدّثنا أبو الفتح عبدوس بن عبد اللّه بن عبدوس الهمداني إجازة عن الشريف أبي طالب الفضل بن محمد بن طاهر الجعفري رضي اللّه عنه بداره بأصبهان في سكة الخوز،أخبرنا الشيخ الحافظ أبو بكر أحمد بن موسي ابن مردويه بن فورك الأصبهاني حدّثنا أحمد بن محمد بن السري أخبرنا المنذر بن محمد بن المنذر حدثني أبي حدثني عمي الحسين بن سعيد عن أبيه عن إسماعيل بن زياد البزاز عن إبراهيم ابن مهاجر حدّثنا يزيد بن شراحيل الأنصاري كاتب علي قال:سمعت عليا-كرم اللّه وجهه-يقول:

«حدثني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أنا مسنده إلي صدري فقال أي علي أ لم تسمع قول اللّه تعالي: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (2) أنت و شيعتك و موعدي و موعدكم الحوض إذا جثت الأمم للحساب تدعون غرا محجلين» (3).

الحديث السابع: الحبري يرفعه إلي ابن عباس قال: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (4) في علي عليه السّلام و شيعته (5).

الحديث الثامن: في(كتاب شواهد التنزيل)للحاكم أبي إسحاق الحسكاني قال:أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ بالإسناد المرفوع إلي يزيد بن شرحيل الأنصاري كاتب علي قال:سمعت عليا عليه السّلام يقول:«قبض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أنا مسنده إلي صدري فقال:يا علي أ لم تسمع قول اللّه إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (6) هم شيعتك و موعدي و موعدكم الحوض إذا اجتمع الأمم للحساب تدعون غرا محجلين». (7)

الحديث التاسع: مقاتل ابن سليمان عن الضحاك عن ابن عباس في قوله: هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (8) قال:نزلت في علي و أهل بيته (9).

الحديث العاشر: صاحب كتاب(الأربعين)و هو الثامن و العشرون من أحاديث الأربعين قال:

أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن الحسن الصفار بقراءتي عليه قال:أخبرنا أبو عمر بن مهدي قال

ص: 298


1- مناقب آل أبي طالب:267/2.
2- سوره 98 - آيه 7
3- المناقب:/265ح 247.
4- سوره 98 - آيه 7
5- تفسير فرات عنه:583،و الدر المنثور:79/6،و شواهد التنزيل:466/2 ح 1136.
6- سوره 98 - آيه 7
7- شواهد التنزيل:459/2 ح 1125.
8- سوره 98 - آيه 7
9- شواهد التنزيل:473/2 ح 1146.

أخبرنا أبو العباس بن عقبة قال:حدثنا محمد بن أحمد القطواني قال:حدثنا إبراهيم بن جعفر بن عبد اللّه بن محمد بن مسلم عن أبي الزبير عن جابر بن عبد اللّه قال:كنّا عند النبي صلّي اللّه عليه و آله فاقبل علي ابن أبي طالب عليه السّلام فقال النبي:«قد أتاكم أخي»ثم التفت إلي الكعبة فضربها (1)بيده ثم قال:«و الذي نفسي بيده إن هذا و شيعته لهم الفائزون يوم القيامة»ثم قال:«إنه أولكم إيمانا معي و أوفاكم بعهد اللّه و أقومكم بأمر اللّه و أعدلكم في الرعية و أقسمكم بالسوية و أعظمكم عند اللّه مزية»قال:فنزلت إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (2) قال فكان أصحاب محمد صلّي اللّه عليه و آله إذا أقبل علي عليه السّلام قالوا:قد جاء خير البرية (3).

الحديث الحادي عشر: أبو نعيم الأصفهاني يرفعه إلي تميم بن جذلم عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال:

لما نزلت هذه الآية قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«هم أنت و شيعتك،تأتي أنت و شيعتك يوم القيامة راضين مرضيين و يأتي عدوكم غضابا مقمحين (4)» (5).

ص: 299


1- في الينابيع:فمسها.
2- سوره 98 - آيه 7
3- تاريخ دمشق:371/42 ط.دار الفكر.
4- الاقماح:رفع الرأس و غض البصر.
5- المعجم الأوسط:187/4،و كنز العمال:156/13 ح 36483.

الباب الثامن و العشرون

في قوله تعالي إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (1)

من طريق الخاصة و فيه سبعة أحاديث الحديث الأول: محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسيره عن أحمد بن الهيثم عن الحسن ابن عبد الواحد عن الحسن بن الحسين عن يحيي بن مساور عن إسماعيل بن زياد عن إبراهيم بن مهاجر عن يزيد بن شراحيل كاتب علي عليه السّلام قال:سمعت عليا عليه السّلام يقول:«حدثني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أنا مسنده إلي صدري و عائشة عن أذني فاصغت عائشة لتسمع ما يقول فقال:يا أخي أ لم تسمع قول اللّه عز و جل: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (2) أنت و شيعتك و موعدي و موعدكم الحوض إذا جثت الأمم تدعون غرا محجلين شباعا مرويين» (3).

الحديث الثاني: محمد بن العباس عن أحمد بن هودة عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد اللّه بن حماد عن عمرو بن شمر عن أبي مخنف عن يعقوب بن يزيد ثم أنه وجد في كتب أبيه أن عليا عليه السّلام قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:« إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (4) ثم التفت إليّ و قال:هم أنت يا علي و شيعتك و ميعادك و ميعادهم الحوض تأتون غرا محجلين متوجين»قال يعقوب:فحدثت بهذا الحديث أبا جعفر عليه السّلام فقال:«هكذا هذا هو عندنا في كتاب علي عليه السّلام» (5).

الحديث الثالث: محمد بن العباس عن أحمد بن محمد الوراق عن أحمد بن إبراهيم عن الحسن بن أبي عبد اللّه عن مصعب بن سالم عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السّلام عن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مرضه الذي قبض فيه لفاطمة عليها السّلام:«يا بنية بأبي أنت و أمي ارسلي إلي بعلك فادعيه لي»فقالت فاطمة للحسن عليه السّلام:«انطلق إلي أبيك فقل له:إن جدي يدعوك»فانطلق إليه الحسن فدعاه فأقبل أمير المؤمنين عليه السّلام حتي دخل علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و فاطمة عنده و هي تقول:« وا كرباه لكربك يا أبتاه»فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله«لا كرب علي أبيك بعد هذا اليوم يا فاطمة إن النبي لا يشق عليه الجيب و لا يخمش عليه الوجه و لا يدعي عليه بالويل و لكن

ص: 300


1- سوره 98 - آيه 7
2- سوره 98 - آيه 7
3- بحار الأنوار:389/23 ح 99.
4- سوره 98 - آيه 7
5- بحار الأنوار:390/23 ح 100.

قولي كما قال أبوك علي إبراهيم:تدمع العين و قد يوجع القلب و لا نقول ما يسخط الرب و إنّا عليك يا إبراهيم لمحزونون و لو عاش إبراهيم لكان نبيا-ثم قال-:يا علي ادن منّي فدنا منه فقال ادخل أذنك في فمي»ففعل فقال:«يا أخي أ لم تسمع قول اللّه عز و جل في كتابه: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (1) .

قال:«بلي يا رسول اللّه»قال:«هم أنت و شيعتك تجيئون غرا محجلين شباعا مرويين أ لم تسمع قول اللّه عز و جل في كتابه: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَ الْمُشْرِكِينَ فِي نارِ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (2) قال:«بلي يا رسول اللّه».

قال:«هم أعداؤك و شيعتهم يجيئون يوم القيامة مسودة وجوههم ظماء مظمئين أشقياء معذبين كفارا منافقين ذلك لك و لشيعتك و هذا لعدوك و شيعتهم» (3).

الحديث الرابع: محمد بن العباس عن جعفر بن محمد الحسيني و محمد بن أحمد الكاتب قال:

حدّثنا محمد بن علي بن خلف عن أحمد بن عبد اللّه عن معاوية بن عبد اللّه بن أبي رافع عن أبيه عن جده أبي رافع أن عليا عليه السّلام قال لأهل الشوري:«انشدكم باللّه هل تعلمون يوم أتيتكم و أنتم جلوس مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:هذا أخي قد أتاكم ثم التفت إلي الكعبة و قال:و رب الكعبة المبنية إن هذا و شيعته هم الفائزون يوم القيامة ثم أقبل عليكم و قال أما إنه أولهم إيمانا،و اقومكم بأمر اللّه و أوفاكم بعهد اللّه و أقضاكم بحكم اللّه و أعدلكم في الرعية و اقسمكم بالسوية و أعظمكم عند اللّه مزية فأنزل اللّه سبحانه إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (4) فكبر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و كبرتم و هنأتموني بأجمعكم فهل تعلمون أن ذلك كذلك»؟قالوا:اللهم نعم (5).

الحديث الخامس: الشيخ الطوسي في أماليه قال:قرئ عليّ أبي القاسم بن شبل بن أسد الوكيل و أنا اسمع في منزله ببغداد في الربض بباب المحول في صفر سنة عشر و أربعمائة حدّثنا ظفر بن حمدون بن أحمد بن شداد البادرائي أبو منصور ببادرايا في شهر ربيع الآخر من سبع و أربعين و ثلاثمائة قال:حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي الأحمري في منزله بفارسفان من رستاق الاسفيدهان من كورة نهاوند في شهر رمضان من سنة خمس و تسعين و مائتين قال:حدّثنا عبد اللّه ابن حماد الأنصاري عن عمرو بن شمر عن يعقوب بن ميثم الثمار مولي علي بن الحسين قال:

دخلت علي أبي جعفر عليه السّلام فقلت له:جعلت فداك يا ابن رسول اللّه إني وجدت في كتب أبي أن عليا قال:لأبي ميثم:«أحبب حبيب آل محمد و إن كان فاسقا زانيا،و ابغض مبغض آل محمد و إن كان

ص: 301


1- سوره 98 - آيه 7
2- سوره 98 - آيه 6
3- بحار الأنوار:263/24-264 ح 22.
4- سوره 98 - آيه 7
5- بحار الأنوار:346/31 ح 21.

صواما قواما فإني سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو يقول إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (1) ثم التفت إليّ و قال:«هم و اللّه أنت و شيعتك يا علي و ميعادهم الحوض غدا غرا محجلين متوجين»فقال أبو جعفر:«هكذا هو عيانا في كتاب علي» (2).

الحديث السادس: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عمرو عبد الواحد بن محمد بن عبد اللّه بن محمد بن مهدي قال:أخبرنا أبو العباس أحمد بن سعيد بن عقدة قال:حدّثنا محمد بن أحمد بن الحسن القطواني قال:حدّثنا إبراهيم بن أنس الأنصاري قال:حدثني إبراهيم بن جعفر بن عبد اللّه ابن محمد بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر بن عبد اللّه قال:كنّا عند النبي صلّي اللّه عليه و آله فاقبل علي بن أبي طالب عليه السّلام فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«قد أتاكم أخي ثم التفت إلي الكعبة فضربها بيده»ثم قال:«و الذي نفسي بيده إن هذا و شيعته لهم الفائزون يوم القيامة»ثم قال:«إنه أولكم إيمانا معي و أوفاكم بعهد اللّه و أقومكم بأمر اللّه و أعدلكم في الرعية و اقسمكم بالسوية و اعظمكم عند اللّه مزية قال:فنزلت إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (3) قال:فكان أصحاب محمد صلّي اللّه عليه و آله إذا أقبل علي صلّي اللّه عليه و آله قالوا:قد جاء خير البرية (4).

الحديث السابع: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عبد اللّه أحمد بن عبدون المعروف ب(ابن الحاشر)قال:أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن الزبير القرشي قال:أخبرنا علي بن الحسن بن فضال قال:أخبرنا العباس بن عامر قال:حدّثنا أحمد بن رزق عن يحيي بن العلاء الرازي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:دخل علي علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو في بيت أم سلمة فلما راه قال:«كيف أنت يا علي إذا جمعت الأمم و وضعت الموازين و برز لعرض خلقه و دعي الناس إلي ما لا بد منه؟قال فدمعت عين أمير المؤمنين عليه السّلام فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ما يبكيك يا علي؟تدعي و اللّه أنت و شيعتك غرا محجلين رواء مرويين مبيضة وجوههم و يدعي بعدوك مسودة وجوههم أشقياء معذبين أ ما سمعت إلي قول اللّه: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (5) أنت و شيعتك «و الذين كفروا بآياتنا أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6) عدوك يا علي» (7).

ص: 302


1- سوره 98 - آيه 7
2- أمالي الطوسي:/495مجلس /14ح 57.
3- سوره 98 - آيه 7
4- أمالي الطوسي:/251مجلس /9ح 40.
5- سوره 98 - آيه 7
6- سوره 98 - آيه 6
7- أمالي الطوسي:/671مجلس /36ح 21.

الباب التاسع و العشرون

في قوله تعالي لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النّارِ وَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ (1)

من طريق العامة و فيه حديث واحد

أبو المؤيد موفق بن أحمد من اعيان علماء العامة قال:انبأني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار ابن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إلي من همدان قال:أخبرنا عبدوس بن عبد اللّه بن عبدوس الهمداني من كتابه حدّثنا أبو الحسين أحمد بن محمد البزاز ببغداد حدّثنا القاضي أبو عبد اللّه الحسين بن هارون بن محمد الضبي حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ أن محمد بن أحمد القطواني حدثهم قال:حدّثنا إبراهيم بن أنس الأنصاري حدّثنا إبراهيم بن جعفر ابن عبد اللّه بن محمد بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر قال:كنا عند النبي صلّي اللّه عليه و آله فاقبل علي أبي طالب رضي اللّه عنه فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:فقد أتاكم أخي،ثم التفت الي الكعبة فضربها بيده ثم قال:«و الذي نفسي بيده إن هذا و شيعته هم الفائزون يوم القيامة».

ص: 303


1- سوره 59 - آيه 20

الباب الثلاثون

في قوله تعالي لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النّارِ وَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ (1) (2)

من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث الحديث الأول: ابن بابويه قال:حدّثنا أبو الحسن علي بن عيسي المجاور في مسجد الكوفة قال:حدّثنا إسماعيل بن علي بن رزين بن أخي دعبل بن علي الخزاعي عن أبيه قال:حدّثنا الإمام أبو الحسن علي بن موسي الرضا عليه السّلام قال:حدثني أبي عن آبائه عن علي بن أبي طالب قال:«إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله تلا هذه الآية لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النّارِ وَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ (3) فقال صلّي اللّه عليه و آله أصحاب الجنة من أطاعني و سلم لعلي بن أبي طالب بعدي و أقر بولايته و أصحاب النار من سخط الولاية و نقض العهد و قاتله بعدي» (4).

الحديث الثاني: الشيخ الطوسي في أماليه بإسناده عن أمير المؤمنين عليه السّلام أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله تلا هذه الآية لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النّارِ وَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ (5) فقال:«أصحاب الجنة من اطاعني و سلم لعلي بن أبي طالب بعدي،و اقر بولايته»فقيل:و أصحاب النار قال:«من سخط الولاية و نقض العهد و قاتله بعدي» (6).

الحديث الثالث: الطوسي في أماليه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا محمد بن جعفر الرزاز قال:حدّثنا جدي محمد بن عيسي القيسي قال:حدّثنا إسحاق بن يزيد الطائي قال:

حدّثنا سعد بن ظريف الحنظلي عن عطية بن سعد العوفي عن محدوج بن زيد الذهلي فكان في وفد قومه إلي النبي صلّي اللّه عليه و آله تلا هذه الآية لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النّارِ وَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ (7) قال:فقلنا:يا رسول اللّه من أصحاب الجنة؟قال:«من أطاعني و سلم لهذا من بعدي» قال:و أخذ رسول اللّه بكف علي و هو يومئذ إلي جنبه فرفعها فقال:«ألا إن عليا مني و أنا منه فمن حاده فقد حادني و من حادني أسخط اللّه عز و جل»ثم قال:«يا علي حربك حربي و سلمك سلمي و أنت العلم بيني و بين أمتي»قال عطية:فدخلت علي زيد بن أرقم منزله فذكرت له حديث

ص: 304


1- سوره 59 - آيه 20
2- الحشر:20.
3- سوره 59 - آيه 20
4- عيون أخبار الرضا:253/2 ح 22 باب 27.
5- سوره 59 - آيه 20
6- أمالي الطوسي:/363مجلس /13ح 13.
7- سوره 59 - آيه 20

محدوج بن زيد قال:ما ظننت أن بقي ممن سمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول هذه غيري شهد لقد حدثني به رسول اللّه ثم قال:لقد حاده رجال سمعوا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قوله هذا و قد ردوا (1).

الحديث الرابع: صاحب الأربعين الحديث في الحديث التاسع و العشرين قال:أخبرنا أبا علي ابن محمد بن محمد المقري رضي اللّه عنه بقراءتي عليه قال:حدّثنا السيد أبو طالب يحيي بن الحسين هارون العلوي الحسني املاء قال:حدّثنا أبو أحمد أبو محمد بن علي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمد بن جعفر القمي قال:حدّثنا أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي قال:حدّثنا الحسن بن محبوب عن صفوان ابن يحيي قال:قال جعفر بن محمد عليه السّلام:«من اعتصم باللّه تبارك و تعالي هدي و من توكل علي اللّه عز و جل كفي،و من قنع بما رزقه اللّه اغني و من اتقي اللّه نجا،فاتقوا اللّه عباد اللّه ما استطعتم و أطيعوا اللّه و سلموا الأمر لأهله تفلحوا،و اصبروا إن اللّه مع الصابرين وَ لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللّهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ (2) الآية لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النّارِ وَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ (3) و هم شيعة علي عليه السّلام حدثني بذلك أبي عن أبيه عن أمّ سلمة زوج النبي صلّي اللّه عليه و آله أنها قالت قرأني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النّارِ وَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ (4) فقلت:يا رسول اللّه من أصحاب النار؟قال:مبغض علي و ذريته و منقصوهم،فقلت:يا رسول اللّه فمن الفائزون؟قال شيعة علي هم الفائزون» (5).

الحديث الخامس: صاحب كتاب الأربعين قال:أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن الحسن الصفار بقراءتي عليه قال:أخبرنا أبو عمران مهدي قال:أخبرنا أبو العباس ابن عقدة قال:حدثنا محمد بن أحمد القطواني قال:حدّثنا[إبراهيم بن أنس حدثنا]إبراهيم بن جعفر عن عبد اللّه بن محمد بن مسلم عن أبي الزبير عن جابر بن عبد اللّه قال:كنا عند النبي فاقبل علي بن أبي طالب عليه السّلام فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«قد أتاكم أخي»ثم التفت إلي الكعبة فضربها بيده فقال:«و الذي نفسي بيده ان هذا و شيعته هم الفائزون يوم القيامة»ثم قال«إنه أولكم إيمانا معي و أوفاكم بعهد اللّه و أقومكم بأمر اللّه و أعدلكم في الرعية و أقسمكم في السوية و أعظمكم عند اللّه مزية قال و نزلت: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (6) » (7).

ص: 305


1- أمالي الطوسي:/485مجلس /17ح 32.
2- سوره 59 - آيه 19
3- سوره 59 - آيه 20
4- سوره 59 - آيه 20
5- البحار:399/66 ح 92،و بشارة المصطفي عن الأربعين:/155ح 115.
6- سوره 98 - آيه 7
7- بشارة المصطفي عن الأربعين:149 ح 104.

الباب الحادي و الثلاثون

في قوله تعالي مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (1) (2)

من طريق العامة و فيه خمسة أحاديث الحديث الأول: إبراهيم بن محمد الجويني في كتاب(فرائد السمطين في فضائل المرتضي و البتول و السبطين)و هو من علماء العامة قال:أخبرني أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه بن محمد الفامي،أنبأنا القاضي أبو الحسين محمد بن عثمان النصيبي ببغداد نبأنا أبو بكر محمد بن الحسين البيهقي السبيعي بحلب حدثني الحسين بن إبراهيم الجصاص ابن حسين بن الحكم بن إسماعيل ابن أبان عن فضيل بن الزبير عن أبي داود السبيعي عن أبي عبد اللّه الجدلي قال:دخلت علي علي ابن أبي طالب عليه السّلام فقال:«يا أبا عبد اللّه ألا أ لا أنبئك بالحسنة التي من جاء بها أدخله اللّه الجنة و السيئة التي من جاءها أكبّه اللّه في النار و لم يقبل معها عملا؟»قلت:بلي قال:«الحسنة حبنا و السيئة بغضنا فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها (3) أي من هذه الحسنة أي فله من هذه الحسنة خير يوم القيامة،و هو الثواب و الأمن»قال ابن عباس: فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها (4) أي يصل إليه الخير،و عن ابن عباس أيضا فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها (5) يعني الثواب لأن الطاعة فعل العبد،و الثواب فعل اللّه تعالي و قيل:هو أن اللّه تعالي يقبل إيمانه و حسناته و قبول اللّه سبحانه خير من عمل العبد و قيل: فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها (6) أي رضوان اللّه تعالي قال اللّه تعالي: وَ رِضْوانٌ مِنَ اللّهِ أَكْبَرُ (7) و قال محمد بن كعب و عبد الرّحمن بن زيد فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها (8) أي الأضعاف أعطاه اللّه تعالي بالواحدة عشرا فصاعدا فهذا خير منها و لقد أحسن ابن كعب و ابن زيد في تأويلهما،لأن للأضعاف خصائص،منها:أن العبد يسأل عن عمله و لا يسأل عن الأضعاف، و منها أن للشيطان سبيلا إلي عمله و لا سبيل إلي الأضعاف؛و لأنه لا يطمح للخصوم في الأضعاف، و لأن دار الحسنة دار الدنيا و دار الأضعاف الجنة؛و لأن الحسنة علي استحقاق العبد و التضعيف كما يليق بكرم الرب سبحانه (9).

الحديث الثاني: الحمويني هذا أخبرني أحمد بن إبراهيم بن عمر إجازة عن عبد الرّحمن بن

ص: 306


1- سوره 27 - آيه 89
2- النمل:89-90.
3- سوره 27 - آيه 89
4- سوره 27 - آيه 89
5- سوره 27 - آيه 89
6- سوره 27 - آيه 89
7- سوره 9 - آيه 72
8- سوره 27 - آيه 89
9- فرائد السمطين:/297/2باب /61ح 554.

عبد السميع اجازه عن شاذان بن جبرئيل قرأه عليه،أنبأنا محمد بن عبد العزيز القمي أنبأنا حاكم الدين محمد بن أحمد بن علي أبو عبد اللّه قال:نبأنا أبو علي الحداد قال:نبأنا أبو نعيم قال:نبأنا بن سهيل قال:نبأنا أحمد بن محمد بن شيبة أبو العباس قال:نبأنا محمد بن الحسين الخثعمي قال:نبأنا أرطاة بن حبيب قال:نبأنا فضيل ابن الزبير الرسان عن عبد الملك عن زادان و أبي داود عن أبي عبد اللّه الجدلي قال:قال لي علي صلوات اللّه عليه و آله:«يا أبا عبد اللّه ألا أخبرك بالحسنة التي من جاء بها أمن من الفزع الأكبر يوم القيامة و بالسيئة التي من جاء بها كبت وجوههم في النار فلم يقبل منها عمل ثم قرأ مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النّارِ (1) ثم قال:«يا أبا عبد اللّه الحسنة حبنا و السيئة بغضنا» (2).

الحديث الثالث: الحمويني هذا أخبرني شيخنا الإمام مجد الدين محمد بن يحيي بن الحسين أبو الحسن الكرخي إجازة أن لم يكن سماعا بقراءتي عليه قال:أنبأنا الرضي المؤيد بن محمد بن علي إجازة أنبأنا جدي لأمي محمد بن العباس العصاري أبو العباس سماعا عليه،أنبأنا القاضي أبو سعيد محمد بن سعيد الفرخزادي قال:أنبأنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي قال في تفسير قوله تعالي: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (3) قوله: مَنْ جاءَ (4) أي:من وافي اللّه تعالي (5).

الحديث الرابع: و الحبري يرفعه إلي أبي عبد اللّه الجدلي قال:دخلت علي علي عليه السّلام فقال:«يا أبا عبد اللّه ألا أنبئك بالحسنة التي من جاء بها أدخله اللّه الجنة و فعل به و السيئة التي من جاء بها أدخله اللّه النار و لم يقبل له معها عمل»قال:قلت:بلي يا أمير المؤمنين فقال:«الحسنة حبنا و السيئة بغضنا» (6).

الحديث الخامس: أبو نعيم الأصفهاني بإسناده عن أبي عبد اللّه الجدلي قال:قال علي عليه السّلام:«ما السيئة التي من جاء بها كبت وجوههم في النار فلم يقبل معها عمل ثم قرأ مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (7) ؟قال:يا عبد اللّه الحسنة حبنا و السيئة بغضنا» (8).

ص: 307


1- سوره 27 - آيه 89
2- فرائد السمطين:/299/2باب /61ح 555.
3- سوره 27 - آيه 89
4- سوره 27 - آيه 89
5- فرائد السمطين:/297/2باب /61ح 554.
6- ينابيع المودة:291/1،و تفسير الحبري:68.
7- سوره 27 - آيه 89
8- بحار الأنوار:42/24 ذيل ح 3،و شواهد التنزيل:552/1.

الباب الثاني و الثلاثون

في قوله تعالي مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (1)

من طريق الخاصة و فيه أربعة عشر حديثا الحديث الأول: محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلي بن محمد عن محمد بن وارمة و محمد بن عبد اللّه عن علي بن حسان عن عبد الرّحمن بن كثير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:قال أبو جعفر عليه السّلام:«دخل أبو عبد اللّه الجدلي علي أمير المؤمنين عليه السّلام فقال له:يا أبا عبد اللّه ألا أخبرك بقول اللّه عز و جل: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (2) ؟قال:بلي يا أمير المؤمنين جعلت فداك فقال:

الحسنة معرفة الولاية و حبنا أهل البيت و السيئة انكار الولاية و بغضنا أهل البيت» (3).

الحديث الثاني: ابن يعقوب عن علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه عز و جل: وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً (4) قال:«من تولي الأوصياء من آل محمد و اتبع آثارهم فذاك يزيده ولاية من مضي من النبيين و المؤمنين الأولين حتي تصل ولايتهم إلي آدم عليه السّلام و هو قول اللّه عز و جل: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها... (5) يدخله الجنة و هو قول اللّه عز و جل: قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ (6) يقول أجر المودة الذي لم أسألكم غيره فهو لكم تهتدون به و تنجون من عذاب يوم القيامة» (7).

الحديث الثالث: علي بن إبراهيم قال:حدّثنا محمد بن مسلمة قال:حدّثنا يحيي بن زكريا اللؤلؤي عن علي بن حسان عن عبد الرّحمن بن كثير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قوله: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها (8) قال:«هي للمسلمين عامة و الحسنة الولاية فمن عمل من حسنة كتبت له عشر فأن لم تكن ولاية رفع عنه بما عمل من حسنة في الدنيا و ماله في الآخرة من خلاق» (9).

الحديث الرابع: الشيخ الطوسي في أماليه قال:أخبرنا جماعة عن أبي الفضل قال:أخبرنا أبو عروبة الحسين بن محمد بن أبي معشر الحراني إجازة قال:حدّثنا إسماعيل بن موسي بن بنت

ص: 308


1- سوره 27 - آيه 89
2- سوره 27 - آيه 89
3- الكافي:185/1 ح 14.
4- سوره 42 - آيه 23
5- سوره 27 - آيه 89
6- سوره 34 - آيه 47
7- الكافي:389/8 ح 574.
8- سوره 6 - آيه 160
9- تفسير القمي:131/2.

السدي الفزاري الكوفي قال:حدّثنا عاصم بن حميد الحناط عن فضيل الرسان عن نفيع أبي داود السبيعي قال:حدثني أبو عبد اللّه الجدلي قال:قال لي علي بن أبي طالب عليه السّلام:«ألا أحدثك يا أبا عبد اللّه بالحسنة التي من جاء بها أمن فزع يوم القيامة،و السيئة التي جاء بها أكب اللّه وجهه في النار؟

قلت:بلي يا أمير المؤمنين.

قال:«الحسنة حبنا و السيئة بغضنا» (1).

الحديث الخامس: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمد بن محمد-يعني المفيد-قال:أخبرني أبو غالب أحمد بن محمد الزراري قال:حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الحميري عن محمد بن الحسين ابن أبي الخطاب عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن عمار بن موسي الساباطي قال:

قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام:إن أبا أمية يوسف بن ثابت حدث عنك أنك قلت:«لا يضر مع الإيمان عمل و لا ينفع من الكفر عمل»فقال:«إنه لم يسألني أبو أمية عن تفسيرها إنما عنيت بهذا أنه من عرف الإمام عليه السّلام من آل محمد و تولاه ثم عمل لنفسه بما شاء من عمل الخير قبل منه ذلك و ضوعف له أضعافا كثيرة،فانتفع باعمال الخير مع المعرفة فهذا ما عنيت بذلك و كذلك لا يقبل اللّه من العباد الأعمال الصالحة التي يعملونها إذا تولوا الإمام الجائر الذي ليس من اللّه تعالي»فقال له عبد اللّه ابن أبي يعفور أ ليس اللّه تعالي قال: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (2) فكيف لا ينفع العمل الصالح من تولي أئمة الجور؟فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام:«و هل تدري ما الحسنة التي عناها اللّه تعالي في هذه الآية هي و اللّه معرفة الإمام و طاعته و قد قال اللّه عز و جل:

وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (3) و إنما أراد السيئة انكار الإمام هو الذي من اللّه تعالي»ثم قال أبو عبد اللّه عليه السّلام:«من جاء يوم القيامة بولاية إمام جائر ليس من اللّه و جاء منكرا لحقنا جاحدا لولايتنا أكبه اللّه تعالي يوم القيامة في النار» (4).

الحديث السادس: محمد بن العباس قال:حدّثنا المنذر بن محمد عن أبيه عن الحسين بن سعيد عن أبيه عن أبان بن تغلب عن فضيل بن الذمي عن أبي الجارود عن أبي داود السبيعي عن أبي عبد اللّه الجدلي قال:قال لي أمير المؤمنين عليه السّلام:«يا أبا عبد اللّه هل تدري ما الحسنة التي من جاء بها فله خير منها و هم من فزع يومئذ آمنون و من جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار»؟قلت:لا قال:«الحسنة مودتنا أهل البيت و السيئة عداوتنا أهل البيت» (5).

ص: 309


1- أمالي الطوسي:/493مجلس /17ح 49.
2- سوره 27 - آيه 89
3- سوره 27 - آيه 90
4- أمالي الطوسي:/417مجلس /14ح 87.
5- بحار الأنوار:41/24 ح 2.

الحديث السابع:محمد بن العباس قال:حدّثنا علي بن عبد اللّه عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن ابن جبلة الكناني عن سلام بن أبي حمزة الخراساني عن أبي الجارود عن أبي عبد اللّه الجدلي قال:قال لي أمير المؤمنين عليه السّلام:«ألا أخبرك بالحسنة التي من جاء بها أمن من فزع يوم القيامة و السيئة التي من جاء بها كبّ علي وجهه في نار جهنم؟»قلت نعم يا أمير المؤمنين قال:«الحسنة حبنا أهل البيت و السيئة بغضنا أهل البيت» (1).

الحديث الثامن: محمد بن العباس قال:حدّثنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن عمار الساباطي قال:كنت عند أبي عبد اللّه عليه السّلام فسأله عبد اللّه بن أبي يعفور عن قول اللّه عز و جل: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (2) فقال:«و هل تدري ما الحسنة؟إنما الحسنة معرفة الإمام و طاعته و طاعته من طاعة اللّه» (3).

الحديث التاسع: محمد بن العباس بالاسناد المذكور عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«الحسنة ولاية أمير المؤمنين»محمد بن العباس قال:حدّثنا علي بن عبد اللّه عن إبراهيم بن محمد عن إسماعيل ابن بشار عن علي جعفر الحضري عن جابر الجعفي أنه سأل أبا جعفر عليه السّلام عن قول اللّه عز و جل مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النّارِ (4) قال:«الحسنة ولاية علي و السيئة عداوته و بغضه» (5).

الحديث العاشر: أحمد بن محمد بن خالد البرقي في كتاب(المحاسن)عن ابن فضال عن عاصم بن حميد عن فضيل الرسان عن أبي داود عن أبي عبد اللّه قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام:«يا أبا عبد اللّه ألا أحدثك بالحسنة التي من جاء بها أمن من فزع يوم القيامة و بالسيئة التي من جاء بها أكبه اللّه علي وجهه في النار؟قلت:بلي قال:«الحسنة حبنا و السيئة بغضنا» (6).

الحديث الحادي عشر: أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي في(مجمع البيان)قال:حدّثنا السيد أبو الحمد مهدي بن نزار الحسني قال:حدّثنا الحاكم أبو القاسم عبيد اللّه بن عبد اللّه الحسكاني قال:أخبرنا محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن محمد قال:حدّثنا عبد العزيز بن أحمد بن يحيي بن أحمد قال:حدثني عبد الرّحمن بن الفضل قال:حدثني جعفر بن الحسين قال:حدثني محمد بن زيد بن علي عن أبيه قال:سمعت أبا جعفر عليه السّلام:يقول«دخل أبو عبد اللّه الجدلي علي أمير المؤمنين عليه السّلام فقال له:يا أبا عبد اللّه ألا أخبرك بقول اللّه عز و جل مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ (7) ...إلي

ص: 310


1- بحار الأنوار:42/24 ح 3.
2- سوره 27 - آيه 89
3- بحار الأنوار:42/24 ح 4.
4- سوره 27 - آيه 89
5- بحار الأنوار:42/24 ح 5.
6- المحاسن:150/1 ح 69.
7- سوره 27 - آيه 89

قوله تَعْمَلُونَ (1) ؟قال:بلي جعلت فداك قال:الحسنة حبنا أهل البيت و السيئة بغضنا» (2).

الحديث الثاني عشر: الطبرسي أيضا قال:حدّثنا السيد أبو الحمد قال:حدّثنا السيد أبو الحمد قال:حدّثنا الحاكم أبو القاسم قال:خبرنا أبو عثمان سعيد بن محمد الحميري قال حدثنا جدي أحمد بن إسحاق الحميري قال:حدّثنا جعفر بن سهل قال:حدّثنا أبو زرعة عثمان بن عبد اللّه القرشي قال:حدّثنا أبو لهيعة عن أبي الزبير عن جابر بن عبد اللّه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا علي لو أن أمتي صاموا حتي صاروا كالأوتار،و صلوا حتي صاروا كالحنايا ثم أبغضوك لأكبهم اللّه علي مناخرهم في النار» (3).

الحديث الثالث عشر: علي بن إبراهيم قال:حدثني أبي عن بن أبي عمير عن منصور بن يونس عن عمرو بن أبي شيبة عن أبي جعفر عليه السّلام قال:سمعته يقول:«ابتداء منه إن اللّه إذا بدا له أن يبين خلقه و يجمعهم لما لا بد منه أمر منادي ينادي فتجتمع الإنس و الجن في اسرع من طرفة عين ثم اذن لسماء الدنيا فتنزل و كان من وراء الناس و اذن للسماء الثانية فتنزل و هي ضعف التي تليها، فإذا رآها أهل سماء الدنيا قالوا:جاء ربنا قالوا لا و هو آت يعني أمره حتي تنزل كل سماء تكون كل واحدة منها من وراء الأخري و هي ضعف التي تليها ثم ينزل أمر اللّه في ظلل من الغمام و الملائكة و قضي الأمر و إلي اللّه ترجع الأمور ثم يأمر اللّه مناديا يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلاّ بِسُلْطانٍ (4) »قال:و بكي عليه السّلام حتي إذا سكت قال:قلت:جعلني اللّه فداك يا أبا جعفر و أين رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أمير المؤمنين عليه السّلام و شيعته قال أبو جعفر عليه السّلام:«رسول اللّه و علي عليهما السّلام و شيعته علي كثبان (5)من المسك الأذفر علي منابر من نور يحزن الناس و لا يحزنون و يفزع الناس و لا يفزعون ثم تلا هذه الآية: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (6) فالحسنة ولاية علي عليه السّلام ثم قال: لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَ تَتَلَقّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (7) » (8).

الحديث الرابع عشر: علي بن إبراهيم في تفسيره في معني الحسنة:قال:«و اللّه ولاية أمير المؤمنين عليه السّلام» (9).

ص: 311


1- سوره 27 - آيه 90
2- مجمع البيان:410/7.
3- مجمع البيان:410/7.
4- سوره 55 - آيه 33
5- و هو التلّ من الرمل.
6- سوره 27 - آيه 89
7- سوره 21 - آيه 103
8- تفسير القمي:77/2.
9- تفسير القمي:131/2.

الباب الثالث و الثلاثون

في قوله تعالي وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ (1) (2)

من طريق العامة و فيه حديثان الحديث الأول: علي بن الجعد عن شعبة عن حماد بن سلمة عن أنس قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«إن اللّه خلق آدم من طين كيف يشاء»ثم قال وَ يَخْتارُ (3) أن اختارني و أهل بيتي علي جميع الخلق فانتجبنا فجعلني الرسول و جعل علي بن أبي طالب الوصي»ثم قال:«ما كان لهم الخيرة يعني ما جعلت للعباد أن يختاروا و لكني اختار من اشاء فأنا و أهل بيتي صفوة اللّه و خيرته من خلقه ثم قال: سُبْحانَ اللّهِ (4) يعني تنزيها للّه عما يشركون به كفار مكة» (5).

الحديث الثاني: الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازي في كتابه المستخرج من تفاسير الاثني عشر و هو من مشايخ أهل السنّة في تفسير قوله تعالي: وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ (6) يرفعه إلي أنس بن مالك قال:سألت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عن هذه الآية فقال:«إن اللّه خلق آدم من الطين كيف يشاء و يختار و إن اللّه تعالي اختارني و أهل بيتي علي جميع الخلق فانتجبنا فجعلني الرسول و جعل علي بن أبي طالب الوصي،ثم قال ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ (7) يعني ما جعلت للعباد أن يختاروا و لكني اختار من اشاء فأنا و أهل بيتي صفوته و خيرته من خلقه ثم قال سبحان اللّه يعني تنزها للّه عما يشركون به كفار مكة ثم قال: وَ رَبُّكَ (8) يعني يا محمد لَيَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ (9) من بغض المنافقين لك و لأهل بيتك و ما يعلنون بألسنتهم من الحب لك و لأهل بيتك» (10).

ص: 312


1- سوره 28 - آيه 68
2- القصص:68.
3- سوره 28 - آيه 68
4- سوره 12 - آيه 108
5- مناقب آل أبي طالب:220/1.
6- سوره 28 - آيه 68
7- سوره 28 - آيه 68
8- سوره 28 - آيه 68
9- سوره 27 - آيه 74
10- مناقب آل أبي طالب:220/1،و بحار الأنوار:47/32 ذيل ح 152.

الباب الرابع و الثلاثون

في قوله تعالي وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ (1)

من طريق الخاصة و فيه حديث واحد

محمد بن يعقوب عن أبي القاسم رضي اللّه عنه رفعه عن عبد العزيز بن مسلم و روي ابن بابويه في كتاب (معاني الأخبار)قال أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أبو أحمد القاسم بن أحمد بن محمد بن علي الهاروني قال:حدّثنا أبو حامد عمران بن موسي بن إبراهيم عن الحسن بن القاسم الزمام قال:حدثني القاسم بن مسلم عن أخيه عبد العزيز بن مسلم و اللفظ لمحمد بن يعقوب قال كنا مع الرضا عليه السّلام بمرو فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة في بدء مقدمنا فاداروا أمر الإمامة.و ذكروا كثرة اختلاف الناس فيها فدخلت علي سيدي عليه السّلام فاعلمته خوض الناس في ذلك فتبسم عليه السّلام ثم قال:«يا عبد العزيز جهلوا القوم و خدعوا عن أديانهم إن اللّه عز و جل لم يقبض نبيه صلّي اللّه عليه و آله حتي أكمل لهم الدين و أنزل عليه القرآن فيه تبيان كل شيء بين فيه الحلال و الحرام و الحدود و الأحكام و جميع ما يحتاج الناس إليه كملا و قال عز و جل: ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ (2) و أنزل في حجة الوداع و هي آخر عمره صلّي اللّه عليه و آله اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (3) فأمر الإمامة من تمام الدين و لم يمض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حتي بيّن لأمته معالم دينهم و اوضح لهم سبيلهم و تركهم علي قصد سبيل الحق و اقام لهم عليا عليه السّلام علما و إماما و ما ترك شيئا تحتاج إليه الأمة إلاّ بيّنة فمن زعم أن اللّه عز و جل لم يكمل دينه فقد رد كتاب اللّه،و من رد كتاب اللّه فهو كافر.

هل تعرفون قدر الإمامة و محلها من الأمة فيجوز فيها اختيارهم إن الإمامة أجل قدرا و أعظم شأنا و أعلي مكانا و أمنع جانبا و أبعد غورا من أن يبلغها الناس بعقولهم أو ينالوها بآرائهم أو يقيموا إماما باختيارهم إن الإمامة خص اللّه عز و جل بها إبراهيم الخليل عليه السّلام بعد النبوة و الخلة مرتبة ثالثة و فضيلة شرفه بها و أشاد بها ذكره فقال: إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً (4) فقال الخليل عليه السّلام سرورا بها: وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي (5) ؟قال اللّه تبارك و تعالي: لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ (6) فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم إلي يوم القيامة فصارت في الصفوة ثم أكرمه اللّه تعالي بأن جعلها اللّه في ذريته أهل

ص: 313


1- سوره 28 - آيه 68
2- سوره 6 - آيه 38
3- سوره 5 - آيه 3
4- سوره 2 - آيه 124
5- سوره 2 - آيه 124
6- سوره 2 - آيه 124

الصفوة و الطهارة فقال: وَ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ نافِلَةً وَ كُلاًّ جَعَلْنا صالِحِينَ وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَ أَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَ إِقامَ الصَّلاةِ وَ إِيتاءَ الزَّكاةِ وَ كانُوا لَنا عابِدِينَ (1) .

فلم تزل في ذريته يرثها بعض عن بعض قرنا فقرنا حتي ورثها اللّه عز و جل النبي صلّي اللّه عليه و آله فقال جل و تعالي إِنَّ أَوْلَي النّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَ هذَا النَّبِيُّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ اللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (2) فكانت له خاصة فقلدها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليا عليه السّلام بأمر اللّه عز و جل علي رسم ما فرضها اللّه فصارت في ذريته الأوصياء الذين أتاهم اللّه العلم و الإيمان بقوله جل و علا: وَ قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَ الْإِيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللّهِ إِلي يَوْمِ الْبَعْثِ (3) فهي في ولد علي عليه السّلام خاصة إلي يوم القيامة إذ لا نبي بعد محمد صلّي اللّه عليه و آله فمن أين يختار هؤلاء الجهال الإمامة.

إن الإمامة هي منزلة الأنبياء و إرث الأوصياء إن الإمامة خلافة اللّه و خلافة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و مقام أمير المؤمنين عليه السّلام و ميراث الحسن و الحسين عليهما السّلام،لقوله عزّ و جل وَ قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَ الْإِيمانَ (4) إن الإمامة زمام الدين و نظام المسلمين و صلاح الدنيا و عز المؤمنين،إن الإمامة أسّ الإسلام النامي و فرعه السامي بالإمام تمام الصلاة و الزكاة و الصيام و الحج و الجهاد و توفير الفيء و الصدقات و امضاء الحدود و الأحكام و منع الثغور و الأطراف و الإمام يحل حلال اللّه و يحرم حرام اللّه و يقيم حدود اللّه و يذب عن دين اللّه و يدعوا إلي سبيل ربه بالحكمة و الموعظة الحسنة بالحجة البالغة و الإمام كالشمس الطالعة المجللة بنورها للعالم و هي في الافق بحيث لا تنالها الأيدي و الأبصار،و الإمام البدر المنير و السراج الزاهر و النور الساطع و النجم الهادي في غياهب الدجي،و البلدان القفار و لجج البحار،و الإمام الماء العذب علي الظماء و الدال علي الهدي المنجي من الردي،الإمام النار علي اليفاع (5)الحار لمن اصطلي و الدليل في المهالك من فارقه فهالك.

الإمام السحاب الماطر و الغيث الهاطل و الشمس المضيئة و السماء الظليلة و الأرض البسيطة و العين الغزيرة و الغدير و الروضة الإمام الأنيس الرفيق و الوالد الشفيق و الأخ الشقيق و الأم البرّة بالولد الصغير و مفزع العباد في الداعية الناد،الإمام أمين اللّه في خلقه و حجته علي عباده و خليفته في بلاده و الداعي إلي اللّه و الذاب عن حرم اللّه،و الإمام المطهر من الذنوب المبرأ من العيوب المخصوص بالعلم الموسوم بالحلم نظام الدين و عز المسلمين و غيظ المنافقين و بوار

ص: 314


1- سوره 21 - آيه 72
2- سوره 3 - آيه 68
3- سوره 30 - آيه 56
4- سوره 30 - آيه 56
5- في الحديث:«الإمام النار كلما اليفاع»أي يضيء القريب و البعيد«للحار لمن اصطلي»أي لمن أراد الانتفاع، و اليفاع ما ارتفع من الأرض،و اليفاع ما ارتفع من كل شيء مجمع البحرين(هامش المخطوط).

الكافرين،و الإمام واحد دهره لا يدانيه أحد و لا يعادله عالم لا يوجد عنه بدل و لا له مثل و لا نظير مخصوص بالفضل كله من غير طلب منه له و لا اكتساب بل اختصاص من المفضل الوهاب،فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام أو يمكنه اختياره؟هيها هيهات ضلت العقول و تاهت الحلوم و حارت الألباب و خسئت العيون و تصاغرت العظماء و تيحرت الحكماء و تقاصرت الحلماء و حصرت الخطباء و جهلت الألباء و كلت الشعراء و عجزت الأدباء و عيبت البلغاء عن وصف شأن من شأنه أو فضيلة من فضائله فأقرت بالعجز و التقصير و كيف يوصف بكله أو ينعت بكنهه أو يفهم شيء من أمره أو يوجد من يقوم مقامه و يغني غناه.

لا و كيف و اني و هو بحيث النجم من أيدي المتناولين و وصف الواصفين فأين الاختيار من هذا؟!و أين العقول عن هذا؟!و أين يوجد مثل هذا اظنوا أن ذلك يوجد في غير آل محمد صلّي اللّه عليه و آله كذبتهم و اللّه انفسهم و منتهم الأباطيل فارتقوا مرتقا صعبا دحضا تزل عنه إلي الحضيض أقدامهم راموا إقامة الإمام بعقول جائرة بائرة ناقصة و آراء مضلة فلم يزدادوا منه إلاّ بعدا قاتلهم اللّه أني يؤفكون و لقد راموا صعبا و قالوا إفكا و ضلوا ضلالا بعيدا و وقعوا في الحيرة إذ تركوا الإمام عن بصيرة وَ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَ كانُوا مُسْتَبْصِرِينَ (1) و رغبوا عن اختيار اللّه و اختيار رسوله إلي اختيارهم و القرآن يناديهم وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحانَ اللّهِ وَ تَعالي عَمّا يُشْرِكُونَ (2) .

و قال عز و جل: وَ ما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَي اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ (3) و قال ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ أَمْ لَكُمْ كِتابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَما تَخَيَّرُونَ أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ إِلي يَوْمِ الْقِيامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَما تَحْكُمُونَ سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكائِهِمْ إِنْ كانُوا صادِقِينَ (4) .

و قال عز و جل: أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلي قُلُوبٍ أَقْفالُها (5) أم طُبِعَ عَلي قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ (6) أم قالُوا سَمِعْنا وَ هُمْ لا يَسْمَعُونَ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ وَ لَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ وَ لَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَ هُمْ مُعْرِضُونَ (7) أم قالُوا سَمِعْنا وَ عَصَيْنا (8) ذلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (9) فكيف لهم باختيار الإمام؟!و الإمام عالم لا يجهل وداع لا ينكل معدن القدس و الطهارة و النسك و النزاهة و العلم و العبادة مخصوص بدعوة الرسول صلّي اللّه عليه و آله و نسل الطاهرة البتول لا مغمز فيه في نسب و لا يدانيه ذو حسب في النسب من قريش و الذروة من هاشم و العترة من الرسول صلّي اللّه عليه و آله و الرضا من اللّه جلّ و عزّ شرف الأشراف و الفرع من عبد مناف نامي العلم كامل

ص: 315


1- سوره 29 - آيه 38
2- سوره 28 - آيه 68
3- سوره 33 - آيه 36
4- سوره 68 - آيه 36
5- سوره 47 - آيه 24
6- سوره 9 - آيه 87
7- سوره 8 - آيه 21
8- سوره 2 - آيه 93
9- سوره 57 - آيه 21

الحلم مضطلع بالإمامة عالم بالسياسة مفروض الطاعة قائم بأمر اللّه عز و جل ناصح لعباد اللّه عز و جل حافظ لدين اللّه،إن الأنبياء و الأئمة صلوات اللّه عليهم يوفقهم اللّه و يؤتيهم من مخزون علمه و حكمه ما لا يؤتيه غيرهم ليكون علمهم فوق علم أهل زمانهم في قوله جل و تعالي: أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَي الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاّ أَنْ يُهْدي فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (1) و قوله تبارك و تعالي:

وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً (2) و قوله في طالوت: إِنَّ اللّهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَ زادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَ الْجِسْمِ وَ اللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ وَ اللّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (3) و قال لنبيه صلّي اللّه عليه و آله أَنْزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ عَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَ كانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً (4) و قال في الأئمة من أهل بيت نبيه و عترته و ذريته صلوات اللّه عليهم: أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَ كَفي بِجَهَنَّمَ سَعِيراً (5) .

و إن العبد إذا اختاره اللّه عز و جل لأمور عباده شرح لذلك صدره و أودع قلبه ينابيع الحكمة و ألهمه العلم الهاما،فلم يع بعده بجواب و لا يحير فيه عن صواب فهو معصوم مؤيد موفق مسدد قد أمن الخطأ و الزلل و العثار،و يخصه بذلك ليكون حجته علي عباده و شاهده علي خلقه ذلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (6) فهل يقدرون علي مثل هذا؟فيختارونه أو يكون مختارهم بهذه الصفة فيقدمونه بعدوا و بيت اللّه من الحق نَبَذَ (7) كِتابَ اللّهِ وَراءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ (8) و في كتاب اللّه الهدي و الشفاء فنبذوه و اتبعوا اهواءهم فذمهم اللّه و مقتهم و أنفسهم فقال جل و تعالي: وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُديً مِنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ (9) و قال:

فَتَعْساً لَهُمْ وَ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ (10) و قال: كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللّهِ وَ عِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ يَطْبَعُ اللّهُ عَلي كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبّارٍ (11) و صلي اللّه علي النبي و آله و سلم تسليما كثيرا» (12).

ص: 316


1- سوره 10 - آيه 35
2- سوره 2 - آيه 269
3- سوره 2 - آيه 247
4- سوره 4 - آيه 113
5- سوره 4 - آيه 54
6- سوره 57 - آيه 21
7- سوره 2 - آيه 101
8- سوره 2 - آيه 101
9- سوره 28 - آيه 50
10- سوره 47 - آيه 8
11- سوره 40 - آيه 35
12- الكافي:198/1 ح 1،معاني الأخبار:96-2/101.

الباب الخامس و الثلاثون

في قوله تعالي وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدي (1) (2)

من طريق العامة و فيه حديث واحد أبو نعيم الأصفهاني صاحب(حلية الأبرار)بإسناده إلي عون بن أبي جحيفة عن أبيه في قوله تعالي: وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدي (3) عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:«إلي ولايتنا» (4).

الباب السادس و الثلاثون

في قوله تعالي وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدي (5)

من طريق الخاصة و فيه اثني عشر حديثا الحديث الأول: محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير و محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد بن عيسي عن ابن فضال جميعا عن أبي جميلة عن خالد بن عمار عن سدير قال:سمعت أبا جعفر عليه السّلام و هو داخل و أنا خارج و أخذ بيدي ثم استقبل البيت فقال:«يا سدير إنما أمر الناس أن يأتوا هذه الأحجار فيطوفوا بها ثم يأتونا فيعلمونا ولايتهم لنا و هو قول اللّه تعالي: وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدي (6) ثم أومأ بيده إلي صدره إلي ولايتنا»ثم قال:«يا سدير فأريك الصادين عن دين اللّه»ثم نظر إلي أبي حنيفة و سفيان الثوري في ذلك الزمان و هم حلق في المسجد فقال:«هؤلاء الصادون عن دين اللّه تعالي بلا هدي من اللّه و لا كتاب مبين إن هؤلاء الأخابث لو جلسوا في بيوتهم فجال الناس فلم يجدوا أحدا يخبرهم عن اللّه تبارك و تعالي و عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حتي يأتونا فنخبرهم عن اللّه تبارك و تعالي و عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله» (7).

الحديث الثاني: محمد بن الحسن الصفار في كتاب(بصائر الدرجات)عن محمد بن عيسي عن

ص: 317


1- سوره 20 - آيه 82
2- طه:82.
3- سوره 20 - آيه 82
4- بحار الأنوار:166/32 ح 151.
5- سوره 20 - آيه 82
6- سوره 20 - آيه 82
7- الكافي:393/1 ح 3.

صفوان عن يعقوب بن شعيب قال:سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قول اللّه تبارك و تعالي: وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدي (1) قال:«و من تاب من ظلم و آمن من كفر و عمل صالحا ثم اهتدي إلي ولايتنا»ثم أومأ بيده إلي صدره (2).

الحديث الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن أحمد بن عبد اللّه عن أبيه عن محمد بن خالد قال:حدّثنا سهل بن زياد الفارسي قال:حدّثنا محمد بن منصور عن عبد اللّه بن جعفر عن محمد ابن الفيض بن المختار عن أبيه عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن أبيه عن جده عليه السّلام قال:

«خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ذات يوم و هو راكب،و خرج علي عليه السّلام و هو يمشي،فقال له:يا أبا الحسن أما أن تركب و إما أن تنصرف»و ذكر الحديث إلي أن قال فيه:«و اللّه يا علي ما خلقت إلا لتعبد ربك و ليشرف بك معالم الدين و يصلح بك دارس السبيل و لقد ضل من ضل عنك و لن يهتدي الي اللّه عزّ و جل من لم يهتد إليك و إلي ولايتك و هو قول ربي عز و جل: وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدي (3) يعني إلي ولايتك» (4).

الحديث الرابع: علي بن إبراهيم في تفسيره قال:حدّثنا أحمد بن علي بن محمد قال:حدّثنا الحسن بن عبيد اللّه عن السندي بن محمد عن أبان عن الحارث بن يحيي عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله: وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدي (5) «ألا تري كيف اشترط و لم تنفعه التوبة و الإيمان و العمل الصالح حتي اهتدي و اللّه لو جهد أن يعمل بعمل ما قبل منه حتي يهتدي»قال:

قلت:إلي من جعلني اللّه فداك؟

قال:«إلينا» (6).

الحديث الخامس: محمد بن العباس قال:حدّثنا علي بن عباس البلخي قال:حدّثنا عباد بن يعقوب عن علي بن هاشم عن جابر بن الحر عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله تعالي:

وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدي (7) قال:«إلي ولايتنا» (8).

الحديث السادس: محمد بن العباس قال:حدّثنا الحسين بن عامر عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن المنخل عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه عز و جل: وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدي (9) قال:«إلي ولاية أمير المؤمنين عليه السّلام» (10).

ص: 318


1- سوره 20 - آيه 82
2- بصائر الدرجات:6/78.
3- سوره 20 - آيه 82
4- أمالي الصدوق:803/583.
5- سوره 20 - آيه 82
6- تفسير القمي:61/2.
7- سوره 20 - آيه 82
8- بحار الأنوار:148/24 ح 26.
9- سوره 20 - آيه 82
10- بحار الأنوار:148/24 ح 27.

الحديث السابع: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللّه بن محمد بن مهدي قال:أخبرنا-أحمد يعني ابن عقدة-قال:أخبرنا الحسن بن علي بن بزيع قال:

حدّثنا القاسم بن الضحاك قال:حدّثنا شهر بن خوشب أخو العوام عن أبي سعيد الهمداني عن أبي جعفر عليه السّلام إِلاّ مَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً (1) قال:«و اللّه لو أنه تاب و آمن و عمل صالحا و لم يهتد إلي ولايتنا و مودتنا و معرفة فضلنا ما اغني عنه ذلك شيئا» (2).

الحديث الثامن: محمد بن العباس قال:حدّثنا محمد بن همام عن محمد بن إسماعيل العلوي عن عيسي بن داود النجار عن أبي الحسن موسي بن جعفر عليه السّلام في قول اللّه عز و جل: وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدي (3) قال:«إلي ولايتنا» (4).

الحديث التاسع: أحمد بن محمد بن خالد البرقي في(المحاسن)عن أبيه عن حماد بن عيسي فيما أعلم عن يعقوب بن شعيب قال:سألت أبا عبد اللّه عن قول اللّه عز و جل: إِلاّ مَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً (5) ثم اهتدي قال:«إلي ولايتنا و اللّه أ ما تري كيف اشترط اللّه عز و جل» (6).

الحديث العاشر: أبو علي الطبرسي في(مجمع البيان)قال أبو جعفر الباقر عليه السّلام:« ثُمَّ اهْتَدي (7) إلي ولايتنا[أهل البيت فو اللّه]لو أن رجلا عبد اللّه عمره ما بين الركن و المقام ثم مات و لم يجيء بولايتنا إلاّ أكبه (8)اللّه في النار علي وجهه» (9).

الحديث الحادي عشر: الطبرسي قال:روي الحاكم أبو القاسم الحسكاني بإسناده و أورده العياشي في تفسيره من عدة طرق (10).

و عن محمد بن سليمان بإسناد عن داود بن كثير البرقي قال:دخلت علي أبي عبد اللّه عليه السّلام فقلت له:جعلت فداك قوله تعالي: وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدي (11) فما هذا الاهتداء بعد التوبة و الإيمان و العمل الصالح؟فقال:«معرفة الأئمة و اللّه إمام بعد إمام» (12).

الحديث الثاني عشر: علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن الفضيل عن زرارة عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله تعالي ثُمَّ اهْتَدي (13) قال:«اهتدي إلينا» (14).

ص: 319


1- سوره 19 - آيه 60
2- أمالي الطوسي:468/259.
3- سوره 20 - آيه 82
4- بحار الأنوار:150/24 ح 34.
5- سوره 19 - آيه 60
6- المحاسن:142/1 ح 35.
7- سوره 20 - آيه 82
8- في المصدر:لأكبه.
9- مجمع البيان:45/7.
10- مجمع البيان:45/7.
11- سوره 20 - آيه 82
12- فضائل الشيعة:/26ح 22،تأويل الآيات:316/1 ح 9.
13- سوره 20 - آيه 82
14- تفسير القمي:61/2.

الباب السابع و الثلاثون

في قوله تعالي يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ (1) (2)

من طريق العامة و فيه تسعة أحاديث الحديث الأول: الثعالبي في تفسير هذه الآية قال:قال أبو جعفر محمد بن علي عليهما السّلام:«معناه بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ (3) في فضل علي بن أبي طالب عليه السّلام»و في نسخة أخري أنه عليه السّلام قال:«يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك في علي»و قال:هكذا نزلت»رواه جعفر بن محمد:«فلما نزلت هذه الآية أخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بيد علي و قال:من كنت مولاه فعلي مولاه» (4).

الحديث الثاني: الثعالبي قال:أخبرني أبو محمد عبد اللّه بن محمد القاضي حدّثنا أبو الحسين محمد بن عثمان النصيبي حدّثنا أبو بكر محمد بن الحسين عن حسان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ (5) الآية نزلت في علي بن أبي طالب أمر النبي صلّي اللّه عليه و آله أن يبلغ فيه فأخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بيد علي عليه السّلام و قال:«من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه» (6).

الحديث الثالث: (كشف الغمة)عن زر عن عبد اللّه قال:كنا نقرأ علي عهد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله«يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك أن عليا مولي المؤمنين فإن لم تفعل فما بلغت رسالته و اللّه يعصمك من الناس» (7).

الحديث الرابع: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة في كتاب(فرائد السمطين في فضائل المرتضي و البتول و السبطين)قال:أخبرني السيد النسيب الحسيب برهان الدين أبو الوفاء إبراهيم بن عمر بن محمد الحسني المدني أبوه اذنا في سنه لما قدم علينا ببحر أباد قال:أنبأنا الإمام جمال الدين محمد بن أسعد البخاري حيلوله و أخبرني الشيخ الإمام مجد الدين عبد اللّه ابن محمود بن مردود الموصلي و بدر الدين محمد بن محمد بن أسعد البخاري إجازة بروايتهم عن أبي

ص: 320


1- سوره 5 - آيه 67
2- المائدة:67.
3- سوره 5 - آيه 67
4- العمدة:132/99 عن الثعلبي.
5- سوره 5 - آيه 67
6- العمدة:134/100 عن الثعلبي.
7- كشف الغمة:326/1.

المظفر عبد الرحيم بن أبي سعد عبد الكريم السمعاني إجازة و أنبأنا الشيخ عبد الحافظ بن بدران بقراءتي عليه قلت له:أخبرك عبد الخالق بن الأنجب بن المعمر التستري إجازة بروايتهما عن أبي الأسعد هبة الرّحمن بن عبد و الواحد بن أبي قاسم القشيري قال:أنبأنا أبو بكر محمد بن إسماعيل التفليسي سماعا عليه،أنبأنا أبو يعلي حمزة بن عبد العزيز المهلبي الصيدلاني قال:أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسن القطان أنبأنا الفضل بن العباس نبأنا عاصم بن عبد اللّه نبأنا إسماعيل بن زياد عن أبي معشر عن المقبري عن أبي هريرة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ليلة اسري بي إلي السماء سمعت نداء من تحت العرش أن عليا عليه السّلام راية الهدي و حبيب من يؤمن بي بلغ عليا عليه السّلام»فلما نزل النبي صلّي اللّه عليه و آله من السماء نسي ذلك فأنزل اللّه عز و جل يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ إِنَّ اللّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ (1) (2).

الحديث الخامس: محمد بن أحمد بن شاذان.

من طريق المخالفين بحذف الإسناد في المناقب المائة عن أبي هريرة قال:قال رسول اللّه عليه السّلام:

«ليلة أسري بي إلي السماء السابعة سمعت نداء من تحت العرش:إن عليا آية الهدي و حبيب من يؤمن بي بلغ عليا فلما نزل عن السماء نسي ذلك فأنزل اللّه تعالي يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ (3) في علي وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ (4) الآية (5).

الحديث السادس: صاحب(المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة)عن محمد بن إسحاق عن أبي جعفر عن أبيه عن جده عليه السّلام قال:«لما انصرف رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من حجة الوادع نزل أرضا يقال لها(ضوجان)فنزلت هذه الآية يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ (6) فلما نزلت عصمته من الناس نادي الصلاة جامعة فاجتمع الناس إليه فقال صلّي اللّه عليه و آله:من أولي منكم بأنفسكم،فضجوا بأجمعهم و قالوا:اللّه و رسوله،فأخذ بيد علي بن أبي طالب عليه السّلام و قال:من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله،فإنّه مني و أنا منه و هو مني بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبي بعدي، و كان آخر فريضة فرضها اللّه تعالي علي أمة محمد صلّي اللّه عليه و آله.

ثم أنزل اللّه تعالي علي نبيه اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (7) قال أبو جعفر:فقبلوا:«من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كلما أمرهم من الفرائض في الصلاة و الصوم و الزكاة و الحج و صدقوه علي ذلك»قال ابن إسحاق:قلت لأبي جعفر ما كان ذلك؟قال:«لتسع

ص: 321


1- سوره 5 - آيه 67
2- فرائد السمطين:/158/1ب /32ح 120.
3- سوره 5 - آيه 67
4- سوره 5 - آيه 67
5- مائة منقبة:/90منقبة 56.
6- سوره 5 - آيه 67
7- سوره 5 - آيه 3

عشر ليلة خلت من ذي الحجة ستة عشرة عند منصرفه من حجة الوداع،و كان بين ذلك و بين وفاة النبي مائة يوم و كان سمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بغدير خم اثني عشر رجلا» (1).

الحديث السابع: الحافظ أبو نعيم الفضل أحمد بن عبد اللّه بن إسحاق بن موسي بن مهران الأصفهاني في كتابه الموسوم ب(نزول القرآن في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام)بإسناده يرفعه إلي عون بن عبيد بن أبي رافع عن أبيه عن جده قال:دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو نائم إذ يوحي إليه و إذا حية في جانب البيت فكرهت أن أقتلها و أوقظه فاضطجعت بينه و بين الحية،فإن كان منها سوء كان لي دونه فاستيقظ و هو يتلو هذه الآية إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ (2) ثم قال:الحمد للّه الذي اكمل لعلي منيته و هنيئا لعلي بتفضيل اللّه إياه ثم التفت فرآني إلي جانبه فقال:«ما اضطجعت هاهنا»قلت:لمكان هذه الحية؟قال:«قم إليها فاقتلها»فقتلتها ثم أخذ بيدي فقال:«يا أبا رافع سيكون بعدي قوم يقاتلون عليا حق علي اللّه جهادهم فمن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه ليس وراء ذلك شيء و قد قال اللّه تعالي: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ (3) (4).

الحديث الثامن: أبو نعيم في الكتاب المذكور يرفعه إلي علي بن عامر عن أبي الحجاف عن الأعمش عن عطية قال:نزلت هذه الآية علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في علي بن أبي طالب عليه السّلام يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ (5) و قد قال اللّه تعالي اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (6) (7).

الحديث التاسع: المالكي في الفصول المهمة قال روي الإمام أبو الحسن الواحدي في كتابه المسمّي ب(اسباب النزول) (8)يرفعه بسنده إلي أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه هذه الآية يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ (9) يوم غدير خم في علي بن أبي طالب،و قوله:بغدير خم،هو بضم الخاء المعجمة و تشديد الميم مع التنوين:اسم لغيظة علي ثلاثة أميال من الجحفة عندها غدير مشهور يضاف إلي الغيظة،هكذا ذكره الشيخ محيي الدين النووي (10).

ص: 322


1- تفسير الميزان عن المناقب:194/5.
2- سوره 5 - آيه 55
3- سوره 5 - آيه 67
4- بحار الأنوار:305/29 ذيل ح 270.
5- سوره 5 - آيه 67
6- سوره 5 - آيه 3
7- البحار:187/33 ح 15،و تفسير الميزان عنه:58/6.
8- ذكره مسندا راجع أسباب نزول الآيات:135 ط.القاهرة.
9- سوره 5 - آيه 67
10- الفصول المهمة:42.

الباب الثامن و الثلاثون

في قوله تعالي يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ (1)

من طريق الخاصة و فيه ثمانية أحاديث الحديث الأول: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد و محمد بن الحسين جميعا عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن منصور بن يونس عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السّلام قال:سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول:«فرض اللّه عز و جل علي العباد خمسا أخذوا أربعا و تركوا واحدة»قلت:أ تسميهن لي جعلت فداك؟فقال:«الصلاة و كان الناس لا يدرون كيف يصلون فنزل جبرائيل عليه السّلام فقال:يا محمد أخبرهم بمواقيت صلاتهم،ثم نزلت الزكاة فقال:يا محمد أخبرهم عن زكاتهم ما أخبرتهم عن صلاتهم،ثم نزل الصوم فكان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إذا كان يوم عاشوراء بعث إلي ما حوله من القري فصاموا ذلك اليوم فنزل شهر رمضان بين شعبان و شوال ثم نزل الحج فنزل جبرائيل عليه السّلام فقال:أخبرهم عن حجهم ما أخبرتهم من صلاتهم و زكاتهم و صومهم ثم نزلت الولاية و إنما أتاه ذلك في يوم الجمعة بعرفة اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي (2) و كان كمال الدين بولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام فقال عند ذلك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إن امتي حديثوا عهد بالجاهلية و متي أخبرتهم بهذا في ابن عمي يقول قائل،فقلت في نفسي من غير أن ينطق به لساني فأتتني عزيمة من اللّه عز و جل بتلة أوعدني أن لم ابلغ أن يعذبني فنزلت يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ إِنَّ اللّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ (3) فأخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بيد علي عليه السّلام فقال:يا أيها الناس إنه لم يكن نبي من الأنبياء ممن كان قبلي إلاّ و قد عمره اللّه تعالي ثم دعاه فأجابه فاوشك أن ادعي فأجيب،و انا مسئول و أنتم مسئولون،فما ذا أنتم قائلون فقالوا:نشهد إنك قد بلغت و نصحت و اديت ما عليك فجزاك اللّه أفضل جزاء المرسلين»فقال:«اللهم اشهد»ثلاث مرات.

ثم قال:«يا معشر المسلمين هذا وليكم بعدي فليبلغ الشاهد منكم الغائب»قال أبو جعفر:

«كان و اللّه أمين اللّه علي خلقه و عيبة علمه و دينه الذي ارتضاه لنفسه،ثم أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حضره

ص: 323


1- سوره 5 - آيه 67
2- سوره 5 - آيه 3
3- سوره 5 - آيه 67

الذي حضره فدعا عليا فقال:يا علي إني أريد أن ائتمنك علي ما ائتمني اللّه عليه من غيبه و علمه و من خلقه و من دينه الذي ارتضاه لنفسه فلم يشرك و اللّه فيها يا زياد أحدا من الخلق و إن عليا حضر الذي حضره فدعا ولده فكانوا اثني عشر ذكرا.

فقال لهم:يا بني إن اللّه عز و جل قد أبي إلا أن يجعل في سنة من يعقوب و ان يعقوب دعا ولده و كانوا اثنا عشر ولدا ذكرا،فأخبرهم بصاحبهم ألا و إني أخبركم بصاحبكم،ألا إن هذين ابنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الحسن و الحسين عليهما السّلام فاسمعوا لهما و أطيعوا و وازروهما،فإني قد أتمنتهما علي ما ائتمنني عليه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مما ائتمنه اللّه عليه من خلقه و من غيبه و من دينه الذي ارتضاه لنفسه،فاوجب لهما من علي عليه السّلام ما أوجب لعلي عليه السّلام من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلم يكن لأحد منهما فضل علي صاحبه إلا بكبره و إن الحسين كان إذا حضر الحسن عليه السّلام لم ينطق في ذلك المجلس حتي يقوم،ثم إن الحسن عليه السّلام حضره من حضره فسلم ذلك إلي الحسين عليه السّلام ثم إن الحسين حضره الذي حضره فدعا ابنته الكبري فاطمة بنت الحسين عليه السّلام فدفع إليها كتابا ملفوفا و وصية ظاهرة،و كان عليّ بن الحسين مبطونا لا يرون إلا أنه لما به،فدفعت فاطمة الكتاب إلي علي بن الحسين ثم صار و اللّه ذلك الكتاب إلينا» (1).

الحديث الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن أحمد بن عبد اللّه البرقي عن أبيه عن محمد بن خالد البرقي قال:حدّثنا سهل بن المرزبان الفارسي قال:حدّثنا محمد بن منصور عن عبد اللّه بن جعفر عن محمد بن الفيض بن المختار عن أبيه عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن أبيه عن جده قال:«خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ذات يوم و هو راكب،و خرج علي عليه السّلام و هو يمشي،فقال له:يا أبا الحسن إمّا أن تركب و إمّا أن تنصرف،فإن اللّه عز و جل أمرني أن تركب إذا ركبت و تمشي إذا مشيت و تجلس إذا جلست إلاّ أن يكون حدا من حدود اللّه لا بدّ لك من القيام و القعود فيه،و ما أكرمني بكرامة إلاّ و قد أكرمك بمثلها و خصني اللّه بالنبوة و الرسالة،و جعلك وليي في ذلك تقوم في حدوده،و في صعب أموره.

و الذي بعث محمدا بالحق نبيا ما آمن بي من انكرك و لا أقرّ بي من جحدك و لا آمن باللّه من كفر بك،و إن فضلك لمن فضلي و أن فضلي لك لفضل اللّه و هو قول اللّه عز و جل: قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَ بِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمّا يَجْمَعُونَ (2) يعني ففضل اللّه نبوة نبيكم و رحمته ولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام فبذلك قال بالنبوة و الولاية فليفرحوا يعني الشيعة هُوَ خَيْرٌ مِمّا يَجْمَعُونَ (3) يعني

ص: 324


1- الكافي:290/1-291 ح 6.
2- سوره 10 - آيه 58
3- سوره 10 - آيه 58

مخالفيهم من الأهل و المال و الولد في دار الدنيا،و اللّه يا علي ما خلقت إلاّ ليعبد ربك و لتعرف بك معالم الدين و يصلح بك دارس السبيل و لقد ضلّ من ضلّ عنك،و لن يهتدي إلي اللّه عزّ و جل من لم يهتد إليك و إلي ولايتك،و هو قول ربي عز و جل: وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدي (1) يعني إلي ولايتك و لقد أمرني ربي تبارك و تعالي أن افترض من حقك ما افترضه من حقي،و ان حقك لمفروض علي من آمن بي و لولاك لم يعرف حزب اللّه،و بك يعرف عدو اللّه و من لم يلقه بولايتك لم يلقه بشيء،و لقد أنزل اللّه عز و جل إلي يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ (2) يعني في ولايتك يا علي وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ (3) و لو لم ابلغ بما أمرت به من ولايتك لحبط عملي،و من لقي اللّه عز و جل بغير ولايتك فقد حبط عمله وعد ينجز لي أقول إلاّ قول ربي تبارك و تعالي،و إن الذي أقول لمن اللّه عز و جل انزله فيك» (4).

الحديث الثالث: سعد بن عبد اللّه عن علي بن إسماعيل ابن عيسي عن الحسين بن سعيد عن علي بن النعمان عن محمد بن مروان عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ (5) قال:«هي الولاية» (6).

الحديث الرابع: العياشي في تفسيره بإسناده عن أبي صالح عن ابن عباس و[جابر بن]عبد اللّه قالا:أمر اللّه محمدا صلّي اللّه عليه و آله أن ينصب عليا عليه السّلام للناس ليخبرهم بولايته فتخوف رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن يقولوا:حابي ابن عمه،و ان يطعنوا في ذلك[عليه]فأوحي اللّه إليه يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ (7) فقام رسول اللّه[بولايته]يوم غدير خم (8).

الحديث الخامس: العياشي بإسناده عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«لما نزل جبرائيل علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في حجة الوداع بإعلان أمر علي بن أبي طالب عليه السّلام يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ (9) ...إلي آخر الآية قال:فمكث النبي صلّي اللّه عليه و آله ثلاثا حتي أتي الجحفة فلم يأخذ بيده فرقا من الناس فلما نزل الجحفة يوم الغدير في مكان يقال له:(مهيعة)فنادي الصلاة جامعة فاجتمع الناس فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:من أولي بكم من أنفسكم قال:فجهروا فقالوا:اللّه و رسوله ثم قال لهم الثانية فقالوا:اللّه و رسوله ثم قال لهم الثالثة فقالوا:اللّه و رسوله فأخذ بيد علي فقال:من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من

ص: 325


1- سوره 20 - آيه 82
2- سوره 5 - آيه 67
3- سوره 5 - آيه 67
4- أمالي الصدوق:803/583.
5- سوره 5 - آيه 67
6- مختصر بصائر الدرجات:64.
7- سوره 5 - آيه 67
8- تفسير العياشي:332/1 ح 152.
9- سوره 5 - آيه 67

خذله فإنّه منّي و أنا منه و هو منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ إنه لا نبي من بعدي» (1).

الحديث السادس: العياشي بإسناده عن عمر بن يزيد قال:قال أبو عبد اللّه عليه السّلام ابتدأ منه:

«العجب يا أبا حفص لما لقي علي بن أبي طالب إنه كان له عشرة آلاف شاهد لم يقدر علي أخذ حقه و الرجل يأخذ حقه بشاهدين إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله خرج من المدينة حاجا و تبعه خمسة آلاف و رجع من مكة و قد شيعه خمسة آلاف من أهل مكة فلما انتهي إلي الجحفة نزل جبرائيل بولاية علي و قد كانت نزلت ولايته بمني و امتنع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من القيام بها لمكان الناس فقال: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ (2) مما كرهت بمني فأمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقمت السمرات (3)فقال رجل من الناس:أما و اللّه ليأتينكم بداهية فقلت لعمر:من الرجل فقال:الحبش (4)يعني عمر بن الخطاب.

الحديث السابع: العياشي بإسناده عن زياد بن المنذر أبي الجارود صاحب الزيدية الجارودية قال:كنت عند أبي جعفر محمد بن علي عليه السّلام بالأبطح و هو يحدث الناس فقام إليه رجل من أهل البصرة يقال له:(عثمان الأعشي)كان يروي عن الحسن البصري فقال:يا ابن رسول اللّه جعلت فداك إن الحسن البصري يحدثنا حديثا يزعم أن هذه الآية نزلت في رجل و لا يخبرنا من الرجل يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ (5) تفسيرها أ تخشي الناس فاللّه يعصمك من الناس،فقال أبو جعفر عليه السّلام:«ما له لا قضي اللّه دينه يعني صلاته أما إن لو شاء أن يخبر به أخبر به أن جبرئيل هبط علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال له:إن ربك تبارك و تعالي يأمرك أن تدل امتك علي صلاتهم فدله علي الصلاة و احتج بها عليه فدل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أمّته عليها و احتج بها عليهم.

ثم أتاه فقال:إن اللّه تبارك و تعالي يأمرك أن تدل امتك من زكاتهم علي مثل ما دللتهم عليه من صلواتهم فدله علي الزكاة،و احتج بها عليه فدل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله امته علي الزكاة،و احتج بها عليهم.

ثم أتاه جبرئيل فقال:إن اللّه تبارك و تعالي يأمرك أن تدل امتك من صيامهم علي مثل ما دللتهم عليه من صلواتهم و زكاتهم شهر رمضان بين شعبان و شوال يؤتي فيه كذا و يجتنب فيه كذا فدله علي الصيام و احتج به عليه فدل رسول اللّه أمّته علي الصيام و احتج به عليهم،ثم أتاه فقال:إن اللّه تبارك و تعالي يأمرك أن تدل امتك في حجهم علي مثل ما دللتهم عليه في صلواتهم و زكاتهم

ص: 326


1- تفسير العياشي:332/1 ح 153.
2- سوره 5 - آيه 67
3- السمرات:جمع سمرة،أي شجرة.
4- تفسير العياشي:332/1.
5- سوره 5 - آيه 67

و صيامهم فدله علي الحج و احتج به عليه فدل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله امته علي الحج و احتج به عليهم.

ثم اتاه فقال:إن اللّه تبارك و تعالي يأمرك أن تدل امتك من وليهم علي مثل ما دللتهم عليه في صلواتهم و زكاتهم و صيامهم و حجّهم،قال:فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ربي امتي حديثوا عهد بجاهلية فأنزل اللّه يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ (1) تفسيرها أ تخشي الناس فاللّه يعصمك من الناس فقام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فأخذ بيد علي بن أبي طالب عليه السّلام فرفعها فقال:

من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله و أحب من أحبه و ابغض من أبغضه» (2).

الحديث الثامن: العياشي بإسناده عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«لما أنزل اللّه علي نبيه يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ إِنَّ اللّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ (3) قال:«فأخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بيد علي فقال:يا أيها الناس إنه لم يكن نبي من الأنبياء ممن كان قبلي إلاّ و قد عمّر ثم دعاه اللّه فأجابه و أوشك أن ادعي فأجيب و أنا مسئول و أنتم مسئولون فما أنتم قائلون؟قالوا:نشهد أنك قد بلغت و نصحت و أديت ما عليك فجزاك اللّه أفضل ما جزي المرسلين،فقال:اللهم اشهد ثم قال:يا معشر المسلمين ليبلغ الشاهد الغائب،أوصي من آمن بي و صدقني بولاية علي إلاّ أن ولاية علي ولايتي و لا تدري عهدا عهده إلي ربي و أمرني أن ابلغكموه ثم قال:هل سمعتم ثلاث مرات يقولها فقال قائل:قد سمعنا يا رسول اللّه» (4).

ص: 327


1- سوره 5 - آيه 67
2- تفسير العياشي:333/1.
3- سوره 5 - آيه 67
4- تفسير العياشي:334/1.

الباب التاسع و الثلاثون

في قوله تعالي اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (1)

من طريق العامة و فيه ستة أحاديث الحديث الأول: صدر الأئمة عند المخالفين أبو المؤيد موفق بن أحمد في كتاب(فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام)قال أخبرني سيد الحفاظ شهردار بن شيرويه ابن شهردار الديلمي فيما كتب لي من همدان أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد اللّه بن عبدوس الهمداني كتابة حدّثنا عبد اللّه بن إسحاق البغوي حدّثنا الحسن بن عليل العنزي حدّثنا محمد بن عبد الرّحمن الذراع حدّثنا قيس بن حفص حدّثنا علي بن الحسن حدّثنا أبو هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلّي اللّه عليه و آله يوم دعا الناس إلي غدير خم أمر بما كان تحت الشجرة من الشوك فقم،و ذلك يوم الخميس يوم دعا الناس إلي علي و أخذ بضبعه ثم رفعها حتي نظر الناس إلي بياض إبطيه عليه السّلام،ثم لم يفترقا حتي نزلت هذه الآية اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (2) فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«اللّه أكبر علي إكمال الدين و تمام النعمة و رضا الرب برسالتي و الولاية لعلي»ثم قال:

«اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله»و قال حسان بن ثابت أ تأذن لي يا رسول اللّه أن أقول أبياتا قال:«قل ببركة اللّه تعالي»فقال حسان بن ثابت:

يناديهم يوم الغدير نبيهم بخم و أسمع بالنبي مناديا

باني مولاكم نعم و نبيكم فقالوا و لم يبدوا هناك التعاميا

إلهك مولانا و أنت ولينا و لا تجدن في الخلق للأمر عاصيا

فقال له قم يا علي فإنني رضيتك من بعدي إماما و هاديا (3)

الحديث الثاني: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة قال:انبأني الشيخ تاج الدين أبو طالب علي بن أنجب بن عثمان بن عبيد اللّه الخازن قال:أنبأنا الإمام برهان الدين ناصر ابن أبي المكارم المطرزي إجازة قال:أنبأنا الإمام أخطب خوارزم أبو المؤيد موفق بن أحمد المكي

ص: 328


1- سوره 5 - آيه 3
2- سوره 5 - آيه 3
3- المناقب:/135ح 152.

الخوارزمي قال:أخبرني سيد الحفاظ فيما كتب إلي من همدان،أنبأنا الرئيس أبو الفتح كتابة حدّثنا عبد اللّه بن إسحاق البغوي:أنبأنا الحسن بن عليل العنزي نبأنا محمد بن عبد اللّه الذارع نبأنا قيس ابن حفص قال:حدثني علي بن الحسن العبدي عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلّي اللّه عليه و آله يوم دعا الناس إلي علي في غدير خم أمر الناس بما كان تحت الشجرة من الشوك فقم، و ذلك يوم الخميس ثم دعا الناس إلي علي عليه السّلام فأخذ بضبعه فرفعها حتي رأي الناس إلي بياض إبطيه صلّي اللّه عليه و آله ثم لم يفترقا حتي نزلت هذه الآية اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (1) فقال رسول اللّه:«اللّه أكبر علي إكمال الدين و إتمام النعمة و رضا الرب برسالتي و الولاية لعلي عليه السّلام»ثم قال:«اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله»فقال حسان بن ثابت:يا مشيخة قريش اسمعوا شهادة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثم انشأ يقول ثم أنشد الأبيات المتقدمة (2).

الحديث الثالث: الحمويني أيضا عن سيد الحفاظ و هو أبو منصور شهردار ابن شيرويه بن شهردار الديلمي قال:أخبرنا الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد المقرئ الحافظ أحمد بن عبد اللّه بن أحمد قال:نبأنا محمد بن أحمد بن علي قال:نبأنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال:نبأنا يحيي الحماني قال:حدّثنا قيس بن الربيع عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله دعا الناس إلي علي عليه السّلام في غدير خم و أمر تحت الشجرة من الشوك فقم و ذلك يوم الخميس،فدعا صلّي اللّه عليه و آله عليا عليه السّلام فأخذ بضبعيه فرفعهما حتي نظر الناس إلي بياض إبطي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثم لم يتفرقوا حتي نزلت هذه الآية اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (3) فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«اللّه أكبر علي إكمال الدين و إتمام النعمة و رضا الرب برسالتي و الولاية لعلي من بعدي»ثم قال:«من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله»فقال حسان بن ثابت:ائذن لي يا رسول اللّه فأقول في علي عليه السّلام أبياتا تسمعها فقال:«قل علي بركة اللّه»فقام حسان بن ثابت فقال:يا معشر مشيخة قريش اسمعوا قولي شهادة من رسول اللّه عليه السّلام بالولاية الثابتة فقال:

يناديهم يوم الغدير نبيهم بخم و اسمع بالرسول مناديا

الأبيات المتقدمة و هذه الأبيات،و الحديث المشهور في كتب العامة و الخاصة،و قال الحميوني عقيب هذا الحديث و الأبيات هذا حديث له طرق كثيرة إلي أبي سعيد سعد بن مالك الخدري

ص: 329


1- سوره 5 - آيه 3
2- فرائد السمطين:/72/1ب /12ح 39.
3- سوره 5 - آيه 3

الأنصاري (1).

الحديث الرابع: أبو نعيم في كتابه الموسوم ب(ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام)يرفعه إلي علي بن عامر عن أبي الحجاف عن الأعمش عن عطية قال:نزلت هذه الآية علي رسول اللّه في علي بن أبي طالب عليه السّلام يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ (2) و قد قال اللّه تعالي:

اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (3) (4) .

الحديث الخامس: أبو نعيم هذا يرفعه إلي قيس بن الربيع عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله دعا الناس إلي علي عليه السّلام في غدير خم،و أمر بما تحت الشجر من شوك فقم و ذلك في يوم الخميس،فدعا عليا عليه السّلام فأخذ بضبعيه فرفعهما حتي نظر الناس بياض إبطي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثم لم يتفرقوا حتي نزلت هذه الآية اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (5) فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«اللّه اكبر علي إكمال الدين و تمام النعمة و رضي الرب برسالتي و الولاية لعلي عليه السّلام من بعدي»ثم قال:«من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله»قال حسان بن ثابت ائذن لي يا رسول اللّه فأقول في علي أبياتا تسمعهن،فقال:«قل علي بركة اللّه»فقام حسان فقال:يا معشر قريش اسمعوا قولي بشهادة من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في الآية الماضية فقال:

يناديهم يوم الغدير نبيهم،و ذكر الأبيات السابقة و قال في آخر الأبيات:

فقال له قم يا علي فانني رضيتك من بعدي إماما و هاديا

فمن كنت مولاه فهذا وليه فكونوا له انصار صدق مواليا

هناك دعا اللهم وال وليه و كن للذي عادا عليا معاديا (6)

الحديث السادس: صاحب(المناقب الفاخرة)عن محمد بن إسحاق عن أبي جعفر عن أبيه عن جده عليه السّلام قال:«لما انصرف رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من حجة الوداع نزل أرضا يقال لها:(ضوجان) نزلت هذه الآية يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ (7) فلما نزلت عصمة من الناس نادي الصلاة جامعة فاجتمع الناس إليه،و قال عليه السّلام:من أولي منكم بأنفسكم،فضجوا بأجمعهم،و قالوا:اللّه و رسوله،فأخذ بيد علي بن أبي طالب عليه السّلام و قال:من كنت مولاه فعلي مولاه،اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من

ص: 330


1- فرائد السمطين:/74/1ب /12ح 40.
2- سوره 5 - آيه 67
3- سوره 5 - آيه 3
4- بحار الأنوار:178/33 ح 65.
5- سوره 5 - آيه 3
6- بحار الأنوار:179/33 ح 65.
7- سوره 5 - آيه 67

خذله؛لأنه منّي و أنا منه و هو مني بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبي بعدي،و كانت آخر فريضة فرضها اللّه تعالي علي أمة محمد صلّي اللّه عليه و آله ثم أنزل اللّه تعالي علي نبيه اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (1) »قال أبو جعفر:«فقبلوا من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كلما أمرهم اللّه من الفرائض في الصلاة و الصوم و الزكاة و الحج و صدقوه علي ذلك».

قال ابن إسحاق:قلت لأبي جعفر عليه السّلام:ما كان ذلك قال:«لتسعة عشر ليلة خلت من ذي الحجة سنة عشرة عند منصرفة من حجة الوداع،و كان بين ذلك و بين وفاة النبي صلّي اللّه عليه و آله مائة يوم و كان سمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بغدير خم اثنا عشر» (2).

ص: 331


1- سوره 5 - آيه 3
2- تفسير الميزان عن المناقب:194/5.

الباب الأربعون

في قوله تعالي اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (1)

من طريق الخاصة و فيه خمسة عشر حديثا الحديث الأول: علي بن إبراهيم في تفسيره قال:حدثني أبي عن صفوان بن يحيي عن العلاء عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«آخر فريضة انزلها اللّه الولاية،ثم لم ينزل بعدها فريضة ثم أنزل اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ (2) بكراع الغميم فاقامها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بالجحفة فلم ينزل بعدها فريضة» (3).

الحديث الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أبو أحمد القاسم بن محمد بن علي الهاروني قال:حدثني أبو حامد عمران بن موسي بن إبراهيم عن الحسن بن القاسم بن الرقام قال:حدثني القاسم بن مسلم عن أخيه عبد العزيز بن مسلم قال:

كنا في أيام الرضا عليه السّلام بمرو فاجتمعنا في مسجد جامعها يوم الجمعة في بدء مقدمنا فاداروا أمر الإمامة و ذكروا كثرة اختلاف الناس فيها فدخلت علي سيدي عليه السّلام فاعلمته بما خاض الناس في ذلك فتبسم عليه السّلام و قال:«يا عبد العزيز جهل القوم و خدعوا عن أديانهم،إن اللّه عز و جل لم يقبض نبيه صلّي اللّه عليه و آله حتي أكمل له الدين و أنزل عليه القرآن فيه تفصيل كل شيء بيّن فيه الحلال و الحرام و الحدود و الأحكام و جميع ما يحتاج إليه الناس كملا،فقال عز و جل: ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ (4) و أنزل في حجة الوداع و هي آخر عمرة صلّي اللّه عليه و آله اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (5) فأمر الإمامة من تمام الدين و لم يمض عليه السّلام حتي بين لأمته معالم دينهم و اوضح لهم سبله و تركهم علي قصد الحق،و أقام لهم عليا عليه السّلام علما و إماما و ما ترك شيئا تحتاج إليه الأمة إلاّ بيّنه فمن زعم أن اللّه عز و جل لم يكمل دينه فقد رد كتاب اللّه عزّ و جل و من رد كتاب اللّه عزّ و جل فهو كافر».

و روي هذا الحديث محمد بن يعقوب في الكافي عن أبي محمد القاسم بن أبي العلاء رحمه اللّه رفعه عن عبد العزيز بن مسلم قال:كنّا مع الرضا عليه السّلام و ذكر الحديث و هو طويل ذكرناه بتمامه في الباب

ص: 332


1- سوره 5 - آيه 3
2- سوره 5 - آيه 3
3- تفسير القمي:162/1.
4- سوره 6 - آيه 38
5- سوره 5 - آيه 3

الرابع و الثلاثين في قوله تعالي: وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ (1) (2).

من طريق الخاصة و هو في وصف الإمام و نعوته فليؤخذ من هناك و هو حديث حسن.

الحديث الثالث: أبو علي الطبرسي في(مجمع البيان)في تفسير هذه الآية قال:حدّثنا السيد العالم أبو الحمد مهدي بن نزار الحسني قال:حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن عبد اللّه الحسكاني قال:أخبرنا أبو عبد اللّه الشيرازي قال:أخبرنا أبو بكر الجرجاني قال:أخبرنا أبو أحمد البصري قال:

حدّثنا أحمد بن عمار بن خالد قال:حدّثنا يحيي بن عبد العزيز الحماني قال:حدّثنا قيس بن الربيع عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لما نزلت هذه الآية قال:«اللّه أكبر علي إكمال الدين و اتمام النعمة و رضا رب برسالتي و ولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام من بعدي،و قال:من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله» (3).

الحديث الرابع: أبو علي الطبرسي:و المروي عن الإمامين عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه عليهما السّلام أنه لما أنزل اللّه بعد أن نصب النبي صلّي اللّه عليه و آله عليا علما للأنام يوم غدير خم عند منصرفه من حجة الوداع قالا:«و هي آخر فريضة أنزلها اللّه تعالي لم ينزل بعدها فريضة» (4).

الحديث الخامس: الشيخ الطوسي في أماليه قال:أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن محمد بن النعمان رضي اللّه عنه قال:أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد قال:حدّثنا أبي قال:

حدّثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السّلام قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام:«اعطيت تسعا لم يعطها أحد قبلي سوي النبي صلّي اللّه عليه و آله لقد فتحت لي السبل و علمت المنايا و البلايا و الأنساب و فصل الخطاب،و لقد نظرت إلي الملكوت باذن ربي فما غاب عني ما كان قبلي و لا ما يأتي بعدي،فإن بولايتي أكمل اللّه لهذه الأمة دينهم،و أتم عليهم النعم و رضي لهم إسلامهم،إذ يقول يوم الولاية لمحمد صلّي اللّه عليه و آله:يا محمد أخبرهم إني أكملت لهم اليوم دينهم و اتممت عليهم النعمة و رضيت لهم إسلامهم كل ذلك من اللّه عليّ فله الحمد» (5).

الحديث السادس: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا أبو محمد الفضل بن محمد بن المسيب الشعراني بجرجان قال:حدّثنا هارون بن عمرو بن عبد العزيز بن

ص: 333


1- سوره 28 - آيه 68
2- الكافي:198/1 ح 1.
3- مجمع البيان:274/3.
4- مجمع البيان:274/3.
5- أمالي الطوسي:/205مجلس /8ح 1.

محمد أبو موسي المجاشعي قال:حدّثنا محمد بن جعفر بن محمد عن أبيه أبي عبد اللّه عليه السّلام قال المجاشعي:و حدّثنا الرضي علي بن موسي عن أبيه موسي عليهما السّلام عن أبيه جعفر بن محمد و قالا جميعا عن آبائهما عن علي أمير المؤمنين عليه السّلام قال:«سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:بني الإسلام علي خمس خصال:علي الشهادتين و القرينتين قيل له:أما الشهادتان فقد عرفناهما فما القرينتان؟قال:الصلاة و الزكاة فإنه لا يقبل أحدهما إلاّ بالأخري،و الصيام و حج بيت اللّه من استطاع إليه سبيلا و ختم ذلك بالولاية فأنزل اللّه عز و جل اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (1) » (2).

الحديث السابع: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا الحسين بن عبيد اللّه-يعني الغضائري-عن علي ابن محمد العلوي قال:حدّثنا الحسين بن صالح عن شعيب الجوهري قال:حدّثنا محمد ابن يعقوب الكليني عن علي بن محمد عن إسحاق بن إسماعيل النيسابوري عن الصادق جعفر ابن محمد عليهما السّلام عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:حدّثنا الحسن بن علي عليه السّلام:«إن اللّه عز و جل بمنه و رحمته لما فرض عليكم الفرائض لم يفرض ذلك عليكم لحاجة منه إليه بل رحمة منه لا إله إلا هو يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ (3) وَ لِيَبْتَلِيَ اللّهُ ما فِي صُدُورِكُمْ وَ لِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ (4) و لتتسابقوا إلي رحمته و لتتفاضل منازلكم في جنته،ففرض عليكم الحج و العمرة و إقام الصلاة و ايتاء الزكاة و الصوم و الولاية و جعل لكم بابا لتفتحوا به أبواب الفرائض،و مفتاحا إلي سبيله.

و لو لا محمد صلّي اللّه عليه و آله و الأوصياء من ولده عليهم السّلام كنتم حياري كالبهائم لا تعوفون فرضا من الفرائض، و هل تدخلون قرية إلاّ من بابها فلما منّ عليكم بإقامة الأولياء بعد نبيكم صلّي اللّه عليه و آله قال: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (5) ففرض عليكم لأوليائه حقوقا و أمركم بأدائها إليهم ليحل لكم ما وراء ظهوركم من أزواجكم و أموالكم و مآكلكم و مشاربكم و يعرفكم بذلك البركة و النماء و الثروة ليعلم من يطيعه منكم بالغيب ثم قال عز و جل:«قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربي فاعملوا أن من يبخل فإنما يبخل عن نفسه إن اللّه هو الغني و أنتم الفقراء إليه فاعلموا من بعد ما شئتم فسيري اللّه عملكم و رسوله و المؤمنين ثم تردون إلي عالم الغيب و الشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون و العاقبة للمتقين و لا عدوان إلا علي الظالمين»سمعت جدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:

«خلقت من نور اللّه عز و جل،و خلق أهل بيتي من نوري،و خلق محبيهم من نورهم،و سائر الناس في النار» (6).

ص: 334


1- سوره 5 - آيه 3
2- أمالي الطوسي:/518مجلس /18ح 41.
3- سوره 3 - آيه 179
4- سوره 3 - آيه 154
5- سوره 5 - آيه 3
6- أمالي الطوسي:/654مجلس /34ح 5.

الحديث الثامن: محمد بن مسعود العياشي في تفسيره بإسناده عن زرارة عن أبي جعفر عليه السّلام:

«آخر فريضة أنزلها اللّه الولاية اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (1) فلم ينزل من الفرائض شيء بعدها حتي قبض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله».

الحديث التاسع: العياشي بإسناده عن جعفر بن محمد الخزاعي عن أبيه قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول:«لما نزل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عرفات يوم الجمعة أتاه جبرائيل عليه السّلام فقال له:يا محمد أن اللّه يقرؤك السلام و يقول لك:قل لأمتك: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ (2) بولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (3) و لست أنزل عليكم بعد هذا فريضة قد انزلت عليكم الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج و هي الخامسة و لست أقبل هذه الأربعة إلاّ بها» (4).

الحديث العاشر: العياشي بإسناده عن ابن اذينة قال:سمعت زرارة عن أبي جعفر عليه السّلام:«إن الفريضة كانت تنزل،ثم تنزل الفريضة الاخري فكانت الولاية آخر الفرائض فأنزل اللّه اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (5) فقال أبو جعفر عليه السّلام:«يقول اللّه:لا أنزل عليكم بعد هذه الفريضة فريضة» (6).

الحديث الحادي عشر: العياشي بإسناده عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«تمام النعمة دخول الجنة» (7).

الحديث الثاني عشر: سليم بن قيس الهلالي و من كتابه نسخت قال:صعد أمير المؤمنين عليه السّلام المنبر في عسكره و جمع الناس و بحضرته[من النواحي]المهاجرون و الأنصار فحمد اللّه و اثني عليه و قال:«أيها الناس إن مناقبي أكثر من أن تحصي أو تعد ما أنزل اللّه في كتابه[من ذلك]و ما قال فيّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أكتفي بها عن جميع مناقبي و فضلي،أ تعلمون أن اللّه في كتابه الناطق، السابق الي الاسلام-في غير آية من كتابه-علي المسبوق و إنه لم يسبقني الي اللّه و رسوله أحد من الامة؟قالوا:اللهم نعم.

قال:أنشدكم اللّه سئل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عن قوله: وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (8) فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنزلها اللّه عز و جل في الأنبياء و أوصيائهم،و أنا أفضل أنبياء اللّه و رسله و علي أخي وصيي أفضل الأوصياء»فقام نحو من سبعين رجلا من أهل بدر كلهم من الأنصار و بقية من المهاجرين منهم،من الأنصار:منهم أبو الهيثم بن التيهان،و خالد بن زيد،و أبو أيوب الأنصاري،

ص: 335


1- سوره 5 - آيه 3
2- سوره 5 - آيه 3
3- سوره 5 - آيه 3
4- تفسير العياشي:293/1 ح 21.
5- سوره 5 - آيه 3
6- تفسير العياشي:293/1 ح 22.
7- تفسير العياشي:293/1 ح 23.
8- سوره 56 - آيه 10

و من المهاجرين:عمار بن ياسر و غيره قالوا:نشهد أنّا[قد]سمعنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول ذلك.

قال:«فأنشدكم اللّه في قوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (1) و قال: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (2) .

و قال: لَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللّهِ وَ لا رَسُولِهِ وَ لاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً (3) فقال الناس:يا رسول اللّه أ خاصة لبعض المؤمنين أم عامة لجميعهم؟فأمر اللّه نبيه أن يعلمهم ولاة أمرهم،و أن يفسّر لهم من الولاية ما فسّرهم من صلواتهم و زكاتهم و صومهم و حجهم،فنصبني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بغدير خم فقال:إن اللّه عز و جل أرسلني برسالة ضاق بها صدري،و ظننت أن الناس يكذبوني و اوعدني لأبلغها أو ليعذبني،ثم نادي بأعلي صوته بعد ما أمر أن ينادي الصلاة جامعة،فصلي بهم الظهر ثم قال:أيها الناس إن اللّه مولاي و أنا مولي المؤمنين و أنا أولي بهم من أنفسهم[ألا]من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه،فقام إليه سلمان الفارسي فقال:يا رسول اللّه و لاؤه ما ذا؟فقال و لاؤه كولايتي من كنت أولي به من نفسه[فعلي أولي به من نفسه]فأنزل اللّه عز و جل اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (4) .

فقال سلمان:يا رسول اللّه هذه الآيات في علي خاصة؟فقال:نعم فيه و في أوصيائه إلي يوم القيامة،فقال سلمان:يا رسول اللّه سمهم لي؟فقال:علي أخي و وزيري و خليفتي في امتي و ولي كل مؤمن بعدي و أحد عشر إماما[من ولده أولهم]:ابني الحسن و ابني الحسين،ثم التسعة من ولده واحدا بعد واحد القرآن معهم و هم مع القرآن لا يفارقونه حتي يردوا عليّ الحوض».فقام اثني عشر من البدريين فشهدوا انّا سمعنا ذلك من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كما قلت سواء لم تزد فيه،و لم تنقص منه[حرفا]،و قال بقية السبعين:قد سمعنا كما قلت و لم نحفظ منه كله»و هؤلاء الاثني عشر خيارنا و أفضلنا.

قال:«صدقتم ليس كل الناس يحفظ بعضهم أحفظ من بعض»فقام من الاثني عشر أربعة:أبو الهيثم بن التيهان و أبو أيوب الأنصاري و عمار و خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين،فقالوا:نشهد أنا قد حفظنا قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يومئذ[و هو قائم]و علي قائم إلي جنبه:«يا أيها الناس إن اللّه أمرني أن أنصب لكم إمامكم و وصيي فيكم و خليفتي من أهل بيتي من بعدي،و الذي فرض اللّه طاعته علي المؤمنين في كتابه فأمركم فيه بولايته،فراجعت ربي خشية طعن أهل النفاق و تكذيبهم فأوعدني لابلغها أو ليعاقبني.

ص: 336


1- سوره 4 - آيه 59
2- سوره 5 - آيه 55
3- سوره 9 - آيه 16
4- سوره 5 - آيه 3

[ثم قال]يا أيها الناس إن اللّه جل ذكره أمركم في كتابه بالصلاة و قد بينتها لكم و سننتها، و الزكاة و الصوم و الحج فبينتها و فسرتها لكم،و أمركم في كتابه بولايته،و أني أشهدكم أيها الناس أنها خاصة لعلي و أوصيائي من ولدي و ولده أولهم ابني حسن ثم ابني حسين ثم لتسعة من ولد الحسين لا يفارقون الكتاب حتي يردوا عليّ الحوض.

يا أيها الناس قد اعلمتكم المهدي بعدي (1)و وليكم و إمامكم و هاديكم بعدي و هو أخي علي ابن أبي طالب،و هو فيكم بمنزلتي فيكم فقلدوه[دينكم]و أطيعوه في جميع أموركم،فإن عنده جميع ما علمني اللّه و أمرني أن أعلمه إياه و أن اعلمكم أنه عنده فسألوه و تعلموا منه و من أوصيائه و لا تعلموهم و لا تتخلفوا و لا تختلفوا عنهم فإنهم مع الحق و الحق معهم لا يزايلونه و لا يزايلهم» (2).

الحديث الثالث عشر: الشيخ أحمد بن علي بن أبي منصور الطبرسي في كتاب(الاحتجاج) قال:حدّثنا السيد العالم العابد أبو جعفر مهدي بن أبي حرث الحسيني رضي اللّه عنه قال:أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي قال:أخبرنا الشيخ السعيد الوالد أبو جعفر -قدس اللّه روحه-قال:أخبرني جماعة عن أبي محمد هارون بن موسي التلعكبري قال:أخبرنا أبو علي محمد بن همام قال:أخبرنا علي السوري قال:أخبرنا أبو محمد العلوي من ولد الأفطس و كان من عباد اللّه الصالحين قال:حدّثنا محمد بن موسي الهمداني قال:حدّثنا محمد بن خالد الطيالسي قال:حدّثنا سيف بن عميرة و صالح بن علقمة جميعا عن قيس بن سمعان عن علقمة بن محمد الحضرمي عن أبي جعفر محمد بن علي أنّه قال:«حج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من المدينة،و قد بلّغ جميع الشرائع قومه غير الحج و الولاية»و ساق شرح قصة غدير خم و خطبتها بطولها،و في خطبة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله طول (3).

و روي هذا الحديث و قصة غدير خم و الخطبة بطولها الشيخ الفاضل المتكلم أبو علي محمد ابن أحمد بن علي الفتال المعروف ب(ابن الفارسي)في(روضة الواعظين)عن أبي جعفر الباقر عليه السّلام قال:«حج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من المدينة،و قد بلّغ جميع الشرائع قومه ما خلا الحج و الولاية»و ساق الحديث و الخطبة بطولها،و تقدم ذلك بتمامه في الباب السابع عشر في باب أحاديث غدير خم من

ص: 337


1- في المصدر:مفزعكم بعدي.
2- كتاب سليم بن قيس:297-298 و فيه تفاوت بسيط.
3- الاحتجاج:68/1.

طريق الإمامية،و قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في الخطبة:«معاشر الناس هذا علي أخي و وصيي و داعي علمي و خليفتي علي أمتي و علي تفسير كتاب اللّه عز و جل و الداعي إليه و العامل بما يرضاه و المحارب لأعدائه و الموالي علي طاعته و الناهي عن معصيته،خليفة رسول اللّه و أمير المؤمنين و الإمام الهادي بأمر اللّه،أقول ما يبدل القول لديه بأمر ربي أقول اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و العن من انكره و جحد حقه و اغضب علي من جحده.

اللهم إنك أنت أنزلت الإمامة لعلي وليك عند تبيين ذلك بتفضيلك إياه بما أكملت لعبادك من دينهم و أتممت عليهم نعمتك و رضيت لهم الإسلام دينا،فقلت وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ (1) اللهم إني اشهدك أني قد بلغت» (2).

الحديث الرابع عشر: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال:

حدّثنا أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي عن أبيه عن خلف بن حماد الأسدي عن أبي الحسن العبدي عن الأعمش عن عباية بن ربعي عن عبد اللّه بن عباس قال:إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لما اسري به إلي السماء انتهي إلي نهر يقال له:(النور)و هو قول اللّه عز و جل: وَ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ (3) فلما انتهي به إلي ذلك النهر قال له جبرائيل:يا محمد اعبر علي بركة اللّه قد نور اللّه لك بصرك،و مدّ لك أمامك،فإن هذا نهر لم يعبره أحد لا ملك مقرب و لا نبي مرسل غير أن لي في كل يوم اغتماسة فيه، ثم اخرج منها فانفض أجنحتي،فليس من قطرة تقطر من أجنحتي إلاّ خلق اللّه تبارك و تعالي منها ملكا مقربا له عشرون ألف وجه و أربعون ألف لسان يلفظ كل لسان بلغة لا يفقهها الآخر،فعبر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حتي انتهي إلي الحجب و الحجب خمسمائة حجاب من الحجاب إلي الحجاب مسيرة خمسمائة عام.

ثم قال:تقدم يا محمد فقال لجبرائيل:و لم لا تكون معي؟قال:ليس لي أن اجوز هذا المكان فتقدم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ما شاء اللّه أن يتقدم حتي سمع ما قال الرب تبارك و تعالي،فقال تبارك و تعالي:

أنا المحمود و أنت محمد شققت اسمك من اسمي،فمن وصلك وصلته و من قطعك تبكته،أنزل إلي عبادي فأخبرهم بكرامتي إياك،و اني لم ابعث نبيا إلا جعلت له وزيرا و أنك رسولي و أن عليا وزيرك فهبط رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فكره أن يحدث الناس بشيء كراهة أن يتهموه،لأنهم كانوا حديثي عهد بالجاهلية حتي مضي لذلك ستة أيام،فأنزل اللّه تبارك و تعالي فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحي إِلَيْكَ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ (4) فاحتمل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ذلك حتي كان يوم الثامن فأنزل اللّه تبارك و تعالي عليه

ص: 338


1- سوره 3 - آيه 85
2- روضة الواعظين:89-94.
3- سوره 6 - آيه 1
4- سوره 11 - آيه 12

يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ (1) فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«تهديد بعد وعيد لأمضين أمر اللّه عز و جل فإن يتهموني و يكذبوني فهو أهون عليّ من أن يعاقبني العقوبة الموجعة في الدنيا و الآخرة قال:و سلم جبرائيل عليه السّلام علي عليّ بإمرة المؤمنين»فقال علي عليه السّلام:«يا رسول اللّه أسمع الكلام و لا أحسن الروية»فقال:«يا علي هذا جبرائيل أتاني من قبل ربي تصديق ما وعدني».

ثم أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله رجلا فرجلا من أصحابه حتي سلموا عليه بإمرة المؤمنين،ثم قال:يا بلال ناد في الناس أن لا يبقي غدا أحد إلاّ عليل إلاّ خرج إلي غدير خم»فلما كان من الغد خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بجماعة أصحابه فحمد اللّه و اثني عليه،ثم قال:«أيها الناس إن اللّه تبارك و تعالي أرسلني إليكم برسالة و اني ضقت بها ذرعا مخافة أن تتهموني و تكذبوني حتي أنزل اللّه عليّ وعيدا بعد وعيد فكان تكذيبكم إياي أيسر عليّ من عقوبة اللّه إياي،إن اللّه تبارك و تعالي اسري بي و اسمعني،و قال:يا محمد أنا المحمود و أنت محمد شققت اسمك من اسمي فمن وصلك وصلته و من قطعك تبكته أنزل إلي عبادي فأخبرهم بكرامتي إياك،و أني لم أبعث نبيا إلاّ جعلت له وزيرا،و أنك رسولي و أن عليا وزيرك».

ثم أخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بيد علي بن أبي طالب فرفعهما حتي نظر الناس إلي بياض إبطيهما و لم تريا قبل ذلك ثم قال:«أيها الناس إن اللّه تبارك و تعالي مولاي و أنا مولي المؤمنين،فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه،و انصر من نصره و اخذل من خذله»فقال الشكّاك و المنافقون و الذين في قلوبهم مرض و زيغ:نبرأ إلي اللّه من مقالة ليس بحتم و لا نرضي أن يكون علي وزيره،هذه منه عصبية،فقال سلمان و المقداد و أبو ذر و عمار بن ياسر:و اللّه ما برحنا العرصة حتي نزلت هذه الآية اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (2) فكرر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ذلك ثلاثا ثم قال:«إن كمال الدين و تمام النعمة و رضا الرب بإرسالي إليكم بالولاية بعدي لعلي بن أبي طالب عليه السّلام» (3).

الحديث الخامس عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال:

حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات قال:حدّثنا محمد بن ظهير قال:حدّثنا عبد اللّه بن الفضل الهاشمي عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم غدير خم:

«أفضل أعياد امتي،و هو اليوم الذي أمرني اللّه تعالي ذكره بنصب أخي علي بن أبي طالب عليه السّلام

ص: 339


1- سوره 5 - آيه 67
2- سوره 5 - آيه 3
3- أمالي الصدوق:/435مجلس /56ح 10.

علما لامتي يهتدون به من بعدي،و هو اليوم الذي أكمل اللّه فيه الدين و أتم علي أمتي فيه النعمة و رضي لهم الإسلام دينا»ثم قال:«معاشر الناس علي منّي و أنا من علي خلق من طينتي و هو إمام الخلق بعدي يبين لهم ما اختلفوا فيه من سنتي،و هو أمير المؤمنين و قائد الغر المحجلين و يعسوب المؤمنين و خير الوصيين و زوج سيدة نساء العالمين،و أبو الأئمة المهديين.

معاشر الناس من أحب عليا أحببته و من أبغض عليا أبغضته و من وصل عليا وصلته و من قطع عليا قطعته و من جفا عليا جفوته و من والي عليا واليته و من عادي عليا عاديته،معاشر الناس انا مدينة الحكمة و علي ابن أبي طالب عليه السّلام بابها،و لن تؤتي المدينة إلاّ من قبل الباب،و كذب من زعم أنه يحبني و يبغض عليا معاشر الناس و الذي بعثني بالنبوة و اصطفاني علي جميع البرية ما نصبت عليا علما لامتي في الأرض حتي نوه اللّه باسمه في سماواته،و أوجب ولايته علي جميع ملائكته» (1).

ص: 340


1- أمالي الصدوق:/187مجلس /26ح 8.

الفهرس

الباب الثلاثون في أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله المنذر و علي أمير المؤمنين الهادي 5

الباب الحادي و الثلاثون في أنّ المنذر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و الهادي علي أمير المؤمنين عليه السّلام و بنيه الأئمة الأحد عشر في قوله تعالي(إنما أنت منذر و لكل قوم هاد)من طريق الخاصة و فيه ثلاثة و عشرون حديثا 7

الباب الثاني و الثلاثون قول النبي صلّي اللّه عليه و آله«مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا...»من طريق العامة و فيه أحد عشر حديثا 13

فائدة جليلة في أن نجاة سفينة نوح عليه السّلام كان بالنبي صلّي اللّه عليه و آله و أمير المؤمنين عليه السّلام و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام 17

الباب الثالث و الثلاثون في قوله النبي صلّي اللّه عليه و آله:«مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا...»من طريق الخاصة و فيه تسعة أحاديث 22

الباب الرابع و الثلاثون في أهل البيت عليهم السّلام أهل الذكر و هم المسئولون في قوله تعالي(فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث 25

ص: 341

الباب الخامس و الثلاثون في أن أهل البيت عليهم السّلام هم أهل الذكر إن كنت لا تعلمون من طريق الخاصة و فيه أحد و عشرون حديثا 26

الباب السادس و الثلاثون في إن أهل البيت عليهم السّلام هم الحبل الذي أمر للّه تعالي بالاعتصام به في قوله تعالي(و اعتصموا بحبل اللّه جميعا و لا تفرّقوا)من طريق العامة و فيه أربعة أحاديث 31

الباب السابع و الثلاثون في أن أهل البيت عليهم السّلام هم الحبل الذي أمر اللّه عزّ و جل بالاعتصام به في قوله تعالي(و اعتصموا بحبل اللّه جميعا و لا تفرّقوا)من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث 34

الباب الثامن و الثلاثون في أن أمير المؤمنين عليا عليه السّلام هو العروة الوثقي و ولايته من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث 38

الباب التاسع و الثلاثون في أن الأئمة عليهم السّلام هم العروة الوثقي من طريق الخاصة و فيه ثمانية أحاديث 40

الباب الأربعون في أن الصراط المستقيم محمد و أهل بيته عليهم السّلام من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث 44

الباب الحادي و الأربعون في أن الصراط المستقيم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أمير المؤمنين و الأئمة عليهم السّلام من طريق الخاصة و فيه أربعة و عشرون حديثا 45

ص: 342

الباب الثاني و الأربعون في قوله تعالي(يا أيها الذين آمنوا اتقوا اللّه و كونوا مع الصادقين)يعني محمدا و آل محمد عليهم السّلام من طريق العامة و فيه سبعة أحاديث 50

الباب الثالث و الأربعون في قوله تعالي(يا أيها الذين آمنوا اتقوا اللّه و كونوا مع الصادقين)يعني النبي صلّي اللّه عليه و آله و الأئمة صلوات اللّه عليهم من طريق الخاصة و فيه عشرة أحاديث 52

الباب الرابع و الأربعون في أن ولاية رسول اللّه و ولاية أمير المؤمنين عليه السّلام بعث اللّه عليها النبيين في قوله تعالي(و اسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا)من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث 55

الباب الخامس و الأربعون في أن ولاية رسول اللّه و ولاية أمير المؤمنين عليه السّلام و الأئمة عليهم السّلام بعث اللّه جل جلاله عليها النبيين عليهم السّلام في قوله(و اسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا)من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث 57

الباب السادس و الأربعون في أن الأئمة الاثني عشر أركان الإيمان و لا يقبل اللّه جل جلاله الأعمال من العباد إلاّ بولايتهم عليهم السّلام من طريق العامة و فيه ستة عشر حديثا 59

الباب السابع و الأربعون في أن الأئمة الاثني عشر عليهم السّلام أركان الإيمان و لا يعرف اللّه جل جلاله و لا رسوله صلّي اللّه عليه و آله إلاّ بمعرفتهم و لا يقبل أعمال العباد إلاّ بمعرفتهم و ولايتهم و البراءة من أعدائهم من طريق الخاصة و فيه تسعة و عشرون حديثا 68

ص: 343

الباب الثامن و الأربعون النعيم ولاية رسول اللّه و أمير المؤمنين و بنيه الأئمة عليهم السّلام في قوله تعالي(لتسألن يومئذ عن النعيم)من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث 81

الباب التاسع و الأربعون النعيم ولاية رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أمير المؤمنين و بنيه الأئمة عليهم السّلام في قوله تعالي(ثم لتسألن يومئذ عن النعيم)من طريق الخاصة و فيه ثلاثة عشر حديثا 82

الباب الخمسون في أن ولاية علي عليه السّلام و ولاية أهل البيت عليهم السّلام مسئولون عنها العباد يوم القيامة في قوله تعالي (وقفوهم إنهم مسئولون)من طريق العامة و فيه ثمانية أحاديث 86

الباب الحادي و الخمسون في أن ولاية علي عليه السّلام و ولاية أهل البيت عليهم السّلام و حبهم مسئول عنها العباد يوم القيامة في قوله تعالي(وقفوهم إنهم مسئولون)من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث 89

الباب الثاني و الخمسون في أن العبد يسأل يوم القيامة عن أربع منها حب أهل البيت عليهم السّلام من طريق العامة و فيه أربعة أحاديث 92

الباب الثالث و الخمسون في أن العبد يسأل يوم القيامة عن أربع منها حب أهل البيت عليهم السّلام و ولايتهم من طريق الخاصة و فيه خمس أحاديث 94

ص: 344

الباب الرابع و الخمسون في أنّه لا يجوز العبد علي الصراط يوم القيامة و لا يدخل الجنة إلاّ بجواز من أمير المؤمنين عليه السّلام بولايته و ولاية أهل بيته عليهم السّلام من طريق العامة و فيه عشر أحاديث 96

الباب الخامس و الخمسون في أنه لا يجوز العبد الصراط يوم القيامة و لا يدخل الجنة إلاّ بجواز من أمير المؤمنين عليه السّلام من طريق الخاصة و فيه سبعة أحاديث 99

الباب السادس و الخمسون في قوله تعالي(و إن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون)في ولاية أهل البيت النبي صلّي اللّه عليه و آله و الأئمة عليهم السّلام من طريق العامة و فيه ثلاث أحاديث 102

الباب السابع و الخمسون في قوله تعالي(و ان الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون)في ولاية النبي و أهل بيته الأئمة عليهم السّلام من طريق الخاصة و فيه أربعة أحاديث 103

الباب الثامن و الخمسون في قوله تعالي(يا أيها الذين آمنوا أطيعوا اللّه و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم)نزلت في أمير المؤمنين عليه السّلام و الأئمة عليهم السّلام من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث 104

الباب التاسع و الخمسون في قوله تعالي(يا أيها الذين آمنوا أطيعوا اللّه و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم)نزلت في الأئمة عليه السّلام من طريق الخاصة و فيه أربعة عشر حديثا 109

ص: 345

الباب الستون في قوله تعالي(أم يحسدون الناس علي ما آتاهم اللّه من فضله)نزلت في النبي صلّي اللّه عليه و آله و الأئمة عليهم السّلام من طريق العامة و فيه حديثان 116

الباب الحادي و الستون في قوله تعالي(أم يحسدون الناس علي ما آتاهم اللّه من فضله)نزلت في النبي صلّي اللّه عليه و آله و الأئمة عليهم السّلام من طريق الخاصة و فيه ثمانية و عشرون حديثا 117

الباب الثاني و الستون في أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و علي أمير المؤمنين عليه السّلام دعوة إبراهيم عليه السّلام في قوله تعالي(إني جاعلك للناس إماما قال و من ذرّيتي قال لا ينال عهدي الظالمين)لأنهما لم يسجدا لصنم قط من طريق العامة و فيه حديثان 124

الباب الثالث و الستون في أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أمير المؤمنين و الأئمة عليهم السّلام هم دعوة إبراهيم عليه السّلام في قوله تعالي(إني جاعلك للناس إماما قال و من ذرّيتي قال لا ينال عهدي الظالمين)من طريق الخاصة و فيه ثلاثة عشر حديثا 125

الباب الرابع و الستون في معني قوله تعالي(يوم ندعو كل أناس بإمامهم)من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث 130

الباب الخامس و الستون في معني قوله تعالي(يوم ندعو كل أناس بإمامهم)من طريق الخاصة و فيه أربعة و عشرون حديثا 131

ص: 346

الباب السادس و الستون في قوله صلّي اللّه عليه و آله«أهل بيتي أمان لأهل الأرض»من طريق العامة و فيه خمسة أحاديث 137

الباب السابع و الستون في قوله صلّي اللّه عليه و آله:«أهل بيتي أمان لأهل الأرض»من طريق الخاصة و فيه أربعة أحاديث 139

المقصد الثاني في وصف الإمام عليه السّلام بالنصّ و فضائله و ما يتصل بذلك من فضائل أهل البيت عليهم السّلام و شيعتهم و محبيهم و فيه أبواب 141

الباب الأول في قوله تعالي:(إنما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا)أنزلت في رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و علي و فاطمة و الحسن و الحسين صلوات اللّه عليهم من طريق العامة و فيه احدي و أربعون حديثا 173

الباب الثاني في قوله تعالي(إنما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا)نزلت في النبي صلّي اللّه عليه و آله و علي و الحسن و الحسين و بنيه التسعة و الأئمة عليهم السّلام من طريق الخاصة و فيه أربعة و ثلاثون حديثا 193

الباب الثالث في قوله تعالي(فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم من طريق العامة و فيه تسعة عشر

ص: 347

حديثا 212

الباب الرابع فيمن نزلت فيه آية المباهلة من طريق الخاصة و فيه خمسة عشر حديثا 222

الباب الخامس في قوله تعالي(قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودّة في القربي)من طريق العامة و فيه سبعة عشر حديثا 230

الباب السادس في قوله تعالي(قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودّة في القربي)من طريق الخاصة و فيه اثنان و عشرون حديثا 235

الباب السابع في قوله تعالي(إن اللّه و ملائكته يصلون علي النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلّموا تسليما)و كيفية الصلاة عليه من الصلاة علي محمد آل محمد و ثواب ذلك من طريق العامة و فيه ثلاثة و عشرون حديثا 245

الباب الثامن في قوله تعالي(إن اللّه و ملائكته يصلون علي النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلّموا تسليما)و كيفية الصلاة و ثواب ذلك من طريق الخاصة و فيه تسعة عشر حديثا 253

الباب التاسع في قوله تعالي(اللّه نور السماوات و الأرض مثل نوره كمشكاة...)الآية من طريق العامة و فيه حديثان 258

ص: 348

الباب العاشر في قوله تعالي(اللّه نور السماوات و الأرض مثل نوره...الآية)من طريق الخاصة و فيه خمسة عشر حديثا 259

الباب الحادي عشر في قوله تعالي:(في بيوت أذن اللّه أن ترفع يذكر فيها اسمه)من طريق العامة و فيه أربعة أحاديث 265

الباب الثاني عشر في قوله تعالي(في بيوت أذن اللّه أن ترفع و يذكر فيها اسمه)من طريق الخاصة و فيه تسعة أحاديث 266

الباب الثالث عشر في قوله تعالي(إن اللّه اصطفي آدم و نوحا و آل إبراهيم و آل عمران علي العالمين...)من طريق العامة و فيه حديثان 270

الباب الرابع عشر في قوله تعالي(انّ اللّه اصطفي آدم و نوحا و آل إبراهيم و آل عمران)من طريق الخاصّة و فيه ثلاثة عشر حديثا 270

الباب الخامس عشر في قوله تعالي(و أنذر عشيرتك الأقربين)من طريق العامة و فيه خمسة أحاديث 276

ص: 349

الباب السادس عشر في قوله تعالي(و أنذر عشيرتك الاقربين)من طريق الخاصة و فيه ثمانية أحاديث 279

الباب السابع عشر قوله تعالي(و آت ذا القربي حقه و المسكين...)من طريق العامة و فيه حديث واحد 284

الباب الثامن عشر في قوله(و آت ذي القربي حقه و المسكين...)من طريق الخاصة و فيه أحد عشر حديثا 284

الباب التاسع عشر في قوله تعالي(ما افاء اللّه علي رسوله من أهل القري فللّه و للرسول و لذي القربي)من طريق العامة و فيه حديث واحد 287

الباب العشرون 288 في قوله تعالي(ما افاء اللّه علي رسوله من أهل القري فللّه و للرسول و لذي القربي...)من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث 288

الباب الحادي و العشرين في قوله تعالي:(أم يحسدون الناس علي ما آتاهم اللّه من فضله)من طريق العامة،و فيه حديثان 290

الباب الثاني و العشرون في قوله تعالي(أم يحسدون الناس علي ما آتاهم اللّه من فضله)من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث 290

ص: 350

الباب الثالث و العشرون في قوله تعالي(و لسوف يعطيك ربك فترضي)من طريق العامة و فيه حديثان 292

الباب الرابع و العشرون في قوله تعالي(و لسوف يعطيك ربك فترضي)من طريق الخاصة و فيه حديث واحد 293

الباب الخامس و العشرون في قوله تعالي(فلا اقتحم العقبة و ما ادراك ما العقبة)من طريق العامة و فيه حديث واحد 294

الباب السادس و العشرون في قوله تعالي(فلا اقتحم العقبة و ما ادراك ما العقبة فك رقبة)من طريق الخاصة و فيه أحد عشر حديثا 294

الباب السابع و العشرون في قوله تعالي(إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات أولئك هم خير البرية)من طريق العامة و فيه أحد عشر حديثا 297

الباب الثامن و العشرون في قوله تعالي(إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات أولئك هم خير البرية)من طريق الخاصة و فيه سبعة أحاديث 300

الباب التاسع و العشرون في قوله تعالي(لا يستوي أصحاب النار و أصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون)من طريق العامة و فيه حديث واحد 303

ص: 351

الباب الثلاثون في قوله تعالي(لا يستوي أصحاب النار و اصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون)من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث 304

الباب الحادي و الثلاثون في قوله تعالي(من جاء بالحسنة فله خير منها و هم من فزع يومئذ آمنون و من جاء بالسيئة)من طريق العامة و فيه خمسة أحاديث 306

الباب الثاني و الثلاثون في قوله تعالي(من جاء بالحسنة فله خير منها و هم من فزع يومئذ آمنون و من جاء بالسيئة)من طريق الخاصة و فيه أربعة عشر حديثا 308

الباب الثالث و الثلاثون في قوله تعالي(و ربك يخلق ما يشاء و يختار ما كان لهم الخيرة)من طريق العامة و فيه حديثان 312

الباب الرابع و الثلاثون في قوله تعالي(و ربك يخلق ما يشاء و يختار ما كان لهم الخيرة)من طريق الخاصة و فيه حديث واحد 313

الباب الخامس و الثلاثون في قوله تعالي(و اني لغفار لمن تاب و آمن و عمل صالحا ثم اهتدي)من طريق العامة و فيه حديث واحد 317

ص: 352

الباب السادس و الثلاثون في قوله تعالي(و اني لغفار لمن تاب و آمن و عمل صالحا ثم اهتدي)من طريق الخاصة و فيه اثني عشر حديثا 317

الباب السابع و الثلاثون في قوله تعالي(يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك)من طريق العامة و فيه تسعة أحاديث 320

الباب الثامن و الثلاثون في قوله تعالي:(يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك)من طريق الخاصة و فيه ثمانية أحاديث 323

الباب التاسع و الثلاثون في قوله تعالي(اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي)من طريق العامة و فيه ستة أحاديث 328

الباب الأربعون في قوله تعالي(اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا)من طريق الخاصة و فيه خمسة عشر حديثا 332

ص: 353

المجلد 4

اشارة

پديدآوران: بحراني، سيد هاشم بن سليمان (نويسنده) / عاشور، علي (محقق)

ناشر:مؤسسة التاريخ العربي

مكان :نشربيروت - لبنان

سال نشر:1422 ق يا 2001 م

چاپ: 1

موضوع: احاديث اهل سنت - قرن 12ق. / احاديث شيعه - قرن 12ق. / امامت - احاديث / خاندان نبوت - احاديث اهل سنت / علي بن ابي طالب(ع)، امام اول، 23 قبل از هجرت - 40ق. - اثبات خلافت / علي بن ابي طالب(ع)، امام اول، 23 قبل از هجرت - 40ق. - احاديث / ولايت - احاديث

زبان:عربي

تعداد : جلد7

كد كنگره : BP 223/54 /ب 3 غ 2

ص: 1

اشارة

ص: 2

بسم الله الرحمن الرحيم

ص: 3

ص: 4

[الجزء الرابع]

تتمة المقصد الثاني

اشارة

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم

الباب الحادي و الأربعون

في قوله تعالي أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتي عَلي ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ وَ إِنْ كُنْتُ لَمِنَ السّاخِرِينَ (1) (2)

من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث الحديث الأول: محمد بن إبراهيم المعروف ب(ابن زينب النعماني)رواه من طريق العامة قال:

حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن معمر الطبراني بطبرية سنة ثلاث و ثلاثين و ثلاثمائة و كان هذا الرجل من موالي يزيد بن معاوية و من النصاب قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا علي بن هاشم و الحسن بن السكن قال:حدّثنا عبد الرزاق بن همام:قال أخبرني أبي عن مينا مولي عبد الرّحمن بن عوف عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري:قال وفد علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أهل اليمن فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«جاءكم أهل اليمن يبسون بسيسا»فلما دخلوا علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:«قوم رقيقة قلوبهم راسخ إيمانهم و منهم المنصور يخرج في سبعين ألفا ينصر خلفي و خلف وصيي حمائل سيوفهم المسك»فقالوا:يا رسول اللّه و من وصيك فقال:«هو الذي أمركم اللّه بالاعتصام به،فقال عز و جل: وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا (3) فقالوا:يا رسول بيّن لنا ما هذا الحبل فقال:«هو قول اللّه إِلاّ بِحَبْلٍ مِنَ اللّهِ وَ حَبْلٍ مِنَ النّاسِ (4) فالحبل من اللّه كتابه و الحبل من الناس وصيي»فقالوا:يا رسول اللّه و من وصيك؟فقال:

«هو الذي أنزل فيه أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتي عَلي ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ (5) »فقالوا:يا رسول اللّه و ما جنب اللّه هذا؟

فقال:«هو الذي يقول اللّه فيه: وَ يَوْمَ يَعَضُّ الظّالِمُ عَلي يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (6) هو وصيي،و السبيل إلي من بعدي»فقال:يا رسول اللّه بالذي بعثك بالحق نبيا أرناه فقد اشتقنا إليه؟فقال:«هو الذي جعله اللّه آية للمؤمنين المتوسمين فإن نظرتم إليه نظر لِمَنْ كانَ لَهُ (7)

ص: 5


1- سوره 39 - آيه 56
2- الزمر:56.
3- سوره 3 - آيه 103
4- سوره 3 - آيه 112
5- سوره 39 - آيه 56
6- سوره 25 - آيه 27
7- سوره 50 - آيه 37

قَلْبٌ أَوْ أَلْقَي السَّمْعَ وَ هُوَ شَهِيدٌ (1) عرفتم انه وصيي كما عرفتم إني نبيكم،فتخللوا الصفوف و تصفحوا الوجوه فمن أهوت إليه قلوبكم فإنه هو؛لأن اللّه عز و جل يقول في كتابه: فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ (2) إليه و إلي ذريته عليهم السّلام»قال:فقام أبو عامر الأشعري في الأشعريين و أبو غرة الخولاني في الخولانيين و ظبيان و عثمان بن قيس في بني قيس و غرية الدوسي في الدوسيين و لاحق بن علاقة،فتخللوا الصفوف و تصفحوا الوجوه و أخذوا بيد الأنزع الأصلع البطين و قالوا:إلي هذا اهوت أفئدتنا يا رسول اللّه فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«انتم نجبة اللّه حين عرفتم وصي رسول اللّه قبل أن تعرفوه فبم عرفتم إنه هو»فرفعوا اصواتهم يبكون و يقولون:يا رسول اللّه نظرنا إلي القوم فلم تحن لهم و لما رأيناه رجفت قلوبنا ثم اطمأنت نفوسنا و انجاشت أكبادنا و هملت أعيننا و انثلجت صدورنا حتي كانه لنا أب و نحن له بنون فقال النبي:صلّي اللّه عليه و آله« وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَ الرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ (3) أنتم منه بالمنزلة التي سبقت لكم بها الحسني،و أنتم عن النار مبعدون»قال فبقي هؤلاء القوم المسمّون حتي شهدوا مع أمير المؤمنين الجمل و صفين فقتلوا بصفين رحمة اللّه عليهم و كان النبي صلّي اللّه عليه و آله بشرهم بالجنة و أخبرهم أنهم يستشهدون مع علي بن أبي طالب عليه السّلام (4).

الحديث الثاني: صاحب(المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة)قال:يروي عن أبي بكر قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«خلقت أنا و أنت يا علي من جنب اللّه تعالي»فقال:يا رسول اللّه ما جنب اللّه تعالي؟

قال:«سر مكنون و علم مخزون لم يخلق اللّه منه سوانا،فمن أحبنا و في بعهد اللّه،و من أبغضنا فإنه يقول في آخر نفس: يا حَسْرَتي عَلي ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ (5) » (6).

الحديث الثالث: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة بإسناده إلي أبي جعفر بن بابويه قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمد بن عيسي عن العباس بن معروف عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن البصري عن أبي المغراء حميد بن المثني العجلي عن أبي بصير عن خيثمة الجعفي عن أبي عبد جعفر عليه السّلام قال سمعته يقول:«نحن جنب اللّه و نحن صفوته و نحن خيرته و نحن مستودع مواريث الأنبياء و نحن أمناء اللّه عز و جل و نحن حجة اللّه و نحن أركان الإيمان و نحن دعائم الإسلام و نحن من رحمة اللّه علي خلقه و نحن بنا يفتح و بنا يختم و نحن أئمة الهدي و نحن مصابيح الدجي و نحن منار الهدي،و نحن السابقون و نحن الآخرون و نحن العلم المرفوع للحق من تمسك بنا لحق و من تأخر عنا غرق،و نحن قادة الغر المحجلون

ص: 6


1- سوره 50 - آيه 37
2- سوره 14 - آيه 37
3- سوره 3 - آيه 7
4- الغيبة:39-1/41.
5- سوره 39 - آيه 56
6- لم نجده في المصادر بهذه الألفاظ.

و نحن خيرة اللّه و نحن الطريق الواضح و الصراط المستقيم إلي اللّه و نحن نعمة اللّه عز و جل علي خلقه و نحن المنهاج و نحن معدن النبوة و نحن موضع الرسالة و نحن الذين مختلف الملائكة، و نحن السراج لمن استضاء بنا و نحن السبيل لمن اقتدي بنا و نحن الهداة إلي الجنة و نحن عري الإسلام و نحن الجسور و القناطر من مضي عليها لم يسبق و من تخلف عنها محق و نحن السنام الأعظم و نحن الذين بنا ينزل اللّه عز و جل الرحمة و بنا يسقون الغيث و نحن الذين بنا يصرف عنكم العذاب فمن عرفنا و ابصرنا و عرف حقنا و أخذ بأمرنا فهو منّا و إلينا» (1).

ص: 7


1- فرائد السمطين:/253/2ب /48ح 523.

الباب الثاني و الأربعون

في قوله تعالي أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتي عَلي ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ وَ إِنْ كُنْتُ لَمِنَ السّاخِرِينَ (1)

من طريق الخاصة و فيه سبعة عشر حديثا الحديث الأول: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيي عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن حمزة بن بزيع عن علي بن سويد عن أبي الحسن موسي بن جعفر عليه السّلام في قول اللّه عز و جل: أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتي عَلي ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ (2) قال:قال:«جنب اللّه أمير المؤمنين عليه السّلام و كذلك ما كان بعده من الأوصياء بالمكان الرفيع إلي أن ينتهي الأمر إلي آخرهم» (3).

الحديث الثاني: ابن يعقوب عن محمد بن يحيي عن محمد بن الحسين عن أحمد بن أبي نصر عن حسان الجمال قال:حدّثنا هاشم أبي عمار الحسيني قال:سمعت أمير المؤمنين عليه السّلام يقول:

«أنا عين اللّه و انا يد اللّه و أنا جنب اللّه و أنا باب اللّه» (4).

الحديث الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن الحسن الوليد قال:حدّثنا الحسين بن الحسن ابن أبان عن الحسين بن سعيد عن النّضر بن سويد عن ابن سنان عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام في خطبته:«انا الهادي و أنا المهتدي،و أنا أبو اليتامي و المساكين و زوج الأرامل،و أنا ملجأ كل ضعيف و مأمن كل خائف،و أنا قائد المؤمنين إلي الجنة،و أنا حبل اللّه المتين،و أنا عروة اللّه الوثقي و كلمة التقوي،و أنا عين اللّه و لسانه الصادق و يده،و أنا جنب اللّه الذي يقول: أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتي عَلي ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ (5) و أنا يد اللّه المبسوطة علي عباده بالرحمة و المغفرة،و أنا باب حطة من عرفني و عرف حقي فقد عرف ربه؛لأني وصي نبيه في أرضه و حجته علي خلقه لا ينكر هذا إلاّ راد علي اللّه و رسوله» (6).

و رواه المفيد في(الاختصاص)عن الحسين بن الحسن عن بكر بن صالح عن الحسين بن سعيد عن النصر بن سويد عن محمد بن سنان عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:قال أمير

ص: 8


1- سوره 39 - آيه 56
2- سوره 39 - آيه 56
3- الكافي:145/1 ح 9.
4- الكافي:145/1 ح 8.
5- سوره 39 - آيه 56
6- التوحيد:2/164.

المؤمنين عليه السّلام«أنا الهادي أنا المهتدي»و ذكر الحديث (1).

الحديث الرابع: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي اللّه عنه قال:

حدّثنا محمد بن جعفر الكوفي قال:حدّثنا موسي بن عمران النخعي الكوفي عن عمه الحسين بن يزيد عن علي بن الحسين عن من حدثه عن عبد الرّحمن بن كثير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«إن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:أنا علم اللّه و أنا قلب اللّه الواعي و لسان اللّه الناطق و عين اللّه و جنب اللّه و أنا يد اللّه» (2).

الحديث الخامس: محمد بن العباس بن ماهيار الثقة قال:حدّثنا أحمد بن هودة الباهلي عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد اللّه بن حماد عن حمران بن اعين عن أبان بن تغلب عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام في قول اللّه عز و جل يا حَسْرَتي عَلي ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ (3) قال:

«خلقنا اللّه جزءا من جنب اللّه و ذلك قوله عز و جل: يا حَسْرَتي عَلي ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ (4) يعني في ولاية علي عليه السّلام» (5).

الحديث السادس: محمد بن العباس قال:حدّثنا علي بن العباس عن حسن بن محمد عن حسين ابن علي بن ينهس عن موسي بن أبي الغدير عن عطاء الهمداني عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله اللّه عز و جل: أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتي عَلي ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ (6) قال:«قال علي عليه السّلام:أنا جنب اللّه و أنا حسرة الناس يوم القيامة» (7).

الحديث السابع: محمد بن العباس قال:حدّثنا محمد بن إدريس عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسين بن سعيد عن محمد بن إسماعيل عن حمزة بن بزيع عن علي السابي عن أبي الحسن عليه السّلام في قول اللّه عز و جل: يا حَسْرَتي عَلي ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ (8) قال:«جنب اللّه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام و كذلك من كان بعده من الأوصياء بالمكان الرفيع الي أن ينتهي إلي الأخير منهم و اللّه أعلم بما هو كائن بعده» (9).

الحديث الثامن: محمد بن العباس قال:حدّثنا أحمد بن هودة عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد اللّه بن حماد عن سدير الصيرفي قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول:و قد سأله رجل عن قول اللّه عز و جل يا حَسْرَتي عَلي ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ (10) فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام:«نحن و اللّه خلقنا من نور جنب اللّه،و ذلك قول الكافر إذا استقرت به الدار يا حَسْرَتي عَلي ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ (11) يعني:

ص: 9


1- الاختصاص:248.
2- التوحيد:1/164.
3- سوره 39 - آيه 56
4- سوره 39 - آيه 56
5- بحار الأنوار:192/24 ح 8.
6- سوره 39 - آيه 56
7- بحار الأنوار:192/24 ذيل ح 9.
8- سوره 39 - آيه 56
9- بحار الأنوار:193/24 ح 10.
10- سوره 39 - آيه 56
11- سوره 39 - آيه 56

ولاية محمد صلّي اللّه عليه و آله و آل محمد صلوات اللّه عليهم أجمعين» (1).

الحديث التاسع: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا الحسين بن عبيد اللّه عن علي بن محمد العلوي قال:حدّثنا محمد بن إبراهيم قال:حدّثنا أحمد بن محمد عن محمد بن أحمد بن محمد ابن عيسي عن أحمد بن محمد أبي نصر عن أبي المغراء عن أبي بصير عن خيثمة قال:سمعت الباقر عليه السّلام يقول:«نحن جنب اللّه و نحن صفوة اللّه و نحن خيرة اللّه و نحن مستودع مواريث الأنبياء و نحن أمنا اللّه عز و جل و نحن حجج اللّه و نحن جعل اللّه و نحن من رحمة اللّه علي خلقه،و نحن الذين بنا يفتح اللّه و بنا يختم،و نحن أئمة الهدي و نحن مصابيح الدجي،و نحن منار الهدي و نحن العلم المرفوع لأهل الدنيا و نحن السابقون و نحن الآخرون،من تمسك بنا لحق و من تخلف عنا غرق و نحن قادة الغر المحجلين،و نحن حرم اللّه و نحن الطريق و الصراط المستقيم إلي اللّه عز و جل.

و نحن من نعم اللّه علي خلقه و نحن المنهاج و نحن معدن النبوة و نحن موضع الرسالة و نحن اصول الدين و إلينا تختلف الملائكة و نحن السراج لمن استضاء بنا،و نحن السبيل لمن اقتدي بنا و نحن الهداة إلي الجنة و نحن غري الإسلام،و نحن الجسور و نحن القناطر من مضي علينا سبق و من تخلف عنا محق،و نحن السنام الأعظم و نحن الذين بنا تنزل الرحمة و بنا تسقون الغيث، و نحن الذين بنا يصرف اللّه عز و جل عنكم العذاب من ابصرنا و عرفنا و عرف حقنا و أخذ بأمرنا فهو من أوليائنا» (2).

الحديث العاشر: ابن شهرآشوب عن السجاد و الباقر و الصادق و زيد بن علي عليهم السّلام في هذه الآية قالوا:«جنب اللّه علي،و هو حجة اللّه علي الخلق يوم القيامة» (3).

الحديث الحادي عشر: الرضا عليه السّلام في قوله تعالي: أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتي عَلي ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ (4) قال:«في ولاية علي عليه السّلام» (5).

الحديث الثاني عشر: أبو ذر في خبر عن النبي صلّي اللّه عليه و آله:«يا أبا ذر يؤتي بجاحد علي عليه السّلام يوم القيامة أعمي أبكم يتكبكب في ظلمات القيامة ينادي يا حَسْرَتي عَلي ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ (6) و في عنقه طوق من النار» (7).

الحديث الثالث عشر: الطبرسي في(الاحتجاج)في حديث طويل عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:

ص: 10


1- بحار الأنوار:192/24 ح 9.
2- أمالي الطوسي:1354/654.
3- مناقب آل أبي طالب:65/3.
4- سوره 39 - آيه 56
5- مناقب آل أبي طالب:65/3.
6- سوره 39 - آيه 56
7- مناقب آل أبي طالب:64/3.

«قد زاد جل ذكره في التبيان و اثبات الحجة بقوله في اصفيائه و اوليائه عليهم السّلام: أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتي عَلي ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ (1) تعريفا للخليقة قربهم ألا تري أنك تقول:فلان إلي جنب فلان إذا أردت أن تصف قربه منه،و إنما جعل اللّه تبارك و تعالي في كتابه هذه الرموز التي لا يعلمها غيره و غير انبيائه و حججه في أرضه؛لعلمه ما يحدثه في كتابه المبدلون من اسقاط أسماء حججه منه،و تلبيسهم ذلك علي الأمة ليعينوهم علي باطلهم فاثبت به الرموز،و أعمي قلوبهم و ابصارهم لما عليهم في تركها و ترك غيرها من الخطاب الدال علي ما أحدثوه فيه» (2).

الحديث الرابع عشر: محمد بن الحسن الصفار في(بصائر الدرجات)عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن القاسم بن بريد عن مالك الجهني قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول:«أنا شجرة من جنب اللّه فمن وصلنا وصله اللّه»قال:ثم تلا هذه الآية أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتي عَلي ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ وَ إِنْ كُنْتُ لَمِنَ السّاخِرِينَ (3) (4).

الحديث الخامس عشر: الصفار هذا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن إسماعيل عن حمزة بن بزيع عن علي السابي قال:سألت أبا الحسن الرضا عليه السّلام عن قول اللّه تبارك و تعالي: أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتي عَلي ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ (5) قال:«جنب اللّه أمير المؤمنين و كذلك من كان من بعده من الأوصياء بالمكان الرفيع إلي أن ينتهي الأمر إلي آخرهم و اللّه أعلم بمن هو كائن بعده» (6).

الحديث السادس عشر: أبو علي الطبرسي في(مجمع البيان)قال:روي العياشي بالإسناد عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«نحن جنب اللّه» (7).

الحديث السابع عشر: الشيخ المفيد في(الاختصاص)عن الحسين بن الحسن عن بكر بن صالح عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن محمد بن سنان عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«قال علي أمير المؤمنين عليه السّلام أنا الهادي و المهتدي،و أبو اليتامي و زوج الأرامل و المساكين،و أنا ملجأ كل ضعيف و مأمن كل خائف،و أنا قائد المؤمنين في الجنة و أنا حبل اللّه المتين و أنا عروة اللّه الوثقي،و أنا عين اللّه و لسانه الصادق و يده،و أنا جنب اللّه الذي تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتي عَلي ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ (8) ،و أنا يد اللّه المبسوطة علي عباده بالرحمة و المغفرة،و أنا باب حطة من عرفني و عرف حقي فقد عرف ربه؛لأني وصي نبيه في أرضه و حجته علي خلقه لا

ص: 11


1- سوره 39 - آيه 56
2- الاحتجاج:375/1-376.
3- سوره 39 - آيه 56
4- بصائر الدرجات:5/62.
5- سوره 39 - آيه 56
6- بصائر الدرجات:6/62.
7- مجمع البيان:410/8.
8- سوره 39 - آيه 56

ينكر هذا إلاّ راد علي اللّه و رسوله.

و قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ليس منّا من يحقر الأمانة-يعني يستهلكها-إذا استودعها،و ليس منّا من خان مسلما في أهله و ماله».

و قال:من أطاع اللّه فقد ذكر اللّه،و إن قلّت صلاته و صيامه و تلاوته للقرآن،و من عصي اللّه فقد نسي اللّه و إن كثرت صلاته و صيامه و تلاوته للقرآن.

و قال:«من ترك معصية من مخافة اللّه عز و جل أرضاه اللّه يوم القيامة» و قال:«إن كان الشؤم في شيء ففي اللسان» (1).

ص: 12


1- الاختصاص:248.

الباب الثالث و الأربعون

في قوله تعالي عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ اَلَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (1) (2)

من طريق العامة و فيه حديث واحد:

الحافظ محمد مؤمن الشيرازي في كتابه المستخرج من تفاسير الاثني عشر في تفسير قوله تعالي: عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ اَلَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) يرفعه إلي السدي قال:اقبل صخر بن حرب حتي جلس إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا محمد هذا الأمر من بعدك لنا أم لمن؟فقال:«يا صخر الأمر من بعدي لمن هو منّي بمنزلة هارون من موسي»فأنزل اللّه تعالي عَمَّ يَتَساءَلُونَ (4) يعني يسألك أهل مكة عن خلافة علي بن أبي طالب عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ اَلَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (5) منهم المصدق بولايته و خلافته،و منهم المكذب بها ثم قال:« كَلاّ (6) و هو رد عليهم سَيَعْلَمُونَ (7) سيعرفون خلافته بعدك انها حق يكون ثُمَّ كَلاّ سَيَعْلَمُونَ (8) سيعرفون خلافته و ولايته إذا يسألون عنها في قبورهم،فلا يبقي ميت في شرق الأرض و لا غربها و لا في بحر إلاّ و منكر و نكير يسألانه عن ولاية أمير المؤمنين و خلافته بعد الموت،يقولان للميت:من ربك و ما دينك و من نبيك و من إمامك؟» (9).

ص: 13


1- سوره 78 - آيه 1
2- النبأ:1-3.
3- سوره 78 - آيه 1
4- سوره 78 - آيه 1
5- سوره 78 - آيه 2
6- سوره 78 - آيه 4
7- سوره 78 - آيه 4
8- سوره 78 - آيه 5
9- بحار الأنوار:216/6 ح 6.

الباب الرابع و الاربعون

في قوله تعالي عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ اَلَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (1)

من طريق الخاصة و فيه سبعة أحاديث الحديث الأول: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير أو غيره عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السّلام قال:قلت له:جعلت فداك إن الشيعة يسألونك عن تفسير هذه الآية عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) قال:«ذلك إلي إن شئت أخبرتهم و إن شئت لم أخبرهم»ثم قال:«لكني أخبرك بتفسيرها»قلت: عَمَّ يَتَساءَلُونَ (3) قال:

فقال:«هي في أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه كان أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه يقول:ما للّه عز و جل آية هي أكبر منّي،و لا للّه نبأ أعظم منّي» (4).

الحديث الثاني: محمد بن الحسن الصفار في(بصائر الدرجات)عن أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير أو غيره عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السّلام قال:قلت له:جعلت فداك إن الشيعة يسألونك عن تفسير هذه الآية عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (5) قال:فقال ذلك:

«إلي إن شئت أخبرتهم و ان شئت لم أخبرهم»قال فقال:«لكني أخبرك بتفسيرها»قال:قلت: عَمَّ يَتَساءَلُونَ (6) قال:فقال:«هي في أمير المؤمنين عليه السّلام قال كان أمير المؤمنين عليه السّلام يقول:ما للّه آية أكبر منّي و لا للّه من نبأ عظيم أعظم مني،و لقد عرضت ولايتي علي الامم الماضية فأبت أن تقبلها» (7).

الحديث الثالث: محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلي بن محمد عن محمد بن اورمة و محمد بن عبد اللّه عن علي بن حسان عن عبد الرّحمن بن كثير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في قوله عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (8) قال:«النبأ العظيم الولاية»و سألته عن قوله: هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلّهِ الْحَقِّ (9) قال:«ولاية أمير المؤمنين عليه السّلام» (10).

الحديث الرابع: علي بن إبراهيم في تفسيره قال حدثني أبي عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام في قوله عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ اَلَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (11) قال:«قال أمير

ص: 14


1- سوره 78 - آيه 1
2- سوره 78 - آيه 1
3- سوره 78 - آيه 1
4- الكافي:207/1 ح 3.
5- سوره 78 - آيه 1
6- سوره 78 - آيه 1
7- بصائر الدرجات:3/77.
8- سوره 78 - آيه 1
9- سوره 18 - آيه 44
10- الكافي:418/1 ح 34.
11- سوره 78 - آيه 1

المؤمنين عليه السّلام ما للّه نبأ أعظم منّي،و ما للّه آية أكبر منّي و لقد عرض فضلي علي الامم الماضية علي اختلاف ألسنتها فلم تقر بفضلي» (1).

الحديث الخامس: محمد بن العباس في تفسيره عن أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد بن يحيي عن إبراهيم بن هاشم بإسناده عن محمد بن الفضيل قال:سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قول اللّه:

عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ اَلَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (2) قال أبو عبد اللّه عليه السّلام:«كان أمير المؤمنين عليه السّلام يقول:ما للّه نبأ هو أعظم منّي،و ما للّه آية أكبر مني،و لقد عرض فضلي علي الأمم الماضية بإختلاف ألسنتها فلم تقر بفضلي» (3).

الحديث السادس: محمد بن العباس قال:حدّثنا أحمد بن بن هودة عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد اللّه بن حماد عن أبان بن تغلب قال:سألت أبا جعفر عليه السّلام عن قول اللّه عز و جل: عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ اَلَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (4) قال:«هو علي بن أبي طالب عليه السّلام؛لأن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ليس فيه خلاف» (5).

الحديث السابع: ابن بابويه قال:حدّثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام بقم في رجب سنة تسع و ثلاثين و ثلاث مائة قال:

حدثني أبي قال:أخبرني علي بن إبراهيم بن هاشم فيما كتب إليّ في تسع و ثلاثمائة قال:حدثني أبي عن ياسر الخادم عن أبي الحسن علي بن موسي الرضا عليه السّلام عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السّلام قال:رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي عليه السّلام:«يا علي أنت حجة اللّه و أنت باب اللّه و أنت الطريق إلي اللّه و أنت النبأ العظيم و أنت الصراط المستقيم و أنت المثل الأعلي،يا علي أنت إمام المسلمين و أمير المؤمنين و خير الوصيين و سيد الصديقين،يا علي أنت الفاروق الأعظم و أنت الصديق الأكبر،يا علي أنت خليفتي علي أمتي و أنت قاضي عني ديني و أنت منجز عداتي،يا علي أنت المظلوم بعدي،يا علي أنت المفارق بعدي،يا علي أنت المحجور بعدي،أشهد اللّه و من حضر من امتي أن حزبك حزبي و حزبي حزب اللّه و أن حزب أعدائك حزب الشيطان» (6).

ص: 15


1- تفسير القمي:401/2.
2- سوره 78 - آيه 1
3- بحار الأنوار:1/32 ذيل ح 2.
4- سوره 78 - آيه 1
5- بحار الأنوار:2/32 ح 4.
6- عيون أخبار الرضا(ع):9/1 باب 30 ح 13.

الباب الخامس و الأربعون

في قوله تعالي وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ (1) (2)

من طريق العامة و فيه أحد عشر حديثا الحديث الأول: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا يحيي بن حماد قال:حدّثنا أبو عوانة قال:حدّثنا أبو بلخ قال:حدّثنا عمر بن ميمون قال:إني جالس إلي ابن عباس رضي اللّه عنه إذ أتاه تسعة رهط فقالوا:يا بن عباس إما أن تقوم معنا و إما أن تخلوا بنا عن هؤلاء،قال:فقال ابن عباس:بل أنا أقوم معكم،و هو يومئذ صحيح قبل أن يعمي قال:فابتدءوا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا،قال:فجاء ينفض ثوبه و يقول:اف و تف وقعوا في رجل له عشر خصال،وقعوا في رجل قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

«لأبعثن رجلا لا يخزيه اللّه أبدا يحب اللّه و رسوله،و يحبه اللّه و رسوله»قال:فاستشرف لها من استشرف فقال:«اين علي؟»قال:في الرحا يطحن،قال:و ما كان أحدكم ليطحن قال:فجاء و هو أرمد لا يكاد يبصر قال:فنفث في عينيه ثم هز الراية ثلاثا فأعطاها إياه فجاء بصفية بنت حي،قال:

ثم بعث فلانا بسورة التوبة فبعث عليا خلفه فأخذها منه و قال:«لا يذهب بها إلاّ رجل منّي و أنا منه» -أو قال:«يواليني»-و قال لبني عمه:«أيكم يواليني في الدنيا و الآخرة»قال:و علي جالس معهم فأبوا،فقال علي عليه السّلام:«أنا أواليك في الدنيا و الآخرة»قال:قال:أنت وليي في الدنيا و الآخرة قال:

فتركه،ثم اقبل علي رجل منهم،فقال:«ايكم يواليني في الدنيا و الآخرة»فأبوا قال فقال علي:أنا أواليك في الدنيا و الآخرة،فقال:أنت و ليس في الدنيا و الآخرة قال:و كان أول من أسلم من الناس بعد خديجة قال و أخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثوبه فوضعه علي علي عليه السّلام و فاطمة و الحسن و الحسين،و قال:

إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (3) قال:و شري علي نفسه لبس ثوب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثم نام مكانه قال و كان المشركون يرمون رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فجاء أبو بكر و علي نائم قال أبو بكر:يحسب أنه نبي اللّه،قال:فقال:يا نبي اللّه قال:فقال له علي عليه السّلام:«إن نبي اللّه قد انطلق نحو بئر ميمون فادركه»قال:فانطلق أبو بكر فادركه فدخل معه الغار،و قال:و جعل علي يرمي بالحجارة كما كان يرمي نبي اللّه و هو يتضور قد لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتي أصبح،ثم كشف عن

ص: 16


1- سوره 2 - آيه 207
2- البقرة:207.
3- سوره 33 - آيه 33

رأسه،فقالوا:كان صاحبك نراميه فلا يتضور و انت تتضور و قد استنكرنا ذلك،قال:و خرج بالناس في غزوة تبوك فقال علي عليه السّلام:«أخرج معك»فقال له نبي اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«[لا] (1)»فبكي علي فقال له:«أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنك ليس نبي أنه لا ينبغي أن اذهب إلاّ و أنت خليفتي»قال:و قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنت ولي كل مؤمن بعدي و مؤمنة»قال:و سد أبواب المسجد غير باب علي عليه السّلام قال:و دخل المسجد جنبا و هو طريقه ليس له طريق غيره قال و قال:«من كنت مولاه فعلي مولاه» (2).

و روي هذا الحديث أيضا أبو المؤيد موفق بن أحمد قال:أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي ابن أحمد العاصمي الخوارزمي أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ أخبرنا والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي قال:أخبرنا أبو علي عبد اللّه بن أحمد بن حنبل أخبرنا أبي حدّثنا يحيي بن حماد حدّثنا أبو عوانة حدّثنا أبو بلج حدّثنا عمر بن ميمون قال:إني جالس إلي ابن عباس رضي اللّه عنه إذ أتاه تسعة رهط فقالوا:يا بن عباس و ساق الحديث إلاّ أن فيه وقعوا في رجل له بضعة عشرة فضيلة (3).

الحديث الثاني: و من تفسير الثعلبي في الجزء الأول في تفسير سورة البقرة قوله تعالي: وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ (4) إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لما أراد الهجرة خلف علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليه بمكة؛لقضاء ديونه ورد الودائع التي كانت عنده،و أمره ليلة الخروج إلي الغار و قد أحاط المشركون بالدار أن ينام علي فراشه صلّي اللّه عليه و آله فقال له:«يا علي اتشح ببردي الحضرمي ثم نم علي فراشي فإنه لا يخلص إليك منهم مكروه ان شاء اللّه عز و جل»ففعل ذلك عليه السّلام فاوحي اللّه عز و جل إلي جبرائيل و ميكائيل عليهما السّلام:إني قد آخيت بينكما و جعلت عمر أحدكما أطول من الآخر فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة؟فاختارا كلاهما الحياة فاوحي اللّه عز و جل إليهما إلاّ كنتما مثل علي ابن أبي طالب آخيت بينه و بين محمد فنام علي فراشه يفديه بنفسه و يؤثره بالحياة اهبطا إلي الأرض فاحفظاه من عدوه فنزلا فكان جبرائيل عليه السّلام عند رأسه و ميكائيل عليه السّلام عند رجله فقال جبرائيل:بخ بخ من مثلك يا بن أبي طالب يباهي اللّه بك الملائكة،فأنزل اللّه تعالي علي رسوله و هو متوجه إلي المدينة في شأن علي بن أبي طالب وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ (5) » (6).

ص: 17


1- زيادة اقتضاها السياق.
2- مسند أحمد:331/1.
3- المناقب:/125ح 140.
4- سوره 2 - آيه 207
5- سوره 2 - آيه 207
6- العمدة:367/239 عن الثعلبي.

الحديث الثالث: تفسير الثعلبي قال:روي محمد بن عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه القايني قال:

حدثني أبو الحسين محمد بن عثمان بن الحسن النصيبي ببغداد قال:حدثني أبو بكر محمد بن الحسين بن صالح السيبي بحلب حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال:حدثني محمد بن منصور قال:حدثني أحمد بن عبد الرّحمن حدثني الحسن بن محمد بن فرقد حدثني الحكم بن ظهير قال:

حدّثنا السدي في قول اللّه عز و جل: وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ (1) قال:قال ابن عباس نزلت في علي بن أبي طالب صلي اللّه عليه حين هرب النبي صلّي اللّه عليه و آله من المشركين إلي الغار مع أبي بكر،و نام علي عليه السّلام علي فراش النبي صلّي اللّه عليه و آله (2).

الحديث الرابع: أبو المؤيد موفق بن أحمد الخوارزمي (3)عن أحمد بن الحسين قال:أخبرنا محمد بن عبد اللّه الحافظ حدّثنا أبو أحمد بكر بن محمد بن حمدان بمرو حدّثنا عبيد بن قنفذ البزاز بالكوفة حدّثنا يحيي بن عبد الحميد الحماني حدّثنا قيس بن ربيع حدّثنا حكيم بن جبير عن علي بن الحسين قال:«إن أول من شري نفسه ابتغاء مرضات اللّه تعالي علي بن أبي طالب-كرم اللّه وجهه-و قال علي عند مبيته علي فراش رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله شعرا:

و قيت بنفسي خير من وطئ الحصي و من طاف بالبيت العتيق و بالحجر

رسول إله خاف أن يمكروا به فنجاه ذو الطول الاله من المكر

و بات رسول اللّه في الغار آمنا موقي و في حفظ الإله و في ستر

و بثّ أراعيهم و ما يثبتونني و قد وطنت نفسي علي القتل و الأسر»

الحديث الخامس: أبو نعيم الحافظ بإسناده عن عبد اللّه بن معد عن أبيه عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال:بات علي بن أبي طالب عليه السّلام ليلة خرج النبي صلّي اللّه عليه و آله الغار علي فراشه و نزلت وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ (4) (5).

الحديث السادس: الثعلبي في تفسيره و ابن عقبة في ملحمته و أبو السعادات في«فضائل العشرة و الغزالي في الأخبار برواياتهم عن أبي اليقظان و جماعة من أصحابنا نحو ابن بابويه و ابن شاذان و الكليني و الطوسي و ابن عقدة و البرقي و ابن فياض و العبدي و الصفواني و الثقفي باسانيدهم عن ابن عباس و أبي رافع و هند بن أبي هالة أنه قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أوحي اللّه إلي جبرائيل و ميكائيل أني آخيت بينكما و جعلت عمر أحدكما أطول من عمر صاحبه فأيّكما يؤثر

ص: 18


1- سوره 2 - آيه 207
2- العمدة:/240ذيل ح 367.
3- في المناقب:/127ح 141.
4- سوره 2 - آيه 207
5- بحار الأنوار:41/32 ذيل ح 3.

أخاه،فكلاهما كرها الموت فأوحي اللّه إليهما ألا كنتما مثل وليّ علي بن أبي طالب آخيت بينه و بين محمّد نبيي فآثره بالحياة علي نفسه،ثم ظل أو رقد علي فراشه يقيه بمهجته،اهبطا إلي الأرض جميعا و احفظاه من عدوه،فهبط جبرائيل فجلس عند رأسه و ميكائيل عند رجليه و جعل جبرائيل يقول:بخ بخ من مثلك يا بن أبي طالب و اللّه يباهي بك الملائكة فأنزل اللّه وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ (1) » (2)الآية.

الحديث السابع: فضائل الصحابة عن عبد الملك العكبري و عن ابن المظفر السمعاني بإسنادهما عن علي بن الحسين عليه السّلام قال:أول من شري نفسه للّه علي بن أبي طالب عليه السّلام كان المشركون يطلبون رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقام من فراشه و انطلق هو و أبو بكر،و اضطجع علي علي فراش رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فجاء المشركون فوجدوا عليا عليه السّلام و لم يجدوا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله (3).

الحديث الثامن: أبو المؤيد موفق بن أحمد قال:أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الوعظم،أخبرنا والدي أبو بكر أحمد ابن الحسين البيهقي أخبرنا محمد بن عبد اللّه الحافظ،أخبرنا أبو أحمد بكر بن محمد بن حمدان بمرو حدّثنا عبيد بن قنفذ البزاز بالكوفة أخبرنا يحيي بن عبد الحميد الحماني أخبرنا قيس بن ربيع أخبرنا حكيم بن جبير عن علي بن الحسين قال:«إن أول من شري نفسه ابتغاء رضوان اللّه تعالي علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه»و قال علي عند مبيته علي فراش رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

و قيت بنفسي خير من وطئ الحصي و من طاف بالبيت العتيق و بالحجر

رسول إله خاف أن يمكروا به فنجاه ذو الطول الاله من المكر

و بات رسول اللّه في الغار آمنا موقي و في حفظ الاله و في ستر

و بت أراعيهم و ما يثبتونني و قد وطنت نفسي علي القتل و الأسر (4)

الحديث التاسع: إبراهيم بن محمد الحمويني قال:حدّثنا عماد الدين عبد الحافظ بن بدران بن شبل بن طرخان المقدسي قراءتي عليه بمدينة نابلس قلت له:أخبرك الشيخ القاضي جمال الدين أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري إجازة قال:نعم،قال:نعم،قال:أنبأنا أبو عبد اللّه بن الفضل بن أحمد إذنا قال:أنبأنا شيخ السنة أحمد بن الحسين أبو بكر الحافظ إجازة ان لم يكن سماعا قال:أنبأنا الإمام أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه البيع قال:نبأنا أبو أحمد بكر بن محمد بن

ص: 19


1- سوره 2 - آيه 207
2- بحار الأنوار:43/32.
3- مناقب آل أبي طالب:339/1.
4- المناقب:/127ح 141.

حمدان بمرو،قال:نبأنا عبد بن قنفذ البزاز بالكوفة،قال:نبأنا يحيي بن عبد الحميد الحماني قال:

نبأنا قيس بن الربيع،قال:نبأنا حكيم بن جبير عن علي بن الحسين عليه السّلام:«إن أول من شري نفسه ابتغاء رضوان اللّه علي بن أبي طالب عليه السّلام»و قال علي عليه السّلام عند مبيته علي فراش رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

وقيت بنفسي خير من وطئ الحصي،و ساق الأبيات المتقدمة (1).

الحديث العاشر: الحمويني هذا قال:أخبرني الإمامان نجم الدين عبد الغفار بن عبد الكريم بن عبد الغفار و علا الدين أبو حامد محمد بن أبي بكر الطاوسي القزوينيان كتابة بروايتهما عن الشيخين عز الدين محمد بن عبد الرّحمن الواريني و تاج الدين عبد اللّه بن إبراهيم الشحاذي القزويني إجازة قالا:أنبأنا الشيخان محمد بن الفضل بن أحمد و زاهر بن طاهر بن محمد إجازة قالا:

أنبأنا الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي،قال:أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:أنبأنا أحمد بن جعفر القطيعي قال نبأنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:أنبأنا أبي قال نبأنا يحيي بن حماد قال:نبأنا أبو عوانة قال:نبأنا أبو بلج قال نبأنا عمرو بن ميمون،قال:إني لجالس إلي ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط،فقالوا:يا ابن عباس:إمّا ان تقوم معنا،و إمّا أن تخلو بنا من بين هؤلاء،و ساق الحديث (2)و قد تقدم في أول الباب و كررناه لزيادة النقلة و تضاعف رواته.

الحديث الحادي عشر: المالكي في كتاب(الفصول المهمة)قال:أورد الإمام حجة الإسلام أبو حامد محمد بن محمد الغزالي رحمه اللّه في كتابه(إحياء علوم الدين)أن الليلة التي بات علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه علي فراش رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أوحي اللّه تعالي:إلي جبرائيل و ميكائيل أني آخيت بينكما و جعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر فأيكما يؤثر صاحبه الحياة،فاختارا كلاهما الحياة و أحباها،فأوحي اللّه تعالي إليهما أ فلا كنتما مثل علي بن أبي طالب آخيت بينه و بين محمد فبات علي علي فراشه يقيه بنفسه و يؤثره بالحياة،اهبطا إلي الأرض فاحفظاه من عدوه،فكان جبرائيل عند رأسه و ميكائيل عند رجليه ينادي،و يقول:بخ بخ من مثلك يا بن أبي طالب يباهي اللّه بك الملائكة،فأنزل اللّه عز و جل وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ وَ اللّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ (3) » (4).

ص: 20


1- فرائد السمطين:/330/1ب /60ح 256.
2- فرائد السمطين:/327/1ب /60ح 255.
3- سوره 2 - آيه 207
4- الفصول المهمة:33،و إحياء علوم الدين:238/3.

الباب السادس و الأربعون

في قوله تعالي وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ وَ اللّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ (1)

من طريق الخاصة و فيه أحد عشر حديثا الحديث الأول: الشيخ في أماليه قال:حدّثنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا محمد بن أحمد بن يحيي بن صفوان الإمام بانطاكية قال:حدّثنا محفوظ بن بحر قال:حدّثنا الهيثم بن جميل قال:حدّثنا قيس بن الربيع عن حكيم بن جبير عن علي بن الحسين عليه السّلام في قوله عز و جل: وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ (2) (3)قال:نزلت في علي عليه السّلام حين بات علي فراش رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله (4).

الحديث الثاني: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا الحسن ابن علي بن زكريا العاصمي قال:حدّثنا أحمد بن عبيد اللّه الفداني (5)قال:حدّثنا الربيع بن سيار قال:حدّثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلي أبي ذر رضي اللّه عنه أن عليا و عثمان و طلحة و الزبير و عبد الرّحمن بن عوف و سعد بن أبي و قاص أمرهم عمر بن الخطاب أن يدخلوا بيتا و يغلق عليهم بابه و يتشاوروا في أمرهم،و أجلهم ثلاثة أيام،فإن توافق خمسة علي قول واحد و أبي رجل منهم قتل ذلك الرجل،و إن توافقوا أربعة و أبي اثنان قتل الاثنان،فلما توافقوا جميعا علي رأي واحد، قال لهم علي بن أبي طالب:«إني أحب أن تسمعوا منّي ما أقول لكم،فإن يكن حقا فاقبلوه و إن يكن باطلا فانكروه»قالوا:قل،و ذكر فضائله عليه السّلام و يقولون بالموافقة و ذكر عليه السّلام في ذلك:«فهل فيكم أحد نزلت فيه هذه الآية وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ (6) لمّا وقيت رسول صلّي اللّه عليه و آله ليلة الفراش غيري»؟قالوا:لا (7).

الحديث الثالث: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي قال:حدّثنا محمد بن الصباح الجرجاني قال:حدثني محمد بن كثير الملائي عن عون الاعرابي من أهل البصرة عن الحسن بن أبي الحسن عن أنس بن مالك قال:لما

ص: 21


1- سوره 2 - آيه 207
2- سوره 2 - آيه 207
3- البقرة:207.
4- أمالي الطوسي:446 ح 996 مجلس 16 ح 2.
5- في المصدر:العدلي.
6- سوره 2 - آيه 207
7- أمالي الطوسي:545-515 ح 1168 مجلس 19 ح 4.

توجه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي الغار و معه أبو بكر أمر النبي صلّي اللّه عليه و آله عليا أن ينام علي فراشه،و يتغشي ببردته فبات علي عليه السّلام موطنا نفسه علي القتل،و جاءت رجال من قريش من بطونها يريدون قتل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلما أرادوا أن يضعوا عليه أسيافهم لا يشكون أنه محمد صلّي اللّه عليه و آله،فقالوا:أيقظوه ليجد ألم القتل،و يري السيوف تأخذه فلما ايقظوه فرأوه عليا تركوه و تفرقوا في طلب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فأنزل اللّه عز و جل: وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ وَ اللّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ (1) (2).

الحديث الرابع: الشيخ بإسناده قال:أخبرنا أبو عمر قال:أخبرنا أحمد قال:حدّثنا الحسن بن عبد الرّحمن بن محمد الأزدي قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا عبد النور بن عبد اللّه بن عبد اللّه بن المغيرة القرشي عن إبراهيم بن عبد اللّه بن سعيد عن ابن عباس قال:بات علي عليه السّلام ليلة خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عن المشركين علي فراشه؛ليعمي علي قريش و فيه نزلت هذه: وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ (3) (4).

الحديث الخامس: ابن الفارسي في(روضة الواعظين)قال:إن النبي صلّي اللّه عليه و آله أمر عليا أن ينام علي فراشه فانطلق النبي صلّي اللّه عليه و آله؛و قريش يختلفون و ينظرون إلي علي عليه السّلام و هو نائما علي فراش رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عليه برد أخضر لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال بعضهم:شدوا عليه فقالوا:الرجل نائم و لو كان يريد أن يهرب لفعل،فلما اصبح قام علي فأخذوه،و قالوا:أين صاحبك فقال:ما أدري فأنزل اللّه تعالي في علي حين نام علي الفراش وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ (5) (6).

الحديث السادس: العياشي في تفسيره بإسناده عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام قال:و أما قوله:

وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ وَ اللّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ (7) فإنها نزلت في علي بن أبي طالب عليه السّلام حين بذل نفسه للّه و لرسوله ليلة اضطجع علي فراش رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لما طلبته كفار قريش (8).

الحديث السابع: العياشي بإسناده عن ابن عباس قال:شري علي عليه السّلام بنفسه لبس ثوب النبي صلّي اللّه عليه و آله،ثم نام مكانه فكان المشركون يرمون رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،قال:فجاء أبو بكر و علي عليه السّلام نائم و أبو بكر يحسبه نبي اللّه،فقال:أين نبي اللّه؟فقال علي عليه السّلام:«إن نبي اللّه قد انطلق نحو بئر ميمون فادرك»،قال:فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار و جعل عليه السّلام يرمي بالحجارة كما كان يرمي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو يتضور قد لفّ رأسه،فقالوا:إنك لكنه كان صاحبك لا يتضور و قد استنكرنا ذلك (9).

ص: 22


1- سوره 2 - آيه 207
2- أمالي الطوسي:446 ح 998 مجلس 16 ح 4.
3- سوره 2 - آيه 207
4- أمالي الطوسي:253 ح 451 مجلس 9 ح 43.
5- سوره 2 - آيه 207
6- روضة الواعظين:106-107.
7- سوره 2 - آيه 207
8- تفسير العياشي:101/1 ح 292.
9- تفسير العياشي:101/1 ح 293.

الحديث الثامن: محمد بن الحسن الشيباني في تفسيره(نهج البيان)نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب حين بات علي فراش رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و ذلك أن قريشا تحالفوا علي قتله ليلا و اجمعوا أمرهم بينهم أن ينتدب من كل قبيلة شاب فيكبسون عليه ليلا و هو نائم فيضربوه ضربة رجل واحد و لا يأخذ بثأره من حيث أن قاتله لا يعرف بعينه و لا يقوم أحد منهم بذلك من حيث أن له في ذلك مماسة،فنزل جبرائيل عليه السّلام علي النبي صلّي اللّه عليه و آله و أخبره بذلك،و أمره أن يبيت ابن عمه عليا ليلا علي فراشه و يخرج هو مهاجر إلي المدينة ففعل ذلك و جاءت الفتية لما تعاهدوا عليه و تعاقدوا يطلبونه فكبسوا عليه البيت فوجدوا عليا نائما علي فراشه،فتنحنح فعرفوه فرجعوا خائبين خائفين و نجا نبيه من كيدهم،روي ذلك عن أبي جعفر عليه السّلام و أبي عبد اللّه عليهما السّلام (1).

الحديث التاسع: علي بن إبراهيم في تفسيره في معني الآية قال:ذلك أمير المؤمنين و معني يشري نفسه،أي:يبذل (2).

الحديث العاشر: السيد الرضي في كتاب(الخصائص)بإسناد مرفوع قال:قال ابن الكوّاء لأمير المؤمنين أين كنت حيث ذكر اللّه نبيه و أبا بكر فقال: ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنا (3) فقال أمير المؤمنين عليه السّلام:«و يلك يا بن الكوّاء كنت علي فراش رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد خرج عليّ ريطته،فأقبلت قريش مع كل رجل منهم هراوة فيها شوكها فلم يبصروا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حيث خرج فاقبلوا عليّ يضربونني بما في أيديهم حتي تنفط جسدي و صار مثل البيض،ثم انطلقوا يريدون قتلي،فقال بعضهم:لا تقتلوه الليلة و لكن أخروه و اطلبوا محمدا،قال:فأوثقوني بالحديد و جعلوني في بيت و استوثقوا مني و من الباب بقفل،فبينا أنا كذلك إذ سمعت صوتا من جانب البيت،يقول:يا علي،فسكن الوجع الذي كنت أجده و ذهب الورم الذي كان في جسدي ثم سمعت صوتا آخر،يقول:يا علي،فإذا الحديد الذي في رجلي قد تقطع،ثم سمعت صوتا آخر يقول:يا علي،فإذا الباب قد تساقط ما عليه و فتح فقمت و خرجت،و قد كانوا جاءوا بعجوز كماء (4)لا تبصر و لا تنام تحرس الباب فخرجت عليها و هي لا تعقل من النوم» (5).

الحديث الحادي عشر: الشيخ الطوسي في أماليه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل و ساق سنده إلي عمار بن ياسر و ذكر حديث مهاجرة النبي صلّي اللّه عليه و آله إلي المدينة و مبيت أمير المؤمنين عليه السّلام علي فراش رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي أن قال في الحديث قال أبو اليقظان:فحدثنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و نحن

ص: 23


1- لم نجده بهذه الألفاظ نعم روي بنحو في:حلية الأبرار:362/2،و البحار:31/19.
2- تفسير القمي:71/1.
3- سوره 9 - آيه 40
4- أي عمياء،كمه إذا اعترته ظلمة.
5- الخصائص:59،و البحار:43/36.

معه بقباء عما أرادت قريش من المكر به،و مبيت علي عليه السّلام علي فراشه قال:«أوحي اللّه عز و جل إلي جبرائيل و ميكائيل عليهما السّلام إني قد آخيت بينكما و جعلت عمر أحدكما أطول من عمر صاحبه فأيكما يؤثر أخاه؟و كلاهما كرها الموت فاوحي اللّه إليهما عبداي ألا كنتما مثل ولي علي آخيت بينه و بين محمد نبيي فآثره الحياة علي نفسه ثم ظل أو قال:رقد علي فراشه يقيه بمهجته اهبطا إلي الأرض كلاكما فاحفظاه من عدوه فهبط جبرائيل فجلس عند رأسه،و ميكائيل عند رجليه، و جعل جبرائيل عليه السّلام يقول:بخ بخ من مثلك يا بن أبي طالب و اللّه يباهي بك الملائكة،قال:فأنزل اللّه عز و جل في علي عليه السّلام و ما كان من مبيته علي فراش رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ وَ اللّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ (1) (2).

ص: 24


1- سوره 2 - آيه 207
2- أمالي الطوسي:1031/469.

الباب السابع و الأربعون

في قوله تعالي: اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ سِرًّا وَ عَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ (1)

من طريق العامة و فيه اثنا عشر حديثا الحديث الأول: أبو المؤيد موفق بن أحمد من أكابر العامة أخبرني شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إلي من همدان أخبرنا عبدوس بن عبد اللّه بن عبدوس الهمداني كتابة، أخبرنا الشيخ أبو بكر بن حمويه،حدثنا أبو بكر الشيرازي حدّثنا أبو حامد محمد بن أحمد بن عمران حدّثنا أبو حفص عمر بن محمد بن يحيي البخاري،أخبرنا أبو سعيد الأشج حدّثنا ابن يمان عن عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه قال:كان لعلي عليه السّلام أربعة دارهم فانفقها واحدا ليلا و واحدا نهارا و واحدا سرا و واحدا علانية،فنزل قوله تعالي: اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ سِرًّا وَ عَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ (2) (3).

الحديث الثاني: الثعلبي في تفسير الآية قال:روي جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال:لما أنزل اللّه تعالي لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ (4) الآية.بعث عبد الرّحمن بن عوف الزهري بدنانير كثيرة إلي أصحاب الصفة حتي أغناهم،و بعث علي في جوف الليل بوسق من تمر ستون صاعا،و كان أحب الصدقتين إلي اللّه تعالي صدقة علي بن أبي طالب عليه السّلام اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ (5) الآية.يعني:بالنهار و العلانية و صدقة عبد الرّحمن،و بالليل سرا صدقة علي بن أبي طالب عليه السّلام (6).

الحديث الثالث: الثعلبي في تفسيره قال:و روي مجاهد عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال:كان عند علي ابن أبي طالب عليه السّلام أربعة دراهم لا يملك سواها فتصدق بدرهم سرا و بدرهم علانية و درهم ليلا و درهم نهارا فنزلت فيه هذه الآية (7).

الحديث الرابع: إبراهيم بن محمد الحمويني من اعيان علماء العامة قال:انبأني الشهاب محمد ابن يعقوب الحنبلي عن أبي طالب بن عبد السميع الهاشمي إجازة عن شاذان بن جبرئيل القمي

ص: 25


1- سوره 2 - آيه 274
2- سوره 2 - آيه 274
3- المناقب:/281ح 275.
4- سوره 2 - آيه 273
5- سوره 2 - آيه 261
6- العمدة:672/350 عن الثعلبي.
7- العمدة:669/349 عن الثعلبي.

قراءة عليه،عن محمد بن عبد العزيز عن أبي عبد اللّه محمد بن عبد الرّحمن بن علي،قال:أنبأنا الحسن بن الحسن المقري قال:أنبأنا أحمد بن عبد اللّه بن أحمد قال:حدثنا أبو بكر بن خلاد،قال:

حدثنا أحمد بن علي الخراز قال:أنبأنا محمود بن الحسن المروزي،و أخبرنا الفضل أحمد بن محمد ابن الحسن بن سليم،قال:أنبأنا أبو الفتح منصور بن الحسن بن علي بن القاسم،قال:أنبأنا محمد بن إبراهيم بن علي قال:أنبأنا أبو عروبة قال:أنبأنا سلمة بن حبيب قال:أنبأنا عبد الرزاق قال:

أنبأنا عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس في قوله تعالي: اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ سِرًّا وَ عَلانِيَةً (1) قال:نزلت في علي بن أبي طالب عليه السّلام كانت معه أربعة دراهم فانفق بالليل درهما و بالنهار درهما و في السر درهما و بالعلانية درهما (2).

الحديث الخامس: المالكي في(الفصول المهمة)قال:نقل الواحدي في تفسيره (3)يرفعه بسنده إلي ابن عباس رضي اللّه عنه قال:كان مع علي بن أبي طالب عليه السّلام أربعة دراهم لا يملك غيرها فتصدق بدرهم سرا و بدرهم علانية فأنزل اللّه سبحانه و تعالي فيه: اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ سِرًّا وَ عَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ (4) (5).

الحديث السادس: أبو نعيم الأصفهاني بإسناده عن عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال:نزلت يعني هذه الآية اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ (6) في علي بن أبي طالب عليه السّلام كانت معه أربعة دراهم أنفق بالليل درهما و بالنهار درهما و في السر واحدا و في العلانية درهما.

الحديث السابع: أبو نعيم قال:سلمه سرا درهما و علانية (7).

الحديث الثامن: أبو نعيم روي الحديث يحيي بن اليمان و يحيي بن ضريس عن عبد الوهاب عن أبيه و لم يذكر ابن عباس (8).

الحديث التاسع: قال الحافظ أبو نعيم رضي اللّه عنه و حدّثنا أحمد بن علي بالاسناد إلي عبد الوهاب عن أبيه قال:كانت لعلي عليه السّلام أربعة دراهم فانفق درهما ليلا و درهما نهارا و درهما سرا و درهما علانية فنزلت اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ (9) (10).

الحديث العاشر: ابن المغازلي يرفعه إلي ابن عباس في قوله تعالي: اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ سِرًّا وَ عَلانِيَةً (11) قال:هو علي بن أبي طالب كان له أربعة دراهم فانفق درهما سرا

ص: 26


1- سوره 2 - آيه 274
2- فرائد السمطين:/356/1ب /66ح 282.
3- أسباب النزول:58 ط.القاهرة.
4- سوره 2 - آيه 274
5- الفصول المهمة.
6- سوره 2 - آيه 261
7- تفسير فرات:73 ح 46،مجمع الزوائد:324/6.
8- تفسير الدر المنثور:363/1،و شواهد التنزيل:142/1 و ما بعدها.
9- سوره 2 - آيه 274
10- المصدر السابق،و ينابيع المودة:275/1.
11- سوره 2 - آيه 274

و درهما علانية و درهما بالليل و درهما بالنهار (1).

الحديث الحادي عشر: ابن شهرآشوب أورده من طريق العامة و غيرهم عن ابن عباس و السدي و مجاهد و الكلبي و أبي صالح و الواحدي و الطوسي و الثعلبي و الطبرسي و الماوردي و القشيري و الثمالي و النقاش و الفتال و عبد اللّه بن الحسين و علي بن حرب الطائي في تفاسيرهم،أنه كان عند علي بن أبي طالب أربعة دراهم الفضة فتصدق بواحد ليلا و بواحد نهارا و بواحد سرا و بواحد علانية فنزل اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ (2) فسمّي كل درهم مالا و بشره بالقبول رواه النطنزي في الخصائص (3).

الحديث الثاني عشر: ابن أبي الحديد في(شرح نهج البلاغة)و هو من أعيان علماء العامة من المعتزلة قال:قال شيخنا أبو جعفر الإسكافي في الرد علي الجاحظ:و أنتم أيضا رويتم أن اللّه تعالي لما أنزل آية النجوي فقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ (4) الآية لم يعمل بها إلاّ علي بن أبي طالب وحده مع اقراركم بفقره و ذات يده و أبو بكر في الحال التي ذكرنا من السعة أمسك عن مناجاته فعاتب اللّه المؤمنين في ذلك فقال: أَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَ تابَ اللّهُ عَلَيْكُمْ (5) فجعل اللّه سبحانه ذنبا يتوب عليهم منه و هو امساكهم عن تقديم الصدقة،فكيف سخت نفسه يعني أبا بكر بانفاق أربعين الفا و امسك عن مناجاة الرسول،و إنما كان يحتاج فيها إلي اخراج درهمين و علي عليه السّلام و هو الذي اطعم الطعام علي حبه مسكينا و يتيما و أسيرا،و أنزلت فيه و في زوجته و ابنيه سورة كاملة من القرآن،و هو الذي ملك أربعة دارهم فاخرج منها درهما سرا و درهما علانية ثم اخرج منها في النهار و درهما و بالليل درهما،فأنزل اللّه فيه قوله تعالي: اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ سِرًّا وَ عَلانِيَةً (6) و هو الذي قدّم بين يدي نجواه صدقة دون المسلمين كافة،و هو الذي تصدق بخاتمه و هو راكع فأنزل اللّه فيه إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (7) (8).

ص: 27


1- مناقب ابن المغازلي:/179ح 325.
2- سوره 2 - آيه 274
3- مناقب آل أبي طالب:345/1.
4- سوره 58 - آيه 12
5- سوره 58 - آيه 13
6- سوره 2 - آيه 274
7- سوره 5 - آيه 55
8- شرح نهج البلاغة:274/13.

الباب الثامن و الأربعون

في قوله تعالي: اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ سِرًّا وَ عَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ (1)

من طريق الخاصة و فيه أربعة أحاديث الحديث الأول: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عمر بن محمد بن الجعابي قال:حدّثنا أبو محمد الحسن بن عبد اللّه بن محمد بن العباس الرازي التميمي قال:حدثني أبي قال:حدثني سيدي علي بن موسي الرضا عليه السّلام عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله» و ذكر عدة أحاديث ثم قال:« اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ سِرًّا وَ عَلانِيَةً (2) في علي عليه السّلام» (3).

الحديث الثاني: العياشي بإسناده عن أبي إسحاق قال:قال كان لعلي بن أبي طالب عليه السّلام أربعة دراهم لم يملك غيرها فتصدق بدرهم ليلا و بدرهم نهارا و بدرهم سرا و بدرهم علانية فبلغ ذلك النبي صلّي اللّه عليه و آله فقال:«يا علي ما حملك علي ما صنعت؟»قال:«انجاز موعود اللّه فأنزل اللّه» اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ سِرًّا وَ عَلانِيَةً (4) إلي آخر الآيات (5).

الحديث الثالث: الشيخ المفيد في(الاختصاص)بإسناده قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا علي ما عملت في ليلتك؟»قال:«و لم يا رسول اللّه»قال:«نزلت فيك أربعة معالي قال:بأبي أنت و أمي كانت معي أربعة دراهم فتصدقت بدرهم ليلا و بدرهم نهارا و بدرهم سرا و بدرهم علانية»قال:

فإن اللّه أنزل فيك اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ سِرًّا وَ عَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ (6) » (7).

الحديث الرابع: أبو علي الطبرسي رضي اللّه عنه في(مجمع البيان)في تفسير هذه الآية قال:سبب النزول عن ابن عباس نزلت هذه الآية في علي عليه السّلام كانت معه أربعة دراهم فتصدق بواحد ليلا و بواحد نهارا و بواحد سرا و بواحد علانية،قال أبو علي الطبرسي:و هو المروي عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه عليهما السّلام (8).

ص: 28


1- سوره 2 - آيه 274
2- سوره 2 - آيه 274
3- مناقب آل أبي طالب:345/1.
4- سوره 2 - آيه 274
5- تفسير العياشي:151/1 ح 502.
6- سوره 2 - آيه 274
7- الاختصاص:150.
8- مجمع البيان:204/2.

الباب التاسع و الأربعون

في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً (1)

من طريق العامة و فيه أربعة عشر حديثا الحديث الأول: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان قال:

أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيوية الخزاز إذنا قال:حدّثنا أبو عبيد بن حربويه قال:حدّثنا الحسين بن محمد الزعفراني قال:حدّثنا علي بن عبيد اللّه قال:حدّثنا يحيي بن آدم قال:حدّثنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن الأشجعي عن سفيان بن سعيد عن عثمان بن المغيرة عن سالم بن أبي الجعد عن علي بن علقمة عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:لما نزلت يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً (2) قال لي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«كم تري دينار؟قلت:«لا يطيقون» قال:«فكم تري؟»قال:«شعيرة»قال:«إنك لزهيد»قال فنزلت: أَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ (3) الآية قال:«فبي خفف اللّه عن الامة» (4).

الحديث الثاني: ابن المغازلي قال:أخبرنا أحمد بن محمد اذنا قال:أخبرنا عمر بن عبد اللّه بن شوذب حدّثنا ا أحمد بن سحاق الطيبي قال:حدّثنا محمد بن أبي العوام قال:حدّثنا سعيد بن سليمان قال:حدّثنا أبو شهاب عن ليث عن مجاهد قال:قال علي بن أبي طالب عليه السّلام:«الآية ما عمل بها أحد من الناس غيري آية النجوي كان لي دينار بعته بعشرة دراهم فكلما أردت أن أناجي النبي صلّي اللّه عليه و آله تصدقت بدرهم ما عمل بها أحد قبلي و لا بعدي» (5).

الحديث الثالث: و من الجمع بين الصحاح الستة لرزين العبدي من الجزء الثالث من أجزاء ثلاثة في تفسير سورة المجادلة قال:قال أبو عبد اللّه البخاري قوله تعالي: إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً (6) نسختها فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا (7) وَ تابَ اللّهُ عَلَيْكُمْ (8) قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب:«ما عمل بهذه الآية غيري و بي خفّف اللّه تعالي عن هذه الآية أمر هذه الآية» (9).

الحديث الرابع: الثعلبي في تفسيره في تفسير هذه الآية قال:قال مجاهد نهي عن مناجاة

ص: 29


1- سوره 58 - آيه 12
2- سوره 58 - آيه 12
3- سوره 58 - آيه 13
4- المناقب لابن المغازلي:/200ح 372.
5- المناقب لابن المغازلي:/201ح 373.
6- سوره 58 - آيه 12
7- سوره 58 - آيه 13
8- سوره 58 - آيه 13
9- صحيح الترمذي:406/5،و الطرائف عن الجمع:/41ح 34 و لم نجده عند البخاري المطبوع.

النبي صلّي اللّه عليه و آله حتي يتصدقوا فلم يناجه إلاّ علي بن أبي طالب عليه السّلام قدم دينارا فتصدق به ثم نزلت الرخصة و قال علي صلوات اللّه عليه:«إن في كتاب اللّه لآية ما عمل بها أحد قبلي و لا يعمل بها أحد بعدي يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً (1) قال علي صلوات اللّه عليه:«بي خفف اللّه عز و جل عن هذه الامة أمر هذه الآية فلم تنزل في أحد قبلي و لم تنزل في أحد بعدي» (2).

الحديث الخامس: الثعلبي قال:و قال ابن عمر لعلي بن أبي طالب:ثلاثة لو كانت لي واحدة منهن كانت أحب إليّ من حمر النعم:تزويجه فاطمة،و اعطاءه الراية يوم خيبر،و آية النجوي (3).

الحديث السادس: أبو المؤيد موفق بن أحمد قال:قوله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً (4) قيل:سأل الناس رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فاكثروا فأمروا بتقديم الصدقة علي المناجاة فلم يناجه إلاّ علي عليه السّلام قدم دينارا فتصدق به فنزلت الرخصة،و عن علي كرم اللّه وجهه أنه قال:«إن في كتاب اللّه تعالي لآية ما عمل بها أحد قبلي و لا يعمل بها أحد بعدي يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً (5) ثم نسخت» (6).

الحديث السابع: إبراهيم بن محمد الحمويني في(فرائد السمطين)قال:أخبرنا الشيخ قال:

أخبرنا الشيخ الإمام نجم الدين عثمان بن الموفق الأذكاني بقراءتي عليه أو قراءة عليه و أنا أسمع قال:أنبأنا المؤيد محمد بن علي الطوسي سماعا عليه قال:أنبأنا الشيخ عبد الجبار بن محمد الخواري سماعا عليه قال:أنبأنا الإمام أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي سماعا عليه قال:في قوله تعالي يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً (7) قال ابن عباس في رواية الوالبي:إن المسلمين أكثروا المسائل علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حتي شقوا عليه فاراد اللّه أن يخفف عن نبيه فأنزل اللّه هذه الآية،فلما نزلت علي نبي اللّه كان كثير من الناس كفوا عن المسألة قال المفسرون:إنهم نهوا عن المناجاة حتي يتصدقوا فلم يناجه أحد:إلاّ علي بن أبي طالب عليه السّلام تصدق بدينار (8).

الحديث الثامن: الحمويني هذا قال:قال الواحدي أخبرنا أبو بكر بن الحرث،أنبأنا أبو بكر محمد بن حبان أنبأنا أبو يحيي،أنبأنا سهل بن عثمان،أنبأنا أبو قبيصة عن ليث عن مجاهد عن علي قال:«آية في كتاب اللّه لم يعمل بها أحد قبلي و لن يعمل بها أحد بعدي آية النجوي كان لي دينار

ص: 30


1- سوره 58 - آيه 12
2- العمدة:282/185-283.
3- العمدة:284/185.
4- سوره 58 - آيه 12
5- سوره 58 - آيه 12
6- المناقب:/276ح 261-262.
7- سوره 58 - آيه 12
8- فرائد السمطين:/357/1ب /66ح 283.

فبعته بعشرة دراهم فكلما أردت أن أناجي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قدمت درهما فنسخته الآية الأخري أَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ (1) الآية (2).

الحديث التاسع: قال الحمويني:هذه الكلمات العشر التي ناجي بها علي عليه السّلام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله التي أوردها الإمام حسام الدين محمد بن عثمان بن محمد العلي آبادي من مصنفه في التفسير و هو الموسوم بكتاب(مطالع المعاني)و قد أخبرني به الإمام برهان الدين علي بن أبي الفتح ابن أبي بكر ابن عبد الجليل المرغيناني إجازة قال:أنبأنا والدي الإمام إجازة قال:أنبأنا الإمام حسام الدين محمد بن عثمان بن محمد بن المصنف قال:روي عن علي صلي اللّه عليه و آله ناجي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عشر مرات بعشر كلمات قدمها عشر صدقات فسأل في الأولي:«ما الوفاء؟»

قال:«التوحيد و شهادة أن لا إله إلا اللّه»ثم قال:و ما الفساد؟قال الكفر و الشرك باللّه عز و جل قال:و ما الحق؟قال:الإسلام و القرآن و الولاية إذا انتهت إليك قال و ما الحيلة؟قال:ترك الحيلة قال:و ما عليّ؟قال:طاعة اللّه و طاعة رسوله،قال:و كيف أدعوا اللّه تعالي؟قال:بالصدق و اليقين، قال:و ما ذا اسأل اللّه تعالي؟قال:العافية قال:و ما ذا أصنع لنجاة نفسي؟قال:كل حلالا و قل صدقا، قال:و ما السرور؟قال الجنة قال:و ما الراحة؟قال لقاء اللّه تعالي،فلما فرغ نسخ حكم الصدقة» (3).

الحديث العاشر: قال شرف الدين النجفي في تأويل الآيات الباهرة في العترة الطاهرة نقلت من مؤلف شيخنا أبي جعفر الطوسي رضي اللّه عنه ذكر أنه قي جامع الترمذي و تفسير الثعلبي بإسناده عن علقمة الأنباري يرفعه إلي علي عليه السّلام أنه قال:«بي خفف اللّه عن هذه الامة لأن اللّه امتحن الصحابة بهذه الآية فتقاعسوا عن مناجاة الرسول صلّي اللّه عليه و آله و كان قد احتجب في منزله من مناجاة كل أحد الا من تصدق بصدقة،و كان معي دينار فتصدقت به فكنت أنا سبب التوبة من اللّه علي المسلمين حين عملت بالآية،و لو لم يعمل بها أحد لنزل العذاب لامتناع الكل من العمل بها» (4).

الحديث الحادي عشر: أبو نعيم الاصفهاني بإسناده عن أبي صالح عن ابن عباس رضي اللّه عنه يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ (5) قال:ان اللّه تعالي حرم كلام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فاذا أراد الرجل أن يكلمه تصدق بدرهم ثم كلمه بما يريد،فكف الناس عن كلام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و بخلوا ان يتصدقوا قبل كلامه قال و تصدق علي و لم يفعل ذلك أحد من المسلمين غيره (6).

الحديث الثاني عشر: أبو نعيم هذا بإسناده عن مجاهد قال:قال علي عليه السّلام نزلت هذه الآية فما

ص: 31


1- سوره 58 - آيه 13
2- فرائد السمطين:/358/1ب /66ح 284.
3- فرائد السمطين:/358/1ب /66ح 285.
4- تأويل الآيات:675/2 ح 7.
5- سوره 58 - آيه 12
6- بحار الأنوار:378/31 ذيل ح 2.

عمل بها أحد غيري،ثم نسخت (1).

الحديث الثالث عشر: أبو نعيم بإسناده عن علي بن علقمة عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال لما نزلت يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ (2) قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ما تقول في دينار؟قلت:لا يطيقونه قال:كم؟قلت:شعيرة قال:إنك لزهيد فنزلت أَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ (3) الآية قال:«فبي خفف اللّه عزّ و جل عن هذه الامة فلم تنزل في أحد قبلي و لم تنزل في أحد بعدي» (4).

الحديث الرابع عشر: ابن أبي الحديد في(شرح نهج البلاغة)قال:قال أبو جعفر الإسكافي في الرد علي الجاحظ قال:و أنتم أيضا رويتم أن اللّه تعالي لما أنزل آية النجوي فقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ (5) الآية لم يعمل بها إلاّ علي ابن أبي طالب وحده مع اقراركم بفقره و قلة ذات يده،و أبو بكر في الحال التي ذكرنا من السعة امسك عن مناجاته فعاتب اللّه المؤمنين في ذلك فقال: أَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَ تابَ اللّهُ عَلَيْكُمْ (6) فجعله اللّه سبحانه ذنبا يتوب عليهم منه و هو إمساكهم عن تقديم الصدقة فكيف سخت نفسه بانفاق أربعين ألفا و امسك عن مناجاة الرسول،و إنما كان يحتاج فيها إلي اخراج درهمين.

و في الحديث تتمة تؤخذ من الباب السابع و الأربعين و هو الحديث الثاني عشر،أقول:أبو جعفر الاسكافي و هو معتزلي ينكر أن أبا بكر انفق علي النبي صلّي اللّه عليه و آله عشرين ألفا الذي ادعاه الجاحظ (7).

ص: 32


1- بحار الأنوار:378/31 ذيل ح 2.
2- سوره 58 - آيه 12
3- سوره 58 - آيه 13
4- بحار الأنوار:/31ذيل ح 2.
5- سوره 58 - آيه 12
6- سوره 58 - آيه 13
7- شرح نهج البلاغة:274/13.

الباب الخمسون

في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً (1)

من طريق الخاصة و فيه سبعة أحاديث الحديث الأول: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن محمد الحسني قال:حدّثنا أبو جعفر محمد بن حفص الخثعمي قال:حدّثنا الحسن بن عبد الواحد قال حدثني أحمد بن الثعلبي قال:حدثني محمد بن عبد الحميد قال:حدثني حفص بن منصور العطار قال:حدّثنا أبو سعيد الوراق عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليه السّلام في حديث ان أمير المؤمنين عليه السّلام قال لأبي بكر:«انشدك باللّه أنت الذي قدم بين يدي نجواه لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله صدقة فناجاه أم أنا إذ عاتب اللّه عز و جل قوما فقال: أَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ (2) ؟الآيات،قال:بل أنت (3).

الحديث الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان و محمد بن أحمد السناني و علي بن أحمد بن موسي الدقاق و الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب و علي بن عبد اللّه الوراق(رضي اللّه عنهم)قالوا:حدّثنا أبو العباس أحمد بن يحيي بن زكريا القطان قال:حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال:حدّثنا تميم بن بهلول قال:حدّثنا سليمان بن حكيم عن عمرو بن يزيد عن مكحول قال:قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام:«لقد علم المستحفظون من اصحاب النبي محمد صلّي اللّه عليه و آله إنه ليس فيهم رجل له منقبة إلاّ و قد شركته فيها و فضلته ولي سبعون منقبة لم يشركني فيها أحد منهم»قلت:يا أمير المؤمنين فأخبرني بهن؟فقال عليه السّلام:«إن أول منقبة ...»و ذكر السبعين و قال عليه السّلام في ذلك:«و اما الرابعة و العشرون فإن اللّه عز و جل أنزل علي رسوله يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً (4) فكان لي دينار فبعته بعشرة دراهم فكنت إذا ناجيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أتصدق قبل ذلك بدرهم فو اللّه ما فعل هذا أحد غيري من الصحابة قبلي و لا بعدي فأنزل اللّه عز و جل أَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَ تابَ اللّهُ عَلَيْكُمْ (5) الآية فهل تكون التوبة إلا من ذنب كان؟» (6).

ص: 33


1- سوره 58 - آيه 12
2- سوره 58 - آيه 13
3- الخصال:30/552.
4- سوره 58 - آيه 12
5- سوره 58 - آيه 13
6- الخصال:1/574.

الحديث الثالث: علي ابن مسكان في تفسيره قال:حدّثنا أحمد بن زياد عن الحسن بن محمد ابن سماعة عن صفوان عن ابن مشكان عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:سألته عن قول اللّه إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً (1) قال:«قدم علي بن أبي طالب عليه السّلام بين يدي نجواه صدقة ثم نسختها أَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ (2) » (3).

الحديث الرابع: علي بن إبراهيم قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن محمد الحسني قال:حدّثنا الحسين بن سعيد قال:حدّثنا محمد بن مروان قال:حدّثنا عبيد بن خنيس قال:حدّثنا صباح عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد قال:قال علي عليه السّلام:«إن في كتاب اللّه لآية ما عمل بها أحد قبلي و لا يعمل بها أحد بعدي و هي آية النجوي كان لي دينار فبعته بعشرة دراهم فجعلت اقدم بين يدي كل نجوي اناجيها النبي صلّي اللّه عليه و آله درهما قال فنسخها قوله أَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ (4) إلي قوله و اللّه: خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (5) » (6).

الحديث الخامس: محمد بن العباس عن علي بن عتبة و محمد بن القاسم قالا:حدّثنا الحسين الحكم عن حسن بن حسين عن حسان بن علي عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله عز و جل: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً (7) قال:نزلت في علي عليه السّلام خاصة كان له دينار فباعه بعشرة دراهم،فكان كلما ناجاه قدم درهما حتي ناجاه عشر مرات ثم نسخت فلم يعمل بها أحد قبله و لا بعده (8).

الحديث السادس: محمد بن العباس قال:حدّثنا علي بن عباس عن محمد بن مروان عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير عن أبيه عن السدي عن عبد خيبر عن علي عليه السّلام قال:«كنت أول من ناجي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كان عندي دينار فصرفته بعشرة دراهم و كلمت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عشر مرات كلما أردت أن أناجيه تصدقت بدرهم فشق ذلك علي أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال المنافقون:ما يألوا ما ينجش لابن عمه حتي نسخها اللّه عز و جل فقال: أَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ (9) إلي اخر الآية ثم قال عليه السّلام:فكنت أول من عمل بهذه الآية و آخر من عمل بها فلم يعمل بها أحد قبلي و لا بعدي» (10).

الحديث السابع: محمد بن العباس قال:حدّثنا عبد العزيز عن محمد بن زكريا عن أيوب بن سليمان عن محمد بن مروان عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا (11)

ص: 34


1- سوره 58 - آيه 12
2- سوره 58 - آيه 13
3- تفسير القمي:357/2.
4- سوره 58 - آيه 13
5- سوره 58 - آيه 13
6- تفسير القمي:357/2.
7- سوره 58 - آيه 12
8- بحار الأنوار:380/31 ح 6.
9- سوره 58 - آيه 13
10- بحار الأنوار:380/31 ح 7.
11- سوره 58 - آيه 12

ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً (1) انه حرم كلام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثم رخص لهم في كلامه بالصدقة فكان إذا أراد الرجل أن يكلمه تصدق بدرهم ثم كلمه بما يريد قال:فكف الناس عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و بخلوا أن يتصدقوا قبل كلامه فتصدق علي عليه السّلام بدينار له كان له فباعه بعشرة دراهم في عشر كلمات سألهن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و لم يفعل ذلك أحد من المسلمين غيره،و بخل أهل الميسرة ان يفعلوا ذلك،فقال المنافقون:ما صنع علي بن أبي طالب عليه السّلام الذي من الصدقة إلاّ أنه أراد أن يروج لابن عمه فأنزل اللّه تبارك و تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ (2) عن امساكها(و اطهر)يقول و ازكي لكم من المعصية فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا (3) الصدقة فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (4) أَ أَشْفَقْتُمْ (5) يقول الحكيم أَ أَشْفَقْتُمْ (6) يا أهل الميسرة(أن تقدموا بين يدي نجواكم)يقول:قدام نجواكم يعني كلام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله صدقة علي الفقراء فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا (7) يا أهل الميسرة وَ تابَ اللّهُ عَلَيْكُمْ (8) يعني تجاوز عنكم إذ لم تفعلوا فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ (9) يقول:

اقيموا الصلاة الخمس وَ آتُوا الزَّكاةَ (10) يعني أعطوا الزكاة يقول:تصدقوا،فنسخت ما أمروا به عند المناجاة بإتمام الصلاة و إيتاء الزكاة وَ أَطِيعُوا اللّهَ وَ رَسُولَهُ (11) بالصدقة في الفريضة و التطوع وَ اللّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (12) أي بما تنفقون خبير قال شرف الدين النجفي في كتاب(تأويل الآيات الباهرة في العترة الطاهرة)بعد ذكره هذه الروايات المنقولة عن محمد بن العباس قال:اعلم أن محمد بن العباس ذكر في تفسيره هذا المنقول منه في آية المناجاة سبعين حديثا من طريق الخاصة و العامة يتضمن أن المناجي لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله هو أمير المؤمنين عليه السّلام دون الناس أجمعين:اخترنا منها هذه الثلاثة الأحاديث ففيها كفاية (13).

ص: 35


1- سوره 58 - آيه 12
2- سوره 58 - آيه 12
3- سوره 58 - آيه 12
4- سوره 58 - آيه 12
5- سوره 58 - آيه 13
6- سوره 58 - آيه 13
7- سوره 58 - آيه 13
8- سوره 58 - آيه 13
9- سوره 58 - آيه 13
10- سوره 58 - آيه 13
11- سوره 58 - آيه 13
12- سوره 58 - آيه 13
13- تأويل الآيات:674/2 ح 6.

الباب الحادي و الخمسون

في قوله تعالي: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (1) (2)

من طريق العامة و فيه حديثان الحديث الأول: قال علي عليه السّلام:« ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا (3) نحن أولئك» (4).

الحديث الثاني: اسند ابن مردويه في قوله تعالي: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا (5) الآية إلي علي عليه السّلام إنه قال:«هم نحن» (6).

الباب الثاني و الخمسون

في قوله تعالي: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا (7)

من طريق الخاصة و فيه ثمانية عشرة حديثا الحديث الأول: محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلي بن محمد عن محمد بن جمهور عن حماد بن عيسي عن عبد المؤمن عن سالم قال:سألت أبا جعفر عليه السّلام عن قول اللّه عز و جل: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللّهِ (8) قال:«السابق بالخيرات الإمام و المقتصد العارف للإمام و الظالم لنفسه الذي لا يعرف الإمام» (9).

الحديث الثاني: محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد الوشاء عن عبد الكريم عن سليمان ابن خالد عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:سألته عن قول اللّه تعالي: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا (10) فقال:«أي شيء تقولون أنتم؟»قلت:نقول:إنها في الفاطميين؟قال:«ليس حيث تذهب ليس يدخل في هذا من أشار بسيفه و دعا الناس إلي خلاف»-و في نسخة«إلي ضلال»-فقلت:

فأي شيء الظالم لنفسه؟قال:«الجالس في بيته لا يعرف حق الإمام و المقتصد العارف بحق الإمام

ص: 36


1- سوره 35 - آيه 32
2- فاطر:32.
3- سوره 35 - آيه 32
4- كشف الغمة:323/1.
5- سوره 35 - آيه 32
6- ينابيع المودة:308/1،و كشف الغمة:317/1.
7- سوره 35 - آيه 32
8- سوره 35 - آيه 32
9- الكافي:214/1 ح 1.
10- سوره 35 - آيه 32

و السابق بالخيرات:الإمام» (1).

الحديث الثالث: محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلي عن أحمد بن عمر قال:

سألت أبا الحسن الرضا عليه السّلام عن قول اللّه عزّ و جل: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا (2) الآية فقال:«ولد فاطمة عليهما السّلام و السابق بالخيرات الإمام،و المقتصد العارف بالإمام،و الظالم لنفسه الذي لا يعرف الإمام» (3).

الحديث الرابع: ابن يعقوب عن محمد بن يحيي عن أحمد بن أبي زاهر أو عن محمد بن حماد عن أخيه أحمد بن حماد عن إبراهيم عن أبيه عن أبي الحسن الأول عليه السّلام قال:قلت له:جعلت فداك أخبرني عن النبي صلّي اللّه عليه و آله ورث النبيين كلهم؟قال:«نعم»قلت:من لدن آدم حتي انتهي إلي نفسه قال:

«ما بعث اللّه نبيا إلاّ و محمد صلّي اللّه عليه و آله أعلم منه»قال:قلت:ان عيسي ابن مريم كان يحيي الموتي باذن اللّه قال:«صدقت و سليمان بن داود كان يفهم منطق الطير و كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقدر علي هذه المنازل»قال:فقال:«إن سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده و شك في أمره: فَقالَ ما لِيَ لا أَرَي الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ (4) حين فقده و غضب عليه فقال لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (5) و إنما غضب لأنه كان يدله علي الماء فهذا-و هو طائر-قد أعطي ما لم يعط سليمان و قد كانت الريح و النمل و الانس و الجن و الشياطين و المردة له طائعين و لم يكن يعرف الماء تحت الهواء و كان الطير يعرفه،و إن اللّه تعالي يقول في كتابه: وَ لَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتي (6) و قد ورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما يسير به الجبال و تقطع به البلدان و نحيي به الموتي و نحن نعرف الماء تحت الهواء،و إن في كتاب اللّه لآيات ما يراد بها أمر إلاّ أن يأذن اللّه به مع ما قد يأذن اللّه مما كتبه الماضون و جعله اللّه لنا في أم الكتاب إن اللّه يقول: وَ ما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِلاّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (7) ثم قال: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا (8) فنحن الذين اصطفانا اللّه عز و جل ثم أورثنا هذا الذي فيه تبيان كل شيء» (9).

الحديث الخامس: محمد بن الحسن الصفار في(بصائر الدرجات)عن أحمد بن الحسن بن فضال عن حميد بن المثني عن أبي سلام المرعش عن سورة بن كليب قال:سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قول اللّه تبارك و تعالي: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ (10)

ص: 37


1- الكافي:215/1 ح 2.
2- سوره 35 - آيه 32
3- الكافي:215/1 ح 3.
4- سوره 27 - آيه 20
5- سوره 27 - آيه 21
6- سوره 13 - آيه 31
7- سوره 27 - آيه 75
8- سوره 35 - آيه 32
9- الكافي:226/1 ح 7.
10- سوره 35 - آيه 32

مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللّهِ (1) قال:«السابق بالخيرات»الإمام» (2)

الحديث السادس: محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيي الحلبي عن ابن مسكان عن ميسر عن سورة بن كليب عن أبي جعفر عليه السّلام أنه قال لي:هذه الآية« ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا... (3) »إلي آخر الآية قال:«السابق بالخيرات الإمام فهي في ولد علي و فاطمة عليهم السّلام» (4).

الحديث السابع: ابن بابويه قال:حدّثنا أبو جعفر محمد بن علي بن نصر البخاري المقري قال:

حدّثنا أبو عبد اللّه الكوفي العلوي الفقيه بفرغانة بإسناد متصل إلي الصادق جعفر بن محمد عليه السّلام إنه سئل عن قول اللّه عزّ و جلّ: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللّهِ (5) فقال:«الظالم يحوم (6)حوم نفسه و المقتصد يحوم حرم قلبه و السابق يحوم حوم ربه عز و جل» (7).

الحديث الثامن: ابن بابويه قال:حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا الحسن بن علي بن الحسين العسكري قال:أخبرنا محمد بن زكريا الجوهري قال:حدّثنا جعفر بن محمد بن عمارة عن ابيه عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السّلام قال:سألته عن قول اللّه عزّ و جل ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللّهِ (8) فقال:«الظالم منا من لا يعرف حق الإمام و المقتصد العارف بحق الإمام و السابق بالخيرات باذن اللّه هو الإمام جَنّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها (9) يعني-المقتصد و السابق-» (10).

الحديث التاسع: ابن بابويه قال:حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن يحيي البجلي قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا أبو عوامة موسي بن يوسف الكوفي قال:حدّثنا أبو عبد اللّه بن يحيي عن يعقوب بن يحيي عن أبي حفص عن أبي حمزة الثمالي قال:كنت جالسا في المسجد الحرام مع أبي جعفر عليه السّلام إذا أتاه رجلان من أهل البصرة فقالا له:يا بن رسول اللّه انا نريد أن نسألك عن مسألة،فقال لهما:

«سلا عما جئتما»قالا:أخبرنا عن قول اللّه عزّ و جلّ: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ... (11) إلي آخر الآيتين قال:«نزلت فينا أهل البيت».

ص: 38


1- سوره 35 - آيه 32
2- بصائر الدرجات:1/44.
3- سوره 35 - آيه 32
4- بصائر الدرجات:3/45.
5- سوره 35 - آيه 32
6- حام الطائر حول الماء حوما فإذا دار به طلبه(المصباح المنير)هامش المخطوط.
7- معاني الأخبار:1/104.
8- سوره 35 - آيه 32
9- سوره 35 - آيه 33
10- معاني الأخبار:2/104.
11- سوره 35 - آيه 32

قال أبو حمزة الثمالي:فقلت:بأبي أنت و أمي فمن الظالم لنفسه منكم؟قال:«من استوت حسناته و سيئاته من أهل البيت فهو الظالم لنفسه»فقلت:من المقتصد منكم؟قال:«العابد للّه ربه في الحالين حتي يأتيه اليقين»فقلت:فمن السابق منكم بالخيرات؟قال:«من دعا و اللّه إلي سبيل ربه و أمر بالمعروف و نهي عن المنكر و لم يكن للمضلين عضدا و لا للخائنين خصيما و لم يرض بحكم الفاسقين إلاّ من خاف علي نفسه و دينه و لم يجد اعوانا» (1).

الحديث العاشر: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب و جعفر بن محمد ابن مسرور(رضي اللّه عنهما)قالا:حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري عن أبيه عن الريان ابن الصلت قال:حضر الرضا عليه السّلام مجلس المأمون بمرو و قد أجتمع إليه في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق و خراسان فقال المأمون:أخبروني عن معني هذه الآية ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا (2) فقال العلماء:أراد اللّه عز و جل بذلك الأمة كلها فقال المأمون:ما تقول يا أبا الحسن؟فقال الرضا عليه السّلام:«لا أقول كما قالوا و لكني أقول أراد العترة الطاهرة»فقال المأمون:و كيف عني العترة من دون الامة؟فقال له الرضا عليه السّلام:«انه لو أراد الامة لكانت بأجمعها في الجنّة لقول اللّه تبارك و تعالي: فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (3) ثم جمعهم كلهم في الجنة فقال: جَنّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ (4) فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم»فقال المأمون:من العترة الطاهرة؟فقال الرضا عليه السّلام:

«الذين وصفهم اللّه في كتابه فقال عز و جل: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (5) و هم الذين قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إني مخلف فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي و انهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما أيها الناس لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم»قالت العلماء:أخبرنا يا أبا الحسن عن العترة أ هم الآل أم غير الآل فقال الرضا عليه السّلام:«هم الآل»قالت العلماء:فهذا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يؤثر عنه أنه قال:أمتي آلي،و هؤلاء أصحابه يقولون بالخبر المستفاض الذي لا يمكن دفعه آل محمد أمته،فقال أبو الحسن عليه السّلام:«أخبروني هل تحرم الصدقة علي الآل»قالوا:نعم،قال:«فتحرم علي الأمة»قالوا:لا،قال:«هذا فرق ما بين الآل و الأمة ويحكم أين يذهب بكم اضربتم عن الذكر صفحا أم أنتم قوم مسرفون أ ما علمتم إنه وقعت الوراثة و الطهارة علي المصطفين المهتدين دون سائرهم»قالوا:و من أين يا أبا الحسن،قال:«من قول اللّه عز و جل: وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَ إِبْراهِيمَ وَ جَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَ الْكِتابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَ كَثِيرٌ (6)

ص: 39


1- معاني الأخبار:3/105.
2- سوره 35 - آيه 32
3- سوره 35 - آيه 32
4- سوره 35 - آيه 33
5- سوره 33 - آيه 33
6- سوره 57 - آيه 26

مِنْهُمْ فاسِقُونَ (1) فصارت وراثة النبوة و الكتاب للمهتدين دون الفاسقين أ ما علمتم أن نوحا عليه السّلام حين سأل ربه فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَ إِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَ أَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ (2) و ذلك أن اللّه عزّ و جل وعده ان ينجيه و اهله فقال له ربه يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ (3) »و الحديث طويل أخذنا ذلك منه (4).

الحديث الحادي عشر: محمد بن العباس الثقة في تفسيره قال:حدّثنا علي بن عبد اللّه بن أسد عن إبراهيم بن محمد عن عثمان بن سعيد عن إسحاق بن يزيد الفراء عن غالب الهمداني عن أبي إسحاق السبيعي قال:خرجت حاجا فلقيت محمد بن علي عليه السّلام فسألته عن هذه الآية ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا (5) فقال:«ما يقول فيها قومك يا أبا إسحاق؟»يعني أهل الكوفة.

قال:قلت:يقولون:إنها لهم،قال:«فما يخوفهم إذا كانوا من أهل الجنة»قلت:فما تقول أنت جعلت فداك؟قال:«هي لنا خاصة يا أبا إسحاق أما السابقون بالخيرات فعلي و الحسن و الحسين عليهم السّلام و الإمام عليه السّلام منّا و المقتصد فصائم بالنهار و قائم بالليل،و الظالم لنفسه ففيه ما في الناس و هو مغفور له يا أبا إسحاق بنا يفك اللّه رقابكم و بنا يحل اللّه رباق الذل من أعناقكم،و بنا يغفر ذنوبكم،و بنا يفتح و بنا يختم و نحن كهفكم ككهف أصحاب الكهف و نحن سفينتكم كسفينة نوح و نحن باب حطتكم كباب حطة بني إسرائيل» (6).

الحديث الثاني عشر: محمد بن العباس قال:حدّثنا حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن ابن أبي حمزة عن زكريا المؤمن عن أبي سلام عن سور بن كليب قال:قلت لأبي جعفر عليه السّلام ما معني قوله عز و جل: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا (7) الآية قال:«الظالم لنفسه الذي لا يعرف الإمام»قلت:فمن المقتصد؟قال:«الذي يعرف الإمام»قلت فمن السابق بالخيرات؟قال:«الإمام»قلت:فما لشيعتكم؟قال:«تكفر ذنوبهم و تقضي ديونهم و نحن باب حطتهم و بنا يغفر لهم» (8).

الحديث الثالث عشر: محمد بن العباس قال:حدّثنا محمد بن الحسن بن حميد عن جعفر بن عبد اللّه المحمدي عن كثير بن عياش عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله تعالي: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا (9) قال:«فهم آل محمد صفوة اللّه فمنهم ظالم لنفسه و هو الهالك و منهم مقتصد و هم الصالحون و منهم سابق بالخيرات بإذن اللّه و هو علي بن أبي طالب عليه السّلام يقول

ص: 40


1- سوره 57 - آيه 26
2- سوره 11 - آيه 45
3- سوره 11 - آيه 46
4- أمالي الصدوق:/616ح 843.
5- سوره 35 - آيه 32
6- تأويل الآيات:481/2 ح 7.
7- سوره 35 - آيه 32
8- تأويل الآيات:482/2 ح 8.
9- سوره 35 - آيه 32

اللّه عز و جل: ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (1) يعني القرآن يقول اللّه عز و جل: جَنّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها (2) يعني آل محمد يدخلون قصور جنات كل قصر من لؤلؤة واحدة ليس فيها صدع و لا وصل و لو اجتمع أهل الإسلام فيها ما كان ذلك القصر إلاّ سعة لهم له القباب من الزبرجد كل قبة لها مصراعان المصراع طوله اثنا عشر ميلا،يقول اللّه عز و جل: يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَ لُؤْلُؤاً وَ لِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ وَ قالُوا الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (3) قالوا:و الحزن ما اصابهم في الدنيا من الخوف و الشدة» (4).

الحديث الرابع عشر: الطبرسي في(الاحتجاج)عن أبي بصير قال:سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن هذه الآية ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا (5) قال:«أي شيء تقول؟»قلت:اني أقول إنها خاصة في ولد فاطمة فقال عليه السّلام:«أما من سل سيفه و دعا الناس إلي نفسه إلي الضلال من ولد فاطمة و غيرهم فليس بداخل في هذه الآية»قلت:من يدخل فيها؟قال:«الظالم لنفسه الذي لا يدعو الناس إلي ضلال و لا هدي و المقتصد منّا أهل البيت هو العارف حق الإمام و السابق بالخيرات هو الإمام» (6).

الحديث الخامس عشر: ابن شهرآشوب عن محمد بن عبد اللّه بن الحسن عن آبائه و السدي عن أبي مالك عن ابن عباس و محمد الباقر عليه السّلام في قوله تعالي: وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللّهِ (7) «و إنه لهو علي بن أبي طالب عليه السّلام» (8).

الحديث السادس عشر: الطبرسي روي أصحابنا عن ميسر بن عبد العزيز عن الصادق عليه السّلام أنه قال:«الظالم من لا يعرف حق الإمام،و المقتصد منّا العارف بحق الإمام،و السابق بالخيرات[هو] الإمام و هؤلاء كلهم مغفور لهم» (9).

الحديث السابع عشر: عن زياد بن المنذر عن أبي جعفر عليه السّلام:«أما الظالم لنفسه منّا فمن عمل عملا صالحا و أخر سيئا،و أما المقتصد فهو المتعبد المجتهد،و أما السابق بالخيرات فعلي و الحسن و الحسين عليهم السّلام و من قتل من آل محمد شهيدا» (10).

الحديث الثامن عشر: صاحب ثاقب المناقب عن أبي هاشم الجعفري قال:كنت عند أبي محمد يعني الحسن العسكري عليه السّلام،فسألناه عن قول اللّه تعالي: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللّهِ (11) قال عليه السّلام:«كلهم من آل

ص: 41


1- سوره 35 - آيه 32
2- سوره 35 - آيه 33
3- سوره 35 - آيه 33
4- تأويل الآيات:483/2 ح 10.
5- سوره 35 - آيه 32
6- الاحتجاج:139/2.
7- سوره 35 - آيه 32
8- مناقب آل أبي طالب:387/1.
9- مجمع البيان:246/8.
10- مناقب آل أبي طالب:274/3.
11- سوره 35 - آيه 32

محمد عليهم السّلام الظالم لنفسه الذي لا يقر بالإمام،و المقتصد العارف بالإمام و السابق بالخيرات بإذن اللّه الإمام»قال:فدمعت عيناي و جعلت افكر في نفسي عظم ما أعطي اللّه آل محمد فنظر إليّ و قال:

«الأمر أعظم بما حدثتك به نفسك من عظم شأن آل محمد فاحمد اللّه فقد جعلك متمسكا بحبلهم تدعي يوم القيامة بهم إذا دعي كل اناس بإمامهم فأبشر يا أبا هاشم فإنك علي خير» (1).

ص: 42


1- الثاقب في المناقب:506/566.

الباب الثالث و الخمسون

في قوله تعالي: فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَي الظّالِمِينَ (1) (2)

من طريق العامة و فيه حديثان الحديث الأول: روي الحاكم أبو القاسم الحسكاني بإسناده عن محمد بن الحنفية عن علي عليه السّلام أنه قال:«أنا ذلك المؤذن» (3).

الحديث الثاني: عن أبي صالح عن ابن عباس أنه قال لعلي في كتاب اللّه أسماء لا تعرفها الناس قوله فإذن مؤذن بينهم يقول ألا لعنة اللّه علي الظالمين الذين كذبوا بولايتي و استخفوا بحقي» (4).

الباب الرابع و الخمسون

في قوله تعالي: فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَي الظّالِمِينَ (5)

من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث الحديث الأول: علي بن إبراهيم في تفسير في معني الآية قال:حدثني أبي عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن عليه السّلام قال:«المؤذن أمير المؤمنين عليه السّلام يؤذن أذانا يسمع الخلائق كلها و الدليل علي ذلك قول اللّه عز و جل في سورة براءة وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ (6) فقال أمير المؤمنين عليه السّلام:كنت أنا الأذان في الناس» (7).

الحديث الثاني: محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلي بن محمد عن الوشاء عن أحمد بن عمر الحلال قال:سألت أبا الحسن عليه السّلام عن قوله تعالي: فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَي الظّالِمِينَ (8) قال:«المؤذن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السّلام» (9).

الحديث الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي اللّه عنه قال:حدّثنا عبد العزيز بن يحيي بالبصرة قال:حدثني المغيرة بن محمد قال:حدّثنا رجا بن سلمة عن عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السّلام قال:«خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام بالكوفة منصرفه من النهروان و بلغه أن معاوية يسبه و يلعنه و يقتل أصحابه فقام خطيبا إلي أن قال عليه السّلام فيها:و انا المؤذن في الدنيا و الآخرة،قال اللّه عز و جل: فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ (10)

ص: 43


1- سوره 7 - آيه 44
2- الأعراف:44.
3- شواهد التنزيل:267/1 ح 261.
4- المصدر السابق:ح 262.
5- سوره 7 - آيه 44
6- سوره 9 - آيه 3
7- تفسير القمي:231/1.
8- سوره 7 - آيه 44
9- الكافي:426/1 ح 70.
10- سوره 7 - آيه 44

بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَي الظّالِمِينَ (1) أنا ذلك المؤذن،و قال:و اذان من اللّه و رسوله فأنا ذلك الاذان».

الحديث الرابع: العياشي عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام في قوله: فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَي الظّالِمِينَ (2) قال:«المؤذن أمير المؤمنين عليه السّلام» (3).

الحديث الخامس: ابن الفارسي في روضة الواعظين قال الباقر عليه السّلام« وَ نادي أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابَ النّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنا ما وَعَدَنا رَبُّنا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَي الظّالِمِينَ (4) قال:«المؤذن علي عليه السّلام» (5).

الباب الخامس و الخمسون

في قوله تعالي: وَ عَلَي الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ (6) (7)

من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث الحديث الأول: الحاكم أبو القاسم الحسكاني بإسناد رفعه إلي أصبغ بن نباتة قال:كنت جالسا عند علي عليه السّلام فأتاه ابن الكوّاء فسأله عن هذه الآية فقال:« ويحك يا بن الكوّاء نحن نوقف يوم القيامة بين الجنة و النار فمن نصرنا عرفناه بسيماه فأدخلناه الجنة و من أبغضنا عرفناه بسيماه فأدخلناه النار» (8).

الحديث الثاني: تفسير الثعلبي في قوله في سورة الأعراف: وَ عَلَي الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ (9) عن ابن عباس أنه قال:الأعراف موضع عال من الصراط عليه العباس و حمزة و علي بن أبي طالب و جعفر ذو الجناحين يعرفون محبيهم ببياض الوجوه،و مبغضيهم بسواد الوجوه (10).

الحديث الثالث: صاحب(المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة)عن الأصبغ بن نباتة قال:كنت جالسا عند أمير المؤمنين عليه السّلام فأتاه ابن الكوّاء فقال له:يا أمير المؤمنين أخبرني عن قول اللّه عز و جل وَ عَلَي الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ (11) فقال عليه السّلام:«يا بن الكوّاء نحن نقف علي الأعراف يوم القيامة بين الجنة و النار فمن نصرنا من شيعتنا و محبينا عرفناه بسيماه و أدخلناه الجنّة،و من كان مبغضا لنا متناقصا لنا عرفناه بسيماه فأدخلناه النار» (12).

ص: 44


1- سوره 7 - آيه 44
2- سوره 7 - آيه 44
3- تفسير العياشي:17/2 ح 41.
4- سوره 7 - آيه 44
5- روضة الواعظين:105.
6- سوره 7 - آيه 46
7- الأعراف:46.
8- شواهد التنزيل:263/1 ح 256.
9- سوره 7 - آيه 46
10- بحار الأنوار:331/8.
11- سوره 7 - آيه 46
12- الصراط المستقيم:295/1،و مجمع البيان:262/4.

الباب السادس و الخمسون

في قوله تعالي: وَ عَلَي الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ (1)

من طريق الخاصة و فيه خمسة و عشرون حديثا.

الحديث الأول: العياشي في تفسيره بإسناده عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن جدّه عن علي عليه السّلام قال:«أنا يعسوب المؤمنين و أنا أول السابقين و خليفة رسول ربّ العالمين و أنا قسيم الجنة و النار و أنا صاحب الأعراف» (2).

الحديث الثاني: العياشي بإسناده عن هلقام عن أبي جعفر عليه السّلام قال:سالته عن قول اللّه: وَ عَلَي الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ (3) ما يعني بقوله وَ عَلَي الْأَعْرافِ رِجالٌ (4) قال:«أ لستم تعرفون عليكم عرفاء علي قبائلكم ليعرفون من فيها من صالح أو طالح»قلت:بلي قال:«فنحن أولئك الرجال الذين يعرفون كلاّ بسيماهم» (5).

الحديث الثالث: العياشي بإسناده عن زادان عن سلمان قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي أكثر من عشر مرات:«يا علي إنك و الأوصياء من بعدك أعراف بين الجنّة و النار لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفكم و عرفتموه،و لا يدخل النار إلاّ من انكركم و انكرتموه» (6).

الحديث الرابع: العياشي بإسناد عن سعد بن طريف عن أبي جعفر عليه السّلام في هذه الآية وَ عَلَي الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ (7) قال:«يا سعد هم آل محمد صلّي اللّه عليه و آله لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفهم و عرفوه و لا يدخل النار إلاّ من انكرهم و انكروه» (8).

الحديث الخامس: العياشي عن كرام قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول:«إذا كان يوم القيامة أقبل سبع قباب من نور يواقيت خضر و بيض في كل قبة إمام دهره قد احتف به أهل دهره برّها و فاجرها حتي يقفون بباب الجنة فيطلع أولها صاحب قبة اطلاعة فيميز أهل ولايته و عدوه ثم يقبل علي عدوه فيقول أنتم الذين اقسمتم لا ينالهم اللّه برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم اليوم لأصحابه فيسود وجه الظالم فيميز أصحابه إلي الجنة و هم يقولون رَبَّنا لا تَجْعَلْنا مَعَ الْقَوْمِ (9)

ص: 45


1- سوره 7 - آيه 46
2- تفسير العياشي:18/2 ح 42.
3- سوره 7 - آيه 46
4- سوره 7 - آيه 46
5- تفسير العياشي:18/2 ح 43.
6- تفسير العياشي:18/2 ح 44.
7- سوره 7 - آيه 46
8- تفسير العياشي:18/2 ح 45.
9- سوره 7 - آيه 47

اَلظّالِمِينَ (1) فإذا نظر أهل القبة الثانية إلي قلّة من يدخل الجنّة و كثرة من يدخل النار خافوا أن لا يدخلوها و ذلك قوله لَمْ يَدْخُلُوها (2) و هم يطمعون» (3).

الحديث السادس: العياشي بإسناده عن الثمالي قال:سئل أبو جعفر عليه السّلام عن قول اللّه: وَ عَلَي الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ (4) فقال أبو جعفر عليه السّلام:«نحن الأعراف الذين لا يعرف اللّه إلا بسبب معرفتنا و نحن الأعراف الذين لا يدخل الجنّة إلا من عرفنا و عرفناه،و لا يدخل النار إلا من انكرنا و انكرناه و ذلك بأن اللّه لو شاء أن يعرف الناس نفسه لعرفهم و لكنه جعلنا سببه و سبيله و بابه الذي يؤتي منه» (5).

الحديث السابع: الطبرسي في(مجمع البيان)في معني الآية قال أبو عبد اللّه جعفر بن محمد عليه السّلام:«الأعراف كثبان (6)بين الجنّة و النار فيقف عليها كل نبي و كل خليفة نبي مع المذنبين من أهل زمانه،كما يقف صاحب الجيش مع الضعفاء من جنده،و قد سيق المحسنون إلي الجنة، فيقول ذلك الخليفة للمذنبين الواقفين:انظروا إلي إخوانكم المحسنين قد سبقوا (7)فيسلم المذنبون عليهم و ذلك قوله: وَ نادَوْا أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ (8) ،ثم أخبر سبحانه أنّهم لَمْ يَدْخُلُوها وَ هُمْ يَطْمَعُونَ (9) يعني:هؤلاء المذنبين لم يدخلوا الجنة و هم يطمعون أن يدخلهم اللّه إياها بشفاعة النبي صلّي اللّه عليه و آله و الإمام،و ينظر هؤلاء المذنبون إلي أهل النار فيقولون رَبَّنا لا تَجْعَلْنا مَعَ الْقَوْمِ الظّالِمِينَ (10) ثم ينادي أصحاب الأعراف و هم الأنبياء و الخلفاء أهل النار مقرعين لهم: ما أَغْني عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَ ما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ أَ هؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ (11) يعني:هؤلاء المستضعفين الذين كنتم تحقرونهم،تستطيلون بدنياكم عليهم،ثم يقولون لهؤلاء المستضعفين عن أمر من اللّه بذلك لهم اُدْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَ لا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (12) » (13).

الحديث الثامن: محمد بن الحسن الشيباني في تفسيره(نهج البيان)في معني الآية قال:قال أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين عليه السّلام:«الرجال هنا الأئمة من آل محمد عليهم السّلام يكونون علي الأعراف حول النبي صلّي اللّه عليه و آله يعرفون المؤمنين بسيماهم،فيدخلون الجنّة كل من عرفهم و عرفوه و يدخلون النار من انكرهم و انكروه» (14).

ص: 46


1- سوره 7 - آيه 47
2- سوره 7 - آيه 46
3- تفسير العياشي:19/2 ح 47.
4- سوره 7 - آيه 46
5- تفسير العياشي:19/2 ح 48.
6- و هو التلّ من الرمل.
7- في المصدر:سيقوا.
8- سوره 7 - آيه 46
9- سوره 7 - آيه 46
10- سوره 7 - آيه 47
11- سوره 7 - آيه 48
12- سوره 7 - آيه 49
13- مجمع البيان:262/4.
14- تأويل الآيات:175/1 ح 11 بتفاوت و شرح النهج لابن أبي الحديد:152/9 شرح المختار(152)روي ذيل الحديث.

الحديث التاسع: محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن محمد بن جمهور عن عبد اللّه ابن عبد الرّحمن الأصم عن الهيثم بن واقد عن مقرن قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول:«جاء ابن الكوّاء إلي أمير المؤمنين عليه السّلام فقال:يا أمير المؤمنين وَ عَلَي الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ (1) فقال:«نحن علي الأعراف نعرف أنصارنا بسيماهم،و نحن الأعراف الذي لا يعرف اللّه عز و جل إلا بسبيل معرفتنا،و نحن الأعراف يوقفنا اللّه عز و جل يوم القيامة علي الصراط فلا يدخل الجنّة إلا من عرفنا و عرفناه و لا يدخل النار إلا من انكرنا و انكرناه إن اللّه تبارك و تعالي لو شاء لعرف الناس نفسه و لكن جعلنا أبوابه و صراطه و سبيله و الوجه الذي يؤتي منه فمن عدل عن ولايتنا أو فضل علينا غيرنا فإنهم عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ (2) فلا سواء من اعتصم الناس به و لا سواء حيث ذهب الناس إلي عيون كدرة يفرغ بعضها في بعض و ذهب من ذهب إلينا إلي عيون صافية تجري بأمر ربها لا نفاد لها و لا انقطاع» (3).

الحديث العاشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي اللّه عنه قال:حدّثنا عبد العزيز بن يحيي بالبصرة قال:حدثني المغيرة بن محمد قال:حدّثنا رجا بن سلمة عن عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السّلام عن علي عليه السّلام في خطبته أشير إليها قريبا قال عليه السّلام:«و نحن أصحاب الأعراف أنا و عمّي و أخي و ابن عمّي و اللّه فالق الحب و النوي لا يلج النار لنا محبّ و لا يدخل الجنّة لنا مبغض يقول اللّه عز و جل: وَ عَلَي الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ (4) » (5).

الحديث الحادي عشر: سعد بن عبد اللّه في(بصائر الدرجات)قال:حدّثنا محمد بن الحسين ابن أبي الخطاب عن عبد الرّحمن بن أبي هاشم عن أبي سلمة سالم بن مكرم الجمال عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه عز و جل: وَ عَلَي الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ (6) قال:«نحن أولئك الرجال الأئمة منّا يعرفون من يدخل النار و من يدخل الجنة كما تعرفون في قبائلكم الرجل منكم يعرف من فيها من صالح أو طالح» (7).

الحديث الثاني عشر: سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الفضل الصير في عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر و إسحاق بن عمار عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في قول اللّه عز و جل: وَ عَلَي الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ (8) قال:«هم الأئمة من أهل

ص: 47


1- سوره 7 - آيه 46
2- سوره 23 - آيه 74
3- الكافي:184/1 ح 9.
4- سوره 7 - آيه 46
5- معاني الأخبار:59.
6- سوره 7 - آيه 46
7- بصائر الدرجات:1/495.
8- سوره 7 - آيه 46

بيت محمد عليهم السّلام» (1).

الحديث الثالث عشر: سعد هذا قال:حدثني أبو الجواز المنبه بن عبد اللّه التميمي قال:حدثني الحسين بن علوان الكلبي عن سعد بن طريف عن أبي جعفر عليه السّلام قال:سألته عن هذه الآية وَ عَلَي الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ (2) فقال:«يا سعد آل محمد صلّي اللّه عليه و آله هم الأعراف لا يدخل الجنة إلا من عرفهم و عرفوه و لا يدخل النار إلا من انكرهم و انكروه و هم أعراف لا يعرف اللّه إلا بسبيل معرفتهم» (3).

الحديث الرابع عشر: سعد عن أحمد و عبد اللّه أبي محمد بن عيسي عن الحسن بن محبوب عن أبي أيوب الخراز عن بريد بن معاوية العجلي قال:سألت أبا جعفر عليه السّلام عن قول اللّه عز و جل:

وَ عَلَي الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ (4) قال:«انزلت في هذه الأمة و الرجال هم الأئمة من آل محمد صلّي اللّه عليه و آله»قلت:فما الأعراف؟قال:«صراط بين الجنة و النار فمن شفع له الأئمة منّا من المؤمنين المذنبين نجا و من لم يشفعوا له هوي» (5).

الحديث الخامس عشر: سعد عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسين بن علوان عن سعد ابن طريف عن الأصبع بن نباتة قال:كنت عند أمير المؤمنين عليه السّلام فقال له رجل: وَ عَلَي الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ (6) فقال له علي عليه السّلام:«نحن الأعراف نحن نعرف أنصارنا بسيماهم و نحن الأعراف الذي لا يعرف اللّه إلا بسبيل معرفتنا و نحن الأعراف نوقف يوم القيامة بين الجنة و النار فلا يدخل الجنة إلاّ من عرفنا و عرفناه،و لا يدخل النار إلاّ من انكرنا و انكرناه و ذلك بأن اللّه عزّ و جل لو شاء لعرف الناس نفسه حتي يعرفوه و يوحدوه و يأتوه من بابه و لكن جعلنا اللّه أبوابه و صراطه و سبيله و بابه الذي يؤتي منه» (7).

الحديث السادس عشر: سعد عن علي بن أحمد بن علي بن سعيد الأشعري عن حمدان بن يحيي عن بشر بن حبيب عن أبي عبد اللّه عليه السّلام إنه سئل عن قول اللّه عز و جل وَ بَيْنَهُما حِجابٌ (8) قال:«سور بين الجنّة و النار عليه قائم محمد صلّي اللّه عليه و آله و علي و الحسن و الحسين و فاطمة و خديجة الكبري فينادون أين محبونا أين شيعتنا؟فيقبلون إليهم فيعرفونهم باسمائهم و أسماء آبائهم و ذلك قوله عز و جل: يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ (9) أي باسمائهم فياخذون بأيديهم فيجوزون بهم علي الصراط و يدخلونهم الجنة».

ص: 48


1- بصائر الدرجات:17/500.
2- سوره 7 - آيه 46
3- بصائر الدرجات:4/496.
4- سوره 7 - آيه 46
5- بصائر الدرجات:5/496.
6- سوره 7 - آيه 46
7- بصائر الدرجات:6/496.
8- سوره 7 - آيه 46
9- سوره 7 - آيه 46

الحديث السابع عشر: سعد عن معلي بن محمد البصري قال:حدّثنا أبو الفضل المدني عن أبي مريم الأنصاري عن المنهال بن عمرو عن رزين بن حبش عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:سمعته يقول:«ان العبد إذا ادخل حفرته أتاه ملكان اسمهما منكر و نكير فأول ما يسألانه عن ربه ثم عن نبيه ثم عن وليه فإن أجاب نجا و إن تحير عذباه»فقال له رجل:فما حال من عرف ربه و لم يعرف وليه (1)؟

قال:«مذبذب لا إلي هؤلاء و لا إلي هؤلاء وَ مَنْ يُضْلِلِ اللّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً (2) فذلك لا سبيل له و قد قيل للنبي صلّي اللّه عليه و آله:من ولينا يا نبي اللّه؟فقال:وليكم في هذا الزمان علي عليه السّلام و من بعده وصيه و لكل زمان عالم يحتج اللّه به لئلا يكون كما قال الضّلال قبلهم حين فارقتهم أنبيائهم رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزي (3) فما كان من ضلالهم و هي جهالتهم بالآيات و هم الأوصياء فأجابهم اللّه عز و جل: فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ (4) و من اهتدي،و إنما كان تربصهم إن قالوا:نحن في سعة عن معرفة الأوصياء حتي نعرف إماما فعرفهم اللّه بذلك.

و الأوصياء هم أصحاب الصراط وقوف عليه لا يدخل الجنة إلاّ من عرفهم و عرفوه و لا يدخل النار الاّ من أنكرهم و انكروه؛لأنهم عرفاء اللّه عرفهم عليه عند أخذ المواثيق عليهم و وصفهم في كتابه فقال عز و جل: وَ عَلَي الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ (5) و هم الشهداء علي أوليائهم و النبي صلّي اللّه عليه و آله الشهيد عليهم أخذ لهم مواثيق العباد بالطاعة و أخذ النبي صلّي اللّه عليه و آله المواثيق بالطاعة فجرت نبوته عليهم ذلك قول اللّه عز و جل: فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَ جِئْنا بِكَ عَلي هؤُلاءِ شَهِيداً يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ عَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوّي بِهِمُ الْأَرْضُ وَ لا يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثاً (6) » (7).

الحديث الثامن عشر: سعد عن أحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن أسباط عن أحمد بن حبك عن بعض أصحابه عن من حدثه عن الأصبغ بن نباتة عن سلمان الفارسي قال:قال:

أشهدوا قال:اقسم باللّه لسمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي عليه السّلام:«يا علي إنك و الأوصياء من بعدي» أو قال:«من بعدك أعراف لا يعرف اللّه إلاّ بسبيل معرفتهم،و أعراف لا يدخل الجنة إلا من عرفكم و عرفتموه،و لا يدخل النار إلا من انكركم و انكرتموه».

الحديث التاسع عشر: سعد عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن بعض أصحابه عن سعد بن طريف قال:قلت لأبي جعفر:قول اللّه عز و جل: وَ عَلَي الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ (8)

ص: 49


1- في المصدر:نبيّه.
2- سوره 4 - آيه 88
3- سوره 20 - آيه 134
4- سوره 20 - آيه 135
5- سوره 7 - آيه 46
6- سوره 4 - آيه 41
7- بصائر الدرجات:9/498.
8- سوره 7 - آيه 46

بِسِيماهُمْ (1) قال:«يا سعد إنها أعراف لا يدخل الجنة إلا من عرفهم و عرفوه،و أعراف لا يدخل النار إلا من انكرهم و انكروه،و أعراف لا يعرف اللّه إلا بسبيل معرفتهم فلا سواء ما اعتصمت به المعتصمة،و من ذهب من الناس ذهب الناس الي عين كدرة يفرغ بعضها في بعض،و من أتي آل محمد أتي عينا صافية تجري بأمر اللّه ليس لها نفاد و لا انقطاع،و ذلك أن اللّه لا أراهم شخصه حتي يأتوه من بابه و لكن جعل اللّه محمدا و آل محمد صلّي اللّه عليه و آله أبوابه التي يؤتي منها و ذلك قول اللّه: لَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقي وَ أْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها (2) » (3).

الحديث العشرون: سعد عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن عثمان بن مروان عن المنخل بن جميل عن جابر بن يزيد قال:سألت أبا جعفر عليه السّلام عن الأعراف ما هم؟فقال:«هم أكرم الخلق علي اللّه تبارك و تعالي» (4).

الحديث الحادي و العشرون: سعد عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن صفوان بن يحيي عن عبد اللّه بن مسكان عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه عز و جل: وَ عَلَي الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ (5) فقال:«هم الأئمة منا أهل البيت في باب من ياقوت أحمر علي سور الجنة يعرف كل إمام منّا ما يليه»قال رجل:ما معني ما يليه فقال:«من القرن الذي هو فيه إلي القرن الذي كان» (6).

الحديث الثاني و العشرون: سعد عن معلي بن محمد البصري عن محمد بن جمهور عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن الأصم عن الهيثم بن واقد عن مقرن قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول:«جاء ابن الكوّاء إلي أمير المؤمنين عليه السّلام»و قد تقدم من طريق محمد بن يعقوب (7).

الحديث الثالث و العشرون: سعد عن أحمد بن الحسين الكناني قال:حدّثنا عصم بن محمد المجاري قال:حدّثنا يزيد بن عبد اللّه الخيبري قال:حدّثنا الحسين بن مسلم البجلي عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام وَ عَلَي الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ (8) قال:«نحن أصحاب الأعراف من عرفنا فإلي (9)الجنّة و من انكرنا فإلي النار» (10).

الحديث الرابع و العشرون: علي بن إبراهيم في تفسيره قال:حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن أبي أيوب عن بريد عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«الأعراف كثبان بين الجنّة و النار

ص: 50


1- سوره 7 - آيه 46
2- سوره 2 - آيه 189
3- بصائر الدرجات:1/499.
4- بصائر الدرجات:16/500.
5- سوره 7 - آيه 46
6- بصائر الدرجات:19/500.
7- بصائر الدرجات:8/497.
8- سوره 7 - آيه 46
9- هذا من المختصر و في البصائر المطبوع:كان منا و من كان منا كان في الجنة.
10- مختصر البصائر:55،و البصائر:/519ح 13 باب أنهم يعرفون أهل الجنة.

و الرجال الأئمة عليهم السّلام،يقفون علي الأعراف مع شيعتهم و قد سبق المؤمنون إلي الجنّة بلا حساب فيقول الأئمة لشيعتهم من أصحاب الذنوب:انظروا إلي إخوانكم في الجنة قد سبقوا لها بلا حساب،و هو قوله تعالي: سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوها وَ هُمْ يَطْمَعُونَ (1) ثم يقال لهم:انظروا إلي أعدائكم في النار و هو قوله: وَ إِذا صُرِفَتْ أَبْصارُهُمْ تِلْقاءَ أَصْحابِ النّارِ قالُوا رَبَّنا لا تَجْعَلْنا مَعَ الْقَوْمِ الظّالِمِينَ وَ نادي أَصْحابُ الْأَعْرافِ رِجالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيماهُمْ (2) في النار قالُوا ما أَغْني عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ) (3) في الدنيا (وَ ما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (4) ثم يقولون لمن في النار من أعدائهم أ هؤلاء شيعتي و إخواني الذين كنتم أنتم تخلفون في الدنيا أن لا ينالهم اللّه برحمة ثم يقول الأئمة لشيعتهم اُدْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَ لا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (5) » (6).

الحديث الخامس و العشرون: أبو علي الطبرسي في(مجمع البيان)في تفسير هذه الآية قال:

اختلف في المراد بالرجال هنا علي أقوال إلي أن قال:و قال أبو جعفر عليه السّلام:«هم آل محمد عليهم السّلام لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفهم و عرفوه و لا يدخل النار إلا من انكرهم و انكروه» (7).

ص: 51


1- سوره 7 - آيه 46
2- سوره 7 - آيه 47
3- سوره 7 - آيه 48
4- سوره 7 - آيه 48
5- سوره 7 - آيه 49
6- تفسير القمي:232/1.
7- مجمع البيان:261/4.

الباب السابع و الخمسون

في قوله تعالي: أَ لَمْ تَرَ إِلَي الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللّهِ كُفْراً وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ (1) (2)

من طريق العامة و فيه حديث واحد مجاهد في قوله تعالي: أَ لَمْ تَرَ إِلَي الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللّهِ كُفْراً (3) كفرت بنو امية بمحمد و أهل بيته (4).

الباب الثامن و الخمسون

في قوله تعالي: أَ لَمْ تَرَ إِلَي الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللّهِ كُفْراً وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ (5)

من طريق الخاصة و فيه اثنا عشر حديثا الحديث الأول: محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن بسطام بن مرة عن إسحاق بن حسان عن الهيثم بن واقد عن علي بن الحسين العبدي عن سعد الإسكافي عن الأصبغ قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام:«ما بال أقوام غيّروا سنة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و عدلوا عن وصيه لا يتخوفون أن ينزل بهم العذاب»ثم تلا هذه الآية« أَ لَمْ تَرَ إِلَي الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللّهِ كُفْراً وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ جَهَنَّمَ (6) ثم قال:«نحن النعمة التي انعم اللّه بها علي عباده و بنا يفوز من فاز يوم القيامة» (7).

الحديث الثاني: ابن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلي بن محمد عن محمد بن أروته عن علي بن حسان عن عبد الرّحمن بن كثير قال:سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قول اللّه عز و جل: أَ لَمْ تَرَ إِلَي الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللّهِ كُفْراً (8) الآية«عني بها قريشا قاطبة الذين عادوا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و نصبوا له الحرب و جحدوا وصية وصيه» (9).

الحديث الثالث: ابن يعقوب عن الحسين بن محمد الأشعري عن معلي بن محمد الوشاء عن أبان بن عثمان عن الحرث النضري قال:سألت أبا جعفر عليه السّلام عن قول اللّه عز و جل: اَلَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللّهِ كُفْراً (10) قال:«ما تقولون في ذلك؟»قلت:نقول هم الأفجران من قريش بنوا امية و بنوا

ص: 52


1- سوره 14 - آيه 28
2- إبراهيم:28.
3- سوره 14 - آيه 28
4- مناقب آل أبي طالب:295/2.
5- سوره 14 - آيه 28
6- سوره 14 - آيه 28
7- الكافي:217/1 ح 1.
8- سوره 14 - آيه 28
9- الكافي:217/1 ح 4.
10- سوره 14 - آيه 28

المغيرة قال:ثم قال:«هي و اللّه قريش قاطبة إن اللّه تبارك و تعالي خاطب نبيه صلّي اللّه عليه و آله فقال:(إني فضلت قريشا علي العرب و اتممت عليهم نعمتي و بعثت إليهم رسولي فبدلوا نعمتي كفرا و احلوا قومهم دار البوار)» (1).

الحديث الرابع: علي بن إبراهيم في تفسيره قال:حدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن عثمان بن عيسي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:سألته عن قول اللّه عز و جل: أَ لَمْ تَرَ إِلَي الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللّهِ كُفْراً (2) قال:«نزلت في الأفجرين من قريش:بني امية و بني المغيرة فأما بنوا المغيرة فقطع اللّه دابرهم يوم بدر و أما بنوا امية فمتعوا إلي حين»ثم قال:«و نحن و اللّه نعمة اللّه التي انعم اللّه بها علي عباده و بنا يفوز من فاز ثم قال لهم: تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَي النّارِ (3) » (4).

الحديث الخامس: علي بن إبراهيم قال:حدثني أبي عن إسحاق عن الهيثم عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن علي عليه السّلام قال:«ما بال قوم غيروا سنة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عدلوا عن وصيته في حق علي و الأئمة عليهم السّلام،و لا يخافون أن ينزل بهم العذاب»ثم تلا هذه الآية« اَلَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللّهِ كُفْراً وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها وَ بِئْسَ الْقَرارُ (5) قال:«نحن و اللّه نعمة التي أنعم اللّه بها علي عباده و بنا فاز من فاز» (6).

الحديث السادس: العياشي في تفسيره عن عمرو بن سعيد قال:سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قول اللّه تعالي: اَلَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللّهِ كُفْراً وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ (7) قال:فقال:«ما تقولون في ذلك؟» قال:نقول:هم الأفجران من قريش بنوا امية و بنوا المغيرة قال:«بلي هي قريش قاطبة إن اللّه خاطب نبيه فقال:(اني قد فضلت قريشا علي العرب و اتممت عليهم نعمتي و بعثت إليهم رسولا فبدلوا نعمتي و كذبوا رسلي» (8).

الحديث السابع: العياشي قال:في رواية أبي زيد الشحام عنه عليه السّلام يعني أبا عبد اللّه عليه السّلام قال:

قلت:له بلغني إن أمير المؤمنين عليه السّلام سئل عنها فقال:«عني بذلك الأفجران من قريش:امية و مخزوم فأما مخزوم فقتلها اللّه يوم بدر و أما امية فمتعوا إلي حين»فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام:«عني اللّه و اللّه بها قريشا قاطبة الذين عادوا رسول اللّه و نصبوا له الحرب» (9).

الحديث الثامن: العياشي بإسناده عن الأصبغ بن نباتة قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام في قوله: أَ لَمْ تَرَ إِلَي الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللّهِ كُفْراً (10) قال:«نحن النعمة التي انعم اللّه بها علي العباد» (11).

ص: 53


1- الكافي:103/8 ح 77.
2- سوره 14 - آيه 28
3- سوره 14 - آيه 30
4- تفسير القمي:371/1.
5- سوره 14 - آيه 28
6- تفسير القمي:86/1.
7- سوره 14 - آيه 28
8- تفسير القمي:229/2 ح 22.
9- تفسير القمي:229/2 ح 23.
10- سوره 14 - آيه 28
11- تفسير العياشي:229/2 ح 24.

الحديث التاسع: العياشي بإسناده عن ذريح عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:سمعته يقول:«جاء ابن الكوّاء إلي أمير المؤمنين عليه السّلام فسأله عن قول اللّه: أَ لَمْ تَرَ إِلَي الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللّهِ كُفْراً وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ (1) قال:تلك قريش بدلوا نعمة اللّه كفرا و كذبوا نبيه يوم بدر» (2).

الحديث العاشر: العياشي بإسناده عن سابق بن طلحة الأنصاري قال:كان مما قال هارون لأبي الحسن موسي عليه السّلام حين ادخل عليه ما هذه الدار و دار من هي؟قال:لشيعتنا فترة و لغيرهم فتنه قال:

فما بال صاحب الدار لا يأخذها؟قال:«أخذت منه عامرة و لا يتخذها إلاّ معمورة»فقال:أين شيعتكم؟

فقرأ أبو الحسن عليه السّلام: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَ الْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتّي تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (3) قال له:فنحن كفار قال:«لا و لكن كما قال اللّه أَ لَمْ تَرَ إِلَي الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللّهِ كُفْراً وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ (4) فغضب عند ذلك و غلظ عليه» (5).

الحديث الحادي عشر: العياشي بإسناده عن محمد بن حاتم قال:وجدت في كتاب أبي حمزة الزيات عن عمر بن مرة قال:قال ابن عباس لعمر:يا أمير المؤمنين هذه الآية أَ لَمْ تَرَ إِلَي الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللّهِ كُفْراً وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ (6) قال:«هما الأفجران من قريش أخوالي و أعمامك فأما أخوالي فاستأصلهم اللّه يوم بدر،و أما أعمامك فأملي اللّه لهم إلي حين» (7).

الحديث الثاني عشر: العياشي بإسناده عن المشوف عن علي بن أبي طالب عليه السّلام في قوله:

وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ (8) قال:«هما الأفجران من قريش بنوا امية و بنوا المغيرة» (9).

ص: 54


1- سوره 14 - آيه 28
2- تفسير العياشي:229/2 ح 25.
3- سوره 98 - آيه 1
4- سوره 14 - آيه 28
5- تفسير العياشي:229/2 ح 26.
6- سوره 14 - آيه 28
7- تفسير العياشي:230/2 ح 27.
8- سوره 14 - آيه 28
9- تفسير العياشي:230/2 ح 28.

الباب التاسع و الخمسون

في قوله تعالي: قُلْ كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (1) (2)

من طريق العامة و فيه ستة أحاديث الحديث الأول: الثعلبي في تفسيره في تفسير هذه الآية أخبرني أبو محمد عبد اللّه بن محمد القايني قال:حدّثنا القاضي أبو الحسن محمد بن عثمان النصيبي ببغداد قال:حدّثنا أبو بكر السبيعي بحلب حدثني الحسن بن إبراهيم بن الحسن الجصاص أخبرنا حسين بن حكم أخبرنا سعيد بن عثمان عن أبي مريم حدثني عبد اللّه بن عطاء قال:كنت جالسا مع أبي جعفر في المسجد فرأيت عبد اللّه بن سلام فقلت:هذا الذي عنده علم الكتاب فقال:إنما ذلك علي بن أبي طالب عليه السّلام (3).

الحديث الثاني: الثعلبي بإسناده عن السبيعي حدّثنا عبد اللّه بن محمد بن منصور عن الجنيد الرازي محمد بن الحسين بن أشكاب حدّثنا محمد بن مفضل حدّثنا جندل علي عن إسماعيل بن سمعان عن أبي عمر زادان عن ابن الحنفية و من عنده علم الكتاب قال:هو علي بن أبي طالب (4).

الحديث الثالث: ابن شهرآشوب من طريق الخاصة و العامة رواه عن محمد بن مسلم و أبي حمزة الثمالي و جابر بن يزيد عن الباقر عليه السّلام و علي بن فضال و الفضيل بن يسار و أبي بصير عن الصادق عليه السّلام و أحمد بن محمد الحلبي و محمد بن الفضيل عن الرضا عليه السّلام و قد روي عن موسي بن جعفر و عن زيد بن علي عليه السّلام و عن محمد بن الحنفية و عن سلمان الفارسي و عن أبي سعيد الخدري و إسماعيل السدي أنهم قالوا:في قوله تعالي: قُلْ كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (5) هو علي بن أبي طالب عليه السّلام و الثعلبي في تفسيره عن معاوية عن الأعمش عن أبي صالح و روي عن عبد اللّه بن عطاء عن أبي جعفر أنه قيل لهما زعموا أن الذي عنده علم الكتاب عبد اللّه بن سلام،قال:ذاك علي بن أبي طالب،و روي أنه سئل سعيد بن جبير وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (6) عبد اللّه بن سلام قال:لا فكيف و هذه السورة مكية،و قد روي عن ابن عباس لا و اللّه ما هو إلا علي

ص: 55


1- سوره 13 - آيه 43
2- الرعد:43.
3- العمدة:476/291 عن الثعلبي.
4- العمدة:477/291 عن الثعلبي.
5- سوره 13 - آيه 43
6- سوره 13 - آيه 43

بن أبي طالب عليه السّلام لقد كان عالما بالتفسير و التأويل و الناسخ و المنسوخ و الحلال و الحرام،و روي عن ابن الحنفية:علي بن أبي طالب عنده علم الكتاب الأول و الآخر رواه النطنزي في الخصائص من طريق المخالفين و رواه الثعلبي بطريقين في معني و من عنده علم الكتاب». (1)

الحديث الرابع: الفقيه ابن المغازلي الشافعي بإسناده عن علي بن عابس قال:دخلت أنا و أبو مريم علي عبد اللّه بن عطاء قال أبو مريم:حدث عليا الحديث الذي حدثتني عن أبي جعفر قال:

كنت عند أبي جعفر عليه السّلام جالسا إذ مر عليه ابن عبد اللّه بن سلام قلت:جعلني اللّه فداك هذا ابن الذي عنده علم الكتاب؟قال:«لا و لكنه صاحبكم علي بن أبي طالب الذي نزلت فيه آيات من كتاب اللّه عز و جل اَلَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ (2) أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (3) إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا (4) » (5).

الحديث الخامس: أبو نعيم الأصفهاني بإسناده عن ابن الحنفية في قوله عز و جل: قُلْ كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (6) قال:علي بن أبي طالب عليه السّلام (7).

الحديث السادس: الشيخ علي بن يونس النباطي العاملي في كتاب صراط المستقيم قال:في تفسير الثعلبي عن ابن عطاء قال:رأيت ابن سلام فقلت:هذا الذي عنده علم الكتاب قال:إنما ذلك علي بن أبي طالب،و نحوه روي أبو نعيم عن ابن الحنفية بطريقين،قال:و الرواية منسوبة إلي ابن عمر إلي جابر إلي أبي هريرة إلي عائشة (8).

ص: 56


1- مناقب آل أبي طالب:309/1.
2- سوره 27 - آيه 40
3- سوره 11 - آيه 17
4- سوره 5 - آيه 55
5- مناقب ابن المغازلي:/194ح 358.
6- سوره 13 - آيه 43
7- خصائص الوحي المبين:/213ح 159،و شواهد التنزيل:309/1-401.
8- الصراط المستقيم:166/1 باب 16.

الباب الستون

في قوله تعالي: قُلْ كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (1)

من طريق الخاصة و فيه ثمانية عشر حديثا الحديث الأول: محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه و محمد بن يحيي عن محمد ابن الحسن عن من ذكره جميعا عن أبي عمير عن ابن أذينة عن بريد بن معاوية قال:قلت لأبي جعفر عليه السّلام: قُلْ كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (2) قال:«إيانا عني و علي عليه السّلام أولنا و أفضلنا و خيرنا بعد النبي صلّي اللّه عليه و آله» (3).

الحديث الثاني: ابن يعقوب عن أحمد بن محمد عن محمد بن الحسن عن عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان عن أبيه عن سدير قال:كنت أنا و أبو بصير و يحيي البزاز و داود بن كثير في مجلس أبي عبد اللّه عليه السّلام إذ خرج علينا و هو مغضب فلما أخذ مجلسه قال:«يا عجب لأقوام يزعمون أنا نعلم الغيب و ما يعلم الغيب إلاّ اللّه عز و جل لقد هممت بضرب جاريتي فلانة فهربت مني فما علمت في أي بيوت الدار هي»قال سدير:فلما إن قام من مجلسه و صار في منزله دخلت أنا و أبو بصير و ميسر و قلنا له:جعلنا اللّه فداك سمعناك و أنت تقول كذا و كذا في أمر جاريتك،و نحن نعلم أنك تعلم علما كثيرا،و لا ننسبك إلي علم الغيب قال:فقال:«يا سدير أ ما تقرأ القرآن»قلت:

بلي قال:«فهل وجدت فيما قرأت من كتاب اللّه عز و جل قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ (4) »قال:قلت:جعلت فداك قد قرأته.

قال:«فهل عرفت الرجل و هل علمت ما كان عنده من علم الكتاب»قال:قلت أخبرني به قال:

«قدر قطرة من الماء في البحر الأخضر فما يكون ذلك من علم الكتاب»قال:قلت جعلت فداك ما اقل هذا؟فقال:«يا سدير ما أكثر هذا أن ينسبه اللّه عز و جل إلي العلم الذي أخبرك به يا سدير فهل وجدت ما قرأت في كتاب اللّه عز و جل أيضا قُلْ كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (5) »قلت:قرأته جعلت فداك قال:«أ فمن عنده علم الكتاب كله أفهم أم من عنده علم الكتاب بعضه»قلت:لا بل من عنده علم الكتاب كله قال:فأومي بيده إلي صدره و قال:«علم الكتاب و اللّه كله عندنا علم الكتاب و اللّه كله عندنا» (6)و روي هذا الحديث الصفار في(بصائر

ص: 57


1- سوره 13 - آيه 43
2- سوره 13 - آيه 43
3- الكافي:229/1 ح 6.
4- سوره 27 - آيه 40
5- سوره 13 - آيه 43
6- الكافي:257/1 ح 3.

الدرجات)بتغيير يسير بزيادة و نقصان (1).

الحديث الثالث: علي بن إبراهيم قال:حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«الذي عنده علم من الكتاب هو أمير المؤمنين عليه السّلام»و سئل عن الذي عنده علم من الكتاب أعلم أم من الذي عنده علم الكتاب؟فقال:«ما كان علم الذي عنده علم من الكتاب عند الذي عنده علم الكتاب إلا بقدر ما تأخذ البعوضة بجناحها من ماء البحر فقال أمير المؤمنين:ألا ان العلم الذي هبط به آدم من السماء إلي الأرض و جميع ما فضلت به النبيون إلي خاتم النبيين في عترة خاتم النبيين» (2).

الحديث الرابع: محمد بن الحسن الصفار عن يعقوب بن يزيد عن الحسن بن علي بن فضال عن عبد اللّه بن بكير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:كنت عنده فذكروا سليمان و ما اعطي من العلم و ما أوتي من الملك فقال لي:«و ما أعطي سليمان بن داود إنما كان عنده حرف واحد من الاسم الأعظم و صاحبكم الذي قال اللّه: قُلْ كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (3) »قال:«و كان و اللّه عند علي عليه السّلام علم الكتاب»فقلت:صدقت و اللّه جعلت فداك (4).

الحديث الخامس: محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن موسي عن الحسن بن موسي الخشاب عن عبد الرّحمن بن كثير الهاشمي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:« قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ (5) »قال:قال ففرج أبو عبد اللّه عليه السّلام بين أصابعه فوضعها علي صدره ثم قال:«و اللّه عندنا علم الكتاب كله» (6).

الحديث السادس: محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السّلام قال:يقول في قول اللّه تبارك:« وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (7) قال:هو علي بن أبي طالب عليه السّلام» (8).

الحديث السابع: محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن جابر قال:قال أبو جعفر عليه السّلام في هذه الآية قُلْ كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (9) قال:«هو علي بن أبي طالب» (10).

الحديث الثامن: محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين و يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن بريد بن معاوية قال:قلت لأبي جعفر عليه السّلام: قُلْ كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي (11)

ص: 58


1- بصائر الدرجات:3/213.
2- تفسير القمي:367/1.
3- سوره 13 - آيه 43
4- بصائر الدرجات:1/212.
5- سوره 27 - آيه 40
6- بصائر الدرجات:2/212.
7- سوره 13 - آيه 43
8- بصائر الدرجات:13/215.
9- سوره 13 - آيه 43
10- بصائر الدرجات:14/215.
11- سوره 13 - آيه 43

وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (1) قال:«إيانا عني و علي أفضلنا و أولنا و خيرنا بعد النبي صلّي اللّه عليه و آله» (2).

الحديث التاسع: الصفار عن أحمد بن محمد البرقي عن النضر بن سويد عن يحيي الحلبي عن بعض أصحابنا قال:كنت مع أبي جعفر عليه السّلام في المسجد يحدث إذ مر بعض ولد عبد اللّه بن سلام فقلت:جعلت فداك هذا ابن الذي يقول الناس الذي عنده علم الكتاب؟فقال:«لا إنما ذلك علي ابن أبي طالب نزلت فيه خمس آيات أحدها قُلْ كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (3) » (4).

الحديث العاشر: الصفار عن عبد اللّه بن محمد عن من رواه عن الحسن بن علي بن النعمان عن محمد بن مروان عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه عز و جل: قُلْ كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (5) قال:«نزلت في علي بن أبي طالب إنه عالم هذه الأمة بعد النبي صلّي اللّه عليه و آله» (6).

الحديث الحادي عشر: الصفار عن الفضل العلوي قال:حدثني الفضل بن عيسي عن إبراهيم ابن الحكم بن ظهير عن أبيه عن شريك بن عبد الأعلي الثعلبي عن أبي تمام عن سلمان الفارسي عن أمير المؤمنين عليه السّلام في قول اللّه تبارك و تعالي: قُلْ كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (7) فقال:«انا هو الذي عنده علم الكتاب و قد صدقه اللّه و أعطاه الوسيلة في الوصيّة فلا تخلي أمة من وسيلته إليه و إلي اللّه فقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ ابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ (8) » (9).

الحديث الثاني عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن موسي بن المتوكل قال:حدّثنا محمد ابن يحيي العطار قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسي عن القاسم بن يحيي عن جده الحسن بن راشد عن عمرو بن مفلس عن خلف بن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري:قال سألت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عن قول اللّه جل ثناؤه: قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ (10) قال:«ذاك وصي أخي سليمان بن داود»فقلت له:يا رسول اللّه فقول اللّه: قُلْ كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (11) قال:«ذاك أخي علي بن أبي طالب» (12).

الحديث الثالث عشر: العياشي في تفسيره بإسناده عن بريد بن معاوية العجلي قال:قلت لأبي جعفر عليه السّلام: قُلْ كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (13) قال:«إيانا عني و علي أفضلنا و أولنا و خيرنا بعد النبي صلّي اللّه عليه و آله» (14).

ص: 59


1- سوره 13 - آيه 43
2- بصائر الدرجات:20/216.
3- سوره 13 - آيه 43
4- بصائر الدرجات:11/214.
5- سوره 13 - آيه 43
6- بصائر الدرجات:18/216.
7- سوره 13 - آيه 43
8- سوره 5 - آيه 35
9- بصائر الدرجات:21/216.
10- سوره 27 - آيه 40
11- سوره 13 - آيه 43
12- أمالي الصدوق:892/659.
13- سوره 13 - آيه 43
14- تفسير العياشي:220/2 ح 76.

الحديث الرابع عشر:العياشي عن عبد اللّه بن عطاء قال:قلت لأبي جعفر عليه السّلام:هذا ابن عبد اللّه ابن سلام يزعم أن أباه الذي يقول اللّه: قُلْ كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (1) قال:«كذب هو علي بن أبي طالب» (2).

الحديث الخامس عشر: العياشي عن عبد اللّه بن عجلان عن أبي جعفر عليه السّلام قال:سألته عن قول اللّه: قُلْ كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (3) فقال:«نزلت في علي بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و في الأئمة بعده،و علي عنده علم الكتاب» (4).

الحديث السادس عشر: العياشي عن فضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله: وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (5) فقال:«نزلت في علي عليه السّلام أنه عالم هذه الامة بعد النبي صلّي اللّه عليه و آله» (6).

الحديث السابع عشر: ابن الفارسي في(الروضة)قال:قال الباقر عليه السّلام:«و علي بن أبي طالب عليه السّلام عنده علم الكتاب الأول و الآخر» (7).

الحديث الثامن عشر: الطبرسي في كتاب(الاحتجاج)روي عن محمد بن أبي عمير عن عبد اللّه بن الوليد السمان قال:قال لي أبو عبد اللّه عليه السّلام:«ما يقول الناس في اولي العزم و عن صاحبكم يعني-أمير المؤمنين-»؟قال:قلت:ما يقدمون علي اولي العزم أحدا فقال:«إن اللّه تبارك و تعالي قال لموسي: وَ كَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً (8) و لم يقل:كل شيء موعظة و قال لعيسي عليه السّلام: وَ لِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ (9) و لم يقل:كل الذي تختلفون فيه و قال:

لصاحبكم يعني-أمير المؤمنين عليه السّلام- قُلْ كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (10) فقال اللّه عز و جل: وَ لا رَطْبٍ وَ لا يابِسٍ إِلاّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (11) و علم هذا الكتاب عنده» (12).

ص: 60


1- سوره 13 - آيه 43
2- تفسير العياشي:220/2 ح 77.
3- سوره 13 - آيه 43
4- تفسير العياشي:221/2 ح 78.
5- سوره 13 - آيه 43
6- تفسير العياشي:221/2 ح 79.
7- روضة الواعظين:105.
8- سوره 7 - آيه 145
9- سوره 43 - آيه 63
10- سوره 13 - آيه 43
11- سوره 6 - آيه 59
12- الاحتجاج:139/2.

الباب الحادي و الستون

في قوله تعالي: أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (1) (2)

من طريق العامة و فيه ثلاثة و عشرون حديثا الحديث الأول: موفق بن أحمد الخوارزمي من أعيان علماء العامة قال:كتب عمرو بن سعد بن أبي العاص إلي معاوية في رد مكاتبة معاوية إليه في طلبه الإعانة علي قتال أمير المؤمنين عليه السّلام،كتب إليه عمرو بن سعد من عمرو بن سعد أبي العاص صاحب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي معاوية بن أبي سفيان أما بعد فقد وصل لي كتابك فقرأته ثم فهمته فأما ما دعوتني إليه من خلع ربقة الإسلام من عنقي و التهور في الضلالة معك و إعانتي إياك علي الباطل و اختراط السيف في وجه علي رضي اللّه عنه و هو أخو رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وصيه و وارثه و قاضي دينه و منجز وعده و زوج أبنته سيدة نساء أهل الجنّة و أبو السبطين الحسن و الحسين سيدي شباب أهل الجنة فلن يكون،و أما ما قلت:إنك خليفة عثمان فقد صدقت و لكن تبيّن اليوم عزلك عن خلافته و قد بويع لغيره فزالت خلافتك،و أما ما عظمتني به و نسبتني إليه من صحبة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و إني صاحب جيشه فلا اغتر بالتزكية و لا أميل بها عن الملّة،و أما ما نسبت أبا الحسن أخا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وصيه إلي البغي و الحسد لعثمان و سميت الصحابة فسقة و زعمت أنه اشلاهم علي قتله فهذا كذب و غواية.

ويحك يا معاوية أ ما علمت أن أبا الحسن بذل نفسه بين يدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و بات علي فراشه، و هو صاحب السبق إلي الإسلام و الهجرة،و قد قال فيه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«هو مني و أنا منه و هو مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لا نبي بعدي»و قد قال فيه يوم غدير خم:«الا و من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله»و هو الذي قال فيه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم خيبر:«لأعطين الراية غدا رجلا يحب اللّه و رسوله و يحبه اللّه و رسوله»و هو الذي قال فيه يوم الطير:«اللهم ائتني بأحب الخلق إليك»فلما دخل عليه قال:«إلي و إلي»و قد قال فيه يوم بني النضير:«علي إمام البررة و قاتل الفجرة منصور من نصره مخذول من خذله»و قد قال صلّي اللّه عليه و آله:«علي وليكم من بعدي»و اكد القول عليك و عليّ و علي جميع المسلمين و قال:«إني

ص: 61


1- سوره 11 - آيه 17
2- هود:17.

مخلف فيكم الثقلين:كتاب اللّه و عترتي»و قد قال:«أنا مدينة العلم و علي بابها»و قد علمت يا معاوية ما أنزل اللّه تعالي في كتابه فيه من الآيات المتلوات في فضائله التي لا يشركه فيها أحد كقوله تعالي: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ (1) إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (2) أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (3) و قد قال اللّه تعالي: رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيْهِ (4) و قد قال اللّه تعالي لرسوله: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (5) و قد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله«أ ما ترضي أن يكون سلمك سلمي و حربك حربي و تكون أخي و وليّ في الدنيا و الآخرة يا أبا الحسن من أحبك فقد أحبني و من أبغضك فقد أبغضني و من أحبك ادخله اللّه الجنة و من أبغضك أدخله اللّه النار»و كتابك يا معاوية الذي هذا جوابه ليس مما ينخدع به من له عقل أو دين و السلام (6).

الحديث الثاني: الموفق بن أحمد قوله تعالي: أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (7) قال ابن عباس:هو علي شهد للنبي و هو منه (8).

الحديث الثالث: إبراهيم بن محمد الحمويني من فضلاء العامة في كتاب(فرائد السمطين) أخبرني الشيخ مجد الدين محمد بن يحيي بن الحسن الكرجي بقراءتي عليه في قزوين في داره، أنبأنا أبو المؤيد محمد بن علي الطوسي إجازة،أنبأنا جدي لأمي أبو العباس محمد بن العباس الغضائري المعروف بعباسة،أنبأنا الشيخ أبو سعيد محمد بن سعد الفرخزادي قال:أنبأنا الإمام أحمد ابن محمد ابن إبراهيم أبو إسحاق الثعلبي قال:أخبرني أبو عبد اللّه القاشي أنبأنا القاضي أبو الحسين النصيبي نبأ أبو بكر السبيعي نبأ علي بن محمد الدهان و الحسين بن إبراهيم الجصاص قال:

أنبأنا حسين بن الحكم نبأ حسن بن الحسين بن الخير عن حبّان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالي: أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ (9) رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (10) علي عليه السّلام خاصة (11).

الحديث الرابع: الحمويني هذا بإسناده السابق عن السبيعي نبأ علي بن إبراهيم بن محمد العلوي عن الحسين بن الحكم نبأ إسماعيل بن صبيح نبأ أبو الجارود عن حبيب بن يسار عن زادان قال:سمعت عليا عليه السّلام يقول:«و الذي فلق الحبة و برء النسمة لو كسرت لي و سادة يقول:ثنيت فأجلست عليها لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم و بين أهل الإنجيل بإنجيلهم و بين أهل الزبور بزبورهم و بين أهل الفرقان بفرقانهم،و الذي فلق الحبة و برء النسمة ما من رجل من قريش جرت

ص: 62


1- سوره 76 - آيه 7
2- سوره 5 - آيه 55
3- سوره 11 - آيه 17
4- سوره 33 - آيه 23
5- سوره 42 - آيه 23
6- المناقب:/199ح 240.
7- سوره 11 - آيه 17
8- المناقب:/278ح 267.
9- سوره 11 - آيه 17
10- سوره 11 - آيه 17
11- فرائد السمطين:/338/1ب /63ح 260.

عليه المواسي إلا و أنا أعرف آية تسوقه إلي جنة أو تسوقه إلي نار»فقام رجل فقال:فأنت أي شيء نزل فيك،فقال علي صلوات اللّه عليه و آله:« أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (1) فرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي بينة من ربه و يتلوه أنا شاهد منه» (2).

الحديث الخامس: الحمويني هذا بإسناده عن السبيعي نبأ أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال:حدثني علي بن بزيع قال:حدثني حفص الفراء أنبأنا صباح الغراء مولي محارب عن جابر بن عبد اللّه قال:قال علي عليه السّلام:«ما من رجل من قريش إلا و قد نزلت فيه آية و آيتان»فقال له:رجل فأنت أي شيء نزل فيك؟

فقال علي عليه السّلام:«أ ما تقرأ الآية التي في هود وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (3) » (4).

الحديث السادس: الحمويني هذا أنبأ أبي العدل تاج الدين علي بن أنجب بن عبيد اللّه أبو طالب الخازن قال:نبأ الإمام برهان الدين ناصر بن أبي المكارم المطرزي إجازة قال:أنبأنا الإمام أخطب خوارزم أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي قال:أنبأنا الشيخ الإمام الحافظ زين الدين و الأئمة علي ابن أحمد العاصمي قال:أنبأنا شيخ القضاة إسماعيل بن شيخ السنة أحمد بن الحسين البيهقي قال:أنبأنا أبي قال:قال:أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ نبأ أبو محمد أحمد بن عبد اللّه المزني إملاء نبأ أحمد بن محمد بن حرث نبأ أبو طاهر أحمد بن عيسي بن محمد نبأ يحيي بن عبد اللّه العلوي خال جعفر بن محمد:نبأ نوح بن قيس عن الأعمش عن عمر بن مرة عن أبي البختري قال:رأيت ابن عم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليا عليه السّلام صعد المنبر بالكوفة و عليه مدرعة كانت لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله متقلدا بسيف رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله متعمما بعمامة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و في إصبعه خاتم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقعد علي عليه السّلام علي المنبر و كشف عن بطنه و قال:«اسألوني من قبل أن تفقدوني فإن ما بين الجوانح منّي علم جم هذا سفط العلم هذا لعاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله هذا ما زقني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله زقا من غير وحي أوحي إليّ،فو اللّه لو ثنيت لي الوسادة فجلست عليها لأفتيت لأهل التوراة بتوراتهم و لأهل الإنجيل بإنجيلهم حتي ينطق اللّه التوراة و الإنجيل فتقول:صدق علي قد أفتاكم بما أنزل فيّ و أنتم تتلون الكتاب فلا تعقلون،و يتلوه شاهد منه» (5).

الحديث السابع: الواحدي بإسناده عن عباد بن عبد اللّه الأسدي قال:سمعت علي بن أبي طالب عليه السّلام و هو يقول:«ما من أحد من قريش إلا و قد نزلت فيه آية و آيتان»فقال رجل:فما نزل فيك

ص: 63


1- سوره 11 - آيه 17
2- فرائد السمطين:/338/1ب /63ح 261.
3- سوره 11 - آيه 17
4- فرائد السمطين:/340/1ب /63ح 262.
5- فرائد السمطين:/340/1ب /63ح 263.

قال:فغضب ثم قال:«أما و اللّه لو لم تسألني علي رءوس القوم ما حدثتك»ثم قال:«هل تقرأ سورة هود أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (1) رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي بينة من ربه و أنا الشاهد» (2).

الحديث الثامن: الثعلبي في تفسير هذه الآية قال:أخبرنا أبو عبد اللّه القاري أخبرنا القاضي أبو القاسم النصيبي حدّثنا أبو بكر السبيعي قال:حدّثنا علي بن محمد الدهان و الحسين عن حيان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي اللّه عنه أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (3) قال:علي خاصة (4).

الحديث التاسع: الثعلبي عن السبيعي قال:أخبرنا علي بن إبراهيم بن محمد العلوي عن الحسين بن الحكم حدّثنا إسماعيل بن صبيح حدّثنا أبو الجارود حبيب بن يسار عن زادان قال:

سمعت عليا عليه السّلام يقول:«و الذي فلق الحبة و برأ النسمة لو كسرت لي الوسادة،يقول:و ثنيت لي و سادة فأجلس عليها لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم و بين أهل الإنجيل بإنجيلهم و بين أهل الزبور بزبورهم و بين أهل الفرقان بفرقانهم فو الذي فلق الحبة و برئ النسمة ما من رجل من قريش إلا و قد نزلت فيه الآية و الآيتان»فقال له رجل:فانت أيش نزل فيك فقال علي عليه السّلام:«أ ما تقرأ الآية التي في هود وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (5) » (6).

الحديث العاشر: رواه الطبري بإسناده عن جابر بن عبد اللّه عن علي عليه السّلام (7).

الحديث الحادي عشر: رواه أبو نعيم الحافظ بثلاثة طرق عن عباد بن عبد اللّه الأسدي في خبر قال:سمعت عليا عليه السّلام يقول:« أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (8) رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي بينة و أنا الشاهد» (9).

الحديث الثاني عشر: رواه النطنزي في الخصائص (10).

الحديث الثالث عشر: رواه حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ (11) قال:هو رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (12) هو علي بن أبي طالب عليه السّلام كان و اللّه لسان رسول اللّه (13).

الحديث الرابع عشر: كتاب فصيح الخطب إنه سأله ابن الكوّاء فقال:و ما أنزل فيك؟قال قوله

ص: 64


1- سوره 11 - آيه 17
2- ينابيع المودة:295/1،و العمدة:/209ح 321.
3- سوره 11 - آيه 17
4- العمدة:320/208 عن الثعلبي.
5- سوره 11 - آيه 17
6- العمدة:321/209 عن الثعلبي.
7- نهج الايمان:563،و شواهد التنزيل:363/1 ح 379.
8- سوره 11 - آيه 17
9- خصائص الوحي المبين:141،و معرفة الصحابة:307/1،و تفسير الدر المنثور:324/3.
10- المصدر السابق.
11- سوره 11 - آيه 17
12- سوره 11 - آيه 17
13- شواهد التنزيل:366/1 ح 383.

تعالي:« أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (1) »و قد رواه زاذان بجواب ذلك (2).

الحديث الخامس عشر: رواه القاضي عثمان بن أحمد و أبو نصر القشيري في كتابهما (3).

الحديث السادس عشر: رواه الفلكي المفسر عن مجاهد و عبد اللّه بن سدّاد (4).

الحديث السابع عشر: ابن المغازلي الشافعي في تفسير قوله تعالي: أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (5) قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنا علي بينة من ربه و علي الشاهد» (6).

الحديث الثامن عشر: ابن المغازلي الشافعي بإسناده عن علي بن حابس قال:دخلت أنا و أبو مريم علي عبد اللّه بن عطاء قال أبو مريم:حدّث عليّا بالحديث الذي حدثتني به عن أبي جعفر قال:كنت عند أبي جعفر عليه السّلام جالسا إذ مرّ علينا ابن عبد اللّه بن سلام قلت:جعلني اللّه فداك هذا ابن الذي عنده علم من الكتاب؟قال:«لا.و لكنه صاحبكم علي بن أبي طالب الذي نزلت فيه آيات من كتاب اللّه عز و جل اَلَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ (7) أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (8) إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا (9) » (10).

الحديث التاسع عشر: الثعلبي يرفعه إلي علي عليه السّلام في حديث طويل قال علي عليه السّلام:«ما من رجل من قريش إلا و قد نزلت الآية و الآيتان»فقال له رجل:فاي شيء نزل فيك؟فقال:«أ ما تقرأ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (11) » (12).

الحديث العشرون: ابن المغالي الشافعي يرفعه إلي عباد بن عبد اللّه قال:سمعت عليا عليه السّلام يقول:«ما نزلت آية من كتاب اللّه إلا و قد علمت متي انزلت و فيمن انزلت،و ما من قريش رجل إلا و قد انزلت فيه آية من كتاب اللّه عز و جل تسوقه إلي جنة أو نار»فقام إليه رجل فقال:يا أمير المؤمنين فما نزل فيك؟قال:«لو لا أنك سألتني علي رءوس الأشهاد لما حدثتك أ ما تقرأ أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (13) رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي بينة من ربه،و انا الشاهد منه» (14).

الحديث الحادي و العشرون: روي الحبري مثل الحديث السابق بلا فصل (15).

الحديث الثاني و العشرون: ابن أبي الحديد من علماء المعتزلة في شرح نهج البلاغة قال:روي محمد بن إسماعيل بن عمرو البجلي قال:أخبرنا عمرو بن موسي الوجيهي عن المنهال بن عمرو

ص: 65


1- سوره 11 - آيه 17
2- المصدر السابق:ح 386.
3- نهج الايمان:563-565.
4- ينابيع المودة:225/1-294.
5- سوره 11 - آيه 17
6- مناقب ابن المغازلي:/175ح 318.
7- سوره 27 - آيه 40
8- سوره 11 - آيه 17
9- سوره 5 - آيه 55
10- مناقب ابن المغازلي:/194ح 358.
11- سوره 11 - آيه 17
12- العمدة:320/208 عن الثعلبي.
13- سوره 11 - آيه 17
14- مناقب ابن المغازلي:/175ح 318.
15- مناقب ابن المغازلي:/175ح 318.

عن عبد اللّه بن الحارث قال:قال علي عليه السّلام علي المنبر:«ما أحد جرت عليه المواسي إلا و قد أنزل اللّه فيه قرآنا»فقام إليه رجل من مبغضيه فقال له:فما أنزل اللّه تعالي فيك؟فقام الناس إليه يضربونه فقال:«دعوه أ تقرأ سورة هود»قال:نعم قال:فقرأ عليه أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (1) ثم قال:«الذي كان علي بينة من ربه محمد صلّي اللّه عليه و آله و الشاهد الذي يتلوه أنا» (2).

الحديث الثالث و العشرون: ابن أبي الحديد من الشرح أيضا قال روي صاحب كتاب(الغارات) عن المنهال بن عمرو عن عبد اللّه بن الحارث قال:سمعت عليا عليه السّلام يقول علي المنبر:«ما أحد جرت عليه المواسي إلا و قد أنزل اللّه تعالي فيه قرآنا»فقام إليه رجل فقال:يا أمير المؤمنين فما أنزل اللّه فيك؟

قال:يريد تكذيبه فقام الناس إليه يلكزونه في صدره و جنبه فقال:«دعوه أقرأت سورة هود؟

قال نعم،قال:أقرأت قوله سبحانه: أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (3) »قال:نعم، قال:«صاحب البينة محمد و التالي الشاهد أنا» (4).

ص: 66


1- سوره 11 - آيه 17
2- شرح نهج البلاغة:287/2.
3- سوره 11 - آيه 17
4- شرح نهج البلاغة:136/6.

الباب الثاني و الستون

في قوله تعالي: أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (1)

من طريق الخاصة و فيه أحد عشر حديثا الحديث الأول: علي بن إبراهيم قال:حدثني أبي عن يحيي بن أبي عمران عن يونس عن أبي بصير و الفضيل عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«قال:إنما نزلت أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ (2) يعني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَ مِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسي إِماماً وَ رَحْمَةً أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ (3) فقدموا و أخروا في التأليف» (4).

الحديث الثاني: محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلي بن محمد عن الحسن بن علي عن أحمد بن عمر الحلاّل قال:سألت أبا الحسن عليه السّلام عن قول اللّه عز و جل: أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (5) فقال أمير المؤمنين عليه السّلام:«الشاهد علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي بينة من ربه» (6).

الحديث الثالث: محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين عن عبد اللّه بن حماد عن حماد عن أبي الجارود عن الأصبغ بن نباتة قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام:«لو كسرت لي الوسادة فقعدت عليها لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم و أهل الإنجيل بإنجيلهم و أهل الزبور بزبورهم و أهل الفرقان بفرقانهم بقضاء يصعد إلي اللّه يزهر،و اللّه ما نزلت آية في كتاب اللّه في ليل أو نهار إلا و قد علمت فيمن أنزلت،و لا ممن مرّ علي رأسه المواسي من قريش إلا و قد نزلت فيه آية من كتاب اللّه تسوقه إلي الجنة أو إلي النار»فقام إليه رجل فقال يا أمير المؤمنين ما الآية التي نزلت فيك؟قال له:«أ ما سمعت اللّه يقول: أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (7) فرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي بينة من ربه و أنا شاهد له منه و أتلوه معه» (8).

الحديث الرابع: الشيخ في أماليه بإسناده عن أمير المؤمنين عليه السّلام قام يوم الجمعة يخطب علي المنبر فقال:«و الذي فلق الحبة و برأ النسمة ما من رجل من قريش جرت عليه المواسي إلا و قد

ص: 67


1- سوره 11 - آيه 17
2- سوره 11 - آيه 17
3- سوره 11 - آيه 17
4- تفسير القمي:324/1.
5- سوره 11 - آيه 17
6- الكافي:190/1 ح 3.
7- سوره 11 - آيه 17
8- بصائر الدرجات:1/132.

نزلت فيه آية من كتاب اللّه عز جل أعرفها كما أعرفه»فقام إليه الرجل فقال:يا أمير المؤمنين ما آيتك التي نزلت فيك؟فقال:«إذا سألت فافهم و لا عليك ألا تسأل عنها غيري،أقرأت سورة هود؟ فقال:نعم يا أمير المؤمنين،قال:«أ فسمعت قول اللّه عز و جل يقول: أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (1) قال:نعم،قال:«فالذي عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ (2) محمد صلّي اللّه عليه و آله الذي يتلوه شاهد منه- و هو الشاهد و هو منه-أنا علي بن أبي طالب و أنا الشاهد و أنا منه[و له]» (3).

الحديث الخامس: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدثني أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرّحمن الهمداني بالكوفة قال:حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم بن قيس الأشعري قال:حدثنا علي بن حسان الواسطي قال:حدثنا عبد الرحمن بن كثير عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين عليه السّلام عن الحسن عليه السّلام في خطبة طويلة خطبها بمحضر معاوية و قال عليه السّلام:«أقول معشر الخلائق فاسمعوا و لكم أفئدة و أسماع فعوا:إنا أهل بيت أكرمنا اللّه بالإسلام و اختارنا و اصطفانا و اجتبانا فأذهب عنا الرجس و طهرنا تطهيرا و الرجس هو الشك،فلا نشك في اللّه الحق و دينه أبدا،و طهرنا من كل أفن و غية،مخلصين إلي آدم نعمة منه لم يفترق الناس[قط]فرقتين إلا جعلنا اللّه في خيرهما فأدت الأمور إلي أن بعث اللّه محمد صلّي اللّه عليه و آله للنبوة و اختاره للرسالة و أنزل عليه كتابه،ثم أمره بالدعاء إلي اللّه عز و جل فكان أبي عليه السّلام أول من استجاب للّه تعالي و لرسوله صلّي اللّه عليه و آله و أول من آمن و صدق اللّه و رسوله و قد قال اللّه تعالي في كتابه المنزل علي نبيه المرسل: أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (4) فرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الذي علي بينة من ربه و أبي الذي يتلوه و هو شاهد منه»و ساق الخطبة و هي طويلة (5).

الحديث السادس: الشيخ المفيد في أماليه قال:أخبرنا أبو الحسن علي بن بلال المهلبي قال:

حدّثنا علي بن عبد اللّه بن أسد الأصفهاني قال:حدّثنا إبراهيم بن محمد الثقفي قال:حدّثنا إسماعيل بن أبان قال:حدّثنا الصباح بن يحيي المزني عن الأعمش عن المنهال بن عمرو بن عباد ابن عبد اللّه قال:قام رجل إلي أمير المؤمنين عليه السّلام فقال:يا أمير المؤمنين أخبرني عن قول اللّه تعالي:

أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ (6) قال:قال:«رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الذي كان علي بينة من ربه و أنا الشاهد له و منه،و الذي نفسي بيده ما أحد جرت عليه المواسي من قريش إلا و قد أنزل اللّه فيه من كتابه طائفة و الذي نفسي بيده لإن يكونوا يعلمون ما قضي اللّه لنا أهل البيت علي لسان النبي الأمي

ص: 68


1- سوره 11 - آيه 17
2- سوره 11 - آيه 17
3- أمالي الطوسي:/372ح /808المجلس /13ح 52.
4- سوره 11 - آيه 17
5- أمالي الطوسي:/562ح /1174مجلس /11ح 1.
6- سوره 11 - آيه 17

أحب إلي من أن يكون لي ملأ هذه الرحبة ذهبا،و اللّه ما مثلنا في هذه الامّة إلا كمثل سفينة نوح و كباب حطة في بني إسرائيل» (1).

الحديث السابع: سليم بن قيس الهلالي من كتابه نسخت عن قيس بن سعد بن عبادة في حديث له مع معاوية قال قيس:لقد قبض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فاجتمعت الأنصار إلي أبي بكر فقالوا:

نبايع سعدا،فجاءت قريش فخاصموا[الأنصار فخصموهم]بحجة علي و أهل بيته و خاصمونا بحقه و قرابته من رسول اللّه،فما يعدد قريش أن يكونوا ظلموا الأنصار و آل محمد،و لعمري ما لأحد من الأنصار و لا من قريش و لا من العرب و لا من العجم في الخلافة حق و لا نصيب مع علي بن أبي طالب و ولده من بعده عليهم السّلام.

فغضب معاوية و قال:يا بن سعد عن من أخذت هذا و عن من ترويه و ممن سمعته؟أبوك حدثك بهذا و عنه أخذته؟.

فقال له قيس بن سعد:أخذته عمن هو خير من أبي و أعظم حقا من أبي،قال:من هو؟قال:علي ابن أبي طالب،أخذته من عالم هذه الامة و ربانها و صديقها و فاروقها الذي أنزل اللّه فيه و ما أنزل قُلْ كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (2) فلم يدع قيس آية نزلت فيه إلا ذكرها، فقال معاوية:إن صديقها أبو بكر و فاروقها عمر و الذي عنده علم الكتاب عبد اللّه بن سلام.

قال قيس:أحق بهذه الأسماء و أولي بها الذي أنزل اللّه فيه أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (3) الذي أنزل اللّه فيه إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (4) [و اللّه لقد نزلت و علي لكل قوم هاد فأسقطتم ذلك،]و الذي نصبه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم غدير خم من كنت أولي به من نفسه فعلي أولي به من نفسه،و قال في غزوة تبوك:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لا نبي بعدي (5).

الحديث الثامن: العياشي عن بريد بن معاوية العجلي عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«الذي علي بينة من ربه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و الذي تلاه من بعده الشاهد منه أمير المؤمنين عليه السّلام ثم أوصياؤه واحد بعد واحد» (6).

الحديث التاسع: العياشي عن جابر بن عبد اللّه بن يحيي قال:سمعت عليا عليه السّلام و هو يقول:«ما من رجل من قريش إلا و قد أنزلت فيه آية أو آيتان من كتاب اللّه»فقال له رجل من القوم:فما نزل فيك يا أمير المؤمنين؟

ص: 69


1- أمالي المفيد:5/145.
2- سوره 13 - آيه 43
3- سوره 11 - آيه 17
4- سوره 13 - آيه 7
5- كتاب سليم بن قيس:313.
6- تفسير العياشي:142/2 ح 12.

فقال:«أ ما تقرأ الآية التي في هود أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (1) محمد صلّي اللّه عليه و آله علي بينة من ربه و أنا الشاهد» (2).

الحديث العاشر: علي بن عيسي في(كشف الغمة)قال عباد بن عبد اللّه الأسدي:سمعت عليا عليه السّلام يقول و هو علي المنبر:«ما من رجل من قريش إلا نزلت فيه آية أو آيتان»فقال رجل من تحته:فما نزل فيك أنت؟فغضب ثم قال:«أما أنك لو لم تسألني علي رءوس الإشهاد (3)ما حدثتك ويحك هل تقرأ سورة هود»ثم قرأ علي عليه السّلام« أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (4) رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي بينة و أنا الشاهد منه» (5).

الحديث الحادي عشر: (كشف الغمة)أيضا عن ابن عباس في معني الآية:هو علي عليه السّلام شهد للنبي صلّي اللّه عليه و آله[و هو منه] (6).

ص: 70


1- سوره 11 - آيه 17
2- تفسير العياشي:142/2 ح 13.
3- في المصدر:القوم.
4- سوره 11 - آيه 17
5- كشف الغمة:321/1.
6- كشف الغمة:313/1.

الباب الثالث و الستون

في قوله تعالي: أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللّهِ (1) (2)

من طريق العامة و فيه تسعة أحاديث الحديث الأول: قال الثعلبي في تفسيره:قال الحسن و الشعبي و محمد بن كعب القرظي:نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب و عباس بن عبد المطلب رضي اللّه عنه و طلحة بن شيبة،و ذلك أنهم افتخروا فقال طلحة:انا صاحب البيت بيدي مفتاحه و لو أشاء بت في المسجد و قال العباس:أنا صاحب السقاية و القائم عليها و لو أشاء بت في المسجد و قال علي عليه السّلام:«ما أدري ما تقولان لقد صليت ستة أشهر قبل الناس و أنا صاحب الجهاد»فأنزل اللّه تعالي هذه الآية أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللّهِ وَ اللّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ (3) (4).

الحديث الثاني: ابن المغازلي الشافعي في مناقبه قال:أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان قال:أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيوية الخزاز قال:حدّثنا محمد بن حمدوية المروزي قال:أخبرنا أبو الموجه قال:حدّثنا عبدان عن أبي حمزة عن إسماعيل عن عامر قال:

أنزلت هذه الآية أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ (5) في علي و العباس (6).

الحديث الثالث: ابن المغازلي أيضا قال:أخبرنا أبو غالب محمد بن سهل النجوي قال:أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن علي السقطي قال:حدّثنا أبو محمد يوسف بن سهل بن الحسين القاضي قال:حدّثنا الحضرمي قال:حدّثنا هناد بن أبي زياد قال:أخبرنا موسي بن عبيدة الربذي عن عبد اللّه بن عبيدة الربذي قال:قال علي للعباس:«يا عم لو هاجرت إلي المدينة»قال:أ و لست في أفضل من الهجرة أ لست أسقي حاج بيت اللّه و أعمر المسجد الحرام فأنزل اللّه تبارك و تعالي أَ جَعَلْتُمْ (7)

ص: 71


1- سوره 9 - آيه 19
2- التوبة:19.
3- سوره 9 - آيه 19
4- العمدة:/193ح 292 عن الثعلبي.
5- سوره 9 - آيه 19
6- مناقب ابن المغازلي:/198ح 367.
7- سوره 9 - آيه 19

سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ (1) الآية (2).

الحديث الرابع: رزين العبدري في(الجمع بين الصحاح الستة)في الجزء الثاني من(صحيح النسائي)قال:حدّثنا محمد بن كعب القرطي قال:افتخر طلحة بن شيبة من بني عبد الدار و عباس ابن عبد المطلب رضي اللّه عنه و علي بن أبي طالب عليه السّلام فقال طلحة بن شيبة:معي مفتاح البيت و لو أشاء بت فيه،و قال العباس رضي اللّه عنه:أنا صاحب السقاية و القائم عليها،و لو أشاء بت في المسجد،و قال علي عليه السّلام:

«ما أدري ما تقولان لقد صليت إلي القبلة ستة أشهر قبل الناس و أنا صاحب الجهاد»فأنزل اللّه تعالي أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللّهِ وَ اللّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ (3) (4).

الحديث الخامس: إبراهيم بن محمد الحمويني قال:أنبأني شيخنا مجد الدين أبو الفضل بن أبي الثناء بن مودود إجازة قال:أنبأنا أبو محمد عبد المجيب بن أبي القاسم بن زهير الحربي إجازة بروايته عن أبي المفضل محمد بن ناصر السلامي إجازة و قال:أنبأنا محمود بن أحمد بن عبد المنعم بن ما شاذة إجازة قال:أنبأنا صاحب الأجل السعيد نظام الملك أبو علي الحسن بن علي بن إسحاق إجازة بجميع مسموعاته أنه قال:أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد سماعا عليه في ذي العقدة سنة سبعين و أربعمائة قال:أنبأنا الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه بن أحمد ابن إسحاق الأصفهاني قال:أنبأنا عمر بن أحمد بن عثمان نبأ علي بن محمود المصري نبأ خثيرون ابن عيسي بن يحيي بن سليمان القرشي نبأ عباد بن عبد الصمد أبو معمر عن أنس بن مالك قال:

قعد العباس بن عبد المطلب و شيبة صاحب البيت يفتخران فقال العباس:أنا أشرف منّك أنا عم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وصي أبيه و سقاية الحجيج لي فقال له شيبة:أنا أشرف منك أنا أمين اللّه علي بيته و خازنه أ فلا ائتمنك كما ائتمنني و هما في ذلك يتشاجران حتي أشرف عليهما علي بن أبي طالب فقال له العباس:أ فترضي بحكمه؟قال:نعم قد رضيت،فلما جاء هما قال العباس:علي رسلك يا بن أخي فوقف علي عليه السّلام فقال له العباس:إن شيبة فاخرني فزعم أنه أشرف منّي قال:«فما ذا قلت أنت يا عماه»قال:قلت له:أنا عم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وصي أبيه و ساقي الحجيج أنا أشرف،فقال لشيبة:«ما قلت أنت يا شيبة»قال:قلت له:بل أنا أشرف منك أنا أمين اللّه و خازنه أ فلا ائتمنك كما ائتمنني قال:

فقال لهما:«اجعلا لي معكما فخرا»قالا له:نعم قال:«فأنا أشرف منكما أنا أول من آمن بالوعيد

ص: 72


1- سوره 9 - آيه 19
2- مناقب ابن المغازلي:/198ح 368.
3- سوره 9 - آيه 19
4- العمدة:194 عن الجمع ح 295،و تفسير الطبري:124/10 ح 12866.

من ذكور هذه الامة و هاجر و جاهد»فانطلقوا ثلاثتهم إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فجثوا بين يديه فأخبر كل واحد منهم بفخره فما أجابهم صلّي اللّه عليه و آله بشيء فنزل الوحي بعد أيام فارسل إلي ثلاثتهم فأتوه فقرأ عليهم النبي صلّي اللّه عليه و آله: أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ (1) إلي آخر الآية (2).

الحديث السادس: أبو نعيم الأصفهاني بإسناده عن عامر قال:نزلت أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللّهِ وَ اللّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ (3) في علي و العباس و طلحة (4).

الحديث السابع: أبو نعيم بإسناده عن الضحاك عن ابن عباس قال:نزلت في علي بن أبي طالب (5).

الحديث الثامن: أبو نعيم بإسناده عن الشعبي قال:تكلم علي و العباس و شيبة في السقاية و السدانة فأنزل اللّه تعالي أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ (6) إلي قوله حَتّي يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ (7) حتي يفتح مكة فتنقطع الهجرة (8).

الحديث التاسع: المالكي في(الفصول المهمة)قال نقل الواحدي في كتابه المسمّي ب(أسباب النزول) (9)أن الحسن و الشعبي القرظي قالوا:إن عليا و العباس و طلحة بن شيبة افتخروا فقال طلحة:

أنا صاحب البيت مفتاحه بيدي و لو شئت كنت فيه،و قال العباس:أنا صاحب السقاية و القائم عليها،فقال علي:«لا أدري[ما تقولان]لقد صلّيت ستة أشهر قبل الناس،و أنا صاحب الجهاد» فأنزل اللّه تعالي أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللّهِ (10) إلي أن قال اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللّهِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ (11) و غير ذلك من الروايات (12).

ص: 73


1- سوره 9 - آيه 19
2- درر السمطين:/203/1ب /41ح 159.
3- سوره 9 - آيه 19
4- خصائص الوحي المبين عنه:/149ح 95.
5- المصدر السابق:ح 96.
6- سوره 9 - آيه 19
7- سوره 9 - آيه 24
8- شواهد التنزيل:322/1.
9- أسباب النزول:163 و ما بين معكوفتين منه.
10- سوره 9 - آيه 19
11- سوره 9 - آيه 20
12- الفصول المهمة:125،و الدر المنثور:218/3.

الباب الرابع و الستون

في قوله تعالي: أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللّهِ (1)

من طريق الخاصة و فيه سبعة أحاديث الحديث الأول: علي بن إبراهيم في تفسيره قال:حدثني أبي عن صفوان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«نزلت في علي و حمزة و العباس و شيبة قال العباس:أنا أفضل لأن سقاية الحاج بيدي،و قال شيبة:أنا أفضل لأن حجابة البيت بيدي،و قال:حمزة أنا أفضل لأن عمارة المسجد الحرام بيدي،و قال علي عليه السّلام:أنا أفضل لأني آمنت قبلكم ثم هاجرت و جاهدت فرضوا برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حكما،فأنزل اللّه ا تعالي أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللّهِ (2) ...إلي قوله إِنَّ اللّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (3) » (4).

الحديث الثاني: إبراهيم هذا قال:و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب قوله كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللّهِ وَ اللّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ (5) ثم وصف علي بن أبي طالب اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللّهِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ (6) ثم وصف ما لعلي عليه السّلام عنده فقال: يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَ رِضْوانٍ وَ جَنّاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ (7) » (8).

الحديث الثالث: محمد بن يعقوب عن أبي علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيي عن بن مسكان عن أبي بصير عن احدهما عليهما السّلام قول اللّه:« أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ (9) «نزلت في حمزة و علي و جعفر و العباس و شيبة أنهم فخروا بالسقاية و الحجابة فأنزل اللّه عزّ و جل أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللّهِ (10) و كان علي و حمزة و جعفر صلوات اللّه عليهم كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ (11)

ص: 74


1- سوره 9 - آيه 19
2- سوره 9 - آيه 19
3- سوره 9 - آيه 22
4- تفسير القمي:284/1.
5- سوره 9 - آيه 19
6- سوره 9 - آيه 20
7- سوره 9 - آيه 21
8- تفسير القمي:284/1.
9- سوره 9 - آيه 19
10- سوره 9 - آيه 19
11- سوره 9 - آيه 19

بِاللّهِ (1) » (2).

الحديث الرابع: الشيخ الطوسي في مجالسه قال:أخبرني جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا الحسن بن علي بن زكريا العاصمي قال:حدّثنا أحمد بن عبيد اللّه الفداني (3)قال:حدّثنا الربيع بن سيار قال:حدّثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلي أبي ذر رضي اللّه عنه أن عليا عليه السّلام و عثمان و طلحة و الزبير و عبد الرّحمن بن عوف و سعد بن أبي وقاص أمرهم عمر بن الخطاب أن يدخلوا بيتا و يغلقوا عليهم بابه و يتشاوروا في أمرهم و أجلهم ثلاثة أيام،فإن توافق خمسة علي قول واحد و أبي رجل منهم قتل ذلك الرجل،و إن توافق أربعة و أبي اثنان قتل الاثنان،فلما توافقوا جميعا علي رأي واحد قال لهم علي بن أبي طالب:«[إني]أحب أن تسمعوا منّي ما أقول لكم فإن يكن حقا فاقبلوه،و إن يكن باطلا فانكروه»قالوا:قل،فذكر مناقبه لهم و هم يوافقونه علي ثبوتها له دونهم، و قال لهم في ذلك:«فهل فيكم أحد نزلت فيه هذه الآية أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ (4) غيري؟قالوا:لا (5).

الحديث الخامس: العياشي في تفسيره بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:إن أمير المؤمنين عليه السّلام قيل له:يا أمير المؤمنين أخبرنا بأفضل مناقبك؟قال:«نعم كنت أنا و عباس و عثمان ابن أبي شيبة في المسجد الحرام،قال عثمان بن أبي شيبة:اعطاني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الخزانة،يعني:

مفاتيح الكعبة،و قال العباس:أعطاني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله السقاية و هي زمزم،و لم يعطك شيئا يا علي قال:فأنزل اللّه أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللّهِ (6) » (7).

الحديث السادس: العياشي بإسناده عن أبي بصير عن احداهما عليهما السّلام في قول اللّه: أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ (8) قال:«نزلت في علي و حمزة و جعفر و العباس و شيبة أنهم فخروا في السقاية و الحجابة فأنزل اللّه أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ (9) ...إلي قوله وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ (10) الآية فكان علي و حمزة و جعفر عليهم السّلام كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللّهِ (11) (12).

الحديث السابع: الطبرسي في(مجمع البيان)قال:روي الحاكم أبو القاسم الحسكاني بإسناده

ص: 75


1- سوره 9 - آيه 19
2- الكافي:203/8 ح 245.
3- في المصدر:العدلي.
4- سوره 9 - آيه 19
5- أمالي الطوسي:545-550 ح 1168 مجلس 19 ح 4 و الحديث طويل.
6- سوره 9 - آيه 19
7- تفسير العياشي:83/2 ح 34.
8- سوره 9 - آيه 19
9- سوره 9 - آيه 19
10- سوره 9 - آيه 19
11- سوره 9 - آيه 19
12- تفسير العياشي:83/2 ح 35.

عن أبي بريدة عن أبيه قال:بينما شيبة و العباس يتفاخران إذ مر عليهما (1)علي بن أبي طالب عليه السّلام فقال:«بما ذا تتفاخران؟»فقال العباس؟لقد اوتيت من الفضل ما لم يؤت أحد:سقاية الحاج،و قال شيبة:أوتيت عمارة المسجد الحرام فقال علي عليه السّلام:«و أنا أقول لكما لقد (2)اوتيت علي صغري ما لم تؤتيا»فقالا:و ما اوتيت يا علي؟

قال:«ضربت خراطيمكما بالسيف حتي آمنتما باللّه و رسوله»فقام العباس مغضبا يهرول (3)حتي دخل علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قال:أ ما تري ما استقبلني به علي؟فقال:«ادعوا لي عليا»فدعا له فقال:«ما حملك علي ما استقبلت به عمك؟»فقال:«يا رسول اللّه صدمته الحق فإن شاء فليغضب،و إن شاء فليرض»فنزل جبرئيل عليه السّلام و قال:«يا محمد ربك يقرأ عليك السلام و يقول:

اتل عليهم: أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ (4) ...إلي قوله إِنَّ اللّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (5) [فقال العباس:إنا قد رضينا ثلاث] (6).

ص: 76


1- في المصدر:بهما.
2- في المصدر:استحييت لكما فقد.
3- في المصدر:يجر ذيله.
4- سوره 9 - آيه 19
5- سوره 9 - آيه 22
6- مجمع البيان:28/5،و شواهد التنزيل:329/1 ح 338.

الباب الخامس و الستون

في قوله تعالي: وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَ رَسُولُهُ (1) (2)

من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث الحديث الأول: ما رواه صدر الأئمة عند العامة موفق بن أحمد قال:انبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني إجازة أخبرنا محمد بن الحسين بن علي البزاز أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد العزيز أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر حدّثنا أبو بكر محمد بن عمرو الحافظ،قال:حدثني أبو الحسن علي بن موسي الخراز من كتابه حدّثنا الحسن بن علي الهاشمي حدثني إسماعيل بن أبان حدّثنا أبو مريم عن ثوير بن أبي فاختة عن عبد الرّحمن بن أبي ليلي قال:قال أبي دفع النبي صلّي اللّه عليه و آله الراية يوم خيبر إلي علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه ففتح اللّه تعالي علي يده و أوقفه يوم غدير خم فاعلم الناس أنه مولي كل مؤمن و مؤمنة و قال له:«أنت منّي و أنا منك» و قال له:«تقاتل علي التأويل كما قاتلت علي التنزيل»و قال له:«أنت مني بمنزلة هارون من موسي»و قال له:«أنا سلم لمن سالمك و حرب لمن حاربك»و قال له:«أنت العروة الوثقي»و قال له:«أنت تبيّن لهم ما اشتبه عليهم من بعدي»و قال له:«أنت إمام كل مؤمن و مؤمنة و ولي كل مؤمن و مؤمنة بعدي»و قال له:«أنت الذي أنزل اللّه فيه وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ (3) ».

و قال له:«أنت الآخذ بسنتي و الذاب عن ملتي»و قال له:«أنا أول من تنشق الأرض عنه و أنت معي»و قال له:«أنا عند الحوض و أنت معي»و قال له:«أنا أول من يدخل الجنة و أنت معي تدخلها و الحسن و الحسين و فاطمة»و قال له:«إن اللّه تعالي أوحي إلي بأن أقوم بفضلك فقمت به في الناس و بلغتهم ما أمرني اللّه تعالي بتبليغه»و قال له:«أتق الضغائن التي لك في صدور من لا يظهرها إلاّ بعد موتي أولئك يلعنهم اللّه و يلعنهم اللاعنون»ثم بكي صلّي اللّه عليه و آله فقيل له:مم بكاؤك يا رسول اللّه؟

ص: 77


1- سوره 9 - آيه 3
2- التوبة:3.
3- سوره 9 - آيه 3

قال:«أخبرني جبرئيل عليه السّلام أنهم يظلمونه و يمنعونه حقه و يقاتلونه و يقتلون ولده و يظلمونهم بعده،و أخبرني جبرائيل عليه السّلام عن اللّه عز و جل أن ذلك الظلم يزول إذا قام قائمهم و علت كلمتهم و اجتمعت الامة علي محبتهم و كان الشاني لهم قليلا و الكاره لهم ذليلا و كثر المادح لهم،و ذلك حين تغير البلاد و ضعف العباد و الياس من الفرج فعند ذلك يظهر القائم فيهم»قال النبي صلّي اللّه عليه و آله «اسمه كاسمي و اسم أبيه كاسم أبي،هو من ولد ابنتي فاطمة يظهر اللّه الحق بهم و يخمد الباطل بأسيافهم و تتبعهم الناس راغب إليهم و خائف منهم»قال:و سكن البكاء عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثم قال:

«معاشر المسلمين ابشروا بالفرج فإن وعد اللّه لا يخلف،و قضائه لا يرد و هو الحكيم الخبير،و إن فتح اللّه قريب اللهم إنهم اهلي فاذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا اللهم اكلأهم و ارعهم و كن لهم و انصرهم و اعزهم و لا تذلهم و اخلفني فيهم انك علي ما تشاء قدير» (1).

الحديث الثاني: الحبري في كتابه يرفعه إلي ابن عباس قال فيما نزل في القرآن خاصة في رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و علي و أهل بيته من دون الناس من سورة البقرة وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ (2) الآية نزلت في علي و حمزة و جعفر و عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب و قوله تعالي: وَ ارْكَعُوا مَعَ الرّاكِعِينَ (3) نزلت في رسول اللّه و علي بن أبي طالب عليه السّلام و هما أول من صلّي اللّه و ركع و قوله تعالي:

وَ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ وَ إِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلاّ عَلَي الْخاشِعِينَ (4) الخاشع و الذليل،و في صلاته المقبل عليها بقلبه يعني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عليا عليه السّلام و قوله تعالي: اَلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَ أَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ (5) نزلت في علي و عثمان بن مظعون و عمار بن ياسر و أصحاب لهم،و قوله تعالي: بَلي مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَ أَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ (6) نزلت في أبي جهل وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (7) نزلت في علي خاصة و هو أول من آمن و أول مصل بعد النبي صلّي اللّه عليه و آله و قوله تعالي: قُلْ أَ أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ (8) الآيات:نزلت في علي و حمزة و عبيدة بن الحارث و قوله تعالي: وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ (9) الآية،و المؤذن يومئذ عن اللّه و رسوله علي بن أبي طالب عليه السّلام (10).

الحديث الثالث: البخاري في الجزء الخامس من صحيحه في قوله تعالي: وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَ رَسُولُهُ (11) في نصف الجزء قال:حدّثنا عبد اللّه ابن يوسف قال:حدّثنا الليث قال:حدثني عقيل قال:ابن شهاب و أخبرني حميد بن عبد

ص: 78


1- المناقب:/61ح 31.
2- سوره 2 - آيه 25
3- سوره 2 - آيه 43
4- سوره 2 - آيه 45
5- سوره 2 - آيه 46
6- سوره 2 - آيه 81
7- سوره 2 - آيه 82
8- سوره 3 - آيه 15
9- سوره 9 - آيه 3
10- تفسير فرات:/53ح 11،و تفسير الحبري الحديث الأول من سورة البقرة،و شواهد التنزيل:96/1 ح 113 و ح 124 و ح 127.
11- سوره 9 - آيه 3

الرّحمن أن أبا هريرة قال:بعثني أبو بكر في تلك الحجة في المؤذنين بعثهم يوم النحر يؤذنون بمني أن لا يحج بعد العام مشرك و لا يطوف بالبيت عريان،قال:حماد:ثم أردف النبي صلّي اللّه عليه و آله بعلي عليه السّلام و أمره ان يؤذن ببراءة،قال أبو هريرة:فأذن علي في أهل مني يوم النحر ببراءة،و أن لا يحج بعد العام مشرك و لا يطوف بالبيت العريان (1).

ص: 79


1- صحيح البخاري:97/1.

الباب السادس و الستون

في قوله تعالي: وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَ رَسُولُهُ (1)

من طريق الخاصة و فيه احد عشر حديثا الحديث الأول: العياشي في تفسيره بإسناده عن حكيم بن الحسين عن علي بن الحسين عليه السّلام قال:«و اللّه إن لعلي لاسماء في القرآن ما يعرفه الناس»قال:قلت:و أي شيء تقول جعلت فداك؟ فقال لي:« وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ (2) قال:«فبعث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أمير المؤمنين و كان علي هو و اللّه المؤذن فأذن باذن اللّه و رسوله يوم الحج الاكبر من المواقف كلها فكان ما نادي به أن لا يطوف بعد هذا العام عريان و لا يقرب المسجد الحرام بعد هذا العام مشرك» (3).

الحديث الثاني: العياشي بإسناده عن حريز عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال في الأذان:«هو اسم في كتاب اللّه لا يعلم ذلك أحد غيري» (4).

الحديث الثالث: العياشي بإسناده عن حكيم بن جدير عن علي بن الحسين عليه السّلام في قول اللّه وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ (5) قال:«الاذان أمير المؤمنين عليه السّلام» (6).

الحديث الرابع: العياشي بإسناده عن جعفر بن محمد و أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه: وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ (7) قال:«خروج القائم و أذان دعوته إلي نفسه» (8).

الحديث الخامس: علي بن إبراهيم قال:حدثني أبي عن فضالة ابن أيوب عن أبان بن عثمان عن حكيم بن جبير عن علي بن الحسين عليه السّلام في قوله وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ (9) قال:«الاذان أمير المؤمنين»قال و في حديث آخر قال:«أمير المؤمنين:«كنت أنا الاذان في الناس» (10).

الحديث السادس: ابن بابويه قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمد عن الحسين

ص: 80


1- سوره 9 - آيه 3
2- سوره 9 - آيه 3
3- تفسير العياشي:76/2 ح 12.
4- تفسير العياشي:76/2 ح 13.
5- سوره 9 - آيه 3
6- تفسير العياشي:76/2 ح 14.
7- سوره 9 - آيه 3
8- تفسير العياشي:76/2 ح 15.
9- سوره 9 - آيه 3
10- تفسير القمي:282/1.

ابن سعيد عن فضاله بن أيوب عن أبان بن عثمان عن أبي الجارود عن حكيم بن جبير عن علي بن الحسين عليه السّلام في قول اللّه عز و جل: وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ (1) قال:«الاذان علي عليه السّلام» (2).

الحديث السابع: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن علي بن اسباط عن سيف بن عميرة عن الحرث بن المغيرة النصري عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:سألته عن قول اللّه عز و جل:

وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ (3) فقال:«اسم نحله اللّه عليا عليه السّلام من السماء لأنه هو الذي أدي عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله براءة و قد كان بعث بها مع أبي بكر أولا فنزل عليه جبرائيل عليه السّلام فقال:يا محمد إن اللّه يقول لك:إنه لا يبلغ عنك إلاّ أنت أو رجل منك فبعث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عند ذلك عليا عليه السّلام فلحق أبا بكر و أخذ الصحيفة من يده و مضي بها إلي مكة فسماه اللّه أذانا من اللّه إنه اسم نحله اللّه من السماء لعلي عليه السّلام» (4).

الحديث الثامن: ابن بابويه قال:حدّثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي اللّه عنه قال:حدّثنا عبد العزيز بن يحيي بالبصرة قال:حدثني المغيرة ابن محمد قال:حدّثنا رجا بن سلمة عن عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السّلام قال خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام بالكوفة منصرفه من النهروان و بلغه أن معاوية يسبه و يلعنه و يقتل أصحابه فقام خطيبا فحمد اللّه و اثني عليه و صلّي علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و ذكر الخطبة إلي أن قال فيها:«و أنا المؤذن في الدنيا و الآخرة قال اللّه عز و جل: فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَي الظّالِمِينَ (5) أنا ذلك المؤذن»:و قال« وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ (6) فأنا ذلك الاذان» (7).

الحديث التاسع: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن الحسن رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمد بن الحسن الصفار عن علي بن محمد القاشاني عن القاسم بن محمد الأصفهاني عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث قال:سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قول اللّه عز و جل: وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ (8) فقال:قال أمير المؤمنين:«كنت أنا الاذان في الناس»قلت:ما معني هذه اللفظة الحج الأكبر؟قال:«إنما سمي الأكبر لأنها كانت سنة حج فيها المسلمون و المشركون و لم يحج المشركون بعد تلك السنة» (9).

الحديث العاشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي اللّه عنه قال:

ص: 81


1- سوره 9 - آيه 3
2- معاني الأخبار:1/298.
3- سوره 9 - آيه 3
4- معاني الأخبار:2/298.
5- سوره 7 - آيه 44
6- سوره 9 - آيه 3
7- معاني الأخبار:9/58.
8- سوره 9 - آيه 3
9- معاني الأخبار:5/296.

حدّثنا أبو سعيد النسوي قال:حدثني إبراهيم بن محمد بن هارون قال:حدّثنا أحمد بن أبي الفضل البلخي قال:حدّثنا خالي يحيي بن سعيد البلخي عن علي بن موسي الرضا عليه السّلام عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب قال:«بينما أنا أمشي مع النبي صلّي اللّه عليه و آله في بعض طرقات المدينة إذ لقينا شيخ طويل كثّ اللحية بعيد ما بين المنكبين فسلم علي النبي صلّي اللّه عليه و آله و رحب به ثم التفت إليّ فقال:

السلام عليك يا رابع الخلفاء و رحمة اللّه و بركاته أ ليس كذلك هو يا رسول اللّه؟فقال له رسول صلّي اللّه عليه و آله:

بلي ثم مضي،فقلت:يا رسول اللّه ما هذا الذي قال لي هذا الشيخ و تصديقك له؟قال:أنت كذلك و الحمد للّه أن اللّه تعالي قال في كتابه إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً (1) و الخليفة المجعول فيها آدم عليه السّلام،و قال عز و جل: يا داوُدُ إِنّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النّاسِ بِالْحَقِّ (2) و هو الثاني، و قال عز و جل حكاية عن موسي حين قال لهارون: اُخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَ أَصْلِحْ (3) فهو هارون إذ استخلفه موسي عليه السّلام في قومه و هو الثالث،و قال اللّه تعالي: وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ (4) فكنت أنت المبلغ عن اللّه تعالي و عن رسوله،و أنت وصيي و وزيري و قاضي ديني و المؤدي عني،و أنت مني بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبي بعدي،فأنت رابع الخلفاء كما سلم عليك الشيخ،أولا تدري من هو؟قلت:لا قال:ذاك أخوك الخضر عليه السّلام فاعلم» (5).

الحادي عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه عن القاسم بن محمد الاصبهاني عن سليمان بن داود المنقري قال:حدّثنا الفضيل بن غياض عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:سألته عن الحج الأكبر فقال:«أ عندك فيه شيء»فقلت:نعم كان ابن عباس يقول:الحج الأكبر يوم عرفة يعني أنه من ادرك يوم عرفة إلي طلوع الفجر من يوم النحر فقد أدرك الحج و من فاته ذلك فاته الحج فجعل ليله عرفه لما قبلها و لما بعدها،و الدليل علي ذلك أنه من أدرك ليلة النحر إلي طلوع الفجر فقد أدرك الحج و اجزي عنه من عرفة فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام:«قال أمير المؤمنين عليه السّلام الحج الأكبر يوم النحر و احتج بقول اللّه عز و جل: فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ (6) فهي عشرون من ذي الحجة و المحرم و صفر و شهر ربيع الأول و عشر من شهر ربيع الآخر،و لو كان الحج الأكبر يوم عرفة لكان السيح أربعة أشهر و يوما و احتج بقوله عز و جل: وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ (7) و كنت أنا الأذان في الناس»قلت له:فما معني هذه اللفظة الحج الأكبر؟

فقال:«إنما سمّي الأكبر لأنها كانت سنة حج فيها المسلمون و المشركون و لم يحج المشركون بعد تلك السنة» (8).

ص: 82


1- سوره 2 - آيه 30
2- سوره 38 - آيه 26
3- سوره 7 - آيه 142
4- سوره 9 - آيه 3
5- عيون أخبار الرضا:13/1 ح 23.
6- سوره 9 - آيه 2
7- سوره 9 - آيه 3
8- معاني الأخبار:5/296.

الباب السابع و الستون

في قوله تعالي: فَإِنَّ اللّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَ جِبْرِيلُ وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ (1) (2)

من طريق العامة و فيه ستة أحاديث الحديث الأول: محمد بن بن العباس في تفسيره من طريق العامة قال:حدّثنا علي بن عبيد و محمد بن القاسم قالا:حدّثنا حسين حكم عن حسين بن حسان بن علي عن الكلبي عن أبي صالح في قوله عز و جل: فَإِنَّ اللّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَ جِبْرِيلُ وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ (3) قال:نزلت في علي عليه السّلام خاصة (4).

الحديث الثاني: ابن شهرآشوب في مناقبه من طريق المخالفين عن تفسير أبي يوسف يعقوب ابن سفيان النسوي و الكلبي و مجاهد و أبي صالح و المغربي عن ابن عباس أنه رأت حفصة النبي صلّي اللّه عليه و آله في حجرة عائشة مع مارية القبطية فقال صلّي اللّه عليه و آله:«أ تكتميني علي حديثي»قالت:نعم،قال:

«إنها عليّ حرام لطيب (5)قلبها»فأخبرت عائشة و بشرتها من تحريم مارية،فكلمت عائشة النبي صلّي اللّه عليه و آله في ذلك فنزل وَ إِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلي بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً (6) ...إلي قوله فَإِنَّ اللّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَ جِبْرِيلُ وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ (7) قال:صالح المؤمنين و اللّه علي،يقول اللّه و اللّه حسبه وَ الْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ (8) .

عن البخاري و الموصلي قال ابن عباس:سألت عمر بن الخطاب عن المتظاهرتين فقال:حفصة و عائشة (9).

الحديث الثالث: السري عن أبي مالك عن ابن عباس و أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر عليه السّلام و الثعلبي بالاسناد عن موسي بن جعفر عليه السّلام و عن أسماء بنت عميس عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قالوا:« وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ (10) علي بن أبي طالب» (11).

الحديث الرابع: و من طريق المخالفين أيضا عن ابن عباس قوله: وَ إِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ (12) نزلت في عائشة و حفصة فَإِنَّ اللّهَ هُوَ مَوْلاهُ (13) نزلت في رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله وَ جِبْرِيلُ وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ (14) نزلت

ص: 83


1- سوره 66 - آيه 4
2- التحريم:4.
3- سوره 66 - آيه 4
4- تأويل الآيات:699/2 ح 4.
5- في المصدر:ليطيب.
6- سوره 66 - آيه 3
7- سوره 66 - آيه 4
8- سوره 66 - آيه 4
9- مناقب آل أبي طالب:274/2.
10- سوره 66 - آيه 4
11- مناقب آل أبي طالب:274/2.
12- سوره 66 - آيه 4
13- سوره 66 - آيه 4
14- سوره 66 - آيه 4

في علي خاصة (1).

الحديث الخامس: أبو نعيم الأصفهاني بإسناده عن عبد ابن جعفر عن أسماء بنت عميس قال:

سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقرأ هذه الآية وَ إِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَ جِبْرِيلُ وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ (2) قال:صالح المؤمنين علي بن أبي طالب (3).

الحديث السادس: الثعلبي في تفسير الآية قال:أخبرني ابن فنجويه حدّثنا أبو علي المقري حدثني أبو القاسم ابن الفضل حدّثنا محمد بن يحيي بن أبي عمر حدّثنا محمد بن جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:حدثني رجل ثقة رفعه إلي علي بن أبي طالب قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في قوله تعالي: وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ (4) قال:«هو علي بن أبي طالب» (5).

ص: 84


1- كنز العمال:539/2 ح 4675،و التعريف و الاعلام للسهيلي:133 سورة التحريم،و مجمع الزوائد:311/9.
2- سوره 66 - آيه 4
3- خصائص الوحي المبين:/248ح 201 عنه.
4- سوره 66 - آيه 4
5- العمدة:475/290.

الباب الثامن و الستون

في قوله تعالي: فَإِنَّ اللّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَ جِبْرِيلُ وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ (1)

من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث الأول: محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسيره فيما نزل في أهل البيت عليهم السّلام اورد في هذه الآية اثنين و خمسين حديثا من طريق الخاصة و العامة منها قال:حدّثنا جعفر بن محمد الحسيني عن عيسي بن مهران عن محلول بن إبراهيم عن عبد الرّحمن بن الاسود عن محمد بن عبد اللّه بن أبي رافع:قال لما كان اليوم الذي توفي فيه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غشي عليه ثم افاق و أنا ابكي و اقبل يديه و أقول:من لي و ولدي بعدك يا رسول اللّه؟قال:«لك اللّه بعدي و وصيي صالح المؤمنين علي بن أبي طالب» (2).

الحديث الثاني: محمد بن العباس قال:حدّثنا محمد بن سهل القطان عن عبد اللّه بن محمد البدوي عن إبراهيم بن عبيد اللّه القلاّء عن سعيد بن مربوع عن أبيه عن عمار بن ياسر رضي اللّه عنه قال:

سمعت علي بن أبي طالب عليه السّلام يقول:«دعاني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:ألا أبشّرك؟قلت:بلي يا رسول اللّه و ما زلت مبشرا بالخير قال:قد أنزل اللّه فيك قرانا قال:قلت:و ما هو يا رسول اللّه؟قال:قرنت بجبرائيل ثم قرأ: وَ جِبْرِيلُ وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ (3) فأنت و المؤمنون من بنيك الصالحون» (4).

الحديث الثالث: محمد بن العباس قال:حدّثنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد بن عيسي عن ابن فضال عن أبي جميلة عن محمد الحلبي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عرف أصحابه أمير المؤمنين مرتين،و ذلك أنه قال لهم:أ تدرون من وليكم من بعدي قالوا اللّه و رسوله أعلم فإن اللّه تبارك و تعالي قد قال: فَإِنَّ اللّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَ جِبْرِيلُ وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ (5) يعني أمير المؤمنين عليه السّلام«و هو وليكم من بعدي»و المرة الثانية يوم غدير خم حين قال:«من كنت مولاه فعلي مولاه» (6).

ص: 85


1- سوره 66 - آيه 4
2- تأويل الآيات:698/2 ح 1.
3- سوره 66 - آيه 4
4- تأويل الآيات:298/2 ح 2.
5- سوره 66 - آيه 4
6- تأويل الآيات:299/2 ح 3.

الحديث الرابع: ابن بابويه بإسناده عن عبد اللّه بن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«معاشر الناس«من احسن من اللّه قيلا» وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً (1) معاشر الناس إن ربكم جلّ جلاله أمرني أن اقيم لكم عليا علما و إماما و خليفة و وصيا،و أن أتخذه أخا و وزيرا.

معاشر الناس إن عليا باب الهدي بعدي و الداعي إلي ربي و هو صالح المؤمنين وَ مَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَي اللّهِ وَ عَمِلَ صالِحاً وَ قالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (2) .

معاشر الناس إن عليا منّي ولده ولدي و هو زوج حبيبتي أمره أمري و نهيه نهي،أيها الناس عليكم بطاعته و اجتناب معصيته فإن طاعته طاعتي و معصيته معصيتي،معاشر الناس إن عليا صديق هذه الأمة و فاروقها و محدثها أنه هارونها و يوشعها و آصفها و شمعونها أنه باب حطها و سفينة نجاتها انه طالوتها و ذو قرنيها،معاشر الناس انه محنة الوري و الحجة العظمي و الآية الكبري و إمام الهدي و العروة الوثقي،معاشر الناس ان عليا مع الحق و الحق معه و علي لسانه، معاشر الناس إن عليا قسيم النار لا يدخل النار ولي له و لا ينجو منها عدو له،انه قسيم الجنة لا يدخلها عدو له و لا يتزحزح منها ولي له،معاشر أصحابي قد نصحت لكم و بلغتلكم رسالة ربي، و لكن لا تحبون الناصحين أقول قولي هذا و استغفر اللّه لي و لكم» (3).

الحديث الخامس: علي بن إبراهيم في تفسيره حدّثنا محمد بن جعفر قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمد عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن أبي بصير قال:سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول:«أن تتوبا إلي اللّه فقد صغت قلوبكما وَ إِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَ جِبْرِيلُ وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ (4) قال:صالح المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام» (5).

ص: 86


1- سوره 4 - آيه 87
2- سوره 41 - آيه 33
3- أمالي الصدوق:49/83.
4- سوره 66 - آيه 4
5- تفسير القمي:377/2.

الباب التاسع و الستون

في قوله تعالي: وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ (1) (2)

من طريق العامة و فيه تسعة أحاديث الحديث الأول: أبو المؤيد موفق بن أحمد من أعيان علماء العامة من كتاب(فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام)أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ أخبرنا والدي أحمد بن الحسين البيهقي أخبرنا أبو القاسم الحسين بن محمد بن حبيب المفسّر من أصل كتابه أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه الصفار أخبرنا أبو بكر الفضل بن جعفر الصيدلاني الواسطي بواسط حدّثنا زكريا بن يحيي بن حمويه بن سنان بن هارون عن الأعمش عن علي بن ثابت عن زر بن جيش عن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه قال:

«ضمني رسول اللّه و قال لي:أمرني ربي أن ادنيك و لا أقصيك و أن تسمع و تعي،و حق علي اللّه أن تسمع و تعي فنزلت هذه الآية وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ (3) » (4).

الحديث الثاني: الموفق بن أحمد أيضا بإسناده السابق عن أحمد بن الحسين هذا أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الصنعاني بمرو و أخبرنا أبو رجاء محمد بن حمدويه السبحي أخبرنا العلاء بن مسلمة أبو سالم البغدادي أخبرنا أبو قتادة الحسن بن عبد اللّه بن واقد عن جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران عن ابن عباس عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال لما نزلت وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ (5) قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«سألت ربي عزّ و جل أن يجعلها اذن علي»قال علي كرم اللّه وجهه:«ما سمعت من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله شيئا إلاّ و وعيته و حفظته و لم انسه» (6).

الحديث الثالث: الثعلبي في تفسير قوله تعالي: أُذُنٌ واعِيَةٌ (7) قال:أخبرني ابن فنجويه قال:

حدّثنا ابن حيان حدّثنا إسحاق بن مجه حدّثنا أبي حدّثنا إبراهيم بن عيسي حدّثنا علي بن علي حدثني أبو حمزة الثمالي حدثني عبد اللّه بن الحسين قال حين نزلت هذه الآية: وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ (8) قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«سألت اللّه عز و جل أن يجعلها اذنك يا علي»قال علي:«فما نسيت

ص: 87


1- سوره 69 - آيه 12
2- الحاقة:12.
3- سوره 69 - آيه 12
4- المناقب:/282ح 276.
5- سوره 69 - آيه 12
6- المناقب:/282ح 277-278.
7- سوره 69 - آيه 12
8- سوره 69 - آيه 12

شيئا بعد ذلك و ما كان لي أن أنساه» (1).

الحديث الرابع: الثعلبي أخبرني ابن فنجويه حدّثنا ابن حبش حدّثنا أبو القاسم بن الفضل حدّثنا محمد بن غالب بن حرب حدّثنا بشر بن آدم حدّثنا عبد اللّه بن الزبير الاسدي حدّثنا صالح ابن هيثم قال:سمعت بريدة الأسلمي يقول:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي عليه السّلام:«إن اللّه عز و جل أمرني أن ادنيك و لا اقصيك،و أن اعلمك و أن تعي،و حق علي اللّه أن تعي،قال فنزلت: وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ (2) » (3).

الحديث الخامس: الحافظ أبو نعيم الأصفهاني بإسناده عن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه علي بن أبي طالب قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن اللّه عز و جل أمرني أن ادنيك و اعلمك لتعي،و أنزل علي هذه الآية وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ (4) فانت الأذن الواعية» (5).

الحديث السادس: أبو نعيم بإسناده عن مكحول عن علي عليه السّلام في قوله تعالي: وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ (6) قال علي عليه السّلام:قال لي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إليّ إليّ علي عليه السّلام» (7).

الحديث السابع: عن ابن أبي الحديد في(شرح نهج البلاغة)من علماء المعتزلة قال:روي أن رسول اللّه لما قرأ وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ (8) قال:«اللهم اجعلها اذن علي»فقيل له:«قد اجيبت دعوتك» (9).

الحديث الثامن: المالكي في(الفصول المهمة)عن مكحول عن علي بن أبي طالب و قوله تعالي: وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ (10) قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«سألت اللّه عز و جل أن يجعلها اذنك يا علي ففعل»فكان علي رضي اللّه عنه يقول:«ما سمعت من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كلاما إلاّ وعيته و حفظته و لم أنسه» (11).

الحديث التاسع: أبو نعيم الأصفهاني في كتاب(حلية الأولياء)من الجزء الأول قال:عن محمد ابن عمر بن سالم قال:حدّثنا أبو محمد القاسم بن محمد بن جعفر بن محمد بن عبد اللّه بن محمد ابن عمر بن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا علي إن اللّه أمرني أن أدنيك و أعلمك لتعي،فأنزل اللّه هذه الآية وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ (12) فقال:«أنت أذن واعية لعلمي» (13).

ص: 88


1- العمدة:473/289 عن الثعلبي.
2- سوره 69 - آيه 12
3- العمدة:474/290 عن الثعلبي.
4- سوره 69 - آيه 12
5- شواهد التنزيل:363/2 ح 1009.
6- سوره 69 - آيه 12
7- المصدر السابق.
8- سوره 69 - آيه 12
9- شرح النهج:375/18 عند شرح قوله:ما شككت في الحق،رقم 158.
10- سوره 69 - آيه 12
11- ينابيع المودة:360/1،و كشف الغمة:329/1.
12- سوره 69 - آيه 12
13- حلية الأولياء:67/1.

الباب السبعون

في قوله تعالي وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ (1)

من طريق الخاصة و فيه ثمانية أحاديث الحديث الأول: محمد بن يعقوب عن أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد اللّه عن يحيي ابن سالم عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«لما نزلت وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ (2) قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله اذنك يا علي» (3).

الحديث الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي اللّه عنه قال:حدّثنا عبد العزيز بن يحيي بالبصرة قال:حدثني المغيرة بن محمد قال:حدّثنا رجا بن سلمة عن عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السّلام عن علي عليه السّلام قال:«أنا الأذان الواعية يقول اللّه عز و جل: وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ (4) » (5).

الحديث الثالث: محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسيره اورد ثلاثين حديثا من الخاص و العام منها ما رواه عن محمد بن سهل القطان عن محمد بن عمر الدهقان عن محمد بن كثير عن الحرث بن الحضيرة عن أبي داود عن أبي بريدة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أني سألت اللّه ربي أن يجعل لعلي اذنا واعية فقيل لي:قد فعل ذلك به» (6).

الحديث الرابع: محمد بن العباس عن أحمد بن جرير الطبري عن أحمد بن عبد اللّه المروزي عن يحيي بن صالح عن علي خوشب الفزاري عن مكحول في قوله عز و جل: وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ (7) قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«سألت اللّه أن يجعلها اذن علي»قال و كان علي عليه السّلام يقول:«ما سمعت من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله شيئا إلاّ حفظته و لم أنسه» (8).

الحديث الخامس: ابن العباس عن الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسي عن يونس بن عبد الرّحمن عن سالم الأشل عن سالم بن طريف عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله عز و جل: وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ (9) قال:«الأذن الواعية اذن علي عليه السّلام،وعي قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و هو حجة اللّه علي خلقة من

ص: 89


1- سوره 69 - آيه 12
2- سوره 69 - آيه 12
3- الكافي 423/1 ح 57.
4- سوره 69 - آيه 12
5- معاني الأخبار:9/59.
6- تأويل الآيات:715/2 ح 3.
7- سوره 69 - آيه 12
8- تأويل الآيات:715/2 ح 4.
9- سوره 69 - آيه 12

أطاعه أطاع اللّه،و من عصاه عصي اللّه» (1).

الحديث السادس: محمد بن العباس عن علي بن عبد اللّه عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن إسماعيل بن بشار عن علي بن جعفر عن جابر عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السّلام قال:«جاء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي علي عليه السّلام و هو في منزله فقال:يا علي نزلت عليّ الليلة هذه الآية وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ (2) و إني سألت اللّه ربي أن يجعلها اذنك قلت:اللهم اجعلها اذن علي ففعل» (3).

الحديث السابع: العياشي في تفسيره عن الأصبغ بن نباتة في حديث عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال فيه:«و اللّه أنا الذي أنزل فيّ وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ (4) فإنا (5)كنا عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فيخبرنا بالوحي فأعيه أنا و من يعيه،فإذا خرجنا قالوا:ما ذا قال آنفا؟» (6).

الحديث الثامن: محمد بن الحسن الصفار في(بصائر الدرجات)عن محمد بن عيسي عن أبي محمد الأنصاري عن صباح المزني عن الحرث بن حضيرة المزني عن الاصبغ بن نباته قال لما قدم علي الكوفة صلي بهم أربعين صباحا يقرأ بهم سبّح اسم ربك الأعلي فقال المنافقون:و اللّه ما يحسن أن يقرأ علي بن أبي طالب القرآن و لو أحسن أن يقرأ لقرأنا غير هذه السورة لفعل قال:فبلغه ذلك فقال:«و يلهم إني لأعرف ناسخه و منسوخه و محكمه و متشابهه و فصله من وصله و حروفه من معانية،و اللّه ما حرف نزل علي محمد صلّي اللّه عليه و آله إلاّ و أنا اعرف فيمن أنزل و في أي يوم نزل و في أي موضع نزل،و يلهم أ ما يقرءون إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولي صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسي (7) و اللّه هي عندي ورثتها من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و ورثها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من إبراهيم و موسي،ويلهم و اللّه إني أنا الذي أنزل اللّه فيّ وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ (8) فإنا كنا عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فيخبرنا بالوحي فأعيه و يفوتهم فإذا خرجنا قالوا:ما ذا قال آنفا؟» (9).

ص: 90


1- تأويل الآيات:715/2 ح 5.
2- سوره 69 - آيه 12
3- تأويل الآيات:716/2 ح 6.
4- سوره 69 - آيه 12
5- في المصدر:فإنما.
6- تفسير العياشي:14/1 ح 1.
7- سوره 87 - آيه 18
8- سوره 69 - آيه 12
9- بصائر الدرجات:3/135.

الباب الحادي و السبعون

في قوله تعالي: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَ يَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً (1) (2)

من طريق العامة و فيه أربعة أحاديث الحديث الأول: أبو المؤيد اخطب خوارزم موفق بن أحمد من علماء العامة في كتاب(فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام)قال:أخبرني الشيخ الإمام أبو محمد العباس بن محمد بن أبي منصور الغضاري الطوسي فيما كتب إلي من نيسابور أخبرنا القاضي أبو سعيد بن محمد بن سعيد بن محمد بن الفرخزادي أخبرنا الإمام أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي أخبرنا الشيخ أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد الشيباني العدل أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن بن الشرقي حدثنا أبي محمد بن عبد اللّه بن محمد بن عبد الوهاب الخوارزمي ابن عم الاحنف بن قيس أخبرنا أحمد بن حماد المروزي أخبرنا محبوب بن حميد البصري و سأله عن هذا الحديث روح بن عبادة أخبرنا القاسم بن مهران عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال:الإمام أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي و أخبرنا أيضا عبد اللّه ابن حامد أخبرنا أحمد بن عبد اللّه المزني حدّثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن سهيل عن علي بن مهران الباهلي بالبصرة أخبرنا أبو مسعود عبد الرّحمن بن فهر بن هلال حدّثنا القاسم بن يحيي عن أبي علي العنزي عن محمد ابن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس رضي اللّه عنه في قوله تعالي: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَ يَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً (3) قال:مرض الحسن و الحسين(رضي اللّه عنهما)فعادهما جدهما رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و معه أبو بكر و عمر و عادهما عامة العرب فقالوا:يا أبا الحسن لو نذرت علي ولديك نذرا و كل نذر لا يكون له وفاء فليس بشيء،فقال عليه السّلام:«إن برءا ولداي مما[بهما]صمت ثلاثة أيام شكرا»و قالت فاطمة عليها السّلام مثل ذلك و قالت جارية يقال لها فضة:إن برءا سيداي مما بهما صمت للّه ثلاثة أيام شكرا فالبس اللّه الغلامين العافية و ليس عند آل محمد قليل و لا كثير فانطلق علي عليه السّلام إلي شمعون الخيبري و كان يهوديا فاستقرض منه ثلاثة أصواع من الشعير (4).

و في حديث المزني عن ابن مهران الباهلي فانطلق علي عليه السّلام إلي جار له من اليهود يعالج الصوف

ص: 91


1- سوره 76 - آيه 7
2- الانسان:7.
3- سوره 76 - آيه 7
4- المناقب:/267ح 250.

يقال له:شمعون بن جابا فقال:«هل لك أن تعطيني جزة من صوف تغزلها لك بنت محمد بثلاثة أصواع من شعير»قال:نعم فأعطاه فجاء بالصوف و الشعير فأخبر فاطمة بذلك فقبلت و أطاعت ثم قامت فاطمة إلي صاع و طحنته و اخبزت منه خمسة أقراص لكل واحد منهم قرص و صلّي علي مع النبي صلّي اللّه عليه و آله المغرب ثم أتي المنزل فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم مسكين فوقف بالباب فقال السلام عليكم يا أهل بيت محمد مسكين من مساكين المسلمين اطعموني شيئا اطعمكم اللّه من موائد الجنة فسمعه علي رضي اللّه عنه فبكي فأنشأ يقول:

فاطم ذات المجد و اليقين يا بنت خير الناس اجمعين

أ ما ترين البائس المسكين قد قام بالباب له حنين

يشكوا إلي اللّه و يستكين يشكو إلينا جائع حزين

كل امرئ بكسبه رهين و فاعل الخيرات يستبين

موعده جنة عليين حرمها اللّه علي الظنين

و للبخيل موقف مهين تهوي به النار إلي سجين

شرابه الحميم و الغسلين

فقالت فاطمة رضي اللّه عنها:

أمرك يا بن العم سمع طاعة ما بي من لؤم و لا ضراعة

غذيت من خبز له صناعة اطعمة و لا أبالي الساعة

ارجو إذا اشبعت ذا مجاعة ان ألحق الاخيار و الجماعة

و ادخل الخلد ولي شفاعة

قال:فأعطوه الطعام باجمعه و مكثوا يومهم و ليلتهم لم يذوقوا شيئا إلاّ الماء القراح،فلما ان كان في اليوم الثاني قامت فاطمة عليها السّلام إلي صاع فطحنته و اختبزته و صلّي علي مع النبي صلّي اللّه عليه و آله المغرب ثم أتي المنزل فوضع الطعام بين يديه فأتاهم سائل يتيم فوقف بالباب و قال:السلام عليكم يا أهل بيت محمد أنا يتيم من أولاد المهاجرين استشهد والدي يوم العقبة اطعموني اطعمكم اللّه علي موائد الجنة فسمعه علي رضي اللّه عنه فقال:

فاطم بنت السيد الكريم بنت بني ليس بالزنيم

قد جاءنا اللّه بذا اليتيم من يرحم فهو رحيم

موعده في جنة النعيم قد حرم الخلد علي اللئيم

ص: 92

يزلّ في النار إلي الجحيم شرابه الصديد و الحميم

فقالت فاطمة عليها السّلام:

إني لأعطيه و لا أبالي و اوثر اللّه علي عيالي

امسوا جياعا و هم أشبالي أصغرهما يقتل في القتال

بكربلاء يقتل باغتيالي للقاتل الويل مع الوبال

تهوي به النار إلي سفالي مصفد اليدين بالاغلال

كبوله زادت علي الأكبال

قال:فأعطوه الطعام و مكثوا يومين و ليلتين لم يذوقوا شيئا إلاّ الماء القراح،فلما كان في اليوم الثالث قامت فاطمة عليها السّلام إلي الصاع الباقي فطحنته و اختبزته و صلّي علي مع النبي صلّي اللّه عليه و آله المغرب ثم أتي المنزل فوضع الطعام بين يديه فأتاهم أسير فوقف بالباب،و قال:السلام عليكم يا أهل بيت محمد صلّي اللّه عليه و آله تأسروننا و تشدوننا و لا تطعمونا اطعموني،فاني أسير محمد اطعمكم اللّه علي موائد الجنة فسمعه علي فقال:

فاطم يا بنت النبي أحمد بنت نبي سيد مسدد

هذا أسير للنبي المهتد مكبل في غله مقيّد

يشكو إلينا الجوع قد تمرد من يطعم اليوم يجده في غد

عند العلي الواحد الموحد ما يزرع الزارع سوف يحصد

فاطعمي من غير من أنكد حتي تجازي بالذي لا ينفد

فقالت فاطمة رضي اللّه عنها:

لم يبق مما جئت غير صاع قد دميت كفي مع الذراع

ابناي و اللّه من الجياع أبو هما للخير ذو اصطناع

يصطنع المعروف بابتداع عبل الذراعين طويل الباع

و ما علي رأسي من قناع إلاّ قناع نسجه من صاع

قال:فاعطوه و مكثوا ثلاثة أيام و لياليها لم يذوقوا شيئا إلاّ الماء القراح،فلما إن كان في اليوم الرابع و قد قضوا نذورهم أخذ علي بيده اليمني الحسن و أخذ بيده اليسري الحسين و اقبل نحو رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع،فلما بصر به النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«يا أبا الحسن ما أشد ما يسؤني ما أري بكم انطلق إلي ابنتي فاطمة»فانطلقوا إليها و هي في محرابها تصلي،و قد

ص: 93

لصق بطنها بظهرها من شدة الجوع و غارت عيناها،فلما رآها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:« وا غوثاه يا اللّه أهل بيت محمد يموتون جوعا»فهبط جبرائيل عليه السّلام فقال:يا محمد خذ هنأك اللّه في أهل بيتك،قال:

و ما ذا آخذ يا جبرئيل؟فأقرأه هَلْ أَتي عَلَي الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً (1) إلي قوله إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَ لا شُكُوراً (2) إلي آخر السورة و زاد ابن مهران في هذا الحديث قال:فوثب النبي صلّي اللّه عليه و آله حتي دخل علي فاطمة فلما رأي ما بهم انكب عليهم يبكي ثم قال:

«أنتم منذ ثلاث فيما أري و أنا غافل عنكم»فهبط جبرائيل عليه السّلام بهذه الآيات إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللّهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً (3) قال:هي عين في دار النبي صلّي اللّه عليه و آله تفجر إلي دور الأنبياء عليهم السّلام و المؤمنين (4).

الحديث الثاني: أبو المؤيد موفق بن أحمد قال:أخبرني الشيخ الإمام الحافظ سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إليّ من همدان أخبرنا الشيخ الإمام عبدوس بن عبد اللّه بن عبدوس الهمداني إجازة أخبرنا الشيخ أبو طالب المفضل بن محمد بن طاهر الجعفري في داره بأصبهان في سكة الخوز حدّثنا الشيخ الحافظ أبو بكر أحمد بن موسي بن مردويه بن فورك الاصبهاني اخ محمد بن أحمد بن سالم حدّثنا إبراهيم بن أبي طالب النيشابوري أخبرنا محمد بن النعمان بن شبل حدّثنا يحيي بن أبي زوق الهمداني عن أبيه عن الضحاك عن ابن عباس رضي اللّه عنه في قوله تعالي: وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلي حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً (5) قال:نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب و فاطمة-رضي اللّه عنها-ظلا صائمين حتي إذا كان في آخر النهار،و اقترب الإفطار قامت فاطمة إلي شيء من الطحين كان عندها فخبزته قرص ملة،و كان عندها نحي فيه شيء من سمن قليل فأدمت القرصة الملة شيء من السمن ينتظران بهما افطارهما،فاقبل مسكين رافع صوته ينادي:المسكين الجائع المحتاج فهتف علي بابهم فقال علي لفاطمة:«عندك شيء تطعمينه هذا المسكين الجائع المحتاج»قالت فاطمة:«هيّأت قرصا و كان في النحي شيء من سمن فجعلته فيه انتظر به افطارنا»فقال علي:«آثري به بهذا المسكين الجائع المحتاج»فقامت فاطمة بالقرص مأدوما فدفعته إلي المسكين فجعله المسكين في حضنه،فخرج من عندهما متوجها يأكل من حضن نفسه.

فأقبلت امرأة معها صبي صغير ينادي:اليتيم المسكين الذي لا أب له و لا أم و لا أحد فلما رأت المرأة التي معها اليتيم المسكين يأكل من حضن نفسه اقبلت باليتيم فقالت:يا عبد اللّه اطعم هذا

ص: 94


1- سوره 76 - آيه 1
2- سوره 76 - آيه 9
3- سوره 76 - آيه 5
4- المناقب:/268ح 251.
5- سوره 76 - آيه 8

اليتيم المسكين مما اراك تأكل فقال لها المسكين:لا لعمرك اللّه ما كنت لا طعمك من رزق ساقه اللّه إليّ،و لكني ادلك علي من اطعمني فقالت:دلني عليه فقال لها:أهل ذلك البيت الذي ترين و أشار إليه من بعيد فإن في ذلك البيت رجلا و امرأة اطعمانيه قالت المرأة:فإن الدال علي الخير كفاعله.

قال المسكين و إني لأرجو أن يطعما يتيمك كما اطعماني،فاقبلت باليتيم حتي وردت بباب علي و فاطمة(ره)و نادت:يا أهل المنزل اطعموا اليتيم المسكين الذي لا أم له و لا أب اطعموه من فضل ما رزقكم اللّه فقال علي لفاطمة:«عندك شيء؟»قالت:«فضل طحين عندي فجعلتها حريرة و ليس عندنا شيء غيره و قد اقترب الإفطار»فقال لها علي:«آثري به هذا اليتيم فما عند اللّه خير و ابقي»فقامت فاطمة عليها السّلام بالقدر بما فيها فكبتها في حضن المرأة فخرجت المرأة تطعم الصبي اليتيم مما في حضنها فلم تجز بعيدا حتي اقبل أسير من اسراء المشركين ينادي:الأسير الغريب الجائع فلما نظر الأسير إلي المرأة تطعم الصبي من حضنها اقبل إليها و قال:يا أمة اللّه اطعميني مما أراك تطعميه هذا الصبي قالت المرأة للأسير:لا لعمرك و اللّه ما كنت لأطعمك من رزق رزقه اللّه هذا اليتيم المسكين و لكني أدلك علي من اطعمني كما دلني عليه سائل قبلك،قال لها الأسير:و إن الدال علي الخير كفاعله قالت له:آت أهل ذلك المنزل الذي تري،فإن فيه رجلا و امرأة اطعما مسكينا و سائلا قبل اليتيم.

فانطلق الأسير إلي باب علي و فاطمة فهتف بأعلي صوته:يا أهل المنزل أطعموا الأسير الغريب المسكين من فضل ما رزقكم اللّه تعالي فقال علي لفاطمة:«أ عندك شيء؟»قالت:«ما عندي طحين اصبت فضل تميرات فخلصتهن من النواة و عصرت النحي فقطرته علي التميرات دققت ما كان عندي من فضل الأقط فجعلته حيسا فما فضل عندنا شيء نفطر عليه غيره»فقال لها علي عليه السّلام:

«آثري به هذا الأسير الغريب المسكين»فقامت فاطمة بذلك الحيس و دفعته إلي الأسير و باتا يتضوران من الجوع علي غير إفطار و لا عشاء و لا سحور ثم أصبحا صائمين حتي أتاها اللّه تعالي برزقهما عند الليل و صبرا علي الجوع،فنزل في ذلك وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلي حُبِّهِ (1) أي:علي شدة شهوتهم له مسكينا قرص له،و يتيما حريرة و اسيرا حيسا إِنَّما نُطْعِمُكُمْ (2) بخير عن ضميرهما لِوَجْهِ اللّهِ (3) يقول:إرادة ما عند اللّه من الثواب لا نُرِيدُ مِنْكُمْ (4) في الدنيا جزاء يعني ثوابا و لا شكورا يقول حدثنا تثنون به عليا إِنّا نَخافُ (5) يخبر عن ضميرهما مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً (6) قال:العبوس تقبض ما بين العينين من أهواله و خوفه،و القمطرير الشديد فَوَقاهُمُ اللّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ (7) يقول:خوف ذلك اليوم وَ لَقّاهُمْ نَضْرَةً (8) يقول:بهجات الجنة وَ سُرُوراً (9) يقول ما يسرهما

ص: 95


1- سوره 76 - آيه 8
2- سوره 76 - آيه 9
3- سوره 76 - آيه 9
4- سوره 76 - آيه 9
5- سوره 76 - آيه 10
6- سوره 76 - آيه 10
7- سوره 76 - آيه 11
8- سوره 76 - آيه 11
9- سوره 76 - آيه 11

من قرة العين بالجنة وَ جَزاهُمْ بِما صَبَرُوا (1) يقول:و أثابهم بما صبروا أي علي الجوع حتي آثروا بالطعام لإفطارهم المسكين و اليتيم و الأسير حبسا و حريرا مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَي الْأَرائِكِ (2) الأرائك الأسرة المرمولة بالدر و الياقوت و الزبر جد في عليين مضروبة عليها الحجال لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً (3) يؤذيهم حرها وَ لا زَمْهَرِيراً (4) يقول:يعني لا يؤذيهم برده وَ دانِيَةً (5) قريبة عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَ ذُلِّلَتْ (6) عليهم قُطُوفُها (7) يعني قربت الثمار منهم تَذْلِيلاً (8) يأكلونها قياما و قعودا مُتَّكِئِينَ (9) يعني مستلقين علي ظهورهم ليس القائم بأقدر عليها من المتكي،و ليس المتكي بأقدر عليها من المستلقي وَ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ (10) من الوصفاء مُخَلَّدُونَ (11) قالوا:مسورون بأسورة الذهب و الفضة و يقال:مخلدون لم يذوقوا طعم الموت قط إنما خلقوا خدما لأهل الجنة إِذا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ (12) من بياضهم و حسنهم لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً (13) لكثرتهم فشبه بياضهم و حسنهم باللؤلؤ و كثرتهم بالمنثور (14).

الحديث الثالث: إبراهيم بن محمد الحمويني في كتاب(فرائد السمطين)و هو من أعيان علماء العامة قال:أخبرني استاذي الإمام حميد الدين محمد بن محمد بن أبي بكر الفرعموني إجازة قال:

أنبأنا الإمام سراج الدين محمد بن أبي الفتوح بن محمد اليعقوبي إجازة قال:أنبأنا والدي الإمام فخر الدين أبو الفتوح قال:أنبأنا الشيخ مجد الدين أبو نصر الفضل بن الحسن بن علي بن حيوية الطوسي قال:أنبأنا الشيخ الإمام الأجل السيّد أبو بكر عبد الرّحمن بن إسماعيل بن عبد الرّحمن الصابوني،و أنبأنا الشيخ الإمام المقرئ أبو جعفر محمد بن عبد الحميد الأبيوردي قال:أنبأنا الشيخ الإمام شيخ الاسلام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني نور اللّه قبره،أنبأنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن حزيمة و أبو سعد محمد بن عبد اللّه بن حمدان قالا:

أنبأنا أبو حامد محمد بن الحسن الحافظ،أنبأنا عبد اللّه بن عبد الوهاب الخوارزمي،أنبأنا أحمد بن حماد المروزي أنبأنا محبوب بن حميد البصري و سأله روح بن عبادة عن هذا الحديث و أنبأنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حيدر الواعظ المفسر و اللفظ له،أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن علي بن عبد اللّه الفتلي،أنبأنا أبي،أنبأنا عبد اللّه بن عبد الوهاب،أنبأنا أحمد بن حماد المروزي،أنبأنا محبوب بن حميد البصري و سأله روح عن هذا الحديث قال:نبأ القاسم بن مهرام عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس في قوله عز و جل: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَ يَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً (15) قال:

مرض الحسن و الحسين عليهما السّلام فعادهما جدهما رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عادهما عمومة العرب فقالوا:يا أبا

ص: 96


1- سوره 76 - آيه 12
2- سوره 76 - آيه 13
3- سوره 76 - آيه 13
4- سوره 76 - آيه 13
5- سوره 76 - آيه 14
6- سوره 76 - آيه 14
7- سوره 76 - آيه 14
8- سوره 76 - آيه 14
9- سوره 76 - آيه 13
10- سوره 76 - آيه 19
11- سوره 76 - آيه 19
12- سوره 76 - آيه 19
13- سوره 76 - آيه 19
14- المناقب:/271ح 252.
15- سوره 76 - آيه 7

الحسن لو نذرت علي ولديك نذرا،فقال علي عليه السّلام:«إن برءا صمت للّه ثلاثة أيام شكرا»،و قالت فاطمة عليها السّلام كذلك،و قالت جارية لهم ندبية يقال لها:فضة كذلك فعافاهما اللّه و ليس عند آل محمد قليل و لا كثير فانطلق علي عليه السّلام إلي شمعون بن حانا الخيبري و كان يهوديا فاستقرض منه ثلاثة أصوع من شعير فوضعه في ناحية البيت فقامت فاطمة عليها السّلام إلي صاع منها فطحنته و اختبزته و صلّي علي عليه السّلام مع النبي صلّي اللّه عليه و آله ثم أتي المنزل فوضع الطعام بين يديه،فأتاهم مسكين فوقف بالباب فقال:السلام عليكم يا أهل بيت محمد مسكين من أولاد المساكين أطعموني أطعمكم اللّه علي موائد الجنة، فسمعه علي عليه السّلام فانشأ يقول:

فاطم ذات الخير و اليقين يا بنت خير الناس أجمعين

أ ما ترين البائس المسكين قد قام بالباب له حنين

يشكوا إلي اللّه و يستكين يشكو إلينا جائع حزين

كل امرئ بكسبه رهين

فأجابته فاطمة عليها السّلام:

أمرك سمع يا ابن عم و طاعة ما لي من لؤم و لا وضاعة

أطعمه و لا أبالي الساعة ارجو لئن أشبع من مجاعة

أن الحق الأخبار و الجماعة و أدخل الجنة ولي شفاعة

فقال:فاعطوه الطعام و مكثوا يومهم و ليلتهم لم يذوقوا إلاّ الماء،فلمّا كان اليوم الثاني قامت فاطمة عليها السّلام إلي صاع آخر فطحنته و خبزته و صلّي علي عليه السّلام الصلاة مع النبي صلّي اللّه عليه و آله ثم أتي إلي المنزل فوضع الطعام بين يديه،فأتاهم يتيم فقال:السلام عليكم يا أهل بيت النبوة يتيم من أولاد المهاجرين استشهد والدي يوم العقبة أطعموني أطعمكم اللّه فسمعه علي صلوات اللّه عليه فانشأ يقول:

فاطم بنت السيد الكريم بنت نبي ليس بالذميم

قد جاءنا اللّه بذا اليتيم من يرحم اليوم فهو رحيم

قد حرم الخلد علي اللئيم ينزل في النار إلي الجحيم

قال:فأعطوه الطعام و مكثوا يومين و ليلتين لم يذوقوا إلاّ الماء فلما كان في اليوم الثالث قامت فاطمة عليها السّلام إلي الصاع الباقي فطحنته و اختبزته و صلّي علي عليه السّلام مع النبي صلّي اللّه عليه و آله ثم أتي المنزل فوضع الطعام بين يديه فأتاهم أسير فوقف بالباب فقال:السلام عليكم يا أهل بيت النبوة تأسروننا

ص: 97

و تشدوننا و لا تطعموننا أطعموني أطعمكم اللّه فانشأ علي يقول:

فاطم يا بنت النبي أحمد بنت نبي سيّد مسوّد

هذا أسير للنبي المهتد مثقل في غله مقيد

يشكوا إلينا الجوع قد تمدد من يطعم اليوم يجده في غد

عند العلي الواحد الموحد ما يزرع الزارع سوف يحصد

فقالت فاطمة عليها السّلام:

لم يبق مما جئت غير صاع قد دميت كفي مع الذراع

ابناي و اللّه هما جياع يا رب لا تتركهما ضياع

أبو هما في المكرمات ساع يصطنع المعروف بالإسراع

عبل الذراعين شديد الباع

قال:فأعطوه الطعام و مكثوا ثلاثة أيام و لياليها لم يذوقوا شيئا إلاّ الماء فلما كان في اليوم الرابع و قد قضوا نذرهم أخذ[الإمام علي]عليه السّلام الحسن عليه السّلام بيمناه و الحسين بشماله،و اقبل نحو رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع فلما بصر به النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«يا أبا الحسن ما أشد ما يسوؤني ما أري بكم انطلق إلي فاطمة»فانطلقوا و هي في محرابها قد لصق بطنها بظهرها من شدة الجوع و غارت عيناها فلما رآها النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«وا غوثاه يا اللّه أهل بيت محمد يموتون جوعا»فنزل جبرائيل عليه السّلام فقال:«يا محمد خذها هناك اللّه في أهل بيتك فقرأ عليه هَلْ أَتي عَلَي الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً (1) إلي قوله إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَ لا شُكُوراً (2) »إلي آخر السورة (3).

الحديث الرابع: ابن أبي الحديد و هو من المعتزلة قال في(شرح نهج البلاغة)قال:شيخنا أبو جعفر الإسكافي في الرد علي الجاحظ و أنتم أيضا رويتم أن اللّه تعالي لما أنزل آية النجوي فقال:

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ (4) الآية لم يعمل بها إلاّ علي بن أبي طالب وحده مع اقراركم بفقره و قلة ذات يده،و أبو بكر في الحال التي ذكرنا من السعة أمسك عن مناجاته فعاتب اللّه المؤمنين في ذلك فقال: أَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَ تابَ اللّهُ عَلَيْكُمْ (5) فجعله سبحانه ذنبا يتوب عليهم منه و هو امساكهم عن تقديم الصدقة فكيف سخت نفسه بإنفاق أربعين ألفا،و أمسك عن مناجاة الرسول و إنما كان يحتاج

ص: 98


1- سوره 76 - آيه 1
2- سوره 76 - آيه 9
3- فرائد السمطين:/53/2ب /11ح 383.
4- سوره 58 - آيه 12
5- سوره 58 - آيه 13

فيها إلي إخراج درهمين،و علي عليه السّلام و هو الذي أطعم الطعام علي حبه مسكينا و يتيما و أسيرا و أنزلت فيه و في زوجته و ابنيه سورة كاملة من القرآن،و هو الذي ملك أربعة دراهم فاخرج منها درهما سرا و درهما علانية ثم أخرج منها في النهار درهما و بالليل درهما فأنزل فيه قول تعالي:

اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ سِرًّا وَ عَلانِيَةً (1) و هو الذي قدم بين يدي نجواه صدقة دون المسلمين كافة و هو الذي تصدق بخاتمه و هو راكع فأنزل اللّه فيه إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (2) (3).

أقول:قصة نزول هَلْ أَتي (4) في علي عليه السّلام و زوجته عليهما السّلام و ابنيه عليهما السّلام مما تواتر عند العامة و الخاصة فليشاء باخراج اسانيدها الكثيرة كالاستدلال علي وجود الشمس.

ص: 99


1- سوره 2 - آيه 274
2- سوره 5 - آيه 55
3- شرح نهج البلاغة:274/13.
4- سوره 76 - آيه 1

الباب الثاني و السبعون

في قوله تعالي: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَ يَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً (1)

من طريق الخاصة و فيه أربعة أحاديث الأول: علي بن إبراهيم في تفسيره حدثني أبي عن عبد اللّه بن ميمون عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:

كان عند فاطمة عليها السّلام شعير فجعلوه عصيدة فلما أنضجوها و وضعوها بين أيديهم جاء مسكين فقال:

رحمكم اللّه أطعمونا مما رزقكم اللّه فقام علي فأعطاه ثلثها فما لبث أن جاء يتيم فقال اليتيم:

رحمكم اللّه أطعمونا مما رزقكم اللّه فقام علي عليه السّلام فأعطاه الثلث الثاني فما لبث جاء أسير فقال الأسير:رحمكم اللّه اطعمونا مما رزقكم اللّه فقام عليه السّلام فأعطاه الثلث الباقي و ما ذاقوها فأنزل اللّه هذه الآية وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلي حُبِّهِ (2) ...إلي قوله: وَ كانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً (3) في أمير المؤمنين،و هي جارية في كل مؤمن فعل مثل ذلك للّه عزّ و جل و القمطرير الشديد مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَي الْأَرائِكِ (4) يقول متكئين في الحجال علي السرر (5).

الحديث الثاني: المفيد في الاختصاص في حديث مسند برجاله قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا علي ما عملت في ليلتك؟قال:و لم يا رسول اللّه؟قال:قد نزلت فيك أربعة معالي قال:بأبي أنت و أمي كانت معي أربعة دراهم فتصدقت بدرهم ليلا و بدرهم نهارا و بدرهم سرا و بدرهم علانية قال:فإن اللّه أنزل فيك اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ سِرًّا وَ عَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ (6) ثم قال له:«هل عملت شيئا غير هذا فإن اللّه قد أنزل عليّ سبعة عشر آية يتلو بعضها بعضا من قوله: إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً (7) ...إلي قوله: إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَ كانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً (8) قوله: وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلي حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً (9) قال:

فقال العالم رضي اللّه عنه:«أما إن عليا لم يقل في موضع إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَ لا شُكُوراً (10) و لكن اللّه علم من قلبه أنما أطعم للّه فأخبره بما يعلم من قلبه من غير ان ينطق به» (11).

الحديث الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أبو أحمد عبد العزيز بن يحيي الجلودي قال:حدّثنا محمد بن زكريا قال:حدّثنا شعيب بن واقد

ص: 100


1- سوره 76 - آيه 7
2- سوره 76 - آيه 8
3- سوره 76 - آيه 22
4- سوره 76 - آيه 13
5- تفسير القمي:399/2.
6- سوره 2 - آيه 274
7- سوره 76 - آيه 5
8- سوره 76 - آيه 22
9- سوره 76 - آيه 8
10- سوره 76 - آيه 9
11- الاختصاص:150.

قال:حدّثنا القاسم بن بهرام عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس و حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال:حدثنا أبو أحمد عبد العزيز بن يحيي الجلودي قال:حدثنا الحسن بن مهران قال:

حدّثنا سلمة بن خالد عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عليه السّلام في قول اللّه عز و جل: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ (1) قال:«مرض الحسن و الحسين عليهما السّلام و هما صبيان صغيران فعادهما رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و معه رجلان فقال أحدهما:يا أبا الحسن لو نذرت في ابنيك نذرا إن عافاهما اللّه فقال:أصوم ثلاثة أيام للّه شكرا للّه عزّ و جلّ و كذلك قالت فاطمة عليها السّلام و قال الصبيان:و نحن أيضا نصوم ثلاثة أيام و كذلك قالت جاريتهم فضة فالبسهما اللّه العافية فاصبحوا صائمين و ليس عندهم طعام فانطلق علي عليه السّلام إلي جار له من اليهود يقال له شمعون يعالج الصوف فقال:هل لك أن تعطيني جزة من صوف تغزلها لك ابنة محمد بثلاثة أصوع من شعير قال:نعم،فأعطاه فجاء بالصوف و الشعير و أخبر فاطمة فقبلت و أطاعت ثم عمدت فغزلت ثلث الصوف ثم أخذت صاعا من الشعير فطحنته و عجنته و خبزت منه خمسة أقراص لكل واحد منهم قرص،و صلي علي عليه السّلام مع النبي صلّي اللّه عليه و آله المغرب ثم أتي منزله فوضع الخوان و جلسوا خمستهم فأول لقمة كسرها علي عليه السّلام إذا مسكين قد وقف بالباب فقال:السلام عليكم يا أهل بيت محمد أنا مسكين من مساكين المسلمين أطعموني مما تأكلون أطعمكم اللّه علي موائد الجنة فوضع اللقمة من يده ثم قال:

فاطم ذات المجد و اليقين يا بنت خير الناس أجمعين

أ ما ترين البائس المسكين جاء إلي الباب له حنين

يشكوا إلي اللّه و يستكين يشكو إلينا جائع حزين

كل امرئ بكسبه رهين من يفعل الخير يكن حسين

موعده في جنة رهين حرمها اللّه علي الضّنين

و صاحب البخل يقف حزين تهوي به النار إلي سجين

شرابه الحميم و الغسلين

فأقبلت فاطمة تقول:

أمرك سمع يا ابن عم و طاعة ما بي من لؤم و لا ضراعة

غذيت باللب و بالبراعة ارجو إذا اشبعت من مجاعة

إن الحق الأخيار و الجماعة و ادخل الجنة في شفاعة

و عمدت إلي ما كان علي الخوان فدفعته إلي المسكين و باتوا جياعا و اصبحوا صياما لم

ص: 101


1- سوره 76 - آيه 7

يذوقوا إلا الماء القراح،ثم عمدت إلي الثلث الثاني من الصوف فغزلته ثم أخذت صاعا من الشعير فطحنته و عجنته و خبزت منه خمسة أقراص لكل واحد قرص و صلّي علي عليه السّلام المغرب مع النبي صلّي اللّه عليه و آله ثم أتي إلي منزله فلما وضع الخوان بين يديه و جلسوا خمستهم فأول لقمة كسرها علي عليه السّلام إذا يتيم من يتامي المسلمين قد وقف بالباب فقال:السلام عليكم يا أهل بيت محمد أنا يتيم من يتامي المسلمين أطعموني مما تأكلون أطعمكم اللّه علي موائد الجنة فوضع علي عليه السّلام اللقمة من يده ثم قال:

فاطم بنت السيد الكريم بنت نبي ليس بالزنيم

قد جاءنا اللّه بذا اليتيم من يرحم اليوم فهو رحيم

موعده في جنة النعيم حرمها اللّه علي اللئيم

و صاحب البخل يقف ذميم تهوي به النار إلي الجحيم

شرابه الصديد و الحميم

فاقبلت فاطمة تقول:

فسوف اعطيه و لا أبالي و أوثر اللّه علي عيالي

أمسوا جياعا و هم أشبالي اصغرهما يقتل في القتال

بكربلاء يقتل باغتيالي لقاتليه الويل مع وبال

يهوي في النار إلي سفالي كبوله زادت علي الأكبال

ثم عمدت فأعطته جميع ما علي الخوان و باتوا جياعا لم يذوقوا إلاّ الماء القراح فاصبحوا صياما و عمدت فاطمة عليها السّلام فغزلت الثلث الباقي من الصوف و طحنت الصاع الباقي و عجنته و خبزت منه خمسة أقراص لكل واحد منهم قرص و صلي علي عليه السّلام المغرب مع النبي صلّي اللّه عليه و آله ثم أتي منزله فقرب إليه الخوان فجلسوا خمستهم،فأول لقمة كسرها علي عليه السّلام إذا أسير من أسراء المشركين قد وقف بالباب فقال السلام عليكم يا أهل بيت محمد تأسروننا و تشدوننا و لا تطعموننا فوضع علي عليه السّلام اللقمة من يده ثم قال:

فاطم يا بنت النبي أحمد بنت نبي سيد مسود

قد جاءك الأسير ليس يهتد مكبلا في غله مقيد

يشكو إلينا الجوع قد تقدد من يطعم اليوم يجده في غد

عند العلي الواحد الموحد ما يزرع الزارع سوف يحصد

ص: 102

فأعطين و لا تجعليه بنكد

فاقبلت فاطمة عليها السّلام و هي تقول:

لم يبق مما كان غير صاع قد دبرت كفي مع الذراع

شبلاي و اللّه هما جياع يا رب لا تتركهما ضياع

أبو هما للخير ذو اصطناع عبل الذراعين طويل الباع

و ما علي رأسي من قناع إلا عباء نسجها بصاع

و عمدوا إلي ما كان علي الخوان فأعطوه و باتوا جياعا و أصبحوا مفطرين و ليس عندهم شيء، قال شعيب في حديثه:و أقبل علي عليه السّلام بالحسن و الحسين عليهما السّلام نحو رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هما يرتعشان كالفراخ من شدة الجوع فلما بصر بهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:«يا أبا الحسن أشد ما يسؤني ما أري بكم انطلق إلي ابنتي فاطمة عليها السّلام»فانطلقوا إليها و هي في محرابها قد لصق بطنها بظهرها من شدة الجوع و غارت عيناها فلما رآها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ضمها إليه و قال:« وا غوثاه باللّه أنتم منذ ثلاث فيما أري» فهبط جبرائيل عليه السّلام:فقال:«يا محمد خذ ما هيأ لك في أهل بيتك»فقال:«و ما آخذ يا جبرائيل؟

قال: هَلْ أَتي عَلَي الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ (1) حتي بلغ إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَ كانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً (2) .

و قال الحسن بن مهران في حديثه فوثب النبي صلّي اللّه عليه و آله حتي دخل منزل فاطمة عليها السّلام فرأي ما بهم فجمعهم ثم انكب عليهم يبكي و قال:«أنتم منذ ثلاث فيما أري و أنا غافل عنكم»فهبط جبرائيل بهذه الآيات إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللّهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً (3) قال:هي عين في دار النبي صلّي اللّه عليه و آله تفجر إلي دور الأنبياء و المؤمنين يُوفُونَ بِالنَّذْرِ (4) يعني عليا و فاطمة و الحسن و الحسين و جاريتهما فضة وَ يَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً (5) عابسا كلوحا وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلي حُبِّهِ (6) يقول علي شهوتهم:الطعام و ايثارهم له مسكينا من مساكين المسلمين،و يتيما من يتامي المسلمين،و أسيرا من أساري المشركين و يقولون:إذا اطعموهم إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَ لا شُكُوراً (7) قال:و اللّه ما قالوا اهذا لهم و لكنهم اضمروه في أنفسهم فأخبر اللّه باضمارهم يقولون لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً (8) تكافوننا به وَ لا شُكُوراً (9) تثنون علينا به و لكنا إنما اطعمناكم لوجه اللّه و طلب ثوابه قال اللّه تعالي ذكره: فَوَقاهُمُ اللّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَ لَقّاهُمْ نَضْرَةً وَ سُرُوراً (10) نضرة في الوجوه،و سرورا في القلوب وَ جَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَ حَرِيراً (11) جنة يسكنونها و حريرا يفرشونه و يكسونه مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَي الْأَرائِكِ (12) و الأريكة السرير عليه الحجلة

ص: 103


1- سوره 76 - آيه 1
2- سوره 76 - آيه 22
3- سوره 76 - آيه 5
4- سوره 76 - آيه 7
5- سوره 76 - آيه 7
6- سوره 76 - آيه 8
7- سوره 76 - آيه 9
8- سوره 76 - آيه 9
9- سوره 76 - آيه 9
10- سوره 76 - آيه 11
11- سوره 76 - آيه 12
12- سوره 76 - آيه 13

لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَ لا زَمْهَرِيراً (1) قال ابن عباس:فبينا أن أهل الجنة في الجنة إذا رأوا مثل الشمس قد أشرقت لها الجنان فيقول أهل الجنة:يا رب إنك قلت في كتابك لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً (2) فيرسل اللّه جل اسمه إليهم جبرائيل عليه السّلام فيقول:ليس هذه بشمس و لكن عليا و فاطمة ضحكا فأشرقت الجنان من نور ضحكهما،و نزلت هَلْ أَتي (3) فيهم...إلي قوله: وَ كانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً (4) (5).

الحديث الرابع: محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسيره قال:حدّثنا أحمد بن محمد الكاتب عن الحسن بن عثمان بن أبي شيبة عن وكيع عن المسعودي عن عمرو بن بهرة عن عبد اللّه ابن الحارث المكتب عن أبي كثير الزبيري عن عبد اللّه بن العباس رضي اللّه عنه قال:مرض الحسن و الحسين عليهما السّلام فنذر علي و فاطمة عليهما السّلام و الجارية نذرا إن برءا صاموا ثلاثة أيام شكرا للّه فبرءا فوفوا بالنذر و صاموا،فلما كان أوّل يوم قامت الجارية جرشت شعيرا لها فخبزت منه خمسة أقراص لكل واحد منهم قرص،فلما كان وقت الفطور جاءت الجارية بالمائدة فوضعتها بين أيديهم،فلما مدوا أيديهم ليأكلوا و إذا مسكين بالباب،و هو يقول:يا أهل بيت محمد مسكين آل فلان بالباب،فقال علي عليه السّلام:«لا تأكلوا و آثروا المسكين»،فلما كان اليوم الثاني فعلت الجارية كما فعلت في اليوم الأول فلما وضعت المائدة بين أيديهم ليأكلوا فإذا يتيم بالباب،و هو يقول:يا أهل بيت النبوة و معدن الرسالة يتيم آل فلان بالباب،فقال علي عليه السّلام:«لا تأكلوا شيئا و أطعموا اليتيم»ففعلوا فلما كان في اليوم الثالث ففعلت الجارية كما فعلت في اليومين جاءت الجارية بالمائدة فوضعتها فلما مدوا أيديهم ليأكلوا،و إذا شيخ كبير يصيح بالباب:يا أهل بيت محمد تأسرونا و لا تطعمونا،قال:

فبكي علي بكاء شديدا و قال:«يا بنت محمد إني أحب أن يراك اللّه و قد آثرت هذا الأسير علي نفسك و أشبالك».

فقالت:«سبحان اللّه ما أعجب ما نحن فيه معك ألا ترجع إلي اللّه في هؤلاء الصبية الذين صنعت بهم ما صنعت و هؤلاء إلي متي يصبرون صبرنا».

فقال لها علي عليه السّلام:«فاللّه يصبرك و يصبرهم و يأجرنا إن شاء اللّه تعالي و به نستعين و عليه نتوكل و هو حسبنا و نعم الوكيل،اللهم بدلنا بما فاتنا من طعامنا هذا ما هو خير منه،و اشكر لنا صبرنا و لا تنسه لنا إنك رحيم كريم»فأعطوه الطعام و بكر إليهم النبي صلّي اللّه عليه و آله في اليوم الرابع فقال:«ما كان من خبركم في أيامكم هذه»فأخبرته فاطمة عليها السّلام بما كان فحمد اللّه و شكره و اثني عليه و ضحك إليهم و قال:«خذوا هنّأكم اللّه و بارك لكم و بارك عليكم قد هبط عليّ جبرائيل عليه السّلام من عند ربي و هو يقرأ

ص: 104


1- سوره 76 - آيه 13
2- سوره 76 - آيه 13
3- سوره 76 - آيه 1
4- سوره 76 - آيه 22
5- أمالي الصدوق:329-390/333.

عليكم السلام و قد شكر ما كان منكم و أعطي فاطمة سؤلها و أجاب دعوتها و تلا عليهم إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً (1) إلي قوله إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَ كانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً (2) ».

قال:و ضحك النبي صلّي اللّه عليه و آله و قال:«إن اللّه قد أعطاكم نعيما لا ينفد،و قرة عين أبد الآبدين هنيئا يا بيت النبي بالقرب من الرّحمن يسكنكم معه في دار الجلال و الجمال،و يكسوكم من السندس و الاستبرق و الأرجوان،و يسقيكم الرحيق المختوم من الولدان فأنتم أقرب الخلق من الرّحمن تأمنون إذا فزع الناس و تفرحون إذا حزن الناس و تسعدون إذا شقي الناس،فأنتم في روح و ريحان و في جوار الرب العزيز الجبار هو راض عنكم غير غضبان قد امنتم العقاب و رضيتم الثواب.

تسألون فتعطون و تخفون فترضون و تشفعون فتشفعون طوبي لمن كان معكم و طوبي لمن أعزكم إن خذلكم الناس،و اعانكم إذا جفاكم الناس و آواكم إذا طردكم الناس،و نصركم إذا قتلكم الناس الويل لكم من امتي و الويل لامتي من اللّه»ثم قبّل فاطمة و بكي و قبّل جبهة علي و بكي و ضم الحسن و الحسين إلي صدره و بكي و قال:«اللّه خليفتي عليكم في المحيا و الممات و استودعكم اللّه و هو خير مستودع حفظ اللّه من حفظكم و وصل اللّه من وصلكم و أعان اللّه من أعانكم و خذل اللّه من خذلكم و اخافكم،و أنا لكم سلف و أنتم لي عن قليل بي لاحقون و المصير إلي اللّه و الوقوف بين يدي اللّه عز و جل و الحساب علي اللّه لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَ يَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَي (3) » (4).

ص: 105


1- سوره 76 - آيه 5
2- سوره 76 - آيه 22
3- سوره 53 - آيه 31
4- تأويل الآيات:750/2-752 ح 6.

الباب الثالث و السبعون

في قوله تعالي: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا (1) (2)

من طريق العامة و فيه أربعة عشر حديثا الأول: الثعلبي في تفسير في تفسير الآية قال:أخبرنا عبد الخالق بن علي بن عبد الخالق أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن الصواف ببغداد و حدّثنا أبو جعفر الحسن بن علي الفارسي حدّثنا إسحاق بن بشر الكوفي حدّثنا خالد بن يزيد عن حمزة عن أبي إسحاق السبيعي عن البرّاء ابن عازب قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي بن أبي طالب عليه السّلام:«يا علي قل:اللهم اجعل لي عندك عهدا و اجعل لي في قلوب المؤمنين مودة»فأنزل اللّه عز و جل: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا (3) (4).

الحديث الثاني: إبراهيم بن محمد الحمويني قال:قال الواحدي:أنبأنا سعيد بن محمد بن إبراهيم الحرثي قال أبو بكر محمد بن أحمد الجرجرائي،أنبأنا أبو محمد الحسن بن عبد اللّه العبيدي،أنبأنا عبد اللّه بن مسلمة،أنبأنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن عطاء عن ابن عباس في قوله تعالي: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا (5) قال:نزلت في علي بن أبي طالب،ما من مسلم إلاّ و لعلي عليه السّلام في قلبه محبته (6).

الحديث الثالث: الحمويني هذا قال:قال الواحدي،أنبأنا إسماعيل بن إبراهيم بن محمويه، أنبأنا يحيي بن محمد العلوي،أنبأنا أبو علي الصواف ببغداد،أنبأنا الحسن بن علي بن الوليد بن النعمان الفارسي،أنبأنا إسحاق بن بشر عن خالد بن يزيد بن حمزة الزيات عن أبي إسحاق عن البراء قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي عليه السّلام:«يا علي،قل:اللهم اجعل لي عندك عهدا،و اجعل لي في صدور المؤمنين مودة»فأنزل اللّه تعالي إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا (7) قال:نزل في علي بن أبي طالب عليه السّلام (8).

الحديث الرابع: أبو نعيم الأصفهاني بإسناده عن أبي إسحاق عن الحارث قال:قال علي عليه السّلام:

ص: 106


1- سوره 19 - آيه 96
2- مريم:97.
3- سوره 19 - آيه 96
4- العمدة:472/289 عن الثعلبي.
5- سوره 19 - آيه 96
6- فرائد السمطين:/79/1ب /14ح 50.
7- سوره 19 - آيه 96
8- فرائد السمطين:/80/1ب /14ح 51.

«نحن أهل بيت لا نقاس بإنسان»فقام رجل فأتي عبد اللّه بن عباس رضي اللّه عنه[فذكر له ما سمعه من علي]فقال:صدق علي أو ليس كان النبي صلّي اللّه عليه و آله لا يقاس بالناس؟نزلت هذه الآية في علي إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (1) (2).

الحديث الخامس: الحافظ أبو نعيم بإسناده عن البراء بن عازب قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي بن أبي طالب عليه السّلام:«يا علي قل:اللهم اجعل لي عندك عهدا،و اجعل لي عندك ودّا،و اجعل لي في صدور المؤمنين مودة»فنزلت علي رسول اللّه إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا (3) (4).

الحديث السادس: أبو نعيم الاصفهاني بإسناده عن ابن عباس أن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال لعلي:«ارفع رأسك و ادع ربك و سله يعطك»فرفع يديه و قال:«اللهم اجعل[لي عندك عهدا و اجعل]لي عندك ودّا»فنزلت هذه الآية إلي قوله: وَ تُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا (5) (6).

الحديث السابع: ابن شهرآشوب رواه من طريق العامة قال:قال أبو روق عن الضحاك و شعبة عن الحكم عن عكرمة و الأعمش عن سعد بن جبير و العزيزي السجستاني في غريب القرآن عن عمر كلهم عن ابن عباس أنه سئل عن قوله تعالي: سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا (7) قال:نزلت في علي؛ لأنه ما من مسلم إلاّ و لعلي في قلبه محبة (8).

الحديث الثامن: إبراهيم الأصفهاني و أبو المفضل الشيباني و ابن بطة العكبري بالإسناد عن محمد بن الحنفية و عن الباقر عليه السّلام و في الخبر قال:«لا تلقي مؤمنا إلاّ و في قلبه ودّ لعلي بن أبي طالب و لأهل بيته» (9).

الحديث التاسع: زيد بن علي أن عليا عليه السّلام أخبر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنه قال له رجل:إني أحبك في اللّه فقال:«لعلك يا علي اصطنعت إليه معروفا؟»قال:«لا و اللّه ما اصطنعت إليه معروفا»فقال:

«الحمد للّه الذي جعل قلوب المؤمنين تتوق إليك بالمودة»فنزلت هذه الآيات (10).

الحديث العاشر: موفق بن أحمد في كتاب(فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام)قال:قوله تعالي: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا (11) قال ابن عباس:هو علي بن أبي طالب (12).

ص: 107


1- سوره 98 - آيه 7
2- خصائص الوحي المبين:/225ح 174 عن أبي نعيم.
3- سوره 19 - آيه 96
4- خصائص الوحي:/133ح 77 عنه.
5- سوره 19 - آيه 97
6- البحار:359/35 ح 11 عن أبي نعيم،و الدر المنثور:287/4.
7- سوره 19 - آيه 96
8- مناقب آل أبي طالب:289/2.
9- ذخائر العقبي:89،و شواهد التنزيل:464/1.
10- شواهد التنزيل:477/1 ح 509.
11- سوره 19 - آيه 96
12- مناقب الخوارزمي:268/278.

الحادي عشر: زيد بن علي عن آبائه عن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه قال:«لقيني رجل فقال لي:يا أبا الحسن أما و اللّه إني أحبك في اللّه»فرجعت إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فأخبرته بقول الرجل.و ذكر الحديث إلي آخره و قد تقدم (1).

الحديث الثاني عشر: ابن المغازلي الشافعي في(المناقب)يرفعه إلي ابن عباس قال:أخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بيدي و أخذ بيد علي فصلي أربع ركعات ثم رفع يده إلي السماء فقال:«اللهم سألك موسي بن عمران،و أنا محمد اسألك أن تشرح لي صدري و تسير لي أمري و تحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي،و اجعل لي وزيرا من أهلي عليا اشدد به أزري و اشركه في أمري».

قال ابن عباس فسمعت مناديا ينادي:«يا أحمد قد أعطيت ما سألت»فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«يا أبا الحسن ارفع يدك إلي السماء و ادع ربك و اسأله يعطيك فرفع علي يده إلي السماء و هو يقول اللهم اجعل لي عندك عهدا و اجعل لي عندك ودّا»فأنزل اللّه تعالي علي نبيه إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا (2) فتلاها النبي صلّي اللّه عليه و آله علي أصحابه فتعجبوا من ذلك عجبا شديدا فقال النبي:«مم تعجبون إن القرآن أربعة أرباع فربع فينا أهل البيت خاصة،و ربع في أعدائنا،و ربع حلال و ربع حرام،و ربع فضائل و أحكام،و اللّه أنزل في علي كرائم القرآن» (3).

الحديث الثالث عشر: ابن المغازلي الشافعي في مناقبه يرفعه إلي البراء بن عازب قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي:«يا علي قل:اللهم اجعل لي عندك عهدا،و اجعل لي عندك ودّا،و اجعل لي في صدور المؤمنين مودّة»فنزلت إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا (4) نزلت في علي بن أبي طالب (5).

الحديث الرابع عشر: الجبري عن ابن عباس أنها نزلت في علي خاصة.

ص: 108


1- مناقب الخوارزمي:269/278.
2- سوره 19 - آيه 96
3- مناقب ابن المغازلي:/202ح 375.
4- سوره 19 - آيه 96
5- مناقب ابن المغازلي:/201ح 374.

الباب الرابع و السبعون

في قوله تعالي: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا (1)

من طريق الخاصة و فيه أحد عشر حديثا الحديث الأول: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيي عن سلمة بن الخطاب عن الحسن بن عبد الرّحمن عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام قوله: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا (2) قال:«ولاية أمير المؤمنين هي الود الذي قال اللّه» (3).

الحديث الثاني: علي بن إبراهيم في تفسيره قال:حدّثنا جعفر بن أحمد عن عبيد اللّه بن موسي عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام قوله:

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا (4) قال:«ولاية أمير المؤمنين هي الودّ الذي ذكره» (5).

الحديث الثالث: محمد بن العباس في تفسيره قال:حدّثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن عون بن سلم عن بشر بن عمارة الخثعمي عن أبي الجارود عن الضحاك عن ابن عباس قال:نزلت هذه الآية في علي عليه السّلام إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا (6) قال:«محبة في قلوب المؤمنين» (7).

الحديث الرابع: محمد بن العباس قال:حدّثنا عبد العزيز بن يحيي عن محمد بن زكريا عن يعقوب بن جعفر ابن سليمان عن علي بن عبد اللّه محمد بن العباس عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في قوله عز و جل: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا (8) قال:«نزلت في علي عليه السّلام فما من مؤمن إلاّ و في قلبه حب لعلي بن أبي طالب عليه السّلام» (9).

الحديث الخامس: علي بن إبراهيم قال:قال الصادق عليه السّلام:«كان سبب نزول هذه الآية ان أمير المؤمنين عليه السّلام كان جالسا بين يدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال له:قل يا عليّ اللهم اجعل لي في قلوب

ص: 109


1- سوره 19 - آيه 96
2- سوره 19 - آيه 96
3- الكافي:431/1 ح 90.
4- سوره 19 - آيه 96
5- تفسير القمي:57/2.
6- سوره 19 - آيه 96
7- تأويل الآيات:308/1 ح 17.
8- سوره 19 - آيه 96
9- تأويل الآيات:308/1 ح 18.

المؤمنين ودّا فأنزل اللّه إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا (1) » (2).

الحديث السادس: أبو علي الطبرسي في(مجمع البيان)قال في تفسير أبي حمزة الثمالي حدثني أبو جعفر الباقر عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا علي قل:اللهم اجعل لي عندك عهدا و اجعل لي في قلوب المؤمنين ودّا،[فقالها علي]فنزلت الآية» (3).

الحديث السابع: الطبرسي أيضا و روي نحوه عن جابر بن عبد اللّه يعني مثل الحديث السابق (4)قبله بلا فصل شرف الدين النجفي قال علي بن إبراهيم:روي فضالة بن أيوب عن أبان بن عثمان عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ (5) قال:

« آمَنُوا (6) بأمير المؤمنين وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ (7) بعد المعرفة» (8).

الحديث الثامن: السيد الرضي في(الخصائص)بإسناد مرفوع إلي عبد اللّه بن عباس رضي اللّه عنه قال:

نزلت هذه الآية في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا (9) قال:محبة في قلوب المؤمنين (10).

الحديث التاسع: ابن الفارسي في(روضة الواعظين)قال:قال الباقر:«من جاء بالحسنة فله خير منها و من جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار(و الحسنة)ولاية علي و حبه(و السيئة)عداوة علي و بغضه،و لا يرفع معها عمل قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا (11) هو علي فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ (12) قال:هو علي وَ تُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا (13) قال:بني امية قوما ظلمه» (14).

الحديث العاشر: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيي عن سلمة بن الخطاب عن الحسن بن عبد الرّحمن عن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام: فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَ تُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا (15) قال:«إنما يسره اللّه علي لسان نبيه صلّي اللّه عليه و آله حين اقام أمير المؤمنين علما فبشر به المؤمنين،و انذر به الكافرين و هم القوم الذين ذكرهم اللّه في كتابه قَوْماً لُدًّا (16) أي:كفارا» (17).

الحديث الحادي عشر: علي بن إبراهيم في تفسيره قال:حدّثنا جعفر بن أحمد عن عبيد اللّه

ص: 110


1- سوره 19 - آيه 96
2- تفسير القمي:56/2.
3- مجمع البيان:455/6 مورد الآية.
4- مجمع البيان:455/6.
5- سوره 19 - آيه 96
6- سوره 19 - آيه 96
7- سوره 19 - آيه 96
8- تأويل الآيات:308/1 ح 16.
9- سوره 19 - آيه 96
10- الخصائص:71.
11- سوره 19 - آيه 96
12- سوره 19 - آيه 97
13- سوره 19 - آيه 97
14- روضة الواعظين:106.
15- سوره 19 - آيه 97
16- سوره 19 - آيه 97
17- الكافي:431/1 ح 90.

ابن موسي عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال قلت له: فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَ تُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا (1) قال:«إنما يسره علي لسان نبيه حتي أقام أمير المؤمنين عليه السّلام علما فبشر به المؤمنين،و أنذر به الكافرين و هم القوم الذين ذكرهم اللّه قوما لدا كفارا» (2).

ص: 111


1- سوره 19 - آيه 97
2- تفسير القمي:57/2.

الباب الخامس و السبعون

في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَي الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَي الْكافِرِينَ (1) (2)

من طريق العامة و فيه حديثان الحديث الأول: الثعلبي في تفسيره في تفسير قوله تعالي: فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ (3) قال:هو علي بن أبي طالب عليه السّلام (4).

الحديث الثاني: الثعلبي قال:أخبرنا عبد اللّه بن حامد بن محمد أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن حدّثنا محمد بن يحيي حدّثنا محمد بن شيب حدّثنا أبي عن يونس عن ابن شهاب عن ابن المسيب عن أبي هريرة أنه كان يحدث أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:«يرد علي الحوض يوم القيامة رهط من أصحابي فيحلون عن الحوض فأقول يا رب يا رب أصحابي أصحابي،فيقال:إنك لا علم لك بما احدثوا إنهم ارتدوا علي أدبارهم القهقري» (5).

الباب السادس و السبعون

في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ (6)

من طريق الخاصة و فيه ثلاثة أحاديث الأول: أبو علي الطبرسي في تفسيره في(مجمع البيان)في تفسير الآية قيل:هم أمير المؤمنين علي عليه السّلام و أصحابه حين قاتله من قاتله الناكثين و القاسطين و المارقين قال:و روي ذلك عن عمار و حذيفة و ابن عباس،قال:و هو المروي عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه عليه السّلام.

[و روي عن علي أنه]قال يوم البصرة:«و اللّه ما قوتل أهل هذه الآية حتي اليوم،و تلا هذه الآية» (7).

ص: 112


1- سوره 5 - آيه 54
2- المائدة:54.
3- سوره 5 - آيه 54
4- العمدة:470/288 عن الثعلبي.
5- العمدة:471/289 عن الثعلبي.
6- سوره 5 - آيه 54
7- مجمع البيان:359/3-358.

الحديث الثاني: محمد بن الحسن الشيباني في تفسيره(نهج البيان)في معني الآية المروي عن الباقر و الصادق عليهما السّلام أن هذه الآية نزلت في علي عليه السّلام (1).

الحديث الثالث: علي بن إبراهيم في تفسيره في معني الآية قال:قال هو مخاطبة لأصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الذين غصبوا آل محمد حقهم و ارتدوا عن دين اللّه فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ (2) نزلت في علي عليه السّلام (3).

ص: 113


1- تفسير فرات:/123ح 133،و العمدة:/288ح 470.
2- سوره 5 - آيه 54
3- تفسير القمي:170/1 و فيه نزلت في القائم عليه السّلام و أصحابه.

الباب السابع و السبعون

في قوله تعالي: وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً (1) (2)

من طريق العامة فيه أربعة أحاديث الأول: الثعلبي في تفسير هذه الآية قال:أخبرني أبو عبد اللّه القاتبي أخبرنا أبو الحسين النصيبي الفامي أخبرنا أبو بكر السبيعي الحلبي حدّثنا علي بن العباس المقانعي حدّثنا جعفر بن محمد بن الحسين حدّثنا محمد بن عمرو حدّثنا الحسين المشقر حدّثنا أبو قتيبة التميمي قال:سمعت ابن سيرين في قوله تعالي: هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً (3) قال:نزلت في النبي صلّي اللّه عليه و آله و علي بن أبي طالب عليه السّلام زوج فاطمة عليا و هو ابن عمه و زوج ابنته فكان نسبا و كان صهرا و كان ربك قديرا (4).

الحديث الثاني: إبراهيم بن محمد الحمويني بإسناده المتصل إلي حسين الأشقر قال:سمعت ابن سيرين يقول في قوله تعالي: وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً (5) قال:نزلت في النبي صلّي اللّه عليه و آله و علي بن أبي طالب عليه السّلام زوج فاطمة عليا و هو ابن عمه و زوج ابنته فكان نسبا و كان صهرا وَ كانَ رَبُّكَ قَدِيراً (6) (7).

الحديث الثالث: ابن شهرآشوب من طريق الخاصة و العامة روي ذلك عن ابن عباس و ابن مسعود و جابر و البراء و أنس و أمّ سلمة و السدي و ابن سيرين و الباقر عليه السّلام في قوله تعالي: وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً (8) قال:«هو محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام» و في رواية«البشر الرسول و النسب فاطمة و الصهر علي» (9).

الحديث الرابع: المالكي في(الفصول المهمة)عن محمد بن سيرين في قوله تعالي: وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً (10) الآية،أنها نزلت في النبي و علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه ابن عم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و زوج ابنته فاطمة فكان نسبا و صهرا (11).

ص: 114


1- سوره 25 - آيه 54
2- الفرقان:54.
3- سوره 25 - آيه 54
4- العمدة:469/288 عن الثعلبي.
5- سوره 25 - آيه 54
6- سوره 25 - آيه 54
7- فرائد السمطين:/370/1ب /68ح 301.
8- سوره 25 - آيه 54
9- مناقب آل أبي طالب:29/2.
10- سوره 25 - آيه 54
11- الفصول المهمة:28،و العمدة عن الثعلبي:288 ح 469.

الباب الثامن و السبعون

في قوله تعالي: وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً (1)

من طريق الخاصة و فيه أربعة أحاديث الحديث الأول: ابن بابويه قال:حدّثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي اللّه عنه قال:حدّثنا عبد العزيز بن يحيي بالبصرة قال حدثني المغيرة بن محمد قال:حدّثنا رجا بن سلمة عن عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السّلام قال خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بالكوفة منصرفه من النهروان و بلغه أن معاوية يسبه و يعيبه و يقتل أصحابه فقام خطيبا و ذكر الخطبة و ذكر أسمائه عليه السّلام في القرآن إلي أن قال فيها عليه السّلام:«و أنا الصهر يقول اللّه عز و جل:

وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً (2) » (3).

الحديث الثاني: الشيخ في أماليه قال:حدّثنا محمد بن علي بن خشيش قال:حدّثنا أبو الحسن علي بن القاسم بن يعقوب بن عيسي بن الحسين بن جعفر بن إبراهيم القيسي الخراز إملاء في منزله قال:حدّثنا أبو زيد محمد بن الحسين بن مطاع المسلي املاء قال:حدّثنا أبو العباس أحمد ابن جبر القواس خال ابن كردي قال:حدّثنا محمد بن سلمة الواسطي قال:حدّثنا يزيد بن هارون قال:

حدثنا ثابت عن أنس ابن مالك قال:ركب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ذات يوم بغلته فانطلق إلي جبل آل فلان و قال:«يا أنس خذ البغلة و انطلق إلي موضع كذا و كذا تجد عليا جالسا يسبح بالحصي فأقرأه مني السلام و احمله علي البغلة و ائت به إليّ»قال أنس:فذهبت فوجدت عليا عليه السّلام كما قال رسول اللّه فحملته علي البغلة فأتيت به إليه،فلما أن نظر (4)به رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:«السلام عليك يا رسول اللّه» قال:«و عليك السلام يا أبا الحسن اجلس فإن هذا موضع قد جلس فيه سبعون نبيا مرسلا،ما جلس فيه أحد من الأنبياء إلاّ و أنا خير منه،و قد جلس في موضع كل نبي أخ له ما جلس فيه من الأخوة أحد إلاّ و أنت خير منه»قال أنس:فنظرت إلي سحابة قد أظلتهما و دنت من رءوسهما فمد النبي صلّي اللّه عليه و آله يده إلي السحابة فتناول عنقود عنب فجعله بينه و بين علي،و قال:«كل يا أخي فهذه هدية من اللّه إليّ ثم إليك».قال أنس:علي أخوك؟قال:نعم.قلت:يا رسول اللّه صف كيف علي

ص: 115


1- سوره 25 - آيه 54
2- سوره 25 - آيه 54
3- معاني الأخبار:9/59،و مناقب آل أبي طالب:29/2،و العمدة:/288ح 469.
4- بصر.

أخوك قال:«إن اللّه عز و جل خلق ماء تحت العرش قبل أن يخلق آدم بثلاثة آلاف عام و أسكنه في لؤلؤة خضراء في غامض علمه إلي أن خلق آدم فلما خلق آدم نقل ذلك الماء من اللؤلؤة فأجراه في صلب آدم إلي أن قبضه اللّه،ثم نقله في صلب شيث،فلم يزل ذلك الماء ينتقل من ظهر إلي ظهر حتي صار في عبد المطلب ثم شقه اللّه عز و جل نصفين نصف في أبي عبد اللّه بن عبد المطلب و نصف في أبي طالب،فأنا من نصف الماء و علي من النصف الآخر،فعلي أخي في الدنيا و الآخرة»ثم قرأ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً وَ كانَ رَبُّكَ قَدِيراً (1) (2).

الحديث الثالث: محمد بن العباس قال:حدّثنا علي بن عبد اللّه بن أسد عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن أحمد بن معمر الاسدي عن الحسن بن محمد الاسدي من الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي مالك عن ابن عباس قال:قوله عز و جل: وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً (3) نزلت في النبي صلّي اللّه عليه و آله و علي عليه السّلام زوج النبي صلّي اللّه عليه و آله عليا عليه السّلام ابنته و هو ابن عمه فكان له نسبا و صهرا (4).

الحديث الرابع: محمد بن العباس قال:حدّثنا عبد العزيز بن يحيي قال:حدّثنا المغيرة بن محمد عن رجا بن سلمة عن نابل بن نجيح عن عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن عكرمة عن ابن عباس في قول اللّه عز و جل: وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً (5) قال:لما خلق اللّه آدم و خلق نطفة من الماء فمزجها بنوره ثم أودعها آدم عليه السّلام ثم اودعها ابنه شيث ثم انوش ثم قينان ثم أبا فأبا حتي أودعها إبراهيم عليه السّلام ثم أودعها إسماعيل عليه السّلام،ثم امّا فأمّا و أبا فأبا من طاهر الأصلاب إلي مطهرات الأرحام حتي صارت إلي عبد المطلب ففرق ذلك النور فرقتين فرقة إلي عبد اللّه فولد محمدا صلّي اللّه عليه و آله و فرقة إلي أبي طالب فولد عليا عليه السّلام،ثم ألّف اللّه النكاح بينهما فزوج اللّه عليا بفاطمة عليها السّلام فذلك قوله عز و جل: وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً وَ كانَ رَبُّكَ قَدِيراً (6) (7).

ص: 116


1- سوره 25 - آيه 54
2- أمالي الطوسي:312-313 ح 637.
3- سوره 25 - آيه 54
4- تأويل الآيات:377/1 ح 13.
5- سوره 25 - آيه 54
6- سوره 25 - آيه 54
7- تأويل الآيات:377/1 ح 14،و بحار الأنوار:361/31 ح 4.

الباب التاسع و السبعون

في قوله تعالي: وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ (1) إلي قوله لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً (2)

من طريق العامة و فيه حديث واحد ابن شهرآشوب من تفسير أبي عبيدة و عليّ بن حرب الطائي،قال عبد اللّه بن مسعود:الخلفاء أربعة آدم إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً (3) و داود يا داوُدُ إِنّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً (4) يعني بيت المقدس، و هارون،قال موسي: اُخْلُفْنِي فِي قَوْمِي (5) و علي وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ (6) يعني عليّ بن أبي طالب لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ (7) آدم و داود و هارون وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضي لَهُمْ (8) يعني الإسلام وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً (9) يعني أهل مكة يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَ مَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ (10) بولاية علي بن أبي طالب فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ (11) يعني العاصين للّه و لرسوله و قال أمير المؤمنين عليه السّلام:«من لم يقل إني رابع الخلفاء فعليه لعنة اللّه»ثم ذكر نحو هذا المعني (12).

ص: 117


1- سوره 24 - آيه 55
2- سوره 24 - آيه 55
3- سوره 2 - آيه 30
4- سوره 38 - آيه 26
5- سوره 7 - آيه 142
6- سوره 24 - آيه 55
7- سوره 24 - آيه 55
8- سوره 24 - آيه 55
9- سوره 24 - آيه 55
10- سوره 24 - آيه 55
11- سوره 24 - آيه 55
12- مناقب آل أبي طالب:262/2.

الباب الثمانون

في قوله تعالي وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ (1) إلي قوله: لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً (2)

من طريق الخاصة و فيه عشرة أحاديث الاول: محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد بن معلّي بن محمد بن الوشاء عن عبد اللّه بن سنان قال:سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قول اللّه جل جلاله: وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ (3) قال:«هم الأئمة» (4).

الثاني: ابن يعقوب عن الحسين بن محمد الأشعري عن معلّي بن محمد عن أحمد بن محمد عن أبي مسعود عن الجعفري قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول:«الأئمة خلفاء اللّه عز و جل في أرضه» (5).

الثالث: محمد بن إبراهيم النعماني قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة قال:حدّثني أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي من كتابه قال:حدّثنا إسماعيل بن مروان قال:حدّثنا عليّ بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في قوله: وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضي لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً (6) (7)قال:«القائم و أصحابه» (8).

الرابع: محمد بن إبراهيم النعماني عن محمد بن همام قال:حدّثني جعفر بن محمد بن مالك الفزاري الكوفي قال:حدّثني محمد بن أحمد عن محمد بن سنان عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«إذا كان ليلة الجمعة أهبط الربّ تبارك و تعالي ملكا إلي سماء الدنيا فإذا طلع الفجر جلس ذلك الملك علي العرش فوق البيت المعمور و نصب لمحمد و عليّ و الحسن و الحسين منابر من نور،فيصعدون عليها و يجمع لهم الملائكة و النبيّون و المؤمنون،و يفتح أبواب السماء فإذا زالت الشمس قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا رب ميعادك الذي أوعدته في كتابك و هو هذه الآية وَعَدَ (9)

ص: 118


1- سوره 24 - آيه 55
2- سوره 24 - آيه 55
3- سوره 24 - آيه 55
4- الكافي:194/1 ح 3.
5- الكافي:193/1 ح 1.
6- سوره 24 - آيه 55
7- النور:55.
8- كتاب الغيبة:240.
9- سوره 24 - آيه 55

اَللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ (1) الآية، و يقول الملائكة و النبيّون مثل ذلك ثم يخرّ محمد و عليّ و الحسن و الحسين سجّدا ثم يقولون:

يا رب اغضب،يا رب اغضب،يا رب اغضب،فانّه انتهك حريمك و قتل اصفياؤك و أذلّ عبادك الصالحون» (2).

الخامس: محمد بن العباس عن الحسين بن محمد بن معلي بن محمد عن الوشاء عن عبد اللّه بن سنان قال:سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قول اللّه عز و جل: وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ (3) قال:«نزلت في عليّ بن أبي طالب و الائمة من ولده عليهم السّلام» وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضي لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً (4) قال:

«عني به ظهور القائم عليه السّلام» (5).

السادس: ابن بابويه قال:حدّثنا أبو المفضل محمد بن عبد اللّه بن المطلب الشيباني رحمه اللّه قال:

حدّثنا أبو مزاحم موسي بن عبد اللّه بن يحيي بن خاقان المقرئ ببغداد قال:حدّثنا أبو بكر محمد ابن عبد اللّه بن إبراهيم الشافعي قال:حدّثنا محمد بن حماد بن هامان الدباغ أبو جعفر قال:حدّثنا عيسي بن إبراهيم قال:حدّثنا الحرث بن تيهان قال:حدّثنا عقبة بن يقطان عن أبي سعيد عن مكحول عن واثلة بن الأصقع بن قرضاب عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:دخل جندب بن جنادة بن جبير علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا رسول اللّه أخبرني عمّا ليس للّه،و عمّا ليس عند اللّه، و عمّا لا يعلمه اللّه،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:(أمّا ما ليس للّه فليس له شريك و أمّا ما ليس عند اللّه فليس عند اللّه ظلم العباد،و أمّا ما لا يعلمه اللّه فذلك قولكم يا معشر اليهود:عزير ابن اللّه،و اللّه لا يعلم له ولدا»فقال جندل:أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أنّك محمد رسول اللّه حقا.

ثم قال:يا رسول اللّه إني رأيت البارحة في النوم موسي بن عمران فقال لي:يا جندل أسلم علي يد محمد و استمسك بالأوصياء من بعده،فقد أسلمت و رزقني اللّه ذلك فأخبرني عن الأوصياء من بعدك لأتمسك بهم فقال:«يا جندل أوصيائي من بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل»فقال:يا رسول اللّه انّهم كانوا اثني عشر هكذا وجدناهم في التوراة قال:«نعم،الائمة بعدي اثنا عشر»قال:يا رسول اللّه كلهم في زمن واحد قال:(لا،و لكن خلف بعد خلف و إنّك لن تدرك منهم إلاّ ثلاثة،أولهم سيّد الأوصياء أبو الائمة عليّ بن أبي طالب عليه السّلام،ثم ابناه الحسن و الحسين فاستمسك بهم من بعدي و لا يغرنّك جهل الجاهلين،فإذا كانت وقت ولادة ابنه عليّ بن الحسين سيّد العابدين يقضي اللّه

ص: 119


1- سوره 24 - آيه 55
2- كتاب الغيبة:376.
3- سوره 24 - آيه 55
4- سوره 24 - آيه 55
5- تأويل الآيات:369/1 ح 21.

عليك،و يكون آخر زادك من الدنيا شربة من لبن تشربه».

فقال:يا رسول اللّه هكذا وجدت في التوراة:إليا يقطوا شبرا و شبيرا،فلم عرف أسماءهم،فكم من الحسين عليه السّلام من الأوصياء و ما اسماؤهم؟فقال:«تسعة من صلب الحسين و المهدي منهم،فإذا انقضت مدة الحسين قام بالأمر علي ابنه و يلقّب زين العابدين،فإذا انقضت مدة عليّ قام بالأمر من بعده محمد ابنه يدعي الباقر،فإذا انقضت مدة محمد قام بالأمر بعده جعفر و يدعي بالصادق،فإذا انقضت مدة جعفر قام بالأمر بعده موسي و يدعي بالكاظم،ثم إذا انقضت مدة موسي قام بالأمر من بعده ابنه علي و يدعي بالرضا،فإذا انقضت مدة علي قام بالأمر بعده محمد ابنه و يدعي بالزكي،فإذا انقضت مدة محمد قام بالأمر بعده علي ابنه و يدعي بالنقي،فإذا انقضت مدة علي قام بالأمر من بعده ابنه الحسن و يدعي بالأمين،ثم يغيب عنهم إمامهم.

قال:يا رسول اللّه هو الحسن يغيب عنهم؟

قال«لا،و لكن ابنه»قال:يا رسول اللّه فما اسمه؟قال:«لا يسمي حتي يظهر».

فقال جندل:يا رسول اللّه وجدنا ذكرهم في التوراة و قد بشرنا موسي بن عمران بك و بالأوصياء من ذرّيتك،ثم تلا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضي لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً (1) (2)فقال جندل:يا رسول اللّه فما خوفهم؟

قال:يا جندل في زمن كلّ واحد منهم سلطان يعتريه و يؤذيه،فإذا عجّل اللّه خروج قائمنا يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ما ملئت جورا و ظلما.ثم قال عليه السّلام:طوبي للصابرين في غيبته طوبي للمقيمين علي محبتهم،أولئك من وصفهم الله في كتابه فقال اَلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ (3) (4)ثم قال:

أُولئِكَ حِزْبُ اللّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) (6) .

قال ابن الأصقع:ثم عاش جندل إلي أيام الحسين بن علي ثم خرج إلي الطائف،فحدّثني نعيم ابن أبي قيس قال:دخلت عليه بالطائف و هو عليل ثم إنه دعا بشربة من لبن فشربه فقال:هكذا عهد لي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن يكون آخر زادي من الدنيا شربة من لبن،ثم مات و دفن بالطائف بالموضع المعروف بالكوزارة (7).

السابع: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن علي بن حاتم المعروف بالكرماني قال:حدّثنا أبو

ص: 120


1- سوره 24 - آيه 55
2- التوبة:55.
3- سوره 2 - آيه 3
4- البقرة:3.
5- سوره 58 - آيه 22
6- الحديد:22.
7- كفاية الأثر:58-59،و التوحيد:23/377،و بحار الأنوار 307/32.

العباس أحمد بن عيسي الوشاء البغدادي قال أحمد بن طاهر:قال:حدّثنا محمد بن يحيي (1)بن سهل الشيباني،قال:أخبرنا علي بن الحارث عن سعيد بن منصور الجواشيني،قال:أخبرنا أحمد ابن علي البديلي،قال:أخبرني أبي عن سدير الصيرفي،قال:دخلت أنا و المفضل بن عمر و أبو بصير و أبان بن تغلب علي مولانا أبي عبد اللّه جعفر بن محمد عليه السّلام فرأيناه جالسا علي التراب و عليه مسح خيبري مطوق،بلا جيب مقصّر الكمّين و هو يبكي بكاء الواله الثكلي ذات الكبد الحري،قد نال الحزن من وجنتيه،و شاع التغيير في عارضيه،و أبلي الدموع محجريه و هو يقول:سيدي غيبتك نفت رقادي،و ضيّقت عليّ مهادي،و ابتزت مني راحة فؤادي،سيدي غيبتك وصلت مصابي بفجايع الأبد،و فقد الواحد بعد الواحد يفني الجمع و العدد،فما أحسّ بدمعة ترقي من عيني و أنين يفتر من صدري عن دوارج الرزايا و سوالف البلايا إلاّ مثل ما بعيني عن غوابر أعظمها و أفظعها، و بواقي أشدها و أنكرها و نوائب مخلوطة بغضبك و نوازل معجونة بسخطك.

قال سدير:فاستطالت عقولنا و لها،و تصدعت قلوبنا جزعا من ذلك الخطب الهائل و الحادث الغائل،و ظننا أنه سمت لمكروهة قارعة،أو حلّت من الدهر به تابعة،فقلنا:لا أبكي اللّه يا ابن خير الوري عينيك،من أي حادثة تشرق دمعتك و تستمطر عبرتك؟و أية حالة عليك حتمك هذا المأتم؟

قال:فزفر الصادق عليه السّلام زفرة انتفخ منها جوفه و اشتدّ منها خوفه و قال:ويلكم،نظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم و هو الكتاب المشتمل علي علم المنايا و البلايا و علم ما كان و ما يكون إلي يوم القيامة الذي خصّ الله به محمدا و الأئمة من بعده عليهم السّلام،و تأملت فيه مولد غائبنا و غيبته و إبطاءه و طول عمره و بلوي المؤمنين في ذلك الزمان،و تولد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته، و ارتداد أكثرهم عن دينهم،و خلعهم ربقة الإسلام عن أعناقهم الذي قال الله جل ذكره وَ كُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ (2) (3)يعني الولاية،فأخذتني الرقة و استولت عليّ الأحزان،فقلنا:يا ابن رسول الله كرّمنا و فضّلنا بإشراكك إيانا في بعض ما أنت تعلمه من علم ذلك.

قال:إن الله تبارك و تعالي أدار في القائم منّا ثلاثة،أدارها في ثلاثة من الرّسل:قدر مولده تقدير مولد موسي،و قدر غيبته تقدير غيبة عيسي عليه السّلام،و قدر ابطائه ابطاء نوح عليه السّلام،و جعل له من بعد ذلك عمر العبد الصالح الخضر عليه السّلام دليلا علي عمره،فقلنا:اكشف لنا يا ابن رسول الله عن وجوه هذه المعاني؟قال عليه السّلام:أما مولد موسي عليه السّلام فإن فرعون لما وقف علي أن زوال ملكه علي يده أمر بإحضار الكهنة و دلّوه علي نسبه و أنه يكون من بني إسرائيل،و لم يزل يأمر أصحابه بشق

ص: 121


1- في المصدر:بحر.
2- سوره 17 - آيه 13
3- الاسراء:13.

بطون الحوامل من نساء بني إسرائيل حتي قتل في طلبه نيفا و عشرين ألف مولود،و تعذر إليه الوصول إلي قتل موسي عليه السّلام بحفظ الله تبارك و تعالي إياه،و كذلك بنو أمية و بنو العباس لمّا وقفوا علي أنّ زوال ملكهم و ملك الأمراء و الجبابرة منهم علي يد القائم منّا ناصبونا العداوة و وضعوا سيوفهم في قتل آل الرسول صلّي اللّه عليه و آله و إبادة نسله طمعا منهم في الوصول إلي قتل القائم و يأبي الله عز و جل أن يكشف أمره لواحد من الظلمة إلاّ أن يتمّ نوره و لو كره المشركون.

و أما غيبة عيسي عليه السّلام فإن اليهود و النصاري اتفقت علي أنه قتل،فكذبهم الله جل ذكره بقوله عز و جل وَ ما قَتَلُوهُ وَ ما صَلَبُوهُ وَ لكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ (1) (2)كذلك غيبة القائم عليه السّلام فإن الأمة ستنكرها لطولها،فمن قائل لغير هدي بأنه لم يولد،و قائل يقول:إنه ولد و مات،و قائل يفر بقوله إن حادي عشرنا كان عقيما،و قائل يمرق بقوله إنه يتعدي إلي ثالث عشر و صاعدا،و قائل يعصي الله عز و جل بقوله:إن روح القائم ينطق في هيكل غيره.

و أما إبطاء نوح عليه السّلام فإنه لما استنزل العقوبة علي قومه من السماء بعث الله تبارك و تعالي جبرائيل الروح الأمين معه بسبع نوايات فقال:يا نبي الله إنّ الله تبارك و تعالي يقول لك:إنّ هؤلاء خلائقي و عبادي،لست أبيدهم بصاعقة من صواعقي إلاّ بعد تأكيد الدعوة و إلزام الحجة،فعاود اجتهادك في الدعوة لقومك فإني مثيبك عليه،و اغرس هذا النوي لأنّ لك في نباتها و بلوغها و إدراكها إذا أثمرت الفرج و الخلاص،فبشّر بذلك من اتبعك من المؤمنين،فلمّا نبتت الأشجار و تأزرت و تسوقت و تغصنت و أثمرت و زها التمر عليها بعد زمن طويل استنجز من الله سبحانه و تعالي العدة فأمره الله تبارك و تعالي أن يغرس نوي تلك الأشجار و يعاود الصبر و الاجتهاد و يؤكد الحجة علي قومه،فأخبر بذلك الطوائف التي آمنت به فارتدّ منهم ثلاثمائة رجل و قالوا:

لو كان ما يدّعيه نوح حقا لما وقع في وعد ربه خلف،ثم إنّ الله تبارك و تعالي لم يزل يأمره عند كل مرة بأن يغرسها مرة بعد أخري إلي أن غرسها سبع مرات،فما زالت تلك الطوائف من المؤمنين ترتد منهم طائفة بعد طائفة إلي أن عاد إلي نيف و سبعين رجلا،فأوحي الله تبارك و تعالي عند ذلك إليه و قال:يا نوح الآن أسفر الصبح عن الليل بعينك حين صرّح الحق عن محضه و صفا من الكدر بارتداد من كانت طينته خبيثة،فلو أني أهلكت الكفار و أبقيت من قد ارتد من الطوائف التي كانت آمنت بك لما كنت صدقت وعدي السابق للمؤمنين الذين أخلصوا التوحيد و اعتصموا بحبل نبوّتك،فإني استخلفهم في الأرض و أمكّن لهم دينهم و أبدل خوفهم بالأمن لكي تخلص العبادة لي بذهاب الشرك من قلوبهم،و كيف يكون الاستخلاف و التمكين و بدل

ص: 122


1- سوره 4 - آيه 157
2- النساء:157.

الأمن منيّ لهم مع ما كنت أعلم من ضعف يقين الذين ارتدوا و خبث طينتهم و سوء سرائرهم التي كانت نتائج النفاق و شيوخ الضلالة،و لو أنهم تسنموا الملك الذي أوتي المؤمنين وقت الاستخلاف إذا أهلكت أعداءهم لتنشّقوا روائح صفاته و لاستحكمت سرائر نفاقهم و تأبّد حبالة ضلالة قلوبهم،و لكاشفوا اخوانهم بالعداوة و حاربوهم علي طلب الرئاسة و التفرد بالأمر و النهي، و كيف يكون التمكين في الدين و انتشار الأمر في المؤمنين مع إثارة الفتن و إيقاع الحروب،كلا وَ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَ وَحْيِنا (1) .

قال الصادق عليه السّلام:«و كذلك القائم فإنه يمتد أيام غيبته ليصرّح الحق عن محضه،و يصفو الإيمان عن الكدر بارتداد كل من كانت طينته خبيثة من الشيعة الذين يخشي عليهم النفاق إذا أحسوا بالاستخلاف و التمكين و الأمن المنتشر في عهد القائم عليه السّلام».

قال المفضّل:فقلت:يا ابن رسول الله فإنّ هذه النواصب تزعم أنّ هذه الآية نزلت في أبي بكر و عمر و عثمان و علي عليه السّلام فقال:لا يهدي الله قلوب الناصبة،متي كان الدين الذي ارتضاه الله و رسوله متمكنا بانتشار الأمر في الأمة و ذهاب الخوف من قلوبها و ارتفاع الشك من صدورها في عهد واحد من هؤلاء،و في عهد علي عليه السّلام مع ارتداد المسلمين و الفتن التي تثور في أيامهم و الحروب التي كانت تنشب بين الكفار و بينهم،ثم تلا الصادق عليه السّلام حَتّي إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا (2) (3).

و أما العبد الصالح الخضر عليه السّلام فإن الله تبارك و تعالي ما طوّل عمره لنبوة قدرها له،و لا لكتاب ينزله عليه،و لا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله من الأنبياء،و لا لإمامة يلزم عباده الاقتداء بها،و لا لطاعة يفرضها له،بل إنّ الله تبارك و تعالي لمّا كان في سابق علمه أن يقدر من عمر القائم عليه السّلام في أيام غيبته ما يقدر علم ما يكون من إنكار عباده مقدار ذلك العمر في الطول،فطوّل عمر العبد الصالح من غير سبب أوجب ذلك إلاّ لعلة الاستدلال به علي عمر القائم،و لينقطع بذلك حجة المعاندين لئلاّ يكون للناس علي الله حجة (4).

الثامن: السيد المعاصر في كتابه صنعه في الرجعة عن محمد بن الحسن بن عبد الله الاطروش الكوفي،قال:حدّثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد البجلي،قال:حدّثني أحمد بن محمد بن خالد البرقي،قال:حدّثني عبد الرحمن بن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة الثمالي،عن أبي جعفر الباقر عليه السّلام قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام:«إن الله تبارك و تعالي أحد واحد تفرد في وحدانيته،ثم تكلم بكلمة و صارت نورا،ثم خلق من ذلك النور محمدا،و خلقني و ذريّتي منه،

ص: 123


1- سوره 11 - آيه 37
2- سوره 12 - آيه 110
3- يوسف:110.
4- كمال الدين و تمام النعمة /352ح 50.

ثم تكلم بكلمة فصارت روحا فأسكنه الله في ذلك النور و أسكنه في أبداننا،فنحن روحه و كلماته،فبنا احتجّ علي خلقه،فما زلنا في ظلّة خضراء حيث لا شمس و لا قمر و لا ليل و لا نهار و لا عين تطوف،نعبده و نقدّسه و نسبّحه و ذلك قبل أن يخلق الخلق،و أخذ ميثاق الأنبياء بالإيمان و النصرة لنا و ذلك قول الله عز و جل وَ إِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ (1) (2)يعني لتؤمنن بمحمد صلّي اللّه عليه و آله و لتنصرنّ وصيّه،و سينصرونه جميعا،و إن الله أخذ ميثاقي مع ميثاق محمد عليه السّلام بالنصرة بعضنا لبعض،فقد نصرت محمدا صلّي اللّه عليه و آله و جاهدت بين يديه و قتلت عدوّه و وفيت لله بما أخذ عليّ من الميثاق و العهد و النصر لمحمد صلّي اللّه عليه و آله و لم ينصرني أحد من أنبياء الله و رسله،و ذلك لما قبضهم الله إليه،و سوف ينصرونني و يكون لي ما بين مشرقها إلي مغربها،و ليبعثن الله أحياء من آدم إلي محمد صلّي اللّه عليه و آله كل نبي مرسل يضربون بين يدي بالسيف هام الأموات و الاحياء و الثقلين جميعا، فيا عجبا و كيف لا أعجب من أموات يبعثهم اللّه أحياء يلبّون زمرة زمرة بالتلبية:لبيك لبيك يا داعي الله،قد تخللوا بسكك الكوفة،قد شهروا سيوفهم علي عواتقهم ليضربوا بها هام الكفرة و جبابرتهم و أتباعهم من جبابرة الأولين و الآخرين حتي ينجز الله ما وعدهم في قوله وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضي لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً (3) (4)أي يعبدونني آمنين لا يخافون أحدا من عبادي ليس عندهم تقية و إنّ لي الكرة بعد الكرة،و الرجعة بعد الرجعة،و أنا صاحب الرجعات و الكرات و صاحب الصولات و النقمات و الدّولات العجيبات،و أنا قرن من حديد و أنا عبد الله و أخو رسول الله صلّي اللّه عليه و آله،و أنا أمين الله و خازنه و عيبته سرّه و حجابه و وجهه و صراطه و ميزانه،و أنا الحاشر إلي الله،و أنا كلمة الله التي يجمع بها المتفرق و يفرّق بها الجمع،و أنا أسماء الله الحسني و أمثاله العليا و آياته الكبري،و أنا صاحب الجنة و النار،أسكن أهل الجنة الجنة و أهل النار النار،و إليّ تزويج أهل الجنة و إليّ عذاب أهل النار،و إليّ إياب الخلق جميعا،و أنا المآب الذي يئوب إليه كل شيء بعد القضاء،و إليّ حساب الخلق جميعا،و أنا صاحب الهبات، و أنا المؤذن علي الأعراف،و أنا بارز الشمس،و أنا دابة الأرض،و أنا قسيم النار،و أنا خازن الجنان، و أنا صاحب الأعراف،و أنا أمير المؤمنين و يعسوب المتقين و آية السابقين و لسان الناطقين و خاتم الوصيين و وارث النبيين و خليفة رب العالمين و صراط ربي المستقيم و فسطاسه و الحجة علي أهل السماوات و الأرضين و ما فيهما و ما بينهما.

ص: 124


1- سوره 3 - آيه 81
2- آل عمران:81.
3- سوره 24 - آيه 55
4- النور:55.

و أنا الذي احتج اللّه بي عليكم في ابتداء خلقه،و أنا الشاهد يوم الدين،و أنا الذي علمت المنايا و البلايا و القضايا و فصل الخطاب و الأنساب،و استحفظت آيات النبيين المستخفين و المستحفظين،و أنا صاحب العصا و الميسم،و أنا لي سخّرت السحاب و الرعد و البرق و الظلم و الأنوار و الرياح و الجبال و البحار و النجوم و الشمس و القمر،و أنا الذي أهلكت عادا و ثمودا و أصحاب الرس و قرونا بين ذلك كثيرا،و أنا الذي ذللت الجبابرة،و أنا صاحب مدين و مهلك فرعون و منجي موسي،و أنا القرن الحديد،و أنا فاروق الأمة،و أنا الهادي عن الضلالة،و أنا الذي أحصيت كلّ شيء عددا بعلم الله الذي أودعنيه و سرّه الذي أسرّه إلي محمد صلّي اللّه عليه و آله و أسرّه النبي صلّي اللّه عليه و آله إليّ،و أنا الذي أنحلني ربي اسمه و كلمته و حكمته و علمه و فهمه،يا معشر الناس اسألوني قبل أن تفقدوني، اللهم إني أشهدك و استعديك عليهم و لا حول و لا قوة إلاّ بالله العلي العظيم و الحمد لله متّبعين أمره (1).

التاسع: الطبرسي في حديث عن أمير المؤمنين عليه السّلام يذكر فيه من تقدّم عليه فقال عليه السّلام فيه مثل ما أتوه من الاستيلاء علي أمر الأمّة كلّ ذلك ليتم النظرة التي أوجبها الله تبارك و تعالي لعدوه إبليس إلي أن يبلغ الكتاب أجله،و يحق الحق علي الكافرين،و يقترب الوعد الحق الذي بيّنه الله في كتابه بقوله وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ (2) (3)و ذلك إذا لم يبق من الإسلام إلاّ اسمه و من القرآن إلاّ رسمه،و غاب صاحب الأمر بإيضاح الغدر له في ذلك لاشتمال الفتنة علي القلوب،حتي يكون أقرب الناس إليه أشدهم عداوة له،و عند ذلك يؤيّده الله بجنود لم يروها،و يظهر دين نبيه صلّي اللّه عليه و آله علي يديه و علي الدين كله و لو كره المشركون. (4)

العاشر: الطبرسي أيضا في معني الآية قال:اختلف في الآية و ذكر الأقوال إلي أن قال:و المروي عن أهل البيت عليهم السّلام أنها في المهدي،ثم قال:و روي العياشي بإسناده عن علي بن الحسين أنه قرأ الآية و قال:هم و الله شيعتنا أهل البيت:يفعل ذلك بهم علي يد رجل منّا و هو مهدي هذه الأمة، و هو الذي قال رسول الله صلّي اللّه عليه و آله«لو لم يبق من الدّنيا إلاّ يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتي يأتي رجل من عترتي اسمه اسمي،يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا»ثم قال الطبرسي:و روي مثل ذلك عن أبي جعفر و أبي عبد الله عليهما السلام. (5)

ص: 125


1- مختصر بصائر الدرجات 32،بحار الأنوار:/46/53ح 20.
2- سوره 24 - آيه 55
3- النور:55.
4- الاحتجاج:382/1.
5- تفسير مجمع البيان:267/7.

الباب الحادي و الثمانون

في قوله تعالي أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجّارِ (1) (2)

من طريق العامة و فيه حديثان الأول: ابن شهرآشوب عن تفسير ابن يوسف النسوي قبيصة بن عقبة عن الثوري عن منصور عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالي أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ (3) نزلت في علي و حمزة و عبيدة كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ (4) عتبة و شيبة و الوليد. (5)

الثاني: من طريق العامة أيضا عن ابن عباس في قوله تعالي أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ (6) علي و حمزة و عبيدة كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ (7) عتبة و شيبة و الوليد بن عتبة أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ (8) هؤلاء علي و أصحابه كَالْفُجّارِ (9) عتبة و أصحابه. (10)

الباب الثاني و الثمانون

في قوله تعالي أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجّارِ (11)

من طريق الخاصة و فيه حديثان الأول: علي بن إبراهيم في تفسيره قال:حدّثنا محمد بن جعفر،قال:حدّثني يحيي بن زكريا اللؤلؤي،عن علي بن حنان،عن عبد الرحمن بن كثير،قال:سألت الصادق عليه السّلام عن قوله أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ (12) قال:أمير المؤمنين و أصحابه كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ (13) حبتر و رزيق و أصحابهما أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ (14) أمير المؤمنين و أصحابه كَالْفُجّارِ (15) حر و دلام و أصحابهما. (16)

الثاني: محمد بن العباس قال:حدّثني علي ابن عبيد و محمد بن القاسم بن سلام،قال:حدّثنا

ص: 126


1- سوره 38 - آيه 28
2- سورة ص:28.
3- سوره 38 - آيه 28
4- سوره 38 - آيه 28
5- مناقب آل أبي طالب 388/1.
6- سوره 38 - آيه 28
7- سوره 38 - آيه 28
8- سوره 38 - آيه 28
9- سوره 38 - آيه 28
10- بحار الأنوار:7/24 ج 20.
11- سوره 38 - آيه 28
12- سوره 38 - آيه 28
13- سوره 38 - آيه 28
14- سوره 38 - آيه 28
15- سوره 38 - آيه 28
16- تفسير القمي:234/2.

حسين بن حكم عن حسين بن حسين،عن غياث بن علي،عن الكلبي،عن أبي صالح،عن ابن عباس في قوله عز و جل أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ (1) علي و حمزة و عبيد كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ (2) عتبة و شيبة و الوليد أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ (3) علي عليه السّلام و أصحابه كَالْفُجّارِ (4) (5)فلان و أصحابه (6).

ص: 127


1- سوره 38 - آيه 28
2- سوره 38 - آيه 28
3- سوره 38 - آيه 28
4- سوره 38 - آيه 28
5- سورة ص:28.
6- بحار الأنوار:20/7/24.

الباب الثالث و الثمانون

في قوله تعالي أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَ مَماتُهُمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ (1) (2)

من طريق العامة و فيه حديثان الأول: موفق بن أحمد من أعيان علماء العامة قال:قوله تعالي أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَ مَماتُهُمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ (3) (4)قيل:

نزلت في قصة بدر في حمزة و علي و عبيدة بن الحارث لمّا برزوا لقتال عتبة و شيبة و الوليد،و كَالَّذِينَ آمَنُوا (5) حمزة و علي و عبيدة و اَلَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ (6) عتبة و شيبة و الوليد. (7)

الثاني: من طريق العامة أيضا عن ابن عباس في قوله تعالي أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ (8) فالذين آمنوا بنو هاشم و بنو عبد المطلب و اَلَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ (9) بنو عبد شمس. (10)

الباب الرابع و الثمانون

في قوله تعالي أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ (11) الآية

من طريق الخاصة و فيه حديثان الأول: محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسيره قال:حدّثنا علي بن عبيد،عن حسين بن حكم،عن حيان بن علي،عن الكلبي،عن أبي صالح،عن ابن عباس في قوله عز و جل أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ (12) الآية قال: كَالَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ (13) بنو هاشم و بنو عبد المطلب و اَلَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ (14) بنو عبد شمس. (15)

ص: 128


1- سوره 45 - آيه 21
2- الجاثية:21.
3- سوره 45 - آيه 21
4- الجاثية:21.
5- سوره 45 - آيه 21
6- سوره 45 - آيه 21
7- المناقب 257/275.
8- سوره 45 - آيه 21
9- سوره 45 - آيه 21
10- بحار الأنوار:384/23 ح 82.
11- سوره 45 - آيه 21
12- سوره 45 - آيه 21
13- سوره 45 - آيه 21
14- سوره 45 - آيه 21
15- بحار الأنوار 384/23 ح 82.

الثاني: محمد بن العباس قال:حدّثنا عبد العزيز عن محمد بن زكريا عن أيوب بن سليمان عن ابن مروان الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله عز و جل أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ (1) الآية قال:إنّ هذه الآية في علي بن أبي طالب عليه السّلام و حمزة بن عبد المطلب و عبيدة بن الحارث هم الذين آمنوا،و في ثلاثة من المشركين عتبة و شيبة ابني ربيعة و الوليد بن عتبة و هم الذين اِجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ (2) (3).

ص: 129


1- سوره 45 - آيه 21
2- سوره 45 - آيه 21
3- سورة السجدة:18.

الباب الخامس و الثمانون

الباب الخامس و الثمانون (1) في قوله تعالي أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (2)

من طريق العامة و فيه ثمانية أحاديث الأول: أبو المؤيد موفق بن أحمد،أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ زين الأئمة أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي،حدّثنا القاضي الإمام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ، حدّثني والدي شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي،حدّثنا أبو سعيد الماليني،حدّثنا أبو أحمد بن عدي حدّثنا أبو يعلي،حدّثنا إبراهيم بن الحجاج قال:حدّثنا حماد يعني بن سلمة عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أنّ الوليد بن عقبة قال لعلي رضي الله عنه:أنا أبسط منك لسانا و أحدّ منك سنانا و أملأ منك حشوا في الكتيبة فقال له علي:علي رسلك فإنك فاسق،فأنزل الله عز و جل أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (3) يعني عليا و الوليد الفاسق. (4)

الثاني: عز الدين ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة قال:قال أبو الفرج:و حدّثني إسحاق بن بنان الأنماطي عن حنيش بن ميسر عن عبد الله بن موسي عن ابن أبي ليلي عن الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:قال الوليد بن عقبة لعلي بن أبي طالب عليه السّلام أنا أحدّ منك سنانا و أبسط منك لسانا و املأ للكتيبة،فقال له علي عليه السّلام:اسكت يا فاسق،فنزل القرآن فيهما أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (5) (6).

الثالث: ابن أبي الحديد قال:قال أبو عمر في الوليد بن عقبة و في علي بن أبي طالب عليه السّلام نزل أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (7) .في قصتهما المشهورة. (8)

الرابع: ابن أبي الحديد قال شيخنا أبو القاسم البلخي رحمه الله:من المعلوم الذي لا ريب فيه لاشتهار الخبر به و إطباق الناس عليه أنّ الوليد بن عقبة بن أبي معيط كان يبغض عليا و يشتمه،و أنه الذي لاحاه في حياة رسول الله صلّي اللّه عليه و آله و نابذه و قال له:أنا أثبت منك جنانا و أحدّ سنانا،فقال له علي عليه السّلام:اسكت يا فاسق،فأنزل الله تعالي فيهما أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (9) الآيات المتلوّة،و سمّي الوليد بحسب ذلك في حياة رسول الله صلّي اللّه عليه و آله الفاسق،فكان لا يعرف إلاّ

ص: 130


1- بحار الأنوار 384/23 ح 83.
2- سوره 32 - آيه 18
3- سوره 32 - آيه 18
4- المناقب /279ح 271.
5- سوره 32 - آيه 18
6- شرح نهج البلاغة:238/17.
7- سوره 32 - آيه 18
8- شرح نهج البلاغة:239/17.
9- سوره 32 - آيه 18

بالوليد الفاسق،و هذه الآية من الآيات التي نزل فيها القرآن بموافقة علي عليه السّلام. (1)

الخامس: ابن أبي الحديد قال:روي الزبير بن بكار في كتاب المفاخرات قال:اجتمع عند معاوية عمرو بن العاص و الوليد بن عقبة بن أبي معيط و عتبة بن أبي سفيان بن حرب و المغيرة بن شعبة،و قد كان بلغهم عن الحسن بن علي عليهما السلام قوارص و بلغهم عنه مثل ذلك فقالوا:يا أمير المؤمنين إنّ الحسن قد أحيا أباه و ذكره،و قال فصدّق و أمر فأطيع،و خفقت له النعال و إن ذلك لرافعه إلي ما هو أعظم منه،و لا يزال يبلغنا عنه ما يسوؤنا.

قال معاوية:ما تريدون؟قالوا:ابعث إليه فليحضر لنسبّه و نسبّ أباه و نعيّره و نوبّخه،و نخبره أنّ أباه قتل عثمان و نقرره بذلك،و لا يستطيع أن يغيّر علينا شيئا من ذلك.

قال معاوية:إني لا أري ذلك و لا أفعله.

قالوا:عزمنا عليك يا أمير المؤمنين لتفعل،فقال:ويحكم ،لا تفعلوا،فو الله ما رأيته قطّ جالسا عندي إلاّ خفت مقامه و عيبه لي،قالوا:ابعث إليه علي حال،قال:إن بعثت إليه لأنصفنه منكم، فقال عمرو بن العاص:أ تخشي أن يأتي باطله علي حقنا أو يربي قوله علي قولنا؟

قال معاوية:أما إني إن بعثت إليه لآمرنّه أن يتكلم بلسانه كلّه،قالوا:مره بذلك،قال:أما إذ عصيتموني و بعثتم إليه و أبيتم إلاّ ذلك فلا تمرضوا له في القول،و اعلموا أنهم أهل بيت لا يعيبهم العائب،و لا يلصق بهم العار و لكن اقذفوه بحجرة تقولون له:إنّ أباك قتل عثمان و كره خلافة الخلفاء من قبله.

فبعث إليه معاوية فجاءه رسوله فقال:إنّ أمير المؤمنين يدعوك قال:من عنده؟فسمّاهم له، فقال الحسن:ما لهم؟خرّ عليهم السقف من فوقهم و أتاهم العذاب من حيث لا يشعرون،ثم قال:يا جارية ابغيني ثيابي،اللهم إنّي أعوذ بك من شرورهم،و أدرأ بك كيدهم في نحورهم،و استعين بك عليهم فاكفنيهم كيف شئت و أنّي شئت بحول منك و قوة يا أرحم الراحمين،ثم قام،فلمّا دخل علي معاوية أعظمه و أكرمه و أجلسه إلي جانبه ثم ذكر الحديث و ما جري بين الحسن و بين القوم الفاسقين،و ما قالوا له و ما ردّد عليهم إلي أن قال:و أما أنت يا وليد فو الله ما ألومك علي بغض علي و قد جلدك ثمانين في الخمر،و قتل أباك بين يدي رسول الله صلّي اللّه عليه و آله صبرا،و أنت الذي سمّاه الله الفاسق و سمّي عليا المؤمن حيث تفاخرتما فقلت له:اسكت يا علي فأنا أشجع منك جنانا و أطول منك لسانا،فقال لك علي:اسكت يا وليد فأنا مؤمن و أنت فاسق،فأنزل الله تعالي في موافقة قوله

ص: 131


1- شرح نهج البلاغة:80/4.

أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (1) (2) ثم أنزل فيك علي موافقة قوله أيضا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا (3) (4) ويحك يا وليد،مهما نسيت فلا تنس قول الشاعر فيك و فيه شعرا:

أنزل الله و الكتاب العزيز في عليّ و في الوليد قرانا

فتبوّأ الوليد إذ ذاك فسقا و علي مبوّأ إيمانا

ليس من كان مؤمنا عمرك الله كمن كان فاسقا خوّانا

سوف يدعي الوليد بعد قليل و علي إلي الحساب عيانا

فعليّ يجزي بذاك جنانا و وليد يجزي بذاك هوانا

ربّ جدّ لعقبة بن أبان لابس في بلادنا تبانا

و ما أنت و قريش؟و إنما أنت علج من أهل صفورية،و أقسم بالله لأنت أكبر في الميلاد و أسنّ ممن تدعي إليه. (5)

السادس: أبو نعيم الأصفهاني قال:قوله تعالي أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (6) (7)بإسناده إلي حبيب قال:نزلت هذه الآية في علي عليه السّلام و الوليد بن عقبة. (8)

السابع: أبو نعيم أيضا بإسناده إلي سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه قال:قال الوليد ابن عقبة لعلي بن أبي طالب عليه السّلام:أنا أحدّ منك سنانا و أبسط منك بنانا و أملأ للكتيبة منك،فقال له علي عليه السّلام:اسكت فإنما أنت فاسق،فنزلت أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (9) قال:يعني بالمؤمن علي بن أبي طالب عليه السّلام،و بالفاسق الوليد بن عقبة. (10)

الثامن: الثعلبي في تفسير قوله تعالي أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (11) قال الثعلبي:

نزلت في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام و الوليد بن عقبة بن أبي معيط أخي عثمان لأمه، و ذلك أنه كان بينهما تنازع و كلام في شيء،فقال الوليد لعلي عليه السّلام:اسكت فإنك صبيّ و أنا و الله أبسط منك لسانا و أحدّ منك سنانا و أشجع منك جنانا و أملأ منك حشوا في الكتيبة.

فقال له علي عليه السّلام:اسكت فإنك فاسق،فأنزل الله تبارك و تعالي أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (12) . (13)

ص: 132


1- سوره 32 - آيه 18
2- السجدة:18.
3- سوره 49 - آيه 6
4- الحجرات:6.
5- شرح نهج البلاغة:285/6.
6- سوره 32 - آيه 18
7- السجدة:18.
8- بحار الأنوار 338/31 ح 5.
9- سوره 32 - آيه 18
10- بحار الأنوار 337/31 ح 3.
11- سوره 32 - آيه 18
12- سوره 32 - آيه 18
13- اسباب النزول للواحدي:200 عن الثعلبي.

الباب السادس و الثمانون

في قوله تعالي أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (1) (2)

من طريق الخاصة و فيه سبعة أحاديث الأول: الشيخ الطوسي في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا الحسن بن علي بن زكريا العاصمي قال:حدّثنا أحمد بن عبيد الله العدلي قال:حدّثنا الربيع بن يسار قال:

حدّثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلي أبي ذرّ في حديث أمير المؤمنين عليه السّلام علي أهل الشوري يذكر فضائله و ما جاء فيه علي لسان رسول الله صلّي اللّه عليه و آله،و هم يسلّمون له ما ذكره و أنه مختص بالفضائل دونهم-إلي أن قال علي عليه السّلام:فهل فيكم أحد أنزل الله تعالي فيه أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (3) إلي آخر ما اقتص الله تعالي من خبر المؤمنين غيري،قالوا:اللهم لا. (4)

الثاني: علي بن إبراهيم في تفسيره قال في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (5) (6)و ذلك أن علي بن أبي طالب و الوليد بن عقبة بن أبي معيط تشاجرا فقال الفاسق الوليد بن عقبة بن أبي معيط:أنا و الله أبسط منك لسانا و أحدّ منك سنانا و أمثل منك جثوا في الكتيبة قال علي عليه السّلام اسكت فإنما أنت فاسق فأنزل الله أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنّاتُ الْمَأْوي نُزُلاً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (7) (8)فهو علي بن أبي طالب وَ أَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النّارُ كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها وَ قِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذابَ النّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (9) (10). (11)

الثالث: محمد بن العباس قال:حدّثنا إبراهيم بن عبد الله عن الحجاج بن سهل عن حماد بن سلمة عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال:إنّ الوليد بن عقبة بن أبي معيط قال لعلي عليه السّلام:

أنا أبسط منك لسانا،و أحدّ منك سنانا و أملي منك حشوا للكتيبة،فقال له علي عليه السّلام:أمسك يا فاسق،فأنزل الله جل اسمه أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (12) إلي قوله تُكَذِّبُونَ (13) (14).

ص: 133


1- سوره 32 - آيه 18
2- السجدة:18.
3- سوره 32 - آيه 18
4- أمالي الطوسي /551مجلس /20ح 4.
5- سوره 32 - آيه 18
6- السجدة:18.
7- سوره 32 - آيه 18
8- السجدة 18-19.
9- سوره 32 - آيه 20
10- السجدة:20.
11- تفسير القمي 170/2.
12- سوره 32 - آيه 18
13- سوره 32 - آيه 20
14- بحار الأنوار 382/23 ح 77.

الرابع: محمد بن العباس قال:حدّثنا علي بن عبد الله بن أسد عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن عمر بن حماد عن أبيه عن فضيل عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله عز و جل أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (1) قال:نزلت في رجلين أحدهما من أصحاب رسول الله صلّي اللّه عليه و آله و هو مؤمن و الآخر فاسق فقال الفاسق للمؤمن:أنا و الله أحدّ منك سنانا و أبسط منك لسانا، و املأ منك حشوا في الكتيبة،فقال المؤمن للفاسق:أسكت يا فاسق فأنزل اللّه عز و جل أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (2) ثم بيّن حال المؤمن فقال أما اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنّاتُ الْمَأْوي نُزُلاً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (3) ثم بيّن حال الفاسق فقال عز و جل وَ أَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النّارُ كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها وَ قِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذابَ النّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (4) (5).

الخامس: ذكر أبو مخنف رحمه الله أنه جري عند معاوية بين الحسن بن علي عليه السّلام و بين الفاسق الوليد بن عقبة كلام،فقال الحسن عليه السّلام:لا ألومك أن تسبّ عليا عليه السّلام و قد جلدك في الخمر ثمانين سوطا،و قتل أباك صبرا مع رسول الله صلّي اللّه عليه و آله في يوم بدر،و قد سمّاه الله عز و جل في غير آية مؤمنا و سمّاك فاسقا. (6)

السادس: الطبرسي في الاحتجاج في حديث ذكر فيه ما جري بين الحسن بن علي عليه السّلام و بين جماعة من أصحاب معاوية بمحضر معاوية فقال الحسن عليه السّلام:و أما أنت يا وليد بن عقبة فو الله ما ألومك أن تبغض عليا و قد جلدك في الخمر ثمانين،و قتل أباك صبرا بيده يوم بدر أم كيف تسبّه و قد سمّاه الله مؤمنا في عشر آيات من القرآن و سمّاك فاسقا و هو قول الله عز و جل أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (7) (8)و قوله إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلي ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ (9) (10)و ما أنت و ذكر قريش و إنما أنت ابن علج من أهل صفورية يقال له ذكوان،و أما زعمك أنّا قتلنا عثمان فو الله ما استطاع طلحة و الزبير و عائشة أن يقولوا ذلك علي علي بن أبي طالب،فكيف تقوله أنت؟و لو سألت أمّك من أبوك إذ تركت ذكوان فألصقتك بعقبة بن أبي معيط اكتسبت بذلك عند نفسها سناء و رفعة مع ما أعدّ الله لك و لأبيك و لأمك من العار و الخزي في الدنيا و الآخرة و ما الله بظلام للعبيد؟ثم أنت يا وليد و الله أكبر في الميلاد ممن تدعي له،فكيف تسبّ عليا؟و لو اشتغلت بنفسك لتثبت نسبك إلي أبيك لا الي من تدعي له،و لقد قالت لك أمك:

ص: 134


1- سوره 32 - آيه 18
2- سوره 32 - آيه 18
3- سوره 32 - آيه 19
4- سوره 32 - آيه 20
5- بحار الأنوار 383/23 ح 78.
6- بحار الأنوار 383/23 ح 79.
7- سوره 32 - آيه 18
8- السجدة:18.
9- سوره 49 - آيه 6
10- الحجرات:6.

يا بني أبوك الأم و أخبث من عقبة. (1)

السابع: ابن شهرآشوب أورده في كتابه من طريق الخاصة و العامة عن الكلبي عن أبي صالح و عن أبي لهيعة عن عمر بن دينار عن أبي العالية عن عكرمة عن أبي عبيدة عن يونس عن عمر و عن مجاهد كلهم عن ابن عباس،و قد روي صاحب الأغاني و صاحب كتاب التراجم عن ابن جبير و ابن عباس و قتادة،و روي عن الباقر عليه السّلام و اللفظ له أنه قال الوليد بن عقبة لعلي عليه السّلام:أنا أحدّ منك سنانا و أبسط لسانا و أملأ حشوا للكتيبة،فقال أمير المؤمنين عليه السّلام:ليس كما قلت يا فاسق،و في روايات كثيرة:اسكت فإنما أنت فاسق فنزلت الآيات أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً (2) علي بن أبي طالب كَمَنْ كانَ فاسِقاً (3) الوليد لا يَسْتَوُونَ أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ (4) الآية أنزلت في علي وَ أَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا (5) أنزلت في الوليد،فأنشأ حسان:

أنزل الله و الكتاب عزيز في عليّ و في الوليد قرنا

فتبوّأ الوليد من ذاك فسقا و علي مبوّأ إيمانا

ليس من كان مؤمنا عرف الله كمن كان فاسقا خوّانا

سوف يجزي الوليد خزيا و نارا و علي لا شك يجزي جنانا (6)

ص: 135


1- الاحتجاج 412/1.
2- سوره 32 - آيه 18
3- سوره 32 - آيه 18
4- سوره 32 - آيه 18
5- سوره 32 - آيه 20
6- مناقب آل أبي طالب 294/1.

الباب السابع و الثمانون

في قوله تعالي سَلامٌ عَلي إِلْ ياسِينَ (1) . (2)

من طريق العامة و فيه حديث واحد أبو نعيم الأصفهاني بإسناده عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالي سَلامٌ عَلي إِلْ ياسِينَ (3) قال:آل يس آل محمد صلّي اللّه عليه و آله.

الباب الثامن و الثمانون

في قوله تعالي سَلامٌ عَلي إِلْ ياسِينَ (4)

من طريق الخاصة و فيه خمسة عشر حديثا الأول: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال:حدّثنا أبو أحمد عبد العزيز بن يحيي عن أحمد بن عيسي الجلودي البصري،قال:حدّثنا محمد بن سهل،قال:حدّثنا الخضر بن أبي فاطمة البلخي،قال:حدّثنا وهيب بن نافع،قال:حدّثنا كادح عن الصادق جعفر بن محمد عن آبائه عن علي عليه السّلام في قوله عز و جل سَلامٌ عَلي إِلْ ياسِينَ (5) قال:يس محمد صلّي اللّه عليه و آله و نحن آل يس. (6)

الثاني: ابن بابويه عن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب،قال:حدّثنا أبو محمد عبد الله بن يحيي بن عبد الباقي،قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا علي بن الحسن بن عبد الغني المعافي قال:حدّثنا عبد الرزاق عن مندل عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله عز و جل سَلامٌ عَلي إِلْ ياسِينَ (7) قال:السلام من رب العالمين علي محمد و آله عليه و عليهم و السلام لمن تولاهم في القيامة. (8)

الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال:حدّثنا أبو أحمد عبد العزيز بن يحيي بن أحمد بن عيسي الجلودي البصري قال:حدّثني الحسين بن معاذ قال:

ص: 136


1- سوره 37 - آيه 130
2- الصافات:130.
3- سوره 37 - آيه 130
4- سوره 37 - آيه 130
5- سوره 37 - آيه 130
6- أمالي الصدوق /558مجلس /72ح 1.
7- سوره 37 - آيه 130
8- معاني الأخبار:/122ح 1.

حدّثنا سليمان بن داود قال:حدّثنا الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي مالك في قوله عز و جل سَلامٌ عَلي إِلْ ياسِينَ (1) قال:يس اسم لمحمد صلّي اللّه عليه و آله. (2)

الرابع: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رحمه الله قال:حدّثنا عبد الله بن القاسم بن الحسن المؤدّب عن أحمد بن علي الأصبهاني عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال:أخبرني أحمد بن أبي عمر النهدي قال:حدّثني أبي عن محمد بن مروان عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله عز و جل سَلامٌ عَلي إِلْ ياسِينَ (3) قال:علي آل محمد صلّي اللّه عليه و آله. (4)

الخامس: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال:

حدّثنا عبد العزيز بن يحيي الجلودي،قال:حدّثني محمد بن سهل قال:حدّثنا إبراهيم بن معمر قال:حدّثنا عبد الله بن زاهر الأحمري قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا الأعمش عن يحيي بن وثاب عن أبي عبد الرحمن السلمي أن عمر بن الخطاب كان يقرأ سَلامٌ عَلي إِلْ ياسِينَ (5) قال أبو عبد الرحمن:إل يس آل محمد صلّي اللّه عليه و آله. (6)

السادس: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن الحسين ابن شاذويه المؤدب و جعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنه قالا:حدّثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن الريان بن الصلت في حديث مجلس الرضا عليه السّلام مع المأمون و العلماء و قال فيه:قال الرضا عليه السّلام في الآيات الدالة علي الاصطفاء:و أما الآية السابعة فقوله تبارك و تعالي إِنَّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَي النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً (7) (8)و قد علم المعاندون منهم أنه لما نزلت هذه الآية قيل:يا رسول الله قد عرفنا التسليم عليك،فكيف الصلاة عليك؟فقال:«تقولون اللهم صلّ علي محمد و آل محمد كما صليت علي إبراهيم و آل إبراهيم إنك حميد مجيد»فهل بينكم معاشر الناس في هذا خلاف؟فقالوا:لا،فقال المأمون:هذا ما لا خلاف فيه أصلا و عليه إجماع الأمة،فهل عندك في الآل شيء أوضح من هذا في القرآن،قال أبو الحسن عليه السّلام:نعم،أخبروني عن قول الله عز و جل يس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ، إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ، عَلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (9) ،فمن عني بقوله: يس (10) ؟ قالت العلماء: يس (11) محمد صلّي اللّه عليه و آله لم يشك فيه أحد،قال أبو الحسن:إنّ الله أعطي محمدا و آل محمد من ذلك فضلا لا يبلغ أحد كنه وصفه إلاّ من عقله،و ذلك لأن الله لم يسلّم علي أحد إلاّ علي الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين فقال تبارك و تعالي سَلامٌ عَلي نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ (12) (13)سَلامٌ (14)

ص: 137


1- سوره 37 - آيه 130
2- معاني الأخبار /122ح 3.
3- سوره 37 - آيه 130
4- معاني الأخبار /122ح 4.
5- سوره 37 - آيه 130
6- معاني الأخبار /123ح 5.
7- سوره 33 - آيه 56
8- الاحزاب:56.
9- سوره 36 - آيه 1
10- سوره 36 - آيه 1
11- سوره 36 - آيه 1
12- سوره 37 - آيه 79
13- الصّافات:79.
14- سوره 37 - آيه 109

عَلي إِبْراهِيمَ (1) (2) سَلامٌ عَلي مُوسي وَ هارُونَ (3) (4) و لم يقل سلام علي آل نوح و لا علي آل موسي و لا علي آل إبراهيم فقال: سَلامٌ عَلي إِلْ ياسِينَ (5) يعني آل محمد صلّي اللّه عليه و آله. (6)

السابع: محمد بن العباس رحمه الله قال:حدّثنا محمد بن القاسم عن حسين بن حكم عن حسين بن نصر بن مزاحم عن أبيه عن أبان عن ابن أبي عياش عن سليم بن قيس عن علي عليه السّلام قال:

إنّ رسول الله صلّي اللّه عليه و آله اسمه يس و نحن الذين قال سَلامٌ عَلي إِلْ ياسِينَ (7) (8). (9)

الثامن: محمد بن العباس قال:حدّثنا محمد بن سهل العطار عن الخضر بن فاطمة البجلي عن وهيب بن نافع عن كادح عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن علي عليه السّلام في قوله عز و جل سَلامٌ عَلي إِلْ ياسِينَ (10) قال:يس محمد و نحن آل محمد. (11)

التاسع: محمد بن العباس عن محمد بن سهل عن إبراهيم بن داهر عن الأعمش عن يحيي بن و ثاب عن أبي عبد الرحمن الأسلمي عن عمر بن الخطاب أنه كان يقرأ سَلامٌ عَلي إِلْ ياسِينَ (12) قال:

علي آل محمد صلّي اللّه عليه و آله. (13)

العاشر: محمد بن العباس قال:حدّثنا محمد بن الحسين الخثعمي عن عبادة بن يعقوب عن موسي بن عثمان عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس في قوله عز و جل سَلامٌ عَلي إِلْ ياسِينَ (14) قال:نحن هم آل محمد صلّي اللّه عليه و آله. (15)

الحادي عشر: محمد بن العباس قال:حدّثنا علي بن عبد الله بن أسد عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن زريق بن مرزوق البجلي عن داود بن عليّة عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله عز و جل سَلامٌ عَلي إِلْ ياسِينَ (16) (17)قال:أي علي آل محمد صلّي اللّه عليه و آله. (18)

الثاني عشر: الطبرسي في الاحتجاج عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:قوله سَلامٌ عَلي إِلْ ياسِينَ (19) إن الله سمّي النبي صلّي اللّه عليه و آله بهذا الاسم قال يس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (20) (21)لعلمه بأنه يسقطون قوله سلام علي آل محمد كما أسقطوا غيره. (22)

الثالث عشر: باب معني آل محمد صلي الله عليهم،ابن بابويه عن أبيه قال:حدّثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسن عن جعفر بن بشير عن الحسين بن أبي العلاء عن عبد الله بن ميسرة قال:

ص: 138


1- سوره 37 - آيه 109
2- الصّافات:109.
3- سوره 37 - آيه 120
4- الصّافات:120.
5- سوره 37 - آيه 130
6- أمالي الصدوق /622مجلس /79ح 1.
7- سوره 37 - آيه 130
8- الصّافات:130.
9- بحار الأنوار:/168/23ح 2.
10- سوره 37 - آيه 130
11- بحار الأنوار:/169/23ذيل الحديث السابع.
12- سوره 37 - آيه 130
13- بحار الأنوار:/170/23ذيل الحديث 11.
14- سوره 37 - آيه 130
15- بحار الأنوار:/168/23ح 3.
16- سوره 37 - آيه 130
17- الصافات:130.
18- بحار الأنوار:/168/23ح 4.
19- سوره 37 - آيه 130
20- سوره 36 - آيه 1
21- يس:1،2،3.
22- الاحتجاج:377.

قلت لأبي عبد الله عليه السّلام:إنّا نقول:اللهم صلي علي محمد و أهل بيته،فيقول قوم:نحن آل محمد فقال:«إنّما آل محمد من حرّم الله عز و جل علي محمد صلّي اللّه عليه و آله نكاحه» (1).

الرابع عشر: قال:حدّثنا محمد بن الحسن قال:حدّثنا محمد بن يحيي العطار عن محمد بن أحمد عن إبراهيم بن إسحاق عن محمد بن سليمان الدّيلمي عن أبيه قال:قلت لأبي عبد الله عليه السّلام:

جعلت فداك،من الآل؟قال:ذرية محمد صلّي اللّه عليه و آله،قلت:فمن الآل؟قال:الأئمة عليهم السلام،فقلت:

قوله عز و جل أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ (2) (3)قال:و الله عني أهل بيته. (4)

الخامس عشر: قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا سعد بن عبد الله قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال:قلت لأبي عبد الله عليه السّلام،من آل محمد صلّي اللّه عليه و آله،قال:ذريته فقلت:من أهل بيته؟قال:الأئمة الأوصياء،فقلت:من عترته؟قال أصحاب العباء،فقلت:من أمته؟قال:المؤمنون الذين صدقوا بما جاء به من عند الله عز و جل،المتمسكون بالثقلين اللذين أمروا بالتمسك بهما،كتاب الله و عترته أهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا،و هما الخليفتان علي الأمة بعده عليه السّلام. (5)

ص: 139


1- معاني الأخبار /93ح 1.
2- سوره 40 - آيه 46
3- غافر:46.
4- معاني الأخبار /94ح 2،و فيه:و اللّه ما عني إلاّ ابنته.
5- معاني الأخبار /94ح 3.

الباب التاسع و الثمانون

في قوله تعالي فَإِمّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (1)

إلي قوله تعالي فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (2) . (3)

و فيه آيات من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث الأول: ابن المغازلي الفقيه الشافعي في كتاب المناقب في تفسير قوله تعالي فَإِمّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (4) قال:أخبرنا الحسن بن أحمد بن موسي الغندجاني قال:حدّثنا هلال بن محمد الحفار قال:حدّثنا إسماعيل بن علي قال:حدّثنا علي بن موسي الرضا قال:حدّثنا أبي موسي بن جعفر قال:حدّثنا أبي جعفر قال:حدّثنا أبي محمد بن علي الباقر عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال:قال رسول الله صلّي اللّه عليه و آله و إني لأدناهم في حجة الوداع بمني حين قال:لألفينّكم ترجعون بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض،و أيم الله لئن فعلتموها لتعرفنّي في الكتيبة التي تضاربكم،ثم التفت إلي خلفه فقال:أو عليّ ثلاثا،فرأينا أنّ جبرائيل غمزه و أنزل الله علي أثر ذلك: فَإِمّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (5) بعلي بن أبي طالب أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْناهُمْ فَإِنّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ (6) ثم نزلت قُلْ رَبِّ إِمّا تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظّالِمِينَ (7) (8)ثم نزلت فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ (9) من أمر علي، إِنَّكَ عَلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (10) و إنّ عليا لعلم للساعة،إنّه لذكر وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ (11) عن علي بن أبي طالب عليه السّلام. (12)

الثاني: أبو نعيم الأصفهاني بإسناده عن زرّ بن حبيش عن حذيفة رضي الله عنه:بعلي بن أبي طالب عليه السّلام (13).

الثالث: من فضائل السمعاني يرفعه إلي ابن عباس قال:لما نزلت علي رسول الله صلّي اللّه عليه و آله فَإِمّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (14) قال:بعلي بن أبي طالب عليه السّلام. (15)

ص: 140


1- سوره 43 - آيه 41
2- سوره 43 - آيه 43
3- الزخرف:41-43.
4- سوره 43 - آيه 41
5- سوره 43 - آيه 41
6- سوره 43 - آيه 42
7- سوره 23 - آيه 93
8- المؤمنون:93،94.
9- سوره 43 - آيه 43
10- سوره 43 - آيه 43
11- سوره 43 - آيه 44
12- مناقب ابن المغازلي:274 ح 321،و فرائد السمطين:338/1 ح 261،و الأمالي للطوسي:363 ح 76.
13- بحار الأنوار 23/32 ح 6.
14- سوره 43 - آيه 41
15- بحار الأنوار 283/29 ح 232،و المصدر السابق أيضا.

الباب التسعون

في قوله تعالي فَإِمّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (1)

إلي قوله تعالي فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (2)

من طريق الخاصة و فيه اثنا عشر حديثا الأول: علي بن إبراهيم في تفسيره قال:حدّثني أبي عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن يحيي بن سعيد عن أبي عبد الله عليه السّلام قال:فإمّا نذهبنّ بك يا محمد من مكة إلي المدينة فانّا رادّوك إليها و منتقمون منهم بعلي بن أبي طالب. (3)

الثاني: محمد بن العباس عن محمد بن عثمان عن أبي شيبة عن يحيي بن حسن بن فرات عن مصبّح بن هلقام العجلي عن أبي مريم عن المنهال بن عمرو عن زرين بن حبيش عن حذيفة بن اليمان قال:قوله تعالي فَإِمّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (4) (5)يعني بعلي بن أبي طالب عليه السّلام.

الثالث: محمد بن العباس قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن موسي النوفلي عن عيسي بن مهران عن يحيي بن حسين بن فرات بإسناده إلي حرب بن الأسود الديلمي عن عمه أنه قال:إنّ النبي صلّي اللّه عليه و آله لمّا نزلت فَإِمّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (6) أي بعلي،كذلك حدّثني جبرئيل.

الرابع: محمد بن العباس قال:حدّثنا عبد العزيز بن يحيي عن المغيرة بن محمد عن عبد الغفار ابن محمد عن منصور بن أبي الأسود عن زياد بن المنذر عن عديّ بن ثابت قال:سمعت ابن عباس يقول:ما حسدت قريش عليا عليه السّلام بشيء مما سبق له أشدّ مما وجدت يوما و نحن عند رسول الله صلّي اللّه عليه و آله فقال:كيف أنتم يا معشر قريش لو كفرتم بعدي و رأيتموني في كتيبة اضرب وجوهكم بالسيف،فهبط جبرائيل عليه السّلام فقال:قل:إن شاء الله أو علي فقال:إن شاء اللّه أو علي. (7)

الخامس: محمد بن العباس قال:حدّثنا الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسي عن يونس بن عبد الرحمن بن سالم عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السّلام في قول الله عز و جل فَإِمّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (8) قال:الله انتقم بعلي يوم البصرة،و هو الذي وعد الله رسوله. (9)

ص: 141


1- سوره 43 - آيه 41
2- سوره 43 - آيه 43
3- تفسير القمي:284/2.
4- سوره 43 - آيه 41
5- الزخرف:41.
6- سوره 43 - آيه 41
7- بحار الأنوار:/313/32ح 279.
8- سوره 43 - آيه 41
9- بحار الأنوار:/313/32ح 280.

السادس: محمد بن العباس قال:حدّثنا علي بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد بن علي بن هلال عن محمد بن الربيع قال:قرأت علي يوسف الأزرق حتي انتهيت في الزخرف فَإِمّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (1) قال:يا محمد أمسك فأمسكت،فقال يوسف:قرأت علي الأعمش فلمّا انتهيت إلي هذه الآية قال:يا يوسف أ تدري فيمن أنزلت؟قلت:الله أعلم،قال:نزلت في علي بن أبي طالب فَإِمّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنّا مِنْهُمْ (2) بعلي مُنْتَقِمُونَ (3) محيت و الله من القرآن،و اختلست و الله من القرآن. (4)

السابع: الشيخ الطوسي في أماليه بإسناده عن محمد بن علي عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال:إني لأدناهم من رسول الله صلّي اللّه عليه و آله في حجة الوداع بمني فقال:لأعرفنّكم ترجعون بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض،و أيم الله لئن فعلتموها لتعرفوني في الكتيبة التي تضاربكم ثم التفت إلي خلفه فقال:أو عليّ أو عليّ ثلاثا،فرأينا أنّ جبرائيل عليه السّلام غمزه فأنزل الله عز و جل فَإِمّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (5) بعلي أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْناهُمْ فَإِنّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ (6) ثم نزلت قُلْ رَبِّ إِمّا تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظّالِمِينَ (7) (8)إِنّا عَلي أَنْ نُرِيَكَ ما نَعِدُهُمْ لَقادِرُونَ اِدْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (9) (10).

ثم نزلت فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ (11) من أمر علي بن أبي طالب عليه السّلام إِنَّكَ عَلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (12) و إنّ عليا لعلم للساعة و لك و لقومك وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ (13) عن محبة علي بن أبي طالب عليه السّلام. (14)

الثامن: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيي عن محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب،عن خالد بن ماد عن محمد بن الفضيل،عن الثمالي،عن أبي جعفر عليه السّلام قال:أوحي الله إلي نبيّه صلّي اللّه عليه و آله فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (15) إنك علي ولاية علي،و علي هو الصراط المستقيم. (16)

التاسع: محمد بن الحسن الصفار في بصار الدرجات عن محمد بن الحسين عن النضر بن سويد عن خالد بن ماد و محمد بن الفضيل عن الثمالي عن أبي جعفر عليه السّلام مثل الحديث السابق. (17)

العاشر: علي بن إبراهيم في تفسيره قال:حدّثنا جعفر بن أحمد قال:حدّثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السّلام قال:

ص: 142


1- سوره 43 - آيه 41
2- سوره 43 - آيه 41
3- سوره 43 - آيه 41
4- بحار الأنوار:/313/32ح 281.
5- سوره 43 - آيه 41
6- سوره 43 - آيه 42
7- سوره 23 - آيه 93
8- المؤمنون:93،94.
9- سوره 23 - آيه 95
10- المؤمنون:95،96.
11- سوره 43 - آيه 43
12- سوره 43 - آيه 43
13- سوره 43 - آيه 44
14- أمالي الطوسي /363مجلس /13ح 11.
15- سوره 43 - آيه 43
16- أصول الكافي:/416/1ح 24.
17- بصائر الدرجات /91ح 7.

نزلت هاتان الآيتان هكذا قول الله حق إذا جاءنا يعني فلانا و فلانا يقول أحدهما لصاحبه حين يراه:

يا ليت بيني و بينك بعد المشرقين فبئس القرين.

فقال الله لنبيه:قل لفلان و فلان و أتباعهما:لن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم آل محمد حقهم،إنكم في العذاب مشتركون ثم قال الله لنبيّه أَ فَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَ مَنْ كانَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ فَإِمّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (1) (2)يعني من فلان و فلان و أتباعهما ثم أوحي الله إلي نبيه فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ (3) في علي إِنَّكَ عَلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (4) (5)يعني إنك علي ولاية علي،و هو علي الصراط المستقيم. (6)

الحادي عشر: محمد بن العباس قال:حدّثنا علي بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد عن علي بن هلال عن الحسن بن وهب عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه السّلام في قول الله عز و جل فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ (7) قال في علي بن أبي طالب عليه السّلام. (8)

الثاني عشر: محمد بن العباس قال روي علي بن عبد الله عن إبراهيم محمد عن علي بن هلال عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه السّلام في قول الله عز و جل فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ (9) فقال:

في علي بن أبي طالب عليه السّلام. (10)

ص: 143


1- سوره 43 - آيه 40
2- الزخرف:40،41.
3- سوره 43 - آيه 43
4- سوره 43 - آيه 43
5- الزخرف:43.
6- تفسير القمي:286/2.
7- سوره 43 - آيه 43
8- بحار الأنوار 24/24 ح 56.
9- سوره 43 - آيه 43
10- بحار الأنوار 154/32،البرهان 145/4.

الباب الحادي و التسعون

في قوله تعالي وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ (1)

من طريق العامة و فيه حديث واحد ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا الحسن بن أحمد بن موسي الفندجاني قال:حدّثنا هلال بن محمد الحفّار قال:حدّثنا إسماعيل بن علي قال:حدّثنا علي بن موسي الرضا قال:حدّثنا أبي موسي بن جعفر قال:حدّثنا أبي جعفر قال:حدّثنا أبي محمد بن علي الباقر عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال:قال رسول الله في حجة الوداع،و ذكر حديثا تقدّم في الباب التاسع و الثمانين و في آخره:ثم نزلت فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ (2) من أمر علي إِنَّكَ عَلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (3) (4)و انّ عليا لعلم للساعة وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ (5) عن علي بن أبي طالب. (6)

الباب الثاني و التسعون

في قوله تعالي وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ (7) (8)

من طريق الخاصة و فيه أربعة عشر حديثا الأول: محمد بن خالد البرقي عن الحسين بن يوسف عن أبيه عن ابني القاسم عن أبي عبد الله عليه السّلام في قوله عز و جل وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ (9) قال:قوله:و لقومك يعني عليا أمير المؤمنين،و سوف تسألون عن ولايته. (10)

الثاني: علي بن إبراهيم في تفسيره قال:حدّثنا محمد بن جعفر قال:حدّثنا يحيي بن زكريا عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السّلام قال قلت له قوله وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ (11) فقال:الذكر القرآن،و نحن و قومه و نحن مسئولون. (12)

الثالث: محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلي بن محمد عن الوشاء عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر عليه السّلام في قول الله عز و جل فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (13) (14)قال

ص: 144


1- سوره 43 - آيه 44
2- سوره 43 - آيه 43
3- سوره 43 - آيه 43
4- الزخرف:43.
5- سوره 43 - آيه 44
6- مناقب ابن المغازلي/177/ح 321.
7- سوره 43 - آيه 44
8- الزخرف:44.
9- سوره 43 - آيه 44
10- بحار الأنوار 187/23 ح 61.
11- سوره 43 - آيه 44
12- تفسير القمي:286/2.
13- سوره 21 - آيه 7
14- الأنبياء:7.

رسول الله صلّي اللّه عليه و آله:الذكر أنا،و الأئمة عليهم السلام أهل الذكر،و قوله عز و جل وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ (1) قال أبو جعفر عليه السّلام:نحن قومه و نحن المسئولون. (2)

الرابع: ابن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلّي بن محمد عن محمد بن أورمة عن علي بن حسان عن عمه عبد الرحمن بن كثير قال:قلت لأبي عبد الله عليه السّلام: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (3) (4)قال:الذكر محمد صلّي اللّه عليه و آله،و نحن أهله المسئولون،قال:قلت:قوله وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ (5) قال:إيّانا عني،و نحن أهل الذكر و نحن المسئولون. (6)

الخامس: ابن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النّضر بن سويد عن عاصم بن حميد عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السّلام في قوله وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ (7) (8)فرسول الله الذكر،و أهل بيته عليهم السلام المسئولون و هم أهل الذكر (9).

السادس: ابن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حمّاد عن ربعي عن الفضيل عن أبي عبد الله عليه السّلام في قول الله تبارك و تعالي وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ (10) قال:الذكر القرآن،و نحن قومه و نحن المسئولون. (11)

السابع: محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسي عن ربعي عن الفضيل عن أبي عبد الله عليه السّلام مثله. (12)

الثامن: ابن يعقوب عن محمد بن الحسن و غيره عن سهل عن محمد بن عيسي و محمد بن يحيي و محمد بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر و عبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبي الدّيلم عن أبي عبد الله عليه السّلام قال:قال جلّ ذكره فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (13) (14)قال:الكتاب الذكر،و أهله آل محمد صلّي اللّه عليه و آله،و أمر الله عز و جل بسؤالهم و لم يأمر بسؤال الجهّال،و سمّي الله عز و جل القرآن ذكرا فقال تبارك و تعالي وَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (15) (16)و قال عز و جل: وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ (17) . (18)

التاسع: محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن معروف عن حماد بن عيسي عن عمر بن يزيد

ص: 145


1- سوره 43 - آيه 44
2- الكافي 210/1 ح 1.
3- سوره 16 - آيه 43
4- النحل:43.
5- سوره 43 - آيه 44
6- الكافي 210/1 ح 2.
7- سوره 43 - آيه 44
8- الزخرف:43.
9- الكافي 211/1 ح 4.
10- سوره 43 - آيه 44
11- الكافي 211/1 ح 5.
12- بصائر الدرجات 13/40.
13- سوره 16 - آيه 43
14- الأنبياء:7 أو النحل:43.
15- سوره 16 - آيه 44
16- النحل:44.
17- سوره 43 - آيه 44
18- الكافي 295/1 ح 3.

قال:قال أبو جعفر عليه السّلام: وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ (1) قال رسول الله صلّي اللّه عليه و آله:أهل بيته أهل الذكر و هم المسئولون. (2)

العاشر: الصفار عن يعقوب بن بزيد عن أبي عمير عن ابن أذينة عن بريد بن معاوية عن أبي جعفر عليه السّلام في قول الله تبارك و تعالي وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ (3) قال:إنما عنانا بها، نحن أهل الذكر و نحن المسئولون. (4)

الحادي عشر: محمد بن العباس قال:حدّثنا محمد بن القاسم عن حسين بن نصر عن أبيه عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس عن علي عليه السّلام قال:قوله عز و جل وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ (5) فنحن قومه و نحن المسئولون. (6)

الثاني عشر: محمد بن العباس قال:حدّثنا عبد العزيز بن يحيي عن محمد بن عبد الرحمن و سلام عن أحمد بن عبد الله عن أبيه عن زرارة قال:قلت لأبي جعفر عليه السّلام:قوله عز و جل وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ (7) قال:إيّانا عني،و نحن أهل الذكر و نحن المسئولون. (8)

الثالث عشر: محمد بن العباس قال:حدّثنا الحسين بن عامر عن محمد بن الحسين عن ابن فضال عن أبي جميلة عن محمد الحلبي قال:قوله عز و جل وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ (9) فرسول الله صلّي اللّه عليه و آله الذكر،و أهل بيته صلوات الله عليهم أهل الذكر و هم المسئولون.

أمر الله الناس أن يسألوهم فهم ولاة الناس و أولاهم بهم،فليس يحل لأحد من الناس أن يأخذ هذا الحق الذي افترضه الله لهم (10).

الرابع عشر: محمد بن العباس قال:حدّثنا الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسي عن يوسف عن صفوان عن أبي عبد الله عليه السّلام قال:قلت له قوله عز و جل وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ (11) (12)من هم؟قال:نحن هم (13).

ص: 146


1- سوره 43 - آيه 44
2- بصائر الدرجات 5/37.
3- سوره 43 - آيه 44
4- بصائر الدرجات 8/38.
5- سوره 43 - آيه 44
6- بحار الأنوار 187/23 ح 58.
7- سوره 43 - آيه 44
8- تأويل الآيات:561/2 ح 24،و الكافي:210/1 ح 2 بسند مغاير.
9- سوره 43 - آيه 44
10- بحار الأنوار 187/23 ح 59.
11- سوره 43 - آيه 44
12- الزخرف:44.
13- بحار الأنوار 187/23 ح 60.

الباب الثالث و التسعون

في قوله تعالي وَ الْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ (1) (2)

من طريق العامة و فيه حديثان الأول: أبو نعيم الأصفهاني الحافظ بإسناده عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله وَ الْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ (3) يعني أبا جهل إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ (4) ذكر عليا عليه السّلام و سلمان. (5)

الثاني: أبو نعيم أيضا عن عمرو بن علي بن رفاعة قال:سمعت علي بن عبد الله بن عباس رضي الله عنه يقول وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ (6) علي بن أبي طالب عليه السّلام. (7)

الباب الرابع و التسعون

في قوله تعالي وَ الْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ (8) .

من طريق الخاصة و فيه ثلاثة أحاديث الأول: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن هارون الفامي و جعفر بن محمد بن مسرور و علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب رضي الله عنه قالوا:حدّثنا محمد بن عبد الله بن جعفر بن جامع الحميري قال:حدّثنا أبي عن محمد بن الحسين بن زياد الزيات عن محمد بن سنان عن المفضل ابن عمر قال:سألت الصادق جعفر بن محمد عليه السّلام عن قول الله عز و جل وَ الْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ (9) فقال عليه السّلام اَلْعَصْرِ (10) عصر خروج القائم عليه السّلام إنّ اَلْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ (11) يعني أعداءنا إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا (12) بآياتنا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ (13) يعني بمواساة الأخوان وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ (14) يعني بالإمامة وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ (15) يعني في الفترة. (16)

ص: 147


1- سوره 103 - آيه 1
2- العصر:1،2،3.
3- سوره 103 - آيه 1
4- سوره 103 - آيه 3
5- بحار الأنوار 166/32 ح 151.
6- سوره 103 - آيه 3
7- بحار الأنوار 166/32 ح 151.
8- سوره 103 - آيه 1
9- سوره 103 - آيه 1
10- سوره 103 - آيه 1
11- سوره 103 - آيه 2
12- سوره 103 - آيه 3
13- سوره 103 - آيه 3
14- سوره 103 - آيه 3
15- سوره 103 - آيه 3
16- كمال الدين /656ح 1.

الثاني: محمد بن العباس قال:حدّثنا محمد بن القاسم بن سلمة عن جعفر بن عبد الله المحمدي عن أبي صالح الحسن بن إسماعيل عن عمران بن عبد الله المشرقاني عن عبد الله بن عبيد عن محمد بن علي عن أبي عبد الله عليه السّلام في قوله عز و جل إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ (1) قال:استثني الله سبحانه أهل صفوته من خلقه حيث قال إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا (2) بولاية أمير المؤمنين علي عليه السّلام وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ (3) أي أدّوا الفرائض وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ (4) أي بالولاية وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ (5) أي وصّوا ذراريهم و من خلّفوا من بعدهم بها و بالصبر عليها. (6)

الثالث: علي بن إبراهيم قال:حدّثنا محمد بن جعفر قال:حدّثني يحيي بن زكريا عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السّلام في قوله تعالي إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ (7) فقال:استثني أهل صفوته من خلقه حيث قال إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا (8) يقول:آمنوا بولاية أمير المؤمنين عليه السّلام وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ (9) ذرياتهم و من خلفوا بالولاية،و تواصوا بها و صبروا عليها. (10)

ص: 148


1- سوره 103 - آيه 3
2- سوره 103 - آيه 2
3- سوره 103 - آيه 3
4- سوره 103 - آيه 3
5- سوره 103 - آيه 3
6- بحار الأنوار 215/24 ح 4.
7- سوره 103 - آيه 3
8- سوره 103 - آيه 2
9- سوره 103 - آيه 3
10- تفسير القمي:441/2.

الباب الخامس و التسعون

في قوله تعالي اَلسّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ (1) . (2)

من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث الأول: إبراهيم بن محمد الحمويني بإسناده المتصل إلي سليم بن قيس الهلالي في حديث طويل يذكر أمير المؤمنين عليه السّلام فضائله بمشهد جمع كثير من المهاجرين و الأنصار،و يناشدهم الإقرار بفضائله عليه السّلام التي يذكرها إلي أن قال عليه السّلام:فأنشدكم الله،أ تعلمون أنّ الله عز و جل فضّل في كتابه السابق علي المسبوق؟و في غير آية و إني لم يسبقني إلي الله عز و جل و إلي رسوله صلّي اللّه عليه و آله أحد من الأمة،قالوا:اللهم نعم،فأنشدكم الله أ تعلمون حيث نزلت وَ السّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ (3) وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (4) (5)سئل عنها رسول الله صلّي اللّه عليه و آله فقال:أنزلها الله تعالي ذكره في الأنبياء و أوصيائهم،فأنا أفضل أنبياء الله و رسله،و علي بن أبي طالب وصيّي أفضل الأوصياء،قالوا:اللهم نعم (6).

و الحديث طويل تقدّم بسنده في الباب الثامن و الخمسين (7)من المقصد الأول و هو حديث حسن.

الثاني: ابن شهرآشوب من طريق العامة حيث قال:الروايات في أنّ عليا أوّل الناس إسلاما فقد صنّفت فيه كتب،ثم روي عن مالك بن أنس عن أبي صالح عن ابن عباس قال وَ السّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ (8) نزلت في أمير المؤمنين عليه السّلام سبق الناس كلهم بالإيمان،و صلّي الي القبلتين،و بايع البيعتين بيعة بدر و بيعة الرضوان،و هاجر الهجرتين مع جعفر من مكة إلي الحبشة و من الحبشة إلي المدينة،قال ابن شهرآشوب:و روي عن جماعة من المفسرين أنها نزلت في علي (9).

الثالث: أبو نعيم الأصفهاني في قوله تعالي وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ (10) (11)ذكر عليا و سلمان. (12)

ص: 149


1- سوره 9 - آيه 100
2- التوبة:100.
3- سوره 9 - آيه 100
4- سوره 56 - آيه 10
5- الواقعة:10،11.
6- فرائد السمطين:312/1 باب 58 ح 250.
7- و هو الحديث الرابع.
8- سوره 9 - آيه 100
9- مناقب آل أبي طالب 290/1.
10- سوره 56 - آيه 10
11- الواقعة:10.
12- بحار الأنوار 166/32 ح 151.

الباب السادس و التسعون

في قوله تعالي وَ السّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ (1)

من طريق الخاصة و فيه ثلاثة أحاديث الأول: الشيخ في مجالسه بإسناده إلي الصادق عن أبيه عن جده علي بن الحسين عليهم السلام في خطبة الحسن عليه السّلام بعد صلحه لمعاوية،قال الحسن عليه السّلام في الخطبة،و ذكر فضائل أبيه عليه السّلام إلي أن قال عليه السّلام:ثم لم يزل رسول الله صلّي اللّه عليه و آله في كل موطن يقدّمه و لكل شديدة يرسله ثقة منه به و طمأنينة إليه لعلمه بنصيحته لله عز و جل و رسوله صلّي اللّه عليه و آله و إنه أقرب المقربين من اللّه و رسوله،و قد قال اللّه وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (2) فكان أبي سابق السابقين إلي الله عز و جل و إلي رسول الله صلّي اللّه عليه و آله،و أقرب الأقربين و قد قال الله تعالي لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَ قاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً (3) (4)فأبي كان أول المسلمين إسلاما،و أولهم إلي الله و إلي رسوله هجرة و لحوقا،و أولهم علي وجده و وسعة و نفقة.

قال سبحانه وَ الَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَ لِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَ لا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (5) (6)فالناس من جميع الأمم يستغفرون له لسبقه إياهم للإيمان صلّي اللّه عليه و آله بنبيّه،و ذلك أنه لم يسبقه إلي الإيمان أحد،و قد قال الله تعالي وَ السّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ وَ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ (7) فهو سابق جميع السابقين،فكما أنّ الله عز و جل فضّل السابقين علي المتخلفين و المتأخرين،و كذلك فضّل سابق السابقين علي السابقين. (8)

الثاني: علي بن إبراهيم في تفسيره في معني الآية ثم استثني عليه فقال وَ السّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ (9) و هم النقباء أبو ذر و المقداد و سلمان و عمار و من آمن و صدّق و ثبت علي ولاية أمير المؤمنين عليه السّلام. (10)

الثالث: الشيباني في تفسير نهج البيان عن الصادق عليه السّلام أنها نزلت في علي عليه السّلام و من تبعه من المهاجرين و الأنصار،و الذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم و رضوا عنه و أعدّ لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم. (11)

ص: 150


1- سوره 9 - آيه 100
2- سوره 56 - آيه 10
3- سوره 57 - آيه 10
4- الحديد:10.
5- سوره 59 - آيه 10
6- الحشر:10.
7- سوره 9 - آيه 100
8- أمالي الطوسي /563مجلس /21ح 1.
9- سوره 9 - آيه 100
10- تفسير القمي:303/1.
11- نهج البلاغة:45/3.

الباب السابع و التسعون

في قوله تعالي اَلسّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (1) . (2)

من طريق العامة و فيه ثمانية أحاديث الأول: الثعلبي في تفسيره قال:أخبرني أبو عبد الله،حدّثنا عبد الله بن أحمد بن يوسف بن مالك،حدّثنا محمد بن إبراهيم بن زياد الرازي،حدّثنا الحرب بن عبد الله الحارثي،حدّثنا قيس بن الربيع عن الأعمش عن عباية بن ربعي عن ابن عباس رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلّي اللّه عليه و آله:قسّم الله الخلق قسمين فجعلني في خيرها قسما فذلك قوله تعالي وَ أَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ (3) (4)فأنا من أصحاب اليمين و أنا خير من أصحاب اليمين،ثم جعل القسمين أثلاثا فجعلني في خيرها ثلثا فذلك قوله فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَ أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ (5) فأنا من السابقين،و أنا خير السابقين،ثم جعل الأثلاث قبائل فجعلني في خيرها قبيلة،فذلك قوله تعالي وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاكُمْ (6) و أنا أتقي ولد آدم و أكرمهم علي اللّه تعالي و لا فخر،ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني في خيرها بيتا،و ذلك قوله تعالي إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (7) (8)(9).

الثاني: الثعلبي قال:أخبرني أبو عبد الله،حدّثنا عبد الله بن أحمد بن يوسف بن مالك،حدّثنا محمد بن إبراهيم بن زياد الرازي،حدّثنا الحرث بن عبد الله الحارثي،حدّثنا قيس بن الربيع عن الأعمش عن عباية بن ربعي عن ابن عباس رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلّي اللّه عليه و آله:قسّم الخلق قسمين،مثل الحديث السابق. (10)

الثالث: الثعلبي يرفعه إلي عباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلّي اللّه عليه و آله:إنّ الله سبحانه و تعالي قسّم الخلق قسمين فجعلني في خيرها قسما فذلك قوله وَ أَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ (11) (12)فأنا خير أصحاب اليمين ثم جعل القسم أثلاثا فجعلني في خيرها قسما،فذلك قوله تعالي فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَ أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَ السّابِقُونَ (13)

ص: 151


1- سوره 56 - آيه 10
2- الواقعة:10،11.
3- سوره 56 - آيه 27
4- الواقعة:27.
5- سوره 56 - آيه 8
6- سوره 49 - آيه 13
7- سوره 33 - آيه 33
8- الاحزاب:33.
9- الدر المنثور 199/5.
10- الدر المنثور:199/5.
11- سوره 56 - آيه 27
12- الواقعة:27.
13- سوره 56 - آيه 8

اَلسّابِقُونَ (1) (2) فأنا من السابقين و أنا من خير السابقين،ثم جعل الأثلاث قبائل فجعلني في خيرها بيتا فذلك قوله إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (3) (4).

الرابع: الفقيه ابن المغازلي الشافعي في المناقب في قوله تعالي وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ (5) يرفعه إلي ابن عباس قال:السابقون ثلاثة:سبق يوشع بن نون إلي موسي عليه السّلام،و سبق صاحب يس إلي عيسي،و سبق علي إلي محمد و هو أفضلهم. (6)

الخامس: أبو نعيم الحافظ عن رجاله مرفوعا إلي ابن عباس رضي الله عنه قال:سابق هذه الأمة علي بن أبي طالب عليه السّلام. (7)

السادس: أبو المؤيد موفق بن أحمد بإسناده إلي إبراهيم بن سعيد الجوهري وصيّ المأمون، حدّثني أمير المؤمنين الرشيد عن أبيه عن جده عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال:سمعت عمر بن الخطاب و عنده جماعة فتذاكروا السابقين إلي الإسلام فقال عمر:أمّا علي فسمعت رسول الله صلّي اللّه عليه و آله يقول فيه ثلاث خصال لوددت أن تكون لي واحدة منهن فكان أحبّ إليّ مما طلعت عليه الشمس،كنت أنا و أبو عبيدة و أبو بكر و جماعة من أصحابه إذ ضرب النبي صلّي اللّه عليه و آله بيده علي منكب علي رضي الله عنه و قال له:يا علي أنت أول المؤمنين إيمانا،و أوّل المسلمين إسلاما،و أنت مني بمنزلة هارون من موسي. (8)

السابع: موفق بن أحمد بإسناده إلي مجاهد عن ابن عباس قال:قال رسول الله صلي الله عليه و سلم:السبق ثلاثة فالسابق إلي موسي يوشع بن نون،و السابق إلي عيسي صاحب يس،و السابق إلي محمد علي بن أبي طالب. (9)

الثامن: إبراهيم بن محمد الحمويني بإسناده إلي سليم بن قيس الهلالي في حديث المناشدة في فضائله بمشهد جماعة من المهاجرين و الأنصار و قد تقدم عن قريب،قال علي عليه السّلام:فأنشدكم الله أ تعلمون أنّ الله عز و جل فضّل في كتابه السابق علي المسبوق في غير آية و إني لم يسبقني إلي الله عز و جل و إلي رسوله صلّي اللّه عليه و آله أحد من هذه الأمة؟قالوا:اللهم نعم،فأنشدكم الله أ تعلمون حيث نزلت وَ السّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ (10) وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) سئل عنها رسول الله صلّي اللّه عليه و آله فقال:أنزلها الله تعالي ذكره في الأنبياء و أوصيائهم،فأنا أفضل أنبياء الله و رسله، و علي بن أبي طالب وصيّي و أفضل الأوصياء،قالوا:اللهم نعم. (12)

ص: 152


1- سوره 56 - آيه 10
2- الواقعة:8،9،10.
3- سوره 33 - آيه 33
4- العمدة عن الثعلبي:8-9.
5- سوره 56 - آيه 10
6- مناقب ابن المغازلي/197/ح 365.
7- بحار الأنوار 332/31 ح 4.
8- المناقب /55ح 19.
9- المناقب /55ح 20.
10- سوره 9 - آيه 100
11- سوره 56 - آيه 10
12- فرائد السمطين:ج 314/1.

الباب الثامن و التسعون

في قوله تعالي وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (1)

من طريق الخاصة و فيه أحد عشر حديثا الأول: علي بن إبراهيم في تفسيره،أخبرنا الحسن بن علي عن أبيه عن الحسين بن سعيد عن الحسين بن علوان الكلبي عن الحسين بن علي العبدي عن أبي هارون العبدي عن ربيعة السعدي عن حذيفة بن اليمان أنّ رسول الله صلّي اللّه عليه و آله أرسل إلي بلال فأمره أن ينادي بالصلاة قبل كل يوم في رجب لثلاث عشرة خلت منه،قال:فلمّا نادي بلال بالصلاة فزع الناس من ذلك فزعا شديدا و ذعروا و قالوا:رسول الله بين أظهرنا لم يغب عنا و لم يمت،فاجتمعوا و حشدوا فأقبل رسول الله صلّي اللّه عليه و آله يمشي حتي انتهي إلي باب من أبواب المسجد فأخذ بعضادتيه،و في المسجد مكان يسمي السدة فسلّم ثم قال:هل تسمعون يا أهل السدة؟فقالوا سمعنا و أطعنا،فقال:هل تبلّغوه؟ قالوا:ضمنّا ذلك لك يا رسول الله،ثم قال رسول الله صلّي اللّه عليه و آله:أخبركم أنّ الله خلق الخلق قسمين فجعلني في خيرها قسما و ذلك قوله وَ أَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ (2) (3)فأنا من أصحاب اليمين،و أنا من خير أصحاب اليمين ثم جعل القسمين أثلاثا فجعلني من خيرها ثلثا و ذلك قوله فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَ أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ (4) (5)فأنا من السابقين،و أنا خير السابقين،ثم جعل الأثلاث قبايل فجعلني في خيرها قبيلة و ذلك قوله يا أَيُّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثي وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاكُمْ (6) (7)فقبيلتي خير القبائل،و أنا سيد ولد آدم و أكرمهم علي الله و لا فخر،ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني من خيرها بيتا و ذلك قوله إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (8) (9).

ألا و إنّ الله اختارني في ثلاثة من أهل بيتي و أنا سيد الثلاثة و أتقاهم لله و لا فخر،اختارني و عليا و جعفرا ابني أبي طالب و حمزة بن عبد المطلب كنّا رقودا بالأبطح ليس منّا إلاّ مسجّي بثوبه علي وجهه،علي بن أبي طالب عن يميني و جعفر عن يساري و حمزة عند رجلي فما نبهتني عن رقدتي

ص: 153


1- سوره 56 - آيه 10
2- سوره 56 - آيه 27
3- الواقعة:27.
4- سوره 56 - آيه 8
5- الواقعة:8،9،10.
6- سوره 49 - آيه 13
7- الحجرات:13.
8- سوره 33 - آيه 33
9- الاحزاب:33.

غير حفيف أجنحة الملائكة و برد ذراع علي بن أبي طالب في صدري،فانتبهت من رقدتي و جبرائيل في ثلاثة أملاك يقول له أحد الأملاك الثلاثة:إلي أي هؤلاء الاربعة أرسلت،فرفسني برجله فقال:إلي هذا،قال:و من هذا؟يستفهم فقال:هذا محمد رسول الله صلّي اللّه عليه و آله سيد النبيين:و هذا علي بن أبي طالب سيد الوصيين،و هذا جعفر بن أبي طالب له جناحان خضيبان يطير بهما في الجنة،و هذا حمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء عليهم الصلاة و السلام. (1)

الثاني: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمد بن محمد قال:أخبرنا أبو نصر محمد بن الحسين المقري قال:حدّثنا عمر بن محمد الوراق قال:حدّثنا علي بن عباس النخعي قال:حدّثنا حميد بن زياد قال:حدّثنا محمد بن تسنيم الوراق قال:حدّثنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال:حدّثنا مقاتل بن سليمان عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس قال:سألت رسول الله صلّي اللّه عليه و آله عن قول الله عز و جل وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنّاتِ النَّعِيمِ (2) (3)فقال:قال لي جبرائيل عليه السّلام ذلك علي و شيعته هم السابقون إلي الجنة المقربون من الله بكرامته لهم (4).

الثالث: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن إبراهيم بن عمر اليماني عن جابر الجعفي قال:قال أبو عبد الله عليه السّلام:يا جابر إنّ الله تبارك و تعالي خلق الخلق ثلاثة أصناف و هو قوله عز و جل وَ كُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَ أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (5) (6)فالسابقون هم رسل الله و خاصته من خلقه،جعل فيهم خمسة أرواح أيدهم بروح القدس فبه عرفوا الأشياء، و أيدهم بروح الإيمان فبه خافوا الله عز و جل،و أيدهم بروح القوة فبه قدروا علي طاعة الله، و أيدهم بروح الشهوة فبه اشتهوا طاعة الله عز و جل،و كرهوا معصيته،و جعل فيهم روح المدرج الذي به يذهب الناس و يجيئون،و جعل في المؤمنين و أصحاب الميمنة روح الإيمان فبه خافوا الله،و جعل فيهم روح القوة فبه قدروا علي طاعة الله،و جعل فيهم روح الشهوة فبه اشتهوا طاعة الله عز و جل،و جعل فيهم روح المدرج الذي يذهب به الناس و يجيئون (7).

الرابع: محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه رفعه عن محمد بن داود الغنوي عن الأصبغ بن نباتة قال جاء رجل إلي أمير المؤمنين عليه السّلام فقال:يا أمير

ص: 154


1- تفسير القمي:34/2.
2- سوره 56 - آيه 10
3- الواقعة:10،11،12.
4- أمالي الطوسي /72مجلس 13/3 ح.
5- سوره 56 - آيه 7
6- الواقعة:7،8،9،10،11.
7- الكافي 272/1 ح 1.

المؤمنين إنّ أناسا زعموا أنّ العبد لا يزني و هو مؤمن،و لا يسرق و هو مؤمن،و لا يشرب الخمر و هو مؤمن،و لا يأكل الربا و هو مؤمن،و لا يسفك الدم الحرام و هو مؤمن،فقد ثقل عليّ هذا و جرح منه صدري حين أزعم أنّ العبد يصلي صلواتي و يدعو دعائي و يناكحني و أناكحه و يوارثني و أوارثه و قد خرج من الإيمان لأجل ذنب يسير أصابه،فقال أمير المؤمنين عليه السّلام:صدقت،سمعت رسول الله صلّي اللّه عليه و آله يقول و الدليل عليه كتاب الله عز و جل خلق الله الناس علي ثلاث طبقات،و أنزلهم ثلاث منازل و ذلك قول الله عز و جل في الكتاب أصحاب الميمنة و أصحاب المشئمة و السابقون السابقون.

فأما ما ذكره من أمر السابقين فإنهم أنبياء مرسلون و غير مرسلين،جعل اللّه فيهم خمسة أرواح:

روح القدس و روح الإيمان و روح القوة و روح الشهوة و روح البدن،فبروح القدس بعثوا أنبياء مرسلين و غير مرسلين،و بها عملوا الأشياء،و بروح الإيمان عبدوا الله و لم يشركوا به شيئا،و بروح القوة جاهدوا عدوّهم و عالجوا معاشهم،و بروح الشهوة أصابوا لذيذ الطعام و نكحوا الحلال من شباب النساء،و بروح البدن دبوا و درجوا فهؤلاء مغفور لهم مصفوح عن ذنوبهم،ثم قال الله عز و جل تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلي بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللّهُ وَ رَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ وَ آتَيْنا عِيسَي ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَ أَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ (1) (2)ثم قال في جماعتهم:و أيّدهم بروح منه،يقول:أكرمهم بها ففضّلهم علي من سواهم،فهؤلاء مغفور لهم مصفوح عن ذنوبهم،ثم ذكر أصحاب الميمنة و هم المؤمنون حقا بأعيانهم،ثم جعل الله فيهم أربعة أرواح:روح الإيمان و روح القوة و روح الشهوة و روح البدن،فلا يزال العبد يستكمل هذه الأرواح الأربعة حتي تأتي عليه حالات.

فقال الرجل:يا أمير المؤمنين ما هذه الحالات؟فقال:أما أولهنّ فهو كما قال الله عز و جل وَ مِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلي أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً (3) (4)فهذا ينتقص منه جميع الأرواح و ليس يخرج من دين الله لأنّ الفاعل به ردّه إلي أرذل العمر،فهو لا يعرف للصلاة وقتا و لا يستطيع التهجد بالليل و لا بالنهار و القيام في الصف مع الناس،فهذا نقصان من روح الإيمان و ليس يضره شيء.

و منهم من ينتقص منه روح القوة فلا يستطيع جهاد عدوه و لا يستطيع طلب المعيشة،و منهم من ينتقص منه روح الشهوة فلو مرت به أصبح بنات آدم لم يخر (5)إليها و لم يقم،و تبقي روح البدن فيه،فهو يدبّ و يدرج حتي يأتيه ملك الموت،فهذا الحال خير لأن الله عز و جل هو الفاعل به،

ص: 155


1- سوره 2 - آيه 253
2- البقرة:253.
3- سوره 16 - آيه 70
4- الحج:5.
5- في المصدر:يحن.

و قد يأتي عليه حالات في قوته و شبابه فيهمّ بالخطيئة فيشجعه روح القوة و يزين له روح الشهوة و يقوده روح البدن حتي توقعه في الخطيئة فإذا لامسها نقص من الإيمان و تقضي منه،فليس يعود فيه حتي يتوب،فإذا تاب تاب الله عليه،فإن عاد أدخله نار جهنم.

فأما أصحاب المشئمة فمنهم اليهود و النصاري،يقول الله عز و جل اَلَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ (1) (2)يعرفون محمدا و الولاية في التوراة و الإنجيل كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ (3) في منازلهم وَ إِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَ هُمْ يَعْلَمُونَ (4) اَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (5) (6)،فلما جحدوا ما عرفوا ابتلاهم بذلك فسلبهم روح الإيمان و أسكن أبدانهم ثلاثة أرواح:روح القوة و روح الشهوة و روح البدن،ثم أضافهم إلي الأنعام فقال إِنْ هُمْ إِلاّ كَالْأَنْعامِ (7) (8)لأن الدابة إنما تعمل بروح القوة و تعتلف بروح الشهوة و تسير بروح البدن،فقال السائل:أحييت قلبي بإذن الله يا أمير المؤمنين. (9)

الخامس: ابن بابويه بإسناده عن ابن عباس قال:قال رسول الله صلّي اللّه عليه و آله:إن الله عز و جل قسّم الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسما،و ذلك قوله تعالي ذكره في وَ أَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ (10) (11)و أنا من أصحاب اليمين و أنا خير أصحاب اليمين،ثم قسم القسمين أثلاثا فجعلني في خيرها ثلثا لقوله عز و جل فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَ أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ (12) (13)و أنا من السابقين و أنا خير السابقين،ثم جعل الأثلاث قبائل فجعلني في خيرها قبيلة و ذلك قوله عز و جل وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاكُمْ (14) (15)فأنا أتقي ولد آدم و أكرمهم علي الله جل ثناؤه و لا فخر،ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني في خيرها بيتا و ذلك قول الله عز و جل إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (16) (17)(18).

السادس: محمد بن إبراهيم النعماني قال:أخبرنا علي بن الحسين عن محمد بن يحيي عن محمد بن الحسن الرازي عن محمد بن علي عن محمد بن سنان عن داود بن كثير الرقي قال:قلت لأبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السّلام جعلت فداك أخبرني عن قول الله عز و جل اَلسّابِقُونَ (19)

ص: 156


1- سوره 2 - آيه 146
2- البقرة:146.
3- سوره 2 - آيه 146
4- سوره 2 - آيه 146
5- سوره 2 - آيه 147
6- البقرة:147.
7- سوره 25 - آيه 44
8- الفرقان:44.
9- الكافي 283/2 ح 16.
10- سوره 56 - آيه 27
11- الواقعة:27.
12- سوره 56 - آيه 8
13- الواقعة:8،9،10.
14- سوره 49 - آيه 13
15- الحجرات:13.
16- سوره 33 - آيه 33
17- الاحزاب:33.
18- أمالي الصدوق:/73ح 999.
19- سوره 56 - آيه 10

اَلسّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (1) .

قال:نطق الله بهذا يوم ذرأ الخلق في الميثاق قبل أن يخلق الخلق بألفي سنة،فقلت:فسّر لي ذلك فقال:إن الله عز و جل لما أراد أن يخلق الخلق خلقهم من طين و رفع لهم نارا و قال لهم:

ادخلوها،فكان أول من دخلها محمد صلّي اللّه عليه و آله و أمير المؤمنين و الحسن و الحسين و تسعة من الأئمة إماما بعد إمام،ثم اتبعهم شيعتهم،فهم و الله السابقون. (2)

السابع: الشيخ الطوسي في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثني أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن الهمداني بالكوفة قال:حدّثنا محمد بن المفضل ابن إبراهيم بن قيس الأشعري قال:حدّثنا علي بن حسان الواسطي قال:حدّثنا عبد الرحمن بن كثير عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين عليه السّلام عن الحسن عليه السّلام في حديث صلحه و معاوية،فقال الحسن عليه السّلام في خطبة له:فصدّق أبي رسول الله صلّي اللّه عليه و آله سابقا و وقاه بنفسه،ثم لم يزل رسول الله صلّي اللّه عليه و آله في كلّ موطن يقدّمه،و لكل شديدة يرسله ثقة منه به و طمأنينة إليه لعلمه بنصيحته لله عز و جل و رسوله و أنّه أقرب المقرّبين من اللّه و رسوله،و قد قال اللّه وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (3) فكان أبي أسبق السابقين إلي الله عز و جل،و إلي رسول الله صلّي اللّه عليه و آله و أقرب الأقربين...

و الخطبة طويلة. (4)

الثامن: محمد بن العباس عن أحمد الكاتب عن حميد بن الربيع عن الحسين بن الحسن الأشعري عن سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن عامر عن ابن عباس رحمه الله،قال:سبق الناس ثلاثة:يوشع صاحب موسي عليه السّلام إلي موسي عليه السّلام،و صاحب يس إلي عيسي عليه السّلام،و علي بن أبي طالب عليه السّلام إلي النبي صلّي اللّه عليه و آله،و هو أفضلهم صلوات الله عليهم أجمعين. (5)

التاسع: محمد بن العباس قال:حدّثنا علي بن الحسين بن علي المقرئ عن أبي بكر محمد بن إبراهيم الجواني عن محمد بن عمرو الكوفي عن حسين الأشقر عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس قال:السبّاق ثلاثة:حزقيل مؤمن آل فرعون إلي موسي عليه السّلام،و حبيب صاحب يس إلي عيسي عليه السّلام،و علي بن أبي طالب عليه السّلام إلي النبي صلّي اللّه عليه و آله،و هو أفضلهم صلوات الله عليهم أجمعين. (6)

العاشر: محمد بن العباس قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد بإسناده عن سليمان بن قيس

ص: 157


1- سوره 56 - آيه 10
2- الغيبة 20/90.
3- سوره 56 - آيه 10
4- أمالي الطوسي /563مجلس /21ح 1.
5- بحار الأنوار 332/31 ح 5.
6- بحار الأنوار 8/24 ح 21.

عن الحسن في قوله عز و جل وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (1) (2)قال:أبي سبق السابقين إلي الله عز و جل و إلي رسوله،و أقرب المقربين إلي الله و إلي رسوله. (3)

الحادي عشر: الطبرسي بإسناده عن أبي جعفر عليه السّلام قال:السابقون أربعة:ابن آدم المقتول، و السابق في أمّة موسي و هو مؤمن آل فرعون،و السابق في أمة عيسي و هو حبيب النجار،و السابق في أمة محمد صلّي اللّه عليه و آله و هو علي بن أبي طالب عليه السّلام. (4)

ص: 158


1- سوره 56 - آيه 10
2- الواقعة:10،11.
3- بحار الأنوار 8/24 ح 22.
4- مجمع البيان 9:215.

الباب التاسع و التسعون

في قوله تعالي يا أَيُّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثي وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاكُمْ (1) . (2)

من طريق العامة و فيه حديث واحد الثعلبي قال:أخبرني أبو عبد الله،حدّثنا عبد الله بن أحمد بن يوسف بن مالك،حدّثنا محمد ابن إبراهيم بن زياد الرازي،حدّثنا الحرث بن عبد الله الحارثي،حدّثنا قيس بن الربيع عن الأعمش عن عباية بن ربعي عن ابن عباس رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلّي اللّه عليه و آله:قسّم الله الخلق قسمين فجعلني في خيرها قسما فذلك قوله تعالي وَ أَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ (3) (4)فأنا خير أصحاب اليمين،ثم جعل القسمين أثلاثا فجعلني في خيرها ثلثا،فذلك قوله تعالي فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَ أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ (5) و أنا من السابقين،و أنا من خير السابقين،ثم جعل الأثلاث قبائل و جعلني من خيرها قبيلة،و ذلك قوله عز و جل وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاكُمْ (6) فأنا أتقي ولد آدم و أكرمهم علي الله عز و جل ثناؤه و لا فخر،ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني من خيرها بيتا،فذلك قوله تعالي إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (7) (8)(9).

ص: 159


1- سوره 49 - آيه 13
2- الحجرات:13.
3- سوره 56 - آيه 27
4- الواقعة:27.
5- سوره 56 - آيه 8
6- سوره 49 - آيه 13
7- سوره 33 - آيه 33
8- الاحزاب:33.
9- الدر المنثور 199/5.

الباب المائة

في قوله تعالي يا أَيُّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثي وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاكُمْ (1) .

من طريق الخاصة و فيه أربعة أحاديث الأول: الشيخ الطوسي في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا محمد بن فيروز بن غياث الجلاب بباب الأبواب قال:حدّثنا محمد بن الفضل بن مختار الباني و يعرف بفضلان صاحب الجار قال:حدّثني أبو الفضل بن مختار عن الحكم عن ظهير الفزاري الكوفي عن ثابت بن أبي صفية عن أبي حمزة الثمالي قال:حدّثني أبو عامر القاسم بن عوف عن أبي الطّفيل عامر بن واثلة قال:حدّثني سلمان الفارسي رحمه الله،قال دخلت علي رسول الله صلّي اللّه عليه و آله في مرضه الذي قبض فيه،فجلست بين يديه و سألته عما يجد و قمت لأخرج،فقال لي:اجلس يا سلمان فسيشهدك الله عز و جل أمرا إنه لمن خير الأمور،فجلست فبينا أنا كذلك إذ دخل رجال من أهل بيته و رجال من أصحابه،و دخلت فاطمة ابنته فيمن دخل،فلمّا رأت ما برسول الله صلّي اللّه عليه و آله من الضعف خنقتها العبرة حتي فاض دمعها علي خدّها،فأبصر ذلك رسول الله صلّي اللّه عليه و آله فقال:ما يبكيك يا بنيّة أقر الله عينيك و لا أبكاك؟

قالت:و كيف لا أبكي و أنا أري ما بك من الضعف؟قال لها:يا فاطمة توكلي علي الله و اصبري كما صبر آباؤك من الأنبياء و أمهاتك من أزواجهم،ألا أبشّرك يا فاطمة؟

قالت:بلي يا نبي الله،أو قالت:يا أبت،فقال:أ ما علمت أن الله تعالي اختار أباك فجعله نبيا و بعثه إلي كافة الخلق رسولا،ثم اختار عليا فأمرني فزوّجتك إيّاه و اتخذته بأمر ربي وزيرا و وصيا،يا فاطمة إنّ عليا أعظم المسلمين علي المسلمين بعدي حقا،و أقدمهم سلما و أعظمهم علما و أحلمهم حلما،و أثبتهم في الميزان قدرا،فاستبشرت فاطمة عليها السلام فأقبل عليها رسول الله صلّي اللّه عليه و آله فقال:هل سررتك يا فاطمة؟قالت:نعم يا أبت،قال:أ فلا أزيدك في بعلك و ابن عمك من مزيد الخير و فواضله؟

قالت:بلي يا نبي الله.

ص: 160


1- سوره 49 - آيه 13

قال إنّ عليا عليه السّلام أوّل من آمن بالله عز و جل و رسوله من هذه الامّة هو و خديجة أمّك،و أوّل من وازرني علي ما جئت به،يا فاطمة إنّ عليا أخي و صفيي و أبو ولدي،إنّ عليا أعطي خصالا من الخير لم يعطها أحد قبله و لا يعطاها أحد بعده،فأحسني عزاك و اعلمي أنّ أباك لاحق بالله عز و جل.

قالت:يا أبت قد سررتني و أحزنتني،قال:كذلك يا بنيّة أمور الدنيا يشوب سرورها حزنها، وصفوها كدرها،أ فلا أزيدك يا بنية؟

قالت:بلي يا رسول الله.

قال إنّ الله تعالي خلق الخلق فجعلهم قسمين،فجعلني و عليا في خيرها قسما،و ذلك قوله عز و جل وَ أَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ (1) (2)ثم جعل القسمين قبائل فجعلنا في خيرها قبيلة و ذلك قوله عز و جل وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاكُمْ (3) (4)،ثم جعل القبائل بيوتا،و جعلنا في خيرها بيتا في قوله سبحانه إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (5) (6)ثم إنّ الله تعالي اختارني من أهل بيتي و اختار عليا و الحسن و الحسين و اختارك،فأنا سيد ولد آدم و علي سيد العرب و أنت سيدة النساء و الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة،و من ذريتكما المهدي يملأ اللّه به الأرض عدلا كما ملئت من قبله جورا. (7)

الثاني: ابن بابويه بإسناده عن ابن عباس قال رسول الله صلّي اللّه عليه و آله:إنّ الله عز و جل قسم الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسما،و ذلك قوله تعالي في ذكر أصحاب اليمين و أصحاب الشمال و أنا من أصحاب اليمين،و أنا خير أصحاب اليمين ثم قسم القسمين أثلاثا فجعلني في خيرها ثلثا لقوله عز و جل فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَ أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ (8) (9)و أنا من السابقين،و أنا خير السابقين،ثم جعل الأثلاث قبائل فجعلني من خيرها قبيلة و ذلك قوله عز و جل وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاكُمْ (10) (11)فأنا أتقي ولد آدم و اكرمهم علي الله جل ثناؤه و لا فخر،ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني في خيرها بيتا،و ذلك قوله عز و جل إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (12) (13)(14).

الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال:حدّثني محمد بن

ص: 161


1- سوره 56 - آيه 27
2- الواقعة:27.
3- سوره 49 - آيه 13
4- الحجرات:13.
5- سوره 33 - آيه 33
6- الاحزاب:33.
7- أمالي الطوسي /606مجلس /28ح 2.
8- سوره 56 - آيه 8
9- الواقعة:8،9،10.
10- سوره 49 - آيه 13
11- الحجرات:13.
12- سوره 33 - آيه 33
13- الاحزاب:33.
14- أمالي الصدوق /730ح 999.

يحيي الصولي قال:حدّثني أبو عبد الله محمد بن موسي بن نصر الرازي قال:سمعت أبي يقول:

قال رجل للرضا عليه السّلام:و الله ما علي وجه الأرض رجل أشرف منك آباء،فقال:التقوي شرفهم و طاعة الله أحاطتهم،فقال له آخر:أنت و الله خير الناس،قال:لا تحلف يا هذا،خير مني من كان أتقي لله و أطوع له،و الله ما نسخت هذه الآية آية وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاكُمْ (1) (2)(3).

الرابع: علي بن إبراهيم في تفسيره قال:أخبرنا الحسن بن علي عن أبيه عن الحسن بن سعيد بن علوان الكلبي عن علي بن الحسين العبدي عن أبي هارون العبدي عن ربيعة السعدي عن حذيفة ابن اليمان أنّ رسول الله صلّي اللّه عليه و آله أرسل إلي بلال فأمر بأن ينادي بالصلاة قبل وقت كل يوم في رجب، ثم ذكر حديثا في هذه الآية تقدم عن قريب في الباب الثامن و التسعين،يؤخذ من هناك. (4)

ص: 162


1- سوره 49 - آيه 13
2- الحجرات:13.
3- عيون الاخبار 236/2.
4- تفسير القمي:346/2.

الباب الحادي و المائة

في قوله تعالي أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنِيدٍ (1)

من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث الأول: صاحب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة روي عن القاضي الأمين أبي عبد الله محمد ابن علي بن محمد عن علي بن محمد الجلابي المغازلي قال:حدّثني أبي رحمه الله قال:أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن الدباس،عن علي بن محمد بن مخلد عن جعفر بن حفص،عن سواد بن محمد،عن عبد الله بن نجيح عن محمد بن مسلم البطائحي،عن محمد بن يحيي الأنصاري،عن عمه حارثة عن زيد بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال:دخلت يوما علي رسول الله صلّي اللّه عليه و آله فقلت:يا رسول الله أرني الحقّ حتي أتبعه،فقال عليه السّلام:يا بن مسعود لج المخدع فانظر ما ذا تري؟قال:فولجت فرأيت أمير المؤمنين عليه السّلام راكعا و ساجدا و هو يقول عقيب صلواته:اللهم بحرمة محمد عبدك و رسولك اغفر للخاطئين من شيعتي.

قال ابن مسعود:فخرجت لأخبر رسول الله صلّي اللّه عليه و آله بذلك فوجدته راكعا و ساجدا و هو يقول:اللهم بحرمة عبدك علي اغفر للعاصين من أمتي.

قال ابن مسعود:فأخذني الهلع حتي أغشي عليّ فرفع النبي صلّي اللّه عليه و آله رأسي و قال:يا ابن مسعود أكفر بعد إيمان؟فقلت:معاذ الله و لكني رأيت عليا يسأل الله تعالي بك،و أنت تسأل الله تعالي به فقال:

يا ابن مسعود إنّ الله تعالي خلقني و عليا و الحسن و الحسين من نور عظمته قبل الخلق بألفي عام حين لا تسبيح و لا تقديس،و فتق نوري فخلق منه السماوات و الأرض،و أنا أفضل من السماوات و الأرض،و فتق نور علي فخلق منه العرش و الكرسي،و علي أجلّ من العرش و الكرسي،و فتق نور الحسن فخلق منه اللوح و القلم،و الحسن أجلّ من اللوح و القلم،و فتق نور الحسين فخلق منه الجنات و الحور العين،و الحسين أفضل منهما،فأظلمت المشارق و المغارب فشكت الملائكة إلي الله عز و جل الظلمة و قالت:بحق هؤلاء الأشباح التي خلقت إلاّ ما فرّجت عنّا هذه الظلمة،فخلق الله عز و جل روحا و قرنها بأخري فخلق منها نورا،ثم أضاف النور إلي الروح،و أقامها مقام العرش فزهرت المشارق و المغارب فهي فاطمة الزهراء،فمن ذلك سميت الزهراء فأضاء منها المشرق و المغرب.

ص: 163


1- سوره 50 - آيه 24

يا ابن مسعود إذا كان يوم القيامة يقول الله عز و جل لي و لعلي:أدخلا الجنة من شئتما و أدخلا النار من شئتما و ذلك قوله تعالي أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنِيدٍ (1) (2)فالكفّار من جحد نبوّتي و العنيد من عاند عليا و أهل بيته و شيعته (3).

الثاني: أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي الشاذاني من طريق العامة في المناقب المائة لعلي ابن أبي طالب و الأئمة و ولده قال:الثالث و العشرون عن الباقر عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:قال رسول الله صلّي اللّه عليه و آله و سئل عن قوله تعالي أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنِيدٍ (4) يا علي إذا جمع الناس يوم القيامة في صعيد واحد كنت أنا و أنت يومئذ عن يمين العرش،فيقول الله تعالي:يا محمد و يا علي،قوما و ألقيا من أبغضكما و خالفكما و كذّبكما في النار. (5)

الثالث: صاحب الأربعين عن الأربعين و هو الحديث الرابع عشر قال:حدّثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن الخطيب الدينوري بقراءتي عليه،حدّثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الزيان بسامراء في جمادي الآخرة سنة اثنتين و تسعين قال:حدّثنا أحمد بن عبد الله بن مسرور الهاشمي الحلبي،حدّثنا علي بن عبد العادل القطّان بنصيبين،حدّثنا محمد بن تميم الواسطي، حدّثنا الحماني عن شريك قال:كنت عند سليمان الأعمش في مرضته التي قبض فيها إذ دخل علينا ابن أبي ليلي و ابن شبرمة و أبو حنيفة،فأقبل أبو حنيفة علي سليمان الأعمش فقال:يا سليمان اتق الله وحده لا شريك له،و اعلم أنك في أول يوم من أيام الآخرة و آخر يوم من أيام الدّنيا،و قد كنت تروي في علي بن أبي طالب أحاديث لو سكتّ عنها لكان أفضل.

فقال سليمان الأعمش:لمثلي يقال هذا؟أقعدوني،أسندوني،ثم أقبل علي أبي حنيفة فقال:يا أبا حنيفة حدّثني أبو المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول الله صلّي اللّه عليه و آله«إذا كان يوم القيامة يقول الله عز و جل لي و لعلي بن أبي طالب:أدخلا الجنة من أحبكما،و النار من أبغضكما،و هو قول الله عز و جل أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنِيدٍ (6) . (7)

قال أبو حنيفة:قوموا بنا لا يأتي بشيء هو أعظم من هذا،قال الفضل:سألت الحسن بن علي عليه السّلام فقلت:من الكفّار؟فقال:الكافر بجدي رسول الله صلّي اللّه عليه و آله،قلت:و من العنيد؟قال:الجاحد حق علي ابن أبي طالب. (8)

ص: 164


1- سوره 50 - آيه 24
2- سورة ق:22.
3- بحار الأنوار 43/36 ح 81.
4- سوره 50 - آيه 24
5- مائة منقبة /47المنقبة 23.
6- سوره 50 - آيه 24
7- سورة ق:24.
8- بحار الأنوار 358/43 ح 66.

الباب الثاني و المائة

في قوله تعالي أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنِيدٍ (1) .

من طريق الخاصة و فيه سبعة أحاديث الأول: علي بن إبراهيم قال:حدّثنا أبو القاسم الحسني قال:حدّثنا فرات بن إبراهيم قال:حدّثنا محمد بن أحمد بن حسان قال:حدّثنا محمد بن مروان عن عبيد بن يحيي عن محمد بن الحسين عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليه السّلام في قوله تعالي أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنِيدٍ (2) قال:قال رسول الله صلّي اللّه عليه و آله:إذا جمع الناس في صعيد واحد كنت أنا و أنت يومئذ عن يمين العرش،ثم يقول تبارك و تعالي لي و لك:قوما و ألقيا في جهنم من أبغضكما و كذّبكما في النار. (3)

الثاني: الشيخ الطوسي في أماليه قال:قال رسول الله صلّي اللّه عليه و آله في قول الله عز و جل أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنِيدٍ (4) قال:نزلت فيّ و في علي بن أبي طالب،و ذلك أنه إذا كان يوم القيامة شفّعني ربي و شفّعك يا علي،و كساني و كساك يا علي،ثم قال لي و لك:يا عليّ ألقيا في جهنم كلّ من أبغضكما،و أدخلا الجنة كلّ من أحبكما فإنّ ذلك هو المؤمن (5).

الثالث: الشيخ في أماليه قال أبو محمد الفحام:و في هذا المعني حدّثني أبو الطيب محمد بن الفرحان الدوري قال:حدّثنا محمد بن علي بن فرات الدهان قال:حدّثنا سفيان بن وكيع عن أبيه عن الأعمش عن ابن المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول الله صلّي اللّه عليه و آله:يقول الله تعالي يوم القيامة لي و لعلي بن أبي طالب:أدخلا الجنة من أحبكما،و أدخلا النار من أبغضكما و ذلك قوله أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنِيدٍ (6) (7)(8).

الرابع: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا إبراهيم بن حفص عن عمر العسكري بالمصيصة قال:حدّثنا عبيد بن الهيثم بن عبيد الله الأنماطي البغدادي بحلب قال:حدّثني الحسن بن سعيد النخعي ابن عم شريك قال:حدّثني شريك بن عبد الله القاضي قال:

حضرت الأعمش في علته التي قبض فيها،فبينا أنا عنده إذ دخل عليه ابن شبرمة و ابن أبي ليلي

ص: 165


1- سوره 50 - آيه 24
2- سوره 50 - آيه 24
3- تفسير القمي:324/2.
4- سوره 50 - آيه 24
5- أمالي الطوسي /368مجلس /13ح 33.
6- سوره 50 - آيه 24
7- سورة ق:24.
8- أمالي الطوسي /290مجلس /11ح 10.

و أبو حنيفة فسألوه عن حاله فذكر ضعفا شديدا،و ذكر ما يتخوّف من خطيئاته،و أدركته رنّة فبكي فأقبل عليه أبو حنيفة فقال:يا أبا محمد اتق الله و انظر نفسك فإنّك في آخر يوم من أيام الدّنيا و أول يوم من أيام الآخرة،و قد كنت تحدّث في علي بن أبي طالب بأحاديث لو رجعت عنها لكان خيرا لك،قال الأعمش:مثل ما ذا يا نعمان؟قال:مثل حديث عباية:أنا قسيم النار،قال:أو لمثلي تقول يا يهودي؟أقعدوني و سنّدوني،حدّثني-و الذي إليه مصيري-موسي بن طريف،و لم أر أسديا كان خيرا منه.قال:سمعت عباية بن ربعي امام الحي فقال:سمعت عليا أمير المؤمنين عليه السّلام يقول:أنا قسيم النار أقول و قولي:هذا وليّ دعيه،و هذا عدوي خذيه،و حدّثني أبو المتوكل الناجي في إمرة الحجاج و كان يشتم عليا شتما مقذعا يعني الحجاج لعنه الله،عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلّي اللّه عليه و آله:إذا كان يوم القيامة أمر الله عز و جل،فأقعد أنا و علي علي الصراط و يقال لنا:أدخلا الجنة من آمن بي و أحبكما،و أدخلا النار من كفر بي و أبغضكما.

قال أبو سعيد:قال رسول الله صلّي اللّه عليه و آله:ما آمن بالله من لم يؤمن بي،و لم يؤمن بي من لم يتولّ أو قال:لم يحبّ عليا و تلا أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنِيدٍ (1) قال:فجعل أبو حنيفة إزاره علي رأسه و قال:

قوموا بنا لا يجيبنا أبو محمد بأطمّ من هذا.

قال الحسن بن سعيد قال:لي شريك بن عبد الله:فما أمسي-يعني الأعمش-حتي فارق الدّنيا. (2)

الخامس: علي بن بابويه القمي أبو عبيد الله في الأحاديث الأربعين عن أربعين شيخا عن أربعين صحابيا قال:أخبرنا أبو علي الحسن بن أبي طالب هموسة الفرزادي المقري قال:حدّثنا أبو الحسين يحيي بن الحسين بن إسماعيل الحسيني الحافظ إملاء،أنا أبو نصر أحمد بن مروان بن عبد الوهاب المقري المعروف بالخباز بقراءتي عليه،حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله الطبري المقري العدل قراءة عليه و أنا أسمع،حدّثنا القاضي أبو الحسين عمر بن الحسن بن مالك الشيباني،حدّثنا إسحاق بن محمد بن أبان النخعي[حدّثنا يحيي ابن عبد الحميد الحماني،نا شريك بن عبد اللّه النخعي] (3)قال:كنّا عند الأعمش في المرض الذي مات فيه فدخل عليه أبو حنيفة و ابن أبي ليلي،فالتفت أبو حنيفة و كان أكبرهم و قال له:يا محمد اتق الله فإنك في أول يوم من أيام الآخرة و آخر يوم من أيام الدّنيا،و قد كنت تحدّث في علي بن أبي طالب بأحاديث لو سكتّ عنها لكان خيرا لك.

ص: 166


1- سوره 50 - آيه 24
2- أمالي الطوسي /628مجلس /30ح 7.
3- زيادة من المصدر.

قال:فقال الأعمش:لمثلي يقال هذا؟أسندوني،حدّثني أبو المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول الله صلّي اللّه عليه و آله:إذا كان يوم القيامة قال الله عز و جل لي و لعلي بن أبي طالب:

أدخلا النار من أبغضكما،و أدخلا الجنة من أحبكما،و ذلك قوله تعالي أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنِيدٍ (1) (2)قال:فقام أبو حنيفة و قال:قوموا لا يأتي بأطمّ من هذا.

قال:فو الله ما جزنا بابه حتي مات الأعمش رحمه الله (3).

السادس: شرف الدين النجفي قال:ذكر الشيخ في أماليه بإسناده عن رجاله عن الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:قال رسول الله صلّي اللّه عليه و آله في قوله عز و جل ألقيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنِيدٍ (4) قال:نزلت فيّ و في علي بن أبي طالب عليه السّلام،و ذلك أنه إذا كان يوم القيامة شفّعني ربي و شفّعك يا علي،و كساني و كساك يا علي،ثم قال لي و لك يا علي:ألقيا في جهنم كلّ من أبغضكما،و أدخلا الجنة من أحبكما فإنّ ذلك هو المؤمن. (5)

السابع: شرف الدين النجفي قال روي بحذف الإسناد عن محمد بن حمران قال:سألت أبا عبد الله عليه السّلام عن قوله أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنِيدٍ (6) فقال:إذا كان يوم القيامة وقف محمد و علي صلوات اللّه عليهما و آلهما علي الصراط،فلا يجوز عليه إلاّ من كان معه براءة،قلت:و ما براءة؟

قال:ولاية علي بن أبي طالب و الأئمة من ولده عليهم السلام،و ينادي مناد:يا محمد و يا علي ألقيا في جهنم كلّ كفار عنيد لعلي بن أبي طالب و الأئمة من ولده. (7)

ص: 167


1- سوره 50 - آيه 24
2- سورة ق:24.
3- الأربعون حديثا:52 ح 23 ط.قم،و شواهد التنزيل:261/2 ح 895 بسند مغاير،.
4- سوره 50 - آيه 24
5- تأويل الآيات 609/2 ح 4.
6- سوره 50 - آيه 24
7- تأويل الآيات 610/2 ح 5.

الباب الثالث و المائة

في قوله تعالي تِلْكَ الدّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (1) . (2)

من طريق العامة و فيه حديث واحد أبو الحسن الفقيه ابن المغازلي الشافعي في مناقبه قال:حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال:

حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله[ابن أيوب]المخرمي إملاء من كتابه.

قال:حدّثنا صالح بن مالك قال:حدّثنا عبد الغفور قال:حدّثنا أبو هاشم الرماني عن زاذان قال:

رأيت عليا عليه السّلام يمسك الشسوع بيده ثم يمرّ في الأسواق،فيناول الرجل الشسع و يرشد الضال و يعين الحمال علي الحمولة و يقرأ هذه الآية تِلْكَ الدّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (3) (4)ثم يقول:هذه الآية نزلت في الولاة و ذوي القدرة من الناس. (5)

الباب الرابع و المائة

في قوله تعالي تِلْكَ الدّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (6) .

من طريق الخاصة و فيه حديث واحد سعد بن عبد الله القمي في بصائر الدرجات قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسي عن أحمد ابن محمد بن أبي نصر عن هشام بن سالم عن سعد بن طريف عن أبي جعفر عليه السّلام قال:كنا عنده ثمانية رجال فذكرنا رمضان فقال:لا تقولوا هذا رمضان و لا جاء رمضان و ذهب رمضان،فإن رمضان اسم من اسماء اللّه،لا يجيء و لا يذهب،و إنما يجيء و يذهب الزائل،و لكن قولوا:شهر رمضان فالشهر المضاف إلي الاسم و الاسم اسم الله،و هو الشهر الذي أنزل فيه القرآن،جعله مثلا في هذا

ص: 168


1- سوره 28 - آيه 83
2- القصص:83.
3- سوره 28 - آيه 83
4- القصص:83.
5- فضائل الصحابة لأحمد:622/2 ح 1064،و العمدة:308 ح 512.
6- سوره 28 - آيه 83

المكان في الأصل لا يفعل الخروج في شهر رمضان لزيارة الأئمة صلوات الله عليهم و عيدا،ألا و من خرج في شهر رمضان من بيته في سبيل الله،و نحن سبيل الله الذي من دخل فيه يطاف بالحصن،و الحصن هو الإمام فيكبّر عند رؤيته،كانت له يوم القيامة صخرة في ميزانه أثقل من السماوات السبع و الأرضين السبع و ما فيهنّ و ما بينهنّ و ما تحتهنّ،قلت:يا أبا جعفر و ما الميزان؟ فقال:إنك قد ازددت قوة و نظرا،يا سعد،رسول الله صلّي اللّه عليه و آله الصخرة و نحن الميزان،و ذلك قول الله عز و جل في الإمام ليقوم الناس بالقسط قال:و من كبر بين يدي الإمام و قال:لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له كتب الله له رضوانه الأكبر و من كتب له رضوانه الأكبر يجب أن يجمع بينه و بين إبراهيم و محمد عليهما السلام و المرسلين في دار الجلال،قلت:و ما دار الجلال؟قال:نحن الدار و ذلك قول الله عز و جل تِلْكَ الدّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (1) نحن العاقبة يا سعد،و أما مودتنا للمتقين فقول الله عز و جل تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ (2) (3)فنحن جلال الله و كرامته التي أكرم الله تبارك و تعالي العباد بطاعتنا (4).

ص: 169


1- سوره 28 - آيه 83
2- سوره 55 - آيه 78
3- الرحمن:78.
4- بصائر الدرجات 12/312.

الباب الخامس و المائة

في قوله تعالي طُوبي لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ (1) (2)

من طريق العامة و فيه خمسة أحاديث الأول: الثعلبي في تفسير قوله تعالي: (الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ طُوبي لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ) (3) قال:روي معاوية بن قرة عن أبيه قال:قال رسول الله صلّي اللّه عليه و آله:طوبي شجرة غرسها الله بيده و نفخ فيها من روحه،تنبت بالحلي و الحلل،و إنّ أغصانها لتري من وراء سور الجنة. (4)

الثاني: الثعلبي قال:قال غندر بن عمير:هي شجرة في جنة عدن أصلها في دار النبي صلّي اللّه عليه و آله،و في كلّ دار و غرفة غصن منها،لم يخلق الله لونا و لا زهرة إلاّ و فيها منها إلاّ السواد،و لم يخلق الله فاكهة و لا ثمرة إلاّ و فيها منها،ينبع من أصلها عينان:الكافور و السلسبيل،و به قال مقاتل،كل ورقة[منها] تظل أمة،عليها ملك يسبّح بأنواع التسبيح. (5)

الثالث: الثعلبي قال:أخبرني عبد الله بن محمد بن عبد اللّه بن محمد،حدّثنا محمد بن عثمان ابن الحسن،حدّثنا محمد بن الحسين بن صالح قال:حدّثنا علي بن محمد الدهان و الحسين بن إبراهيم الجصاص قالا:حدّثنا الحسين بن الحكم،حدّثنا حسن بن حسين عن حيان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس:طوبي لهم،قال:شجرة أصلها في دار علي عليه السّلام في الجنة،و في كل دار مؤمن منها غصن يقال له طوبي،و حسن مآب حسن المرجع. (6)

الرابع: الثعلبي عن أبي صالح،أخبرنا عبد الله بن سواد،حدّثنا جندل بن والق النعماني،حدّثنا إسماعيل بن أمية القرشي عن داود بن عبد الجبار عن جابر بن أبي جعفر قال:سئل رسول الله صلّي اللّه عليه و آله عن قوله طُوبي لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ (7) (8)فقال:شجرة في الجنة أصلها في داري و فرعها علي أهل الجنة،فقيل له:يا رسول الله سألناك عنها فقلت شجرة في الجنة أصلها في دار علي و فرعها علي أهل الجنة فقال:إنّ داري و دار علي واحدة غدا في مكان واحد. (9)

الخامس: محمد بن سيرين في قوله تعالي طُوبي لَهُمْ (10) قال:هي شجرة في الجنة أصلها في حجرة علي،و ليس في الجنة حجرة إلاّ و فيها غصن من أغصانها. (11)

ص: 170


1- سوره 13 - آيه 29
2- الرعد:29.
3- سوره 13 - آيه 29
4- الدر المنثور 59/4.
5- العمدة:351 ح 674 عن الثعلبي.
6- بحار الأنوار 88/8 عن الثعلبي،و الطرائف:10 ح 143.
7- سوره 13 - آيه 29
8- الرعد:29.
9- بحار الأنوار 88/8 عن الثعلبي.
10- سوره 13 - آيه 29
11- الدر المنثور 59/4.

الباب السادس و المائة

في قوله تعالي طُوبي لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ (1) .

من طريق الخاصة و فيه أحد عشر حديثا الأول: علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله في عليه السّلام حديث الإسراء بالنبي صلّي اللّه عليه و آله:قال:فيما رأي ليلة الإسراء قال:فإذا شجرة لو أرسل طائر في أصلها ما دارها تسعمائة سنة،و ليس في الجنة منزل إلاّ و فيه غصن منها،فقلت:ما هذه يا جبرائيل؟فقال:هذه شجرة طوبي،قال الله تعالي طُوبي لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ (2) . (3)

الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي رضي الله عنه قال:حدّثنا جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه محمد بن مسعود العياشي عن جعفر بن أحمد عن العمركي البوفكي عن الحسن بن علي بن فضال عن مروان بن سالم عن أبي بصير قال:قال الصادق عليه السّلام:

طوبي لمن تمسّك بأمرنا في غيبة قائمنا،و لم يزغ قلبه بعد الهداية،فقلت له:جعلت فداك و ما طوبي؟قال:شجرة في الجنة أصلها في دار علي بن أبي طالب و ليس من مؤمن إلاّ و في داره غصن من أغصانها و ذلك قول الله عز و جل طُوبي لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ (4) (5)(6).

الثالث: محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن عبد الله بن القاسم عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السّلام قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام:إنّ لأهل الدين علامات يعرفون بها:صدق الحديث و أداء الأمانة و وفاء العهد و صلة الأرحام و رحمة الضعفاء و قلة المراقبة للنساء،أو قال قلة المواتاة للنساء،و بذل المعروف و حسن الخلق و سعة الخلق و اتباع العلم و ما يقرب إلي الله عز و جل زلفي.

طُوبي لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ (7) و طوبي شجرة في الجنة أصلها في دار النبي صلّي اللّه عليه و آله،و ليس من مؤمن إلاّ و في داره غصن منها،لا يخطر علي قلبه شهوة إلاّ أتاه به ذلك،فلو أن راكبا مجدّا سار في ظلها مائة عام ما خرج منه،و لو طار من أسفلها غراب ما بلغ أعلاها حتي يسقط هرما،ألا ففي هذا فارغبوا،إنّ المؤمن من نفسه في شغل و الناس منه في راحة،إذا جنّ عليه الليل افترش وجهه

ص: 171


1- سوره 13 - آيه 29
2- سوره 13 - آيه 29
3- تفسير القمي:11/2.
4- سوره 13 - آيه 29
5- الرعد:29.
6- معاني الأخبار 1/112.
7- سوره 13 - آيه 29

و سجد لله عز و جل بمكارم بدنه،يناجي الذي خلقه في فكاك رقبته،ألا فهكذا كونوا. (1)

الرابع: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس قال:حدّثنا أبي عن أحمد ابن محمد بن عيسي عن أبيه عن عبد الله بن القاسم عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السّلام عن آبائه قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام،مثل الحديث السابق إلاّ أنّ فيه:و قلة مواتاة النساء،و ساق الحديث بتغيير يسير في بعض الألفاظ مما يحضرني من نسخة الكتاب،و هو في المجلس التاسع و الثلاثين. (2)

الخامس: العياشي بإسناده عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السّلام قال طوبي هي شجرة في الجنة غرسها ربنا بيده. (3)

السادس: العياشي بإسناده عن أبي قتيبة تميم بن ثابت عن ابن سيرين في قوله طوبي لهم و حسن مآب قال:طوبي شجرة في الجنة،أصلها في حجرة علي،و ليس في الجنة حجرة إلاّ فيها غصن من أغصانها. (4)

السابع: العياشي بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السّلام قال:إنّ المؤمن إذا لقي أخاه و تصافحا لم تزل الذنوب تتحات عنهما ما داما متصافحين كحتات الورق عن الشجر،فإذا افترقا قال ملكاهما:جزاكما الله خيرا عن أنفسكما،فإذا التزم كلّ واحد منهما صاحبه نادي مناد:طوبي لكما و حسن مآب،و طوبي شجرة في الجنة أصلها في دار أمير المؤمنين و فرعها في منازل أهل الجنة، فإذا افترقا ناداهما ملكان كريمان:أبشرا يا وليي الله بكرامة الله و الجنة من ورائكما. (5)

الثامن: العياشي عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السّلام قال:كان أمير المؤمنين عليه السّلام يقول:إنّ لأهل التقوي علامات يعرفون بها:صدق الحديث و أداء الأمانة و الوفاء بالعهد و قلة العجز و البخل و صلة الأرحام و رحمة الضعفاء و قلة المواتاة للنساء و بذل المعروف و حسن الخلق وسعة الحلم و اتباع العلم فيما يقرب إلي الله زلفي لهم،و طوبي لهم و حسن مآب.

و طوبي شجرة في الجنة أصلها في دار رسول الله صلّي اللّه عليه و آله،فليس من مؤمن إلاّ و في داره غصن من أغصانها،لا ينوي في قلبه شيئا إلاّ أتاه ذلك الغصن،و لو أنّ راكبا مجدّا سار في ظلها مائة عام ما خرج منها،و لو أنّ غرابا طار من أصلها ما بلغ أعلاها حتي يبياض هرما،ألا ففي هذا فارغبوا،إنّ

ص: 172


1- الكافي 239/2 ح 30.
2- أمالي الصدوق /290مجلس /39ح 7.
3- تفسير العياشي 212/2 ح 47.
4- تفسير العياشي 212/2 ح 48.
5- تفسير العياشي 213/2 ح 49.

للمؤمن في نفسه شغلا،و الناس منه في راحة،إذا جنّ عليه الليل فرش وجهه و سجد لله بمكارم بدنه يناجي الذي خلقه في فكاك رقبته،ألا فهكذا فكونوا. (1)

التاسع: في كتاب صفة الجنة و النار بالاسناد عن عوف عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام عن النبي في قول الله تبارك و تعالي طُوبي لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ (2) (3)يعني و حسن مرجع،فأما طوبي فإنها شجرة في الجنة ساقها في دار محمد صلّي اللّه عليه و آله،و لو أنّ طائرا طار من ساقها لم يبلغ فرعها حتي يقتله الهرم، علي كلّ ورقة منها ملك يذكر الله،و ليس في الجنة دار إلاّ و فيها غصن من أغصانها،و إنّ أغصانها لتري من وراء سور الجنة،يحمل لهم ما يشاءون من حليّها و حللها و ثمارها،لا يؤخذ منها شيء إلاّ أعاده الله كما كان بأنهم كسبوا طيبا و أنفقوا قصدا و قدموا فضلا،فقد أفلحوا و أنجحوا. (4)

العاشر: ابن بابويه بإسناده عن الأصبغ بن نباتة قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام،قال رسول الله صلّي اللّه عليه و آله و ذكر حروف تفسير أبجد إلي آخرها.

فقال:فأما الطاء فطوبي لهم و حسن مآب،و هي شجرة غرسها الله عز و جل و نفخ فيها من روحه، و إنّ أغصانها لتري من وراء سور الجنة تنبت الحليّ و الحلل متدلّية علي أفواههم. (5)

الحادي عشر: ابن الفارسي في روضة الواعظين قال:قال ابن عباس:طوبي لهم و حسن مآب، طوبي شجرة في الجنة في دار علي،ما في الجنة دار إلاّ و فيها غصن من أغصانها،ما خلق الله من شيء إلاّ و هو تحت طوبي،و تحتها مجمع أهل الجنة يذكرون نعمة الله عليهم،لما تحت طوبي من كثبان المسك اكثر مما تحت شجر الدنيا من الرمل. (6)

ص: 173


1- تفسير العياشي 213/2 ح 50.
2- سوره 13 - آيه 29
3- الرعد:29.
4- الاختصاص358/.
5- التوحيد 2/237.
6- روضة الواعظين:105.

الباب السابع و المائة

في قوله تعالي فَتَلَقّي آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ (1) (2)

من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث الأول: ابن المغازلي الشافعي في مناقبه قال:أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب إجازة، أخبرنا أبو أحمد عمر بن عبيد اللّه بن شوذب،أخبرنا محمد بن عثمان قال:حدّثني محمد بن سليمان بن الحارث قال:حدّثنا محمد بن علي بن خلف العطار قال:حدّثنا حسين الأشقر قال:

حدّثنا عمرو بن أبي المقدام عن أبيه عن سعيد بن جبير عن عبد اللّه بن عباس قال:سئل النبي صلّي اللّه عليه و آله عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه قال:سأله بحق محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين إلاّ ما تبت عليّ،فتاب عليه. (3)

الثاني: النطنزي في الخصائص أنه قال ابن عباس:لمّا خلق الله آدم و نفخ فيه من روحه عطس فقال:الحمد لله،فقال له ربه:يرحمك ربك،فلمّا أسجد له الملائكة تداخله العجب فقال:يا رب خلقت خلقا هو أحبّ إليك مني،قال:نعم،و لو لا هم ما خلقتك قال:يا رب فأرنيهم،فأوحي الله عز و جل إلي ملائكة الحجب أن ارفعوا الحجب،فلما رفعت إذا آدم بخمسة أشباح قدّام العرش قال:يا رب من هؤلاء؟قال:يا آدم هذا محمد نبيّي،و هذا علي أمير المؤمنين ابن عمّ نبيّي و وصيه،و هذه فاطمة بنت نبيي،و هذان الحسن و الحسين ابنا علي و ولدا نبيي.

ثم قال:يا آدم هم ولدك،ففرح بذلك،فلمّا اقترف الخطيئة قال:يا رب أسألك بمحمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين لمّا غفرت لي،فغفر الله له بهذا،فهذا الذي قال الله تعالي فَتَلَقّي آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ (4) (5)إن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه:اللهم بحق محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين إلاّ تبت عليّ،فتاب الله عليه. (6)

الثالث: القاضي أبو عمر عثمان بن أحمد أحد شيوخ السنة يرفعه إلي ابن عباس عن النبي صلّي اللّه عليه و آله:

لمّا شملت آدم الخطيئة نظر إلي أشباح تضيء حول العرش فقال:يا رب إنّي أري أشباحا تشبه

ص: 174


1- سوره 2 - آيه 37
2- البقرة:37.
3- مناقب ابن المغازلي/59/ح 89.
4- سوره 2 - آيه 37
5- البقرة:37.
6- اليقين عن الخصائص:174.

خلقي فما هي؟قال:هذه الأنوار أشباح اثنين من ولدك،اسم أحدهما محمد أبدأ النبوة بك و أختمها به،و الآخر أخوه و ابن أخي أبيه اسمه علي أؤيّد محمدا به و أنصره علي يده،و الأنوار التي حولهما أنوار ذرية هذا النبي من أخيه هذا،يزوّجه ابنته تكون له زوجة،يتصل بها أول الخلق إيمانا به و تصديقا له،أجعلها سيدة النسوان و أفطمها و ذريتها من النيران،تنقطع الأسباب و الأنساب يوم القيامة إلاّ سببه و نسبه،فسجد آدم شكرا لله أن جعل ذلك في ذريته،فعوّضه الله عن ذلك السجود أن أسجد له ملائكته. (1)

ص: 175


1- لم نجده في المصادر.

الباب الثامن و المائة

في قوله تعالي فَتَلَقّي آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ (1)

من طريق الخاصة و فيه تسعة أحاديث الأول: محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن إبراهيم الشعيري عن كثير بن كلثمة عن أحدهما عليهما السلام في قول الله عز و جل فَتَلَقّي آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ (2) (3)قال:لا إله إلاّ أنت سبحانك اللهم و بحمدك عملت سوءا و ظلمت نفسي،فاغفر لي و أنت خير الغافرين،لا إله إلاّ أنت سبحانك اللهم و بحمدك،عملت سوءا و ظلمت نفسي،فاغفر لي و أنت أرحم الراحمين،لا إله إلاّ أنت سبحانك اللهم و بحمدك،عملت سوءا و ظلمت نفسي،فتب عليّ إنك أنت التواب الرحيم.

قال الكليني:و في رواية أخري في قوله عز و جل فَتَلَقّي آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ (4) (5)قال:سأله بحق محمد و علي و الحسن و الحسين و فاطمة صلي اللّه عليهم (6).

الثالث: ابن بابويه قال:حدّثني محمد بن موسي بن المتوكل قال:حدّثني يحيي بن أحمد عن العباس بن معروف عن بكر بن محمد قال:حدّثني أبو سعيد المدائنيّ يرفعه في قول الله عز و جل فَتَلَقّي آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ (7) (8)قال:سأله بحق محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين. (9)

الرابع: العياشي في تفسيره بإسناده عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السّلام قال:إنّ الله تبارك و تعالي عرض علي آدم في الميثاق ذريّته،فمرّ به النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و هو متّكئ علي علي عليه السّلام، و فاطمة عليها السلام تتلوهما،و الحسن و الحسين عليهما السّلام يتلوان فاطمة،فقال الله:يا آدم إياك أن تنظر إليهم بحسد أهبطك من جواري.

فلمّا أسكنه الله الجنة مثل له النبي صلّي اللّه عليه و آله و علي و فاطمة و الحسن و الحسين صلوات الله عليهم، فنظر إليهم بحسد،ثم عرضت عليه الولاية فأنكرها فرمته الجنة بأوراقها،فلمّا تاب إلي الله من حسده و أقرّ بالولاية و دعا بحق الخمسة محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين صلوات الله

ص: 176


1- سوره 2 - آيه 37
2- سوره 2 - آيه 37
3- البقرة:37.
4- سوره 2 - آيه 37
5- البقرة:37.
6- الكافي 305/8 ح 472.
7- سوره 2 - آيه 37
8- البقرة:37.
9- معاني الاخبار 1/125.

عليهم غفر الله له،و ذلك قوله فَتَلَقّي آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ (1) (2)الآية (3).

الخامس: العياشي بإسناده عن محمد بن عيسي بن عبيد العلوي عن أبيه عن جده عن علي عليه السّلام قال:الكلمات التي تلقاها آدم من ربه قال:يا رب أسألك بحق محمد لما تبت عليّ،قال:و ما علمك بمحمد؟قال:رأيته في سرادقك الأعظم مكتوبا و أنا في الجنة. (4)

السادس: الإمام أبو محمد الحسن العسكري عليه السّلام في تفسيره:قال الله تعالي فَتَلَقّي آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ (5) (6)يقولها،فقالها فتاب اللّه عليه بها إنه هو التوّاب الرحيم،القابل للتوبات،الرحيم بالتائبين، قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً (7) كان أمر في الأول أن يهبط،و في الثاني أمرهم أن يهبطوا جميعا لا يتقدم أحدكم الآخر،و الهبوط إنما كان هبوط آدم و حواء من الجنة،و هبوط الحية أيضا منها،فإنها كانت من أحسن دوابها،و هبوط إبليس من حواليها،فإنه كان محرما عليه دخول الجنة فَإِمّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُديً (8) يأتيكم و اولادكم من بعدكم مني هدي يا آدم و يا إبليس فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ (9) (10)لا خوف عليهم حين يخاف المخالفون،و لا يحزنون إذا يحزنون.

قال:فلمّا زلّت من آدم الخطيّة و اعتذر إلي ربه عز و جل قال:يا رب تب عليّ و اقبل معذرتي و أعدني إلي مرتبتي و ارفع لديك درجتي،لقد تبيّن نقص الخطيّة و ذلّها بأعضائي و سائر بدني.

قال الله تعالي:يا آدم أ ما تذكر أمري إياك أن لا تدعوني بمحمد و آله الطيبين عند شدائدك و دواهيك في النوازل ينهضك.

قال آدم:يا رب بلي،قال الله عز و جل:فهم محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين صلوات الله عليهم خصوصا فادعني أجبك إلي ملتمسك و ازدك فوق مرادك،فقال آدم:يا رب يا إلهي و قد بلغ عندك من محلّهم أنك بالتوسل بهم تقبل،توبتي و تغفر خطيئتي و أنا الذي أسجدت له ملائكتك،و أسكنته جنتك،و زوجته حواء أمتك،و أخدمته كرام ملائكتك،قال الله تعالي:يا آدم إنما أمرت الملائكة بتعظيمك بالسجود لك إذ كنت وعاء لهذه الأنوار،و لو كنت سألتني بهم قبل خطيّتك أن أعصمك منها و أن أفطنك لدواعي عدوك إبليس حتي تحرز منه لكنت قد فعلت ذلك و لكن المعلوم في سابق علمي يجري موافقا لعلمي،فالآن فبهم فادعني لأجيبك،فعند ذلك قال آدم:اللهم بجاه محمد و آله الطيبين،بجاه محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و الطيبين من

ص: 177


1- سوره 2 - آيه 37
2- البقرة:37.
3- تفسير العياشي 41/1 ح 27.
4- تفسير العياشي 41/1 ح 28.
5- سوره 2 - آيه 37
6- البقرة:37.
7- سوره 2 - آيه 38
8- سوره 2 - آيه 38
9- سوره 2 - آيه 38
10- البقرة:38.

آلهم لمّا تفضلت عليّ بقبول توبتي و غفران خطيئتي و إعادتي من كرامتك إلي مرتبتي،فقال الله عز و جل:قد قبلت توبتك و أقبلت برضائي عليك،و صرفت آلائي و نعمائي إليك،و أعدتك إلي مرتبتك من كرامتي،و وفّرت نصيبك من رحماتي،فذلك قوله عز و جل فَتَلَقّي آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوّابُ الرَّحِيمُ (1) (2)ثم قال الله عز و جل للذين أهبطهم من آدم و حواء و إبليس و الحية وَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ (3) مقام،فيها تعيشون و تحثكم لياليها و أيامها إلي السعي إلي الآخرة،فطوبي لمن تروضها لدار البقاء وَ مَتاعٌ إِلي حِينٍ (4) لكم في الأرض منفعة إلي حين موتكم لأن الله تعالي يخرج زروعكم و ثماركم،و بها ينزهكم و ينعمكم،و فيها بالبلاء يمتحنكم،يلذذكم بنعيم الدنيا تارة ليذكّركم نعيم الآخرة الخالص مما ينقص نعيم الدنيا و يبطله و يزهّد فيه و يصغره و يحقره،و يمتحنكم تارة ببلايا الدنيا التي قد تكون في خلالها الرحمات و في تضاعيفها النقمات المجحفة،تدفع عن المبتلي بها مكارهها ليحذركم بذلك عذاب الأبد الذي لا يشوبه عافية،و لا يقع في تضاعيفه راحة و لا رحمة. (5)

السابع: الإمام أبو محمد العسكري عليه السّلام:قال علي بن الحسين:حدّثني أبي عن أبيه عن رسول الله صلّي اللّه عليه و آله قال:يا عباد الله إن آدم لما رأي النور ساطعا من صلبه إذ كان اللّه تعالي قد نقل أشباحنا من ذروة العرش إلي ظهره،رأي النور و لم يتبين الأشباح فقال:يا رب ما هذه الأنوار؟قال:أنوار أشباح نقلتهم من أشرف بقاع عرشي إلي ظهرك،و لذلك أمرت الملائكة بالسجود لك إذ كنت وعاء لتلك الأشباح،فقال آدم:يا رب لو بيّنتها لي،فقال الله عز و جل:انظر يا آدم إلي ذروة العرش،فنظر آدم عليه السّلام فوقع نور أشباحنا من ظهر آدم علي ذروة العرش،فانطبع فيه صور أنوار أشباحنا التي في ظهره كما ينطبع وجه الانسان في المرآة الصافية فرأي أشباحنا فقال:ما هذه الأشباح يا رب؟قال الله تعالي:يا آدم هذه أشباح أفضل خلائقي و بريّاتي هذا محمد و أنا المحمود الحميد في أفعالي،شققت له اسما من اسمي،و هذا علي و أنا العلي العظيم شققت له اسما من اسمي،و هذه فاطمة و أنا فاطر السماوات و الأرض،فاطم أعدائي من رحمتي يوم فصل قضائي،و فاطم أوليائي عما يعرهم و يسيئهم فشققت لها اسما من اسمي،و هذا الحسن و هذا الحسين و أنا المحسن المجمل شققت اسميهما من اسمي.

هؤلاء خيار خلقي،و كرام بريتي،بهم آخذ و بهم أعطي،و بهم أعاقب و بهم أثيب،فتوسل إليّ بهم يا آدم،و إذا دهتك داهية فاجعلهم لي شفعاءك فإني آليت علي نفسي قسما حقا لا أخيب بهم

ص: 178


1- سوره 2 - آيه 37
2- البقرة:37.
3- سوره 2 - آيه 36
4- سوره 2 - آيه 36
5- تفسير الإمام العسكري /266ح 105-106.

آملا،و لا أردّ بهم سائلا،فذلك حين زلت منه الخطيئة و دعا الله عز و جل فتاب عليه و غفر له. (1)

الثامن: ابن بابويه بإسناده عن معمر بن راشد قال:سمعت أبا عبد الله الصادق عليه السّلام يقول:أتي يهودي إلي النبي صلّي اللّه عليه و آله فقام بين يديه و جعل يحد النظر إليه فقال:يا يهودي ما حاجتك؟فقال:أنت أفضل أم موسي بن عمران النبي الذي كلّمه الله و أنزل عليه التوراة و العصا و فلق له البحر و ظلله بالغمام؟فقال له النبي صلّي اللّه عليه و آله:إنه يكره للعبد أن يزكّي نفسه،و لكني أقول:إنّ آدم لما أصاب الخطيئة كانت توبته أن قال:اللهم إني أسألك بحق محمد و آل محمد لما غفرت لي،فغفرها الله له.

و إنّ نوحا لما ركب السفينة و خاف الغرق قال:اللهم إني أسألك بحق محمد و آل محمد لمّا أنجيتني من الغرق،فنجاه الله منه.

و إنّ إبراهيم لما ألقي في النار قال:اللهم إنّي اسألك بحق محمد و آل محمد لما أنجيتني منها، فجعلها اللّه عليه بردا و سلاما.

و إنّ موسي لما ألقي عصاه و أوجس في نفسه خيفة قال:اللهم إنّي أسألك بحق محمد و آل محمد لما أمنتي منها،فقال الله جل جلاله لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلي (2) .

يا يهودي لو أدركني موسي و لم يؤمن بي و بنبوّتي ما نفعه إيمانه شيئا و لا نفعته النبوة.

يا يهودي و من ذريتي المهدي إذا خرج نزل عيسي ابن مريم لنصرته فقدّمه و صلّي خلفه. (3)

التاسع: عن الصادق عليه السّلام في قوله تعالي فَتَلَقّي آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ (4) (5):إنّ الكلمات التي تلقاها آدم من ربه:اللهم بحق محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين إلاّ تبت عليّ،فتاب الله عليه. (6)

ص: 179


1- تفسير الإمام العسكري 219-/220ح 102.
2- سوره 20 - آيه 68
3- أمالي الصدوق /287ح 320.
4- سوره 2 - آيه 37
5- البقرة:37.
6- مناقب آل أبي طالب:243/1،و الخصال:305 ح 84.

الباب التاسع و المائة

في قوله تعالي وَ ارْكَعُوا مَعَ الرّاكِعِينَ (1)

من طريق العامة و فيه أربعة أحاديث الأول: أبو المؤيد موفق بن أحمد من اعيان العامة في كتاب الفضائل،أنبأني أبو العلاء الحسين ابن أحمد[الحافظ الهمداني] (2)،أخبرنا الحسن بن أحمد المقري،أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ،أخبرنا محمد بن أحمد بن علي بن مخلد،حدّثنا محمد هو ابن عثمان بن أبي شيبة، أخبرنا منجاب بن الحارث،حدّثنا حسين بن أبي حسن أبي هاشم،حدّثنا حيان بن علي عن محمد بن سائب عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالي وَ ارْكَعُوا مَعَ الرّاكِعِينَ (3) (4)أنها نزلت في رسول الله صلي اللّه عليه و آله و سلّم،و في علي بن أبي طالب خاصة،و هما أول من صلي و ركع. (5)

الثاني: ابن شهرآشوب من طريق العامة و الخاصة عن أبي عبيدة المرزباني و أبي نعيم الأصفهاني في كتابيهما فيما نزل من القرآن في علي،و النطنزي في الخصائص،و روي أصحابنا عن الباقر عليه السّلام في قوله تعالي وَ ارْكَعُوا مَعَ الرّاكِعِينَ (6) (7)نزلت في رسول الله صلّي اللّه عليه و آله و علي بن أبي طالب، و هما أول من صلي و ركع. (8)

الثالث: العنزي عن ابن عباس روي الحديث السابق بعينه. (9)

الرابع: أبو نعيم الأصفهاني في كتابه الموسوم بنزول القرآن في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام بإسناده عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنه قال: وَ ارْكَعُوا مَعَ الرّاكِعِينَ (10) (11)إنها نزلت في رسول الله صلّي اللّه عليه و آله و علي عليه السّلام خاصة،و هما أول من صلّي و ركع. (12)

ص: 180


1- سوره 2 - آيه 43
2- ما بين المعقوفين زيادة ليست في المصدر.
3- سوره 2 - آيه 43
4- البقرة:43.
5- المناقب /280ح 274.
6- سوره 2 - آيه 43
7- البقرة:43.
8- مناقب آل أبي طالب 296/1.
9- تفسير فرات الكوفي /59ح 20.
10- سوره 2 - آيه 43
11- البقرة:43.
12- بحار الأنوار 167/32 ح 151.

الباب العاشر و المائة

في قوله تعالي وَ ارْكَعُوا مَعَ الرّاكِعِينَ (1) .

من طريق الخاصة و فيه حديث واحد الإمام أبو محمد الحسن بن علي العسكري عليه السّلام في تفسيره في معني الآية قال عليه السّلام: وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ وَ ارْكَعُوا مَعَ الرّاكِعِينَ (2) (3)قال:أقيموا الصلوات المكتوبات التي جاء بها محمد صلّي اللّه عليه و آله،و أقيموا أيضا الصلاة علي محمد و آله الطاهرين الذين عليّ سيّدهم و فاضلهم،و آتوا الزكاة من أموالكم إذا وجبت،و من أبدانكم إذا لزمت،و من معونتهم إذا التمست وَ ارْكَعُوا مَعَ الرّاكِعِينَ (4) تواضعوا مع المتواضعين لعظمة الله،عز و جل و الانقياد لأولياء الله،لمحمد نبي الله، و لعلي ولي الله و للأئمة بعدهما سادة أصفياء الله. (5)

ص: 181


1- سوره 2 - آيه 43
2- سوره 2 - آيه 43
3- البقرة:43.
4- سوره 2 - آيه 43
5- تفسير الإمام العسكري /231ح 110.

الباب الحادي عشر و المائة

في قوله تعالي وَ إِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنّا وَ إِذا خَلَوْا إِلي شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ (1) (2).

من طريق العامة و فيه حديث واحد موفق بن أحمد قال:روي أبو صالح عن ابن عباس رضي الله عنه أنّ عبد الله بن أبيّ و أصحابه خرجوا فاستقبلهم نفر من أصحاب رسول الله صلي اللّه عليه و آله و سلّم،فقال عبد الله بن أبي لأصحابه:انظروا كيف أردّ ابن عم رسول الله و سيد بني هاشم خلا رسول الله،فقال عليّ كرم الله وجهه:يا عبد الله اتق الله و لا تنافق،فإن المنافق شرّ خلق الله تعالي،فقال:مهلا يا أبا الحسن و الله إنّ إيماننا كإيمانكم،ثم تفرقوا فقال عبد الله بن أبي لأصحابه كيف رأيتم ما فعلت؟فأثنوا عليه خيرا،فأنزل الله علي رسوله صلّي اللّه عليه و آله وَ إِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنّا وَ إِذا خَلَوْا إِلي شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ (3) (4).

قال موفق بن أحمد عقيب ذلك:فدلّت الآية علي إيمان علي كرم الله وجهه ظاهرا و باطنا و علي قطعه موالاة المنافقين و إظهار عداوتهم،و المراد بالشياطين رؤساء الكفّار. (5)

ص: 182


1- سوره 2 - آيه 14
2- البقرة:14.
3- سوره 2 - آيه 14
4- البقرة:14.
5- المناقب /277ح 266.

الباب الثاني عشر و المائة

في قوله تعالي وَ إِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنّا وَ إِذا خَلَوْا إِلي شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ (1) (2).

من طريق الخاصة و فيه حديث واحد الإمام أبو محمد العسكري عليه السّلام في تفسيره في معني الآية قال:قال موسي بن جعفر عليه السّلام:و إذا لقوا-هؤلاء الناكثون للبيعة المواظبون علي مخالفة علي عليه السّلام و دفع الأمر عنه- اَلَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنّا (3) كإيمانكم،و إذا لقوا سلمان و المقداد و أبا ذر و عمار قالوا لهم:آمنّا بمحمد صلّي اللّه عليه و آله،و سلّمنا له بيعة علي عليه السّلام و فضله،و انقدنا لأمره كما آمنتم،و إنّ أولهم و ثانيهم و ثالثهم إلي تاسعهم ربما كانوا يلتقون في بعض طرقهم مع سلمان و أصحابه فإذا لقوهم اشمأزّوا منهم و قالوا:هؤلاء أصحاب الساحر و الأهوج يعنون محمدا و عليا عليهما السلام،ثم يقول بعضهم لبعض:احترزوا منهم لا يقفوا من فلتات كلامكم علي كفر محمد فيما قاله في علي،فيقعوا عليكم فيكون فيه هلاككم، فيقول أولهم:انظروا إليّ كيف أسخر منهم و أكفّ عاديتهم عنكم.

فإذا التقوا قال أولهم:مرحبا بسلمان ابن الإسلام الذي قال فيه محمد صلّي اللّه عليه و آله سيد الأنام:لو كان الدين معلقا بالثريا لتناوله رجل من أبناء فارس،هذا أفضلهم يعنيك،و قال فيه:سلمان منّا أهل البيت،فقرنه بجبرئيل عليه السّلام الذي قال له يوم العباء لما قال لرسول الله صلّي اللّه عليه و آله:و أنا منكم؟فقال:و أنت منا،حتي ارتقي جبرائيل إلي الملكوت الأعلي يفتخر علي أهله و يقول:من مثلي؟بخ بخ و أنا من أهل بيت محمد صلّي اللّه عليه و آله.

ثم يقول للمقداد:مرحبا بك يا مقداد،أنت الذي قال فيك رسول الله صلّي اللّه عليه و آله لعلي عليه السّلام:يا علي المقداد أخوك في الدين و قد قدّ منك فكأنه بعضك،حبا لك و بغضا علي أعدائك،و موالاة لأوليائك لكن ملائكة السموات و الحجب اكثر حبا لك منك لعلي عليه السّلام،و أشد بغضا علي أعدائك منك علي أعداء علي عليه السّلام،فطوباك ثم طوباك.

ثم يقول لأبي ذر:مرحبا بك يا أبا ذر،و أنت الذي قال فيك رسول الله صلّي اللّه عليه و آله:ما أقلّت الغبراء و لا

ص: 183


1- سوره 2 - آيه 14
2- البقرة:14.
3- سوره 2 - آيه 14

اظلت الخضراء علي ذي لهجة أصدق من أبي ذر،و قيل:بما ذا فضله الله بهذا؟و شرّفه؟قال رسول الله صلّي اللّه عليه و آله:إنه كان يفضّل عليا عليه السّلام أخا رسول الله صلّي اللّه عليه و آله قوالا،و له في كل الأحوال مدّاحا،و لشانئيه و أعاديه شانئا،و لأوليائه و أحبّائه مواليا،و سوف يجعله الله عز و جل في الجنان من أفضل سكانها و يخدمه ما لا يعرف عدده إلاّ الله من وصائفها و غلمانها و ولدانها.

ثم يقول لعمار بن ياسر:أهلا و سهلا يا عمار،نلت موالاة أخي رسول الله صلّي اللّه عليه و آله مع أنك وداع رأفة لا تزيد علي المكتوبات و المسنونات من سائر العبادات ما لا يناله الكاد بدنه ليله و نهاره،يعني الليل قياما و النهار صياما،و الباذل أمواله و إن كانت جميع أموال الدنيا له مرحبا بك،فقد رضيك رسول الله صلّي اللّه عليه و آله لعلي أخيه مصافيا،و عنه مناوئا حتي أخبر أنك ستقتل في محبته،و تحشر يوم القيامة في خيار زمرته،وفّقني الله لمثل عملك و عمل أصحابك حتي ممن يوفر علي خدمة رسول الله و أخي محمد علي ولي اللّه،و معاداة أعدائهما بالعداوة،و مصافاة أوليائهما بالموالاة و المتابعة سوف يسعدنا اللّه يومنا هذا إذا التقينا بكم،فيقبل سلمان و أصحابه ظاهرهم كما أمر الله تعالي و يجوزون عنهم،فيقول الأول لأصحابه:كيف رأيتم سخري بهؤلاء و كيف عاديتهم عنّي و عنكم، فيقولون له:لا تزال بخير ما عشت لنا،فيقول لهم فهكذا فلتكن معاملتكم لهم إلي أن تنتهزوا الفرصة فيهم مثل هذا،فإنّ اللبيب العاقل من تجرع علي الغصة حتي ينال الفرصة،ثم يعودون إلي إخوانهم من المنافقين المتمردين المشاركين لهم في تكذيب رسول الله صلّي اللّه عليه و آله فيما أدّاه إليهم عن الله عز و جل من ذكر تفضيل أمير المؤمنين عليه السّلام و تنصيبه إماما علي كافة المكلفين.

قالوا لهم:إنا معكم إنما نحن علي ما واطأناكم عليه من دفع علي عن هذا الأمر،إن كانت لمحمد كائنة فلا يغرنّكم و لا يهولنّكم ما تستمعونه منا من تقريظهم و ترونا نجتري من مداراتهم،فإنما نحن مستهزءون بهم،فقال الله عز و جل:يا محمد الله يستهزئ بهم و يجازيهم جزاء استهزائهم في الدّنيا و الآخرة،و يمدّهم في طغيانهم يعمهون،يمهلهم و يتأني بهم برفق،و يدعوهم إلي التوبة،و يعدهم إذا تابوا المغفرة و هم،يعمهون يعمهون،لا ينزعون عن قبيح و لا يتركون أذي لمحمد و عليّ يمكنهم إيصاله إليهما إلاّ بلغوه. (1)

ص: 184


1- تفسير الإمام العسكري 120-/123ح 63.

الباب الثالث عشر و المائة

في قوله تعالي وَ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ وَ إِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلاّ عَلَي الْخاشِعِينَ (1) (2)

من طريق العامة و فيه حديث واحد عن ابن عباس في قوله وَ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ وَ إِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلاّ عَلَي الْخاشِعِينَ (3) و الخاشع الذليل في صلاته المقبل عليها يعني رسول الله و أمير المؤمنين عليهما السلام (4)،و قوله تعالي اَلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَ أَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ (5) (6)نزلت في علي و عثمان بن مظعون و عمار بن ياسر و أصحاب لهم. (7)

الباب الرابع عشر و المائة

في قوله تعالي وَ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ (8)

من طريق الخاصة و فيه حديث واحد ابن شهرآشوب عن الباقر عليه السّلام و ابن عباس في قوله تعالي وَ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ وَ إِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلاّ عَلَي الْخاشِعِينَ (9) و الخاشع الذليل في صلاته المقبل عليها يعني رسول الله صلّي اللّه عليه و آله و أمير المؤمنين عليه السّلام. (10)

ص: 185


1- سوره 2 - آيه 45
2- البقرة:45.
3- سوره 2 - آيه 45
4- بحار الأنوار 348/31 ح 27.
5- سوره 2 - آيه 46
6- البقرة:46.
7- بحار الأنوار 233/34.
8- سوره 2 - آيه 45
9- سوره 2 - آيه 45
10- مناقب آل أبي طالب 302/1.

الباب الخامس عشر و المائة

قوله تعالي إِنّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً (1) (2).

من طريق العامة و فيه حديثان الأول: أبو بكر الشيرازي في نزول القرآن في شأن علي عليه السّلام بالإسناد عن مقاتل عن محمد بن الحنفية عن أمير المؤمنين عليه السّلام في قوله إِنّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ (3) قال:عرض الله أمانتي علي السماوات السبع بالثواب و العقاب فقلن:ربنا لا نحملنها بالثواب و العقاب لكن نحملها بلا ثواب و لا عقاب،و إن الله عرض أمانتي و ولايتي علي الطير،فأول من آمن بها البزاة البيض و القنابر،و أوّل من جحدها من الطير البوم و العنقاء فلعنهما الله من بين الطيور،فأما البوم فلا تقدر أن تطير (4)بالنهار لبغض الطير لها،و أما العنقاء فغابت في البحار لا تري.

و إن الله عرض أمانتي علي الأرض فكل بقعة آمنت بولايتي و أمانتي جعلها الله طيبة مباركة زكية و جعل نباتها و ثمرها حلوا عذبا،و جعل ماءها زلالا،و كل بقعة جحدت أمانتي و أنكرت ولايتي جعلها سبخة،و جعل نباتها مرا علقما،و جعل ثمارها العوسج و الحنظل و جعل ماءها ملحا أجاجا.

ثم قال:و حملها الإنسان يعني أمتك يا محمد،ولاية أمير المؤمنين و إمامته بما فيها من الثواب و العقاب،إنه كان ظلوما لنفسه جهولا لأمر ربه،من لم يؤدّها بحقها فهو ظلوم غشوم (5)، و قال أمير المؤمنين عليه السّلام:لا يحبّني إلاّ مؤمن و لا يبغضني إلاّ منافق أو ولد حرام. (6)

الثاني: موفق بن أحمد قال:ذكر الإمام محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان،حدّثنا سهل بن أحمد عن أبي جعفر محمد بن جرير الطبري عن هناد بن السري عن محمد بن هشام عن سعيد بن أبي سعيد عن محمد بن المنكدر عن جابر قال:قال رسول الله صلّي اللّه عليه و آله:إن الله تعالي لمّا خلق السماوات و الأرض دعاهنّ فأجبنه،فعرض عليهنّ نبوّتي و ولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام، فقبلتاهما ثم خلق الخلق و فوّض إلينا أمر الدين،فالسعيد من سعد بنا و الشقي من شقي بنا،نحن المحلّون لحلاله و المحرّمون لحرامه. (7)

ص: 186


1- سوره 33 - آيه 72
2- الأحزاب:72.
3- سوره 33 - آيه 72
4- في المصدر:تظهر.
5- بحار الأنوار 281/23 ح 27.
6- بحار الأنوار 104/74 ح 20 و فيه:ولد زنا.
7- المناقب /134ح 151.

الباب السادس عشر و المائة

في قوله تعالي إِنّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ (1)

من طريق الخاصة و فيه ثمانية أحاديث الأول: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيي عن محمد بن الحسين عن الحكم بن مسكين عن إسحاق بن عمار عن رجل عن أبي عبد الله عليه السّلام في قوله عز و جل إِنّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً (2) (3)قال:هي ولاية أمير المؤمنين عليه السّلام. (4)

الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي رضي الله عنه قال:حدّثنا أبو العباس أحمد بن يحيي بن زكريا القطان قال:حدّثنا أبو محمد بكر بن عبد الله بن حبيب قال:

حدّثنا تميم بن بهلول عن أبيه عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال:قال أبو عبد الله:إن الله عليه السّلام تبارك و تعالي خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عام،فجعل أعلاها و أشرفها أرواح محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة بعدهم صلوات الله عليهم،فعرضها علي السماوات و الأرض و الجبال فغشيها نورهم،فقال الله تبارك و تعالي للسماوات و الأرض و الجبال:هؤلاء أحبائي و أوليائي و حججي علي خلقي و أئمة بريتي،ما خلقت خلقا هو أحبّ إليّ منهم،و لمن تولاهم خلقت جنتي،و لمن خالفهم و عاداهم خلقت ناري،فمن ادّعي منزلتهم مني و محلّهم من عظمتي عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين و جعلته مع المشركين في أسفل درك من ناري، و من أقرّ بولايتهم و لم يدّع منزلتهم مني و مكانهم من عظمتي جعلته معهم في روضات جناتي، و كان لهم فيها ما يشاءون عندي،و أبحتهم كرامتي،و أحللتهم جواري،و شفّعتهم في المذنبين من عبادي و إمائي،فولايتهم أمانة عند خلقي،فأيكم يحملها بأثقالها و يدّعيها لنفسه دون خيرتي؟ فأبت السماوات و الأرض و الجبال أن يحملنها،و أشفقن من ادّعاء منزلتها و تمنّي محلّها من عظمة ربها.

فلما أسكن الله عز و جل آدم و زوجته الجنة قال لهما كُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَ لا تَقْرَبا هذِهِ (5)

ص: 187


1- سوره 33 - آيه 72
2- سوره 33 - آيه 72
3- الاحزاب:72.
4- الكافي 413/1 ح 2.
5- سوره 2 - آيه 35

اَلشَّجَرَةَ (1) -يعني شجرة الحنطة- فَتَكُونا مِنَ الظّالِمِينَ (2) فنظرا إلي منزلة محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة بعدهم فوجداها أشرف منازل أهل الجنة فقالا:يا ربنا لمن هذه المنزلة؟ فقال الله جل جلاله:ارفعا رءوسكما إلي ساق عرشي،فرفعا رءوسهما فوجدا اسم محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة صلوات الله عليهم مكتوبة علي ساق العرش بنور من نور الجبّار جل جلاله فقالا:يا ربنا ما أكرم أهل هذه المنزلة عليك!و ما أحبهم إليك!و ما أشرفهم لديك فقال الله جل جلاله لو لا هم ما خلقتكما،هؤلاء خزنة علمي و أمنائي علي سرّي،اياكما أن تنظرا إليهم بعين الحسد و تتمنيا منزلتهم عندي و محلّهم من كرامتي فتدخلا بذلك في نهيي و عصياني فتكونا من الظالمين،قالا:ربنا و من الظالمون،قال:المدّعون منزلتهم بغير حق قالا:ربنا فأرنا منزلة ظالميهم في نارك حتي نراها كما رأينا منزلتهم في جنتك،فأمر الله تبارك و تعالي النار فأبرزت جميع ما فيها من أنواع النكال و العذاب،و قال عز و جل:مكان الظالمين لهم المدّعين لمنزلتهم في أسفل درك منها،كلّما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها،و كلّما نضجت جلودهم بدّلوا سواها ليذوقوا العذاب.

يا آدم و يا حواء لا تنظرا إلي أنواري و حججي بعين الحسد فأهبطكما من جواري و أحلّ بكما هواني،فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما وري عنهما من سوآتهما،و قال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلاّ أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين و قاسمهما إني لكما لمن الناصحين فدلاهما بغرور،و حملهما علي تمنّي منزلتهم،فنظرا إليهم بعين الحسد فخذلا حتي أكلا من شجرة الحنطة فعاد مكان ما أكلاه شعيرا،فأصل الحنطة مما لم يأكلاه،و أصل الشعير كله مما عاد مكان ما أكلاه، فلمّا أكلا من الشجرة طار الحليّ و الحلل علي أجسادهما و بقيا عريانين،و طفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة و ناداهما ربهما أ لم أنهكما عن تلكما الشجرة و أقل لكما إنّ الشيطان لكما عدو مبين قالا:

ربنا ظلمنا أنفسنا و إن لم تغفر لنا و ترحمنا لنكونن من الخاسرين،قال:اهبطا من جواري فلا يجاورني في جنتي من يعصيني،فهبطا موكولين إلي أنفسهما في طلب المعاش،فلمّا أراد الله عز و جل أن يتوب عليهما جاءهما جبرائيل فقال لهما:إنكما إنما ظلمتما أنفسكما بتمنّي منزلة من فضّل عليكما فجزاؤكما ما قد عوقبتما به من الهبوط من جوار الله عز و جل إلي أرضه،فسلا ربكما بحق هذه الأسماء التي رأيتموها علي ساق العرش حتي يتوب عليكما.

فقالا:اللهم إنا نسألك بحق الأكرمين عليك محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة إلاّ تبت علينا و رحمتنا،فتاب الله عليهما إنه هو التواب الرحيم،فلم يزل الأنبياء بعد ذلك يحفظون

ص: 188


1- سوره 2 - آيه 35
2- سوره 2 - آيه 35

هذه الأمانة و يخبرون بها أوصياءهم و المخلصين من أممهم،فيأبون حملها و يشفقون من ادّعائها و حملها الإنسان الذي قد عرف،فأصل كل ظلم منه إلي يوم القيامة،و ذلك قول الله عز و جل إِنّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً (1) (2)(3).

الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن موسي بن المتوكل رضي الله عنه قال:حدّثنا عبد الله ابن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسن بن علي بن فضال عن مروان بن مسلم عن أبي بصير قال:سألت أبا عبد الله عليه السّلام عن قول الله عز و جل إِنّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً (4) قال:الأمانة الولاية،و الإنسان هو أبو الشرور المنافق. (5)

الرابع: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال:حدّثنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد قال:سألت أبا الحسن علي بن موسي الرضا عليه السّلام عن قول الله عز و جل إِنّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها (6) الآية فقال:الأمانة الولاية،من ادّعاها بغير حق كفر (7).

الخامس: محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات عن أحمد بن محمد بن الحسين بن سعيد عن عثمان بن سعيد عن مفضل بن صالح عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام في قول الله تبارك و تعالي إِنّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها (8) قال:هي الولاية أبين أن يحملنها كفرا بها و عنادا،و حملها الإنسان،و الإنسان الذي حملها أبو فلان. (9)

السادس: محمد بن عباس عن الحسن بن عامر عن محمد بن الحسين عن الحكم بن مسكين عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليه السّلام في قول الله إِنّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً (10) قال:يعني بها ولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام. (11)

السابع: علي بن إبراهيم في تفسيره قال:الأمانة هي الإمامة و الأمر و النهي،و الدليل علي ذلك أنّ الأمانة هي الإمامة قال:قوله عز و جل للأئمة إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلي أَهْلِها (12) (13)

ص: 189


1- سوره 33 - آيه 72
2- الاحزاب:72.
3- معاني الاخبار 108-/110ح 1.
4- سوره 33 - آيه 72
5- معاني الأخبار /110ح 2.
6- سوره 33 - آيه 72
7- معاني الاخبار /110ح 3.
8- سوره 33 - آيه 72
9- بصائر الدرجات 3/76.
10- سوره 33 - آيه 72
11- بحار الأنوار 280/23 ذيل ح 22.
12- سوره 4 - آيه 58
13- النساء:58.

يعني الإمامة،فالأمانة هي الإمامة عرضت علي السماوات و الأرض و الجبال فأبين أن يحملنها قال:

أبين أن يدّعوها أو يغصبوها أهلها و أشفقن منها و حملها الإنسان أي الأول إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً لِيُعَذِّبَ اللّهُ الْمُنافِقِينَ وَ الْمُنافِقاتِ وَ الْمُشْرِكِينَ وَ الْمُشْرِكاتِ وَ يَتُوبَ اللّهُ عَلَي الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ وَ كانَ اللّهُ غَفُوراً رَحِيماً (1) (2)(3).

الثامن: عمر بن إبراهيم الأوسي عن صاحب كتاب در الثمين يقول:قوله تعالي إِنّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها (4) الأمانة هي إنكار ولاية علي ابن أبي طالب عليه السّلام،عرضت علي ما ذكرنا فأبين أن يحملنها و أشفقن منها و حملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا و هو الأول،لأي الأشياء؟ليعذب الله المنافقين و المنافقات،فقد خابوا و الله و فاز المؤمنون و المؤمنات (5).

ص: 190


1- سوره 33 - آيه 72
2- الاحزاب:73.
3- تفسير القمي:198/2.
4- سوره 33 - آيه 72
5- لم نجده في المصادر و له شبيه في تأويل الآيات:470/2 ح 40.

الباب السابع عشر و المائة

في قوله تعالي سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ مِنَ اللّهِ ذِي الْمَعارِجِ (1)

من طريق العامة و فيه حديثان الأول: إبراهيم بن محمد الحموني من أعيان علماء العامة قال:أخبرني عماد الدين الحافظ بن بدران بن سبيل المقدسي بمدينة نابلس فيما أجاز لي أن أرويه عنه،عن القاضي جمال الدين عبد القاسم بن عبد الصمد بن محمد الأنصاري إجازة عن عبد الجبار بن محمد الحواري البيهقي إجازة عن الإمام أبي الحسن علي بن أحمد الواسطي.

قال:قرأت علي شيخنا الأستاذ أبي إسحاق الثعلبي في تفسيره أنّ سفيان بن عيينة سئل عن قوله عز و جل سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ (2) (3)فيمن نزلت؟فقال للسائل:سألتني عن مسئلة ما سألني أحد عنها قبلك،حدّثني جعفر بن محمد عن آبائه صلوات الله عليهم أجمعين قال:لما كان رسول الله صلّي اللّه عليه و آله بغدير خم نادي الناس فاجتمعوا فأخذ بيد علي صلوات الله عليه فقال:«من كنت مولاه فعليّ مولاه»فشاع ذلك و طار في البلاد،فبلغ ذلك الحرث بن النعمان الفهري فأتي رسول الله صلّي اللّه عليه و آله علي ناقة له حتي أتي الأبطح،فنزل عن ناقته فأناخها،فجاء إلي رسول الله صلّي اللّه عليه و آله،و رسول الله صلّي اللّه عليه و آله في ملأ من أصحابه فقال:يا محمد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلاّ الله و إنك رسول الله فقبلناه، و أمرتنا أن نصلي خمسا فقبلناه منك،و أمرتنا بالزكاة فقبلنا،و أمرتنا أن نصوم شهرا فقبلناه،و أمرتنا بالحج فقبلناه،ثم لم ترض بهذا حتي رفعت بضبعي ابن عمك ففضلته علينا و قلت:من كنت مولاه فعليّ مولاه،فهذا شيء منك أم من الله عز و جل؟فقال:و الذي لا إله إلاّ هو إنّ هذا من الله،فولّي الحرث بن النعمان يريد راحلته و هو يقول:اللهم إن كان ما يقوله محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم،فما وصل إليها حتي رماه الله تعالي بحجر فسقط علي هامته و خرج من دبره فقتله،و أنزل الله عز و جل سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ (4) (5)(6).

الثاني: ما رواه الطبرسي أبو علي في مجمع البيان من طريقهم قال:أخبرنا السيد أبو الحمد قال:

ص: 191


1- سوره 70 - آيه 1
2- سوره 70 - آيه 1
3- المعارج:1.
4- سوره 70 - آيه 1
5- المعارج:1،2.
6- فرائد السمطين 82/1 ح 63.

حدّثنا الحاكم أبو القاسم الحسكاني قال:أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي قال:أخبرنا أبو بكر الجرجاني قال:أخبرنا أبو أحمد البصري قال:حدّثنا محمد بن سهل قال:حدّثنا زيد بن إسماعيل مولي الانصار قال:حدّثنا محمد بن أيوب الواسطي قال:حدّثنا سفيان بن عيينة عن جعفر بن محمد الصادق عليه السّلام عن آبائه قال:لمّا نصب رسول الله صلّي اللّه عليه و آله عليا عليه السّلام يوم غدير خم قال:من كنت مولاه فعليّ مولاه،طار ذلك في البلاد،فقدم علي النبي صلّي اللّه عليه و آله النعمان بن الحرث الفهري فقال:أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلاّ الله و أنّك رسول الله،و أمرتنا بالجهاد و بالحج و بالصوم و الصلاة و الزكاة فقبلناها،ثم لم ترض حتي نصبت هذا الغلام فقلت:من كنت مولاه فعليّ مولاه،فهذا شيء منك أو أمر من الله تعالي؟فقال:بلي و الله الذي لا إله إلاّ هو،إنّ هذا من الله،فولّي النعمان بن الحرث و هو يقول:اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء،فرماه الله بحجر علي رأسه،فقتله فأنزل الله تعالي سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ (1) (2)(3).

ص: 192


1- سوره 70 - آيه 1
2- المعارج:1.
3- مجمع البيان:119/10،و شواهد التنزيل:382/2 ح 1030.

الباب الثامن عشر و المائة

قوله تعالي سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ (1) إلي اَلْمَعارِجِ (2)

من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث الأول: محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي بصير قال:بينا رسول الله صلّي اللّه عليه و آله ذات يوم جالسا إذ أقبل أمير المؤمنين عليه السّلام فقال رسول الله:

إنّ صلّي اللّه عليه و آله فيك شبها من عيسي ابن مريم،لو لا أن تقول فيك طوائف من أمّتي ما قالت النصاري في عيسي ابن مريم لقلت فيك قولا لا تمر بملإ من الناس إلاّ أخذوا التراب من تحت قدميك يلتمسون بذلك البركة،قال:فغضب الأعرابيان و المغيرة بن شعبة و عدّة من قريش معهم،فقالوا:ما رضي أن يضرب لابن عمه مثلا إلاّ عيسي ابن مريم فأنزل الله وَ لَمّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ وَ قالُوا أَ آلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ إِنْ هُوَ إِلاّ عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَ جَعَلْناهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائِيلَ وَ لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ (3) (4)فغضب الحارث بن عمرو الفهري فقال:اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك أن بني هاشم يتوارثون هرقلا بعد هرقل فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم،فأنزل الله عليه مقالة الحارث و نزلت هذه الآية وَ ما كانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ وَ ما كانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (5) (6)ثم قال:يا ابن عمرو أ ما تبت و أما رحلت؟فقال:يا محمد اجعل لسائر قريش شيئا مما في يدك،فقد ذهبت بنو هاشم بمكرمة العرب و العجم،فقال له النبي صلّي اللّه عليه و آله،ليس ذلك إليّ،ذلك إلي الله تبارك و تعالي،فقال:يا محمد قلبي ما يتابعني علي التوبة،و لكن أرحل عنك فدعا براحلته فركبها فلمّا صار بظهر المدينة أتته جندلة فرضّت (7)هامته ثم أتي الوحي إلي النبي صلّي اللّه عليه و آله فقال سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ (8) -بولاية علي- لَيْسَ لَهُ دافِعٌ مِنَ اللّهِ ذِي الْمَعارِجِ (9) (10).

قال:قلت:جعلت فداك إنّا لا نقرأها هكذا،فقال:هكذا و اللّه نزل بها جبرائيل علي محمد صلّي اللّه عليه و آله، و هكذا و الله أثبتت في مصحف فاطمة عليها السلام،فقال رسول الله صلّي اللّه عليه و آله لمن حوله من المنافقين:

ص: 193


1- سوره 70 - آيه 1
2- سوره 70 - آيه 3
3- سوره 43 - آيه 57
4- الزخرف:57،58،59،60.
5- سوره 8 - آيه 33
6- الأنفال:33.
7- في المصدر:فرضخت،و بهامشه كالأصل،و فرضت أي دقّت،و فرضخت:كسرت،و الجندلة ما يعمل من الحجارة و الهامة وسط الرأس.
8- سوره 70 - آيه 1
9- سوره 70 - آيه 2
10- المعارج:1،2،3.

انطلقوا إلي صاحبكم فقد أتاه ما استفتح به،قال الله عز و جل وَ اسْتَفْتَحُوا وَ خابَ كُلُّ جَبّارٍ عَنِيدٍ (1) (2)(3).

الثاني: محمد بن العباس قال:حدّثنا علي بن محمد بن مخلد عن الحسن بن القاسم عن عمرو ابن الحسن عن آدم بن حمّاد عن حسين بن محمد قال:سألت سفيان بن عيينة عن قول الله عز و جل سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ (4) فيمن نزلت فقال:يا ابن أخي لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك،لقد سألت جعفر بن محمد عليه السّلام في مثل الذي قلت فقال:أخبرني أبي عن جدي عن ابن عباس قال:لمّا كان يوم غدير خم قام رسول الله صلّي اللّه عليه و آله خطيبا فأوجز في خطبته،ثم دعا علي بن أبي طالب عليه السّلام فأخذ بضبعيه ثم رفع بيديه حتي رؤي بياض إبطيهما،و قال للناس:أ لم أبلّغكم رسالة ربّي؟أ لم أنصح لكم؟قالوا:اللهم نعم،قال:فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله،قال:ففشت هذه في الناس فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري،فرحل راحلته ثم استوي عليها،و رسول الله صلّي اللّه عليه و آله إذ ذاك بمكة حتي انتهي إلي الأبطح فأناخ ناقته ثم عقلها ثم أتي النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:يا محمد إنك دعوتنا إلي أن نقول:لا إله إلاّ الله ففعلنا،ثم دعوتنا إلي أن نقول:إنك رسول الله ففعلنا،و القلب فيه ما فيه،ثم قلت:صلّوا فصلّينا،ثم قلت لنا:صوموا فصمنا،ثم قلت لنا:حجّوا فحججنا،ثم قلت:إذا رزق أحدكم مائتي درهم فليتصدق بخمسه كل سنة ففعلنا،ثم إنك أقمت ابن عمك و قلت لنا:من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه و عاد من عاداه،فهذا عنك أم عن الله؟قال:بل عن اللّه،قال:فقالها ثلاثا،فنهض و إنه لمغضب و إنه ليقول:اللهم إن كان ما يقوله محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء تكون نقمة في أولنا و آية في آخرنا،و إن كان ما يقوله محمد كذبا فأنزل به نقمتك.

ثم ركب ناقته و استوي عليها،فلمّا خرج من الابطح رماه اللّه تعالي بحجر علي رأسه فسقط ميتا، فأنزل الله تبارك و تعالي سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ مِنَ اللّهِ ذِي الْمَعارِجِ (5) (6)(7).

الثالث: محمد بن العباس قال:حدّثنا أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد السياري عن محمد ابن خالد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السّلام أنه تلا سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ (8) بولاية علي لَيْسَ لَهُ دافِعٌ (9) ثم قال:هكذا و الله نزل بها جبرئيل عليه السّلام علي النبي صلّي اللّه عليه و آله،و هكذا أثبت في مصحف فاطمة عليها السلام. (10)

ص: 194


1- سوره 14 - آيه 15
2- ابراهيم:15.
3- الكافي 58/8 ح 18.
4- سوره 70 - آيه 1
5- سوره 70 - آيه 1
6- المعارج:1،2،3.
7- بحار الأنوار 176/33 ح 62.
8- سوره 70 - آيه 1
9- سوره 70 - آيه 2
10- بحار الأنوار 176/33 ح 63.

الرابع: محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة قال:أخبرنا أبو سليمان أحمد بن هودة قال:

حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي قال:حدّثنا عبد الله بن حمّاد الأنصاري عن عمرو بن شمر عن جابر قال أبو جعفر عليه السّلام:كيف تقرءون هذه السورة؟قال:قلت:و أي سورة؟قال: سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ (1) فقال:ليس هو سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ (2) و إنما هو سال سيل،و هي نار تقع في الثوية ثم تمضي إلي كناسة بني أسد ثم تمضي إلي ثقيف،فلا تدع وترا لآل محمد إلاّ أحرقته. (3)

الخامس: محمد بن العباس عن محمد بن همام قال:حدّثنا جعفر بن محمد بن مالك قال:

حدّثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسن بن علي بن صالح بن سهل عن أبي عبد الله عليه السّلام في قول الله عز و جل سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ (4) فقال:تأويلها فيما يأتي عذاب يقع في الثوية يعني نارا،حتي تنتهي إلي كناسة بني أسد حتي تمر بثقيف،لا تدع وترا لآل محمد إلاّ أحرقته،و ذلك قبل خروج القائم عليه السّلام. (5)

السادس: شرف الدين النجفي في تأويل الآيات الباهرة في العترة الطاهرة عن محمد البرقي بإسناده يرفعه إلي محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السّلام في قوله عز و جل سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ (6) بولاية علي عليه السّلام لَيْسَ لَهُ دافِعٌ (7) ثم قال:هكذا و الله نزل بها جبرائيل عليه السّلام علي النبي صلّي اللّه عليه و آله،و هكذا هو مثبت في مصحف فاطمة عليها السلام. (8)

ص: 195


1- سوره 70 - آيه 1
2- سوره 70 - آيه 1
3- الغيبة /273ح 49.
4- سوره 70 - آيه 1
5- بحار الأنوار 242/48 ح 115،الغيبة للنعماني /272ح 48.
6- سوره 70 - آيه 1
7- سوره 70 - آيه 2
8- تأويل الآيات 723/2 ح 3.

الباب التاسع عشر و المائة

في قوله تعالي وَ نَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (1) . (2)

من طريق العامة و فيه خمسة أحاديث الأول: من مسند أحمد بن حنبل قال:حدّثنا أحمد بن عبد الجبار الصوفي قال:حدّثنا أبو علي حسين بن محمد الزراع قال:حدّثنا عبد المؤمن بن عباد قال:حدّثنا يزيد بن معن عن عبد الله بن شرحبيل عن يزيد بن أبي أوفي قال:دخلت علي رسول الله صلّي اللّه عليه و آله مسجده فذكر قصّة مؤاخاة رسول الله صلّي اللّه عليه و آله بين أصحابه،فقال علي عليه السّلام يعني للنبي صلّي اللّه عليه و آله:لقد ذهبت روحي و انقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري فإن كان هذا من سخط عليّ فلك العتبي و الكرامة،فقال رسول الله صلّي اللّه عليه و آله:و الذي بعثني بالحق نبيا ما أخّرتك إلاّ لنفسي،و أنت مني بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبي بعدي،و أنت أخي و وارثي،قال:و ما أرث منك يا رسول الله؟قال:ما ورث الأنبياء من قبلي، قال:و ما ورث الأنبياء من قبلك؟قال:كتاب الله و سنة نبيّهم،و أنت معي في قصري في الجنة مع ابنتي فاطمة،و أنت أخي و رفيقي،ثم تلا رسول الله صلّي اللّه عليه و آله و سلم إِخْواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (3) المتحابون في الله ينظر بعضهم إلي بعض. (4)

الثاني: أبو الحسن الفقيه بن المغازلي الشافعي في كتاب المناقب قال:أخبرنا أبو الحسن علي ابن عمر بن عبد الله بن شوذب قال:حدّثني أبي قال:حدّثني محمد بن الحسين الزعفراني قال:

حدّثني أحمد بن أبي خيثمة،حدّثني نصر بن علي،حدّثني عبد المؤمن بن عبادة عن عمار بن عمر قال:حدّثني زيدان بن أرقم قال:دخلت علي رسول الله صلّي اللّه عليه و آله و سلم فقال:إني مواخ بينكم كما آخي الله بين الملائكة،ثم قال لعلي:أنت أخي و رفيقي،ثم تلا هذه الآية إِخْواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (5) الأخلاّء في الله ينظر بعضهم إلي بعض. (6)

الثالث: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا أبي قال:حدّثني سفيان عن أبي موسي عن الحسين بن علي عليه السّلام قال:فينا نزلت وَ نَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلي سُرُرٍ (7)

ص: 196


1- سوره 15 - آيه 47
2- الحجر:47.
3- سوره 15 - آيه 47
4- فضائل الصحابة 666/2 ح 1137،كنز العمال 167/9 ح 25554 عن ابن حنبل.
5- سوره 15 - آيه 47
6- العمدة:170 ح 263 و ليس هو في المناقب المطبوع،و كشف الغمة:335/1.
7- سوره 15 - آيه 47

مُتَقابِلِينَ (1) (2) (3) .

الرابع: أبو نعيم الحافظ عن رجاله عن أبي هريرة قال:قال علي بن أبي طالب عليه السّلام:يا رسول الله أيّما أحبّ إليك أنا أم فاطمة؟

قال:فاطمة أحبّ إليّ منك،و أنت أعزّ عليّ منها،و كأني بك و أنت علي حوضي تذود عنه الناس،و إنّ عليه لأباريق مثل عدد نجوم السماء،و أنت و الحسن و الحسين و حمزة و جعفر في الجنة إخوانا علي سرر متقابلين،أنت معي و شيعتك في الجنة،ثم قرأ رسول الله صلّي اللّه عليه و آله وَ نَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (4) (5)(6).

الخامس: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة بحذف الإسناد بطوله و كثرة رواته عن زيد بن أرقم قال:دخلت علي رسول الله صلّي اللّه عليه و آله مسجد المدينة فجعل يقول:أين فلان بن فلان؟و لم يزل يتفقدهم و يبعث خلفهم حتي اجتمعوا عدة،ثم ذكر حديث المواخاة إلي أن قال:

فقال علي عليه السّلام:يا رسول الله ذهبت روحي و انقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري،فإن كان من سخطك عليّ فلك العتبي و الكرامة،قال:و الذي بعثني بالحق نبيّا ما أخّرتك إلاّ لنفسي،و أنت مني بمنزلة هارون من موسي غير أنه لا نبي بعدي،و أنت أخي و وارثي،قلت:

يا رسول الله ما أرث منك؟قال:ما أورثت الأنبياء قبلي،قال:ما أورثت الأنبياء قبلك؟قال:كتاب الله و سنة رسوله،و أنت معي في قصري في الجنة مع ابنتي فاطمة،و أنت أخي و رفيقي،ثم تلا رسول الله صلّي اللّه عليه و آله هذه الآية إِخْواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (7) الأخلاء في الله ينظر بعضهم إلي بعض، الحديث علي رواية الحافظ أبي نصر. (8)

ص: 197


1- سوره 15 - آيه 47
2- الحجر:47.
3- بحار الأنوار 72/32 ذيل ح 22 عن مسند أحمد.
4- سوره 15 - آيه 47
5- الحجر:47.
6- بحار الأنوار 72/32 ح 21.
7- سوره 15 - آيه 47
8- فرائد السمطين:118/1 ك ب /21ح 83.

الباب العشرون و المائة

في قوله تعالي وَ نَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (1) .

من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث الأول: محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه قال:كنت عند أبي عبد الله عليه السّلام فدخل عليه أبو بصير و ذكر حديثا،قال له عليه السّلام:يا أبا محمد لقد ذكركم الله في كتابه فقال: إِخْواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (2) و الله ما أراد بهذا غيركم.

رواه ابن بابويه في كتاب بشارات الشيعة. (3)

الثاني: محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن عمر ابن أبي المقدام قال:سمعت أبا عبد الله عليه السّلام:يقول خرجت أنا و أبي حتي إذا كنا بين القبر و المنبر إذ هو بأناس من الشيعة،فسلّم عليهم ثم قال:إني و الله لأحبّ رياحكم و أرواحكم فأعينوني علي ذلك بورع و اجتهاد،و اعلموا أنّ ولايتنا لا تنال إلاّ بالورع و الاجتهاد،من ائتم منكم بعبد فليعمل بعلمه.

أنتم شيعة الله،و أنتم أنصار الله،و أنتم السابقون الأولون و السابقون الآخرون،و السابقون في الدنيا و السابقون في الآخرة إلي الجنة،قد ضمنّا لكم الجنة بضمان الله عز و جل و ضمان رسول الله صلّي اللّه عليه و آله،و الله ما علي درجة الجنة أكثر أرواحا منكم،فتنافسوا في فضائل الدرجات.

أنتم الطيبون و نساؤكم الطيبات،كل مؤمنة حوراء عيناء و كلّ مؤمن صدّيق،و لقد قال أمير المؤمنين عليه السّلام لقنبر:يا قنبر أبشر و بشّر و استبشر،فو الله لقد مات رسول الله صلّي اللّه عليه و آله و هو علي أمته ساخط إلاّ الشيعة،ألا و إن لكلّ شيء عزا و عزّ الإسلام الشيعة،ألا و إن لكلّ شيء دعامة و دعامة الإسلام الشيعة،ألا و إنّ لكل شيء ذروة و ذروة الإسلام الشيعة،ألا و إن لكل شيء شرفا و شرف الإسلام الشيعة،ألا و إنّ لكلّ شيء سيّدا و سيّد المجالس مجلس الشيعة،ألا و إنّ لكل شيء إماما و إمام الأرض أرض تسكنها الشيعة،و الله لو لا ما في الأرض منكم ما رأيت بعين عشيبا أبدا، و الله لو لا ما في الأرض منكم ما أنعم الله علي أهل خلافكم،و لا أصابوا الطيبات،ما لهم في

ص: 198


1- سوره 15 - آيه 47
2- سوره 15 - آيه 47
3- الكافي 35/8 ح 6.

الدّنيا و لا لهم في الآخرة من نصيب،كل ناصب و إن تعبّد و اجتهد منسوب إلي هذه الآية عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلي ناراً حامِيَةً (1) (2)و كل ناصب مجتهد فعمله هباء.

و شيعتنا ينطقون بأمر الله عز و جل،و من يخالفهم ينطقون بتفلت،و الله ما من عبد من شيعتنا ينام إلاّ أصعد الله عز و جل روحه إلي السماء فيبارك عليها،و إن كان قد أتي عليها أجلها جعلها في كنوز من رحمته و في رياض جنته و في ظلّ عرشه،و إن كان أجلها متأخرا بعث بها مع أمنته من الملائكة ليرددها إلي الجسد الذي خرجت منه لتسكن فيه،و الله إن حاجّكم و عماركم لخاصة الله عز و جل،و ان فقراءكم لأهل الغني و إنّ أغنيائكم لأهل القناعة،و إنكم كلكم لأهل دعوته و أهل إجابته. (3)

الثالث: ابن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن عن عبد الله بن القاسم عن عمر بن أبي المقدام عن أبي عبد الله عليه السّلام مثل الحديث السابق،و زاد فيه:ألا و إن لكلّ شيء جوهرا و جوهر ولد آدم محمد صلّي اللّه عليه و آله،و نحن،و شيعتنا بعدنا،حبذا شيعتنا ما أقربهم من عرش الله عز و جل!و أحسن صنع الله إليهم يوم القيامة!و الله لو لا أن يتعاظم الناس ذلك أو يدخلهم زهو لسلّمت عليهم الملائكة قبلا،و الله ما من عبد من شيعتنا يتلو القرآن في صلاته قائما الاّ و له بكل حرف مائة حسنة،و لا قرأ في صلاته جالسا إلاّ و له بكل حرف خمسون حسنة،و لا في غير الصلاة إلاّ و له بكل حرف عشر حسنات،و إن للصامت من شيعتنا لأجر من قرأ القرآن ممن خالفه.

أنتم و الله علي فرشكم نيام،لكم أجر المجاهدين،و أنتم و الله في صلاتكم لكم أجر الصافّين في سبيله،و أنتم و الله الذين قال الله عز و جل وَ نَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (4) (5).

إنما شيعتنا أصحاب الأربعة الأعين:عينان في الرأس و عينان في القلب،ألا و إنّ الخلائق كلهم كذلك إلاّ أن الله عز و جل فتح أبصاركم و أعمي أبصارهم. (6)

الرابع: العياشي في تفسيره بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السّلام في قوله إِخْواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (7) قال:و الله ما عني غيركم. (8)

الخامس: العياشي في تفسيره بإسناده أيضا عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي عبد الله عليه السّلام قال:

ص: 199


1- سوره 88 - آيه 3
2- الغاشية:3،4.
3- الكافي 214/8 ح 259.
4- سوره 15 - آيه 47
5- الحجر:47.
6- الكافي 214/8 ح 260.
7- سوره 15 - آيه 47
8- تفسير العياشي 244/2 ح 22.

سمعته يقول:أنتم و الله الذين قال الله وَ نَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (1) . (2)

إنما شيعتنا أصحاب الأربعة الأعين:عينين في الرأس و عينين في القلب،ألا و الخلائق كلهم كذلك إلاّ أن الله فتح أبصاركم و أعمي أبصارهم.

السادس: العياشي بإسناده عن محمد بن مروان عن أبي عبد الله عليه السّلام قال:ليس منكم رجل و لا امرأة إلاّ و ملائكة الله يأتونه بالسلام،و أنتم الذين قال الله وَ نَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (3) . (4)

ص: 200


1- سوره 15 - آيه 47
2- تفسير العياشي 244/2 ح 23.
3- سوره 15 - آيه 47
4- تفسير العياشي 244/2 ح 24.

الباب الحادي و العشرون و المائة

في قوله تعالي يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ (1) (2).

من طريق العامة و فيه حديث واحد الحبري عن ابن عباس في قوله يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثّابِتِ (3) قال:بولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام (4).

الباب الثاني و العشرون و المائة

في قوله تعالي يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ (5)

من طريق الخاصة و فيه تسعة أحاديث الأول: محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن أبي بصير قال:سمعت أبا عبد الله عليه السّلام يقول:إذا وضع الرجل في قبره أتاه ملكان،ملك عن يمينه و ملك عن يساره،و أقيم الشيطان بين عينيه،عيناه من نحاس فيقال له:كيف تقول في الرجل الذي كان بين ظهرانيكم قال له:فيفزع فزعة فيقول إذا كان مؤمنا:أ عن محمد صلّي اللّه عليه و آله رسول الله تسألاني؟فيقولان له:نم نومته لا حلم فيها،و يفسح له في قبره تسعة أذرع،و يري مقعده من الجنة،و هو قول الله عز و جل يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ (6) ،و إذا كان كافرا قالا له:من هذا الرجل الذي خرج بين ظهرانيكم فيقول:لا أدري فيخليان بينه و بين الشيطان. (7)

و روي هذا الحديث الحسين بن سعيد في كتاب الزهد قال:حدّثنا النضر بن سويد عن عاصم ابن حميد عن أبي بصير قال:سمعت أبا عبد الله عليه السّلام يقول:إذا وضع الرجل في قبره،و ساق الحديث إلي آخره. (8)

الثاني: ابن يعقوب عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسين بن سعيد

ص: 201


1- سوره 14 - آيه 27
2- إبراهيم:27.
3- سوره 14 - آيه 27
4- رواه الحبري في تفسيره مسندا:288 ح 42،و رواه الحسكاني عنه في الشواهد ح 434.
5- سوره 14 - آيه 27
6- سوره 14 - آيه 27
7- الكافي 238/3 ح 10.
8- كتاب الزهد:86 ح 231 باب 16.

عن القاسم بن محمد عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السّلام قال:إنّ المؤمن إذا خرج من بيته شيّعته الملائكة إلي قبره يزدحمون عليه،حتي إذا انتهي به إلي قبره قالت له الأرض:

مرحبا بك و أهلا،أما و اللّه لقد كنت أحبّ أن يمشي عليّ مثلك لترينّ ما أصنع بك،فتوسع له مدّ بصره و يدخل عليه في قبره ملكا القبر و هما قعيدا القبر منكر و نكير،فيلقيان فيه الروح إلي حقويه،فيقعدانه و يسألانه فيقولان له:من ربك؟فيقول:الله،فيقولان:ما دينك؟فيقول:الإسلام فيقولان:و من نبيك؟فيقول محمد،فيقولان:و من إمامك؟فيقول:فلان،قال:فينادي مناد من السماء:صدق عبدي،أفرشوا له في قبره من الجنة،و افتحوا له في قبره بابا إلي الجنة،و ألبسوه من ثياب الجنة حتي يأتينا،و ما عندنا خير له،ثم يقال له نم نومة العروس لا حلم فيها.

قال:و إن كان كافرا خرجت الملائكة تشيّعه إلي قبره يلعنونه حتي إذا انتهي به إلي قبره قالت له الأرض لا مرحبا بك و لا أهلا أما و الله لقد كنت أبغض أن يمشي عليّ مثلك لا جرم لترينّ ما أصنع بك اليوم،فتضيّق عليه حتي تلتقي جوانحه،قال:ثم يدخل عليه ملكا القبر و هما قعيدا القبر منكر و نكير.

قال أبو بصير:جعلت فداك يدخلان علي المؤمن و الكافر في صورة واحدة،فقال:لا.

قال:فيقعدانه فيلقيان فيه الروح إلي حقويه،فيقولان له:من ربك؟فيتلجلج و يقول:قد سمعت الناس يقولون:فيقولان له:لا دريت،و يقولان له:ما دينك؟فيتلجلج،فيقولان له:لا دريت و يقولان له:من نبيك؟فيقول:قد سمعت الناس يقولون:فيقولان له:لا دريت،و يسألانه عن إمام زمانه، قال:فينادي مناد من السماء:كذب عبدي،افرشوا له في قبره من النار و ألبسوه من ثياب النار و افتحوا له بابا إلي النار حتي يأتينا،و ما عندنا شر له،فيضربانه بمرزبة ثلاث ضربات ليس منها ضربة إلاّ يتطاير قبره نارا،لو ضرب ضربة بتلك المرزبة جبال تهامة لكانت رميما.

و قال أبو عبد الله عليه السّلام:يسلط الله عليه في قبره الحيّات تنهشه نهشا،و الشيطان يغمّه غمّا،قال:

و يسمع عذابه من خلق الله إلاّ الجن و الإنس.

قال:و إنه ليسمع خفق نعالهم و نفض أيديهم و هو قول الله عز و جل يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ وَ يُضِلُّ اللّهُ الظّالِمِينَ (1) . (2)

الثالث: ابن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان و عدّة من أصحابنا،عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر و الحسن بن علي جميعا،عن أبي جميلة مفضل بن

ص: 202


1- سوره 14 - آيه 27
2- الكافي 239/3-240 ح 12.

صالح،عن جابر،عن عبد الأعلي و علي بن إبراهيم،عن محمد بن عيسي،عن يونس،عن إبراهيم ابن عبد الأعلي،عن سويد بن غفلة قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام،إنّ ابن آدم إذا كان في آخر يوم من أيام الدّنيا و أول يوم من أيام الآخرة،مثل له ما له و ولده و عمله،فيلتفت إلي ما له فيقول له:و الله إني كنت عليك حريصا شحيحا فمالي عندك؟فيقول:خذ مني كفنك.

قال:فيلتفت إلي ولده فيقول:و الله إني كنت لكم محبا و إني كنت عليكم محاميا،فما ذا لي عندكم؟فيقولون:نوديك إلي حفرتك نواريك فيها.

قال:فيلتفت إلي عمله فيقول:و الله إني كنت فيك لزاهدا و إن كنت عليّ لثقيلا،فمالي عندك؟ فيقول:أنا قرينك في قبرك و يوم نشرك حتي أعرض أنا و أنت علي ربك،قال:فإن كان لله وليا أتاه أطيب الناس ريحا و أحسنهم منظرا و أحسنهم رياشا فيقال له:أبشر بروح و ريحان و جنة نعيم، و مقدمك خير مقدم فيقول له:من أنت؟فيقول:أنا عملك الصالح،ارتحل من الدنيا إلي الجنة، و إنه ليعرف غاسله و يناشد حامله أن يعجله،فإذا دخل قبره أتاه ملكا القبر يجرّان أشعارهما و يخدّان الأرض بأقدامهما و أصواتهما كالرعد العاصف،أبصارهما كالبرق الخاطف فيقولان له:

من ربك؟و ما دينك؟و من نبيك؟فيقول:الله ربي،و ديني الإسلام،و نبيّي محمد صلّي اللّه عليه و آله،فيقولان له:

ثبّتك الله فيما يحب و يرضي،و هو قول الله عز و جل يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ (1) ثم يفسحان له في قبره مدّ بصره،ثم يفتحان له بابا إلي الجنة،ثم يقولان له:نم قرير العين نوم الشاب الناعم،فإن الله عز و جل يقول أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَ أَحْسَنُ مَقِيلاً (2) (3).

قال:و إن كان لربّه عدوا فإنه يأتيه أقبح من خلق الله زيا و رؤيا،و أنتن ريحا فيقول له:أبشر بنزل من حميم و تصلية جحيم،و إنه ليعرف غاسله و ينشد حملته أن يحبسوه،فإذا دخل القبر أتاه ممتحنا القبر،فألقيا عنه أكفانه،ثم يقولان له:من ربك؟و ما دينك؟و من نبيك؟فيقول:لا أدري،فيقولان:لا دريت و لا هديت،فيضربان يافوخه بمرزبة معهما ضربة،فما خلق الله عز و جل من دابة إلاّ و تذعر لها ما خلا الثقلين،ثم يفتحان له بابا إلي النار،ثم يقولان له،نم بشرّ حال فيه من الضيق مثل ما في القنا من الزجّ حتي إن دماغه ليخرج من بين ظفره و لحمه،و يسلط الله عليه حيّات الأرض و عقاربها و هوامها فتنهشه حتي يبعثه الله من قبره،و إنه ليتمنّي قيام الساعة فيما هو فيه من الشر.

ص: 203


1- سوره 14 - آيه 27
2- سوره 25 - آيه 24
3- الفرقان:24.

فقال جابر:فقال أبو جعفر:قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:إني كنت أنظر في الإبل و الغنم و أنا أرعاها و ليس من نبيّ إلاّ و قد رعي،و كنت أنظر إليها قبل النبوة و هي متمكنة في المكينة،ما حولها شيء يهيجها حتي تذعر فتطير:فأقول:ما هذا؟و أعجب حتي حدّثني جبرئيل عليه السّلام أنّ الكافر يضرب ضربة ما خلق الله شيئا إلاّ سمعها و يذعر لها إلاّ الثقلين،فقلت:ذلك لضربة الكافر،فنعوذ باللّه من عذاب القبر. (1)

و روي هذا الحديث علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن مهزيار عن عمرو بن عثمان عن جابر عن إبراهيم بن أبي العلاء عن سويد بن غفلة عن أمير المؤمنين عليه السّلام إلاّ أنّ في رواية محمد بن يعقوب زيادة من آخر الحديث. (2)

و روي أيضا هذا الحديث الشيخ في أماليه بإسناده عن جابر عن إبراهيم بن عبد الأعلي عن سويد بن غفلة ذكر أن علي بن أبي طالب و عبد الله بن عباس ذكرا أنّ ابن آدم إذا كان في آخر يوم من الدّنيا و أول يوم من الآخرة،و ساق الحديث إلي آخره. (3)

الرابع: الشيخ في أماليه عن الحفارة قال:حدّثنا إسماعيل قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا أخي دعبل قال:حدّثنا شعبة بن الحجاج عن علقمة بن يزيد عن سعد بن عبيدة عن البراء بن عازب عن النبي صلّي اللّه عليه و آله في قوله تعالي يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ (4) (5)قال:في القبر إذا سئل الموتي (6).

الخامس: العياشي في تفسيره بإسناده عن صفوان بن مهران عن أبي عبد الله عليه السّلام قال:إنّ الشيطان ليأتي الرجل من أوليائنا فيأتيه عند موته،و يأتيه عن يمينه و عن يساره ليصدّه عمّا هو عليه،فيأبي الله له ذلك،و كذلك قال الله: يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ (7) . (8)

السادس: العياشي بإسناده عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله عليه السّلام قالا:إذا وضع الرجل في قبره أتاه ملكان،ملك عن يمينه و ملك عن شماله،و أقيم الشيطان،بين يديه عيناه من نحاس فيقال له:ما تقول في هذا الرجل الذي خرج من بين ظهرانيكم يزعم أنه رسول الله؟فيفزع لذلك فزعة فيقول إن كان مؤمنا:محمد رسول اللّه،فيقال له عند ذلك:نم نومة لا حلم فيها،و يفسح له في قبره تسعة أذرع،و يري مقعده من الجنة،و هو قول

ص: 204


1- الكافي 231/3-233 ح 1.
2- تفسير القمي 370/1.
3- أمالي الطوسي /348ح 719.
4- سوره 14 - آيه 27
5- ابراهيم:27.
6- أمالي الطوسي /377ح 807.
7- سوره 14 - آيه 27
8- تفسير العياشي 225/2 ح 16.

اللّه يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا (1) و إن كان كافرا قالوا:من هذا الرجل الذي كان بين ظهرانيكم؟يقول:إنه رسول اللّه.فيقول:ما أدري فيخلّي بينه و بين الشيطان. (2)

السابع: العياشي بإسناده عن أبي بصير عنه عليه السّلام:إن الميت إذا أخرج من بيته شيعته الملائكة إلي قبره،يترحمون عليه حتي إذا انتهي إلي قبره قالت الأرض له:مرحبا بك و أهلا و سهلا،و الله لقد كنت أحبّ أن يمشي عليّ مثلك،لا جرم لتري ما أصنع بك،فيوسع له مدّ بصره،و يدخل عليه في قبره قعيدا القبر منكر و نكير،فيلقي فيه الروح إلي حقويه،فيقعدانه فيسألانه فيقولان له:من ربك؟ فيقول:الله،فيقولان:و ما دينك؟فيقول:الإسلام،فيقولان:و من نبيك؟فيقول:محمد،فيقولان:

و من إمامك؟فيقول:علي،فينادي مناد من السماء:صدق عبدي،أفرشوا له في القبر من الجنة، و ألبسوه من ثياب الجنة،و افتحوا له في قبره بابا إلي الجنة حتي يأتينا،و ما عندنا خير له،فيقولان له:نم نومة العروس،نم نومة لا حلم فيها.

و إن كان كافرا أخرجت له ملائكة يشيّعونه إلي قبره يلعنونه حتي إذا انتهي إلي الأرض قالت الأرض:لا مرحبا بك و لا أهلا،أما و الله لقد كنت أبغض أن يمشي عليّ مثلك،لا جرم لترينّ ما أصنع بك اليوم،فتضايق عليه حتي تلتقي جوانحه،و يدخل عليه ملكا القبر و هما قعيدا القبر منكر و نكير.

قال:قلت له:جعلت فداك يدخلان علي المؤمن و الكافر في صورة واحدة فقال:لا،قال:

فيقعدانه فيقولان له:من ربك؟فيقول:سمعت الناس يقولون،و يتلجلج لسانه فيقولان:لا دريت، فما دينك؟فيقول:سمعت الناس يقولون،و يتلجلج لسانه فيقولان،لا دريت فمن نبيك؟فيقول:

سمعت الناس،و يتلجلج لسانه فيقولان:لا دريت،فينادي مناد من السماء:كذب عبدي،افرشوا له في قبره من النار و ألبسوه من ثياب النار،و افتحوا له بابا إلي النار حتي يأتينا،فما له عندنا شرّ له.

قال:ثم يضربانه بمرزبة معهما ثلاث ضربات ليس منها ضربة إلاّ تطاير قبره نارا،و لو ضربت تلك الضربة علي جبال تهامة لكانت رميما.

قال أبو عبد الله عليه السّلام،و يسلط الله عليه الحيات و العقارب فتنهشه نهشا،و الشياطين تغمّه غمّا، يسمع عذابه من خلق الله إلاّ الجن و الإنس،و إنه ليسمع خفق نعالهم و نفض أيديهم،و هو قول الله يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا (3) (4)قال عند موته وَ فِي الْآخِرَةِ (5) قال:في

ص: 205


1- سوره 14 - آيه 27
2- تفسير العياشي 225/2 ح 17.
3- سوره 14 - آيه 27
4- ابراهيم:27.
5- سوره 14 - آيه 27

قبره وَ يُضِلُّ اللّهُ الظّالِمِينَ وَ يَفْعَلُ اللّهُ ما يَشاءُ (1) . (2)

الثامن: العياشي بإسناده عن سويد بن غفلة عن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال:إنّ ابن آدم إذا كان في آخر يوم من الدّنيا و أول يوم من الآخرة مثل له ما له و ولده و عمله،فيلتفت إلي ما له فيقول:و الله إني كنت عليك لحريصا شحيحا،فما عندك؟فيقول:خذ مني كفنك،فيلتفت إلي ولده فيقول إني و الله كنت لكم محبا،و إني كنت عليكم لمحاميا،فما ذا عندكم؟فيقولون:نوديك إلي حفرتك و نواريك فيها،فيلتفت إلي عمله فيقول:و الله إني كنت فيك لزاهدا،و إن كنت عليّ لثقيلا فما عندك؟فيقول:أنا قرينك في قبرك و يوم نشرك حين أعرض أنا و أنت علي ربك،فإن كان لله وليا أتاه أطيب الناس ريحا و أحسنهم رياشا،فيقول:أبشر بروح و ريحان و جنة نعيم،قدمت خير مقدم،فيقول:من أنت؟فيقول:أنا عملك الصالح،ارتحل من الدّنيا إلي الجنة،و إنّه ليعرف غاسله و يناشد حامله أن يعجّله،فإذا أدخل قبره أتاه اثنان هما فتّانا القبر يجرّان أشعارهما،و يبحثان الأرض بأنيابهما،أصواتهما كالرعد العاصف و أبصارهما كالبرق الخاطف،ثم يقولان:من ربك؟و ما دينك؟و من نبيك؟فيقول:الله ربي،و ديني الإسلام،و نبيي محمد،فيقولان:ثبّتك الله فيما تحب و ترضي،و هو قول الله يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ (3) (4)ثم يفسحان له في قبره مدّ بصره،ثم يفتحان له بابا إلي الجنة،ثم يقولان له:نم قرير العين نوم الشاب الناعم،فإنّه يقول الله أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَ أَحْسَنُ مَقِيلاً (5) .

و أما إن كان لربه عدوا فإنه يأتيه أقبح من خلق الله رياشا و أنتنهم ريحا فيقول:أبشر بنزل من حميم و تصلية جحيم،و إنه ليعرف غاسله و يناشد حامله أن يحبسه،فإذا أدخل في قبره أتاه ممتحنا القبر،فألقيا أكفانه ثم قالا له:من ربك؟و ما دينك؟و من نبيك؟فيقول:ما أدري،فيقولان:لا دريت و لا هديت،فيضربان يافوخه بمزربة ضربة ما خلق الله من دابة إلا تذعر لها ما خلا الثقلين، ثم يفتح له بابا إلي النار،ثم يقولان له:نم بشرّ حال،فإنه من الضيق مثل ما في القناة من الزج (6)حتي إن دماغه ليخرج ما بين ظفره و لحمه،و يسلّط الله عليه حيات الأرض و عقاربها و هوامها فتنهشه حتي يبعثه الله من قبره،و إنّه ليتمنّي قيام الساعة مما هو فيه من الشر (7).

قال جابر قال أبو جعفر:قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:إني كنت لأنظر إلي الغنم و الإبل و أنا أرعاها و ليس من نبيّ إلاّ و قد رعي،فكنت أنظر إليها قبل النبوة و هي متمكنة في المكينة ما حولها شيء ينشرها حي،

ص: 206


1- سوره 14 - آيه 27
2- تفسير العياشي 226/2 ح 18.
3- سوره 14 - آيه 27
4- ابراهيم:27.
5- سوره 25 - آيه 24
6- الزج:بالضم،الحديدة التي في أسفل الرمح.
7- تفسير العياشي 227/2 ح 20.

فأنظر فأقول:ما هذا،و أعجب حتي حدّثني جبرائيل عليه السّلام أنّ الكافر يضرب ضربة ما خلق الله شيئا إلا سمعها و يذعر إلاّ الثقلين،فعلمت أنّ ذلك إنما كان بضربة الكافر،فنعوذ بالله من عذاب القبر. (1)

التاسع: العياشي بإسناده عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السّلام قال:إذا وضع الرجل في قبره أتاه ملكان،ملك عن يمينه و ملك عن شماله،و أقيم الشيطان بين يديه،عيناه من نحاس فيقال له:

كيف تقول في هذا الرجل الذي خرج بين ظهرانيكم؟قال:فيفزع لذلك فيقول إن كان مؤمنا:عن محمد تسألاني؟فيقولان له عند ذلك:نم نومة لا حلم فيها،و يفسح له في قبره سبعة أذرع،و يري مقعده من الجنة،و إن كان كافرا قيل له:ما تقول في هذا الرجل الذي خرج بين ظهرانيكم؟فيقول:

ما أدري و يخلّي بينه و بين الشيطان،و يضرب بمرزبة من حديد يسمع صوته كل شيء،و هو قول الله يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ وَ يُضِلُّ اللّهُ الظّالِمِينَ وَ يَفْعَلُ اللّهُ ما يَشاءُ (2) (3)(4).

ص: 207


1- تفسير العياشي 228/2 ح 21.
2- سوره 14 - آيه 27
3- إبراهيم:27.
4- تفسير العياشي 227/2 ح 19.

الباب الثالث و العشرون و المائة

في قوله تعالي أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ وَ يَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ (1) . (2)

من طريق العامة و فيه حديث واحد أنس بن مالك قال:لمّا نزلت الآيات الخمس في طس أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً وَ جَعَلَ خِلالَها أَنْهاراً (3) الآيات انتفض علي انتفاض العصفور،فقال له رسول الله صلّي اللّه عليه و آله:ما لك يا علي؟قال:عجبت يا رسول الله من كفر هم و حلم الله عنهم،فمسحه رسول الله صلّي اللّه عليه و آله بيده،ثم قال:أبشر فإنه لا يبغضك مؤمن و لا يحبك منافق،و لو لا أنت لم يعرف حزب الله. (4)

الباب الرابع و العشرون و المائة

في قوله تعالي أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ وَ يَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ (5)

من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث الأول: الشيخ المفيد في أماليه قال:حدّثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال:حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد قال:حدّثنا جعفر بن محمد بن مروان قال:حدّثني أبي قال:

حدّثنا إبراهيم ابن الحكم عن المسعودي قال:حدّثنا الحرث بن حصين عن عمران بن الحصين قال:كنت أنا و عمر بن الخطاب جالسين عند النبي صلّي اللّه عليه و آله،و علي جالس إلي جنبه إذ قرأ رسول الله صلّي اللّه عليه و آله أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ وَ يَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أَ إِلهٌ مَعَ اللّهِ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ (6) قال:فانتفض علي عليه السّلام انتفاضة العصفور،فقال له النبي صلّي اللّه عليه و آله:ما شأنك تجزع؟فقال:ما لي لا أجزع و الله يقول إنه يجعلنا خلفاء الأرض؟فقال له النبي صلّي اللّه عليه و آله:لا تجزع،فو الله لا يحبك إلاّ مؤمن و لا يبغضك إلاّ منافق،و رواه الشيخ الطوسي في أماليه. (7)

قال:أخبرنا محمد بن محمد يعني المفيد قال:حدّثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي و ساق السند و المتن سواء. (8)

ص: 208


1- سوره 27 - آيه 62
2- النحل:62.
3- سوره 27 - آيه 61
4- مناقب آل أبي طالب 390/1.
5- سوره 27 - آيه 62
6- سوره 27 - آيه 62
7- أمالي المفيد /308ح 5.
8- أمالي الطوسي /77ح 112.

الثاني: محمد بن العباس قال:حدّثنا إسحاق بن محمد بن مروان عن أبيه عن عبد الله بن خنيس عن صباح المزني عن أبي الحرث بن حضيرة عن أبي داود عن بريد قال:قال رسول الله صلّي اللّه عليه و آله و علي إلي جنبه: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ وَ يَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ (1) (2)،قال:

فانتفض علي عليه السّلام انتفاض العصفور،فقال له النبي:لم تجزع يا علي؟فقال:لم لا أجزع و أنت تقول:و يجعلكم خلفاء الأرض؟فقال:لا تجزع،فو الله لا يبغضك مؤمن و لا يحبك كافر. (3)

الثالث: محمد بن العباس عن أحمد بن محمد بن العباس عن عثمان بن هاشم بن الفضل عن كثير عن الحرث بن حصين عن أبي داود السبيعي عن عمران بن حصين،قال:كنت جالسا عند النبي صلّي اللّه عليه و آله و علي عليه السّلام جالس إلي جنبه إذ قرأ النبي صلّي اللّه عليه و آله أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ وَ يَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ (4) قال:فارتعد علي عليه السّلام،فضرب النبي صلّي اللّه عليه و آله بيده علي كتفه و قال:ما لك يا علي؟فقال:يا رسول الله قرأت هذه الآية فخشيت أن نبتلي بها فأصابني ما رأيت،فقال رسول الله صلّي اللّه عليه و آله:يا علي لا يحبك إلاّ مؤمن و لا يبغضك إلاّ منافق إلي يوم القيامة. (5)

الرابع: محمد بن العباس عن حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي عبد الله عليه السّلام قال:إنّ القائم إذا خرج دخل المسجد الحرام،فيستقبل القبلة و يجعل ظهره إلي المقام،ثم يصلي ركعتين،ثم يقوم فيقول:يا أيها الناس أنا أولي الناس بآدم،يا أيها الناس أنا أولي الناس بإبراهيم،يا أيها الناس أنا أولي الناس بإسماعيل،يا أيها الناس أنا أولي الناس بمحمد صلّي اللّه عليه و آله،ثم يرفع يديه إلي السماء فيدعو و يتضرع حتي يقع علي وجهه،و هو قول اللّه عز و جل أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ وَ يَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أَ إِلهٌ مَعَ اللّهِ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ (6) .

و بالاسناد عن ابن عبد الحميد عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه عز و جل أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ (7) قال:نزلت في القائم عليه السّلام إذا خرج تعمم و صلّي عند المقام و تضرع إلي ربه فلا تردّ له راية أبدا. (8)

الخامس: علي بن إبراهيم قال:حدّثني أبي عن الحسن بن علي بن فضال عن صالح بن عقبة عن أبي عبد الله عليه السّلام قال:نزلت في القائم من آل محمد عليهم السلام،هو و الله المضطر،إذا صلّي في المقام ركعتين و دعا الله فأجابه و يكشف السوء و يجعله خليفة في الأرض،و هذا مما ذكرنا

ص: 209


1- سوره 27 - آيه 62
2- النحل:62.
3- بحار الأنوار 266/35 ذيل ح 39.
4- سوره 27 - آيه 62
5- بحار الأنوار 286/35 ح 79.
6- سوره 27 - آيه 62
7- سوره 27 - آيه 62
8- بحار الأنوار 59/47 ح 56.

تأويله بعد تنزيله. (1)

السادس: محمد بن إبراهيم النعماني قال:أخبرنا أحمد بن محمد بن محمد بن سعيد قال:

حدّثني محمد بن علي التيملي عن محمد بن إسماعيل بن بزيع،و حدّثني غير واحد عن منصور ابن يونس بن برح عن إسماعيل بن جابر عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السّلام أنه قال:يكون لصاحب هذا الأمر غيبة في بعض هذه الشعاب،و أومي بيده إلي ناحية ذي طوي حتي إذا كان قبل خروجه أتي الولي الذي معه حتي يلقي بعض أصحابه فيقول:كم أنتم هاهنا؟فيقولون:نحو من أربعين رجلا،فيقول:كيف أنتم إذا رأيتم صاحبكم؟فيقولون:و الله لو ناوي بنا الجبال لنا و يناها معه،ثم يأتيهم من القابلة فيقول:أشيروا إلي رؤسائكم أو خياركم عشرة،فيشيرون إليهم فينطلق بهم حتي يلقوا صاحبهم،و يعدهم الليلة التي تليها،ثم قال أبو جعفر عليه السّلام:و الله لكأني انظر إليه و قد أسند ظهره إلي الحجر فينشد الله حقه،ثم يقول:يا أيها الناس من يحاجّني في الله فأنا أولي الناس بالله؟أيها الناس من يحاجّني في آدم فأنا أولي الناس بآدم؟أيها الناس من يحاجّني في نوح فأنا أولي الناس بنوح؟أيها الناس من يحاجّني في إبراهيم فأنا أولي الناس بإبراهيم؟أيها الناس من يحاجّني في موسي فأنا أولي الناس بموسي؟أيها الناس من يحاجّني بعيسي فأنا أولي الناس بعيسي؟أيها الناس من يحاجّني بمحمد فأنا أولي الناس بمحمد؟أيها الناس من يحاجّني بكتاب الله فأنا أولي الناس بكتاب الله؟ثم ينتهي إلي المقام فيصلي عنده ركعتين و ينشد الله حقه،ثم قال أبو جعفر عليه السّلام:هو و الله المضطر الذي يقول اللّه فيه أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ وَ يَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ (2) (3)فيه نزلت و له (4).

ص: 210


1- تفسير القمي 129/2.
2- سوره 27 - آيه 62
3- النحل:62.
4- كتاب الغيبة /182ح 30.

الباب الخامس و العشرون و المائة

في قوله الم* أَ حَسِبَ النّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ (1)

من طريق العامة و فيه أربعة أحاديث الأول: محمد بن العباس من طريق العامة قال:حدّثنا محمد بن الحسين القبيطي عن عيسي بن مهران عن الحسن بن الحسين الغزلي عن علي بن أحمد بن حاتم عن حسن بن عبد الواحد عن حسن بن حسين عن يحيي بن علي بن أسباط عن السدي في قوله الم* أَ حَسِبَ النّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ وَ لَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا (2) قال:علي و أصحابه وَ لَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ (3) (4)أعداءه. (5)

الثاني: محمد بن العباس أيضا قال:حدّثنا عبد العزيز عن محمد بن زكريا عن أيوب بن سليمان عن محمد بن مروان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال:قوله عز و جل أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا ساءَ ما يَحْكُمُونَ (6) (7)نزلت في عتبة و شيبة و الوليد بن عتبة و هم الذين بارزوا عليا و حمزة و عبيدة و نزلت فيهم مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللّهِ لَآتٍ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَ مَنْ جاهَدَ فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ (8) (9)قال في علي و صاحبيه (10).

الثالث: ابن شهرآشوب عن أبي طالب الهروي بإسناده عن علقمة و أبي أيوب أنه لما نزل الم * أَ حَسِبَ النّاسُ (11) الآيات قال النبي صلّي اللّه عليه و آله لعمار:إنه سيكون من بعدي هناة حتي يختلف السيف فيما بينهم،و حتي يقتل بعضهم بعضا،و حتي يتبرأ بعضهم من بعض،فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الأصلع عن يميني علي بن أبي طالب،فإن سلك الناس كلّهم واديا فاسلك وادي علي و خلّ عن الناس،يا عمار إن عليا لا يردّك عن هدي و لا يردك إلي ردي،يا عمار و طاعة علي طاعتي و طاعتي طاعة الله. (12)

الرابع: من طريق العامة أيضا في قوله تعالي الم* أَ حَسِبَ النّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ (13) قال علي عليه السّلام:قلت:يا رسول ما هذه الفتنة؟

ص: 211


1- سوره 29 - آيه 1
2- سوره 29 - آيه 1
3- سوره 29 - آيه 3
4- العنكبوت:1،2،3.
5- بحار الأنوار 228/24 ح 26.
6- سوره 29 - آيه 4
7- العنكبوت:4.
8- سوره 29 - آيه 5
9- العنكبوت:5.
10- بحار الأنوار 317/24 ح 22.
11- سوره 29 - آيه 1
12- مناقب آل أبي طالب 7/3.
13- سوره 29 - آيه 1

قال:يا علي إنك مبتلي بك و إنك المخاصم فأعدّ للخصومة (1).و قال علي في قوله تعالي ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا (2) :نحن أولئك (3).

الباب السادس و العشرون و المائة

في قوله تعالي الم* أَ حَسِبَ النّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ (4)

من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث الأول: علي بن إبراهيم في تفسيره قال:حدّثني أبي عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن قال عليه السّلام:جاء العباس إلي أمير المؤمنين فقال:انطلق نبايع لك الناس،فقال له أمير المؤمنين عليه السّلام:

أ تراهم فاعلين؟قال:نعم،فأين قوله الم* أَ حَسِبَ النّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ وَ لَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ (5) (6)أي اختبرناهم فَلَيَعْلَمَنَّ اللّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَ لَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا (7) أي يفوتونا ساءَ ما يَحْكُمُونَ (8) مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللّهِ لَآتٍ (9) (10)قال:من أحب لقاء الله جاءه الأجل وَ مَنْ جاهَدَ (11) آمال نفسه عن اللذات و الشهوات و المعاصي فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ (12) . (13)

الثاني: محمد بن العباس قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد عن أحمد بن الحسين عن أبيه عن حسين بن مخارق عن عبيد الله بن الحسين عن أبيه عن جده عن الحسين بن علي عن أبيه صلوات الله عليهم أجمعين،قال:لما نزلت الم* أَ حَسِبَ النّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ (14) قال:قلت:يا رسول الله ما هذه الفتنة؟قال:يا علي إنك مبتلي بك و أنت مخاصم فأعدّ للخصومة (15).

الثالث: محمد بن العباس قال:حدّثنا جعفر بن محمد الحسني عن إدريس بن زياد عن الحسن ابن محبوب عن عمرو بن ثابت عن أبي جعفر عليه السّلام قال:قلت له:فسّر لي قوله عز و جل لنبيه صلّي اللّه عليه و آله لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ (16) فقال:إنّ رسول الله صلّي اللّه عليه و آله كان حريصا علي أن يكون علي بن أبي طالب عليه السّلام من بعده علي الناس،و كان عند الله خلاف ذلك فقال:و عني بذلك قوله عز و جل الم * أَ حَسِبَ النّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ وَ لَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللّهُ الَّذِينَ (17)

ص: 212


1- بحار الأنوار 227/24 ح 26.
2- سوره 35 - آيه 32
3- بحار الأنوار 181/32 ح 175.
4- سوره 29 - آيه 1
5- سوره 29 - آيه 1
6- العنكبوت:1،2،3.
7- سوره 29 - آيه 3
8- سوره 29 - آيه 4
9- سوره 29 - آيه 5
10- العنكبوت:5.
11- سوره 29 - آيه 6
12- سوره 29 - آيه 6
13- تفسير القمي:148/2.
14- سوره 29 - آيه 1
15- بحار الأنوار 227/24 ح 26.
16- سوره 3 - آيه 128
17- سوره 29 - آيه 1

صَدَقُوا وَ لَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ (1) فرضي رسول الله صلّي اللّه عليه و آله بأمر اللّه عزّ و جل (2).

الرابع: محمد بن العباس قال:حدّثنا أحمد بن هودة عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن سماعة بن مهران قال:كان رسول الله صلّي اللّه عليه و آله ذات ليلة في المسجد فلمّا كان قرب الصبح دخل أمير المؤمنين عليه السّلام فناداه رسول الله صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا علي،قال:لبيك،قال:هلمّ إليّ،فلمّا دنا منه قال:يا علي بتّ الليلة حيث تراني،و قد سألت ربي ألف حاجة فقضاها لي،و سألت لك مثلها فقضاها،و سألك لك ربي أن يجمع لك أمتي من بعدي فأبي عليّ ربي فقال: الم* أَ حَسِبَ النّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ (3) (4). (5)

الخامس: الحسين بن علي عليه السّلام عن أبيه قال:لمّا نزلت الم* أَ حَسِبَ النّاسُ (6) فقلت:يا رسول الله ما هذه الفتنة؟قال:يا علي إنك مبتلي و مبتلي بك،و إنك مخاصم فأعدّ للخصومة. (7)

ص: 213


1- سوره 29 - آيه 3
2- بحار الأنوار 82/28 ح 42.
3- سوره 29 - آيه 1
4- العنكبوت:2.
5- بحار الأنوار 228/24 ح 27.
6- سوره 29 - آيه 1
7- مناقب آل أبي طالب 7/3.

الباب السابع و العشرون و المائة

في قوله تعالي وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمي (1)

من طريق العامة و فيه حديث واحد عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالي وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً (2) أي من ترك ولاية علي أعماه الله و أصمّه عن الهدي. (3)

الباب الثامن و العشرون و المائة

في قوله تعالي فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَ لا يَشْقي وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمي (4) (5).

من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث الأول: محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلي بن محمد عن السياري عن علي بن عبد الله قال:سئل أبو عبد الله عليه السّلام عن قول الله عز و جل فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَ لا يَشْقي (6) قال:من قال بالأئمة و اتبع أمر هم و لم يجز طاعتهم. (7)

الثاني: ابن يعقوب أيضا عن محمد بن يحيي عن سلمة بن الخطاب عن الحسين عبد الرحمن عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السّلام في قول الله عز و جل وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً (8) يعني به ولاية أمير المؤمنين عليه السّلام قلت وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمي (9) قال:يعني أعمي البصر في الآخرة،أعمي القلب في الدّنيا عن ولاية أمير المؤمنين،قال:و هو متحير في القيامة يقول:رب لم حشرتني أعمي و قد كنت بصيرا قال كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها (10) قال الآيات الأئمة عليهم السّلام فنسيتها وَ كَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسي (11) (12)يعني تركتها و كذلك اليوم تترك في النار كما تركت الأئمة عليهم السلام و لم تطع أمر هم و لا تسمع قولهم قلت وَ كَذلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَ لَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَ لَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَ أَبْقي (13) (14)قال:يعني من أشرك بولاية أمير المؤمنين عليه السّلام غيره

ص: 214


1- سوره 20 - آيه 124
2- سوره 20 - آيه 124
3- بحار الأنوار 403/31 ح 19.
4- سوره 20 - آيه 123
5- طه:123،124.
6- سوره 20 - آيه 123
7- الكافي 414/1 ح 10.
8- سوره 20 - آيه 124
9- سوره 20 - آيه 124
10- سوره 20 - آيه 126
11- سوره 20 - آيه 126
12- طه:126.
13- سوره 20 - آيه 127
14- طه:127.

و لم يؤمن بآيات ربه،و ترك الأئمة معاندة فلم يتبع آثار هم و لم يتولّهم. (1)

الثالث: محمد بن العباس قال:حدّثنا محمد بن همام عن محمد بن إسماعيل العلوي عن داود النجار عن أبي الحسن موسي بن جعفر عليه السّلام أنه سأل أباه عن قول الله عز و جل فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَ لا يَشْقي (2) (3)قال:قال رسول الله صلّي اللّه عليه و آله:يا أيها الناس اتبعوا هدي الله تهتدوا و ترشدوا و هو هداي،و هداي هدي علي بن أبي طالب عليه السّلام،فمن اتّبع هداه في حياتي و بعد موتي فقد اتبع هداي،و من اتّبع هداي فقد اتبع هدي الله،و من اتبع هدي الله فَلا يَضِلُّ وَ لا يَشْقي (4) قال: وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمي قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمي وَ قَدْ كُنْتُ بَصِيراً قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَ كَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسي وَ كَذلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ (5) في عداوة آل محمد عليهم السّلام وَ لَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَ لَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَ أَبْقي (6) (7)ثم قال اللّه عز و جل أَ فَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهي (8) و هم الائمة من آل محمد،و ما كان في القرآن مثلها. (9)

الرابع: العياشي في تفسيره بإسناده عن الحسين بن سعيد المكفوف كتب إليه في كتاب له:

جعلت فداك يا سيدي قوله(فمن اتّبع هداي و من أعرض عن ذكري)قال:أما قوله(فمن اتّبع هداي)،من قال بالأئمة و اتّبع أمر هم بحسن طاعتهم. (10)

الخامس: سعد بن عبد الله في بصائر الدرجات عن أحمد بن محمد بن عيسي عن عمر بن عبد العزيز عن رجل عن ابن الميثمي قال:قلت لأبي عبد الله عليه السّلام:يقول الله عز و جل فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً (11) فقال:هي و الله في النصّاب،قلت:فقد رأيناهم في دهر هم الأطول في كفاية حتي ماتوا، فقال:ذلك و الله في الرجعة يأكلون العذرة. (12)

السادس: علي بن إبراهيم قال:أخبرنا أحمد بن إدريس قال:حدّثنا أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن إبراهيم بن المستنير عن معاوية بن عمار قال قلت لأبي عبد الله عليه السّلام قوله:إنّ له معيشة ضنكا قال:هي و الله للنصّاب قال:جعلت فداك قد رأيتهم دهر هم الأطول في كفاية حتي ماتوا،قال:ذلك و الله في الرجعة يأكلون العذرة. (13)

ص: 215


1- الكافي 436/1 ح 92.
2- سوره 20 - آيه 123
3- طه:123.
4- سوره 20 - آيه 123
5- سوره 20 - آيه 124
6- سوره 20 - آيه 127
7- طه:123،124،125،126،127.
8- سوره 20 - آيه 128
9- بحار الأنوار 149/24 ح 30.
10- تفسير العياشي 206/2 ح 21.
11- سوره 20 - آيه 124
12- مختصر البصائر:18.
13- تفسير القمي 65/2.

الباب التاسع و العشرون و المائة

في قوله تعالي فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَ مَنِ اهْتَدي (1) .

من طريق العامة و فيه حديث واحد الأعمش عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالي فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ (2) (3)و الله هو محمد و أهل بيته،و من اهتدي فهم أصحاب محمد صلّي اللّه عليه و آله. (4)

الباب الثلاثون و المائة

في قوله تعالي فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَ مَنِ اهْتَدي (5) .

من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث الأول: علي بن إبراهيم في تفسيره قال:حدّثني أبي عن الحسن بن محبوب عن علي بن رباب قال:قال أبو عبد الله عليه السّلام:نحن و الله سبيل الله الذي أمر الله باتّباعه،و نحن و الله الصراط المستقيم،و نحن و الله الذين أمر اللّه العباد بطاعتهم،فمن شاء فليأخذ من هنا،و من شاء فليأخذ من هناك،لا تجدون و اللّه عنها محيصا. (6)

الثاني: علي بن إبراهيم عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام في قول الله عزّ و جل قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ (7) إلي قوله وَ مَنِ اهْتَدي (8) (9)قال:إلي ولايتنا. (10)

الثالث: محمد بن العباس بن ماهيار الثقة قال:حدّثنا علي بن عبد الله بن راشد عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن إبراهيم بن محمد بن ميمون عن عبد الكريم بن يعقوب عن جابر قال:سئل محمد بن علي الباقر عليه السّلام عن قول الله عز و جل فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَ مَنِ اهْتَدي (11) قال:اهتدي إلي ولايتنا. (12)

الرابع: محمد بن العباس عن علي بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد عن إسماعيل بن بشار عن

ص: 216


1- سوره 20 - آيه 135
2- سوره 20 - آيه 135
3- طه:135.
4- بحار الأنوار 16/24 ح 21.
5- سوره 20 - آيه 135
6- تفسير القمي 67/2.
7- سوره 20 - آيه 135
8- سوره 20 - آيه 135
9- طه:62.
10- تأويل الآيات:322/1 عن علي بن إبراهيم و ليس هو في تفسيره المطبوع.
11- سوره 20 - آيه 135
12- بحار الأنوار 150/24 ح 32.

علي بن جعفر عن الحضرمي عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله تعالي فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَ مَنِ اهْتَدي (1) قال:عليّ صاحب الصراط السوي،و من اهتدي أي إلي ولايتنا أهل البيت. (2)

الخامس: محمد بن العباس قال:حدّثنا محمد بن همام عن محمد بن إسماعيل العلوي عن عيسي بن داود النجار عن أبي الحسن موسي بن جعفر عليه السّلام قال:سألت أبي عن قول الله عز و جل فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَ مَنِ اهْتَدي (3) قال:الصراط هو القائم،و الهدي من اهتدي إلي طاعته و مثلها في كتاب الله عز و جل وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدي (4) (5)قال:إلي ولايتنا. (6)

السادس: سعد بن عبد الله في كتاب بصائر الدرجات عن المعلّي بن محمد البصري قال:حدّثنا أبو الفضل المدني عن أبي مريم الأنصاري عن المنهال بن عمرو عن رزين بن حبش عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:سمعته يقول:إذا دخل الرجل حفرته أتاه ملكان اسمهما منكر و نكير،فأوّل ما يسألانه عن ربه ثم عن نبيّه ثم عن وليّه،فإن أجاب نجا و إن تحيّر عذّباه،فقال رجل:فما حال من عرف ربه و نبيه و لم يعرف وليّه؟قال:مذبذب لا إلي هؤلاء و لا إلي هؤلاء،و من يضلل الله فلن تجد له سبيلا،فذلك لا سبيل له،و قد قيل للنبي صلّي اللّه عليه و آله،من وليّنا يا نبي الله؟فقال:وليّكم في هذا الزمان علي و من بعده وصيّه،لكلّ زمان عالم يحتج الله به لئلاّ يكون كما قال الضّلال قبلهم حين فارقهم أنبياؤهم:ربنا لو لا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذلّ و نخزي،فما كان من ضلالتهم و هي جهالتهم بالآيات و هم الأوصياء فأجابهم الله عز و جل قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَ مَنِ اهْتَدي (7) (8)و إنما كان تربصهم أن قالوا:نحن في سعة من معرفة الأوصياء حتي نعرف إماما،فعرفهم الله بذلك،و الأوصياء هم أصحاب الصراط وقوفا عليه،لا يدخل الجنة إلاّ من عرفهم و عرفوه،لا يدخل النار إلاّ من أنكرهم و أنكروه لأنهم عرفاء اللّه عرّفهم عليهم عند أخذه المواثيق عليهم و وصفهم في كتابه فقال عز و جل وَ عَلَي الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ (9) (10)و هم الشهداء علي أوليائهم،و النبي صلّي اللّه عليه و آله الشهيد عليهم،و أخذ لهم مواثيق العباد بالطاعة،و أخذ النبي صلّي اللّه عليه و آله المواثيق بالطاعة،فجرت نبوّته عليهم،و ذلك قول الله عز و جل: فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَ جِئْنا بِكَ عَلي هؤُلاءِ شَهِيداً يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ عَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوّي بِهِمُ الْأَرْضُ وَ لا يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثاً (11) (12).

ص: 217


1- سوره 20 - آيه 135
2- بحار الأنوار 150/24 ح 33.
3- سوره 20 - آيه 135
4- سوره 20 - آيه 82
5- طه:82.
6- بحار الأنوار 150/24 ح 34.
7- سوره 20 - آيه 135
8- طه:135.
9- سوره 7 - آيه 46
10- الاعراف:46.
11- سوره 4 - آيه 41
12- بصائر الدرجات 9/498.

الباب الحادي و الثلاثون و المائة

في قوله تعالي أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِكُمْ (1) (2)

من طريق العامة و فيه حديثان الأول: إبراهيم بن محمد الحمويني قال:أخبرني الشيخ أبو عبد اللّه علي بن أبي بكر بن الخلال إذنا بدمشق،أخبرتنا الشيخة الأصيلة أمّ الفضل كريمة بنت عبد الوهاب بن علي بن الخضر القرشي سماعا،أنبأنا الشيخان أبو الخير محمد بن أحمد بن عمر الباغبان،و مسعود بن الحسن بن القاسم الثقفي إجازة قالا:أنبأنا أبو عمر و عبد الوهاب ابن الإمام الحافظ أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة قال:أنبأنا[أبي أبو عبد اللّه محمد بن إسحاق بن منده الحافظ قال:أنبأنا]خيثمة بن سليمان قال:أنبأنا أحمد بن حازم الغفاري قال:أنبأنا عمرو بن حماد قال:أنبأنا أسباط بن نصر قال:حدّثنا سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس أنّ عليا صلوات الله عليه كان يقول في حياة رسول الله صلّي اللّه عليه و آله،إنّ الله عز و جل يقول أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِكُمْ (3) و الله لا ننقلب علي أعقابنا بعد إذ هدانا الله،و الله لئن مات أو قتل لأقاتل علي ما قاتل عليه حتي أموت،و الله إني لأخوه و وليّه و ابن عمه و وارثه،و من أحقّ به مني؟ (4)

الثاني: ابن شهرآشوب أورده من طريق العامة بإسناده عن سعد بن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالي أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلي عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللّهُ الشّاكِرِينَ (5) يعني بالشاكرين صاحبك علي بن أبي طالب عليه السّلام،و المرتدّين علي أعقابهم الذين ارتدوا عنه. (6)

ص: 218


1- سوره 3 - آيه 144
2- آل عمران:144.
3- سوره 3 - آيه 144
4- فرائد السمطين:ج /1ص /224ب /44ح 175.
5- سوره 3 - آيه 144
6- مناقب آل أبي طالب 385/1.

الباب الثاني و الثلاثون و المائة

في قوله تعالي أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِكُمْ (1)

من طريق الخاصة و فيه عشرة أحاديث الأول: علي بن إبراهيم في تفسيره قال:إنّ رسول الله صلّي اللّه عليه و آله خرج يوم أحد و عهد العاهد به علي تلك الحال،فجعل الرجل يقول لمن لقاه:إنّ رسول الله قد قتل،النجا،فلمّا رجعوا إلي المدينة أنزل الله وَ ما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِكُمْ (2) (3)يقول:

إلي الكفر. (4)

الثاني: محمد بن يعقوب بإسناده عن حنّان عن أبيه عن أبي جعفر عليه السّلام قال:كان الناس أهل ردة بعد النبي صلّي اللّه عليه و آله إلاّ ثلاثة،فقلت:و من الثلاثة؟فقال:المقداد بن الأسود و أبو ذر الغفاري و سلمان الفارسي رحمة الله و بركاته عليهم،ثم عرّف أناسا بعد يسير و قال:هؤلاء الذين دارت عليهم الرحي و أبوا أن يبايعوا حتي جاءوا بأمير المؤمنين عليه السّلام مكرها فبايع،و ذلك قول الله عز و جل وَ ما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلي عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللّهُ الشّاكِرِينَ (5) . (6)

الثالث: محمد بن يعقوب بإسناده عن ابن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه قال:قلت لأبي جعفر عليه السّلام:إنّ العامة يزعمون ان بيعة أبي بكر حيث اجتمع الناس كانت رضا لله عز ذكره و ما كان ليفتن أمة محمد صلّي اللّه عليه و آله من بعده فقال أبو جعفر عليه السّلام أو ما يقرءون كتاب الله أو ليس يقول وَ ما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلي عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللّهُ الشّاكِرِينَ (7) قال:فقلت له:إنهم يفسّرون علي وجه آخر،فقال:

أو ليس قد أخبر الله عز و جل عن الذين من قبلهم من الأمم أنهم قد اختلفوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ (8) حيث قال وَ آتَيْنا عِيسَي ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَ أَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَ لَوْ شاءَ اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَ لكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَ مِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَ لَوْ شاءَ اللّهُ مَا اقْتَتَلُوا (9)

ص: 219


1- سوره 3 - آيه 144
2- سوره 3 - آيه 144
3- آل عمران:144.
4- تفسير القمي 119/1.
5- سوره 3 - آيه 144
6- الكافي 245/8 ح 341.
7- سوره 3 - آيه 144
8- سوره 2 - آيه 213
9- سوره 2 - آيه 253

وَ لكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ (1) (2) . (3)

الرابع: الشيخ في أماليه بإسناده عن ابن عباس رحمه الله أن عليا عليه السّلام كان يقول في حياة رسول الله صلّي اللّه عليه و آله:إنّ الله عز و جل يقول وَ ما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِكُمْ (4) و الله لا تنقلب علي أعقابنا بعد إذ هدانا الله،و الله لئن مات أو قتل لأقاتلن علي ما قاتل عليه حتي أموت،و الله إنّي لأخوه و وارثه و ابن عمه،فمن أحقّ به مني؟ (5)

الخامس: العياشي بإسناده عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر عليه السّلام قال:كان الناس أهل ردّة بعد النبي صلّي اللّه عليه و آله إلاّ ثلاثة،فقلت:و من الثلاثة؟قال:المقداد و أبو ذر و سلمان الفارسي،ثم عرّف أناسا بعد يسير فقال:هؤلاء الذين دارت عليهم الرحي و أبوا أن يبايعوا حتي جاءوا بأمير المؤمنين عليه السّلام مكرها فبايع،و ذلك قول الله وَ ما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلي عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللّهُ الشّاكِرِينَ (6) (7). (8)

السادس: العياشي بإسناده عن المفضل بن يسار عن أبي جعفر عليه السّلام قال:إنّ رسول الله صلّي اللّه عليه و آله لمّا قبض صار الناس كلهم أهل جاهلية إلاّ أربعة:علي و المقداد و سلمان و أبو ذر،فقلت:فعمار؟فقال:

إن كنت تريد الذين لم يدخلهم شيء فهؤلاء الثلاثة (9).

السابع: العياشي بإسناده عن الأصبغ بن نباتة قال:سمعت أمير المؤمنين عليه السّلام يقول في كلام له يوم الجمل:يا أيها الناس إنّ الله تبارك اسمه و عزّ جنده لم يقبض نبيا قط حتي يكون له في أمّته من يهدي بهداه،و يقصد سيرته،و يدل علي معالم سبيل الحق الذي فرض الله علي عباده،ثم قرأ وَ ما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ (10) (11).

الثامن: العياشي بإسناده عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه قال:قلت لأبي جعفر عليه السّلام:إنّ العامة تزعم أن بيعة أبي بكر حيث اجتمع لها الناس كانت رضا لله،و ما كان الله ليفتن أمة محمد من بعده، فقال أبو جعفر عليه السّلام:و ما يقرءون كتاب الله؟أ ليس الله يقول وَ ما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِكُمْ (12) الآية.

قال:فقلت له:إنّهم يفسّرون هذا علي وجه آخر قال:فقال:أو ليس قد أخبر الله عن الذين من قبلهم من الأمم أنهم اختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات حين قال وَ آتَيْنا عِيسَي ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ (13)

ص: 220


1- سوره 2 - آيه 253
2- البقرة:253.
3- الكافي 270/8 ح 398.
4- سوره 3 - آيه 144
5- أمالي الطوسي /502ح 1099.
6- سوره 3 - آيه 144
7- آل عمران:144.
8- تفسير العياشي 199/1 ح 148.
9- تفسير العياشي 199/1 ح 148.
10- سوره 3 - آيه 144
11- تفسير العياشي 200/1 ح 150.
12- سوره 3 - آيه 144
13- سوره 2 - آيه 253

وَ أَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ (1) (2) إلي قوله فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَ مِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ (3) الآية.

ففي هذا ما يستدل به علي أنّ أصحاب محمد عليه الصلاة و السلام قد اختلفوا من بعده،فمنهم من آمن و منهم من كفر. (4)

التاسع: العياشي بإسناده عن عبد الصمد بن بشير عن أبي عبد الله عليه السّلام قال:تدرون مات رسول الله صلّي اللّه عليه و آله أو قتل،إنّ الله يقول أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِكُمْ (5) فسمّ قبل الموت:إنّهما سقتاه،فقلنا:إنهما و أبويهما شرّ من خلق الله. (6)

العاشر: العياشي بإسناده عن الحسين بن المنذر قال:سألت أبا عبد الله عليه السّلام أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِكُمْ (7) القتل أو الموت قال:يعني أصحابه الذين فعلوا ما فعلوا. (8)

ص: 221


1- سوره 2 - آيه 253
2- البقرة:253.
3- سوره 2 - آيه 253
4- تفسير العياشي 200/1 ح 151.
5- سوره 3 - آيه 144
6- تفسير العياشي 200/1 ح 152.
7- سوره 3 - آيه 144
8- تفسير العياشي 200/1 ح 153.

الباب الثالث و الثلاثون و المائة

في قوله تعالي وَ ما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لكِنَّ اللّهَ رَمي (1)

من طريق العامة و فيه حديثان الأول: إبراهيم بن محمد الحموني قال:أخبرني عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر إجازة عن علي بن أبي طالب بن عبد السميع الواسطي إجازة،عن شاذان القمي قراءة عليه،عن محمد بن عبد العزيز عن محمد بن أحمد بن علي النطنزي،قال:أنبأنا محمد بن الفضل بن محمد الغراوي قال:أنبأنا أبو بكر بن ريذة قال:أنبأنا الطبراني قال:أنبأنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال:أنبأنا عمي القاسم قال:أنبأنا يحيي بن يعلي عن سلمان بن قرم عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس أنّ النبي صلّي اللّه عليه و آله قال لعلي عليه السّلام:ناولني كفّا من الحصباء،فناوله فرمي به وجوه القوم،فما بقي أحد منهم إلاّ امتلأت عيناه من الحصي فنزلت وَ ما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لكِنَّ اللّهَ رَمي (2) (3)الآية (4).

الثاني: عن الثعلبي عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالي وَ ما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ (5) أنّ النبي صلّي اللّه عليه و آله قال لعلي:ناولني كفّا من حصي،فناوله فرمي به وجوه القوم،فما بقي أحد إلاّ امتلأت عيناه من الحصي،و في رواية غيره:و أفواههم و مناخرهم.

قال أنس:رمي بثلاث حصيات في الميمنة و الميسرة و القلب و لِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً (6) يعني و هزم الكفار ليعمّ النبي و الوصي (7).

ص: 222


1- سوره 8 - آيه 17
2- سوره 8 - آيه 17
3- الانفال:17.
4- فرائد السمطين:/232/1ب /45ح 181.
5- سوره 8 - آيه 17
6- سوره 8 - آيه 17
7- مناقب آل أبي طالب بتفاوت:164/1.

الباب الرابع و الثلاثون و المائة

في قوله تعالي وَ ما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لكِنَّ اللّهَ رَمي (1) .

من طريق الخاصة و فيه ثلاثة أحاديث الأول: العياشي في تفسيره بإسناده عن محمد بن كليب الأسدي عن أبيه قال:سألت أبا عبد الله عليه السّلام عن قول الله وَ ما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لكِنَّ اللّهَ رَمي (2) قال:علي ناول رسول الله صلّي اللّه عليه و آله القبضة التي رمي بها،و في خبر آخر أنّ عليا عليه السّلام ناوله قبضة من تراب فرمي بها. (3)

الثاني: العياشي بإسناده عن عمرو بن أبي المقدام عن علي بن الحسين عليه السّلام قال:ناول رسول الله صلّي اللّه عليه و آله علي بن أبي طالب قبضة من تراب التي رمي بها في وجوه المشركين فقال الله وَ ما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لكِنَّ اللّهَ رَمي (4) (5). (6)

الثالث: الطبرسي في الاحتجاج عن أمير المؤمنين عليه السّلام في قوله تعالي فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَ لكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَ ما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لكِنَّ اللّهَ رَمي (7) سمّي فعل النبي صلّي اللّه عليه و آله فعلا له تأويله علي غير تنزيله. (8)

ص: 223


1- سوره 8 - آيه 17
2- سوره 8 - آيه 17
3- تفسير العياشي 52/2 ح 32 و 33.
4- سوره 8 - آيه 17
5- الانفال:17.
6- تفسير العياشي 52/2 ح 34.
7- سوره 8 - آيه 17
8- الاحتجاج 372/1.

الباب الخامس و الثلاثون و المائة

في قوله تعالي وَ اتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً (1) (2).

من طريق العامة و فيه حديثان الأول: أبو علي الطبرسي أورده من طريق العامة عن الحاكم الحسكاني قال:حدّثني محمد بن القاسم بن أحمد قال:حدّثنا أبو سعيد محمد بن الفضيل بن محمد قال:حدّثنا محمد بن صالح العرزمي قال:حدّثنا عبد الرحمن أبي حاتم قال:حدّثنا أبو سعيد الأشج عن أبي خلف الأحمر عن إبراهيم بن طهمان عن سعيد بن عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس قال:لمّا نزلت هذه الآية وَ اتَّقُوا فِتْنَةً (3) قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:من ظلم عليا مقعدي هذا بعد وفاتي فكأنما جحد نبوتي و نبوة الأنبياء قبلي (4).

الثاني: ما رواه أبو عبد الله محمد بن علي السراج يرفعه إلي عبد الله بن مسعود قال:قال النبي صلّي اللّه عليه و آله يا بن مسعود إنه قد نزلت في علي آية وَ اتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً (5) و أنا مستودعكها و مسلّم لك خاصة الظلمة،فكن لما أقول واعيا،و عني له مؤديا،من ظلم عليا مجلسي هذا كان كمن جحد نبوتي و نبوة من كان قبلي،ثم ذكر حديثا،هذا زبدته. (6)

و في كتاب صراط المستقيم قال:أورد الحاكم أبو القاسم الحسكاني الأعور في كتاب شواهد التنزيل،و قد ادّعي إجماع المسلمين عليه في رواية ابن عباس لمّا نزل قوله تعالي وَ اتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً (7) قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:من ظلم عليا مقعده هذا بعدي فكأنّما جحد نبوتي و نبوة الأنبياء من قبلي،و أسنده ابن السراج في كتابه إلي أبي مسعود حتي قيل له:كيف و ليت الظالمين.

و سمعته من رسول الله صلي الله عليه و آله فقال:حلّت عقوبته عليّ لأني لم أستأذن إمامي كما استأذنه جندب و عمار و سلمان،و أنا استغفر الله و أتوب إليه. (8)

ص: 224


1- سوره 8 - آيه 25
2- الانفال:25.
3- سوره 8 - آيه 25
4- مجمع البيان:453/4،و الشواهد:271/1.
5- سوره 8 - آيه 25
6- بحار الأنوار 123/32 ح 66.
7- سوره 8 - آيه 25
8- الصراط المستقيم:27/2.

الباب السادس و الثلاثون و المائة

في قوله تعالي وَ اتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً (1)

من طريق الخاصة و فيه أربعة أحاديث الأول: العيّاشي في تفسيره بإسناده عن عبد الرحمن بن سالم عن الصادق عليه السّلام في قوله وَ اتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً (2) (3)قال:أصابت الناس فتنة بعد ما قبض الله نبيه صلّي اللّه عليه و آله حتي تركوا عليا و بايعوا غيره،و هي الفتنة التي فتنوا بها و قد أمرهم رسول الله صلّي اللّه عليه و آله باتّباع علي عليه السّلام و الأوصياء من آل محمد عليهم السّلام. (4)

الثاني: العياشي بإسناده عن إسماعيل السري عنه عليه السّلام وَ اتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً (5) قال:أخبرت أنهم أصحاب الجمل. (6)

الثالث: محمد بن يعقوب بإسناده عن أبي عبد الله عليه السّلام قال:قال في بعض كتابه وَ اتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً (7) في إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (8) (9)و قال في بعض كتابه وَ ما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلي عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللّهُ الشّاكِرِينَ (10) (11)يقول في الآية الأولي:إنّ محمدا حين يموت يقول أهل الخلاف لأمر الله عز و جل:مضت ليلة القدر مع رسول الله صلّي اللّه عليه و آله،فهذه فتنة أصابتهم خاصة و بها ارتدوا علي أعقابهم؛لأنهم إن قالوا:لم تذهب فلا بد أن يكون لله عز و جل فيها أمر،و إن أقروا بالأمر لم يكن لهم من صاحب بد. (12)

الرابع: علي بن إبراهيم في تفسيره قال:نزلت في الزبير و طلحة لما حاربا أمير المؤمنين عليه السّلام و ظلماه. (13)

ص: 225


1- سوره 8 - آيه 25
2- سوره 8 - آيه 25
3- الانفال:25.
4- تفسير العياشي 53/2 ح 40.
5- سوره 8 - آيه 25
6- تفسير العياشي 53/2 ح 41.
7- سوره 8 - آيه 25
8- سوره 97 - آيه 1
9- القدر:1.
10- سوره 3 - آيه 144
11- آل عمران:144.
12- الكافي 248/1 ح 4.
13- تفسير القمي271/.

الباب السابع و الثلاثون و المائة

في قوله تعالي اَلَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلّهِ وَ الرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ (1)

إلي أَجْرٌ عَظِيمٌ (2) (3).

من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث الأول: ابن شهرآشوب من طريق العامة قال:ذكر الفلكي المفسر عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس و عن أبي رافع إنّها نزلت في علي عليه السّلام و ذلك إنه عليه السّلام نادي يوم الثاني من أحد في المسلمين فأجابوه،و تقدّم علي عليه السّلام براية المهاجرين في سبعين رجلا حتي انتهي إلي حمراء الأسد ليرهب العدو،و هي سوق علي ثلاثة أميال من المدينة،ثم رجع إلي المدينة يوم الجمعة.

و خرج أبو سفيان حتي انتهي إلي الروحاء فلقي معبد الخزاعي فقال و ما وراءك فأنشده:

كانت تهدّ من الأصوات راحلتي إذ سالت الأرض بالجرد الأبابيل

تروي (4)بأسد كرام لا تنابلة عند اللقاء و لا خرق معاذيل

فقال أبو سفيان لركب من عبد القيس:أبلغوا محمدا أني قتلت صناديدكم و أردت الرجعة لأستأصلكم،فقال النبي:حسبنا الله و نعم الوكيل،و رجع إلي المدينة يوم الجمعة. (5)

الثاني: ذكر ابن شهرآشوب أيضا مع التزامه الرواية عن العامة قال:روي عن أبي رافع بطرق كثيرة أنه لما انصرف المشركون يوم أحد بلغوا الروحاء قالوا:لا للكواعب أردفتم،و لا محمدا قتلتم، ارجعوا،فبلغ ذلك رسول الله صلّي اللّه عليه و آله فبعث في آثارهم عليا عليه السّلام في نفر من الخزرج،فجعل لا يرتحل المشركون من منزل إلاّ نزله علي،فأنزل الله اَلَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلّهِ وَ الرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ (6) و في خبر أبي رافع:إنّ النبي عليه السّلام تفل علي جراحه و دعا له و بعثه خلف المشركين،فنزلت فيه الآية. (7)

الثالث: و من طريق العامة أيضا أنّ النبي صلّي اللّه عليه و آله وجّه عليا عليه السّلام في نفر معه في طلب أبي سفيان فلقيهم أعرابي من خزاعة فقال:إن القوم قد جمعوا لكم فَاخْشَوْهُمْ (8) يعني أبا سفيان و أصحابه

ص: 226


1- سوره 3 - آيه 172
2- سوره 3 - آيه 172
3- آل عمران:172.
4- في المصدر:تردي.
5- مناقب آل أبي طالب 168/1.
6- سوره 3 - آيه 172
7- مناقب آل أبي طالب:316/2.
8- سوره 3 - آيه 173

وَ قالُوا (1) يعني عليا و أصحابه حَسْبُنَا اللّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ (2) فنزلت هذه الآية إلي قوله ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (3) (4).

الباب الثامن و الثلاثون و المائة

في قوله تعالي اَلَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلّهِ وَ الرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ (5)

إلي أَجْرٌ عَظِيمٌ (6) (7).

من طريق الخاصة و فيه حديثان الأول: العياشي بإسناده عن سالم بن أبي مريم قال:قال لي أبو عبد الله عليه السّلام:إنّ رسول الله صلّي اللّه عليه و آله بعث عليا عليه السّلام في عشرة اِسْتَجابُوا لِلّهِ وَ الرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ (8) إلي أَجْرٌ عَظِيمٌ (9) إنما نزلت في أمير المؤمنين عليه السّلام (10).

الثاني: العياشي بإسناده عن جابر عن محمد بن علي عليهما السلام قال:لما وجّه النبي صلّي اللّه عليه و آله أمير المؤمنين و عمار بن ياسر إلي أهل مكة،قالوا:بعث هذا الصبي و لو بعث غيره إلي أهل مكة و في مكة صناديد قريش و رجالها،و الله الكفر أولي بنا مما نحن فيه،فساروا و قالوا لهما و خوفوهما بأهل مكة،و غلظوا عليهما الأمر،فقال علي عليه السّلام:حسبنا الله و نعم الوكيل و مضيا،فلمّا دخلا مكة أخبر اللّه نبيه صلّي اللّه عليه و آله بقولهم لعلي عليه السّلام و بقول علي لهم،فأنزل الله بأسمائهم في كتابه و ذلك قول الله ا لم تر إلي اَلَّذِينَ قالَ لَهُمُ النّاسُ إِنَّ النّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَ قالُوا حَسْبُنَا اللّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللّهِ وَ فَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَ اتَّبَعُوا رِضْوانَ اللّهِ وَ اللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (11) (12)و إنما نزلت أ لم تر إلي فلان و فلان،لقيا عليا و عمارا فقالا:إنّ أبا سفيان و عبد الله بن عامر و أهل مكة قد جمعوا لكم فاخشوهم،فزادهم إيمانا و قالوا حسبنا الله و نعم الوكيل. (13)

ص: 227


1- سوره 3 - آيه 173
2- سوره 3 - آيه 173
3- سوره 3 - آيه 174
4- تفسير ابن كثير:440/1 مورد الآية،و البحار:182/36.
5- سوره 3 - آيه 172
6- سوره 3 - آيه 172
7- آل عمران:172.
8- سوره 3 - آيه 172
9- سوره 3 - آيه 172
10- تفسير العياشي 206/1 ح 153.
11- سوره 3 - آيه 173
12- آل عمران:173.
13- تفسير العياشي 206/1 ح 154.

الباب التاسع و الثلاثون و المائة

في قوله تعالي يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا وَ اتَّقُوا اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (1)

من طريق العامة و فيه حديث واحد السيد الفاضل الحسن بن مساعد في كتابه قال من طريق المخالفين:إنّ الآية نزلت في رسول الله صلّي اللّه عليه و آله و علي و حمزة. (2)

الباب الأربعون و المائة

في قوله تعالي يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا (3) (4)

من طريق الخاصة و فيه اثنا عشر حديثا الأول: محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن حماد بن عيسي عن أبي السفاتج عن أبي عبد الله عليه السّلام في قول الله عز و جل اِصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا (5) قال:اصبروا علي الفرائض،و صابروا علي المصائب،و رابطوا علي الأئمة عليهم السلام. (6)

الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال:حدّثني محمد بن الحسن الصفار و قال:حدّثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن علي بن أسباط عن أبي حمزة عن أبي بصير قال:سألت أبا الحسن عليه السّلام عن قول الله عز و جل يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا (7) فقال:اصبروا علي المصائب و صابروهم علي التقية و رابطوا علي من تقتدون به و اتقوا الله لعلكم تفلحون. (8)

الثالث: محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة.

قال:أخبرنا علي بن أحمد البندنيجي عن عبيد الله بن موسي العلوي العباس عن هارون بن

ص: 228


1- سوره 3 - آيه 200
2- شواهد التنزيل:174/1 ح 186.
3- سوره 3 - آيه 200
4- آل عمران:200.
5- سوره 3 - آيه 200
6- الكافي 81/2 ح 3.
7- سوره 3 - آيه 200
8- معاني الأخبار 1/369.

مسلم عن القاسم بن عروة عن بريد بن معاوية العجلي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السّلام في قوله يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا (1) قال:اصبروا علي أداء الفرائض و صابروا عدوكم و رابطوا إمامكم المنتظر. (2)

الرابع: محمد بن إبراهيم هذا قال:أخبرنا علي بن أحمد قال:أخبرنا عبيد الله بن موسي عن علي بن إبراهيم بن هاشم عن علي بن إسماعيل عن حماد بن عيسي عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي الطّفيل عن أبي جعفر محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عليهما السلام أنّ ابن عباس بعث إليه من يسأله عن هذه الآية يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا (3) فغضب علي بن الحسين و قال للسائل:وددت أنّ الذي أمرك بهذا واجهني،به ثم قال:نزلت في أبي وفينا و لم يكن الرباط الذي أمرنا به بعد،و سيكون ذلك ذرية من نسلنا المرابط ثم قال:أما أن في صلبه-يعني ابن عباس-وديعة درئت لنار جهنم،سيخرجون أقواما من دين الله أفواجا،و ستصبغ الأرض بدماء فراخ من فراخ آل محمد عليهم،تنهض تلك الفراخ في غير وقت و تطلب غير مدرك،و يرابط الذين آمنوا و يصبرون و يصابرون حتي يحكم الله و هو خير الحاكمين. (4)

الخامس: علي بن إبراهيم في تفسيره قال:حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن مسكان عن أبي عبد الله عليه السّلام:قال اصبروا علي المصائب و صابروا علي الفرائض و رابطوا علي الأئمة عليهم السّلام. (5)

السادس: سعد بن عبد الله في بصائر الدرجات عن يعقوب بن يزيد و إبراهيم بن هاشم عن الحسن بن محبوب عن يعقوب السراج قال:قلت لأبي عبد الله عليه السّلام تخلو الأرض من عالم منكم حي ظاهر تفزع إليه الناس في حلالهم و حرامهم؟فقال:لا يا أبا يوسف و انّ ذلك الشيء في كتاب الله عز و جل قوله يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا (6) (7)اصبروا علي دينكم و صابروا علي عدوّكم ممن يخالفكم،و رابطوا إمامكم و اتقوا اللّه فيما أمركم و فرض عليكم. (8)

السابع: العياشي في تفسيره بإسناده عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السّلام في قول الله تبارك و تعالي اِصْبِرُوا (9) يقول:عن المعاصي وَ صابِرُوا (10) علي الفرائض،و اتقوا الله،يقول الله:

مروا بالمعروف و انهوا عن المنكر ثم قال:و أي منكر أنكر من ظلم الأمّة لنا و قتلهم إيانا وَ رابِطُوا (11) يقول:في سبيل الله،و نحن السبيل فيما بين الله و خلقه و نحن الرباط الادني،فمن جاهد عنا فقد

ص: 229


1- سوره 3 - آيه 200
2- الغيبة:27،و ينابيع المودة:236/3.
3- سوره 3 - آيه 200
4- الغيبة 12/199.
5- تفسير القمي 129/1.
6- سوره 3 - آيه 200
7- آل عمران:200.
8- بصائر الدرجات 16/487.
9- سوره 3 - آيه 200
10- سوره 3 - آيه 200
11- سوره 3 - آيه 200

جاهد عن النبي صلّي اللّه عليه و آله و ما جاء به من عند الله لعلكم تفلحون.

و يقول:لعلّ الجنة توجب لكم إن فعلتم ذلك،و نظيرها من قول الله وَ مَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَي اللّهِ وَ عَمِلَ صالِحاً وَ قالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (1) (2)و لو كانت هذه الآية في المؤذّنين كما فسرها المفسرون لفاز القدرية و أهل البدع معهم. (3)

الثامن: العياشي بإسناده عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله عليه السّلام في قول الله عز و جل يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا (4) (5)قال:اصبروا علي الفرائض و صابروا علي المصائب و رابطوا علي الأئمة. (6)

التاسع: العياشي بإسناده قال:قلت لأبي عبد الله عليه السّلام:تبقي الأرض يوما بغير عالم منكم يفزع الناس إليه؟قال:فقال لي:إذا لا يعبد الله،يا أبا يوسف لا تخلو الأرض من عالم منّا ظاهر يفرغ الناس إليه في حلالهم و حرامهم،فإنّ ذلك بيّن في كتاب الله،قال الله يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا (7) اصبروا علي دينكم،و صابروا عدوكم ممن خالفكم،و رابطوا إمامكم و اتقوا الله فيما أمركم به و افترض عليكم. (8)

العاشر: العياشي بإسناده قال:و في رواية عنه،يعني عن الصادق عليه السّلام،اصبروا علي الأذي فينا، قلت:فصابروا؟قال:علي عدوّكم مع وليكم.

و رابطوا؟قال:المقام مع إمامكم و اتقوا الله لعلكم تفلحون.

قلت:تنزيل؟قال:نعم. (9)

الحادي عشر: العياشي عن أبي الطّفيل عن أبي جعفر عليه السّلام في هذه الآية قال:نزلت فينا،و لم يكن الرباط الذي أمرنا بعد،و سيكون ذلك،يكون من نسلنا المرابط و من نسل ابن ناثل المرابط (10).

الثاني عشر: العياشي بإسناده عن بريد عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله اِصْبِرُوا (11) يعني بذلك عن المعاصي وَ صابِرُوا (12) يعني التقية وَ رابِطُوا (13) يعني الأئمة ثم قال:تدري ما معني:البدوا ما لبدنا فإذا تحركنا فتحركوا،و اتقوا الله ما لبدنا نار بكم لعلكم تفلحون.قال:قلت:جعلت فداك إنما نقرؤها وَ اتَّقُوا اللّهَ (14) ،قال:أنتم تقرءونها كذا و نحن نقرؤها كذا (15).

ص: 230


1- سوره 41 - آيه 33
2- فصلت:33.
3- تفسير العياشي 212/1 ح 179.
4- سوره 3 - آيه 200
5- آل عمران:200.
6- تفسير العياشي 212/1 ح 180.
7- سوره 3 - آيه 200
8- تفسير العياشي 212/1 ح 181.
9- تفسير العياشي 213/1 ح 182.
10- تفسير العياشي 213/1 ح 183.
11- سوره 3 - آيه 200
12- سوره 3 - آيه 200
13- سوره 3 - آيه 200
14- سوره 3 - آيه 200
15- تفسير العياشي 213/1 ح 184.

الباب الحادي و الأربعون و المائة

في قوله تعالي وَ النَّجْمِ إِذا هَوي ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوي وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوي إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحي (1) (2)

من طريق العامة و فيه حديثان الأول: ابن المغازلي الشافعي في كتاب المناقب قال:أخبرنا أبو البركات إبراهيم بن محمد بن خلف الجماري السقطي قال:أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد قال:حدّثنا أبو الفتح أحمد بن الحسن بن سهل المالكي المصري الواعظ بواسط في القراطسين قال:حدّثنا سليمان بن أحمد المالكي قال:حدّثنا أبو قضاعة ربيعة بن محمد الطائي،حدّثنا ثوبان ذي النون،حدّثنا مالك بن غسان النهشلي،حدّثنا ثابت عن أنس قال:انقض كوكب علي عهد رسول الله صلّي اللّه عليه و آله فقال رسول الله صلّي اللّه عليه و آله:انظروا إلي هذا الكوكب فمن انقض في داره فهو الخليفة من بعدي،فنظروا فإذا هو قد انقض في منزل علي فأنزل الله تعالي وَ النَّجْمِ إِذا هَوي ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوي وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوي إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحي (3) . (4)

الثاني: ابن المغازلي الشافعي أيضا قال:أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان قال:أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه الخزاز إذنا،قال:حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن علي الدّهان المعروف بأخي حماد قال:حدّثنا علي بن محمد بن الخليل بن هارون البصري قال:حدّثنا محمد ابن الخليل الجهني هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه قال:كنت جالسا مع فتية من بني هاشم عند النبي صلي الله عليه و سلم إذا انقضّ كوكب فقال رسول الله صلّي اللّه عليه و آله:

من انقض هذا النجم في منزله فهو الوصي من بعدي،فقام فتية من بني هاشم فنظروا فإذا الكوكب قد انقضّ في منزل علي بن أبي طالب عليه السّلام قالوا:يا رسول الله غويت في حبّ علي فأنزل الله وَ النَّجْمِ إِذا هَوي ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوي (5) إلي قوله وَ هُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلي (6) . (7)

ص: 231


1- سوره 53 - آيه 1
2- النجم:1،2،3،4.
3- سوره 53 - آيه 1
4- مناقب ابن المغازلي/172/ح 313.
5- سوره 53 - آيه 1
6- سوره 53 - آيه 7
7- مناقب ابن المغازلي/192/ح 353.

الباب الثاني و الأربعون و المائة

في قوله تعالي وَ النَّجْمِ إِذا هَوي ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوي (1)

من طريق الخاصة و فيه أحد عشر حديثا الأول: محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو ابن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام قال:أقسم بقبض محمد إذا قبض،ما ضلّ صاحبكم بتفضيله أهل بيته،و ما غوي و ما ينطق عن الهوي،يقول:ما يتكلم بفضل أهل بيته بهواه،و هو قول الله عز و جل إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحي (2) (3).

الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا أحمد بن يحيي قال:حدّثنا بكر بن عبد الله قال:حدّثنا الحسن بن زياد الكوفي قال:حدّثنا منصور بن أبي الأسود عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال:لما مرض النبي صلّي اللّه عليه و آله مرضه الذي قبضه الله فيه اجتمع إليه أهل بيته و أصحابه فقالوا:يا رسول الله إن حدث بك حدث فمن لنا بعدك؟و من القائم فينا بأمرك؟فلم يجبهم جوابا و سكت عنهم،فلمّا كان اليوم الثاني أعادوا عليه القول،فلم يجبهم عن شيء مما سألوه،فلمّا كان اليوم الثالث أعادوا عليه و قالوا:يا رسول الله إن حدث بك حدث فمن لنا من بعدك؟و من القائم فينا بأمرك؟فقال لهم:إذا كان غدا هبط نجم من السماء في دار رجل من أصحابي فانظروا من هو فهو خليفتي عليكم من بعدي و القائم فيكم بأمري.

و لم يكن فيهم أحد إلاّ و هو يطمع أن يقول له أنت القائم بعدي،فلمّا كان اليوم الرابع جلس كل رجل منهم في حجرته ينتظر هبوط النجم إذا انقض نجم من السماء قد غلب ضوؤه علي ضوء الدّنيا حتي وقع في حجرة علي عليه السّلام.

فهاج القوم و قالوا:و اللّه لقد ضل هذا الرجل و غوي،و ما ينطق في ابن عمه إلاّ بالهوي،فأنزل الله تبارك و تعالي وَ النَّجْمِ إِذا هَوي ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوي وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوي إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحي (4) إلي آخر السورة (5).

الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي الكوفي قال:حدّثنا فرات بن

ص: 232


1- سوره 53 - آيه 1
2- سوره 53 - آيه 4
3- الكافي 380/8 ح 574.
4- سوره 53 - آيه 1
5- أمالي الصدوق /680ح 928.

إبراهيم الكوفي قال:حدّثنا محمد بن أحمد بن علي الهمداني قال:حدّثني الحسين بن علي قال:

حدّثني عبد الله بن سعيد قال:حدّثنا عبد الواحد بن غياث قال:حدّثنا عاصم بن سليمان قال:

حدّثنا جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال:صلينا العشاء الآخرة ذات ليلة مع رسول الله صلّي اللّه عليه و آله فلمّا سلّم قدم علينا بوجهه ثم قال:أما إنه سينقضّ كوكب من السماء مع طلوع الفجر فيسقط في دار أحدكم،فمن سقط ذلك الكوكب في داره فهو وصيي و خليفتي و الإمام بعدي.

فلمّا كان قرب الفجر جلس كلّ واحد منا في داره ينتظر سقوط الكوكب في داره و كان أطمع القوم في ذلك أبي العباس بن عبد المطلب،فلمّا طلع الفجر انقضّ الكوكب من الهواء فسقط في دار علي بن أبي طالب عليه السّلام،فقال رسول الله صلّي اللّه عليه و آله لعلي عليه السّلام:يا علي و الذي بعثني بالنبوة لقد وجبت لك الوصية و الخلافة و الإمامة بعدي،فقال المنافقون عبد الله بن أبي و أصحابه:لقد ضلّ محمد في محبة ابن عمه و غوي،و ما ينطق في شأنه إلاّ بالهوي فأنزل الله تبارك و تعالي وَ النَّجْمِ إِذا هَوي (1) يقول عز و جل و خالق النجم إذا هو هوي ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ (2) يعني محمدا صلّي اللّه عليه و آله في محبة علي بن أبي طالب وَ ما غَوي وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوي (3) في شأنه إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحي (4) (5). (6)

الرابع: ابن بابويه قال:حدّثنا بهذا الحديث السابق الشيخ لأهل الرأي يقال له أحمد بن الصقر الصانع العدل قال:حدّثنا محمد بن العباس بن بشام قال:حدّثني أبو جعفر محمد بن أبي الهيثم السعدي قال:حدّثني أحمد بن الخطاب قال:حدّثنا أبو إسحاق الفزاري عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليه السّلام عن عبد الله بن عباس بمثل ذلك إلاّ أنّ في حديثه:يهوي كوكب من السماء مع طلوع الشمس و يسقط في دار أحدكم. (7)

الخامس: ابن بابويه قال أيضا:و حدّثنا بهذا الحديث شيخ لاهل الحديث يقال له أحمد بن الحسن القطان المعروف بأبي علي عبدويه العدل قال:حدّثنا أبو العباس أحمد بن زكريا القطان قال:

حدّثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال:حدّثنا محمد بن إسحاق الكوفي قال:حدّثنا إبراهيم بن عبد الله السّحري أبو إسحاق عن يحيي بن حسين المشهدي عن أبي هارون العبدي عن ربيعة السهلوي قال:سألت ابن عباس عن قول الله عز و جل وَ النَّجْمِ إِذا هَوي (8) قال:هو النجم الذي هوي مع طلوع الفجر فقط في حجرة علي بن أبي طالب عليه السّلام،و كان أبي العباس يحبّ أن يسقط ذلك النجم في داره فيحوز الوصية و الخلافة و الإمامة،و لكن أبي الله أن يكون ذلك غير علي بن

ص: 233


1- سوره 53 - آيه 1
2- سوره 53 - آيه 2
3- سوره 53 - آيه 2
4- سوره 53 - آيه 4
5- النجم:1،2،3،4.
6- أمالي الصدوق /660ح 893.
7- أمالي الصدوق /660ح 894.
8- سوره 53 - آيه 1

أبي طالب و ذلك فضله يؤتيه من يشاء. (1)

السادس: محمد بن العباس رحمه الله في تفسيره،عن جعفر بن محمد العلوي،عن عبد الله محمد الزيات،عن جندل بن والق،عن ابن عمر،عن غياث بن إبراهيم،عن جعفر بن محمد عليه السّلام قال:قال رسول الله صلّي اللّه عليه و آله انا سيد الناس و لا فخر،و علي سيد المؤمنين،اللهم وال من والاه و عاد من عاداه،فقال رجل من قريش:و الله لا يألوا يطرئ ابن عمه فأنزل الله سبحانه وَ النَّجْمِ إِذا هَوي ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوي وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوي (2) (3)و ما هذا القول الذي يقوله بهواه في ابن عمه إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحي (4) (5).

السابع: محمد بن العباس عن أحمد بن القاسم عن منصور بن العباس عن الحصين عن العباس القصباني عن داود بن الحصين بن عن فضل عبد الملك عن أبي عبد الله عليه السّلام قال:لمّا أوقف رسول الله صلّي اللّه عليه و آله أمير المؤمنين عليه السّلام يوم الغدير و افترق الناس ثلاث فرق،فقالت فرقة:ضلّ محمد،و فرقة قالت:غوي،و فرقة قالت:بهواه يقول في أهل بيته و ابن عمه،فأنزل الله سبحانه وَ النَّجْمِ إِذا هَوي ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوي وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوي إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحي (6) . (7)

الثامن: محمد بن العباس عن أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد عن أحمد بن خالد الأزدي عن عمرو عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله عز و جل وَ النَّجْمِ إِذا هَوي (8) ما فتنتم إلا ببغض آل محمد إذا مضي ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ (9) بتفضيل أهل بيته،إلي قوله إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحي (10) (11).

التاسع: محمد بن العباس قال:حدّثنا أحمد بن هوذة الباهلي عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي عن عبد الرحمن بن حماد الأنصاري عن محمد بن عبد الله عن جعفر بن محمد عن جده عن علي عليه السّلام قال:قال رسول الله صلّي اللّه عليه و آله:لما أسري بي إلي السماء صرت إلي سدرة المنتهي،فقال لي جبرئيل:تقدم يا محمد فدنوت دنوة،و الدنوة مدة البصر،فرأيت نورا ساطعا فخررت لله ساجدا فقال لي:يا محمد من خلّفت في الأرض؟قلت:يا رب أعدلها و أصدقها و أبرها و أشملها علي بن أبي طالب،وصيّي و وليّي و وارثي و خليفتي في أهلي،فقال لي:اقرأه مني السلام و قل له:إنّ غضبه عز و رضاه حكم.

يا محمد إني أنا الله لا إله إلاّ أنا العلي الاعلي،وهبت لأخيك اسما من أسمائي فسميته عليا و أنا العلي الأعلي.

ص: 234


1- أمالي الصدوق /661ح 895.
2- سوره 53 - آيه 1
3- النجم:1،2،3.
4- سوره 53 - آيه 4
5- بحار الأنوار 323/24 ح 33.
6- سوره 53 - آيه 1
7- بحار الأنوار 323/24 ح 35.
8- سوره 53 - آيه 1
9- سوره 53 - آيه 2
10- سوره 53 - آيه 4
11- بحار الأنوار 323/24 ح 34.

يا محمد إني أنا الله لا إله إلاّ أنا فاطر السماوات و الأرض و هبت لا بنتك اسما من أسمائي فسمّيتها فاطمة و أنا فاطر كلّ شيء.

يا محمد أنا الله لا إله إلاّ أنا الحسن البلاء،وهبت لسبطيك اسمين من أسمائي فسمّيتهما الحسن و الحسين و أنا الحسن البلاء.

قال:فلمّا حدّث النبي صلّي اللّه عليه و آله قريشا بهذا الحديث قال قوم:ما أوحي الله إلي محمد بشيء و إنما تكلم عن هوي نفسه،فأنزل الله تبارك و تعالي بيان ذلك وَ النَّجْمِ إِذا هَوي ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوي وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوي إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحي عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوي (1) (2). (3)

العاشر: الشيخ رجب البرسي بالإسناد يرفعه عن علي بن محمد الهادي عن زين العابدين عليه السّلام عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنه قال:اجتمع أصحاب رسول الله صلّي اللّه عليه و آله ليلة في عام فتح مكة فقالوا:يا رسول الله من شأن الأنبياء أنهم إذا استقام أمر هم أن يوصوا إلي وصي أو من يقوم مقامه بعده و يأمر بأمره و يسير في الأمة بسيرته.

فقال عليه السّلام:قد وعدني ربي بذلك أن يبين:[لي]ربي عز و جل من يحب[أن يختاره للأمّة خليفة بعدي و من هو]الخليفة علي أمتي بآية تنزل من السماء ليعلموا الوصي بعدي،فلمّا صلّي بهم العشاء الآخرة في تلك الساعة نظر الناس لينظروا ما يكون،و كانت ليلة ظلماء لا قمر فيها و إذا بضوء عظيم قد أضاء المشرق و المغرب،قد نزل نجم من السماء إلي الأرض و جعل يدور علي الدّور حتي وقف علي حجرة علي بن أبي طالب،و له شعاع هائل،و صار علي الحجرة كالغطاء علي المنشور و قد أظل شعاعه الدور و قد فزع الناس،فجعل الناس يهلّلون و يكبرون و قالوا:يا رسول الله نجم قد نزل من السماء علي ذروة حجرة علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:فقام و قال:هو و الله الإمام من بعدي و الوصي و القائم بأمري،فأطيعوه و لا تخالفوه،و قدّموه و لا تتقدموه فهو خليفة الله في أرضه من بعدي،قال:فخرج الناس من عند رسول الله صلّي اللّه عليه و آله فقال واحد من المنافقين:ما يقول في ابن عمه إلاّ بالهوي و قد ركبته الغواية حتي لو تمكن أن يجعله نبيا لفعل.

قال:فنزل جبرائيل عليه السّلام و قال:يا محمد،العلي الأعلي يقرئك السلام و يقول لك:اقرأ بسم اللّه الرحمن الرحيم وَ النَّجْمِ إِذا هَوي ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوي وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوي إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحي (4) (5).

ص: 235


1- سوره 53 - آيه 1
2- النجم:1،2،3،4،5.
3- بحار الأنوار 323/24 ح 36.
4- سوره 53 - آيه 1
5- الروضة في المعجزات:148،و مدينة المعاجز:434/2.

الحادي عشر: علي بن إبراهيم قال:أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن الحسن ابن العباس عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوي (1) يقول:ما ضل في علي عليه السّلام و ما غوي،و ما ينطق فيه عن الهوي،و ما كان ما قال فيه إلاّ بالوحي الذي أوحي إليه (2).

ص: 236


1- سوره 53 - آيه 2
2- تفسير القمي 334/2.

الباب الثالث و الأربعون و المائة

في قوله تعالي فَأَمّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ (1) إلي اَلْخالِيَةِ (2) (3)

من طريق العامة و فيه حديث واحد ابن مردويه عن رجاله عن ابن عباس رحمه الله قال في قوله عز و جل فَأَمّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ (4) إلي قوله اَلْخالِيَةِ (5) هو علي بن أبي طالب عليه السّلام. (6)

الباب الرابع و الأربعون و المائة

في قوله تعالي فَأَمّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ (7)

من طريق الخاصة و فيه سنة أحاديث الأول: العياشي بإسناده عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله تعالي فَأَمّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ (8) علي بن أبي طالب عليه السّلام. (9)

الثاني: محمد بن العباس قال:حدّثنا محمد بن الحسين عن جعفر بن عبد الله المحمّدي عن كثير ابن عياش عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله عز و جل فَأَمّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ (10) إلي آخر الكلام:نزلت في علي و جرت في أهل الإيمان مثلا. (11)

الثالث: محمد بن العباس عن أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسين بن سعيد عن عمرو بن عثمان عن حنان بن سدير،عن أبي عبد الله عليه السّلام في قول الله عز و جل فَأَمّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ (12) قال:هذا أمير المؤمنين. (13)

الرابع: شرف الدين النجفي في تأويل الآيات الباهرة في العترة الطاهرة قال علي بن إبراهيم في تفسيره:هو أمير المؤمنين عليه السّلام (14).

الخامس: العياشي بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السّلام أنه إذا كان يوم القيامة يدعي كل أناس بإمامهم فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرءون كتابهم،و اليمين إثبات الإمام لأنه كتابه يقرأه؛

ص: 237


1- سوره 69 - آيه 19
2- سوره 69 - آيه 24
3- الحاقة:19.
4- سوره 69 - آيه 19
5- سوره 69 - آيه 24
6- بحار الأنوار 70/32 ح 18 عن ابن مردويه.
7- سوره 69 - آيه 19
8- سوره 69 - آيه 19
9- تفسير العياشي 302/2 ح 115(بتفاوت يسير).
10- سوره 69 - آيه 19
11- بحار الأنوار 65/32 ح 5.
12- سوره 69 - آيه 19
13- بحار الأنوار 65/32 ح 6.
14- تأويل الآيات 717/2 ح 9.

لأن الله يقول فَأَمّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ (1) الآية.

و الكتاب الإمام فمن نبذه وراء ظهره كان كما قال:فنبذوه وراء ظهورهم،و من أنكره كان من أصحاب الشمال الذين قال الله ما أَصْحابُ الشِّمالِ فِي سَمُومٍ وَ حَمِيمٍ وَ ظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (2) (3)إلي آخر الآية (4).

السادس: علي بن إبراهيم في تفسيره في قوله فَأَمّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ (5) (6)قال:قال الصادق عليه السّلام كلّ أمة يحاسبها إمام زمانها،و يعرف الأئمة أولياءهم و أعداءهم بسيماهم و هو قوله وَ عَلَي الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ (7) (8)فيعطون أولياءهم كتبهم بأيمانهم فيمرون إلي الجنة بغير حساب،و يعطون أعداءهم كتبهم بشمالهم فيمرون إلي النار بغير حساب،فإذا نظر أولياؤهم في كتبهم يقولون لإخوانهم هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ (9) أي مرضيّة،فوضع الفاعل مكان المفعول (10).

ص: 238


1- سوره 69 - آيه 19
2- سوره 56 - آيه 41
3- الواقعة:41،42،43.
4- تفسير العياشي 302/2 ح 115.
5- سوره 69 - آيه 19
6- الحاقة:19.
7- سوره 7 - آيه 46
8- الأعراف:46.
9- سوره 69 - آيه 19
10- تفسير القمي:384/2.

الباب الخامس و الأربعون و المائة

في قوله تعالي إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَ نَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (1) (2).

من طريق العامة و فيه حديث واحد موفق بن أحمد في كتاب المناقب قال روي السيد أبو طالب بإسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال:قال رسول الله صلّي اللّه عليه و آله و سلم لعلي رضي الله عنه:إنّ من أحبك و تولاّك أسكنه الله الجنة معنا،ثم تلا رسول الله صلّي اللّه عليه و آله إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَ نَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (3) . (4)

الباب السادس و الأربعون و المائة

في قوله تعالي إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَ نَهَرٍ (5)

من طريق الخاصة و فيه ثلاثة أحاديث الأول: محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن محمد بن الفضل عن أبي الحسن الماضي عليه السّلام،قلت: إِنَّ الْمُتَّقِينَ... (6) قال:نحن و الله و شيعتنا ليس علي ملّة إبراهيم غيرنا، و سائر الناس منها براء. (7)

الثاني: محمد بن العباس عن محمد بن عمر بن أبي شيبة عن زكريا بن يحيي عن عمرو بن ثابت عن أبيه عن عاصم بن ضمرة قال:قال:إنّ جابر بن عبد الله قال:كنّا عند رسول الله صلّي اللّه عليه و آله في المسجد فذكر بعض أصحاب الجنة،فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:إنّ أول أهل الجنة دخولا إليها علي بن أبي طالب،فقال أبو دجانة الأنصاري:يا رسول الله،أخبرتنا أنّ الجنة محرمة علي الأنبياء حتي تدخلها، و علي الأمم حتي تدخلها أمتك،فقال صلّي اللّه عليه و آله:بلي يا أبا دجانة،أ ما علمت أنّ لله لواء من نور و عمودا من نور خلقهما الله تعالي قبل أن يخلق السماوات و الأرض بألفي عام،مكتوب علي ذلك اللواء:لا إله إلاّ الله محمد رسول الله،خير البرية آل محمد،صاحب اللواء علي،و هو إمام القوم،فقال علي عليه السّلام:الحمد لله الذي هدانا بك يا رسول الله و شرّفنا،فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:أبشر يا علي ما من عبد

ص: 239


1- سوره 54 - آيه 54
2- القمر:54،55.
3- سوره 54 - آيه 54
4- المناقب /276ح 259.
5- سوره 54 - آيه 54
6- سوره 54 - آيه 54
7- الكافي 435/1 ح 91.

انتحل مودّتك إلاّ بعثه الله معنا يوم القيامة.

و جاء في رواية أخري يا علي أ ما علمت أنه من أحبنا و انتحل مودّتنا و انتحل محبتنا أسكنه الله معنا،و تلا هذه الآية إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَ نَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (1) (2).

الثالث: شرف الدين النجفي عن أبي جعفر الطوسي رويناه بالإسناد إلي جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلّي اللّه عليه و آله لعلي عليه السّلام:من أحبك و تولاّك أسكنه الله معنا في الجنة،ثم تلا رسول الله صلّي اللّه عليه و آله إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَ نَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (3) (4). (5)

ص: 240


1- سوره 54 - آيه 54
2- بحار الأنوار 130/27 ح 120.
3- سوره 54 - آيه 54
4- القمر:54،55.
5- تأويل الآيات 629/2 ح 1.

الباب السابع و الأربعون و المائة

في قوله تعالي وَ إِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها (1) . (2)

من طريق العامة و فيه حديث واحد من تفسير مجاهد و أبي يوسف يعقوب بن سفيان قال ابن عباس في قوله تعالي وَ إِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَ تَرَكُوكَ قائِماً (3) إنّ دحية الكلبي جاء يوم الجمعة من الشام بالميرة فنزل عند أحجار الزيت،ثم ضرب بالطبول ليؤذن الناس بقدومه،فنفر الناس إليه إلاّ علي و الحسن و الحسين و فاطمة و سلمان و أبو ذر و المقداد و صهيب،و تركوا النبي صلّي اللّه عليه و آله قائما يخطب علي المنبر فقال النبي عليه السّلام:لقد نظر الله إلي مسجدي يوم الجمعة،فلو لا هؤلاء الثمانية الذين جلسوا في مسجدي لأضرمت المدينة علي أهلها نارا و حصبوا بالحجارة كقوم لوط و نزل فيهم رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ (4) (5).

الباب الثامن و الأربعون و المائة

في قوله تعالي وَ إِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها (6)

من طريق الخاصة و فيه ثلاثة أحاديث الأول: الشيخ المفيد في كتاب الاختصاص قال:روي عن جابر الجعفي قال:كنت ليلة من بعض الليالي عند أبي جعفر عليه السّلام فقرأت هذه الآية يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلي ذِكْرِ اللّهِ (7) (8)قال:فقال عليه السّلام:مه يا جابر كيف قرأت قال قلت يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلي ذِكْرِ اللّهِ (9) قال:هذا تحريف يا جابر قال:قلت:كيف اقرأ جعلني اللّه فداك؟قال:فقال يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فامضوا إلي ذكر الله هكذا نزلت يا جابر،لو كان سعيا لكان عدوا لما كرهه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،لقد كان يكره أن يعدو الرجل إلي الصلاة،يا جابر لم سمّيت الجمعة يوم الجمعة؟قال:قلت:تخبرني جعلني الله فداك.

ص: 241


1- سوره 62 - آيه 11
2- الجمعة:11.
3- سوره 62 - آيه 11
4- سوره 24 - آيه 37
5- مناقب آل أبي طالب 407/1.
6- سوره 62 - آيه 11
7- سوره 62 - آيه 9
8- الجمعة:9.
9- سوره 62 - آيه 9

قال:أ فلا أخبرك بتأويله الأعظم قال:قلت:بلي جعلني الله فداك.

قال:فقال:يا جابر سمّي الله الجمعة جمعة لأن الله عز و جل جمع في ذلك اليوم الأولين و الآخرين،و جميع ما خلق الله من الجن و الإنس و كل شيء خلق ربنا،و السماوات و الأرضين و البحار و الجنة و النار،و كلّ شيء خلق الله في الميثاق،فأخذ الميثاق منهم له بالربوبية و لمحمد صلّي اللّه عليه و آله بالنبوة و لعلي عليه السّلام بالولاية،و في ذلك اليوم قال الله للسماوات و الأرض اِئْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ (1) (2)فسمي الله ذلك اليوم الجمعة لجمعه فيه الأولين و الآخرين.

ثم قال عز و جل يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ (3) (4)من يومكم هذا الذي جمعكم،فيه و الصلاة أمير المؤمنين،يعني بالصلاة الولاية و هي الولاية الكبري،ففي ذلك اليوم أتت الرّسل و الأنبياء و الملائكة و كل شيء خلق الله و الثقلان الجنّ و الإنس،و السماوات و الأرضون و المؤمنون بالتلبية لله عز و جل فامضوا إلي ذكر الله .

و ذكر الله أمير المؤمنين وَ ذَرُوا الْبَيْعَ (5) يعني الأول ذلِكُمْ (6) يعني بيعة أمير المؤمنين عليه السّلام و ولايته خَيْرٌ لَكُمْ (7) من بيعة الأول و ولايته إن كنتم تعلمون فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ (8) يعني بيعة أمير المؤمنين فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ (9) يعني بالأرض الأوصياء،أمر الله بطاعتهم و ولايتهم كما أمر بطاعة الرسول و طاعة أمير المؤمنين كنّي الله في ذلك عن أسمائهم فسمّاهم بالأرض،و ابتغوا من فضل الله،قال جابر: وَ ابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللّهِ (10) قال:تحريف،هكذا انزلت:و ابتغوا من فضل الله علي الأوصياء وَ اذْكُرُوا اللّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (11) .

ثم خاطب الله عز و جل في ذلك الموقف محمدا صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا محمد إذا رأوا،الشكاك و الجاحدون تِجارَةً (12) يعني الأول أَوْ لَهْواً (13) يعني الثاني انصرفوا إليها قال:قلت اِنْفَضُّوا إِلَيْها (14) قال تحريف هكذا نزلت وَ تَرَكُوكَ (15) مع علي قائِماً (16) قل يا محمد ما عِنْدَ اللّهِ (17) من ولاية علي و الأوصياء خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَ مِنَ التِّجارَةِ (18) يعني بيعة الأول و الثاني.

(للذين اتقوا)قال:قلت:ليس فيها(للذين اتقوا)!فقال:بلي هكذا نزلت الآية،و أنتم هم الذين اتقوا وَ اللّهُ خَيْرُ الرّازِقِينَ (19) (20).

الثاني: محمد بن العباس قال:حدّثنا عبد العزيز عن المغيرة بن محمد بن عبد الغفار بن محمد عن قيس بن الربيع عن حصين عن سالم بن الجعد عن جابر بن عبد الله،قال ورد المدينة عير فيها

ص: 242


1- سوره 41 - آيه 11
2- فصلت:11.
3- سوره 62 - آيه 9
4- الجمعة:9.
5- سوره 62 - آيه 9
6- سوره 62 - آيه 9
7- سوره 62 - آيه 9
8- سوره 62 - آيه 10
9- سوره 62 - آيه 10
10- سوره 62 - آيه 10
11- سوره 62 - آيه 10
12- سوره 62 - آيه 11
13- سوره 62 - آيه 11
14- سوره 62 - آيه 11
15- سوره 62 - آيه 11
16- سوره 62 - آيه 11
17- سوره 62 - آيه 11
18- سوره 62 - آيه 11
19- سوره 62 - آيه 11
20- الاختصاص:128-130.

تجارة من الشام،فضرب أهل المدينة بالدفوف و فرحوا و ضحكوا،و دخلت و النبي صلّي اللّه عليه و آله علي المنبر يخطب يوم الجمعة،فخرج الناس من المسجد و تركوا رسول الله صلّي اللّه عليه و آله قائما،و لم يبق معه في المسجد إلاّ اثنا عشر رجلا علي بن أبي طالب عليه السّلام منهم. (1)

الثالث: محمد بن العباس قال:حدّثنا أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد بن سيار عن محمد ابن خالد عن الحسن بن سيف عن عميرة عن عبد الكريم بن عمرو عن جعفر الأحمر بن سيار عن أبي عبد الله عليه السّلام،و إذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها و تركوك قائما،قال:انفضّوا عنه إلاّ علي بن أبي طالب عليه السّلام،فأنزل الله عز و جل قُلْ ما عِنْدَ اللّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَ مِنَ التِّجارَةِ وَ اللّهُ خَيْرُ الرّازِقِينَ (2) (3).

ص: 243


1- تأويل الآيات 692/2 ح 3.
2- سوره 62 - آيه 11
3- تأويل الآيات 692/2 ح 4.

الباب التاسع و الأربعون و المائة

في قوله تعالي إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ (1) (2)

من طريق العامة و فيه أربعة أحاديث الأول: محمد بن العباس من طريق العامة قال:حدّثنا علي بن عبيد و محمد بن القاسم قالا جميعا:حدّثنا الحسين بن الحكم عن حسن بن حسين عن حبان بن علي عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالي إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ (3) قال:نزلت في علي و حمزة و عبيدة بن الحرث عليهم السلام و سهل بن حنيف و الحارث بن الصرة و أبي دجانة الأنصاري رضي الله عنهم. (4)

الثاني: محمد بن العباس من طريق العامة قال:حدّثنا الحسين بن محمد عن حجاج بن يوسف عن بشر بن الحسين عن الزبير بن عدي عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله عز و جل إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ (5) قال:قلت:من هؤلاء؟قال علي بن أبي طالب عليه السّلام و حمزة أسد الله و أسد رسوله و عبيدة بن الحرث و المقدام بن الأسود عليهم السلام. (6)

الثالث: محمد بن العباس من طريق العامة عن عبد العزيز بن يحيي عن ميسرة بن محمد عن إبراهيم بن محمد عن ابن فضيل عن حسان بن عبيد الله عن الضاحك بن مزاحم عن ابن عباس رحمه الله قال:كان علي عليه السّلام إذا صفّ إلي القتال كأنه بنيان مرصوص يتبع ما قال الله فيه،فمدحه الله،و ما قتل من المشركين كقتله[أحد] (7)

الرابع: الحبري عن ابن عباس أنها نزلت في علي و حمزة و عبيدة و سهل بن حنيف و الحارث بن الصمة و أبي دجانة. (8)

ص: 244


1- سوره 61 - آيه 4
2- الصف:4.
3- سوره 61 - آيه 4
4- تأويل الآيات 685/2 ح 1.
5- سوره 61 - آيه 4
6- تأويل الآيات 685/2 ح 2.
7- تأويل الآيات 685/2 ح 3.
8- تفسير الحبري:ح 46.

الباب الخمسون و المائة

في قوله تعالي إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ (1)

من طريق الخاصة و فيه حديث واحد صاحب تحفة الإخوان عن محمد بن العباس بحذف الإسناد عن أبي جعفر عليه السّلام قال:نزلت في علي بن أبي طالب و حمزة و عبيدة بن الحرث و سهل بن حنيف و الحارث بن الصمة و أبي دجانة الأنصاري و المقداد بن الأسود الكندي. (2)

ص: 245


1- سوره 61 - آيه 4
2- شواهد التنزيل:337/2 ح 977.

الباب الحادي و الخمسون و المائة

في قوله تعالي رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَ لِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ (1) (2)

من طريق العامة و فيه حديث واحد محمد بن العباس من طريق العامة قال:حدّثنا علي بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد عن يحيي ابن صالح عن الحسين الأشقر عن عيسي بن راشد عن أبي بصير عن عكرمة عن ابن عباس رحمه الله قال:فرض الله الاستغفار لعلي عليه السّلام في القرآن علي كلّ مسلم و هو قوله تعالي: رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَ لِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ (3) و هو سابق الامة. (4)

الباب الثاني و الخمسون و المائة

في قوله تعالي رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَ لِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ (5)

من طريق الخاصة و فيه حديث واحد الشيخ الطوسي في كتاب المجالس قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثني أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن الهمداني بالكوفة قال:حدّثنا محمد بن المفضّل ابن إبراهيم بن قيس الأشعري قال:حدّثنا علي بن حسان الواسطي قال:حدّثنا عبد الرحمن بن كثير عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين عليهم السلام عن الحسن بن علي عليهما السلام في خطبة خطبها عند صلحه و معاوية،فقال عليه السّلام فيها بمحضر معاوية و قد ذكر عليه السّلام فضائل علي عليه السّلام إلي أن قال:فصدّق أبي رسول الله صلّي اللّه عليه و آله سابقا و وقاه بنفسه،ثم لم يزل رسول الله صلّي اللّه عليه و آله في كلّ موطن يقدّمه و لكلّ شديدة يرسله ثقة منه به و طمأنينة إليه،لعلمه بنصيحته لله عز و جل و رسوله،و أنه أقرب المقربين من اللّه و رسوله و قد قال اللّه عز و جل: وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (6) (7)فكان أبي سابق السابقين إلي الله عز و جل و إلي رسوله صلّي اللّه عليه و آله،و أقرب الأقربين،و قد قال الله تعالي: لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَ قاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً (8) (9)فأبي كان أوّلهم

ص: 246


1- سوره 59 - آيه 10
2- الحشر:10.
3- سوره 59 - آيه 10
4- تاويل الآيات 681/2 ح 8.
5- سوره 59 - آيه 10
6- سوره 56 - آيه 10
7- الواقعة:10،11.
8- سوره 57 - آيه 10
9- الحديد:10.

إسلاما و إيمانا،و أوّلهم إلي الله و رسوله هجرة و لحوقا،و أوّلهم علي وجده و وسعه نفقة قال سبحانه وَ الَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَ لِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَ لا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (1) (2)فالناس من جميع الأمم يستغفرون له لسبقه إياهم إلي الإيمان بنبيه صلّي اللّه عليه و آله،و ذلك إنه لم يسبقه إلي الإيمان أحد،و قد قال الله تعالي وَ السّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ وَ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ (3) (4)فهو سابق جميع السابقين،كما أنّ الله عز و جل فضّل السابقين علي المتخلفين و المتأخرين فكذلك فضّل سابق السابقين علي السابقين. (5)

و الخطبة طويلة تقدمت بطولها في الباب الثاني من المقصد الثاني و هو الحديث السادس و العشرون منه.

ص: 247


1- سوره 59 - آيه 10
2- الحشر:11.
3- سوره 9 - آيه 100
4- التوبة:100.
5- أمالي الطوسي /563مجلس /21ح 1.

الباب الثالث و الخمسون و المائة

في قوله تعالي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ (1) (2).

من طريق العامة و فيه سبعة أحاديث الأول: المالكي في الفصول المهمة عن أنس بن مالك رضي الله عنه في قوله مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ (3) قال:علي و فاطمة يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ (4) الحسن و الحسين،و رواه صاحب كتاب الدرر. (5)

الثاني: محمد بن العباس من طريق العامة قال:حدّثنا علي بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد عن محمد بن صلت عن أبي الجارود زياد بن المنذر عن الضحاك عن ابن عباس قال:قوله عز و جل مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ (6) قال:مرج البحرين علي و فاطمة عليهما السلام، بينهما برزخ لا يبغيان،قال:النبي صلي الله:يخرج منهما اللؤلؤ و المرجان،قال:الحسن و الحسين عليهما السلام. (7)

الثالث: أبو علي الطبرسي روي من طريق العامة و غيرهم عن سلمان الفارسي رضي الله عنه و سعيد بن جبير و سفيان الثوري أنّ البحرين علي و فاطمة عليهما السلام،بينهما برزخ محمد رسول الله صلّي اللّه عليه و آله،يخرج منهما اللؤلؤ و المرجان الحسن و الحسين عليهما السلام. (8)

الرابع: ابن شهرآشوب من طريق العامة و غيرهم عن الخركوشي في كتاب اللوامع و شرف المصطفي،و أبو بكر الشيرازي في كتابه و أبي صالح و أبي إسحاق الثعلبي و علي بن أحمد الطائي و ابن علوية القطان في تفاسيرهم،عن سعيد بن جبير و سفيان الثوري و أبو نعيم الأصفهاني فيما نزل في القرآن في أمير المؤمنين عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس و عن أبي مالك عن ابن عباس و القاضي النظيري عن سفيان بن عيينة عن جعفر الصادق عليه السّلام و اللفظ له في قوله تعالي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ (9) قال:علي و فاطمة بحران عميقان لا يبغي أحدهما علي صاحبه.

و في رواية بَيْنَهُما بَرْزَخٌ (10) رسول الله صلّي اللّه عليه و آله يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ (11) قال:الحسن

ص: 248


1- سوره 55 - آيه 19
2- الرحمن:19،20.
3- سوره 55 - آيه 19
4- سوره 55 - آيه 22
5- الإلمام للنويري:301/5،و تذكرة الخواص:212.
6- سوره 55 - آيه 19
7- تاويل الآيات 636/2 ح 13.
8- مجمع البيان.
9- سوره 55 - آيه 19
10- سوره 55 - آيه 20
11- سوره 55 - آيه 22

و الحسين عليهما السلام. (1)

الخامس: عن أبي معاوية الضرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي عباس أن فاطمة عليها السلام بكت للجوع و العري،فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:اقنعي يا فاطمة بزوجك،فو الله إنه سيّد في الدّنيا سيّد في الآخرة،و أصلح بينهما فأنزل الله تعالي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ (2) (3)يقول:أنا اللّه أرسلت البحرين علي بن أبي طالب بحر العلوم و فاطمة بحر النبوة يلتقيان يتصلان،انا الله أوقعت الوصلة بينهما ثم قال: بَيْنَهُما بَرْزَخٌ (4) مانع،رسول الله يمنع علي بن أبي طالب أن يحزن لأجل الدّنيا، و يمنع فاطمة أن تخاصم بعلها لأجل الدّنيا.

فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما (5) يا معشر الجن و الإنس تُكَذِّبانِ (6) بولاية أمير المؤمنين و حبّ فاطمة الزهراء قال: اَللُّؤْلُؤُ (7) الحسن وَ الْمَرْجانُ (8) الحسين لأن اللؤلؤ الكبار و المرجان الصغار.

و لا غرو أن يكونا بحرين لسعة فضلهما و كثرة خيرهما،فإن البحر إنما سمي بحرا لسعته، و أجري النبي عليه السّلام فرسا فقال:وجدته بحرا. (9)

السادس: كتاب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة عن المبارك بن مسرور قال:أخبرني القاضي أبو عبد الله قال:حدّثني أبي رحمه الله قال:أخبرني أبو غالب محمد بن عبد الله يرفعه إلي أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال:سئل ابن عباس عن قول الله عز و جل مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ (10) فقال:علي و فاطمة بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ (11) (12)رسول الله صلّي اللّه عليه و آله و يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ (13) (14)الحسن و الحسين عليهما السلام. (15)

السابع: الثعلبي في تفسيره في تفسير هذه الآية قال:أخبرني الحسين بن محمد بن الحسين الدينوري قال:حدّثنا موسي بن محمد بن علي بن عبد الله قال:قرأ أبي علي أبي محمد الحسن بن علوية القطان من كتابه و أنا أسمع،حدّثنا بعض أصحابنا،حدّثني رجل من أهل مصر يقال له:

طسم،حدّثنا أبو حذيفة عن أبيه عن سفيان الثوري في قول الله عز و جل مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ (16) قال:فاطمة و علي يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ (17) قال:الحسن و الحسين.

قال الثعلبي:و روي هذا القول أيضا عن سعيد بن جبير و قال:بينهما برزخ محمد صلّي اللّه عليه و آله. (18)

ص: 249


1- مناقب آل أبي طالب 101/3.
2- سوره 55 - آيه 19
3- الرحمن:19.
4- سوره 55 - آيه 20
5- سوره 55 - آيه 21
6- سوره 55 - آيه 21
7- سوره 55 - آيه 22
8- سوره 55 - آيه 22
9- مناقب آل أبي طالب 101/3.
10- سوره 55 - آيه 19
11- سوره 55 - آيه 20
12- الرحمن:20.
13- سوره 55 - آيه 22
14- الرحمن:22.
15- الدر المنثور 143/6.
16- سوره 55 - آيه 19
17- سوره 55 - آيه 22
18- العمدة:400 ح 810-811 عن الثعلبي المخطوط،و الدر المنثور:142/6.

الباب الرابع و الخمسون و المائة

في قوله تعالي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ (1)

من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث الأول: علي بن إبراهيم قال:حدّثنا محمد بن أبي عبد الله قال:حدّثنا سعد بن عبد الله عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن يحيي بن سعيد العطار قال:سمعت أبا عبد الله عليه السّلام يقول في قول الله عز و جل مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ (2) :أمير المؤمنين و فاطمة عليهما السلام يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ (3) (4)الحسن و الحسين عليهما السلام. (5)

الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا أسعد بن عبد الله عن القاسم بن محمد الأصبهاني عن سليمان بن داود المنقري عن يحيي بن سعيد العطار قال:سمعت أبا عبد الله عليه السّلام يقول مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ (6) قال:علي و فاطمة بحران من العلم عميقان لا يبغي أحدهما علي صاحبه يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ (7) الحسن و الحسين عليهما السلام. (8)

الثالث: محمد بن العباس قال:حدّثنا أحمد بن محمد عن محفوظ بن بشير عن عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن أبي عبد الله عليه السّلام في قوله عز و جل مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ (9) قال:لا يبغي علي علي فاطمة،و لا فاطمة تبغي علي علي يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ (10) (11)قال:الحسن و الحسين عليهما السلام. (12)

الرابع: محمد بن العباس قال:حدّثنا جعفر بن سهل عن أحمد بن محمد عن عبد الكريم عن يحيي عن عبد الحميد عن قيس عن الربيع عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد في قوله عز و جل مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ (13) قال:علي و فاطمة لا يبغي هذا علي هذه،و لا هذه علي هذا يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ (14) قال:الحسن و الحسين صلوات الله عليهم أجمعين (15).

ص: 250


1- سوره 55 - آيه 19
2- سوره 55 - آيه 19
3- سوره 55 - آيه 22
4- الرحمن:22.
5- تفسير القمي 344/2.
6- سوره 55 - آيه 19
7- سوره 55 - آيه 22
8- الخصال 96/65.
9- سوره 55 - آيه 19
10- سوره 55 - آيه 22
11- الرحمن:19،20.
12- تأويل الآيات:635/2 ح 11،و بحار الأنوار 97/24 ح 1.
13- سوره 55 - آيه 19
14- سوره 55 - آيه 22
15- تأويل الآيات:636/2 ح 12،و بحار الأنوار 97/24 ح 2.

الخامس: محمد بن العباس عن علي بن مخلد الدهان عن أحمد بن سليمان عن إسحاق بن إبراهيم الأعمش عن كثير بن هشام عن كهمش بن الحسن عن أبي السليل عن أبي ذر رضي الله عنه في قوله عز و جل مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ (1) قال:علي و فاطمة عليهما السلام يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ (2) (3)الحسن و الحسين عليهما السلام،فمن رأي مثل هؤلاء الأربعة علي و فاطمة و الحسن و الحسين؟و لا يحبهم إلاّ مؤمن و لا يبغضهم إلاّ كافر،فكونوا مؤمنين بحب أهل البيت،و لا تكونوا كفارا ببغض أهل البيت فتلقوا في النار. (4)

ص: 251


1- سوره 55 - آيه 19
2- سوره 55 - آيه 22
3- الواقعة:20.
4- بحار الأنوار 98/24 ح 4.

الباب الخامس و الخمسون و المائة

في قوله تعالي وَ الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ (1)

من طريق العامة و فيه أربعة أحاديث الأول: ابن المغازلي الشافعي في المناقب يرفعه إلي مجاهد في قوله تعالي وَ الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ (2) قال:جاء به محمد،و صدّق به علي. (3)

الثاني: من كتاب الحبري يرفعه عن ابن عباس مثل الحديث الأول. (4)

الثالث: أبو نعيم الحافظ في كتاب حلية الأولياء مثل الأول. (5)

الرابع: أبو نعيم الحافظ الأصفهاني بإسناده عن ليث عن مجاهد في قول الله عز و جل: وَ الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ (6) علي بن أبي طالب عليه السّلام (7).

الباب السادس و الخمسون و المائة

في قوله تعالي وَ الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ (8) (9)

من طريق الخاصة و فيه أربعة أحاديث الأول: محمد بن العباس قال:حدّثنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسين بن سعيد عن إسماعيل بن همام عن أبي الحسن عليه السّلام في قول الله عز و جل وَ الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ (10) قال:الذي جاء بالصدق رسول الله صلّي اللّه عليه و آله،و صدّق به علي بن أبي طالب عليه السّلام. (11)

الثاني: ابن شهرآشوب عن علماء أهل البيت عن الباقر و الصادق و الكاظم و الرضا و زيد بن علي عليهم السلام في قوله تعالي وَ الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (12) قالوا:هو علي عليه السّلام. (13)

ص: 252


1- سوره 39 - آيه 33
2- سوره 39 - آيه 33
3- مناقب ابن المغازلي174/ ح 137.
4- تفسير الحبري:ح 42،و شواهد التنزيل:179/2 ح 814 و ما قبله.
5- رواه في كتاب ما نزل من القرآن في علي:240،و تاريخ دمشق:359/42 ط دار الفكر.
6- سوره 39 - آيه 33
7- بحار الأنوار 411/31 ح 8.
8- سوره 39 - آيه 33
9- الزمر:32.
10- سوره 39 - آيه 33
11- تأويل الآيات 517/2 ح 18.
12- سوره 39 - آيه 33
13- مناقب آل أبي طالب:288/2.

الثالث: ابن الفارسي في روضة الواعظين،قال ابن عباس:و الذي جاء بالصدق محمد صلّي اللّه عليه و آله، و صدّق به علي بن أبي طالب عليه السّلام. (1)

الرابع: الطبرسي في مجمع البيان اَلَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ (2) علي بن أبي طالب عن مجاهد و رواه الضاحك عن ابن عباس،قال:و هو المروي عن أئمة الهدي من آل محمد صلي الله عليه و عليهم. (3)

ص: 253


1- روضة الواعظين:104.
2- سوره 39 - آيه 33
3- مجمع البيان 489/8.

الباب السابع و الخمسون و المائة

في قوله تعالي ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَ رَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً (1) (2)

من طريق العامة و فيه حديث واحد أبو علي الطبرسي قال:روي الحاكم أبو القاسم الحسكاني بالإسناد إلي علي عليه السّلام أنه قال:«أنا ذلك الرجل السّلم لرسول الله» (3).

الباب الثامن و الخمسون و مائة

في قوله تعالي ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَ رَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ (4)

من طريق الخاصّة و فيه ثمانية أحاديث الأوّل: محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيي عن أحمد بن محمّد بن عيسي عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن أبي خالد الكابلي عن أبي جعفر عليه السّلام قال: ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَ رَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً (5) قال:أمّا الذي فيه شركاء متشاكسون، فلأن الأوّل يجمع المتفرّقون ولايته و هم في ذلك يلعن بعضهم بعضا و يبرأ بعضهم من بعض،فأمّا رجل سلم لرجل فإنّه الأوّل حقّا و شيعته-ثمّ قال-:إنّ اليهود تفرّقوا من بعد موسي عليه السّلام علي إحدي و سبعين فرقة،منها فرقة في الجنّة و سبعون فرقة في النار،و تفرّقت النصاري بعد عيسي عليه السّلام علي اثنين و سبعين فرقة،فرقة منها في الجنّة و إحدي و سبعون في النار،و تفرّقت هذه الامّة بعد نبيّها صلّي اللّه عليه و آله علي ثلاث و سبعين فرقة،اثنتان و سبعون فرقة في النار و فرقة في الجنّة،و من الثلاث و السبعين فرقة ثلاث عشرة فرقة تنتحل ولايتنا و مودّتنا،اثنتا عشرة فرقة منها في النار و فرقة في الجنّة،و ستّون فرقة من سائر الناس في النار (6).

الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رحمه اللّه قال:حدّثنا عبد العزيز بن يحيي بالبصرة قال:حدّثني المغيرة بن محمّد قال:حدّثنا رجا بن سلمة عن جابر

ص: 254


1- سوره 39 - آيه 29
2- الزمر:29.
3- في شواهد التنزيل للحسكاني(176/2):السليم.
4- سوره 39 - آيه 29
5- سوره 39 - آيه 29
6- الكافي:224/8 ح 283.

الجعفي عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليه السّلام عن أمير المؤمنين عليه السّلام في خطبة ذكر فيها أسماء له من القرآن قال:«و أنا السلام لرسوله يقول اللّه عزّ و جلّ: رَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ (1) » (2).

الثالث: محمّد بن العبّاس قال:حدّثنا عبد العزيز بن يحيي عن عمرو بن محمّد تركي عن أبي محمّد بن الفضل عن محمّد بن شعيب عن قيس بن الربيع عن المنذر الثوري عن محمّد بن الحنفية عن أبيه عليه السّلام في قول اللّه عزّ و جلّ: وَ رَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ (3) :«أنا ذلك الرجل السلم لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله» (4).

الرابع: محمّد بن العبّاس قال:حدّثنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمّد بن عيسي عن الحسن بن عليّ بن فضّال عن ابن بكير عن حمران قال:سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول في قول اللّه عزّ و جلّ: ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَ رَجُلاً سَلَماً (5) :«هو عليّ عليه السّلام«لرجل»هو النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و شركاء متشاكسون أي:مختلفون و أصحاب عليّ مجتمعون علي ولايته» (6).

الخامس: محمّد بن العبّاس قال:حدّثنا عبد العزيز بن يحيي عن محمّد بن عبد الرّحمن بن سالم عن أحمد بن عبد اللّه بن عيسي بن مصقلة القمّي عن بكير بن الفضل عن أبي خالد الكابلي عن أبي جعفر عليه السّلام قال:سألته عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ رَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ (7) قال:«الرّجل السّالم لرجل عليّ عليه السّلام و شيعته» (8).

السادس: ابن شهرآشوب و الطبرسيّ عن العيّاشي بالاسناد عن أبي خالد عن الباقر عليه السّلام قال:

«الرّجل السالم حقّا عليّ و شيعته» (9).

السابع: الحسن بن زيد عن آبائه وَ رَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ (10) هذا مثلنا أهل البيت (11).

الثامن: عليّ بن إبراهيم في تفسيره في قوله: ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ (12) فإنّه مثل ضربه اللّه لأمير المؤمنين و شركائه الذين ظلموه و غصبوه حقّه،و قوله: مُتَشاكِسُونَ (13) أي متباغضون،قوله: وَ رَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ (14) أمير المؤمنين عليه السّلام سلم لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله (15).

ص: 255


1- سوره 39 - آيه 29
2- معاني الأخبار:59.
3- سوره 39 - آيه 29
4- بحار الأنوار:161/24 ح 10 و 11.
5- سوره 39 - آيه 29
6- تأويل الآيات:515/2 ح 12،البرهان:75/4 ح 4.
7- سوره 39 - آيه 29
8- كنز الفوائد:270،بحار الأنوار:160/24 ح 8.
9- مجمع البيان:775/8،بحار الأنوار:15/31 عن المناقب.
10- سوره 39 - آيه 29
11- بحار الأنوار:343/31 ح 15.
12- سوره 39 - آيه 29
13- سوره 39 - آيه 29
14- سوره 39 - آيه 29
15- تفسير القمي:251/2 ضمن تفسير الآية 29 من سورة الزمر.

الباب التاسع و الخمسون و مائة

في قوله تعالي: أَ فَمَنْ شَرَحَ اللّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلي نُورٍ مِنْ رَبِّهِ (1)

من طريق العامّة و فيه حديث واحد ابن شهرآشوب عن الواحدي في«أسباب النزول»و«الوسيط»قال عطاء في قوله تعالي: أَ فَمَنْ شَرَحَ اللّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلي نُورٍ مِنْ رَبِّهِ (2) :نزلت في عليّ و حمزة،فويل للقاسية قلوبهم في أبي لهب و ولده (3).

الباب الستّون و مائة

في قوله تعالي: أَ فَمَنْ شَرَحَ اللّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلي نُورٍ مِنْ رَبِّهِ (4)

من طريق الخاصّة و فيه حديث واحد عن عليّ بن إبراهيم في تفسيره،و هو منسوب إلي الصادق عليه السّلام قال:قال:نزلت في أمير المؤمنين عليه السّلام (5).

ص: 256


1- سوره 39 - آيه 22
2- سوره 39 - آيه 22
3- مناقب آل أبي طالب:293/1.
4- سوره 39 - آيه 22
5- تفسير القمي:251/2 ضمن تفسير الآية 22 من سورة الزمر.

الباب الحادي و الستّون و مائة

في قوله تعالي:

وَ إِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ ما كانَ يَدْعُوا إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَ جَعَلَ لِلّهِ أَنْداداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النّارِ* أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَ قائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَ يَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (1) من طريق العامّة و فيه حديث واحد.

ابن شهرآشوب،عن النيسابوري في«روضة الواعظين»أنّه قال عروة بن الزّبير:سمع بعض التّابعين أنس بن مالك يقول:نزلت في عليّ عليه السّلام أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَ قائِماً (2) الآية قال الرجل:فأتيت عليّا وقت المغرب فوجدته يصلّي و يقرأ القرآن إلي أن طلع الفجر،ثمّ جدّد وضوءه و خرج إلي المسجد و صلّي بالناس صلاة الفجر،ثمّ قعد في التعقيب إلي أن طلعت الشمس،ثمّ قصده الناس فجعل يقضي بينهم إلي أن قام إلي صلاة الظهر فجدّد الوضوء ثمّ صلّي بأصحابه الظهر،ثمّ قعد في التعقيب إلي أن صلّي بهم العصر،ثمّ كان يحكم بين الناس و يفتيهم إلي أن غابت الشمس (3).

الباب الثاني و السّتون و مائة

في قوله تعالي: وَ إِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ (4) إلي قوله

أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَ قائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَ يَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (5)

من طريق الخاصّة و فيه اثني عشر حديثا الأوّل: محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيي عن أحمد بن محمّد بن عيسي عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن عمّار الساباطي قال:سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قول اللّه عزّ و جلّ:

وَ إِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ (6) قال:نزلت في أبي الفضيل أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كان عنده

ص: 257


1- سوره 39 - آيه 8
2- سوره 39 - آيه 9
3- مناقب آل أبي طالب:389/1،روضة الواعظين:117.
4- سوره 39 - آيه 8
5- سوره 39 - آيه 9
6- سوره 39 - آيه 8

ساحرا فكان إذا مسّه الضرّ-يعني السّقم-دعا ربّه منيبا إليه يعني تائبا إليه من قوله في رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ما يقول: ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ (1) -يعني العافية- نَسِيَ ما كانَ يَدْعُوا إِلَيْهِ (2) يعني نسي التوبة إلي اللّه عزّ و جلّ ممّا كان يقول في رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنّه ساحر،و لذلك قال اللّه عزّ و جلّ: قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النّارِ (3) يعني أمرتك علي الناس بغير حقّ من اللّه عزّ و جلّ و من رسوله صلّي اللّه عليه و آله قال:ثمّ قال أبو عبد اللّه عليه السّلام:ثمّ عطف القول من اللّه عزّ و جلّ في عليّ عليه السّلام يخبر بحاله و فضله عند اللّه تبارك و تعالي: أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَ قائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَ يَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (4) قال:ثمّ قال أبو عبد اللّه عليه السّلام:

«فهذا تأويله يا عمّار» (5).

الثاني: ابن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن عبد اللّه بن المغيرة عن عبد المؤمن بن القاسم الأنصاري عن سعد عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه عزّ و جلّ: هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (6) قال:أبو جعفر:«إنّما نحن الذين يعلمون،و الذين لا يعلمون عدوّنا و شيعتنا أولو الألباب». (7)

الثالث: ابن يعقوب عن عدّة من اصحابنا عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله عزّ و جلّ: هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (8) قال:«نحن الذين يعلمون،و عدوّنا الذين لا يعلمون،و شيعتنا أولو الألباب» (9).

الرابع: ابن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمّد بن سليمان عن أبيه قال:

كنت عند أبي عبد اللّه عليه السّلام إذ دخل عليه أبو بصير و ذكر حديثا في فضل الشيعة إلي أن قال عليه السّلام:«يا أبا محمّد لقد ذكرنا اللّه عزّ و جلّ و شيعتنا و عدوّنا في آية من كتابه فقال عزّ و جلّ: هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (10) فنحن الذين يعلمون،و عدوّنا الذين لا يعلمون، و شيعتنا أولو الألباب» (11).

الخامس: محمّد بن الحسن الصفّار في«بصائر الدرجات»عن أحمد بن محمّد بن عيسي عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه تعالي: هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (12) فقال:«نحن الذين

ص: 258


1- سوره 39 - آيه 8
2- سوره 39 - آيه 8
3- سوره 39 - آيه 8
4- سوره 39 - آيه 9
5- الكافي:204/8 ح 246.
6- سوره 39 - آيه 9
7- الكافي:212/1 ح 1.
8- سوره 39 - آيه 9
9- الكافي:212/1 ح 2.
10- سوره 39 - آيه 9
11- الكافي:35/8 ح 6.
12- سوره 39 - آيه 9

نعلم و عدوّنا الذين لا يعلمون و شيعتنا أولو الألباب» (1).

السادس: الصفّار عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم بن محمّد عن علي عن أبي بصير قال:سألت أبا جعفر عليه السّلام عن قول اللّه عزّ و جلّ: هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (2) قال:«نحن الذين نعلم،و عدوّنا الذين لا يعلمون،و شيعتنا أولو الألباب» (3).

السابع: الصفّار عن محمّد بن الحسين عن أبي داود المشرق عن محمّد بن مروان قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام: هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (4) قال:«نحن الذين نعلم،و عدوّنا الذين لا يعلمون،و شيعتنا الذين أولو الألباب» (5).

الثامن: أحمد بن محمّد بن خالد البرقي في كتاب«المحاسن»عن أبيه عن من ذكره عن أبي علي حسّان العجلي قال:سأل رجل أبا عبد اللّه عليه السّلام-و أنا جالس-عن قول اللّه عزّ و جلّ: هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (6) قال:«نحن الذين يعلمون،و عدوّنا الذين لا يعلمون،و شيعتنا أولو الألباب» (7).

التاسع: أحمد بن محمّد هذا عن ابن فضّال عن عليّ بن عقبة بن خالد قال:دخلت أنا و معلّي ابن خنيس علي أبي عبد اللّه عليه السّلام و ليس هو في مجلسه،فخرج علينا من جانب البيت من عند نسائه و ليس عليه جلباب؟فلمّا نظر إلينا رحّب فقال:«مرحبا بكما و أهلا»ثمّ جلس و قال:«أنتم أولو الألباب في كتاب اللّه،قال تبارك و تعالي: إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (8) » (9).

العاشر: محمّد بن العبّاس قال:حدّثنا علي بن أحمد بن حاتم عن حسن بن عبد الواحد عن إسماعيل بن صبيح عن سفيان بن إبراهيم عن عبد المؤمن عن سعد بن مجاهد عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله تعالي: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (10) فقال:نحن الذين يعلمون،و عدوّنا الذين لا يعلمون،و شيعتنا أولو الألباب (11).

الحادي عشر: محمّد بن العبّاس قال:حدّثنا عبد اللّه بن زيدان بن بريد عن محمّد بن أيّوب عن جعفر بن عمرو عن يوسف بن يعقوب الجعفي عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه عزّ و جلّ: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (12) قال:نحن الذين يعلمون و عدوّنا الذين

ص: 259


1- بصائر الدرجات:54 ح 1.
2- سوره 39 - آيه 9
3- بصائر الدرجات:55 ح 4.
4- سوره 39 - آيه 9
5- بصائر الدرجات:54 ح 2.
6- سوره 39 - آيه 9
7- المحاسن:169/1 ح 134.
8- سوره 39 - آيه 9
9- المحاسن:169/1 ح 135.
10- سوره 39 - آيه 9
11- بحار الأنوار:119/24 ح 2.
12- سوره 39 - آيه 9

لا يعلمون و شيعتنا أولو الألباب (1).

الثاني عشر: عليّ بن إبراهيم في تفسيره المنسوب إلي الصادق عليه السّلام قال:قوله: قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النّارِ (2) قال:نزلت في أبي فلان ثمّ قال: أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَ قائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ (3) نزلت في أمير المؤمنين عليه السّلام وَ يَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ (4) قال:يا محمّد هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (5) يعني أولي العقول. (6).

ص: 260


1- بحار الأنوار:119/24 ذيل ح 2.
2- سوره 39 - آيه 8
3- سوره 39 - آيه 9
4- سوره 39 - آيه 9
5- سوره 39 - آيه 9
6- تفسير القمي:249/2،ضمن تفسير الآية 8-9 من سورة الزمر.

الباب الثالث و الستّون و مائة

في قوله تعالي: وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِيماً (1)

من طريق العامّة و فيه حديث واحد أبو المؤيّد موفّق بن أحمد من أعيان علماء العامّة يرفعه إلي ابن عبّاس قال:سأل قوم النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:

فيمن نزلت هذه الآية؟قال:إذا كان يوم القيامة،عقد لواء من نور أبيض و نادي مناد ليقم سيّد المؤمنين و معه الّذين آمنوا بعد بعث محمّد صلّي اللّه عليه و آله،فيقوم عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فيعطي اللواء من النور الأبيض بيده و تحته جميع السابقين الأوّلين من المهاجرين و الأنصار لا يخالطهم غيرهم حتّي يجلس علي منبر من نور ربّ العزّة و يعرض الجميع عليه رجلا رجلا فيعطيه أجره و نوره،فإذا أتي علي آخرهم قيل لهم:قد عرفتم صفتكم و منازلكم في الجنّة إنّ ربّكم يقول:إنّ لكم عندي مغفرة و أجرا عظيما-يعني الجنّة؛فيقوم عليّ و القوم تحت لوائه معه يدخل بهم الجنّة،ثمّ يرجع إلي منبره فلا يزال يعرض عليه جميع المؤمنين فيأخذ نصيبه منهم إلي الجنّة و ينزل أقواما علي النّار فذلك قوله تعالي: وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ وَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (2) يعني كفروا و كذّبوا بالولاية و بحقّ عليّ (3).

ص: 261


1- سوره 48 - آيه 29
2- سوره 57 - آيه 19
3- بحار الأنوار:4/8 ح 6.

الباب الرابع و السّتون و مائة

في قوله تعالي: وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِيماً (1)

من طريق الخاصّة و فيه حديث واحد الشيخ الطوسي في أماليه قال:أخبرنا الحفّار قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا دعبل قال:حدّثنا مجاشع بن عمرو عن ميسرة بن عبيد اللّه عن عبد الكريم الحزري عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس:

أنّه سئل عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِيماً (2) قال:سأل قوم النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقالوا:فيمن نزلت هذه الآية يا نبيّ اللّه؟قال:إذا كان يوم القيامة،عقد لواء من نور أبيض و نادي مناد ليقم سيّد المؤمنين،فيقوم عليّ بن أبي طالب،فيعطي اللّه اللواء من النور الأبيض بيده تحته جميع السابقين الأوّلين من المهاجرين و الأنصار لا يخالطهم غيرهم حتّي يجلس علي منبر من نور ربّ العزّة و يعرض الجميع عليه رجلا رجلا فيعطي أجره و نوره فإذا أتي علي آخرهم قيل لهم قد عرفتم موضعكم و منازلكم من الجنّة إنّ ربّكم يقول لكم:عندي لكم مغفرة و أجر عظيم-يعني الجنّة؛فيقوم علي بن أبي طالب و القوم تحت لوائه معه حتّي يدخل الجنّة،ثمّ يرجع إلي منبره و لا يزال يعرض عليه جميع المؤمنين فيأخذ نصيبه منهم إلي الجنّة و يترك أقواما علي النار،فذلك قوله عزّ و جلّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا (3) و عملوا الصّالحات لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ (4) يعني السابقين الأوّلين و المؤمنين و أهل الولاية له و قوله: وَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (5) هم الذين قاسم عليهم النار فاستحقّوا الجحيم (6).

ص: 262


1- سوره 48 - آيه 29
2- سوره 48 - آيه 29
3- سوره 57 - آيه 19
4- سوره 57 - آيه 19
5- سوره 57 - آيه 19
6- أمالي الطوسي:378 ح 810.

الباب الخامس و السّتون و مائة

في قوله: وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ (1)

من طريق العامّة و فيه ثلاثة أحاديث الأوّل: ابن شهرآشوب عن علي بن الجعد عن الحسن عن ابن عبّاس في قوله تعالي: وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ (2) قال:صدّيق هذه الأمّة عليّ بن أبي طالب هو الصدّيق الأكبر و الفاروق الأعظم،ثمّ قال: وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ (3) قال ابن عبّاس:و هم عليّ و حمزة و جعفر فهم صدّيقون و هم شهداء الرّسل علي أممهم إنّهم قد بلغوا الرسالة ثمّ قال: لَهُمْ أَجْرُهُمْ (4) علي التصديق بالنبوّة وَ نُورُهُمْ (5) علي الصراط (6).

الثاني: الحافظ محمّد بن مؤمن الشيرازي في كتابه«المستخرج من تفاسير الاثني عشر»في تفسير قوله تعالي: وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ (7) يرفعه إلي ابن عبّاس قال: وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ (8) يعني صدّقوا باللّه أنّه واحد عليّ ابن أبي طالب،و حمزة بن عبد المطّلب،و جعفر الطيّار أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ (9) قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

صدّيق هذه الأمّة عليّ بن أبي طالب،و هو الصّدّيق الأكبر و الفاروق الأعظم (10).

الثالث: الحديث المتقدّم في البابين المتقدّمين عن موفّق بن أحمد عن ابن عبّاس حديث اللواء و المنبر (11).

ص: 263


1- سوره 57 - آيه 19
2- سوره 57 - آيه 19
3- سوره 57 - آيه 19
4- سوره 57 - آيه 19
5- سوره 57 - آيه 19
6- بحار الأنوار:215/34 ح 21 عن المناقب.
7- سوره 57 - آيه 19
8- سوره 57 - آيه 19
9- سوره 57 - آيه 19
10- بحار الأنوار:412/31 ح 10،عن الطرائف.
11- مناقب الخوارزمي:129 ح 143 و:159 ح 188.

الباب السادس و السّتون و مائة

في قوله تعالي: وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ (1)

من طريق الخاصّة و فيه اثني عشر حديثا الأوّل: الشيخ في التهذيب بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسي عن مروان عن أبي حضرة عن من سمع عليّ بن الحسين عليه السّلام يقول و ذكر الشهداء قال:فقال بعضنا في المبطون و قال:بعضنا في الذي يأكله السبع و قال:بعضنا غير ذلك ممّا يذكر في الشهادة فقال إنسان:ما كنت أدري أنّ الشهيد إلاّ من قتل في سبيل اللّه،فقال عليّ بن الحسين عليه السّلام:إنّ الشهداء إذن لقليل ثمّ قرأ هذه الآية اَلَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ (2) ثمّ قال:هذه لنا و لشيعتنا (3).

الثاني: أحمد بن محمّد بن خالد البرقي عن أبيه عن حمزة بن عبد اللّه الجعفري عن جميل بن درّاج عن عمرو بن مروان عن الحارث بن حضيرة عن زيد بن أرقم عن الحسين بن علي عليهما السّلام قال:ما من شيعتنا إلاّ صدّيق شهيد قال:قلت:جعلت فداك أنّي يكون ذلك و عامّتهم يموتون علي فراشهم؟فقال:أ ما تتلو كتاب اللّه في الحديد: وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ (4) قال:فقلت:كأنّي لم أقرأ هذه الآية من كتاب اللّه عزّ و جلّ قط،قال:لو كان الشهداء ليس إلاّ كما تقول،لكان الشهداء قليلا (5).

الثالث: أحمد بن محمّد هذا عن أبي يوسف يعقوب بن يزيد عن محمّد بن أبي عمير عن عمر ابن عاصم عن منهال القصّاب قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام:ادع اللّه لي بالشهادة فقال:إنّ المؤمن لشهيد حيث مات أو ما سمعت قول اللّه في كتابه: وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ (6) (7).

الرابع: الطبرسي قال:روي العيّاشي عن منهال القصّاب،قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام:ادع اللّه أن يرزقني الشهادة فقال:إنّ المؤمن شهيد و قرأ هذه الآية (8).

الخامس: الحرث بن المغيرة قال:كنّا عند أبي جعفر عليه السّلام قال:العارف منكم بهذا الأمر المنتظر له

ص: 264


1- سوره 57 - آيه 19
2- سوره 57 - آيه 19
3- التهذيب:167/6 ح 318.
4- سوره 57 - آيه 19
5- المحاسن:164/1 ح 115.
6- سوره 57 - آيه 19
7- المحاسن:164/1 ح 117.
8- مجمع البيان:359/9.

المحتسب فيه الخير كمن جاهد و اللّه مع قائم آل محمّد بسيفه ثمّ قال:بل و اللّه كمن جاهد مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثمّ قال:الثالثة:بلي و اللّه كمن استشهد مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في فسطاطه و فيكم آية من كتاب اللّه،قلت:و أيّ آية جعلت فداك؟قال:قول اللّه وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ (1) قال:صرتم و اللّه صادقين شهداء عند ربّكم (2).

السادس: شرف الدين النجفي قال:روي صاحب كتاب البشارات مرفوعا إلي الحسن بن أبي حمزة عن أبيه قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام:جعلت فداك قد كبر سنّي و دقّ عظمي و اقترب أجلي و قد خفت أن يدركني قبل هذا الأمر الموت قال:فقال لي:يا أبا حمزة أو ما تري الشهيد إلاّ أن قتل؟ قلت:نعم جعلت فداك فقال لي:يا أبا حمزة من آمن بنا و صدّق حديثنا و انتظر أمرنا كان كمن قتل تحت راية القائم،بل و اللّه تحت راية رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله (3).

السابع: أبو بصير قال:قال الصادق عليه السّلام:يا أبا محمّد إنّ الميّت علي هذا الأمر شهيد،قال:قلت:

جعلت فداك و إن مات علي فراشه؟قال:و إن مات علي فراشه فإنّه حيّ يرزق (4).

الثامن: محمّد بن يعقوب بإسناده عن الحلبي يحيي عن عبد اللّه بن مسكان عن أبي بصير قال:

قلت لأبي عبد اللّه:جعلت فداك أ رأيت الرادّ علي هذا الأمر فهو كالرادّ عليكم؟فقال:يا أبا محمّد من ردّ عليك هذا الأمر فهو كالرادّ علي رسول اللّه و علي اللّه تبارك و تعالي،يا أبا محمّد إنّ الميّت منكم علي هذا الأمر شهيد،قال قلت:و إن مات علي فراشه؟قال:إي و اللّه و إن مات علي فراشه حيّ عند ربّه يرزق (5).

التاسع: ابن يعقوب بإسناده عن عبد اللّه بن مسكان عن مالك الجهني قال:قال لي أبو عبد اللّه عليه السّلام:يا مالك أ ما ترضون أن تقيموا الصلاة و تؤتوا الزكاة و تكفّوا أيديكم و ألسنتكم و تدخلون الجنّة،يا مالك إنّه ليس من قوم ائتمّوا بإمام في الدّنيا إلاّ جاء يوم القيامة يلعنهم و يلعنونه إلاّ أنتم و من كان علي مثل حالكم،يا مالك إنّ الميّت منكم و اللّه علي هذا الأمر لشهيد بمنزلة الضارب بسيفه في سبيل اللّه (6).

العاشر: ابن بابويه عن أبيه بإسناد يرفعه إلي أبي بصير و محمّد بن مسلم قال:قال أبو عبد اللّه عليه السّلام:

حدّثني أبي عن جدّي عن آبائه:أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام علّم أصحابه في مجلس واحد أربعمائة باب

ص: 265


1- سوره 57 - آيه 19
2- مجمع البيان:359/9،بحار الأنوار:38/24 ح 15.
3- بحار الأنوار:141/61 ح 86،عن كنز الفوائد.
4- بحار الأنوار:141/61 ح 86.
5- الكافي:146/8 ح 120.
6- الكافي:146/8 ح 122.

ممّا يصلح للمسلم في دينه و دنياه منها قوله عليه السّلام:احذروا السّفلة فإنّ السّفلة من لا يخاف اللّه عزّ و جلّ؛لأنّ فيهم قتلة الأنبياء و فيهم أعداؤنا إنّ اللّه تبارك و تعالي اطّلع علي الأرض فاختارنا و اختار لنا شيعة ينصروننا و يفرحون لفرحنا و يحزنون لحزننا و يبذلون أموالهم و أنفسهم فينا،أولئك منّا و إلينا،و ما من الشيعة عبد يقارف أمرا نهيناه عنه فيموت حتّي يبتلي ببليّة تمحّص فيها ذنوبه امّا في ماله أو في ولده أو في نفسه حتّي يلقي اللّه و ما له ذنب و إنّه ليبقي عليه شيء من ذنوبه فيشدّد به عليه عند موته،و الميّت من شيعتنا صدّيق شهيد،صدّق بأمرنا و أحبّ فينا و أبغض فينا يريد بذلك وجه اللّه عزّ و جلّ مؤمن باللّه و رسوله قال اللّه عزّ و جلّ: وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ (1) (2).

الحادي عشر: عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنّه قال لأصحابه:الزموا الأرض و اصبروا علي البلاء و لا تحرّكوا بأيديكم و سيوفكم و هوي ألسنتكم و لا تستعجلوا بما لم يعجله اللّه لكم فإنّ من مات منكم علي فراشه و هو علي معرفة ربّه و حقّ رسوله و أهل بيته،مات شهيدا و وقع أجره علي اللّه و استوجب ثواب ما نوي من صالح أعماله و قامت النيّة مقام مقاتلته بسيفه (3).

الثاني عشر: ابن بابويه في«بشارات الشيعة»عن أبيه قال:حدّثني سعد بن عبد اللّه عن معاوية ابن عمّار عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إذا كان يوم القيامة، يؤتي بأقوام علي منابر من نور تتلألأ وجوههم كالقمر ليلة البدر يغبطهم الأوّلون و الآخرون،ثمّ سكت،ثمّ أعاد الكلام ثلاثا،فقال عمر بن الخطّاب:بأبي أنت و أمّي هم الشهداء؟قال:هم الشهداء و ليس هم الشهداء الذين تظنّون قال:هم الأنبياء؟قال:هم الأوصياء،قال:هم الأوصياء و ليس هم الأوصياء الذين تظنّون،قال:فمن أهل السماء أو من أهل الأرض؟قال:هم من أهل الأرض،قال:

فاخبرني من هم؟قال:فأومي بيده إلي عليّ عليه السّلام فقال:هذا و شيعته،ما يبغضه من قريش إلاّ سفاحي،و لا من الأنصار إلاّ يهودي،و لا من العرب إلاّ دعي،و لا من سائر الناس إلاّ شقي،يا عمر كذب من زعم أنّه يحبّني و يبغض هذا (4).

ص: 266


1- سوره 57 - آيه 19
2- الخصال:636.
3- بحار الأنوار:63/48،عن شرح النهج.
4- بحار الأنوار:179/7،عن فضائل الشيعة.

الباب السابع و الستّون و مائة

في قوله تعالي: وَ أَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَ مَنافِعُ لِلنّاسِ (1)

من طريق العامّة و فيه حديث واحد ابن شهرآشوب عن تفسير السّدي عن أبي صالح عن ابن عبّاس في قوله تعالي: وَ أَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ (2) قال:أنزل اللّه آدم من الجنّة و معه سيف ذو الفقار خلق من ورق آس الجنّة،ثمّ قال: فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ (3) فكان يحارب به آدم أعداءه من الجنّ و الشياطين و كان عليه مكتوبا لا يزال أنبيائي يحاربون به نبيّ بعد نبيّ و صدّيق بعد صدّيق حتّي يرثه أمير المؤمنين فيحارب به مع النبيّ الامّي وَ مَنافِعُ لِلنّاسِ (4) لمحمّد و عليّ إِنَّ اللّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (5) منيع بالنقمة من الكفّار لعليّ بن أبي طالب (6).

قال الطبرسي بعد ذلك:و قد روي كافّة أصحابنا أنّ المراد بهذه الآية ذو الفقار أنزل به من السماء علي النبيّ عليه السّلام و أعطاه عليّا عليه السّلام (7).

ص: 267


1- سوره 57 - آيه 25
2- سوره 57 - آيه 25
3- سوره 57 - آيه 25
4- سوره 57 - آيه 25
5- سوره 57 - آيه 25
6- مناقب آل أبي طالب:339/3.
7- مناقب آل أبي طالب:339/3.

الباب الثامن و السّتون و مائة

في قوله تعالي: لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَ أَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَ الْمِيزانَ لِيَقُومَ النّاسُ بِالْقِسْطِ وَ أَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَ مَنافِعُ لِلنّاسِ (1)

من طريق الخاصّة و فيه ثلاثة أحاديث الأوّل: محمّد بن يعقوب عن محمّد بن الحسن و غيره عن سهل عن محمّد بن عيسي و محمّد ابن يحيي و محمّد بن الحسين جميعا عن محمّد بن سنان عن إسماعيل بن جابر و عبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:أوصي موسي إلي يوشع بن نون، و أوصي يوشع بن نون إلي ولد هارون و لم يوص إلي ولده و لا إلي ولد موسي انّ اللّه عزّ و جلّ له الخيرة يختار ما يشاء ممّن يشاء،و بشّر موسي و يوشع بالمسيح عليه السّلام فلمّا أن بعث اللّه عزّ و جلّ المسيح عليه السّلام قال المسيح لهم:إنّه سوف يأتي من بعدي نبيّ اسمه أحمد من ولد إسماعيل عليه السّلام يجيء بتصديقي و تصديقكم عذري و عذركم و جرت من بعدي في الحواريين في المستحفظين و إنّما سمّاهم اللّه عزّ و جلّ المستحفظين؛لأنّهم استحفظوا الاسم الأكبر و هو الكتاب الذي يعلم به علم كلّ شيء الذي كان مع الأنبياء صلوات اللّه عليهم،يقول اللّه عزّ و جلّ: لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَ أَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَ الْمِيزانَ (2) الكتاب الاسم الأكبر،و انّما عرف ممّا يدعي الكتاب التوراة و الإنجيل و الفرقان فيها كتاب نوح و فيها كتاب صالح و شعيب و إبراهيم عليهم السّلام فأخبر اللّه عزّ و جلّ: إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولي صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسي (3) .

و أين صحف إبراهيم إنّما صحف إبراهيم الاسم الأكبر و صحف موسي الاسم الأكبر فلم تزل الوصيّة في عالم بعد عالم حتّي دفعوها إلي محمّد صلّي اللّه عليه و آله فلمّا بعث اللّه محمّدا،أسلم له العقب من المستحفظين و كذّبه بنو إسرائيل،و دعا إلي اللّه عزّ و جلّ و جاهد في سبيله،ثمّ أنزل اللّه جلّ ذكره عليه أن اعلن فضل وصيّك فقال:ربّ إنّ العرب قوم جفاة لم يكن فيهم كتاب و لم يبعث إليهم نبيّا و لا يعرفون نبوّة الأنبياء و لا شرفهم و لا يؤمنون بي إن أنا أخبرتهم بفضل أهل بيتي،فقال اللّه جلّ ذكره: وَ لا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ (4) وَ قُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (5) فذكر من فضل وصيّه ذكرا فوقع النفاق في قلوبهم فعلم رسول اللّه ذلك و ما يقولون،فقال اللّه جلّ ذكره:يا محمّد وَ لَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ (6)

ص: 268


1- سوره 57 - آيه 25
2- سوره 57 - آيه 25
3- سوره 87 - آيه 18
4- سوره 15 - آيه 88
5- سوره 43 - آيه 89
6- سوره 15 - آيه 97

بِما يَقُولُونَ (1) فإنّهم لا يكذّبونك،و لكن الظالمين بآيات اللّه يجحدون،لكنّهم يجحدون بغير حجّة لهم،و كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يتألّفهم و يستعين ببعضهم علي بعض و لا يزال يخرج لهم شيئا في فضل وصيّه،حتّي نزلت هذه السورة فاحتجّ عليهم حين أعلم بموته و نعيت إليه نفسه فقال اللّه عزّ ذكره:

فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ* وَ إِلي رَبِّكَ فَارْغَبْ (2) يقول فإذا فرغت فانصب علمك و اعلن وصيّك فاعلمهم فضله علانية.

فقال عليه السّلام:«من كنت مولاه فعليّ مولاه اللّهم وال من والاه و عاد من عاداه ثلاث مرّات»،ثمّ قال:

«لأبعثنّ رجلا يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله ليس بفرّار يعرض بمن رجع و يجبن أصحابه و يجبنونه»و قال صلّي اللّه عليه و آله:«عليّ سيّد المؤمنين»،و قال:«عليّ عمود الدين»،و قال:«هذا الذي يضرب الناس بالسيف علي الحقّ بعدي»،و قال:«الحقّ مع عليّ أينما مال»،و قال:«إنّي تارك فيكم أمرين إن أخذتم بهما لن تضلّوا كتاب اللّه عزّ و جلّ و أهل بيتي عترتي يا أيّها الناس اسمعوا لقد بلغت انّكم ستردون عليّ الحوض فأسألكم عمّا فعلتم في الثقلين الثقلان كتاب اللّه جلّ ذكره و أهل بيتي فلا تسبقوهم فتهلكوا و لا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم»،فوقعت الحجّة بقول النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و بالكتاب الذي يقرأه الناس،فلم يزل يلقي فضل أهل بيته بالكلام و يبيّن لهم بالقرآن إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (3) و قال عزّ ذكره: وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبي (4) ثمّ قال جلّ ذكره: وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ (5) و كان عليّ عليه السّلام فكان حقّه الوصيّة التي جعلت له،و الاسم الأكبر،و ميراث العلم،و آثار علم النبوّة.

و قال: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (6) ثمّ قال: وَ إِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (7) يقول:أسألكم عن المودّة التي نزلت عليكم فضلها-مودّة القربي-بأيّ ذنب قتلتموهم، و قال جلّ ذكره: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (8) قال الكتاب الذكر،و أهله آل محمّد عليهم السّلام و أمر اللّه عزّ و جلّ بسؤالهم و لم يأمر بسؤال الجهّال،و سمّي اللّه عزّ و جلّ القرآن ذكرا فقال تبارك و تعالي: وَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (9) و قال عزّ و جلّ: وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ (10) و قال عزّ و جلّ: أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (11) و قال عزّ و جلّ: وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَي الرَّسُولِ وَ إِلي أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ (12) فردّ أمر الناس إلي أولي الأمر منهم الذين أمر بطاعتهم و بالرّدّ إليهم؛فلمّا رجع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من حجّة الوداع نزل عليه جبرئيل و قال: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ إِنَّ اللّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ (13) فنادي الناس فاجتمعوا و أمر بسمرات فقم

ص: 269


1- سوره 15 - آيه 97
2- سوره 94 - آيه 7
3- سوره 33 - آيه 33
4- سوره 8 - آيه 41
5- سوره 17 - آيه 26
6- سوره 42 - آيه 23
7- سوره 81 - آيه 8
8- سوره 16 - آيه 43
9- سوره 16 - آيه 44
10- سوره 43 - آيه 44
11- سوره 4 - آيه 59
12- سوره 4 - آيه 83
13- سوره 5 - آيه 67

شوكهنّ ثمّ قال صلّي اللّه عليه و آله:«يا أيّها الناس من وليّكم و أولي بكم من أنفسكم؟فقالوا:اللّه و رسوله،فقال:من كنت مولاه فعليّ مولاه اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه ثلاث مرّات»فوقعت حسكة النفاق في قلوب القوم و قالوا ما أنزل اللّه جلّ ذكره هذا علي محمّد قط و ما يريد الاّ أن يرفع بضبع ابن عمّه؛ فلمّا قدم المدينة أتته الأنصار فقالوا:

يا رسول اللّه إنّ اللّه جلّ ذكره قد أحسن إلينا و شرّفنا بك و بنزولك بين أظهرنا فقد فرح اللّه صدّيقنا و كبت عدوّنا و قد يأتيك و فود فلا تجد ما تعطيهم فيشمت بك العدوّ فنحبّ أن تأخذ ثلث أموالنا حتّي إذا قدم عليك وفد مكّة وجدت ما تعطيهم فلم يردّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليهم شيئا و كان ينتظر ما يأتيه من ربّه فنزل عليه جبرئيل عليه السّلام و قال: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (1) و لم يقبل أموالهم فقال المنافقون:ما أنزل هذا علي محمّد و ما يريد إلاّ أن يرفع بضبع ابن عمّه و يحمل علينا أهل بيته يقول أمس من كنت مولاه فعليّ مولاه و اليوم قل لا أسألكم عليه أجرا إلاّ المودّة في القربي،ثمّ نزل عليه آية الخمس،فقالوا يريد أن يعطيهم أموالنا و فيئنا،ثمّ أتاه جبرئيل عليه السّلام فقال:يا محمّد إنّك قد قضيت نبوّتك و استكملت أيّامك فاجعل الاسم الأكبر و ميراث العلم و آثار علم النبوّة عند عليّ،فإنّي لم أترك الأرض إلاّ ولي فيها علم تعرف به طاعتي و تعرف به ولايتي و يكون حجّه لمن يولد بين قبض النبيّ إلي خروج النبيّ الآخر قال:فأوصي إليه بالاسم الأكبر و ميراث العلم و آثار علم النبوّة و أوصي إليه بألف كلمة و ألف باب تفتح كلّ كلمة و كلّ باب ألف كلمة و ألف باب (2).

الثاني: سعد بن عبد اللّه قال:حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسي عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن هشام بن سالم عن سعد بن طريف عن أبي جعفر عليه السّلام قال:كنّا عنده ثمانية رجال فذكرنا رمضان فقال:لا تقولوا هذا رمضان و لا جاء رمضان و لا ذهب رمضان فإنّ رمضان اسم من أسماء اللّه لا يجيء و لا يذهب و إنّما يجيء و يذهب الزائل،و لكن قولوا شهر رمضان فالشهر المضاف إلي الاسم و الاسم اسم اللّه،و هو الشهر الذي أنزل فيه القرآن جعله اللّه سقطا (3)في هذا المكان في الأصل لا يفعل الخروج في شهر رمضان لزيارة الأئمّة صلوات اللّه عليهم و عيد،ألا و من خرج في شهر رمضان من بيته في سبيل اللّه و نحن سبيل اللّه الذي من دخل فيه يطاف بالحصن و الحصن هو الإمام فيكبّر عند رؤيته،كانت له في القيامة صخرة في ميزانه أثقل من السموات السبع و الأرضين السبع و ما فيهنّ و ما بينهنّ و ما تحتهنّ قلت:يا أبا جعفر و ما الميزان؟فقال:إنّك قد ازددت قوّة و نظرا.يا

ص: 270


1- سوره 42 - آيه 23
2- الكافي:293/1-296 ح 3.
3- في المصدر مثلا.

سعد:رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الصخرة و نحن الميزان و ذلك قول اللّه عزّ و جلّ في الإمام: لِيَقُومَ النّاسُ بِالْقِسْطِ (1) و من كبّر بين يدي الإمام و قال:لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له،كتب اللّه له رضوانه الأكبر و من كتب لرضوانه الأكبر يجمع بينه و بين إبراهيم و محمّد عليهما السّلام و المرسلين في دار الجلال،قلت:

و ما دار الجلال؟قال:نحن الدار و ذلك قول اللّه عزّ و جلّ: تِلْكَ الدّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (2) فنحن العاقبة يا سعد،و أمّا مودّتنا للمتّقين فيقول اللّه عزّ و جلّ: تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ (3) فنحن جلال اللّه و كرامته التي أكرم اللّه تبارك و تعالي العباد بطاعتنا (4).

الثالث: عليّ بن إبراهيم في تفسيره المنسوب إلي الصادق عليه السّلام قال:قال:الميزان الإمام (5).

و قال الطبرسي في«الاحتجاج»عن أمير المؤمنين عليه السّلام في حديث و قال: وَ أَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ (6) فإنزاله ذلك خلقه إيّاه.

و قال أبو علي الطبرسي قال:قد روي كافّة أصحابنا أنّ المراد بهذه الآية ذو الفقار أنزل به من السماء علي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فأعطاه عليّا عليه السّلام (7).

ص: 271


1- سوره 57 - آيه 25
2- سوره 28 - آيه 83
3- سوره 55 - آيه 78
4- بصائر الدرجات:312 ح 12.
5- تفسير القمي:364/2،ضمن تفسير الآية 25 من سورة الحديد.
6- سوره 57 - آيه 25
7- الاحتجاج:372/1.

الباب التاسع و السّتون و مائة

في قوله تعالي: وَ كَفَي اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ (1)

من طريق العامّة و فيه أربعة أحاديث الأوّل: الحافظ منصور بن شهردار بن شيرويه بإسناده إلي ابن عبّاس قال:لمّا قتل عليّ عليه السّلام عمروا و دخل علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سيفه يقطر دما فلمّا رآه النبي كبّر و كبّر المسلمون و قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:اللهم أعط عليّا فضيلة لم تعطها أحدا قبله و لم تعطيها أحدا بعده قال:فهبط جبرائيل عليه السّلام و معه من الجنّة اترجة فقال لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إنّ اللّه عزّ و جلّ يقرأ عليك السلام و يقول لك حيّ بهذه عليّ بن أبي طالب قال:فدفعها إلي عليّ عليه السّلام فانفلقت في يده فلقتين فإذا فيها حريرة خضراء مكتوب فيها سطران بخضرة:تحفة من الطالب الغالب إلي عليّ بن أبي طالب (2).

الثاني: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة و هو من أعيان علماء العامة من المعتزلة قال:

وجدنا في السير و الأخبار من إشفاق رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و حذره علي أمير المؤمنين عليه السّلام و دعائه له بالحفظ و السلامة قال صلّي اللّه عليه و آله يوم الخندق و قد برز عليّ إلي عمرو و رفع يديه إلي السماء بمحضر من أصحابه:اللّهمّ إنّك أخذت منّي حمزة يوم أحد و عبيدة يوم بدر فاحفظ اليوم علي عليّا ربّ لا تذرني فردا و أنت خير الوارثين؛و لذلك ظنّ به عن مبارزة عمرو حين دعا عمرو الناس إلي نفسه مرارا يحجمون و يقدم عليّ،فسأل الإذن له في البراز حتّي قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إنّه عمرو،فقال:و أنا عليّ،فأدناه و قبّله و عمّمه بعمامة و خرج معه خطوات كالمودّع له القلق لحاله المنتظر لما يكون منه،ثمّ لم يزل صلّي اللّه عليه و آله رافعا يديه إلي السماء مستقبلا لها بوجهه و المسلمون صموت حوله كانّما علي رءوسهم الطير،حتّي ثارت الغبرة و سمع التكبير من تحتها فعلموا أنّ عليّا قتل عمروا فكبّر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و كبّر المسلمون بتكبيرة سمعها من وراء الخندق من عساكر المشركين؛و كذلك قال حذيفة ابن اليمان:لو قبلت فضيلة عليّ بقتل عمرو يوم الخندق بين المسلمين بأجمعهم لو سعتهم.قال ابن عبّاس في قوله تعالي: وَ كَفَي اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ (3) بعليّ بن أبي طالب (4).

الثالث: أبو نعيم الأصفهاني في كتابه الموسوم بنزول القرآن في عليّ عن مرّة عن عنبسة أنّه كان

ص: 272


1- سوره 33 - آيه 25
2- مناقب الخوارزمي:171 ح 204.
3- سوره 33 - آيه 25
4- شرح نهج البلاغة:284/13.

يقرأ هذه الآية وَ كَفَي اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ (1) بعليّ بن أبي طالب عليه السّلام (2).

الرابع: عن أبي نعيم الأصفهاني فيما نزل من القرآن بالاسناد عن سفيان الثوري عن رجل عن مرّة عن عبد اللّه قال:و قال جماعة من المفسّرين في قوله تعالي: اُذْكُرُوا نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ (3) إنّها نزلت في عليّ عليه السّلام يوم الأحزاب (4).

ص: 273


1- سوره 33 - آيه 25
2- بحار الأنوار:26/32 ذيل ح 12.
3- سوره 33 - آيه 9
4- بحار الأنوار:88/37 ح 12.

الباب السبعون و مائة

في قوله تعالي: وَ كَفَي اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ (1)

من طريق الخاصة و فيه ثلاثة أحاديث الأوّل: محمّد بن العبّاس قال عليّ بن العبّاس عن أبي سعيد عن عبّاد بن يعقوب عن فضل بن القاسم البرّاد عن سفيان الثوري عن زبيد النّامي عن مرّة عن عبد اللّه بن مسعود أنّه كان يقرأ وَ كَفَي اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ (2) بعليّ و كان اللّه قويّا عزيزا (3).

الثاني: محمّد بن العبّاس قال:حدّثنا محمّد بن يونس بن المبارك عن يحيي بن عبد الحميد الحماني عن يحيي بن معلّي الأسلمي عن محمّد بن عمّار عن زريق عن أبي إسحاق عن أبي زياد ابن مطرب قال:كان عبد اللّه بن مسعود يقرأ وَ كَفَي اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ (4) بعليّ (5).

و سبب نزول الآية:أنّ المؤمنين كفوا القتال بعليّ عليه السّلام و إنّ المشركين تحوّلوا و اجتمعوا في غزاة الخندق و هو أنّ عمرو بن عبد ودّ كان فارس قريش المشهود و كان يعدّ بألف فارس و كان قد شهد بدرا و لم يشهد أحدا،فلمّا كان يوم الخندق خرج معلّما ليري الناس مقامه،فلمّا رأي الخندق قال:

مكيدة لم يعرفها من قبل،و حمل فرسه عليه فقطعه و وقف بإزاء المسلمين و نادي هل من مبارز فلم يجبه أحد،فقام عليّ عليه السّلام و قال:أنا يا رسول اللّه صلّي اللّه عليك و آلك فقال:إنّه عمرو اجلس،فنادي ثانية فلم يجبه أحد،فقام عليّ عليه السّلام و قال:أنا يا رسول اللّه،فقال:إنّه عمرو،فقال:و إن كان عمروا فاستأذن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله في برازه فأذن له،قال حذيفة رضي اللّه عنه:فألبسه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله درعه الفضول و أعطاه ذا الفقار و عمّمه عمامته السحاب علي رأسه تسعة أدوار و قال له:تقدّم فلمّا وليّ قال النبيّ:برز الإيمان كلّه إلي الشرك كلّه اللّهمّ احفظه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله و من فوق رأسه و من تحت قدميه،فلمّا رآه عمرو قال له:من أنت؟قال:أنا عليّ،قال:ابن عبد مناف؟

قال:أنا عليّ بن أبي طالب،فقال:غيرك يا بن أخي من أعمامك أسنّ منك فإنّي أكره أن أهرق دمك فقال عليّ عليه السّلام:و لكنّي و اللّه لا أكره أن أهرق دمك،قال:فغضب عمرو و نزل عن فرسه و عقرها و سل سيفه كأنّه شعلة نار ثمّ أقبل نحو عليّ عليه السّلام فاستقبله عليّ عليه السّلام بدرقته فقدّها و ثبت فيها السيف

ص: 274


1- سوره 33 - آيه 25
2- سوره 33 - آيه 25
3- بحار الأنوار:25/32 ح 10،عن كنز الفوائد.
4- سوره 33 - آيه 25
5- بحار الأنوار:25/32 ح 11.

و أصاب رأسه فشجّه ثمّ إنّ عليّا عليه السّلام ضربه علي حبل عاتقه فسقط إلي الأرض و ثارت بينهما عجاجة فسمعنا تكبير عليّ عليه السّلام فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:قتله و الذي نفسي بيده،قال:و حزّ رأسه و أتي به إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وجهه يتهلهل،قال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:ابشر يا عليّ فلو وزن اليوم عملك بعمل أمّة محمّد لرجّح عملك بعملهم و ذلك لأنّه لم يبق بيت من المشركين إلاّ و دخله وهن و لا بيت من المسلمين إلاّ و دخل عليهم عزّ و لمّا قتل عمرو و خذل الأحزاب أرسل اللّه عليهم ريحا و جنودا من الملائكة فولّوا مدبرين من غير قتال و سببه قتل عمرو فمن ذلك قال سبحانه: وَ كَفَي اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ (1) بعليّ.

الثالث: ابن شهرآشوب،قال الصادق عليه السّلام و ابن مسعود في قوله: وَ كَفَي اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ (2) بعليّ بن أبي طالب و قتله عمرو بن عبد ودّ (3).

ص: 275


1- سوره 33 - آيه 25
2- سوره 33 - آيه 25
3- مناقب آل أبي طالب:159/3.

الباب الحادي و السبعون و مائة

في قوله تعالي: هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ (1)

و قوله تعالي: إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (2)

من طريق العامّة و فيه خمسة أحاديث الأوّل: من صحيح البخاري من الجزء الخامس في آخر كراسة منه قال:حدّثنا حجّاج بن منهال، قال:حدّثنا معمّر بن سليمان،قال:سمعت أبي يقول:حدّثنا أبو مخلد عن قيس بن عبّاد عن عليّ ابن أبي طالب عليه السّلام قال:أنا أوّل من يجثو بين يدي الرّحمن للخصومة يوم القيامة،قال قيس:و فيهم أنزلت هذان خصمان اختصموا في ربّهم قال:هم الذين تبارزوا يوم بدر عليّ و حمزة و عبيدة و شيبة ابن ربيعة و عتبة بن ربيعة و الوليد بن عتبة (3).

الثاني: من تفسير الثعلبي قوله تعالي: هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ (4) قال الثعلبي:اختلف المفسّرون في هذين الخصمين من هما،فروي قيس بن عبّاد أنّ أبا ذرّ الغفاري رضي اللّه عنه كان يقسم باللّه تعالي أنّ هذه الآية نزلت في ستّة نفر من قريش تبارزوا يوم بدر:عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و حمزة بن عبد المطّلب و عبيدة بن الحرث و عتبة و شيبة ابني ربيعة و الوليد بن عتبة قال:قال عليّ عليه السّلام:إنّي لأوّل من يجثو للخصومة يوم القيامة بين يدي اللّه جلّ و علا.و إلي هذا القول ذهب ابن بشّار و عطاء ابن بشّار (5).

الثالث: «كشف الغمّة»عن مسلم و البخاري في حديث في قوله تعالي: هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ (6) نزلت في عليّ و حمزة و عبيدة بن الحارث الذين بارزوا المشركين يوم بدر عتبة و شيبة ابنا ربيعة و الوليد بن عتبة (7).

الرابع: ابن أبي الحديد في«شرح نهج البلاغة»قال عليّ عليه السّلام:أنا حجيج المارقين و خصيم المرتابين يوم القيامة،قال ابن أبي الحديد في الشرح:و روي عنه أنّه قال:أنا أوّل من يجثو إلي الخصومة بين يديّ اللّه تعالي.و قد روي عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله مثل ذلك مرفوعا في قوله تعالي: هذانِ (8)

ص: 276


1- سوره 22 - آيه 19
2- سوره 39 - آيه 31
3- صحيح البخاري:6/5 و 7.
4- سوره 22 - آيه 19
5- الدر المنثور:3 ح 348.
6- سوره 22 - آيه 19
7- كشف الغمة:313/1.
8- سوره 22 - آيه 19

خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ (1) و أنّه صلّي اللّه عليه و آله سئل عنها فقال:عليّ و حمزة و عبيدة و عتبة و شيبة و الوليد، و كانت حادثتهم أوّل حادثة وقعت فيها مبارزة أهل الإيمان لأهل الشرك،فكان المقتول الأوّل بالمبارزة الوليد بن عتبة قتله عليّ بن أبي طالب ضربه علي رأسه فبدرت عيناه علي وجنتيه فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فيه و في أصحابه ما قال،و كان عليّ عليه السّلام يكثر من قوله:أنا حجيج المارقين،و يشير إلي هذا المعني،ثمّ أشار إلي ذلك بقوله علي كتاب اللّه تعرض الأمثال يريد قوله تعالي: هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ (2) (3).

الخامس: من تفسير الثعلبي قوله تعالي: ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (4) قال:روي خلف بن خليفة عن أبي هاشم عن أبي سعيد الخدري قال:كنّا نقول ربّنا واحد و نبيّنا واحد و ديننا واحد فما هذه الخصومة،فلمّا كان يوم صفّين و شد بعضنا علي بعض بالسيوف،قلنا نعم هو هذا (5).

ص: 277


1- سوره 22 - آيه 19
2- سوره 22 - آيه 19
3- شرح نهج البلاغة:170/6.
4- سوره 39 - آيه 31
5- الدر المنثور:5 ح 328.

الباب الثاني و السبعون و مائة

في قوله تعالي: هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ (1)

من طريق الخاصّة و فيه خمسة أحاديث الأوّل: محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أحمد بن محمّد البرقي عن أبيه محمّد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله تعالي: هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ (2) فالّذين كفروا بولاية عليّ قطعت لهم ثياب من نار (3).

الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا أبو محمّد عمّار بن الحسن الأطرش رضي اللّه عنه قال:حدّثني علي بن محمّد بن عصمة قال:حدّثنا أحمد بن محمّد الطبري بمكّة قال:حدّثنا أبو الحسن بن أبي شجاع البجلي عن جعفر بن محمّد الحنفي عن يحيي بن هاشم عن محمّد بن جابر عن صدقة بن سعيد عن النضر بن مالك قال:قلت للحسين بن علي بن أبي طالب عليه السّلام:يا أبا عبد اللّه حدّثني عن قول اللّه عزّ و جلّ هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ (4) قال:نحن و بنو أميّة اختصمنا في اللّه عزّ و جلّ قلنا صدق اللّه و قالوا كذب اللّه،فنحن و إيّاهم الخصمان يوم القيامة (5).

الثالث: محمّد بن العبّاس عن إبراهيم بن عبد اللّه بن مسلم عن حجّاج بن المنهال بإسناده عن قيس بن عبادة عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام أنّه قال:أنا أوّل من يجثو للخصومة بين يديّ الرحمن،قال قيس:و فيهم نزلت هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ (6) و هم الذين تبارزوا يوم بدر عليّ و حمزة و عبيدة و شيبة و عتبة و الوليد (7).

الرابع: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمّد بن محمّد قال:أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد قال:

حدّثنا أبو بكر أحمد بن إسماعيل بن ماهان قال:حدّثني أبي قال:حدّثني مسلم قال:حدّثنا عروة ابن خالد قال:حدّثني سليمان التميمي عن أبي مخلّد عن قيس بن سعد بن عبادة قال:سمعت علي بن أبي طالب عليه السّلام يقول:أنا أوّل من يجثو بين يدي اللّه عزّ و جلّ للخصومة (8).

ص: 278


1- سوره 22 - آيه 19
2- سوره 22 - آيه 19
3- الكافي:422/1 ح 50.
4- سوره 22 - آيه 19
5- الخصال:43 ح 35.
6- سوره 22 - آيه 19
7- بحار الأنوار:128/32 ح 35.
8- أمالي الطوسي:85 ح 128.

الخامس: عليّ بن إبراهيم في تفسيره في معني الآية قال:قال-يعني الصادق عليه السّلام:نحن و بنو أميّة،قلنا:صدق اللّه و رسوله و قال بنو أميّة:كذب اللّه و رسوله فَالَّذِينَ كَفَرُوا (1) يعني بني أميّة قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ (2) -إلي قوله- حَدِيدٍ (3) قال:يغشاه النار فتسترخي شفته السفلي حتي تبلغ سرّته و تتقلّص شفّته العليا حتّي تبلغ وسط رأسه وَ لَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (4) قال:الأعمدة التي يضربون بها (5).

ص: 279


1- سوره 22 - آيه 19
2- سوره 22 - آيه 19
3- سوره 22 - آيه 21
4- سوره 22 - آيه 21
5- تفسير القمي:80/2،ضمن تفسير الآية 19 من سورة الحج.

الباب الثالث و السبعون و مائة

في قوله تعالي: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَ عُيُونٍ (1)

من طريق العامّة و فيه حديث واحد ابن شهرآشوب عن تفسير أبي يوسف يعقوب بن سفيان عن مجاهد و ابن عبّاس:أنّ المتّقين في ظلال و عيون من اتّقي الذنوب عليّ بن أبي طالب و الحسن و الحسين في ظلال من الشجر و الخيام من اللؤلؤ طول كلّ خيمة مسيرة فرسخ في فرسخ،ثمّ ساق الحديث إلي قوله: إِنّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (2) المطيعين للّه أهل بيت محمّد في الجنّة (3).

الباب الرابع و السبعون و مائة

في قوله تعالي: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَ عُيُونٍ (4)

من طريق الخاصّة و فيه حديث واحد عليّ بن إبراهيم في تفسيره قوله: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَ عُيُونٍ (5) قال:ظلال من نور أنور من الشمس وَ إِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ (6) قال:إذا قيل لهم تولّوا الإمام لم يتولّوه (7).

ص: 280


1- سوره 15 - آيه 45
2- سوره 37 - آيه 80
3- مناقب آل أبي طالب:364/1.
4- سوره 15 - آيه 45
5- سوره 77 - آيه 41
6- سوره 77 - آيه 48
7- تفسير القمي:425/2،ضمن تفسير الآية 41 من سورة المرسلات.

الباب الخامس و السبعون و مائة

في قوله تعالي: إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (1)

من طريق العامّة و فيه أربعة أحاديث الأوّل: الطبرسيّ قال:ذكر الحاكم أبو إسحاق الحسكاني رحمه اللّه في كتاب«شواهد التنزيل»القواعد التفضيل بإسناده عن أبي صالح عن ابن عبّاس قال:إنّ الذين أجرموا منافقوا قريش و الّذين آمنوا عليّ بن أبي طالب عليه السّلام (2).

الثاني: الجبريّ في كتابه يرفعه إلي ابن عبّاس في قوله تعالي: إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (3) إلي آخر السورة فالّذين آمنوا عليّ بن أبي طالب و الذين أجرموا منافقوا قريش (4).

الثالث: محمّد بن العبّاس أورده من طريق العامّة قال:حدّثنا عليّ بن عبد اللّه عن إبراهيم بن محمّد الثقفي عن الحكم بن سلمان عن محمّد بن كثير عن الكلبي و أبي صالح عن ابن عبّاس في قوله تعالي: إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (5) قال:ذلك الحرث بن قيس و اناس معه كانوا إذا مرّ بهم عليّ عليه السّلام قالوا:انظروا إلي هذا الرجل الذي اصطفاه محمّد و اختاره من بين أهل بيته،فكانوا يسخرون و يضحكون؛فإذا كان يوم القيامة،فتح بين الجنّة و النار باب و عليّ عليه السّلام يومئذ علي الأرائك متّك و يقول لهم هلم لكم فإذا جاءوا سدّ بينهم الباب فهو كذلك يسخر بهم و يضحك و هو قوله تعالي: فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفّارِ يَضْحَكُونَ عَلَي الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ هَلْ ثُوِّبَ الْكُفّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ (6) (7).

الرابع: موفّق بن أحمد قيل:إنّ عليّ بن أبي طالب عليه السّلام جاء في نفر من المسلمين إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فسخر به المنافقون و ضحكوا و تغامزوا عليه ثمّ قالوا لأصحابهم رأينا اليوم الأصلع فضحكنا منه،فأنزل اللّه هذه الآية قبل أن يصل إلي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله عن مقاتل و الكعبي (8).

ص: 281


1- سوره 83 - آيه 29
2- مجمع البيان:298/10.
3- سوره 83 - آيه 29
4- تأويل الآيات:779/2 ح 12.
5- سوره 83 - آيه 29
6- سوره 83 - آيه 34
7- بحار الأنوار:339/31 ح 9.
8- مناقب الخوارزمي:275 ح 254.

الباب السادس و السبعون و مائة

في قوله تعالي: إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (1)

من طريق الخاصّة و فيه خمسة أحاديث الأوّل: محمّد بن العبّاس عن أحمد بن محمّد عن أحمد بن الحسين عن حصين بن مخارق عن يعقوب بن شعيب عن عمران بن ميثم عن عتابة بن ربعي عن عليّ عليه السّلام أنّه كان يمرّ بالنفر من قريش فيقولون:انظروا إلي هذا الذي اصطفاه محمّد و اختاره من بين أهله و يتغامزون،فنزلت هذه الآيات إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ وَ إِذا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغامَزُونَ (2) إلي آخر السورة (3).

الثاني: محمّد بن العبّاس قال:حدّثنا محمّد بن محمّد الواسطي بإسناده إلي أبي مجاهد في قوله تعالي: إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (4) قال:إنّ نفرا من قريش كانوا من الذين يقعدون بفناء الكعبة فيتغامزون بأصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و يسخرون منهم،فمرّ بهم يوما عليّ عليه السّلام مع نفر من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فضحكوا منهم و تغامزوا عليهم و قالوا:هذا أخو محمّد صلّي اللّه عليه و آله فأنزل اللّه: إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (5) فإذا كان يوم القيامة أدخل عليّ عليه السّلام و من كان معه الجنّة فأشرفوا علي هؤلاء الكفّار و نظروا إليهم فسخروا و ضحكوا عليهم و ذلك قوله: فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفّارِ يَضْحَكُونَ (6) (7).

الثالث: محمّد بن العبّاس قال:حدّثنا محمّد بن عيسي بن عبد الرّحمن بن سالم عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في قوله عزّ و جلّ: إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (8) إلي آخر السورة نزلت في عليّ عليه السّلام في الّذين استهزءوا من بني أميّة،و ذلك أنّ عليّا عليه السّلام مرّ علي قوم من بني اميّة و المنافقين فسخروا منه (9).

الرابع: محمّد بن العبّاس عن محمّد بن القاسم عن أبيه بإسناده عن أبي حمزة الثمالي عن عليّ ابن الحسين عليه السّلام قال:إذا كان يوم القيامة اخرجت اريكتان من الجنّة فبسطتا علي شفير جهنّم ثمّ يجيء عليّ عليه السّلام حتّي يقعد عليهما فإذا قعد ضحك،و إذا ضحك انقلبت جهنّم فصار عاليها سافلها،

ص: 282


1- سوره 83 - آيه 29
2- سوره 83 - آيه 29
3- بحار الأنوار:66/32 ح 7.
4- سوره 83 - آيه 29
5- سوره 83 - آيه 29
6- سوره 83 - آيه 34
7- بحار الأنوار:66/32 ح 8.
8- سوره 83 - آيه 29
9- بحار الأنوار:339/31 ح 10.

ثمّ يخرجان فيوقفان بين يديه فيقولان:يا أمير المؤمنين يا وصيّ رسول اللّه ألا ترحمنا ألا تشفع لنا عند ربّك،قال:فيضحك منهما ثمّ يقوم فيدخل و ترفع الاريكتان و يعادان إلي موضعهما،فذلك قوله عزّ و جلّ: فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفّارِ يَضْحَكُونَ عَلَي الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ هَلْ ثُوِّبَ الْكُفّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ (1) (2).

الخامس: أبو محمّد الحسن بن علي العسكري في تفسيره في قوله تعالي: اَللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ (3) قال عليه السّلام:و امّا استهزاؤه بهم الآخرة،فهو أنّ اللّه عزّ و جلّ إذا أقرّهم في دار اللعنة و الهوان و عذّبهم بتلك الألوان العجيبة من العذاب،و أقرّ بهؤلاء المؤمنين في الجنان بحضرة محمّد صفيّ الملك الديّان،اطلعهم علي هؤلاء المستهزئين الذين كانوا يستهزءون بهم في الدّنيا حتّي يروا ما فيه من عجائب اللعائن و بدائع النقمات فتكون لذّتهم و سرورهم بشماتتهم بهم كما لذّتهم و سرورهم بنعيمهم في جنّات ربّهم،فالمؤمنون يعرفون أولئك الكافرين المنافقين بأسمائهم و صفاتهم،و هم علي أصناف:منهم من هو بين أنياب أفاعيها تمضغه و تفترسه،و منهم من هو تحت سياط زبانيتها و أعمدتها و مرزباتها تقع من أيديها عليه يشدّد في عذابه و يعظم خزيه و نكاله،و منهم من هو في بحار جحيمها يغرق و يسحب فيها،و منهم من هو في غسلينها و غسّاقها تزجره فيها زبانيتها،و منهم من هو في سائر أصناف عذابها؛و الكافرون و المنافقون ينظرون فيرون هؤلاء المؤمنين الذين كانوا بهم في الدّنيا يسخرون لما كانوا من موالاة محمّد و عليّ و آلهما صلوات اللّه عليهم يعتقدون فيرونهم منهم من هو علي فرشها يتقلّب،و منهم من هو علي فواكهها يرتع،و منهم من هو في غرفها أو في بساتينها و متنزّهاتها يتبجّح و الحور العين و الوصفاء و الولدان و الجواري و الغلمان قائمون بحضرتهم و طائفون بالخدمة حواليهم و ملائكة اللّه عزّ و جلّ يأتونهم عند ربّهم بالجنان و الكرامات و عجائب التحف و الهدايا و المبرّات يقولون: سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَي الدّارِ (4) .

فيقول هؤلاء المؤمنون المشرفون علي هؤلاء الكافرين المنافقين:يا فلان و يا فلان و يا فلان حتّي تناديهم بأسمائهم:ما بالكم في مواقف خزيكم ماكثون،هلمّوا إلينا نفتح لكم أبواب الجنان لتتخلّصوا من عذابكم و تلحقوا بنا في نعيمها،فيقولون:يا ويلنا أنّي لنا هذا،فيقول المؤمنون:

انظروا لهذه الأبواب،فينظرون إلي أبواب من الجنان مفتّحة تخيّل إليهم إنّها إلي جهنّم التي فيها يعذّبون و يقدرون أنّهم يتمكّنون أن يتخلّصوا إليها فيأخذون في السباحة في بحار حميمها و عدوا من بين أيدي زبانيتها،و هم يلحقونهم يضربونهم بأعمدتهم و مرزباتهم و سياطهم،فلا يزالون كذلك

ص: 283


1- سوره 83 - آيه 34
2- بحار الأنوار:67/32 ح 8.
3- سوره 2 - آيه 15
4- سوره 13 - آيه 24

يسيرون هناك،و بهذه الأصناف من العذاب تمسّهم حتّي إذا قدروا أن يبلغوا تلك الأبواب وجدوها مردومة عنهم،و تتخذهم الزبانية بأعمدتها فتنكسهم إلي سواء الجحيم و يستلقي أولئك المنعّمون علي فرشهم في مجالسهم يضحكون منهم مستهزئين بهم،فذلك قول اللّه عزّ و جلّ: يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ (1) و قوله عزّ و جلّ: فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفّارِ يَضْحَكُونَ (2) (3).

ص: 284


1- سوره 2 - آيه 15
2- سوره 83 - آيه 34
3- تفسير الإمام العسكري:121-125 ح 63.

الباب السابع و السبعون و مائة

في قوله تعالي: اَللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَ يَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (1)

من طريق العامّة و فيه حديث واحد ابن شهرآشوب عن تفسير الهذلي و مقاتل عن محمّد بن الحنفيّة في خبر طويل إنّما نحن مستهزءون بعليّ بن أبي طالب فقال اللّه تعالي: اَللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ (2) يعني يجازيهم في الآخرة جزاء استهزائهم بأمير المؤمنين.

قال ابن عبّاس:و ذلك أنّه إذا كان يوم القيامة،أمر اللّه الخلق بالجواز علي الصراط فتجوز المؤمنون إلي الجنّة و يسقط المنافقون في جهنّم فيقول اللّه:يا مالك استهزئ بالمنافقين في جهنّم، فيفتح مالك بابا من جهنّم إلي الجنّة و يناديهم:معاشر المنافقين هاهنا هاهنا فاصعدوا من جهنّم إلي الجنّة،فيسبح المنافقون في بحار جهنّم سبعين خريفا حتّي إذا بلغوا إلي ذلك الباب و همّوا الخروج،أغلقه دونهم و فتح لهم بابا إلي الجنّة من موضع آخر فيناديهم من هذا الباب:فاخرجوا إلي الجنّة،فيسبحون مثل الأوّل فإذا وصلوا إليها أغلق دونهم و يفتح من موضع آخر و هكذا أبد الآبدين (3).

ص: 285


1- سوره 2 - آيه 15
2- سوره 2 - آيه 15
3- مناقب آل أبي طالب:114/3.

الباب الثامن و السبعون و مائة

في قوله تعالي: اَللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَ يَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (1)

من طريق الخاصّة و فيه حديثان الأوّل: ابن شهرآشوب عن الباقر عليه السّلام:أنّها نزلت في ثلاثة لمّا قام النبيّ صلّي اللّه عليه و آله بالولاية لأمير المؤمنين عليه السّلام أظهروا الإيمان و الرضا بذلك فلمّا خلوا بأعداء أمير المؤمنين قالوا:انّا معكم،إنّما نحن مستهزءون (2).

الثاني: الإمام أبو محمّد الحسن بن عليّ العسكري عليه السّلام في تفسيره في قوله تعالي: وَ إِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنّا (3) إلي قوله: فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (4) قال:قال موسي بن جعفر عليهما السّلام:و إذا لقوا هؤلاء الناكثون للبيعة المواظبون علي مخالفة عليّ عليه السّلام و دفع الأمر عنه اَلَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنّا (5) كإيمانكم إذا لقوا سلمان و المقداد و أبا ذرّ و عمّار قالوا لهم آمنّا بمحمّد و سلّمنا له بيعة عليّ عليه السّلام و فضله و أنفدنا لأمر كما آمنتم أنّ أوّلهم و ثانيهم و ثالثهم إلي تاسعهم ربّما كانوا يلتقون في بعض طرقهم مع سلمان و أصحابه فإذا لقوهم اشمأزوا منهم و قالوا:هؤلاء أصحاب محمّد الساحر و الأهوج يعنون محمّدا و عليّا عليهما السّلام ثمّ يقول بعضهم لبعض:احترزوا منهم لا يقفون من فلتات كلامكم علي كفر محمّد صلّي اللّه عليه و آله فيما قاله في عليّ عليه السّلام فيقفو عليكم فيكون فيه هلاككم.فيقول أوّلهم:

انظروا إليّ كيف أسخر منهم و أكفّ عاديتهم عنكم فإذا التقوا قال أوّلهم:مرحبا بسلمان ابن الإسلام الذي قال فيه محمّد سيّد الأنام لو كان الدين معلّقا بالثريا لتناوله رجال من أبناء فارس،هذا أفضلهم يعينك و قال فيه:سلمان منّا أهل البيت،فقرنه جبرئيل عليه السّلام الذي قال له يوم العباء لما قاله لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:و أنا منكم.فقال:و أنت منّا،حتّي ارتقي جبرئيل إلي الملكوت الأعلي يفتخر علي أهله و يقول:من مثلي بخ بخ و أنا من أهل بيت محمّد صلّي اللّه عليه و آله؛ثمّ يقول للمقداد:و مرحبا بك يا مقداد أنت الذي قال فيك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام:يا عليّ المقداد أخوك في الدين و قد قدّ منك فكأنّه يعينك حبّا لك و بغضا علي أعدائك و موالاة لأوليائك لكن ملائكة السموات و الحجب أكثر حبّا لك منك لعليّ عليه السّلام و أشدّ بغضا علي أعدائك منك علي أعداء عليّ عليه السّلام فطوبا ثمّ طوبا؛ثمّ يقول لأبي ذرّ:

مرحبا بك يا أبا ذرّ أنت قال فيك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما أقلّت الغبراء و لا أظلّت الخضراء علي ذي لهجة أصدق من أبي ذرّ،قيل:بما ذا فضّله اللّه بهذا و شرّفه؟قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إنّه كان يفضّل

ص: 286


1- سوره 2 - آيه 15
2- مناقب آل أبي طالب:113/3-114 بنحوه.
3- سوره 2 - آيه 14
4- سوره 2 - آيه 15
5- سوره 2 - آيه 14

عليّا عليه السّلام اخا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قوّالا و له في كلّ الأحوال مدّاحا و لشانئيه و أعدائه شانئا و لأوليائه و أحبّائه مواليا،و سوف يجعله اللّه عزّ و جلّ في الجنان من أفضل سكّانها و يخدمه ما لا يعرف عدده إلاّ اللّه من وصائفها و غلمانها و ولدانها

ثمّ يقول لعمّار بن ياسر:أهلا و سهلا يا عمّار نلت بموالاة أخي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مع أنّك وادع رأفة لا تزيد علي المكتوبات و المسنونات في سائر العبادات ما لا يناله الكاد بدنه ليله و نهاره يعني اللّيل قياما و النهار صياما و الباذل أمواله و إن كانت جميع أموال الدّنيا له مرحبا بك فقد رضيك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ أخيه مصافيا و عنه مناويا حتّي أخبر أنّك ستقتل في محبّته و تحشر يوم القيامة في خيار زمرته،وفّقني اللّه تعالي لمثل عملك و عمل أصحابك حتي تكن ممّن توفر علي خدمة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أخي محمّد عليّ وليّ اللّه و معاداة أعدائهما بالعداوة و مصافاة أوليائهما بالموالاة و المشايعة سوف يسعدنا اللّه يومنا إذا التقينا بكم فيقول سلمان و أصحابه:ظاهرهم كما أمر اللّه تعالي و يجوزون عنهم،فيقول الأوّل لأصحابه:كيف رأيتم سخري بهؤلاء و كبت عاديتهم عنّي و عنكم،فيقولون له:لا تزال بخير ما عشت لنا،فيقول لهم:فهكذا فلتكن معاملتكم لهم إلي أن تنتهزوا الفرصة فيهم مثل هذا فإنّ اللبيب العاقل من تجرّع علي الغصّة حتّي ينال الفرصة،ثمّ يعودون إلي أخدانهم من المنافقين المتمرّدين المشاركين لهم في تكذيب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فيما ادّاه إليهم عن اللّه عزّ و جلّ من ذكر تفضيل أمير المؤمنين عليه السّلام و نصبه إماما علي كافّة المكلّفين قالوا لهم:

إنّا معكم إنّما نحن علي ما واطأناكم من دفع عليّ عن هذا الأمر إن كانت لمحمّد صلّي اللّه عليه و آله كائنة فلا يغرنّكم و لا يهولنّكم ما تسمعونه منّا من تقريظهم و ترونا نجترئ عليه من مداراتهم فإنّما نحن مستهزءون بهم،فقال اللّه عزّ و جلّ:يا محمّد اللّه يستهزئ بهم و يجازيهم جزاء استهزائهم في الدنيا و الآخرة و يمدّهم في طغيانهم يعمهون يمهلهم و يتأنّي بهم برفق و يدعوهم إلي التوبة و يعدهم إذا تابوا المغفرة،يعمهون لا ينزعون عن قبيح و لا يتركون أذي لمحمّد و عليّ يمكنهم إيصاله إليهما إلاّ بلغوه.

قال العالم عليه السّلام:فأمّا استهزاء اللّه بهم في الدّنيا،فهو أنّه مع إجرائه إيّاهم علي ظاهر أحكام المسلمين لإظهارهم ما يظهرونه من السمع و الطاعة و الموافقة لأمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بالتعريض لهم حتّي لا يخفي علي المخلصين من المراد بذلك التعريض و يأمره بلعنهم،و أمّا استهزاؤه بهم في الآخرة،فهو أنّه عزّ و جلّ إذا أقرّهم في دار اللعنة و الهوان (1).و قد تقدّم تتمّة ذلك في الحديث الخامس من الباب السادس و السبعين و مائة عن الإمام العسكري عليه السّلام و هو قريب يؤخذ من هناك.

ص: 287


1- تفسير الإمام العسكري:120 ح 63.

الباب التاسع و السبعون و مائة

في قوله تعالي: إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللّهَ يَدُ اللّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ (1)

من طريق العامّة و فيه حديث واحد موفّق بن أحمد قال:قال جابر:كنّا يوم الحديبية ألفا و أربعمائة،فقال لنا النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:أنتم اليوم خيار أهل الأرض فبايعنا تحت الشجرة علي الموت فما نكث أصلا أحد إلاّ ابن قيس و كان منافقا، و أولي الناس بهذه الآية عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه لأنّه قال: وَ أَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً (2) يعني فتح خيبر و كان ذلك علي يد عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه (3).

الباب الثمانون و مائة

في قوله تعالي: إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللّهَ (4)

من طريق الخاصّة و فيه حديثان الأوّل: محمّد بن العبّاس قال:حدّثنا أحمد بن محمّد الواسطي عن زكريا بن يحيي عن إسماعيل بن عثمان عن عمّار الدهني عن أبي الزبير عن أبي جعفر عليه السّلام قال:قلت:قول اللّه عزّ و جلّ:

لَقَدْ رَضِيَ اللّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ (5) كم كانوا؟قال:ألفا و مائتين،قلت:هل كان فيهم عليّ عليه السّلام؟قال:نعم سيّدهم و شريفهم (6).

الثاني: عليّ بن إبراهيم قال:حدّثني الحسين بن عبد اللّه السكيني عن أبي سعيد البجلي عن عبد الملك بن هارون عن أبي عبد اللّه عليه السّلام عن آبائه عليهم السّلام و عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:أنا الذي ذكر اللّه اسمه في التوراة و الإنجيل بمؤازرة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أنا أوّل من بايع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله تحت الشجرة في قوله: لَقَدْ رَضِيَ اللّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ (7) (8).

ص: 288


1- سوره 48 - آيه 10
2- سوره 48 - آيه 18
3- مناقب الخوارزمي:276 ح 256،مناقب آل أبي طالب:304/1.
4- سوره 48 - آيه 10
5- سوره 48 - آيه 18
6- بحار الأنوار:93/24 ح 4.
7- سوره 48 - آيه 18
8- تفسير القمي:268/2.

الباب الحادي و الثمانون و مائة

في قوله تعالي: وَ لَمّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (1)

و أنّ عليّا عليه السّلام شبيه عيسي عليه السّلام

و من طريق العامّة و فيه ثلاثة عشر حديثا الأوّل: أبو نعيم الحافظ الاصفهاني في كتابه الموسوم بنزول القرآن في عليّ عليه السّلام قال:قوله تعالي:

وَ لَمّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (2) عن ربيعة بن ناجد قال:سمعت عليّا عليه السّلام يقول:

فيّ نزلت هذه الآية (3).

الثاني: محمّد بن العبّاس من طريق العامّة قال:حدّثنا عبد العزيز بن يحيي عن محمّد بن زكريا عن مخدج بن عمر الحنفي عن عمر بن فائد عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عبّاس قال:بينا النبيّ صلّي اللّه عليه و آله في نفر من أصحاب إذ قال:الآن يدخل عليكم نظير عيسي بن مريم في أمّتي فدخل أبو بكر فقالوا:هو هذا،فقال:لا،فدخل عمر فقالوا:هو هذا،فقال:لا،فدخل عليّ عليه السّلام فقالوا:هو هذا، فقال:نعم،فقال قوم لعبادة اللاّت و العزّي خير من هذا؛فأنزل اللّه عزّ و جلّ وَ لَمّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ وَ قالُوا أَ آلِهَتُنا خَيْرٌ (4) الآيات (5).

الثالث: محمّد بن العبّاس قال:حدّثنا محمّد بن سهل العطّار قال:حدّثنا أحمد بن عمر الدهقان عن محمّد بن كثير الكوفي عن محمّد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عبّاس قال:جاء قوم إلي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقالوا:يا محمّد إنّ عيسي بن مريم عليه السّلام كان يحيي الموتي فأحيي لنا الموتي فقال لهم:من تريدون؟فقالوا:نريد فلان و إنّه قريب عهد بموت فدعا عليّ بن أبي طالب فأصغي إليه بشيء لا نعرفه ثمّ قال له:انطلق معهم إلي الميّت فادعه باسمه و اسم أبيه فمضي معهم حتّي وقف علي قبر الرجل ثمّ ناداه يا فلان بن فلان فقام الميّت فسألوه ثمّ اضطجع في لحده ثمّ انصرفوا و هم يقولون:

إنّ هذا من أعاجيب بني عبد المطّلب أو نحوها فأنزل اللّه عزّ و جلّ: وَ لَمّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (6) أي يضجّون (7).

ص: 289


1- سوره 43 - آيه 57
2- سوره 43 - آيه 57
3- بحار الأنوار:315/31 ح 3.
4- سوره 43 - آيه 57
5- بحار الأنوار:314/31 ح 2.
6- سوره 43 - آيه 57
7- بحار الأنوار:314/31 ح 3.

الرابع: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثني أبي قال:حدّثني يحيي بن آدم قال:حدّثنا مالك ابن معول عن اكيل عن الشعبي قال:لقيت علقمة قال:أ تدري ما مثل عليّ في هذه الامّة؟فقلت:

و ما مثله؟قال:مثل عيسي بن مريم أحبّه قوم حتّي هلكوا في حبّه و أبغضه قوم حتّي هلكوا في بغضه (1).

الخامس: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا شريح بن يونس و الحسين بن عرفة قال:حدّثنا أبو حفص الابّار عن الحكم بن عبد الملك عن الحرث بن حضيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجد عن عليّ عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا عليّ إنّ فيك مثلا من عيسي أبغضته اليهود حتّي بهتوا أمّه،و أحبّه النصاري حتّي أنزلوه بالمنزلة التي ليس له؛قال:و قال عليّ:يهلك فيّ رجلان محبّ مفرط يفرطني بما ليس فيّ،و مبغض يحمله شنآني علي أن يبهتني.لفظ شريح بن يونس (2).

السادس: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا أبو محمّد سفيان بن وكيع بن الجرّاح بن مليح، حدّثنا خالد بن مخلّد قال:حدّثنا أبو غيلان الشيباني عن الحكم بن عبد الملك عن الحرث بن حضيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجد عن عليّ عليه السّلام قال:دعاني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:إنّ فيك مثلا من عيسي بن مريم أبغضته اليهود حتّي بهتوا أمّه،و أحبّته النصاري حتّي أنزلوه المنزل الذي ليس به،ألا و إنّه يهلك فيّ اثنان:محبّ يقرظني بما ليس فيّ،و مبغض يحمله شنآني علي أن يبهتني،ألا انّي لست بنبيّ و لا يوحي إليّ و لكنّي أعمل بكتاب اللّه و سنّة نبيّه صلّي اللّه عليه و آله ما استطعت،فما أمرتكم من طاعة اللّه فحقّ عليكم طاعتي فيما أحببتم أو كرهتم (3).

السابع: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:وجدت في كتاب أبي بخطّ يده و أظنني قد سمعته منه:

حدّثنا وكيع عن شريك عن عثمان أبي القطّان عن زاذان عن عليّ عليه السّلام قال:مثلي في هذه الامّة كمثل عيسي بن مريم أحبّته طائفة فأفرطت في حبّه فهلكت،و أبغضته طائفة فأفرطت في بغضه فهلكت، و أحبّته طائفة فاقتصدت في حبّه فنجت (4).

الثامن: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا هيثم قال:حدّثنا ابن أحمد سجاده قال:حدّثنا يحيي ابن أبي يعلي عن الحسن بن صالح بن حي و جعفر بن زياد بن الأحمر عن عطاء بن الصامت

ص: 290


1- فضائل الصحابة لابن حنبل:575/2 ح 974.
2- مسند أحمد:160/1،كنز العمال:623/11 ح 33032 و:31644.
3- مسند أحمد:160/1،كنز العمال:125/13 ح 36399.
4- فضائل الصحابة لابن حنبل:600/2 ح 1025.

عن أبي البختري عن عليّ عليه السّلام قال:يهلك فيّ رجلان محبّ مفرط و مبغض مفتري (1).

التاسع: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثني أبي قال:حدّثني وكيع عن نعيم بن حكيم عن أبي مريم قال:سمعت عليّا عليه السّلام يقول:يهلك فيّ رجلان محبّ مفرط غال و مبغض قال (2).

العاشر: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا الحسن بن الحرّاني قال:حدّثنا أبو جعفر الثقيلي قال:حدّثنا ابن زياد الثقفي عن السّدي قال:قال عليّ عليه السّلام:اللّهمّ العن كلّ محبّ لنا غال و كلّ مبغض لنا قال (3).

الحادي عشر: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا وكيع قال:حدّثنا الأعمش عن عمر بن مرّة عن أبي البختري أو عن عبد اللّه بن سلمة شكّ الأعمش قال:قال عليّ عليه السّلام:

يهلك فيّ رجلان محبّ مفرط و مبغض مفتري (4).

الثاني عشر: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا وكيع عن شعبة عن أبي الصباح عن أبي السّوامي قال:قال عليّ عليه السّلام:ليحبّني قوم حتّي يدخلوا النار في حبّي و ليبغضني قوم حتّي يدخلوا النار في بغضي (5).

الثالث عشر: محمّد بن القاسم قال:حدّثنا أحمد بن الهيثم قال:حدّثنا أبو غسّان مالك بن إسماعيل قال:حدّثنا الحكم بن عبد الملك عن الحرث بن حضيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجد عن عليّ عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا عليّ إنّ اللّه جعل فيك مثلا من عيسي بن مريم عليه السّلام، أبغضته اليهود حتّي بهتوا أمّه،و أحبّته النصاري حتّي ادعوا فيه ما ليس له بحقّ،ألا و إنّه يهلك فيّ رجلان محبّ مفطر يفرطني بما ليس فيّ و مبغض مفتن يحمله شنآنه أن يبهتني ألا و انّي لست بنبيّ و لا يوحي إليّ و لكنّي أعمل بكتاب اللّه ما استطعت،فما أمرتكم به من طاعة اللّه عزّ و جلّ فواجب عليكم و علي غيركم طاعتي،فيما أحببتم أو كرهتم (6).

ص: 291


1- مسند أحمد:160/1،كنز العمال:326/11 ح 31644.
2- كنز العمال:324/11 ح 31633.
3- كنز العمال:325/11 ح 31639.
4- فضائل الصحابة:565/2 ح 951.
5- فضائل الصحابة لابن حنبل:565/2 ح 952.
6- العمدة:107،بحار الأنوار:322/31 ح 20.

الباب الثاني و الثمانون و مائة

في قوله تعالي: وَ لَمّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (1)

من طريق الخاصّة و فيه سبعة أحاديث الأوّل: محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمّد بن سليمان عن أبيه عن أبي بصير قال:بينما رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ذات يوم جالسا إذ أقبل أمير المؤمنين عليه السّلام فقال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إنّ فيك شبها من عيسي بن مريم و لو لا أن يقول فيك طوائف من أمّتي ما قالت النصاري في عيسي بن مريم لقلت فيك قولا لا تمرّ بملإ من الناس إلاّ أخذوا التراب من تحت قدميك يلتمسون بذلك البركة قال:فغضب الأعرابيّان و المغيرة بن شعبة و عدّة من قريش معهم،فقالوا:ما رضي أن يضرب لابن عمّه مثلا إلاّ عيسي بن مريم؛فأنزل اللّه علي نبيّه صلّي اللّه عليه و آله فقال: وَ لَمّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ* وَ قالُوا أَ آلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ* إِنْ هُوَ إِلاّ عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَ جَعَلْناهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائِيلَ* وَ لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ (2) -يعني من بني هاشم- مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ (3) قال:فغضب الحارث بن عمرو الفهري فقال:اللّهم إن كان هذا هو الحقّ من عندك إنّ بني هاشم يتوارثون هرقلا بعد هرقل،فامطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم،فأنزل اللّه عليه مقالة الحارث و نزلت عليه هذه الآية: وَ ما كانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ وَ ما كانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (4) ثمّ قال له:يا بن عمرو امّا تبت و امّا رحلت فقال:يا محمّد تجعل لسائر قريش ممّا في يدك،فقد ذهبت بنو هاشم بمكرمة العرب و العجم،فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:ليس ذلك إلي ذلك إلي اللّه تبارك و تعالي،فقال:يا محمّد قلبي ما يتابعني علي التوبة و لكن أرحل عنك،فدعا براحلته فركبها فلمّا صار بظهر المدينة أتته جندلة فرضخت هامته،ثمّ أتي الوحي إلي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال: سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ مِنَ اللّهِ ذِي الْمَعارِجِ (5) قال:قلت:جعلت فداك إنّا لا نقرأها هكذا فقال:هكذا و اللّه نزل بها جبرئيل علي محمّد صلّي اللّه عليه و آله و هكذا هو و اللّه مثبت في مصحف فاطمة عليها السّلام فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لمن حوله من المنافقين:انطلقوا إلي صاحبكم فقد أتاه ما استفتح به،قال اللّه عزّ و جلّ: وَ اسْتَفْتَحُوا وَ خابَ كُلُّ جَبّارٍ عَنِيدٍ (6) (7).

ص: 292


1- سوره 43 - آيه 57
2- سوره 43 - آيه 57
3- سوره 43 - آيه 60
4- سوره 8 - آيه 33
5- سوره 70 - آيه 1
6- سوره 14 - آيه 15
7- الكافي:58/8 ح 18.

الثاني: عليّ بن إبراهيم قال:حدّثني أبي عن وكيع عن الأعمش عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن أبي الأعز عن سلمان الفارسي قال:بينما رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله جالس في أصحابه إذ قال إنّه يدخل عليكم الساعة شبيه عيسي بن مريم فخرج بعض من كان جالسا مع رسول اللّه عليه السّلام ليكون هو الداخل فدخل عليّ بن أبي طالب،فقال الرجل لبعض أصحابه:أ ما يرضي محمّد أن فضّل عليّا علينا حتّي يشبّهه بعيسي بن مريم و اللّه لآلهتنا التي كنّا نعبدها في الجاهلية أفضل منه،فأنزل اللّه في ذلك المجلس:«و لمّا ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يضجون»فحرّفوها يصدّون وَ قالُوا أَ آلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (1) إنّ عليّا إلاّ عبد أنعمنا عليه و جعلناه مثلا لبني إسرائيل فمحي اسمه من هذا الموضع (2).

الثالث: محمّد بن العبّاس عن عبد اللّه بن عبد العزيز عن عبد اللّه بن عمر عن عبد اللّه بن نمير عن شريك عن عثمان بن عمير البجلي عن عبد الرحمن بن أبي ليلي قال:قال لي عليّ عليه السّلام:مثلي في هذه الامّة مثل عيسي بن مريم أحبّه قوم فغالوا في حبّه فهلكوا[فيه]،و أبغضه قوم فأفرطوا في بغضه فهلكوا فيه،و اقتصد فيه قوم فنجوا (3).

الرابع: محمّد بن العبّاس قال:حدّثنا محمّد بن مخلّد الدهّان عن عليّ بن أحمد العريضي بالرّقة عن إبراهيم بن عليّ بن جناح عن الحسن بن علي بن محمّد بن جعفر عليه السّلام عن أبيه،عن آبائه عليهم السّلام:أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله نظر إلي عليّ عليه السّلام و أصحابه حوله و هو مقبل فقال:أمّا إنّ فيك لشبها من عيسي عليه السّلام و لو لا مخافة أن تقول فيك طوائف من أمّتي ما قالت النصاري في عيسي بن مريم عليه السّلام،لقلت فيك اليوم مقالا لا تمرّ بملإ من الناس إلاّ أخذوا من تحت قدميك التراب يبغون فيه البركة.فغضب من كان حوله و تشاوروا فيما بينهم و قالوا:لم يرض محمّدا إلاّ أن يجعل ابن عمّه مثلا لبني إسرائيل فأنزل اللّه عزّ و جلّ: وَ لَمّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ* وَ قالُوا أَ آلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ* إِنْ هُوَ إِلاّ عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَ جَعَلْناهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائِيلَ* وَ لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا (4) من بني هاشم مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ (5) قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام:ليس في القرآن بنو هاشم؟قال:محيت و اللّه فيما محي و لقد قال عمرو بن العاص علي منبر مصر محي من كتاب اللّه ألف حرف و حرّف منه ألف حرف و أعطيت مائتي ألف درهم علي أن أمحي إنّ شانئك هو الأبتر فقالوا:لا يجوز ذلك،فكيف جاز ذلك لهم و لم يجز لي،فبلغ ذلك معاوية فكتب إليه قد

ص: 293


1- سوره 43 - آيه 58
2- أمالي الطوسي:345،ح 709،المجلس 11 ح 49،و تفسير القمي:290/2،ضمن تفسير الآية 58 من سورة الزخرف.
3- بحار الأنوار:314/31 ح 4.
4- سوره 43 - آيه 57
5- سوره 43 - آيه 60

بلغني ما قلت علي منبر مصر و لست هناك (1).

الخامس: الطبرسي روي سادات أهل البيت عن عليّ عليه السّلام قال:جئت إلي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يوما فوجدته في ملاء من قريش فنظر إليّ ثمّ قال:يا عليّ إنّما مثلك في هذه الامّة كمثل عيسي بن مريم أحبّه قوم فأفرطوا في حبّه فهلكوا،و أبغضه قوم في بغضه فهلكوا،و اقتصد فيه قوم فنجوا.فعظم ذلك عليهم و ضحكوا و قالوا شبّهه بالأنبياء و الرّسل فنزلت هذه الآية (2).

السادس: ابن بابويه قال:حدّثنا محمّد بن الحسن بن الوليد قال:حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار عن العبّاس بن معروف عن الحسين بن يزيد النوفلي عن اليعقوبي عن عيسي بن عبد اللّه الهاشمي عن أبيه عن جدّه قال:قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله في قول اللّه عزّ و جلّ: وَ لَمّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (3) قال:الصدود في العربية الضحك (4).

السابع: الشيخ في«التهذيب»عن الحسين بن الحسن الحسني قال:حدّثنا محمّد بن موسي الهمداني قال:حدّثنا عليّ بن حسّان الواسطي قال:حدّثنا عليّ بن الحسين العبدي عن أبي عبد اللّه الصادق عليه السّلام في دعاء يوم الغدير:ربّنا فقد أجبنا داعيك النذير المنذر محمّدا صلّي اللّه عليه و آله عبدك و رسولك إلي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام الذي أنعمت عليه و جعلته مثلا لبني إسرائيل أنّه أمير المؤمنين و مولاهم و وليّهم إلي يوم القيامة يوم الدين فإنّك قلت إن هو إلاّ عبد أنعمنا عليه و جعلناه مثلا لبني إسرائيل (5).

ص: 294


1- بحار الأنوار:314/31 ح 3.
2- مجمع البيان:89/9.
3- سوره 43 - آيه 57
4- معاني الأخبار:220 ح 1.
5- التهذيب:144/3 ح 317.

الباب الثالث و الثمانون و مائة

في قوله تعالي: وَ مَنْ يُطِعِ اللّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً (1)

من طريق العامّة و فيه حديث واحد ابن شهرآشوب عن مالك بن أنس عن سمي عن أبي صالح عن ابن عبّاس في قوله تعالي:

وَ مَنْ يُطِعِ اللّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ (2) يعني محمّدا وَ الصِّدِّيقِينَ (3) يعني عليّا و كان أوّل من صدّقه وَ الشُّهَداءِ (4) يعني عليّا و جعفرا و حمزة و الحسن و الحسين عليهم السّلام (5).

الباب الرابع و الثمانون و مائة

في قوله تعالي: وَ مَنْ يُطِعِ اللّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً (6)

من طريق الخاصّة و فيه ثمانية أحاديث الأوّل: محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيي عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي الصباح الكناني عن أبي جعفر عليه السّلام قال:أعينونا بالورع فإنّه من لقي اللّه عزّ و جلّ منكم بالورع كان له عند اللّه فرجا و إنّ اللّه عزّ و جلّ يقول: مَنْ يُطِعِ اللّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً (7) فمنّا النبيّ و منّا الصدّيق و منّا الشهداء و منّا الصالحون (8).

الثاني: ابن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمّد بن سليمان عن أبيه عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في حديث له مع أبي بصير قال له:يا أبا محمّد لقد ذكركم اللّه في كتابه فقال:

فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً (9) فرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في الآية النبيّون و نحن في هذا الموضع الصدّيقين و الشهداء و أنتم الصالحون

ص: 295


1- سوره 4 - آيه 69
2- سوره 4 - آيه 69
3- سوره 4 - آيه 69
4- سوره 4 - آيه 69
5- مناقب آل أبي طالب:243/1.
6- سوره 4 - آيه 69
7- سوره 4 - آيه 69
8- الكافي:78/2 ح 12.
9- سوره 4 - آيه 69

فتسمّوا بالصلاح كما سمّاكم اللّه عزّ و جلّ (1).و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة ذكرناه بطوله في كتاب«الهادي»في تفسير هذه الآية.

الثالث: ابن بابويه قال:أخبرنا المعافي بن زكريا قال:حدّثنا أبو سليمان أحمد بن أبي هراسة عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي عن عبد اللّه بن حمّاد الأنصاري عن عثمان بن أبي شيبة قال:حدّثنا حريز عن الأعمش عن الحكم بن عتيبة عن قيس بن أبي حازم عن أمّ سلمة قالت:سألت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عن قول اللّه سبحانه: فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً (2) قال:الذين أنعم اللّه عليهم من النبيّين أنا و الصدّيقين عليّ بن أبي طالب و الشهداء الحسن و الحسين و الصالحين حمزة،و حسن أولئك رفيقا الأئمّة الاثني عشر بعدي (3).

الرابع: الشيخ الطوسي في أماليه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد بن جعفر بن الحسن العلوي الحسيني رضي اللّه عنه قال:حدّثنا موسي بن عبد اللّه بن موسي ابن عبد اللّه بن حسن قال:حدّثني أبي عن جدّي عبد اللّه بن حسن عن أبيه و خاله عن أبي الحسين عن الحسن و الحسين ابنيّ عليّ بن أبي طالب عن أبيهما عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام قال:جاء رجل من الأنصار إلي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا رسول اللّه ما أستطيع فراقك و انّي لأدخل منزلي فأذكرك فاترك ضيعتي و أقبل حتّي أنظر إليك حبّا لك فذكرت إذا كان يوم القيامة و ادخلت الجنّة فرفعت في أعلا عليّين فكيف لي بك يا نبيّ اللّه فنزل وَ مَنْ يُطِعِ اللّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً (4) فدعا النبيّ صلّي اللّه عليه و آله الرجل فقرأها عليه و بشّره بذلك (5).

الخامس: ابن بابويه في كتاب«مصباح الأنوار»عن أنس بن مالك قال:صلّي بنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في بعض الأيّام صلاة الفجر،ثمّ أقبل علينا بوجهه الكريم فقلت:يا رسول اللّه إن رأيت أن تفسّر لنا قول اللّه عزّ و جلّ: فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً (6) فقال صلّي اللّه عليه و آله:أمّا النبيّون فأنا،و أمّا الصدّيقون فأخي عليّ بن أبي طالب،و أمّا الشهداء فعمّي حمزة،و أمّا الصالحون فابنتي فاطمة و أولادها الحسن و الحسين،قال:و كان العبّاس حاضرا فوثب و جلس بين يدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قال:ألسنا أنا و أنت و عليّ و فاطمة و الحسن

ص: 296


1- الكافي:36/8 ح 6.
2- سوره 4 - آيه 69
3- كفاية الأثر:24،بحار الأنوار:347/32 ح 214.
4- سوره 4 - آيه 69
5- أمالي الطوسي:/621ح 1280.
6- سوره 4 - آيه 69

و الحسين من نبعة واحدة؟قال:و كيف ذلك يا عمّ؟

قال العبّاس:لأنّك تعرف بعليّ و فاطمة و الحسن و الحسين دوننا قال:فتبسّم النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و قال:أمّا قولك يا عمّ ألسنا من نبعة واحدة فصدقت،و لكن يا عمّ إنّ اللّه خلقني و عليّا و فاطمة و الحسن و الحسين قبل أن يخلق اللّه آدم حين لا سماء مبنيّة و لا أرض مدحيّة و لا ظلمة و لا نور و لا جنّة و لا نار و لا شمس و لا قمر،قال العبّاس:و كيف كان بدء خلقكم يا رسول اللّه؟قال:يا عمّ لمّا أراد اللّه أن يخلقنا تكلّم بكلمة خلق منها نورا،ثمّ تكلّم بكلمة فخلق منها روحا،فمزج النور بالروح فخلقني و أخي عليّا و فاطمة و الحسن و الحسين فكنّا نسبّحه حين لا تسبيح و نقدّسه حين لا تقديس،فلمّا أراد اللّه أن ينشئ الصنعة،فتق نوري فخلق منه العرش فالعرش من نوري و نوري من نور اللّه و نوري أفضل من العرش،ثمّ فتق نور أخي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فخلق منه الملائكة فالملائكة من نور أخي عليّ و نور عليّ من نور اللّه و عليّ أفضل من الملائكة،ثمّ فتق نور ابنتي فاطمة عليها السّلام فخلق منه السماوات و الأرض فالسماوات و الأرض من نور ابنتي فاطمة و نور ابنتي فاطمة من نور اللّه عزّ و جلّ و ابنتي فاطمة أفضل من السماوات و الأرض،ثمّ فتق نور ولدي الحسن و خلق منه الشمس و القمر فالشمس و القمر من نور ولدي الحسن و نور ولدي الحسن من نور اللّه و الحسن أفضل من الشمس و القمر،ثمّ فتق نور ولدي الحسين فخلق منه الجنّة و الحور العين فالجنّة و الحور العين من نور ولدي الحسين و نور ولدي من نور اللّه فولدي الحسين أفضل من الجنّة و الحور العين،ثمّ أمر اللّه الظلمات أن تمرّ بسحائب الظلم فأظلمت السماوات علي الملائكة،فضجّت الملائكة بالتسبيح و التقديس و قالت:إلهنا و سيّدنا منذ خلقتنا و عرّفتنا هذه الأشباح لم نر بأسا فبحقّ هذه الأشباح إلاّ ما كشفت عنّا هذه الظلمة فأخرج اللّه من نور ابنتي فاطمة قناديل فعلّقها في بطنان العرش فازهرت السماوات و الأرض ثمّ أشرقت بنورها فلأجل ذلك سمّيت الزهراء.فقالت الملائكة:إلهنا و سيّدنا لمن هذا النور الزاهر الذي أشرقت به السماوات و الأرض،فأوحي اللّه إليها هذا نور اخترعته من نور جلالي لأمتي فاطمة بنت حبيبي و زوجة وليّي و أخ نبيّي و أب حججي علي عبادي أشهدكم يا ملائكتي إنّي قد جعلت ثواب تسبيحكم و تقديسكم لهذه المرأة و شيعتها و محبّيها إلي يوم القيامة قال:فلمّا سمع العبّاس من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله وثب قائما و قبّل ما بين عينيّ عليّ عليه السّلام و قال:و اللّه يا عليّ أنت الحجّة البالغة لمن آمن باللّه و اليوم الآخر (1).

السادس: العيّاشي في تفسيره بإسناده عن عبد اللّه بن جندب عن الرضا عليه السّلام قال:حقّ علي اللّه أن

ص: 297


1- بحار الأنوار:82/33-84 ح 51.

يجعل وليّنا رفيقا للنبيّين و الصدّيقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا (1).

السابع: العيّاشي بإسناده عن أبي بصير قال:قال أبو عبد اللّه عليه السّلام:يا أبا محمّد لقد ذكركم اللّه في كتابه فقال: فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ (2) الآية فرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في هذا الموضع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و نحن الصدّيقون و الشهداء و أنتم الصالحون فتسمّوا بالصلاح كما سمّاكم اللّه (3).

الثامن: عليّ بن إبراهيم في تفسيره المنسوب إلي الصادق عليه السّلام قال:قال:«النبيّين»رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله «و الصدّيقين»عليّ«و الشهداء»الحسن و الحسين«و الصالحين و حسن أولئك رفيقا»القائم من آل محمّد عليه الصلاة و السلام (4).

ص: 298


1- تفسير العياشي:256/1 ح 189،البحار:110/1.
2- سوره 4 - آيه 69
3- تفسير العياشي:256/1 ح 190.
4- تفسير القمي:142/1.

الباب الخامس و الثمانون و مائة

في قوله تعالي: وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ (1)

من طريق العامّة و فيه حديثان الأوّل: صدر الأئمّة عن المخالفين موفّق بن أحمد بإسناده عن أبي بكر أحمد بن موسي بن مردويه قال:أخبرنا أحمد بن محمّد بن السري قال:حدّثنا المنذر بن المنذر قال:حدّثني عمّي الحسين بن سعيد قال:حدّثني أبي عن أبان بن تغلب عن فضل عن عبد الملك الهمداني عن زاذان عن عليّ رضي اللّه عنه قال:تفترق هذه الامّة علي ثلاث و سبعين فرقة،اثنتان و سبعون في النار و واحدة في الجنّة،و هم الذين قال اللّه عزّ و جلّ في حقّهم: وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ (2) هم أنا و شيعتي (3).

الثاني: ابن شهرآشوب من طريقهم عن أبي معاوية الضرير عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عبّاس في قوله تعالي: وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ (4) يعني من أمّة محمّد يعني عليّ بن أبي طالب يَهْدُونَ بِالْحَقِّ (5) يعني يدعون بعدك يا محمّد إلي الحقّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ (6) في الخلافة بعدك و معني الأمة العلم في الخير لقوله تعالي: إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً (7) يعني علما في الخير (8).

ص: 299


1- سوره 7 - آيه 181
2- سوره 7 - آيه 181
3- مناقب الخوارزمي:331 ح 351.
4- سوره 7 - آيه 181
5- سوره 7 - آيه 159
6- سوره 7 - آيه 159
7- سوره 16 - آيه 120
8- مناقب آل أبي طالب:567/1،بحار الأنوار:399/31 ح 8.

الباب السادس و الثمانون و مائة

في قوله تعالي: وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ (1)

من طريق الخاصّة و فيه اثنا عشر حديثا الأوّل: محمّد بن يعقوب عن حسين بن محمّد عن معلّي بن محمّد عن الوشاء عن عبد اللّه بن سنان قال:سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قوله عزّ و جلّ: وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ (2) قال:هم الأئمّة (3).

الثاني: العيّاشي في تفسيره بإسناده عن حمران عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله: وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ (4) قال:هم الأئمة (5).

الثالث: العيّاشي بإسناده عن محمّد بن عجلان عن أبي جعفر عليه السّلام قال:نحن هم (6).

الرابع: العيّاشي بإسناده عن أبي الصهبان البكري قال:سمعت حدّثني أمير المؤمنين يقول:

و الذي نفسي بيده لتفترقنّ هذه الامّة علي ثلاث و سبعين فرقة كلّها في النار إلاّ فرقة وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ (7) فهذه التي تنجو من هذه الامّة (8).

الخامس: العيّاشي بإسناده عن يعقوب بن يزيد قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ (9) قال:يعني أمّة محمّد صلّي اللّه عليه و آله (10).

السادس: الطبرسي في مجمع البيان عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه عليهما السّلام أنّهما قالا:نحن هم (11).

السابع: الطبرسيّ-أيضا-قال:قال الربيع بن أنس:قرأ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و قال:إنّ من أمّتي قوما علي الحقّ حتّي ينزل عيسي بن مريم (12).

الثامن: الطبرسي عن ابن جريح عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:هي لامّتي بالحقّ يأخذون،و بالحقّ يعطون و قد أعطي القوم بين أيديكم مثلها وَ مِنْ قَوْمِ مُوسي أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ (13) (14).

ص: 300


1- سوره 7 - آيه 181
2- سوره 7 - آيه 181
3- الكافي:414/1 ح 13.
4- سوره 7 - آيه 181
5- تفسير العياشي:42/2 ح 120.
6- تفسير العياشي:42/2 ح 121.
7- سوره 7 - آيه 181
8- تفسير العياشي:43/2 ح 122.
9- سوره 7 - آيه 181
10- تفسير العياشي:43/2 ح 123.
11- مجمع البيان:773/4.
12- مجمع البيان:773/4.
13- سوره 7 - آيه 159
14- مجمع البيان:773/4.

التاسع: «كشف الغمّة»عن عليّ عليه السّلام قال:قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:إنّ فيك مثلا من عيسي أحبّه قوم فهلكوا فيه و أبغضه قوم فأهلكوا فيه؛فقال المنافقون أما رضي له مثلا إلاّ عيسي فنزلت قوله تعالي: وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ (1) (2).

العاشر: عن زادان عن عليّ عليه السّلام:تفترق هذه الامّة علي ثلاث و سبعين فرقة،اثنتان و سبعون في النار و واحدة في الجنّة و هم الذين قال اللّه تعالي: وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ (3) و هم أنا و شيعتي (4).

الحادي عشر: العيّاشي بإسناده عن أبي الصهبا في حديث عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنّه تلا وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ (5) يعني أمّة محمّد صلّي اللّه عليه و آله (6).

الثاني عشر: ابن بابويه في أماليه بإسناده عن أبي بصير قال:قلت للصادق جعفر بن محمّد من آل محمّد صلّي اللّه عليه و آله؟قال:ذريّته،قلت:من أهل بيته؟قال:الأئمّة الأوصياء،قلت:من عترته؟قال:

أصحاب العباء فقلت:من أمّته قال:المؤمنون الذين صدّقوا بما جاء به من عند اللّه عزّ و جلّ المتمسكون بالثقلين الذين امروا بالتمسّك بهما كتاب اللّه و عترته أهل بيته الذين أذهب اللّه عنهم الرّجس و طهّرهم تطهيرا و هما الخليفتان علي الامّة بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله (7).

ص: 301


1- سوره 7 - آيه 181
2- كشف الغمة:95/1.
3- سوره 7 - آيه 181
4- كشف الغمة:1 ج 95.
5- سوره 7 - آيه 181
6- تفسير العياشي:1 ج 331 ح 151.
7- أمالي الصدوق:312 ح 263،معاني الأخبار:944 ح 3.

الباب السابع و الثمانون و مائة

في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلّهِ وَ لِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ (1)

من طريق العامّة و فيه حديث واحد ابن مردويه عن رجاله مرفوعا إلي الإمام محمّد بن علي الباقر عليه السّلام أنّه قال:قوله تعالي:

اِسْتَجِيبُوا لِلّهِ وَ لِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ (2) :نزلت في ولاية عليّ بن أبي طالب (3).

الباب الثامن و الثمانون و مائة

في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلّهِ وَ لِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ (4)

من طريق الخاصّة و فيه حديثان الأوّل: محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيي عن أحمد بن محمّد بن عيسي عن محمّد بن خالد و الحسين بن سعيد جميعا عن النضر بن سويد عن الحلبي عن عبد اللّه بن مسكان عن يزيد بن الوليد الخثعمي عن أبي الربيع الشامي قال:سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قول اللّه عزّ و جلّ: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلّهِ وَ لِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ (5) قال:نزلت في ولاية عليّ عليه السّلام (6).

الثاني: عليّ بن إبراهيم في تفسيره قال:حدّثنا أحمد بن محمّد عن جعفر بن عبد اللّه عن كثير بن عيّاش عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلّهِ وَ لِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ (7) يقول:ولاية عليّ بن أبي طالب فإنّ اتباعكم إيّاه و ولايته أجمع لأمركم و أبقي للعدل فيكم.و امّا قوله: وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ (8) يقول:يحول بين المرء و معصيته أن تقوده إلي النار،و يحول بين الكافر و طاعته أن يستكمل بها الإيمان؛و اعلموا أنّ الأعمال بخواتمها (9).

ص: 302


1- سوره 8 - آيه 24
2- سوره 8 - آيه 24
3- بحار الأنوار:123/32 ح 66،عن كنز العمال.
4- سوره 8 - آيه 24
5- سوره 8 - آيه 24
6- الكافي:248/8 ح 349.
7- سوره 8 - آيه 24
8- سوره 8 - آيه 24
9- تفسير القمي:271/1.

الباب التاسع و الثمانون و مائة

في قوله تعالي: وَ إِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِينَ (1)

و قوله تعالي: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (2)

من طريق العامّة و فيه سبعة أحاديث الأوّل: أبو نعيم الحافظ الاصفهاني في كتابه الموسوم بنزول القرآن في عليّ عليه السّلام في قوله تعالي:

هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِينَ (3) يرفعه إلي أبي هريرة قال:مكتوب علي العرش لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له محمّد عبدي و رسولي أيّدته بعليّ بن أبي طالب عليه السّلام (4).

الثاني: أبو نعيم في كتاب حلية الأبرار بإسناده عن أبي صالح و أبي هريرة قال:مكتوب علي العرش:أنا اللّه لا إله إلاّ أنا وحدي لا شريك لي و محمّد عبدي و رسولي أيّدته بعليّ؛فأنزل اللّه عزّ و جلّ: هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِينَ (5) فكان النصر عليّا عليه السّلام و دخل مع المؤمنين فدخل في الوجهين جميعا (6).

الثالث: ابن شهرآشوب قال في تاريخ بغداد:روي عيسي بن محمّد البغدادي عن الحسين بن إبراهيم عن حميد الطويل عن أنس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لمّا عرج بي رأيت علي ساق العرش مكتوبا لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه أيّدته بعليّ و نصرته بعليّ و ذلك قوله تعالي: هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِينَ (7) يعني عليّ بن أبي طالب عليه السّلام (8).

الرابع: السمعاني في«فضائل الصحابة»بإسناد عن أبي حمزة الثمالي عن سعيد بن جبير عن أبي الحمراء قال النبيّ عليه السّلام:لمّا أسري بي إلي السماء السابعة نظرت إلي ساق العرش الأيمن فرأيت كتابا فهمته محمّد رسول اللّه أيّدته بعليّ و نصرته به (9).

الخامس: في«الرسالة القواميّة»و«حلية الأولياء»و اللفظ لهما عن سعيد بن جبير أنّه قال أبو الحمراء:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:رأيت ليلة أسري بي مثبتا علي ساق العرش أنا غرست جنّة عدن بيدي

ص: 303


1- سوره 8 - آيه 62
2- سوره 8 - آيه 64
3- سوره 8 - آيه 62
4- بحار الأنوار:52/32 ح 7.
5- سوره 8 - آيه 62
6- بحار الأنوار:53/32 ح 8.
7- سوره 8 - آيه 62
8- مناقب آل أبي طالب:254/1.
9- بحار الأنوار:2/27،ذيل حديث 4.و:11 ح 26.

محمّد صفوتي من خلقي أيّدته بعليّ و نصرته بعليّ (1).

السادس: شرف الدين النجفي في قوله تعالي: حَسْبُكَ اللّهُ وَ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (2) ذكره أبو نعيم في«حلية الأولياء»بطريقه عن أبي هريرة قال:نزلت هذه الآية في عليّ بن أبي طالب و هو المعني بقوله المؤمنين (3).

السابع: أبو نعيم الأصفهاني في كتابه الموسوم بنزول القرآن في عليّ عليه السّلام في قوله تعالي: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (4) بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه قال:نزلت في عليّ بن أبي طالب (5).

ص: 304


1- بحار الأنوار:53/32 ح 8،و:345/34 ح 19.
2- سوره 8 - آيه 64
3- بحار الأنوار:289/19.
4- سوره 8 - آيه 64
5- بحار الأنوار:52/32 ح 7،عن كنز الفوائد،و:54/32 ح 9.

الباب التسعون و مائة

في قوله تعالي: وَ إِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِينَ (1) و قوله: حَسْبُكَ اللّهُ وَ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (2)

من طريق الخاصّة و فيه حديثان الأوّل: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رحمه اللّه قال:حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم قال:حدّثنا جعفر بن سلمة الأهوازي عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال:حدّثنا العبّاس بن بكّار عن عبد الواحد بن أبي عمرو عن الكلبي عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:

مكتوب علي العرش:أنا اللّه لا إله إلاّ أنا وحدي لا شريك لي و محمّد عبدي و رسولي أيّدته بعليّ، فأنزل اللّه عزّ و جلّ: هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِينَ (3) فكان النصر عليّا عليه السّلام و دخل مع المؤمنين فدخل في الوجهين جميعا (4).

الثاني: ابن الفارسي في«روضة الواعظين»عن أبي هريرة روي الحديث السابق (5).

ص: 305


1- سوره 8 - آيه 62
2- سوره 8 - آيه 64
3- سوره 8 - آيه 62
4- أمالي الصدوق:284 ح 312،بحار الأنوار:2/27 ح 3.
5- روضة الواعظين:42.

الباب الحادي و التسعون و مائة

في قوله تعالي: أَ فَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمي إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (1)

من طريق العامّة و فيه حديث واحد محمّد بن مروان عن السّدي عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عبّاس في قوله تعالي: أَ فَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمي (2) قال:قال عليّ عليه السّلام(كمن هو أعمي)قال:الأوّل (3).

الباب الثاني و التسعون و مائة

في قوله تعالي: أَ فَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمي إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (4)

من طريق الخاصّة و فيه حديثان الأوّل: ابن شهرآشوب عن أبي الورد عن أبي جعفر عليه السّلام أَ فَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ (5) قال:عليّ بن أبي طالب (6).

الثاني: العيّاشي بإسناده في تفسيره عن عقبة بن خالد قال:دخلت علي أبي عبد اللّه عليه السّلام فأذن لي و ليس هو في مجلسه فخرج علينا من جانب البيت من عند نسائه و ليس عيه جلباب فلمّا نظر إلينا قال:أحبّ لقائكم ثمّ جلس ثمّ قال:أنتم أولو الألباب في كتاب اللّه،قال اللّه: إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (7) (8).

ص: 306


1- سوره 13 - آيه 19
2- سوره 13 - آيه 19
3- بحار الأنوار:26/34 ح 1،عن المناقب.
4- سوره 13 - آيه 19
5- سوره 13 - آيه 19
6- مناقب آل أبي طالب:259/2.
7- سوره 13 - آيه 19
8- تفسير العياشي:207/2 ح 25.

الباب الثالث و التسعون و مائة

في قوله تعالي: وَ بَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (1) إلي قوله تعالي: يُنْفِقُونَ (2)

من طريق العامّة و فيه حديث واحد أبو نعيم الأصفهاني قال في قوله تعالي: وَ بَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (3) إلي قوله تعالي: وَ مِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (4) قال:عليّ و سلمان (5).

الباب الرابع و التسعون و مائة

في قوله تعالي: وَ بَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (6)

من طريق الخاصّة و فيه حديث واحد محمّد بن العبّاس قال:حدّثنا محمّد بن همام عن محمّد بن إسماعيل عن عيسي بن داود قال:

قال موسي بن جعفر عليه السّلام:سألت أبي عن قول اللّه وَ بَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (7) الآية قال:نزلت فينا خاصّة (8).

ص: 307


1- سوره 22 - آيه 34
2- سوره 22 - آيه 35
3- سوره 22 - آيه 34
4- سوره 22 - آيه 35
5- بحار الأنوار:166/32 ح 151،عن ابن البطريق في العمدة.
6- سوره 22 - آيه 34
7- سوره 22 - آيه 34
8- بحار الأنوار:402/24 ح 131،عن كنز الفوائد.

الباب الخامس و التسعون و مائة

في قوله تعالي: أَلا بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (1)

من طريق العامّة و فيه حديث واحد أبو نعيم الأصفهاني بإسناده عن أبي داود عن أنس بن مالك قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله: اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ تَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللّهِ أَلا بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (2) أ تدري من هم يا ابن أمّ سليم؟قلت:فمن هم يا رسول اللّه؟قال:نحن أهل البيت و شيعتنا (3).

الباب السادس و التسعون و مائة

في قوله تعالي: اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ تَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللّهِ أَلا بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (4)

من طريق الخاصّة و فيه حديثان الأوّل: العيّاشي في تفسيره بإسناده عن خالد بن نجيح عن جعفر بن محمّد عليه السّلام في قوله: أَلا بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (5) فقال بمحمّد عليه و علي آله السلام تطمئن القلوب و هو ذكر اللّه و حجابه (6).

الثاني: العيّاشي عن ابن عبّاس أنّه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله: اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ تَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللّهِ أَلا بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (7) ثمّ قال لي:أ تدري يا ابن أمّ سليم من هم؟قلت:من هم يا رسول اللّه؟ قال:نحن أهل البيت و شيعتنا (8).

ص: 308


1- سوره 13 - آيه 28
2- سوره 13 - آيه 28
3- العمدة:50،بحار الأنوار:184/23 ح 48.
4- سوره 13 - آيه 28
5- سوره 13 - آيه 28
6- تفسير العياشي:211/2 ح 44.
7- سوره 13 - آيه 28
8- تأويل الآيات:233/1 ح 11.

الباب السابع و التسعون و مائة

في قوله تعالي: تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلي بَعْضٍ (1)

من طريق العامّة و فيه حديث واحد المعتزلي ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة و هو من أعيان علماء العامّة قال:قال نصر و حدّثنا محمّد بن يعلي عن الأصبغ بن نباتة قال:جاء رجل إلي عليّ عليه السّلام فقال:يا أمير المؤمنين هؤلاء القوم الذين نقاتلهم و الدعوة واحدة و الرسول واحد و الصلاة واحدة و الحجّ واحد فما ذا نسمّيهم؟فقال:سمّهم بما سمّاهم اللّه في كتابه،قال:ما كلّ ما في الكتاب أعلمه،قال:أ ما سمعت اللّه تعالي قال: تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلي بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللّهُ (2) إلي قوله: وَ لَوْ شاءَ اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَ لكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَ مِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ (3) فلمّا وقع الاختلاف كنّا نحن أولي باللّه و بالكتاب و بالنبيّ و بالحقّ فنحن الّذين آمنوا و هم الّذين كفروا و شاء اللّه قتالهم فقتالهم بمشيئة اللّه و إرادته (4).

الباب الثامن و التسعون و مائة

في قوله تعالي: تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلي بَعْضٍ (5)

من طريق الخاصّة و فيه ثلاثة أحاديث الأوّل: الشيخ الطوسي في أماليه قال:أخبرنا محمّد بن محمّد يعني المفيد قال:حدّثنا أبو الحسن عليّ بن بلال قال:حدّثني عليّ بن عبد اللّه بن أسد بن منصور الأصفهاني قال:حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن هلال الثقفي قال:حدّثني محمّد بن عليّ قال:حدّثنا نصر بن مزاحم عن يحيي بن يعلي الأسلمي عن عليّ بن الحزور عن الأصبغ بن نباتة قال:جاء رجل إلي عليّ عليه السّلام فقال:

يا أمير المؤمنين هؤلاء القوم الذين نقاتلهم و الدعوة واحدة و الرسول واحد و الصلاة واحدة و الحجّ واحد بم نسمّيهم فقال:بما سمّاهم اللّه في كتابه،فقال:ما كلّ ما في كتاب اللّه أعلمه،قال:أ ما سمعت اللّه يقول في كتابه: تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلي بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللّهُ وَ رَفَعَ بَعْضَهُمْ (6)

ص: 309


1- سوره 2 - آيه 253
2- سوره 2 - آيه 253
3- سوره 2 - آيه 253
4- شرح نهج البلاغة:258/5.
5- سوره 2 - آيه 253
6- سوره 2 - آيه 253

دَرَجاتٍ وَ آتَيْنا عِيسَي ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَ أَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَ لَوْ شاءَ اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَ لكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَ مِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ (1) فلمّا وقع الاختلاف فكنّا نحن أولي باللّه عزّ و جلّ و بدينه و بالنبيّ صلّي اللّه عليه و آله و بالكتاب و بالحقّ فنحن الذين آمنوا و هم الذين كفروا و شاء اللّه منّا قتالهم فقاتلناهم بمشيئته و إرادته (2).

و روي هذا الحديث الشيخ المفيد في أماليه بالاسناد عن عليّ بن الحزور قال:جاء رجل إلي أمير المؤمنين عليه السّلام و ذكر الحديث بعينه (3).

الثاني: عن الأصبغ بن نباتة قال:كنت واقفا مع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام يوم الجمل فجاء رجل حتّي وقف بين يديه فقال:يا أمير المؤمنين كبّر القوم و كبّرنا و هلّل القوم و هلّلنا و صلّي القوم و صلّينا فعلي ما نقاتلهم؟فقال عليّ:علي ما أنزل اللّه عزّ و جلّ في كتابه،فقال:يا أمير المؤمنين ليس كلّما أنزل اللّه في كتابه أعلمه فعلمنيه.فقال عليه السّلام:ما أنزل اللّه في سورة البقرة.فقال:يا أمير المؤمنين ليس كلّما أنزل اللّه في سورة البقرة أعلمه فعلمنيه.فقال عليه السّلام:هذه الآية تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلي بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللّهُ وَ رَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ وَ آتَيْنا عِيسَي ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَ أَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَ لَوْ شاءَ اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ (4) فنحن الذين من بعدهم مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَ لكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَ مِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَ لَوْ شاءَ اللّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَ لكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ (5) فنحن الذين آمنّا و هم الذين كفروا،فقال الرجل:كفر القوم و ربّ الكعبة،ثمّ حمل فقاتل حتّي قتل رحمه اللّه (6).

الثالث: عليّ بن إبراهيم في تفسيره قال:جاء رجل إلي أمير المؤمنين يوم الجمل فقال:يا عليّ علي ما نقاتل أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و من شهد أن لا إله إلاّ اللّه و أنّ محمّدا رسول اللّه؟قال علي:

آية في كتاب اللّه أباحت لي قتالهم،فقال:و ما هي؟قال:قوله: تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلي بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللّهُ وَ رَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ وَ آتَيْنا عِيسَي ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَ أَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَ لَوْ شاءَ اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَ لكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَ مِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَ لَوْ شاءَ اللّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَ لكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ (7) فقال الرجل:كفر و اللّه القوم (8).

ص: 310


1- سوره 2 - آيه 253
2- أمالي الطوسي:197 ح 337.
3- أمالي المفيد:102 ح 3.
4- سوره 2 - آيه 253
5- سوره 2 - آيه 253
6- الاحتجاج:174/1،بحار الأنوار:202/29 ح 155.
7- سوره 2 - آيه 253
8- تفسير القمي:84/1.

الباب التاسع و التسعون و مائة

في قوله تعالي: وَ قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً (1)

من طريق العامّة و فيه حديثان الأوّل: ذكر أبو بكر الشيرازي في نزول القرآن في شأن أمير المؤمنين عليه السّلام عن قتادة عن ابن المسيّب عن أبي هريرة قال:قال لي جابر بن عبد اللّه:دخلنا مع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله في البيت و حوله ثلاثمائة و ستّون صنما،فأمر بها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فألقيت كلّها لوجوهها،و كان علي البيت صنم طويل يقال له هبل،فنظر النبيّ صلّي اللّه عليه و آله إلي عليّ عليه السّلام فقال:يا عليّ تركب عليّ أو أركب عليك لألقي هبلا عن ظهر الكعبة،قلت:يا رسول اللّه بل تركبني،فلمّا جلس علي ظهري لم أستطع حمله لثقل الرسالة فقلت:

يا رسول اللّه أركبك فضحك و نزل و طأطأ لي ظهره و استويت عليه-فو الذي فلق الحبّة و برء النسمة لو أردت أن أمسك السماء لمسكتها بيدي-فألقيت هبلا عن ظهر الكعبة فأنزل اللّه وَ قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ (2) الآية (3).

الثاني: أبو المؤيّد موفّق بن أحمد قال:أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن عليّ بن أحمد العاصمي الخوارزمي،أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ،أخبرنا والدي أبو بكر أحمد بن كامل ابن خلف بن سحرة القاضي إملاء،حدّثنا عبد اللّه بن روح الفرائضي،حدّثنا سيابة سوار،حدّثنا نعيم بن حكيم،حدّثنا أبو مريم عن عليّ بن أبي طالب كرّم اللّه وجهه قال:انطلق بي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حتّي أتي بي إلي الكعبة فقال لي:اجلس فجلست إلي جنب الكعبة فصعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي منكبي،ثمّ قال لي:انهض فنهضت فلمّا رأي ضعفي تحته قال لي:اجلس فنزل و جلس و قال لي:يا عليّ اصعد علي منكبي،فصعدت علي منكبيه ثمّ نهض بي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلمّا نهض بي خيّل لي أن لو شئت نلت أفق السماء،فصعدت فوق الكعبة و تنحّي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:الق صنمهم الأكبر صنم قريش،و كان من نحاس موتّد بأوتاد من حديد إلي الأرض فقال لي رسول اللّه:عالجه و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول إيه إيه جاء الحقّ و زهق الباطل إنّ الباطل كان زهوقا فلم أزل أعالجه حتّي استمكنت منه فقال لي:اقذفه فقذفته فتكسّر فنزلت من فوق الكعبة فانطلقت أنا و النبيّ صلّي اللّه عليه و آله نسعي و خشينا أن يرانا أحد من قريش أو غيرهم قال علي فما صعدته حتّي الساعة (4).

أقول:قصّة تكسير الأصنام من أعلي الكعبة و ركوب عليّ عليه السّلام علي منكب النبيّ عليه السّلام عند تكسيرها من الوقائع المتواترة لا اهتمام بذكر الكثير من أسانيدها من طريق الفريقين.

ص: 311


1- سوره 17 - آيه 81
2- سوره 17 - آيه 81
3- بحار الأنوار:76/34.
4- مناقب الخوارزمي:124 ح 139.

الباب المائتان

في قوله تعالي: وَ قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً (1)

من طريق الخاصّة و فيه حديثان الأوّل: الشيخ الطوسي في أماليه حديثا بإسناده عن رجاله عن نعيم بن حكيم عن أبي هريرة عن أبي مريم الثقفي عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:انطلق بي رسول اللّه حتّي أتي بي إلي الكعبة فصعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي منكبي،ثمّ قال لي:انهض فنهضت،فلمّا رأي ضعفا قال:اجلس فنزل ثمّ قال لي:يا علي اصعد علي منكبي فصعدت علي منكبيه،ثمّ نهض بي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و خيّل لي انّي لو شئت لنلت افق السماء،فصعدت فوق الكعبة و تنحّي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قال لي:الق صنمهم الأكبر و كان من النحاس موتّدا بأوتاد حديد فقال لي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:عالجه فعالجته و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:

جاء الحقّ و زهق الباطل إنّ الباطل كان زهوقا،فلم أزل أعالجه حتي استمكنت منه فقال لي:اقذفه فقذفته فتكسّر فنزلت من فوق الكعبة و انطلقت أنا و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و خشينا أن يرانا أحد من قريش و غيرهم (2).

الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن يحيي المكتب قال:حدّثنا أحمد بن محمّد الورّاق قال:

حدّثني بشر بن سعيد بن قيلويه المعدّل بالمرافقة قال:حدّثنا عبد الجبّار بن كثير التميمي اليماني قال:سمعت محمّد بن حرب الهلالي أمير المدينة يقول:سألت جعفر بن محمّد عليه السّلام فقلت له:يا ابن رسول اللّه في نفسي مسألة اريد أن أسألك عنها فقال:إن شئت أخبرتك بمسألتك قبل أن تسألني و إن شئت فسل،قال:فقلت له:يا بن رسول اللّه و بأيّ شيء تعرف ما في نفسي قبل سؤالي عنه؟ قال:بالتوسّم و التفرّس أ ما سمعت قول اللّه عزّ و جلّ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (3) و قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:اتّقوا فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور اللّه عزّ و جلّ،قال:فقلت له:يا بن رسول اللّه فاخبرني بمسألتي قال:أردت أن تسألني عن رسول اللّه لم يطق حمله عليّ بن أبي طالب عليه السّلام عند حطّه الأصنام من سطح الكعبة مع قوّته و شدّته و ما ظهر منه في قلع باب القموص بخيبر و الرّمي به إلي ورائه أربعين ذراعا و كان لا يطيق حمله أربعون رجلا،و قد كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يركب الناقة

ص: 312


1- سوره 17 - آيه 81
2- مصباح الأنوار:287/1،و تأويل الآيات:287/1.
3- سوره 15 - آيه 75

و الفرس و البغلة و الحمار و ركب البراق ليلة المعراج و كلّ ذلك دون عليّ عليه السّلام في القوّة و الشدّة.

قال:فقلت له:عن هذا و اللّه أردت أن أسألك يا ابن رسول اللّه فاخبرني،فقال:إنّ عليّا عليه السّلام برسول اللّه تشرّف و به ارتفع و به وصل إلي إطفاء نار الشرك و إبطال كلّ معبود دون اللّه عزّ و جلّ و لو علاه النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لحطّ الأصنام لكان بعليّ مرتفعا و تشريفا و واصلا إلي حطّ الأصنام،فلو كان ذلك كذلك لكان أفضل منه ألا تري أنّ عليّا قال:لمّا علوت ظهر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله شرفت و ارتفعت حتّي لو شئت أنال السماء لنلتها،أ ما علمت أنّ المصباح هو الذي يهتدي به في الظلمة و انبعاث فرعه من أصله و قد قال عليّ عليه السّلام أنا من أحمد كالضوء من الضوء،أ ما علمت أنّ محمّدا و عليّا صلوات اللّه عليهما كانا نورا بين يدي اللّه عزّ و جلّ قبل خلق الخلق بألفي عام و أنّ الملائكة لمّا رأت ذلك النور رأت له أصلا قد تشعّب منه شعاع لا مع فقالوا:إلهنا و سيّدنا ما هذا النور؟

فأوحي اللّه عزّ و جلّ إليهم هذا نور من نوري أصله نبوّة و فرعه إمامة،أمّا النبوّة فلمحمّد عبدي و رسولي،و امّا الإمامة لعليّ حجّتي و وليّي و لو لا هما ما خلقت خلقي،أ ما علمت أنّ رسول اللّه رفع يدي عليّ عليه السّلام بغدير خمّ حتّي نظر الناس إلي بياض إبطيهما فجعله مولي المسلمين و إمامهم و قد احتمل الحسن و الحسين عليهما السّلام يوم حضيرة بني النجّار فلمّا قال له بعض أصحابه:ناولني أحدهما يا رسول اللّه.

قال صلّي اللّه عليه و آله:نعم الحاملان و نعم الراكبان و أبو هما خير منهما-و روي خبر آخر أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حمل الحسن و حمل جبرائيل الحسين و لهذا قال:نعم الحاملان-و كان عليّ صلّي اللّه عليه و آله يصلّي بأصحابه فأطال سجدة من سجداته فلمّا سلّم قيل له يا رسول اللّه لقد أطلت هذه السجدة فقال عليه السّلام إنّ ابني ارتحلني فكرهت أن اعجّله حتّي ينزل و انّما أراد عليه السّلام بذلك رفعهم و تشريفهم فالنبيّ إمام و نبيّ و عليّ عليه السّلام إمام ليس بنبيّ و لا رسول فهو غير مطيق لحمل أثقال النبوّة؛قال محمّد بن حرب الهلالي:

فقلت له:زدني يا ابن رسول اللّه،فقال:إنّك لأهل للزيادة إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حمل عليّا علي ظهره بذلك أنّه أبو ولده و إمام الأئمّة من صلبه و كما حوّل رداءه في صلاة الاستسقاء و أراد أن يعلم أصحابه بذلك أنّه قد حوّل الجدب خصبا،قال:فقلت له:زدني يا ابن رسول اللّه،فقال:احتمل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا عليه السّلام يريد بذلك أن يعلم قومه أنّه هو الذي يخفف عن ظهر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ما عليه من الدّين و العدات و الأداء عنه من بعده،فقلت:يا ابن رسول اللّه زدني،فقال:إنّه قد احتمله ليعلم ذلك أنّه قد احتمله و ما حمله إلاّ لأنّه معصوم لا يحمل أوزارا فتكون أفعاله عند الناس حكما و صوابا و قد قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لعليّ:يا عليّ إنّ اللّه تبارك و تعالي حمّلني ذنوب شيعتك ثمّ غفرها لي

ص: 313

و ذلك قوله تعالي: لِيَغْفِرَ لَكَ اللّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ (1) و لمّا أنزل اللّه تبارك و تعالي عليه: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ (2) قال النبيّ:يا أيّها الناس عليكم أنفسكم لا يضرّكم من ضلّ إذا اهتديتم و علي نفسي و أخي أطيعوا عليّا فإنّه مطهّر معصوم لا يضلّ و لا يشقي ثمّ تلا هذه الآية: قُلْ أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ وَ عَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ وَ إِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَ ما عَلَي الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (3) قال محمّد بن حرب الهلالي:ثمّ قال لي جعفر بن محمّد عليه السّلام:أيّها الأمير لو أخبرتك بما في حمل النبيّ صلّي اللّه عليه و آله عليّا عليه السّلام عند حطّ الأصنام من سطح الكعبة في المعاني التي أرادها به لقلت أنّ جعفر بن محمّد لمجنون فحسبك من ذلك ما قد سمعت؛فقمت و قبّلت رأسه و قلت اللّه أعلم حيث يجعل رسالته (4).

ص: 314


1- سوره 48 - آيه 2
2- سوره 5 - آيه 105
3- سوره 24 - آيه 54
4- علل الشرائع:174/1-175 ح 1،معاني الأخبار:349-352 ح 1.

الباب الحادي و المائتان

في قوله تعالي: أَ فَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ (1)

من طريق العامّة و فيه حديثان الأوّل: ابن هيثم بن محمّد الحمويني من أعيان علماء العامّة قال:أخبرني أحمد بن إبراهيم القاروني اجازة عن عبد الرحمن بن عبد السميع اجازة عن شاذان القمّي قراءة عليه عن محمّد بن عبد العزيز عن محمّد بن أحمد بن عليّ قال:أخبرنا السيّد عبّاد بن محمّد بن محسن الجعفري قال:

أنبأنا أبو سعيد الصفّار قال:نبّأنا أبو محمّد بن حنّان قال:نبّأنا محمّد بن عثمان قال:نبّأنا عبد اللّه بن حازم[عن ابن المثني قال:]قال بدل بن المحبر:نبّأنا شعبة عن أبان عن مجاهد في قوله تعالي:

أَ فَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْناهُ (2) قال:نزلت في حمزة بن عبد المطّلب رضي اللّه عنه كَمَنْ مَتَّعْناهُ (3) أبو جهل (4).

الثاني: محمّد بن العبّاس من طريق العامّة قال:حدّثنا عبد اللّه بن يحيي عن هشام بن علي عن إسماعيل بن عليّ المعلم عن بدل بن المحبر عن شعبة عن أبان بن تغلب عن مجاهد قال:قوله عزّ و جلّ: أَ فَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ (5) نزلت في عليّ و حمزة عليهما السّلام (6).

الباب الثاني و المئتان

في قوله تعالي: أَ فَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ (7)

من طريق الخاصّة و فيه حديث واحد الحسن بن أبي الحسن الديلمي بإسناده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في قوله عزّ و جلّ: أَ فَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ (8) قال:الموعود عليّ بن أبي طالب وعده اللّه أن ينتقم له من أعدائه في الدّنيا و وعده الجنّة له و لأوليائه في الآخرة (9).

ص: 315


1- سوره 28 - آيه 61
2- سوره 28 - آيه 61
3- سوره 28 - آيه 61
4- ذخائر العقبي:177.
5- سوره 28 - آيه 61
6- بحار الأنوار:163/24 ح 1،و:150/32 ح 129.
7- سوره 28 - آيه 61
8- سوره 28 - آيه 61
9- تأويل الآيات:422/1 ح 18.

الباب الثالث و مائتان

في قوله تعالي: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضي نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (1)

من طريق العامّة و فيه حديثان الأوّل: عليّ بن يونس النباطي العاملي في كتاب«صراط المستقيم»من طريق الخاصّة و العامّة قال:قوله تعالي: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضي نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (2) قال:روي المفسّرون أنّها نزلت في عليّ و حمزة و لا ريب أنّه لمّا قتل حمزة اختصّت بعليّ فأمن منه التبديل بحكم التنزيل قال:و روي اختصاصها بعليّ ابن عبّاس و الصادق و أبو نعيم (3)،قلت:أبو نعيم هذا عامّي المذهب.

الثاني: صاحب«صراط المستقيم»هذا من طريق العامّة قال في شرف النبيّ صلّي اللّه عليه و آله عن الحركوشي و الكشف و البيان عن الثعلبي قال:قال أبو جعفر عليه السّلام: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيْهِ (4) حمزة و عليّ و جعفر،قال:و نحوه أسند الشيرازي و زاد أنّ عليّا هو الصدّيق الأكبر (5).

ص: 316


1- سوره 33 - آيه 23
2- سوره 33 - آيه 23
3- الصراط المستقيم:256/1.
4- سوره 33 - آيه 23
5- الصراط المستقيم:281/1.

الباب الرابع و مائتان

في قوله تعالي: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضي نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (1)

من طريق الخاصّة و فيه خمسة أحاديث الأوّل: محمّد بن العبّاس الثقة في تفسيره فيما نزل في أهل البيت عليهم السّلام قال:حدّثنا عبد العزيز بن يحيي عن محمّد بن زكريا عن أحمد بن محمّد بن زيد عن سهل بن عامر البجلي عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي إسحاق عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام أبي عبد اللّه عليهما السّلام عن محمّد بن الحنفيّة رضي اللّه عنه قال:

قال عليّ عليه السّلام:كنت عاهدت اللّه و رسوله عليه السّلام أنا و عمّي حمزة و أخي جعفر و ابن عمّي عبيدة بن الحارث علي أمر وفينا به للّه و لرسوله فتقدّمني أصحابي و خلفت بعدهم لما أراد اللّه عزّ و جلّ، فأنزل اللّه سبحانه فينا: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضي نَحْبَهُ (2) حمزة و جعفر و عبيدة وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (3) أنا المنتظر و ما بدّلت تبديلا (4).

الثاني: محمّد بن العبّاس أيضا قال:حدّثنا عليّ بن عبد اللّه بن أسد عن إبراهيم عن جدّه عن عبد اللّه بن الحسن عن آبائه عليهم السّلام قال:و عاهدوا اللّه عليّ بن أبي طالب و حمزة بن عبد المطلب و جعفر بن أبي طالب عليه السّلام ألا يفرّوا في زحف أبدا فتموا كلّهم فأنزل اللّه عزّ و جلّ: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضي نَحْبَهُ (5) حمزة استشهد يوم احد و جعفرا استشهد يوم مؤتة وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ (6) يعني عليّ بن أبي طالب عليه السّلام وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (7) يعني الذي عاهدوا اللّه عليه (8).

الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رضي اللّه عنه و محمّد بن الحسن رضي اللّه عنه قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال:

حدّثنا أحمد بن الحسين بن سعيد قال:حدّثني جعفر بن محمّد النوفلي عن يعقوب بن يزيد قال:

قال أبو عبد اللّه جعفر بن أحمد بن محمّد بن عيسي بن محمّد بن عليّ بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب قال يعقوب بن عبد اللّه الكوفي:قال:حدّثنا موسي بن عبيد عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي إسحاق عن الحرث عن محمّد بن الحنفيّة رضي اللّه عنه و عمرو بن أبي المقدام عن جابر عن أبي

ص: 317


1- سوره 33 - آيه 23
2- سوره 33 - آيه 23
3- سوره 33 - آيه 23
4- بحار الأنوار:410/31 ح 5.
5- سوره 33 - آيه 23
6- سوره 33 - آيه 23
7- سوره 33 - آيه 23
8- بحار الأنوار:411/31 ح 6.

جعفر عليه السّلام قال:أتي رأس اليهود إلي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام عند منصرفه من وقعة النهروان و هو جالس في مسجد الكوفة فقال:يا أمير المؤمنين انّي اريد أن أسألك عن أشياء لا يعلمها إلاّ نبيّ أو وصيّ نبي فإن شئت سألتك و إن شئت أعفيك،قال:سل ما بدا لك يا أخا اليهود،فقال:إنّا نجد في الكتاب إنّ اللّه عزّ و جلّ إذا بعث نبيّا أوحي إليه أن يتّخذ من أهل بيته من يقوم بأمر أمّته من بعده، و أن يعهد إليهم فيه عهدا يحتذي عليه و يعمل به في أمّته من بعده،و إنّ اللّه عزّ و جلّ يمتحن الأوصياء في حياة الأنبياء و يمتحنهم بعد وفاتهم،فأخبرني كم يمتحن اللّه الأوصياء في حياة الأنبياء و كم يمتحنهم بعد وفاتهم من مرّة؟و إلي ما يصير آخر أمر الأوصياء إذا رضي محنتهم؟

فقال له عليّ عليه السّلام:و اللّه الذي لا إله غيره الذي فلق البحر لبني إسرائيل و أنزل التوراة علي موسي لئن أخبرتك بحقّ عمّا تسأل عنه لتقرّن به؟

قال:نعم.

قال:و الذي فلق البحر لبني إسرائيل و أنزل التوراة علي موسي عليه السّلام لئن أجبتك لتسلمنّ،فقال:

نعم،فقال عليّ عليه السّلام:إنّ اللّه عزّ و جلّ يمتحن الأوصياء في حياة الأنبياء في سبعة مواطن ليبتلي طاعتهم،فإذا رضي طاعتهم و محنتهم أمر الأنبياء أن يتّخذوهم أولياء في حياتهم و أوصياء بعد وفاتهم،و تصير طاعة الأوصياء في أعناق الامم ممّن يقول بطاعة الأنبياء،ثمّ يمتحن الأوصياء بعد وفاة الأنبياء عليهم السّلام في سبعة مواطن ليبلو صبرهم،فإذا رضي محنتهم ختم له بالسعادة ليلحقهم بالأنبياء و قد أكمل لهم السعادة.قال له رأس اليهود:صدقت يا أمير المؤمنين فاخبرني كم امتحنك اللّه في حياة محمّد من مرّة و كم امتحنك بعد وفاته من مرّة و إلي ما يصير آخر أمرك؟فأخذ عليّ عليه السّلام بيده و قال:انهض بنا أنبئك بذلك يا أخا اليهود،فقام إليه جماعة من أصحابه فقالوا:يا أمير المؤمنين أنبئنا بذلك معه.فقال:إنّي أخاف أن لا تحتمله قلوبكم؟قالوا:و لم ذاك يا أمير المؤمنين؟

قال:لأمور بدت لي من كثير منكم.فقام إليه الأشتر فقال:يا أمير المؤمنين أنبأنا بذلك فو اللّه إنّا لنعلم أنّه ما علي ظهر الأرض وصيّ نبيّ سواك و إنّا لنعلم أنّ اللّه لا يبعث بعد نبيّنا صلّي اللّه عليه و آله نبيّا سواه،و إنّ طاعتك لفي أعناقنا موصولة بطاعة نبيّنا.

فجلس عليّ عليه السّلام و أقبل علي اليهودي فقال:يا أخا اليهود إنّ اللّه امتحنني في حياة نبيّنا محمّد صلّي اللّه عليه و آله في سبعة مواطن فوجدني فيهنّ من غير تزكية لنفسي بنعمة اللّه له مطيعا.قال:فيم و فيم يا أمير المؤمنين؟قال:امّا أوّلهنّ و ساق الحديث ذكر الأدلّة و الثانية و الثالثة و الرابعة إلي أن قال:و امّا الخامسة يا أخا اليهود فإنّ قريشا و العرب تجمّعت و عقدت بينها عقدا و ميثاقا لا ترجع من وجهها

ص: 318

حتّي تقتل رسول اللّه و تقتلنا معه معاشر بني عبد المطّلب،ثمّ أقبلت بحدّها و حديدها حتّي أناخت علينا بالمدينة واثقة بأنفسها فيما توجّهت له،و هبط جبرائيل عليه السّلام علي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فأنبأه بذلك فخندق علي نفسه و من معه من المهاجرين و الأنصار فقدمت قريش فأقامت علي الخندق محاصرة لنا تري في أنفسها القوّة وفينا الضعف ترعد و تبرق و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يدعوها إلي اللّه و يناشدها بالقرابة و الرحم فتأبي عليه و لا يزيدها ذلك إلاّ عتوّا،و فارسها فارس العرب يومئذ عمرو ابن عبد ود يهدر كالبعير المغتلم يدعو إلي البراز و يرتجز و يخطر برمحه مرّة و بسيفه مرّة و لا يقدم عليه مقدم و لا يطمع فيه طامع،و لا حميّة تهيجه و لا بصيرة تشجعه،فأنهضني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عمّمني بيده و أعطاني سيفه هذا و ضرب بيده إلي ذي الفقار،و خرجت إليه و نساء أهل المدينة بواكي إشفاقا عليّ من ابن عبد ود،فقتله اللّه عزّ و جلّ بيدي و العرب لا تعدّ لها فارسا غيره فضربني هذه الضربة-و أومي بيده إلي هامته-فهزم اللّه قريشا و العرب بذلك و ما كان منّي فيهم من النكاية ثمّ التفت عليه السّلام إلي أصحابه فقال:أ ليس كذلك؟

فقالوا:بلي يا أمير المؤمنين ثمّ ذكر السادسة و السابعة ثمّ ذكر أوّل السبع بعد وفاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثمّ الثانية ثمّ الثالثة ثمّ الرابعة و قال عليه السّلام فيها:و امّا نفسي فقد علم من حضر ممّن تري و ممّن غاب من أصحاب محمّد صلّي اللّه عليه و آله أنّ الموت عندي بمنزلة الشربة الباردة في اليوم الشديد الحرّ من ذي العطش الصّدي و لقد كنت عاهدت اللّه عزّ و جلّ و رسوله عليه السّلام أنا و عمّي حمزة و أخي جعفر و ابن عمّي عبيدة علي أمر وفينا به للّه عزّ و جلّ فأنزل اللّه فينا: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضي نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (1) حمزة و جعفر و عبيدة و أنا و اللّه المنتظر (2).

الرابع: ابن شهرآشوب عن أبي الورد عن أبي جعفر عليه السّلام مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا (3) قال:

حمزة و عليّ و جعفر فَمِنْهُمْ مَنْ قَضي نَحْبَهُ (4) قال:عهده و هو حمزة و جعفر وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ (5) قال:عليّ بن أبي طالب (6).

الخامس: عليّ بن إبراهيم في تفسيره قال:و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله:

مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيْهِ (7) لا يفرّوا أبدا فَمِنْهُمْ مَنْ قَضي نَحْبَهُ (8) أي أجله و هو حمزة و جعفر بن أبي طالب وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ (9) أجله يعني عليّا عليه السّلام يقول: وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً لِيَجْزِيَ اللّهُ الصّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَ يُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ إِنْ شاءَ (10) الآية (11).

ص: 319


1- سوره 33 - آيه 23
2- الخصال:376 ح 58.
3- سوره 33 - آيه 23
4- سوره 33 - آيه 23
5- سوره 33 - آيه 23
6- مناقب آل أبي طالب:304/1.
7- سوره 33 - آيه 23
8- سوره 33 - آيه 23
9- سوره 33 - آيه 23
10- سوره 33 - آيه 23
11- تفسير القمي:189/2.

الباب الخامس و مائتان

في قوله تعالي: وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَي الرَّسُولِ وَ إِلي أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ (1)

من طريق العامّة و فيه حديث واحد الشعبي عن ابن عبّاس في تفسير مجاهد:أنّ الآية نزلت في عليّ حين استخلفه في مدينة النبيّ صلّي اللّه عليه و آله،و في ابانة الفلكي أنّها نزلت حين شكا أبو بردة من عليّ (2).

الباب السادس و مائتان

في قوله تعالي: وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَي الرَّسُولِ وَ إِلي أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ (3)

من طريق الخاصّة و فيه خمسة أحاديث الأوّل: عليّ بن إبراهيم في تفسيره و هو منسوب إلي الصادق عليه السّلام يعني أمير المؤمنين لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ (4) (5).

الثاني: محمّد بن يعقوب عن محمّد بن الحسن و غيره عن سهل عن محمّد بن عيسي و محمّد ابن يحيي و محمّد بن الحسين جميعا عن محمّد بن سنان عن إسماعيل بن جابر و عبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:قال اللّه عزّ و جلّ: أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (6) و قال عزّ و جلّ: وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَي الرَّسُولِ وَ إِلي أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ (7) فردّ الأمر-أمر الناس-إلي أولي الأمر منهم الّذين أمر بطاعتهم و الردّ إليهم (8).

الثالث: العيّاشي في تفسيره بحذف الإسناد عن عبد اللّه بن عجلان عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله:

وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَي الرَّسُولِ وَ إِلي أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ (9) قال:هم الأئمّة (10).

ص: 320


1- سوره 4 - آيه 83
2- بحار الأنوار:297/23 ح 40.
3- سوره 4 - آيه 83
4- سوره 4 - آيه 83
5- تفسير القمي:145/1.
6- سوره 4 - آيه 59
7- سوره 4 - آيه 83
8- الكافي:295/1 ح 3.
9- سوره 4 - آيه 83
10- تفسير العياشي:260/1 ح 205.

الرابع: العيّاشي بإسناده عن عبد اللّه بن محمّد قال:كتب إليّ أبو الحسن الرضا عليه السّلام:ذكرت رحمك اللّه هؤلاء القوم الذين وصفت أنّهم كانوا بالأمس لكم إخوانا و الذي صاروا إليه من الخلاف لكم و العداوة لكم و البراءة منكم و الذين تأفكوا به من حياة أبي عبد اللّه صلوات اللّه عليه و رحمته؛ و ذكر في آخر الكتاب إنّ هؤلاء سنح لهم شيطان اغترّهم بالشبهة و لبس عليهم أمر دينهم و ذلك لمّا ظهرت فريتهم و اتّفقت كلمتهم و كذبوا علي عالمهم و أرادوا الهدي من تلقاء أنفسهم و قالوا لم و من و كيف فأتاهم الهلك من مأمن احتياطهم و ذلك بما كسبت أيديهم و ما ربّك بظلاّم للعبيد و لم يكن ذلك لهم و لا عليهم،بل كان الفرض عليهم و الواجب لهم من ذلك الوقوف عند التحيّر و ردّ ما جهلوه من ذلك إلي عالمه و مستنبطه؛لأنّ اللّه يقول في محكم كتابه: وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَي الرَّسُولِ وَ إِلي أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ (1) يعني آل محمّد و هم الذين يستنبطون من القرآن و يعرفون الحلال و الحرام و هم الحجّة للّه علي خلقه (2).

الخامس: الشيخ المفيد في كتاب«الاختصاص»عن إسحاق بن عمّار عن أبي عبد اللّه عليه السّلام انّما مثل علي بن أبي طالب عليه السّلام و مثلنا من بعده في مثل هذه الامّة كمثل موسي النبيّ و العالم عليهما السّلام حيث لقيه و استنطقه و سأله الصحبة فكان من أمرهما ما اقتصّه اللّه لنبيّه في كتابه،و ذلك أنّ اللّه قال لموسي عليه السّلام إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَي النّاسِ بِرِسالاتِي وَ بِكَلامِي فَخُذْ ما آتَيْتُكَ وَ كُنْ مِنَ الشّاكِرِينَ (3) ثمّ قال: وَ كَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَ تَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ (4) و قد كان عند العالم علم لم يكتبه لموسي في الألواح،و كان موسي عليه السّلام يظنّ أنّ جميع الأشياء التي يحتاج إليها في نبوّته و جميع العلم قد كتب له في الألواح كما يظنّ هؤلاء الذين يدّعون أنّهم علماء فقهاء و أنّهم قد أوتوا جميع العلم و الفقه في الدين ممّا تحتاج هذه الامّة إليه فصحّ لهم ذلك عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و علموه و حفظوه و ليس كلّ علم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علموه و لا صار إليهم عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و لا عرفوه،و ذلك أنّ الشيء من الحلال و الحرام و الأحكام قد يردّ عليهم فيسألون عنه فلا يكون عندهم فيه أثر عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فيستحون أن ينسبهم الناس إلي الجهل،و يكرهون أن يسألوا فلا يجيبون،فطلب الناس العلم من معدنه فلذلك استعملوا الرأي و القياس في دين اللّه و تركوا الآثار و دانوا اللّه بالبدع و قد قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:كلّ بدعة ضلالة،فلو أنّهم إذا سئلوا عن شيء من دين اللّه فلم يكن عندهم فيه أثر عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ردّوه إلي اللّه و إلي الرسول و إلي أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطون منهم من آل محمّد و الذي يمنعهم من طلب العلم منّا العداوة و الحسد،و اللّه ما حسد موسي العالم

ص: 321


1- سوره 4 - آيه 83
2- تفسير العياشي:260/1.
3- سوره 7 - آيه 144
4- سوره 7 - آيه 145

و موسي نبيّ يوحي اللّه إليه حيث لقنه و استنطقه و عرفه بالعلم،بل أقرّ له بعلمه و لم يحسده كما حسدتنا هذه الامّة بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،علمنا ما ورثنا عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و لم يرغبوا إلينا في علمنا كما رغب موسي إلي العالم و سأله الصحبة فيتعلّم منه العلم و يرشده،فلمّا إن سئل العالم ذلك علم العالم أنّ موسي لا يستطيع صحبته و لا يحتمل علمه و لا يصبر معه،فعند ذلك قال له العالم:إنّك لن تستطيع معي صبرا.

فقال له موسي عليه السّلام:و لم لا أصبر.

فقال له العالم:و كيف تصبر علي ما لم تحط به خبرا،قال موسي و هو خاضع له بتعظيمه علي نفسه كي يقبله:ستجدني إن شاء اللّه صابرا و لا أعصي لك أمرا،و قد كان العالم يعلم أنّ موسي لا يصبر علي علمه و كذلك و اللّه يا إسحاق حال قضاة هؤلاء و فقهائهم و جماعتهم لا يحتملون و اللّه علمنا و لا يقبلونه و لا يطيقونه و لا يأخذون به و لا يصبرون عليه كما لم يصبر موسي عليه السّلام علي علم العالم حين صحبه و رأي ما رأي من علمه،و كان ذلك عند موسي مكروها و كان عند اللّه رضي و هو الحقّ،و كذلك علمنا عند الجهلة مكروها لا يؤخذ به و هو عند اللّه الحقّ (1).

ص: 322


1- الاختصاص:258.

الباب السابع و مائتان

في قوله تعالي: وَ مَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَي اللّهِ وَ هُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقي (1)

من طريق العامّة و فيه حديث واحد ابن شهرآشوب من طريق العامّة عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن أنس بن مالك في قوله تعالي: وَ مَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَي اللّهِ وَ هُوَ مُحْسِنٌ (2) نزلت في عليّ كان أوّل من أخلص وجهه للّه و هو محسن،أي مؤمن مطيع فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقي (3) قول لا إله إلاّ اللّه و إلي اللّه عاقبة الامور، و اللّه ما قتل عليّ بن أبي طالب إلاّ عليها (4).

الباب الثامن و مائتان

في قوله تعالي: وَ مَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَي اللّهِ وَ هُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقي (5)

من طريق الخاصّة و فيه ثلاثة أحاديث الأوّل: عليّ بن إبراهيم في تفسيره المنسوب إلي الصادق عليه السّلام قال:قال:الولاية (6).

الثاني: محمّد بن العبّاس قال:حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد عن أحمد بن الحسين بن سعيد عن أبيه عن حصين بن مخارق عن أبي الحسن موسي بن جعفر عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقي (7) قال:مودّتنا أهل البيت (8).

الثالث: محمّد بن العبّاس-أيضا-قال:حدّثنا أحمد بن محمّد عن أبيه عن حصين بن مخارق عن هارون بن سعيد عن زيد بن عليّ عليه السّلام قال:العروة الوثقي المودّة لآل محمّد صلّي اللّه عليه و آله (9).

ص: 323


1- سوره 31 - آيه 22
2- سوره 31 - آيه 22
3- سوره 31 - آيه 22
4- مناقب آل أبي طالب:561/1 و 562،بحار الأنوار:16/32 ح 5.
5- سوره 31 - آيه 22
6- تفسير القمي:84/1.
7- سوره 31 - آيه 22
8- بحار الأنوار:85/24 ح 7،عن كنز الفوائد.
9- بحار الأنوار:85/24 ح 8،عن كنز الفوائد.

الباب التاسع و مائتان

قوله تعالي: وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ (1)

من طريق العامّة و فيه حديث واحد أسند الشيرازي-من أعيان العامّة-إلي قتادة عن الحسن البصري في قوله: هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ (2) قال:يقول:هذا طريق عليّ بن أبي طالب و دينه طريق مستقيم فاتّبعوه و تمسّكوا به فإنّه واضح لا عوج فيه (3).

الباب العاشر و مائتان

في قوله تعالي: وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ (4)

من طريق الخاصّة و فيه عشرة أحاديث الأوّل: عليّ بن إبراهيم في تفسيره المنسوب إلي الصادق عليه السّلام في معني الآية وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ (5) قال:الصراط المستقيم الإمام وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ (6) قال:يعني غير الإمام فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ (7) يعني تفترقوا و تختلفوا في الإمام (8).

الثاني: عليّ بن إبراهيم في التفسير أيضا،أخبرنا الحسن بن علي عن أبيه عن الحسين بن سعيد عن محمّد بن سنان عن أبي خالد القماط عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله: هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ (9) قال:نحن السبيل فمن أبي فهذه السبيل فقد كفر (10).

الثالث: محمّد بن الحسن الصفّار في كتاب بصائر الدرجات عن عمران بن موسي عن موسي بن جعفر عن عليّ بن اسباط عن محمّد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:

سألته عن قول اللّه تبارك و تعالي: أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ (11) قال:هو و اللّه عليّ هو و اللّه الصراط و الميزان (12).

ص: 324


1- سوره 6 - آيه 153
2- سوره 6 - آيه 153
3- بحار الأنوار:23/24 ح 50،عن الطرائف عن الشيرازي.
4- سوره 6 - آيه 153
5- سوره 6 - آيه 153
6- سوره 6 - آيه 153
7- سوره 6 - آيه 153
8- تفسير القمي:221/1.
9- سوره 6 - آيه 153
10- تفسير القمي:221/1.
11- سوره 6 - آيه 153
12- بصائر الدرجات:79 ح 9.

الرابع: محمّد بن مسعود العيّاشي في تفسيره بإسناده عن يزيد العجلي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:

هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ (1) قال:أ تدري ما يعني بصراطي مستقيما؟قلت:لا،قال:ولاية عليّ و الأوصياء،قال:و تدري ما يعني فاتّبعوه؟قال:قلت:لا،قال:

يعني عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه،قال:و تدري ما يعني و لا تتّبعوا السّبل فتفرّق بكم عن سبيله؟

قلت:لا.

قال:ولاية فلان و فلان و اللّه،قال:و تدري ما يعني فتفرّق بكم عن سبيله.قلت:لا،قال:يعني سبيل عليّ عليه السّلام (2).

الخامس: العيّاشي أيضا بإسناده عن سعد عن أبي جعفر عليه السّلام أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ (3) قال:آل محمّد صلّي اللّه عليه و آله الصراط الذي دلّ عليه (4).

السادس: ابن الفارسي في«روضة الواعظين»قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ (5) قال:سألت اللّه أن يجعلها لعليّ ففعل (6).

السابع: شرف الدين النجفي في كتاب تأويل الآيات الباهرة في العترة الطاهرة قال:تأويله ما ذكره عليّ بن إبراهيم في تفسيره قال:حدّثني أبي عن النضر بن سويد عن يحيي الحلبي عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله: وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ (7) قال:طريق الإمامة فاتّبعوه و لا تتّبعوا السّبل،أي طرقا غيرها ذلكم وصّاكم به لعلّكم تتّقون (8).

الثامن: شرف الدين أيضا قال:ذكر علي بن يوسف بن جبير في كتاب نهج الإيمان قال:الصراط المستقيم هو عليّ بن أبي طالب عليه السّلام في هذه الآية لما رواه إبراهيم الثقفي في كتابه بإسناده إلي أبي بريدة الأسلمي قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله: وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ (9) قال:سألت اللّه أن يجعلها لعليّ ففعل (10)،قلت:و روي ابن شهرآشوب في كتاب المناقب هذا الحديث عن إبراهيم الثقفي عن أبي بريدة الأسلمي قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الحديث بعينه (11).

ص: 325


1- سوره 6 - آيه 153
2- تفسير العياشي:384/1 ح 125.
3- سوره 6 - آيه 153
4- تفسير العياشي:384/1 ح 126.
5- سوره 6 - آيه 153
6- روضة الواعظين:106.
7- سوره 6 - آيه 153
8- بحار الأنوار:17/24 ح 25.
9- سوره 6 - آيه 153
10- بحار الأنوار:17/24 ح 26.
11- مناقب آل أبي طالب:559/1،بحار الأنوار:363/31 ح 4.

التاسع: ابن شهرآشوب عن ابن عبّاس:كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يحكم و عليّ بين يديه مقابله،و رجل عن يمينه و رجل عن شماله،فقال عليه السّلام:اليمين و الشمال مضلّة و الطريق السويّ الجادّة،ثمّ أشار بيده إنّ هذا صراط عليّ مستقيم فاتّبعوه.الآية (1).

العاشر: عن جابر بن عبد اللّه أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله بينما أصحابه عنده إذ قال و أشار بيده إلي عليّ هذا صراط مستقيم فاتّبعوه الآية (2).

ص: 326


1- بحار الأنوار:365/31 ح 6،عن المناقب.
2- بحار الأنوار:365/31 ح 6.

الباب الحادي عشر و مائتان

في قوله تعالي: أَ فَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلي وَجْهِهِ أَهْدي أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (1)

من طريق العامّة و فيه حديث واحد عبد اللّه بن عمر أنّه قال لي:إنّي اتّبع هذا الأصلع فإنّه أوّل الناس إسلاما و الحقّ معه فإنّي سمعت النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يقول في قوله تعالي: أَ فَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلي وَجْهِهِ أَهْدي أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (2) عليّ صراط مستقيم فالناس مكبّون علي الوجه غيره (3).

الباب الثاني عشر و مائتان

في قوله تعالي: أَ فَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلي وَجْهِهِ أَهْدي أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (4)

من طريق الخاصّة و فيه ثلاثة أحاديث الأوّل: محمّد بن يعقوب عن علي بن محمّد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمّد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السّلام قال:قلت: أَ فَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلي وَجْهِهِ أَهْدي أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (5) .

قال:إنّ اللّه ضرب مثلا من حاد عن ولاية عليّ كمن يمشي مكبّا علي وجهه لا يهتدي لأمره، و جعل من تبعه سويّا علي صراط مستقيم،و الصراط المستقيم أمير المؤمنين (6).

الثاني: ابن يعقوب أيضا عن عليّ بن الحسن عن منصور عن حريز بن عبد اللّه عن الفضيل قال:

دخلت مع أبي جعفر عليه السّلام المسجد الحرام و هو متّكئ عليّ فنظر إلي الناس و نحن علي باب بني شيبة فقال:يا فضيل هكذا كانوا يطوفون في الجاهلية لا يعرفون حقّا و لا يدينون دينا يا فضيل انظر إليهم منكبّين علي وجوههم لعنهم اللّه من خلق مسخور بهم منكبّين علي وجوههم،ثمّ تلا هذه أَ فَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلي وَجْهِهِ أَهْدي أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (7) يعني و اللّه عليّا عليه السّلام

ص: 327


1- سوره 67 - آيه 22
2- سوره 67 - آيه 22
3- الصراط المستقيم:285/1.
4- سوره 67 - آيه 22
5- سوره 67 - آيه 22
6- الكافي:433/1 ح 91.
7- سوره 67 - آيه 22

و الأوصياء عليهم السّلام (1).

الثالث: محمّد بن العبّاس عن حميد بن زياد عن الحسن بن محمّد بن سماعة عن صالح بن خالد عن منصور عن حريز عن فضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السّلام قال:تلا هذه و هو ينظر إلي الناس أَ فَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلي وَجْهِهِ أَهْدي أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (2) و اللّه عليّا و الأئمّة عليهم السّلام و في نسخة الأوصياء عليهم السّلام (3).

ص: 328


1- الكافي:288/8 ح 434.
2- سوره 67 - آيه 22
3- بحار الأنوار:22/24 ح 45،عن كنز الفوائد.

الباب الثالث عشر و مائتان

قوله تعالي: فَلَمّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ قِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (1)

من طريق العامّة و فيه حديث واحد أبو عليّ الطبرسي في«مجمع البيان»قال:روي الحاكم الحسكاني بالأسانيد الصحيحة عن الأعمش قال:لما رأوا لعليّ بن أبي طالب عليه السّلام عند اللّه من الزلفي سيئت وجوه الذين كفروا،و عن أبي جعفر عليه السّلام فلمّا رأوا مكان علي عليه السّلام من النبي صلّي اللّه عليه و آله سيئت وجوه الذين كفروا،يعني الّذين كذّبوا بفضله (2).

الباب الرابع عشر و مائتان

في قوله تعالي: فَلَمّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ قِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (3)

من طريق الخاصّة و فيه تسعة أحاديث الأوّل: محمّد بن يعقوب عن عليّ بن حسن عن منصور عن حريز بن عبد اللّه عن الفضيل عن أبي جعفر عليه السّلام قال:تلا هذه الآية فَلَمّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ قِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (4) أمير المؤمنين عليه السّلام يا فضيل لم يتسمّ بهذا الاسم غير عليّ عليه السّلام إلاّ مفتر كذّاب إلي يوم البأس أمّا و اللّه يا فضيل ما عزّ ذكره حاجّ غيركم و لا يغفر الذنوب إلاّ لكم و لا يتقبّل إلاّ منكم و إنّكم لأهل هذه الآية إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَ نُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً (5) يا فضيل ما ترضون أن تقيموا الصلاة و تؤتوا الزكاة و تكفّوا ألسنتكم و تدخلوا الجنّة ثمّ قرأ أَ لَمْ تَرَ إِلَي الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ (6) أنتم و اللّه أهل هذه الآية (7).

الثاني: ابن يعقوب أيضا عن الحسين بن محمّد عن معلّي بن محمّد عن محمّد بن جمهور عن إسماعيل بن سهل عن القاسم بن عروة عن أبي السفاتج عن زرارة عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله:

فَلَمّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ قِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (8) قال:هذه نزلت في أمير المؤمنين و أصحابه الذين عملوا ما عملوا يرون أمير المؤمنين عليه السّلام في أغبط الأماكن لهم فيسيء

ص: 329


1- سوره 67 - آيه 27
2- مجمع البيان:494/10.
3- سوره 67 - آيه 27
4- سوره 67 - آيه 27
5- سوره 4 - آيه 31
6- سوره 4 - آيه 77
7- الكافي:288/8 ح 434.
8- سوره 67 - آيه 27

وجوههم و يقال لهم هذا الذي كنتم به تدّعون الذي انتحلتم اسمه،أي سمّيتم أنفسكم بأمير المؤمنين (1).

الثالث: ابن يعقوب عن محمّد بن يحيي عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن خالد عن القاسم بن محمّد عن جميل بن صالح عن يوسف بن أبي سعيد قال:كنت عند أبي عبد اللّه ذات يوم فقال لي:

إذا كان يوم القيامة و جمع اللّه تبارك و تعالي الخلائق،كان نوح صلّي اللّه عليه أوّل من يدعي به فيقال له:هل بلّغت،فيقول:نعم،فيقال له:من يشهد لك؟فيقول:محمّد بن عبد اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:

فيخرج عليه السّلام فيتخطّي الناس حتي يجيء إلي محمّد صلّي اللّه عليه و آله و هو علي كثيب المسك و معه عليّ عليه السّلام و هو قول اللّه عزّ و جلّ: فَلَمّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا (2) فيقول نوح لمحمّد صلّي اللّه عليه و آله:يا محمّد إنّ اللّه تبارك و تعالي سألني هل بلّغت؟فقلت:نعم،فقال:من يشهد لك؟فقلت محمّد فيقول:يا جعفر و يا حمزة اذهبا فاشهدا له أنّه قد بلّغ،فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام فجعفر و حمزة هما الشاهدان للأنبياء عليهم السّلام بما بلّغوا،فقلت:جعلت فداك فعليّ عليه السّلام أين هو؟فقال:هو أعظم منزلة من ذلك (3).

الرابع: أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه في كتاب كامل الزيارات قال:حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري عن أبيه عن عليّ بن محمّد بن سالم عن محمّد بن خالد عن عبد اللّه بن حمّاد البصري عن عبد اللّه بن عبد الرحمن الأصمّ عن حمّاد بن عثمان عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في حديث طويل يذكر فيه حال أبي بكر و عمر يوم القيامة،قال عليه السّلام:و يريان عليّا عليه السّلام فيقال لهما: فَلَمّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ قِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (4) يعني بإمرة المؤمنين (5).

الخامس: محمّد بن العبّاس بن ماهيار الثقة في تفسيره فيما نزل في أهل البيت عليهم السّلام عن حسن ابن محمّد عن محمّد بن علي الكناني عن حسين بن وهب الأسدي عن عبيس بن هاشم عن داود ابن سرحان قال:سألت جعفر بن محمّد عليه السّلام عن قوله عزّ و جلّ: فَلَمّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ قِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (6) قال:ذاك عليّ عليه السّلام إذا رأوا منزلته و مكانه من اللّه تعالي أكلوا أكفّهم علي فرّطوا في ولايته (7).

السادس: محمّد بن العبّاس أيضا قال:حدّثنا عبد العزيز عن المغيرة بن أحمد عن محمّد بن يزيد عن إسماعيل بن عامر عن شريك عن الأعمش في قوله عزّ و جلّ: فَلَمّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ (8)

ص: 330


1- الكافي:425/1 ح 68.
2- سوره 67 - آيه 27
3- الكافي:267/8 ح 392.
4- سوره 67 - آيه 27
5- كامل الزيارات:551.
6- سوره 67 - آيه 27
7- بحار الأنوار:165/32 ح 148.
8- سوره 67 - آيه 27

اَلَّذِينَ كَفَرُوا وَ قِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (1) قال:نزلت في عليّ بن أبي طالب عليه السّلام (2).

السابع: محمّد بن العبّاس قال:حدّثنا عبد العزيز بن يحيي عن زكريا بن يحيي السّاجي عن عبد اللّه بن الحسين الأشقر عن ربيعة الحنّاط عن شريك عن الأعمش في قوله عزّ و جلّ: فَلَمّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا (3) قال:لمّا رأوا ما لعليّ بن أبي طالب عليه السّلام عند النبيّ صلّي اللّه عليه و آله من القرب و المنزلة سيئت وجوه الذين كفروا (4).

الثامن: محمّد بن العبّاس قال:حدّثنا حميد بن زياد عن الحسن بن محمّد عن صالح بن خالد عن منصور بن حرير عن فضيل بن يسار عن أبي جعفر قال:تلا هذه الآية: فَلَمّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ قِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (5) ثمّ قال:أ تدرون ما رأوا،رأوا و اللّه عليّا مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله وَ قِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (6) أي تسمّون به أمير المؤمنين.يا فضيل لا يسمّي بها أحد غير أمير المؤمنين عليه السّلام إلاّ مفتر كذّاب إلي يوم الناس (7).

التاسع: ابن شهرآشوب عن الباقر و الصادق عليهما السّلام في قوله تعالي: فَلَمّا رَأَوْهُ زُلْفَةً (8) نزلت في عليّ عليه السّلام و ذلك لمّا رأوا عليّا يوم القيامة اسودّت وجوه الذين كفروا لمّا رأوا منزلته و مكانه من اللّه أكلوا أكفّهم علي ما فرّطوا في ولاية عليّ عليه السّلام (9).

ص: 331


1- سوره 67 - آيه 27
2- بحار الأنوار:68/32 ح 12.
3- سوره 67 - آيه 27
4- بحار الأنوار:68/32 ح 13.
5- سوره 67 - آيه 27
6- سوره 67 - آيه 27
7- بحار الأنوار:318/33 ح 19.
8- سوره 67 - آيه 27
9- مناقب آل أبي طالب:14/3.

الباب الخامس عشر و مائتان

في قوله تعالي: وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ (1)

من طريق العامّة و فيه حديثان الأوّل: ابن المغازلي الشافعي في«المناقب»يرفعه إلي أبي سعيد الخدري في قوله تعالي:

وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ (2) قال:ببغضهم عليّ بن أبي طالب (3).

الثاني: أسند الحافظ إلي الخدري في معني الآية:لحن القول بغض عليّ (4).

الباب السادس عشر و مائتان

في قوله تعالي: وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ (5)

من طريق الخاصّة و فيه أربعة أحاديث الأوّل: محمّد بن العبّاس المتقدّم قال:حدّثنا عبد العزيز بن يحيي عن محمّد بن زكريا عن جعفر ابن محمّد بن عمارة قال:حدّثني أبي عن جابر عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليه السّلام عن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنه قال:لمّا نصب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا يوم غدير خمّ قال قوم ما يألوا يرفع ضبع ابن عمّه فأنزل اللّه تعالي: أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللّهُ أَضْغانَهُمْ (6) (7).

الثاني: محمّد بن العبّاس قال:حدّثنا محمّد بن جرير عن عبد اللّه بن عمر عن الجماني عن محمّد ابن مالك عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال:قوله عزّ و جلّ: وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ (8) قال:بغضهم لعليّ عليه السّلام (9).

الثالث: محمّد بن العبّاس عن أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمّد بن عيسي عن الحسين بن محبوب عن عليّ بن رئاب عن ابن بكير قال:قال أبو جعفر:إنّ اللّه عزّ و جلّ أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية فنحن نعرفهم في لحن القول (10).

ص: 332


1- سوره 47 - آيه 30
2- سوره 47 - آيه 30
3- مناقب ابن المغازلي:315 ح 359،و تفسير الدرّ المنثور:77/6 مورد الآية.
4- كفاية الطالب:235.
5- سوره 47 - آيه 30
6- سوره 47 - آيه 29
7- بحار الأنوار:386/23 ح 91،عن كنز الفوائد.
8- سوره 47 - آيه 30
9- بحار الأنوار:386/23 ح 92،عن كنز الفوائد.
10- بحار الأنوار:132/26 ح 40.

الرابع: أحمد بن محمّد بن خالد البرقي بإسناده مرفوع قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام:أ كان حذيفة ابن اليمان يعرف المنافقين؟فقال:أجل كان يعرف اثني عشر رجلا و أنت تعرف اثني عشر ألف رجل إنّ اللّه تبارك و تعالي يقول: فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ (1) فهل تدري ما لحن القول؟

قلت:لا و اللّه.

قال:بغض عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه و آله و ربّ الكعبة (2).

ص: 333


1- سوره 47 - آيه 30
2- المحاسن:168/1 ح 132.

الباب السابع عشر و مائتان

في قوله تعالي: يَوْمَ لا يُخْزِي اللّهُ النَّبِيَّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعي بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ بِأَيْمانِهِمْ (1)

من طريق العامّة و فيه حديثان الأوّل: ابن شهرآشوب من تفسير مقاتل عن عطاء عن ابن عبّاس يَوْمَ لا يُخْزِي اللّهُ النَّبِيَّ (2) لا يعذّب اللّه محمّدا وَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ (3) لا يعذّب عليّ بن أبي طالب و فاطمة و الحسن و الحسين و حمزة و جعفر نُورُهُمْ يَسْعي (4) يضيء علي الصراط بعليّ و فاطمة مثل الدّنيا سبعين مرّة فيسعي نورهم بين أيديهم و يسعي عن ايمانهم و هم يتّبعونه،فيمضي أهل بيت محمّد أوّل الزمرة علي الصراط مثل البرق الخاطف،ثمّ يمضي قوم مثل الريح،ثمّ قوم مثل عدو الفرس،ثمّ قوم مثل شدّ الرجل،ثمّ قوم مثل الحبو (5)،ثمّ قوم مثل الزحف و يجعله اللّه علي المؤمنين عريضا و علي المذنبين دقيقا،قال اللّه تعالي يقولون ربّنا اتمم لنا نورنا حتي نجتاز به علي الصراط قال:فيجوز أمير المؤمنين عليه السّلام في هودج من الزمرّد الأخضر و معه فاطمة علي نجيب من الياقوت الأحمر حولها سبعون ألف حور كالبرق اللاّمع (6).

الثاني: أسند أبو نعيم إلي ابن عبّاس:أوّل ما يكسي من حلل الجنّة إبراهيم و محمّد ثمّ عليّ يزف بينهما ثمّ قرأ يَوْمَ لا يُخْزِي اللّهُ النَّبِيَّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ (7) (8).

ص: 334


1- سوره 66 - آيه 8
2- سوره 66 - آيه 8
3- سوره 66 - آيه 8
4- سوره 66 - آيه 8
5- الحبو:المشي علي أربع.
6- مناقب آل أبي طالب:7/2.
7- سوره 66 - آيه 8
8- بحار الأنوار:22/32 ح 5،و:221/35 ح 1.

الباب الثامن عشر و مائتان

في قوله تعالي: يَوْمَ لا يُخْزِي اللّهُ النَّبِيَّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعي بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ بِأَيْمانِهِمْ (1)

من طريق الخاصّة و فيه أربعة أحاديث الأوّل: محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في حديث طويل يذكر فيه أوصاف المجاهدين و من يجب الجهاد معه إلي أن قال عليه السّلام في وصف الجهاد و من يجب معه:ثمّ ذكر من اذن له في الدّعاء إليه بعده و بعد رسوله في كتابه فقال: وَ لْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَي الْخَيْرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (2) ثمّ أخبر عن هذه الامّة و ممّن هي،و إنّها من ذريّة إبراهيم و من ذريّة إسماعيل من سكّان الحرم ممّن لم يعبدوا غير اللّه قط الذين وجبت لهم الدعوة و دعوة إبراهيم و إسماعيل من أهل المسجد الذين أخبر عنهم في كتابه أنّه أذهب عنهم الرجس و طهّرهم تطهيرا، الذين وصفناهم قبل هذا في صفة أمّة محمّد صلّي اللّه عليه و آله الذين عناهم اللّه تبارك و تعالي في قوله: أَدْعُوا إِلَي اللّهِ عَلي بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي (3) يعني أوّل من اتّبعه علي الإيمان به و التصديق له بما جاء من عند اللّه عزّ و جلّ من الامّة التي بعث فيها و منها و إليها قبل الخلق ممّن لم يشرك باللّه قط و لم يلبس إيمانه بظلم و هو الشرك.

ثمّ ذكر أتباع نبيّه صلّي اللّه عليه و آله و أتباع هذه الامّة التي وصفها اللّه في كتابه بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و جعلها داعية إليه و أذن لها في الدعاء إليه فقال: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (4) ثمّ وصف أتباع نبيّه صلّي اللّه عليه و آله من المؤمنين فقال اللّه عزّ و جلّ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللّهِ وَ الَّذِينَ مَعَهُ أَشِدّاءُ عَلَي الْكُفّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللّهِ وَ رِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَ مَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ (5) فقال: يَوْمَ لا يُخْزِي اللّهُ النَّبِيَّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعي بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ بِأَيْمانِهِمْ (6) يعني أولئك المؤمنين و قال: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (7) ثمّ حلاّهم و وصفهم كيلا يطمع في اللحاق بهم إلاّ من كان منهم فقال فيما حلاّهم به و وصفهم: اَلَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ وَ الَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (8) إلي أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ (9)

ص: 335


1- سوره 66 - آيه 8
2- سوره 3 - آيه 104
3- سوره 12 - آيه 108
4- سوره 8 - آيه 64
5- سوره 48 - آيه 29
6- سوره 66 - آيه 8
7- سوره 23 - آيه 1
8- سوره 23 - آيه 2
9- سوره 23 - آيه 10

اَلَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ (1) و قال في صفتهم و حليتهم أيضا: وَ الَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللّهِ إِلهاً آخَرَ وَ لا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاّ بِالْحَقِّ وَ لا يَزْنُونَ وَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ يَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً (2) (3).

الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا أبو محمّد عمّار بن الحسين رضي اللّه عنه قال:حدّثنا عليّ بن محمّد بن عصمة قال:حدّثنا أحمد بن محمّد الطبري بمكّة قال:حدّثنا الحسن بن ليث الرازي عن سنان بن فروخ الآملي عن همّام بن يحيي عن القاسم بن عبد اللّه بن عقيل عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:

كنت ذات يوم عند النبيّ صلّي اللّه عليه و آله إذ أقبل بوجهه علي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فقال:ألا أبشّرك يا أبا الحسن؟

قال:بلي يا رسول اللّه.

قال:هذا جبرئيل يخبرني عن اللّه جلّ جلاله أنّه قد أعطي شيعتك و محبّيك سبع خصال:الرّفق عند الموت،و الانس عند الوحشة،و النور عند الظلمة،و الأمن عند الفزع،و القسط عند الميزان، و الجواز عند الصراط،و دخول الجنّة قبل الناس نورهم يسعي بين أيديهم و بأيمانهم (4).

الثالث: عليّ بن إبراهيم في تفسيره قال:و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله يَوْمَ لا يُخْزِي اللّهُ النَّبِيَّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعي بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ بِأَيْمانِهِمْ (5) فمن كان له نور يومئذ نجا،و كلّ مؤمن له نور (6).

الرابع: عن أبي عبد اللّه في قوله: نُورُهُمْ يَسْعي بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ بِأَيْمانِهِمْ (7) قال:نور أئمّة المؤمنين يوم القيامة يسعي بين أيدي المؤمنين و بأيمانهم حتّي ينزلوا بهم منازلهم في الجنّة (8).

ص: 336


1- سوره 23 - آيه 11
2- سوره 25 - آيه 68
3- الكافي:14/5 ح 1.
4- الخصال:403 ح 112.
5- سوره 66 - آيه 8
6- تفسير القمي:377/2.
7- سوره 66 - آيه 8
8- المصدر السابق.

الباب التاسع عشر و مائتان

في قوله تعالي: وَ مَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدي وَ يَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلّي (1)

من طريق العامّة و فيه حديث واحد ابن مردويه في معني الآية:من بعد ما تبيّن له الهدي في أمر عليّ (2).

الباب العشرون و مائتان

في قوله تعالي: وَ مَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدي وَ يَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلّي (3)

من طريق الخاصّة و فيه حديثان الأوّل: العيّاشي في تفسيره بإسناده عن حريز عن بعض أصحابنا عن أحدهما عليهما السّلام قال:لمّا كان أمير المؤمنين في الكوفة أتاه الناس فقالوا:اجعل لنا إماما يؤمّنا في رمضان،فقال:لا و نهاهم أن يجتمعوا فيه،فلمّا أمسوا جعلوا يقولون ابكوا في رمضان وا رمضاناه،فأتاه الحرث الأعور في اناس فقال:يا أمير المؤمنين ضجّ الناس و كرهوا قولك،فقال عند ذلك:دعوهم و ما يريدون ليصلّي بهم من شاءوا ثمّ قال: وَ يَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلّي وَ نُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَ ساءَتْ مَصِيراً (4) (5).

الثاني: العيّاشي أيضا بإسناده عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه عن رجل من الأنصار قال:

خرجت أنا و الأشعث الكندي و جرير البجلي حتّي إذا كنّا بظهر الكوفة بالفرس مرّ بنا ضبّ فقال الأشعث و جرير:السلام عليك يا أمير المؤمنين خلافا علي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فلمّا خرج الأنصاري قال لعليّ عليه السّلام فقال:دعهما فهو إمامها يوم القيامة أ ما تسمع إلي اللّه و هو يقول: نُوَلِّهِ ما تَوَلّي (6) (7).

ص: 337


1- سوره 4 - آيه 115
2- تفسير القمي:152/1،و البرهان:415/2.
3- سوره 4 - آيه 115
4- سوره 4 - آيه 115
5- تفسير العياشي:275/1 ح 272.
6- سوره 4 - آيه 115
7- تفسير العياشي:275/1 ح 273.

الباب الحادي و العشرون و مائتان

في قوله تعالي: فَآمِنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا وَ اللّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (1)

من طريق العامّة و فيه حديث واحد أسند أبو جعفر الطبري إلي ابن عبّاس أنّ النور في الآية:ولاية عليّ بن أبي طالب (2).

الباب الثاني و العشرون و مائتان

في قوله تعالي: فَآمِنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا وَ اللّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3)

من طريق الخاصّة و فيه ستّة أحاديث الأوّل: عليّ بن إبراهيم:و النور الذي أنزلنا،أمير المؤمنين عليه السّلام (4).

الثاني: محمّد بن يعقوب عن الحسين بن محمّد عن معلّي بن محمّد عن عليّ بن مرداس قال:

حدّثنا صفوان بن يحيي و الحسن بن محبوب عن أبي خالد الكابلي قال:سألت أبا جعفر عليه السّلام عن قول اللّه عزّ و جلّ: فَآمِنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا (5) فقال:يا أبا خالد،النور و اللّه الأئمّة من آل محمّد صلّي اللّه عليه و آله إلي يوم القيامة،و هم و اللّه نور اللّه الذي أنزل،و هم و اللّه نور اللّه في السماوات و الأرض،و اللّه يا أبا خالد لنور الإمام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار،و هم و اللّه ينوّرون قلوب المؤمنين و يحجب اللّه عزّ و جلّ نورهم عمّن يشاء فتظلم قلوبهم،و اللّه يا أبا خالد لا يحبّنا عبد و يتولاّنا حتّي يطهّر اللّه قلبه و لا يطهّر اللّه قلب عبد حتّي يسلم لنا،و يكون سلما لنا فإذا كان سلما لنا،سلّمه اللّه من شديد الحساب و آمنه من فزع يوم القيامة الأكبر (6).

الثالث: ابن يعقوب-أيضا-عن أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني عن عليّ ابن اسباط عن حسن بن محبوب عن أبي أيّوب عن أبي خالد الكابلي قال:سألت أبا جعفر عليه السّلام عن قول اللّه عزّ و جلّ: فَآمِنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا (7) فقال:يا أبا خالد النور و اللّه الأئمّة عليهم السّلام يا أبا خالد النور الإمام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار و هم الذين ينوّرون قلوب

ص: 338


1- سوره 64 - آيه 8
2- لم نجده في تفسير الطبري المطبوع،و يراجع تأويل الآيات:696/2.
3- سوره 64 - آيه 8
4- تفسير القمي:242/1.
5- سوره 64 - آيه 8
6- الكافي:194/1 ح 1.
7- سوره 64 - آيه 8

المؤمنين و يحجب اللّه نورهم عمّن يشاء فتظلم قلوبهم و يغشاهم بها (1).

الرابع: ابن يعقوب-أيضا-عن أحمد بن إدريس عن الحسين بن عبيد اللّه عن محمّد بن الحسن و موسي بن عمر عن الحسن بن محبوب عن محمّد بن الفضيل عن أبي الحسن عليه السّلام قال:سألته عن قول اللّه عزّ و جلّ: يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللّهِ بِأَفْواهِهِمْ (2) قال يريدون ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين عليه السّلام بأفواههم قلت:قوله: وَ اللّهُ مُتِمُّ نُورِهِ (3) قال:يقول و اللّه متمّ الإمامة و الإمامة هي النور و ذلك قوله:

فَآمِنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا (4) قال:النور هو الإمام (5).

الخامس: عليّ بن إبراهيم قال:حدّثنا عليّ بن الحسين عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن الحسن بن محبوب عن أبي أيّوب عن أبي خالد الكابلي قال:سألت أبا جعفر عليه السّلام و ذكر مثل الحديث الأوّل إلي آخره:و آمنه من فزع يوم القيامة الأكبر (6).

السادس: سعد بن عبد اللّه عن بصائر الدرجات عن أحمد و عبد اللّه ابني محمّد بن عيسي و محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن الحسن بن محبوب عن أبي أيّوب الخزّاز عن أبي خالد يزيد الكناسي قال:سألت أبا جعفر عليه السّلام عن قول اللّه عزّ و جلّ: فَآمِنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا (7) فقال:يا أبا خالد النور و اللّه الأئمّة عليهم السّلام يا أبا خالد لنور الإمام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار،و ساق الحديث إلي و آمنه من الفزع الأكبر ببعض التغيير اليسير (8).

ص: 339


1- الكافي:195/1 ح 4.
2- سوره 61 - آيه 8
3- سوره 61 - آيه 8
4- سوره 64 - آيه 8
5- الكافي:196/1 ح 6.
6- تفسير القمي:372/2.
7- سوره 64 - آيه 8
8- بصائر الدرجات:296/1.

الباب الثالث و العشرون و مائتان

في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ (1)

من طريق العامّة و فيه حديث واحد روي الاصفهاني الاموي في معني الآية من عدّة طرق إلي عليّ عليه السّلام ولايتنا أهل البيت (2).

الباب الرابع و العشرون و مائتان

في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً (3)

من طريق الخاصّة و فيه اثني عشر حديثا الأوّل: محمّد بن يعقوب عن الحسين بن محمّد عن معلّي بن محمّد عن الحسن بن علي الوشاء عن مثنّي الحنّاط عن عبد اللّه بن عجلان عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه عزّ و جلّ: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (4) قال:في ولايتنا (5).

الثاني: الشيخ الطوسي في أماليه عن أبي محمّد الفحّام قال:حدّثني محمّد بن عيسي بن هارون قال:حدّثني أبو عبد الصمد إبراهيم عن أبيه عن جدّه محمّد بن إبراهيم قال سمعت الصادق جعفر ابن محمّد عليه السّلام يقول في قوله تعالي: اُدْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً (6) قال:في ولاية عليّ بن أبي طالب و لا تتّبعوا خطوات الشياطين قال:لا تتّبعوا غيره (7).

الثالث: سعد بن عبد اللّه القمّي عن عليّ بن إسماعيل بن عيسي عن الحسين بن سعيد عن عليّ ابن النعمان عن محمّد بن مروان عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله تعالي: اُدْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً (8) قال:هي ولايتنا (9).

الرابع: العيّاشي بإسناده عن أبي بصير قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ (10) قال:أ تدري ما السّلم؟قال:قلت:أنت أعلم، قال:ولاية عليّ و الأئمّة الأوصياء من بعده قال:و خطوات الشيطان و اللّه ولاية فلان و فلان (11).

ص: 340


1- سوره 2 - آيه 208
2- بصائر الدرجات:296/1.
3- سوره 2 - آيه 208
4- سوره 2 - آيه 208
5- الكافي:417/1 ح 29.
6- سوره 2 - آيه 208
7- أمالي الطوسي:299 ح 591.
8- سوره 2 - آيه 208
9- مختصر بصائر الدرجات:64.
10- سوره 2 - آيه 208
11- تفسير العياشي:102/1 ح 294،إثبات الهداة:45/3،بحار الأنوار:123/7.

الخامس: العيّاشي أيضا بإسناده عن زرارة و حمران و محمّد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه عليهما السّلام قالوا:سألناهما عن قول اللّه: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً (1) قال:أمروا بمعرفتنا (2).

السادس: العيّاشي بإسناده عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام قال:السّلم آل محمّد صلّي اللّه عليه و آله أمر اللّه بالدخول فيه (3).

السابع: العيّاشي بإسناده عن أبي بكر الكلبي عن جعفر عن أبيه عليهما السّلام في قوله: اُدْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً (4) هو ولايتنا (5).

الثامن: العيّاشي أيضا قال:و روي جابر عن أبي جعفر عليه السّلام قالوا:السّلم يقول آل محمّد أمر اللّه بالدخول فيه و هم حبل اللّه الذي أمر بالاعتصام به قال اللّه: وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا (6) (7).

التاسع: العيّاشي أيضا قال:و في رواية أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في قوله: لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ (8) قال:هي ولاية الأوّل و الثاني (9).

العاشر: العيّاشي أيضا عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن أبيه عن جدّه قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام:ألا إنّ العلم الذي هبط به آدم و جميع ما فضّلت به النبيّون إلي خاتم النبيّين و المرسلين في عترة خاتم النبيّين و المرسلين،فأين يتاه بكم و أين تذهبون يا معاشر من نسخ من أصلاب أصحاب السفينة فهذا مثل ما فيكم فكلّما نجي في هاتيك منهم من نجي و كذلك ينجو في هذه منكم من نجي و رهن ذمّتي،و ويل لمن تخلّف عنهم إنّهم فيكم كأصحاب الكهف و مثلهم باب حطّة،و هم باب السّلم فادخلوا في السّلم كافّة و لا تتّبعوا خطوات الشيطان (10).

الحادي عشر: ابن شهرآشوب عن زين العابدين و جعفر الصادق عليهما السّلام قال: اُدْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً (11) في ولاية عليّ وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ (12) قال:لا تتّبعوا غيره (13).

الثاني عشر: عن أبي جعفر عليه السّلام اُدْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً (14) في ولايتنا (15).

ص: 341


1- سوره 2 - آيه 208
2- تفسير العياشي:102/1 ح 295.
3- تفسير العياشي:102/1 ح 298.
4- سوره 2 - آيه 208
5- تفسير العياشي:102/1 ح 297،بحار الأنوار:123/7،الصافي:183/1.
6- سوره 3 - آيه 103
7- تفسير العياشي:194/1 ح 123 و 298.
8- سوره 2 - آيه 168
9- تفسير العياشي:103/1 ح 294-299.
10- تفسير العياشي:103/1 ح 300.
11- سوره 2 - آيه 208
12- سوره 2 - آيه 168
13- مناقب آل أبي طالب:116/3.
14- سوره 2 - آيه 208
15- مناقب آل أبي طالب:116/3.

الباب الخامس و العشرون و مائتان

في قوله تعالي: ما يَكُونُ مِنْ نَجْوي ثَلاثَةٍ إِلاّ هُوَ رابِعُهُمْ (1)

من طريق العامّة و فيه حديث واحد أسند أبو جعفر الطبري إلي ابن عبّاس أنّ سادات قريش كتبت صحيفة تعاهدوا فيها علي قتل عليّ و دفعوها إلي أبي عبيدة بن الجرّاح أمين قريش فنزلت ما يَكُونُ مِنْ نَجْوي ثَلاثَةٍ إِلاّ هُوَ رابِعُهُمْ (2) الآية فطلبها النبيّ منه فدفعها إليه فقال:كفرتم بعد إسلامكم فحلفوا باللّه إنّهم لم يهمّوا بشيء منه فأنزل اللّه يَحْلِفُونَ بِاللّهِ ما قالُوا وَ لَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَ هَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا (3) (4).

الباب السادس و العشرون و مائتان

في قوله تعالي: ما يَكُونُ مِنْ نَجْوي ثَلاثَةٍ إِلاّ هُوَ رابِعُهُمْ (5)

من طريق الخاصّة و فيه ثلاثة أحاديث الأوّل: محمّد بن يعقوب عن علي بن الحسين عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في قول اللّه عزّ و جلّ: ما يَكُونُ مِنْ نَجْوي ثَلاثَةٍ إِلاّ هُوَ رابِعُهُمْ وَ لا خَمْسَةٍ إِلاّ هُوَ سادِسُهُمْ وَ لا أَدْني مِنْ ذلِكَ وَ لا أَكْثَرَ إِلاّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (6) قال:نزلت هذه الآية في فلان و فلان و أبي عبيدة بن الجرّاح و عبد الرّحمن بن عوف و سالم مولي أبي حذيفة و المغيرة بن شعبة حيث كتبوا الكتاب بينهم و تعاهدوا و توافقوا لئن مضي محمّد لا تكون الخلافة في بني هاشم و لا النبوّة أبدا فأنزل اللّه فيهم هذه الآية (7).

الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا حمزة بن محمّد العلويّ رحمه اللّه قال:أخبرنا عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن محمّد بن أبي عمير عن عمرو بن اذينة عن أبي عبد اللّه عليه السّلام و ذكر مثل الحديث الأوّل (8).

الثالث: عليّ بن إبراهيم قال:أخبرنا أحمد بن إدريس عن محمّد بن عليّ عن عليّ بن الحكم

ص: 342


1- سوره 58 - آيه 7
2- سوره 58 - آيه 7
3- سوره 9 - آيه 74
4- الصراط المستقيم:296/1.
5- سوره 58 - آيه 7
6- سوره 58 - آيه 7
7- الكافي:180/8 ح 202.
8- أمالي الصدوق.

عن أبي بكر الحضرمي و بكر بن أبي بكر قال:حدّثنا سليمان بن خالد قال:سألت أبا جعفر عليه السّلام عن قول اللّه: إِنَّمَا النَّجْوي مِنَ الشَّيْطانِ (1) قال:الثاني؛و قوله: ما يَكُونُ مِنْ نَجْوي ثَلاثَةٍ إِلاّ هُوَ رابِعُهُمْ (2) قال فلان و فلان،و ابن فلان أمينهم حين اجتمعوا و دخلوا الكعبة،فكتبوا بينهم كتابا إن مات محمّد ألاّ يرجع الأمر فيهم أبدا (3).

ص: 343


1- سوره 58 - آيه 10
2- سوره 58 - آيه 7
3- تفسير القمي:356/2.

الباب السابع و العشرون و مائتان

في قوله تعالي: يَحْلِفُونَ بِاللّهِ ما قالُوا وَ لَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَ هَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا (1)

من طريق العامّة و فيه حديثان الأوّل: أسند أبو جعفر الطبري إلي ابن عبّاس أنّ سادات قريش كتبت صحيفة تعاهدوا علي قتل عليّ فدفعوها إلي أبي عبيدة بن الجرّاح.و قد تقدّم الحديث في الباب الخامس و العشرين و مائتين في قوله تعالي: ما يَكُونُ مِنْ نَجْوي ثَلاثَةٍ إِلاّ هُوَ رابِعُهُمْ (2) الآية (3).

الثاني: الزمخشري في«الكشّاف»في تفسير قوله تعالي: لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَ قَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ (4) رفعه ابن جريح قال:وقفوا لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي الثنية ليلة العقبة و هم اثنا عشر رجلا ليفتكوا به (5).و قال الزمخشري أيضا في تفسير قوله تعالي: وَ هَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا وَ ما نَقَمُوا (6) و هو الفتك برسول اللّه،و ذلك عند مرجعه من تبوك،توافق خمسة عشر منهم علي أن يدفعوه عن راحلته إلي الوادي إذا تسنّم العقبة بالليل،فأخذ عمّار بن ياسر بخطام ناقته يقودها و حذيفة خلفه يسوقها فبينما هما كذلك إذ سمع حذيفة وقع أخفاف الإبل و قعقعة السلاح فإذا هم قوم متلثّمون، فقال:إليكم إليكم يا أعداء اللّه،فهربوا (7).

ص: 344


1- سوره 9 - آيه 74
2- سوره 58 - آيه 7
3- الصراط المستقيم:296/1.
4- سوره 9 - آيه 48
5- تفسير الكشاف:155/2،ضمن تفسير الآية 48 من سورة التوبة.
6- سوره 9 - آيه 74
7- تفسير الكشاف:163/2،ضمن تفسير الآية 74 من سورة التوبة.

الباب الثامن و العشرون و مائتان

في قوله تعالي: يَحْلِفُونَ بِاللّهِ ما قالُوا وَ لَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَ هَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا (1)

من طريق الخاصّة و فيه سبعة أحاديث الأوّل: العيّاشي بإسناده عن جابر بن أرقم قال:بينا نحن في مجلس لنا و أخو زيد بن أرقم يحدّثنا إذ أقبل رجل علي فرسه عليه هيئة السفر فسلّم علينا ثمّ وقف فقال:أ فيكم زيد بن أرقم؟فقال زيد:

أنا زيد بن أرقم فما تريد،فقال الرجل:أ تدري من أين جئت؟قال:لا،قال:من فسطاط مضر لأسألك عن حديث بلغني عنك تذكره عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال له زيد:و ما هو؟قال:حديث غدير خمّ في ولاية عليّ بن أبي طالب عليه السّلام،فقال:يا ابن أخي إنّ قبل غدير خمّ ما احدّثك به إنّ جبرئيل الروح الأمين صلوات اللّه عليه نزل علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بولاية عليّ بن أبي طالب فدعا قوما أنا فيهم فاستشارهم في ذلك ليقوم به في الموسم فلم ندر ما نقول و بكي صلّي اللّه عليه و آله فقال له جبرئيل:ما لك يا محمّد أ جزعت من أمر اللّه؟فقال:كلاّ يا جبرئيل و لكن قد علم ربّي ما لقيت من قريش إذ لم يقرّوا إليّ بالرسالة حتّي أمرني بجهادي و أهبط إليّ جنودا من السماء فنصروني فكيف يقرّوا إليّ لعليّ من بعدي فانصرف عنه جبرئيل عليه السّلام ثمّ نزل عليه فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحي إِلَيْكَ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ (2) فلمّا نزلنا الجحفة راجعين و ضربنا أخبيتنا نزل جبرائيل بهذه الآية: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ (3) فبينا نحن كذلك إذ سمعنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو ينادي:يا أيّها الناس أجيبوا داعي اللّه أنا رسول اللّه،فأتينا مسرعين في شدّة الحرّ فإذا هو واضع بعض ثوبه علي رأسه و بعضه علي قدميه من الحرّ و أمر بقم ما تحت الدّوح،فقمّ ما كان ثمّة من الشوك و الحجارة،فقال رجل:ما دعاه إلي قمّ هذا المكان و هو يريد أن يرحل من ساعته ليأتينّكم اليوم بداهية،فلمّا فرغوا من القم أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن يؤتي بأحلاس دوابنا و أذوات الماء و جفاتها (4)فوضعنا بعضها علي بعض ثمّ ألقينا عليها ثوبا و صعد عليها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فحمد اللّه و أثني عليه ثمّ قال:أيّها الناس إنّه نزل عليّ عشية عرفة أمر ضقت به ذرعا مخافة تكذيب أهل

ص: 345


1- سوره 9 - آيه 74
2- سوره 11 - آيه 12
3- سوره 5 - آيه 67
4- في المصدر:بأحلاس دوابنا و أثاث إبلنا و حقائبها.

الإفك حتّي جاءني في هذا الموضع وعيد من ربّي إن لم أفعل ألا و إنّي غير هائب لقوم و لا محاب لقرابتي أيّها الناس من أولي بكم من أنفسكم؟قالوا:اللّه و رسوله،قال:اللّهمّ اشهد و أنت يا جبرائيل فاشهد حتّي قالها ثلاثا،ثمّ أخذ بيد عليّ صلوات اللّه عليه فرفعه إليه ثمّ قال:اللّهمّ من كنت مولاه فعليّ مولاه اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله قالها ثلاثا ثمّ قال:

هل سمعتم؟

فقالوا:اللّهم بلي،قال:فأقررتم،فقالوا:اللّهمّ نعم،قال:اللّهم اشهد و أنت يا جبرائيل فاشهد،ثمّ نزل فانصرفنا إلي رحالنا و كان إلي جانب خبائي خباء لنفر من قريش و هم ثلاثة و معي حذيفة بن اليمان فسمعت أحد الثلاثة و هو يقول:و اللّه إنّ محمّدا لأحمق إن كان يري أنّ الأمر ليستقيم لعليّ من بعده و قال آخرون:أ تجعله أحمق أ لم تعلم أنّه مجنون قد كاد أن يصرع عند امرأة ابن أبي كبشة.

و قال الثالث:دعوه إن شاء يكون أحمقا و إن شاء يكون مجنونا و اللّه ما يكون ما يقول أبدا.

فغضب حذيفة من مقالتهم فرفع جانب الخباء،فأدخل رأسه إليهم و قال:فعلتموها و رسول اللّه بين أظهركم و وحي اللّه ينزل عليكم و اللّه لأخبره بكرة بمقالتكم فقالوا له:يا أبا عبد اللّه و انّك لها هنا و قد سمعت ما قلنا اكتم علينا فإنّ لكلّ جار أمانة فقال لهم:ما هذا من جوار الأمانة و لا من مجالسها ما نصحت للّه و رسوله إن أنا طويت عنه هذا الحديث،فقالوا:يا أبا عبد اللّه فاصنع ما شئت فو اللّه ليحلفن انّا لم نقل و انّك قد كذبت علينا افتراه يصدّقك و يكذّبنا و نحن ثلاثة فقال لهم:امّا أنا فلا أبالي إذا أنا أدّيت النصيحة إلي اللّه و إلي رسوله فقولوا ما شئتم أن تقولوا ثمّ مضي حتّي أتي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عليّ عليه السّلام جانبه محتب بحمائل سيفه فأخبره بمقالة القوم فبعث إليهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فأتوه فقال:ما ذا قلتم؟فقالوا:و اللّه ما قلنا شيئا فإن كنت أبلغت عنّا شيئا فمكذوب علينا فهبط جبرائيل عليه السّلام بهذه الآية يَحْلِفُونَ بِاللّهِ ما قالُوا وَ لَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ (1) قال عليّ عليه السّلام عند ذلك ليقولوا ما شاءوا و اللّه إنّ قلبي بين أضلاعي و إنّ سيفي لفي عنقي و لئن همّوا لأهمنّ فقال جبرائيل للنبيّ صلّي اللّه عليه و آله:اصبر للأمر الذي هو كائن فأخبر النبيّ صلّي اللّه عليه و آله عليّا عليه السّلام بما أخبره به جبرائيل عليه السّلام فقال:إذا أصبر للمقادير،قال أبو عبد اللّه:و قال رجل من الملاء شيخ لئن كنّا بين أقوامنا كما يقولون هذا لنحن أشرّ من الحمير،فقال آخر شاب إلي جنبه:لئن كنت صادقا لنحن أشرّ من الحمير (2).

ص: 346


1- سوره 9 - آيه 74
2- تفسير العياشي:99/2 ح 89.

الثاني: العيّاشي عن جعفر بن محمّد الخزاعي عن أبيه قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول:لما قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله ما قال في غدير خمّ و صار بالأخبية،مرّ المقداد بجماعة منهم و هم يقولون و اللّه إن كنّا و قيصر لكنّا في الخزّ و الوشي هو نقش علي الثوب.و الديباج و النساجات و أنا معه في الاخشنين نأكل الخشن و نلبس الخشن حتّي إذا دنا موته و فنيت أيّامه و حضر أجله أراد أن يولّيها عليّا من بعده أما و اللّه ليعلمن!قال:فمضي المقداد فأخبر النبيّ فقال:الصلاة جامعة،قال:فقالوا:قد رمانا المقداد فقوموا نحلف عليه فجاءوا حتّي جثوا بين يديه فقالوا:بآبائنا و أمّهاتنا يا رسول اللّه و الّذي بعثك بالحقّ و الذي أكرمك بالنبوّة ما قلنا ما بلغك لا و الذي اصطفاك علي البشر قال:فقال النبيّ بسم اللّه الرّحمن الرّحيم يَحْلِفُونَ بِاللّهِ ما قالُوا وَ لَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَ هَمُّوا (1) بك يا محمّد ليلة العقبة و ما نقموا إلاّ أن أغناهم اللّه من فضله كان أحدهم يبيع الروث و آخر يبيع الكراع و نقل القرامل فأغناهم اللّه برسوله ثمّ جعلوا حدّهم و حديدهم عليه (2).

الثالث: العيّاشي بإسناده عن أبان بن تغلب عنه عليه السّلام:لمّا نصّب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا يوم غدير خمّ فقال:من كنت مولاه فعليّ مولاه؛فهمّ رجلان من قريش رءوسهما و قالا:و اللّه لا نسلم له ما قال أبدا.

فأخبر النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فسألهما عمّا قالا،فكذبا و حلفا باللّه ما قالا شيئا،فنزل جبرئيل علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يَحْلِفُونَ بِاللّهِ ما قالُوا (3) الآية قال أبو عبد اللّه عليه السّلام لقد توليا و ما تابا (4).

الرابع: عليّ بن إبراهيم في تفسيره قال:قال نزلت في الذين تخالفوا في الكعبة لا يردوا هذا الأمر في بني هاشم و هي كلمة الكفر،ثمّ قعدوا لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في العقبة و همّوا بقتله و هو قول اللّه تعالي: وَ هَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا (5) (6).

الخامس: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن محمّد بن الهيثم العجلي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أحمد بن يحيي ابن زكريا القطّان قال:حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال:حدّثنا تميم بن بهلول عن أبيه عن عبد اللّه بن الفضل الهاشمي عن أبيه عن زياد بن المنذر قال:حدّثني جماعة من المشيخة عن حذيفة بن اليمان أنّه قال:الذين نفروا برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ناقته في منصرفه من تبوك أربعة عشر أبو الشرور و أبو الدواهي و أبو المعازف و أبوه و طلحة و سعد بن أبي وقّاص و أبو عبيدة و أبو الأعور و المغيرة و سالم مولي أبي حذيفة و خالد بن الوليد و عمرو بن العاص و أبو موسي الأشعري و عبد الرحمن بن عوف و هم الذين أنزل اللّه عزّ و جلّ فيهم وَ هَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا (7) (8).

ص: 347


1- سوره 9 - آيه 74
2- تفسير العياشي:100/2 ح 90.
3- سوره 9 - آيه 74
4- تفسير العياشي:100/2 ح 91.
5- سوره 9 - آيه 74
6- تفسير القمي:301/1.
7- سوره 9 - آيه 74
8- الخصال:499 ح 6.

السادس: العلاّمة الحلّي في الكشكول عن أحمد بن عبد الرحمن النّاوري يوم الجمعة في شهر رمضان سنة عشرين و ثلاثمائة قال:قال الحسين و العبّاس عن المفضّل الكرماني قال:حدّثني محمّد بن صدقة قال محمّد بن سنان عن المفضّل بن عمر الجعفي عن الصادق عليه السّلام في قصّة النظر ابن الحرث الفهري مع جماعة المنافقين الذين اجتمعوا عند عمر بن الخطّاب ليلا و ذكر الحديث و قال فيه:فلمّا رأوه-يعني النظر الفهري-بظهر المدينة ميّتا بحجرة من طين انتحبوا و بكوا و قالوا:

من أبغض عليّا و أظهر بغضه قتله بسيفه،و من خرج من المدينة بغضا لعليّ فأنزل اللّه عليه ما تري؛ لئن رجعنا إلي المدينة ليخرجنّ الأعزّ منها الأذلّ من شيعة عليّ مثل سلمان و أبي ذرّ و المقداد و عمّار و أشباههم من ضعفاء الشيعة.فأوحي اللّه إلي نبيّه ما قالوا،فلمّا انصرفوا إلي المدينة أعلمهم رسول اللّه فحلفوا باللّه كاذبين إنّهم لم يقولوا فأنزل اللّه فيهم: يَحْلِفُونَ بِاللّهِ ما قالُوا وَ لَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ (1) بظاهر القول لرسول اللّه إنّا قد آمنّا و أسلمنا للّه و للرسول فيما أمرنا به من طاعة عليّ و همّوا بما لم ينالوا من قتل محمّد ليلة العقبة و إخراج ضعفاء الشيعة من المدينة بغضا لعليّ و ما نقموا منهم إلاّ أن أغناهم اللّه من فضله بسيف عليّ في حروب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و فتوحه فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ وَ إِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ عَذاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ ما لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَ لا نَصِيرٍ (2) و الحديث طويل ذكرناه بطوله في قوله تعالي: قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ (3) من كتاب البرهان في تفسير القرآن (4).

السابع: ابن شهرآشوب قال:روي أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لمّا فرغ من غدير خمّ و نفر النّاس،اجتمع نفر من قريش يتساقون علي ما جري،فمرّ بهم ضبّ فقال بعضهم:ليت محمّدا أمر هذا الضبّ دون عليّ؛ فسمع ذلك أبو ذرّ فحكي ذلك لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فبعث إليهم و أحضرهم و عرض عليهم مقالتهم فأنكروا و حلفوا فأنزل اللّه تعالي: يَحْلِفُونَ بِاللّهِ ما قالُوا وَ لَقَدْ قالُوا (5) الآية فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:ما أظلّت الخضراء و لا أقلّت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذرّ (6).

ص: 348


1- سوره 9 - آيه 74
2- سوره 9 - آيه 74
3- سوره 6 - آيه 149
4- مدينة المعاجر:276/2.
5- سوره 9 - آيه 74
6- مناقب آل أبي طالب:242/2.

الباب التاسع و العشرون و مائتان

في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ (1)

من طريق العامّة و فيه ثلاثة أحاديث الأوّل: أبو المؤيّد موفّق بن أحمد بن أعيان علماء العامّة بإسناده عن مجاهد عن ابن عبّاس قال:

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما أنزل اللّه آية فيها يا أيّها الذين آمنوا إلاّ و عليّ رأسها و أميرها (2).

الثاني: موفّق بن أحمد أيضا بإسناده عن عكرمة عن ابن عبّاس قال:ما أنزل اللّه تعالي في القرآن آية يقول فيها:يا أيّها الذين آمنوا،إلاّ كان عليّ بن أبي طالب شريفها و أميرها (3).

الثالث: ابن جبير في نخبه أسند قال:روي جماعة من الثقات عن الأعمش و الليث و العوام عن مجاهد و ابن أبي ليلي عن داود بن جريح عن عطاء و عكرمة عن ابن عبّاس:ما أنزل اللّه في القرآن آية فيها:يا أيّها الذين آمنوا إلاّ و عليّ أميرها و شريفها و نحوه و تفسير وكيع و القطان و نحوه روي الثقفي و العكبري و في تفسير مجاهد ما في القرآن يا أيّها الذين آمنوا إلاّ و عليّ سابقة ذلك؛لأنّه سابقهم إلي الإسلام فسمّاه اللّه تعالي في تسعة و ثمانين موضعا أمير المؤمنين (4).

الباب الثلاثون و مائتان

في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ (5)

من طريق الخاصّة و فيه حديث واحد صحيفة الرّضا عليه السّلام قال:ليس في القرآن آية (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) (6) إلاّ في حقّنا (7).

ص: 349


1- سوره 2 - آيه 153
2- مناقب الخوارزمي:266 ح 250.
3- مناقب الخوارزمي:280 ح 272.
4- بحار الأنوار:333/33 ح 73،عن الخوارزمي.
5- سوره 2 - آيه 153
6- سوره 2 - آيه 104
7- صحيفة الإمام الرضا عليه السّلام:235 ج 36.

الباب الحادي و الثلاثون و مائتان

فيما نزل عليه القرآن من الأقسام

من طريق العامّة و فيه حديث واحد ابن المغازلي عن ابن عبّاس عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أنّه قال:إنّ القرآن أربعة أرباع،فربع فينا أهل البيت خاصّة،و ربع في أعدائنا،و ربع حلال و حرام،و ربع فرائض و أحكام؛و إنّ اللّه أنزل في عليّ كرائم القرآن (1).

الباب الثاني و الثلاثون و مائتان

فيما نزل عليه القرآن من الأقسام

من طريق الخاصّة و فيه ستّة أحاديث الأوّل: محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد و عليّ بن إبراهيم عن أبيه، جميعا عن ابن محبوب عن أبي حمزة عن أبي يحيي عن الأصبغ بن نباتة قال:سمعت أمير المؤمنين عليه السّلام يقول:نزل القرآن أثلاثا:ثلث فينا و في عدوّنا،و ثلث سنن و أمثال،و ثلث فرائض و أحكام (2).

الثاني: ابن يعقوب أيضا عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن الحجّال عن عليّ بن عقبة عن داود بن فرقد عن من ذكره عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:إنّ القرآن نزل أربعة أرباع:ربع حلال، و ربع حرام،و ربع سنن و أحكام،و ربع خبر ما كان قبلكم و بناء ما يكون بعدكم و فصل ما بينكم (3).

الثالث: ابن يعقوب عن أبي علي الأشعري عن محمّد بن عبد الجبّار عن صفوان عن إسحاق بن عمّار عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السّلام قال:نزل القرآن أربعة أرباع:ربع فينا،و ربع في عدوّنا،و ربع سنن و أمثال،و ربع فرائض و أحكام (4).

الرابع: العيّاشي عن أبي الجارود قال:سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول:نزل القرآن علي أربعة أرباع:

ص: 350


1- تفسير فرات الكوفي:249 ح 336.
2- الكافي:628/2 ح 4.
3- الكافي:627/2 ح 3.
4- الكافي:628/2 ح 4.

ربع فينا،و ربع في عدوّنا،و ربع في فرائض و أحكام،و ربع سنن و أمثال؛و لنا كرائم القرآن (1).

الخامس: العيّاشي بإسناده عن الأصبغ بن نباتة قال:سمعت أمير المؤمنين عليه السّلام يقول:نزل القرآن أثلاثا ثلث فينا و في عدوّنا،و ثلث سنن و أمثال،و ثلث فرائض و أحكام (2).

السادس: العيّاشي بإسناده عن محمّد بن خالد الحجّاج الكرخي عن بعض أصحابه رفعه إلي خيثمة قال:قال أبو جعفر عليه السّلام:يا خيثمة القرآن نزل أثلاثا:ثلث فينا و في أحبّائنا،و ثلث في أعدائنا و عدوّ من كان قبلنا،و ثلث سنة و مثل؛و لو أنّ الآية إذا نزلت في قوم ثمّ مات أولئك القوم ماتت الآية،لما بقي من القرآن شيء،و لكن القرآن يجري أوّله علي آخره ما دامت السماوات و الأرض و لكلّ قوم آية يتلونها هم منها من خير أو شرّ (3).

ص: 351


1- تفسير العياشي:9/1 ح 1.
2- تفسير العياشي:9/1 ح 3.
3- تفسير العياشي:10/1 ح 7.

الباب الثالث و الثلاثون و مائتان

في قوله تعالي: ن وَ الْقَلَمِ وَ ما يَسْطُرُونَ ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (1)

من طريق العامّة و فيه حديثان الأوّل: الطبرسي قال:أخبرنا السيّد أبو الحمد مهدي بن نزار الحسيني قال:حدّثنا الحاكم أبو القاسم عبيد اللّه بن عبد اللّه الحسكاني قال:أخبرنا أبو عبد اللّه الشيرازي قال:حدّثنا أبو بكر الجرجاني قال:حدّثنا أبو أحمد البصري قال:حدّثني أبو عمر بن محمّد بن تركي قال:حدّثنا محمّد بن الفضل قال:حدّثنا محمّد بن شعيب عن عمرو بن شمر عن دلهم بن صالح عن الضحّاك ابن مزاحم قال:لمّا رأت قريش تقديم النبيّ عليه السّلام عليّا عليه السّلام و إعظامه له،نالوا من عليّ و قالوا:قد افتتن به محمّد فأنزل اللّه تعالي: ن وَ الْقَلَمِ وَ ما يَسْطُرُونَ (2) قسم أقسم اللّه به ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (3) وَ إِنَّكَ لَعَلي خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) يعني القرآن إلي قوله:بمن ضلّ عن سبيله و هم النفر الذين قالوا ما قالوا و هو أعلم بالمهتدين (5).

الثاني: ابن شهرآشوب عن تفسير يعقوب بن سفيان قال:حدّثنا أبو بكر الحميدي عن سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عبّاس في خبر يذكر فيه و كيفية بعثه النبيّ صلّي اللّه عليه و آله ثمّ قال:

بينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قائم يصلّي مع خديجة إذ طلع عليه عليّ بن أبي طالب فقال له:ما هذا يا محمّد؟ قال:هذا دين اللّه فآمن به و صدّقه ثمّ كانا يصلّيان فيركعان و يسجدان فأبصرهما أهل مكّة ففشي الخبر فيهم أنّ محمّدا قد جنّ فنزل ن وَ الْقَلَمِ وَ ما يَسْطُرُونَ ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (6) (7).

الباب الرابع و الثلاثون و مائتان

في قوله تعالي: ن وَ الْقَلَمِ وَ ما يَسْطُرُونَ ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (8)

من طريق الخاصّة و فيه ثمانية أحاديث الأوّل: الحسن بن أبي الحسن الديلمي بإسناده إلي محمّد بن الفضيل عن أبي الحسن موسي عليه السّلام قال:سألته عن قول اللّه عزّ و جلّ: ن وَ الْقَلَمِ وَ ما يَسْطُرُونَ (9) فنون اسم لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله

ص: 352


1- سوره 68 - آيه 1
2- سوره 68 - آيه 1
3- سوره 68 - آيه 2
4- سوره 68 - آيه 4
5- مجمع البيان:501/10.
6- سوره 68 - آيه 1
7- مناقب آل أبي طالب:297/1.
8- سوره 68 - آيه 1
9- سوره 68 - آيه 1

و القلم اسم لأمير المؤمنين عليه السّلام (1).

الثاني: محمّد بن يعقوب عن حسين بن محمّد الأشعري عن معلّي بن محمّد عن الوشّاء عن أبان ابن عثمان عن عبد الرّحمن بن أبي عبد اللّه عن أبي العبّاس المالكي قال:سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول:إنّ عمر لقي عليّا عليه السّلام فقال له:أنت الذي تقرأ هذه الآية بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (2) و تعرّض بي و بصاحبي؟قال فقال له:أ فلا أخبرك بآية نزلت في بني اميّة فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ (3) فقال:كذبت،بنو أميّة أوصل منكم للرحم و لكنّك أبيت إلاّ عداوة لبني تيم و بني عدي و بني اميّة (4).

الثالث: محمّد بن العبّاس عن عبد العزيز بن يحيي عن عمرو بن محمّد بن الفضيل عن محمّد ابن شعيب عن دلهم بن صالح عن الضحّاك بن مزاحم قال:لمّا رأت قريش تقديم النبيّ صلّي اللّه عليه و آله عليّا عليه السّلام و إعظامه له نالوا من عليّ عليه السّلام و قالوا:قد افتتن به محمّد صلّي اللّه عليه و آله فأنزل اللّه تبارك و تعالي: ن وَ الْقَلَمِ وَ ما يَسْطُرُونَ (5) قسم أقسم اللّه تعالي به ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ وَ إِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ وَ إِنَّكَ لَعَلي خُلُقٍ عَظِيمٍ فَسَتُبْصِرُ وَ يُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (6) و سبيله عليّ بن أبي طالب عليه السّلام (7).

الرابع: محمّد بن العبّاس عن عليّ بن العبّاس عن حسن بن محمّد عن يوسف بن كليب عن خالد عن حفص عن عمرو بن حنّان عن أبي أيّوب الأنصاري قال:لمّا أخذ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله بيد عليّ عليه السّلام فرفعها و قال:من كنت مولاه فعليّ مولاه.قال اناس إنّما افتتن بابن عمّه و نزلت الآية فَسَتُبْصِرُ وَ يُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (8) (9).

الخامس: عليّ بن إبراهيم في تفسيره و هو منسوب إلي الصادق عليه السّلام قوله: فَسَتُبْصِرُ وَ يُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (10) هكذا نزلت في بني أميّة أي حبتر و زفر و علي قال:و قال الصادق عليه السّلام:لقي عمر أمير المؤمنين عليه السّلام فقال:يا عليّ بلغني انّك تتأوّل هذه الآية فيّ و في صاحبي فَسَتُبْصِرُ وَ يُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (11) فقال أمير المؤمنين عليه السّلام أ فلا أخبرك يا أبا حفص ما نزل في بني أميّة وَ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ (12) فقال:كذبت يا عليّ بنو أميّة خير منك و أوصل للرحم (13).

السادس: شرف الدين النجفي عن محمّد بن جمهور عن حمّاد بن عيسي عن حسين بن مختار عنهم صلوات اللّه عليهم أجمعين في قوله: وَ لا تُطِعْ كُلَّ حَلاّفٍ مَهِينٍ (14) الثاني هَمّازٍ مَشّاءٍ بِنَمِيمٍ (15)

ص: 353


1- بحار الأنوار:165/32 ح 49.
2- سوره 68 - آيه 6
3- سوره 47 - آيه 22
4- الكافي:103/8 ح 76.
5- سوره 68 - آيه 1
6- سوره 68 - آيه 2
7- بحار الأنوار:25/24 ح 56.
8- سوره 68 - آيه 5
9- بحار الأنوار:165/32 ح 150.
10- سوره 68 - آيه 5
11- سوره 68 - آيه 5
12- سوره 17 - آيه 60
13- تفسير القمي:380/2.
14- سوره 68 - آيه 10
15- سوره 68 - آيه 11

مَنّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ (1) قال:العتلّ الكافر العظيم الكفر و الزّنيم ولد الزنا (2).

السابع: شرف الدين قال:روي محمّد البرقي عن الأخمسي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام مثله و زاد فيه:

و كان أمير المؤمنين عليه السّلام يقرأ فَسَتُبْصِرُ وَ يُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (3) فلقيه الثاني فقال له:أنت الذي تقول كذا و كذا تعرّض بي و بصاحبي؟فقال له أمير المؤمنين عليه السّلام:و لم يعتذر إليه،ألا أخبرك بما نزل في بني اميّة نزل فيهم فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ (4) قال:فكذّبه و قال له:هم خير منك و أوصل للرحم (5).

الثامن: أحمد بن محمّد بن خالد البرقي عن من حدّثه عن جابر قال:قال أبو جعفر عليه السّلام:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما من مؤمن إلاّ و قد خلص ودّي إلي قلبه،و ما خلص ودي إلي قلب أحد إلاّ و قد خلص ودّ عليّ إلي قلبه،كذب يا عليّ من زعم أنّه يحبّني و يبغضك.قال:فقال رجلان من المنافقين لقد فتن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بهذا الغلام.فأنزل اللّه تبارك و تعالي: فَسَتُبْصِرُ وَ يُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (6) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ وَ لا تُطِعْ كُلَّ حَلاّفٍ مَهِينٍ (7) قال:نزلت فيهم إلي آخر الآية (8).

ص: 354


1- سوره 68 - آيه 12
2- تفسير البرهان:370/4 ح 6،بحار الأنوار:258/30 ح 120.
3- سوره 68 - آيه 5
4- سوره 47 - آيه 22
5- تفسير البرهان:370/4 ح 7،تأويل الآيات:712/2 ح 5.
6- سوره 68 - آيه 5
7- سوره 68 - آيه 9
8- المحاسن:151/1 ح 71.

الباب الخامس و الثلاثون و مائتان

في قوله تعالي: كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوي عَلي سُوقِهِ (1)

من طريق العامّة و فيه حديثان الأوّل: روي أبو نعيم في قوله تعالي: فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوي عَلي سُوقِهِ (2) (3)قال:اشتهر الإسلام بسيف عليّ بن أبي طالب (4).

الثاني: ابن مردويه عن الحسن بن عليّ صلوات اللّه عليهما قال:استوي الإسلام بسيف عليّ عليه السّلام (5).

الباب السادس و الثلاثون و مائتان

في قوله تعالي: كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوي عَلي سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفّارَ (6)

قال:قوله كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ (7) أصل الزرع عبد المطّلب،و شطأه محمّد صلّي اللّه عليه و آله،و يعجب الزّراع قال:عليّ بن أبي طالب عليه السّلام (8).

ص: 355


1- سوره 48 - آيه 29
2- سوره 48 - آيه 29
3- الفتح:29.
4- الصراط المستقيم:5/2،و بحار الأنوار:180/32 ذيل ح 174،و فيه و في كشف الغمّة(322/1):عن الحسن قال:استوي الإسلام بسيف علي،و كذا في شواهد التنزيل:257/2 ح 890.
5- بحار الأنوار:180/32 ح 174.
6- سوره 48 - آيه 29
7- سوره 48 - آيه 29
8- بحار الأنوار:322/24 ح 32.

الباب السابع و الثلاثون و مائتان

في قوله تعالي: وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ (1)

من طريق العامّة و فيه حديث واحد الجبري من أعيان علماء العامّة عن ابن عبّاس قال:فيما نزل في القرآن من خاصّة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عليّ و أهل بيته دون الناس من سورة البقرة وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ (2) الآية نزلت في عليّ و حمزة و جعفر و عبيدة بن الحرث بن عبد المطلب (3).

الباب الثامن و الثلاثون و مائتان

في قوله تعالي: فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَ لَنْ تَفْعَلُوا (4) إلي قوله

وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ (5)

من طريق الخاصّة و فيه حديث واحد الإمام أبو محمّد العسكري عليه السّلام قال اللّه عزّ و جلّ: فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا (6) هذا الذي تحديتكم به وَ لَنْ تَفْعَلُوا (7) أي لا يكون ذلك منكم و لا تقدرون عليه،فاعلموا أنّكم مبطلون و أنّ محمّدا الصادق الأمين المخصوص برسالة ربّ العالمين المؤيّد بالروح الأمين و بأخيه أمير المؤمنين و سيّد الوصيّين،فصدّقوه فيما يخبر به عن اللّه تعالي من أوامره و نواهيه و فيما يذكره من فضل عليّ وصيّه و أخيه فاتّقوا بذلك عذاب النار التي وقودها-حطبها-الناس و الحجارة-حجارة الكبريت أشدّ الأشياء حرّا-أعدّت تلك النار للكافرين بمحمّد و الشاكّين في نبوّته و الدافعين لحقّ أخيه عليّ و الجاحدين لإمامته.

ثمّ قال:و بشّر الذين آمنوا باللّه و صدّقوك في نبوّتك فاتّخذوك إماما و صدّقوك في أقوالك و صوّبوك في أفعالك و اتخذوا أخاك عليّا بعدك إماما و لك وصيّا مرضيّا و انقادوا لما يأمرهم به و صاروا إلي ما أصارهم إليه و رأوا له ما يرون لك إلاّ النبوّة التي أفردت بها و أنّ الجنان لا تصير لهم إلاّ

ص: 356


1- سوره 2 - آيه 25
2- سوره 2 - آيه 25
3- بحار الأنوار:347/31 ح 24.
4- سوره 2 - آيه 24
5- سوره 2 - آيه 25
6- سوره 2 - آيه 24
7- سوره 2 - آيه 24

بموالاته و بموالاة من ينصّ لهم عليه من ذريّته و بموالاة سائر أهل ولايته و معاداة أهل مخالفته و عداوته و أنّ النيران لا تهدأ عنهم و لا تعدل بهم عن عذابها إلاّ بتنكّبهم عن موالاة مخالفيهم و مؤازرة شانئهم وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ (1) من أداء الفرائض و اجتناب المحارم و لم يكونوا كهؤلاء الكافرين بك بشّرهم أنّ لهم جنّات بساتين.و ساق تفسير الآية (2).

ص: 357


1- سوره 2 - آيه 25
2- تفسير الإمام العسكري:202 ح 92.

الباب التاسع و الثلاثون و مائتان

في قوله تعالي: وَ يَوْمَ يَعَضُّ الظّالِمُ عَلي يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (1)

إلي قوله تعالي: وَ كانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً (2)

من طريق العامّة و فيه حديثان الأوّل: محمّد بن إبراهيم النعماني المعروف بابن زينب في كتاب«الغيبة»رواه من طريق النصّاب قال:حدّثنا محمّد بن عبد اللّه المعمّر الطبراني بطبرية سنة ثلاث و ثلاثين و ثلاثمائة،و كان هذا الرجل من موالي يزيد بن معاوية و من النصّاب قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا عليّ بن هاشم و الحسن ابن السكن قالا:حدّثنا عبد الرزاق بن همّام قال:أخبرني عن مينا مولي عبد الرّحمن بن عوف عن جابر ابن عبد اللّه الأنصاري قال:وفد علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أهل اليمن فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:

جاءكم أهل اليمن يسبّون بسيسا.فلمّا دخلوا علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:قوم رقيقة قلوبهم راسخ إيمانهم،و منهم المنصور يخرج في سبعين ألفا ينصر خلفي و خلف وصيّي،حمائل سيوفهم المسك،فقالوا:يا رسول اللّه و من وصيّك؟فقال:هو الذي أمركم اللّه بالاعتصام به،فقال عزّ و جلّ:

وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا (3) فقالوا:يا رسول اللّه بيّن لنا ما هذا الحبل؟فقال:هو قول اللّه عزّ و جلّ: إِلاّ بِحَبْلٍ مِنَ اللّهِ وَ حَبْلٍ مِنَ النّاسِ (4) فالحبل الذي من اللّه كتابه،و الحبل الذي من الناس وصيّي،فقالوا:يا رسول اللّه و من وصيّك؟فقال:هو الذي أنزل اللّه فيه: أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتي عَلي ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ (5) .

فقالوا:يا رسول اللّه و ما جنب اللّه هذا؟

فقال:هو الذي يقول اللّه فيه: وَ يَوْمَ يَعَضُّ الظّالِمُ عَلي يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (6) قال:وصيّي السبيل إليّ من بعدي فقالوا:يا رسول اللّه بالذي بعثك بالحقّ نبيّا أرناه فقد اشتقنا إليه،فقال:هو الذي جعله اللّه آية للمتوسّمين فإن نظرتم إليه من كان له قلب أو ألقي السمع و هو شهيد عرفتم أنّه وصيّي كما عرفتم إنّي نبيّكم فتخلّلوا الصفوف و تصفّحوا الوجوه فما أهوت إليه قلوبكم فإنّه هو؛لأنّ اللّه عزّ و جلّ يقول في كتابه: فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ (7) إليه و إلي ذرّيته عليه السّلام.

ص: 358


1- سوره 25 - آيه 27
2- سوره 25 - آيه 29
3- سوره 3 - آيه 103
4- سوره 3 - آيه 112
5- سوره 39 - آيه 56
6- سوره 25 - آيه 27
7- سوره 14 - آيه 37

قال:فقام أبو عامر الأشعري في الأشعريّين،و أبو عزة الخولاني في الخولانيين،و ضبيان و عثمان بن قيس و عربة الدّوسي في الدوسيين،و لاحق بن علاقة فتخلّلوا الصفوف و تصفّحوا الوجوه و أخذوا بيد الأصلع البطين و قالوا:إلي هذا أهوت أفئدتنا يا رسول اللّه،فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:أنتم نخبة اللّه حين عرفتم وصيّ رسول اللّه قبل أن تعرفوه فبم عرفتم أنّه هو؟فرفعوا أصواتهم يبكون و قالوا:يا رسول اللّه نظرنا إلي القوم فلم تنجس لهم و لمّا رأيناه و جفت قلوبنا ثمّ اطمأنّت نفوسنا، فانجاست أكبادنا و هملت أعيننا و تبلّجت صدورنا حتّي كأنّه لنا أب و نحن عنده بنون فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَ الرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ (1) أنتم منه بالمنزلة التي سبقت لكم بها الحسن و أنتم عن النار مبعدون قال:فبقي هؤلاء القوم المسمّون حتّي شهدوا مع أمير المؤمنين الجمل و صفّين و قتلوا بصفّين رحمهم اللّه و كان النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يبشّرهم بالجنّة و أخبرهم أنّهم يستشهدون مع عليّ بن أبي طالب كرّم اللّه وجهه (2).

الثاني: صاحب كتاب«الصراط المستقيم»أظنّ طريقه من طريق العامّة قال:حدّث الحسين بن كثير عن أبيه قال:دخل محمّد بن أبي بكر علي أبيه و هو يتلوّي فقال:ما حالك؟قال:مظلمة ابن أبي طالب فلو استحللته،فقال لعليّ في ذلك،فقال:قل له أيت المنبر و أخبر الناس بظلامتي،فبلّغه فقال:فما أراد أن يصلّي علي أبيك اثنان.

فقال محمّد:كنت عند أبي أنا و عمر و عائشة و أخي فدعا بالويل ثلاثا و قال:هذا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يبشّرني بالنار و بيده الصحيفة التي تعاقدنا عليها،فخرجوا دوني و قالوا يهجر فقلت:تهذي،قال:لا و اللّه لعن اللّه ابن صهّاك فهو الذي صدّني عن الذكر بعد إذ جاءني فما زال يدعو بالثبور حتّي غمضته ثمّ أوصاني لا أتكلّم حذرا من الشماتة.

و قال صاحب كتاب«الصراط المستقيم»عقيب ذلك:فأين هذا من قول عليّ عليه السّلام:إنّي إلي لقاء ربّي لمشتاق و لحسن ثوابه لمنتظر (3).

ص: 359


1- سوره 3 - آيه 7
2- الغيبة:39-41،باب 2 ح 1.
3- الصراط المستقيم:300/2.

الباب الأربعون و مائتان

في قوله تعالي: وَ يَوْمَ يَعَضُّ الظّالِمُ عَلي يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (1)

إلي قوله تعالي: وَ كانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً (2)

من طريق الخاصّة و فيه ثمانية أحاديث الأوّل: محمّد بن العبّاس الثقة قال:حدّثنا أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمّد السيّاري عن محمّد بن خالد عن حمّاد عن حريز عن أبي عبد اللّه عليه السّلام أنّه قال:قوله عزّ و جلّ: يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (3) يعني عليّ بن أبي طالب عليه السّلام (4).

الثاني: محمّد بن العبّاس بالإسناد عن محمّد بن خالد عن محمّد بن علي عن محمّد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه عزّ و جلّ: يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (5) يعني عليّ بن أبي طالب عليه السّلام (6).

الثالث: محمّد بن إسماعيل رحمه اللّه بإسناده عن جعفر بن محمّد الطيّار عن أبي الخطّاب عن أبي عبد اللّه عليه السّلام أنّه قال:و اللّه ما مكّني اللّه في كتابه حتّي قال:يا ويلتي ليتني لم أتّخذ الثاني خليلا،و إنّما هي في مصحف عليّ عليه السّلام يا ويلتي ليتني لم أتّخذ فلانا خليلا و سيظهر يوما (7).

الرابع: عن محمّد بن جمهور عن حمّاد بن عيسي عن حريز عن رجل عن أبي جعفر عليه السّلام أنّه قال:

يَوْمَ يَعَضُّ الظّالِمُ عَلي يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً يا وَيْلَتي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً (8) قال:يقول الأوّل للثاني (9).

الخامس: محمّد بن يعقوب عن محمّد بن عليّ بن معمر عن محمّد بن عليّ بن عكاية التميمي عن حسين بن النضر الفهري عن أبي عمر الاوزاعي عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه السّلام في حديث طويل يذكر فيه خطبة لعليّ عليه السّلام قال فيها عليه السّلام من تقدّم عليه في الخلافة و تظلّمه منهم قال عليه السّلام:و لئن تقمّصها دوني الأشقيان و نازعاني فيما ليس لهما بحقّ و ركباها ضلالة و اعتقداها جهالة فلبئس ما عليه وردا و لبئس ما لأنفسهما مهّدا يتلاعنان في دورهما و يتبرّأ كلّ واحد منهما من

ص: 360


1- سوره 25 - آيه 27
2- سوره 25 - آيه 29
3- سوره 25 - آيه 27
4- بحار الأنوار:17/24 ح 28.
5- سوره 25 - آيه 27
6- بحار الأنوار:17/24 ح 28.
7- بحار الأنوار:19/24 ح 31.
8- سوره 25 - آيه 27
9- بحار الأنوار:19/24 ح 31.

صاحبه يقول لقرينه إذا التقيا:يا ليت بيني و بينك بعد المشرقين فبئس القرين،فيجيبه الأشقي علي رثوثة:يا ليتني لم اتّخذك خليلا لقد أضللتني عن الذّكر بعد إذ جاءني،و كان الشيطان للإنسان خذولا؛فأنا الذكر الذي عنه ضلّ و السبيل الذي عنه مال و الإيمان الذي به كفر و القرآن الذي إيّاه هجر و الدّين الذي به كذّب و الصراط الذي عنه نكب.و الخطبة طويلة تأتي بطولها في الباب الأربعين و مائة:في أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام قسيم الجنّة و النار من طريق الخاصّة (1).

السادس: محمّد بن الحسن الشيباني في تفسيره«نهج البيان»عن الباقر و الصادق عليهما السّلام في معني الآية:السبيل هاهنا عليّ عليه السّلام يا وَيْلَتي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ (2) يعني عليّا عليه السّلام و قال أيضا:و روي عن الباقر و الصادق عليهما السّلام أنّ هذه الآيات نزلت في رجلين من مشايخ قريش أسلما بألسنتهما و كانا ينافقان النبيّ عليه السّلام،و آخي بينهما يوم الإخاء فصدّ أحدهما صاحبه عن الهدي فهلكا جميعا،فحكي اللّه تعالي حكايتهما في الآخرة و قولهما عند ما ينزل عليهما من العذاب فيحزن و يتأسّف علي ما تقدّم و يتندّم حيث لم ينفعه الندم (3).

السابع: عليّ بن إبراهيم في تفسيره في معني الآية و التفسير منسوب إلي الصادق عليه السّلام قوله:

وَ يَوْمَ يَعَضُّ الظّالِمُ عَلي يَدَيْهِ (4) قال:الأوّل يقول: يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (5) قال أبو جعفر عليه السّلام يقول:يا ليتني اتّخذت مع الرسول عليّا-و في نسخة-عليّا وليّا يا وَيْلَتي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً (6) يعني الثاني لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي (7) يعني الولاية وَ كانَ الشَّيْطانُ (8) و هو الثاني لِلْإِنْسانِ خَذُولاً (9) (10).

الثامن: الإمام أبو محمّد الحسن العسكري عليه السّلام في تفسيره قال:قال العالم عليه السّلام عن أبيه عن جدّه عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:ما من عبد و لا أمة أعطي بيعة أمير المؤمنين عليه السّلام في الظاهر و نكثها في الباطن و أقام علي نفاقه،إلاّ و إذا جاءه ملك الموت ليقبض روحه تمثّل له إبليس و أعوانه و تمثّل له النيران و أصناف عقابها بعينه و قلبه و مقاعده من مضايقها،و تمثّل له أيضا الجنان و منازله فيها لو كان بقي علي إيمانه و وفي ببيعته؛فيقول له ملك الموت انظر فتلك الجنان التي لا يقدّر قدر سراتها (11)و بهجتها و سرورها إلاّ ربّ العالمين كانت معدّة لك فلو كنت بقيت علي ولايتك لأخي محمّد صلّي اللّه عليه و آله كان يكون إليها مصيرك يوم فصل القضاء لكنّك نكثت و خالفت فتلك النيران و أصناف عذابها

ص: 361


1- الكافي:27/8 ح 2.
2- سوره 25 - آيه 28
3- لم نجده في المصادر المتوفّرة.
4- سوره 25 - آيه 27
5- سوره 25 - آيه 27
6- سوره 25 - آيه 28
7- سوره 25 - آيه 29
8- سوره 25 - آيه 29
9- سوره 25 - آيه 29
10- تفسير القمي:113/2.
11- في التفسير:سرائها و بالهامش عن بعض النسخ:مسراتها.

و زبانيتها بمرزباتها (1)و أفاعيها الفاغرة أفواهها و عقاربها الناصبة أذنابها و سباعها الشائلة مخالبها و سائر أصناف عذابها هو لك و إليها مصيرك فيقول:يا ليتني اتّخذت مع الرسول سبيلا فقبلت ما أمرني و التزمت ما لزمني من موالاة عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ما ألزمني (2).

ص: 362


1- و مرزباتها-بميم مكسورة مع التخفف-و المحدّثون يشدّدون الباء من المرزبّة و الصواب تخفيفه:عصا كبيرة من حديد تتخذ.
2- تفسير الإمام العسكري:131 ح 66.

الباب الحادي و الأربعون و مائتان

في قوله تعالي: أَ وَ لَمْ يَرَوْا أَنّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها (1)

من طريق العامّة و فيه حديثان الأوّل: ابن شهرآشوب من طريق العامّة عن تفسير وكيع و سفيان و السّدي و أبي صالح:أنّ عبد اللّه ابن عمر قرأ قوله تعالي: أَنّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها (2) يوم قتل أمير المؤمنين عليه السّلام و قال:يا أمير المؤمنين لقد كنت الطرف الأكبر في العلم اليوم نقص علم الإسلام و مضي ركن الأيمان (3).

الثاني: الزعفراني عن المزني عن الشافعي عن مالك عن سمّي عن أبي صالح قال:لمّا قتل عليّ ابن أبي طالب قال ابن عبّاس:هذا اليوم نقص العلم من أرض المدينة ثمّ إنّ نقصان الأرض نقصان علماءها و خيار أهلها إنّ اللّه لا يقبض هذا العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الرجال و لكن يقبض العلم بقبض العلماء،حتّي إذا لم يبق عالم اتّخذ الناس رؤساء جهّالا فيسألوا فيفتوا بغير علم فضلّوا و أضلّوا (4).

الباب الثاني و الأربعون و مائتان

في قوله تعالي: أَ وَ لَمْ يَرَوْا أَنّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها (5)

من طريق الخاصّة و فيه أربعة أحاديث الأوّل: محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن عليّ عن من ذكره عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام قال:كان عليّ بن الحسين عليه السّلام يقول:إنّه تسخي نفسي في سرعة الموت أو القتل فينا قول اللّه عزّ و جلّ أَ وَ لَمْ يَرَوْا أَنّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها (6) فقال:فقد العلماء (7).

الثاني: الطبرسي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام:ننقصها بذهاب علمائها و فقهائها و خيارها (8).

ص: 363


1- سوره 13 - آيه 41
2- سوره 13 - آيه 41
3- مناقب آل أبي طالب:92/1.
4- بحار الأنوار:236/38 ح 45،عن ابن شهرآشوب.
5- سوره 13 - آيه 41
6- سوره 13 - آيه 41
7- الكافي:38/1 ح 2.
8- مجمع البيان:52/6.

الثالث: ابن بابويه في«الفقيه»مرسلا عن الصادق عليه السّلام أنّه سئل عن قول اللّه عزّ و جلّ: أَ وَ لَمْ يَرَوْا أَنّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها (1) فقال:فقد العلماء (2).

الرابع: عليّ بن إبراهيم في تفسيره في معني الآية قال:قال:موت علمائها (3).

ص: 364


1- سوره 13 - آيه 41
2- الفقيه:186/1 ح 560.
3- تفسير القمي:367/1.

الباب الثالث و الأربعون و مائتان

في قوله تعالي: وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاّنا مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ (1)

من طريق العامّة و فيه حديثان الأوّل: روي صاحب كتاب«الصراط المستقيم»و أظنّ أنّ طريقه من طرق العامّة عن القاسم بن جندب عن ابن عبّاس و عن الباقرين عليهما السّلام في قوله تعالي: رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاّنا مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ (2) هما الأوّل و الثاني (3).

الثاني: عكرمة-و هو من الخوارج-عن ابن عبّاس قال عليه السّلام-يعني عليّا:أوّل من يدخل النار في مظلمتي عتيق و ابن الخطّاب و قرأ الآية.قال:و روي أنّها عند ما نزلت دعاهما النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و قال فيكما نزلت (4).

الباب الرابع و الأربعون و مائتان

في قوله تعالي: وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاّنا مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ (5)

من طريق الخاصّة و فيه أربعة أحاديث الأوّل: محمّد بن يعقوب عن أحمد بن محمّد القمّي عن عمّه عبد اللّه بن الصلت عن يونس بن عبد الرحمن عن عبد اللّه بن سنان عن حسين الجمّال عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في قول اللّه تبارك و تعالي:

رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاّنا مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ (6) قال:هما،ثمّ قال:و كان فلان شيطانا (7).

الثاني: ابن يعقوب بهذا الإسناد عن يونس عن سورة بن كليب عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في قول اللّه تبارك و تعالي: رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاّنا مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ (8)

ص: 365


1- سوره 41 - آيه 29
2- سوره 41 - آيه 29
3- الصراط المستقيم:39/3،و تأويل الآيات:535/2.
4- الصراط المستقيم:39/3.
5- سوره 41 - آيه 29
6- سوره 41 - آيه 29
7- الكافي:334/8 ح 523.
8- سوره 41 - آيه 29

قال:يا سورة هما و اللّه هما-ثلاثا-و اللّه يا سورة إنّا الخزّان علم اللّه في السماء و إنّا لخزّان علم اللّه في الأرض (1).

الثالث: أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه في كامل الزيارات قال:حدّثني محمّد بن عبد اللّه ابن جعفر الحميري عن أبيه عن عليّ بن محمّد بن سالم عن محمّد بن خالد عن عبد اللّه بن حمّاد البصري عن عبد اللّه بن عبد الرحمن الأصمّ عن حمّاد بن عثمان عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في حديث طويل يصف فيه حال أبي بكر و عمر يوم القيامة فيؤتيان هو و صاحبه فيضربان بسياط من نار لو وقع سوط منها علي البحار لغلت من مشرقها إلي مغربها و لو وضعت علي جبال الدنيا لذابت حتّي تصير رمادا فيضربان بها ثمّ يجثوا أمير المؤمنين عليه السّلام للخصومة بين يديّ اللّه مع الرابع و يذهب الثلاثة في جبّ فيطبّق عليهم لا يراهم أحد و لا يرون أحدا فيقول الذين كانوا في ولايتهم رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاّنا مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ (2) قال اللّه عزّ و جلّ: وَ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ (3) (4).

الرابع: عليّ بن إبراهيم في تفسيره قال:قال العالم:من الجنّ إبليس الذي دلّ علي قتل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في دار الندوة و أضلّ الناس بالمعاصي و جاء بعد وفاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي أبي بكر و بايعه، و من الإنس فلان نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين (5).

ص: 366


1- الكافي:334/8 ح 524.
2- سوره 41 - آيه 29
3- سوره 43 - آيه 39
4- كامل الزيارات:12/551.
5- تفسير القمي:265/2.

الباب الخامس و الأربعون و مائتان

في قوله تعالي: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ (1)

إلي قوله تعالي: إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلي أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَي (2)

من طريق العامّة و فيه ثلاثة أحاديث الأوّل: الثعلبي في تفسيره في تفسير قوله تعالي: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ (3) إنّ الآية نزلت في بني أميّة أولئك الذين لعنهم اللّه و أصمّهم و أعمي أبصارهم (4).

الثاني: محمّد بن العبّاس رواه من طريق العامّة قال:حدّثنا محمّد بن أحمد الكاتب عن حسين ابن خزيمة الرازي عن عبد اللّه بن بشير عن أبي هودة عن إسماعيل بن عبّاس عن جويبر عن الضحّاك عن ابن عيّاش في قوله عزّ و جلّ: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ (5) أنّ الآية نزلت في بني اميّة و بني المغيرة أولئك الذين لعنهم اللّه فأصمّهم و أعمي أبصارهم (6).

الثالث: كتاب«الصراط المستقيم»رواه من طريق العامّة قال أسند سليم إلي معاذ بن جبل أنّه عند وفاته دعا علي نفسه بالويل و الثبور،قلت:إنّك لتهذي،قال:لا و اللّه،قلت:فلم ذلك؟

قال:لموالاتي عتيقا و عمر علي أن أزوي خلافة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عن عليّ.قال:و روي مثل ذلك عن عبد اللّه بن عمر أن أباه عمر قاله،و روي عن محمّد بن أبي بكر أنّ أباه قاله و زاد فيه أنّ أبا بكر قال:هذا رسول اللّه و معه عليّ بيده الصحيفة التي تعاهدنا عليها في الكعبة و هو يقول:و قد وفيت بها و تظاهرت علي وليّ اللّه أنت و أصحابك،فابشر بالنار في أسفل السافلين،ثمّ لعن ابن صهاك و قال:هو الذي صدّني عن الذكر بعد إذ جاءني،قال:قال العبّاس بن الحارث:لمّا تعاقدوا عليها نزلت اَلَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلي أَدْبارِهِمْ (7) الآية قال:و قد ذكرها أبو إسحاق في كتابه و ابن حنبل في مسنده و الحافظ في حليته و الزمخشري في فائقه و نزل وَ مَكَرُوا مَكْراً،وَ مَكَرْنا مَكْراً (8) الآيتان (9).

ص: 367


1- سوره 47 - آيه 22
2- سوره 47 - آيه 25
3- سوره 47 - آيه 22
4- تفسير الثعلبي المخطوط،مورد الآية،و نبشّر القرّاء الأعزاء أنّه قيد الطبع.
5- سوره 47 - آيه 22
6- بحار الأنوار:385/23 ح 89.
7- سوره 47 - آيه 25
8- سوره 27 - آيه 50
9- الصراط المستقيم:300/2.

الباب السادس و الأربعون و مائتان

في قوله تعالي: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ (1)

إلي قوله: إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلي أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَي (2)

من طريق الخاصّة و فيه ثلاثة عشر حديثا الأوّل: محمّد بن يعقوب عن حسن بن محمّد الأشعري عن معلّي بن محمّد عن الوشاء عن أبان بن عثمان عن عبد الرّحمن بن أبي عبد اللّه عن أبي عبّاس المالكي قال:سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول:

إنّ عمر لقي عليّا عليه السّلام فقال له:أنت الذي تقرأ هذه الآية بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (3) تعرّض بي و بصاحبي فقال:أ فلا أخبرك بآية نزلت في بني أميّة: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ (4) فقال:كذبت بنو اميّة أوصل للرّحم منكم و لكنّك أبيت إلاّ عداوة لبني تيم و بني عديّ و بني اميّة (5).

الثاني: عليّ بن إبراهيم في تفسيره قال:حدّثنا محمّد بن جعفر قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن خالد عن الحسن بن عليّ الخزّاز عن أبان بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي عبد اللّه عن أبي العبّاس المكّي قال:سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول:إنّ عمر لقي عليّا.الحديث المتقدّم (6).

الثالث: شرف الدين النجفي في«تأويل الآيات الباهرة»قال:ذكر علي بن إبراهيم في تفسيره في تأويل هذه السورة قال:حدّثني أبي عن إسماعيل بن مراد عن محمّد بن الفضيل عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:سألته عن قول اللّه عزّ و جلّ: ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ (7) فقال تعالي: ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَ اللّهُ يَعْلَمُ إِسْرارَهُمْ (8) قال:

إنّ رسول اللّه لمّا أخذ الميثاق لأمير المؤمنين عليه السّلام قال:أ تدرون من وليّكم من بعدي؟قالوا:اللّه و رسوله أعلم،فقال:إنّ اللّه يقول: وَ إِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَ جِبْرِيلُ وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ (9) يعني عليّا هو وليّكم من بعدي هذه الأولي،و امّا الثانية لما أشهدهم يوم غدير خمّ و قد كانوا يقولون لئن قبض اللّه محمّدا لا نرجع هذا الأمر في آل محمّد و لا نعطيهم من الخمس شيئا فاطّلع اللّه نبيّه علي ذلك و أنزل عليهم أَمْ يَحْسَبُونَ أَنّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَ نَجْواهُمْ بَلي وَ رُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ (10) و قال

ص: 368


1- سوره 47 - آيه 22
2- سوره 47 - آيه 25
3- سوره 68 - آيه 6
4- سوره 47 - آيه 22
5- الكافي:203/8 ح 76 و:239 ح 325.
6- تفسير القمي:308/2.
7- سوره 47 - آيه 9
8- سوره 47 - آيه 26
9- سوره 66 - آيه 4
10- سوره 43 - آيه 80

أيضا فيهم: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ* أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَ أَعْمي أَبْصارَهُمْ* أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلي قُلُوبٍ أَقْفالُها* إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلي أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَي (1) و الهدي سبيل أمير المؤمنين اَلشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَ أَمْلي لَهُمْ (2) قال:

و قرأ أبو عبد اللّه عليه السّلام هذه الآية هكذا:فهل عسيتم إن تولّيتم و سلطتم و ملكتم أن تفسدوا في الأرض و تقطعوا أرحامكم،نزلت في بني عمّنا بني أميّة،و فيهم يقول اللّه تعالي: أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَ أَعْمي أَبْصارَهُمْ أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ (3) فيقضوا ما عليهم من الحقّ أَمْ عَلي قُلُوبٍ أَقْفالُها (4) قال أبو عبد اللّه عليه السّلام:كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يدعو أصحابه من أراد اللّه به خيرا سمع و عرف ما يدعوه إليه و من أراد به سوءا طبع علي قلبه فلا يسمع و لا يعقل و هو قول اللّه عزّ و جلّ: إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ما ذا قالَ آنِفاً أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلي قُلُوبِهِمْ وَ اتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ (5) و قال عليه السّلام:لا يخرج من شيعتنا أحد إلاّ أبدلنا اللّه به من هو خير منه،و ذلك لأنّ اللّه يقول: وَ إِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ (6) (7).

الرابع: شرف الدين النجفي-أيضا-قال:و منها ما رواه مرفوعا عن ابن أبي عمير عن حمّاد بن عيسي عن محمّد الحلبي قال:قال أبو عبد اللّه عليه السّلام:«فهل عسيتم إن تولّيتم و سلطتم و ملكتم أن تفسدوا في الأرض و تقطعوا أرحامكم»قال:نزلت هذه الآية في بني عمّنا بني العبّاس و بني اميّة ثمّ قرأ: أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ فَأَصَمَّهُمْ (8) عن الدين وَ أَعْمي أَبْصارَهُمْ (9) عن الوصي ثمّ قرأ: إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلي أَدْبارِهِمْ (10) بعد ولاية عليّ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَي الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَ أَمْلي لَهُمْ (11) ،ثمّ قرأ: وَ الَّذِينَ اهْتَدَوْا (12) بولاية عليّ زادَهُمْ هُديً (13) حيث عرّفهم الأئمّة من بعده و القائم عليه السّلام وَ آتاهُمْ تَقْواهُمْ (14) أي ثواب تقواهم أمانا من النار.

و قال عليه السّلام:و قوله عزّ و جلّ: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ اللّهُ وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ (15) و هم عليّ صلوات اللّه عليه و أصحابه وَ الْمُؤْمِناتِ (16) و هن خديجة و صويحباتها و قال عليه السّلام:و قوله وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ آمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلي مُحَمَّدٍ (17) في علي هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَ أَصْلَحَ بالَهُمْ (18) ثمّ قال: وَ الَّذِينَ كَفَرُوا (19) بولاية عليّ يَتَمَتَّعُونَ (20) بدنياهم وَ يَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ وَ النّارُ مَثْويً لَهُمْ (21) ثمّ قال عليه السّلام: مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ (22) و هم آل محمّد صلّي اللّه عليه و آله و أشياعهم ثمّ قال أبو جعفر عليه السّلام:أمّا قوله فِيها أَنْهارٌ (23) فالأنهار رجال،و قوله: ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ (24) فهو علي عليه السّلام في الباطن و قوله تعالي: وَ أَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ (25) فإنّه الإمام عليه السّلام،و امّا قوله: وَ أَنْهارٌ (26)

ص: 369


1- سوره 47 - آيه 22
2- سوره 47 - آيه 25
3- سوره 47 - آيه 23
4- سوره 47 - آيه 24
5- سوره 47 - آيه 16
6- سوره 47 - آيه 38
7- بحار الأنوار:387/23 ح 93 و 94.
8- سوره 47 - آيه 23
9- سوره 47 - آيه 23
10- سوره 47 - آيه 25
11- سوره 47 - آيه 25
12- سوره 47 - آيه 17
13- سوره 47 - آيه 17
14- سوره 47 - آيه 17
15- سوره 47 - آيه 19
16- سوره 47 - آيه 19
17- سوره 47 - آيه 2
18- سوره 47 - آيه 2
19- سوره 47 - آيه 12
20- سوره 47 - آيه 12
21- سوره 47 - آيه 12
22- سوره 47 - آيه 15
23- سوره 47 - آيه 15
24- سوره 47 - آيه 15
25- سوره 47 - آيه 15
26- سوره 47 - آيه 15

مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشّارِبِينَ (1) فإنّه علمهم يتلذّذ منه شيعتهم و انّما كنّي عن الرجال بالأنهار علي سبيل المجاز،أي أصحاب الأنهار و مثله وَ سْئَلِ الْقَرْيَةَ (2) الأئمّة صلوات اللّه عليهم هم أصحاب الجنّة و ملاّكها ثمّ قال عليه السّلام فذلك قوله وَ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ (3) فإنّها ولاية أمير المؤمنين ثمّ قال عليه السّلام: كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النّارِ (4) أي أنّ المتّقين كمن هو خالد في ولاية عدوّ آل محمّد،و ولاية عدوّ آل محمّد هي النار من دخلها فقد دخل النار،ثمّ أخبر سبحانه عنهم وَ سُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ (5) قال جابر:

ثمّ قال أبو جعفر عليه السّلام:نزل جبرائيل بهذه الآية علي محمّد صلّي اللّه عليه و آله هكذا ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللّهُ (6) في عليّ عليه السّلام فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ (7) .و قال جابر:سألت أبا جعفر عليه السّلام عن قول اللّه عزّ و جلّ: أَ فَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ (8) فقرأ أبو جعفر عليه السّلام اَلَّذِينَ كَفَرُوا (9) حتّي بلغ إلي أَ فَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ (10) ثمّ قال:هل لك في رجل يسير بك فيبلغ بك من المطلع إلي المغرب في يوم واحد؟قال:فقلت:يا ابن رسول اللّه جعلني اللّه فداك و من لي بهذا؟فقال:ذاك أمير المؤمنين عليه السّلام أ لم تسمع قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لتبلغنّ بك الأسباب و اللّه لتركبنّ السحاب و اللّه لتعطين عصي موسي و اللّه لتعطينّ خاتم سليمان،ثمّ قال:هذا قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله (11).

الخامس: محمّد بن يعقوب عن الحسين بن محمّد عن معلّي بن محمّد عن محمّد بن أرومة و عليّ ابن محمّد بن عبد اللّه عن عليّ بن حسّان عن عبد الرّحمن بن كثير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في قول اللّه تعالي: إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلي أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَي (12) فلان و فلان و فلان ارتدّوا عن الإيمان في ترك ولاية أمير المؤمنين عليه السّلام قلت:قوله تعالي: ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ (13) قال:نزلت و اللّه فيهما و في أتباعهما و هو قول اللّه عزّ و جلّ الذي نزل به جبرئيل علي محمّد صلّي اللّه عليه و آله بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللّهُ (14) في عليّ سنطيعكم في بعض الأمر،قال:دعوا بني أميّة إلي ميثاقهم أن لا يصيّروا الأمر فينا بعد النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و لا يعطونا من الخمس شيئا و قالوا إن أعطيناهم إيّاه لم يحتاجوا إلي شيء و لم يبالوا أن لا يكون الأمر فيهم،فقالوا سنطيعكم في بعض الأمر الذي دعوتمونا إليه و هو الخمس ألا نعطيهم منه شيئا.و قوله كرهوا ما نزّل اللّه و الذي نزّل اللّه ما افترض علي خلقه من ولاية عليّ عليه السّلام و كان معهم أبو عبيدة و كان كاتبهم، فأنزل اللّه عزّ و جلّ أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنّا مُبْرِمُونَ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَ نَجْواهُمْ (15) الآية (16).

السادس: عليّ بن إبراهيم في تفسيره قال:حدّثنا محمّد بن القاسم عن عبيد الكندي قال:

حدّثنا عبد اللّه بن الفارس عن محمّد بن عليّ عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في قوله: إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلي (17)

ص: 370


1- سوره 47 - آيه 15
2- سوره 12 - آيه 82
3- سوره 47 - آيه 15
4- سوره 47 - آيه 15
5- سوره 47 - آيه 15
6- سوره 47 - آيه 9
7- سوره 47 - آيه 9
8- سوره 12 - آيه 109
9- سوره 2 - آيه 6
10- سوره 12 - آيه 109
11- بحار الأنوار:321/24 ح 31.
12- سوره 47 - آيه 25
13- سوره 47 - آيه 26
14- سوره 47 - آيه 26
15- سوره 43 - آيه 79
16- الكافي:421/1 ح 44.
17- سوره 47 - آيه 25

أَدْبارِهِمْ (1) عن الإيمان بتركهم ولاية أمير المؤمنين عليه السّلام اَلشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَ أَمْلي لَهُمْ (2) يعني الثاني قوله: ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللّهُ (3) و هو ما افترض علي خلقه من ولاية أمير المؤمنين عليه السّلام سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ (4) قال:دعوا بني أميّة إلي ميثاقهم أن لا يصيّروا الأمر لنا بعد النبيّ،و لا يعطونا من الخمس شيئا،و قالوا:إن أعطيناهم الخمس استغنوا به،و قالوا:سنطيعكم في بعض الأمر،أي لا تعطوهم من الخمس شيئا،فأنزل اللّه علي نبيّه: أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنّا مُبْرِمُونَ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَ نَجْواهُمْ بَلي وَ رُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ (5) (6).

السابع: محمّد بن العبّاس قال:حدّثنا عليّ بن سليمان الرازي عن محمّد بن الحسين عن ابن فضّال عن أبي جميلة عن محمّد بن عليّ الحلبي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في قول اللّه عزّ و جلّ: إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلي أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَي (7) قال:الهدي هو سبيل عليّ بن أبي طالب عليه السّلام (8).

الثامن: محمّد بن العبّاس قال:حدّثنا عليّ بن عبد اللّه عن إبراهيم بن محمّد عن إسماعيل بن يسار عن عليّ بن جعفر الحضرمي عن جابر بن يزيد قال:سألت أبا جعفر عليه السّلام عن قول اللّه عزّ و جلّ:

ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللّهَ وَ كَرِهُوا رِضْوانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ (9) (10) ،قال:كرهوا عليّا و كان علي رضا اللّه و رضا رسوله،أمر اللّه بولايته يوم بدر و يوم حنين و ببطن نخلة و يوم التروية نزلت فيه اثنتان و عشرون آية في الحجة التي صد فيها رسول اللّه عليه السّلام عن المسجد الحرام بالجحفة و بخم. (11).

التاسع: عليّ بن إبراهيم في تفسيره أيضا في قوله: إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلي أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَي (12) (13)نزلت في الذين نقضوا عهد اللّه في أمير المؤمنين عليه السّلام اَلشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ (14) أي:

هيّن و هو فلان وَ أَمْلي لَهُمْ (15) أي:بسط لهم أن لا يكون مما يقول محمّد صلّي اللّه عليه و آله شيء ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللّهُ (16) يعني:في أمير المؤمنين عليه السّلام سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ (17) (18)يعني:

في الخمس أن لا يردّوه في بني هاشم و اللّه يعلم أسرارهم،قال اللّه: فَكَيْفَ إِذا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَ أَدْبارَهُمْ (19) (20)بنكثهم و بغيهم و إمساكهم الأمر من بعد أن أبرم عليهم إبراما يقول:

إذا ماتوا ساقهم الملائكة إلي النار فيضربونهم من خلفهم و من قدامهم ذلك بأنّهم اتبعوا ما أسخط اللّه،يعني:هؤلاء فلان و فلان و ظالمي أمير المؤمنين فَأَحْبَطَ اللّهُ أَعْمالَهُمْ (21) (22)يعني:التي عملوها

ص: 371


1- سوره 47 - آيه 25
2- سوره 47 - آيه 25
3- سوره 47 - آيه 9
4- سوره 47 - آيه 26
5- سوره 43 - آيه 79
6- تفسير القمي:308/2.
7- سوره 47 - آيه 25
8- بحار الأنوار:386/23 ح 90.
9- سوره 47 - آيه 28
10- محمّد:28.
11- بحار الأنوار:/92/24ح 2.
12- سوره 47 - آيه 25
13- محمّد:25.
14- سوره 47 - آيه 25
15- سوره 47 - آيه 25
16- سوره 47 - آيه 26
17- سوره 47 - آيه 26
18- محمّد:26.
19- سوره 47 - آيه 27
20- محمّد:27.
21- سوره 33 - آيه 19
22- الأحزاب:19.

من الخير. (1)

العاشر: الطبرسي في مجمع البيان في معني الآية قال:المروي عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه عليهم السّلام «إنهم بنو أميّة كرهوا ما أنزل اللّه في ولاية عليّ عليه السّلام». (2)

الحادي عشر: ابن شهرآشوب عن الباقر عليه السّلام في معني الآية قال:كرهوا عليّا و كان أمر اللّه بولايته يوم بدر و يوم حنين و يوم بطن نخلة و يوم التروية و يوم عرفه نزلت فيه خمس عشرة آية في الحجة التي صدّ فيها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عن المسجد الحرام و الجحفة و بخم». (3)

و رواه عن الباقر عليه السّلام ابن الفارسي في روضة الواعظين. (4)

الثاني عشر: عليّ بن إبراهيم في تفسيره قال:حدّثنا جعفر بن أحمد قال:حدّثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم عن محمّد بن عليّ عن محمّد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«نزل جبرائيل علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بهذه الآية هكذا ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللّهُ (5) في عليّ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ (6) (7)». (8)

الثالث عشر: محمّد بن العبّاس قال:حدّثنا أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمّد عن أحمد بن محمّد بن خالد عن محمّد بن عليّ عن ابن الفضيل عن أبي حمزة عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام أنّه قال قوله تعالي:« ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللّهُ (9) في عليّ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ (10) ». (11)

ص: 372


1- تفسير القمّي:309/2.
2- مجمع البيان:160/9.
3- مناقب آل أبي طالب:120/3.
4- روضة الواعظين:106.
5- سوره 47 - آيه 9
6- سوره 47 - آيه 9
7- محمّد:9.
8- تفسير القمّي:302/2.
9- سوره 47 - آيه 9
10- سوره 47 - آيه 9
11- بحار الأنوار:/385/23ح 87.

الباب السابع و الأربعون و مائتان

في قوله تعالي: فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ وَ ما كانُوا مُنْظَرِينَ (1) (2)

من طريق العامّة و فيه ثلاثة أحاديث الأوّل: أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه في كامل الزيارات من طريق العامّة قال:حدّثني جعفر بن محمّد الرزاز عن محمّد بن الحسين عن الحكم بن مسكين عن داود بن عيسي الأنصاري عن محمّد بن عبد الرّحمن ابن أبي ليلي عن إبراهيم النخعي قال:خرج أمير المؤمنين عليه السّلام فجلس في المسجد و اجتمع أصحابه حوله فجاء الحسين عليه السّلام حتّي قام بين يديه فوضع يده علي رأسه فقال:«يا بني إن اللّه غير أقواما بالقرآن فقال: فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ وَ ما كانُوا مُنْظَرِينَ (3) و أيم اللّه لتقتلنّ من بعدي ثمّ تبكيك السماء و الأرض». (4)

الثاني: أبو القاسم هذا قال:حدّثني أبي رحمه اللّه عن سعد بن عبد اللّه عن محمّد بن حسين بن أبي الخطاب بإسناده مثله. (5)

الثالث: الثعلبي في تفسيره قال السدي:لمّا قتل الحسين عليه السّلام بكت عليه السماء و بكاؤها حمرتها.قال:و حكي ابن سيرين:أن الحمرة لم تر قبل قتله،و عن سليم القاضي:مطرنا دما أيام قتله. (6)

ص: 373


1- سوره 44 - آيه 29
2- الدخان:29.
3- سوره 44 - آيه 29
4- كامل الزيارات:2/180،بحار الأنوار:209/45.
5- كامل الزيارات:3/180.
6- نقله عنه ابن البطريق في العمدة:/404ح 836،و رواه السيوطي في الدر المنثور:31/6.

الباب الثامن و الأربعون و مائتان

في قوله تعالي: فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ وَ ما كانُوا مُنْظَرِينَ (1)

من طريق الخاصّة و فيه عشرة أحاديث الأوّل: عليّ بن إبراهيم في تفسيره قال:حدّثني أبي عن حنان بن سدير عن عبد اللّه بن الفضل الهمداني عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:«مرّ عليه رجل عدو للّه و لرسوله فقال: فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ وَ ما كانُوا مُنْظَرِينَ (2) (3)ثمّ مرّ عليه الحسين بن عليّ عليه السّلام فقال لكن هذا لتبكينّ عليه السماء و الأرض-و قال:و ما بكت السماء و الأرض إلاّ علي يحيي بن زكريا و علي الحسين بن عليّ عليه السّلام». (4)

الثاني: أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه في كامل الزيارات قال:حدّثني أبي رحمه اللّه و جماعة مشايخنا عن عليّ بن الحسين و محمّد بن الحسن عن سعد بن عبد اللّه عن يعقوب بن يزيد عن أحمد بن الحسن الميثمي عن عليّ الازرق عن الحسن بن الحكم النخعي عن رجل قال:سمعت أمير المؤمنين عليه السّلام في الرحبة و هو يتلو هذه الآية:« فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ وَ ما كانُوا مُنْظَرِينَ (5) إذ خرج عليه الحسين بن عليّ عليهما السّلام من بعض أبواب المسجد فقال له:«أمّا هذا سيقتل و تبكي عليه السماء و الأرض». (6)

الثالث: أبو القاسم هذا قال:حدّثني عليّ بن الحسين بن موسي عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن ابن فضال عن أبي جميلة عن محمّد بن عليّ الحلبي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في قوله تعالي: فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ وَ ما كانُوا مُنْظَرِينَ (7) قال:«لم تبك السماء أحدا منذ قتل يحيي بن زكريا حتّي قتل الحسين عليه السّلام فبكت عليه». (8)

الرابع: أبو القاسم هذا قال:حدّثني أبي و عليّ بن الحسين جميعا عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد البرقي عن محمّد بن خالد عن عبد العظيم بن عبد اللّه بن عليّ بن زيد الحسني عن الحسن بن الحكيم النخعي عن كثير بن شهاب الحارثي قال:بينا نحن جلوس عند أمير

ص: 374


1- سوره 44 - آيه 29
2- سوره 44 - آيه 29
3- الدخان:29.
4- تفسير القمّي:291/2.
5- سوره 44 - آيه 29
6- كامل الزيارات:2/180.
7- سوره 44 - آيه 29
8- كامل الزيارات:8/182.

المؤمنين عليه السّلام في الرحبة إذ طلع الحسين عليه السّلام فضحك عليّ ضحكا حتّي بدت نواجده ثمّ قال:«إن اللّه ذكر قوما فقال فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ وَ ما كانُوا مُنْظَرِينَ (1) و الذي فلق الحبة و برء النسمة ليقتلن هذا و لتبكين عليه السماء و الأرض». (2)

الخامس: أبو القاسم هذا قال:حدّثني أبي عن سعد بن عبد اللّه عن عبد اللّه بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمّد بن عيسي عن محمّد بن خالد الرقي عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني العلوي عن الحكم بن الحسن النخعي عن كثير بن شهاب الحارثي قال بينما نحن جلوس عند أمير المؤمنين عليه السّلام بالرحبة إذ طلع الحسين عليه السّلام قال:فضحك عليّ عليه السّلام حتّي بدت نواجده ثمّ قال:«إن اللّه ذكر قوما فقال فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ وَ ما كانُوا مُنْظَرِينَ (3) و الذي فلق الحبة و برء النسمة ليقتلن هذا و لتبكينّ عليه السماء و الأرض». (4)

السادس: أبو القاسم هذا،حدّثني أبي عن محمّد بن الحسن بن عليّ بن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن داود بن فرقد قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول:«كان الذي قتل الحسين ولد زنا و الذي قتل يحيي بن زكريا ولد زنا و قد أحمرت السماء حين قتل الحسين عليه السّلام سنة ثمّ قال بكت السماء و الأرض علي الحسين بن عليّ و يحيي بن زكريا و حمرتها بكاؤها». (5)

السابع: عن ابن عباس في تفسير قوله تعالي: فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ وَ ما كانُوا مُنْظَرِينَ (6) إذا قبض اللّه نبيا من الأنبياء بكت عليه السماء و الأرض أربعين سنة إذا مات العالم العامل بعلمه بكيا عليه أربعين يوما،و أمّا الحسين عليه السّلام فتبكي عليه السماء و الأرض طول الدهر و تصديق ذلك أن يوم قتله قطرت السماء دما،و إن هذه الحمرة التي تري في السماء ظهرت يوم قتل الحسين عليه السّلام و لم تر قبله أبدا و إن يوم قتله عليه السّلام لم يرفع حجر في الدنيا إلاّ وجد تحته دم. (7)

الثامن: الطبرسي عن زرارة بن أعين عن أبي عبد اللّه عليه السّلام أنّه قال:«بكت السماء علي يحيي بن زكريا و علي الحسين بن عليّ أربعين صباحا و لم تبك إلاّ عليهما»قلت:فما بكاؤها؟قال:«كانت تطلع حمراء و تغيب حمراء». (8)

التاسع: عليّ بن إبراهيم في تفسيره قال:حدّثني أبي عن الحسن بن محبوب عن العلاء عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«كان عليّ بن الحسين عليه السّلام يقول:أيّما مؤمن دمعت عيناه

ص: 375


1- سوره 44 - آيه 29
2- كامل الزيارات:24/187.
3- سوره 44 - آيه 29
4- كامل الزيارات:21/186.
5- كامل الزيارات:27/188،بحار الأنوار:213/45.
6- سوره 44 - آيه 29
7- لم نجده في المصادر.
8- مجمع البيان:99/9.

لقتل الحسين عليه السّلام و من معه حتّي تسيل علي خده بوأه اللّه في الجنّة غرفا،و ايما مؤمن دمعت عيناه دمعا حتّي تسيل علي خده لأذي مسّنا من عدونا بوأه اللّه مبوأ صدق،و أيّما مؤمن مسّه إذا فينا فدمعت عيناه حتّي يسيل دمعه علي خديه من مضاضته ما أوذي فينا؛صرف[اللّه]عن وجهه الأذي و آمنه يوم القيامة من سخطه و النار». (1)

العاشر: عليّ بن إبراهيم قال:حدّثني أبي عن بكر بن محمّد عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«من ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينيه دمع مثل جناح بعوضة غفر اللّه له ذنوبه و لو كانت مثل زبد البحر». (2)

أقول:ما نزل في أمير المؤمنين عليه السّلام و أهل البيت عليهم السّلام في القرآن كثير من طريق العامّة و الخاصّة، و فيما ذكرناه كفاية إن شاء اللّه تعالي،و الحمد للّه وحده و صلّي اللّه علي محمد و آله الطاهرين.

كتبه أقل السادات و الطلاب ابن محمّد الرضوي الملقب بميرزا بابا محمّد عليّ الخوانساري (مقابله از روي اصل نسخه دقّت شده)خامس شهر شعبان معظّم 1271 ه ش اللّهم اغفر لي و تب عليّ.

ص: 376


1- تفسير القمّي:191/2.
2- تفسير القمّي:292/2.

فهرس المطالب

الباب الحادي و الأربعون في قوله تعالي (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتي عَلي ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ (1) من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث 5

الباب الثاني و الأربعون في قوله تعالي (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتي عَلي ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ (2) من طريق الخاصة و فيه سبعة عشر حديثا 8

الباب الثالث و الأربعون في قوله تعالي (عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ اَلَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ) (3) من طريق العامة و فيه حديث واحد 13

الباب الرابع و الاربعون في قوله تعالي (عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ اَلَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ) (4) من طريق الخاصة و فيه سبعة أحاديث 14

الباب الخامس و الأربعون في قوله تعالي (وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ) (5) من طريق العامة و فيه أحد عشر حديثا 16

الباب السادس و الأربعون في قوله تعالي (وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ وَ اللّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ) (6) من طريق الخاصة و فيه أحد عشر حديثا 21

الباب السابع و الأربعون في قوله تعالي:( اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ سِرًّا وَ عَلانِيَةً (7) من طريق العامة و فيه اثنا عشر حديثا 25

ص: 377


1- سوره 39 - آيه 56
2- سوره 39 - آيه 56
3- سوره 78 - آيه 1
4- سوره 78 - آيه 1
5- سوره 2 - آيه 207
6- سوره 2 - آيه 207
7- سوره 2 - آيه 274

الباب الثامن و الأربعون في قوله تعالي:( اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ سِرًّا وَ عَلانِيَةً (1) من طريق الخاصة و فيه أربعة أحاديث 28

الباب التاسع و الأربعون في قوله تعالي: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً) (2) من طريق العامة و فيه أربعة عشر حديثا 29

الباب الخمسون في قوله تعالي: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً) (3) من طريق الخاصة و فيه سبعة أحاديث 33

الباب الحادي و الخمسون في قوله تعالي: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ (4) من طريق العامة و فيه حديثان 36

الباب الثاني و الخمسون في قوله تعالي: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) (5) من طريق الخاصة و فيه ثمانية عشرة حديثا 36

الباب الثالث و الخمسون في قوله تعالي: (فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَي الظّالِمِينَ) (6) من طريق العامة و فيه حديثان 43

الباب الرابع و الخمسون في قوله تعالي: (فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَي الظّالِمِينَ) (7) من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث 43

الباب الخامس و الخمسون في قوله تعالي: (وَ عَلَي الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ) (8) من طريق العامة و فيه ثلاثة

ص: 378


1- سوره 2 - آيه 274
2- سوره 58 - آيه 12
3- سوره 58 - آيه 12
4- سوره 35 - آيه 32
5- سوره 35 - آيه 32
6- سوره 7 - آيه 44
7- سوره 7 - آيه 44
8- سوره 7 - آيه 46

أحاديث 44

الباب السادس و الخمسون في قوله تعالي: (وَ عَلَي الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ) (1) من طريق الخاصة و فيه خمسة و عشرون حديثا 45

الباب السابع و الخمسون في قوله تعالي: (أَ لَمْ تَرَ إِلَي الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللّهِ كُفْراً وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ) (2) من طريق العامة و فيه حديث واحد 52

الباب الثامن و الخمسون في قوله تعالي: (أَ لَمْ تَرَ إِلَي الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللّهِ كُفْراً وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ) (3) من طريق الخاصة و فيه اثنا عشر حديثا 52

الباب التاسع و الخمسون في قوله تعالي: (قُلْ كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) (4) من طريق العامة و فيه ستة أحاديث 55

الباب الستون في قوله تعالي: (قُلْ كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) (5) من طريق الخاصة و فيه ثمانية عشر حديثا 57

الباب الحادي و الستون في قوله تعالي: (أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) (6) من طريق العامة و فيه ثلاثة و عشرون حديثا 61

الباب الثاني و الستون في قوله تعالي: (أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) (7) من طريق الخاصة و فيه أحد عشر حديثا 67

ص: 379


1- سوره 7 - آيه 46
2- سوره 14 - آيه 28
3- سوره 14 - آيه 28
4- سوره 13 - آيه 43
5- سوره 13 - آيه 43
6- سوره 11 - آيه 17
7- سوره 11 - آيه 17

الباب الثالث و الستون في قوله تعالي: (أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ (1) من طريق العامة و فيه تسعة أحاديث 71

الباب الرابع و الستون في قوله تعالي: (أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ (2) من طريق الخاصة و فيه سبعة أحاديث 74

الباب الخامس و الستون في قوله تعالي: (وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ (3) من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث 77

الباب السادس و الستون في قوله تعالي: (وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ (4) من طريق الخاصة و فيه احد عشر حديثا 80

الباب السابع و الستون في قوله تعالي: (فَإِنَّ اللّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَ جِبْرِيلُ وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) (5) من طريق العامة و فيه ستة أحاديث 83

الباب الثامن و الستون في قوله تعالي: (فَإِنَّ اللّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَ جِبْرِيلُ وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) (6) من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث 85

الباب التاسع و الستون في قوله تعالي: (وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) (7) من طريق العامة و فيه تسعة أحاديث 87

الباب السبعون في قوله تعالي (وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) (8) من طريق الخاصة و فيه ثمانية أحاديث 89

ص: 380


1- سوره 9 - آيه 19
2- سوره 9 - آيه 19
3- سوره 9 - آيه 3
4- سوره 9 - آيه 3
5- سوره 66 - آيه 4
6- سوره 66 - آيه 4
7- سوره 69 - آيه 12
8- سوره 69 - آيه 12

الباب الحادي و السبعون في قوله تعالي: (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَ يَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً) (1) من طريق العامة و فيه أربعة أحاديث 91

الباب الثاني و السبعون في قوله تعالي: (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَ يَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً) (2) من طريق الخاصة و فيه أربعة أحاديث 100

الباب الثالث و السبعون في قوله تعالي: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا) (3) من طريق العامة و فيه أربعة عشر حديثا 106

الباب الرابع و السبعون في قوله تعالي: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا) (4) من طريق الخاصة و فيه أحد عشر حديثا 109

الباب الخامس و السبعون في قوله تعالي: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ (5) من طريق العامة و فيه حديثان 112

الباب السادس و السبعون في قوله تعالي: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ (6) من طريق الخاصة و فيه ثلاثة أحاديث 112

الباب السابع و السبعون في قوله تعالي: (وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً) (7) من طريق العامة فيه أربعة أحاديث 114

ص: 381


1- سوره 76 - آيه 7
2- سوره 76 - آيه 7
3- سوره 19 - آيه 96
4- سوره 19 - آيه 96
5- سوره 5 - آيه 54
6- سوره 5 - آيه 54
7- سوره 25 - آيه 54

الباب الثامن و السبعون في قوله تعالي: (وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً) (1) من طريق الخاصة و فيه أربعة أحاديث 115

الباب التاسع و السبعون في قوله تعالي: (وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) (2) إلي قوله (لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً) (3) من طريق العامة و فيه حديث واحد 117

الباب الثمانون في قوله تعالي (وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) (4) إلي قوله: (لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً) (5) من طريق الخاصة و فيه عشرة أحاديث 118

الباب الحادي و الثمانون في قوله تعالي (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ (6) من طريق العامة و فيه حديثان 126

الباب الثاني و الثمانون في قوله تعالي (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ (7) من طريق الخاصة و فيه حديثان 126

الباب الثالث و الثمانون في قوله تعالي (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا (8) من طريق العامة و فيه حديثان 128

الباب الرابع و الثمانون في قوله تعالي (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ) (9) الآية من طريق الخاصة و فيه حديثان 128

ص: 382


1- سوره 25 - آيه 54
2- سوره 24 - آيه 55
3- سوره 24 - آيه 55
4- سوره 24 - آيه 55
5- سوره 24 - آيه 55
6- سوره 38 - آيه 28
7- سوره 38 - آيه 28
8- سوره 45 - آيه 21
9- سوره 45 - آيه 21

الباب الخامس و الثمانون في قوله تعالي (أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) (1) من طريق العامة و فيه ثمانية أحاديث 130

الباب السادس و الثمانون في قوله تعالي (أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) (2) من طريق الخاصة و فيه سبعة أحاديث 133

الباب السابع و الثمانون في قوله تعالي (سَلامٌ عَلي إِلْ ياسِينَ) (3) .من طريق العامة و فيه حديث واحد 136

الباب الثامن و الثمانون في قوله تعالي (سَلامٌ عَلي إِلْ ياسِينَ) (4) من طريق الخاصة و فيه خمسة عشر حديثا 136

الباب التاسع و الثمانون في قوله تعالي (فَإِمّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ) (5) إلي قوله تعالي (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (6) و فيه آيات من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث 140

الباب التسعون في قوله تعالي (فَإِمّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (7) إلي قوله تعالي (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (8) من طريق الخاصة و فيه اثنا عشر حديثا 141

الباب الحادي و التسعون في قوله تعالي (وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ) (9) من طريق العامة و فيه حديث واحد 144

الباب الثاني و التسعون في قوله تعالي (وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ) (10) من طريق الخاصة و فيه أربعة عشر حديثا 144

ص: 383


1- سوره 32 - آيه 18
2- سوره 32 - آيه 18
3- سوره 37 - آيه 130
4- سوره 37 - آيه 130
5- سوره 43 - آيه 41
6- سوره 43 - آيه 43
7- سوره 43 - آيه 41
8- سوره 43 - آيه 43
9- سوره 43 - آيه 44
10- سوره 43 - آيه 44

الباب الثالث و التسعون في قوله تعالي (وَ الْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا (1) من طريق العامة و فيه حديثان 147

الباب الرابع و التسعون في قوله تعالي (وَ الْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا (2) من طريق الخاصة و فيه ثلاثة أحاديث 147

الباب الخامس و التسعون في قوله تعالي (السّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ) (3) .من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث 149

الباب السادس و التسعون في قوله تعالي (وَ السّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ) (4) من طريق الخاصة و فيه ثلاثة أحاديث 150

الباب السابع و التسعون في قوله تعالي (السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) (5) .من طريق العامة و فيه ثمانية أحاديث 151

الباب الثامن و التسعون في قوله تعالي (وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) (6) من طريق الخاصة و فيه أحد عشر حديثا 153

الباب التاسع و التسعون في قوله تعالي (يا أَيُّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثي (7) من طريق العامة و فيه حديث واحد 159

ص: 384


1- سوره 103 - آيه 1
2- سوره 103 - آيه 1
3- سوره 9 - آيه 100
4- سوره 9 - آيه 100
5- سوره 56 - آيه 10
6- سوره 56 - آيه 10
7- سوره 49 - آيه 13

الباب المائة في قوله تعالي (يا أَيُّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثي (1) من طريق الخاصة و فيه أربعة أحاديث 160

الباب الحادي و المائة في قوله تعالي (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنِيدٍ) (2) من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث 163

الباب الثاني و المائة في قوله تعالي (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنِيدٍ) (3) .من طريق الخاصة و فيه سبعة أحاديث 165

الباب الثالث و المائة في قوله تعالي (تِلْكَ الدّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ (4) من طريق العامة و فيه حديث واحد 168

الباب الرابع و المائة في قوله تعالي (تِلْكَ الدّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ (5) من طريق الخاصة و فيه حديث واحد 168

الباب الخامس و المائة في قوله تعالي (طُوبي لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ) (6) من طريق العامة و فيه خمسة أحاديث 170

الباب السادس و المائة في قوله تعالي (طُوبي لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ) (7) .من طريق الخاصة و فيه أحد عشر حديثا 171

الباب السابع و المائة في قوله تعالي (فَتَلَقّي آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ) (8) من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث 174

ص: 385


1- سوره 49 - آيه 13
2- سوره 50 - آيه 24
3- سوره 50 - آيه 24
4- سوره 28 - آيه 83
5- سوره 28 - آيه 83
6- سوره 13 - آيه 29
7- سوره 13 - آيه 29
8- سوره 2 - آيه 37

الباب الثامن و المائة في قوله تعالي (فَتَلَقّي آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ) (1) من طريق الخاصة و فيه تسعة أحاديث 176

الباب التاسع و المائة في قوله تعالي (وَ ارْكَعُوا مَعَ الرّاكِعِينَ) (2) من طريق العامة و فيه أربعة أحاديث 180

الباب العاشر و المائة في قوله تعالي (وَ ارْكَعُوا مَعَ الرّاكِعِينَ) (3) .من طريق الخاصة و فيه حديث واحد 181

الباب الحادي عشر و المائة182

في قوله تعالي (وَ إِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنّا وَ إِذا (4) من طريق العامة و فيه حديث واحد.182

الباب الثاني عشر و المائة في قوله تعالي (وَ إِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنّا وَ إِذا (5) من طريق الخاصة و فيه حديث واحد 183

الباب الثالث عشر و المائة في قوله تعالي (وَ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ وَ إِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلاّ عَلَي الْخاشِعِينَ) (6) من طريق العامة و فيه حديث واحد 185

الباب الرابع عشر و المائة في قوله تعالي (وَ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ) (7) من طريق الخاصة و فيه حديث واحد 185

الباب الخامس عشر و المائة قوله تعالي (إِنّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ (8) من طريق العامة و فيه حديثان 186

الباب السادس عشر و المائة في قوله تعالي (إِنّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ) (9) من طريق الخاصة و فيه ثمانية

ص: 386


1- سوره 2 - آيه 37
2- سوره 2 - آيه 43
3- سوره 2 - آيه 43
4- سوره 2 - آيه 14
5- سوره 2 - آيه 14
6- سوره 2 - آيه 45
7- سوره 2 - آيه 45
8- سوره 33 - آيه 72
9- سوره 33 - آيه 72

أحاديث 187

الباب السابع عشر و المائة في قوله تعالي (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ مِنَ اللّهِ ذِي الْمَعارِجِ) (1) من طريق العامة و فيه حديثان 191

الباب الثامن عشر و المائة قوله تعالي (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ) (2) إلي (الْمَعارِجِ) (3) من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث 193

الباب التاسع عشر و المائة في قوله تعالي (وَ نَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) (4) .من طريق العامة و فيه خمسة أحاديث 196

الباب العشرون و المائة في قوله تعالي (وَ نَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) (5) .من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث 198

الباب الحادي و العشرون و المائة في قوله تعالي (يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ) (6) .من طريق العامة و فيه حديث واحد 201

الباب الثاني و العشرون و المائة في قوله تعالي (يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ) (7) من طريق الخاصة و فيه تسعة أحاديث 201

الباب الثالث و العشرون و المائة في قوله تعالي (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ وَ يَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ) (8) .من طريق العامة و فيه حديث واحد.208

ص: 387


1- سوره 70 - آيه 1
2- سوره 70 - آيه 1
3- سوره 70 - آيه 3
4- سوره 15 - آيه 47
5- سوره 15 - آيه 47
6- سوره 14 - آيه 27
7- سوره 14 - آيه 27
8- سوره 27 - آيه 62

الباب الرابع و العشرون و المائة في قوله تعالي (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ وَ يَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ) (1) من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث 208

الباب الخامس و العشرون و المائة في قوله (الم* أَ حَسِبَ النّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ) (2) من طريق العامة و فيه أربعة أحاديث 211

الباب السادس و العشرون و المائة في قوله تعالي (الم* أَ حَسِبَ النّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ) (3) من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث 212

الباب السابع و العشرون و المائة في قوله تعالي (وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمي) (4) من طريق العامة و فيه حديث واحد 214

الباب الثامن و العشرون و المائة في قوله تعالي (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَ لا يَشْقي وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي (5) من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث 214

الباب التاسع و العشرون و المائة في قوله تعالي (فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَ مَنِ اهْتَدي) (6) .من طريق العامة و فيه حديث واحد 216

الباب الثلاثون و المائة في قوله تعالي (فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَ مَنِ اهْتَدي) (7) .من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث 216

ص: 388


1- سوره 27 - آيه 62
2- سوره 29 - آيه 1
3- سوره 29 - آيه 1
4- سوره 20 - آيه 124
5- سوره 20 - آيه 123
6- سوره 20 - آيه 135
7- سوره 20 - آيه 135

الباب الحادي و الثلاثون و المائة في قوله تعالي (أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِكُمْ) (1) من طريق العامة و فيه حديثان 218

الباب الثاني و الثلاثون و المائة في قوله تعالي (أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِكُمْ) (2) من طريق الخاصة و فيه عشرة أحاديث 219

الباب الثالث و الثلاثون و المائة في قوله تعالي (أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِكُمْ) (3) من طريق العامة و فيه حديثان 222

الباب الرابع و الثلاثون و المائة في قوله تعالي (وَ ما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لكِنَّ اللّهَ رَمي) (4) .من طريق الخاصة و فيه ثلاثة أحاديث 223

الباب الخامس و الثلاثون و المائة في قوله تعالي (وَ اتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) (5) .من طريق العامة و فيه حديثان 224

الباب السادس و الثلاثون و المائة في قوله تعالي (وَ اتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) (6) من طريق الخاصة و فيه أربعة أحاديث 225

الباب السابع و الثلاثون و المائة في قوله تعالي (الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلّهِ وَ الرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ) (7) إلي (أَجْرٌ عَظِيمٌ) (8) .من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث 226

الباب الثامن و الثلاثون و المائة في قوله تعالي (الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلّهِ وَ الرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ) (9) من طريق الخاصة و فيه حديثان 227

ص: 389


1- سوره 3 - آيه 144
2- سوره 3 - آيه 144
3- سوره 3 - آيه 144
4- سوره 8 - آيه 17
5- سوره 8 - آيه 25
6- سوره 8 - آيه 25
7- سوره 3 - آيه 172
8- سوره 3 - آيه 172
9- سوره 3 - آيه 172

الباب التاسع و الثلاثون و المائة في قوله تعالي (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا وَ اتَّقُوا اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (1) من طريق العامة و فيه حديث واحد 228

الباب الأربعون و المائة في قوله تعالي (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا) (2) من طريق الخاصة و فيه اثنا عشر حديثا 228

الباب الحادي و الأربعون و المائة في قوله تعالي (وَ النَّجْمِ إِذا هَوي ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوي وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوي (3) من طريق العامة و فيه حديثان 231

الباب الثاني و الأربعون و المائة في قوله تعالي (وَ النَّجْمِ إِذا هَوي ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوي) (4) من طريق الخاصة و فيه أحد عشر حديثا 232

الباب الثالث و الأربعون و المائة في قوله تعالي (فَأَمّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ) (5) إلي (الْخالِيَةِ) (6) من طريق العامة و فيه حديث واحد 237

الباب الرابع و الأربعون و المائة في قوله تعالي (فَأَمّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ) (7) من طريق الخاصة و فيه سنة أحاديث 237 الباب الخامس و الأربعون و المائة في قوله تعالي (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَ نَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ) (8) .من طريق العامة و فيه حديث واحد 239

ص: 390


1- سوره 3 - آيه 200
2- سوره 3 - آيه 200
3- سوره 53 - آيه 1
4- سوره 53 - آيه 1
5- سوره 69 - آيه 19
6- سوره 69 - آيه 24
7- سوره 69 - آيه 19
8- سوره 54 - آيه 54

الباب السادس و الأربعون و المائة في قوله تعالي (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَ نَهَرٍ) (1) من طريق الخاصة و فيه ثلاثة أحاديث 239

الباب السابع و الأربعون و المائة في قوله تعالي (وَ إِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها) (2) .من طريق العامة و فيه حديث واحد 241

الباب الثامن و الأربعون و المائة في قوله تعالي (وَ إِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها) (3) من طريق الخاصة و فيه ثلاثة أحاديث 241

الباب التاسع و الأربعون و المائة في قوله تعالي (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ) (4) من طريق العامة و فيه أربعة أحاديث 244

الباب الخمسون و المائة245

في قوله تعالي (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ) (5) من طريق الخاصة و فيه حديث واحد 245

الباب الحادي و الخمسون و المائة في قوله تعالي (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَ لِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ) (6) من طريق العامة و فيه حديث واحد 246

الباب الثاني و الخمسون و المائة في قوله تعالي (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَ لِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ) (7) من طريق الخاصة و فيه حديث واحد 246

الباب الثالث و الخمسون و المائة في قوله تعالي (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ) (8) .من طريق العامة و فيه سبعة أحاديث 248

ص: 391


1- سوره 54 - آيه 54
2- سوره 62 - آيه 11
3- سوره 62 - آيه 11
4- سوره 61 - آيه 4
5- سوره 61 - آيه 4
6- سوره 59 - آيه 10
7- سوره 59 - آيه 10
8- سوره 55 - آيه 19

الباب الرابع و الخمسون و المائة في قوله تعالي (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ) (1) من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث 250

الباب الخامس و الخمسون و المائة في قوله تعالي (وَ الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ) (2) من طريق العامة و فيه أربعة أحاديث.252

الباب السادس و الخمسون و المائة في قوله تعالي (وَ الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ) (3) من طريق الخاصة و فيه أربعة أحاديث.252

الباب السادس و الخمسون و المائة في قوله تعالي وَ الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ) (4) من طريق الخاصة و فيه أربعة أحاديث.252

الباب السابع و الخمسون و المائة في قوله تعالي: (ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ (5) من طريق العامة و فيه حديث واحد 254

الباب الثامن و الخمسون و مائة في قوله تعالي: (ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَ رَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ) (6) من طريق الخاصّة و فيه ثمانية أحاديث 254

الباب التاسع و الخمسون و مائة في قوله تعالي: (أَ فَمَنْ شَرَحَ اللّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلي نُورٍ مِنْ رَبِّهِ) (7) من طريق العامّة و فيه حديث واحد 256

الباب الستّون و مائة في قوله تعالي: (أَ فَمَنْ شَرَحَ اللّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلي نُورٍ مِنْ رَبِّهِ) (8) من طريق الخاصّة و فيه حديث واحد 256

الباب الحادي و الستّون و مائة في قوله تعالي: (وَ إِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ (9) من طريق العامّة و فيه حديث واحد 257

ص: 392


1- سوره 55 - آيه 19
2- سوره 39 - آيه 33
3- سوره 39 - آيه 33
4- سوره 39 - آيه 33
5- سوره 39 - آيه 29
6- سوره 39 - آيه 29
7- سوره 39 - آيه 22
8- سوره 39 - آيه 22
9- سوره 39 - آيه 8

الباب الثاني و السّتون و مائة في قوله تعالي: (وَ إِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ) (1) إلي قوله:من طريق الخاصّة و فيه اثني عشر حديثا 257

الباب الثالث و الستّون و مائة في قوله تعالي: (وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِيماً) (2) من طريق العامّة و فيه حديث واحد 261

الباب الرابع و السّتون و مائة في قوله تعالي: (وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِيماً) (3) من طريق الخاصّة و فيه حديث واحد 262

الباب الخامس و السّتون و مائة في قوله: (وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ (4) من طريق العامّة و فيه ثلاثة أحاديث 263

الباب السادس و السّتون و مائة في قوله تعالي: (وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ) (5) من طريق الخاصّة و فيه اثني عشر حديثا 264

الباب السابع و الستّون و مائة في قوله تعالي: (وَ أَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَ مَنافِعُ لِلنّاسِ) (6) من طريق العامّة و فيه حديث واحد 267

الباب الثامن و السّتون و مائة في قوله تعالي: (لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَ أَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَ الْمِيزانَ (7) من طريق الخاصّة و فيه ثلاثة أحاديث 268

ص: 393


1- سوره 39 - آيه 8
2- سوره 48 - آيه 29
3- سوره 48 - آيه 29
4- سوره 57 - آيه 19
5- سوره 57 - آيه 19
6- سوره 57 - آيه 25
7- سوره 57 - آيه 25

الباب التاسع و السّتون و مائة في قوله تعالي: (وَ كَفَي اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ) (1) من طريق العامّة و فيه أربعة أحاديث 272

الباب السبعون و مائة في قوله تعالي: (وَ كَفَي اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ) (2) من طريق الخاصة و فيه ثلاثة أحاديث 274

الباب الحادي و السبعون و مائة في قوله تعالي: (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) (3) و قوله تعالي: (إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ) (4) من طريق العامّة و فيه خمسة أحاديث 276

الباب الثاني و السبعون و مائة في قوله تعالي: (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) (5) من طريق الخاصّة و فيه خمسة أحاديث 278

الباب الثالث و السبعون و مائة في قوله تعالي: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَ عُيُونٍ) (6) من طريق العامّة و فيه حديث واحد 280

الباب الرابع و السبعون و مائة في قوله تعالي: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَ عُيُونٍ) (7) من طريق الخاصّة و فيه حديث واحد 280

الباب الخامس و السبعون و مائة في قوله تعالي: (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ) (8) من طريق العامّة و فيه أربعة أحاديث 281

الباب السادس و السبعون و مائة282 في قوله تعالي: (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ) (9) من طريق الخاصّة و فيه خمسة أحاديث 282

ص: 394


1- سوره 33 - آيه 25
2- سوره 33 - آيه 25
3- سوره 22 - آيه 19
4- سوره 39 - آيه 31
5- سوره 22 - آيه 19
6- سوره 15 - آيه 45
7- سوره 15 - آيه 45
8- سوره 83 - آيه 29
9- سوره 83 - آيه 29

الباب السابع و السبعون و مائة في قوله تعالي: (اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَ يَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ) (1) من طريق العامّة و فيه حديث واحد 285

الباب الثامن و السبعون و مائة في قوله تعالي: (اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَ يَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ) (2) من طريق الخاصّة و فيه حديثان 286

الباب التاسع و السبعون و مائة في قوله تعالي: (إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللّهَ يَدُ اللّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) (3) من طريق العامّة و فيه حديث واحد 288

الباب الثمانون و مائة في قوله تعالي: (إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللّهَ) (4) من طريق الخاصّة و فيه حديثان 288

الباب الحادي و الثمانون و مائة في قوله تعالي: (وَ لَمّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ) (5) و أنّ عليّا عليه السّلام شبيه عيسي عليه السّلام و من طريق العامّة و فيه ثلاثة عشر حديثا 289

الباب الثاني و الثمانون و مائة في قوله تعالي: (وَ لَمّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ) (6) من طريق الخاصّة و فيه سبعة أحاديث 292

الباب الثالث و الثمانون و مائة في قوله تعالي: (وَ مَنْ يُطِعِ اللّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ (7) من طريق العامّة و فيه حديث واحد 295

الباب الرابع و الثمانون و مائة في قوله تعالي: (وَ مَنْ يُطِعِ اللّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ (8) من طريق

ص: 395


1- سوره 2 - آيه 15
2- سوره 2 - آيه 15
3- سوره 48 - آيه 10
4- سوره 48 - آيه 10
5- سوره 43 - آيه 57
6- سوره 43 - آيه 57
7- سوره 4 - آيه 69
8- سوره 4 - آيه 69

الخاصّة و فيه ثمانية أحاديث 295

الباب الخامس و الثمانون و مائة في قوله تعالي: (وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ) (1) من طريق العامّة و فيه حديثان 299

الباب السادس و الثمانون و مائة في قوله تعالي: (وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ) (2) من طريق الخاصّة و فيه اثنا عشر حديثا 300

الباب السابع و الثمانون و مائة في قوله تعالي: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلّهِ وَ لِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ) (3) من طريق العامّة و فيه حديث واحد 302

الباب الثامن و الثمانون و مائة في قوله تعالي: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلّهِ وَ لِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ) (4) من طريق الخاصّة و فيه حديثان 302

الباب التاسع و الثمانون و مائة303

في قوله تعالي: (وَ إِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ) (5) و قوله تعالي: (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (6) من طريق العامّة و فيه سبعة أحاديث 303

الباب التسعون و مائة في قوله تعالي: (وَ إِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِينَ) (7) و قوله: (حَسْبُكَ اللّهُ وَ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (8) من طريق الخاصّة و فيه حديثان 305

الباب الحادي و التسعون و مائة في قوله تعالي: (أَ فَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ (9) من طريق العامّة و فيه حديث واحد 306

ص: 396


1- سوره 7 - آيه 181
2- سوره 7 - آيه 181
3- سوره 8 - آيه 24
4- سوره 8 - آيه 24
5- سوره 8 - آيه 62
6- سوره 8 - آيه 64
7- سوره 8 - آيه 62
8- سوره 8 - آيه 64
9- سوره 13 - آيه 19

الباب الثاني و التسعون و مائة في قوله تعالي: (أَ فَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ (1) من طريق الخاصّة و فيه حديثان 306

الباب الثالث و التسعون و مائة في قوله تعالي: (وَ بَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ) (2) إلي قوله تعالي (يُنْفِقُونَ) (3) من طريق العامّة و فيه حديث واحد 307

الباب الرابع و التسعون و مائة في قوله تعالي: (وَ بَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ) (4) من طريق الخاصّة و فيه حديث واحد 307

الباب الخامس و التسعون و مائة في قوله تعالي: (أَلا بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (5) من طريق العامّة و فيه حديث واحد 308

الباب السادس و التسعون و مائة في قوله تعالي: (الَّذِينَ آمَنُوا وَ تَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللّهِ أَلا بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (6) من طريق الخاصّة و فيه حديثان 308

الباب السابع و التسعون و مائة في قوله تعالي: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلي بَعْضٍ) (7) من طريق العامّة و فيه حديث واحد 309

الباب الثامن و التسعون و مائة في قوله تعالي: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلي بَعْضٍ) (8) من طريق الخاصّة و فيه ثلاثة أحاديث 309

الباب التاسع و التسعون و مائة في قوله تعالي: (وَ قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً) (9) من طريق العامّة و فيه حديثان 311

ص: 397


1- سوره 13 - آيه 19
2- سوره 22 - آيه 34
3- سوره 22 - آيه 35
4- سوره 22 - آيه 34
5- سوره 13 - آيه 28
6- سوره 13 - آيه 28
7- سوره 2 - آيه 253
8- سوره 2 - آيه 253
9- سوره 17 - آيه 81

الباب المائتان في قوله تعالي: (وَ قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً) (1) من طريق الخاصّة و فيه حديثان 312

الباب الحادي و المائتان في قوله تعالي: (أَ فَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ) (2) من طريق العامّة و فيه حديثان 315

الباب الثاني و المئتان في قوله تعالي: (أَ فَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ) (3) من طريق الخاصّة و فيه حديث واحد 315

الباب الثالث و مائتان في قوله تعالي: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيْهِ (4) من طريق العامّة و فيه حديثان 316

الباب الرابع و مائتان في قوله تعالي: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيْهِ (5) من طريق الخاصّة و فيه خمسة أحاديث 317

الباب الخامس و مائتان في قوله تعالي: (وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَي الرَّسُولِ وَ إِلي أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ (6) من طريق العامّة و فيه حديث واحد 320

الباب السادس و مائتان في قوله تعالي: (وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَي الرَّسُولِ وَ إِلي أُولِي (7) من طريق الخاصّة و فيه خمسة أحاديث 320

الباب السابع و مائتان في قوله تعالي: (وَ مَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَي اللّهِ وَ هُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقي) (8) من طريق

ص: 398


1- سوره 17 - آيه 81
2- سوره 28 - آيه 61
3- سوره 28 - آيه 61
4- سوره 33 - آيه 23
5- سوره 33 - آيه 23
6- سوره 4 - آيه 83
7- سوره 4 - آيه 83
8- سوره 31 - آيه 22

العامّة و فيه حديث واحد 323

الباب الثامن و مائتان في قوله تعالي: (وَ مَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَي اللّهِ وَ هُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقي) (1) 323

من طريق الخاصّة و فيه ثلاثة أحاديث 323

الباب التاسع و مائتان في قوله تعالي: (وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ) (2) من طريق العامّة و فيه حديث واحد 324

الباب العاشر و مائتان في قوله تعالي: (وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ) (3) من طريق الخاصّة و فيه عشرة أحاديث 324

الباب الحادي عشر و مائتان في قوله تعالي: (أَ فَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلي وَجْهِهِ أَهْدي (4) من طريق العامّة و فيه حديث واحد 327

الباب الثاني عشر و مائتان في قوله تعالي: (أَ فَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلي وَجْهِهِ أَهْدي (5) من طريق الخاصّة و فيه ثلاثة أحاديث 327

الباب الثالث عشر و مائتان قوله تعالي: (فَلَمّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ قِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ) (6) من طريق العامّة و فيه حديث واحد 329

الباب الرابع عشر و مائتان في قوله تعالي: (فَلَمّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ قِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ) (7) من طريق الخاصّة و فيه تسعة أحاديث 329

ص: 399


1- سوره 31 - آيه 22
2- سوره 6 - آيه 153
3- سوره 6 - آيه 153
4- سوره 67 - آيه 22
5- سوره 67 - آيه 22
6- سوره 67 - آيه 27
7- سوره 67 - آيه 27

الباب الخامس عشر و مائتان في قوله تعالي: (وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) (1) من طريق العامّة و فيه حديثان 332

الباب السادس عشر و مائتان في قوله تعالي: (وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) (2) من طريق الخاصّة و فيه أربعة أحاديث 332

الباب السابع عشر و مائتان في قوله تعالي: (يَوْمَ لا يُخْزِي اللّهُ النَّبِيَّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا (3) من طريق العامّة و فيه حديثان 334

الباب الثامن عشر و مائتان في قوله تعالي: (يَوْمَ لا يُخْزِي اللّهُ النَّبِيَّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا (4) من طريق الخاصّة و فيه أربعة أحاديث 335

الباب التاسع عشر و مائتان في قوله تعالي: (وَ مَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ (5) من طريق العامّة و فيه حديث واحد 337

الباب العشرون و مائتان في قوله تعالي: (وَ مَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ (6) من طريق الخاصّة و فيه حديثان 337

الباب الحادي و العشرون و مائتان في قوله تعالي: (فَآمِنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا وَ اللّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (7) من طريق العامّة و فيه حديث واحد 338

الباب الثاني و العشرون و مائتان في قوله تعالي: (فَآمِنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا وَ اللّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (8) من طريق الخاصّة و فيه ستّة أحاديث 338

الباب الثالث و العشرون و مائتان في قوله تعالي: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ) (9) من

ص: 400


1- سوره 47 - آيه 30
2- سوره 47 - آيه 30
3- سوره 66 - آيه 8
4- سوره 66 - آيه 8
5- سوره 4 - آيه 115
6- سوره 4 - آيه 115
7- سوره 64 - آيه 8
8- سوره 64 - آيه 8
9- سوره 2 - آيه 208

طريق العامّة و فيه حديث واحد 340

الباب الرابع و العشرون و مائتان في قوله تعالي: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) (1) من طريق الخاصّة و فيه اثني عشر حديثا 340

الباب الخامس و العشرون و مائتان في قوله تعالي: (ما يَكُونُ مِنْ نَجْوي ثَلاثَةٍ إِلاّ هُوَ رابِعُهُمْ) (2) من طريق العامّة و فيه حديث واحد 342

الباب السادس و العشرون و مائتان في قوله تعالي: (ما يَكُونُ مِنْ نَجْوي ثَلاثَةٍ إِلاّ هُوَ رابِعُهُمْ) (3) من طريق الخاصّة و فيه ثلاثة أحاديث 342

الباب السابع و العشرون و مائتان في قوله تعالي: (يَحْلِفُونَ بِاللّهِ ما قالُوا وَ لَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ (4) من طريق العامّة و فيه حديثان 344

الباب الثامن و العشرون و مائتان في قوله تعالي: (يَحْلِفُونَ بِاللّهِ ما قالُوا وَ لَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ (5) من طريق الخاصّة و فيه سبعة أحاديث 345

الباب التاسع و العشرون و مائتان في قوله تعالي: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ) (6) من طريق العامّة و فيه ثلاثة أحاديث 349

الباب الثلاثون و مائتان في قوله تعالي: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ) (7) من طريق الخاصّة و فيه حديث واحد 349

ص: 401


1- سوره 2 - آيه 208
2- سوره 58 - آيه 7
3- سوره 58 - آيه 7
4- سوره 9 - آيه 74
5- سوره 9 - آيه 74
6- سوره 2 - آيه 153
7- سوره 2 - آيه 153

الباب الحادي و الثلاثون و مائتان فيما نزل عليه القرآن من الأقسام من طريق العامّة و فيه حديث واحد 350

الباب الثاني و الثلاثون و مائتان فيما نزل عليه القرآن من الأقسام من طريق الخاصّة و فيه ستّة أحاديث 350

الباب الثالث و الثلاثون و مائتان في قوله تعالي: (ن وَ الْقَلَمِ وَ ما يَسْطُرُونَ ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ) (1) من طريق العامّة و فيه حديثان 352

الباب الرابع و الثلاثون و مائتان352

في قوله تعالي: (ن وَ الْقَلَمِ وَ ما يَسْطُرُونَ ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ) (2) من طريق الخاصّة و فيه ثمانية أحاديث 352

الباب الخامس و الثلاثون و مائتان في قوله تعالي: (كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوي عَلي سُوقِهِ) (3) من طريق العامّة و فيه حديثان 355

الباب السادس و الثلاثون و مائتان في قوله تعالي: (كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ) (4) 355

الباب السابع و الثلاثون و مائتان في قوله تعالي: (وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا (5) من طريق العامّة و فيه حديث واحد 356

الباب الثامن و الثلاثون و مائتان في قوله تعالي: (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَ لَنْ تَفْعَلُوا) (6) إلي قوله:من طريق الخاصّة و فيه حديث واحد 356

ص: 402


1- سوره 68 - آيه 1
2- سوره 68 - آيه 1
3- سوره 48 - آيه 29
4- سوره 48 - آيه 29
5- سوره 2 - آيه 25
6- سوره 2 - آيه 24

الباب التاسع و الثلاثون و مائتان في قوله تعالي: (وَ يَوْمَ يَعَضُّ الظّالِمُ عَلي يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً) (1) 358

إلي قوله تعالي: (وَ كانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً) (2) من طريق العامّة و فيه حديثان 358

الباب الأربعون و مائتان في قوله تعالي: (وَ يَوْمَ يَعَضُّ الظّالِمُ عَلي يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً) (3) إلي قوله تعالي: (وَ كانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً) (4) من طريق الخاصّة و فيه ثمانية أحاديث 360

الباب الحادي و الأربعون و مائتان في قوله تعالي: (أَ وَ لَمْ يَرَوْا أَنّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها) (5) من طريق العامّة و فيه حديثان 363

الباب الثاني و الأربعون و مائتان في قوله تعالي: (أَ وَ لَمْ يَرَوْا أَنّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها) (6) من طريق الخاصّة و فيه أربعة أحاديث 363

الباب الثالث و الأربعون و مائتان في قوله تعالي: (وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاّنا (7) من طريق العامّة و فيه حديثان 365

الباب الرابع و الأربعون و مائتان في قوله تعالي: (وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاّنا (8) من طريق الخاصّة و فيه أربعة أحاديث 365

الباب الخامس و الأربعون و مائتان في قوله تعالي: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ) (9) إلي قوله تعالي: (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلي أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَي) (10) من طريق العامّة و فيه ثلاثة أحاديث 367

ص: 403


1- سوره 25 - آيه 27
2- سوره 25 - آيه 29
3- سوره 25 - آيه 27
4- سوره 25 - آيه 29
5- سوره 13 - آيه 41
6- سوره 13 - آيه 41
7- سوره 41 - آيه 29
8- سوره 41 - آيه 29
9- سوره 47 - آيه 22
10- سوره 47 - آيه 25

الباب السادس و الأربعون و مائتان في قوله تعالي: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ) (1) إلي قوله: (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلي أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَي) (2) من طريق الخاصّة و فيه ثلاثة عشر حديثا 368

الباب السابع و الأربعون و مائتان في قوله تعالي: (فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ وَ ما كانُوا مُنْظَرِينَ) (3) من طريق العامّة و فيه ثلاثة أحاديث 373

الباب الثامن و الأربعون و مائتان في قوله تعالي: (فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ وَ ما كانُوا مُنْظَرِينَ) (4) من طريق الخاصّة و فيه عشرة أحاديث 374

ص: 404


1- سوره 47 - آيه 22
2- سوره 47 - آيه 25
3- سوره 44 - آيه 29
4- سوره 44 - آيه 29

المجلد 5

اشارة

پديدآوران: بحراني، سيد هاشم بن سليمان (نويسنده) / عاشور، علي (محقق)

ناشر:مؤسسة التاريخ العربي

مكان :نشربيروت - لبنان

سال نشر:1422 ق يا 2001 م

چاپ: 1

موضوع: احاديث اهل سنت - قرن 12ق. / احاديث شيعه - قرن 12ق. / امامت - احاديث / خاندان نبوت - احاديث اهل سنت / علي بن ابي طالب(ع)، امام اول، 23 قبل از هجرت - 40ق. - اثبات خلافت / علي بن ابي طالب(ع)، امام اول، 23 قبل از هجرت - 40ق. - احاديث / ولايت - احاديث

زبان:عربي

تعداد : جلد7

كد كنگره : BP 223/54 /ب 3 غ 2

ص: 1

اشارة

ص: 2

بسم الله الرحمن الرحيم

ص: 3

ص: 4

الجزء الخامس

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1)

فصل يشتمل علي أبواب

اشارة

في فضل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و فضل أهل البيت:

من طريق العامّة و الخاصّة و اللّه سبحانه و تعالي الموفق للصواب

الباب الأوّل

في أن عليّا عليه السّلام خير الخلق بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و خير البرية و المختار بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و خير البشر و خير العرب و خير الأمّة

و فيه ثلاثة و عشرون حديثا.

الأوّل: أبو المؤيد صدر الأئمّة عند العامّة موفق بن أحمد في كتاب فضائل أمير المؤمنين عليّ ابن أبي طالب عليه السّلام قال:أنبأني أبي العلاء الحسن بن أحمد المقرئ،أخبرنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي،أخبرنا أبو أحمد عبد اللّه بن عدي الحافظ،حدّثنا الحسن بن عليّ الاهوازي، حدّثنا معمر بن سهل،حدّثنا أبو سمرة أحمد بن سالم عن شريك بن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال:«عليّ خير البرية». (2)

الثاني: موفّق بن أحمد هذا قال:أنبأني سيّد الحفاظ أبو منصور بن شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إلي من همدان،أخبرنا عبدوس ابن عبد اللّه بن عبدوس الهمداني كتابة، حدّثنا الشيخ أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد البزاز ببغداد،حدّثنا القاضي أبو عبد اللّه الحسين بن هارون بن محمّد الضبي،حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الحافظ أن محمّد ابن أحمد القطواني حدّثهم قال:حدّثنا إبراهيم بن أنس الأنصاري،حدّثنا إبراهيم بن جعفر بن عبد الرّحمن بن محمّد بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر قال كنا عند النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فاقبل عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليهم السّلام«قد أتاكم أخي ثمّ التفت إلي الكعبة فضربها بيده و قال و الذي نفسي بيده إن هذا و شيعته هم الفائزون يوم القيامة،ثمّ قال إنّه أولكم ايمانا معي و أوفاكم بعهد اللّه تعالي و أقومكم بامر اللّه و أعدلكم في الرعيّة و أقسمكم بالسوية و اعظمكم عند اللّه مزية

ص: 5


1- سوره 1 - آيه 1
2- مناقب الخوارزمي:119/111 و فيه:خير البرية عليّ.

قال و نزلت فيه: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (1) (2)»قال و كان أصحاب النبيّ صلّي اللّه عليه و آله إذا أقبل قالوا قد جاء خير البريّة. (3)

الثالث: موفّق بن أحمد هذا قال:أخبرني شهردار هذا اجازة،أخبرنا عبدوس بن عبد اللّه هذا كتابة،حدّثنا أبو منصور،حدّثنا علي،حدّثنا قاسم بن إبراهيم،حدّثنا الحكم بن سليمان الجبلي أبو محمّد،حدّثنا عليّ بن هاشم عن مطير بن ميمون أنّه سمع أنس بن مالك يقول:«أن أخي و وزيري و خير من اخلفه بعدي عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه». (4)

الرابع: موفّق بن أحمد قال:أخبرني شهردار هذا إجازة،أخبرنا عبدوس هذا كتابة،أخبرنا أبو طالب،حدّثنا ابن مردويه،حدّثنا أحمد بن محمّد بن عاصم،حدّثنا عمران بن عبد الرحيم،حدّثنا أبو الصلت الهروي،حدّثنا حسين بن حسن الأشقر،حدّثنا قيس عن الأعمش عن عباية بن ربعي عن أبي أيّوب أن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله مرض مرضة فأتته فاطمة تعوده فلمّا رأت ما برسول اللّه من الجهد و الضعف استعبرت فبكت حتّي سالت دموعها علي خديها فقال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا فاطمة إن لكرامة اللّه تعالي إيّاك زوجك من هو اقدمهم سلما و أكثرهم علما و أعظمهم حلما إنّ اللّه تعالي اطلع إلي أهل الأرض اطلاعة فاختارني منهم فبعثني نبيا مرسلا ثمّ اطلع اطلاعة فاختار منهم بعلك فأوحي اللّه إليّ أن ازوجه ايّاك و اتخذه وصيّا». (5)

الخامس: إبراهيم بن محمّد الحمويني من أعيان علماء العامّة في كتاب فرائد السمطين في فضائل المرتضي و البتول و السبطين:انبأني الشيخ تاج الدين عليّ بن الحبّ بن عبد اللّه الخازن شفاها ببغداد،أنبأنا الشيخ أبو أحمد عبد الوهاب بن عليّ بن سكينة إجازة قال:أنبأنا شيخ الإسلام محمّد بن حمويه إجازة قال:أنبأنا عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد بن الحسن القزاز عن الشيخ الحافظ أبي بكر أحمد بن محمّد بن عليّ بن ثابت الخطيب بإسناده عن ذر عن محمّد بن كثير بن عليّ بن أبي إسحاق القرشي الكوفي عن الأعمش عن محمّد بن ثابت عن ذر عن عبد اللّه ابن عليّ قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من لم يقل عليّ خير البشر فقد كفر». (6)

السادس: أبو الحسن الفقيه ابن المغازلي الشافعي في كتاب المناقب قال:أخبرنا أبو غالب محمّد بن أحمد بن سهل النحوي قال:حدّثنا أبو الفتح محمّد بن الحسن البغدادي حدّثهم قال:

قرئ علي أبي محمّد جعفر بن نصير الخلدي و أنا أسمع قال:حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان

ص: 6


1- سوره 98 - آيه 7
2- البيّنة:7.
3- مناقب الخوارزمي:120/111.
4- مناقب الخوارزمي:121/112.
5- مناقب الخوارزمي:122/112.
6- فرائد السمطين:116/154-118.

قال:حدّثنا محمّد بن مرزوق قال:حدّثنا الحسين الاشقر عن قيس عن الأعمش عن عباية بن ربعي عن أبي أيّوب الأنصاري أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مرض مرضة فدخلت عليه فاطمة عليها السّلام تعوده و هو ناقه من مرضه فلمّا رأت ما برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من الجهد و الضعف خنقتها العبرة حتّي جرت دمعتها فقال لها:«يا فاطمة إن اللّه عزّ و جلّ اطلع إلي الأرض اطلاعة فاختار منها أباك فبعثه نبيّا،ثمّ اطلع إليها الثانية فاختار منها بعلك فأوحي إليّ فأنكحته و اتخذته وصيّا أ ما علمت يا فاطمة أن لكرامة اللّه إيّاك زوجك أعظمهم حلما و أقدمهم سلما و أعلمهم علما-فسرت بذلك فاطمة عليها السّلام و استبشرت ثمّ قال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله-يا فاطمة و له ثمانية اضراس ثواقب:إيمان باللّه و برسوله و حكمته و تزويجه فاطمة و سبطاه الحسن و الحسين و أمره بالمعروف و نهيه عن المنكر و قضاؤه بكتاب اللّه عز و جل،يا فاطمة إنّا أهل البيت أعطينا سبع خصال لم يعطها أحد من الأولين و لا الآخرين قبلنا أو قال الأنبياء و لا يدركها أحد من الآخرين غيرنا نبينا أفضل الأنبياء و هو أبوك صلّي اللّه عليه و آله و وصينا خير الأوصياء و هو بعلك و شهيدنا خير الشهداء و هو حمزة عمك و منا من له جناحان يطير بهما في الجنّة حيث يشاء و هو جعفر عمك و منا سبطا هذه الأمّة و هما ابناك و الذي نفسي بيده منا مهدي هذه الأمّة». (1)

السابع: موفق بن أحمد بإسناده عن زادان عن عبد اللّه قال قرأت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله سبعين سورة و ختمت القرآن علي خير الناس عليّ بن أبي طالب عليه السّلام. (2)

الثامن: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا محمّد قال:حدّثنا بهلول عن معروف الشامي قال:حدّثنا موسي بن عبيدة الزهري عن عمر بن عبد العزيز الزهري (3)عن أبي سلمة عن عائشة قالت:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«قال لي جبرائيل يا محمّد قلبت الأرض مشارقها و مغاربها فلم أجد انسانا خيرا من بني هاشم». (4)

التاسع: إبراهيم بن محمّد الحمويني:أنبأني الشيخ الإمام أبو عمر بن الموفّق الأذكاني بقراءتي عليه في صفر سنة أربع و ستين و ستمائة بأسفرايين و ساق سنده إلي عليّ بن الهلالي عن أبيه قال دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو في الحالة التي قبض فيها فإذا فاطمة عند رأسه فبكت حتّي ارتفع صوتها فرفع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله طرفه إليها فقال:«حبيبتي فاطمة ما الذي يبكيك فقالت اخشي الضيعة من بعدك فقال:يا حبيبتي أ ما علمت أن اللّه عزّ و جلّ اطلع علي الأرض اطلاعة فاختار منها أباك

ص: 7


1- مناقب ابن المغازلي:/81ح 144.
2- مناقب الخوارزمي:90/93.
3- في المصدر:عمرو بن عبد اللّه الزهري.
4- فضائل الصحابة لابن حنبل:/628/2ح 1073،و فيه:فلم أجد ولد أب خيرا من بني هاشم.

و بعثه برسالته،ثمّ اطلع اطلاعة فاختار منها بعلك و أوحي إليّ أن أنكحك اياه يا فاطمة و نحن أهل بيت قد أعطانا اللّه عزّ و جلّ خصال لم يعطها أحد قبلنا و لا يعطي أحدا بعدنا،أنا خاتم النبيّين و أكرم النبيين علي اللّه عزّ و جلّ و أحب المخلوقين إلي اللّه عزّ و جلّ،و أنا أبوك و وصيي خير الأوصياء و أحبهم إلي اللّه عزّ و جلّ و هو بعلك،و شهيدنا خير الشهداء و أحبهم إلي اللّه عزّ و جلّ و هو حمزة بن عبد المطلب عمّ أبيك و عم بعلك،و منّا من له جناحان أخضران يطير مع الملائكة حيث يشاء و هو ابن عم أبيك و أخو بعلك و منا سبطا هذه الأمّة و هما ابناك الحسن و الحسين و هما سيّدا شباب أهل الجنّة و أبوهما و الذي بعثني بالحق خير منهما،يا فاطمة و الذي بعثني بالحق إن منهما مهدي هذه الأمة إذا صارت الدنيا هرجا و مرجا و تظاهرت الفتن و تعطلت السبل و أغار بعضهم علي بعض فلا كبير يرحم صغيرا و لا صغير يرحم كبيرا فيبعث اللّه عزّ و جلّ عند ذلك منهما من يفتح حصون الضلالة و قلوبا غلفا يقوم بالسيف في آخر الزمان كما قمت في أول الزمان و يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا و ظلما،يا فاطمة لا تحزني و لا تبكي فإنّ اللّه عزّ و جلّ أرحم بك و أرأف عليك منّي و ذلك لمكانك و موقعك من قلبي قد زوجك اللّه زوجا و هو أعظمهم حسبا و أكرمهم منصبا و أرحمهم بالرعيّة و أعدلهم بالسوية و أبصرهم بالقضية،و قد سألت ربّي عزّ و جلّ أن تكوني أول من يلحقني من أهل بيتي،قال عليّ صلوات اللّه عليه و سلامه فلمّا قبض رسول صلّي اللّه عليه و آله لم تبق فاطمة بعده إلاّ خمسة و سبعين يوما حتّي ألحقها اللّه به عليهما السّلام». (1)

العاشر: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة و هو من علماء المعتزلة قال:إن عليّا عليه السّلام أفضل البشر بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أحق بالخلافة من جميع المسلمين-ثمّ قال-ابن أبي الحديد في مسند أحمد بن حنبل رضي اللّه عنه:عن مسروق قال:قالت لي عائشة رضي اللّه عنها:إنك من ولدي و من أحبهم إليّ فهل عندكم علم من المخدج؟فقلت:نعم قتله عليّ بن أبي طالب علي نهر يقال لأعلاه بامرا و لأسفله النهروان بين الحاقبة و طرفها قالت:أبغي علي ذلك بينة رجالا شهدوا عندها بذلك قال:

فقلت لها سألتك بصاحب القبر ما الذي سمعت من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فيهم؟فقالت نعم سمعته يقول:

أنّهم شرّ الخلق و الخليقة يقتلهم خير الخلق و الخليقة-و قال-ابن أبي الحديد روي سلمة بن كهيل قال:دخلت أنا و زبيد اليامي علي امرأة مسروق فحدّثتنا قالت:كان مسروق و الأسود بن يزيد يفرطان في سبّ عليّ عليه السّلام ما مات مسروق حتّي سمعته يصلّي عليه و أمّا الأسود فمضي لشأنه قال:

فسألناها لم ذلك قال:شيء سمعه من عائشة ترويه عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فيمن أصاب الخوارج (2).

ص: 8


1- فرائد السمطين:/84/2ح 403.
2- شرح نهج البلاغة:96/4.

الحادي عشر: ابن أبي الحديد في الشرح قال في الخبر المشهور من رواية الكلبي:أنّ رجلا قال لعمر بن عبد العزيز يا أمير المؤمنين انشدتك باللّه أ لم تعلم أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال لفاطمة عليها السّلام و هو عندها في بيتها عائد لها:«ما علتك»؟

قال:«الوعك يا أبتاه»،و كان عليّ رضي اللّه عنه غائبا في بعض حوائج النبيّ صلّي اللّه عليه و آله.

فقال لها:أ تشتهين شيئا؟

قالت:اشتهي عنبا و أنا أعلم أنّه عزيز و ليس وقت عنب.

فقال صلّي اللّه عليه و آله:إن اللّه قادر علي أن يجئنا به،ثمّ قال:اللّهم آتنا به مع أفضل أمّتي عندك منزلة فطرق عليّ الباب و دخل معه مكتل قد القي طرف ردائه عليه،فقال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:ما هذا يا عليّ؟

قال:عنب التمسته لفاطمة.

فقال:اللّه أكبر اللّه أكبر اللّهمّ كما سررتني بأن خصّصت عليّا بدعوتي فاجعل فيه شفاء ابنتي، ثمّ قال:كلي علي اسم اللّه يا بنيّة،فأكلت و ما خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حتّي استقلّت و برئت،فقال عمر:

صدقت و بررت أشهد لقد سمعته و وعيته (1).

الثاني عشر: ابن بابويه من طريق العامة قال:أخبرني يعقوب بن يوسف الفقيه شيخ لأهل الرأي قال:حدّثنا إسماعيل بن محمّد الصفّار البغدادي قال:حدّثنا أبي عن الأعمش عن عطا قال:سألت عائشة عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فقالت:«ذاك خير البشر و لا يشك فيه إلاّ كافر». (2)

الثالث عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا يعقوب بن يوسف بن يعقوب قال:أخبرنا عبد الرّحمن الحنطي قال:حدّثنا أحمد بن يحيي الاودي قال:حدّثنا حسن بن حسين العرني قال:حدّثنا إبراهيم بن يوسف عن شريك عن منصور عن ربعي عن حذيفة إنّه سئل عن عليّ صلّي اللّه عليه و آله فقال«ذلك خير البشر و لا يشك فيه إلاّ منافق» (3).

الرابع عشر: أبو الحسن الفقيه محمّد بن أحمد بن شاذان في المناقب المائة من طريق العامّة في مناقب أمير المؤمنين و الأئمّة من ولده قال:فأوّل منقبة ما حدّثني بها الحسين بن سختويه بالكوفة في سنة أربع و سبعين و ثلاثمائة بإسناده عن حبة العرني عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنا سيّد الأولين و الآخرين و أنت يا عليّ سيّد الخلائق بعدي». (4)

الخامس عشر: ابن شاذان هذا من المائة بإسناده عن أبي معاوية قال:قال لي الأعمش يا أبا

ص: 9


1- شرح نهج البلاغة:225/20.
2- أمالي الصدوق:130/135،بحار الأنوار:7/5/38.
3- أمالي الصدوق:131/135،بحار الأنوار:8/5/38.
4- المائة منقبة:18،بحار الأنوار:17/360/25.

معاوية ألا أخبرك حديثا لا تختار عليه قلت بلي فديتك قال:حدّثني أبو وائل و لم يسمعه منه أحد غيري عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:حدّثني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:قال لي جبرئيل يا محمّد عليّ خير البشر و من أبي فقد كفر». (1)

السادس عشر: ابن شاذان هذا بإسناده عن أبي هريرة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«خير هذه الأمّة من بعدي عليّ بن أبي طالب و فاطمة و الحسن و الحسين صلّي اللّه عليه و آله فمن قال غير هذا فعليه لعنة اللّه». (2)

السابع عشر: ابن شاذان هذا بالإسناد عن الرضا عليه السّلام عن أبيه عن جده عليّ بن الحسين عن أبيه الحسين الشهيد قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ بن أبي طالب عليه السّلام:يا عليّ أنت خير البشر لا يشك فيك إلاّ كافر». (3)

الثامن عشر: ابن شاذان هذا بحذف الإسناد عن سعيد بن جنادة يذكر أنّه سمع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يقول:

«إن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام سيّد العرب»فقيل له أنت سيّد العرب فقال:«أنا سيّد ولد آدم و عليّ سيّد العرب من أحبه و تولاّه أحبّه اللّه و هداه،و من أبغضه و عاداه اصمه اللّه و أعماه،عليّ حقه كحقي و طاعته كطاعتي غير إنّه لا نبيّ بعدي،من فارقه فارقني و من فارقني فارق اللّه تعالي:أنا مدينة الحكمة و هي الجنّة و عليّ بابها فكيف يهتدي المهتدي إلي الجنّة إلاّ من بابها عليّ خير البشر من أبي فقد كفر» (4).

التاسع عشر: أبو نعيم الأصفهاني بالإسناد عن قتادة عن أنس بن مالك قال:قال رجل لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من سيّد العرب؟فقال:«أنا سيّد ولد آدم و عليّ سيّد العرب»صلّي اللّه عليهما و آلهما (5).

العشرون: كتاب الصراط المستقيم عن جماعة من العامّة قال:روي عن عائشة و قيس بن حازم و الأصفهاني و الشيرازي و ابن مردويه و الخوارزمي و ابن حنبل و البلاذري و ابن عبدوس و الطبراني «أن عليّا خير البشر من أبي فقد كفر و خير البرية و خير الخليقة و خير من أخلف و خير الناس» (6).

الحادي و العشرون: ابن أبي الحديد في الشرح قال في كتاب صفين للمدائني عن مسروق أن عائشة قالت له لمّا عرفت من قتل ذي الثدية:لعن اللّه عمرو بن العاص فإنّه كتب إليّ يخبرني أنّه قتله بالاسكندرية إلاّ أنّه ليس يمنعني ما في نفسي أن أقول ما سمعته من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،سمعته

ص: 10


1- المائة منقبة:129،بحار الأنوار:66/306/26.
2- المائة منقبة:126،كنز الفوائد:63/1،بحار الأنوار:31/228/27.
3- المائة منقبة:135،بحار الأنوار:67/306/26.
4- المائة منقبة:170،أمالي الطوسي:21/45/2،بحار الأنوار:2/200/40.
5- أنظر أحاديث سيّد العرب في:شرح النهج لابن أبي الحديد:170/9،كنز العمال:618/11 و ما بعدها، المستدرك:124/3.
6- الصراط المستقيم:143/3.

يقول:«يقتله خير الناس من بعدي». (1)

الثاني و العشرون: ابن أبي الحديد في الشرح قال:روي مالك بن إسماعيل أبو غسان النهدي عن ابن أبي سيف قال:خطب مروان و الحسن عليه السّلام جالس فنال من عليّ عليه السّلام فقال الحسن عليه السّلام:

«ويلك يا مروان هذا الذي تشتم شر الناس»قال:لا و لكنه خير الناس. (2)

الثالث و العشرون: ابن أبي الحديد قال شيخنا أبو جعفر الاسكافي:قد روي محمّد بن عبيد اللّه ابن أبي رافع عن أبيه عن جده عن أبي رافع قال:أتيت أبا ذر في الربذة أودّعه فلمّا اردت الانصراف قال لي و لا ناس معي ستكون فتنة فاتقوا اللّه و عليكم بالشيخ عليّ بن أبي طالب فاتبعوه فاني سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول له:«أنت أول من آمن بي و أول من يصافحني يوم القيامة و أنت الصديق الاكبر و أنت الفاروق الذي يفرق بين الحق و الباطل و أنت يعسوب المؤمنين و المال يعسوب الكافرين و أنت أخي و وزيري و خير من اترك بعدي تقضي ديني و تنجز موعودي» (3).

ص: 11


1- شرح نهج البلاغة:268/2،و فيه أمتي بدل الناس.
2- شرح نهج البلاغة:220/13.
3- شرح نهج البلاغة:226/13.

الباب الثاني

في أن عليّا عليه السّلام خير الخلق بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و خير البرية

و المختار بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و خير البشر و خير العرب و خير الأمّة

و خير الوصيّين و أن الأئمّة بعد عليّ خير الخلق

من طريق الخاصّة و فيه عشرون حديثا.

الأول: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعد الهاشمي قال:حدّثنا فرات بن إبراهيم ابن فرات الكوفي قال:حدّثنا محمّد بن أحمد بن عليّ الهمداني قال:حدّثني أبو الفضل العبّاس بن عبد اللّه البخاري قال:حدّثنا محمّد بن القاسم بن إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّه بن القاسم بن محمد ابن أبي بكر قال:حدّثنا عبد السلام بن صالح الهروي عن عليّ بن موسي الرضا عن أبيه موسي بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمّد عن أبيه محمّد بن عليّ عن أبيه عليّ بن الحسين عن أبيه الحسين بن عليّ عن أبيه عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ما خلق اللّه خلقا أفضل منّي و لا أكرم عليه منّي قال عليّ عليه السّلام فقلت يا رسول اللّه فأنت أفضل أم جبرائيل؟فقال صلّي اللّه عليه و آله يا عليّ إن اللّه تبارك و تعالي فضل انبيائه المرسلين علي ملائكته المقربين و فضلني علي جميع النبيين و المرسلين و الفضل بعدي لك يا عليّ و للأئمة من بعدك،فإن الملائكة لخدّامنا و خدّام محبينا،يا عليّ الذين يحملون العرش و من حوله يسبحون بحمد ربهم و يستغفرون للذين آمنوا بولايتنا،يا عليّ لو لا نحن ما خلق اللّه آدم و لا حوّي و لا الجنّة و لا النار و لا السماء و لا الأرض،و كيف لا تكون أفضل من الملائكة و قد سبقناهم إلي معرفة ربنا و تسبيحه و تهليله و تقديسه لأن أول ما خلق اللّه عزّ و جلّ خلق أرواحنا فانطقنا بتوحيده و تحميده،ثمّ خلق الملائكة فلمّا شاهدوا أرواحنا نورا واحدا استعظموا أمرنا فسبحنا لتعلم الملائكة إنّا خلق مخلوقون و إنّه منزه عن صفاتنا،فسبحت الملائكة لتسبيحنا و نزهته عن صفاتنا فلمّا شاهدوا عظم شأننا هللنا لتعلم الملائكة أن لا إله إلاّ اللّه و إنّا عبيد و لسنا بآلهة نحب أن نعبد معه أو دونه فقالوا لا إله إلاّ،اللّه فلمّا شاهدوا كبر محلّنا اكبرنا لتعلم الملائكة أن اللّه أكبر من ينال عظم المحل إلاّ به،فلمّا شاهدوا ما جعله اللّه لنا من العز و القوّة قلنا،لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه لتعلم الملائكة أن لا حول و لا قوة إلاّ باللّه،فلمّا شاهدوا ما أنعم

ص: 12

اللّه به علينا و أوجبه لنا من فرض الطاعة قلنا:الحمد للّه لتعلم الملائكة ما يحق للّه تعالي ذكره علينا من الحمد علي نعمته فقالت الملائكة:الحمد للّه فبنا اهتدوا إلي معرفة توحيد اللّه و تسبيحه و تهليله و تحميده و تمجيده،ثمّ إن اللّه تبارك و تعالي خلق آدم فاودعنا صلبه و أمر الملائكة بالسجود تعظيما له و اكراما و كان سجودهم للّه عزّ و جلّ عبودية و لآدم إكراما و طاعة لكوننا في صلبه فكيف لا نكون أفضل من الملائكة و قد سجدوا لآدم كلهم أجمعون و أنّه لما عرج بي إلي السماء أذن جبرائيل مثني مثني و أقام مثني مثني ثمّ قال:تقدّم يا محمّد فقلت له:يا جبرائيل تقدّم عليك فقال:نعم إن اللّه تبارك و تعالي فضل انبياءه علي ملائكته اجمعين و فضلك خاصة فتقدّمت فصلّيت بهم و لا فخر،فلمّا انتهيت إلي حجب النور قال جبرائيل،تقدّم يا محمّد و تخلف عنّي فقلت يا جبرائيل في مثل هذا الموضع تفارقني فقال:يا محمّد إن انتهاء حدي الذي وضعني اللّه عز و جل فيه إلي هذا المكان فإن تجاوزتها احترقت أجنحتي بتعدي حدود ربّي جل جلاله،فزج بي في النور زجة حتّي انتهيت إلي حيث ما شاء اللّه من علوه فنوديت يا محمّد أنت عبدي و أنا ربّك فإياي فاعبد و عليّ فتوكّل و إنّك نوري في عبادي و رسولي إلي خلقي و حجتي علي بريتي لك و من اتبعك تخلقت جنتي و لمن خالقك خلقت ناري و لأوصيائك أوجبت كرامتي و لشيعتهم أوجبت ثوابي،فقلت:يا رب و من أوصيائي فنوديت يا محمّد أوصياؤك المكتوبون علي ساق عرشي فنظرت و أنا بين يدي ربّي جلّ جلاله إلي ساق العرش فرأيت اثني عشر نورا في كلّ نور سطر اخضر عليه اسم وصيّ من أوصيائي أوّلهم عليّ بن أبي طالب و آخرهم مهدي امتي فقلت يا رب هؤلاء أوصيائي من بعدي فنوديت يا محمّد هؤلاء أوليائي و أحبائي و اصفيائي و حججي بعدك،علي بريق و هم أوصياؤك و خلفاؤك و خير خلقي بعدك و عزتي و جلالي لأظهرن بهم ديني و لأعلينّ بهم كلمتي و لأطهرن الأرض بآخرهم من أعدائي و لأمكنه مشارق الأرض و مغاربها و لأسخرن له الرياح و لأذللن له السحاب الصعاب و لأرقينه في الاسباب و لأنصرنه بجندي و لأمدنه بملائكتي حتّي تعلو دعوتي و يجمع الخلق علي توحيدي ثمّ لأديمنّ ملكه و لأدولنّ الأيام بين أوليائي إلي يوم القيامة». (1)

الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا محمّد بن الحسن بن الوليد رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار عن يعقوب بن يزيد عن حمّاد بن عيسي عن عمر بن أذينة عن آبان بن أبي عياش عن إبراهيم بن عمر اليماني عن سليم بن قيس الهلالي قال:سمعت سلمان الفارسي يقول كنت جالسا

ص: 13


1- علل الشرائع:1/5/1.

بين يدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مرضته الذي توفّي فيها فدخلت فاطمة عليها السّلام و رأيت ما بأبيها من الضعف بكت حتّي جرت دمعتها علي خديها فقال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«و ما يبكيك يا فاطمة قالت:

يا رسول اللّه اخشي علي نفسي و ولدي الضيعة بعدك فاغرورقت عينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بالبكاء ثمّ قال:يا فاطمة ما علمت إنا أهل بيت اختار اللّه لنا الآخرة علي الدنيا و إنّه ختم الفناء علي جميع خلقه،و إن اللّه تبارك و تعالي اطلع إلي الأرض اطلاعة فاختارني من خلقه ثمّ اطلع اطلاعة ثانية و اختار زوجك فأوحي اللّه إليّ أن أزوجك إيّاه و أن أتخذه وليا و وزيرا و أن اجعله خليفتي في أمّتي،فابوك خير أنبياء اللّه و رسله و بعلك خير الأوصياء و انت أول من يلحق بي من أهلي،ثمّ اطلع إلي الأرض ثالثة فاختارك و ولدك فأنت خير نساء أهل الجنّة و ابناك حسن و حسين سيّدا شباب أهل الجنّة و أنا و بعلك و أوصيائي إلي يوم القيامة كلهم هاديون مهديون أول الأوصياء بعدي أخي ثمّ الحسن ثمّ الحسين ثمّ تسعة من ولد الحسين في درجتي و ليس في الجنّة درجة أقرب إلي اللّه من درجتي و درجة أخي.

أ ما تعلمين يا بني أن من كرامة اللّه إياك أن زوجك خير أمتي و خير أهل بيتي و أقدمهم سلما و أعظمهم حلما و أكثرهم علما،فاستبشرت فاطمة عليها السّلام و فرحت بما قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثمّ قال:

يا بنيّة إن لبعلك مناقب إيمانه باللّه و رسوله قبل كلّ أحد لم يسبقه إلي ذلك أحد من أمتي و علمه بكتاب اللّه عزّ و جلّ و سنّتي فليس أحد من أمّتي يعلم جميع علمي غير عليّ عليه السّلام و أن اللّه عزّ و جلّ علّمه علما لا يعلّمه غيره و علّم ملائكته و رسله علما فكلّما علمه ملائكته و رسله فأنا أعلمه و أمرني اللّه أن أعلّمه ايّاه فقلت:فليس أحد من أمتي يعلم جميع علمي و فهمي و حكمي غيره و إنّك يا بنيّة زوجته و ابناه سبطاي حسن و حسين و هما سبطا أمّتي و أمره بالمعروف و نهيه عن المنكر،فإن اللّه آتاه الحكمة و فصل الخطاب.

يا بنتي إنّا أهل بيت أعطانا اللّه ستّ خصال لم يعطها أحد من الأوّلين كان قبلكم و لا أحدا من الآخرين غيرنا:نبيّنا سيّد الأنبياء و هو أبوك و وصيّنا سيّد الأوصياء و هو بعلك و شهيدنا سيّد الشهداء و هو حمزة عمّ أبيك قالت:يا رسول اللّه هو سيّد الشهداء الذين قتلوا معك.قال:لا بل سيّد الشهداء الأوّلين و الآخرين ما خلا الأنبياء و الأوصياء و جعفر بن أبي طالب ذو الجناحين الطيار في الجنّة مع الملائكة و ابناك حسن و حسين سبطا أمّتي و سيّدا شباب أهل الجنّة منّا، و الذي نفسي بيده مهدي هذه الأمّة الذي يملأها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما قالت:و أيّ هؤلاء الذين سمّيتهم أفضل قال:عليّ بعدي أفضل أمّتي و حمزة و جعفر أفضل أهل بيتي بعد

ص: 14

عليّ و بعدك و بعد ابنيّ و سبطيّ حسن و حسين و بعد الأوصياء من ولد ابنيّ هذا و أشار بيده إلي الحسين منهم المهدي،و إنّا أهل بيت اختار اللّه لنا الآخرة علي الدنيا ثمّ نظر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إليها و إلي بعلها و إلي ابنيها فقال:يا سلمان أشهد اللّه إنّي سلم لمن سالمهم و حرب لمن حاربهم،أمّا إنّهم في الجنّة معي ثمّ أقبل علي عليّ فقال:يا أخي أنت سيفي بعدي و ستلقي من قريش شدّة من تظاهرهم عليك و ظلمهم فإن وجدت عليهم أعوانا فجاهدهم و قاتل من خالفك بمن وافقك فإنّ لم تجد أعوانا فأصبر و كفّ يدك و لا تلق بها إلي التهلكة فإنّك منّي بمنزلة هارون من موسي و لك بهارون اسوة حسنة إذ استضعفه قومه و كادوا يقتلونه فأصبر لظلم قريش و تظاهرهم عليك فإنّك بمنزلة هارون و من تبعه و هم بمنزلة العجل و من تبعه،يا عليّ إن اللّه تبارك و تعالي قد قضي الفرقة و الاختلاف علي هذه الامّة فلو شاء اللّه لجمعهم علي الهدي حتّي لا يختلف اثنان من هذه الأمّة و لا ينازع في شيء أمره و لا يجحد المفضول لذوي الفضل فضله،و لو شاء اللّه لعجل النقمة و كان منه التغيير حتّي يكذّب الظالم و يعلم الحق إلي مصيره و لكنّه جعل الدنيا دار الأعمار و جعل الآخرة دار القرار ليجزي الذين أساءوا بما عملوا و يجزي الذين أحسنوا بالحسني فقال عليه السّلام:

الحمد للّه شكرا علي نعمائه و صبرا علي بلائه» (1).

الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا محمّد بن الحسن رضي اللّه عنه قال:حدّثنا الحسن بن متيل الدقاق قال:

حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمّد بن سنان عن أبي الجارود زياد بن المنذر عن أبي جعفر الباقر عليه السّلام قال:سمعت جابر بن عبد اللّه الأنصاري يقول:إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كان ذات يوم في منزل أمّ إبراهيم و عنده نفر من أصحابه إذ أقبل عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فلمّا بصر به النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال:«يا معشر الناس أقبل إليكم خير الناس بعدي و هو مولاكم طاعته مفروضة كطاعتي و معصيته محرمة كمعصيتي،معاشر الناس أنا دار الحكمة و عليّ مفتاحها و لن يوصل إلي الدار إلاّ بالمفتاح و كذب من زعم أنّه يحبني و يبغض عليّا» (2).

الرابع: ابن بابويه قال:حدّثنا محمّد بن أحمد الصيرفي و كان من أصحاب الحديث قال:حدّثنا أبو جعفر محمّد بن العبّاس بن بشام مولي بني هاشم قال:حدّثنا محمّد بن يونس البصري قال:

حدّثنا أبو بكير النخعي عن شريك عن أبي إسحاق عن أبي وائل عن حذيفة بن اليمان عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال:«عليّ بن أبي طالب خير البشر و من أبي فقد كفر» (3).

ص: 15


1- كمال الدين و تمام النعمة:10/263.
2- أمالي الصدوق:574/434،و بحار الأنوار:102/38 ح 24.
3- أمالي الصدوق:135 ح 132،و بحار الأنوار:6/38 ح 9.

الخامس: ابن بابويه قال:حدّثنا محمّد بن موسي بن المتوكل رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمّد بن يحيي العطار قال:حدّثنا محمّد بن أحمد بن يحيي بن عمران الأشعري عن محمّد بن يحيي السندي عن عليّ بن السندي عن عليّ بن الحكم عن فضيل بن عثمان عن أبي الزبير المكي قال:رأيت جابرا متوكّئا علي عصا و هو يدور في سكك الأنصار و مجالسهم و هو يقول:عليّ خير البشر فمن أبي فقد كفر،يا معاشر الأنصار أدّبوا أولادكم علي حبّ عليّ فمن أبي فانظروا في شأنه أمّه (1).

السادس: ابن بابويه قال:حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ البغدادي قال:حدّثني أبو محمّد الحسن ابن عبد اللّه بن محمّد بن عليّ بن العبّاس الرازي قال:حدّثنا أبي عبد اللّه بن محمّد بن عليّ بن العباس بن هارون التميمي قال:حدّثني سيّدي عليّ بن موسي الرضا عليه السّلام قال:حدّثني أبي موسي ابن جعفر قال:حدّثني أبي جعفر بن محمد قال:حدّثني أبي محمد بن عليّ قال:حدّثني أبي عليّ ابن الحسين قال:حدّثني أبي الحسين بن عليّ قال:حدّثني أخي الحسن بن عليّ قال:حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال:قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:«أنت خير البشر و لا يشك فيه إلاّ كافر» (2).

السابع: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال:حدّثني أحمد بن يحيي بن زكريّا القطّان قال:حدّثنا بكر بن عبد اللّه قال:حدّثنا تميم بن بهلول قال:حدّثنا عبد اللّه بن صالح بن سلمة النّصيبي قال:حدّثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن عائشة قالت كنت عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فاقبل عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فقال:«هذا سيّد العرب»قلت يا رسول اللّه الست سيّد العرب قال:«أنا سيّد ولد آدم و عليّ سيّد العرب»فقلت:و ما السيد؟قال:«من افترضت طاعته كما افترضت طاعتي» (3).

الثامن: الشيخ في مجالسه بإسناده عن أحمد بن رزق عن يحيي بن العلاء الرازي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«دخل عليّ عليه السّلام علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو في بيت أمّ سلمة فلمّا رآه قال كيف أنت يا عليّ إذا اجتمعت الامم و وضعت الموازين و برز لعرض خلقه و دعي الناس إلي ما لا بدّ منه، قال:فدمعت عين أمير المؤمنين عليه السّلام فقال:رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما يبكيك يا عليّ تدعي و اللّه أنت و شيعتك غرا محجلين رواء مرويين مبيضة وجوهكم و يدعي بعدوك مسودة وجوههم اشقياء معذبين أ ما سمعت قول اللّه إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (4) أنت و شيعتك إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا (5) و كذبوا بآياتنا أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6) عدوّك يا عليّ» (7).

ص: 16


1- أمالي الصدوق:136 ح 133،و علل الشرائع:142 ح 4،و البحار:200/39 ح 108.
2- أمالي الصدوق:136 ح 134.
3- المصدر السابق:93 ح 71.
4- سوره 98 - آيه 7
5- سوره 98 - آيه 6
6- سوره 98 - آيه 6
7- أمالي الصدوق:671 ح 1414.

التاسع: الشيخ المفيد في كتاب الاختصاص يرفعه إلي عليّ بن سويد الثاني عن أبي الحسن الأوّل عليه السّلام قال:«ما خلق اللّه خلقا أفضل من محمد صلّي اللّه عليه و آله و لا خلق خلقا بعد محمّد أفضل من عليّ عليه السّلام» (1).

العاشر: الشيخ في أماليه قال:حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان رحمه اللّه قال:حدّثنا أبو نصر محمّد بن الحسين البصير السهروردي قال:حدّثنا الحسين بن محمّد الأسدي قال:حدّثنا أبو عبد اللّه جعفر بن عبد اللّه بن جعفر العلوي المحمّدي قال:حدّثنا يحيي بن هاشم الغسّاني قال:

حدّثنا محمّد بن مروان قال:حدّثني جويبر بن سعد عن الضّحاك بن مزاحم قال:سمعت عليّ بن أبي طالب عليه السّلام يقول:«اتاني أبو بكر و عمر فقالا لو أتيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فذكرت له فاطمة قال فأتيته فلمّا رآني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ضحك ثمّ قال:ما جاء بك يا أبا الحسن و ما حاجتك؟ قال:فذكرت له قرابتي و قدمي في الإسلام و نصرتي له و جهادي فقال:يا عليّ صدقت فأنت أفضل ممّا تذكر،فقلت يا رسول اللّه فاطمة تزوجنيها فقال:يا عليّ إنّه قد ذكرها قبلك رجال فذكرت ذلك لها و رأيت الكراهة في وجهها و لكن علي رسلك حتّي أخرج إليك،فدخل عليها فقامت إليه فأخذت ردائه و نزعت نعليه و اتته بالوضوء فوضأته و غسلت رجليه ثمّ قعدت فقال لها يا فاطمة فقالت:لبيك لبيك ما حاجتك يا رسول اللّه فقال:إن عليّ بن أبي طالب من قد عرفت قرابته و فضله و إسلامه و إني قد سألت ربّي أن يزوجك خير خلقه و أحبّهم إليه و قد ذكر من أمرك شيئا فما ترين،فسكتت و لم تول وجهها عنه و لم ير فيه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كراهة،فقام و هو يقول اللّه أكبر سكوتها اقرارها فأتاه جبرائيل عليه السّلام فقال:يا محمّد زوّجها عليّ بن أبي طالب فإن اللّه قد رضيها له و رضيه لها.

قال:فزوّجني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثمّ أتاني فأخذ بيدي فقال:قم بسم اللّه و قل:علي بركة اللّه و ما شاء اللّه لا قوّة إلاّ باللّه توكّلت علي اللّه ثمّ جاءني حتّي أقعدني عندها عليها السّلام ثمّ قال اللّهمّ انّهما أحبّ خلقك إليّ فاحبهما و بارك في ذريتهما و اجعل عليهما منك حافظا و إنّي أعيذهما بك و ذريتهما من الشيطان الرجيم (2).

الحادي عشر: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان قال:حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعاني قال:حدّثني جعفر بن محمّد بن سليمان بن الفضل قال:حدّثنا داود بن رشده قال:حدّثني محمّد بن إسحاق الثّعلبي الموصلي أبو نوفل قال:سمعت جعفر بن

ص: 17


1- الاختصاص:18 ط.جامعة المدرسين.
2- أمالي الطوسي:40 ح 44 المجلس الثاني ح 13.

محمّد عليه السّلام يقول:«نحن خيرة اللّه من خلقه و شيعتنا خيرة اللّه من أمّة نبيّه» (1).

الثاني عشر: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمّد بن محمّد يعني المفيد قال:أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن قال:حدّثني أبي عن سعد بن اللّه بن موسي قال:حدّثنا محمّد بن عبد الرحمن العرزمي قال:حدّثنا المعلي بن هلال عن الكلبيّ عن أبي صالح عن عبد اللّه بن العبّاس قال:قلت يا رسول اللّه:أوصني فقال:«عليك بمودّة عليّ بن أبي طالب و الذي بعثني بالحق نبيّا لا يقبل اللّه من عبد حسنة حتّي يسأله عن حبّ عليّ بن أبي طالب و هو تعالي أعلم فإن جاء بولايته قبل عمله علي ما كان منه و إن لم يأت بولايته لم يسأله عن شيء ثمّ أمر به إلي النار.

يا ابن عبّاس و الّذي بعثني بالحق نبيا إنّ النار لأشدّ غضبا علي مبغض عليّ منها علي من زعم أن للّه ولدا،يا ابن عبّاس لو أن الملائكة المقرّبين و الأنبياء المرسلين اجتمعوا علي بغضه و لن يفعلوا لعذبهم اللّه بالنّار.

قلت:يا رسول اللّه و هل يبغضه أحد؟

قال:يا ابن عبّاس نعم يبغضه قوم يذكرون انّهم من أمّتي لم يجعل اللّه لهم في الإسلام نصيبا، يا ابن عبّاس إنّ من علامة بغضهم له تفضيلهم من هو دونه عليه و الذي بعثني بالحق نبيّا ما بعث اللّه نبيّا أكرم عليه منّي و لا وصيّا أكرم عليه من وصيّي عليّ»قال ابن عباس:فلم ازل كما أمرني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وصاني بمودّته و إنّه لأكبر عملي عندي (2).

الثالث عشر: الشيخ في أماليه قال:حدّثنا محمّد بن محمّد يعني المفيد قال:حدّثنا الشريف الصالح أبو محمّد الحسن بن حمزة العلوي الطّبري الحسني رحمه اللّه قال:حدّثنا محمّد بن الفضل بن حاتم المعروف بابي بكر النجار الطبري الفقيه قال:حدّثنا محمّد بن عبد الحميد قال:حدّثنا داهر ابن محمّد بن يحيي الأحمري قال:حدّثنا المنذر بن الزبير عن أبي ذر الغفاري رحمه اللّه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لا تضادّوا بعليّ أحدا فتكفروا،و لا تفضّلوا عليه أحدا فترتدّوا» (3).

الرابع عشر: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمّد بن محمّد يعني المفيد قال:حدّثنا الشريف الصالح أبو محمّد الحسن بن حمزة قال:حدّثنا أبو القاسم نصر بن الحسن الوزاميني قال:حدّثنا أبو سعيد سهل بن زياد الادمي قال:حدّثنا محمّد بن الوليد المعروف بشهاب الصيرفي مولي بني هاشم قال:حدّثنا سعيد الاعرج قال:دخلت أنا و سليمان بن خالد علي أبي عبد اللّه جعفر بن

ص: 18


1- أمالي الطوسي:78 ح 113 مجلس 2 ح 22.
2- أمالي الطوسي:106،ح 161.
3- أمالي الطوسي:154 ح 255.

محمّد عليه السّلام فابتدأني فقال:«يا سليمان ما جاء عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام يؤخذ به و ما نهي عنه ينتهي عنه جري له من الفضل ما جري لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و لرسوله الفضل علي جميع من خلق اللّه» (1).

الخامس عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا عليّ بن الحسين بن شاذويه رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري عن أبيه عن أحمد بن محمّد بن عيسي عن محمّد بن عيسي عن محمّد بن سنان عن محمّد بن عبد اللّه بن زرارة عن عيسي بن عبد اللّه الهاشمي عن أبيه عن عمر ابن أبي سلمة عن أمّ سلمة قالت سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«عليّ بن أبي طالب و الأئمّة من ولده بعدي سادة أهل الأرض و قادة الغرّ المحجّلين يوم القيامة» (2).

السادس عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن يحيي بن زكريّا القطان قال:حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال:حدّثنا تميم بن بهلول قال:حدّثنا عبد اللّه بن صالح بن أبي سلمة النصيبي قال:

حدّثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن عائشة قالت سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«أنا سيّد الأولين و الآخرين و عليّ بن أبي طالب سيّد الوصيّين و هو أخي و وارثي و خليفتي علي أمّتي ولايته فريضة و اتباعه فضيلة و محبته إلي اللّه وسيلة فحزبه حزب اللّه و شيعته انصار اللّه و أوليائه أولياء اللّه و أعداؤه أعداء اللّه و إمام المسلمين و وليّ المؤمنين و أميرهم بعدي» (3).

السابع عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني؛حدّثنا عليّ بن إبراهيم ابن هاشم عن جعفر بن سلمة الاهوازي عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال:أخبرني محمّد بن عليّ قال:أخبرنا العبّاس بن عبد اللّه عن عبد الرحمن بن الاسود عن عبد الرّحمن بن مسعود قال:قال عليّ عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أحبّ أهل بيتي إليّ و أفضل من أترك بعدي عليّ بن أبي طالب» (4).

الثامن عشر: ابن بابويه بهذا الإسناد عن إبراهيم بن محمّد الثّقفي قال:حدّثنا الحكم بن سليمان قال:حدّثنا عليّ بن هاشم عن عمرو بن حريث الأشجعي عن بردة بن عبد الرّحمن عن أبي الخليل عن سلمان؛قال:دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عند الموت فقال:«عليّ بن أبي طالب أفضل من تركت بعدي» (5).

التاسع عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمّد الصّانع؛قال:حدّثنا أبو حاتم محمّد بن

ص: 19


1- أمالي الطوسي:206 ح 352،و للحديث تتمة اختصرها البحراني.
2- أمالي الصدوق:347.
3- أمالي الصدوق:347،و البحار:107/38.
4- أمالي الصدوق:285،و البحار:16/38.
5- المصدر السابق.

عيسي بن محمّد الوسقندي قال:أخبرنا أبي قال:حدّثنا إبراهيم ديزيل قال:حدّثنا الحكم بن سليمان الجبلي أبو محمّد قال:حدّثنا عليّ بن هاشم عن مطير بن ميمون أنّه سمع أنس بن مالك يقول أن سلمان الفارسي سمع نبي اللّه يقول:«إنّ أخي و وزيري و خير من أخلفه بعدي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام» (1).

العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي؛قال:حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدّب قال:حدّثني أحمد بن عليّ الأصبهاني عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال:حدّثنا قتيبة بن سعيد عن حمّاد بن زيد عن عبد الرحمن بن السّراج عن نافع عن ابن عمر قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من فضّل أحدا من أصحابي علي عليّ فقد كفر» (2).

أقول:نافع خارجي و ابن عمر ناصبي و الرّوايات من طريق الفريقين في هذا الباب يطول الكتاب بذكرها.

ص: 20


1- أمالي الصدوق:209 و البحار:6/40.
2- أمالي الصدوق:390،و البحار:14/38.

الباب الثالث

في أن عليّا عليه السّلام كنفس رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و كرأسه من بدنه

من طريق العامة و فيه ثلاثة عشر حديثا.

الأوّل: من مسند أحمد بن حنبل رواه عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال:حدّثني أبي قال:

حدّثنا عبد الرزاق قال:حدّثنا معمّر عن ابن طاوس عن عبد المطلب عن عبد اللّه بن حنطب قال:

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لوفد ثقيف حين جاءوه:«لتسلمنّ أو لأبعثنّ إليكم رجلا منّي-أو قال:مثل نفسي-فليضربنّ أعناقكم و ليسبينّ ذراريكم و ليأخذنّ أموالكم»قال عمر:ما اشتهيت الامارة إلاّ يومئذ فجعلت أنصب صدري لها رجاء أن يقول:هو هذا فالتفت إلي عليّ فأخذ بيده ثمّ قال:هو هذا مرّتين (1).

الثاني: صدر الأئمّة عند العامة موفّق بن أحمد قال:أخبرنا العلاّمة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي،أخبرنا الاستاذ الأمين أبو الحسن عليّ بن مدرك الرازي، أخبرنا الحافظ أبو سعد إسماعيل بن عليّ بن الحسين السّمان،حدّثنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر بقراءتي عليه،أخبرنا أبو الحسين خيثمة بن سليمان بن حيدرة،حدّثنا إسحاق ابن إبراهيم عبّاد بصنعا عن عبد الرزّاق عن معمّر عن ابن طاوس عن أبيه عن المطلب بن عبد اللّه ابن حنطب قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لوفد ثقيف حين جاءوه:«لتسلمنّ أو ليبعثنّ اللّه رجلا منّي-أو قال مثل نفسي-فليضربنّ أعناقكم و ليسبينّ ذراريكم و ليأخذنّ أموالكم»قال عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه:

فو اللّه ما تمنّيت الامارة إلاّ يومئذ جعلت أنصب صدري له رجاء أن يقول:هو هذا،قال:فالتفت إلي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فأخذ بيده ثمّ قال:«هو هذا هو هذا» (2).

الثالث: موفّق بن أحمد هذا قال:أخبرني سيّد الحفّاظ أبو منصور شهردار الدّيلمي إجازة، أخبرنا عبدوس بن عبد اللّه عبدوس أخ أبو طالب الفضل الجعفري حدّثنا ابن مردويه،حدّثنا جدي،حدّثنا محمّد بن الحسين،حدّثنا ميثم بن خلف،حدّثنا أحمد بن خلف عن محمّد بن زيد بن سليم مولي بن هاشم،حدّثنا حسين الاشقر،حدّثنا قيس بن الربيع عن أبي هاشم و ليث

ص: 21


1- المصنف لعبد الرزاق:226/11 ح 20389.
2- أخرجه البزار في مسنده:259/3 ح 10502.

عن مجاهد عن ابن عبّاس رضي اللّه عنه قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«عليّ منّي مثل رأسي من بدني» (1).

الرابع: الفقيه المغازلي الشافعي في كتاب المناقب قال:أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد الفقيه الشافعي بقراءتي عليه،قلت له أخبركم أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عثمان الملقب بابن السّقاء الحافظ الواسطي قال:حدّثنا الهيثم بن خلف الدّوري قال:حدّثني أحمد بن محمّد بن زيد بن سليم مولي بني هاشم قال:حدّثني حسين الأشقر قال:حدّثني قيس عن أبي هشام و ليث عن مجاهد عن ابن عبّاس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«عليّ منّي مثل رأسي من بدني» (2).

الخامس: ابن المغازلي هذا قال:أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهاب بن طاوان أبو بكر بقراءتي عليه فاقرّ به،قلت له أخبركم أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد العلوي العدل قال:حدّثنا عليّ بن عبد اللّه بن داهر قال:حدّثني أبي داهر قال:حدّثني الحسين بن أحمد البغدادي قال:

حدّثنا عيسي بن مهران قال:حدّثنا حسين الاشقر قال:حدّثنا قيس عن أبي هاشم الرّماني عن مجاهد عن ابن عبّاس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«عليّ منّي كراسي من بدني» (3).

السادس: موفّق بن أحمد،أخبرنا أبو العلاء الحسن بن أحمد العطّار الهمداني إجازة،أخبرنا زاهر ابن طاهر بن محمّد الكاتب،حدّثنا أبو بكر ابن محمّد بن إسماعيل بن محمّد القرشي أخبرنا عبد اللّه بن يوسف الأصبهاني،أخبرنا أبو سعيد ابن الاعرابي حدّثنا محمّد بن زكريا الغلابي، حدّثنا أحمد بن غسان الهجيمي،حدّثنا أحمد بن عطا الهجيمي أبو عمر،حدّثنا عبد الحكيم عن أنس بن مالك قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ما من نبيّ إلاّ و له نظير في أمته و علي نظيري» (4).

السّابع: أحمد بن حنبل في مسنده قال:أخبرنا أبو غالب محمّد بن أحمد بن مهل النحوي يرفعه إلي سعد بن حذيفة عن أبيه حذيفة بن اليمان قال:آخي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بين المهاجرين و الأنصار و كان يؤاخي بين الرّجل و نظيره ثمّ أخذ بيد عليّ بن أبي طالب فقال:«هذا أخي»قال حذيفة فرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله سيّد المسلمين و إمام المتّقين و رسول ربّ العالمين الّذي ليس له شبه و لا نظير و علي أخوه (5).

قال:مصنف هذا الكتاب هو أخوه معناه هو نظيره فماله صلّي اللّه عليه و آله هو لعليّ عليه السّلام إلاّ النبوّة.

ص: 22


1- ينابيع المودة:167/1.
2- مناقب ابن المغازلي:92 ح 135،و الجامع الصغير:140/2.
3- مناقب ابن المغازلي:92 ح 136،و كنز العمال:30/5 ط.الهند.
4- مناقب الخوارزمي:141،و كنز العمال:757/11 ح 33687،و الفردوسي:40/4.
5- مناقب ابن المغازلي:38،و نهج الإيمان لابن جبر:428.

الثّامن: موفّق بن أحمد قال:أخبرنا الشريف شهردار يعني المتقدّم إجازة،أخبرنا الشريف و أخبرنا عبدوس يعني المتقدّم إجازة أبو المفضّل بن محمّد بن طاهر الجعفري بأصبهان عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسي بن مردويه بن فورك الأصبهاني،حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن زياد،حدّثنا الحسين بن هيثم الكسائي،حدّثنا محمّد بن الصباح الجرجاني،حدّثنا هيثم بن حجّاج بن أرطاة عن عمرو بن شعيب عن جدّه قال:قالت فاطمة عليها السّلام:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

«عليّ نفسي فمن رأيت يقول في نفسه شيئا».

التاسع: موفّق بن أحمد بهذا الإسناد عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسي بن مردويه ابن فورك الأصبهاني هذا حدّثني محمّد بن الحسين،حدّثنا هيثم بن خلف،حدّثنا أحمد بن محمّد بن يزيد ابن سليم مولي بن هاشم حدّثنا حسين الأشقر حدّثنا قيس بن الرّبيع عن أبي هاشم و ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«عليّ منّي بمنزلة رأسي من بدني» (1).

العاشر: ابن أبي الحديد المعتزل في شرح نهج البلاغة عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنّه قال لوفد ثقيف:

«لتسلمنّ أو لأبعثنّ إليكم رجلا منّي»أو قال:«عديل نفسي عليه السّلام و ليضربنّ أعناقكم و ليسبينّ ذراريكم و ليأخذنّ أموالكم»قال عمر رضي اللّه عنه:فما تمنّيت الإمارة إلاّ يومئذ و جعلت انصب صدري رجاء أن يقول:هو هذا فالتفت فأخذ بيد عليّ و قال:هو هذا،مرّتين (2).

الحادي عشر: ابن أبي الحديد في الشرح قال روي أحمد بن حنبل في المسند و رواه في كتاب فضائل عليّ عليه السّلام أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:«لتنتهنّ يا بني وليعة أو لأبعثنّ إليكم رجلا كنفسي يمضي فيكم أمري يقتل المقاتلة و يسبي الذرّية»قال أبو ذر فما راعني إلاّ برد كفّ عمر رضي اللّه عنه في حجري من خلفي يقول من تراه يعني فقلت إنّه لا يعنيك و إنّما يعني خاصف النّعل بالبيت و إنّه قال هو هذا (3).

الثاني عشر: ابن أبي الحديد قال:الخبر المشهور عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إنّه قال لبني وليعة:«لتنتهنّ يا بني وليعة أو لأبعثن إليكم رجلا عديل نفسي يقتل مقاتلتكم و يسبي ذراريكم»قال عمر بن الخطاب:فما تمنّيت الامارة إلاّ يومئذ و جعلت أنصب له صدري رجاء أن يقول هو هذا،فأخذ عليّ عليه السّلام (4).

الثالث عشر: السّمعاني في كتاب فضائل الصّحابة بالإسناد عن البراء أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال:«عليّ منّي بمنزلة رأسي من جسدي» (5).

ص: 23


1- كتاب الأمالي:139/1.
2- شرح النهج:294/1.
3- أخرجه البزار في مسنده:259/3،ح 10502.
4- شرح النهج:294/1.
5- كنز العمال:603/11،و أخرجه الديلمي في الفردوس:62/3،ح 4174 و فيه:بدني،و جامع الأحاديث:47/1، ح 184 و فيه:بمنزلة روحي من جسدي.

الباب الرابع

في أن عليّا عليه السّلام كنفس رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله

من طريق الخاصة و فيه ثلاثة أحاديث.

الأوّل: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدّب قال:

حدّثنا أحمد بن عليّ الأصفهاني عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال:حدّثني جعفر بن الحسن بن عبيد اللّه بن موسي العيسي عن محمّد بن عليّ السلمي عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل عن جابر ابن عبد اللّه الأنصاري أنّه قال:لقد سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول في عليّ خصال لو كانت واحدة منها في جميع الناس اكتفوا بها فضلا قوله صلّي اللّه عليه و آله:«من كنت مولاه فعليّ مولاه»و قوله صلّي اللّه عليه و آله:«عليّ منّي كهارون من موسي»و قوله صلّي اللّه عليه و آله عليهم السّلام«عليّ منّي و أنا منه»و قوله صلّي اللّه عليه و آله:«عليّ منّي كنفسي طاعته طاعتي و معصيته معصيتي»و قوله صلّي اللّه عليه و آله:«حرب عليّ حرب اللّه و سلم عليّ سلم اللّه»و قوله صلّي اللّه عليه و آله:

«وليّ علي وليّ اللّه و عدوّ عليّ عدو اللّه»و قوله صلّي اللّه عليه و آله:«علي حجّة اللّه و خليفته في عباده»،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:

«حبّ عليّ إيمان و بغضه كفر»و قوله صلّي اللّه عليه و آله:«حزب علي حزب اللّه و حزب أعدائه حزب الشّيطان»، و قوله صلّي اللّه عليه و آله:«عليّ مع الحقّ و الحقّ معه لا يفترقان حتّي يردا عليّ الحوض»و قوله صلّي اللّه عليه و آله:«عليّ قسيم الجنّة و النّار»و قوله صلّي اللّه عليه و آله:«من فارق عليّا فقد فارقني و من فارقني فقد فارق اللّه عزّ و جلّ» و قوله صلّي اللّه عليه و آله:«شيعة عليّ هم الفائزون يوم القيامة» (1).

الثاني: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا محمّد بن إبراهيم رحمه اللّه قال:حدّثنا أحمد بن محمّد الهمداني قال:حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال عن أبي الحسن علي بن موسي الرضا عليه السّلام عن أبيه موسي بن جعفر عن أبيه الصادق جعفر بن محمّد عن أبيه الباقر محمّد بن عليّ عن أبيه زين العابدين عليّ بن الحسين عن أبيه سيّد الشهداء الحسين بن عليّ عن أبيه سيّد الوصيّين أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال:«إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله خطبنا ذات يوم فقال:أيّها الناس أنّه قد أقبل إليكم شهر اللّه بالبركة و الرّحمة و المغفرة و ذكر فضل شهر رمضان»إلي أن قال في آخر الحديث«ثمّ بكي-يعني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله-فقلت يا رسول اللّه ما يبكيك؟

ص: 24


1- أمالي الصدوق:150 ح 146 مجلس 20 ح 1.

فقال:يا عليّ أبكي لما يستحل منك في هذا الشهر كأنّي بك و أنت تصلّي و قد انبعث أشقي الأوّلين و الآخرين شقيق عاقر ناقة ثمود فضربك ضربة علي قرنك فخضّب بها لحيتك،قال:أمير المؤمنين عليه السّلام فقلت:يا رسول اللّه و ذلك في سلامة من ديني؟

فقال في سلامة من دينك،ثمّ قال:يا عليّ من قتلك فقد قتلني و من أبغضك فقد أبغضني و من سبّك فقد سبّني،لأنّك منّي كنفسي،روحك من روحي و طينتك من طينتي،إنّ اللّه تبارك و تعالي خلقني و إيّاك و اصطفاني و إيّاك فاختارني للنبوّة و اختارك للإمامة فمن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوّتي،يا عليّ أنت وصيّي و أبو ولدي و زوج ابنتي و خليفتي علي أمّتي في حياتي و بعد موتي، أمرك أمري و نهيك نهي أقسم بالّذي بعثني بالنبوّة و جعلني خير البريّة إنّك لحجّة اللّه علي خلقه و أمينه علي سرّه و خليفته علي عباده» (1).

الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا عليّ بن الحسين بن شاذويه المؤدّب و جعفر بن محمّد بن مسرور رضي اللّه عنه عن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري عن أبيه عن الريّان بن الصلت عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام في حديث طويل مع المأمون و العلماء في الفرق بين العترة و الأمة و فضل العترة علي الأمة و اصطفاء العترة و ذكر الحديث بطوله،و في الحديث قالت العلماء:هل فسر اللّه تعالي الاصطفاء في الكتاب؟فقال الرضا عليه السّلام:نعم فسّر الاصطفاء في الظاهر سوي الباطن في اثني عشر موضعا و ذكر عليه السّلام المواضع من القرآن و قال عليه السّلام فيها:«و أمّا الثالثة حين ميّز اللّه الطاهرين من خلقه و أمر نبيه صلّي اللّه عليه و آله بالمباهلة بهم في آية الابتهال فقال عزّ و جلّ: فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ (2) فبرز النبيّ صلّي اللّه عليه و آله عليّا و الحسن و الحسين و فاطمة صلوات اللّه عليهم و قرن أنفسهم بنفسه،فهل تدرون ما معني قوله وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ (3) قالت العلماء:عني به نفسه؟

قال أبو الحسن عليه السّلام:«غلطتم إنّما عني به عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و ممّا يدلّ علي ذلك قول النبيّ صلّي اللّه عليه و آله حين قال:لينتهين بنو وليعة أو لأبعثنّ إليهم رجلا كنفسي،يعني عليّ بن أبي طالب و عني بالأبناء الحسن و الحسين و عني بالنساء فاطمة عليها السّلام فهذه خصوصيّة لا يتقدّمهم فيها أحد و فضل لا يلحقهم فيه بشر و شرف و لا يسبقهم إليه خلق إذ جعل نفس عليّ كنفسه فهذه الثالثة و أمّا الرابعة»و ذكرها و ما بعدها إلي آخر الاثني عشر (4).

ص: 25


1- أمالي الصدوق:154 ح 149 مجلس 20 ح 4.
2- سوره 3 - آيه 61
3- سوره 3 - آيه 61
4- عيون أخبار الرضا:210/2،باب 23،ح 1.

الباب الخامس

في قوله صلّي اللّه عليه و آله:(عليّ منّي و أنا منه)

من طريق العامة و فيه خمسة و ثلاثون حديثا الأوّل: مسند أحمد بن حنبل رواه عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال:حدّثني أبي قال:

حدّثنا:عبد الرّزاق قال:حدّثنا معمّر بن طاوس عن المطلب عن عبد اللّه بن حنطب قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لوفد ثقيف حين جاءوه:«لتسلمنّ أو لأبعثنّ إليكم رجلا منّي»أو قال مثل نفسي «فليضربنّ أعناقكم و ليسبينّ ذراريكم و ليأخذنّ أموالكم»قال عمر:و اللّه ما اشتهيت الامارة إلاّ يومئذ فجعلت أنصب صدري لها رجاء أن يقول:هذا فالتفت إلي عليّ فأخذه بيده ثمّ قال:هذا هو هذا مرّتين (1).

الثاني: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا أبو نمير،حدّثنا أجلح الكندي عن عبد اللّه بن بريدة عن أبيه قال:بعث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بعثتين علي أحدهما عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و علي الآخر خالد بن الوليد فقال:«إذا اجتمعتم فعليّ علي الناس و إن افترقتم فكلّ واحد منكما علي جنده»فلقينا بني زبيد من أهل اليمن فاقتتلنا فظهر المسلمون علي المشركين فقتلنا المقاتلة و سبينا الذّرية و اصطفي عليّ عليه السّلام من السّبي امرأة لنفسه،قال بريدة:و كتب خالد بن الوليد إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يخبره بذلك فلمّا أتيت النبيّ صلّي اللّه عليه و آله دفعت الكتاب إليه فقرئ عليه الكتاب فرأيت الغضب في وجه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقلت يا رسول اللّه هذا مكان العائذ بك بعثتني مع رجل و أمرتني أن أطيعه فقد بلغت ما أرسلت به،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لا تقع في عليّ فإنّه منّي و أنا منه» (2).

الثالث: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا عبد الرزاق و عفّان الغني و هذا حديث عبد الرزاق قالا:حدّثنا جعفر بن سليمان قال:حدّثني يزيد الرشك عن مطرف بن عبد اللّه عن عمران بن الحصين قال:بعث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله سرّية و أمر عليهم عليّا فأحدث شيئا في سفره فتعاقد من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن يذكروا أمره لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال عمران:و كنّا إذا قدمنا من سفرنا بدأنا برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سلّمنا عليه قال:فدخلوا عليه فقام رجل منهم فقال:يا رسول اللّه إنّ

ص: 26


1- تقدّم الحديث في الباب الثالث من طرق.
2- مناقب علي للكوفي:478/1،و تاريخ دمشق:190/42 ط.دار الفكر.

عليّا فعل كذا و كذا،فأعرض عنه،ثمّ قام الثاني فقال:يا رسول اللّه إنّ عليّا فعل كذا و كذا،فأعرض عنه،ثمّ قام الثالث فقال:يا رسول اللّه إنّ عليّا فعل كذا و كذا فأعرض عنه،ثمّ قام الرابع فقال:يا رسول اللّه إنّ عليّا فعل كذا و كذا فأعرض عنه قال:و أقبل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي الرابع و قد تغيّر وجهه فقال:

«دعوا عليّا إنّ عليّا منّي و أنا منه و هو وليّ كلّ مؤمن بعدي» (1).

الرابع: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا يحيي بن آدم قال:حدّثنا شريك عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة السلولي قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«عليّ منّي و أنا منه و لا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو عليّ»قال شريك:قلت لأبي إسحاق:أنت سمعته منه،قال:موضع كذا لا احفظه (2).

الخامس: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال:حدّثني أبي قال:حدّثني يحيي بن أبي بكر و ابن آدم يعني يحيي قالا:حدّثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة قال:حدّثنا آدم بن السّلولي و كان قد شهد حجّة الوداع قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«عليّ منّي و أنا منه و لا يقضي ديني إلاّ أنا أو عليّ»قال ابن آدم:و لا يؤدّي عنّي إلاّ أنّا أو عليّ (3).

السادس: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثني من سمع من أبي عوف و حدّثنا سويد بن سعيد قال:حدّثنا زكريّا بن عبد اللّه الصّهباني عن عبد المؤمن عن أبي المغيرة عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال:«طلبني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فوجدني في حائط نائما و ضربني برجله و قال:قم و اللّه لأرضينك أنت أخي و أبو ولدي تقاتل علي سنّتي،من مات علي عهدي فهو في كنز اللّه و من مات علي عهدك فقد قضي نحبه،و من مات يحبّك بعد موتك يختم اللّه له بالأمن و الإيمان ما طلعت شمس أو غربت» (4).

السابع: و فيما كتب إلينا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان بن مطير يذكر أن عليّ بن الحكم الأودي حدّثهم قال:حدّثنا حيّان بن عليّ عن محمّد بن عبد اللّه بن أبي رافع عن أبيه عن جدّه قال لمّا قتل عليّ عليه السّلام أصحاب الألوية يوم أحد قال جبرائيل:يا رسول اللّه إنّ هذه لهي المواساة فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:

«إنه منّي و أنا منه،قال جبرائيل عليه السّلام:و أنا منكما يا رسول اللّه» (5).

الثامن: قال و كتب إلينا محمّد بن عبد اللّه يذكر أن محمّد بن سعيد حدّثهم قال:حدّثنا عمرو بن ثابت عن عبد اللّه بن أبي رافع عن أبيه عن عليّ عليه السّلام قال:«لما كان يوم أحد و فرّ الناس قلت ما كان

ص: 27


1- مسند أحمد:606/5.
2- مسند أحمد:70/5(1)171.
3- راجع السلسلة الصحيحة للألباني فقد صحح الحديث و ذكر طرقه:631/3 ح 1980.
4- مجمع الزوائد:122/9.
5- كنز العمال:144/13،و ربيع الأبرار:833/1.

النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فيهم (1)فحملت علي القوم فإذا أنا برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال جبرائيل عليه السّلام إنّ هذه لهي المواساة،فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أنّه منّي و أنا منه،فقال جبرائيل عليه السّلام:و أنا منكما» (2).

التاسع: قال و كتب إلينا أبو جعفر الحضرمي قال:حدّثنا جندب بن والق قال:حدّثنا محمّد بن عمر عن عبّاد الكلبي عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن عليّ بن الحسين عن فاطمة الصّغري عن الحسين بن عليّ عن فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قالت:«خرج علينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عشيّة عرفة و قال إن اللّه عزّ و جلّ باهي بكم و غفر لكم عامّة و لعليّ خاصّة،و إنّي ارسلت إليكم جميعا غير محاب لقرابتي إنّ السعيد كلّ السعيد[حقّ السعيد]من أحبّ عليّا في حياته و بعد موته» (3).

العاشر: و من الجزء الرابع من صحيح البخاري من أجزاء ثمانية في ثلثه الأخير في مناقب عليّ ابن أبي طالب قال البخاري:و قال عمر:توفي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو عنه راض،و قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لعليّ:

«أنت منّي و أنا منك» (4).

الحادي عشر: و من الجزء الخامس من صحيح البخاري في رابع كراس من أوّله قال:حدّثنا عبد اللّه بن موسي عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البرّ قال:اعتمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في ذي القعدة فأبي أهل مكّة أن يدعوه يدخل مكّة حتي قاضاهم اللّه علي أن يقيم بها ثلاثة أيام فلمّا كتبوا الكتاب كتبوا:

هذا ما قاضانا عليه محمّد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،قالوا:لا نقر بهذا لو نعلم انّك رسول اللّه ما منعناك شيئا و لكن محمّد بن عبد اللّه،ثمّ قال لعليّ بن أبي طالب عليه السّلام:امح رسول اللّه،قال:لا و اللّه لا أمحوك أبدا فأخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الكتاب و ليس يحسن يكتب فكتب:هذا ما قاضي عليه محمّد بن عبد اللّه لا يدخل مكّة من السلاح إلاّ السّيف في القراب و إنّه لا يخرج من أهلها بأحد إنّ أراد أن يتبعه و أن لا يمنع من أصحابه أحدا إن أراد أن يقيم بها،فلمّا دخلنا و مضي الأجل أتوا له عليه السّلام فقالوا:قل لصاحبك أخرج عنّا فقد مضي الأجل،فخرج النبيّ فتبعته ابنة عمّه حمزة تنادي يا عمّ يا عمّ فتناولها عليّ عليه السّلام فأخذ بيدها و قال لفاطمة:دونك بنت عمّك فحملتها فاختصم فيها عليّ و زيد و جعفر فقال عليّ:أنا أخذتها و هي ابنة عمّي،و قال جعفر:ابنة عمّي و خالتها تحتي،و قال زيد:ابنة أخي فقضي بها النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لخالتها و قال:الخالة بمنزلة الأمّ،و قال لعليّ:«أنت منّي و أنا منك»و قال لجعفر:«شبّهت خلقي و خلقي»و قال لزيد:«أنت أخونا و مولانا»قال:يا عليّ ألاّ تتزوّج بنت حمزة

ص: 28


1- في المصدر:ما كان النبي ليفر.
2- مناقب عليّ للكوفي:476/1،و نهج البلاغة بشرح ابن أبي الحديد:452/4 ط.دار الحديث.
3- فضائل الصحابة لأحمد:658/2 ح 1119،و ذخائر العقبي:92.
4- صحيح البخاري:207/4 ط.اسلامبول:1401 ه

قال:إنّها بنت أخي من الرضاعة (1).

الثاني عشر: من مناقب الفقيه ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن مخلّد البزاز بقراءتي عليه فأقرّ به قلت:حدّثكم أبو بكر أحمد بن عبيد اللّه بن الفضل بن سهل بن بيريّ سنة أربع و تسعين و ثلاثمائة قال:حدّثني عليّ بن عبد اللّه بن نمير قال:حدّثنا أحمد بن سنان قال:حدّثنا يزيد بن هارون قال:حدّثنا شريك عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة قال:سمعت النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يقول:«عليّ منّي و أنا منه و لا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو عليّ» (2).

الثالث عشر: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا عليّ بن أحمد بن عبد اللّه بن شوذب قال:

حدّثنا أبي قال:حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني قال:حدّثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال:

حدّثنا يحيي بن عبد الحميد قال:حدّثنا شريك بن قيس عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة قال:

سمعت النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يقول:«عليّ منّي و أنا منه» (3).

الرابع عشر: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا عليّ بن عمر قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني العدل قال:حدّثنا أحمد بن محمّد بن أحمد بن البرّ أن معافي بن سليمان حدّثهم،حدّثنا محمّد بن سلمة عن محمّد بن إسحاق عن يزيد بن عبد اللّه بن قسط عن محمّد بن نباته بن يزيد عن أبيه أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:«اما أنت يا عليّ فختني و أبو ولدي و أنت منّي و أنا منك» (4).

الخامس عشر: ابن المغازلي الشافعي قال:حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفراني قال:حدّثنا جعفر بن محمّد بن يحيي قال:حدّثنا عليّ بن الحسين البزاز و موسي بن محمّد البجلي قالا:حدّثنا جعفر بن سليمان عن يزيد الرّشك عن مطرف بن عبد اللّه عن عمران بن الحصين أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:«ما تريدون من عليّ إنّ عليّا منّي و أنا منه و هو وليّ كلّ مؤمن بعدي» (5).

السادس عشر: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان قال:

حدّثنا أبو الحسين بن محمّد بن المظفر بن موسي بن عيسي الحافظ إذنا قال:أخبرنا أحمد بن الحسين الصّوفي قال:حدّثنا عثمان بن شيبة قال:حدّثنا أبي قال:حدّثني الاجلح عن ابن بريد عن

ص: 29


1- صحيح البخاري:242/3،باب 6 كتاب الصلح و في كتاب المغازي باب:43:179/5 ط.عبد الحميد.
2- أخرجه ابن ماجه في السنن:44/1،و مسند أحمد:170/5،و الجامع الصغير:109/2.
3- مناقب ابن المغازلي:221 ح 67(2)268.
4- مسند أحمد:204/5،و مناقب ابن المغازلي:225 ح 269.
5- كنز العمال:142/13 ح 36444،و مناقب المغازلي:221 ح 270.

أبيه أنّ النّبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال له:«يا بريد لا تبغض عليّا إنّ عليّا منّي و أنا منه» (1).

السابع عشر: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان الازهري قال:أخبرنا أبو حفص عمر بن شاهين إذنا قال:حدّثنا جعفر بن محمّد بن العبّاس،حدّثنا إسماعيل بن موسي ابن بنت السّدي قال:حدّثنا شريك عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

«عليّ منّي و أنا منه»قال:و قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو عليّ» (2).

الثامن عشر: ابن المغازلي قال:أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان قال:أخبرنا محمّد بن المظفّر ابن موسي الحافظ قال:حدّثنا يوسف بن الضّحاك قال:حدّثنا إسماعيل بن موسي بن بنت السّدي قال:حدّثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«عليّ منّي و أنا من عليّ لا يؤدّي عنّي إلاّ عليّ» (3).

التاسع عشر: ابن المغازلي قال:أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان قال:أخبرنا محمّد بن المظفّر ابن موسي الحافظ إجازة قال:حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي قال:حدّثنا سويد بن سعيد قال:حدّثنا شريك عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي:«أنت منّي و أنا منك و لا يؤدّي عنّي إلاّ أنا و أنت» (4).

العشرون: ابن المغازلي قال:أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان قال:أخبرنا أبو الحسين أحمد ابن محمّد بن المظفّر الحافظ إجازة قال:حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي قال:حدّثني يوسف بن موسي القطان قال:حدّثنا عبيد اللّه بن موسي عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال لعليّ:أنت منّي و أنا منك (5).

الحادي و العشرون: ابن المغازلي قال:كتب إلي محمّد بن عليّ بن الحسين العلوي يخبرني انّ أبا الحسن أحمد بن محمّد بن عمران أخبرهم،حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز،حدّثنا أبو الربيع الزّهراني،حدّثنا يزيد الرشك عن مظفر بن عبد اللّه عن عمران بن الحصين قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«عليّ منّي و أنا منه و هو وليّ كلّ مؤمن من بعدي» (6).

الثاني و العشرون: و من الجمع بين الصّحاح الستّة لرزين العبدي من الجزء الثاني في مناقب

ص: 30


1- مناقب ابن المغازلي:225 ح 271 و فيه:لا تسب،و أخرجه أحمد في المسند:356/5.
2- المعجم الصغير:109/2،مسند أحمد:170/5،و مناقب ابن المغازلي:226 ح 272.
3- مصابيح السنّة:172/4 ح 4768،و مناقب ابن المغازلي:ح 273.
4- مناقب ابن المغازلي:ح 274 و أخرجه ابن ماجه في السنن:57/1.
5- مناقب ابن المغازلي:ح 275.
6- مناقب ابن المغازلي:ح 276،و ذخائر العقبي:68.

عليّ بن أبي طالب قال:و قال عمر بن الخطاب توفي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو عنه راض فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنت منّي و أنا منك» (1).

الثالث و العشرون: و من الجمع بين الصّحاح الستّة من الباب أيضا من سنن أبي داود و صحيح الترمذي قال عن عمران بن الحصين قال:بعث رسول اللّه سرية و استعمل عليهم عليّا عليه السّلام فلمّا غنموا أصاب عليّ عليه السّلام من السّبي جارية فتعاقدوا أن يخبروا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلمّا أخبروه أعرض عنهم ثمّ أقبل عليهم و الغضب يعرف في وجهه فقال:«ما تريدون من عليّ أنّ عليّا منّي و أنا منه» (2).

الرابع و العشرون: و من الباب أيضا من سنن أبي داود و صحيح الترمذي قال:عن ابن جنادة أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:«عليّ منّي و أنا من عليّ و لا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو عليّ» (3).

الخامس و العشرون: موفّق بن أحمد من أعيان العامّة بإسناده عن أحمد بن الحسين البيهقي قال:أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ أخبرنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب،حدّثنا محمّد بن إسحاق قال:

حدّثنا يحيي بن أبي بكر،حدّثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«عليّ منّي و أنا منه و لا يقضي ديني إلاّ أنا أو عليّ» (4).

السادس و العشرون: موفّق بن أحمد بإسناده عن أحمد بن الحسين البيهقي قال:أخبرنا محمّد ابن عبد اللّه الحافظ،حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب الحافظ و محمّد أبو نعيم قالا:حدّثنا قتيبة ابن سعيد،حدّثنا جعفر بن سليمان الضّبعي عن يزيد عن مطرف عن عمران بن حصين قال:بعث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله سرّية و استعمل عليها عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فمضي عليّ في السرّية فأصاب جارية فانكروا ذلك عليه فتعاقدوا أربعة من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنّهم إذا لقوا رسول اللّه يخبرونه بما صنع عليّ قال عمران:و كان المسلمون إذا قدموا من سفر بدو برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فنظروا إليه و سلموا عليه ثمّ ينصرفون إلي رحالهم فلمّا قدمت السّرية سلموا علي رسول اللّه فقام أحد الأربعة فقال:

يا رسول اللّه أ لم تر عليّا صنع كذا و كذا فأعرض عنه،ثمّ قام الثاني فقال مثل ذلك فأعرض عنه،ثمّ قال الثالث فقال مثل ذلك،فأعرض عنه ثمّ قام الرابع فقال:يا رسول اللّه أ لم ترا أنّ عليّا صنع كذا

ص: 31


1- اخرجه النسائي في الخصائص:19،و أحمد في المسند:98/1.
2- أخرجه الترمذي في صحيحه:296/5،و أبي يعلي في مسنده:293/1 ح 355 و ابن حبّان في صحيحه:/9 42 ح 6890،و الروياني في مسنده:62/1.
3- أخرجه أبو داود في الطلاق باب 35،و الترمذي في أبواب البر باب 6.
4- راجع سلسلة الألباني الصحيحة فقد صحح الحديث و ذكر طرقه:631/3 ح 1980.

و كذا،فأقبل إليه و قال له و الغضب في وجهه:«ما تريدون من عليّ أنّ عليّا منّي و أنا منه و هو وليّ كلّ مؤمن» (1).

السابع و العشرون: موفّق بن أحمد قال:أنبأني الإمام صدر الحفّاظ أبو العلاء الحسين بن أحمد العطّار الهمداني أخبرنا الحسن بن أحمد المقرئ،حدّثنا أحمد بن عبد اللّه الحافظ،حدّثنا محمّد ابن إسحاق بن إبراهيم بن بهلول بن السّحق،حدّثنا سعيد بن منصور،حدّثنا الدّراوردي عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد خير عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال:«اهدي إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قنو موز فجعل يقشّر الموز و يجعلها في فمّي،فقال له قائل:يا رسول اللّه إنّك تحبّ عليّا، قال:أو ما علمت أنّ عليّا منّي و أنا منه» (2).

الثامن و العشرون: إبراهيم بن محمّد الحمويني من أعيان علماء العامّة قال:أخبرني الشّيخ الإمام نجم الدين عثمان بن الموفّق الاركاني بقراءتي عليه بأسفرايين في أواخر شهر جمادي الاخري سنة خمس و سبعين و ستّمائة بروايته عن والدي شيخ شيوخ الإسلام سلطان الاولياء سعد الحقّ و الدين قدوة الواعظين و العارفين محمّد بن المؤيد بن أبي بكر الحمويني تغمده اللّه بغفرانه إجازة بروايته عن شيخ الإسلام نجم الحقّ و الدين أبي الحباب أحمد بن عمر بن محمّد بن عبد اللّه الصّوفي الحيوفي المعروف بكري(رضوان اللّه عليه)إجازة إن لم يكن سماعا قال:أنبأنا محمّد بن عمر بن عليّ الطوسي بقراءتي عليه بنيسابور،أنبأنا أبو العبّاس أحمد بن أبي الفضل السّقائي،أنبأنا أبو سعيد محمّد بن طلحة الجنابذي قال:أنبأنا الإمام أبو بكر أحمد بن محمّد المفتي،أنبأنا بن شاهين،أنبأنا أبو القاسم البغوي،أنبأنا أبو الربيع الزهراني،أنبأنا جعفر بن سليمان،أنبأنا يزيد الرّشك عن مطرف بن عبد اللّه عن عمران بن حصين أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:«عليّ منّي و أنا منه و هو وليّ كلّ مؤمن بعدي» (3).

التاسع و العشرون: إبراهيم بن محمّد الحمويني قال:أخبرنا الشيخ العالم الزاهد عماد الدين عبد الحافظ بن الشيخ بدران بن شبل بن طرحان المقدسي بقراءتي عليه بمدينة نابلس قال:قلت له:أخبرك القاضي جمال الدين أبو القاسم عبد الصمد بن محمّد بن أبي الفضل الأنصاري الخرساني إجازة،فأقرّ به بروايته عن الإمام فقيه الحرم كمال الدين أبي عبد اللّه محمّد بن الفضل الصّاعدي الغرابوري إجازة قال:أنبأنا الإمام الحافظ شيخ السنّة أبو بكر أحمد بن الحسين بن عليّ

ص: 32


1- كنز العمال:599/11.
2- مناقب الخوارزمي:290.
3- فرائد السمطين:56/1 باب 6،و كنز العمال:599/11.

البيهقي قال:أنبأنا أبو عليّ الحسين بن محمّد الرّودباري قال:أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن عمر بن شوذب الواسطي قال:أنبأنا شعيب بن أيوب قال:أنبأنا عبد اللّه بن موسي عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ عن عليّ عليه السّلام قال:«أتينا رسول اللّه أنا و جعفر بن أبي طالب و زيد بن حارثة فقال لزيد:أنت أخونا و مولانا فخجل.

ثمّ قال لجعفر:أنت أشبهت خلقي و خلقي فخجل وراء خجل زيد ثمّ قال لي:أنت منّي و أنا منك فخجلت وراء خجل جعفر» (1).

الثلاثون: الحمويني هذا قال:أنبأني الشيخ الإمام العدل الثّقة تاج الدين عليّ بن الحسين بن عبد اللّه بن عثمان البغدادي رحمه اللّه في شهور سنة إحدي و سبعين و ستمائة قال:أنبأنا الشيخ مجد الدين أبو سعد عبد اللّه بن عمر بن أحمد بن منصور الصّفار النّيسابوري في كتابه إليّ منها قال:أنبأنا جدّي الإمام أبو نصر عبد الرّحيم بن الأستاد الإمام زين الإسلام أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري إجازة قال:أنبأنا الحافظ الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي،أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد ابن عبد اللّه البيع الحافظ قال:أنبأنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب قال:أنبأنا محمّد بن إسحاق قال:

أنبأنا يحيي بن أبي بكر قال:أنبأنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«عليّ منّي و أنا منه لا يقضي ديني إلاّ أنا أو عليّ»هذا حديث رواه الإمام أبو عبد اللّه محمّد بن يزيد بن ماجة القزويني في سننه،اسم كتابه يتفاوت فيه (2).

الحادي و الثلاثون: الحمويني هذا قال:أخبرنا الشيخ العدل الصالح رشيد الدين محمّد بن أبي القاسم بن عمر المقري البغدادي بقراءتي عليه قال الشيخ عبد اللطيف ابن القسطي إجازة إن لم يكن سماعا و شيخ الإسلام شهاب الدين عمر بن محمّد السهروردي إجازة قالا:أبو زرعة طاهر بن أبي الفضل محمّد بن طاهر المقدسي أبو منصور محمّد بن الحسين بن أحمد بن الهيثم المقومي القزويني أبو طلحة القاسم بن أبي البدر الخطيب أبو الحسين عليّ بن أبي إبراهيم بن سلمة القطّان أبو عبد اللّه محمّد بن يزيد بن ماجة القزويني الحافظ قال أبو بكر بن شيبة و سويد بن سعيد و إسماعيل بن موسي قالوا شريك عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«عليّ منّي و أنا منه و لا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو عليّ».

و رواه أبو عيسي محمّد بن عيسي التّرمذي الحافظ في مسنده الجامع الصّحيح قال

ص: 33


1- فرائد السمطين:59/1 باب 7 و مسند أحمد:108/1،و نظم در السمطين:98.
2- فرائد السمطين:58/1 باب 7،و سنن ابن ماجه:45/1 المقدمة.

إسماعيل بن موسي قال شريك عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

«عليّ منّي و أنا من عليّ فلا يؤدي عني إلاّ أنا أو عليّ» (1).

الثاني و الثلاثون: الحمويني هذا قال:أنبأني الرّشيد محمّد بن أبي القاسم عن الشيخ محي الدين يوسف بن أبي الفرج عبد الرحمن بن عليّ بن الجوزي إجازة عن ناصر بن أبي المكارم عن الإمام الموفّق بن أحمد المكّي إجازة قال:أخبرني الإمام صدر الحفّاظ الحسن بن أحمد العطّار الهمداني،أنبأنا الحسن بن أحمد المقرئ،أنبأنا أحمد بن عبد اللّه الحافظ،أنبأنا محمّد بن إسحاق ابن إبراهيم بنا بهلول بن إسحاق،أنبأنا سعيد بن منصور،أنبأنا الدّراوردي عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن عليّ صلوات اللّه عليه قال:«أهدي إلي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قنو موز فجعل يقشّر الموز و يجعلها في فمي،فقال له قائل:يا رسول اللّه إنّك تحبّ عليّا؟

قال:أو ما علمت أنّ عليّا منّي و أنا منه» (2).

الثالث و الثلاثون: إبراهيم بن محمّد الحمويني قال:ذكر الإمام محمّد بن أحمد بن عليّ بن شاذان حدّثني النّقيب أبو الحسن محمّد بن محمّد الحسني عن أحمد بن إبراهيم بن محمّد بن زكريّا عن العبّاس بن بكّار عن أبي بكر الهذلي عن عكرمة عن ابن عبّاس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعبد الرحمن بن عوف:«يا عبد الرحمن انتم أصحابي و عليّ بن أبي طالب منّي و أنا من عليّ فمن قاسه بغيري فقد جفاني و من جفاني أذاني و من أذاني فعليه لعنة ربّي،يا عبد الرحمن إنّ اللّه تعالي أنزل عليه كتابا مبينا و أمرني أن ابيّن للناس ما ينزل إليهم ما خلا عليّ بن أبي طالب فإنّه لم يحتج إلي بيان،لأنّ اللّه تعالي جعل فصاحته كفصاحتي و درايته كدرايتي،و لو كان الحكم رجلا لكان عليّا،و لو كان العقل رجلا لكان الحسن،و لو كان السّخاء رجلا لكان الحسين،و لو كان الحسن شخصا لكانت فاطمة،بل هي أعظم إنّ فاطمة ابنتي خير أهل الأرض عنصرا و شرفا و كرما» (3).

الرابع و الثلاثون: الحمويني هذا قال:أنبأني الشيخ محمّد بن يعقوب الارجّي شرف الدين عبد الرحمن بن عبد السّميع إجازة عن شاذان بن جبرائيل قراءة عليه عن محمّد بن عبد العزيز القمّي عن محمّد بن أحمد بن عليّ النظيري،قال بختكر بن عروبة،قال أبو بكر العطار،قال القاضي أبو عمرو القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي،قال أبو العبّاس أحمد بن داود بن عليّ أبو أسامة

ص: 34


1- المصدر السابق.
2- المصدر السابق.
3- فرائد السمطين:68/2 باب 15.

عبد اللّه بن اسامة الكلبي،قال عليّ بن عبد الحميد عن حسّان عن محمّد بن عبد اللّه بن أبي رافع عن أبيه عن جده قال:لما قتل عليّ عليه السّلام أصحاب الالوية أبصر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله جماعة من مشركي قريش فقال لعليّ عليه السّلام عليهم السّلام احمل عليهم،فحمل عليهم ففرق جماعتهم و قتل هشام بن أميّة المخزومي،ثمّ أبصر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله جماعة من مشركي قريش فقال لعليّ عليه السّلام احمل عليهم فحمل عليهم ففرق جماعتهم فقتل عمرو بن عبد اللّه الجمحي،ثمّ أبصر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله جماعة من مشركي قريش فقال لعليّ عليه السّلام احمل عليهم فحمل عليهم و فرق جماعتهم و قتل يشكر بن مالك أخا عامر بن لؤيّ فأتي جبرائيل عليه السّلام فقال:إن هذه لهي المواساة فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:«إنّه منّي و أنا منه»فقال جبرائيل عليه السّلام و أنا منكما،فسمعوا صوتا ينادي:لا سيف إلاّ ذو الفقار و لا فتي إلاّ عليّ (1).

الخامس و الثلاثون: أبو الحسن الفقيه ابن شاذان في المناقب المائة من طريق العامّة عن ابن عبّاس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في عليّ كلمة لو قالها لي كانت أحبّ إليّ من حمر النعم،قالوا:

و ما قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله في عليّ بن أبي طالب؟

قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا عليّ أنت منّي و أنا منك و ذرّيتك منّا و نحن منهم يدخلون الجنّة قبل الأمم بخمسمائة عام» (2).

السادس و الثلاثون: من الجزء الثاني من كتاب الفردوس عن عمران بن حصين عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:

«عليّ منّي و أنا منه و هو وليّ كلّ مؤمن بعدي» (3).

و سيأتي إن شاء اللّه تعالي زيادة في هذا الباب في الباب السابع،باب تبليغ سورة براءة.

ص: 35


1- فرائد السمطين:68/2 باب 15.
2- مائة منقبة:67.
3- الفردوس:61/3 ح 4171 ط.دار الكتب العلمية و 89 ح 3993 ط.دار الكتاب.و كنز العمال:608/11.

الباب السادس

في قوله صلّي اللّه عليه و آله:«عليّ منّي و أنا من عليّ»

من طريق الخاصة و فيه ستّة أحاديث الأوّل: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا أبي رحمه اللّه قال:حدّثنا إبراهيم بن عمروس الهمداني بهمدان قال:حدّثنا أبو عليّ الحسن بن إسماعيل القحطبيّ قال:حدّثنا سعيد بن الحكم بن أبي مريم عن أبيه عن الاوزاعي عن يحيي بن أبي كثير عن عبد اللّه بن مرّة عن سلمة بن قيس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«عليّ في السماء السابعة كالشّمس بالنّهار في الأرض و في السماء الدنيا كالقمر بالليل في الأرض،أعطي اللّه عليّا من الفضل جزءا لو قسم علي أهل الأرض لوسعهم و أعطاه اللّه من الفهم جزءا لو قسم علي أهل الأرض لوسعهم،شبهت لينه بلين لوط و خلقه بخلق يحيي و زهده بزهد أيّوب و سخاؤه بسخاء إبراهيم و بهجته ببهجة سليمان بن داود و قوّته بقوّة داود،له اسم مكتوب علي كلّ حجاب في الجنّة بشّرني به ربّي و كانت له البشارة عندي،علي محمود عند الحقّ مزكي عند الملائكة و خاصّتي و خالصتي و ظاهرتي (1)و مصباحي و حبيبي (2)و رفيقي، آنسني به ربّي فسألت ربّي ألاّ يقبضه قبلي و سألته أن يقبضه شهيدا،أدخلت الجنّة فرأيت حور عليّ أكثر من الشجر و قصور عليّ بعدد البشر،عليّ منّي و أنا من عليّ من تولّي عليّا فقد تولاّني حبّ عليّ نعمة و اتباعه فضيلة دانت به الملائكة و حفت به الجن الصّالحون لم يمش علي الأرض ماش بعدي إلاّ كان هو أكرم منه عزا و فخرا و منهاجا،لم يك قط عجولا و لا مسترسلا لفساد و لا متعقّدا (3)،حملته الأرض فأكرمته لم يخرج من بطن انثي بعدي أحد كان أكرم خروجا منه،و لم ينزل منزلا إلاّ كان ميمونا أنزل اللّه عليه الحكمة و ردّاه (4)بالفهم تجالسه الملائكة و هو لا يراها و لو اوحي إلي أحد بعدي لأوحي إليه فزيّن اللّه به المحافل و أكرم به العساكر و اخضب (5)به البلاد و أعز به الاجناد،مثله كمثل بيت اللّه الحرام يزار و لا يزور مثله كمثل القمر (6)إذا طلع أضاء الظّلمة،و مثله كمثل الشّمس إذا طلعت أنارت الدنيا،وصفه اللّه تعالي في كتابه و مدحه

ص: 36


1- أي عشيرتي.
2- في المصدر:و جنّتي.
3- في المصدر:متعنّدا.
4- في نسخة المصدر:و زاده.
5- في المصدر:أخصب.
6- في نسخة المصدر:الفجر.

بآياته و وصف فيه آثاره و أجري (1)منازله و هو الكريم حيّا و الشهيد ميّتا» (2).

الثاني: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا أحمد بن زياد قال:حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم قال:

حدّثنا جعفر بن سلمة الأهوازي عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال:حدّثنا عثمان بن أبي شيبة و محمّد بن هشام قالا:حدّثنا مطلب بن زياد عن ليث بن أبي سليم قال:أتي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين كلّهم يقول أنا أحبّ إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فأخذ صلّي اللّه عليه و آله فاطمة ممّا يلي بطنه و عليّا ممّا يلي ظهره و الحسن عن يمينه و الحسين عن شماله (3)ثمّ قال عليه السلام:«أنتم منّي و أنا منكم» (4).

الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا محمّد بن عمر البغدادي الحافظ قال:حدّثنا عبد اللّه بن يزيد قال:

حدّثنا محمّد بن أيوب قال:حدّثنا إسحاق بن منصور عن كادح أبي جعفر البجلي عن عبد اللّه بن لهيعة عن عبد اللّه يعني ابن زياد عن سلمة عن سيّار عن جابر بن عبد اللّه قال:لمّا قدم عليّ عليه السّلام علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بفتح خيبر قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لو لا أن تقول فيك طوائف من أمّتي ما قالت النصاري في المسيح عيسي ابن مريم لقلت فيك اليوم قولا لا تمر بملاء إلاّ أخذوا التّراب من تحت رجليك و من فضل طهورك يستشفون بك (5)،و لكن حسبك أن تكون منّي و أنا منك ترثني و أرثك،و انّك منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي،و انّك تبرئ ذمّتي و تقاتل علي سنتي و انّك غدا علي الحوض خليفتي و انّك أوّل من يرد عليّ الحوض،و انّك أوّل من يكسي معي و أنت أوّل داخل الجنّة من أمّتي و إن شيعتك علي منابر من نور مبيضة وجوههم حولي اشفع لهم و يكونون غدا في الجنّة جيراني،و انّ حربك حربي و سلمك سلمي و انّ سرّك سرّي و علانيتك علانيتي و انّ سريرة صدرك كسريرتي،و انّ ولدك ولدي تنجز عدتي و انّ الحقّ علي لسانك و قلبك و بين عينيك،الإيمان مخالط لحمك و دمك كما خالط لحمي و دمي،و انّه لن يرد عليّ الحوض مبغض لك و لن يغيب عنه محبّ لك حتّي يرد الحوض معك»قال:فخرّ[عليّ] ساجدا للّه و قال:«الحمد للّه الّذي هداني للاسلام و علمني القرآن و حبّبني إلي خير البريّة خاتم النبيّين و سيّد المرسلين إحسانا منه[و فضلا]عليّ»قال:فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:«لو لا أنت لم يعرف المؤمنون بعدي» (6).

الرابع: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عمرو قال:حدّثنا أحمد قال:حدّثني عليّ بن الحسين ابن عبيد قال:حدّثنا إسماعيل بن أبان قال:حدّثنا إسحاق بن إبراهيم عن أبي هارون عن أبي سعيد

ص: 37


1- في نسخة المصدر:و أجزل.
2- أمالي الصدوق:57 ح 14 مجلس الأول ح 7.
3- في المصدر:يساره.
4- أمالي الصدوق:64 ح 26 مجلس 4 ح 2.
5- في المصدر:به.
6- أمالي الصدوق:157 ح 150 مجلس 21 ح 1.

قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«عليّ منّي و أنا منه»و قال جبرائيل:[يا محمد]و أنا منكما (1).

الخامس: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمّد بن محمّد يعني المفيد قال:أخبرني أبو عبد اللّه محمّد بن عمران المرزباني قال:حدّثني أبو بكر أحمد بن محمّد بن عيسي المكّي قال:حدّثنا أبو عبد الرحمن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا يحيي بن عيسي الذّهلي قال:حدّثنا الأعمش عن عباية الأسدي عن عبد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب رحمه اللّه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لام سلمة رحمها اللّه:«يا أمّ سلمة عليّ منّي و أنا من عليّ لحمه من لحمي و دمه من دمي و هو منّي بمنزلة هارون من موسي،يا أمّ سلمة اسمعي و أشهدي هذا عليّ سيّد المسلمين» (2).

السادس: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا محمّد بن جعفر الرزّاز قال:حدّثني جدّي محمّد بن عيسي القيسي قال:حدّثنا إسحاق بن الطّائي قال:حدّثنا سعد بن طريف الحنظلي عن عطيّة بن سعد العوفي عن مخدوج بن يزيد الذّهلي و كان في وفد قومه إلي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فتلا هذه الآية: لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النّارِ وَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ (3) قال:فقلنا يا رسول اللّه من أصحاب الجنّة قال:«من أطاعني و سلم لهذا من بعدي»قال و أخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بكف عليّ و هو يومئذ إلي جنبه فرفعها فقال:«إنّ عليّا منّي و أنا منه فمن حادّه فقد حادّني و من حادّني أسخطه اللّه عزّ و جلّ»ثمّ قال:«يا عليّ حربك حربي و سلمك سلمي و أنت العلم بيني و بين أمتّي».

قال عطيّة:فدخلت علي زيد بن أرقم منزله فذكرت له حديث مخدوج بن يزيد قال:ما ظننت أنّه بقي من سمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول هذا غيري،أشهد لقد حدّثنا به رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثمّ قال:لقد حادّه رجال سمعوا[من]رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قوله هذا و قد ردوا (4).

و هذا القليل من رواية الخاصّة و في رواية الخصم كافيه و سيأتي إن شاء اللّه تعالي زيادة في هذا الباب في الباب الثامن من باب تبليغ سورة براءة.

ص: 38


1- أمالي الطوسي:271 ح 504.
2- أمالي الصدوق:464 ح 619 مجلس 60 ح 10،و الحديث طويل جدا.
3- سوره 59 - آيه 20
4- أمالي الصدوق:486 ح 1063 مجلس 60 ح 32.

الباب السابع

في تبليغ أمير المؤمنين عليه السّلام سورة براءة و عزل أبي بكر

و فيه من الباب الأوّل من طريق العامّة و منه ثلاثة و عشرون حديثا الأوّل: من مسند أحمد بن حنبل عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا محمّد بن سليمان لوين قال:حدّثنا جابر عن سمّاك عن حبيش عن عليّ عليه السّلام قال:«لمّا نزلت عشر آيات من براءة علي النبيّ دعا النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أبا بكر فبعثه بها ليقرأها علي أهل مكّة ثمّ دعاني النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال:أدرك أبا بكر فحيثما لحقته فخذ الكتاب منه فأذهب إلي أهل مكّة و اقرأه عليهم فلحقته بالجحفة فأخذت الكتاب منه و رجع أبو بكر إلي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا رسول اللّه نزل فيّ شيء؟

قال:لا و لكن جبرائيل جاءني فقال لن يؤدّي عنك إلاّ أنت أو رجل منك» (1).

الثاني: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا الفضل بن الحبّاب قال:حدّثنا محمّد بن عبد اللّه الخزاعي قال:حدّثنا حمّاد بن سلمة عن سمّاك بن حرب عن أنس بن مالك أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بعث ببراءة مع أبي بكر إلي أهل مكّة فلمّا بلغ ذا الحليفة بعث إليه و ردّه و قال:«لا يذهب بها إلاّ رجل من أهل بيتي»فبعث عليّا عليه السّلام (2).

الثالث: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا أبو الجهم العلاء بن موسي الباهليّ سنة سبع و عشرين و مائة قال:عن عطيّة العوفي عن أبي سعيد الخدري قال:بعث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أبا بكر بسورة براءة علي المواسم و أربع كلمات إلي الناس فلحقه عليّ في الطريق فأخذ السورة و الكلمات فكان عليّ مبلغا و أبو بكر علي الموسم فإذا قرأ السورة نادي ألا لا يدخل الجنّة إلاّ نفس مسلمة و لا يقرب المسجد مشرك بعد عامه هذا،و لا يطوف بالبيت عريان و من كان له بينه و بين رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عهد فأجله مدّته حتّي قال رجل:لو لا أن نقطع الذي بيننا و بين ابن عمك من الحلف لبدأنا بك،فقال عليّ عليه السّلام عليهم السّلام«لو لا أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أمرني أن لا أحدث شيئا حتّي آتيه لقتلتك» (3).

الرابع: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا أبو بكر ابن أبي شيبة قال:حدّثنا عمر بن طلحة

ص: 39


1- مسند أحمد:151/1،و كنز العمال ح 4400.
2- كنز العمال:431/2 ح 4421،و مسند أحمد:331/1 و فيه:إلاّ رجل منّي و أنا منه.
3- مسند أحمد:299/2 بتفاوت،و فضائل الصحابة لأحمد:460/2 ح 1088.

عن أسباط بن نظر عن سمّاك عن حبيش عن عليّ عليه السّلام:«إنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله حين بعثه ببراءة فقال:يا نبي اللّه إنّي لست باللّسن و لا بالخطيب،قال:فما بد أن أذهب بها أنا و تذهب بها أنت،قال:فإن كان و لا بدّ فسأذهب بها أنا،قال:فانطلق فإنّ اللّه يثبت لسانك و يهدي قلبك،قال:ثمّ وضع يده علي فمه» (1).

الخامس: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا الفضل بن الحبّاب قال:حدّثنا حمّاد بن سلمة عن سمّاك بن حرب عن أنس بن مالك أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بعث ببراءة مع أبي بكر إلي أهل مكّة فلمّا بلغ ذا الحليفة بعث إليه و ردّه و قال:«لا يذهب بها إلاّ رجل من أهل بيتي»فبعث عليّا عليه السّلام (2).

السادس: من صحيح البخاري في الجزء الأوّل منه علي حد ثلثه الأول في باب ما يستر من العورة قال:حدّثنا إسحاق قال:حدّثنا يعقوب،حدّثنا ابن أخي شهاب عن عمّه قال:أخبرني حميد ابن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة قال:بعثني أبو بكر في تلك الحجّة مؤذنا بين الناس يوم النّحر أن لا يحجّ بعد العام مشرك و لا يطوف بالبيت عريان،قال حميد بن عبد الرحمن:ثمّ أردف رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا يأمره أن يؤذن ببراءة قال أبو هريرة:فأذنّ عليّ معنا في أهل مني يوم النّحر ألا يحجّ بعد العام مشرك و لا يطوف بالبيت عريان (3).

السابع: و من الجزء الخامس من صحيح البخاري أيضا في باب قوله تعالي: وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَ رَسُولُهُ (4) قال:حدّثنا عبد اللّه بن يوسف قال:حدّثنا الليث قال:حدّثني عقيل عن ابن شهاب:فأخبرني حميد (5)بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال:بعثني أبو بكر في تلك الحجّة في المؤذّنين بعثهم يوم النحر يؤذنون بمني ألا يحج بعد العام مشرك و لا يطوف بالبيت عريان،قال حمّاد:ثمّ أردف النبيّ صلّي اللّه عليه و آله بعليّ عليه السّلام و أمره أن يؤذّن ببراءة،قال أبو هريرة فأذن عليّ في أهل مني يوم النحر ببراءة و أن لا يحجّ بعد العام مشرك و لا يطوف بالبيت عريان (6).

الثامن: و من تفسير الثعلبي في تفسير سورة براءة قوله تعالي: بَراءَةٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ (7) محمّد بن إسحاق عن مجاهد و غيرهما نزلت في أهل مكّة و ذلك أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عاهد قريشا يوم الحديبية علي أن يضعوا الحرب عشر سنين يأمن فيها الناس و يكفّ بعضهم عن بعض،فدخلت خزاعة في عهد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و دخلت بنو بكر في عهدة قريش،و كان مع هذا عهود بين رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و بين

ص: 40


1- مسند أحمد:150/1 ط.صادر بيروت.
2- تقدّم الحديث في نفس الباب و هو الثاني منه.
3- صحيح البخاري:203/5.
4- سوره 9 - آيه 3
5- في المصدر:حمّاد قال حميد.
6- صحيح البخاري:202/5 ط.تركيا 1401 ه
7- سوره 9 - آيه 1

قبائل العرب خصائص،فعدّت (1)بنو بكر و قريش علي خزاعة فقتلت منها و رفدتهم قريش بالسلاح،فلمّا تظاهر بنو بكر و قريش علي خزاعة و نقضا عهدهم خرج عمر بن سالم الخزاعي حتّي وقف علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال شعرا.

يا ربّ إنّي ناشد محمّدا حلف ابينا و أبيه إلاّ تلدا

قد كنتم ولدا و كنا والدا ثمت اسلمنا و لم ننزع يدا

فانصر هداك اللّه نصرا اعتدا و ادع عباد اللّه يأتوا مددا

فيهم رسول اللّه قد تجردا ابيض مثل السّيف ينحو صعدا

ان يمّ خسفا وجهه تربدا في فيلق كالبحر يجري مزبدا

انّ قريشا أخلفوك الموعدا و نقضوا ميثاقك المؤكدا

و زعموا أنّ لست تدعو أحدا و هم أذلّ و اقل عددا

هم بيتونا في الحطيم هجدا و قتلونا ركعا و سجدا

فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لا نصرت إن لم أنصركم»فخرج يجهز إلي مكّة ففتح اللّه مكّة و هي سنة ثمان من الهجرة و لمّا خرج إلي غزوة تبوك و تخلّف من تخلّف من المنافقين و ارجفوا الأراجيف جعل المشركون ينقضون عهودهم و أمر اللّه تعالي بإلقاء عهودهم إليهم ليؤذنوا بالحرب و ذلك قوله عزّ و جلّ: وَ إِمّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلي سَواءٍ (2) فلمّا كانت سنة تسع أراد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الحجّ ثمّ قال:«إن يحضر المشركون فيطوفون عراة و لا أحبّ أن أحجّ،لا يكون ذلك»فبعث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أبا بكر تلك السنة علي الموسم ليقيم الناس الحجّ و بعث معه أربعين آية من صدر براءة فيقرأها علي المواسم فلمّا سار دعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا عليه السّلام فقال:«اخرج بهذه القصة من صدر براءة و أذّن في الناس إذا اجتمعوا»فخرج عليّ عليه السّلام علي ناقة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله العضباء (3)حتي أدرك أبا بكر بذي الحليفة و أخذها منه و رجع أبو بكر إلي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا رسول اللّه انزل في شأني شيء قال:«لا و لكن لا يبلّغ عنّي غيري أو رجل منّي» (4).

التاسع: قال الثعلبي:قال الشافعي:حدّثني محرز بن أبي هريرة عن أبيه قال:كنت مع عليّ حيث بعثه النبيّ صلّي اللّه عليه و آله ينادي فكان اضمحلّ صوته ناديت،قلت:بأيّ شيء كنتم تنادون قال:بأربع:

لا يطوف بالكعبة عريان و من كان له عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عهدا فعهده إلي مدّته و لا يدخل الكعبة إلاّ

ص: 41


1- في نسخة:فغدت.
2- سوره 8 - آيه 58
3- في نسخة:الغضباء.
4- العمدة:163 عن التفسير المخطوط،و الأبيات في مجمع الزوائد:163/6 مع تفاوت في الحديث.

نفس مؤمنة و لا يحجّ بعد عامنا مشرك،قالوا فقال المشركون:نحن نبرأ من عهدك و عهد ابن عمّك إلاّ من الطعن و الضرب،و طفقوا يقولون:اللّهمّ إنّا قد منعنا أن نتبرّك،ثمّ لما كانت عشر حجّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله حجّة الوداع و قفل إلي المدينة و مكث بقيّة ذي الحجّة و المحرم و صفر و ليالي من شهر ربيع الأوّل حتّي لحق باللّه عزّ و جلّ (1).

العاشر: و من الجمع بين الصّحاح الستّة لرزين العبدري في الجزء الثاني في تفسير سورة براءة من صحيح أبي داود و هو السنن و صحيح الترمذي قال:عن ابن عباس صلّي اللّه عليه و آله قال:بعث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أبا بكر و أمره أن ينادي في المواسم ببراءة ثمّ أردفه عليّا فبينا أبو بكر في بعض الطريق إذ سمع رغاء ناقة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله العضباء فقام أبو بكر فزعا يظن أنّه حدث أمر فدفع إليه عليّ كتابا من رسول اللّه أنّ عليّا ينادي بهؤلاء الكلمات فإنّه لا ينبغي أن يبلغ عني إلاّ رجل من أهل بيتي،فانطلق فقام عليّ عليه السّلام أيام التشريق ينادي«ذمّة اللّه و رسوله بريت من كلّ مشرك فسيحوا في الأرض أربعة أشهر و لا يحجّن بعد العام مشرك و لا يطوف بالبيت بعد العام عريان و لا يدخل الجنّة إلاّ نفس مسلمة».

قال:و كان عليّ عليه السّلام ينادي بها فإذا أعيا أمر غيره فنادي (2).

الحادي عشر: الموفّق بن أحمد من أعيان العامّة قال:أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن عليّ بن أحمد العاصمي،أخبرنا الشيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ أخبرنا والدي أحمد بن الحسين البيهقي أخبرنا أبو الحسن عليّ بن أحمد بن عبدان،أخبرنا أحمد بن عبيد الصّفّار حدّثنا الباغندي حدّثنا سعيد بن سليمان الواسطي عن عبّاد بن العوام عن سفير بن حسين عن الحكم عن مقسم عن ابن عبّاس أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بعث أبا بكر رضي اللّه عنه ببراءة و أمره أن ينادي بهؤلاء الكلمات ثمّ أتبعه عليّا فبينا أبو بكر في بعض الطريق إذ سمع رغاء ناقة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله القصوي فخرج أبو بكر رضي اللّه عنه فزعا فظنّ أنّه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فإذا هو عليّ فدفع إليه كتاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أمره علي الموسم و أمر عليّا أن ينادي بهؤلاء الكلمات فانطلقا فحجّا فقام عليّ أيّام التشريق فنادي فقال:«إنّ اللّه و رسوله بريئان من كلّ مشرك فسيحوا في الأرض أربعة أشهر و لا يحجنّ بعد العام مشرك و لا يطوفنّ بالبيت عريان و لا يدخل[الجنّة]إلاّ مؤمن»قال:و كان ينادي فإذا بحّ قام أبو هريرة فنادي (3).

الثاني عشر: موفّق بن أحمد بهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين هذا،أخبرنا الحسين بن كسران

ص: 42


1- تفسير الطبري:82/10 مورد الآية.
2- السنن الكبري للبيهقي:224/9،و سنن الترمذي:339/4،و فتح الباري:241/8.
3- المصدر السابق.

أخبر أبو عمرو بن السّماك حدّثنا حنبل بن إسحاق حدّثني أبو عبد اللّه و هو أحمد بن حنبل قال:

حدّثنا وكيع قال:قال إسرائيل قال أبو إسحاق عن يزيد بن تبيع عن أبي بكر رضي اللّه عنه أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بعثه ببراءة إلي أهل مكّة لا يحجّ بعد العام مشرك و لا يطوف بالبيت عريان و لا يدخل الجنّة إلاّ نفس مسلمة و من كان بينه و بين رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مدّة فأجله إلي مدّته و اللّه بريء من المشركين و رسوله، قال:فسار بها ثلاثا ثمّ قال لعليّ الحقه فردّ عليّ أبا بكر و بلغها أنت،ففعل فلمّا قدم علي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أبو بكر بكي و قال:يا رسول اللّه أحدث فيّ شيء قال:«لا،و لكن أمرت أن لا يبلغها إلاّ أنا أو رجل منّي» (1).

الثالث عشر: موفّق بن أحمد بهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين هذا،أخبرنا أبو ظاهر الفقيه محمّد بن الحسين المحمدآبادي أبو قلاية،حدّثنا عبد الصّمد و موسي بن إسماعيل قالا حدّثنا حمّاد ابن سلمة عن سمّاك بن حرب عن أنس بن مالك أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله بعث سورة براءة مع أبي بكر رضي اللّه عنه ثمّ أرسل فأخذها فدفعها إلي عليّ و قال:«لا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو رجل من أهل بيتي» (2).

الرابع عشر: إبراهيم بن محمّد الحمويني قال:أنبأني الشيخ مجد الدين عبد الصمد بن أحمد ابن عبد القادر قال:أنبأني الحافظ أبو الفرج عبد اللّه بن عليّ بن الجوزي قال:أنبأنا الرئيس أبو القاسم هبة اللّه بن الحصين بقراءة الحافظ محمّد بن ناصر السّلامي قال:أنبأنا أبو عليّ الحسن بن عليّ بن المذنب،أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي قال:أنبأنا الإمام أبو عبد الرحمن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل الشيباني قال:حدّثني أبي قال:أنبأنا وكيع قال:قال إسرائيل:

قال أبو إسحاق عن يزيد بن تبيع عن أبي بكر بن أبي قحافة أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله بعثه ببراءة إلي أهل مكّة:

لا يحجّ بعد العام مشرك و لا يطوف بالبيت عريان و لا يدخل الجنّة إلاّ نفس مسلمة و من كانت بينه و بين رسول اللّه مدّة فأجله إلي مدّته و اللّه بريء من المشركين و رسوله،قال:فسار بها ثلاثا ثمّ قال لعلي عليه السّلام:«الحقه فردّ عليّ أبا بكر و بلغها أنت»قال:ففعل،قال:فلمّا قدم أبو بكر علي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و بكي و قال:يا رسول اللّه حدث فيّ شيء قال:«ما حدث فيك إلاّ خير و لكن أمرت أن لا يبلغه إلاّ أنا أو رجل منّي» (3).

الخامس عشر: الحمويني هذا قال:أنبأني أبو عبد اللّه بن يعقوب بن أبي الفرج الارجيّ،أنبأنا أبو طالب عبد الرحمن بن عبد السميع الهاشمي إجازة،أنبأنا شاذان بن جبرائيل القمّي بقراءتي

ص: 43


1- إرواء الغليل:302/4 و مناقب الخوارزمي:165.
2- تقدّم الحديث من طرق.
3- مسند أحمد:3/1،و فضائل الصحابة:640/2 و تفسير الطبري:46/10.

عليه،أنبأنا محمّد بن أحمد بن عليّ التطيري قال:أنبأنا أبو عليّ الحدّاد قال:أنبأنا أبو نعيم قال:

أنبأنا أحمد بن القاسم بن الريّان البصري بالبصرة قال:أنبأنا أحمد بن القاسم بن إسحاق بن إبراهيم ابن نبيط بن شريط أبو جعفر الأشجعي بمصر قال:حدّثني أبي إسحاق عن أبيه عن جدّه نبيط بن شريط قال:خرجت مع عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه و معنا عبد اللّه بن عبّاس فلمّا صرنا إلي بعض حيطان الأنصار وجدنا عمر جالسا ينكث في الأرض فقال له عليّ بن أبي طالب عليه السّلام:يا أمير المؤمنين ما الذي أجلسك وحدك هاهنا؟

فقال:لأمر همّني قال عليّ عليه السّلام:افتريد أحدنا،فقال عمر:إن كان عبد اللّه،قال فتخلف معه عبد اللّه بن العبّاس و مضيت مع عليّ عليه السّلام فأبطأ علينا ابن عبّاس ثمّ لحق بنا فقال له عليّ عليه السّلام ما ورائك؟

قال:يا أبا الحسن اعجوبة من عجائب أمير المؤمنين أخبرك بها و اكتم عليّ،قال:فهلمّ،قال:لمّا أن وليت و عمر ينظر إلي أثرك قال:آه آه آه،فقلت:ممّن تتأوه يا أمير المؤمنين؟

قال:من أجل صاحبك و ابن عمّك و قد اعطي ما لم يعط أحد من آل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و لو لا ثلاث هنّ فيه ما كان لهذا الأمر من أحد سواه،قلت:ما هنّ يا أمير المؤمنين؟

قال:كثرة دعابته و بغض قريش له و صغر سنه،قال:فما رددت عليه،قال:داخلني ما يدخل ابن العم لابن عمه فقلت يا أمير المؤمنين:أمّا كثرة دعابته فقد كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يداعب و لا يقول إلاّ حقّا و أين أنت حيث كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول و نحن حوله صبيان و كهول و شيوخ و شبّان يقول للصبيّ سنانا و لكلّ ما يعلمه اللّه يشتمل علي قلبه،و أمّا بغض قريش له فو اللّه ما يبالي ببغضهم له بعد أن جاهدهم في اللّه حين أظهر اللّه دينه فقصهم أقرانها و كسر آلهتها و أثكل نسائها في اللّه لأمّه من لأمّه،و أمّا صغر سنّه فقد علمت أنّ اللّه تعالي حيث أنزل عليه(براءة من اللّه و رسوله)و وجّه النبيّ صلّي اللّه عليه و آله صاحبه ليبلّغ عنه فامره اللّه أن لا يبلّغ عنه إلاّ رجل من أهله فوجّهه به فهل استصغر اللّه سنّه؟

قال:فقال عمر:لابن عبّاس أمسك عليّ و اكتم فإن سمعتها من غيرك لم أنم بين لابتيها (1).

السادس عشر: بالإسناد عن زيد بن تبيع عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال:«بعثني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين أنزلت براءة بأربع لا يطوف بالبيت عريان و لا يقرب المسجد الحرام مشرك بعد عامهم هذا و من كانت بينه و بين رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عهد فهو إلي مدّته و لا يدخل الجنّة إلاّ نفس مسلمة» (2)

السابع عشر: و بالإسناد عن أنس بن مالك أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بعث براءة مع أبي بكر إلي أهل مكّة

ص: 44


1- فرائد السمطين:34/1(3)336.
2- مسند أحمد:3/1 و المستدرك:331/2.

فلمّا قفل دعاه فبعث عليّا عليه السّلام و قال:«لا يبلّغها إلاّ رجل من أهلي» (1).

الثامن عشر: و بالإسناد عن الزّهري عن أنس بن مالك قال:أرسل رسول اللّه أبا بكر ببراءة يقرأها علي أهل مكّة فنزل جبرائيل علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا محمّد لا يبلّغ عن اللّه تعالي إلاّ أنت أو رجل منك فلحقه عليّ عليه السّلام فأخذها منه (2).

التاسع عشر: أبو نعيم الأصفهاني بإسناده عن محمّد بن جابر عن حبش عن عليّ عليه السّلام قال لمّا نزلت عشر آيات من براءة دعا النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أبا بكر فبعثها معه ليقرأها علي أهل مكّة دعاني النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال لي«ادرك أبا بكر فحيث ما لحقت فخذ الكتاب منه فاذهب إلي مكّة فأقرأها عليهم»فلحقته بالجحفة و أخذت الكتاب منه و رجع أبو بكر إلي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا رسول اللّه نزل فيّ شيء فقال:

«لا و لكن جبرائيل عليه السّلام جاءني و قال لن يؤدّي عنك إلاّ أنت أو رجل منك» (3).

العشرون: أبو نعيم الأصفهاني بإسناده عن أنس بن مالك قال:أرسل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أبا بكر ببراءة يقرأها علي أهل مكّة فنزل جبرائيل علي محمّد صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا محمّد لا يبلّغ عن اللّه تعالي إلاّ أنت أو رجل منك فلحقه عليّ عليه السّلام فأخذها منه» (4).

الحادي و العشرون: و من الجزء الثاني من أجزاء اثنين من المغازي لمحمد بن إسحاق في وسط المجلدة بالإسناد قال:خرج عليّ بن أبي طالب عليه السّلام علي ناقة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله العضباء حتّي أدرك أبا بكر بالطريق فلمّا رآه أبو بكر سلّم براءة إليه و مضيا حتّي إذا كان يوم النحر قام عليّ بن أبي طالب عليه السّلام عند الجمر فأذن في الناس بالذي أمره رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:«أيّها الناس إنّه لا يدخل الجنّة كافر و لا يحجّ بعد العام مشرك و لا يطوف بالبيت عريان و من كان له عهد عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله هو له إلي مدّته و أجّل الناس أربعة أشهر» (5).

الثاني و العشرون: و من كتاب فضائل الصّحابة بالإسناد عن أنس قال لمّا بعث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله سورة براءة مع أبي بكر فلمّا بلغ ذا الحليفة أرسل فردّها فأخذها منه فدفعها إلي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و قال:«لا يقوم إلاّ أنا أو رجل من أهل بيتي» (6).

الثالث و العشرون: ابن شهراشوب ذكره عن جماعة من العامة قال:الاستنابة و الولاية من رسول

ص: 45


1- مناقب الخوارزمي:165 ح 196،و تفسير الطبري:46/10.
2- مسند أحمد:151/1،و فضائل الصحابة:562/2 ح 946.
3- كنز العمال:422/2 و تقدّم الحديث.
4- مصنف ابن أبي شيبة ح 12184.
5- سيرة النبيّ لابن هشام:973/4(188)،و السيرة النبوية لابن كثير:69/4.
6- فضائل أحمد:562/2.

اللّه صلّي اللّه عليه و آله في أداء سورة براءة و عزل به أبا بكر بإجماع المفسّرين و نقلة الأخبار رواه الطّبري و البلادري و الترمذي و الواقدي و الشعبي و السدي و الثعلبي و الواحدي و القرطبي و القشيري و السمعاني و أحمد بن حنبل و ابن بطّة و محمّد بن إسحاق و أبو يعلي الموصلي و الأعمش و سمّاك بن حرب في كتبهم عن عروة بن الزبير و أبي هريرة و أنس و أبي نافع و زيد بن نفيع و ابن عمر و ابن عباس و اللفظ له:أنّه لمّا نزل براءة من اللّه و رسوله إلي تسع آيات أنفذ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أبا بكر إلي مكّة لأدائها فنزل جبرائيل قال:إنّه لا يؤدّيها إلاّ أنت أو رجل منك.

فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السّلام:«اركب ناقتي العضباء و الحق أبا بكر و خذ براءة من يده»قال و لمّا رجع أبو بكر إلي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله جزع و قال:يا رسول اللّه أنّك أهلتني لأمر طالت الأعناق فيه فلمّا توجهت له رددتني عنه،فقال عليه السلام:الأمين هبط إليّ عن اللّه تعالي أنّه لا يؤدّي عنك إلاّ أنت أو رجل منك،و عليّ منّي و لا يؤدّي عنّي إلاّ عليّ (1).

ص: 46


1- مناقب آل أبي طالب:391/1 ط.النجف.

الباب الثامن

في تبليغ أمير المؤمنين عليه السّلام سورة براءة و عزل أبي بكر

من طريق الخاصّة و فيه ستّة عشر حديثا الأوّل: عليّ بن إبراهيم في تفسيره قال:حدّثني أبي عن محمّد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:نزلت هذه الآية بعد ما رجع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من غزوة تبوك في سنة تسع من الهجرة،قال:و كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لمّا فتح مكّة لم يمنع المشركين الحجّ في تلك السنة و كان سنّة في العرب في[الحج]انّه من دخل مكّة و طاف بالبيت في ثيابه لم يحل له امساكها،و كانوا يتصدّقون بها و لا يلبسونها بعد الطواف،فكان من وافي مكّة يستعير ثوبا و يطوف فيه ثمّ يردّه،و من لم يجد عاريّة اكتري ثوبا و من لم يجد عاريّة و لا كراء و لم يكن له إلاّ ثوب واحد طاف بالبيت عريان،فجاءت امرأة من العرب وسيمة جميلة فطلبت ثوبا عاريّة أو كراء فلم تجده،فقالوا لها إن طفت في ثيابك احتجت أن تتصدّقي بها،فقالت و كيف أتصدّق و ليس لي غيرها،فطافت بالبيت عريانة[و أشرف عليها الناس] (1)فوضعت إحدي يديها علي قبلها و الاخري علي دبرها و قالت شعرا:

اليوم يبدو كلّه أو بعضه فما بدا منه فلا احلّه

فلمّا فرغت من الطوّاف خطبها جماعة فقالت:إنّ لي زوجا،و كانت سيرة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قبل نزول سورة براءة أن لا يقاتل إلاّ من قاتله و لا يحارب إلاّ من يحاربه و أراده،و قد كان انزل عليه في ذلك فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقاتِلُوكُمْ وَ أَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَما جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً (2) فكان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لا يقاتل أحدا قد تنحّي عنه و اعتزله حتّي نزلت سورة براءة و أمره بقتل المشركين من اعتزله و من لم يعتزله إلاّ الذين قد[كان]عاهدهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم فتح مكّة إلي مدّة منهم صفوان بن أميّة و سهيل بن عمرو،فقال اللّه عزّ و جلّ: بَراءَةٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ (3) ثمّ يقتلون حيثما وجدوا بعد هذه الاشهر السياحة عشرين من ذي الحجّة الحرام و محرّم و صفر و شهر ربيع الأوّل و عشرة من شهر ربيع الآخر،فلمّا نزلت الآيات من

ص: 47


1- من المصدر.
2- سوره 4 - آيه 90
3- سوره 9 - آيه 1

سورة براءة دفعها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي أبي بكر و أمره أن يخرج إلي مكّة و يقرأها علي الناس بمني يوم النحر فلمّا خرج أبو بكر نزل جبرائيل علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا محمّد لا يؤدّي عنك إلاّ رجل منك،فبعث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أمير المؤمنين عليه السّلام في طلب أبي بكر فلحقه بالروحاء فأخذ منه الآيات فرجع أبو بكر إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا رسول اللّه أنزل اللّه فيّ شيئا؟

فقال:«لا إنّ اللّه أمرني أن لا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو رجل منّي» (1).

الثاني: عليّ بن إبراهيم قال:حدّثني أبي عن محمّد بن الفضيل عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال:

«قال أمير المؤمنين:إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أمرني عن اللّه تعالي أن لا يطوف بالبيت عريان و لا يقرب المسجد الحرام مشرك بعد هذا العام و قرأ عليهم بَراءَةٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ (2) فأجّل المشركين (3)الّذين حجوا تلك السنّة أربعة اشهر حتّي يرجعوا إلي مأمنهم ثمّ يقتلون حيث وجدوا» (4).

الثالث: العيّاش في تفسيره بإسناده عن حريز عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«انّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بعث أبا بكر مع براءة إلي الموسم ليقرأها علي الناس،فنزل جبرائيل فقال:لا يبلغ عنك إلاّ عليّ فدعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا و أمره أن يركب ناقته العضباء و أمره أن يلحق أبا بكر فيأخذ منه براءة و يقرأها علي الناس بمكّة،فقال أبو بكر:أ سخطة فقال:لا إنّه[انزل عليه]لا يبلغ إلاّ رجل منك،فلمّا قدم علي مكّة و كان يوم النّحر بعد الظّهر و هو يوم الحجّ الاكبر قام ثمّ قال:إنّي رسول رسول اللّه إليكم فقرأها عليهم بَراءَةٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ (5) :عشرين من ذي الحجّة و محرّم و صفر و شهر ربيع الأوّل و عشر من شهر ربيع الآخر،قال:

لا يطوف بالبيت عريان و لا عريانة و لا مشرك إلاّ من كان له عهد عند رسول اللّه فمدّته إلي هذه الأربعة الاشهر».

و في خبر محمّد بن مسلم فقال:يا عليّ هل نزل فيّ شيء منذ فارقت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:«لا و لكن أبي اللّه أن يبلغ عن محمد إلاّ رجل منه»فوافي الموسم فبلّغ عن اللّه و عن رسول اللّه بعرفة و المزدلفة و يوم النّحر عند الجمار و في أيّام التشريق كلّها ينادي: بَراءَةٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ (6) و لا يطوف بالبيت عريان (7).

الرابع: العياشي بإسناده عن زرارة قال:سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول:«لا و اللّه ما بعث رسول

ص: 48


1- تفسير القمّي:282/1 مورد الآية.
2- سوره 9 - آيه 1
3- في المصدر:فأحلّ للمشركين.
4- تفسير القمّي:282/1.
5- سوره 9 - آيه 1
6- سوره 9 - آيه 1
7- تفسير العياشي:74/2 ح(4)5.

اللّه صلّي اللّه عليه و آله أبا بكر ببراءة لو كان بعث بها معه لم يأخذها منه و لكنه استعمله علي الموسم و بعث بها عليّا بعد ما فصل أبو بكر عن الموسم،فقال لعليّ حيث بعثه:إنّه لا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو أنت» (1)

الخامس: العيّاشيّ بإسناده عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«خطب عليّ عليه السّلام بالنّاس و اخترط سيفه و قال:لا يطوفن بالبيت عريان و لا يحجن بالبيت مشرك[و لا مشركة]و من كانت له مدّة فهو إلي مدّته و من لم يكن له مدّة فمدّته أربعة أشهر،و كان خطب يوم النحر و كانت عشرين من ذي الحجّة و المحرّم و صفر و شهر ربيع الأوّل و عشر من شهر ربيع الآخر»و قال:يوم النحر يوم الحجّ الأكبر.

و في خبر أبي الصباح عنه فبلغ عن اللّه و عن رسوله بعرفة و المزدلفة و عند الجمار في أيام الموسم كلّها[ينادي]براءة من اللّه و رسوله و لا يطوفن عريان و لا يقربن المسجد الحرام بعد عامنا هذا مشرك (2).

السادس: العيّاشي بإسناده عن الحسن (3)عن عليّ عليه السّلام أن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله حيث بعثه ببراءة قال:

«يا نبي اللّه إنّي لست بلسن و لا بخطيب،قال:لا بدّ أن أذهب بها أو تذهب أنت،قال فإن كان لا بدّ فسأذهب أنا»قال:«فانطلق فإنّ اللّه يثبت لسانك و يهدي قلبك»ثمّ وضع يده علي فمه،و قال:

«انطلق فاقرأها علي الناس»و قال«الناس سيتقاضون إليك فإذا أتاك الخصمان فلا تقضي لواحد حتّي تسمع الآخر فإنه أجدر أن تعلم الحقّ» (4).

السابع: العيّاشيّ بإسناده عن حكيم بن جبير عن عليّ بن الحسين عليه السّلام قال:«و اللّه إنّ لعليّ أسماء في القرآن ما يعرفه الناس»قال:قلت:و أي شيء تقول جعلت فداك فقال لي: وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ (5) قال:«فبعث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أمير المؤمنين و كان هو و اللّه المؤذن فاذّن بأذان اللّه و رسوله يوم الحجّ الأكبر من المواقف كلّها فكان ما نادي به:أن لا يطوف بعد هذا العام عريان و لا يقرب المسجد الحرام بعد هذا العام مشرك» (6).

الثامن: و العياشي بإسناده عن حريز عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«الأذان هو اسم في كتاب اللّه لا يعلم ذلك[أحد]غيري» (7).

التاسع: العياشي بإسناده عن حكيم بن جبير عن عليّ بن الحسين عليه السّلام في قوله اللّه وَ أَذانٌ مِنَ (8)

ص: 49


1- تفسير العياشي:74/2 ح 6.
2- تفسير العياشي:75/2 ح(7)8.
3- في المصدر:عن حبيش.
4- تفسير العياشي:76/2 ح 9.
5- سوره 9 - آيه 3
6- المصدر:ح 12.
7- المصدر:ح 13.
8- سوره 9 - آيه 3

اَللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ (1) قال:«خروج القائم و أذان دعوته إلي نفسه» (2).

العاشر: عليّ بن إبراهيم قال:حدّثني أبي عن فضالة بن أيّوب عن أبان بن عثمان عن حكيم بن جبير عن عليّ بن الحسين عليه السّلام في قوله: وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ (3) قال:«الاذان أمير المؤمنين عليه السّلام» قال:و في حديث آخر قال أمير المؤمنين:«كنت أنا الأذان في الناس» (4).

الحادي عشر: ابن بابويه عن أبيه قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن الحسين ابن سعيد عن فضالة بن أيّوب عن أبان بن عثمان عن أبي الجارود عن حكيم بن جبير عن عليّ بن الحسين عليه السّلام: وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ (5) قال:«الأذان عليّ بن أبي طالب عليه السّلام» (6).

الثاني عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال:حدّثنا أحمد بن الحسن الصفّار عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن عليّ بن اسباط عن سيف بن مغيرة عن الحرث بن المغيرة النّظري عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال سألته عن قول اللّه عزّ و جلّ وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ (7) فقال:«اسم نحله اللّه عليّا عليه السّلام من السماء لأنّه هو الذي أدّي عن رسوله اللّه صلّي اللّه عليه و آله براءة و قد كان بعث بها مع أبي بكر أولا فنزل جبرائيل عليه السّلام فقال:يا محمّد إن اللّه يقول أن لا يبلغ عنك إلاّ أنت أو رجل منك فبعث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عند ذلك عليّا لحق أبا بكر و أخذ الصحيفة من يده و مضي بها إلي مكه فسمّاه اللّه أذانا من اللّه،انّه اسم نحله اللّه من السماء لعلي عليه السّلام» (8).

الثالث عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رحمه اللّه قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه القاسم بن محمّد الأصبهاني عن سليمان بن داود المنقري قال:حدّثنا الفضيل بن عياض عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:

سألته عن الحجّ الاكبر فقال:«أ عندك فيه شيء»فقلت:نعم كان ابن عبّاس يقول:الحجّ الأكبر يوم عرفة،يعني أنّه من أدرك عرفة إلي طلوع الشمس من يوم النّحر فقد أدرك الحجّ و من فاته ذلك فاته الحج،فجعل ليلة عرفة لما قبلها و لما بعدها،و الدليل علي ذلك أنّه من أدرك ليلة النحر إلي طلوع الفجر فقد أدرك الحج و اجزأ و اجري عنه من عرفه فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام قال:أمير المؤمنين عليه السّلام:

«الحجّ الأكبر يوم النحر و احتج بقول اللّه عزّ و جلّ فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ (9) فهي عشرون من ذي الحجّة و المحرّم و صفر و شهر ربيع الأوّل و عشر من شهر ربيع الآخر،و لو كان الحجّ الأكبر يوم عرفة لكان السيح أربعة اشهر و يوما و احتجّ بقوله عزّ و جلّ: وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي (10)

ص: 50


1- سوره 9 - آيه 3
2- المصدر:ح 15.
3- سوره 9 - آيه 3
4- تفسير العياشي:76/2 ح 14،و تأويل الآيات:197/1.
5- سوره 9 - آيه 3
6- معاني الأخبار:298 ح 12.
7- سوره 9 - آيه 3
8- معاني الأخبار:298 ح 2 معني الأذان من اللّه.
9- سوره 9 - آيه 2
10- سوره 9 - آيه 3

اَلنّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ (1) و كنت أنا الأذان في الناس»قلت فما معني هذه اللّفظة:الحجّ الأكبر،فقال:

«إنّما سمّي الاكبر لأنها كانت سنة حجّ فيها المسلمون و المشركون و لم يحجّ المشركون بعد تلك السنّة» (2).

الرابع عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطّالقاني رحمه اللّه قال:

حدّثنا عبد العزيز بن يحيي بالبصرة قال:حدّثني المغيرة بن محمّد قال:حدّثنا رجاء بن سلمة عن عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليه السّلام قال:«خطب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه بالكوفة منصرفه من النهروان و بلغه أنّ معاوية يسبّه و يعيبه و يقتل أصحابه فقام خطيبا فحمد اللّه و اثني عليه و صلّي علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و ذكر الخطبة و ذكر بعض اسمائه في القرآن إلي أن قال فيها:«و أنا المؤذّن في الدنيا و الآخرة قال اللّه عزّ و جلّ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَي الظّالِمِينَ (3) أنا ذلك المؤذّن و قال وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ (4) فأنا ذلك الأذان» (5).

الخامس عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا محمّد بن الحسن رحمه اللّه قال:حدّثنا محمّد بن الحسن الصّفّار عن عليّ بن محمّد القاساني عن القاسم بن محمّد الأصبهاني عن سليمان بن داود المنقري عن حفص ابن غياث قال سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قول اللّه عزّ و جلّ وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ (6) فقال:«قال أمير المؤمنين عليه السّلام كنت أنا الاذان في الناس»قلت:فما معني هذه اللفظة:الحجّ الاكبر قال:«إنّما سمّي الاكبر لأنها كانت سنة حجّ فيها المسلمون و المشركون و لم يحجّ المشركون بعد تلك السّنة» (7).

السادس عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أبو الحسن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أبو سعيد النسوي قال:حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن هارون قال:حدّثنا[أحمد بن أبي]الفضيل البلخي قال:حدّثنا خال يحيي بن سعيد البلحي عن عليّ بن موسي الرضا عليه السّلام عن أبيه عن آبائه (8)عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال:«بينما أنا أمشي مع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله في بعض طرقات المدينة إذ لقينا شيخ طويل كثّ اللّحية بعيد ما بين المنكبين فسلم علي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و رحّب به ثمّ التفت إليّ فقال:

السلام عليك يا رابع الخلفاء و رحمة اللّه و بركاته،أ ليس كذلك هو يا رسول اللّه،فقال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:بلي،ثمّ مضي،فقلت يا رسول اللّه ما هذا الّذي قال لي هذا الشيخ و تصديقك له،قال:أنت

ص: 51


1- سوره 9 - آيه 3
2- معاني الأخبار:296.
3- سوره 7 - آيه 44
4- سوره 9 - آيه 3
5- معاني الأخبار:59 ح 9 باب معني أسماء محمد و عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين..
6- سوره 9 - آيه 3
7- علل الشرائع:442/2 باب 189 ح 1.
8- في المصدر:ذكر الأئمة جميعا.

كذلك و الحمد للّه أن اللّه تعالي قال في كتابه: إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً (1) و الخليفة المجعول فيها آدم عليه السّلام و قال عزّ و جلّ: يا داوُدُ إِنّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النّاسِ بِالْحَقِّ (2) و هو الثاني،و قال عزّ و جلّ حكاية عن موسي حين قال لهارون: اُخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَ أَصْلِحْ (3) فهو هارون إذا استخلفه موسي عليه السّلام علي قومه و هو الثالث و قال اللّه تعالي: وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ (4) فكنت أنت المبلغ عن اللّه تعالي و عن رسوله و أنت وصيّي و وزيري و قاضي ديني و المؤدّي عنّي فأنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي فأنت رابع الخلفاء كما سلّم عليك الشيخ أو لا تدري من هو؟قلت:لا،قال ذاك أخوك الخضر عليه السّلام فأعلم (5)».

ص: 52


1- سوره 2 - آيه 30
2- سوره 38 - آيه 26
3- سوره 7 - آيه 142
4- سوره 9 - آيه 3
5- عيون أخبار الرضا:13/1 ح 23 باب 30.

الباب التاسع

في قوله صلّي اللّه عليه و آله«لاعطين الراية غدا رجلا يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله»

من طريق العامّة و فيه خمسة و ثلاثون حديثا.

الأوّل: من مسند أحمد بن حنبل قال عبد اللّه بن أحمد بن حنبل:حدّثنا أبي قال:حدّثنا وكيع عن سفيان عن إسرائيل بن أبي إسحاق عن عمر بن حبشي قال:خطب بنا الحسن بن عليّ بعد قتل عليّ عليه السّلام فقال:«لقد فارقكم رجل أمس ما سبقه الأولون بعلم و لا أدركه الآخرون كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ليبعثه و يعطيه الراية فلا ينصرف حتّي يفتح له و ما ترك من صفراء و لا بيضاء إلاّ سبعمائة درهم من عطائه كان يريدها لخادم له» (1).

الثاني: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا وكيع عن أبي ليلي عن المنهال ابن عمرو عن عبد الرحمن بن أبي ليلي قال:كان أبي يسمر مع عليّ عليه السّلام و كان علي يلبس ثياب الصيف في الشّتاء و ثياب الشتاء في الصّيف فقيل لو سألته عن هذا فسألته عن هذا فقال:«صدق رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بعث إليّ و أنا أرمد يوم خيبر،فقلت:يا رسول اللّه إنّي أرمد فتفل في عيني و قال:

اللّهمّ اذهب عنه الحرّ و القر و البر فما وجدت حرّا و لا بردا»قال:و قال:«لأبعثن رجلا يحبّه اللّه و رسوله و يحب اللّه و رسوله ليس بفرار»قال:فتشرف لها الناس فبعث عليّا عليه السّلام (2).

الثالث: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن الزبير قال:

سمعت أبا سعيد الخدري يقول:أخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الراية فهزها و قال:من يأخذها بحقّها؟فقال فلان:أنا،قال امض (3)،ثمّ جاء رجل آخر فقال:امض،ثم قال:و الّذي كرم وجه محمّد لاعطيها رجلا لا يفر،هاك يا عليّ،فانطلق حتّي فتح اللّه خيبر[و فدك]و جاء بعجوتها و قديدها (4).

الرابع: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا عبد الرّزاق قال:أخبرنا معمر عن الزّهري عن سعيد بن المسيّب أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال يوم خيبر:«لأدفعنّ الراية إلي رجل يحبّه اللّه و رسوله و يحبّ اللّه و رسوله»فدعا عليّا و إنّه لأرمد ما يبصر موضع قدميه فتفل في عينه ثمّ دفعها

ص: 53


1- مسند أحمد:199/1.
2- مسند أحمد:133/1.
3- في المصدر:امط.
4- مسند أحمد:16/3 و ما بين المعقودين منه.

إليه ففتح اللّه عليه (1).

الخامس: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا زيد بن حبّاب قال:حدّثنا الحسين بن واقد قال:حدّثني عبد اللّه بن بريدة قال:سمعت أبي يقول حاصرنا خيبر فأخذ اللواء أبو بكر فأنصرف و لم يفتح ثمّ أخذه من الغد عمر فخرج و رجع و لم يفتح له و أصاب الناس يومئذ شدة و جهد فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إنّي دافع الراية غدا إلي رجل يحبّه اللّه و رسوله و يحبّ اللّه و رسوله لا يرجع حتّي يفتح له»و بتنا طيبة أنفسنا أنّ الفتح غدا ثمّ قام قائما و دعا باللوّي و فتح له، قال بريدة:و أنا فيمن تطاول لها (2).

السادس: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا عفّان قال:حدّثنا وهيب قال:حدّثنا سهل عن أبي هريرة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم خيبر:«لأدفعنّ الراية إلي رجل يحبّ اللّه و رسوله و يفتح اللّه عليه»قال عمر:فما أحببت الامارة قبل يومئذ فتطاولت لها و استشرفت رجاء يدفعها إليّ،فلمّا كان الغد دعا عليّا فدفعها إليه فقال:«قاتل و لا تلتفت حتّي يفتح عليك»فسار قريبا ثمّ نادي:«يا رسول اللّه صلّي اللّه عليك علي ما اقاتل»قال:«حتّي يشهدوا أن لا إله إلاّ اللّه و أنّ محمّدا رسول اللّه فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منّي دماءهم و أموالهم إلاّ بحقهما و حسابهم علي اللّه» (3).

السابع: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال:حدّثنا روح و محمّد بن جعفر قالا:حدّثنا عوف قال:حدّثني أبي عن ميمون بن عبد اللّه قال:حدّثنا روح الكردي عن عبد اللّه بن بريدة عن أبيه بريدة الاسلمي أن نبي اللّه لمّا نزل بحضرة خيبر قال:«لأعطيّن الراية غدا رجلا يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله»فلمّا كان الغد دعا عليّا و هو أرمد فتفل في عينيه و أعطاه اللواء و نهض معه الناس فلقوا أهل خيبر فإذا مرحب بين أيديهم يرتجز و يقول:

قد علمت خيبر إنّي مرحب عند الطعان بطل مجرّب

إذا الحروب أقبلت تلهب اطعن أحيانا و حينا أضرب

فاختلف هو و عليّ ضربتين فضربه علي رأسه حتّي عضّ السّيف بأضراسه و سمع أهل العسكر صوت ضربته،قال:فما تكامل الناس حتّي فتح لأولهم،قال ابن جعفر:[فما تتأم]آخر الناس مع عليّ[حتي]ففتح له و لهم (4).

ص: 54


1- مسند أحمد:354/5.
2- تاريخ دمشق:91/42 ط.دار الفكر،و مسند أحمد:556/5 ح 16538.
3- مسند أحمد:384/2 ط.الميمنية.
4- فضائل الصحابة:604/2.

الثامن: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا قتيبة بن سعيد قال:حدّثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم قال:أخبرني سهل بن سعد عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال يوم خيبر:

«لأعطيّن الراية غدا رجلا يفتح اللّه علي يديه يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله»فبات الناس يذكرون ليلتهم أيّهم يعطاها فلمّا أصبح الناس غدوا علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كلّهم يرجوا أن يعطاها فقال:«أين عليّ بن أبي طالب»فقالوا هو يا رسول اللّه يشتكي عينه قال:«فارسلوا إليه»فأتي به فبصق في عينيه و دعي له فبرأ كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية فقال عليّ:«يا رسول اللّه اقاتلهم حتّي يكونوا مثلنا»فقال:«انفذ علي رسلك حتّي تنزل بساحتهم ثمّ ادعهم إلي الإسلام و أخبرهم بما يجب عليهم من حقّ اللّه فو اللّه لئن يهدي اللّه بك رجلا واحدا خير من أن يكون لك حمر النّعم» (1).

التاسع: و من الجزء الرابع من صحيح البخاري في رابع كراسته بالإسناد المقدّم قال:حدّثنا محمّد قال:حدّثنا قتيبة قال:حدّثنا حاتم بن إسماعيل قال:حدّثنا يزيد بن أبي عبيدة عن سلمة بن الأكوع قال:كان عليّ عليه السّلام فخلف عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله في خيبر و كان به رمد فقال:أنا أتخلّف عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فخرج عليّ فلحق بالنبيّ صلّي اللّه عليه و آله فلمّا كان مساء اللّيلة التي فتحها في صباحها قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لأعطينّ الراية أو ليأخذن الراية غدا رجلا يحبّه اللّه و رسوله»أو قال:«يحبّ اللّه و رسوله يفتح اللّه عليه»فإذا نحن بعليّ بن أبي طالب و ما نرجوه فقال:هذا عليّ بن أبي طالب فأعطاه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ففتح اللّه عليه (2).

العاشر: و من الجزء الرابع أيضا في ثلثه الأخير في باب مناقب عليّ بن أبي طالب بالإسناد المقدّم قال:و قال عمر:توفي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو عنه راض فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لعلي:«أنت منّي و أنا منك»و بالإسناد المقدّم قال:حدّثنا قتيبة بن سعيد قال:حدّثنا عبد العزيز عن أبي حازم عن سهل ابن سعد أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:«لأعطينّ الراية غدا رجلا يفتح اللّه علي يديه»قال:فبات الناس يداولون ليلتهم أيّهم يعطاها فلمّا أصبح الناس غدوا علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كلّهم يرجوا أن يعطاها، فقال:«أين عليّ بن أبي طالب»فقالوا:يشتكي عينيه يا رسول اللّه قال:«فارسلوا إليه»فأتي به فلمّا جاء بصق في عينيه فدعا له فبرأ كان لم يكن به وجع فأعطاه الراية فقال عليّ:«يا رسول اللّه اقاتلهم حتّي يكونوا مثلنا»فقال:«انفذ علي رسلك حتّي ينزل بساحتهم ثمّ ادعهم إلي الإسلام و أخبرهم

ص: 55


1- فضائل الصحابة:15 ط.الاولي،و مسند أبي يعلي:523/13 ح 7527 ط.دار المأمون.
2- صحيح البخاري:12/4 ط.تركيا 1401 ه

بما يجب عليهم من حقّ اللّه فيه فو اللّه لئن يهدي اللّه بك رجلا واحدا خير لك ممّا أن يكون لك حمر النعم».

و بالإسناد المتقدّم،حدّثنا قتيبة قال:حدّثنا حاتم عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة قال:كان عليّ عليه السّلام قد تخلّف عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فخرج عليّ عليه السّلام فلحق بالنبي صلّي اللّه عليه و آله فلمّا كان مساء الليلة التي فتحها في صباحها قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لأعطينّ الراية-أو ليأخذنّ الراية-غدا رجلا يحبّه اللّه و رسوله- أو قال يحبّ اللّه و رسوله-يفتح اللّه عليه»فإذا نحن بعليّ و ما نرجوه،فقال:هذا عليّ فأعطاه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ففتح اللّه عليه (1).

الحادي عشر: من الجزء الخامس من صحيح البخاري أيضا في رابع كراس من أوّله عبد اللّه بن مسلمة قال:حدّثنا حاتم عن زيد بن أبي عبيد عن مسلمة قال:كان عليّ بن أبي طالب تخلّف عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله في خيبر و كان أرمد فقال اتخلّف عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله؟فلحق به فلمّا بتنا الليلة التي فتحت قال:

«لاعطينّ الراية غدا،أو ليأخذنّ الراية رجل يحبّه اللّه و رسوله يفتح اللّه عليه»و نحن[ما]نرجوه، فقيل هذا عليّ فأعطاه ففتح اللّه عليه (2).

الثاني عشر: و من صحيح البخاري قال:حدّثنا قتيبة قال:حدّثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم قال:أخبرني سهل بن سعد أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال يوم خيبر:«لاعطينّ هذه الراية غدا رجلا يفتح اللّه علي يديه يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله»قال:فبات الناس يدركون ليلتهم أيّهم يعطاها فلمّا أصبح الناس غدوا علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كلّهم يرجوا أن يعطاها فقال:«أين عليّ بن أبي طالب»فقالوا هو يا رسول اللّه يشتكي عينيه قال:«فأرسلوا إليه»فأتي به فبصق رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في عينيه و دعا له فبرأ حتّي لم يكن به وجع فأعطاه الراية فقال:عليّ:«يا رسول اللّه اقاتلهم حتّي يكونوا مثلنا»فقال:«انفذ علي رسلك حتّي تنزل بساحتهم ثمّ ادعهم إلي الإسلام فأخبرهم بما يجب عليهم من حقّ اللّه فيه فو اللّه لئن يهدي اللّه بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم» (3).

الثالث عشر: من صحيح مسلم من الجزء الرابع في نصف الكرّاس من أوّله منه بإسناده عن عمر ابن الخطاب بعد قتل عامر قال:أرسلني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي عليّ عليه السّلام و هو أرمد و قال:«لاعطينّ الراية رجلا يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله»قال:فأتيت عليّا فجئت به أقوده و هو أرمد حتّي

ص: 56


1- صحيح البخاري:207/4.
2- صحيح البخاري:76/5.
3- صحيح البخاري:12/4 ط.استانبول 1401 ه

أتيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فبصق في عينيه فبرأ و أعطاه الراية و خرج مرحب فقال:

قد علمت خيبر أنّي مرحب شك السّلاح بطل مجرب

إذا الحروب أقبلت تلهّب:

فقال عليّ عليه السّلام:

أنا الّذي سمّتني أمّي حيدرة كليث غابات كريه المنظرة

اوفيهم بالصّاع كيل السندرة

قال:فضرب رأس مرحب فقتله ثمّ كان الفتح علي يديه (1).

الرابع عشر: من صحيح مسلم في آخر كرّاس من الجزء الرابع منه قال:حدّثنا قتيبة بن سعد، حدّثنا يعقوب بن عبد الرحمن القارئ عن أبيه عن أبي هريرة أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال يوم خيبر:

«لاعطينّ الراية رجلا يحب اللّه و رسوله يفتح اللّه علي يديه»قال عمر بن الخطاب:ما أحببت الامارة إلاّ يومئذ،قال:فتشرّفت لها رجاء أن ادّعي لها قال:فدعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّ بن أبي طالب فأعطاه ايّاها و قال:«امش و لا تلتفت حتّي يفتح اللّه عليك»قال:فسار علي شيئا ثمّ وقف و لا يلتفت فصرخ يا رسول اللّه:«علي ما ذا اقاتل الناس»قال:«قاتلهم حتّي يشهدوا أن لا إله إلاّ اللّه و أنّ محمّدا رسول اللّه و إذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم و أموالهم إلاّ بحقهما و حسابهم علي اللّه» (2).

الخامس عشر: من صحيح مسلم قال:حدّثنا قتيبة بن سعيد،حدّثنا عبد العزيز يعني ابن أبي حازم عن أبي حازم عن سهل،حيلولة حدّثنا قتيبة و اللّفظ هذا قال:و حدّثنا يعقوب يعني بن عبد الرحمن عن أبي حازم قال:أخبرني سهل بن سعد أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال يوم خيبر:«لاعطينّ هذه الراية رجلا يفتح اللّه علي يديه يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله»قال فبات الناس يدركون بينهم أيّهم يعطاها قال:فلمّا أصبح الناس غدوا علي رسول اللّه كلّهم يرجوا أن يعطاها فقال:«أين عليّ بن أبي طالب»فقالوا:هو يا رسول اللّه يشتكي عينه قال:«فارسلوا إليه»فأتي به فبصق رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في عينيه و دعا له فبرأ حتّي كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية فقال عليّ:«يا رسول اللّه اقاتلهم حتّي يكونوا مثلنا»قال:«انفذ علي رسلك حتّي تنزل بساحتهم ثمّ ادعهم إلي الإسلام و أخبرهم بما يجب عليهم من حق اللّه فو اللّه لئن يهدي اللّه بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم» (3).

ص: 57


1- صحيح مسلم:195/5.
2- صحيح مسلم:121/7.
3- المصدر السابق.

السادس عشر: و من صحيح مسلم قال:حدّثنا قتيبة بن سعيد،حدّثنا حاتم يعني ابن إسماعيل عن بريد بن أبي عبد اللّه عن سلمة بن الأكوع قال:كان عليّ قد تخلّف عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله في خيبر و كان أرمدا فقال:أنا اتخلّف عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله.فخرج عليّ فلحق بالنبيّ صلّي اللّه عليه و آله فلمّا كان مساء اللّيلة التي فتحها اللّه في صباحها فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لاعطينّ الراية-أو ليأخذنّ الراية-غدا رجلا يحبّ اللّه و رسوله-أو قال:يحبّه اللّه و رسوله-يفتح اللّه عليه»فجيء بعليّ و ما نرجوه،فقال:هذا عليّ فأعطاه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الراية ففتح اللّه عليه (1).

السابع عشر: من تفسير الثعلبي في تفسير قوله تعالي: وَ يَهْدِيَكُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً (2) و ذلك في فتح خيبر قال:بالإسناد[المتقدّم:]حاصر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أهل خيبر حتّي أصابه مخمصة شديدة و إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أعطي اللواء عمر بن الخطاب و نهض من نهض معه من الناس يلقوا أهل خيبرة فانكشف عمر و أصحابه و رجعوا إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يجبّنه أصحابه و يجبّنهم و كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قد أخذته الشقيقة (3)و لم يخرج إلي الناس فأخذ أبو بكر راية رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثمّ نهض يقاتل ثمّ رجع فأخذها عمر فقاتل ثمّ رجع فأخبر بذلك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:«أما و اللّه لاعطينّ الراية غدا رجلا يحب اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله يأخذها عنوة»و ليس ثمّ عليّ،فلمّا كان الغد تطاول لها أبو بكر و عمر و رجال من قريش كلّ واحد منهما يروم أن يكون صاحب ذلك فأرسل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ابن الأكوع إلي عليّ عليه السّلام فدعاه فجاءه علي بعير له حتّي أناخ قريبا من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو أرمد قد عصّب عينيه بشقة برد قطري (4)قال سلمة:فجئت به أقوده إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله «ما لك»قال:«رمدت»فقال:«ادن منّي»فدنا منه فتفل في عينيه فما شكا وجعهما بعد حتّي مضي لسبيله ثمّ أعطاه الراية فنهض بالرّاية و عليه حلة ارجوان حمراء قد أخرج كمّيها فأتي مدينة خيبر فخرج مرحب صاحب الحصن و عليه مغفر مصفر و حجر قد ثقبه مثل البيضة علي رأسه و هو يزدجر و يقول:

قد علمت خيبر إنّي مرحب شاك السلاح بطل مجرّب

إذا الحروب أقبلت تلهب كان حماي كالحما لا يقرب

فبرز إليه عليّ صلوات اللّه عليه فقال:

أنا الّذي سمّتني أمّي حيدرة كليث غابات شديدة قسورة

ص: 58


1- صحيح مسلم:122/7 ط.دار الفكر بيروت.
2- سوره 48 - آيه 20
3- الشقيقة:صداع في الرأس.
4- البرود القطرية:حمر لها أعلام فيها بعض الخشونة(اللسان).

أكتالكم بالسيف كيل السندرة (1)

فاختلفا ضربتين فبدره عليّ بضربة فقد الحجر و المغفر و فلق رأسه حتّي أخذ السّيف في الاضراس و أخذ المدينة و كان الفتح علي يديه (2).

الثامن عشر: من مناقب الفقيه ابن المغازلي قال:أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العلوي العطّار الفقيه الشافعي سنة أربع و ثلاثين و أربعمائة يرفعه إلي إياس بن سلمة عن أبيه قال:

خرجنا إلي خيبر و كان عامر يرتجز و ذكر حديث عامر و قال بعد قتل عامر،ثمّ أرسلني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي عليّ بن أبي طالب فأتيته و هو أرمد العين فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:«لاعطينّ الراية اليوم رجلا يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله»فجئت به أقوده و هو أرمد العين حتّي أتيت به النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فبصق في عينيه فبرأ ثمّ أعطاه الراية و خرج مرحب فقال:

قد علمت خيبر أنّي مرحب شاكي السّلاح بطل مجرّب

إذا الحروب اقبلت تلهب

فقال عليّ عليه السّلام:

أنا الّذي سمّتني أمّي حيدرة كليث غابات كريه المنظرة

اوفيكم بالصّاع كيل السّندرة (3)

التاسع عشر: ابن المغازلي الشافعي في مناقبه قال:أخبرنا القاضي أبو الخطاب عبد الرحمن بن عبد اللّه الأسلمي الإسكافي الشافعي قال:قدم علينا أواسطا يرفعه إلي أبي موسي قال:سمعت عليّا عليه السّلام يقول:«ما رمدت و لا صدعت منذ مسح رسول اللّه وجهي و تفل في عيني يوم خيبر و أعطاني الراية» (4).

العشرون: ابن المغازلي في مناقبه قال:أخبرنا أبو طالب محمّد بن عثمان يرفعه إلي عمران بن الحصين قال:بعث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عمر إلي أهل خيبر فرجع فقال:«لاعطين الراية غدا رجلا يحبّ اللّه و رسوله ليس بفرار و لا يرجع حتّي يفتح اللّه عليه»قال:فدعا عليّا فأعطاه الراية فسار بها ففتح اللّه عليه (5).

ص: 59


1- هي مكيال واسع.
2- العمدة:151 ح 230 عن الثعلبي و مناقب ابن المغازلي:176 ح 213 بتفاوت.
3- مناقب ابن المغازلي:177 ح 213.
4- مناقب ابن المغازلي:ح 214،و أخرجه الطيالسي في مسنده:26.
5- مناقب ابن المغازلي:ح 215،و أخرجه النسائي في الخصائص:7.

الحادي و العشرون: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا القاضي أبو الخطّاب عبد الرحمن بن عبد اللّه يرفعه إلي عمران بن الحصين قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لاعطينّ الراية رجلا يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله»فأعطاها عليّا ففتح اللّه عزّ و جلّ خيبر (1).

الثاني و العشرون: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان قال:أخبرنا أبو الحسين محمّد بن المظفر بن موسي بن عيسي الحافظ يرفعه إلي قتادة عن سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة قال:بعث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أبا بكر إلي خيبر فلم يفتح عليه ثمّ بعث عمر فلم يفتح عليه فقال:«لاعطينّ الراية رجلا كرارا غير فرار يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله»فدعا عليّ بن أبي طالب و هو أرمد العين فتفل في عينيه ففتح عينه كأنّه لم يرمد قط،ثمّ قال:«خذ هذه الراية فأمض بها حتّي يفتح اللّه عليك»فخرج يهرول و أنا خلف أثره حتّي ركز رايته في أصلهم (2)تحت الحصن فأطّلع رجل يهودي من رأس الحصن قال:من أنت؟

قال:عليّ بن أبي طالب فالتفت إلي أصحابه و قال:غلبتم و الّذي أنزل التوراة علي موسي.

قال:فو اللّه ما رجع حتّي فتح اللّه عليه (3).

الثالث و العشرون: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو غالب محمّد بن أحمد بن سهل النحوي رفعه إلي إياس ابن سلمة قال:أخبرني أبي أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أرسلني إلي عليّ و قال:

«لاعطينّ الراية اليوم رجلا يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله»فأتيت بعليّ أقوده أرمد فبصق رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في عينيه ثمّ اعطاه الراية فخرج مرحب يخطر بسيفه فقال:

قد علمت خيبر أنّي مرحب شاكي السّلاح بطل مجرب

إذا الحروب أقبلت تلهب

فقال عليّ عليه السّلام:

أنا الّذي سمّتني أمّي حيدرة كليث غابات كريه المنظرة

اكيلكم بالسّيف كيل السّندرة

ففلق رأس مرحب بالسيف (4)

الرابع و العشرون: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبد الوهاب بن طاوان السمسار يرفعه إلي مصعب بن سعد عن أبيه قال:سمعت النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يقول:

ص: 60


1- مناقب ابن المغازلي:ح 216،و أخرجه السهيلي في الروض الأنف:229/2.
2- في المصدر:في رضم،و هي صخور عظام.
3- مناقب ابن المغازلي:ح 217.
4- مناقب ابن المغازلي:ح 218،و حلية الأولياء:62/1.

«لاعطينّ الراية غدا رجلا يحب اللّه و رسوله يحبّه اللّه و رسوله كرارا غير فرار يفتح اللّه عليه» (1).

الخامس و العشرون: ابن المغازلي قال:أخبرنا أبو القاسم عمر بن عليّ بن الميمون و أحمد بن محمّد بن عبد الوهاب ابن طاوان الواسطيان بقراءتي عليهما فأقرّا به يرفعه إلي أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حيث كان ارسل عمر بن الخطّاب إلي خيبر هو و من معه فرجعوا إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فبات تلك الليلة و به من الغم غير قليل،فلمّا أصبح خرج إلي الناس و معه الراية فقال:

«لاعطينّ الراية اليوم رجلا يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله غير فرار»فتعرض لها جميع المهاجرين و الأنصار فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أين عليّ»فقالوا:يا رسول اللّه هو أرمد فأرسل إليه أبا ذر و سلمان فجاء و هو يقاد لا يقدر علي أن يفتح عينيه ثمّ قال:«اللّهمّ أذهب عنه الرّمد و الحرّ و البرد و انصره علي عدوه و افتح عليه فإنّه عبدك و يحبّك و يحبّ رسولك غير فرار»ثمّ دفع الراية إليه، و استاذنه حسّان بن ثابت في أن يقول فيه شعرا فقال له:قل،فأنشأ يقول:

و كان عليّ أرمد العين يبتغي دواء فلمّا لم يحس مداويا

شفاه رسول اللّه منه بتفلة فبورك مرقيا و بورك راقيا

و قال ساعطي الراية اليوم صارما كميّا محبّا للرسول محاميا

يحبّ إلهي و الاله يحبّه به يفتح اللّه الحصون الاوابيا

فأصفي بها دون البريّة كلّها عليّا و سمّاه الوزير المؤاخيا

قال أبو الحسن عليّ بن عمر بن مهدي الدارقطني الحافظ قال:حديث أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري و هو غريب من حديث عليّ بن الحسن العبدي عنه و لم يرده بهذه الالفاظ غير قيس بن حفص الدارمي (2).

السادس و العشرون: ابن المغازلي قال:أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهاب بن طاوان يرفعه إلي أبي هريرة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لاعطينّ الراية رجلا يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله» فاستشرف لها أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فدفعها إلي عليّ بن أبي طالب (3).

السابع و العشرون: ابن المغازلي قال:أخبرنا أحمد بن محمّد قال:أخبرنا القاضي أبو الفرج أحمد بن عليّ بن جعفر يرفعه إلي ميمون عن عبد اللّه بن بريدة عن أبيه أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله نزل بحضرة أهل خيبر و قال:«لاعطينّ اللواء اليوم رجلا يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله»فلمّا كان

ص: 61


1- المصدر السابق.
2- مناقب ابن المغازلي:ح 220،و كفاية الطالب:38.
3- مناقب ابن المغازلي:ح 221 و مسند أحمد:384/2 ط.الميمنة.

من الغد صادف أبا بكر و عمر فدعا عليّا و هو أرمد العين فأعطاه الراية،و ذكر مرحب و بروزه و عليّ و ضربته و قتله،مثله الخبر المتقدم (1).

الثامن و العشرون: ابن المغازلي قال:أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهاب،قال:أخبرنا القاضي أبو الفرج أحمد ابن عليّ الخيوطي الحافظ يرفعه إلي عامر بن سعد بن أبي وقاص عن سعد قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول يوم خيبر:«لاعطينّ الراية رجلا يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله»إلي تمام الحديث بمثل المتقدم سواء (2).

التاسع و العشرون: ابن المغازلي قال:حدّثنا يحيي بن أبي طالب قال:أخبرنا زيد بن الحباب قال:حدّثنا حسين بن واقد عن عبد اللّه بن بريدة عن أبيه قال:لما كان يوم خيبر أخذ اللواء أبو بكر فلمّا كان الغد أخذه عمر فقتل محمّد (3)بن مسلمة فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لأدفعنّ الراية إلي رجل لا يرجع حتّي يفتح اللّه عليه»فصلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الغداة ثمّ دعا باللواء فدعا عليّا و هو يشتكي عينه فمسحها ثمّ دفع إليه اللواء فافتح له و قتل مرحبا (4).

الثلاثون: و من الجمع بين الصّحاح السّتّة لأبي الحسن رزين من الجزء الثالث في ذكر غزوة خيبر من صحيح الترمذي قال بالإسناد عن سلمة قال ارسلني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي عليّ عليه السّلام و هو أرمد فقال:«لأعطينّ الراية رجلا يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله»قال:فأتيت عليّا عليه السّلام فجئت به أقوده حتّي أتيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فبصق في عينيه و أعطاه الراية فخرج مرحب فقال:

قد علمت خيبر أنّي مرحب شاكي السّلاح بطل مجرب

إذا الحروب اقبلت تلهب

قال عليّ عليه السّلام:

أنا الّذي سمّتني أمّي حيدرة كليث غابات كريه المنظرة

اوفيهم بالصّاع كيل السندرة

قال:فضرب رأس مرحب فقتله و كان الفتح علي يديه (5).

الحادي و الثلاثون: و من الجمع بين الصّحاح السّتّة بإسناده عن سهل بن سعد عن أبيه قال:كان عليّ بن أبي طالب عليه السّلام تخلّف عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في غزوة خيبر فلحق فلمّا اتينا اللّيلة التي فتحت

ص: 62


1- المصدر السابق:ح 222.
2- المصدر السابق:ح 223،و أخرجه أحمد في المسند:185/1.
3- في المصدر:محمود.
4- المصدر السابق:ح 224،و أخرجه النسائي في الخصائص:5،و أسد الغابة:21/4.
5- أنظر:مسند أحمد:52/4،صحيح مسلم:195/5.

في صبيحتها قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لاعطينّ غدا هذه الراية رجلا يفتح اللّه علي يديه يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله»قال فبات الناس يدركون ليلتهم أيّهم يعطاها فلمّا أصبح الناس غدوا علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كلّهم يرجوا أن يعطاها فقال:«أين عليّ بن أبي طالب»فقالوا:يا رسول اللّه هو يشتكي عينيه قال:«فأرسلوا إليه»فاتي به فبصق في عينيه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فبرأ حتّي كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية فقال عليّ عليه السّلام:«يا رسول اللّه أقاتلهم حتّي يكونوا مثلنا»قال:«أنفذ علي رسلك حين تنزل بساحتهم ثمّ أدعهم إلي الإسلام و أخبرهم بما يجب عليهم من حقّ اللّه تعالي فيه فو اللّه لئن يهدي اللّه بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم». (1)

الثاني و الثلاثون: من مسند أحمد بن حنبل رواه عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا عليّ ابن طيفور قال:حدّثنا قتيبة قال:حدّثنا يعقوب بن سهيل عن أبي صالح عن أبيه أن عمر بن الخطّاب قال:لقد أوتي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ثلاثا لأن أكون أوتيتها أحبّ إليّ من أن أعطي حمر النعم جوار رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في المسجد و الراية يوم خيبر و الثّالثة نسيتها. (2)

الثالث و الثلاثون: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا وكيع عن هاشم ابن سعد عن عمر بن أسيد عن ابن عمرة قال:كنّا نقول خير الناس أبو بكر ثمّ عمر و لقد أوتي ابن أبي طالب ثلاث خصال لأن تكون لي واحدة منهم أحبّ إليّ من حمر النّعم زوّجه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ابنته و ولدت له و سدّ الابواب إلاّ بابه في المسجد و أعطاه الراية يوم خيبر. (3)

الرابع و الثلاثون: مناقب الفقيه ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان ابن الفرج الازهري قال:حدّثنا أبو الحسن محمّد بن المظفّر بن موسي بن عيسي الحافظ قال:

أخبرنا أبو القاسم عمرو بن عثمان بن حيّان بن أبي حيّان قال:حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمر بن يونس اليمامي قال:حدّثنا النظر بن محمّد،حدّثنا أبو أويس،حدّثنا الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب قال:حدّثني خارجة بن سعد قال:حدّثني سعد بن أبي وقاص قال:كانت لعليّ عليه السّلام مناقب لم تكن لأحد كان يبيت في المسجد و أعطاه الراية يوم خيبر و سدّ الابواب إلاّ باب عليّ. (4)

الخامس و الثلاثون: من صحيح مسلم من الجزء الرابع في ثالث كراس من أوله في باب فضائل عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال:حدّثنا قتيبة بن سعيد و محمّد بن عبّاد و تقاربا في اللفظ قال:حدّثنا

ص: 63


1- أنظر:مسند أحمد:333/5،صحيح البخاري:5/4،و الرواية فيهما عن سهل بن سعد لا عن أبيه.
2- نص هذه الرواية ما وجدناه في المسند،نعم يوجد نفس المضمون فيه عن ابن عمر(مسند أحمد:26/2).
3- مسند أحمد:26/2.
4- مناقب ابن المغازلي:/168ح 304.

حاتم هو ابن إسماعيل عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال ما يمنعك أن تسبّ أبا تراب قال امّا ما ذكرت ثلاثا قالهنّ له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلن أسبّه لأن تكون لي واحدة أحبّ إليّ من حمر النعم.سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول له و حين خلفه في بعض مغازيه فقال له عليّ عليه السّلام:«يا رسول اللّه خلّفتني مع النّساء و الصّبيان»فقال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أ ما ترضي[أن تكون]منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ انّه لا نبيّ بعدي»و سمعته [يقول]يوم خيبر:«لأعطينّ الراية رجلا يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله»قال فتطاولنا لها فقال:«ادعوا لي عليّا»فأتي أرمد العين فبصق في عينيه و دفع الراية إليه ففتح اللّه علي يديه و لمّا نزلت هذه الآية فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ (1) دعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا و فاطمة و حسنا و حسينا و قال:«اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي». (2)

السادس و الثلاثون: إبراهيم بن محمّد الحمويني من أعيان علماء العامّة قال:أنبأني الشيخات الصالحات زينب بنت عليّ بن كامل الحراينه و الاختان خديجة و آسية بنتا أحمد بن عبد السلام المقدسي (3)كتابة عنهن بروايتهن عن الشيخ الصّالح أبي المجد زاهر قال:أخبرتنا فاطمة بنت عبد اللّه بن أحمد الجوزدانية إجازة قالت:أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم بن ريذة الأصفهاني قال:أنبأنا الإمام أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيّوب ابن مطر اللخمي الطبراني قال:أنبأنا محمّد ابن الفضل بن جابر السّقطي البغدادي،أنبأنا فضيل بن عبد الوهاب،أنبأنا جعفر بن سليمان عن الخليل بن مرّة عن عمر بن دينار عن جابر بن عبد اللّه قال:لمّا كان يوم خيبر بعث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله رجلا فجبن فجاء محمّد بن مسلمة و قال:يا رسول اللّه لم ارك اليوم قط قتل محمود بن مسلمة فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لا تمنّوا لقاء العدو و اسألوا اللّه العافية فأنّكم لا تدرون ما تبتلون به منهم فإذا لقيتموهم فقولوا:«اللّهمّ أنت ربّنا و ربّهم نواصينا و نواصيهم بيدك و إنّما تقتلهم أنت ثمّ الزموا الأرض جلوسا فإذا غشوكم فانهضوا و كبّروا»ثمّ قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لأبعثنّ غدا رجلا يحبّ اللّه و رسوله و يحبانه لا يولي الدّبر»فلمّا كان الغد بعث عليّا عليه السّلام و هو أرمد شديدا الرّمد فقال له:«سرّ» فقال يا رسول اللّه:«ما أبصر موضع قدمي»فتفل في عينيه و عقد له اللواء و دفع إليه الراية فقال عليّ عليه السّلام:«ما ذا اقاتلهم يا رسول اللّه»فقال:«علي أن يشهدوا أن لا إله إلاّ اللّه و أنّي رسول اللّه فإذا فعلوا ذلك فقد حقنوا دمائهم و أموالهم إلاّ بحقّها و حسابهم علي اللّه عزّ و جلّ»قال الطبراني لم يروه عن عمرو إلاّ الخليل و الوليد بن هشام إلاّ جعفر تفرّد به فضيل بن عبد الوهاب (4).

ص: 64


1- سوره 3 - آيه 61
2- صحيح مسلم:120/7.
3- في المصدر:عبد الدائم المقدسي.
4- فرائد السمطين:/259/1ب /50ح 200.

الباب العاشر

في قوله صلّي اللّه عليه و آله:لأعطين الراية غدا رجلا يحب اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله

من طريق الخاصة و فيه ثلاثة أحاديث الأوّل: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال:حدّثنا أحمد بن يحيي بن زكريّا أبو العبّاس القطّان قال:حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي قال:حدّثنا عبد اللّه بن داهر قال:حدّثنا أبي عن محمّد بن سنان عن المفضّل ابن عمر قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام جعفر بن محمّد الصّادق عليه السّلام لم صار أمير المؤمنين عليه السّلام قسيم الجنّة و النار قال:«لأنّ حبّه إيمان و بغضه كفر و إنّما خلقت الجنّة لأهل الإيمان و النار لأهل الكفر فهو عليه السّلام قسيم الجنّة و النار لهذه العلة فالجنّة لا يدخلها إلاّ أهل محبته و النار لا يدخلها إلاّ أهل بغضه»قال المفضّل فقلت يا ابن رسول اللّه و الأنبياء و الأوصياء:كانوا يحبّونه و أعداؤهم كانوا يبغضونه قال:«نعم».

قلت:فكيف ذلك؟

قال:«أ ما علمت أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال يوم خيبر لأعطينّ الراية غدا رجلا يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله ما يرجع حتّي يفتح اللّه علي يديه فدفع الراية إلي عليّ عليه السّلام ففتح اللّه عزّ و جلّ علي يديه»؟

قلت:بلي.

قال:«أ ما علمت انّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لمّا أوتي بالطائر المشوي قال:اللّهم آتني بأحبّ خلقك إليك و إلي يأكل معي[من هذا الطائر] (1)و عني به عليّا عليه السّلام»؟

قلت:بلي.

قال:«فهل يجوز أن لا تحبّ أنبياء اللّه و رسله و أوصيائهم:رجلا يحبّه اللّه و رسوله و يحب اللّه و رسوله»؟

فقلت:لا.

قال:«فهل يجوز أن يكون المؤمنون من اممهم لا يحبون حبيب اللّه و رسوله و أنبيائه عليهم السّلام»؟

ص: 65


1- زيادة من المصدر.

قلت:لا.

قال:«بهذا يثبت أن جميع انبياء اللّه و رسله و جميع المؤمنين كانوا لعليّ بن أبي طالب محبّين و ثبت أنّ أعدائهم و المخالفين لهم كانوا لهم و لجميع محبّيهم مبغضين»؟

قلت:نعم.

قال:«فلا يدخل الجنّة إلاّ من أحبّه من الأولين و الآخرين و لا يدخل النار إلاّ من أبغضه من الاوّلين و الآخرين فهو إذن قسيم النار و الجنّة».

قال المفضّل بن عمر فقلت:يا ابن رسول اللّه فرّجت عنّي فرّج اللّه عنك فزدني ممّا علّمك اللّه.

قال:«سل يا مفضّل».

قلت:له يا ابن رسول اللّه فعليّ بن أبي طالب عليه السّلام يدخل محبّه الجنّة و مبغضيه النار أو رضوان و مالك؟

فقال:«يا مفضّل أ ما علمت أنّ اللّه تبارك و تعالي بعث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو روح إلي الأنبياء:و هم أرواح قبل خلق الخلق بألفي عام»؟

قلت:بلي.

قال:«أ ما علمت انّه دعاهم إلي توحيد اللّه و طاعته و إتباع أمره و وعدهم الجنّة علي ذلك و أوعد من خالف ما أجابوا إليه و أنكره النار»؟

قلت:بلي.

قال:«أ فليس النبيّ صلّي اللّه عليه و آله ضامن لما وعدوا وعد عن ربّه عزّ و جلّ»؟

قلت:بلي.

قال:«أ و ليس عليّ بن أبي طالب عليه السّلام إذن قسيم الجنّة و النار عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و رضوان و مالك صادران عن أمره بأمر اللّه تبارك و تعالي.

يا مفضّل خذ هذا فإنّه من مخزون العلم و مكنونه لا تخرجه إلاّ إلي أهله» (1).

الثاني: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا أحمد بن محمّد بن صقر الصّائغ قال:حدّثنا محمّد بن عبد العبّاس بن بسام قال:حدّثنا محمّد بن خالد بن إبراهيم قال:حدّثنا سويد بن عبد العزيز الدمشقي عن عبد اللّه بن لهيعة عن ابن قبيل عن عبد اللّه بن عمر بن العاص قال:إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله

ص: 66


1- علل الشرائع:/163/1ب /130ح 1.

دفع الراية يوم خيبر إلي رجل من أصحابه فرجع منهزما فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لأعطينّ الراية غدا رجلا يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله و لا يرجع حتّي يفتح اللّه علي يديه»فلمّا أصبح قال:

«ادعوا لي عليّا»فقيل له:يا رسول اللّه إنّه رمد فقال:«ادعوه[لي] (1)»فلمّا جاءه تفل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في عينيه فقال:«اللّهمّ ادفع عنه الحرّ و البرد»ثمّ دفع الراية إليه و مضي فما رجع إلي رسول اللّه إلاّ بفتح خيبر ثمّ قال:إنّه لمّا دنا من القموص أقبل أعداء اللّه من اليهود و يرمونه بالنّبل و الحجارة فحمل عليهم عليّ عليه السّلام حتّي دنا من الباب فثني رجليه ثمّ[أقبل] (2)مغضبا إلي أصل عتبة الباب فاقتلعه ثمّ رمي به خلف ظهره أربعين ذراعا قال ابن عمر ما عجبنا من فتح اللّه خيبر علي يدي عليّ عليه السّلام و لكن عجبنا من قلعه الباب و رميه خلفه أربعين ذراعا و لقد تكلف حمله أربعون رجلا فما أطاقوه فأخبر النبيّ صلّي اللّه عليه و آله بذلك فقال:«و الّذي نفسي بيده لقد أعانه عليه أربعون ملكا» (3).

الثالث: الشيخ الطوسي في أماليه قال:قال:حدّثنا أبو الطيّب قال:حدّثنا عليّ بن ماهان قال:

حدّثنا[عمّي] (4)[عيسي] (5)قال:حدّثنا محمّد بن عمر قال:حدّثنا ثور بن يزيد عن مكحول قال:

لمّا كان يوم خيبر خرج رجل من اليهود يقال له مرحب و كان طويل القامة عظيم الهامة و كانت اليهود تقدّمه لشجاعته و يساره قال:فخرج في ذلك اليوم إلي أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فما واقفه قرن إلاّ قال أنا مرحب ثمّ حمل عليه فلم يثبت له قال:و كانت له ظئر و كانت كاهنة و كانت تعجب بشبابه و عظم خلقه و كانت تقول له قاتل كلّ من قاتلك و غالب كلّ من غالبك إلاّ من تسمّي عليك بحيدرة فإنّك إن وقفت له هلكت قال فلمّا كثر مناوشته ذهل الناس لقامه شكوا ذلك إلي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و سألوه أن يخرج إليه عليّا فدعا النبيّ صلّي اللّه عليه و آله عليّا و قال له:«يا عليّ اكفني مرحبا»فخرج إليه أمير المؤمنين عليه السّلام فلمّا بصر به مرحب أسرع إليه فلم يره يعبأ به فأنكر ذلك ثمّ و احجم عنه ثمّ أقدم و هو يقول:أنا الذي سمّتني أمّي مرحب.

فأقبل عليّ عليه السّلام[بالسيف] (6)و هو يقول:أنا الذي سمّتني أمّيّ حيدرة.

فلمّا سمعها منه مرحب هرب و لم يقف خوفا ممّا حذّرته به ظئره فتمثّل له إبليس في صورة حبر من أحبار اليهود فقال له:إلي أين يا مرحب؟فقال قد تسمّي[عليّ]هذا القرن بحيدرة،فقال له إبليس:فما حيدرة؟فقال:إن فلانة ظئري كانت تحذّرني من مبارزة رجل اسمه حيدرة و تقول أنّه قاتلك،فقال له إبليس:شوها لك لو لم[يكن]حيدرة إلاّ هذا وحده لما كان مثلك يرجع عن مثله

ص: 67


1- زيادة ليست من المصدر.
2- في المصدر:نزل.
3- أمالي الشيخ الصدوق:/604مجلس /77ح 10.
4- زيادة من المصدر.
5- زيادة ليست من المصدر.
6- زيادة من المصدر.

تأخذ بقول النساء و هنّ يخطئن أكثر ممّا يصبن،و حيدرة كثير في الدنيا فأرجع فلعلك تقتله فإن قتلته سدت قومك،و أنا في ظهرك أستصرخ اليهود لك،فردّه فو اللّه ما كان إلاّ كفواق ناقة حتّي ضربه عليّ ضربة سقط منها لوجهه و انهزم اليهود يقولون:قتل مرحب،قال:و في ذلك يقول الكميت بن زيد الأسدي رحمه اللّه في مدحه صلوات اللّه عليه:

سقا جرع الموت ابن عثمان بعد ما تعاورها منه وليد و مرحب

فالوليد هو ابن عتبة خال معاوية بن أبي سفيان و عثمان بن طلحة من قريش و مرحب من اليهود. (1)

أقول:نقتصر في هذا الباب من طريق الخاصّة علي هذا القليل مخافة الاطالة و الكثرة من رواية الخصم فيه كفاية إن شاء اللّه تعالي مع تواتر الخبر في القصّة من طريق العامّة و الخاصّة.

ص: 68


1- أمالي الشيخ الطوسي:/5مجلس /1ح 2.

الباب الحادي عشر

في خبر الطائر

من طريق العامة و فيه ستّة و ثلاثون حديثا الأوّل: من مسند أحمد بن حنبل قال:حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثني أبي قال:

أخبرنا ابن مالك قال:حدّثنا عبد اللّه بن عمر قال:حدّثنا يونس بن أرقم قال:حدّثنا مطر بن خالد عن البجلي عن سفينة مولي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال أهدت امرأة من الأنصار إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله طيرين من بين رغيفين فقدّمت الطّيرين فقال رسول اللّه:«اللّهمّ أتني بأحبّ خلقك إليك و إلي رسولك» فجاء عليّ فرفع صوته فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من هذا»قلت عليّ«فافتح له»ففتحت له فأكل مع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله من الطّيرين حتّي كفيا. (1)

الثاني: و من مناقب الفقيه ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو الحسن بن المظفّر بن أحمد العطار الفقيه الشافعي بقراءتي عليه فأقرّ به في سنة أربع و ثلاثين و أربعمائة قلت له:أخبركم أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عثمان المزني الملقّب بابن السّقا الواسطي قال:حدّثنا أبو الحسن عليّ ابن محمّد بن صدقة الجوهري الواسطي سنة ثلاث و ثلاثمائة قال:حدّثنا محمّد بن زكريا بن دويد العبدي قال:حدّثنا حميد الطّويل عن أنس بن مالك قال اهدي إلي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله نحامة فقال:«اللّهم ابعث إليّ أحب خلقك إليك و إلي نبيّك يأكل معي من هذه المائدة»قال فاتي عليّ فقال:يا أنس استاذن لي علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:فقلت:النبيّ عنك مشغول فرجع عليّ و لم يلبث فقال:ارجع استاذن لي علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقلت:النبيّ عنك مشغول فرجع عليّ و لم يلبث،ثمّ جاء علي فهممت أن أقول مثل قولي الأوّل و الثاني فسمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من داخل الحجرة كلام عليّ فقال:

«أدخل يا أبا الحسن ما الذي أبطأ بك عنّي»قال:«قد جئت يا رسول اللّه مرّتين و هذه الثالثة كلّ ذلك يردّني أنس يقول النبيّ عنك مشغول»فقال:يا أنس ما حملك علي هذا؟فقلت:يا رسول سمعت الدعوة فأحببت أن يكون رجلا من قومي،فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:«كلّ يحب قومه يا أنس» (2).

ص: 69


1- لم نجد هذه الرواية في مسند أحمد المطبوع،و الظاهر أنه مما لعبت به أيدي التزوير،فقد نقله جماعة من فضائل الصحابة لأحمد بن أحمد،أنظر:العمدة لابن البطريق:242.
2- مناقب ابن المغازلي:/117ح 189.

الثالث: ابن المغازلي هذا قال:أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبد الوهاب بن طاوان السّمسار بقراءتي عليه فاقرّ به سنّة تسع و أربعين و أربعمائة قلت له،حدّثكم القاضي أبو الفرج أحمد ابن عليّ بن جعفر بن محمّد بن المعلي الخيوطيّ الحافظ الواسطي[و أخبرنا القاضي أبو عليّ إسماعيل بن محمد بن الطيب الفقيه الغرافي الواسطي]بقراءتي عليه فأقرّ به قلت له:أخبركم أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل بن سهل[بن بيري]الواسطي،و أخبرنا أبو غالب محمّد بن أحمد ابن سهل النحوي سنة أربع و خمسين و أربعمائة قال:حدّثنا أبو الحسن عليّ بن الحسن الجاذري الطحّان قالوا،حدّثنا محمّد بن عثمان بن سمعان المعدل الحافظ الواسطي قال:حدّثنا أبو الحسن أسلم[بن سهل بن أسلم]الرزاز المعروف ببحشل الواسطي قال:حدّثنا وهب بن بقية أبو محمّد الواسطي قال:حدّثنا إسحاق بن يوسف الازرق و هو واسطي عن عبد الملك بن أبي سليمان عن أنس بن مالك قال:دخلت علي محمّد بن الحجاج فقال:يا أبا حمزة،حدّثنا عن رسول اللّه ليس بينك و بينه فيه أحد فقلت:تحدّثوا فإنّ الحديث شجون يجر بعضه بعضا،فذكر أنس حديثا عن عليّ ابن أبي طالب عليه السّلام فقال له محمّد بن الحجّاج عن أبي تراب تحدّثنا دعنا من أبي تراب فغضب أنس و قال أ لعليّ عليه السّلام تقول هذا؟أما و اللّه إذ قلت هذا فلأحدّثك حديثا فيه سمعته من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ليس بيني و بينه أحد أهدي له يعاقيب فأكل منها و فضلت فضلة و شيء من خبز فلمّا أصبح اتيته به فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر»فجاء رجل فضرب الباب فرجوت أن يكون من الأنصار فإذا أنا بعلي فقلت:أ ليس إنّما جئت الساعة!

فرجع ثمّ قال رسول اللّه:«اللّهمّ أتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر»فجاء رجل فضرب الباب فإذا به عليّ عليه السّلام فسمعه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال رسول اللّه:«اللّهمّ إليّ اللّهمّ و إلي».

قال ابن المغازلي قال أسلم روي هذا الحديث عن أنس بن مالك يوسف بن إبراهيم الواسطي و إسماعيل ابن سليمان الازرق الزّهري و إسماعيل السّدي و إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة و ثمامة بن عبد اللّه بن أنس و سعيد بن زرني و قال ابن سمعان سعيد بن زربي لما حدث به عن [ثابت عن]أنس و قد روي جماعة عن أنس منهم سعيد بن المسيّب و عبد الملك بن عمير و مسلم الملائي و سليمان ابن الحجاج الطائفي و ابن أبي الرجال المدني و أبو النّهدي و إسماعيل بن عبد اللّه بن جعفر و يفنم ابن سالم بن قنبر و غيرهم قال ابن سمعان و وهم بن أسلم في قوله سعيد بن زربي لما حدث به إنّما حدث به عن ثابت البناني عن أنس (1).

ص: 70


1- مناقب ابن المغازلي:/118ح 190.

الرابع: ابن المغازلي قال:أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان قلت له أخبركم أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزاز البغدادي إذنا انّ محمّد بن الحسين بن حميد بن الربيع حدّثهم قال:حدّثنا جدي قال:حدّثنا عبد اللّه بن موسي قال:حدّثنا إسماعيل بن أبي المغيرة عن أنس بن مالك قال:اهدي لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أطيار فقسّمها بين نسائه فأصاب كلّ امرأة منهن ثلاثة فأصبح عند بعض نسائه قطاتان فبعث بهما إلي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال:«اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك و إلي رسولك يأكل معي من هذا الطائر»و قلت اللّهمّ أجعله رجلا من الأنصار فجاء عليّ فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله انظر من علي الباب فنظرت فإذا عليّ ففتحت له الباب فدخل يمشي و أنا خلفه فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:علي حاجة ثمّ قمت بين يدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فجاء عليّ فقال:«يا أنس انظر من علي الباب»فنظرت فإذا عليّ ففتحت له الباب فدخل يمشي و أنا خلفه فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما حبسك فقال:هذا آخر ثلاث مرّات يردّني أنس يزعم أنّك علي حاجة فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما حملك علي ما صنعت؟

فقال:يا رسول اللّه سمعت دعائك فأحببت أن يكون الرجل من قومي فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إنّ الرّجل قد يحبّ قومه» (1).

الخامس: ابن المغازلي قال:أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان أن أبا الحسين محمّد بن المظفّر ابن موسي بن عيسي الحافظ البغدادي أخبرهم إذنا قال:حدّثنا محمّد بن موسي الحضرمي بمصر قال:حدّثنا محمّد بن سليمان قال:حدّثنا أحمد بن يزيد قال:حدّثنا زهير قال:حدّثنا عثمان الطويل عن أنس بن مالك قال اهدي إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله طير كان يعجبه أكله فقال:«اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل من هذا الطائر معي»فجاء عليّ فأستأذن علي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقلت:ما عليه إذن،و كنت أحبّ أن يكون رجلا من الأنصار فذهب ثمّ رجع فقال:استأذن لي علي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فسمع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال:«ادخل يا عليّ ثمّ قال:و إليّ». (2)

السادس: ابن المغازلي قال:أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان قال:أخبرنا أبو عمر محمّد بن العبّاس بن حيويه الخزار و أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزاز البغداديان إذنا قالا:

أنّ الحسين بن محمّد حدّثهم قال:حدّثنا الحجّاج بن يوسف بن قتيبة الأصفهاني قال:حدّثنا بشير ابن الحسين قال:حدّثني الزبير بن عدي عن أنس قال اهدي إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله طير مشوي فلمّا

ص: 71


1- مناقب ابن المغازلي:/119ح 191 مع تقديم و تأخير عند المصنف.
2- مناقب ابن المغازلي:/120ح 192.

وضع بين يديه قال:«اللّهمّ أتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطيّر»قال:قلت في نفسي اللّهمّ اجعله رجلا من الأنصار قال فجاء عليّ فقرع الباب قرعا خفيفا فقلت من هذا؟قال عليّ فقلت انّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي حاجة فأنصرف قال:فرجعت إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو يقول الثالثة:«اللّهمّ ائتني بأحبّ الخلق إليك يأكل معي من هذا الطائر»فجاء عليّ فضرب الباب ضربا شديدا فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«افتح افتح افتح»قال فلمّا نظر إليه رسول اللّه قال:«اللّهمّ و إليّ»قال فجلس مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فأكل معه من الطير (1).

السابع: ابن المغازلي قال:أخبرنا محمّد بن عليّ إجازة أنّ أبا حفص عمر بن أحمد بن شاهين حدّثهم قال:حدّثنا محمّد بن الحسين الجوارني،حدّثنا إبراهيم بن صدقة قال:حدّثنا يغنم بن سالم،حدّثنا أنس قال أهدي لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و ذكر الحديث. (2)

الثامن: ابن المغازلي قال:أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان البغدادي قدم علينا واسطا بقراءتي عليه فاقرّ به قلت له:أخبركم عمر بن أحمد بن شاهين إذنا قال:حدّثنا يحيي بن محمد بن صاعد،حدّثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال:حدّثنا حسين بن محمّد قال:حدّثنا سليمان بن قرم عن محمّد بن شعيب عن داود بن عليّ بن عبد اللّه بن عبّاس عن أبيه عن جدّه ابن عبّاس قال أتي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله بطائر فقال:«اللّهم أتني برجل يحبّه اللّه و رسوله»فجاءه عليّ عليه السّلام فقال:

«اللّهمّ و إليّ»و قال هذا حديث غريب تفرّد به حسين المروزي عن سليمان بن قرم لم يحدثه به إلاّ إبراهيم بن سعيد. (3)

التاسع: ابن المغازلي قال:أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن عليّ بن العبّاس البزّاز الواسطي قال:أخبرنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن أحمد بن أسد البزار،حدّثنا محمّد بن العبّاس عن أحمد أبو مقاتل قال:حدّثنا العبّاس قال:حدّثنا أبو عاصم عن أبي النّهدي عن أنس أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أتي بطير فقال:«اللّهمّ أتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر»قال فجاء عليّ بن أبي طالب فقال:«اللّهم إليّ اللّهم و اليّ» (4).

العاشر: ابن المغازلي قال:أخبرنا أبو طالب محمّد بن عليّ بن الفتح البغدادي فيما كتب به إليّ إنّ أبا حفص عمر بن أحمد بن شاهين حدّثهم قال:حدّثنا نصر بن القاسم الفرضي،حدّثنا عيسي ابن مساور الجوهري قال:قال لي يغنم بن سالم بن قنبر و لقيته سنة تسعين و مائة،و قال ابن يغنم لي

ص: 72


1- مناقب ابن المغازلي:/121ح 193.
2- مناقب ابن المغازلي:/121ح 194.
3- مناقب ابن المغازلي:/121ح 195.
4- مناقب ابن المغازلي:/122ح 197.

اثنتا عشرة و مائة سنة قال لي أنس بن مالك اهدي إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله طير مشوي فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك»أو«بمن تحبّه»الشك من عيسي بن مساور الجوهري فجاء عليّ فرددته فدخل في الثّالثة أو في الرابعة فقال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله«ما حبسك عنّي أو ما أبطأك عنّي يا عليّ»قال:«جئت فردّني أنس ثمّ جئت فردني أنس ثمّ جئت فردني أنس!»قال لي:«يا أنس ما حملك علي ما صنعت؟»فقال رجوت أن يكون رجلا من الأنصار فقال لي:«يا أنس أوفي الأنصار خير من عليّ؟أوفي الأنصار أفضل من عليّ؟». (1)

الحادي عشر: ابن المغازلي قال:أخبرنا محمّد بن أحمد بن سهل النّحوي إذنا أنّ أبا نصر أحمد ابن محمّد بن مردويه البزّار حدّثهم املاء في صفر سنة أربعمائة قال:حدّثنا أحمد بن عيسي الناقد قال:حدّثنا صالح بن مسمار،حدّثنا ابن أبي فديك،حدّثنا الحسن بن عبد اللّه عن نافع عن أنس بن مالك أن رسول اللّه قرب إليه طير فقال:«اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر» قال فجاء عليّ بن أبي طالب فأكل معه. (2)

الثاني عشر: ابن المغازلي قال:حدّثنا أبو غالب محمّد بن الحسين بن أبي صالح المقرئ العدل قال:حدّثنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن سهل بن مردويه البزّار قال:حدّثنا أبو بكر بن عيسي الناقد،حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن الهيثم،حدّثنا عبيد اللّه بن عمر القواريري،حدّثنا يونس بن أرقم،حدّثنا مسلم بن كيسان عن أنس بن مالك قال:أتي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله باطيار فوضعهن بين يديه فقال:

«اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك»فقلت:اللّهم إن شئت جعلته امرأ من الأنصار فقال يعني النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:«إنك لست أوّل من أحبّ قومه»فجاء عليّ عليه السّلام فضرب الباب فأذنت له فلمّا دخل قال:

«اللّهمّ و اليّ». (3)

الثالث عشر: ابن المغازلي قال:أخبرنا الحسين بن أحمد بن موسي قال:أخبرنا هلال بن محمّد ابن جعفر بن سعد أن أبا الفتح يرفعه إلي جعفر السّباك عن أنس بن مالك بمثله. (4)

الرابع عشر: ابن المغازلي قال:أخبرنا أبو الحسن عليّ بن الحسين بن الطيّب الصوفي الواسطي بقراءتي عليه في المحرّم سنة خمس و ثلاثين و أربعمائة يرفعه إلي قتادة عن أنس بن مالك بمثله. (5)

الخامس عشر: ابن المغازلي قال:أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبد الوهاب بن طاوان السّمسار إجازة عن أبي أحمد بن عمر بن أحمد بن عليّ بن شوذب المؤدّب المقرئ الواسطي

ص: 73


1- مناقب ابن المغازلي:/122ح 196.
2- مناقب ابن المغازلي:/123ح 198.
3- مناقب ابن المغازلي:/123ح 199.
4- مناقب ابن المغازلي:/123ح 200.
5- المصدر السابق.

يرفعه إلي عمران بن هارون عن نعيم عن أنس بن مالك بمثله. (1)

السادس عشر: ابن المغازلي قال:أخبرنا عمر بن عبد اللّه بن عمر بن شوذب قال:حدّثنا أحمد بن عيسي قال:حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن الهيثم قال:حدّثنا عبيد اللّه بن عمر القواريري قال:حدّثنا يونس بن أرقم قال:حدّثنا مسلم بن كيسان عن أنس بمثله. (2)

السابع عشر: ابن المغازلي قال:أخبرنا عمر بن عبد اللّه قال:حدّثني عيسي بن محمّد بن أحمد ابن جريح يعني الطوماري يرفعه إلي السّدي مثله. (3)

الثامن عشر: ابن المغازلي قال:أخبرنا عمر بن عبد اللّه قال:حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه ابن زياد يرفعه إلي عيسي بن عمر عن إسماعيل السّدي بمثله. (4)

التاسع عشر: ابن المغازلي قال:أخبرنا عمر بن عبد اللّه قال:حدّثنا أحمد بن عمّار يرفعه إلي عبد اللّه بن محمّد (5)عن عبد اللّه بن أنس عن أنس بمثله. (6)

العشرون: ابن المغازلي قال:أخبرنا عمر بن عبد اللّه قال:حدّثنا محمّد بن إسحاق السّوسي يرفعه إلي عبد اللّه بن سليمان عن أنس بن مالك بمثله. (7)

الحادي و العشرون: ابن المغازلي قال:أخبرنا عمر بن عبد اللّه قال:حدّثنا أحمد بن عيسي بن الهيثم يرفعه عن أنس بن مالك بمثله. (8)

الثاني و العشرون: ابن المغازلي قال:أخبرنا عمر بن عبد اللّه،حدّثنا محمّد بن يونس بن الحسين يرفعه إلي مسلم أبي عبد اللّه عن أنس بن مالك بمثله. (9)

الثالث و العشرون: ابن المغازلي قال:أخبرنا عمر بن عبد اللّه قال:حدّثنا محمّد بن الحسن بن زياد قال:حدّثنا أحمد بن روح المروزي بمروز و قال:حدّثنا العلاء بن عمران قال:حدّثنا خالد بن عبيد قال:قال أنس بن مالك بينا أنا ذات يوم بباب النبيّ صلّي اللّه عليه و آله إذ جاءه رجل بطبق مغطي فقال:هل من إذن؟

فقلت:نعم فوضع الطبق بين يدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عليه طائر مشويّ فقال:أحبّ أن تملأ بطنك من هذا يا رسول اللّه قال:غط عليه ثمّ شال يديه فقال:«اللّهمّ أدخل عليّ أحبّ خلقك إليك

ص: 74


1- مناقب ابن المغازلي:/125ح 202.
2- مناقب ابن المغازلي:/125ح 204.
3- مناقب ابن المغازلي:/125ح 205.
4- مناقب ابن المغازلي:/125ح 206.
5- في المصدر:المثنّي.
6- مناقب ابن المغازلي:/126ح 207.
7- مناقب ابن المغازلي:/126ح 208،مع تفاوت في رجاله.
8- مناقب ابن المغازلي:/125ح 203.
9- مناقب ابن المغازلي:/126ح 211.

ينازعني هذا الطعام»قال أنس لمّا سمعت هذا قلت اللّهمّ اجعل هذه الدّعوة في رجل من الأنصار فخرجت أشوف رجلا من أنصاري ثلثا فبينا أنا كذلك إذ دخل عليّ فقال هل من إذن؟

فقلت:لا و لم يحملني علي ذلك إلاّ الحسد فأنصرف فجعلت أنظر يمينا و شمالا هل من أنصاري و لا أجد أحدا ثمّ عاد عليّ فقال:«هل من إذن»؟

فقلت:لا ثمّ انصرف فنظرت يمينا و شمالا و لا أنصاري إذ عاد عليّ فقال:«هل من إذن»؟إذ نادي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أن ائذن له»قال فدخل عليّ فجعل ينازع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فيومئذ ثبتت مودّة عليّ عليه السّلام في قلبي (1).

الرابع و العشرون: ابن المغازلي قال:قال عمر بن عبد اللّه لفظ هذا النقاش في حديث المروزي و في حديث محمّد بن يونس قال أنس:اهدي لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله طير مشوي فوضع بين يديه فقال:

«اللّهمّ أدخل عليّ من تحبّه»فجاء عليّ و ذكر الحديث. (2)

الخامس و العشرون: و من الجميع بين الصّحاح الستة لرزين العبدري من الجزء الثالث في باب مناقب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام من صحيح أبي داود السّجستاني و هو كتاب السنن بالإسناد المقدّم قال:عن أنس بن مالك قال:كان عند النبيّ طائر قد طبخ له فقال:«اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي»فجاء عليّ فأكل معه (3).

السادس و العشرون: أبو المؤيد موفق بن أحمد من أعيان علماء العامّة قال:أخبرنا صمصام الأئمة أبو عفان عثمان بن أحمد الصرام الخوارزمي،أخبرنا عماد الدين أبو بكر محمّد بن الحسن النسفي،حدّثنا الشيخ الفقيه أبو القاسم ميمون بن عليّ الميموني،حدّثنا الشيخ الزاهد أبو محمّد إسماعيل بن الحسين،حدّثنا أبو الحسن القاضي عليّ بن الحسين بن عليّ بن مطرف الجراحي ببغداد،حدّثنا يحيي بن صاعر،حدّثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري،حدّثنا أبو أحمد الحسين بن محمّد حدّثنا سليمان بن قرم عن محمّد بن شعيب عن داود بن عليّ بن عبد اللّه بن عبّاس عن أبيه عن جدّه عبد اللّه بن عبّاس رضي اللّه عنه عنهما قال:أتي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله بطائر فقال:«اللّهمّ ائتني بأحب خلقك إليك و إليّ»فجاءه عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فقال:«اللّهم و إلي». (4)

السابع و العشرون: موفق بن أحمد قال:أخبرنا الشيخ الصالح العالم الأوحد أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم بن[أبي]سهل الكروجي الهروي عن مشايخه الثلاثة القاضي أبي عامر

ص: 75


1- مناقب ابن المغازلي:/126ح 212.
2- مناقب ابن المغازلي:/127ح 212.
3- لم نجده في سنن أبي داود المطبوع،و قد رواه الترمذي في سننه بتفاوت:/295/5ح 3805.
4- المناقب ابن للخوارزمي:/107ح 113.

محمود بن القاسم الازدي و أبي نصر عبد العزيز ابن محمّد الترياقي و أبي بكر أحمد بن عبد الصمد الغورجي رحمه اللّه ثلاثتهم عن أبي محمّد عبد الجبار بن محمّد الجراحي عن أبي العبّاس محمّد بن أحمد المحبوبي عن الإمام الحافظ أبي عيسي محمّد بن عيسي الترمذي،حدّثنا سفيان بن وكيع، حدّثنا عبد اللّه بن موسي عن عيسي بن عمر عن السّدي عن أنس بن مالك قال:كان اهدي للنّبي طير فقال:«اللّهمّ ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطّير»فجاءه عليّ رضي اللّه عنه و أكل معه قال رحمه اللّه أخرج أبو عيسي الترمذي هذا الحديث في جامعه (1).

الثامن و العشرون: موفّق بن أحمد قال:أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن عليّ بن أحمد العاصمي الخوارزمي،أخبرنا القاضي الإمام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ أخبرني والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي،أخبرنا أبو عليّ الحسين بن محمّد بن عليّ الرودباري، أخبرنا أبو بكر محمّد بن مهرويه عن عبّاس بن سنان الرازي،أخبرنا أبو حاتم الرازي،حدّثنا عبيد اللّه بن موسي،أخبرنا إسماعيل الأزرق عن أنس بن مالك قال:اهدي لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله طير فقال:

«اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطيّر»فقلت اللّهم اجعله رجلا من الأنصار فجاء عليّ فقلت:إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي حاجة،قال:فذهب،قال:ثمّ جاء فقلت:إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي حاجة قال فذهب ثمّ جاء فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله افتح[الباب] (2)ففتح ثم دخل فقال:

«ما حديثك يا عليّ»فقال:«ثلاث مرّات قد أتيت و يردني أنس يزعم أنّك علي حاجة».

قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:«ما حملك علي ما صنعت يا أنس»؟

قال:سمعت دعاءك فأحببت أن يكون في رجل من قومي.

فقال النبيّ:«إنّ الرجل ليحبّ قومه»،و للصاحب كافي الكفاة بن عبّاد شعر:

يا أمير المؤمنين المرتضي انّ قلبي عندكم قد وقفا

كلّما جدّدت مدحي فيكم قال ذو النصب تسبّ (3)السلفا

من كمولاي عليّ زاهدا طلّق الدنيا ثلاثا و وفي

من دعا بالطير أن يأكله و لنا في بعض هذا مكتفي

من وصي المصطفي عندكم فوصيّ المصطفي من يصطفي (4)

التاسع و العشرون: موفّق بن أحمد قال:أخبرنا الحافظ أبو عليّ بن الحسن بن أحمد بن الحسين

ص: 76


1- المناقب:/108ح 114.
2- زيادة ليست من المصدر.
3- في المصدر:نسيت.
4- المناقب:114،ح 125.

الحدّاد بأصفهان فيما أذن لي في الرواية عنه أخبرني الشيخ الأديب أبو يعلي عبد الرزاق عمر بن إبراهيم الطهراني سنة ثلاث و سبعين و أربعمائة،أخبرني الإمام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسي بن مردويه الأصبهاني،حدّثنا الإمام شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبيد اللّه الهمداني،و أخبرني بهذا الحديث عاليا الإمام الحافظ سليمان ابن إبراهيم الأصبهاني،كتابه إليّ من اصبهان سنة ثمان و ثمانين و أربعمائة عن أبي بكر أحمد بن موسي بن مردويه،حدّثني سليمان ابن محمّد بن أحمد بن يعلا بن سعد الرازي (1)،حدّثني محمّد بن جميل (2)،حدّثني زافر بن سليمان بن الحرث بن محمّد عن أبي الطفيل عامر بن وائلة قال كنت علي الباب يوم الشوري فارتفعت الأصوات بينهم فسمعت عليّا يقول:«بايع الناس أبا بكر و أنا و اللّه أولي بالأمر منه و أحق به منه فسمعت[و أطعت] (3)مخافة أن يرجع الناس كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف، ثمّ بايع أبو بكر لعمر و أنا و اللّه أولي بالأمر منه فسمعت مخافة أن يرجع الناس كفارا،ثمّ أنتم تريدون أن تبايعوا عثمان إذا لا أسمع و لا أطيع إنّ عمر جعلني في خمسة نفر أنا سادسهم[لأيم اللّه] (4)لا يعرف لي فضلا في الصلاح و لا يعرفونه إلي كما نحن فيه شرع سواء،و أيم اللّه لو أشاء أن أتكلّم بأشياء لا تستطيع عربهم و لاعجمهم و لا المعاهد منهم و لا المشرك أن يرد خصلة منها،ثمّ قال أنشدكم اللّه أيّها الخمسة أمنكم أخو رسول اللّه غيري؟قالوا:لا.

قال:أمنكم أحد له عم مثل عمّي حمزة أسد اللّه و أسد رسوله غيري؟

قالوا:لا.

قال:أ منكم أحد له أخ مثل ابن عمّي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟

قالوا:لا.

قال:أ منكم أحد له اخ مثل أخي المزيّن بالجناحين يطير مع الملائكة في الجنّة؟

قالوا:لا.

قال:أمنكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت محمّد سيّدة نساء هذه الأمّة؟

قالوا:لا.

قال:أمنكم أحد له سبطان مثل الحسن و الحسين سبطي هذه الأمّة ابنيّ رسول اللّه غيري؟

قالوا:لا.

ص: 77


1- في المصدر:حدّثنا سليمان بن أحمد،حدّثني عليّ بن سعيد الرازي.
2- في المصدر:حميد.
3- زيادة من المصدر.
4- زيادة من المصدر.

قال:أمنكم احد قتل مشركي قريش غيري؟

قالوا:لا.

قال:أمنكم أحد وحّد اللّه قبلي؟

قالوا:لا.

قال:أ منكم أحد صلّي القبلتين غيري؟

قالوا:لا.

قال:أمنكم احد أمر اللّه سبحانه و تعالي بمودّته غيري؟

قالوا:لا.

قال:أمنكم أحد غسل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غيري؟

قالوا:لا.

قال:أمنكم أحد[سكن المسجد يمر فيه جنبا غيري قالوا:لا،قال:أمنكم أحد] (1)ردت عليه الشمس بعد غروبها حتّي صلّي[صلاة] (2)العصر غيري؟

قالوا:لا.

قال:أمنكم أحد قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين قرّب إليه الطيّر ليأكله اللّهمّ ائتني باحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير فجئت و أنا لا أعلم ما كان من قوله فدخلت قال و إليّ يا ربّ و إليّ يا ربّ غيري؟

قالوا:لا.

قال:أ فيكم أحد كان[أقتل]للمشركين عند كلّ شدة تنزل برسول اللّه منّي؟

قالوا:لا.

قال:أ فيكم أحد كان أعظم عناء عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله منّي حين اضطجعت علي فراشه و وقيته بنفسي و بذلت له مهجتي؟

قالوا:لا.

قال:أ فيكم أحد كان يأخذ الخمس غيري و غير[زوجتي] (3)فاطمة؟

قالوا:لا.

ص: 78


1- زيادة من المصدر.
2- زيادة من المصدر.
3- زيادة من المصدر.

قال:أ فيكم أحد كان له سهم في الخاص و سهم في العام غيري؟

قالوا:لا.

قال:أ فيكم أحد يطهّر كتاب اللّه غيري حتّي سدّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أبواب المهاجرين جميعا و فتح بابي إليه حتّي قام إليه عمّاه حمزة و العبّاس و قالا يا رسول اللّه سددت أبوابنا و فتحت باب عليّ فقال النبيّ ما فتحت بابه و لا سددت أبوابكم بل اللّه فتح بابه و سد أبوابكم؟

قالوا:لا.

قال:أ فيكم احد تمّم اللّه نوره من السماء حين قال: وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ (1) ؟

قالوا:اللّهمّ لا.

قال:أ فيكم أحد ناجي رسول اللّه ستة عشر مرّة غيري حين نزل بها: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً (2) غيري؟

قالوا:اللّهمّ لا.

قال:أ فيكم أحد ولي غمض عينيّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غيري؟

قالوا:اللّهمّ لا.

قال:أ فيكم أحد آخر عهده برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حيث وضعه في حفرته غيري؟

قالوا:اللّهمّ لا» (3).

الثلاثون: إبراهيم بن محمّد الحمويني من أعيان علماء العامّة قال:أخبرنا الشيخ الزاهد عفيف الدين أبو محمّد عبد السلام بن محمّد بن مزروع البصري بقراءتي عليه بالمدينة المعظمة في الحرم الشّريف النبويّ بين الروضة و المنبر صلوات اللّه و سلامه علي الحال به ضحوة يوم الثاني عشر من شهر اللّه الحرام المحرم سنة ثمانين و ستّمائة قال:أنبأنا الشيخ موفّق الدين أبو المحاسن فضل بن أبي بكر عبد الرزاق بن عبد القادر الجبلي بقراءة محيي الدين عليّ بن إبراهيم بن أبي الدّردانة الحربي في يوم الخميس السادس عشر من شهر ربيع الآخر سنة خمس و خمسين و ستّمائة بباب الازج ببغداد و أجاز لنا جميع رواياته لفظا قال:أنبأنا أبو الفتح عبد اللّه بن عبد اللّه بن محمّد بن كار (4)بن شاتيل الدّباس قراءة و أنا اسمع في يوم الجمعة من شوال سنة ثمان و سبعين و خمسمائة بجامع القصر ببغداد قبل الصلاة الجمعة،حيلولة،و أخبرني الشيخ الصّالح أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب ابن أبي الفرج إذنا بروايته عن أبي الفتح بن عبد اللّه بن شاتيل إجازة قال:أنبأنا أبو

ص: 79


1- سوره 17 - آيه 26
2- سوره 58 - آيه 12
3- المناقب:/315ح 314.
4- في المصدر:محمد بن نجاء.

غالب محمّد بن الحسن بن أحمد الباقلاني قراءة عليه و أنا اسمع في رمضان سنة سبع و سبعين و أربعمائة قال:أنبأنا أبو عبد اللّه أحمد بن الحسين بن إسماعيل المحاملي في صفر سنة ثمان و عشرين و أربعمائة قال:أنبأنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن أحمد بن مالك الأشجعي قراءة عليه في شهر ذي القعدة من سنة خمسين و ثلاثمائة قال:أنبأنا أبو الأحوص محمّد بن الهيثم بن حمّاد القاضي العكبري سنة ست و سبعين و مائتين قال:أنبأنا يوسف بن عدي قال:أنبأنا حمّاد بن المختار من أهل الكوفة عن عبد الملك بن عمير عن أنس قال:اهدي لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله طير فوضع بين يديه فقال:«اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك ليأكل معي»فجاء عليّ عليه السّلام فدق الباب فقلت:من ذا فقال:أنا عليّ فقلت:النبيّ صلّي اللّه عليه و آله علي حاجة فرجع ثلاث مرّات كلّ ذلك يجيء قال:فضرب الباب برجله فدخل فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:«ما حبسك»

قال:«قد جئت ثلاث مرّات كلّ ذلك يقول أنس النبيّ صلّي اللّه عليه و آله علي حاجة»فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله ما حملك علي ذلك،قلت:أحبّ أن يكون رجلا من قومي. (1)

الحادي و الثلاثون: الحمويني هذا قال:أخبرني الإمام العلاّمة تاج الدين أبو المفاخر محمّد ابن أبي القاسم محمود السّديدي كتابة إليّ من كرمان في رجب سنة أربع و ستين و ستّمائة قال:أنبأنا الصدر الكبير ركن الإسلام إمام الأئمة مفتي الشرق و الغرب ابن ثابت عبد العزيز بن عبد الجبار بن عليّ الكوفي إجازة في رجب سنة اثنتين و ثمانين و خمسمائة قال:أنبأنا قاضي القضاة عماد الدين شيخ الإسلام ذو المعالي أبو سعيد محمّد بن أحمد بن محمّد بن صاعد إجازة،أنبأنا الشيخ يعقوب ابن أحمد بن محمّد صاحب التّخريج للاحاديث قال:أنبأنا الشيخ الصّالح أبو بكر محمّد ابن إسماعيل ابن محمّد بن إبراهيم المؤذن في شوّال سنة عشر و أربعمائة،أنبأنا أبو العبّاس الفضل ابن عبّاس الكندي الهمداني الإمام في جامع همذان،حدّثني أبو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن بهرام الزنجاني سنة ست و تسعين و مائتين قال:أنبأنا بشر بن الحسين بن أبي محمّد الأصفهاني، أنبأنا الزبير بن عدي عن أنس بن مالك قال:اهدي إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله طير مشوي فلمّا وضع بين يديه قال:«اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي هذا الطيّر»قال:فقلت في نفسي اللّهمّ اجعله رجلا من الأنصار فجاء عليّ عليه السّلام فقرع الباب قرعا خفيفا فقلت:من هذا،فقال:عليّ،فقلت إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي حاجة فانصرف قال:فرجعت إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله هو يقول الثّانية:«اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي هذا الطيّر»فقلت في نفسي اللّهمّ اجعله رجلا من الأنصار فجاء عليّ عليه السّلام

ص: 80


1- فرائد السمطين:/209/1ب /42ح 165.

فقرع الباب فقلت:أ لم أخبرك أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي حاجة فأنصرف قال:فرجعت إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو يقول الثالثة:«اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي هذا الطير»فجاء عليّ عليه السّلام فضرب الباب ضربا شديدا فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«افتح افتح»فلمّا نظر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:«اللّهمّ و إليّ اللّهمّ و إليّ»قال فجلس مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أكل معه الطيّر (1).

الثاني و الثلاثون: الحمويني هذا قال:أخبرنا الشيخ الإمام نجم الدين عثمان بن الموفّق الأذكاني عن والدي شيخ الإسلام سعد الحقّ و الدين محمّد بن المؤيّد الحمويني بقراءتي عليه بمدينة اسفرائن في جمادي الآخر سنة خمس و ستين إجازة كتبها له في سنة أربعين و ستمائة بروايته عن شيخ الإسلام نجم الدين أبي الجناب أحمد بن عمر بن محمّد الخيوقي إجازة قال:أنبأنا محمّد بن عمر بن عليّ الطوسي،أنبأنا أبو العبّاس أحمد بن أبي الفضل الشقاني،أنبأنا أبو سعيد محمّد ابن طلحة الجنابذي قال:أنبأنا والدي أبو منصور طلحة،أنبأنا محمّد بن محمد بن عبد الرحمن الذهلي ببغداد نبّأ عبد اللّه بن عمر بن عبد العزيز البغوي،أنبأنا عبد اللّه ابن عمر القواريري نبّأ يونس بن أرقم،أنبأنا بكير (2)عن ثابت البلخي (3)عن سفينة مولي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:أهدت امرأة من الأنصار إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله طائرين بين رغيفين و لم يكن في البيت غيري و غير أنس فجاء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فدعا بغدائه فقلت:يا رسول اللّه قد أهدت إلينا امرأة من الأنصار هدية فقدمت الطائرين إليه فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك و إلي رسولك»فجاء عليّ بن أبي طالب فضرب الباب ضربا خفيفا فقلت من هذا فقال:«أبو الحسن)ثمّ ضرب الباب فرفع صوته فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«افتح له»ففتحت له فأكل مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من الطّيرين حتّي فنيا. (4)

الثالث و الثلاثون: كتاب مناقب الصّحابة لأبي المظفّر السّمعاني عن عمران الطّائي قال:سمعت أنسا يقول اهدي لرسول اللّه طيرا فقال:«اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي»و جاء عليّ يستأذن فقال أنس:و أحببت أن يكون من الأنصار ثمّ الثّالثة فقلت له:إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي حاجة فدفعني و دخل فلمّا راه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:«اللّهمّ و إلي».

الرابع و الثلاثون: السمعاني أيضا بإسناده عن السدسي عن أنس بن مالك قال كان عند النبيّ صلّي اللّه عليه و آله طير فقال:«اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير»فجاء عليّ فأكل معه و قد روي ذلك في الجمع بين الصّحاح السّتّة لرزين من مسند أبي داود السّجستاني و رواه أحمد بن

ص: 81


1- فرائد السمطين:/212/1ب /42ح 166.
2- في المصدر:مطير بن أبي خالد.
3- في المصدر:البجلي.
4- فرائد السمطين:/214/1ب /42ح 167.

حنبل بطريق واحد من طريق السّفينة مولي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و رواه ابن المغازلي الشافعي الواسطي من عشرين طريقا (1).

الخامس و الثلاثون: كتاب المناقب الفاخرة في العترة الطّاهرة روي أبو جعفر بن محمّد بن أحمد بن روح مولي بني هاشم قال:حدّثني العبّاس بن عبد اللّه الباكناني عن محمّد بن يوسف السّري عن الاوزاعي عن يحيي بن أبي كثير قال:حدّثني أبو صميم حوشن بن عدي عن أبي ذر رحمه اللّه قال:بينا نحن قعود مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إذا اهدي إليه طائر مشوي فلمّا وضع بين يديه قال لأنس انطلق به إلي المنزل فانطلق به إلي المنزل و تبعه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حتّي إذا دخل المنزل وضع أنس الطائر بين يديه فرفع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يديه نحو السماء و قال:«اللّهمّ آت إليّ بأحبّ الناس إليك تحبّه أنت و يحبّه من في الأرض و من في السماوات حتّي يأكل معي من هذا الطير»قال:أنس فقلت:

اللّهمّ اجعله من قومي و قالت عائشة:اللّهمّ أبي و قالت حفصة:اللّهم اجعله أبي فما لبثا حتّي اتي عليّ عليه السّلام فقال:له أنس:إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في حاجة حتي اتي عليّ عليه السّلام ثلاث مرّات فجثي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله علي ركبتيه و رفع يديه إلي السماء حتّي بان بياض ابطيه و قال:«حاجتي يا ربّ السّاعة السّاعة»فما لبثنا أن قرع الباب فقال أنس:من ذا فقال:أنا عليّ و سمع النبيّ صوته فقال:«افتح»ففتحته فلمّا دخل و كز أنس بيده حتّي ظن أنس انّه قد انفذ يده من ظهره فلمّا بصر به النبيّ صلّي اللّه عليه و آله وثب قائما و قبل عينيه و قال:«ما الذي أبطأك عني يا قرة عيني»فقال عليه السّلام:«يا رسول اللّه قد أقبلت ثلاثا و يردّني أنس» فصفق رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و كان عليه السلام لا يصفق حتّي يغضب و قال:«يا أنس حجبت عنّي حبيبي» فقال:يا رسول اللّه إنّي أحببت أن يكون رجلا من قومي،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا أنس أ ما علمت أنّ المرء يحبّ قومه إنّ عليّا يحبني و انّ اللّه يحبّه و الملائكة تحبّه و يحبّه اللّه يا أنس إنّي و عليّا لم نزل نتقلّب إلي مطهرات الأرحام حتّي نقلنا إلي عبد المطلب فصار عليّ في صلب أبي طالب و صرت أنا في صلب عبد اللّه عمّ عليّ فصارت في أنا النبوّة و في عليّ الولاية و الوصية،أ ما علمت يا أنس

ص: 82


1- يراجع المعجم الكبير:226/1 و 96/7 و 343/10،و البداية و النهاية:354/7-351،و شرح الأخبار:/1 137-139 عن أبي أيوب و أبي رافع،و جواهر المطالب:51/1،و المعجم الاوسط:443/2 ح 2765 و /6 414 ح 5882 و 288/7 ح 6557 و 225/8 ح 7462 و 172/10 ح 9368،و مجمع الزوائد:125/9 ط.مصر و بغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد:167 و 169 ح 14723 و 14727 و ما بعده عن أنس و سفينة و ابن عباس، و التاريخ الكبير للبخاري:358/1 ح 1132 و:2/2 ح 1488،و مصابيح السنة:173/4 ح 4770،و تاريخ أصبهان:248/1 و 279،و مجمع الزوائد:126/9-127 ط.مصر و بغية الرائد:168/9 ح 14723 إلي 14728-و ح 14725 بزيادة:ثمّ جاء أبو بكر فرده ثمّ جاء عمر فرده. فضائل الصحابة لأحمد:560/2 ح 945،صحيح الترمذي:636/5 ح 3721 و 170/13 ط.الصاوي،و مستدرك الصحيحين:130/3.

إنّ اللّه عزّ و جلّ اشتق لي اسما من أسمائه و لعليّ اسما فسمّاني أحمد لتحمدني أمّتي و امّا عليّ فاللّه العليّ سمّاه عليّا يا أنس كما حجبت عنّي عليّا ضربك اللّه بالوضح»و كان لا يدخل المسجد بعد الدّعوة إلاّ متبرقع الوجه (1).

السادس و الثلاثون: عليّ بن محمّد المالكي في كتاب فصول المهمّة عن أنس بن مالك رحمه اللّه قال اهدي إلي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله طير مشوي يسمّي الحجل و في رواية ما رواه الاخباري فقال:«ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر»فجاء عليّ فحجبته و قلت:إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مشغول رجاء أن يكون الدعوة لرجل من قومي ثمّ جاء عليّ ثانية فحجبته ثمّ جاء ثالثة فقرع الباب فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:

«ادخله فقد عينته»فلمّا دخل قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:«ما حبسك عنّا يرحمك اللّه»قال:«هذه آخر ثلاث مرّات و أنس يقول انّك مشغول»فقال:«يا أنس ما حملك علي ذلك»قال:سمعت دعوتك فأحببت أن يكون لرجل من قومي فقال صلّي اللّه عليه و آله:«لا يلام الرّجل علي حبّه لقومه» (2).

ص: 83


1- نقل صاحب البحار رحمه اللّه مصادر حديث الطائر المشوي عن العامة و الخاصة،أنظر البحار:352/38 و 355، و انظر مناقب ابن شهرآشوب:115/2.
2- نقل صاحب البحار رحمه اللّه مصادر حديث الطائر المشوي عن العامة و الخاصة،أنظر البحار:352/38 و 355، و انظر مناقب ابن شهرآشوب:115/2.

الباب الثاني عشر

في خبر الطائر

من طريق الخاصّة و فيه ثمانية احاديث الأوّل: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن مهدي قال:أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة قال:حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن قال:حدّثنا يوسف بن عدي قال:حدّثنا حمّاد بن المختار الكوفي قال:حدّثنا عبد الملك ابن عمير عن أنس بن مالك قال:اهدي لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله طائر و وضع بين يديه فقال:«اللّهمّ ائتني باحبّ خلقك إليك يأكل معي»فجاء عليّ عليه السّلام فدقّ الباب فقلت:من ذا فقال:أنا عليّ فقلت:انّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله علي حاجة حتّي فعل ذلك ثلاثا فجاء الرّابعة فضرب الباب برجله فدخل فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:

«ما حبسك»قال:«قد جئت ثلاث مرّات»فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:«ما حملك علي ذلك»قال:قلت كنت أحبّ أن يكون رجلا من قومي (1).

الثاني: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال:أخبرنا أحمد بن محمّد ابن سعيد إجازة قال:حدّثنا عليّ بن محمّد بن حبيبة الكندي قال:حدّثنا حسن بن حسين قال:حدّثنا أبو غيلان سعد بن طالب الشيباني عن[أبي] (2)إسحاق عن أبي الطفيل قال كنت في البيت يوم الشوري و سمعت عليّا يقول:«أنشدتكم باللّه جميعا فيكم أحد صلّي القبلتين مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غيري»؟

قالوا:اللّهمّ لا.

قال:«أنشدكم باللّه جميعا هل فيكم أحد وحّد اللّه قبلي»؟

قالوا:اللّهم لا.

قال:«فانشدكم باللّه جميعا هل فيكم أحد أخو رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غيري»؟

قالوا:اللّهمّ لا.

ص: 84


1- أمالي الشيخ الطوسي:/253مجلس /9ح 146،اختصر المصنف في الرواة.
2- زيادة ليست من المصدر.

قال:«فانشدكم باللّه هل فيكم أحد له اخ مثل أخي جعفر»؟

قالوا:اللّهمّ لا.

قال:«فانشدكم باللّه هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة»؟

قالوا:اللّهمّ لا.

قال:«فأنشدكم باللّه هل فيكم أحد له سبطان مثل سبطي الحسن و الحسين ابني رسول اللّه سيّدي شباب أهل الجنّة»؟

قالوا:اللّهمّ لا.

قال:«فأنشدكم باللّه هل فيكم أحد ناجي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قدم بين يدي نجواه صدقة غيري»؟

قالوا:اللّهمّ لا.

قال:«فأنشدكم اللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من كنت مولاه فعلي مولاه اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه غيري»؟

قالوا:اللّهمّ لا.

قال:«فانشدكم باللّه أ فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنت منّي بمنزلة هارون من موسي غيري»؟

قالوا:اللّهمّ لا.

قال:«فانشدكم باللّه هل فيكم أحد اتي النبيّ بطير فقال اللّهم ائتني باحبّ خلقك إليّ يأكل معي من هذا الطيّر فدخلت عليه فقال اللّهمّ و إليّ فلم يأكل معه أحد غيري»؟

قالوا:اللّهمّ لا.

قال:«اللّهمّ أشهد» (1).

الثالث: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريا العاصمي قال:حدّثنا أحمد بن عبيد اللّه[الفداني] (2)قال:حدّثنا الرّبيع بن يسار قال:حدّثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلي أبي ذر رحمه اللّه أن عليّا عليه السّلام و عثمان و طلحة و الزبير و عبد الرحمن بن عوف و سعد بن أبي وقاص أمرهم عمر بن الخطّاب أن يدخلوا بيتا و يغلقوا عليهم بابه و يتشاوروا في أمرهم و أجّلهم ثلاثة أيام فإن توافق خمسة علي قول واحد و أبي رجل منهم قتل ذلك الرجل،و أن توافق أربعة و أبي اثنان قتل الاثنان،فلمّا توافقوا جميعا علي رأي واحد قال لهم

ص: 85


1- أمالي الشيخ الطوسي:/333مجلس /12ح 7.
2- في المصدر:العدلي.

عليّ بن أبي طالب:«أنّي أحبّ أن تسمعوا منّي ما أقول[لكم] (1)فإن لكم يكن حقا فاقبلوه و إن يكن باطلا فأنكروه»قالوا:قل فذكر عليه السلام سوابقه و فضائله و هم يوافقانه علي ذلك و في الحديث قال:«فهل فيكم[أحد] (2)قال[له] (3)رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله اللّهمّ ائتني بأحبّ الخلق إليك و إليّ و أشدّهم حبّا لي و لك يأكل معي من هذا الطائر فأتيت فأكلت معه غيري»؟

قالوا لا. (4)

الرابع: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا محمّد بن عبد اللّه ابن جورية الجندي سابوري من اصل كتابه قال:حدّثنا عليّ بن منصور الترجماني قال:أخبرنا الحسن بن عنبسة النهشلي قال:حدّثنا شريك بن عبد اللّه النّخعي القاضي عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون الاودي أنّه ذكر عنده عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فقال انّ قوما ينالون منه أولئك هم وقود النار،و لقد سمعت[عدة] (5)[هذه الآية] (6)من أصحاب محمّد عليه السّلام صلّي اللّه عليه و آله منهم حذيفة بن اليمان و كعب بن عجرة يقول:كلّ رجل منهم قد اعطي عليّ ما لم يعطيه بشر هو زوج فاطمة سيّدة نساء العالمين الأوّلين و الآخرين هو أبو الحسن و الحسين سيّدي شباب أهل الجنّة من الاوّلين و الآخرين،فمن له أيّها الناس مثلهما و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله[حموه،و هو وصي] (7)[أخوه و هو فتي] (8)رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في أهله و أزواجه،و سدّ الأبواب التي في المسجد كلّها غير بابه و هو صاحب باب خيبر،و هو صاحب الراية يوم خيبر و تفل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يومئذ في عينيه و هو أرمد فما اشتكاهما بعد و لا وجد حرّا و لا قرا بعد يوم ذلك،و هو صاحب يوم غدير خم إذ نوه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله باسمه و ألزم أمته ولايته و عرّفهم بخطره و بين لهم مكانه فقال:«أيّها الناس من أولي بكم منكم بأنفسكم» قالوا اللّه و رسوله قال:«فمن كنت مولاه فهذا عليّ مولاه»و هو صاحب العباء و من أذهب اللّه عزّ و جلّ عنه الرّجس و طهّره تطهيرا و هو صاحب الطائر حين قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«اللّهمّ ائتني بأحب خلقك إليك[يأكل معي] (9)[و إليّ] (10)»فجاء عليّ عليه السّلام فأكل معه و هو صاحب سورة براءة حين نزل بها جبرائيل عليه السّلام علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد سار أبو بكر بالسّورة فقال له يا محمّد انّه لا يبلغها إلاّ أنت أو عليّ إنّه منك و أنت منه و كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله منه في حياته و بعد وفاته و هو عيبة علم رسول

ص: 86


1- زيادة ليست من المصدر.
2- زيادة من المصدر.
3- زيادة من المصدر.
4- أمالي الشيخ الطوسي:/545مجلس /20ح 4.
5- زيادة من المصدر.
6- زيادة ليست من المصدر.
7- زيادة من المصدر.
8- زيادة ليست من المصدر.
9- زيادة من المصدر.
10- زيادة ليست من المصدر.

اللّه و من قال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:«أنا مدينة العلم و عليّ بابها فمن أراد العلم فليأت المدينة من بابها كما أمر اللّه فقال وَ أْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها (1) و هو مفرّج الكرب عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في الحروب،و هو أوّل من آمن برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و صدّقه و اتّبعه و هو أوّل من صلّي فمن أعظم قربة علي اللّه و علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فمن قاس به أحدا أو شبه به بشرا. (2)

الخامس: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم عن[أبيه إبراهيم بن هاشم] (3)أبي هدبة قال رأيت أنس بن مالك معصوبا بعصابة فسألته عنها فقال:هي دعوة عليّ بن أبي طالب قلت له و كيف كان ذلك فقال كنت خادما لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فاهدي إليه طائر مشويّ فقال:«اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك و إليّ يأكل معي من هذا الطائر»فجاء عليّ عليه السّلام فقلت:رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عنك مشغول و أحببت أن يكون رجلا من قومي،فرفع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يده الثّانية فقال:«اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك و إليّ يأكل معي من هذا الطائر».

فجاء عليّ عليه السّلام فقلت:رسول اللّه عنك مشغول و أحببت أن يكون رجلا من قومي،فرفع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يده الثّالثة فقال:«اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك و إليّ يأكل معي من هذا الطائر»فجاء عليّ عليه السّلام فقلت:رسول اللّه عنك مشغول فأحببت أن يكون رجلا من قومي فرفع عليّ عليه السّلام صوته فقال:«و ما يشغلك يا رسول اللّه عنّي»فسمعه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:«يا أنس من هذا»فقلت:عليّ ابن أبي طالب فقال:«ائذن له»فلمّا دخل قال له:«يا عليّ إنّي قد دعوت اللّه عزّ و جلّ ثلاث مرّات أن يأتيني بأحبّ خلقه إليه و إليّ يأكل معي من هذا الطائر و لو لم تجئني في الثالثة لدعوت اللّه باسمك أن يأتني بك»فقال عليّ عليه السّلام:«يا رسول اللّه إنّي قد جئت ثلاث مرّات كلّ ذلك يردّني أنس و يقول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عنك مشغول»فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إليّ:«يا أنس ما حملك علي هذا»فقلت يا رسول اللّه سمعت الدّعوة فأحببت أن يكون رجلا من قومي[فلمّا كان يوم الدار استشهدني عليّ فكتمته فقلت:إني نسيته] (4)قال:فرفع عليّ عليه السّلام يده إلي السماء و قال:«اللّهمّ ارم أنس بوضح لا تستر من الناس»ثمّ رفع العصابة عن رأسه فقال هذه دعوة عليّ هذه دعوة عليّ هذه دعوة عليّ. (5)

السادس: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال:حدّثنا عبد الرحمن بن محمّد الحسني قال:حدّثنا أبو جعفر محمّد بن حفص الخثعمي قال:حدّثنا الحسن بن عبد الواحد قال:

ص: 87


1- سوره 2 - آيه 189
2- أمالي الشيخ الطوسي:/558مجلس /20ح 8.
3- زيادة من المصدر.
4- زيادة من المصدر.
5- أمالي الشيخ الصدوق:/754مجلس /94ح 3.

حدّثني أحمد بن[الثعلبي]قال:حدّثني محمّد بن عبد الحميد قال:حدّثني حفص بن منصور العطّار قال:حدّثنا أبو سعيد الورّاق عن أبيه عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جده عليه السّلام في حديث مناشدة أمير المؤمنين عليه السّلام لأبي بكر و ذكر له فضائله الّتي يستحق بها الإمامة دون أبي بكر و كان فيما قال له عليه السّلام قال:«فأنشدك باللّه أنا الّذي دعاه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و الطيّر عنده يريد أكله،فقال:اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي أم أنت»؟

قال:بل أنت (1).

السابع: أحمد بن عليّ بن أبي منصور الطّبرسي في كتاب الاحتجاج قال روي عمر بن شمر عن جابر عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليه السّلام في حديث مناشدة عليّ عليه السّلام أهل الشوري في فضائله و هم يصدّقونه فيما قاله عليه السّلام من فضائله و سوابقه و قال عليه السّلام فيما ذكر من ذلك قال:«انشدتكم باللّه هل فيكم أحد أكل مع رسول اللّه من الطائر الّذي اهدي إليه غيري»؟

قالوا:لا.

و الحديث طويل تقدّم بطوله في الباب الحادي و العشرون في قول النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:«أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ إنّه لا نبي بعدي».

ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال:حدّثنا أحمد بن يحيي بن زكريا أبو العبّاس القطّان قال:حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي قال:حدّثنا عبد اللّه بن داهر قال:حدّثنا أبي عن محمّد بن سنان عن المفضّل بن عمر قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام جعفر بن محمّد الصادق عليه السّلام لم صار أمير المؤمنين قسيم الجنّة و النار قال:«لانّ حبّه ايمان و بغضه كفر و إنّما خلقت الجنّة لأهل الإيمان و النار لأهل الكفر فهو عليه السلام قسيم الجنّة و النار لهذه العلّة فالجنّة لا يدخلها إلاّ أهل محبته و النار لا يدخلها إلاّ أهل بغضه».

قال:المفضّل يا ابن رسول اللّه فالأنبياء و الأوصياء:كانوا يحبّونه و أعدائهم كانوا يبغضونه؟

قال:«نعم».

قلت:فكيف ذلك؟

قال:«أ ما علمت أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال يوم خيبر لأعطيّن الراية غدا رجلا يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله ما يرجع حتّي يفتح اللّه علي يديه فدفع الراية إلي عليّ عليه السّلام ففتح اللّه عزّ و جلّ علي يديه»؟

ص: 88


1- خصال الصدوق:550 باب 40 فما فوق/ح 30،و الحديث طويل اختصره المصنف.

قلت:بلي.

قال:«أ ما علمت انّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لمّا اتي بالطائر المشوي قال:اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك و إليّ يأكل معي من هذا الطائر و عنا به عليّا عليه السّلام»؟

قلت:بلي.

قال:«فهل يجوز أن لا تحبّ أنبياء اللّه و رسله و أوصياؤهم عليهم السّلام رجلا يحبّه اللّه و رسوله و يحبّ اللّه و رسوله»؟

فقلت:لا.

قال:«فهل يجوز المؤمنون من أمّتهم لا يحبّون حبيب اللّه و رسله و أنبيائه:»؟

قلت:لا.

قال:«فقد ثبت أن جميع أنبياء اللّه و رسله و جميع المؤمنين كانوا لعليّ بن أبي طالب عليه السّلام محبّين و ثبت أن أعدائهم و المخالفين لهم كانوا لهم و لجميع أهل محبتهم مبغضين»؟

قلت:نعم.

قال:«فلا يدخل الجنّة إلاّ من أحبّه من الأوّلين و الآخرين و لا يدخل النار إلاّ من أبغضه من الاوّلين و الآخرين فهو اذن قسيم الجنّة و النار».

قال:المفضّل بن عمر فقلت يا ابن رسول اللّه فرجت عنّي فرّج اللّه عنك فزدني ممّا علّمك اللّه.

قال:«سل يا مفضّل».

قلت:له يا ابن رسول اللّه فعليّ بن أبي طالب عليه السّلام يدخل محبّيه الجنّة و مبغضيه النار أو رضوان و مالك؟

فقال:«يا مفضّل أ ما علمت أنّ اللّه تبارك و تعالي بعث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو روح إلي الأنبياء:و هم أرواح قبل خلق الخلق بألفي عام»؟

قلت:بلي.

قال:«أ ما علمت أنّه دعاهم إلي توحيد اللّه و طاعته و اتباع أمره و وعدهم الجنّة علي ذلك و أوعد من خالف ما اجابوا إليه و انكره النار»؟

قلت:بلي.

قال:«أ فليس النبيّ صلّي اللّه عليه و آله ضامن لما وعد و أوعد عن ربّه عزّ و جلّ»؟

ص: 89

قلت:بلي.

قال:«أ و ليس عليّ بن أبي طالب خليفته و إمام أمّته»؟

قلت:بلي.

قال:«أ و ليس رضوان و مالك من جملة الملائكة و المستغفرين لشيعته النّاجين بمحبّته»؟

قلت:بلي.

قال:«فعليّ ابن أبي طالب عليه السّلام إذن قسيم الجنّة و النار عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و رضوان و مالك صادران عن أمره بأمر اللّه تبارك و تعالي.

يا مفضّل خذ هذا فإنّه من مخزون العلم و مكنونه لا تخرجه إلاّ إلي أهله» (1).

ص: 90


1- الاحتجاج:200/1.

الباب الثالث عشر

في مؤاخاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السّلام

من طريق العامّة و فيه أحد و عشرون حديثا الأوّل: أبو المؤيّد موفّق بن أحمد من أعيان العامّة قال:أنبأني سيّد القراء أبو العلاء الحسن بن أحمد العطّار الهمداني،أخبرنا أحمد بن الحسن المقرئ،أخبرنا أحمد بن عبد اللّه الحافظ،حدّثنا سليمان بن أحمد الطّبراني،حدّثنا محمود ابن محمّد المروزي،حدّثنا حامد بن آدم المروزي، حدّثنا جرير عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال:لمّا آخي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله بين أصحابه بين المهاجرين و الأنصار و لم يواخ بين عليّ بن أبي طالب و بين أحد منهم خرج عليّ مغضبا حتي أتي جدولا من الأرض فتوسّد ذراعه و سفت عليه الريح فطلبه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حتّي وجده فوكزه برجله و قال له:«قم فما صلحت إلاّ أن تكون أبا تراب أغضبت عليّ حين آخيت بين المهاجرين و الأنصار و لم أواخ بينك و بين أحد منهم،أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه ليس بعدي نبيّ،ألا من أحبّك حفّ بالأمن و الإيمان و من أبغضك أماته اللّه ميتة جاهلية و حوسب بعلمه في الإسلام» (1).

الثاني: مسند أحمد بن حنبل روي عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا زيد الحبّاب قال:حدّثني الحسين بن واقد حدّثني مطر الوراق عن قتادة عن سعيد بن مسيّب انّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أخا بين الصّحابة و بقي رسول اللّه و بقي أبو بكر و عمر و عليّ فآخي بين أبي بكر و عمر و قال لعلي عليه السّلام:«أنت أخي». (2)

الثالث: مسند أحمد بن حنبل روي عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا أحمد بن الحسن ابن عبد الجبّار قال:حدّثنا أبو عمر سهل بن زنجلة الرازي قال:حدّثنا الصباح بن محارب عن عمر ابن عبد اللّه عن أبيه عن جدّه أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله آخي بين الناس و ترك عليّا حتّي[بقي]أخّرهم لا يري له أخا فقال:يا رسول اللّه:«آخيت بين الناس و تركتني»قال:«و لمن تراني تركتك و إنّما تركتك لنفسي

ص: 91


1- المناقب:/39ح 7.
2- نقله عن مسند أحمد بن البطريق في العمدة:/166ح 255،و كتب في هامشه:فضائل الصحابة لابن حنبل:/2 /597ح 1019.

أنت أخي و أنا أخوك فإن فاخرك أحد فقل أنا عبد اللّه و أخو رسول اللّه لا يدعيها بعدك إلاّ كذّاب» (1).

الرابع: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا حسين بن محمّد الزّراع قال:حدّثنا عبد المؤمن ابن عبّاد قال:حدّثنا يزيد بن معن عن عبد اللّه بن شرحبيل عن زيد بن أبي أوفي قال:دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مسجده فذكر قصّة مؤاخاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بين الصّحابة فقال عليّ يعني للنبيّ صلّي اللّه عليه و آله:

«لقد ذهبت روحي و انقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري فإن كان هذا من سخط منك فلك العتبي و الكرامة»فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«و الّذي بعثني بالحق نبيا ما أخّرتك إلاّ لنفسي فأنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي و أنت أخي و وارثي»قال:«و ما أرث منك يا رسول اللّه»قال:«ما ورث الأنبياء قبلي»قال:«ما ورث الأنبياء قبلك»قال:«كتاب اللّه و سنّة نبيهم و أنت معي في قصري في الجنّة مع ابنتي فاطمة و أنت أخي و رفيقي»ثمّ تلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إِخْواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (2) المتحابّون في اللّه ينظر بعضهم إلي بعض (3).

الخامس: أبو الحسن الفقيه بن المغازلي قال:أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفّر العطّار قال:

أخبرنا أبو محمّد ابن السقا،و أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عبد اللّه بن القصّاب البيع الواسطي ممّا أذن لي في روايته أنّه قال:حدّثني أبو بكر محمّد بن الحسن بن محمّد البياسري قال:حدّثني أبو الحسن عليّ بن محمّد بن الحسن الجوهري قال:حدّثني محمّد بن زكريا بن دريد العبدي قال:

حدّثني حميد الطّويل عن أنس قال:لمّا كان يوم المباهلة و آخي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله بين المهاجرين و عليّ واقف يراه و يفرق مكانه لم يواخ بينه و بين أحد فأنصرف عليّ باكي العينين فافتقده النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال:

«ما فعل أبو الحسن».

قالوا:انصرف باكي العين يا رسول اللّه قال:يا بلال اذهب فاتني به فمضي بلال إلي عليّ عليه السّلام و قد دخل منزله باكي العين و قالت فاطمة:«ما يبكيك لا أبكي اللّه عينيك»؟

قال:«يا فاطمة آخي النبيّ بين المهاجرين و الأنصار و إن واقف يراني و يعرف مكاني لم يواخ بيني و بين أحد».

قالت:«لا يحزنك لعلّه إنّما أخّرك لنفسه».

فقال بلال يا عليّ أجب النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فأتي عليّ عليه السّلام النبيّ صلّي اللّه عليه و آله.

ص: 92


1- العمدة:/166ح 256،و في هامشه:فضائل الصحابة لابن حنبل:/616/2ح 1055.
2- سوره 15 - آيه 47
3- العمدة لابن البطريق:/167ح 257،و كتب في هامشه:فضائل الصحابة لابن حنبل:/638/2ح 1085.

فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:«ما يبكيك يا أبا الحسن»؟

قال:«و آخيت بين المهاجرين و الأنصار يا رسول اللّه و أنا واقف تراني و تعرف مكاني لم تواخ بيني و بين احد»؟

قال:«إنّما ذخرتك لنفسي ألا يسرّك أن تكون أخا نبيّك»؟

قال:«بلي يا رسول اللّه أنّي لي بذلك»؟

فأخذ بيده و أرقاه المنبر فقال:«اللّهمّ هذا منّي و أنا منه إنّه منّي بمنزلة هارون من موسي ألا من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه».

قال فانصرف عليّ عليه السّلام قرير العين فأتّبعه عمر بن الخطّاب فقال:بخ بخ يا أبا الحسن أصبحت مولاي و مولي كلّ مسلم.

السادس: ابن المغازلي الشافعي أيضا قال:أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عمر بن عبد اللّه بن شوذب قال:حدّثني محمّد بن الحسين الزّعفراني قال:حدّثني أحمد بن أبي خيثمة،حدّثني نصر ابن عليّ،حدّثني عبد المؤمن بن عبادة عن عمّار بن عمر قال:حدّثني زيد بن أرقم قال:دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:«إنّي مواخ بينكم كما آخي اللّه بين الملائكة ثمّ قال لعليّ أنت أخي و رفيقي»،ثمّ تلي هذه الآية إِخْواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (1) الاخلاء في اللّه ينظر بعضهم إلي بعض.

السابع: ابن المغازلي قال:حدّثني أبو الحسن عليّ بن المظفّر العدل يرفعه إلي جميع عن ابن عمر قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام يوم المؤاخاة:«أنت أخي في الدنيا و الآخرة» (2).

الثامن: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو غالب محمّد بن أحمد بن سهل النّحوي يرفعه إلي سعد بن حذيفة عن أبيه حذيفة بن اليمان قال:آخي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بين المهاجرين و الأنصار فكان يواخي بين الرّجل و نظيره ثمّ أخذ بيد عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فقال:«هذا أخي»قال حذيفة فرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله سيّد المرسلين و إمام المتّقين و رسول رب العالمين الّذي ليس له شبيه و لا نظير و عليّ أخوه (3).

التاسع: و من الجمع بين الصّحاح السّتّة لرزين العبدي من الجزء الثالث في مناقب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام من سنن أبي داود و صحيح الترمذي قال عن ابن عمر:لمّا آخي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بين أصحابه فجاء عليّ عليه السّلام تدمع عيناه فقال:«يا رسول صلي اللّه عليك آخيت بين

ص: 93


1- سوره 15 - آيه 47
2- مناقب ابن المغازلي:/44ح 59.
3- مناقب ابن المغازلي:/44ح 60.

أصحابك و لم تواخ بيني و بين أحد»،فسمعت النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يقول:«أنت أخي في الدنيا و الآخرة». (1)

العاشر: من مسند أحمد بن حنبل روي عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا الحسن قال أبو عبد اللّه الحسين بن راشد الطفاوي و الصباح بن عبد اللّه أبو بشر و الخبران يتقاربان في اللفظ يزيد أحدهما علي صاحبه قالا:حدّثنا قيس بن الربيع قال:حدّثنا سعد الخفاف عن عطيّة عن مخدوج ابن زيد الهذلي انّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله آخي بين المسلمين ثمّ قال:«يا عليّ أنت أخي و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبي بعدي أ ما علمت يا عليّ أنّ أوّل من يدعي به يوم القيامة يدعي بي و أقوم عن يمين العرش فاكسي حلة خضراء من حلل الجنّة،ثمّ يدعي بالنبيين بعضهم علي أثر بعض فيقومون سماطين علي يمين العرش و يكسون حللا خضراء من حلل الجنّة،ألا و إنّي أخبرك يا عليّ أنّ أمّتي أوّل الأمم يحاسبون يوم القيامة،ثمّ أنت أوّل من يدعي بك لقرابتك و منزلتك عندي و يدفع إليك لوائي و هو لواء الحمد فتسير به بين السماطين آدم عليه السّلام و جميع خلق اللّه يستظلّون بظلة لوائي و طوله مسيرة ألف سنة سنانه ياقوتة حمراء،أوّله ثلاث ذوائب من نور ذؤابة في المشرق و ذؤابة في المغرب و الثالثة وسط الدنيا مكتوب عليه ثلاثة أسطر الأوّل:بسم اللّه الرحمن الرحيم،الثاني:الحمد للّه ربّ العالمين،و الثالث:لا إله إلاّ اللّه،محمّد رسول اللّه طول كلّ سطر ألف سنة و عرضه ألف سنة،و تسير باللواء و الحسن عن يمينك و الحسين عن يسارك حتّي تقف بيني و بين إبراهيم في ظلّ العرش ثمّ تكسي حلة خضراء من الجنّة،ثمّ ينادي منادي من تحت العرش نعم الأب أبوك إبراهيم و نعم الأخ أخوك عليّ أبشر يا عليّ إنّك تكسي إذا كسيت و تدعي إذا دعيت و تحبي إذا حبيت» (2).

الحادي عشر: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا محمّد بن الحسين بن عبد الجبّار الصّوفي قال:حدّثنا أبو الحسين و محمّد بن السعدي البصري في جمادي الأوّل سنة إحدي و ثلاثين و مائتين قال:حدّثنا عبد المؤمن بن عبّاد قال:حدّثنا بريد بن معاوية (3)عن عبد اللّه بن شرحبيل عن ابن أبي أوفي قال:دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مسجده فقال:«أين فلان بن فلان»فجعل ينظر في وجوه أصحابه و يتفقدهم و يبعث إليهم حتي توافقوا عنده فحمد اللّه و اثني عليه و آخي بينهم و ذكر حديث المؤاخاة بينهم فقال عليّ عليه السّلام:«لقد ذهبت روحي و انقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري فإن كان هذا عن سخط عليّ فلك العتبي و الكرامة».

ص: 94


1- سنن الترمذي:/300/5ح 3804.
2- نقله عنه ابن البطريق في العمدة:230،و كتب في هامشه:فضائل الصحابة:/663/2ح 1131.
3- في المصدر:يزيد بن معن.

فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«و الذي بعثني بالحقّ ما اخّرتك إلاّ لنفسي و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبي بعدي و أنت أخي و وارثي».

قال:«و ما أرث يا رسول اللّه»؟

قال:«ما ورث الأنبياء من قبلي».

قال:«و ما ورث الأنبياء من قبلك»؟

قال:«كتاب اللّه و سنّة نبيّه و أنت معي في قصري في الجنّة مع ابنتي فاطمة و أنت أخي و رفيقي»،ثمّ تلا رسول اللّه« إِخْواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (1) المتحابّون في اللّه ينظر بعضهم إلي بعض» (2).

الثاني عشر: أبو المؤيد موفّق بن أحمد،أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسين عليّ بن أحمد العاصمي الخوارزمي،أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد،أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي،أخبرنا أبو سعيد أحمد بن الجليل الماليني،حدّثنا أبو أحمد عبد اللّه بن عدي الحافظ، [حدّثنا]البغوي إملاء،حدّثنا حسين الذراع سنة إحدي و ثلاثين و مائتين قال:قدم علينا مع أبي الربيع الزهراني من البصرة عن عبد المؤمن بن عباد العبدي،حدّثنا يزيد بن معن عن عبد اللّه بن شرحبيل عن يزيد بن أبي أوفي قال:دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مسجده فقال:«أين فلان بن فلان»فجعل ينظر في وجوه أصحابه و يتفقدهم و يبعث إليهم حتّي توافوا عنده فلمّا توافوا عنده حمد اللّه و اثني عليه فقال:«إنّي محدّثكم بحديث فاحفظوه وعوه و حدثوا من بعدكم أن اللّه اصطفي من خلقه خلقا ثمّ تلا اللّه يصطفي من الملائكة رسلا من الناس خلقا يدخلهم الجنّة و إنّي اصطفي منكم من أحبّ أن اصطفي و مواخ بينكم كما أخا اللّه بين الملائكة»و ذكر الحديث المؤاخاة بينهم فقال عليّ عليه السّلام:«لقد ذهبت روحي و انقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري فإن كان هذا من سخط عليّ فلك العتبي و الكرامة».

فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«و الذي بعثني بالحقّ ما أخرتك إلاّ لنفسي و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ انّه لا نبي بعدي و أنت أخي و وارثي».

قال:«و ما أرث منك يا رسول اللّه»؟

قال:«ما ورثه الأنبياء قبلي».

قال:«و ما هو»؟

ص: 95


1- سوره 15 - آيه 47
2- نقله عنه ابن البطريق في العمدة:167،و كتب في هامشه:فضائل الصحابة:/638/2ح 1085.

قال:«كتاب ربّهم و سنّة نبيّهم و أنت معي في قصري في الجنّة مع فاطمة ابنتي و أنت أخي و رفيقي»،ثمّ تلا رسول اللّه إِخْواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (1) المتحابين في اللّه ينظر بعضهم إلي بعض» (2).

الثالث عشر: أبو المؤيد موفّق بن أحمد أيضا قال:أنبأني مهذب الأئمة أبو المظفّر عبد الملك ابن عليّ بن محمّد الهمداني نزيل بغداد،أخبرنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف إذنا، أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي،أخبرنا أحمد بن جعفر بن مالك،حدّثنا الحسن بن عليّ البصري، حدّثنا أبو عبد اللّه الحسن بن راشد الطفاوي و الصباح بن عبد اللّه بن بشر جار بدل بن المحبّر قالا:

حدّثنا قيس بن ربيع حدّثنا سعد بن الخفّاف عن عطيّة عن مخدوج بن زيد الإلهاني أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله آخي بين المسلمين ثمّ قال:«يا عليّ أنت أخي و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبي بعدي أ ما علمت يا عليّ إنّ أوّل من يدعي به يوم القيامة بيّ فاقوم عن يمين العرش»و ساق الحديث كما تقدّم عن قريب (3).

الرابع عشر: إبراهيم بن محمّد الحمويني من أعيان علماء العامّة في كتاب فرائد السمطين في فضائل المرتضي و البتول و السّبطين و كلما في هذا الكتاب عنه فهو منه قال:أخبرنا الشيخ تاج الدين عليّ بن الحبّ (4)بن عثمان الخازن بقراءتي عليه ببغداد في يوم الجمعة السادس و العشرون من صفر سنة اثنتين و سبعين و ستمائة قلت له:أخبرك الشيخ ضياء الدين عبد الوهاب بن عليّ بن عليّ المعروف بابن سكينة إجازة،حيلولة،و أخبرنا الإمام الشيخ مجد الدين عبد الصمد بن أحمد ابن عبد القادر بن أبي الحبيش ببغداد بقراءتي عليه يوم الخميس سابع شهر ربيع الأوّل سنة اثنتين و سبعين و ستّ مائة قلت له:أخبرك الشيخ جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن عليّ بن محمّد بن الجوزي إجازة قالا:أنبأنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني قال:أنبأنا أبو طالب محمّد بن محمّد بن غيلان البزاز قراءة عليه و أنا اسمع في ذي الحجّة سنة ثلاث و ثلاثين و أربعمائة قال:أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم الشافعي البزّار املاء في يوم الجمعة لعشر خلون من شهر رمضان سنة اثنتين و خمسين و ثلاثمائة قال:أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن عمر الثقفي نبّأ العلاء بن عمر الحنفي،أنبأنا أيوب بن مدرك عن مكحول عن أبي أمامة قال:لمّا آخي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله بين الناس أخا بينه و بين عليّ صلوات اللّه عليه و آله (5).

ص: 96


1- سوره 15 - آيه 47
2- المناقب:/150ح 178.
3- المناقب:/140ح 159.
4- في المصدر:أنجب.
5- فرائد السمطين:/111/1ب /20ح 79.

الخامس عشر: الحمويني هذا قال:أخبرني الشيخ محي الدين عمر بن محمّد بن أبي سعد بن أبي عصرون الإمام عز الدين محمّد بن أبي القاسم عبد الكريم بن محمّد بن عبد الكريم الرافعي رحمهما اللّه تعالي إجازة و الشيخ عبد الحافظ بن بدران بقراءتي عليه بنابلس عن القاضي جمال الدين عبد الصمد بن محمّد بن أبي الفضل الأنصاري الحرستاني إجازة،أنبأنا الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين بن عليّ قال:أنبأنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن الخليل الماليني قال:أنبأنا محمّد بن عبد اللّه (1)بن عدي الحافظ قال نبّأ البغوي املاء قال الحسين بن محمّد الذراع سنة إحدي و ثلاثين و مائتين قدم علينا مع أبي الربيع الزهراني من البصرة قال:أنبأنا عبد المؤمن بن عبّاد العبدي قال:أنبأنا يزيد بن معن عن عبد اللّه بن شرحبيل عن زيد بن أبي أوفي قال:دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مسجده فقال:«أين فلان أين فلان»فجعل ينظر في وجوه أصحابه و يتفقدهم و يبعث إليهم حتّي توافوا عنده فلمّا توافوا عنده حمد اللّه و اثني عليه ثمّ قال:«إنّي محدّثكم بحديث فاحفظوه وعوه و حدّثوا من بعدكم انّ اللّه اصطفي من خلقه خلقا ثمّ تلا اللّه يصطفي من الملائكة رسلا و من الناس خلقا يدخلهم الجنّة و إنّي اصطفي منكم من أحبّ أن يصطفي و مواخ بينكم كما أخا اللّه بين الملائكة»ثمّ ذكر المؤاخاة بين أصحاب رسول اللّه و إنّه آخي بين أبي بكر و عمر و ساق الحديث إلي أن قال:فقال له عليّ عليه السّلام:«لقد ذهبت روحي و انقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري فإن كان هذا من سخط عليّ فلك العتبي و الكرامة»فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«و الذي بعثني بالحقّ نبينا ما أخرتك إلاّ لنفسي و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبي بعدي و أنت أخي و وارثي»قال:«و ما أرث منك يا نبي اللّه»قال:«ما روثته الأنبياء قبلي» قال:«و ما هو»قال:«كتاب ربّهم و سنة نبيهم و أنت معي في قصري في الجنّة مع ابنتي فاطمة و أنت أخي و رفيقي»و تلا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله« إِخْواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (2) المتحابين في اللّه ينظر بعضهم إلي بعض». (3)

السادس عشر: الحمويني هذا قال:أخبرنا الشيخ عبد اللّه بن أبو القاسم بن عليّ بن مكي بن زفر البغدادي سماعا عليه جميع المسند الصّحيح للإمام أبي عيسي الترمذي بها في سنة اثنتين و سبعين و ستمائة قال:أنبأنا الشيخ عبد العزيز ابن محمود بن المبارك بن الاخضر سماعا عليه قال:أنبأنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي الهروي سماعا عليه قال:أنبأنا الشيخان

ص: 97


1- في المصدر:أبو أحمد عبد اللّه بن عدي.
2- سوره 15 - آيه 47
3- فرائد السمطين:/112/1ب /20ح 80،الحديث طويل اختصره المصنف.

القاضي أبو عامر محمود بن القاسم الازدي و أبو بكر بن أحمد بن عبد الصّمد الفودجي سماعا قالا:أنبأنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد بن الجراح عن أبي العبّاس محمّد بن أحمد[المجبوبي] قال:أنبأنا أبو عيسي الترمذي قال:أنبأنا يوسف بن موسي القطان قال:أنبأنا عليّ[بن قادم]بن صالح عن حكيم بن جبير عن جميع بن عمير قال:آخي رسول اللّه بين أصحابه فجاء عليّ صلّي اللّه عليه و آله و تدمع عيناه فقال:«يا رسول اللّه آخيت بين أصحابك و لم تواخ بيني و بين أحد»فقال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنت أخي في الدنيا و الآخرة». (1)

السابع عشر: الحمويني هذا قال:أخبرني الشيخ عفيف أبو محمّد عبد السلام بن محمّد بن مزروع و غيره إجازة قالوا:أنبأنا الشيخ أبو الحسن عليّ بن معالي بن أبي عبد اللّه الرصافي قال:أنبأنا الشيخ أبو محمّد عبد الخالق هبة اللّه بن القاسم بن البندار قراءة عليه و أنا اسمع قال:أنبأنا الشيخ الأجلّ الرئيس امين الحضرة أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني بقراءة أبي العلاء الحسن بن أحمد العطّار ببغداد في سنة خمس و عشرين و خمسمائة في صفر في مسجده قال:أنبأنا الأمين السّيد أبو محمّد الحسن بن عيسي بن المقتدر باللّه قراءة عليه بالحرم الطاهري في ذي القعدة سنة ثمان و ثلاثين و أربعمائة قال:أنبأنا أبو العبّاس أحمد بن منصور اليشكري المعروف بالأغر و كان مؤذنا له املاء سنة ست و خمسين و ثلاثمائة قال:أنبأنا الصّولي قال:نبّأ أبو عليّ هشام بن عليّ العطّار قال:أنبأنا عمر بن عبيد اللّه التيمي قال:أنبأنا حفص بن جميع قال:حدّثني سمّاك ابن حرب قال:قلت لجابر انّ هؤلاء القوم يدعونني إلي شتم عليّ صلوات اللّه عليه و آله قال:و ما عسيت أن يشتم به؟قال أكنّيه بأبي تراب قال:[فو اللّه ما كانت لعليّ كنية أحب إليه من أبي تراب!!]إنّ النّبي أخا بين الناس و لم يواخ بينه و بين أحد و خرج مغضبا حتّي أتي كثيبا من الرمل فنام عليه فأتاه النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال:«قم يا أبا تراب»و جعل ينفض التراب عن ظهره و بردته و يقول:«قم أبا تراب أغضبت أن آخيت بين الناس و لم أواخ ما بينك و بين أحد»قال:«نعم»قال:

«أنت أخي و أنا أخوك». (2)

الثامن عشر: الحمويني هذا قال:أنبأني بمدينة الحلّة فخر مشايخنا الجلة نسابة عصره و قدوة السادة و النقباء في مصره السيّد جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد الموسوي و بمدينة بغداد و بقيّة مسنديها،و مشايخ روايتها شهاب الدين أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب بن أبي الفرج و مجد الدين عبد الصّمد بن أحمد بن عبد القادر الحنبليان و بمدينة واسط شيخها المرجوع إليه في جميع

ص: 98


1- فرائد السمطين:/116/1ب /20ح 81.
2- فرائد السمطين:/117/1ب /20ح 82.

أمورها الدينيّة و الدنيويّة ذو الفضائل السنّية و المناقب العليّة عزّ الدين أحمد بن إبراهيم بن عمر الفاروثي الواسطي،و كتب إليّ من مدينة القدس الشّريف خطيبها الإمام مسند الشّام قطب الدين عبد المنعم بن يحيي بن إبراهيم بن عليّ من ولد عبد الرحمن بن عوف القرشي الزهري فيما ادنوا إلي في روايته بكتاب الخصائص العلوية،بروايتهم عن نقيب العبّاسيّين شرف الدين أبي طالب عبد الرحمن بن عبد السميع الهاشمي إجازة،أنبأ الشيخ سديد الدين عبد اللّه شاذان بن جبرائيل القمّي بقراءتي عليه،أنبأنا محمّد بن عبد العزيز القمّي،أنبأنا الإمام أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن عليّ النطنزي المصنّف قال:أنبأنا أبو عليّ الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد فيما قرأت عليه قال:أنبأ أبو بكر محمّد بن عليّ بن إبراهيم بن مصعب في جمادي الآخرة سنة اثنتين و عشرين و أربعمائة قال:نبّأ القاضي أبو أحمد محمّد بن إبراهيم الغسال قال:نبّأ محمّد بن أيوب بن يحيي بن الضريس قال:نبّأ نصر بن عليّ الجهضمي القاضي بأصبهان حدّثنا،و أخبرنا أبو منصور محمّد بن عبد اللّه بن عبد الواحد بن مندوية المعدّل قراءة عليه و أنا اسمع قال:أنبأنا محمّد بن يوسف قال:أنبأنا نصر بن عليّ حدّثنا،و أخبرنا الحافظ أبو نصر الحسن بن محمّد بن إبراهيم (1)املاء سنة تسع و خمسمائة قال:أنبأنا الإمام الحافظ أبو محمّد الحسن بن أحمد بن محمّد بن القاسم السمرقندي بنيشابور قال:

أخبرنا أبو سلمة عبد الصّمد بن محمّد الحاكم الازري ببخاري قال:أنبأنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد النّسوي قال:أنبأنا الحسين بن سفيان الشيباني قال:أنبأنا نصر بن عليّ الجهضمي قال:أنبأنا عبد اللّه بن عبّاد بن عمر العنزي قال:أنبأنا يزيد بن نصر قال:حدّثني عبد اللّه بن شرحبيل عن رجل من قريش عن زيد بن أرقم (2)قال:دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مسجد المدينة فجعل يقول:«أين فلان أين فلان»و يتفقدهم و يبعث خلفهم حتّي اجتمعوا عنده فقال:«اني محدّثكم بحديث فاحفظوا وعوه و حدّثوا من بعدكم أنّ اللّه اصطفي من خلقه خلقا ثمّ قال اللّه:اصطفي من الملائكة رسلا و من الناس خلقا يدخلهم الجنّة و إنّي مصطفي منكم من أحبّ أن أصطفيه و يواخي منكم كما آخي اللّه بين الملائكة،ثمّ آخي بين أصحابه و آخي بين أبي بكر و عمر»إلي أن قال بعد ذلك، فقال:عليه السلام:«يا رسول اللّه ذهب روحي و انقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري فإن كان من سخطك عليّ فلك العتبي و الكرامة».

قال:«و الّذي بعثني بالحقّ ما أخرتك إلاّ لنفسي و أنت عندي بمنزلة هارون من موسي غير إنّه لا نبي بعدي و أنت أخي و وارثي».

ص: 99


1- في المصدر:محمد بن الحسن بن إبراهيم.
2- في المصدر:زيد بن أبي أوفي.

قلت:«يا رسول اللّه و ما إرث»؟

قال:«ما أورث الأنبياء قبلي».

قال:«ما أورث الأنبياء قبلك»؟

قال:«كتاب اللّه و سنّة رسوله و أنت معي في قصري في الجنّة مع ابنتي فاطمة و أنت أخي و رفيقي»،ثمّ تلا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله هذه الآية:« إِخْواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (1) الأخلاء في اللّه ينظر بعضهم إلي بعض»الحديث علي رواية الحافظ أبي نصر (2).

التاسع عشر: و من الجزء الأوّل من كتاب المغازلي عن أنس بن مالك أخا النبيّ صلّي اللّه عليه و آله بين المسلمين و قال لعليّ عليه السّلام:«أنت أخي و أنا أخوك»و آخي بين أبي بكر و عمر و آخي بين المسلمين.

العشرون: و من كتاب المغازلي لأبي إسحاق بن يسار المدني من الجزء الأوّل بالإسناد عن أنس بن مالك قال:آخي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بين المسلمين و قال لعليّ عليه السّلام:«أنت أخي و أنا أخوك»و آخي بين المسلمين (3).

الحادي و العشرون: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة قال عليّ عليه السّلام لأهل الشوري:

«أنشدكم اللّه أ فيكم أحد آخي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بينه و بين نفسه حين آخي بين بعض المسلمين و بعض غيري»؟

فقالوا:لا (4).

الثاني و العشرون: و من كتاب الفردوس لابن شيرويه عن جميع بن عمر الفشّي (5)عن ابن عمر قال:لمّا آخي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بين أصحابه جاء عليّ تدمع عيناه فقال:«ما لي لم تواخ بيني و بين أحد»؟

فقال:«أنت أخي في الدنيا و الآخرة» (6).

الثالث و العشرون: من كتاب الفردوس أيضا بإسناده أن أبا ذرّ رضي اللّه عنه اسند ظهره إلي الكعبة فقال:

أيّها الناس هلموا حدّثكم عن نبيكم صلّي اللّه عليه و آله سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعليّ عليه السّلام:«اللّهمّ اغفر و استغفر به اللّهمّ انصره و انتصر به فإنّه عبدك و أخو رسولك صلّي اللّه عليه و آله» (7).

ص: 100


1- سوره 15 - آيه 47
2- فرائد السمطين:/118/1ب /21ح 83 بتفاوت.
3- مناقب ابن المغازلي:37-39 ح 57 و ما بعده.
4- شرح نهج البلاغة:167/6.
5- في المصدر:جميع بن عمير التيمي.
6- أنظر مناقب أمير المؤمنين عليه السّلام لابن سليمان الكوفي:/357/1ح 284،سنن الترمذي:/300/5ح 3804.
7- أنظر مناقب أمير المؤمنين عليه السّلام لابن سليمان الكوفي:/242/1ح 268.

الباب الرابع عشر

في مؤاخاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السّلام

من طريق الخاصّة و فيه خمسة أحاديث الأوّل: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا محمّد بن يحيي العطّار[قال:حدّثنا أبي] (1)عن محمّد بن عبد الجبّار عن أبي أحمد الأزدي عن أبان بن عثمان عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عبّاس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إنّ اللّه عزّ و جلّ أخا بيني و بين عليّ بن أبي طالب و زوّجه ابنتي فوق سبع سماواته و أشهد علي ذلك مقربي ملائكته و جعله[لي] (2)وصيّا و خليفة فعليّ منّي و أنا منه محبّه محبّي و مبغضه مبغضي و انّ الملائكة لتتقرب إلي اللّه بمحبته». (3)

الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رحمه اللّه قال:حدّثنا أبو سعيد الحسن بن عليّ العدوي سنة سبع[عشر] (4)و ثلاثمائة و هو ابن مائة و سبع سنين قال:حدّثنا الحسين بن أحمد الطّفاوي قال:حدّثنا قيس بن الربيع قال:حدّثنا سعد الخفّاف عن عطيّة العوفي عن مخدوج ابن زيد الذهلي أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أخا بين المسلمين ثمّ قال:«يا عليّ أنت أخي و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي غير انّه لا نبي بعدي أ ما علمت يا عليّ أنّ أوّل من يدعي به يوم القيامة يدعي بيّ فأقوم عن يمين العرش فأكسي حلّة خضراء من حلل الجنّة،ثمّ يدعي بأبينا إبراهيم فيقوم عن يمين العرش في ظلّه فيكسي حلة خضرا من حلّل الجنّة،ثمّ يدعي بالنبيّين بعضهم علي أثر بعض فيقومون سماطين عن يمين العرش و يكسون حللا خضراء من حلّل الجنّة إلاّ أنّي أخبرك يا عليّ أنّ أمّتي أوّل الأمم يحاسبون يوم القيامة ثمّ أبشّرك يا عليّ إنّ أوّل من يدعي يوم القيامة يدعي بك هذا لقرابتك منّي و منزلتك عندي فيدفع إليك لوائي و هو لواء الحمد فتسير به بين السماطين،و انّ آدم و جميع من خلق اللّه يستظلون بظل لوائي يوم القيامة،و طوله مسيرة ألف سنة سنانه ياقوتة حمراء قصبته فضة بيضاء زجه درة خضراء له ثلاث ذوائب من نور ذؤابة في المشرق و ذؤابة في المغرب و ذؤابة في وسط الدنيا مكتوب عليها ثلاثة اسطر الأوّل بسم اللّه

ص: 101


1- زيادة من المصدر.
2- زيادة من المصدر.
3- أمالي الشيخ الصدوق:/187مجلس /26ح 6.
4- زيادة من المصدر.

الرحمن الرحيم و الآخر الحمد للّه رب العالمين و الثالث لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه طول كلّ سطر مسيرة ألف سنة و عرضه مسيرة ألف سنة فتسير باللواء و الحسن عن يمينك و الحسين عن يسارك حتّي تقف بيني و بين إبراهيم في ظل العرش فتكسي حلّة خضراء من حلل الجنّة ثمّ ينادي المنادي من عند العرش نعم الأب أبوك إبراهيم و نعم الأخ أخوك عليّ ألا و إنّي أبشرك يا عليّ إنّك تدعي إذا دعيت و تكسي إذا كسيت و تحبي إذا حبيت (1).

الثالث: ابن بابويه قال:أخبرنا سليمان بن أحمد اللخمي قال:حدّثنا الخضري (2)قال:حدّثنا عبّاد بن يعقوب عن ثابت بن حمّاد عن موسي بن صهيب عن عبادة بن عبد اللّه بن أبي أوفي قال:

آخي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بين أصحابه و ترك عليّا،فقال له:«آخيت بين أصحابك و تركتني»فقال:

«و الذي نفسي بيده ما أخرتك إلاّ لنفسي أنت أخي و وصي و وارثي»قال:«ما أرث منك يا رسول اللّه»قال:«ما أورث النبيّون قبلي كتاب ربّهم و سنّة نبيّهم[و أنت] (3)و أبناك معي في قصري في الجنّة». (4)

الرابع: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد قال:حدّثنا أبو حفص عمر بن محمّد المعروف بابن الزيّات قال:حدّثنا أبو عليّ محمّد بن هشام الاسكافي قال:حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الحميري قال:حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن عيسي قال:حدّثني أبي عن عبد اللّه بن المغيرة عن ابن مسكان عن عمّار بن يزيد عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد عليه السّلام قال:«لمّا نزل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بطن قديد قال لعليّ بن أبي طالب عليه السّلام يا عليّ إنّي سألت اللّه عزّ و جلّ أن يواليني بيني و بينك ففعل و سألته أن يواخي بيني و بينك ففعل و سألته أن يجعلك وصيي ففعل فقال رجل من القوم و اللّه لصاع من تمر في شن بال خير ممّا سال محمّد ربّه هلا سأله ملكا يعضده علي عدّوه أو كنزا يستعين به علي فاقته فأنزل اللّه تعالي: فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحي إِلَيْكَ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ وَ اللّهُ عَلي كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (5) (6). (7)

الخامس: صاحب كتاب الصراط المستقيم قال لمّا نزلت: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ (8) و نزلت إِخْواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (9) قال جبرائيل:هم أصحابك يا محمّد أمرك اللّه تعالي أن تواخي بينهم في الأرض كما و آخي اللّه بينهم في السماء فقلت:إنّي لا أعرفهم قال:أنا قائم بإزائك كلما أقمت مؤمنا قلت لك:أقم فلانا فإنّه مؤمن،و كلما أقمت كافرا قلت لك:أقم فلانا فإنّه كافر فواخ بينهما،

ص: 102


1- أمالي الشيخ الصدوق:/403مجلس /52ح 14.
2- في المصدر:الحضرمي.
3- زيادة من المصدر.
4- أمالي الشيخ الصدوق:/427مجلس /55ح 4.
5- سوره 11 - آيه 12
6- هود:12.
7- أمالي الطوسي:/107مجلس /4ح 18.
8- سوره 49 - آيه 10
9- سوره 15 - آيه 47

فلمّا فعل ذلك ضجّ المنافقون فأنزل اللّه تعالي: ما كانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلي ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتّي يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ (1) فحزن عليّ إذا أخره بأمر جبرائيل فأنزل اللّه تعالي إليه إنّما خبأته لك و آخيت بينكما في السماء و الأرض فقام النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و ذكر لنفسه مزايا و ذكر لعليّ نحوها ليدل بها علي عظيم منزلته فإنّه مستحق خلافته أوردها محمّد بن جعفر المشهدي في كتاب ما اتّفق من الأخبار حذفناها طلبا للاختصار (2).

ص: 103


1- سوره 3 - آيه 179
2- الصراط المستقيم:25/2.

الباب الخامس عشر

في أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام أخو رسول اللّه

من طريق العامّة و فيه ثمانية و ثلاثون حديثا الأوّل: من مسند أحمد بن حنبل روي عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا محمّد بن يونس قال:حدّثنا محمّد بن سليمان المسمول المخزومي عن عبد العزيز بن[أبي]روّاد عن عمرو بن أبي عمرو عن المطلب بن عبد اللّه بن حنطب عن أبيه قال:خطبنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم جمعة فقال:

«قدموا قريشا و لا تتقدّموها و تعلموا منها و لا تعلموها و لقوّة رجل من قريش تعدل قوّة رجلين من غيرهم،و أمانة رجل من قريش تعدل أمانة رجلين من غيرهم،يا أيّها الناس أوصيكم بحب ذي قربيها أخي و ابن عمّي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فإنّه لا يحبّه إلاّ مؤمن و لا يبغضه إلاّ منافق من أحبّه فقد أحبّني و من أبغضه فقد أبغضني عذّبه اللّه عزّ و جلّ» (1).

الثاني: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال:حدّثنا أبو عوانة قال:حدّثنا عثمان بن المغيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجذ عن عليّ عليه السّلام قال:«جمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أو دعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بني عبد المطلب فيهم رهط كلّهم يأكل الجذعة و يشرب الفرق قال:فصنع مدا من طعام فأكلوا حتّي شبعوا قال:و بقي الطعام كما هو كانّه لم يمس،ثمّ دعي بغمر فشربوا حتّي رووا و بقي الشّراب كأنّه لم يمسّ أو لم يشرب منه فقال:يا بني عبد المطلب إنّي بعثت إليكم خاصّة و إلي الناس عامّة و قد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم فأيّكم يبايعني علي أن يكون أخي و صاحبي قال:فلم يقم إليه أحد فلمّا كان في الثالثة ضرب بيده علي يدي». (2)

الثالث: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا أحمد بن منصور و عليّ بن مسلم و غيرهما قالوا، حدّثنا عمرو بن طلحة القتاد قال:حدّثنا أسباط عن سمّاك عن عكرمة عن ابن عبّاس أنّ عليّا عليه السّلام كان يقول في حياة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«أ فإن مات أو قتل لاقاتلن علي ما قاتل عليه حتّي أموت و اللّه إنّي لأخوه و وليه و ابن عمه و وارثه و من أحق به منّي» (3).

ص: 104


1- العمدة:/271ح 428،و في هامشه:فضائل الصحابة لابن حنبل:/622/21ح 1066.
2- مسند أحمد:159/1.
3- في هامش العمدة ص 168:فضائل الصحابة لابن حنبل:/652/2ح 1110.

عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثني من سمع من ابن أبي عوف قال:حدّثنا سويد بن سعيد قال:حدّثنا زكريا بن عبد اللّه الصهباني عن عبد المؤمن عن أبي المغيرة عن عليّ بن أبي طالب قال:

«طلبني رسول اللّه فوجدني في حائط نائما فضربني برجله قال و اللّه لأرضينك أنت أخي و أبو ولدي تقاتل علي سنّتي فمن مات علي عهدي فهو في كنز اللّه،و من مات علي عهدك فقد قضي نحبه و من مات بحبّك بعد موتك يختم اللّه له بالأمن و الإيمان ما طلعت الشمس أو غربت» (1).

الرابع: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان عن الدّارقطني الحافظ يرفعه إلي ابن عمر قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام:«أنت أخي في الدنيا و الآخرة». (2)

الخامس: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان الدبثائي الصيرفي البغدادي يرفعه إلي ابن عبّاس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«خير إخواني عليّ». (3)

السادس: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا محمّد بن أحمد بن سهل النّحوي إذنا قال:أخبرنا أبو الحسين بن محمّد بن أحمد بن الطيّب بن كماريّ الفقيه قال:حدّثني العبّاد قال:حدّثني محمّد ابن إسحاق قال:حدّثني أبو بكر الغرافيّ قال:حدّثني إسماعيل بن عليّة يرفعه إلي أبي الحمراء قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«لمّا اسري بي إلي السماء رأيت علي ساق العرش الأيمن أنا وحدي لا إله غيري غرست جنّة عدن بيدي محمّد صفوتي أيّدته بعلي». (4)

السابع: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا أبو يعلي حمزة بن داود الأبلي بالابلّة قال:

حدّثنا سليمان بن ربيع النهدي الكوفي قال:حدّثنا كادح بن رحمة قال:حدّثنا مسعر عن عطيّة عن جابر قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«رأيت علي باب الجنّة مكتوبا لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه و عليّ أخوه». (5)

الثامن: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا أحمد بن إسرائيل قال:حدّثنا محمّد بن عثمان قال:حدّثنا زكريا بن يحيي الكسائي قال:حدّثنا يحيي بن سالم قال:حدّثنا[أشعث]ابن عم حسين ابن صالح و كان يفضل عليه قال:حدّثنا مسعر عن عطيّة العوفي عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«مكتوب علي باب الجنّة محمّد رسول اللّه عليّ أخو رسول اللّه قبل أنّ يخلق السماوات بألفي عام» (6).

التاسع: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفّر الفقيه الشافعي بقراءتي

ص: 105


1- فضائل الصحابة لابن حنبل:/656/2ح 1118.
2- مناقب ابن المغازلي:/43ح 57.
3- مناقب ابن المغازلي:/43ح 58.
4- مناقب ابن المغازلي:/44ح 61.
5- فضائل الصحابة لابن حنبل:/665/2ح 1134.
6- فضائل الصحابة لابن حنبل:/668/2ح 1140.

عليه فأقرّ به قلت له:أخبركم أبو محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن عمّار الموتي (1)الملقّب بابن السّقاء الحافظ الواسطي قال:حدّثنا أبو يعلي أحمد بن عليّ بن المثني الموصلي قال:حدّثنا زكريا ابن يحيي الكسائي قال:حدّثنا يحيي بن صالح قال:حدّثنا اشعث ابن عم الحسن بن صالح و كان يفضّل علي الحسن بن صالح قال:حدّثني مسعر بن كرّام عن عطيّة بن سعد عن جابر بن عبد اللّه قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«مكتوب علي باب الجنّة قبل أن يخلق اللّه السماوات و الأرض بألفي عام محمد رسول اللّه و عليّ أخوه» (2).

العاشر: ابن المغازلي قال:أخبرنا أبو نصر بن الطحّان إجازة عن أبي الفرج الخيوطي،حدّثنا عبد الحميد بن موسي،حدّثنا محمّد بن أحمد بن سعيد قال:حدّثنا محمّد بن حميد الرازي،حدّثنا سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق عن شريك بن عبد اللّه عن أبي ربيعة الايادي عن عبد اللّه ابن بريدة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لكل نبي وصي و وارث أن وصيّي و وارثي عليّ بن أبي طالب». (3)

الحادي عشر: موفّق بن أحمد قال:أخبرنا أبو العلاء،أخبرنا الحسن بن أحمد المقرئ،أخبرنا أحمد بن عبد اللّه[الحافظ،أخبرنا أبو الفرج أحمد بن جعفر الشيباني،حدّثنا محمد بن جرير، حدّثنا عبد اللّه]بن داهر بن يحيي[الرازي،حدّثنا أبو داهر بن يحيي المقري،حدّثنا الأعمش عن عباية عن]ابن عبّاس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«هذا عليّ بن أبي طالب لحمه لحمي و دمه دمي و هو منّي بمنزلة هارون من موسي غير انّه لا نبيّ بعدي»و قال:«يا أم سلمة اسمعي و أشهدي هذا عليّ أمير المؤمنين و سيّد المسلمين و عيبة علمي و بابي الذي أوتي منه و أخي في الدين و خدني في الآخرة و معي في السّنام الأعلي». (4)

الثاني عشر: موفّق بن أحمد قال:أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسين عليّ بن أحمد العاصمي الخوارزمي،أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ،أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي قال:أخبرنا أبو الحسين ابن الفضل القطان،أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفار،حدّثنا محمّد ابن الفرج الأزرق،حدّثنا عبيد اللّه بن موسي،حدّثنا مهلهل العبيدي عن كريرة الهجري انّ أبا ذرّ اسند ظهره إلي الكعبة فقال أيّها الناس هلموا أحدثكم عن نبيّكم سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«لعليّ ثلاث لأن تكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ من الدنيا و ما فيها»سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعليّ:«اللّهمّ أعنه و استعن به اللّهم انصره و أنتصر به» (5).

ص: 106


1- في المصدر:عثمان المزنيّ.
2- مناقب ابن المغازلي:/76ح 134.
3- مناقب ابن المغازلي:/141ح 238.
4- المناقب:/142ح 163.
5- المناقب:/152ح 179.

الثالث عشر: أبو المؤيّد موفّق بن أحمد،أنبأني الإمام الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطّار الهمداني إجازة،أخبرنا الحسين بن أحمد المقرئ أخبرنا ابن عبد اللّه الحافظ،حدّثنا محمّد ابن المظفّر،أخبرنا عليّ بن أحمد بن مروان المقرئ حدّثنا الزبير بن بكّار،حدّثنا عبد اللّه بن محمّد البلوي،حدّثنا عمارة بن يزيد عن بكر بن حارثة عن الزّهري عن عبد الرّحمن بن كعب بن مالك عن جابر بن عبد اللّه قال:سمعت عليّا ينشد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله شعرا:

أنا أخو المصطفي لا شك في نسبي ربيت معه و سبطاه هما ولدي

جدّي و جدّ رسول اللّه منفرد و فاطم زوجتي لا قول ذي فند

صدقته و جميع الناس في بهم من الضلالة و الاشراك في نكد

فالحمد للّه شكرا لا شريك له البرّ بالحمد و الباقي بلا أمد (1)

الرابع عشر: موفّق بن أحمد قال:أنبأني سيّد الحفاظ أبو منصور بن شهردار بن شيرويه بن شهردار الدّيلمي فيما كتب إليّ من همدان،أخبرنا عبدوس بن عبد اللّه بن عبدوس الهمداني كتابة، حدّثنا الشيخ أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد البزار ببغداد،حدّثنا القاضي أبو عبد اللّه الحسين بن هارون بن محمّد الضبّي،حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد الحافظ أنّ محمّد ابن أحمد القطواني حدّثهم قال:حدّثنا إبراهيم بن أنس الأنصاري،حدّثنا إبراهيم بن جعفر بن عبد الرحمن (2)بن محمّد بن مسلمة عن أبي الزبير عن جابر قال:كنّا عند النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فأقبل عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«قد أتاكم أخي»ثمّ التفت إلي الكعبة فضربها بيده قال:«و الّذي نفسي بيده انّ هذا و شيعته هم الفائزون يوم القيامة»ثمّ قال:«إنّه اوّلكم إيمانا معي و أوفاكم بعهد اللّه تعالي و أقومكم بأمر اللّه و أعدلكم في الرّعية و أقسمكم بالسّويّة و أعظمكم عند اللّه مزية»قال:

«و نزلت فيه إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (3) (4)»قال كان أصحاب النبيّ صلّي اللّه عليه و آله إذا أقبل قالوا:جاء خير البريّة (5).

الخامس عشر: موفّق بن أحمد قال:أخبرني الشيخ الثّقة العدل الحافظ أبو بكر بن محمّد بن عبد اللّه بن نصر بن الزاغوني قال:حدّثنا أبو الحسين محمّد بن إسحاق بن مخلد الباقرجي،حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن الحسن بن عليّ ابن بندار،حدّثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمّد بن شاذان،حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر الطائي،حدّثنا أبي أحمد بن عامر

ص: 107


1- المناقب:/157ح 186.
2- في المصدر:عبد اللّه.
3- سوره 98 - آيه 7
4- البينة:7.
5- المناقب:/111ح 120.

ابن سليمان،حدّثنا أبو الحسن عليّ بن موسي الرضا،حدّثني أبي موسي بن جعفر،حدّثني أبي جعفر ابن محمّد،حدّثني أبي محمّد بن عليّ،حدّثني أبي عليّ بن الحسين،حدّثني أبي الحسين ابن عليّ،حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب قال:قال لي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا عليّ إنّي سألت ربّي خمس خصال فأعطاني أمّا أولها فسألت ربّي أن تنشّق الأرض عنّي و انفض التراب عن رأسي و أنت معي[فأعطاني]،و أمّا الثّانية فسألت ربّي أن يوقفني عند كفّة الميزان و أنت معي فأعطاني، و أمّا الثالثة فسألت أن يجعلك حامل لوائي و هو لواء اللّه الاكبر الّذي تحته المفلحون الفائزون بالجنّة فأعطاني،و أمّا الرابعة فسألت ربّي أن تسقي أمّتي من حوضي فأعطاني،و أمّا الخامسة فسألت ربّي أن يجعلك قائد أمّتي إلي الجنّة[فأعطاني]فالحمد للّه الّذي منّ عليّ بذلك». (1)

و بهذا الإسناد عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله انّه قال:«يا عليّ،إنّك قسيم النار و إنّك تقرع باب الجنّة تدخلها بلا حساب». (2)

و بهذا الإسناد عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إنّه قال:«إذا كان يوم القيامة نوديت من بطنان العرش يا محمّد نعم الأب أبوك إبراهيم و نعم الأخ أخوك عليّ بن أبي طالب عليه السّلام». (3)

و بهذا الإسناد عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنّه قال:«الحسن و الحسين سيّد شباب أهل الجنّة و أبوهما خير منهما» (4).

و بهذا الإسناد عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنّه قال:«يا عليّ إنّ اللّه قد غفر لك و لأمّتك و لشيعتك و محبّي شيعتك و محبّي محبّي شيعتك فأبشر فإنّك الأنزع البطين منزوع من الشرك،بطين من العلم» (5).

و بهذا الإسناد عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنّه قال:«يا عليّ أعطيت ثلاثا قلت فداك أبي و أمّي[و ما أعطيت؟]قال أعطيت صهرا مثلي و أعطيت مثل زوجتك فاطمة و أعطيت مثل ولديك الحسن و الحسين» (6).

السادس عشر: موفّق بن أحمد بهذا الإسناد عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنّه قال:«يا عليّ إنّه ليس في القيامة راكب غيرنا و نحن أربعة فقام إليه رجل من الأنصار قال:فداك أبي و أمّي أنت و من قال أنا علي دابة اللّه البراق و أخي صالح علي ناقته التي عقرت و عمّي حمزة علي ناقتي العضباء و أخي عليّ علي ناقة من نوق الجنّة و بيده لواء الحمد ينادي لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه،فيقول الآدميّون ما هذا إلاّ ملك مقرّب أو نبيّ مرسل أو حامل عرش،فيجيبهم رجل من بطنان العرش

ص: 108


1- المناقب:/293ح 280.
2- المناقب:/294ح 281.
3- المناقب:/294ح 282.
4- المناقب:/294ح 283.
5- المناقب:/294ح 284.
6- المناقب:/294ح 285.

يا معاشر الآدمييّن ليس هذا ملك مقرّب و لا نبيّ مرسل و لا حامل عرش هذا عليّ بن أبي طالب عليه السّلام» (1).

السابع عشر: موفّق بن أحمد بهذا الإسناد عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله انّه قال:«يا عليّ أنت سيّد المسلمين و إمام المتّقين و قائد الغر المحجّلين و يعسوب الدين». (2)

الثامن عشر: عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنّه قال:«لمّا أسري بي إلي السماء أخذ جبرائيل عليه السّلام بيدي و أقعدني علي درنوك من درانيك الجنّة و ناولني سفر جلة فأنا أقلبها إذا انفلقت فخرج منها جارية حوراء لم أر أحسن منها فقالت:السلام عليك يا محمّد قلت:من أنت قالت:أنا الراضية المرضيّة خلقني الجبّار من ثلاثة أصناف أسفلي مسك و وسطي كافور و أعلاي من عنبر عجنني بماء الحيوان ثمّ قال لي الجبّار كوني فكنت،خلقني لأخيك و ابن عمّك عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه». (3)

التاسع عشر: موفّق بن أحمد قال:أخبرني العلاّمة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزّمخشري رحمه اللّه،أخبرنا الأستاد الأمين أبو الحسن عليّ بن مردك الرازي،أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو سعد إسماعيل بن عليّ بن الحسن السّمان،أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الحمدوني بقراءتي عليه سنة ستّ و ثمانين و ثلاثمائة،و حدّثنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن حمدان ابن عبد الرّحمن بن المرزبان الجلاّب،حدّثنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم السّوسي البصري نزيل حلب،حدّثنا عثمان بن عبد اللّه القرشي الشّامي بالبصرة قدم علينا،حدّثنا يوسف بن أسباط عن محمّد بن الضبّي عن إبراهيم النّخعي عن علقمة عن أبي ذرّ رضي اللّه عنه قال:لمّا كان أوّل يوم في البيعة لعثمان ليقضي اللّه أمرا كان مفعولا ليهلك من هلك عن بيّنة و يحيي من حيّ عن بيّنة قال:أبو ذرّ لعثمان فأجمع المهاجرون و الأنصار في المسجد فنظرت إلي أبي محمّد عبد الرّحمن بن عوف و قد اعتجر بريطة،و قد اختلفوا إذا جاء أبو الحسن بأبي هو و أمّي قال:فلمّا بصروا بأبي الحسن عليّ ابن أبي طالب كرّم اللّه وجهه سرّ القوم طرّا فأنشأ عليّ يقول:«إن أحسن ما ابتدأ به المبتدءون و نطق به النّاطقون و تفوّه به القائلون حمد اللّه و الثناء عليه بما هو أهله و صلّي اللّه علي النبيّ محمّد صلّي اللّه عليه و آله الحمد للّه المتفرد بدوام البقاء المتوحّد بالملك»و ساق الخطبة بطولها بالثّناء علي اللّه تعالي و علي رسوله صلّي اللّه عليه و آله،ثمّ قال بعد ذلك عليّ كرم اللّه وجهه:«ناشدتكم اللّه يا معاشر المهاجرين و الأنصار هل تعلمون انّ جبرائيل أتي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و قال:يا محمّد لا سيف إلاّ ذو الفقار و لا فتي إلاّ عليّ هل

ص: 109


1- المناقب:/295ح 286.
2- المناقب:/295ح 287.
3- المناقب:/295ح 288.

تعلمون كان هذا»؟

قالوا:اللّهم نعم.

قال:«فأنشدكم اللّه هل تعلمون انّ جبرائيل نزل علي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا محمّد انّ اللّه يأمرك أن تحبّ عليّا و تحبّ من يحبّه فانّ اللّه تعالي يحبّ عليّا و يحبّ من يحبّه»؟

قالوا:اللّهم نعم.

قال:«فأنشدكم باللّه هل تعلمون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال لمّا أسري بيّ إلي السماء السابعة رفعت إلي رفارف من نور ثمّ دفعت إلي حجب من نور فوعد النبيّ صلّي اللّه عليه و آله الجبّار لا إله إلاّ هو اشياء فلمّا رجع من عنده نادي مناد من وراء الحجب نعم الأب أبوك إبراهيم و نعم الأخ أخوك عليّ و استوص به أ تعلمون معاشر المهاجرين و الأنصار كان هذا».

فقال أبو محمّد من بينهم يعني عبد الرّحمن بن عوف سمعتها من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و إلاّ صمّتا ثمّ قال:«أ تعلمون انّ أحدا كان يدخل المسجد جنبا غيري»؟

قالوا:اللّهمّ لا.

ثمّ قال:«هل تعلمون إنّي كنت إذا قاتلت عن يمين رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ إنّه لا نبيّ بعدي»؟

قالوا:نعم.

قال:«أ تعلمون انّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أخذ الحسن و الحسين فجعل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول هيّا يا حسن فقالت فاطمة عليها السّلام يا أباه إنّ الحسين أصغر سنا و أضعف ركنا منه فقال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا فاطمة ألا ترضين أن أقول أنا هيّا يا حسن و يقول جبرائيل هيّا يا حسين فهل لأحد منكم مثل هذا الفضل و هذه المنزلة نحن الصّابرون ليقضي اللّه تعالي أمرا كان مفعولا في هذه البيعة» (1).

العشرون: موفق بن أحمد قال:أخبرني شهردار إجازة،أخبرني أبي شيرويه بن شهردار الدّيلمي،أخبرني أبو الفضل أحمد بن الحسين بن خيرون الباقلاني الأمين فيما أجازه إليّ،أخبرنا أبو عليّ الحسن بن الحسين بن دوما ببغداد،أخبرنا أحمد بن نصر بن عبد اللّه بن الفتح الذارع بالنهروان،حدّثنا صدقة بن موسي بن تميم بن ربيعة أبو العبّاس،حدّثنا أبي حدّثنا الرضا عن أبيه موسي بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمّد عن أبيه محمّد بن عليّ عن أبيه عليّ بن الحسين عن أبيه الحسين بن عليّ عن أبيه عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه قال:«خرجت مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ذات يوم نمشي

ص: 110


1- المناقب:/299ح 296.

في طرقات المدينة إذ مررنا بنخل من نخلها فصاحت نخلة بنخلة أخري هذا النبيّ المصطفي و عليّ المرتضي،ثمّ جزناها فصاحت ثانية بثالثة هذا موسي و أخوه هارون،ثمّ جزناها فصاحت رابعة بخامسة هذا نوح و إبراهيم،ثمّ جرناها فصاحت سادسة بسابعة هذا محمّد سيّد المرسلين و هذا عليّ سيّد الوصيّين فتبسّم النبيّ صلّي اللّه عليه و آله ثمّ قال:يا عليّ انّما سمّي نخل المدينة صيحانيّا لأنّه صاح بفضلي و فضلك» (1).

الحادي و العشرون: موفّق بن أحمد قال:أخبرني شهردار إجازة عن الشّريف أبي طالب المفضّل بن محمّد بن طاهر الجعفري بأصبهان عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسي بن مردويه بن فورك الأصبهاني،حدّثني عبد اللّه بن محمّد بن يزيد،حدّثني محمّد بن أبي يعلي،حدّثنا إسحاق ابن إبراهيم بن شاذان حدّثنا زكريّا بن يحيي أبو عليّ الخزّاز البصري،حدّثنا مندل بن عليّ عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في بيته فغدا عليه عليّ بن أبي طالب كرم اللّه وجهه بالغداة و كان يحبّ أن لا يسبقه إليه أحد فدخل فإذا النبيّ صلّي اللّه عليه و آله في صحن البيت و إذا رأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي فقال:«السلام عليك كيف أصبح رسول اللّه»فقال بخير يا أخا رسول اللّه فقال:«جزاك اللّه عنّا أهل البيت خيرا»قال له دحية:إنّي لأحبّك و انّ لك عندي مدحة أزفها إليك أنت أمير المؤمنين و قائد الغرّ المحجّلين أنت سيّد ولد آدم يوم القيامة ما خلا النبيّين و المرسلين،و لواء الحمد بيدك يوم القيامة تزف أنت و شيعتك إلي الجنّة مع محمد و حزبه إلي الجنان زفّا زفّا،قد أفلح من تولاّك و خسر من تخلاّك فبحب محمّد أحبّوك و مبغضوك لن تنالهم شفاعة محمّد صلّي اللّه عليه و آله ادن منّي صفوة اللّه فأخذ رأس النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و وضعه في حجره فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:

«ما هذه الهمهمة»فقال عليّ بما جري فقال:«يا عليّ لم يكن دحية الكلبي و لكن كان جبرائيل سمّاك باسم سمّاك اللّه به فهو الّذي ألقي محبّتك في صدور المؤمنين و رهبتك في صدور الكافرين».

الثاني و العشرون: إبراهيم بن محمّد الحمويني من أعيان علماء العامة قال:أنبأني الشّيخان الاخوان سراج الدين عبد اللّه و علم الدين أبو العبّاس أحمد،أنبأنا عبد الرحمن بن عمر الشرحي الشّيخة عائشة بنت عيسي بن الشيخ موفّق الدين عبد اللّه بن قدامة المقدسي و شامية بنت الحسن ابن محمّد بن محمّد البكري بروايتهم عن الشيخ جمال الدين أبي القاسم محمّد بن أبي الفضل إجازة بروايته عن الإمام محدّث خراسان أبي القاسم بن أبي عبد اللّه الرحمن بن أبي بكر الشحامي

ص: 111


1- المناقب:/312ح 313.

إجازة بروايته عن الإمام أحمد بن الحسين الحافظ إذنا،أنبأنا الحاكم أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الحافظ،أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عيسي المركي،أنبأنا أبو نصر محمّد بن حمدويه بن سهل الطوعي،أنبأنا عبد اللّه بن حمّاد الآملي،أنبأنا عبد اللّه،أنبأنا محمّد بن جعفر الطالبي عن أبي جعفر عليه السّلام عن أبيه،حدّثني أبي عن جدّي عن عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليهم أجمعين قال:

«لمّا اسري بالنبيّ قال رفعت إلي رفارف من نور ثمّ رفعت حجب من نور فاوعز إلي الجبّار بما شاء فلمّا انقلبت من عنده نادي مناد من وراء الحجب يا محمّد نعم الأب أبوك إبراهيم و نعم الأخ أخوك عليّ فأستوص به خيرا».

الثالث و العشرون: الحمويني هذا قال:أنبأني الإمام مجد الدين أبو الفضائل محمّد بن المظهر بن عبد اللّه بن الحسن الحراطي الآملي قال:أخبرني أبي مظهر الدين إجازة قال:أنبأنا الإمام أبو الخير أحمد بن إسماعيل بن يوسف القزويني إجازة قال:أنبأنا زاهر بن طاهر الشّحامي،أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي و غيره قالوا:أنبأنا الحاكم أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه البيع قال:

أنبأنا أبو بكر محمّد بن داود بن سليمان،أنبأنا عليّ بن الحسين بن حيّان المروزي الأصل ببغداد، أنبأنا عمرو بن نصر بن عبد اللّه النّيسابوري،أنبأنا عثمان بن عبد اللّه المغربي،أنبأنا مسلم بن خالد قال:سمعت جعفر بن محمّد عليه السّلام عن أبيه عن جده عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لمّا اسري بي إلي السماء السابعة قال لي جبرائيل تقدّم يا محمّد فو اللّه ما نال هذه الكرامة ملك مقرّب و لا نبي مرسل فوعز إليّ شيئا فلمّا أن رجعت ناداني مناد من وراء الحجاب نعم الأب أبوك إبراهيم و نعم الأخ أخوك عليّ و استوص به خيرا» (1).

الرابع و العشرون: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو إسحاق بن إبراهيم بن غسّان البصري إجازة أنّ أبا عليّ الحسين بن علي بن أحمد بن محمّد بن أبي زيد قال:حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن عامر قال:حدّثنا عامر قال:حدّثنا عليّ بن موسي الرضا قال:حدّثني أبي موسي بن جعفر بن محمّد،حدّثني أبي محمّد بن عليّ،حدّثني أبي عليّ بن الحسين،حدّثني أبي الحسين ابن عليّ، حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إذا كان يوم القيامة نوديت من بطنان العرش يا محمد نعم الأب أبوك إبراهيم و نعم الأخ أخوك عليّ». (2)

الخامس و العشرون: من الجزء الأوّل من كتاب الفردوس لابن شيرويه الدّيلمي بالإسناد في باب الحاء قال عن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنه قال:قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:«رأيت علي باب الجنّة مكتوبا لا إله إلاّ

ص: 112


1- فرائد السمطين:/110/1ب /20ح 78.
2- مناقب ابن المغازلي:/61ح 69.

اللّه محمّد رسول اللّه عليّ أخو رسول اللّه». (1)

السادس و العشرون: و من كتاب فضائل الصّحابة لأبي المظفّر السّمعاني بالإسناد قال عن جابر رضي اللّه عنه قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«مكتوب علي الجنّة محمّد رسول اللّه عليّ أخو رسول اللّه قبل أن يخلق السّماوات و الأرض بألفي ألف سنة». (2)

السابع و العشرون: و من الجزء الثاني من كتاب الفردوس لابن شيرويه بالإسناد قال في باب الميم عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«مكتوب علي باب الجنّة لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه عليّ بن أبي طالب أخوه قبل أن يخلق السّماوات بألفي عام» (3).

الثامن و العشرون: و من كتاب فضائل الصّحابة لأبي المظفر السمعاني بالإسناد عن طاوس عن جابر رضي اللّه عنه أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله رأي عليّا مقبلا فقال:«هذا أخي و صاحبي و من باهي اللّه تعالي به ملائكته و من يدخل الجنّة بسلام» (4).

الثلاثون: و من كتاب الفردوس أيضا بإسناده أن أبا ذر رضي اللّه عنه اسند ظهره إلي الكعبة فقال:أيّها الناس هلموا احدّثكم عن نبيّكم سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي عليه السّلام:«اللّهمّ أغفر و استغفر به اللّهمّ انصره و انتصر به فانّه عبدك و أخو رسولك صلّي اللّه عليه و آله». (5)

الحادي و الثلاثون: ابن أبي الحديد و هو من العامّة من علماء المعتزلة في شرح نهج البلاغة قال:روي عثمان بن سعيد عن عبد اللّه بن بكير عن حكيم ابن جبير قال:خطب عليّ عليه السّلام فقال في أثناء خطبته:«أنا عبد اللّه و أخو رسوله لا يقولها أحد قبلي و لا بعدي إلاّ كذّاب ورثت نبيّ الرّحمة و نكحت سيّدة نساء هذه الأمة و أنا خاتم الوصيّين»فقال رجل من عبس و من لا يحسن أن يقول مثل هذا فلم يرجع إلي أهله حتّي جن و صرع فسألهم هل رأيتم به عرضا قبل هذا قالوا:ما رأينا به قبل هذا عرضا. (6)

الثاني و الثلاثون: ابن أبي الحديد أيضا قال روي الطّبري في تاريخه أيضا قال:حدّثنا أحمد ابن الحسين الترمذي قال:حدّثنا عبد اللّه بن موسي قال:أخبرنا العلاء عن المنهال بن عمرو عن عباد ابن عبد اللّه قال:سمعت عليّا عليه السّلام يقول:«أنا عبد اللّه و أخو رسوله و أنا الصّديق الاكبر لا يقولها بعدي

ص: 113


1- ينابيع المودة:/288/2ح 822،تاريخ دمشق:62/42.
2- موجود في فضائل الصحابة لابن حنبل:/668/2ح 1140.
3- المصدر السابق.
4- نقله عن السمعاني ابن شهراشوب في مناقبه:33/2.
5- أنظر ميزان الاعتدال للذهبي:198/4،لسان الميزان لابن حجر:109/6.
6- شرح نهج البلاغة:288/2.

إلاّ كاذب مفتر صلّيت قبل الناس سبع سنين»-و في غير رواية الطّبري:«أنا الصّديق الأكبر و أنا الفاروق الأوّل أسلمت قبل إسلام أبي بكر و صلّيت قبل صلاته بسبع سنين»كأنّه لم يرتض أن يذكر عمر و لا رآه أهلا للمقايسة بينه و بينه و ذلك لأنّ إسلام عمر كان متأخّرا (1).

الثالث و الثلاثون: ابن أبي الحديد قال روي عمر القنّاد عن محمّد بن الفضيل عن الأشعث ابن سوار قال:سبّ عدي بن أرطاة عليّا علي المنبر فبكي الحسن البصري و قال قد سبّ هذا اليوم رجل إنّه لأخو رسول اللّه في الدنيا و الآخرة. (2)

الرابع و الثلاثون: ابن أبي الحديد أيضا قال:روي عبد السلام بن صالح عن إسحاق الأزرق عن جعفر بن محمّد عن آبائه انّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لمّا زوّج فاطمة دخل النّساء عليها فقلن يا بنت رسول اللّه خطبك فلان و فلان فردهم عنك و زوجك فقيرا لا مال له فلمّا دخل عليها أبوها صلّي اللّه عليه و آله رأي ذلك في وجهها فسألها فذكرت له ذلك فقال:«يا فاطمة انّ اللّه أمرني فأنكحتك أقدمهم سلما و أكثرهم علما و أعظمهم حلما و ما زوّجتك إلاّ بأمر من السماء أ ما علمت أنّه أخي في الدنيا و الآخرة». (3)

الخامس و الثلاثون: ابن أبي الحديد أيضا قال:روي عن عثمان بن سعيد عن الحكم بن ظهير عن السّدي أنّ أبا بكر و عمر خطبا فاطمة فردّهما رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قال:«لم أومر بذلك»فخطبها عليّ عليه السّلام فزوجه إياها و قال لها:«زوجتك أقدم الأمّة اسلاما»و ذكر تمام الحديث ثمّ قال ابن أبي الحديد:عقيب ذلك و قد روي هذا الخبر جماعة من الصّحابة منهم أسماء بنت عميس و أمّ أيمن و ابن عبّاس و جابر بن عبد اللّه. (4)

السادس و الثلاثون: ابن أبي الحديد أيضا قال روي محمّد بن عبد اللّه بن أبي رافغ عن أبيه عن جدّه أبي رافع قال:أتيت أبا ذر بالرّبذة أودّعه فلمّا أردت الانصراف قال لي:و لأناس معي ستكون فتنة فاتّقوا اللّه و عليك بالشيخ عليّ بن أبي طالب فاتبعوه فانّي سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول له:

«أنت أوّل من آمن بيّ و أوّل من يصافحني يوم القيامة و أنت الصّديق الأكبر و أنت الفاروق الّذي يفرّق بين الحق و الباطل و أنت يعسوب المؤمنين و المال يعسوب الكافرين و أنت أخي و وزيري و خير من اترك بعدي تقضي ديني و تنجز موعدي» (5).

السابع و الثلاثون: ابن أبي الحديد قال قد روي ابن أبي شيبة عن عبد اللّه بن نمير عن العلاء ابن صالح عن المنهال بن عمرو عن عبّاد بن عبد اللّه الأسدي قال:سمعت عليّ بن أبي طالب عليه السّلام

ص: 114


1- شرح نهج البلاغة:200/13.
2- شرح نهج البلاغة:221/13.
3- شرح نهج البلاغة:227/13.
4- شرح نهج البلاغة:228/13.
5- شرح نهج البلاغة:228/13.

يقول:«أنا عبد اللّه و أخو رسوله و أنا الصّديق الاكبر لا يقولها غيري إلاّ كذّاب و لقد صلّيت قبل الناس سبع سنين» (1).

الثامن و الثلاثون: الحمويني المتقدّم أخبرني العدلي أبو طالب الخازن و جماعة من مشايخي إجازة قالوا:أنبأنا مجد الدين أبو البقاء عبد اللّه بن الحسين بن عبد اللّه العكبراوي إجازة إن لم يكن سماعا قال:أنبأنا أبو الفتح محمّد بن عبد الباقي بن سليمان سماعا يوم الأحد سلخ رجب سنة خمس و خمسين و خمسمائة،أنبأنا أبو الحسن عليّ بن الحسن بن أيوب البزّار،أنبأنا أبو عليّ محمّد بن أحمد بن الحسين بن إسحاق الصواف قراءة عليه و أنا أسمع فأقرّ به قال:أنبأنا أحمد بن يحيي بنا سعيد بن سليمان عن عبد اللّه نمير عن الحرث بن حصيرة عن أبي سليمان زيد بن وهب قال:سمعت عليّا عليه السّلام علي المنبر و هو يقول:«أنا عبد اللّه و أخو رسوله لم يقلها أحد قبلي و لا يقولها أحد بعدي إلاّ كذاب و مفتر»،فقام إليه رجل فقال:أنا أقول كما تقول هذا،فضرب به الأرض فجاءه قومه فغشوه ثوبا فقيل لهم:أ كان هذا فيه قبل؟

قالوا:لا» (2).

ص: 115


1- شرح نهج البلاغة:228/13.
2- فرائد السمطين:/227/1ب /44ح 177.

الباب السادس عشر

في أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام أخو رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله

من طريق الخاصّة و فيه أربعة و ثلاثون حديثا.

الأوّل: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثني الحسين بن عليّ بن شعيب الجوهري رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أحمد بن يحيي بن زكريّا القطّان قال:حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال:حدّثنا الفضل بن الصّقر العبدي قال:حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش عن الصّادق جعفر بن محمّد عليه السّلام عن أبيه عن آبائه قال:

خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عليه خميصة قد اشتمل بها فقيل يا رسول اللّه من كساك هذه الخميصة قال:

«كساني حبيبي و صفيّي و خاصّتي و خالصتي و المؤدّي عنّي و وصيّي و وارثي و أخي و أوّل المؤمنين إسلاما و أخلصهم إيمانا و أسمح الناس كفا سيّد الناس بعدي قائد الغر المحجّلين إمام أهل الأرض عليّ بن أبي طالب»فلم يزل يبكي حتّي ابتل الحصي من دموعه شوقا إليه. (1)

الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن محمّد الصّائغ العدل قال:حدّثنا عيسي بن محمّد العلوي قال:حدّثنا أبو عوانة قال:حدّثنا محمّد بن سليمان بن بزيع الخزاز قال:حدّثنا إسماعيل بن أبان عن سلام بن أبي عمرة الخراساني عن معروف بن خربوذ المكّي عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا حذيفة إنّ حجّة اللّه عليك بعدي عليّ بن أبي طالب الكفر به كفر باللّه و الشرك به شرك باللّه و الشّك فيه شك في اللّه و الالحاد فيه الحاد في اللّه و الإنكار له إنكار للّه و الإيمان به إيمان باللّه،لأنّه أخو رسول اللّه و وصيّه و إمام أمّته و مولاهم و هو حبل اللّه المتين و عروته الوثقي التي لا انفصام لها و سيهلك فيه اثنان و لا ذنب له محبّ غال و مقصّر يا حذيفة لا تفارقن عليّا فتفارقني و لا تخالفنّ عليّا فتخالفني إنّ عليّا منّي و أنا منه من أسخطه فقد أسخطني و من أرضاه فقد أرضاني». (2)

الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيي العطّار رحمه اللّه قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال:حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن عبد اللّه بن عبد الرحمن الاصم عن عبد اللّه البطل عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال:خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله

ص: 116


1- أمالي الصدوق:/250مجلس /34ح 13.
2- أمالي الصدوق:/264مجلس /36ح 3.

ذات يوم و هو آخذ بيد عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و هو يقول:«يا معشر بني هاشم يا معشر بني عبد المطلب أنا محمّد رسول اللّه ألا إنّي خلقت من طينة مرحومة في أربعة من أهل بيتي أنا و عليّ و حمزة و جعفر».

فقال قائل:يا رسول اللّه هؤلاء معك ركبان يوم القيامة فقال:«ثكلتك أمّك إنّه لن يركب يومئذ إلاّ أربعة أنا و عليّ و فاطمة و صالح النبيّ،فأمّا أنا فعلي البراق و أمّا فاطمة فعلي ناقتي العضباء و أمّا صالح فعلي ناقة اللّه الّتي عقرت و أمّا عليّ فعلي ناقة من نور زمامها من ياقوت عليه حلّتان خضراوان فيقف بين الجنّة و النار،و قد ألجم الناس العرق يومئذ فتهب ريح من قبل العرش فتكشف عنهم عرقهم فتقول الملائكة المقرّبون و الأنبياء و الصديقون ما هذا إلاّ ملك مقرّب أو نبي مرسل فينادي مناد من قبل العرش يا معشر الخلائق إنّ هذا ليس بملك مقرّب أو نبي مرسل و لكنّه عليّ بن أبي طالب أخو رسول اللّه في الدنيا و الآخرة» (1).

الرابع: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه اللّه قال:حدّثني أبي عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب و يعقوب بن يزيد و محمّد بن أبي الصّهبان جميعا عن محمّد بن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن الصادق عليه السّلام قال:«إنّ اعرابيا أتي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فخرج إليه في رداء ممشق» فقال:يا محمّد لقد خرجت إليّ كأنك فتي قال:«نعم يا اعرابي أنا الفتي ابن الفتي أخو الفتي»فقال:

يا محمّد أمّا الفتي فنعم فكيف ابن الفتي و أخو الفتي قال:«أ ما سمعت عزّ و جلّ يقول قالُوا سَمِعْنا فَتًي يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ (2) و أمّا أخو الفتي فإنّ مناديا نادي يوم أحد لا فتي إلاّ عليّ فعليّ أخي و أنا أخوه» (3).

الخامس: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا محمّد ابن عبد الجبار عن أبي أحمد محمّد بن زياد قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا إسماعيل بن الفضل عن أبيه عن ثابت بن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إنّ اللّه تبارك و تعالي أوحي إليّ إنّه جاعل لي من أمّتي أخا و وارثا و خليفة و وصيّا،فقلت يا رب من هو فأوحي إليّ عزّ و جلّ يا محمّد إنّه إمام أمّتك و حجّتي عليها بعدك،فقلت يا رب من هو،فأوحي إليّ عزّ و جلّ يا محمّد ذاك من أحبّه يحبّني،ذاك المجاهد في سبيلي و المقاتل لناكثي عهدي و القاسطين في حكمي و المارقين من ديني،ذاك وليي حقّا زوج ابنتك و أبو ولدك عليّ بن أبي طالب» (4).

ص: 117


1- أمالي الصدوق:/275مجلس /37ح 7.
2- سوره 21 - آيه 60
3- أمالي الصدوق:/268مجلس /36ح 13.
4- أمالي الصدوق:/641مجلس /81ح 17.

السادس: بابن بابويه قال:حدّثنا عليّ بن عيسي القمّي رضي اللّه عنه قال:حدّثني عليّ بن محمّد ماجيلويه قال:حدّثني أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي عن أبيه عن خلف بن حمّاد الأسدي عن أبي الحسن العبيدي عن[سليمان بن]مهران عن الصّادق جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام عن عليّ عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا عليّ أنت أخي و وارثي و وصيّي و خليفتي في أهلي و أمّتي في حياتي و بعد مماتي محبّك محبّي و مبغضك مبغضي أنا و أنت أبوا هذه الأمّة يا عليّ أنا و أنت و الأئمّة من ولدك سادات في الدنيا و ملوك في الآخرة من عرفنا فقد عرف اللّه و من أنكرنا فقد أنكر اللّه عزّ و جلّ» (1).

السابع: ابن بابويه قال:حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي عن أبيه عن جده أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه محمّد بن خالد عن خلف بن حمّاد عن أبي الحسن العبدي[عن الأعمش]عن عباية بن ربعي عن عبد اللّه بن عبّاس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أتاني جبرائيل و هو فرح مستبشر فقلت يا حبيبي جبرائيل مع ما أنت فيه من الفرح ما منزلة أخي و ابن عمّي عليّ بن أبي طالب عند ربّه قال جبرائيل،يا محمّد و الذي بعثك بالنبوّة و اصطفاك بالرسالة ما هبطت في وقتي هذا إلاّ لهذا يا محمّد العلّي الأعلي يقرؤك السلام و يقول محمّد نبيّ رحمتي و عليّ مقيم حجتي لا أعذب من والاه و إن عصاني و لا أرحم من عاداه و إن أطاعني»،قال ابن عبّاس ثمّ قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إذا كان يوم القيامة أتاني جبرائيل و بيده لواء الحمد و هو سبعون شقّة الشقّة منه أوسع من الشمس و القمر فيدفعه إليّ فآخذه و أدفعه إلي عليّ بن أبي طالب»فقال رجل يا رسول اللّه و كيف يطيق عليّ حمل اللّواء،و قد ذكرت أنّه سبعون شقة الشقة منه أوسع من الشّمس و القمر فغضب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثمّ قال:«يا رجل إنّه إذا كان يوم القيامة أعطي اللّه عليّا من القوّة مثل قوّة جبرائيل و من الجمال مثل جمال يوسف و من الحلم مثل حلم رضوان و من الصّوت ما يداني صوت داود،و لو لا أنّ داود خطيبا في الجنان لاعطي مثل صوته،و إنّ عليّا أوّل من يشرب من السّلسبيل و الزّنجبيل،و إنّ لعليّ و شيعته من اللّه عزّ و جلّ مقاما يغبطه به الأوّلون و الآخرون» (2).

الثامن: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسين بن إبراهيم المؤدّب قال:حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفي عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمّد بن بشّار عن عبيد اللّه بن عبد اللّه الدّهقان عن درست ابن أبي منصور الواسطي عن عبد الحميد بن أبي العلاء عن ثابت بن دينار عن سعد بن طريف

ص: 118


1- أمالي الصدوق:/754مجلس /94ح 6.
2- أمالي الصدوق:/756مجلس /94ح 10.

الخفّاف عن الأصبغ بن نباتة قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام:«أنا خليفة رسول اللّه و وزيره و وراثه و أنا أخو رسول اللّه و وصيّه،و أنا صفي رسول اللّه و صاحبه أنا ابن عمّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و زوج ابنته و أبو ولده،أنا سيّد الوصيّين و أنا الحجّة العظمي و الآية الكبري و المثل الأعلي و باب النبيّ المصطفي أنا العروة الوثقي و كلمة التقوي و أمين اللّه تعالي ذكره علي أهل الدنيا» (1).

التاسع: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه اللّه قال:حدّثنا أبي عن أحمد ابن محمّد بن خالد عن العبّاس بن معروف عن محمّد بن يحيي الخزاز عن طلحة بن زيد عن الصّادق جعفر بن محمّد عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أتاني جبرائيل من قبل ربّي جلّ جلاله فقال:

يا محمّد إنّ اللّه عزّ و جلّ يقرؤك السلام و يقول لك بشّر أخاك عليّا بأنّي لا أعذّب من تولاه و لا أرحم من عاداه» (2).

العاشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم قال:حدّثنا جعفر بن سلمة قال:حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال:حدّثنا عبيد اللّه بن موسي العبسيّ قال:حدّثنا مهلهل العبدي قال:حدّثنا كريزة بن صالح الهجري عن أبي ذر جندب بن جنادة قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعليّ عليه السّلام كلمات ثلاث لأن تكون لي واحدة منهن أحبّ إليّ من الدنيا و ما فيها سمعته يقول:«اللّهمّ أعنه و استعن به و أنصره و أنتصر به فإنّه عبدك و أخو رسولك»،ثمّ قال أبو ذرّ رحمه اللّه أشهد لعليّ بالولاء و الإخاء و الوصيّة،قال كريزة بن صالح و كان يشهد له بمثل ذلك سلمان الفارسيّ و المقداد و عمّار و جابر بن عبد اللّه الأنصاري و أبو الهيثم بن التيهان و خزيمة بن ثابت ذو الشّهادتين و أبو أيّوب صاحب منزل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هاشم بن عتبة المرقال كلّهم من أفاضل أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله (3).

الحادي عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ البغدادي قال:حدّثني أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن ثابت بن كنانة قال:حدّثنا محمّد بن الحسن بن العبّاس أبو جعفر الخزاعي قال:

حدّثنا حسن بن حسين العرني قال:حدّثنا عمر بن ثابت عن عطاء بن السّائب عن أبي يحيي عن ابن عبّاس قال:صعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله المنبر فخطب و اجتمع الناس إليه فقال:«يا معاشر المؤمنين إنّ اللّه أوحي إليّ و إنّي مقبوض و أنّ ابن عمّي عليّا مقتول و إنّي أيّها الناس أخبركم خبرا إن عملتم به سلمتم و إن تركتموه هلكتم،إنّ ابن عمّي عليّا هو أخي و وزيري و هو خليفتي و هو المبلّغ عنّي

ص: 119


1- أمالي الصدوق:/92مجلس /10ح 7.
2- أمالي الصدوق:/93مجلس /10ح 9.
3- أمالي الصدوق:/106مجلس /12ح 3.

و هو إمام المتّقين و قائد الغرّ المحجّلين،إن استرشدتموه أرشدكم و إن اتّبعتموه نجوتم و إن خالفتموه ضللتم،و إن أطعتموه فاللّه أطعتم و إن عصيتموه فاللّه عصيتم و إن بايعتموه فاللّه بايعتم و إن نكثتم بيعته فبيعة اللّه نكثتم،إن اللّه عزّ و جلّ أنزل عليّ القرآن و هو الّذي من خالفه ضلّ و من ابتغي علمه عند غير عليّ فقد هلك،أيّها الناس اسمعوا قولي و أعرفوا حقّ نصيحتي و لا تخلفوني في أهل بيتي إلاّ بالّذي أمرتم به من حقّهم فإنّهم خاصتي و قرابتي و إخوتي و أولادي و إنّكم مجموعون و مسائلون عن الثّقلين،فانظروا كيف تخلّفوني فيهما إنّهم أهل بيتي فمن آذاهم آذاني و من ظلمهم ظلمني و من أذلّهم أذلّني و من أعزّهم أعزّني و من نصرهم نصرتي و من أكرمهم أكرمني و من خذلهم خذلني و من طلب الهدي في غيرهم فقد كذّبني،يا أيّها الناس اتقوا اللّه و انظروا ما أنتم قائلون إذا لقيتموه فإنّي خصم لمن آذاهم و من كنت خصمه خصمته أقول قولي و استغفروا اللّه لي و لكم» (1).

الثاني عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال:أخبرني عليّ بن إبراهيم بن هاشم سنة سبع و ثلاثمائة قال:حدّثني أبي عن عليّ بن معبد عن الحسين بن خالد عن عليّ بن موسي الرضا عليه السّلام عن أبيه عن آبائه:قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا عليّ أنت أخي و وزيري و صاحب لوائي في الدنيا و الآخرة و أنت صاحب حوضي من أحبّك أحبّني و من أبغضك أبغضني». (2)

الثالث عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدّب عن أحمد ابن عليّ الأصفهاني عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال:حدّثنا محمّد بن عليّ الكوفي عن سليمان ابن عبد اللّه الهاشمي عن محمّد بن سنان عن المفضّل عن جابر[الجعفي]قال:سمعت جابر بن عبد اللّه الأنصاري يقول:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعليّ بن أبي طالب عليه السّلام:«يا عليّ أنت أخي و وصيّي و وارثي و خليفتي علي أمّتي في حياتي و بعد موتي محبّك محبّي و مبغضك مبغضي و عدوّك عدوي و وليّك وليي» (3).

الرابع عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي الكوفي قال:حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال:حدّثنا محمّد بن ظهيرة قال:حدّثنا أبو الحسن محمّد بن الحسن بن أخي يونس البغدادي ببغداد قال:حدّثنا محمّد بن يعقوب النهشلي قال:حدّثنا عليّ

ص: 120


1- أمالي الصدوق:/121مجلس /15ح 11.
2- أمالي الصدوق:/116مجلس /14ح 11.
3- أمالي الصدوق:/187مجلس /26ح 5.

ابن موسي الرضا عليه السّلام عن أبيه موسي بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمّد عن أبيه محمّد بن عليّ عن أبيه عليّ بن الحسين عن أبيه الحسين بن عليّ عن أبيه عليّ بن أبي طالب عليه السّلام عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله عن جبرائيل عن ميكائيل عن إسرافيل عن اللّه جلّ جلاله أنّه قال:«أنا اللّه لا إله إلاّ أنا خلقت الخلق بقدرتي و اخترت منهم من شئت من أنبيائي و اخترت من جميعهم محمّدا صلّي اللّه عليه و آله حبيبا و خليلا و صفيّا و بعثته رسولا إلي خلقي و اصطفيت له عليّا فجعلته له أخا و وصيا و وزيرا و مؤدّيا عنه من بعده إلي خلقي و خليفتي علي عبادي ليبيّن لهم كتابي و يسير فيهم بحكمي و جعلته العلم الهادي من الضلالة و بابي الّذي أوتي منه و بيتي الّذي من دخله كان آمنا من ناري و حصني الّذي من لجأ إليه حصنه من مكروه الدنيا و الآخرة و وجهي الّذي من توجّه إليه لم أصرف وجهي عنه و حجّتي في السماوات و الأرضيين علي جميع من فيهنّ من خلقي لا أقبل عمل عامل منهم إلاّ بالإقرار بولايته مع نبوّة أحمد رسولي و هو يدي المبسوطة علي عبادي و هو النّعمة الّتي أنعمت بها علي من أحببته من عبادي فمن أحببته من عبادي و تولّيته عرّفته ولايته و معرفته و من أبغضته من عبادي أبغضته لانصرافه عن معرفته ولايته فبعزّتي حلفت و بجلالي أقسمت أنّه لا يتولّي عليّ عبد من عبادي إلاّ زحزحته من النار و أدخلته الجنّة و لا يبغضه عبد من عبادي و يعدل عن ولايته إلاّ أبغضته و أدخلته النار و بئس المصير» (1).

الخامس عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا عليّ بن الحسين السّعدآبادي قال:

حدّثنا أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي عن أبيه عن أحمد بن النضر الخزاز عن عمرو بن شمر عن جابر ابن يزيد الجعفي عن أبي حمزة الثمالي عن حبيب بن عمرو قال:دخلت علي أمير المؤمنين عليّ ابن أبي طالب عليه السّلام في مرضه الّذي قبض فيه فحلّ عن جراحته فقلت يا أمير المؤمنين ما أجرحك هذا بشيء و ما بك من بأس فقال لي:«يا حبيب أنا و اللّه مفارقكم السّاعة»،قال فبكيت عند ذلك و بكت أمّ كلثوم و كانت قاعدة عنده فقال:«ما يبكيك يا بنيّة»،فقالت ذكرت يا أبة إنّك مفارقنا السّاعة فبكيت فقال لها:«يا بنيّة لا تبكين فو اللّه لو ترينّ ما يري أبوك ما بكيت»،قال حبيب فقلت له و ما الذي تري يا أمير المؤمنين فقال:«يا حبيب أري ملائكة السماوات و النبيّين بعضهم في أثر بعض وقوفا إلي أن يتلقوني و هذا أخي محمّد رسول اللّه جالس عندي يقول أقدم فإنّ أمامك خير لك ممّا أنت فيه»فما خرجت من عنده حتّي توفي صلّي اللّه عليه و آله فلمّا كان من الغد و أصبح الحسن عليه السّلام قام خطيبا علي المنبر فحمد اللّه و أثني عليه ثمّ قال:«أيّها الناس في هذه اللّيلة نزل القرآن،و في هذه

ص: 121


1- أمالي الصدوق:/291مجلس /39ح 10.

اللّيلة رفع عيسي بن مريم،و في هذه اللّيلة قتل يوشع بن نون،و في هذه اللّيلة مات أبي أمير المؤمنين عليه السّلام و اللّه لا يسبق أحد كان قبله من الأوصياء إلي الجنّة و لا يكون بعده و إن كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ليبعثه في السريّة فيقاتل جبرائيل عن يمينه و ميكائيل عن يساره و ما ترك صفراء و لا بيضاء إلاّ سبعمائة درهم فضلت من عطائه كان يجمعها ليشتري بها خادما لأهله» (1).

السادس عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا محمّد بن أحمد السّناني رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمّد بن جعفر الكوفي الأسدي قال:حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي قال:حدّثنا عبد اللّه بن أحمد قال:حدّثنا القاسم بن سليمان عن ثابت بن أبي صفيّة عن سعيد بن علاقة عن أبي سعيد عقيصا عن سيّد الشهداء الحسين بن عليّ بن أبي طالب عن سيّد الأوصياء أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب قال:

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا عليّ أنت أخي و أنا أخوك أنا المصطفي للنبوّة و أنت المجتبي للإمامة،أنا صاحب التنزيل و أنت صاحب التّأويل،أنا و أنت أبوا هذه الأمّة يا عليّ أنت وصيّي و خليفتي و وزيري و وارثي و أبو ولدي شيعتك شيعتي و أنصارك أنصاري و أولياؤك أوليائي و أعداؤك أعدائي،يا عليّ أنت صاحبي علي الحوض و أنت صاحبي في المقام المحمود و أنت صاحب لوائي في الآخرة كما أنت صاحب لوائي في الدنيا،لقد سعد من تولاك و شقي من عاداك،و إنّ الملائكة لتتقرب إلي اللّه تقدّس ذكره بمحبّتك و ولايتك و إنّ أهل مودتك في السماء أكثر منهم في الأرض،يا عليّ أنت أمير أمتي و حجّة اللّه عليها بعدي قولك قولي و أمرك أمري و طاعتك طاعتي و زجرك زجري و نهيك نهي و معصيتك معصيتي و حزبك حزبي و حزبي حزب اللّه وَ مَنْ يَتَوَلَّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغالِبُونَ (2) ». (3)

السابع عشر: الشيخ الطوسي في أماليه قال:حدّثني جماعة عن أبي غالب أحمد بن محمّد الرازي عن خاله عن الأشعري عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن عليّ بن أسباط عن داود عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد اللّه عليه السّلام و ذكر حديث تزويج فاطمة عليها السلام من عليّ عليه السّلام إلي أن قال في أخره ثمّ قال يعني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«اللّهمّ هذه ابنتي و أحبّ الخلق إليّ اللّهمّ و هذا أخي و أحبّ الخلق إليّ اللّهمّ اجعله لك وليّا و بك حفيّا و بارك له في أهله»ثمّ قال:«يا عليّ أدخل بأهلك بارك اللّه لك و رحمة اللّه و بركاته عليكم إنّه حميد مجيد». (4)

الثامن عشر: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النّعمان قال:حدّثنا

ص: 122


1- أمالي الصدوق:/396مجلس /52ح 4.
2- سوره 5 - آيه 56
3- أمالي الصدوق:/410مجلس /53ح 13.
4- أمالي الطوسي:/40مجلس /2ح 14.

أبو الحسن عليّ بن خالد قال:حدّثنا عبد اللّه بن مسلم القطّان قال:حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن قال:حدّثنا إسماعيل بن صبيح قال:حدّثنا الصباح المزني عن حكيم بن جبير عن عقبة الهجري عن عمّه قال:سمعت عليّا عليه السّلام علي المنبر و هو يقول:«لأقولنّ اليوم قولا لم يقله أحد قبلي و لا يقله أحد بعدي إلاّ كاذب أنا عبد اللّه و أخو رسول اللّه و نكحت سيّدة نساء الأمّة». (1)

التاسع عشر: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمّد بن محمّد يعني المفيد قال:أخبرني الشّريف أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيي قال:حدّثنا جدّي قال:حدّثنا إبراهيم و الحسن بن يحيي جميعا قالا:حدّثنا نصر بن مزاحم عن أبي خالد الواسطي عن زيد بن عليّ بن الحسين عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال:«كان لي من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عشر لم يعطهنّ أحد قبلي و لا يعطاهنّ أحد بعدي قال لي،يا عليّ أنت أخي في الدنيا و أخي في الآخرة و أنت أقرب الناس معي موقفا يوم القيامة و منزلي و منزلك في الجنّة متواجهان كمنزل الأخوين و أنت الوصيّ و أنت الوليّ و أنت الوزير عدوك عدوي و عدوّي عدوّ اللّه و وليّك ولي و وليي وليّ اللّه». (2)

العشرون: الشيخ في أماليه قال:حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد من حفظه قال:حدّثني أبو حفص عمر بن محمّد الزّيّات الصّيرفي قال:حدّثنا عليّ بن مهرويه القزويني قال:حدّثنا داود ابن سليمان الغازي قال:حدّثنا الرضا عليّ بن موسي قال:حدّثني أبي موسي بن جعفر العبد الصّالح قال:حدّثني أبي جعفر بن محمّد الصادق قال:حدّثني أبي محمّد بن عليّ الباقر قال:حدّثني أبي عليّ بن الحسين زين العابدين قال:حدّثني أبي الحسين بن عليّ الشهيد قال:حدّثني أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب قال:حدّثني أخي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:«يقول اللّه عزّ و جلّ يا ابن آدم ما تنصفني أتحبب إليك بالنّعم و تتمقّت إليّ بالمعاصي خيري إليك منزل و شرّك إليّ صاعد،و لا يزال ملك كريم يأتيني عنك في كلّ يوم بعمل غير صالح،يا ابن آدم لو سمعت وصفك من غيرك و أنت لا تدري من الموصوف لسارعت إلي مقته» (3).

الحادي و العشرون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمّد بن محمّد قال:أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه عن أبي الجوزاء المنبه بن عبيد اللّه عن حسين بن علوان عن عمرو بن خالد عن زيد بن عليّ عن أبيه عن الحسين بن عليّ عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا عليّ إنّ اللّه تعالي أمرني أن اتخذك أخا و وصيّا،فأنت

ص: 123


1- أمالي الطوسي:/85مجلس /3ح 38.
2- أمالي الطوسي:/137مجلس /5ح 35.
3- أمالي الطوسي:/125مجلس /5ح 10.

أخي و وصيّي و خليفتي علي أهلي في حياتي و بعد موتي من تبعك فقد تبعني و من تخلّف عنك فقد تخلّف عنّي و من كفر بك فقد كفر بيّ و من ظلمك فقد ظلمني يا عليّ أنت منّي و أنا منك يا عليّ لو لا أنت لما قوتل أهل النهر».

قال:فقلت:«يا رسول اللّه و من أهل النهر قال قوم يمرقون من الإسلام كما يمرق السّهم من الرمية» (1).

الثاني و العشرون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمّد بن محمّد قال:حدّثنا أبو الحسن عليّ ابن محمّد الكاتب قال:أخبرني الحسن بن عليّ الزّعفراني قال:أخبرنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال:

حدّثني عثمان بن أبي شيبة عن عمرو بن ميمون عن جعفر بن محمّد عليهما السلام عن أبيه عن جده عليهما السلام قال:قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام علي منبر الكوفة:«أيّها الناس أنّه كان لي من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عشر خصال لهنّ أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشّمس قال لي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا عليّ أنت أخي في الدنيا و الآخرة و أنت أقرب الخلائق إليّ يوم القيامة في الموقف بين يدي الجبّار و منزلك في الجنّة مواجه منزلي كما يتواجه منازل الاخوان في اللّه عزّ و جلّ،و أنت الوارث منّي و أنت الوصيّ من بعدي في عداتي و أسرتي،و أنت الحافظ لي في أهلي عند غيبتي و أنت الإمام لأمتي،و أنت القائم بالقسط في رعيتي و أنت ولي و وليّ ولي اللّه و عدوّك عدوّي و عدوّي عدو اللّه». (2)

الثالث و العشرون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمّد بن محمّد قال:أخبرنا أبو بكر محمّد ابن عمر الجعاني قال:حدّثنا أبو الحسن عليّ بن سعيد المنقري قال:حدّثنا عبد الرحمن بن محمّد ابن أبي هاشم قال:حدّثني يحيي بن الحسين عن سعد بن طريف عن الاصبغ بن نباتة عن سلمان الفارسي رضي اللّه عنه قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«يا معشر المهاجرين و الأنصار ألا أدلّكم علي ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي أبدا»؟

قالوا:بلي يا رسول اللّه.

قال:«هذا عليّ أخي و وارثي و وزيري و خليفتي إمامكم فأحبّوه لحبّي و أكرموه لكرامتي فإن جبرائيل أمرني أن أقول لكم ما قلت» (3).

الرابع و العشرون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن مهدي قال:

ص: 124


1- أمالي الطوسي:/200مجلس /7ح 43.
2- أمالي الطوسي:/194مجلس /7ح 31.
3- أمالي الطوسي:/223مجلس /8ح 36.

أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة قال:حدّثنا عبد اللّه بن موسي قال:حدّثنا مطر عن أنس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إنّ أخي و وزيري و وصيي عليّ ابن أبي طالب عليه السّلام» (1).

الخامس و العشرون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت عن أحمد بن محمّد قال:حدّثني الحسن بن عليّ بن عفّان قال:حدّثنا عبد العزيز بن الخطّاب قال:حدّثنا ناصح عن زكريا عن أنس بن مالك قال اتكي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله علي عليّ عليه السّلام قال:«يا عليّ أ ما ترضي أن تكون أخي و أكون أخاك و تكون وليي و وصيي و وارثي تدخل رابع أربعة في الجنّة أنا و أنت و الحسن و الحسين و ذرّيتنا خلف ظهورنا و من تبعنا من أمتنا علي أيمانهم و شمائلهم»،قال:«بلي يا رسول اللّه» (2).

السادس و العشرون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال:أخبرنا أحمد بن محمّد قال:حدّثنا أحمد بن يحيي بن زكريا قال:حدّثنا عبيد اللّه بن موسي قال:حدّثنا مطر عن أنس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إنّ أخي و وصيي و وزيري في أهلي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام». (3)

السابع و العشرون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا ابن الصّلت قال:أخبرنا ابن عقدة قال:حدّثنا عليّ بن محمّد قال:حدّثنا داود بن سليمان قال:حدّثني عليّ بن موسي عن أبيه عن جعفر ابن محمّد عن أبيه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ عليهم السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ليس في القيامة راكب غيرنا و نحن أربعة قال:فقام إليه رجل من الأنصار فقال:فداك أبي و أمي أنت و من قال أنا علي دابة الأرض (4)البراق و أخي صالح علي ناقة اللّه الّتي عقرت و عمّي حمزة علي ناقتي العضباء و أخي عليّ بن أبي طالب علي ناقة من نوق الجنّة و بيده لواء الحمد واقف بين يدي ينادي لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه قال:فيقول الآدميّون ما هذا إلاّ ملك مقرّب أو نبي مرسل أو حامل عرش ربّ العالمين قال:فيجيبهم ملك من بطنان العرش معاشر الآدميّين ما هذا ملك مقرّب و لا نبي مرسل و لا حامل عرش هذا الصدّيق الأكبر هذا عليّ بن أبي طالب». (5)

قال ابن عقدة:أخبرني عبد اللّه بن أحمد بن عامر في كتابه إلي قال:حدّثني أبي قال:حدّثني عليّ بن موسي بهذا. (6)

ص: 125


1- أمالي الطوسي:/221مجلس /10ح 46،مع اختلاف يسير في السند.
2- أمالي الطوسي:/332مجلس /12ح 6.
3- أمالي الطوسي:/271مجلس /10ح 46.
4- في المصدر:دابة اللّه.
5- أمالي الطوسي:/345مجلس /12ح 51.
6- أمالي الطوسي:/345مجلس /12ح 52.

الثامن و العشرون: الشيخ في أماليه قال بالإسناد،أخبرنا ابن الحفّار قال:حدّثني ابن الجعابي، حدّثني أبو الحسن عليّ بن أحمد العجلي قال:حدّثنا عبّاد بن يعقوب قال:حدّثنا عيسي ابن عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن عليّ قال:حدّثني قال:حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه عن عليّ عليه السّلام قال:

«جاء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ذات ليلة يطلبني فقال:أين أخي يا أمّ أيمن قالت و من أخوك قال عليّ قالت يا رسول اللّه تزوّجه ابنتك و هو أخوك فقال:نعم أما و اللّه يا أمّ أيمن لقد زوّجتها كريما كفؤا شريفا وجيها في الدنيا و الآخرة و من المقرّبين» (1).

التاسع و العشرون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا جماعة قال:أخبرنا أبو جعفر محمّد بن جرير الطّبري قراءة قال:حدّثنا أبو كريب محمّد بن العلاء و حدّثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قالا:حدّثنا عمر بن حمّاد بن طلحة القنّاد قال:حدّثنا أسباط بن نصر عن سمّاك يعني ابن حرب عن عكرمة عن ابن عباس رحمه اللّه أنّ عليّا عليه السّلام كان يقول في حياة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إنّ اللّه عزّ و جلّ يقول: وَ ما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِكُمْ (2) و اللّه لا ننقلب علي أعقابنا بعد إذ هدانا اللّه و اللّه لئن مات أو قتل قاتلت علي ما قاتل عليه حتّي أموت،و اللّه إنّي لأخوه و ابن عمّه و وارثه فمن أحقّ به منّي» (3).

الثلاثون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا أبو سعيد البصري قال:حدّثنا محمّد بن صدقة العنبري قال:حدّثنا موسي بن جعفر عن أبيه جعفر عن أبيه محمّد بن عليّ عليهم السّلام عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:صلّي بنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله صلاة الفجر ثمّ انفتل و أقبل يحدّثنا ثمّ قال:«أيّها الناس من فقد الشمس فليتمسك بالقمر من فقد القمر فليتمسك بالفرقدين»قال فقمت أنا و أبو أيّوب الأنصاري و معنا أنس بن مالك فقلنا:يا رسول اللّه من الشّمس؟قال:«أنا»فإذا هو صلّي اللّه عليه و آله قد ضرب لنا مثلا فقال:«إن اللّه تعالي خلقنا فجعلنا بمنزلة نجوم السماء كلّما غاب نجم طلع نجم،فأنا الشّمس فإذا ذهب بي فتمسّكوا بالقمر»قلنا:فمن القمر؟قال:«أخي و وصيّي و وزيري و قاضي ديني و أبو ولدي و خليفتي في أهلي[عليّ بن أبي طالب]»قلنا:فمن الفرقدان؟قال:«الحسن و الحسين»ثمّ مكث مليّا فقال:«و فاطمة هي الزّهرة و عترتي و أهل بيتي هم مع القرآن لا يفترقان حتّي يردا عليّ الحوض» (4).

الحادي و الثلاثون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا الفضل ابن محمّد البيهقي قال:حدّثنا هارون بن عمرو المجاشعي قال:حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد قال:

ص: 126


1- أمالي الطوسي:/354مجلس /12ح 74،و فيه أخبرنا الحفار.
2- سوره 3 - آيه 144
3- أمالي الطوسي:/502مجلس /18ح 6.
4- أمالي الطوسي:/517مجلس /18ح 38.

حدّثنا أبي أبو عبد اللّه عليه السّلام قال المجاشعي و حدّثنا الرضا عليّ بن موسي قال:حدّثني أبي موسي بن جعفر عن أبيه أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جده عليّ بن الحسين قال:

حدّثني عمير و سلمة ابنا أبي سلمة ربيبا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنّهما سمعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول في حجّته:

«عليّ يعسوب المؤمنين و المال يعسوب الظّالمين عليّ أخي و مولي المؤمنين من بعدي و هو منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّ اللّه ختم النبوّة بي فلا نبي بعدي و هو الخليفة في الأهل و المؤمنين بعدي». (1)

الثاني و الثلاثون: الشيخ الطوسي في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا أحمد بن عبيد اللّه بن[محمد بن]عمّار الثّقفي قال:حدّثنا عليّ بن محمّد بن سليمان[قال:حدّثنا أبي]قال:حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد قال:حدّثنا معتّب مولانا قال:حدّثنا[عمر بن]عليّ بن عمر قال:حدّثنا أبي عمر بن عليّ بن الحسين قال:سمعت محمّد بن أبي عبيد بن محمد ابن عمّار بن ياسر يحدث عن أبيه عن جده محمّد بن عمّار بن ياسر قال:سمعت أبا ذر جندب بن جنادة يقول رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أخذ بيد عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فقال له:«يا عليّ أنت أخيّ و صفيي و وصيي و وزيري و أميني مكانك منّي في حياتي و بعد موتي كمكان هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبي بعدي من مات و هو يحبّك ختم اللّه عزّ و جلّ له بالأمن و الإيمان و من مات و هو يبغضك لم يكن له في الإسلام نصيب» (2).

الثالث و الثلاثون: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثني أبو عليّ أحمد بن عليّ بن مهدي بن صدقة البرقي أملاه عليّ من كتابه قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا الرضا أبو الحسن عليّ بن موسي الرضا قال:حدّثني أبي موسي بن جعفر قال:حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال:حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال:حدّثني أبي عليّ بن الحسين قال:حدّثني أبي الحسين بن عليّ قال:«لمّا أتي أبو بكر و عمر إلي منزل أمير المؤمنين عليه السّلام و خاطباه في البيعة و خرجا من عنده خرج أمير المؤمنين عليه السّلام إلي المسجد فحمد اللّه و أثني عليه بما اصطنع عندهم أهل البيت إذ بعث فيهم رسولا منهم و أذهب عنهم الرجس و طهّرهم تطهيرا،ثمّ قال:إنّ فلانا و فلانا أتياني و طالباني بالبيعة لمن سبيله أن يبايعني أنا ابن عمّ النبيّ و أبو بنيه و الصّديق الأكبر و أخو رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لا يقولها أحد غيري إلاّ كاذب و أسلمت و صلّيت،و أنا وصيّه و زوج ابنته سيّدة نساء العالمين فاطمة بنت محمّد صلّي اللّه عليه و آله و أبو حسن و حسين سبطيّ رسول اللّه و نحن أهل بيت الرحمة بنا هداكم اللّه و بنا استنقذكم من الضّلالة و أنا صاحب يوم الدّوح و فيّ نزلت سورة من القرآن،و أنا

ص: 127


1- أمالي الطوسي:/521مجلس /18ح 54.
2- أمالي الطوسي:/545مجلس /20ح 3.

الوصيّ علي الأموات من أهل بيته صلّي اللّه عليه و آله و أنا ثقته علي الأحياء من أمّته فاتقوا اللّه يثبّت أقدامكم و يتم نعمته عليكم ثمّ رجع عليه السّلام إلي بيته» (1).

الرابع و الثلاثون: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثني محمّد بن جعفر بن محمّد بن رياح الاشجعي قال:حدّثنا عبّاد بن يعقوب الأسدي قال:أخبرنا إبراهيم بن محمّد بن أبي الرّواس الخثعمي قال:حدّثني عديّ بن زيد الهجري عن أبي خالد الواسطي قال إبراهيم بن محمّد:فلقيت أبا خالد فحدثني عن زيد بن عليّ عن جده عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال:«كنت عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مرضه الّذي قبض فيه فكان رأسه في حجري و العبّاس يدبّ عن وجه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فاغمي عليه إغماء ثمّ فتح عينيه فقال:يا عبّاس يا عمّ رسول اللّه اقبل وصيّتي و اضمن ديني و عداتي،فقال العبّاس يا رسول اللّه أنت أجود من الرّيح المرسلة و ليس في مالي وفاء لدينك و عداتك،فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله ذلك ثلاثا يعيده عليه و العبّاس في كلّ ذلك يجيبه بما قال أوّل مرّة فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:لاقولنها لمن يقبلها و لا يقول يا عبّاس مثل مقالتك فقال:يا عليّ اقبل وصيّتي و اضمن ديني و عداتي فخنقتني العبرة و ارتج جسدي و نظرت إلي رأس رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يذهب و يجيء في حجري فقطرت دموعي علي وجهه و لم أقدر أن أجيبه ثمّ ثني فقال:يا عليّ اقبل وصيّتي و اضمن ديني و عدتي قال:قلت:نعم بأبي و أمي قال:اجلسني فأجلسته فكان ظهره في صدري فقال:يا عليّ أنت أخي في الدنيا و الآخرة و وصيّي و خليفتي في أهلي ثمّ قال:يا بلال هلم سيفي و درعي و بغلتي و سرجها و لجامها و منطقتي الّتي أشدّها علي درعي فجاء بلال بهذا الاشياء فوقف بالبغلة بين يدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا عليّ قم فأقبض قال:فقمت و قام العبّاس و جلس مكاني فقمت و قبضت ذلك فقال:انطلق به إلي منزلك فانطلقت به ثمّ جئت فقمت بين يدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قائما فنظر إليّ ثمّ عمد إلي خاتمه فنزعه ثم دفعه إليّ و قال:هاك يا عليّ هذا لك في الدنيا و الآخرة و البيت غاص من بني هاشم و المسلمين فقال:يا بني هاشم يا معشر المسلمين لا تخالفوا عليّا فتضلّوا و لا تحسدوه فتكفروا،يا عبّاس قم من مكان عليّ فقال:تقيم الشيخ و تجلس الغلام فاعادها عليه ثلاث مرّات فقام العبّاس فنهض مغضبا و جلست مكاني فقال رسول اللّه يا عم يا عبّاس يا عم رسول اللّه لا أخرج من الدنيا و أنا ساخط عليك فيدخلك سخطي عليك النار فرجع فجلس» (2).

ص: 128


1- أمالي الطوسي:/568مجلس /22ح 1.
2- أمالي الطوسي:/573مجلس /22ح 12.

الباب السابع عشر

في أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عليّا عليه السّلام فوّض إليهما أمر الدين

من طريق العامّة و فيه حديث واحد أبو المؤيد موفّق بن أحمد الخوارزمي من أعيان علماء العامّة في كتاب فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام قال ذكر الإمام محمّد بن أحمد بن عليّ بن شاذان،حدّثنا سهل بن أحمد عن أبي جعفر محمّد بن جرير الطبري عن هناد بن السّري عن محمّد بن هشام عن سعيد بن أبي سعيد عن محمّد ابن المنكدر عن جابر قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«انّ اللّه تعالي لمّا خلق السماوات و الأرض دعاهن فأجبنه فعرض عليهن نبوّتي و ولاية عليّ بن أبي طالب فقبلتاهما ثمّ خلق الخلق و فوّض إلينا أمر الدين فالسّعيد من سعد بنا و الشقيّ من شقي بنا نحن المحلّلون لحلاله و المحرّمون لحرامه» (1).

و رواه الفقيه أبو الحسن محمّد بن أحمد بن شاذان في المناقب المائة من طريق العامّة رفعه إلي جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«انّ اللّه خلق السماوات و الأرض و دعاهن فأجبن فعرض عليهن نبوّتي و ولاية عليّ بن أبي طالب فقبلناها ثمّ خلق اللّه الخلق و فوّض إلينا أمر الدين و السعيد من سعد بنا و الشّقي من شقي بنا و نحن المحلّلون لحلاله و المحرّمون لحرامه» (2).

ص: 129


1- المناقب للخوارزمي:/135ح 151.
2- مائة منقبة:/26منقبة 7.

الباب الثامن عشر

في أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عليّا عليه السّلام و بنيه الأئمة:فوّض إليهم أمر الدين

من طريق الخاصّة و فيه ثلاثة عشر حديثا الأوّل: محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيي عن أحمد بن أبي زاهر عن عليّ بن إسماعيل عن صفوان بن يحيي عن عاصم بن حميد عن أبي إسحاق النّحوي قال:دخلت علي أبي عبد اللّه عليه السّلام فسمعته يقول:«انّ اللّه عزّ و جلّ أدّب نبيّه علي محبّته فقال: وَ إِنَّكَ لَعَلي خُلُقٍ عَظِيمٍ (1) (2)ثمّ فوّض إليه فقال عزّ و جلّ: وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا (3) (4)و قال عزّ و جلّ: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللّهَ (5) (6)قال:ثمّ قال:و إن نبي اللّه فوّض إلي عليّ و ائتمنه فسلّمتم و جحدوا الناس فو اللّه لنحبّكم أن تقولوا إذا قلنا و أن تصمتوا إذا صمتنا و نحن فيما بينكم و بين اللّه عزّ و جلّ ما جعل اللّه لاحد خير في خلاف أمرنا». (7)

الثاني: محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن يحيي بن أبي عمران عن يونس عن بكّار بن بكر عن موسي بن أشيم قال:كنت عند أبي عبد اللّه عليه السّلام فسأله رجل عن آية من كتاب اللّه عزّ و جلّ فأخبره بها ثمّ دخل عليه داخل فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبر الأوّل فدخلني من ذلك ما شاء اللّه حتّي كاد قلبي يشرح بالسكاكين فقلت في نفسي تركت أبا قتادة بالشّام لا يخطئ بالواو و شبهه و جئت إلي هذا يخطئ هذا الخطأ كلّه فبينا أنا كذلك إذ دخل عليه آخر فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبرني و أخبر صاحبي فسكنت نفسي فقلت:إنّ ذلك منه تقيّة قال ثمّ التفت و قال لي:«يا ابن أشيم انّ اللّه عزّ و جلّ فوّض إلي سليمان بن داود عليه السّلام فقال: هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ (8) (9)و فوّض إلي نبيّه صلّي اللّه عليه و آله فقال: ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا (10) (11)فما فوّض إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقد فوّضه إلينا» (12).

ص: 130


1- سوره 68 - آيه 4
2- القلم:4.
3- سوره 59 - آيه 7
4- الحشر:7.
5- سوره 4 - آيه 80
6- النساء:80.
7- الكافي:/265/1باب التفويض إلي رسول اللّه.../ح 1.
8- سوره 38 - آيه 39
9- ص:39.
10- سوره 59 - آيه 7
11- الحشر:7.
12- الكافي:/265/1باب التفويض إلي رسول اللّه.../ح 2.

الثالث: محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن الحجّال عن ثعلبة بن ميمون عن زرارة قال:سمعت أبا جعفر و أبا عبد اللّه عليهما السّلام يقولان:«أنّ اللّه عزّ و جلّ فوّض إلي نبيه عليه السّلام أمر خلقه لينظر كيف طاعتهم ثمّ تلا هذه الآية ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا (1) ». (2)

الرابع: محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن فضيل بن يسار قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول لبعض أصحابه قيس الماصر:«إنّ اللّه عزّ و جلّ أدّب نبيّه فأحسن أدبه فلمّا كمل الأدب قال: إِنَّكَ لَعَلي خُلُقٍ عَظِيمٍ (3) ثمّ فوّض إليه أمر الدين و الأمّة ليسوس عباده فقال عزّ و جلّ: ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا (4) و أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كان مسدّدا موفقا و مؤيّدا بروح القدس لا يزلّ و لا يخطئ في شيء ما يسوس به الخلق فتأدّب بآداب اللّه ثمّ أنّ اللّه عزّ و جلّ فرض الصلاة ركعتين ركعتين عشر ركعات فأضاف رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي الركعتين ركعتين و إلي المغرب ركعة فصارت عديل الفريضة لا يجوز تركهنّ إلاّ في سفر و أفرد الركعة في المغرب فتركها قائمة في السّفر و الحضر فأجاز اللّه له ذلك كلّه فصارت الفريضة سبع عشرة ركعة،ثمّ سنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله النّوافل أربعا و ثلاثين ركعة مثلي الفريضة فاجاز اللّه عزّ و جلّ له ذلك،و النّافلة و الفريضة إحدي و خمسون ركعة منها ركعتان بعد العتمة جالسا تعد بركعة مكان الوتر،و فرض اللّه عزّ و جلّ في السّنة صوم شهر رمضان و سن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله صوم شهر شعبان و ثلاثة أيام من كلّ شهر مثلي الفريضة فأجاز اللّه عزّ و جلّ ذلك له،و حرم اللّه عزّ و جلّ الخمر بعينها و حرّم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله المسكر من كلّ شراب فأجاز اللّه له ذلك،و عاف رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أشياء و كرهها و لم ينه عنها نهي حرام و انما نهي عنها نهي اعافة و كراهة،ثمّ رخص فيها فصار الأخذ برخصه واجبا علي العباد كوجوب ما يأخذون بنهيه و عزائمه و لم يرخّص لهم رسول اللّه فيما نفاهم عنهم نهي حرام و لا فيما أمر به أمر فرض لازم،فكثير المسكر من الاشربة نهاهم عنه نهي حرام لم يرخص فيه لاحد و لم يرخص رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأحد تقصير الركعتين اللّتين ضمّها إلي ما فرض اللّه عزّ و جلّ بل ألزمهم ذلك الزاما واجبا لم يرخص لأحد في شيء من ذلك الاّ للمسافر و ليس لأحد أن يرخّص ما لم يرخّصه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فوافق أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أمر اللّه عزّ و جلّ و نهيه اللّه عزّ و جلّ و وجب علي العباد التسليم له كالتسليم للّه تبارك و تعالي» (5).

ص: 131


1- سوره 59 - آيه 7
2- المصدر السابق:ح 3.
3- سوره 68 - آيه 4
4- سوره 59 - آيه 7
5- الكافي:/266/1باب التفويض إلي رسول اللّه.../ح 4.

الخامس: محمّد بن يعقوب عن أبي عليّ الأشعري عن محمّد بن عبد الجبار عن ابن فضّال عن ثعلبة بن ميمون عن زرارة أنّة سمع أبا عبد اللّه و أبا جعفر عليهما السّلام يقولان:«انّ اللّه تبارك و تعالي فوض إلي نبيه أمر خلقه لينظر كيف طاعتهم ثمّ تلا هذه الآية: ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا (1) » (2).

السادس: محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيي عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن سنان عن إسحاق بن عمّار عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«انّ اللّه تبارك و تعالي ادّب نبيّه صلّي اللّه عليه و آله فلمّا انتهي إلي ما أراده قال له: إِنَّكَ لَعَلي خُلُقٍ عَظِيمٍ (3) ففوّض اللّه إليه دينه فقال: ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا (4) و انّ اللّه عزّ و جلّ فرض الفرائض و لم يقسم للجدّ شيئا و انّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله اطعمه السّدس فأجاز اللّه جل ذكره له ذلك و ذلك قول اللّه عزّ و جلّ: هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ (5) » (6).

السابع: محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيي عن محمّد بن الحسين عن يعقوب بن يزيد عن الحسن بن زياد عن محمّد بن الحسن الميثمي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:سمعته يقول:«انّ اللّه عزّ و جلّ أدّب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حتّي قومه علي ما أراد ثمّ فوض إليه عزّ و جل: ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا (7) فما فوّض اللّه إلي رسوله فقد فوّضه إلينا» (8).

الثامن: محمّد بن يعقوب عن عليّ بن محمّد عن عدّة من أصحابنا (9)عن الحسين بن عبد الرحمن عن مندل (10)الحنّاط عن زيد الشحّام قال سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام في قوله تعالي: هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ (11) قال:«اعطي سليمان ملكا عظيما ثمّ جرت هذه الآية في رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فكان له يعطي ما يشاء و يمنع من يشاء و اعطاه أفضل مما اعطي سليمان لقوله تعالي: ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا (12) ». (13)

التاسع: محمّد بن الحسن الصّفار في بصائر الدّرجات عن يعقوب بن يزيد عن محمّد بن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي أسامة عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«خلق اللّه محمّدا فأدّبه حتّي بلغ أربعين سنة أوحي اللّه إليه[و فوض إليه]الاشياء فقال: ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ (14)

ص: 132


1- سوره 59 - آيه 7
2- المصدر السابق:ح 5.
3- سوره 68 - آيه 4
4- سوره 59 - آيه 7
5- سوره 38 - آيه 39
6- المصدر السابق:ح 6.
7- سوره 59 - آيه 7
8- المصدر السابق:ح 9.
9- في المصدر:بعض أصحابنا.
10- في المصدر:صندل.
11- سوره 38 - آيه 39
12- سوره 59 - آيه 7
13- الكافي:/268/1باب التفويض إلي رسول اللّه.../ح 10.
14- سوره 59 - آيه 7

عَنْهُ فَانْتَهُوا (1) » (2).

العاشر: محمّد بن الحسن الصّفار أيضا عن محمّد بن عبد الجبّار عن الحسن بن عليّ ابن فضّال عن ثعلبة عن زرارة أنّه سمع أبا عبد اللّه و أبا جعفر عليهما السّلام يقولان:«انّ اللّه فوّض إلي نبيّه صلّي اللّه عليه و آله أمر خلقه لينظر كيف طاعتهم تلا هذه الآية: ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا (3) » (4).

الحادي عشر: محمّد بن الحسن الصّفّار أيضا عن محمّد بن عبد الجبّار عن البرقي عن فضالة عن ربعي عن القاسم بن محمّد قال:أنّ اللّه تبارك و تعالي أدّب نبيّه صلّي اللّه عليه و آله فأحسن أدبه فقال:

خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ (5) ،فلمّا كان ذلك أنزل اللّه إِنَّكَ لَعَلي خُلُقٍ عَظِيمٍ (6) و فوض إليه أمر دينه فقال: ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا (7) فحرّم اللّه الخمر بعينها و حرّم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله المسكر فأجاز اللّه ذلك له و لم يفوض إلي أحد من الأنبياء. (8)

الثاني عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه رحمه اللّه قال:حدّثنا عليّ بن إبراهيم ابن هاشم عن أبيه عن ياسر الخادم قال:قلت للرّضا عليه السّلام ما تقول في التفويض فقال:«انّ اللّه تعالي فوّض إلي نبيه صلّي اللّه عليه و آله فقال: ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا (9) فأمّا الخلق و الرزق فلا»ثمّ قال عليه السّلام:«انّ اللّه تعالي خالق كل شيء و يقول اللّه تعالي: اَلَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحانَهُ وَ تَعالي عَمّا يُشْرِكُونَ (10) » (11).

الثالث عشر: محمّد بن العبّاس بن ماهياد الثقة قال:حدّثنا الحسن بن أحمد المالكي عن محمّد ابن عيسي عن محمّد بن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنّه قال«قوله عزّ و جلّ: ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا (12) و اتقوا اللّه عن ظلم آل محمّد فانّ اللّه شديد العقاب لمن ظلمهم» (13).

ص: 133


1- سوره 59 - آيه 7
2- بصائر الدرجات:/398باب التفويض إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله/ح 1.و فيه عن أبي جعفر عليه السّلام
3- سوره 59 - آيه 7
4- المصدر السابق:ح 2.
5- سوره 7 - آيه 199
6- سوره 68 - آيه 4
7- سوره 59 - آيه 7
8- المصدر السابق:ح 3.
9- سوره 59 - آيه 7
10- سوره 30 - آيه 40
11- عيون أخبار الرضا عليه السّلام:219/1،و الآية في سورة الروم:40.
12- سوره 59 - آيه 7
13- كتاب سليم بن قيس:468.

الباب التاسع عشر

في سعة فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام

من طريق العامّة و فيه ستّة أحاديث الأوّل: أقول:في أوّل كتاب موفق بن أحمد و هو من أعيان علماء العامّة ما صوّرته،قال الإمام الأجل الصدر ضياء الدين شمس الإسلام تاج الخلفاء مفتي الأمّة مقتدي الفريقين صدر الأئمة أخطب الخطباء أبو المؤيد موفق بن أحمد المكي الخوارزمي ذكر فضائل أمير المؤمنين أبي الحسن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام،بل ذكر شيء منها إذ ذكر جميعها يقصر عنه باع الإحصاء،بل ذكر أكثرها يضيق عنه نطاق طاقة الاستقصاء يدلّ علي صدق ما ذكرت ما أخبرني السيّد الإمام الأجلّ المرتضي شرف الدين عزّ الإسلام،علم الهدي،نقيب نقباء الشرق و الغرب،أبو المفضّل محمّد بن عليّ بن المطهّر المرتضي الحسيني في كتابه إليّ من مدينة الرّي جزاه اللّه عنّي خيرا.

قال:أخبرنا السيّد أبو الحسن عليّ بن أبي طالب الحسيني السّيلقي بقراءتي عليه،أخبرنا الشيخ العالم أبو النجم محمّد بن عبد الوهاب بن عيسي السّمان الرازي أخبرنا الشيخ العالم أبو سعد محمّد بن أحمد بن الحسين النيسابوري الخزاعي أخبرنا محمّد بن عليّ بن جعفر الأديب بقراءتي عليه (1)،حدّثني المعافي بن زكريّا أبو الفرج عن محمّد بن أحمد بن أبي الثلج عن الحسن بن محمّد بن بهرام عن يوسف بن موسي القطان عن جرير عن ليث عن مجاهد عن ابن عبّاس رضي اللّه عنه قال:

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لو أنّ الغياض أقلام و البحر مداد و الجن حساب و الأنس كتاب ما أحصوا فضائل عليّ بن أبي طالب عليه السّلام» (2).

الثاني: موفّق بن أحمد عقيب هذا الحديث قال و ذكر ابن شاذان قال:حدّثني أبو محمّد الحسن بن أحمد بن محمد المخلدي من كتابه عن الحسن بن إسحاق عن محمّد بن زكريّا عن جعفر بن محمّد بن عماد عن أبيه عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن عليّ بن الحسين عن أبيه عن أمير المؤمنين رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إنّ اللّه تعالي جعل لأخي عليّ فضائل لا تحصي كثرة فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرّا بها غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر و من كتب فضيلة من

ص: 134


1- قد أسقط المصنف رحمه اللّه من هنا أسماء عدّة رجال.
2- المناقب:/31ح 1.

فضائله لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لذلك الكتاب رسم،و من استمع إلي فضيلة من فضائله غفر اللّه له الذنوب الّتي اكتسبها بالاستماع،و من نظر إلي كتاب من فضائله غفر اللّه له الذنوب الّتي اكتسبها بالنظر،ثمّ قال النظر إلي عليّ عبادة و ذكره عبادة لا يقبل اللّه إيمان عبد إلاّ بولايته و البراءة من أعدائه» (1).

الثالث: موفّق بن أحمد قال:أنبأني أبو العلاء الحافظ الحسين بن أحمد الهمداني قال:أخبرنا أحمد بن عبد اللّه الحافظ،حدّثنا أحمد بن يعقوب[بن]المهرجان،حدّثنا عليّ بن محمّد الحنفي (2)القاضي قال:حدّثنا الحسين ابن الحكم،حدّثنا حسين الحسين عن عيسي بن عبد اللّه عن أبيه عن جده قال:قال رجل لابن عبّاس سبحان اللّه ما أكثر مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و فضائله إنّي لأحسبها ثلاثة آلاف،فقال ابن عبّاس:أو لا تقول إنّها إلي ثلاثين ألفا أقرب.

ثمّ قال موفّق بن أحمد عقيب ذلك و يدلّ علي ذلك أيضا ما روي عن الإمام الحافظ أحمد بن حنبل و هو كما عرف أصحاب الحديث في علم الحديث قريع أقرانه و إمام زمانه و المقتدي به في هذا الفن في أبانه و الفارس الّذي يكبو فرسان الحفّاظ في ميدانه و روايته فيه رضي اللّه عنه مقبولة و علي كاهل التصديق محمولة لما علم أنّ الإمام أحمد بن حنبل و من احتذي علي مثاله و نسج علي منواله و حطب علي حبله و انضوي إلي حفله مالوا إلي تفضيل الشيخين رضي اللّه عنهما و أرضاهما و أظلنا يوم القيامة بظل رضاهما فجاءت روايته فيه كعمود الصّبح لا يمكن ستره بالراح و هو ما:أخبرني الشيخ الإمام الزاهد فخر الأئمّة أبو الفضل بن عبد الرحمن الحفربندي الخوارزمي جزاه اللّه خيرا، أخبرنا الشيخ الإمام أبو[محمد]الحسن بن أحمد السّمرقندي قال:حدّثنا أبو القاسم عبد الرحمن ابن أحمد بن محمّد بن عبدان العطّار و إسماعيل بن أبي نصر عبد[بن]الرحمن الصّابوني و أحمد ابن الحسين البيهقي قالوا جميعا،أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:سمعت القاضي الإمام أبا الحسن عليّ بن الحسن و أبا الحسن محمّد بن المظفر الحافظ يقولان سمعنا أبا حامد محمّد بن هارون الحضرمي يقول:سمعت محمّد بن منصور الطوسي يقول:سمعت أحمد بن حنبل يقول ما جاء لأحد من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من الفضائل ما جاء لعليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه (3).

و أقول ما ذكره الموفق بن أحمد هنا مذكور في كتب الخاصّة و العامّة متكرّر في الكتب.

الرابع: ما ذكره صاحب ثاقب المناقب من طريق المخالفين عن محمّد بن عمر الواقدي قال:كان

ص: 135


1- المناقب:/32ح 2.
2- في المصدر:النخعي.
3- المناقب:/32ح 3،4.

هارون الرشيد يقعد للعلماء في يوم عرفة فقعد ذات يوم و حضره الشافعي و كان هاشميّا يقعد إلي جنبه،و حضر محمّد بن الحسن و أبو يوسف فقعدا بين يديه و غصّ المجلس بأهله فيهم سبعون رجلا من أهل العلم كلّ منهم يصلح أن يكون إمام صقع من الأصقاع قال الواقدي،فدخلت في آخر الناس فقال الرّشيد،لما تأخرت فقلت ما كان لإضاعة حق و لكني شغلت بشغل عاقني عمّا أحببت قال:فقربني حتّي أجلسني بين يديه و قد خاض الناس في كل فن من العلم فقال الرشيد للشّافعي:

يا ابن عمّي كم تروي في فضائل عليّ بن أبي طالب؟

قال:أربعمائة حديث و أكثر.

فقال له:قلّ و لا تخف.

قال تبلغ خمسمائة و تزيد.

ثمّ قال لمحمد بن الحسن كم تروي يا كوفي من فضائله؟

قال:ألف حديث أو أكثر،فاقبل علي أبي يوسف فقال:كم تروي أنت يا كوفي من فضائله أخبرني و لا تخش؟

قال:يا أمير المؤمنين لو لا الخوف لكانت روايتنا في فضائله أكثر من أن تحصي.

قال:ممّ تخاف؟

قال:منك و من عمّالك و أصحابك.

قال:أنت آمن فتكلّم،و أخبرني كم فضيلة تروي فيه؟

قال:خمسة عشر ألف خبر مسند و خمسة عشر ألف حديث مرسل.

قال الواقدي:فأقبل عليّ فقال:ما تعرف في ذلك؟

فقلت:مثل مقالة أبي يوسف.

قال الرّشيد:لكنّي أعرف له فضيلة رأيتها بعيني و سمعتها بأذني أجلّ من كلّ فضيلة تروونها أنتم و إنّي لتائب إلي اللّه تعالي ممّا كان منّي من أمر الطالبيّة و نسلهم،فقلنا بأجمعنا:وفّق اللّه أمير المؤمنين و أصلحه إن رأيت أن تخبرنا بما عندك.

قال:نعم ولّيت عاملي يوسف بن الحجّاج دمشق و أمرته بالعدل في الرّعية و الإنصاف في القضيّة فاستعمل ما أمرته فرفع إليه أنّ الخطيب الّذي يخطب بدمشق يشتم عليّا عليه السّلام في كلّ يوم و ينقصه قال:فأحضره و سأله عن ذلك فأقرّ له بذلك.

فقال له:و ما حملك علي ما أنت عليه؟

ص: 136

قال:لأنّه قتل آبائي و سبي الذّراري فلذلك الحقد له في قلبي و لست أفارق ما أنا عليه.

فقيّده و غلّه و حبسه و كتب إليّ بخبره فأمرته أن يحمله إليّ علي حالته من القيود فلمّا مثل بين يديّ زبرته و صحت به.

و قلت أنت الشّاتم لعليّ بن أبي طالب؟

فقال:نعم.

قلت:ويلك قتل من قتل و سبي من سبي بأمر اللّه تعالي و أمر النبيّ صلّي اللّه عليه و آله.

فقال ما أفارق ما أنا عليه و لا تطيب نفسي إلاّ به.

فدعوت بالسّياط و العقّابين فأقمته بحضرتي هاهنا و ظهره إليّ فأمرت الجلاّد و جلده مائة سوط فأكثر الصيّاح و الغياث فبال في مكانه فامرت به فنحي عن العقّابين و أدخل ذلك البيت و أومأ بيده إلي بيت في الايوان و أمرت أن يغلق الباب عليه ففعل ذلك و مضي النهار و أقبل الليل و لم أبرح من موضعي هذا حتّي صلّيت العتمة ثمّ بقيت ساهرا أفكّر في قتله و في عذابه و بأيّ شيء أعذّبه،مرّة أقول أعذّبه علي عداوته،و مرّة أقول أقطع أمعاءه،و مرّة أفكر في تغريقه أو قتله بالسوط و استمرّ الفكر في أمره حتّي غلبتني عيني في آخر الليل فإذا أنا بباب السماء قد انفتح و إذا النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قد هبط و عليه خمس حلل ثمّ هبط عليّ و عليه أربع حلل ثمّ هبط الحسن و عليه ثلاث حلل ثم هبط الحسين عليه السّلام و عليه حلّتان ثمّ نزل جبرائيل و عليه حلّة واحدة،فإذا هو من أحسن الخلق في نهاية الوصف و معه كأس فيه ماء كأصفي ما يكون من الماء و أحسنه فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أعطني الكأس فأعطاه فنادي بأعلي صوته يا شيعة محمّد و آله فأجابوه من حاشيتي و غلماني و أهل الدّار أربعون نفسا أعرفهم كلّهم،و إن في داري أكثر من خمسة ألاف إنسان فسقاهم من الماء و صرفهم.

ثمّ قال:أين الدّمشقي فكأن الباب قد انفتح فأخرج إليه فلمّا رآه عليّ عليه السّلام أخذه و قال:يا رسول اللّه هذا يظلمني و يشتمني من غير سبب أوجب ذلك.

فقال:خلّه يا أبا الحسن.

ثمّ قبض النبيّ صلّي اللّه عليه و آله علي زنده بيده و قال:أنت الشّاتم عليّ بن أبي طالب؟

فقال:نعم.

قال:اللّهمّ امسخه و امحقه و انتقم منه.

قال:فتحوّل و أنا أراه كلبا و ردّ إلي البيت كما كان و صعد النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و جبرائيل عليه السّلام و عليّ عليه السّلام و من كان معهم فانتبهت فزعا مذعورا فدعوت الغلام و أمرت بإخراجه إليّ فاخرج و هو كلب.

ص: 137

فقلت له:كيف رأيت عقوبة ربّك؟

فأومأ برأسه كالمعتذر و أمرت بردّه و ها هو ذا في البيت،ثمّ نادي و أمر بإخراجه فأخرج،و قد أخذ الغلام بإذنه فإذا أذناه كآذان الإنسان و هو في صورة الكلب فوقف بين أيدينا يلوك بلسانه و يحرّك بشفتيه كالمعتذر.

فقال الشافعي للرّشيد:هذا مسخ و لست آمن أن يحلّ العذاب به فأمر بإخراجه عنّا فأمر به فردّ إلي البيت فما كان بأسرع من أن سمعنا وجبة و صيحة فإذا صاعقة قد سقطت علي سطح البيت فأحرقته و أحرقت البيت فصار رمادا و عجّل اللّه بروحه إلي نار جهنم.

قال الواقدي فقلت للرّشيد:يا أمير المؤمنين هذه معجزة وعظت بها فاتق اللّه في ذريّة هذا الرجل.

قال الرّشيد:أنا تائب إلي اللّه تعالي ممّا كان منّي و أحسنت توبتي (1).

الخامس: قال عز الدين ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة و هو من أعيان علماء المخالفين من المعتزلة:أعلم أن أمير المؤمنين عليه السّلام لو فخر بنفسه و بالغ في تعديد مناقبه و فضائله بفصاحته الّتي آتاه اللّه إيّاها و اختصه بها و ساعده علي ذلك فصحاء العرب كافة لم يبلغوا إلي معشار ما نطق به الرّسول الصّادق صلوات اللّه عليه في أمره و لست أعني الأخبار العامّة الشائعة الّتي تحتج بها الإماميّة علي إمامته كخبر الغدير و المنزلة و قصّة براءة و خبر المناجاة و قصة خيبر و خبر الدّار بمكّة في ابتداء الدّعوة و نحو ذلك بل الأخبار الخاصّة الّتي رواها أئمّة الحديث الّتي لم يحصل أقلّ القليل منها لغيره،و أنا أذكر من ذلك شيئا يسيرا ممّا رواه علماء الحديث الّذين لا يتّهمون فيه و جلّهم قائلون بتفضيل غيره عليه فروايتهم فضائله يوجب سكون النفس ما لا توجبه رواية غيرهم.

الخبر الأوّل: «يا عليّ إنّ اللّه قد زينك بزينة لم يزين العباد بزينة أحبّ إليه منها هي زينة الأبرار عند اللّه تعالي الزّهد في الدنيا جعلك لا ترزأ من الدنيا شيئا و لا ترزأ الدنيا منك شيئا و وهب لك حبّ المساكين فجعلك ترضي بهم أتباعا و يرضون بك إماما».

رواه أبو نعيم الحافظ في كتابه المعروف بحلية الأولياء و زاد فيه أبو عبد اللّه أحمد بن حنبل في المسند فطوبي لمن أحبّك و صدّق فيك و ويل لمن أبغضك و كذب فيك (2).

الخبر الثاني: قال لوفد ثقيف:«لتسلمنّ أو لأبعثنّ إليكم رجلا منّي»،أو قال:«عديل نفسي عليه السّلام

ص: 138


1- الثاقب في المناقب:229-232،ح 200،و مدينة المعاجز:292/2،و مناقب الخوارزمي:200.
2- شرح نهج البلاغة:166/9.

فليضربن أعناقكم و ليأخذن أموالكم»،قال عمر فما تمنّيت الامارة إلاّ يومئذ و جعلت أنصب له صدري رجاء أن يقول هو هذا فالتفت و أخذ بيد عليّ و قال:«هو هذا»مرتين رواه أحمد في المسند و رواه في كتاب فضائل عليّ عليه السّلام أنّه قال:«لتنتهن يا بني وليعة أو لأبعثنّ إليكم رجلا كنفسي يمضي فيكم أمري يقتل المقاتلة و يسبي الذرّيّة».

قال أبو ذر:فما راعني إلاّ برد كف عمر في حجزتي من خلفي يقول من تراه يعني؟

فقلت:إنّه لا يعنيك و إنّما يعني خاصف النّعل بالبيت و إنّه قال هو ذا (1).

الخبر الثالث: «انّ اللّه عهد إلي عهدا».

فقلت:و ما هو بيّنه لي؟

قال:«اسمع إنّ عليّا راية الهدي و إمام أوليائي و نور من أطاعني و هو الكلمة الّتي الزمتها المتّقين من أحبّه فقد أحبّني و من أطاعه فبشّره بذلك».

فقلت:اللّهم أجل قلبه و أجعل ربيعة الإيمان بك،قال:قد فعلت ذلك غير إنّي مختصّه بشيء من البلاء لم اختصّ به أحدا من أوليائي.

فقلت:«ربّ أخي و صاحبي».

قال:إنّه سبق في علمي إنّه لمبتل و مبتلي به.

ذكره أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء عن أبي بريرة الأسلمي ثمّ رواه بإسناد آخر بلفظ آخر عن أنس ابن مالك:«إنّ ربّ العالمين عهد إلي في عليّ عهدا أنّه راية الهدي و منار الإيمان و إمام أوليائي و نور جميع من أطاعني إنّ عليّا أميني غدا في القيامة و صاحب رايتي بيد عليّ[مفاتيح] خزائن رحمة ربّي». (2)

الخبر الرابع: «من أراد أن ينظر إلي نوح في عزمه و إلي آدم في علمه و إلي إبراهيم في حلمه و إلي موسي في فطنته و إلي عيسي في زهده فلينظر إلي عليّ بن أبي طالب».

رواه أحمد بن حنبل في المسند و رواه أحمد البيهقي في صحيحه. (3)

الخبر الخامس: «من سرّه أن يحيي حياتي و يموت ميتتي و يتمسّك بالقضيب الأحمر من الياقوتة الّتي خلقها اللّه بيده تعالي،ثمّ قال لها كوني فكانت فليتمسّك بولاء عليّ بن أبي طالب»، ذكره أبو نعيم في كتاب حلية الأولياء و رواه أحمد بن حنبل في المسند في كتاب فضائل عليّ بن

ص: 139


1- شرح نهج البلاغة:167/9.
2- شرح نهج البلاغة:167/9.
3- شرح نهج البلاغة:168/9.

أبي طالب و حكاية لفظ أحمد«من أحبّ أن يتمسّك بالقضيب الأحمر الّذي غرسه اللّه في جنّة عدن بيمينه فليتمسّك بحبّ عليّ بن أبي طالب (1).

الخبر السادس: «و الّذي نفسي بيده لو لا أن تقول طوائف من أمّتي فيك ما قالت النصاري في ابن مريم لقلت فيك مقالا لا تمر بملاء من المسلمين إلاّ أخذ التراب من تحت قدميك للبركة»، ذكره أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد في المسند. (2)

الخبر السابع: خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي الحجيج عشيّة عرفة فقال لهم«إنّ اللّه باهي بكم الملائكة عامّة و غفر لكم عامّة و باهي بعليّ خاصّة إنّي قائل لكم قولا غير محاب فيه لقرابتي إنّ السّعيد كلّ السّعيد حقّ السّعيد من أحبّ عليّا في حياته و بعد موته».

رواه أبو عبد اللّه أحمد بن حنبل في كتاب فضائل عليّ عليه السّلام و في المسند أيضا (3).

الخبر الثامن: رواه أبو عبد اللّه أحمد بن حنبل في الكتابين المذكورين«أنا أوّل من يدعي به يوم القيامة فأقوم عن يمين العرش في ظلّه ثمّ أكسي حلّة ثمّ يدّعي بالنبيّين بعضهم علي أثر بعض فيقومون عن يمين العرش و يكسون حللا ثمّ يدعي بعلي بن أبي طالب لقرابته منّي و منزلته عندي ثمّ يدفع إليه لوائي لواء الحمد آدم و من دونه تحت ذلك اللّواء»،ثمّ قال لعليّ عليه السّلام:«فتسير به حتّي تقف بيني و بين إبراهيم الخليل ثمّ تكسي حلّة و ينادي مناد من العرش نعم الأب أبوك إبراهيم و نعم الأخ أخوك نوح أبشر فإنّك تدعي إذا دعيت و تكسي إذا كسيت و تحيي إذ حييت» (4).

الخبر التاسع: «يا أنس اسكب لي وضوء»ثمّ قام فصلّي ركعتين ثمّ قال:«أوّل من يدخل من هذا الباب إمام المتّقين و سيّد المسلمين و يعسوب المؤمنين و خاتم الوصيّين و قائد الغرّ المحجّلين» قال أنس فقلت اللّهمّ اجعله رجلا من الأنصار و كتمت دعوتي فجاء عليّ عليه السّلام فقال صلّي اللّه عليه و آله:«من جاء يا أنس»؟

فقلت عليّ فقام إليه مستبشرا فاعتنقه ثمّ جعل يمسح عرق وجهه.

فقال عليّ:«يا رسول اللّه لقد رأيت اليوم منك تصنع بيّ شيئا ما صنعته بي قبل».

قال:«و ما يمنعني و أنت تؤدّي عنّي و تسمعهم صوتي و تبيّن لهم ما اختلفوا فيه بعدي».رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء (5).

ص: 140


1- شرح نهج البلاغة:168/9.
2- شرح نهج البلاغة:168/9.
3- شرح نهج البلاغة:168/9.
4- شرح نهج البلاغة:169/9.
5- شرح نهج البلاغة:169/9.

الخبر العاشر: «ادعوا لي سيّد العرب عليّا»،فقالت عائشة أ لست سيّد العرب؟

فقال:«أنا سيّد ولد آدم و عليّ سيّد العرب».

فلمّا جاء أرسل إلي الأنصار فاتوه،فقال:«يا معشر الأنصار ألا أدلّكم علي ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا أبدا»؟

قالوا:بلي يا رسول اللّه.

قال:«هذا عليّ فأحبّوه بحبّي و أكرموه بكرامتي»،ثمّ قال:«جبرائيل أمرني بالّذي قلت لكم عن اللّه عزّ و جلّ».رواه الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء. (1)

الخبر الحادي عشر: «مرحبا بسيّد المؤمنين و إمام المتّقين»فقيل لعليّ كيف شكرك فقال:

«أحمد اللّه علي ما أتاني و أسأله الشكر علي ما أولاني و أن يزيدني ممّا أعطاني»ذكره صاحب الحلية أيضا (2).

الخبر الثاني عشر: «من سرّه أن يحيي حياتي و يموت مماتي و يسكن جنّة عدن التي غرسها اللّه فليوال عليّا من بعدي و ليوال وليّه و ليقتدي بالأئمّة من بعدي فإنّهم عترتي خلقوا من طينتي فرزقوا علما و فهما فويل للمكذّبين من أمّتي القاطعين فيهم صلتي لا أنالهم اللّه شفاعتي»ذكره صاحب الحلية أيضا (3).

الخبر الثالث عشر: بعث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله خالد بن الوليد في سرّية و بعث عليّا عليه السّلام في سرّية أخري و كلاهما إلي اليمن و قال:«إن اجتمعتما فعليّ علي الناس و إن افترقتما فكلّ واحد منكما علي جنده»فاجتمعا و أغارا و سبيا نساء و أخذا أموالا و قتلا ناسا فأخذ عليّ عليه السّلام جارية فاختصّها لنفسه فقال خالد لأربعة من المسلمين منهم بريدة الأسلمي استبقوا إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فاذكروا له كذا و اذكروا له كذا لأمور عددها علي عليّ عليه السّلام فسبقوا إليه فجاء واحد من جانبه فقال إنّ عليّا فعل كذا فأعرض عنه فجاء الآخر من الجانب الآخر فقال إنّ عليّا فعل كذا فأعرض عنه فجاء بريدة الأسلمي فقال:يا رسول اللّه إنّ عليّا فعل كذا و أخذ جارية لنفسه،فغضب صلّي اللّه عليه و آله حتّي احمرّ وجهه و قال:«ادعوا لي عليّا»يكررها:«إنّ عليّا منّي و أنا من عليّ و إنّ حظه في الخمس أكثر ممّا أخذ و هو وليّ كل مؤمن بعدي»رواه أبو عبد اللّه أحمد في المسند غير مرّة و رواه في كتاب فضائل عليّ و رواه أكثر المحدّثين (4).

ص: 141


1- شرح نهج البلاغة:170/9.
2- شرح نهج البلاغة:170/9.
3- شرح نهج البلاغة:170/9.
4- شرح نهج البلاغة:170/9.

الخبر الرابع عشر: «كنت أنّا و عليّ نورا بين يدي اللّه عزّ و جلّ قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام فلمّا خلق آدم قسّم ذلك النور فيه و جعله جزءين فجزء أنا و جزء عليّ»رواه أحمد في المسند و في كتاب فضائل عليّ بن أبي طالب و ذكره صاحب كتاب الفردوس و زاد فيه:«ثمّ انتقلنا حتّي صرنا في عبد المطلب فكان لي النبوّة و لعليّ الوصيّة» (1).

الخبر الخامس عشر: «النظر إلي وجهك يا عليّ عبادة أنت سيّد في الدنيا و سيّد في الآخرة من أحبّك أحبّني و حبيبي حبيب اللّه و عدوّك عدوّي و عدوّي عدو اللّه الويل لمن أبغضك»رواه أحمد في المسند قال و كان ابن عباس يفسّره فيقول إن من ينظر إليه يقول سبحان اللّه ما أعلم هذا الفتي سبحان اللّه ما أشجع هذا الفتي سبحان اللّه ما أفصح هذا الفتي (2).

الخبر السادس عشر: لمّا كان ليلة بدر قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من يستقي لنا ماء فأحجم الناس فقام عليّ فاحتضن قربة ثمّ أتي بئرا بعيدة القعر مظلمة فانحدر فيها فأوحي اللّه إلي جبرائيل و ميكائيل و اسرافيل أن تأهبوا النصرة محمّد و أخيه و حزبه فهبطوا من السماء لهم لغطة تذهل من يسمعه فلمّا جاءوا إليه سلّموا عليه من عند آخرهم إكراما له و إجلالا رواه أحمد رضي اللّه عنه في كتاب فضائل عليّ عليه السّلام و زاد فيه في طريق آخر عن أنس بن مالك«لتؤتين يا عليّ يوم القيامة بناقة من نوق الجنّة فتركبها و ركبتك مع ركبتي و فخذك مع فخذي حتّي تدخل الجنّة» (3).

الخبر السابع عشر: خطب صلّي اللّه عليه و آله الناس يوم جمعة فقال:«أيّها الناس قدّموا قريشا و لا تتقدّموها و تعلّموا منها و لا تعلّموها قوّة رجل من قريش تعدل قوّة رجلين من غيرهم أيّها الناس أوصيكم بحبّ ذي قرباها أخي و ابن عمّي عليّ بن أبي طالب لا يحبّه إلاّ مؤمن و لا يبغضه إلاّ منافق من أحبّه فقد أحبني و من أبغضه فقد أبغضني و من أبغضني عذّبه اللّه بالنار»رواه أحمد رضي اللّه عنه في كتاب فضائل عليّ عليه السّلام (4).

الخبر الثامن عشر: «الصدّيقون ثلاثة حبيب بن النجار الّذي جاء من أقصي المدينة يسعي و مؤمن آل فرعون الذي يكتم إيمانه و عليّ بن أبي طالب و هو أفضلهم»رواه أحمد في كتاب فضائل عليّ عليه السّلام (5).

الخبر التاسع عشر: «أعطيت في عليّ خمسا هنّ أحبّ إليّ من الدنيا و ما فيها أمّا واحدة فهو بمكاني (6)بين يدي اللّه عزّ و جلّ حتّي يفرغ من حساب الخلائق و أمّا الثانية فلواء الحمد بيده آدم

ص: 142


1- شرح نهج البلاغة:171/9.
2- شرح نهج البلاغة:171/9.
3- شرح نهج البلاغة:172/9.
4- شرح نهج البلاغة:172/9.
5- شرح نهج البلاغة:172/9.
6- في المصدر:فهو كاب.

و من ولد تحته،و أمّا الثالثة فواقف علي عقر حوضي يسقي من عرف من أمّتي،و أمّا الرابعة فساتر عورتي و مسلّمني إلي ربّي و أمّا الخامسة فإنّي لست أخشي عليه أن يعود كافرا بعد إيمان و لا زانيا بعد إحصان»رواه أحمد في كتاب الفضائل (1).

الخبر العشرون: كانت لجماعة من الصحابة أبواب شارعة في مسجد الرّسول صلّي اللّه عليه و آله فقال عليه السّلام يوما:

«سدّوا كلّ باب في المسجد إلاّ باب عليّ فسدت»فقال في ذلك قومه حتّي بلغ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقام فيهم[فقال]:«إنّ قوما قالوا في سدّ الأبواب و تركي باب عليّ إنّي ما سددت و لا فتحت و لكنّي أمرت بأمر فاتّبعته»رواه أحمد في المسند مرارا و في كتاب الفضائل (2).

الخبر الحادي و العشرون: دعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا في غزوة الطائف فانتجاه و أطال نجواه حتّي كره قوم من الصّحابة ذلك فقال قائل منهم لقد أطال اليوم نجوي ابن عمّه فبلغه صلّي اللّه عليه و آله ذلك فجمع منهم قوما ثمّ قال:«إنّ قائلا قال لقد أطال اليوم نجوي ابن عمّه أما إنّي ما انتجيته و لكن اللّه انتجاه» رواه أحمد في المسند (3).

الخبر الثاني و العشرون: «أخصّمك يا عليّ بالنبوّة فلا نبوّة بعدي و تخصم الناس بسبع لا يجادل فيها أحد من قريش أنت أولهم إيمانا و أوفاهم بعهد اللّه و أقومهم بأمر اللّه و أقسمهم بالسّوية و أعدلهم في الرّعية و أبصرهم بالقضيّة و أعظمهم عند اللّه مزيّة»رواه أبو نعيم الحافظ في حليّة الأولياء (4).

الخبر الثالث و العشرون: قالت يعني فاطمة:«زوّجتني فقيرا لا مال له».

فقال:«زوّجتك أقدمهم سلما و أعظمهم حلما و أكثرهم علما ألا تعلمين أنّ اللّه اطلع إلي الأرض اطلاعة فاختار منها أباك ثمّ اطلع إليها ثانية فاختار منها بعلك»رواه أحمد في المسند (5).

الخبر الرابع و العشرون: لمّا أنزل إِذا جاءَ نَصْرُ اللّهِ وَ الْفَتْحُ (6) بعد انصرافه عليه السّلام من غزوة حنين جعل يكثر من سبحان اللّه و استغفر اللّه ثمّ قال:«يا عليّ إنّه قد جاء ما وعدت به جاء الفتح و دخل الناس في دين اللّه أفواجا و إنّه ليس أحد أحقّ منك بمقامي لقدمك في الإسلام و قربك منّي و صهرك و عندك سيّدة نساء العالمين و قبل ذلك ما كان من بلاء أبي طالب عندي حين نزل القرآن فأنا حريص علي أن أراعي ذلك لولده»رواه أبو إسحاق الثّعلبي في تفسير القرآن (7).

ثمّ قال ابن أبي الحديد عقيب هذه الأخبار و أعلم أنّا إنّما ذكرناه هذه الأخبار هاهنا لأنّ كثيرا من

ص: 143


1- شرح نهج البلاغة:172/9.
2- شرح نهج البلاغة:173/9.
3- شرح نهج البلاغة:173/9.
4- شرح نهج البلاغة:173/9.
5- شرح نهج البلاغة:174/9.
6- سوره 110 - آيه 1
7- شرح نهج البلاغة:174/9.

المنحرفين عنه عليه السّلام إذا مرّوا علي كلامه في نهج البلاغة و غيره المتضمّن التحدّث بنعمة اللّه عليه من اختصاص الرسول صلّي اللّه عليه و آله و تمييزه إيّاه عن غيره ينسبونه إلي التيه و الزّهو و الفخر،و لقد سبقهم بذلك قوم من الصّحابة قيل لعمر رضي اللّه عنه:ولّ عليّا أمر الجيش و الحرب،فقال:هو أتيه من ذلك،و قال زيد ابن ثابت:ما رأينا أزهي من عليّ و أسامة.فأردنا بإيراد هذه الأخبار هاهنا عند شرح قوله عليه السّلام:نحن الشعار و الأصحاب و نحن الخزنة و الأبواب،أن ننبه علي عظم منزلته عند الرّسول صلّي اللّه عليه و آله و أنّ من قيل في حقّه ما قيل لو رقي إلي السماء و عرج في الهواء و فخر علي الملائكة و الأنبياء تعظما و تبجّحا لم يكن ملوما بل كان بذلك جديرا فكيف و هو عليه السّلام لم يسلك قط مسلك التعظيم و التكبير في شيء من أقواله و أفعاله و كان ألطف البشر خلقا و أكرمهم طبعا و أشدّهم تواضعا و أكثرهم احتمالا و أحسنهم بشرا و أطلقهم وجها حتّي نسبه من نسبه إلي الدّعابة و المزاح و هما خلقان ينافيان التكبّر و الاستطالة،و إنّما كان يذكر أحيانا ما يذكر من هذا النّوع نفثة مصدور و شكوي مكروب و تنفس مهموم و لا يقصد به إذا ذكره إلاّ شكر النعمة و تنبيه الغافل علي ما خصّه اللّه به من الفضيلة فإنّ ذلك من باب الأمر بالمعروف،و الحضّ علي اعتقاد الحق و الصواب في أمره،و النهي عن المنكر الذي هو تقديم غيره عليه في الفضل،فقد نهي اللّه سبحانه عن ذلك فقال أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَي الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاّ أَنْ يُهْدي فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (1) (2).

و قال ابن أبي الحديد في موضع من الشّرح:و أمّا فضائله عليه السّلام فإنّها قد بلغت من العظم و الانتشار مبلغا يسمج معه التعرّض لذكرها و التصدّي لتفصيلها فصارت كما قال أبو العيناء لعبيد اللّه بن يحيي ابن خاقان وزير المتوكّل و المعتمد رأيتني فيما أتعاطي من وصف فضلك كالمخبر عن ضوء النهار الباهر و القمر الزّاهر الّذي لا يخفي علي الناظر فأيقنت أنّي حيث انتهي بي القول منسوب إلي العجز مقصر عن الغاية فانصرفت عن الثّناء عليك إلي الدّعاء لك و وكلت الأخبار عنك إلي علم الناس بك.

فما أقول في رجل أقرّ له أعداؤه و خصومه بالفضل و لا يمكنهم جحد مناقبه و لا كتمان فضائله فقد علمت أنّه استولي بنو أميّة علي سلطان الإسلام في مشرق الأرض و غربها،و اجتهدوا بكل حيلة في إطفاء نوره و التحريض عليه و وضع المعايب و المثالب له و لعنوه علي جميع المنابر، و توعدوا مادحيه بل حبسوهم و قتلوهم و منعوا من رواية حديث يتضمّن له فضيلة أو ترفع له ذكرا حتّي حظروا أن يسمّي أحد باسمه،فما زاده ذلك إلاّ رفعة و سموّا،و كان كالمسك كلّما ستر انتشر

ص: 144


1- سوره 10 - آيه 35
2- شرح نهج البلاغة:174/9،و الآية في سورة يونس:35.

عرفه و كلّما كتم تضوّع نشره،و كالشمس لا تستر بالرّاح و كضوء النهار إن حجبت عنه عين واحدة أدركته عيون كثيرة أخري،و ما أقول في رجل تعزي إليه كلّ فضيلة و تنتمي إليه كل فرقة و تتجاذبه كلّ طائفة فهو رئيس الفضائل و ينبوعها و أبو عذرها و سابق مضمارها و مجلي حلبتها كلّ من برع فيها بعده فمنه أخذ و له اقتفي و علي مثاله احتدي،و قد عرفت أنّ أشرف العلوم هو العلم الإلهيّ لأنّ شرف العلم بشرف المعلوم و معلومه أشرف الموجودات فكان هو أشرف العلوم و من كلامه عليه السّلام اقتبس و عنه نقل و إليه انتهي و منه ابتدأ،فإنّ المعتزلة الّذين هم أهل التوحيد و العدل و أرباب النظر و منهم تعلّم الناس هذا الفنّ تلامذته و أصحابه لأنّ كبيرهم و أصل بن عطاء تلميذ أبي هاشم عبد اللّه بن محمّد بن الحنفيّة و أبو هاشم تلميذ أبيه و أبوه تلميذه عليه السّلام ثمّ ساق ابن أبي الحديد كلامه برجوع علماء أهل الإسلام و فقهائهم إلي أمير المؤمنين عليه السّلام (1).

و قد أنصف الشافعي محمّد بن إدريس إذ قيل له ما تقول في عليّ فقال و ما ذا أقول في رجل أخفت أولياؤه فضائله خوفا و أخفت أعداؤه فضائله حسدا و شاع من بين ذين ما ملاء الخافقين. (2)

كتاب ابن مردويه قال نافع بن الأزرق لعبد اللّه بن عمر إنّي أبغض عليّا فقال أبغضك اللّه أ تبغض رجلا سابقة من سوابقه خير من الدنيا و ما فيها. (3)

أقول:نافع بن الأزرق هو مولي عمر بن الخطاب خارجي و عبد اللّه بن عمر مخالف لأمير المؤمنين عليه السّلام ناصبي.

السادس: أبو المؤيّد موفّق بن أحمد قال:أخبرنا الشيخ الإمام برهان الدين أبو الحسن عليّ بن الحسين الغزنوي بمدينة السلام في داره سلخ ربيع الأوّل من سنّة أربع و أربعين و خمسمائة،أخبرنا الشيخ الإمام أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الاشعث السّمرقندي،أخبرنا[أبو] القاسم[إسماعيل]بن مسعدة الاسماعيلي في شعبان من سنة اثنتين و تسعين و أربعمائة،أخبرنا أبو القاسم حمزة بن يوسف البهميّ الرّجل الصّالح،أخبرنا أبو أحمد عبد اللّه بن عدي ابن عبد اللّه ابن محمّد الحافظ،أخبرنا أبو عليّ الحسين بن عفير بن حمّاد بن زياد العطّار بمصر،حدّثنا أبو يعقوب يوسف بن عدي بن زريق بن إسماعيل الكوفي التيمي،حدّثنا حرب (4)بن عبد الحميد الضبي،حدّثنا سليمان بن مهران الأعمش ثمّ ساق الحديث حديث الأعمش مع أبي جعفر المنصور العبّاسي و الحديث مذكور في كتب الخاصّة و العامّة قال المنصور يا سليمان ألاّ أخبرتني

ص: 145


1- شرح نهج البلاغة:16/1.
2- راجع وقائع الأيام للخياباني:474/3،و حلية الأبرار:136/2.
3- راجع المصنف لابن أبي شيبة:505/7.
4- في المصدر:جرير.

كم من حديث ترويه في فضائل عليّ بن أبي طالب ابن عمّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و صهر النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و زوج حبيبته.

قلت:يسيرا يا أمير المؤمنين.

قال:كم؟

قلت:يسيرا يا أمير المؤمنين.

قال:ويحك كم تحفظ؟

قلت:عشرة آلاف حديث أو ألف حديث فلمّا قلت أو ألف حديث استقلّها فقال ويحك يا سليمان بل هي عشرة آلاف كما قلت أوّلا و ساق الحديث بطوله (1).

ص: 146


1- المناقب:/284ح 279.

الباب العشرون

في سعة فضائل أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام

من طريق الخاصّة و فيه ستّة أحاديث الأوّل: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا أبي رحمه اللّه قال:حدّثنا إبراهيم بن عمروس الهمداني بهمدان قال:حدّثنا أبو عليّ الحسن بن إسماعيل القحطبي قال:حدّثنا سعيد بن الحكم بن أبي مريم عن أبيه عن الاوزاعي عن يحيي[بن]أبي كثير[عن]عبد اللّه بن مرّة عن سلمة بن قيس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«عليّ في السماء السابعة كالشمس بالنهار في الأرض و في السماء الدنيا كالقمر بالليل في الأرض أعطي اللّه عليّا من الفضل جزء لو قسّم علي أهل الأرض لوسعهم و اعطاه من الفهم جزء لو قسّم علي أهل الأرض لوسعهم شبهت لينه بلين لوط و خلقه بخلق يحيي و زهده بزهد أيّوب و سخاءه بسخاء إبراهيم و بهجته ببهجة سليمان بن داود و قوّته بقوّة داود له اسم مكتوب علي كلّ حجاب في الجنّة بشّرني به ربّي و كانت له البشارة عندي عليّ محمود عند الحق مزكي عند الملائكة و خاصّتي و خالصتي و ظاهرتي و مصباحي و جنتي و رفيقي آنسني به ربّي فسألت ربّي أن لا يقبضه قبلي و سألته أن يقبضه شهيدا دخلت الجنّة فرأيت حور عليّ أكثر من ورق الشجر و قصور عليّ بعدد البشر،عليّ منّي و أنا من علي من تولّي عليّا فقد تولاّني حبّ عليّ نعمة و اتّباعه فضيلة دانت به الملائكة و حفّت به الملائكة (1)الصّالحون لم يمش علي الأرض ماش بعدي إلاّ كان هو أكرم منه عزّا و فخرا و منهاجا،لم يكن قط عجولا و لا مسترسلا لفساد و لا منعقدا حملته الأرض فأكرمته لم يخرج من بطن انثي بعدي أحد كان أكرم خروجا منه و لم ينزل منزلا إلاّ كان مأمونا أنزل اللّه عليه الحكمة و ردّاه بالفهم تجالسه الملائكة و لا يراها و لو أوحي إلي أحد بعدي لأوحي إليه،فزيّن اللّه به المحافل و أكرم به العساكر و أخصب به البلاد و أعزّ به الأجناد مثله كمثل بيت اللّه الحرام يزار و لا يزور،و مثله كمثل القمر إذا طلع أضاء الظّلمة و مثله كمثل الشمس إذا طلعت أنارت،وصفه اللّه تعالي في كتابه و مدحه بآياته و وصف فيه آثاره و أجري منازله فهو الكريم حيّا و الشهيد ميّتا» (2).

ص: 147


1- في المصدر:الجن.
2- أمالي الصدوق:/57مجلس /2ح 7.

الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا عليّ بن محمّد بن موسي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيي بن زكريّا القطّان قال:حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال:حدّثنا عبد الرّحيم بن عليّ بن سعيد الجبلي قال:حدّثنا الحسن بن نصر الخزاز قال:حدّثنا عمر بن طلحة عن اسباط بن نصر عن سمّاك بن حرب عن سعيد بن جبير قال:أتيت عبد اللّه بن عبّاس فقلت له:يا ابن عمّ رسول اللّه إنّي جئتك أسألك عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و اختلاف الناس فيه،فقال ابن عبّاس:يا ابن جبير جئتني تسألني عن خير خلق اللّه من الأمّة بعد محمّد نبي اللّه،جئتني تسألني عن رجل كانت له ثلاثة آلاف منقبة في ليلة واحدة،و هي ليلة القربة،يا ابن جبير جئتني تسألني عن وصيّ رسول اللّه و وزيره و خليفته و صاحب حوضه و لوائه و شفاعته،و الّذي نفس ابن عبّاس بيده لو كانت بحار الدنيا مدادا و أشجارها أقلاما و أهلها كتابا فكتبوا مناقب عليّ بن أبي طالب و فضائله من يوم خلق اللّه عزّ و جلّ الدنيا إلي أن يفنيها ما بلغوا معشار ما أتاه اللّه تبارك و تعالي. (1)

الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا محمّد بن إبراهيم ابن إسحاق قال:حدّثني عبد العزيز بن يحيي البصري عن يحيي البصري قال:حدّثنا محمّد بن زكريا الجوهري عن محمّد بن عمارة عن أبيه عن الصّادق جعفر بن محمّد عن أبيه محمّد بن عليّ عن آبائه الصّادقين عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إنّ اللّه تبارك و تعالي جعل لأخي عليّ بن أبي طالب فضائل لا يحصي عددها إلاّ اللّه فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرّا بها غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر و لو وافي يوم القيامة بذنوب الثّقلين،و من كتب فضيلة من فضائل عليّ بن أبي طالب لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم، و من استمع إلي فضيلة من فضائله غفر اللّه له الذنوب الّتي اكتسبها بالاستماع و من نظر إلي كتابة في فضائله غفر اللّه له الذّنوب الّتي اكتسبها بالنظر».

ثمّ قال رسول اللّه عليه السّلام:«النّظر إلي عليّ ابن أبي طالب عباده و ذكره عبادة و لا يقبل إيمان عبد إلاّ بولايته و البراءة من أعدائه» (2).

الرابع: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو الحسن محمّد بن محمد بن محمّد عن مخلّد قال:

حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عمر بن البختري البزّاز املاء في ذي الحجّة سنة سبع عشرة و أربعمائة في داره درب السلولي في القطيعة قال:أخبرنا الرّزاز قال:حدّثنا محمّد بن عبد الملك الدقيقي قال:حدّثنا يزيد بن هارون قال:أخبرنا فطر قال:سمعت أبا الطفيل يقول قال بعض أصحاب النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لقد كان لعليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه من السّوابق ما إن لو سابقة منها قسمت بين

ص: 148


1- أمالي الصدوق:/651مجلس /82ح 15.
2- أمالي الصدوق:/201مجلس /28ح 10.

الخلائق لوسعتهم خيرا (1).

الخامس: كتاب الشيخ البرسي قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،لو كانت البحار مدادا و الرياض أقلاما و السماوات صحفا و الانس و الجن كتابا لنفذ المداد و كلّت الثّقلان أن يكتبوا معشار عشر فضائل عليّ عليه السّلام إمام يوم الغدير و كيف يكتبون و أنّي يهتدون (2).

السادس: البرسي أيضا في كتابه في حديث مفاخرة أمير المؤمنين عليه السّلام و ابنه الحسين عليه السّلام بمحضر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد ذكر أمير المؤمنين من فضائله الكثيرة حذفناها للاختصار قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله في آخر الحديث للحسين عليه السّلام:«اسمعت يا أبا عبد اللّه ما قاله أبوك و هو عشر عشير معشار ما قاله أبوك من فضائله من ألف ألف فضيلة و هو فوق ذلك أعلي». (3)

فائدة:ذكر البرسي في كتابه عن ابن عبّاس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لا يعذب اللّه هذا الخلق إلاّ بذنوب العلماء الّذين يكتمون الحقّ من فضل عليّ و عترته ألا و انّه لم يمش فوق الأرض بعد النبيّين و المرسلين أفضل من شيعة عليّ و محبّيه الّذين يظهرون أمره و ينشرون فضله أولئك تغشاهم الرحمة و تستغفر لهم الملائكة و الويل كلّ الويل لمن يكتم فضائله و ينكر أمره فما أصبرهم علي النار» (4).

محمّد بن يعقوب عن أحمد بن عليّ المستورد النخعي عن من رواه عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:

«إنّ الملائكة الّذين في السماء الدّنيا ليطّلعون إلي الواحد و الاثنين و الثلاثة و هم يذكرون فضل آل محمد عليه السّلام فيقولون ما ترون هؤلاء في قلتهم و كثرة عدوّهم يصفون فضل آل محمّد فتقول الطائفة الأخري ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء و اللّه ذو الفضل العظيم» (5).

عن وابل عن نافع عن أمّ سلمة أمّ المؤمنين(رضي اللّه عنها)قالت سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:

«ما من قوم اجتمعوا يذكرون فضل محمّد و عليّ بن أبي طالب و أهل بيته إلاّ هبطت ملائكة من السماء يحفون بهم فإذا تفرقوا عرجت الملائكة إلي السماء فتقول الملائكة إنّا نشمّ منكم رائحة ما شمّمناها و لا رائحة أطيب منها فيقولون:إنّا كنّا قعودا عند قوم يذكرون فضل محمّد و آل محمّد فعبق بنا من ريحهم فيقولون اهبطوا بنا إلي المكان الّذي كانوا فيه فيقولون انّهم تفرقوا» (6).

البرسيّ قال روي ميسر عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: «ما تقول يا ميسر فيمن لم يعص اللّه طرفة عين

ص: 149


1- أمالي الطوسي:/391مجلس /14ح 7.
2- مشارق الأنوار:111.
3- نقله في حلية الأبرار عن البرسي و لم نجده في مشارق الأنوار المطبوع،حلية الأبرار:126/2.
4- مشارق الأنوار:151.
5- أصول الكافي:/187/2باب تذاكر الاخوان/ح 4.
6- الروضة في المعجزات و الفضائل:151.

في أمره و نهيه لكنّه ليس منّا و يجعل هذا الأمر في غيرنا»قال ميسر و ما أقول و أنا بحضرتك يا سيّدي فقال:«هو في النار»ثمّ قال:«فما تقول فيمن يدين اللّه[بما تدين]و يبرأ من أعدائنا لكن به من الذنوب ما بالناس غير أنّه يجتنب الكبائر».

قال:فقلت:و ما أقول يا سيّدي و أنا بحضرتك؟

فقال:«إنّه في الجنّة و إنّ اللّه قد ذكر ذلك في آية من كتابه فقال: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ (1) :و هو حبّ فرعون و هامان نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَ نُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً (2) :و هو حبّ عليّ» (3).

ص: 150


1- سوره 4 - آيه 31
2- سوره 4 - آيه 31
3- مشارق الأنوار:151.

الباب الحادي و العشرون

في أنّ امير المؤمنين عليه السّلام أوّل من أسلم و صلّي مع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله

من طريق العامّة و فيه سبعة و أربعون حديثا.

الأوّل: من مسند أحمد بن حنبل روي عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال:حدّثني أبي قال:

حدّثنا عبد الرّزاق قال:حدّثني معمّر،و أخبرني عثمان الجدري عن مقسم عن ابن عباس أنّ عليّا عليه السّلام أوّل من أسلم. (1)

الثاني: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال:حدّثني أبي قال:أخبرنا عبد الرّزاق قال:حدّثنا معمّر عن قتادة عن الحسن و غيره أنّ عليّا أوّل من أسلم بعد خديجة. (2)

الثالث: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال:حدّثنا محمّد بن جعفر قال:حدّثنا شعبة عن سلمة بن كهيل قال:سمعت حبّة العرني يقول:سمعت عليّا عليه السّلام يقول:«أنا أوّل من صلّي مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله». (3)

الرابع: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا محمّد بن جعفر قال:

حدّثنا شعبة عن عمر بن مرّة عن أبي حمزة عن زيد بن أرقم قال أوّل من صلّي مع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله عليّ عليه السّلام (4).

الخامس: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا يزيد بن هارون قال:

أخبرنا شعبة عن سلمة بن كهيل قال:سمعت حبّة العرني يقول:سمعت عليّا عليه السّلام يقول:«أنا أوّل رجل صلّي مع رسول اللّه». (5)

السادس: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثني أبي قال:أخبرنا يزيد بن هارون قال:أخبرنا

ص: 151


1- فضائل الصحابة لابن حنبل:/589/2ح 997.
2- فضائل الصحابة لابن حنبل:/590/2ح 998.
3- فضائل الصحابة لابن حنبل:/590/2ح 999.
4- فضائل الصحابة لابن حنبل:/590/2ح 1000.
5- فضائل الصحابة لابن حنبل:/591/2ح 1003.

شعبة عن عمر بن مرّة قال:سمعت أبا حمزة يحدث عن زيد بن أرقم قال أوّل من صلّي مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّ عليه السّلام. (1)

السابع: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا إبراهيم قال:حدّثنا أبو الوليد قال:حدّثنا شعبة عن عمر يعني بن مرّة قال:سمعت أبا حمزة يقول:سمعت زيد بن أرقم يقول أوّل من صلّي مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّ بن أبي طالب. (2)

الثامن: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا أبو الفضل الخراساني قال:حدّثنا أبو غسّان عن إسرائيل عن جابر عن عبد اللّه ابن نجي عن عليّ عليه السّلام قال:«صلّيت مع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله ثلاث سنين قبل أن يصلّي معه أحد». (3)

التاسع: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:سمعت محمّد بن عليّ بن الحسن بن سفيان قال:

سمعت أبي قال:حدّثنا أبو حمزة عن جابر الجعفي عن عبد اللّه بن نجي قال:سمعت عليّا عليه السّلام يقول:«لقد صلّيت مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثلاث سنين قبل أن يصلّي معه أحد من الناس» (4).

العاشر: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا[أبو]الجهم الأزرق بن عليّ و داود بن عمرو قالا حدّثنا حسان بن إبراهيم،حدّثنا محمّد بن سلمة عن أبيه عن حبّة العرني قال رأيت عليّا عليه السّلام يضحك يوما[ضحكا]لم أره ضحك أكثر منه حتّي بدت نواجده قال:«بينا أنا مع رسول اللّه»و ذكر الحديث ثمّ قال:«اللّهمّ إنّي لا أعرف أنّ عبدا لك من هذه الأمّة عبدك قبلي غير نبيّك صلّي اللّه عليه و آله»قال ذلك ثلاث مرّات ثمّ قال:«لقد صلّيت قبل أن يصلّي أحد» (5).

الحادي عشر: ابن المغازلي الشافعي الفقيه الواسطي من كتاب المناقب في قوله اَلسّابِقُونَ السّابِقُونَ (6) قال:أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهاب إجازة،أخبرنا عمر بن عبد اللّه بن شوذب، حدّثنا محمّد بن أحمد بن منصور قال:حدّثنا أحمد بن الحسين قال:حدّثنا زكريّا قال:حدّثنا أبو صالح عن الضّحاك قال:حدّثنا سفين بن عبد اللّه (7)عن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عبّاس في قوله تعالي: وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ (8) قال سبق يوشع بن نون إلي موسي و سبق صاحب يس إلي

ص: 152


1- فضائل الصحابة لابن حنبل:/591/2ح 1004.
2- فضائل الصحابة لابن حنبل:/609/2ح 1040.
3- فضائل الصحابة لابن حنبل:/682/2ح 1165.
4- فضائل الصحابة لابن حنبل:/682/2ح 1166.
5- مسند أحمد:99/1،فضائل الصحابة:/681/2ح 1164.
6- سوره 56 - آيه 10
7- في المصدر:سفيان بن عيينة.
8- سوره 56 - آيه 10

عيسي و سبق عليّ إلي محمّد صلّي اللّه عليه و آله. (1)

الثاني عشر: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان بن الفرج ابن الأزهر البغدادي قدم علينا واسطا قال:أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عرفة بن لؤلؤ قال:

حدّثني عمر بن محمّد الباقلاني قال:حدّثني محمّد بن خلف الحدّاد قال:حدّثني عبد الرحمن بن قيس بن معاوية قال:حدّثني عمر بن ثابت عن بن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن سعيد مولي أبي أيوب عن أبي أيوب الأنصاري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:صلت الملائكة عليّ و علي علي سبع سنين و ذلك أنه لم يصلّ معي أحد غيره (2).

الثالث عشر: المغازلي أيضا قال:أخبرني أبو القاسم عبد الواحد بن عليّ بن العبّاس البزاز قال:

حدّثني أبو القاسم عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد بن أسد البزاز املاء قال:حدّثني أبو مقاتل،حدّثني الحسن بن أحمد بن منصور قال:حدّثني سهل بن صالح المروزي قال:سمعت أبا معمر عبّاد بن عبد الصمد يقول:سمعت أنس بن مالك يقول قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«صلت الملائكة عليّ و علي عليّ سبعا و ذلك انّه لم يرفعه إلي السماء شهادة أن لا إله إلاّ اللّه و أنّ محمّدا عبده و رسوله إلاّ منّي أو منه». (3)

الرابع عشر: ابن المغازلي قال:أخبرنا أبو نصر أحمد بن موسي بن الطحان إجازة عن القاضي أبي الفرج الخيوطي،حدّثني ابن عبادة،حدّثني جعفر بن محمّد الخلدي،حدّثني عبد السلام بن صالح،حدّثني عبد الرّزاق عن الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن عليم بن قعين الكندي عن سلمان قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أوّل الناس ورودا عليّ الحوض أوّلهم إسلاما عليّ ابن أبي طالب». (4)

الخامس عشر: من تفسير الثعلبي قال روي إسماعيل بن اياس بن عفيف عن أبيه عن جده عفيف قال:كنت امرئ تاجرا فقدمت مكّة أيام الحجّ فنزلت علي العبّاس بن عبد المطلب و كان العبّاس لي صديقا و كان يختلف إلي اليمن يشتري لعطر فيبيعه أيام الموسم،فبينما أنا و العبّاس بمني إذ جاء رجل شاب حين حلّقت الشمس في السماء فرمي ببصره إلي السماء ثمّ استقبل

ص: 153


1- مناقب ابن المغازلي:365/197.
2- مناقب ابن المغازلي:/25ح 17.
3- مناقب ابن المغازلي:/26ح 19.
4- مناقب ابن المغازلي:/27ح 22.

الكعبة فقام مستقبلها فلم يلبث حتّي جاء غلام فقام عن يمينه فلم يلبث أن جاءت امرأة فقامت خلفه فركع الشاب و ركع الغلام و المرأة فخرّ الشاب ساجدا فسجدا معه فرفع الشاب و رفع الغلام و المرأة فقلت:يا عبّاس أمر عظيم فقال:أمر عظيم.

فقلت:ويحك ما هذا؟

فقال:هذا ابن أخي محمّد بن عبد اللّه بن عبد المطلب يزعم أنّ اللّه بعثه رسولا،و أنّ كنوز كسري و قيصر ستفتح علي يديه و هذا الغلام ابن أخي عليّ بن أبي طالب و هذه خديجة بنت خويلد زوجته تابعاه علي دينه و أيم اللّه ما علي ظهر الأرض كلّها أحد علي هذا الدين غير هؤلاء.

قال عفيف الكندي:ما أسلم و رسخ الإسلام في قلبه غيرهم يا ليتني كنت رابعا.

و يروي أنّ أبا طالب قال لعليّ أي بني ما هذا الدين الّذي أنت عليه قال:«يا أبت آمنت باللّه و رسوله و صدّقته فيما جاء به و صلّيت معه للّه»و قال له أما أنّ محمّدا لا يدعوا إلاّ إلي خير فالزمه (1).

السادس عشر: الثّعلبي قال روي عبيد اللّه بن محمّد عن العلاء بن منهال بن عمرو عن عبادة بن عبد اللّه قال:سمعت عليّا عليه السّلام يقول:«أنا عبد اللّه و أخو رسوله و أنا الصّدّيق الأكبر لا يقولها بعدي إلاّ كذّاب مفتر صلّيت قبل الناس بسبع سنين» (2).

السادس عشر: موفّق بن أحمد من أعيان علماء العامّة قال:أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن عليّ بن أحمد العاصميّ،أخبرنا إسماعيل بن عليّ الواعظ،أخبرنا والدي أحمد بن الحسين البيهقي،أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطّان ببغداد،أخبرنا عبد اللّه بن جعفر النحويّ،حدّثنا يعقوب بن سفيان،حدّثني عمّار بن الحسين،حدّثني سلمة بن الفضل عن محمّد بن إسحاق قال:

كان أوّل ذكر من الناس آمن برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و صلي معه و صدّق بما جاء به من اللّه عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و هو ابن عشر سنين يومئذ،و كان ممّا أنعم اللّه به علي عليّ بن أبي طالب أنّه كان في حجر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قبل الإسلام قال ابن إسحاق،حدّثني عبد اللّه بن أبي نجيح عن مجاهد بن خير عن أبي الحجّاج قال:و كان من نعمة اللّه علي عليّ بن أبي طالب مما صنع اللّه و أراد به من الخير إنّ قريشا أصابتهم ازمّة شديدة و كان أبو طالب ذا عيال كثيرة فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله للعبّاس عمّه و كان من أيسر بني هاشم:يا عبّاس إن أخاك أبا طالب كثير العيال و قد أصاب الناس ما تري من هذه الأزمة

ص: 154


1- تفسير الثعلبي المخطوط:210.
2- تفسير الثعلبي المخطوط:210.

فانطلق حتّي تخفّف عنه من عياله،فأخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا و ضمّه إليه و لم يزل مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حتّي بعثه اللّه نبيّا و اتّبعه عليّ و آمن به و صدّقه. (1)

الثامن عشر: موفّق بن أحمد بإسناده السّابق عن أحمد بن الحسين يعني البيهقي،أخبرنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ أبو عليّ الحسين بن عليّ الحافظ أبو جعفر محمّد بن عبد الرحمن القرشي،حدّثنا أبو الصلت الهروي،حدّثنا عبد الرّزاق و يحيي بن اليمان قالا:حدّثنا سفيان الثوري،عن سلمة بن كهيل،عن أبي صادق عن عليم بن قيس الكندي،عن سلمان قال:سمعت النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يقول:«أوّل الناس ورودا علي الحوض يوم القيامة أوّلهم إسلاما عليّ بن أبي طالب كرّم اللّه وجه» (2).

التاسع عشر: موفّق بن أحمد قال:أنبأني مهذّب الأئمّة أبو المظفّر عبد الملك بن عليّ بن محمّد الهمداني نزيل بغداد،أخبرنا قيدار (3)بن عبد الرحمن،أخبرنا أحمد بن عبد اللّه،حدّثنا محمّد بن يعقوب،حدّثنا أحمد بن عبد الجبار،حدّثنا يونس بن بكير عن محمّد بن إسحاق قال:

إنّ عليّ بن أبي طالب جاء إلي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فوجده يصلّي فقال عليّ:«ما هذا يا محمّد»فقال:«دين اللّه الّذي اصطفي لنفسه و بعث به رسله و ادعوك إلي اللّه وحده لا شريك له و إلي عبادته و الكفر باللات و العزّي».

فقال له عليّ:«هذا أمر لم أسمع به قبل اليوم و لست بقاض امرا حتّي أحدّث به أبا طالب»فكره رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن يفشي عليه سرّه قبل أن يستعلن أمره.

فقال:«يا عليّ إذا لم تسلم فاكتم»فمكث علي تلك اللّيلة ثمّ إنّ اللّه عزّ و جلّ أوقع في قلب عليّ ابن أبي طالب رضي اللّه عنه الإسلام و أصبح غاديا إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حتّي جاءه فقال:«ما ذا عرضت عليّ يا محمّد»؟

فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«تشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له و تكفر باللاّت و العزّي و تبرأ من الأنداد فدخل عليّ و أسلم فمكث علي يأتيه علي خوف من أبي طالب و كتم علي إسلامه» (4).

العشرون: موفّق بن أحمد أنبأني مهذّب الأئمّة هذا قال:أخبرنا أبو غالب ابن أبي عليّ بن عبد

ص: 155


1- المناقب:/51ح 13-14.
2- المناقب:/52ح 15.
3- في المصدر:قتيبة.
4- المناقب:/52ح 16.

اللّه المستعمل،أخبرنا أبو محمّد الحسن ابن عليّ بن محمّد عن الحسن المقنعي،حدّثنا أبو عمرو محمّد بن العبّاس بن محمّد بن زكريّا بن حيويه،حدّثنا أبو عبيد بن محمّد بن أحمد بن المؤمّل الصّيرفي،حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن يزيد،حدّثنا عبد اللّه بن عبد الجبار اليماني،حدّثنا إبراهيم بن أبي يحيي عن سهيل بن أبي صالح عن عكرمة عن ابن عبّاس رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«صلّت الملائكة عليّ و علي عليّ بن أبي طالب سبع سنين».

قالوا:و لم ذلك يا رسول اللّه؟

قال:«لم يكن معي من أسلم من الرجال غيره» (1).

الحادي و العشرون: موفّق بن أحمد أخبرني الشيخ الإمام شهاب الدين أفضل الحفّاظ أبو النجيب سعد بن عبد اللّه بن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي فيما كتب إليّ من همدان قال:

أخبرنا الحافظ أبو عليّ الحسن بن أحمد بن الحسن الحدّاد بأصبهان فيما أذن إلي في الرّواية عنه، أخبرنا الشيخ الأديب أبو يعلي عبد الرّزاق بن عمر بن إبراهيم الطّهراني سنة ثلاث و سبعين و أربعمائة،أخبرنا الإمام الحافظ طراز المحدّثين أبو بكر أحمد بن موسي بن مردويه الأصبهاني، حدّثنا أبو النجيب سعد بن عبد اللّه الهمداني،و أخبرنا الحافظ سليمان بن إبراهيم الأصبهاني في كتابه إليّ من اصبهان سنة ثمان و ثمانين و أربعمائة عن أبي بكر بن مردويه،حدّثنا سليمان بن أحمد بن منصور سجّادة،حدّثنا سهل بن صالح المروزي و حدّثنا محمّد بن عبد الرحمن،حدّثنا الحسن بن عليّ البصري،حدّثنا كامل بن طلحة قالا:حدّثنا عباد بن عبد الصّمد أبو معمر قال:

سمعت أنس ابن مالك يقول قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«صلّت الملائكة عليّ و علي عليّ سبع سنين و ذلك أنّه لم ترفع شهادة أن لا إله إلاّ اللّه إلي السماء إلاّ منّي و من عليّ» (2).

الثاني و العشرون: موفق بن أحمد أخبرني الإمام العلاّمة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي،أخبرنا الأستاد الأمين أبو الحسن عليّ بن الحسين بن مدرك الرازي، أخبرنا الحافظ أبو سعيد بن إسماعيل بن الحسن السّمان،حدّثنا محمّد بن عبد الواحد الخزاعي لفظا،أخبرني أبو محمّد عبد اللّه بن سعيد الأنصاري،حدّثنا أبو محمّد عبد اللّه بن اردان الخيّاط

ص: 156


1- المناقب:/53ح 17.
2- المناقب:/53ح 18.

السّرائري (1)،حدّثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري وصيّ المأمون،حدّثني أمير المؤمنين الرشيد عن أبيه عن جدّه عن عبد اللّه بن العبّاس رضي اللّه عنه قال:سمعت عمر بن الخطّاب و عنده جماعة فتذاكروا السّابقين إلي الإسلام.

فقال عمر:أمّا عليّ فسمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول فيه ثلاث خصال لوددت أن لي واحدة منهنّ و كانت أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشمس كنت أنا و أبو عبيدة و أبو بكر و جماعة من أصحابه إذ ضرب النبيّ صلّي اللّه عليه و آله منكب عليّ رضي اللّه عنه فقال له:«يا عليّ أنت أوّل المؤمنين إيمانا و أوّل المسلمين إسلاما و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي» (2).

الثالث و العشرون: موفّق بن أحمد،أخبرنا الإمام سيّد الحفّاظ شهردار بن شيرويه بن شهردار الدّيلمي فيما كتب إليّ من همدان،أخبرنا محمود بن إسماعيل،أخبرنا أحمد بن فاذ شاه،أخبرنا الطبراني عن الحسين بن إسحاق التستري عن الحسين أبي السّري العسقلاني عن حسين الاشقر عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عبّاس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«السّبق ثلاثة:

السّابق إلي موسي يوشع بن نون،و السّابق إلي عيسي صاحب يس،و السّابق إلي محمّد صلّي اللّه عليه و آله عليّ ابن أبي طالب» (3).

الرابع و العشرون: موفّق بن أحمد قال:أخبرني سيّد الحفّاظ شهردار هذا،أخبرنا عبدوس بن عبد اللّه بن عبدوس الهمداني في كتابه،حدّثنا الشّريف أبو طالب عن عليّ بن مردويه الحافظ، حدّثنا عبيد اللّه بن جعفر،حدّثنا يحيي بن حاتم العسكري،حدّثنا بشر بن مهران،حدّثنا شريك عن عثمان بن المغيرة عن يزيد بن وهب عن عبد اللّه بن مسعود قال:أنّ أوّل شيء علمته من أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنّي قدمت مكّة في عمومة لي فأرشدونا علي العبّاس بن عبد المطلب قدس اللّه روحه فانتهينا إليه و هو جالس إلي زمزم فجلسنا إليه فبينا نحن عنده إذا أقبل رجل من باب الصّفا أبيض تعلوه حمرة له وفرة جعدة إلي انصاف أذنيه أقني الانف برّاق الثنايا ادعج العينين كثّ اللحية رقيق المسربة شثن الكفين حسن الوجه معه مراهق أو محتلم تقفوه امرأة قد تسترت محاسنها حتّي قصد نحو الحجر فاستلمه ثمّ استلم الغلام ثمّ استلمته المرأة ثمّ طاف بالبيت سبعا و الغلام و المرأة

ص: 157


1- في المصدر:ادران الخياط الشيرازي.
2- المناقب:/54ح 19.
3- المناقب:/55ح 20.

معه يطوفان فقلنا:يا أبا الفضل إن هذا الدين لم نكن نعرفه فيكم أو شيء حدث فقال:هذا ابن أخي محمّد بن عبد اللّه و الغلام عليّ بن أبي طالب و المرأة زوجته خديجة بنت خويلد ما علي وجه الأرض أحد يعبد اللّه بهذا الدين إلاّ هؤلاء الثلاثة (1).

الخامس و العشرون: موفّق بن أحمد،أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الفرج الحسن بن عليّ بن أحمد العاصمي،أخبرنا القاضي زين الإسلام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ،أخبرنا والدي شيخ السّنّة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي،أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن فورك،أخبرنا عبد اللّه بن جعفر الأصبهاني،حدّثنا يونس بن حبيب،حدّثنا أبو داود الطّيالسي،حدّثنا شعبة أخبرني عمرو بن مرّة قال:سمعت أبا حمزة عن زيد ابن أرقم قال:أوّل من صلّي مع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله عليّ ابن أبي طالب رضي اللّه عنه. (2)

السادس و العشرون: موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين الحافظ هذا،أخبرنا أبو الحسين محمّد بن عليّ خشيش المقرئ بالكوفة،حدّثنا أبو جعفر بن رحيم،حدّثنا أحمد بن حازم،حدّثنا عبيد اللّه بن موسي،حدّثنا سفيان و شعبة عن سلمة بن كهيل عن حبّة العرني قال:

سمعت عليّا رضي اللّه عنه يقول:«أنا أوّل من أسلم». (3)

السابع و العشرون: موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين هذا،أخبرنا أبو الحسين ابن الفضل،أخبرنا عبد اللّه بن جعفر،حدّثنا يعقوب بن سفيان،حدّثنا يحيي بن عبد الحميد، حدّثنا عليّ بن هاشم عن محمّد بن عبيد اللّه بن أبي رافع عن أبيه عن جدّه أبي رافع قال:صلّي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أوّل يوم الاثنين وصلت خديجة آخر يوم الاثنين و صلّي عليّ يوم الثلاثاء من الغدو صلّي مستخفيا قبل أن يصلّي مع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أحد سبع سنين و أشهر،قال رضي اللّه عنه:هذا الحديث إن صحّ فتأويله أنّه صلي سبع سنين مع النبيّ قبل جماعة تأخرت في إسلامها لأنّه صلي سبع سنين قبل عبد الرحمن بن عوف و عثمان و سعد بن أبي وقاص و غيرهم و طلحة و الزبير فإنّ هذه المدّة الّتي بين إسلام هؤلاء و إسلام عليّ عليه السّلام لا تمتدّ إلي هذه الغاية عند أصحاب التواريخ كلّهم. (4)

*يقول محقق هذه الأوراق:ورد في مختلف المصادر التصريح بذلك علي عدة ألفاظ و إليك نموذجه مع تفصيل مهمّ:

ص: 158


1- المناقب:/55ح 21.
2- المناقب:/56ح 22.
3- المناقب:/57ح 23.
4- المناقب:/57ح 24.

عليّ أوّل من أسلم و جاء ذلك بعده ألسنة منها:

«أوّل من أسلم عليّ-عليّ أوّل من أسلم»«أوّلهم إسلاما»:

رواه كلّ من:زيد بن أرقم (1)،و حبة العرني (2)،و جابر (3)،و الحارث (4)،و ابن عباس (5)،و أبي هريرة (6)، و عليّ عليه السّلام (7)،و مالك بن الحويرث (8)،و أبي موسي الأشعري (9)،و عفيف الكندي (10)،و سعد بن أبي وقاص (11)،و عمر (12)،و سلمان و المقداد و أبي سعيد و خباب و أبي ذر (13)،و أبي رافع و بريدة (14)،و أنس (15)، و عمرو ابن ميمونة (16)،و محمد بن أبي بكر (17)،و الحسن عليه السّلام (18)،و ابن اسحاق (19)،و الكلبي (20)،و أبي

ص: 159


1- مسند أحمد:367/4-371 ط.م و 499/5 ط.ب،و صحيح الترمذي:342/5 ط.دار الحديث و 301/2 ط.مصر،و الطبقات الكبري:15/3 ترجمة عليّ،و اسد الغابة:17/4،و كنز العمال:144/13 ح 36451،و تاريخ الطبري:55/2،و خصائص النسائي: 26 ح 3،و الكامل في التاريخ:484/1 ذكر الاختلاف في أوّل من أسلم،و ترجمة عليّ من تاريخ دمشق:75/1 ح 1014،و ذخائر العقبي:58،جواهر المطالب:37/1 باب 4 و أعلام النبوّة:205 باب 12 و الاوائل 30 ح 70.
2- مناقب الخوارزمي:57 ح 23،و مسند أبي حنيفة:247 ط.مصر.
3- الاصابة:183/8 القسم 1 ط.مصر.
4- أسد الغابة:520/5.
5- مستدرك الصحيحين:133/3 مناقبه،و ذخائر العقبي:58،و المسند:373/1 ط.م و 616/1 ط.ب،و الطبقات الكبري:15/3، و المعجم الكبير:77/12 ترجمة ابن عباس ما روي عنه عمرو بن ميمون ح 12593،و شواهد التنزيل:125/1 ح 134،و خصائص النسائي:45 ح 23،و ترجمة عليّ من تاريخ دمشق:74/1 ح 100،و كنز العمال:123/13 ح 36392،و تاريخ الإسلام:624/3، جواهر المطالب:37/1 باب 4 و قال:قال أبو عمر هذا حديث صحيح،و الاوائل 30 ح 70.
6- كنز العمال:605/11 ح 32925.
7- ترجمة علي من تاريخ دمشق:57/1 ح 83،و شواهد التنزيل:334/1 ح 343،مناقب ابن المغازلي:15 ح 20-21.
8- المعجم الكبير:291/19 ترجمته،و ترجمة عليّ من تاريخ دمشق:76/1 ح 102.
9- المستدرك:465/3 مناقب أبي موسي الاشعري من كتاب المعرفة و صححه.
10- المستدرك:183/3 فضائل خديجة من كتاب المعرفة-و صححه الذهبي.
11- المستدرك:500/3 مناقب سعد.
12- ترجمة عليّ من تاريخ دمشق:361/1 ح 401،و ذخائر العقبي:58،و شرح النهج لابن أبي الحديد:230/13 خطبة 238،و مناقب الخوارزمي:55 ح 19 فصل 4.
13- شرح النهج لابن أبي الحديد:230/13 خطبة 238،و المعجم الكبير:84/5 ح 4652 ترجمة زيد بن الحارث،و 265/6 ترجمة سلمان ما روي عنه الكندي،و الإستيعاب:458/2،و المستدرك:136/3 مناقب الامير،و الائمة الاثنا عشر:48.
14- المعجم الكبير:452/22 ترجمة خديجة،و مجمع الزوائد:220/9،و الاوائل:30 ح 70،و الائمة الاثنا عشر:48.
15- المعجم الكبير:411/22 ترجمة فاطمة-تزويجها،و ينابيع المودة:239/1،و صحيح الترمذي:640/5 كتاب المناقب ط.دار الحديث،و شرح النهج لابن أبي الحديد:229/13.
16- مائة منقبة:76 المنقبة 25.
17- مروج الذهب:11/3 ذكر معاوية.
18- ترجمة عليّ من تاريخ دمشق:45/1 ح 65-68،و الاستيعاب:458/2،و الحلية:294/4 ط.مصر 1351.
19- تاريخ الطبري:57/2 ذكر الخبر عمّا كان من امر النبيّ صلّي اللّه عليه و آله.
20- تاريخ الطبري:57/2 ذكر أوّل من أسلم.

اسحاق (1)،و ابن عوف (2)،و عروة و سلمان بن يسار (3)،و المقداد و حبّان و جابر و حسن البصري (4).

-و منها بلسان:«عليّ أقدم أمّتي سلما-أوّلهم أو أقدمهم سلما».

رواه كلّ من:أنس و معقل بن يسار (5)،و الصادق عن آبائه (6)،و جابر (7)،و أبي سعيد (8)و سلمان (9)، و بريدة (10)،و أبي أيوب (11)،و المنصور عن آبائه (12)،و أم سلمة (13)،و عائشة و أسماء (14)،و الأعمش (15)،و الحارث عن عليّ (16).

-و منها بلسان:«أنا الصدّيق الأكبر آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر و أسلمت قبل أن يسلم».

رواه معاذ العدويّة عنه،خرّجه البلاذري و ابن قتيبة في المعارف (17).

-و منها بلسان:«أوّلكم ورودا علي الحوض أوّلكم إسلاما هو عليّ بن أبي طالب».

أخرجه صاحب الفردوس و الحارث و الطبراني و الخطيب و ابن عدي و الحاكم و ابن مردويه و ابن أبي عاصم و القلعي عن سلمان و سفيان الثوري (18).

ص: 160


1- كنز العمال:153/5 ط.مصر،و تاريخ الإسلام:137/1 اسلام السابقين،و المعجم الكبير:94/1 ح 156 ترجمة عليّ-صفته،و كنز العمال:605/11 ح 32927.
2- الفتوح لابن اعثم:217/1 كتاب عليّ لمعاوية(قبل صفين)،و شواهد التنزيل:374/1 ح 343.
3- أعلام النبوّة:205 باب 12.
4- الائمة الاثنا عشر:48
5- تاريخ الإسلام:628/3 عهد الخلفاء-عليّ،و شواهد التنزيل:108/1 ح 122،و المعجم الكبير:230/20 ترجمة معقل ما روي عنه نافع،و المسند:26/5 ط.م و /6ط.ب،و ترجمة عليّ من تاريخ دمشق:254/1 ح 297،و شرح النهج لابن أبي الحديد:227/13 خ 238.
6- شرح النهج لابن أبي الحديد:227/13 خ 238.
7- مائة منقبة:76 المنقبة 25.
8- البيان للكنجي:117 باب 9 تصريح النبيّ بان المهدي من ولد الحسين.
9- كنز العمال:616/11 ح 32991،و كتاب سليم:70 و 93.
10- مناقب الخوارزمي:106 فصل 9 ح 111،و ترجمة عليّ من تاريخ دمشق:263/1 ح 305،و كنز الفوائد:121.
11- مناقب الخوارزمي:112 فصل 9 ح 122.
12- مناقب الخوارزمي:290 ح 279 فصل 19،و ارشاد القلوب:430/2.
13- مناقب الخوارزمي:353 ح 364 فصل 20.
14- فتح الملك العلي:67.
15- مناقب ابن المغازلي:151 ح 188.
16- الذرية الطاهرة:91 ح 83.
17- الكني و الاسماء للدولابي:81/2 من كنيته أبو الفضل،الجوهرة:8،و أنساب الاشراف:379/2،و كنز العمال:164/13 ح 3497، و انساب الاشراف:146/2 ح 146 قبسات من ترجمة عليّ،و كنز الفوائد:339 الفصل العاشر من رسالة التعجب،و ذخائر العقبي: 58،و شرح النهج لابن أبي الحديد:228/13 خ 238،و ترجمة عليّ من تاريخ دمشق:62/1 ح 88،و ينابيع المودة:239/1 باب، و جواهر المطالب:38/1 باب 4.
18- الاوائل:29 ح 67-69،بغية الطلب في تاريخ حلب:1187/3،و المستدرك:136/3،و اسد الغابة:17/4،و مناقب الكلابي:431 ح 10،و المطالب العالية:57/4 ح 3952،و مناقب الخوارزمي:52 ح 15 فصل 4،و جواهر المطالب:38/1 باب 4،و كنز العمال:11- 616/ ح 32991 و 144/13 ح 36452،و ترجمة عليّ من تاريخ دمشق:82/1-85 ح 115،و ينابيع المودة:278-المناقب السبعون -و مناقب ابن المغازلي:16 ح 22،و كنوز الحقائق 410،و الفوائد المجموعة:346 ذكر مناقب عليّ ح 47 و تاريخ بغداد:79/2.

و زاد ابن أبي الحديد و الكراجكي عن أنس:فقال له سلمان قبل أبي بكر و عمر؟

فقال:«قبل أبي بكر و عمر» (1).

-و منها عن عائشة عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«دعي لي أخي فإنّه أوّل الناس بيّ إسلاما» (2).

-و منها عن أنس:«نبيء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم الاثنين و أسلم عليّ من الغد يوم الثلاثاء و صلّي» خرجه ابن عساكر و أبو عمر (3).و نحوه عن حبة عن عليّ (4).و خرّجه الخلعي عن رافع بن خديج (5).

-و منها:«أ ما ترضين أن زوجك أوّل المسلمين اسلاما-الرسول لفاطمة عليها السّلام (6).

و عن محمد بن أبي بكر:..«فكان أوّل من أجاب و أناب و وافق و أسلم و سلّم اخوه و ابن عمّه عليّ بن أبي طالب فصدّقه بالغيب و المكتوم» (7).

و قال محمد القرظي:«عليّ أوّلهم إسلاما» (8).

الاحتجاجات علي أوليّة إسلامه عليه السّلام فأوّل احتجاج لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كان في يوم زواجه (9).

و منها احتجاج عليّ يوم الشوري من علي منبر الكوفة بأوليّة إسلامه و لا معترض (10).

و قال عليه السّلام لعثمان:«بل أنا خير منك و منهما عبدت اللّه قبلهما و بعدهما» (11).

و عن حبّة العوني إنّه سمع عليّا يقول:«اللّهمّ لا أعترف أنّ عبدا لك من هذه الأمّة عبدك قبلي غير نبيّك-ثلاث مرّات-» (12).و منها احتجاجه علي معاوية (13).

ص: 161


1- شرح النهج:117/4 الخطبة 56،و كنز الفوائد:121 فصل في أن امير المؤمنين أوّل بشر سبق الي الإسلام.
2- ترجمة عليّ من تاريخ دمشق:96/1 ح 131.
3- ترجمة عليّ من تاريخ دمشق:50/1 ح 73،و كنز الفوائد:121،و جواهر المطالب:50/1 باب 8.
4- ترجمة عليّ من تاريخ دمشق:52/1 ح 79،و كنز الفوائد:339 فصل 10 من رسالة التعجب.
5- جواهر المطالب:50/1 باب 8.
6- المعجم الكبير:416/22 ترجمة فاطمة ما روي عنها أنس،و ترجمة عليّ من تاريخ دمشق:93/1 ح 127..
7- أنساب الاشراف:3924/2 امر مصر في خلافة عليّ و مقتل محمد بن أبي بكر.
8- الجوهرة:8.
9- الكامل لابن عدي:166/4 رقم الترجمة 1737.
10- شرح النهج:168/6 خطبة 73،و كنز الفوائد:121.
11- كنز الفوائد:122.
12- المسند:99/1 ط.م و 160/1 ط.ب،و ذخائر العقبي:60 ذكر إنّه أوّل من صلّي،و منتخب كنز العمال:40/5،و كنز العمال:365/6 ط.مصر و 126/13 ح 36400 ط.بيروت،و اسد الغابة:17/4 مع تفاوت،و كنز الفوائد:122،و مجمع الزوائد:102/9،و الاستيعاب: 458/2،و القول المسدد:83 الحديث العاشر،و زاد المسلم:36/4.
13- وقعة صفين:89 كتابه الي معاوية.

و منها احتجاج الإمام الحسن عليه السّلام علي معاوية و عمرو و المغيرة،و لم يعترضوا (1).

و منها احتجاج الإمام الحسين عليه السّلام في كربلاء (2).

و منها احتجاج سعد علي رجل شتم عليّا قال:«أ لم يكن أوّل من أسلم،أ لم يكن أوّل من صلّي» (3).

و منها احتجاج جنادة بن قضاعة (4).

و منها احتجاج سعيد بن جبير علي الحجاج (5).

و منها احتجاج ابن عباس المشهور علي من وقع في عليّ (6).

و احتجاجه علي عمر عند محاورته حول الخلافة (7).

و منها احتجاج محمد ابن أبي بكر علي معاوية (8).

و منها احتجاج نعمان بن جبلة علي معاوية قال:و ما وقفت لرشد حين اقاتل علي ملكك ابن عمّ رسول اللّه صلي اللّه عليه و سلم و أوّل مؤمن به (9).

بطلان كون أبو بكر أوّل من أسلم مما تقدّم من الروايات المتواترة يعلم أن أبا بكر لم يكن أوّل من أسلم من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و نزيد هنا طرقا اخري تدلّ علي بطلان هذه المقولة:

أوّلا:ما ورود من روايات أن عليّا عليه السّلام آمن و صلّي قبل الناس بسبع سنين،و تقدّم طرف من ذلك و يأتي عن عباد بن عبد اللّه عن عليّ،و حكيم مولي زاذان،و حبة العرني،و أبي أيوب،و أنس،و أبي هريرة،و أبي رافع،و حبة بن جوين.و هي بألفاظ:«صلّيت قبل الناس بسبع سنين»«لقد صلّت الملائكة عليّ و علي عليّ سبع سنين و ذلك إنّه لم يصلّ معي رجل فيها غيره» (10).

ورود:«صلّت الملائكة عليّ و علي عليّ سبع سنين و ذلك إنّه لم يرفع الي السماء شهادة أن لا إله إلاّ اللّه و أن

ص: 162


1- شرح النهج:288/6 خ 83.
2- الانوار النعمانية:243/3.
3- المستدرك:500/3 مناقب سعد من كتاب المعرفة.
4- تاريخ دمشق:291/11 رقم الترجمة 1085.
5- حلية الاولياء:294/4 ترجمة سعيد بن جبير 275.
6- الرياض النضرة:174/3،و فضائل الصحابة:684/2 ح 1168.
7- تاريخ اليعقوبي:159/2 حياة عمر.
8- -انساب الاشراف:165/3،و وقعة صفين:118 كتابه الي معاوية.
9- مروج الذهب:385/2 ذكر ايام صفين.
10- راجع:صحيح ابن ماجة-المقدمة-44 باب فضل اصحاب الرسول،و الكامل في التاريخ:484/1 ذكر الاختلاف من أوّل من أسلم، و ترجمة عليّ من تاريخ دمشق:61/1 ح 67،و منتخب كنز العمال بهامش المسند:40/5،و شواهد التنزيل:111/1 ح 124، و المسند:616/1 و 160 ط.ب 99 و 373 ط.م،و شرح النهج:229/13 و 230 خطبة 238،و مناقب المغازلي:14 ح 17 و 19،و كنز العمال:122/13 و 126 ح 36400،و كنز الفوائد:125،و خصائص النسائي:29 ح 6.

محمدا رسول اللّه إلاّ منّي و من عليّ» (1).

و في لفظ:«قبل أن يعبده أحد من هذه الأمّة» (2).

و يؤيّد ذلك ما ورد أن أبا بكر أسلم بعد عليّ بسبع سنين (3).

و يؤيّده أيضا ما روي من أن اسلام أبي بكر مع عائشة في وقت واحد،و عائشة ولدت بعد البعثة بخمس سنين؛فيكون عمرها لا أقلّ عند إسلامها سنتين و ذلك تمام السبع سنوات التي أسلم بها أمير المؤمنين قبل أبي بكر (4).

ثانيا:تصريح الروايات بعدم كون أبي بكر أوّل من أسلم:منها ما روي عن محمد بن كعب القرظي عند ما سئل عن أوّل من أسلم عليّ أو أبو بكر؟

قال:«سبحان اللّه عليّ أوّلهما إسلاما،و إنّما اشتبه علي الناس لأن عليّا أخفي إسلامه عن أبي طالب و أبو بكر أسلم و أظهر إسلامه» (5).

قال ابن عبد البرّ في الاستيعاب:الصحيح في أمر أبي بكر أنّه أوّل من أظهر إسلامه،كذلك قال مجاهد و غيره (6).

و قال الحافظ في التقريب:المرجّح أنّه أوّل من أسلم (7).

و من المعلوم أن هذه المسألة إن صحّت،فإنّها تحمل علي اخفائه الإسلام مدّة يوم واحد،كما في رواية أبي رافع:«و صلّي عليّ يوم الثلاثاء مستخفيا» (8).

و بعد ذلك رآه أبو طالب فسر لذلك،و أمر جعفر أن يصلّي الي جنب أخيه.

و روي في ذلك عدّة روايات،و أنشد فيه شعرا (9).

علي أن ابن الأثير روي عن ابن اسحاق:تقدّم إسلام عليّ و زيد،ثمّ أسلم أبو بكر و أظهر إسلامه (10).

و سئل ابن الحنفيّة:أبو بكر كان أوّلهما إسلاما؟

قال:لا (11).

ص: 163


1- كنز الفوائد:125 فصل في كون الامير أوّل بشر أسلم.
2- المستدرك:112/3 ذكر مناقب الامير.
3- كنز الفوائد:124.
4- كنز الفوائد:124.
5- إمتاع الاسماع للمقريزي:17/1،و تاريخ الخميس:286/1 الركن الثاني ذكر أوّل من أسلم،و شرح النهج:118/4 الخطبة 56.
6- شرح النهج:119/4 الخطبة 56.
7- زاد المسلم:217/4.
8- كنز الفوائد:125 فصل في أن عليّ أوّل من أسلم.
9- كنز الفوائد:124.
10- الكامل في التاريخ:485/1 ذكر الاختلاف في أوّل من أسلم.
11- شرح النهج:119/4 الخطبة 56،و تاريخ دمشق:45/30 ترجمة أبو بكر.

و صحّ عن سعد بن أبي وقاص أنّه أسلم قبل أبي بكر أكثر من خمسة (1).

و رواه الطبري بلفظ:خمسين (2).

ثالثا:المتدبّر في التواريخ يدرك أن أنصفه ضميره:أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لم يظهر دعوته إلاّ بعد قريب ثلاث سنوات، قال ابن الأثير:ثمّ إن اللّه تعالي أمر النبيّ صلّي اللّه عليه و آله بعد مبعثه بثلاث سنين أن يصدع بما يؤمر،و كان قبل ذلك في السنين الثلاث مستترا بدعوته لا يظهرها إلاّ لمن يثق به،فكان أصحابه إذا أرادوا الصلاة ذهبوا الي الشعاب فاستخفوا (3).

و عن ابن مسعود:لقد رأيتنا و ما نستطيع أن نصلّ إلي البيت حتّي أسلم عمر (4).

فاين كان إظهار إسلام أبي بكر في هذه المدّة؟و لما ذا لم يستثنه أصحاب التواريخ؟و هم علي أن إسلام أبي بكر كان بعد هذه الثلاث سنين لا أقل.

و ذكر الحاكم أن أوّل من اظهر الإسلام سبعة:رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أبو بكر و عمّار و أمّه سميّة و صهيب و المقداد و بلال (5).

و هذا لا يبيّن متي أظهر أبو بكر إسلامه بل ظاهره إنّه بعد إظهار رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،أي بعد الثلاث سنوات،إذا كان بمعني التجاهر لا مجرّد الشهادة.

إن قيل:كيف يصحّ أن أبا بكر أسلم و اظهر إسلامه،و النبيّ كان قد أعلن إسلامه.

قلنا:هذا أمّا يدلّ علي كذب هكذا روايات،و يثبت إنّ أبا بكر أسلم كما أسلم بقيّة المسلمين.

و أمّا إنّ أبا بكر عند ما أسلم تجاهر بإعلان إسلامه في مجالس قريش،بلا خوف كما في إسلام حمزة.

و أمّا صلاة أبي بكر متجاهرا،فيكذّبه ما روي في عمر عن عبد اللّه قال:«و اللّه ما استطعنا أن نصلّي عند الكعبة ظاهرين حتي أسلم عمر».

و الحديث صحيح عند الحاكم و الذهبي (6).

إلاّ إذا كان المراد تجاهره أمام نسائه و أولاده!

رابعا:إطباق العلماء و أصحاب التواريخ و إجماعهم علي تقديم إسلام عليّ عليه السّلام أمّا علماء الإماميّة و مؤلّفيهم فقد اطبقوا علي ذلك و هو ظاهر.

أمّا علماء العامّة فبملاحظة ما يلي:

ص: 164


1- تاريخ دمشق:45/30 ترجمة أبو بكر،و الصواعق:76 ط.مصر و 115 بيروت فصل 2 من باب 3.
2- تاريخ الطبري:60/2 ذكر أوّل من أسلم.
3- الكامل في التاريخ:486/1 ذكر امر اللّه بنية باظهار دعوته.
4- لوامع الانوار البهية:320/2 فصل في ذكر الصحابة-ذكر الفاروق.
5- المستدرك:349/3 كتاب معرفة الصحابة مناقب المقداد.
6- المستدرك و تلخيصه:83/3 كتاب معرفة الصحابة.

-قال ابن حجر:قال ابن عباس و أنس و زيد بن أرقم و سلمان الفارسي و جماعة[من الصحابة]إنّه أوّل من أسلم،[حتّي]و نقل بعضهم الاجماع عليه (1).

كذا في الصواعق المطبوع و لوامع الأنوار البهيّة.

و في نزل الأبرار للبدخشاني:قال ابن حجر:...هو الأرجح و نقل بعضهم الاجماع عليه (2).

-و قال الحاكم:و لا أعلم خلافا بين أصحاب التواريخ أن عليّ بن أبي طالب أوّلهم إسلاما و إنّما اختلفوا في بلوغه (3).

و قال السفاريني:و نقل الحاكم اتفاق المؤرّخين عليه (4).

و قال ابن الصباغ:أكثر الأقوال و أشهرها أنّه[عليّا]أوّل من أسلم و آمن برسول اللّه صلي اللّه عليه و سلم (5).

و قال ابن أبي الحديد:أكثر أهل الحديث و أكثر المحققين من أهل السيرة رووا إنّه عليه السّلام أوّل من أسلم.

و قال:فدلّ ما ذكرناه أن عليّا أوّل من أسلم،و المخالف في ذلك شاذ،و الشاذ لا يعتدّ به (6).

و قال ابن عبد البر:اتفقوا علي أن خديجة أوّل من آمن باللّه و رسوله و صدّقه فيما جاء به ثمّ عليّ بعدها (7).

و ذكر في ترجمة عليّ ذهاب سلمان و أبي ذر و المقداد و خباب و جابر و أبي سعيد و زيد إلي ذلك (8).

و قال ابن اسحاق:ثمّ أسلم أبو بكر بن أبي قحافة (9).

أي بعد عليّ و زيد بن حارثة.

و قال ابن كثير:الظاهر أن أهل بيته آمنوا قبل كلّ أحد:خديجة و زيد و أم أيمن و عليّ و ورقة (10).

و ذكر الطبري في معرض ذكر قول من قال أن عليّا أوّل من أسلم:قال ابن سعد:قال الواقدي:أجتمع اصحابنا علي أن عليّا أسلم بعد ما تنبئ رسول اللّه بسنة فأقام بمكة ثنتي عشرة سنة،و قال آخرون:أوّل من أسلم من الرجال أبو بكر (11).

ص: 165


1- الصواعق:120 ط.مصر و 185 ط.بيروت الباب التاسع-في اسلام عليّ،و لوامع الانوار البهية للسفريني:338/2 فصل في فضل الصحاب(ة)عليّ،و ما بين المعقودين منه.
2- نزل الابرار للبدخشاني:119 الباب الثاني.
3- الغدير:238/3.
4- لوامع الانوار البهية للسفريني:311/2 تفضيل الصديق.
5- الفصول المهمة:31 تربية النبيّ ص)له.
6- شرح النهج:116/4 و 118 و 125 الخطبة 56.
7- الاستيعاب:457/2،و الغدير:238/3.
8- جواهر العقدين:462 الباب الخامس عشر،و الاستيعاب 1150/3.
9- سيرة ابن هشام:266/1 اسلام أبي بكر ط.مصر الحلبي 1355 و 285 ط.بيروت.
10- الصواعق المحرقة:76 الفصل الثاني من الباب الثالث ط.مصر و 115 ط.بيروت.
11- تاريخ الطبري:58/2 ذكر الخبر عما كان من امر النبيّ عند ارسال جبرائيل.

*و هذا قول كلّ من:الواقدي و ابن جرير الطبري و صاحب كتاب الاستيعاب أبو عمر ابن عبد البر (1)،و محمد ابن المنذر و ربيعة بن أبي عبد الرحمن،و أبو حازم المدني و الكلبي و ابن اسحاق (2).

و أبو جعفر الاسكافي و شيوخ المعتزلة كافة (3).

و الثعلبي في قول تعالي: اَلسّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ (4) قال:و هو قول ابن عباس و جابر و زيد و محمد بن المنكدر و ربيعة المرائي (5).

*خامسا:أننا لو سلمنا جدلا صحّة ما قيل:إن أبا بكر أوّل من أسلم،فانه يحمل علي إنّه آمن بما آمن به رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عليّ عليه السّلام.

و لذا نجد أن اللّه لم يصف هارون وزير موسي عليه السّلام بأنّه أوّل من آمن بموسي و رسالته بل وصف السحرة بذلك، قال تعالي: قالُوا لا ضَيْرَ إِنّا إِلي رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ إِنّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنا رَبُّنا خَطايانا أَنْ كُنّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ (6) (7).

و عليّ بمنزلة هارون إلاّ النبوّة كما يأتي.

هذا،و يمكن أن يقال:أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لا يقال عنه أوّل من أسلم و آمن،و ذلك لأنّه لم يكن مشركا باللّه حتي نقول أنّه أسلم و آمن من بعد إشراكه،فكذلك أمير المؤمنين عليه السّلام فباجماع الأمّة إنّه لم يسجد لصنم،فهو صلوات اللّه عليه لم يشرك باللّه طرفة عين أبدا حتي يحتاج إلي أن يسلم،أو يكون أوّل من أسلم و هذا مذهب اكثر الناس:

*قال المسعودي:ذهب كثير من الناس إلي أنّه[عليّ بن أبي طالب]لم يشرك باللّه شيئا فيستأنف الإسلام، بل كان تابعا للنبي صلي اللّه عليه و سلم في جميع أفعاله مقتديا به و بلغ و هو علي ذلك،و أن اللّه عصمه و سدّده و وفّقه لتبعيته لنبيه عليه السّلام لأنّهما كانا غير مضطرين و لا مجبورين علي فعل الطاعات،بل مختارين قادرين،فاختارا طاعة الرب و موافقة أمره و اجتناب منهيّاته (8).و نحوه عن المقريزي كما تقدّم.

و تقدّم قول البلاذري و ابن كثير:قال الزهري و سليمان بن يسار و عمران ابن أبي أنس و عروة بن الزبير:أوّل من أسلم زيد بن حارثة،و كان هو و عليّ يلزمان النبيّ..و يرصدانه (9).

ص: 166


1- شرح النهج:30/1 خطبة 1 ذيل القول في نسب الامير الخطبة.
2- تاريخ الطبري:57/2 ذكر الخبر عما كان من امر النبيّ عند ابتداء اللّه بارسال جبرائيل،و الكامل في التاريخ:484/1 ذكر الاختلاف في أوّل من أسلم.
3- شرح النهج:224/13 خطبة 238 اسلام أبي بكر و عليّ الخطبة و 122/4 الخطبة 56.
4- سوره 9 - آيه 100
5- الفصول المهمة:31 تربية النبيّ ص)له.
6- سوره 26 - آيه 50
7- الشعراء:50-51.
8- مروج الذهب:276/2-278 ذكر مبعثه ص)و ما جاء في ذلك الي هجرته.
9- الكامل في التاريخ:485/1 ذكر الاختلاف في أوّل من أسلم.

بطلان وجوه الجمع في مسألة أوّل من أسلم أعلم أن العامّة كعادتهم عند ما يقفون علي كثرة الروايات التي تثبت الفضائل لأمير المؤمنين-و بعد عجزهم عن تحريفها أو انكارها ثمّ ايجاد البديل في خلفائهم-يحاولون تأويل الأحاديث ممّا يتناسب مع مذهبهم من تأخير فضل أمير المؤمنين علي خلفائهم الثلاثة،أو لا أقل الأوّل و الثاني.

فقاموا بجعل بعض وجوه للجمع في مسألة أوّل من أسلم.

فقالوا:إن أبا بكر أوّل من أسلم من الرجال و عليّ أوّل من أسلم من الصبيان.

فعن سعيد بن عبد العزيز،قال:ما جاءنا أبو حنيفة بشيء أعجب إلينا من هذا قال:إن أوّل من آمن من النساء خديجة و أوّل من أسلم من الرجال أبو بكر و أوّل من أسلم من الغلمان عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه (1).

و القائلون بهذه المقولة ممّا لا شك فيه أنّهم يقصدون ردّ فضيلة أمير المؤمنين في كونه أوّل من أسلم،بل لعلّه بغضا منهم لما فعل بأجدادهم.

*قال المسعودي في الرد عليهم:(و هذا قول من قصد الي ازالة فضائله و دفع مناقبه ليجعل إسلامه إسلام طفل صغير و صبي غرير،لا يفرّق بين الفضل و النقصان،و لا يميّز بين الشك و اليقين،و لا يعرف حقا فيطلبه و لا باطلا فيجتنبه) (2).

و يبطل هذا النحو من الجمع أمور:

الأوّل: ما تقدّم في كثير من الروايات أن عليّ أوّل من أسلم من الرجال أو من الصحابة،كرواية حبّة و ابن عباس (3).و هذا لا يدع للجمع مجالا،إلاّ بناء علي أن أبا بكر ليس من الرجال أو ليس من الصحابة!!.

الثاني: أن الروايات المتقدّمة ليست تحت عنوان واحد و هو-أوّل من أسلم-فحتي لو صحّ الجمع المذكور في أوّل من أسلم،فما ذا نفسّر كون أمير المؤمنين أوّل من صلّي،و أوّل من عبد اللّه،و أوّل من آمن،و أوّل من صدّق النبيّ،و أوّل من اتّبعه،و كلّ ذلك يأتي من طرق كثيرة متواترة؟!

فهذه العناوين لم ترد في حق أبي بكر،فغاية ما روي و قيل أنّه أوّل من أسلم،و لم يدع أحد إنّه أوّل من صلّي و عبد اللّه،و لا حتي رواية واحدة،و هذا أكبر دليل علي تحريف روايات إسلامه.

الثالث: التصريح في أغلب الروايات أن أمير المؤمنين أسلم بعد البلوغ:فروي إنّه أسلم و عمره عشرون

ص: 167


1- الذرية الطاهرة:61 ح 29،و لوامع الانوار البهية للسفريني:312/2 تفضيل الصديق.
2- الاشراف و التنبيه:198 ذكر التاريخ من مولد الرسول ص).
3- راجع اضافة لما تقدّم-شرح النهج:228/13 و 224 خطبة 238،و ترجمة عليّ من تاريخ دمشق:76/1 ح 102.

عاما (1).

و روي إنّه أسلم و له ستة عشرة سنة (2).

و روي إنّه أسلم و له خمسة عشرة سنة (3).

اضافة الي ما روي أن له أربعة أو ثلاثة عشر كما تقدّم.

الرابع: ما ذكره ابن أبي الحديد من كون إسلام امير المؤمنين عليّ بن أبي طالب لم يكن إسلاما عن عدم تفكير و تدبّر،بل كان عن تأمّل استغرق قريب من نصف يوم و ليلة،و هو لا يتناسب مع مقولة:أسلم و هو صبيّ.

الخامس: أن النبيّ كما كان يعرض علي خديجة نزول الوحي كان يعرض علي عليّ عليه السّلام ذلك (4)،فهل يعقل أن الرسول عند نزول الوحي أو الرؤيا-في بداية الوحي-يعرض هذا الأمر الخطير و المهم علي طفل صغير؟!

و كيف كان يصحبه عند هجرته خارج مكّة عند عرض نفسه علي القبائل مع وجود الشيبة و الشبان!؟

تلك السفرات الخطيرة التبليغية لرسول البشرية صلّي اللّه عليه و آله!.

و التي كان أحيانا يصحب فيها أبا بكر (5).

بل أكثر من ذلك كان صلوات اللّه عليه يرشد أبا بكر في هذا المسير مع النبيّ الي القبائل،كما يحدثنا البيهقي عن ذلك قائلا:-بعد ذكر محاورة بين أبي بكر و الأعرابي انتهت بغضب أبي بكر و فوز الأعرابي-فقال الأعرابي:

صادف درّ السيل درّ يدفعه في هضبة ترفعه و تضعه

فتبسّم رسول اللّه صلي اللّه عليه و سلم.و قال عليّ:«يا أبا بكر إنّك لقد وقعت من هذا الاعرابي علي باقعة! فقال:أجل يا أبا الحسن ما من طامّة إلاّ فوقها طامة و إن البلاء موكّل بالمنطق (6).

و زاد في محاضرت الأبرار:قال الأعرابي لأبي بكر:أمّا و اللّه لو شئت لاخبرتك أنّك لست من أشراف قريش.

فاجتذب أبو بكر زمام ناقته منه كهيئة المغضب (7).

ص: 168


1- معرفة الصحابة:20/1 ترجمة عليّ،و أنباء الرواة للشيباني:11/1 ط.القاهرة.
2- المستدرك:111/3 ذكر مناقب الامير،و المعجم الكبير للطبراني:95/1 ح 163 ترجمة عليّ-سنّة،و شرح النهج:121/4 الخطبة 56،و الاستيعاب:458/2 ط. حيدرآباد 1336 عن قتادة عن الحسن،و سنن البيهقي:206/6 ط.دكن 1344،و تاريخ الخميس:/2 175 الفصل الثاني من الخاتم-خلافته.
3- المستدرك:111/3 ذكر مناقب الامير،و المعجم الكبير:95/1 ح 163 ترجمة عليّ،و شرح النهج:234/13 خطبة 238،و سنن البيهقي:206/6 ط.دكن 1344،و صفة الصفوة:118/1،و شرح النهج:120/4 الخطبة 56،و الاشراف و التنبيه:198 ذكر التاريخ من مولد الرسول.،و تاريخ الخميس:279/1 ذيل الركن الاول ذكر ولد فاطمة و قال المصنف و هو الاصح عندي.
4- راجع كنز الفوائد:117 فصل في ذكر مولد امير المؤمنين-رسالة في وجوب الأمّة-
5- شرح النهج:125/4-127-128 الخطبة 56،و وفاء الوفاء للسمهودي:222/1 الباب الرابع-الفصل التاسع عن الحاكم و غيره، و المحاسن و المساوئ:76.
6- المحاسن و المساوئ:77-78 ذيل محاسن المفاخرة.
7- محاضرت الابرار:178/1 ذكر حجج الخلفاء.

السادس: أن إسلام عليّ و كونه السابق إليه كان معرضا للمفاخرة و المناشدة،فكان رسول اللّه يفتخر علي الصحابة بذلك،و كان يقول أوّل من يرد الحوض أوّل من أسلم،كما تقدّم.

و عليّ كان يناشدهم بأنه أوّل من أسلم كما في الشوري و غيرها (1).

و كذلك الحسن في مجلس معاوية و عمرو و كل ذلك لم يعترض عليه أحد و لم يقل أحد بأنّه أسلم و هو طفل صغير أو سبقه الي تلك المنقبة أبو بكر.

-و من وجوه الجمع:ما روي عن الحرث قال:«سمعت عليّ يقول أوّل من أسلم من الرجال أبو بكر و أوّل من صلي القبلة من الرجال مع النبيّ عليّ».

و هذا خبر يكذب نفسه،و هو من الاخبار التي لا تصدق.

كيف؟و قد تقدّم تصريح الامير بكونه أوّل من أسلم.

علي أن مفاد هذا الخبر هو ذم لابي بكر لا يلتزم به عاقل،فهو يصرح باسلام أبي بكر و لكنه لم يكن ليصلّ وراء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مع رؤيته لخديجة و عليّ.

و كيف تصح الصلاة من عليّ بلا اسلام و إيمان؟!

فالمسلم لا يصلي و غير المسلم يصلي؟!إن تعجب فعجب قولهم!!

عليّ أوّل من آمن -منها بلسان متواتر:«أوّل من آمن عليّ بن أبي طالب».

روي عن كل من:الإمام الحسن عليه السّلام (2)،و ابن عباس (3)،و عمرو بن عباد (4)،و أبي اسحاق (5)،و ليلي الغفارية (6)،و أبي ذر و معاذة العدويّة و معاذ بن جبل (7)،و سلمان (8)،و أبي رافع (9)،و محمد بن اسحاق (10)،

ص: 169


1- كما تقدّم.
2- المعجم الكبير:95/1 ح 163 ترجمة عليّ-سنّة،و ترجمة عليّ من تاريخ دمشق:45/1 ح 66،و سنن البيهقي:206/6 ط.دكن 1344.
3- شواهد التنزيل:262/1 ح 255،و ترجمة عليّ من تاريخ دمشق:73/1 ح 96 و 122،و مجمع الزوائد:239/6.
4- خصائص النسائي،3 ط.مصر التقدم.
5- اسد الغابة:19/4،و سيرة ابن هشام:281/1 ط.ب 262/1 ط.مصر الحلبي،و تاريخ الخميس:279/1.
6- ترجمة عليّ من تاريخ دمشق:94/1،و الاستيعاب:759/2 ترجمتها.
7- الرياض النضرة:157/2 و 198،و روضة الواعظين:115،و انساب الاشراف:362/2.
8- فيض القدير:258/4 ط.مصر 1356،و منتخب الكنز:33/5،و ذخائر العقبي:58،و ترجمة عليّ من تاريخ دمشق:87/1، و المعجم الكبير:269/6 ح 6184،و ينابيع المودة:239/1.
9- شرح النهج:228/13 خطبة 238.
10- تاريخ الإسلام:128/1-السيرة-أوّل من آمن خديجة،و ترجمة عليّ من تاريخ دمشق:157/1 ح 194،و مناقب الخوارزمي:51 فصل 4 ح 13.

و محمد بن أبي بكر (1)،و حذيفة (2).

-و منها بلسان:«هذا أوّل من آمن بيّ[و صدّقني و صلّي معي]».

رواه:الشعبي و سلمان و أبي ذر (3).

-و منها بلسان:«أنت أوّل المؤمنين باللّه إيمانا».

روي عن أبي سعيد و معاذ بن جبل (4)،و عمر (5)،و جابر (6)و معاوية بن يزيد (7)،و ابن عباس (8).

و قال المقداد:«وا عجبا لقريش و دفعهم هذا الأمر عن أهل بيت نبيّهم صلي اللّه عليه و سلم و فيهم أوّل المؤمنين و ابن عمّ رسول اللّه أعلم الناس و افقههم في دين اللّه» (9).

و عن الأشتر:«عليّ أوّلهم إيمانا» (10).

و عن ابن شهاب:«عليّ أوّل المؤمنين باللّه» (11).

و عن عمرو بن العاص:«عليّ أوّل من آمن بربّنا» (12).

و عن ابن عباس:«إن عليّا أوّلكم إسلاما (13).

و نحوه عن جابر (14)،و عن عبد اللّه بن حجل (15).

و عنه:«عليّ أوّل ذكران العالمين إيمانا باللّه» (16).

ص: 170


1- مروج الذهب:11/3 ذكر معاوية.
2- كنز العمال:616/11 ح 32990.
3- شرح النهج:225/13 خطبة 238،و المعجم الكبير:269/6 ح 3184 ترجمة سلمان ما روي عنه أبو سخيلة،و انساب الاشراف:/2 118 ح 74.
4- حلية الاولياء:66/1 ط.،و الرياض النضرة:198/2 ط.،و كفاية الطالب:270 باب 64،و مناقب الخوارزمي:110 ح 118.
5- كنز العمال:393/6 ط.مصر و 117/13 ح 36378 ط.ب،و مناقب الخوارزمي:55 ح 19 فصل 4،و ترجمة عليّ من تاريخ دمشق:/1 133-361 و 401،و منتخب الكنز:45/5.
6- مناقب الخوارزمي:111 فصل 9 ح 120.
7- تاريخ اليعقوبي:254/2 ايام معاوية بن يزيد.
8- كنز العمال:123/13 ح 36392،و شواهد التنزيل:483/2 ح 1158 ح 976 و 70/1 ح 81.
9- تاريخ اليعقوبي:163/2 ايام عثمان.
10- فصل 4 ح 13.
11- شرح النهج:226/1 الخطبة 6.
12- الفتوح:401/1 ذكر القوم الذين انفذهم معاوية لعلي.
13- مناقب ابن المغازلي:52 ح 76،و ترجمة عليّ من تاريخ دمشق:442/2 ح 958.
14- مناقب ابن المغازلي:52 ح 76،و ترجمة عليّ من تاريخ دمشق:442/2 ح 958.
15- الامامة و السياسة:106/1 ط.مصر الحلبي 1378 و 142 ط.ايران.
16- المحاسن و المساوئ:43 محاسن عليّ.

و عن معاذة العدويّة:قال عليّ عليه السّلام:«أنا الصدّيق الأكبر آمنت باللّه قبل أن يؤمن أبو بكر» (1).

و عن عباد قال:قال عليّ:«آمنت قبل الناس بسبع سنين» (2).

و عن ابن عباس في قوله تعالي: وَ السّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ (3)

قال:نزلت في عليّ سبق الناس كلّهم بالإيمان باللّه و برسوله (4).

و قال نعمان بن جبلة لمعاوية:و ما وقفت لرشد حين أقاتل علي ملكك ابن عمّ رسول اللّه صلي اللّه عليه و سلم و أوّل مؤمن به (5).

و الحسن احتجّ علي معاوية و عمرو و المغيرة بان عليّا أوّل من آمن و لم يعترضوا (6).كما تقدّم في الاحتجاجات.

عليّ أوّل من صلّي -منها بلسان:«أوّل من صلّي[مع النبيّ]عليّ».

روي عن كلّ من:ابن عباس (7)،و حبّة العرني (8)،و زيد بن ارقم و أبي حمزة (9)،و مجاهد (10)،و ابن اسحاق و جابر (11)،و أبي مسعود (12)،و أنس بن مالك (13)،و بريدة (14)،و عفيف الكندي (15)،و ابن مسعود (16)،و الحكم بن

ص: 171


1- كنز العمال:164/13 ح 36497،و ترجمة عليّ من تاريخ دمشق:62/1 ح 88،و انساب الاشراف:146/2 ترجمة عليّ،و شرح النهج:228/13 خطبة 238،و ينابيع المودة:239/1،و ذخائر العقبي:58.
2- خصائص النسائي:29 ح 6.
3- سوره 9 - آيه 100
4- شواهد التنزيل:336/1 ح 346.
5- مروج الذهب:385/2 ذكر ايام صفين.
6- شرح النهج:288/6 الخطبة 83.
7- الكامل في التاريخ:484/1 ذكر اختلاف في أوّل من أسلم،و شواهد التنزيل:111/1-117 ح 124 و 127،و المسند:616/1 ط.م و 373 ط.ب،و تذكرة الخواص:26 باب 2،و ترجمة عليّ من تاريخ دمشق:71/1 ح 94 و ما بعده و ح 202،و تاريخ الطبري:55/2، و شرح النهج:224/13،و المستدرك:111/3،و كنز العمال:616/11 ح 32992،و جواهر المطالب:50/1 باب 8،و منحة المعبود: 89/1-180 ح 2323-2657.
8- الاوائل:30 ح 68،و الطبقات الكبري:15/3 ترجمة عليّ،و خصائص النسائي:19 ح 1،و روضة الواعظين:85،و القول المسدد:82 الحديث العاشر،و فرائد السمطين:82/2.
9- خصائص النسائي:22 و 26 ح 2 و 4،و اسد الغابة:17/4،و المسند:141/1 و 370/4 ط.م و 227/1 و 498/5 ط.ب،و مناقب الخوارزمي:56 ح 22،و تاريخ الطبري:56/2،و ترجمة عليّ من تاريخ دمشق:76/1 ح 104،و مناقب ابن المغازلي:14 ح 18، و انساب الاشراف:93 ح 10 ترجمة عليّ،و منحة المعبود:89/1-180 ح 2323-2657.
10- الطبقات الكبري:13/3 قسم 1 ط.ليدن 1322 و 15/3 ترجمة عليّ ط.بيروت دار الكتب العلميّة،و ترجمة عليّ من تاريخ دمشق: 43/1 ح 62.
11- تاريخ الطبري:55/2 ط.مصر 1357،و شرح النهج:229/13 خطبة 238،و سيرة ابن هشام:281/1 ط.ب و 262/1 ط.مصر الحلبي،و الكامل في التاريخ:484/1.
12- المعجم الكبير:184/10 ترجمة ابن مسعود ح 10397،و الشواهد:302/2 ح 937.
13- ذخائر العقبي:59،و شرح النهج:228/13 خطبة 238،و صحيح الترمذي:30/2 و 301،و المستدرك:111/3،و منتخب الكنز:/5 34.
14- المستدرك:112/3 ذكر اسلامه من كتاب المعرفة.
15- خصائص النسائي:27 ح 5،و المستدرك:183/3 مناقب خديجة،و الكامل في التاريخ:484/1،و شواهد التنزيل:113/1 ح 125، و ترجمة عليّ من تاريخ دمشق:70/1 ح 93،و المعجم الكبير:452/22 ترجمة خديجة و 101/18 ترجمة عفيف الكندي،و شرح النهج:226/13 خطبة 238،و ينابيع المودة:139/1،و منحة المعبود:89/1-180 ح 2323-2657.
16- كنز العمال:56/7،و شرح النهج:225/13 خطبة 238.

عيينة (1)،و رافع (2)،و عبد اللّه ابن نجي (3)،و عمرو بن العاص (4)،و هاشم بن عتبة (5)،و محمد ابن عليّ الباقر (6)، و أبي أيوب (7).

-و منها بلسان:«لقد صلّت الملائكة عليّ و علي عليّ سبع سنين و ذلك إنّه لم يصلّ معي رجل فيها غيره».

أخرجه الطبري و ابن ماجة و ابن مردويه و ابن عساكر.

و قد روي عن أبي أيوب و أنس و عباد بن عبد اللّه و أبي ذر (8).

-و عنه عليه السّلام:«صلّيت قبل الناس[سبعا]بسبع سنين».

و أخرجه ابن ماجة و ابن عساكر و النسائي و ابن حبّان و وثقه (9).

و عن مروان و عبد الرحمن التميمي:«مكث الإسلام سبع سنين ليس فيه إلاّ ثلاثة رسول اللّه و خديجة و عليّ» (10).

و عنه أيضا:«صلّيت قبل الناس لستة اشهر» (11).

و قال عليه السّلام:«أنا أوّل رجل صلّي مع النبيّ» (12).

و عن حبّة:«لقد رأيتني صلّيت قبل الناس جميعا» (13).

ص: 172


1- ذخائر العقبي:59،و جواهر المطالب:50/1 باب 8 عن السلفي.
2- ذخائر العقبي:59،و مناقب الخوارزمي:أ 57 ح 24.
3- ترجمة عليّ:64/1 ح 91 و 92.
4- الفتوح:401/1 صفين.
5- الكامل في التاريخ:384/2 حوادث سنة 37.
6- شواهد التنزيل:300/2 ح 936.
7- روضة الواعظين:85 مجلس في ذكر اسلام عليّ.
8- شرح النهج:230/13 خطبة 238،و ترجمة عليّ من تاريخ دمشق:80/1 ح 112،و 113،و مناقب ابن المغازلي:14 ح 17 و 19، و انساب الأشراف:92 ترجمته،و تاريخ الطبري:56/2،و الفوائد المجموعة:343 ذكر مناقب عليّ ح 41.
9- صحيح ابن ماجة 44 من المقدمة-فضل عليّ-و ترجمة عليّ من تاريخ دمشق:61/1 ح 87،و منتخب الكنز:40/5،و القول المسدد:82 الحديث العاشر عن حبة،و جواهر المطالب:70/1 باب 10،و شرح الاخبار:178/1 ح 136،و زاد المسلم:36/4، و الفوائد المجموعة:343 ذكر مناقب عليّ ح 42.
10- شرح الاخبار:178/1 ح 137
11- ربيع الابرار:414/3 باب الفخر و الكبر.
12- كنز العمال:114/13 ح 36396،و مسند أحمد:227/1 ط.ب،و 141 ط.م،و ترجمة عليّ من تاريخ دمشق:57/1 ح 82،و القول المسدد:82 الحديث العاشر.
13- منحة المعبود:180/1 ح 2656.

و عن ابن عباس:«عليّ..أوّل من صلّي و ركع» (1).

و عنه:«عليّ أوّل عربي و أعجمي صلّي مع الرسول».

خرجه الحاكم و أبو عمر (2).

و عن جابر و أبي رافع و بريدة:«بعث[صلّي-اوحي الي]النبيّ يوم الاثنين و صلي عليّ يوم الثلاثاء» (3).

و عن أبي رافع:«صلي النبيّ أوّل يوم الاثنين و صلّت خديجة آخر يوم الاثنين و صلّي عليّ يوم الثلاثاء من الغد مستخفيا قبل أن يصلي مع النبيّ أحد سبع سنين و اشهرا» (4).

و عن الأشتر:«عليّ أوّل مصدق بالنبي و مصل معه» (5).

و قال هاشم:«إنّه أوّل ذكر صلّي من هذه الأمّة بعد رسول اللّه صلي اللّه عليه و سلم» (6).

عليّ أوّل من عبد اللّه تعالي فعن حبة العوني أنّه سمع عليّا يقول:«اللّهمّ لا أعترف أن عبدا لك من هذه الأمّة عبدك قبلي غير نبيك-ثلاث مرّات-» (7).

و رواه النسائي بلفظ:«ما أعرف احدا من هذه الأمّة عبد اللّه بعد نبينا غيري عبدت اللّه قبل أن يعبده احد من هذه الأمّة تسع سنين» (8).

و عن حبة بن جوين عنه عليه السّلام قال:«عبدت اللّه مع رسول اللّه صلي اللّه عليه و سلم سبع سنين قبل أن يعبده أحد من هذه الأمّة» (9).

و أخرجه الطبراني في الأوسط بلفظ:«اللّهمّ إنك تعلم أن لم يعبدك أحد من هذه الأمّة بعد نبيها صلي اللّه عليه

ص: 173


1- المحاسن و المساوئ:43 محاسن عليّ.
2- المستدرك:11/3 مناقبه من كتاب المعرفة،و جواهر المطالب:209/1 باب 33.
3- تاريخ الطبري:55/2،و المستدرك:112/3 ذكر اسلامه و 183 مناقب خديجة.
4- شواهد التنزيل:185/2 ح 820،و ترجمة عليّ من تاريخ دمشق:48/1 ح 70،و 71،و روضة الواعظين:85.
5- شرح النهج:38/1 خطبة 22.
6- الفتوح:349/1-صفين،و تاريخ الإسلام:137/1 اسلام السابقين.
7- مسند أحمد:99/1 ط.م،و 160/1 ط.ب،و ذخائر العقبي:60 ذكر إنّه أوّل من صلّي،و منتخب كنز العمال:40/5،و كنز العمال:/6 365 ط.مصر،و 126/13 ح 36400 ط.بيروت،و اسد الغابة:17/4 مع تفاوت،و كنز الفوائد:122،و مجمع الزوائد:102/9، و الاستيعاب:458/2،و القول المسدد:83 الحديث العاشر و زاد المسلم:36/4.
8- خصائص النسائي:3 ط.مصر،و 31 ح 7 ط.بيروت.
9- ترجمة عليّ من تاريخ دمشق:53/1 ح 80،و 81،و 86،و روضة الواعظين:85،و المستدرك:113/3 مناقبه،و كنز العمال:394/6 ط.مصر،و 122/13 ح 36390 ط.بيروت،و الجوهرة:11.

و سلم قبلي،و لقد عبدتك قبل أن يعبدك أحد من هذه الأمّة بست سنين» (1).

و قال العباس لابن مسعود عند ما رأي عليّ و خديجة يصلون:«ما علي وجه الأرض أحد يعبد اللّه تعالي بهذا الدين إلاّ هؤلاء الثلاثة» (2).

و عن ابن عباس:«عليّ كان أوّل من صلّي و عبد اللّه من أهل الأرض مع رسول اللّه صلي اللّه عليه و سلم» (3).

و قال عليه السّلام لعثمان:«بل أنا خير منك و منهما عبدت اللّه قبلهما و بعدهما» (4).

*و ممّا يؤيّد هذه المطالب:

ما روي عن ابن عباس عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«السابقون ثلاثة-او-السابق الي محمد عليّ بن أبي طالب» (5).

و عن عمرو بن العاص:«عليّ أوّل من صدق نبينا» (6).

و نحوه عن ابن عباس و حذيفة و فيه:«عليّ أوّل من صدق به» (7).

و عن الإمام الحسن عليه السّلام:«عليّ أوّل من هداه اللّه مع النبيّ و أوّل من لحق بالنبي صلي اللّه عليه و سلم» (8).

و عن محمد بن أبي بكر:«كان أوّل الناس لرسول اللّه اتّباعا و آخرهم به عهدا يشركه في أمره و يطلعه» (9).

*قال محقق هذا الكتاب:هذه مجموعة طوائف متواترة تثبت تقدّم صلاة و إيمان و إسلام عليّ بن أبي طالب عليه السّلام.و لأبي جعفر الإسكافي في رده علي الجاحظ كلام لطيف فليراجع (10).

ص: 174


1- المعجم الاوسط:444/2 ح 1767 من اسمه أحمد.
2- المعجم الكبير:184/10 ح 10397 ترجمة عبد اللّه بن مسعود،و كنز العمال:467/13 ح 37215،و مناقب الخوارزمي:56 فصل 4 ح 21.
3- شواهد التنزيل:483/2 ح 1158.
4- كنز الفوائد:122.
5- المعجم الكبير:77/11 ح 11152 ترجمة ابن عباس ما روي مجاهد عنه،و مناقب ابن المغازلي:320 ح 365،و تاريخ الخميس:/1 286 ذكر أوّل من أسلم،و الدر المنثور:154/6،و كنز العمال:601/11 ح 33896،و شواهد التنزيل:292/2،و 924،و 926.
6- الفتوح:401/1 ذكر القوم الذين انفذهم معاوية لعلي.
7- شواهد التنزيل:181/2 ح 814،و 196/1 ح 206،و 209،و اخبار الدول:103 فصل 2 باب 4.
8- شواهد التنزيل:120/1-122 ح 130-132.
9- انساب الأشراف:395/2 امر مصر في خلافة عليّ،و مقتل محمد بن أبي بكر.
10- يراجع شرح النهج لابن أبي الحديد:215/13 الي 295 خطبة 238 اسلام ابي بكر.

الثامن و العشرون: موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين هذا،أخبرنا أبو الحسين ابن الفضل القطّان ببغداد،أخبرنا عبد اللّه بن جعفر،حدّثنا يعقوب بن سفيان،حدّثنا يحيي بن عبد اللّه بن بكير قال:حدّثني الليث بن سعد قال:حدّثني أبو الاسود عن عروة قال:أسلم عليّ و هو ابن ثمان سنين. (1)

التاسع و العشرون: موفّق بن أحمد بهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين هذا،أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن محمّد بن محمش بن الفقيه،أخبرنا[محمد بن]أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيي بن بلال قال:حدّثنا محمّد بن إسماعيل الاحمشي،حدّثنا مفضّل بن صالح الأسدي، حدّثني سمّاك بن حرب عن عكرمة عن ابن عبّاس رضي اللّه عنه قال لعليّ أربع خصال هو أوّل عربي و عجمي صلّي مع النبيّ و هو الّذي كان لوائه معه في كلّ زحف و هو الّذي صبر معه يوم المهراس أحد انهزم الناس كلّهم غيره و هو الّذي غسّله و أدخله قبره. (2)

الثلاثون: موفّق بن أحمد،أنبأني مهذّب الأئمّة أبو المظفّر عبد الملك ابن عليّ بن محمّد الهمداني،أخبرنا محمّد بن عبد الباقي ابن محمّد العدل قال:حدّثنا الحسن بن عليّ بن محمّد المقنعي،أخبرنا محمّد بن العبّاس،أخبرنا أبو الحسن،حدّثنا الحسين،حدّثنا محمّد بن سعد، أخبرنا يحيي بن حمّاد البصري،أخبرنا أبو عوانة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال:أوّل من أسلم من الناس بعد خديجة عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال رضي اللّه عنه و لبعض أهل الكوفة في أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه في أيّام صفّين:

أنت الإمام الّذي نرجوا بطاعته يوم النّشور من الرحمن غفرانا

أوضحت من ديننا ما كان مشتبها جزاك ربّك عنّا فيه إحسانا

نفسي الفداء لخير الناس كلّهم بعد النبيّ علي الخير مولانا

أخي النبيّ و مولي المؤمنين معا و أوّل الناس تصديقا و إيمانا (3)

الحادي و الثلاثون: موفّق بن أحمد قال:أنبأني الحافظ أبو العلاء هذا أخبرنا الحسن بن أحمد المقرئ الهمداني،حدّثنا أبو عبد اللّه الحافظ،حدّثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين،حدّثنا محمّد بن عبد اللّه الحضرمي،حدّثنا خلف بن خالد العبدي البصري،حدّثنا بشر بن إبراهيم الأنصاري عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ رضي اللّه عنه:

ص: 175


1- المناقب:/57ح 25.
2- المناقب:/58ح 26.
3- المناقب:/58ح 27.

«اختصمت بالنبوّة و لا نبوّة بعدي و تخصم الناس بسبع لا يحاجّك فيهن أحد من قريش أنت أوّلهم إيمانا باللّه و أوفاهم بعهد اللّه و أقومهم بأمر اللّه و اقسمهم بالسّوية و أعدلهم في الرّعية و أبصرهم في القضيّة و أعظمهم عند اللّه يوم القيامة مزية» (1).

الثاني و الثلاثون: إبراهيم بن محمّد الحمويني من أعيان علماء العامّة قال من كتاب الأمالي لأبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي رحمه اللّه كتب إلي الشيخ سديد الدين يوسف بن عليّ بن مطهر الحلي،أخبرنا الشيخ الإمام مهذب الدين أبو عبد اللّه الحسين بن أبي الفرج بن ردّة النيلي عن الشيخ محمّد بن الحسين بن عليّ بن عبد الصّمد التميمي عن جديه عن ابيهما علي و عن المفيد ابن أبي عليّ كليهما عن أبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي الطوسي قال:أنبأنا أبو العبّاس قال:

أنبأنا محمّد بن أحمد بن الحسن القطواني قال:أنبأنا مخلد بن شدّاد قال:أنبأنا محمّد بن عبيد اللّه عن أبي سخيلة قال:حججت أنا و سلمان فنزلنا بأبي ذر فكنا عنده ما شاء اللّه فلمّا حان منّا خفوق قلنا:يا أبا ذر إنّي أري أمورا قد أحدثت و إنّي خائف علي الناس الاختلاف فإن كان ذلك فما تأمرني،قال:الزم كتاب اللّه و عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فأشهد أنّي سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«عليّ أوّل من آمن بيّ و أوّل من يصاحفني يوم القيامة و هو الصّديق الأكبر و الفاروق يفرق بين الحق و الباطل». (2)

الثالث و الثلاثون: الحمويني هذا قال:أخبرني الشيخ الإمام المتقي المتقن كمال الدين أحمد ابن أبي الفضائل ابن أبي المجد ابن أبي المعالي ابن الدخميسي كتابة من كرمان،أنبأنا الشيخ العدل الرضا الصّدوق أبو عليّ الحسين ابن صباح المصري قراءة عليه قال:أنبأنا القاضي أبو محمّد عبد اللّه ابن رفاعة بن غدير العرضي السّعدي،أنبأنا القاضي أبو الحسن عليّ بن الحسن بن الحسيني الخلفي قراءة عليه و أنا أسمع في سنه إحدي عشرة و أربعمائة،أنبأنا أبو محمّد الحسن بن رشيق العسكري نبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن رزين بن جامع المدني سنة سبع و سبعين و مائتين،أنبأنا أبو الحسين سفيان بن بشر الأسدي الكوفي،حيلولة،و أخبرنا القاضي الإمام بهاء الدين عبد الغفّار بن عبد الحميد بن وهودان الزياتي الزنجاني بقراءتي عليه بها قال:أنبأ الإمام ضياء الدين أبو حامد محمّد بن الحسن بن محمّد العربوني الأصل إجازة،أنبأنا الإمام رضي الدين أبو الخير أحمد بن إسماعيل الطالقاني قال:أنبأنا زاهر ابن طاهر الشحامي قال أنبأ أبو بكر البيهقي إذنا قال:أنبأنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ قال:أنبأنا محمّد بن عليّ الأسفرايني،أنبأنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل،أنبأنا

ص: 176


1- المناقب:/110ح 118.
2- فرائد السمطين:/39/1ب /1ح 3.

السيوطي مذكور بن سليمان،أنبأنا أبو الصلت الهروي قالا:أنبأنا عليّ بن هاشم،أنبأنا محمّد بن عبيد اللّه بن أبي رافع عن أبيه عن جدّه عن أبي ذر قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعليّ:«أنت أوّل من آمن بيّ و صدّقني و أنت أوّل من يصافحني يوم القيامة و أنت الصّديق الأكبر و أنت الفاروق الّذي يفرق بين الحقّ و الباطل و أنت يعسوب المسلمين و المال يعسوب الظلمة»و في رواية سفيان ابن بشر الكوفي عن أبي ذر انّه سمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعليّ بن أبي طالب:«أنت أوّل من آمن بي و أنت أوّل من يصافحني يوم القيامة و أنت الفاروق الذي يفرق بين الحق و الباطل و أنت يعسوب المسلمين و المال يعسوب الكفّار». (1)

الرابع و الثلاثون: إبراهيم الحمويني المتقدّم قال:أخبرني الشيخ الإمام كمال الدين أحمد بن أبي الفضائل ابن أبي المجد ابن أبي المعالي ابن الدّحميسي الحمويني كتابة من كرمان قال:أنبأ الشيخ العدل الرضا الصدوق أبو عليّ الحسن بن الصباح المصري الحميري قراءة عليه قال:أنبأنا القاضي أبو محمّد عبد اللّه بن رفاعة بن غدير السّعدي العرضي،أنبأنا القاضي أبو الحسن عليّ بن الحسن بن الحسين الخلعي قراءة عليه و أنا اسمع في سنة احدي و عشرة و أربعمائة،أنبأنا أبو محمّد الحسن بن رشيق العسكري،أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن رزين بن جامع المديني سنة سبع و سبعين و مائتين،أنبأنا أبو الحسين سفيان بن بشر الاحمدي (2)الكوفي،أنبأنا عليّ بن هاشم بن البريدي عن محمّد ابن عبيد اللّه بن أبي رافع عن سعيد بن عبد الرحمن بن أيوب عن عبد اللّه بن عبد الرحمن الحزمي عن أبيه عن أبي أيوب قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لقد صلّت الملائكة عليّ و علي عليّ سبع سنين لأنّا كنّا نصلّي ليس معنا أحد يصلّي غيرنا» (3).

الخامس و الثلاثون: الحمويني هذا بهذا الإسناد إلي محمّد بن عبيد اللّه بن أبي رافع عن أبيه عن أبي رافع قال صلي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أوّل يوم الاثنين و صلّت خديجة رضي اللّه عنها آخر يوم الاثنين و صلّي عليّ عليه السّلام يوم الثلاثاء في الغد يوم صلّي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله مستخفيا قبل أن يصلّي مع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أحد سبع سنين و أشهرا (4).

السادس و الثلاثون: الحمويني قال:أخبرني الشيخ العدل عليّ بن أنجب الخازن إجازة في كتابه قال:أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي إجازة قال:أنبأنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمّد بن عبد الواحد القزاز قال:أنبأنا الشيخ الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن عليّ ابن ثابت بن مهدي

ص: 177


1- فرائد السمطين:/139/1ب /24ح 102-103.
2- في المصدر:الأسدي.
3- فرائد السمطين:/242/1ب /47ح 187.
4- فرائد السمطين:/243/1ب /47ح 188.

الخطيب التبريزي من لفظه في المحرّم سنة ثلاث و ستين و أربعمائة قال:أنبأنا أبو الحسن عليّ بن القاسم بن الحسن الشاهد بالبصرة،أنبأنا أبو الحسن عليّ بن إسحاق بن محمّد بن البحتري المادرائي،أنبأنا أحمد بن حازم بن أبي عزيز،أنبأنا عليّ بن قادم،أنبأنا عليّ بن عابس عن مسلم عن أنس استنبي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يوم الاثنين و أسلم عليّ صلوات اللّه عليه و آله يوم الثلاثاء. (1)

السابع و الثلاثون: الحمويني قال:أنبأني شيخ المشايخ ناصر الدين عمر بن عبد المنعم القواس و عماد الدين عبد الحافظ بن بدران بن شبل بن طرخان و أبو عبد اللّه محمّد بن عمر بن محمّد النجار المعروف بابن المريخ قال:أنبأ القاضي عبد الصّمد بن محمّد بن أبي الفضل أبو القاسم الحرستاني إجازة قال:أنبأ زاهر بن طاهر بن محمّد السّحامي المستملي كتابة بروايته كتاب تاريخ نيسابور للحاكم أبي عبد اللّه البيع عن المشايخ الاربعة أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي محمّد بن عبد العزيز الحيري و أبو عثمان عبد الرحمن بن إسماعيل و سعيد بن أحمد بن محمّد البحيري إجازة قالوا:أنبأنا الحاكم أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه البيع الحافظ سماعا عليه منه قال:حدّثني عمر بن أحمد،أنبأنا أبو القاسم عمر بن أحمد بن محمّد بن حمدان النّسوي،أنبأنا أبو جعفر الشّامي،أنبأنا محمّد بن حميد،أنبأنا إبراهيم بن المختار،أنبأنا شعبة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عبّاس أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال:«إنّ أوّل من صلّي معي عليّ صلوات اللّه عليه و آله» (2).

الثامن و الثلاثون: الحمويني هذا قال:أنبأني الشيخ مجد الدين عبد الصّمد بن أحمد بن عبد القادر بن أبي الحسن البغدادي قال:أنبأنا الحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن عليّ الجوزي قال:أنبأنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني قال:أنبأنا أبو عليّ الحسن بن عليّ بن المذهب قال:أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي قال:أنبأنا أبو عبد الرحمن عبد اللّه بن أحمد بن محمد بن حنبل قال:حدّثنا أبي قال:أنبأنا أبو سعيد مولي بني هاشم قال:

حدّثني يحيي بن سلمة يعني ابن كهيل قال:سمعت أبي يحدّث عن حبّة العرني قال:رأيت عليّا صلوات اللّه عليه و آله ضحك علي المنبر لم أره ضحك أكثر منه حتّي بدت نواجده ثمّ قال:«ذكرت قول أبي طالب ظهر علينا أبو طالب و أنا مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و نحن نصلّي ببطن نخلة فقال:ما ذا تصنعان يا ابن أخي فدعاه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال ما الذي تصنعان بأس أو بالّذي تقولان بأس و لكن و اللّه ما يعلوني استي أبدا»و ضحك تعجبا لقول أبيه ثمّ قال:«اللّهمّ لا أتعرّف (3)إنّ عبدا لك من

ص: 178


1- فرائد السمطين:/244/1ب /47ح 189.
2- فرائد السمطين:/245/1ب /47ح 190.
3- في بعض المصادر:أعرف.

هذه الأمّة عبدك قبلي غير نبيّك ثلاث مرّات لقد صلّيت قبل أن يصلّي الناس سبعا» (1).

التاسع و الثلاثون: الحمويني قال:أخبرنا العدل محمّد بن أبي القاسم بن عمر بن أبي القاسم المقرئ الحنبلي بقراءتي عليه ببغداد قال:أنبأ الشيخ عبد اللّطيف بن أبي القسطي إجازة إن لم يكن سماعا و شيخ الإسلام شهاب الدين عمر بن محمّد السهروردي إجازة أنبأ أبو زرعة طاهر بن أبي الفضل محمّد بن طاهر المقدسي،أنبأ أبو منصور محمّد بن الحسين بن أحمد بن الهيثم المقرئ القزويني،أنبّا أبو طلحة القاسم بن أبي البدر الخطيب،أنبأنا أبو الحسين عليّ بن إبراهيم بن سلمة القطان،أنبأنا الإمام ابن ماجة القزويني،أنبأنا محمّد بن إسماعيل الرازي،أنبأنا أبو عبيد اللّه بن موسي:أنبأ العلاء بن صالح عن المنهال عن عبّاد بن عبد اللّه قال:قال عليّ عليه السّلام:«أنا عبد اللّه و أخو رسول اللّه و أنا الصّدّيق الأكبر لا يقولها بعدي إلاّ كاذب صلّيت قبل الناس سبع سنين» (2).

الأربعون: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة و هو من أعيان علماء المعتزلة قال:روي عبد اللّه ابن موسي و الفضل بن دكين و الحسن بن عطية قالوا،حدّثنا خالد بن طهمان عن نافع بن أبي نافع عن معقل بن يسار قال كنت أوصي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال لي:«هل لك أن نعود فاطمة»قلت:نعم يا رسول اللّه،فقام يمشي متوكئا عليّ و قال:«أما أنّه سيحمل ثقلها غيرك و يكون أجرها لك»قال:

فو اللّه كأنّه لم يكن من ثقل النبيّ صلّي اللّه عليه و آله شيء فدخلنا علي فاطمة عليها السّلام فقال لها صلّي اللّه عليه و آله:«كيف تجدينك» قالت:«لقد طال سقمي و اشتد حزني و قال لي النساء زوجك أبوك فقيرا لا مال له»فقال لها:«ألا ترضين أنّي زوّجتك أقدم أمّتي سلما و أكثرهم علما و أفضلهم حلما»فقالت:«بلي رضيت يا رسول اللّه»ثمّ قال:و قد روي هذا الخبر يحيي بن عبد الحميد و عبد السلام بن صالح عن قيس بن الرّبيع عن أبي أيّوب الأنصاري بألفاظه أو نحوها (3).

الحادي و الأربعون: ابن أبي الحديد أيضا في الشرح قال:روي عبد السلام بن صالح عن إسحاق الأزرق عن جعفر بن محمّد عن آبائه أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لمّا زوج فاطمة دخل النساء عليها فقلن يا بنت رسول اللّه خطبك فلان و فلان فردّهم عنك و زوجك فقيرا لا مال له فلمّا دخل عليها أبوها صلّي اللّه عليه و آله رأي ذلك في وجهها فسألها فذكرت له ذلك فقال:«يا فاطمة إنّ اللّه أمرني فأنكحتك أقدمهم سلما و أكثرهم علما و أعظمهم حلما و ما زوجتك إلاّ بأمر من السماء أ ما علمت أنّه أخي في الدنيا و الآخرة». (4)

ص: 179


1- فرائد السمطين:/246/1ب /48ح 191.
2- فرائد السمطين:/248/1ب /48ح 192.
3- شرح نهج البلاغة:227/13.
4- شرح نهج البلاغة:227/13.

الثاني و الأربعون: ابن أبي الحديد في الشّرح قال:روي عثمان بن سعيد عن الحكم بن ظهير عن السّدي أنّ أبا بكر و عمر خطبا فاطمة عليها السّلام فردهما رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قال:«لم أومر بذلك»فخطبها عليّ عليه السّلام فزوّجه إيّاها و قال لها:«زوجتك أقدم الأمّة إسلاما»و ذكر تمام الحديث ثمّ قال و روي هذا الخبر جماعة من الصّحابة منهم أسماء بنت عميس و أمّ أيمن و ابن عبّاس و جابر بن عبد اللّه،و قد ذكر ابن أبي الحديد في الشرح روايات كثيرة من هذا الباب. (1)

الثالث و الأربعون:و من الجزء الأوّل من المغازي لمحمد بن إسحاق بن يسار المدني قال:بعث النبيّ صلّي اللّه عليه و آله بعد بنيان البيت بخمس سنين و هو صلّي اللّه عليه و آله يومئذ ابن أربعين سنة و كان بنيان الكعبة بعد الفجار لخمس عشرة سنة و رسوله اللّه صلّي اللّه عليه و آله إذ ذاك بعد خمس و ثلاثين سنة و كانت قبل بنيان قريش لها أرضهما من الحجارة قدر القامة و أرادوا رفعها و تسقيفها قال:و أسلم أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام بعد يومين من مبعث رسول اللّه،قال:إنّه جاء و النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و خديجة عليها السّلام يصليان بعد المبعث بيومين و صلي معهما قال و كان ممّا أنعم اللّه تعالي علي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام أنّه كان في حجر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،ثمّ ذكر خبر عفيف و قد تقدّم.

الرابع و الأربعون: صاحب كتاب المغازي هذا بالإسناد عن عبد اللّه بن بريدة قال:أوّل الرجال إسلاما عليّ بن أبي طالب ثمّ الرّهط الثالث أبو ذر و بريدة و ابن عمّ لأبي ذر.

الخامس و الأربعون: و من الجزء الثاني من كتاب الفردوس لابن شيرويه الدّيلمي بالإسناد في باب اللاّم عن أبي أيّوب الأنصاري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إنّ الملائكة صلّت عليّ و علي عليّ سبع سنين قبل أن يسلم بشر».

السادس و الأربعون: و من الجزء الأوّل من كتاب الفردوس بالإسناد في باب الألف عن ابن عبّاس رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أوّل من صلّي معي عليّ بن أبي طالب».

السابع و الأربعون: من كتاب فضائل الصّحابة للسمعاني بإسناده عن سالم عن حبّة العرني عن عليّ عليه السّلام قال:«بعث النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يوم الإثنين و أسلمت يوم الثلاثاء».

ص: 180


1- شرح نهج البلاغة:228/13.

الباب الثاني و العشرون

في أنّ أمير المؤمنين أوّل من أسلم و صلّي مع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله

من طريق الخاصّة و فيه ثمانية عشر حديثا الأوّل: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي قال:حدّثنا فرات ابن إبراهيم الكوفي قال:حدّثنا محمّد بن عليّ بن معمر قال:حدّثنا أحمد بن عليّ الرملي قال:

حدّثنا محمّد بن موسي قال:حدّثنا يعقوب بن إسحاق المروزي قال:حدّثنا عمرو بن منصور قال:

حدّثنا إسماعيل بن أبان عن يحيي بن أبي كثير عن أبيه عن أبي هارون العبدي عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«عليّ بن أبي طالب أقدم أمّتي سلما و أكثرهم علما و أصحهم دينا و أفضلهم يقينا و أحلمهم حلما و أسمحهم كفا و أشجعهم قلبا و هو الإمام و الخليفة بعدي». (1)

الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا محمّد بن عليّ رحمه اللّه عن عمه محمّد بن أبي القاسم عن محمّد بن عليّ الكوفي عن محمّد بن سنان عن مفضّل عن جابر بن يزيد عن أبي الزبير المكّي عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إنّ اللّه تبارك و تعالي اصطفاني و اختارني و جعلني رسولا و أنزل عليّ سيّد الكتب فقلت إلهي و سيّدي إنّك أرسلت موسي إلي فرعون فسألك أن تجعل معه أخاه هارون وزيرا يشدّ به عضده و يصدق به قوله،و إنّي أسألك يا سيّدي و إلهيّ أن تجعل لي من أهلي وزيرا تشدّ به عضدي فاجعل لي عليّا وزيرا و أخا و اجعل الشجاعة في قلبه و ألبسه الهيبة علي عدّوه و هو أوّل من آمن بيّ و صدّقني و أوّل من وحّد اللّه معي و إنّي سألت ذلك ربّي عزّ و جلّ فأعطانيه فهو سيّد الأوصياء،اللحوق به سعادة و الموت في طاعته شهادة و اسمه في التّوراة مقرون إلي اسمي و زوجته الصّديقة الكبري ابنتي و ابناه سيّدا شباب أهل الجنّة ابناي و هو و هما و الأئمّة من بعدهم حجج اللّه علي خلقه بعد النبيّين و هم أبواب العلم في أمّتي،من تبعهم نجا من النار و من اقتدي بهم هدي إلي صراط مستقيم لم يهب اللّه محبّتهم لعبد إلاّ أدخله اللّه الجنّة». (2)

ص: 181


1- أمالي الصدوق:/57مجلس /2ح 6.
2- أمالي الصدوق:/73مجلس /6ح 5.

الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رحمه اللّه قال:أخبرنا محمّد بن أحمد[بن محمد]الهمداني قال:حدّثنا أحمد بن صالح عن حكيم بن عبد الرحمن قال:حدّثني مقاتل بن سليمان عن الصّادق جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه:قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ أنت منّي بمنزلة هبة اللّه من آدم و بمنزلة سام من نوح و بمنزلة إسحاق من إبراهيم و بمنزلة هارون من موسي و بمنزلة شمعون من عيسي إلاّ أنّه لا نبي بعدي يا عليّ أنت وصيّي و خليفتي فمن جحد وصيّتك و خلافتك فليس منّي و لست منه و أنا خصمه يوم القيامة،يا عليّ أنت أفضل أمّتي فضلا و أقدمهم سلما و أكثرهم علما و أوفرهم حلما و أشجعهم قلبا و أسخاهم كفا،يا عليّ أنت الإمام بعدي [و الأمير،و أنت الصاحب بعدي]و الوزير و مالك في أمّتي من نظير،يا عليّ أنت قسيم الجنّة و النار بمحبتك يعرف الأبرار من الفجّار و يميّز بين الأخيار و الأشرار و بين المؤمنين و الكفّار» (1).

الرابع: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسين بن عليّ بن شعيب الجوهري رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أحمد بن يحيي بن زكريّا القطّان قال:حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال:حدّثنا الفضل بن الصّقر العبدي قال:حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش عن الصّادق جعفر بن محمّد عليه السّلام عن أبيه عن أبيه عن آبائه قال:«خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عليه خميصة قد اشتمل بها فقيل يا رسول اللّه من كساك هذه الخميصة قال كساني حبيبي و صفيي و خاصتي و خالصتي و المؤدّي عنّي و وصيّي و وارثي و أخي و أوّل المؤمنين إسلاما و أخلصهم إيمانا و أسمح الناس كفّا سيّد الناس بعدي قائد الغرّ المحجّلين إمام أهل الأرض عليّ بن أبي طالب فلم يزل يبكي حتّي ابتلّ الحصي من دموعه شوقا إليه» (2).

الخامس: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمّد بن محمّد قال:أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال:حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال:حدّثنا أبو عوانة موسي بن يوسف بن راشد الكوفي قال:حدّثنا محمّد بن يحيي الاودي قال:حدّثنا إسماعيل بن أبان قال:

حدّثنا فضيل بن الزبير قال:حدّثنا أبو عبد اللّه مولي بني هاشم عن أبي سخيلة قال:حججت أنا و سلمان الفارسي رحمه اللّه فمررنا بالرّبذة و جلسنا إلي أبي ذرّ الغفاري رحمه اللّه فقال لنا إنّه سيكون بعدي فتنة و لا بدّ منها فعليكم بكتاب اللّه و الشيخ عليّ بن أبي طالب فالزموهما فأشهد علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إنّي سمعته و هو يقول:«عليّ أوّل من آمن بي و أوّل من صدّقني و أوّل من يصافحني يوم القيامة و هو الصّدّيق الأكبر و هو فاروق هذه الأمّة يفرق بين الحق و الباطل و هو يعسوب المؤمنين و المال

ص: 182


1- أمالي الصدوق:/101مجلس /11ح 4.
2- أمالي الصدوق:/250مجلس /19ح 13.

يعسوب المنافقين» (1).

السادس: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا[محمد بن محمد،قال:أخبرني]محمّد بن أحمد بن عبيد اللّه المنصوري قال:حدّثنا سليمان بن سهل قال:حدّثنا عيسي بن إسحاق القرشي قال:حدّثنا حمدان بن عليّ الخفاف قال:حدّثنا عاصم بن حميد عن أبي حمزة الثمالي عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمّد ابن عليّ عن أبيه عليّ بن الحسين عليه السّلام عن محمّد بن عمار بن ياسر عن أبيه ياسر رضي اللّه عنه قال:لمّا مرضت فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مرضتها الّتي توفيت فيها و ثقلت جاءها العبّاس بن عبد المطلب رضي اللّه عنه عائدا فقيل أنّها ثقيله و ليس يدخل عليها أحد فانصرف إلي داره و أرسل إلي عليّ عليه السّلام فقال لرسوله:قل له يا ابن أخي عمّك يقرئك السلام و يقول لك قد فجأني من الغمّ بشكاة حبيبة رسول اللّه عليها السّلام و قرّة عينه و عيني فاطمة ما هدني و إني لأظنّها أوّلنا لحوقا برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يختار لها و يحبوها و يزلفها لديه فإن كان من أمرها ما لا بدّ منه فاجمع أنا لك الفداء المهاجرين و الأنصار حتّي يصيبوا الأجر في حضورها و الصلاة عليها و في ذلك جمال للدين فقال عليّ عليه السّلام لرسوله و أنا حاضر عنده:«أبلغ عمّي السلام و قلّ لا عدمت إشفاقك و تحننك و قد عرفت مشورتك و لرأيك فضله إنّ فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لم تزل مظلومة عن حقّها ممنوعة من ميراثها مدفوعة لم تحفظ فيها وصيّة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و لا رعي فيها حقّه و لا حقّ اللّه عزّ و جلّ و كفي باللّه حاكما و من الظّالمين منتقما و أنا أسألك يا عمّ أن تسمح لي بترك ما أشرت به فانّها وصّتني بستر أمرها»قال فلمّا أتي العبّاس رسوله بما قال عليّ عليه السّلام قال:يعفو اللّه لابن أخي فإنّه لمغفور له إنّ رأي ابن أخي لا يطعن فيه إذ لم يولد لعبد المطلب مولود أعظم بركة من عليّ عليه السّلام لم يزل أسبقهم إلي كلّ مكرمة و أعلمهم بكلّ فضيلة و أشجعهم في الكريهة و أشدّهم جهادا للأعداء في نصرة الحنيفيّة و أوّل من آمن باللّه و رسوله (2).

السابع: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمّد بن محمّد يعني المفيد قال:حدّثنا أبو عليّ أحمد بن محمّد بن جعفر الصّولي قال:حدّثنا زكريّا بن يحيي السّاجي قال:حدّثنا إسماعيل بن موسي السّدي قال:حدّثنا محمّد بن سعيد عن فضيل بن مرزوق عن أبي سخيلة عن أبي ذرّ و سلمان رضي اللّه عنهما قال أحد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بيد عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فقال:«هذا أوّل من آمن بيّ و أوّل من يصافحني يوم القيامة و هو الصّديق الأكبر و فاروق هذه الأمّة و يعسوب المؤمنين» (3).

ص: 183


1- أمالي الطوسي:/147مجلس /5ح 55.
2- أمالي الطوسي:/155مجلس /6ح 10.
3- أمالي الطوسي:/210مجلس /8ح 11.

الثامن: ابن بابويه قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه و عبد اللّه بن جعفر الحميري قالا:حدّثنا أحمد ابن محمّد بن عيسي عن محمّد بن خالد البرقي عن أحمد بن يزيد النيشابوري قال:حدّثني عمر بن إبراهيم الهاشمي عن عبد الملك بن عمير عن أسيد بن صفوان صاحب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال لمّا كان اليوم الّذي قبض فيه أمير المؤمنين عليه السّلام ارتج الموضع بالبكاء و دهش الناس كيوم قبض فيه النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و جاء رجل[باك]و هو متسرّع مسترجع و هو يقول انقطعت خلافة النبوّة حتّي وقف علي باب البيت الّذي فيه أمير المؤمنين عليه السّلام و قال:رحمك اللّه يا أبا الحسن كنت أوّل القوم إسلاما و أخلصهم إيمانا و أشدّهم يقينا و أخوفهم للّه عزّ و جلّ و أعظمهم عناء و أحوطهم علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و آمنهم علي أصحابه و أفضلهم مناقبا و أكرمهم سوابقا و أرفعهم درجة و أقربهم من رسول اللّه و أشبههم به هديا و خلقا و سمتا و فعلا و أشرفهم منزلة و أكرمهم عليه فجزاك اللّه عن الإسلام و عن رسول اللّه و عن المسلمين خيرا،قويت حين ضعف أصحابه و برزت حين استكانوا و نهضت حين وهنوا و لزمت منهاج رسول اللّه إذ همّ أصحابه و كنت خليفته حقّا لم تنازع و لم تضرع برغم المنافقين و غيظ الكافرين و كره الحاسدين و ضغن الفاسقين فقمت بالأمر حين فشلوا و نطقت حين تتعتعوا و مضيت بنور اللّه إذ وقفوا فاتبعوك فهدوا و كنت أخفضهم صوتا و أعلاهم فرقا و أقلهم كلاما و أصوبهم منطقا و أكثرهم رأيا و أشجعهم قلبا و أشدهم يقينا و أحسنهم عملا و أعرفهم بالأمور،كنت و اللّه للدين يعسوبا أوّلا حين تفرّق الناس و آخرا حين فشلوا،كنت للمؤمنين أبا رحيما إذ صاروا عليك عيالا فحملت أثقال ما عنه ضعفوا و حفظت ما أضاعوا و وعيت ما اهملوا و شمرت إذ اجتمعوا و علوت إذ هلعوا و صبرت إذ أسرعوا و أدركت ما عنه تخلّفوا و نالوا بك ما لم يحتسبوا، كنت للكافرين عذابا صبّا و للمؤمنين غيثا و خصبا فطرت و اللّه بنعمائها و فزت بحبائها و أحرزت سوابقها و ذهبت بفضائلها لم تفلل حجّتك و لم يزغ قلبك و لم تضعف بصيرتك و لم تجبن نفسك و لم تخن كنت كالجبل لا تحرّكه العواصف و لا تزيله القواصف و كنت كما قال صلّي اللّه عليه و آله:«ضعيفا في بدنك قويّا في أمر اللّه متواضعا في نفسك عظيما عند اللّه عزّ و جلّ كبيرا في الأرض جليلا عند المؤمنين»لم يكن لأحد فيك مهمز و لا لقائل فيك مغمز و لا لأحد فيك مطمع و لا لأحد عندك هوادة الضعيف عندك قويّ عزيز حتّي تأخذ له بحقه و القويّ العزيز عندك ضعيف ذليل حتّي تأخذ منه الحقّ و القريب و البعيد عندك في ذلك سواء شأنك الحق و الرفق و قولك حكم و حتم و أمرك حلم و حزم و رأيك علم و عزم فأقلعت و قد نهج السبيل و سهل العسير و أطفيت النيران، فاعتدل بك الدين و قوي بك الإسلام و المؤمنين و سبقت سبقا بعيدا و أتعبت من بعدك تعبا شديدا

ص: 184

فجللت عن البكاء و عظمت رزيتك في السماء و هدت مصيبتك الأنام فإنّا للّه و أنا إليه راجعون رضينا عن اللّه قضاءه و سلمنا فو اللّه لن يصاب المسلمون بمثلك أبدا كنت للمؤمنين كهفا حصينا و علي الكافرين غلظة و غيظا فألحقك اللّه بنبيه و لا حرمنا أجرك و لا أضلّنا بعدك و سكت القوم حتّي انقضي كلامه و بكي و أبكي أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثمّ طلبوه فلم يصادفوه. (1)

التاسع: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا أحمد بن عبد العزيز الجوهري بالبصرة قال:حدّثنا عليّ بن محمّد بن سليمان النّوفلي قال:حدّثني أبي قال:سمعت محمّد بن عون بن عبد اللّه بن الحارث يحدّث عن أبيه عن عبد اللّه بن العبّاس في هذه الآية: وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً (2) قال:أسلمت الملائكة في السماء و المؤمنون في الأرض طوعا أوّلهم و سابقهم من هذه الأمّة عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و لكلّ أمّة سابق و أسلمت المنافقون كرها و كان عليّ بن أبي طالب عليه السّلام أوّل الأمة إسلاما و أوّلهم من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله للمشركين قتالا و قاتل من بعده المنافقون و من أسلم كرها. (3)

العاشر: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمّد بن محمّد قال:حدّثني أبو حفص محمّد بن عثمان الصّيرفي قال:أخبرني أبو بكر محمّد بن عبد اللّه العلاّف المعروف بالمستغني قراءة عليه قال:

حدّثنا محمّد بن يعقوب الدّينوري قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمّد البلوي قال:حدّثنا عمارة بن زيد قال:حدّثني بكر بن حارثة الزّهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن جابر بن عبد اللّه قال:

سمعت عليّا عليه السّلام ينشد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو يسمع:

أنا أخو المصطفي لا شكّ في نسبي معه ربيت و سبطاه هما ولدي

جدّي جدّ رسول اللّه منفرد و فاطم زوجتي لا قول ذي فند

فالحمد للّه شكرا لا شريك له البرّ بالعبد و الباقي بلا أمد

قال فتبسّم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قال:«صدقت يا عليّ». (4)

الحادي عشر: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن مهدي قال:أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة قال:حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن القطواني قال:حدّثنا مخلّد بن شدّاد قال:حدّثنا محمّد بن عبيد اللّه عن أبي سخيلة قال:حججت أنا و سلمان فنزلنا بأبي ذر فكنّا عنده ما شاء اللّه فلمّا حان منّا خفوف قلت يا

ص: 185


1- أمالي الصدوق:/312مجلس /42ح 11.
2- سوره 3 - آيه 83
3- أمالي الطوسي:/503مجلس /18ح 10.
4- أمالي الطوسي:/211مجلس /8ح 14.

أبا ذر إنّي أري أمورا قد حدثت و إنّي خائف أن يكون في الناس اختلاف فإن كان ذلك فما تأمرني، قال:الزم كتاب اللّه و عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و أشهد أنّي سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«عليّ أوّل من آمن بي و أوّل من يصافحني يوم القيامة و هو الصّديق الاكبر و هو الفاروق يفرق بين الحقّ و الباطل». (1)

الثاني عشر: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه بن مهدي قال:أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة قال:حدّثنا أحمد بن الحسين بن عبد الملك الاودي قال:حدّثنا إسماعيل بن عامر قال:حدّثني كامل بن العلاء عن عامر بن السّمط عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن عليم عن سلمان قال:إنّ أوّل هذه الأمّة ورودا علي رسول اللّه أولها إسلاما عليّ بن أبي طالب عليه السّلام. (2)

الثالث عشر: الشيخ في أماليه بإسناده السّابق عن أبي العبّاس قال:حدّثنا أبو الفضل بن يوسف الجعفي قال:حدّثنا محمّد بن عكاشة قال:حدّثنا أبو المغراء حميد بن المثني عن يحيي بن طلحة النهدي عن أيّوب بن الحرّ عن أبي إسحاق السبيعي عن الحارث عن عليّ صلوات اللّه عليه قال:

«إنّ فاطمة شكت إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال ألا ترضين أنّي زوّجتك أقدم أمّتي سلما و أحلمهم حلما و أكثرهم علما أ ما ترضين أن تكوني سيّدة نساء أهل الجنّة إلاّ ما جعل اللّه لمريم بنت عمران و أنّ ابنيك سيّدا شباب أهل الجنّة» (3).

الرابع عشر: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عمر قال:أخبرنا أحمد قال:حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن القطواني قال:حدّثنا إبراهيم بن أنس الأنصاري قال:حدّثنا إبراهيم بن جعفر بن عبد اللّه بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر بن عبد اللّه قال كنّا عند النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فأقبل عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:«قد أتاكم أخي»ثمّ التفت إلي الكعبة فضربها بيده ثمّ قال:«و الّذي نفسي بيده إنّ هذا و شيعته لهم الفائزون يوم القيامة»ثمّ قال:«إنّه أوّلكم إيمانا معي و أوفاكم بعهد اللّه و أقومكم بأمر اللّه و أعدلكم في الرّعية و أقسمكم بالسّوية و أعظمكم عند اللّه مزيّة»قال فنزلت:

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (4) قال فكان أصحاب محمّد صلّي اللّه عليه و آله إذا أقبل عليّ عليه السّلام قالوا قد جاء خير البريّة (5).

الخامس عشر: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عمر قال:أخبرنا أحمد قال:حدّثنا أحمد بن

ص: 186


1- أمالي الطوسي:/250مجلس /9ح 36.
2- أمالي الطوسي:/246مجلس /9ح 24.
3- أمالي الطوسي:/248مجلس /9ح 28.
4- سوره 98 - آيه 7
5- أمالي الطوسي:/251مجلس /9ح 40.

محمّد بن يحيي الجعفي (1)قال:حدّثنا جابر بن الحرّ النّخعي قال:حدّثني عبد الرحمن بن ميمون أبو عبد اللّه عن أبيه قال:سمعت ابن عبّاس يقول أوّل من آمن برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من الرّجال عليّ و من النّساء خديجة رضوان اللّه عليهم. (2)

السادس عشر: الشيخ في أماليه قال:حدّثنا محمّد بن عليّ بن خنيس (3)قال:حدّثنا أبو ذرّ قال:

حدّثنا عبد اللّه قال:حدّثنا الأحمسي قال:حدّثني ابن أبي حمّاد قال:حدّثنا محمّد بن سلمة عن أبيه عن أبي صادق عن عليم قال:سمعت سلمان يقول أوّل هذه الأمّة ورودا علي نبيّها أوّلها إسلاما عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و إنّ خراب هذا البيت علي يد رجل من آل فلان. (4)

السابع عشر: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال:أخبرني ابن عقدة قال:أخبرني عبيد اللّه بن عليّ قال هذا كتاب جدّي عبيد اللّه بن عليّ فقرأت فيه،أخبرني عليّ بن موسي أبو الحسن عن أبيه عن جده جعفر بن محمّد عن آبائه أنّ عليّا عليه السّلام أوّل من أسلم (5).

الثامن عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رحمه اللّه قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال:حدّثنا عبّاد بن سليمان عن محمّد بن سليمان عن أبيه سليمان الدّيلمي عن عمر بن الحارث عن عمران بن ميثم عن أبي سخيلة قال:أتيت أبا ذرّ رحمه اللّه فقلت يا أبا ذرّ إنّي قد رأيت اختلافا ما ذا تأمرني قال:عليك بهاتين الخصلتين كتاب اللّه و الشيخ عليّ بن أبي طالب فإنّي سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«هذا أوّل من آمن بي و أوّل من يصافحني يوم القيامة و هو الصدّيق الأكبر و هو الفاروق الّذي يفرق بين الحق و الباطل». (6)

ص: 187


1- سقط هنا بعض أسماء الرواة.
2- أمالي الطوسي:/259مجلس /10ح 5.
3- في المصدر:خشيش.
4- أمالي الطوسي:/312مجلس /11ح 80.
5- أمالي الطوسي:/343مجلس /12ح 43.
6- أمالي الصدوق:/274مجلس /37ح 5.

الباب الثالث و العشرون

في رسوخ إيمان أمير المؤمنين عليه السّلام و قوّته و شدّة يقينه عليه السّلام

من طريق العامّة و فيه أربعة عشر حديثا الأوّل: موفّق بن أحمد من أعيان علماء العامّة قال:أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن عليّ بن أحمد العاصمي الخوارزمي،أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ،أخبرنا والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي،أخبرنا عليّ بن أحمد بن عبدان،أخبرنا أحمد بن عبيد الصفّار،حدّثنا محمّد بن غالب،حدّثنا يحيي بن عبد الحميد،حدّثنا شريك عن منصور بن خراش قال:حدّثني عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه بالرّحبة قال:«اجتمعت قريش إلي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و فيهم سهيل بن عمر و قالوا:

يا محمّد أرقاؤنا لحقوا بك فارددهم علينا،و غضب النبيّ صلّي اللّه عليه و آله حتّي رؤي الغضب في وجهه ثمّ قال لتنتهن يا معشر قريش أو ليبعثن اللّه عليكم رجلا منكم امتحن اللّه قلبه بالإيمان يضرب رقابكم علي الدين قيل يا رسول اللّه أبو بكر رضي اللّه عنه قال:لا،قيل:عمر،قال:لا،لكنّه خاصف النّعل الّذي في الحجرة قال:فاستقطع الناس ذلك من عليّ كرّم اللّه وجهه فقال:أمّا إنّي سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لا تكذّبوا عليّ فإنّه من كذب عليّ متعمدا فليلج النار» (1).

الثاني: موفّق بن أحمد هذا قال:أخبرنا سيّد الحفّاظ أبو منصور بن شهردار بن شيرويه الدّيلمي فيما كتب إليّ من همدان،أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد اللّه بن عبدوس الهمداني كتابة،حدّثنا الشيخ أبو طاهر الحسين بن عليّ بن سلمة رضي اللّه عنه،من مسند زيد بن عليّ رضي اللّه عنه حدّثنا الفضل بن الفضيل ابن العبّاس،حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن سهل،حدّثنا محمّد بن عبد اللّه البلوي،حدّثنا إبراهيم بن عبيد اللّه بن العلاء حدّثني أبي عن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عن أبيه عن جده عن عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه قال:«قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يوم فتحت خيبر لو لا أن تقول فيك طوائف من أمّتي ما قالت النصاري في عيسي بن مريم لقلت فيك اليوم مقالا لا تمر علي ملاء من المسلمين إلاّ أخذوا من تراب رجليك و فضل طهورك يستشفون به و لكن حسبك أن تكون منّي و أنا منك ترثني وارثك و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ انّه لا نبيّ بعدي يا عليّ أنت تؤدي ديني

ص: 188


1- المناقب:/128ح 142.

و تقاتل عليّ سنّتي و أنت في الآخرة أقرب الناس منّي و أنت غدا علي الحوض خليفتي تذود عنه المنافقين،و أنت أوّل من يرد عليّ الحوض و أنت أوّل داخل في الجنّة من أمّتي،و انّ شيعتك علي منابر من نور رواء مرويين مبيضة وجوههم حولي اشفع لهم فيكونون غدا في الجنّة جيراني،و انّ أعدائك غدا ظماء مظمئين مسودّة وجوههم مقمحون مقمعون يضربون بالمقامع و هي سياط من نار مقمحين،حربك حربي و سلمك سلمي و سرك سري و علانيتك علانيتي و سريرة صدرك كسريرة صدري و أنت باب علمي و انّ ولدك ولدي و لحمك لحمي و دمك دمي،و انّ الحق معك و الحقّ علي لسانك و في قلبك و بين عينيك و الإيمان مخالط لحمك و دمك كما خالط لحمي و دمي،و انّ اللّه عزّ و جلّ أمرني أن أبشرك أنّك أنت و عترتك في الجنّة و عدوك في النار لا يرد عليّ الحوض مبغض لك و لا يغيب عنه محبّ لك».

قال عليّ:«فخررت ساجدا للّه تعالي و حمدته علي ما أنعم به عليّ من الإسلام و القرآن و حببني إلي خاتم النبيّين و سيّد المرسلين صلّي اللّه عليه و آله». (1)

الثالث: موفّق بن أحمد قال:أخبرني شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبد اللّه الهمداني المعروف بالمروزي فيما كتب إليّ من همدان،أخبرنا الحافظ أبو عليّ الحسن بن أحمد بن الحسن الحدّاد بأصبهان فيما أذن لي في الرّواية عنه،أخبرنا الشيخ الأديب أبو يعلي عبد الرّزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني سنة ثلاث و سبعين و أربعمائة،أخبرنا الإمام طراز المحدّثين أبو بكر أحمد بن موسي بن مردويه قال:أبو النجيب سعد بن عبد اللّه الهمداني و أخبرنا بهذا الحديث عاليا الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الأصبهاني في كتابه إليّ من اصبهان سنة ثمان و ثمانين و أربعمائة عن أبي بكر أحمد بن موسي مردويه،حدّثنا سليمان بن أحمد،حدّثنا محمّد بن يوسف بن بشر الهروي،حدّثنا عبيد اللّه بن الفضل بن عبد اللّه بن صالح بن عليّ بن عبد اللّه بن عبّاس،حدّثنا إسحاق بن أيوب بن سويد،حدّثني أبي أيّوب عن سويد عن أبي حلبس[يونس]بن ميسرة بن حلبس عن أبي عبيد صاحب سليمان بن عبد الملك قال:بلغ عمر بن عبد العزيز أنّ قوما ينقصون عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه فصعد المنبر فحمد اللّه و اثني عليه و صلّي علي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و ذكر عليّا و فضله و سابقته ثمّ قال:حدّثني عراك بن مالك الغفاري عن أمّ سلمة قالت:بينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عندي إذا اتاه جبرائيل فناداه فتبسم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ضاحكا فلمّا سري عنه قلت:بأبي و أمّي يا رسول اللّه ما

ص: 189


1- المناقب:/128ح 143.

أضحكك؟قال:«أخبرني جبرائيل أنّه مرّ بعليّ عليه السّلام و هو يرعي ذودا (1)له و هو نائم قد أبدي بعض جسده قال:فرددت عليه ثوبه فوجدت برد إيمانه و قد وصل إلي قلبي» (2).

الرابع: موفّق بن أحمد قال:أخبرنا العلاّمة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي،أخبرنا الأستاد الأمين أبو الحسن بن مدرك الرازيّ،أخبرنا الحافظ أبو سعد إسماعيل ابن عليّ بن الحسين السّمان،أخبرنا أبو القاسم عليّ بن الحسن الغروي (3)بالكوفة،حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن عليّ المرهبي،حدّثنا عليّ بن العبّاس،حدّثنا محمّد بن تسنيم أبو الطاهر الورّاق، حدّثنا جعفر بن محمّد بن حكيم الخثعمي،حدّثنا إبراهيم بن عبد الحميد،حدّثنا رقية بن مصقلة بن عبد اللّه بن خونقة ابن صبرة عن أبيه عن جدّه قال:جاء رجلان إلي عمر رضي اللّه عنه فقالا له:

ما تري في طلاق الأمّة فقام إلي حلقه فيها رجل أصلع فقال:ما تري في طلاق الأمّة فقال:بيده اثنتان فالتفت إليهما فقال اثنتان فقال له أحدهما:جئناك و أنت أمير المؤمنين فسألناك عن طلاق الأمة فجئت إلي رجل فسألته فو اللّه ما كلمك فقال عمر رضي اللّه عنه:ويحك أ تدري من هذا؟

هذا عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«لو أنّ السماوات و الأرض وضعت في كفة و وزن إيمان عليّ لرجّح إيمان عليّ» (4).

الخامس: موفّق بن أحمد قال:أنبأني مهذب الأئمّة أبو المظفر عبد الملك بن عليّ بن محمّد الهمداني نزيل بغداد إجازة،حدّثنا أبو سعد أحمد بن عبد الجبّار الصّيرفي،حدّثنا أبو محمّد الحسن بن محمّد إذنا،حدّثنا أبو الحسن عليّ بن عمر بن مهدي الدارقطني،حدّثنا محمّد بن سعيد الكوفي،حدّثنا عليّ بن الحسن التيملي،حدّثنا جعفر بن محمّد بن حكيم عن إبراهيم بن عبد الحميد عن رقية بن مسقلة العبدي عن أبيه عن جده عن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه قال أشهد علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لسمعته و هو يقول:«لو أن السماوات السّبع و الأرضين السّبع وضعت في كفّة الميزان و وضع إيمان عليّ بن أبي طالب كرّم اللّه وجهه في كفّة ميزان لرجّح إيمان عليّ» (5).

السادس: موفّق بن أحمد قال:أنبأني مهذّب الأئمّة هذا،أنبأنا أبو سعد أحمد بن عبد الجبّار الصّيرفي عن أبي القاسم عبد العزيز بن عليّ الازجي،أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد المفيد بجرجرايا،حدّثنا عبد الرحمن بن أحمد المهروي،حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحمن،

ص: 190


1- الذود:ثلاثة أبعرة إلي العشرة أو خمس عشرة أو عشرين أو ثلاثين-قاموس اللغة:293/2.
2- المناقب:/129ح 144.
3- في المصدر:ابن الحسين العرزمي.
4- المناقب:/130ح 145.
5- المناقب:/131ح 146.

حدّثنا عمّي عن عبد العزيز ابن محمّد بن عمر مولي عقدة (1)عن محمّد بن كعب قال راي أبو طالب النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يتفل في فم عليّ فقال ما هذا يا محمّد فقال:«إيمان و حكمه»فقال أبو طالب لعليّ:يا بنيّ انصر ابن عمّك و أزره (2).

السابع: موفّق بن أحمد عن الإمام الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد العطّار الهمداني إجازة، أخبرنا معمر بن الحسين التميميّ،أخبرنا أحمد بن عليّ بن ثابت الحافظ،أخبرنا الحسن بن أبي بكر،أخبرنا أحمد بن كامل القاضي،حدّثنا أبو يحيي النّاقد،حدّثنا محمّد بن جعفر الغيدي، حدّثنا محمّد بن فضيل عن الاجلح قال:حدّثنا قيس بن مسلم و أبو كلثوم عن ربعي بن خراش قال:

سمعت عليّا كرم اللّه وجهه يقول و هو بالمدائن:«جاء سهيل بن عمرو إلي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال انّه قد خرج إليك ناس من أرقائنا ليس بهم الدين تعوّذوا بك،فارددهم علينا،فقال له أبو بكر و عمر رضي اللّه عنهما صدق يا رسول اللّه فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لن تنتهوا يا معشر قريش حتّي يبعث اللّه عليكم رجلا امتحن اللّه قلبه بالإيمان يضرب اعناقكم و أنتم مجفلون عنه اجفال النّعم فقال أبو بكر رضي اللّه عنه هل هو أنا يا رسول اللّه؟

قال:لا.

قال عمر:أنا هو يا رسول اللّه؟

قال:لا،و لكنه خاصف النّعل»قال:و في كف عليّ نعل يخصفها لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله (3).

الثامن: أبو الحسن الفقيه محمّد بن أحمد بن عليّ بن شاذان في المناقب المائة من طريق العامّة عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن عليّ بن الحسين قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ بن أبي طالب:«يا أبا الحسن لو وضع إيمان الخلائق و أعمالهم في كفّة ميزان و وضع عملك ليوم واحد في الكفّة الأخري لرجح عملك علي جميع ما عمل الخلائق و انّ اللّه باهي بك يوم أحد ملائكته المقرّبين و رفع الحجب من السماوات السّبع و أشرقت إليك الجنّة و ما فيها و ابتهج بفعلك ربّ العالمين و انّ اللّه تعالي يعوّضك بذلك اليوم ما يغبطك كل نبيّ و رسوله و صديق و شهيد». (4)

التاسع: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهاب بن طاوان إجازة قال:أخبرنا أبو أحمد عمر بن عبد اللّه بن شوذب المقرئ قال:حدّثنا محمّد بن عثمان قال:حدّثنا محمّد بن سليمان قال:حدّثنا جعفر بن محمّد بن حكيم عن إبراهيم بن عبد الحميد عن رقبة بن

ص: 191


1- في المصدر:غفرة.
2- المناقب:/132ح 147.
3- المناقب:/141ح 162.
4- مائة منقبة:/79المنقبة 47.

مصقلة بن عبد اللّه عن أبيه عن جدّه قال:أتي عمر رجلان فسألاه عن طلاق العبيد فانتهي إلي حلقة فيها رجل أصلع فقال:يا أصلع كم طلاق العبد فقال له باصبعه هكذا فحرّك السّبابة و الّتي تليها فالتفت إليه فقال اثنتين فقال أحدهما:سبحان اللّه جئناك و أنت أمير المؤمنين فسألناك فجئت إلي رجل و اللّه ما كلمك فقال ويلك تدري من هذا؟

هذا عليّ بن أبي طالب،سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«لو أنّ السماوات و الأرض وضعتا في كفّة و وضع إيمان عليّ في كفّة لرجح إيمان عليّ» (1).

العاشر: أحمد بن حنبل في مسنده يرفعه إلي ربعي بن خراش قال:حدّثنا عليّ بن أبي طالب بالرّحبة قال:«اجتمعت قريش إلي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و فيهم سهيل بن عمرو فقالوا:يا محمّد إنّ قومنا لحقوا بك فارددهم علينا فغضب حتّي رأي الغضب في وجهه ثمّ قال لتنتهن يا معشر قريش أو ليبعثن اللّه عليكم رجلا منكم امتحن اللّه قلبه بالايمان يضرب رقابكم علي الدين قيل يا رسول اللّه أبو بكر؟

قال:لا.

فقيل:عمر؟

فقال:لا،و لكن خاصف النعل في الحجرة»قال عليّ عليه السّلام:«أمّا إنّي قد سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لا تكذّبوا عليّ فمن كذّب عليّ متعمّدا أولجته النار» (2).

الحادي عشر: و من الجمع بين الصّحاح السّتّة للعبدري من سنن أبي داود و صحيح الترمذي يرفعه إلي عليّ عليه السّلام قال يوم الحديبيّة:«جاءت إلينا أناس من المشركين من رؤسائهم فقالوا قد خرج إليكم من أبنائنا و أرقائنا و إنّما خرجوا فرارا من خدمتنا فارددهم فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يا معشر قريش لتنتهن عن مخالفة أمر اللّه أو ليبعثن عليكم من يضرب رقابكم بالسّيف،الّذين قد امتحن اللّه قلوبهم للتّقوي،قال بعض أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من أولئك يا رسول اللّه؟

قال منهم خاصف النّعل»و كان قد أعطي عليّا نعله يخصفها (3).

الثاني عشر: الترمذي أيضا في رواية أخري في صحيحه عن ربعي بن خراش أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال يوم الحديبيّة لسهيل بن عمرو و قد سأله ردّ جماعة فروا إلي النبيّ عليه السّلام:«يا معشر قريش لتنتهوا أو ليبعثن اللّه عليكم من يضرب رقابكم[بالسيف]علي الدين قد امتحن اللّه قلبه علي الإيمان».

ص: 192


1- مناقب ابن المغازلي:/182ح 330.
2- فضائل الصحابة لابن حنبل:/649/2ح 1105.
3- نقله عنه ابن البطريق في العمدة:/225ح 357.

قالوا:من هو يا رسول اللّه؟

قال:«هو خاصف النّعل»و كان أعطي عليّا عليه السّلام نعله يخصفها (1).

الثالث عشر: الخطيب في التاريخ و السمعاني في الفضائل أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال:«لا تنتهوا يا معشر قريش حتي يبعث اللّه رجلا امتحن قلبه بالإيمان»الحديث سواء (2).

الرابع عشر: أبو الحسن الفقيه ابن شاذان في المناقب المائة من طرق العامّة يرفعه إلي جابر ابن عبد اللّه الأنصاري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أقدم أمّتي سلما و أكثرهم علما و أصحّهم دينا و أفضلهم يقينا و أكملهم حلما و أسمحهم كفّا و أشجعهم قلبا عليّ و هو الإمام بعدي و الخليفة بعدي» (3).

ص: 193


1- سنن الترمذي:298/5.
2- تاريخ بغداد:144/1.
3- مائة منقبة:/51منقبة 25.

الباب الرابع و العشرون

في رسوخ إيمان أمير المؤمنين عليه السّلام و قوته و شدّة يقينه عليه السّلام

من طريق الخاصّة و فيه اثنا عشر حديثا الأوّل: في كتاب المجالس للشيخ الطوسي قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا صالح بن أحمد بن أبي مقاتل القيراطي و محمّد بن القاسم بن زكريّا المحاربي قال:حدّثنا أبو طاهر محمّد بن تسنيم الحضرمي الورّاق قال:حدّثنا جعفر بن محمّد بن حكيم عن إبراهيم بن عبد الحميد عن رقبة بن مصقلة بن عبد اللّه بن خويعة قال:قدمنا وفد عند القيس في إمارة عمر بن الخطاب فسأله رجلان منّا عن طلاق الأمة فقام معهما و قال:انطلقا فجاء إلي حلقة فيها رجل أصلع فقال:يا أصلع كم طلاق الأمّة قال فأشار باصبعيه هكذا يعني اثنتين قال:فالتفت عمر إلي الرّجلين فقال طلاقها اثنتان فقال له أحدهما:سبحان اللّه جئناك و أنت أمير المؤمنين فسألناك فجئت إلي رجل و اللّه ما كلمك فقال عمر:ويلك أ تدري من هذا هذا عليّ بن أبي طالب سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

«لو أنّ السماوات و الأرض وضعتا في كفّة و وضع إيمان عليّ في كفّة لرجّح إيمان عليّ» (1).

الثاني: محمّد بن العبّاس بن ماهيار الثقة في تفسيره ما نزل في أهل البيت عليهم السّلام في القرآن قال:

حدّثنا أحمد بن محمّد ابن سعيد عن محمّد بن أحمد عن المنذر بن جعفر قال:حدّثني أبي جعفر ابن الحكم عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن خراش قال:خطبنا عليّ عليه السّلام في الرحبة ثمّ قال:«لمّا كان في زمن الحديبيّة خرج إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أناس من قريش من أشراف أهل مكّة فيهم سهيل ابن عمرو و قالوا:يا محمّد أنت جارنا و حليفنا و ابن عمّنا و قد لحق بك أناس من أبنائنا و اخواننا و أقاربنا ليس فيهم التفقه في الدين و لا رغبة فيما عندك،و لكن إنّما خرجوا فرارا من ضياعنا و أعمالنا فارددهم علينا فدعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أبا بكر فقال له:انظر ما يقولون فقال:صدقوا يا رسول اللّه أنت جارهم فاردد عليهم قال:ثمّ دعا عمر فقال مثل قول أبي بكر فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

عند ذلك لا تنتهون يا معاشر قريش حتّي يبعث اللّه عليكم رجلا امتحن اللّه قلبه للتقوي يضرب رقابكم علي الدين.

ص: 194


1- أمالي الطوسي:/575مجلس /23ح 2.

فقال أبو بكر:أنا هو يا رسول اللّه؟

فقال:لا.

فقام عمر فقال:أنا هو يا رسول اللّه؟

قال:لا و لكنّه خاصف النّعل و كنت أخصف نعل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله»ثمّ التفت إلينا عليّ عليه السّلام و قال:

«سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول من كذّب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النار» (1).

الثالث: محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن زيد الشّحام عن أبي عبد اللّه عليه السّلام:«أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام جلس إلي حائط مائل يقضي بين الناس،فقال بعضهم لا تقعد تحت هذا الحائط فإنّه معور فقال أمير المؤمنين عليه السّلام:حرس امرأ أجله،فلمّا قام سقط الحائط،قال:و كان أمير المؤمنين عليه السّلام ممّا يفعل هذا و أشباهه و هذا اليقين». (2)

الرابع: محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيي عن أحمد بن محمّد بن عيسي عن الوشّاء عن عبد اللّه بن سنان عن أبي حمزة عن سعيد بن قيس الهمداني قال:نظرت يوما في الحرب إلي رجل عليه ثوبان فحركت فرسي فإذا هو أمير المؤمنين عليه السّلام فقلت يا أمير المؤمنين في مثل هذا الموضع فقال:«نعم يا سعيد بن قيس انّه ليس من عبد إلاّ و له من اللّه عزّ و جلّ حافظ و واقية معه ملكان يحفظانه من أن يسقط من رأس جبل أو يقع في بئر فإذا نزل القضاء خلّيا بينه و بين كل شيء» (3).

الخامس: محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيي عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن الحكم عن عبد الرحمن العزرمي عن أبيه عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«كان قنبر غلام عليّ عليه السّلام يحبّ عليّا حبّا شديدا فإذا خرج عليّ عليه السّلام خرج علي أثره بالسيف فرآه ذات ليلة فقال:يا قنبر ما لك؟

فقال:جئت لأمشي خلفك يا أمير المؤمنين.

قال:ويحك من أهل السماء تحرسني أم من أهل الأرض؟

فقال:لا،بل من أهل الأرض.

فقال:إنّ أهل الأرض لا يستطيعون لي شيئا إلاّ باذن اللّه من السماء فارجع فرجع» (4).

السادس: الحديث المشهور عنه عليه السّلام:«لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا». (5)

السابع: ابن شهراشوب قال كان يطوف بين الصّفين بصفّين في غلالة فقال الحسن عليه السّلام:«ما هذا زيّ الحرب»فقال:«يا بني إنّ أباك لا يبالي وقع علي الموت أو وقع الموت عليه»و لمّا ضربه ابن

ص: 195


1- أنظر البحار:300/32 ح 262،و الإرشاد للمفيد:122/1.
2- أصول الكافي:/57/2ح 5.
3- أصول الكافي:/58/2ح 8.
4- أصول الكافي:/59/2ح 10.
5- مناقب آل أبي طالب:317/1.

ملجم قال:«فزت و ربّ الكعبة» (1).

الثامن: و السيّد الرّضي في الخصائص عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:«ما شككت في الحق منذ رأيته». (2)و قال عليه السّلام:«عجبت لمن شك في اللّه و هو يري خلق اللّه و عجبت لمن أنكر النّشاة الأخري و هو يري النّشاة الاولي». (3)

التاسع: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه و عبد اللّه بن جعفر الحميري قالا:

حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسي عن محمّد بن خالد البرقي عن أحمد بن يزيد النيسابوري قال:

حدّثني عمر بن إبراهيم الهاشمي عن عبد الملك بن عمير عن أسيد بن صفوان صاحب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:لما كان اليوم الّذي قبض فيه أمير المؤمنين فارتجّ الموضع بالبكاء و دهش الناس كيوم قبض فيه النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و جاء رجل باك و هو متسرع مسترجع و هو يقول:اليوم انقطعت خلافة النبوّة حتّي وقف علي باب البيت الّذي فيه أمير المؤمنين و قال:رحمك اللّه يا أبا الحسن كنت أوّل القوم إسلاما و أخلصهم إيمانا و أشدّهم يقينا و أخوفهم للّه عزّ و جلّ و أعظمهم عناء و أحوطهم علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و الحديث طويل (4)تقدّم عن قريب في الباب الثاني و العشرين في أنّ أمير المؤمنين أوّل من أسلم و هو حديث حسن فليؤخذ تمامه من هناك.

العاشر: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي قال:حدّثنا فرات بن إبراهيم الكوفي قال:حدّثنا محمّد بن عليّ بن معمر قال:حدّثنا أحمد بن عليّ الرّملي قال:حدّثنا محمّد ابن موسي قال:حدّثنا يعقوب بن إسحاق المروزي قال:حدّثنا عمرو بن منصور قال:حدّثنا إسماعيل بن أبان عن يحيي بن أبي كثير عن أبيه عن أبي هارون العبدي عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«عليّ بن أبي طالب أقدم أمّتي سلما و أكثرهم علما و أصحّهم دينا و أفضلهم يقينا و أحملهم حلما و أسمحهم كفّا و أشجعهم قلبا و هو الإمام و الخليفة بعدي» (5).

الحادي عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رحمه اللّه قال:حدّثنا إبراهيم بن عمروس الهمداني قال:

حدّثنا أبو عليّ الحسن بن إسماعيل القحطبي قال:حدّثنا إسماعيل (6)بن الحكم بن أبي مريم عن أبيه عن الأوزاعي عن أبي كثير عن عبد اللّه بن مرّة عن سلمة بن قيس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«عليّ في السماء السابعة كالشمس بالنهار في الأرض و في السماء الدنيا كالقمر بالليل في الأرض اعطي اللّه عليّا من الفضل جزء لو قسم علي أهل الأرض لوسعهم و أعطاه اللّه من الفهم جزءا

ص: 196


1- مناقب آل أبي طالب:385/1.
2- خصائص الأئمة:107.
3- خصائص الأئمة:101.
4- أمالي الصدوق:/312مجلس /42ح 11.
5- أمالي الصدوق:/57مجلس /2ح 6.
6- في المصدر:سعيد.

لو قسّم علي أهل الأرض لوسعهم» (1)و في الحديث (2)الأوّل من الباب فليؤخذ تمامه من هناك فهو حديث حسن.

الثاني عشر: كتاب سليم بن قيس الهلالي قال:قال ابن قيس:يا ابن أبي طالب ما منعك حين بويع أخو بني تيم بن مرة و أخو عدي و أخو بني أميّة بعدهما أن تقاتل و تضرب بسيفك فإنّك لم تخطبنا خطبة منذ قدمت العراق إلاّ قلت فيها و اللّه إنّي أولي الناس بالناس و ما زلت مظلوما منذ قبض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فما منعك أن تضرب بسيفك دون مظلمتك؟قال:«قد قلت فاستمع الجواب لم يمنعني من ذلك الجبن و لا كراهية للقاء ربّي و أن لا أكون أعلم بأنّ ما عند اللّه خير لي من الدنيا بما فيها و لكنّي منعني من ذلك أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عهده إليّ أخبرني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بما الأمّة[صانعة بي]بعده،فلم أكن بما صنعوا حين عاينته بأعلم منّي به و لا أشد يقينا به منّي قبل ذلك بل أنا بقول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أشد يقينا بما عاينت و شاهدت،فقلت لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فما تعهد إليّ إذا كان ذلك قال إن وجدت أعوانا فانبذ إليهم و جاهدهم و إن لم تجد أعوانا فكف يدك و أحقن دمّك حتّي تجد علي إقامة كتاب اللّه و سنتي أعوانا،و أخبرني أن الأمّة ستخذلني[و تبايع غيري]و تتبع غيري،و أخبرني أنّي منه بمنزلة هارون من موسي و انّ الأمّة سيصيرون بعده بمنزلة هارون و من تبعه و منزلة العجل و من تبعه فقال موسي: يا هارُونُ ما مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلاّ تَتَّبِعَنِ أَ فَعَصَيْتَ أَمْرِي (3) قالَ:اِبْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَ كادُوا يَقْتُلُونَنِي (4) و قال: يَا بْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَ لا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَ لَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (5) و إنّما يعني أنّ موسي أمر هارون حين استخلفه عليهم إن ضلّوا ثمّ وجد أعوانا أن يجاهدهم و إن لم يجد أعوانا أن يكفّ يده و يحقن دمه و لا يفرق بينهم،و إنّي خشيت أن يقول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فرقت بين الأمّة و لم ترقب قولي و قد عهدت إليك إن لم تجد أعوانا فكفّ يدك و أحقن دمك و دم أهل بيتك و شيعتك فلمّا قبض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قام الناس إلي أبي بكر فبايعوه و أنا مشغول بغسل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثمّ شغلت بالقرآن،فآليت علي نفسي أن لا أرتدي برداء إلاّ للصّلاة حتّي أجمعه في كتاب،ثمّ حملت فاطمة و أخذت بيد ابني الحسن و الحسين عليهما السّلام فلم أدع أحدا من أهل بدر و أهل السّابقة من المهاجرين و الأنصار إلاّ ناشدتهم اللّه في حقّي و دعوتهم إلي نصرتي،فلم يستجب لي من الناس إلاّ أربعة رهط:سلمان و أبو ذر و المقداد و الزبير،و لم يبق معي أحد إلاّ أهل بيتي أصول به و لا أقوي به». (6)

ص: 197


1- أمالي الصدوق:/57مجلس /2ح 7.
2- يوجد هنا سقط لم نتبينه.
3- سوره 20 - آيه 92
4- سوره 7 - آيه 150
5- سوره 20 - آيه 94
6- كتاب سليم بن قيس:215.

الباب الخامس و العشرون

في غزارة علم أمير المؤمنين عليه السّلام و سعته

من طريق العامّة و فيه اثنان و ثلاثون حديثا الأوّل: الخطيب الفقيه أبو الحسن ابن المغازلي الشافعي في كتاب المناقب قال:أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أحمد الغندجاني قال:حدّثنا أبو الفتح هلال بن محمّد الحفّار قال:حدّثني إسماعيل بن رزين قال:حدّثني أبي قال:حدّثني أخي دعبل بن الخزاعي قال:حدّثني شعبة بن الحجّاج عن أبي التياح عن ابن عبّاس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أتاني جبرائيل عليه السّلام بدرنوك من الجنّة فجلست عليه فلمّا صرت بين يدي ربّي كلّمني و ناجاني فما علّمني شيئا إلاّ علّمه عليّا فهو باب مدينة علمي»ثمّ دعاه إليه فقال:«يا عليّ سلمك سلمي و حربك حربي و أنت العلم فيما بيني و بين أمّتي بعدي».

الثاني: موفّق بن أحمد من أعيان علماء العامّة قال:أخبرني سيّد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الدّيلمي الهمداني فيما كتب إليّ من همدان أخبرني أبي،أخبرني أبو إسحاق القفّال بأصفهان،حدّثني أبو إسحاق بن خرشيد قوله[حدّثنا] (1)أبو سعيد أحمد بن زياد بن الاعرابي،حدّثني نجيح بن إبراهيم بن محمّد بن الحسن الزّهري القاضي،حدّثني أبو نعيم ضرّار ابن صرد،حدّثني عليّ بن هاشم،حدّثني محمّد بن عبد اللّه الهاشمي عن أبي بكر محمّد بن عمر ابن حزم عن عباد بن عبد اللّه عن سلمان رضي اللّه عنه أنّه قال:«أعلم أمّتي من بعدي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام» (2).

الثالث: موفّق بن أحمد قال:أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن عليّ بن أحمد القاضي الخوارزمي شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ،حدّثنا أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي قال:أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ التّاريخ،حدّثنا أبو جعفر بن محمّد بن أحمد بن سعيد،حدّثنا محمّد بن مسلم بن[وارة]،حدّثنا عبد اللّه بن موسي العبسي،حدّثنا[أبو]عمرو الأزدي عن أبي راشد[الحبراني]عن أبي الحمراء قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليهم السّلام«من أراد أن ينظر إلي آدم في علمه

ص: 198


1- زيادة من المصدر.
2- المناقب:/82ح 67.

و إلي نوح في فهمه و إلي يحيي[بن زكريا] (1)في زهده و إلي موسي بن عمران في بطشه فلينظر إلي عليّ بن أبي طالب»قال أحمد بن الحسين البيهقي لم اكتبه إلاّ بهذا الإسناد. (2)

الرابع: موفّق بن أحمد قال:أخبرنا سيّد الحفّاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الدّيلمي فيما كتب إليّ من همدان،أخبرني الحافظ أبو عليّ الحسن بن أحمد بن مهرة الحدّاد بأصبهان بقراءتي عليه كتاب حلية الأولياء،أخبرنا الإمام الحافظ[أبو نعيم] (3)أحمد بن عبد اللّه [الحافظ] (4)عن أبي بكر بن جلاد عن محمّد بن يونس الكديمي عن عبد اللّه بن داود الخريبي عن هرمز بن حوران عن أبي صالح الحنفي عن عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه قال:«قلت يا رسول اللّه أوصني، فقال قلّ ربّي اللّه ثمّ استقم فقلتها و زدت و ما توفيقي إلاّ باللّه عليه توكلت و إليه انيب فقال ليهنئك العلم يا أبا الحسن فقد شربت العلم شربا و نهلته نهلا» (5).

الخامس: موفّق بن أحمد قال:أخبرني شهردار هذا إجازة،أخبرني أبو الفتح عبدوس بن عبد اللّه بن عبدوس الهمداني إجازة عن الشريف أبي طالب المفضّل بن محمّد بن طاهر الجعفري بأصبهان عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسي بن مردويه بن فورك الأصبهاني،حدّثني محمّد بن أحمد بن إبراهيم،حدّثني الحسين بن عليّ بن الحسين السلولي،حدّثني سويد بن مسعر بن يحيي ابن حجّاج النّهدي،حدّثنا أبي،حدّثنا شريك عن أبي إسحاق عن الحرث الأعور صاحب راية عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه[قال] (6)بلغنا أنّ النبيّ كان في جمع من أصحابه فقال:«اريكم آدم في علمه و نوحا في فهمه و إبراهيم في حكمته»فلم يكن بأسرع من أن طلع عليّ فقال أبو بكر:يا رسول اللّه أ قست رجلا بثلاثة من الرّسل،بخ بخ لهذا الرّجل من هو يا رسول اللّه؟قال النبي:«أ و لا تعرفه يا أبا بكر»قال:اللّه و رسوله أعلم،قال:«أبو الحسن عليّ بن أبي طالب»قال أبو بكر:بخ بخ لك يا أبا الحسن و أين مثلك يا أبا الحسن. (7)

السادس: موفّق بن أحمد قال:أنبأني الإمام الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني إجازة،أخبرنا الحسن بن أحمد الحدّاد،أخبرنا أحمد بن عبد اللّه الحافظ،أخبرنا الحسن بن عليّ بن الخطّاب،حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة،حدّثني أحمد بن يونس،حدّثني أبو بكر ابن عيّاش عن نصير عن سليمان الاحمسي عن أبيه عن عليّ قال:«و اللّه ما نزلت آية إلاّ و قد علمت

ص: 199


1- زيادة من المصدر.
2- مناقب ابن المغازلي:/50ح 73.
3- زيادة من المصدر.
4- زيادة من المصدر.
5- المناقب:/84ح 73.
6- زيادة من المصدر.
7- المناقب:/89ح 79.

فيم أنزلت و أين نزلت و انّ ربّي وهب لي قلبا عقولا و لسانا سئولا». (1)

السابع: موفّق بن أحمد قال:أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن عليّ بن أحمد العاصمي الخوارزمي،أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ،حدّثنا والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي،أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ،حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب،حدّثنا العبّاس ابن محمّد بن حاتم الدّوري،حدّثنا أحمد بن يونس،حدّثنا أبو بكر بن عياش عن نصير عن سليمان الأحمسي عن أبيه قال:قال عليّ كرم اللّه وجهه:«ما نزلت آية إلاّ و قد علمت فيما نزلت و أين نزلت و علي من انزلت إنّ ربّي وهب لي لسانا طلقا و قلبا عقولا» (2).

الثامن: موفّق بن أحمد بهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين هذا،أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ، أخبرني أبو حامد أحمد بن عليّ المقرئ،أخبرنا أبو عيسي الترمذي،حدّثنا عياش العنبري،حدّثنا الأحوص بن جواب عن سفيان الثوري عن قليت العامري عن حبسرة[قال] (3)قالت عائشة رضي اللّه عنها من افتاكم بصوم عاشوراء قلنا:عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه قالت هو أعلم الناس بالسنّة. (4)

التاسع: موفّق بن أحمد بهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين هذا،أخبرنا[عبد اللّه بن محمّد ابن] (5)[أبو] (6)عبد اللّه الحافظ،حدّثنا أبو الفضل بن إبراهيم،حدّثنا الحسن بن سفيان،حدّثنا حميد بن مسعدة،حدّثنا يونس بن أرقم عن أبي الجارود عن عدي بن ثابت الأنصاري عن سعيد ابن جبير عن ابن عبّاس رضي اللّه عنه العلم ستّة اسداس لعليّ من ذلك خمسة اسداس و للناس سدس و لقد شاركنا في السّدس حتّي لهو أعلم به منّا (7).

العاشر: موفّق بن أحمد قال:أخبرنا الاستاذ عين الأئمّة أبو الحسن[عليّ] (8)بن أحمد الكرباسي الخوارزمي بخوارزم،حدّثنا القاضي الإمام شمس القضاة أحمد بن عبد الرحمن بن إسحاق،أخبرنا الشيخ الفقيه أبو سهل محمّد بن إبراهيم،أخبرنا أبو الحسن محمّد بن جعفر بن هارون التميمي النحوي الكوفي المعروف بابن النجار،حدّثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن حامد بن متويه البلخي التميمي،حدّثنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عبد اللّه السّمسار التميمي،حدّثني حميد بن مسعدة،حدّثني يونس بن ارقم عن أبي الجارود عن عديّ بن ثابت عن ابن عبّاس رضي اللّه عنه قال العلم ستة اسداس لعليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه من ذلك خمسة اسداس و للناس سدس واحد و لقد

ص: 200


1- المناقب:/90ح 81.
2- المناقب:/90ح 82.
3- زيادة من المصدر.
4- المناقب:/91ح 84.
5- زيادة ليست من المصدر.
6- زيادة من المصدر.
7- المناقب:/92ح 88.
8- زيادة من المصدر.

شركنا في سدسنا حتّي هو اعلم[به] (1)منّا. (2)

الحادي عشر: موفّق بن أحمد قال:حدّثنا الإمام الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطّار الهمداني هذا،أخبرنا أحمد بن عبد القادر بن محمّد البغدادي،أخبرنا الحسن بن عليّ الجوهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخرّاز،أخبرنا أحمد بن معروف الخشّاب،حدّثنا حسين بن محمّد بن عبد الرحمن بن فهم،حدّثني محمّد بن سعد،أخبرنا عبد اللّه بن جعفر الرّقي،حدّثنا عبيد اللّه بن عمر عن معمّر عن وهب بن أبي دبي عن أبي الطفيل قال:قال عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه:«سلوني عن كتاب اللّه فإنّه ليس من آية إلاّ و قد عرفت أ بليل نزلت أم نهار في سهل أمّ في جبل». (3)

الثاني عشر: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهاب قال:حدّثنا الحسين بن محمّد بن الحسين العدل العلوي الواسطي قال:حدّثنا محمّد بن محمود قال:حدّثنا إبراهيم بن سليمان بن رشيد قال:حدّثنا زيد بن عطيّة قال:حدّثنا أبان بن فيروز عن أنس بن مالك قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من أراد أن ينظر إلي علم آدم وفقه نوح فلينظر إلي عليّ بن أبي طالب». (4)

الثالث عشر: موفّق بن أحمد عن أبي الدّرداء قال العلماء ثلاثة رجل بالشام يعني نفسه و رجل بالكوفة يعني عبد اللّه بن مسعود و رجل بالمدينة يعني عليّا فالذي بالشام يسأل الّذي بالكوفة و الّذي بالكوفة يسأل الّذي بالمدينة و الذي بالمدينة لا يسأل أحدا. (5)

الرابع عشر: الموفّق بن أحمد قال:أنبأني أبو العلاء الحافظ الحسن بن أحمد العطار الهمداني، أخبرني الحسين بن أحمد المقرئ،أخبرني أحمد بن عبد اللّه الحافظ،حدّثنا حبيب بن الحسن، حدّثنا عبد اللّه بن أيوب القربي،حدّثنا زكريّا بن يحيي المنقري،حدّثنا إسماعيل بن عبّاد المدني عن شريك بن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد اللّه رضي اللّه عنه قال:خرج النبيّ من عند زينب بنت جحش و أتي بيت أمّ سلمة و كان يومها من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلم يلبث أن جاء عليّ و دق الباب دقّا خفيّا فاستثبت رسول اللّه الدّق فأنكرته أمّ سلمة فقال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«قومي فافتحي له الباب» فقالت:يا رسول اللّه أقوم و اتلقاه بمعاصمي و قد نزلت في آية من كتاب اللّه بالأمس،فقال لها كالمغضب:«إنّ طاعة الرّسول طاعة اللّه و من عصي الرّسول فقد عصي اللّه إنّ بالباب رجلا ليس بالنزق و لا بالخرق يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله».

ص: 201


1- زيادة من المصدر.
2- المناقب:/93ح 89.
3- المناقب:/94ح 92.
4- مناقب ابن المغازلي:/147ح 256.
5- المناقب:/102ح 106.

فقامت ففتحت له الباب فأخذ بعضادتي الباب حتّي إذا لم يسمع حسّا و لا حركة و صرت إلي خدري استأذن و دخل فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أ تعرفينه»قلت:نعم هذا عليّ بن أبي طالب قال:

«صدقت،سحنته من سحنتي و لحمه من لحمي و دمه من دمي و هو عيبة علمي اسمعي و أشهدي هو قاتل الناكثين و القاسطين و المارقين من بعدي اسمعي و أشهدي هو و اللّه محي سنّتي اسمعي و أشهدي لو أنّ عبدا عبد اللّه ألف عام من بعد ألف عام بين الرّكن و المقام ثمّ لقي اللّه مبغضا لعليّ لأكبّه اللّه يوم القيامة علي منخريه في نار جهنّم». (1)

الخامس عشر: الحمويني إبراهيم بن محمّد قال:أخبرني المشايخ بدر الدين اسكندر بن سعد ابن أحمد بن محمّد الطاوسي القزويني و برهان الدين إبراهيم ابن إسماعيل الدّرجي و شهاب الدين محمّد بن يعقوب البغدادي إجازة بروايتهم عن أمّ هاني عفيفة بنت أبي بكر أحمد ابن محمّد الفادعية قالت:أنبأنا أبو عليّ الحسن بن أحمد بن الحسن الحدّاد إجازة قال:أنبأنا الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه بن أحمد الأصبهاني قال:نبّأنا نذير بن جناح أبو القاسم القاضي،نبّأ إسحاق بن أحمد بن محمّد بن مردان،أنبأنا أبي،حدّثنا عبّاس بن عبد اللّه،أنبأنا غالب بن عثمان الهمداني أبو مالك عن عبيدة عن شقيق عن عبد اللّه بن مسعود قال:إنّ القرآن أنزل علي سبعة أحرف ألا له ظهر و بطن و إنّ عليّ ابن أبي طالب عليه السّلام عنده منه علم الظاهر و الباطن.و الأحاديث المتقدّمة ذكر أكثرها محمّد بن إبراهيم الحمويني باسانيدها و هو من أعيان علماء العامّة (2).

السادس عشر: ابن شاذان عن أبي هريرة قال:كنت عند النبيّ صلّي اللّه عليه و آله إذ أقبل عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:«أ تدري من هذا»قلت:عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:«هذا البحر الزّاخر هذا الشمس الطالعة أسخي من الفرات كفّا و أوسع من الدنيا قلبا فمن أبغضه فعليه لعنة اللّه». (3)

السابع عشر: ابن شاذان من طريق المخالفين عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أقدم أمّتي سلما و أكثرهم علما و أصحّهم دينا و أفضلهم يقينا و أكملهم حلما و أسمحهم كفّا و أشجعهم قلبا عليّ بن أبي طالب و هو الإمام و الخليفة بعدي» (4).

الثامن عشر: ابن شاذان من طريق المخالفين عن ابن عبّاس قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:

«معاشر الناس اعلموا أنّ اللّه تعالي بابا من دخله أمن من النار و من الفزع الأكبر»فقام إليه أبو سعيد

ص: 202


1- المناقب:/86ح 77.
2- فرائد السمطين:/355/1ب /66ح 281.
3- مائة منقبة:/32منقبة 12.
4- مائة منقبة:/50منقبة 25.

الخدري قال:يا رسول اللّه اهدنا إلي هذا الباب حتّي نعرفه قال:«هو عليّ بن أبي طالب سيّد المؤمنين و أمير المؤمنين و أخو رسول ربّ العالمين و خليفة اللّه علي الناس أجمعين معاشر الناس من أحبّ أن يستمسك بالعروة التي لا انفصام لها فليتمسّك بولاية عليّ بن أبي طالب فإنّ ولايته ولايتي و طاعته طاعتي،معاشر الناس من أحبّ أن يعرف الحجّة بعدي فليعرف عليّ بن أبي طالب،معاشر الناس من سرّه أن يقتدي بيّ فعليه أن يتولي عليّ بن أبي طالب بعدي و الأئمّة من ذرّيته فإنّهم خزّان علمي».

فقام جابر بن عبد اللّه الأنصاري فقال:يا رسول اللّه ما عدّة الأئمّة؟

فقال:«يا جابر سألتني رحمك اللّه عن الإسلام بأجمعه عدّتهم عدّة الشهور و هو عند اللّه اثنا عشر شهرا في كتاب اللّه يوم خلق السماوات و الأرض و عدّتهم عدّة العيون الّتي انفجرت منه لموسي ابن عمران عليه السّلام حين ضرب بعصاه فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً (1) و عدّتهم عدّة نقباء بني إسرائيل قال اللّه تعالي: وَ لَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَ بَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً (2) فالأئمّة يا جابر اثني عشر إماما أوّلهم عليّ بن أبي طالب و آخرهم القائم المهدي صلوات اللّه عليهم». (3)

التاسع عشر: ابن شاذان من طريق المخالفين عن أبي الصلت الهروي (4)خادم الرضا عليه السّلام قال:

سمعت الرضا عليه السّلام يقول:سمعت أبي موسي يقول:سمعت أبي جعفرا يقول:سمعت أبي محمّدا يقول:سمعت أبي عليّا يقول:سمعت أبي الحسين عليه السّلام يقول:سمعت أبي أمير المؤمنين عليه السّلام يقول:

سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«سمعت اللّه جلّ جلاله يقول عليّ بن أبي طالب حجّتي علي خلقي و نوري في بلادي و أميني علي علمي لا أدخل النار من عرفه و إن عصاني و لا أدخل الجنّة من أنكره و إن أطاعني». (5)

العشرون: ابن شاذان من طريق المخالفين عن ابن عبّاس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعبد الرحمن ابن عوف:(يا عبد الرحمن أنتم أصحابي و عليّ بن أبي طالب منّي و أنا من عليّ فمن قاسه بغيره فقد جفاني و من جفاني فقد آذاني و من آذاني فعليه لعنة اللّه ربّي يا عبد الرحمن إنّ اللّه تعالي أنزل عليّ كتابا مبينا و أمرني أن أبين للناس ما نزل إليهم ما خلا عليّ بن أبي طالب فإنّه لم يحتج إلي بيان،لأنّ اللّه تعالي جعل فصاحته كفصاحتي و درايته كدرايتي،و لو كان الحلم رجلا لكان عليّا و لو كان العقل رجلا لكان الحسن و لو كان السّخاء رجلا لكان الحسين و لو كان الحسن شخصا

ص: 203


1- سوره 2 - آيه 60
2- سوره 5 - آيه 12
3- مائة منقبة:/71منقبة 41.
4- في المصدر:الريان بن الصلت.
5- مائة منقبة:/78منقبة 46.

لكان فاطمة،بل هي أعظم إنّ فاطمة ابنتي خير أهل الأرض عنصرا و شرفا و كرما» (1).

الحادي و العشرون: ابن شاذان من طريق المخالفين عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«العلم خمسة أجزاء أعطي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام من ذلك أربعة أجزاء و أعطي سائر الناس واحدا و الّذي بعثني بالحق بشيرا و نذيرا لعليّ بجزء الناس أعلم من الناس بجزئهم» (2).

الثاني و العشرون: من كتاب الفردوس عن ابن عبّاس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنا ميزان العلم و عليّ كفّتاه و الحسن و الحسين خيوطه و فاطمة علاقته و الأئمّة من بعدي عموده يوزن فيه أعمال المحبّين لنا و المبغضين لنا» (3).

الثالث و العشرون: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة و هو من أعيان علماء المعتزلة قال:

و من العلوم علم تفسير القرآن و منه أخذ و منه تفرغ و إذا رجعت إلي كتب التفسير علمت صحّة ذلك،لأنّ أكثره عنه و عن عبد اللّه بن عبّاس و قد علم الناس حال ابن عبّاس في ملازمته له و انقطاعه إليه و أنّه تلميذه و خريجه و قيل له أين علمك من علم ابن عمك؟

فقال:كنسبة قطرة من المطر إلي البحر المحيط». (4)

الرابع و العشرون: ابن أبي الحديد في الشرح في شرح قول أمير المؤمنين في خطبة له عليه السّلام:

«نحن الشعار و الأصحاب و الخزنة و الأبواب و لا يؤتي البيوت إلاّ من أبوابها و من أتاها من غير أبوابها سمّي سارقا»

قال في الشرح:قال عليه السلام:«نحن الشعار و الأصحاب»يشير إلي نفسه و هو أبدا يأتي بلفظ الجمع و مراده الواحد،و الشعار ما يلي الجسد من الثياب[و هو أقرب من سائرها إليها]، و مراده الاختصاص برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله«و الخزنة و الأبواب»يمكن أن يعني خزنة العلم و أبواب العلم لقول الرسول:«أنا مدينة العلم و عليّ بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب»و قوله فيه:«خازن علمي».

و قال تارة أخري:عيبة علمي و يمكن أن يريد به خزنة الجنّة أي:«لا يدخل الجنّة إلاّ من وافي بولايتنا»،فقد جاء في حقه الخبر الشائع المستفيض أنّه قسيم الجنّة و النار،و ذكر أبو عبيد الهروي في الجمع بين الغريبين أنّ قوما من أئمّة العربية فسّروه فقالوا:لأنه لمّا كان محبّه من أهل الجنّة و مبغضه من أهل النار كأنه بهذا الاعتبار قسيم النار و الجنّة،قال أبو عبيد:و قال غير هؤلاء:بل هو

ص: 204


1- مائة منقبة:/135منقبة 67.
2- مائة منقبة:/146منقبة 78.
3- نقله عنه في البحار:/139/23ح 87.
4- ينابيع المودة:449/1،شرح نهج البلاغة 9:165.

قسيمها بنفسه في الحقيقة يدخل قوما إلي الجنّة و قوما إلي النار.و هذا الذي ذكره أبو عبيد أخيرا هو يطابق الأخبار الواردة فيه يقول للنار:هذا لي فدعيه و هذا لك فخذيه.إلي هنا كلام ابن أبي الحديد (1).

الخامس و العشرون: و من مناقب الفقيه ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن عليّ بن العبّاس البزار رفعه إلي إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال:سأل رجل معاوية عن مسألة فقال:سل عنها عليّ بن أبي طالب فإنه أعلم قال:يا أمير المؤمنين قولك فيها أحبّ إليّ من قول علي،فقال:بئس ما قلت،و لؤم ما جئت به،لقد كرهت رجلا كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يغرّه العلم غرا،و لقد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبي بعدي»و لقد كان عمر بن الخطاب يسأله فيأخذ عنه،و لقد شهدت عمر إذا أشكل عليه شيء قال:هاهنا عليّ.قم لا أقام اللّه رجليك،و محا اسمه من الديوان.

و مناقب شهد العدو بها و الفضل ما شهدت به الأعداء

و روي هذا الحديث إبراهيم بن محمّد الحمويني و هو أيضا من أعيان المخالفين بإسناده المتصل إلي قيس بن أبي حازم قال:جاء رجل إلي معاوية فسأله عن مسألة فقال:سل عنها علي بن أبي طالب هو أعلم،و ساق الحديث. (2)

السادس و العشرون: السيد الاجلّ علي بن طاوس رضي اللّه عنه في كتاب سعد السعود نقله من طريق العامّة عن أبي حامد الغزالي قال علي عليه السّلام:«لمّا حكي عهد موسي أن شرح كتابه كان أربعين حملا لو أذن اللّه و رسوله لي لأشرع في شرح معاني ألف الفاتحة حتّي يبلغ مثل ذلك»يعني أربعين وقرا أو جملا،و هذه الكثرة في السعة و الافتاح في العلم لا يكون إلاّ لدنيّا سماويا إلهيّا،هذا آخر لفظ محمّد بن محمّد بن محمّد الغزالي في كتاب بيان العلم اللدنّي في وصف مولانا علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليه و آله (3).

السابع و العشرون: ابن طاوس أيضا قال:ذكر أبو عمر الزاهد و اسمه محمّد بن عبد الواحد في كتابه بإسناده أن علي بن أبي طالب قال:«يا بن عبّاس إذا صلّيت عشاء الآخرة فالحقني إلي الجبانة»قال:فصليت و لحقته و كانت ليلة مقمرة قال:فقال لي:«ما تفسير الألف من الحمد»؟قال فما علمت حرفا اجيبه،فتكلم في تفسيرها ساعة واحدة تامة قال:«فما تفسير الحاء من الحمد؟»

ص: 205


1- شرح النهج 165/9 ط.الحلبي،مناقب عليّ بن أبي طالب لابن المغازلي 52/34.
2- مناقب ابن المغازلي:35،و العمدة:136،فرائد السمطين 1:302/371.
3- سعد السعود:284 و حكاه عن الغزالي.

فقلت:لا أعلم،فتكلم فيها ساعة تامة قال:ثم قال عليه السّلام:«فما تفسير الميم من الحمد؟»قال:قلت:

لا أدري،قال:فتكلم فيها ساعة تامة،قال:ثمّ قال:«فما تفسير الدال من الحمد؟»قال:قلت:

لا أدري،قال:فتكلم فيها إلي برق عمود الفجر،قال:فقال لي:«قم يا بن عبّاس إلي منزلك و تأهب لفرضك»قال أبو العبّاس عبد اللّه بن العبّاس:فقمت و قد وعيت كلما قال،ثمّ تفكرت فإذا علمي بالقرآن في علم عليّ كالقرارة في المثعجر (1)(2).

الثامن و العشرون: أبو عمر الزاهد قال لنا عبد اللّه بن مسعود ذات يوم:لو علمت أنّ أحدا هو أعلم مني بكتاب اللّه عزّ و جلّ لضربت إليه آباط الإبل.قال علقمة:فقال رجل من الحلقة:القيت عليّا عليه السّلام،قال:نعم،قد لقيته و أخذت عنه و قرأت عليه و كان خير الناس و أعلمهم بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و لقد رأيته كأنّه بحر يسيل سيلا (3).

التاسع و العشرون: قال ابن طاوس أيضا ذكر محمّد بن الحسن بن زياد المعروف بالنقاش في المجلّد الأول من تفسير القرآن الذي سماه شفاء الصدور ما هذا لفظه:و قال ابن عبّاس:جل ما تعلمت من التفسير من علي بن أبي طالب-قال-النقاش أيضا في تعظيم ابن عبّاس لمولانا علي عليه السّلام ما هذا لفظه:أخبرنا أبو بكر قال:حدّثنا أحمد بن غالب الفقيه بطالقان قال:حدّثنا محمّد بن علي قال:حدّثنا سويد قال:حدّثنا علي بن الحسين بن واقد عن أبيه عن الكلبي،قال ابن عبّاس:و ممّا وجدت في أصله و ذهب نصر بن عبّاس من كثرة بكائه علي علي بن أبي طالب و ذكر النقاش أيضا ما هذا لفظه:قال ابن عبّاس:عليّ عليه السّلام علم علما علمه رسول اللّه و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علمه اللّه،فعلم النبيّ من علم اللّه و علم علي من علم النبيّ و علمي من علم علي،و ما علمي و علم أصحاب محمّد صلّي اللّه عليه و آله في علم عليّ إلاّ كقطرة في سبعة أبحر (4).

الثلاثون: ابن طاوس قال روي النقاش أيضا حديث تفسير لفظة(الحمد)فقال بعد إسناده عن ابن عبّاس قال:قال لي عليّ عليه السّلام:«يا أبا عبّاس إذا صلّيت عشاء الآخرة فالحقني إلي الجبّان»قال:

فصليت و لحقته و كانت ليلة مقمرة قال:فقال لي:«ما تفسير الألف من الحمد و الحمد جميعا؟» قال:فما علمت حرفا فيها أجيبه،قال:فتكلم في تفسيرها ساعة تامة ثمّ قال لي:«فما تفسير اللام من الحمد؟»فقلت:لا أعلم،قال:فتكلم في تفسيرها ساعة تامة ثمّ قال:«فما تفسير الدال من الجمد؟»قال:فقلت:لا أدري فتكلم فيها إلي أن برق عمود الفجر قال:فقال لي:قم يا بن العبّاس

ص: 206


1- من القرارة في المثعجر:أي كالغدير في جنب البحر،و الثعجر بالعين المهملة و الجيم كجعفر وسط البحر،أبواب الكنوز بهرام.
2- سعد السعود:285.
3- سعد السعود:285.
4- سعد السعود:285.

إلي منزلك فتأهب لفرضك»فقمت و قد وعيت كلما قال،قال:ثمّ تفكرت فإذا علمي بالقرآن في علم عليّ عليه السّلام كالقرارة في المثعجر.القرارة:الغدير،و المثعجر:البحر (1).

الحادي و الثلاثون: الفقيه بن المغازلي الشافعي في كتاب المناقب قال:أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان قال:أخبرنا محمّد بن العبّاس بن حيويه إذنا قال:حدّثنا أبو عبد اللّه الدّهّان قال:

حدّثنا محمّد بن عبد اللّه الكندي قال:حدّثنا أبو هاشم محمّد بن علي قال:حدّثنا أحمد بن عمران بن سلمة بن عجلان عن سفيان بن سعيد عن سعيد بن منصور عن إبراهيم بن علقمة عن عبد اللّه قال:كنت عند النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فسئل عن عليّ عليه السّلام فقال:«قسمت الحكمة عشرة أجزاء فأعطي علي تسعة أجزاء و الناس جزءا واحدا» (2).

الثاني و الثلاثون: الموفق بن أحمد من أعيان العامّة قال:أخبرنا سيد الحفاظ أبو منصور شهردار ابن شيرويه بن شهردار الديلمي الهمداني إجازة،حدّثني أبي،أخبرني المدائنيّ الحافظ،أخبرني أبو محمّد الخلال،أخبرني محمّد بن العبّاس بن حيويه،أخبرني أبو عبد اللّه الحسين بن عليّ الدّهّان،حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن عتبة الكندي،حدّثني أبو هاشم محمّد بن علي الذهبي، أخبرني أحمد بن عمران بن سلمة عن سفيان بن سعيد عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد اللّه بن مسعود قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«قسمت الحكمة عشرة أجزاء فأعطي علي تسعة أجزاء و الناس جزءا واحدا» (3).

الثالث و الثلاثون: محمّد بن علي الحكيم الترمذي و هو من أكابر علماء العامّة قال:قال ابن عبّاس و هو إمام المفسرين:العلم ستة أسداس لعلي منها خمسة أسداس و للناس سدس،و لقد شاركنا فيه حتّي هو أعلم به منا-قال-و قال أيضا رضي اللّه عنه:كان علي بن أبي طالب يشرح لنا نقطة الباء من بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (4) ليلة فانفلق عمود الصبح و هو بعد لم يفرغ،فرأيت نفسي في جنبه كالفوارة (5)في جنب البحر المثعنجر (6).و قال هذا العامي أيضا:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ما رآني في هذا الدنيا علي الحقيقة التي خلقني اللّه عليها غير علي بن أبي طالب» (7)

ص: 207


1- سعد السعود:286.
2- مناقب ابن المغازلي 328/286.
3- مناقب الخوارزمي:40.
4- سوره 1 - آيه 1
5- و في بعض المصادر:كالفرارة و هي الغدير الصغير.
6- المثعنجر:و هو أكثر موضع في البحر فيه الماء.
7- احقاق الحق:641/7،و ينابيع المودة:216/1.

الباب السادس و العشرون

في غزارة علم الأئمّة عليهم السّلام و سعته

من طريق الخاصة و فيه سبعة و عشرون حديثا.

الأوّل: محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيي العطار عن أحمد بن أبي زاهر عن الحسن بن موسي عن علي بن حسان عن عبد الرّحمن ابن كثير قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول:«نحن ولاة الأمر و خزنة علم اللّه و عيبة وحي اللّه» (1).

الثاني: محمّد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن علي بن اسباط عن أبيه اسباط عن سورة بن كليب قال:قال لي أبو جعفر عليه السّلام:«و اللّه إنّا لخزان علم اللّه في سمائه و أرضه لا علي ذهب و لا فضة الاّ علي علمه» (2).

الثالث: محمّد بن الحسن الصفّار عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن علي بن اسباط عن أبيه اسباط عن سورة بن كليب قال:قال أبو جعفر عليه السّلام:«و اللّه إنّا لخزان اللّه في سمائه و أرضه لا علي ذهب و لا فضة الاّ علي علمه» (3).

الرابع: محمّد بن يعقوب عن علي بن موسي عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد و محمّد بن خالد البرقي عن النضر بن سويد رفعه عن سدير عن أبي جعفر عليه السّلام قال:قلت له:جعلت فداك ما أنتم؟قال:«نحن خزّان علم اللّه،و نحن تراجمة وحي اللّه،و نحن الحجة البالغة علي من دون السماء و فوق الأرض» (4).

الخامس: محمّد بن الحسن الصفّار عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد و أبي عبد اللّه البرقي عن أبي طالب عن سدير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:قلت له:جعلت فداك ما أنتم؟قال:«نحن خزّان علم اللّه و تراجمة وحي اللّه،نحن الحجة البالغة علي من دون السماء و فوق الأرض» (5).

السادس: محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيي عن محمّد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن محمّد بن الفضيل عن أبي حمزة قال:سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:قال اللّه

ص: 208


1- الكافي 1:1/192.
2- الكافي 8:424/334.
3- بصائر الدرجات 1/104.
4- الكافي 1:3/192.
5- بصائر الدرجات 6/104.

تبارك و تعالي:أنت كمال حجّتي علي الأشقياء من أمّتك من ترك ولاية علي و الأوصياء من بعدك، فانّ فيهم سنّتك و سنّة الأنبياء من قبلك،و هم خزّان علي علمي من بعدك،ثمّ قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

لقد أنبأني جبرئيل باسمائهم و اسماء آبائهم» (1).

السابع: محمّد بن يعقوب عن محمّد بن إدريس عن محمّد بن عبد الجبار عن محمّد بن خالد عن فضالة بن أيّوب عن عبد اللّه بن أبي يعفور قال:قال أبو عبد اللّه عليه السّلام:«يا بن أبي يعفور إن اللّه واحد متوحد بالوحدانية،متفرد بأمره فخلق خلقا فقدّرهم لذلك الأمر،فنحن هم،يا ابن أبي يعفور فنحن حجج اللّه في عباده و خزّانه علي علمه و القائمون بذلك» (2).

الثامن: محمّد بن يعقوب عن عليّ بن محمّد عن سهل بن زياد عن موسي بن القاسم بن معاوية و محمّد بن يحيي عن العمركي بن علي جميعا عن علي بن جعفر عن أبي الحسن موسي عليه السّلام قال:

«قال أبو عبد اللّه عليه السّلام:إنّ اللّه عز و جل خلقنا فأحسن خلقنا و صوّرنا فأحسن صورنا و جعلنا خزّانه في سمائه و أرضه،و لنا نطقت الشجرة،و بعبادتنا عبد اللّه عزّ و جلّ،و لولانا ما عبد اللّه» (3).

التاسع: محمّد بن يعقوب عن محمّد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن محمّد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي قال:سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إنّ اللّه تبارك و تعالي يقول:أنت كمال حجتي عن الأشقياء من أمّتك من ترك ولاية علي و والي اعداءه و أنكر فضله و فضل الأوصياء من بعده،فإن فضلك فضلهم و طاعتك طاعتهم و حقّك حقّهم و معصيتك معصيتهم،و هم الأئمة الهداة من بعدك،جري فيهم روحك و روحك ما جري فيك من ربّك،و هم عترتك من طينتك و لحمك و دمك،و قد أجري اللّه فيكم سنّتك و سنّة الأنبياء قبلك،و هم خزّاني علي علمي من بعدك حق عليّ لقد اصطفيتهم فانتجتهم و أخلصتهم و ارتضيتهم،و نجا من أحبهم و والاهم و سلّم لفضلهم،و لقد أتاني جبرئيل بأسمائهم و أسماء آبائهم و أحبائهم و المسلّمين لفضلهم» (4).

العاشر: محمّد بن الحسن الصفّار عن محمّد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن خالد بن ماد عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السّلام قال:سمعته يقول:«و اللّه إنّا لخزان اللّه في سمائه و خزانه في أرضه ليس علي ذهب و لا فضة،و إن منّا لحملة العرش يوم القيامة» (5).

الحادي عشر: محمّد بن الحسن الصفّار عن علي بن محمّد عن القاسم بن محمّد عن

ص: 209


1- الكافي 1:4/193.
2- الكافي 1:5/193.
3- الكافي 1:6/193.
4- الكافي 1:4/208.
5- بصائر الدرجات 3/104.

سليمان بن داود المنقري عن سفيان عن السدي عن أبي جعفر عليه السّلام قال:سمعته يقول:«نحن خزّان اللّه في الدنيا و الآخرة و شيعتنا خزّاننا» (1).

الثاني عشر: علي بن إبراهيم بن هاشم في تفسيره قال:حدّثنا جعفر بن أحمد قال:حدّثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم قال:حدّثنا محمّد بن علي عن محمّد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه لنبيه صلّي اللّه عليه و آله:« ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لاَ الْإِيمانُ وَ لكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً (2) يعني عليّا،و عليّ هو النور فقال: نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا (3) يعني:عليّا نهدي به من هدي (4)به من خلقه و قال لنبيه صلّي اللّه عليه و آله: وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (5) (6)يعني إنّك لتأمر بولاية أمير المؤمنين و تدعو إليها،و عليّ هو الصراط المستقيم صِراطِ اللّهِ (7) -يعني عليّا- اَلَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ (8) (9)يعني عليّا أن جعله خازنه علي ما في السماوات و ما في الأرض و أتمنه عليه أَلا إِلَي اللّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ (10) (11)» (12).

الثالث عشر: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا أبي رحمه اللّه قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال:حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب قال:حدّثنا علي بن اسباط قال:حدّثنا علي عن أبي بصير عن الصادق جعفر بن محمّد عليه السّلام أنه قال:«يا أبا بصير،نحن شجرة العلم و نحن أهل بيت النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و في دارنا مهبط جبرئيل عليه السّلام و نحن خزّان علم اللّه و نحن معادن وحي اللّه،من تبعنا نجا و من تخلف عنّا هلك حقا علي اللّه عزّ و جلّ» (13).

الرابع عشر: الشيخ في أماليه قال:حدّثنا محمّد بن محمّد قال:أخبرني أبو الحسن علي بن خالد قال:حدّثنا زيد بن الحسين الكوفي قال:حدّثنا جعفر بن نجيح قال:حدّثنا جندل بن والق الثعلبي قال:حدّثنا محمّد بن محمّد بن عمران المازني عن زيد الأنصاري عن سعيد بن بشير عن قتادة عن سعيد بن المسيب قال:سمعت رجلا يسأل ابن عبّاس عن علي بن أبي طالب عليه السّلام فقال له ابن عبّاس:إن علي بن أبي طالب صلّي القبلتين و بايع البيعتين و لم يعبد صنما و لا وثنا و لم يضرب علي رأسه بزلم و لا قدح،ولد علي الفطرة،و لم يشرك باللّه طرفة عين.فقال الرجل:إنّي اسألك عن هذا إنما أسألك عن حمله سيفه علي عاتقه يختال به حتّي أتي البصرة فقتل بها أربعين ألفا،ثمّ سار إلي الشام فلقي حواجب العرب فضرب بعضهم ببعض حتّي قتلهم،ثمّ أتي النهروان و هم مسلمون

ص: 210


1- بصائر الدرجات 11/105.
2- سوره 42 - آيه 52
3- سوره 42 - آيه 52
4- في المصدر:به هدي من هدي.
5- سوره 42 - آيه 52
6- الشوري:52.
7- سوره 42 - آيه 53
8- سوره 42 - آيه 53
9- إبراهيم:2.
10- سوره 42 - آيه 53
11- الشوري:53.
12- تفسير القمي 2:284 في سورة الشوري.
13- أمالي الصدوق 490/383،بحار الأنوار 26:1/240.

فقتلهم عن آخرهم.فقال له ابن عبّاس:أ عليّ أعلم عندك أم أنا؟فقال:لو كان علي أعلم عندي منك ما سألتك.قال:فغضب ابن عبّاس حتّي اشتد غضبه،ثمّ قال:ثكلتك أمّك،عليّ علمني و كان علمه من علم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و رسول اللّه علّمه اللّه من فوق عرشه،فعلم النبيّ من اللّه و علم عليّ من النبيّ و علمي من علم عليّ،و علم أصحاب محمّد كلهم في علم عليّ كالقطرة الواحدة في سبعة أبحر (1).

و رواه الشيخ المفيد في في أماليه بالسند و المتن (2).

الخامس عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسين ابن إبراهيم ناتانه(رض)قال:حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن جعفر بن سلمة الاهوازي عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال:أخبرنا إسماعيل ابن بشار قال:حدّثنا عبد اللّه بن بلج المصري عن إبراهيم بن أبي يحيي المدني عن محمّد بن المكندري قال:سمعت أبا إمامة يقول:كان عليّ عليه السّلام إذا قال شيئا لم نشك فيه،و ذلك إنّا سمعنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«خازن سرّي بعدي عليّ» (3).

السادس عشر: سعد بن عبد اللّه القمّيّ في بصائر الدرجات عن إبراهيم بن هاشم عن محمّد بن خالد البرقي عن محمّد بن سنان و غيره عن عبد اللّه بن يسار قال:قال أبو عبد اللّه عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و لقد أسري بي ربّي عزّ و جل و أوحي إليّ من وراء حجاب ما أوحي و كلمني بما كلمني و كان ممّا كلمني به أن قال:يا محمّد إنّي أنا اللّه لا إله إلاّ أنا عالم الغيب و الشهادة الرّحمن الرحيم،إنّي أنا اللّه لا إله إلاّ أنا الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان اللّه عمّا يشركون،إنّي أنا اللّه لا إله إلاّ أنا أنا الخالق البارئ المصور لي الأسماء الحسني يسبح لي ما في السماوات و ما في الأرض و أنا العزيز الحكيم،يا محمّد إنّي أنا اللّه لا إله إلاّ أنا الأوّل فلا شيء قبلي،و أنا الآخر فلا شيء بعدي،و أنا الظاهر فلا شيء فوقي،و أنا الباطن فلا شيء دوني،و أنا اللّه لا إله إلاّ أنا بكل شيء عليم،يا محمّد عليّ أول من آخذ ميثاقه من الأئمة عليهم السّلام،يا محمّد عليّ آخر من أقبض روحه من الأئمة:و هو الدابّة التي تكلم الناس،يا محمّد عليّ أظهره علي جميع ما أوحيه إليك ليس أن تكتم منه شيئا،يا محمّد أبطنه الذي أسرّه إليك فليس فيما بيني و بينك سرّ دونه،يا محمّد عليّ ما خلقت من حرام و حلال عليم به» (4).

السابع عشر: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمّد بن محمّد يعني المفيد قال:أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن يعني ابن الوليد قال:حدّثني أبي عن سعد بن عبد اللّه بن موسي قال:

ص: 211


1- أمالي الطوسي:12 ح 14،و أمالي المفيد:236.
2- أمالي المفيد:236.
3- أمالي الصدوق 868/641،بحار الأنوار 40:66/184.
4- بصائر الدرجات 36/515.

حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن العزرمي قال:حدّثنا المعلي بن هلال عن الكلبي عن أبي صالح عن عبد اللّه بن العبّاس قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«أعطاني اللّه تعالي خمسا و أعطي عليّا خمسا:أعطاني جوامع الكلم و جعلني نبيا و جعله وصيّا،و أعطاني الكوثر و أعطاه السلسبيل، و أعطاني الوحي و أعطاه الإلهام،و أسري بي إليه و فتح له أبواب السماء و الحجب حتّي نظر إليّ و نظرت إليه»قال:ثمّ بكي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقلت له:ما يبكيك فداك أبي و أمّي؟

قال:«يا بن عبّاس إن أول ما كلمني به أن قال:يا محمّد انظر تحتك فنظرت إلي الحجب قد انخرقت و إلي أبواب السماء قد انفتحت،و نظرت إلي عليّ و هو رافع رأسه إليّ فكلمني و كلمته و كلمني ربّي عزّ و جلّ»

فقلت:يا رسول اللّه بم كلمك ربّك؟

قال:«قال لي:يا محمّد،إنّي جعلت عليّا وصيك و وزيرك و خليفتك من بعدك فأعلمه فها هو يسمع كلامك،فأعلمته و أنا بين يدي ربّي عزّ و جلّ،فقال لي:قد قبلت و اطعت،فأمر اللّه ملائكته أن تسلّم عليه ففعلت،فرد عليهم و رأيت الملائكة يتباشرون به،و ما مررت بملائكة من ملائكة السماء إلاّ هنوني و قالوا:يا محمّد و الذي بعثك بالحق نبيا لقد دخل السرور علي جميع الملائكة باستخلاف اللّه عزّ و جل لك ابن عمك،و رأيت حملة العرش قد نكسوا رءوسهم إلي الأرض فقلت:يا جبرئيل لم نكس حملة العرش رءوسهم؟فقال:يا محمّد ما من ملك من الملائكة إلاّ و قد نظر إلي وجه علي بن أبي طالب استبشارا به ما خلا حملة العرش فإنهم استأذنوا اللّه عزّ و جلّ الساعة فأذن لهم أن ينظروا إلي علي بن أبي طالب،فنظروا إليه،فلما هبطت جعلت اخبره بذلك و هو يخبرني به فعلمت أنّي لم أطأ موطئا إلاّ و قد كشف لعلي عنه حتي نظر إليه».

قال ابن عبّاس:فقلت:يا رسول اللّه أوصني فقال:«عليك بمودة علي بن أبي طالب،و الذي بعثني بالحق نبيا لا يقبل اللّه من عبد حسنة حتّي يسأله عن حب علي بن أبي طالب و هو تعالي أعلم،فإن جاء بولايته قبل عمله علي ما كان منه،و إن لم يأت بولايته لم يسأله عن شيء ثمّ أمر به إلي النار،يا بن عبّاس و الذي بعثني بالحق نبيا إن النار لأشد غضبا علي مبغض علي منها علي من زعم أن للّه ولدا،يا بن عبّاس لو أن الملائكة المقربين و الأنبياء و المرسلين اجتمعوا علي بغضه و لن يفعلوا لعذبهم اللّه بالنار».

قلت:يا رسول اللّه و هل يبغضه أحد؟قال:«يا بن عبّاس،نعم يبغضه قوم يذكرون أنهم من أمّتي،لم يجعل اللّه لهم في الإسلام نصيبا،يا بن عبّاس إن من علامة بغضهم له تفضيلهم من دونه

ص: 212

عليه،و الذي بعثني بالحق نبيا ما بعث اللّه نبيا أكرم عليه منّي و لا وصيّا أكرم عليه من وصيّي».

قال ابن عبّاس:فلم أزل له كما أمرني رسول اللّه و وصاني بمودّته،و لأنّه لأكبر عملي عندي،قال ابن عبّاس:ثمّ مضي من الزمان ما مضي و حضرت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الوفاة فحضرته فقلت له:فداك أبي و أمي يا رسول اللّه،لقد دنا أجلك فما تأمرني؟قال:«يا بن عبّاس خالف من خالف عليّا و لا تكونن له ظهيرا و لا وليا»قلت:يا رسول اللّه فلم لا تأمر الناس بترك مخالفته؟قال:فبكي صلّي اللّه عليه و آله حتّي أغمي عليه ثمّ قال:«يا بن عبّاس سبق فيهم علم ربّي،و الذي بعثني بالحق نبيا لا يخرج أحد من خالفه من الدنيا و أنكر حقه حتّي يغيّر اللّه تعالي ما به من نعمة،يا بن عبّاس إذا أردت أن تلقي اللّه و هو عليك راض فاسلك طريقة علي بن أبي طالب،و مل معه حيث ما مال و ارض به إماما و عاد من عاداه و وال من والاه،يا بن عبّاس احذر أن يدخلك شكّ فيه فإن الشك في علي كفر باللّه عزّ و جلّ» (1).

الثامن عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن محمّد بن الصقر الصائغ قال:حدّثنا عيسي بن محمّد العلوي قال:حدّثنا أحمد بن سلام الكوفي قال:حدّثنا الحسين بن عبد الواحد قال:حدّثنا حرب بن الحسن قال:حدّثنا أحمد بن إسماعيل بن صدقة عن أبي الجارود عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عن أبيه عن جده عليهم السّلام قال:«لمّا نزلت هذه الآية علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله وَ كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ (2) (3)قام أبو بكر و عمر من مجلسهما فقالا:يا رسول اللّه هو التوراة؟ قال:«لا»قالا:هو الإنجيل؟قال:«لا»قالا:فهو القرآن؟قال:«لا»،فأقبل عليّ أمير المؤمنين عليه السّلام فقال رسول اللّه:هو هذا،إنّه الإمام الذي أحصي اللّه تبارك و تعالي فيه علم كلّ شيء» (4).

التاسع عشر: محمّد بن العبّاس بن ماهيار الثقة في تفسيره فيما نزل في أهل البيت عليهم السّلام قال:

حدّثنا عبد اللّه بن أبي العلاء عن محمّد بن الحسن بن شمعون عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن الأصم عن عبد اللّه بن القاسم عن صالح بن سهل قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول:« وَ كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ (5) (6)قال:في أمير المؤمنين عليه السّلام» (7).

العشرون: الشيخ الطوسي في كتاب مصابيح الأنوار بإسناده عن رجاله مرفوعا إلي المفضل بن عمر قال دخلت علي الصادق عليه السّلام ذات يوم فقال لي:«يا مفضل عرفت محمّدا و عليّا و فاطمة

ص: 213


1- أمالي الطوسي 161/105.
2- سوره 36 - آيه 12
3- يس:12.
4- أمالي الصدوق 250/235،معاني الأخبار 1/95،بحار الأنوار 35:2/427.
5- سوره 36 - آيه 12
6- يس:12.
7- المختصر:114،و ينابيع المودة:230/1،و الفضائل لابن شاذان:94 بتفاوت.

و الحسن و الحسين:كنه معرفتهم»قلت:يا سيّدي و ما كنه معرفتهم؟قال:«يا مفضل تعلم أنهم في طير عن الخلائق بجنب الروضة الخضراء فمن عرفهم كنه معرفتهم كان معنا في السنام الاعلي» قال:قلت:عرّفني ذلك يا سيّدي،قال:«يا مفضل تعلم أنهم علموا ما خلق اللّه عزّ و جلّ و ذرأه و برأه و أنهم كلمة التقوي و خزناء السماوات و الأرضين و الجبال و الرمال و البحار،و عرفوا كم في السماء نجم و ملك،و وزن الجبال وكيل ماء البحار و أنهارها و عيونها و ما تسقط من ورقة إلاّ علموها وَ لا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَ لا رَطْبٍ وَ لا يابِسٍ إِلاّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (1) (2)و هو في علمهم و قد علموا ذلك»فقلت:يا سيدي قد علمت ذلك و أقررت به و آمنت قال:«نعم يا مفضل يا مكرم نعم يا طيّب نعم يا محبور،طبت و طابت لك الجنّة و لكل مؤمن بها» (3).

الحادي و العشرون: عن أبي ذر في كتاب مصابيح الأنوار قال:كنت سائرا في أعراض أمير المؤمنين عليه السّلام إذ مررنا بواد و نمله كالسيل سار (4)فذهلت ممّا رأيت فقلت:اللّه أكبر جلّ محصيه، فقال أمير المؤمنين عليه السّلام:«لا تقل ذلك يا أبا ذر و لكن قل:جل باريه (5)،فو الذي صوّرك إنّي أحصي عددهم و أعلم الذكر منهم و الأنثي بإذن اللّه عزّ و جلّ» (6).

الثاني و العشرون: عمّار بن ياسر رضي اللّه عنه قال:كنت مع أمير المؤمنين عليه السّلام في بعض غزواته فمررنا بواد مملوء نملا فقلت:يا أمير المؤمنين تري يكون أحد من خلق اللّه يعلم كم عدد هذا النمل،قال:

«نعم يا عمّار أنا أعرف رجلا يعلم كم عدده و كم فيه ذكر و كم فيه انثي»فقلت:من ذلك يا مولاي الرجل؟فقال:«يا عمّار ما قرأت في سورة يس وَ كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ (7) فقلت:بلي يا مولاي قال:«أنا ذلك الإمام المبين» (8).

الثالث و العشرون: البرسي عن ابن عبّاس قال:لمّا نزلت هذه الآية وَ كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ (9) قام رجلان فقالا:يا رسول اللّه هو التوراة؟قال:«لا»قالا:فهو الإنجيل؟قال:«لا»قالا:هو القرآن؟قال:«لا»فأقبل أمير المؤمنين عليه السّلام فقال:«هو هذا الذي أحصي اللّه فيه علم كل شيء،و أنّ السعيد كل السعيد من أحبّ عليّا في حياته و بعد وفاته،و أنّ الشقي كل الشقي من أبغض هذا في حياته و بعد وفاته» (10).

ص: 214


1- سوره 6 - آيه 59
2- الأنعام:59.
3- مدينة المعاجز:129/2،و مشارق أنوار اليقين:55.
4- في المصدر:الساري.
5- في المصدر:بارؤه.
6- تأويل الآيات:490/2،و البحار:176/40.
7- سوره 36 - آيه 12
8- الامام عليّ للهمداني:145،و تفسير البرهان:7/4،و ينابيع المودة:230/1.
9- سوره 36 - آيه 12
10- الصراط المستقيم:270/1،و ينابيع المودة:230/1.

الرابع و العشرون: سعد بن عبد اللّه القمّيّ في بصائر الدرجات عن محمّد بن عيسي بن عبيد عن أبي بصير البصري عن حريز بن عبد اللّه عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إن اللّه عزّ و جلّ فرض العلم ستة أجزاء،و أعطي عليا عليه السّلام منه خمسة أجزاء و له سهم في الجزء الآخر من الناس» (1).

الخامس و العشرون: سعد هذا عن النضر بن سويد و جعفر بن بشير الحلبي عن هارون بن خارجة عن عبد الملك بن عطاء قال:سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول:«نحن أولو الذكر و نحن أولو العلم،و عندنا الحلال و الحرام» (2).

السادس و العشرون: سعد هذا عن أحمد بن محمّد بن عيسي عن الحسين بن سعيد و العبّاس بن معروف عن حمّاد بن عيس عن ربعي بن عبد اللّه بن الجارود عن الفضيل بن يسار قال:

سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول:«كلّ ما لم يخرج من هذا البيت فهو باطل» (3).

السابع و العشرون: ابن بابويه في عيون الأخبار قال:حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن بن يوسف البغدادي قال:حدّثنا علي بن محمّد بن عنبسة قال:حدّثنا الحسين بن سلمان المطلي قال:

حدّثنا نعيم بن صالح الطبري و دارم بن قبيضة النهشلي قالا:حدّثنا علي بن موسي الرضا عليه السّلام عن أبيه موسي عن أبيه جعفر عن أبيه محمّد بن علي عليه السّلام عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنا خزانة العلم و علي مفتاحها،فمن أراد الخزانة فليأت من المفتاح» (4).

ص: 215


1- بصائر الدرجات 52/518.
2- بصائر الدرجات 23/511.
3- بصائر الدرجات 21/511.
4- عيون أخبار الرضا 2:341/74.

الباب السابع و العشرون

في الأبواب التي فتحها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السّلام

ألف باب كل باب يفتح ألف باب

من طريق العامّة و فيه أربعة أحاديث.

الأوّل: إبراهيم بن محمّد الحمويني من أعيان علماء العامّة قال:أخبرنا الخطيب عبد اللّه بن أبي السعادات ابن منصور بن أبي السعادات الناصري بقراءتي عليه بها بجامع المنصور قال:أنبأنا أحمد بن يعقوب بن عبد اللّه المارستاني سماعا عليه،حدّثنا و أخبرني الشيخ عماد الدين أحمد بن محمّد بن سعد الأنصاري المقدسي بقراءتي عليه بجامع الصالحية ظاهر مدينة دمشق بروايته عن شيخ الاسلام شهاب الدين عمر بن محمّد السهروردي قالا:أنبأنا أبو الفتح محمّد بن عبد الباقي بن سليمان المعروف بابن البطي قال المارستاني إجازة ان لم يكن سماعا و قال شيخ الإسلام رضي اللّه عنه سماعا قال:أنبأنا أبو الفضل حمد بن أحمد الاصبهاني سماعا عليه،أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ قال:أنبأنا أبو بكر بن خلاد،أنبأنا محمّد بن يونس الكريم،أنبأنا عبد اللّه بن داود الجويني،حدّثني هرمز بن خوران عن أبي عون عن أبي صالح الحنفي عن علي صلوات اللّه عليه و آله قال:قلت:يا رسول اللّه أوصني قال:«قل:ربي اللّه ثم استقم.قال:قلت:«ربي اللّه و ما توفيقي إلاّ باللّه عليه توكلت و إليه انيب»قال«ليهنك العلم يا أبا الحسن لقد شربت العلم شربا و نهلته نهلا» (1).

ثمّ قال إبراهيم بن محمّد الحمويني قال:أنبأنا الحافظ أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن إسحاق قال:أنبأنا أحمد بن إبراهيم العطار ببغداد،أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد الرّحمن،أنبأنا أحمد بن الحسن بن عبد الملك،أنبأنا إسماعيل بن عالية البلخي،أنبأنا عبد الرّحمن بن الأسود عن الاجلح أبي حبيبة عن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده الحسين عن علي بن أبي طالب قال:«علّمني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ألف باب كل باب يفتح إلي ألف باب» (2).

الثاني: محمّد بن علي الحكيم الترمذي من أكابر علماء العامّة في شرح الرسالة الموسومة

ص: 216


1- فرائد السمطين 1:69/100،حلية الأولياء 1:65.
2- فرائد السمطين 1:70/101.

بالفتح المبين في كشف حق اليقين قال صلّي اللّه عليه و آله:«أعلم امتي بعدي علي بن أبي طالب»و قوله كرم اللّه وجهه:«و اللّه لو ثنيت لي و سادة»الحديث و لهذا كان الصحابة يرجعون إليه في أحكام الكتاب و يأخذون عنه الفتاوي و قد دلهم علي زللهم،كما قال عمر بن الخطاب في عدة مواطن:لو لا علي لهلك عمر.قال:و قال صاحب الينابيع:سأل قوم من اليهود عمر في زمن خلافته عن مسائل بشرط إن أجابهم هو أو غيره من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله آمنوا به صلّي اللّه عليه و آله و قالوا:ما قفل السماء؟و ما مفتاح ذلك القفل؟و ما القبر الجاري؟و من الرسول الذي وعظ قومه و لم يكن من الجن و لا من الإنس و من الخمسة الذين يسيرون في الأرض و لم يخلقوا في أرحام الامّهات؟و ما يقول الديك في صوته و الدراج في صديده و القمري في هديره و الفرس في صهيله و الحمار في نهيقه و الضفدع في نقيقه؟ فأطرق عمر زمانا ثمّ رفع رأسه و قال:لا أدري فقالوا:علمنا أن دينكم باطل،فغدا سلمان جدا و أخبر عليّا بالقصة فأتي،فلما رآه استقبله و عانقه و أخبره بالقصة فقال كرم اللّه وجهه«لا تبال فإن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علمني ألف باب من العلم كان ينشعب منه ألف باب آخر».

قال عمر:فسألوه عنها فقال في جوابهم:«أما قفل السماء فهو الشرك و أما مفتاح ذلك القفل فقول:لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه»قالوا:صدق الفتي ثمّ قال:«و أما القبر الجاري فهو الحوت الذي كان يونس في بطنه حيث دار به في سبعة أبحر،و أما الرسول الذي لم يكن من الجن و الانس فنملة سليمان كما قال اللّه تعالي: قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَ جُنُودُهُ وَ هُمْ لا يَشْعُرُونَ (1) (2)و أما الخمسة الذين لم يخلقوا من أرحام الامهات فآدم و حواء و ناقة صالح و كبش إبراهيم و ثعبان موسي،و أما الديك فيقول:اذكروا اللّه أيها الغافلون،و أما الدراج فيقول:الرّحمن علي العرش استوي،و أما القمري فيقول:اللّهمّ العن مبغضي محمّد و آل محمّد، و أما الفرس فيقول عند الغزو:اللّهمّ انصر عبادك المؤمنين علي عبادك الكافرين،و أما الحمار فيلعن العشّار و لا ينهق إلاّ في وجه الشيطان،و أما الضفدع فيقول:سبحان ربي المعبود في لجج البحار» (3).

و روي أنهم كانوا ثلاثة فآمن منهم اثنان و قام ثالثهم فسأل عن أصحاب الكهف و عن اسمائهم و اسماء كهفهم و اسم كلبهم فاخبر بكلها عليّ رضي اللّه عنه كما رواه عنه صاحب الكشاف في تفسير سورة الكهف و قص قصتهم فآمن اليهودي،و قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:«قسمت الحكمة عشرة أجزاء

ص: 217


1- سوره 27 - آيه 18
2- النمل:18.
3- البحار:47/61 بتفاوت،و راجع لذيل الحديث،البحار:149/40.الفتح المبين و الكشاف.

و أعطي علي تسعة و الناس جزءا واحدا» (1).

الثالث: أبو حامد الغزالي من اعيان علماء العامّة في كتاب بيان العلم اللدني في وصف مولانا علي بن أبي طالب عليه السّلام ما هذا لفظه:و قال أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام:«إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أدخل لسانه في فمي فانفتح في قلبي ألف باب من العلم مع كل باب ألف باب،و قال صلوات اللّه عليه و آله:لو ثنيت لي و سادة و جلست عليها لحكمت لأهل التوراة بتوراتهم و لأهل الإنجيل بإنجيلهم و لأهل القرآن بقرآنهم»و هذه المرتبة لا تنال بمجرد التعلم بل يتمكن في هذه الرتبة بقوة العلم اللدني (2).

الرابع: عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص ان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال في مرضه:«ادعوا إلي أخي فدعي له علي بن أبي طالب عليه السّلام فستره بثوبه و انكب عليه»فلما خرج من عنده قيل له:ما قال لك؟ قال:«علمني ألف باب يفتح لي عن كل باب ألف باب» (3).

ص: 218


1- البحار:149/40.
2- رواه عنه ابن طاوس في سعد السعود ص 284.
3- بحار الأنوار 3/331/34.

الباب الثامن و العشرون

في الأبواب و الكلمات التي فتحها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السّلام

من طريق الخاصة و فيه تسعة و عشرون حديثا.

الأوّل: محمّد بن الحسن الصفّار في بصائر الدرجات عن يعقوب بن يزيد عن محمّد بن أبي عمير عن مرازم عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«علم رسول اللّه عليا عليه السّلام ألف باب يفتح كل باب ألف باب» (1).

الثاني: الشيخ المفيد في الاختصاص عن يعقوب بن يزيد عن محمّد بن أبي عمير عن مرازم بن حكيم الأزدي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«علم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا ألف باب يفتح كل باب ألف باب» (2).

الثالث: محمّد بن الحسن الصفّار عن السندي بن محمّد عن صفوان بن يحيي قال:حدّثني محمّد بن بشير،لا اعلمه إلاّ و قد سمعته من بشير قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مرضه الذي توفي فيه:ادعيا لي خليلي فارسلتا إلي أبويهما فلما رآهما أعرض بوجهه عنهما ثمّ قال:ادعيا لي خليلي فأرسلا إلي علي بن أبي طالب صلّي اللّه عليه و آله،فلمّا جاء أكب عليه فلم يزل يحدثه و يحدثه،قال فلمّا خرج من عنده قلت له:ما حدثك؟قال:حدّثني بباب يفتح ألف باب كل باب بفتح ألف باب» (3).

الرابع: الصفّار هذا عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي حمزة الثمالي عن أبي إسحاق السبيعي قال:سمعت بعض أصحاب أمير المؤمنين عليه السّلام ممن يثق به يقول سمعت عليّا عليه السّلام يقول:«إن في صدري هذا لعلما جما علمنيه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لو أجد له حفظة يرعونه حق رعايته و يروونه عني كما يسمعونه مني إذا أودعتهم بعضه لعلم به كثيرا من العلم مفتاح كل باب و كل باب يفتح ألف باب» (4).

الخامس: و رواه المفيد في الاختصاص عن أحمد و عبد اللّه ابني محمّد بن عيسي عن الحسن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن أبيه عن أبي حمزة الثمالي عن أبي إسحاق السبيعي قال:

ص: 219


1- بصائر الدرجات 1/302.
2- الاختصاص
3- بصائر الدرجات 2/303.
4- بصائر الدرجات 12/305.

سمعت بعض أصحاب أمير المؤمنين عليه السّلام ممن يثق به قال:سمعت عليّا عليه السّلام يقول:«إن في صدري هذا لعلما جما علّمنيه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،لو أجد له حفظة يرعونه حق رعايته و يروونه كما يسمعونه عني إذا لأودعتهم بعضه لعلم به كثيرا من العلم مفتاح كل باب و كل باب يفتح ألف باب» (1).

السادس: الصفّار عن محمّد بن الحسين عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة قال:قال بكير بن أعين، حدّثني من سمع أبا جعفر عليه السّلام يحدث قال:لم يخرج إلي الناس من تلك الأبواب التي علمها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا إلاّ باب أو اثنين،و أكثر علمي أنّه قال:واحد (2).

السابع: الصفّار عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمّد عن ابن أبي حمزة عن عمران الحلبي عن أبان بن تغلب عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«كان في ذؤابة سيف رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله صحيفة صغيرة و أن عليّا دعا ابنه الحسن فدفعها إليه فدفع إليه سكينا و قال له:افتحها،فلم يستطع فتحها ففتحها له ثمّ قال:اقرأ،فقرأ الحسن الألف و الياء و السين و اللام و الحرف بعد الحرف قال:ثمّ طواها و رفعها إلي ابنه الحسين عليه السّلام فلم يقدر علي فتحها،ففتحها له علي فقال:

اقرأ فقرأها كما قرأ الحسن فدفعها إلي محمّد بن الحنفية فلم يقدر علي ان يفتحها ففتحها له فقال له:اقرأ فلم يستخرج منها شيئا فأخذها و طواها ثمّ علقها في ذؤابة السيف قال:فقلت لأبي عبد اللّه:و أي شيء كان في تلك الصحيفة؟قال:هي الاحرف التي يفتح كل حرف ألف حرف»قال أبو بصير:قال أبو عبد اللّه عليه السّلام:«فما خرج منها إلاّ حرفان حتّي الساعة» (3).

الثامن: المفيد في الاختصاص عن أحمد بن محمّد بن عيسي عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمّد الجوهري عن علي بن أبي حمزة عن عمران بن علي الحلبي قال:حدّثني أبو عبد اللّه عليه السّلام:«أنه كان في ذؤابة سيف علي صحيفة و أن عليّا دعا إليه الحسن فدفعها إليه،فدفع إليه سكينا و قال له:افتحها فلم يستطع ان يفتحها ففتحها له،ثمّ قال له:اقرأ فقرأ الحسن الألف و الياء و السين و اللام و الحرف بعد الحرف»و ساق الحديث إلي آخره (4).

التاسع: محمّد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن عبد اللّه الحجال عن أحمد بن عمر الحلبي عن أبي بصير قال:دخلت علي أبي عبد اللّه عليه السّلام قلت له:جعلت فداك إني اسألك عن مسألة،هاهنا أحد يسمع كلامي؟قال:فرفع أبو عبد اللّه سترا بينه و بين بيت فاطلع ثمّ

ص: 220


1- الاختصاص:283.
2- بصائر الدرجات 17/307.
3- بصائر الدرجات 1/307.
4- الاختصاص:284.

قال:«يا أبا محمّد سل عما بدا لك»قال:جعلت فداك إن شيعتك يتحدثون أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علم عليّا عليه السّلام بابا يفتح له منه ألف باب قال:فقال:«يا أبا محمّد علم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا ألف باب يفتح من كل باب ألف باب» (1).

العاشر: محمّد بن الحسن الصفّار عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد الجمّال عن أحمد بن عمر الحلبي عن أبي بصير قال:دخلت علي أبي عبد اللّه عليه السّلام و ذكر الحديث بعينه (2).

الحادي عشر: ابن يعقوب عن محمّد بن الحسن و غيره عن منهل بن زياد عن محمّد بن عيسي و محمّد بن يحيي و محمّد بن الحسين جميعا عن محمّد بن سنان عن إسماعيل بن جابر و عبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد اللّه عليه السّلام عن آبائه قال:قال:«أوصي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي علي عليه السّلام بألف كلمة و ألف باب تفتح كل كلمة و كل باب ألف كلمة و ألف باب» (3).

الثاني عشر: ابن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن ابيه و صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن يحيي بن معمر العطار عن بشير الدهان عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مرضه الذي توفي فيه:ادعوا لي خليلي فأرسلتا إلي أبويهما فلمّا نظر إليهما رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أعرض عنهما،قال:ادعوا لي خليلي فارسل إلي علي عليه السّلام فلما نظر إليه أكبّ عليه يحدّثه فلمّا خرج لقياه فقالا له:و ما حدّثك خليلك؟فقال:حدّثني ألف باب يفتح كل باب ألف باب» (4).

الثالث عشر: ابن يعقوب عن أحمد بن إدريس عن محمّد بن عبد الجبار عن محمّد بن إسماعيل عن منصور بن يونس عن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«علم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا ألف حرف كل حرف يفتح ألف حرف» (5).

الرابع عشر: الشيخ المفيد في الاختصاص عن أحمد بن محمّد بن عيسي و محمّد بن عبد الجبار عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع عن منصور بن يونس عن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«علم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا ألف حرف يفتح ألف حرف» (6).

الخامس عشر: ابن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن علي بن الحكم عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«كان في ذؤابة سيف رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله صحيفة صغيرة»قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام:أي شيء كان في تلك الصحيفة؟قال:«الا حرف التي

ص: 221


1- الكافي 1:1/239.
2- بصائر الدرجات 3/303.
3- الكافي 1:3/296.
4- الكافي 1:4/296.
5- الكافي 1:5/296 و 8:123/147.
6- الاختصاص:284.

يفتح كل حرف ألف حرف»قال أبو بصير:قال أبو عبد اللّه عليه السّلام:«فما خرج حرفان حتّي الساعة» (1).

السادس عشر: ابن يعقوب عن علي بن محمّد عن سهل بن زياد عن محمّد بن الوليد عن شباب الصيرفي عن يونس بن رباط قال:دخلت أنا و كامل التمار علي أبي عبد اللّه عليه السّلام فقال له كامل:

جعلت فداك حديث رواه فلان فقال:اذكره فقال:«حدّثني أن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله حدث عليّا عليه السّلام بألف باب يوم توفي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كل باب يفتح ألف باب،فذلك ألف ألف باب.فقال:«لقد كان ذلك»قلت:

جعلت فداك فظهر ذلك لشيعتكم و مواليكم؟فقال:«يا كامل،باب أو بابان»فقلت له:جعلت فداك فما يروي من فضلكم من ألف ألف باب إلا باب أو بابان فقال:«أو ما عسيتم أن ترووا من فضلنا إلاّ ألفا غير معطوفة» (2).

السابع عشر: الشيخ المفيد في الاختصاص عن أحمد بن محمّد بن عيسي عن محمّد بن عبد الجبار عن عبد اللّه بن محمّد الحجال عن ثعلبة بن ميمون عن عبد اللّه بن هلال قال:قال أبو عبد اللّه عليه السّلام:«علّم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا عليه السّلام بابا يفتح له منه ألف باب كل باب يفتح له ألف باب» (3).

الثامن عشر: المفيد عن أحمد بن محمّد بن عيسي و أحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن عبد اللّه بن بكير عن عبد الرّحمن بن أبي عبد اللّه قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول:«إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علّم عليّا عليه السّلام بابا يفتح له ألف باب» (4).

التاسع عشر: المفيد أيضا عن يعقوب بن يزيد و إبراهيم بن هاشم عن محمّد بن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي حمزة الثمالي عن جعفر عليه السّلام قال:قال علي عليه السّلام:«علّمني رسول اللّه ألف باب كل باب يفتح ألف باب» (5).

العشرون: المفيد أيضا عن محمّد بن عيسي بن عبيد و إبراهيم بن اسحاق بن إبراهيم عن عبد اللّه بن حمّاد الأنصاري عن الصباح المزني عن الحرث بن حصين عن الأصبغ بن نباته عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:سمعته يقول:«إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علمني ألف باب من الحلال و الحرام مما كان و مما هو كائن إلي يوم القيامة،كل باب منها يفتح ألف باب فذلك ألف ألف باب حتّي علمت علم المنايا و البلايا و فصل الخطاب» (6).

الحادي و العشرون: المفيد أيضا عن أحمد بن محمّد بن عيسي و إبراهيم بن هاشم عن

ص: 222


1- الكافي 1:6/296.
2- الكافي 1:9/297.
3- الاختصاص:282.
4- الاختصاص:282.
5- الاختصاص:283.
6- الاختصاص:283.

عثمان بن عيسي عن عبد اللّه بن بكير عن عبد الرّحمن بن أبي عبد اللّه بن أبي عبد اللّه عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«علّم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا عليه السّلام حرفا يفتح ألف حرف كل حرف منها يفتح ألف حرف» (1).

الثاني و العشرون: المفيد عن أحمد بن محمّد بن عيسي عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب و محمّد بن عبد الجبار عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع عن منصور بن يونس عن أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين عليه السّلام قال:«علم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا عليه السّلام كلمة تفتح ألف كلمة و ألف كلمة يفتح كل كلمة ألف كلمة» (2).

الثالث و العشرون: المفيد عن علي بن محمّد الحجال عن الحسن بن الحسين الكوفي عن محمّد بن سنان عن إسماعيل بن جابر و عبد الكريم بن أبي الديلم عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«أوصي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي علي بألف كلمة يفتح كل كلمة ألف كلمة» (3).

الرابع و العشرون: المفيد عن يعقوب بن يزيد و إبراهيم بن هاشم عن محمّد بن أبي عمير عن منصور بن يونس عن أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين عليه السّلام قال:«علّم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا عليه السّلام ألف كلمة تفتح ألف كلمة و ألف كلمة تفتح ألف كلمة،و ألف كلمة تفتح كل كلمة ألف كلمة» (4).

الخامس و العشرون: المفيد عن أحمد بن محمّد بن عيسي و محمّد بن عبد الجبار عن محمّد بن خالد البرقي عن فضالة بن أيّوب عن سيف بن عمير عن مولاه حمزة بن رافع عن أمّ سلمة زوجة النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قالت:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مرضه الذي توفي فيه:«ادعوا إليّ خليلي» فارسلت عائشة إلي أبيها،فلمّا جاءه غطي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله وجهه و قال:«ادعوا إليّ خليلي»و رجع أبو بكر،و بعثت حفصة إلي ابيها فلمّا جاء غطي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله وجهه و قال:«ادعوا إليّ خليلي» فرجع عمر فأرسلت فاطمة إلي علي عليه السّلام،فلمّا جاء قام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فدخل ثمّ تخلل علي بثوبه قالت:قال عليّ:«فحدثني بألف حديث حتّي عرقت و عرق رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فسال عليّ عرقه و سال عليه عرقي» (5).

السادس و العشرون: محمّد بن الحسن الصفّار عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن علوان عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال:كنت مع أمير المؤمنين عليه السّلام فأتاه رجل فسلم عليه ثمّ قال:

يا أمير المؤمنين إني أحبك في اللّه و أحبك في السر كما أحبك في العلانية و أدين اللّه بولايتك في

ص: 223


1- الاختصاص:285.
2- الاختصاص:285.
3- الاختصاص:285.
4- الاختصاص:285.
5- الاختصاص:285.

السر كما أدينه في العلانية،قال:و بيد أمير المؤمنين عود فتطأطأ به رأسه،ثمّ نكث بعوده في الأرض ساعة ثمّ رفع رأسه إليه ثمّ قال:«إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،حدّثني بألف حديث كل حديث ألف باب،و إن أرواح المؤمنين لتلتقي فتسام،فما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف و بحق اللّه لقد كذبت،فما أعرف وجهك في الوجوه و لا اسمك في الأسماء»ثمّ دخل عليه آخر فقال:يا أمير المؤمنين إني لأحبك في اللّه و أحبك في السر كما أحبك في العلانية،و أدين اللّه بولايتك في السر كما أدين بها في العلانية،قال:فنكث بعوده الثانية فرفع رأسه إليه فقال:«صدقت،إن طينتنا طينة مخزونة أخذ اللّه ميثاقها من صلب آدم فلم يشذّ منها شاذ و لا يدخل فيها داخل من غيرها،فاذهب فأعدّ للفقر جلبابا فإنّي سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:و اللّه الفقر إلي شيعتنا أسرع من السيل إلي بطن الوادي» (1).

السابع و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمّد ابن حمدان الصيدلاني قال:حدّثنا محمّد بن مسلمة الواسطي قال:حدّثنا محمّد بن هارون قال:

أخبرنا خالد الحذّاء عن أبي قلابة عبد اللّه بن يزيد الجرمي عن ابن عبّاس قال:لما مرض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عنده أصحابه ثمّ ساق الحديث بخبر وفاة النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال في آخره:ثمّ مدّ يده صلّي اللّه عليه و آله إلي علي عليه السّلام فجذبه إليه حتّي أدخله تحت ثوبه الذي كان عليه،فوضع فاه علي فيه و جعل يناجيه مناجاة طويلة حتّي خرجت روحه الطيبة صلوات اللّه عليه و آله،فانسل علي عليه السّلام من تحت ثيابه و قال:«أعظم اللّه أجوركم في نبيكم فقد قبضه اللّه إليه»فارتفعت الاصوات بالبكاء و الضجيج،فقيل:

يا أمير المؤمنين ما الذي ناجاك به رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين أدخلك تحت ثيابه؟فقال:«علّمني ألف باب،كل باب يفتح ألف باب كل باب يفتح ألف باب» (2).

الثامن و العشرون: المفيد عن محمّد بن عيسي بن عبيد و إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد اللّه بن حمّاد الأنصاري عن الحرب بن حصين عن الأصبغ بن نباته قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام:

«ان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علمني ألف باب من الحلال و الحرام يفتح كل باب ألف باب حتّي علمت المنايا و الوصايا و فصل الخطاب،حتّي علمت المذكّرات من النساء و المؤنثين من الرجال» (3).

التاسع و العشرون: سليم ابن قيس الهلالي في كتابه عن علي عليه السّلام قال:«إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أسرّ إليّ في مرضه الذي مات فيه مفتاح ألف باب من العلم يفتح كل باب ألف باب» (4).

ص: 224


1- بصائر الدرجات 2/391.
2- الاختصاص:311،و ينابيع المودة:229/1،و مدينة المعاجز:197/2.
3- الاختصاص:305.
4- كتاب سليم بن قيس 2:30/801.

الباب التاسع و العشرون

في قوله لعلي عليهما السّلام:«أنا مدينة العلم و علي بابها،و مدينة الحكمة و علي بابها»

من طريق العامّة و فيه ستة عشر حديثا الأوّل: من مناقب أبي الحسن الفقيه ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطار الفقيه الشافعي بقراءتي عليه فاقرّ به سنة أربع و ثلاثين و أربعمائة قلت له:

أخبركم أبو محمّد بن عثمان المزني الملقب بابن السقّاء الحافظ الواسطي قال:حدّثنا أبو الحسن الصيرفي قال:حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن يزيد قال:حدّثنا عبد الرزاق قال:أخبرنا سفيان الثوري عن عبد اللّه بن عثمان عن عبد الرّحمن بن بهمان عن جابر بن عبد اللّه قال:أخذ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله بعضد علي عليه السّلام و قال:«هذا أمير البررة و قاتل الكفرة،منصور من نصره،مخذول من خذله-ثمّ مدّ بها صوته فقال-أنا مدينة العلم و علي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب» (1).

الثاني: ابن المغازلي الشافعي أيضا قال:أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان بن الفرج قال:أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزاز إذنا قال:حدّثنا محمّد بن حميد اللخمي قال:حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عمّار بن عطية قال:حدّثنا عبد السلم بن صالح الهروي قال:حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عبّاس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنا مدينة العلم و علي بابها،فمن أراد العلم فليأت الباب» (2).

الثالث: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان قال:أخبرنا أبو الحسين محمّد بن المظفر بن موسي بن عيسي الحافظ البغدادي قال:حدّثنا الباغندي محمّد بن محمّد بن سليمان قال:حدّثنا محمّد بن مصفّي قال:حدّثنا حفص بن عمر العدني قال:حدّثنا علي بن عمر عن أبيه عن حذيفة عن علي عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنا مدينة العلم و علي بابها و لا تؤتي البيوت إلاّ من أبوابها» (3).

الرابع: ابن المغازلي هذا قال:أخبرنا أبو منصور يزيد بن طاهر بن سيار بن البصري قدم علينا

ص: 225


1- مناقب ابن المغازلي 123/80،المستدرك علي الصحيفي 3:127،تاريخ بغداد 2:377،كفاية الطالب:221.
2- مناقب ابن المغازلي 121/81،تاريخ بغداد 11:48-50.
3- مناقب ابن المغازلي 122/81،كفاية الطالب:220.

واسطا قال:حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن واسه قال:حدّثنا أحمد بن عبد اللّه،حدّثنا بكر بن أحمد بن مقبل،حدّثنا محمّد بن الحسن بن العبّاس،حدّثنا عبد السلام بن صالح،حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عبّاس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنا مدينة العلم و علي بابها،فمن أراد العلم فليات الباب» (1).

الخامس: ابن المغازلي قال:أخبرنا أبو القاسم الفضل بن محمّد بن محمّد بن عبد اللّه الاصفهاني قدم علينا واسطا إملاء في جامعها في شهر رمضان سنة أربع و ثلاثين و أربعمائة قال:أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسي بن الفضل بن شاذان الصيرفي بنيشابور قال:حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الاصم قال:حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الهروي قال:حدّثنا عبد السلم بن صالح قال:

حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عبّاس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنا مدينة العلم و علي بابها،فمن أراد العلم فليأت الباب» (2).

السادس: ابن المغازلي قال:أخبرنا الحسن بن أحمد بن موسي قال:أخبرنا أبو الحسن أحمد بن أحمد بن الصلت القرشي قال:حدّثنا علي بن محمّد البصري قال:حدّثنا محمّد بن عيسي بن شيبة البزاز قال:حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن زيد المؤدب قال:حدّثنا عبد الرزاق قال:أخبرنا معمر بن عبد اللّه بن عثمان بن عبد الرّحمن قال:سمعت جابر بن عبد اللّه الأنصاري يقول:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول يوم الحديبية و هو آخذ بضبع علي بن أبي طالب عليه السّلام و قال:هذا أمير البررة و قاتل الفجرة و منصور من نصره و مخذول من خذله-ثمّ مدّ بها صوته فقال-أنا مدينة العلم و علي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب» (3).

السابع: ابن المغازلي قال:أخبرنا أبو غالب محمّد بن أحمد بن سهل النحوي فيما اذن لي في روايته عنه أنّ أبا طاهر إبراهيم بن عمر بن يحيي حدثهم قال:حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن المطلب، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسي سنة عشر و ثلاثمائة قال:حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن عمر بن مسلم اللاحقي الصفّار بالبصرة سنة أربع و أربعين و مائتين قال:حدّثنا أبو الحسن علي بن موسي الرضا قال:حدّثني أبي عن أبيه جعفر بن محمّد عن أبيه محمّد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا علي أنا مدينة العلم[و عليّ بابها] (4)و أنت

ص: 226


1- مناقب ابن المغازلي 123/82،تاريخ بغداد 2:377،البداية و النهاية:7:358.
2- مناقب ابن المغازلي 124/83،المستدرك علي الصحيحين 3:126،الجامع الصغير للسيوطي 1:374.
3- مناقب ابن المغازلي 125/84،المستدرك للحاكم 3:127،129،تاريخ بغداد 4:219،الجامع الصغير للسيوطي 1:364.
4- لم ترد في المصدر.

الباب،كذب من زعم أنه يصل إلي المدينة إلاّ من الباب» (1).

الثامن: موفق بن أحمد من أعيان علماء العامّة قال:أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ،حدّثنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي،أخبرنا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن داود العلوي رحمه اللّه،أخبرنا محمّد بن محمّد بن سعيد الهروي الشامي الشعراني،أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن النيسابوري، حدّثنا أبو الصلت الهروي،حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عبّاس رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنا مدينة العلم و علي بابها،فمن أراد المدينة فليأت الباب» (2).

التاسع: إبراهيم بن محمّد الحمويني من أعيان علماء العامّة قال:أخبرني الشيخ الصالح أحمد بن محمّد بن محمّد القزويني مشافهة بها بروايته عن الإمام أبي القاسم محمّد بن عبد الكريم إجازة،حدّثنا و أنبأنا الشيخ العدل بهاء الدين محمّد بن يوسف بن محمّد بن يوسف بسماعي عليه بمسجد الربوة ظاهر مدينة دمشق قال:أنبأنا شيخ الشيوخ تاج الدين أبو محمّد عبد اللّه بن عمر بن علي بن محمّد بن حمويه الجويني إجازة قالا:ابنا شيخ الشيوخ سعد الدين أبو سعد عبد الواحد بن أبي الحسن علي بن محمّد بن حمويه إجازة،حدّثنا و أخبرنا الشيخ علي بن محمّد بن أحمد بن حمزة الثعلبي إجازة بروايتهما عن أبي بكر وجيه بن ظاهر بن محمّد الشحامي قال:أنبأنا شيخ الشيوخ أبو سعد قراءة عليه بنيشابور في سلخ شهر رمضان سنة ثمان و ثلاثين و خمسمائة،أنبأنا أبو محمّد الحسن بن أحمد الحافظ قال:أنبأنا السيد أبو طالب حمزة بن محمّد الجعفري قال:أنبأنا محمّد بن أحمد الحافظ قال:أنبأنا أبو صالح الكراسي،أنبأنا صالح بن أحمد قال:أنبأنا أبو الصلت الهروي قال:أنبأنا أبو منصور معاوية عن شريك عن سلمة عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عبّاس عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:«أنا مدينة العلم و علي بابها،فمن أراد بابها فليأت عليّا» (3).

العاشر: و من الجزء الأول من كتاب الفردوس في باب الألف عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنا مدينة العلم و علي بابها،فمن أراد العلم فليأت الباب» (4).

الحادي عشر: صاحب كتاب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة قال:روي المبارك بن سرور قال:حدّثني القاضي أبو عبد اللّه محمّد بن علي الحلبي عن أبيه قال:أخبرنا أبو محمّد بن الحسن

ص: 227


1- مناقب ابن المغازلي 126/85،ينابيع المودّة.
2- مناقب الخوارزمي:40.
3- فرائد السمطين 1:67/98،تذكرة الحفاظ 4:28.
4- الفردوس بمأثور الخطاب 1:106/44،تهذيب تاريخ دمشق 3:38،تاريخ بغداد 2:377.

ابن أحمد بن موسي الفندجاني عن أبي الفتح هلال بن محمّد الحفار عن إسماعيل بن علي بن رزين قال:حدّثنا أخي دعبل بن علي بن سعيد بن الحجاج عن ابن عبّاس رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنا مدينة العلم و عليّ بابها،فمن أراد العلم فليأت إلي الباب-ثمّ قال-يا عليّ أنا مدينة العلم و أنت الباب،كذب الذي زعم أنه يصل إلي المدينة إلاّ من الباب» (1).

الثاني عشر: ابن شاذان من طريق العامّة بحذف الإسناد عن سعيد بن جنادة يذكر أنه سمع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يقول:«علي بن أبي طالب سيد العرب-فقال-أنا سيد ولد آدم و علي سيد العرب،من أحبه و تولاه أحبه اللّه و هداه و من أبغضه و عاداه أصمه اللّه و أعماه،عليّ حقه كحقي و طاعته كطاعتي غير أنه لا نبي بعدي،من فارقه فقد فارقني و من فارقني فارق اللّه تعالي،أنا مدينة الحكمة و هي الجنّة و علي بابها،فكيف يهتدي المهتدي الي الجنّة إلاّ من بابها؟عليّ خير البشر من أبي فقد كفر» (2).

الثالث عشر: إبراهيم بن محمّد الحمويني قال:أخبرنا الشيخان الخطيب عبد اللّه بن أبي السعادات المعري النابصري بقراءتي عليه بجامع المنصور بباب البصرة غربي دجلة مدينة السلم و العدل،الزاهد الفاضل محمّد بن أبي القاسم بن عمر المقرئ بقراءتي عليه بالخان الجديد بباب السور غربي دجلة قلت لكل واحد منهما:أخبرك شيخ الاسلام شهاب الحق و الدين عمر بن محمّد السهروردي إجازة قال:أنبأنا أبو الفتح محمّد بن عبد الباقي بن أحمد بن سليمان المعروف بابن البطي قال:أنبأنا الشيخ أبو الفضل حمد بن أحمد الاصبهاني قال:أنبأ الحافظ أحمد بن عبد اللّه بن أحمد أبو نعيم قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر،أنبأنا أحمد بن محمّد الحمال بن ابن مسعود نبّأ سهل بن عبد ربه نبّأ عمرو بن أبي قيس عن مطرف عن المنهال بن عمرو عن التميمي عن ابن عبّاس قال:كنّا نتحدث أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله عهد إلي علي صلوات اللّه عليه و آله سبعين عهدا لم يعهده إلي غيره صلّي اللّه عليه و آله (3).

الرابع عشر: الحمويني هذا:أنبأني أبو الفضل بن أبي الثناء الحنفي الموصلي عن الشيخ أبي محمّد ابن أبي القاسم الحربي إجازة عن محمّد بن ناصر بن أبي الفضل السلامي إذنا قال:أنبأنا محمود بن أحمد بن عبد المنعم بن ما شارة قال:أنبأنا الصالح السعيد نظام الملك أبو علي الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي إجازة بجميع مسموعاته،أنبأنا الشيخان أبو عليّ الحسن بن

ص: 228


1- العمدة:294.
2- مائة منقبة:170،أمالي الطوسي 2:21/45.
3- فرائد السمطين 1:286/360،حلية الأولياء 1:68،كفاية الطالب:291،تاريخ أصفهان 2:255 ضمن ترجمة محمد بن حماد.

أحمد الحداد و أبو الفضل حمد بن أحمد سماعا قالا:أنبأنا الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن إسحاق قال:أخبرت عن عمر بن حميد،أنبأنا هارون بن المغيرة،أنبأنا عمرو بن أبي قيس عن ميسرة بن حبيب النهدمي عن منهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال:كنّا نتحدث معشر أصحاب محمّد صلّي اللّه عليه و آله أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله عهد إلي علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليه و آله ثمانين عهدا لم يعهده إلي غيره (1).

الخامس عشر: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنا مدينة العلم و علي بابها،فمن أراد المدينة فليأت الباب-و قوله فيه:خازن علمي» (2).

السادس عشر: موفق بن أحمد يرفعه إلي عمرو بن العاص قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنا مدينة العلم و علي بابها» (3).

ص: 229


1- فرائد السمطين 1:287/361.
2- شرح نهج البلاغة 9:165.
3- مناقب ابن الخوارزمي 69/82.

الباب الثلاثون

في قوله صلّي اللّه عليه و آله:«أنا مدينة العلم و علي بابها و مدينة الحكمة و علي بابها»

من طريق الخاصة و فيه سبعة أحاديث الأوّل: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان و علي بن أحمد بن موسي الدقاق و محمّد بن أحمد السناني رضي اللّه عنهم قالوا،حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيي بن زكريّا القطان قال:حدّثنا محمّد بن العبّاس قال:حدّثني محمّد بن أبي السري قال:حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن يونس عن سعد بن طريف الكناني عن الأصبغ بن نباته قال:قال علي عليه السّلام للحسن عليه السّلام:«يا حسن قم فاصعد المنبر فتكلم بكلام لا تجهلك قريش بعدي فيقولون:إن الحسن لا يحسن شيئا، قال الحسن:يا أبة كيف أصعد و أتكلم و أنت في الناس تسمع و تري؟قال له:بأبي و أمّي أواري نفسي عنك و أسمع و أري و لا تراني»فصعد عليه السّلام المنبر فحمد اللّه بمحامد بليغة شريفة و صلي علي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و آله صلاة موجزة ثمّ قال:«أيها الناس سمعت جدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:أنا مدينة العلم و علي بابها و هل تدخل المدينة إلاّ من بابها؟»ثمّ نزل فوثب إليه علي عليه السّلام فتحمله و ضمه إلي صدره ثمّ قال للحسين عليه السّلام:«يا بني قم فاصعد و تكلم بكلام لا تجهلك قريش من بعدي فيقولون:إن الحسين بن علي لا يبصر شيئا،و ليكن كلامك تبعا لكلام أخيك»فصعد المنبر عليه السّلام فحمد اللّه و أثني عليه و صلي علي نبيه صلاة واحدة موجزة ثمّ قال:«معاشر الناس سمعت جدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:إن عليّا مدينة هدي فمن دخلها نجا و من تخلف عنها هلك»فوثب إليه علي عليه السّلام و ضمه إلي صدره فقبله ثمّ قال:«معاشر الناس اشهدوا انهما فرخا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وديعته التي استودعنيها أستودعكموها معاشر الناس،و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله سائلكم عنهما» (1).

الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال:حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد عن القاسم بن يحيي عن جدي الحسن بن راشد عن أبي عبد اللّه الصادق جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه:عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا عليّ أنا مدينة العلم و أنت بابها، و هل تؤتي المدينة إلاّ من بابها؟»و رواه الشيخ المفيد بالاسناد عن الأصبغ بن نباتة و الحديث يأتي

ص: 230


1- الاختصاص:238،نور البراهين:155/2.

بطوله عن قريب إن شاء اللّه (1).

الثالث: الشيخ في أماليه قال:حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الليثي قال:حدّثنا أحمد بن محمّد الهمداني قال:حدّثنا يعقوب بن يوسف بن زياد قال:حدّثنا أحمد بن حمّاد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر الباقر علي بن الحسين عن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:

«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنا مدينة العلم و هي الجنّة و أنت يا علي بابها،فكيف يهتدي إلي الجنّة و لا يهتدي إليها من بابها؟» (2).

الرابع: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضال قال:حدّثنا أحمد بن عيسي بن محمّد الغراد الكبير ببغداد سنة عشر و ثلاثمائة قال:حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن عمرو بن مسلم اللاحقي الصفّار بالبصرة سنة أربع و أربعين و مائتين قال:حدّثنا أبو الحسن علي بن موسي الرضا عليه السّلام عن أبيه موسي بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمّد عن أبيه محمّد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب قال:«قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:أنا مدينة العلم و أنت الباب،و كذب من زعم أنه يصل إلي المدينة إلاّ من قبل الباب» (3).

الخامس: الشيخ المفيد في أماليه قال:أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر الجعاني قال:حدّثنا أبو عبيد اللّه محمّد بن سعيد بن زكريّا بن كنانة قال:حدّثنا أحمد بن عيسي بن الحسن الحرسي قال:

حدّثنا نصر بن حمّاد قال:حدّثنا عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر عليه السّلام عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إن جبرائيل عليه السّلام نزل عليّ و قال:

إن اللّه يأمرك بتفضيل علي بن أبي طالب عليه السّلام خطيبا علي أصحابك ليبلّغوا من بعدهم ذلك عنك، و يأمر جميع الملائكة أن تسمع ما تذكره،و اللّه يوحي إليك يا محمّد أن من خالفك في أمره فله النار و من أطاعك فله الجنّة،فأمر النبيّ صلّي اللّه عليه و آله مناديا فنادي:الصلاة جامعة،فاجتمع الناس و خرج حتّي رقي علي المنبر فكان أول ما تكلم به:أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم بسم اللّه الرّحمن الرحيم،ثمّ قال:يا أيها الناس أنا البشير النذير و أنا النبيّ الامّي،إني مبلّغكم عن اللّه جل اسمه في أمر رجل لحمه من لحمي و دمه من دمي و هو عيبة العلم و هو الذي انتجبه اللّه من هذه الامّة و اصطفاه و هداه و تولاه و خلقني و إياه و فضلني بالرسالة و فضله بالتبليغ عني و جعلني مدينة العلم و جعله الباب و جعلني خازن العلم و جعله المقتبس منه الأحكام و خصه بالوصية و من أمره

ص: 231


1- أمالي الصدوق 891/655،صفات الشيعة 17/55،بشارة المصطفي:180.
2- أمالي الطوسي 622/309(بتفاوت يسير).
3- أمالي الطوسي 1194/577.

و خوفه من عداوته و ازلف من والاه و غفر لشيعته،و أمر الناس جميعا بطاعته،و إنه عزّ و جل يقول:من عاداه عاداني و من والاه والاني،و من نصبه نصبني و من خالفه خالفني و من عصاه عصاني و من آذاه آذاني و من أبغضه أبغضني و من أحبه أحبني و من أراده أرادني و من كاده كادني و من نصره نصرني،يا أيّها الناس اسمعوا ما آمركم به و أطيعوه فإني أخوّفكم عقاب اللّه يوم تجد كلّ نفس ما عملت من خير محضرا و ما عملت من سوء تودّ لو أن بينها و بينه أمدا بعيدا و يحذركم اللّه نفسه.

ثمّ أخذ بيد أمير المؤمنين عليه السّلام فقال:معاشر الناس،هذا مولي المؤمنين و حجّة اللّه علي الخلق أجمعين و المجاهد للكافرين اللّهمّ إني بلّغت و هم عبادك و أنت القادر علي صلاحهم فأصلحهم برحمتك يا أرحم الراحمين و استغفر اللّه لي و لكم،ثمّ نزل عن المنبر فأتاه جبرائيل عليه السّلام و قال:يا محمّد إنّ اللّه عزّ و جلّ يقرئك السلام و يقول:جزاك عن تبليغك خيرا،فقد بلغت رسالة ربك و نصحت لأمتك و أرضيت المؤمنين و أرغمت الكافرين،يا محمّد إن ابن عمّك مبتلي و مبتلي به، قل في كل أوقاتك:الحمد للّه رب العالمين،و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون» (1).

السادس: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن حورية الجندي السابوري من أصل كتابه قال:حدّثنا علي بن منصور الترجماني قال:أخبرنا الحسن بن عنبسة النهشلي قال:حدّثنا شريك بن عبد اللّه النخعي القاضي عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون الاودي أنه ذكر عنده علي بن أبي طالب عليه السّلام فقال:إن قوما ينالون منه أولئك هم وقود النار و لقد سمعت عدة من أصاب محمّد صلّي اللّه عليه و آله منهم حذيفة بن اليمان و كعب بن غرة يقول كلّ رجل منهم:لقد أعطي عليّ ما لم يعطه بشر،هو زوج فاطمة سيدة نساء الأولين و الآخرين فمن رأي مثلها أو سمع أنه تزوج بمثلها أحد في الأولين و الآخرين؟و هو أبو الحسن و الحسين سيدي شباب أهل الجنّة من الأولين و الآخرين،فمن أيها الناس مثلهما؟و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حموه و هو وصي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في أهله و أزواجه،و سدت الأبواب التي في المسجد كلها غير بابه،و هو صاحب باب خيبر، و هو صاحب الراية يوم خيبر،و تفل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يومئذ في عينيه و هو أرمد فما اشتكاهما من بعد و لا وجد حرا و لا قرا بعد يوم ذلك،و هو صاحب يوم غدير خم إذ نوّه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله باسمه و ألزم امته ولايته و عرفهم بخطره و بيّن لهم مكانه فقال:«أيها الناس من أولي بكم منكم بأنفسكم»؟قالوا:

اللّه و رسوله قال:«فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه»و هو صاحب العباء من أذهب اللّه عزّ و جل

ص: 232


1- أمالي المفيد 2/347.

[عنه]الرجس و طهره تطهيرا،و هو صاحب الطائر حين قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«اللّهمّ ايتني بأحب خلقك إليك و إليّ»فجاء علي عليه السّلام فأكل معه،و هو صاحب سورة براءة حين نزل بها جبرائيل عليه السّلام، علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد سار أبو بكر بالسورة،فقال له:يا محمّد انه لا يبلّغها إلاّ أنت و علي،إنه منك و أنت منه فكان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله منه في حياته و بعد وفاته،و هو[باب]علم رسول اللّه و من قال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:«أنا مدينة العلم و علي بابها فمن أراد العلم فليأت المدينة من بابها كما أمر اللّه فقال وَ أْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها (1) (2)و هو مفرج الكرب عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في الحروب،و هو أول من آمن برسول اللّه و صدقه و اتبعه،و هو أول من صلي فمن اعظم فرية علي اللّه و علي رسوله ممن قاس به أحدا أو شبه به بشرا (3).

السابع: ابن بابويه قال:حدّثني علي بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي عن أبيه عن جده أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه محمّد بن خالد عن غياث بن إبراهيم عن ثابت بن دينار عن سعد بن طريف عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي بن أبي طالب عليه السّلام:«يا علي أنا مدينة الحكمة و أنت بابها و لن تؤتي المدينة إلاّ من قبل الباب،و كذب من زعم أنه يحبني و يبغضك لأنك مني و أنا منك،لحمك من لحمي و دمك من دمي و روحك من روحي و سريرتك من سريرتي و علانيتك من علانيتي،و أنت إمام امتي و خليفتي عليها بعدي، سعد من أطاعك و شقي من عصاك،و ربح من تولاك و خسر من عاداك و فاز من لزمك و هلك من فارقك،مثلك و مثل الأئمة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلف عنها غرق، و مثلكم مثل النجوم كلّما غاب نجم طلع نجم إلي يوم القيامة» (4).

ص: 233


1- سوره 2 - آيه 189
2- البقرة:189.
3- أمالي الطوسي 1172/558.
4- أمالي الصدوق 408/342،كمال الدين و تمام النعمة 65/241،بحار الأنوار 23:53/125.

الباب الحادي و الثلاثون

في قوله صلّي اللّه عليه و آله:«أنا مدينة الجنّة و علي بابها»

من طريق العامّة و فيه حديث واحد ابن المغازلي الشافعي في كتاب المناقب قال:أخبرنا محمّد بن أحمد بن سهل النحوي إذنا عن أبي طاهر إبراهيم بن محمّد بن عمر بن يحيي العلوي قال:حدّثنا محمّد بن عبد اللّه،حدّثنا عبد الرزاق بن سليمان بن غالب الازدي،حدّثنا رباح و محمّد بن سعيد بن شرحبيل قالا:حدّثنا أبو الغني الحسن بن علي،حدّثنا عبد الوهاب بن همام،حدّثني أبي عن أبيه عن سعيد بن جبر عن عبد اللّه بن عبّاس رضي اللّه عنه عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال:«أنا مدينة الجنّة و علي بابها فمن أراد الجنّة فلياتها من بابها» (1).

الباب الثاني و الثلاثون

في قوله صلّي اللّه عليه و آله:«أنا مدينة الجنّة و علي بابها»

من طريق الخاصة و فيه حديثان الأوّل: الشيخ الطوسي في كتاب مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا عبد الزاق بن سليمان بن غالب الازدي بارتاج و محمّد بن سعيد بن شرحبيل البرجي بحمص قال:

حدّثنا أبو عبد الغني الحسن بن علي بن عبد الغني الازدي بعمارة قال:حدّثنا عبد الوهاب بن همام الحميري قال:حدّثني أبي همام بن نافع عن أبيه عن سعيد بن جبير عن عبد اللّه بن عبّاس عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال:«أنا مدينة الجنّة و علي بابها فمن أراد الجنّة فلياتها من بابها» (2).

الثاني: الشيخ في أماليه قال:حدّثنا أبو منصور اليشكري قال:حدّثني جدي عليّ بن عمر قال:

حدّثنا إسحاق بن مروان قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا حمّاد بن كثير السراج عن أبي خالد عن سعد ابن طريف عن الأصبغ بن نباته عن علي عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنا مدينة الجنّة و أنت بابها يا علي كذب من زعم أنه يدخلها من غير بابها» (3).

ص: 234


1- مناقب ابن المغازلي 127/86.
2- أمالي الطوسي 1193/577.
3- أمالي الطوسي 622/309.

الباب الثالث و الثلاثون

في قوله صلّي اللّه عليه و آله:«أنا دار الحكمة و علي بابها»

من طريق العامّة و فيه أربعة أحاديث الأوّل: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان البغدادي قدم علينا واسطا قال:أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن لؤلؤ إذنا قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة قال:حدّثنا محمد بن يحيي قال:حدثنا أبو جعفر الكوفي عن محمّد بن الطفيل عن أبي عبد اللّه معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عبّاس رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنا دار الحكمة و علي بابها،فمن أراد الحكمة فليأت الباب» (1).

الثاني: من كتاب مناقب الصحابة للسمعاني قال عن علي عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنا دار الحكمة و علي بابها» (2).

الثالث: إبراهيم بن محمّد الحمويني من علماء العامّة قال:أخبرنا شيخنا الإمام أبو عمرو بن الموفق بقراءتي عليه قال أنبأ شيخ الإسلام سعد الحق و الدين محمّد بن المؤيد الحمويني قدس اللّه روحه إجازة قال:أنبأنا شيخ الإسلام نجم الدين أحمد بن عمر بن محمّد بن عبد اللّه الجيوقي إجازة ان لم يكن سماعا قال:أنبأنا محمّد بن عمر بن علي الطوسي سماعا عليه بقراءتي عليه بنيسابور قال:أنبأنا أبو العبّاس أحمد بن الفضل السقائي،أنبأنا أبو سعيد محمّد بن طلحة الحنابلي، أنبأنا أبو علي أحمد بن عبد الرّحمن الدمشقي،أنبأنا أبو بكر يوسف بن القاسم القاضي،أنبأنا أبو عبد اللّه بن محمّد القاضي الكوفي،أنبأنا إسماعيل بن موسي الفراوي،أنبأنا محمّد بن عمرو الرومي عن شريك عن سلمة بن كميل الصّناعي قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنا دار الحكمة و علي بابها» (3).

الرابع: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان بن الفرج قال:حدّثنا أبو الحسن محمّد بن المظفر بن موسي بن عيسي الحافظ إجازة قال:حدّثنا الباغندي محمّد بن محمّد ابن سليمان قال:حدّثنا سويد عن شريك عن سلمة بن كهيل الصالحي عن علي عليه السّلام عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال:«أنا دار الحكمة و علي بابها،فمن أراد الحكمة فليأتها من بابها» (4).

ص: 235


1- مناقب ابن المغازلي 128/86،حلية الأولياء 1:64.
2- كنز العمال:600/11 ح 32889،فتح الملك العلي:45.
3- فرائد السمطين 1:68/99،دمشق.
4- مناقب ابن المغازلي 129/87.

الباب الرابع و الثلاثون

في قوله صلّي اللّه عليه و آله:«أنا مدينة الحكمة و علي بابها»«أنا دار الحكمة و علي مفتاحها»

من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث الأوّل: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي عن أبيه عن جدّه،عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه محمّد بن خالد عن غياث بن إبراهيم عن ثابت بن دينار عن سعيد بن طريف عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي بن أبي طالب عليه السّلام:«يا عليّ أنا مدينة الحكمة و أنت بابها و لن تؤتي المدينة إلاّ من قبل الباب» (1).

الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الليثي قال:حدّثنا أحمد بن محمّد الهمداني قال:حدّثنا يعقوب بن يوسف بن زياد قال:حدّثنا أحمد بن حمّاد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر الباقر عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنا مدينة الحكمة و هي الجنّة و أنت يا علي بابها،فكيف يهتدي المهتدي إلي الجنّة و لا يهتدي إليها إلاّ من بابها؟» (2).

الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي قال:حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال:حدّثنا محمّد بن ظهير قال:حدّثنا عبد اللّه بن الفضل الهاشمي عن الصادق جعفر بن محمّد عليه السّلام عن أبيه عن آبائه قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم غدير خم أفضل أعياد امتي و هو اليوم الذي أمرني اللّه تعالي ذكره فيه بنصب أخي علي بن أبي طالب علما لأمتي يهتدون به من بعدي،و هو اليوم الذي أكمل فيه الدين و أتمّ علي أمّتي فيه النعمة و رضي لهم الإسلام دينا».

ثمّ قال عليه السّلام:«معاشر الناس أنا من علي و علي مني،خلق من طينتي،و هو إمام الخلق بعدي يبين لهم ما اختلفوا فيه من سنتي،و هو أمير المؤمنين و قائد الغر المحجلين و يعسوب المؤمنين و خير الوصيين و زوج سيدة نساء العالمين و أبو الأئمة المهديين،معاشر الناس من أحب عليّا

ص: 236


1- أمالي الصدوق 804/342.
2- أمالي الصدوق 632/472،أمالي الطوسي 964/431،بحار الأنوار 40:2/200.

أحببته،و من أبغض عليّا أبغضته،و من وصل عليّا وصلته و من قطع عليّا قطعته،و من جفا عليّا جفوته و من والي عليّا و أليته و من عادي عليّا عاديته،معاشر الناس أنا مدينة الحكمة و علي بن أبي طالب بابها و لن تؤتي المدينة إلاّ من قبل الباب،و كذب من زعم أنه يحبني و يبغض عليّا، معاشر الناس و الذي بعثني بالنبوة و اصطفاني علي جميع البرية ما نصبت عليّا لأمتي في الأرض حتي نوه باسمه في سماواته و أوجب ولايته علي جميع ملائكته» (1).

الرابع: ابن بابويه قال:حدّثنا محمّد بن الحسن بن متيل الدقاق قال:حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمّد بن سنان عن أبي الجارود زياد بن المنذر عن أبي جعفر الباقر عليه السّلام:«قال:سمعت جابر بن عبد اللّه الأنصاري يقول:إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كان ذات يوم في منزل أمّ إبراهيم و عنده نفر من أصحابه إذ أقبل علي بن أبي طالب عليه السّلام فلمّا بصر به النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال:يا معشر الناس أقبل إليكم خير الناس بعدي و هو مولاكم،طاعته مفروضة كطاعتي و معصيته محرمة كمعصيتي،معاشر الناس أنا دار الحكمة و علي مفتاحها و لن يوصل إلي الدار إلاّ بالمفتاح،و كذب من زعم أنه يحبني و يبغض عليّا» (2).

الخامس: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا أحمد بن الحسن بن هارون بن سليمان الصياحي و علي بن أحمد بن مروان بن قيس المنقري بسر من رأي و أبو ذر محمّد بن أحمد بن سليمان الباغنداني بن أبي همام قال:أخبرنا سفيان بن سعيد الثوري عن عبد اللّه بن عثمان بن خيثم عن عبد الرّحمن بن تهمان عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري رحمه اللّه:رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله آخذا بيد علي بن أبي طالب عليه السّلام و هو يقول:«هذا أمير البررة و قاتل الفجرة،منصور من نصره مخذول من خذله،ثمّ رفع بها صوته و قال:أنا مدينة الحكمة و علي بابها فمن أراد الحكمة فليأت الباب» (3).

ص: 237


1- أمالي الصدوق 197/188،بحار الأنوار 37:2/109.
2- أمالي الصدوق 574/434،بحار الأنوار 38:24/102.
3- أمالي الطوسي 1055/483.

الباب الخامس و الثلاثون

في قول أمير المؤمنين عليه السّلام:«سلوني قبل أن تفقدوني»

من طريق العامّة و فيه سبعة أحاديث الأوّل: من مسند أحمد بن حنبل:قال روي بعضهم عن ابن عبّاس رضي اللّه عنه أنه قال:كان علي عليه السّلام يعرف ألف شيء،و أراه ذكر في هذا الحديث:و كل جماعة كانت في الأرض أو تكون في الأرض و من كلّ قرية كانت أو تكون في الأرض قال:و قد روي عن علي عليه السّلام أنه قال علي المنبر:«سلوني قبل أن تفقدوني،سلوني عن كتاب اللّه و ما من آية إلاّ و أعلم حيث أنزلت بحضيض جبل أو سهل أرض،و سلوني عن الفتن فما من فتنة إلاّ و قد علمت كسبها و من يقتل فيها»و روي عنه من نحو هذا كثيرا (1).

الثاني: و من مسند أحمد بن حنبل أيضا قال:حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا عثمان بن أبي شيبة قال:حدّثنا سفيان بن عيينة عن يحيي بن سعيد قال رواه عن سعيد قال:لم يكن أحد من أصحاب النبيّ يقول:سلوني،إلاّ علي بن أبي طالب عليه السّلام (2).

الثالث: موفق بن أحمد قال:أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ،حدّثني والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي،أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ،أخبرنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب،حدّثنا العبّاس بن محمّد الدوري،حدّثنا يحيي بن معين،حدّثنا سفيان بن عيينة عن يحيي بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال:ما كان في أصحاب النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أحد يقول:سلوني،غير علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه (3).

الرابع: موفق بن أحمد من العامّة بإسناده السابق عن أحمد بن الحسين هذا أخبرنا الحاكم أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الحافظ،حدّثنا أبو محمّد أحمد بن عبد اللّه المزني إملاء،حدّثنا أحمد بن محمّد بن حرب،حدّثنا أبو طاهر أحمد بن عيسي بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب،حدّثنا يحيي بن عبد اللّه العلوي خال جعفر بن محمّد،حدّثنا محمّد،حدّثنا نوح بن قيس

ص: 238


1- مسند أحمد 1:83 ط.مصر،و البحار:346/39.
2- فضائل الصحابة لأحمد:646/2 ح 1098،و الاستيعاب 1103/3،و مناقب الخوارزمي:91.
3- مناقب الخوارزمي 83/91.

عن الأعمش عن عمر بن مرّة عن أبي سعيد البحتري:رأيت عليّا كرم اللّه وجهه و قد صعد المنبر بالكوفة و عليه مدرعة كانت لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله متقلدا بسيف رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله معتما بعمامة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و في إصبعه خاتم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقعد علي المنبر فكشف عن بطنه و قال:«سلوني قبل أن تفقدوني فإنما بين الجوانح مني علم جم،هذا سفط العلم،هذا لعاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،هذا ما زقني رسول اللّه زقا من غير وحي اوحي إليّ،فو اللّه لو ثنيت لي و سادة فجلست عليها لأفتيت لأهل التوراة بتوراتهم و لأهل الإنجيل بإنجيلهم حتّي ينطق اللّه التوراة و الإنجيل فتقول:صدق علي،قد أفتاكم بما أنزل فيّ و أنتم تتلون الكتاب أ فلا تعقلون»و رواه إبراهيم بن محمّد الحمويني العامي في كتاب فرائد السمطين بالسند و المتن (1).

الخامس: إبراهيم بن محمّد الحمويني هذا بإسناده المتصل إلي السبيعي قال:حدّثنا علي بن إبراهيم بن محمّد العلوي عن الحسين بن الحكم،أنبأنا إسماعيل بن صبيح،أنبأنا أبو الجارود عن حبيب بن يسار عن زادان قال:سمعت عليّا عليه السّلام يقول:«و الذي فلق الحبة و برأ النسمة لو كسرت لي و سادة-يقول:ثنيت-فأجلست عليها لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم،و بين أهل الإنجيل بإنجيلهم،و بين أهل الزبور بزبورهم،و بين أهل الفرقان بفرقانهم،و الذي فلق الحبة و برأ النسمة ما من رجل من قريش جرت عليه المواسي إلاّ و أنا أعرف آية تسوقه إلي جنّة أو تقوده إلي نار»فقام رجل فقال:فأنت أي شيء نزل عليك؟فقال عليّ صلوات اللّه عليه و آله:« أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (2) فرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي بينة من ربه،و يتلوه أنا شاهد منه» (3).

السادس: من طريق العامّة أيضا روي عن علي عليه السّلام أنه قال علي المنبر:«سلوني قبل أن تفقدوني،سلوني عن كتاب اللّه،و ما من آية إلاّ و أعلم حيث أنزلت بحضيض جبل أو سهل أرض، و سلوني عن الفتن فما من فتنة إلاّ و قد علمت كبشها و من يقتل فيها»قال و قد روي من نحو هذا كثير من صحيح مسلم (4).

السابع: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة:أجمع الناس كلهم علي أنه لم يقل أحد من الصحابة و لا أحد من العلماء:سلوني،غير علي بن أبي طالب عليه السّلام ذكر ذلك ابن عبد البرّ المحدّث في كتاب الاستيعاب (5).

ص: 239


1- مناقب الخوارزمي 85/91،فرائد السمطين 1:263/340.
2- سوره 11 - آيه 17
3- فرائد السمطين 1:263/341.
4- صحيح مسلم:181/5 كتاب الجهاد،و العمدة 336.
5- شرح النهج:106/13،و الاستيعاب:1103/3 ترجمة الأمير.

الباب السادس و الثلاثون

في قول أمير المؤمنين عليه السّلام:«سلوني قبل أن تفقدوني»

من طريق الخاصة و فيه سبعة أحاديث الأوّل: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان و علي بن أحمد بن موسي الدقاق و محمّد بن أحمد السناني رحمه اللّه قالوا،حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيي بن زكريّا القطان قال:

حدّثنا محمّد بن العبّاس قال:حدّثني محمّد بن السري قال:حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن يونس عن سعد بن طريف الكناني عن الأصبغ بن نباته قال:لما جلس علي عليه السّلام في الخلافة و بايعه الناس خرج إلي المسجد متعمما بعمامة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،لابسا بردة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،منتعلا نعل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله، متقلدا سيف رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فصعد المنبر فجلس عليه متمكنا ثمّ شبك بين أصابعه فوضعها أسفل بطنه ثمّ قال:«يا معاشر الناس،سلوني قبل أن تفقدوني،و هذا سفط العلم،هذا لعاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،هذا ما زقني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله زقا زقا،سلوني فإن عندي علم الأولين و الآخرين،أما و اللّه لو ثنيت لي الوسادة فجلست عليها لأفتيت أهل التوراة بتوراتهم حتّي ينطق التوراة فيقول:صدق علي ما كذب لقد أفتاكم بما أنزل اللّه فيّ،و أفتيت أهل الإنجيل بإنجيلهم حتّي ينطق[الإنجيل فيقول:صدق عليّ ما كذب،لقد أفتاكم بما أنزل اللّه،و أفتيت أهل القرآن بقرآنهم حتي ينطق] القرآن فيقول:صدق علي ما كذب لقد أفتاكم بما أنزل اللّه فيّ و أنتم تتلون القرآن ليلا و نهارا،فهل فيكم أحد يعلم ما نزل فيه؟و لو لا آية في كتاب اللّه لأخبرتك بما كان و بما هو كائن إلي يوم القيامة و هي هذه الآية: يَمْحُوا اللّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ (1) (2).

ثمّ قال:سلوني قبل أن تفقدوني فو الذي فلق الحبة و برأ النسمة لو سألتموني عن آية آية في ليل انزلت أو في نهار انزلت،مكيّها و مدنيها،سفريها و حضريها،ناسخها و منسوخها،محكمها و متشابهها،تأويلها و تنزيلها لأخبرتكم».

فقام إليه رجل يقال له دعلب و كان ذرب اللسان،بليغا في الخطب،شجاع القلب فقال:لقد ارتقي ابن أبي طالب مرقاة صعبة لأخجلنّه اليوم لكم في مسألتي إياه فقال:يا أمير المؤمنين،هل

ص: 240


1- سوره 13 - آيه 39
2- الرعد:39.

رأيت ربك؟

فقال:«ويلك يا دعلب لم أكن بالذي أعبد ربا لم أره».

فقال:كيف رأيته؟صفه لنا.

قال:«ويلك لم تره العيون بمشاهدة الأبصار و لكن رأته القلوب بحقائق الإيمان،ويلك يا دعلب إنّ ربي لا يوصف بالبعد و لا بالحركة و لا بالسكون،و لا بقيام قيام انتصاب،و لا بجيئة و ذهاب لطيف اللطافة و لا يوصف باللطف،عظيم العظمة لا يوصف بالعظم كبير الكبر أمّا لا يوصف بالكبر،جليل الجلالة لا يوصف بالغلظ رءوف الرحمة لا يوصف بالرقة،مؤمن لا بعبادة، مدرك لا بمجسة،قائل لا بلفظ،هو في الاشياء علي غير ممازجة،خارج عنها علي غير مباينة، فوق كل شيء و لا يقال له شيء فوقه،أمام كل شيء و لا يقال له أمام،دخل في الأشياء لا كشيء في شيء داخل،و خارج منها لا كشيء خارج».

فخر دعلب مغشيا عليه،ثمّ قال:تاللّه ما سمعت بمثل هذا الجواب،و اللّه لا عدت إلي مثلها أبدا.

ثمّ قال عليه السّلام:«سلوني قبل أن تفقدوني»فقام إليه رجل من أقصي المسجد متوكئا علي عكازة فلم يتخطّ الناس حتّي دنا منه فقال:يا أمير المؤمنين دلّني علي عمل إذا أنا عملته نجاني اللّه من النار،فقال له:«اسمع يا هذا ثمّ افهم ثمّ استيقن،قامت الدنيا بثلاثة:بعالم ناطق مستعمل بعمله، و بغنيّ لا يبخل بماله عن أهل دين اللّه عزّ و جلّ،و بفقير صابر،فإذا كتم العالم علمه و بخل الغني و لم يصبر الفقير،فعندها الويل و الثبور و عندها يعرف العارفون باللّه أن الدار قد رجعت إلي يديها أي إلي الكفر بعد الإيمان.

أيّها السائل لا تغترن بكثرة المساجد و جماعة أقوام،أجسادهم مجتمعة و قلوبهم شتي،أيها الناس إنما الناس ثلاثة:زاهد و راغب و صابر،فأما الزاهد فلا يفرح بشيء من الدنيا و لا يحزن علي شيء منها فاته،و أما الصابر فيتمناها بقلبه فإن أدرك منها شيئا صرف عنها نفسه لما يعلم من سوء عاقبتها،و أما الراغب فلا يبالي من حلّ أصابها أم من حرام»قال:يا أمير المؤمنين فما علامة المؤمن في ذلك الزمان قال:«ينظر إلي ما أوجب اللّه عليه من حق فيتولاه و ينظر إلي ما خالفه فيتبرأ منها و إن كان حبيبا قريبا»قال:صدقت و اللّه يا أمير المؤمنين،ثمّ غاب الرجل فلم يره فطلبه الناس فلم يجدوه فتبسم عليه السّلام علي المنبر ثمّ قال:«ما لكم؟هذا أخي الخضر عليه السّلام»ثمّ قال عليه السّلام:« سلوني قبل أن تفقدوني»فلم يقم إليه أحد،فحمد اللّه و أثني عليه و صلي علي نبيه صلّي اللّه عليه و آله ثمّ قال

ص: 241

للحسن عليه السّلام:«يا حسن قم فاصعد المنبر فتكلم بكلام لا تجهلك قريش بعدي فيقولون:إن الحسن لا يحسن شيئا،قال الحسن:يا أبة كيف أصعد و أتكلم و أنت في الناس تسمع و تري؟قال له:بابي و أمّي أواري نفسي عنك،أسمع و أري و لا تراني»فصعد الحسن عليه السّلام المنبر فحمد اللّه بمحامد بليغة شريفة،و صلي علي النبيّ و آله صلاة موجزة ثمّ قال:«أيها الناس سمعت جدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:أنا مدينة العلم و علي بابها و هل تدخل المدينة إلاّ من بابها؟»ثمّ نزل فوثب إليه علي عليه السّلام فتحمله و ضمه إلي صدره،ثمّ قال للحسين عليه السّلام:«يا بني قم فاصعد و تكلم بكلام لا تجهلك قريش من بعدي فيقولون إن الحسين بن علي لا يبصر شيئا،و ليكن كلامك تبعا لكلام أخيك»فصعد الحسين عليه السّلام فحمد اللّه و أثني عليه و صلي علي نبيه صلاة واحدة موجزة ثمّ قال:«معاشر الناس سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول إن عليّا مدينة هدي فمن دخلها نجا،و من تخلف عنها هلك»فوثب إليه علي عليه السّلام و ضمه إلي صدره فقبله ثمّ قال:«معاشر الناس أشهدوا أنهما فرخا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وديعته التي استودعينها،و أنا استودعكموها معاشر الناس،و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله سائلكم عنهما» (1).

الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا علي بن موسي بن جعفر بن أبي جعفر الكميداني قال:حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسي بن عبد الرّحمن بن أبي نجران عن جعفر بن محمّد الكوفي عن عبيد اللّه السّمين عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال:بينا أمير المؤمنين عليه السّلام يخطب الناس و هو يقول:«سلوني قبل أن تفقدوني فو اللّه،لا تسألوني عن شيء مضي و لا شيء يكون إلاّ نبّأتكم به»فقام إليه سعد بن أبي وقاص فقال له:يا أمير المؤمنين أخبرني كم في رأسي و لحيتي من شعرة فقال له:«و اللّه لقد سألتني عن مسألة،حدّثني خليلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنك تسألني عنها،و ما في رأسك و لحيتك من شعرة إلاّ و في أصلها شيطان جالس،و إنّ في بيتك لسخلا يقتل ابني الحسين»،و عمر بن سعد يومئذ يدرج بين يديه (2).

الثالث: محمّد بن العبّاس بن مروان الثقة في تفسيره و قد ذكر نحوا من ستة و عشرين طريقا في قوله تفسير أولئك خير البرية بذكره منها طريقا واحدا قال:حدّثنا أحمد بن محمّد المحدور قال:

حدّثنا الحسين بن عبيد بن عبد الرّحمن الكندي قال:حدّثني محمّد بن سليمان قال:حدّثني خالد بن السري الازدي قال:حدّثني النظر بن السابق قال:حدّثني عامر بن واثلة قال:خطبنا أمير المؤمنين عليه السّلام علي منبر الكوفة و هو اجيرات مجصّص فحمد اللّه و أثني عليه و ذكر اللّه كما هو أهله

ص: 242


1- أمالي الصدوق 560/422،التوحيد:1/304،الاختصاص:235 بحار الأنوار 1/117/10.
2- أمالي الصدوق 207/196،كامل الزيارات:12/74،بحار الأنوار 42:6/146 و 44:5/256.

و صلّي علي نبيه ثمّ قال:«أيها الناس سلوني،سلوني فو اللّه لا تسألوني عن آية من كتاب اللّه إلاّ حدثتكم عنها متي نزلت،بليل أو نهار أو في مقام أو في مسير أو في سهل أم في جبل،و في من نزلت في مؤمن أم في منافق،و ما عني بها أعام أم خاص،و لئن فقدتموني لا يحدثكم أحد حديثي»فقام إليه ابن الكوّاء فلما بصر به متعنتا«ألا تسأل تعلما،هات سل فإذا سألت فاعقل ما تسأل عنه»فقال:يا أمير المؤمنين فأخبرني عن قول اللّه جل و عزّ: اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (1) (2).

فسكت أمير المؤمنين فأعادها عليه ابن الكوّاء،فسكت فأعادها الثالثة فقال علي عليه السّلام و رفع صوته:«ويحك يا بن الكوّاء اولئك نحن و اتباعنا يوم القيامة غرّا محجلين رواء مرويين يعرفون بسيماهم» (3).

الرابع: الشيخ في أماليه قال:حدّثنا محمّد بن محمّد يعني المفيد قال:حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه القمّيّ رحمه اللّه قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا محمّد بن يحيي العطار قال:حدّثنا أحمد بن عبد اللّه البرقي عن أبيه عن خلف بن حمّاد الازدي عن أبي الحسن العبدي عن الأعمش عن عباية بن ربعي قال:كان علي أمير المؤمنين عليه السّلام كثيرا ما يقول:

«سلوني قبل أن تفقدوني،فو اللّه ما من أرض مخصبة و لا مجدبة،و لا فئة تضل مائة أو تهدي مائة إلاّ و أنا أعلم قائدها و سائقها و ناعقها إلي يوم القيامة» (4).

الخامس: محمّد بن الحسن الصفّار في بصائر الدرجات عن محمّد بن الحسين عن عبد الرّحمن بن أبي هاشم عن عنبسة العابد عن مغيرة مولي عبد المؤمن الأنصاري عن سعد عن الأصبغ قال:سمعت عليّا عليه السّلام يقول علي هذا المنبر:«سلوني قبل أن تفقدوني،و اللّه ما أرض مخصبة و لا مجدبة و كل فئة تضل مائة أو تهدي مائة إلاّ و قد عرفت قائدها و سائقها،و قد أحبرت بهذا رجلا من أهل بيتي يخبر بها كبيرهم لصغيرهم إلي أن تقوم القيامة» (5).

السادس: الصفّار هذا عن محمّد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن المعلي عن سلم قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام:إنّا نروي أحاديثكم لا نجد عند أحد من أهل بيتك فيها شيئا قال:«ما هي؟»قال:

يروون أن عليّا عليه السّلام كان يخطب الناس:«يا أيها الناس سلوني فانكم لم تسألوني عن شيء فيما بيني و بين الساعة لا عن أرض مجدبة و لا عن أرض مخصبة و لا عن فرقة تضل مائة و تهدي مائة

ص: 243


1- سوره 98 - آيه 7
2- البينة:7.
3- رواه عنه ابن طاوس في سعد السعود:109،بحار الأنوار 192/190/32.
4- أمالي الطوسي 85/58.
5- بصائر الدرجات 1/296.

إلاّ أن شئت أخبرتكم بناعقها و سائقها و قائدها إلي يوم القيامة»قال:«إنه حق» (1).

السابع: الشيخ المفيد في أماليه قال:أخبرنا أبو الحسن علي بن بلال المهلبي قال:حدّثنا علي بن عبد اللّه بن أسد الاصفهاني قال:حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال:حدّثنا النقاد قال:

حدّثنا علي بن هاشم عن أبيه عن سعيد بن المسيب قال:سمعت يحيي بن أمّ الطويل يقول:

سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام يقول:«ما بين لوحي المصحف من آية إلاّ و قد علمت فيمن نزلت و أين نزلت،في سهل أو جبل،و إن بين جوانحي لعلما جمّا،فسلوني قبل أن تفقدوني فإنكم إن فقدتموني لم تجدوا من يحدثكم مثل حديثي» (2).

ص: 244


1- بصائر الدرجات 2/296.
2- أمالي المفيد 3/152.

الباب السابع و الثلاثون

في المناجاة يوم الطائف

من طريق العامّة و فيه ثمانية أحاديث الأوّل: ابن المغازلي الشافعي في كتاب المناقب قال:أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطار الفقيه الشافعي بقراءتي عليه فأقرّ به سنة أربع و ثلاثين و أربعمائة قلت له:أخبركم أبو محمّد بن عمّار و الملقب بابن السقاء الحافظ الواسطي قال:حدّثنا أبو عبد اللّه محمود بن محمّد و يعقوب بن إسحاق بن عباد بن العوام الرياحي الواسطيان قالا:حدّثنا وهب بن بقية قال:أخبرنا خالد بن عبد اللّه عن الاجلح عن أبي الزبير عن جابر قال انتجي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا يوم الطائف فطالت مناجاته إياه فقيل له:لقد طالت مناجاتك اليوم عليّا فقال:«ما أنا ناجيته و لكن اللّه ناجاه» (1).

الثاني: ابن المغازلي أيضا قال:أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان بن الازهر المعروف بابن الذبابي الصيرفي قدم علينا واسطا،قلت له:أخبركم أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزاز و أذن لكم في روايته عنه قال:حدّثنا عبد الجبار بن العبّاس،حدّثنا عمّار الدهني عن أبي الزبير عن جابر بن عبد اللّه قال:ناجي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا يوم الطائف فأطال نجواه فقال رجل:

لقد أطال نجوي ابن عمه،فبلغ ذلك النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال:«ما أنا انتجيته هو و لكن اللّه انتجاه» (2).

الثالث: ابن المغازلي قال:أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهاب قال:أخبرنا الحسين بن محمد بن الحسين العلوي العدل قال:حدّثنا أبو الاحوص محمّد بن الهيثم القاضي قال:حدّثنا أبو عفير قال:حدّثنا بكار بن زكريّا الأشجعي عن الأشجعي عن الاجلح عن أبي الزبير عن جابر أن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله دعا عليّا و هو محاصر الطائف فقال أناس من أصحابه:لقد طالت مناجاتك (3)منذ اليوم فسمع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال:«ما أنا انتجيته و لكن اللّه انتجاه» (4).

الرابع: ابن المغازلي قال:أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهاب قال:أخبرنا أبو عبد اللّه

ص: 245


1- مناقب ابن المغازلي 162/124،صحيح الترمذي،البداية و النهاية 7:356.
2- مناقب ابن المغازلي 163/125.
3- في المصدر:مناجاته.
4- مناقب ابن المغازلي 165/126،مسند أحمد.

الحسين محمّد العلوي العدل قال:حدّثنا محمّد بن محمود قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا وهب بن تعبة قال:أخبرنا خالد عن الاجلح عن أبي الزبير عن جابر قال:انتجي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله عليّا في غزوة الطائف يوما فقالوا:لقد طالت مناجاتك اليوم عليّا فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:«ما أنا انتجيته و لكنّ اللّه انتجاه» (1).

الخامس: ابن المغازلي قال:أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان قال:أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن حسين بن شاذان إذنا قال:حدّثنا محمّد بن أحمد اللخمي قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا محمود بن إبراهيم قال:حدّثنا عبد الجبار بن العبّاس قال:حدّثنا عمّار الذهني عن أبي الزبير عن جابر بن عبد اللّه قال:ناجي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا يوم الطائف فأطال نجواه فقال رجل:لقد طال نجواه لابن عمّه فبلغ ذلك النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال:«ما أنا انتجيته و لكن اللّه انتجاه» (2).

السادس: موفق بن أحمد قال:أخبرنا الشيخ الصالح الأوحد أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم بن أبي سهل الكرخي و الهروي عن مشايخ الثلاثة القاضي أبي عامر محمود بن القاسم الازدي و أبي نصر عبد العزيز محمّد الترياقي و أبي بكر أحمد بن عبد الصمد الفروجي ثلاثتهم عن أبي محمّد عبد الجبار بن محمّد الخراجي عن أبي العبّاس محمّد بن أحمد المجنوني عن الإمام الحافظ عن أبي عيسي محمّد بن عيسي الترمذي،حدّثنا علي بن المنذر،حدّثنا محمّد بن الفضيل عن الأجلح عن أبي الزبير قال:دعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا يوم الطائف و انتجاه فقال الناس:لقد طال نجواه مع ابن عمه فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ما أنا انتجيته و لكن اللّه انتجاه» (3).

السابع: كتاب فضائل الصحابة للسمعاني بالاسناد قال عن أبي الزبير عن جابر رضي اللّه عنه قال:لما كان يوم الطائف دعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا عليه السّلام فناجاه طويلا،فقال بعض أصحابه:لقد طال مناجاة ابن عمّه قال:«ما انتجيته و لكن اللّه انتجاه» (4).

الثامن: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة و هو من أعيان علماء العامّة من المعتزلة قال:ذكر أحمد بن حنبل في مسنده قال:دعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا في غزاة الطائف فانتجاه و أطال نجواه حتّي كره القوم من الصحابة ذلك فجمع منهم قوما ثمّ قال:«إن قائلا قال:لقد أطال اليوم نجوي ابن عمه، أما إني ما انتجيته و لكنّ اللّه انتجاه» (5).

ص: 246


1- مناقب ابن المغازلي 166/126.
2- مناقب ابن المغازلي 163/126.
3- مناقب الخوارزمي 157/138.
4- رواه عنه ابن شهرآشوب في المناقب 2:222.
5- شرح نهج البلاغة 9:173.

الباب الثامن و الثلاثون

في المناجاة يوم الطائف

من طريق الخاصّة و فيه ثمانية عشر حديثا الأوّل: محمّد بن الحسن الصفّار في بصائر الدرجات قال:أخبرني أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيّوب عن عمرو بن أبان عن أديم أخي أيّوب عن حمران قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام:جعلت فداك،بلغني أن اللّه تبارك و تعالي ناجي عليّا عليه السّلام قال:«أجل قد كان بينهما مناجاة الطائف،نزل بينهما جبرائيل» (1).

الثاني: الصفّار هذا عن إبراهيم بن هاشم عن يحيي بن عمران عن يونس عن حمّاد بن عثمان عن محمّد بن مسلم قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام:إن سلمة بن كهيل يروي في عليّ أشياء قال:«ما هي»؟قلت:حدّثني أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كان محاصرا أهل الطائف و أنه خلا بعلي يوما فقال رجل من أصحابه:عجبا لما نحن فيه من الشدة و انه يناجي هذا الغلام منذ اليوم فقال صلّي اللّه عليه و آله:«ما أنا بمناج له إنما يناجي ربه»فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام:«إنما هذه أشياء يعرف بعضها من بعض» (2).

الثالث: الصفّار عن محمّد بن عيسي عن القاسم بن عروة عن عاصم عن معاوية عن أبي الزبير عن جابر بن عبد اللّه قال:لما كان يوم الطائف ناجي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا فقال أبو بكر:انتجيته دوننا، فقال:«ما انتجيته بل اللّه ناجاه» (3).

الرابع: الصفّار عن علي بن محمّد قال:حدّثني حمران بن سليمان قال:حدّثني عبد اللّه بن محمّد اليماني عن منيع عن يونس عن علي بن أعين عن أبي رافع قال:لما دعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا يوم خيبر فتفل في عيينة فقال له:«افتحهما فقف بين الناس فإن اللّه أمرني بذلك»قال أبو رافع:

فمضي عليّ و أنا معه،فلما أصبح بخيبر وقف بين الناس فأطال الوقوف فقال الناس إن عليّا يناجي ربه،فلما مكث أمر بانتهاب المدينة التي افتتحها،فقال أبو رافع:فأتيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقلت:إن عليّا وقف بين الناس كما أمرته،فقال قوم:إن اللّه ناجاه فقال:«نعم يا أبا رافع إن اللّه ناجاه يوم

ص: 247


1- بصائر الدرجات 1/410.
2- بصائر الدرجات 2/410.
3- بصائر الدرجات 4/411.

الطائف و يوم عقبة تبوك و يوم خيبر» (1).

الخامس: الصفّار بهذا الإسناد عن منيع عن يونس عن علي بن أعين قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأهل الطائف:«لأبعثن إليكم رجلا كنفسي يفتح اللّه به الخير سوطه سيفه،فتشرّف الناس لها».

فلما أصبح دعا عليّا فقال:«اذهب إلي الطائف»ثمّ أمر اللّه النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أن يدخل إليها بعد ان دخلها علي فلما صار إليها كان علي عليه السّلام علي رأس الجبل فقال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«اثبت»فثبت، فسمعنا مثل صرير الرحي فقيل:ما هذا يا رسول اللّه قال:«إن اللّه يناجيه عليه السّلام» (2).

السادس: الشيخ الطوسي في أماليه قال:أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن مهدي قال:أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن بن عقدة الحافظ قال:حدّثنا أحمد بن يحيي قال:حدّثنا عبد الرّحمن قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا الاجلح بن عبد اللّه الكندي عن أبي الزبير عن جابر قال:ناجي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي بن أبي طالب عليه السّلام يوم الطائف فأطال مناجاته،فرأي الكراهة في وجوه رجال فقالوا:قد أطال مناجاته منذ اليوم،فقال:«ما انتجيته و لكن اللّه عزّ و جلّ انتجاه» (3).

السابع: الشيخ أيضا في أماليه قال:أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن هارون بن الصلت الأهوازي قال:أخبرنا أحمد بن محمّد قال:حدّثنا أحمد بن يحيي بن زكريّا قال:حدّثنا إسماعيل بن أبان قال:حدّثنا عبد اللّه بن مسلم الملائي عن الاجلح عن أبي الزبير عن جابر أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله دعا عليّا عليه السّلام و هو محاصر الطائف،فكان القوم اشرفوا لذلك و قالوا:لقد طال نجواك له منذ اليوم فقال:

«ما انتجيه و لكن اللّه انتجاه» (4).

الثامن: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا الحسن بن علي بن زكريّا العاصمي قال:حدّثنا أحمد بن عبيد اللّه الغداني قال:حدّثنا الربيع بن سياد قال:حدّثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلي أبي ذرّ رضي اللّه عنه في حديث مناشدة أمير المؤمنين عليه السّلام لأهل الشوري فقال:أ تعلمون أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ناجاني يوم الطائف دون الناس،فأطال ذلك فقال بعضكم:يا رسول اللّه إنك انتجيت عليّا دوننا،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ما أنا انتجيته بل اللّه عزّ و جلّ انتجاه»قالوا:نعم (5).

التاسع: الشيخ المفيد في كتاب الاختصاص عن أحمد بن محمّد بن عيسي عن الحسين بن

ص: 248


1- بصائر الدرجات 5/411.
2- بصائر الدرجات 10/412.
3- أمالي الطوسي:260 ح 472.
4- المصدر السابق.
5- أمالي الطوسي 1168/548.

سعيد عن فضالة بن أيّوب عن عمرو بن أبان الكلبي عن أديم بن الحرّ عن حمران بن أعين قال:

قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام:بلغني أن الرب تبارك قد ناجي عليّا عليه السّلام فقال:«أجل،قد كان بينهما مناجاة بالطائف،نزل بينهما جبرائيل» (1).

العاشر: المفيد عن إبراهيم بن هاشم عن يحيي بن أبي عمران عن يونس عن حمّاد بن عثمان عن محمّد بن مسلم قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام أن سلمة بن كهيل روي في عليّ عليه السّلام أشياء كثيرة قال:«ما هي؟»قال:حدّثني أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كان محاصرا أهل الطائف و أنّه خلي بعلي يوما فقال رجل من أصحابه،عجبا لما نحن فيه من الشدة،و أنه يناجي هذا الغلام منذ اليوم،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ما أنا بمناجيه إنما يناجي ربّه»فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام:«نعم،إنما هذه أشياء يعرض بعضها من بعض» (2).

الحادي عشر: المفيد عن علي بن محمّد بن علي بن عيسي بن سعيد عن حمدان بن سليمان النيسابوري قال:حدّثني عبد اللّه بن محمّد اليماني عن سبيع عن يونس عن علي بن أعين عن أبيه عن جده عن أبي رافع قال:لما دعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا عليه السّلام يوم خيبر فتفل في عينه قال:«لا فإذا أنت فتحتها فقف بين الناس،فإن اللّه أمرني بذلك»قال أبو رافع،فمضي عليّ و أنا معه،و لما أصبح بخيبر و افتتحها وقف بين الناس فأطال الوقوف فقال الناس:إن عليّا يناجي ربه،فلما مكث ساعة أمر بانتهاب المدينة التي افتتحها،فأتيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقلت:يا رسول اللّه إن عليّا وقف بين الناس كما أمرته،فسمعت قوما منهم يقولون:إن اللّه ناجاه فقال:«نعم،إن اللّه ناجاه يوم الطائف و يوم عقبة تبوك» (3).

الثاني عشر: المفيد عن أحمد بن محمّد بن عيسي عن الحسين بن سعيد عن صفوان بن يحيي عن معاوية بن عمّار عن أبي الزبير عن جابر بن عبد اللّه قال:إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في غزاة الطائف دعا عليّا عليه السّلام فانتجاه فقال الناس و قال أبو بكر و عمر:انتجاه دوننا،فقام النبيّ صلّي اللّه عليه و آله في الناس خطيبا فحمد اللّه و أثني عليه ثمّ قال:«أيها الناس أنتم تقولون:إني انتجيت عليّا و إنّي و اللّه ما انتجيته و لكن اللّه انتجاه»قال معاوية:فعرضت هذا الحديث علي أبي عبد اللّه عليه السّلام و قال:«إن ذلك ليقال» (4).

الثالث عشر: المفيد عن علي بن محمّد بن علي بن سعيد عن حمدان بن سليمان النيشابوري

ص: 249


1- الاختصاص:278.
2- الاختصاص:327.
3- الاختصاص:328.
4- الاختصاص 200.

قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمّد اليماني عن سبيع عن يونس عن علي بن أعين عن أبيه عن جده عن أبي رافع قال:لما بعث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ببراءة مع أبي بكر أنزل اللّه تبارك و تعالي عليه:[تترك]من ناجيته غير مرّة و تبعث من لم أناجه؟فأرسل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فأخذ البراءة منه و دفعها إلي علي عليه السّلام، فقال له علي عليه السّلام:«أوصني يا رسول اللّه»فقال:«اللّه يوصيك و يناجيك،فناجاه اللّه يوم براءة من مثل صلاة الأولي إلي صلاة العصر» (1).

الرابع عشر: المفيد بهذا الإسناد أن اللّه ناجي عليّا يوم غسل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله. (2)

الخامس عشر: المفيد عن محمّد بن عيسي بن عبيد عن القاسم بن عروة عن عاصم بن حميد عن معاوية بن عمّار عن أبي الزبير عن جابر بن عبد اللّه قال:لما كان يوم الطائف انتجي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا عليه السّلام:فقال أبو بكر و عمر:انتجيته دوننا؟فقال:«ما أنا انتجيته،بل اللّه انتجاه» (3).

السادس عشر: المفيد عن علي بن محمّد بن علي بن سعيد عن حمدان بن سلمان النيشابوري عن عبد اللّه بن محمّد اليماني عن سبيع عن يونس عن علي بن أعين عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأهل الطائف:«لأبعثن إليكم رجلا كنفسي يفتح اللّه به،فتشرّف الناس لها»فلمّا أصبح دعا عليّا عليه السّلام فقال،اذهب إلي الطائف،ثمّ أمر اللّه النبيّ ان يدخل إليها بعد دخول علي،فلمّا صار إليها و كان علي عليه السّلام علي رأس الجبل فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«اثبت اثبت»فسمعنا صوتا مثل صرير الرحي فقال:يا رسول اللّه ما هذا؟فقال:«إن اللّه عزّ و جل ناجي عليّا» (4).

السابع عشر: المفيد عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب عن جعفر بن بشير و الحسن بن علي بن فضال عن المثني بن الوليد الحناط عن منصور بن حازم عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله انتجي عليّا عليه السّلام يوم الطائف فقال أصحابه:يا رسول اللّه انتجيت عليّا من بيننا و هو أحدثنا سنا فقال:ما أنا انتجيته بل اللّه انتجاه» (5).

الثامن عشر: المفيد عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن أبان الكلبي عن اديم بن الحرّ عن حمران بن أعين قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام بلغني أن اللّه تبارك و تعالي قد ناجي عليّا عليه السّلام فقال:«أجل قد كانت بينهما مناجاة بالطائف نزل بينهما جبرائيل عليه السّلام و قال:إن اللّه علّم رسوله الحرام و الحلال و التأويل،فعلّم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا ذلك كلّه». (6)

ص: 250


1- الاختصاص:200.
2- الاختصاص:200.
3- الاختصاص:200.
4- الاختصاص:200.
5- الاختصاص:200.
6- الاختصاص:278.

الباب التاسع و الثلاثون

في أن أمير المؤمنين عليه السّلام أقضي الأمّة بنصّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله

و ولاّه القضاء و دعا له صلّي اللّه عليه و آله

من طريق العامّة و فيه سبعة عشر حديثا الأوّل: موفّق بن أحمد من أعيان علماء العامّة قال:أنبأني مهذب الأئمّة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمّد الهمداني نزيل بغداد،أنبأنا أبو طالب محمّد بن عبد القادر عن عبد العزيز علي أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد،حدّثنا عبد اللّه بن الحسن و يحيي بن محمّد المديني قالا:حدّثنا عبيد بن سعد،حدّثنا عمي يعقوب بن إبراهيم،حدّثنا سلام أبو عبد اللّه قال يحيي و هو ابن سالم الطويل المدائنيّ:قال محمّد بن أحمد بن محمّد،و حدّثنا محمّد بن إسحاق بن البهلول القاضي،حدّثنا أبي عن سلافة بن سالم قالوا في حديثهم عن زيد العمي عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ان أقضي أمّتي علي بن أبي طالب» (1).

الثاني: موفق بن أحمد،أخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي الهمداني فيما كتب إليّ من همدان،أخبرنا أبي أخبرنا أبو سعيد الفتال بأصفهان،حدّثنا أبو إسحاق بن خرسيد قوله أبو سعيد أحمد بن زياد الاعرابي،حدّثني نجيح بن إبراهيم بن محمّد بن الحسن الزهري القاضي،حدّثني أبو نعيم ضرار بن صرد،حدّثني علي بن هاشم،حدّثني محمّد بن عبد اللّه الهاشمي عن أبي بكر محمّد بن عمر بن خرم بن عباد بن عبد اللّه عن سلمان رضي اللّه عنه عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أنّه قال:«أعلم أمّتي من بعدي عليّ بن أبي طالب» (2).

الثالث: من مسند أحمد بن حنبل روي عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا عبد اللّه بن الحسن قال:حدّثنا مالك بن سليمان أبو أنس الأنصاري قال:حدّثنا سليمان بن عبّاس،حدّثني صفوان بن عمر عن حميد بن عبد اللّه بن يزيد المدني أنه ذكر عند النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قضاء قضي به عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فأعجب النبي صلّي اللّه عليه و آله و قال:«الحمد للّه الذي جعل الحكمة فينا أهل

ص: 251


1- مناقب الخوارزمي 66/81.
2- مناقب الخوارزمي 67/82.

البيت» (1).

الرابع: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا الفضل بن حباب قال:حدّثنا إبراهيم بن يسار الرمادي قال:حدّثنا سفيان قال:حدّثنا الاجلح عن عبد اللّه الكندي عن الشعبي عن عبد اللّه بن الخليل عن زيد بن أرقم قال:أتي علي باليمن بثلاثة نفر وقعوا علي جارية في طهر واحد فولدت ولدا فادعوه فقال عليّ عليه السّلام لأحدهم:«أتطيب به نفسا لهذا؟»قال:لا فقال:«أراكم شركاء متشاكسين،إني مقرع بينكم فأيكم أصابته القرعة أغرمته ثلثي القيمة و لزمته الولد»فذكر ذلك للنبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال:«ما أجد فيه إلاّ ما قال علي» (2).

الخامس: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال:حدّثنا سعيد مولي بني هاشم قال:حدّثنا إسرائيل قال:حدّثنا سمّاك عن حبيش عن علي عليه السّلام قال:«بعثني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي اليمن فانتهينا إلي قوم قد أتوا زبية الأسد،فبينا هم كذلك يتدافعون إذ سقط رجل فتعلق بآخر ثمّ تعلق الرجل بآخر حتّي صار فيها أربعة فجرحهم الأسد،فانتدب له رجل فقتله و ماتوا من جراحتهم كلّهم، فقام أولياء الأول إلي أولياء الآخر فاخرجوا السلاح ليقتتلوا،فأتاهم علي عليه السّلام يفته ذلك فقال:

أ تريدون أن تقتتلوا و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حي.إني أقضي بينكم قضاء إن رضيتم به فهو القضاء و إلاّ حجر بعضكم عن بعض حتّي تأتوا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فيكون هو الذي يقضي بينكم،فمن عدا بعد ذلك فلا حق له،اجمعوا من قبائل الذين حضروا البير ربع الدّية و ثلث الدّية و نصف الدّية و الدّية كاملة فالاول الربع لأنّه اهلك من فوقه،و الثاني ثلث الدّية،و الثالث نصف الدّية فأبوا أن يرضوا، فأتوا النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و هو عند مقام إبراهيم عليه السّلام،قصوا عليه القصة فقال:أنا أقضي بينكم فقال رجل من القوم:إن عليّا قضي فينا،و قصوا القصة عليه فأجازه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله» (3).

السادس: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا نمير قال:حدّثنا حمّاد قال:

أخبرنا سمّاك عن حبشي أن عليّا عليه السّلام قال:«و الرابع الدّية كاملة» (4).

السابع: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا أبو الربيع الزهراني قال:حدّثنا علي بن حكيم قال:حدّثنا علي بن جعفر الوركاني،و حدّثنا زكريّا بن يحيي بن حمويه،و حدّثنا عبد اللّه بن عامر بن زرارة الحضرمي،و حدّثنا داود بن عمر الضبي قالوا:حدّثنا شريك عن سماك بن حبيش عن علي عليه السّلام قال:«بعثني النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قاضيا فقلت:تبعثني إلي قوم ذوي أسنان و أنا حدث السن لا علم

ص: 252


1- مسند أحمد 1:77 ح 1063،و فضائل الصحابة:168 ح 235 ط.الاولي.
2- مسند أحمد 4:374.
3- مسند أحمد 1:77.
4- مسند أحمد 1:77 و 152.

لي بالقضاء؟فوضع يده علي صدري و قال:ثبّتك اللّه و سدّدك اللّه،إذا جاءك الخصمان فلا تقض للأول حتّي تسمع من الآخر فإنّه أجدر ان يبين لك القضاء،قال:فما زلت قاضيا»و هذا لفظ داود ابن عمر بعضهم أتم كلاما من بعض (1).

الثامن: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمّد الخراساني قال:حدّثنا داود بن عمر الضبي و أبو الربيع الزهراني قالا:حدّثنا شريك عن سماك عن حبيش بن المعتمر عن عليّ عليه السّلام قال:«بعثني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي اليمن قاضيا فقلت:يا رسول اللّه إني شاب و تبعثني إلي أقوام ذوي أسنان؟فدعا بدعوات»هذا لفظ أبي الربيع،و زاد داود في حديثه:«فوضع يده علي صدري فقال ثبتك اللّه و سددك»و في حديث أبي الربيع«فما اختلف عليّ بعد ذلك القضاء».

التاسع: و عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا يحيي بن آدم قال:

حدّثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن علي عليه السّلام قال:«بعثني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي اليمن قاضيا فقلت:إنك تبعثني إلي قوم هم أسنّ منّي لأقضي بينهم»قال:فقال:«اذهب فإن اللّه سيهدي قلبك و يثبت لسانك» (2).

العاشر: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال:حدّثنا اسود بن عامر قال:حدّثنا شريك عن سماك عن حبش عن علي عليه السّلام قال:«بعثني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي اليمن فقلت:يا رسول اللّه تبعثني إلي قوم أسنّ منّي و أنا حدث لا أبصر القضاء؟قال:فوضع يده علي صدري و قال:اللّهمّ ثبت لسانه و اهد قلبه،إذا جلس إليك الخصمان فلا تقض بينهما حتّي تسمع من الآخر ما سمعت من الأوّل،فإنك إذا فعلت ذلك تبين لك القضاء،قال:فما اختلف عليّ قضاء بعد،و ما أشكل عليّ قضاء بعد» (3).

الحادي عشر: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثني أبي قال:حدّثني نمير عن الأعمش عن عمر بن مرّ عن أبي البختري عن علي عليه السّلام قال:«بعثني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي اليمن و أنا شاب فقلت:يا رسول اللّه تبعثني إلي قوم أقضي بينهم و لا علم لي بالقضاء؟فقال ادن مني،فدنوت منه فضرب يده علي صدري و قال:اللّهمّ اهد قلبه و ثبت لسانه،فما شككت في قضاء بين اثنين» (4).

الثاني عشر: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا عبد اللّه بن سليمان قال:حدّثنا أبو سابق عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري أن عليّا عليه السّلام قضي بالشاهد مع اليمين

ص: 253


1- مسند أحمد 1:149.
2- مسند أحمد 1:156.
3- مسند أحمد 1:111.
4- مسند أحمد 1:83.

بالحجاز،و قضي به عليه السّلام بالكوفة (1).

الثالث عشر: موفّق بن أحمد قال:أنبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمّد الهمداني قال:أخبرنا نصر بن محمّد بن علي بن ديرك المقري عن شوذب الواسطي،حدّثنا شعيب بن أيوب،حدّثنا يعلي بن عبد الرّحمن عن الأعمش عن عمر بن مرّة عن أبي البختري عن عليّ رضي اللّه عنه قال:«بعثني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي اليمن و أنا شاب لأقضي بينهم و ما أدري ما القضاء، فضرب في صدري و قال:اللّهمّ اهد قلبه و ثبت لسانه،فو الذي فلق الحبة ما شككت بعدها في قضاء بين اثنين» (2).

الرابع عشر: موفق بن أحمد بإسناده عن أحمد بن الحسين،أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف الاصبهاني،حدّثنا أبو سعيد بن الأعرابي،حدّثنا عيسي بن أبي حرب الصفار،حدّثنا يحيي بن أبي بكر عن سلام عن يزيد العمّي عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال:

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أقضي الأمّة علي» (3).

الخامس عشر: من كتاب فضائل الصحابة لأبي المظفر السمعاني بالاسناد عن عبد الرّحمن بن أبي قبيصة عن أبيه عن ابن عبّاس رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«علي أقضي أمّتي فمن أحبني فليحبه،فإن العبد لا ينال ولايتي إلاّ بحب علي»قال ابن البطريق في المستدرك:قد ذكر ذلك أحمد بن حنبل من ثلاثة طرق،و من مسلم في صحيحه طريق واحد (4).

السادس عشر: من كتاب فضائل الصحابة أيضا بالاسناد عن أبي ملائكة عن ابن عبّاس رضي اللّه عنه قال:

قال عمر:علي أقضانا و أبي أقرانا،و هذا الخبر من الصحيحين صحيح مسلم و البخاري (5).

السابع عشر: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة رواه عن أبي نعيم الحافظ و هما عاميان قال:

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«اخصمك يا علي بالنبوة فلا نبوة بعدي،و تخصم بسبع لا يجاحد فيها أحد من قريش:أنت أولهم ايمانا و أوفاهم بعهد اللّه،و أقومهم بأمر اللّه،و أقسمهم بالسوية،و أعدلهم في الرعيّة،و أبصرهم بالقضية،و أعظمهم عند اللّه مزية» (6).

ص: 254


1- العمدة:257.مسند أحمد:140/1.
2- مناقب الخوارزمي 71/83.
3- مناقب الخوارزمي 66/81.
4- بحار الأنوار 68/283/35،عن بشارة المصطفي.
5- صحيح البخاري 6:23،مسند أحمد 5:113،المستدرك 3:305،حلية الاولياء 1:65.
6- شرح نهج البلاغة 9:173.

الباب الأربعون

في أن أمير المؤمنين أقضي الامة بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و ولاّه القضاء

من طريق الخاصّة و فيه ثمانية أحاديث الأوّل: الشيخ في التهذيب بإسناده عن أحمد بن محمّد بن خالد عن أبي الخزرج عن مصعب بن سلام التميمي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام«أن ثورا قتل حمارا علي عهد النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و رفع ذلك إليه و هو في اناس من أصحابه منهم أبو بكر و عمر فقال:يا أبا بكر،اقض بينهم،فقال:يا رسول اللّه بهيمة قتلت بهيمة ما عليها شيء فقال:يا عمر اقض بينهم فقال مثل قول أبي بكر،فقال:يا علي اقض بينهم فقال:نعم يا رسول اللّه إن كان الثور دخل علي الحمار في مستراحه ضمن أصحاب الثور،و إن كان الحمار دخل علي الثور في مستراحه فلا ضمان عليهم،قال:فرفع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يده إلي السماء:فقال الحمد للّه الذي جعل مني من يقضي بقضاء النبيين» (1).

الثاني: الشيخ في التهذيب بإسناده عن عبد الرّحمن بن أبي نجران عن صباح الحذاء عن رجل عن سعيد بن طريف الاسكاف عن أبي جعفر عليه السّلام مثل ذلك في المعني و اختلف بعض الفاظه (2).

الثالث: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا أبي رحمه اللّه قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال:حدّثنا علي بن حماد البغدادي عن بشر بن غياث المريسي قال:حدّثني أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم عن أبي حنيفة عن عبد الرّحمن السلماني عن حبش بن معمر عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:«دعاني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فوجهني إلي اليمن لأصلح بينهم فقلت:يا رسول اللّه انهم قوم كثير و لهم سنّ و أنا شاب حدث فقال:يا علي إذا صحوت علي عقبة أفيق فناد بأعلي صوتك:يا شجر يا مدرّ يا ثري، محمّد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقرئكم السلام،قال:فذهبت،فلما صرت بأعلي العقبة أشرفت علي أهل اليمن،فإذا هم بأسرهم مقبلون نحوي مشرعون رماحهم،مسوون اسنتهم،متنكبون قسيّهم، شاهرون سلاحهم فناديت بأعلي صوتي:يا شجر يا مدر يا ثري،محمّد رسول اللّه يقرئكم السلام،فلم تبق شجرة و لا مدرة و لا ثري إلاّ ارتج بصوت واحد:و علي محمّد رسول اللّه و عليك السلام،فاضطربت قوائم القوم و ارتعدت ركبهم و وقع السلاح من أيديهم و أقبلوا إليّ مسرعين،

ص: 255


1- التهذيب 10:901/229.
2- التهذيب 10:901/229.

فأصلحت بينهم و انصرفت» (1).

الرابع: الشيخ في التهذيب بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيي عن محمّد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن هشام بن سالم عن سليمان بن خالد عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:قضي عليّ عليه السّلام في ثلاثة وقعوا علي امرأة في طهر واحد و ذلك في الجاهلية قبل أن يظهر الإسلام،فأقرع بينهم فجعل الولد لمن قرع،و جعل عليه ثلثي الدية للآخرين،فضحك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حتّي بدت نواجذه قال:

و ما أعلم فيها شيئا إلاّ ما قضي علي عليه السّلام» (2).

الخامس: محمّد بن يعقوب عن علي عن أبيه عن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«بعث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا عليه السّلام إلي اليمن فقال له حين قدم:حدّثني باعجب ما مرّ عليك قال:يا رسول اللّه أتاني قوم قد تبايعوا جارية فوطئوها جميعا في طهر واحد،فولدت غلاما و احتجوا فيه،كلّهم يدّعيه،فسهمت بينهم و جعلت للذي خرج سهمه و ضمنته نصيبهم،فقال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:إنّه ليس من قوم تنازعوا ثمّ فوضوا أمرهم إلي اللّه عزّ و جلّ إلاّ خرج الحق» (3).

السادس: الشيخ في التهذيب بإسناده عن الحسين بن سعيد عن عبد الرّحمن بن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن بعض أصحابنا عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«بعث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا عليه السّلام إلي اليمن فقال له حين قدم:حدّثني بأعجب ما ورد عليك فقال:يا رسول اللّه أتاني قوم تبايعوا جارية فوطأها جميعهم في طهر واحد،فولدت غلاما فاحتجوا فيه،كلّهم يدّعيه،فأسهمت بينهم فجعلت للذي خرج سهمه و ضمنته نصيبهم،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ليس من قوم تنازعوا ثمّ فوضوا أمرهم إلي اللّه إلاّ خرج سهم المحق» (4).

السابع: الشيخ في التهذيب بإسناده عن يونس عن عبيد الحلبي عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«بعث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا عليه السّلام إلي اليمن،فأفلت فرس لرجل من أهل اليمن،فمرّ يعدو فمرّ برجل فنفحه برجله فقتله،فجاء أولياء المقتول إلي الرجل فأخذوه و دفعوه إلي عليّ عليه السّلام،فأقام صاحب الفرس البينة ان فرسه أفلت من داره و نفح الرجل،فأبطل عليّ عليه السّلام دم صاحبهم،قال:فجاء أولياء المقتول من اليمن إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقالوا:يا رسول اللّه ان عليّا ظلمنا و أبطل دم صاحبنا فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إنّ عليّا ليس بظلاّم،و لم يخلق للظلم لأن الولاية لعلي من بعدي،و الحكم حكمه و القول

ص: 256


1- أمالي الصدوق 327/293،بحار الأنوار 17:23/371.
2- التهذيب 8:591/169.
3- الكافي 5:2/491.
4- التهذيب 6:585/238 و 8:592/170.

قوله،و لا يردّ ولايته و قوله و حكمه إلاّ كافر،و لا يرضي ولايته و قوله و حكمه إلاّ مؤمن،فلمّا سمع اليمانيون قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في علي عليه السّلام قالوا:يا رسول اللّه رضينا بحكم علي و قوله،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:و هو توبتكم ممّا قلتم» (1).

الثامن: الشيخ في التهذيب بإسناده عن سهل بن زياد عن محمّد بن الحسن بن شمون عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن الأصم عن مسمع بن عبد الملك عن أبي عبد اللّه عليه السّلام:«أن قوما احتفروا زبية الأسد باليمن،فوقع فيها الأسد فازدحم الناس عليها ينظرون إلي الأسد،فوقع رجل فتعلق بآخر و تعلق الآخر بالآخر و الآخر بالآخر،فمنهم من مات من جراحة الأسد،و منهم من أخرج فمات، فتشاجروا في ذلك حتّي أخذوا السيوف فقال أمير المؤمنين:هلموا أقض بينكم،فقضي أن للأوّل ربع الدّية و الثاني ثلث الدّية و الثالث نصف الدّية و الرابع الدّية كاملة،و جعل ذلك علي قبائل الذين ازدحموا،فرضي بعض القوم و سخط بعض،و رفع ذلك إلي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و اخبر بقضاء أمير المؤمنين عليه السّلام فأجازه» (2).

ص: 257


1- التهذيب 10:900/229.
2- التهذيب 10:952/239.

الباب الحادي و الأربعون

في رجوع أبي بكر و عمر و عثمان في العلم و الحكم

و غيرهم من الصحابة إلي أمير المؤمنين

من طريق العامّة و فيه ثلاثة و ثلاثون حديثا الأوّل: من مسند أحمد بن حنبل روي عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا عبد اللّه القواريري قال:حدّثنا مؤمل قال:حدّثنا ابن عيينة عن يحيي بن سعيد بن المسيب قال:كان عمر يتعوذ باللّه من معضلة ليس لها أبو الحسن عليه السّلام (1).

الثاني: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال:حدّثنا محمّد بن جعفر قال:حدّثنا سعيد عن قتادة عن الحسن أن عمر بن الخطاب أراد ان يرجم مجنونة فقال علي عليه السّلام:«ما لك؟مالك؟سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:رفع القلم عن ثلاثة:عن النائم حتّي يستيقظ،و عن المجنون حتّي يبرأ و يعقل،و عن الطفل حتّي يحتلم فدرأ عنها عمر» (2).

الثالث: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا محمّد بن يونس قال:حدّثنا زيد بن عمر بن عثمان النمري البصري،حدّثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن أبي حازم قال:جاء رجل إلي معاوية فسأله عن مسألة فقال:سلّ عنها علي بن أبي طالب فهو أعلم بها فقال:يا أمير المؤمنين جوابك فيها أحب من جواب علي،فقال:بئس ما قلت و لؤم ما جئت به،لقد كرهت رجلا كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يغرّه العلم غرا و لقد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنت منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنه لا نبي بعدي»و كان عمر إذا أشكل عليه أمر شيء يأخذ منه،و لقد شهدت عمر و قد أشكل عليه شيء فقال عمر،هاهنا علي؟

قم لا أقام اللّه رجليك،و الفضل ما شهدت به الأعداء،و هذا الحديث ذكره من العامّة إبراهيم بن محمّد الحمويني في كتاب فرائد السمطين (3).

ص: 258


1- رواه ابن حنبل في فضائل الصحابة 2:221/154،و كذا في تاريخ الخلفاء للسيوطي:135،مطالب السئول 1: 137.
2- مسند أحمد 1:140.
3- للحديث طرق عديدة،منها:مسند أحمد 3:238،كتاب السنّة للألباني 588:1349،الاستيعاب 3:34، مطالب السئول 1:85 و 95،فرائد السمطين 1:302/371.

الرابع: من صحيح مسلم في الجزء الخامس منه في أوله علي حدّ الكراسين في تفسيره سورة الزخرف قال ذكر:إن امرأة دخلت علي زوجها فولدت في ستة أشهر،فذكر ذلك زوجها لعثمان بن عفّان فأمر بها أن ترجم،فدخل علي عليه السّلام فقال:«إن اللّه عزّ و جلّ يقول:و حمله و فصاله ثلاثون شهرا و فصاله في عامين» (1)قال:فو اللّه ما عبد عثمان أن بعث لها فردّت.قال الراوي:عبد:استنكف، و أنشد ابن قتيبة و اعبد ان تهجي تميم بدارم،أي آنف (2).

الخامس: و من الجمع بين الصحيحين حديث الأوّل من أفراد البخاري من مسند أبي كعب الأنصاري قال عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس رضي اللّه عنه قال:قال عمر:اقرأنا أبي و أقضانا علي و إنّا لندع كثيرا من قول أبي و إن أبيّا يقول لا أدع شيئا سمعته من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد قال اللّه تعالي: ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها (3) (4)و في حديث صدقة بن الفضل و أبي يقول:أخذته من في رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلا أتركه لشيء (5).

السادس: موفق بن أحمد من العامّة قال:أخبرنا الإمام العلاّمة فخر خوارزم أبو القاسم محمود ابن عمر الزمخشري الخوارزمي،أخبرنا الاستاذ الأمين أبو الحسن علي بن الحسن بن مردك الرازي أخبرنا الحافظ أبو سعد إسماعيل بن الحسين السمان،أخبرنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن إبراهيم بن عيسي بن الصباح بقراءتي عليه،حدّثنا عبد الصمد بن علي بن محمّد بن مكرم البزاز، حدّثنا السري بن سهل الجندي النيسابوري،حدّثنا عبد اللّه بن رشد،حدّثنا عبد الوارث بن سعيد أنّ عمر بن الخطاب أتي بامرأة مجنونة حبلي قد زنت فأراد أن يرجمها فقال له عليّ:«ما سمعت ما قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله»قال:ما الذي قال؟قال:«رفع القلم عن ثلاثة:عن المجنون حتّي يبرأ و عن الغلام حتّي يحتلم،و عن النائم حتّي يستيقظ»قال:فخلّي عنها (6).

السابع: موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أبي سعيد السمان هذا،أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن هارون القاضي الضبي إملاء لفظا،أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن إسحاق سنة ثلاثين و ثلاثمائة أن عليّ بن محمّد النخعي حدثه قال:حدّثني سليمان بن إبراهيم المحاربي،حدّثني نصر بن مزاحم بن نصر المقري،حدّثني إبراهيم بن الزبرقان التميمي،حدّثني أبو خالد،حدّثني زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي رضي اللّه عنه قال:لمّا كان في ولاية عمر أتي بامرأة حامل فسألها عمر

ص: 259


1- سورة لقمان:14،و انظر سورة الأحقاف:15.
2- العمدة:258،ح 405.
3- سوره 2 - آيه 106
4- البقرة:106.
5- العمدة:259،عن صحيح البخاري:19/2،و مسند أحمد:113/5.
6- مناقب الخوارزمي 64/80.

فاعترفت بالفجور،فأمر بها عمر أن ترجم فلقيها علي بن أبي طالب عليه السّلام فقال:«ما بال هذه»؟فقالوا:

أمر بها أمير المؤمنين أن ترجم فردّها عليّ عليه السّلام فقال لعمر:«أمرت بها أن ترجم»قال:نعم،اعترفت عندي بالفجور فقال:«هذا سلطانك عليها،فما سلطانك علي الذي في بطنها و لعلّك انتهرتها و أخفتها»فقال عمر قد كان ذاك قال:«أ و ما سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:لا حدّ علي معترف بعد بلاء؟إنّه من قيدت أو حبست أو تهددت فلا إقرار له»فخلّي سبيلها ثمّ قال عمر:عجزت النساء أن تلد مثل عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه،لو لا علي لهلك عمر (1).

الثامن: موفق بن أحمد قال:أخبرنا العلاّمة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي،و أخبرنا الاستاذ الأمين أبو الحسن علي بن الحسين بن مردك الداري،أخبرنا الحافظ أبو سعد إسماعيل بن الحسين بن علي بن الحسين السمان،حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن زكريّا التستري بقراءتي عليه،و حدّثنا محمّد بن أحمد بن عمرو الدبيقي،حدّثنا يحيي بن أبي طالب قال:

حدّثنا أبو بدر عن سعيد بن أبي عروبة عن داود بن أبي القصات عن أبي حرب بن أبي الأسود أن عمر أتي بامرأة وضعت لستة أشهر فهمّ برجمها فبلغ ذلك عليّا فقال:«ليس عليها رجم»فبلغ ذلك عمر فأرسل إليه يسأله فقال عليّ:« وَ الْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ (2) (3)و قال: وَ حَمْلُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً (4) (5)فالستة أشهر حمله و حولين تمام الرضاعة،لا حدّ عليها و ان شئت لا رجم عليها»قال فخلّي عنها سبيلها ثمّ ولدت بعد ستة أشهر (6).

التاسع: موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أبي سعد هذا قال:أخبرنا أحمد بن الحسين الموسي آبادي بقراءتي عليه،حدّثنا أبو علي الفلاس و أبو عبد اللّه القطان و أبو سعيد أحمد بن علي البيع قال:حدّثنا علي بن موسي القمّيّ،حدّثنا ابن أبي طالب،حدّثنا معلّي بن أبي زائدة،حدّثنا أشعث عن عامر عن مسروق شناخ،و حدّثنا ابن أبي زائدة عن داود بن هند عن عامر عن مسروق قال:أتي عمر بامرأة انكحت في عدّتها،ففرق بينهما و جعل لها صداقها في بيت المال و قال:

لا أجيز مهرا ارد نكاحه و قال:لا يجتمعان أبدا،زاد شعيب:فبلغ عليّا فقال:و إن كانوا جهلوا السنّة فله المهر بما استحل من فرجها،و يفرّق بينهما،فإذا انقضت عدتها فهو خاطب من الخطّاب، فخطب عمر الناس و قال:ردّوا الجهالات إلي السنّة و رجع عمر إلي قول عليّ (7).

ص: 260


1- مناقب الخوارزمي 65/81.
2- سوره 2 - آيه 233
3- البقرة:233.
4- سوره 46 - آيه 15
5- الأحقاف:15.
6- مناقب الخوارزمي 94/95.
7- مناقب الخوارزمي 95/95.

العاشر: موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أبي سعد السمان هذا،أخبرنا أبو القاسم أحمد بن محمّد بن عثمان العثماني بمدينة الرسول صلّي اللّه عليه و آله بقراءتي عليه،حدّثنا علي بن محمّد بن الزبير الكوفي،حدّثنا الحسن بن محمّد،أنبأنا علي بن عثمان قالا:حدّثنا الحسن بن عطية القرشي عن الحسن بن صالح بن حي،حدّثنا أبو المغيرة الثقفي عن رجل عن ابن سيرين أن عمر سأل الناس:كم يتزوج المملوك؟و قال لعليّ:إياك أعني يا صاحب المعافري،و هو رداء كان عليه (1).

الحادي عشر: موفق بن أحمد بسناده عن أبي سعد السمان هذا،قال:أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن علي الآبادي ببغداد،حدّثنا أبو القاسم حبيب بن الحسن القزاز،حدّثنا عمر بن حفص السدوسي،و حدّثنا أبو بلال الأشعري،حدّثنا عيسي بن مسلم القرشي عن عبد اللّه بن عمر بن نهيك عن ابن عبّاس رضي اللّه عنه قال:كنّا في جنازة،قال علي بن أبي طالب لزوج أمّ الغلام«امسك عن امرأتك»فقال له عمر:و لم يمسك عن امرأته؟اخرج عمّا جئت به قال:نعم يا أمير المؤمنين يريد أن يستبرئ رحمها،لا يبقي فيه شيء فيستوجب الميراث من أخيه و لا ميراث له فقال عمر:أعوذ باللّه من معضلة لا علي لها (2).

الثاني عشر: موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أبي سعد هذا،أخبرنا أبو عبد اللّه الحسن بن يحيي بن الحسين النامي القاضي في جامع قزوين بقراءتي عليه،حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر بن سالم الجعاني،حدّثني أبو يزيد خالد بن النصر القرشي بالبصرة،حدّثنا محمّد بن أبي صفوان الثقفي،حدّثنا مؤمّل بن إسماعيل عن أبي عيينة عن يحيي بن سعيد بن المسيب قال:سمعت عمر يقول:اللّهمّ لا تبقني لمعضلة ليس لها ابن أبي طالب حيّا (3).

الثالث عشر: موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أبي سعد هذا،أخبرنا أبو محمّد محمّد بن عبد اللّه ابن سليمان التنوخي بمعرّة النعمان بقراءتي عليه و أبو الفتح المؤيد بن أحمد بن علي الخطيب بحلب بقراءتي عليه،حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن القاسم،حدّثنا أحمد بن الحلبي و قال المؤيد المعروف بالمصري بحلب،حدّثنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن المعروف بابن أبي فضلة،حدّثنا الشيخ الصالح قال:حدّثني أبي،حدّثنا يعلي بن عبيد عن الاعمش عن أبي صالح عن عبد اللّه بن عبّاس رضي اللّه عنه قال:استعدي رجل علي عليّ بن أبي طالب إلي عمر بن الخطاب و كان علي جالسا في مجلس عمر بن الخطاب،فالتفت عمر إلي علي عليه السّلام فقال له يا أبا الحسن و قال

ص: 261


1- مناقب الخوارزمي 96/96.
2- مناقب الخوارزمي 97/96.
3- مناقب الخوارزمي 98/97.

المؤيد:قم يا أبا الحسن فاجلس مع خصمك،فقام علي فجلس مع خصمه،فتناظروا و انصرف الرجل و رجع عليّ إلي مجلسه،فجلس فيه فتبيّن عمر التغيّر في وجهه فقال له:يا أبا الحسن ما لي أراك متغيرا؟أكرهت ما كان؟قال:«نعم يا أمير المؤمنين»قال و لم ذاك؟قال:«لأنّك كنّيتني بحضرة خصمي،أ فلا قلت:قم يا عليّ فاجلس مع خصمك»فأخذ عمر برأس علي و قبّل ما بين عينيه و قال:بأبي أنتم،بكم هدانا اللّه و بكم أخرجنا من الظلمات إلي النور (1).

الرابع عشر: موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أبي سعد هذا أخبرنا أبو الطيب محمّد بن زيد النهشلي العطار بالكوفة بقراءتي عليه،حدّثنا علي بن محمّد بن محمّد بن عقبة الشيباني،حدّثني أبو العباس الفضل بن يوسف الجعفي القصباني،حدّثنا محمّد بن عقبة،حدّثنا سعيد بن خيثم الهلالي عن محمّد بن خالد الضبي قال:خطبهم عمر بن الخطاب فقال:لو صرفناكم عمّا تعرفون إلي ما تنكرون ما كنتم صانعين؟قال:فارموا،قال محمّد:فسكتوا فقال ذلك ثلاثا،فقام عليّ رضي اللّه عنه فقال:«يا أمير المؤمنين إذا نستتيبك فإن تبت قبلناك»قال:فإن لم أتب قال:«إذا نضرب الذي فيه عيناك»فقال:الحمد للّه الذي جعل في هذه الأمّة من إذا زاغوا حجّتنا أقام أودنا (2).

الخامس عشر: موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أبي سعيد هذا قال:أخبرنا أبو القاسم علي بن محمّد بن عيسي البزاز بن الحصري بقراءتي عليه،حدّثنا عبد الباقي بن نافع بن مرزوق القاضي، حدّثنا ابن أبي شبية،حدّثنا جندل بن والق،حدّثنا محمّد بن عمر المازني عن عباد الكلبي عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جابر قال:قال عمر:كانت لأصحاب محمّد صلّي اللّه عليه و آله ثماني عشرة سابقة، فخصّ منها عليّا بثلاث عشرة و شركنا في الخمس (3).

السادس عشر: موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أبي سعيد هذا،أخبرنا أبو علي أحمد بن الحسن بن أحمد بن البوسنجي الفلجردي قدم حاجا سنة تسعين،حدّثنا أبو علي حامد بن محمّد بن عبد اللّه الرقاع،حدّثنا عبد العزيز،حدّثنا أبو نعيم،حدّثنا عبد السلام عن عطا عن أبي عبد اللّه الرحمن قال:شرب القوم الخمر بالشام و عليهم يزيد بن أبي سفيان في زمن عمر:فأرسل إليهم يزيد لشربهم الخمر قالوا:نعم شربناها و هي لنا حلال قال:أ و ليس قال اللّه عزّ و جلّ: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَ الْمَيْسِرُ (4) (5)إلي قوله: وَ أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ (6) (7)حتّي فرغ من الآية فقالوا:اقرأ الذي بعدها فقرأ: لَيْسَ عَلَي الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا (8) إلي قوله

ص: 262


1- مناقب الخوارزمي 99/98.
2- مناقب الخوارزمي 100/98.
3- مناقب الخوارزمي 101/99 و 352/331.
4- سوره 5 - آيه 90
5- المائدة:90.
6- سوره 5 - آيه 92
7- المائدة:92.
8- سوره 5 - آيه 93

تعالي: وَ اللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (1) (2)فنحن الذين آمنوا و أحسنوا فكتب بأمرهم إلي عمر،فكتب إليه عمر إن أتاك كتابي ليلا لا تصبح حتّي تبعث إليّ بهم،و إن أتاك كتابي نهارا فلا تمس حتّي تبعث إليّ بهم قال:فبعث بهم إليه،فلمّا قدموا علي عمر سألهم عمّا قال يزيد فقالوا له كما قالوا ليزيد، فاستشار فيهم أصحاب النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فردوا المشورة إليه قال:و كان عليّ رضي اللّه عنه في القوم ساكتا فقال:

ما تقول يا أبا الحسن؟فقال:«يا أمير المؤمنين أري أنهم افتروا علي اللّه و أحلّوا ما حرّم اللّه فأري أن تستتيبهم،فإن هم ثبتوا و زعموا أن الخمر حلال،ضربت أعناقهم،و إن هم رجعوا ضربتهم ثمانين جلدة بفريتهم علي اللّه عزّ و جلّ»فدعاهم و اسمعهم مقالة عليّ ثم قال:ما تقولون؟قالوا:

نستغفر اللّه و نتوب إليه و نشهد أن الخمر حرام،و إنّما شربناها و نحن نري أنّها حلال فضربهم ثمانين (3).

السابع عشر: موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أبي سعد هذا قال:أخبرنا أبو الحسين علي بن محمّد المروزي بقراءتي عليه،أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي حاتم،حدّثنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن يحيي بن سعيد القطان،حدّثنا عمر بن حماد بن طلحة،حدّثنا اسباط عن سماك عن حبش أن رجلين استودعا امرأة من قريش مائة دينار و أمراها أن لا تدفع إلي أحدهما منهما دون الآخر،فأتاها أحدهما فقال:إن صاحبي قد هلك فادفعي إليّ المال فأبت فاستشفع عليها و مكث يختلف إليها ثلاث سنين،فدفعت إليه المال،ثم جاء بعد ذلك الآخر فقال:اعطيني مالي فقالت له:قد أخذه صاحبك،فارتفعوا إلي عمر فقال عمر:أ لك بينة؟فقال:هي بيّنتي،قال:

ما أدراك إلاّ ضامنة؟قالت:أنشدتك لمّا رفعتنا إلي علي،قال فرفعهما إليه قال فأتوه و هو في حائط له و هو يسيل الماء و هو متوزر بكساء،فقصوا عليه القصة فقال للرجل:«ايتني بصاحبك و إلي متاعك» (4).

الثامن عشر: موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أبي سعد هذا،أخبرنا أبو العباس أحمد بن الحسن ابن محمّد البغدادي الشراتي،حدّثنا أبو عمر و محمّد بن عبد الواحد الزاهد،حدّثنا محمّد بن عثمان العيسي،حدّثنا عقبة بن مكرم،حدّثنا يونس بن بكير عن عنبسة بن الازهر عن يحيي بن عقيل قال:كان عمر بن الخطاب يقول لعلي بن أبي طالب رضي اللّه عنه فيما كان يسأله عنه فيفرج عنه فيقول:لا أبقاني اللّه بعدك يا علي (5).

ص: 263


1- سوره 5 - آيه 93
2- المائدة:93.
3- مناقب الخوارزمي 102/100.
4- مناقب الخوارزمي 103/101.
5- مناقب الخوارزمي 104/101.

التاسع عشر: موفق بن أحمد قال:أخبرني الشيخ الإمام الزاهد أبو طاهر محمّد بن السيحي الخطيب بمرو إجازة و الاديب أبو بكر محمّد بن الحسن بن أبي جعفر بن أبي سهل الزورقي فيما كتب إليّ من مرو قالا:أخبرنا القاضي الإمام أبو نصر محمّد بن محمّد الماهاني،أخبرنا أبو نصر أحمد ابن علي بن منصور السنّي البخاري،أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أبي حفص،حدّثنا أبو حامد أحمد ابن هارون الهروي،حدّثنا أبو القاسم علي بن إسماعيل الصفار ببغداد،حدّثنا أبو علي بن عبد اللّه ابن معاوية أخبرني أبي عبد اللّه عن أبيه معاوية عن جدهم يسرة عن شريح أنه قال:تقدمت إليه امرأة فقالت:أيّها القاضي،إنّي جئتك مخاصما قال:فأين خصمك؟قالت:أنت فأخلي لها المجلس و قال:تكلّمي فقال:إنّه امرأة لها احليل و لها فرج فقال:قد كان لأمير المؤمنين في هذا قضيته ورّث من حيث جاء البول،و كان شريح قاضي عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه فقالت:إنّه يجيء منهما جميعا فقال:من أين سبق البول فقال:ليس يسبق منهما شيء،يخرجان في وقت و ينقطعان في وقت واحد فقال:إنّك لتخبرين بعجب فقالت:أقول أعجب من ذلك:تزوّجني ابن عمّ لي و أخذ منّي خادما فوطئتها فأولدتها،و إنّي لمّا أولدتها جئتك فقام شريح من مجلس القضاء فدخل علي عليّ بن أبي طالب فأخبره بما قالت المرأة،فأمر بها عليّ فأدخلت فسألها عمّا قال القاضي فقالت:يا أمير المؤمنين هو الذي قال:فأحضر زوجها فقال:«هذه زوجتك و ابنة عمّك»؟

فقال:نعم يا أمير المؤمنين،قال:«أ فعلمت ما كان»؟قال:نعم أخدمتها خادما فوطأتها فأولدتها و وطيتها بعد ذلك،فقال له عليّ:«لأنت أجسر من الأسد ائتوني بدينار الخادم»و كان معدلا و امرأتين،فقال عليّ:«خذوا هذه المرأة فأدخلوها إلي بيت و البسوها ثيابا،و جرّدوها من ثيابها و عدّوا أضلاع جنبيها»ففعلوا ذلك ثم خرجوا فقالوا:يا أمير المؤمنين عدد أضلاع الجانب الأيمن ثمانية عشر ضلعا،و عدد الجانب الأيسر سبعة عشر ضلعا،فدعا الحجّام و أخذ شعرها و أعطاها حذاء و رداء و ألحقها بالرجال،فقال الزوج:يا أمير المؤمنين امرأتي و أبنة عمّي ألحقتها بالرجال، ممّن أخذت هذه القضيّة؟

فقال له علي:«إنّي ورّثتها عن أبي آدم،أن أمّنا حواء خلقت من آدم و أضلاع الرجال أقل من أضلاع النساء و عدد أضلاعها أضلاع رجل»فخرجوا (1).

العشرون: موفق بن أحمد بإسناده عن أبي الدرداء رضي اللّه عنه قال:العلماء ثلاثة رجل بالشام يعني نفسه،و رجل بالكوفة يعني عبد اللّه بن مسعود،و رجل بالمدينة يعني عليّا،فالذي بالشام يسأل

ص: 264


1- مناقب الخوارزمي 105/102.

الذي بالكوفة،و الذي بالكوفة يسأل الذي بالمدينة،و الذي بالمدينة لا يسأل أحدا (1).و كثير من هذه الأحاديث ذكرها من العامة إبراهيم بن محمّد الحمويني في كتاب فرائد السمطين.

الحادي و العشرون: إبراهيم بن محمّد الحمويني قال:أخبرني العدل ظهير الدين علي بن محمود الكازروني ثم البغدادي و العدل شمس الدين علي بن عثمان بن محمود،أنبأنا الشيخ أبو سعد ثابت بن مشرف بن أسعد بن إبراهيم الخباز قال:أنبأنا أبو القاسم مقبل بن أحمد بن تركة بن الصدر سماعا عليه في يوم الثالث السادس عشر في ذي القعدة سنة اثنتين و خمسين و خمسمائة قال:أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسين بن عبد اللّه الربعي سماعا عليه بقراءة عبد الوهاب الانماطي في ربيع الأول سنة خمسمائة قال:أنبأنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن إبراهيم بن مخلد البراز قيل له:حدثكم أبو جعفر محمّد بن عمرو بن البختري الرزاز إملاء و أنت تسمع من لفظه قال:

أنبأنا علي بن إبراهيم الواسطي قال:أنبأنا يزيد بن هارون قال:أنبأنا عبد الملك قال:أنبأنا محمّد بن الزبير قال دخلت مسجد دمشق فإذا أنا بشيخ قد التقت ترقوتاه من الكبر فقلت له:يا شيخ من أدركت؟

قال:النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قلت:فما غزوت؟قال:اليرموك،قلت:حدّثني بشيء سمعته قال:خرجت مع فئة من عك و الأشعريين حجاجا فأصبنا ببيض نعام و قد أحرمنا فلمّا قضينا نسكنا وقع في أنفسنا منه شيء،فذكرنا ذلك لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب فأدبر قال:اتبعوني حتّي انتهي إلي حجر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فضرب في حجرة منها فأجابته امرأة فقال:أ ثمّ أبو الحسن قالت:لا فمرّ في المقناة فأدبر و قال:اتبعوني حتّي انتهي إليه فإذا معه غلامان اسودان و هو يسوّي التراب بيده فقال:مرحبا بأمير المؤمنين فقال:إن هؤلاء فتية من عك و الاشعريين أصابوا بيض نعام و هم محرمون قال:ألا أرسلت إليّ قال:أنا أحق بإتيانك قال:يضربون الفحل قلائص أبكارا بعدد البيض فما انتج منها أهدوه قال عمر:فإن الإبل تخدج فقال صلّي اللّه عليه و آله عليهم السّلام«و البيض يمرق»فلمّا أدبر قال عمر:اللهم لا تنزلني شديدة إلاّ و أبو الحسن إلي جنبي (2).

الثاني و العشرون: ابن أبي الحديد و هو من أعيان علماء العامّة المعتزلة قال روي ابن الانباري في أماليه أن عليّا عليه السّلام جلس إلي عمر في المسجد و عنده ناس فلما قام عرض واحد يذكره و ينسبه إلي التيه و العجب فقال عمر:حق لمثله أن يتيه،و اللّه لو لا سيفه لما قام عمود الإسلام،و هو بعد

ص: 265


1- مناقب الخوارزمي 106/102.
2- فرائد السمطين 1:264/342،تاريخ دمشق 49:83 ضمن ترجمة محمد بن الزبير،الرياض النضرة 2:50 و 195.

أقضي الأمّة و ذو سابقتها و ذو شرفها فقال له ذلك القائل:فما منعكم يا أمير المؤمنين عنه،قال:

كرهناه علي حداثة السن،و حبّه بني عبد المطلب (1).

الثالث و العشرون: ابن أبي الحديد أيضا في شرح نهج البلاغة قال:روي أبو سعيد الخدري قال:

حججنا مع عمر أوّل حجّة حجّها في خلافته،فلمّا دخل المسجد الحرام دنا من الحجر الأسود فقبّله و استلمه و قال:إنّي لأعلم إنّك حجر لا تضر و لا تنفع و لو لا أنّي رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قبّلك و استلمك لما قبّلتك و استلمتك فقال له عليّ عليه السّلام:«بلي يا أمير المؤمنين إنّه ليضر و ينفع و لو علمت تأويل ذلك من كتاب اللّه لعلمت أن الذي أقول لك كما أقول،قال اللّه تعالي: وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلي أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلي (2) (3)فلمّا أشهدهم و أقرّوا له أنّه الربّ عزّ و جلّ و أنهم العبيد كتب ميثاقهم في رقّ ثم ألقمه هذا الحجر و إن له لعينين و لسانين و شفتين يشهد لمن وافاه بالموافاة،فهو أمين اللّه عزّ و جلّ في هذا المكان»فقال عمر:لا أبقاني اللّه بأرض لست بها يا أبا الحسن (4).

الرابع و العشرون: ابن أبي الحديد قال و روي الربيع ابن زياد قال:قدمت علي عمر بمال من البحرين و صليت معه العشاء ثم سلمت عليه فقال:ما قدمت به؟قال خمسمائة ألف قال:ويحك إنّما قدمت بخمسين ألفا قلت:بلي خمسمائة ألف قال:كم يكون ذلك؟قلت:مائة ألف حتّي عدد خمسا فقال:إنك ناعس ارجع إلي بيتك ثم اغد عليّ فغدوت عليه قال:ما جئت به؟قلت:هو ما قلت لك قال:كم هو؟قلت:خمسمائة ألف قال:أطيب هو؟قلت:نعم،لا أعلم إلاّ ذلك، فاستشار الصحابة فيه فأشير عليه بنصب الديوان فنصبه و قسم المال بين المسلمين ففضلت عنده فضلة فأصبح فجمع المهاجرين و الأنصار فيهم علي بن أبي طالب عليه السّلام فقال للناس:ما ترون في فضل فضل عندنا من هذا المال؟فقال الناس:يا أمير المؤمنين إنّا شغلناك بولاية امورنا عن أهلك و تجارتك و صنعتك فهو لك فالتفت إلي علي عليه السّلام فقال:ما تقول أنت؟قال:«قد أشاروا عليك»قال:

فقل أنت فقال:«لم تجعل بقيدك ظنا»فلم يفهم عمر قوله فقال:«لتخرجن مما قلت»قال:أجل و اللّه لأخرجن منه قال:«تذكر حين بعثك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فأتيت العباس بن عبد المطلب فمنعك صدقته فكان بينكما شيء فجئتما إليّ و قلتما:انطلق معنا إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فجئنا إليه فوجدناه خاترا فرجعنا ثم غدونا عيه فوجدناه طيّب النفس فاخبرته بالذي صنع العبّاس فقال لك:يا عمر

ص: 266


1- شرح نهج البلاغة 12:79.
2- سوره 7 - آيه 172
3- الأعراف:172.
4- شرح نهج البلاغة 12:97.

أ ما علمت أن عمّ الرجل صنو أبيه،فذكرنا له ما رأينا من ختوره في اليوم الأوّل و طيب نفسه في اليوم الثاني،فقال:إنّكم أتيتكم في اليوم الأوّل و قد بقي عندي من مال الصدقة ديناران فكان ما رأيتم من ختوري لك،و أتيتم في اليوم الثاني فقد وجهتهما فذاك الذي رأيتم من طيب نفسي، أشير عليك أن لا تأخذ من هذا الفضل شيئا و أن تفضّه علي فقراء المسلمين»فقال عمر:صدقت و اللّه لأشكرنّ لك الاولي و الأخيرة (1).

الخامس و العشرون: ابن أبي الحديد أيضا في الشرح قال:حدّثني الحسين بن محمّد بن السيبي قال:قرأت علي ظهر كتاب أن عمر نزلت به نازلة فقام لها و قعد و تنوح و تفطر فقال لمن عنده:

معاشر الحاضرين ما تقولون في هذا الأمر؟

فقالوا:يا أمير المؤمنين أنت المفزع و المترع،فغضب و قال:يا أيّها الذين آمنوا اتقوا اللّه و قولوا قولا سديدا،ثم قال:أما و اللّه إني و إياكم لنعلم أين نجدها و الخبير بها،قالوا كأنّك أردت ابن أبي طالب قال:و أنّي يعدل به عنه،و هل طفحت حرّة بمثله قالوا:فلو دعوت به يا أمير المؤمنين قال:

هيهات أن هناك شمخا من هاشم و أثرة من علم و لحمة من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يؤتي و لا يأتي فامضوا بنا إليه،فقصدوا نحوه و أفضوا إليه فألفوه في حائط له عليه تبان و هو متوكّئ علي مسحاة و يقرأ:

« أَ يَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُديً (2) (3)»إلي آخر السورة و دموعه تهمي علي خدّيه فدهش الناس لبكائه فبكوا ثم سكت فسكتوا،فسأله عمر عن تلك الواقعة فأصدر جوابها فقال عمر:أما و اللّه لقد ارادك الحق و لكن أبي قومك فقال:«يا أبا حفص اخفض عليك من هنا و من هنا،إن يوم الفصل كان ميقاتا»فوضع عمر احدي يديه علي الاخري و طرق إلي الأرض كأنما ينظر في رماد (4).

السادس و العشرون: ابن أبي الحديد في الشرح قال:حدّثنا عمر بن سعد العيسي عن النضر بن صالح قال:كنت مع شريح بن هاني في غزوة سجستان فحدثني أن عليّا عليه السّلام أوصاه بكلمات إلي عمرو بن العاص و قال له:«قل لعمرو إذا لقيته:إن عليّا يقول لك:إن أفضل الخلق عند اللّه من كان العمل بالحق أحب إليه و إن نقصه،و إن أبعد الخلق من اللّه من كان العمل بالباطل أحب إليه و إن زاده،و اللّه يا عمرو إنك لتعلم أين موضع الحق فلم تتجاهل؟أ بأن أوتيت طعما يسيرا صرت للّه و لأوليائه عدوا؟فكأنّما قد أوتيت ذاك عنك فلا تكن للخائنين خصيما و لا للظالمين ظهيرا،أمّا إنّي أعلم أن يومك الذي أنت فيه نادم و هو يوم وفاتك،و سوف تتمنّي أنك لم تظهر لي عداوة و لم

ص: 267


1- شرح نهج البلاغة 12:97.
2- سوره 75 - آيه 36
3- القيامة:36.
4- شرح نهج البلاغة 12:80.

تأخذ عليّ حكم اللّه رشوة»قال شريح:فأبلغته يوم لقيته فتغمر و قال:متي كنت قابلا مشورة علي أو منيبا إلي رأيه أو معتمدا بأمره؟فقلت:و ما يمنعك يا ابن النابغة أن تقبل من مولاك و سيد المسلمين بعد نبيهم مشورته؟لقد كان من هو خير منك أبو بكر و عمر يستشيرانه و يعملان برأيه فقال:إن مثلي لا يكلّم مثلك فقلت:بأيّ أبويك ترغب عن كلامي بأبيك الوشيظ أم بأمك النابغة؟ فقام من مكانه و قمت (1).

السابع و العشرون: ابن أبي الحديد أيضا قال روي أنه رفع إلي عمر صك محله في شعبان فقال:

أي شعبان الذي مضي أم نحن فيه؟ثم جمع أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قال:اصنعوا للناس تاريخا يرجعون إليه فقال قائل منهم،اكتبوا علي تاريخ الروم فقيل:إنه يطول و إنه مكتوب من عهد ذي القرنين،و قال قائل:اكتبوا علي تاريخ الفرس،كلّما قام ملك طرحوا ما كان قبله فقال علي عليه السّلام:

«اكتبوا تاريخكم منذ خرج رسول اللّه من دار الشرك إلي دار النصرة و هي الهجرة»فقال عمر:نعم ما أشرت به،فكتب التاريخ للهجرة بعد مضي سنتين و نصف من خلافة عمر (2).

الثامن و العشرون: قال ابن أبي الحديد:و أما عمر فقد عرف كل أحد رجوعه إليه يعني عليّا عليه السّلام في كثير من المسائل التي اشكلت عليه و علي غيره من الصحابة،و قوله غير مرّة:لو لا عليّ لهلك عمر،و قوله:لا بقيت لمعضلة ليس لها أبو حسن،و قوله:لا يفتينّ أحد في المسجد و علي حاضر (3).

التاسع و العشرون: و قال ابن أبي الحديد،ذكر عند عمر بن الخطاب حلي الكعبة و كثرته فقال قوم:لو أخذته و جهزت به جيوش المسلمين كان أعظم للأجر،و ما تصنع الكعبة بالحلي؟فهمّ عمر بذلك و سأل عنه أمير المؤمنين عليه السّلام فقال:«إن القرآن نزل علي محمّد صلّي اللّه عليه و آله و الأموال أربعة:أموال المسلمين فقسّمها بين الورثة في الفرائض،و الفيء فقسمه علي مستحقيه،و الخمس فوضعه اللّه حيث وضعه،و الصدقات فجعلها اللّه حيث جعلها،و كان حلي الكعبة عليها يومئذ فتركه اللّه علي حاله و لم يتركه نسيانا،و لم يخف عليه مكانا فأقرّه حيث أقره اللّه و رسوله»فقال عمر:لولاك لافتضحنا.و ترك الحلي (4).

الثلاثون: ابن أبي الحديد قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام:«لو قد استوت قدماي من هذه المداحض لغيرت أشياء»قال في الشرح:لسنا نشك أنه كان يذهب في الأحكام الشرعية و القضايا إلي أشياء يخالف فيها أقوال الصحابة،نحو قطعه السارق من رءوس الأصابع و بيعه أمهات الاولاد و غير ذلك، و إنّما كان يمنعه من تغيير أحكام من تقدم اشتغاله بحرب البغاة و الخوارج و إلي ذلك يشير

ص: 268


1- شرح نهج البلاغة 2:254.
2- شرح نهج البلاغة 12:74.
3- شرح نهج البلاغة 1:16.
4- شرح نهج البلاغة 19:158.

بالمداحض عن بعض السلف (1).

و قال حجر بن أوس الألمعي:

الذي يظن بك الظن كان قد رأي و قد سمعا (2)

و قال أبو الطيّب:

ذكيّ تظنيه طليعة عينه يري قلبه في يومه ما يري غدا (3).

الحادي و الثلاثون: ابن أبي الحديد و روي ابن سعد قال:مكث عمر زمانا لا يأكل من مال المسلمين شيئا حتّي أصابته خصاصة فأرسل الي أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فاستشارهم فقال لهم:قد شغلت نفسي بأمركم،فما الذي يصلح أن أصيبه من مالكم؟فقال عثمان:كل و اطعم،و كذلك قال سعيد بن زيد بن نفيل فتركهما و أقبل علي عليّ عليه السّلام فقال ما تقول أنت؟قال:غداء و عشاء فقال:

أصبت و أخذ بقوله (4).

الثاني و الثلاثون: ابن أبي الحديد و روي أبو الفرج ابن الجوزي في كتاب سيرة عمر عن نافع عن ابن عمر قال:جمع عمر الناس لما انتهي إليه فتح القادسية و دمشق فقال:إني كنت امرأ تاجرا يغني اللّه عيالي بتجارتي،و قد شغلتموني عن التجارة بأمركم هذا،فما ترون أنه يحل لي من هذا المال؟

فقال القوم فأكثروا،و عليّ عليه السّلام ساكت فقال عمر:ما تقول أنت يا أبا الحسن؟

قال:«ما أصلحك و أصلح عيالك بالمعروف،ليس لك من هذا المال غيره»:فقال القول ما قاله أبو الحسن،و أخذ به (5).

الثالث و الثلاثون: موفق بن أحمد قال:أخبرنا العلاّمة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي،أخبرنا الاستاذ الامين أبو الحسن علي بن مرادك الداري،أخبرنا الحافظ أبو سعد إسماعيل بن الحسين السمان،أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن محمّد الجوهري ببغداد بقراءتي عليه،حدّثنا محمّد بن عمران بن موسي،حدّثنا أبو الحسين عبد الواحد بن محمّد الحصيني،حدّثنا أبو العيناء،حدّثنا يعقوب بن إسحاق بن أبي اسرائيل قال:نازع عمر الخطاب رضي اللّه عنه رجل في مسألة قال له عمر:بيني و بينك هذا الجالس،و أومأ إلي علي كرم اللّه وجهه فقال الرجل:

هذا الهن،فنهض عمر رضي اللّه عنه عن مجلسه و أخذ بأذنيه حتّي شاله من الأرض و قال:ويلك أ تدري من صغّرت؟هذا مولاي و مولي كلّ مؤمن (6).

ص: 269


1- شرح نهج البلاغة 19:161.
2- شرح نهج البلاغة 3:99 و 18:94.
3- شرح نهج البلاغة 16:115.
4- شرح نهج البلاغة 12:219.
5- شرح نهج البلاغة 12:219.
6- مناقب الخوارزمي 192/161.

الباب الثاني و الأربعون

في رجوع أبي بكر و عمر و عثمان في العلم و الحكم

و غيرهم من الصحابة إلي أمير المؤمنين عليه السّلام

من طريق الخاصّة و فيه اثنا عشر حديثا الأوّل: محمّد بن يعقوب في الكافي عن أبي علي الأشعري عن الحسن بن علي الكوفي عن العباس بن عامر عن سيف بن عميرة عن عبد الرّحمن العزرمي قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول:« وجد رجل مع رجل في إمارة عمر فهرب أحدهما و أخذ الآخر،فجيء به إلي عمر فقال للناس ما ترون؟قال:فقال هذا:اصنع كذا،و قال هذا:اصنع كذا قال:فما تقول يا أبا الحسن؟قال:اضرب عنقه فضرب عنقه قال:ثم أراد أن يحمله فقال:مه إنّه قد بقي من حدوده شيء،قال:ادع بحطب، فدعا عمر بحطب فأمر به أمير المؤمنين عليه السّلام فأحرق به» (1).

الثاني: الشيخ في التهذيب قال:أخبرني الشيخ يعني المفيد أيده اللّه عن أحمد بن محمّد عن أبيه عن الحسين بن الحسن بن أبان عن حسين بن سعيد عن حماد عن ربعي بن عبد اللّه عن زرارة عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«جمع عمر بن الخطاب أصحاب النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال:ما تقولون في الرجل يأتي أهله فيخالطها و لا ينزل؟فقالت الأنصار:الماء من الماء،و قال المهاجرون:إذا التقي الختانان فقد وجب الغسل فقال عمر لعلي عليه السّلام:ما تقول يا أبا الحسن؟فقال علي عليه السّلام.أ توجبون عليه الحدّ و الرجم و لا توجبون عليه صاعا من ماء؟إذا التقي الختانان فقد وجب عليه الغسل، فقال عمر:القول ما قال المهاجرون،و دعوا ما قالت الأنصار» (2).

الثالث: محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيي عن أحمد بن محمّد عن علي بن الحكم عن موسي بن بكر عن زرارة قال:سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول:«إن الوليد بن عتبة حين شهد عليه بشرب الخمر قال عثمان لعلي عليه السّلام:اقض بينه و بين هؤلاء الذين زعموا أنه شرب الخمر،فأمر به فجلد بسوط شعبتان أربعين جلدة» (3).

ص: 270


1- الكافي 7:6/200.
2- التهذيب 1:5/119.
3- الكافي 7:6/215.

الرابع: محمّد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن محمّد بن عيسي عن يونس عن عبد اللّه بن سنان قال أبو عبد اللّه عليه السّلام:«الحد في الخمر إن شرب منها قليلا أو كثيرا،ثم قال أتي عمر بقدامة بن مظعون قد شرب الخمر و قامت عليه البيّنة فسأله عليّا عليه السّلام فأمره أن يجلد ثمانين،فقال قدامة يا أمير المؤمنين ليس عليّ حدّ،أنا من أهل هذه الآية: لَيْسَ عَلَي الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا (1) (2)قال:قال عليّ عليه السّلام لست من أهلها،إن طعام أهلها لهم حلال،ليس يأكلون و لا يشربون إلاّ ما أحله اللّه لهم ثم قال علي:إنّ الشارب إذا شرب لم يدر ما يأكل و لا ما يشرب فاجلدوه ثمانين جلدة» (3).

الخامس: محمّد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن فضال عن ابن بكير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«شرب رجل الخمر علي عهد أبي بكر فرفع إلي أبي بكر فقال له،أشربت خمرا؟ قال:نعم،قال له:و هي محرّمة؟قال:فقال له الرجل:إنّي أسلمت و حسن إسلامي و منزلي بين ظهراني[قوم]يشربون الخمر و يستحلون،و لو علمت أنّها حرام اجتنبتها:فالتفت أبو بكر إلي عمر فقال ما تقول في أمر هذا الرجل فقال:عمر:معضلة و ليس لها إلاّ أبو الحسن،ادع لنا عليّا، فقال عمر:يؤتي الحكم في بيته فقال:قاما و الرجل معهما و من حضرهما من الناس حتّي أتوا أمير المؤمنين عليه السّلام فأخبراه بقصة الرجل فقص الرجل قصّته قال:فقال:ابعثوا معه من يدور به علي مجالس المهاجرين و الأنصار،من كان تلا عليه آية التحريم فليشهد عليه،ففعلوا ذلك به فلم يشهد عليه أحد بأنه قرأ عليه آية التحريم،فخلّي عنه و قال له،إن شربت بعدها أقمنا عليك الحدّ» (4).

السادس: ابن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن عمرو بن عثمان عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«لقد قضي أمير المؤمنين عليه السّلام بقضية ما قضي بها أحد كان قبله،و كانت أول قضية قضي بها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و ذلك أنه لمّا قبض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أفضي الأمر إلي أبي بكر أتي برجل قد شرب الخمر فقال له أبو بكر،أشربت الخمر؟ فقال الرجل:نعم فقال:و لم شربتها و هي محرّمة؟فقال:إنّي أسلمت و منزلي بين ظهراني قوم يشربون و يستحلوني لها،و لو أعلم أنّها حرام اجتنبتها،قال:فالتفت أبو بكر إلي عمر فقال:

ما تقول يا أبا حفص في أمر هذا الرجل؟فقال:معضلة و أبو الحسن لها فقال أبو بكر:يا غلام ادع

ص: 271


1- سوره 5 - آيه 93
2- المائدة:93.
3- الكافي 7:10/216.
4- الكافي 7:16/217.

لنا عليّا،فقال عمر:بل يؤتي الحكم في بيته،فأتوه و معه سلمان الفارسي فأخبروه بقضية الرجل فاقتص عليه قصته،فقال علي عليه السّلام لأبي بكر:ابعث به من يدور به علي مجالس المهاجرين و الأنصار،فمن تلا عليه آية التحريم فليشهد عليه،فإن لم يكن تلا عليه آية التحريم فلا شيء عليه،ففعل أبو بكر بالرجل ما قال علي عليه السّلام،فلم يشهد عليه أحد فخلّي سبيله.

فقال سلمان لعلي صلّي اللّه عليه و آله:لم أرشدتهم؟فقال عليّ عليه السّلام:إنّما اردت أن اجدد تأكيد هذه الآية فيهم و فيهم: أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَي الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاّ أَنْ يُهْدي فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (1) (2)» (3).

السابع: الشيخ في التهذيب بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيي عن علي بن السند عن محمّد بن عمرو بن سعيد عن بعض أصحابنا قال:أتت امرأة إلي عمر فقالت:يا أمير المؤمنين إني فجرت فأقم فيّ حدود اللّه،فأمر برجمها و كان عليّ عليه السّلام حاضرا فقال له:«سلها كيف فجرت»؟ قالت:كنت في فلاة من الأرض فأصابني عطش شديد فرفعت لي خيمة فأتيتها فأصبت فيها رجلا أعرابيا فسألته الماء فأبي علي أن يسقيني إلاّ أن أمكنه من نفسي فوليت عنه هاربة فاشتدّ بي العطش حتّي غارت عيناي و ذهب لساني فلما بلغ منّي،أتيته فسقاني و وقع عليّ فقال له:«يا عمر هذه التي قال اللّه تعالي: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَ لا عادٍ (4) (5)هذه غير باغية و لا عادية إليه»فخلّي سبيلها فقال عمر:لو لا علي لهلك عمر (6).

الثامن: الشيخ أيضا بإسناده عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمّد بن الفرات عن الأصبغ بن نباتة قال:أتي عمر بخمسة نفر أخذوا في الزنا فأمر أن يقام علي كلّ واحد منهم الحد،و كان أمير المؤمنين عليه السّلام حاضرا فقال:«يا عمر ليس هذا حكمهم»قال:فأقم أنت الحد عليهم،فقدم واحدا فضرب عنقه،و قدم الآخر فرجمه،و قدم الثالث فضربه الحد،و قدّم الرابع فحدّه نصف الحدّ و قدّم الخامس فعزّره،فتحير عمر و تعجب الناس من فعله،فقال عمر:يا أبا الحسن خمسة نفر في قضيّة واحدة أقمت عليهم خمسة حدود ليس شيء منها يشبه الآخر؟

فقال أمير المؤمنين عليه السّلام:«أمّا الأوّل فكان ذميّا فخرج عن ذمّته لم يكن له حد إلاّ السيف،و أمّا الثاني فرجل محصن كان حده الرجم،و أما الثالث فغير محصن حدّه الجلد،و أما الرابع فعبد ضربناه نصف الحد،و أما الخامس فمجنون مغلوب علي عقله» (7).

التاسع: الشيخ بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيي عن علي بن إسماعيل عن أحمد بن النضر

ص: 272


1- سوره 10 - آيه 35
2- يونس:35.
3- الكافي 7:4/249.
4- سوره 2 - آيه 173
5- البقرة:173.
6- التهذيب 10:186/50.
7- التهذيب 10:188/50.

عن الحصين بن عمرو عن يحيي بن سعيد عن سعيد بن المسيب أن معاوية كتب إلي أبي موسي الأشعري أن ابن الجسرين وجد رجلا مع امرأته فقتله و قد أشكل علي القضاة،فسل لي عليّا عن هذا الأمر،قال أبو موسي:فلقيت عليّا عليه السّلام،قال:فقال عليّ عليه السّلام:«و اللّه ما هذا في هذه البلاد»-يعني الكوفة-و لا بحضرتي،فمن أين جاءك هذا»؟قلت:كتب إلي معاوية لعنه اللّه ان ابن أبي الجسرين وجد مع امرأته رجلا فقتله،و قد اشكل عليه القضاء فيه،فرأيك في هذا.

فقال:«إنا أبو الحسن إن جاء بأربعة يشهدون علي ما شهد و إلاّ دفع برمته» (1).

العاشر: الشيخ بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيي عن بعض أصحابنا عن إبراهيم بن محمّد الثقفي عن إبراهيم بن يحيي الدوروي عن هشام بن بشير عن أبي بشير عن أبي روح أن امرأة تشبهت بأمة الرجل و ذلك ليلا فواقعها و هو يري أنها جاريته فرفع إلي عمر،فأرسل إلي عليّ عليه السّلام فقال:«اضرب الرجل حدّا في السر،و اضرب المرأة حدّا في العلانيّة» (2).

الحادي عشر: الشيخ بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيي عن موسي بن جعفر البغدادي عن جعفر بن يحيي عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن عن الحسين بن يزيد عن أبي عبد اللّه عليه السّلام عن آبائه:

قال:«أتي عمر بن الخطاب بقدامة بن مظعون و قد شرب الخمر فشهد عليه رجلان،فشهد أحدهما أنّه رآه يشرب و شهد الآخر أنه رآه يقيء،فأرسل عمر إلي ناس من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فيهم أمير المؤمنين عليه السّلام فقال لأمير المؤمنين عليه السّلام:ما تقول يا أبا الحسن،فإنّك الذي قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت أعلم هذه الامّة و أقضاها بالحق،و إنّ هذين قد اختلفا في شهادتهما،فقال أمير المؤمنين عليه السّلام:ما قاءها حتّي شربها،فقال:و هل تجوز شهادة الخصي؟

فقال:ما ذهاب لحيته إلاّ كذهاب بعض أعضائه» (3).

الثاني عشر: الشيخ بإسناده عن علي بن الحسن قال:حدّثني محمّد الكاتب عن علي بن عبد اللّه بن معاوية بن ميسرة بن شريح قال:حدّثني عبد اللّه بن معاوية عن أبيه ميسرة عن أبيه شريح قال ميسرة:تقدّمت إلي شريح:امرأة فقالت:إنّي جئتك مخاصمة،فقال لها:و أين خصمك؟

فقالت:أنت خصمي فأخلي لها المجلس و قال لها:تكلّمي فقالت:إنّي امرأة لي إحليل و لي فرج فقال:قد كان لأمير المؤمنين في هذا قضية ورّث من حيث جاء البول قالت:إنّه يجيء منهما جميعا،فقال لها:من حيث سبق البول قالت:ليس منهما شيء يسبق،يجيئان في وقت واحد

ص: 273


1- التهذيب 10:1168/314.
2- التهذيب 10:169/47.
3- التهذيب 6:774/281.

و ينقطعان في وقت واحد.

فقال لها:إنّك لتخبرين بعجب،فقالت:أخبرك بما هو أعجب من هذا،تزوّجني ابن عمّ لي و أخذ منّي خادما فوطئتها فأولدتها،و إنّما جئتك لمّا ولد لي لتفرّق بيني و بين زوجي فقام من مجلس القضاء فدخل علي عليّ عليه السّلام فأخبره بما قالت المرأة،فأمر بها فأدخلت و سألها عمّا قال القاضي فقالت:هو الذي أخبرك،قال:فأحضر زوجها،فقال له أمير المؤمنين عليه السّلام:«هذه امرأتك و ابنة عمّك»؟

قال:نعم.

قال:«قد علمت ما كان قد أخدمتها خادما فوطئها فأولدتها ثم قال وطئتها بعد ذلك»؟

قال:نعم.

قال له عليّ عليه السّلام:«لأنت أجري من خاصي الأسد،عليّ بدينار الخصي»و كان معدلا و بامرأتين فأتي بهم فقال لهم:«خذوا هذه المرأة إن كانت امرأة فادخلوها بيتا و ألبسوها نقابا و جرّدوها من ثيابها و عدّوا اضلاع جنبيها»ففعلوا ثم خرجوا إليه فقالوا له:عدد الأيمن اثنا عشر ضلعا و الجنب الأيسر أحد عشر ضلعا،فقال عليّ عليه السّلام:«اللّه أكبر ائتوني بالحجّام»فأخذ من شعرها و أعطاها رداء و حذاء و ألحقها بالرجال،فقال الزوج:يا أمير المؤمنين امرأتي و ابنة عمّي ألحقتها بالرجال،ممّن أخذت هذه القضيّة؟

فقال عليه السّلام:«إنّي ورثتها من أبي آدم،و حواء خلقت من ضلع آدم،و أضلاع الرجال أقلّ من أضلاع النساء بضلع،و عدّوا أضلاعها أضلاع رجل»فأمر بهم فأخرجوا (1).

ص: 274


1- التهذيب 9:1272/355.

الباب الثالث و الأربعون

في أن علم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كلّه عند أمير المؤمنين عليه السّلام

و قول أمير المؤمنين عليه السّلام:«لو ثنيت لي الوسادة و جلست عليها

لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم»

من طريق العامّة و فيه أربعة أحاديث الأوّل: موفق بن أحمد من أعيان علماء العامّة قال:أخبرني سيد الحفّاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي الهمداني فيما كتب إليّ من همدان،أخبرني أبي،أخبرني أبو إسحاق القفّال بأصفهان،حدّثني أبو إسحاق بن خرسيد،حدّثني أبو سعيد أحمد بن زياد الاعرابي، حدّثني نجيح بن إبراهيم بن محمّد بن الحسن الزهري القاضي،حدّثني أبو نعيم ضرار بن مرد، حدّثني علي بن هاشم،حدّثني محمّد بن عبد اللّه الهاشمي عن أبي بكر محمّد بن عمر بن حزم عن عباد بن عبد اللّه عن سلمان رضي اللّه عنه عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أنه قال:«أعلم أمّتي بعدي علي بن أبي طالب» (1).

الثاني: ابن المغازلي الشافعي في كتاب المناقب قال:أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أحمد الفندجاني قال:حدّثنا أبو الفتح هلال بن محمّد الحفار قال:حدّثني إسماعيل بن علي بن رزين قال:حدّثني أبي قال:حدّثني أخي دعبل بن علي الخزاعي قال:حدّثني شعبة بن الحجاج عن أبي الصباح عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أتاني جبرئيل عليه السّلام بدرنوك من درانيك الجنّة فجلست عليه،فلمّا صرت بين يدي ربي كلمني و ناجاني،فما علمت شيئا إلاّ علّمته عليّا فهو باب مدينة علمي»ثم دعاه إليه فقال:«يا علي سلمك سلمي و حربك حربي،و أنت العلم فيما بيني و بين أمّتي» (2).

الثالث: موفق بن أحمد من أكابر علماء العامّة قال:أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي قال:أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن محمّد الواعظ،حدّثني والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي،أخبرنا الحاكم أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الحافظ،حدّثنا أبو

ص: 275


1- مناقب الخوارزمي 67/82.
2- مناقب الخوارزمي 73/50،بحار الأنوار 38:149.

محمّد أحمد بن عبد اللّه المزني إملاء،حدّثنا أحمد بن محمّد بن حرب،حدّثنا أبو طاهر أحمد بن عيسي بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب،حدّثنا عبد اللّه بن يحيي العلوي،حدّثنا جعفر بن محمّد،حدّثنا نوح بن قيس عن الأعمش عن عمر بن مرّة عن أبي البختري قال:رأيت عليّا كرّم اللّه وجهه و قد صعد المنبر بالكوفة و عليه مدرعة كانت لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،متقلّدا سيف رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله معتمّا بعمامة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و في إصبعه خاتم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقعد علي المنبر فكشف عن بطنه و قال:«سلوني قبل أن تفقدوني فإنّ ما بين الجوانح من علم جمّ،هذا سفط العلم،هذا لعاب رسول اللّه،هذا ما زقّني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله زقا من غير وحي أوحي إليّ،فو اللّه لو ثنيت لي و سادة فجلست عليها لأفتيت أهل التوراة بتوراتهم و لأهل الإنجيل بانجيلهم حتّي ينطق اللّه التوراة و الإنجيل فيقول:صدق عليّ،قد أفتاكم بما أنزل فيّ،و أنتم تتلون الكتاب أ فلا تعقلون» (1).

الرابع: إبراهيم بن محمّد الحمويني من العامّة في كتابه فرائد السمطين بإسناده المتصل إلي السبيعي قال:حدّثنا علي بن إبراهيم بن محمّد العلوي عن الحسين بن الحكم،أنبأنا إسماعيل بن صبيح،أنبأنا أبو الجارود عن حبيب بن يسار عن زادان قال:سمعت عليّا عليه السّلام يقول:«و الذي فلق الحبّة و برأ النسمة لو كسرت لي و سادة-يقول:لو ثنيت-فأجلست عليها لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم،و بين أهل الإنجيل بإنجيلهم،و بين أهل الزبور بزبورهم،و بين أهل الفرقان بفرقانهم،و الذي فلق الحبة و برأ النسمة ما من رجل من قريش جرت عليه المواسي إلاّ و أنا أعرف آية تسوقه إلي جنة أو تقوده إلي نار»فقام رجل فقال:أنت أي شيء نزل فيك؟فقال علي صلوات اللّه عليه:«أ فمن كان علي بينة من ربّه و يتلوه شاهد منه» (2).

و الأحاديث في قوله عليه السّلام:«سلوني»قد تقدّمت في الباب الخامس و الثلاثين،و باب غزارة علم أمير المؤمنين عليه السّلام وسعته من طريق العامّة تقدّم و هو الباب الخامس و العشرون فليؤخذ من هناك.

ص: 276


1- مناقب الخوارزمي 85/91.
2- فرائد السمطين 1:338-261/339،شواهد التنزيل للحاكم 1:384/280.

الباب الرابع و الأربعون

في أن علم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كلّه عند أمير المؤمنين و الأئمّة:

و قول أمير المؤمنين عليه السّلام:«لو ثنيت لي الوسادة و جلست عليها

لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم»

من طريق الخاصة و فيه تسعة عشر حديثا الأوّل: محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيي عن أحمد بن أبي زاهر أو غيره عن محمّد بن حماد عن أخيه أحمد بن حماد عن إبراهيم عن أبيه عن أبي الحسن الأول قال:قلت له:جعلت فداك،أخبرني عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله ورث النبيين كلّهم؟

قال:«نعم»قلت:من لدن آدم حتّي انتهي إلي نفسه؟

قال:«نعم،ما بعث اللّه نبيّا إلاّ و محمّد صلّي اللّه عليه و آله أعلم منه»قال:قلت:إن عيسي ابن مريم كان يحيي الموتي بإذن اللّه قال:«صدقت،و سليمان بن داود قال:كان يفهم منطق الطير،و كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقدر علي هذه المنازل قال:فقال سليمان بن داود للهدهد حين فقده و شك في أمره فَقالَ ما لِيَ لا أَرَي الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ (1) حين فقده و غضب عليه فقال: لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (2) (3)و إنّما غضب لأنّه كان يدلّه علي الماء،فهذا و هو طائر قد أعطي ما لم يعط سليمان،و قد كانت الريح و النمل و الأنس و الجن و الشياطين و المردة له طائعين،و لم يكن يعرف الماء تحت الهواء و كان الطير يعرفه و ان اللّه يقول في كتابه: وَ لَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتي (4) (5)و قد ورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما يسيّر به الجبال و تقطع به البلدان و يحيي به الموتي،و نحن نعرف تحت الهواء،فإن في كتاب اللّه لآيات ما يراد بها إلاّ يأذن اللّه به مع،ما قد اذن اللّه ممّا كتبه الماضون جعله اللّه لنا في أمّ الكتاب إن اللّه يقول: وَ ما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِلاّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (6) (7)ثم قال: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا (8) (9)فنحن الذين اصطفانا اللّه عزّ و جلّ،و أورثنا هذا الكتاب فيه تبيان كلّ شيء» (10).

ص: 277


1- سوره 27 - آيه 20
2- سوره 27 - آيه 21
3- النمل:20-21.
4- سوره 13 - آيه 31
5- الرعد:31.
6- سوره 27 - آيه 75
7- النمل:75.
8- سوره 35 - آيه 32
9- فاطر:32.
10- الكافي 1:7/226.

الثاني: ابن يعقوب عن محمّد بن يحيي عن محمّد بن عبد الجبار عن محمّد بن إسماعيل عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«قال لي:يا أبا محمّد،إنّ اللّه عزّ و جلّ لم يعط الأنبياء شيئا إلاّ و قد أعطاه محمّدا،قال:و قد أعطي محمّدا جميع ما أعطي الأنبياء،و عنده الصحف التي قال اللّه عزّ و جلّ:صحف إبراهيم و موسي» (1).

الثالث: ابن يعقوب عن محمّد بن يحيي عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه عليه السّلام أنه سأله عن قول اللّه عزّ و جلّ وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ (2) ما الزبور؟و ما الذكر؟قال:«الذكر عند اللّه،و الزبور الذي أنزل علي داود،و كلّ كتاب نزل فهو عند أهل العلم و نحن هم» (3).

الرابع: المفيد في الاختصاص عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن عمر بن أبان الكلبي عن أديم بن الحرّ عن حمران بن أعين قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام:بلغني أن اللّه تبارك و تعالي قد ناجي عليّا عليه السّلام،فقال الرجل قد كانت بينهما مناجاة بالطائف،نزل بينهما جبرائيل عليه السّلام و قال:إن اللّه علم رسوله الحرام و الحلال و التأويل،فعلّم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا ذلك كلّه (4).

الخامس: محمّد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات عن السندي بن محمّد عن يونس بن يعقوب عن أبي خالد الواسطي عن زيد بن علي قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام:«ما دخل رأسي يوما و لا غمضنا غمضا علي عهد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حتّي علمت من رسول اللّه ما نزل به جبرائيل في ذلك اليوم من حلال أو حرام أو سنّة أو أمر أو نهي،فيما نزل فيه و فيمن نزل،فخرجنا فلقينا المعتزلة قد ذكرنا ذلك لهم فقالوا:إن الأمر عظيم،كيف يكون هذا و قد كان أحدهما يغيب عن صاحبه؟فكيف يعلم هذا؟قال:فرجعنا الي زيد فأخبرناه بردّهم علينا فقال:كان يتحفظ علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عدد الأيام التي غاب بها،فإذا التقيا قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا علي نزل عليّ في يوم كذا و كذا و كذا و يوم كذا و كذا و كذا حتّي يعدها عليه إلي يومه الذي وافي فيه،أخبرناهم بذلك» (5).

السادس: محمّد بن الحسن الصفار عن محمّد بن عبد الجبار عن الحسن بن علي بن فضال عن حماد بن عثمان عن عبد الأعلي بن أعين قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول:«قد ولدني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أنا أعلم كتاب اللّه،و فيه بدء الخلق و ما هو كائن إلي يوم القيامة،و فيه خبر السماء و خبر

ص: 278


1- الكافي 1:5/225.
2- سوره 21 - آيه 105
3- الكافي 1:6/225.
4- الاختصاص:278.
5- بصائر الدرجات 1/197.

الأرض و خبر الجنّة و خبر النار و خبر ما كان و خبر ما هو كائن،أعلم ذلك كأنّما أنظر إلي كفي،إن اللّه يقول:فيه تبيان كلّ شيء» (1).

السابع: الصفار عن أحمد بن محمّد بن عيسي عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي حمزة الثمالي قال:قال لي عليّ عليه السّلام:«لو ثنيت لي وسادة لحكمت بين أهل القرآن حتّي يزهر إلي اللّه،و لحكمت بين أهل الإنجيل حتّي تزهر إلي اللّه،و لحكمت بين أهل التوراة بالتوراة حتّي تزهر إلي اللّه،و لحكمت بين أهل الزبور بالزبور حتّي يزهر إلي اللّه،و لو لا آية في كتاب اللّه لأنبأتكم بما تريدون إلي أن تقوم الساعة» (2).

الثامن: الصفار عن محمّد بن الحسين عن عبد اللّه بن حماد عن أبي الجارود عن الأصبغ بن نباتة قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام:«لو كسرت لي و سادة فقعدت عليها لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم، و أهل الإنجيل بإنجيلهم،و أهل الفرقان بفرقانهم بقضاء يصعد إلي اللّه يزهر،و اللّه ما نزلت آية في كتاب اللّه في ليل أو نهار إلاّ و قد علمت فيمن أنزلت و لا أحد مرّ علي رأسه المواسي إلاّ و قد نزلت فيه آية من كتاب اللّه تسوقه إلي الجنّة أو إلي النار،فقام إليه رجل فقال:يا أمير المؤمنين ما الآية التي نزلت فيك؟قال له:أ ما سمعت اللّه يقول: أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (3) (4)فرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي بيّنة من ربّه،و أنا شاهد له فيه و اتلوه معه» (5).

التاسع: الصفار عن إبراهيم بن هاشم عن أبي عبد اللّه البرقي عن خلف بن حماد عن داود بن فرقد عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام:«لو ثني الناس لي و سادة كما ثني ابن صوحان لحكمت بين أهل التوراة بالتوراة حتّي تزهر ما بين السماء و الأرض،و لحكمت بين أهل الإنجيل بالإنجيل حتّي يزهر ما بين السماء و الأرض،و لحكمت بين أهل الزبور بالزبور حتّي يزهر ما بين السماء و الأرض،و لحكمت بين أهل الفرقان بالفرقان حتّي يزهر ما بين السماء و الأرض» (6).

العاشر: الصفار عن محمّد بن عبد الحميد عن عاصم بن حميد عن أبي بصير قال:سمعت المنهال بن عمر و قال:أخبرني زادان قال:سمعت عليّا أمير المؤمنين عليه السّلام و هو يقول:«ما رجل من قريش جرّ عليه المواسي إلاّ و قد نزلت فيه آية أو آيتان تقوده إلي الجنّة أو النار،و ما من آية نزلت في برّ أو بحر أو سهل أو جبل إلاّ و قد عرفت حيث نزلت و في من نزلت،و لو ثنيت لي و سادة

ص: 279


1- بصائر الدرجات 2/197.
2- بصائر الدرجات 1/132 و 7/134.
3- سوره 11 - آيه 17
4- هود:17.
5- بصائر الدرجات 2/133.
6- بصائر الدرجات 2/133.

لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم،و بين أهل الإنجيل بإنجيلهم،و بين أهل الزبور بزبورهم،و بين أهل الفرقان بفرقانهم حتّي يزهر إلي اللّه» (1).

الحادي عشر: الصفار عن إبراهيم ابن هاشم عن جعفر بن محمّد عن عبد اللّه بن ميمون القداح عن جعفر عن أبيه عن علي عليه السّلام قال:«لو وضعت لي و سادة ثم اتكيت عليها لقضيت بين أهل الزبور بالزبور حتّي يزهر إلي ربه و لو وضعت لي و سادة ثم اتكيت عليها لقضيت بين أهل الفرقان بالفرقان حتّي يزهر إلي ربّه» (2).

الثاني عشر: الصفار عن محمّد بن عيسي عن عبد الرّحمن عن فضيل عن أبي بكر الحضرمي عن سلمة بن كهيل قال:قال علي عليه السّلام:«لو استقامت لي الأمة و ثنيت لي و سادة لحكمت في التوراة بما أنزل اللّه فيه،و لحكمت في الزبور بما أنزل اللّه فيها حتّي يزهر إلي السماء،إنّي قد حكمت في القرآن بما أنزل اللّه» (3).

الثالث عشر: الصفار عن سلمة بن الخطاب عن عبد اللّه بن محمّد عن عبد اللّه بن القاسم عن عمرو بن أبي المقدام يرفعه إلي أمير المؤمنين عليه السّلام قال:«لو ثنيت لي و سادة لحكمت بين أهل الفرقان بالفرقان حتّي يزهر إلي اللّه،و لحكمت بين أهل التوراة بالتوراة حتّي تزهر إلي اللّه و لحكمت بين أهل الزبور بالزبور حتّي يزهر إلي اللّه،لو لا آية في كتاب اللّه لأنبأتكم بما يكون حتّي تقوم الساعة» (4).

الرابع عشر: الصفار عن الحسن بن أحمد عن أبيه أحمد بن محمّد بن عيسي عن الحسن بن العباس بن حريش عن أبي جعفر عليه السّلام قال:«قال علي عليه السّلام:و اللّه لا يسألني أهل التوراة و لا أهل الإنجيل و لا أهل الزبور و لا أهل الفرقان إلاّ فرقت بين كل أهل الكتاب بحكم ما في كتابهم» (5).

الخامس عشر: الصفار عن محمّد بن الحسين عن عيسي بن عبد اللّه عن أبيه عن جدّه عن عليّ عليه السّلام قال:«لأنا أعلم بالتوراة من أهل التوراة،و أعلم بالإنجيل من أهل الإنجيل» (6).

السادس عشر: الشيخ في أماليه بإسناده عن علي عليه السّلام قال:«سلوني عن كتاب اللّه فو اللّه ما أنزلت آية من كتاب اللّه عزّ و جلّ في ليل أو نهار و لا مسير و لا مقام إلاّ و قد أقرأنيها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و علّمني تأويلها،فقام ابن الكوّاء فقال:يا أمير المؤمنين،فما كان ينزل عليه و أنت غائب عنه؟قال:

كان يحفظ علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ما كان ينزل عليه من القرآن و أنا عنه غائب حتّي أقدم عليه فيقرئنيه

ص: 280


1- بصائر الدرجات 4/133.
2- بصائر الدرجات 5/134.
3- بصائر الدرجات 6/134.
4- بصائر الدرجات 7/134.
5- بصائر الدرجات 8/134.
6- بصائر الدرجات 9/135.

و يقول لي:يا علي أنزل اللّه عليّ بعدك كذا و كذا،و تأويله كذا و كذا فيعلمني تأويله و تنزيله» (1).

السابع عشر: الشيخ في أماليه بإسناده قال:سمعت عليّا عليه السّلام يقول لرأس اليهود:«علي كم افترقتم فقال:علي كذا و كذا فرقة،فقال علي عليه السّلام:كذبت ثم أقبل علي الرأس فقال:و اللّه لو ثنيت لي الوسادة لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم و بين أهل الإنجيل بإنجيلهم و أهل القرآن بقرآنهم، افترقت اليهود علي إحدي و سبعين فرقة سبعون منها في النار و واحدة ناجية في الجنّة،و هي التي اتبعت يوشع بن نون وصي موسي،و افترقت النصاري علي اثنتين و سبعين فرقة إحدي و سبعين فرقة في النار و واحدة في الجنّة و هي التي اتبعت شمعون وصي عيسي عليه السّلام،و تفترق هذه الامّة علي ثلاث و سبعين فرقة اثنتان و سبعون فرقة في النار و واحدة في الجنّة،و هي التي اتبعت وصي محمّد صلّي اللّه عليه و آله،و ضرب بيده علي صدره ثم قال:ثلاث عشرة فرقة من الثلاث و السبعين فرقة كلها تنتحل مودتي و حبي،و واحدة منها في الجنّة و هم النمط الأوسط و اثنتا عشرة في النار» (2).

الثامن عشر: الشيخ المفيد في كتاب الاختصاص عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمّد بن سنان عن عمار بن مروان عن المنخل بن جميل عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه السّلام في قول اللّه عزّ و جلّ:« اَللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ (3) فهو محمّد صلّي اللّه عليه و آله فِيها مِصْباحٌ (4) هو العلم اَلْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ (5) (6)الزجاجة أمير المؤمنين عليه السّلام و علم نبي اللّه عنده» (7).

التاسع عشر: المفيد عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب عن عبد الرّحمن بن أبي هاشم عن عنبسة بن بجاد العابد عن المغيرة الحواري مولي عبد المؤمن الانصاري عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال:سمعت عليّا عليه السّلام يقول علي المنبر:«سلوني قبل أن تفقدوني فو اللّه ما من أرض مخصبة و لا مجدبة،و لا فئة تظل مائة أو تهدي مائة إلاّ و عرفت قائدها و سائقها،و قد أخبرت بهذا رجلا من أهل بيتي يخبر بها كبيرهم و صغيرهم إلي أن تقوم الساعة» (8).

ص: 281


1- أمالي الطوسي 1158/523.
2- أمالي الطوسي 1159/523.
3- سوره 24 - آيه 35
4- سوره 24 - آيه 35
5- سوره 24 - آيه 35
6- النور:35.
7- الاختصاص:278.
8- الاختصاص:279.

الباب الخامس و الأربعون

في قوله صلّي اللّه عليه و آله:«علي مع الحق و الحق مع علي»

و قوله صلّي اللّه عليه و آله:«اللّهم أدر الحق معه حيث دار»و أمره صلّي اللّه عليه و آله بسلوك طريقه عليه السّلام

من طريق العامّة و فيه خمسة عشر حديثا الأوّل: إبراهيم بن محمّد الحمويني من علماء العامّة قال:أخبرني الإمام أبو عبد اللّه محمّد بن عمر بن أبي الحسن البخاري روايته عن القاضي جمال الدين أبي القاسم الحرستاني عن الغراوي عن الحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي قال:أنبأنا الحاكم أبو عبد اللّه قال:أنبأنا السيد أبو القاسم محمّد بن أحمد بن مهدي الحسيني قال:أنبأنا السيد الإمام أبو طالب يحيي بن الحسين قال:أنبأنا محمّد بن علي العبدكي قال:أنبأنا محمّد بن يزداد قال:أنبأنا يعقوب بن إسحاق و محمّد بن أبي سهل قالا،أنبأنا أبو عمر قال:أنبأنا الحرث و قال:حدّثني يحيي بن يعلي الاسلمي قال:أنبأنا عمرو بن يزيد قال:أنبأنا عبد اللّه بن حنظلة عن شهر بن حوشب قال:كنت عند أمّ سلمة-رضي اللّه عنها-إذ استأذن رجل فقالت له:من أنت؟قال:أنا أبو ثابت مولي علي عليه السّلام، فقالت أمّ سلمة مرحبا بك يا أبا ثابت،ادخل فدخل فرحّبت به ثم قالت:يا أبا ثابت:أين طار قلبك حين طارت القلوب مطائرها؟قال تبع عليّ عليه السّلام قالت:وفقت و الذي نفسي بيده لقد سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«عليّ مع الحق و القرآن و الحق و القرآن مع علي و لن يفترقا حتّي يردا عليّ الحوض» (1).

الثاني: إبراهيم هذا قال:أنبأني الإمام محيي الدين أبو الخير بن أبي السنا بن مودود الحنفي كتابة،أنبأنا أبو الفتح منصور بن عبد المنعم بن عبد اللّه بن محمّد بن الفضل،أنبأنا جدّ أبي أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل الشاهد إجازة،أنبأنا شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي قال:أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:أنبأنا أحمد بن كامل القاضي قال:أنبأنا أبو قلابة قال:أنبأنا أبو عتاب سهل بن حماد قال:أنبأنا المختار بن نافع التميمي قال:حدّثني أبو حيان التميمي عن أبيه عن علي عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:رحم اللّه عليّا اللّهم أدر الحق معه حيث دار»تفرّد به أبو

ص: 282


1- فرائد السمطين 1:140/177.

عتاب (1).

الثالث: الحمويني هذا قال:أخبرني عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر إذنا،أنبأنا أبو طالب الهاشمي الواسطي بن عبد السميع،أنبأنا شاذان بن جبرئيل قراءة عليه،أخبرنا محمّد بن عبد العزيز القمّيّ،أنبأنا محمّد بن أحمد النظري قال:أنبأنا أحمد بن منصور قال:أنبأنا أبو بصير الزبيني قال:أنبأنا علي بن أحمد بن عمرو قال:أنبأنا الحسين بن بدر قال:حدّثني محمّد بن القاسم بن سلمان البزاز قال:حدّثني أبو القاسم إسماعيل بن علي الخزاعي قال:حدّثني أبي قال:حدّثني أخي دعبل بن عليّ الخزاعي قال:حدّثني هارون الرشيد قال:حدّثني أزرق بن قيس عن عبد اللّه ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«الحق مع علي بن أبي طالب حيث دار» (2).

الرابع: و من الجمع بين الصحاح الستة لرزين إمام الحرمين في الجزء الثالث منه في مناقب أمير المؤمنين عليه السّلام من صحيح البخاري قال:عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:«سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:رحم اللّه عليّا،اللّهم أدر الحق معه حيث دار» (3).

الخامس: و من الجزء الأول من كتاب الفردوس عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

رحم اللّه عليّا،اللّهم أدر الحق معه حيث دار» (4).

السادس: و من كتاب فضائل الصحابة بالاسناد عن الأصبغ بن نباتة عن محمّد بن أبي بكر عن عائشة قالت:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«عليّ مع الحق و الحق مع عليّ لن يفترقا حتّي يردا عليّ الحوض» (5).

السابع: موفق بن أحمد القامي قال:أخبرنا الشيخ الصالح العالم الأوحد أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم بن أبي سهل الكروخي الهروي عن مشايخه الثلاثة القاضي أبي عامر محمود بن القاسم الازدي و أبي نصير عبد العزيز بن محمّد الترياقي و أبي بكر أحمد بن عبد الصمد الفروجي رحم اللّه ثلاثتهم،عن أبي محمّد عبد الجبار بن محمّد الحراجي عن أبي العباس محمّد بن أحمد المحبوبي عن الإمام الحافظ أبي عيسي الترمذي قال أبو الخطاب زياد بن يحيي البصري قال:حدّثني أبو العتاب سهل بن حماد،حدّثني المختار بن نافع،حدّثني أبو الحباب التميمي عن أبيه عن علي رضي اللّه عنه قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:رحم اللّه عليّا،اللّهم أدر الحق معه حيث دار»قال:أخرج أبو عيسي

ص: 283


1- فرائد السمطين 1:138/176،المستدرك علي الصحيحين 3:124.
2- فرائد السمطين 1:139/176.
3- كنز العمال 11:33124/643 عن الترمذي.
4- الفردوس مسند أبي يعلي:419/1 ح 550،و المعجم الاوسط 95/6.
5- صحيح الترمذي:298/2.

الترمذي في جامعه (1).

الثامن: و من كتاب الفردوس من الجزء الأول لابن شيرويه من باب التاء بالاسناد عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«تفترق أمتي فرقتين فيمرق بينهم فرقة مارقة يقتلها أولي الطائفتين بالحق» (2).

التاسع: موفق بن أحمد قال:أخبرنا سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إليّ من همدان،حدّثنا الحداد قال أبو نعيم:أخبرنا محمّد بن يعقوب فيما كتب إليّ،حدّثنا إبراهيم بن سليمان بن علي الحمصي،حدّثني إسحاق بن بشر،حدّثني خالد بن الحرث عن عوف عن الحسن عن أبي ليلي قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ستكون من بعدي فتنة فإذا كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب فإنه الفاروق الأكبر الفاصل بين الحق و الباطل» (3).

العاشر: موفق بن أحمد قال:أخبرني شهردار هذا إجازة،أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد اللّه بن عبدوس الهمداني كتابة،حدّثني الشيخ أبو منصور بن عيسي بن عبد العزيز،حدّثني الحافظ أبو الحسن علي بن مهدي الدارقطني،حدّثني أحمد بن محمّد بن أبي بكر رضي اللّه عنه،حدّثني أحمد بن عبد اللّه بن يزيد السمسار،حدّثني معلي بن عبد الرّحمن،حدّثني شريك عن سليمان الأعمش عن إبراهيم عن علقمة و الأسود قالا:سمعنا أبا أيوب الأنصاري قال:سمعت النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يقول لعمار ابن ياسر:«تقتلك الفئة الباغية و أنت مع الحق و الحق معك،يا عمّار إذا رأيت عليّا سلك واديا و سلك واديا غيره فاسلك مع علي و دع الناس،إنّه لن يدلّك علي ردي و لن يخرجك عن الهدي، يا عمّار إنّه من تقلد سيفا أعان به عليّا علي عدوه قلّده اللّه يوم القيامة وشاحا من درّ،و من تقلّد سيفا أعان به عدو عليّ قلّده اللّه يوم القيامة وشاحا من نار»قال:قلت حسبك (4).

الحادي عشر: إبراهيم بن محمّد الحمويني قال:كتب إليّ عزّ الدين أحمد بن إبراهيم أن أبا طالب عبد الرّحمن الهاشمي نقيب العباسين بواسط أخبره إجازة من شاذان القمّيّ بقراءته عليه عن محمّد بن عبد العزيز عن محمّد بن أحمد بن علي قال:أخبرنا القاضي أبو سهيل عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن عزيزة بقراءتي عليه قال:أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن هارون قال:أنبأنا أحمد بن موسي الحافظ قال:أنبأنا علي بن إبراهيم بن حماد قال:أنبأنا إسماعيل بن محمّد بن دينار قال:أنبأنا الحسين بن الحسن العبدي قال:أنبأنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة

ص: 284


1- مناقب الخوارزمي 107/104،صحيح الترمذي 5:3798/297.
2- الفردوس 2:2358/63.
3- مناقب الخوارزمي 108/105.
4- مناقب الخوارزمي 110/105.

و الأسود قالا:أتينا أبا أيوب الانصاري و قلنا له:يا أبا أيوب إن اللّه تبارك و تعالي أكرم نبيه صلّي اللّه عليه و آله صفا لك من فضله من اللّه فضلك بها،أخبرنا بمخرجك مع عليّ عليه السّلام تقاتل أهل لا إله إلاّ اللّه،أقسم لكما باللّه لقد كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في هذا البيت الذي أنتما فيه معي و ما في البيت غير رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و عليّ جالس عن يمينه و أنا جالس عن يساره و أنس نائم بين يديه،إذ حرّك الباب فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

«افتح لعمار الطيّب المطيّب»ففتح الناس الباب و دخل عمّار فسلّم علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فرحب به ثم قال لعمّار:«إنّه سيكون في أمتي بعدي هنات حتّي يختلف السيف فيما بينهم و حتّي يقتل بعضهم بعضا،فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الأصلع عن يميني يعني علي بن أبي طالب،فإن سلك الناس كلّهم واديا و سلك عليّ واديا فاسلك وادي عليّ عليه السّلام و خلّ عن الناس يا عمّار إنّ عليّا لا يردّك عن هدي و لا يدلّك علي ردي،يا عمّار طاعة عليّ طاعتي و طاعتي طاعة اللّه عزّ و جلّ» (1).

الثاني عشر: موفق بن أحمد قال:أخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إليّ من همدان،أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد اللّه بن عبدوس الهمداني رحمه اللّه كتابة،عن الشريف أبي طالب المفضل بن محمّد بن طاهر الجعفري بأصفهان،عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسي بن مردويه بن فورك الاصبهاني،حدّثنا محمّد بن الحسين الدقاق البغدادي،حدّثنا محمّد بن عثمان ابن أبي شيبة،حدّثنا إبراهيم بن الحسن التغلبي،حدّثنا يحيي بن يعلي،حدّثنا عمر بن يزيد،حدّثنا عبد اللّه بن حنظلة،حدّثني شهر بن حوشب قال:كنت عند أمّ سلمة فسلّم رجل فقيل:من أنت؟قال أنا أبو ثابت مولي أبي ذر،قالت:مرحبا بأبي ثابت، ادخل فدخل و رحبت به و قالت:أين طار قلبك حين طارت القلوب مطائرها؟قال:مع علي بن أبي طالب،قالت:وفقت،و الذي نفس أمّ سلمة بيده إنّك مع الحق لقد سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:

«علي مع القرآن و القرآن مع علي لن يفترقا حتّي يردا عليّ الحوض»و لقد بعثت ابني عمر و ابن أخي عبد اللّه بن أبي أميّة و أمرتهما أن يقاتلا مع عليّ من قاتله،و لو لا أن رسول اللّه أمرنا أن نقرّ في حجالنا و في بيوتنا لخرجت و كنت حتّي أقف في صف عليّ (2).

الثالث عشر: الحمويني هذا قال:أنبأني الشيخ أحمد بن إبراهيم القاروني،أنبأنا أبو طالب الهاشمي إذنا،أنبأنا شاذان بن جبرئيل القمّي بقراءتي عليه،أنبأنا محمّد بن عبد العزيز القمّيّ،أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد النظري قال:أنبأنا استاذ الأنام شيخ الإسلام أبو محمّد حمد بن الفضل قال:أنبأنا أبو منصور شجاع بن علي الصقلي الشهباني قال:أنبأنا إبراهيم بن عبد اللّه بن خورشيد

ص: 285


1- مناقب الخوارزمي 232/194.
2- مناقب الخوارزمي 214/177.

قوله قال:أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعد بن عقدة الحافظ قال:أنبأنا محمّد بن عبيد و الحسن بن علي بن بزيع قال:أنبأنا محمّد بن عمران بن أبي ليلي قال:أنبأنا حبيب بن راشد عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«عليّ طاعته طاعتي و معصيته معصيتي» (1).

الرابع عشر: الزمخشري في ربيع الأبرار قال:استأذن أبو ثابت مولي علي علي أمّ سلمة-رضي اللّه عنها-فقالت مرحبا بك يا أبا ثابت،أين طار قلبك حين طارت القلوب مطائرها،قال:تبع عليّ قالت:وفّقت،و الذي نفسي بيده سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:عليّ مع الحق و القرآن،و الحق و القرآن مع عليّ و لن يفترقا حتّي يردا عليّ الحوض» (2).

الخامس عشر: عامر الشعبي من النواصب و المنحرفين عن أمير المؤمنين عليه السّلام عن عروة بن الزبير بن العوام قال:قال أبو بكر:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«الحق مع عليّ و عليّ مع الحق» (3).

ص: 286


1- فرائد السمطين 1:141/178-142،تاريخ بغداد 13:186 دمشق.
2- ربيع الأبرار 1:828.
3- مناقب ابن شهرآشوب:260/2.

الباب السادس و الأربعون

في قوله صلّي اللّه عليه و آله:«الحقّ مع عليّ و عليّ مع الحق يدور معه حيث دار»

و قوله صلّي اللّه عليه و آله:«عليّ مع القرآن و القرآن معه»و آية الحق و راية الهدي

من طريق الخاصة و فيه أحد عشر حديثا الأوّل: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا علي بن موسي بن سعدان المعدّل بالأنبار قال:حدّثنا أحمد بن ميثم أبي نعيم الفطحي قال:حدّثني جدّي أبو نعيم الفضل قال:حدّثني موسي بن قيس الحضرمي قال:حدّثني سلمة بن كهيل عن عياض بن عياض و كان من أحبار أهل القبلة عن مالك بن حفويه عن أمّ سلمة رضي اللّه عنها قالت:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو آخذ بكفّ عليّ عليه السّلام:الحقّ بعدي مع عليّ عليه السّلام يدور معه حيث دار.

الثاني: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمد بن رباح الأشجعي قال:حدّثنا عبّاد بن يعقوب الأسدي قال:أخبرنا علي بن هشام بن البريد عن أبيه عن إسماعيل بن رجاء الزبيدي عن موسي بن عبد اللّه بن يزيد يعني الخطمي عن صلة بن زفر أنه أدخل رأسه تحت الثوب بعد ما سجي علي حذيفة قال فقال له:إنّ هذه الفتنة قد وقعت فما تأمرني؟قال:إذا أنت فرغت من دفني فشدّ علي راحلتك و الحق بعليّ عليه السّلام فانّه علي الحقّ و الحق لا يفارقه (1).

الثالث: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا محمد بن جعفر الرزّاز أبو العبّاس القرشي بالكوفة سنة ثلاث عشرة و ثلاثمائة قال:حدّثني جدّي أبو أمّي محمد بن عيسي أبو جعفر القيسي قال:حدّثني إسحاق بن يزيد الطائي قال:حدّثني عبد المؤمن بن القاسم الأنصاري عن عمران بن ظبيان عن عبّاد بن عبد اللّه الأسدي عن يزيد بن صوحان أنّه حدّثهم عن البصرة عن حذيفة بن اليمان انّه أنذرهم فتنة مشتبهة يرتكس فيها أقوام علي وجوههم قال:ارقبوها قال:قلنا:كيف النجاة يا أبا عبد اللّه؟قال:انظروا الفئة التي فيها عليّ عليه السّلام فأتوها و لو زحفا علي ركبكم فانّي سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:عليّ أمير البررة و قاتل الفجرة منصور من نصره مخذول من خذله

ص: 287


1- أمالي الطوسي/483/مجلس /17ح 25.

إلي يوم القيامة (1).

الرابع: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا محمّد بن جعفر الرزّاز القرشي قال:حدّثنا جدّي لأمّي محمّد بن عيسي القيسيّ قال:حدّثنا إسحاق بن يزيد الطائي قال:

حدّثنا هاشم بن البريد عن أبي سعيد التيميّ قال:سمعت أبا ثابت مولي أبي ذرّ رحمه اللّه يقول:سمعت أمّ سلمة تقول:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مرضه الذي قبض فيه يقول،و قد امتلأت الحجرة من أصحابه:أيّها الناس يوشك أن اقبض قبضا سريعا فينطلق بي،و قد قدّمت إليكم القول معذرة إليكم الاّ انّي مخلّف فيكم كتاب اللّه ربّي عزّ و جلّ و عترتي أهل بيتي ثمّ أخذ بيد عليّ عليه السّلام فرفعها فقال:

هذا عليّ مع القرآن و القرآن مع عليّ،خليفتان نصيران لا يفترقان حتّي يردا عليّ الحوض فأسألهما ما ذا خلفت فيهما (2)؟.

الخامس: ابن بابويه قال:أخبرنا القاضي أبو الفجر المعافي بن زكريا البغدادي قال:حدّثنا أبو سليمان أحمد بن أبي هراسة قال:حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي عن عبد اللّه بن حمّاد الأنصاري قال:حدّثنا إسماعيل بن أبي أويس عن أبيه عن عبد الحميد الأعرج عن عطاء قال:

دخلنا علي عبد اللّه بن العبّاس و هو عليل بالطائف و قد ضعف فسلّمنا عليه و جلسنا فقال لي:يا عطاء من القوم؟فقلت:يا سيّدي شيوخ هذا البلد،منهم عبد اللّه بن سلمة بن حضرم الطائفي و عمارة بن[أي]الأجلح و ثابت بن مالك،فما زلت أذكر له واحدا بعد واحد ثمّ تقدّموا إليه و قالوا:

يا بن عمّ رسول اللّه إنّك رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سمعت منه ما سمعت فأخبرنا عن اختلاف هذه الامّة،فقوم قدموا عليّا علي غيره،و قوم جعلوه بعد ثلاثة قال:فتنفّس ابن عبّاس فقال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:عليّ،مع الحقّ و الحقّ مع عليّ،و هو الإمام و الخليفة بعدي فمن تمسّك به فاز و نجا و من تخلّف عنه ضلّ و غوي،يلي تكفيني و غسلي و يقضي ديني و أبو سبطيّ الحسن و الحسين،و من صلب الحسين تخرج الأئمّة التسعة،و منّا مهدي هذه الامّة،فقال له عبد اللّه بن سلمة الحضرمي:يا بن عمّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فهل كنت تعرفنا قبل؟

فقال:قد و اللّه أدّيت ما سمعت و نصحت لكم و لكن لا تحبّون الناصحين ثمّ قال:اتّقوا اللّه عباد اللّه تقيّة من اعتبر تمهيدا و أتقي في وجل و كمش في مهل،و رغب في طلب و رهب في هرب، فاعملوا لآخرتكم قبل حلول آجالكم و تمسّكوا بالعروة الوثقي من عترة نبيّكم فإنّي سمعته صلّي اللّه عليه و آله يقول:من تمسّك بعترتي من بعدي كان من الفائزين ثمّ بكي بكاء شديدا فقال له القوم:أ تبكي

ص: 288


1- أملي الطوسي/482/مجلس /17ح 23.
2- أمالي الطوسي/478/مجلس /17ح 14.

و مكانك من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مكانك؟

فقال لي:يا عطاء انّما أبكي لخصلتين طول المطّلع و فراق الأحبّة ثمّ تفرّق القوم فقال:يا عطاء خذ بيدي و احملني إلي صحن الدار،فأخذنا بيده أنا و سعيد و حملناه إلي صحن الدار ثمّ رفع يديه إلي السماء و قال:اللّهمّ إنّي أتقرّب إليك بمحمّد و آل محمّد،اللّهمّ إنّي أتقرّب إليك بولاية الشيخ علي بن أبي طالب،فما زال يكرّرها حتّي وقع علي الأرض فصبرنا عليه ساعة ثمّ أقمناه فإذا هو ميّت رحمة اللّه عليه (1).

السادس: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن الحسن بن محمد بن مندة قال:حدّثنا أبو الحسين زيد ابن جعفر بن محمد بن الحسين الخزّاز بالكوفة سنة سبع و سبعين و ثلاثمائة قال:حدّثنا عبّاس بن عبّاس الجوهري ببغداد في دار عمارة قال:حدّثني عفان بن مسلم قال:حدّثني حمّاد بن سلمة عن الكلبي عن أبي صالح عن شدّاد بن أويس قال:لمّا كان يوم الجمل قلت:لا أكون مع علي و لا أكون عليه،و توقّفت عن القتال إلي انتصاف النهار،فلمّا كان قرب الليل ألقي اللّه في قلبي أن أقاتل مع عليّ فقاتلت معه حتّي كان من أمره ما كان،ثمّ أتيت المدينة فدخلت علي أمّ سلمة قالت:من أين أقبلت؟قلت:من البصرة،قالت:مع أيّ الفريقين؟

قلت:يا أمّ المؤمنين انّي توقّفت عن القتال إلي انتصاف النهار فألقي اللّه عزّ و جلّ في قلبي بأن أقاتل مع عليّ،قالت:نعم ما عملت،لقد سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:من حارب عليّا فقد حاربني و من حاربني فقد حارب اللّه،قلت:أ فترين أنّ الحقّ مع عليّ؟قالت:إي و اللّه عليّ مع الحقّ و الحقّ معه و اللّه ما أنصف أمّة محمّد نبيّهم إذ قدّموا من أخّره اللّه عزّ و جلّ و رسوله و أخّروا من قدّم اللّه و رسوله و أنّهم صانوا حلائلهم في بيوتهم و أبرزوا حليلة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي القتال،و اللّه لقد سمعت رسول اللّه يقول:إنّ لامّتي فرقة و خلفة فجامعوها إذا اجتمعت و إذا افترقت فكونوا من النمط الأوسط،ثم ارقبوا أهل بيتي فإن حاربوا فحاربوا و إن سالموا فسالموا،و إن زالوا فزولوا فإنّ الحقّ معهم حيث كانوا،قلت:فمن أهل بيته؟قالت:أهل بيته الذين امرنا بالتمسّك بهم و هم الأئمّة بعده كما قال:عدد نقباء بني إسرائيل،عليّ و سبطاه و تسعة من صلب الحسين أهل بيته هم المطهّرون و الأئمّة المعصومون،قلت:انّا للّه،هلك الناس إذا،قالت كلّ حزب بما لديهم فرحون (2).

السابع: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدّب قال:حدّثنا أحمد ابن علي الاصفهاني عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال:حدّثني جعفر بن الحسن عن عبيد اللّه بن

ص: 289


1- كفاية الأثر 19.
2- كفاية الأثر:181.

موسي العبسي عن محمّد بن عليّ السلمي عن عبد اللّه بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري أنه قال:لقد سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول في علي خصالا لو كانت واحدة منها في جميع الناس لاكتفوا بها فضلا،و ساق الحديث بذكر الخصال الي أن قال في الحديث و قوله عليه السّلام:عليّ مع الحقّ و الحقّ معه لا يفترقان حتّي يردا عليّ الحوض و قوله عليه السّلام:عليّ قسيم الجنّة و النار،و قوله عليه السّلام:

من فارق عليّا فقد فارقني،و من فارقني فقد فارق اللّه عزّ و جلّ (1).و الحديث بتمامه يأتي إن شاء اللّه تعالي في الباب الثامن و الأربعين.

الثامن: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا العاصمي قال:حدّثنا أحمد بن عبيد اللّه العدلي قال:حدّثنا الربيع بن سيّار قال:حدّثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلي أبي ذرّ رضي اللّه عنه أنّ عليّا عليه السّلام و عثمان و طلحة و الزبير و عبد الرّحمن بن عوف و سعد بن أبي وقّاص أمرهم عمر بن الخطّاب أن يدخلوا بيتا و يغلقوا عليهم بابه و يتشاوروا في أمرهم،و أجّلهم ثلاثة أيّام فإن توافق خمسة علي قول واحد و أبي رجل منهم قتل ذلك الرجل،و إن توافق أربعة و أبي اثنان قتل الاثنان،فلمّا توافقوا جميعا علي رأي واحد قال لهم عليّ بن أبي طالب عليه السّلام:إنّي أحبّ أن تسمعوا منّي ما أقول لكم فإن يكن حقّا فاقبلوه و إن يكن باطلا فانكروه قالوا:قل،ثمّ ذكر فضائله و ما قال فيه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هم يصدّقونه إلي أن قال:أ تعلمون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:الحقّ بعدي مع عليّ و عليّ مع الحقّ يزول الحقّ معه حيث زال قالوا:نعم (2).

التاسع: الشيخ المفيد في أماليه قال:أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب قال:أخبرني الحسن بن علي الزعفراني قال:حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي قال:حدّثني المسعودي قال:حدّثنا الحسن بن حمّاد عن أبيه قال:حدّثني رزين بيّاع الانماط قال:سمعت زيد ابن علي بن الحسين يقول:حدّثني أبي عن أبيه قال:سمعت أمير المؤمنين عليه السّلام يخطب الناس قال في خطبته:و اللّه لقد بايع الناس أبا بكر و أنا أولي الناس بهم مني بقميصي هذا،فكظمت غيظي و انتظرت أمر ربّي و ألصقت كلاكلي بالأرض،ثمّ إنّ أبا بكر هلك و استخلف عمر و قد علم اللّه أنّي أولي الناس بهم بقميصي هذا،فكظمت غيظي و انتظرت أمر ربّي ثمّ انّ عمر هلك و قد جعلها شوري،فجعلني سادس ستّة كسهم الجدّة و قال:اقتلوا الأقل و ما أراد غيري،فكظمت غيظي و انتظرت أمر ربّي و ألصقت كلاكلي بالأرض،ثمّ كان من أمر القوم بعد بيعتهم لي ما كان،ثمّ لم أجد

ص: 290


1- أمالي الصدوق:/148مجلس /20ح 1.
2- أمالي الطوسي:/545مجلس /20ح 4.

إلاّ قتالهم أو الكفر باللّه (1).

العاشر: الشيخ في كتاب المجالس قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:أخبرنا محمد بن جرير أبو جعفر الطبري قراءة قال:حدّثني محمّد بن عمارة الأسدي قال:حدّثنا عمرو بن حماد بن طلحة القتاد قال:حدّثنا عليّ بن هاشم بن البريد عن أبيه قال:حدّثني أبو سعيد التيمي عن أبي ثابت مولي أبي ذرّ قال:شهدت مع عليّ عليه السّلام يوم الجمل فلمّا رأيت عائشة واقفة دخلني بعض ما يدخل الناس حتّي إذا كان عند الظهر فكشف اللّه ذلك عنّي فقاتلت قتالا شديدا قال:ثمّ إنّي بعد ذلك أتيت المدينة فأتيت أمّ سلمة زوج النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فسلّمت و استأذنت فقيل:من ذا؟فقلت:سائل، فقالت:أطعموا السائل،فقلت:إنّي و اللّه ما أسأل طعاما و لا شرابا و لكنّي أبو ثابت مولي أبي ذرّ فقالت:مرحبا،فقصصت عليها قصّتي قالت:فأين كنت حين طارت القلوب مطائرها؟قال:فقلت:

إلي أحسن ذلك،كشف اللّه ذلك عنّي حين زوال الشمس فقاتلت قتالا شديدا مع أمير المؤمنين عليه السّلام حتّي فرغ قالت:أحسنت،سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو يقول:إنّ عليّا مع القرآن و القرآن مع عليّ لا يفترقان حتّي يردا عليّ الحوض (2).

الحادي عشر: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا محمد بن أحمد بن أبي شبح أبو الحسن الرافعي الصوفي بحرّان قال:حدّثني أبو المعتمر عبد العزيز بن محمد بن عبد اللّه بن معاذ العامري بالرقّة قال:حدّثني[أبي قال حدثني]جدّي عبد اللّه بن معاذ عن أبيه و عمّه معاذ و عبيد اللّه ابني عبد اللّه عن عمّهما يزيد بن الأصمّ قال:قدم شقير بن شجرة العامري بالمدينة فاستأذن علي خالتي ميمونة بنت الحارث زوج النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و كنت عندها فقالت:ائذن للرجل فدخل فقالت:من أين أقبل الرجل؟قال:من الكوفة،قالت:فمن أيّ القبائل أنت؟قال:من بني عامر،قالت:حييت ازدد قربا،فما أقدمك؟قال:يا أمّ المؤمنين رهبت أن تكبسني الفتنة لما رأيت من اختلاف الناس فخرجت فقالت:هل كنت بايعت عليّا؟قال:نعم،قالت:فارجع فلا تزلّ عن صفّه،فو اللّه ما ضلّ و لا ضلّ به فقال:يا أماه فهل أنت محدّثتي في عليّ بحديث سمعته من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟قالت:اللّهمّ نعم،سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:عليّ آية الحقّ و راية الهدي،عليّ سيف اللّه يسلّه علي الكفّار و المنافقين،فمن أحبّه فبحبي أحبّه و من أبغضه فببغضي أبغضه،ألا و من أبغضني أو أبغض عليّا لقي اللّه عزّ و جلّ و لا حجّة له (3).

ص: 291


1- أمالي المفيد:/153ح 5.
2- أمالي الطوسي:/506مجلس /18ح 15.
3- أمالي الطوسي:/505مجلس /18ح 14.

الباب السابع و الأربعون

في قوله صلّي اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام:من فارقك فقد فارقني

من طريق العامّة و فيه سبعة أحاديث الأوّل: من مسند أحمد بن حنبل روي عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا ابن نمير قال:حدّثنا عامر بن السبط قال:حدّثني أبو الجحّاف عن معاوية بن ثعلبة عن أبي ذرّ رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا علي انّه من فارقني فقد فارق اللّه،و من فارقك فارقني (1).

الثاني: موفّق بن أحمد من أعيان علماء العامّة قال:أخبرنا سيّد الحفّاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي قال:أخبرنا محمود بن إسماعيل الأشقر،أخبرنا أحمد بن الحسين بن فاذشاه،أخبرني الطبراني عن الحضرمي عن أحمد بن صبيح الأسدي عن يحيي بن يعلي عن عمران بن عمّار عن أبي إدريس عن مجاهد عن ابن عمر قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من فارق عليّا فارقني و من فارقني فارق اللّه عزّ و جلّ (2).

الثالث: إبراهيم بن محمّد الحمويني من أعيان علماء العامّة في كتاب فرائد السمطين في فضائل المرتضي و البتول و السبطين قال:أخبرني الشيخ الإمام[أصيل]الدين عبد اللّه بن عبد الأعلي ابن محمد بن محمد بن أبي القاسم سبط الحافظ شمس الدين أبي عبد اللّه المشهور بابن القطّان الاصبهاني فيما كتب إليّ من اصفهان في سنة أربع و ستّين و ستمائة قال:أنبأنا الإمام موفّق الدين أبو الفتوح داود بن معمّر القرشي إجازة،أنبأنا الحافظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار بن شيرويه الديلمي إجازة قال:أنبأنا الشيخ أبو عثمان إسماعيل بن أحمد بن محمد الواعظ المعروف بابن ملة الاصفهاني قراءة عليه بهمدان في سنة ثلاث و تسعين و أربعمائة روايته عن أبي بكر محمد ابن عبد اللّه ريذة قال:أنبأنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيّوب الطبراني عن الحضرمي عن أحمد ابن صبيح الأسدي عن يحيي بن يعلي عن عمران بن عمّار عن ابن إدريس عن مجاهد عن ابن عمر قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من فارق عليّا فارقني و من فارقني فارق اللّه عزّ و جلّ (3).

ص: 292


1- فضائل الصحابة:/570/20ح 962.
2- المناقب:/105ح 109.
3- فرائد السمطين:/299/1ب /55ح 237.

الرابع: الحمويني هذا قال:أخبرني العدل شمس الدين عبد الواسع بن عبد اللّه الكافي بن عبد الواسع الأبهري ثمّ الدمشقي إجازة قال:أنبأنا الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي قال:

أنبأنا محمد بن عبد اللّه الحافظ قال:نبّأ أبو العبّاس محمد بن يعقوب قال:نبّأ الحسن بن علي بن عفّان العامري قال:نبّأ عبد اللّه بن نمير قال:نبأ عامر بن السبط عن أبي داود بن أبي عوف عن معاوية ابن ثعلبة عن أبي ذرّ قال:قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:يا علي من فارقني فقد فارق اللّه،و من فارقك يا علي فقد فارقني كذا قال:ابن السبط و قيل بالميم (1).

الخامس: الحمويني هذا قال الحافظ أبو بكر:أخبرنا أبو عليّ بن شاذان البغدادي قال:أنبأنا عبد اللّه بن جعفر قال:نبّأ يعقوب بن سفيان قال:نبّأ عليّ بن المنذر قال:نبّأ عبد اللّه بن نمير عن عامر ابن سمط فذكر الحديث (2).

السادس: أبو الحسن الفقيه ابن شاذان في المناقب المائة من طريق العامّة بحذف الاسناد عن سعد بن جنادة يذكر انّه سمع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يقول:عليّ بن أبي طالب سيّد العرب فقال:أنا سيّد ولد آدم و عليّ سيّد العرب،من أحبّه و تولاّه أحبّه اللّه و هداه،و من أبغضه و عاداه أصمّه اللّه و أعماه،عليّ حقّه كحقّي و طاعته كطاعتي غير أنّه لا نبيّ بعدي،من فارقه فارقني و من فارقني فارق اللّه تعالي،أنا مدينة الحكمة و هي الجنّة و عليّ بابها،كيف يهتدي المهتدي إلي الجنّة إلاّ من بابها؟عليّ خير البشر من أبي فقد كفر (3).

السابع: ابن شاذان هذا بحذف الإسناد من طريق العامّة عن ابن عبّاس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

يا عليّ أنا مدينة الحكمة و أنت يا عليّ بابها و لن تؤتي المدينة إلاّ من قبل الباب،و كذب من زعم أنّه يحبّني و يبغضك،لأنّك منّي و أنا منك،لحمك من لحمي و دمك من دمي و روحك من روحي و سريرتك من سريرتي و علانيتك من علانيّتي،و أنت إمام أمّتي و خليفتي عليها من بعدي،سعد من أطاعك و شقي من عصاك و ربح من والاك و خسر من عاداك و فاز من لزمك و خاب من فارقك، مثلك و مثل الأئمّة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلّف عنها غرق،و مثلكم مثل النجوم كلّما غاب نجم طلع نجم إلي يوم القيامة (4).

ص: 293


1- فرائد السمطين:/300/1ب /55ح 238 باختصار في الرواة.
2- فرائد السمطين:/300/1ب /55ح 239.
3- مائة منقبة /169المنقبة 94.
4- مائة منقبة:18/1/40.

الباب الثامن و الأربعون

في قوله صلّي اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام:من فارقك فقد فارقني

من طريق الخاصّة و فيه أربعة أحاديث الأوّل: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان (1)قال:حدّثنا مسعود أبو عبد اللّه الخلادي قال:حدّثني تليد عن أبي الحجّاف عن أبي إدريس عن مجاهد عن عليّ عليه السّلام قال:

قال لي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا علي من فارقك فقد فارقني و من فارقني فقد فارق اللّه عزّ و جلّ (2).

الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدّب قال:حدّثنا أحمد ابن علي الاصفهاني عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال:حدّثني جعفر بن الحسن عن عبيد اللّه بن موسي العبسي عن محمّد بن عليّ السلمي عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري أنّه قال:لقد سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول في عليّ خصالا لو كانت واحدة منها في جميع الناس اكتفوا بها فضلا قوله عليه السّلام:من كنت مولاه فعليّ مولاه و قوله:عليّ منّي كهارون من موسي، و قوله عليه السّلام:عليّ منّي و أنا منه،و قوله عليه السّلام:عليّ منّي كنفسي،طاعته طاعتي و معصيته معصيتي، و قوله عليه السّلام:حرب عليّ حرب اللّه و سلم عليّ سلم اللّه،و قوله عليه السّلام:وليّ عليّ وليّ اللّه و عدوّ عليّ عدوّ اللّه،و قوله عليه السّلام:عليّ حجّة اللّه و خليفته علي عباده،و قوله عليه السّلام:حبّ عليّ إيمان و بغضه كفر، و قوله عليه السّلام:حزب عليّ حزب اللّه و حزب أعدائه حزب الشيطان.

و قوله عليه السّلام:عليّ مع الحقّ و الحقّ معه لا يفترقان حتّي يردا عليّ الحوض،و قوله عليه السّلام:عليّ قسيم الجنّة و النار،و قوله عليه السّلام:من فارق عليّا فقد فارقني و من فارقني فقد فارق اللّه عزّ و جلّ و قوله عليه السّلام:

شيعة عليّ هم الفائزون يوم القيامة (3).

الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور رحمه اللّه قال:حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن جعفر بن جامع الحميري عن أبيه عن يعقوب بن يزيد قال:حدّثني الحسن بن عليّ بن فضّال عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا عليه السّلام[عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام]قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:عليّ منّي و أنا

ص: 294


1- سقط من هنا بعض أسماء الرجال فانظر المصدر.
2- أمالي الصدوق:/648مجلس /872ح 8.
3- أمالي الصدوق:/148مجلس /20ح 1.

من عليّ،قاتل اللّه من قاتل عليّا،لعن اللّه من خالف عليّا،عليّ إمام الخليقة بعدي،من تقدّم عليّا فقد تقدّم عليّ و من فارقه فقد فارقني و من آثر عليه فقد آثر عليّ،أنا سلم لمن سالمه و حرب لمن حاربه و وليّ لمن والاه و عدوّ لمن عاداه (1).

الرابع: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللّه بن محمد بن مهدي قال:أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن عقدة الحافظ قال:

حدّثنا عبد الرحمن قال:حدّثنا أبي قال:حدّثني حبيب بن أبي العالية عن مجاهد عن نبيّ اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:من فارقني فقد فارق اللّه،و من فارق عليّا فقد فارقني (2).

ص: 295


1- أمالي الطوسي:/757مجلس /94ح 12.
2- أمالي الطوسي:/267مجلس /10ح 32.

الباب التاسع و الأربعون

في قول النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:حقّ عليّ علي هذه الأمّة كحق الوالد علي ولده

من طريق العامّة و فيه ستّة أحاديث الأوّل: موفق بن أحمد من أعيان علماء العامّة بالاسناد عن ابن مردويه،حدّثني جدّي،حدّثنا محمد بن الحسن حدّثنا محمد بن جرير بن يزيد حدّثنا سليمان بن الربيع الرّحبيّ (1)،حدّثنا كادح ابن رحمة عن زياد بن المنذر عن أبي الزبير عن جابر بن عبد اللّه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:حقّ عليّ ابن أبي طالب علي هذه الأمّة كحق الوالد علي ولده (2).

الثاني: موفّق بن أحمد أيضا قال:أخبرني سيّد الحفّاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إليّ من همدان،أخبرنا عبدوس بن عبد اللّه بن عبدوس الهمداني كتابة حدّثنا أبو الحسين بن نقور،حدّثنا أبو القاسم عيسي بن عليّ حدّثنا أبو الحسين محمّد بن نوح الجنديسابوري و أنا أسمع حدّثنا أحمد بن يحيي الصوفي،حدّثنا أحمد بن الفضل بن عمر بن العبقري،حدّثنا جعفر الأحمر عن أبي رافع،حدّثنا عبد اللّه بن عبد الرحمن عن أبيه عن عمّار بن ياسر و أبي أيّوب قالا:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:حقّ عليّ علي المسلمين حقّ الوالد علي ولده (3).

الثالث: أبو الحسن الفقيه ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرني أبو الحسن عليّ بن الحسين بن الطيّب إجازة قال:حدّثني عبيد اللّه بن أحمد المقري قال:حدّثني محمّد بن إسماعيل الورّاق قال:

حدّثني أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة الحافظ قال:حدّثني جعفر (4)بن عبد اللّه المحمّدي من ولد يحيي (5)بن محمد بن عمر بن عليّ قال:حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه عن عليّ عليه السّلام قال:قال لي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:حقّ علي علي المسلمين كحقّ الوالد علي ولده (6).

الرابع: من الجزء الأوّل من كتاب الفردوس في باب الحاء بالاسناد قال:عن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:حقّ عليّ بن أبي طالب علي هذه الأمّة كحق الوالد علي ولده.

الخامس: إبراهيم بن محمّد الحمويني من العامّة قال:أنبأني الشّهابان أبو يعلي حيدرة بن عبد

ص: 296


1- في المصدر:البرجمي.
2- المناقب:/309ح 306.
3- المناقب:/320ح 327.
4- في المصدر:عيسي.
5- في المصدر:علي.
6- مناقب ابن المغازلي:/49ح 70.

الأعلي بن محمّد القطّاني و أبو عبد اللّه حامد بن أبي النجيح محمد بن أبي عبد الرحمن الاصفهانيان قال:أنبأنا الجمّال عليّ بن منصور بن الحسن بن علي الرّئيس أبي عبد اللّه القاسم بن الفضل إجازة قال:أنبأنا أبو القاسم بن طاهر بن أحمد بن محمّد الشحامي بروايته عن الحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي قال:أنبأنا أبو علي ابن شاذان البغدادي بها قال:أنبأنا عبد اللّه ابن جعفر قال:نبّأ يعقوب بن سفيان قال:نبأ أبو علي أحمد بن الفضل قال:نبأ جعفر الأحمر عن ابن أبي رافع قال:نبأ عبد اللّه بن عبد الرحمن عن أبيه عن عمّار بن ياسر و أبي أيّوب الأنصاري قالا:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:حقّ عليّ علي كلّ مسلم حقّ الوالد علي ولده (1).

السادس: الحمويني هذا قال:أنبأني الشيخ عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر،أنبأنا الشريف شرف الدين عبد الرحمن بن عبد السميع إجازة،نبأ شاذان القمّي بقراءتي عليه،أنبأنا محمد بن عبد العزيز،أنبأنا محمد بن أحمد بن علي قال:أنبأنا أبو نعيم عبد اللّه بن الحسين بن أحمد بن الحسن الحدّاد قال:أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الواحدي قال:أنبأنا أبو محمد عبد اللّه بن يوسف بن بامويه الاصفهاني قال:نبّأ أبو رجاء عبد اللّه بن عبد الرحمن البغدادي بمكّة قال:نبأ يوسف بن محمد بن خالد القاضي باليمن قال:نبأ حجّاج بن نصر الفسطاطي قال:نبأ بشر بن زياد عن أنس بن مالك قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:حقّ عليّ بن أبي طالب علي هذه الامّة كحقّ الوالد علي ولده (2).

ص: 297


1- فرائد السمطين:/269/1ب /55ح 234.
2- فرائد السمطين:/297/1ب /55ح 235.

الباب الخمسون

في قوله صلّي اللّه عليه و آله:حقّ عليّ علي هذه الامّة كحقّ الوالد علي الولد

من طريق الخاصّة و فيه ثلاثة أحاديث الأوّل: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمد بن محمد يعني المفيد قال:حدّثنا أبو الطيّب الحسين بن علي بن محمد قال:حدّثنا عليّ بن ماهان قال:حدّثنا أبو منصور نصر بن الليث قال:

حدّثنا مخول قال:حدّثنا يحيي بن سالم عن أبي الجارود زياد بن المنذر عن أبي الزبير المكّي عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:حقّ عليّ علي هذه الأمّة كحقّ الوالد علي الولد (1).

الثاني: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت قال:أخبرنا أحمد بن محمد قال:حدّثنا جعفر بن محمّد المحمّدي قال:حدّثنا إسماعيل بن مزيد مولي بني هاشم قال:حدّثنا عيسي بن عبد اللّه قال:حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه عن عليّ عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:حقّ عليّ علي المسلمين كحقّ الوالد علي ولده (2).

الثالث: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللّه بن محمد بن مهدي قال:أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن عقدة الحافظ قال:

حدّثنا جعفر بن عبد اللّه المحمّدي قال:حدّثنا إسماعيل بن مرثد عن جدّه عن عليّ عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حقّ عليّ علي الناس حقّ الوالد علي ولده (3).

ص: 298


1- أمالي الطوسي:/54مجلس /2ح 41.
2- أمالي الطوسي:/334مجلس /12ح 13.
3- أمالي الطوسي:/270مجلس /10ح 41.

الباب الحادي و الخمسون

في أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عليّا عليه السّلام أبوا هذه الأمّة

من طريق العامّة و فيه حديث واحد الشيخ الفقيه أبو الحسن محمد بن أحمد بن شاذان في المناقب المائة من طريق العامّة بحذف الإسناد عن عليّ بن الحسين عن أبيه عن أمير المؤمنين عليه السّلام[قال:]قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إنّ اللّه قد فرض عليكم طاعتي و نهاكم عن معصيتي،و أوجب عليكم اتباع أمري و فرض من طاعة عليّ بن أبي طالب بعدي كما فرض عليكم من طاعتي،و نهاكم عن معصيته كما نهاكم عن معصيتي، و جعله أخي و وزيري و وصيّي و وارثي،و هو منّي و أنا منه،حبّه إيمان و بغضه كفر،محبّه محبّي و مبغضه مبغضي،و هو مولي من أنا مولاه،و أنا مولي كلّ مسلم و مسلمة،و أنا و هو أبوا هذه الامّة (1).

ص: 299


1- مائة منقبة:/46منقبة 23.

الباب الثاني و الخمسون

في أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عليّا عليه السّلام أبوا هذه الامّة

من طريق الخاصّة و فيه ثلاثة عشر حديثا الأوّل: محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمّد عن معلّي بن محمد عن بسطام بن مرّة عن إسحاق بن حسّان عن الهيثم بن واقد عن عليّ بن الحسين العبدي عن سعد الاسكاف عن الأصبغ ابن نباتة قال:سئل أمير المؤمنين عليه السّلام عن قوله تعالي: أَنِ اشْكُرْ لِي وَ لِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (1) فقال:

الوالدان اللّذان أوجب اللّه لهما الشكر هما اللذان ولدا العلم و ورثا الحكم و أمر الناس بطاعتهما، ثمّ قال اللّه:إليّ المصير،فمصير العباد إلي اللّه و الدليل علي ذلك الوالدان،ثمّ عطف القول علي ابن حنتمة و صاحبه فقال في الخاصّ و العام:و إن جاهداك علي أن تشرك بي،يقول في الوصيّة:

و تعدل عن من أمرت بطاعته،فلا تطعهما و لا تسمع قولهما،ثمّ عطف القول علي الوالدين فقال:

وَ صاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً (2) يقول:عرّف الناس فضلهما و ادع إلي سبيلهما و ذلك قوله: وَ اتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ (3) فقال:إلي اللّه ثمّ إلينا،فاتقوا اللّه و لا تعصوا الوالدين فإن رضاهما رضا اللّه و سخطهما سخط اللّه (4).

الثاني: محمّد بن العبّاس قال:حدّثنا محمد بن إدريس عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيّوب عن أبان بن عثمان عن عبد اللّه بن سليمان عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه السّلام قال:إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عليّا عليه السّلام الوالدان،قال عبد اللّه بن سليمان:و سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول:منا الذي أحل له الخمس،و منا الذي جاء بالصدق و منا الذي صدق به،و لنا المودة في كتاب اللّه عز و جل،و رسول اللّه و علي الوالدان،و أمر اللّه ذريّتهما بالشكر لهما (5).

الثالث: محمّد بن العبّاس قال:حدّثنا أحمد بن درست عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيي الحلبي عن ابن مسكان عن زرارة عن عبد الواحد ابن مختار قال:دخلت علي أبي جعفر عليه السّلام فقال:أ ما علمت أنّ عليّا أحد الوالدين اللّذين قال اللّه عزّ و جلّ: أَنِ اشْكُرْ لِي وَ لِوالِدَيْكَ (6) قال زرارة:فكنت لا أدري أيّ آية هي؟التي في بني إسرائيل أو

ص: 300


1- سوره 31 - آيه 14
2- سوره 31 - آيه 15
3- سوره 31 - آيه 15
4- الكافي:/427/1ح 79.
5- بحار الأنوار:/12/36ح 14.
6- سوره 31 - آيه 14

التي في لقمان فقضي لي أن حججت فدخلت علي أبي جعفر فخلوت به فقلت:جعلت فداك حديث جاء به عبد الواحد قال:نعم،قلت:أي آية هي التي في لقمان أو التي في بني إسرائيل؟ فقال:التي في لقمان (1).

الرابع: محمّد بن العبّاس قال:حدّثنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن عمرو بن شمر عن المفضّل عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام قال:سمعته يقول: وَ وَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ (2) رسول اللّه و عليّ صلوات اللّه عليهما (3).

الخامس: محمّد بن العبّاس عن ابن إدريس عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيّوب عن أبان بن عثمان عن بشير الدهّان أنّه سمع أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول:رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أحد الوالدين،قال:قلت:و الآخر؟قال:هو عليّ بن أبي طالب (4).

السادس: ابن شهرآشوب عن أبان بن تغلب عن الصادق عليه السّلام في قوله تعالي: وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً (5) قال:الوالدن رسول اللّه و عليّ عليهما السّلام (6).

السابع: عن سلام الجعفي عن أبي جعفر و أبان بن تغلب عن أبي عبد اللّه عليه السّلام نزلت في رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عليّ،و روي مثل ذلك في حديث ابن جبلة و روي عن بعض الأئمّة عليهم السّلام في قوله تعالي:

أَنِ اشْكُرْ لِي وَ لِوالِدَيْكَ (7) انّه نزل فيهما (8).

الثامن: السيّد المرتضي في الخصائص باسناد عن سهل بن كهيل عن أبيه في قول اللّه عزّ و جلّ:

وَ وَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً (9) قال:أحد الوالدين عليّ بن أبي طالب (10).

التاسع: و عن النبيّ عليه السّلام:أنا و عليّ أبوا هذه الأمّة (11).

العاشر: و روي عنه عليه السّلام:أنا و عليّ أبوا هذه الأمّة أنا و عليّ مولي هذه الأمّة (12).

الحادي عشر: و روي عنه عليه السّلام:أنا و عليّ أبوا هذه الامّة فعلي عاق والديه لعنة اللّه (13).

الثاني عشر: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمد بن محمّد قال:أخبرنا محمد بن عمر الجعابي قال:حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال:حدّثنا أبو عوانة موسي بن يوسف القطّان الكوفي قال:حدّثنا محمد بن سليمان المقرئ الكندي عن عبد الصمد بن عليّ النوفلي عن

ص: 301


1- بحار الأنوار:/12/36ح 15.
2- سوره 29 - آيه 8
3- بحار الأنوار:/13/36ح 16.
4- المصدر السابق:ذيل الحديث السابق.
5- سوره 2 - آيه 83
6- مناقب آل أبي طالب:300/2.
7- سوره 31 - آيه 14
8- مناقب آل أبي طالب:300/2.
9- سوره 29 - آيه 8
10- خصائص الأئمة للشريف الرضي:70،و مناقب آل أبي طالب:105/3.
11- مائة منقبة:46.
12- نهج الإيمان لابن جبر:629 ط.مشهد.
13- العمدة لابن البطريق:345.

أبي إسحاق السبيعي عن أصبغ بن نباتة السعدي قال:لمّا ضرب ابن ملجم لعنه اللّه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام غدونا نفر من أصحابنا أنا و الحارث و سويد بن غفلة و جماعة معنا،فقعدنا علي الباب فسمعنا البكاء فبكينا فخرج إلينا الحسن بن عليّ عليهما السّلام فقال:يقول لكم أمير المؤمنين:

انصرفوا إلي منازلكم،فانصرف القوم غيري،فاشتدّ البكاء من منزله فبكيت فخرج الحسن عليه السّلام فقال:

أ لم أقل لكم انصرفوا؟فقلت:لا و اللّه يا ابن رسول اللّه ما تتابعني نفسي،و لا تحملني رجلي أن انصرف حتّي أري أمير المؤمنين عليه السّلام.

قال:و بكيت فدخل،فلم يلبث أن خرج فقال لي:ادخل فدخلت علي أمير المؤمنين عليه السّلام فإذا هو مستند،معصوب الرأس بعمامة صفراء قد نزف و اصفرّ وجهه ما أدري أوجهه أصفر أم العمامة فأكببت عليه و قبّلته و بكيت فقال لي:لا تبك يا أصبغ فإنّها و اللّه الجنّة فقلت له:جعلت فداك إنّي أعلم و اللّه انّك تصير إلي الجنّة و انّما أبكي لفقداني إيّاك يا أمير المؤمنين،جعلت فداك حدّثني بحديث سمعته من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فإنّي أراك لا أسمع منك حديثا بعد يومي هذا أبدا،قال:نعم يا أصبغ،دعاني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوما فقال لي:يا علي انطلق حتّي تأتي مسجدي ثمّ تصعد منبري ثمّ تدعو الناس إليك فتحمد اللّه و تثني عليه و تصلّي عليّ صلاة كثيرة ثمّ تقول:أيّها الناس إنّي رسول رسول اللّه إليكم و هو يقول لكم:إنّ لعنة اللّه و لعنة ملائكته المقرّبين و أنبيائه المرسلين و لعنتي علي من انتمي إلي غير أبيه و ادّعي إلي غير مواليه أو ظلم أجيرا أجره.

فأتيت مسجده صلّي اللّه عليه و آله و صعدت منبره،فلمّا رأتني قريش و من كان في المسجد أقبلوا نحوي، فحمدت اللّه و أثنيت عليه و صلّيت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله صلاة كثيرة ثمّ قلت:أيّها الناس انّي رسول رسول اللّه إليكم و هو يقول لكم:ألا أنّ لعنة اللّه و لعنة ملائكته المقرّبين و أنبيائه المرسلين و لعنتي علي من انتمي إلي غير أبيه و دعي إلي غير مواليه أو ظلم أجيرا أجره،قال:فلم يتكلّم أحد من القوم إلاّ عمر بن الخطّاب فإنّه قال:قد أبلغت يا أبا الحسن و لكنّك جئت بكلام غير مفسّر فقلت:

أبلغ ذلك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فرجعت إلي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فأخبرته الخبر فقال:ارجع إلي مسجدي حتّي تصعد منبري فاحمد اللّه واثن عليه و صلّ عليّ،ثمّ قال:أيّها الناس ما كنّا لنجيئكم بشيء إلاّ و عندنا تأويله و تفسيره،ألا و إنّي أنا أبوكم،ألا و إنّي أنا مولاكم،ألا و إني أنا أجيركم (1).

الثالث عشر: الإمام أبو محمّد العسكري عليه السّلام في تفسيره في قوله تعالي: وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً (2) قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أفضل والديكم و أحقّهما بشكركم محمّد و عليّ،و قال عليّ بن أبي

ص: 302


1- أمالي الطوسي:/122مجلس /5ح 4.
2- سوره 2 - آيه 83

طالب عليه السّلام:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:أنا و عليّ أبوا هذه الامّة،و لحقّنا عليكم أعظم من حقّ أبوي ولادتهم،فإنّا ننقذهم إن أطاعونا من النار إلي دار القرار و لنلحقهم من العبودية بخيار الأحرار، و قالت فاطمة صلوات اللّه عليها:أبوا هذه الامّة محمّد و عليّ،يقيمان أودهم و ينقذانهم من العذاب الدائم إن أطاعوهما،و يبيحانهم النعيم الدائم إن وافقوهما،و قال الحسن بن عليّ عليهما السّلام:محمّد و عليّ أبوا هذه الأمّة،فطوبي لمن كان بحقّهما عارفا،و لهما في كلّ أحواله مطيعا يجعله من أفضل سكّان جنّاته و يسعده بكراماته و رضوانه،و قال الحسين بن عليّ عليهما السّلام:من عرف حقّ أبويه الأفضل محمّد و علي و أطاعهما حق الطاعة قيل له:تبحبح في أيّ الجنان شئت،و قال عليّ بن الحسين عليهما السّلام:إن كان الأبوان إنّما أعظم حقّهما علي الأولاد لإحسانهما إليهم،فإحسان محمّد و عليّ علي هذه الأمّة أجلّ و أعظم منهما بأن يكونا أبويهم أحقّ.

و قال محمّد بن عليّ عليهما السّلام:من أراد أن يعلم كيف قدره عند اللّه فلينظر كيف قدر أبويه الأفضل عنده محمّد و عليّ،و قال جعفر بن محمّد عليهما السّلام:من رعي حقّ أبويه الأفضل محمد و عليّ لم يضره بما ضاع من حقّ أبوي نفسه و سائر عباد اللّه،فإنّهما يرضيانهما بشفاعتهما (1)و قال موسي بن جعفر عليهما السّلام:يعظم ثواب الصلاة علي قدر تعظيم المصلّي أبويه الأفضل محمّد و عليّ،و قال عليّ بن موسي عليهما السّلام:أما يكره أحدكم أن ينفي عن أبيه و أمّه الذين ولدهما.

قالوا:بلي و اللّه.

قال:فليجتهد لأن لا ينفي عن أبيه و أمّه هما أبواه أفضل من أبوي نفسه،و قال محمّد بن عليّ عليهما السّلام:قال رجل بحضرته:إنّي لأحبّ محمّدا و عليّا حتّي لو قطعت إربا إربا أو قرضت لم أزل عنه،قال محمّد بن علي:لا جرم أنّ محمّدا و عليّا يعطيانك من أنفسهما ما تعطيهما أنت من نفسك،إنّهما ليستدعيان لك في يوم فصل القضاء ما لا يفي به ما بذلته لهما بجزء من مائة ألف ألف جزء من ذلك،و قال عليّ ابن محمّد عليهما السّلام:من لم يكن والدا دينه محمّد و عليّ أكرم عليه من والدي نسبه فليس من اللّه في حلّ و لا حرام و لا قليل و لا كثير،و قال الحسن بن عليّ عليهما السّلام:من آثر طاعة أبوي دينه محمّد و عليّ علي طاعة أبوي نفسه قال اللّه عزّ و جلّ:لأوثرنّك كما آثرتني و لأشرفنّك بحضرة أبوي دينك كما شرّفت نفسك بإيثار حبّهما علي حبّ أبوي نسبك (2).

ص: 303


1- في المصدر:بسعيهما.
2- تفسير الإمام العسكري عليه السّلام:330

الباب الثالث و الخمسون

في أنّ المهاجرين و الأنصار لا يشكّون أنّ صاحب الأمر بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله

هو أمير المؤمنين علي و أنّ أبا بكر و عمر و عثمان و معاوية يعلمون ذلك

و إتيان أبي بكر و عمر ليبايعا عليّا عليه السّلام بعد موت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله

و قول أبي بكر:أقيلوني...الحديث

من طرق العامّة و فيه خمسة عشر حديثا الأوّل: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة و هو من أعيان علماء العامّة من المعتزلة قال:روي الزبير بن بكّار قال محمّد بن إسحاق:إنّ أبا بكر لمّا بويع افتخرت بنو مرّة قال:و كان عامّة المهاجرين و جلّ الأنصار لا يشكّون في أنّ عليّا عليه السّلام هو صاحب الأمر بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال الفضل بن العبّاس:يا معشر قريش و خصوصا بني تيم إنّكم إنّما أخذتم الخلافة بالنبوّة و نحن أهلها دونكم،و لو طلبنا هذا الأمر الذي نحن أهله لكانت كراهية الناس لنا أعظم من كراهيتهم لغيرنا حسدا منهم لنا و حقدا علينا،و إنّا لنعلم أنّ عند صاحبنا عهدا و هو ينتهي إليه،و قال بعض ولد أبي لهب بن عبد المطلب بن هاشم:

ما كنت أحسب هذا الأمر منصرفا عن هاشم ثمّ منها عن أبي حسن

أ ليس أوّل من صلّي لقبلتكم و أعلم الناس بالقرآن و السنن

و أقرب الناس عهدا بالنبيّ و من جبريل عون له في الغسل و الكفن

ما فيه ما فيهم لا تمترون به و ليس في القوم ما فيه من الحسن

ما ذا الذي ردّهم عنه فنعلمه ها إنّ ذا غبننا من أعظم الغبن

قال الزبير:فبعث إليه عليّ عليه السّلام فنهاه و أمره أن لا يعود،و قال:سلامة الدّين أحبّ إلينا من غيرها (1).

الثاني: ابن أبي الحديد في الشرح قال:روي أبو بكر أحمد بن عبد العزيز في كتاب السقيفة قال:

أخبرني أحمد بن إسحاق قال:حدّثنا أحمد بن سيّار قال:حدّثنا سعيد بن كثير عن عفير الأنصاري

ص: 304


1- شرح نهج البلاغة:21/6.

قال:ذهب عمر و معه عصابة إلي بيت فاطمة عليها السّلام منهم اسيد بن حضير و سلمة بن أسلم فقال لهم:

انطلقوا فبايعوا،فأبوا-يعني من كان في بيت فاطمة-و خرج إليهم الزبير بسيفه فقال عمر:عليكم الكلب فوثب عليه سلمة بن أسلم،فأخذ السيف من يده فضرب به الجدار ثمّ انطلقوا به و بعليّ و معهما بنو هاشم،و عليّ عليه السّلام يقول:أنا عبد اللّه و أخو رسوله حتّي انتهوا به إلي أبي بكر فقيل له:

بايع،فقال:أنا أحقّ بهذا الأمر منكم،لا ابايعكم و أنتم أولي بالبيعة لي،أخذتم هذا الأمر من الأنصار و احتججتم عليهم بالقرابة من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فأعطوكم المقادة و سلّموا إليكم الامارة،و أنا أحتجّ عليكم بمثل ما احتججتم به علي الأنصار،فانصفونا إن كنتم تخافون اللّه من أنفسكم،و اعرفوا لنا من الأمر مثل ما عرفت الأنصار لكم و لا فبوءوا بالظلم لنا و أنتم تعلمون.

فقال عمر:انّك لست متروكا حتّي تبايع،فقال له عليّ عليه السّلام:احلب يا عمر حلبا لك شطره،أشدد له اليوم أمره ليردّه عليك غدا،ألا و اللّه و لا أقبل قولك و لا ابايعه،فقال له أبو بكر:فإن لم تبايعني لم أكرهك،فقال له أبو عبيدة:يا أبا الحسن انّك حديث السنّ و هؤلاء مشيخة قريش قومك،ليس لك مثل تجربتهم و معرفتهم بالامور،و لا أري أبا بكر إلاّ أقوي علي هذا الأمر منك و أشدّ احتمالا له و اضطلاعا به،فسلّم له هذا الأمر و ارض به،فانّك إن تعش و بطل عمرك فأنت لهذا الأمر خليق و به حقيق في فضلك و قرابتك و سابقتك و جهادك فقال:يا معشر المهاجرين،اللّه اللّه لا تخرجوا سلطان محمّد من بيته و داره إلي بيوتكم و دوركم،و لا تدفعوا أهله عن مقامه في الناس و حقّه،فو اللّه يا معشر المهاجرين لنحن أهل البيت أحقّ بهذا الأمر منكم،أمّا كان فينا القارئ لكتاب اللّه،الفقيه في دين اللّه،العالم بالسنّة،المضطلع بأمر الرعية،و اللّه إنّه لفينا فلا تتّبعوا الهوي فتزدادوا من الحقّ بعدا، فقال بشر بن سعد:لو كان هذا الكلام سمعته منك الأنصار يا علي قبل بيعتهم لأبي بكر ما اختلف عليك اثنان و لكنّهم قد بايعوا،و انصرف علي إلي منزله و لم يبايع و لزم بيته حتّي ماتت فاطمة،فلمّا ماتت فاطمة خرج فبايع (1).

الثالث: ابن أبي الحديد قال أبو بكر أحمد بن عبد العزيز:و حدّثنا أحمد قال:حدّثني سعيد بن كثير قال:حدّثني ابن لهيعة انّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لما مات و أبو ذرّ غائب فقدم و قد ولي أبو بكر و قال:

أصبتم قناعه و تركتم قرامه،لو جعلتم هذا الأمر في أهل بيت نبيّكم ما اختلف عليكم اثنان،قال أبو بكر:و أخبرنا أبو زيد عمر بن شبّه قال:حدّثنا أبو قبيصة محمّد بن حرب قال:لمّا توفي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و جري في السقيفة ما جري تمثّل عليّ عليه السّلام:

ص: 305


1- شرح نهج البلاغة:5/6.

و أصبح أقوام يقولون ما اشتهوا و يطغون لما غال زيدا غوائله (1)

و قال:و روي الزبير بن بكّار في الموفّقيات لمّا بايع بشير بن سعد أبا بكر و ازدحم الناس علي أبي بكر فبايعوه مرّ أبو سفيان بن حرب بالبيت الذي فيه عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فوقف و أنشد:

بني هاشم لا تطمعوا الناس فيكم و لا سيّما تيم بن مرّة أو عدي

فما الأمر إلاّ فيكم و إليكم و ليس لها إلاّ أبو حسن علي

أبا حسن فاشدد بها كفّ حازم فإنّك بالأمر الذي يرتجي ملي

و أيّ امرئ يرمي قصيا و رأيها منيع الحمي و البأس من غالب قصي (2)

الرابع: ابن أبي الحديد قال الزبير:لمّا بويع أبو بكر أقبلت الجماعة التي بايعته تزفّه زفّا إلي مسجد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فلمّا كان في آخر النهار افترقوا إلي منازلهم و اجتمع قوم من الأنصار و قوم من المهاجرين،فتعاتبوا فيما بينهم و قال عبد الرحمن بن عوف:يا معشر الأنصار انّكم و إن كنتم أولي فضل و نصر و سابقة و لكن ليس فيكم مثل أبي بكر و لا عمر و لا عليّ و لا أبي عبيدة،فقال زيد بن أرقم:إنّا لا ننكر فضل من ذكرت يا عبد الرّحمن،و انّ منّا لسيّد الأنصار سعد بن عبادة و من أمر اللّه رسوله عليه السلام أن يقرئه السلام،و أن يأخذ عنه القرآن أبيّ بن كعب و من يجيء يوم القيامة امام العلماء معاذ بن جبل،و من أمضي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله شهادته بشهادة رجلين خزيمة بن ثابت،و إنّا لنعلم انّ ممن سميت من قريش من لو طلب هذا الأمر لم ينازعه فيه أحد عليّ بن أبي طالب قال الزبير:

فلمّا كان من الغد قام أبو بكر و خطب الناس فقال:أيّها الناس إنّي ولّيتكم و لست بخيركم،فإن أحسنت فأعينوني و إن أسأت فقوّموني،فإنّ لي شيطانا يعتريني،فإيّاكم و إيّاي إذا غضبت لا أؤثر في أشعاركم و أبشاركم،الصدق أمانة و الكذب خيانة،و الضعيف منكم قويّ حتّي أردّ إليه حقّه، و القويّ ضعيف حتّي آخذ الحقّ منه،انّه لا يدع قوم الجهاد إلاّ ضربهم اللّه بالذلّ،و لا تشيع في قوم الفاحشة إلاّ عمّهم البلاء،أطيعوني ما أطعت اللّه فإذا عصيته فلا طاعة لي عليكم،فقوموا إلي صلاتكم يرحمكم اللّه (3).

الخامس: ابن أبي الحديد قال الزبير:قال:حدّثنا محمّد بن موسي الأنصاري المعروف بابن مخرمة قال:حدّثني إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري قال:لمّا بويع أبو بكر و استقرّ أمره ندم قوم كثير من الأنصار علي بيعته و لام بعضهم بعضا و ذكروا عليّ بن أبي طالب

ص: 306


1- شرح نهج البلاغة:13/6.
2- شرح نهج البلاغة:17/6.
3- شرح نهج البلاغة:19/6.

و نوهوا باسمه و إنّه لفي بيته لم يخرج إليهم،و جزع من ذلك المهاجرون و كثر في ذلك الكلام (1).

السادس: ابن أبي الحديد قال:قال الزبير:و حضر أبو سفيان بن حرب فقال:يا معشر قريش إنّه ليس للأنصار أن يتفضّلوا علي الناس حتّي يقرّوا بفضلنا عليهم،فإن تفضلوا فحسبنا حتّي انتهي بها، و إلاّ فحسبهم حيث انتهي بهم،و ايم اللّه لئن بطروا المعيشة و كفروا النعمة لنضربنهم علي الإسلام كما ضربونا عليه،فأمّا عليّ بن أبي طالب فأهل و اللّه أن يسود علي قريش و تطيعه الأنصار.

السابع: ابن أبي الحديد و قال:قال أبو بكر:و أخبرنا أبو زيد عمر بن شبّه عن رجاله عن الشعبي قال:قام الحسن بن عليّ عليهما السّلام إلي أبي بكر و هو يخطب علي المنبر فقال له:انزل عن منبر أبي،فقال أبو بكر:صدقت و اللّه انّه لمنبر أبيك لا منبر أبي،فبعث عليّ عليه السّلام إلي أبي بكر إنّه غلام حدث و إنّا لم نأمره فقال أبو بكر:صدقت إنّا لم نتهمك (2).

الثامن: ابن أبي الحديد قال أبو بكر:و أخبرنا زيد قال:حدّثنا محمّد بن يحيي قال:حدّثنا غسّان ابن عبد الحميد قال:لما أكثروا في تخلّف عليّ عليه السّلام عن البيعة و اشتدّ أمر أبي بكر و عمر في ذلك خرجت أمّ مسطّح بن أثاثة فوقفت عند قبر النبيّ و نادته يا رسول اللّه:

قد كان بعدك أنباء و هينمة لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب

انّا فقدناك فقد الأرض وابلها فاختل قومك فاشهدهم و لا تعب (3)

التاسع: ابن أبي الحديد قال قال أبو بكر أحمد بن عبد العزيز:و سمعت أبا زيد بن عمر بن شبة يحدّث رجلا بحديث لم أحفظ اسناده قال:مرّ المغيرة بن شعبة بأبي بكر و عمر و هما جالسان علي باب النبيّ صلّي اللّه عليه و آله حين قبض فقال:ما يقعدكما؟قالا:ننتظر هذا الرجل يخرج فنبايعه-يعنيان عليّا عليه السّلام-فقال:أ تريدون أن تنتظروا حبل الحبلة من أهل هذا البيت،وسّعوها في قريش تتّسع قال:

فقاما إلي سقيفة بني ساعدة أو كلاما هذا معناه (4).

انظر كيف رجع أبو بكر و عمر عن الحقّ و رجعا إلي المغيرة بن شعبة الذي شهد عليه المعتزلة بالكفر كما صرّح به ابن أبي الحديد،و إنّه زان فاسق كما ذكره ابن أبي الحديد و ذكر فيه الروايات الكثيرة في الشرح،و العجب أيضا من ابن أبي الحديد و من قال بمقالته كيف يعتقد إمامة من هذه صفته.

العاشر: ابن أبي الحديد في الشرح قال:قال نصر يعني بن مزاحم:و كتب محمّد بن أبي بكر:

ص: 307


1- شرح نهج البلاغة:22/6.
2- شرح نهج البلاغة:42/6.
3- شرح نهج البلاغة:43/6.
4- شرح نهج البلاغة:43/6.

الغاوي معاوية بن صخر سلام علي أهل طاعة اللّه ممّن هو سلم لأهل ولايته،أمّا بعد فإنّ اللّه بجلالته و عظمته و سلطانه و قدرته خلق خلقا بلا عبث و لا ضعف في قوّته و لا حاجة به الي خلقهم و لكنّه خلقهم عبيدا،و جعل منهم شقيّا و سعيدا و غويّا و رشيدا،ثمّ اختارهم علي علمه فاصطفي و انتجب منهم محمّدا صلّي اللّه عليه و آله فاختصّه برسالته و اختاره لوحيه و ائتمنه علي أمره و بعثه رسولا مصدّقا لما بين يديه من الكتب و دليلا علي الشرائع،فدعا إلي سبيل أمره بالحكمة و الموعظة الحسنة، فكان أوّل من أجاب و أناب و صدّق و أسلم و سلّم أخوه و ابن عمّه عليّ بن أبي طالب،و صدّقه بالغيب المكتوم و آثره علي كلّ حميم،و وقاه كلّ هول و واساه بنفسه في كلّ خوف،فحارب حربه و سالم سلمه فلم يبرح مبتذلا لنفسه في ساعات الأزل و مقامات الروع حتّي برز سابقا لا نظير له في جهاده،و لا مقارب له في فعله.

و قد رأيتك تساميه و أنت أنت و هو هو،السابق المبرز في كلّ خير،أوّل الناس إسلاما و أصدق الناس نيّة و أطيب الناس ذريّة و أفضل الناس زوجة و خير الناس،ابن عمّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و أنت اللعين ابن اللعين لم تزل أنت و أبوك تبغيان لدين اللّه الغوائل،و تجتهدان علي إطفاء نور اللّه و تجمعان علي ذلك الجموع،و تبذلان فيه المال و تحالفان في ذلك القبائل،علي هذا مات أبوك و علي ذلك خلفته،و الشاهد عليك بذلك من يأوي و يلجأ إليك من بقيّة الأحزاب و رءوس النفاق و الشقاق لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و الشاهد لعليّ مع فضله و سابقته القديمة أنصاره الذين ذكرهم اللّه تعالي في القرآن ففضّلهم و أثني عليهم من المهاجرين و الأنصار،فهم معه كتائب و عصائب،يجالدون حوله بأسيافهم و يهريقون دماءهم دونه،يرون الفضل في اتباعه،و الشقاق و العصيان في خلافه فكيف-يا لك الويل-تعدل نفسك بعليّ و هو وارث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وصيّه و أبو ولده و أوّل الناس له اتباعا و آخرهم به عهدا يخبره بسرّه و يشركه في أمره و أنت عدوّه؟و ابن عدوّه فتمتع ما استطعت بباطلك و ليمددك ابن العاص في غوايتك،فكان أجلك قد انقضي و كيدك قد زها و سوف تستبين لمن تكون العاقبة العليا.

و اعلم أنّك إنّما تكايد ربّك الذي قد أمنت كيده و آيست من روحه و هو لك بالمرصاد و أنت منه في غرور،و باللّه و بأهل بيت رسوله عنك الغناء و السلام علي من اتّبع الهدي.

فكتب إليه معاوية:من معاوية بن أبي سفيان:إلي الزاري علي أبيه محمّد بن أبي بكر،سلام اللّه علي أهل طاعة اللّه،أمّا بعد فقد أتاني كتابك تذكر فيه ما اللّه أهله في قدرته و سلطانه و ما اصطفي به نبيّه مع كلام ألفته و وضعته،لرأيك فيه تضعيف ولايتك فيه تعنيف،ذكرت حقّ ابن أبي طالب

ص: 308

و قديم سابقته و قرابته من نبي اللّه و نصرته و مواساته إيّاه في كلّ هول و خوف،و احتجاجك عليّ و فخرك بفضل غيرك لا بفضلك،فاحمد إلها صرف ذلك الفضل عنك و جعله لغيرك،فقد كنّا و أبوك معنا في حياة نبيّنا نري حقّ ابن أبي طالب لازما لنا و فضله مبرزا علينا،فلمّا اختار اللّه لنبيّه ما عنده و أتمّ له ما وعده و أظهر دعوته و أفلج حجّته قبضه اللّه إليه،فكان أبوك و فاروقه أوّل من ابتزّه و خالفه،علي ذلك اتّفقا و اتّسقا ثمّ دعواه إلي أنفسهما فأبطأ عنهما و تلكآ عليهما،فهمّا به الهموم و أرادا به العظيم فبايعهما و سلم لهما لا يشركانه في أمرهما و لا يطلعانه علي سرّهما،حتّي قبضا و انقضي أمرهما ثمّ أقاما بعدهما ثالثهما عثمان بن عفّان يهتدي بهداهما و يسير بسيرتهما،فعبته أنت و صاحبك حتّي طمع فيه الأقاصي من أهل المعاصي،و بطنتما و ظهرتما و كشفتما له عداوتكما و غلّكما حتّي بلغتما منه مناكما،فخذ حذرك يا ابن أبي بكر فستري وبال أمرك،و قس شبرك بفترك يقصر عن ان تساوي أو توازي من يزن الجبال حلمه و لا يلين علي قسر قناته و لا يدرك ذو مدي أناته،أبوك مهّد له مهاده و بني ملكه و شاده،فإن يكن ما نحن فيه صوابا فأبوك أوّله و إن يكن جورا فأبوك أسّه و نحن شركاؤه،فبهديه أخذنا و بفعله اقتدينا،رأينا أباك فعل ما فعل فاحتذينا مثاله و اقتدينا بفعاله،فعب أباك بما بدا لك أو دع،و السلام علي من أناب،و رجع عن غوايته و تاب (1).

الحادي عشر: روي عامر الشعبي و هو من النواصب المنحرفين عن أمير المؤمنين عليه السّلام،رواه عن عروة بن الزبير بن العوّام قال:لمّا قال المنافقون:إنّ أبا بكر تقدّم عليّا،و هو يقول:أنا أولي بالمكان منه قام أبو بكر خطيبا فقال:صبرا علي من ليس يؤول إلي دين و لا يحتجب برعاية و لا يرعوي لولاية،أظهر الايمان ذلّة و أسرّ النفاق غلّة،هؤلاء عصبة الشيطان و جمع الطغيان يزعمون أنّي أقول:

إنّي أفضل من عليّ،و كيف أقول ذلك و ما لي سابقته و لا قرابته و لا خصوصيّته؟عبد اللّه[و حدّ اللّه] و أنا موحده،و عبده قبل أن أعبده،و والي الرسول و أنا عدوّه،و سبقني بساعات لو انقطعت لم ألحق شأوه و لم أقطع غباره،و إنّ ابن أبي طالب فاز من اللّه بمحبّة و من الرسول بقربة و من الأيمان برتبة،لو جهد الأوّلون و الآخرون لم يبلغوا درجته و لم يسلكوا منهجه،بذل للّه مهجته و لابن عمّه مودّته،كاشف الكرب و دامغ الرّيب و قاطع السّبب إلاّ سبب الرّشاد و قامع الشرك و مظهر ما تحت سويداء حبّة النفاق محنة لهذا العالم،لحق قبل أن يلاحق،و برز قبل أن يسابق،جمع العلم و الفهم فكان جميع الخيرات لقلبه كنوزا،لا يدخر منها مثقال ذرّة إلاّ أنفقه في بابه فمن ذا يؤمّل أن ينال

ص: 309


1- شرح نهج البلاغة:188/3.

درجته و قد جعله اللّه و رسوله للمؤمنين وليّا و للنبيّ صلّي اللّه عليه و آله وصيّا و للخلافة راعيا و للإمامة قائما؟أ فيغتر بمقام قمته إذ أقامني و أطعته إذا أمرني،سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:الحقّ مع عليّ و عليّ مع الحقّ،من أطاع عليّا رشد و من عصي عليّا فسد،و من أحبّه سعد و من أبغضه شقي،و اللّه لو لم يحب ابن أبي طالب إلاّ لأجل انّه لم يواقع للّه محرما و لا عبد من دونه صنما،و لحاجة الناس إليه بعد نبيّهم لكان في ذلك ما يحب،فكيف لأسباب أقلّها موجب و أهونها مرعب،للرحم المماسة بالرسول و العلم بالدقيق و الجليل و الرضا بالصبر الجميل و المواساة في الكثير و القليل،و لخلال لا يبلغ عدّها و لا يدرك مجدها ود المتمنّون أن لو كانوا تراب[أقدام]ابن أبي طالب،أ ليس هو صاحب لواء الحمد و الساقي يوم الورود و جامع كلّ كرم و عالم كلّ علم و الوسيلة إلي اللّه و إلي الرسول (1)؟.

الثاني عشر: ابن أبي الحديد في الشرح عن ابن عبّاس في حديث طويل يشكو عثمان عليّا عليه السّلام و في الحديث قال عثمان:يا ابن عبّاس اللّه يعلم انّك تعلم من علي ما شكوت منه قال:اللّهمّ لا،إلاّ أن يقول كما يقول الناس ينقم كما ينقمون،فمن أغراك به و أولعك بذكره دونهم فقال عثمان:انّما افتي من أعظم الدّاء الذي ينصب نفسه لرأس الأمر و هو عليّ بن أبي طالب ابن عمّك،و هذا و اللّه من نكده و شؤمه قال ابن عبّاس:مهلا استثن يا أمير المؤمنين قل:إن شاء اللّه قال:إن شاء اللّه،ثم قال:إنّي أنشدك بابن عبّاس الإسلام و الرحم،فقد و اللّه غلبت و ابتليت بكم و اللّه لوددت أنّ هذا الأمر صار إليكم دوني فحملتموه عنّي و كنت أحد أعوانكم عليه إذا و اللّه لوجدتموني لكم خيرا ممّا وجدتكم لي،و لقد علمت انّ الأمر لكم و لكن قومكم دفعوكم عنه و اختزلوه دونكم،فو اللّه ما أدري أ دفعوه منكم أم دفعوكم عنه.

قال ابن عبّاس:مهلا يا أمير المؤمنين فانّما ننشدك اللّه و الإسلام و الرحم مثل ما نشدتنا أن يطمع فيك و فينا عدوّ أو يشمت بك و بنا حسود إنّ أمرك إليك ما كان فعلا فإذا صار فعلا فليس إليك و لا في يديك،و إنّا و اللّه لنخالفنّ إن خولفنا و لننازعنّ إن نوزعنا،ما تمنيك أن يكون الأمر صار إلينا دونك إلا أن يقول قائل منّا ما يقوله الناس و يعيب كما عابوا،فأمّا صرف قومنا عنّا الامر فعن حسد قد و اللّه عرفته،و بغي قد و اللّه علمته فاللّه بيننا و بين قومنا،و أمّا قولك:إنّك لا تدري أ دفعوه عنّا أم دفعونا عنه،فلعمري إنّك لتعرف أنّه لو صار إلينا هذا الأمر ما ازددنا به فضلا و لا قدرا إلي قدرنا و إنّا لأهل الفضل و أهل القدر و ما فضل فاضل إلاّ بفضلنا و لا سبق سابق إلاّ بسبقنا،و لو لا هدانا ما اهتدي

ص: 310


1- الاحتجاج للطبرسي:115/1.

أحد و لا أبصروا من عمي و لا قصدوا من جور،فقال عثمان:حتّي متي يا ابن عبّاس يأتيني عنكم ما يأتيني،هبوني كنت بعيدا أ ما كان لي من الحقّ عليكم أن أراقب و أنا أنظر؟بلي و ربّ الكعبة و لكن الفرقة سهّلت لكم القول فيّ،و تقدّمت بكم إلي الإسراع إليّ و اللّه المستعان.

قال ابن عبّاس:مهلا حتّي ألقي عليّا ثمّ أحمل إليك علي قدر ما أري فقال:افعل،فقد فعلت و طال ما طلبت فلا أطلب و لا أجاب و لا أعتب قال ابن عبّاس:فخرجت فلقيت عليّا و إذا به من الغضب و التلظي أضعاف ما بعثمان،فأردت تسكينه فامتنع فأتيت منزلي و أغلقت بابي و اعتزلتهما،فبلغ ذلك عثمان فأرسل إليّ فأتيته و قد هدأ غضبه فنظر إليّ ثمّ ضحك فقال:يا ابن عبّاس ما أبطأ بك عنّا إن تركك العود إلينا لدليل علي ما رأيت عند صاحبك و عرفت من حاله،فاللّه بيننا و بينه،خذ بنا في غير ذلك،قال ابن عبّاس:فكان عثمان إذا أتاه بعد ذلك عن عليّ شيء فأردت التكذيب عنه يقول:و لا يوم الجمعة حين أبطأت عنّا و تركت العود إلينا فلا أدري كيف أردّ عليه (1).

الثالث عشر: ابن أبي الحديد قال:روي الواقدي في كتاب الشوري عن ابن عبّاس رحمه اللّه قال:

شهدت عتاب عثمان لعليّ عليه السّلام يوما فقال له في بعض ما قال له:نشدتك اللّه أن تفتح للفرقة بابا فلعهدي بك و أنت تطيع عتيقا و ابن الخطّاب كطاعتك لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و لست بدون واحد منهما و أنا أمسّ بك رحما و أقرب إليك صهرا،فإن كنت تزعم أنّ هذا الأمر جعله رسول اللّه لك فقد رأيناك حين توفي نازعت ثمّ أقررت،فإن كانا لم يركبا من الأمر جددا فكيف أذعنت لهما بالبيعة و بخعت بالطاعة؟و إن كانا أحسنا فيما وليا و لم أقصر عنهما في ديني و حسبي و قرابتي فكن لي كما كنت لهما؟فقال عليّ عليه السّلام:أمّا الفرقة فمعاذ اللّه أن أفتح لها بابا و أسهّل إليها سبيلا و لكنّي أنهاك عمّا ينهاك اللّه و رسوله عنه،و أمّا عتيق و ابن الخطّاب فإن كانا أخذا ما جعله رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لي فأنت أعلم بذلك و المسلمون،و ما لي و لهذا الأمر و قد تركته منذ حين؟فأمّا أن لا يكون حقّي،بل المسلمون فيه شرع فقد أصاب السّهم الثغرة،و امّا أن يكون حقّي دونهم فقد تركته لهم،طبت به نفسا و نفضت يدي منه استصلاحا،و امّا التسوية بينك و بينهما فلست كأحدهما،إنّهما ولّيا هذا الأمر فظلفا أهلهما و أنفسهما عنه،و عمت فيه و قومك عوم السائح في اللجّة فارجع إلي اللّه أبا عمرو،و انظر هل بقي من عمرك إلاّ كظم الحمار؟فحتي متي؟و إلي متي؟ألا تنهي سفهاء بني أميّة عن أعراض المسلمين و أبشارهم و أموالهم؟و اللّه لو ظلم عامل من عمّالك حيث تغرب الشمس لكان إثمه مشتركا بينه

ص: 311


1- شرح نهج البلاغة:9/9.

و بينك.

قال ابن عبّاس:فقال عثمان:لك العتبي و افعل و اعزل من عمّالي كلّ من تكرهه و يكرهه المسلمون ثمّ افترقا فصدّه مروان بن الحكم عن ذلك و قال:يجترئ عليك الناس،فلم يعزل أحدا منهم (1).

الرابع عشر: ابن أبي الحديد في الشرح قال عثمان:أنا أخبركم-مخاطبا لعلي و طلحة و الزبير و كان معاوية حاضرا-عنّي و عمّا و ليت،إنّ صاحبيّ اللذين كانا قبلي ظلما أنفسهما و من كان منهما بسبيل احتسابا،و انّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كان يعطي قرابته و أنا في رهط أهل عيلة و قلّة معاش فبسطت في شيء من ذلك لمّا أقوم به فيه،فإن رأيتم خطأ فردّوه فأمري لأمركم تبع فقالوا:أصبت و أحسنت،انّك أعطيت عبد اللّه بن خالد بن أسيد خمسين ألفا و أعطيت مروان خمسة عشر ألفا فاستعدهما منهما فاستعادها فخرجوا راضين (2).

الخامس عشر: محمّد بن علي الحكيم الترمذي و هو من أكابر العامّة في كتابه في كلام له في فضائل أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام قال:إذا تحقّقت هذا فقد تحقّقت انّ له الخلافة الحقيقيّة اليقينيّة الأصليّة المعنونة،و لهذا جعل رضاه بعد مضيّ أيّام إجماعا علي خلافة أبي بكر رضي اللّه عنه يقينيا و كان يأتيه في الحقيقة،و لهذا قال أبو بكر الصدّيق:أقيلوني فإنّ عليّا أحقّ منّي بهذا الأمر،قال و في رواية:

كان الصدّيق رضي اللّه عنه يقول ثلاث مرّات:أقيلوني أقيلوني فإنّي لست بخير منكم و عليّ فيكم،و إنّما قال ذلك لعلمه بحال عليّ كرّم اللّه وجهه و مرتبته في الخلافة في الحقية الحقيقية الأصلية اليقينيّة تخلّفا و تحقّقا و تعقّلا و تعلّقا (3).

ص: 312


1- شرح نهج البلاغة:15/9.
2- شرح نهج البلاغة:138/2.
3- تفسير القرطبي:272/1،الغدير:368/5 بتفاوت.

الباب الرابع و الخمسون

في قول عليّ أمير المؤمنين عليه السّلام لأبي بكر انّه ليعلم و الذين حوله

إنّ اللّه و رسوله لم يستخلفا غيري

من طريق الخاصّة و فيه حديث واحد ذكر سليم بن قيس في كتابه و هو كتاب مشهور معتمد،نقل منه المصنّفون في كتبهم،و هو من التابعين رأي عليّا و سلمان و أبا ذرّ،و في مطلع كتابه ما هذه صورته:فهذه نسخة كتاب سليم بن قيس الهلالي رفعه إلي أبان بن أبي عيّاش و قرأه عليّ و ذكر أبان انّه قرأ علي عليّ بن الحسين عليهما السّلام فقال:صدق سليم هذا حديثنا نعرفه.

قال:سمعت سلمان الفارسي يقول:كنت جالسا بين يدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مرضه الذي قبض فيه فدخلت فاطمة،فلمّا رأت ما برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من الضعف خنقتها العبرة حتّي جرت دموعها علي خدّيها فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما يبكيك يا بنيّة؟قالت:يا رسول اللّه أخشي علي نفسي و علي ولدي الضيعة من بعدك،فقال رسول اللّه و قد اغرورقت عيناه بالدموع:يا فاطمة أ ما علمت أنّا أهل بيت اختار اللّه لنا الآخرة علي الدنيا،و أنّه حتم الفناء علي جميع خلقه،و إنّ اللّه تبارك و تعالي اطّلع إلي أهل الأرض فاختارني منها فجعلني رسولا و نبيّا،ثمّ اطّلع إلي الأرض ثانية فاختار منها بعلك فأمرني أن أزوّجك إيّاه،و أن أتّخذه أخا و وزيرا و وصيّا،و أن أجعله خليفتي في أمّتي،فأبوك خير أنبياء اللّه و رسله،و بعلك خير الأوصياء،و أنت أوّل من يلحق بي من أهلي،ثمّ اطّلع اطلاعة ثالثة فاختارك و أحد عشر من ولدك و ولد أخي بعلك منك،فأنت سيّدة نساء أهل الجنّة و ابناك الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنّة،و أنا و أخي و أوصيائي إلي يوم القيامة كلّهم هادون مهديّون.

أوّل الأوصياء بعد أخي الحسن ثمّ الحسين ثمّ ولد الحسين في منزل واحد في الجنّة.و ليس منزل أقرب إلي اللّه من منزلي ثمّ منزل إبراهيم و آل إبراهيم،أ ما تعلمين يا بنيّة انّ من كرامة اللّه إيّاك أن زوّجك خير أمّتي و خير أهل بيتي؟أقدمهم إسلاما و أعظمهم حلما و أكثرهم علما و أكرمهم نفسا و أصدقهم لسانا و أشجعهم قلبا و أجودهم كفّا و أزهدهم في الدنيا و أشدّهم اجتهادا،فاستبشرت فاطمة عليها السّلام بما قال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله[و فرحت،ثم قال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:]يا بنيّة انّ لعليّ أخي

ص: 313

ثمانية أضراس ثواقب و هي:إيمانه باللّه و رسوله قبل كلّ أحد و لم يسبقه إلي ذلك أحد من أمّتي، و علمه بكتاب اللّه و سنّتي،و ليس أحد من أمّتي يعلم جميع علمي أعلم منه بذلك،و إنّ اللّه عزّ و جلّ علّمني علما لا يعلمه غيري و غيره،و لم يعلّمه ملائكته و رسله و إنّما أعلمه أنا و أمرني أن اعلّمه عليّا،ففعلت ذلك،و ليس أحد من أمّتي يعلم بجميع علمي و فهمي و حكمي كلّها سواه، و إنّك يا بنيّة زوجته و إنّ ابنيه سبطاك الحسن و الحسين،و أمره بالمعروف و نهيه عن المنكر،و إنّ اللّه جلّ ثناؤه آتاه الحكمة و فصل الخطاب،يا بنيّة إنّا أهل بيت أعطانا اللّه عزّ و جلّ سبع خصال لم يعطها أحدا من الأوّلين و لا أحدا من الآخرين غيرنا،أبوك سيد الأنبياء و المرسلين و خيرهم، و وصيّي خير الوصيّين،و وزيري بعدي خير الوزراء و شهيدنا خير الشهداء أعني عمّي حمزة.

قالت:يا رسول اللّه سيّد الشهداء الذين قتلوا معك قال:سيّد الأوّلين و الآخرين ما خلا النبيّين و الوصيّين،و جعفر بن أبي طالب ذو الجناحين المضرّجين يطير بهما مع الملائكة في الجنّة،و ابناك الحسن و الحسين سبطا أمتي و منّا،و الذي نفسي بيده مهدي هذه الامّة يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما قالت:يا رسول اللّه فأي هؤلاء الذين سمّيت أفضل؟فقال:عليّ أخي أفضل أمّتي،و حمزة و جعفر هذان أفضل أمّتي بعد عليّ[و بعدك]و بعد ابني و سبطي الحسن و الحسين و بعد الأوصياء من ولد ابني هذا،و أشار بيده إلي الحسين عليه السّلام،منهم المهدي،إنّا أهل بيت اختار اللّه عزّ و جلّ لنا الآخرة علي الدنيا،ثمّ نظر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي فاطمة عليها السّلام و إلي بعلها و إلي ابنيها فقال:يا سلمان اشهد و اللّه إنّي حرب لمن حاربهم و سلم لمن سالمهم،أما إنّهم معي في الجنّة ثمّ أقبل النبيّ صلّي اللّه عليه و آله علي عليّ عليه السّلام و قال:يا أخي انّك ستلقي بعدي من قريش شدّة من تظاهرهم عليك و ظلمهم لك،فإن وجدت أعوانا عليهم فجاهدهم و قاتل من خالفك بمن وافقك،و إن لم تجد أعوانا فاصبر و كفّ يدك و لا تلق بها إلي التهلكة،فإنّك بمنزلة هارون من موسي و لك بهارون أسوة حسنة أنّه قال لموسي:إنّ القوم استضعفوني و كادوا يقتلونني (1).

قال سلمان:فلمّا أن قبض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و صنع الناس ما صنعوا جاء لهم أبو بكر و عمر و أبو عبيدة بن الجرّاح و خاصموا الأنصار بحجّة عليّ فخصموهم فقالوا:يا معاشر الأنصار قريش أحقّ بالأمر منكم لأنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من قريش و المهاجرون خير منكم لأنّ اللّه سبحانه بدأ بهم في كتابه و فضّلهم،و قد قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:الأئمّة من قريش،قال سلمان:فأتيت عليّا عليه السّلام و هو يغسل رسول اللّه و قد كان أوصي عليّا عليه السّلام أن لا يلي غسله إلاّ هو فقال:يا رسول اللّه و من يعينني عليك؟فقال

ص: 314


1- كتاب سليم بن قيس:132-135 مع تفاوت بالنقص القليل.

جبرئيل عليه السّلام و كان عليّ عليه السّلام لا يريد عضوا إلاّ انقلب له،فلمّا غسّله و كفّنه أدخلني و أدخل أبا ذرّ و المقداد و فاطمة و الحسن و الحسين عليهما السّلام،فتقدّم عليّ عليه السّلام و صفّنا خلفه و صلّي عليه،و عائشة في الحجرة لا تعلم ثمّ أدخل عشرة من المهاجرين و عشرة من الأنصار،فكانوا يدخلون فيدعون ثمّ يخرجون حتّي لم يبق أحد شهد من المهاجرين و الأنصار إلاّ صلّي عليه قال سلمان:فأتيت عليّا عليه السّلام و هو يغسل رسول اللّه فأخبرته بما صنع الناس فقلت:إنّ أبا بكر الساعة قد رقي منبر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و لم يرضوا أن يبايعوه بيد واحدة و إنّهم ليبايعونه بيديه جميعا بيمينه و شماله فقال عليّ عليه السّلام:يا سلمان و هل تدري أوّل من بايعه علي منبر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟فقلت:لا إلاّ أنّي رأيت في ظلة بني ساعدة حين خصمت الأنصار،فكان أوّل من بايعه المغيرة بن شعبة ثمّ بشر بن سعد ثمّ أبو عبيدة ابن الجرّاح ثمّ عمر بن الخطّاب ثمّ سالم مولي حذيفة و معاذ بن جبل.

قال:لست أسألك عن هؤلاء و لكن هل تدري أوّل من بايعه حين صعد المنبر؟قال:لا،و لكنّي رأيت شيخا كبيرا متوكّيا علي عصا،بين عينيه سجّادة،شديد التشمير،صعد المنبر أوّل من صعد و هو يبكي و هو يقول:الحمد للّه الذي لم يمتني حتّي رأيتك في هذا المكان،ابسط يدك،فبسط يده فبايعه ثمّ نزل فخرج من المسجد فقال عليّ عليه السّلام:و هل تدري يا سلمان من هو؟

قلت:لا،و قد ساءتني مقالته كأنّه شامت بموت رسول اللّه عليه السّلام،قال علي عليه السّلام:فإنّ ذلك إبليس لعنة اللّه عليه،إنّ ابليس و أصحابه شهدوا نصب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إيّاي بغدير خمّ لمّا أمره اللّه تعالي و أخبرهم إنّي أولي بهم من أنفسهم و أمرهم أن يبلغ الشاهد الغائب،فأقبل إلي إبليس أبالسته و مردة أصحابه فقالوا:إنّ هذه الأمّة مرحومة معصومة لا لك و لا لنا عليهم سبيل،قد أعلموا مقرّهم و إمامهم بعد نبيّهم فانطلق إبليس آيسا حزينا.

قال:فأخبرني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بعد ذلك و قال:تبايع الناس أبا بكر في ظلة بني ساعدة حتّي بعد تخاصمهم بحقّنا و حجّتنا،ثمّ يأتون المسجد فيكون أوّل من يبايعه علي منبري إبليس في صورة شيخ كبير مغمر يقول له كذا و كذا،ثمّ يخرج فيجمع أصحابه و شياطينه و أبالسته فيخرّون سجّدا، فيحث و يكسع ثمّ يقول:كلاّ زعمتم أن ليس لي عليهم سلطان و لا سبيل،فكيف رأيتموني صنعت بهم حين تركوا ما أمرهم اللّه به من طاعته و أمرهم به رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و ذلك قول اللّه تعالي: وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (1) قال سلمان:فلمّا كان الليل حمل فاطمة علي حمار و أخذ بيد الحسن و الحسين عليهما السّلام فلم يدع أحدا من أهل بدر من المهاجرين و لا من الأنصار إلاّ أتاه في منزله و ذكّره حقّه و دعاه إلي نصرته،فما استجاب له إلاّ أربعة و أربعون رجلا،فأمرهم أن

ص: 315


1- سوره 34 - آيه 20

يصبحوا محلّقين رءوسهم و معهم سلاحهم علي أن يبايعوه علي الموت،و أصبحوا لم يوافقه منهم إلاّ أربعة.

[فقلت لسلمان:من الأربعة؟]

قال:أنا و أبو ذرّ و المقداد و الزبير بن العوّام ثمّ غادرهم ليلا يناشدهم فقالوا:نصحبك بكرة فما أتاه منهم أحد غيرنا،فلمّا رأي عليّ غدرهم و قلّة وفائهم لزم بيته و أقبل علي القرآن يؤلّفه و يجمعه، فلم يخرج من بيته حتّي جمعه،و كان في المصحف القرطاس و الاسيار و الرقاع،فلمّا جمعه كلّه كتبه[بيده]علي تنزيله و الناسخ منه و المنسوخ،و بعث إليه أبو بكر أن اخرج فبايع فبعث إليه عليّ عليه السّلام إنّي مشغول و لقد آليت علي نفسي يمينا أن لا أرتدي برداء إلاّ للصلاة حتّي أؤلف القرآن فأجمعه،فجمعه في ثوب واحد و ختمه،ثمّ خرج إلي الناس و هم مجتمعون مع أبي بكر في مسجد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فنادي بأعلي صوته:يا أيّها الناس إنّي لم أزل منذ قبض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مشغولا بغسله ثمّ بالقرآن حتّي جمعته كلّه في هذا الثوب الواحد،فلم ينزل اللّه تعالي علي رسوله آية منه إلاّ و قد جمعتها،و ليست منه آية إلاّ و قد أقرأني إيّاها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و علّمني تأويلها ثمّ قال لهم علي لئلاّ تقولوا يوم القيامة إنّي لم أدعكم إلي نصرتي و لم أذكّركم حقّي،فأدعوكم إلي كتاب اللّه من فاتحته إلي خاتمته.

فقال عمر:ما أغنانا بما معنا من القرآن عمّا تدعونا إليه،ثمّ دخل عليّ عليه السّلام بيته فقال عمر لأبي بكر:أرسل إلي عليّ عليه السّلام فلسنا في شيء حتّي يبايع و لو قد بايع أمنّاه،فأرسل أبو بكر:أجب خليفة رسول اللّه فأتاه الرسول فقال له ذلك فقال له عليّ عليه السّلام:ما أسرع ما كذبتم علي رسول اللّه،إنّه ليعلم و الذين حوله أنّ اللّه و رسوله لم يستخلفا غيري فذهب الرسول فأخبره بما قال له فقال:اذهب فقل له:أجب أمير المؤمنين أبا بكر،فأتاه فأخبره بذلك فقال له عليّ عليه السّلام:سبحان اللّه،و اللّه ما طال العهد فينسي،فو اللّه إنّه ليعلم أنّ هذا الاسم لا يصلح إلاّ لي،و قد أمره رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو سابع سبعة فسلّموا عليه بإمرة المؤمنين فاستفهمه هو و صاحبه و من بين السبعة و قالا:أحقّ من اللّه و رسوله؟

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:نعم حقّا حقّا من اللّه و من رسوله إنّه أمير المؤمنين و سيّد المسلمين و صاحب لواء الغر المحجّلين،يقعده اللّه عزّ و جلّ يوم القيامة علي الصراط فيدخل أولياءه الجنّة و أعداءه النار فانطلق الرسول فأخبره بما قال،فسكتوا عنه يومهم ذلك،فلمّا كان الليل حمل علي عليه السّلام فاطمة عليهما السّلام و أخذ بيد ابنيه الحسن و الحسين فلم يدع أحدا من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلاّ أتاه في منزله فناشدهم اللّه حقّه و دعاهم إلي نصرته،فما استجاب له منهم أحد غير الأربعة،فإنّا

ص: 316

حلقنا رءوسنا و بذلنا له نصرتنا و كان الزبير أشدّ نصرة،فلمّا رأي عليّ عليه السّلام خذلان الناس له و تركهم نصرته و اجتماع كلمتهم مع أبي بكر و تعظيمهم له لزم بيته و قال عمر لأبي بكر:ما يمنعك أن تبعث إليه فيبايع فإنّه لم يبق أحد إلاّ و قد بايع غيره و غير هؤلاء الأربعة؟و كان أبو بكر أرق الرجلين و أرفقهما و أدهاهما و أبعدهما غورا،و الآخر أفطنهما[و أغلظهما]و أجفاهما فقال له أبو بكر:من ترسل إليه؟

قال:نرسل إليه قنفذا،رجلا فظّا غليظا جافيا من الطلقاء أحد بني عدي بن كعب،فأرسله إليه و أرسل معه أعوانا فانطلق فاستأذن عليّا عليه السّلام فأبي أن يأذن لهم فرجع أصحاب قنفذ إلي أبي بكر و عمر و هما في المسجد و الناس حولهما فقالوا،لم يؤذن لنا فقال عمر:اذهبوا فإن أذن لكم و إلاّ فادخلوا عليه من غير إذن،فانطلقوا فاستأذنوا فقالت فاطمة عليهما السّلام:أحرج عليكم أن تدخلوا عليّ بيتي فرجعوا فثبت قنفذ الملعون.

فقال:إنّ فاطمة قالت كذا و كذا فتحرجنا أن ندخل عليها بيتها من غير إذن فغضب عمر فقال:

ما لنا و للنساء،ثمّ أمر اناسا حوله يحملون حطبا فحملوا الحطب و حمل عمر معهم فجعلوه حول بيت عليّ عليه السّلام و فيه عليّ و فاطمة و ابناهما صلوات اللّه عليهم،ثمّ نادي عمر حتّي أسمع عليّا و فاطمة:و اللّه لتخرجن و لتبايعن خليفة رسول اللّه و إلاّ أضرمت عليك بيتك نارا،ثمّ رجع قنفذ إلي أبي بكر و هو متخوّف أن يخرج علي إليه بسيفه لما يعرف من بأسه و شدّته فقال أبو بكر لقنفذ:

ارجع فإن خرج و إلاّ فاهجم عليه بيته،فإن امتنع فاضرم عليهم بيتهم نارا،فانطلق قنفذ الملعون فاقتحم هو و أصحابه بغير إذن،و سار عليّ عليه السّلام إلي سيفه فسبقه إليه و هم كثيرون،فتناول بعضهم سيفه و كاثروه فألقوا في عنقه حبلا و حالت بينهم و بينه فاطمة عند باب البيت،فضربها قنفذ لعنه اللّه بسوط كان معه،فماتت صلوات اللّه عليها و انّ في عضدها مثل الدماليج من ضربته لعنة اللّه عليه و لعن من بعث به،ثمّ انطلق به يعتل عتلا حتّي انتهي إلي أبي بكر بالسيف و خالد بن الوليد و أبو عبيدة بن الجرّاح و سالم مولي أبي حذيفة و معاذ بن جبل و المغيرة بن شعبة و أسد بن حصين و بشر بن سعد و سائر الناس حولهم عليهم السلاح.

قال:قلت لسلمان:أدخلوا علي فاطمة بغير إذن؟قال:أي و اللّه ما عليها خمار فنادت وا أبتاه وا رسول اللّه يا أبتاه،لبئس ما خلفك أبو بكر و عمر و عيناك لم تنفقآ في قبرك،تنادي بأعلي صوتها، فلقد رأيت أبا بكر و من حوله يبكون و ينتحبون،و ما فيهم إلاّ باك غير عمر و خالد بن الوليد و المغيرة بن شعبة،و عمر يقول:إنّا لسنا من النساء و رأيهن في شيء،فانتهوا به إلي أبي بكر و هو يقول:أما

ص: 317

و اللّه لو وقع سيفي في يدي لعلمت أنّكم لن تصلوا إلي هذا أبدا،و اللّه لم ألم نفسي في جهادكم،لو كنت استمكنت من الأربعين رجلا لفرقت جماعتكم و لكن لعن اللّه أقواما بايعوني ثمّ خذلوني،و قد كان قنفذ لعنه اللّه حين ضرب فاطمة عليها السّلام بالسوط حين حالت بينه و بين زوجها أرسل إليه عمر إن حالت بينك و بينه فاطمة فاضربها،فألجأها قنفذ لعنه اللّه إلي عضادة باب بيتها و دفعها فكسر لها ضلعا من جنبها و ألقت جنينا من بطنها،فلم تزل صاحبة فراش حتّي ماتت صلوات اللّه عليها من ذلك شهيدة،فلمّا انتهي بعلي إلي أبي بكر انتهره عمر و قال له:بايع.

فقال له عليّ عليه السّلام:إن أنا لم أبايع فما أنتم صانعون؟

قالوا:نقتلك ذلاّ و صغارا،فقال:إذا تقتلون عبد اللّه و أخا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال أبو بكر:أمّا عبد اللّه فنعم،و أمّا أخو رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلا نعرفك بهذا،فقال:أ تجحد انّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله آخي بيني و بينه؟

قال:نعم،فأعاد عليه ذلك ثلاث مرّات،ثمّ أقبل عليّ عليه السّلام فقال:يا معاشر المسلمين و المهاجرين و الأنصار أنشدكم اللّه،أسمعتم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول يوم غدير خمّ كذا و كذا،و في غزوة تبوك كذا و كذا فلم يدع شيئا قال فيه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علانية للعامّة إلاّ ذكّرهم إيّاه.

قالوا:اللّهمّ نعم،فلمّا أن تخوّف أبو بكر أن تنصره الناس و أن يمنعوه منه بادرهم فقال له:كلّما قلت:حقّ قد سمعناه بأذاننا و عرفناه و وعته قلوبنا و لكن سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول بعد هذا:إنّا أهل بيت اصطفانا اللّه تعالي و اختار لنا الآخرة علي الدّنيا،فإنّ اللّه لم يكن ليجمع لنا أهل البيت النبوّة و الخلافة،فقال عليّ عليه السّلام:هل أحد من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله شهد هذا معك؟

فقال عمر:صدق خليفة رسول اللّه قد سمعته منه كما قال،قال:و قال أبو عبيدة و سالم مولي حذيفة و معاذ بن جبل قد سمعنا ذلك من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فقال لهم عليّ عليه السّلام:لقد وفيتم بصحيفتكم التي تعاهدتم عليها في الكعبة،إن قتل اللّه محمّدا أو مات لتزونّ هذا الأمر عنّا أهل البيت.

فقال أبو بكر:فما علمك بذلك؟أطلعناك عليها فقال عليّ عليه السّلام:يا زبير و أنت يا سلمان و أنت يا أبا ذرّ و أنت يا مقداد أسألكم باللّه و بالإسلام،أسمعتم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول ذلك:و أنتم لتسمعون أنّ فلانا و فلانا-عدّ هؤلاء الأربعة (1)-قد كتبوا بينهم كتابا و تعاهدوا فيه و تعاقدوا أيمانا علي ما صنعوا، إن قتلت أو متّ أن يتظاهروا عليك و أن يزووا عنك هذا الأمر يا علي قلت:بأبي أنت يا رسول اللّه فما تأمرني إذا كان ذلك؟فقال لي:إن وجدت عليهم أعوانا فجاهدهم و نابذهم و إن لم تجد أعوانا فبايع و احقن دمك فقال:أما و اللّه لو أنّ أولئك الأربعين الرجل الذين بايعوني وفوا لي لجاهدتكم

ص: 318


1- في المصدر:الخمسة.

في اللّه،فقال عمر:أما و اللّه لا ينالها أحد من أعقابكم إلي يوم القيامة ثمّ نادي عليّ عليه السّلام قبل أن يبايع و الحبل في عنقه:يا ابن أمّ إنّ القوم استضعفوني و كادوا يقتلونني،ثمّ تناول يد أبي بكر فبايع و قيل للزبير:بايع فأبي فوثب إليه عمر و خالد بن الوليد و المغيرة بن شعبة و أناس معهم فانتزعوا سيفه فضربوا به الأرض فقال الزبير:يا ابن صهاك أما و اللّه لو أنّ سيفي في يدي لحدت عني ثم بايع.

قال سلمان ثم أخذوني فوجئوا في عنقي حتّي تركوه كالسلعة ثمّ أخذوا يدي فبايعت مكرها، ثمّ بايع أبو ذر و المقداد مكرهين،و ما من أحد من الأمّة بايع مكرها غير عليّ و أربعتنا و لم يكن منّا أشدّ قولا أحد من الزبير فإنّه لمّا بايع قال:يا ابن صهاك امّا و اللّه لو لا هؤلاء الطغاة الذين أعانوك لما كنت تقدم عليّ و معي سيفي لما أعرف من جبنك و لؤمك،و لكن وجدت طغاة تقوي بهم و تصول، فغضب عمر و قال:أتذكر صهّاك.

فقال:و ما يمنعني و قد كانت صهاك زانية؟أو تنكر ذلك؟أو ليس كانت أمة لجدّي عبد المطلّب فزني بها جدّك نفيل فولدت أباك الخطّاب فوهبها عبد المطّلب لجدّك بعد ما ولدته و انّه لعبد لجدّي ولد زنا؟فأصلح أبو بكر بينهما و كفّ كلّ واحد منهما عن صاحبه،قال سليم:فقلت لسلمان:

فبايعت أبا بكر و لم تقل شيئا؟قال:بلي،قد قلت بعد ما بايعت:تبّا لكم سائر الدهر،لو تدرون ما صنعتم بأنفسكم،أصبتم و أخطأتم،أصبتم سنّة من قبلكم من الفرقة و الاختلاف و أخطأتم سنّة نبيّكم صلّي اللّه عليه و آله حين أخرجتموها من معدنها و أهلها،فقال عمر:أمّا إذ قد بايعت يا سلمان فقل ما شئت و افعل ما بدا لك،و ليقل صاحبك ما بدا له.

قال سلمان:قلت:إنّي سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:إنّ عليك و علي صاحبك الذي بايعته مثل ذنوب أمّته إلي يوم القيامة،و مثل عذابهم جميعا فقال له:قل ما شئت،أ ليس قد بايعت و لم يقرّ اللّه عينك بأن يلبسها صاحبك؟فقال:أشهد أنّي قرأت في بعض كتب اللّه أنّك باسمك و صفتك باب من أبواب جهنّم فقال:قل ما شئت أ ليس قد عداها اللّه عن أهل البيت الذين اتخذتموهم أربابا فقلت:إنّي سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول ذلك،و سألته عن هذه الآية فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ وَ لا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ (1) فأخبرني بأنّك أنت هو فقال لي عمر:اسكت،اسكت اللّه نامتك أيّها العبد ابن اللخناء فقال لي علي:اسكت يا سلمان،فو اللّه لو لم يأمرني عليّ بالسكوت لخبرته بكلّ شيء نزل فيه و كلّ شيء سمعته من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فيه و في صاحبه،فلمّا رآني عمر و قد سكتّ قال لي:إنّك لمطيع مسلّم،فلمّا بايع أبو ذرّ و المقداد و لم يقولا شيئا قال عمر:ألا كففت كما كفّ صاحباك،و اللّه ما أنت بأشدّ حبّا لأهل هذا البيت منهما،و لا أشدّ تعظيما لحقّهم منهما و قد كفّا كما تري و قد بايعا

ص: 319


1- سوره 89 - آيه 25

فقال أبو ذرّ:تعيّرنا يا عمر بحبّ آل محمّد و تعظيمهم،لعن اللّه و قد فعل من أبغضهم و افتري عليهم و ظلمهم حقّهم و حمل الناس علي رقابهم و ردّ هذه الأمّة القهقري علي أدبارهم.

فقال عمر:آمين لعن اللّه من ظلمهم حقّهم لا،و اللّه ما لهم فيها من حقّ و ما هم فيها و عرض الناس إلاّ سواء قال أبو ذرّ:لم خاصمت الأنصار بحقّهم؟و قال عليّ لعمر:يا ابن صهاك فليس لنا فيها حقّ و لا هي لك و لا ابن آكلة الذّبان فقال عمر:كفّ يا أبا الحسن إذ قد بايعت،فانّ العامّة رضوا بصاحبي و لم يرضوا بك فما ذنبي؟

فقال عليّ عليه السّلام:لكنّ اللّه و رسوله لم يرضيا إلاّ بي فابشر أنت و صاحبك و من تبعكما و وازركما بسخط اللّه و عذابه و خزيه،ويلك يا ابن الخطّاب لو تري ما ذا جنيت علي نفسك و علي صاحبك، فقال أبو بكر:يا عمر أمّا إذ بايع و أمنّا شرّه و فتكه و غائلته فدعه يقول ما شاء فقال عليّ عليه السّلام:لست قائلا غير شيء واحد،أذكّركم باللّه أيها الأربعة لسلمان و الزبير و أبي ذرّ و المقداد أسمعتم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:إنّ تابوتا من نار فيه اثنا عشر؛ستّة من الأوّلين و ستّة من الآخرين في قعر جهنّم في جبّ في تابوت مقفل،علي ذلك الجبّ صخرة فإذا أراد اللّه أن يسعر جهنّم كشفت تلك الصخرة عن ذلك الجبّ،فاستعرت جهنم من وهج ذلك الجب و من حرّه،قال عليّ عليه السّلام:فسألت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عنهم و أنتم شهود فقال رسول اللّه عليه السّلام:أمّا الأوّلون فابن آدم الذي قتل أخاه،و فرعون الفراعنة،و الذي حاجّ إبراهيم في ربّه،و رجلان من بني إسرائيل بدّلا كتابهم و غيّرا سنّتهم،أمّا أحدهما فهوّد اليهود و الآخر فنصّر النصاري،و عاقر الناقة،و قاتل يحيي بن زكريا و الدّجال في الآخرين و هؤلاء الأربعة أصحاب الكتاب و جبتهم و طاغوتهم الذي تعاهدوا عليه و تعاقدوا علي عداوتك يا أخي،و يتظاهرون عليك بعدي،هذا و هذا حتي عدّهم و سمّاهم قال:فقلنا صدقت نشهد أنّه قد سمعنا ذلك من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال عثمان:يا أبا الحسن أما عندك فيّ حديث؟فقال علي عليه السّلام:بلي لقد سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يلعنك ثمّ لم يستغفر لك بعد ما لعنك،فغضب عثمان ثمّ قال:ما لي و ما لك لا تدعني علي حال كنت علي عهد النبيّ و لا بعده؟

فقال له عليّ عليه السّلام:فأرغم اللّه أنفك،ثمّ قال له عثمان:و اللّه لقد سمعت رسول اللّه يقول:إنّ الزبير يقتل مرتدّا،قال سلمان:فقال عليّ عليه السّلام:انّ الناس كلّهم ارتدّوا بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غير أربعة،إنّ الناس صاروا بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بمنزلة هارون و من تبعه،و منزلة العجل و من تبعه فعلي في شبه هارون،و عتيق في شبه العجل،و عمر في شبه السامري،و سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:ليجيئن قوم من أصحابي من أهل العلية و المكانة حتّي ليمرّوا علي الصراط فإذا رأيتهم و رأوني و عرفتهم

ص: 320

و عرفوني اختلجوا دوني فأقول:بعدا و سحقا،و سمعته يقول:لتركبنّ أمّتي سنّة بني إسرائيل حذو النعل بالنعل و حذو القذة بالقذة،شبرا بشبر باعا بباع و ذراعا بذراع حتّي لو دخلوا جحرا لدخلوا فيه معهم،و إنّه كتب التوراة و القرآن

ملك واحد في رقّ واحد و جرت الأمثال و السّنن (1).

ص: 321


1- كتاب سليم بن قيس:143-163،مع تفاوت بنقص و تغيير.

الباب الخامس و الخمسون

في إخراج أمير المؤمنين عليه السّلام لبيعة أبي بكر مكرها ملبّبا

و إرادة حرق بيته عليه السّلام و بيت فاطمة عليها السّلام عند امتناعه من البيعة

و إرادة قتله عليه السّلام إن امتنع من البيعة و امتناع الجماعة الذين معه عليه السّلام

من طريق العامّة و فيه واحد و ثلاثون حديثا الأوّل: قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة و هو من علماء العامّة المعتزلة قال أمير المؤمنين عليه السّلام في خطبة:فنظرت فإذا ليس لي معين إلاّ أهل بيتي و ضننت بهم عن الموت و أغضيت علي القذي و شربت علي الشجي،فصبرت علي أخذ الكظم و علي أمرّ من طعم العلقم،قال ابن أبي الحديد في الشرح:الكظم بفتح الظاء مخرج النفس و الجمع أكظام و ضننت بالكسر بخلت و أغضيت علي كذا أغضضت عنه طرفي،و الشجا ما يعترض في الحلق،ثمّ قال ابن أبي الحديد:

اختلفت الروايات في قصّة السقيفة فالذي تقوله الشيعة و قد قال قوم من المحدّثين بعضه و رووا كثيرا منه:إنّ عليّا عليه السّلام امتنع من البيعة حتّي أخرج كرها،و إنّ الزبير بن العوّام امتنع من البيعة و قال:لا أبايع إلاّ عليّا و كذلك أبو سفيان بن حرب و خالد بن سعيد بن العاص بن أميّة بن عبد شمس و العبّاس بن عبد المطلب و جميع بني هاشم و قالوا:إنّ الزبير شهر سيفه فلما جاء عمر و معه جماعة من الأنصار و غيرهم قال في جملة ما قال:خذوا سيف هذا فاضربوا به الحجر،و يقال:انّه أخذ السيف من يد الزبير فضرب به حجرا فكسره،فساقهم كلّهم بين يديه إلي أبي بكر فحملهم علي بيعته،و لم يتخلّف إلاّ عليّ وحده فإنّه اعتصم ببيت فاطمة فتحاموا إخراجه قسرا،و قامت فاطمة إلي باب البيت فأسمعت من جاء يطلبه،فتفرّقوا و علموا أنّه مفرد لا يضرّ شيئا فتركوه و قيل:إنّهم أخرجوه فيمن أخرج و حمل إلي أبي بكر،و قال:و قد روي أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري كثيرا من هذا،فأمّا حديث التحريق و ما جري مجراه من الأمور الفظيعة و قول من قال:إنّهم أخذوا عليّا عليه السّلام يقاد بعمامته و الناس حوله فأمر بعيد و الشيعة تنفرد به علي أنّ جماعة من أهل الحديث قد رووا نحوه و سنذكر ذلك.

و قال أبو جعفر:إنّ الأنصار لمّا فاتها ما طلبت من الخلافة قالت أو قال بعضها:لا نبايع إلاّ عليّا

ص: 322

و ذكر نحو هذا عليّ بن عبد الكريم المعروف بابن الأثير الموصلي في تاريخه،فأمّا قوله:لم يكن لي معين إلاّ أهل بيتي فضننت بهم عن الموت فقال:ما زال عليه السّلام يقوله،و لقد قاله عقيب وفاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:لو وجدت أربعين ذوي،عزم ذكر ذلك نصر بن مزاحم في كتاب صفّين و ذكره كثير من أرباب السّير،و أمّا الذي يقوله جمهور المحدّثين و أعيانهم فإنّه عليه السّلام امتنع من البيعة ستّة أشهر و لزم بيته فلم يبايع حتّي ماتت فاطمة عليها السّلام،فلمّا ماتت بايع طوعا.و في صحيح مسلم و البخاري:كانت وجوه الناس إليه و فاطمة باقية بعد،فلمّا ماتت انصرفت وجوه الناس عنه و خرج من بيته فبايع أبا بكر و كانت مدّة بقائها بعد أبيها عليه السّلام ستّة أشهر (1).

الثاني: قال ابن أبي الحديد:روي أحمد بن عبد العزيز قال:لمّا بويع لأبي بكر كان الزبير و المقداد يختلفان في جماعة من الناس إلي عليّ و هو في بيت فاطمة فيتشاورون و يتراجعون في أمرهم،فخرج عمر حتّي دخل علي فاطمة عليها السّلام و قال:يا بنت رسول اللّه ما من أحد من الخلق أحبّ إلينا من أبيك و ما من أحد أحبّ إلينا منك بعد أبيك،و أيم اللّه ما ذاك بمانعي ان اجتمع هؤلاء النفر عندك أن آمر بتحريق البيت عليهم فلمّا خرج عمر جاءوها فقالت:تعلمون أن عمر جاءني و حلف لي باللّه إن عدتم ليحرقنّ عليكم البيت،و ايم اللّه ليمضين ما حلف له فانصرفوا عنّا راشدين،فلم يرجعوا إلي بيتها و ذهبوا فبايعوا لأبي بكر (2).

الثالث: ابن أبي الحديد قال:و روي المبرد في الكامل صدر هذا الخبر عن عبد الرحمن بن عوف قال:دخلت علي أبي بكر أعوده في مرضه الذي مات فيه فسلّمت و سألت ما به فاستوي جالسا فقلت:أصبحت بحمد اللّه باريا فقال:أما إني علي ما تري لوجع و جعلتم لي معاشر المهاجرين شغلا من وجعي،و جعلت لكم عهدا منّي من بعدي،و اخترت لكم خيركم في نفسي فكلّكم ورم لذلك أنفه رجاء أن يكون الأمر له و رأيتم الدّنيا قد أقبلت،و اللّه لنتخذنّ ستور الحرير و نضائد الديباج و تالمون ضجائع الصوف الأذربي،كان أحدكم علي حسك السعدان و اللّه لئن يقدم أحدكم فيضرب عنقه في حدّ خيّر له من أن يسبح في غمرة الدّنيا،و إنّكم غدا لأوّل ضال بالناس، و ساق حديثه إلي أن قال:و قال أبو بكر:أما إنّي لا أساء إلاّ علي ثلاث فعلتهن وددت أنّي لم أفعلهن، و ثلاث لم أفعلهن و ودت انّي فعلتهن و ثلاث وددت أني لم أكن فعلتها فوددت،أنّي لم أكن كشفت عن بيت فاطمة و تركته و لو اغلق علي حرب،و وددت أنّي يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين عمر أو أبي عبيدة فكان أميرا و كنت وزيرا،و وددت أن إذا أتيت بالفجاء لم

ص: 323


1- شرح نهج البلاغة:20/2.
2- شرح نهج البلاغة:45/2.

أكن أحرقته و كنت قتلته بالحديد أو أطلقته،و أمّا الثلاث التي تركتها و وددت أنّي فعلتها فوددت أني يوم أتيت بالأشعث كنت ضربت عنقه فإنّي تخيّل إليّ انّه لا يري شرّا إلاّ أعان عليه،و وددت أنّي كنت وجهت خالدا إلي أهل الردّة أقمت بذي الصفة،فإن ظفر المسلمون و إلاّ كنت ردة لهم، و وددت حيث وجّهت خالدا إلي الشام كنت وجّهت عمر إلي العراق فأكون قد بسطت كلتا يدي اليمين و الشمال في سبيل اللّه،و امّا الثلاث التي وددت انّي سألت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عنهنّ فوددت إنّي سألته عن هذا الأمر فكنّا لا ننازعه أهله و وددت أنّي سألته عن ميراث العمّة و بنت الاخت فإنّ في نفسي منها حاجة (1).

الرابع: ابن أبي الحديد قال:قال أبو بكر أحمد بن عبد العزيز و أخبرنا أبو زيد عمر بن شبّه قال:

حدّثنا إبراهيم بن المنذر عن ابن وهب عن ابن لهيعة عن أبي الأسود قال:غضب رجال من المهاجرين في بيعة أبي بكر بغير مشورة و غضب علي و الزبير،فدخلا بيت فاطمة معهما السلاح فجاء عمر في عصابة فيهم أسيد بن حضير و سلمة بن سلامة بن وقش و هما من بني عبد الأشهل فصاحت فاطمة فناشدتهما اللّه،فأخذوا سيفي عليّ و الزبير و ضربوا بهما الجدار حتّي كسروهما ثمّ أخرجهما عمر يسوقهما حتّي بايعا،ثمّ قام أبو بكر فخطب الناس و اعتذر إليهم و قال:إنّ بيعتي كانت فلتة وقي اللّه شرّها و خشيت الفتنة،و أيم اللّه ما حرصت عليها يوما قط و لو قلدت أمرا عظيما ما لي به طاقة و لا يدان و لوددت انّي أقوي الناس عليه مكاني،و جعل يعتذر إليهم،فقبل المهاجرون عذره (2).

الخامس: ابن أبي الحديد قال أبو بكر:و حدّثني أبو زيد عمر بن شبّة قال:حدّثنا أحمد بن معاوية قال:حدّثني النضر بن شميل قال:حدّثنا محمد بن عمرو عن سلمة بن عبد الرحمن قال:

لمّا جلس أبو بكر علي المنبر كان عليّ عليه السّلام و الزبير و ناس من بني هاشم في بيت فاطمة،فجاء عمر إليهم فقال:و الذي نفسي بيده لتخرجنّ إلي البيعة أو لأحرقن البيت عليكم.فخرج الزبير مصلتا سيفه فاعتنقه رجل من الأنصار و زياد بن لبيد فدقّ به فبدر السيف،فصاح أبو بكر و هو علي المنبر اضرب به الحجر قال أبو عمر بن حماس فلقد رأيت الحجر فيه تلك الضربة و قالوا:هذه ضربة سيف الزبير ثمّ قال أبو بكر:دعوهم فسيأتي اللّه بهم قال فخرجوا إليه بعد ذلك فبايعوه (3).

السادس: ابن أبي الحديد قال:أبو بكر و قد روي في رواية أخري أنّ سعد بن أبي وقّاص كان

ص: 324


1- شرح نهج البلاغة:46/2.
2- شرح نهج البلاغة:50/2.
3- شرح نهج البلاغة:56/2.

معهم في بيت فاطمة و المقداد بن الأسود أيضا و انّهم اجتمعوا علي أن يبايعوا عليّا عليه السّلام فأتاهم عمر ليحرق عليهم البيت فخرج إليه الزبير بالسيف و خرجت فاطمة عليها السّلام تبكي و تصيح فنهنهت من الناس و قالوا:ليس عندنا معصية و لا خلاف في خير اجتمع عليه و انّما اجتمعنا لنؤلف القرآن في مصحف واحد،ثمّ بايعوا أبا بكر فاستمرّ الأمر و اطمأنّ الناس (1).

السابع: ابن أبي الحديد قال أبو بكر:و حدّثنا أبو زيد عن عمر بن شبّة قال:أخبرنا أبو بكر الباهلي قال:حدّثنا إسماعيل بن مجالد عن الشعبي قال سأل أبو بكر فقال:أين الزبير؟فقيل:عند عليّ و قد تقلّد سيفه فقال:قم يا عمر،قم يا خالد بن الوليد فانطلقا حتي تأتياني بهما،فدخل عمر و قام خالد علي باب البيت من خارج فقال عمر للزبير:ما هذا السيف؟قال:نبايع عليّا،فاخترطه عمر فضرب به حجرا فكسره ثمّ أخذ بيد الزبير فأقامه ثمّ دفعه و قال:يا خالد دونكه فأمسكه ثمّ قال لعليّ عليه السّلام:قم فبايع لأبي بكر فتلكأ فاحتبس فأخذ بيده و قال:قم،فأبي أن يقوم فحمله و دفعه كما دفع الزبير فأخرجه و رأت فاطمة ما صنع عمر بهما فقامت علي باب الحجرة و قالت:يا أبا بكر ما أسرع ما أغرتم علي أهل بيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و اللّه لا اكلّم عمر حتّي ألقي اللّه قال:فمشي إليها أبو بكر بعد ذلك فشفع بعمر و طلب إليها فرضيت عنه (2).

الثامن: ابن أبي الحديد قال أبو بكر و أخبرنا أبو زيد قال:حدّثنا عبد العزيز بن الخطّاب قال:

حدّثنا علي بن هاشم مرفوعا إلي عاصم بن عمر و ابن قتادة قال:لقي عليّ عليه السّلام عمر فقال له علي:

أنشدك اللّه هل استخلفك رسول اللّه؟قال:لا،فقال:كيف تصنع أنت و صاحبك؟قال:أمّا صاحبي فقد مضي لسبيله و أمّا أنا فسأخلعها من عنقي إلي عنقك فقال:جذع اللّه أنف من ينقذك منها،لا و لكن جعلني علما فإذا قمت فمن خالفني ضلّ (3).

التاسع: ابن أبي الحديد قال أبو بكر:و حدّثني أبو زيد قال:حدّثني محمد بن عبّاد قال:حدّثني أخي سعيد بن عبّاد عن الليث بن سعد عن رجاله عن أبي بكر الصدّيق رضي اللّه عنه أنّه قال:ليتني لم أكشف بيت فاطمة و لو أعلن علي الحرب (4).

العاشر: ابن أبي الحديد قال أبو بكر و ذكر ابن شهاب أنّ ثابت بن قيس بن شماس أخي بني الحارث من الخزرج كان مع الجماعة الذين دخلوا بيت فاطمة قال:و روي سعد بن إبراهيم أنّ عبد الرحمن بن عوف كان مع عمر ذلك اليوم و انّ محمّد بن سلمة كان معهم و انّه هو الذي كسر سيف

ص: 325


1- شرح نهج البلاغة:56/2.
2- شرح نهج البلاغة:48/6.
3- شرح نهج البلاغة:58/2.
4- شرح نهج البلاغة:51/6.

الزبير (1).

الحادي عشر: ابن أبي الحديد قال أبو بكر:و حدّثني أبو زيد عمر بن شبّه عن رجاله قال:جاء عمر إلي بيت فاطمة عليها السّلام في رجال من الأنصار و نفر قليل من المهاجرين فقال:و الذي نفسي بيده لتخرجنّ إلي البيعة أو لأحرقنّ عليكم البيت،فخرج إليه الزبير مصلتا بالسيف فاعتنقه زياد بن لبيد الأنصاري و رجل آخر فبدر السيف من يده فضرب به عمر الحجر فكسره ثمّ أخرجهم بتلابيبهم يساقون سوقا عنيفا حتّي بايعوا أبا بكر (2).

الثاني عشر: ابن أبي الحديد قال أبو زيد:و روي النضر بن شميل قال:حمل سيف الزبير لمّا بدر من يده إلي أبي بكر و هو علي المنبر يخطب فقال:اضربوا به الحجر قال أبو عمرو بن حماس:و لقد رأيت الحجر و فيه تلك الضربة و الناس يقولون:هذا أثر ضربة سيف الزبير (3).

الثالث عشر: ابن أبي الحديد قال أبو بكر:و أخبرني أبو بكر الباهلي عن إسماعيل بن مجالد عن الشعبي قال:قال أبو بكر:يا عمر أين خالد بن الوليد؟فقال:ها هو ذا قال:انطلقا إليهما يعني عليّا و الزبير فاتياني بهما،فانطلقا فدخل عمرو و وقف خالد علي الباب من خارج فقال عمر للزبير:ما هذا السيف؟قال:أعددته لأبايع عليّا قال:و كان في البيت ناس كثير منهم المقداد بن عمرو و جمهور الهاشميين،فاخترط عمر السيف فضرب به صخرة في البيت فكسره ثمّ أخذ بيد الزبير فأقامه ثمّ دفعه فأخرجه و قال:يا خالد دونك هذا،فأمسكه خالد و كان خارج البيت مع خالد جمع كثير من الناس أرسلهم أبو بكر ردءا لهما،ثمّ دخل عمر فقال لعلي:قم فبايع فتلكأ و احتبس فأخذ بيده و قال:قم فأبي أن يقوم فحمله و دفعه كما دفع الزبير حتّي أمسكه خالد و ساقهما عمر سوقا عنيفا،و اجتمع الناس ينظرون و امتلأت شوارع المدينة بالرجال،و رأت فاطمة ما صنع عمر فصرخت و ولولت و اجتمع معها نساء كثير من الهاشميات و غيرهنّ،فخرجت إلي باب حجرتها و نادت:يا أبا بكر ما أسرع ما أغرتم علي أهل بيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و اللّه لا اكلّم عمر حتّي ألقي اللّه قال:فلمّا بايع عليّ و الزبير و هدأت تلك الفورة مشي إليها أبو بكر بعد ذلك فشفع لعمر و طلب إليها فرضيت عنه (4).

الرابع عشر: ابن أبي الحديد قال:فأمّا البخاري و مسلم في الصحيحين من كيفية المبايعة لأبي بكر فهو بهذا اللفظ الذي أورده عليك و الاسناد إلي عائشة أنّ فاطمة عليها السّلام و العبّاس أتيا أبا بكر

ص: 326


1- شرح نهج البلاغة:51/2.
2- شرح نهج البلاغة:48/6.
3- شرح نهج البلاغة:48/6.
4- شرح نهج البلاغة:48/6.

يلتمسان ميراثهما من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هما يطلبان أرضه من فدك و سهمه من خيبر فقال لهما أبو بكر:إنّي سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:انّا لا نورّث ما تركناه صدقة،إنّما يأكل آل محمّد في هذا المال و إنّي و اللّه لا أدع أمرا رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يصنعه إلاّ صنعته،فهجرته فاطمة و لم تكلّمه في ذلك حتّي ماتت،فدفنها عليّ ليلا و لم يؤذن لها أبا بكر،و كان لعليّ وجه بين الناس حياة فاطمة، فلمّا توفيت انصرفت وجوه الناس عن عليّ فمكثت فاطمة ستّة أشهر ثمّ توفيت،فقال رجل للزهري و هو راوي هذا الخبر عن عائشة:فلم يبايعه عليّ ستّة أشهر؟

قال:لا و لا أحد من بني هاشم حتّي بايعه عليّ،فلمّا رأي ذلك ضرع إلي مصالحة أبي بكر فأرسل إلي أبي بكر أن ائتنا و لا تأتنا معك بأحد و كره أن يأتيه عمر لما علم من شدّته فقال عمر:لا تأتهم وحدك فقال أبو بكر:و اللّه لآتينّهم وحدي و ما عسي أن يصنعوا بي فانطلق أبو بكر حتّي دخل علي عليّ و قد جمع بني هاشم عنده،فقام عليّ فحمد اللّه و أثني عليه بما هو أهله ثمّ قال:أمّا بعد فإنّه لم يمنعنا أن نبايعك يا أبا بكر إنكارا لفضلك و لا نفاسة لخبر ساقه اللّه إليك و لكنّا كنّا نري أنّ لنا في هذا الأمر حقّا فاستبددتم به علينا،ثمّ ذكر قرابته من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و حقّه،فلم يزل عليّ عليه السّلام يذكر ذلك حتّي بكي أبو بكر،فلمّا صمت علي تشهّد أبو بكر فحمد اللّه و أثني عليه بما هو أهله ثمّ قال:أمّا بعد فو اللّه لقرابة رسول اللّه أحبّ إليّ أن أصلها من قرابتي،إنّي و اللّه ما آلوكم في هذه الأموال التي كانت بيني و بينكم إلاّ الخير و لكنّي سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:لا نورّث ما تركناه صدقة و انّما يأكل آل محمّد في هذا المال،إنّي و اللّه لا أذكر أمرا صنعه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلاّ صنعته إن شاء اللّه.

قال عليّ:موعدك العشية للبيعة فلمّا صلّي أبو بكر الظهر أقبل علي الناس ثمّ عذر عليّا ببعض ما اعتذر به،ثمّ قام علي فخطب فعظم من حقّ أبي بكر و ذكر فضيلته و سابقته،ثمّ مضي إلي أبي بكر فبايعه فأقبل الناس إلي عليّ و قالوا:أصبت و أحسنت،و كان عليّ قريبا إلي الناس حين قارب الأمر المعروف (1).

الخامس عشر: ابن أبي الحديد قال أبو بكر:و حدّثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد قال:

حدّثنا أحمد بن الحكم قال:حدّثنا عبد اللّه بن وهب عن الليث بن سعد قال:تخلّف علي عن بيعة أبي بكر فأخرج ملببا يمضي به ركضا و هو يقول:معاشر المسلمين علام تضرب عنق رجل من المسلمين لم يتخلّف لخلاف و إنّما تخلّف لحاجة،فما مرّ بمجلس من المجالس إلاّ يقال له:انطلق

ص: 327


1- شرح نهج البلاغة:46/6.

فبايع (1).

السادس عشر: ابن أبي الحديد قال:قال أبو بكر:و حدّثنا يعقوب عن رجاله قال:لمّا بويع أبو بكر تخلّف عليّ فلم يبايع فقيل لأبي بكر:إنّه كره إمارتك فبعث إليه أكرهت إمارتي؟قال:لا،و لكنّ القرآن خشيت أن يزاد فيه،أو قال:كان يزاد فيه فحلفت أن لا أرتدي برداء حتّي أجمعه اللّهمّ إلاّ إلي صلاة الجمعة فقال أبو بكر:لقد أحسنت قال:فكتبه عليّ عليه السّلام كما أنزل بناسخه و منسوخه (2).

السابع عشر: ابن أبي الحديد قال:و من كتاب له عليه السّلام إلي معاوية جوابا و هو من محاسن الكتب:

أمّا بعد فقد أتاني كتابك،اصطفي اللّه تعالي محمّدا صلّي اللّه عليه و آله لدينه و تأييده إيّاه بمن أيّده من أصحابه، فلقد خبأ لنا الدهر منك عجبا إذ طفقت تخبرنا ببلاء اللّه تعالي عندنا و نعمته علينا في نبيّنا،فكنت في ذلك كناقل التمر إلي هجر،و داعي مسدّده إلي النضال،و زعمت أنّ أفضل الناس في الإسلام فلان و فلان فذكرت أمرا إن تمّ اعتزلك كلّه و إن نقص لم يلحقك ثلمه،و ما أنت و الفاضل و المفضول و السائس و المسوس،و ما للطلقاء و أبناء الطلقاء و التمييز بين المهاجرين الأوّلين و ترتيب درجاتهم و تعريف طبقاتهم؟هيهات لقد حنّ قدح ليس منها،و طفق يحكم فيها من عليه الحكم لها إلاّ تربّع أيّها الإنسان علي ظلعك أو تعرف قصور ذرعك و تتأخّر حيث أخّرك القدر،فما عليك غلبة المغلوب و لا ظفر الظافر،و انّك لذهّاب في التيه،روّاغ عن القصد.

ألا تري غير مخبر لك و لكن بنعمة اللّه أحدث أنّ قوما استشهدوا في سبيل اللّه من المهاجرين و لكلّ فضل حقّ،إذا استشهد شهيدنا قيل سيد الشهداء و خصّه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بسبعين تكبيرة عند صلاته عليه؟أو لا تري أنّ قوما قطّعت أيديهم في سبيل اللّه و لكلّ فضل حتّي إذا فعل بواحد ما فعل بواحدهم قيل الطيّار في الجنّة و ذو الجناحين؟و لو لا ما نهي اللّه عنه من تزكية المرء نفسه لذكر ذاكر فضائل جمّة تعرفها قلوب المؤمنين و لا تمجها آذان السامعين،فدع عنك من مالت به الرميّة، فإنّا صنائع ربّنا و الناس بعد صنائع لنا لم ينفعنا قديم عزّنا و لا عادي طولنا علي قومك إن خلطناكم بأنفسنا فنكحنا و أنكحنا فعل الاكفاء و لستم هناك و أنّي لا يكون ذلك كذلك،و منّا النبيّ و منكم المكذّب و منّا أسد اللّه و منكم أسد الأحلاف و منّا سيّدا شباب أهل الجنّة و منكم صبية النار،و منّا خير نساء العالمين و منكم حمّالة الحطب في كثير ممّا لنا و عليكم،فإسلامنا ما قد سمع و جاهليتنا لا تدفع و كتاب اللّه مجمع لنا ما شذّ عنّا و هو قوله: وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلي بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللّهِ (3) و قوله تعالي: إِنَّ أَوْلَي النّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَ هذَا النَّبِيُّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ اللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (4)

ص: 328


1- شرح نهج البلاغة:45/6.
2- شرح نهج البلاغة:40/6.
3- سوره 8 - آيه 75
4- سوره 3 - آيه 68

فنحن مرّة أولي بالقرابة و تارة أولي بالطاعة،و لمّا احتجّ المهاجرون علي الأنصار يوم السقيفة برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلجوا عليهم،فإن لم يكن الفلج لهم فالحقّ لنا دونكم و ان يكن بغيره فالأنصار علي دعواهم،و زعمت أنّي لكلّ الخلفاء حسدت و علي كلّهم بغيت فإن يكن ذلك كذلك فليس الجناية عليك فيكون العذر إليك و تلك شكاة ظاهر عنك عارها و قلت:إنّي كنت اقاد كما يقاد الجمل المخشوش حتّي أبايع،و لعمر اللّه لقد أردت أن تذمّ فمدحت،و أن تفضح فافتضحت و ما علي المسلم من غضاضة في أن يكون مظلوما ما لم يكن شاكّا في دين اللّه و لا مرتابا بيقينه و هذه حجّتي إلي غيرك قصدها و لكني اطلقت لك منها بقدر ما سنح من ذكرها (1).

الثامن عشر: ابن أبي الحديد قال:قال المسعودي:و كان عروة بن الزبير يعذر أخاه عبد اللّه في حصر بني هاشم في الشعب و جمعه الحطب ليحرقهم و يقول:إنّما أراد بذلك أن لا تنشر الكلمة و لا يختلف المسلمون و ان يدخلوا في الطاعة فتكون الكلمة واحدة كما فعل عمر بن الخطّاب ببني هاشم لمّا تأخّروا عن بيعة أبي بكر فانّه أحضر الحطب ليحرق عليهم الدار (2).

التاسع عشر: ابن أبي الحديد قال:روي عن جعفر بن محمّد و غيره أنّ عمر ضرب فاطمة بالسوط و ضرب الزبير بالسيف،و أنّ عمر قصد منزلها و فيه عليّ الزبير و المقداد و جماعة ممن تخلّف عن أبي بكر و هم مجتمعون هناك فقال لها:ما أحد بعد أبيك أحبّ إلينا منك و ايم اللّه لئن اجتمع هؤلاء النفر عندك لنحرقنّ عليهم،فمنعت القوم من الاجتماع (3).

العشرون: ابن أبي الحديد قال بعد نقله هذه الأخبار:و اعلم أنّ الآثار و الأخبار في هذا الباب كثيرة جدّا و من تأمّلها و أنصف علم انّه لم يكن هناك نصّ صريح مقطوع به لا تختلجه الشكوك و لا تتطرق إليه الاحتمالات كما تزعم الإمامية فإنّهم يقولون:إنّ الرسول صلّي اللّه عليه و آله نصّ علي أمير المؤمنين عليه السّلام نصّا صريحا جليّا ليس بنصّ يوم الغدير و لا خبر المنزلة و لا ما شابهها من الأخبار الواردة من طرق العامّة و غيرها،بل نصّ عليه بالخلافة و بإمرة المؤمنين،و أمر المسلمين أن يسلّموا عليه بذلك فسلّموا عليه بها و صرّح لهم في كثير من المقامات بأنّه خليفته عليهم من بعده و أمرهم بالسمع و الطاعة له و لا ريب،انّ المنصف إذا سمع ما جري لهم بعد وفاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يعلم قطعا أنّه لم يكن هذا النصّ و لكن سبق إلي النفوس و العقول أنّه قد كان هناك تعريض و تلويح و كناية و قول غير فصيح و حكم غير مبتوت،و لعلّه صلّي اللّه عليه و آله كان يصده عن التصريح بذلك أمر يعلمه و مصلحة

ص: 329


1- شرح نهج البلاغة:181/15-183.
2- شرح نهج البلاغة:147/20.
3- شرح نهج البلاغة:271/16.

يراعيها أو وقوف مع إذن اللّه تعالي له في ذلك،فأمّا امتناع عليّ عليه السّلام من البيعة حتّي اخرج علي الوجه الذي اخرج فقد ذكره المحدّثون و رواة السير،و قد ذكرنا ما قاله الجوهري في هذا الباب و هو من رجال الحديث و من الثقات المأمونين و قد ذكر من هذا النحو ما لا يحصي كثرة،و أمّا الامور الشنيعة المستهجنة التي تذكرها الشيعة من ارساله قنفذ إلي بيت فاطمة و انّه ضربها بالسوط فصار في عضدها كالدّملج و بقي أثره إلي أن ماتت،و أنّ عمر أضغطها بين الباب و الجدار فصاحت:يا أبتاه يا رسول اللّه و ألقت جنينا ميّتا،و جعل في عنق عليّ حبل يقاد به و هو يعتل و فاطمة خلفه تصرخ و تنادي بالويل و الثبور و ابناه حسن و حسين معهما يبكيان،و انّ عليّا لمّا أحضر سألوه البيعة فامتنع فتهدّد بالقتل فقال:إذا تقتلون عبد اللّه و أخا رسوله فقالوا:أمّا عبد اللّه فنعم،و أمّا أخو رسوله فلا،و أنّه طعن فيهم في أوجههم بالنفاق.

و لتنظر صحيفة الغدر التي اجتمعوا عليها و أنّهم أرادوا أن ينفروا ناقة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ليلة العقبة، فكلّه لا أصل له عند أصحابنا و لا يثبته أحد منهم و لا رواه أحد و لا نعرفه و انّما هو شيء تنفرد الشيعة بنقله (1).

أقول:العجب كلّ العجب من ابن أبي الحديد في إنكاره النصّ الصريح الذي لا يحتمل التأويل من النصّ الذي رواه و غيره من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي أمير المؤمنين عليه السّلام بأنّه عليه السّلام الإمام و الخليفة و الوصيّ و الوزير،بل إن أنصف المنصف و لم يخادع اللّه تعالي و لم يخادع نفسه و لم يقلّد الرجال بل يتّبع البرهان المنير و الحقّ المستبين و الصراط المستقيم ليقي نفسه من نار الجحيم علي أنّ ابن أبي الحديد قال في موضع آخر من الشرح:الظاهر عندي صحّة ما رواه المرتضي في الشافي و الشيعة،لا كلّ ما يزعمونه بل كان بعض ذلك،و حقّ لأبي بكر أن يندم و يتأسّف علي ذلك يعني علي كشف بيت فاطمة عليها السّلام (2).

و أنا أذكر بعض ما ذكره السيّد المرتضي في الشافي الذي صحّحه ابن أبي الحديد و حقّ لابن أبي الحديد أن يصحّح ما نقله السيّد المرتضي في الشافي لأنّه رضي اللّه عنه لم يذكر من الروايات و الأخبار في ذلك إلاّ ما هو حجّة علي المخالفين مسلّم عندهم،و لهذا رواه من طريق العامّة كالبلاذري و غيره، و أنا أذكر ما ذكره السيّد المرتضي في الشافي داخلا في روايات العامّة.

الحادي و العشرون: قال السيّد المرتضي رضي اللّه عنه في الشافي:روي إبراهيم بن سعيد الثقفي قال:

حدّثنا أحمد بن عمرو البجلي قال:حدّثنا أحمد بن حبيب العاملي عن أبي عبد اللّه جعفر بن

ص: 330


1- شرح نهج البلاغة:59/2.
2- شرح نهج البلاغة:168/17.

محمّد الصادق عليه السّلام قال:و اللّه ما بايع عليّ عليه السّلام حتّي رأي الدخان قد دخل عليه بيته (1).

الثاني و العشرون: المرتضي أيضا قال:قد روي البلاذري عن مسلمة عن محارب عن سليمان التميمي عن أبي عون أنّ أبا بكر أرسل إلي عليّ فلم يبايع فجاء عمر و معه قيس،فلقيته فاطمة عليها السّلام علي الباب فقالت:يا ابن الخطّاب لا أ تراك محرقا عليّ بابي؟قال:نعم و ذلك أقوي فيما جاء به أبوك،و جاء عليّ عليه السّلام فبايع.

قال السيّد المرتضي عقيب هذا الحديث:و هذا الخبر قد روته الشيعة من طرق كثيرة و انّما الطريف أن ترويه شيوخ محدّثي العامة لكنّهم كانوا يروون ما سمعوا بالسلامة و ربّما تنبّهوا علي ما يروونه عليهم فكفّوا عنه،و أي اختيار لمن يحرق عليه بابه حتّي يبايع؟إلي هنا كلام السيّد (2).

الثالث و العشرون: السيّد أيضا قال روي إبراهيم عن يحيي بن الحسن عن عاصم بن عامر عن نوح بن درّاج عن داود بن يزيد الأزدي عن أبيه عن عديّ بن حاتم قال:ما رحمت أحدا رحمتي عليّا حين أوتي به ملبيا فقيل له:بايع قال:فإن لم أفعل؟قالا:إذا تقتل.قال:إذا تقتلون عبد اللّه و أخا رسوله،ثمّ بايع كذا،و ضمّ يده اليمني (3).

الرابع و العشرون: السيّد قال:روي أبو الحسن أحمد بن جابر البلاذري و حاله في الثقة عند العامّة و البعد عن مقاربة الشيعة و الضبط لما يرويه معروفة قال:حدّثني بكر بن الهيثم قال:

حدّثنا عبد الرزّاق عن معمر عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عبّاس قال:بعث أبو بكر عمر بن الخطّاب إلي عليّ عليه السّلام حين قعد عن بيعته و قال:ايتني به بأعنف العنف،فلمّا أتاه جري بينهما كلام فقال عليّ عليه السّلام:احلب حلبا لك شطره،و اللّه ما حرضك علي إمارته اليوم إلاّ ليؤمّرك غدا و ما تنفّس علي أبي بكر هذا الأمر و لكنّا أنكرنا ترككم مشاورتنا و قلنا:إنّ لنا حقّا لا تجهلونه،ثمّ أتاه فبايع.

قال السيّد عقيب هذا الخبر يتضمّن ما جرت عليه الحال و ما تقول الشيعة بعينه قد أنطق به روايتهم (4).

الخامس و العشرون: السيّد قال:و روي البلاذري عن المدائني عن أبي حرب عن معمّر عن الزّهري عن عروة عن عائشة قالت:لم يبايع علي أبا بكر حتّي ماتت فاطمة عليها السّلام بعد ستّة أشهر فلمّا ماتت ضرع إلي صلح أبي بكر،فأرسل إليه أن يأتيه فقال له عمر:لا تأمنه وحدك،قال:و ما ذا يصنعون بي؟فأتاه أبو بكر فقال له عليه السّلام:و اللّه ما نقمنا عليك ما ساق اللّه إليك من خير و فضل و لكنّما

ص: 331


1- الشافي في الإمامة:241/3.
2- الشافي:241/3.
3- الشافي:244/3 و سليم بن قيس:153.
4- الشافي:240/3.

كنّا نظنّ أنّ لنا في هذا الأمر نصيبا استبدّ به علينا،فقال أبو بكر:و اللّه لقرابة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أحبّ إليّ من قرابتي،فلم يزل عليّ عليه السّلام يذكر حقّه و قرابته حتّي بكي أبو بكر فقال:ميعادك العشيّة،فلمّا صلّي أبو بكر الظهر خطب و ذكر عليّا و بيعته فقال عليّ عليه السّلام:انّه لم يحبسني عن بيعة أبي بكر أن لا أكون عارفا بحقّه،و لكن نري أنّ لنا في الأمر نصيبا استبدّ به علينا ثمّ بايع أبا بكر فقال المسلمون:أصبت و أحسنت.

قال السيّد عقيب الحديث:و من تأمّل هذا الخبر و ما جري مجراه علم كيف وقعت البيعة و ما الدّاعي إليها،و لو كانت و الحال سليمة و النيّات صافية و التهمة مرتفعة لما منع أبا بكر أن يصير إلي أمير المؤمنين عليه السّلام وحده (1).

السادس و العشرون: السيّد قال:روي إبراهيم الثقفي عن محمّد بن أبي عمر عن أبيه عن صالح ابن أبي سود عن عقبة بن سنان عن الزهري قال:ما بايع عليّ إلاّ بعد ستّة أشهر و ما اجترئ عليه إلاّ بعد موت فاطمة عليها السّلام (2).

السابع و العشرون: السيّد قال:روي إبراهيم بن أبي شيبة عن خالد بن مخلّد البجلي عن داود بن يزيد الأزدي عن أبيه عن عديّ بن حاتم قال:إنّي لجالس عند أبي بكر إذ جيء بعليّ عليه السّلام و قال له:

بايع،فقال له عليّ عليه السّلام:فإن أنا لم ابايع؟قال:اضرب الذي فيه عيناك،فرفع رأسه إلي السماء و قال:

اللّهمّ اشهد،ثمّ مدّ يده فبايعه و قد روي هذا المعني من طرق كثيرة مختلفة و بألفاظ متقاربة المعني و إن اختلف لفظها و أنّه عليه السّلام كان يقول في ذلك اليوم لما اكره علي البيعة و حذّر من التقاعد عنها:يا ابن أمّ انّ القوم استضعفوني و كادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء و لا تجعلني مع القوم الظالمين، و يردّد و يكرّر (3).

الثامن و العشرون: السيّد قال:و روي الثقفي قال:حدّثني محمّد بن عليّ عن عاصم بن عامر البجلي عن نوح بن درّاج عن محمد بن إسحاق عن سفيان بن فروة عن أبيه قال:جاء بريدة حتّي ذكر له اسلم قال:لا ابايع حتّي يبايع عليّ عليه السّلام فقال علي:يا بريدة ادخل فيما دخل الناس فيه فإنّ اجتماعهم أحبّ إليّ من اختلافهم اليوم (4).

التاسع و العشرون: السيّد قال:روي إبراهيم قال:حدّثني محمد بن أبي عمر قال:حدّثنا محمد ابن إسحاق عن موسي بن عبد اللّه بن الحسن قال:أنت اسلم أن تبايع فقالوا:ما كنّا نبايع حتّي يبايع

ص: 332


1- الشافي:242/3.
2- الشافي:242/3.
3- الشافي:244/3.
4- الشافي:243/3.

بريدة لقوله عليه السّلام لبريدة:عليّ وليّكم من بعدي فقال عليّ عليه السّلام:يا هؤلاء انّ هؤلاء خيّروني أن يظلموني حقّي أو ابايعهم،و ارتدّ الناس حتّي بلغت الردّة أحدا،فاخترت أن أظلم حقّي و ان فعلوا ما فعلوا (1).

الثلاثون: السيّد المرتضي عقيب ذكره هذه الأحاديث:و ذكر أكثر ما روي في هذا المعني يطول فضلا عن ذكر جميعه،و فيما أشرنا إليه كفاية و دلالة علي أنّ البيعة لم تكن عن رضا و اختيار،فإن قيل:كلّما رويتموه في هذا المعني أخبار آحاد لا توجب علما قلنا:كلّ خبر ممّا ذكرناه و إن كان واردا من طريق الآحاد فإنّ معناه الذي تضمّنه متواتر به و المعني علي ذلك دون اللفظ،و من استقرأ الأخبار وجد معني إكراهه عليه السّلام علي البيعة و أنّه دخل فيها مستدفعا للشرّ و خوفا من تفرّق كلمة المسلمين،و قد وردت فيه أخبار كثيرة من طرق مختلفة تخرج من حدّ الآحاد إلي التواتر.

قال:و كيف يشكل علي منصف أنّ بيعة أمير المؤمنين عليه السّلام لم تكن عن رضا و الأخبار متظاهرة من كلّ من روي السير بما يقتضي ذلك حتّي أنّ من تأمّل ما روي في هذا الباب لم يبق عليه شكّ في أنّه عليه السّلام الجئ إلي البيعة و صار إليها بعد المدافعة و المحاجزة لامور اقتضت ذلك ليس من جملتها الرّضا.إلي هنا كلام السيّد المرتضي في الشافي (2).و هو كتاب حسن مستوف في الإمامة.

كتاب الصراط المستقيم رواه من طريق العامّة قال:طلب أبو بكر و عمر إحراق بيت أمير المؤمنين عليه السّلام لمّا امتنع هو و جماعة من البيعة،ذكره الواقدي في روايته و الطبري في تاريخه و نحوه ذكر ابن عبد ربّه و هو من أعيانهم،و كذا مصنّف كتاب أنفاس الجواهر إلي كلام صاحب كتاب الصراط المستقيم (3).

الحادي و الثلاثون: الصراط المستقيم،انّ عمر و أصحابه أخذوا عليّا أسيرا إلي البيعة،و هذا لا ينكره عالم من الشيعة قال:و قد أورد ابن قتيبة و هو أكبر شيوخ القدريّة في المجلّد الأوّل من كتاب السياسة قوله حين قال:إن لم تبايع نضرب عنقك،فأتي قبر النبيّ باكيا قائلا:يا ابن أمّ إنّ القوم استضعفوني و كادوا يقتلونني (4).

ص: 333


1- الشافي:243/3.
2- الشافي:245.
3- الصراط المستقيم:301/2.
4- الصراط المستقيم:10/2.

الباب السادس و الخمسون

في إخراج أمير المؤمنين عليه السّلام لبيعة أبي بكر مكرها ملبّبا

و إرادة حرق بيت فاطمة عند امتناعه من البيعة و إرادة قتله عليه السّلام

من طريق الخاصّة و فيه ستّة أحاديث الأوّل: الشيخ المفيد في أماليه قال أبو بكر أحمد بن منصور الرمادي قال:حدّثنا سعيد بن عفير قال:حدّثني ابن لهيعة عن خالد بن يزيد عن ابن أبي هلال عن مروان بن عثمان قال:لمّا بايع الناس أبا بكر دخل عليّ عليه السّلام و الزبير و المقداد بيت فاطمة عليها السّلام و أبوا أن يخرجوا،فقال عمر بن الخطّاب:

اضرموا عليهم البيت نارا فخرج الزبير و معه سيف فقال أبو بكر:عليكم بالكلب،فقصدوا نحوه فزلّت قدماه و سقط إلي الأرض و وقع السيف من يده فقال:أبو بكر اضربوا به الحجر،فضرب سيفه بالحجر حتّي انكسر،و خرج عليّ بن أبي طالب نحو العالية فلقيه ثابت بن قيس بن شماس فقال:ما شأنك يا أبا الحسن؟فقال:أرادوا أن يحرقوا عليّ بيتي،و أبو بكر علي المنبر يبايع له لا يدفع عن ذلك و لا ينكر،فقال له ثابت:و اللّه لا تفارق كفّي يدك أبدا حتّي اقتل دونك فانطلقا جميعا حتّي أتيا إلي المدينة و إذا فاطمة عليها السّلام واقفة علي بابها و قد خلت دارها من أحد من القوم و هي تقول:لا عهد لي بقوم أسوأ محضرا منكم،تركتم رسول اللّه جنازة بين أيدينا و قطعتم أمركم بينكم لم تستأمروا، و صنعتم بنا ما صنعتم و لم تروا لنا حقّا (1).

الثاني: سليم بن قيس الهلالي في كتابه قال عمر لأبي بكر:ما يمنعك أن تبعث إليه-يعني عليّا عليه السّلام-فيبايع فانّه لم يبق أحد إلاّ و قد بايع غيره و غير هؤلاء الأربعة،و كان أبو بكر أرقّ الرجلين و أرفقهما و أدهاهما و أبعدهما غورا،و الآخر أفظّهما[و أغلظهما]و أجفاهما فقال له أبو بكر:من نرسل؟فقال:نرسل إليه قنفذا،رجلا فظّا غليظا جافيا،من الطلقاء،أحد بني عديّ بن كعب فأرسل إليه و أرسل معه أعوانا فاستأذن،فانطلق علي عليّ فأبي أن يأذن لهم فرجع أصحاب قنفذ إلي أبي بكر و عمر و الناس في المسجد و الناس حولهما فقالوا:لم يؤذن لنا.

فقال عمر:فاذهبوا فإن أذن لكم و إلاّ فادخلوا عليه من غير إذن فانطلقوا فاستأذنوا فقالت

ص: 334


1- أمالي الشيخ المفيد:49.

فاطمة عليها السّلام:أحرّج عليكم أن تدخلوا علي بيتي فرجعوا،و ثبت قنفذ الملعون فقالوا:إنّ فاطمة قالت كذا و كذا،فتحرّجنا أن ندخل عليها بيتها من غير إذن،فغضب عمر فقال:ما لنا و للنساء ثمّ أمر أناسا حوله يحملون حطبا،فحملوا الحطب و حمل عمر معهم فجعلوه حول بيت عليّ و فيه فاطمة و علي و ابناهما صلوات اللّه عليهم،ثمّ نادي عمر حتّي أسمع عليّا و فاطمة،و اللّه لتخرجنّ و لتبايعن خليفة رسول اللّه و إلاّ أضرمت عليك بيتك نارا،ثمّ رجع قنفذ إلي أبي بكر و هو متخوّف أن يخرج عليّ بسيفه لما يعرف من بأسه و شدّته فقال أبو بكر لقنفذ:ارجع فإن خرج و إلاّ فاهجم عليه بيته فإن امتنع فاضرم عليهم بيتهم نارا،فانطلق قنفذ الملعون فاقتحم هو و أصحابه بغير إذن و ثار عليّ عليه السّلام إلي سيفه فسبقوه إليه و هم كثيرون فتناول بعضهم سيفه و كاثروه فألقوا في عنقه حبلا، و حالت بينهم و بينه فاطمة عند باب البيت،فضربها قنفذ لعنه اللّه تعالي بسوط كان معه،فماتت صلوات اللّه عليها و إنّ في عضدها كمثل الدمالج من ضربته لعنة اللّه عليه و لعن من بعث به،ثمّ انطلق به يعتل عتلا حتّي انتهي به إلي أبي بكر بالسيف،و خالد بن الوليد و أبو عبيدة بن الجرّاح و سالم مولي حذيفة و معاذ بن جبل و المغيرة بن شعبة و أسيد بن حصين و بشر بن سعد و سائر الناس جلوس حول أبي بكر عليهم السلاح.

قال:قلت لسلمان،أدخلوا علي فاطمة بغير إذن؟قال:أي و اللّه و ما عليها خمار،فنادت وا أبتاه لبئس ما خلفك أبو بكر و عمر،و عيناك لم تنفقآ في قبرك،تنادي بأعلي صوتها،فلقد رأيت أبا بكر و من حوله يبكون و ينتحبون و ما بينهم إلاّ باك غير عمر و خالد بن الوليد و المغيرة بن شعبة،و عمر يقول:لسنا من النساء و رأيهنّ في شيء فانتهوا به إلي أبي بكر و هو يقول:أما و اللّه لو وقع سيفي في يدي لعلمتم أنّكم لن تصلوا إلي هذا أبدا،و اللّه لم ألم نفسي في جهادكم،لو كنت استمكنت من الأربعين لفرّقت جماعتكم و لكن لعن اللّه أقواما بايعوني ثمّ خذلوني،و قد كان قنفذ لعنه اللّه حين ضرب فاطمة عليها السّلام بالسوط حين حالت بينه و بين زوجها أرسل إليه عمر:إن حالت بينك و بينه فاطمة فاضربها،فألجأها قنفذ لعنه اللّه إلي عضادة باب بيتها و دفعها فكسر لها ضلعا من جنبها و ألقت جنينها من بطنها،فلم تزل صاحبة فراش حتّي ماتت صلوات اللّه عليها من ذلك شهيدة، فلمّا انتهي بعليّ إلي أبي بكر انتهره عمر و قال له:بايع فقال له علي عليه السّلام:إن أنا لم أبايع فما أنتم صانعون؟

قالوا:نقتلك ذلاّ و صغارا فقال:إذا تقتلون عبد اللّه و أخا رسول اللّه فقال أبو بكر:أمّا عبد اللّه فنعم، و أمّا أخو رسول اللّه فلا نعرفك بهذا فقال:أ تجحد أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله آخي بيني و بينه؟قال:نعم

ص: 335

فأعاد عليه ذلك ثلاث مرّات،ثمّ أقبل عليّ عليه السّلام و قال:يا معاشر المسلمين و المهاجرين و الأنصار أنشدكم اللّه،أسمعتم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول يوم غدير خمّ كذا و كذا،و في غزوة تبوك كذا و كذا فلم يدع شيئا قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علانية للعامّة إلاّ ذكّرهم به إيّاها،قالوا:اللّهم نعم،فلمّا أن تخوّف أبو بكر أن تنصره الناس و ان يمنعوه منه بادرهم فقال له:كلّما قلت حقّا قد سمعناه بآذاننا و عرفناه و وعته قلوبنا و لكن سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول بعد هذا:انّا أهل بيت اصطفانا اللّه تعالي و اختار لنا الآخرة علي الدنيا،فإنّ اللّه لم يكن ليجمع لنا أهل البيت النبوّة و الخلافة،و قال عليّ عليه السّلام:هل أحد من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله شهد هذا معك؟فقال عمر:صدق خليفة رسول اللّه قد سمعت منه كما قال،و قال أبو عبيدة و سالم مولي أبي حذيفة و معاذ بن جبل:قد سمعنا ذلك من رسول اللّه فقال لهم عليّ عليه السّلام:قد وفيت بصحيفتكم التي تعاهدتم عليها في الكعبة إن قتل اللّه محمّدا أو مات لتذرون هذا الأمر عنّا أهل البيت فقال أبو بكر:فما علمك بذلك؟ما اطلعناك عليها فقال عليّ عليه السّلام:

يا زبير و أنت يا سلمان،يا أبا ذرّ و أنت يا مقداد أسألكم باللّه و بالإسلام،أسمعتم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول ذلك و أنتم تسمعون أنّ فلانا و فلانا-عدّ هؤلاء الأربعة (1)-قد كتبوا بينهم كتابا و تعاهدوا فيه و تعاقدوا أيمانا علي ما صنعوا إن قتلت أو متّ أن يتظاهروا عليك و أن يردوا عنك هذا الأمر يا عليّ؟قلت:بأبي أنت يا رسول اللّه فما تأمرني إذا كان ذلك؟

فقال:إن وجدت عليهم أعوانا فجاهدهم و نابذهم و إن لم تجد أعوانا فبايع و احقن دمك و قال:

اما و اللّه لو انّ أولئك الأربعين الرجال الذين بايعوني وفوا إليّ لجاهدتكم في اللّه،و قال عمر:أما و اللّه لا ينالها أحد من عقبكما إلي يوم القيامة،ثمّ نادي عليّ عليه السّلام قبل أن يبايع و الحبل في عنقه:يا ابن أمّ إنّ القوم استضعفوني و كادوا يقتلونني ثمّ تناول يد أبي بكر فبايع،فقيل للزّبير:بايع فأبي فوثب إليه عمر و خالد بن الوليد و المغيرة بن شعبة و اناس معهم،فانتزعوا سيفه فضربوا به الأرض فقال الزبير:يا ابن صهاك،أما و اللّه لو أنّ سيفي في يدي لحدت عنّي،ثم بايع.و قال سلمان ثم أخذوني فوجئوا في عنقي حتّي تركوه كالسلعة،ثمّ أخذوا يدي فبايعت مكرها،ثمّ بايع أبو ذر و المقداد مكرهين،و ما أحد من الأمة بايع مكرها غير عليّ و اربعتنا،و لم يكن منّا أشدّ قولا أحد من الزبير فانّه لمّا بايع قال:يا ابن صهّاك أما و اللّه لو لا هؤلاء الطغاة الذين أعانوك لما كنت تقدم علي و معي سيفي لما أعرف من جبنك و لؤمك،و لكن وجدت طغاة تقوي بهم و تصول،فغضب عمر و قال:أتذكر صهّاك؟فقال:و ما يمنعني و قد كانت صهّاك زانية؟أ تنكر ذلك؟أ و ليس كانت أمة لجدّي عبد

ص: 336


1- في المصدر:الخمسة.

المطّلب فزني بها جدّك نفيل فولدت أباك الخطّاب فوهبها عبد المطّلب لجدّك بعد ما ولدته و انّه لعبد جدّي ولد زنا؟فأصلح أبو بكر بينهما (1).

الثالث: قال أبان عن سليم:فلقيت عليّا فسألته عمّا صنع عمر فقال:تدري لم كف عن قنفذ الملعون و لم يعرض له؟قلت:لا،قال عليه السّلام:لأنّه ضرب فاطمة عليها السّلام و انّ أثر السوط في عضدها مثل الدملج (2).

قال أبان عن سليم فدخلت مسجد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فانتهيت إلي حلقة ليس فيها إلاّ هاشميّ غير سلمان و أبي ذرّ و المقداد و أبي بكر و عمر بن أبي سلمة و قيس بن أبي سعد،و اغرورقت عيناه ثمّ قال:أشدّ ضربة ضربها فاطمة فماتت و هي في عضدها كأنّها الدملج (3).

الرابع: العيّاشي في تفسيره عن أحدهما عليهما السّلام قال:إنّ نبيّ اللّه صلّي اللّه عليه و آله لم يقبض حتّي أعلم الناس أمر عليّ فقال:من كنت مولاه فعليّ مولاه و قال:انّه بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبيّ بعدي،و كان صاحب راية رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله[في المواطن كلها،و كان معه في المسجد يدخله علي كل حال،و كان أول الناس ايمانا،فلمّا قبض نبي اللّه صلّي اللّه عليه و آله كان الذي كان لما قد قضي من الاختلاف،و عمد عمر فبايع أبا بكر و لم يدفن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله]بعد،فلمّا رأي ذلك علي و رأي الناس قد بايعوا أبا بكر خشي أن يفتتن النّاس ففزع إلي كتاب اللّه و أخذ يجمعه في مصحف،و أرسل أبو بكر إليه أن تعال فبايع فقال علي عليه السّلام:لا أخرج حتّي أجمع القرآن فأرسل إليه مرّة أخري فقال:لا أخرج حتّي أفرغ فأرسل إليه الثالثة عمر رجلا يقال له قنفذ فقامت فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله تحول بينه و بين عليّ عليه السّلام فضربها،فانطلق قنفذ و ليس معه عليّ،فخشي أن يجمع علي الناس فأمر بحطب فجعل حوالي بيته،ثمّ انطلق عمر بنار و أراد أن يحرق علي عليّ عليه السّلام بيته و علي و فاطمة و الحسن و الحسين صلوات اللّه عليهم فلمّا رأي ذلك خرج فبايع كارها غير طائع (4).

الخامس: المفيد في كتاب الاختصاص قال:قال أبو محمّد عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه عن جدّه قال:ما أتي عليّ عليه السّلام يوم قط أعظم من يومين أتياه،فأمّا أوّل يوم فاليوم الذي قبض فيه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و أمّا اليوم الثاني فو اللّه إنّي لجالس في سقيفة بني ساعدة عن يمين أبي بكر و الناس يبايعونه إذ قال له عمر:يا هذا لا تصنع شيئا ما لم يبايعك عليّ،فابعث إليه حتّي يأتيك فيبايعك قال:فبعث قنفذا فقال:أجب خليفة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،قال عليّ صلوات اللّه عليه:لأسرع ما كذبتم

ص: 337


1- كتاب سليم بن قيس:149 و ما بعده،مع تفاوت واضح.
2- كتاب سليم بن قيس:223.
3- كتاب سليم بن قيس:224،و ثمّة نقص يسير فليلاحظ.
4- تفسير العياشي:307/2.

علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،ما خلف رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أحدا غيري،فرجع قنفذ و أخبر أبا بكر بمقالة عليّ عليه السّلام فقال أبو بكر:انطلق إليه و قل له:يدعوك أبو بكر و يقول:تعال حتّي تبايع،و انّما أنت رجل من المسلمين،فقال عليّ عليه السّلام:أمرني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن لا أخرج بعده من بيتي حتّي أوّلف الكتاب فإنّه في جرائد النخل و أكتاف الإبل،فأتاه قنفذ و أخبره بمقالة عليّ عليه السّلام فقال عمر:قم إلي الرجل فقام أبو بكر و عمر و عثمان و خالد بن الوليد و المغيرة بن شعبة و أبو عبيدة بن الجرّاح و سالم مولي حذيفة و قمت معهم،و ظنّت فاطمة عليها السّلام أن لا يدخل عليها بيتها إلاّ بإذنها فأجافت الباب و أغلقته،فلمّا انتهوا إلي الباب ضرب عمر الباب برجله فكسره،و كان من سعف،فدخلوا علي عليّ و أخرجوه ملبّبا فخرجت فاطمة فقالت:يا أبا بكر و عمر تريدان أن ترملاني من زوجي،و اللّه لئن لم تكفّا لأنشرنّ شعري و لأشقنّ جيبي و لآتينّ قبر أبي و لأصيحنّ إلي ربّي،قال:فخرجت و أخذت بيد الحسن و الحسين متوجّهة إلي القبر فقال عليّ عليه السّلام لسلمان:ادرك ابنة محمّد فإنّي أري جنبي المدينة يكتنفان،فو اللّه لئن فعلت لا يناظر بالمدينة أن يخسف بها و بمن فيها قال:فلحقها سلمان فقال:يا ابنة محمّد إنّ اللّه تبارك و تعالي إنّما بعث أباك رحمة فانصرفي فقالت:يا سلمان ما عليّ صبر فدعني حتّي آتي قبر أبي فأصيح إلي ربّي.

قال سلمان:فإنّ عليّا بعثني إليك و أمرك بالرجوع فقالت:أسمع له و أطيع،فرجعت و أخرجوا عليّا ملبّبا قال:و أقبل الزّبير مخترطا سيفه و هو يقول:يا معشر بني عبد المطّلب أ يفعل هذا بعلي و أنتم أحياء؟و شدّ علي عمر ليضربه بالسيف فرماه خالد بن الوليد بصخرة فأصابت قفاه و سقط السيف من يده،فأخذه عمر و ضربه علي صخرة فانكسر،و مرّ عليّ علي قبر النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا ابن أمّ إنّ القوم استضعفوني و كادوا يقتلونني،و أتي بعليّ عليه السّلام إلي السقيفة إلي مجلس أبي بكر فقال له عمر:بايع قال:فإن لم أفعل؟قال:اذن و اللّه يضرب عنقك،قال عليّ عليه السّلام:إذا و اللّه أكون عبد اللّه و أخا رسول اللّه المقتول،فقال عمر:أمّا عبد اللّه المقتول فنعم،و أمّا أخو رسول اللّه فلا،حتّي قالها ثلاثا و أقبل العبّاس و قال:يا أبا بكر ارفقوا بابن أخي و لك عليّ أن يبايعك،فأخذ العبّاس بيد عليّ فمسحها علي يد أبي بكر و خلوا عليّا مغضبا فرفع رأسه إلي السماء ثمّ قال:اللّهمّ إنّك تعلم أنّ النبيّ الامّي قال لي:إن تمّوا عشرين فجاهدهم و هو قولك في كتابك فإن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين،اللّهم انّهم لن يتمّوا،حتّي قالها ثلاثا ثمّ انصرف (1).

ص: 338


1- الاختصاص:186.

السادس: الطبرسي في كتاب الاحتجاج روي عن الصادق عليه السّلام انّه قال:لمّا استخرج أمير المؤمنين عليه السّلام من منزله و خرجت فاطمة عليها السّلام خلفه فما بقيت امرأة هاشميّة إلاّ و جاءت معها حتّي قربت من القبر فقالت:خلّوا عن ابن عمّي فو الذي بعث محمّدا بالحقّ نبيّا إن لم تخلّوا عنه لأنشرنّ شعري،و لأضعن قميص رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي رأسي،و لأصرخنّ إلي اللّه تبارك و تعالي،فما صالح بأكرم علي اللّه من أبي،و لا الناقة بأكرم منّي،و لا الفصيل بأكرم علي اللّه من ولدي،قال سلمان رضي اللّه عنه:

كنت قريبا منها فرأيت و اللّه أساس حيطان مسجد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله تقلقت من أسفلها حتّي لو أراد رجل أن ينفذ من تحتها لنفذ فدنوت منها و قلت:يا سيّدتي و مولاتي إنّ اللّه تبارك و تعالي بعث أباك رحمة فلا تكوني نقمة،فرجعت و رجعت الحيطان حتّي سقطت الغبرة من أسفلها حتّي دخلت في خياشيمنا (1).

ص: 339


1- الاحتجاج:113/1.

الباب السابع و الخمسون

في قول أبي بكر و عمر كانت بيعة أبي بكر فلتة وقي اللّه شرّها

و من عاد إلي مثلها فاقتلوه،و قول عليّ عليه السّلام:بيعتي لم تكن فلتة

من طريق العامّة و فيه ثمانية أحاديث الأوّل: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة و هو من فضلاء المعتزلة قال:روي أبو بكر أحمد ابن عبد العزيز قال:حدّثني أبو زيد عمر بن شبة قال:حدّثنا إبراهيم بن المنذر قال:حدّثنا ابن وهب عن ابن لهيعة عن أبي الأسود قال:غضب رجال من المهاجرين في بيعة أبي بكر بغير مشورة، و غضب عليّ و الزبير فدخلا بيت فاطمة عليها السّلام معهما السلاح،فجاء عمر في عصابة فيهم اسيد بن حضير و سلمة بن سلامة بن قريش و هما من بني عبد الأشهل،فاقتحما الدار فصاحت فاطمة و ناشدتهما اللّه فأخذوا سيفيهما فضربوا بهما الحجر حتّي كسروهما،ثمّ أخرجهما عمر يسوقهما حتّي بايعا،ثمّ قام أبو بكر فخطب الناس و اعتذر إليهم و قال:إنّ بيعتي كانت فلتة وقي اللّه شرّها و خشيت الفتنة،و أيم اللّه ما حصرت عليها يوما قط،و لا سألتها اللّه في سرّ و لا علانية قط،و لقد قلّدت أمرا عظيما ما لي به طاقة و لا يدان و لقد وددت أنّ أقوي الناس عليه مكاني،فقال المهاجرون و قال علي و الزبير:ما غضبنا إلاّ في المشورة،و إنّا لنري أنّ أبا بكر أحقّ الناس بها،إنّه لصاحب الغار و ثاني اثنين و إنّا لنعرف له سنّه،و لقد أمره رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بالصلاة و هو حيّ (1).

الثاني: ابن أبي الحديد في الشرح قال:روي أبو جعفر الطبري في التاريخ عن ابن عبّاس رضي اللّه عنه قال:قال لي عبد الرحمن بن عوف و قد حججنا مع عمر:شهدت اليوم أمير المؤمنين بمني و قال له رجل:إنّي سمعت فلانا يقول:لو مات عمر لبايعت فلانا فقال عمر:إنّي لقائم العشيّة في الناس احذّرهم هؤلاء الرهط الذين يريدون أن يغتصبوا الناس أمرهم،قال عبد الرحمن:فقلت:يا أمير المؤمنين إنّ الموسم يجمع رعاع الناس و غوغاءهم،و هم الذين يقربون من مجلسك و يغلبون عليه،و أخاف أن تقول مقالة لا يعونها و لا يحفظونها فيطيروا بك و لكن أمهل حتّي تقدم المدينة و تخلص بأصحاب رسول اللّه فتقول فيسمعوا مقالتك فقال:و اللّه لأقؤمنّ بها أوّل مقام أقومه

ص: 340


1- شرح نهج البلاغة:47/6.

بالمدينة،قال ابن عبّاس؛فلمّا قدمناها هجرت يوم الجمعة لحديث عبد الرحمن،فلمّا جلس عمر علي المنبر حمد اللّه و أثني عليه ثمّ قال بعد أن ذكر الرجم و حدّ الزنا:إنّه بلغني انّ قائلا منكم يقول:

لو مات أمير المؤمنين بايعت فلانا فلا يغرنّ امرؤ أن يقول أنّ بيعة أبي بكر كانت فلتة،فلقد كانت كذلك و لكنّ اللّه وقي شرّها و ليس فيكم من تقطع إليه الأعناق كأبي بكر و إنّه كان خيرنا حين توفي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،إنّ عليّا و الزبير تخلّفا عنّا في بيت فاطمة و من معهما،و تخلّفت عنّا الأنصار و اجتمع المهاجرون إلي أبي بكر،و ساق حديث أبي بكر.

قال شيخنا أبو القاسم البلخي:قال شيخنا أبو عثمان الجاحظ:إنّ الرجل الذي قال:لو مات عمر لبايعت فلانا عمّار بن ياسر قال:لو مات عمر لبايعت عليّا (1).

ثمّ قال ابن أبي الحديد:و امّا حديث الفلتة فقد كان سبق من عمر رضي اللّه عنه أن قال:إنّ بيعة أبي بكر كانت فلتة وقي اللّه شرّها و من عاد إلي مثلها فاقتلوه،و هذا الخبر ذكرناه عن ابن عبّاس و عبد الرحمن بن عوف فيه حديث الفلتة و لكنّه منسوق علي ما قاله أوّلا،ألا تراه يقول:فلا يغرنّ امرؤ أن يقول:إنّ بيعة أبي بكر كانت فلتة فلقد كانت كذلك؟فهذا يشعر بأنّه قد كان قال من قبل:إن بيعة أبي بكر كانت فلتة،و قد أكثر الناس في حديث الفلتة و ذكرها شيوخنا المتكلّمون (2).

الثالث: ابن أبي الحديد،و روي الهيثم بن عدي عن عبد اللّه بن عبّاس الهمداني عن سعيد بن جبير قال:ذكر أبو بكر و عمر عند عبد اللّه بن عمر فقال رجل:كانا و اللّه شمسي هذه الامّة و نوريها، فقال ابن عمر:و ما يدريك؟قال الرجل:أ و ليس قد ائتلفا؟قال ابن عمر:بل اختلفا لو كنتم تعلمون، أشهد أنّي كنت عند أبي يوما و قد أمرني أن أحبس الناس عنه فاستأذن عليه عبد الرحمن بن أبي بكر فقال عمر:دويبّة سوء و لهو خير من أبيه،فأوحشني ذلك منه فقلت:يا أبة،عبد الرحمن خير من أبيه؟فقال:و من ليس خير من أبيه لا أم لك؟فقال:ايذن لعبد الرحمن فدخل عليه فكلّمه في الحطيئة الشاعر أن يرضي عنه،و قد كان عمر حبسه في شعر قاله،فقال عمر:إنّ في الحطيئة أودا فدعني أقوّمه بطول حبسه،فألحّ عليه عبد الرحمن و أبي عمر،فخرج عبد الرحمن فأقبل علي أبي و قال:أ في غفلة أنت إلي يومك هذا عمّا كان من تقدّم أحيمق بني تيم عليّ و ظلمه لي؟فقلت:لا علم لي بما كان من ذلك قال:يا بني فما عسيت أن تعلم؟فقلت و اللّه لهو أحبّ إلي الناس من ضياء أبصارهم قال:إنّ ذلك كذلك علي رغم ابيك و سخطه قلت:يا أبة أ فلا تجلي عن فعله بموقف في الناس تبيّن ذلك لهم؟قال:و كيف لي بذلك مع ما ذكرت انّه أحبّ إلي الناس من ضياء أبصارهم،إذا

ص: 341


1- شرح نهج البلاغة:22/2.
2- شرح نهج البلاغة:26/2.

يرضخ رأس أبيك بالجندل،فقال ابن عمر:ثم تجاسر و اللّه فجسر،فما دارت الجمعة حتّي قام خطيبا في الناس فقال:أيّها الناس،إنّ بيعة أبي بكر كانت فلتة وقي اللّه شرّها فمن دعاكم إلي مثلها فاقتلوه (1).

الرابع: ابن أبي الحديد في الشرح و روي الهيثم بن عديّ عن مجالد بن سعيد قال:غدوت يوما إلي الشعبي و أنا أريد أن أسأله عن شيء بلغني عن ابن مسعود أنّه كان يقوله فأتيته و هو في مسجد حيّه،و في المسجد قوم ينتظرونه،فخرج فتعرّفت إليه و قلت:أصلحك اللّه،كان ابن مسعود يقول:

ما كنت محدّثا قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلاّ كان لبعضهم فتنة قال:نعم كان ابن مسعود يقول ذلك،و كان ابن عبّاس يقول أيضا،و كان عند ابن عبّاس دفاين علم يعطيها أهلها و يصرفها عن غيرهم،فبينما نحن كذلك؛إذ أقبل رجل من الأزد فجلس إلينا فأخذنا في ذكر أبي بكر و عمر فضحك الشعبي و قال:لقد كان في صدر عمر ضبّ علي أبي بكر فقال الأزدي:و اللّه ما رأينا و لا سمعنا برجل قط كان أسلس قيادا لرجل و لا أقول فيه بالجميل من عمر في أبي بكر،فأقبل الشعبي و قال:هذا ما سألت عنه،ثمّ أقبل علي الرجل و قال:يا أخا الأزد فكيف تصنع بالفلتة التي وقي اللّه شرّها؟أ تري عدوا يقول في عدوّ يريد أن يهدم ما بني لنفسه في الناس أكثر من قول عمر في أبي بكر،فقال الرجل:سبحان اللّه أنت تقول ذلك يا أبا عمرو!.

فقال الشعبي:أنا أقوله،قاله عمر بن الخطّاب علي رءوس الاشهاد فلمه أو دع،فنهض الرجل مغضبا و هو يهمهم في الكلام بشيء لم أفهمه،قال مجالد:فقلت للشعبي:ما أحسب هذا الرجل إلا سينقل عنك هذا الكلام إلي الناس و يبثّه فيهم قال:إذا و اللّه لا أحفل به،و شيء لم يحفل به عمر حين قام علي رءوس الاشهاد من المهاجرين و الأنصار أحفل به أنّا،اذيعوه أنتم عني أيضا ما بدا لكم (2).

الخامس: ابن أبي الحديد في الشرح في حديث طويل عن بعضهم قال فيه القائل ما شاع و اشتهر من قول عمر رضي اللّه عنه:كانت بيعة أبي بكر فلتة وقي اللّه شرّها،فمن عاد إلي مثلها فاقتلوه،و هذا طعن في العقدة و قدح في البيعة الأصلية،ثمّ ما نقل عنه من ذكر أبي بكر في صلاته،و قوله عن عبد الرّحمن ابنه:دويبة سوء،لهو خير من أبيه (3).

السادس: ابن أبي الحديد في الشرح قال شيخنا أبو جعفر الإسكافي في نقضه لكلام الجاحظ

ص: 342


1- شرح نهج البلاغة:28/2.
2- شرح نهج البلاغة:29/2.
3- شرح نهج البلاغة:21/20.

قال:و أمّا حجّة الجاحظ لإمامة أبي بكر بكونه أوّل الناس إسلاما،فلو كان هذا احتجاجا صحيحا لاحتجّ به أبو بكر يوم السقيفة و ما رأيناه صنع ذلك،لأنّه أخذ بيد عمر و يد أبي عبيدة بن الجرّاح و قال للناس:قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا منهما ما شئتم،و لو كان هذا احتجاجا صحيحا لما قال عمر:و كانت بيعة أبي بكر فلتة وقي اللّه شرّها (1).

السابع: ابن أبي الحديد في الشرح قال:روي أبو جعفر الطبري قال:خطب الناس عمر بالكلام المشهور انّ قوما يقولون:إنّ بيعة عمر أبا بكر كانت فلتة،و أنّه لو مات عمر لفعلنا،أمّا إنّ بيعة أبي بكر كانت فلتة إلاّ أنّ اللّه وقي شرّها،و ليس فيكم من يقطع إليه الرقاب كأبي بكر،فأيّ امرئ بايع امرأ من غير مشورة من المسلمين فإنّهما بغرة أن يقتلا (2).

الثامن: ابن أبي الحديد في الشرح قال:قال عليّ عليه السّلام من كلام له عليه السّلام:لم تكن بيعتكم لي فلتة،قال ابن أبي الحديد في شرحه:معني الفلتة الكلام يقع بغير تدبّر و لا رويّة،و في الكلام تعريض ببيعة أبي بكر رضي اللّه عنه،و قد تقدّم لنا في معني قول عمر رضي اللّه عنه:كانت بيعة أبي بكر فلتة وقي اللّه شرّها (3)

ص: 343


1- شرح نهج البلاغة:224/13.
2- شرح نهج البلاغة:13/11.
3- شرح نهج البلاغة:31/9.

الباب الثامن و الخمسون

في قول عمر كانت بيعة أبي بكر فلتة وقي اللّه شرّها

و من عاد إلي مثلها فاقتلوه

من طريق الخاصّة،و فيه حديثان الأوّل: ذكر السيّد الأجل السيّد المرتضي رضي اللّه عنه في كتاب الشافي حديث الهيثم بن عدي عن عبد اللّه بن عيّاش الهمداني عن سعيد بن جبير قال:ذكر أبو بكر و عمر عند عبد اللّه بن عمر فقال رجل:كانا و اللّه شمسي هذه الامّة و نوريها،و ساق الحديث إلي آخره (1)و هو الحديث الثالث من الباب السابق فيؤخذ تمامه من هناك إلي آخره حرفا حرفا.

الثاني: السيّد المرتضي في الشّافي قال:روي الهيثم بن عدي عن مجالد بن سعيد قال:غدوت يوما إلي الشعبي و أنا أريد أن أسأله عن شيء بلغني عن ابن مسعود و ساق الحديث بتمامه (2)و هو في الباب السابق،و هو الحديث الرابع فيؤخذ تمامه من هناك.

ص: 344


1- الشافي:126/4.
2- الشافي:128/4.

الباب التاسع و الخمسون

في أمر خالد بقتل أمير المؤمنين عليه السّلام

من طريق العامّة و فيه حديثان الأوّل: صاحب كتاب الصراط المستقيم رواه عن جماعة من العامّة قال:لمّا بغض عبدة العجل هارون و من معه سمّوهم رافضة فأجري ذلك الاسم علي شيعة عليّ عليه السّلام لمناسبته لهارون و شيعته و همّوا بقتل هارون فكذلك العمران واطآ خالدا علي قتل عليّ فبعثت أسماء بنت عميس زوجة أبي بكر خادمها تقول له:إنّ الملأ يأتمرون بك ليقتلوك و قال عليه السّلام:رحمها اللّه و من يقتل الطوائف الثلاث قبل ذلك؟فندم أبو بكر و أطال الجلوس ثمّ نهاه فرأي علي السيف مع خالد،فقال له:أكنت فاعلا؟قال خالد:إي و اللّه،قال علي عليه السّلام:كذبت،أنت أجبن خلق اللّه،لست من ذلك،أما و اللّه لو لا ما سبق به القضاء لعلمت أيّ الفريقين شرّ مكانا و أضعف جندا ثمّ قال عليه السّلام:أ فبعد قول النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:

من كنت مولاه فعليّ مولاه،و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي؟

قال:نعم،فقبض علي صدره فرغي كالبكر و انساغ في المسجد ببوله و اجتمع الناس ليخلصوه فقال الأوّل:و اللّه لو تمالأ عليه أهل الأرض لما استنقذوه و لكن نادوه:بحقّ صاحب القبر ففعلوا فخلّي عنه و قال عليه السّلام:لو عزمت علي ما هممت به لشققتك شقّين،و في نسخة شقّ الثوب روي ذلك الحسن بن صالح و وكيع و عبّاد عن أبي المقدام عن إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال سفيان و ابن جبير و وكيع:و كان ذلك سيئة لم تتم،و أسند نحو ذلك العوفي إلي الصادق عليه السّلام و أسند العوفي إلي خالد بن عبد اللّه القسري أنّه قال علي المنبر:لو كان في أبي تراب خيرا ما أمر أبو بكر يقتله،و هذا يدلّ علي كون الخبر بذلك مستفيضا،و لو لا وصيّة النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لكان علي بالقبض علي رءوس أعدائه و ضرب بعضها في بعض حتّي ينشر دماغها مليّا،و في رواية أبي ذرّ أنه عصر حلقه بين الوسطي و السّبابة حتّي صاح صيحة منكرة،و في رواية البلاذري:شاله بهما و ضرب به الأرض فدقّ عصعصه فأحدث مكانه،و بقي يقول:هما و اللّه أمراني،فقال عبد اللات لزفر:هذه مشورتك المنكوسة،و قال ابن حمّاد في ذلك:

تأمل بعقلك ما أزمعوا و همّوا عليه بأن يفعلوه

ص: 345

بهذا فسل خالدا عنهم علي أيّ ما خطّة وافقوه

و قال الذي قال قبل السلام حديثا رووه فلم ينكروه

حديثا رواه ثقاة الحديث فما ضعّفوه و ما علّلوه

إلي ابن معاوية في الصحيح و زكّي الرواة الذي أسندوه (1)

الثاني: ابن أبي الحديد في الشرح قال:و قد روي كثير من المحدّثين أنّ عليّا عليه السّلام عقيب يوم السقيفة تظلم و تألم و استنجد و استصرخ حيث ساموه الحضور و البيعة،و أنّه قال و هو يشير إلي القبر:يا ابن أمّ إنّ القوم استضعفوني و كادوا يقتلونني،و أنّه قال عليه السّلام:وا جعفراه و لا جعفر لي ، وا حمزتاه و لا حمزة لي اليوم (2).

قال ابن أبي الحديد في الشرح قال:قرأت في كتاب صنّفه أبو حيّان التوحيدي في تقريظ الجاحظ قال:نقلت من خط الصولي:قال الجاحظ:انّ العبّاس بن عبد المطّلب أوصي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام في علّته التي مات فيها،و ساق الكلام بطوله (3)إلي أن قال:و اعلم انّ كلّ دم أراقه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بسيف عليّ عليه السّلام و بسيف غيره فإنّ العرب بعد وفاته صلّي اللّه عليه و آله عصبت تلك الدماء بعليّ بن أبي طالب عليه السّلام وحده؛لأنّه لم يكن في رهطه من يستحقّ في شرعهم و سنّتهم و عادتهم أن يعصب به تلك الدماء إلاّ وحده،و هذه عادة العرب إذا قتل منهم قتيل طالبت بتلك الدماء القاتل،فإن مات أو تعذّر عليها مطالبته طالبت بها أمثل الناس به من أهله،و من نظر في أيّام العرب و وقائعها و مقاتلها عرف ما ذكرناه (4).

ثمّ قال ابن أبي الحديد:و سألت النقيب أبا جعفر يحيي بن أبي زيد رحمه اللّه فقلت:إنّي لأعجب من عليّ عليه السّلام كيف يبقي تلك المدّة الطويلة بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و كيف ما اغتيل وفتك به في جوف منزله مع تلظّي الأكباد عليه؟فقال:لو لا أنّه أرغم أنفه بالتراب و وضع خدّه في حضيض الأرض لقتل، و لكن أخمل نفسه و اشتغل بالعبادة و الصلاة و النظر في القرآن و خرج عن ذلك الزيّ الأوّل و ذلك الشعار،و نسي السيف و صار كالفاتك يتوب و يصير سائحا في الأرض أو راهبا في الجبال،و لمّا أطاع القوم الذين ولّوا الأمر و صار أذل من الحذاء تركوه و سكتوا عنه،و لم تكن العرب لتقدم عليه إلاّ بمواطاة من متولّي الأمر و باطن في السرّ منه،فلمّا لم يكن لولاة الأمر باعث وداع إلي قتله وقع الإمساك عنه،و لو لا ذلك لقتل ثمّ الأجل بعد معقل حصين،فقلت:أحقّ ما يقال في حديث خالد؟

ص: 346


1- الصراط المستقيم:323/1.
2- شرح نهج البلاغة:111/11.
3- شرح نهج البلاغة:297/13.
4- شرح نهج البلاغة:300/13.

فقال:إنّ قوما من العلوية يذكرون ذلك و قد روي أنّ رجلا جاء إلي زفر بن الهذيل صاحب أبي حنيفة فسأله عمّا يقول أبو حنيفة في جواز الخروج من الصلاة بأمر غير التسليم نحو الكلام و الفعل الكثير أو الحدث فقال:انّه جائز قال:قال أبو بكر في تشهّده ما قال،فقال الرجل:و ما الذي قال أبو بكر؟قال:لا عليك،فأعاد عليه السؤال ثانية و ثالثة فقال:اخرجوه قد كنت أحدّث أنّه من أصحاب أبي الخطّاب قلت له:فما الذي تقول أنت؟قال:استبعد ذلك و إن روته الإمامية،ثمّ قال:أمّا خالد فلا أستبعد منه الإقدام عليه لشجاعته في نفسه و لبغضه إيّاه و لكنّي أستبعده من أبي بكر،فإنّه كان ذا ورع و لم يكن ليجمع بين أخذ الخلافة و منع فدك و إغصاب فاطمة و قتل عليّ حاشا للّه من ذلك، فقلت له:أ كان خالد يقدر علي قتله؟قال:نعم،و لم لا يقدر علي ذلك و السيف في عنقه و عليّ أعزل غافل عمّا يراد به و قد قتله ابن ملجم غيلة و خالد أشجع من ابن ملجم؟فسألته عمّا ترويه الإمامية في ذلك كيف ألفاظه؟فضحك و قال:كم عالم بالشيء و هو يسائل ثمّ قال:نترك الآن هذا و نتمّ ما كنّا فيه،و كنت أقرأ عليه في ذلك الوقت جمهرة النسب لابن الكلبي،فعدنا إلي القراءة و عدلنا عن الخوض عمّا كان اعترض الحديث فيه (1).

ص: 347


1- شرح نهج البلاغة:301/13.

الباب الستّون

في أمر خالد بقتل أمير المؤمنين عليه السّلام

من طريق الخاصّة و فيه حديثان الأوّل: عليّ بن إبراهيم في تفسيره قال:حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن عثمان بن عيسي و حمّاد بن عثمان عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:لمّا بويع لأبي بكر و استقام له الأمر علي جميع المهاجرين و الأنصار بعث إلي فدك من أخرج وكيل فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فجاءت فاطمة إلي أبي بكر فقالت:يا أبا بكر منعتني ميراثي من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أخرجت وكيلي من فدك و قد جعلها إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بأمر منه فقال:هاتي علي ذلك شهودا فجاءت بأمّ أيمن فقالت:لا أشهد حتّي احتج يا أبا بكر عليك بما قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقالت:أنشدتك اللّه يا أبا بكر أ لست تعلم أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:إنّ أمّ أيمن امرأة من أهل الجنّة؟قال:بلي،قالت:فأشهد أنّ اللّه أوحي إلي رسوله وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ وَ الْمِسْكِينَ (1) فجعل فدك لفاطمة بأمر اللّه،و جاء عليّ عليه السّلام فشهد بمثل ذلك فكتب لها كتابا بردّ فدك و دفعه إليها،فدخل عمر فقال:ما هذا الكتاب؟فقال أبو بكر:إنّ فاطمة ادّعت و شهدت لها أمّ أيمن و عليّ عليه السّلام،فكتبت لها بفدك،فأخذ عمر الكتاب من فاطمة فمزّقه فقال:هذا فيء للمسلمين و قال أوس بن الحدثان و عائشة و حفصة يشهدون علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنّه قال:إنّا معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة و انّ عليّا عليه السّلام زوجها يجرّ إلي نفسه،و أمّ أيمن فهي امرأة صالحة لو كان معها غيرها لنظرنا فيه.

فخرجت فاطمة عليها السّلام من عندهما باكية حزينة،فلمّا كان بعد هذا جاء عليّ عليه السّلام إلي أبي بكر و هو في المسجد و حوله المهاجرون و الأنصار فقال:يا أبا بكر لم منعت فاطمة من ميراثها من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و قد ملكته في حياة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟فقال أبو بكر:هذا فيء للمسلمين فإن أقامت شهودا أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله جعله لها و إلاّ فلا حقّ لها فيه فقال أمير المؤمنين:يا أبا بكر تحكم فينا بخلاف حكم اللّه في المسلمين؟قال:لا،قال:فإن كان في يد المسلمين شيء يملكونه ادّعيت أنا فيه،من تسأل البيّنة؟قال:إيّاك كنت أسأل البيّنة قال:فما بال فاطمة سألتها البيّنة علي ما في يدها و قد ملكته في حياة رسول اللّه و بعده و لم تسأل المسلمين البيّنة علي ما ادّعوها شهودا كما سألتني عمّا

ص: 348


1- سوره 17 - آيه 26

ادّعيت عليهم،فسكت أبو بكر ثمّ قال عمر:يا علي دعنا من كلامك فانّا لا نقوي علي حججك فإن أتيت بشهود عدول و إلاّ فهو فيء للمسلمين لا حقّ لك و لا لفاطمة فيه،فقال أمير المؤمنين:يا أبا بكر تقرأ كتاب اللّه؟قال:نعم،قال:فأخبرني عن قول اللّه إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) في من نزلت؟أ فينا نزلت أم في عدوّنا؟قال:بل فيكم،قال:فلو أنّ شاهدين شهدا علي فاطمة بفاحشة ما كنت صانعا؟قال:كنت أقيم عليها الحدّ كما اقيم علي سائر المسلمين قال:كنت عند اللّه إذا من الكافرين،قال:و لم؟قال:لأنّك رددت شهادة اللّه لها بالطهارة و قبلت شهادة الناس عليها،كما رددت حكم اللّه و حكم رسوله أن جعل لها فدك و قبضته في حياته ثمّ قبلت شهادة أعرابي بوّال علي عقبيه عليها مثل أوس بن الحدثان و أخذت منها فدك،و زعمت أنّه فيء للمسلمين،و قد قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:البيّنة علي من ادّعي و اليمين علي من ادعي عليه قال:

فدمدم الناس و بكي بعضهم فقال:صدق و اللّه عليّ،و رجع عليّ إلي منزله قال:و دخلت فاطمة المسجد و طافت بقبر أبيها عليه و آله السلام و هي تبكي و تقول:

إنّا فقدناك فقد الأرض وابلها و اختل قومك فاشهدهم و لا تغب

قد كان قبلك أنباء و هنبثة لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب

قد كان جبريل بالآيات يؤنسنا فغاب عنّا و كل الخير محتجب

[و كنت بدرا و نورا يستضاء به عليك تنزل من ذي العزة الكتب

فقمصتنا رجال و استخف بنا إذ غبت عنّا فنحن اليوم نغتضب]

فكلّ أهل له قربي و منزلة عند الاله علي الأدنين يقترب

أبدت رجال لنا فحوي صدورهم لما مضيت و حالت دونك الكثب

فقد رزينا بما لم يرزه أحد من البرية لا عجم و لا عرب

فقد رزينا به محضا خليقته صافي الضرائب و الأعراق و النسب

فأنت خير عباد اللّه كلّهم و أصدق الناس حين الصدق و الكذب

فسوف نبكيك ما عشنا و ما بقيت منّا العيون همال و هي تنسكب

سيعلم المتولّي ظلم خامتنا يوم القيامة أنّي سوف ينقلب

قال:فرجع أبو بكر إلي منزله و بعث إلي عمر فدعاه ثم قال:ما رأيت مجلس عليّ منّا اليوم،و اللّه لئن قعد بنا مقعدا مثله ليفسدنّ أمرنا،فما الرأي؟قال عمر:الرأي أن تأمر بقتله قال:فمن يقتله؟قال:

خالد بن الوليد فبعث إلي خالد فأتاهما فقالا:نريد أن نحملك علي أمر عظيم قال:احملاني علي ما

ص: 349


1- سوره 33 - آيه 33

شئتما و لو قتل عليّ بن أبي طالب،قالا:هو ذاك،قال خالد:متي أقتله؟قال أبو بكر:إذا حضر المسجد فقم بجنبه في الصلاة فإذا أنا سلّمت فقم عليه فاضرب عنقه،قال:نعم،فسمعت اسماء بنت عميس ذلك و كانت تحت أبي بكر فقالت لجاريتها:اذهبي إلي منزل عليّ و فاطمة فاقرئيهما السلام و قولي:إنّ الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إنّا لك من الناصحين.

فقال عليّ عليه السّلام:قولي لها:إنّ اللّه يحيل بينهم و بيني و بين ما يريدون،ثمّ قام قائما و تهيأ للصلاة و حضر المسجد و صلّي عليّ خلف أبي بكر و خالد بن الوليد إلي جنبه معه السيف،فلمّا جلس أبو بكر للتشهّد ندم علي ما قال و خاف الفتنة و شدة عليّ عليه السّلام و بأسه،فلم يزل متفكّرا لا يجسر أن يسلّم حتّي ظنّ الناس أنّه قد سها ثمّ التفت إلي خالد فقال:يا خالد لا تفعل ما أمرتك به السلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته،فقال أمير المؤمنين عليه السّلام:يا خالد ما الذي أمرك به؟قال:أمرني بضرب عنقك، قال:أو كنت فاعلا؟قال:إي و اللّه فلو لا أنّه قال:لا تفعل لقتلتك بعد التسليم قال:فأخذه عليّ فضرب به الأرض و اجتمع الناس عليه فقال عمر:قتله و ربّ الكعبة فقال الناس:يا أبا الحسن اللّه اللّه بحقّ صاحب هذا القبر فخلّي عنه قال:فالتفت إلي عمر و أخذ بتلابيبه و قال:يا ابن صهّاك لو لا عهد من رسول اللّه و كتاب من اللّه سبق لعلمت أيّنا أضعف ناصرا و أقلّ عددا ثمّ دخل منزله (1).

الثاني: سليم بن قيس الهلالي في كتابه قال عن أمير المؤمنين قال:العجب كلّ العجب ممّا اشربت قلوب هذه الأمّة من حبّ هذا الرجس و صاحبه-يعني عمر و أبا بكر-من قبله و التسليم له في كلّ شيء،و ساق الحديث بذكر بدعهما إلي أن قال:و قبض هو و صاحبه فدك و هي بيد فاطمة مقبوضة و وكّلت عليها علي عهد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و سألها البيّنة علي ما في يدها و لم يصدّقها و شهدت أمّ أيمن لها بذلك و لم يصدّقها أيضا و هو يعلم يقينا أنّ ذلك في يدها،و لم يكن له أن يسألها البيّنة علي ما في يدها و لا يتّهمها،ثمّ استحسن الناس ذلك و لم يكرهوه و قالوا:إنّما حمله علي ذلك الورع ثمّ عدلا عنها فقالا بالظنّ:إنّ فاطمة عليها السّلام لم تقلّ إلاّ حقّا و إنّ عليّا و أمّ أيمن لم يشهدا إلاّ بحقّ،فلو كان مع أمّ أيمن امرأة اخري أمضينا لها،فحظيا بذلك عند الجهّال،و ما هما،و من أمرهما أن يكونا حاكمين فيعطيان و يمنعان؟و لكن الامّة ابتلوا بهما فأدخلا أنفسهما فيما لا يحلّ لهما و لا حقّ لهما و لا علم لهما،و قد قالت لهما حين أرادا أن ينزعا فدك منها:أ لست قد وكّلت عليها و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حيّ قالا:بلي،قلت:فلم تسألاها البيّنة علي ما في يدها؟قالا:لأنّها فيء للمسلمين،فإن أقامت البيّنة و إلاّ لم نمضها لها فقلت لهما،و الناس حولهما يسمعون:أ تريدان أن

ص: 350


1- تفسير القمي:154/2-159.

تردّا ما صنع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و تحكما فينا خاصّة بما لم تحكما في سائر الناس؟اسمعوا أيّها الناس ما ركب هؤلاء من الاثم،أ رأيتم إن ادّعيت ما في أيدي الناس من أموالهم أ تسألونني البيّنة أم تسألونهم؟فغضب عمر و قال:إنّ هذا فيء للمسلمين،و هي في يدي فاطمة تأكل غلّتها فإن أقامت بيّنة علي ما ادّعت أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله وهبها لها من دون المسلمين و هي فيئهم و حقّهم نظرنا في ذلك،فقالت:حسبي بيّنة ربّكم اللّه أيّها الناس،أسمعتم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:ابنتي فاطمة سيّدة نساء الجنّة؟

قالوا:اللّهمّ نعم قد سمعناه من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،قال:سيّدة نساء أهل الجنّة تدّعي باطلا و تأخذ ما ليس لها؟أ رأيتم لو أنّ أربعة شهود شهدوا عليها بالفاحشة أو شهد رجلان بسرقة كنتم مصدّقين عليها؟فأمّا أبو بكر فسكت،و أمّا عمر فقال:نعتبر إذا و نوقع عليها الحدّ فقالت:كذبت و اللّه و أثمت إلاّ أن تقرّ انّك لست علي دين محمّد صلّي اللّه عليه و آله،إنّ الذي يجيز علي سيّدة نساء أهل الجنّة شهادة و يقيم عليها حدّا لملعون كافر بما أنزل اللّه علي محمّد صلّي اللّه عليه و آله،إنّ من أذهب اللّه عنهم الرجس و طهّرهم تطهيرا لا تجوز عليهم شهادة،لأنّهم معصومون من كلّ سوء،مطهّرون من كلّ فاحشة،حدّثني يا عمر عن أهل هذه الآية،لو أنّ قوما شهدوا عليهم أو علي أحدهم بشرك أو كفر أو فاحشة كان المسلمون يتبرّءون منهم و يحدّونهم قال:نعم،ما هم و سائر الناس إلاّ سواء،فقال له علي:كذبت، ما هم و سائر الناس سواء لأنّ اللّه عزّ و جلّ أنزل عصمتهم و طهّرهم و أذهب عنهم الرجس،فمن صدق عليهم فانّما يكذب علي اللّه و علي رسوله فقال أبو بكر:أقسمت عليك يا أبا الحسن لمّا سكت،فلمّا كان الليل أرسلا إلي خالد بن الوليد لعنه اللّه فقالا له:نريد أن نحملك علي أمر و نسرّ إليك فقال:احملاني علي ما شئتما فإنّي طوع أيديكما.

فقالا:نريد أن نحملك علي أمر عظيم قال:احملاني علي ما شئتما و لو قتل عليّ بن أبي طالب، قالا:هو ذاك،قال خالد:متي أقتله؟

قال أبو بكر:إذا حضر المسجد فقم بجنبه في الغداة فصلّ إلي جنبه فإذا سلّمت فاضرب عنقه، قال عليّ عليه السّلام:فصلّي خالد إلي جنبي متقلّدا السيف،فندم أبو بكر و هو في الصلاة و أسقط في يده و جعل يؤمر نفسه حتّي كادت الشمس أن تطلع،فقال أبو بكر قبل أن يسلّم:يا خالد لا تفعل ما أمرتك به،ثمّ سلّم أبو بكر فقلت لخالد:و ما ذلك؟فقال خالد:كان أمرني إذا سلّم أن أضرب عنقك،فقلت لخالد:أكنت فاعلا؟قال:إي و ربّي إذا لفعلت (1).

ص: 351


1- كتاب سليم بن قيس:225-228،مع تفاوت واضح بينه و بين المطبوع.

فهرس المطالب

فصل يشتمل علي أبواب في فضل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و فضل أهل البيت عليهم السّلام من طريق العامّة و الخاصّة و اللّه سبحانه و تعالي الموفق للصواب 5

الباب الثاني في أن عليّا عليه السّلام خير الخلق بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و خير البرية و المختار بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و خير البشر و خير العرب و خير الامّة و خير الوصيّين و أن الأئمّة بعد عليّ خير الخلق من طريق الخاصّة و فيه عشرون حديثا 12

الباب الثالث في أن عليّا عليه السّلام كنفس رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و كرأسه من بدنه من طريق العامة و فيه ثلاثة عشر حديثا 21

الباب الرابع في أن عليّا عليه السّلام كنفس رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من طريق الخاصة و فيه ثلاثة أحاديث 24

الباب الخامس في قوله صلّي اللّه عليه و آله:(عليّ منّي و أنا منه)من طريق العامة و فيه خمسة و ثلاثون حديثا 26 الباب السادس في قوله صلّي اللّه عليه و آله:«عليّ منّي و أنا من عليّ»من طريق الخاصة و فيه ستّة أحاديث 36 الباب السابع في تبليغ أمير المؤمنين عليه السّلام سورة براءة و عزل أبي بكر و فيه من الباب الأوّل من طريق العامّة

ص: 352

و منه ثلاثة و عشرون حديثا 39

الباب الثامن في تبليغ أمير المؤمنين عليه السّلام سورة براءة و عزل أبي بكر من طريق الخاصّة و فيه ستّة عشر حديثا 47

الباب التاسع في قوله صلّي اللّه عليه و آله«لاعطين الراية غدا رجلا يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله»من طريق العامّة و فيه خمسة و ثلاثون حديثا 53

الباب العاشر في قوله صلّي اللّه عليه و آله:لأعطين الراية غدا رجلا يحب اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله من طريق الخاصة و فيه ثلاثة أحاديث 65

الباب الحادي عشر في خبر الطائر من طريق العامة و فيه ستّة و ثلاثون حديثا 69

الباب الثاني عشر في خبر الطائر من طريق الخاصّة و فيه ثمانية احاديث 84

الباب الثالث عشر في مؤاخاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السّلام من طريق العامّة و فيه أحد و عشرون حديثا 91

الباب الرابع عشر في مؤاخاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السّلام من طريق الخاصّة و فيه خمسة أحاديث 101

ص: 353

الباب الخامس عشر في أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام أخو رسول اللّه من طريق العامّة و فيه ثمانية و ثلاثون حديثا 104

الباب السادس عشر في أنّ أمير المؤمنين صلّي اللّه عليه و آله أخو رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من طريق الخاصّة و فيه أربعة و ثلاثون حديثا 116

الباب السابع عشر في أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عليّا عليه السّلام فوّض إليهما أمر الدين من طريق العامّة و فيه حديث واحد 129

الباب الثامن عشر في أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عليّا عليه السّلام و بنيه الأئمة عليهم السّلام فوّض إليهم أمر الدين من طريق الخاصّة و فيه ثلاثة عشر حديثا 130

الباب التاسع عشر في سعة فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام من طريق العامّة و فيه ستّة أحاديث 134

الباب العشرون في سعة فضائل أمير المؤمنين عليّ 7 من طريق الخاصّة و فيه ستّة أحاديث 147

الباب الحادي و العشرون في أنّ أمير المؤمنين 7 أوّل من أسلم و صلّي مع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله من طريق العامّة و فيه سبعة و أربعون حديثا 151

ص: 354

الباب الثاني و العشرون في أنّ أمير المؤمنين أوّل من أسلم و صلّي مع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله من طريق الخاصّة و فيه ثمانية عشر حديثا 181

الباب الثالث و العشرون في رسوخ إيمان أمير المؤمنين عليه السّلام و قوّته و شدّة يقينه عليه السّلام من طريق العامّة و فيه أربعة عشر حديثا 188

الباب الرابع و العشرون في رسوخ إيمان أمير المؤمنين عليه السّلام و قوته و شدّة يقينه عليه السّلام من طريق الخاصّة و فيه اثنا عشر حديثا 194

الباب الخامس و العشرون في غزارة علم أمير المؤمنين عليه السّلام و سعته من طريق العامّة و فيه اثنان و ثلاثون حديثا 198

الباب السادس و العشرون في غزارة علم الأئمّة عليهم السّلام وسعته من طريق الخاصة و فيه سبعة و عشرون حديثا 208

الباب السابع و العشرون في الأبواب التي فتحها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السّلام ألف باب كل باب يفتح ألف باب من طريق العامّة و فيه أربعة أحاديث 216

الباب الثامن و العشرون في الأبواب و الكلمات التي فتحها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السّلام من طريق الخاصة و فيه تسعة و عشرون حديثا 219

ص: 355

الباب التاسع و العشرون في قوله لعلي عليهما السّلام:«أنا مدينة العلم و علي بابها،و مدينة الحكمة و علي بابها»من طريق العامّة و فيه ستة عشر حديثا 225

الباب الثلاثون في قوله صلّي اللّه عليه و آله:«أنا مدينة العلم و علي بابها و مدينة الحكمة و علي بابها»من طريق الخاصة و فيه سبعة أحاديث 230

الباب الحادي و الثلاثون في قوله صلّي اللّه عليه و آله:«أنا مدينة الجنّة و علي بابها»من طريق العامّة و فيه حديث واحد 234

الباب الثاني و الثلاثون في قوله صلّي اللّه عليه و آله:«أنا مدينة الجنّة و علي بابها»من طريق الخاصة و فيه حديثان 234

الباب الثالث و الثلاثون في قوله صلّي اللّه عليه و آله:«أنا دار الحكمة و علي بابها»من طريق العامّة و فيه أربعة أحاديث 235

الباب الرابع و الثلاثون في قوله صلّي اللّه عليه و آله:«أنا مدينة الحكمة و علي بابها»«أنا دار الحكمة و علي مفتاحها»من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث 236

الباب الخامس و الثلاثون في قول أمير المؤمنين عليه السّلام«سلوني قبل أن تفقدوني»من طريق العامّة و فيه سبعة أحاديث 238

ص: 356

الباب السادس و الثلاثون في قول أمير المؤمنين عليه السّلام:«سلوني قبل أن تفقدوني»من طريق الخاصة و فيه سبعة أحاديث 240

الباب السابع و الثلاثون في المناجاة يوم الطائف من طريق العامّة و فيه ثمانية أحاديث 245

الباب الثامن و الثلاثون في المناجاة يوم الطائف من طريق الخاصّة و فيه ثمانية عشر حديثا 247

الباب التاسع و الثلاثون في أن أمير المؤمنين عليه السّلام أقضي الأمّة بنصّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و ولاّه القضاء و دعا له صلّي اللّه عليه و آله من طريق العامّة و فيه سبعة عشر حديثا 251

الباب الأربعون في أن أمير المؤمنين أقضي الامة بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و ولاّه القضاء من طريق الخاصّة و فيه ثمانية أحاديث 255

الباب الحادي و الأربعون في رجوع أبي بكر و عمر و عثمان في العلم و الحكم و غيرهم من الصحابة إلي أمير المؤمنين من طريق العامّة و فيه ثلاثة و ثلاثون حديثا 258

الباب الثاني و الأربعون في رجوع أبي بكر و عمر و عثمان في العلم و الحكم و غيرهم من الصحابة إلي أمير المؤمنين عليه السّلام من طريق الخاصّة و فيه اثنا عشر حديثا 270

ص: 357

الباب الثالث و الأربعون في أن علم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كلّه عند أمير المؤمنين عليه السّلام و قول أمير المؤمنين عليه السّلام:«لو ثنيت لي الوسادة و جلست عليها لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم»من طريق العامّة و فيه أربعة أحاديث 275

الباب الرابع و الأربعون في أن علم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كلّه عند أمير المؤمنين و الأئمّة عليهم السّلام و قول أمير المؤمنين عليه السّلام:«لو ثنيت لي الوسادة و جلست عليها لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم»من طريق الخاصة و فيه تسعة عشر حديثا 277

الباب الخامس و الأربعون في قوله صلّي اللّه عليه و آله:«علي مع الحق و الحق مع علي»و قوله صلّي اللّه عليه و آله:«اللّهم أدر الحق معه حيث دار»و أمره 9 بسلوك طريقه 7 من طريق العامّة و فيه خمسة عشر حديثا 282

الباب السادس و الأربعون في قوله صلّي اللّه عليه و آله:«الحقّ مع عليّ و عليّ مع الحق يدور معه حيث دار»و قوله صلّي اللّه عليه و آله:«عليّ مع القرآن و القرآن معه»و آية الحق و راية الهدي من طريق الخاصة و فيه أحد عشر حديثا 287

الباب السابع و الأربعون في قوله صلّي اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام:من فارقك فقد فارقني من طريق العامّة و فيه سبعة أحاديث 292

الباب الثامن و الأربعون في قوله صلّي اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام:من فارقك فقد فارقني من طريق الخاصّة و فيه أربعة أحاديث 294

ص: 358

الباب التاسع و الأربعون في قول النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:حقّ عليّ علي هذه الامّة كحق الوالد علي ولده من طريق العامّة و فيه ستّة أحاديث 296

الباب الخمسون في قوله صلّي اللّه عليه و آله:حقّ عليّ علي هذه الأمّة كحقّ الوالد علي الولد من طريق الخاصّة و فيه ثلاثة أحاديث 298

الباب الحادي و الخمسون في أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عليّا عليه السّلام أبوا هذه الامّة من طريق العامّة و فيه حديث واحد 299

الباب الثاني و الخمسون في أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عليّا عليه السّلام أبوا هذه الامّة من طريق الخاصّة و فيه ثلاثة عشر حديثا 300

الباب الثالث و الخمسون في أنّ المهاجرين و الأنصار لا يشكّون أنّ صاحب الأمر بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله هو أمير المؤمنين علي و أنّ أبا بكر و عمر و عثمان و معاوية يعلمون ذلك و إتيان أبي بكر و عمر ليبايعا عليّا عليه السّلام بعد موت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قول أبي بكر:أقيلوني...الحديث من طرق العامّة و فيه خمسة عشر حديثا 304

الباب الرابع و الخمسون في قول عليّ أمير المؤمنين عليه السّلام لأبي بكر انّه ليعلم و الذين حوله إنّ اللّه و رسوله لم يستخلفا غيري من طريق الخاصّة و فيه حديث واحد 313

ص: 359

الباب الخامس و الخمسون في إخراج أمير المؤمنين عليه السّلام لبيعة أبي بكر مكرها ملبّبا و إرادة حرق بيته عليه السّلام و بيت فاطمة عليها السّلام عند امتناعه من البيعة و إرادة قتله عليه السّلام إن امتنع من البيعة و امتناع الجماعة الذين معه عليه السّلام من طريق العامّة و فيه واحد و ثلاثون حديثا 322

الباب السادس و الخمسون في إخراج أمير المؤمنين عليه السّلام لبيعة أبي بكر مكرها ملبّبا و إرادة حرق بيت فاطمة عليها السّلام عند امتناعه من البيعة و إرادة قتله عليه السّلام من طريق الخاصّة و فيه ستّة أحاديث 334

الباب السابع و الخمسون في قول أبي بكر و عمر كانت بيعة أبي بكر فلتة وقي اللّه شرّها و من عاد إلي مثلها فاقتلوه،و قول عليّ عليه السّلام:بيعتي لم تكن فلتة من طريق العامّة و فيه ثمانية أحاديث 340

الباب الثامن و الخمسون في قول عمر كانت بيعة أبي بكر فلتة وقي اللّه شرّها و من عاد إلي مثلها فاقتلوه من طريق الخاصّة،و فيه حديثان 344

الباب التاسع و الخمسون في أمر خالد بقتل أمير المؤمنين عليه السّلام من طريق العامّة و فيه حديثان 345

الباب الستّون في أمر خالد بقتل أمير المؤمنين عليه السّلام من طريق الخاصّة و فيه حديثان 348

ص: 360

المجلد 6

اشارة

پديدآوران: بحراني، سيد هاشم بن سليمان (نويسنده) / عاشور، علي (محقق)

ناشر:مؤسسة التاريخ العربي

مكان :نشربيروت - لبنان

سال نشر:1422 ق يا 2001 م

چاپ: 1

موضوع: احاديث اهل سنت - قرن 12ق. / احاديث شيعه - قرن 12ق. / امامت - احاديث / خاندان نبوت - احاديث اهل سنت / علي بن ابي طالب(ع)، امام اول، 23 قبل از هجرت - 40ق. - اثبات خلافت / علي بن ابي طالب(ع)، امام اول، 23 قبل از هجرت - 40ق. - احاديث / ولايت - احاديث

زبان:عربي

تعداد : جلد7

كد كنگره : BP 223/54 /ب 3 غ 2

ص: 1

اشارة

ص: 2

بسم الله الرحمن الرحيم

ص: 3

ص: 4

الجزء السادس

تتمة الفصل في فضل علي و اهل البيت عليهم السلام

اشارة

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم

الباب الحادي و الستّون

في قول أمير المؤمنين عليه السّلام:أنا أولي بالأمر من أبي بكر و عمر و عثمان

و احتجاجه عليهم و قوله عليه السّلام:انّ لنا حقّا إن نعطه نأخذه

و انّ الإمامة و الخلافة له عليه السّلام دونهم،و لم يبايع حتّي راموا قتله عليه السّلام

من طرق العامّة و فيه ثمانية أحاديث الأوّل: موفّق بن أحمد من أعيان علماء العامّة في كتاب فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام قال:أخبرنا الشيخ الإمام شهاب الدين أفضل الحفّاظ أبو النجيب سعد بن عبد اللّه بن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي فيما كتب إليّ من همدان،أخبرنا الحافظ أبو عليّ بن الحسن بن أحمد بن الحسن الحدّاد باصبهان فيما أذن في الرواية عنه،أخبرني الشيخ الأديب أبو يعلي عبد الرزّاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني سنة ثلاث و سبعين و أربعمائة،أخبرني الإمام الحافظ طراز المحدّثين أبو بكر أحمد بن موسي بن مردويه الاصبهاني،حدّثنا الإمام شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبيد اللّه الهمداني،و أخبرني بهذا الحديث عاليا الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الاصفهاني في كتابه إليّ من اصبهان سنة ثمان و ثمانين و أربعمائة عن أبي بكر أحمد بن موسي بن مردويه،حدّثنا سليمان بن أحمد بن علي بن سعيد الرازي حدّثنا محمد بن حميد حدّثنا زافر بن سليمان بن الحارث بن محمد عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال:كنت علي الباب يوم الشوري فارتفعت الأصوات بينهم فسمعت عليّا عليه السّلام يقول:بايع الناس أبا بكر و أنا و اللّه أولي بالأمر منه و أحقّ به منه، فسمعت و أطعت مخافة أن يرجع الناس كفّارا يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف،ثمّ بايع أبو بكر لعمر و أنا و اللّه أولي بالأمر منه،فسمعت و أطعت مخافة أن يرجع الناس كفّارا،ثمّ أنتم تريدون أن تبايعوا عثمان إذ لا أسمع و لا أطيع،إنّ عمر جعلني في خمسة نفر أنا سادسهم لا يعرف لي فضلا في الصلاح و لا يعرفونه لي كما نحن فيه شرع سواء،و أيم اللّه لو أشاء أن أتكلّم بأشياء لا يستطيع عربهم لا عجمهم و لا المعاهد منهم و لا المشرك أن يردّ خصلة منها ثمّ قال:

ص: 5

أنشدكم اللّه أيّها الخمسة أمنكم أخو رسول اللّه غيري؟ قالوا:لا،قال:أمنكم أحد له عمّ مثل عمّي حمزة أسد اللّه و أسد رسوله صلّي اللّه عليه و آله غيري؟قالوا:لا، قال:أمنكم أحد له ابن عم مثل ابن عمّي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟

قالوا:لا،قال:أمنكم أحد له أخ مثل أخي المزيّن بالجناحين يطير مع الملائكة في الجنّة؟

قالوا:لا،قال:أمنكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت محمّد سيّدة نساء هذه الامّة؟قالوا:

لا،قال:أمنكم أحد له سبطان مثل الحسن و الحسين سبطا هذه الامّة ابنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سلم غيري؟ قالوا:لا،قال:أمنكم أحد قتل مشركي قريش غيري؟قالوا:لا،قال:أمنكم أحد وحّد اللّه قبلي؟ قالوا:لا،قال:أمنكم أحد صلّي القبلتين غيري؟قالوا:لا،قال:أمنكم أحد أمر اللّه سبحانه و تعالي بمودّته غيري؟قالوا:لا،قال:أمنكم أحد غسّل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سلم غيري؟قالوا:لا،قال:أمنكم أحد ردّت عليه الشمس بعد غروبها حتّي صلّي صلاة العصر غيري؟قالوا:لا،قال:أمنكم أحد قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين قرب إليه الطير ليأكله فقال:اللّهم ايتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير،فجئت و أنا لا أعلم ما كان من قوله فدخلت قال:و إليّ يا ربّ و إليّ يا ربّ،غيري؟قالوا:لا، قال:أ فيكم أحد كان قتل المشركين عند كلّ شدّة تنزل برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مني؟قالوا:لا،قال:أ فيكم أحد كان أعظم عناء عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حتّي اضطجعت علي فراشه و وقيته بنفسي و بذلت له مهجتي غيري؟

قالوا:لا،قال:أ فيكم أحد كان يأخذ الخمس غيري و غير فاطمة؟قالوا:لا،قال:أ فيكم أحد كان له سهم في الخاصّ و سهم في العامّ غيري؟قالوا:لا،قال:أ فيكم أحد يطهّره كتاب اللّه غيري حتّي سدّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أبواب المهاجرين جميعا و فتح بابي إليه حتّي قام إليه عمّاه حمزة و العبّاس و قالا:يا رسول اللّه سددت أبوابنا و فتحت باب عليّ فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:ما فتحت بابه و لا سددت أبوابكم،بل اللّه فتح بابه و سدّ أبوابكم.قالوا:لا،قال:أ فيكم أحد أتمّ اللّه نوره حين قال: وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ (1) ؟ قالوا:اللّهم لا،قال:أ فيكم أحد ناجي رسول اللّه ستّ عشرة مرّة غيري حين نزل: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً (2) غيري؟قالوا:اللّهم لا،قال:أ فيكم أحد ولي غمض عيني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غيري؟قالوا:اللّهمّ لا،قال:أ فيكم أحد آخر عهده برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين وضعه في حفرته غيري؟قالوا:اللّهم لا (3).

الثاني: ابن أبي الحديد من علماء السنّة في شرح نهج البلاغة قال:روي أبو جعفر ما قاله

ص: 6


1- سوره 17 - آيه 26
2- سوره 58 - آيه 12
3- المناقب:/313ح 314.

عليّ عليه السّلام في يوم الشوري و هو:الحمد للّه الذي اختار محمّدا منّا نبيّا و ابتعثه إلينا رسولا فنحن أهل بيت النبوّة و معدن الحكمة،أمان لأهل الأرض و نجاة لمن طلب،إنّ لنا حقّا إن نعطه نأخذ و ان نمنعه نركب أعجاز الإبل و إن طال السّري،لو عهد إلينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأنفذنا عهده و لو قال لنا قولا لجالدنا عليه حتّي نموت،لن يسرع أحد قبلي إلي دعوة حقّ و صلة رحم و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه، اسمعوا كلامي وعوا منطقي،عسي أن تروا هذا الأمر بعد الجمع تنتضي فيه السيوف و تخان فيه العهود حتّي لا تكون لكم جماعة و حتّي يكون بعضكم أئمّة لأهل الضلالة و شيعة لأهل الجهالة (1).

الثالث: ابن أبي الحديد قال عوانة:حدّثني يزيد بن جرير عن الشعبي عن شقيق بن مسلمة أنّ عليّ ابن أبي طالب عليه السّلام لما انصرف إلي رحله يعني في قصّة الشوري قال لبني هاشم:يا بني عبد المطّلب إنّ قومكم عادوكم بعد وفاة النبيّ كعداوتهم النبيّ في حياته،إن يطمع قومكم لا تؤمروا أبدا،و اللّه لا يثبت هؤلاء إلي الحقّ إلاّ بالسيف،قال عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب كان داخلا عليهم قد سمع الكلام كلّه فدخل فقال:يا أبا الحسن اريد أن يضرب بعضهم بعضا فقال:اسكت ويحك فو اللّه لو لا أبوك و ما ركب منّي قديما و حديثا،ما نازعني ابن عفّان و لا ابن عوف فقام عبد اللّه فخرج (2).

الرابع: ابن أبي الحديد قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام:و اعجبا أن تكون الخلافة بالصحابة و لا تكون بالصحابة و القرابة قال الرضيّ رحمه اللّه:و قد روي له شعر قريب من هذا المعني و هو:

فإن كنت بالشوري ملكت أمورهم فكيف بهذا و المشيرون غيّب

و إن كنت بالقربي حججت خصيمهم فغيرك أولي بالنبيّ و أقرب

و قال ابن أبي الحديد في الشرح:حديثه عليه السّلام في النثر و النظم المذكورين مع أبي بكر و عمر،أمّا النثر فإلي عمر توجيهه لأنّ أبا بكر لما قال لعمر:امدد يدك قال له عمر:أنت صاحب رسول اللّه في المواطن كلّها شدّتها و رخاؤها فامدد أنت يدك،فقال عليّ عليه السّلام:إذا احتججت لاستحقاقه الأمر بصحبته إيّاه في المواطن كلها،فهلاّ سلّمت الأمر إلي من قد شركه في ذلك و زاد عليه بالقرابة،و أمّا النظم فموجّه إلي أبي بكر لأنّ أبا بكر حاجّ الأنصار في السقيفة فقال:نحن عترة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و بيضته التي تفقأت عنه،فلمّا بويع احتجّ علي الناس بالبيعة و انّما صدرت عن أهل الحلّ و العقد فقال عليّ:امّا احتجاجك علي الأنصار بأنّك من بيضة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و من قومه فغيرك أقرب نسبا منك إليه و أمّا احتجاجك بالاختيار و رضا الجماعة بك فقد كان قوم من جلّة الصحابة غائبين لم

ص: 7


1- شرح نهج البلاغة:195/1.
2- شرح نهج البلاغة:54/9.

يحضروا العهد فكيف ثبت (1)؟.

الخامس: ابن أبي الحديد قال:قال عليه السّلام:ما زلت مدفوعا منذ قبض اللّه نبيّه حتّي يوم الناس هذا (2).

السادس: ابن أبي الحديد قال:قال عليه السّلام:ما زلت مظلوما منذ قبض اللّه نبيّه حتّي يوم الناس هذا، و لقد كنت أظلم من قبل ظهور الإسلام،لقد كان يجيء أخي عقيل بذنب أخي جعفر فيضربني (3).

السابع: ابن أبي الحديد في الشرح قال:نحن نذكر ما استفاض من الروايات من مناشدته أصحاب الشوري و تعديده فضائله و خصائصه التي بان بها منهم و من غيرهم،قد روي الناس ذلك فأكثروا،و الذي صحّ عندي أنّه لم يكن الأمر كلّما روي من تلك التعديدات الطويلة و لكنّه قال لهم بعد أن بايع عبد الرحمن و الحاضرون عثمان و تلكأ هو عليه السّلام عن البيعة قال:إنّ لنا حقّا أن نعطه نأخذه و إن نمنعه نركب أعجاز الإبل و إن طال السّري،في كلام قد ذكره أهل السيرة و قد أوردنا بعضه فيما تقدّم ثمّ قال لهم:أنشدكم اللّه أ فيكم أحد آخي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بينه و بين نفسه حيث و اخي بين بعض المسلمين و بعض غيري؟فقالوا:لا،قال:أ فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من كنت مولاه فهذا مولاه غيري؟فقالوا:لا،فقال:أ فيكم أحد قال له رسول اللّه:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ انّه لا نبيّ بعدي غيري؟قالوا:لا،قال:أ فيكم من اؤتمن علي سورة براءة و قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إنّه لا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو رجل منّي،غيري؟قالوا:لا،قال:ألا تعلمون أنّ أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فرّوا عنه في مواطن الحرب في غير موطن و ما فررت قطّ؟قالوا:بلي،قال:ألا تعلمون أنّي أوّل الناس إسلاما؟قالوا:لي،قال:فأيّنا أقرب إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله نسبا؟قالوا:أنت،فقطع عليه عبد الرحمن بن عوف كلامه و قال:يا عليّ قد أبي الناس إلاّ علي عثمان فلا تجعلنّ علي نفسك سبيلا ثمّ قال:يا أبا طلحة ما الذي أمرك به عمر قال:ان اقتل من شقّ عصا الجماعة،فقال عبد الرحمن لعليّ:بايع إذا و إلاّ كنت متبعا عن سبيل المؤمنين و أنفدنا فيك ما أمرنا به فقال:لقد علمتم أنّي أحقّ بها من غيري و اللّه لأسلمنّ الفضل إلي غيره،ثمّ مدّ يده فبايع (4).

الثامن: البلاذري و هو من أعيان العامّة و ثقاتهم في كتابه عن الكلبي عن أبيه عن أبي مخنف في إسناده له أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام قال:لمّا بايع عبد الرّحمن عثمان كان قائما فقعد فقال له عبد الرحمن:بايع و إلاّ ضربت عنقك،و لم يكن مع أحد يومئذ سيف غيره فيقال:إنّ عليّا عليه السّلام خرج

ص: 8


1- شرح نهج البلاغة:416/18.
2- شرح نهج البلاغة:223/1.
3- شرح نهج البلاغة:283/20.
4- شرح نهج البلاغة:167/6.

مغضبا فلحقه أصحاب الشوري فقالوا:بايع و إلاّ جاهدناك،فأقبل معهم يمشي حتّي بايع عثمان (1).

قال السيّد المرتضي عقيب ذكره هذا الحديث في الشافي فأيّ رضا هاهنا و أيّ إجماع؟و كيف يكون مختارا من يهدّد بالقتل و الجهاد؟و هذا المعني-يعني حديث التهديد بضرب العنق-لو روته الشيعة لتضاحك المخالفون منه و لتغامزوا و قالوا:هذا من جملة ما يدّعونه من المحال و يروونه من الأحاديث،و قد أنطق اللّه به رواتهم و أجراه علي أفواه ثقاتهم.إلي هاهنا كلام السيّد المرتضي (2).

أقول:إنّه قد صحّ في أخبار العامّة و أهل السنّة و الجماعة من الأخبار المتقدّمة في الباب السادس و الخمسين و في هذا الباب أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام إنّما بايع و صالح المتقدّمين عليه الذين أخذوا الإمامة و الخلافة منه أبو بكر و عمر و عثمان ما وقع الصلح منه عليه السّلام لهم إلاّ بعد أن هدّد عليه السّلام بالقرآن لم يبايعهم،فإذا كان الأمر علي ذلك فمما صالحهم إلاّ لخوف القتل منهم له عليه السّلام،و بيعته عليه السّلام وقعت منه علي سبيل التقيّة و الخوف،فلا تكون بيعته عليه السّلام حجّة للعامّة كما هو واضح بيّن؛لأنّ من هدّد بالقتل و اكره علي أمر ففعله لا يكون فعله له باختيار منه،و ما وقع علي غير اختيار لا يكون صاحبه ينسب إليه الفعل الاختياري و يكون حجّة عليه و علي أوليائه الموافقين له في أمره،من ذلك يعلم أنّ مذهب العامّة علي شفا جرف هار فانهار به في نار جهنّم ألا ذلك هو الخسران المبين.

ص: 9


1- نقله عنه ابن أبي الحديد في شرح النهج:265/12.
2- شرح نهج البلاغة:265/12.

الباب الثاني و الستّون

في قول أمير المؤمنين عليه السّلام:أنا أولي بالأمر ممّن تقدّم عليّ

و احتجاجه عليه السّلام عليهم،و أنّ الخلافة و الإمامة له عليه السّلام دونهم

من طريق الخاصّة و فيه خمسة أحاديث الأوّل: الشيخ الطوسي في أماليه قال:حدّثنا محمد بن محمّد يعني المفيد قال:أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب قال:حدّثنا الحسن بن علي الزعفراني قال:حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الثقفي قال:حدّثنا المسعودي قال:حدّثنا محمّد بن كثير عن يحيي بن حمّاد القطّان قال:حدّثنا أبو محمد الحضرمي عن[أبي]عليّ الهمداني أنّ عبد الرحمن بن أبي ليلي قام إلي أمير المؤمنين عليه السّلام فقال:يا أمير المؤمنين إنّي سائلك لآخذ عنك،و قد انتظرنا أن تقول من أمرك شيئا فلم تقله،ألا تحدّثنا عن أمرك هذا كان بعهد من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أو شيء رأيته فإنّا قد أكثرنا فيك الأقاويل،و أوثقه عندنا ما نقلناه عنك و سمعناه من فيك؟إنّا كنّا نقول:لو رجعت إليكم بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لم ينازعكم فيها أحد،و اللّه ما أدري إذا سئلت ما أقول،أ أزعم أنّ القوم كانوا أولي بما كانوا فيه منك؟فإن قلت ذلك فعلام نصبك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بعد حجّة الوداع فقال:أيّها الناس من كنت مولاه فعليّ مولاه،و إن كنت أولي منهم لما كانوا فيه فعلام نتولاّهم؟

فقال أمير المؤمنين عليه السّلام:يا أبا عبد الرحمن إنّ اللّه تعالي قبض نبيّه عليه السّلام و أنا يوم قبضه أولي الناس منّي بقميصي هذا،و قد كان من نبي اللّه إليّ عهد لو خزمتموني بأنفي لأقررت سمعا للّه و طاعة،و إنّ أوّل ما انتقصنا بعده إبطال حقّنا في الخمس،فلمّا دقّ أمرنا طمعت رعيان قريش فينا،و قد كان لي علي الناس حقّ لو ردّوه إليّ عفوا قبلته و قمت به،و كان إلي أجل معلوم و كنت كرجل له علي الناس حقّ إلي أجل فإن عجلوا ماله أخذه و حمدهم عليه و إن أخّروه أخذه غير محمودين،و كنت كرجل يأخذ السّهولة و هو عند الناس محزون،و إنّما يعرف الهدي بقلّة من يأخذه من الناس،فإذا سكت فاعفوني فإنّه لو جاء أمر تحتاجون فيه إلي الجواب أجبتكم،فكفّوا عنّي ما كففت عنكم فقال عبد الرحمن:يا أمير المؤمنين فأنت لعمرك كما قال الأوّل:

ص: 10

لعمري لقد ايقظت من كان نائما و أسمعت من كانت له اذنان (1)

الثاني: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمّد بن محمّد قال:أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمد الكاتب قال:أخبرنا الحسن بن عليّ بن عبد الكريم قال:حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال:

أخبرني أبو نعيم الفضل بن دكين قال:حدّثنا أبو عاصم عن قيس بن مسلم قال:سمعت طارق بن شهاب يقول:لمّا نزل عليّ بالربذة سألت عن قدومه إليها فقيل:خالف عليه طلحة و الزبير و عائشة و صاروا إلي البصرة،فخرج يريدهم فصرت إليه فجلست حتّي صلّي الظهر و العصر،فلمّا فرغ من صلاته قام إليه ابنه الحسن بن عليّ عليهما السّلام فجلس بين يديه ثمّ بكي و قال:يا أمير المؤمنين إنّي لا أستطيع أن اكلّمك،و بكي فقال له أمير المؤمنين:لا تبك يا بنيّ و تكلّم و لا تحنّ حنين الجارية.

فقال:يا أمير المؤمنين انّ القوم حصروا عثمان يطلبونه بما يطلبونه إمّا ظالمون أو مظلومون، فسألتك أن تعتزل الناس و تلحق بمكّة حتّي تئوب العرب و تعود إليها أحلامها و يأتيك وفودها، فو اللّه لو كنت في جحر ضبّ لضربت إليك العرب آباط الإبل حتّي تستخرجك منه ثمّ خالفك طلحة و الزبير فسألتك ألا تتبعهما و تدعهما،فإن اجتمعت الامّة فذاك و إن اختلفت رضيت بما قسم اللّه،و أنا اليوم أسألك ألا تقدم العراق و أذكّرك باللّه أن لا تقتل بمضيعة،فقال أمير المؤمنين عليه السّلام:أمّا قولك:إنّ عثمان حصر فما ذاك؟و ما عليّ منه؟و كنت بمعزل عن حصره،و أمّا قولك ائت مكة فو اللّه ما كنت لأكون الرجل الذي تستحلّ به مكة،و أمّا قولك اعتزل العراق ودع طلحة و الزبير، فو اللّه ما كنت لأكون كالضبع ينتظر حتّي يدخل عليها طالبها فيضع الحبل في رجلها حتّي يقطع عرقوبها فيمزّقها إربا إربا،و لكن أباك يضرب بالمقبل إلي الحقّ المدبر عنه،و بالسامع المطيع العاصي المخالف أبدا حتّي يأتي عليّ يومي،فو اللّه ما زال أبوك مدفوعا عن حقّه مستأثرا عليه منذ قبض اللّه نبيّه عليه السّلام حتّي يوم الناس هذا،فكان طارق بن شهاب-أيّ وقت حدّث بهذا الحديث يبكي (2).

الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال:حدّثنا عبد الرحمن بن محمد الحسني قال:حدّثنا أبو جعفر محمد بن حفص الخثعمي قال:حدّثنا الحسن بن عبد الواحد قال:

حدّثني أحمد التغلبي قال:حدّثني أحمد بن عبد الحميد قال:حدّثني حفص بن منصور العطّار قال:حدّثنا أبو سعيد الورّاق عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جدّه عليهم السّلام قال:لمّا كان من أمر أبي بكر و بيعة الناس له و فعلهم بعليّ بن أبي طالب عليه السّلام ما كان،لم يزل أبو بكر يظهر له الانبساط

ص: 11


1- أمالي الطوسي:/9مجلس /1ح 9.
2- أمالي الطوسي:/52مجلس /2ح 37.

و يري منه انقباضا،فكبر ذلك علي أبي بكر فأحبّ لقاه و استخراج ما عنده و المعذرة إليه لمّا اجتمع الناس عليه و تقليدهم إيّاه أمر الامّة و قلّة رغبته في ذلك و زهده فيه،أتاه في وقت غفلة و طلب منه الخلوة و قال له:و اللّه يا أبا الحسن ما كان هذا الأمر مواطأة منّي و لا رغبة فيما وقعت فيه و لا حرصا عليه و لا ثقة بنفسي فيما يحتاج إليه الامّة و لا قوّة لي بمال و لا كثرة العشيرة و لا ابتزاز له دون غيري، فمالك تضمر عليّ ما لم استحقّه منك،و تظهر لي الكراهة فيما صرت إليه،و تنظر إليّ بعين السّئامة منّي؟قال:فقال له عليّ عليه السّلام:فما حملك عليه إذا لم ترغب فيه و لا حرصت عليه و لا وثقت بنفسك في القيام به و بما يحتاج منك فيه؟

فقال أبو بكر:حديث سمعته من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنّ اللّه لا يجمع أمّتي علي ضلال،و لمّا رأيت اجتماعهم اتّبعت حديث النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و أحلت أن يكون اجتماعهم علي خلاف الهدي و أعطيتهم قود الإجابة،و لو علمت أنّ أحدا يتخلّف لامتنعت،قال:فقال عليه السّلام:أمّا ما ذكرت من حديث النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أنّ اللّه لا يجمع أمّتي علي ضلال،أ فكنت من الامّة أو لم أكن؟قال:بلي،و كذلك العصابة الممتنعة عليك من سلمان و عمّار و المقداد و أبي ذرّ و ابن عبادة و من معه من الأنصار؟قال:كلّ من الامّة فقال علي عليه السّلام:فكيف تحتجّ بحديث النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و أمثال هؤلاء قد تخلّفوا عنك و ليس للامّة فيهم طعن و لا صحبة الرسول و نصيحته منهم تقصير؟قال:ما علمت بتخلّفهم إلاّ من بعد إبرام هذا الأمر و خفت إن دفعت عنّي الأمر أن يتفاقم إلي أن يرجع الناس مرتدّين من الدين و كان ممارستكم إلي أن أجبتهم أهون مئونة علي الدين و أبقي لهم.و في نسخة بقي له من ضرب الناس بعضهم ببعض فيرجعوا كفّارا،و علمت أنّك لست بدوني في الابقاء عليهم و علي أديانهم.

فقال عليّ عليه السّلام:أجل و لكن أخبرني عن هذا الذي يستحقّ هذا الأمر بما يستحقه؟ فقال أبو بكر:بالنصيحة و الوفاء و رفع المداهنة و المحاباة و حسن السيرة و إظهار العدل و العلم بالكتاب و السنّة و فصل الخطاب،مع الزهد في الدنيا و قلة الرغبة فيها و انصاف المظلوم من الظالم القريب و البعيد،ثم سكت فقال علي عليه السلام:أنشدتك باللّه يا أبا بكر أ في نفسك تجد هذه الخصال أو فيّ؟

قال:بل فيك يا أبا الحسن،فقال:أنشدتك باللّه أنا المجيب لرسول اللّه قبل ذكران المسلمين أم أنت؟

قال:بل أنت،قال:أنشدك باللّه أنا الأذان لأهل الموسم و جميع الأمة بسورة براءة أم أنت؟قال:

بل أنت،قال:أنشدك باللّه أنا وقيت رسول اللّه بنفسي يوم الغار أم أنت؟قال:بل أنت،قال:فأنشدك

ص: 12

باللّه أ لي الولاية من اللّه مع ولاية رسول اللّه في آية زكاة الخاتم أم لك؟قال:بل لك،قال:فأنشدك باللّه أنا المولي لك و لكل مسلم بحديث النبي صلّي اللّه عليه و آله يوم الغدير أم أنت؟قال:بل أنت،قال:فأنشدك باللّه أ لي الوزارة من رسول اللّه و المثل هارون من موسي أم لك؟قال:بل لك،قال:فأنشدك باللّه أبي برز رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و بأهل بيتي و ولدي في مباهلة المشركين من النصاري أم بك و بأهلك و ولدك؟ قال:بل بكم.

قال:فأنشدك باللّه أ لي و لأهلي و ولدي آية التطهير من الرجس أم لك و لأهل بيتك؟قال:بل لك و لأهل بيتك،قال:فأنشدك باللّه أنا صاحب دعوة رسول اللّه و أهلي و ولدي يوم الكساء:اللّهمّ هؤلاء أهلي إليك لا إلي النار أم أنت؟قال:بل أنت و أهلك و ولدك،قال:فأنشدك باللّه أنا صاحب الآية يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَ يَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً (1) أم أنت؟قال:بل أنت،قال:فأنشدك باللّه أنت الفتي الذي نودي من السماء:لا سيف إلا ذو الفقار و لا فتي إلاّ علي أم أنا؟قال:بل أنت،قال:

فأنشدك باللّه أنت الذي ردّت له الشمس لوقت صلاته و صلاها ثم توارت أم أنت؟قال:بل أنت، قال:فأنشدك باللّه أنت الذي حباك رسول اللّه برايته يوم خيبر ففتح اللّه له أم أنا؟قال:بل أنت،قال:

فأنشدك باللّه أنت الذي نفّس (2)عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كربته و عن المسلمين بقتل عمرو بن عبد ود أم أنا؟قال:بل أنت قال:فأنشدك باللّه أنت الذي ائتمنك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي رسالته إلي الجن فأجابت أم أنا؟قال:بل أنت،قال:فأنشدك باللّه أنت الذي طهّرك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من السفاح من أبيك آدم إلي أبيك بقوله:أنا و أنت من نكاح لا من سفاح من آدم إلي عبد المطلب،أم أنا؟قال:بل أنت،قال:

فأنشدك باللّه أنا الذي اختار لي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و زوجني ابنته فاطمة و قال صلّي اللّه عليه و آله،اللّه زوجك،أم أنت؟ قال:أنت،قال:فأنشدك باللّه أنا والد الحسن و الحسين ريحانتيه اللذين يقول فيهما:هذان سيدا شباب أهل الجنة و أبوهما خير منهما أم أنت؟قال:بل أنت،قال:فأنشدك باللّه أخوك الذي بجناحين في الجنة يطير بهما مع الملائكة أم أخي؟قال:بل أخوك،قال:فأنشدك باللّه أنا ضمنت دين رسول اللّه و ناديت في الموسم بإنجاز موعده أم أنت؟قال:بل أنت،قال:فأنشدك باللّه أنا الذي دعاه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و الطير (3)عنده يريد أكله،فقال:اللّهمّ ائتني بأحب خلقك إليك بعدي،أم أنت؟قال:بل أنت.

قال:فأنشدك باللّه أنا الذي بشرني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بقتال الناكثين و القاسطين و المارقين علي تأويل القرآن أم أنت؟قال:بل أنت،قال:فأنشدك باللّه أنا الذي شهدت آخر كلام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله

ص: 13


1- سوره 76 - آيه 7
2- في المصدر:نفّست.
3- في المصدر:لطير.

و ولّيت غسله و دفنه أم أنت؟قال:بل أنت،قال:فأنشدك باللّه أنا الذي دل عليه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بعلم القضاء بقوله:عليّ أقضاكم أم أنت؟قال:بل أنت،قال:فأنشدك باللّه أنا الذي أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أصحابه بالسلام عليه بالإمرة في حياته أم أنت؟قال:فأنشدك باللّه أنت الذي سبقت له القرابة من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أم أنا؟قال:بل أنت،قال:فأنشدك باللّه أنت الذي حباك اللّه عز و جل بدينار عند حاجته و باعك جبرائيل و اضفت محمّدا صلّي اللّه عليه و آله و أطعمت ولده أم أنا؟

قال:فبكي أبو بكر و قال:بل أنت،قال:فأنشدك باللّه أنت الذي حملك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي كتفيه في طرح صنم الكعبة و كسره حتي لو شاء أن ينال أفق السماء لنالها أم أنا؟قال:بل أنت،قال:

فأنشدك باللّه أنت الذي،قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت صاحب لوائي في الدنيا و الآخرة أم أنا؟قال:

بل أنت،قال:فأنشدك باللّه أنت الذي أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بفتح بابه في مسجده حين أمر بسد جميع أبواب أصحابه و أهل بيته و أحل له فيه ما أحلّ اللّه له أم أنا؟قال:بل أنت،قال:فأنشدك باللّه أنت الذي قدّم بين يدي نجوي لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله صدقة فناجاه أم أنا إذ عاتب اللّه عز و جل قوما فقال:

أَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ (1) الآية؟قال:بل أنت،قال:فأنشدك باللّه أنت الذي قال فيه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لفاطمة عليها السلام:زوّجتك أوّل الناس إيمانا و أرجحهم إسلاما في كلام له أم أنا؟قال:بل أنت.

قال:فلم يزل عليه السّلام يعد عليه مناقبه التي جعل اللّه عز و جل له دونه و دون غيره و يقول له أبو بكر:

بل أنت.قال:بهذا و شبهه يستحق القيام بامور أمّة محمّد،فقال له علي:فما الذي غرك عن اللّه و عن رسوله و عن دينه و أنت خلو مما يحتاج إليه أهل دينه،قال:فبكي أبو بكر فقال:صدقت يا أبا الحسن أنظرني يومي هذا فأدبّر ما أنا فيه و ما سمعت منك،قال:فقال له علي:لك ذلك يا أبا بكر فرجع من عنده و خلي بنفسه يومه و لم يأذن لأحد إلي الليل،و عمر يتردّد في الناس لما بلغه من خلوته بعلي عليه السّلام فبات في ليلته فرأي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في منامه متمثلا له في مجلسه،فقام إليه أبو بكر ليسلم[عليه]فولّي وجهه،فقال أبو بكر:يا رسول اللّه هل أمرت بأمر فلم أفعل،فقال[رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله]:أردّ السلام عليك و قد عاديت من ولاّه اللّه و رسوله (2)؟ردّ الحقّ إلي أهله،فقلت:من أهله؟ قال:من عاتبك عليه و هو علي.

قال:فقد رددت عليه يا رسول اللّه بأمرك،قال:فأصبح و بكي و قال لعلي عليه السّلام:أبسط يدك فبايعه و سلّم إليه الأمر و قال له:اخرج إلي مسجد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فاخبر الناس بما رأيت في ليلتي و ما جري

ص: 14


1- سوره 58 - آيه 13
2- في المصدر:عاديت اللّه و رسوله و عاديت من و إلي اللّه و رسوله.

بيني و بينك فاخرج نفسي من هذا الأمر و أسلّم عليك بالإمرة،قال:فقال علي:نعم فخرج من عنده متغيرا لونه،فصادفه عمر و هو في طلبه فقال ما:حالك يا خليفة رسول اللّه؟فأخبره بما كان منه و ما رأي و ما جري بينه و بين علي عليه السّلام فقال:أنشدك باللّه يا خليفة رسول اللّه أن تغتر بسحر بني هاشم، فليس هذا بأول سحر منهم،فما زال به حتي ردّه عن رأيه و صرفه عن عزمه و رغبه فيما هو فيه و أمره بالثبات عليه و القيام به،قال:فأتي علي عليه السّلام المسجد للميعاد فلم ير فيه[منهم]أحدا فأحسّ بالشرّ منهم فقعد إلي منبر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فمرّ عمر فقال له:يا علي دون ما تروم خرط القتاد،فعلم بالأمر و قام و رجع إلي بيته (1).

الرابع: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا جماعة عن أبي الفضل قال:حدّثنا أبو جعفر محمّد بن الحسن بن حفص الخثعمي الاسناني قال:حدّثنا عباد بن يعقوب السدي قال:أخبرنا علي بن هاشم بن البريد عن أبيه عن عبد اللّه بن مخارق عن هاشم بن مساحق عن أبيه أنه شهد يوم الجمل،و إن الناس لمّا انهزموا اجتمع هو و نفر من قريش فيهم مروان فقال بعضهم لبعض:و اللّه لقد ظلمنا هذا الرجل و نكثنا بيعته علي غير حدث كان منه،ثم لقد ظهر علينا فما رأينا رجلا قط كان أكرم سيرة و لا أحسن عفوا بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله منه فتعالوا فلندخل عليه و لنعتذر مما صنعنا،قال:

فدخلنا عليه فلمّا ذهب متكلّمنا يتكلم قال:انصتوا أكفكم إنما أنا رجل منكم،فإن قلت حقا فصدّقوني و إن قلت غير ذلك فردّوه علي،أنشدكم باللّه أ تعلمون أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قبض و أنا أولي برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و بالناس؟قالوا:اللّهمّ نعم قال:فبايعتم أبا بكر و عدلتم عنّي فبايعت أبا بكر كما بايعتموه و كرهت أن أشقّ عصا المسلمين و أن أفرق بين جماعتهم،ثم إنّ أبا بكر جعلها لعمر من بعده و أنتم تعلمون أني أولي الناس برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و بالناس من بعده فبايعت عمر كما بايعتموه فوفيت له ببيعته حتي لما قتل جعلني سادس ستة فدخلت حيث أدخلني،فكرهت أن أفرق جماعة المسلمين و أشق عصاهم فبايعتم عثمان فبايعته ثم طغيتم علي عثمان فقتلتموه و أنا جالس في بيتي،ثم أتيتموني غير داع لكم و لا مستكره لأحد منكم فبايعتموني كما بايعتم كما بايعتم أبا بكر و عمر و عثمان،فما جعلكم أحق أن تفوا لأبي بكر و عمر و عثمان ببيعتهم منكم ببيعتي؟قالوا له:يا أمير المؤمنين كن كما قال العبد الصالح: لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَ هُوَ أَرْحَمُ الرّاحِمِينَ (2) (3)، فقال:كذلك أقول: يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَ هُوَ أَرْحَمُ الرّاحِمِينَ (4) مع أنّ فيكم رجلا لو بايعني بيده لنكث

ص: 15


1- الخصال:548 ج30/،و الاحتجاج:163/1.
2- سوره 12 - آيه 92
3- يوسف:92.
4- سوره 12 - آيه 92

باسته،يعني مروان (1).

الخامس: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال:أخبرنا أحمد بن محمّد ابن سعيد إجازة قال:حدّثنا علي بن محمّد بن حبيبته الكندي قال:حدّثنا حسن بن حسين قال:

حدّثنا أبو غيلان سعد بن طالب الشيباني عن أبي إسحاق عن أبي الطفيل قال:كنت في البيت يوم الشوري و سمعت عليا عليه السّلام يقول:انشدتكم باللّه جميعا أ فيكم أحد صلي القبلتين مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غيري؟قالوا:اللّهمّ لا،قال:أنشدكم باللّه جميعا هل فيكم أحد وحّد اللّه قبلي؟قالوا:اللهم لا،قال:

فأنشدكم باللّه جميعا هل فيكم أحد أخو رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟غيري قالوا:اللّهمّ لا،قال أنشدكم باللّه هل فيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر؟قالوا:اللّهمّ لا،قال أنشدكم باللّه هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة سيّدة نساء أهل الجنة؟قالوا:اللّهمّ لا،قال:فأنشدكم باللّه هل فيكم أحد له سبطان مثل سبطيّ الحسن و الحسين ابني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله سيدي شباب أهل الجنة؟قالوا:اللّهمّ لا،قال:

فأنشدكم باللّه هل فيكم أحد ناجي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقدّم بين يدي نجواه صدقة غيري؟قالوا:اللّهمّ لا،قال:فأنشدكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من كنت مولاه فعلي مولاه،اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه غيري؟قالوا:اللّهمّ لا،قال:فأنشدكم باللّه هل فيكم أحد قال:له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنت مني بمنزلة هارون من موسي غيري؟قالوا:اللّهمّ لا،قال:فأنشدكم باللّه هل فيكم أحد أتي النبي صلّي اللّه عليه و آله بطير فقال:اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير فدخلت عليه فقال:اللّهمّ و إليّ،فلم يأكل معه أحد غيري؟قالوا:اللّهمّ لا،قال:اللّهمّ اشهد (2).

ص: 16


1- أمالي الطوسي:1109/507.
2- أمالي الطوسي:667/333.

الباب الثالث و الستون

في سبب تركه عليه السّلام جهاد من تقدّم عليه في الإمامة من خوفه الردّة علي الأمة

حيث لم يجد أعوانا،و أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بالجلوس في بيته

و قوله صلّي اللّه عليه و آله:«علي مثل الكعبة»و غير ذلك،و تظلّمه عليه السّلام منهم

من طريق العامة و فيه اثنا عشر حديثا الأوّل: ابن أبي الحديد و هو من أفاضل علماء العامة المعتزلة في شرح نهج البلاغة قال:روي عن علي عليه السّلام أن فاطمة عليها السّلام حرضته علي النهوض و الوثوب فسمع صوت المؤذّن:أشهد أن محمدا رسول اللّه فقال لها:أ يسرك زوال هذا النداء من الأرض،قالت:لا،قال:فإنه ما أقول (1).

قال:ابن أبي الحديد عقيب ذلك:و هذا المذهب هو أقصد المذاهب و أصحّها و إليه يذهب أصحابنا المتأخرون و به نقول،و اعلم أن حال علي في هذا المعني أشهر من أن يحتاج في الدلالة عليها إلي الإسهاب و الإطناب،فقد رأيت انتقاض العرب عليه من أقطارها حين بويع بالخلافة بعد وفاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بخمس و عشرين سنة،و في دون هذه المدة تنسي الاحقاد و تموت الترات و تبرد الاكباد الحامية و تسلو القلوب الواجدة و يعدم قرن من الناس و يوجد قرن و لا يبقي من أرباب تلك الشّحناء و البغضاء إلا الأقل فكانت حاله بعد هذه المدّة الطويلة مع قريش كأنها حاله لو أفضت الخلافة إليه يوم وفاة ابن عمّه عليه السّلام من إظهار ما في النفوس و هيجان ما في القلوب حتي إن الاخلاف من قريش و الاحداث و الفتيان الذين لم يشهدوا وقائعه و فتكاته في أسلافهم و آبائهم فعلوا به ما لو كانت الأسلاف احياء لقصرت عن فعله و تقاعست عن بلوغ شأوه،فكيف كانت تكون حاله لو جلس علي منبر الخلافة و سيفه بعد يقطر دما من مهج العرب،لا سيّما قريش الذين بهم كان ينبغي لو دهمه خطب أن يعتضد بهم،و عليهم كان يجب أن يعتمد؟

إذن كانت تدرس أعلام الملة و تعفي رسوم الشريعة و تعود الجاهلية الجهلاء إلي حالها و يفسد ما أصلحه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في ثلاث و عشرين سنة في شهر واحد،فكان من عناية اللّه تعالي بهذا الدين أن ألهم الصحابة ما فعلوه و اللّه متمّ نوره و لو كره المشركون.إلي هنا كلام ابن أبي الحديد (2).

أقول:هذا السبب القويّ و الحال الأضلعي و العذر الواضح في أن أمير المؤمنين عليه السّلام لو طلب

ص: 17


1- شرح نهج البلاغة:113/11.
2- شرح نهج البلاغة:114/11.

حقه الذي جعله اللّه تعالي له علي لسان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله رجعت الملة المحمدية إلي الجاهلية الجهلاء فلذلك ترك أمير المؤمنين عليه السّلام جهادهم و لم يحمل علي عاتقه السيف لما يؤول إلي فساد الدّين و إطفاء الحق المستبين،فالعذر له و لا عذر للرعية؛إذ الواجب عليهم تسليم الأمة و الخلافة له عليه السّلام عفوا لما نص عليه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بالإمامة و الخلافة،كما هو معلوم عند العامّ و الخاص فعذره عليه السّلام واضح و ما فعلته الجماعة من بيعة أبي بكر و عمر و عثمان فعلهم واضح حيث انقلبوا علي اعقابهم كما قال:اللّه تعالي وَ ما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلي عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللّهُ الشّاكِرِينَ (1) (2).

الثاني: ابن أبي الحديد قال:قال أحمد بن عبد العزيز الجوهري و حدّثنا أحمد قال:حدّثنا ابن عفير قال:حدّثنا أبو عون عبد اللّه بن عبد الرّحمن عن أبي جعفر محمّد بن علي عليهما السلام أن عليا حمل فاطمة علي حمار و سار بها ليلا إلي بيوت الأنصار يسألهم النصرة و تسألهم فاطمة الانتصار له و كانوا يقولون:يا ابنة رسول اللّه قد مضت بيعتنا لهذا الرجل،لو كان ابن عمك سبق إلينا أبا بكر ما عدلنا به،فقال علي عليه السّلام:أكنت أترك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ميتا في بيته لا أجهزه و أخرج إلي الناس أنازعهم في سلطانه؟

و قالت فاطمة عليها السّلام:ما صنع أبو حسن إلا ما كان ينبغي له و صنعوا هم ما كان اللّه حسيبهم عليه (3).

الثالث: ابن أبي الحديد قال:في كتاب معاوية المشهور إلي علي عليه السّلام:و عهدك أمس تحمل قعيدة بيتك ليلا علي حمار و يداك في يدي ابنيك حسن و حسين يوم بويع أبو بكر الصديق،فلم تدع أحدا من أهل بدر و السوابق إلا دعوتهم إلي نفسك و مشيت إليهم بامرأتك و أدليت عليهم بابنيك و استنصرتهم علي صاحب رسول اللّه فلم يجبك منهم إلاّ أربعة أو خمسة،و لعمري لو كنت محقا لأجابوك و لكنّك ادّعيت باطلا و قلت ما لا تعرف و رمت ما لم يدرك،و مهما نسيت فلا أنسي قولك لأبي سفيان لما حركك و هيجك:لو وجدت أربعين ذوي عزم منهم لناهضت القوم،فما يوم المسلمين منك بواحد و لا بغيك علي الخلفاء بظريف و لا مستبدع (4).

الرابع: ابن أبي الحديد قال:و روي أبو جعفر الطبري عن الشعبي يقال:إن عليا عليه السّلام لما استنجد بالمسلمين عقيب يوم السقيفة و ما جري فيه و كان يحمل فاطمة عليها السّلام ليلا علي حمار و ابناها بين يدي الحمار و علي عليه السّلام يسوقه فيطرق بيوت الأنصار و غيرهم و يسألهم النصرة و المعونة أجابه

ص: 18


1- سوره 3 - آيه 144
2- آل عمران:144.
3- شرح نهج البلاغة:13/6.
4- شرح نهج البلاغة:47/2.

أربعون رجلا،فبايعهم علي الموت و أمرهم أن يصبحوا بكرة محلقي رءوسهم و معهم سلاحهم فاصبح لم يوافه عليه السّلام منهم إلاّ أربعة الزبير و المقدار و أبو ذر و سلمان،ثم أتاهم من الليل فناشدهم فقالوا نصبحك غدوة فما جاء منهم إلا أربعة،و كذلك في الليلة الثالثة و كان الزبير أشدّهم له نصرة و أنفذهم في طاعته بصيرة،حلق رأسه و جاءه مرارا و في عنقه سيفه،و كذلك الثلاثة الباقون إلاّ أن الزبير هو كان الرأس فيهم،و قد نقل الناس خبر الزبير لمّا هجم عليه ببيت فاطمة عليها السّلام و كسر سيفه في صخرة ضربت به،و نقلوا اختصاصه بعلي عليه السّلام و خلواته به (1).

الخامس: ابن أبي الحديد و قد روي كثير من المحدثين أن عليا عقيب يوم السقيفة تظلم و تألم و استنجد و استصرخ حيث ساموه إلي الحضور و البيعة و أنه قال و هو يشير إلي القبر:«يا ابن أمّ إن القوم استضعفوني و كادوا يقتلونني»و أنه قال:وا جعفراه و لا جعفر لي ، وا حمزتاه و لا حمزة لي اليوم (2).

السادس: ابن أبي الحديد قال:روي كثير من المحدثين عن علي عليه السّلام أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال له:

إن اللّه قد كتب عليك جهاد المفتونين كما كتب علي جهاد المشركين قال:قلت:يا رسول اللّه ما هذه الفتنة التي كتب علي فيها الجهاد؟قال:قوم يشهدون أن لا إله إلا اللّه و أني رسول اللّه،و هم مخالفون للسنّة فقلت:يا رسول اللّه فعلام أقاتلهم و هم يشهدون كما أشهد؟قال:علي الإحداث في الدين و مخالفة الأمر فقلت:يا رسول اللّه إنّك كنت وعدتني الشهادة فاسأل اللّه أن يعجلها إلي بين يديك قال:فمن يقاتل الناكثين و القاسطين و المارقين،أما إنّي وعدتك الشهادة و ستستشهد، تضرب علي هذه فتخضب هذه،فكيف صبرك إذا؟فقلت:يا رسول اللّه ليس ذا بموطن صبر،هذا موطن شكر،قال:أجل،أصبت فأعد للخصومة فإنّك مخاصم،فقلت:يا رسول اللّه لو بينت لي قليلا،فقال:إن أمتي ستفتتن من بعدي فتتناول القرآن و تعمل بالرأي و تستحل الخمر بالنبيذ و السّحت بالهدية و الربا بالبيع،و تحرف الكتاب عن مواضعه و تغلب كلمة الضلال،فكن جليس بيتك حتي تقلّدها،فإذا قلّدتها جاشت عليك الصدور و قلبت لك الأمور،تقاتل حينئذ علي تأويل القرآن كما قاتلت علي تنزيله،فليست حالهم الثانية بدون حالهم الأولي،فقلت:يا رسول اللّه فبأي المنازل أنزل هؤلاء المفتونين من بعدك أ بمنزلة فتنة أم بمنزلة ردّة؟فقال:بمنزلة فتنة يعمهون فيها إلي أن يدركهم العدل،فقلت:يا رسول اللّه أ يدركهم العدل منا أم من غيرنا؟قال:بل منّا،بنا فتح اللّه و بنا يختم و بنا ألّف اللّه بين القلوب بعد الشرك،و بنا يؤلّف القلوب بعد الفتنة،

ص: 19


1- شرح نهج البلاغة:14/11.
2- شرح نهج البلاغة:111/11.

فقلت:الحمد للّه علي ما وهب لنا من فضله.

و قوله عليه السّلام:ليس هذا من مواطن الصبر،كلام عال جدا يدل علي يقين عظيم و عرفان تام،و نحوه قوله عليه السلام و قد ضربه ابن ملجم:فزت و رب الكعبة (1).

قال:مؤلّف هذا الكتاب:قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و تغلب كلمة الضلال فكن جليس بيتك حتي تقلدها نص صريح في أن خلافة أبي بكر و عمر و عثمان وقت تغلب كلمة الضلال فكن جليس بيتك حتي تقلدها،حيث جعل الغاية حتي تقلدها و هو واضح بيّن لمن تأمل أدني تأمل.

السابع: ابن أبي الحديد فقال:إنّه عليه السّلام لما استنجد بالمسلين و ما جري فيه و كان يحمل فاطمة عليها السّلام ليلا علي حمار و ابناها بين يدي الحمار و هو عليه السّلام يسوقه فيطرق بيوت الأنصار و غيرهم و يسألهم النصرة و المعونة أجابه أربعون فبايعهم علي الموت،فأمرهم أن يصبحوا بكرة محلقي رءوسهم و معهم سلاحهم،فأصبح لم يوافه منهم إلاّ أربعة الزبير و المقداد و أبو ذر و سلمان،ثم أتاهم من الليل فناشدهم فقالوا:نصبحك غدوة فما جاء منهم إلاّ أربعة،و كذلك في الليلة الثالثة، و كان الزبير أشدهم له نصرة و أنفذهم في طاعته بصيرة حلق رأسه و جاء مرارا و في عنقه سيفه، و كذلك الثلاثة الباقون إلاّ أن الزبير كان هو الرأس (2).

الثامن: ابن أبي الحديد قال:قال أبو جعفر عليه السّلام:إن الأنصار لما فاتها ما طلبت من الخلافة قالت أو قال بعضها:لا نبايع إلا عليا.و ذكر نحو هذا علي بن عبد الكريم المعروف بابن الأثير الموصلي في تاريخه قال:فأمّا قوله لم يكن لي معين إلاّ أهل بيتي فضننت بهم عن الموت فقوله ما زال عليه السّلام يقوله،و لقد قاله عقيب وفاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:لو وجدت أربعين ذوي عزم،ذكر ذلك نصر بن مزاحم في كتاب صفين (3).

التاسع: ابن أبي الحديد قال:روي يونس بن حباب عن أنس بن مالك قال:كنا مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و علي بن أبي طالب معي فمررنا بحديقة و قال علي عليه السّلام:يا رسول اللّه ألا تري ما أحسن هذه الحديقة فقال:إن حديقتك في الجنة أحسن منها،حتي مررنا بسبع حدائق يقول علي ما قال، و يجيبه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بما أجابه،ثم إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله وقف فوقفنا فوضع رأسه علي رأس علي فبكي فقال علي:ما يبكيك يا رسول اللّه؟قال ضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك حتي يفقدوني فقال:يا رسول اللّه أ فلا أضع سيفي علي عاتقي فأبيد خضراءهم قال:بل تصبر،قال:فإن صبرت؟

ص: 20


1- شرح نهج البلاغة:206/9.
2- شرح نهج البلاغة:14/11.
3- شرح نهج البلاغة:22/2.

قال:تلاق جهدا قال:في سلامة من ديني؟قال:نعم،قال:فإذا لا أبالي (1).

العاشر: روي أبو مخنف عن عبد الرّحمن بن حبيب عن أبيه قال:دخلنا علي أمير المؤمنين و كنت حاضرا بالمدينة فإذا هو واجم كئيب فقلت:ما أصاب قوم صرفوا هذا الأمر عنكم؟فقال:

صبر جميل:فقلت سبحان اللّه إنك لصبور،قال:فان لم أصبر فما ذا أصنع؟فقلت:تقوم في الناس فتدعوهم إلي نفسك و تخبرهم أنك أولي بالنبي صلّي اللّه عليه و آله بالعمل و السابقة و تسألهم[النصرة]علي هؤلاء المتظاهرين عليك فإن اجابك عشرة من مائة شددت بالعشرة فإن دانوا لك كان لك ما أحببت و إن أبوا قاتلتهم،فإن ظهرت عليهم فهو سلطان اللّه الذي آتاه نبيه عليه السلام و كنت أولي به منهم،ذهبوا بذلك فردّه اللّه إليك،و أن قتلت في طلبه قتلت شهيدا و كنت أولي بالعذر عند اللّه تعالي في الدنيا و الآخرة فقال:أو تراه كان تابعي من كل مائة عشرة؟فقلت له:أرجو ذلك،فقال:

لكني لا أرجو و لا و اللّه من كل مائة اثنان،و سأخبرك من أين ذلك،إن الناس إنما ينظرون إلي قريش فيقولون:هم قوم محمّد صلّي اللّه عليه و آله و قبيلته،و إن قريشا تنظر إلينا فيقولون:إن لهم بالنبوة فضلا علي سائر قريش،و إنّهم أولياء هذا الأمر من دون قريش و الناس،و إنهم إن ولّوه لم يخرج هذا السلطان منهم إلي أحد أبدا،و متي كان في غيرهم تداولتموه بينكم فلا و اللّه لا تدفع هذا السلطان قريش طائعة إلينا أبدا فقلت:أ فلا أرجع إلي المصر فأخبر الناس مقالتك هذه و ادعوا الناس إليك؟فقال:يا جندب ليس هذا زمان ذلك،فرجعت فكلّما ذكرت للناس شيئا من فضل علي عليه السّلام زبروني و قهروني حتي رفع ذلك من أمري إلي الوليد بن عقبة فبعث إليّ فحبسني (2).

الحادي عشر: روي أبو مخنف أن عمارا رضي اللّه عنه قال في ذلك اليوم الذي بويع لعثمان:

يا ناعي الإسلام قم فانعه قد مات عرف و أتي منكر

أما و اللّه لو أن لي أعوانا لقاتلتهم،و قال لأمير المؤمنين عليه السّلام:لئن قاتلتهم بواحد لأكوننّ ثانيا، فقال عليه السّلام:و اللّه ما أجد عليهم أعوانا و لا أحب أن أعرضكم لما لا تطيقون (3).

الثاني عشر: محمّد بن علي الحكيم الترمذي من أكابر العامة في كتابه قال:روي عنه صلّي اللّه عليه و آله أنه قال لعلي عليه السّلام:إنما أنت بمنزلة الكعبة تؤتي و لا تأتي،فإن أتاك هؤلاء القوم فسلّموا لك (4)هذا الأمر فاقبله منهم،و إن لم يأتوك فلا تأتهم،ثم قال عقيب ذلك:فانصح منه إن ذلك كان عنه عليه السّلام بإشارة عن النبي صلّي اللّه عليه و آله لا لخوف و لا لعجز (5).

ص: 21


1- شرح نهج البلاغة:107/4.
2- الارشاد 242/1،شرح نهج البلاغة 266/12.
3- شرح نهج البلاغة 55/9 و 265/12.
4- في لفظ:فمكّنوا لك.
5- الفردوس للديلمي:315/5 ح8300/ ط دار الكتب العملية و 406 ح8309/ ط دار الكتاب العربي.

الباب الرابع و الستون

في سبب تركه جهاد من تقدم عليه في الإمامة و الخلافة

من طريق الخاصة و فيه عشرة أحاديث الأوّل: ابن بابويه قال:حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور عن الحسين بن محمد بن عامر عن عمّه عبد اللّه بن عامر عن محمّد بن أبي عمير عمن ذكره عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:قلت له:ما بال أمير المؤمنين عليه السّلام لم يقاتل فلانا و فلانا؟قال:لآية في كتاب اللّه عز و جل لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً (1) قال:قلت:و ما يعني بتزايلهم؟قال:ودائع مؤمنين في أصلاب قوم كافرين، و كذلك القائم عليه السّلام لن يظهر أبدا حتي يخرج ودائع اللّه عز و جل فإذا خرجت ظهر علي من ظهر من أعداء اللّه فقتلهم (2).

الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود عن أبيه عن علي بن محمّد عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن محبوب عن إبراهيم الكرخي قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام-و قال له رجل-أصلحك اللّه أ لم يكن علي عليه السّلام قويا في دين اللّه؟قال:بلي،قال فكيف ظهر عليه القوم؟و كيف لم يدفعهم؟و ما منعه من ذلك؟قال:آية في كتاب اللّه عز و جل منعته،قال:قلت:و أي آية؟قال:قوله لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً (3) إنّه كان للّه عز و جل ودائع مؤمنين في أصلاب قوم كافرين و منافقين فلم يكن علي عليه السّلام ليقتل الآباء حتي تخرج الودائع فلما خرج الودائع،ظهر علي علي من ظهر فقاتله،و كذلك قائمنا أهل البيت لم يظهر أبدا حتي تظهر ودائع اللّه عز و جل،فإن ظهرت ظهر علي من ظهر[من أعداء اللّه] فقتله (4).

الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي(ره)قال:حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود عن أبيه قال:حدّثنا جبرائيل بن أحمد قال:حدّثني محمّد بن عيسي بن عبيد عن يونس بن عبد الرّحمن عن منصور بن حازم عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في قول اللّه عز و جل: لَوْ (5)

ص: 22


1- سوره 48 - آيه 25
2- كمال الدين:641.
3- سوره 48 - آيه 25
4- كمال الدين:642.
5- سوره 48 - آيه 25

تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً (1) (2) لو اخرج[اللّه]ما في أصلاب المؤمنين من الكافرين و ما في أصلاب الكافرين من المؤمنين لعذب الذين كفروا (3).

الرابع: علي بن إبراهيم في تفسيره قال:حدّثنا أحمد بن علي قال:حدّثنا الحسين بن عبد اللّه السعدي قال:حدّثنا الحسن بن موسي الخشاب عن عبد اللّه بن الحسن عن بعض أصحابه عن فلان الكرخي،قال رجل لأبي عبد اللّه عليه السّلام:أ لم يكن علي قويا في بدنه،قويا بأمر اللّه،قال أبو عبد اللّه عليه السلام:بلي،قال:فما منعه أن يدفع أو يمنع؟قال:سألت فافهم الجواب،منع عليا من ذلك آية من كتاب اللّه،قال:و أية آية؟فقرأ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً (4) إنّه كان للّه ودائع مؤمنون في أصلاب قوم كافرين و منافقين،فلم يكن علي عليه السلام ليقتل الآباء حتي يخرج الودائع،فلمّا خرج ظهر علي من ظهر و قتله،و كذلك قائمنا أهل البيت لم يظهر أبدا حتي يخرج ودائع اللّه،فإذا خرجت ظهر علي من ظهر[من أعداء اللّه]فيقتله (5).

الخامس: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمّد بن محمّد قال:أخبرني أبو الحسن علي بن بلال المهلبي قال:حدّثنا أبو العباس أحمد بن الحسن البغدادي قال:حدّثنا الحسين بن عمر المقري عن علي بن الازهر عن علي بن صالح المكي عن محمّد بن عمر بن علي عنه أبيه عن جدة قال:لما نزلت علي النبي صلّي اللّه عليه و آله إِذا جاءَ نَصْرُ اللّهِ وَ الْفَتْحُ (6) (7)قال لي:يا علي لقد جاء نصر اللّه و الفتح فإذا رأيت الناس يدخلون في دين اللّه أفواجا فسبح بحمد ربك و استغفره إنّه كان توابا،يا علي إن اللّه تعالي قد كتب علي المؤمنين الجهاد في الفتنة من بعدي كما كتب عليهم جهاد المشركين معي فقلت:يا رسول اللّه و ما الفتنة التي كتب علينا فيها الجهاد؟قال فتنة قوم يشهدون أن لا إله إلاّ اللّه و أني رسول اللّه و هم مخالفون لسنتي و طاعنون في ديني،فقلت فعلام نقاتلهم يا رسول اللّه و هم يشهدون أن لا إله إلاّ اللّه و أنك رسول اللّه فقال:علي إحداثهم في دينهم و فراقهم لأمري و استحلالهم دماء عتري،قال:فقلت:يا رسول اللّه إنك كنت وعدتني الشهادة فاسأل اللّه تعجيلها لي فقال:أجل قد كنت وعدتك الشهادة،فكيف صبرك إذا خضبت هذه من هذا فأومأ إلي رأسي و لحيتي فقلت:يا رسول اللّه إذا ثبت لي ما ثبت فليس بموطن صبر لكنه موطن بشري و شكر، فقال:أجل فأعد للخصومة فإنّك تخاصم أمتي،قلت:يا رسول اللّه أرشدني الفلج قال:إذا رأيت قومك عدلوا عن الهدي إلي الضّلال فخاصمهم فإن الهدي من اللّه،و الضّلال من الشيطان.

ص: 23


1- سوره 48 - آيه 25
2- الفتح:25.
3- كمال الدين و تمام النعمة:641-641.
4- سوره 48 - آيه 25
5- تفسير القمي:317/2.
6- سوره 110 - آيه 1
7- النصر:1.

يا علي إن الهدي اتباع أمر اللّه دون الهوي و الرأي،و كأنك بقوم قد تأولوا القرآن و أخذوا بالشبهات فاستحلوا الخمر و النبيذ و البخس بالزكاة و السحت بالهدية قلت:يا رسول اللّه فما هم إذا فعلوا ذلك؟أهم بأهل فتنة أم أهل ردة؟فقال:هم أهل فتنة يعمهون فيها إلي أن يدركهم العدل فقلت:يا رسول اللّه العدل منّا أم من غيرنا؟فقال:بل منا،بنا فتح اللّه و بنا يختم اللّه،و بنا الّف اللّه بين القلوب بعد الشرك،و بنا يؤلف بين القلوب بعد الفتنة،فقلت الحمد للّه علي ما وهب لنا من فضله (1).

السادس: سليم بن قيس الهلالي في كتابه قال:قال رسول اللّه:علي أخي أفضل أمتي،و حمزة و جعفر هذان أفضل أمتي بعد علي و بعد ابني و سبطي الحسن و الحسين و بعد الأوصياء من ولد ابني هذا،و أشار بيده إلي الحسين عليه السّلام منهم المهدي،إنّا أهل بيت اختار اللّه عز و جل لنا الآخرة علي الدنيا،ثم نظر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي فاطمة عليها السلام و إلي بعلها و الي ابنيها فقال:يا سلمان أشهد اللّه أني حرب لمن حاربهم و سلم لمن سالمهم،أما إنّهم معي في الجنة،ثم أقبل النبي صلّي اللّه عليه و آله علي علي عليه السلام فقال:يا أخي إنك ستلقي بعدي من قريش شدّة من تظاهرهم عليك و ظلمهم لك،فإن وجدت أعوانا عليهم فجاهدهم و قاتل من خالفك بمن وافقك،و إن لم تجد أعوانا فاصبر و كف يدك و لا تلق بها إلي التهلكة،فإنك بمنزلة هارون من موسي و لك بهارون أسوة حسنة أنّه قال لأخيه موسي: إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَ كادُوا يَقْتُلُونَنِي (2) (3)(4).

السابع: سليم بن قيس الهلالي قال:قال أشعث بن قيس لأمير المؤمنين:فهلاّ فعلت فعل ابن عفان،فقال علي عليه السّلام أو كما فعل ابن عفان رأيتموني فعلت؟أنا أعوذ باللّه من شر ما تقول يا ابن قيس،و اللّه إن الذي فعل ابن عفان و حمله علي ذلك من لا دين له،فكيف أفعل ذلك و أنا علي بينة من ربي و حجة في يدي و الحق معي؟و اللّه إن امرأ يمكّن عدوه من نفسه يأكل من لحمه و يفري جلده و يهشم عظمه و يسفك دمه،و هو يقدر علي أن يمنعه لعظيم وزره ضعيف عقله أو ما ضمت عليه جوانح صدره،فكن أنت ذلك يا ابن قيس،فأما أنا فدون،و اللّه إن أعطي بيدي ضرب بالمشرفي تطير له فراش إلهام و تطير منه الأكف و المعاصم و يفعل اللّه بعد ذلك ما شاء،ويلك يا ابن قيس إن المؤمن يموت بكل ميتة غير أنه لا يقتل نفسه فمن قدر علي حقن دمه،ثم خلا بينه و بين قاتله فهو قاتل نفسه،يا ابن قيس إن هذه الأمة تفترق ثلاثا و سبعين فرقة منها واحدة في الجنة و اثنتان

ص: 24


1- أمالي الطوسي 96/66.
2- سوره 7 - آيه 150
3- الأعراف:150.
4- كتاب سليم بن قيس:567/2-/568ح 1.

و سبعون في النار و شرها و أبغضها إلي اللّه عز و جل و ابعدها منه السامرة الذين يقولون(لا قتال)، كذبوا قد أمر اللّه بقتال الباغين في كتابه و سنة نبيه صلّي اللّه عليه و آله و خذلك المارقة،فغضب ابن قيس من قوله و قال:يا ابن أبي طالب ما منعك حين بويع أخو بني تيم بن مرة و أخو بني عدي و أخو بني أمية بعدهما أن تقاتل و تضرب بسيفك،فإنك لن تخطبنا خطبة منذ قدمت العراق إلا قلت فيها و اللّه إنّي أولي الناس بالناس و ما زلت مظلوما منذ قبض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فما منعك أن تضرب بسيفك دون من ظلمك؟قال:قد قلت فاسمع الجواب،لم يمنعني من ذلك الجبن و لا كراهة للقاء ربي و لا أن أكون أعلم بأنّ ما عند اللّه خير لي من الدنيا بما فيها و لكن منعني من ذلك أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عهده إليّ،أخبرني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ما الأمة صانعة بي بعده فلم أكن بما صنعوا حين عاينته بأعلم مني به و لا أشد يقينا به مني قبل ذلك،بل أنا بقول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أشد يقينا لما عاينت و شاهدت،فقلت يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فما تعهد إلي إذا كان ذلك؟قال:إن وجدت أعوانا فانبذ إليهم و جاهدهم،و إن لم تجد أعوانا فاكفف يدك و احقن دمك حتي تجد علي اقامة الدين و كتاب اللّه و سنتي أعوانا، و أخبرني أن الأمة ستخذلني و تبايع غيري،و تتبع غيري و أخبرني أني منه بمنزلة هارون من موسي و أن الأمة سيصيرون من بعده بمنزلة هارون و من تبعه،و منزلة العجل و من تبعه إذ قال له موسي يا هارُونُ ما مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلاّ تَتَّبِعَنِ أَ فَعَصَيْتَ أَمْرِي (1) قالَ:اِبْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَ كادُوا يَقْتُلُونَنِي (2) و قال: يَا بْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَ لا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَ لَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (3) (4)و إنما يعني أن موسي أمر هارون حين استخلفه عليهم إن ضلوا ثم وجد أعوانا أن يجاهدهم،و إن لم يجد أعوانا أن يكف يده و يحقن دمه و لا يفرق بينهم،و إنّي خشيت أن يقول عني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فرقت بين الأمة و لم ترقب قولي و قد عهدت إليك إن لم تجد أعوانا أن تكفّ يدك و تحقن دمك و دم أهل بيتك و شيعتك،فلما قبض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مال الناس لأبي بكر فبايعوه و أنا مشغول بغسل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،ثم شغلت بالقرآن و آليت علي نفسي أن لا أرتدي برداء إلاّ للصلاة حتي أجمعه في كتاب،ثم حملت فاطمة و أخذت بيد ابنيّ الحسن و الحسين عليهما السّلام فلم أدع أحدا من أهل بدر و أهل السابقة من المهاجرين و الأنصار إلاّ ناشدتهم اللّه في حقي و دعوتهم إلي نصرتي،فلم يستجب لي من الناس إلا أربعة رهط الزبير و سلمان و أبو ذر و المقداد و لم يبق معي من أهل بيتي أحد أصول به و أقوي،أما حمزة فقتل يوم أحد،و جعفر قتل يوم مؤتة و بقيت بين جلفين جافيين ذليلين حقيرين العباس و عقيل و هما حديثا عهد بالإسلام،و أكرهوني و قهروني فقلت كما

ص: 25


1- سوره 20 - آيه 92
2- سوره 7 - آيه 150
3- سوره 20 - آيه 94
4- الأعراف:150.

قال هارون لأخيه: اِبْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَ كادُوا يَقْتُلُونَنِي (1) فلي بهارون أسوة،و لي بعهد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حجة قوية قال:فقال الاشعث كذلك صنع عثمان،استغاث الناس فدعاهم الي نصرته فلم يجد أعوانا فكف يده حتي قتل مظلوما،قال:ويلك يا ابن قيس إن القوم حين قهروني و استضعفوني و كادوا يقتلونني فلو قالوا لي نقتلك ما استغثت عن قتلهم إياي و لا أجد غير نفسي و لكنهم قالوا:إن بايعت كففنا عنك و أكرمناك و قربناك و وصلناك،و إن لم تفعل قتلناك،فلم أجد أعوانا فبايعتهم و بيعتي إياهم لا تحق لهم باطلا،و لا توجب لهم حقا،فلو كان عثمان حين قال له الناس اخلعها و نكف عنك و خلعها لم يقتلوه و لكنه قال:لا أخلعها،قالوا:إنا قاتلوك فكف يده عنهم حتي قتلوه،و لعمري لخلعه إياها كان خيرا له لأنه أخذها بغير حق و لم يكن له فيها نصيب،ادّعي ما ليس له و تناول غير حقه (2).

الثامن: سليم بن قيس الهلالي عن سلمان في حديث مبايعة أبي بكر و عدولهم عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال سلمان عقيب ذلك:فلمّا كان الليل حمل فاطمة علي حمار و أخذ بيد الحسن و الحسين عليهما السّلام فلم يدع أحدا من أهل بدر من المهاجرين و لا من الأنصار إلا أتاه في منزله و ذكّره حقه و دعاه إلي نصرته،فما استجاب له إلا أربعة و أربعون رجلا فأمرهم أن يصبحوا محلقين رءوسهم معهم سلاحهم علي أن يبايعوه علي الموت،فأصبحوا لم يوافقه منهم إلاّ أربعة قال:أنا و أبو ذر و المقداد و الزبير بن العوام،ثم عاودهم ليلا يناشدهم فقالوا:نصبحك بكرة فما أتاه منهم أحد غيرنا،فلما رأي علي غدرهم و قلة وفائهم لزم بيته و أقبل علي القرآن يؤلفه و يجمعه فلم يخرج من بيته حتي جمعه[و كان في الصحف و الشظاظ و الأسيار و الرقاع] (3).

التاسع: سليم بن قيس الهلالي قال:و حدّثني أبو ذر و سلمان و المقداد،ثم سمعته من علي عليه السّلام قالوا:إن رجلا فاخر علي بن أبي طالب عليه السّلام فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا أخي فاخر العرب فأنت أكرمهم أخا و أكرمهم ولدا و أكرمهم عما و أكرمهم ابن عم و أكرمهم أبا و أكرمهم نفسا و أكرمهم نسبا و أطهرهم زوجة و أعظمهم حلما و أقدمهم سلما و أكثرهم علما و أعظمهم عناء بنفسك و مالك،و أنت أقرأهم لكتاب اللّه و أعلمهم بسنن اللّه و أشجعهم قلبا و أجودهم كفا و أزهدهم في الدنيا و أشدهم اجتهادا و أحسنهم خلقا و أصدقهم لسانا و أحبهم إلي اللّه عز و جل و إليّ،و ستبقي بعدي ثلاثين سنة تعبد اللّه و تصبر علي ظلم قريش،ثم تجاهد في سبيل اللّه عز و جل إذا وجدت أعوانا،تقاتل علي تأويل

ص: 26


1- سوره 7 - آيه 150
2- كتاب سليم بن قيس:663-/666ح 12.
3- كتاب سليم:146،و الاشظاظ بمعني العيدان المتفرقة و الأسيار جمع السير و هو قدة من الجلد مستطيلة.

القرآن كما قاتلت علي تنزيله ثم تقتل شهيدا تخضب لحيتك من دم رأسك،و قاتلك يعدل عاقر الناقة في البغض و البعد من اللّه و مني،و يعدل قاتل يحيي بن زكريا،و فرعون ذا الاوتاد،قال أبان يعني أبان بن عيّاش راوي كتاب سليم:حدثت بهذا الحديث الحسن البصري عن أبي ذر فقال:

صدق سليم و صدق أبو ذر،لعلي عليه السّلام السابقة في الدين و العلم و الحلم و الفقه و الرأي و الزهد و الصحبة و الفضل و حسن البلاء في الإسلام،إن عليا عليه السّلام كان في كل فن عالما،فرحم اللّه عليا و صلي اللّه عليه قال:قلت:يا أبا سعيد أ تقول لأحد غير النبي(صلّي اللّه عليه و آله)إذا ذكرته؟فقال:

ترحم علي المسلمين إذا ذكرتهم،و صل علي محمّد و علي آل محمّد و أن عليا خير آل محمّد.

و اعلم أن في كتاب سليم بهذا المعني كثير تركنا بعضه طلبا للاختصار،و من أراد الزيادة وقف عليه من كتابه (1).

العاشر: الشيخ الطوسي في أماليه قال:أخبرنا محمّد بن محمّد يعني المفيد قال:أخبرني مظفر ابن محمّد قال:حدّثني أبو بكر بن أبي الثلج قال:حدّثنا أحمد بن موسي الهاشمي قال:حدّثنا علي ابن الحسن الميثمي عن ربعي عن زرارة قال:قلت:لأبي عبد اللّه عليه السّلام ما منع أمير المؤمنين عليه السّلام أن يدعو الناس إلي نفسه و يجرد في عدوه سيفه؟فقال:تخوف أن يرتدّوا و لا يشهدوا أن محمّدا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله (2).

ص: 27


1- كتاب سليم بن قيس:/602/2ح 6(الطبعة الجديدة).
2- أمالي الطوسي:/230ح 406.

الباب الخامس و الستون

في قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي عليه السّلام:«ستغدر بك الأمة بعدي»

و الضغائن في صدور قوم و الشدّة،

و قوله صلّي اللّه عليه و آله:«اقبلت الفتن كقطع الليل المظلم»

من طريق العامة و فيه خمسة عشر حديثا الأوّل: ابن أبي الحديد من العامة المعتزلة في شرح نهج البلاغة قال:روي عثمان بن سعيد عن عبد اللّه العنوي أن عليا عليه السّلام خطب الناس بالرحبة فقال:أيها الناس إنكم قد أبيتم إلاّ أن أقولها:و ربّ السماء و الأرض إن من عهد النبي صلّي اللّه عليه و آله الأمي إليّ أن الأمة ستغدر بك بعدي (1).

الثاني: ابن أبي الحديد قال:روي الهيثم ابن بشير عن إسماعيل بن سالم مثله،و قد روي أكثر هذا الخبر بهذا اللفظ أو قريب منه (2).

الثالث: ابن أبي الحديد قال:قال أبو بكر و حدّثنا علي بن حرب الطائي قال:حدّثنا ابن فضيل عن الاجلح عن حبيب عن ثعلبة بن يزيد قال:سمعت عليا يقول:أما و رب السماء و الأرض ثلاثا إنّه لعهد النبي صلّي اللّه عليه و آله الأمي:لتغدرن بك الأمة من بعدي (3).

الرابع: ابن أبي الحديد قال روي يونس بن حبّاب عن أنس بن مالك قال:كنا مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و علي بن أبي طالب معنا فمررنا بحديقة فقال علي:يا رسول اللّه ألا تري ما أحسن هذه الحديقة؟ فقال:إن حديقتك في الجنة أحسن منها،حتي مررنا بسبع حدائق يقول عليّ ما قاله و يجيبه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بما أجابه،ثم إن رسول اللّه صلي اللّه عليه و آله وقف فوقفنا فوضع رأسه علي رأس علي و بكي،فقال علي:ما يبكيك يا رسول اللّه؟قال:ضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك حتي يفقدوني قال:يا رسول اللّه أ فلا أضع سيفي علي عاتقي فأبيد خضراءهم؟قال:بل تصبر،قال:فإن صبرت؟قال:تلاق جهدا قال:أ في سلامة من ديني؟قال:نعم،قال:فإذا لا أبالي (4).

الخامس: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة قال:قال أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري في

ص: 28


1- شرح نهج البلاغة:106/4.
2- شرح نهج البلاغة:106/4.
3- شرح نهج البلاغة:45/6.
4- شرح نهج البلاغة:108/4.

تاريخه قال أبو جعفر:روي أبو مويهبة مولي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:أرسل إليّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في جوف الليل فقال:يا أبا مويهبة إنّي قد أمرت أن أستغفر لأهل البقيع فانطلق معي،فانطلقت معه فلمّا وقف بين أظهرهم،قال:السلام عليكم يا أهل المقابر،ليهن لكم ما أصبحتهم فيه مما أصبح الناس فيه،أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أوّلها،الآخرة أشر من الاولي،ثم أقبل عليّ و قال:يا أبا مويهبة إنّي قد اتيت مفاتيح خزائن الدنيا و الخلد فيها و خيرت بينها و بين الجنة فاخترت الجنة فقلت:بأبي أنت و أمي فخذ مفاتيح خزائن الدنيا و الخلد فيها و الجنة جميعا، فقال:يا أبا مويهبة اخترت لقاء ربي،ثم استغفر لأهل البقيع و انصرف فبدأ بوجعه الذي قبض فيه (1).

السادس: أبو المؤيد موفق بن أحمد بن أعيان علماء العامة قال:أنبأني صدر الحفاظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني قال:أخبرني أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر الحافظ أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد بن عبد اللّه،أخبرني أبو القاسم عيسي بن علي بن عيسي بن داود بن الجراح،أخبرنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز البغوي،حدّثنا عبيد اللّه بن عمر القواريري،حدّثنا حرمي بن عمارة قال:حدّثني الفضل بن عميرة القيسي أبو قتيبة، حدّثني ميمون الكردي أبو نصير عن أبي عثمان النهدي عن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه قال:كنت أمشي مع النبي صلّي اللّه عليه و آله في بعض طرق المدينة فأتينا علي حديقة فقلت:يا رسول اللّه ما احسنها من حديقة!فقال:ما أحسنها و لك في الجنة مثلها،ثم أتينا علي حديقة أخري فقلت:يا رسول اللّه ما أحسنها من حديقة!فقال:لك في الجنة أحسن منها حتي انتهينا إلي سبع حدائق و أقول:يا رسول اللّه ما أحسنها!و يقول:لك في الجنة أحسن منها،فلمّا خلاله الطريق اعتنقني و أجهش باكيا فقلت:

يا رسول اللّه ما يبكيك؟قال:ضغاين في صدور أقوام لا يبدونها لك إلا بعدي،فقلت:في سلامة من ديني؟فقال:في سلامة من دينك (2).

السابع: إبراهيم بن محمّد الحمويني من العامة قال:أنبأني:الشيخ عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر عن الشيخ جمال الدين الديني إجازة عن ناصر بن أبي المكارم المطرزي بإسناده عن أبي عثمان النهدي عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:كنت أمشي مع النبي صلّي اللّه عليه و آله في بعض طرق المدينة فأتينا علي حديقة،و ساق الحديث إلي آخره (3).

ص: 29


1- شرح نهج البلاغة:27/13.
2- مناقب الخوارزمي:35/65.
3- فرائد السمطين 1:115/152.

الثامن: ابن أبي الحديد في الشرح عن أبي الفرج قال:حدّثني محمّد بن جرير الطبري بإسناد ذكره في الكتاب عن أبي عبد الرّحمن السليمي قال:قال الحسن بن علي عليه السّلام خرجت و أبي يصلي في المسجد فقال لي:يا بني إنّي بت الليلة أوقظ أهلي لأنها ليلة الجمعة صبيحة يوم بدر لتسع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان فملكتني عيناي فسنح لي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقلت:يا رسول اللّه ما ذا لقيت من أمتك من الأود و اللدد؟فقال لي:ادع عليهم،فقلت:اللّهمّ أبدلني بهم من هو خير لي منهم و أبدلهم بي من هو شر لهم مني فقال الحسن بن علي عليه السّلام:و جاء ابن أبي النباح فأذّنه بالصلاة فخرج و خرجت خلفه فاعتوره الرجلان فأما أحدهما فوقعت ضربته في الطاق،و أما الآخر فاثبتها في الرأس (1).

التاسع: ابن أبي الحديد يرفعه إلي سدير الصيرفي عن أبي جعفر محمّد بن علي عليه السّلام قال:

اشتكي علي شكاية فعاده أبو بكر و عمر و خرجا من عنده فأتيا النبي صلّي اللّه عليه و آله فسألهما:من أين جئتما؟ قالا:عدنا عليا،قال:كيف رأيتماه؟قالا:رأيناه يخاف عليه لما به،فقال:كلا إنه لن يموت حتي يوسع غدرا و بغيا و ليكونن في هذه الأمة عبرة يعتبر به الناس من بعده (2).

العاشر: ابن أبي الحديد قال روي أبو جعفر الاسكافي أيضا أن النبي صلّي اللّه عليه و آله دخل علي فاطمة عليها السّلام فوجد عليا نائما فذهبت تنبهه فقال:دعيه فربّ سهر له بعدي طويل،و رب جفوة لأهل بيتي من أجله شديدة،فبكيت،فقال:لا تبكي فإنّكما معي و في موقف الكرامة بعدي (3).

الحادي عشر: ابن أبي الحديد قال:روي جابر الجعفي عن محمّد بن علي عليه السّلام قال:قال علي عليه السّلام:ما رأيت منذ بعث اللّه محمّدا عليه السّلام رخاء،لقد أخافتني قريش صغيرا و أنصبتني كبيرا حتي قبض اللّه رسوله فكانت الطامة الكبري و اللّه المستعان علي ما يصفون (4)

الثاني عشر: ابن أبي الحديد قال روي جعفر بن سليمان الضبعي عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال:ذكر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوما لعلي ما يلقي بعده من العنت فأطال له فقال له عليّ:

أنشدك اللّه و الرحم يا رسول اللّه لما دعوت اللّه أن يقبضني إليه قبلك فقال:كيف أسأله في أجل مؤجل؟قال:يا رسول اللّه فعلام أقاتل من أمرتني؟قال:علي الحدث و الدين (5).

الثالث عشر: ابن أبي الحديد قال:روي الأعمش عن عمار الدهني عن أبي صالح الحنفي عن علي عليه السّلام قال:قال لنا يوما:لقد رأيت الليلة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في المنام فشكوت إليه ما لقيت حتي

ص: 30


1- شرح نهج البلاغة:121/6.
2- شرح نهج البلاغة:106/4.
3- شرح نهج البلاغة:107/4.
4- شرح نهج البلاغة:108/4.
5- شرح نهج البلاغة:108/4.

بكيت،فقال لي:انظر فنظرت فإذا جلاميد و إذا رجلان مصفدان،قال الأعمش:هما معاوية و عمرو ابن العاص فجعلت أرضخ رءوسهما ثم تعود ثم أرضخ ثم تعود حتي انتبهت (1).

الرابع عشر: ابن أبي الحديد قال:روي نحو هذا الحديث عمرو بن مرة عن عبد اللّه بن مسلمة عن علي عليه السّلام قال:رأيت الليلة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فشكوت إليه فقال:هذه جهنم فانظر من فيها فإذا معاوية و عمرو بن العاص معلقين بأرجلهما منكسين،ترضخ رءوسهما بالحجارة أو قال:تشدخ (2).

الخامس عشر: صدر الأئمة عند المخالفين موفق بن أحمد بإسناده عن عبد الرّحمن بن أبي ليلي قال:قال أبي رفع النبي صلّي اللّه عليه و آله الراية يوم خيبر إلي علي بن أبي طالب عليه السّلام و ساق حديثه بطوله إلي أن قال له-يعني أمير المؤمنين عليه السّلام-:اتق الضغائن التي لك في صدور من لا يظهرها إلا بعد موتي أولئك يلعنهم اللّه و يلعنهم اللاعنون،ثم بكي صلي اللّه عليه و آله فقيل له:مما بكاؤك يا رسول اللّه؟ قال:أخبرني جبرئيل أنهم يظلمونه و يمنعونه حقه و يقاتلونه و يقتلون ولده و يظلمونهم بعده، و أخبرني جبرئيل عن اللّه عز و جل أن ذلك الظلم يزول إذا قام قائمهم و علت كلمتهم و اجتمعت الأمة علي محبتهم،و كان الشاني لهم قليلا و الكاره لهم ذليلا و ساق الحديث بطوله (3)،و سيأتي الحديث بتمامه إن شاء اللّه تعالي في الباب التاسع و الثلاثين و مائة في أنه حامل اللواء يوم القيامة و إلي آخره.

ص: 31


1- شرح نهج البلاغة:109/4.
2- شرح نهج البلاغة:109/4.
3- مناقب الخوارزمي:31/62.

الباب السادس و الستون

في قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي ستغدر بك الأمة من بعدي

و ما يلاقيه عليه السّلام من الشدة من بعده و أمره له بالصبر

و أمره له بقتال الناكثين و القاسطين و المارقين

من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث الأوّل: السيد المرتضي رضي اللّه عنه في كتاب الشافي قال:روي إبراهيم الثقفي عن يحيي بن عبد الحميد الحماني عن عمرو بن حريث عن حبيب بن أبي ثابت عن ثعلبة بن يزيد الحماني عن علي عليه السّلام قال:

سمعته يقول:كان فيما عهد إليّ النبي الأمي أن الأمة ستغدر بك الأمة بعدي (1).

الثاني: السيد أيضا في الشافي قال:روي إبراهيم بن إسماعيل بن عمرو البجلي قال:حدّثنا هشام بن بشر الواسطي عن إسماعيل عن أبي إدريس الاودي عن علي عليه السّلام قال:لئن أخرّ من السماء إلي الأرض فتخطفني الطير أحب إليّ من أن أقول:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و لم أسمعه قال لي:يا علي ستغدر بك الأمة بعدي (2).

الثالث: السيد في الشافي قال:و روي زيد بن علي بن الحسين عليه السّلام كان علي عليه السّلام يقول:بايع الناس أبا بكر،و أنا أولي بهم مني بقميصي هذا،فكظمت غيظي و انتظرت أمري و ألصقت كلكلي بالارض،ثم إن أبا بكر هلك و استخلف عمر و قد و اللّه علم أني أولي الناس بهم منّي بقميصي هذا، و كظمت غيظي و انتظرت أمري و ألزقت كلكلي بالأرض،ثم إن عمر هلك و جعلها شوري و جعلني فيهم،ثم كان من أمر القوم بعد بيعتهم لي ما كان،سادس ستة كسهم الجدة فقال:اقتلوا الأقل[و ما أراد غيري]فكظمت غيظي و انتظرت أمري و ألصقت كلكلي بالأرض حتي ما وجدت إلا القتال أو كفرت باللّه (3).

الرابع: الشيخ في أماليه قال:حدّثنا بإسناده عن محمّد بن الحسن بن الوليد قال:حدّثني محمّد ابن أبي القاسم عن محمّد بن علي الصيرفي عن محمّد بن سنان عن المفضل بن عمرو عن أبي عبد

ص: 32


1- الغارات:487/2.
2- بحار الأنوار:375/28،و تلخيص الشافي:44/3.
3- بحار الأنوار:579/29،و الأمالي للمفيد:154.

اللّه الصادق عليه السّلام عن أبيه عن جده عليه السّلام قال:بلغ أم سلمة زوج النبي صلّي اللّه عليه و آله أن مولي لها ينتقص عليا و يتناوله فأرسلت إليه،فلمّا صار إليها قالت له:يا بني بلغني إنك تنتقص عليا و تتناوله،قال:نعم يا أماه،قالت له:اقعد ثكلتك أمك حتي أحدّثك بحديث سمعته من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثم اختر لنفسك، إنا كنا عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ليلة تسع نسوة،و كانت ليلتي و يومي من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فأتيت الباب فقلت:أدخل يا رسول اللّه؟قال:لا،قالت:فكبوت كبوة شديدة مخافة أن يكون ردّني من سخطة أو نزل في شيء من السماء،ثم لم ألبث حتي أتيت الباب الثانية فقلت:أدخل يا رسول اللّه؟

فقال:لا،فكبوت كبوة أشد من الأولي،ثم لم ألبث حتي أتيت الباب الثالثة فقلت:أدخل يا رسول اللّه؟فقال:ادخلي يا أم سلمة،فدخلت و علي جالس بين يديه و هو يقول:فداك أبي و أمي يا رسول اللّه إذا كان كذا و كذا فما تأمرني؟قال آمرك بالصبر،ثم أعاد عليه القول ثانية فأمره بالصبر فأعاد عليه القول ثالثة فقال له:يا علي،يا أخي إذا كان ذلك منهم فسلّ سيفك وضعه علي عاتقك و اضرب قدما قدما حتي تلقاني و سيفك شاهر يقطر من دمائهم،ثم التفت عليه السّلام إليّ فقال:لي تاللّه ما هذه الكآبة يا أم سلمة؟قلت:الذي كان من ردّك إياي يا رسول اللّه،فقال لي:و اللّه ما رددتك من موجدة و إنك لعلي خير من اللّه و رسوله،و لكن اتيتني و جبرائيل يخبرني بالأحداث التي تكون بعدي،فأمرني أن أوصي بذلك عليا،يا أم سلمة اسمعي و اشهدي،هذا علي بن أبي طالب أخي في الدنيا و أخي في الآخرة.

يا أم سلمة اسمعي و اشهدي هذا علي بن أبي طالب وزيري في الدنيا و وزيري في الآخرة،يا أم سلمة اسمعي و اشهدي هذا علي بن أبي طالب حامل لوائي في الدنيا و حامل لواء الحمد غدا في القيامة،يا أم سلمة اسمعي و اشهدي هذا علي بن أبي طالب وصيي و خليفتي من بعدي و قاضي عداتي و الذائد عن حوضي،يا أم سلمة اسمعي و اشهدي هذا علي بن أبي طالب سيد المسلمين و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين و قاتل الناكثين و القاسطين و المارقين قلت:يا رسول اللّه من الناكثون؟قال:الذين يبايعونه بالمدينة و ينكثون بالبصرة قلت:و من القاسطون؟ قال:معاوية و أصحابه من أهل الشام،قلت:من المارقون؟قال أصحاب النهروان،فقال مولي أم سلمة:فرجت عني فرج اللّه عنك و اللّه لا سببت عليا أبدا (1).

و روي هذا الحديث من طريق العامة موفق بن أحمد من أعيان العامة بإسناده عن أبي بكر أحمد ابن موسي بن مردويه،أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن السري بن يحيي التميمي حدّثنا المنذر

ص: 33


1- أمالي الطوسي:952/425،أمالي الصدوق:619/463.

ابن محمّد بن المنذر بن محمّد بن المنذر،و حدّثنا أبي،حدّثنا عمي الحسين بن سعيد بن محمّد ابن المنذر بن أبي الجهم،حدّثني أبي عن أبان بن تغلب عن علي عن محمّد بن المنكدر عن أم سلمة زوج النبي صلّي اللّه عليه و آله و كانت ألطف نسائه و أشدّهن له حبا قال:و كان لها مولي يحضنها و رباها و كان لا يصلي صلاة إلا سبّ عليا و شتمه فقالت له:يا أبة ما حملك علي سب علي؟قال:لأنه قتل عثمان و شرك في دمه.

قالت:إنه لو لا أنك مولاي ربيتني و أنت عندي بمنزلة والدي ما حدثتك بسر رسول للّه صلّي اللّه عليه و آله، و لكن اجلس حتي أحدّثك عن علي و ما رأيته منه،اعلم أني رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و كان يومي و إنما كان نصيبي في تسعة أيام يوم واحد فدخل النبي صلّي اللّه عليه و آله مخللا أصابعه في أصابع علي عليه السّلام واضعا يده عليه و قال:يا أم سلمة اخرجي من البيت و اخليه لنا، فخرجت و أقبلا يتناجيان و أسمع الكلام و لا أدري ما يقولان حتي إذا قلت:قد انتصف النهار أقبلت فقلت:السلام عليكم ألج؟فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:لا تلجي و ارجعي مكانك،ثم تناجيا طويلا حتي قام عمود الظهر فقلت:ذهب يومي،و شغله عليّ عني،فأقبلت أمشي حتي وقفت علي الباب فقلت:

السلام عليكم،ألج؟قال النبي صلّي اللّه عليه و آله لا تلجي فرجعت و جلست مكاني حتي إذا قلت:قد زالت الشمس الآن يخرج إلي الصلاة و يذهب يومي و لم أرقط أطول منه،فأقبلت أمشي حتي وقفت و قلت:السلام عليكم،ألج؟فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:فنعم فلجي،فدخلت و علي واضع يده علي ركبتي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و قد أدني فاه من اذن النبي صلّي اللّه عليه و آله و فم النبي علي أذن علي يتسارّان و علي يقول:

أ فأمضي و أفعل؟و النبي صلّي اللّه عليه و آله يقول:نعم فدخلت و علي معرض وجهه حتي دخلت و خرج و أخذني النبي صلّي اللّه عليه و آله و أقعدني في حجره و ألزمني فأصاب ما يصيب الرجل من أهله من اللطف و الاعتذار،ثم قال:يا أم سلمة لا تلوميني فإن جبرائيل أتاني من اللّه تعالي يأمر أن أوصي به عليا من بعدي و كنت بين جبرائيل و علي،و جبرائيل عن يميني و علي عن شمالي،فأمرني جبرائيل أن آمر عليا بما هو كائن بعدي إلي يوم القيامة فاعذريني و لا تلوموني،إن اللّه عز و جل اختار من كل أمة نبيا و اختار لكل نبي وصيا،فأنا نبي هذه الأمة و عليّ وصيي في عترتي و أهل بيتي و أمتي من بعدي.

و هذا ما شاهدت من عليّ الآن يا أبتاه فسبه أو فدعه فأقبل أبوها يناجي الليل و النهار و يقول:

اللّهمّ اغفر لي ما جهلت من أمر علي فإنّ وليي ولي علي و عدوّي عدو علي،و تاب المولي توبة نصوحا و أقبل فيما بقي من دهره يدعو اللّه تعالي أن يغفر له (1).

ص: 34


1- مناقب الخوارزمي:146-171/147.

الخامس: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل،حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن محمّد بن عمار أبي العباس قال:حدّثنا إسحاق بن اسرائيل قال:حدّثنا جعفر بن أبي سليمان يعني الضبعي قال:حدّثنا أبو هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال:أخبر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليا عليه السّلام بما يلقي بعده فبكي عليه السّلام و قال:يا رسول اللّه أسألك بحقي عليك و حق قرابتي و حق صحبتي لما دعوت اللّه عز و جل أن يقبضني إليه،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أ تسألني أن أدعو ربي لأجل مؤجل، قال:فعلي ما أقاتلهم؟قال:علي الإحداث في الدين (1).

و روي هذا الحديث من طريق العامة موفق بن أحمد قال:أخبرنا الشيخ و الإمام شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبد اللّه بن الحسن الهمداني المعروف بالمرودي فيما كتب إليّ من همدان، أخبرنا الحافظ أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد باصبهان فيما أذن لي في الرواية عنه، حدّثنا الاديب أبو يعلي عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني سنة ثلاث و سبعين و أربعمائة، أخبرنا الإمام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسي بن أحمد بن مردويه الاصفهاني،قال أبو النجيب سعد بن عبد اللّه بن الحسن الهمداني المعروف بالمرودي،و أخبرنا بهذا الحديث عاليا الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الاصفهاني في كتابه إليّ من اصفهان سنة ثمان و ثمانين و أربعمائة عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسي بن مردويه،حدّثنا محمّد بن علي بن دحيم حدّثنا أحمد بن حازم،أخبرنا بنهان بن عياد،أخبرنا جعفر بن سليمان عن أبي هارون عن أبي سعيد قال ذكر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي عليه السّلام ما يلقي بعده قال:فبكي و قال:أسألك بحق قرابتي و بحق صحبتي إلا ما دعوت اللّه أن يقبضني إليه،فقال له:يا علي تسألني أن أدعو اللّه لأجل مؤجل،قال:فقال:يا رسول اللّه علي ما أقاتل القوم؟قال:علي الإحداث في الدين (2).

ص: 35


1- أمالي الطوسي:1098/50.
2- مناقب الخوارزمي:211/175.

الباب السابع و الستون

في الردة الواقعة بعد وفاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و الحق مع علي عليه السّلام

من طريق العامة و فيه خمسة عشر حديثا الأوّل: من مسند أحمد بن حنبل قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز،حدّثنا أحمد بن منصور و علي بن مسلم و غيرهما قالوا:حدّثنا عمر بن طلحة القتاد،حدّثنا اسباط عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس رضي اللّه عنه أن عليا عليه السّلام كان يقول في حياة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إن اللّه عز و جل قال: أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِكُمْ (1) و اللّه لا ننقلب علي أعقابنا بعد إذ هدانا اللّه،و لئن مات أو قتل لأقاتلنّ علي ما قاتل حتي أموت،و اللّه إنّي لأخوه و وليّه و ابن عمّه و وارثه،من أحق به مني (2)؟.

الثاني: و من صحيح البخاري في الجزء الخامس علي حد ثلثه الأخير في تفسير قوله تعالي وَ كُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ (3) قال:حدّثنا شعبة قال:أخبرنا المغيرة بن النعمان قال:سمعت سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال:خطب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:أيها الناس إنكم محشورون إلي اللّه حفاة عزلا ثم قال كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنا إِنّا كُنّا فاعِلِينَ (4) (5)إلي آخر الآية،ثم قال:ألا و إنّ أوّل الخلائق يكسي يوم القيامة إبراهيم،ألا و إنه يجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال،فأقول:يا رب أصحابي فيقال:إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك،فأقول كما قال العبد الصالح: وَ كُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَ أَنْتَ عَلي كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6) (7)فقال:إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين علي أعقابهم منذ فارقتهم (8).

الثالث: و من صحيح البخاري في الجزء الثامن في آخره من باب قول النبي صلّي اللّه عليه و آله«لتتبعنّ سنن من قبلكم»قال:حدّثنا أحمد بن يونس قال:حدّثنا ابن أبي زيد عن المقيري عن أبي هريرة عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:لا تقوم الساعة حتي تأخذ أمتي مأخذ القرون قبلها شبرا بشبر و ذراعا بذراع،فقيل:

يا رسول اللّه كفارس و الروم؟قال:و من الناس إلا أولئك (9).

ص: 36


1- سوره 3 - آيه 144
2- فضائل الصحابة لابن حنبل:652/2 ح 1110.
3- سوره 5 - آيه 117
4- سوره 21 - آيه 104
5- الأنبياء:104.
6- سوره 5 - آيه 117
7- المائدة:117.
8- صحيح البخاري:192/5.
9- صحيح البخاري:151/8.

الرابع: و من صحيح مسلم في الجزء الثالث من أجزاء ثلاثة في ثلثه الأخير قال:حدّثنا أبو بكر ابن أبي شيبة قال:حدّثنا وكيع،و حدّثنا عبد اللّه بن معاد،و حدّثنا أبي كلاهما عن شعبة،و حدّثنا محمّد بن مثني و محمّد بن بشار و اللفظ لابن مثني قال:حدّثنا محمّد بن جعفر قال:حدّثنا شعبة عن المغيرة بن النعمان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال قام فينا خطيبا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بموعظة فقال:يا أيها الناس إنكم محشورون إلي اللّه عراة عزّلا كما بدأنا أوّل خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين،ألا و إن أول الخلائق يكسي يوم القيامة إبراهيم عليه السّلام،ألا و إنّه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول:يا رب أصحابي،فيقال:إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول كما قال العبد الصالح: وَ كُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ (1) -إلي قوله- إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ (2) قال:فيقال لي:إنّهم لم يزالوا مرتدين علي أعقابهم منذ فارقتهم قال:و في حديث وكيع و معاذ:فيقال:إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك (3).

الخامس: و من الجمع بين الصحيحين للحميدي في الجزء الثالث منه في أجزاء ثلاثة في الحديث و السابع و الستين بعد المائتين من مسند أبي هريرة من المتفق عليه في الصحيحين من البخاري و مسلم قال:عن محمّد بن زياد عن أبي هريرة عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:و الذي نفسي بيده لأذودنّ رجالا عن حوضي كما تذاد الغريبة من الابل عن الحوض (4).

السادس: البخاري من حديث الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة كان يحدّث عن بعض أصحاب النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:يرد علي الحوض رجال من أمتي فيجلون عنه فأقول:يا رب أصحابي فيقول:إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك،إنّهم ارتدوا علي أدبارهم القهقري (5).

السابع: البخاري أخرجه أيضا تعليقا من حديث بن سهل عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أنه كان يحدّث أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:يرد عليّ الحوض يوم القيامة رهط من أصحابي فيجلون عن الحوض فأقول يا رب أصحابي فيقول:إنّه لا علم لك بما أحدثوا بعدك،إنّهم ارتدوا علي أدبارهم القهقري (6).

الثامن: البخاري قال:فقال شعيب عن الزهري عن محمّد بن علي عن ابن أبي رافع عن أبي هريرة يحدث عن النبي صلّي اللّه عليه و آله بهذا قال:و قال ابن مسعود:حديث عقيل مرسل هو عن الزهري عن أبي هريرة و لم يبينه (7).

ص: 37


1- سوره 5 - آيه 117
2- سوره 5 - آيه 118
3- صحيح مسلم:157/8.
4- الجمع بين الصحيحين:194/3 ح 2434.
5- صحيح البخاري:208/7.
6- صحيح البخاري:208/7.
7- المصدر السابق.

التاسع: البخاري اخرجه أيضا من حديث عطاء بن يسار عن أبي هريرة عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:بينا أنا قائم إذ أقبلت زمرة حتي إذا عرفتهم خرج بيني و بينهم فقال:هلم فقلت:إلي أين فقال إلي النار و اللّه،قلت:ما شأنهم؟قال:ارتدوا بعدك علي ادبارهم القهقري،فلا أراه أن يخلص منهم الامثل همل النعم (1).

العاشر: و من الجمع بين الصحاح الستة لرزين العبدري من الجزء الثاني من جزءين اثنين قريبا من آخره من موطأ مالك قال عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:يهلك أمتي هذا الحي من قريش، قال:فما تأمرنا يا رسول اللّه؟قال:لو أن الناس اعتزلوهم (2).

الحادي عشر: موفق بن أحمد قال:روي السيد بإسناده عن أبي طالب عن علقمة و الاسود قالا:

أتينا أبا أيوب الأنصاري فقلنا:أبا أيوب إن اللّه أكرمك بنبيّه إذ أوحي إلي راحلته فبركت علي بابك، و كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ضيفا لك فضيلة من اللّه فضلك بها،أخبرنا عن مخرجك مع علي بن أبي طالب،قال أبو أيوب فاني أقسم لكما لقد كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في هذا البيت الذي أنتما فيه و ما في البيت غير رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و علي جالس عن يمينه و أنا جالس عن يساره و أنس بن مالك قائم بين يديه إذ تحرك الباب فقال صلّي اللّه عليه و آله:انظر من بالباب فخرج أنس و نظر فقال:هذا عمار بن ياسر فقال صلّي اللّه عليه و آله:

افتح له الطيب المطيب ففتح أنس و دخل عمار،فسلم علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فرحّب به و قال لعمار:

إنّه سيكون في أمّتي هنات من بعدي حتي يختلف السيف فيما بينهم و حتي يقتل بعضهم بعضا و حتي يبرأ بعضهم من بعض،فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الأصلع الذي عن يميني و هو علي بن أبي طالب و اذا سلك كلهم واديا و سلك علي واديا فاسلك وادي علي بن أبي طالب و خلّ الناس، إن عليا لا يردّك عن هدي و لا يدلك علي ردي،يا عمّار و طاعة عليّ طاعتي و طاعة اللّه.

يقال:فيه هنات و هنوات و هنيات:خصال سوء قال لبيد:إن البريء من الهنات سعيد (3).

الثاني عشر: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة قال:جاء في الأسانيد الصحيحة أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:لتركبنّ سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة حتي لو دخلوا حجر ضبّ لدخلتموه،فقيل:يا رسول اللّه اليهود و النصاري؟قال:فمن إذا،قال.و من الاخبار الصحيحة:

أ متهوّكون أنتم كما تهوّكت اليهود و النصاري (4).

الثالث عشر: ابن أبي الحديد قال:و في صحيح مسلم و البخاري رحمهما اللّه إنّه سيجاء برجال

ص: 38


1- صحيح البخاري:209/7 ط.دار الفكر،بيروت.
2- مسند أحمد:301/2،و صحيح مسلم:186/8 ط.دار الفكر بيروت.
3- مناقب الخوارزمي:232/194.
4- شرح نهج البلاغة:284/9.

يوم القيامة من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال،فإذا رأيتهم اختلجوا دوني قلت:أي ربي أصحابي فيقال لي:إنك لا تدري ما عملوا بعدك فأقول ما قال العبد الصالح:«و كنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم و أنت علي كل شيء شهيد»الإسناد في هذا الحديث عن ابن عبّاس رضي اللّه عنه (1).

الرابع عشر: ابن أبي الحديد قال:في الصحيحين أيضا عن زينب بنت جحش قال:استيقظ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوما من نومه،محمرا وجهه و هو يقول:لا إله إلا اللّه،ويل للعرب من شر قد اقترب، فقلت:يا رسول اللّه أ نهلك و فينا الصالحون!فقال:نعم إذا كثر الخبث.

و في الصحيحين أيضا:يهلك أمتي هذا الحي من قريش.

قالوا:يا رسول اللّه فما تأمرنا؟قال:لو أن الناس اعتزلوهم.رواه أبو هريرة عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله (2).

الخامس عشر: ابن أبي الحديد قال نصر يعني بن مزاحم،و حدّثنا يحيي بن يعلي عن الأصبغ ابن نباته قال:جاء رجل إلي علي عليه السّلام فقال:يا أمير المؤمنين هؤلاء الذين نقاتلهم،الدعوة واحدة و الرسول واحد و الصلاة واحدة و الحج واحد فما ذا نسمّيهم؟فقال:سمهم بما سمّاهم اللّه في كتابه،قال:ما كل ما في الكتاب أعلمه،قال:أ ما سمعت اللّه تعالي يقول تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلي بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللّهُ (3) إلي قوله وَ لَوْ شاءَ اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَ لكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَ مِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ (4) فلما وقع الاختلاف كنا نحن أولي باللّه و بالكتاب و بالنبي و بالحق،فنحن الذين آمنوا و هم الذين كفروا و شاء اللّه قتالهم،فقتالهم بمشيئته و إرادته (5).

ص: 39


1- شرح نهج البلاغة:284/9.
2- شرح نهج البلاغة:287/9.
3- سوره 2 - آيه 253
4- سوره 2 - آيه 253
5- شرح نهج البلاغة:258/5.

الباب الثامن و الستّون

في الردّة الواقعة بعد وفاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و الحق مع علي عليه السّلام

من طريق الخاصة و فيه أحد عشر حديثا الأوّل: محمّد بن يعقوب بإسناده عن حنان عن أبيه عن أبي جعفر عليه السّلام قال كان الناس أهل ردة بعد النبي صلّي اللّه عليه و آله إلا ثلاثة فقلت و من الثلاثة فقال:المقداد بن الاسود و أبو ذر الغفاري و سلمان الفارسي رحمة اللّه و بركاته عليهم،ثم عرف الناس بعد يسير و قال هؤلاء الذين دارت عليهم الرحي و أبوا أن يبايعوا حتي جاءوا بأمير المؤمنين عليه السّلام مكرها فبايع و ذلك قول اللّه عز و جل وَ ما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلي عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللّهُ الشّاكِرِينَ (1) (2)(3).

الثاني: ابن يعقوب أيضا بإسناده عن ابن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه قال:قلت لأبي جعفر عليه السّلام:إن العامة يزعمون أن بيعة أبي بكر حيث اجتمع الناس كانت رضا اللّه عز ذكره و ما كان اللّه ليفتن أمة محمّد صلّي اللّه عليه و آله من بعده فقال أبو جعفر عليه السّلام:أو ما يقرءون كتاب اللّه؟أو ليس يقول وَ ما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلي عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللّهُ الشّاكِرِينَ (4) قال:فقلت له:إنّهم يفسرون علي وجه آخر فقال:

أو ليس قد أخبر اللّه عز و جل عن الذين من قبلهم من الأمم إنّهم قد اختلفوا من بعد ما جاءتهم البيّنات حيث قال وَ آتَيْنا عِيسَي ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَ أَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَ لَوْ شاءَ اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَ لكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَ مِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَ لَوْ شاءَ اللّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَ لكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ (5) (6)(7).

الثالث: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:أخبرنا أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري قراءة قال:حدّثنا أبو كريب محمّد بن العلاء و حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم الرازي الري قال:حدّثني أبو زرعة عبد اللّه بن عبد الكريم قالا:حدّثنا عمرو بن حماد بن طلحة القياد قال:

ص: 40


1- سوره 3 - آيه 144
2- آل عمران:144.
3- الكافي 8:341/245.
4- سوره 3 - آيه 144
5- سوره 2 - آيه 253
6- البقرة:253.
7- الكافي 8:398/270.

حدّثنا اسباط بن نصر عن سماك يعني بن حرب عن عكرمة عن ابن عبّاس رضي اللّه عنه أن عليا عليه السّلام كان يقول في حياة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إن اللّه عز و جل يقول وَ ما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِكُمْ (1) و اللّه ما نقلب علي أعقابنا بعد إذ هدانا اللّه و لئن مات أو قتل قاتلت علي ما قاتل عليه حتي أموت،و اللّه إنّي لأخوه و ابن عمه و وارثه فمن أحق به مني (2)؟.

الرابع: العيّاشي في تفسيره بإسناده عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر عليه السّلام قال كان الناس أهل ردة بعد النبي صلّي اللّه عليه و آله إلا ثلاثة،فقلت:و من الثلاثة؟قال:المقداد و أبو ذر و سلمان الفارسي، ثم عرفت الناس بعد يسير (3)،و ساق الحديث المتقدم أوّل الباب.

الخامس: العيّاشي بإسناده عن الفضل بن يسار عن أبي جعفر عليه السّلام قال:إن رسول اللّه 9 لما قبض صار الناس كلهم أهل جاهلية إلاّ أربعة:علي و المقداد و سلمان و أبو ذر فقلت:فعمار؟فقال:أنت كنت تريد الذين لم يدخلهم شيء هؤلاء الثلاثة (4).

السادس: العيّاشي بإسناده عن الأصبغ بن نباته قال:سمعت أمير المؤمنين يقول في كلام له يوم الجمل يا أيها الناس إن اللّه تبارك اسمه و عز جنده لم يقبض نبيّا قط حتي يكون له في أمته من يهدي بهداه و يقصد سيرته،و يدلّ علي معالم سبيل الحق الذي فرض اللّه علي عباده ثم قرأ وَ ما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ... (5) (6)(7).

السابع: العيّاشي بإسناده عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه قال:قلت لأبي جعفر عليه السّلام:إن العامة تزعم أن بيعة أبي بكر حيث اجتمع لها الناس كانت رضا اللّه،و ساق الحديث الثاني في الباب إلي قوله تعالي وَ مِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ (8) و زاد فيه الآية،ففي هذا ما يستدل به علي أن أصحاب محمّد صلّي اللّه عليه و آله قد اختلفوا من بعده فمنهم من آمن و منهم من كفر (9).

الثامن: العيّاشي بإسناده عن عبد الصمد بن بشير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:تدرون مات النبي صلّي اللّه عليه و آله أو قتل إن اللّه يقول أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِكُمْ (10) فسمّ قبل الموت،إنهما سقتاه فقلنا:إنّهما و أبواهما شر من خلق اللّه (11).

التاسع: العيّاشي بإسناده عن الحسين بن المنذر قال:سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِكُمْ (12) القتل و الموت قال:يعني أصحابه الذين فعلوا ما فعلوا (13).

ص: 41


1- سوره 3 - آيه 144
2- أمالي الطوسي:1099/502.
3- تفسير العياشي 1:148/199.
4- تفسير العياشي 1:149/199.
5- سوره 3 - آيه 144
6- آل عمران:144.
7- تفسير العياشي 1:150/199.
8- سوره 2 - آيه 253
9- تفسير العياشي 1:151/200.
10- سوره 3 - آيه 144
11- تفسير العياشي 1:152/200.
12- سوره 3 - آيه 144
13- تفسير العياشي 1:153/200.

العاشر: ابن شهرآشوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالي أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلي عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللّهُ الشّاكِرِينَ (1) يعني بالشاكرين علي بن أبي طالب و المرتدين علي أعقابهم الذين ارتدوا عنه (2).

الحادي عشر: الكشي عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي قال:قال أبو جعفر عليه السّلام ارتد الناس إلاّ ثلاثة:نفر سلمان و أبو ذر و المقداد،قلت:فعمّار؟قال:و كان جاض جيضة ثم رجع فقال:إن أردت الذي لم يشك و لم يدخله شيء فالمقداد (3).

ص: 42


1- سوره 3 - آيه 144
2- مناقب آل أبي طالب 1:385.
3- اختيار معرفة الرجال:1:51.

الباب التاسع و الستون

في افتراق الأمة بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي ثلاث و سبعين فرقة

منها فرقة ناجية،الناجية شيعة علي عليه السّلام في الجنة،و حديث ثلاث فرق

من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث الأوّل: موفق بن أحمد من أعيان علماء العامة قال:أخبرني الشيخ الإمام شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبد اللّه بن الحسن الهمداني المعروف بالمرقدي فيما كتب إليّ من همدان، أخبرنا الحافظ أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد باصبهان فيما أذن لي في الرواية عنه، أخبرنا الشيخ الاديب أو يعلي عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الظهراني سنة ثلاث و سبعين و أربعمائة،أخبرنا الإمام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسي بن مردويه الاصفهاني، أخبرنا أحمد بن محمّد السري حدّثنا المنذر بن محمّد بن المنذر حدّثني عمي الحسين بن سعد حدّثني أبي عن أبان بن تغلب عن فضل عن عبد الملك الهمداني عن زاذان عن علي رضي اللّه عنه قال:تفترق هذه الأمة علي ثلاث و سبعين فرقة،اثنتان و سبعون في النار و واحدة في الجنة و هم الذين قال اللّه عز و جل في حقهم وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ (1) (2)و هم أنا و شيعتي (3).

الثاني: موفق بن أحمد قال:ذكر الإمام محمّد بن أحمد بن علي بن الحسين بن شاذان،حدّثني أحمد بن محمّد بن سليمان عن جعفر بن محمّد بن يعقوب عن صفوان بن يحيي عن داود بن الحصين عن عمر بن أذينة عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي عليه السّلام قال:قال لي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا علي مثلك في أمتي مثل عيسي ابن مريم افترق قومه ثلاث فرق، فرقة مؤمنون و هم الحواريون و فرقة عادوه و هم اليهود و فرقة غلوا فيه فخرجوا عن الإيمان،و إن أمتي ستفترق فيك ثلاث فرق شيعتك و هم المؤمنون،و فرقة أعداؤك و هم الناكثون،ففرقة غلوا فيك و هم الجاحدون السابقون،و أنت يا علي و شيعتك في الجنة،و عدوّك و الغالي فيك في

ص: 43


1- سوره 7 - آيه 181
2- الأعراف:181.
3- مناقب الخوارزمي:351/331.

النار (1).

الثالث: أسند ابن مردويه و هو من ثقات العامة إلي أبان بن تغلب عن مسلم قال:سمعت أبا ذر و المقداد و سلمان يقولون كنا قعودا عند النبي صلّي اللّه عليه و آله إذ أقبل ثلاثة من المهاجرين فقال صلّي اللّه عليه و آله:تفترق أمتي بعدي ثلاث فرق:أهل حق لا يشوبونه بباطل مثلهم كالذهب كلّما فتنته النار زاد وجوده و إمامهم هذا،و أشار إلي أحد الثلاثة،و هو الذي أمر اللّه في كتابه إماما و رحمة،و فرقه أهل باطل لا يشوبونه بحق مثلهم كخبث الحديد كلما فتنته النار زاد خبثا،و إمامهم هذا،فسألتهم عن أهل الحق و إمامهم فقالوا:علي بن أبي طالب و امسكوا عن الآخرين،فجهدت في الآخرين أن يسموهما فلم يفعلوا،هذه رواية أهل المذهب (2).

ص: 44


1- مناقب الخوارزمي:318/317.
2- الصراط المستقيم:270/1.

الباب السبعون

في افتراق الأمة بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي ثلاث و سبعين فرقة

واحدة ناجية و النّاجية شيعة علي عليه السّلام و اتباعه

من طريق الخاصة و فيه حديث واحد الشيخ في أماليه:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا الفضل بن محمّد بن المسيب أبو محمّد الشعراني البيهقي بجرجان حدّثنا هارون بن عمرو بن عبد العزيز بن محمّد أبو موسي المجاشعي قال:حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد عليهما السّلام قال:حدّثنا أبي أبو عبد اللّه عليه السّلام،قال المجاشعي:و حدّثنا الرضا علي بن موسي عليه السّلام عن أبيه موسي عن أبيه أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد عن آبائه عن علي عليه السّلام قال:سمعت عليا عليه السّلام يقول لرأس اليهود:علي كم افترقتم؟فقال:علي كذا و كذا فرقة فقال علي عليه السّلام:كذبت،ثم أقبل علي الناس و قال:و اللّه لو ثنيت لي الوسادة لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم و بين أهل الإنجيل بإنجيلهم و بين أهل الزبور بزبورهم و بين أهل القرآن بقرآنهم،أيها الناس افترقت اليهود علي إحدي و سبعين فرقة،سبعون منها في النار و واحدة ناجية في الجنة و هي التي اتبعت يوشع بن نون وصي موسي،و افترقت النصاري علي اثنتين و سبعين فرقة،احدي و سبعين فرقة في النار و واحدة منها في الجنة و هي التي اتبعت شمعون وصي عيسي عليه السّلام،و ستفترق هذه الأمة علي ثلاث و سبعين فرقة،اثنتان و سبعون فرقة في النار و واحدة في الجنة و هي التي اتبعت وصي محمّد صلّي اللّه عليه و آله،و ضرب بيده علي صدره،ثم قال:ثلاث عشرة فرقة من الثلاث و سبعين فرقة كلها تنتحل مودّتي و حبي واحدة منها في الجنة،و هم النمط الاوسط،و اثنتا عشرة في النار (1).

ص: 45


1- أمالي الطوسي:523-1159/524.

الباب الحادي و السبعون

في فضل محبي علي عليه السّلام و شيعته و مواليه و موالي الأئمة عليهم السّلام

من طريق العامة و فيه خمسة و تسعون حديثا الأوّل: من مسند أحمد بن حنبل روي عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثني من سمع من أبي عوف،و حدّثنا سويد بن سعيد قال:حدّثنا زكريا بن عبد اللّه الصبهاني عن عبد المؤمن عن أبي المغيرة عن علي بن أبي طالب عليه السّلام:طلبني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فوجدني في حائط نائما فضربني برجله و قال:قم و اللّه لأرضينك،أنت أخي و أبو ولدي،تقاتل علي سنتي،من مات علي عهدي فهو في كنز اللّه،و من مات علي عهدك فقد قضي نحبه،و من مات يحبّك بعد موتك ختم اللّه له بالامن و الإيمان ما طلعت شمس أو غربت (1).

الثاني: من مسند أحمد بن حنبل قال كتب إلينا أبو جعفر الحضرمي قال:حدّثنا جندب بن و الف قال:حدّثنا محمّد بن عمر عن عباد الكلبي عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن علي بن الحسين عن فاطمة الصغري عن حسين بن علي عن فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قالت:خرج علينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عشيّة عرفة و قال:إن اللّه عز و جل باهي بكم و غفر لكم عامة و لعلي خاصة و إني رسول اللّه إليكم جميعا،غير محاب لقرابتي،إن السعيد كل السعيد حق السعيد من أحبّ عليا عليه السّلام في حياته و بعد موته (2).

الثالث: مسند أحمد بن حنبل روي عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا الحسن بن علي البصري قال:حدّثنا محمّد بن يحيي قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي صالح قال لما حضرت عبد اللّه بن العباس رضي اللّه عنه الوفاة قال:اللّهمّ إنّي أتقرب إليك بولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام (3).

الرابع: مسند أحمد بن حنبل روي عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا شريك قال:حدّثنا الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن الفضل بن زيد بن أرقم قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من أحب أن

ص: 46


1- فضائل الصحابة لابن حنبل:656/2 ح 1118.
2- فضائل الصحابة لابن حنبل:658/2 ح 1121.
3- فضائل الصحابة لابن حنبل:662/2 ح 1129.

يستمسك بالقضيب الاحمر الذي غرسه اللّه عز و جل في جنّه عدن بيمينه فليتمسك بحب علي بن أبي طالب عليه السّلام (1).

الخامس: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا نصر بن علي بن حسين بن علي الجهضمي قال:أخبرني علي بن جعفر بن محمّد بن علي بن حسين بن علي بن علي قال:أخبرني أخي عن جده أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أخذ بيد حسن و حسين عليهما السّلام فقال:من أحبّني و أحب هذين و أباهما و أمهما كان معي في درجتي يوم القيامة (2).

السادس: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال:حدّثنا عبد اللّه بن نمير عن شريك قال:

حدّثنا أبو ربيعة عن ابن بريدة عن أبيه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إن اللّه يحب من أصحابي أربعة، و أخبرني أنه يحبهم و أمرني بحبهم قالوا:و من هم يا رسول اللّه؟قال:إنّ عليا منهم (3).

السابع: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا يحيي بن عبد الحميد المحمدي قال:حدّثنا شريك عن أبي ربيعة الايادي عن ابن بريدة عن أبيه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أمرني اللّه بحب أربعة و أخبرني أنه يحبهم،إنك يا علي منهم،إنك يا علي منهم (4).

الثامن: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال:حدّثنا أسود بن عامر قال:أخبرنا شريك عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال أمرني اللّه عز و جل بحب أربعة من أصحابي،أري شريكا قال:و أخبرني أنه يحبهم، علي منهم،علي منهم و أبو ذر و سلمان و المقداد الكندي (5).

التاسع: من صحيح البخاري في الجزء السابع في الوسط الجزء سواء (6).

العاشر: و في باب علامة الحب في اللّه لقوله عز و جل قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ (7) قال:حدّثني بشر بن خالد قال:حدّثنا محمّد بن جعفر عن سعيد بن سليمان عن أبي وابل عن عبد اللّه عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:المرء مع من أحب (8).

الحادي عشر: قال:حدّثنا قتيبة قال:حدّثنا جرير عن الأعمش عن أبي وائل قال:قال عبد اللّه بن مسعود جاء رجل إلي النبي صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا رسول اللّه كيف تقول في رجل أحبّ قوما و لم يلحق بهم؟فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:المرء مع من أحب.قال:و تابعة جرير بن حازم و سليمان بن قرم و أبو عوانة عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد اللّه عن النبي صلّي اللّه عليه و آله (9).

ص: 47


1- فضائل الصحابة لابن حنبل:664/2 ح 1132.
2- فضائل الصحابة لابن حنبل:693/2 ح 1185.
3- فضائل الصحابة لابن حنبل:691/2 ح 1181.
4- فضائل الصحابة لابن حنبل:648/2 ح 1103.
5- مسند أحمد:356/5.
6- تاريخ دمشق:175/60 ط دار الفكر.
7- سوره 3 - آيه 31
8- صحيح البخاري 7:112.
9- صحيح البخاري 7:113.

الثاني عشر: قال:حدّثنا أبو نعيم قال:حدّثنا سفيان قال:حدّثنا الأعمش عن أبي وائل عن أبي موسي قال:قيل للنبي صلّي اللّه عليه و آله:الرجل يحب القوم و لما يلحق بهم،قال:المرء مع من أحب.تابعه أبو معاوية و محمّد بن عبيد (1).

الثالث عشر: قال:حدّثنا عبدان قال:أخبرنا أبي عن شعبة عن عمر بن مرة عن سالم بن أبي الحجد عن أنس بن مالك أن رجلا سأل النبي صلّي اللّه عليه و آله فقال:متي الساعة؟قال:و ما أعددت لها؟قال:ما اعددت لها من كثير صلاة و لا صيام و لا صدقة لكنني أحب اللّه و رسوله،فقال:أنت مع من أحببت (2).

الرابع عشر: و من الجمع بين الصحيحين للحميدي الحديث التاسع و الخمسون من المتفق من البخاري و مسلم من مسند عبد اللّه بن مسعود عن عبد اللّه بن مسعود قال:جاء رجل إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا رسول اللّه كيف تري في رجل أحبّ قوما و لما يلحق بهم؟فقال رسول اللّه صلي اللّه عليه و آله:المرء مع من أحبّ (3).

الخامس عشر: الجمع بين الصحاح الستة لرزين العبدري في الجزء الثالث في باب مناقب الحسن و الحسين عليهما السّلام من سنن أبي داود عن علي عليه السّلام قال:كنت إذا سألت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أعطاني و إذا سكتّ ابتداني،و أخذ بيد حسن و حسين عليهما السّلام يوما و قال:من أحب هذين و أباهما و أمهما و مات متبعا لسنتي كان معي في الجنّة (4).

السادس عشر: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أحمد بن محمّد إجازة عن القاضي أبي الفرج أحمد بن علي بن جعفر بن محمّد بن معلي الحنوطي قال:حدّثنا أبو الفرج أحمد بن محمد بن جوزي،حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن مهران بالرملة،حدّثنا ميمون بن هارون بن مخلد بن أبان الكاتب قال:حدّثنا عارم بن الفضل أبو النعمان،حدّثنا قدامة بن النعمان عن الزهري قال:سمعت أنس بن مالك يقول:و اللّه الذي لا إله إلا هو لسمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:عنوان صحيفة المؤمن حبّ علي بن أبي طالب (5).

السابع عشر: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا القاضي أبو جعفر محمّد بن إسماعيل العلوي قال:حدّثنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عثمان المزني الحافظ الملقب بابن السقاء قال:حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن علي الرازي،حدّثنا علي بن الحسن بن عبيد الرازي قال:حدّثنا إسماعيل بن

ص: 48


1- صحيح البخاري 7:113.
2- صحيح البخاري 7:113.
3- صحيح البخاري 7:113.
4- العمدة:461/283.
5- مناقب ابن المغازلي:290/243.

أبان الازدي عن عمرو بن حريث عن داود بن السليل عن أنس بن مالك قال:قال رسول للّه صلّي اللّه عليه و آله:

يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفا لا حساب عليهم،ثم التفت إلي علي عليه السّلام فقال:هم من شيعتك و أنت إمامهم (1).

الثامن عشر: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر العطار الفقيه الشافعي قال:أخبرنا عبد اللّه بن أحمد المزني الملقب بابن السقاء الحافظ،حدّثنا عبد اللّه بن مريدان قال:حدّثنا علي بن يونس العطار قال:حدّثني محمّد بن علي الكندي قال:حدّثني محمّد ابن مسلم قال:حدّثني جعفر بن محمّد قال:حدّثني علي بن الحسين قال:حدّثني الحسين بن علي قال:حدّثني علي بن أبي طالب عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:يا علي إن شيعتنا يخرجون من قبورهم يوم القيامة علي ما هم به من العيوب و الذنوب،وجوههم كالقمر ليلة البدر و قد فرجت عنهم الشدائد و سهلت عليهم الموارد و أعطوا الأمن و الإيمان و ارتفعت عنهم الاحزان،يخاف الناس و لا يخافون و يحزن الناس و لا يحزنون،شرك نعالهم تتلألأ نورا،علي نوق بيض لها أجنحة قد ذللت من غير مهانة و نجبت من غير رياضة،أعناقها من ذهب أحمر ألين من الحرير لكرامتهم علي اللّه عز و جل (2).

التاسع عشر: موفق بن أحمد من فضلاء العامة أخبرنا:الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسين علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي،أخبرنا القاضي الإمام شيخ القضاء إسماعيل بن أحمد الواعظ حدّثني والدي شيخ السنّة أبو بكر أحمد بن محمّد الحسن البيهقي الحافظ،أخبرني أبو عبد اللّه،أخبرني أحمد بن جعفر القطيعي،حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا الاسود بن عامر و عبد اللّه بن نمير قالا:حدّثنا شريك عن أبي ربيعة الايادي عن أبي بريدة عن أبيه قال:قال رسول اللّه:إن اللّه تعالي أمرني بحب أربعة عن أصحابي،و أخبرني أنه يحبهم،قلنا:يا رسول اللّه من هم؟و كلنا يحب أن يكون منهم،فقال:ألا و إن عليا منهم ثم سكت،ثم قال:ألا و إن عليا منهم،ثم سكت (3).

العشرون: موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين البيهقي الحافظ هذا،أخبرنا أبو سعيد الماليني،أخبرني أبو أحمد بن عبدي عبد اللّه بن سليمان بن الاشعث قال:حدّثني عبّاد ابن يعقوب،حدّثنا علي بن هاشم عن أبي الحجّار عن معاوية بن ثعلبة قال:جاء رجل إلي أبي ذر

ص: 49


1- مناقب ابن المغازلي:335/293.
2- مناقب المغازلي:339/296.
3- مناقب الخوارزمي:42/69.

و هو جالس في المسجد و علي يصلي أمامه فقال:يا أبا ذر ألا تحدثني بأحب الناس إليك فو اللّه لقد علمت أن أحبهم إليك أحبهم إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟قال:أجل و الذي نفسي بيده إنّ أحبهم إليّ أحبهم إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو ذلك الشيخ،و أشار بيده إلي علي رضي اللّه عنه (1).

الحادي و العشرون: موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين البيهقي الحافظ هذا، أخبرني أبو عبد اللّه الحافظ قال:أخبرني أحمد بن عثمان بن يحيي المقري ببغداد،حدّثني أبو بكر ابن أبي العوام الرياحي،حدّثني أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري حدّثني عوف بن أبي عثمان النهدي قال رجل لسلمان،ما أشد حبك لعلي قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:من أحب عليا فقد أحبني و من أبغض عليا فقد أبغضني (2).

الثاني و العشرون: موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين البيهقي الحافظ هذا، أخبرنا أبو علي الرودباري و أبو عبد اللّه بن برهان و أبو الحسن بن الفضل القطان قال:أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصفار،حدّثني سعيد بن محمّد الورّاق و أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ،أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي،حدّثني عبد اللّه بن أحمد بن حنبل،حدّثني سعيد بن محمّد الورّاق عن علي بن حزور قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعلي:يا علي طوبي لمن أحبّك و صدق فيك،ويل لمن أبغضك و كذب فيك (3).

الثالث و العشرون: موفق بن أحمد قال:أخبرنا الإمام سيد الحفاظ شهردار بن شيرويه الديلمي فيما كتب إليّ من همدان،أخبرني أبي،أخبرنا أبو الحسن الميداني الحافظ،أخبرنا أبو محمّد الخلال حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد المطلب،حدّثني أبو محمّد،ابن الحسن بن نعيم بالطائف،حدّثنا عقبة بن المنهال بن بحر أبو زياد،حدّثنا عبد اللّه بن حميد،حدّثني موسي بن إسماعيل بن موسي عن أبيه عن جده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جابر قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله جاءني جبرائيل عليه السّلام من عند اللّه عز و جل بورقة آس خضراء مكتوب فيها بياض:إنّي افترضت محبة علي بن أبي طالب عليه السّلام علي خلقي عامة فبلّغهم ذلك عني (4).

الرابع و العشرون: موفق بن أحمد قال:أخبرني شهردار هذا إجازة،أخبرني أبي،حدّثني أبو طالب الحسيني،حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمر الفقيه الطبري حدّثني أبو الفضل محمّد بن عبد اللّه الشيباني،حدّثنا ناصر بن الحسن بن علي،حدّثني محمّد بن منصور عن يحيي بن طاهر

ص: 50


1- مناقب الخوارزمي:43/69.
2- مناقب الخوارزمي:44/70.
3- مناقب الخوارزمي:45/70.
4- مناقب الخوارزمي:37/66.

اليربوعي،حدّثني أبو معاوية عن ليث بن أبي سليم عن طاوس عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال:

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لو اجتمع الناس علي حبّ علي بن أبي طالب لما خلق اللّه عز و جل النار (1).

الخامس و العشرون: موفق بن أحمد قال ذكر محمّد بن أحمد بن علي بن شاذان،أخبرني محمّد بن حماد التستري عن محمّد بن أحمد بن إدريس عن محمّد بن عبد اللّه الاصفهاني عن أبيه عن هيثم عن يونس عن عبيد عن الحسن البصري عن عبد اللّه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إذا كان يوم القيامة يقعد علي بن أبي طالب علي الفردوس،و هو جبل قد علا علي الجنّة و فوقه عرش رب العالمين و من سفحه يتفجر أنهار الجنة و يتفرق في الجنان،و هو جالس علي كرسي من نور يجري بين يديه التسنيم،لا يجوز أحد الصراط إلا و معه براءة بولايته و ولاية أهل بيته،يشرف علي الجنّة فيدخل محبيه الجنة و مبغضيه النار (2).

السادس و العشرون: موفق بن أحمد قال ذكر محمّد بن أحمد بن شاذان هذا،أخبرني الحسين بن أحمد بن سختويه المجاور عن محمّد بن أحمد البغدادي عن عيسي بن مهران عن يحيي بن عبد الحميد الحماني عن قيس بن الربيع عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد اللّه بن مسعود قال:

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أوّل من اتخذ علي بن أبي طالب أخا من أهل السماء إسرافيل ثم ميكائيل ثم جبرائيل،و أوّل من أحبّه من أهل السماء حملة العرش ثم رضوان خازن الجنّة ثم ملك الموت،و إن ملك الموت يترحم علي محبي علي بن أبي طالب كما يترحم علي الأنبياء (3).

السابع و العشرون: موفق بن أحمد قال:ذكر محمّد بن أحمد بن شاذان هذا،حدّثني أحمد بن محمّد بن موسي عن عروة عن محمّد بن عثمان المعدّل عن محمّد بن عبد الملك عن يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال:رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في المنام فقال رسول اللّه:

يا أنس ما حملك علي أن لا تؤدي ما سمعت مني في حق علي بن أبي طالب حتي ادركتك العقوبة؟و لو لا استغفار علي لك ما شممت رائحة الجنّة أبدا و لكن انشر في بقيّة عمرك أن أولياء علي و ذريته و محبيهم السابقون الاوّلون إلي الجنّة،و هم جيران أولياء اللّه،و أولياء اللّه حمزة و جعفر و الحسن و الحسين،و أما علي فهو الصديق الأكبر،لا يخشي يوم القيامة من أحبّه (4).

الثامن و العشرون: موفق بن أحمد قال:ذكر محمّد بن أحمد بن شاذان هذا،حدّثني القاضي أبو

ص: 51


1- مناقب الخوارزمي:39/67.
2- مناقب الخوارزمي:48/71،مائة منقبة لابن شاذان 52/85.
3- مناقب الخوارزمي:49/72،مائة منقبة 64/132.
4- مناقب الخوارزمي:50/72.

محمّد الحسين بن محمّد بن موسي عن علي بن ثابت عن حفص بن عمر عن يحيي بن جعفر عن عبد الرّحمن بن إبراهيم عن مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من أحب عليا قبل اللّه صلاته و صيامه و قيامه و استجاب دعاءه،ألا و من أحب عليا أعطاه اللّه بكل عرق في بدنه مدينة في الجنة،ألا و من أحبّ آل محمّد أمن من الحساب و الصراط و الميزان،إلا و من مات علي حب آل محمّد فانا كفيله بالجنّة مع الأنبياء،ألا و من أبغض آل محمّد جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه:آيس من رحمة اللّه (1).

قال مؤلّف هذا الكتاب أمّا موفق بن أحمد فهو عامي المذهب،و مالك بن أنس هو الذي تنسب إليه الفرقة المالكيّة إحدي الفرق الأربع من العامة،و نافع هو الازرق مولي عمر بن الخطاب و هو من الخوارج و ابن عمر هو عبد اللّه و هو من رءوس النواصب الذين لم يبايعوا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين،و هذه الرواية من عجيب روايتهم لأنهم أعداؤه عليه السلام،و أنا أذكر هذا الحديث بزيادة من طريق العامة.

التاسع و العشرون: ذكر محمّد بن أحمد بن علي بن شاذان في المائة الرواية من طريق العامة في مناقب أمير المؤمنين عليه السّلام قال:روي عبد اللّه بن عمر قال:سألنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عن علي بن أبي طالب فغضب فقال:ما بال أقوام يذكرون من له منزلة عند اللّه كمنزلتي و مقام كمقامي إلاّ النبوة،إلا من أحبّ عليا فقد أحبني و من رضي اللّه عنه كافأه بالجنة،ألا و من أحب عليا استغفرت له الملائكة و فتحت له أبواب الجنّة يدخل من أي باب شاء بغير حساب،ألا و من أحب عليا أعطاه اللّه كتابه بيمينه و حاسبه حسابا يسيرا،حساب الأنبياء،ألا و من أحبّ عليا لا يخرج من الدنيا حتي يشرب من الكوثر و يأكل من شجرة طوبي و يري مكانه في الجنّة،ألا و من أحب عليا يهوّن اللّه عليه سكرات الموت و جعل قبره روضة من رياض الجنّة،ألا و من أحب عليا أعطاه اللّه في الجنّة بكل عرق في بدنه حوراء و شفّعه في ثمانين من أهل بيته،و له بكل شعرة علي بدنه مدينة في الجنّة،ألا و من عرف عليا و أحبّه بعث اللّه إليه ملك الموت كما يبعث إلي الأنبياء،و رفع عنه أهوال منكر و نكير و نوّر قبره و فسحه مسيرة سبعين عاما و بيّض وجهه يوم القيامة،ألا و من أحب عليا أظله اللّه في ظل عرشه مع الصدّيقين و الشهداء و الصالحين و آمنه من الفزع الأكبر و أهوال الصاخة،ألا و من أحب عليا تقبل اللّه حسناته و تجاوز عن سيئاته و كان في الجنّة رفيق حمزة سيد الشهداء،ألا و من أحبّ عليا أثبت اللّه الحكمة في قبله و أجري علي لسانه الصواب و فتح اللّه عليه أبواب الرحمة،ألا

ص: 52


1- مناقب الخوارزمي:51/73.

و من أحب عليا سمي أسير اللّه في الأرض و باهي اللّه به ملائكته و حملة عرشه،ألا و من أحبّ عليا ناداه ملك من تحت العرش أن يا عبد اللّه استأنف العمل قد غفر اللّه لك الذنوب كلها،ألا و من أحب عليا جاء يوم القيامة وجهه كالقمر ليلة البدر،ألا و من أحب عليا وضع اللّه علي رأسه تاج الكرامة و ألبسه حلل العز،ألا و من أحب عليا مرّ علي الصراط كالبرق الخاطف و لم ير صعوبة المرور،ألا و من أحبّ عليا كتب اللّه له براءة من النار و براءة من النفاق و جوازا علي الصراط و أمانا من العذاب، ألا و من أحبّ عليا لا ينشر له ديوان و لا ينصب له ميزان و قيل له:ادخل الجنة بغير حساب،ألا و من أحبّ آل محمد أمن من الحساب و الميزان و الصراط،ألا و من مات علي حب آل محمّد صافحته الملائكة و زارته أرواح الأنبياء و قضي اللّه له كل حاجة كانت له عند اللّه،ألا و من مات علي بغض آل محمّد مات كافرا،ألا و من مات علي حب آل محمّد مات علي الإيمان و كنت أنا كفيله بالجنة (1).

الثلاثون: موفق بن أحمد قال ذكر محمّد بن أحمد بن شاذان هذا،حدّثني أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن أيوب بن علي بن محمّد بن عنبسة بن رويدة عن بكر بن أحمد،حدّثني و حدّثني أحمد ابن الجراح قال:حدّثنا أحمد بن المفضل الاهوازي،حدّثني بكر بن أحمد عن محمّد بن علي عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها و عمها الحسن بن عليّ رضي اللّه عنهم قالا:حدّثنا أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لما أدخلت الجنة رأيت فيها شجرة تحمل الحلي و الحلل،أسفلها خيل بلق و أوسطها حور عين و في أعلاها الرضوان قلت:يا جبرائيل لمن هذه الشجرة؟قال:هذه لابن عمك علي بن أبي طالب،إذا أمر اللّه الخليقة بالدخول إلي الجنة يؤتي بشيعة علي حتي ينتهي بهم إلي هذه الشجرة فيلبسون الحلي و الحلل و يركبون الخيل البلق و ينادي مناد،هؤلاء شيعة علي صبروا في الدنيا علي الاذي فحبوا اليوم (2).

الحادي و الثلاثون: موفق بن أحمد قال:أخبرنا الشيخ الإمام عين الأئمة أبو الحسن علي بن أحمد الكرباسي الخوارزمي(ره)،حدّثنا القاضي الإمام الأجلّ شمس القضاة جمال الدين أحمد ابن عبد الرّحمن بن إسحاق،حدّثني أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد الاسدي،حدّثني أبو بكر محمّد ابن الحسن المقري،حدّثنا محمّد بن الحسين الحنفي و أبو الطيّب الورّاق قالا:حدّثنا محمّد بن الوليد و أبان بن حيان العقيلي،حدّثنا علي بن سليمان بن أبي الرقاع المصري،حدّثنا عيّاش بن لهيعة عن الحرث بن يزيد عن أبي علقمة مولي بني هاشم قال:صلّي بنا النبي صلّي اللّه عليه و آله الصبح،ثم التفت إلينا و قال معاشر أصحابي رأيت البارحة عمي حمزة بن عبد المطلب و أخي جعفر بن أبي

ص: 53


1- مائة منقبة:/52المنقبة:26.
2- مناقب الخوارزمي:52/73.

طالب رضي اللّه عنه و بين أيديهما طبق من نبق فأكلا ساعة،ثم تحول النبق عنبا فأكلا ساعة،ثم تحول العنب رطبا فأكلا ساعة فدنوت منهما و قلت:بأبي أنتما و أمي أي الاعمال وجدتما أفضل؟فقالا:فديناك بالآباء و الأمهات،وجدنا أفضل الأعمال الصلاة عليك و سقي الماء و حب علي بن أبي طالب عليه السّلام (1).

الثاني و الثلاثون: موفق بن أحمد قال:أخبرنا الاستاذ عمار الدين أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الوبري الخوارزمي،حدّثنا الشيخ الإمام أبو القاسم ميمون بن علي الميموني،حدّثنا الشيخ الإمام الزاهد أبو محمّد إسماعيل بن الحسن بن علي،حدّثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن جنب،حدّثنا أبو جعفر محمّد بن مسلمة الواسطي سنة خمس و سبعين و مائتين،حدّثنا يزيد بن هارون،حدّثنا شريك عن أبي ربيعة عن أبي بريدة عن أبيه رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ذات يوم:إن اللّه تعالي أمرني أن أحب أربعة من أصحابي،أخبرني أنه يحبهم،قال:فقلنا:من هم يا رسول اللّه؟قال:

إن عليا منهم،ثم قال ذلك في اليوم الثاني مثل ما قال في اليوم الأول فقلنا:من هم يا رسول اللّه؟ قال:إن عليا منهم،ثم قال مثل ذلك في اليوم الثالث فقلنا:من هم يا رسول اللّه؟فقال:إن عليا منهم و أبا ذر الغفاري و مقداد بن الاسود الكندي و سلمان الفارسي (2).

الثالث و الثلاثون: موفق بن أحمد و أخبرنا الإمام أخي شمس الأئمة أبو الفرج محمّد بن أحمد المكي،أخبرنا الإمام الزاهد أبو محمّد إسماعيل بن علي إجازة،حدّثنا السيد الإمام الأجلّ المرشد باللّه أبو الحسين يحيي بن الموفق،أخبرنا أبو طاهر محمّد بن علي بن محمّد بن يوسف الواعظ بن العلاف،أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن محمود بن حماد المعروف بأبي هيثم،أخبرنا أبو محمّد القاسم بن جعفر بن محمّد بن أعبد اللّه بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب،حدّثني جعفر بن محمّد عن أبيه محمّد بن علي الباقر عن أبيه علي بن الحسين سيد العابدين عن أبيه الحسين بن علي الشهيد رضي اللّه عنهم أجمعين قال:سمعت جدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:من أحب أن يحيي حياتي و يمون مماتي و يدخل الجنّة التي وعدني ربي فليتولّ علي بن أبي طالب و ذريته الطاهرين أئمة الهدي و مصابيح الدجي من بعده،فإنّهم لن يخرجوكم من باب الهدي إلي باب الضلالة (3).

الرابع و الثلاثون: موفق بن أحمد قال:أنبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن

ص: 54


1- مناقب الخوارزمي:53/74.
2- مناقب الخوارزمي:54/75.
3- مناقب الخوارزمي:55/75.

محمّد الهمداني،أخبرني أحمد بن مضر بن أحمد،حدّثني الحسين بن علي بن العباس الفقيه، أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد الهروي بنهاوند،أخبرني سليمان بن أحمد الطبراني،حدّثني محمّد بن يونس الظبي،حدّثني محمّد بن سعيد الخزاعي،حدّثني عمر بن حمزة،حدّثني أبو اسيد بن عيسي،حدّثني خلف بن مهران أبو الربيع عن أنس بن مالك قال:قال رسول اللّه:حب علي بن أبي طالب حسنة،لا يضر معها سيئة و بغضه سيئة لا ينفع معها حسنة (1).

الخامس و الثلاثون: موفق بن أحمد قال:انبأني مهذب الأئمة هذا،أخبرنا محمّد بن الحسين المستعمل،أخبرنا الحسين بن علي بن محمّد بن العباس بن محمّد بن زكريا،أخبرني أبو سعيد الحسن بن علي بن الحسين بن راشد،حدّثني شريك عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن الفضل أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من أحب أن يستمسك بالقضيب الأحمر الذي غرسه اللّه في جنة عدن فليتمسك بحب علي بن أبي طالب عليه السّلام (2).

السادس و الثلاثون: موفق بن أحمد قال في معجم الطبراني بإسناده إلي فاطمة الزهراء عليها السّلام قالت:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إن اللّه باهي بكم و غفر لكم عامة و لعلي خاصة،و إني رسول اللّه إليكم غير هائب لقومي و لا محاب لقرابتي،هذا جبرئيل يخبرني أن السعيد كل السعيد من أحبّ عليا في حياته و بعد مماته،و إن الشقي كل الشقي من أبغض عليا في حياته و بعد مماته (3).

السابع و الثلاثون: موفق بن أحمد أنبأني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهر الديلمي فيما كتب إلي من همدان،أخبرنا عبدوس بن عبدوس الهمداني كتابة،حدّثني الشيخ أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد البزاز ببغداد،و حدّثني القاضي أبو عبد اللّه الحسين بن هارون ابن محمّد الظبي حدّثني أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد الحافظ أن محمّد بن أحمد القطواني حدثهم قال:حدثني إبراهيم بن الأنصاري،حدّثني إبراهيم بن جعفر بن عبد الرّحمن بن محمّد بن مسلمة عن أبي الزبير عن جابر قال:كنا عند النبي صلّي اللّه عليه و آله فأقبل علي بن أبي طالب عليه السّلام فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:قد أتاكم أخي،ثم التفت إلي الكعبة فضربها بيده و قال:و الذي نفسي بيده إن هذا و شيعته هم الفائزون يوم القيامة،ثم قال:إنّه أوّلكم إيمانا معي و أوفاكم بعهد اللّه تعالي و أقومكم بأمر اللّه و اعدلكم في الرعية و أقسمكم بالسوية و أعظمكم عند اللّه مزية قال:و نزلت فيه إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (4) (5)قال:و كان أصحاب النبي صلي اللّه عليه و سلم إذا

ص: 55


1- مناقب الخوارزمي:56/76.
2- مناقب الخوارزمي:57/76.
3- مناقب الخوارزمي:62/79.
4- سوره 98 - آيه 7
5- البينة:7.

أقبل علي عليه السّلام قالوا:قد جاء خير البرية (1).

الثامن و الثلاثون: موفق بن أحمد قال:روي الناصر للحق بإسناده في حديث طويل:قال لما قدم علي عليه السّلام علي رسول اللّه لفتح خيبر قال صلّي اللّه عليه و آله:لو لا أن تقول فيك طائفة من أمتي ما قالت النصاري في المسيح عليه السّلام لقلت فيك اليوم مقالا لا تمر بملإ إلا أخذوا التراب من تحت قدميك و من فضل طهورك يستشفون بهما،و لكن حسبك أن تكون منّي و أنا منك،ترثني و أرثك،و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لا نبي بعدي و إنّك تبرئ ذمتي و تقاتل علي سنتي و إنك غدا في الآخرة أقرب الناس مني،و إنك أول من يرد علي الحوض و أول من يكسي معي و أول داخل في الجنة من أمتي،و إن شيعتك علي منابر من نور،و إن الحق علي لسانك و في قلبك و بين عينيك (2).

التاسع و الثلاثون: موفق بن أحمد قال:أخبرني شهردار المتقدم إجازة،أخبرني عبدوس هذا كتابة،أخبرني الشيخ أبو الفرج محمّد بن سهل،حدّثني أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن بركان، حدّثني زكريا الغلابي حدّثني الحسين بن موسي بن محمّد بن عباد الجرار،حدّثني عبد الرّحمن ابن القاسم الهمداني،حدّثنا أبو حاتم محمّد بن محمّد الطالقاني أبو مسلم عن الخالص الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن الناصح علي بن محمّد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين،عن الثقة محمّد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب،عن الرضا علي بن موسي بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب،عن الامين موسي ابن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب،عن الصادق جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب،عن الباقر محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب،عن الزكي زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السّلام،عن البر الحسن بن علي ابن أبي طالب،عن المرتضي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام،عن المصطفي محمّد الامين سيد المرسلين الاولين و الآخرين صلّي اللّه عليه و آله أنه قال لعلي بن أبي طالب:يا أبا الحسن كلّم الشمس فإنها تكلمك،قال علي رضي اللّه عنه:السلام عليك أيها العبد المطيع للّه تعالي فقالت الشمس:و عليك السلام يا أمير المؤمنين و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين،يا علي أنت و شيعتك في الجنة،يا علي أوّل من تنشق الأرض عنه محمّد،ثم أنت و أول من يحيي محمّد،ثم أنت و أول من يكسي

ص: 56


1- مناقب الخوارزمي:120/112.
2- مناقب الخوارزمي:188/159.

محمد ثم أنت،قال:فانكب علي ساجدا و عيناه تذرفان بالدموع فانكب عليه النبي صلّي اللّه عليه و آله و قال:يا أخي و حبيبي ارفع رأسك فقد باهي اللّه بك أهل سبع سماوات (1).

الأربعون: موفق بن أحمد قال:أخبرنا الإمام عين الأئمة أبو الحسن علي بن أحمد الكرباسي الخوارزمي(ره)،حدّثنا القاضي الأجلّ شمس القضاة جمال الدين أحمد بن عبد الرّحمن بن إسحاق،أخبرنا الشيخ الفقيه أبو سهل محمّد بن الحسين الجعفي الهرواني،حدّثنا أبو محمّد الحسن بن إبراهيم بن خالد بن يعقوب الحميري،حدّثنا القاسم بن خليفة بن سوار،حدّثنا حماد ابن سوار عن عيسي بن عبد الرّحمن عن علي بن حرور عن أبي مريم قال:سمعت عمار بن ياسر رضي اللّه عنه يقول:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:يا علي إن اللّه زينك بزينة لم يزيّن العباد بزينة هي أحب إليه منها،زهدك فيها و بغضها إليك،و حبب إليك الفقراء و رضيت بهم اتباعا و رضوا بك إماما،يا علي طوبي لمن أحبّك و صدّق عليك،و الويل لمن أبغضك و كذب عليك،أمّا من أحبك و صدق بك فإخوانك في الدين و شركاؤك في الجنة،و أما من أبغضك و كذب عليك فحقيق علي اللّه تعالي يوم القيامة أن يقيمه مقام الكذابين (2).

الحادي و الأربعون: موفق بن أحمد قال أخبرنا أبو منصور بن شهردار بن شيرويه الديلمي فيما كتب إليّ من همدان،أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد اللّه بن عبدوس الهمداني كتابة،أخبرنا الشيخ أبو طاهر الحسين بن علي بن سلمة رضي اللّه عنه من مسند يزيد بن علي رضي اللّه عنه،حدّثنا الفضل بن الفضل بن العباس،حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن سهل قال:حدّثنا محمّد بن عبد اللّه البلوي،حدّثنا إبراهيم بن عبد اللّه بن العلاء،حدّثني أبي عن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:قال النبي صلّي اللّه عليه و آله يوم فتح خيبر:لو لا أن تقول طوائف من أمتي ما قالت النصاري في عيسي ابن مريم لقلت اليوم فيك مقالا لا تمر علي ملأ من المسلمين إلا أخذوا من تراب رجليك و فضل طهورك يستشفون به،و لكن حسبك أن تكون مني و أنا منك، ترثني و أرثك،و أنت مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لا نبي بعدي،يا علي أنت تؤدّي ديني و تقاتل علي سنتي و أنت في الآخرة أقرب الناس مني،و أنت يا علي غدا علي الحوض خليفتي تذود عنه المنافقين،و أنت أول من يرد علي الحوض،و أنت أول داخل في الجنة من أمتي و إن شيعتك علي منابر من نور رواء مرويين مبيضة وجوههم حولي،أشفع لهم فيكونون غدا في الجنة جيراني،و إن أعداءك غدا ظماء مظمئون،مسودة وجوههم مقمحون-مقمحون:يضربون

ص: 57


1- مناقب الخوارزمي:123/114.
2- مناقب الخوارزمي:126/116.

بالمقامع و هي سياط من نار مقتحمين-حربك حربي و سلمك سلمي و سرك سري و علانيتك علانيتي و سريرة صدرك كسريرة صدري،و أنت باب علمي،و إن ولدك ولدي و لحمك لحمي و دمك دمي،و إن الحق معك و الحق علي لسانك و في قلبك و بين عينيك،و الإيمان مخالط لحمك و دمك كما خالط لحمي و دمي،و إن اللّه عز و جل أمرني أن أبشرك أنك و عترتك في الجنة و عدوك في النار،لا يرد علي الحوض مبغض لك و لا يغيب عنه محب لك،قال علي:فخررت ساجدا للّه تعالي و حمدته علي ما أنعم به علي من الإسلام و القرآن و حبّبني إلي خاتم النبيين و سيد المرسلين (1).

الثاني و الأربعون: موفق بن أحمد قال:أخبرنا الشيخ الصالح العالم الاوحد أبو الفتح عبد الملك ابن أبي القاسم بن أبي سهل الكرخي الهروي عن مشايخه الثلاثة:القاضي أبي عامر محمود بن القاسم الازدي و أبي نصر عبد العزيز بن محمّد الترياقي و أبي بكر أحمد بن عبد الصمد الغروجي، ثلاثتهم عن أبي محمّد بن عبد الجبار بن محمّد الجراحي عن أبي العباس محمّد بن أحمد المحبوبي عن الإمام الحافظ أبي عيسي محمّد بن عيسي الترمذي،أخبرنا نصر بن علي الجهضمي،حدّثني علي بن جعفر بن محمّد،حدّثني أخي موسي بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمّد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن جده علي بن أبي طالب أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أخذ بيد حسن و حسين و قال:من أحبني و أحب هذين و أباهما و أمهما كان معي في درجتي يوم القيامة،قال:أخرج هذا الحديث أبو عيسي في جامعه (2).

الثالث و الأربعون: موفق بن أحمد قال:أخبرني الشيخ الثقة العدل الحافظ أبو بكر بن محمّد بن عبد اللّه بن نصر بن البزاغوني،حدّثنا أبو الحسين محمّد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد النافرجي، حدّثني أبو عبد اللّه الحسين بن الحسين بن علي بن بندار،حدّثني أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمّد بن شاذان،حدّثني أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر الطائي،حدّثني أبي أحمد بن عامر بن سليمان،حدّثنا أبو الحسن علي بن موسي الرضا،حدّثني أبي موسي بن جعفر، حدّثني أبي جعفر بن محمّد،حدّثني أبي علي بن الحسين،حدّثني أبي الحسين،حدّثني أبي علي ابن أبي طالب عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنه قال:يا علي إن اللّه قد غفر لك و لأهلك و لشيعتك و محبي شيعتك فابشر فإنك الأنزع البطين،منزوع من الشرك بطين من العلم (3).

ص: 58


1- مناقب الخوارزمي:143/129.
2- مناقب الخوارزمي:156/138،صحيح الترمذي 5:3816/305.
3- مناقب الخوارزمي:284/294.

الرابع و الأربعون: موفق بن أحمد بالاسناد السابق عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنه قال:يا علي إذا كان يوم القيامة أخذت بحجزة اللّه،و أخذت أنت بحجزتي،و أخذ ولدك بحجزتك،و أخذ شيعة ولدك بحجزتهم،فتري أين يؤمر بنا (1)؟.

الخامس و الأربعون: موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أبي سعيد السمان هذا،أخبرني أبو سعد أحمد بن محمّد الماليني بقراءتي عليه،حدّثني أبو بكر محمّد بن حسان الديرعاقولي،حدّثني محمّد بن الحسين بن حفص الاشناني،حدّثني محمّد بن يحيي الفارسي عن سليمان بن حرب عن يونس بن سليمان التيمي عن أبيه عن يزيد بن تبيع قال:سمعت أبا بكر رضي اللّه عنه يقول:

رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله خيّم خيمة و هو متكئ علي قوس عربية،و في الخيمة علي و فاطمة و الحسن و الحسين رضي اللّه عنهم،ثم قال:يا معاشر المسلمين أنا سلم من سالم أهل الخيمة و حرب لمن حاربهم و ولي لمن والاهم و عدو لمن عاداهم،لا يحبّهم إلا سعيد الجد طيب المولد،و لا يبغضهم إلا شقي الجد رديء المولد،فقال رجل:يا زيد باللّه أنت سمعت هذا من أبي بكر؟قال:أي و رب الكعبة (2).

السادس و الأربعون: موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أبي سعد هذا،أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الحمدوني بقراءتي عليه سنة ست و ثمانين و ثلاثمائة،حدّثني أبو محمّد عبد الرّحمن بن حمدان بن عبد الرّحمن بن المزرجان الحلان،حدّثني أبو بكر محمّد بن إبراهيم السوسي البصري نزيل حلب،حدّثني عثمان بن عبد اللّه القرشي الشامي بالبصرة قدم علينا، حدّثنا يوسف بن أسباط عن محمّد الظبي عن إبراهيم النخعي عن علقمة عن أبي ذر رضي اللّه عنه عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:إن جبرائيل نزل علي النبي صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا محمّد إن اللّه يأمرك أن تحبّ عليّا و تحبّ من يحبّه،فإن اللّه تعالي يحب عليا و يحب من يحبه (3).

السابع و الأربعون: موفق بن أحمد قال:ذكر الإمام محمّد بن أحمد بن علي بن الحسين بن شاذان،أخبرنا الشريف الحسن بن حمزة العلوي عن علي عن الزهري عن عروة عن أبي عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من صافح عليا فكأنما صافحني،و من صافحني فكأنما صافح أركان العرش،و من عانقه فكأنما عانقني و من عانقني فكأنما عانق الأنبياء كلهم،و من صافح محبا لعلي

ص: 59


1- مناقب الخوارزمي:289/296.
2- مناقب الخوارزمي:291/297،الرياض النضرة:154/2.
3- مناقب الخوارزمي:296/301.

غفر له الذنوب و أدخله الجنّة بغير حساب (1).

الثامن و الأربعون: موفق بن أحمد قال:ذكر الإمام محمّد بن أحمد بن شاذان،أخبرنا أبو محمّد ابن هارون بن موسي التلعكبري عن عبد العزيز بن عبد اللّه عن جعفر بن محمّد عن عبد اللّه الكريم قال:حدّثني فيجان العطار أبو نصر عن أحمد بن محمّد بن الوليد عن ربيع بن الجراح عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد اللّه بن مسعود قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لما خلق اللّه تعالي آدم و نفخ فيه من روحه عطس آدم فقال:الحمد للّه فأوحي اللّه تعالي إليه:حمدني عبدي و عزتي و جلالي لو لا عبدان أريد أن أخلقهما في دار الدنيا ما خلقتك،قال:إلهي فيكونان مني؟قال:نعم يا آدم،ارفع رأسك و انظر فرفع رأسه فإذا مكتوب علي العرش:لا إله إلا اللّه محمّد رسول اللّه نبي الرحمة،علي مقيم الحجة و من عرف حق علي زكا و طاب و من أنكر حقه لعن و خاب،أقسمت بعزي و جلالي أن أدخل الجنة من إطاعة و إن عصاني،و أقسمت بعزتي أن أدخل النار من عصاه و إن أطاعني (2).

التاسع و الأربعون: موفق بن أحمد قال:ذكر الإمام محمّد بن أحمد بن شاذان هذا،أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن الحسين الصالح عن محمّد بن علي الاعرج عن محمّد بن الحسن بن عبد الوهاب عن علي بن الحسن عن الربيع بن يزيد الرقاشي عن أنس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إذا كان يوم القيامة ينادون علي بن أبي طالب بسبعة أسماء:يا صدّيق يا دال يا عابد يا هادي يا مهدي يا فتي يا علي،مرّ أنت و شيعتك إلي الجنة بغير حساب (3).

الخمسون: موفق بن أحمد قال أنبأني أبو العلاء الحافظ الحسن بن أحمد المقري،أخبرنا أحمد ابن عبد اللّه،حدّثنا أبو العباس أحمد بن علي بن محمّد المرمي،حدّثني أبي،حدّثني إسماعيل بن موسي حدّثني محمّد بن فضل عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إذا كان يوم القيامة أقام اللّه عز و جل جبرائيل و محمّدا عليهما السلام علي الصراط فلا يجوزه أحد إلا من كان معه براءة علي بن طالب كرم اللّه وجهه (4).

الحادي و الخمسون: موفق بن أحمد قال:أخبرني سيد الحفّاظ أبو منصور بن شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي إجازة عن الشريف أبي طالب الفضل بن محمّد بن ظاهر الجعفري باصبهان عن الحافظ أبي بكر محمّد بن موسي بن مردويه بن فورك الاصبهاني،حدّثني عبد اللّه بن

ص: 60


1- مناقب الخوارزمي:317/316،مائة منقبة:39/69.
2- مناقب الخوارزمي:320/318،مائة منقبة:50/82.
3- مناقب الخوارزمي:323/319،مائة منقبة:83/150.
4- مناقب الخوارزمي:324/320،ذخائر العقبي:71.

محمّد بن يزيد،حدّثني محمّد بن أبي يعلي،حدّثني إسحاق بن إبراهيم بن شاذان،حدّثني زكريا ابن يحيي أبو علي الجزار البصري،حدّثني مندل بن علي عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في بيته فغدا عليه علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه بالغداة،و كان يحب أن لا يسبق إليه أحد،فدخل فإذا النبي صلّي اللّه عليه و آله في صحن البيت،فإذا رأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي فقال:السلام عليك،كيف أصبح رسول اللّه؟فقال:بخير يا أخا رسول اللّه فقال علي:

جزاك اللّه عنا أهل البيت خيرا،قال له:دحية إنّي لأحبك و إن لك عندي مدحة أزفها إليك،أنت أمير المؤمنين و قائد الغر المحجلين،أنت سيد ولد آدم يوم القيامة ما خلا النبيين و المرسلين،لواء الحمد بيدك يوم القيامة،تزف أنت و شيعتك مع محمّد و حزبه إلي الجنان زفا زفا،قد أفلح من تولاك و خسر من عاداك،فبحب محمّد حبّوك،و مبغضوك لن تنالهم شفاعة محمّد صلّي اللّه عليه و آله،ادن مني صفوة اللّه فأخذ رأس النبي صلّي اللّه عليه و آله فوضعه في حجره فقال النبي:ما هذه الهمهمة؟فأخبره علي بما جري،فقال:يا علي لم يكن دحية و لكن كان جبرائيل،سمّاك باسم سماك اللّه به و هو الذي ألقي محبتك في صدور المؤمنين و رهبتك في صدور الكافرين (1).

الثاني و الخمسون: موفق بن أحمد بالاسناد السابق عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسي بن مردويه هذا،حدّثني محمّد بن أحمد بن ماشي الهروي،حدّثني محمّد بن الفضل بن العباس الفاريابي،حدّثني حمزة بن نوح،حدّثنا وكيع بن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن ابن مسعود قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي بن أبي طالب حلقة معلقة بباب الجنة من تعلق بها دخل الجنة (2).

الثالث و الخمسون: موفق بن أحمد قال:أخبرني شهردار هذا إجازة،أخبرني أبو علي الحسن ابن أحمد بن مهرة الحداد الاصفهاني بأصفهان،أخبرني الحافظ أبو نعيم عن محمّد بن حميد عن علي بن سراج المضري عن محمّد بن فرور عن أبي عمر طاهر بن عبد اللّه بن مغنم قال:حب علي ابن أبي طالب شجرة فمن تعلق بغصن من أغصانها دخل الجنة (3).

الرابع و الخمسون: موفق بن أحمد قال:أخبرني شهردار هذا إجازة،أخبرني أبي شيرويه، أخبرنا أبو طالب أحمد بن محمّد بن خالد الريحاني الصوفي بقراءتي عليه من أصل سماعه في مسجد الشوينزية رحمه اللّه،أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن طلحة الصيداوي بها،

ص: 61


1- مناقب الخوارزمي:329/323.
2- مناقب الخوارزمي:331/324.
3- مقتل الحسين للخوارزمي:108 ح 250 بتفاوت.

حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل الحبي بمصر،حدّثنا أبو أحمد العباس بن الفضل بن جعفر العكي،حدّثنا علي بن العباس المقانعي،حدّثنا سعيد بن فريد الكندي،حدّثنا عبد اللّه بن حازم الخزاعي عن إبراهيم بن موسي الجهني عن سلمان الفارسي عن النبي صلّي اللّه عليه و آله أنه قال لعلي:يا علي تختّم باليمين تكن من المقربين قال:يا رسول اللّه و من المقربون؟قال:جبرائيل و ميكائيل،قال:فبم أتختّم يا رسول اللّه؟قال:بالعقيق الاحمر فإنه جبل أقر للّه بالوحدانية ولي بالنبوة و لك بالوصية و لولدك بالامامة و لمحبيك بالجنة و لشيعة ولدك بالفردوس (1).

الخامس و الخمسون: موفق بن أحمد قال:أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد الحافظ أبو الحسن علي ابن أحمد العاصي الخوارزمي،أخبرنا القاضي الإمام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ، أخبرنا والدي شيخ السنّة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي،أخبرنا أبو زكريا ابن أبي إسحاق، حدّثنا والدي أبو العباس السراج،أخبرنا أبو معمر،حدّثنا جرير عن الأعمش عن عدي بن ثابت عن زر بن حبش عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لا يحبك إلاّ كلّ مؤمن تقي، و لا يبغضك إلاّ كل فاجر رديء (2).

السادس و الخمسون: موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين هذا،أخبرنا السيد أبو الحسين محمّد بن الحسن داود العلوي،حدّثني عبد اللّه بن محمّد بن الحسن بن الشرقي إملاء من حفظه،حدّثني أبو الازهر أحمد بن الازهر بن منيع السليطي،حدّثني عبد الرزاق حدّثني معمر عن الزهري عن عبد اللّه بن عبد اللّه عن ابن عباس أن النبي صلّي اللّه عليه و آله نظر إلي علي بن أبي طالب فقال له:أنت سيد في الدنيا و سيد في الآخرة،من أحبك فقد أحبني،و حبيبك حبيب اللّه،و من أبغضك فقد أبغضني و بغيضك بغيض اللّه،و الويل لمن أبغضك بعدي (3).

السابع و الخمسون: موفق بن أحمد قال:روي جعفر بن محمّد عن آبائه عن علي عليه السّلام:أن النبي عليه السّلام قال له:إن في السماء حرسا و هم الملائكة،و في الأرض حرسا و هم شيعتك (4).

الثامن و الخمسون: موفق بن أحمد،روي الناصر للحق بإسناده عن النبي صلّي اللّه عليه و آله أنه قال:يدخل من أمتي الجنة سبعون الفا بغير حساب فقال عليّ:من هم يا رسول اللّه؟قال:هم شيعتك و أنت إمامهم (5).

التاسع و الخمسون: موفق بن أحمد بإسناده عن محمّد بن الحسين،أخبرنا أبو سعيد الماليني

ص: 62


1- مناقب الخوارزمي:335/326.
2- مناقب الخوارزمي:336/326.
3- مناقب الخوارزمي:337/327.
4- مناقب الخوارزمي:342/328.
5- مناقب الخوارزمي:343/328.

أخبرني أبو أحمد بن عدي،أخبرنا أبو يعلي و أحمد بن الحسن الصوفي،حدّثني أبو سعيد الاشج حدّثني بليد بن سليمان عن أبي الحجاج عن محمد بن عمرو الهاشمي عن زينب بنت علي عن فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قالت:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي بن أبي طالب عليه السّلام:أما إنك يا ابن أبي طالب و شيعتك في الجنة و سيجيء أقوام ينتحلون حبّك،ثم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية،لهم نبر يقال لهم:الخارجة،فإن لقيتهم فاقتلهم فإنّهم مشركون (1).

الستّون: إبراهيم بن محمّد الحمويني من أعيان العامة قال:أخبرني المشايخ الثلاثة بهاء الدين محمّد أبو محمّد الحسن بن الشريف،ثم ساق الحديث عن مشايخه الثلاثة بذكر اسمائهم إلي أن قال باتصال السند:أنبأنا أبو القاسم عبد اللّه بن عامر الطائي،حدّثني أبي سنة ستين و مائتين عن علي بن موسي الرضا عليهما التحية و الثناء سنة أربع و أربعين و مائتين،حدّثني أبي موسي بن جعفر عليه السّلام،حدّثني أبي جعفر بن محمّد صلوات اللّه عليهما،حدّثني أبي محمّد بن علي صلوات اللّه عليهما حدّثني أبي علي بن الحسين عليهما السّلام،حدّثني أبي علي بن الحسين بن علي عليهما التحية و الثناء،حدّثني أبي علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أتاني جبرئيل عن ربي عز و جل و هو يقول:ربي يقرئك السلام و يقول لك:بشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات و يؤمنون بك و بأهل بيتك بالجنة،فلهم عندي جزاء الحسني و سيدخلون الجنة (2).

الحادي و الستون: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة و هو من أعيان علماء المعتزلة قال:قال صاحب كتاب المغارات قال:روي يونس بن أرقم عن يزيد بن أبي زياد عن أبي فاختة مولي أم هاني قال:كنت عند علي عليه السّلام و قد أتاه رجل عليه زي السفر فقال:يا أمير المؤمنين إنّي أتيتك من بلدة ما رأيت لك بها محبا قال:من أين أتيت؟قال:من البصرة قال:أما إنّهم لو يستطيعون أن يحبوني لأحبوني،إنّي و شيعتي في ميثاق اللّه لا يزداد فينا رجل و لا ينقص إلي يوم القيامة (3).

الثاني و الستون: ابن أبي الحديد قال روي أبو غسان النهدي قال دخل قوم من الشيعة علي علي عليه السّلام في الرحبة و هو علي حصير خلق فقال:ما جاء بكم؟قالوا:حبك يا أمير المؤمنين قال:أما إنّه من أحبني رآني حيث يحب أن يراني،و من أبغضني رآني حيث يكره أن يراني،ثم قال:ما عبد اللّه أحد قبلي إلا نبيه عليه السّلام،و لقد هجم أبو طالب علينا و أنا و هو ساجدان فقال:أو فعلتموها،ثم قال لي و أنا غلام:ويحك انصر ابن عمّك،ويحك لا تخذله،و جعل يحثني علي موازرته و مكانفته فقال

ص: 63


1- مناقب الخوارزمي:367/356.
2- فرائد السمطين 1:246/308.
3- شرح نهج البلاغة:95/4.

له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أ فلا تصلي أنت يا عم معنا؟فقال:لا أفعله لا أجفي،لا تعلوني استي،ثم انصرف (1).

الثالث و الستون: ابن أبي الحديد قال:روي جعفر الاحمر عن مسلم بن الاعور عن حبة العرني قال:قال علي عليه السّلام:من أحبّني كان معي،أما إنك لو صمت الدهر كله و قمت الليل كله ثم قتلت بين الصفا و المروة-أو قال:بين الركن و المقام-لما بعثك اللّه إلا مع هواك بالغا ما بلغ إن في جنة ففي جنة و إن في نار ففي نار (2).

الرابع و الستون: ابن أبي الحديد قال:روي حمّاد بن صالح عن أيوب عن أبي كهمس عن علي عليه السّلام قال:يهلك فيّ ثلاثة:اللاعن و المستمع المقر و حامل الوزر و هو الملك المترف الذي يتقرب إليه بلعني و يبرأ عنده من ديني و ينتقص عنده حسبي،و إنما حسبي حسب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و ديني دينه،و ينجو فيّ ثلاثة:من أحبّني و أجب محبّي و من عادي عدوّي،و من اشرب قلبه بغضي و ألّب علي أو انتقصني فليعلم أن اللّه عدوّه و جبرئيل،و اللّه عدوّ للكافرين (3).

الخامس و الستون: ابن أبي الحديد عن أحمد بن حنبل في المسند قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله النظر إلي وجهك يا علي عبادة،أنت سيد في الدنيا سيد في الآخرة،من أحبّك أحبّني و حبيبي حبيب اللّه،و عدوك عدوي و عدوي عدو اللّه،الويل لمن أبغضك (4).

السادس و الستون: ابن أبي الحديد عن أحمد بن حنبل قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أوصيكم بحب أقربها أخي و ابن عمي علي بن أبي طالب،لا يحبه إلا مؤمن و لا يبغضه إلاّ منافق من أحبّه فقد أحبّني و من أبغضه فقد أبغضني و من أبغضني عذبه اللّه بالنّار (5).

السابع و الستون: ابن أبي الحديد قال:قال علي عليه السّلام لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا علي أن يبغضني ما أبغضني،و لو صببت الدنيا بجملتها علي منافق علي أن يحبني ما أحبني،و ذلك أنه قضي ما قضي علي لسان النبي الأمي أنه قال:لا يبغضك مؤمن (6).

الثامن و الستون: أبو نعيم في حلية الاولياء في الجزء الثالث بإسناده عن عدي بن ثابت عن زر رضي اللّه عنه قال:سمعت علي بن أبي طالب عليه السّلام يقول:و الذي فلق الحبّة و برأ النسمة و تردي بالعظمة إنّه لعهد النبي صلّي اللّه عليه و آله إليّ أنه لا يحبّك إلاّ مؤمن و لا يبغضك إلاّ منافق.قال أبو نعيم:هذا

ص: 64


1- شرح نهج البلاغة:105/4.
2- شرح نهج البلاغة:105/4.
3- شرح نهج البلاغة.
4- شرح نهج البلاغة.
5- شرح نهج البلاغة.
6- شرح نهج البلاغة.

حديث صحيح متّفق عليه رواه جماعة (1).

التّاسع و الستون: أبو نعيم في حلية الاولياء يلي الحديث الاوّل بلا فاصلة عن زر بن حبيش عن علي بن أبي طالب عليه السّلام أن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:إن ابنتي فاطمة ليشترك في حبّها البرّ و الفاجر،و إني كتب إليّ أو عهد إليّ أنه لا يحبك إلاّ مؤمن و لا يبغضك إلاّ منافق.قال الحافظ أبو نعيم روي هذا الحديث جماعة من أهل الكوفة و غيرهم (2).

السبعون: و من الجزء الثاني من كتاب الفردوس بالاسناد عن سلمان الفارسي رضي اللّه عنه قال:قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:يا علي محبّك محبي،مبغضك مبغضي (3).

الحادي و السبعون: و من الجمع بين الصحيحين في المجلد الاوّل من مسند علي بن أبي طالب عليه السّلام عن النبي صلّي اللّه عليه و آله أنه قال:لا يحبك إلاّ مؤمن و لا يبغضك إلاّ منافق (4).

الثاني و السبعون: و من الجزء الأول من كتاب حلية الاولياء قال أبو نعيم بإسناده عن حذيفة قال:

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من سرّه أن يحيي حياتي و يموت ميتتي و يتمسك بالقصبة الياقوتة التي خلقها اللّه بيده،ثم قال:كوني فكانت،فليتولّ علي بن أبي طالب (5).

الثالث و السبعون: و من حليه الاولياء يلي الحديث السابق من الجزء المذكور أيضا بإسناده عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من سرّه أن يحيا حياتي و يموت مماتي و يسكن جنة عدن التي غرسها اللّه،فليوال عليا من بعدي،و ليوال وليّه و ليقتد بالأئمة من بعدي فانّهم عترتي،خلقوا من طينتي رزقوا فهما و علما،ويل للمكذبين بفضلهم من أمتي،القاطعين فيهم صلتي،لا أنالهم اللّه شفاعتي (6).

مطرف عن زيد بن ارقم قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من أحبّ أن يحيا حياتي و يموت ميتتي و يسكن جنّة الخلد التي وعدني ربي عزّ و جلّ،غرس قضبانها بيده فليتولّ علي بن أبي طالب فانه لن يخرجهم من هدي و لن يدخلكم في ضلالة (7).

الخامس و السبعون: أبو الحسن الفقيه محمّد بن أحمد بن شاذان في المناقب المائة من طريق العامة بإسناده عن ابن عباس عن أنس بن مالك قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال له:أ ينفعني حب علي ابن أبي طالب؟قال:لا أعلم حتي أسأل جبرائيل،فأتاه جبرائيل في سرعة فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:أ ينفع

ص: 65


1- حلية الأولياء:185/4.
2- حلية الأولياء:185/4.
3- الفردوس بمأثور الخطاب:316/5 ح 8304.
4- الجمع بين الصحيحين:172/1 ح 153.
5- حلية الأولياء:86/1 و 174/4.
6- حلية الأولياء:86/1.
7- حلية الأولياء:350/4.

هذا الرجل حب علي بن أبي طالب؟فقال:لا أعلم حتي أسأل إسرافيل فارتفع جبرئيل فقال لإسرافيل:أ ينفع حب علي أبي طالب؟قال:لا أعلم حتي أناجي رب العزة،فأوحي اللّه تعالي الي إسرافيل فقال:قل لجبرئيل يقرئ محمّدا السلام و يقول:أنت منّي حيث شئت،و أنا و علي منك حيث أنت منّي،و محبو علي منّي حيث علي منك،خلق اللّه تعالي من نور وجه علي بن أبي طالب سبعين ألف ملك يستغفرون له و لمحبيه إلي يوم القيامة.

السادس و السبعون: ابن شاذان هذا بإسناده عن ابن عباس قال:جاء رجل إلي النبي صلّي اللّه عليه و آله.

السابع و السبعون: ابن شاذان هذا بإسناده عن علي بن الحسين عن أبيه عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إن اللّه قد فرض عليكم طاعتي و نهاكم عن معصيتي و أوجب عليكم اتباع أمري،و فرض عليكم من طاعة علي بن أبي طالب بعدي كما فرض عليكم من طاعتي و نهاكم عن معصيته كما نهاكم عن معصيتي و جعله أخي و وزيري و وصي و وارثي،و هو مني و أنا منه،حبه إيمان و بغضه كفر،محبه محبي و مبغضه مبغضي،هو مولي من أنا مولاه،و أنا مولي كل مسلم و مسلمة،و أنا و هو أبوا هذه الأمة (1).

الثامن و السبعون: ابن شاذان هذا من طريق العامة و كلما ذكرته عنه فهو من طريق العامة بإسناده عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:كنت عند النبي صلّي اللّه عليه و آله جالسا إذ أقبل علي بن أبي طالب فادناه و مسح وجهه ببردة و قال:يا أبا الحسن ألا أبشّرك بما بشّرني به جبرئيل؟فقال:بلي يا رسول اللّه قال:إن في الجنّة عينا يقال لها تسنيم يخرج منها نهران لو أن بهما سفن الدنيا لجرت،قضبانها من اللؤلؤ و المرجان الرطب،و حشيشها من الزعفران،علي حافتيهما كراس من نور،عليها أناس جلوس مكتوب علي جباههم بالنور:هؤلاء المؤمنون،هؤلاء محبّو علي بن أبي طالب عليه السّلام (2).

التاسع و السبعون: ابن شاذان هذا بإسناده عن عبد اللّه ابن العباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي ابن أبي طالب عليه السّلام:يا علي إن جبرئيل عليه السّلام أخبرني فيك بأمر قرّت به عيني و فرح به قلبي قال:يا محمّد،إن اللّه تعالي قال لي:اقرأ محمّدا مني السلام و أعلمه أن عليا إمام الهدي و مصابيح الدّجي و الحجة علي أهل الدنيا فإنّه الصديق الأكبر و الفاروق الأعظم،آليت بعزتي لا أدخل النار أحدا تولاه و سلّم له و للأوصياء من بعده،و لا أدخل الجنة من ترك ولايته و التسليم له و للأوصياء من بعده،حق القول مني لأملأنّ جهنّم و أطباقها من أعدائه،و لأملأنّ الجنة من أوليائه و شيعته (3).

ص: 66


1- مائة منقبة:/46منقبة:22(بتفاوت).
2- مائة منقبة:/56منقبة:29.
3- مائة منقبة:/57منقبة:30.

الثمانون: ابن شاذان هذا عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما مررت في ليلة أسري بي بشيء من ملكوت السماء،و لا علي شيء من الحجب فوقها إلا وجدتها مشحونة بملائكة اللّه تعالي يقولون:هنيئا لك يا محمّد فقد أعطيت ما لم يعط أحد قبلك و لا يعطاه أحد بعدك،أعطيت علي بن أبي طالب أخا و فاطمة زوجته بنتا و الحسن و الحسين أولادا و محبيهم شيعة،يا محمّد إنك أفضل النّبيّين و علي أفضل الوصيّين و فاطمة سيدة نساء العالمين و الحسن و الحسين أكرم من دخل الجنان من أولاد المرسلين و شيعتهم أفضل من تضمّنه عرصات القيامة، يشتملون علي غرف الجنان و قصورها و تنزهها،فلم يزالوا يقولون في مصدري و مرجعي،فلولا أن اللّه تعالي حجب عنها آذان الثقلين لما بقي أحد إلا سمعها (1).

الحادي و الثمانون: ابن شاذان هذا عن الأصبغ بن نباتة قال:سئل سلمان الفارسي رحمة اللّه عليه عن علي بن أبي طالب عليه السّلام و فاطمة فقال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:عليكم بعلي بن أبي طالب فإنّه مولاكم فأحبّوه،و كبيركم فاتبعوه،و عالمكم فأكرموه،و قائدكم إلي الجنّة فعزروه،و إذا دعاكم فأجيبوه و إذا أمركم فأطيعوه،و أحبّوه بحبّي و أكرموه بكرامتي،ما قلت لكم في علي إلاّ ما أمرني به ربّي (2).

الثاني و الثمانون: ابن شاذان هذا بإسناده عن موسي بن جعفر عن أبيه عن جده عن الحسين بن علي عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله دخلت الجنّة فرأيت علي بابها مكتوبا بالنور:لا إله إلاّ اللّه،محمّد حبيب اللّه،علي بن أبي طالب ولي اللّه،فاطمة أمة اللّه،الحسن و الحسين صفوة اللّه،علي محبّيهم رحمة اللّه و علي مبغضيهم لعنة اللّه (3).

الثالث و الثمانون: ابن شاذان هذا عن ابن عمر قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من أراد التوكل علي اللّه فليحب أهل بيتي،و من أراد أن ينجو من عذاب القبر فليحب أهل بيتي،و من أراد أن يدخل الجنّة بغير حساب فليحب أهل بيتي،فو اللّه ما أحبّهم أحد إلا ربح في الدنيا و الآخرة (4).

الرابع و الثمانون ابن شاذان بإسناده عن حذيفة بن اليمان قال:قام النبي صلّي اللّه عليه و آله و قبّل بين عيني علي بن أبي طالب و قال:يا أبا الحسن أنت عضو من أعضائي،تنزل حيث نزلت،و إن لك في الجنّة درجة الوسيلة فطوبي لك و لشيعتك من بعدك (5).

الخامس و الثمانون: ابن شاذان بإسناده عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:العلم

ص: 67


1- مائة منقبة:/62منقبة:35.
2- مائة منقبة:/63منقبة:36.
3- مائة منقبة:/87منقبة:54.
4- مائة منقبة:84-/85منقبة:51.
5- مائة منقبة:/86منقبة:53.

خمسة أجزاء اعطي علي بن أبي طالب من ذلك أربعة أجزاء و اعطي سائر الناس واحدا،و الذي بعثني بالحق بشيرا و نذيرا علي بجزء الناس أعلم من الناس يجزئهم. (1)قال:حدّثني قنبر بن أحمد قال:حدّثنا كعب بن نوفل عن بلال بن حمامة قال:طلع علينا النبي صلّي اللّه عليه و آله ذات يوم و وجهه مشرق كدارة القمر فقام عبد الرّحمن بن عوف فقال:يا رسول اللّه ما هذا النور؟فقال:بشارة أتتني من ربي في أخي و ابن عمي و ابنتي،و إن اللّه زوّج عليا بفاطمة و أمر رضوان خازن الجنان فهزّ شجرة طوبي فحملت رقاعا-يعني صكاكا-بعدد محبي أهل بيتي و أنشأ من تحتها ملائكة من نور و دفع إلي كل ملك صكا،فإذا استوت القيامة بأهلها نادت الملائكة في الخلائق،فلا يبقي محبّا لنا أهل البيت إلا دفعت إليه صكا فيه فكاكه من النّار،بأخي و ابن عمي و ابنتي فكاك رجال و نساء من أمتي من النار (2).

السادس و الثمانون: ابن شاذان بإسناده عن أيّوب السجستاني قال:كنت أطوف فاستقبلني في الطواف أنس بن مالك فقال:ألا أبشرك بشيء تفرح به؟فقلت له:بلي فقال:كنت واقفا بين يدي النبي صلّي اللّه عليه و آله في مسجد المدينة و هو قاعد في الروضة فقال:اسرع و ائتني بعلي بن أبي طالب، فذهبت فإذا علي و فاطمة عليهما السّلام فقلت له:إن النبي صلّي اللّه عليه و آله يدعوك فجاء علي عليه السّلام فقال:يا علي سلّم علي جبرائيل فقال علي عليه السّلام:السلام عليك يا جبرائيل،فرد عليه السلام،فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:هذا جبرئيل يقول:إن اللّه يقرأ عليك السلام و يقول:طوبي لك و لشيعتك و محبّيك،و الويل ثم الويل لمبغضيك، إذا كان يوم القيامة نادي مناد من بطنان العرش:أين محمّد و علي؟فيرفع بكما إلي السماء حتي توقفا بين يدي اللّه فيقول لنبيّه:أورد عليا الحوض و هذا الكأس أعطه حتي يسقي محبيه و شيعته و لا يسقي أحدا من مبغضيه و يأمر لمحبيه أن يحاسبوا حسابا يسيرا،و يؤمر بهم إلي الجنّة (3).

السابع و الثمانون: ابن شاذان بإسناده عن عمر بن الخطاب قال:سمعت أبا بكر بن أبي قحافة يقول:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:إن اللّه تعالي خلق من نور وجه علي بن أبي طالب عليه السّلام ملائكة يسبحون و يقدسون و يكتبون ثواب ذلك لمحبيه و محبي ولده (4).

الثامن و الثمانون: ابن شاذان بإسناده عن أنس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إذا كان يوم القيامة ينادي علي بن أبي طالب بسبعة أسماء:يا صديق يا دال يا عابد يا هادي يا مهدي يا فتي يا علي مرّ أنت و شيعتك إلي الجنة بغير حساب (5).

ص: 68


1- مائة منقبة:/146منقبة:78.
2- مائة منقبة:/166منقبة:92.
3- مائة منقبة:/147منقبة:79.
4- مائة منقبة:/148منقبة:80.
5- مائة منقبة:/151منقبة:83.

التاسع و الثمانون: ابن شاذان بإسناده عن أبي هريرة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إن اللّه خلق في السماء الرابعة مائة ألف ملك و في السماء الخامسة ثلاثمائة الف ملك و في السماء السابعة ملكا رأسه تحت العرش و رجلاه تحت الثّري و ملائكة أكثر من ربيعة و مضر ليس لهم طعام و لا شراب إلاّ الصلاة علي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب و محبيه،و الاستغفار لشيعته المذنبين و مواليه (1).

التسعون: ابن شاذان بإسناده عن موسي بن جعفر عن أبيه عن آبائه قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إن اللّه تعالي لما خلق جنّة عدن قال لها:تزيّني،فتزينت و ماست فقال لها:قرّي،بعزتي و جلالي ما خلقتك إلاّ للمؤمنين،فطوبي لك و لساكنيك،ثم قال:يا علي ما خلقت عدن إلا لك و لشيعتك (2).

الحادي و التسعون: ابن شاذان بإسناده عن سعيد بن جنادة عمن يذكر أيضا سمع النبي صلّي اللّه عليه و آله يقول:علي بن أبي طالب سيد العرب،فقيل:أ لست أنت سيد العرب؟فقال:أنا سيد ولد آدم و علي سيد العرب،من أحبّه و تولاه أحبه اللّه و هداه،و من أبغضه و عاداه أصمّه اللّه و أعماه،علي حقه كحقي و طاعته كطاعتي غير أنه لا نبي بعدي،من فارقه فارقني و من فارقني فارق اللّه تعالي، أنا مدينة الحكمة و هي الجنّة و علي بابها فكيف يهتدي المهتدي إلي الجنّة إلا من بابها؟علي خير البشر من أبي فقد كفر (3).

الثاني و التسعون: ابن شاذان بإسناده عن محمّد التقي عن أبيه عن جده موسي بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمّد عن أبيه محمّد بن علي عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها و عمها الحسن بن علي قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لما دخلت الجنّة رأيت فيها شجرة تحمل الحلي و الحلل،أسفلها خيل بلق و أوسطها الحور العين،و في أعلاها الرضوان فقلت لجبرئيل:لمن هذه الشجرة؟قال:هذه لابن عمك أمير المؤمنين إذا أمر اللّه الخليقة بدخول الجنّة يؤتي بشيعة علي بن أبي طالب حتي ينتهي بهم إلي هذه الشجرة،فيلبسون الحلي و الحلل و يركبون الخيل البلق و ينادي مناد:هؤلاء شيعة علي ابن أبي طالب،صبروا في الدنيا علي الأذي فأكرموهم اليوم.و هذا الحديث قد تقدم في الباب و أعدناه لتغاير بعض السند (4).

الثالث و التسعون: ابن شاذان بإسناده عن الصادق جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:حدّثني جبرئيل عن رب العزة جلّ جلاله أنّه قال:من علم أن لا إله إلاّ أنا وحدي،و أنّ محمّدا عبدي و رسولي،و أن علي بن أبي طالب خليفتي،و الأئمة من ولده حججي

ص: 69


1- مائة منقبة:/163منقبة:88.
2- مائة منقبة:/165منقبة:90.
3- مائة منقبة:/170منقبة:94.
4- مائة منقبة:/172منقبة:96.

أدخلته الجنّة برحمتي و نجيّته من النار بعفوي و أبحت له جواري و أوجبت له كرامتي و أتممت عليه نعمتي و جعلته من خاصتي و خالصتي،إن ناداني لبّيته و إن دعاني أجبته و إن سألني أعطيته و إن سكت ابتدأته و إن أساء رحمته و إن فرّ منّي دعوته و إن رجع إليّ قبلته و إن قرع بابي فتحته.

و من لم يشهد أن لا إله إلا أنا وحدي،أو شهد بذلك و لم يشهد أن محمّدا عبدي و رسولي، أو شهد بذلك و لم يشهد أن علي بن أبي طالب خليفتي،أو شهد بذلك و لم يشهد أنّ الأئمة من ولده حججي فقد جحد نعمتي و صغّر عظمتي و كفر بآياتي و كتبي و رسلي،إن قصدني حجبته و إن سألني حرمته و إن ناداني لم أسمع نداءه و إن دعاني لم استجب دعاءه و إن رجاني خيّبت رجاءه،و ذلك جزاؤه مني و ما أنا بظلام للعبيد.

فقام جابر بن عبد اللّه الأنصاري فقال:يا رسول اللّه و من الأئمة من ولد علي بن أبي طالب؟ قال:الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنّة،ثم سيد العابدين في زمانه علي بن الحسين، ثم الباقر محمّد بن علي ستدركه يا جابر،فإذا ادركته فاقرأه منّي السلام،ثم الصادق جعفر بن محمّد،ثم الكاظم موسي بن جعفر،ثم الرضا علي بن موسي،ثم التقي محمّد بن علي،ثم النقي علي بن محمّد،ثم الزكي الحسن بن علي،ثم ابنه القائم بالحق مهدي أمتي الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،هؤلاء خلفائي و أوصيائي و أولادي و عترتي،من أطاعهم فقد أطاعني و من عصاهم فقد عصاني و من أنكرهم أو أنكر واحدا منهم فقد أنكرني،بهم يمسك اللّه عزّ و جلّ السماء أن تقع علي الأرض بإذنه،و بهم يحفظ اللّه الأرض أن تميد بأهلها (1).

الرابع و التسعون: إبراهيم بن محمّد الحمويني من أعيان علماء العامة قال:أخبرني الشيخ الصالح المسند شرف الدين أبو الفضل أحمد بن هبة اللّه بن أحمد بن محمّد بن محمّد بن الحسن ابن عساكر الشافعي الدمشقي بقراءتي عليه بها قال:أنبأنا الشيخ الإمام رضي الدين المؤيد محمّد ابن علي الطوسي إجازة قال:أنبأنا جدّي لأمي أبو العباس محمّد بن العباس القصاري المعروف بعبّاسة سماعا عليه قال:أنبأنا القاضي أبو سعيد محمّد بن سعيد الفرخزادي قال:أنبأنا الإمام أحمد ابن محمّد بن إبراهيم أبو إسحاق الثعلبي قال:أنبأنا عبد اللّه بن حامد،نبأ أبو عبد اللّه محمّد بن علي ابن الحسين البلخي،أنبأنا يعقوب بن يوسف بن إسحاق،نبأ محمّد بن أسلم الطوسي،نبأ يعلي بن عبيد اللّه البلخي قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من مات علي حبّ آل محمّد مات شهيدا و من مات علي حبّ آل محمّد مات مغفورا له،ألا و من مات علي حبّ آل محمد مات تائبا،ألا و من مات

ص: 70


1- كمال الدين:259 ح 3 باب:24.

علي حبّ آل محمد مات مؤمنا استكمل الإيمان،ألا و من مات علي حبّ آل محمد بشّره ملك الموت بالجنّة،ثم منكر و نكير،ألا و من مات علي حب آل محمّد يزف إلي الجنة كما تزف العروس إلي بيت زوجها،ألا و من مات علي حب آل محمّد جعل اللّه زوّار قبره ملائكة الرّحمن، ألا و من مات علي حبّ آل محمّد مات علي السنة و الجماعة،ألا و من مات علي بغض آل محمّد جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه:آيس من رحمة اللّه،ألا و من مات علي بغض آل محمّد مات كافرا،ألا و من مات علي بغض آل محمّد لم يشم رائحة الجنّة (1).

الخامس و التسعون: الحمويني هذا قال:رأيت بخط جدي شيخ الإسلام جمال السنة أبي عبد اللّه محمّد بن حمويه بن محمّد الجويني،أخبرنا الحافظ أبو محمّد الحسن بن أحمد بن محمّد السمرقندي قال:أنبأنا الإمام أبو الحسن علي بن أحمد بن جناح بن يونس بن عبيد التميمي البخاري قال:أنبأنا الإمام أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن يعقوب البخاري قال:أنبأنا الإمام الكلابي يعرف بأبي بكر بن إسحاق قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمّد،أنبأنا محمّد بن عبيد اللّه بن خالد،أنبأنا محمّد بن عثمان البصري،نبأني محمد بن الفضل عن محمّد بن سعد أبي طيبة عن المقداد بن الأسود قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله«معرفة آل محمّد براءة من النار،و حب آل محمّد جواز علي الصراط و الولاية لآل محمّد أمان من العذاب» (2).

ص: 71


1- فرائد السمطين:255/2-256 ح 524.
2- فرائد السمطين:257/1 ح 525.

الباب الثاني و السبعون

في فضل محبي علي عليه السّلام و شيعته و مواليه و موالي الأئمة عليهم السّلام

من طريق الخاصة و فيه اثنان و خمسون حديثا الأوّل: الشيخ الطوسي في أماليه قال أخبرنا محمّد بن محمّد يعني المفيد قال:أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر الجعاني قال:حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال:أخبرني عمر بن أسلم قال:حدّثنا سعيد بن يوسف البصري عن خالد بن عبد الرّحمن المدائني عن عبد الرّحمن بن أبي ليلي عن أبي ذر الغفاري رحمه اللّه قال:رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد ضرب كتف علي بن أبي طالب بيده و قال:يا علي من أحبّنا فهو العربي و من أبغضنا فهو العلج،شيعتنا أهل البيوتات و المعادن و الشرف و من كان مولده صحيحا،و ما علي ملة إبراهيم عليه السّلام إلاّ نحن و شيعتنا،و سائر الناس منها براء و إن اللّه و ملائكة يهدمون سيئات شيعتنا كما يهدم القوم البنيان (1).

الثاني: أمالي الشيخ بإسناده المتصل عن جابر قال:سمعت ابن مسعود يقول:قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:

حرمت النار علي من آمن بي و أحبّ عليا و تولاه،و لعن اللّه من ماري عليا و ناواه،علي مني كجلدة ما بين العين و الحاجب (2).

الثالث: الشيخ في أماليه بإسناده عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:سمعت النبي صلّي اللّه عليه و آله يقول:

من أحب أن يجاور الخليل في داره و يأمن من حر ناره فليتولّ علي بن أبي طالب (3).

الرابع: أمالي الشيخ بإسناده قال:دخل سماعة بن مهران علي الصادق عليه السّلام قال له:يا سماعة من شرّ الناس؟قال:نحن يا ابن رسول اللّه،قال:فغضب حتي احمرت وجنتاه،ثم استوي جالسا و كان متكئا فقال:يا سماعة من شر الناس؟فقلت:و اللّه ما كذبتك يا ابن رسول اللّه نحن شر الناس عند الناس لأنهم سمونا كفارا أو رافضة،فنظر إليّ ثم قال:كيف بكم إذا سيق بكم إلي الجنة و سيق بهم إلي النار فينظرون إليكم فيقولون: ما لَنا لا نَري رِجالاً كُنّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ (4) (5)يا سماعة بن مهران إنه و اللّه من أساء منكم إساءة مشينا إلي اللّه تعالي يوم القيامة بأقدامنا فنشفع فيه فنشفّع،و اللّه لا

ص: 72


1- أمالي الطوسي:322/191.
2- أمالي الطوسي:579/295.
3- أمالي الطوسي:580/295.
4- سوره 38 - آيه 62
5- سورة ص:62.

يدخل النار منكم عشرة رجال،و اللّه لا يدخل النار منكم خمسة رجال،و اللّه لا يدخل النار منكم ثلاثة رجال،و اللّه لا يدخل النار منكم رجل واحد،فتنافسوا في الدرجات و اكمدوا عدوكم بالورع (1).

الخامس: أمالي الشيخ عن الفحام قال:حدّثني عمي قال:حدّثني محمّد بن جعفر،حدّثنا محمّد ابن المثني عن أبيه عن ثمان بن يزيد عن جابر بن يزيد الجعفي قال:خدمت سيّدنا الإمام أبا جعفر محمّد بن علي عليه السّلام ثمانية عشر سنة فلما أردت الخروج ودّعته و قلت له:أفدني فقال:بعد ثمانية عشر سنة يا جابر؟قلت:نعم،إنكم بحر لا ينزف و لا يبلغ قعره،قال:يا جابر بلّغ شيعتي عني السلام و أعلمهم أنه لا قرابة بيننا و بين اللّه عز و جل و لا يتقرب إليه إلا بالطاعة له،يا جابر من أطاع اللّه و أحبّنا فهو و لينا و من عصي اللّه لم ينفعه حبنا،يا جابر من هذا الذي يسأل اللّه فلم يعطه أو توكل عليه فلم يكفه أو وثق به فلم ينجه؟يا جابر أنزل الدنيا منك كمنزل نزلته تريد التحويل عنه،و هل الدنيا إلا دابة ركبتها في منامك فاستيقظت و أنت علي فراشك غير راكب و لا آخذ بعنانها،أو كثوب لبسته أو كجارية وطئتها،يا جابر إن الدنيا عند ذوي الالباب كفيء الظلال،لا إله إلاّ اللّه إعزاز لأهل دعوته،الصلاة تثبيت الاخلاص و تنزيه عن الكبر،و الزكاة تزيد في الرزق،و الصيام و الحج تسكين القلوب،و القصاص و الحدود حقن الدماء،و حبنا أهل البيت نظام الدين،و جعلنا اللّه و اياكم من الذين يخشون ربهم بالغيب و هم من الساعة مشفقون (2).

السادس: أمالي الشيخ بإسناده قال:قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب:سمعت النبي صلّي اللّه عليه و آله يقول:إذا حشر الناس يوم القيامة نادي مناد:يا رسول اللّه إن اللّه عز و جل اسمه قد أمكنك من مجازاة محبّيك و محبي أهل بيتك الموالين لهم فيك و المعادين لهم فيك فكافئهم بما شئت فأقول:

يا رب الجنة فولّهم منها حيث شئت،فذلك المقام المحمود الذي وعدت به (3).

السابع: أمالي الشيخ عن أبي محمّد الفحّام قال:حدّثنا عمي قال:حدّثني إبراهيم بن عبد اللّه الكنجي عن أبي عاصم عن الصادق عليه السّلام قال:شيعتنا جزء خلقوا من فضل طينتنا يسوؤهم ما يسوؤنا و يسرهم ما يسرنا،فإذا أرادنا أحد فليقصدهم فإنّهم الذين يوصل منه إلينا (4).

الثامن: أمالي الشيخ حدّثنا أبو منصور اليشكري قال:حدّثني جدي علي بن عمر قال:حدّثنا أبو العباس إسحاق بن مروان القطان قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا عبيد بن مهران العطار قال:حدّثنا

ص: 73


1- أمالي الطوسي:295-581/296.
2- أمالي الطوسي:582/296.
3- أمالي الطوسي:586/298.
4- أمالي الطوسي:588/299.

يحيي بن عبد اللّه بن الحسن عن أبيه و عن جعفر بن محمّد عليه السّلام عن أبيهما عن جدهما قالا:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إن في الفردوس لعينا أحلي من الشهد و ألين من الزبد و أبرد من الثلج و أطيب من المسك،فيها طينة خلقنا اللّه عز و جل منها و شيعتنا،فمن لم يكن من تلك الطينة فليس منا و لا من شيعتنا،و هي الميثاق الذي أخذ اللّه عز و جل عليه ولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام.

قال عبيد:فذكرت ذلك لمحمد بن علي بن الحسين بن علي هذا الحديث فقال:صدقك يحيي ابن عبد اللّه،هكذا أخبرني أبي عن جدي عن النبي صلّي اللّه عليه و آله (1).

التاسع: أمالي الشيخ قال:حدّثنا أبو منصور اليشكري قال:حدّثنا جدي علي بن عمر قال:

حدّثني محمّد بن محمّد الباغندي قال:حدّثنا أبو ثور هاشم بن ناجة قال:حدّثنا عطاء بن مسلم الخفاف قال:سمعت الوليد بن يسار يذكر عن عمران بن ميثم عن أبيه ميثم قال:شهدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام و هو يجود بنفسه فسمعته يقول:يا حسن،قال الحسن:لبيك يا أبتاه قال:إن اللّه تعالي أخذ ميثاق أبيك-و ربما قال:-أعطي ميثاق كل مؤمن علي بغض كل منافق و فاسق و أخذ ميثاق كل منافق فاسق علي بغض أبيك (2).

العاشر: أمالي الشيخ قال:حدّثنا أبو منصور اليشكري قال:حدّثني علي بن عمر قال:حدّثنا أبو الأزهر أحمد بن الازهر قال:حدّثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبد اللّه بن عبد اللّه عن عباس قال:قال النبي صلّي اللّه عليه و آله لعلي عليه السّلام:يا علي أنت سيّد في الدنيا و سيد في الآخرة،من أحبّك فقد أحبّني و من أحبني فقد أحب اللّه،و من أبغضك فقد أبغضني و من أبغضني فقد أبغض اللّه عز و جل (3).

الحادي عشر: أمالي الشيخ قال:حدّثنا محمّد بن علي بن خنيس قال:حدّثنا أبو الحسين يحيي ابن الحسين بن محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن المغيرة بن العلاء بن أبي ربيعة بن علقمة بن عبد المطلب بن عبد مناف في منزله بمدينة الرسول عليه السّلام قال:حدّثنا أبو طاهر أحمد بن عمر المديني قال:حدّثنا يونس بن عبد الاعلي الصوفي قال:حدّثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن أنس بن مالك أن رجلا سأل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عن الساعة فقال:ما اعددت لها؟قال:حب اللّه و رسوله قال:أنت مع من أحببت (4).

الثاني عشر: أمالي الشيخ بإسناده عن أبي قتادة عن أبي عبد اللّه عليه السّلام أنه قال:حقوق شيعتنا

ص: 74


1- أمالي الطوسي:620/308.
2- أمالي الطوسي:429/246.
3- أمالي الطوسي:623/309.
4- أمالي الطوسي:635/312.

علينا أوجب من حقوقنا عليهم،قيل له:و كيف ذلك يا ابن رسول اللّه؟فقال لأنهم يصابون فينا و لا نصاب فيهم (1).

الثالث عشر: أمالي الشيخ قال أخبرنا محمّد بن محمّد يعني المفيد قال:أخبرني أبو عبيد اللّه الحسين بن أحمد بن أبي المغيرة قال:حدّثنا أبو أحمد جندب بن محمّد قال:حدّثنا ابن عمر و محمّد بن عمر و الكشي قال:حدّثنا جعفر بن أحمد عن أيوب بن نوح عن نوح بن درّاج عن إبراهيم المحاربي قال:و صفت لأبي عبد اللّه جعفر بن محمّد عليهما السّلام ديني فقلت:أشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له،و انّ محمّدا صلّي اللّه عليه و آله رسول اللّه،و إن عليا إمام عدل بعده،ثم الحسن و الحسين، ثم علي بن الحسين،ثم محمّد بن علي الباقر،ثم أنت فقال رحمك اللّه،ثم قال:اتقوا اللّه،اتقوا اللّه، اتقوا اللّه،عليكم بالورع و صدق الحديث و اداء الامانة و عفة البطن و الفرج تكونوا معنا في الرفيق الاعلي (2).

الرابع عشر: أمالي الشيخ قال:أخبرنا محمّد بن محمّد قال:أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد ابن قولويه قال:حدّثنا أبي قال:أخبرنا سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسي عن يونس بن عبد الرّحمن عن كليب بن معاوية الاسدي قال:سمعت أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد عليه السّلام يقول:

أما و اللّه إنكم لعلي دين اللّه و ملائكته فأعينونا علي ذلك بورع و اجتهاد،عليكم بالصلاة و العبادة، عليكم بالورع (3).

الخامس عشر: أمالي الشيخ قال:حدّثنا محمّد بن محمّد رحمه اللّه قال:أخبرني أبو الحسن علي بن خالد المراغي قال:حدّثنا أبو القاسم علي بن الحسن الكوفي قال:حدّثنا جعفر بن محمّد بن محمّد ابن مروان قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا شيخ بن محمّد قال:حدّثني أبو علي بن أبي عمر الخراساني عن إسحاق بن إبراهيم عن أبي إسحاق السبعي قال:دخلنا علي مسروق الأجدع فإذا عنده ضيف له لا نعرفه و هما يطعمان من طعام لهما فقال الضيف:كنت مع النبي صلّي اللّه عليه و آله بحنين فلمّا قالها عرفنا أنه كانت له صحبة من النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:جاءت صفيّه بنت حي بن أخطب إلي النبي صلّي اللّه عليه و آله فقالت:يا رسول اللّه إنّي لست كأحد نسائك،قتلت الأب و الأخ و العم،فإن حدث بك حدث فالي من؟فقال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إلي هذا و أشار إلي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ثم قال:ألا أحدثكم بما حدّثني به الحرث الأعور؟قال:قلنا:بلي قال:دخلت علي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فقال:ما جاء بك يا أعور؟

ص: 75


1- أمالي الطوسي:609/304.
2- أمالي الطوسي:384/222.
3- أمالي الطوسي:33/33.

قال:قلت:حبّك يا أمير المؤمنين،قال:اللّه فناشدني ثلاثا ثم قال:أما إنه ليس عبد من عباد اللّه ممن امتحن اللّه قلبه بالإيمان إلاّ و هو يجد مودّتنا علي قلبه فهو يحبّنا،و ليس عبد من عباد اللّه ممن سخط الله عليه إلاّ و هو يجد بغضنا علي قلبه فهو يبغضنا،فأصبح محبّنا ينتظر الرحمة و كأنّ أبواب الرحمة فتحت له،و أصبح مبغضنا علي شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم،فهنيئا لأهل الرحمة رحمتهم،و تعسا لأهل النار مثواهم (1).

السادس عشر: أمالي الشيخ قال:حدّثنا محمّد بن محمّد قال:أخبرني أبو علي الحسن بن علي ابن الفضل الرازي قال:حدّثنا علي بن أحمد بن بشر العسكري قال:حدّثنا أبو إسحاق محمّد بن هارون بن عيسي الهاشمي قال:حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن مهدي الايلي قال:حدّثنا إسحاق بن سليمان الهاشمي قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا هارون الرشيد قال:حدّثني أبي المهدي قال:حدّثنا أمير المؤمنين المنصور أبو جعفر عبد اللّه بن محمّد بن علي قال:حدّثني أبي محمّد بن علي قال:

حدّثني علي بن عبد اللّه بن العباس عن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:يا أيها الناس نحن في القيامة ركبان أربعة ليس غيرنا.فقال له قائل:بأبي أنت و أمي يا رسول اللّه من الركبان؟قال:أنا علي البراق،و أخي صالح علي ناقة اللّه التي عقرها قومه،و ابنتي فاطمة علي ناقتي العضباء،و عليّ بن أبي طالب علي ناقة من نوق الجنّة خطمها من اللؤلؤ الرطب و عيناها من ياقوتتين حمراوتين و بطنها من زبرجد أخضر،عليها قبة من لؤلؤ بيضاء يري باطنها من ظاهرها و ظاهرها من باطنها،ظاهرها من رحمة اللّه و باطنها من عفو اللّه،إذا أقبلت زفت و إذا أدبرت زفت،و هو أمامي علي رأسه تاج من نور يضيء لأهل الجمع،ذلك التاج له سبعون ركنا كل ركن يضيء كالكوكب الدري في أفق السماء و بيده لواء الحمد و هو ينادي في القيامة لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه،فلا يمر بملإ من الملائكة إلاّ قالوا:نبي مرسل،و لا يمر نبي إلاّ يقول:ملك مقرب،فينادي مناد من بطنان العرش:يا أيها الناس ليس هذا ملكا مقربا و لا نبيّا مرسلا و لا حامل عرش،هذا علي ابن أبي طالب،و تجيء شيعته من بعده فينادي مناد لشيعته:من أنتم؟ فيقولون:نحن العلويون فيأتيهم النداء:أيّها العلويّون أنتم آمنون،ادخلوا الجنّة مع من كنتم توالون (2).

السابع عشر: أمالي الشيخ قال:حدّثنا محمّد بن محمّد رحمه اللّه قال:أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا محمّد بن يحيي العطار عن الحسن بن موسي

ص: 76


1- أمالي الطوسي:34/34.
2- أمالي الطوسي:35/35.

الخشاب عن علي بن النعمان عن بشير الدهان قال:قلت:لأبي جعفر عليه السّلام:جعلت فداك أيّ الفصوص أفضل أركبه علي خاتمي؟

فقال:يا بشر،أين أنت عن العقيق الاحمر و العقيق الاصفر و العقيق الابيض؟فإنها ثلاثة جبال في الجنّة:فأمّا الأحمر فمطلّ علي دار رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و أمّا الأصفر فمطلّ علي دار فاطمة عليها السّلام،و أمّا الأبيض فمطل علي دار أمير المؤمنين عليه السّلام،و الدور كلّها واحدة يخرج منها ثلاثة أنهار،من تحت كلّ جبل نهر أشد بردا من الثلج و أحلي من العسل و أشد بياضا من اللبن،لا يشرب منها إلا محمّد و آله و شيعتهم،و مصبّها كلّها واحد و مجراها من الكوثر،و إن هذه الثلاثة جبال تسبح اللّه و تقدسه و تمجده و تستغفر لمحبي آل محمّد صلّي اللّه عليه و آله،فمن تختم بشيء منها من شيعة آل محمّد لم ير إلاّ الخير و الحسني و السعة في رزقه و السلامة من جميع أنواع،البلاء و هو أمان من السلطان الجائر و من كل ما يخافه الإنسان و يحذره (1).

الثامن عشر: أمالي ابن بابويه قال:حدّثنا جعفر محمّد بن مسرور رحمه اللّه قال:حدّثنا الحسين ابن محمّد بن عامر عن عمّه عبد اللّه بن عامر قال:حدّثنا أبو أحمد محمّد بن زياد الأزدي عن أبان ابن عثمان قال:حدّثنا أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من سرّه أن يحيا حياتي و يموت ميتتي و يدخل جنة عدن منزلي و يمسك قضيبا غرسه ربي عز و جل ثم قال له:

كن فكان فليتولّ علي بن أبي طالب و ليأتمّ بالأوصياء من ولده فإنّهم عترتي،خلقوا من طينتي،الي اللّه أشكو أعداءهم من أمتي،المنكرين لفضلهم القاطعين فيهم صلتي،و أيم اللّه ليقتلن الحسين بعدي لا أنالهم اللّه شفاعتي (2).

التاسع عشر: أمالي ابن بابويه قال:حدّثنا حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد بن يزيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام قال:أخبرني علي بن إبراهيم بن هاشم سنة سبع و ثلاثمائة قال:حدّثني أبي علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن علي بن موسي الرضا عليه السّلام عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا علي أنت أخي و وزيري و صاحب لوائي في الدنيا و الآخرة،و أنت صاحب حوضي،من أحبّك؟أحبّني و من أبغضك أبغضني (3).

العشرون: أمالي ابن بابويه قال:حدّثنا محمّد بن عمر البغدادي الحافظ قال:حدّثنا عبد اللّه بن يزيد قال:حدّثنا محمّد بن أيوب قال:حدّثنا إسحاق بن منصور عن كادح أبي جعفر البجلي عن

ص: 77


1- أمالي الطوسي:38-41/39.
2- أمالي الصدوق:60/88.
3- أمالي الصدوق:101/116،عيون أخبار الرضا:1:47/293.

عبد اللّه بن لهيعة عن عبد اللّه-يعني ابن زياد-عن سلمة عن يسار عن جابر بن عبد اللّه قال:لمّا قدم علي عليه السّلام علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بفتح خيبر قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لو لا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصاري في المسيح ابن مريم لقلت فيك اليوم قولا لا تمر بملإ إلا أخذوا التّراب من تحت رجليك،و من فضل طهورك يستشفون به،و لكن حسبك أن تكون منّي و أنا منك،ترثني و أرثك،و إنّك منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبي بعدي،و إنك تبرئ ذمتي و تقاتل علي سنتي و إنك غدا علي الحوض خليفتي و إنك أول من يرد علي الحوض،و إنك أوّل من يسكن معي،و إنك أوّل داخل الجنة من أمتي،و إن شيعتك علي منابر من نور مبيضة وجوههم حولي أشفع لهم و يكونون غدا في الجنة جيراني،و إن حربك حربي و سلمك سلمي،و إن سرك سري و علانيتك علانيتي،و إن سريرة صدرك كسريرتي،و إن ولدك ولدي،و إنّك تنجز عداتي،و إن الحق معك و إن الحق علي لسانك و قلبك و بين عينيك،الإيمان مخالط لحمك و دمك كما خالط لحمي و دمي،و إنه لن يرد عليّ الحوض مبغض لك و لن يغيب عنه محب لك حتي يرد الحوض معك.

قال:فخر عليّ ساجدا للّه و قال:الحمد للّه الذي هداني للاسلام و علمني القرآن و حبّبني إلي خير البرية خاتم النبيّين و سيّد المرسلين إحسانا منه عليّ قال:فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله لو لا أنت لم يعرف المؤمنون بعدي (1).

الحادي و العشرون: أمالي ابن بابويه قال:حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدب قال:حدّثنا أحمد بن علي الاصفهاني عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال:حدّثني جعفر بن الحسن عن عبيد اللّه بن موسي العبسي عن محمّد بن علي السلمي عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري أنه قال:لقد سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول في علي خصالا لو كانت واحدة منها في جميع الناس لاكتفوا بها فضلا:قوله عليه السّلام:من كنت مولاه فعلي مولاه،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:علي مني كهارون من موسي،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:علي مني و أنا منه،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:علي مني كنفسي،طاعته طاعتي و معصيته معصيتي،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:حرب علي حرب اللّه و سلم علي سلم اللّه،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:وليّ علي وليّ اللّه و عدّو علي عدو اللّه،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:علي حجة اللّه و خليفته علي عباده،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:حب علي إيمان و بغضه كفر،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:حزب علي حزب اللّه و حزب أعدائه حزب الشيطان،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:علي مع الحق و الحق معه لا يفترقان حتي يردا علي الحوض،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:علي قسيم الجنة و النار، و قوله صلّي اللّه عليه و آله:من فارق عليا فقد فارقني و من فارقني فقد فارق اللّه عز و جل،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:شيعة علي

ص: 78


1- أمالي الصدوق:150/157.

هم الفائزون يوم القيامة (1).

الثاني و العشرون: أمالي ابن بابويه قال:حدّثني أبي رحمه اللّه قال:حدّثنا أحمد بن إدريس قال:

حدّثنا يعقوب بن يزيد عن محمّد بن أبي عمير عن محمّد القبطي قال:قال الصادق جعفر بن محمّد عليه السّلام:أغفل الناس قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في علي بن أبي طالب عليه السّلام يوم مشربة أم إبراهيم كما أغفلوا قوله يوم غدير خم أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كان في مشربة أم إبراهيم و عنده أصحابه،إذ جاء علي عليه السّلام فلم يفرجوا له،فلمّا رآهم لا يفرجون له قال:يا معاشر الناس هذا أهل بيتي تستخفون بهم و أنا حي بين ظهرانيكم،أما و اللّه لئن غبت عنكم فإن اللّه لا يغيب عنكم،إن الرّوح و الراحة و البشر و البشارة لمن ائتم بعليّ و تولاه و سلّم له و للاوصياء من ولده،حقّ عليّ أن أدخلهم في شفاعتي لأنهم أتباعي،فمن تبعني فإنه منّي،سنة جرت فيّ من إبراهيم لأني من إبراهيم و إبراهيم مني و فضلي له فضل و فضله فضلي و أنا أفضل منه،تصديق ذلك قول ربّي ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (2) (3)و كان رسول اللّه و ثبت رجله في مشربة أم إبراهيم حتي عاده الناس (4).

الثالث و العشرون: أمالي ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن محمّد الحسيني قال:حدّثني محمّد بن إبراهيم بن محمّد الفزاري قال:حدّثني عبد اللّه ابن يحيي الاهوازي قال:حدّثني أبو الحسن علي بن عمرو قال:حدّثنا الحسن بن محمّد بن جمهور قال:حدّثني علي بن بلال عن علي بن موسي الرضا عليه السّلام عن موسي بن جعفر عن جعفر بن محمّد عن محمّد بن علي عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي عن علي بن أبي طالب عليه السّلام عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عن جبرئيل عن ميكائيل عن إسرافيل عن اللّوح عن القلم قال:يقول اللّه عز و جل:علي بن أبي طالب حصني فمن دخل حصني أمن من ناري (5).

الرابع و العشرون: أمالي ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه عن أحمد ابن محمّد بن عيسي عن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال:قلت للصادق جعفر بن محمّد عليه السّلام:من آل محمّد؟قال:ذريته،قلت:من أهل بيته؟قال:الأئمة الأوصياء فقلت:من عترته؟قال:أصحاب العباء فقلت:من أمته؟قال:المؤمنون الذين صدّقوا بما جاء به من عند اللّه عز و جل،المتمسكون بالثقلين اللذين أمروا بالتمسك بهما:كتاب اللّه و عترته أهل بيته الذين اذهب اللّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا،و هما الخليفتان علي الأمّة بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله (6).

ص: 79


1- أمالي الصدوق:146/150.
2- سوره 3 - آيه 34
3- آل عمران:34.
4- أمالي الصدوق:176/173.
5- أمالي الصدوق:350/306.
6- أمالي الصدوق:362/312،معاني الأخبار:3/94.

الخامس و العشرون: أمالي ابن بابويه قال:حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور رضي اللّه عنه قال:حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر عن عبد اللّه بن عامر عن محمّد بن أبي عمير عن سليمان بن مهران عن الصادق جعفر بن محمّد عليه السّلام عن أبيه محمّد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا علي أنت أخي و أنا أخوك،يا علي أنت مني و أنا منك،يا علي أنت وصيي و خليفتي و حجة اللّه علي أمتي بعدي،لقد سعد من تولاك و شقي من عاداك (1).

السادس و العشرون: أمالي ابن بابويه قال:حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة رحمه اللّه قال:حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن الريّان بن الصّلت عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:قال عليه السّلام:شيعة علي هم الفائزون يوم القيامة (2).

السابع و العشرون: أمالي ابن بابويه قال:حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدب عن أحمد بن علي الأصبهاني عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال:حدّثنا أبو رجا قتيبة بن سعيد عن حماد بن زيد عن عبد الرّحمن السراج عن نافع عن عبد اللّه بن عمر قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ بن أبي طالب:إذا كان يوم القيامة يؤتي بك يا علي علي نجيب من نور و علي رأسك تاج قد أضاء نوره و كاد يخطف أبصار أهل الموقف،فيأتي النّداء من عند اللّه جل جلاله:أين خليفة محمّد رسول اللّه؟فتقول:ها أنا ذا فينادي المنادي:يا علي ادخل من أحبّك الجنة،و من عاداك النار،فأنت قسيم الجنة و أنت قسيم النار (3).

الثامن و العشرون: أمالي ابن بابويه قال:حدّثنا حمزه بن محمّد العلوي رضي اللّه عنه قال:حدّثني أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن القاسم الحسيني قال:حدّثني أبو خضر محمّد بن الحسين الوارعي القاضي قال:حدّثنا أحمد بن صبيح عن الحسين بن علوان عن عمرو بن ثابت عن الصادق جعفر بن محمّد عن أبيه قال:قال علي بن الحسين زين العابدين عليه السّلام قال:قال سلمان رحمه اللّه كنت ذات يوم جالسا عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إذ أقبل علي بن أبي طالب عليه السّلام فقال له:ألا أبشرك؟قال:بلي يا رسول اللّه.قال:هذا حبيبي جبرئيل يخبرني عن اللّه جل جلاله أنه قد أعطي محبيك و شيعتك سبع خصال:الرّفق عند الموت و الأنس عند الوحشة و النور عند الظلمة و الأمن عند الفزع و القسط عند الميزان و الجواز علي الصراط و دخول الجنة قبل سائر الناس من الأمم بثمانين عاما (4).

ص: 80


1- أمالي الصدوق:588/442.
2- أمالي الصدوق:589/442.
3- أمالي الصدوق:590/442.
4- أمالي الصدوق:548/416.

التاسع و العشرون: أمالي ابن بابويه قال:حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أحمد بن محمّد الهمداني قال:أخبرنا المنذر بن محمّد قال:حدّثنا جعفر بن سليمان عن عبد اللّه ابن الفضل عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباته قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام في بعض خطبه:أيها الناس اسمعوا قولي و اعقلوه عني فإن الفراق قريب،أنا إمام البرية و وصي خير الخليقة و زوج سيدة نساء هذه الأمة و أبو العترة الطاهرة الهادية،أنا أخو رسول اللّه و وصيّه و وليّه و وزيره و صاحبه و صفيّه و حبيبه و خليله،أنا أمير المؤمنين و قائد الغر المحجلين و سيد الوصيّين،حربي حرب اللّه و سلمي سلم اللّه،و طاعتي طاعة اللّه،و ولايتي ولاية اللّه،و شيعتي أولياء اللّه و أنصاري أنصار اللّه،و الذي خلقني و لم أك شيئا،لقد علم المستحفظون من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن الناكثين و القاسطين و المارقين ملعونون علي لسان النبي الأمي و قد خاب من افتري (1).

الثلاثون: أمالي ابن بابويه قال:حدّثنا محمّد بن الحسن بن الوليد رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي عن أبيه عن أحمد بن النضر الخزاز عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد الجعفي قال:قال أبو جعفر محمّد بن علي الباقر عليه السّلام:أ يكفي من انتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت؟ فو اللّه ما شيعتنا إلاّ من اتقي اللّه و أطاعه،و ما كانوا يعرفون يا جابر إلا بالتواضع و التخشع و الأمانة و كثرة ذكر اللّه و الصوم و الصلاة و برّ الوالدين و التعهّد للجيران من الفقراء و أهل المسكنة و الغارمين و الأيتام و صدق الحديث و تلاوة القرآن و كف الألسن عن الناس إلاّ من خير،و كانوا أمناء عشائرهم في الأشياء،فقال جابر:فقلت:يا ابن رسول اللّه لست أعرف أحدا بهذه الصفة،فقال عليه السّلام:يا جابر لا تذهبن بك المذاهب،حسب الرجل أن يقول أحبّ عليّا و أتولاه ثم لا يكون مع ذلك فعالا،فلو قال:إني أحب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فرسول اللّه خير من علي ثم لا يعمل بعلمه و لا ينفع بسنته فما نفعه حبه إياه شيئا،فاتقوا اللّه و اعملوا لما عند اللّه،ليس بين اللّه و بين أحد قرابة،أحب العباد إلي اللّه و أكرمهم عليه اتقاهم و أعملهم بطاعته،و اللّه ما يتقرب إلي اللّه جل ثناؤه إلا بالطاعة،فما معنا براءة من النار و لا علي اللّه لأحد من حجة،من كان للّه مطيعا فهو لنا ولي،و من كان للّه عاصيا فهو لنا عدو، و لا تنال ولايتنا إلاّ بالورع و العمل (2).

الحادي و الثلاثون: أمالي ابن بابويه قال:حدّثنا محمّد بن الحسن رضي اللّه عنه قال:حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن محمّد بن أبي عمير عن علي بن أبي حمزة

ص: 81


1- أمالي الصدوق:961/703.
2- أمالي الصدوق:991/725،أمالي الطوسي:1535/735.

عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه الصادق عليه السّلام قال:خرجت أنا و أبي عليه السلام حتي إذا كنا بين القبر و المنبر إذا هو بأناس من الشيعة فسلم عليهم فردوا عليه السلام قال:إني و اللّه لأحب ريحكم و أرواحكم فاعينوني علي ذلك بورع و اجتهاد،و اعلموا أن ولايتنا لا تنال إلا بالعمل و الاجتهاد، و من ائتمّ منكم بعبد فليعمل بعمله،أنتم شيعة اللّه و أنتم أنصار اللّه و أنتم السابقون الاولون و السابقون الآخرون،السابقون في الدنيا إلي ولايتنا و السابقون في الآخرة إلي الجنة،قد ضمنا لكم الجنة بضمان اللّه و ضمان رسوله،ما علي درجات الجنّة أحد أكثر أزواجا منكم،فتنافسوا في فضائل الدرجات،أنتم الطيبون و نساؤكم الطيبات،كل مؤمنة حوراء عين و كل مؤمن صدّيق،و لقد قال أمير المؤمنين عليه السّلام لقنبر:يا قنبر أبشر و استبشر فلقد مات رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي أمّته ساخط إلاّ علي الشيعة،ألا و إنّ لكل شيء عروة و عروة الإسلام الشيعة ألا و إن لكل شيء دعامة و دعامة الإسلام الشيعة،ألا و إن لكلّ شيء شرفا و شرف الإسلام الشيعة،ألاّ و إنّ لكلّ شيء سيّدا و سيّد المجالس مجالس الشيعة،ألا و إنّ لكل شيء إماما و إمام الأرض أرض تسكنها الشيعة،و اللّه لو لا ما في الأرض منكم لما أنعم اللّه علي أهل خلافكم و لا أصابوا الطيّبات،ما لهم في الدنيا و ما لهم في الآخرة من نصيب،كلّ ناصب و ان تعبد و اجتهد فمنسوب إلي هذه الآية عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلي ناراً حامِيَةً تُسْقي مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلاّ مِنْ ضَرِيعٍ لا يُسْمِنُ وَ لا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ (1) (2)و كلّ ناصب مجتهد فعمله هباء،شيعتنا ينظرون بنور اللّه و من خالفهم ينقلب بسخط اللّه،و اللّه ما من عبد من شيعتنا ينام إلا أصعد اللّه عزّ و جلّ بروحه إلي السماء فإن كان قد أتي عليه أجله جعله في كنوز رحمته و في رياض جنته و في ظل عرشه،و إن كان أجله متأخّرا عنه بعث اللّه أمينه من الملائكة ليؤدّيه إلي الجسد الذي خرج منه ليسكن فيه،و اللّه إن حجّاجكم و عمّاركم لخاصة اللّه و إن فقراءكم لأهل الغني و إن أغنياءكم لأهل القنوع و إنكم كلكم لأهل دعوة اللّه و أهل إجابته (3).

الثاني و الثلاثون: أمالي ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رحمه اللّه قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال:حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد عن القاسم بن يحيي عن جدّه الحسن بن راشد عن أبي عبد اللّه الصادق جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:قال لي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي منبره:

يا علي إن اللّه عزّ و جلّ وهب لك حب المساكين و المستضعفين في الأرض،فرضيت بهم إخوانا و رضوا بك إماما،فطوبي لمن أحبك و صدق عليك و ويل لمن أبغضك و كذب عليك،يا علي أنت العالم لهذه الأمة،من أحبك فاز و من أبغضك هلك،يا علي أنا مدينة العلم و أنت بابها و هل

ص: 82


1- سوره 88 - آيه 3
2- الغاشية:3-7.
3- أمالي الصدوق:725-992/726.

تؤتي المدينة إلا من بابها؟يا علي أهل مودتك كل أواب حفيظ و كل ذي طهر لو اقسم علي اللّه لبرّ قسمه.

يا علي إخوانك كل طاهر و زاك مجتهد يحب فيك و يبغض فيك محتقر عند الخلق عظيم المنزلة عند اللّه عز و جل،يا علي محبوك جيران اللّه عز و جل في دار الفردوس لا يأسفون علي ما خلّفوا من الدنيا،يا علي أنا ولي لمن واليت و أنا عدو لمن عاديت،يا علي من أحبّك فقد أحبني و من أبغضك فقد أبغضني،يا علي إخوانك ذبل الشفاه تعرف الرهبانية في وجوههم،يا علي إخوانك يفرحون في ثلاثة مواطن:عند خروج أنفسهم و أنا شاهدهم و أنت،و عند المساءلة في قبورهم،و عند العرض الأكبر،و عند الصراط إذا سئل الخلق عن إيمانهم فلم يجيبوا،يا علي حربك حربي و سلمك سلمي و حربي حرب اللّه و من سالمك فقد سالمني و من سالمني فقد سالم اللّه عزّ و جلّ،يا علي بشّر إخوانك فإن اللّه عزّ و جل قد رضي عنهم إذ رضيك لهم قائدا و رضوا بك وليّا،يا علي أنت أمير المؤمنين و قائد الغر المحجلين،يا علي شيعتك المنتجبون و لو لا أنت و شيعتك ما قام للّه عزّ و جلّ دين،و لو لا من في الأرض منكم لما أنزلت السماء قطرها.

يا علي لك كنز في الجنة و أنت ذو قرنيها،شيعتك تعرف بحزب اللّه عز و جل،يا علي أنت و شيعتك القائمون بالقسط و خيرة اللّه من خلقه،يا علي أنا أول من ينفض التراب عن رأسه و أنت معي ثم سائر الخلق،يا علي أنت و شيعتك علي الحوض تسقون من أحببتم و تمنعون من كرهتم، و أنتم الآمنون يوم الفزع الأكبر في ظل العرش يفزع الناس و لا تفزعون و يحزن الناس و لا تحزنون فيكم نزلت هذه الآية إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْني أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ (1) (2)و فيكم نزلت لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَ تَتَلَقّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (3) (4).

يا علي أنت و شيعتك تطلبون في الموقف و أنتم في الجنان تتنعّمون،يا علي إن الملائكة و الخزّان يشتاقون إليكم و إن حملة العرش و الملائكة المقربين ليخصّونكم بالدعاء و يسألون اللّه لمحبّيكم و يفرحون بمن قدم عليهم منكم كما يفرح الأهل بالغائب القادم بعد طول الغيبة،يا علي شيعتك الذين يخافون اللّه في السر و ينصحونه في العلانية،يا علي شيعتك الذين يتنافسون في الدرجات لأنهم يلقون اللّه عزّ و جلّ و ما عليهم من ذنب،يا علي أعمال شيعتك ستعرض عليّ في كل جمعة فأفرح بصالح ما يبلغني من أعمالهم و استغفر لسيئاتهم.

يا علي ذكرك اللّه في التوراة و ذكر شيعتك قبل أن يخلقوا بكل خير و كذلك في الإنجيل،فسل

ص: 83


1- سوره 21 - آيه 101
2- الأنبياء:101.
3- سوره 21 - آيه 103
4- الأنبياء:103.

أهل الإنجيل و أهل الكتاب عن إليا يخبروك مع علمك بالتوراة و الإنجيل و ما أعطاك اللّه عزّ و جلّ من علم الكتاب،و أن أهل الإنجيل ليتعاظمون إليا و ما يعرفونه و ما يعرفون شيعته و إنّما يعرفونهم بما يجدونه في كتبهم،يا علي إن أصحابك ذكرهم في السماء أكبر و أعظم من ذكر أهل الأرض لهم بالخير،فليفرحوا بذلك و ليزدادوا اجتهادا،يا علي إن أرواح شيعتك لتصعد الي السماء في رقادهم و وفاتهم فتنظر الملائكة إليها كما ينظر الناس إلي الهلال شوقا إليهم و لما يرون من منزلتهم عند اللّه عز و جل،يا علي قل لاصحابك العارفين بك يتنزّهون عن الاعمال التي يقارفها عدوّهم فما من يوم و ليلة إلا و رحمة من اللّه تبارك و تعالي تغشاهم فليجنبوا الدّنس،يا علي اشتد غضب اللّه عز و جل علي من قلاهم و برئ منك و منهم و استبدل بك و بهم،و مال إلي عدوك و تركك و شيعتك و اختار الضلال و نصب الحرب لك و لشيعتك و أبغضنا أهل البيت و أبغض من والاك و نصرك و اختارك و بذل مهجته و أمواله فينا.

يا علي اقرأهم منّي السلام من لم أر منهم و لم يرني و أعلمهم أنّهم إخواني الذين أشتاق إليهم فليلقوا علمي إلي من يبلّغ القرون من بعدي،و ليتمسّكوا بحبل اللّه و ليعتصموا به و ليجتهدوا في العمل فإنّا لن نخرجهم من هدي إلي ضلالة،و أخبرهم أن اللّه عزّ و جلّ عنهم راض و أنّه يباهي بهم ملائكته و ينظر إليهم في كل جمعة برحمته و يأمر الملائكة أن تستغفر لهم،يا عليّ لا ترغب عن نصرة قوم يبلغهم أو يسمعون أني أحبك فأحبوك لحبّي إيّاك،و دانوا للّه عزّ و جلّ بذلك و أعطوك صفوة المودة في قلوبهم و اختاروك علي الآباء و الأخوة و الأولاد و سلكوا طريقك و قد حملوا علي المكاره فينا فأبوا إلا نصرنا و بذل المهج فينا مع الأذي و سوء القول و ما يقاسونه من مضاضة ذلك فكن بهم رحيما و اقنع بهم فإنّ اللّه تبارك و تعالي اختارهم بعلمه لنا من بين الخلق و خلقهم من طينتنا و استودعهم سرّنا و ألزم قلوبهم معرفة حقّنا،و شرح صدورهم و جعلهم متمسكين بحبلنا لا يؤثرون علينا من خالفنا مع ما يزول من الدّنيا عنهم و ميل الشيطان بالمكاره عليهم،و أيّدهم اللّه و سلك بهم طريق الهدي فاعتصموا به و الناس في غمرة الضلال متحيرون في الأهواء،عموا عن الحجّة و ما جاء من عند اللّه عزّ و جلّ،فهم يصبحون و يمسون في سخط اللّه، و شيعتك علي منهاج الحقّ و الاستقامة لا يستأنسون إلي من خالفهم و ليست الدّنيا منهم و ليسوا منها أولئك مصابيح الدّجي (1).

الثالث و الثلاثون: أمالي الشيخ قال:أخبرنا محمّد بن محمّد قال:أخبرنا محمّد أبو القاسم جعفر

ص: 84


1- أمالي الصدوق:655-891/658،و بحار الأنوار:309/35 ح 122.

ابن محمّد قال:حدّثني أبي عن سعيد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمد بن عيسي عن صفوان بن يحيي عن يعقوب بن شعيب عن صالح بن ميثم التمّار رحمه اللّه قال:وجدت في كتاب ميثم رضي اللّه عنه يقول:

تمسّينا ليلة عند أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فقال لنا:ليس من عبد امتحن اللّه قلبه بالإيمان إلاّ أصبح يجد مودّتنا علي قلبه و لا أصبح عبد ممن سخط اللّه عليه إلاّ أصبح يجد بغضنا علي قلبه،فأصبحنا نفرح بحبّ المحبّ لنا و نعرف ببغض المبغض لنا و أصبح محبّنا مغتبطا بحبّنا برحمة من اللّه ينتظرها كلّ يوم،و أصبح مبغضنا يؤسّس بنيانه علي شفا جرف هار فكأن ذلك الشّفا قد انهار به في نار جهنّم،و كأنّ أبواب الرحمة قد فتحت لأهل أصحاب الرحمة، فهنيئا لأصحاب الرحمة رحمتهم و تعسا لأهل النار مثواهم،إنّ عبدا لم يقصر في حبّنا لخير جعله اللّه في قلبه،و لن يحبّنا من يحبّ مبغضنا إنّ ذلك لن يجتمع في قلب واحد ما جَعَلَ اللّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ (1) (2)يحبّ بهذا قوما و يحبّ بالآخر عدوّهم،و الذي يحبّنا فهو يخلص حبّنا كما يخلص الذهب الذي لا غشّ فيه،و نحن النجباء و أفراطنا افراط الأنبياء و أنا وصيّ الأوصياء و أنا حزب اللّه و رسوله و الفئة الباغية حزب الشيطان،فمن أحبّ أن يعلم حاله في حبّنا فليمتحن قلبه فإن وجد فيه حبّ من ألّب علينا فليعلم أنّ اللّه عدوّه و جبرئيل و ميكائيل فإنّ اللّه عدوّ للكافرين (3).

الرابع و الثلاثون: أمالي الشيخ قال:أخبرنا محمّد بن محمد قال:أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد قال:حدّثني أبي عن سعيد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسي عن محمد بن خالد عن فضالة عن أبي بصير عن أبي جعفر محمد بن عليّ عليهما السّلام قال:إنّا و شيعتنا خلقنا من طينة من عليّين و خلق عدوّنا من طينة خبال من حماء مسنون (4).

الخامس و الثلاثون: أمالي الشيخ قال:أخبرنا محمّد بن محمد قال:أخبرني أبو بكر محمد بن عمر الجعاني قال:حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال:حدّثنا محمد بن أبي القاسم الحارثي قال:حدّثنا أحمد بن صبيح قال:حدّثنا محمد بن إسماعيل الهمداني عن الحسين ابن مصعب قال:سمعت جعفر بن محمّد عليهما السّلام يقول:من أحبّنا للّه و أحبّ محبّينا لا لغرض دنيا يصيبها منه و عادي عدوّنا لا لأحنة (5)كانت بينه و بينه ثمّ جاء يوم القيامة و عليه من الذنوب مثل رمل عالج و زبد البحر غفرها اللّه تعالي له (6).

ص: 85


1- سوره 33 - آيه 4
2- الأحزاب:4.
3- أمالي الطوسي:148-149 ح 243،و بشارة المصطفي:143.
4- أمالي الطوسي:149 ح 244.
5- الاحنة:العداوة و الحقد.
6- أمالي الطوسي:157 ح 259.

السادس و الثلاثون: أمالي الشيخ قال:أخبرنا محمد بن محمد قال:أخبرني أبو الحسن عليّ بن الحسين البصري البزّاز قال:حدّثنا أبو علي أحمد بن عليّ بن مهدي عن أبيه عن الرضا عليّ بن موسي عن أبيه عن جدّه عن آبائه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:حبّنا أهل البيت يكفّر الذنوب و يضاعف الحسنات،و إنّ اللّه تعالي ليتحمل عن محبّينا أهل البيت ما عليهم من مظالم العباد إلاّ ما كان منهم فيها علي إضرار أو ظلم للمؤمنين فيقول للسيئات كوني حسنات (1).

السابع و الثلاثون: أمالي الشيخ قال:أخبرنا محمد بن محمد قال:أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد قال:حدّثنا أبو عليّ محمد بن همّام قال:حدّثنا عليّ بن محمد بن مسعدة قال:حدّثني جدّي مسعدة بن صدقة قال:سمعت أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد عليهما السّلام يقول:و اللّه لا يهلك هالك علي حبّ عليّ عليه السّلام إلاّ رآه في أحبّ المواطن له (2).

الثامن و الثلاثون: أمالي الشيخ قال:أخبرنا محمد بن عليّ بن خنيس عن القاضي يزيد بن جناح ابن إسحاق المحاربي قال:حدّثنا عبد اللّه بن زيد بن أبي يزيد البجلي قال:حدّثنا عبّاد بن يعقوب قال:أخبرنا يوسف بن كليب عن هارون بن الحسن عن أبي سالم مولي قيس قال:خرجت مع مولاي المدائن قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:ما من عبد و لا أمة يموت و في قلبه مثقال حبّة من خردل من حبّ عليّ عليه السّلام إلاّ أدخله اللّه عزّ و جلّ الجنّة (3).

التاسع و الثلاثون: أمالي الشيخ قال:أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفّار قال:

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن علي الدعبلي،قال:حدّثني أبي الحسن عليّ بن عليّ بن دعبل بن عثمان بن عبد اللّه بن بديل بن ورقا أخو دعبل بن عليّ الخزاعي رضي اللّه عنه ببغداد سنة اثنتين و سبعين و مائتين قال:حدّثنا سيّدي أبو الحسن عليّ بن موسي الرضا بطوس سنة ثمان و تسعين و مائة قال:حدّثنا أبي موسي بن جعفر قال:حدّثنا أبي جعفر بن محمّد قال:حدّثنا أبي محمد بن علي قال:حدّثنا أبي علي بن الحسين قال؛حدّثنا أبي الحسين بن عليّ قال:حدّثنا أبي عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليهم أجمعين قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يقول اللّه عزّ و جلّ:من آمن بي و بنبيّي و تولّي عليّ بن أبي طالب أدخلته الجنّة علي ما كان من عمله (4).

الأربعون: أمالي الشيخ بهذا الاسناد قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:و أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة:

المكرم لذرّيتي من بعدي و القاضي لهم حوائجهم و السّاعي لهم في امورهم عند اضطرارهم إليه

ص: 86


1- أمالي الطوسي:146 ح 274.
2- أمالي الطوسي:164 ح 273.
3- أمالي الطوسي:330 ح 660.
4- أمالي الطوسي:366 ح 778.

و المحبّ لهم بقلبه و لسانه (1).

الحادي و الأربعون: أمالي الشيخ بهذا الاسناد عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إذا كان يوم القيامة و فرغ اللّه من حساب الخلائق دفع الخالق عزّ و جلّ مفاتيح الجنّة و النار إليّ فأدفعها إليك فأقول لك:احكم،قال علي:و اللّه إنّ للجنّة إحدا و سبعين بابا يدخل من سبعين منها شيعتي و أهل بيتي و من باب واحد سائر الناس (2).

الثاني و الأربعون: الشيخ في كتاب المجالس قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا أبو الطيّب محمّد بن الحسين بن حميد بن الربيع اللخمي الكوفي ببغداد قال:حدّثنا أبو عبد اللّه جعفر بن عبد اللّه بن جعفر العلوي المحمّدي قال:حدّثنا نوح بن درّاج القاضي عن ثابت بن أبي صفية قال:حدّثني يحيي بن أمّ الطويل أنّه أخبره عن نوف بن عبد اللّه البكالي قال:قال لي عليّ عليه السّلام:

يا نوف خلقنا من طينة طيّبة و خلق شيعتنا من طينتنا فإذا كان يوم القيامة ألحقوا بنا.

قال نوف:فقلت له:صف شيعتك يا أمير المؤمنين؟فبكي لذكري شيعته ثم قال:يا نوف شيعتي و اللّه الحكماء العلماء باللّه و دينه العاملون بطاعته و أمره المهتدون بحبّه أنضاء عبادة، أحلاس زهادة (3)صفر الوجوه من التهجّد عمش العيون من البكاء ذبل الشفاه من الذّكر خمص البطون من الطّوي،تعرف الرهبانيّة في وجههم و الرهبانيّة في سمتهم مصابيح كلّ ظلمة و ريحان كلّ قبيل،لا يثنون من المسلمين سلفا و لا يقفون لهم خلفا،شرورهم مكنونة و قلوبهم محزونة و أنفسهم عفيفة و حوائجهم خفيفة،أنفسهم منهم في عناء و الناس منهم في راحة فهم الكاسة الألبّاء و الخاصّة النجباء،و هم الروّاغون فرارا بدينهم إن شهدوا لهم لم يعرفوا و إن غابوا لم يفتقدوا،أولئك شيعتي الأطيبون و اخواني الأكرمون ألا ها شوقا إليهم (4).

الثالث و الأربعون: أمالي ابن بابويه قال:حدّثنا الحسن بن عبد اللّه بن سعيد قال:أخبرنا عمر بن أحمد بن حمدان القشيري قال:حدّثنا المغيرة بن محمد بن المهلب قال:حدّثنا عبد الغفار بن محمد بن كثير الكلابي الكوفي عن عمرو بن ثابت عن جابر بن أبي جعفر محمد بن علي عن عليّ ابن الحسين عن أبيه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:حبّي و حبّ أهل بيتي نافع في سبعة مواطن أهوالهنّ عظيمة:عند الوفاة و في القبر و عند النشور و عند الكتاب و عند الحساب و عند الميزان و عند الصراط (5).

ص: 87


1- أمالي الطوسي:366 ح 779.
2- أمالي الطوسي:369 ح 784.
3- الانضاء:جمع نضو و هو المهزول،و الزهادة:الملازم للزهد في بيته.
4- أمالي الطوسي:576 ح 1189.
5- أمالي الصدوق:60 ح 17.

الرابع و الأربعون: أمالي ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال:حدّثنا عبد الرحمن ابن محمد الحسيني قال:أخبرنا أبو جعفر عن أحمد بن عيسي عن أبي موسي العجلي قال:حدّثنا محمد بن أحمد بن عبد اللّه بن زياد العزرمي قال:حدّثنا عليّ بن حاتم المنقري قال:حدّثنا شريك عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام:يا علي شيعتك هم الفائزون يوم القيامة فمن أهان واحدا منهم فقد أهانك و من أهانك فقد أهانني و من أهانني أدخله اللّه تعالي نار جهنّم خالدا فيها و بئس المصير،يا عليّ أنت منّي و أنا منك روحك من روحي و طينتك من طينتي و شيعتك خلقوا من فضل طينتنا فمن أحبّهم فقد أحبّنا و من أبغضهم فقد أبغضنا و من عاداهم فقد عادانا و من ودّهم فقد ودّنا،يا عليّ إنّ شيعتك مغفور لهم علي ما كان فيهم من ذنوب و عيوب،يا علي أنا الشفيع لشيعتك غدا إذا قمت للمقام المحمود فبشّرهم بذلك،يا علي شيعتك شيعة اللّه و أنصارك أنصار اللّه و أولياؤك أولياء اللّه و حزبك حزب اللّه،يا علي سعد من تولاّك و شقي من عاداك،يا علي لك كنز في الجنّة و أنت ذو قرنيها (1).

الخامس و الأربعون: أمالي ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن إبراهيم قال:حدّثنا أبو جعفر محمد ابن جرير الطبري قال:حدّثني أبو محمد الحسن بن عبد الواحد الخزّاز قال:حدّثني إسماعيل بن علي السّدي عن منيع بن الحجّاج عن عيسي بن موسي عن جعفر الأحمر عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهم السّلام قال:سمعت جابر بن عبد اللّه الأنصاري يقول:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إذا كان يوم القيامة تقبل ابنتي فاطمة عليها السّلام علي ناقة من نوق الجنّة مدبجة الجنبين خطامها من لؤلؤ رطب قوائمها من الزّمرّد الأخضر ذنبها من المسك الأذفر عيناها ياقوتتان حمراوان،عليها قبّة من نور يري باطنها من ظاهرها و ظاهرها من باطنها،داخلها عفو اللّه و خارجها رحمة اللّه،علي رأسها تاج من نور للتاج سبعون ركنا كلّ ركن مرصّع بالدّر و الجوهر و الياقوت يضيء كما يضيء الكوكب الدرّي في افق السماء،و عن يمينها سبعون ألف ملك و عن يسارها سبعون ألف ملك و جبريل آخذ بخطام الناقة ينادي بأعلي صوته:غضّوا أبصاركم حتّي تجوز فاطمة بنت محمّد،فلا يبقي يومئذ نبيّ و لا رسول و لا صدّيق و لا شهيد إلاّ غضّوا أبصارهم حتّي تجوز فاطمة فتسير حتّي تحاذي عرش ربّها جلّ جلاله فترمي بنفسها عن ناقتها و تقول:إلهي و سيّدي احكم بيني و بين من ظلمني اللّهمّ احكم بيني و بين من قتل أولادي فإذا النداء من قبل اللّه عزّ و جلّ:حبيبتي و ابنة حبيبي سليني تعطي و اشفعي تشفعي فو عزّتي و جلالي لا جازني ظلم ظالم،فتقول:إلهي

ص: 88


1- أمالي الصدوق:66 ح 32.

و سيّدي ذرّيتي و شيعتي و شيعة ذرّيتي و محبّي و محبّي ذرّيتي فإذا النداء من قبل اللّه عزّ و جلّ:أين ذرّية فاطمة و شيعتها و محبّوها و محبّوا ذريّتها،فيقبلون و قد أحاط بهم ملائكة الرحمة فتقدّمهم فاطمة عليها السّلام حتّي تدخلهم الجنّة (1).

السادس و الأربعون: أمالي ابن بابويه قال:حدّثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد ابن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب قال:أخبرنا عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن عليّ بن معبد عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا عليه السّلام عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من أحبّ أن يركب سفينة النجاة و يستمسك بالعروة الوثقي و يعتصم بحبل اللّه المتين فليوال عليّا بعدي و ليعاد عدوّه و ليأتمّ بالأئمّة الهداة من ولده،فإنّهم خلفائي و أوصيائي و حجج اللّه علي الخلق بعدي و سادة أمّتي و قادة الأتقياء إلي الجنّة،حزبهم حزبي و حزبي حزب اللّه و حزب أعدائهم حزب الشيطان (2).

السابع و الأربعون: أمالي ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن أحمد السناني رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمد ابن أبي عبد اللّه الكوفي قال:حدّثنا موسي بن عمران النخعي عن عمّة الحسين بن يزيد عن عليّ ابن سالم عن أبيه عن أبان بن عثمان عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عبّاس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:قال اللّه جلّ جلاله:لو اجتمع الناس كلّهم علي ولاية عليّ لما خلقت النار (3).

الثامن و الأربعون: كتاب تحفة الاخوان نقل عن كتاب بشارة المصطفي لشيعة عليّ المرتضي بحذف الاسناد قال:دخل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب فرحا مسروا مستبشرا فسلّم عليه فردّ عليه السّلام فقال عليّ عليه السّلام:يا رسول اللّه ما رأيتك أقبلت عليّ مثل هذا اليوم؟

فقال:حبيبي و قرّة عيني أتيتك أبشّرك:اعلم أنّ هذه الساعة نزل عليّ جبرئيل الأمين و قال:

الحقّ جلّ جلاله يقرئك السّلام و يقول لك:بشّر عليّا عليه السّلام أنّ شيعته الطائع و العاصي«منهم»من أهل الجنّة،فلمّا سمع مقالته خرّ للّه ساجدا فلمّا رفع رأسه رفع يديه إلي السماء ثمّ قال:اشهدوا اللّه علي أنّي قد وهبت لشيعتي نصف حسناتي،فقالت فاطمة الزهراء:يا ربّ اشهد عليّ بأنّي قد وهبت لشيعة عليّ بن أبي طالب نصف حسناتي،قال الحسن عليه السّلام:يا ربّ اشهد عليّ أنّي قد وهبت لشيعة عليّ بن أبي طالب نصف حسناتي،قال الحسين عليه السّلام:يا ربّ اشهد انّي قد وهبت لشيعة عليّ بن أبي طالب نصف حسناتي،فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:ما أنتم بأكرم منّي اشهد عليّ يا ربّ

ص: 89


1- أمالي الصدوق:69 ح 36.
2- أمالي الصدوق:70 ح 37.
3- أمالي الصدوق:755 ح 1016.

أنّي قد وهبت لشيعة عليّ بن أبي طالب عليه السّلام نصف حسناتي فهبط الأمين جبرئيل عليه السّلام و قال:يا محمّد إنّ اللّه تعالي يقول:ما أنتم أكرم منّي إنّي قد غفرت لشيعة عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و محبّيه ذنوبهم جميعا و لو كانت مثل زبد البحر و رمل البرّ و ورق الشجر (1).

التاسع و الأربعون: أيضا في تحفة الاخوان قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لعليّ بن أبي طالب عليه السّلام:إذا كان يوم القيامة يؤتي بك علي نجيب من نور و علي رأسك تاج قد أضاء نوره يكاد يخطف أبصار أهل الجمع و الموقف و إذا النداء من قبل اللّه تعالي العليّ الأعلي:أين خليفة محمّد المصطفي؟فتقول أنت:ها أنا،قال:فينادي مناد من قبل اللّه تعالي:يا علي ادخل من أحبّك الجنّة و ادخل من عاداك النار:يا علي أنت قسيم الجنّة و النار (2).

الخمسون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عبد اللّه الشيباني رحمه اللّه قال:حدّثنا جعفر بن محمد بن جعفر الحسيني قال:حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن عبد المنعم الصيداوي قال:حدّثنا المفضّل بن صالح عن أبان بن تغلب عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر عليه السّلام قال:سألته عن الأئمّة عليهم السّلام قال:و اللّه لعهد عهده إلينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنّ الأئمّة بعده اثني عشر تسعة من صلب الحسين عليه السّلام،و منّا المهدي الذي يقيم الدّين في آخر الزمان،من أحبّنا حشر من حفرته معنا و من أبغضنا أو ردّنا أو ردّ واحدا منّا حشر من حفرته إلي النار (3).

الحادي و الخمسون: ابن بابويه قال:أخبرني القاضي أبو الفرج المعافي بن زكريا البغدادي قال:

حدّثني أبو الحسن علي بن عقبة القاضي قال:حدّثنا محمد بن إسحاق الأنصاري قال:حدّثنا عبد اللّه بن مروان بن معاوية قال:حدّثني سدّاد بن عبد الرحمن من أهل بيت المقدس قال:حدّثني إبراهيم بن أبي عيلة عن واثلة بن الأصقع قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:حبّي و حبّ أهل بيتي نافع في سبعة مواطن أهوالهنّ عظيمة:عند الوفاة و القبر و عند النشور و عند الكتاب و عند الحساب و عند الميزان و عند الصراط فمن أحبّني و أحبّ أهل بيتي و استمسك بهم من بعدي فنحن شفعاؤه يوم القيامة،فقيل:يا رسول اللّه و كيف الاستمساك بهم؟فقال:إنّ الأئمّة من بعدي اثنا عشر فمن أحبّهم و اقتدي بهم فاز و نجا و من تخلّف عنهم ضلّ و غوي (4).

الثاني و الخمسون: تفسير الإمام العسكري عليه السّلام أبي محمد في تفسير قوله تعالي: اَلرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (5) قال:قوله (الرَّحِيمِ) (6) فإن أمير المؤمنين قال:رحيم بعباده المؤمنين و من رحمته أنّه خلق

ص: 90


1- كتاب الأربعين للماحوزي:107،و المناقب المرتضوية:206،و مستدرك سفينة البحار:116/6.
2- البحار:358/32 ح 227.
3- أمالي الصدوق:442 ح 590.
4- البحار:322/32 ح 177.
5- سوره 1 - آيه 1
6- سوره 1 - آيه 1

مائة رحمة و جعل منها رحمة واحدة في الخلق كلّهم فيما يتراحم الناس و ترحّم الوالدة ولدها و تحنو الامّهات من الحيوانات علي أولادها،فإذا كان يوم القيامة أضاف هذه الرحمة الواحدة إلي تسعة و تسعين رحمة فيرحم بها أمّة محمّد صلّي اللّه عليه و آله ثمّ يشفعهم فيمن يحبّون له الشفاعة من أهل الملّة،حتّي أنّ الواحد ليجيء إلي المؤمن من الشيعة فيقول له اشفع لي،فيقول و أيّ حقّ لك عليّ؟فيقول:سقيتك يوما ماء،فيذكر ذلك فيشفع له،و يجيء آخر فيقول:إن لي عليك حقا فيقول:استظللت بظلّ جداري ساعة في يوم حار فيشفع له فيشفّع فيه،و لا يزال يشفع حتّي يشفع في جيرانه و خلطائه و معارفه،فإنّ المؤمن أكرم علي اللّه ممّا تظنّون (1).

و ما ذكرنا في هذا الباب من طريق الأصحاب فيه كفاية و من أراد الزيادة في ذلك فعليه بكتابنا كتاب:فضل الشيعة و كتاب:بشارات الشيعة لابن بابويه فإنّ فيهما ما لا مزيد عليه.

ص: 91


1- تفسير الإمام العسكري:13/38.

الباب الثالث و السبعون

في جرأة عمر بن الخطّاب علي رسول اللّه

حين علم عمر انّه صلّي اللّه عليه و آله أراد أن ينصّ علي عليّ عليه السّلام

بأنّه صاحب الأمر بعده صلّي اللّه عليه و آله في مرضه و قال انّه صلّي اللّه عليه و آله يهجر

من طريق العامّة و فيه سبعة عشر حديثا الأوّل: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة و هو من أعيان علماء العامّة من المعتزلة قال:روي ابن عبّاس رحمه اللّه قال:دخلت علي عمر في أوّل خلافته و قد ألقي له صاع من تمر علي خصفة فدعاني إلي الأكل فأكلت تمرة واحدة و أقبل يأكل حتي أتي عليه،ثمّ شرب من جرّة كانت عنده و استلقي علي مرفقة له و طفق يحمد اللّه يكرّر ذلك ثمّ قال:من أين جئت يا عبد اللّه؟قلت:من المسجد،قال:

كيف خلفت ابن عمّك؟فظننته يعني عبد اللّه بن جعفر،قلت:خلفته يلعب مع أترابه،قال:لم أعن ذلك إنّما عنيت عظيمكم أهل البيت،قلت:خلّفته يمتح بالغرب علي نخيلات من فلان و يقرأ القرآن،قال:يا عبد اللّه عليك دماء البدن إن كتمتنيها هل بقي في نفسه شيء من أمر الخلافة؟قلت:

نعم،قال:أ يزعم أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله نصّ عليه؟قلت:نعم و أزيدك سألت أبي عمّا يدّعيه فقال:

صدق،فقال عمر:لقد كان من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في أمره زورا من قول لا يثبت حجّة و لا يقطع عذرا، و لقد كان يرتع في أمره وقتا ما و لقد أراد في مرضه أن يصرّح باسمه فمنعت من ذلك إشفاقا و حيطة علي الإسلام،لا و ربّ هذه البنيّة لا تجتمع عليه قريش أبدا و لو وليها لانتقضت عليه العرب من أقطارها فعلم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنّي علمت ما في نفسه فأمسك و أبي اللّه إلاّ إمضاء ما حتم.

ذكر هذا الخبر أحمد بن أبي طاهر صاحب تاريخ بغداد في كتابه مسندا.إلي هاهنا كلام ابن أبي الحديد (1).

الثاني: ابن أبي الحديد قال في الشرح قال:روي ابن عبّاس قال:خرجت مع عمر إلي الشام في إحدي خرجاته فانفرد يوما يسير علي بعيرة فاتبعته فقال لي:يا ابن عبّاس أشكو إليك ابن عمّك سألته أن يخرج معي فلم يفعل و لم أزال أراه واجدا فما تظنّ موجدته؟قلت:يا أمير المؤمنين إنّك

ص: 92


1- شرح نهج البلاغة:20/12.

لتعلم،قال:أظنّه لا يزال كئيبا لفوت الخلافة،قلت:هو ذلك إنّه يزعم أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أراد الأمر له فقال:يا ابن عبّاس و أراد رسول اللّه الأمر له فكان ما ذا إذا لم يرد اللّه تعالي ذلك أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أراد أمرا و أراد اللّه غيره فنفذ أمر اللّه و لم ينفذ مراد رسوله أو كلّما أراده رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كان أراده اللّه إنه كان أراد إسلام عمّه و لم يرده اللّه فلم يسلم.

و قد روي معني هذا الخبر بغير هذا اللفظ و هو قوله:إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أراد أن يذكر له الأمر في مرضه فصددته عنه خوفا من الفتنة و انتشار أمر الإسلام فعلم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ما في نفسي فأمسك و أبي اللّه إلاّ إمضاء ما حتم إلي هنا كلام ابن أبي الحديد (1).

قال مؤلّف هذا الكتاب:الذي رواه ابن أبي الحديد و رواه عن غيره يدلّ علي كفر عمر بن الخطّاب حيث جعل مراد اللّه عزّ و جلّ غير مراد رسوله و مراد رسوله غير مراد اللّه تعالي لأنّ كلّ ما أراده اللّه أراده رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أمر اللّه تعالي و أمر رسوله واحد و طاعتهم واحدة،قال اللّه تعالي:

مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللّهَ (2) (3) و قال تعالي: إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللّهَ (4) (5).

و قال سبحانه: وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوي إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحي (6) (7)و قال جلّ و علا: وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا (8) (9)فكيف عمر بن الخطّاب يفرّق بين اللّه تعالي و رسوله صلّي اللّه عليه و آله فكفر عمر بذلك.قال اللّه جلّ جلاله: إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ وَ يُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللّهِ وَ رُسُلِهِ وَ يَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَ نَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً أُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ حَقًّا وَ أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً (10) (11).

الثالث: ابن أبي الحديد في الشرح بعد أن ذكر أحاديث فيها النصّ علي أمير المؤمنين عليه السّلام بالإمامة و الخلافة من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،قال ابن أبي الحديد:سألت النقيب أبا جعفر يحيي بن محمد ابن أبي زيد و قد قرأت عليه هذه الأخبار فقلت له:ما أراها إلاّ تكاد تكون دالّة علي النصّ و لكنّي أستبعد أن يجتمع الصحابة علي دفع نصّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي شخص بعينه،كما استبعدنا من الصحابة علي ردّ نصّه علي الكعبة و شهر رمضان و غيرهما من معالم الدين،فقال رحمه اللّه:أبيت إلاّ ميلا إلي المعتزلة (12).

ثمّ نقل ابن أبي الحديد عن أبي جعفر هذا أحاديث ممّا ردّه عمر بن الخطّاب علي رسول

ص: 93


1- شرح نهج البلاغة:78/12.
2- سوره 4 - آيه 80
3- النساء:80.
4- سوره 48 - آيه 10
5- الفتح:10.
6- سوره 53 - آيه 3
7- النجم:3.
8- سوره 59 - آيه 7
9- الحشر:7.
10- سوره 4 - آيه 150
11- النساء:150-151.
12- شرح نهج البلاغة:82/12.

اللّه صلّي اللّه عليه و آله أحاديث كثيرة إلي أن قال أبو جعفر في الأحاديث التي أنكرها عمر علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و انكاره يعني عمر أمره عليه السّلام بالنداء من قال لا إله إلاّ اللّه دخل الجنّة إلي غير ذلك من امور كثيرة يشتمل عليها كتب الحديث،و لو لم يكن إلاّ إنكاره قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مرضه:ائتوني بدواة و كتف أكتب لكم ما لا تضلّون بعده،و قوله ما قال (1)و سكوت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عنه،و أعجب الأشياء أنّه قال ذلك اليوم:حسبنا كتاب اللّه فافترق الحاضرون من المسلمين في الدار فبعضهم يقول القول ما قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و بعضهم يقول القول ما قال عمر،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد كثر اللغط و علت الأصوات:قوموا عنّي فما ينبغي لنبيّ أن يكون عنده هذا التنازع،فهل بقي للنبوّة مزيّة أو فضل إذا كان الاختلاف قد وقع بين القول و ميل المسلمين بينهما مرجّح قوم هذا و قوم هذا،أ فليس ذلك دالاّ علي أنّ القوم سوّوا بينه و بين عمر و جعلوا القولين مسألة خلاف،ذهب كلّ فريق منهم إلي نصرة واحد منهما كما يختلف اثنان من عرض المسلمين في بعض الأحكام فينصر هذا قوم و ينصر ذلك آخرون،فمن بلغت قوّته و همّته إلي هذا كيف ينكر منه أن يبايع أبا بكر لمصلحة يراها و يعدلان عن النفر و من الذي كان ينكر عليه ذلك و هو في القول الذي قاله للرسول صلّي اللّه عليه و آله في وجهه غير خائف من الإنكار و لا أنكر عليه أحد لا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و لا غيره،و هو أشدّ من مخالفة النصّ في الخلافة و أفضع و أشنع.

قال ابن أبي الحديد عقيب ذلك:و قد ذكرت في هذا الفصل خلاصة ما حفظت عن النقيب أبي جعفر و لم يكن إمامي المذهب و لا كان يبرأ من السلف الصالح و لا يرتضي قول المسرفين من الشيعة و لكنّه كلام أجراه علي لسانه البحث و الجدل بيني و بينه،علي أنّ العلوي لو كان كراميّا لا بدّ أن يكون عنده نوع من تعصّب و ميل علي الصحابة،و كان النقيب أبو جعفر رحمه اللّه غريز العلم صحيح العقل منصفا في الجدال غير متعصّب للمذهب و إن كان علويّا و كان يعترف بفضل الصحابة و يثني علي الشيخين (2).

قال مؤلّف هذا الكتاب:انظر إلي ما ذكرناه عن أبي الحديد و ما نقله عن أبي جعفر يطلعك علي فساد ما أصّلوا عليه من مذهب العامّة من إنكارهم النصّ علي أمير المؤمنين عليه السّلام من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مع علمهم بالنصّ عليه بالإمامة و الخلافة و اتّبعوا أهوائهم فبعدا للقوم الظالمين.

الرابع: ابن أبي الحديد في الشرح قال:قال أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال:حدّثنا الحسن بن الربيع عن عبد الرحمن عن معمر عن الزهري عن عليّ بن عبد اللّه بن العبّاس عن أبيه

ص: 94


1- أي قول عمر الآتي:إنه يهجر.
2- شرح نهج البلاغة:90/12.

قال:لمّا حضرت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الوفاة و في البيت رجال فيهم عمر بن الخطّاب قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ائتوني بدواة و صحيفة أكتب لكم كتابا لا تضلّوا بعده،فقال عمر كلمة معناها أنّ الوجع قد غلب علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثمّ قال:عندنا القرآن حسبنا كتاب اللّه،فاختلف من في البيت و اختصموا فمن قائل يقول:القول ما قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و من قائل يقول:القول ما قال عمر،فلمّا أكثروا اللغط و اللغو و الاختلاف غضب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:قوموا إنّه لا ينبغي لنبيّ أن يختلف عنده هكذا، فقاموا فمات رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في ذلك اليوم فكان ابن عبّاس يقول:الرزيّة كلّ الرزيّة ما حال بيننا و بين كتاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يعني الاختلاف و اللّغط.

قال ابن أبي الحديد:قلت هذا الحديث قد خرجه الشيخان محمّد بن إسماعيل البخاري و مسلم بن الحجّاج القشيري في صحيحهما (1)و اتّفق المحدّثون كافة علي روايته.

إلي هنا كلام ابن أبي الحديد (2).

الخامس: ابن أبي الحديد في الشرح قال:في الصحيحين خرجاه معا رحمهما اللّه عن ابن عبّاس انّه كان يقول يوم الخميس و ما يوم الخميس ثمّ بكي حتّي بل دمعه الحصي،فقلنا:يا ابن عبّاس ما يوم الخميس؟قال:اشتدّ علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله وجعه فقال:ائتوني بكتاب أكتبه لكم لا تضلّوا بعدي أبدا فتنازعوا فقال انّه لا ينبغي عندي تنازع فقال قائل:ما شأنه أهجر استفهموه،فذهبوا يعيدون عليه فقال:دعوني بالذي أنا فيه خير من الذي أنتم فيه،ثمّ أمر بثلاثة أشياء فقال:اخرجوا المشركين من جزيرة العرب و أجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم،و سئل ابن عبّاس عن الثالثة فقال:إمّا أن لا يكون تكلّم بها و إمّا أن يكون قالها فنسيت (3).

السادس: ابن أبي الحديد في الشرح قال:و في الصحيحين أيضا خرجاه معا عن ابن عبّاس رحمه اللّه قال:لمّا احتضر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و في البيت رجال منهم عمر بن الخطّاب فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:أكتب لكم كتابا لا تضلّوا بعده أبدا،فقال عمر:إنّ رسول اللّه قد غلب عليه الوجع و عندكم القرآن حسبنا كتاب اللّه،فاختلف القوم و اختصموا فمنهم من يقول قربوا إليه يكتب لكم كتابا لن تضلّوا بعده،و منهم من يقول:القول ما قاله عمر،فلمّا أكثروا اللّغو و الاختلاف عنده صلّي اللّه عليه و آله قال لهم:قوموا،فقاموا و كان ابن عبّاس يقول:الرزية كلّ الرزية ما حال بين رسول اللّه و بين أن يكتب لهم ذلك الكتاب (4).

ص: 95


1- صحيح البخاري:138/5 و 9/7 كتاب المرض و الطب ط.دار الفكر بيروت المصورة عن استانبول 1401 ه، و صحيح مسلم بشرح النووي:76/5 و 89/11 ط.دار الكتاب العربي 1407 ه.
2- شرح نهج البلاغة:51/6.
3- شرح نهج البلاغة:54/2-55.
4- شرح نهج البلاغة:55/2.

السابع: ابن أبي الحديد في الشرح قال:قال أبو جعفر الطبري و روي سعيد بن جبير قال:كان ابن عبّاس رحمه اللّه يقول:يوم الخميس و ما يوم الخميس ثمّ يبكي حتّي تبلّ دموعه الحصباء،فقلنا له:و ما يوم الخميس؟قال:يوم اشتدّ برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله وجعه فقال:ائتوني باللّوح و الدّواة-أو قال-بالكتف و الدواة أكتب لكم كتابا لا تضلّون بعدي أبدا،فتنازعوا فقال:اخرجوا لا ينبغي عند نبيّ أن يتنازع.

قالوا:ما شأنه أهجر استفهموه،فذهبوا يعيدون عليه فقال:دعوني فما أنا فيه خير ممّا تدعوني إليه،ثمّ أوصي بثلاث قال:اخرجوا المشركين من جزيرة العرب و أجيزوا الوفد ممّا كنت أجيزهم،و سكت عن الثالثة عمدا أو قالها و نسيتها (1).

الثامن: ابن أبي الحديد قال:و كان في ألفاظ عمر و أخلاقه جفاء و عنجهيّة ظاهرة يحسب لها السامع أنّه أراد بها ما لم يكن قد أراد،و يتوهّم من يحكي له أنّه قصد بها ظاهرا ما لم يقصد،فمنها الكلمة التي قالها في مرض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و معاذ اللّه أن يقصد بها ظاهرها،و لكنّه أرسلها علي مقتضي خشونة غريزته و لم يتحفّظ منها،و كان الأحسن أن يقول مغمور أو مغلوب بالمرض، و حاشاه أن يعني بها غير ذلك (2).

قال:و ما روي من قول عمر:كانت بيعة أبي بكر فلتة وقي اللّه شرّها و من عاد إلي مثلها فاقتلوه قال:اعلم أنّ هذه اللفظة من عمر مناسبة للفظات كثيرة كان رضي اللّه عنه يقولها بمقتضي ما جبله اللّه تعالي عليه من غلظ الطّينة و جفاء الطبيعة و لا حيلة له فيها،لأنّه مجبول عليها لا يستطيع تغييرها و لا ريب عندنا أنّه كان يتعاطي أن يتلطّف و أن يخرج ألفاظه مخارج حسنة لطيفة فينزع به الطبع الجاسي و الغريزة الغليظة إلي أمثال هذه اللفظات و لا يقصد بها شرّا و لا يريد به ذمّا و لا تخطئة كما قدّمنا من قبل في اللفظة التي قالها في مرض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و كاللّفظات التي قالها عام الحديبية و غير ذلك، و اللّه تعالي لا يجازي المكلّف إلاّ بما نواه،و لقد كانت نيّته من أطهر النيّات و أخلصها للّه تعالي (3).

قال مؤلّف هذا الكتاب:لقد غلا ابن أبي الحديد في عمر بن الخطّاب و تعصّب فيه أتمّ التعصّب و خرج عن مذهب الاعتزال من أنّ فعال العباد منهم لا من اللّه و دخل في مذهب المجبرة أنّ العبد لا فعل له و لا قدرة له علي فعله،و عندهم أنّ المكلّف لا اختيار له في أفعاله كالحجر إن حرّكته تحرّك،و إنّما قلنا ذلك في ابن أبي الحديد لأنّه قال في الاعتذار عن عمر في قوله لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله

ص: 96


1- شرح نهج البلاغة:30/13.
2- شرح نهج البلاغة:180/1.
3- شرح نهج البلاغة:27/2.

يهجر قالها عمر بمقتضي ما جبله اللّه تعالي عليه من غلظ الطينة و جفاء الطبيعة و لا حيلة له فيها لأنّه مجبول عليها لا يستطيع تغييرها و هذا بعينه قول المجبرة و ليت شعري ما الذي أوجب خروجه من مذهبه و هل هذا إلاّ محض تعصّب لعمر،أعوذ باللّه تعالي من الحميّة الجاهلية و العجب من ابن أبي الحديد بين تعصّبه هنا لعمر و بين قوله في عمر و ذمّه له حيث جعل الخلافة شوري في ستّة.

قال ابن أبي الحديد في الشرح بعد طعن أبي لؤلؤة من أمر الشوري:فإنّ ذلك كان سبب كلّ فتنة وقعت و تقع إلي أن تنقضي الدّنيا و قد شرحنا ما أدّي إليه من أمر الشوري من الفساد بما حصل في نفس كلّ واحد من الستّة من ترشيحه للخلافة.إلي هنا كلام ابن أبي الحديد بلفظه (1).

التاسع: و من كتاب سير الصحابة لبعض رجال العامّة ما هذا لفظه في مطلع كتابه:بسم اللّه الرحمن الرحيم ما جاء في مناقب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب و من أخبار النبيّ صلوات اللّه عليهما و علي عترتهما أجمعين قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:سيظهر في الإسلام من الفرق ما ظهر في الأديان من قبلها فأمّا اليهود فإنّها افترقت علي إحدي و سبعين فرقة و افترقت النصاري اثنتين و سبعين فرقة و ستفترق أمّتي من بعدي ثلاثا و سبعين فرقة جميعها في النار غير واحدة ناجية.

فقيل له:يا رسول اللّه من الفرقة الناجية؟ فقال:من كان علي ما أنا عليه و أهل بيتي و من قام علي عهدي بعد وفاتي،فقال حذيفة بن اليمان:يا رسول اللّه هل يتّبعون شيئا غيرك؟قال:نعم يا حذيفة تظهر من بعدي طوائف ثلاث و هم الناكثون و القاسطون و المارقون فهؤلاء و أتباعهم-و أيم اللّه تعالي-أهل النار،و هم اثنان و سبعون فرقة و ستختلف أصحابي من طرق شتّي،ثمّ أخذ المصنّف في ذكر الاختلاف إلي أن قال:

و الخلاف الثاني في بيت النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فيما أخبر به محمّد بن أبي عمر قال؛حدّثني سفيان بن عيينة عن عمر بن دينار عن عكرمة قال:سمعت عبد اللّه بن عبّاس يقول:يوم الاثنين و ما يوم الاثنين و هملت عيناه فقيل له:يا ابن عبّاس و ما يوم الاثنين؟قال:كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في غمرات الموت فقال:ائتوني بصحيفة و دواة أكتب لكم كتابا لا تضلّون بعدي أبدا فتنازعوا عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و لم يجز عنده التنازع،و قال رجل من القوم:إنّ الرجل ليهجر،فغضب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أمر بإخراجه و إخراج صاحبه ثمّ أتوه بالصحيفة و الدواة فقال:بعد ما قال قائلكم ما قال!؟ثمّ قال:ما أنا فيه خير ممّا تدعوني إليه (2).

العاشر: صاحب كتاب سير الصحابة أيضا عن أبي إسحاق أخبرنا سعيد بن منصور البلخي قال:

ص: 97


1- شرح نهج البلاغة:27/2.
2- مكاتيب الرسول:697/3 عن المصنف.

حدّثنا سفيان بن عيينة عن سليمان الأحول عن سعيد بن جبير قال:قال ابن عبّاس يوم الخميس و ما يوم الخميس،ثمّ بكي حتّي بلّ دموعه الحصي،فقلت له:يا ابن عبّاس و ما يوم الخميس؟فقال:

اشتدّ المرض برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:ائتوني بدواة و بياض أكتب لكم كتابا لئلاّ تضلّوا بعدي أبدا،قال:

فتنازعوا و لا ينبغي التنازع عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و قال رجل منهم:ما شأنه يهجر استفهموه،فسمع فقال:دعوني فالذي أنا فيه خير (1).

الحادي عشر: صاحب سير الصحابة قال:حدّثنا حمّاد بن عبد اللّه عن هشام بن سعيد عن بريد ابن أسلم قال حمّاد:لا أعلم إلاّ عن أبيه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ائتوني بصحيفة و دواة أكتب لكم كتابا لن تضلّون بعدي،فقالت النسوة:ائتوا رسول اللّه بما طلب فقام إنسان ليأتي به إذ غمي عليه فلمّا أفاق قال(عمر):تبكون!إذا صحّ ركبتم عنقه عند مرضه و خالفتموه في حياته (2)،و سيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون و النسوة كنّ فاطمة عليها السّلام و أمّ سلمة و عائشة و فضّة (3).

الثاني عشر: صاحب سير الصحابة قال:و حدّثني عبد الرحمن بن أبي هاشم قال:حدّثني عمرو ابن ثابت عن أبيه عن سعيد بن جبير قال:كان ابن عبّاس إذا ذكر ليلة الخميس بكي فقيل له:يا ابن عبّاس ما يبكيك؟قال:إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:يا بني عبد المطّلب اجلسوني و سندوني أكتب لكم كتابا لا تضلّون بعدي أبدا،فقال بعض أصحابه:إنّه يهجر،قال:و أبي أن يسمّي الرجل،فجئناه بعد ذلك فأبي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن يكتبه لنا ثمّ سمعناه يقول:عدي العدوي و سينكث البكري (4).

الثالث عشر: صاحب سير الصحابة قال:حدّثنا محمّد بن علي قال:حدّثني أبو إسحاق بن يزيد عن فضيل بن يسار عن عبد اللّه بن محمد قال:سمعت عكرمة يقول عن ابن عبّاس قال:إنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال:ائتوني بكتف و دواة أكتب لكم كتابا لا تضلّون بعدي فمنعه رجل فقلت لعكرمة:من الرجل؟فقال:إنّكم لتعرفونه مثلي هو و اللّه المعذول (5).

الرابع عشر: صاحب سير الصحابة قال:حدّثني محمّد بن علي قال:حدّثنا عاصم بن عامر عن الحسين بن عيسي عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عبّاس قال:قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله في مرضه الذي قبض فيه:ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلّوا بعده أبدا،فقال المعذول:إنّ النبيّ هجر كما

ص: 98


1- الإيضاح لابن شاذان:359،و صحيح البخاري:66/4 ط.دار الفكر بيروت،و مسند أحمد:222/1.
2- في المصادر:قال عمر:إذا مرض عصرتن أعينكن و إذا صحّ أخذتن بعنقه،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:هنّ خير منكم. كنز العمال:243/7 ح 18771.
3- راجع مكاتيب الرسول:695/3 عن المصنف.
4- لم نجده في المصادر.
5- مكاتيب الرسول:698/3.

يهجر المريض،فغضب النبيّ صلّي اللّه عليه و آله ثمّ قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:أنتم لا أحلام لكم،قال:إنّما قلت من الورم (1)، قال:إنّكم قوم تجهلون بهذا أخبرني أخي جبرئيل عن ربّي جل جلاله فاخرجوه،فأخرجنا،و اللّه لقد مضي في الحال (2)إلي أبي بكر فأخرجه إلي السقيفة و جمع فيها من جمع و بايع علي ما بايع (3).

الخامس عشر: صاحب سير الصحابة قال:و حدّثني محمّد بن عليّ قال:سمعت أبا إسحاق يزيد الفرّاء عن الصباح المزني عن أبان بن أبي عيّاش قال:سمعت الحسن بن أبي الحسن قال:

سمعت عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ثمّ سمعته بعينه من عبد اللّه بن عبّاس بالبصرة و هو عامل عليها فكأنّما ينطقان بفم واحد و كأنّما يقرءانه من نسخة واحدة و الذي عقلته و حفظته قول ابن عبّاس و المعني واحد غير أنّ حديث ابن عبّاس أحفظه قال:سمعته يقول:إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال في مرضه الذي قبض فيه:ائتوني بكتف أكتب لكم كتابا لا تضلّون بعدي أبدا،فقام بعضهم ليأتي به فمنعه رجل من قريش و قال:إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يهجر،فسمعه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فغضب و قال:إنّكم تختلفون و أنا حيّ،قد أعلمت أهل بيتي بما أخبرني به جبرئيل عن ربّ العالمين انّكم ستعملون بهم من بعدي و أوصيتهم كما أوصاني ربّي فاصبروا صبرا جميلا،فبكي ابن عبّاس حتّي بلّ لحيته ثمّ قال:

لو لا مقالته لكتب لنا كتابا لم تختلف أمّته بعده و لم تفترق (4).

السادس عشر: صاحب كتاب سير الصحابة قال:و حدّثني محمّد بن مروان قال:حدّثنا زيد بن معدّل عن أبان بن عثمان عن بعض أصحابه أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال في المرض الذي قبض فيه:ائتوني بصحيفة و دواة لأكتب لكم كتابا لا تضلّون بعدي،فدعا العبّاس بصحيفة و دواة،فقال بعض من حضر:إنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يهجر،ثمّ أفاق النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال له العبّاس:هذه صحيفة و دواة قد آتينا بها يا رسول اللّه،فقال:بعد ما قال قائلكم ما قال،ثمّ أقبل عليهم و قال:احفظوني في أهل بيتي و استوصوا بأهل الذمّة خيرا و اطعموا المساكين و اكثروا من الصلاة و استوصوا بما ملكت أيمانكم،و جعل يردّد ذلك صلّي اللّه عليه و آله:و إنّي لأعلم أنّ منكم ناقض عهدي و الباغي علي أهل بيتي (5).

السابع عشر: صاحب سير الصحابة قال:أخبرنا الشيخ أبو الحسن عليّ قال:حدّثني أبي قال:

حدّثنا أبو يوسف يعقوب بن الجرمي قال:حدّثني أبو حبيش الهروي قال:حدّثنا عبد الرزاق عن أبيه عن جدّه عن أبي سعيد الخدري في حديث مكاتبة أبي بكر إلي أسامة بن زيد بعد استخلاف

ص: 99


1- لعله من قول عمر فتأمل.
2- أي عمر.
3- مكاتيب الرسول:698/3 عن المصنف الي قوله:أنتم لا أحلام لكم.
4- البحار بتفاوت:498/22 ح 44،و مكاتيب الرسول:699/3.
5- لم نجده في المصادر بهذه الألفاظ.

أبي بكر و الحديث طويل فكان في جواب اسامة له في جواب طويل لأبي بكر قال اسامة:و أنت في كلّ الامور علي خلاف رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أ لم يأمرك بالخروج معي؟!أ لم يبعثك إلي المسير في حملتي،أ لم تدخل أنت و عمر لعيادته فلمّا رآكما أنكر تخلّفكما عن الخروج إلي معسكري حتّي اعتذرتما بالاستعداد و سألتماني النظرة يومين أو ثلاثة ثمّ أنفذت إليكما من يزعجكما فأجبتما بمثل ذلك و كلّما دخلتما إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:نفّذوا جيش اسامة،يكرّر ذلك في الساعة الواحدة دفعات حتّي خرج أحدكما في بعض ذلك و هو يقول:إنّ محمّدا ليهجر،فكيف تدّعي أنّك لا تخالف أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أنت تخالف أوامره أو ما تستحي علي أهل بيته و هو يقدمهم و يؤخّرك بفضلهم و بقصرك،و يؤمرهم عليك و لا يؤمّرك عليهم،و ساق الحديث بطوله و هو جواب حسن بذكر فضائل عليّ عليه السّلام و أهل البيت عليهم السّلام و إظهار نقض أبي بكر (1).

ص: 100


1- راجع دعائم الإسلام:41/1،و اعلام الوري:263/1.

الباب الرابع و السبعون

في قول عمر:إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يهجر

و انّه صلّي اللّه عليه و آله أخبر أمير المؤمنين عليّا عليه السّلام بما أراد أن يكتب و أشهد علي ذلك شهودا

من طريق الخاصّة و فيه حديثان الأوّل: كتاب سليم بن قيس الهلالي و من كتابه نسخته قال:رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في مسجد رسول اللّه في خلافة عثمان و المهاجرين و الأنصار يتحدّثون فيه و يتذاكرون الفقه و العلم فذكروا قريشا و فضلها و سوابقها و هجرتها و ما قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فيها من الفضل مثل قوله:

«الأئمّة من قريش»،و قوله:«الناس تبع لقريش»«و قريش أئمّة العرب»،و قوله:«ألا لا تسبّوا قريشا»، و قوله:«للقرشي قوّة رجلين من غيرهم»،«أبغض اللّه من أبغض قريشا»،و قوله:«من أراد قريشا بهوان أهانه اللّه»،و ذكرت الأنصار فخرها و فضلها و سوابقها و نصرتها و ما أثني اللّه عليهم في كتابه و ما قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فيهم من الفضل،و ذكروا ما قال في سعد بن معاذ في جنازته،و حنظلة بن الراهب غسيل الملائكة،و الذي حمته الدبر (1)و لم يدعوا شيئا من فضلهم فقال كلّ حيّ:منّا فلان و فلان،و قالت قريش:منّا رسول اللّه و منّا حمزة و منّا جعفر و منّا عبيدة بن الحرث و زيد بن حارثة و أبو بكر و عمر و عثمان و سعد و أبو عبيدة بن الجرّاح و سالم و ابن عوف فلم يدعوا من الحيّين أحدا من أهل السابقة إلاّ عدّوه (2)في الحلقة أكثر من مائتي رجل منهم مسانيد إلي القبلة و منهم في الحلقة و كان ممّن حفظت من قريش عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و سعد و ابن عوف و الزبير و طلحة و عمّار و المقداد و أبو ذرّ و هاشم بن عتبة و عبد اللّه بن عمر و عبد اللّه بن عبّاس و الحسن و الحسين و محمد بن أبي بكر و عبد اللّه بن جعفر الطيّار و عبيد اللّه بن عبّاس.

و من الأنصار ابيّ بن كعب و زيد بن ثابت و أبو أيّوب و أبو الهيثم بن التيهان و محمّد بن مسلمة و قيس بن سعد و جابر بن عبد اللّه و أبو مريم و أنس بن مالك و زيد بن أرقم و عبد اللّه بن أبي أوفي و أبو ليلي و معه ابنه عبد الرحمن قاعد إلي جنبه غلام أمرد صبيح الوجه و جاء أبو الحسن البصري

ص: 101


1- الدبر بالفتح:جماعة النحل و الزنابير و أراد به:عاصم بن ثابت الأنصاري.
2- في المصدر المطبوع:سمّوه.

و معه ابنه الحسن غلام أمرد صبيح الوجه معتدل القامة،فجعلت أنظر إليه و إلي عبد الرحمن بن أبي ليلي و لا أدري أيّهما أجمل غير أنّ الحسن أعظمهما و أطولهما،و أكثر القوم و ذلك من بكرة إلي أن حضرت الصلاة و عثمان في داره لا يعلم بشيء ممّا هم فيه و عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ساكت لا ينطق و لا أحد من أهل بيته فقالوا له:يا أبا الحسن ما لك لا تتكلّم،فقال عليه السّلام ما في الحيين أحد إلاّ و قد ذكر فضلا و قال حقّا.

ثمّ قال عليّ عليه السّلام:يا معشر قريش و الأنصار ممّن أعطاكم اللّه عزّ و جلّ هذا الفضل فبعشائركم و أهل بيوتاتكم أم بغيركم؟فقالوا:أعطانا اللّه و منّ علينا برسوله صلّي اللّه عليه و آله إذا أدركنا ذلك و قبلناه لأنفسنا (1)و عشائرنا و أهل بيوتاتنا،قال:صدقتم،ثمّ قال:يا معشر قريش أ تقرّون أنّ الذي نلتم به خير الدّنيا و الآخرة منّا أهل البيت خاصّة دونكم جميعا و أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:أنا و أخي عليّ بن أبي طالب لطينة(واحدة)إلي آدم عليه السّلام؟فقال أهل بدر و أهل احد و أهل السابقة و أهل القدمة:نعم قد سمعنا ذلك من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله.

و في رواية اخري:إني و أهل بيتي كنّا نورا نسعي بين يدي اللّه عزّ و جلّ قبل أن يخلق اللّه آدم عليه السّلام بأربعة عشر ألف سنة،فلمّا خلق اللّه آدم عليه السّلام وضع ذلك النور في صلبه و أهبطه الي الارض ثم حمله في السفينة في صلب نوح ثم قذف به في النار في صلب إبراهيم عليهم السّلام،ثمّ لم يزل ينقلنا اللّه في الأصلاب الكريمة إلي الأرحام الطاهرة من الآباء و الامّهات لم يلتق واحد منهم علي سفاح قط؟

قالوا جميعا:سمعنا ذلك من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله.

فقال:يا معشر قريش و الأنصار أ تقرّون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله آخي بين كلّ رجلين من أصحابه و آخي بيني و بينه فقال:أنت أخي و أنا أخوك في الدّنيا و الآخرة؟قالوا:اللّهمّ نعم،قال:أ تقرّون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله اشتري موضع المسجد و منازله فابتناه ثمّ بني فيه عشرة منازل تسعة له و جعل لي عاشرها في وسطها و سدّ كلّ باب شارع إلي المسجد غير بابي،فتكلّم في ذلك من تكلّم فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:ما أنا سددت أبوابكم و فتحت بابه و لكنّ اللّه أمرني أن أسدّ أبوابكم و أفتح بابه؟قالوا:نعم،قال:

أ فتقرّون أيّها الناس أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله نهي الناس جميعا أن يناموا في المسجد غيري فكنت أبيت في المسجد و منزلي و منزل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله(واحد)في المسجد يولد لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ولي فيه الأولاد؟قالوا:نعم،قال:أ فتقرّون أنّ عمر حرص علي كوة قدر عينيه من منزله إلي المسجد فأبي ذلك عليه النبيّ صلّي اللّه عليه و آله ثمّ قال:إنّ اللّه جلّ اسمه أمر موسي أن يبني مسجدا طاهرا و لا يسكنه غيره

ص: 102


1- هنا تفاوت مع المصدر.

و غير هارون و ابنيه و إنّ اللّه أمرني ببناء مسجد طاهر و لا يسكنه غيري و غير أخي عليّ بن أبي طالب و فتياه؟قالوا:اللّهمّ نعم،قال:أ فتقرّون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله دعاني فنصّبني يوم غدير خمّ فنادي لي بالولاية ثمّ قال:ليبلغ الشاهد منكم الغائب؟قالوا:اللّهمّ نعم،قال:أ فتقرّون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال لي في غزاة تبوك:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي و أنت وليّ كلّ مؤمن و مؤمنة بعدي؟

قالوا:اللّهمّ نعم،قال:أ فتقرّون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين دعا أهل نجران للمباهلة لم يأت إلاّ بي و بصاحبتي و ابني؟قالوا:اللّهمّ نعم،قال:أ فتقرّون أنّه دفع لي اللواء يوم خيبر ثمّ قال:لأدفعنّ الراية غدا إلي رجل يحبّه اللّه و رسوله و يحبّ اللّه و رسوله ليس بجبان و لا فرّار يفتحها اللّه علي يديه؟

فقالوا:اللّهمّ نعم،قال:أ فتقرّون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بعثني ببراءة ورد غيري بعد أن كان بعثه بوحي من اللّه و قال إن العلي الأعلي يقول:إنه لا يبلغ عنّي إلاّ رجل منّي؟قالوا:اللّهمّ نعم،قال:أ فتقرّون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لم تنزل به شديدة إلاّ قدّمني إليها ثقة بي و إنّه لم يدع باسمي قط إلاّ أن يقول يا أخي و ادعوا لي أخي؟

قالوا:اللّهم نعم.

قال:أ فتقرّون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قضي بيني و بين في ابنة جعفر و زيد و حمزة فقال لي:يا علي انّك منّي و أنا منك و أنت وليّ كلّ مؤمن بعدي؟قالوا:اللّهمّ نعم،قال:أ فتقرّون انّه كانت لي من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كلّ يوم دخلة و خلوة إن سألته أعطاني و إن سكتّ ابتدأني؟قالوا:اللّهمّ نعم،قال:أ فتقرّون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فضّلني علي حمزة و جعفر فقال لفاطمة:إنّي زوّجتك خير أهلي و خير أمّتي أقدمهم سلما و أعظمهم حلما و أكثرهم علما؟قالوا:اللّهم نعم،قال:أ فتقرّون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:

أنا سيّد ولد آدم و عليّ أخي سيّد العرب و فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة و ابناي الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة؟قالوا:اللّهمّ نعم،قال:أ فتقرّون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أمرني أن أغسله و أخبرني أن جبرائيل يعينني علي غسله؟قالوا:اللّهمّ نعم،قال:أ فتقرّون أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال في آخر خطبة خطبها:أيّها الناس إنّي قد تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما كتاب اللّه و أهل بيتي؟قالوا:اللّهم نعم، (1)قال:و لم يدع شيئا أنزل اللّه فيه خاصّة و في أهل بيته من القرآن و لا علي لسان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلاّ ناشدهم فيه فمنهم من يقول نعم و منهم من يسكت و يقول بعضهم:اللّهمّ نعم،و يقول الذين سكتوا للذين أقروا :أنتم عندنا ثقاة و قد حدّثنا غيركم ممّن نثق به من هؤلاء و غيرهم انّهم سمعوا من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ذلك فقال عليّ عليه السّلام حين فرغ:اللّهم اشهد عليهم،قالوا:

ص: 103


1- في المصدر زيادة بذكر بقية المناشدة للقوم و هي كثيرة.

اللّهمّ نعم اشهد أنّا لم نقل إلاّ حقّا و ما سمعنا من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله انّه قال لي عليّ عليه السّلام حين فرغ اللّهم إنّه من زعم أنّه يحبّني و يبغض عليّا فقد كذب ليس ممن يحبّني،و وضع يده علي رأسي فقال له قائل:و كيف ذلك يا رسول اللّه؟قال:لأنّه منّي و أنا منه فمن أحبّه فقد أحبّني و من أحبّني فقد أحبّ اللّه و من أبغضه فقد أبغضني و من أبغضني فقد أبغض اللّه،فقال له عشرون من أفاضل القوم:اللّهمّ نعم و سكت بقيّتهم،فقال عليّ عليه السّلام للسكوت:ما لكم سكوت؟قالوا:هؤلاء الذين شهدوا عندنا ثقاة و فضلهم و سابقتهم فقال:اللّهمّ اشهد عليهم.

فقال طلحة بن عبد اللّه:-و كان يقال له داهية قريش-فكيف نصنع بما ادّعاه أبو بكر و عمر و أصحابهما الذين شهدوا و صدّقوه علي مسألته يوم أتوا بك تعتل و في عنقك الحبل فما احتججت به من شيء إلاّ صدّقوا حجّتك فادّعي أبو بكر أنّه سمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:إنّ اللّه أبا أن يجمع لنا أهل البيت النبوّة و الخلافة فصدّقوه و شهدوا به منهم عمر و أبو عبيدة و سالم و معاذ بن جبل ثمّ أقبل طلحة فقال:كلّ الذي ادّعيت و ذكرته و احتججت به من السابقة و الفضل نحن نعترف بذلك،و أمّا الخلافة فقد شهدوا أولئك(الخمسة)لما سمعوه من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فقال عند ذلك عليّ عليه السّلام و قد غضب من مقالة طلحة و أخرج شيئا كان يكتمه و فسّر شيئا كان قد قاله و هو أنّه كان قاله يوم مات عمر و لم يدروا ما عني به عليه السّلام ثمّ أقبل علي طلحة و الناس يسمعون ثمّ قال:يا طلحة أما و اللّه ما من صحيفة ألقي اللّه بها يوم القيامة أحبّ إليّ من صحيفة هؤلاء الخمسة الذين تعاهدوا علي الوفاء بها في الكعبة في حجّة الوداع إن قتل(اللّه)محمّدا أو مات أن يتوازروا عليّ و يتظاهروا عليّ فلا تصل الخلافة إليّ،و الدليل يا طلحة علي باطل ما شهدوا عليه قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم غدير خمّ:من كنت أولي به من نفسه فعليّ أولي به من نفسه،فكيف أكون أولي بهم من أنفسهم و هم الامراء و الحكّام،و علي قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لي:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي غير النبوّة، (أ لستم تعلمون أن الخلافة غير النبوة)فلو كان مع النبوّة غيرها لاستثناه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و قوله:إنّي تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما كتاب اللّه و عترتي لا تتقدّموهم و لا تتخلّفوا عنهم و لا تعلّموهم فانّهم أعلم منكم،فينبغي أن لا تكون الخلافة علي الامّة إلاّ لأعلمهم بكتاب اللّه و سنّة نبيّه صلّي اللّه عليه و آله و قد قال اللّه عزّ و جلّ: أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَي الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاّ أَنْ يُهْدي فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (1) و قال: وَ زادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَ الْجِسْمِ (2) و قال: أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (3) و قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما ولّت قط أمّة أمرها رجلا و فيهم أعلم منه إلاّ لم يزل أمرهم يذهب سفالا حتّي يرجعوا إلي ما تركوا،فما الولاية غير الإمارة،و الدليل علي كذبهم و باطلهم

ص: 104


1- سوره 10 - آيه 35
2- سوره 2 - آيه 247
3- سوره 46 - آيه 4

و فجورهم أنّهم سلّموا عليّ بإمرة المؤمنين بأمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هي الحجّة عليهم و عليك خاصّة و علي هذا الذي معك-يعني الزبير-و علي الامّة و علي هذين-و أشار إلي سعد و ابن عوف-و علي خليفتكم هذا الظالم-يعني عثمان-.

و إنّا معشر الشوري ستّة أحياء كلّنا فلم جعلني عمر في الشوري إن كان قد صدّق هو أصحابه علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنّه قال:ليس لنا في الخلافة شيء،أ ليس أمرنا شوري في الخلافة أم في غيرها؟ و إن زعمتم إنّما جعلها في غير إمارة فليس لعثمان إمارة علينا لأنّه أمرنا أن نتشاور في غيرها (1)،و إن كانت المشورة فيها فلم أدخلني فيكم؟فهلاّ أخرجني و قد كان شهد أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أخرج أهل بيته من الخلافة و أخبر أنّه لا نصيب لهم فيها،و لم قال عمر حين دعانا رجلا رجلا فقال لابنه و كان شاهدا:يا عبد اللّه بن عمر أنشدك اللّه ما قال لك حين خرجنا،قال ابن عمر:أما إذ ناشدتني فإنه قال:

إن بايعوا أصلع بني هاشم يحملهم علي المحجّة البيضاء هو أقواهم علي كتاب اللّه عزّ و جلّ و سنّة نبيّه صلّي اللّه عليه و آله قال:فقال عليّ عليه السّلام له:ما قلت له حين قال لك ذلك؟

قال:قلت:ما يمنعك أن تستخلفه؟قال(علي):فما ردّ عليك؟ قال(ابن عمر):ردّ عليّ شيئا أكتمه.

قال عليّ:فإنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أخبرني به (2)قبل موته بثلاثة أيّام،و ليلة مات فيها أبوك رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في منامي-و من رأي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في منامه فقد رآه في اليقظة-فقال له ابن عمر:

فما أخبرك؟

فقال له عليّ:أنشدك اللّه يا ابن عمر أنّي إن أخبرتك به لتصدقني.

قال ابن عمر:أو أسكت.

قال:فإنّه حين قال لك قلت له أنت:فما يمنعك أن تستخلفه؟قال(عمر):الصحيفة التي كتبناها و العهد في الكعبة في حجّة الوداع،قال:فسكت ابن عمر و قال:أسألك بحقّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لمّا أمسكت عنّي.

قال أبان عن سليم:فرأيت ابن عمر في ذلك المجلس قد خنقته العبرة و عيناه تسيلان دموعا.

ثمّ أقبل علي علي طلحة و الزبير و ابن عوف و سعد فقال:و اللّه إن كان أولئك الخمسة كذبوا علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فما يحلّ لكم ولايتهم،و إن كانوا صدقوا فما حلّ لكم أن تدخلوني معكم في الشوري،لأنّ ادخالكم إيّاي فيها خلاف علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و رغبة عنه،ثمّ أقبل علي الناس فقال:

ص: 105


1- أي بناء علي تفسير الشوري بغير الامارة.
2- في المصدر:قد أخبرني بكل ما قال لك و قلت له.

أخبروني عن منزلتي فيكم و ما تعرفوني به أ صدوق عندكم أم كذّاب؟ فقالوا:صادق صدوق مصدق ما علمنا و اللّه أنك كذبت في جاهلية و لا إسلام.

قال(علي عليه السّلام):فو الذي أكرمنا أهل البيت بالنبوة فجعل منّا محمدا و أكرمنا من بعده بأن جعلنا أئمة المؤمنين من بعده و لا يبلّغ عنه غيرنا و لا تصلح الخلافة و الإمامة إلاّ فينا و لم يجعل لأحد من الناس فيها نصيبا و لا حقا،أما رسول اللّه فخاتم النبيّين ليس بعده نبيّ و لا رسول،ختم به الأنبياء إلي يوم القيامة و ختم بالقرآن الكتب إلي يوم القيامة و جعلنا اللّه خلفاء محمد في أرضه و شهدائه علي خلقه،و فرض طاعتنا في كتابه و قرننا بنفسه و بنبيه في الطاعة في غير آية من القرآن، و اللّه جعل محمدا نبيّا حبيبا و جعلنا[خلفاء من بعده]في كتابه المنزل،ثمّ اللّه حين أشهد نبيه صلّي اللّه عليه و آله أن يبلّغ ذلك عنه فبلّغهم كما أمره،فأينا أحق بمجلس رسول اللّه و بمكانه،أو ما سمعتم حين بعثني ببراءة فقال:لا يصلح أن يبلّغ عنّي إلاّ أنا أو رجل منّي فلم يصلح لصاحبكم أن يبلّغ عنه صحيفه قدر أربعة أصابع و لن يصلح أن يكون المبلّغ لها غيري،فأيّهما أحقّ بمجلسه و بمكانه،الذي سمّاه خاصّته أنّه من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أو من خصّه من بين الأمّة أنّه ليس من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله.قال طلحة:قد سمعنا ذلك من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ففسّر لنا كيف لا يصلح لأحد أن يبلّغ عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد سمعناه قال لنا و لسائر الناس ليبلّغ الشاهد منكم الغائب عنّي،و قال بعرفة حين حجّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حجّة الوداع فقال:رحم اللّه من سمع مقالتي فوعاها،ثمّ بلّغها غيره فربّ حامل فقه و لا فقه له و ربّ حامل فقه إلي من هو أفقه منه،ثلاثة لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم:إخلاص العمل للّه،و السمع و الطاعة، و المناصحة لولاة الأمر و لزوم جماعتهم،فإنّ دعوتهم محيطة من ورائهم.و قال في غير موطن:

فليبلّغ الشاهد الغائب؛فقال عليّ عليه السّلام:إنّ الذي قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم غدير خم و في حجّة الوداع، و يوم قبض في آخر خطبة خطبها حين قال:تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما إن تمسّكتم بهما:كتاب اللّه و أهل بيتي،و إن اللطيف الخبير عهد إليّ أنّهما لن يفترقا حتّي يردا عليّ الحوض كهاتين الاصبعين[و أشار باصبعيه السبحتين،و لا أقول كهاتين-و أشار بالمسبّحة و الوسطي لأنّ إحداهما قدّام الاخري]فتمسّكوا بهما لا تضلّوا و لا تزلّوا و لا تتقدّموهم و لا تتخلّفوا عنهم،و لا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم».

إنّما أمر من يقول من العامّة باجابة طاعة الأئمّة من آل محمد و إيجاب حقهم،و لم يقل في ذلك شيئا من الأشياء غير ذلك.فلمّا أمر العامّة أن يبلّغوا العامّة من لا يبلّغ عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ما بعثه اللّه به غيرهم.ألا تري يا طلحة أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال لي و أنتم تسمعون:إنّه لا يقضي ديني و يبرئ ذمّتي

ص: 106

و يؤدّي ديني و أمانتي،و يقاتل عن سنّتي غيري.فلمّا ولي أبو بكر ما قضي عن رسول اللّه دينه و لا عداته فاتبعتهما جميعا فقضيتهما عنه.و أخبرني أنّه لا يقضي دينه و لا عداته غيري،فلم يكن ما أعطاهم أبو بكر قضاء لدينه و عداته و إنّما كان قضائي دينه و عداته هو الذي أبرأ ذمّته و قضي أمانته؛و إنّما يبلّغ عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله جميع ما جاء به من بعده،الأئمّة الذين افترض اللّه في الكتاب طاعتهم و أمر بولايتهم،الذين من أطاعهم أطاع اللّه و من عصاهم عصي اللّه.فقال طلحة:فرّجت عنّي ما كنت أدري ما عني بذلك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حتّي فسّرتها إليّ فجزاك اللّه يا أبا الحسن عن جميع الامّة.

يا أبا الحسن شيء أريد أن أسألك عنه:رأيتك خرجت بثوب مختوم فقلت:أيّها الناس إنّي لم أزل مشغولا برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله-بتكفينه و دفنه-ثمّ شغلت بكتاب اللّه عزّ و جلّ حتّي جمعته،و هذا كتاب اللّه عندي مختوم لم يسقط عليّ منه حرف واحد،فلم أر ذلك الكتاب الذي كنت كتبت و ألّفت فيه،و قد رأيت عمر بعث إليك حين استخلف أن تبعث به إليه،فأبيت أن تفعل،فدعا عمر الناس فإذا شهد رجلان علي آية[أنّها]قرآن كتبها،و إن لم يشهد عليها إلاّ واحد رماها و لم يكتبها.

و قد قال عمر و أنا أسمع:إنّه قد قتل يوم اليمامة قوما كانوا يقرءون قرآنا لا يقرأه غيرهم فذهب.و قد جاءت غنيمة إلي صحيفة و كتّاب عمر يكتبون فأكلتها فذهب ما فيها،و الكتاب يومئذ كتاب عثمان.

و سمعت عمر و أصحابه الذين كتبوا ما ألّفوا علي عهد عمر و عهد و عثمان يقولون:إن الأحزاب كانت تعدل سورة البقرة،و النور ستّون و مائة آية،و الحجرات ستون آية.فما هذا،و ما يمنعك رحمك اللّه أن تخرج ما ألّفت للناس و قد عهد عثمان حين أخذ ما ألف عمر فجمع إليه الكتاب و حمل الناس علي قراءة واحدة،و مزّق مصحف أبي بن كعب و مصحف ابن مسعود و حرقهما بالنيران،فما هذا؟ قال عليّ:يا طلحة إن كلّ آية أنزلها اللّه عزّ و جلّ علي محمد صلّي اللّه عليه و آله عندي،املاء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و خطّي بيدي،و تأويل كل آية أنزلها اللّه علي محمد صلّي اللّه عليه و آله،و كل حلال و كل حرام و حدّ و حكم،و كل شيء تحتاج إليه الأمّة حتّي أرش الخدش.قال طلحة:كل شيء من صغير و كبير أو خاص أو عام أو كان أو يكون إلي يوم القيامة فهو عندك مكتوب؟

فقال عليّ عليه السّلام:نعم و سوي ذلك أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أسرّ إليّ في مرضه الذي مات فيه مفتاح ألف باب من العلم يفتح كلّ باب ألف باب،و لو أن الأمّة منذ قبض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله اتّبعوني و أطاعوني لأكلوا من فوقهم و من تحت أرجلهم،يا طلحة أ ليس قد شهدت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين دعا بالكتف ليكتب فيها،لئلاّ تضل الامّة و لا تختلف فقال صاحبك ما قال:إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يهجر،فغضب

ص: 107

رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و تركها؟ قال:بلي قد شهدت.

قال:فإنّكم لمّا خرجتم أخبرني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بالذي أراد أن يكتب فيها و يشهد عليها العامّة، فأخبره جبرائيل عليه السّلام بأنّ اللّه عزّ و جلّ قد علم أن الامّة ستختلف و تفترق،ثمّ دعا بصحيفة و أملي عليّ ما أراد أن يكتب في الكتف و أشهد علي ذلك ثلاثة رهط سلمان و أبا ذر و المقداد،و سمّي من يكون من أئمّة الهدي الذين أمر اللّه المؤمنين بطاعتهم إلي يوم القيامة،فسمّاني أوّلهم و ابني هذين الحسن و الحسين،كذلك كان يا أبا ذر و أنت يا مقداد؟

فقالا:نشهد بذلك.

فقال طلحة:و اللّه لقد سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لأبي ذر:ما أقلّت الغبراء و لا أظلّت الخضراء علي ذي لهجة أصدق و ابرّ عندي من أبي ذر.و أنا أشهد أنّهما لم يشهدا إلاّ بالحق و أنت أصدق و أبرّ عندي منهما.ثمّ أقبل علي طلحة فقال:اتق اللّه و أنت يا زبير و أنت يا سعد و أنت يا ابن عوف اتقوا اللّه و ابتغوا رضوانه و اختاروا،عنده،و لا تخافوا في اللّه لومة لائم.

فقال طلحة:ما بالي لا أزال يا أبا الحسن تجيبني عمّا سألتك عنه من القرآن (1)و لا تظهره للناس.

فقال:يا طلحة عمدا كففت عنك و عن جوابك.

قال:فأخبرني عمّا كتب عثمان و عمر أ قرآن كلّه أم فيه ما ليس بقرآن؟ فقال:بل قرآن كلّه إن أخذتم بمعانيه نجوتم من النار و دخلتم الجنّة،فإنّ حجّتنا فيه و حقّنا و فرض طاعتنا.

فقال طلحة:ما إن كان قرآنا فأخبرني عمّا بيديك من القرآن و تأويله و علم الحلال و الحرام إلي من تدفعه؟و من صاحبه بعدك؟ فقال:إلي الذي أمرني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن أدفعه إليه.

قال:و من هو؟ قال:وصيّي و أولي الناس بالناس،ابني هذا الحسن،ثمّ يرفعه ابني عند موته إلي ابني الحسين عليهم السّلام،ثمّ يصير إلي واحد بعد واحد من ولد الحسين عليه السّلام حتّي يردوا علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حوضه،هم مع القرآن لا يفارقونه و القرآن معهم لا يفارقهم (2).

ص: 108


1- في المصدر:قال طلحة:ما أراك يا أبا الحسين أجبتني عمّا سألتك عنه من أمر القرآن
2- كتاب سليم بن قيس:212/204،و الاحتجاج للطبرسي:220-225.مع تفاوت بالنقص و الزيادة.

الثاني: صاحب كتاب«صراط المستقيم»قال:قد حدّث عليّ بن طلحة بأنّه لمّا خرج عمر حدّثه -يعني عليّا عليه السّلام-النبيّ بما أراد أن يكتب و منه أنّه سيلي الأمر اثنا عشر إمام ضلالة عليهم مثل أوزار الامّة إلي يوم القيامة،و أوصي إليه بالإمامة و أن يدفعها إلي أولاده إلي تكملة اثني عشر إمام هدي (1).

ص: 109


1- الصراط المستقيم:5/3.

الباب الخامس و السبعون

في جيش أسامة و فيه أبو بكر و عمر و عثمان

و أبو عبيدة بن الجراح و عبد الرحمن بن عوف و طلحة و الزبير و غيرهم

و لعن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من تاخّر عن جيش اسامة

و قوله صلّي اللّه عليه و آله:إذا بويع الخليفتين فاقتلوا الأخير منهما و روي ذلك في أبي بكر

من طريق العامّة و فيه اثنا عشر حديثا الأوّل: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة و هو من أعيان علماء العامّة من المعتزلة قال ابن أبي الحديد قال أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري و قد أثني ابن أبي الحديد علي هذا الرجل عند أهل الحديث بقبول الحديث،و ثقته و هو صاحب كتاب«السقيفة».

قال:حدّثنا أحمد بن إسحاق ابن صالح عن أحمد بن سيّار عن سعيد بن كثير الأنصاري عن رجاله عن عبد اللّه بن عبد الرحمن:ان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أمر في مرض موته أسامة بن زيد بن حارثة علي جيش فيه جلّة المهاجرين و الأنصار منهم أبو بكر و عمر و أبو عبيدة بن الجرّاح و عبد الرحمن بن عوف و طلحة و الزبير،و أمره أن يغير علي«مؤتة»حيث قتل أبوه زيد،و أن يغمروا وادي فلسطين،فتثاقل أسامة و تثاقل الجيش بتثاقله،و جعل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مرضه يثقل و يخف، و يؤكّد القول علي تنفيذ ذلك البعث حتّي قال له أسامة بابي أنت و أمّي أ تأذن لي أن أمكث أيّاما حتّي يشفيك اللّه فقال:أخرج و سر علي بركة اللّه.

فقال:يا رسول اللّه إن خرجت و أنت علي هذا الحال خرجت و في قلبي قرحة منك.

فقال صلّي اللّه عليه و آله:سر علي النصر و العافية.

فقال:يا رسول اللّه إني أكره أن أسأل عنك الركبان.

فقال صلّي اللّه عليه و آله:انفد لما أمرتك به،ثمّ أغمي علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله.و قام أسامة فتجهز للخروج،فلمّا أفاق رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله سأل عن أسامة و البعث فأخبر أنّهم يتجهزون،فجعل يقول:أنفدوا بعث أسامة لعن اللّه من تخلّف،عنه و يكرر ذلك،فخرج أسامة و اللّواء علي رأسه و الصحابة بين يديه،حتّي إذا

ص: 110

كان بالجرف نزل و معه أبو بكر و عمر و أكثر المهاجرين و من الأنصار أسيد بن خضير و بشير بن سعد و غيرهما من الوجوه،فجاءه رسول أمّ أيمن يقول له ادخل فإن رسول اللّه يموت فقام من فوره فدخل المدينة و اللواء علي رأسه فجاء به حتّي ركزه في باب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد مات صلّي اللّه عليه و آله في تلك الساعة.

قال:فما كان أبو بكر و عمر يخاطبان أسامة إلي أن ماتا إلاّ بالأمير (1).

الثاني: ابن أبي الحديد في الشرح قال:لمّا مرض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مرض الموت دعا أسامة بن زيد بن حارثة فقال سر إلي مقتل أبيك فأوطئهم الخيل فقد ولّيتك علي هذا الجيش فإن أظفّرك اللّه بالعدوّ فأقلل اللبث و بث العيون و قدّم الطلائع فلم يبق أحق من وجوه المهاجرين و الأنصار إلاّ كان في ذلك الجيش منهم أبو بكر و عمر،فتكلّم قوم فقالوا يستعمل هذا الغلام علي جلّة المهاجرين و الأنصار فغضب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لمّا سمع ذلك و خرج عاصبا رأسه فصعد المنبر و عليه قطيفة فقال:

أيّها الناس ما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة،لأن طعنتم في تأميري أسامة لقد طعنتم في تأميري أباه من قبله و ايم اللّه إنّه كان لخليقا بالإمارة و إن ابنه من بعده لخليق بها و إنّهما لمن أحبّ الناس إلي فاستوصوا به خيرا فإنّه من خياركم،ثمّ نزل فدخل بيته و جاء المسلمون يودّعون رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و يمضون إلي عسكر أسامة بالجرف؛و ثقل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و اشتدّ ما يجده فارسل بعض نسائه إلي أسامة و بعض من كان معه يعلمونهم ذلك،فدخل أسامة من عسكره و النبيّ صلّي اللّه عليه و آله مغمور و هو اليوم الذي كدّوه فيه فطأطأ أسامة عليه و قبّله و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قد اسكت فهو لا يتكلّم، فجعل يرفع يديه إلي السماء ثمّ يضعها علي أسامة كالداعي له،ثمّ أشار إليه بالرجوع إلي عسكره و التوجّه إلي ما بعثه فيه،و رجع أسامة إلي عسكره ثمّ ارسل نساء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي أسامة يأمرنّه بالدخول و يقلن أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قد اصبح بارئا؛فدخل أسامة من عسكره يوم الإثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأوّل فوجد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مفيقا فامره بالخروج و تعجيل التعود و قال:اغد علي بركة اللّه،و جعل يقول:أنفذوا بعث أسامة،و يكرر ذلك،فودّع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و خرج و معه أبو بكر و عمر فلمّا ركب جاءه رسول أم أيمن فقال:إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يموت،فأقبل و معه أبو بكر و عمر و أبو عبيدة فانتهوا إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حتّي زالت الشمس من هذا اليوم و هو يوم الاثنين و قد مات و اللواء مع بريدة بن الحصيب،فدخل باللواء فركزه عند باب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو مغلق و عليّ عليه السّلام و بعض

ص: 111


1- شرح نهج البلاغة:52/6.

بني هاشم مشتغلون بإعداد جهازه و غسله فقال العباس لعليّ عليه السّلام و هما في الدار:امدد يدك أبايعك فيقول الناس عمّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بايع ابن عمّ رسول اللّه فلا يختلف عليك اثنان.

فقال له:أو يطمع فيها يا عمّ طامع غيري؟! قال:ستعلم،فلم يلبث أن جاءتهما الأخبار بأن الأنصار أقعدت سعدا لتبايعه و أن عمر جاء بأبي بكر فبايعه و سبق الأنصار بالبيعة،فندم عليّ عليه السّلام علي تفريطه في أمر البيعة و تقاعده عنها و أنشده العباس قول دريد:

أمرتهم أمري بمنعرج اللوا فلم يستبينوا النصح إلا ضحي الغدر

(1) .

الثالث: ابن أبي الحديد قال:تزعم الشيعة أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كان يعلم موته و أنّه سيّر أبا بكر و عمر في بعث أسامة لتخلوا دار الهجرة منهما فيصفو الأمر لعليّ عليه السّلام و يبايعه من تخلّف من المسلمين بالمدينة علي سكون و طمأنينة فإذا جاءهما الخبر بموت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و بيعة الناس لعليّ عليه السّلام بعده كانا من المنازعة و الخلاف أبعد؛لأن العرب كانت تلتزم باتمام تلك البيعة و يحتاج في نقضها إلي حروب شديدة فلم يتم له ما قدّر و تثاقل أسامة بالجيش أياما مع شدّة حب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي نفوذه و خروجه بالجيش حتّي مات صلّي اللّه عليه و آله و هما بالمدينة،فسبقا عليّ إلي البيعة و جري ما جري (2).

الرابع: عبد الجبار قاضي القضاة في كتاب«المغني»و هو من المتعصبين من العامّة روي في السبب في كون عمر من جملة جيش أسامة،أن عبد اللّه بن أبي ربيعة المخزومي قال عند ولاية أسامة،يولّي علينا شاب حدث و نحن مشيخة قريش.فقال عمر:يا رسول اللّه مرني حتّي أضرب عنقه فقد طعن في تأميرك إياه،ثمّ قال عمر:أنا اخرج في جيش أسامة (3).

الخامس: روي البلادري في تاريخه و هو معروف بالثقة و الضبط و برئ من ممالأة الشيعة و مقاربتها،أن أبا بكر و عمر كانا معا في جيش أسامة (4).

السادس: ابن أبي الحديد بعد أن ذكر أحاديث في الشرح تدلّ علي النص علي أمير المؤمنين بالخلافة و الإمامة قال:إني سألت النقيب أبا جعفر يحيي بن محمد بن أبي زيد و قد قرأت عليه هذه الأخبار فقلت له:ما أراها إلاّ تكاد تكون دالة علي النص و لكني استبعد أن يجتمع الصحابة علي

ص: 112


1- شرح نهج البلاغة:159/1.
2- شرح نهج البلاغة:161/1.
3- شرح نهج البلاغة:177/17.
4- شرح نهج البلاغة:177/17.

دفع نصّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي شخص بعينه كما استبعدنا من الصحابة علي ردّ نصّه علي الكعبة و شهر رمضان و غيرهما من معالم الدين.فقال رضي اللّه عنه:أبيت إلاّ ميلا إلي المعتزلة،ثمّ قال:إن القوم لم يكونوا يذهبون في الخلافة إلي أنها من معالم الدين،و أنها جارية مجري العبادات الشرعية، كالصلاة و الصوم،و لكنهم كانوا يجرونها مجري الأمور الدنيوية،و يذهبون هذا مثل تأمير الأمراء و تدبير الحروب و سياسة الرعيّة و ما كانوا يبالون في أمثال هذا من مخالفة نصوصه صلّي اللّه عليه و آله إذا رأوا المصلحة في غيرها،ألا تراه كيف نصّ علي إخراج أبي بكر و عمر في جيش أسامة لم يخرجا لمّا رأيا في مقامهما مصلحة للدولة و الملة و حفظا للبيضة و دفعا للفتنة،و قد كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يخالف و هو حيّ في أمثال ذلك فلا ينكره و لا يري به باسا (1).

قال مؤلف هذا الكتاب:إن قوله:إن أبا بكر و عمر خالفا نصّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فلا شك و لا ريب فيه،و أما اعتذاره عنهما و لم يخرجا لمّا رأيا إلي آخره،فاعتذار باطل؛لأن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنصح للملّة و أحفظ للبيضة فكيف يريان المصلحة للاسلام دونه صلّي اللّه عليه و آله و حفظا للبيضة بقعودهما،و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يأمرهما بالخروج و الحث عليه،لأن اللّه تعالي و رسوله أعلم بمصالح الإسلام و العباد لا أبو بكر و لا عمر و لا غيرهما من الطّغام و الجهال ممن يقدم بين يدي اللّه و رسوله صلّي اللّه عليه و آله.

السابع: صاحب كتاب«سير الصحابة»قال:أوّل خلف وجد فيما قاله رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فيما أخبرني به أبو عمر محمد بن أبي عمر قال:حدّثني سفيان بن عيينة عن عمر بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال:بعث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي إلي«مؤتة»و هي الأرض التي قتل فيها جعفر الطيار ابن أبي طالب(رض)و تقدم إلي اسامة بالقتل و التحريق،و الخبر طويل فيما وصّاه به و أمّره علي أهل السوابق من المهاجرين و غيرهم من الوجوه، و عقد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الراية بكفّه و أمر أبا بكر و عمر و عثمان أن يسيروا معه و لا لهما أمر،فلمّا علما أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قد ثقل في مرضه فارقا أسامة و تخلّفا عنه و رجعا إلي المدينة،و سار اسامة و لم يتبعاه فصعب ذلك علي المسلمين و قالوا:هذا و هو حيّ ناطق قد خالفاه في أمره دون الصحابة فكيف يكون الحال إذا مات (2).

الثامن: صاحب سير الصحابة قال:أخبرنا الشيخ أبو الحسن عليّ قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا أبو يوسف يعقوب بن الجرمي قال:حدّثني أبو جيش الهروي قال:حدّثنا عبد الرزاق عن أبيه عن

ص: 113


1- شرح نهج البلاغة:82/12.
2- بمضمونه في مكاتيب الرسول:681/3.

جدّه عن أبي سعيد الخدري قال:لما دخل عمر علي أبي بكر قال له:اكتب الآن إلي المواضع و ابدأ بأرض«مؤتة»إلي اسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي،و كان النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أمره في أمر فيه علي أهل السوابق من وجوه الصحابة و خرج معه أبو بكر و عمر و كانا من جملة أتباعه و هو المؤمّر عليهما و أمره أن يسير إلي«مؤتة»و هي الأرض التي قتل فيها جعفر ابن أبي طالب عليه السّلام و تقدّم إليه بالقتل و التحريق في خبر طويل و رواه عمر بن شيبة؛و قد سمعنا هذا الحديث و الرسالة أيضا من طرق شتي أنهم قالوا:لما علم أبو بكر و عمر بن الخطاب أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في صورة الموت تشاوروا في التخلّف عن أسامة فاستأذن اسامة أن يقضيا في المدينة اشغالا يوما و قيل ثلاثة أيام و يلحقا به فأذن لهما ثمّ رحل ممثلا لأمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هذا أوّل خلف منهما،فلمّا خرج عليّ من عند أبي بكر إلي اسامة،كتب أبو بكر بسم اللّه الرّحمن الرحيم من خليفة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أبي بكر:

يا أسامة فإن المسلمين اجتمعوا عليّ و فوّضوا أمرهم إليّ فاختاروني للإمامة عليهم و النظر في امورهم و حراسة أبنائهم لما عرفوه عندي من الرأفة بهم و إيثار الحسني فيهم و إن المسلمين لن يعدموا ذلك مني بالإحسان إليهم و التسوية في الحقّ من ضعيفهم و قويهم،و قد عرف ما كان من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فيما أمرك به المسير إلي«مؤتة»و ما يجاورها من البلاد و ما أوعز إليك من النهب و التحريق و القتل،و لو لا أنّه أمرك به رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و ندبه إليك لأحببت أن أردّك عن هذا الوجه الذي سلّطك عليه لتكون أنت و من تبعك من المسلمين في جملة من عندي من المهاجرين و الأنصار،فإن العرب قد ارتدّ أكثرها و رجعت عما عاهدت اللّه عليه و رسوله،فادخل فيما دخل فيه المسلمون و اكتب إليّ به و امض إلي ما أمرك به رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و لبئس الشيء التشنّع علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عند فراقه مما يخالف أمره و نهيه،و بئس الرأي ما بعد يستأثر به دونه،إن رأيه صلّي اللّه عليه و آله يعان بالتوفيق،و رأينا شوب بالظن معقود علي الوهم،و مع ذلك اريدك أن تأذن لعمر (1)في مقامه عندي و استظهر به علي أمري و ما أحتاج إلي قيامه فيه،فلا يعترضك معترض فيخرجك عما فيه المسلمون أو يزيّن لك الشيطان بعض الغرور فنقول كما قال أهل الغفلة:

لقد حنّ قدح ليس منها و الظن داب للبعيد عنها (2)

و اجر الامور علي ظاهرها و لا تجاهرنا بما في نفسك فإن اللجاجة تجلب الغلبة و رأيي لك خير

ص: 114


1- مصنف عبد الرزاق:482/5 ح 9777،و سيرة ابن حبان:427.
2- في شرح النهج و غيره:و طفق يحكم فيها من عليه الحكم.

من ظنك و اللّه ولي كل خير،ثمّ امض علي بركة اللّه تعالي و اكتب إليّ بما تستمده من جهتي في رأي و مئونة فاني متشوّق إلي ما يصلني من خبرك حفظك اللّه و نصرك و أحسن العون لمن معك.

فأجابه:بسم اللّه الرحم الرحيم من أسامة بن زيد مولي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي أبي بكر ابن أبي قحافة أما بعد،فإن كتابك جاءني بما ينقض فيه الاخير الأوّل و يخالف القول فيه الفعال،فتصفّحته تصفّح معجب مسلما إلي مشيئة اللّه تعالي في ساير الامور،فسبحان اللّه من عجيب الغيب و لا عجب من أمر اللّه تعالي،يا عجبا لك أ تكتب في صدر كتابك من خليفة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و تشهد أن المسلمين استخلفوك و ما كان لك أن تستخلف بأمر المسلمين فإن الخلافة ليست بمردودة إلي المسلمين ليستخلفوا عليهم من يريدون،إنّما ذلك بالنص و برضي الشوري،فإذ اجتمعوا علي واحد منهم كان للّه فيه رضي و إذا وقع النصّ سقطت الشوري،فإن كنت قد نسيت نصّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله علي غيرك فقد كان يجب عليك أن تجتمع مع إخوانك المشاركين لك في هذا الأمر و تشاورهم حتّي يستقر لك علي ما تريد منهم و منك،فإن لم تكن فعلت ذلك فقد غششت نفسك و خنت أمانتك و دينك فكيف يستخلفك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو قد نفذك معي في البعث إلي«مؤتة»و يؤمّرني عليك و يأمرك بالسمع لي و الطاعة،تري أ لم يعلم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنه يموت و قد قال:اكتب لكم ما لا تختلفون بعدي،و قد نصّها في عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و هو الآمر عليك لا يحلّ لك أن تتطاول لها،فكيف و أنت تحت أمري و كتابك يشهد عليك،و قد سألتني في أن آذن لعمر في القعود عندك و يا سبحان اللّه تعالي ما أعجب قولك إنك لا تحب أن تفتح نظرك فيما يخالف رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أنت في كل الامور علي خلاف رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،أ لم يأمرك بالخروج معي؟!

أ لم يبعثك إلي المسير في حملتي؟! أ لم تدخل أنت و عمر لعيادته فلمّا راكما أنكر تخلفكما عن الخروج إلي معسكري حتّي اعتذرتما بالاستعداد و سألتماني النظرة يومين أو ثلاثة،ثمّ أنفذت إليكما من يزعجكما بمثل ذلك و دخلتما إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو يقول:نفّذوا جيش اسامة،يكرر ذلك في الساعة الواحدة دفعات، حتّي خرج أحدكما في بعض ذلك و هو يقول:إن محمدا ليهجر؟!

فكيف تدّعي أنّك لا تخالف أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أنت تخالف أوامره صلّي اللّه عليه و آله لك؟أو ما تستحيي من تقدّمك علي أهل بيته و هو يقدّمهم و يؤخّرك بفضلهم و تقصيرك،و يؤمّرهم عليك و لا أهل بيته يؤمّرك عليهم؟!

ص: 115

أ لم يسدّ بابك إلي المسجد و لم يسد بابهم؟أ لم[يقل و هو]يخطب:لا احلّ المسجد لجنب و لا حائض إلاّ لمحمد و أزواجه و عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين؟

أ لم يخرج إليكم و أنتم نيام في المسجد فيضربكم بقضيب كان في يده و قال:لا تناموا في مسجدي،فهل جعل عليّا معكم؟

أ ليس قال له:يا عليّ إنك لست منهم إنك يحلّ لك في المسجد ما يحل لي؟ أ لم يواخ بينكم و بين الأنصار واحدا بعد واحد و قال لعليّ:أنت أخي في الدنيا و الآخرة و لم يؤاخ أحدا منكم غير عليّ؟

أولم يقل و هو يخطب و يقل و هو غير خاطب:من كنت مولاه فعليّ مولاه اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله و في أسباب اخري أفرده بفضائل لم يكن له فيها مشارك؟

و كيف استجرأت أن تخالف اللّه و رسوله في هذا التخلف عن المسير معي؟ و اللّه ما رجعتما عن المسير معي إلاّ لهذا و لا شيء أعجب من إكراهك أهل السوابق و الفضل من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي ما لا يؤثرون،و هجومك علي بيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هتك ستر بيته مستخرجا من لجأ إليها ممن لا قوة لك بأمره و انتهاكك حرمة ذلك البيت المبارك و حرمة ابنته و حرمة سبطيه،كأنك لا تعلم أن ذلك مهبط الوحي و الروح الامين و منزل الكتاب و موسي النبيّ و قواعد الرسالة و كأنك تطلب ثارا لك أو تعاند وصي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،أو ما تذكر ما كنت مجتهدا فيه من طاعة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و صحبتك إياه فثنتك نفسك و صدّك الشيطان عما رغبته فيه من طلب الرئاسة التي أرهقتك؟أ ما تعلم أنك في ذلك بمنزلة من كان يرصد بفعله فرصة ينتهزها حتّي أخبر عن أنّه قال لابنة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ألا إن بلغني أنك إن آويت أحدا من هؤلاء لأحرقنّ عليك البيت و عليهم،فقالت:أنت محرق عليّ بيتي يا عمر؟

فقال لها:نعم،أ ليس كان ذلك كلّه يا أبا بكر خديعة منك علي الدنيا و شرّ من ذلك تقدمك علي من هو خير منك؟و هل في ذلك إلاّ مقام تقوم فيه و أنت كثير الأعداء كثير التعب في مطعمك و مشربك و مرقدك غير مشكر من جميع المسلمين في ساير أعمالك،كثير التعب بعد الراحة شديد الخوف قليل النوم و أعظم من ذلك خاتمة أمرك التي تقصر بك عن معاينة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في يوم لا يقبل عذرك و لا ترحم عبرتك،و قد كنت عن ذلك غنيا و منه بريا فاذهب بها شنيعة المنتظر قبيحة

ص: 116

المخبر عند من تعلم غدا فأنت و اللّه الناكث لعهد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مرّة بغصبك ما كان لعليّ بن أبي طالب و هو مولي عليك،و مرّة عصيانك أمر النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لتأميري عليك،و اقسم باللّه لا متّ إلاّ و أنت نادم علي ذلك متأسف علي ما صنعته حزين لما فرطت فيه،و ما أقول بهذا اريد عطفك و لا أبغي صرفك و لكنه حقّ للمسلمين في تقويمك إذا ذللت و إرشادك إذا ضللت،و أما ما ضربت مثل اللقاح و الناقة الضجور فكن في ذلك بردا و سلاما غلست بالنبي تضرب للمسلمين بعضهم من بعض،و لكني إذا رجعت اجتمعت مع إخواني المسلمين فاحدث ما أحدثوا و أترك ما تركوا و لا يضحك إليك سبق و لا تخلص إليك طويتي،و علي يقين أقول لك:لقد اسقطت بعملك هذا ما سبق من علمك و لو لا خبابه ما كنت عصيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في حياته و نكثت عهده بعد وفاته صلّي اللّه عليه و آله و أما ما التمسته منّي من الإذن لعمر فقد أذن هو لنفسه و غدا احاججك يا أبا بكر عند ملك حكيم تأمر عمر بالجلوس عن المسير معي بغير إذني و لا عقل لك منعك عن السؤال لي في حقّه،فكيف يرضي المسلمون هذا؟

لم لم تحكم علي عمر و هو مثلك عبدا مأمورا فكيف يحكم علي مولاه،و أنا اليوم مولاك الأصغر باستئذانك لي؛لأنه لا يستأذن العبد إلاّ مولاه و قد استأذنتني لعمر و ما أذنت لك،و أمير المؤمنين عليه السّلام مولاي و مولاكما الأكبر بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون مع الاجتماع سترون عما يكون،فلعن اللّه عبدا عق مولاه و صلّي اللّه علي سيّدنا محمد النبيّ عليّ بن أبي طالب و آلهما أجمعين.و ختم الكتاب و أنفذه إلي أبي بكر و عمر و قالا:لندبرنّ في غيره حتّي يراه و مكانه.

قال صاحب الحديث:فلمّا تم لأبي بكر و عمر و سمعا من اسامة ما سمعا شرع أبو بكر في أخذ فدك و العوالي،و هما حديقتان أخذتهما فاطمة عليها السّلام بحقها من الغنائم قبل وفاة النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لعامين و أربعة أشهر فأبرز أبو بكر سيّدة نساء العالمين عن خدرها،و ساق الحديث بذكر فدك و العوالي و الحديث طويل (1).

فصل في قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الأخير منهما،و روي ذلك في أبي بكر.

التاسع: من الجزء الرابع من صحيح مسلم في ثاني كراسة قال:حدّثني[وهب بن]بقية قال:

حدّثني خالد بن عبد اللّه عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إذا

ص: 117


1- لم نجده في المصادر.

بويع لخليفتين فاقتلوا الأخير منهما (1).

العاشر: قال صاحب كتاب«سير الصحابة»الخلف الخامس في التقدم و الإمامة:فاظهر اللّه الضغائن الخفيّة في بواطنهم عند الموت و تركوا وصيّة نبيهم صلّي اللّه عليه و آله في يوم الغدير و غيره منها في تبوك قوله صلّي اللّه عليه و آله:هذا عليّ خير البشر من شك فيه فقد كفر،و منها في يوم الأحزاب و في يوم خيبر قوله صلّي اللّه عليه و آله:لأعطينّ الراية غدا رجلا كرارا غير فرار يحب اللّه و رسوله و يحبه اللّه و رسوله،و في يوم الأبطح و سلام الشمس عليه،و مخاطبته بامرة المؤمنين،و تأميره علي العساكر التي نفذت إلي اليمين،و يوم المباهلة،و يوم بئر ذات العلم،و في يوم الوادي إلي الجنّ و قد بعث أبا بكر فعاد ناكصا و عمر و عثمان و خمسة عشر نفرا من الصحابة و كلّهم رجعوا ناكصين إلاّ عليّا عليه السّلام،و في يوم البساط و هو قطيف الارجوان و أبو بكر و عمر و الجماعة معه،و يوم بيت أبي بكر يوم البرمة و القول لأبي بكر و عائشة خاصة لأن الكلم كان في بيتهم،و في يوم سلام الجنّ،و في ليلة خالد بن الوليد و خطاب عليّ عليه السّلام النخلة اليابسة فأينعت الجنيّ من الرطب،و في كلام اللّه تعالي مما حذفوه و ما بقي،و في يوم التزويج و الآيات التي ظهرت يوم فاطمة عليها السّلام في مواضع أعجز عن إحصائها مثل قوله صلّي اللّه عليه و آله:

ظالمو أهل بيتي في النار،و بالصدقة في مناجاة الرسول و لم يوفق لها أحد إلاّ عليّ عليه السّلام،و صدقة الخاتم و توليته الحكومة.

و قوله صلّي اللّه عليه و آله:من سبّ عليّا فقد سبني و من سبني فقد سبّ اللّه و من سبّ اللّه أكبّه اللّه علي منخريه في النار،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:عليّ سيّد الأوصياء و أنا سيّد الأنبياء فأهملوا اللّه و رسوله و ركبوا الهوي و تنازعوا في التقديم حتّي قالت الأنصار:منا أمير و منكم أمير،فلمّا قال الجماعة لسعد بن عبادة ذلك،بعث إلي أمير المؤمنين عليه السّلام و قال له:و اللّه رمتها و لا يكون أحد أحق منك بها،فبعث إليه الإمام عليه السّلام و قال:إني لفي شغل عنها فشأنك و القوم سيقضي اللّه أمرا كان مفعولا،و أراد الإمام أن يعلمهم بما تريد فتساهمت المهاجرون و الأنصار مع الأوس و الخزرج فوقعت ثلاث مرات علي الأوس و الخزرج فخرج أبو بكر إلي سعد،و تساهموا ثلاث مرات فتقع علي سعد،فأول من بايع لسعد أبو بكر و عمر و عثمان و المهاجرون و الأنصار و صلّي بالناس سعد ثلاث صلوات الفجر و الظهر و العصر و تفرّق عنه أصحابه،فكان قد كتب سبعين كتابا إلي المواضع التي كان قد ولاّها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لكل واحد منهم:إنك علي ما ولاّك عليه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فإنّه مات و وليت الأمر،

ص: 118


1- صحيح مسلم:23/6.

و أحضر سعد ما كان في بيت المسلمين فعزل الخمس منه و أنفذه إلي عليّ عليه السّلام و قال:بذلك أمرنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثمّ قسم الباقي علي المسلمين كما كان يقسمه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثمّ أحضر من ماله مائتي ألف دينار ثيابا و غنما و نفذ الخمس منه إلي عليّ عليه السّلام ثمّ قسم الباقي علي سائر الصحابة كما كان يفعل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فشق ذلك علي أقوام و دخلوا عليه المسجد و قد تفرّقت عنه أصحابه و بنو عمه و سبّوه و ثاروا عليه و داسوه بأرجلهم حتّي اختنق،و في حديث آخر أنه بقي أياما و لكزوا عليه رجلين فكمنّا له في ظاهر المدينة ثمّ رمياه بسهمين فقتلاه،و ذكروا بزعمهم (1)أن الجنّ قتلوه و انشدوا هذا الشعر:

قد قتلنا ملك الخزرج سعد بن عبادة و رميناه بسهمين فلم يخط فؤاده

و الحديث الأوّل أصح عندي و عند أهل التواريخ،و ماج الناس من أصحاب السقيفة و تحالفوا نوبة ثانية علي أن كل من خالف أبا بكر قتلوه،ثمّ خرج أبو بكر طالبا المسجد خاطبا لنفسه في اليوم الذي بايع فيه لسعد بن عبادة،و اجتمع الناس لها من كل مكان و أكثروا القال و القيل،و أنكر عليه اثنا عشر رجلا ستة من المهاجرين و ستة من الأنصار.

الحادي عشر: صاحب«سير الصحابة»قال:حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن موسي الهمداني عن محمد بن عليّ الطالقاني عن جعفر الكناني عن أبان بن تغلب قال:قلت لسيدي جعفر الصادق عليه السّلام جعلت فداك هل في أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من أنكر عليه؟قال:نعم يا أبان الذي أنكر علي الأوّل اثنا عشر رجلا ستة من المهاجرين و ستة من الأنصار فمنهم خالد بن سعيد بن العاص الأموي و سلمان الفارسي و أبو ذر الغفاري و عمّار بن ياسر و المقداد بن الاسود الكندي و بريدة الاسلمي و من الأنصار قيس بن سعد بن عبادة و خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين و سهل بن حنيف و أبو الهيثم التيهان و ابيّ بن كعب و أبو أيوب الأنصاري هؤلاء اجتمعوا و تشاوروا و عزموا أنّهم إن صعد أبو بكر منبر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن يحطونه،و الحديث طويل ليس هنا موضع ذكره؛لأن كل من هؤلاء الاثني عشر احتجّ علي أبي بكر مما لا ينكره من النصوص عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله علي عليّ عليه السّلام بالامامة و الخلافة و احتجوا علي أبي بكر بها 2.

ص: 119


1- ذكر في العقد الفريد:247/4 ط.دار الاحياء أن الذي قتل سعد هو عمر بارسال شخص و قيل أنّه خالد،و ذكره البلاذري في انساب الاشراف:589/1 ح 1193 ط.مصر. تصريح الصحابة بأحقيّة عليّ عليه السّلام تصريح الإمام الحسن بن عليّ عليه السّلام: أخرجه أبو الفرج الأصفهاني في«مقاتل الطالبيين»:قال عليه السّلام في رسالته لمعاوية:«فلمّا توفي صلّي اللّه عليه و آله و سلم تنازعت سلطانه العرب،فقالت قريش:نحن قبيلته و اسرته و أولياؤه...ثمّ حاججنا نحن قريشا بمثل ما حاجت به العرب فلم تنصفنا قريش إنصاف العرب لها...و استولوا بالاجتماع علي ظلمنا و مراغمتنا و العنت منهم لنا،فالموعد اللّه و هو الولي النصير.و قد تعجبنا لتوثّب المتوثبين علينا في حقّنا و سلطان نبيّنا صلّي اللّه عليه و آله و سلم و إن كانوا ذوي فضيلة و سابقة في الإسلام فأمسكنا عن منازعتهم مخافة علي الدين أن يجد المنافقون و الأحزاب بذلك مغمزا يثلمونه به،أو يكون لهم بذلك سبب لما أرادوا به من فساده،فاليوم فليعجب المتعجّب من توثبك يا معاوية علي أمر لست من أهله»(مقاتل الطالبيين:65 ذكر الخبر في بيعة الحسن بعد وفاة أمير المؤمنين،و أهل البيت لتوفيق أبي علم:313 رسالة الإمام إلي معاوية). *أقول:و للإمام الحسن مقولة مشهورة لأبي بكر:«انزل عن منبر أبي»(السقيفة:66،و شرح النهج:42/6 الخطبة 66،و أنساب الأشراف:27/3،و مقتل الخوارزمي:93/1،و كنز العمال:616/5 ح 14085 و 654/13 ح 37662،و كفاية الطالب:424). تصريح الحسين بن عليّ عليهما السّلام و ذلك في قوله لعمر:«انزل عن منبر أبي»(تاريخ دمشق:175/14 ترجمة الحسين عليه السّلام،و كنز العمال: 616/5 ح 14085 و 654/13 ح 37662). تصريح فاطمة بنت محمد عليها السّلام كانت فاطمة بنت محمد المدافع الأوّل عن نبوّة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،ثمّ عن خلافته التي قضي عمره الشريف في تبليغ الاسلام و بالخلافة يحفظ الاسلام،فكانت صلوات اللّه عليها تخرج مع عليّ عليه السّلام تدعو لنصرته(الإمامة و السياسة:29/1). و قد أبرزت ذلك بقولها في مواقف عدة،من ذلك ما قالته صلوات اللّه عليها في خطبتها في مجلس أبي بكر بعد وفاة النبيّ الأعظم صلّي اللّه عليه و آله جاء فيها: «...حتّي إذا اختار اللّه لنبيّه صلّي اللّه عليه و آله و سلم دار أنبيائه ظهرت حسكة النفاق و سمل جلباب الدين و نطق كاظم الغاوين،و نبغ خامل الأقلين،و هدر فنيق المبطلين،فخطر في عرصاتكم،و أطلع الشيطان رأسه صارخا بكم فدعاكم فألفاكم لدعوته مستجيبين،و للغرّة ملاحظين،ثمّ استنهضكم فوجدكم خفافا و أحمشكم فألفاكم غضابا،فوسمتم غير إبلكم و أوردتم غير شربكم هذا و العهد قريب؟!و الكلم رحيب،و الجرح لما يندمل،بما ذا زعمتم:خوف الفتنة؟ ألاّ في الفتنة سقطوا...»(التذكرة الحمدونية:257/6 ح 628،و بلاغات النساء:25 كلام فاطمة،و أهل البيت لتوفيق أبي علم:159،و مقتل الحسين للخوارزمي:78 الفصل الخامس). و قالت عليها رضوان اللّه تعالي:«...و نحن بقية استخلفنا عليكم و معنا كتاب اللّه بيّنة بصائره،و آي فينا،منكشفة سرائره و برهان منجلية ظواهره..»(بلاغات النساء:28 كلام فاطمة عليها السّلام). و قالت عليها السلام في مرض وفاتها للنساء الذين دخلن عليها: «...و ويحهم أنّي زحزحوها عن رواسي الرسالة و قواعد النبوّة و مهبط الروح الأمين الطبن بأمور الدنيا و الدين، ألا ذلك هو الخسران المبين،و ما الذي نقموا من أبي الحسن؟!نقموا و اللّه منه نكير سيفه و شدّة وطأته،و نكال وقعته و تنمّره في ذات اللّه،و يا للّه لو تكافئوا علي زمام نبذه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سلم لسار بهم سيرا سجحا(سهلا)،لا يكلم خشاشه و لا يتعتع راكبه،و لأوردهم منهلا رويّا...و لفتحت عليهم بركات من السماء..إلي أي لجأ لجئوا و أسندوا، و بأيّ عروة تمسّكوا،و لبئس المولي و لبئس العشير،استبدلوا و اللّه الذنابي بالقوادم و العجز بالكاهل،فرغما لمعاطس قوم يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَ لكِنْ لا يَشْعُرُونَ ويحكم : أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَي الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاّ أَنْ يُهْدي فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ... أَ نُلْزِمُكُمُوها وَ أَنْتُمْ لَها كارِهُونَ (بلاغات النساء:32-33 كلام فاطمة،و السقيفة للجوهري:117-118، و شرح النهج لابن أبي الحديد:233/16 كتاب 45،و أهل البيت لتوفيق أبي علم:176-177). و منه ما قالته عليها السّلام في مجلس الأنصار: «ألا و قد قلت الذي قلته علي معرفة منّي بالخذلان الذي خامر صدوركم و استشعرته قلوبكم،و لكن قلته فيضة النفس و نفثة الغيظ و بثّة الصدر و معذرة الحجّة،فدونكموها فاحتقبوها مدبرة الظهر ناقبة الخفّ،باقية العار، موسومة بشنار الأبد...»(التذكرة الحمدونية:259/6 ح 628،و بلاغات النساء:31 كلام فاطمة،و السقيفة للجوهري:100،و شرح النهج لابن أبي الحديد:211/16 كتاب 45). و زاد الجوهري:«...أ فتأخّرتم بعد الإقدام،و نكصتم بعد الشدّة،و جبنتم بعد الشجاعة عن قوم نكثوا إيمانهم من بعد عهدهم و طعنوا في دينكم،فقاتلوا أئمة الكفر إنّهم لا أيمان لهم لعلّهم ينتهون»(السقيفة:100،و شرح النهج لابن أبي الحديد:211/16 كتاب 45). و زاد الطبري الإمامي من طريق أهل البيت::«...فما جعل اللّه لأحد بعد غدير خم من حجّة و لا عذر»(دلائل الإمامة:38). و أخرج الجزري بسنده عن فاطمة عليها السّلام انّها قالت لهم: «أنسيتم قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سلم يوم غدير خم:«من كنت مولاه فعلي مولاه»و قوله صلّي اللّه عليه و آله و سلم:«أنت منّي بمنزلة هارون من موسي عليهما السّلام؟!...». و قال:و هكذا أخرجه الحافظ الكبير أبو موسي المديني في كتابه المسلسل بالأسماء(أسمي المناقب في تهذيب أسني المطالب:33 ح 5). *أقول:هذه جملة ما وصل إلينا من تصريحات فاطمة عليها السّلام،و قد ذكر أصحابنا الكثير منها،أغمضنا عن ذكرها لأن الفضل ما شهدت به غيرنا(راجع دلائل الإمامة:38-40،و الاحتجاج:97/1 إلي 109). تصريح أبي بكر بن أبي قحافة أخرجه الجوهري عن المغيرة قال:مرّ المغيرة بأبي بكر و عمر و هما جالسان علي باب النبيّ حين قبض،فقال: و ما يقعدكما؟ قالا:ننتظر هذا الرجل يخرج فنبايعه،يعنيان عليّا. فقال:أ تريدون أن تنظروا حبل الحبلة من أهل هذا البيت و سموها في قريش تتسع. قال:فقاما إلي سقيفة بني ساعدة،أو كلاما هذا معناه(السقيفة:68،و شرح النهج لابن أبي الحديد:43/6 الخطبة 66). تصريح عمر بن الخطاب قال في أثناء حواره لابن عباس:أما و اللّه إن كان صاحبك هذا أولي الناس بالأمر بعد وفاة رسول اللّه إلاّ إنّا خفناه علي اثنتين:حداثة سنّه و حبّه بني عبد المطلب(السقيفة:52 و 73 و 129،و شرح النهج لابن أبي الحديد:57/2 الخطبة 27،و 50/6 الخطبة 66). و قال له يوما:يا ابن عبّاس ما أظنّ صاحبك إلاّ مظلوما. قال:فقلت:يا أمير المؤمنين عليه السّلام فاردد عليه ظلامته. قال:فانتزع يده من يدي و قال:يا ابن عباس ما أظن القوم منعهم من صاحبك إلاّ إنّهم استصغروه. قال:فقلت:و اللّه ما استصغره اللّه حين أمره أن يأخذ براءة من أبي بكر(السقيفة:70،و شرح النهج لابن أبي الحديد:45/6 خطبة 66). و قال له يوما:يا ابن عبّاس ما يمنع قومكم منكم و أنتم أهل البيت خاصة؟ قال:قلت:لا أدري. قال:لكنّي أدري،إنّكم فضلتموهم بالنبوّة فقالوا:إن فضّلوا بالخلافة مع النبوّة لم يبقوا لنا شيئا(العقد الفريد: 265/4 كتاب الخلفاء-أمر الشوري). تصريح عثمان بن عفّان ذلك ما قد يستفاد من ضمن حواره مع ابن عبّاس حول الخلافة حيث قال: إنّي أعوذ باللّه منكم يا بني عبد المطلب إن كان لكم حق تزعمون انّكم غلبتم عليه،فقد تركتموه في يدي من فعل ذلك بكم،و أنا أقرب إليكم رحما منه(تاريخ المدينة لابن شبة:1046/3 حياة عثمان). تصريح معاوية قال معاوية في رد رسالة محمد بن أبي بكر: «فكان أبوك و فاروقه أوّل من ابتزّه حقّه و خالفه علي ذلك اتفقا و اتسقا،ثمّ دعواه إلي أنفسهم فأبطأ عنهما و تلكأ عليهما،فهمّا به الهموم و أرادا به العظيم فبايع و سلّم لهما،لا يشركانه في أمرهما و لا يطلعانه علي سرّهما حتّي قبضا و انقضي أمرهما. إلي أن قال:أبوك مهّد مهاده و بني ملكه و شاده،فإن يكن ما نحن فيه صوابا فأبوك أوّله،و إن يك جورا فأبوك أسّسه،و نحن شركاؤه و بهداه أخذنا و بفعله اقتدينا،و لو لا ما سبقنا إليه أبوك ما خالفنا ابن أبي طالب و أسلمنا له، و لكنّا رأينا أباك فعل ذلك فاحتذينا بمثاله رأينا أباك فعل ما فعل فاحتذينا مثاله و اقتدينا بفعاله،فعب أباك ما بدا لك أودع و السلام علي من أناب و رجع عن غوايته و تاب(وقعة صفين لنصر بن مزاحم:120-121 الجزء الثاني -كتاب معاوية إلي محمد بن أبي بكر،و مروج الذهب:12/3-13 ذكر خلافة معاوية). و أخرجه نصر بن مزاحم و المسعودي و البلاذري بطوله مع تفاوت في بعض الألفاظ(أنساب الأشراف: 165/3-166 أمر مصر في خلافة عليّ ط.دار الفكر). *أقول:اعترف عمر بمضمون كلام معاوية عند ما قال لابن عباس:أما و اللّه إن كان صاحبك هذا أولي الناس بالأمر بعد وفاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سلم...ان أوّل من ريثكم عن هذا الأمر أبو بكر. (شرح النهج:57/2 خطبة 26). تصريح سلمان الفارسي أنبأنا عليّ بن عبد اللّه،أنبأنا أبو زرعة عبد الكريم بن إسحاق بن سهلويه،أنبأنا أبو بكر الدينوري إجازة:سمعت أبا منصور عبد اللّه بن عليّ الأصبهاني ببروجرد سمعت أبا القاسم الطبراني،حدّثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة عن أشياخه قال:لما كان يوم السقيفة اجتمعت الصحابة علي سلمان الفارسي فقالوا:يا أبا عبد اللّه إن لك سنّك و دينك و علمك و صحبتك من رسول اللّه،فقل في هذا الأمر قولا يخلّد عنك فقال:«گويم اگر شنويد». ثمّ غدا عليهم فقالوا:ما صنعت يا أبا عبد اللّه فقال:«گفتم اگر بكار بريد»ثمّ أنشأ يقول: ما كنت أحسب أن الأمر منصرف عن هاشم ثمّ منهم عن أبي الحسن أو ليس أوّل من صلّي لقبلته و أعلم بالقول بالأحكام و السنن ما فيهم من صنوف الفضل يجمعها و ليس في القوم ما فيه من الحسن يقال ليس لسلمان غير هذه الأبيات(التدوين في أخبار قزوين:78/1-79 القول في بيان من ورد قزوين من الصحابة-سلمان). أقول:سوف أذكر أن هذه الأبيات من تصريح ابن أبي لهب و العباس. و أخرج البلاذري و ابن أبي شيبة اللفظ للأول:«كردان و ناكردان»أي عملتم و ما عملتم،لو بايعوا عليّا لأكلوا من فوقهم و من تحت أرجلهم(أنساب الأشراف:587/1 ح 1188 ط.مصر و 274/2 ط.دار الفكر،أمر السقيفة). و لفظ الثاني:أخطأتم و أصبتم أمّا لو جعلتموها في أهل بيت نبيّكم لأكلتموها رغدا(المصنف:443/7 ح 37083 كتاب المغازي-خلافة عليّ-). و ذكره سبط ابن الجوزي بلفظ:«كردي نكردي»أي فعلتموها فوجئت عنقه(تذكرة الخواص:63 الباب الرابع). و أخرجها الجوهري بلفظ ابن أبي شيبة(السقيفة:43،و شرح النهج:49/2 خطبة 26 و 43/6 خطبة 66). و أخرج عنه أيضا قوله:«أصبتم الخير و لكن أخطأتم المعدن»(السقيفة:67،و شرح النهج:43/6 خطبة 66). تصريح العباس أخرج الحموي عن عليّ قال:قال العبّاس بن عبد المطلب حين بويع لأبي بكر: ما كنت أحسب أن الأمر منصرف عن هاشم ثمّ منها عن أبي الحسن أ ليس أوّل من صلّي لقبلتكم و أعلم الناس بالآثار و السنن و أقرب الناس عهدا بالنبي و من جبريل عون له في الغسل و الكفن من فيه ما في جميع الناس كلّهم و ليس في الناس ما فيه من الحسن ما ذا الذي ردّكم عنه فنعرفه ها إنّ بيعتكم من أوّل الفتن (فرائد السمطين:82/2 ح 401). و أخرج ابن شبة قوله لعليّ:«و احذر هؤلاء الرهط فانّهم لا يبرحون يدفعوننا عن هذا الأمر حتّي يقوم لنا به غيرنا»(تاريخ المدينة:926/3 تفصيل عمر لصفات الصحابة). و في رواية قال:«ما أحد أولي بمقام رسول اللّه منه(عليّ)(أهل البيت لتوفيق أبي علم:236). أقول:أخرج الطبري الإمامي كلاما للعبّاس عند ما استسقي عمر به و توسل: «يستسقون بنا و يتقدّمونا،فإذا قحطوا استسقوا بنا،و إذا ذكروا الخلافة تمنّوا سالما مولي أبي حذيفة و الجارود العبدي»(المسترشد للطبري:692 ح 359). تصريح أبو سفيان أخرج عبد الرزاق و ابن المبارك و ابن عبد البر و البلاذري و ابن أبي شيبة و اليعقوبي و غيرهم قول أبي سفيان: غلبكم علي هذا الأمر أرذل بيت في قريش،امّا و اللّه لأملأنّها خيلا و رجالا(المصنف لعبد الرزاق:451/5 ح 9767 بيعة أبي بكر،و الاستيعاب:254/2 ترجمة أبو بكر و 87/4 ترجمة أبو سفيان،و تاريخ اليعقوبي: 126/2 خبر السقيفة،و الثقات لابن حبان:287/2 ترجمة،و شرح النهج:45/2 خطبة 26 عن الجوهري و 40/6 عنه أيضا خطبة 66،و أنساب الأشراف:271/2 أمر السقيفة ط.دار الفكر.). و قال يوم السقيفة أيضا:...فامّا عليّ بن أبي طالب فأهل و اللّه أن يسود علي قريش و تطيعه الأنصار(الأخبار الموفقيات:585 ح 382). و زاد البلاذري في لفظ:إني لأري فتقا لا يرتقه إلاّ الدم(أنساب الأشراف:271/2 أمر السقيفة ط.دار الفكر). و أنشد يوم السقيفة: بني هاشم لا تطمعوا الناس فيكم و لا سيما تيم بن مرة أو عدي فما الأمر إلاّ فيكم و إليكم و ليس لها إلاّ أبو حسن عليّ (تاريخ اليعقوبي:126/2 خبر السقيفة،و الاخبار الموفقيات:577 ح 376،و شرح النهج:17/6 خطبة 66). تصريح عبد اللّه بن عبّاس أخرجه ابن قتيبة في العيون قال:قال ابن عبّاس لمعاوية:ندعي هذا الأمر بحق من لو لا حقّه لم تقعد مقعدك هذا،و نقول كان ترك الناس أن يرضوا بنا و يجتمعوا علينا حقّا ضيّعوه و حظّا حرموه...أمّا الذي منعنا من طلب هذا الأمر بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سلم فعهد منه إلينا قبلنا فيه قوله و دنّا بتأويله،و لو أمرنا أن نأخذه علي الوجه الذي نهانا عنه لأخذناه أو أعذرنا فيه،و لا يعاب أحد علي ترك حقّه،إنّما المعيب من يطلب ما ليس له،و كل صواب نافع و ليس كل خطأ ضارا(عيون الأخبار لابن قتيبة:6/1 كتاب السلطان-محل السلطان و سيرته و سياسته). و له تصريحات اخري و هي المحاورات التي جرت بينه و بين عمر حتّي قال له عمر يوما:إن أوّل من راثكم عن هذا الأمر أبو بكر. فأجابه ابن عبّاس:امّا قولك يا أمير المؤمنين اختارت قريش لأنفسها فأصابت و وفقت،فلو أن قريشا اختارت لأنفسها حيث اختار اللّه عزّ و جلّ لها لكان الصواب بيدها غير مردود و لا محسود(شرح النهج لابن أبي الحديد: 160/20 عن الجوهري،و السقيفة:129). و قال له عمر يوما آخر:لعلّك تري صاحبك لها؟ قال:فقلت:القربي في قرابته و صهره و سابقته أهلها؟ قال:بلي و لكنّه امرؤ فيه دعابة(تاريخ المدينة لابن شبة:880/3 مقتل عمر). و قال عمر له يوما ثالثا:أ تري صاحبكم لها موضعا؟ قال:فقلت:و أين يبتعد من ذلك مع فضله و سابقته و قرابته و علمه؟ قال:هو كما ذكرت،و لو وليهم تحمّلهم علي منهج الطريق فأخذ المحجة الواضحة،إلاّ إنّ فيه خصالا:الدعابة في المجلس،و استبداد الرأي،و التبكيت للناس مع حداثة السن. قال:قلت:يا أمير المؤمنين هلاّ استحدثتم سنّه يوم الخندق إذ خرج عمرو ابن عبد الود و قد كعم عنه الأبطال و تأخّرت عنه الأشياخ؟!و يوم بدر إذ كان يقط الأقران قطّا،و لا سبقتموه بالإسلام إذ كان جعلته الشعب و قريش يستوفيكم؟!(تاريخ اليعقوبي:158/2-159 ذيل أيام عمر). تصريح المقداد أخرجه ابن أبي الحديد عن الجوهري بلفظ:و اعجبا من قريش و استئثارهم بهذا الأمر علي أهل هذا البيت، معدن الفضل و نجوم الأرض و نور البلاد،و اللّه إن فيهم لرجلا ما رأيت رجلا بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سلم أولي منه بالحق و لا أقضي بالعدل(شرح النهج:21/9 خطبة 135،و السقيفة:81). و بلفظ آخر له:و إنّي لأعجب من قريش و تطاولهم علي الناس بفضل رسول اللّه ثمّ انتزاعهم سلطانه من أهله (شرح النهج:49/9-58 خطبة 135،و السقيفة للجوهري:89). و أخرجه ابن شبّه بألفاظ قريبة(تاريخ المدينة:931/3 ذيل أخبار عمر). تصريح عمّار بن ياسر قال:يا معشر قريش إلي متي تصرفون هذا الأمر عن أهل بيت نبيّكم تحوّلونه هاهنا مرّة و هاهنا مرّة،و ما أنا آمن أن ينزعه اللّه منكم و يضعه في غيركم،كما نزعتموه من أهله و وضعتموه في غير أهله(شرح النهج لابن أبي الحديد:49/9-58 خطبة 135 عن الجوهري،السقيفة:90). و ذكر في«العقد الفريد»باختصار و لكن أوّله:فأنّي تصرفون هذا الأمر عن بيت نبيّكم(العقد الفريد:264/4 كتاب الخلفاء-أمر الشوري). هذا تصريح عمّار الذي قال فيه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إذا اختلف الناس كان ابن سمية مع الحق»(جامع الأحاديث: 149/1 ح 904). و قال صلّي اللّه عليه و آله:«عمّار ما خيّر بين أمرين إلاّ اختار أرشدهما»(جامع الأحاديث:46/1 ح 175). تصريح أبا ذر قال أبو ذر لمّا توفي النبيّ و بويع لأبي بكر:أصبتم قناعه و تركتم قرابه،لو جعلتم هذا الأمر في أهل بيت نبيّكم لما اختلف عليكم اثنان(شرح النهج:13/6 خطبة 66 عن الجوهري،و السقيفة:62). و أخرج اليعقوبي قوله:أيّتها الامّة المتحيّرة بعد نبيّها أما لو قدّمتم من قدّم اللّه و أخّرتم من أخّر اللّه،و أقررتم للولاية و الوراثة في أهل بيت نبيّكم،لأكلتم من فوق رءوسكم و من تحت أقدامكم(تاريخ اليعقوبي:171/2 أيّام عثمان،و أهل البيت للشرقاوي:145). تصريح عبد اللّه بن جعفر قال لمعاوية:...أيم اللّه لو ولّوه بعد نبيّهم لوضعوا الأمر موضعه لحقّه و صدقه،و لاطيع الرحمن و عصي الشيطان و ما اختلف في الامة سيفان(الإمامة و السياسة:195/1 حرب صفين ط.بيروت.و 149 ط.مصر 1378،و أهل البيت لتوفيق:399). تصريح عتبة بن أبي لهب أخرج ابن سيّد الناس في«المدح»و اليعقوبي و الزبير بن بكار و غيرهم قوله: ما كنت أحسب هذا الأمر منصرفا عن هاشم ثمّ منها عن أبي الحسن أ ليس أوّل من صلّي لقبلته(لقبلتكم) و أعلم الناس بالقرآن و السنن (اقرب)و آخر الناس عهدا بالنبي و من جبريل عون له في الغسل و الكفن من فيه ما فيهم لا يمترون به و ليس في القوم ما فيه من الحسن ما ذا الذي ردّهم عنه فنعلمه ها أن ذا غبننا من أعظم الغبن (منح المدح:287 ذكر ابن أبي لهب،و تاريخ اليعقوبي:124/2 خبر السقيفة،و شرح النهج 21/6 شرح خطبة 66،و اسد الغابة:40/4 ترجمته،و المواهب اللدنية:242/1 ط.مصر،و شرح النهج:21/6 خطبة 66، و الاخبار الموفقيات:580 ح 380 ط.بغداد،و تاريخ أبي الفداء:156/1 أخبار أبي بكر،و الجوهرة:122). *أقول:تقدّمت هذه الأبيات و نسبت تصريحا لسلمان و أيضا للعباس،و هنا لعتبة،و المهم أنّها صدرت منهم جميعا أو رددوا هذه الكلمات فصح كونها تصريحا لهم،و أيضا يأتي عن ابن عبد البر نسبتها إلي والد عتبة و هو الفضل بن عبّاس. تصريح الفضل بن عباس قال:يا معشر قريش إنّه ما حقت لكم الخلافة بالتمويه و نحن أهلها دونكم و صاحبنا أولي بها منكم.هذا لفظ اليعقوبي. و ذكره ابن أبي الحديد عن الزبير بن بكار بلفظ:يا معشر قريش و خصوصا يا بني تيم انّكم إنّما أخذتم الخلافة بالنبوّة و نحن أهلها دونكم..و إنّا لنعلم أن عند صاحبنا عهدا هو ينتهي إليه(الأخبار الموفقيات للزبير بن بكار: 580 ح 380،و تاريخ اليعقوبي:124/2 خبر السقيفة،و شرح النهج:21/6 شرح خطبة 66). *أقول:و في«الاستيعاب»و«الجوهرة»نسب الأبيات المتقدمة إليه(الاستيعاب بهامش الإصابة:67/3 ذيل ترجمة عليّ،و الجوهرة:122). تصريح حسّان بن ثابت قال يوم السقيفة: جزي اللّه خيرا و الجزاء بكفّه أبا حسن عنّا و من كأبي حسن سبقت قريشا بالذي أنت أهله فصدرك مشروح و قلبك ممتحن تمنّت رجال من قريش أعزّة مكانك هيهات الهزال من السمن و كنت المرجّي من لؤي بن غالب لما كان منهم و الذي بعد لم يكن حفظت رسول اللّه فينا و عهده إليك و من أولي به منك من و من أ لست أخاه في الإخاء و وصيّه و أعلم فهر منهم بالكتاب و السنن (تاريخ اليعقوبي:128/2 أيام أبي بكر،و الاخبار الموفقيات:598 ح 388 و ما بين المعكوفين منه). تصريح البراء بن عازب قال:لم أزل لبني هاشم محبّا،فلمّا قبض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سلم خفت أن تتمالأ قريش علي إخراج هذا الأمر عنهم. (شرح النهج:219/1 الخطبة الثالثة عن الجوهري،و السقيفة:46). تصريح زيد بن أرقم قال يوم السقيفة:إنّا لا ننكر فضل من ذكرت يا عبد الرحمن..إنّا لنعلم أن ممّن سميت من قريش من لو طلب هذا الأمر لم ينازعه فيه أحد:عليّ بن أبي طالب(شرح النهج لابن أبي الحديد:20/6 شرح خطبة 66،و الأخبار الموفقيات للزبير بن بكار:579 ح 378،و تاريخ اليعقوبي:125/2 خبر السقيفة عن المنذر بن أرقم). تصريح النعمان بن العجلان الزرقي الأنصاري قال: و أهل أبو بكر لها خير قائم و ان عليّا كان أخلق للأمر و كانا هوانا في عليّ و إنّه لأهل لها من حيث ندري و لا ندري و رواه الزبير بلفظ: لأهل لها يا عمرو من حيث لا تدري (الاستيعاب:550/3 ترجمته،و الاخبار الموفقيات للزبير بن بكار:593 ح 384 و ما بين المعكوفين منه). تصريح خالد بن سعيد أخرج الطبري و عبد الرزاق و ابن عساكر و البلاذري قوله:لما قدم خالد من اليمن بعد وفاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سلم تربّص ببيعته شهرين و لقي عليّ بن أبي طالب و عثمان و قال:يا بني عبد مناف لقد طبتم نفسا عن أمركم يليه غيركم. فأمّا أبو بكر فلم يحض بها،و أمّا عمر فاضطغنها عليه فلمّا بعث أبو بكر خالد بن سعيد أميرا علي ربع من أرباع الشام فجعل عمر يقول:أبو مرة و قد قال ما قال. فلم يزل بأبي بكر حتّي عزله و ولي يزيد بن أبي سفيان(الاستيعاب:255/2 ترجمة أبو بكر،و انساب الأشراف:270/2 أمر السقيفة ط.دار الفكر،و تاريخ الطبري:586/2 سنة 13،و المصنف لعبد الرزاق:454/5 ح 9770،و تاريخ دمشق:78/16 رقم الترجمة:188). و أخرج اليعقوبي عنه قوله لعليّ عليه السّلام:هلم ابايعك فو اللّه ما في الناس أحد أولي بمقام محمّد منك(تاريخ اليعقوبي:126/2 خبر سقيفة بني ساعدة،و تاريخ دمشق:78/16 رقم الترجمة 1880). تصريح هزيل بن شرحبيل أخرجه البزار و الحميدي و ابن ماجة و أبو نعيم و أحمد،قال:كان أبو بكر يتأمّر علي وصي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سلم،ودّ أبو بكر لو وجد من رسول اللّه في ذلك عهدا فخرم أنفه بخرامة(مسند البزار:298/8 ح 3370 و بالهامش أخرجه ابن ماجة:900/2 ح 2696،و الحميدي:315/2). و أخرجه أبو نعيم صحّحه و أحمد بلفظ:لو وجد مع رسول اللّه-فخزم أنفه بخزامة(مسند أحمد:382/4 ط. م و 516/5 ح 18918 ط.ب،و حلية الأوّل ياء:21/5 ترجمة طلحة بن مصرف رقم 285). تصريح الخليفة المأمون و ذلك ضمن مناظرته المشهورة في فضل عليّ عليه السّلام و تفضيله علي الصحابة بحضور فقهاء عصره جاء فيها:إن أمير المؤمنين يدين اللّه علي أن عليّ بن أبي طالب خير الخلق بعد رسوله صلّي اللّه عليه و آله و سلم و أولي الناس بالخلافة له(العقد الفريد:77/5 كتاب أخبار زياد و الحجاج و الطالبيين و البرامكة-احتجاج المأمون). تصريح داود بن عليّ خطب في أوّل خلافة أبي العباس فقال:و اللّه قسما برّا لا اريد إلاّ اللّه به،ما قام هذا المقام أحد بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سلم أحقّ به من عليّ بن أبي طالب و أمير المؤمنين هذا،فليظن ظانّكم و ليهمس هامسكم(عيون الأخبار لابن قتيبة:252/2 كتاب العلم و البيان-الخطب). تصريح يزيد بن معاوية أخرج البلاذري في تاريخه قال:لما قتل الحسين بن عليّ كتب عبد اللّه ابن عمر إلي يزيد بن معاوية:امّا بعد فقد عظمت الرزية و جلّت المصيبة،و حدث في الإسلام حدث عظيم،و لا يوم كيوم الحسين. فكتب إليه يزيد:يا أحمق إنّا جئنا إلي بيوت منجّدة،و فرش ممهّدة،و وسائد منضّدة فقاتلنا عنها،فإن يكن الحق لنا فعن حقّنا،و إن يكن لغيرنا فأبوك أوّل من سنّ هذا و ابتزه و استأثر بالحق علي أهله(الأنوار النعمانية: 53/1 عن البلاذري). *-أقول:هذه جملة من تصريحات الصحابة من أمهات كتب القوم،و هناك تصريحات اخري من كتب أصحابنا لم نذكرها خشية الإطالة(الاحتجاج:76/1 إلي 79 و 87 إلي 89،و مناقب آل أبي طالب:252/2).

ص: 120

ص: 121

ص: 122

ص: 123

ص: 124

ص: 125

ص: 126

ص: 127

ص: 128

ص: 129

ص: 130

ص: 131

الثاني عشر: صاحب كتاب«سير الصحابة»:و أما شرح أحوال محمد بن أبي بكر و عبد اللّه بن عمر،فإنّهما يتحابان في اللّه،و كان عبد اللّه بن عمر فقيها عارفا بالشرع من لفظ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلمّا ساعد أبا بكر و عمر أكثر الناس علي ما فعلا،تأخرا عن أبويهما فبعث أبو بكر و عمر إلي محمد و عبد اللّه،فلمّا أتيا قال لهما عمر:لما ذا تأخرتما؟فقال عبد اللّه لمحمد:كن أنت علي ما أنت عليه قابضا علي حسامك فأيهما اعتدي عليّ في الكلام فأنا له و أيهما اعتدي علينا في الفعال فكن أنت له.

فقال محمد:سمعا و طاعة،ثمّ التفت عبد اللّه بن عمر و قال:ما تريد منا؟قال:لم لا تصليان خلف أبي بكر؟قال عبد اللّه:قد سألتكما علي شرط لا تكتما في خلوتكما حقا،قالا:لا فاسأل عمّا بدا لك،فقال عبد اللّه:يا عمر هل لاسمعتك و أنت تقول لعليّ عليه السّلام:بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت اليوم مولاي و مولي كل مؤمن و مؤمنة؟قال له عمر:يا عبد اللّه أ ما تخاف اللّه في أبيك أنا أقول لك يا بني و أنت تقول يا عمر.فقال عبد اللّه:السؤال فأجبني و اسال بعد ذلك.

فقال عمر:بلي أنا القائل لعليّ:بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي و مولي كلّ مؤمن و مؤمنة.

فقال:يا عمر هل أنت و أبو بكر مؤمنان أم لا؟ قال:بلي.

قال عبد اللّه:فما جزاء عبد عق مولاه و خالف أمره و عاق عليه،أ تخوّفني بالعقوبة و العقوبة يا عمر إذا عق العبد مولاه عق الولد أباه و الحجة معي ولي في كتاب اللّه تعالي قوله: وَ إِنْ جاهَداكَ عَلي أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما (1) .

يا عمر أ ما سمعت قول النبيّ صلّي اللّه عليه و آله علي عبد عق مولاه لعنه اللّه قولوا آمين،فقال الصحابة:آمين؟ فقال عمر:يا بني أ ما سمعت النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يلعن عاق والديه؟فقال عبد اللّه:أينا أسبق إلي العقوق نحن أم أنتما،دع العقوق حتّي ندع العقوق،يا عمر إنك أ لم تعلم بعينيك أنت إذا أوذت واحدة هاجت الأخري عليك،لا تسم ذلك إلينا ثمّ سمّ ذلك إليك لا تعلمني عقوقا و لا تحرمني عليك يا عمر إذا ملت إلي شهوتك طرقت غير دينك،يا عمر قال اللّه تعالي: فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ (2) الآية يا عمر كما برّأ اللّه نوحا من ولده برّأني منك،يا عمر هذا أبو بكر إيمانه أوفي من إيمانك أم لا؟

قال عمر:بلي.

قال عبد اللّه:افتريد طاعته لعليّ أكثر من طاعتك،إن زعمت أنه أرادكما فقد اتفقتما علي الباطل

ص: 132


1- سوره 31 - آيه 15
2- سوره 23 - آيه 101

و أثمتما علي خلق كثير،فإن عليّا مولاي و مولي كل مؤمن و مؤمنة،و أنت يا أبا بكر أ ما سمعت قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليهم السّلام إذا بويع خليفتان في يوم واحد فاقتلوا الأخير منهما؟

قال:بلي.

يا عبد اللّه،فلم بايعتم سعد بن عبد اللّه و نقضتم بيعته و بايعتم أبا بكر،فهل تجوز الصلاة خلف إمام وجب قتله شرعا.يا أبا بكر و يا عمر إننا لا نحضر معكما بعدها مسجد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي أيّ صلاة كانت فلا يدعنا منكم أحد قبل الصلاة خوفا أن نخرج من المسجد عند وجوب الصلاة.

فقال محمد بن أبي بكر:لقد صدقكما عبد اللّه،ثمّ خرجا من عندهما و أقاما علي ذلك إلي أن مات أبواهما و استشهد محمد بن أبي بكر في طاعة اللّه و رضوانه و رضا أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام قتله معاوية بمصر و أمر مكانه عمرو بن العاص.

ص: 133

الباب السادس و السبعون

في تأخر أبي بكر و عمر عن جيش أسامة

من طريق الخاصة و فيه حديث و احد سليم بن قيس الهلالي في كتابه في الأمور التي خالفا فيها-أبو بكر و عمر-رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله رواه سليم عن أمير المؤمنين عليه السّلام و الحديث فيه طول،و في الحديث قال:ثمّ تركه من الأذان حيّ علي خير العمل،فاتخذوه سنة و تابعوه علي ذلك،و قضيته علي المفقود أن أجل امرأته أربع سنين،ثمّ تتزوّج امرأته،فإن جاء زوجها خيّر بين امرأته و بين الصداق،فاستحسنه الناس و اتخذوه سنة و قبلوه عنه جهلا و قلّة علم بكتاب اللّه و سنة نبيّه،و اخراجه من المدينة كل أعجمي و ارساله إلي عمّاله بالبصرة بحبل طوله خمسة أشبار و قوله:من بلغكم من الأعاجم طوله طول هذا الحبل فاقطعوه،و أعجب من ذلك أن كذابا رجم بكذبه فقبلها و قبل الجهّال،و زعم أن الملك ينطق علي لسانه بلغته و يعدله (1)،و اعتاقه سبايا أهل اليمن،و تخلّفه و صاحبه عن جش أسامة بن زيد مع تسليمهما بالإمارة،ثمّ أعجب ذلك أنه قد علم و علم الناس أنه هو الذي منع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عن الكتف التي دعا بها،فلم يضرّه ذلك عندهم و لم ينقضه.و ساق الحديث بطوله قبل النقول هنا و بعده (2).

ص: 134


1- مناقب الخوارزمي:329 ح 347.
2- في المصدر:و يلقنه.

الباب السابع و السبعون

في عقاب من شك في أمير المؤمنين عليه السّلام

من طريق العامّة و فيه حديث واحد موفّق بن أحمد يرفعه إلي ابن عباس رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يحشر الشاك في عليّ من قبره و في عنقه طوق من نار فيه ثلاثمائة شعلة علي كل شعلة شيطان يلطخ وجهه حتّي يوقفه للحساب،و في رواية:يكلح في وجهه (1).

ص: 135


1- مناقب الخوارزمي:329 ح 347.

الباب الثامن و السبعون

في عقاب من شك في أمير المؤمنين و أشرك به أو شك في الأئمّة عليهم السّلام

من طريق الخاصة و فيه سبعة أحاديث الأوّل: أمالي ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن محمد الصائغ العدل قال:حدّثنا عيسي بن محمد العلوي قال:حدّثنا أبو عوانة قال:حدّثنا محمد بن سليمان بن بزيع الخزاز قال:حدّثنا إسماعيل بن أبان عن سلام بن أبي عمرة الخراساني عن معروف بن خربوذ المكي عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا حذيفة حجة اللّه عليكم بعدي عليّ بن أبي طالب الكفر به كفر باللّه،و الشرك به شرك باللّه،و الشك فيه شك في اللّه،الإلحاد فيه إلحاد في اللّه، و الانكار له انكار للّه،و الإيمان به ايمان باللّه؛لأنه أخو رسول اللّه و وصيه و إمام امته و مولاهم و هو حبل اللّه المتين و عروته الوثقي التي لا انفصام لها،و سيهلك فيه اثنان و لا ذنب له:محبّ غال و مقصّر.

يا حذيفة لا تفارقن عليّا فتفارقني و لا تخالفن عليّا فتخالفني،إن عليّا مني و أنا منه من أسخطه فقد أسخطني و من أرضاه فقد أرضاني (1).

الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عليّ رضي اللّه عنه عن عمه محمد بن أبي القاسم عن محمد بن عليّ الكوفي عن محمد بن سنان عن زياد بن المنذر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:المخالف علي عليّ بن أبي طالب بعدي كافر و المشرك به مشرك،و المحب له مؤمن و المبغض له منافق و المقتفي لأثره لاحق،و المحارب له مارق و الرادّ عليه زاهق،علي نور اللّه في بلاده و حجته علي عباده و سيف اللّه علي أعدائه و وارث علم أنبيائه،علي كلمة اللّه العليا و كلمة اعدائه السفلي،عليّ سيّد الأوصياء و وصي سيّد الأنبياء،علي أمير المؤمنين و قائد الغرّ المحجلين و إمام المسلمين لا يقبل اللّه الإيمان إلاّ بولايته و طاعته (2).

الثالث: أمالي الشيخ الطوسي قال:أخبرنا محمد بن محمد-يعني المفيد-قال:أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن-يعني ابن الوليد-قال:حدّثني أبي عن سعيد بن عبد اللّه قال:

ص: 136


1- أمالي الصدوق:265 ح 282 المجلس:22 ح 4.
2- أمالي الصدوق:61 ح 20 المجلس 2 ح 6.

حدّثنا عبد اللّه بن هارون قال:حدّثنا محمد بن عبد الرّحمن العرزمي قال:حدّثنا المعلّي بن هلال عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:أعطاني اللّه خمسا و أعطي عليّا خمسا،أعطاني جوامع الكلم و أعطي عليّا جوامع العلم،و جعلني نبيّا و جعل عليّا وصيّا،و أعطاني الكوثر و أعطي عليّا السلسبيل،و أعطاني الوحي و أعطا عليّا الإلهام،و أسري بي إليه و فتحت له أبواب السماء[و الحجب]حتّي رأي ما رأيت و نظر إلي ما نظرت إليه (1).

ثمّ قال:يا ابن عباس خالف من خالف عليّا و لا تكونن له (2)ظهيرا و لا وليا،فو الذي بعثني بالحق ما يخالفه أحد إلاّ غيّر اللّه ما به من نعمة و شوّه خلقه قبل إدخاله النار،يا ابن عباس لا تشكّ في عليّ فإن الشّك فيه كفر يخرج عن الإيمان و يوجب الخلود في النار (3).

الرابع: شرف الدين النجفي في«تأويل الآيات الباهرة»قال:و روي أبو عمر الزاهد في كتابه بإسناده إلي محمد بن مسلم عن أحدهما عليهم السّلام قال:قلت له:إنّا نري الرجل من المخالفين عليكم له عبادة و اجتهاد و خشوع فهل ينفعه ذلك؟فقال:يا محمد إنّما مثلهم كمثل أهل بيت بني اسرائيل كان إذا اجتهد واحد منهم أربعين ليلة و دعا اللّه اجيب و إن رجلا منهم اجتهد أربعين ليلة ثمّ دعا اللّه فلم يستجب له فأتي عيسي ابن مريم يشكو إليه ما هو فيه و سأله الدعاء له،قال:فتطهّر عيسي عليه السّلام ثمّ دعا اللّه فأوحي اللّه إليه:يا عيسي عبدي أتاني من غير الباب الذي أوتي منه،إنه دعاني و في قلبه شكّ منك فلو دعاني حتّي ينقطع عنقه و تنتثر أنامله ما استجبت له،قال:فالتفت عيسي عليه السّلام و قال له:تدعو ربك و في قلبك شك من نبيه؟فقال:يا روح اللّه و كلمته قد كان ما قلت فأسال اللّه أن يذهب به عنّي،فدعا له عيسي عليه السّلام فتقبل اللّه منه و صار الرجل من جملة أهل بيته، و كذلك نحن أهل البيت لا يقبل اللّه عمل عبد و هو يشك فينا (4).

الخامس: الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان في أماليه قال:أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمد بن الزبير الكوفي إجازة قال:حدّثنا أبو الحسن عليّ بن الحسن بن فضّال قال:حدّثنا عليّ بن أسباط عن محمد بن يحيي أخي مغلس عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السّلام قال:قلت:أ ما تري الرجل من المخالفين عليكم له عبادة و اجتهاد و خشوع فهل ينفع ذلك شيئا؟ فقال:يا محمد إن مثلنا أهل البيت مثل أهل بيت كانوا في بني اسرائيل و كان لا يجتهد أحد منهم

ص: 137


1- في المصدر للحديث تكملة كبيرة لعل المصنف اختصره.
2- في المصدر:لهم.
3- أمالي الطوسي:7 ح 19 و:188 ح 317 و:104 ح 161 المجلس 4 ح 15 بتفاوت.
4- تأويل الآيات:87/1 ح 73.

أربعين ليلة إلاّ دعا فاجيب،و إن رجلا اجتهد أربعين ليلة ثمّ دعا فلم يستجب له،فأتي عيسي ابن مريم يشكو إليه ما هو فيه و يسأله الدعاء له،فتطّهر عيسي و صلّي ثمّ دعا فأوحي اللّه:يا عيسي إن عبدي أتاني من غير الباب الذي أوتي منه إنه دعاني و في قلبه شك منك،فلو دعاني حتّي ينقطع عنقه و تنتثر أنامله ما استجبت له،فالتفت عيسي عليه السّلام فقال:أ تدعو ربك و في قلبك شك من نبيه، قال:يا روح اللّه و كلمته قد كان و اللّه ما قلت فاسأل اللّه تعالي أن يذهب به عني،فدعا له عيسي عليه السّلام فتقبّل اللّه منه و صار في حدّ أهل بيته،و كذلك نحن أهل البيت لا يقبل اللّه عمل عبد و هو يشك فينا (1).

و هذا لحديث و الذي قبله واحد و ذكرناهما علي التعدد لتغاير السند.

السادس: أمالي المفيد هذا قال:أخبرني محمد بن عمران المرزباني قال:حدّثنا أبو الفضل عبد اللّه بن محمد الطوسي(ره)قال:حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا عليّ بن حكيم الادمي قال:أخبرنا شريك بن عثمان بن أبي زرعة عن سالم بن أبي الجعد قال:سئل جابر بن عبد اللّه الأنصاري و قد سقط حاجباه علي عينيه فقيل له:أخبرنا عن عليّ بن أبي طالب؟فرفع حاجبيه بيديه ثمّ قال:ذاك خير البرية لا يبغضه إلاّ منافق و لا يشك فيه إلاّ كافر (2).

السابع: أمالي ابن بابويه قال:حدّثنا أبي(رض)قال:حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدّب عن أحمد بن عليّ الأصبهاني عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن قتيبة بن سعيد عن عمرو بن غزوان عن أبي مسلم قال:خرجت مع الحسن البصري و أنس بن مالك حتّي أتينا باب أمّ سلمة(رض)و قعد أنس علي الباب و دخلت مع الحسن البصري سمعت الحسن و هو يقول:السلام عليك يا أمّاه و رحمة اللّه و بركاته،فقالت له:و عليك السلام من أنت يا بنيّ؟فقال:أنا الحسن البصري،فقالت:

فيما جئت يا حسن؟

فقال لها:جئت لتحدّثيني بحديث سمعته من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فقالت أم سلمة:و اللّه لاحدثنك بحديث سمعته اذناي من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و إلاّ فصمتا و رأته عيناي و إلاّ فعميتا و وعاه قلبي و إلاّ فطبع اللّه عليه و أخرس لساني إن لم أكن سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعليّ ابن أبي طالب عليه السّلام:يا عليّ ما من عبد لقي اللّه عزّ و جلّ يوم يلقاه جاحدا لولايتك إلاّ لقي اللّه بعبادة صنم أو وثن.قال:فسمعت الحسن البصري و هو يقول:اللّه أكبر أشهد أن عليّا مولاي و مولي المؤمنين،فلمّا خرج قال له أنس بن مالك:ما لي أراك تكبّر؟

ص: 138


1- أمالي المفيد:2-3 المجلس الأوّل ح 2.
2- أمالي المفيد:62 ح 7.

قال:سألت أمّنا أم سلمة أن تحدثني بحديث سمعته من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في عليّ عليه السّلام فقالت لي:

كذا و كذا،فقلت:اللّه أكبر أشهد أن عليّا مولاي و مولي كلّ مؤمن،فسمعت عند ذلك أنس بن مالك و هو يقول:أشهد علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنه قال هذه المقالة ثلاث مرات أو أربع مرات (1).

الثامن: أبو الحسن عليّ بن محمد بن جمهور في كتاب«الواحدة»عن الحسن بن عبد اللّه الأطروش قال:حدّثني محمد بن إسماعيل الأحمسي السرّاج قال:حدّثنا وكيع بن الجرّاح قال:

حدّثنا الأعمش عن مورق العجلي عن أبي ذر الغفاري(رض)قال:كنت جالسا عند النبيّ صلّي اللّه عليه و آله ذات يوم في منزل أمّ سلمة و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يحدّثني و أنا أسمع إذ دخل عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فأشرق وجهه نورا فرحا بأخيه و ابن عمّه،ثمّ ضمّه إليه و قبّل ما بين عينيه ثمّ التفت إليّ فقال:يا أبا ذرّ تعرف هذا الداخل علينا حق معرفته؟قال أبو ذر:فقلت:يا رسول اللّه هذا أخوك و ابن عمك و زوج فاطمة البتول و أبو الحسن و الحسين سيّدي شباب أهل الجنّة،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا أبا ذر هذا الإمام الأزهر و رمح اللّه الأطول و باب اللّه الأكبر،فمن أراد اللّه فليدخل الباب،يا أبا ذر هذا القائم بقسط اللّه و الذاب عن حريم اللّه[و الناصر اللّه] (2)و الناصر لدين اللّه و حجّة اللّه علي خلقه إن اللّه عزّ و جلّ لم يزل يحتج علي خلقه في الامم كل أمة يبعث فيها نبيّا،يا أبا ذر إن اللّه عزّ و جلّ جعل علي ركن من أركان عرشه سبعين ألف ملك ليس لهم تسبيح و لا عبادة إلاّ الدعاء لعليّ و شيعته و الدعاء علي أعدائه.

يا أبا ذر لو لا عليّ ما بان حق من باطل و لا مؤمن من كافر و لا عبد اللّه،لأنه ضرب رءوس المشركين حتّي أسلموا و عبد اللّه و لو لا ذلك لم يكن ثوابا و لا عقابا و لا يستره من اللّه ساتر و لا يحجبه من اللّه حجاب و هو الحجاب و الستر،ثمّ قرأ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصّي بِهِ نُوحاً وَ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَ ما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسي وَ عِيسي أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَ لا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَي الْمُشْرِكِينَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ وَ يَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (3) (4).

يا أبا ذر إنّ اللّه تبارك و تعالي تفرّد بملكه و وحدانيته و فردانيته في وحدانيته فعرف عباده المخلصين لنفسه و أباح لهم جنته فمن أراد أن يهديه عرف ولايته و من أراد أن يطمس علي قلبه أمسك عنه معرفته،يا أبا ذر هذا راية الهدي و كلمة التقوي و العروة الوثقي و إمام أوليائي و نور من أطاعني و هو الكلمة التي ألزمها اللّه المتقين فمن أحبّه كان مؤمنا[و من أبغضه كان كافرا]و من ترك

ص: 139


1- أمالي الصدوق:393 ح 506 المجلس 51 ح 15.
2- ليست في مدينة المعاجز.
3- سوره 42 - آيه 13
4- الشوري:13.

ولايته كان ضالا مضلا و من جحد ولايته كان مشركا،يا أبا ذر يؤتي بجاحد ولاية عليّ يوم القيامة أصمّ أعمي أبكم فيكبكب في ظلمات القيامة و في عنقه طوق من نار لذلك الطوق ثلاثمائة شعبة، علي كل شعبة منها شيطان يتفل في وجهه و يكلح في جوف قبره الي النار.

فقال أبو ذر:فقلت:زدني بأبي أنت و أمّي يا رسول اللّه؟ فقال:نعم،إنّه لما عرج بي إلي السماء فنظرت إلي سماء الدنيا أذّن ملك من الملائكة و أقام الصلاة و أخذ بيدي جبرائيل عليه السّلام فقدّمني و قال:يا محمد صل[بالملائكة فقد طال شوقهم إليك فصليت]بسبعين صفّا من الملائكة الصف ما بين المشرق و المغرب لا يعلم عددهم إلاّ[اللّه]الذي خلقهم عزّ و جلّ،فلمّا قضيت الصلاة أقبل إليّ شرذمة من الملائكة يسلّمون عليّ و يقولون لنا إليك حاجة فظننت أنهم سألوني الشفاعة؛لأنّ اللّه عزّ و جلّ فضّلني بالحوض و الشفاعة علي جميع الأنبياء،فقلت:ما حاجتكم ملائكة ربّي؟

قالوا:إذا رجعت إلي الأرض فاقرأ عليّا منّا السلام و أعلمه بأنا قد طال شوقنا إليه،فقلت:ملائكة ربّي تعرفوننا حق معرفتنا؟فقالوا:يا رسول اللّه و لم لا نعرفكم و أنتم أوّل خلق خلقه اللّه من نور، خلقكم اللّه أشباح نور من نور في نور من نور اللّه،و جعل لكم مقاعد في ملكوته بتسبيح و تقديس و تكبير له،ثمّ خلق الملائكة مما أراه من أنوار شتي،و كنا نمر بكم و أنتم تسبحون اللّه و تقدسون و تكبّرون و تحمّدون و تهللون فنسبح و نقدّس و نحمد و نهلل و نكبّر بتسبيحكم و تقديسكم و تحميدكم و تهليلكم و تكبيركم،فما نزل من اللّه عزّ و جلّ فاليكم و ما صعد إلي اللّه تبارك و تعالي فمن عندكم فلم لا نعرفكم.

ثمّ عرج بي إلي السماء الثانية فقالت لي الملائكة مثل مقالة أصحابهم،فقلت:ملائكة ربّي هل تعرفوننا حق معرفتنا؟قالوا:و لم لا نعرفكم و أنتم صفوة اللّه من خلقه و خزّان علمه و العروة الوثقي و الحجة العظمي و أنتم الجنب و الجانب و أنتم الكراسي و اصول العلم (1)فاقرأ عليّا منّا السلام.

ثمّ عرج بي إلي السماء الثالثة فقالت لي الملائكة مثل مقالة أصحابهم فقلت:ملائكة ربّي تعرفوننا حق معرفتنا؟قالوا و لم لا نعرفكم و أنتم باب المقام و حجّة الخصام و عليّ دابة الأرض و فصل القضاء و صاحب العصا و قسيم النار غدا و سفينة النجاة من ركبها نجي و من تخلّف عنها في النار يتردي،ثمّ يوم القيامة أنتم الدعائم من تخوم الأقطار و الأعمدة،و فساطيط السجاف الأعلي كواهل أنواركم فلم لا نعرفكم فاقرأ عليّا منا السلام.

ص: 140


1- في مدينة المعاجز:القلم.

ثمّ عرج بي إلي السماء الرابعة فقالت لي الملائكة مثل مقالة أصحابهم فقلت:ملائكة ربّي تعرفوننا حق معرفتنا؟

قالوا:و لم لا نعرفكم و أنتم شجرة النبوّة و بيت الرحمة و معدن الرسالة و مختلف الملائكة و عليكم ينزل جبرائيل بالوحي من السماء فاقرأ عليّا منّا السلام.

ثمّ عرج بي إلي السماء الخامسة فقالت الملائكة مثل مقالة أصحابهم فقلت:ملائكة ربّي تعرفوننا حق معرفتنا؟

قالوا:و لم لا نعرفكم و نحن نمرّ عليكم بالغداة و العشيّ بالعرش و عليه مكتوب:لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه أيّده اللّه بعلي بن أبي طالب[ولي]فعلمنا[عند]ذلك أن عليّا وليّ من أولياء اللّه عزّ و جلّ فاقرأه منّا السلام.

ثمّ عرج بي إلي السماء السادسة فقالت لي الملائكة مثل مقالة أصحابهم فقلت:ملائكة ربّي تعرفوننا حق معرفتنا؟

قالوا:و لم لا نعرفكم و قد خلق اللّه جنة الفردوس و علي بابها شجرة ليس فيها ورقة إلاّ و عليها مكتوب بالنور:لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه عليّ بن أبي طالب عروة اللّه الوثقي و حبل اللّه المتين، و عينه علي الخلائق أجمعين،فاقرأه منّا السلام.

ثمّ عرج بي إلي السماء السابعة فسمعت الملائكة يقولون:الحمد للّه الذي صدقنا وعده،فقلت:

و بما ذا وعدكم؟قالوا:يا رسول اللّه لما خلقتم أشباح نور[في نور]من نور اللّه عرضت علينا ولايتكم فقبلناها و شكونا محبتكم إلي اللّه عزّ و جلّ،و أما أنت فوعدنا بأن يريناك معنا في السماء و قد فعل و أمّا عليّ فشكونا محبته إلي اللّه عزّ و جلّ فخلق لنا صورته[في]ملكا و أقعده عن يمين العرش علي سرير من ذهب مرصع بالدرّ و الجواهر عليه قبة من لؤلؤة بيضاء يري باطنها من ظاهرها و ظاهرها من باطنها بلا دعامة من تحتها و لا علاقة من فوقها قال لها صاحب العرش:قومي بقدرتي،فقامت فكلما اشتقنا إلي رؤية عليّ نظرنا إلي ذلك الذي في السماء فاقرأ عليّا منّا السلام (1).

ص: 141


1- مدينة المعاجز:395/2-401 ح 428،و تأويل الآيات:871/2-875.

الباب التاسع و السبعون

في قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله«مثل عليّ عليه السّلام في هذه الامّة مثل قل هو اللّه أحد»

من طريق العامّة و فيه حديثان الأوّل: أبو الحسن الفقيه ابن المغازلي الشافعي في كتاب«المناقب»قال:أخبرنا أبو طالب محمد ابن أحمد بن عثمان البغدادي-قدم علينا واسط-قال:أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمد بن لؤلؤ إذنا قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن محمد بن المغيرة قال:حدّثنا محمد بن يحيي قال:حدّثنا محمد بن جعفر الكوفي عن محمد بن الطفيل عن أبي معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنا دار الحكمة و عليّ بابها،فمن أراد الحكمة فليات الباب.ابن المغازلي هذا قال:أخبرنا أبو القاسم واصل بن حمزة البخاري-قدم علينا واسط-قال:

حدّثنا عبد الحميد بن محمد بن داود قال:حدّثنا أبو القاسم الحسين بن محمد بن إسماعيل بن أبي عامد القاضي قال:حدّثنا أبو الحسين زيد بن محمد بن جعفر بن المبارك قال:حدّثنا محمد بن أحمد بن نصر قال:حدّثنا أحمد ابن عبيد قال:حدّثنا إسحاق بن بشر عن عمرو بن أبي المقدام عن سماك عن النعمان بن بشير قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إنّما مثل عليّ في هذه الامّة مثل قل هو اللّه أحد (1).

الثاني: الموفق بن أحمد-من أعيان علماء العامّة-بإسناده يرفعه إلي عبد اللّه بن العباس قال:

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا عليّ ما مثلك في الناس إلاّ كمثل قل هو اللّه أحد في القرآن من قراها مرّة فكأنّما قرأ ثلث القرآن و من قرأها مرّتين فكانّما قرأ ثلثي القرآن و من قرأها ثلاث مرّات كمن قرأ القرآن،و كذا أنت يا عليّ من أحبّك بقلبه فقد أحبّ ثلث الإيمان و من أحبك بقلبه و لسانه فقد أحبّ ثلثي الإيمان و من أحبّك بقلبه و لسانه و يده فقد أحبّ الإيمان كله و الذي بعثني بالحق نبيّا لو أحبّك أهل الأرض كما يحبّك أهل السماء لما عذّب اللّه أحدا منهم بالنار (2).

ص: 142


1- مناقب ابن المغازلي:74 ح 128 و كذلك جاء الحديث الثاني في/62/ح 100.
2- لم نجده في مناقب الموفق الخوارزمي،و الظاهر أن في نقله عنه سهوا و الحديث موجود في:مناقب آل أبي طالب لابن شهراشوب:4/3.و في الفضائل لابن شاذان القمي:112.و ممن رواها من العامّة القندوزي في ينابيع المودة:376/1.

الباب الثمانون

في قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله«مثل عليّ عليه السّلام مثل قل هو اللّه أحد»و مراتب المحبة

من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث الأوّل: محمد بن العباس بن ماهيار الثقة-في تفسيره فيما نزل في أهل البيت عليهم السّلام في القرآن- عن سعيد بن عجب الأنباري عن عليّ بن سهر عن حكيم بن جبير عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ بن أبي طالب عليه السّلام:«إنّما مثلك مثل قل هو اللّه أحد»فإنّه من قرأها مرة فكانما قرأ ثلث القرآن،و من قرأها مرّتين فكأنما قرأ ثلثي القرآن،و من قرأها ثلاث مرّات فكمن قرأ القرآن كلّه، و كذلك أنت من أحبّك بقلبه كان له ثلث ثواب العباد،و من أحبّك بقلبه و لسانه كان له ثلثا ثواب العباد،و من أحبّك بقلبه و لسانه و يده كان له ثواب العباد أجمع (1).

الثاني: محمد بن العباس-أيضا-عن عليّ بن عبد اللّه عن إبراهيم بن محمد عن إسحاق بن بشر الكاهلي عن عمرو بن أبي المقدام عن سماك بن حرب عن نعمان بن بشير قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

من قرأ «قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ» (2) مرّة فكأنّما قرأ ثلثا القرآن،و من قرأها مرّتين كمن قرأ ثلثي القرآن،و من قرأها ثلاثا فكمن قرأ القرآن كله،كذلك من أحبّ عليّا بقلبه أعطاه اللّه ثلث ثواب هذه الامّة،و من أحبّه بقلبه و لسانه أعطاه اللّه ثلثي ثواب هذه الامّة،و من أحبّه بقلبه و لسانه و يده أعطاه اللّه ثواب هذه الامّة كلّها (3).

الثالث: محمد بن العباس عن عليّ بن عبد اللّه عن إبراهيم بن محمد عن الحكم بن سليمان عن محمد بن كثير عن أبي جعفر عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا عليّ إن فيك مثلا من(قل هو اللّه أحد)» من قرأها مرّة فقد قرأ ثلث القرآن،و من قرأها مرّتين فقد قرأ ثلثي القرآن،و من قرأها ثلاثا فقد قرأ القرآن كله.يا عليّ و من أحبّك بقلبه كان له أجر ثلث الامّة،و من أحبّك بقلبه و أعانك بلسانه كان له مثل أجر ثلثي هذه الامّة،و من أحبّك بقلبه و أعانك بلسانه و نصرك بسيفه كان له مثل أجر هذه الامّة (4).

ص: 143


1- البحار:288/39 ح 81،و تفسير البرهان:521/4.
2- سوره 112 - آيه 1
3- البحار:288/39 ح 82،و البرهان:522/4.
4- البحار:288/39 ح 83.

الرابع: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيي العطّار قال:حدّثنا أبي عن أحمد بن محمد بن عيسي عن نوح بن شعيب النيسابوري عن عبيد اللّه بن عبد اللّه الدهقان عن عروة بن أبي شعيب العقرقوفي عن شعيب عن أبي بصير قال:سمعت الصادق جعفر بن محمد عليه السّلام يحدّث عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوما لأصحابه:أيكم يصوم الدهر؟

فقال سلمان رضي اللّه عنه:أنا يا رسول اللّه.

قال:فأيكم يحيي الليل؟ قال سلمان:أنا يا رسول اللّه.

قال:فأيّكم يختم القرآن في كل يوم؟ قال سلمان:أنا يا رسول اللّه.

فغضب بعض أصحابه فقال:يا رسول اللّه إن سلمان رجل من الفرس يريد أن يفتخر علينا معاشر قريش.

قلت:أيّكم يصوم الدهر؟ قال:أنا و هو أكثر أيامه يأكل و قلت:أيّكم يحيي الليل قال أنا و هو أكثر ليله نائم،قلت:و أيّكم يختم القرآن في كلّ يوم قال:أنا و هو أكثر يومه صامت،فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:مه يا فلان و أين لك بمثل لقمان الحكيم سله فإنّه ينبئك،فقال الرجل لسلمان:يا أبا عبد اللّه أ ليس زعمت أنك تصوم الدهر فقال:نعم،فقال:رأيتك في أكثر نهارك تأكل،فقال:ليس حيث تذهب إني أصوم الثلاثة في الشهر و ما قال اللّه عزّ و جلّ: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها (1) و أصل شهر شعبان بشهر رمضان فذلك صوم الدهر.

فقال:أ ليس زعمت أنّك تحيي الليل؟ فقال:نعم.

فقال:أنت أكثر ليلك نائم.

فقال:ليس حيث تذهب و لكنّي سمعت حبيبي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:من بات علي طهر فكأنّما أحيي الليل كلّه و أنا أبيت علي طهر.

فقال:أ ليس زعمت أنّك تختم القرآن في كلّ يوم؟ قال:نعم.

قال:فإنّك أكثر أيامك صامت.

ص: 144


1- سوره 6 - آيه 160

فقال:ليس حيث تذهب و لكنّي سمعت حبيبي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعليّ عليه السّلام:يا أبا الحسن مثلك في أمّتي مثل[سورة التوحيد]قل هو اللّه أحد فمن قرأها مرّة فقد قرأ ثلث القرآن و من قرأها مرّتين فقد قرأ ثلثي القرآن و من قرأها ثلاثا فقد ختم القرآن،فمن أحبّك بلسانه فقد كمل له ثلث الإيمان و من أحبّك بلسانه و قلبه فقد كمل له ثلثا الإيمان و من أحبّك بلسانه و قلبه و نصرك بيده فقد استكمل الإيمان،و الذي بعثني بالحق يا عليّ لو أحبّك أهل الأرض كمحبة أهل السماء[لك]لما عذّب اللّه أحدا بالنار،و أنا أقرأ قلّ هو اللّه أحد في كلّ يوم ثلاث مرّات.فقام و كأنّه قد ألقم القوم حجرا (1).

الخامس: المفيد في أماليه قال:أخبرني الشريف أبو محمد الحسن بن حمزة قال:حدّثنا أحمد ابن عبد اللّه عن جدّه أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه عن داود بن النعمان عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه عن الحسن بن عليّ عليه السّلام أنّه قال:من أحبنا بقلبه و نصرنا بيده و لسانه فهو معنا في الغرفة التي نحن فيها،و من أحبنا بقلبه و نصرنا بلسانه فهو دون ذلك بدرجة،و من أحبنا بقلبه و كفّ يده و لسانه فهو في الجنّة (2).

السادس: المفيد في أماليه قال:أخبرنا الشريف أبو محمد الحسن بن حمزة الطبري قال:حدّثنا أبو الحسن عليّ بن حاتم القزويني قال:حدّثنا أبو العباس محمد بن جعفر المخزومي قال:حدّثنا محمد بن شمون البصري عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن قال:حدّثني الحسين بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عليه السّلام قال:من أعاننا بلسانه علي عدوّنا أنطقه اللّه بحجته يوم موقفه بين يديه عزّ و جلّ (3).

ص: 145


1- أمالي الصدوق:87 ح 54 المجلس:8 ح 5.
2- أمالي المفيد:34 ح 8 المجلس 4.
3- أمالي المفيد:33 ح 7.

الباب الحادي و الثلاثون

في قوله صلّي اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام«لا يحبك إلاّ مؤمن و لا يبغضك إلاّ منافق»

من طريق العامّة و فيه ستة عشر حديثا الأوّل: مسند أحمد بن حنبل:روي عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال:حدّثنا وكيع حدّثنا الأعمش عن عديّ بن ثابت عن رزين بن حبيش عن عليّ عليه السّلام قال:عهد النبيّ صلّي اللّه عليه و آله إليّ أنّه لا يحبك إلاّ مؤمن و لا يبغضك إلاّ منافق (1).

الثاني: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا أسود بن عامر قال:حدّثنا إسرائيل عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال:ما كنّا نعرف منافقي الأنصار إلاّ ببغضهم عليّا عليه السّلام (2).

الثالث: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا عليّ بن مسلم قال:أخبرنا عبيد اللّه بن موسي قال:أخبرنا محمد بن عليّ السلمي عن عبد اللّه بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد اللّه قال:ما كنّا نعرف منافقينا معشر الأنصار إلاّ ببغضهم عليّا (3).

الرابع: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا أحمد بن عبد الجبار و قال:حدّثنا محمد بن عباد قال:حدّثنا محمد بن الفضيل عن أبي نضر عبد اللّه بن عبد الرّحمن عن مساور الحميري عن أبيه قال:دخلت علي أمّ سلمة فسمعتها تقول:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام:لا يبغضك مؤمن و لا يحبّك منافق (4).

الخامس: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا الهيثم بن خلف قال:حدّثنا عبد الملك بن عبد ربّه أبو إسحاق الطائي قال:حدّثنا معاوية بن عمار عن أبي الزبير قال:قلت لجابر:كيف كان عليّ عليه السّلام فيكم؟

قال:ذاك من خير البشر ما كنّا نعرف المنافقين إلاّ ببغضهم إيّاه (5).

السادس: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال:حدّثنا عثمان بن محمد بن أبي شيبه

ص: 146


1- مسند أحمد:95/1-128.
2- فضائل الصحابة:579/2 ح 979.
3- فضائل الصحابة لأحمد:639/2 ح 1086.
4- فضائل الصحابة:619/2 ح 1059.
5- فضائل الصحابة:671/2 ح 1146.

و سمعته أنا من عثمان بن محمد قال:حدّثنا محمد بن فضيل عن ابن عبد الرّحمن أبي نصر قال:

حدّثنا مساور الحميري عن أبيه قال:سمعت أمّ سلمة(رض)تقول:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعليّ عليه السّلام:لا يبغضك مؤمن و لا يحبّك منافق (1).

السابع: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا سعيد بن محمد الورّاق عن عليّ بن خيرود قال:سمعت أبا مريم الثقفي يقول:سمعت عمّار بن ياسر يقول:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعليّ عليه السّلام:يا عليّ طوبي لمن أحبّك و صدّق فيك و ويل لمن أبغضك و كذّب فيك (2).

الثامن: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا أحمد بن رنجويه القطان قال:حدّثنا هشام بن عمّار الدمشقي قال:حدّثنا أسد عن الحجاج بن أرطاة عن عطية العوفي قال:حدّثنا أبو سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من أبغضنا أهل البيت فهو منافق (3).

التاسع: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا الفضل بن الحبّاب البصري-بالبصرة-قال:

حدّثنا القعنبي عبد اللّه بن سلمة قال:حدّثنا ابن لهيع عن أبي الأسود عن عروة-و هو ابن الزبير:أن رجلا وقع في عليّ بن أبي طالب عليه السّلام بمحضر عمر فقال عمر:تعرف صاحب هذا القبر؟

هو محمد بن عبد اللّه ابن عبد المطلب و عليّ بن أبي طالب بن عبد المطلب،فلا تذكر عليّا إلاّ بخير فإنّك إن أبغضته آذيت هذا في قبره (4).

العاشر: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا أبو نمير قال:حدّثنا الأعمش عن عدي بن ثابت الأنصاري عن ذرّ بن حبيش قال:قال عليّ:و اللّه إنّما[لما]عهد إلي النبيّ الامي:

أنه لا يبغضني إلاّ منافق و لا يحبني إلاّ مؤمن (5).

الحادي عشر: و من الجمع بين الصحيحين للحميدي الحديث التاسع من مسند أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام من أفراد مسلم عن ذرّ بن حبيش قال:قال عليّ عليه السّلام:و الذي فلق الحبّة و برء النسمة لعهد النبيّ الامّي صلّي اللّه عليه و آله إليّ أنه لا يحبني إلاّ مؤمن و لا يبغضني إلاّ منافق (6).

الثاني عشر: و من الجمع بين الصحاح الستة لرزين العبدي من الجزء الثاني علي حدّ ثلثيه في مناقب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام من سنن أبي داود السجستاني قال:عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه قال:كنّا نعرف المنافقين ببغضهم عليّ بن أبي طالب (7).

ص: 147


1- مسند أحمد:292/6.
2- مسند أبي يعلي:179/3 ح 1602.
3- فضائل الصحابة:641/2 ح 1089.
4- فضائل الصحابة:641/2 ح 1089.
5- مسند أحمد:84/1،و الفضائل:570/2 ح 961.
6- صحيح مسلم:61/1 ط.دار الفكر.
7- تاريخ دمشق:286/42 ط.دار الفكر و ذكر طرقه.

الثالث عشر: و من الجمع بن الصحاح الستة من الباب أيضا من صحيح البخاري عن أمّ سلمة(رض)قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:لا يحب عليّا منافق و لا يبغضه مؤمن (1).

الرابع عشر: و من صحاح الستة من الباب من سنن أبي داود عن ذرّ بن حبيش قال:سمعت عليّا عليه السّلام يقول:و الذي فلق الحبة و برأ النسمة إنه لعهد النبيّ صلّي اللّه عليه و آله إليّ أنّه لا يحبني إلاّ مؤمن و لا يبغضني إلاّ منافق (2).

الخامش عشر: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا محمد بن يونس قال:حدّثنا محمد بن سليمان بن السموءل المخزومي عن عبد العزيز بن أبي رواد عن عمر بن أبي عمرو عن المطلب عن عبد اللّه بن حنطب عن أبيه قال:خطبنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم جمعة فقال:قدموا قريشا و لا تتقدّموها و تعلّموا منها و لا تعلّموها و لقوة رجل من قريش يعدل قوة رجلين من غيرهم،و أمانة رجل من قريش تعدل أمانة رجلين من غيرهم،يا أيها الناس أوصيكم بحب ذي أقربيها (3)أخي و ابن عمي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فإنّه لا يحبه إلاّ مؤمن و لا يبغضه إلاّ منافق فمن أحبه فقد أحبني و من أبغضه فقد أبغضني و من أبغضني عذّبه اللّه عزّ و جل (4).

السادس عشر: موفق بن أحمد-من أعيان علماء العامّة-قال:أنبأني مهذب الأئمّة أبو المظفر عبد الملك ابن عليّ بن محمد الهمداني أخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر الحافظ أخبرني أبو الحسين عاصم بن الحسين بن محمد بن عليّ أخبرني أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللّه بن محمد ابن مهدي حدّثني أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد عن عبد الرّحمن بن عقدة الحافظ حدّثنا الحسن بن عليّ بن بزيع،حدّثني عمر بن إبراهيم بن سوار بن مصعب الهمداني عن الحكم بن عيينة عن يحيي بن الجزّار عن عبد اللّه بن مسعود قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:من زعم أنه آمن بي و بما جئت به و هو يبغض عليّا فهو كاذب ليس بمؤمن (5).

و الأحاديث بهذا المعني من طرق العامّة كثيرة و قد تقدّم من ذلك من طرقهم في الأبواب السالفة و فيما ذكرناه كفاية.

ص: 148


1- سنن الترمذي:299/5 ح 3801،و تاريخ دمشق:398/12.
2- صحيح مسلم:61/1 و 64/2،و السنن الكبري للنسائي:47/5.
3- في بعض المصادر:قرنيها.
4- تاريخ دمشق:279/42 ط.دار الفكر،و كنز العمال:81/14 ح 37996.
5- المناقب:/76ح 57.

الباب الثاني و الثمانون

في قوله صلّي اللّه عليه و آله لعليّ«المحب له مؤمن و المبغض له منافق»

من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث الأوّل: أمالي ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عليّ(ره)عن عمه محمد بن أبي القاسم عن محمد بن عليّ الكوفي عن محمد بن سنان عن زياد بن المنذر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:المخالف علي عليّ بن أبي طالب بعدي كافر،و المشرك به مشرك، و المحب له مؤمن،و المبغض له منافق،و المقتفي لأثره لاحق،و المحارب له مارق،و الراد عليه زاهق،عليّ نور اللّه في بلاده و حجته علي عباده،عليّ سيف اللّه علي أعدائه و وارث علم أنبيائه، عليّ كلمة اللّه العليا و كلمة أعدائه السفلي،عليّ سيّد الأوصياء و وصي سيّد الأنبياء،عليّ أمير المؤمنين و قائد الغرّ المحجّلين و إمام المسلمين لا يقبل اللّه الإيمان إلاّ بولايته و طاعته (1).

الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي(ره)قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسين بن علوان عن عمرو بن ثابت عن أبيه عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال:قال أمير المؤمنين ذات يوم علي منبر الكوفة:أنا سيّد الوصيين و وصي سيّد النبيين،أنا إمام المسلمين و قائد المتقين و ولي (2)المؤمنين و زوج سيّدة نساء العالمين،أنا المتختم باليمين و المعفّر للجبين،أنا الذي هاجرت الهجرتين و بايعت البيعتين،أنا صاحب بدر و حنين،أنا الضارب بالسيفين و الحامل علي فرسين،أنا وارث علم الأوّلين و حجّة اللّه علي العالمين بعد الأنبياء و محمد بن عبد اللّه خاتم النبيين،أهل موالاتي مرحومون و أهل عداوتي ملعونون،و لقد كان حبيبي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كثيرا ما يقول لي:يا عليّ حبك تقوي و إيمان و بغضك كفر و نفاق،و أنا بيت الحكمة و أنت مفتاحه كذب من زعم أنّه يحبني و يبغضك (3).

الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أبي عن أحمد بن محمد بن خالد عن العباس بن معروف عن محمد بن يحيي الخزاز عن طلحة بن زيد عن الصادق

ص: 149


1- أمالي الصدوق:61 ح 20 المجلس 3 ح 6.
2- في المصدر:و مولي.
3- أمالي الصدوق:78 ح 44 مجلس 7 ح 2.

جعفر بن محمد عليه السّلام عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أتاني جبرائيل من قبل ربّي جلّ جلاله فقال:يا محمد إن اللّه عزّ و جلّ يقرؤك السلام و يقول لك:بشّر أخاك عليّا بأني لا أعذّب من تولاه و لا أرحم من عاداه (1).

الرابع: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي(رض)قال:حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدّب قال:حدّثنا أحمد بن عليّ الأصفهاني عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال:حدّثني جعفر بن الحسن عن عبيد اللّه بن موسي العبسي عن محمد بن عليّ السلمي عن عبد اللّه بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري أنّه قال:لقد سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:إن في عليّ خصالا لو كانت واحدة منها في جميع الناس لاكتفوا بها فضلا قوله صلّي اللّه عليه و آله:من كنت مولاه فعلي مولاه،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:عليّ مني كهارون من موسي،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:عليّ مني و أنا منه،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:عليّ مني كنفسي طاعته طاعتي و معصيته معصيتي،و قوله:حرب عليّ حرب اللّه و سلم عليّ سلم اللّه،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:ولي عليّ ولي اللّه و عدو عليّ عدو اللّه،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:عليّ حجّة اللّه و خليفته علي عباده،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:حب عليّ إيمان و بغضه كفر،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:حزب عليّ حزب اللّه و حزب أعدائه حزب الشيطان،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:عليّ مع الحق و الحق معه لا يفترقان حتّي يردا عليّ الحوض،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:عليّ قسيم الجنّة و النار،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:من فارق عليّا فقد فارقني و من فارقني فقد فارق اللّه عزّ و جلّ،و قوله صلّي اللّه عليه و آله:شيعة عليّ هم الفائزون يوم القيامة (2).

الخامس: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي(ره)قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال:حدّثنا سلمة بن الخطاب قال:حدّثنا أبو طاهر محمد بن تسنيم الورّاق عن عبد الرّحمن بن كثير عن أبيه عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ذات يوم لأصحابه:معاشر أصحابي إن اللّه جلّ جلاله يأمركم بولاية عليّ بن أبي طالب و الاقتداء به و هو وليّكم و إمامكم من بعدي،لا تخالفوه فتكفروا و لا تفارقوه فتضلّوا إن اللّه جلّ جلاله جعل عليّا علما بين الإيمان و النفاق فمن أحبه كان مؤمنا و من أبغضه كان منافقا،إن اللّه جل جلاله جعل عليّا وصيي و منار الهدي بعدي،هو موضع سري و عيبة علمي و خليفتي في أهلي،إلي اللّه أشكو ظالميه من أمتي [من بعدي] (3).

السادس: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عليّ ما جيلويه قال:حدّثنا أبي عن أحمد بن محمد

ص: 150


1- أمالي الصدوق:93 ح 69 مجلس 10 ح 9.
2- أمالي الصدوق:150 ح 146 مجلس 20 ح 1.
3- أمالي الصدوق:359 ح 443 المجلس 47 ح 20.

ابن خالد عن أبيه عن خلف بن حمّاد الأسدي عن أبي الحسن العبدي عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد قال:سئل جابر بن عبد اللّه الأنصاري عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فقال:ذاك خير خلق اللّه من الأوّلين و الآخرين ما خلا النبيين و المرسلين،إن اللّه عزّ و جلّ لم يخلق خلقا بعد النبيين و المرسلين أكرم عليه من عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و الأئمّة من ولده بعده.

قلت:ما تقول فيمن يبغضه و ينتقصه؟فقال:لا يبغضه إلاّ كافر و لا ينتقصه إلاّ منافق؟قلت:فما تقول فيمن يتولاّه و يتولي الأئمّة من ولده بعده؟

فقال:إن شيعة عليّ و الأئمّة من ولده هم الفائزون الآمنون يوم القيامة،ثمّ قال:ما ترون لو أن رجلا خرج يدعو الناس إلي ضلالة من كان أقرب الناس منه؟

قالوا:شيعته و أنصاره.

قال:فكذلك عليّ عليه السّلام بيده لواء الحمد يوم القيامة أقرب الناس منه شيعته و أنصاره (1).

و الروايات في ذلك كثيرة تقدم منها في الأبواب السابقة و ما ذكرناه فيه كفاية إن شاء اللّه تعالي.

ص: 151


1- أمالي الصدوق:586 ح 807 المجلس 75 ح 4.

الباب الثالث و الثمانون

في أن عليّا عليه السّلام وزير رسول اللّه و وارثه صلّي اللّه عليه و آله

من طريق العامّة و فيه أحد عشر حديثا الأوّل: من مسند أحمد بن حنبل روي عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا حسين بن محمد الزارع قال:حدّثنا عبد المؤمن بن عبّاد قال:حدّثنا يزيد بن معن عن عبد اللّه بن شرحبيل عن زيد ابن أبي أوفي قال:دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مسجده فذكر مؤاخاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بين أصحابه فقال عليّ-يعني لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لقد ذهبت روحي و انقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري،فإن كان هذا من سخط عليّ فلك العتبي و الكرامة.فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:و الذي بعثني بالحق نبيّا ما أخّرتك إلاّ لنفسي فأنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبي بعدي و أنت أخي و وارثي.

قال:قال:ما أرث منك يا رسول اللّه؟ قال:ما ورث الأنبياء قبلي؟ قال:و ما ورث الأنبياء قبلك؟ قال:كتاب اللّه و سنّة نبيّهم،و أنت معي في قصري في الجنّة مع ابنتي فاطمة و أنت أخي و رفيقي،ثمّ تلا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«اخوانا علي سرر متقابلين المتحابون في اللّه ينظر بعضهم إلي بعض» (1).

الثاني: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا محمد بن الحسين بن عبد الجبار الصوفي قال:

حدّثنا أبو الحسين محمد بن السعدي البصري في جمادي الأوّل سنة احدي و ثلاثين و مائتين قال:

حدّثنا عبد المؤمن بن عبّاد قال:حدّثنا يزيد بن معن عن عبد اللّه بن شرحبيل عن ابن أبي أوفي قال:دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مسجده فقال:أين فلان ابن فلان،فجعل ينظر في وجوه أصحابه و يتفقدهم و يبعث إليهم حتّي توافوا عنده،فحمد اللّه و أثني عليه و آخي بينهم و ذكر الحديث حديث المؤاخاة بينهم؛فقال عليّ عليه السّلام:لقد ذهبت روحي و انقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما

ص: 152


1- فضائل الصحابة لأحمد:538/2 ح 1085 و الآية في سورة الحجر:47.

فعلت غيري،فإن كان هذا عن سخط عليّ فلك العتبي و الكرامة،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:و الذي بعثني بالحق نبيّا ما أخرتك إلاّ لنفسي،و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبي بعدي و أنت أخي و وارثي،قال:ما أرث يا رسول اللّه؟

قال عليه السّلام:ما ورّث الأنبياء من قبلي.

قال صلّي اللّه عليه و آله:ما ورث الأنبياء من قبلك؟ قال:كتاب اللّه و سنّة نبيه و أنت معي في قصري في الجنّة مع ابنتي فاطمة و أنت أخي و رفيقي، ثمّ تلا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«اخوانا علي سرر متقابلين المتحابون في اللّه ينظر بعضهم إلي بعض» (1).

الثالث: ابن المغازلي الشافعيّ قال:أخبرنا أبو نصر ابن الطحّان إجازة عن أبي الفرج الخيوطي حدّثنا عبد الحميد بن موسي حدّثنا محمد بن أحمد بن سعيد حدّثنا محمد بن حميد الرازي حدّثنا سلمة بن الفضل عن ابن اسحاق عن شريك بن عبد اللّه عن أبي ربيعة الأيادي عن عبد اللّه بن بريدة قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لكل نبي وصيّ و وارث و إنّ وصيي و وارثي عليّ بن أبي طالب (2).

الرابع: و من مسند أحمد بن حنبل روي عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثني أبي قال:و فيما كتب إلينا عبد اللّه بن عامر الكوفي يذكر أن عبّادة بن يعقوب حدّثهم قال:حدّثنا عليّ بن عابس عن الحرث بن حضيرة عن النسيم قال:سمعت رجلا من خثعم يقول:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:

اللّهمّ إني أقول كما قال أخي موسي:اللّهمّ اجعل لي وزيرا من أهلي عليّا أخي أشدد به أزري و اشركه في أمري كي نسبّحك كثيرا و نذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا (3).

الخامس: عليّ بن أحمد المالكي في كتابه«الفصول (4)المهمّة»قال:نقل أبو إسحاق أحمد بن محمد الثعلبي في تفسيره يرفعه بسنده قال:بينا عبد اللّه بن عباس جالسا قريبا من زمزم يقول:قام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو يحدّث الناس،إذ أقبل رجل متلثّم فوقف،فجعل ابن عباس لا يقول:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلاّ قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فقال ابن عباس:باللّه من أنت؟

فقال:أيّها الناس من عرفني فقد عرفني و من لم يعرفني فأنا أعرّفه بنفسي أنا أبو ذر الغفاري سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بهاتين و إلاّ صمتا يقول في عليّ رضي اللّه عنه إنّه قائد البررة قاتل الكفرة منصور من نصره مخذول من خذله و صلّيت مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوما من الأيام الظهر فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد شيئا فرفع السائل يده إلي السماء و قال:اللّهمّ أشهد إنّي سألت في مسجد نبيّك صلّي اللّه عليه و آله

ص: 153


1- فضائل الصحابة:666/2 ح 1137.
2- مناقب ابن المغازلي:/141ح 238.
3- فضائل الصحابة:678/2 ح 1158.
4- الفصول المهمة:117.

فلم يعطني أحد شيئا،و كان عليّ في الصلاة راكعا فأومأ إليه بخنصره اليمني و فيها خاتم،فأقبل السائل فأخذ الخاتم من خنصره و ذلك بمرأي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و هو في المسجد فرفع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله طرفه إلي السماء و قال:اللّهمّ إن أخي موسي سألك فقال: رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَ يَسِّرْ لِي أَمْرِي وَ احْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي وَ اجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي اُشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَ أَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (1) فانزلت عليه قرانا ناطقا: سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَ نَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما بِآياتِنا (2) اللّهمّ و إني محمد نبيك و صفيّك،اللّهمّ فاشرح لي صدري،و يسر لي أمري و اجعل لي وزيرا من أهلي عليّا اشدد به ظهري.

قال أبو ذر:فما أتمّ دعائه حتّي نزل جبرائيل من عند اللّه عزّ و جلّ فقال:يا محمد قل: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (3) (4) .

السادس: أبو نعيم الحافظ بإسناده عن رجاله عن ابن عباس قال:أخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بيد عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و بيدي و نحن بمكّة و صلّي أربع ركعات،ثمّ مدّ يديه إلي السماء و قال:اللّهمّ إن نبيك موسي بن عمران سألك فقال: رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَ يَسِّرْ لِي أَمْرِي (5) و أنا محمد نبيّك أسألك:

ربّ اشرح لي صدري و يسّر لي أمري و احلل عقدة من لساني يفقهوا قولي و اجعل لي وزيرا من أهلي عليّا أخي أشدد به أزري و اشركه في أمري.

قال ابن عباس:فسمعت مناديا ينادي قد أوتيت ما سألت (6).

السابع: أبو الحسن الفقيه من طريق العامّة بإسناده عن الباقر عليه السّلام عن أبيه عن جده الحسين بن عليّ بن أبي طالب قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:عليّ بن أبي طالب خليفة اللّه و خليفتي و حجّة اللّه و حجتي و باب اللّه و بابي و صفي اللّه و صفيّي و حبيب اللّه و حبيبي و خليل اللّه و خليلي و سيف اللّه و سيفي،و هو أخي و صاحبي و وزيري و محبّه محبي و مبغضه مبغضي و وليه وليّي و عدوه عدوي، و زوجته ابنتي و ولده ولدي و حزبه حزبي و قوله قولي و أمره أمري،و هو سيّد الوصيّين و خير أمتي (7).

الثامن: ابن شاذان:هذا من طريق العامّة بحذف الإسناد-عن عليّ بن الحسين عن أبيه عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إن اللّه قد فرض عليكم طاعتي و نهاكم عن معصيتي و أوجب

ص: 154


1- سوره 20 - آيه 25
2- سوره 28 - آيه 35
3- تفسير الثعلبي المخطوط:74،و العمدة لابن بطريق:121،و الآيات في سورة طه:32،و القصص:35، و المائدة:55.
4- سوره 5 - آيه 55
5- سوره 20 - آيه 25
6- شواهد التنزيل:56/1،و مناقب آل أبي طالب:256/2.
7- مائة منقبة:34 المنقبة 14.

عليكم اتباع أمري،و فرض عليكم طاعة عليّ بن أبي طالب بعدي كما فرض عليكم طاعتي، و نهاكم عن معصيته كما نهاكم عن معصيتي،و جعله أخي و وزيري و وصيي و وارثي و هو منّي و أنا منه،حبّه إيمان و بغضه كفر،محبّه محبّي و مبغضه مبغضي،و هو مولي من أنا مولاه و أنا مولي كلّ مسلم و مسلمة،و أنا و هو أبوا هذه الامّة (1).

التاسع: ابن شاذان-هذا من طريق العامّة بحذف الإسناد-عن سعيد بن المسيب قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:اللّهمّ اجعل لي وزيرا من أهل السماء و وزيرا من أهل الأرض،فأوحي اللّه تعالي إليه إني قد جعلت وزيرك من أهل السماء جبرائيل و وزيرك من أهل الأرض عليّ بن أبي طالب (2).

العاشر: إبراهيم ابن محمد الحمويني-من أعيان علماء العامّة-من كتاب«السمطين في فضائل المرتضي و البتول و السبطين».

قال:أخبرني الشيخ مجد الدين محمد بن يحيي بن الحسين الكرخي بقراءتي عليه في داره بقزوين،و أنبأني الشيخ الشريف بهاء الدين أبو محمد الحسن بن الشريف مردود بن الحسن بن يحيي الحسني العلوي التبريزي بروايتهما عن المؤيّد بن محمد الطوسي إجازة،أنبأنا جدّي لأمّي أبو العباس محمد بن العباس العصاري سماعا،أنبأنا القاضي أبو سعيد محمد بن سعيد،أنبأنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم قال:أخبرني الحسين بن محمد بن الحسين حدثني موسي بن محمد بن عليّ بن عبد اللّه،أنبأنا الحسن بن عليّ بن شبيب المعمري،حدثني عباد بن يعقوب أنبأنا عليّ بن هاشم عن صباح بن يحيي المزني عن زكريا بن ميسرة عن أبي إسحاق عن البرّاء قال:

لما نزلت وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (3) جمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بني عبد المطلب و هم يومئذ أربعون رجلا الرجل منهم يأكل المسنّة و يشرب الفرق فامر عليّا برجل شاة فادمها،ثمّ قال:ادنوا بسم اللّه، فدني القوم عشرة عشرة فأكلوا حتّي صدروا،ثمّ دعا بقعب من لبن فجرع منه جرعة ثمّ قال لهم:

اشربوا بسم اللّه،فشربوا حتّي رووا،فبدرهم أبو لهب فقال:هذا ما سحركم به الرجل،فسكت النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يومئذ فلم يتكلّم،ثمّ دعاهم من الغد علي مثل ذلك من الطعام و الشراب ثمّ أنذرهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا بني عبد المطلب إني أنا النذير لكم من اللّه عزّ و جلّ و البشير لما لم يجئ به أحد،جئتكم بالدنيا و الآخرة فأسلموا و أطيعوني تهتدوا،و من يؤاخيني و يوازرني و يكون وليي و وصيي و خليفتي في أهلي و يقضي ديني،فسكت القوم،و أعاد ذلك ثلاثا كل ذلك يسكت القوم

ص: 155


1- ينابيع المودة:370/1،و الفردوس:132/2،و مائة منقبة:47 المنقبة 23.
2- مائة منقبة:145،المنقبة 76.
3- سوره 26 - آيه 214

و يقول عليّ عليه السّلام:أنا،فقال:أنت،فقام القوم و هم يقولون لأبي طالب:أطع ابنك فقد أمر عليك (1).

الحادي عشر: ابن أبي الحديد-من أعيان المعتزلة-في شرح نهج البلاغة قال:قال شيخنا أبو جعفر الإسكافي:قد ورد في الخبر الصحيح أنّه كلّف عليّا في مبدأ الدعوة قبل ظهور كلمة الإسلام و انتشارها بمكّة أن يصنع له طعاما و أن يدعو له بني عبد المطلب،فصنع له الطعام و دعاهم له، فخرجوا ذلك اليوم و لم ينذرهم صلّي اللّه عليه و آله لكلمة قالها عمّه أبو لهب و كلّفه اليوم الثاني أن يصنع له مثل ذلك الطعام و أن يدعوهم ثانية،فصنعه و دعاهم فأكلوا،ثمّ كلّمهم صلّي اللّه عليه و آله فدعاهم إلي الدين و دعاه معهم لأنّه من بني عبد المطلب،ثمّ ضمن لمن يؤازره منهم و ينصره علي قوله أن يجعله أخاه في الدين و وصيّه بعد موته و خليفته من بعده،فأمسكوا كلهم و أجابه هو وحده و قال:أنا أنصرك علي ما جئت به و أوازرك،فقال لهم لما رأي منهم الخذلان و منه النصر و شاهد منهم المعصية و منه الطاعة و عاين منهم الإباء و منه الإجابة:هذا أخي و وصيي و خليفتي من بعدي،فقاموا يسخرون و يضحكون و يقولون لأبي طالب:أطع ابنك فقد أمّره عليك (2).

قال ابن أبي الحديد رضي اللّه عنه:و يدل علي أنّه وزير رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من نص الكتاب و السنة قول اللّه تعالي: وَ اجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي اُشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَ أَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (3) و قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله في الخبر المجمع علي روايته بين سائر فرق الإسلام:أنت مني بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي.فاثبت له جميع مراتب هارون و منازله من موسي،فإذا هو وزير رسول اللّه و شاد أزره و لو لا أنّه خاتم النبيين لكان شريكا في أمره (4).

و قد مضي من ذلك في أنّه عليه السّلام وزير رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في الباب الرابع عشر من هذا الكتاب في المقصد الأوّل.

ص: 156


1- فرائد السمطين:/85/1ب /16ح 65،و نهج الإيمان لابن جبر:238.
2- شرح نهج البلاغة:344/13.
3- سوره 20 - آيه 29
4- شرح نهج البلاغة:211/13.

الباب الرابع و الثمانون

في أنّ عليّا عليه السّلام وزير رسول اللّه و وارثه صلّي اللّه عليه و آله

من طريق الخاصة و فيه أحد و عشرون حديثا الأوّل: محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسيره فيما نزل في أهل البيت عليهم السّلام قال:حدّثنا محمد بن الحسن الخثعمي عن عبّاد بن يعقوب عن عليّ بن هاشم بن عمر بن حارث عن عمران ابن سليمان عن حصير الثعلبي عن أسماء بنت عميس قالت:رأيت رسول اللّه بإزاء بيتي و هو يقول:

«اشرق ثبير أشرق ثبير (1)اللّهمّ إني أسألك ما سألك أخي موسي أن تشرح لي صدري،و أن تيسّر لي أمري و أن تحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي و اجعل لي وزيرا من أهلي عليّا أخي أشدد به أزري و اشركه في أمري كي نسبّحك كثيرا و نذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا (2)».

الثاني: الشيخ الطوسي في أماليه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريا أبو سعيد البصري قال:حدّثنا محمد بن صدقة العنبري قال:حدّثنا موسي بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن عليّ عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:صلّي بنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوما صلاة الفجر ثمّ انفتل و أقبل علينا يحدثنا ثمّ قال:أيّها الناس من فقد الشمس فليتمسك بالقمر و من فقد القمر فليتمسك بالفرقدين،قال:فقمت أنا و أبو أيوب الأنصاري و معنا أنس بن مالك فقلنا يا رسول اللّه من الشمس؟قال:أنا،فإذا هو صلّي اللّه عليه و آله قد ضرب لنا مثلا فقال:إن اللّه تعالي خلقنا فجعلنا بمنزلة نجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم،فأنا الشمس فإذا ذهب بي فتمسكوا بالقمر.

قلنا:فمن القمر؟ قال:أخي و وصي و وزيري و قاضي ديني و أبو ولدي و خليفتي في أهلي،قلنا:فمن الفرقدان؟ قال:الحسن و الحسين،ثمّ مكث مليا فقال:هؤلاء و فاطمة هي الزهرة عترتي و أهل بيتي هم مع القرآن و القرآن معهم لا يفترقان حتّي يردا عليّ الحوض (3).

ص: 157


1- كان أهل الجاهلية يقولون و يعنون الشمس كما تسفر فأفاض رسول اللّه خلافهم.
2- شواهد التنزيل:480/1،و تفسير الدر المنثور:295/4.
3- أمالي الطوسي:517 ح 1131 المجلس 18 ح 38.

الثالث: الشيخ أيضا في كتاب«المجالس»قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل عن محمد بن جعفر الرّزاز أبي العباس القرشي قال:حدّثنا أيوب بن نوح بن دراج قال:حدّثنا محمد بن سعيد بن زائدة عن أبي الجارود زياد بن المنذر عن محمد بن عليّ و عن يزيد بن عليّ كليهما عن أبيهما عليّ ابن الحسين عن أبيه الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال:لما ثقل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مرضه الذي قبض فيه،كان رأسه في حجري و البيت مملوء من أصحابه من المهاجرين و الأنصار،و العباس بين يديه يذبّ عنه بطرف ردائه،فجعل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يغمي عليه ساعة و يفيق أخري،ثمّ وجد خفة فأقبل علي العباس فقال:يا عباس يا عمّ النبيّ أقبل وصيتي في أهلي و في أزواجي و اقض ديني و انجز عداتي و ابرأ ذمّتي.

فقال العباس:يا نبي اللّه أنا شيخ ذو عيال كثير غير ذي مال ممدود و أنت أجود من السحاب الهاطل و الريح المرسلة فلو صرفت ذلك عني إلي من هو أطوق له مني،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أما إني سأعطيها من يأخذها بحقها و من لا يقول مثل ما تقول،يا عليّ هاكها خالصة لا يحاقك فيها أحد،يا عليّ اقبل وصيتي و انجز مواعيدي و أدّ ديني،يا عليّ اخلفني في أهلي و بلّغ عني من بعدي.

قال عليّ عليه السّلام:فلمّا نعي إليّ نفسه رجف فؤادي و ألقي علي لقوله البكاء،فلم أقدر أن أجيبه بشيء،ثمّ عاد لقوله فقال:يا عليّ أو تقبل وصيتي؟

قال:فقلت:و قد خنقتني العبرة و لم أكد أن أبيّن:نعم يا رسول اللّه.

فقال صلّي اللّه عليه و آله:يا بلال ائتني بسوادي ائتني بذي الفقار و درعي ذات الفضول ائتني بمغفري ذي الجبين،و رايتي العقاب،ائتني بالعنزة و الممشوق (1)فأتي بلال بذلك إلاّ درعه كانت يومئذ مرتهنة،ثمّ قال:ائتني بالمرتجز و الغضباء و اليعفور و الدلول (2)،فأتي بهما فوقفهما في الباب،ثمّ قال:ائتني بالأتحمية و السحاب،فأتاه بهما فلم يزل يدعو بشيء شيء فافتقد عصابة كان يشد بها بطنه في الحرب فطلبها فأتي بها و البيت غاصّ يومئذ بمن فيه من المهاجرين و الأنصار،ثمّ قال:

يا عليّ قم فاقبض هذا،و مدّ اصبعه و قال:في حياة مني و شهادة من في البيت لكيلا ينازعك أحد من بعدي،فقمت و ما أكاد أمشي علي قدم حتّي استودعت ذلك جميعا منزلي،فقال:يا عليّ أجلسني،فأجلسته و أسندته إلي صدري،قال عليّ عليه السّلام:فلقد رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و إن رأسه ليثقل ضعفا و هو يقول:يسمع أقصي أهل البيت و أدناهم:إن أخي و وصيي و وزيري و خليفتي في أهلي

ص: 158


1- العنزة:العكازة،و الممشوق من القضبان:الطويل الدقيق،و المرتجز:الفرس.
2- اليعفور:حماره،و الدلول:بغلة شهباء كانت له عليه السّلام،و الا تحمية:ضرب من البرود.

عليّ بن أبي طالب يقضي ديني و ينجز موعدي،يا بني هاشم يا بني عبد المطلب لا تبغضوا عليّا و لا تخالفوا عن أمره فتضلوا،و لا تحسدوه و ترغبوا عنه فتكفروا،أضجعني يا عليّ،فاضجعته فقال:يا بلال ائتني بولدي الحسن و الحسين،فانطلق،فجاء بهما فاسندهما إلي صدره فجعل صلّي اللّه عليه و آله يشمهما،قال عليّ عليه السّلام:فظننت أنهما قد غماه-قال الجارودي يعني أكرباه-فذهبت لآخذهما عنه، فقال:دعهما يا عليّ يشمّاني و أشمّهما و يتزوّدا منّي و أتزود منهما فسيلقيان من بعدي[زلزلا] (1)و أمرا عضالا فلعن اللّه من يخيفهما اللّهمّ إنّي استودعكهما و صالح المؤمنين (2).

الرابع: أمالي ابن بابويه قال:حدّثنا الحسين بن إبراهيم المؤدّب قال:حدّثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد بن بشار عن عبيد اللّه بن عبد اللّه الدهقان عن درست بن أبي منصور الواسطي عن عبد الحميد بن أبي العلاء عن ثابت بن دينار عن مسعد بن طريف الخفّاف عن الأصبغ بن نباتة قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام:أنا خليفة رسول اللّه و وزيره و وارثه، أنا أخو رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وصيّه و حبيبه،أنا صفي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و صاحبه،أنا ابن عم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و زوج ابنته و أبو ولده،أنا سيّد الوصيين،أنا الحجّة العظمي و الآية الكبري و المثل الأعلي و باب النبيّ المصطفي،أنا العروة الوثقي و كلمة التقوي و أمين اللّه-تعالي ذكره-علي أهل الدنيا (3).

الخامس: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي اللّه عنه قال:أخبرنا محمد بن أحمد الهمداني قال:حدّثنا أحمد بن صالح عن حكيم بن عبد الرّحمن قال:حدّثني مقاتل بن سليمان عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام:[يا عليّ]أنت مني بمنزلة هبة اللّه من آدم،و بمنزلة سام بن نوح،و بمنزلة إسحاق بن إبراهيم،و بمنزلة هارون من موسي،و بمنزلة شمعون من عيسي إلاّ أنّه لا نبي بعدي،يا عليّ أنت وصيي و خليفتي،فمن جحد وصيّتك و خلافتك فليس مني و لست منه و أنا خصمه يوم القيامة،يا عليّ أنت أفضل أمتي فضلا و أقدمهم سلما و أكثرهم علما و أوفرهم حلما و أشجعهم قلبا و أسخاهم كفّا،يا عليّ أنت الإمام بعدي و الأمير و أنت الصاحب بعدي و الوزير،و مالك في أمتي من نظير،يا عليّ أنت قسيم الجنّة و النار بمحبتك تعرف الأبرار من الفجّار و يميّز بين الأخيار و الأشرار و بين المؤمنين و الكفّار (4).

السادس: ابن بابويه قال:حدّثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن عليّ ابن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام قال:أخبرني عليّ بن إبراهيم بن هاشم سنة سبع و ثلاثمائة

ص: 159


1- ليس في المصدر.
2- أمالي الطوسي:600 ح 1244 المجلس:27 ح 1.
3- أمالي الصدوق:92 ح 67 المجلس 10 ح 7.
4- أمالي الصدوق:101 ح 77 المجلس 11 ح 4.

قال:حدّثني أبي عن عليّ بن معبد عن الحسين بن خالد عن عليّ بن موسي الرضا عليه السّلام عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:قال رسول صلّي اللّه عليه و آله:يا عليّ أنت أخي و وزيري و صاحب لوائي في الدنيا و الآخرة و أنت صاحب حوضي من أحبك أحبني و من أبغضك أبغضني (1).

السابع: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي قال:حدّثني أبو عبد اللّه محمد ابن أحمد بن ثابت-من كنانة-قال:حدّثنا محمد بن الحسن بن العباس أبو جعفر الخزاعي قال:

حدّثنا حسن بن الحسين العرني قال:حدّثنا عمرو بن ثابت عن عطاء بن السائب عن أبي يحيي عن ابن عباس قال:صعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله المنبر فخطب و اجتمع الناس إليه فقال:يا معاشر المؤمنين إن اللّه أوحي إليّ أنّي مقبوض و أن ابن عمي عليّا مقتول و إني أيّها الناس أخبركم خبرا إن عملتم به سلمتم و إن تركتموه هلكتم:إن ابن عمي عليّا هو أخي و وزيري و هو خليفتي و هو المبلّغ عني و هو إمام المتقين و قائد الغرّ المحجلين،إن استرشدتموه أرشدكم و إن اتبعتموه نجوتم و إن خالفتموه ضللتم و إن أطعتموه فاللّه أطعتم،و إن عصيتموه فاللّه عصيتم،و إن بايعتموه فاللّه بايعتم، و إن نكثتم بيعته فبيعة اللّه نكثتم،إن اللّه عزّ و جلّ أنزل عليّ القرآن و هو الذي من خالفه ضلّ و من ابتغي علمه عند غير عليّ فقد هلك.

أيها الناس اسمعوا قولي و اعرفوا حق نصيحتي و لا تخلفوني في أهل بيتي إلاّ بالذي أمرتم به من حفظهم فإنهم حامتي و قرابتي و إخوتي و أولادي،و إنكم مجموعون و مسائلون عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما إنهم أهل بيتي،فمن آذاهم آذاني و من ظلمهم ظلمني و من أذلهم أذلني و من أعزّهم أعزّني و من أكرمهم أكرمني و من نصرهم نصرني و من خذلهم خذلني،و من طلب الهدي في غيرهم فقد كذّبني،أيّها الناس اتقوا اللّه و انظروا ما أنتم قائلون إذا لقيتموه،فإنّي خصم لمن آذاهم و من كنت خصمه خصمته،أقول قولي هذا و أستغفر اللّه لي و لكم (2).

الثامن: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي(رض)قال:حدّثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدّب عن أحمد بن عليّ الأصفهاني عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال:حدّثنا محمد بن عليّ الكوفي عن سليمان بن عبد اللّه الهاشمي عن محمد بن سنان عن المفضّل عن جابر قال:سمعت جابر بن عبد اللّه الأنصاري يقول:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعليّ بن أبي طالب عليه السّلام:يا عليّ أنت أخي و وصيي و وارثي و خليفتي علي أمتي في حياتي و بعد موتي و محبك محبي و مبغضك مبغضي و عدوّك

ص: 160


1- أمالي الصدوق:116 ح 101 المجلس 14 ح 11.
2- أمالي الصدوق:122 ح 112،المجلس 15 ح 11.

عدوي و وليك وليي (1).

التاسع: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن حمدان المكتّب قال:حدّثنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد الرّحمن الصفّار قال:حدّثنا محمد بن عيسي الدّمغاني قال:حدّثنا يحيي بن المغيرة قال:حدّثنا جرير عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ليلة أسري بي إلي السماء أخذ جبرائيل بيدي فأدخلني الجنّة و أجلسني علي درنوك (2)من درانيك الجنّة،فناولني سفرجلة فانفلقت بنصفين فخرجت منها حوراء كأن أشفار عينيها مقاديم (3)النسور،فقالت:

السلام عليك يا أحمد السلام عليك يا رسول اللّه السلام عليك يا محمد،فقلت:من أنت يرحمك اللّه؟قالت:أنا الراضية المرضية خلقني الجبار من ثلاثة أنواع:أسفلي من المسك و أعلاي من الكافور و وسطي من العنبر،و عجنت بماء الحيوان،قال الجليل:كوني،فكنت، خلقت لابن عمك و وصيك و وزيرك عليّ بن أبي طالب عليه السّلام (4).

العاشر: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسين بن عليّ بن شعيب الجوهري(رض)قال:حدّثنا أحمد ابن يحيي بن زكريا القطّان قال:حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال:حدّثنا الفضل بن الصقر العبدي قال:حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش عن الصادق جعفر بن محمد عليه السّلام عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عليه خميصة (5)قد اشتمل بها،فقيل:يا رسول اللّه من كساك هذه الخميصة؟قال:كساني حبيبي و صفيي و خاصتي و خالصتي و المؤدّي عني و وصيي و وارثي و أخي و أوّل المؤمنين إسلاما و أخلصهم إيمانا و أسمح الناس كفّا سيّد الناس بعدي قائد الغرّ المحجّلين إمام أهل الأرض عليّ بن أبي طالب،فلم يزل يبكي حتّي ابتل الحصي من دموعه شوقا (6).

الحادي عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي الكوفي قال:حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال:حدّثنا محمد بن ظهيرة قال:حدّثنا أبو الحسن محمد بن الحسن بن أخي يونس البغدادي-ببغداد-قال:حدّثنا محمد بن يعقوب النهشلي قال:حدّثنا عليّ ابن موسي الرضا عليه السّلام عن أبيه موسي بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن عليّ عن أبيه عليّ بن الحسين عن أبيه الحسين بن عليّ عن أبيه عليّ بن أبي طالب عليه السّلام عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله عن جبرائيل عن ميكائيل عن إسرافيل عن اللّه جلّ جلاله أنّه قال:أنا اللّه لا إله إلا أنا خلقت الخلق

ص: 161


1- أمالي الصدوق:187 ح 194 المجلس 26 ح 5.
2- الدرنوك:ماله خمل من بساط أو ثوب.
3- المقاديم:الريش في مقدم جناح الطائر.
4- أمالي الصدوق:250 ح 274 المجلس 33 ح 12.
5- الخميصة:كساء أسود مربع له علمان.
6- أمالي الصدوق:250 ح 275 المجلس 34 ح 13.

بقدرتي فاخترت منهم من شئت من أنبيائي و اخترت من جميعهم محمدا صلّي اللّه عليه و آله حبيبا و خليلا و صفيّا،فبعثته رسولا إلي خلقي و اصطفيت له عليّا،فجعلته أخا و وصيّا و وزيرا و مؤدّيا عنه من بعده إلي خلقي و خليفتي علي عبادي،ليبيّن لهم كتابي و يسير فيهم بحكمي،و جعلته العلم الهادي من الضلالة و بابي الذي أوتي منه و بيتي الذي من دخله كان آمنا من ناري،و حصني الذي من لجأ إليه حصنه من مكروه الدنيا و الآخرة،و وجهي الذي من توجه إليه لم أصرف وجهي عنه، و حجّتي في السماوات و الأرضين علي جميع من فيهنّ من خلقي،لا أقبل عمل عامل منهم إلاّ بالاقرار بولايته مع نبوة أحمد رسولي،و هو يدي المبسوطة علي عبادي،و هو النعمة التي أنعمت بها علي من أحببته من عبادي،فمن أحببته من عبادي و توليته عرّفته ولايته و معرفته،و من أبغضته من عبادي أبغضته لانصرافه عن معرفته و ولايته،فبعزتي حلفت و بجلالي أقسمت أنّه لا يتولي عليّا عبد من عبادي إلاّ زحزحته عن النار و أدخلته الجنّة،و لا يبغضه عبد من عبادي و يعدل عن ولايته إلاّ أبغضته و أدخلته النار و بئس المصير (1).

الثاني عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال:حدّثني هارون بن إسحاق الهمداني قال:حدّثني عبدة بن سليمان قال:حدّثنا كامل بن العلاء قال:حدّثنا حبيب بن ثابت عن سعيد بن جبير عن عبد اللّه بن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ بن أبي طالب:يا عليّ أنت صاحب حوضي و صاحب لوائي و منجز عداتي و حبيب قلبي و وارث علمي،و أنت مستودع مواريث الأنبياء،و أنت أمين اللّه في أرضه،و أنت حجّة اللّه علي بريته،و أنت ركن الإيمان،و أنت مصباح الدجي،و أنت منار الهدي،و أنت العلم المرفوع لأهل الدنيا،من تبعك نجي و من تخلّف عنك هلك،و أنت الطريق الواضح،و أنت الصراط المستقيم، و أنت قائد الغرّ المحجّلين،و أنت يعسوب المؤمنين،و أنت مولي من أنا مولاه و أنا مولي كل مؤمن و مؤمنة،لا يحبك إلاّ طاهر الولادة و لا يبغضك إلاّ خبيث الولادة،و ما عرج بي ربّي عزّ و جلّ إلي السماء قطّ و كلّمني ربّي إلاّ قال:يا محمد اقرأ عليّا مني السلام و عرّفه أنّه إمام أوليائي و نور أهل طاعتي فهنيئا لك[يا عليّ]هذه الكرامة (2).

الثالث عشر: ابن بابويه قال:أخبرنا سليمان بن أحمد اللخمي قال:حدّثنا الحضرمي قال:

حدّثنا عباد بن يعقوب عن ثابت بن حمّاد عن موسي ابن صهيب عن عبادة بن نسي عن عبد اللّه بن أبي أوفي قال:آخي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بين أصحابه و ترك عليّا عليه السّلام فقال له:آخيت بين أصحابك

ص: 162


1- أمالي الصدوق:292 ح 326 المجلس 39 ح 10.
2- أمالي الصدوق:383 ح 489 المجلس 50 ح 14.

و تركتني،فقال:و الذي نفسي بيده ما أخّرتك إلاّ لنفسي،أنت أخي و وصيي و وارثي،قال:ما أرث منك يا رسول اللّه؟قال:ما أورث النبيّون قبلي،أورثوا كتاب ربّهم و سنّة نبيّهم،و أنت و ابناك معي في قصري في الجنّة (1).

الرابع عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمد الصانع رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أبو حاتم محمد بن عيسي بن محمد الوسقندي قال:أخبرنا أبي قال:حدّثنا إبراهيم بن دويل قال:حدّثنا الحكم بن سليمان الجبلي أبو محمد قال:حدّثنا عليّ بن هاشم عن مطير بن ميمون أنه سمع أنس بن مالك يقول:حدّثني سلمان الفارسي أنه سمع نبي اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:إن أخي و وزيري و خير من أخلفه بعدي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام (2).

الخامس عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم المكتب(رض)قال:حدّثنا أبو سعيد الحسن بن عليّ العدوي قال:حدّثنا الهيثم بن عبد اللّه عن المأمون عن أبيه الرشيد بن المهدي عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام:أنت وارثي (3).

السادس عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن هارون الفامي قال:حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن جعفر بن جامع الحميري عن أبيه عن أيوب بن نوح عن ابن أبي عمير عن أبان الأحمر عن سعد الكناني عن الأصبغ بن نباتة عن عبد اللّه بن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا عليّ أنت خليفتي علي أمتي في حياتي و بعد موتي،و أنت مني كشيت من آدم و كسام من نوح و كإسماعيل من إبراهيم و كيوشع من موسي و كشمعون من عيسي،يا عليّ أنت وصيي و وارثي و غاسل جثتي و أنت الذي تواريني في حفرتي و تؤدي ديني و تنجز عداتي،يا عليّ أنت أمير المؤمنين و إمام المسلمين و قائد الغرّ المحجلين و يعسوب المتقين،يا عليّ أنت زوج سيّدة النساء فاطمة ابنتي و أبو سبطي الحسن و الحسين،يا عليّ إن اللّه تبارك و تعالي جعل ذرية كل نبي من صلبه و جعل ذريتي من صلبك،يا عليّ من أحبك و والاك أحببته و واليته و من أبغضك و عاداك أبغضته و عاديته،لأنك مني و أنا منك،يا عليّ إن اللّه طهّرنا و اصطفانا و لم يلتق لنا أبوان علي سفاح قط من لدن آدم،فلا يحبنا إلاّ من طابت ولادته،يا عليّ أبشر بالشهادة فإنك مظلوم بعدي و مقتول.

فقال عليّ عليه السّلام:يا رسول اللّه و ذلك في سلامة من ديني،قال:في سلامة من دينك يا عليّ إنك لن تضل و لن تزل و لولاك لم يعرف حزب اللّه بعدي (4).

ص: 163


1- أمالي الصدوق:427 ح 563 المجلس 55 ح 4.
2- أمالي الصدوق:427 ح 564 المجلس 55 ح 5.
3- أمالي الصدوق:447 ح 598 المجلس 58 ح 8.
4- أمالي الصدوق:450 ح 609 المجلس 58 ح 19.

السابع عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال:حدّثنا أحمد ابن عبد اللّه البرقي عن أبيه عن خلف بن حماد الأسدي عن أبي الحسن العبدي عن الأعمش عن عبابة ابن ربعي عن عبد اللّه بن عباس قال:إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لما أسري به إلي السماء انتهي إلي نهر يقال له النور و هو قول اللّه عزّ و جلّ: جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ (1) فلمّا انتهي إلي ذلك النهر قال له جبرائيل:يا محمد اعبر علي بركة اللّه قد نوّر اللّه لك بصرك و مدّ لك أمامك فإن هذا نهر لم يعبره أحد لا ملك مقرب و لا نبي مرسل غير أن لي في كل يوم اغتماسة فيه ثمّ أخرج منه فأنفض أجنحتي فليس من قطرة تقطر من أجنحتي إلاّ خلق اللّه تبارك و تعالي منها ملكا مقرّبا له عشرون ألف وجه و أربعون الف لسان كل لسان يلفظ بلغة لا يفقهها اللسان الآخر،فعبر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حتّي انتهي إلي الحجب، و الحجب خمسمائة حجاب من الحجاب إلي الحجاب مسيرة خمسمائة عام،ثمّ قال:تقدّم يا محمد،فقال لجبرائيل:و لم لا تكون معي؟ قال:ليس لي أن أجوز هذا المكان،فتقدّم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ما شاء اللّه أن يتقدّم حتّي سمع ما قال الربّ تبارك و تعالي:أنا المحمود و أنت محمد شققت اسمك من اسمي فمن وصلك وصلته و من قطعك بتلته،انزل إلي عبادي فأخبرهم بكرامتي إياك،و إني لم أبعث نبيّا إلاّ جعلت له وزيرا و إنك رسولي و إن عليّا وزيرك.فهبط رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فكره أن يحدّث الناس بشيء كراهية أن يتهموه؛ لأنّهم كانوا حديثي عهد بجاهلية حتّي مضي لذلك ستة أيام،فأنزل اللّه تبارك و تعالي: فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحي إِلَيْكَ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ (2) (3)فاحتمل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حتّي كان يوم الثامن فأنزل اللّه تبارك و تعالي عليه: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ (4) (5)فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:تهديد بعد وعيد لأمضين لأمر اللّه عزّ و جلّ فإن يتهموني و يكذبوني فهو أهون عليّ من أن يعاقبني العقوبة الموجعة في الدنيا و الآخرة،قال:و سلم جبرائيل علي عليّ عليه السّلام بإمرة المؤمنين،فقال عليّ عليه السّلام:يا رسول اللّه أسمع الكلام و لا أحس الرؤية؟ فقال:يا عليّ هذا جبرائيل أتاني من قبل ربّي بتصديق ما وعدني،ثمّ أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله رجلا رجلا من أصحابه حتّي سلموا عليه بإمرة المؤمنين،ثمّ قال:يا بلال ناد في الناس أن لا يبقي غدا أحد إلاّ عليل إلاّ خرج إلي غدير خم،فلمّا كان من الغد خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بجماعة أصحابه فحمد اللّه و أثني عليه،ثمّ قال:أيّها الناس إن اللّه تبارك و تعالي أرسلني إليكم برسالة و إني ضقت بها ذرعا مخافة أن تتهموني و تكذّبوني حتّي أنزل اللّه عليّ وعيدا بعد وعيد فكان تكذيبكم إياي

ص: 164


1- سوره 6 - آيه 1
2- سوره 11 - آيه 12
3- هود:12.
4- سوره 5 - آيه 67
5- المائدة:67.

أيسر[عليّ]من عقوبة اللّه إياي،إن اللّه تبارك و تعالي أسري بي و أسمعني و قال:يا محمد أنا المحمود و أنت محمد شققت اسمك من اسمي فمن وصلك وصلته و من قطعك بتلته (1)،انزل إلي عبادي فاخبرهم بكرامتي إياك و إني لم أبعث نبيّا إلاّ جعلت له وزيرا و إنك رسولي و إن عليّا وزيرك،ثمّ أخذ صلّي اللّه عليه و آله بيدي عليّ بن أبي طالب فرفعهما حتّي نظر الناس إلي بياض إبطيهما و لم ير قبل ذلك،ثمّ قال:أيّها الناس إن اللّه تبارك و تعالي مولاي و أنا مولي المؤمنين،فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله.فقال:الشكّاك و المنافقون و الذين في قلوبهم مرض و زيغ:نبرأ إلي اللّه من مقالته ليس بحتم،و لا نرضي أن يكون عليّ وزيره هذه منه عصبية،و قال سلمان و المقداد و أبو ذر و عمّار بن ياسر:و اللّه ما برحنا العرصة حتّي نزلت هذه الآية اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (2) فكرر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ذلك ثلاثا ثمّ قال:إن (3)كمال الدين و تمام النعمة و رضي الربّ بإرسالي إليكم بالولاية بعدي لعليّ بن أبي طالب (4).

الثامن عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق(رض)قال:حدّثنا أحمد بن محمد الهمداني قال:أخبرنا المنذر بن محمد قال:حدّثنا جعفر بن سليمان عن عبد اللّه بن الفضل عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام في بعض خطبه:أيها الناس اسمعوا قولي و اعقلوه عنّي فإن الفراق قريب،أنا إمام البرية و وصيّي خير الخليقة و زوج سيّدة نساء هذه الامّة و أبو العترة الطاهرة و الائمة الهادية،أنا أخو رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وصيه و وليه و وزيره و صاحبه و صفيّه و حبيبه و خليله،أنا أمير المؤمنين و قائد الغرّ المحجّلين و سيّد الوصيين،حزبي حزب اللّه و سلمي سلم اللّه،و طاعتي طاعة اللّه و ولايتي ولاية اللّه،و شيعتي أولياء اللّه و أنصاري أنصار اللّه،و الذي خلقني و لم أك شيئا لقد علم المستحفظون من أصحاب رسول اللّه محمد صلّي اللّه عليه و آله أن الناكثين و القاسطين و المارقين ملعونون علي لسان النبيّ الاميّ و قد خاب من افتري (5).

التاسع عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا عليّ بن عيسي القمّي رضي اللّه عنه قال:حدّثني عليّ بن محمد ما جيلويه قال:حدّثني أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي عن أبيه عن خلف بن حماد الأسدي عن أبي الحسن العبيدي عن سليمان بن مهران عن الصادق جعفر بن محمد عليه السّلام عن أبيه عن آبائه عن عليّ عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا عليّ أنت أخي و وارثي و وصيي و خليفتي في أهلي و أخي في

ص: 165


1- في نسخة:بتكته و المعني واحد.
2- سوره 5 - آيه 3
3- في بعض المصادر:الحمد للّه علي.
4- أمالي الصدوق:437 ح 575 المجلس 56 ح 9.
5- أمالي الصدوق:703 ح 961 المجلس 88 ح 9.

حياتي و بعد مماتي،محبي محبك و مبغضك مبغضي،يا عليّ أنا و أنت أبوا هذه الامّة،يا عليّ أنا و أنت و الأئمّة من ولدك سادات في الدنيا و ملوك في الآخرة،من عرفنا فقد عرف اللّه و من أنكرنا فقد أنكر اللّه عزّ و جلّ (1).

العشرون: الشيخ في كتاب«المجالس»قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري سنة ثمان و ثلاثمائة قال:حدّثنا محمد بن حميد الرازي قال:حدّثنا سلمة بن الفضل الأبرش قال:حدثني محمد بن اسحاق عن عبد الغفار بن القاسم قال أبو الفضل:

و حدّثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي في الصباح و اللفظ له قال:حدّثنا محمد بن الخرطومي (2)قال:حدثني سلمة بن صالح الجعفي عن سليمان الأعمش و أبي مريم جميعا عن المنهال بن عمرو بن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل عن عبد اللّه بن عباس عن عليّ بن أبي طالب قال:

لمّا نزلت هذه الآية علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال لي:يا عليّ إن اللّه تعالي أمرني أن انذر عشيرتك الأقربين قال:فضقت بذلك ذرعا و عرفت أنّي متي اناديهم بهذا الأمر أري منهم ما أكره،فصمت عن ذلك و جاءني جبرائيل عليه السّلام فقال:يا محمد إنّك إنّ لم تفعل ما امرت به عذبك ربّك عزّ و جلّ، فقال لي:اصنع لنا يا عليّ صاعا من طعام و أجعل عليه رجل شاة و املأ لنا عسّا من لبن و أجمع لنا بني عبد المطلب حتّي اكلّمهم و ابلّغهم ما امرت به،ففعلت ما أمرني به،ثمّ دعوتهم أجمع و هم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا و ينقصون رجلا فيهم أعمامه أبو طالب و حمزة و العباس و أبو لهب،فلمّا اجتمعوا له دعاني بالطعام الذي صنعت لهم فجئت به فلمّا وضعته تناول رسول اللّه جذمة من اللحم فشقّها بأسنانه ثم ألقاها في نواحي الصحفة ثم قال:خذوا بسم اللّه،فأكل القوم حتّي صدروا ما لهم بشيء من الطعام حاجة و ما أري إلاّ مواضع أيديهم و أيم اللّه الذي نفس عليّ بيده إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدّمت لجميعهم ثمّ جئتهم بذلك العس (3)فشربوا حتّي رووا جميعا،و أيم اللّه إنّ كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله،فلما أراد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن يكلّمهم بدره أبو لهب بكلام فقال:لشدّ ما سحركم صاحبكم فتفرق القوم و لم يكلّمهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله.

فقال لي من الغد:يا عليّ إن هذا لرجل قد سبقني الي ما قد سمعت من القول فتفرّق القوم قبل أن أكلّمهم فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت ثمّ اجمعهم لي،قال:ففعلت ثمّ جمعتهم فدعاني بالطعام فقرّبته لهم ففعل كما فعل بالأمس و أكلوا حتّي ما لهم به من حاجة،ثمّ قال:اسقهم،فجئتهم

ص: 166


1- أمالي الصدوق:755 ح 1016 المجلس 93 ح 7.
2- في المصدر الجرجاني.
3- العس:القدح الكبير.

بذلك العس فشربوا حتّي رووا منه جميعا،ثمّ تكلّم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا بني عبد المطلب إنّي و اللّه ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل ممّا جئتكم به كإنّي قد جئتكم بخير الدنيا و الآخرة و قد أمرني ربّي عزّ و جلّ أن أدعوكم إليه فأيكم يؤمن بي و يؤازرني علي أمري فيكون أخي و وصيّي و وزيري و خليفتي في أهلي من بعدي،قال:فأمسك القوم و أحجموا عنها جميعا.

قال:فقمت و إنّي لأحدّثهم سنا و أرمصهم (1)عينا و أعظمهم بطنا و أحمشهم ساقا فقلت:أنا يا نبيّ اللّه أكون وزيرك و علي ما بعثك اللّه به،قال:فأخذ بيدي ثمّ قال:إن هذا أخي و وصيّي و وزيري و خليفتي فيكم فاسمعوا له و أطيعوا،قال:فقام القوم يضحكون و يقولون لأبي طالب:قد أمرك أن تسمع لابنك و تطيع (2).

الحادي و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن محمد السناني(رض)قال:حدّثنا محمد ابن جعفر الكوفي الأسدي قال:حدّثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال:حدّثنا عبد اللّه بن أحمد قال:حدّثنا القاسم بن سليمان عن ثابت بن أبي صفية عن سعيد بن علاقة عن أبي سعيد عقيصا عن سيّد الشهداء الحسين بن عليّ بن أبي طالب عن سيّد الأوصياء أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا عليّ أنت أخي و أنا أخوك،أنا المصطفي للنبوة و أنت المجتبي للإمامة،أنا صاحب التنزيل و أنت صاحب التأويل،و أنا و أنت أبوا هذه الامّة،يا عليّ أنت وصيي و خليفتي و وزيري و وارثي و أبو ولدي و شيعتك شيعتي و أنصارك أنصاري و أولياؤك أوليائي و اعداؤك أعدائي،يا عليّ أنت صاحبي علي الحوض غدا و أنت صاحبي في المقام المحمود، و أنت صاحب لوائي في الآخرة كما أنت صاحب لوائي في الدنيا،لقد سعد من تولاك و شقي من عاداك،و إن الملائكة لتتقرب إلي اللّه تقدس ذكره بمحبتك و ولايتك،و إن أهل مودتك في السماء لأكثر منهم في الأرض،يا عليّ أنت أمين أمتي و حجّة اللّه عليها بعدي،قولك قولي و أمرك أمري و طاعتك طاعتي و زجرك زجري و نهيك نهيي و معصيتك معصيتي،حزبك حزبي و حزبي حزب اللّه وَ مَنْ يَتَوَلَّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغالِبُونَ (3) (4) .

ص: 167


1- الأرمص:و هو لون أبيض يتجمع في موق العين.و أحمش الساق:دقيقهما.
2- أمالي الطوسي:583،ح 1206،باب 24،ح 11.
3- أمالي الصدوق:411 ح 533 المجلس 53 ح 13.
4- سوره 5 - آيه 56

الباب الخامس و الثمانون

في قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام إنه سيّد المرسلين و سيّد العرب

و سيّد في الدنيا و الآخرة و سيّد الأوصياء و سيّد الخلائق بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله

من طريق العامّة و فيه ثلاثة و عشرون حديثا الأوّل: من مناقب الفقيه ابن المغازلي بالإسناد قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا عليّ أنت سيّد المسلمين و إمام المتّقين و قائد الغرّ المحجّلين و يعسوب المؤمنين قال:قال أبو القاسم الطائي:

سألت أحمد بن يحيي ثعلبا عن اليعسوب،فقال:هو الذكر من النحل الذي يقدمها.و إسناد هذا الخبر يرويه ابن المغازلي عن أبي إسحاق إبراهيم بن غسان البصري إجازة:أن أبا عليّ الحسين بن عليّ بن أحمد بن محمد بن أبي زيد قال:حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر الطائي قال:

حدّثني أحمد بن عامر قال:حدّثنا عليّ بن موسي الرضا قال:حدّثني أبي موسي بن جعفر قال:

حدّثني أبي جعفر بن محمد قال:حدّثني أبي محمد بن عليّ قال:حدّثني أبي عليّ بن الحسين قال:حدّثني أبي الحسين بن عليّ قال:حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

يا عليّ إنّك سيّد المسلمين.الخبر بتمامه (1).

الثاني: من مسند أحمد بن حنبل روي عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا أحمد بن عبد الجبار الصوفي قال:حدّثنا أحمد بن الأزهر قال:حدّثنا عبد الرزاق،أخبرنا معمر عن الزهري عن عبد اللّه بن عباس قال:بعثني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فقال:أنت سيّد في الدنيا سيّد في الآخرة من أحبك فقد أحبني و حبيبي حبيب اللّه،و عدوك عدوي و عدوي عدو اللّه،الويل لمن أبغضك بعدي (2).

الثالث: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسين بن أبي صالح المقري و أبو غالب الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن اللّكّاف الواسطيان قالا:أخبرنا أبو نصر أحمد بن سهل ابن مردويه البزاز قال:حدّثنا أبو الازهر أحمد بن الأزهر قال:حدّثنا عبد الرزاق قال:أخبرنا معمر

ص: 168


1- مناقب ابن المغازلي:/60ح 93.
2- فضائل الصحابة لأحمد:642/2 ح 1092،و المستدرك علي الصحيحين:128/3.

عن الزهري عن عبيد اللّه بن عبد اللّه عن بن عباس رضي اللّه عنه قال:نظر النبيّ صلّي اللّه عليه و آله إلي عليّ بن أبي طالب فقال:أنت سيّد في الدنيا و سيّد في الآخرة،من أحبك فقد أحبني و حبيبي حبيب اللّه،و عدوك عدوي و عدوي عدو اللّه عزّ و جلّ،ويل لمن أبغضك (1).

الرابع: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو طاهر محمد بن عليّ بن محمد البيع البغدادي فيما كتب به إليّ يخبرني أن أبا محمد عبد اللّه بن أبي مسلم الفرضي حدثهم قال:حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ قال:حدّثنا محمد بن إسماعيل بن إسحاق قال:حدّثنا محمد بن عديس قال:حدّثنا جعفر الأحمر قال:حدّثنا هلال الصّوّاف عن عبد اللّه بن كثير-أو كثير بن عبد اللّه-عن ابن خطب عن محمد بن عبد الرّحمن بن أسعد بن زرارة الأنصاري عن أبيه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لمّا كان ليلة اسري بي إلي السماء إذا قصر أحمر من ياقوتة حمراء يتلألأ نورا فأوحي اللّه لي في عليّ أنّه سيّد المسلمين و إمام المتّقين و قائد الغرّ المحجّلين (2).

الخامس: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان قال:أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه الخزاز-إجازة-قال:حدّثنا ابن أبي داود حدّثنا إبراهيم بن عباد الكرماني قال:حدّثنا يحيي بن أبي بكر أخبرنا جعفر بن زياد عن هلال الوزّان عن أبي كثير الأسدي عن عبد اللّه بن أسعد بن زرارة عن أبيه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:انتهيت ليلة اسري بي إلي سدرة المنتهي فأوحي اللّه إليّ في عليّ ثلاث:أنّه إمام المتّقين،و سيّد المسلمين،و قائد الغرّ المحجّلين إلي جنّات النعيم (3).

السادس: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان-إجازة-قال:أخبرنا أبو أحمد عمر بن عبد اللّه بن عمر بن شوذب قال:حدّثنا محمد بن يونس قال:حدّثنا محمد بن يحيي الزيادي قال:حدّثنا محمد بن شعيب أبو يوسف قال:حدّثنا عبد اللّه بن عمر الفزاري قال:حدّثنا يعقوب بن عبد اللّه و أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن عائشة قالت:أقبل عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:من سرّه أن ينظر إلي سيّد شباب العرب فلينظر إلي عليّ بن أبي طالب.

فقلت:يا رسول اللّه الست سيّد شباب العرب؟ فقال صلّي اللّه عليه و آله:أنا سيّد ولد آدم،و عليّ سيّد شباب العرب (4).

ص: 169


1- مناقب ابن المغازلي:/82ح 145.
2- مناقب ابن المغازلي:/83ح 146.
3- مناقب ابن المغازلي:/83ح 147.
4- مناقب ابن المغازلي:/148ح 258.

السابع: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا عمر بن عبد اللّه بن عمر بن شوذب قال:حدّثنا محمد بن يونس قال:حدّثنا محمد بن يزيد قال:حدّثنا محمد بن النعمان،قال:حدّثنا عمر بن الحسن قال:حدّثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن عائشة قالت:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

أنا سيّد ولد آدم،و عليّ سيّد العرب (1).

الثامن: إبراهيم بن محمد الحمويني-من أعيان علماء العامّة-في كتاب«السمطين»قال:

أخبرني الشيخان أبو عبد اللّه محمد بن يعقوب بن أبي الفرج و شمس الدين يوسف بن محمد بن عليّ بن سرور الوكيل البغداديان-إذنا-قالا:أنبأنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن كليب -إجازة بجميع مروياته-أنبأنا أبو عليّ الحسن بن أحمد الحدّاد الأصبهاني-إجازة بجميع مروياته.

التاسع: الشيخ عبد الحافظ بن بدران-بقراءتي-و جماعة كثيرون من مشايخي-إجازة- بروايتهم عن شيخ الإسلام شهاب الدين أبي حفص عمر بن محمد بن عبد اللّه السهروردي -إجازة-قال:أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي سماعا،أنبأنا أحمد بن أحمد الأصبهاني قال:

أنبأنا أحمد بن عبد اللّه أبو نعيم قال:أنبأنا عمر بن أحمد القاضي القصباني،أنبأنا عليّ بن العباس البجلي،أنبأنا أحمد بن يحيي،أنبأنا الحسن بن الحسين،أنبأنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق عن أبيه عن الشعبي قال:قال عليّ عليه السّلام:قال لي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:مرحبا بسيد المسلمين و إمام المتّقين،فقيل لعليّ عليه السّلام:فأي شيء كان من شكرك:قال حمدت اللّه عزّ و جلّ علي ما آتاني و سألته الشكر علي ما أولاني و أن يزيدني مما أعطاني (2).

العاشر: الحمويني هذا قال:أخبرني الشيخ المتقي المتقن كمال الدين أحمد بن أبي الفضائل ابن أبي المجد ابن أبي المعالي ابن الدخيصي-كتابة من كرماني-أنبأنا الشيخ العدل الرضي الصدوق أبو عليّ الحسين بن صباح المصري-قراءة عليه-قال:أنبأنا القاضي أبو محمد عبد اللّه بن رفاعة بن غدير السعدي المصري،أنبأنا القاضي أبو الحسن عليّ بن الحسن أبو الحسين الخلعي -قراءة عليه و أنا أسمع-قال:أنبأنا الشيخ أبو العباس أحمد بن الحسين بن جعفر العطّار-قراءة عليه و أنا أسمع-في سنة احدي عشرة و أربعمائة،أنبأنا أبو محمد الحسن بن رشيق العسكري،أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن رزين بن جامع المدني سنة سبع و سبعين و مائتين،أنبأنا أبو الحسين سفيان بن بشر الأسدي الكوفي.

الحادي عشر: القاضي الإمام بهاء الدين عبد الغفار بن عبد الحميد بن وهودان الزنجاني

ص: 170


1- مناقب ابن المغازلي:/148ح 259.
2- حلية الأولياء:66/1،و اليقين لابن طاوس:471.

بقراءتي عليه قال:أنبأنا الإمام ضياء الدين أبو حامد محمد بن الحسن بن محمد العربوني الأصل -إجازة-أنبأنا الإمام رضي الدين أبو الخير أحمد ابن إسماعيل الطالقاني قال:أنبأنا زاهر بن طاهر السحامي قال:أنبأنا أبو بكر البيهقي-إذنا-قال:أنبأنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ قال:أنبأنا محمد بن عليّ الأسفرايني،أنبأنا أحمد بن محمد بن إسماعيل السوطي،أنبأنا مذكور بن سليمان،أنبأنا أبو الصلت الهروي قالا:أنبأنا عليّ بن هاشم،أنبأنا محمد بن عبد اللّه بن أبي رافع عن أبيه عن جده عن أبي ذر رضي اللّه عنه قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعليّ:أنت أوّل من آمن بي و صدقني،و أنت أوّل من يصافحني يوم القيامة،و أنت الصديق الأكبر،و أنت الفاروق الذي يفرق بين الحق و الباطل،و أنت يعسوب المسلمين و المال يعسوب الكفار (1).

الثاني عشر: الحمويني هذا قال:أخبرني الشيخ الزاهد جمال الدين محمد بن أبي بكر بن أحمد بن خليل الصوفي الخليلي القزويني-بقراءتي عليه ببحزآباذ-في شهر ربيع الآخر سنة سبع و ستين و ستمائة قال:أنبأنا الشيخ أبو حفص عمر بن أبي بكر بن محمد بن عامر التميمي في منزلنا برباط الغزاونة الملاصق بالمسجد الحرام تجاه الكعبة المعظمة في العشر الأخير من شوال سنة سبع و ثلاثين و ستمائة-بقراءتي عليه-عن أبي الهدي عيسي بن يحيي بن أحمد الصوفي السبي الأنصاري قال:أنبأنا الشيخ أبو عبد اللّه يعلي بن أبي مسلم بن يعلي الصوفي القزويني-بقراءته علينا-في السادس من رجب سنة ثمان و ستمائة بالحرم الشريف قال:أخبرني أبو الهدي صواب ابن عبد اللّه الحبشي خادم الضريح النبوي صلّي اللّه عليه و آله بالحرم الشريف تجاه الكعبة المعظمة-زادها اللّه شرفا-عند باب الخرورة في التاسع و العشرين من ذي القعدة سنة ست و ستمائة بقراءتي عليه قال:أنبأنا أبو العباس أحمد بن عبد اللّه الأصبهاني بدمشق قال:أنبأنا أبو سعيد عبد اللّه بن محمد بن عبد الوهاب قال:أنبأنا أبو نصر منصور بن عبد اللّه قال:نبأنا عثمان بن طالوت قال:أنبأنا كثير بن بشر ابن أبي عمرو بن العلاء النحوي قال:حدّثني أبي عمرو بن العلاء القارئ عن أبي الزبير عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:كنت يوما مع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله في بعض حيطان المدينة و يد عليّ عليه السّلام في يده، فمررنا بنخل فصاح النخل:هذا محمد سيّد الأنبياء و هذا عليّ سيّد الأوصياء و أبو الأئمّة الطاهرين،ثمّ مررنا بنخل فصاح النخل:هذا محمد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هذا عليّ سيف اللّه،فالتفت النبيّ صلّي اللّه عليه و آله إلي عليّ عليه السّلام فقال:يا عليّ سمّه الصيحاني،فسمّي من ذلك اليوم بالصيحاني (2).

ص: 171


1- مجمع الزوائد:102/9،و تاريخ دمشق:41/42،و اليعسوب:السيد و الرئيس.
2- فرائد السمطين:/137/1ب /23ح 101.

الثالث عشر: الحمويني هذا قال:أنبأني المشايخ عبد الرّحمن بن أبي عمرو محمد بن قدامة و عبد الرّحمن بن أحمد بن عبد الملك بن إبراهيم بن عليّ بن أحمد الواسطي و إبراهيم بن إسماعيل الحنفي الدرجي و غيرهم بروايتهم عن أبي المجد زاهر بن أحمد بن حامد بن أحمد الثقفي الأصبهاني-إجازة-قال:أخبرتنا فاطمة بنت عبد اللّه بن أحمد الجوزدانية،أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن إبراهيم بن ريدة الأصفهاني،أنبأنا الإمام أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي الطبراني قال:أنبأنا محمد بن مسلم بن عبد العزيز الأشعري الأصبهاني، أنبأنا مجاشع بن عمرو بهمدان سنة ثلاثين و مائتين،نبأنا عيسي بن سوادة الرازي،أنبأنا هلال بن أبي حميد الوزان عن عبد اللّه بن حكيم الجهني قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إن اللّه تبارك و تعالي أوحي إليّ في عليّ ثلاثة أشياء ليلة اسري بي:أنّه سيّد المؤمنين و إمام المتقين و قائد الغرّ المحجّلين قال.

الطبراني:لم يروه عن هلال،إلاّ عيسي بن سوادة،تفرّد به مجاشع بن عمرو (1).

الرابع عشر: الحمويني هذا قال:أخبرنا العدل الصالح رشيد الدين محمد بن عمر بن أبي القاسم المقري بقراءتي عليه ببغداد-إجازة-بروايته عن شيخ الإسلام شهاب الدين عمر بن محمد السهروردي قال:أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن سلمان سماعا،أنبأنا أحمد بن عبد اللّه قال:أنبأنا محمد بن أحمد بن عليّ،أنبأنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة،أنبأنا إبراهيم بن محمد بن ميمون، أنبأنا عليّ بن محمد بن عايش عن الحرث بن حصيرة عن القاسم بن جندب عن أنس بن مالك قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا أنس اسكب لي وضوء،ثمّ قام فصلّي ركعتين،ثمّ قال:يا أنس أوّل من يدخل من هذا الباب أمير المؤمنين و سيّد المسلمين و قائد الغرّ المحجّلين و خاتم الوصيين.

قال أنس:قلت:اللّهمّ أجعله رجلا من الأنصار و كتمته إذ جاء عليّ عليه السّلام فقال صلّي اللّه عليه و آله:من هذا يا أنس؟ فقلت:عليّ،فقام مستبشرا فاعتنقه ثمّ جعل يمسح عرق وجهه بوجهه و يمسح عرق وجه عليّ بوجهه عليه السّلام فقال عليّ عليه السّلام:يا رسول اللّه لقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعت بي من قبل،قال:و ما يمنعني و أنت تؤدّي عني و تسمعهم صوتي و تبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي.

قال أحمد بن عبد اللّه بروايته عن جابر الجعفي عن أبي الطفيل عن أنس:نحوه (2).

الخامس عشر: الحمويني هذا قال:أخبرني الشيخ الإمام مجد الدين عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر و الخطيب نجم الدين خطيب باب البصرة-إذنا-بروايتهما عن أحمد بن يعقوب عن عبد اللّه بن عبد الواحد المارستاني القيّم،و الأنجب بن أبي السعادات بن محمد الحمامي-إجازة-

ص: 172


1- فرائد السمطين:/143/1ب /25ح 107.
2- فرائد السمطين:/145/1ب /27ح 109.

و القاضي بهاء الدين عبد الغفار بن عبد الحميد بن وهسوذان الزناتي الزنجاني-مشافهة-بروايته عن برهان الدين إبراهيم بن الحسن بن محمد الغزنوي-إجازة-بروايتهم عن الشيخ أبي محمد لاحق بن عليّ بن منصور بن كاود الخزيمي المقري قال الغزنوي سماعا عليه قال:أنبأنا الرئيس العالم أبو عليّ محمد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان الكاتب،أنبأنا أبو عليّ الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان،أنبأنا أبو محمد عبد اللّه بن جعفر بن درستويه الفارسي النحوي قراءة عليه في منزله في درب الزعفراني يوم السبت من رجب سنة أربع و أربعين و ثلاثمائة و أنا أسمع،أنبأنا أبو يوسف بن سفيان العنوي أنبأنا أبو طاهر محمد بن تسنيم الحضرمي،أنبأنا حسن بن حسين العرني،أنبأنا يحيي بن عيسي الرملي عن الأعمش عن حبيب عن ابن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأم سلمة:هذا عليّ بن أبي طالب لحمه لحمي و دمه دمي و هو مني بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبي بعدي،يا أم سلمة هذا عليّ أمير المؤمنين و سيّد المسلمين و وصيي و عيبة علمي و بابي الذي أوتي منه أخي في الدنيا و الآخرة و معي في السنام الأعلي يقتل القاسطين و الناكثين و المارقين (1).

السادس عشر: من الجزء الأوّل من كتاب حلية الأوّل ياء لأبي نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ الأصفهاني بالإسناد عن ابن أبي ليلي عن الحسن بن عليّ عليهما السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ادعوا إليّ سيّد العرب-يعني عليّا عليه السّلام-فقالت عائشة:أ لست سيّد العرب؟قال:أنا سيّد ولد آدم و عليّ سيّد العرب،فلمّا جاء عليّ أرسل إلي الأنصار فأتوه فقال لهم:يا معشر الأنصار ألا أدلكم علي ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده أبدا؟قالوا:بلي يا رسول اللّه،قال:هذا عليّ فأحبوه بحبي و أكرموه بكرامتي فإن جبرائيل أمرني بالذي قلت،قال أبو نعيم:و رواه أيضا أبو بشر عن سعيد بن جبير نحوه في السّؤدد مختصرا (2).

السابع عشر: أبو الحسن الفقيه محمد بن أحمد بن عليّ بن شاذان في فضائل عليّ عليه السّلام و بنيه الأئمّة و هي مائة منقبة من طريق العامّة،قال ابن شاذان هذا:فأوّل منقبة ما حدّثني بها الحسين بن أحمد بن سختويه بالكوفة في سنة أربع و سبعين و ثلاثمائة بإسناده عن حبّة العرني عن أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنا سيّد الأوّلين و الآخرين و أنت يا عليّ سيّد الخلائق بعدي و أولنا كآخرنا و آخرنا كأولنا (3).

ص: 173


1- فرائد السمطين:/149/1ب /29ح 113.
2- حلية الأوّل ياء:63/1،و ينابيع المودة:160/2،و ذخائر العقبي:70.
3- مائة منقبة:18.

الثامن عشر: ابن شاذان هذا-من طريق العامّة بحذف الإسناد-عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:و الذي بعثني بالحق بشيرا ما استقر الكرسي و العرش و لا دار الفلك و لا قامت السموات و الأرض إلاّ بأن كتب عليها لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه عليّ أمير المؤمنين،و إن اللّه تعالي لمّا عرج بي إلي السماء و اختصّني بلطيف ندائه قال:يا محمد،قلت:لبيك ربّي و سعديك،فقال:أنا المحمود و أنت محمد شققت اسمك من اسمي و فضّلتك علي جميع بريّتي،فانصب أخاك عليّا علما[لعبادي]يهديهم إلي ديني،يا محمد إني جعلت عليّا أمير المؤمنين فمن تأمّر عليه لعنته و من خالفه عذّبته و من أطاعه قرّبته،يا محمد إني قد جعلت عليّا إمام المسلمين فمن تقدم عليه أخزيته و من عصاه استجفيته،إن عليّا سيّد الوصيين و قائد الغرّ المحجّلين و حجّتي علي جميع خلقي أجمعين (1).

التاسع عشر: ابن شاذان هذا-من طريق العامّة بحذف الإسناد-عن ابن عباس قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:معاشر الناس اعلموا أن اللّه تعالي بابا من دخله آمن من النار و من الفزع الأكبر.

فقال له أبو سعيد الخدري:يا رسول اللّه اهدنا إلي هذا الباب حتّي نعرفه؟ قال صلّي اللّه عليه و آله:هو عليّ بن أبي طالب سيّد الوصيين و أمير المؤمنين و أخو رسول ربّ العالمين و خليفة اللّه علي الناس أجمعين معاشر الناس من أحب أن يستمسك بالعروة الوثقي التي لا انفصام لها فليتمسك بولاية عليّ بن أبي طالب،فإن ولايته ولايتي و طاعته طاعتي،يا معاشر الناس من سرّه اللّه ليقتدي بي فعليه أن يتوالي ولاية عليّ بن أبي طالب فإن ولايته ولايتي و طاعته طاعتي.يا معاشر الناس من أحب أن يعرف الحجة بعدي فليعرف عليّ بن أبي طالب عليه السّلام بعدي و الأئمّة من ذريتي فإنهم خزان علمي.فقام جابر بن عبد اللّه الأنصاري فقال:يا رسول اللّه ما عدة الأئمّة؟

فقال:يا جابر سألتني رحمك اللّه عن الإسلام بأجمعه عدّتهم عدة الشهور،و هي عند اللّه اثنا عشر شهرا في كتاب اللّه يوم خلق السماوات و الأرض،و عدّتهم عدة العيون التي انفجرت لموسي بن عمران حين ضرب بعصاه[الحجر]فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا،[و عدتهم]و عدة نقباء بني اسرائيل قال اللّه تعالي: وَ لَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَ بَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً (2) فالأئمة يا جابر اثنا عشر إماما أولهم عليّ بن أبي طالب و آخرهم القائم صلوات اللّه عليهم (3).

ص: 174


1- مائة منقبة:50 المنقبة 24.
2- سوره 5 - آيه 12
3- مائة منقبة:72 المنقبة:41،و الآية من المائدة:11.

العشرون: ابن شاذان هذا-من طريق العامّة بحذف الإسناد-عن رافع مولي عائشة:فكنت إذا كان عندها قريبا فأعاطيهم،فبينما النبيّ صلّي اللّه عليه و آله عندها ذات يوم إذ أحد يدق الباب فخرجت عليه فإذا جارية معها طبق مغطي،قال:فرجعت إلي عائشة و أخبرتها قالت:أدخلها،فدخلت فوضعته بين يدي عائشة،فوضعته بين يدي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فجعل يتناول منها و يأكل و خرجت الجارية،فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:ليت أمير المؤمنين و سيّد المسلمين و إمام المتّقين يأكل معي.

فقالت عائشة:و من أمير المؤمنين و سيّد المسلمين؟فسكت ثمّ أعاد الكلام مرّة اخري،فقالت عائشة:مثل ذلك،فسكت فجاء رجل فدق الباب فخرجت إليه فإذا هو عليّ بن أبي طالب،قالت:

فرجعت فقلت:هذا عليّ بن أبي طالب،فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:مرحبا و أهلا لقد تمنيتك مرتين حتّي إذا أبطأت عليّ سألت اللّه عزّ و جلّ أن يأتيني بك اجلس و كل،فجلس و أكل معه ثمّ قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:

قاتل اللّه من قاتلك و عادي من عاداك.

فقالت عائشة:و من يقاتله و يعاديه؟ قال صلّي اللّه عليه و آله:أنت و من معك مرّتين (1).

الحادي و العشرون: ابن شاذان هذا-من طريق العامّة بحذف الإسناد-عن أبي ذر رضي اللّه عنه قال:نظر النبيّ صلّي اللّه عليه و آله إلي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فقال:هذا خير الأوّلين من أهل السماوات و الأرضين،هذا سيّد الصديقين،هذا سيّد الوصيين و إمام المتقين و قائد الغرّ المحجلين،إذا كان يوم القيامة جاء علي ناقة من نوق الجنّة قد أضاءت القيامة من ضيائها (2)علي رأسه تاج مرصّع بالزبرجد و الياقوت،فتقول الملائكة هذا ملك مقرب،و يقول النبيّون هذا نبي مرسل فينادي مناد من بطنان العرش:هذا الصديق الأكبر هذا وصي حبيب اللّه هذا عليّ بن أبي طالب،فيقف علي متن (3)جهنم فيخرج منها من يحب و يدخل فيها من يبغض،و يأتي أبواب الجنّة فيدخل أوليائه بغير حساب (4).

الثاني و العشرون: ابن شاذان هذا-من طريق العامّة بحذف الإسناد-عن سلمان المحمدي قال:

دخلت علي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله إذا الحسين بن عليّ علي فخذه و هو يقبّل عينيه و يلثم فاه و هو يقول:أنت سيّد ابن السيد و أبو السادات،أنت إمام ابن إمام،أنت حجّة ابن حجّة أبو الحجج تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم (5).

ص: 175


1- مائة منقبة:75 المنقبة:43 و فيه تفاوت و زيادة.
2- في المصدر:ضوئها.
3- في المصدر:ظهر.
4- مائة منقبة:89 المنقبة:55.
5- مائة منقبة:124 المنقبة:58.

الثالث و العشرون: ابن شاذان هذه-من طريق العامّة بحذف الإسناد-عن الرضا عليه السّلام عن آبائه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:سيكون بعدي فتنة مظلمة الناجي من تمسك بالعروة الوثقي، فقيل:يا رسول اللّه و من عروة الوثقي؟قال:ولاية سيّد الوصيين،قيل:يا رسول اللّه و من سيّد الوصيين؟قال:أمير المؤمنين.قيل:يا رسول اللّه و من أمير المؤمنين؟قال:مولي المسلمين و إمامهم بعدي،قيل:يا رسول اللّه و من مولي المسلمين و إمامهم بعدك؟قال:أخي عليّ بن أبي طالب (1).

ص: 176


1- مائة منقبة:149 المنقبة:81.

الباب السادس و الثمانون

في أن عليّا عليه السّلام سيّد الوصيين و سيّد العرب

من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث الأوّل: ابن بابويه قال:حدّثنا الحسين بن إبراهيم المؤدّب قال:حدّثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد بن بشار عن عبيد اللّه بن عبد اللّه الدهقان عن درست ابن أبي منصور الواسطي عن عبد الحميد بن أبي العلاء عن ثابت بن دينار عن سعد بن طريف الخفاف عن الأصبغ بن نباتة قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام:أنا خليفة رسول اللّه و وزيره و وارثه،و أنا أخو رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وصيه[و حبيبه]و أنا صفي رسول اللّه و صاحبه،أنا ابن عمّ رسول اللّه و زوج ابنته و أبو ولده،أنا سيّد الوصيين،أنا الحجّة العظمي و الآية الكبري و المثل الأعلي و باب النبيّ المصطفي،أنا العروة الوثقي و كلمة التقوي و أمين اللّه تعالي ذكره علي أهل الدنيا (1).

الثاني: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا جعفر بن محمد بن المفلس قال:حدّثنا عبد اللّه بن يوسف الخيبري قال:حدّثنا عمر بن عبد العزيز قال:حدّثنا خاقان ابن عبد الأهشم عن حميد عن أنس بن مالك قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من سيّد العرب؟

قالوا:أنت يا رسول اللّه.

قال:أنا سيّد ولد آدم،و عليّ سيّد العرب (2).

الثالث: أمالي الشيخ أيضا:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال:حدّثنا أحمد بن يحيي الصوفي قال:حدّثنا إسماعيل بن أبان قال:حدّثني جعفر بن ميسرة عن أبي عبد اللّه عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن اليشكري عن أنس بن مالك قال:بينا أنا أوضئ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إذ دخل عليّ عليه السّلام فجعل يأخذ من وضوئه و يغسل به وجهه ثمّ قال:أنت سيّد العرب،فقال:يا رسول اللّه أنت رسول اللّه و سيّد العرب،قال:يا عليّ أنا رسول اللّه و سيّد ولد آدم و أنت أمير المؤمنين و سيّد العرب (3).

ص: 177


1- أمالي الصدوق:92 ح 67 المجلس 10 ح 7.
2- أمالي الطوسي:510 ح 1913 المجلس 18 ح 20.
3- أمالي الطوسي:510 ح 1114 المجلس 18 ح 21.

الرابع: الشيخ المفيد في أماليه قال:أخبرني أبو بكر محمد بن عمر بن مسلم قال:حدّثني عليّ ابن إسماعيل أبو الحسن الاطروش قال:حدّثنا محمد بن خلف المقري قال:حدّثنا حسين الأشقر قال:حدّثنا قيس بن ربيع عن أبيه عن عبد الرّحمن بن أبي ليلي عن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا أنس ادع لي سيّد العرب،فقال:يا رسول اللّه أ لست سيّد العرب؟قال:أنا سيّد ولد آدم و عليّ سيّد العرب،فدعا عليّا فلمّا جاء عليّ قال:يا أنس ادع لي الأنصار،فجاءوا،فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:يا معشر الأنصار هذا عليّ سيّد العرب فأحبوه لحبي و أكرموه لكرامتي فإن جبرائيل عليه السّلام أخبرني عن اللّه جل و عزّ ما أقول لكم (1).

الخامس: أحمد بن عليّ بن أبي منصور الطبرسي في كتاب«الاحتجاج»قال:روي عمر بن شمر عن جابر عن أبي جعفر محمد بن عليّ الباقر عليه السّلام قال:إن عمر بن الخطاب لما حضرته الوفاة و اجمع علي الشّوري بعث إلي ستة نفر من قريش،إلي عليّ بن أبي طالب،و إلي عثمان بن عفّان،و إلي الزبير بن العوّام،و إلي طلحة بن عبد اللّه،و عبد الرّحمن بن عوف،و سعد بن أبي وقاص و أمرهم أن يدخلوا إلي بيت و لا يخرجوا منه حتّي يبايعوا لأحدهم،فإن اجتمعت الأربعة علي واحد و أبي واحد أن يبايعهم قتل،و إن امتنع اثنان و بايعه ثلاثة قتلا،فأجمع رأيهم علي عثمان،فلمّا رأي أمير المؤمنين و ما هم به من البيعة لعثمان قام فيهم ليتخذ عليهم الحجة فقال لهم:اسمعوا منّي فإن يك ما أقول حقا فاقبلوا و إن يك باطلا فانكروا،ثمّ قال لهم:أنشدكم باللّه هل الذي يعلم صدقكم إن صدقتم و يعلم كذبكم إن كذبتم هل فيكم أحد صلّي القبلتين كلتيهما غيري؟

قالوا:لا.

قال:فهل فيكم من بايع البيعتين كلتيهما بيعة الفتح و بيعة الرضوان غيري؟ قال:و ساق الحديث يذكّرهم مناقبه و فضائله فيصدقونه في قوله لهم إلي أن قال:فأنشدكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أوّل طالع يطلع عليكم من هذا الباب-يا أنس-فإنّه أمير المؤمنين و سيّد المسلمين و خير الوصيين و أولي بالناس؟ فقال أنس:اللّهمّ اجعله رجلا من الأنصار،فكنت أنا الطالع،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأنس:ما أنت يا أنس بأول رجل أحب قومه،غيري؟

قالوا:لا (2).

ص: 178


1- أمالي المفيد:45 ح 4 المجلس 6.
2- الاحتجاج:192-202 و الحديث طول اختصره المصنف،و البحار:331/31 ح 10.

السادس: الطبرسي في«الاحتجاج»أيضا عن جعفر بن محمد الصادق عليه السّلام عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:خطب الناس سلمان الفارسي رضي اللّه عنه بعد أن دفن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله بثلاثة أيام فقال فيها:ألا يا أيها الناس اسمعوا عني حديثي ثمّ اعقلوه[عني]ألاّ أنّه أتيت علما كثيرا فلو حدثتكم بكل ما أعلم من فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام لقالت طائفة منكم:هو مجنون و قالت طائفة أخري:اللّهمّ اغفر لقاتل سلمان،ألا إن لكم منايا تتبعها بلايا،ألا و عند عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه علم المنايا و البلايا و ميراث الوصايا و فصل الخطاب و أصل الأنساب علي منهاج هارون بن عمران و موسي عليهما السّلام،إذ يقول له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت وصيي في أهل بيتي و خليفتي في أمتي و أنت مني بمنزلة هارون من موسي، و لكنكم أخذتم سنة بني اسرائيل فأخطأتم الحق،فأنتم تعلمون و لا تعلمون،أما و اللّه لتركبن طبقا عن طبق علي سنة بني اسرائيل حذو القذة بالقذة و النعل بالنعل،أما و الذي نفس سلمان بيده لو وليتموها عليّا لأكلتم من فوقكم و من تحت أرجلكم،و لو دعوتم الطير في جو السماء لأجابتكم، و لو دعوتم الحيتان من البحار لأتتكم،و لما عال ولي اللّه و لا طاش لكم سهم من فرائض اللّه، و لا اختلف اثنان في حكم اللّه،و لكن أبيتم فوليتموها غيره فابشروا بالبلاء و اقنطوا من الرجاء و قد نابذتكم علي سواء،فانقطعت العصمة بيني و بينكم من الولاء.

عليكم بآل محمد صلّي اللّه عليه و آله القادة إلي الجنّة و الدعاة إليها يوم القيامة،عليكم بأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب فو اللّه لقد سلّمنا عليه بالولاية و إمرة المؤمنين مرارا جمة مع نبيّنا كل ذلك يأمرنا به و يؤكده علينا فما بال القوم؟عرفوا بفضله فحسدوه و قد حسد قابيل هابيل فقتله،إن كفارا قد ارتدت أمة موسي بن عمران،فأمر هذه الامّة كأمر بني اسرائيل،فأين يذهب بكم أيها الناس؟! ويحكم ما لنا و أبو فلان[و فلان]أ جهلتم أو تجاهلتم؟أم حسدتم أم تحاسدتم و اللّه لترتدن كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض بالسيف يشهد الشاهد علي الناجي بالهلكة،و يشهد الشاهد علي الكافر بالنجاة،ألا و إني أظهرت أمري و سلمت لنبيي و اتبعت مولاي و مولي كل مؤمن و مؤمنة عليّ أمير المؤمنين و سيّد الوصيين و قائد الغرّ المحجلين و إمام الصديقين و الشهداء و الصالحين (1).

ص: 179


1- الاحتجاج:152/1 ط.دار النعمان،و البحار:79/29 ح 1 باب 8.

الباب السابع و الثمانون

في أن ولاية عليّ بن أبي طالب عليه السّلام من أصول الإسلام

و الأئمّة الاثني عشر أركان الإيمان و من أحبهم استكمله

من طريق العامّة و فيه خمسة أحاديث الأوّل: إبراهيم بن محمد الحمويني من فضلاء علماء العامّة قال:أخبرنا جعفر بن محمد،أنبأنا محمد بن عبد اللّه بن محمد البيع،أخبرني محمد بن عليّ بن دحيم الشيباني نبأنا أحمد بن حازم أنبأنا عاصم بن يوسف اليربوعي عن سفيان بن إبراهيم الحريري عن أبيه عن أبي صادق قال:قال عليّ عليه السّلام:أصول الإسلام ثلاثة لا ينفع واحدة منهنّ دون صاحبتها الصلاة و الزكاة و الموالاة.

قال الواحدي و هذا منتزع من قوله تعالي: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (1) و ذلك أن اللّه تعالي أثبت الموالاة بين المؤمنين ثمّ لم يصفهم إلاّ باقامة الصلاة و ايتاء الزكاة فقال: اَلَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ (2) فمن والي عليّا فقد والي اللّه و رسوله و قال اللّه تعالي في آية أخري إن أحببه إلي عباده المؤمنين فقال: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا (3) (4).

الثاني: الواحدي:أنبأنا سعيد بن محمد بن إبراهيم الحرثي،أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد الجرجرائي أنبأنا أبو محمد الحسن بن عبد اللّه العبيدي أنبأنا عبد اللّه بن سلمة،أنبأنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن عطا عن ابن عباس في قوله تعالي: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا (5) قال:نزلت في عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه ما من مسلم إلاّ و لعليّ عليه السّلام في قلبه محبة (6).

قال الواحدي:أنبأنا إسماعيل بن إبراهيم ابن حمويه،أنبأنا يحيي بن محمد العلوي،أنبأنا أبو عليّ الصواف ببغداد،أنبأنا الحسن بن عليّ بن الوليد بن النعمان الفارس،أنبأنا إسحاق بن بشر عن خالد بن يزيد عن حجرة الزيات عن أبي إسحاق عن البرّاء قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ صلوات اللّه عليه:يا عليّ قل:اللّهمّ اجعل لي عندك عهدا و أجعل لي في صدور المؤمنين مودّة.فنزّل اللّه

ص: 180


1- سوره 5 - آيه 55
2- سوره 5 - آيه 55
3- سوره 19 - آيه 96
4- فرائد السمطين:/79/1ب /14ح 49.
5- سوره 19 - آيه 96
6- ذخائر العقبي:89،و جواهر العقدين:246/2.

تعالي: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا (1) قال:نزلت في عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه و آله (2).

الثالث: الحمويني هذا قال:أخبرنا أبو إبراهيم بن أبي القاسم الصوفي،أنبأنا محمد بن محمد بن يعقوب الحافظ،أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه بن محمد بن عفر،أنبأنا أحمد بن الفرات، حدّثنا عبد الحميد الحماني بإسناده عن قيس بن عطية عن أبي سعيد عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله،في قوله عزّ و جلّ: وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (3) قال:عن ولاية عليّ بن أبي طالب عليه السّلام،و المعني أنهم يسألون هل والوه حق الموالاة كما أوصاهم به رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و روي عن عليّ صلوات اللّه عليه جعل الموالاة أصلا من أصول الدين (4).

الرابع: إبراهيم بن محمد الحمويني هذا بإسناده إلي أبي جعفر بن بابويه قال:أنبأنا أبي قال:

أنبأنا سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمد بن عيسي عن العباس بن معروف عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن البصري عن أبي المغراء حميد بن المثني[العجلي]عن أبي بصير عن خيثمة الجعفي عن أبي جعفر عليه السّلام قال:سمعته يقول:نحن أمناء اللّه عزّ و جلّ،و نحن حجّة اللّه،و نحن أركان الإيمان، و نحن دعائم الإسلام (5).

الخامس: الحمويني هذا قال:أخبرني الشيخ الصالح السيد شرف الدين أبو الفضل أحمد بن هبة اللّه ابن أحمد بن محمد بن محمد بن الحسن بن عساكر الشافعي الدمشقي بقراءتي عليه قال:

أنبأنا الشيخ الإمام رضي الدين المؤيد بن محمد بن عليّ الطوسي-إجازة-قال:أنبأنا جدّي لأمي أبو العباس محمد بن العباس العصاري المعروف بعباسة-سماعا-قال:أنبأنا القاضي أبو سعيد محمد بن سعيد قال:أنبأنا الإمام أحمد بن محمد بن إبراهيم أبو إسحاق الثعلبي أنبأنا عبد اللّه بن حامد،حدّثنا أبو عبد اللّه محمد بن عليّ بن الحسين البلخي أنبأنا يعقوب بن يوسف بن إسحاق،أنبأنا محمد بن أسلم الطوسي،أنبأنا يعلي بن عبيد عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس ابن حازم عن جرير بن عبيد اللّه البجلي قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من مات علي حب آل محمد مات شهيدا،و من مات علي حب آل محمد مات مغفورا له،ألا و من مات علي حب آل محمد مات تائبا،ألا و من مات علي حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل الإيمان،ألا و من مات علي حب آل محمد بشّره ملك الموت بالجنّة ثمّ منكر و نكير،ألا و من مات علي حب آل محمد يزف إلي

ص: 181


1- سوره 19 - آيه 96
2- تفسير الدر المنثور:287/4،و العمدة:289 عن الثعلبي.
3- سوره 37 - آيه 24
4- فرائد السمطين:/79/1ب /14ح 47-48.
5- فرائد السمطين:253/2 باب 48 ح 523،و كمال الدين:206 ح 20 باب 21 و الحديث طويل.

الجنّة كما تزف العروس إلي بيت زوجها،ألا و من مات علي حب آل محمد جعل اللّه زوّار قبره ملائكة الرّحمن،ألاّ و من مات علي حب آل محمد مات علي السّنّة و الجماعة،ألاّ و من مات علي بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة اللّه،ألا و من مات علي بغض آل محمد مات كافرا،ألا و من مات علي بغض آل محمد لم يشمّ رائحة الجنّة (1).

ص: 182


1- فرائد السمطين:255/2،ح 524،باب 49،و تفسير الكشّاف للزمخشري:467/3 مورد آية المودّة،و العمدة عن الثعلبي:54،ح 52 بسند مغاير،و رشفة الصادي:45،باب 4.

الباب الثامن و الثمانون

في أن ولاية الأئمّة عليهم السّلام مما بني عليها الإسلام و عماده

من طريق الخاصة و فيه أربعة و عشرون حديثا الأوّل: محمد بن يعقوب قال:حدّثني الحسين بن محمد الأشعري عن معلي بن محمد الزيادي عن الحسن بن عليّ الوشاء قال:حدّثني أبان بن عثمان عن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السّلام قال:بني الإسلام علي خمس:علي الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج و الولاية و لم يناد بشيء كما نودي بالولاية (1).

الثاني: ابن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن محمد بن عيسي عن يونس بن عبد الرّحمن عن عجلان أبي صالح قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام:أوقفني علي حدود الإيمان؟

فقال:شهادة أن لا إله إلاّ اللّه و أن محمدا رسول اللّه،و الإقرار بما جاء به من عند اللّه،و صلاة الخمس و أداء الزكاة و صوم شهر رمضان و حج البيت،و ولاية وليّنا و عداوة عدوّنا،و الدخول مع الصادقين (2).

الثالث: ابن يعقوب عن أبي عليّ الأشعري عن الحسن بن عليّ الكوفي عن عباس بن عامر عن أبان بن عثمان عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السّلام قال:بني الإسلام علي خمس:علي الصلاة و الزكاة و الحج و الصوم و الولاية،و لم يناد بشيء كما نودي بالولاية فأخذ الناس بأربع و تركوا هذه- يعني الولاية (3).

الرابع: ابن يعقوب عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسين بن سعيد عن ابن العرزمي عن أبيه عن الصادق قال:أثافي (4)الإسلام ثلاثة:الصلاة و الزكاة و الولاية،لا تصلح واحدة منهن إلاّ بصاحبتيها (5).

الخامس: ابن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه و عبد اللّه بن الصلت جميعا عن حماد بن عيسي عن حريز بن عبد اللّه عن زرارة عن أبي جعفر عليه السّلام قال:بني الإسلام علي خمسة أشياء:علي

ص: 183


1- الكافي:18/2 ح 1 باب دعائم الاسلام.
2- الكافي:18/2 ح 2 باب دعائم الاسلام.
3- الكافي:18/2 ح 3.
4- الاثافي:الاحجار التي توضع عليها القدر.
5- الكافي:18/2 ح 4.

الصلاة و الزكاة و الحج و الصوم و الولاية،قال زرارة:فقلت:و أي شيء من ذلك أفضل؟ فقال:الولاية أفضل؛لأنّها مفتاحهن و الوالي هو الدليل عليهن.

قلت:ثمّ الذي يلي ذلك في الفضل؟ فقال:الصلاة؛إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:الصلاة عمود دينكم.

قلت:ثمّ الذي يليها في الفضل؟ قال:الزكاة؛لأنّه قرنها بها و بدأ بالصلاة قبلها،و قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:الزكاة تذهب الذنوب.

قال:قلت:و الذي يليها في الفضل؟ قال:الحج،قال اللّه عزّ و جلّ: وَ لِلّهِ عَلَي النّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ (1) (2).

و قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لحجّة مقبولة خير من عشرين صلاة نافلة،و من طاف بهذا البيت طوافا أحصي فيه أسبوعه و أحسن ركعتيه غفر له.

و قال:في يوم عرفة و يوم المزدلفة ما قال،قلت:فما ذا يتبعه؟ قال:الصوم.

قلت:و ما بال الصوم صار آخر ذلك أجمع؟ قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:الصوم جنّة من النار.

قال:ثمّ قال:أفضل الأشياء ما إذا فاتك لم يكن منه توبة دون أن ترجع إليه فتؤديه بعينه،إن الصلاة و الزكاة و الحج و الولاية ليس ينفع شيء مكانها دون أدائها،و إن الصوم إذا فاتك أو قصّرت أو سافرت فيه أدّيت مكانه أياما غيرها و جزيت ذلك الذنوب (3)بصدقة و لا قضاء عليك،و ليس من تلك الأربعة شيء يجزيك مكانه غيره.

قال:ثمّ قال:ذروة الأمر و سنامه و مفتاحه و باب الأشياء و رضا الرّحمن الطاعة للإمام بعد معرفته،إن اللّه عزّ و جلّ يقول: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللّهَ وَ مَنْ تَوَلّي فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً (4) (5)أمّا لو أن رجلا قام ليله و صام نهاره و تصدّق بجميع ماله و حج جميع دهره و لم يعرف ولاية وليّ فيواليه و يكون جميع أعماله بدلالته عليه (6)،ما كان له علي اللّه حق في ثوابه و لا كان من أهل الإيمان،ثمّ قال:أولئك المحسن منهم يدخله اللّه الجنّة بفضل منه (7).

ص: 184


1- سوره 3 - آيه 97
2- آل عمران:97.
3- في المصدر:الذنب.
4- سوره 4 - آيه 80
5- النساء:80.
6- في المصدر:إليه.
7- الكافي:19/2 ح 5.

السادس: ابن يعقوب عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن صفوان بن يحيي عن عيسي السرّي أبي اليسع قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام:أخبرني بدعائم الإسلام التي لا يسع أحد التقصير عن معرفة شيء منها،الذي من قصّر عن معرفة شيء منها فسد دينه و لم يقبل[اللّه]منه عمله،و من عرفها و عمل بها صلح له دينه و قبل منه عمله و لم يضق مما هو فيه بجهل (1)شيء من الأمور جهله؟

فقال:شهادة أن لا إله إلاّ اللّه،و الإيمان بأن محمدا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و الإقرار بما جاء به من عند اللّه،و حق في الأموال من الزكاة،و الولاية التي أمر اللّه عزّ و جلّ بها ولاية آل محمد صلّي اللّه عليه و آله.

قال:فقلت له:هل في الولاية شيء دون شيء فضل يعرف لمن أخذ به؟ قال:نعم قال اللّه عزّ و جلّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (2) (3).

و قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من مات و لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية،و كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و كان عليّا عليه السّلام و قال آخرون و كان معاوية ثمّ كان الحسن ثمّ كان الحسين،و قال آخرون يزيد بن معاوية و حسين بن عليّ عليه السّلام و لا سواء و لا سواء،قال:ثمّ سكت،ثمّ قال:أزيدك؟

فقال له حكم الأعور:نعم جعلت فداك،قال:ثمّ كان عليّ بن الحسين ثمّ كان محمد بن عليّ أبا جعفر و كانت الشيعة قبل أن يكون أبو جعفر و هم لا يعرفون مناسك حجهم و حلالهم و حرامهم حتّي كان أبو جعفر ففتح لهم و بيّن لهم مناسك حجهم و حلالهم و حرامهم حتّي صار الناس يحتاجون إليهم بعد ما كانوا يحتاجون إلي الناس،و هكذا يكون الأمر و الأرض لا تكون إلاّ بإمام و من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية،و أحوج ما تكون إلي ما أنت عليه إذا بلغت نفسك هذه-و أهوي بيده إلي حلقه-و انقطعت عنك الدنيا تقول:لقد كنت علي أمر حسن (4).

السابع: ابن يعقوب عن أبي عليّ الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن عيسي بن السريّ أبي اليسع عن أبي عبد اللّه عليه السّلام مثله (5).

الثامن: ابن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن مثني الحنّاط عن عبد اللّه بن عجلان عن أبي جعفر عليه السّلام قال:بني الإسلام علي خمس:الولاية و الصلاة و الزكاة و الحج و صوم شهر رمضان (6).

التاسع: ابن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشر عن أبان عن

ص: 185


1- في المصدر:لجهل.
2- سوره 4 - آيه 59
3- النساء:59.
4- الكافي:20/2 ح 6.
5- الكافي:21/2 ح 7.
6- المصدر السابق.

الفضيل عن أبي جعفر عليه السّلام قال:بني الإسلام علي خمس[علي] (1)الولاية و الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج و لم يناد بشيء ما نودي بالولاية يوم الغدير (2).

العاشر: ابن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن محمد بن عيسي عن يونس عن حمّاد بن عثمان عن عيسي بن السري قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام:حدّثني عمّا بنيت عليه دعائم الإسلام إذا أنا أخذت بها زكي عملي و لم يضرني جهل ما جهلت بعده؟فقال:شهادة أن لا إله إلاّ اللّه و أن محمدا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:و الإقرار بما جاء به من عند اللّه،و حق في الأموال من الزكاة،و الولاية التي أمر اللّه بها ولاية آل محمد،قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية،قال اللّه عزّ و جلّ: أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (3) فكان عليّ عليه السّلام ثمّ صار من بعده حسن ثمّ من بعده حسين ثمّ من بعده عليّ بن الحسين،ثمّ من بعده محمد بن عليّ،و هكذا يكون الأمر،إن الأرض لا تصلح إلاّ بامام،و من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية،و أحوج ما يكون أحدكم إلي معرفته إذا بلغت نفسه هاهنا قال:و أهوي بيده إلي صدره،يقول حينئذ:لقد كنت علي أمر حسن (4).

الحادي عشر: ابن يعقوب بإسناده عن أبي الجارود قال:قلت لأبي جعفر عليه السّلام عليهم السّلام يا ابن رسول اللّه هل تعرف مودتي لكم و انقطاعي إليكم و موالاتي إياكم؟قال:فقال:نعم،قال:قلت:فإني أسألك عن مسألة تجيبني فيها فإني مكفوف البصر قليل المشي فلا أستطيع زيارتكم كل حين،قال:هات حاجتك،قلت:أخبرني بدينك الذي تدين اللّه عزّ و جلّ به أنت و أهل بيتك لأدين اللّه عزّ و جلّ به؟ قال:إن كنت اقصرت الخطبة فقد أعظمت المسألة و اللّه لأعلمنك (5)ديني و دين آبائي الذي ندين اللّه عزّ و جلّ به:شهادة أن لا إله إلاّ اللّه و أن محمدا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و الاقرار بما جاء به من عند اللّه، و الولاية لولينا و البراءة من عدونا و التسليم لأمرنا و انتظار قائمنا و الاجتهاد و الورع (6).

الثاني عشر: ابن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن عليّ ابن أبي حمزة عن أبي بصير قال:سمعته يسأل أبا عبد اللّه عليه السّلام فقال له:جعلت فداك أخبرني عن الدين الذي افترض اللّه عزّ و جلّ علي العباد فلا (7)يسعهم جهله و لا يقبل منهم غيره ما هو؟فقال:

أعد عليّ،فأعاد عليه،فقال:شهادة أن لا إله إلاّ اللّه و أن محمدا رسول اللّه،و إقام الصلاة،و إيتاء الزكاة،و حج البيت من استطاع إليه سبيلا،و صوم شهر رمضان،ثمّ سكت قليلا ثمّ قال:و الولاية

ص: 186


1- ليست في المصدر.
2- الكافي:21/2 ح 8.
3- سوره 4 - آيه 59
4- الكافي:21/2 ح 9.
5- في المصدر:لأعطينك.
6- الكافي:22/2 ح 10.
7- في المصدر:مالا.

و الولاية مرتين،ثمّ قال:هذا الذي افترض اللّه عزّ و جلّ علي العباد و لا يسأل الرب العباد يوم القيامة فيقول:ألا زدتني علي ما افترضت عليك،و لكن من زاد زاده اللّه،إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله سنّ سننا حسنة جميلة ينبغي للناس الأخذ بها (1).

الثالث عشر: ابن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلي بن محمد عن محمد بن جمهور عن فضالة بن أيوب عن أبي زيد الحلاّل عن عبد الحميد بن أبي العلاء الأزدي قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول:إن اللّه عزّ و جلّ فرض علي عباده خمسا فرخّص في أربع و لم يرخّص في واحدة (2).

الرابع عشر: ابن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلي بن محمد عن الوشاء عن أبان عن إسماعيل الجعفي قال:دخل رجل علي أبي جعفر عليه السّلام و معه صحيفة فقال له أبو جعفر عليه السّلام:هذه صحيفة مخاصم يسأل عن الدين الذي يقبل فيه العمل،فقال:رحمك اللّه هذا الذي أريد،فقال أبو جعفر عليه السّلام:شهادة أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله،و تقرّ بما جاء من عند اللّه،و الولاية لنا أهل البيت و البراءة من عدّونا و التسليم لأمرنا،و الورع و التواضع و انتظار قائمنا،فإن لنا دولة إذا شاء اللّه جاء بها (3).

الخامس عشر: ابن يعقوب عن عليّ ابن إبراهيم عن أبيه و أبي عليّ الأشعري عن محمد بن عبد الجبار جميعا عن صفوان عن عمرو بن حريث قال:دخلت علي أبي عبد اللّه عليه السّلام و هو في منزل أخيه عبد اللّه بن محمد فقلت له:جعلت فداك ما حوّلك إلي هذا المنزل؟ فقال:طلب النزهة.

فقلت:جعلت فداك ألا أقصّ عليك ديني؟ فقال:بلي.

قلت:أدين اللّه بشهادة أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله،و أن الساعة آتية لا ريب فيها،و أن اللّه يبعث من في القبور،و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة و صوم شهر رمضان و حج البيت،و الولاية لعليّ أمير المؤمنين بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و الولاية للحسن و الحسين و الولاية لعليّ بن الحسين و الولاية لمحمد بن عليّ و لك من بعده صلوات اللّه عليهم أجمعين و أنكم أئمتي عليه أحيا و عليه أموت و أدين اللّه به،فقال:يا عمرو هذا دين اللّه و دين آبائي الذي أدين اللّه به في السر و العلانية،فاتق اللّه و كفّ لسانك إلاّ من خير،و لا تقل إني هديت نفسي بل اللّه هداك،فأدّ شكر ما

ص: 187


1- الكافي:22/2 ح 11.
2- المصدر السابق:ح 12.
3- المصدر السابق:ح 13.

أنعم اللّه عزّ و جلّ به عليك و لا تكن ممن إذا أقبل طعن في عينيه و اذا أدبر طعن في قفاه،و لا تحمّل الناس علي كاهلك فإنك أوشك إن حملت الناس علي كاهلك أن يصدعوا شعب كاهلك (1).

السادس عشر: ابن يعقوب عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن عليّ بن النعمان عن ابن مسكان عن سليمان بن خالد عن أبي جعفر عليه السّلام قال:ألا أخبرك بالإسلام أصله و فرعه و ذروة سنامه،قلت:بلي جعلت فداك،قال:أما أصله فالصلاة و فرعه الزكاة و ذروة سنامه الجهاد،ثمّ قال:إن شئت أخبرتك بأبواب الخير،قلت:نعم جعلت فداك،قال:الصوم جنّة من النار،و الصدقة تذهب الخطيئة،و قيام الرجل في جوف الليل يذكر اللّه ثمّ قرأ تَتَجافي جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ (2) (3).

السابع عشر: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا محمد بن موسي بن المتوكّل رضي اللّه عنه قال:حدّثني عليّ بن الحسين السعدآبادي عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن المفضّل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد عليه السّلام قال:بني الإسلام علي خمس دعائم:علي الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج و ولاية أمير المؤمنين عليه السّلام و الأئمّة من ولده صلوات اللّه عليهم (4).

الثامن عشر: الشيخ الطوسي في أماليه قال:أخبرنا جماعة قال:حدّثنا أبو محمد الفضل بن محمد بن المسيب الشعراني بجرجان قال:حدّثنا هارون بن عمرو بن عبد العزيز بن محمد أبو موسي المجاشعي قال:حدّثنا محمد بن جعفر بن محمد عن أبيه أبي عبد اللّه عليه السّلام.

قال المجاشعي:و حدّثنا الرضا عليّ بن موسي عن أبيه موسي عن أبيه جعفر بن محمد قالا جميعا عن آبائه عن عليّ أمير المؤمنين عليه السّلام قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:بني الإسلام علي خمس خصال علي الشهادتين و القرينتين،قيل له:أما الشهادتين فقد عرفناها فما القرينتان؟قال:

الصلاة و الزكاة،فإنّه لا يقبل أحدهما إلاّ بالأخري و الصيام و حج بيت اللّه من استطاع إليه سبيلا، و ختم ذلك بالولاية فأنزل اللّه عزّ و جلّ: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (5) (6).

التاسع عشر: المفيد في أماليه قال:أخبرني أبو الحسن عليّ بن بلال المهلبي قال:حدّثنا عبد اللّه بن أسد (7)الأصفهاني قال:حدّثنا إبراهيم بن محمد الثقفي قال:أخبرنا إسماعيل بن صبيح قال:

حدّثنا سالم بن أبي سالم المصري عن أبي هارون العبيدي قال:كنت أري رأي الخوارج لا رأي لي

ص: 188


1- المصدر السابق:ح 14.
2- سوره 32 - آيه 16
3- الكافي:24/2 ح 15.
4- أمالي الصدوق:340 ح 404 المجلس 45 ح 14.
5- سوره 5 - آيه 3
6- أمالي الطوسي:518 ح 1134 المجلس 18 ح 41.
7- في المصدر:راشد.

غيره حتّي جلست إلي أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه فسمعته يقول:امر الناس بخمس فعملوا بأربع و تركوا واحدة،فقال له رجل:يا أبا سعيد ما هذه الأربع التي عملوا بها؟ قال الصلاة و الزكاة و الحج و صوم شهر رمضان،قال:فما الواحدة التي تركوها؟ قال:ولاية عليّ بن أبي طالب عليه السّلام،قال الرجل:و إنها لمفترضة معهن؟ قال أبو سعيد:نعم و رب الكعبة،قال الرجل:فقد كفر الناس إذا،قال أبو سعيد:فما ذنبي (1).

العشرون: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيي العطّار رضي اللّه عنه قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه عن يعقوب بن يزيد عن زياد بن مروان القندي عن عليّ بن سعيد عن عبد اللّه بن القاسم عن مبارك بن عبد الرّحمن عن أبي عبد اللّه الصادق عن آبائه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

الإسلام عريان،فلباسه الحياء و زينته الوفاء و مروءته العمل الصالح و عماده الورع،و لكل شيء أساس و أساس الإسلام حبنا أهل البيت (2).

الحادي و العشرون: الشيخ في أماليه قال:أخبرني محمد بن محمد يعني المفيد قال:أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه قال:حدّثني أبي عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن عليّ الباقر عليهما السّلام قال:

بني الإسلام علي خمس دعائم:إقام الصلاة و إيتاء الزكاة و صوم شهر رمضان و حج البيت الحرام و الولاية لنا أهل البيت (3).

و روي هذا الحديث المفيد في أماليه قال:أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه قال:

حدّثني أبي عن سعد بن عبد اللّه،و ساق الحديث بباقي السند و المتن (4).

الثاني و العشرون: الشيخ في«التهذيب»بإسناده عن الحسين بن محمد بن سماعة قال:حدّثني ابن رباط عن ابن مسكان عن سليمان بن خالد عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:جاء رجل إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا رسول اللّه أخبرني عن الإسلام أصله و فرعه و ذروته و سنامه؟ فقال:أصله الصلاة و فرعه الزكاة و ذروته و سنامه الجهاد في سبيل اللّه تعالي،قال:يا رسول اللّه أخبرني عن أبواب الخير؟قال:الصيام جنّة و الصدقة تذهب الخطيئة و قيام الرجل في جوف الليل يناجي ربّه ثمّ قال: تَتَجافي جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ مِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (5) (6).

ص: 189


1- أمالي المفيد:139 المجلس 17 ح 3.
2- أمالي الصدوق:341 ح 406 المجلس 45 ح 16.
3- أمالي الطوسي:124 ح 192 المجلس 5 ح 6.
4- أمالي المفيد:353 المجلس 42 ح 4.
5- سوره 32 - آيه 16
6- تهذيب الأحكام:242/2 ح 958،و الآية في سورة السجدة:16.

الثالث و العشرون: الشيخ في«التهذيب»عن محمد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسي عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر عليه السّلام قال:بني الإسلام علي خمسة أشياء:علي الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج و الولاية،و قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:الصوم جنّة من النار (1).

الرابع و العشرون: الشيخ في التهذيب بإسناده عن يعقوب عن محمد بن محمد بن يحيي عن ابن فضال عن ثعلبة عن عليّ بن عبد العزيز قال:قال لي أبو عبد اللّه عليه السّلام:ألا أخبرك بأصل الإسلام و فرعه و ذروته و سنامه؟قلت:بلي،قال:أصله الصلاة و فرعه الزكاة و ذروته و سنامه الجهاد في سبيل اللّه،ألا أخبرك بأبواب الخير؟الصوم جنّة من النار (2).

ص: 190


1- تهذيب الأحكام:151/4 ح 418.
2- تهذيب الأحكام:151/4-152 ح 419.

الباب التاسع و الثمانون

في أن النظر إلي عليّ عليه السّلام عبادة و ذكره عبادة

من طريق العامّة و فيه ثلاثة و عشرون حديثا الأوّل: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب بن طاوان السمسار قال:أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن الحسين العلوي العدل الواسطي قال:حدّثنا أحمد بن محمد الحداد المعروف ببكير قال:حدّثنا محمد بن يونس الكريمي قال:حدّثنا عبد الحميد بن بحر البصري قال:حدّثنا سواد بن مصعب عن الكلبي عن أبي صالح عن أبي هريرة عن معاذ بن جبل قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:النظر إلي وجه عليّ عبادة (1).

الثاني: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا القاضي أبو جعفر العلوي أخبرنا أبو محمد بن السقاء، حدّثنا عبد اللّه،حدّثنا يحيي بن صابر،حدّثنا وكيع عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة:أن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال:«النظر إلي وجه عليّ عبادة» (2).

الثالث: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب قال:حدّثنا الحسين ابن محمد بن الحسين العدل قال:حدّثنا أحمد بن محمد قال:حدّثنا أبو مسلم الكجّي و أنا سألته قال:حدّثنا أبو نجيد عمران بن خالد بن طليق عن أبيه عن جده عن عمر بن الحصين قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:النظر إلي وجه عليّ عبادة (3).

الرابع: ابن المغازلي أيضا قال:أخبرنا أحمد بن محمد قال:حدّثنا الحسين بن محمد عن الحسين العدل يرفعه.إلي أبي سعيد الخدري عن عمران بن الحصين قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:النظر إلي عليّ عبادة (4).

الخامس: ابن المغازلي قال:حدّثنا الكريمي عن أبي صالح عن أبي هريرة عن معاذ بن جبل عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله مثله (5).

السادس: ابن المغازلي قال:أخبرنا محمد بن محمود قال:حدّثنا إبراهيم بن عبد السلام قال:

ص: 191


1- مناقب ابن المغازلي:/144ح 244.
2- مناقب ابن المغازلي:/144ح 245.
3- مناقب ابن المغازلي:144 ح 246
4- مناقب ابن المغازلي:145 ح 247
5- مناقب ابن المغازلي:145 ح 247

حدّثنا محمد بن موسي الحرشي قال:حدّثنا عمران بن الحصين قال:سمعت النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يقول:

النظر إلي وجه عليّ عبادة (1).

السابع: ابن المغازلي قال:أخبرنا إبراهيم ابن مهدي الابلي يرفعه إلي واثلة بن الأسقع عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله مثله (2).

الثامن: ابن المغازلي قال:أخبرنا أبو القاسم الفضل بن محمد بن عبد اللّه الأصفهاني قدم علينا واسطا في شهر رمضان سنة أربع و ثلاثين و أربعمائة قال:حدّثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم قال:

حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن إبراهيم قال:حدّثنا أحمد بن محمد قال:حدّثنا محمد بن حماد الطهراني قال:أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت:رأيت أبا بكر يكثر النظر إلي وجه عليّ فقلت:يا أبة أراك تكثر النظر إلي وجه عليّ فقال:يا بنية سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يقول النظر إلي وجه عليّ عبادة (3).

التاسع: ابن المغازلي قال:أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن عليّ بن العباس البزاز قال:حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه ابن إبراهيم بن محمد بن عبد اللّه بن تميم القاضي،حدّثنا أحمد بن محمد بن الحسن بمصر،حدّثنا محمد بن حماد الطهراني أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت:رأيت أبا بكر يكثر النظر إلي وجه عليّ،فقلت له:يا أبة أراك تكثر النظر إلي وجه عليّ،فقال:يا بنية سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:النظر إلي وجه عليّ عبادة (4).

العاشر: ابن المغازلي قال:أخبرنا أبو البركات محمد بن عليّ بن محمد التمار الواسطي بقراءتي عليه فأقرّ به،قلت له:حدثكم أبو الحسن عليّ بن محمد بن عليّ بن الحسن بن خزفة الصيدلاني يرفعه إلي عمران بن حصين عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله بمثله (5).

الحادي عشر: ابن المغازلي قال:أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمد بن موسي الغندجاني -قدم علينا واسط-قال:أخبرنا عبيد اللّه بن أحمد أبو أحمد الفرضي-إجازة-قال:حدّثنا محمد ابن عمرو بن البختري قال:حدّثنا أبو عوف البزوري (6)سنة خمس و ستين قال:حدّثنا كثير بن هشام قال:حدّثنا جعفر بن برقان قال:بلغني أن عائشة كانت تقول:زينوا مجالسكم بذكر عليّ عليه السّلام (7).

ص: 192


1- مناقب ابن المغازلي:145 ح 250.
2- مناقب ابن المغازلي:145 ح 251.
3- مناقب ابن المغازلي:146 ح 252.
4- مناقب ابن المغازلي:146 ح 253.
5- مناقب ابن المغازلي:146 ح 254.
6- في الأصل:الزهري.
7- مناقب ابن المغازلي:147 ح 255.

الثاني عشر: ابن المغازلي قال:أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطّار الفقيه الشافعي بقراءتي عليه فاقرّ به،قلت له:أخبركم أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن عثمان المزني الملقب بابن السّقاء الحافظ الواسطي قال:حدّثني محمد بن عليّ بن معمّر الكوفي قال:حدّثنا حمدان بن المعافي قال:حدّثنا وكيع عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ذكر عليّ عبادة (1).

الثالث عشر: ابن المغازلي قال:أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب قال:حدّثنا الحسين بن محمد بن الحسين العدل العلوي الواسطي قال:حدّثنا محمد بن محمود قال:حدّثنا إبراهيم بن مهدي الأبلّيّ قال:حدّثنا إبراهيم بن سليمان بن رشيد قال:حدّثنا زيد بن عطية قال:حدّثنا أبان بن فيروز عن أنس بن مالك قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من أراد أن ينظر إلي علم آدم و فقه نوح،فلينظر إلي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام (2).

الرابع عشر: موفق بن أحمد من أعيان علماء العامّة قال:أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ أبو الحسن عليّ بن أحمد العاصمي،أخبرنا القاضي الإمام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ،أخبرنا والدي شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي،أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ،حدّثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يحيي المغازي،حدّثنا المسيب بن زهير الضبي حدّثنا عاصم بن عليّ،حدّثنا المسعودي عن عمرو بن مرة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد اللّه بن مسعود قال:قال لي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:النظر إلي وجه عليّ عبادة (3).

الخامس عشر: موفق بن أحمد-بهذا الإسناد-عن أحمد بن الحسين هذا قال:أخبرنا أبو عليّ ابن شاذان البغدادي بها،أخبرنا عبد اللّه بن جعفر،حدّثنا يعقوب بن سفيان،حدّثنا عمران بن خالد ابن طليق بن محمد بن عمران بن حصين أبو نجيد،حدثني أبي عن أبيه عن جده قال:مرض عمران بن حصين مرضة شديدة فدخل عليه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال له:إني لأبتئس عليك من شدة علتك فقال له:لا تفعل ذلك بأبي و أمّي أنت فاني أحب ذلك إلي أحبه إلي اللّه،فوضع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يده علي رأسه فقال له:لا بأس عليك يا عمران،فعوفي من تلك العلة و انصرف رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فأتاه عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فقال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله اعدت أخاك قال:لا قال:لم أعلم،قال:عزمت عليك لما لم تقعد حتّي تمضي إليه،قال:فلمّا قصد إلي عمران نظر عمران إليه و لم يصرف بصره

ص: 193


1- مناقب ابن المغازلي:144 ح 243.
2- مناقب ابن المغازلي:147 ح 256.
3- المناقب /361ح 373.

منه حتّي جلس بين يديه و أهوي إليه،ثمّ قام منصرفا فاتبعه بصره حتّي غاب عنه،فقال أصحابه:

لقد رأيناك و ما صنعت،قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:النظر إلي وجه عليّ عبادة (1).

السادس عشر: موفق بن أحمد قال:أخبرنا العلاّمة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري أخبرنا-الاستاذ الأمين أبو الحسن بن مروك الرازي الحافظ أخبرنا أبو سعد إسماعيل ابن عليّ بن الحسين السمّان أخبرنا عبيد اللّه بن محمد بن بدر الكرخي بقراءتي عليه،حدّثنا أحمد ابن محمد بن عبد اللّه بن زياد العطّار،حدّثنا أبو الحسن عليّ بن سراج المصري،حدّثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت:كان أبو بكر رضي اللّه عنه يديم النظر إلي عليّ، فقيل له في ذلك،فقال:سمعت النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يقول:النظر إلي عليّ عبادة (2).

السابع عشر: موفق بن أحمد قال:ذكر الإمام محمد بن أحمد بن عليّ بن الحسن بن شاذان حدّثني القاضي المعافي بن زكريا-من حفظه-عن إبراهيم عن الفضل بن يوسف عن الحسن بن صابر عن وكيع عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ذكر عليّ عبادة (3).

الثامن عشر: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامّة قال:أخبرني ابن عمّي الشيخ الإمام نظام الدين محمد بن عليّ بن المؤيد الحمويني و الشيخ الإمام استاذي عماد الدين محمد ابن أحمد الخطيب الجاجرمي و نجم الدين محمد بن أبي بكر بيرّانه و الشيخ الإمام أبو عمرو بن الموفق بقراءتي عليه بروايتهم عن والدي شيخ الإسلام محمد بن المؤيد الحمويني بروايته عن الشيخ العارف المحقق صديق عبده أبي الحبّاب أحمد بن عمر بن محمد الصوفي قال:أنبأنا محمد بن عمر بن عليّ الطوسي بقراءتي عليه بنيشابور،أنبأنا أبو العباس أحمد بن أبي الفضل الشعاني،أنبأنا أبو سعيد محمد بن طلحة الجنابذي،أنبأنا أبو القاسم السراج-إملاء-أنبأنا أبو عليّ حامد بن محمد الهروي،أنبأنا محمد بن يونس القرشي،أنبأنا إبراهيم بن إسحاق الجعفي،أنبأنا عبد اللّه بن عبد ربّه،أنبأنا شعبة عن قتادة عن حميد بن عبد الرّحمن عن أبي سعيد قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:النظر إلي وجه عليّ بن أبي طالب عبادة (4).

التاسع عشر: الحمويني هذا قال:أخبرني الشيخ الصالح أبو عبد اللّه محمد بن يعقوب بن أبي الفرج الحنبلي-إجازة-قال:أنبأنا الشيخ يحيي بن أسعد بن يونس التاجر-إجازة-قال:أنبأنا الشيخ الثقة أبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف-قراءة عليه و نحن نسمع-في شعبان سنة ست

ص: 194


1- المناقب /361ح 374.
2- المناقب /362ح 375.
3- المناقب /362ح 376.
4- فرائد السمطين:/181/1ب /37ح 144.

عشرة و خمسمائة قال:أنبأنا الشيخ الجليل أبو محمد الحسن بن عليّ بن محمد الجوهري بسماعه عليه قال:أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن حمدان بن إبراهيم بن يونس بن بيطر العاقولي بقراءتي عليه في صفر سنة تسع و تسعين و ثلاثمائة قال:أنبأنا عبد اللّه بن زيدان قال:أنبأنا عليّ بن المثني قال:حدّثني الحسن بن عطية قال:حدّثني بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن سالم عن ثوبان قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:النظر إلي البيت عبادة و النظر إلي وجه عليّ عبادة (1).

العشرون: و من كتاب«الفردوس»من الجزء الثاني في باب النون بالإسناد عن معاذ بن جبل قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:النظر إلي وجه عليّ عبادة (2).

الحادي و العشرون: أبو الحسن الفقيه ابن شاذان من طريق العامّة عن عائشة قالت:دخل عليّ ابن أبي طالب عليه السّلام علي أبي بكر في مرضه الذي قبضه اللّه فيه فجعل أبو بكر ينظر إليه فما يرفع (3)بصره عنه فلمّا خرج عليّ عليه السّلام قلت:يا ابه رأيتك تنظر إلي عليّ بن أبي طالب فما يزيغ بصرك عنه قال:يا بنية إن أفعل هذا فقد سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:النظر إلي وجه عليّ عبادة (4).

الثاني و العشرون: صاحب«المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة»عن شعيب بن إسحاق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت:رأيت أبي أبا بكر يطيل النظر إلي وجه عليّ فقلت:يا أبه أراك تطيل النظر إلي عليّ؟

فقال لي:بنية و كيف لا أطيل النظر و قد سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:النظر إلي وجه عليّ بن أبي طالب عبادة (5).

ص: 195


1- فرائد السمطين:/182/1ب /37ح 145.
2- تاريخ دمشق:352/42 و ذكر طرقه.
3- في المصدر:يزيغ.
4- مائة منقبة:151 المنقبة:84،و البحار:229/26.
5- إيضاح دفائن النواصب:50.

الباب التسعون

في أن النظر إلي عليّ عليه السّلام عبادة

من طريق الخاصة و فيه عشرة أحاديث الأوّل: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا محمد بن القاسم الأسترآبادي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا عبد الملك بن أحمد بن هارون قال:حدّثنا عمّار بن رجاء قال:حدّثنا يزيد بن هارون عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة:أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله جاءه رجل فقال:يا رسول اللّه أما رأيت فلانا ركب البحر ببضاعة يسيرة و خرج الي الصين فأسرع الكرّة و أعظم الغنيمة حتّي قد حسده أهل ودّه و أوسع قراباته و جيرانه،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:مال الدنيا كلما ازداد كثرة و عظما ازداد صاحبه بلاء، فلا تغبطوا أصحاب الأموال إلاّ بمن جاد بماله في سبيل اللّه،و لكن أخبركم بمن هو أقل من صاحبكم بضاعة و أسرع منه كرّة و أعظم منه غنيمة،و ما أعد له من الخيرات محفوظة له في ذخائر عرش الرّحمن،قالوا:بلي يا رسول اللّه،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:انظروا إلي هذا المقبل إليكم، فنظروا فإذا رجل من الأنصار رث الهيئة فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إن هذا لقد صعد له في هذا اليوم إلي العلوّ من الخيرات و الطاعات ما لو قسم علي جميع أهل السماوات و الأرض لكان يصيب أقلهم منه غفران ذنوبه و وجوب الجنّة له قالوا:يا رسول اللّه بما ذا فقال صلّي اللّه عليه و آله:سلوه يخبركم عن ما صنع في هذا اليوم،فأقبل عليه أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قالوا له:هنيا لك ما بشّرك به رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فما صنعت في يومك هذا حتّي كتب لك ما كتب،فقال الرجل:ما أعلم أنّي صنعت شيئا غير أنّي خرجت من بيتي و أردت حاجة كنت أبطأت عنها فخشيت أن تكون فاتتني فقلت في نفسي لاعتاض منها النظر إلي وجه عليّ بن أبي طالب،قد سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:النظر إلي وجه عليّ عبادة.

فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:عبادة أي عبادة إنّك-يا عبد اللّه-ذهبت تبتغي ان تكتسب دينارا لقوت عيالك ففاتك ذلك،فاعتضت منه النظر إلي وجه عليّ و أنت له محب و لفضله معتقد و ذلك خير لك من أن لو كانت الدنيا كلها ذهبة حمراء فانفقتها في سبيل اللّه و لتشفعن بعدد كلّ نفس تنفسته

ص: 196

في مصيرك إليه في ألف رقبة يعتقهم اللّه من النار بشفاعتك (1).

الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال:حدّثنا محمد بن الحسن الصفّار عن إبراهيم بن هاشم عن عليّ بن معبد عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا عليه السّلام قال:[قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله]النظر إلي ذريتنا عبادة،فقيل له يا رسول اللّه (2)النظر إلي الأئمّة منكم عبادة أم النظر إلي جميع ذرية النبيّ فقال:بل النظر إلي جميع ذرية النبيّ صلّي اللّه عليه و آله عبادة (3).

الثالث: أمالي الشيخ قال:أخبرنا الحفار قال:حدّثني أبو الفضل عيسي بن موسي عن أبي محمد بن المتوكل علي اللّه قال:حدّثني أبو بكر بن المرزبان قال:حدّثني محمد بن موسي القرشي قال:حدّثنا إبراهيم بن سعيد الجعفي قال:حدّثنا عبد اللّه[بن عبد اللّه] (4)البجلي قال:حدّثنا شعبة عن قتادة عن حميد بن عبد الرّحمن عن أبي سعيد الخدري عن عمران بن حصين قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:النظر إلي وجه عليّ بن أبي طالب عبادة (5).

الرابع: أمالي الشيخ قال:أخبرنا محمد بن محمد قال:حدّثنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر قال:حدّثني أحمد بن عيسي أبو جعفر البجلي قال:حدّثنا مسعر بن يحيي المهلبي قال:حدّثنا شريك عن أبيه عن عبد اللّه بن مسعود قال:كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله جالسا في جماعة من أصحابه إذ أقبل عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من أراد أن ينظر إلي آدم في علمه و إلي نوح في حكمه و إلي إبراهيم في حلمه فلينظر إلي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام (6).

الخامس: أمالي الشيخ قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا أبو الليث محمد بن معاذ بن سعيد الحضرمي بالحجاز قال:حدّثنا أحمد بن المنذر أبو بكر الصنعاني قال:حدّثنا عبد الوهاب بن همام عن أبيه همام عن همام بن نافع بن منبه عن حجر يعني المددي قال:قدمت مكة و بها أبو ذر(رض)جندب بن جنادة و قدم في ذلك العام عمر بن الخطاب حاجّا و معه طائفة من المهاجرين و الأنصار فيهم عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فبينا أنا في المسجد الحرام مع أبي ذر جالس إذ مرّ بنا عليّ عليه السّلام و وقف يصلّي بإزائنا فرماه أبو ذر ببصره،فقلت:رحمك اللّه يا أبا ذر إنك لتنظر إلي عليّ عليه السّلام فما تقلع عنه؟

ص: 197


1- أمالي الصدوق:443 ح 591 المجلس 58 ح 1.
2- في المصدر:يا ابن رسول اللّه.
3- أمالي الصدوق:370 ح 461 المجلس 49 ح 2،و عيون أخبار الرضا:55/1 ح 196 و فيهما الحديث عن الرضا لا عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله.
4- زيادة من المصدر.
5- أمالي الطوسي:350 ح 722 المجلس 12 ح 62.
6- أمالي الطوسي:417 ح 938 المجلس 13 ح 86.

قال:إنّي أفعل ذلك فقد سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:النظر إلي عليّ بن أبي طالب عبادة، و النظر إلي الوالدين برأفة و رحمة عبادة،و النظر في الصحيفة-يعني بالصحيفة القرآن-عبادة، و النظر إلي الكعبة عبادة (1).

السادس: أمالي الشيخ قال:أخبرنا جماعة قالوا:أبو المفضّل قال:حدّثنا محمد بن جعفر الرزاز أبو العباس القرشي قال:حدّثنا أيوب بن نوح بن درّاج قال:حدّثنا صفوان بن يحيي عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن الحسين بن عليّ صلوات اللّه عليهم عن عليّ عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:النظر إلي العالم عبادة،و النظر إلي الإمام المقسط عبادة،و النظر إلي الوالدين برأفة و رحمة عبادة،و النظر إلي الأخ تودّه في اللّه عزّ و جلّ عبادة (2).

السابع: محمد بن الحسن الصفّار في«بصائر الدرجات»قال:روي عن أبي بكر أنّه كان إذا حضر عليّ بن أبي طالب عليه السّلام يطيل النظر إليه،فقيل له:تطيل النظر إلي وجه عليّ إذا حضر،فقال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:النظر إلي وجه عليّ عبادة (3).

الثامن: المفيد في كتاب«الاختصاص»عن محمد بن عليّ بن بابويه قال:حدّثنا محمد بن موسي بن المتوكل عن محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي عن موسي بن عمران عن عمه الحسين بن يزيد عن عليّ بن سالم عن أبيه عن سالم بن دينار عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال:

سمعت ابن عباس يقول:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليهم السّلام ذكر اللّه عزّ و جلّ عبادة و ذكري عبادة و ذكر عليّ عبادة و ذكر الأئمّة من ولده عبادة،و الذي بعثني بالنبوة و جعلني خير البرية إن وصيي لأفضل الأوصياء و إنّه لحجّة اللّه علي عباده و خليفته علي خلقه،و من ولده الأئمّة الهداة بعدي،بهم يحبس اللّه العذاب عن أهل الأرض و بهم يمسك السماء أن تقع علي الأرض إلاّ بإذنه،و بهم يمسك الجبال أن تميد بهم،و بهم يسقي خلقه الغيث،و بهم يخرج النبات،أولئك أولياء اللّه حقا و خلفاؤه (4)صدقا،عدّتهم عدة الشهور و هي اثنا عشر شهرا و عدّتهم عدّة نقباء موسي بن عمران،ثمّ تلا صلّي اللّه عليه و آله هذه الآية وَ السَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ (5) ثمّ قال:أ تقدر يا ابن عباس أن اللّه يقسم بالسماء ذات البروج و يعني به السماء و بروجها،قلت:يا رسول اللّه فما ذاك؟قال:أمّا السماء فأنّا و أمّا البروج فالأئمّة بعدي،و أوّلهم عليّ و آخرهم المهدي صلوات اللّه عليهم (6).

التاسع: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي اللّه عنه قال:

ص: 198


1- أمالي الطوسي:55 ح 1016 المجلس 16 ح 22.
2- أمالي الطوسي:454 ح 1015 المجلس 16 ح 21.
3- تاريخ دمشق:350/42 ط.دار الفكر.
4- في المصدر:خلفائي.
5- سوره 85 - آيه 1
6- الاختصاص:224 حديث في الأئمّة.

حدّثنا الحسن بن مثيل الدقّاق قال:حدّثنا محمد بن الحسين بن أبي خطاب قال:حدّثنا محمد بن سنان عن جعفر بن سليمان النهدي قال:حدّثنا ثابت بن دينار الثمالي عن سيّد العابدين عليّ بن الحسين عليه السّلام عن أبيه قال:نظر رسول اللّه ذات يوم إلي عليّ عليه السّلام و قد أقبل و حوله جماعة فقال:من أحب أن ينظر إلي يوسف في جماله و إلي إبراهيم في سخائه و إلي سليمان في بهجته و إلي داود في قوته فلينظر إلي هذا (1).

العاشر: أمالي المفيد قال:حدّثنا أبو بكر محمد بن عمير بن سالم قال:حدّثني أبو جعفر محمد ابن عيسي العجلي قال:حدّثنا مسعود بن يحيي النهدي قال:حدّثنا شريك عن أبي إسحاق عن أبيه قال:بينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله جالس في جماعة من أصحابه اذ أقبل عليّ بن أبي طالب عليه السّلام نحوه فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من أراد أن ينظر إلي آدم في خلقه و إلي نوح في حكمته و إلي إبراهيم في حلمه فلينظر إلي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام (2).

ص: 199


1- أمالي الصدوق:757 ح 1020 المجلس 94 ح 11.
2- أمالي المفيد:14 المجلس 2 ح 3.

الباب الحادي و التسعون

في ردّ الشمس إلي أمير المؤمنين عليه السّلام

من طريق العامّة و فيه ثمانية أحاديث الأوّل: ابن المغازلي الفقيه الشافعي قال:أخبرنا أبو جعفر محمد بن إسماعيل بن الحسن العلوي في جمادي الأوّل سنة ثلاث و ثلاثين و أربعمائة بقراءتي عليه فأقر به قال له:أخبركم أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن عثمان المزني الملقب بابن السقاء الحافظ قال:حدّثنا محمود بن محمد و هو الواسطي قال:حدّثنا عثمان حدّثنا عبيد اللّه موسي قال:حدّثنا فضيل بن مرزوق عن إبراهيم بن الحسن عن فاطمة بنت الحسين عن أسماء بنت عميس قالت:كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوحي إليه و رأسه في حجر عليّ فلم يصلّ العصر حتّي غربت الشمس فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:صلّيت يا عليّ؟

قال:لا،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:اللّهمّ إنّ عليّا كان علي طاعتك و طاعة رسولك فاردد عليه الشمس،فرأيتها غربت ثمّ رأيتها طلعت بعد ما غربت (1).

الثاني: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو الطاهر محمد بن عليّ البيّع البغدادي فيما كتب به إلي أن أبا أحمد بن عبيد اللّه بن أبي مسلم القرضي البغدادي حدّثهم قال:حدّثنا أبو العباس أحمد ابن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ الهمداني قال:حدّثنا الفضل بن يوسف الجعفي قال:حدّثنا محمد بن عقبة عن محمد بن الحسين عن عون بن عبد اللّه عن أبيه عن أبي رافع قال:رقد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي فخذ عليّ و حضرت صلاة العصر و لم يك عليّ صلّي و كره أن يوقظ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله حتّي غابت الشمس،فلمّا استيقظ قال:ما صليت يا أبا الحسن العصر؟

قال:لا يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فدعا النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فردّت الشمس عليه بعد ما غابت حتّي رجعت الصلاة العصر علي الوقت فقام عليّ فصلاّها العصر و لما قضي صلاة العصر غابت الشمس فإذا النجوم مشتبكة (2).

الثالث: موفق أحمد-من فضلاء العامّة-قال:أخبرنا الشيخ الإمام شهاب الدين أفضل الحفّاظ

ص: 200


1- مناقب ابن المغازلي:/80ح 140.
2- مناقب ابن المغازلي:/80ح 141.

أبو النجيب سعد بن عبد اللّه بن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي-فيما كتب إليّ من همدان- أخبرنا الحافظ أبو عليّ بن الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد بأصبهان-فيما اذن لي في الرواية عنه-أخبرني الشيخ الأديب أبو يعلي عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني سنة ثلاث و سبعين و أربعمائة:أخبرني الإمام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسي بن مردويه الأصبهاني حدّثني الإمام شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبيد اللّه الهمداني.

الرابع: و أخبرنا بهذا الحديث عاليا الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الأصبهاني في كتابه إليّ من أصبهان في سنة ثمان و ثمانين و أربعمائة عن أبي بكر أحمد بن موسي بن مردويه،حدّثني سليمان بن أحمد بن عليّ بن سعيد الرازي حدثني محمد بن حميد،حدّثني زافر بن سليمان بن الحارث بن محمد بن أبي الطفيل عامر بن واثلة في حديث احتجاج أمير المؤمنين عليه السّلام علي أهل الشوري من مناقبه و فضائله و هم يصدّقونه فيما ذكر،فكان فيما قال:أمنكم أحد ردّت عليه الشمس بعد غروبها حتّي صلّي صلاة العصر غيري؟

قالوا:لا (1).

الخامس: موفق بن أحمد أيضا قال:أخبرني جمال الدين أبو ذر أحمد بن محمد أخبرني والدي قاضي القضاة شهاب الدين أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن عليّ بن بندار أخبرنا والدي الإمام أبو ذر أحمد بن عليّ بن بندار أخبرنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن مالك المالكي القصّار،حدّثنا أبو بكر محمد بن عليّ الآملي الأصبهاني حدّثنا أبو القاسم هشام بن محمد بن قرة الرعيني بمصر حدّثنا الإمام أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلمة بن سلامة الازدي المعروف بالطّحاوي أخبرنا أبو أميّة حدّثنا عبيد اللّه بن موسي العبيسي،حدّثنا الفضيل بن مرزوق عن إبراهيم بن الحسن بن فاطمة بنت الحسين عن أسماء بنت عميس قالت:كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوحي إليه و رأسه في حجر عليّ فلم يصل العصر حتّي غربت الشمس،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:صلّيت يا عليّ؟

فقال صلّي اللّه عليه و آله:لا،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:اللّهمّ إنه كان في طاعتك و طاعة رسولك فاردد عليهم الشمس،قالت أسماء فرأيتها و قد غربت ثمّ رأيتها و قد طلعت بعد ما غربت (2).

السادس: الموفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أبي جعفر الطحاوي هذا أخبرنا عليّ بن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة حدّثنا أحمد بن صالح حدّثنا ابن أبي فديك أخبرني محمد بن موسي عن عون بن محمد عن أمه أم جعفر عن أسماء بنت عميس:أن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله صلّي الظهر

ص: 201


1- المناقب:/313ح 314.
2- المناقب:/306ح 301.

بالصهباء ثمّ أرسل عليّا في حاجة فرجع و قد صلّي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله العصر،فلمّا عاد و لم يلحق الصلاة فوضع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله رأسه في حجر عليّ فلم يتحرك عليّ حتّي غابت الشمس،فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:يا عليّ صليت العصر؟

قال:لا،قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:اللّهمّ إنّ عبدك عليّا أحتسب بنفسه علي نبيك فردّ عليه شرفها فقالت أسماء:فطلعت الشمس حتّي وقفت علي الجبال و علي الأرض،ثمّ قام عليّ فتوضأ ثمّ صلّي العصر،ثمّ غابت الشمس،و ذلك بصهباء في غزاة خيبر (1).

السابع: موفق بن أحمد قال:ذكر الإمام محمد بن أحمد بن عليّ بن الحسن بن شاذان حدّثنا أبو محمد عبد اللّه بن يوسف بن بابويه الأصبهاني بنيسابور عن حامد بن محمد الهروي عن عليّ بن محمد بن عيسي عن محمد بن عكاشة عن محمد بن الحسين عن محمد بن سلمة عن خصيف عن مجاهد قال:قيل لابن عباس:ما تقول في عليّ-كرّم اللّه وجهه-فقال:ذكرت و اللّه أحد الثقلين سبق بالشهادتين و صلّي القبلتين و بايع البيعتين و هو أبو السبطين الحسن و الحسين،و ردّت عليه الشمس مرّتين من بعد ما غابت عن القبلتين،و جرّد السيف تارتين و هو صاحب الكرّتين فمثله في الامّة مثل ذي القرنين ذلك مولاي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام (2).

الثامن: إبراهيم بن محمد الحمويني-من علماء العامّة-قال:أنبأني الشيخ شرف الدين أبو الفضل أحمد بن هبة اللّه بن أحمد بن محمد بن الحسن بن عساكر بروايته عن أم المؤيد بنت أبي القاسم بن الحسن-إجازة-قال:أنبأنا أبو القاسم بن طاهر العدل-إجازة-و أخبرنا الشيخ عبد الحافظ بن بدران بقراءتي عليه بنابلس،أنبأنا القاضي عبد الصمد بن محمد بن الفضل الأنصاري إجازة،أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل العزاوي قال:أنبأنا الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين أنبأنا الإمام الحاكم أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه البيّع قال:أنبأنا أبو زكريا القشيري،أنبأنا أبو عمرو أحمد ابن نصر،أنبأنا عباد بن يعقوب الرواجني،أنبأنا عليّ بن هاشم بن البريد عن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن دينار عن عليّ بن حسن بن حسن بن فاطمة بنت عليّ أمير المؤمنين صلوات اللّه عليهم عن أسماء بنت عميس:أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كان في حجر عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فكره أن يحرّكه حتّي غابت الشمس و لم يصلّ العصر،فدعا رسول اللّه أن يردّ عليه الشمس فاقبلت الشمس لها خوار حتّي ارتفعت علي قدر ما كان في وقت العصر،قال:فصلي ثمّ رجعت (3).

ص: 202


1- المناقب:/306ح 302.
2- المناقب:/329ح 349.
3- فرائد السمطين:/183/1ب /37ح 146.

الباب الثاني و التسعون

في ردّ الشمس إلي أمير المؤمنين عليه السّلام

من طريق الخاصة و فيه سبعة عشر حديثا الأوّل: الشيخ المفيد في أماليه قال:أخبرني أبو عبد اللّه محمد بن عمران المرزباني قال:حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عيسي المكي قال:حدّثنا الشيخ الصالح أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن أحمد (1)بن حنبل قال:أخبرت عن عبد الرّحمن بن شريك عن أبيه قال:حدّثنا عروة بن عبد اللّه بن قشير الجعفي قال:دخلت علي فاطمة عليها السّلام بنت عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و هي عجوز كبيرة و في عنقها خرز و في يدها مسكتان فقالت:يكره للنساء أن يتشبهن بالرجال،ثمّ قالت:حدّثتني أسماء بنت عميس قالت:أوحي اللّه إلي نبيه محمد صلّي اللّه عليه و آله فتغشّاه الوحي فستره عليّ بن أبي طالب عليه السّلام بثوبه حتّي غابت الشمس فلمّا سري عنه عليه السّلام قال:يا عليّ[ما]صلّيت العصر؟

قال:لا يا رسول اللّه شغلت عنها بك،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:اللّهمّ رد (2)الشمس إلي عليّ بن أبي طالب،و قد كانت غابت فرجعت حتّي بلغت[الشمس]حجرتي و نصف المسجد (3).

الثاني: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريا العاصمي قال:حدّثنا أحمد بن عبيد اللّه العدلي قال:حدّثنا الربيع بن يسار قال:حدّثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلي أبي ذر رضي اللّه عنه في حديث الشوري و مناشدة عليّ عليه السّلام في مناقبه و احتجاجه عليهم و يعترفون بصحتها،فكان فيما احتج عليهم قال عليه السّلام:فهل فيكم أحد ردت عليه الشمس بعد ما غربت أو كادت حتّي صلّي العصر في وقتها غيري؟

قالوا:لا (4).

الثالث: محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن موسي بن جعفر عن عمرو بن سعيد عن الحسين بن صدقة عن عمّار بن موسي قال:دخلت أنا و أبو عبد اللّه عليه السّلام مسجد

ص: 203


1- في المصدر:محمد.
2- في المصدر:أردد.
3- أمالي المفيد:94 المجلس 11 ح 3.
4- أمالي الطوسي:548 ح 1168 المجلس 20 ح 4.

الفضيخ فقال:يا عمّار تري هذه الوهدة (1)قلت:نعم،قال:كانت امرأة جعفر التي خلّف عليها أمير المؤمنين عليه السّلام قاعدة في هذا الموضع و معها ابناها من جعفر فبكت فقال لها ابناها:ما يبكيك يا أمه؟

قالت:بكيت لأمير المؤمنين عليه السّلام،فقالا لها:تبكين لأمير المؤمنين عليه السّلام و لا تبكين لأبينا؟ قالت:ليس هذا هكذا،و لكن ذكرت حديثا حدّثني به أمير المؤمنين عليه السّلام في هذا الموضع فأبكاني،قالا:و ما هو؟

قالت:كنت أنا و أمير المؤمنين في هذا المسجد،فقال:ترين هذه الوهدة.

قلت:نعم،قال:كنت أنا و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قاعدين فيها إذ وضع رأسه في حجري ثمّ خفق حتّي غط و حضرت صلاة العصر و كرهت أن أحرّك رأسه عن فخذي فأكون قد آذيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حتّي ذهب الوقت و فاتت فانتبه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا عليّ صلّيت؟

قلت:لا،قال:و لم ذلك؟ قلت:كرهت أن أوذيك،قال:فقام و استقبل القبلة و مد يديه كلتيهما و قال:اللّهمّ ردّ الشمس إلي وقتها حتّي يصلّي عليّ،فرجعت الشمس إلي وقت العصر حتّي صلّيت العصر ثمّ انقضّت انقضاض الكواكب (2).

الرابع: السيد المرتضي في«عيون المعجزات»قال:روي أن الشمس ردّت علي أمير المؤمنين عليه السّلام في حياة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بمكة و قد كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله موعوكا فوضع رأسه في حجر أمير المؤمنين عليه السّلام[و حضر]وقت صلاة العصر فلم يبرح من مكانه و موضعه حتّي استيقظ فقال صلّي اللّه عليه و آله:اللّهمّ إن عليّا عليه السّلام كان في طاعتك فرد عليه الشمس ليصلي العصر،فردها اللّه عليه بيضاء [نقيّة]حتّي صلّي ثمّ غربت (3).

الخامس: صاحب«ثاقب المناقب»قال:و لقد رجعت له الشمس-يعني أمير المؤمنين عليه السّلام-في عهد النبيّ صلّي اللّه عليه و آله نام عشية و رأسه في حجر عليّ-صلوات اللّه عليهما-و لم يكن عليّ صلّي العصر و قد دنت المغرب فقال له:يا عليّ أ صلّيت العصر؟

قال:لا،قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:اللّهمّ إن عليّا كان في طاعة رسولك فاردد عليه الشمس،فعادت

ص: 204


1- الوهدة:الأرض المنخفضة أو الهوة من الأرض.
2- الكافي:562/4 ح 7 باب إتيان المشاهد و قبور الشهداء.
3- عيون المعجزات:2 ط.النجف و طبع باسم غير المرتضي:حسين بن عبد الوهاب من معاصريه.

[الشمس]إلي موضعها وقت العصر (1).

السادس: ابن شهرآشوب في كتاب«المناقب»قال:روت أم سلمة و أسماء بنت عميس و جابر الأنصاري و أبو ذر و ابن عباس و الخدري و أبو هريرة و الصادق عليه السّلام أن رسول اللّه صلّي بكراع الغميم فلمّا سلّم نزل عليه الوحي و جاء عليّ عليه السّلام و هو علي تلك الحال فأسنده إلي ظهره فلم يزل بتلك (2)الحال حتّي غابت الشمس و القرآن ينزل علي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فلمّا تم الوحي قال:يا عليّ صليت؟

قال:لا،و قصّ عليه،فقال:ادع اللّه ليردّ علينا (3)الشمس،فسأل عليّ (4)فردت عليه الشمس بيضاء نقية (5).

السابع: ابن شهرآشوب قال:في رواية الطحاوي أن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال:اللّهمّ إن عليّا كان في طاعتك و طاعة رسولك فاردد[عليه]الشمس،فردّت،فقام عليّ فصلّي،فلمّا فرغ من صلاته وقعت الشمس و بدت الكواكب (6).

الثامن: ابن شهرآشوب قال في رواية أبي بكر بن مهرويه قالت أسماء:أما و اللّه لقد سمعنا لها عند غروبها صريرا كصرير المنشار في الخشب،و قالت:ذلك بالصهباء في غزوة خيبر،و روي أنه عليه السّلام صلّي إيماء فلمّا ردّت الشمس أعاد[الصلاة بأمر رسول اللّه]فأمر النبيّ صلّي اللّه عليه و آله حسان أن ينشد في (7)ذلك فأنشأ:

لا يقبل التوبة من تائب إلاّ بحب ابن أبي طالب

أخي رسول اللّه بل صهره و الصهر لا يعدل بالصاحب

يا قوم من مثل عليّ و قد ردّت عليه الشمس من غائب (8)

التاسع: أبو عليّ الطبرسي في كتاب«أعلام الوري»و الشيخ المفيد في إرشاده عن أم سلمة و أسماء بنت عميس و جابر بن عبد اللّه و أبو سعيد الخدري في جماعة من الصحابة أن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله كان ذات يوم في منزله و عليّ بين يديه إذ جاءه جبرائيل يناجيه عن اللّه عزّ و جلّ،فلمّا تغشّاه الوحي توسّد فخذ أمير المؤمنين عليه السّلام فلم يرفع رأسه عنه حتّي غابت الشمس[فاضطر أمير

ص: 205


1- تاريخ دمشق:314/42 ط.دار الفكر،و الثاقب في المناقب:254 ح 220 الفصل 6 ح 2.
2- في المصدر:علي تلك.
3- في المصدر:عليك.
4- في المصدر:فسأل اللّه.
5- مناقب آل أبي طالب:144/2.
6- مناقب آل أبي طالب:144/2.
7- في المصدر:و سئل الصاحب أن ينشد.
8- المصدر السابق،و للحديث فيه صلة.

المؤمنين عليه السّلام لذلك] (1)و صلّي صلاة العصر جالسا بالإيماء،فلمّا أفاق النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال له:ادع اللّه ليرد عليك الشمس،فإن اللّه يجيبك لطاعتك اللّه و رسوله،فسأل اللّه عزّ و جلّ أمير المؤمنين في ردّ الشمس فردّت عليه حتّي صارت في موضعها من السماء وقت العصر،فصلّي أمير المؤمنين عليه السّلام الصلاة في وقتها ثمّ غربت،قالت أسماء بنت عميس:أما و اللّه لقد سمعنا لها عند غروبها كصرير المنشار في الخشب (2).

العاشر: ابن بابويه في كتاب الخصال قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن محمد الحسني قال:حدّثنا أبو جعفر محمد بن حفص الخثعمي قال:حدّثنا الحسن بن عبد الواحد قال:حدّثني أحمد بن التغلبي قال:حدّثني محمد بن عبد الحميد قال:حدّثني حفص ابن منصور العطّار،و قال:حدّثنا أبو سعيد الورّاق عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده صلّي اللّه عليه و آله في حديث مناشدة عليّ عليه السّلام أبا بكر لما بايعه الناس قال صلّي اللّه عليه و آله في عدّة خصال له يذكرها له و مناقب يحتج بها عليه و يقول له أبو بكر:بل أنت،فكان فيما قال له عليه السّلام:فانشدتك باللّه أنت الذي ردّت له الشمس لوقت صلاته فصلاّها ثمّ توارت أم أنا؟

قال:بل أنت (3).

الحادي عشر: السيد المرتضي في«عيون المعجزات»قال:حدّثنا أبو الحسين أحمد بن الحسين العطّار قال:حدّثنا أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني صاحب كتاب«الكافي»قال:حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم عن الحسن بن محبوب عن الحسن بن رزين القلاّء عن الفضيل بن يسار عن الباقر عن أبيه عن جده الحسين بن عليّ صلوات اللّه عليهم قال:لما رجع أمير المؤمنين عليه الصلاة من قتال أهل النهروان أخذ علي النهروانات و أعمال العراق و لم يكن يومئذ بنيت بغداد، فلمّا وافي ناحية براثا صلّي بالناس الظهر و رحلوا و دخلوا في أرض بابل و قد وجبت صلاة العصر، فصاح المسلمون:يا أمير المؤمنين عليه السّلام هذا وقت العصر قد دخل.

فقال أمير المؤمنين عليه السّلام:هذه أرض مخسوف بها و قد خسف اللّه بها ثلاثا و عليه تمام الرابعة و لا يحل لوصي أن يصلّي فيها فمن أراد منكم أن يصلّي فليصل،فقال المنافقون:نعم هو لا يصلّي و يقتل من يصلّي،يعنون أهل النهروان،قال جويرية بن مسهر العبدي:فتبعته في مائة فارس و قلت:

ص: 206


1- عن الارشاد.
2- اعلام الوري:350/1،و الارشاد:346/1.
3- الخصال:550 ح 30 احتجاجه علي أبي بكر 43 خصلة من أبواب الأربعين.

و اللّه لا أصلّي أو يصلّي هو و لأقلّدنّه (1)صلاتي اليوم،قال:و سار أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه إلي أن قطع أرض بابل و تدلّت الشمس للغروب ثمّ غابت و احمرّ الافق قال:فالتفت إليّ أمير المؤمنين عليه السّلام و قال:يا جويرية هات الماء فقدّمت إليه الأداوة فتوضّأ ثمّ قال:أذّن يا جويرية.

فقلت:يا أمير المؤمنين ما وجب العشاء بعد،فقال عليه السّلام:أذّن للعصر،فقلت في نفسي:أذّن للعصر و قد غربت الشمس و لكن عليّ الطاعة،فأذّنت فقال لي:أقم ففعلت و إذ أنا في الإقامة إذ تحرّكت شفتاه بكلام كأنّه منطق الخطاطيف لم أفهم ما هو،فرجعت الشمس بصرير عظيم حتّي وقفت في مركزها من العصر،فقام عليه السّلام و كبّر و صلّي و صلّينا وراءه فلمّا فرغ من صلاته وقعت كأنّها سراج في طست و غابت و اشتبكت النجوم فالتفت و قال:أذّن أذان العشاء يا ضعيف اليقين (2).

الثاني عشر: ابن بابويه فيمن لا يحضره فقيه عن أبيه و محمّد بن الحسن رضي اللّه عنهما قالا:

حدّثنا سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسي عن الحسين بن سعيد عن أحمد بن عبد اللّه القروي عن الحسين بن المختار القلانسي عن أبي بصير عن عبد الواحد بن المختار الأنصاري و عن أمّ المقدام الثقفية عن جويرية بن مسهر قال:أقبلنا مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب من قتل الخوارج حتّي إذا قطعنا أرض بابل حضرت صلاة العصر،فنزل أمير المؤمنين عليه السّلام و نزل الناس فقال علي عليه السّلام:أيّها الناس إنّ هذه أرض ملعونة قد عذبت في الدّهر ثلاث مرّات،و في خبر أنّها مرّتين و هي تتوقّع الثالثة،و هي إحدي المؤتفكات،و هي أوّل أرض عبد فيها وثن،و إنّه لا يحلّ لنبيّ و لا وصيّ نبيّ أن يصلّي فيها فمن أراد منكم أن يصلّي فليصلّ،فمال الناس عن جنبي الطريق يصلّون فركب هو بغلة رسول اللّه و مضي.

قال جويرية:فقلت:و اللّه لأتبعنّ أمير المؤمنين عليه السّلام و لأقلّدنه صلاتي اليوم،فمضيت خلفه فو اللّه ما جزنا جسر سوري حتّي غابت الشمس فشككت فالتفت إليّ و قال:يا جويرية أ شككت؟ فقلت:نعم يا أمير المؤمنين فنزل عن ناحية فتوضّأ ثمّ قام فنطق بكلام لا أحسنه إلاّ كأنّه بالعبراني،ثمّ نادي:الصلاة فنظرت و اللّه إلي الشمس قد خرجت من بين جبلين لها صرير،فصلّي العصر و صلّيت معه فلمّا فرغنا من صلاتنا عاد الليل كما كان فالتفت إليّ فقال:يا جويرية بن مسهر إنّ اللّه عزّ و جلّ يقول: فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (3) و إنّي سألت اللّه عزّ و جلّ باسمه العظيم فردّ عليّ

ص: 207


1- في المصدر:لا قلدته.
2- عيون المعجزات:2 ط.النجف،و مدينة المعاجز:195/1.
3- سوره 56 - آيه 74

الشمس.و روي أنّ جويرية لمّا رأي ذلك قال:وصيّ نبيّ و ربّ الكعبة (1).

الثالث عشر: السيّد الرضيّ في الخصائص قال:روي محمّد بن الحسين بن سعيد عن أحمد بن عبد اللّه عن الحسين بن المختار عن أبي بصير عن عبد الواحد بن المختار الأنصاري عن أبي المقدام الثقفي قال:قال لي جويرية بن مسهر قطعنا مع أمير المؤمنين عليه السّلام جسر الصّراة في وقت العصر فقال:إنّ هذه أرض معذّبة لا ينبغي لنبيّ و لا وصيّ أن يصلّي فيها فمن أراد منكم أن يصلّي فليصلّ قال:فتفرّق الناس يصلّون يمنة و يسرة و قلت أنا:لأقلدن هذا الرجل ديني و لا اصلّي حتّي يصلّي قال:فسرنا و جعلت الشمس تستقل قال:و جعل يدخلني من ذلك أمر عظيم حتّي وجبت الشمس و قطعت الأرض قال:فقال:يا جويرية أذّن،فقلت:أذّن و قد غابت الشمس؟قال:فأذّنت ثمّ قال لي:أقم فأقمت فلمّا قلت قد قامت الصلاة رأيت شفتيه تتحرّكان و سمعت كلاما كأنّه كلام العبرانية قال:فرجعت الشمس حتّي صارت في مثل وقتها في العصر فصلّي،فلمّا انصرف هوت إلي مكانها و اشتبكت النجوم.

و في حديث آخر عن جويرية بن مسهر أنّه قال:فلمّا انقضت صلاتنا سمعت الشمس و هي تنحط و لها صرير كصرير رحي البزر حتّي غابت و أنارت قال:فقلت:أنا أشهد أنّك وصيّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فقال:يا جويرية أ ما سمعت اللّه يقول: فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (2) ؟ فقلت:بلي،فقال:إنّي سألت ربّي باسمه العظيم فردّها عليّ (3).

الرابع عشر: محمد بن العبّاس بن ماهيار الثقة في تفسير القرآن فيما نزل في أهل البيت عليهم السّلام عن أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسين بن سعيد عن عبد اللّه بن يحيي عن عبد اللّه بن مسكان عن أبي بصير عن أبي المقدام عن جويرية بن مسهر قال:أقبلنا مع أمير المؤمنين بعد قتل الخوارج حتّي إذا صرنا في أرض بابل حضرت صلاة العصر،فنزل أمير المؤمنين عليه السّلام فنزلت الناس فقال أمير المؤمنين:أيّها الناس إنّ هذه أرض ملعونة قد عذّبت من الدّهر ثلاث مرّات و هي إحدي المؤتفكات و هي أوّل أرض عبد عليها وثن،و إنّه لا يحلّ لنبيّ و لا وصيّ نبيّ أن يصلّي بها فأمر الناس فمالوا إلي جنبي الطريق يصلّون و ركب بغلة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فمضي عليها،فقال جويرية:فقلت:و اللّه لأتبعن أمير المؤمنين و لأقلّدنه صلاتي اليوم فمضيت خلفه فو اللّه ما جزنا جسر سوري حتّي غابت الشمس قال:فسببته أو هممت أن أسبّه قال:فالتفت إليّ و قال:جويرية،

ص: 208


1- من لا يحضره الفقيه:/204/1ح 611.
2- سوره 56 - آيه 74
3- خصائص الأئمة 57.

قلت:نعم يا أمير المؤمنين قال:فنزل ناحية فتوضّأ ثمّ قام فنطق الكلام لا أحسبه إلاّ بالعبرانية ثمّ نادي بالصلاة فنظرت و اللّه إلي الشمس قد خرجت من بين جبلين لها صرير فصلّي العصر فصلّيت معه،فلمّا فرغنا من صلاتنا عاد الليل كما كان فالتفت إليّ فقال:يا جويرية إنّ اللّه تبارك و تعالي يقول: فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (1) و إنّي سألت اللّه سبحانه باسمه الأعظم فردّ عليّ الشمس (2).

الخامس عشر: ثاقب المناقب عن داود بن كثير الرّقي عن جويرية بن مسهر قال:لمّا رجعنا من قتال أهل النهروان مررنا ببابل فقال أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه:إنّ هذه أرض معذّبة قد عذّبت مرّتين،و قد هلك فيها مائة ألف و مائتان فلا يصلّي فيها نبيّ و لا وصيّ نبيّ فمن أراد منكم فليصلّ العصر،قال جويرية:فقلت و اللّه لأقلّدنّ الليلة ديني و أمانتي قال:فسرنا إلي أن غابت الشمس و اشتبكت النجوم و دخل وقت العشاء الآخرة،فلمّا خرجنا من أرض بابل نزل صلوات اللّه عليه عن البغلة ثمّ نفض التراب عن حوافرها ثمّ قال لي:يا جويرية انفض التراب عن حوافر دابّتك قال:

ففعلت،ثمّ قال لي:يا جويرية أذّن للعصر قال:فقلت:ثكلتك أمّك يا جويرية ذهب النهار و هذا الليل،و أذّنت للعصر فرجعت الشمس فسمعت لها صريرا كصرير البكرة حتّي عادت إلي موضعها للعصر بيضاء نقيّة قال:فصلّي أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه ثمّ قال:أذّن للمغرب يا جويرية فأذّنت فرأيت الشمس راجعة كالفرس الجواد ثمّ صلّيت المغرب ثمّ قال:أذّن للعشاء الآخرة ثمّ قلت:وصيّ محمّد و ربّ الكعبة ثلاث مرّات،لقد ضلّ و هلك و كفر من خالفك (3).

السادس عشر: أبو علي الطبرسي في كتاب اعلام الوري،و المفيد في إرشاده رويا أنّه لما أراد أن يعبر الفرات ببابل اشتغل كثير من الصحابة بتعبير دوابّهم و رحالهم و صلّي عليه السّلام بنفسه في طائفة معه العصر،فلم يفرغ الناس من عبورهم حتّي غربت الشمس ففاتت الصلاة كثيرا منهم و فات الجمهور فضل الاجتماع معه فتكلّموا في ذلك،فلمّا سمع كلامهم فيه سأل اللّه تعالي عزّ اسمه ردّ الشمس عليه لتجتمع كافّة الصحابة علي صلاة العصر في وقتها،فأجابه اللّه تعالي إلي ردّها عليه و كانت في الأفق علي الحال التي تكون عليها وقت العصر،فلمّا سلّم بالقوم غابت،فسمع لها و جيب شديد هال الناس ذلك و أكثروا من التسبيح و التهليل و الاستغفار،و الحمد للّه علي نعمته التي ظهرت فيهم و سار خبر ذلك في الآفاق و انتشر ذكره في الناس (4).

ص: 209


1- سوره 56 - آيه 74
2- نقله عنه المجلسي في البحار:/440/33ح 647.
3- الثاقب في المناقب /253فصل /6ح 1.
4- الإرشاد:346/1.إعلام الوري:351/1.

السابع عشر: ابن شهرآشوب في كتاب المناقب عن كتاب ابن بابويه و أبي القاسم البستي و القاضي أبي عمرو بن أحمد عن جابر و أنس أنّ جماعة نقصوا عليّا عليه السّلام عند عمر فقال سلمان:

أو ما تذكر يا عمر اليوم الذي كنت و أبو بكر و أنا و أبو ذرّ عند رسول اللّه و بسط لنا شملة و أجلس كلّ واحد منّا علي طرف و أخذ بيد عليّ و أجلسه وسطها ثمّ قال:قم يا أبا بكر و سلّم علي عليّ بالإمامة و خلافة المسلمين و هكذا كلّ واحد منّا ثم قال:يا عليّ سلّم علي هذا النور-يعني الشمس-فقال أمير المؤمنين:أيتها الآية المشرقة السلام عليك فأجابت القرصة و ارتعدت و قالت:و عليك السلام يا وليّ اللّه و وصيّ رسوله (1).

و سيأتي الحديث به بتمامه إن شاء اللّه تعالي في الباب السادس و التسعين من باب تكليم الشمس عليّا عليه السّلام و السلام عليه من طريق الخاصّة و هو الحديث الرابع.

ص: 210


1- مناقب آل أبي طالب:161/2.

الباب الثالث و التسعون

في تكليم الشمس عليّا أمير المؤمنين عليه السّلام و سلامها عليه

من طريق العامّة و فيه ثلاثة أحاديث الأوّل: صدر الأئمّة عند المخالفين موفق بن أحمد الخوارزمي الخطيب في كتاب فضائل أمير المؤمنين قال:أنبأني سيّد الحفّاظ أبو منصور بن شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إليّ من همذان،أخبرنا عبدوس بن عبدوس الهمداني كتابة،حدّثنا الشيخ أبو الفرج حمّد بن سهل حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن إبراهيم بن تركان،حدّثنا زكريا بن هاني أبو القاسم ببغداد،حدثنا محمد بن زكريا الغلابي،حدّثنا الحسن بن موسي بن محمد بن عباد الجزار،حدّثنا عبد الرّحمن بن القاسم الهمداني،حدّثنا أبو حاتم محمد بن محمد الطالقاني أبو مسلم عن الخالص الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عن الناصح عليّ بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب،عن الثقة محمّد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عن الرضا عليّ بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عن الأمين موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن الصادق جعفر ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن الباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب عن الزكي زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن البرّ الحسين بن علي بن أبي طالب عن المرتضي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السّلام عن المصطفي محمّد الأمين سيّد المرسلين الأوّلين و الآخرين صلّي اللّه عليه و آله أنّه قال لعليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه:يا أبا الحسن كلّم الشمس فانّها تكلّمك،قال عليّ رضي اللّه عنه:السلام عليك أيها العبد المطيع للّه تعالي،فقالت الشمس:

و عليك السلام يا أمير المؤمنين و إمام المتّقين و قائد الغرّ المحجّلين،يا علي أنت و شيعتك في الجنّة،يا علي أوّل من تنشق الأرض عنه محمّد ثمّ أنت و أوّل من يحبي محمّد ثمّ أنت و أوّل من يكسي محمّد ثمّ أنت،قال:فانكبّ عليّ ساجدا و عيناه تذرفان بالدموع فانكبّ عليه النبيّ صلّي اللّه عليه و آله

ص: 211

و قال:يا أخي و حبيبي ارفع رأسك فقد باهي اللّه بك أهل سبع سماوات (1).

الثاني: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان العامّة قال:أنبأني العدل عليّ بن أنجب بن عبد اللّه عن الإمام ناصر بن أبي المكارم المطرزي عن الإمام أخطب خوارزم الموفّق بن أحمد المكّي إجازة،حدّثنا و أنبأني العدل صفيّ الدين بن المليحاني البزاز عن الشيخ موفق الدين داود بن معمر القرشي إجازة قالا:ابنا شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي إجازة قال:أنبأني الشيخ أبو الفرج حمد بن سهل،نبّأنا أبو العبّاس أحمد بن إبراهيم بن بركان،نبّأنا محمد بن زكريا الغلابي،نبّأنا الحسن بن موسي بن محمد بن عبّاد الخزّاز،نبّأنا عبد الرّحمن بن القاسم الهمداني،نبّأنا أبو حاتم محمد بن محمد الطالقاني أبو مسلم عن الخالص الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليهم أجمعين عن الناصح عليّ بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليهم عن الثقة محمّد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات للّه عليهم عن الرضا علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليهم أجمعين عن الأمين الكاظم موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات اللّه و سلامه عليهم أجمعين عن الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليهم أجمعين عن الباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن الزكي زين العابدين علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب صلوات اللّه عليهم أجمعين عن البرّ الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السّلام عن المرتضي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه و أولاده أجمعين عن المصطفي محمّد الأمين سيّد الأوّلين و الآخرين صلّي اللّه عليه و عليهم أجمعين قال لعليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه:يا أبا الحسن كلّم الشمس فانّها تكلّمك،قال عليّ عليه السّلام:السلام عليك أيّها العبد المطيع للّه و لرسوله فقالت الشمس:و عليك السلام يا أمير المؤمنين و إمام المتّقين و قائد الغرّ المحجّلين،يا علي أنت و شيعتك في الجنّة،يا علي أوّل من تنشق عنه الأرض محمّد ثمّ أنت،و أوّل من يحيي محمد ثمّ أنت و أوّل من يكسي محمّد ثمّ أنت،فسجد عليّ عليه السّلام للّه تعالي و عيناه تذرفان بالدموع فانكبّ عليه النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا أخي و حبيبي ارفع رأسك فقد باهي اللّه بك أهل سبع سماوات (2).

و هذا الحديث هو الأوّل و ذكرناهما حديثين لاختلاف السند.

ص: 212


1- المناقب /113ح 123.
2- فرائد السمطين:/184/1ب /38ح 147.

الثالث: محمد بن علي بن شهرآشوب في كتاب الفضائل من طريق العامّة و الخاصّة رواه عن ابن شيرويه الديلمي و عبدوس الهمداني و الخطيب الخوارزمي من كتبهم،و أجازني جدي المكنّي شهرآشوب من كتب أصحابنا عن ابن قولويه و الكشي و العبدكي و محمد الفتال و اللفظ له عن سلمان و أبي ذرّ و ابن عبّاس و علي بن أبي طالب عليه السّلام أنّه لمّا فتح اللّه مكّة و انتهينا إلي هوازن قال النبيّ عليه السّلام:يا علي قم فانظر إلي كرامتك علي اللّه تعالي،كلّم الشمس إذا طلعت فقام عليّ و قال:

السلام عليك أيّتها العبد الذائب في طاعة ربّه،فأجابته الشمس و هي تقول:و عليك السلام يا أخا رسول اللّه و وصيّه و حجّته علي خلقه،و انكبّ عليّ ساجدا شكرا للّه تعالي و أخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله برأسه يقيمه و يمسح وجهه و يقول:قم حبيبي فقد أبكيت أهل السماء من بكائك و باهي اللّه بك حملة العرش ثمّ قال:الحمد للّه الذي فضّلني علي سائر الأنبياء و أيّدني بوصيّي سيّد الأوصياء ثمّ قرأ وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً (1) الآية (2).

ص: 213


1- سوره 3 - آيه 83
2- مناقب آل أبي طالب:149/2.

الباب الرابع و السبعون

في تكليم الشمس عليا عليه السّلام

من طريق الخاصة و فيه ستّة أحاديث الأوّل: محمد بن العبّاس بن عليّ بن مروان بن ماهيار ثقة ثقة المعروف بابن الحجّام بضمّ الجيم في تفسيره ما نزل في أهل البيت من القرآن عن محمد بن سهل العطّار عن أحمد بن محمّد عن أبي زرعة عبد اللّه بن عبد الكريم عن قبيصة بن عقبة عن سفيان بن يحيي عن جابر بن عبد اللّه قال:لقيت عمّارا في بعض سكك المدينة فسألته عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله،فأخبر أنّه في مسجده في ملأ من قومه و أنّه لما صلّي الغداة أقبل علينا فبينما نحن كذلك و قد بزغت الشمس إذ أقبل عليّ عليه السّلام فقام إليه النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و قبّل ما بين عينيه و أجلسه إلي جنبه حتّي مست ركبتاه ركبتيه ثمّ قال:يا علي قم للشمس فكلّمها فانّها تكلّمك فقام أهل المسجد فقالوا:أ تري عين الشمس تكلّم عليّا؟و قال بعضهم:لا يزال يرفع حسيسة ابن عمّه و ينوّه باسمه إذ خرج عليّ عليه السّلام فقال للشمس:كيف أصبحت يا خلق اللّه؟ فقالت:بخير يا أخا رسول اللّه،يا أوّل يا آخر يا ظاهر يا باطن يا من هو بكلّ شيء عليم،فرجع عليّ عليه السّلام إلي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا علي تخبرني أو أخبرك؟فقال:منك أحسن يا رسول اللّه،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أمّا قولها لك:يا أوّل فأنت أوّل من آمن باللّه،و قولها لك:يا آخر فأنت آخر من يعاينني علي مغسلي،و قولها:يا ظاهر فأنت أوّل من يظهر علي مخزون سرّي،و قولها:يا باطن فأنت المستبطن لعلمي،و أمّا العليم بكلّ شيء فما أنزل اللّه علما من الحلال و الحرام و الفرائض و الأحكام و التنزيل و التأويل و الناسخ و المنسوخ و المحكم و المتشابه و المشكل إلاّ و أنت به عليم،و لو لا أن تقول فيك طوائف من أمّتي ما قالت النصاري في عيسي لقلت فيك مقالا لا تمرّ بملإ إلاّ أخذوا التراب من تحت قدميك يستشفون به،قال جابر:فلمّا فرغ عمّار من حديثه أقبل سلمان فقال عمّار:و هذا سلمان كان معنا،فحدّثني سلمان كما حدّثني عمّار (1).

الثاني: محمّد بن العبّاس هذا عن عبد العزيز بن يحيي عن محمد بن زكريا عن علي بن حكيم عن الربيع بن عبد اللّه عن عبد اللّه بن الحسن عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السّلام قال:بينما النبيّ ذات

ص: 214


1- نقله عنه المجلسي في البحار:/181/41ح 17.

يوم و رأسه في حجر علي عليه السّلام إذ نام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و لم يكن علي عليه السّلام صلّي العصر فقامت الشمس تغرب فانتبه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فذكر له عليّ عليه السّلام شأن صلاته فدعا اللّه فردّ اللّه الشمس كهيئتها،و ذكر حديث ردّ الشمس فقال له:يا عليّ قم فسلّم علي الشمس و كلّمها فانّها تكلّمك فقال له:يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فكيف أسلّم عليها؟فقال:قل:السلام عليك يا خلق اللّه،فقام عليّ عليه السّلام و قال:السلام عليك يا خلق اللّه فقالت:عليك السلام يا أوّل يا آخر يا ظاهر يا باطن،يا من ينجي محبّيه و يوبق مبغضيه فقال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:ما ردّت عليك الشمس،فكان علي كاتما عنه فقال له النبي صلّي اللّه عليه و آله:قل ما قالت لك الشمس،فقال له ما قالت،فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:إنّ الشمس قد صدقت،و عن أمر اللّه نطقت أنت أوّل المؤمنين إيمانا و أنت آخر الوصيّين،ليس بعدي نبي و لا بعدك وصيّ،و أنت الظاهر علي أعدائك، و أنت الباطن في العلم الظاهر عليه و لا فوقك فيه أحد،أنت عيبة علمي و خزانة وحي ربّي و أولادك خير الأولاد،و شيعتك هم النجباء (1).

الثالث: السيّد المرتضي في عيون المعجزات قال:حدّثني ابن عبّاس الجوهري قال:حدّثني أبو طالب عبيد اللّه بن محمد الأنباري قال:حدّثني أبو الحسين محمد بن زيد التستري قال:حدّثني أبو سمينة محمد بن علي الصيرفي قال:حدّثني إبراهيم بن عمر اليماني عن حمّاد بن عيسي الجهني المعروف بغريق الجحفة قال:حدّثني عمر بن اذينة عن أبان ابن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي قال:سمعت أبا ذرّ جندب بن جنادة الغفاري قال:رأيت السيّد محمّدا صلّي اللّه عليه و آله و قد قال لأمير المؤمنين ذات ليلة:إذا كان غدا اقصد إلي جبال البقيع وقف علي نشز من الأرض،فإذا بزغت الشمس فسلّم عليها فإنّ اللّه تعالي قد أمرها أن تجيبك بما فيك،فلمّا كان من الغد خرج أمير المؤمنين عليه السّلام و معه أبو بكر و عمر و جماعة من المهاجرين و الأنصار حتّي وافي البقيع و وقف علي نشز من الأرض،فلمّا طلعت الشمس قال عليه السّلام:السلام عليك يا خلق اللّه الجديد المطيع له،فسمعوا دويّا من السماء و جواب قائل يقول:و عليك السلام يا أوّل يا آخر يا ظاهر يا باطن،يا من هو بكلّ شيء عليم،فلمّا سمع أبو بكر و عمر و المهاجرون و الأنصار كلام الشمس صعقوا ثمّ أفاقوا بعد ساعات و قد انصرف أمير المؤمنين عن المكان،فوافوا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مع الجماعة و قالوا:أنت تقول إنّ عليّا بشر مثلنا و قد خاطبته الشمس بما خاطب البارئ به نفسه،فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:و ما سمعتموه منها؟فقالوا:سمعناها تقول:السلام عليك يا أول،قال:صدقت،هو أول من آمن بي،فقالوا:

سمعناها تقول:يا آخر قال:صدقت،هو آخر الناس عهدا بي يغسّلني و يكفنني و يدخلني قبري

ص: 215


1- بحار الأنوار:/181/41ح 18.

و قالوا:سمعنا تقول:يا ظاهر قال:صدقت،ظهر علمي كلّه له فقالوا:سمعناها تقول:يا باطن قال:

صدقت،بطن سري كلّه،قالوا:سمعناها تقول يا من هو بكلّ شيء عليم قال:صدقت هو عالم بالحلال و الحرام و الفرائض و السنن و ما شاكل ذلك،فقاموا كلّهم و قالوا:لقد وقعنا محمد في طخياء،و خرجوا من باب المسجد (1).

الرابع: صاحب ثاقب المناقب يرفعه إلي عبد اللّه بن مسعود قال:كنّا مع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله إذ دخل عليّ ابن أبي طالب عليه السّلام فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا أبا الحسن أ تحبّ أن نريك كرامتك علي اللّه؟قال:نعم بأبي أنت و أمّي يا رسول اللّه،قال:فإذا كان غدا فانطلق إلي الشمس معي فإنّها ستكلّمك بإذن اللّه تعالي،قال:فماجت قريش و الأنصار بأجمعهم،فلمّا أصبح صلّي الغداة و أخذ بيد عليّ بن أبي طالب و انطلقا ثمّ جلسا ينتظران طلوع الشمس،فلمّا طلعت قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا علي كلّمها فإنّها مأمورة و إنّها ستكلّمك،فقال عليه السّلام:السلام عليك و رحمة اللّه و بركاته أيّها الخلق السامع المطيع فقالت الشمس:و عليك السلام و رحمة اللّه و بركاته يا خير الأوصياء،لقد أعطيت في الدنيا و الآخرة ما لا عين رأت و لا اذن سمعت،فقال عليّ عليه السّلام:ما ذا أعطيت؟فقالت:لم يؤذن لي أن أخبرك فيفتتن الناس و لكن هنيئا لك العلم و الحكمة في الدنيا و الآخرة،و أما في الآخرة فأنت ممّن قال اللّه فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (2) و أنت ممّن قال اللّه تعالي فيه: أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (3) فأنت المؤمن الذي خصّك اللّه بالايمان.

و روي أنّ الشمس كلّمته ثلاث مرّات (4).

الخامس: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال:حدّثنا القاسم بن عبّاس قال:حدّثنا أحمد بن يحيي الكوفي قال:حدّثنا أبو قتادة الحراني عن جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران عن زاذان عن ابن عبّاس قال:لما فتح اللّه عزّ و جلّ مكّة خرجنا و نحن ثمانية آلاف رجل فلمّا أمسينا صرنا عشرة آلاف من المسلمين فرفع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الهجرة و قال:لا هجرة بعد فتح مكّة ثمّ انتهينا إلي هوازن فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لعلي بن أبي طالب:يا علي قم فانظر كرامتك علي اللّه عزّ و جلّ كلّم الشمس إذا طلعت قال ابن عبّاس:و اللّه ما حسدت أحدا إلاّ عليّ بن أبي طلب ذلك اليوم و قلت للفضل:قم ننظر كيف يكلّم عليّ بن أبي طالب الشمس،فلمّا طلعت الشمس قام عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فقال:السلام عليك أيّها العبد الصالح المطيع الدائب في طاعة ربّه فأجابته الشمس و هي

ص: 216


1- بحار الأنوار:/181/41ح 16.كتاب سليم بن قيس 453.عيون المعجزات 4.
2- سوره 32 - آيه 17
3- سوره 32 - آيه 18
4- الثاقب في المناقب /255ح 3.

تقول:و عليك السلام يا أخا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وصيّه و حجّة اللّه علي خلقه قال:فانكبّ علي عليه السّلام ساجدا شكرا للّه عزّ و جلّ قال:فو اللّه لقد رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قام فأخذ برأس عليّ عليه السّلام يقيمه و يمسح وجهه و يقول:قم حبيبي فقد أبكيت أهل السماء من بكائك،و باهي اللّه عزّ و جلّ بك حملة عرشه (1).

السادس: الشيخ عليّ بن يونس النباطي العاملي في كتاب الصراط المستقيم قال:روي محمد ابن مسلم عن الباقر عن جابر أنّ الشمس كلّمت عليا سبع مرّات:الأول قالت:يا أمير المؤمنين اشفع لي عند ربّي لا يعذّبني،الثاني:مرني بأن أحرق مبغضيك،الثالث:لما قال لها ببابل ارجعي قالت:لبّيك،الرابع:قال لها:هل تعرفين لي خطيئة؟قالت:و عزّة ربّي لو خلق اللّه الخلق مثلك لم يخلق النار،الخامس:لما اختلفوا في الصلاة في عهد أبي بكر فخالفوا عليّا فقالت:الحقّ له و بيده و معه،و سمعها قريش و من حضر،السادس:لمّا جاءته بالسطل فتوضّأ و قال:من أنت؟قالت:

الشمس المضيئة،السابع:لما دنت وفاته جاءته فسلّمت عليه و عهد إليها و عهدت إليه (2).

ص: 217


1- أمالي الصدوق /685مجلس /86ح 14.
2- الصراط المستقيم:204/1.

الباب الخامس و التسعون

في تكليم أصحاب الكهف عليّا عليه السّلام

من طريق العامّة و فيه خمسة أحاديث الأوّل: أبو الحسن الفقيه ابن المغازلي الشافعي في كتاب مناقب أمير المؤمنين عليه السّلام قال:أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد البيع البغدادي،قدم علينا واسطا قال:أخبرنا أبو عبد اللّه أحمد ابن محمد بن عبد اللّه بن خالد الكاتب،أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن محمد بن سلم الختلي قال:حدّثنا عمر بن أحمد قال:حدّثنا الحسن بن إدريس بن أبي الربيع الجرجاني قال:حدّثنا عبد الرزاق بن همام الصنعاني قال:حدّثنا معمر عن أبان عن أنس بن مالك قال:أهدي لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بساط من بهندف فقال لي:يا أنس ابسطه فبسطته ثمّ قال:ادع العشرة فدعوتهم فلمّا دخلوا أمرهم بالجلوس علي البساط،ثمّ دعا عليا فناجاه طويلا ثمّ رجع عليّ فجلس علي البساط ثمّ قال:يا ريح احملينا فحملتنا الريح قال:فإذا البساط يدف بنا دفّا ثمّ قال:يا ريح ضعينا ثمّ قال:تدرون في أيّ مكان أنتم؟قلنا:لا قال:هذا موضع الكهف و الرقيم قوموا فسلّموا علي اخوانكم،فقمنا رجل رجل فسلّما عليهم فلم يردّوا علينا،فقام عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فقال:السلام عليكم معاشر الصدّيقين و الشهداء قال:فقالوا:عليك السلام و رحمة اللّه و بركاته قال:فقلنا:ما بالهم ردّوا عليك و لم يردّوا علينا؟قال:فقال:ما بالكم لم تردّوا علي اخواني؟فقالوا:انّا معاشر الصدّيقين و الشهداء لا نكلّم بعد الموت إلاّ نبيّا أو وصيّا،قال:يا ريح احملينا فحملتنا يدفّ بنا دفّا ثمّ قال:يا ريح ضعينا فوضعتنا فإذا نحن بالحرّة قال:فقال علي:ندرك النبيّ صلّي اللّه عليه و آله في آخر ركعة فطوينا و أتينا و إذا النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يقرأ في آخر ركعة أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَ الرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً (1) (2).

الثاني: الثعلبي قد ذكر خبر البساط و زاد فيه قال:فصاروا إلي رقدتهم إلي آخر الزمان عند خروج القائم المهدي عليه السّلام يسلّم عليهم فيحييهم اللّه تعالي له ثمّ يرجعون إلي رقدتهم فلا يقومون إلي يوم القيامة (3).

الثالث: مجاهد عن ابن عبّاس أنه قال:دعا النبيّ صلّي اللّه عليه و آله عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ذات يوم فقال:يا

ص: 218


1- سوره 18 - آيه 9
2- مناقب ابن المغازلي/155/ح280/.
3- نقله عنه المجلسي في البحار:150/39.

علي ائتني ببساط فأتي به فبسطه ثمّ دعا بأبي بكر فأقعده علي العروة الأولي،ثمّ دعا عمر فأقعده علي العروة الثانية ثمّ دعا عمّار بن ياسر فأقعده علي العروة الثالثة ثمّ دعا سلمان فأقعده علي العروة الرابعة ثمّ دعا علي بن أبي طالب فأقعده علي وسطه ثمّ رفع يده إلي السماء فقال:اللّهمّ إنّك أمرت الريح أن تطيع سليمان بن داود فأطاعت فأذن لها ترفع هذا البساط في الهواء،فجاءت ريح غير مؤذية فرفعت البساط في الهواء فوضعته في بلاد الروم عند أصحاب الكهف الذين آمنوا بربّهم قال:فالتفت القوم بعضهم إلي بعض فقال لهم علي بن أبي طالب:ما لي أراكم بالتفات بعضكم إلي بعض؟قالوا:يا أبا الحسن أين نحن؟فقال:أنتم ببلاد الروم عند أصحاب الكهف الذين آمنوا بربهم فقام أبو بكر و دنا إلي باب الكهف و أصغي بإذنه طويلا فسمع من أهل الكهف همهمة شديدة فقال:

السلام عليكم يا أصحاب الكهف،أ فتية آمنتم بربّكم،فلم يجبه أحد فانصرف أبو بكر و جلس مجلسه،فقام عمر هكذا و عمّار و سلمان علي هذا الرسم،ثمّ قام عليّ المرتضي عليه السّلام و دنا إلي الكهف و أصغي بإذنه فسمع من أهل الكهف همهمة شديدة فقال:السلام عليكم يا أصحاب الكهف،فتية آمنتم بربّكم فقالوا:عليك السلام يا وصيّ رسول اللّه،إنّا أمرنا أن لا نجيب داعيا إلاّ لنبيّ أو وصيّ نبيّ فعليك السلام،اقرأ محمّدا منّا السلام،فانصرف عليّ و جلس مجلسه ثمّ رفع يده إلي السماء فقال:اللّهم استجب دعوة نبيّك و دعا بدعوات فجاءت ريح غير مؤذية فردّت البساط إلي المدينة حتّي وضعته بين يدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فقال عليّ بن أبي طالب عليه السّلام:يا رسول اللّه إنّهم يقرءونك السلام و يقولون:إنّا امرنا أن لا نجيب داعيا إلاّ لنبيّ أو وصيّ نبيّ فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

أبشر يا علي فو الذي بعثني بالحقّ نبيّا لقد فضّلك اللّه و كرمك علي جميع الامّة (1).

الرابع: أبو القاسم علي بن موسي بن طاوس في كتاب سعد السعود نقله من طريق العامّة قال:

و من تفسير تأليف أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد القزويني من تفسير سورة الكهف بإسناده عن محمد بن أبي يعقوب الجوال الدينوري قال:حدّثني جعفر بن نصر بحمص قال:حدّثنا عبد الرزاق عن معمر عن ثابت عن أنس بن مالك قال:أهدي لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بساط من قرية يقال لها الجندب (2)فقعد عليه عليّ عليه السّلام و أبو بكر و عمر و عثمان و الزبير و عبد الرّحمن بن عوف و سعد فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:

يا عليّ قل:يا ريح احملينا فقال عليّ عليه السّلام:يا ريح احملينا فحملتهم حتّي أتوا أصحاب الكهف فسلّم أبو بكر و عمر فلم يردّوا عليهما السلام،ثمّ قام عليّ فسلّم فردّوا عليه السلام فقال أبو بكر:يا علي ما بالهم ردّوا عليك و ما ردّوا علينا؟فقال لهم عليّ فقالوا:إنّا لا نردّ بعد الموت إلاّ علي نبيّ أو وصيّ

ص: 219


1- لم نجده في المصادر.
2- في المصدر:بهبدت.

نبيّ ثمّ قال عليّ:يا ريح احملينا فحملتنا ثمّ قال:يا ريح ضعينا فوضعتنا فركز برجله الأرض فتوضّأ علي و توضّأنا ثمّ قال:يا ريح احملينا فحملتنا فوافينا المدينة و النبيّ صلّي اللّه عليه و آله في صلاة الغداة و هو يقرأ أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَ الرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً (1) فلمّا قضي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله الصلاة قال:يا علي أخبروني عن مسيركم أم تحبّون أن أخبركم قالوا:بل تخبرنا يا رسول اللّه،فقال أنس:فقصّ القصّة كأنّه معنا (2).

الخامس: صاحب ثاقب المناقب من طريق العامّة قال:حدّث معمر عن الزهري عن قتادة عن أنس قال:كنّا جلوسا في المسجد عند النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و قد كان أهدي إليه بساط فقال:ادع عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فدعوته ثمّ أمرني أن أدعو أبا بكر و عمر و جميع الصحابة فدعوتهم كما أمرني نبيّ اللّه و أمرني أن أبسط البساط فبسطته،ثمّ أقبل علي عليّ عليه السّلام فأمره بالجلوس علي البساط و أمر أبا بكر و عمر و عثمان بالجلوس مع أمير المؤمنين و جلست مع من جلس فلما استقر بنا المجلس أقبل علي علي عليه السّلام و قال:يا أبا الحسن قل:يا ريح الصبا احمليني،و اللّه خليفتي عليك و هو حسبي و نعم الوكيل.

قال أنس:فنادي أمير المؤمنين عليه السّلام كما أمره النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فو الذي بعث محمّدا بالحقّ نبيّا ما كان إلاّ هنيئة حتّي صرنا في الهواء ثمّ نادي:يا ريح الصبا ضعيني فإذا نحن في الأرض،فأقبل عليّ علينا و قال:يا معاشر الناس أ تدرون أين أنتم؟و بمن قد حللتم؟فقلنا:لا،فقال أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام:

أنتم عند أصحاب الكهف و الرقيم الذين كانوا من آياتنا عجبا فمن أحبّ أن يسلّم علي القوم فليقم، فأوّل من قام أبو بكر فسلّم علي القوم فلم يردوا عليه الجواب،ثمّ قام عمر فسلّم عليهم فلم يردّوا عليه الجواب فلم يزل القوم يقومون واحدا بعد واحد و يسلّمون و لم يردوا عليهم الجواب إلي أن قام أمير المؤمنين عليه السّلام فنادي:السلام عليكم أيّها الفتية،فتية أهل الكهف و الرقيم الذين كانوا من آياتنا عجبا فقالوا:و عليك السلام و رحمة اللّه و بركاته أيّها الإمام و أخا سيّد الأنام محمّد،فلمّا سمع القوم كلامهم لأمير المؤمنين قالوا:يا أبا الحسن بحقّ ابن عمك محمّد صلّي اللّه عليه و آله سل القوم ما بالهم سلّمنا عليهم فلم يردّوا علينا السلام؟فقال عليه السّلام:أيّتها الفتية ما بالكم لم تردّوا السلام علي أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟

قالوا:يا أبا الحسن قد امرنا أن لا نسلّم إلاّ علي نبيّ أو وصيّ نبي،و أنت خير الوصيّين و ابن عمّ خير النبيّين و أنت أبو الائمّة المهديّين و زوج فاطمة سيّدة نساء العالمين من الأوّلين و الآخرين

ص: 220


1- سوره 18 - آيه 9
2- سعد السعود 112.

و قائد الغرّ المحجّلين إلي جنّات النعيم فلمّا استتم القوم كلامهم أمرنا بالجلوس علي البساط ثمّ نادي:يا ريح الصبا احمليني فإذا نحن في الهواء ما شاء اللّه ثمّ قال:يا ريح ضعيني فإذا نحن في الأرض فوكز الأرض برجله فإذا نحن بعين ماء فقال:معاشر الناس توضئوا للصلاة فإنّكم تدركون صلاة العصر مع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال:فتوضّأنا ثمّ أمرنا بالجلوس علي البساط فجلسنا ثمّ قال:يا ريح الصبا احمليني فإذا نحن في الهواء،ثمّ قال:يا ريح الصبا ضعيني فإذا نحن في مسجد رسول اللّه و قد صلّي ركعة واحدة فصلّينا معه ما بقي من الصلاة و ما فات بعده و سلّمنا علي النبيّ فأقبل بوجهه علينا و قال:يا أنس تحدّثني أم احدّثك؟فقلت:الحديث منك أحسن،فحدّثني حتّي كأنّه معنا ثمّ قال عقيب ذكره هذا الحديث:قال عليّ بن موسي بن طاوس:هذا الحديث رويناه من عدّة طرق مذكورات و إنّما ذكرناه هنا لأنّه من رجال الجمهور و هم غير متّهمين فيما ينقلونه لمولانا عليّ عليه السّلام من الكرامات (1).

ص: 221


1- الثاقب في المناقب /176ح 4.

الباب السادس و التسعون

في تكليم أصحاب الكهف عليّا عليه السّلام

من طريق الخاصّة و فيه خمسة أحاديث الأوّل: ابن طاوس عقيب ذكره الحديث السابق (1)قال:فصل فيما نذكره من مجلّد آخر من ترجمة كتاب فيه ذكر الآيات التي نزلت في أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و تفسير معانيها من القرآن العظيم،و أوّله خطبة أوّلها الحمد للّه المستحقّ للحمد بآلائه و لم يذكر اسم مصنّفه فنذكر منه حديث البساط برواية وجدناها في هذا الكتاب فيحتمل أن يكون رواية واحدة فرواها أنس بن مالك مختصرة و رواها جابر بن عبد اللّه مشروحة،و يحتمل أن يكون حمل البساط لهم دفعتين روي كلّ واحد ما رآه،و هو من الوجهة الثانية من القائمة السادسة من الكرّاس السادس منه بلفظة،حدّثنا أحمد بن محمد (2)قال:حدّثنا أحمد بن الحسين قال:حدّثنا الحسن بن دينار عن عبد اللّه بن موسي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمد الصادق عن أبيه محمد بن علي عن أبيه عليهما السّلام عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري رحمة اللّه عليه قال:خرج علينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوما و نحن في مسجده فقال:من هاهنا؟ فقلت:أنا يا رسول اللّه و سلمان الفارسي فقال:يا سلمان اذهب فادع مولاك عليّ بن أبي طالب.

قال جابر:فذهب سلمان ينتدب به حتّي استخرج عليّا من منزله،فلمّا دنا من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قام إليه فخلا به و أطال مناجاته و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقطر عرقا كهيئة اللؤلؤ و يتهلهل حسنا ثمّ انصرف رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من مناجاته فجلس فقال له:أسمعت يا علي و وعيت؟قال:نعم يا رسول اللّه.

قال جابر:ثمّ التفت إليّ و قال:يا جابر ادع لي أبا بكر و عمر و عبد الرّحمن بن عوف الزهري فذهبت مسرعا فدعوتهم فلمّا حضروا قال:يا سلمان اذهب إلي منزل أمّك أمّ سلمة و ايتني ببساط الشعر الخيبري قال جابر:فذهب سلمان فلم يلبث أن جاء بالبساط فأمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله سلمان فبسطه ثمّ قال لأبي بكر و عمر و عبد الرّحمن:اجلسوا،كلّ واحد منكم علي زاوية من البساط فجلسوا كما أمرهم ثمّ خلا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بسلمان فناجاه فأسرّ إليه شيئا ثمّ قال له:اجلس في الزاوية الرابعة فجلس سلمان ثمّ أمر عليّا أن يجلس في وسطه ثمّ قال له:قل ما أمرتك فو الذي

ص: 222


1- و هو الحديث الرابع في الباب السابق.
2- في المصدر:محمد بن أحمد.

بعثني بالحقّ نبيّا لو قلت علي الجبل لسار،فحرّك علي عليه السّلام شفتيه فاختلج البساط فمرّ بهم،قال جابر:فسألت سلمان فقلت:أين مرّ بكم البساط؟

قال:و اللّه ما شعرنا بشيء حتّي انقض بنا البساط في ذروة جبل شاهق و صرنا إلي باب كهف، قال سلمان:فقمت و قلت لأبي بكر:يا أبا بكر قد أمرني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن تصرخ في هذا الكهف بالفتية الذين ذكرهم اللّه في كتابه،فقام أبو بكر و صرخ بهم بأعلي صوته فلم يجبه أحد،ثمّ قلت لعمر:قم و اصرخ بهم في هذا الكهف كما صرخ أبو بكر فصرخ عمر فلم يجبه أحد،ثمّ قلت لعبد الرّحمن:قم و اصرخ كما صرخ أبو بكر و عمر فصرخ فلم يجبه منهم أحد،ثمّ قمت أنا فصرخت بأعلي صوتي فلم يجبني أحد،ثمّ قلت لعليّ بن أبي طالب:قم يا أبا الحسن و اصرخ في هذا الكهف فإنّه أمرني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن آمرك كما أمرتهم فقام عليّ عليه السّلام فصاح بهم بصوت خفيّ فانفتح باب الكهف و نظرنا إلي داخله يتوقّد نورا و يتألق إشراقا و سمعنا ضجّة و وجبة شديدة و ملئنا رعبا و ولي القوم هاربين فناديتهم:مهلا يا قوم فارجعوا،فرجعوا فقالوا:ما هذا يا سلمان؟قلت:هذا الكهف الذي ذكره اللّه عزّ و جلّ في كتابه،و الذين رأيتم هم الفتية الذين ذكرهم اللّه عزّ و جلّ الفتية المؤمنون،و عليّ عليه السّلام واقف يكلّمهم فعادوا إلي موضعهم.

قال سلمان:و أعاد عليّ عليه السّلام عليهم السلام فقالوا كلّهم:و عليك السلام و رحمة اللّه و بركاته،و علي محمّد رسول اللّه خاتم النبوّة منّا السلام أبلغه منّا و قل له:قد شهدنا لك بالنبوّة التي أمرنا اللّه قبل وقت مبعثك بأعوام كثيرة و لك يا علي بالوصية،فأعاد عليّ عليه السّلام سلامه عليهم فقالوا كلّهم:و عليك و علي محمّد منّا السلام،نشهد بأنّك مولانا و مولي كلّ من آمن بمحمّد صلّي اللّه عليه و آله،قال سلمان:فلمّا سمع القوم أخذوا بالبكاء و النحيب و فزعوا و اعتذروا إلي أمير المؤمنين عليه السّلام و قاموا كلّهم إليه يقبّلون رأسه و يقولون:قد علمنا ما أراد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و مدّوا أيديهم و بايعوه بإمرة المؤمنين و شهدوا له بالولاية بعد محمّد صلّي اللّه عليه و آله،فجلس كلّ واحد مكانه من البساط و جلس عليّ عليه السّلام في وسطه ثمّ حرّك شفتيه فاختلج البساط فلم نشعر كيف مرّ بنا أ في البرّ أم في البحر حتّي انفضّ بنا علي باب مسجد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فخرج إلينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:كيف رأيتم يا أبا بكر؟

قالوا:نشهد يا رسول اللّه كما شهد أهل الكهف و نؤمن كما آمنوا،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:اللّه أكبر لا تقولوا سكّرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون و لا تقولوا يوم القيامة انّا كنّا عن هذا غافلين،و اللّه لئن فعلتم لتهتدوا و ما علي الرسول إلاّ البلاغ المبين و إن لم تفعلوا تختلفوا،و من وفي وفي اللّه له، و من يكتم ما سمعه فعلي عقبه ينقلب فلن يضرّ اللّه شيئا،أ فبعد الحجّة و البيّنة و المعرفة خلف؟

ص: 223

و الذي بعثني بالحقّ لقد أمرت أن آمركم ببيعته و طاعته فبايعوه و أطيعوه بعدي ثمّ تلا هذه الآية:

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (1) يعني عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قالوا:يا رسول اللّه قد بايعناه و شهد علينا أهل الكهف،فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:إن صدقتم فقد أسقيتم ماء غدقا و أكلتم من فوقكم و من تحت أرجلكم،أو يلبسكم شيعا و تسلكون طريق بني إسرائيل فمن تمسّك بولاية عليّ بن أبي طالب لقيني يوم القيامة و أنا عنه راض،قال سلمان:و القوم ينظر بعضهم إلي بعض فأنزل اللّه في ذلك اليوم أَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَ نَجْواهُمْ وَ أَنَّ اللّهَ عَلاّمُ الْغُيُوبِ (2) قال سلمان:فاصفرّت وجوههم و ينظر كلّ واحد إلي صاحبه و أنزل اللّه هذه الآية يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَ ما تُخْفِي الصُّدُورُ وَ اللّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ (3) فكان ذهابهم إلي الكهف و مجيئهم من زوال الشمس إلي وقت العصر (4).

الثاني: السيّد المرتضي رضي اللّه عنه في كتاب عيون المعجزات عن أبي عليّ يرفعه إلي الصادق عليه السّلام عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:جري بحضرة السيّد محمّد صلّي اللّه عليه و آله ذكر سليمان بن داود عليه السّلام و البساط و حديث أصحاب الكهف و إنّهم موتي أو غير موتي فقال صلّي اللّه عليه و آله:من أحبّ منكم أن ينظر باب الكهف و يسلّم عليهم؟فقال أبو بكر و عمر و عثمان:نحن يا رسول اللّه فصاح يا درحان بن مالك و إذا بشاب قد دخل بثياب عطرة فقال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:ايتنا ببساط سليمان عليه السّلام،فذهب و وافي به بعد لحظة و معه بساط طوله أربعون في أربعين من الشعر الأبيض فألقاه في صحن المسجد و غاب،فقال النبيّ لبلال و ثوبان مولييه أخرجا هذا البساط إلي باب المسجد و ابسطاه ففعلا ذلك و قام صلّي اللّه عليه و آله و قال لأبي بكر و عثمان و أمير المؤمنين عليه السّلام و سلمان:قوموا و ليقعد كل واحد منكم علي طرف من البساط و ليقعد أمير المؤمنين عليه السّلام في وسطه ففعلوا و نادي:يا منشبة و إذا بريح قد دخلت تحت البساط فرفعته حتّي وضعته بباب الكهف الذي فيه أصحاب الكهف فقال أمير المؤمنين لأبي بكر:تقدّم فسلّم عليهم فإنّك شيخ قريش فقال:يا علي ما أقول؟

فقال عليه السّلام:قل:السلام عليكم أيّها الفتية الذين آمنوا بربّهم،السلام عليكم يا نجباء اللّه في أرضه، فتقدّم أبو بكر إلي باب الكهف و هو مسدود فنادي بما قال له أمير المؤمنين عليه السّلام ثلاث مرّات فلم يجبه أحد فجاء و جلس فقال:يا أمير المؤمنين ما أجابوني فقال أمير المؤمنين عليه السّلام:قم يا عمر ثم قل كما قال صاحبك،فقام و قال مثل قوله ثلاث مرّات فلم يجب أحد مقالته فجاء و جلس و قال أمير المؤمنين عليه السّلام لعثمان:قم أنت و قل مثل قولهما فقام و قال فلم يكلّمه أحد فجاء و جلس فقال أمير

ص: 224


1- سوره 4 - آيه 59
2- سوره 9 - آيه 78
3- سوره 40 - آيه 19
4- سعد السعود 114-116.

المؤمنين عليه السّلام لسلمان:تقدّم أنت و سلّم عليهم فقام و تقدّم فقال مثل مقالة الثلاثة و إذا بقائل يقول من داخل الكهف:و أنت عبد امتحن اللّه قلبك بالايمان،و أنت من خير و إلي خير و لكنّا أمرنا أن لا نردّ إلاّ علي الأنبياء و الأوصياء فجاء و جلس فقام أمير المؤمنين عليه السّلام و قال:السلام عليكم يا نجباء اللّه في أرضه،الموفين بعهده،نعم الفتية أنتم،و إذا بأصوات جماعة:و عليك السلام يا أمير المؤمنين و سيّد المسلمين و إمام المتّقين و قائد الغرّ المحجّلين،فاز و اللّه من والاك و خاب من عاداك فقال أمير المؤمنين:لم لا تجيبون أصحابي؟فقالوا:يا أمير المؤمنين انّا نحن أحياء محجوبون عن الكلام و لا نجيب إلاّ نبيّا أو وصيّ نبيّ،و عليك السلام و علي الأوصياء من بعدك حتّي يظهر حقّ اللّه علي أيديهم،ثمّ سكتوا و أمر أمير المؤمنين عليه السّلام المنشبة فحملت البساط ثمّ ردّته المدينة و هم عليه كما كانوا و أخبروا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بما جري عليهم،قال اللّه تعالي إِذْ أَوَي الْفِتْيَةُ إِلَي الْكَهْفِ فَقالُوا رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَ هَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً (1) (2).

الثالث: محمد بن العبّاس بن ماهيار في تفسيره قال:حدّثنا أحمد بن هودة الباهلي عن إبراهيم ابن إسحاق النهاوندي عن عبد اللّه بن حمّاد عن عمرو بن شمر قال:قال أبو عبد اللّه عليه السّلام:أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أبا بكر و عمر و عليّا عليه السّلام أن يمضوا إلي الكهف و الرقيم فيسبغ أبو بكر الوضوء و يصفّ قدميه و يصلّي ركعتين و ينادي ثلاثا فإن أجابوه و إلاّ فليقل مثل ذلك عمر فإن أجابوه و إلاّ فليقل مثل ذلك عليّ عليه السّلام،فمضوا و فعلوا ما أمرهم به رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلم يجيبوا أبا بكر و لا عمر،فقام عليّ عليه السّلام و فعل ذلك فأجابوه فقال:لبيك لبيك ثلاثا فقال لهم:ما لكم لم تجيبوا الصوت الأوّل و الثاني و أجبتم الثالث؟فقالوا:إنّما امرنا أن لا نجيب إلاّ نبيّا أو وصيّ نبيّ،ثمّ انصرفوا إلي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فسألهم ما فعلوا فأخبروه فأخرج النبيّ صلّي اللّه عليه و آله صحيفة حمراء و قال لهم اكتبوا شهاداتكم بخطوطكم فيها بما رأيتم و سمعتم فأنزل اللّه عزّ و جلّ: سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَ يُسْئَلُونَ (3) يوم القيامة (4).

الرابع: ابن شهرآشوب في كتاب المناقب عن كتاب ابن بابويه و أبي القاسم البستي و القاضي أبي عمر بن أحمد عن جابر و أنس أنّ جماعة نقصوا عليّا عليه السّلام عند عمر فقال سلمان:أو ما تذكر يا عمر اليوم الذي كنت و أبو بكر و أنا و أبو ذرّ عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و بسط لنا شملة و أجلس كلّ واحد منّا علي طرف و أخذ بيد عليّ و أجلسه وسطها ثمّ قال:قم يا أبا بكر و سلّم[علي علي]بالإمامة و خلافة المسلمين،و هكذا كلّ واحدة منّا ثمّ قال:قم يا علي و سلّم علي هذا النور يعني الشمس

ص: 225


1- سوره 18 - آيه 10
2- عيون المعجزات 8،بحار الأنوار:/146/39ح 11.
3- سوره 43 - آيه 19
4- بحار الأنوار:/153/36ح 133.

فقال أمير المؤمنين عليه السّلام:أيّها الآية المشرقة،السلام عليك فأجابت القرصة و ارتعدت و قالت:

و عليك السلام يا وليّ اللّه و وصيّ رسوله ثمّ رفع رسول اللّه يده إلي السماء فقال:اللّهم إنّك أعطيت لأخي سليمان صفيّك ملكا و ريحا غدوّها شهر و رواحها شهر،اللهمّ أرسل تلك لتحملهم إلي أصحاب الكهف،و أمرنا أن نسلّم علي أصحاب الكهف فقال عليّ:يا ريح احملينا فإذا نحن في الهواء فسرنا ما شاء اللّه ثمّ قال:يا ريح ضعينا فوضعتنا عند الكهف فقام كلّ واحد منّا و سلّم فلم يردّوا الجواب فقام عليّ فقال:السلام عليكم أصحاب الكهف فسمعنا:و عليك السلام يا وصيّ محمّد إنّا قوم محبوسون هاهنا من زمن دقيانوس فقال لهم:لم لا تردّوا علي أصحابي سلاما؟ فقالوا:نحن فتية لا نردّ إلاّ علي نبيّ أو وصيّ نبيّ و أنت وصيّ خاتم النبيّين و خليفة رسول ربّ العالمين ثمّ قال:خذوا مجالسكم فأخذنا مجالسنا ثمّ قال:يا ريح احملينا فإذا نحن في الهواء فسرنا ما شاء اللّه ثمّ قال:يا ريح ضعينا فوضعتنا ثمّ ركض برجله الأرض فنبعت عين ماء فتوضأ و توضّأنا ثمّ قال:ستدركون الصلاة مع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أو بعضها ثمّ قال:يا ريح احملينا ثمّ قال:ضعينا فوضعتنا فإذا نحن في مسجد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد صلّي من الغداة ركعة،و البساط أهداه أهل هربوق،و الكهف في بلاد الروم في موضع يقال له اركدي و كان في ملك باهندق (1)،و هو اليوم اسم الضيعة،و في خبر إنّ الكساء كان أتي به حظي بن الأشرف أخو كعب،فلمّا رأي معجزات عليّ عليه السّلام أسلم.

و قال العوني:

و من حملته الريح فوق بساطه فأسمع أهل الكهف حين تكلّما (2)

الخامس: ابن شهرآشوب قال:و في رواية اخري بالاسناد يرفعه إلي سالم بن أبي جعدة قال:

حضرت مجلس أنس بن مالك بالبصرة و هو يحدّث فقام إليه رجل من القوم،و قال:يا صاحب رسول اللّه،ما هذه الشيمة التي أراها بك فإنّه حدّثني أبي عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنّه قال:البرص و الجذام لا يبلي اللّه به مؤمنا قال:فعند ذلك أطرق أنس بن مالك إلي الأرض و عيناه تذرفان بالدموع ثمّ رفع رأسه و قال:دعوة العبد الصالح عليّ بن أبي طالب عليه السّلام نفذت فيّ،قال:فعند ذلك قام الناس من حواليه و قصدوه و قال:يا أنس،حدّثنا ما كان السبب؟قال لهم:انتهوا عن هذا،قالوا له:لا بدّ لك أن تخبرنا بذلك،فقال:اقعدوا علي مواضعكم و اسمعوا منّي حديثا كان هو السبب عن عليّ عليه السّلام،اعلموا أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله كان قد اهدي له بساط شعر من قرية كذا و كذا من قري المشرق يقال لها هندف،فأرسلني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي أبي بكر و عمر و عثمان و طلحة و الزبير و سعد و سعيد و عبد

ص: 226


1- في المصدر:باهتدت.
2- مناقب آل أبي طالب:162/2.

الرّحمن بن عوف الزهري فأتيته بهم و عنده ابن عمّه عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فقال لي:أنس ابسط البساط و أجلسهم عليه،ثم قال:يا أنس اجلس حتّي تخبرني بما يكون منهم ثمّ قال:يا علي قل:

يا ريح احملينا فقال الإمام عليّ عليه السّلام:يا ريح احملينا فإذا نحن في الهواء فقال:سيروا علي بركة اللّه قال:فسرنا ما شاء اللّه ثمّ قال:يا ريح ضعينا فوضعتنا فقال:أ تدرون أين أنتم؟

قلنا:اللّه و رسوله و عليّ أعلم قال:هؤلاء أصحاب الكهف و الرقيم الذين كانوا من آيات اللّه عجبا،قوموا بنا يا أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حتّي تسلّموا عليهم،فعند ذلك قام أبو بكر و عمر فقالا:

السلام عليكم يا أصحاب الكهف و الرقيم قال:فلم يجبهما أحد،قال:فقام طلحة و الزبير فقالا:

السلام عليكم يا أصحاب الكهف و الرقيم فلم يجبهما أحد قال أنس:فقمت أنا و عبد الرّحمن بن عوف فقلت:أنا أنس خادم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،السلام عليكم يا أصحاب الكهف و الرقيم فلم يجاوبني أحد،قال:فعند ذلك قام الإمام و قال:السلام عليكم يا أصحاب الكهف و الرقيم الذين كانوا من آيات اللّه عجبا فقالوا:و عليك السلام و رحمة اللّه و بركاته يا وصيّ رسول اللّه فقال:يا أصحاب الكهف ألا رددتم علي أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟فقالوا:يا خليفة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إنّا فتية آمنوا بربّهم و زادهم اللّه هدي و ليس معنا إذن أن نردّ السلام إلاّ علي نبيّ أو وصيّ نبيّ،و أنت وصيّ خاتم النبيين و أنت سيّد الوصيّين ثمّ قال:أسمعتم يا أصحاب رسول اللّه؟

قالوا:نعم يا أمير المؤمنين،قال:فخذوا مواضعكم و قوموا في مجالسكم قال:فقعدنا في مجالسنا،ثمّ قال عليه السّلام:يا ريح احملينا فحملتنا و سرنا ما شاء اللّه إلي أن غربت الشمس ثمّ قال:يا ريح ضعينا فإذا نحن في أرض كالزعفران ليس فيها حسيس و لا أنيس،نباتها الشيع و ليس بها ماء فقلنا له:يا أمير المؤمنين وقت الصلاة و ليس بها لنا ماء نتوضأ به ثمّ قام و جاء إلي موضع من تلك الأرض فرفس برجله فنبعت عين ماء عذب فقال:دونكم و ما طلبتم و لو لا طلبتكم لجاءنا جبرائيل بماء من الجنّة قال:فتوضّينا و صلّينا و وقف يصلّي إلي أن انتصف الليل ثمّ قال عليه السّلام:خذوا مواضعكم ستدركون الصلاة مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أو بعضها ثمّ قال:يا ريح احملينا فإذا نحن في الهواء ثمّ سرنا ما شاء اللّه فإذا بمسجد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد صلّي من صلاته الغداة ركعة واحدة فقضينا ما كان قد سبقنا بها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثمّ التفت إلينا فقال لي:يا أنس تحدّثني أم احدّثك؟

قلت:بل من فيك أحلي يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:فابتدأ بالحديث من أوّله إلي آخره كأنّه كان معنا، قال:يا أنس تشهد لابن عمّي بها إذا استشهدك؟فقلت:نعم يا رسول اللّه،فلمّا ولي أبو بكر الخلافة أتي عليّ إليّ و كنت حاضرا عند أبي بكر و الناس من حوله فقال لي:يا أنس أ لست تشهد لي بفضيلة

ص: 227

البساط و يوم عين الماء و يوم الجبّ؟فقلت:قد نسيت يا علي لكبري،فعندها قال لي:يا أنس إن كنت كتمتها مداهنة بعد وصيّة رسول اللّه لك رماك اللّه ببياض في وجهك و لظي في جوفك و عمي في عينك،فما قمت من مقامي حتّي برصت و عميت و أنا الآن لا أقدر علي الصيام في شهر رمضان و لا غيره لأنّ الزاد لا يبقي في جوفي،و لم يزل علي ذلك حتّي مات بالبصرة (1).و روي الكشّي أنّه لمّا أصابته دعوة أمير المؤمنين عليه السّلام فبرص فحلف أن لا يكتم منقبة لعليّ بن أبي طالب عليه السّلام و لا فضلا أبدا (2).

ص: 228


1- لم نعثر عليه في مناقب ابن شهرآشوب،و نقله المجلسي عن كتابي الروضة و الفضائل.انظر البحار:/217/41 ح 31.
2- رجال الكشي /45ح 95.

الباب السابع و التسعون

في السطل و المنديل و القدس

من طريق العامّة و فيه أربعة أحاديث الأوّل: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفّر بن أحمد العطّار الشافعي بقراءتي عليه فأقرّ به قلت:أخبركم أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن عثمان الملقّب بابن السّقاء الحافظ الواسطي،قال:حدّثنا أبو الحسن أحمد بن عيسي الرازي بالبصرة قال:حدّثنا محمد بن منده الاصفهاني قال:حدّثنا محمد بن حميد الرازي قال:حدّثنا جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس بن مالك قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأبي بكر و عمر:امضيا إلي عليّ حتّي يحدّثكما ما كان منه في ليلته،و أنا علي أثركما،قال أنس:فمضينا و مضيت معهما فاستأذن أبو بكر و عمر علي عليّ فخرج إليهما فقال:يا أبا بكر حدث شيء؟قال:لا و ما يحدث إلاّ خيرا،قال لي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و لعمر أيضا:امضيا إلي عليّ يحدّثكما ما كان منه في ليلته و جاء النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا علي حدّثهما ما كان منك في ليلتك فقال:استحي يا رسول اللّه فقال:حدّثهما إنّ اللّه لا يستحيي من الحقّ فقال عليّ عليه السّلام:أردت الماء للطهارة و أصبحت و خفت أن تفوتني الصلاة فوجّهت الحسن في طريق و الحسين في طريق في طلب الماء فأبطآ عليّ،فأحزنني ذلك فرأيت السقف قد انشقّ و نزل عليّ منه سطل مغطّي بمنديل فلمّا صار في الأرض نحيت المنديل عنه فإذا فيه ماء فتطهرت للصلاة و اغتسلت و صلّيت ثمّ ارتفع السطل و المنديل و التأم السقف،فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لعلي:أمّا السطل فمن الجنّة و أمّا الماء فمن نهر الكوثر،و أمّا المنديل فمن استبرق الجنّة،فمن مثلك يا علي في ليلته و جبرئيل يخدمه (1)؟

الثاني: صاحب كتاب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة قال:أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفّر بن أحمد العطّار الفقيه الشافعي بقراءتي عليه فأقرّ به،قلت له:أخبركم عبد اللّه بن محمد بن عثمان الملقّب بابن السقاء الحافظ الواسطي قال:حدّثنا أبو الحسن أحمد بن عيسي الرازي البصري عن محمد بن عبيدة الأصفهاني عن محمد بن حميد الرازي عن حريز بن عبد الحميد عن

ص: 229


1- مناقب ابن المغازلي/79/ح 139.

الأعمش عن أبي سفيان عن أنس بن مالك قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأبي بكر و عمر:امضيا إلي عليّ عليه السّلام حتّي يحدّثكما ما كان منه في ليلته و أنا علي إثركما قال:فمضيا فاستأذنّا علي عليّ عليه السّلام فخرج إلينا فقال:أحدث شيء؟قلنا:لا بل قال لنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،امضيا إلي عليّ يحدّثكما ما كان منه في ليلته،فجاء النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا عليّ حدّثهما ما كان منك في ليلتك،فقال:إنّي لأستحيي يا رسول اللّه فقال:حدّثهما فإنّ اللّه لا يستحيي من الحقّ،فقال علي:إنّي البارحة أردت الماء للطهارة و قد أصبحت و خفت أن تفوتني الصلاة فوجّهت الحسن في طريق و الحسين في اخري فأبطيا عليّ فأحزنني ذلك،فبينما أنا كذلك فإذا السقف قد انشق و نزل منه سطل مغطّي بمنديل فلمّا صار في الأرض نحيت المنديل فإذا فيه ماء فتطهّرت للصلاة و اغتسلت بباقيه و صلّيت ثمّ ارتفع السطل و المنديل و التأم السقف،فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لعليّ و لهما:أمّا السطل فمن الجنّة و الماء من نهر الكوثر و المنديل من استبرق الجنّة،من مثلك يا عليّ و جبرئيل في ليلتك يخدمك (1)؟.

الثالث: موفّق بن أحمد قال:أنبأني مهذّب الأئمّة،أخبرنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمد بن علي ابن أبي عثمان الدقّاق،حدّثنا أبو المظفّر هنّاد بن إبراهيم النسفي،حدّثنا أبو الحسن عليّ بن يوسف بن محمد بن الحجّاج الطبري بسارية طبرستان،حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر بن محمد الجرجاني،حدّثنا أبو عيسي إسماعيل[بن اسحاق]بن سليمان النصيبي،حدّثنا محمد بن علي الكفرتوثي،حدّثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال:صلّي بنا النبيّ صلّي اللّه عليه و آله صلاة العصر و أبطأ في ركوعه في الركعة الاولي حتّي ظننا أنّه قدسها و غفل ثمّ رفع رأسه و قال:سمع اللّه لمن حمده ثمّ أوجز في صلاته و سلّم ثمّ أقبل علينا بوجهه كأنّه القمر ليلة البدر في وسط النجوم،ثمّ جثا علي ركبتيه و بسط قامته حتّي تلألأ المسجد بنور وجهه صلوات اللّه عليه،ثمّ رمي بطرفه إلي الصفّ الأوّل يتفقّد أصحابه رجلا رجلا،ثمّ رمي بطرفه إلي الصفّ الثاني،ثمّ رمي بطرفه إلي الصف الثالث يتفقّدهم رجلا رجلا،ثمّ كثرت الصفوف علي رسول اللّه،ثمّ قال ما لي لا أري عليّ بن أبي طالب، يا ابن عمّي،فأجابه عليّ كرّم اللّه وجهه من آخر الصفوف و هو يقول:لبّيك لبّيك يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فنادي النبيّ بأعلي صوته:يا علي ادن منّي قال:فما زال يتخطّي الصفوف و أعناق المهاجرين و الأنصار ممتدّة إليه حتّي دنا المرتضي من المصطفي فقال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:ما الذي خلّفك عن الصفّ الأوّل؟

قال:شككت أنّي علي غير طهور فأتيت منزل فاطمة فناديت يا حسن و يا حسين يا فضّة فلم

ص: 230


1- مناقب ابن المغازلي /92ح.

يجبني أحد فإذا بهاتف يهتف بي من ورائي و هو ينادي:يا أبا الحسن يا ابن عمّ النبي التفت،فالتفتّ فإذا أنا بسطل من ذهب فيه ماء و عليه منديل فأخذت المنديل و وضعته علي منكبي الأيمن و أومأت إلي الماء فإذا الماء يفيض علي كفيّ،فتطهّرت و أسبغت الوضوء و لقد وجدته في لين الزبد و طعم الشهد و رائحة المسك،ثمّ التفتّ فلا أدري من وضع السطل و المنديل و لا أدري من أخذه فتبسّم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في وجهه و ضمّه إلي صدره و قبّل ما بين عينيه ثمّ قال:يا أبا الحسن ألا أسرّك أنّ السطل من الجنّة و الماء و المنديل من الفردوس الأعلي و الذي حيّاك للصلاة جبرئيل و الذي مندلك ميكائيل عليهما السّلام،و الذي نفس محمّد بيده ما زال إسرافيل قابضا بيده علي ركبتي حتّي لحقت معي الصلاة أ فيلومني الناس علي حبّك و اللّه تعالي و ملائكته يحبّونك من فوق السماء (1).

الرابع: الفقيه أبو الحسن بن شاذان في مناقب المائة من طريق العامّة عن ابن عبّاس قال:صلّي بنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله صلاة العصر ثمّ قام علي قدميه فقال:من يحبني و يحبّ أهل بيتي فليتّبعني، فاتّبعناه بأجمعنا حتّي أتي منزل فاطمة عليها السّلام فقرع الباب قرعا خفيفا فخرج إليه عليّ بن أبي طالب و عليه شملة و يده ملطّخة بالطين فقال له:حدّث الناس بما رأيت أمس،فقال عليّ عليه السّلام:نعم فداك أبي و أمّي يا رسول اللّه،بينا أنا في وقت الظهر أردت الطهور فلم يكن عندي الماء فوجّهت الحسن و الحسين في طلب الماء فأبطيا عليّ فإذا بهاتف يهتف:يا أبا الحسن أقبل علي يمينك، فالتفتّ فإذا أنا بقدس من ذهب معلّق فيه ماء أشدّ بياضا من الثلج و أحلي من العسل،فوجدت فيه رائحة الورد فتوضّأت منه و شربت جرعات ثمّ قطرت علي رأسي قطرة وجدت بردها علي فؤادي،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:هل تدري من أين ذلك القدس؟قال:اللّه و رسوله أعلم قال:القدس من أقداس الجنّة و الماء من شجرة طوبي-أو قال:من نهر الكوثر-و أمّا القطرة من تحت العرش، ثمّ ضمّه إلي صدره و قبّل بين عينيه ثمّ قال:حبيبي من كان خادمه جبرئيل بالأمس (2).

ص: 231


1- المناقب /304ح 300.
2- مائة منقبة /74المنقبة 42.

الباب الثامن و التسعون

في حديث السطل و الإبريق

من طريق الخاصّة و فيه أربعة أحاديث الأوّل: ابن بابويه قال:حدّثنا صالح بن عيسي العجلي قال:حدّثنا محمد بن علي قال:حدّثنا محمد بن منده الاصفهاني قال:حدّثنا محمّد بن حميد قال:حدّثنا جرير عن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس قال:كنت عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و رجلان من أصحابه في ليلة مظلمة مكفهرّة إذ قال لنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ائتوا باب عليّ،فأتينا باب عليّ عليه السّلام فنقر أحدنا الباب نقرا خفيفا إذ خرج إلينا عليّ بن أبي طالب عليه السّلام متّزرا بإزار من صوف مرتديا بمثله،في كفّه سيف رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال لنا:أحدث حدث؟قلنا:خير،أمرنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن نأتي بابك و هو بالأثر إذ أقبل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا علي، قال:لبّيك،قال:أخبر أصحابي بما أصابك البارحة؟قال علي عليه السّلام:يا رسول اللّه إنّي لأستحيي فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:إنّ اللّه لا يستحيي من الحقّ،قال علي:يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أصابتني جنابة البارحة من فاطمة بنت رسول اللّه فطلبت في البيت ماء فلم أجد الماء،فبعثت الحسن كذا و الحسين كذا فأبطآ عليّ فاستلقيت علي قفاي فإذا أنا بهاتف من سواد البيت:قم يا علي خذ السطل و اغتسل فإذا أنا بسطل من ماء مملوء،عليه منديل من سندس فأخذت السطل و اغتسلت و مسحت بدني بالمنديل و رددت المنديل علي رأس السطل فقام السطل في الهواء فسقط من السطل جرعة فأصابت هامتي فوجدت بردها علي فؤادي،فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:بخ بخ يا ابن أبي طالب أصبحت و خادمك جبرائيل، أمّا الماء فمن الكوثر و أمّا السطل و المنديل فمن الجنّة،كذا أخبرني جبرائيل،كذا أخبرني جبرائيل، كذا أخبرني جبرائيل (1).

الثاني: الشيخ البرسي أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام[كان]في بعض غزواته و قد دنت الفريضة و لم يجد ماء يسبغ به الوضوء فرمق بطرفه إلي السماء و الناس قيام ينظرون فنزل جبرائيل و ميكائيل عليهما السّلام و مع جبرائيل سطل فيه ماء و مع ميكائيل منديل،فوضع السطل و المنديل بين يدي أمير المؤمنين عليه السّلام فأسبغ وضوءه من ذلك الماء و مسح وجهه الكريم بالمنديل،فعند ذلك عرجا إلي السماء و الخلق

ص: 232


1- أمالي الصدوق /296مجلس /40ح 4.

ينظرون إليهما (1).

الثالث: ثاقب المناقب عن عاصم بن شريك عن أبي البختري عن أبي عبد اللّه الصادق عن آبائه عليهم السّلام قال:أتي أمير المؤمنين منزل عائشة فنادي:يا فضّة ايتنا بشيء من ماء نتوضّأ،فلم يجبه أحد فولّي عن الباب يريد منزل الموفقة السعيدة الحوراء الإنسية فاطمة عليها السّلام فإذا هو بهاتف يهتف و يقول:يا أبا الحسن دونك الماء فتوضّأ به فإذا هو بإبريق من ذهب مملوّ ماء عن يمينه فتوضّأ ثمّ عاد الإبريق إلي مكانه فلمّا نظر إليه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:يا علي ما هذا الماء الذي أراه يقطر كأنّه الجمان؟قلت:بأبي و أمّي أتيت منزل عائشة فدعوت فضّة تأتينا بماء للوضوء ثلاثا فلم يجبني أحد فولّيت فإذا بهاتف يهتف و هو يقول:يا علي دونك الماء فالتفتّ فإذا أنا بإبريق من ذهب مملوّ ماء فقال:يا علي تدري من الهاتف؟و من أين كان الإبريق؟فقلت:اللّه و رسوله أعلم،فقال:أمّا الهاتف فحبيبي جبرئيل،و أمّا الابريق فمن الجنّة،و أمّا الماء فثلث من المشرق و ثلث من المغرب و ثلث من الجنّة،و هبط جبرائيل عليه السّلام فقال:يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله اللّه يقرئك السلام و يقول لك:اقرأ عليّا السلام و قل:إنّ فضّة كانت حائضا فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:منه السلام و إليه يعود مرد السلام و إليه طيب الكلام، ثمّ التفت إلي عليّ فقال:حبيبي عليّ هذا جبرئيل أتانا من عند ربّ العالمين و هو يقرئك السلام و يقول:إنّ فضّة كانت حائضا فقال عليّ:اللّهمّ بارك لنا في فضّتنا (2).

الرابع: ابن شهرآشوب في المناقب عن ابن عبّاس و حميد الطويل عن أنس بن مالك قال:صلّي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلمّا ركع أبطأ في ركوعه حتّي ظننا أنّه نزل عليه وحي فلمّا سلّم و استند بالمحراب نادي:أين عليّ بن أبي طالب،و كان في آخر الصفّ يصلّي فأتاه فقال:يا علي ألحقت الجماعة فقال:يا نبيّ اللّه عجّل بلال الإقامة فناديت الحسن بوضوء فلم أر أحدا فإذا بهاتف يهتف:يا أبا الحسن أقبل عن يمينك فالتفتّ فإذا أنا بقدس من الذهب مغطّي بمنديل أخضر معلّقا فرأيت ماء أشدّ بياضا من الثلج و أحلي من العسل و ألين من الزبد و أطيب ريحا من المسك،فتوضّأت و شربت و قطرت علي رأسي قطرة وجدت بردها علي فؤادي فمسحت وجهي بالمنديل بعد ما كان الماء يصبّ علي يدي و لم أر شخصا ثمّ جئت نبيّ اللّه و لحقت الجماعة فقال النبي:القدس من أقداس الجنّة و الماء من الكوثر و القطرة من تحت العرش و المنديل لمن الوسيلة،و الذي جاء به جبرائيل، و الذي ناولك المنديل ميكائيل،و ما زال جبرائيل واضعا يده علي ركبتي يقول:يا محمّد قف قليلا

ص: 233


1- انظر الفضائل لشاذان بن جبرائيل القمي 111.
2- الثاقب في المناقب /280ح 12.

حتّي يجيء علي فيدرك معك الجماعة (1).

و الأحاديث في معاجز أمير المؤمنين عليه السّلام في أنواع المعاجز لا تحصي من طريق العامّة و الخاصّة،و كذا معاجز بنيه الأئمّة الأحد عشر عليهم السّلام من أراد الوقوف علي كثير منها فعليه بكتابنا الموسوم بمدينة المعاجز فإنّ فيه كفاية للطالب ممّا لا مزيد عليه،و لكثرتها تركنا ذكرها في هذا الكتاب لأنه يطول بذكرها الكتاب.

ص: 234


1- مناقب آل أبي طالب:81/2.

الباب التاسع و التسعون

في سدّ الأبواب من المسجد إلاّ باب عليّ عليه السّلام

من طريق العامّة و فيه تسعة و عشرون حديثا الأوّل: مسند أحمد بن حنبل روي عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا محمد بن جعفر قال:حدّثنا عوف عن ميمون بن عبد اللّه عن زيد بن أرقم قال:كان لنفر من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أبواب شارعة في المسجد فقال يوما:سدّوا هذه الأبواب إلاّ باب عليّ قال:فتكلّم في ذلك اناس،قال:فقام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فحمد اللّه و أثني عليه ثمّ قال:أمّا بعد فإنّي أمرت بسدّ هذه الأبواب غير باب عليّ عليه السّلام فقال فيه قائلكم،و اللّه ما سددت شيئا و لا فتحته و لكنّي أمرت بشيء فاتبعته (1).

الثاني: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا علي بن طيفور قال:حدّثنا قتيبة قال:حدّثنا يعقوب بن سهيل بن أبي صالح عن أبيه أنّ عمر بن الخطّاب قال:لقد اوتي عليّ بن أبي طالب ثلاثا لئن أكون اوتيتها أحبّ إليّ من أن أعطي حمر النعم:جوار رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في المسجد و الراية يوم خيبر و الثالثة نسيها سهيل (2).

الثالث: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا وكيع عن هشام بن سعد عن عمر بن أسيد عن ابن عمر قال:كنّا نقول:خير الناس أبو بكر و لقد اوتي ابن أبي طالب ثلاث خصال لئن تكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ من حمر النعم:زوّجه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ابنته و ولدت له و سدّ الأبواب إلاّ بابه في المسجد و إعطاء الراية يوم خيبر (3).

الرابع: ابن المغازلي الفقيه الشافعي في كتابه المناقب قال:أخبرنا أحمد بن محمد إجازة قال:

أخبرنا عمر بن شوذب قال:حدّثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون قال:حدّثنا علي بن عياش عن الحارث بن حصيرة عن عدي بن ثابت قال:خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي المسجد فقال:إنّ اللّه أوحي إلي نبيّه موسي أن ابن لي مسجدا طاهرا لا يسكنه إلاّ موسي و هارون و ابنا هارون،و إنّ اللّه أوحي

ص: 235


1- مسند أحمد:369/4.
2- فضائل الصحابة لابن حنبل:/659/2ح 1123.
3- مسند أحمد 12/2.

إليّ أن ابن مسجدا طاهرا لا يسكنه إلاّ أنا و عليّ و ابنا عليّ (1).

الخامس: ابن المغازلي أيضا قال:أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان قال:حدّثنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسي بن عيسي الحافظ قال:حدّثنا محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع قال:حدّثنا جعفر بن عبد اللّه بن محمد أبو عبد اللّه قال:حدّثنا إسماعيل بن أبان قال:حدّثنا سلام ابن أبي عمرة عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال:لمّا قدم أصحاب النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لم يكن لهم بيوت يبيتون فيها فكانوا يبيتون في المسجد فقال لهم النبي صلّي اللّه عليه و آله:لا تبيتوا في المسجد فتحتلموا،ثمّ إنّ القوم بنوا بيوتا حول المسجد و جعلوا أبوابها إلي المسجد و إنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله بعث إليهم معاذ بن جبل فنادي أبا بكر فقال:إنّ اللّه تعالي أمرك أن تخرج من المسجد فقال:سمعا و طاعة فسدّ بابه طاعة و خرج من المسجد،ثمّ أرسل إلي عمر فقال:إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يأمرك أن تسدّ بابك في المسجد و تخرج منه فقال:سمعا و طاعة للّه و لرسوله غير أنّي أرغب إلي اللّه في خوخة إلي المسجد فأبلغه معاذ ما قال عمر،ثمّ أرسل إلي عثمان و عنده رقيّة فقال:سمعا و طاعة للّه و لرسوله صلّي اللّه عليه و آله،فسدّ بابه و خرج من المسجد،ثمّ أرسل إلي حمزة فسدّ بابه و قال:سمعا و طاعة،و عليّ علي ذلك يتردّد لا يدري ما هو فيمن يقيم أو فيمن يخرج،و كان النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قد بني له بيتا في المسجد بين أبياته فقال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:اسكن طاهرا مطهرا،فبلغ حمزة قول النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لعليّ فقال:يا محمّد تخرجنا و تمسك غلمان بني عبد المطلب،فقال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:لو كان الأمر إليّ ما جعلت من دونكم من أحد،و اللّه ما أعطاه إيّاه إلاّ اللّه و إنّك لعلي خير من اللّه و رسوله أبشر،فبشّره النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقتل يوم أحد شهيدا،و معه من ذلك رجال علي عليّ فوجدوا في أنفسهم و تبيين فضله عليهم و علي غيرهم من أصحاب النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فبلغ ذلك النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقام خطيبا فقال:إنّ رجالا لا يجدون في أنفسهم في أن أسكن عليّا في المسجد،و اللّه ما أخرجتهم و لا أسكنته،إنّ اللّه عزّ و جلّ أوحي إلي موسي و أخيه أن تبوّءا لقومكما بمصر بيوتا و اجعلوا بيوتكم قبلة و أقيموا الصلاة،و أمر موسي أن لا يسكن مسجده و لا ينكح فيه و لا يدخله إلاّ هارون و ذريّته،و إنّ عليّا بمنزلة هارون من موسي،و هو أخي دون أهلي و لا يحلّ مسجدي لأحد ينكح فيه النساء إلاّ عليّ و ذريّته،فمن شاء فهاهنا،و أومأ بيده نحو الشام (2).

السادس: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان بن الفرج الأزهري قال:

حدّثنا أبو الحسن محمد بن المظفّر بن موسي بن عيسي الحافظ قال:أخبرنا أبو القاسم عمرو بن

ص: 236


1- مناقب ابن المغازلي/164/ح 301.
2- مناقب ابن المغازلي/167/ح 303.

عثمان بن حيّان بن أبي حيّان قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن عمر بن يونس اليماني قال:حدّثنا النظر بن محمد،حدّثنا أبو أويس،حدّثنا الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب قال:

حدّثني خارجة بن سعد قال:حدّثني سعد بن أبي وقاص قال:كانت لعليّ عليه السّلام مناقب لم تكن لأحد كان يبيت في المسجد،و أعطاه الراية يوم خيبر،و سدّ الأبواب إلاّ باب عليّ (1).

السابع: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب قال:أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن الحسين العلوي العدل قال:حدّثنا علي بن عبد اللّه بن مبشّر قال:

حدّثنا إبراهيم بن عبد الرحيم بن دنوقا قال:حدّثنا هوذة بن خليفة عن ميمون أبي عبد اللّه عن البراء ابن عازب قال:كان لنفر من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أبواب شارعة في المسجد و أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:سدّوا هذه الأبواب غير باب عليّ،قال:فتكلّم في ذلك اناس قال:فقام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فحمد اللّه و أثني عليه ثمّ قال:أمّا بعد فانّي امرت بسدّ هذه الأبواب غير باب عليّ،فقال فيه قائلكم،و إنّي و اللّه ما سددت شيئا و لا فتحته و لكنّي أمرت بشيء فاتبعته (2).

الثامن: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أحمد بن محمد قال:أخبرنا الحسين بن محمد العدل قال:حدّثنا محمد بن محمود قال:أخبرنا الحسين بن سلام السّواق قال:حدّثنا عبيد اللّه بن موسي قال:حدّثنا فطر بن خليفة عن عبد اللّه بن شريك عن عبد اللّه بن الرقيم عن سعد أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أمر بسدّ الأبواب فسدّت و ترك باب علي فأتاه العبّاس فقال:يا رسول اللّه سددت أبوابنا و تركت باب عليّ،قال:ما أنا فتحتها و لا أنا سددتها (3).

التاسع: ابن المغازلي قال:أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب قال:أخبرنا الحسين بن محمد العدل قال:حدّثنا أحمد بن عيسي بن السّكين البلدي قال:حدّثنا الرمادي قال:حدّثنا يحيي بن حمّاد قال:حدّثنا أبو عوانة قال:أخبرنا أبو بلج قال:حدّثنا عمر بن ميمون عن ابن عبّاس رضي اللّه عنه أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله سدّ أبواب المسجد غير باب عليّ (4).

العاشر: ابن المغازلي قال:أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب يرفعه إلي ابن عبّاس رضي اللّه عنه أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أمر بسدّ الأبواب كلّها إلاّ باب عليّ (5).

الحادي عشر: ابن المغازلي الشافعي هذا قال:أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطّار الفقيه الشافعي قال:أخبرنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن عثمان المزني الملقّب بابن

ص: 237


1- مناقب ابن المغازلي/168/ح 304.
2- مناقب ابن المغازلي/169/ح 305.
3- مناقب ابن المغازلي/169/ح 306.
4- مناقب ابن المغازلي/169/ح 307.
5- مناقب ابن المغازلي/170/ح 308.

السقّاء الحافظ قال:حدّثنا عليّ بن العبّاس البجلي الكوفي قال:حدّثني حسين بن نصر بن مزاحم قال:حدّثني خالد بن عيسي العكلي قال:حدّثنا مخارق قال:حدّثنا جعفر بن محمد عن أبيه نافع مولي ابن عمر قال قلت لابن عمر:من خير الناس بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟قال:ما أنت لا أمّ لك قال:

استغفر اللّه خيرهم بعده من كان يحلّ له ما كان يحلّ له صلّي اللّه عليه و آله و يحرم عليه ما يحرم عليه قلت:من هو؟ قال:علي بن أبي طالب،سدّ أبواب المسجد و ترك باب عليّ و قال له:لك في هذا المسجد ما لي و عليك فيه ما عليّ و أنت وارثي و وصيّي تقضي ديني و تنجز عداتي و تقتل علي سنّتي،كذب من زعم أنّه يبغضك و يحبّني (1).

الثاني عشر: من[كتاب]مناقب العباس رضي اللّه عنه تأليف الحافظ أبي زكريا بن منده الأصفهاني ما رواه إبراهيم بن سعيد الجوهري قال:حدّثني أمير المؤمنين المأمون،حدثني أمير المؤمنين الرشيد قال:

حدّثني المهدي قال:حدّثني أمير المؤمنين المنصور،حدّثني أبي قال:حدّثني أبي:عبد اللّه بن العبّاس قال:قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لعليّ أنت وارثي و قال:إنّ موسي سأل اللّه تعالي أن يطهّر مسجده،و إني سألت اللّه أن يطهّر مسجدي لك و لذريّتي من بعدي،ثمّ أرسل إلي أبي بكر أن سدّ بابك فاسترجع و قال:فعل هذا بغيري؟فقيل:لا فقال:سمعا و طاعة فسدّ بابه،ثمّ أرسل إلي عمر فقال:سدّ بابك فاسترجع و قال:فعل هذا بغيري؟فقيل:بأبي بكر فقال:إنّ في أبي بكر أسوة حسنة فسدّ بابه،ثمّ أرسل إلي العبّاس:سدّ بابك،فلمّا سمعت فاطمة خرجت فجلست علي بابها و معها الحسن و الحسين كأنّهما شبلان فخاض الناس في ذلك فصعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله المنبر فقال:ما أنا سددت أبوابكم و لا أنا فتحت باب عليّ و لكن اللّه سدّ أبوابكم و فتح باب عليّ (2).

الثالث عشر: محمد بن إسحاق في الخبر الثاني من كتاب المغازلي بإسناده قال:حدّثنا مونس عن قطر بن خليفة عن عبد اللّه بن شريك عن عبد اللّه بن رقيم قال:سمعت سعد بن أبي وقّاص يقول:أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بالأبواب أن تسدّ من قبل المسجد إلاّ باب علي تركه و كانت أبواب النّاس شارعة في المسجد.

الرابع عشر: محمد بن إسحاق أيضا بإسناده عن عامر الشعبي قال:جاء العبّاس إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا رسول اللّه ما بال أبواب رجل في المسجد فتحت و سدّت أبواب رجل،فقال صلّي اللّه عليه و آله:

و اللّه يا عمّاه ما سدّت عن أمري و لا فتحت عن أمري قال:فسمعت عامرا يقول سدّت الأبواب كلّها

ص: 238


1- مناقب ابن المغازلي/170/ح 309.
2- لم يحضر في كتاب مناقب العباس و لكن نقله عنه ابن بطريق في العمدة /176ح 273،و رواه مختصرا في كنز العمال:/175/13ح 3652.

إلاّ باب علي عليه السّلام.

الخامس عشر: ابن شيرويه في الخبر الأوّل من كتاب الفرد و من في باب الستين قال عن ابن عبّاس رضي اللّه عنه سدّت كلّها إلاّ باب عليّ عليه السّلام.

السادس عشر: أبو المظفّر السمعاني في كتاب مناقب الصحابة بالاسناد عن أبي صالح عمر بن ميمون عن ابن عبّاس رضي اللّه عنه أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أمر بالأبواب كلّها أن تسدّ إلاّ باب عليّ صلوات اللّه عليه و سلامه.

السابع عشر: أبو المؤيّد موفّق بن أحمد من أكابر علماء العامّة في كتاب فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام قال:أخبرنا الشيخ الإمام شهاب الدين أفضل الحفّاظ أبو النجيب سعد بن عبد اللّه بن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي فيما كتب إلي من همدان،أخبرنا الحافظ أبو عليّ الحسن بن أحمد الحدّاد باصبهان فيما اذن لي فالرواية عنه،أخبرني الشيخ الأديب أبو يعلي عبد الرزّاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني سنة ثلاث و سبعين و أربعمائة،أخبرني الإمام الحافظ طراز المحدّثين أبو بكر أحمد بن موسي بن مردويه الاصبهاني،و حدّثنا الإمام شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبيد اللّه الهمداني و أخبرني بهذا الحديث عاليا الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الاصبهاني في كتابه إليّ من اصبهان سنة ثمان و ثمانين و أربعمائة عن أبي بكر أحمد بن موسي بن مردويه، حدّثني سليمان بن أحمد،حدثني علي بن سعيد الرازي،حدّثني محمد بن حميد،حدّثني زافر ابن سليمان بن الحارث بن محمّد عن أبي الطفيل عامر بن واثلة في حديث الشوري و احتجاج أمير المؤمنين عليه السّلام عليهم بما له من الفضائل و السوابق و في كلّ ذلك يصدّقونه فيما قاله،و قال عليه السّلام في ذلك أ فيكم أحد يطهّره كتاب اللّه غيري؟و حتّي سدّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أبواب المهاجرين جميعا و فتح بابي إليه حتّي قاما إليه عمّاه حمزة و العبّاس و قالا:يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله سددت أبوابنا و فتحت باب عليّ؟ فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:ما فتحت بابه و لا سددت أبوابكم،بل اللّه فتح بابه و سدّ أبوابكم قالوا لا (1).

الثامن عشر: موفّق بن أحمد قال:أنبأني أبو العلاء الحسن بن أحمد بن المقري قال:حدّثنا محمد (2)بن إسماعيل،حدّثنا أحمد بن محمد بن الحسين،أخبرنا سليمان بن أحمد،حدّثنا علي ابن عبد العزيز،حدّثنا أبو نعيم،حدّثنا ابن أبي غنيمة عن أبي الخطّاب الهجري عن محدوج الذهلي عن صبرة عن جسرة قالت:أخبرتني أمّ سلمة قالت:خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الي المسجد فقال بأعلي صوته:إن هذا المسجد لا يحل لجنب و لا حائض إلاّ للنبي و أزواجه و فاطمة بنت محمد

ص: 239


1- المناقب /313ح 314.
2- في المصدر:محمود.

و علي ألا بينت لكم الأسماء أن تضلوا (1).

التاسع عشر: الذهلي عن صبرة عن جسرة قالت:أخبرتني أمّ سلمة قالت:خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي هذا المسجد و قال بأعلي صوته:ألا إنّ هذا المسجد لا يحلّ لجنب و لا لحائض إلاّ للنبيّ و أزواجه و فاطمة بنت محمّد و علي،ألا بينت لكم أن تضلّوا (2).

العشرون: موفّق بن أحمد أيضا قال:أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد الحافظ أبو الحسن عليّ بن أحمد العاصمي الخوارزمي،أخبرنا القاضي الإمام الشيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ، أخبرنا والدي شيخ السنّة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي،أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ،أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر ببغداد،حدّثنا عبد اللّه عن زيد بن أرقم قال:كان لنفر من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أبواب شارعة في المسجد فقال يوما:سدّوا هذه الأبواب إلاّ باب عليّ عليه السّلام،قال:فتكلّم الناس في ذلك فقام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فحمد اللّه و أثني عليه ثمّ قال:أمّا بعد فإنّي امرت بسدّ هذه الأبواب إلاّ باب عليّ فقال فيه قائلكم،و اللّه ما سددت شيئا و لا فتحته و لكنّي أمرت بشيء فاتبعته (3).

الحادي و العشرون: إبراهيم بن محمد الحمويني في كتاب فرائد السمطين في فضائل المرتضي و البتول و السبطين و هو من أعيان علماء العامّة قال:أخبرني الشيخ الإمام العلاّمة تاج الدين أبو المفاخر محمد بن أبي القاسم محمود السدّي الزوزني،من كتابه من واشر كرمان و قاضي القضاة خطيب المسلمين شمس الدين أبو محمد عبد الرّحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي كتابة إليّ من دمشق في سنة أربع و سبعين و ستّمائة و تاج الدين علي بن أنجب بن عبد اللّه الخازن مشافهة ببغداد بروايتهم عن الإمام مجد الدين أبي سعد عبد اللّه بن عمر بن أحمد ابن منصور الصّفاري النيسابوري إجازة قال:أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد الحدّاد إجازة قال:أنبأنا الحافظ أحمد بن عبد اللّه بن أحمد أبو نعيم قال:أنبأنا سليمان بن أحمد،أنبأنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة،أنبأنا زكريا بن يحيي،أنبأنا خالد بن مخلد،أنبأنا راشد أبو سلمة عن أبي داود عن بريد الأسلمي قال:أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بسدّ الأبواب فشقّ ذلك علي أصحاب رسول اللّه،فلمّا بلغ ذلك رسول اللّه دعا:الصلاة جامعة حتّي إذا اجتمعوا صعد المنبر فلم يسمع لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله تحميدا و تعظيما في خطبة مثل يومئذ فقال:يا أيّها الناس ما أنا سددتها و لا أنا فتحتها،بل اللّه عزّ و جلّ

ص: 240


1- مناقب الخوارزمي:320 ح 325،و السنن الكبري للبيهقي:65/7.
2- المناقب للموفق الخوارزمي 325/320،و الحديث فيه مسند اختصره المصنّف.
3- المناقب /327ح 338.

سدّها ثمّ قرأ وَ النَّجْمِ إِذا هَوي ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوي وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوي إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحي (1) و قال رجل:دع لي كوّة تكون في المسجد فأبي و ترك باب علي صلوات اللّه عليه و آله مفتوحا و كان يدخل و يخرج منه و هو جنب (2).

الثاني و العشرون: الحمويني هذا بإسناده قال الحافظ أبو نعيم،أخبرنا عمر بن أحمد،أنبأنا عبد اللّه بن أبي داود،أنبأنا يحيي بن حازم العسكري،أنبأنا بشر بن مهران،أنبأنا شريك عن عثمان ابن المغيرة عن زيد بن وهب عن عبد اللّه بن مسعود قال:انتهي إلينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ذات ليلة و نحن في المسجد و جماعة من الصحابة بعد ما صلّينا العشاء فقال:يا هذه الجماعة قالوا:يا رسول اللّه قعدنا نتحدّث منّا من يريد الصلاة و منّا من ينام فقال:إنّ مسجدي لا ينام فيه انصرفوا إلي منازلكم، و من أراد الصلاة فليصلّ في منزله راشدا و من لم يستطع فلينم،فإنّ صلاة السرّ تضعف علي صلاة العلانية قال:فقمنا فتفرّقنا و فينا عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فقام معنا قال:فأخذ بيد عليّ عليه السّلام فقال:أمّا أنت فإنّه يحلّ لك في مسجدي ما يحلّ لي و يحرم عليك ما يحرم عليّ،فقال له حمزة بن عبد المطّلب:يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنا عمّك فأنا أقرب إليك من عليّ فقال:صدقت يا عمّ إنّه و اللّه ما هو منّي إنّما هو عن اللّه عزّ و جلّ (3).

الثالث و العشرون: الحمويني هذا قال:أنبأني السيّد بهاء الدين أبو محمد الحسن بن الشريف مردود بن الحسن بن يحيي الأسود الحسني العلوي التبريزي فيما كتب إليّ منها،و أخبرني الشيخ ناصر الدين عمر بن محمد بن عبد المنعم بن عمر القواس الدمشقي فيها إجازة قالا،أخبرنا القاضي جمال الدين المؤيّد بن عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل إجازة،قال:أخبرنا محمد بن الفضل الصاعدي،أنبأنا أبو بكر أحمد البيهقي قال،أخبرنا الشريف أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه اللّه قال:أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن مسعود بن حمويه النسوي قال:أنبأنا أبو الأحوص العكبري قال:أنبأنا ابن نفيل قال:أنبأنا مسكين قال:أنبأنا شعبة عن ابن بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عبّاس أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أمر بالأبواب كلّها أن تسدّ إلاّ باب عليّ (4).

الرابع و العشرون: الحمويني هذا قال:أنبأني عبد اللّه بن أحمد عن عبد الرّحمن بن عبد السميع عن شاذان بن جبرئيل قراءة عليه عن محمّد بن عبد العزيز عن محمد بن أحمد بن علي النطنزي قال:أنبأني أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن أبي منصور الصيرفي قال:أنبأني أبو أحمد عبد

ص: 241


1- سوره 53 - آيه 1
2- فرائد السمطين:/205/1ب /41ح 160.
3- فرائد السمطين:/206/1ب /41ح 161.
4- فرائد السمطين:/207/1ب /41ح 162.

الواحد بن أحمد بن محمد بن عبد اللّه بن سلمة قال:أنبأني أبو أحمد بن عبد اللّه بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم قال أنبأني جدّي إسحاق بن إبراهيم قال:أنبأني أحمد بن منيع قال:أنبأني أبو أحمد الزّهري قال:أنبأني هشام بن سعد عن عمرو بن أسيد عن ابن عمر قال:لقد اعطي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ثلاثا لئن تكون لي واحدة أحبّ إليّ من حمر النعم:زوّجه فاطمة و ولدت منه، و أعطاه الراية يوم خيبر،و سدّ أبواب المسجد إلاّ باب عليّ (1).

الخامس و العشرون: الحمويني هذا قال:حديث روي سدّ الأبواب نحو ثلاثين رجلا من الصحابة أغربها حديث عبد اللّه بن عبّاس،أخبرنا تميم بن عليّ بن أحمد الخطيب قال:أنبأني أبو طاهر عبد الرحيم قال:أنبأني أبو الشيخ قال:أنبأني أبو يعلي قال:أنبأني أبو يحيي الحماني قال:

أنبأني أبو عوانة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عبّاس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:سدّوا أبواب المسجد كلّها إلاّ باب عليّ (2).

السادس و العشرون: الحمويني قال:أخبرني الإمام مجد الدين أبو الحسن محمد بن يحيي بن الحسين بن عبد الكريم بقراءتي عليه أو إجازة منه قال:حدّثنا المؤيّد بن محمّد بن علي إجازة قال:

أنبأني جدّي لامّي أبي العبّاس محمد بن العبّاس العصاري سماعا عليه قال:أنبأني أبو إسحاق القاضي أبو سعيد بن محمد بن سعيد الفرخزادي سماعا عليه قال:أنبأني أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي قال:أنبأني أبو فنجويه ابن شيبة الحضرمي،أنبأني يحيي بن حمزة التمّار قال:سمعت عطاء بن مسلم يذكر عن إسماعيل بن اميّة عن جسرة عن أمّ سلمة رضي اللّه عنها قالت:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ألا إنّ مسجدي حرام علي كلّ حائض من النساء و علي كلّ جنب من الرجال إلاّ علي محمّد و أهل بيته علي و فاطمة و الحسن و الحسين صلوات اللّه عليهم (3).

السابع و العشرون: صاحب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة قال:حدّث عبد الكريم بن روح عن عبّاد بن صهيب عن سعد بن أوس عن يحيي عن شريك بن عبد اللّه قال:رأيت أمير المؤمنين عليه السّلام ذات يوم و هو قائم و أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله جلوس و هو يقول لهم:أنشدكم الذي لا أعظم منه أ فيكم أخ لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غيري؟قالوا:لا،قال:أنشدكم اللّه فيكم من آمن باللّه و رسوله قبلي؟فقالوا:لا،قال:أنشدكم اللّه أ فيكم أحد صلّي القبلتين و بايع البيعتين قبلي؟قالوا:لا،قال:

فأنشدكم اللّه أ فيكم من له عمّ كعمّي حمزة أسد اللّه و أسد رسوله و سيّد الشهداء و غسيل الملائكة؟

ص: 242


1- فرائد السمطين:/207/1ب /41ح 163.
2- فرائد السمطين:/208/1ب /41ح 164.
3- المناقب /299ح 296.

قالوا:لا،قال:فأنشدكم اللّه أ فيكم أحد له زوجة تشبه زوجتي سليلة المصطفي و ينعة العلي و مريم الكبري و فاطمة الزهراء سيّدة نساء العالمين،قالوا:لا،قال:فأنشدكم اللّه أ فيكم أحد له ولد يشبه ولدي الحسن و الحسين سيدي شباب أهل الجنّة،فقالوا:لا،فقال:أنشدكم اللّه أ فيكم أحد غمض عينيّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غيري،قالوا:لا،قال:أنشدكم اللّه هل فيكم أحد أقرب محتدا من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غيري؟قالوا:لا.

قال:فأنشدكم اللّه هل فيكم أحد فدي رسول اللّه بنفسه و نام علي فراشه و بذل مهجته دونه غيري؟قالوا:لا،قال:فأنشدكم اللّه أ فيكم أحد جبرائيل عن يمينه و ميكائيل عن شماله غيري؟ قالوا:لا،قال:فأنشدكم اللّه هل فيكم أحد أمر اللّه بمودّته حيث قال: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (1) غيري؟قالوا:لا،قال:فأنشدكم اللّه هل فيكم من طهّره اللّه تعالي في كتابه حيث قال: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (2) غيري و أهل بيتي؟قالوا:لا، قال:فأنشدكم اللّه هل فيكم أحد أخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بيده يوم غدير خمّ و قال:من كنت مولاه فعليّ مولاه اللّهم وال من والاه و عاد من عاده غيري؟قالوا:لا،قال:فأنشدكم اللّه هل فيكم أحد كان يأخذ ثلاثة أسهم:سهم القرابة و سهم الخاصّة و سهم الهجرة غيري؟قالوا:لا،قال:فأنشدكم باللّه هل فيكم من أمر اللّه رسوله صلّي اللّه عليه و آله بفتح بابه حين سدّت الأبواب غيري حتّي قام عمّي و قال:يا رسول اللّه أمرت بسدّ أبوابنا و فتحت باب عليّ فقال:و اللّه ما أسكنت عليّا،بل اللّه أسكنه و أخرجكم؟فقالوا:

صدقت فقال:اللّهم أشهد و كفي بك شهيدا.

الثامن و العشرون: موفق بن أحمد بإسناده عن أبي ذرّ في حديث مناشدة أهل الشوري قال لهم عليه السّلام:أ تعلمون أنّ أحدكم كان يدخل المسجد جنبا غيري؟قالوا:اللهمّ لا (3).

التاسع و العشرون: موفق بن أحمد بإسناده عن أبي ذرّ في حديث المناشدة أيضا قال عليه السّلام:

فأنشدكم اللّه هل تعلمون أنّ أبواب المسجد سدّها و ترك بابي؟قالوا:اللّهم نعم (4).

ص: 243


1- سوره 42 - آيه 23
2- سوره 33 - آيه 33
3- المناقب /299ح 296.
4- فرائد السمطين:/29/2ب /6ح 368.

صحة و تواتر حديث سد الأبواب أجمع الحفاظ علي صحة حديث سد الأبواب في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب إلا من كان في قلبه بغض له عليه السلام من أجل قتل أجداده في بدر و أحد.

و كما علمت مفصلا فقد روي عن أكثر من بضع و عشرين طريقا عن أجلاء الصحابة أكثرها حسان و بعضها صحاح،و جلّ رواتها ثقاة كما ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني (1).

*و قد صرح السيوطي و غيره بتواتره (2).

*و قال في القول المسدد:هو حديث مشهور له طرق متعددة كل طريق منها علي انفراده لا تقصر عن رتبه الحسن و مجموعها مما يقطع بصحته.

و قال:فهذه الطرق المتظاهرة من روايات الثقات تدل علي أن الحديث صحيح دلالة قوية (3).

و قال:هذه الاحاديث تقوي بعضها بعضا و كل طريق منها صالحة للاحتجاج فضلا عن مجموعها...و قد اخطأ [ابن الجوزي]في ذلك خطأ شنيعا فانه سلك ردّ الاحاديث الصحيحة بتوهمه المعارضة مع أن الجمع بين القصتين ممكن (4).

و قال في أجوبته علي المصابيح:و قد ورد من طرق كثيرة صحيحة أن النبي لما أمر بسد الأبواب الشارعة في المسجد إلا باب علي،فشق علي بعض الصحابة،فأجابهم بعذره في ذلك (5).

*و قال الجويني:و حديث سد الأبواب رواه نحو من ثلاثين رجلا من الصحابة (6).

*و قال سبط ابن الجوزي:حديث سد الأبواب إلا باب علي اخرجه احمد و الترمذي و رجاله ثقاة و يؤيده

ص: 244


1- -القول المسدد:17-20،و فتح الباري:12/7-11 ط.مصر و 18/7 ح 3654 ط.دار الكتب العلمية.
2- -اتحاف ذوي الفضائل:167 ح 213،و نظم المتناثر:203 ح 229.
3- -القول المسدد:17-18-21 ط. حيدرآباد سنة 1319 ه الطبعة الاولي،و 1400 ه الطبعة الثالثة،و فتح الملك العلي عنه:61.
4- -وفاء الوفاء:476/2 الباب الرابع الفصل 12،و فتح الباري:12/7 ط.مصر و 18/7 ح 3654 ط.دار الكتب العلمية.
5- -أجوبة الحافظ ابن حجر العسقلاني عن أحاديث المصابيح المطبوع بذيل مشكاة المصابيح:1790/3.
6- -فرائد السمطين:208/1 ح 163 باب 41 من السمط الاول.

قوله صلّي اللّه عليه و سلم:«لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري و غيرك»،كما في رواية أبو سعيد الموثقة (1).

-و علي سبيل المثال:رواية زيد ابن ارقم (2)رجالها رجال الصحيح إلا أبي عبد اللّه ميمون و قد وثقه غير واحد و صحح له الترمذي حديثا غير هذا (3)،و أخرجه الحاكم و صححه (4).

و كذا رواية ابن عمر (5)رجالها رجال الصحيح كما رواها الهيثمي عن أحمد و أبو يعلي و السمهودي في الوفاء (6).

و رواه أحمد و رجاله ثقاة و ليس فيه هشام بن سعد (7).

و الرواية الثانية لابن عمر رجالها رجال الصحيح إلا العلاء و هو ثقة وثقه ابن معين و غيره (8).

و تقدم رواية لابن عمر صححها النسائي و أحمد باسناد حسن (9).

و رواية عمر صححها الحاكم كما تقدم.

و رواية زيد و ابن عباس (10)صححهما الحاكم و اقرهما الذهبي (11).

و رواية ابن عباس الاخري حسنها الكنجي و قال ابن حجر و الهيثمي رجاله ثقاة (12).

ص: 245


1- -تذكرة الخواص:46 الباب الثاني.
2- -المسند:369/4 ط.م و 496/5 ح 18801 ط.ب،و الحاوي للفتاوي:57/2 رسالة شد الاثواب في سد الأبواب.
3- -القول المسدد:19 ط.حيدرآباد سنة 1319 ه الطبعة الاولي،و 1400 ه الطبعة الثالثة،و وفاء الوفاء:474/2 فقد فصله،و الفوائد المجموعة:366 مناقب علي ح 55،مجمع الزوائد:114/9 ط.مصر 1352 و بغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد:149/9 ح 14671 كتاب المناقب.
4- -الحاوي للفتاوي:57/2 رسالة شد الاثواب في سد الأبواب.
5- -المسند:26/2 ط.م
6- -مجمع الزوائد:120/9 ط.مصر 1352 و بغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد:160/9 ح 14698 كتاب المناقب،و وفاء الوفاء:475/2.
7- -الفوائد المجموعة:366 مناقب علي ح 55.
8- -القول المسدد:20 ط. حيدرآباد سنة 1319 ه الطبعة الاولي،و 1400 ه الطبعة الثالثة
9- -فتح الباري:11/7-12 ط.مصر و 17/7 ح 3654 ط.دار الكتب العلمية.
10- -رواه الطبراني و أحمد و الترمذي و النسائي راجع الحاوي للفتاوي:57/2 رسالة شد الاثواب في سد الأبواب، و سوف تأتي مصادره.
11- -المستدرك:125/3-134 باب مناقب علي،و اسني المناقب:69.
12- -وفاء الوفاء:475/2،و القول المسدد:17-20،و فتح الباري:12/7-11 ط.مصر و 18/7 ح 3654 ط. دار الكتب العلمية،و مجمع الزوائد:120/9 ط.مصر 1352 و بغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد:159/9 ح 14696 كتاب المناقب.

و رواية سعد بن مالك رواها أحمد باسناد حسن (1).

و رواية سعد الاخري رواها أحمد و النسائي باسناد قوي (2).

و روايته الثالثة عند الطبراني رجالها ثقات (3).

و رواية زيد ابن أرقم أخرجها أحمد و الحاكم و النسائي و رجالها ثقات (4).

و رواية ابن عباس أخرجها أحمد و النسائي و رجالهما ثقات (5).

*أقول:اضافة الي ما تقدم من نصوص و ما تقدم مفصلا في المصادر فقد تلقي الحفاظ هذا الحديث بالقبول و رواه من طرق متعددة و أليك نموذج من ذلك:

أخرجه أحمد في مسنده عن سعد ابن مالك و ابن عمر و زيد،و النسائي عن زيد و سعد ابن أبي وقاص و ابن عباس و ابن عمر بسند صحيح،و أبو نعيم عن ابن عباس و بريدة الاسلمي و ابن مسعود و علي و سعد،و الخطيب عن جابر،و الحاكم عن زيد،و ضياء الدين في الاحاديث المختارة عن زيد،و الترمذي عن ابن عباس، و الكلاباذي في المعاني عن ابن عباس و ابن عمر،و الطبراني عن ابن عباس و سعد و جابر بن سمرة،و البخاري في التاريخ عن ابن سمرة،و العقيلي عن أنس،و البزار عن علي (6).

الاحتجاجات بحديث سد الأبواب و مما يؤيد صحة هذا التواتر احتجاج أمير المؤمنين فيه أن في حياة أبي بكر او في الشوري،و كذا احتجاجات ابن عباس و بعض الصحابة به (7).

ص: 246


1- -مجمع الزوائد:115/9 ط.مصر 1352 و بغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد:149/9 ح 14672 كتاب المناقب
2- -فتح الباري:11/7-12 ط.مصر و 17/7 ح 3654 ط.دار الكتب العلمية.
3- -فتح الباري:11/7-12 ط.مصر و 17/7 ح 3654 ط.دار الكتب العلمية.
4- -فتح الباري:11/7-12 ط.مصر و 17/7 ح 3654 ط.دار الكتب العلمية.
5- -فتح الباري:11/7-12 ط.مصر و 17/7-18 ح 3654 ط.دار الكتب العلمية.
6- -أقول ما ذكرته عن الحفاظ مأخوذا فقط من اللآلي المصنوعة:346/1 الي 351 مناقب الخلفاء الاربعة،و الاّ فنفس الحفاظ لهم روايات أخري من طرق عدة تأتي في تفصيل المصادر في الهوامش.
7- -مجمع الزوائد:120/9 ط.مصر 1352 و بغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد:159/9 ح 14696 كتاب المناقب،و فضائل الصحابة لاحمد:684/2 ح 1168 مناقب علي،و المعجم الكبير:78/12 ح 12593 و 12594 ترجمة ابن عباس ما روي عمرو بن ميمون عنه،و مستدرك الصحيحين:132/3-125 و صححه و وافقه الذهبي،و ترجمة علي من تاريخ دمشق:206/1 ح 250-251 و 116/3 ح 1140،و مسند احمد:1 331/ ط.م و 545 ط.ب و رجاله رجال الصحيح إلا أبي بلج و هو ثقة فيه لين علي ما قال الهيثمي في مجمع الزوائد،و مناقب الخوارزمي:127 ح 140 الفصل 12،و خصائص النسائي:58-42،و الاحتجاج:78/1- 128 و الرياض النضرة:174/3،و كتاب الاربعين للخزاعي:62 ح 20،و أنساب الاشراف:355/2،و الرياض النضرة:174/3،و وفاة الزهراء:67.

-قال عليه السلام في منزله لابي بكر:«فأنشدك اللّه أنت الذي أمرك رسول اللّه بفتح بابه في مسجده عند ما أمر بسد أبواب جميع أهل بيته و أصحابه و أحلّ لك فيه ما أحلّ اللّه له أم أنا؟».

قال:بل أنت (1).

و تقدم في مطلع النصوص احتجاج علي عليه السّلام به يوم الشوري،و أول يوم بويع فيه،و يأتي احتجاج ابن عمر به.

و قال يوم الشوري:«أ فيكم أحد يطهره كتاب اللّه غيري حين سد رسول اللّه أبواب المهاجرين جميعا و فتح بابي» (2).فقالوا:لا.

احتجاج الامام الحسين عليه السّلام أخرجه سليم بن قيس من مناشدة الامام الحسين للصحابة و التابعين في مكة المكرّمة قبل خروجه الي كربلاء قال:

«أنشدكم اللّه هل تعلمون أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله اشتري موضع مسجده و منازله فابتناه ثم ابتني عشرة منازل تسعة له و جعل عاشرها في وسطها لأبي،ثم سد كل باب شارع الي المسجد غير بابه،فتكلم في ذلك من تكلم فقال:

ما أنا سددت أبوابكم و فتحت بابه و لكن اللّه أمرني» (3).

*احتجاج عمر -و أخرج ابن أبي شيبة و الحاكم و ابن عساكر عن عمر بن الخطاب قال:لقد اعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال لئن تكون لي خصلة منها أحب إلي من أن أعطي حمر النعم.

ص: 247


1- -الاحتجاج:128/1 ذيل احتجاجات الامير علي أبي بكر،و عبد الرزاق في المصنف ذكر الحديث الذي جري بينهما في المنزل و لكنه اختصر المناقب التي عددها الامام علي أبي بكر و اكتفي بقوله:«ثم ذكر قرابته من رسول اللّه و حقهم فلم يزل يذكر ذلك حتي بكي أبو بكر»المصنف:473/5 ح 9774 خصومة علي و العباس.
2- -بناء المقال الفاطمية:412 مناشدة علي يوم الشوري.
3- -كتاب سليم:208.

قيل:و ما هنّ يا أمير المؤمنين؟قال:تزوجه فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و سلم،و سكناه المسجد مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و سلم يحل له فيه ما يحل له،[سد الأبواب الاّ بابه]و الراية[الحربة]يوم خيبر-هذا حديث صحيح الاسناد (1).

و كذا رواه القندوزي عن احمد (2)و الجزري عن الحاكم (3).

*احتجاج ابن عمر قال:كنا نقول في زمن النبي صلّي اللّه عليه و سلم:رسول اللّه خير الناس ثم أبو بكر ثم عمر،و لقد أوتي ابن أبي طالب ثلاث خصال لئن تكون لي واحدة منهن أحب الي من حمر النعم:زوّجه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و سلم ابنته و ولدت له،و سد الأبواب إلاّ بابه في المسجد،و اعطائه الراية يوم خيبر» (4).

فعند عمر و ابنه كما أن علي زوج فاطمة الزهراء دون غيره،فكذلك فتح بابه في المسجد له دون غيره.

*احتجاج سعد:أخرجه الشاشي قال سعد لمروان لما سب عليا:أخبرك بأربع سبق لعلي من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و سلم لا ينبغي أحد منا ينتحلهن،دخل علينا رسول اللّه المسجد و نحن رقود فينا أبو بكر و عمر فجعل يوقضنا رجلا رجلا و يقول:«لا ترقدوا في المسجد ارقدوا في بيوتكم»حتي انتهي الي علي فقال:«يا علي أما أنت فنم فانه يحل لك فيه ما يحل لي» (5).

و احتج علي معاوية به لترك القتال معه (6).

و احتج به أيضا علي الحارث بن مالك (7).

ص: 248


1- -مستدرك الصحيحين:125/3 كتاب المعرفة،باب مناقب علي و الموافقة لطبعة بيروت،و المصنف لابن أبي شيبة:372/6 ح 32090 كتاب الفضائل-فضائل علي و ما بين المعقودين منه،و تاريخ دمشق:138/18 رقم الترجمة 2177.
2- -ينابيع المودة:210/1 ط.اسلامبول 1301 ه و 248 ط.النجف الباب 56.
3- -اسمي المناقب:68 ح 22.
4- -مسند أحمد:104/2 ح 4782 ط.ب و 26 ط.م،و مسند أبي يعلي:453/9 ح 5601 مسند ابن عمر، و ذخائر العقبي:77 مع حذف المطلع،و اسد الغابة:214/3 ترجمة أبي بكر و فضائله،و ترجمة علي من تاريخ دمشق:243/1 ح 283،و فرائد السمطين:208/1 الباب 41.
5- -مسند الشاشي:146/1 ح 82 مسند سعد-بقية حديث ابراهيم بن سعد.
6- -مناقب الكوفي:508/1 ح 424
7- -مسند الشاشي:126/1 ح 63 مسند سعد-الحارث بن مالك عن سعد.

*احتجاج سلمان المحمدي و ذلك يوم السقيفة حيث قال:يا أيها الناس...ألا إن عليا عنده علم المنايا و علم الوصايا و فصل الخطاب علي منهاج هارون بن عمران؛اذ يقول محمد صلي اللّه عليه و آله و سلم:«يا علي أنت وليي و وصيي و خليفتي في أهلي بمنزلة هارون من موسي» (1).

*و لأم سلمة احتجاج في الحديث علي أبي بكر (2).

دلالة حديث سد الأبواب و نحن انما جئنا بحديث سد الأبواب لاثبات نص الافعال الصادرة من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله تجاه أمير المؤمنين وحده.

و لكن القوم و من باب الجني علي انفسهم،افادوا أن حديث سد الأبواب يدل علي الخلافة:

قال ابن حبان معللا:إذا المصطفي صلّي اللّه عليه و سلم حسم عن الناس كلهم اطماعهم في أن يكونوا خلفاء بعده غير أبي بكر بقوله:«سدوا عني كل خوخة في المسجد» (3).

قال الخطابي و ابن بطال:في هذا الحديث اشارة قوية الي استحقاق أبي بكر للخلافة و لا سيما و قد ثبت أن ذلك كان في آخر حياة النبي صلّي اللّه عليه و سلم (4).

و قال المقريزي:فكان امر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و سلم بابقاء خوخة أبي بكر في المسجد مع منع الناس كلهم من ذلك؛ اشارة و دليل علي خلافته بعد رسول اللّه و ان ذلك من رسول اللّه تنبيها للناس بأن أبو بكر يصير امام المسلمين و يخرج من بيته الي المسجد كما كان رسول اللّه يخرج،ذكره ابن بطال (5).

و قال الحافظ بن رجب الحنبلي:«سدوا هذه الأبواب الشارعة في المسجد الاّ باب أبي بكر»و في هذا اشارة الي أن أبا بكر هو الامام بعده،فان الامام يحتاج الي سكني المسجد و الاستطراق فيه بخلاف غيره (6).

و قال الحافظ ابن حجر:و قد ادعي بعضهم أن الباب كناية عن الخلافة (7)و الأمر بالسد كناية عن طلبها،كأنه

ص: 249


1- -مناقب الكوفي:414/1 ح 327.
2- -وفاة الزهراء:93.
3- -الاحسان بترتيب صحيح ابن حبان:5/9 ذيل ح 6821 كتاب المناقب.
4- -وفاء الوفاء:472/2 الباب 4 الفصل 12.
5- -النزاع و التخاصم:69.
6- -لطائف المعارف:107 المجلس الثالث في ذكر وفاة رسول اللّه.
7- -لعله يشير الي ابن كثير راجع البداية و النهاية:343/7.

قال:لا يطلبن احد الخلافة إلا أبا بكر فانه لا حرج عليه في طلبها و الي هذا جنح ابن حبان (1).

و قال:و في ذلك اشارة الي استخلاف أبي بكر لانه يحتاج الي المسجد كثيرا دون غيره (2).

ثم إن القوم يشيرون بذلك الي احاديث سد الأبواب النازلة في أبي بكر و هي مروية في فضائل أبي بكر في جل كتبهم.

و لذا حاولوا الجمع بين هذه الاحاديث لصحتها جميعا عندهم.

-قال الحافظ ابن حجر:و محصل الجمع أن الأمر بسد الأبواب وقع مرتين،ففي الاولي استثني عليا لما ذكره من كون بابه كان الي المسجد و لم يكن له غيره،و في الاخري استثني أبا بكر.

و لكن لا يتم ذلك إلا بأن يحمل ما في قصة علي علي الباب الحقيقي و ما في قصة أبي بكر علي الباب المجازي،و المراد به الخوخة كما صرح به في بعض طرقه،و كانهم لما امروا بسد الأبواب سدوها و احدثوا خوخا يستقربون الدخول الي المسجد منها فامروا بعد ذلك بسدها.

-و بها جمع بينهما الطحاوي في مشكل الآثار و الكلاباذي في معاني الاخبار (3).

-و قال العيني في العمدة:إن حديث سد الأبواب كان آخر حياة النبي صلّي اللّه عليه و سلم في الوقت الذي أمرهم أن لا يؤمهم الا أبو بكر (4).

*قولنا في دلالة الحديث:أما علي رأي ابن حجر و العسقلاني و الطحاوي و الكلاباذي و من وافق قولهم كالسمهودي و غيره القائلين بصحة حديث الأبواب في علي علي الحقيقة و في أبي بكر علي المجاز،فهم عندهم الحديث يدل علي خلافة علي عليه السّلام بالحقيقة و علي خلافة أبي بكر بالمجاز!.

ذلك أن الخطابي و ابن بطال و ابن حبان و المقريزي و غيرهم أفادوا دلالة الحديث علي الخلافة و دعواها.و هذا جمع بين القولين.

ص: 250


1- -وفاء الوفاء:473/2.
2- -القول المسدد:22 ط. حيدرآباد سنة 1319 ه الطبعة الاولي،و 1400 ه الطبعة الثالثة.
3- -وفاء الوفاء:476/2-477 الفصل 12 من الباب الرابع عن فتح الباري:12/7-20 ط.مصر و 18/7 ح 3654 ط.دار الكتب العلمية،و القول المسدد:17-18 ط. حيدرآباد سنة 1319 ه الطبعة الاولي،و 1400 ه الطبعة الثالثة،و نزل الابرار للبدخشاني:75 الباب الاول.
4- -عمدة القارئ:592/7 عنه الغدير:215/3.

-و أما جمع الحافظ ابن حجر و الطحاوي و القاضي المالكي و الكلاباذي و من قال بقولهم (1)فيرده امور:

*الأمر الاول:أن النبي في بادئ الأمر لم يامر فقط بسد الأبواب بل امر بسد كل ثقب في المسجد من باب و خوخة او ما ينظر منه او كوة،بل و مثل ثقب الإبرة كما تقدم في رواية عمر و بن سهل و جابر بن سمرة و بريدة و علي.

فالروايات مصرحة بهذا المنع فلا معني للاستثناء،إلا علي القول بمعصية أجلاء الصحابة في أمره،مع قوله في بعض طرقه:«سدوا قبل أن ينزل العذاب».

خاصة أن القول بتكرار القصة دعوي لا دليل عليها في الروايات سوي تاييد قول البكرية في وضعهم لحديث سد الأبواب إلا باب أبي بكر.

*الأمر الثاني:أن هذا الجمع إن أريد منه أن الرسول سد الأبواب إلا باب علي،ثم سد الخوخات إلا خوخة ابي بكر فانه ينافي الكثير من الروايات المصرحة-و التي منها رواية البخاري في الصحيح-بان الرسول استثني باب أبي بكر لا خوخته،التي رويت عن أبي سعيد و أيوب بن بشير و معاوية و أنس و عائشة و يحيي بن سعد و حكيم بن عمير و أبي الحويرث.

و في المقابل الروايات المعبرة بالخوخة ليست الاّ رواية ابن عمر و ابن عباس (2).

هذا بناء علي أن المراد من الخوخة الكوة لا الباب كما فهمه القاضي المالكي في أحكامه و الكلاباذي في معانيه و الطحاوي في المشكل.

*و قال السيوطي:قد ثبت بالأحاديث السابقة و قرر العلماء أن أبا بكر لم يؤذن له في فتح الباب،بل أمر بسد بابه،و إنما أذن له في خوخة صغيرة و هي المراد من حديث البخاري (3).

علي أنه في ذلك الازمان لم يكن متعارف سوي الأبواب و النوافذ و لا ثالث.

و يشهد له ما تقدم في الاحاديث من طمع الصحابة ببقاء كوة أو مقدار الابرة و ما شابهه،و لا قائل منهم ببقاء الخوخة اما لعدم الفرق بينها و بين الباب،و اما لعدم وجودها أصلا،فسد النبي صلّي اللّه عليه و آله الأبواب و النوافذ و الكوة و ما

ص: 251


1- -راجع الحاوي للفتاوي للسيوطي:59/2 رسالة شد الاثواب بسد الأبواب.
2- -يراجع الحاوي للفتاوي للسيوطي:54/2-55-56-72 رسالة شد الاثواب بسد الأبواب،و اللآلي المصنوعة:352/1 مناقب الخلفاء الاربعة.
3- -الحاوي للفتاوي للسيوطي:80/2 ذيل رسالة شد الاثواب بسد الأبواب.

شابه ذلك جميعا،فكيف يصح بعدها أمرهم بسد الخوخات أو النوافذ،و هل هو الاّ تحصيل للحاصل!! هذا مع أنه منافي لما روي أن الرسول سد كل الخوخات الاّ خوخة علي (1).

*و إن أريد منه أن الخوخة شبيه الباب أو نفسه-كما هو نص أكثر الروايات كما تقدم-،فهذا ما منع منه رسول اللّه أولا،و هو المرور و الدخول من الدور الي المسجد و الروايات مصرحة بذلك.

فلا معني للاستثناء مرة أخري لابي بكر مع عدم وجود المستثني منه؛اذ المفروض أن الصحابة جميعا التزموا بالأمر و سدوا الأبواب و الذي منهم أبو بكر كما تقدم التصريح به،فلا معني للحديث مع الاستثناء،نعم لو وضع البكرية الحديث بنحو:«يا أبا بكر افتح بابك المغلق دون الصحابة»لكان له وجه،لعدم تنافيه مع أحاديث سد الأبواب من الاول،اذ يقال أنه النبي في اخر عمره فتح باب أبي بكر الذي كان مسدودا،و لكن يد التزوير كانت ناقصة!!.

نعم يبتلي بأنه يعارض بقاء باب علي مفتوحا مع أن المتفق عليه بقاء بابه مفتوحا بعد وفاة النبي،اذ النبي لم يستثني من الصحابة-في أحاديث فتح باب أبي بكر-باب علي.

بل أصل أحاديث الباب في أبي بكر لا تصح لانها لم تستثني باب علي المفتوح.

علي أن الهدف من السد هو إلغاء المرور لمن ليس أهلا له لا مجرد اغلاق الأبواب.

نقل المقريزي في كتابه إمتاع الاسماع:«سدوا هذه الأبواب الشوارع الي المسجد الاّ باب أبي بكر..،فقال عمر دعني يا رسول اللّه أفتح كوة أنظر أليك تخرج الي الصلاة!.

فقال:لا (2).

فلاحظ أولا:أن المأمور به سدّ نفس الأبواب لا الكوّة.

و ثانيا:من هذا الحديث يعلم أن الرسول لم يأمرهم بسد شيء قبل ذلك لأن عمر كان بابه مفتوح،و كذلك بقية الصحابة.

و هذا دليل علي عدم امكان الجمع،ثم علي بطلان أحاديث السد في حق الخليفة الاول،و أنه من وضع البكرية كما قال ابن أبي الحديد،أو بخصوصيته لعلي كما قال الجصّاص.

*الأمر الثالث:أن علة سد الأبواب-و التي صرح الرسول في كثير من طرقها بان اللّه هو الذي سد أبوابكم

ص: 252


1- -لسان العرب:14/3 باب الخاء مادة خوخ،و نظم درر السمطين:108 ط.مطبعة القضاء بمصر عنه احقاق الحق.
2- -اسماع الامتاع:545/1-وفاة الرسول-ذيل الكتاب.

و فتح باب علي او اخرجكم و ادخله-هي طهارة علي و اهل بيته و نجاسة غيره،كما صرحت بذلك رواية أمير المؤمنين و احتجاجه يوم الشوري،و رواية ابن زبالة عن رجل من اصحاب الرسول صلّي اللّه عليه و آله،و كذلك رواية أنس و ابن عباس و الهلالي التي نصّ بها النبي صلّي اللّه عليه و آله أنه دعا اللّه أن يطهر مسجده بعلي و بذريته من بعده كما فعل موسي عليه السّلام،و يأتي أن البزار أخرجه عن علي عليه السّلام (1).

-و يؤيده بل هو نصّ فيه،ما أخرجه الطبراني عن ابن عباس و البزار عن محمد ابن علي الباقر بسند جيد من التعبير بالخروج من المسجد لا بعنوان سد الأبواب (2).

و عليه فلا معني لاستثناء باب او خوخة أبي بكر،لأن أبي بكر كعمر و عثمان و العباس و حمزة من هذه الناحية،أعني ناحية عدم الطهارة،الاّ أن يقال أن أبا بكر طهر في اخر حياته!و لو كان لا بدّ من الاستثناء لاستثني خوخة لعميه.

و يؤيده ما روي عن ابن عباس و غيره كما تقدم أن علي كان يمر بالمسجد و هو جنب.

و قوله صلّي اللّه عليه و آله:«سألت ربي أن يطهر مسجدي بك و بذريتك».أخرجه البزار (3).

بل هناك كثير من الروايات صرحت بانه لا يحل لغير النبي و علي الجماع و عرك النساء في المسجد،كما اخرجها ابن مردويه،و الترمذي و حسنه،و النووي و قال:حسنه الترمذي لشواهد،و البيهقي في السنن،و ابن منيع في مسنده عن جابر،و ابن أبي شيبة في مسنده عن أم سلمة،و أبي يعلي في مسنده و القاضي اسماعيل في أحكام القرآن عن ابن حنطب،و أبي يعلي في المسند عن أبي سعيد،و ابن عساكر في التاريخ من طرق (4).

منها:ما أخرجه ابن عساكر و ابن أبي شيبة في مسنده عن أمّ سلمة قالت:خرج النبي صلّي اللّه عليه و سلم من بيته حتي انتهي الي صرح المسجد فنادي بأعلي صوته:«انه لا يحل المسجد لجنب و لا لحائض إلا لمحمد و ازواجه و علي و فاطمة بنت محمد ألا هل بيّنت لكم الأسماء أن تضلوا» (5).

ص: 253


1- -وفاء الوفاء:478/2-479-الفصل 12 من الباب الرابع.
2- -مجمع الزوائد:115/9 ط.مصر 1352 و بغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد:151/9 ح 14677-14678 كتاب المناقب
3- -مسند البزار:144/2 ح 506.
4- -ترجمة علي من تاريخ دمشق:292/1 ح 331 رواه من طرق،و اللآلي المصنوعة:350/1-353 مناقب الخلفاء الاربعة،و الفوائد المجموعة:366-367 مناقب علي ح 56،و مناقب آل أبي طالب:194/2 فصل في الجوار،و السنن الكبري:442/2 باب الجنب يمر في المسجد،و ج 65/7 باب دخول المسجد جنبا،و مسند أبي يعلي:311/2 ح 1042 مسند أبي سعد و بالهامش(أخرجه الترمذي و قال حسن غريب).
5- -ترجمة علي من تاريخ دمشق:294/1 ح 333،و اللآلي المصنوعة:353/1 مناقب الخلفاء الاربعة عن ابن أبي شيبة.

و أخرجه البيهقي بلفظ:«ألا لا يحل المسجد لجنب و حائض إلاّ لرسول اللّه و علي و فاطمة و الحسن و الحسين» (1).

و أخرج ابن راهويه في مسنده و البيهقي في السنن عن عائشة:«وجهوا هذه البيوت عن المسجد فاني لا أحل المسجد لحائض و جنب الاّ لمحمد و آل محمد» (2).

و أخرج البزار عن علي قال:أخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و سلم بيدي فقال:«إن موسي سأل ربه أن يطهّر[يظهر]مسجدي بهارون و أني سألت ربي أن يطهر مسجدي بك و بذريتك».

ثم أرسل الي أبي بكر أن سدّ بابك،فاسترجع!.

ثم قال سمع و طاعة،ثم أرسل الي عمر...» (3).

و استشهد ابن عباس و علي كما تقدم بحديث سد الأبواب لحلية دخول المسجد لعلي و لطهارته كما طهر هارون.

و كذا الرواية عن ابن عمر و علي و أبي رافع المصرحة بذلك (4).

و تقدم كلام سبط ابن الجوزي في تاييد حديث سد الأبواب برواية حرمة الدخول المسجد لغير علي،و كذا فعل الحافظ ابن حجر في القول المسدد (5).

*و أما ما تقدم أن علة فتح باب أبي بكر هي احتياجه كخليفة الي الدخول و الخروج للمسجد؛فمردودة بما تقدم من أن العلة الطهارة.

علي أنه كان لا بدّ من فتح باب لعمر و عثمان لخلافتهما و لو عند توسعة المسجد،و التي مدتها أطول من

ص: 254


1- -السنن الكبري:65/7 باب دخول المسجد جنبا،و اللآلي المصنوعة:354/1 مناقب الخلفاء الاربعة..
2- -السنن الكبري:442/2 باب الجنب يمر في المسجد،و مسند اسحاق ابن راهويه:1032/3 ح 1783 من مسند عائشة.
3- -وفاء الوفاء:477/2،و مجمع الزوائد:115/9 ط.مصر 1352 و بغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد:/9 149 ح 14673 كتاب المناقب عن البزار برقم 2552،و كنز العمال:408/6 ط.دكن 1312،و منتخب الكنز:5 55/.و ما بين المعقودين من المجمع.
4- -مجمع الزوائد:115/9 ط.مصر 1352 و بغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد:149/9 ح 14672 كتاب المناقب،و بحار الانوار:33/39 باب 72،و مناقب آل أبي طالب:194/2 فصل في الجوار.
5- أبي شيبة.

خلافة الاول فالحاجة أكثر.

بل حتي في خلافته كان دخول عمر للمسجد أكثر،و قد تقدم قول البعض لابي بكر:«أنت الخليفة أم هو؟!.

فقال أبو بكر:بل هو و لو شاء كان».

قال البوصيري بعد الحديث:رجاله ثقات (1).

هذا مضافا الي أن العلماء صرحوا أن المعيار في فتح باب أبي بكر هو اجازة النبي،قال السيوطي:لو بقيت دار أبي بكر و اتفق هدمها و اعادتها أعيدت بتلك الخوخة كما كانت بلا مرية،فلا تجوز الزيادة فيها بالتوسعة و لا جعلها في موضع أخر من المسجد؛اقتصارا علي ما ورد الاذن من الشارع الواقف فيه (2).

*الأمر الرابع:ما ورد من بعض الطرق المتقدمة أن النبي سد كل خوخة الاّ خوخة علي عليه السّلام و هو لا يدع للجمع مجال.

و في بعضها مصرح بان النبي امر بسد باب أبي بكر بالاسم لا خوخته،كما تقدم في رواية أمير المؤمنين و كذا رواية ابن زبالة (3).

*الأمر الخامس:ما تقدم في احتجاج علي و بعض الصحابة بالحديث و انه لم يفتح غير بابه مع سد كل الأبواب،و لم يعترض أحد عليه و أن أبا بكر كان له بابا كما كان لك.

و التي منها علي نفس أبي بكر،فلو صحة أحاديث أبي بكر لقال له:فتح النبي بابي كما فتح بابك؟! *الأمر السادس:أنه علي رأي ابن حبان و الخطابي و ابن بطال القائلين بدلالة الحديث علي الخلافة يستحيل الجمع إلاّ علي القول بتعدد الخليفة!.

*الأمر السابع:أن بعض الروايات التي تقول أن العباس او حمزة اعترضا علي رسول اللّه في ذلك نحو ما روي عن الهلالي:«يا رسول اللّه اخرجت عمك و اسكنت ابن عمك» (4)،فكان الاولي من العباس الاعتراض علي ترك باب أبي بكر لا الاعتراض علي باب علي المطهر بآية التطهير و الذي بيته في المسجد.

و ان كان بعد استشهاد حمزة لاعترض العباس.

ص: 255


1- -شرح النهج:108/3 ط.مصر الاولي،و الدر المنثور:252/3 ذيل قوله«انما الصدقات للفقراء)من سورة التوبة،و كنز العمال:189/2 ط.دكن 1312،و المطالب العالية:219/2 ح 2073 باب الوزراء ورد الوزير امر الامير،و يراجع هامش المطالب العالية أيضا.
2- -الحاوي للفتاوي للسيوطي:80/2 ذيل رسالة شد الاثواب بسد الأبواب.
3- -وفاء الوفاء:477/2.
4- -وفاء الوفاء:477/2.

و من ذلك يعلم بطلان اصل حديث سد الأبواب إلاّ باب أبو بكر كما صرح بذلك ابن أبي الحديد قال:إن سد الأبواب كان لعلي فقلّبته البكرية الي أبي بكر (1).

*الأمر الثامن:قال الجصّاص:فاخبر في هذا الحديث بحظر النبي صلّي اللّه عليه و سلم الاجتياز كما حظر عليهم القعود، و ما ذكر من خصوصية علي رضي اللّه عنه صحيح...و انما كانت الخصوصية فيه لعلي دون غيره...فثبت بذلك أن سائر الناس ممنوعون من دخول المسجد مجتازين و غير مجتازين (2).

*الأمر التاسع:أنه من المسلم به وجود عمر و أبي بكر في جيش اسامة و ذلك قبيل وفاة النبي الاعظم و هذا بنفسه خير دليل علي:

1-بطلان أصل حديث سد الأبواب في أبي بكر لانه لم يكن حاضرا عند وفاة النبي:أما قبل الوفاة بايام فالمفروض أنه في جيش اسامة و النبي لعن من تخلف عنه.

و أما قبيل الوفاة فتقدم أنه كان في منزله بالسنخ.

2-و لو سلم فلا يدل علي الخلافة لأن النبي الاعظم صلّي اللّه عليه و آله كان يعلم بوفاته فكيف يعقل ابعاده عن الخلافة،ثم سد بابه الدال علي الخلافة بزعمهم!؟.

مصادر حديث سد الأبواب مناقب كوفي:472/1 عن سعد،و نزل الابرار:50-71 الي 73 عن عمرو بن ميمون و زيد و سعد و ابن عمر الباب الاول،و جواهر المطالب:185/1 باب 27 عن ابن عباس و زيد و ابن عمر و عمر،و المعجم الاوسط:/4 553 ح 3942 عن سعد،و كتاب الاربعين للخزاعي:35 ح 4 و 62 عن ابن عباس و جابر،و مجمع الزوائد:/9 111 و 112 و بغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد 148/9 الي 151 و 160 ح 14671 و ما بعده و 14699 عن زيد بن أرقم و عبد اللّه الكناني و سعد بن مالك و علي و ابن عمر و جابر بن سمرة و ابن عباس و الصادق و عمر، و فضائل الصحابة:567/2 ح 955 عن ابن عمر و 581 ح 985 عن زيد،و الفردوس:309/2 ح 3396 عن ابن عباس،و مسند الشاشي:126/1-146 ح 63-82 عن سعد،و مسند أبي يعلي:453/9 ح 5601 ابن عمر، و مسند شمس الاخبار:98/1 عن جابر و البراء،و مسند البزار:36/4 ح 1197 سعد.و 368/3 ح 1169 علي.

ص: 256


1- -شرح النهج:49/11 شرح الخطبة 203.
2- -احكام القرآن:248/2 عنه الغدير:212/3.

و 318/2-144 ح 506 و 750 علي،و حلية الاولياء:153/4،و المقصد العلي:184/3 ح 1327 عن سعد و ابن عمر و عمر،و تاريخ اصبهان:181/2 رقم 1412،و تاريخ اصبهان:328/1،و تاريخ بغداد:388/2 و 389 سعد و 214/7،و التاريخ الكبير:408/1 ح 1304 عن أمّ سلمة و عائشة،و لطائف المعارف:107 و القول المسدد:5-17-21،و أمالي الشجري:42/1 عن علي 18-22 و جابر ح 2،و مشكاة المصابيح:/3 1723 ح 16096 عن ابن عباس.

و نظم المتناثر من الحديث المتواتر:203 ح 229،و مسند أبي يعلي:61/2 ح 703 عن سعد بن أبي وقاص،و تذكرة الخواص:46 الباب الثاني عن زيد و ابن عباس و سعد بن أبي وقاص و ابن عمر و جابر،و المعجم الاوسط:98/2 ح 1188 عن ابن عمر،مناقب ابن المغازلي:167 الي 170 ط.بيروت و ط.طهران:117- 253 الي 255-260 ح 303 الي 309-115 عن حذيفة و سعد بن أبي وقاص و البراء بن عازب و ابن عباس و نافع و مولي ابن عمر،و مناقب الخوارزمي:301-315-327 الفصل التاسع عشر و 127 الفصل 12 ح 140 عن ابن عباس و ابو ذر عن علي و واثلة عنه و زيد،و منتخب كنز العمال:29/5-39-55.

و كنوز الحقائق:433،و الصواعق المحرقة:191،و ذخائر العقبي:76-77 عن زيد و ابن عمر و عمر، و خصائص النسائي:55-58 ح 37 عن زيد و 49 عن سعد و 40 عن ابن عباس،و كفاية الطالب:200-203- 286-243 الباب 50-70 عن جابر و ابن عباس و زيد و سعد،و وفاء الوفاء:474/2 الي 479 الباب الرابع الفصل الحادي عشر عن سعد و ابن عباس و زيد و ابن عمر و جابر بن سمرة و مسلم الهلالي عن اخيه و علي و سعد و بن مالك،و مستدرك الصحيحين:125/3-116 عن عمرو سعد بن مالك باب مناقب علي،و اسد الغابة:/3 214 عن ابن عمر-ترجمة أبي بكر-فضائله،و ينابيع المودة:210/1 ط.اسلامبول 1301 ه و 248 ط.النجف باب 6 عن عمر و زيد 99 من طرق الباب 17.

و الحاوي للفتاوي:57/2-58 رسالة شد الاثواب في سد الأبواب عن زيد بن أرقم و سعد بن أبي وقاص و ابن عباس و علي و جابر بن سمرة و ابن عمر.

و القول المسدد:17-32 عن زيد ابن ارقم و محمد بن جعفر،و ابن عباس،و يحي بن اسماعيل،و مصعب ابن سعد عن أبيه،و جابر بن سمرة،و ابن عمر،و أبي سعيد،و المطلب ابن حنطب،و علي،و ترجمة علي من تاريخ دمشق:204/1 ح 250 عن ابن عباس و 235 ح 278 عن سعد و 244 ح 283 عن ابن عمر و 275 الي 296 ح 323 و ما بعده عن ابن عباس و زيد و البراء و سعد و ابن عمر و جابر و ابي سعيد و أمّ سلمة و ابي رافع.

ص: 257

و كنز العمال:175/13 ح 36521 عن علي و 110 ح 36359 عن ابن عمر و 137 ح 36432 عن جابر و 11 618/ ح 33004 عن زيد و 723/5 و 726 ح 14242-14243 خلافة عثمان.

و المعجم الكبير:78/12-114 ح 12594-12722 ترجمة ابن عباس ما روي عنه عمرو بن ميمون و /2 246 ترجمة جابر بن سمرة ما روي ناصح عن سماك عنه ح 2031،و صحيح الترمذي:641/5 ط.دار الحديث و 301/2 ط.بولاق 1292 و 173/13 ط.الصاوي بمصر عن ابن عباس،و المسند:26/2 ط.م و 331/1- 175 ط.م عن ابن عباس و سعد بن مالك و 285/1-545 ط.ب و 369/4 ط.م و 496/5 ح 18801 عن زيد بن أرقم،و ارشاد القلوب:260/2 عن أبي ذر عن علي،و أمالي الصدوق:273 المجلس 54 ح 4-8 عن زيد و ابن عباس و علي و ابي عمران و الرضا عن آبائه.

و ترجمة علي من تاريخ دمشق:116/3-119 عن واثلة عن علي.

و الطرائف:60/1،و كشف الحق:393،و العمدة:86-175-177،و الفضائل الخمسة:278/1 و /2 167 من طرق.

و اللآلي المصنوعة للسيوطي:182/1 الطبعة الاولي-بولاق-عن جسرة بنت دجاجة عن عائشة،و 181 عن المطلب بن عبد اللّه بن حنطب و عن انس بن مالك و عن عبد اللّه بن مسعود و عن الملائي عن علي.

و شرف النبي للكازروني:74 عنه احقاق الحق:580/5 عن عدي بن ثابت،و الغدير للاميني:202/3 الي 214 من طرق،و اسمي المناقب:69 عن عمر،و المستدرك:117/3 مناقب الامير عن سعد بن مالك.و 125 عن زيد و 134 عن ابن عباس،و فرائد السمطين:205/1-207 باب 41 عن بريدة و ابن عباس و ابن عمر.

ص: 258

الباب المائة

في سدّ الأبواب من المسجد إلاّ باب عليّ عليه السّلام

من طريق الخاصّة و فيه خمسة عشر حديثا الأوّل: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي رحمه اللّه قال:حدّثنا أحمد بن موسي قال:حدّثنا خلف بن سالم قال:حدّثنا غندر قال:حدّثنا عوف عن ميمون أبي عبد اللّه عن زيد بن أرقم قال:كان لنفر من أصحاب رسول اللّه أبواب شارعة في المسجد فقال يوما:سدّوا هذه الأبواب إلاّ باب عليّ،فتكلّم الناس في ذلك فقام رسول اللّه فحمد اللّه و أثني عليه ثمّ قال:أمّا بعد فانّي امرت بسدّ هذه الأبواب غير باب عليّ فقال فيه قائلكم،و إنّي و اللّه ما سددت شيئا و لا فتحته و لكنّي امرت بشيء فاتبعته (1).

الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن معمر البغدادي قال:حدّثني الحسن بن عبد اللّه بن [محمد بن]علي التميمي قال:حدّثني أبي قال:حدثني سيّدي عليّ بن موسي بن جعفر عن أبيه موسي بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن عليّ عن أبيه عليّ بن الحسين عن أبيه الحسين عن أبيه عليّ عليهم السّلام قال:قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لا يحلّ لأحد أن يجنب في هذا المسجد إلاّ أنا و عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين،و من كان من أهلي فإنّهم منّي (2).

الثالث: ابن بابويه بهذا الإسناد عن عليّ عليه السّلام قال:قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:سدّوا الأبواب الشارعة في المسجد إلاّ باب عليّ (3).

الرابع: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن محمّد بن أحمد بن إسحاق الدينوري قال:حدثنا أبو عبد الرّحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي بمصر قال:أخبرني محمد بن وهب قال:حدّثنا مسكين بن بكير قال:حدّثنا شعبة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عبّاس قال:أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بسدّ أبواب المسجد فسدّت إلاّ باب عليّ عليه السّلام (4).

الخامس: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن إسحاق الدينوري قال:حدّثني محمد بن

ص: 259


1- أمالي الصدوق /413مجلس /54ح 4.
2- أمالي الصدوق /413مجلس /54ح 5.
3- أمالي الصدوق /413مجلس /54ح 6.
4- أمالي الصدوق /414مجلس /54ح 7.

سليمان الباغندي قال:حدّثنا محمد بن عمرو قال:حدّثنا عبد اللّه بن جعفر قال:حدّثنا عبيد اللّه بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق عن العلاء عن ابن عمر أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال:سدّوا الأبواب إلي المسجد إلاّ باب عليّ (1).

السادس: الشيخ الطوسي في أماليه عن الفحام قال:حدّثني عمّي قال:حدّثني الحسن بن عليّ ابن المتوكّل قال:حدّثنا عفان بن مسلم قال:حدّثنا حماد بن سلمة عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عمر قال:سألني عمر بن الخطّاب فقال لي:يا بنيّ من أخير الناس بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟قال:قلت له:

من أحلّ اللّه له ما حرّم علي الناس و حرّم عليه ما أحلّ للناس فقال:و اللّه لقد قلت فصدقت،حرّم علي عليّ بن أبي طالب الصدقة و أحلّت للناس،و حرّم عليهم أن يدخلوا المسجد و هم جنب و أحلّ له و غلّقت الأبواب و سدّت و لم يغلق لعليّ باب و لم يسدّ (2).

السابع: ابن بابويه قال:حدّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدّب و جعفر بن محمد بن مسرور قالا:حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري عن أبيه عن الريان بن الصلت قال:حضر الرضا عليه السّلام مجلس المأمون بمرو و قد اجتمع الناس في مجلسه جماعة من[علماء]أهل العراق و خراسان فقال المأمون:أخبروني عن معني هذه الآية ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا (3) فقالت العلماء:أراد اللّه بذلك الامّة كلّها فقال المأمون:ما تقول يا أبا الحسن؟فقال الرضا عليه السّلام:لا أقول كما قالوا و لكنّي أقول:أراد اللّه عزّ و جلّ بذلك العترة الطاهرة فقال:المأمون:و كيف عني العترة من دون الامّة؟فقال الرضا عليه السّلام:لأنّه لو أراد الامّة لكانت بأجمعها في الجنّة لقول اللّه تعالي: فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (4) ثمّ جمعهم كلّهم في الجنّة فقال جَنّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ (5) الآية فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم،فقال المأمون:من العترة الطاهرة؟قال الرضا عليه السّلام:الذين وصفهم اللّه تعالي في كتابه فقال: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (6) و هم الذين قال رسول اللّه:إنّي مخلف فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي ألا و إنّهما لن يفترقا حتّي يردا عليّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما.

أيّها الناس لا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم.قالت العلماء:أخبرنا يا أبا الحسن عن العترة أهم الآل أم غير الآل؟فقال الرضا عليه السّلام:هم الآل،فقالت العلماء:فهذا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يؤثر عنه أنّه قال:أمّتي آلي و هؤلاء أصحابه تقول بالخبر المستفاض الذي لا يمكن دفعه:آل محمّد أمّته فقال أبو

ص: 260


1- أمالي الصدوق /414مجلس /54ح 8.
2- أمالي الطوسي /291مجلس /11ح 12.
3- سوره 35 - آيه 32
4- سوره 35 - آيه 32
5- سوره 35 - آيه 33
6- سوره 33 - آيه 33

الحسن عليه السّلام:أخبروني فهل تحرم الصدقة علي الآل؟قالوا:نعم،قال:أ فتحرم علي الامّة؟قالوا:لا، قال:هذا فرق بين الآل و الامّة،ويحكم أين يذهب بكم؟أضربتم عن الذكر صفحا أم أنتم قوم مسرفون؟أ ما علمتم أنّه وقعت الوراثة و الطهارة علي المصطفين المهتدين دون سائرهم؟قالوا:

و من أين يا أبا الحسن؟فقال عليه السّلام:من قول اللّه تعالي: وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَ إِبْراهِيمَ وَ جَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَ الْكِتابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ (1) فصارت وراثة النبوّة و الكتاب للمهتدين دون الفاسقين،أ ما علمتم أنّ نوحا عليه السّلام حين سأل ربه تعالي ذكره فقال: رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَ إِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَ أَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ (2) و ذلك أنّ اللّه وعده أن ينجيه و أهله فقال له ربّه عزّ و جلّ: يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ (3) فقال المأمون:هل فضّل اللّه العترة علي سائر الناس؟فقال أبو الحسن عليه السّلام:إنّ اللّه تعالي أبان فضل العترة علي سائر الناس في محكم كتابه،فقال له المأمون:أين ذلك من كتاب اللّه تعالي؟فقال له الرضا عليه السّلام في قوله تعالي: إِنَّ اللّهَ اصْطَفي آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَي الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ (4) و قال عزّ و جلّ: أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (5) ثمّ ردّ المخاطبة في إثر هذا إلي سائر المؤمنين فقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (6) يعني الذين قرنهم بالكتاب و الحكمة و حسدوا عليها فقوله تعالي: أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (7) يعني الطاعة للمصطفين،فالملك هاهنا الطاعة،قالت العلماء:هل فسّر اللّه تعالي الاصطفاء في الكتاب؟

فقال الرضا عليه السّلام:فسّر الاصطفاء في الظاهر سوي الباطن في اثني عشر موضعا،ثمّ ذكر عليه السّلام المواضع بعدها من القرآن إلي أن قال:و أمّا الرابعة فإخراجه الناس صلّي اللّه عليه و آله من مسجده ما خلا العترة حتّي تكلّم الناس في ذلك و تكلّم العبّاس فقال:يا رسول اللّه تركت عليّا و أخرجتنا؟فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:و ما أنا تركته و أخرجتكم و لكنّ اللّه تركه و أخرجكم و في هذا تبيان لقوله صلّي اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي.قالت العلماء:و أين هذا من القرآن؟قال عليه السّلام:أوجدكم في ذلك قرآنا أقرأه عليكم؟قالوا:هات،قال:قول اللّه تعالي: وَ أَوْحَيْنا إِلي مُوسي وَ أَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَ اجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً (8) ففي هذه الآية منزلة هارون من موسي،و فيها أيضا منزلة عليّ من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و مع هذا دليل ظاهر في قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين قال:ألا إنّ هذا المسجد لا يحلّ إلاّ لمحمّد و آله،فقالت العلماء:يا أبا الحسن و هذا البيان لا يوجد إلاّ عندكم معشر أهل بيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،

ص: 261


1- سوره 57 - آيه 26
2- سوره 11 - آيه 45
3- سوره 11 - آيه 46
4- سوره 3 - آيه 33
5- سوره 4 - آيه 54
6- سوره 4 - آيه 59
7- سوره 4 - آيه 54
8- سوره 10 - آيه 87

قال:و من ينكر لنا ذلك و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:أنا مدينة العلم و علي بابها فمن أراد الحكمة فليأتها من بابها.ففيما أوضحنا و شرحنا من الفضل و الشرف و التقدمة و الاصطفاء و الطهارة ما لا ينكره إلاّ معاند و للّه تعالي الحمد علي ذلك (1).

الثامن: الشيخ المفيد في أماليه أبو عبد اللّه محمد بن محمّد بن النعمان الحارثي قال:أخبرني أبو الحسن علي بن خالد المراغي قال:حدّثنا أبو القاسم الحسن بن علي الكوفي قال:حدّثنا جعفر بن محمد بن مروان الغزّال قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا عبيد بن خنيس العبدي قال:حدّثنا صباح بن يحيي المزني عن عبد اللّه بن شريك عن الحارث بن ثعلبة قال:قدم رجلان يريدان مكّة و المدينة في الهلال أو قبل الهلال فوجدا الناس ناهضين إلي الحجّ قال:فخرجنا معهم فإذا نحن بركب فيهم رجل كأنّه أميرهم فانتبذ منهم فقال:كأنّكما عراقيان؟فقلنا:نحن عراقيان،قال:كونا كوفيين،قلنا:

نحن كوفيان قال:ممّن أنتما؟قلنا:من بني كنانة،قال:من أي بني كنانة؟قلنا من بني مالك بن كنانة قال:رحب علي رحب و قرب علي قرب أنشدكما بكلّ كتاب منزل و نبي مرسل أسمعتما عليّ بن أبي طالب عليه السّلام يسبّني أو يقول إنّه معادي أو مقاتلي؟

قلنا:من أنت؟قال:أنا سعد بن أبي وقّاص قلنا:لا،و لكن سمعناه يقول:اتقوا فتنة الخنيس كثير، و لكن سمعتماه يضئ باسمي؟قالا:لا،قال:اللّه أكبر،اللّه أكبر قد ضللت إذا و ما أنا من المهتدين إن أنا قاتلته بعد أربع سمعتهنّ من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ألا لئن يكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ من الدنيا و ما فيها أعمّر فيها عمر نوح،قلنا:سمّهنّ قال:ما ذكرتهن إلاّ و أنا اريد أن أسميهن:بعث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أبا بكر ببراءة لينبذ إلي المشركين فلمّا سار ليلة أو بعض ليلة بعث لعليّ بن أبي طالب نحوه فقال:

اقبض براءة منه و اردده إليّ،فمضي إليه أمير المؤمنين عليه السّلام فقبض براءة منه و ردّه إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله، فلمّا مثل بين يديه بكي فقال:يا رسول اللّه أحدث فيّ شيء أم نزل فيّ قرآن؟فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

لم ينزل فيك قرآن و لكنّ جبرئيل عليه السّلام جاءني عن اللّه عزّ و جلّ فقال:لا يؤدّي عنك إلاّ أنت أو رجل منك،و علي منّي و أنا من عليّ،و لا يؤدّي عنّي إلاّ علي،قلنا له:و ما الثانية؟قال:كنّا في مسجد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و آل عليّ و آل أبي بكر و آل عمر و أعمامه قال:فنودي فينا ليلا اخرجوا من المسجد إلاّ آل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و آل عليّ قال:فخرجنا نجرّ قلاعنا فلمّا أصبحنا أتاه عمّه حمزة فقال:يا رسول اللّه أخرجتنا و أسكنت هذا الغلام و نحن عمومتك و مشيخة أهلك؟فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما أنا أخرجتكم و لا أنا أسكنته و لكنّ اللّه عزّ و جلّ أمرني بذلك قلنا له:فما الثالثة؟قال:بعث رسول

ص: 262


1- عيون أخبار الرضا:207/2-/211باب /23ح 1.

اللّه صلّي اللّه عليه و آله برايته إلي خيبر مع أبي بكر فردّها،فبعثها مع عمر فردّها فغضب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قال:

لأعطينّ الراية غدا رجلا يحبّه اللّه و رسوله،كرّارا غير فرّار لا يرجع حتّي يفتح اللّه علي يديه قال:

فلمّا أصبحنا جثونا علي الرّكب فلم نره يدعو أحدا منّا ثمّ نادي:أين عليّ بن أي طالب؟فجيء به و هو أرمد فتفل في عينيه و أعطاه الراية ففتح اللّه علي يديه.

قلنا له:فما الرابعة؟قال:إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله خرج غازيا إلي تبوك و استخلف عليّا علي الناس فحسدته قريش و قالوا:إنّما خلفه لكراهية صحبته قال:فانطلق في إثره حتّي لحقه فأخذ بغرز ناقته ثمّ قال:إنّي لتابعك قال:فما شأنك؟فبكي و قال:إنّ قريشا تزعم أنّك إنّما خلفتني لبغضك لي و كراهيتك صحبتي قال:فأمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مناديه فنادي في الناس ثمّ قال:أيّها الناس أ فيكم أحد إلاّ و له من أهله خاصّة؟قالوا:أجل،قال فإن عليّ بن أبي طالب خاصّة أهلي و حبيبي إلي قلبي،ثمّ أقبل علي أمير المؤمنين ثمّ قال:أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي؟فقال عليّ عليه السّلام:رضيت عن اللّه و رسوله،ثمّ قال سعد هذه الرابعة إن شئتما أحدثكما بخامسة،قلنا:قد شئنا ذلك قال:كنّا مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في حجّة الوداع فلمّا عاد نزل غدير خمّ و أمر مناديه فنادي في الناس:من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه،اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله (1).

التاسع: الشيخ الطوسي في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا الحسن بن علي بن زكريا العاصمي قال:حدّثنا أحمد بن عبيد اللّه الفداني (2)قال:حدّثنا الربيع بن سيّار قال:

حدّثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلي أبي ذرّ رضي اللّه عنه أنّ عليّا عليه السّلام و عثمان و طلحة و الزبير و عبد الرّحمن بن عوف و سعد بن أبي وقّاص أمرهم عمر بن الخطّاب أن يدخلوا بيتا و يغلقوا عليهم بابه و يتشاوروا في أمرهم و أجّلهم ثلاثة أيّام فإن توافق خمسة علي قول واحد و أبي رجل منهم قتل ذلك الرجل،و إن توافق أربعة و أبي اثنان قتل الاثنان،فلمّا توافقوا جميعا علي رأي واحد قال لهم عليّ بن أبي طالب عليه السّلام:إنّي أحبّ أن تسمعوا منّي ما أقول لكم فإن يكن حقّا فاقبلوه و إن يكن باطلا فانكروه قالوا:قل،و ساق الحديث يذكر فضائله و سوابقه و النصّ عليه من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هم في كلّ ما ذكره يصدّقونه إلي أن قال عليه السّلام:أ تعلمون أنّه أمر بسدّ أبوابكم و فتح بابي فقلتم في ذلك فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما أنا سددت أبوابكم و لا أنا فتحت بابه بل اللّه سدّ أبوابكم و فتح بابه؟قالوا:نعم (3).

ص: 263


1- أمالي الشيخ المفيد /55ح 2.بحار الأنوار:/39/40ح 75.
2- في المصدر:العدلي.
3- أمالي الطوسي /545مجلس /20ح 4.

العاشر: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا حسن بن محمد بن شعبة الأنصاري و محمد بن جعفر رميس الهبيري بالقصر و عليّ بن محمد بن الحسن بن كاس النخعي بالرملة و أحمد بن محمد بن سعيد الهمذاني قالوا:حدّثنا أحمد بن يحيي عن زكريا الأزدي الصوفي قال:حدّثنا عمرو بن حمّاد بن طلحة القناد قال:حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الأزدي عن معروف بن خربوذ و زياد بن المنذر و سعيد بن محمد الأسدي عن أبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني قال:لمّا احتضر عمر بن الخطّاب جعلها شوري بين ستّة:عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و عثمان و طلحة و الزبير و سعد بن أبي وقاص و عبد الرّحمن بن عوف و عبد اللّه بن عمر فيمن يشاور و لا يولّي،قال أبو الطفيل:فلمّا اجتمعوا أجلسوني علي الباب أردّ عنهم الناس فقال عليّ عليه السّلام:إنّكم قد اجتمعتم لما اجتمعتم له فانصتوا فأتكلّم فإن قلت حقّا صدّقوني و إن قلت باطلا ردّوا عليّ و لا تهابوني،إنّما أنا رجل كأحدكم ثمّ أنشدهم باللّه في فضائله و النصوص عليه من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هم يصدّقونه فيما قاله و قال عليه السّلام في ذلك،فأنشدكم باللّه هل فيكم أحد ترك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بابه مفتوحا يحلّ له ما يحلّ لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و يحرم عليه ما يحرم علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟

قالوا:اللّهم لا (1).

الحادي عشر: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا عبد الرّحمن ابن محمد بن عبد اللّه العزرمي عن أبيه عن عمّار أبي اليقظان عن أبي عمر زادان قال:لمّا ودّع الحسن بن عليّ عليه السّلام معاوية صعد معاوية المنبر و جمع الناس فخطبهم و قال:إنّ الحسن بن علي رآني للخلافة أهلا،و لم ير نفسه لها أهلا و كان الحسن عليه السّلام أسفل منه بمرقاة فلمّا فرغ من كلامه قام الحسن فحمد اللّه تعالي بما هو أهله ثمّ ذكر المباهلة فقال:فجاء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من الأنفس بأبي و من الأبناء بي و بأخي و من النساء بامّي و كنّا أهله و نحن آله و هو منّا و نحن منه،و لمّا نزلت آية التطهير جمعنا رسول اللّه في كساء لامّ سلمة(رض)خيبري ثمّ قال:اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي و عترتي فأذهب عنهم الرجس و طهّرهم تطهيرا،فلم يكن أحد يجنب في المسجد و يولد له فيه إلاّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و أبي تكرمة من اللّه تعالي لنا و تفضيلا منه لنا،و قد رأيتم مكان منزلنا من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أمر بسدّ الأبواب فسدّها و ترك بابنا فقيل له في ذلك فقال:أمّا إنّي لم أسدّها و افتح بابه و لكنّ اللّه عزّ و جلّ أمرني أن أسدّها و أفتح بابه.و إنّ معاوية زعم لكم أنّي رأيته للخلافة أهلا و لم أر نفسي لها أهلا فكذب معاوية،نحن أولي الناس بالناس في كتاب اللّه و علي لسان نبيّه و لم نزل أهل البيت مظلومين

ص: 264


1- أمالي الطوسي /554مجلس /20ح 5.

منذ قبض اللّه نبيّه صلّي اللّه عليه و آله فاللّه بيننا و بين من ظلمنا حقّنا و توثب علي رقابنا و حمل الناس علينا و منعنا سهمنا من الفيء و منع أمّنا ما جعل لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و أقسم باللّه لو أنّ الناس بايعوا أبي حين فارقهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأعطتهم السماء قطرها و الأرض بركتها،و ما طمعت فيها يا معاوية فلمّا خرجت من معدنها تنازعتها قريش بينها فطمعت فيها الطلقاء و أبناء الطلقاء أنت و أصحابك و قد قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما ولّت أمّة أمرها رجلا و فيهم من هو أعلم منه إلاّ لم يزل أمرهم يذهب سفالا حتّي يرجع إلي ما تركوا،فقد تركت بنو إسرائيل هارون و هم يعلمون أنّه خليفة موسي فيهم و اتّبعوا السامريّ،و قد تركت هذه الامّة أبي و بايعوا غيره و قد سمعوا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ النبوّة،و قد رأوا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله نصب أبي يوم غدير خمّ و أمرهم أن يبلّغ الشاهد منهم الغائب،و قد هرب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من قومه و هو يدعوهم إلي اللّه تعالي حتّي دخل الغار و لو وجد أعوانا ما هرب،و قد كفّ أبي يده حين ناشدهم و استغاث فلم يغث فجعل اللّه هارون في سعة حين استضعفوه و كادوا يقتلونه و جعل اللّه النبيّ صلّي اللّه عليه و آله في سعة حين دخل الغار و لم يجد أعوانا و كذلك أبي و أنا في سعة من اللّه حين خذلتنا هذه الامّة و بايعوك يا معاوية و إنّما هي السنن و الأمثال يتبع بعضها بعضا.أيّها الناس انّكم لو التمستم ما بين المشرق و المغرب أن تجدوا رجلا ولده نبي غيري و أخي لم تجدوا و انّي قد بايعت هذا و إن أدري لعلّه فتنة لكم و متاع إلي حين (1).

الثاني عشر: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثني أبو العبّاس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرّحمن الهمداني بالكوفة قال:حدّثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم بن قيس الأشعري قال:حدّثنا عليّ بن حسّان الواسطي قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن كثير عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عليهم السّلام قال:لمّا أجمع الحسن بن علي عليهما السّلام علي صلح معاوية خرج حتّي لقيه فلمّا اجتمعا قام معاوية خطيبا فصعد المنبر و أمر الحسن عليه السّلام أن يقوم أسفل منه بدرجة ثمّ تكلّم معاوية فقال:أيّها الناس هذا الحسن بن علي و ابن فاطمة رآنا للخلافة أهلا و لم ير نفسه لها أهلا و قد أتانا ليبايع طوعا ثمّ قال:قم يا حسن فقام الحسن عليه السّلام فخطب فقال:الحمد للّه المستحمد بالآلاء و تتابع النعماء و صارف الشدائد و البلاء عند الفهماء و غير الفهماء المذعنين من عباده لامتناعه بجلاله و كبريائه و علوّه من لحوق الأوهام ببقائه المرتفع عن كنه ضنانة المخلوقين من أن تحيط بمكنون غيبه رويات عقول الرأيين و أشهد أنّ لا إله إلاّ اللّه وحده

ص: 265


1- أمالي الطوسي /559مجلس /20ح 9.بحار الأنوار:/62/44ح 12.

في ربوبيّته و وحدانيّته صمدا لا شريك له فردا لا ظهير له و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله اصطفاه و انتجبه و ارتضاه و بعثه داعيا إلي الحقّ و سراجا منيرا،و للعباد ممّا يخافون نذيرا و لما يأملون بشيرا، فنصح للامّة و صدع بالرسالة و أبان لهم درجات العمالة شهادة عليها أمات و أحشر و بها في الاجلة أقرب و أجبر و أقول:معشر الخلائق فاسمعوا و لكم أفئدة و أسماع فعوا،إنّا أهل بيت أكرمنا اللّه بالإسلام و اختارنا و اصطفانا و اجتبانا فأذهب عنّا الرجس و طهّرنا تطهيرا،و الرجس هو الشكّ فلا نشكّ في اللّه الحقّ و دينه أبدا و طهّرنا من كلّ أفن و غيّة مخلصين إلي آدم،نعمة منه لم تفترق الناس قط فرقتين إلاّ جعلنا اللّه في خيرهما فأدّت الامور و أفضت الدهور إلي أن بعث اللّه محمّدا صلّي اللّه عليه و آله للنبوّة و اختاره للرسالة و أنزل عليه كتابا ثم أمره بالدعاء إلي اللّه عزّ و جل فكان أبي عليه السّلام أول من استجاب للّه تعالي و لرسوله صلّي اللّه عليه و آله،و أول من آمن و صدق اللّه و رسوله،و قد قال اللّه تعالي في كتابه المنزل علي نبيّه المرسل أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (1) فرسول اللّه علي بيّنة من ربّه و أبي الذي يتلوه و هو شاهد.

و قد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين أمره أن يسير إلي مكة و الموسم ببراءة:سربها يا علي فإنّي أمرت أن لا يسير بها إلاّ أنا أو رجل منّي،و أنت هو،فعليّ من رسول اللّه و رسوله اللّه صلّي اللّه عليه و آله منه و قال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله حين قضي بينه و بين أخيه جعفر بن أبي طالب و مولاه زيد بن حارثة في ابنه حمزة:أمّا أنت يا عليّ فمنّي و أنا منك و أنت وليّ كلّ مؤمن من بعدي،فصدق أبي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله سابقا و وقاه بنفسه ثمّ لم يزل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في كلّ موطن يقدّمه و لكلّ شديدة يرسله ثقة منه به و طمأنينة إليه لعلمه بنصيحة اللّه و رسوله،و أنه أقرب المقربين من اللّه و رسوله و قد قال اللّه عزّ و جلّ وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (2) فكان أبي سابق السابقين إلي اللّه عزّ و جلّ و إلي رسوله صلّي اللّه عليه و آله و أقرب الأقربين و قد قال اللّه تعالي: لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَ قاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً (3) فأبي كان أوّلهم إسلاما و إيمانا و أوّلهم إلي اللّه و رسوله صلّي اللّه عليه و آله هجرة و لحوقا و أوّلهم علي وجده و وسعه نفقة قال سبحانه: وَ الَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَ لِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَ لا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (4) فالناس من جميع الامم ليستغفروا له بسبقه إيّاهم إلي الإيمان و نبيّه صلّي اللّه عليه و آله،و ذلك أنّه لم يسبقه إلي الإيمان به أحد و قد قال اللّه تعالي: وَ السّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ وَ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ (5) فهو سابق جميع السابقين فكما أنّ اللّه عزّ و جلّ فضّل السابقين علي المتخلفين و المتأخّرين فكذلك فضّل سابق السابقين علي السابقين و قد قال اللّه عزّ و جلّ: أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ (6) فهو المجاهد في سبيل اللّه حقّا و فيه نزلت هذه الآية و كان ممّن استجاب لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عمّه حمزة و جعفر بن عمّه فقتلا شهيدين رضي اللّه عنهما في قتلي كثيرين معهما من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فجعل اللّه تعالي حمزة سيد الشهداء من بينهم،و جعل لجعفر جناحين يطير بهما مع الملائكة كيف يشاء من بينهم و ذلك لمكانهما من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و منزلتهما و قرابتهما منه صلّي اللّه عليه و آله،و كذلك جعل اللّه تعالي لنساء النبي صلّي اللّه عليه و آله للمحسنة منهن أجرين،و للمسيئة منهن و زرين ضعفين لمكانهن من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و جعل الصلاة في مسجد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بألف صلاة في سائر المساجد إلاّ المسجد الحرام و مسجد إبراهيم خليله عليه السّلام بمكة و ذلك لمكان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من ربّه، و فرض اللّه عز و جل الصلاة علي نبيه صلّي اللّه عليه و آله علي كافّة المؤمنين،فقالوا:يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كيف الصلاة عليك؟

و قد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين أمره أن يسير إلي مكة و الموسم ببراءة:سربها يا علي فإنّي أمرت أن لا يسير بها إلاّ أنا أو رجل منّي،و أنت هو،فعليّ من رسول اللّه و رسوله اللّه صلّي اللّه عليه و آله منه و قال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله حين قضي بينه و بين أخيه جعفر بن أبي طالب و مولاه زيد بن حارثة في ابنه حمزة:أمّا أنت يا عليّ فمنّي و أنا منك و أنت وليّ كلّ مؤمن من بعدي،فصدق أبي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله سابقا و وقاه بنفسه ثمّ لم يزل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في كلّ موطن يقدّمه و لكلّ شديدة يرسله ثقة منه به و طمأنينة إليه لعلمه بنصيحة اللّه و رسوله،و أنه أقرب المقربين من اللّه و رسوله و قد قال اللّه عزّ و جلّ وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (7) فكان أبي سابق السابقين إلي اللّه عزّ و جلّ و إلي رسوله صلّي اللّه عليه و آله و أقرب الأقربين و قد قال اللّه تعالي: لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَ قاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً (8) فأبي كان أوّلهم إسلاما و إيمانا و أوّلهم إلي اللّه و رسوله صلّي اللّه عليه و آله هجرة و لحوقا و أوّلهم علي وجده و وسعه نفقة قال سبحانه: وَ الَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَ لِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَ لا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (9) فالناس من جميع الامم ليستغفروا له بسبقه إيّاهم إلي الإيمان و نبيّه صلّي اللّه عليه و آله،و ذلك أنّه لم يسبقه إلي الإيمان به أحد و قد قال اللّه تعالي: وَ السّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ وَ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ (10) فهو سابق جميع السابقين فكما أنّ اللّه عزّ و جلّ فضّل السابقين علي المتخلفين و المتأخّرين فكذلك فضّل سابق السابقين علي السابقين و قد قال اللّه عزّ و جلّ: أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ

ص: 266


1- سوره 11 - آيه 17
2- سوره 56 - آيه 10
3- سوره 57 - آيه 10
4- سوره 59 - آيه 10
5- سوره 9 - آيه 100
6- سوره 9 - آيه 19
7- سوره 56 - آيه 10
8- سوره 57 - آيه 10
9- سوره 59 - آيه 10
10- سوره 9 - آيه 100

وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ (1) فهو المجاهد في سبيل اللّه حقّا و فيه نزلت هذه الآية و كان ممّن استجاب لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عمّه حمزة و جعفر بن عمّه فقتلا شهيدين رضي اللّه عنهما في قتلي كثيرين معهما من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فجعل اللّه تعالي حمزة سيد الشهداء من بينهم،و جعل لجعفر جناحين يطير بهما مع الملائكة كيف يشاء من بينهم و ذلك لمكانهما من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و منزلتهما و قرابتهما منه صلّي اللّه عليه و آله،و كذلك جعل اللّه تعالي لنساء النبي صلّي اللّه عليه و آله للمحسنة منهن أجرين،و للمسيئة منهن و زرين ضعفين لمكانهن من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و جعل الصلاة في مسجد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بألف صلاة في سائر المساجد إلاّ المسجد الحرام و مسجد إبراهيم خليله عليه السّلام بمكة و ذلك لمكان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من ربّه، و فرض اللّه عز و جل الصلاة علي نبيه صلّي اللّه عليه و آله علي كافّة المؤمنين،فقالوا:يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كيف الصلاة عليك؟

فقال:قولوا:اللّهم صلّ علي محمّد و آل محمّد،فحقّ علي كلّ مسلم أن يصلّي علينا مع الصلاة علي النبيّ فريضة واجبة،و أحلّ اللّه خمس الغنيمة لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أوجبها له في كتابه فأوجب لنا من ذلك ما أوجب له،و حرّم عليه الصدقة و حرّمها علينا منه فأدخلنا فله الحمد فيما أدخل فيه نبيّه صلّي اللّه عليه و آله و أخرجنا و نزهنا ممّا أخرجه منه و نزهه عنه كرامة أكرمنا اللّه عزّ و جلّ بها و فضيلة فضّلنا بها علي سائر العباد فقال اللّه تعالي لمحمّد صلّي اللّه عليه و آله حين جحده كفرة أهل الكتاب و حاجّوه فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَي الْكاذِبِينَ (2) فأخرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من الأنفس معه أبي و من البنين أنا و أخي و من النساء فاطمة أمّي و من الناس جميعا،فنحن أهله و لحمه و دمه و نفسه و نحن منه و هو منّا و قد قال اللّه تعالي: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (3) فلمّا نزلت آية التطهير جمعنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنا و أخي و أمّي و أبي فجعلنا و نفسه في كساء لامّ سلمة خيبري و ذلك في حجرتها و في يومها فقال:اللّهم هؤلاء أهل بيتي و هؤلاء أهلي و عترتي فأذهب عنهم الرجس و طهّرهم تطهيرا،فقالت أمّ سلمة(رض):أنا أدخل معهم يا رسول اللّه؟

فقال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يرحمك اللّه أنت علي خير و إلي خير،و ما أرضاني عنك و لكنّها خاصّة لي و لهم،ثمّ مكث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بعد ذلك بقيّة عمره حتّي قبضه اللّه إليه يأتينا في كلّ يوم عند طلوع الفجر فيقول:الصلاة يرحمكم اللّه إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهّركم تطهيرا و أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بسدّ الأبواب الشارعة في مسجده غير بابنا فكلّموه في ذلك فقال:أما إنّي لم أسدّ أبوابكم و لم أفتح باب عليّ من تلقاء نفسي و لكنّي اتّبع ما يوحي إليّ و إنّ اللّه أمر بسدّها

ص: 267


1- سوره 9 - آيه 19
2- سوره 3 - آيه 61
3- سوره 33 - آيه 33

و فتح بابه،و لم يكن من بعد ذلك أحد تصيبه جنابة في مسجد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و يولد فيه غيرنا الأولاد غير رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أبي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام تكرمة من اللّه تعالي لنا و تفضّلا اختصّنا به علي جميع الناس،و هذا باب أبي قرين باب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مسجده و منزلنا بين منازل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و ذلك أنّ اللّه أمر نبيّه صلّي اللّه عليه و آله أن يبني مسجده فبني فيه عشرة أبيات تسعة لنبيّه و أزواجه و عاشرها و هو متوسّطها لأبي،فها هو بسبيل مقيم و البيت هو المسجد المطهّر و هو الذي قال اللّه تعالي:أهل البيت فنحن أهل البيت و نحن الذين أذهب اللّه عنّا الرجس و طهّرنا تطهيرا.

أيّها الناس إنّي لو قمت حولا فحولا أذكر الذي أعطانا اللّه عزّ و جلّ و خصّنا به من الفضل في كتابه و علي لسان نبيّه لم أحصه،و أنا ابن النذير البشير و السراج المنير الذي جعله اللّه رحمة للعالمين و أبي عليّ وليّ المؤمنين و شبيه هارون،و إنّ معاوية بن صخر زعم أنّي رأيته للخلافة أهلا و لم أر نفسي لها أهلا فكذّب معاوية،و أيم اللّه لإنّا أولي الناس بالناس في كتاب اللّه و علي لسان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غير إنّا لم نزل أهل البيت مخيفين مظلومين مضطهدين منذ قبض رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فاللّه بيننا و بين من ظلمنا حقّنا و نزل علي رقابنا و حمل الناس علي أكتافنا و منعنا سهمنا في كتاب اللّه من الفيء و الغنائم،و منع أمّنا فاطمة إرثها من أبيها،إنّا لا نسمّي أحدا و لكن أقسم باللّه قسما تاليا لو أنّ الناس سمعوا قول اللّه عزّ و جلّ و رسوله لأعطتهم السماء قطرها و الأرض بركتها و لما اختلف في هذه الامّة سيفان،و لأكلوها خضراء خضرة إلي يوم القيامة و اذا و ما طمعت فيها يا معاوية و لكنّها لمّا اخرجت سالفا من معدنها و زحزحت عن قواعدها تنازعتها قريش بينها و ترامتها كترامي الكرة حتّي طمعت فيها أنت يا معاوية و أصحابك من بعدك.

و قد قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما ولّت أمّة أمرها رجلا قط و فيهم من هو أعلم منه إلاّ لم يزل أمرهم يذهب سفالا حتّي يرجعوا إلي ما تركوا،و قد تركت بنو إسرائيل و كانوا أصحاب موسي عليه السّلام هارون أخاه و خليفته و وزيره و عكفوا علي العجل و أطاعوا فيه سامريهم و هم يعلمون أنّه خليفة موسي، و قد سمعت هذه الامّة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول ذلك لأبي عليه السّلام إنّه منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي،و قد رأوا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حين نصبه لهم بغدير خم و سمعوه و نادي له بالولاية ثمّ أمرهم أن يبلغ الشاهد منهم الغائب،و قد خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حذارا من قومه إلي الغار لما أجمعوا علي أن يمكروا به و هو يدعوهم لمّا لم يجد عليهم أعوانا و لو وجد عليهم أعوانا لجاهدهم،و قد كفّ أبي يده و ناشدهم و استغاث أصحابه فلم يغث و لم ينصر و لو وجد أعوانا ما أجابهم،و قد جعل في سعة كما جعل النبيّ صلّي اللّه عليه و آله في سعة،و قد خذلتني الامّة و بايعتك يا ابن حرب و لو وجدت عليك

ص: 268

أعوانا يخلصون ما بايعتك و قد جعل اللّه عزّ و جلّ هارون في سعة حين استضعفه قومه و عادوه كذلك أنا و أبي في سعة من اللّه حين تركتنا الامّة و تابعت غيرنا و لم نجد عليهم أعوانا و إنّما هي السنن و الأمثال تتبع بعضها بعضا.

أيّها الناس إنّكم لو التمستم بين المشرق و المغرب رجلا جدّه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أبوه وصيّ رسول اللّه لم تجدوا غيري و غير أخي فاتّقوا اللّه و لا تضلّوا بعد البيان،فكيف بكم؟و أنّي ذلك منكم؟ألا و إنّي قد تابعت هذا-و أشار بيده إلي معاوية-و أنا أدري لعلّه فتنة لكم و متاع إلي حين.أيّها الناس إنّه لا يعاب أحد بترك حقّه و إنّما يعاب أن يأخذ ما ليس له،و كلّ صواب نافع و كل خطأ ضارّ لأهله و قد كانت القضية ففهمها سليمان فنفعت سليمان و لم تضرّ داود،و أمّا القرابة فقد نفعت المشرك و هي و اللّه للمؤمن أنفع،قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعمّه أبي طالب و هو في الموت:قل:لا إله إلاّ اللّه أشفع لك بها يوم القيامة،و لم يكن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول له و يعد إلاّ ما يكون منه علي يقين و ليس ذلك لأحد من الناس كلّهم غير شيخنا أعني أبا طالب يقول اللّه عزّ و جلّ: وَ لَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتّي إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَ لاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَ هُمْ كُفّارٌ أُولئِكَ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (1) .

أيّها الناس اسمعوا وعوا و اتقوا اللّه و راجعوا و هيهات منكم الرجعة إلي الحقّ و قد صارعكم النكوص و خامركم الطغيان و الجحود،أ نلزمكموها و أنتم لها كارهون و السلام علي من اتّبع الهدي.

قال:فقال معاوية:و اللّه ما نزل الحسن حتّي أظلمت عليّ الأرض و هممت أن أبطش به ثمّ علمت أنّ الإغضاء أقرب إلي العافية (2).

الثالث عشر: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا محمد بن هارون بن حميد بن المجدّر قال:حدّثنا محمد بن حميد الرازي قال:حدّثنا جرير عن أبي شعيب بن إسحاق (3)عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال:كنت عند معاوية و قد نزل بذي طوي فجاءه سعد بن أبي وقّاص و سلّم عليه فقال معاوية:يا أهل الشام هذا سعد و هو صديق لعليّ قال:فطأطأ القوم رءوسهم و سبّوا عليّا عليه السّلام فبكي سعد فقال له معاوية:ما الذي أبكاك؟

قال:و لم لا أبكي لرجل من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يسبّ عندك و لا أستطيع أن أغيّر،و قد كان

ص: 269


1- سوره 4 - آيه 18
2- أمالي الطوسي /561مجلس /21ح 1.بحار الأنوار:/139/10ح 5.
3- في المصدر:أشعث بن اسحاق.

فيه خصال لأن أكون في واحدة منهنّ أحبّ من الدنيا و ما فيها:أحدها:إنّ رجلا كان باليمن فجاءه عليّ بن أبي طالب فقال:لأشكونّك إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقدم علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فسأله عن عليّ عليه السّلام فثني عليه فقال:أنشدك اللّه الذي أنزل عليّ الكتاب و اختصّني بالرسالة أ عن سخط تقول ما تقول في عليّ عليه السّلام؟قال:نعم يا رسول اللّه قال:ألا تعلم أنّي أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟

قال:بلي،قال:فمن كنت مولاه فعليّ مولاه،و الثانية:أنّه بعث يوم خيبر عمر بن الخطّاب إلي القتال فهزم و أصحابه فقال صلّي اللّه عليه و آله:لأعطينّ الراية غدا إنسانا يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله فقعد المسلمون و عليّ عليه السّلام أرمد فدعاه فقال:خذ الراية فقال:يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إنّ عيني كما تري فتفل فيها فقام فأخذ الراية ثمّ مضي بها حتّي فتح اللّه عليه،و الثالثة:خلّفه في بعض مغازيه فقال عليّ:يا رسول اللّه خلّفتني مع النساء و الصبيان فقال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله :أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي؟

و الرابعة:سدّ الأبواب في المسجد إلاّ باب عليّ.و الخامسة:نزلت هذه الآية إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) فدعا النبيّ عليّا و حسنا و حسينا و فاطمة عليهم السّلام فقال:اللّهمّ هؤلاء أهلي فأذهب عنهم الرجس و طهّرهم تطهيرا (2).

الرابع عشر: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن جويرية الجندي سابوري من أصل كتابه قال:حدّثنا عليّ بن منصور الترجماني قال:

أخبرنا الحسن بن عنبسة النهشلي قال:حدّثنا شريك بن عبد اللّه النخعي القاضي عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون الأزدي أنّه ذكر عنده عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فقال:إنّ قوما ينالون منه أولئك هم وقود النار،و لقد سمعت عدة من أصحاب محمّد صلّي اللّه عليه و آله منهم حذيفة بن اليمان و كعب بن عجرة يقول كلّ رجل منهم:لقد أعطي عليّ ما لم يعطه بشر،هو زوج فاطمة سيّدة نساء الأوّلين و الآخرين فمن رأي مثلها أو سمع أنّه تزوّج بمثلها أحد في الأوّلين و الآخرين؟و هو أبو الحسن و الحسين سيّدي شباب أهل الجنّة من الأوّلين و الآخرين فمن له أيّها الناس مثلهما؟و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حموه و هو وصيّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في أهله و أزواجه،و سدّ الأبواب التي في المسجد كلّها غير بابه و هو صاحب الراية يوم خيبر و تفل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يومئذ في عينيه و هو أرمد فما اشتكي منها من بعد و لا وجد حرّا و لا قرّا بعد يومه ذلك،و هو صاحب يوم غدير خمّ إذ نوّه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله باسمه و ألزم أمّته ولايته و عرّفهم بخطره و بيّن لهم مكانه فقال:أيّها الناس من أولي بكم منكم بأنفسكم؟

ص: 270


1- سوره 33 - آيه 33
2- أمالي الطوسي /599مجلس /21ح 17.

قالوا:اللّه و رسوله قال:فمن كنت مولاه فهذا عليّ مولاه،و هو صاحب العباء و من أذهب اللّه عزّ و جلّ عنه الرجس و طهّره تطهيرا،و هو صاحب الطائر حين قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:اللّهم ايتني بأحبّ خلقك إليك و إليّ،فجاء عليّ عليه السّلام فأكل معه و هو صاحب سورة براءة حين نزل بها جبرئيل عليه السّلام علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد سار أبو بكر بالسورة فقال له:يا محمّد إنّه لا يبلّغها إلاّ أنت أو عليّ،إنّه منك و أنت منه فكان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله منه في حياته و بعد وفاته،و هو عيبة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و من قال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:أنا مدينة العلم و عليّ بابها فمن أراد العلم فليأت المدينة من بابها كما أمر اللّه وَ أْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها (1) و هو مفرّج الكرب عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في الحروب و هو أوّل من آمن برسول اللّه و صدّقه و اتبعه و هو أوّل من صلّي،فمن أعظم فرية علي اللّه و علي رسوله ممّن قاس به أحد أو شبه به بشرا (2).

الخامس عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن محمد الحسني قال:حدّثنا أبو جعفر محمد بن حفص الخثعمي قال:حدّثنا الحسن بن عبد الواحد قال:حدّثني أحمد بن التغلبي قال:حدّثني محمد بن عبد الحميد قال:حدّثني حفص بن منصور العطّار قال:حدّثنا أبو سعيد الورّاق عن أبيه عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليه السّلام و ذكر حديث مناشدة أمير المؤمنين عليه السّلام أبا بكر و احتجاجه عليه بالنصوص الواردة له الدالّة علي إمامته عليه السّلام من فضائله و سوابقه من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و في كلّ ذلك يصدّقه أبو بكر فكان فيما قال عليه السّلام قال:فأنشدك باللّه أنت الذي أمر رسول اللّه بفتح بابه في مسجده حين أمر بسدّ جميع أبواب أصحابه و أهل بيته و أحلّ له فيه ما أحلّه اللّه له أم أنا؟قال:بل أنت (3).

ص: 271


1- سوره 2 - آيه 189
2- أمالي الطوسي /559مجلس /20ح 8.
3- الخصال /552ح 30.

الباب الحادي و المائة

حديث الصدّيقون ثلاثة و أفضلهم عليّ عليه السّلام و هو الصدّيق الأكبر

من طريق العامّة و فيه ستّة عشر حديثا الأوّل: من مسند أحمد بن حنبل روي عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا ابن نمير و أبو أحمد الزبيري قالا:حدّثنا العلاء بن صالح عن المنهال بن عمرو عن عبّاد بن عبد اللّه قال:سمعت عليّا عليه السّلام يقول:أنا عبد اللّه و أخو رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال ابن نمير في حديثه:و أنا الصدّيق الأكبر لا يقولها بعد إلاّ-قال أبو أحمد:-لا يقولها بعدي إلاّ كاذب مفتر،و لقد صلّيت قبل الناس بسبع سنين (1).

الثاني: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل،حدّثنا محمد قال:حدّثنا الحسن بن عبد الرّحمن الأنصاري قال:حدّثنا عمرو بن جميع عن أبي ليلي عن أخيه عيسي بن عبد الرّحمن بن أبي ليلي عن أبيه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:الصدّيقون ثلاثة حبيب بن موسي النجّار و هو مؤمن آل يس،و حزقيل مؤمن آل فرعون،و عليّ بن أبي طالب الثالث هو أفضلهم (2).

الثالث: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:و فيما كتب إلينا عبد اللّه بن غنّام الكوفي يذكر أنّ الحسن ابن عبد الرّحمن بن أبي ليلي المكفوف حدّثهم قال،أخبرنا عمرو بن جميع البصري عن عيسي بن عبد الرّحمن عن عبد الرّحمن عن أبيه أبي ليلي قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:الصدّيقون ثلاثة:حبيب مؤمن آل يس الذي قال: يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (3) و حزقيل مؤمن آل فرعون الذي قال أَ تَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللّهُ (4) و عليّ بن أبي طالب و هو أفضلهم (5).

الرابع: من الجزء الثاني من أجزاء اثنين من كتاب الفردوس و هو نصف الكتاب من تصنيف ابن شيرويه الديلمي في باب الصاد عن داود بن بلال قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:الصدّيقون ثلاثة:حبيب النجّار مؤمن آل يس،و حزقيل مؤمن آل فرعون،و عليّ بن أبي طالب هو أفضلهم (6).

الخامس: الثعلبي في تفسير قوله تعالي: اَلسّابِقُونَ السّابِقُونَ (7) قال:روي عبيد اللّه بن محمد

ص: 272


1- فضائل الصحابة لابن حنبل:/586/2ح 993.
2- فضائل الصحابة لابن حنبل:/627/2ح 1072.
3- سوره 36 - آيه 20
4- سوره 40 - آيه 28
5- فضائل الصحابة لابن حنبل:/655/2ح 1117.
6- نقله عنه ابن البطريق في العمدة /221ح 349.
7- سوره 56 - آيه 10

عن العلاء عن المنهال بن عمرو عن عبّاد بن عبد اللّه قال:سمعت عليّا عليه السّلام يقول:أنا عبد اللّه و أخي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أنا الصدّيق الأكبر،لا يقولها بعدي إلاّ مفتر،صلّيت قبل الناس سبع سنين (1).

السادس: مناقب المغازلي الفقيه الشافعي قال:أخبرنا أبو الحسين عليّ بن عمر بن عبد اللّه بن شوذب سنة ثمان و ثلاثين و أربعمائة قال:أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك بن شبيب القطيعي قال:حدّثنا محمد بن يونس أبو العبّاس الكديمي قال:حدّثنا الحسن بن عبد الرّحمن الأنصاري،حدّثنا عمرو بن جميع عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلي عن أخيه عيسي ابن عبد الرّحمن بن أبي ليلي عن أبيه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:الصدّيقون ثلاثة:حبيب بن موسي النجّار مؤمن آل يس،و حزقيل مؤمن آل فرعون،و عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و هو أفضلهم (2).

السابع: ابن المغازلي أيضا قال:أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهّاب اذنا قال:أخبرنا عمر بن عبد اللّه بن شوذب قال:حدّثنا محمد بن سمعان العدل الواسطي الحافظ قال:حدّثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة و أحمد بن عمار بن خالد قالا:حدّثنا الحسن بن عبد الرّحمن بن أبي ليلي قال:

حدّثنا عمرو بن جميع البصري عن محمد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلي عن أخيه عن أبي عيسي ابن عبد الرّحمن عن أبيه عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال:الصدّيقون ثلاثة:حبيب النجّار مؤمن آل يس الذي قال: يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (3) و حزقيل مؤمن آل فرعون الذي قال أَ تَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللّهُ (4) و عليّ ابن أبي طالب و هو أفضلهم (5).

الثامن: موفق بن أحمد من رجال العامّة قال:أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ سيّد الحفّاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي الهمذاني فيما كتب إليّ من همدان إجازة عن الشريف أبي طالب المفضّل بن محمد بن طاهر الجعفري باصبهان عن الحافظ أبي بكر محمد بن موسي بن مردويه بن فورك الاصبهاني قال:حدّثني جدّي،حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن السري بن يحيي،حدّثنا محمد بن عثمان بن سعيد،حدثنا الحسن بن عبد الرّحمن بن أبي ليلي عن أبيه عن أبي ليلي قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:الصدّيقون ثلاثة:حبيب النجّار مؤمن آل يس، و حزقيل مؤمن آل فرعون،و عليّ بن أبي طالب الثالث و هو أفضلهم (6).

التاسع: أبو نعيم الاصفهاني بإسناده عن ابن أبي ليلي قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:الصدّيقون ثلاثة:

حبيب النجّار مؤمن آل يس و حزقيل مؤمن آل فرعون و يروي خزقيل و عليّ بن أبي طالب و هو

ص: 273


1- تفسير الثعلبي مخطوط.
2- مناقب ابن المغازلي/161/ح 293.
3- سوره 36 - آيه 20
4- سوره 40 - آيه 28
5- مناقب ابن المغازلي/161/ح 294.
6- المناقب /310ح 307.

أفضلهم.

العاشر: أبو نعيم أيضا بإسناده عن عبّاد بن عبد اللّه قال:سمعت عليّا عليه السّلام يقول:أنا الصدّيق الأكبر لا يقولها بعدي إلاّ كذّاب،صلّيت قبل الناس سبع سنين.

الحادي عشر: موفّق بن أحمد قال:أخبرنا الإمام سيّد الحفّاظ شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إلي من همدان،أخبرنا محمود بن إسماعيل،أخبرنا أحمد بن فاذشاه،أخبرنا الطبراني عن الحسين بن اسحاق التستري عن الحسين بن أبي السرّي العسقلاني عن حسين الأشقر عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عبّاس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:السّبق ثلاثة:

فالسابق إلي موسي يوشع بن نون،و السابق إلي عيسي صاحب يس،و السابق إلي محمّد صلّي اللّه عليه و آله عليّ ابن أبي طالب (1).

الثاني عشر: موفّق بن أحمد قال:ذكر الإمام محمد بن أحمد بن علي بن شاذان قال:حدّثني أحمد بن محمد بن موسي عن عروة عن محمد بن عثمان المعدل عن محمد بن عبد الملك عن يزيد بن هارون عن حمّاد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال:رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في المنام فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا أنس ما حملك علي أن لا تؤدّي ما سمعت منّي في حقّ عليّ بن أبي طالب حتّي أدركتك العقوبة؟و لو لا استغفار علي لك ما شممت رائحة الجنّة أبدا و لكن أبشر في بقيّة عمرك أنّ أولياء عليّ و ذريّته و محبّيهم السابقون الأوّلون إلي الجنّة و هم جيران أولياء اللّه،و أولياء اللّه حمزة و جعفر و الحسن و الحسين،و أمّا عليّ فهو الصدّيق الأكبر لا يخشي يوم القيامة من أحبّه (2).

الثالث عشر: الثعلبي في تفسيره بالاسناد عن عبد الرّحمن بن أبي ليلي عن أبيه قال:سبّاق الامم ثلاثة لم يكفروا باللّه طرفة عين:عليّ بن أبي طالب و صاحب يس و مؤمن آل فرعون فهم الصدّيقون و عليّ أفضلهم (3).

الرابع عشر: صاحب الأربعين رواه بإسناده عن مجاهد عن ابن عبّاس و فضائل أحمد و كشف الثعلبي.

الخامس عشر: ابن شهرآشوب عن عليّ بن الجعد[عن شعبة عن قتادة]عن الحسن عن ابن عبّاس في قوله تعالي: وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ (4) قال:صدّيق هذه الامّة عليّ بن أبي طالب هو الصدّيق الأكبر و الفاروق الأعظم ثمّ قال: وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ (5) قال ابن

ص: 274


1- المناقب /55ح 20.
2- المناقب /72ح 20.
3- نقله القرطبي في تفسيره:20/15.
4- سوره 57 - آيه 19
5- سوره 57 - آيه 19

عبّاس:و هم عليّ و حمزة و جعفر فهم صدّيقون و هم شهداء الرّسل علي اممهم إنّهم قد بلّغوا الرسالة ثمّ قال: لَهُمْ أَجْرُهُمْ (1) علي التصديق بالنبوّة وَ نُورُهُمْ (2) علي الصراط (3).

السادس عشر: الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازي في كتابه المستخرج من تفاسير الاثني عشر في تفسير قوله تعالي: وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ (4) يرفعه إلي ابن عبّاس قال:و الذين آمنوا باللّه و رسله إنّه واحد عليّ بن أبي طالب و حمزة ابن عبد المطلب و جعفر الطيّار أولئك هم الصدّيقون قال:صدّيق هذه الامّة عليّ بن أبي طالب و هو الصدّيق الأكبر و الفاروق الأعظم.

ص: 275


1- سوره 57 - آيه 19
2- سوره 57 - آيه 19
3- مناقب آل أبي طالب:286/2.
4- سوره 57 - آيه 19

الباب الثاني و المائة

في الصدّيقين و أفضلهم عليّ و هو الصدّيق الأكبر

من طريق الخاصّة و فيه ثمانية أحاديث الأوّل: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رحمه اللّه قال:حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن جعفر بن سلمة الأهوازي عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال:حدّثنا أحمد بن عمران بن محمد بن أبي ليلي الأنصاري قال:حدّثنا الحسن بن عبد اللّه عن خالد بن عبد اللّه (1)الأنصاري عن عبد الرّحمن بن أبي ليلي يرفعه قال:الصدّيقون ثلاثة:حبيب النجّار مؤمن آل ياسين الذي يقول:

يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ اِتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَ هُمْ مُهْتَدُونَ (2) ،و حزقيل مؤمن آل فرعون،و عليّ ابن أبي طالب و هو أفضلهم (3).

الثاني: ابن بابويه قال:أخبرني محمد بن علي بن إسماعيل قال:حدّثنا النعماني ابن أبي الدهقان البلدي قال:حدّثنا الحسين بن عبد الرّحمن قال:حدّثنا عبيد اللّه بن موسي عن محمد بن أبي ليلي قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:الصدّيقون ثلاثة:عليّ بن أبي طالب و حبيب النجّار و مؤمن آل فرعون (4).

الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهّاب الاصبهاني قال:[حدثنا أحمد ابن الفضل بن المغيرة قال:حدّثنا أبو نصر منصور بن عبد اللّه بن إبراهيم الأصبهاني قال]،حدّثنا عليّ بن عبد اللّه قال:حدّثنا محمد بن هارون قال:حدّثنا محمد بن المغيرة الشهرزوري قال:حدّثنا يحيي بن الحسين المدائني قال:حدّثنا ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ثلاثة لم يكفروا بالوحي طرفة عين:مؤمن آل ياسين و عليّ بن أبي طالب و آسية امرأة فرعون (5).

الرابع: محمّد بن العبّاس بن ماهيار الثقة في تفسيره عن أحمد بن محمد عن إبراهيم بن إسحاق عن الحسن بن عبد الرّحمن يرفعه إلي عبد الرّحمن بن أبي ليلي قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:الصدّيقون

ص: 276


1- في المصدر:عيسي.
2- سوره 36 - آيه 20
3- أمالي الصدوق /563مجلس /72ح 18.
4- الخصال /184ح /254باب الثلاثة.
5- الخصال /174ح /230باب الثلاثة.

ثلاثة:حبيب النجّار و هو مؤمن آل يس،و حزقيل مؤمن آل فرعون،و علي بن أبي طالب (1).

الخامس: محمد بن العبّاس عن الحسن بن علي المقري بإسناده عن رجاله مرفوعا إلي أبي أيّوب الأنصاري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:الصدّيقون ثلاثة:حزقيل مؤمن آل فرعون،و حبيب صاحب آل يس،و علي بن أبي طالب عليه السّلام و هو أفضل الثلاثة (2).

السادس: محمد بن العبّاس عن جعفر بن محمد بن مالك عن محمد بن عمر عن عبد الرّحمن ابن سليمان عن إسماعيل بن إبراهيم عن عمرو بن المفضل البصري عن عباد بن صهيب عن جعفر ابن محمد عن أبيه عن آبائه قال:هبط علي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله ملك له عشرون ألف رأس فوثب النبيّ صلّي اللّه عليه و آله ليقبّل يده فقال له الملك:مهلا يا محمّد فأنت أكرم علي اللّه من أهل السماوات و أهل الأرضين أجمعين،و الملك يقال له محمود فإذا بين منكبيه:مكتوب لا إله إلاّ اللّه،محمد رسول اللّه،عليّ الصدّيق الأكبر فقال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:حبيبي محمود منذ كم هذا مكتوب بين منكبيك؟قال:من قبل أن يخلق اللّه آدم باثني عشر ألف عام (3).

السابع: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي و محمّد بن الحسن رحمهما اللّه قالا:حدّثنا سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمد بن عيسي عن موسي بن القاسم البجلي عن جعفر بن محمد بن سماعة عن عبد اللّه بن مسكان عن الحكم بن الصلت عن أبي جعفر محمد الباقر عليهما السّلام عن آبائه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:خذوا بحجزة هذا الأنزع-يعني عليّا-فإنّه الصدّيق الأكبر و هو الفاروق يفرق بين الحقّ و الباطل،من أحبّه هداه اللّه و من أبغضه أبغضه و من تخلّف عنه محقه اللّه،و منه سبطا أمّتي الحسن و الحسين و هما ابناي،و من الحسين أئمّة هداة أعطاهم اللّه علمي و فهمي فتولوهم و لا تتّخذوا وليجة من دونهم فيحلّ عليكم غضب من ربّكم و من يحلل عليه غضب من ربّه فقد هوي، و ما الحياة الدنيا إلاّ متاع الغرور (4).

الثامن: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن علي رحمه اللّه قال:حدّثنا عمّي محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن ثابت بن أبي صفيّة عن سعيد ابن جبير عن عبد اللّه بن عبّاس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:معاشر الناس من أحسن من اللّه قيلا و أصدق من اللّه حديثا،معاشر الناس إنّ ربّكم جلّ جلاله أمرني أن أقيم عليا علما و إماما و خليفة و وصيّا،و أن اتّخذه أخا و وزيرا.معاشر الناس إنّ عليا باب الهدي بعدي و الداعي إلي ربّي و هو

ص: 277


1- بحار الأنوار:/410/35ح 4.
2- بحار الأنوار:/38/24ح 12.
3- بحار الأنوار:/37/24ح 13 مع تفاوت يسير في أسماء المحدثين.
4- أمالي الصدوق /285مجلس /38ح 7.

صالح المؤمنين،و من أحسن قولا ممّن دعا إلي اللّه و عمل صالحا و قال إنني من المسلمين.

معاشر الناس إنّ عليّا منّي،ولده ولدي و هو زوج حبيبتي،أمره أمري و نهيه نهيي.معاشر الناس عليكم بطاعته و اجتناب معصيته فإنّ طاعته طاعتي و معصيته معصيتي.معاشر الناس إنّ عليّا صدّيق هذه الامّة و فاروقها و محدّثها،إنّه هارونها و يوشعها و آصفها و شمعونها،إنّه باب حطّتها و سفينة نجاتها،إنّه طالوتها و ذو قرنيها.معاشر الناس إنّه حجّة الوري و الحجّة العظمي و الآية الكبري و إمام الهدي و العروة الوثقي.معاشر الناس[إن عليا مع الحق و الحق معه و علي لسانه.

معاشر الناس]إنّ عليّا قسيم النار لا يدخل النار وليّ له و لا ينجو منها عدوّ له،إنّه قسيم الجنّة لا يدخلها عدوّ له و لا يتزحزح منها وليّ له.معاشر أصحابي قد نصحت لكم و بلغتكم رسالة ربّي و لكن لا تحبّون الناصحين،أقول قولي هذا و أستغفر اللّه لي و لكم (1).

ص: 278


1- أمالي الصدوق /82مجلس /8ح 4.

الباب الثالث و المائة

في قلعه الأصنام عن ظهر الكعبة

من طريق العامّة و فيه خمسة أحاديث الأوّل: ابن المغازلي الشافعي قال:أخبرنا أبو نصر أحمد بن موسي الطحّان إجازة عن القاضي أبو الفرج أحمد بن علي بن جعفر بن المعلي الخيوطي قال:حدّثنا محمد بن الحسن الحساني قال:

حدّثنا محمد بن غياث،حدّثنا هدبة بن خالد،حدّثنا حماد بن يزيد عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ بن أبي طالب يوم فتح مكّة:أ ما تري هذا الصنم بأعلي الكعبة؟قال:بلي يا رسول اللّه قال:فأحملك فتناوله قال:بل أنا أحملك يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال عليه السّلام:لو أنّ ربيعة و مضر جهدوا أن يحملوا منّي بضعة و أنا حيّ لما قدروا و لكن قف يا علي،فضرب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يديه إلي ساقي عليّ فوق القرنوس ثمّ اقتلعه من الأرض بيده فرفعه حتّي تبيّن بياض إبطيه ثمّ قال لي:ما تري يا عليّ؟قال:أري أنّ اللّه عزّ و جلّ قد شرّفني بك حتّي أنّي لو أردت أن أمسّ السماء لمسستها،فقال له:تناول الصنم يا عليّ فتناوله عليّ فرمي به ثمّ خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من تحت عليّ و قد ترك رجليه فسقط إلي الأرض فضحك فقال له:ما أضحك يا عليّ؟فقال:سقطت من أعلي الكعبة فما أصابني شيء،فقال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:و كيف يصيبك شيء و إنّما حملك محمّد و أنزلك جبرائيل (1).

الثاني: موفّق بن أحمد قال:أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن عليّ بن أحمد العاصمي الخوارزمي،أخبرنا شيخ القضاة أحمد بن إسماعيل الواعظ (2)،أخبرنا والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي،أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ،حدّثنا أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة القاضي إملاء،حدّثنا عبد اللّه بن روح الفرائضي،حدّثنا شبابة بن سوار،حدّثنا نعيم بن حكيم حدّثنا أبو مريم عن عليّ بن أبي طالب كرّم اللّه وجهه قال:انطلق بي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حتّي أتي بي إلي الكعبة فقال لي:اجلس إلي جنب الكعبة فصعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله منكبي ثمّ قال لي:انهض،فنهضت فلمّا رأي ضعفي تحته فقال لي:اجلس فنزل و جلس و قال لي:يا علي اصعد علي منكبي فصعدت

ص: 279


1- مناقب ابن المغازلي /142ح 240.
2- في المصدر:اسماعيل بن أحمد.

علي منكبيه ثمّ نهض بي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فلمّا نهض بي خيّل لي أن لو شئت نلت افق السماء فصعدت فوق الكعبة و تنحّي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال لي:ألق صنمهم الأكبر صنم قريش و كان من نحاس موتّدا بأوتادا من حديد إلي الأرض فقال لي:عالجه و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:إيه إيه جاء الحقّ و زهق الباطل إنّ الباطل كان زهوقا،فلم أزل أعالجه حتّي استمكنت منه فقال لي:اقذفه فقذفته فتكسّر و نزلت من فوق الكعبة فانطلقت أنا و النبيّ صلّي اللّه عليه و آله نسعي و خشينا أن يرانا أحد من قريش أو غيرهم،قال علي:فما صعدته حتّي الساعة (1).

الثالث: ابن شهرآشوب رواه من طريق العامّة قال:ذكر أبو بكر الشيرازي في نزول القرآن في شأن أمير المؤمنين عليه السّلام عن قتادة عن ابن المسيّب عن أبي هريرة قال:قال لي جابر بن عبد اللّه:دخلنا مع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله مكّة و في البيت و حوله ثلاثمائة و ستّون صنما فأمر بها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فألقيت كلّها لوجوهها و كان علي البيت صنم طويل يقال له هبل فنظر النبيّ صلّي اللّه عليه و آله إلي علي فقال:يا علي تركب عليّ أو أركب عليك لألقي هبل عن ظهر الكعبة،قلت:يا رسول اللّه بل تركبني،فلمّا جلس علي ظهري لم أستطع حمله لثقل الرسالة فقلت:يا رسول اللّه أركبك،فضحك و نزل و طأطأ لي ظهره و استويت عليه فو الذي فلق الحبّة و برأ النسمة لو أردت أن أمسك السماء لمسكتها بيدي فألقيت هبل عن ظهر الكعبة فأنزل اللّه وَ قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ.. (2) (3).

الرابع: ابن شهرآشوب رواه أيضا من طريق العامّة قال:استنابه يوم الفتح في أمر عظيم فإنّه وقف حتّي صعد علي كتفه و تعلّق بسطح الكعبة و صعد و كان يقلع الأصنام بحيث يهتز حيطان البيت ثمّ يرمي بها فتنكسر.رواه أحمد بن حنبل و أبو يحيي الموصلي في مسنديهما و أبو بكر الخطيب في تاريخه و الخطيب الخوارزمي في أربعينه و محمد بن الصّباغ الزعفراني في الفضائل و أبو عبد اللّه الطبري في الخصائص (4).

الخامس: كتاب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة بالاسناد عن مجاهد عن ابن عبّاس أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مرّ داخلا إلي الكعبة و إذا هو بإداوة لابن مسعود معلّقة فقال لأمير المؤمنين عليه السّلام:يا عليّ ايتني بإداوة من تلك الأدوات فأتاه بواحدة فشرب منها و توضّأ ثمّ نظر إلي ابن مسعود قال له:ما هذه الأخلاق التي أجدها في أدواتك؟فقال ابن مسعود:فداك أبي و أمّي يا رسول اللّه ثقل علي الماء بمكّة فأخذت تميرات فمرتهن بأدواتي ليعذب الماء علي،فقال عليه السّلام:حلال و ماء طهور ثمّ قام

ص: 280


1- المناقب /123ح 139.
2- سوره 17 - آيه 81
3- مناقب آل أبي طالب:398/1.
4- مناقب آل أبي طالب:398/1.

و أخذ المفتاح من شيبة و فتح الباب و قال العبّاس بن عبد المطّلب:يا رسول اللّه أ ليس أنا عمّك و صنو أبيك؟فقال:بلي فما حاجتك يا عمّ؟فقال:تعطيني مفتاح الكعبة فقال:هو لك يا عمّ فهبط جبرائيل عليه السّلام و قال:إنّ اللّه يقرئك السلام و يقول لك أن تؤدّوا الأمانات إلي أهلها فاستعاد المفتاح من العبّاس و أعاده إلي شيبة،و دخل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي الكعبة فإذا هو بصورة إبراهيم فقال:لا تعبدوا الصور و التماثيل فإنّ اللّه عزّ و جلّ يبغضها و يبغض صانعها،و جعل يحلّها بطرف ردائه فلمّا خرج قال لشيبة:اغلق الباب ثمّ رفع رأسه فإذا هو بصنم علي ظهر الكعبة فقال لعليّ عليه السّلام:يا علي كيف لي بهذا الصنم؟فقال:يا رسول اللّه أنكب لك فارق علي ظهري و تناوله فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:يا علي لو جهدت أمّتي من أوّلها إلي آخرها أن يحملوا عضوا من أعضائي ما قدروا علي ذلك و لكن ادن منّي يا علي،قال:فدنوت منه فضرب بيده إلي ساقي فأقلعني من الأرض و انتصب بي فإذا أنا علي كتفيه فقال:يا علي سمّ و خذه فأخذت الصنم فضربت به الأرض فتفثت ثلاثا فقال النبيّ:يا علي ما تري و أنت علي كتفي؟قلت:خيرا فداك أبي و أمّي يا رسول اللّه،لو أردت أن أمسّ السماء بيدي لقدرت فقال له:يا علي زادك اللّه شرفا إلي شرفك،ثمّ انحسر عليه السّلام من تحتي فوقعت علي الأرض و ضحكت فقال:ما يضحك يا علي؟

فقلت:فداك أبي و أمّي يا رسول اللّه وقعت من أعلي الكعبة إلي الأرض فلم أتألّم من الوقع، فقال:يا علي كيف تتألّم و قد حملك محمد و أنزلك جبرئيل؟و مضي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال العبّاس يفتخر:أنا سيّد قريش و أكرمها حسبا و أفخرها مركبا و بيدي سقاية الحاجّ لا يليها غيري فقال شيبة:

لا،بل أنا سيّد قريش و بيدي سدانة الكعبة لا يليها غيري فقال عليّ عليه السّلام أبغضتماني بمقالتكما أنا سيّدكما و سيّد أهل الأرض بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنا الذي ضربت وجوهكما حتّي آمنتما فأقررتما أنّ محمّدا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فغضبا من قوله و أتيا النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فأخبراه بما قال عليّ لهما فهبط جبرئيل عليه السّلام و قال:يا محمّد،الحقّ يقرئك السلام و يقول لك:قل لشيبة و العبّاس أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللّهِ (1) الآية،يا محمّد عليّ خير منهما.

ص: 281


1- سوره 9 - آيه 19

الباب الرابع و المائة

في قلعه الأصنام عن ظهر الكعبة

من طريق الخاصّة و فيه حديثان الأوّل: ابن بابويه قال:حدّثنا أبو علي بن أحمد بن يحيي المكتب قال:حدّثنا أحمد بن محمد الوراق قال:حدّثنا بشر بن سعيد بن قلبويه المعدّل بالرافقة قال:حدّثنا عبد الجبّار بن كثير التميمي اليماني قال:سمعت محمّد بن حرب الهلالي قال:سألت جعفر بن محمّد عليه السّلام فقلت له:يا ابن رسول اللّه في نفسي مسألة اريد أن أسألك عنها فقال:إن شئت أخبرتك بمسألتك قبل أن تسألني،و إن شئت قل قال:قلت له:يا ابن رسول اللّه و بأيّ شيء تعرف ما في نفسي قبل سؤالي؟قال:بالتوسّم و التفرّس،أ ما سمعت قول اللّه عزّ و جلّ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (1) و قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:اتّقوا فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور اللّه قال:فقلت له:يا ابن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فأخبرني بمسألتي قال:أردت أن تسألني عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لم لم يطق حمله عليّ بن أبي طالب عليه السّلام عند حطّ الأصنام من سطح الكعبة مع قوّته و شدّته و ما ظهر منه في قلع باب القموص بخيبر و الرمي به إلي ورائه أربعين ذراعا و كان لا يطيق حمله أربعون رجلا،و قد كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يركب الناقة و الفرس و الحمار و ركب البراق ليلة المعراج و كلّ ذلك دون عليّ عليه السّلام في القوّة و الشدّة؟قال:فقلت له:عن هذا و اللّه أردت أن أسألك يا ابن رسول اللّه فأخبرني؟

قال:نعم،إنّ عليّا عليه السّلام برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله تشرف و به ارتفع و به وصل إلي أن أطفأ نار الشرك و أبطل كلّ معبود من دون اللّه عزّ و جلّ و لو علاه النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لحطة الأصنام لكان عليه السّلام بعلي مرتفعا و متشرّفا و واصلا إلي حط الأصنام و لو كان ذلك كذلك لكان أفضل منه،ألا تري أنّ عليّا عليه السّلام قال:لما علوت ظهر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله شرفت و ارتفعت حتّي لو شئت أن أنال السماء لنلتها؟أ ما علمت أنّ المصباح هو الذي يهتدي به في الظلمة و انبعاث فرعه من أصله و قد قال علي عليه السّلام:أنا من أحمد كالضوء من الضوء؟أ ما علمت أنّ محمّدا و عليّا صلوات اللّه عليهما كانا نورا بين يدي اللّه عزّ و جلّ قبل خلق الخلق بألفي عام،و أنّ الملائكة لمّا رأت ذلك النور رأت له أصلا قد تشعب منه شعاع لامع فقالوا:

إلهنا و سيّدنا ما هذا النور؟فأوحي اللّه تبارك و تعالي إليهم هذا نور من نوري أصله نبوّة و فرعه إمامة،

ص: 282


1- سوره 15 - آيه 75

أمّا النبوّة لمحمّد عبدي و رسولي و أمّا الإمامة فلعليّ حجّتي و وليّي،و لولاهما ما خلقت خلقي،أ ما علمت أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله رفع يد عليّ بغدير خمّ حتّي نظر الناس إلي بياض إبطيهما فجعله مولي المسلمين و إمامهم؟و قد احتمل الحسن و الحسين عليهما السّلام يوم حظيرة بني النجّار فلمّا قال له بعض أصحابه ناولني أحدهما يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:نعم الراكبان،و أبوهما خير منهما،و إنّه يصلّي بأصحابه فأطال سجدة من سجداته فلمّا سلّم قيل له يا رسول اللّه قد أطلت هذه السجدة.

فقال عليه السّلام:إنّ ابني ارتحلني فكرهت أن اعاجله حتّي ينزل،و إنّما أراد عليه السّلام بذلك رفعهم و تشريفهم فالنبيّ صلّي اللّه عليه و آله إمام و نبيّ،و عليّ عليه السّلام إمام ليس بنبيّ و لا رسول فهو غير مطيق لأثقال حمل النبوّة،قال محمّد بن حرب الهلالي فقلت له:زدني يا ابن رسول اللّه؟فقال:إنّك لأهل للزيادة،إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حمل عليّا عليه السّلام علي ظهره يريد بذلك أنّه أبو ولده و إمام الأئمّة من صلبه كما حول رداءه في صلاة الاستسقاء و أراد أن يعلم أصحابه بذلك أنّه تحول الجدب خصبا قال:قلت له:زدني يا ابن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:حمل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا يريد أن يعلم بذلك قومه أنّه الذي يخفّف عن ظهر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ما عليه من الدين و العداة و الاداء عنه من بعده.

قال:فقلت له:يا ابن رسول اللّه زدني فقال:احتمله ليعلم بذلك أنّه قد احتمله،فما حمل إلاّ لأنّه معصوم لا يحمل وزرا فتكون أفعاله عند الناس حكمة و صوابا و قد قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام:يا علي إنّ اللّه تبارك و تعالي حمّلني ذنوب شيعتك ثمّ غفرها لي و ذلك قوله عزّ و جلّ لِيَغْفِرَ لَكَ اللّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ (1) أنزل اللّه عزّ و جلّ عليه عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ (2) قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:أيّها الناس عليكم أنفسكم لا يضرّكم من ضلّ إذا اهتديتم و عليّ نفسي و أخي،أطيعوا عليّا فإنّه مطهّر معصوم لا يضلّ و لا يشقي ثمّ تلا هذه الآية: قُلْ أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ وَ عَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ وَ إِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَ ما عَلَي الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (3) قال محمّد بن حرب:ثمّ قال جعفر بن محمّد عليهما السّلام:أيّها الأمير و لو أخبرتك بما في حمل النبيّ صلّي اللّه عليه و آله عليّا عليه السّلام عند حطّ الأصنام عن سطح الكعبة من المعاني التي أرادها به لقلت:إنّ جعفر بن محمد لمجنون فحسبك من ذلك ما قد سمعت،فقمت إليه و قبّلت رأسه و قلت له:اللّه أعلم حيث يجعل رسالته (4).

الثاني: شرف الدين النجفي قال:ذكر الشيخ الطوسي رحمه اللّه بإسناده عن رجاله عن نعيم بن حكيم عن أبي مريم الثقفي عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:انطلق بي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حتّي أتي بي إلي الكعبة فصعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي منكبي ثمّ قال لي:انهض فنهضت فلمّا رأي منّي ضعفا قال:اجلس

ص: 283


1- سوره 48 - آيه 2
2- سوره 5 - آيه 105
3- سوره 24 - آيه 54
4- علل الشرائع:/173/1باب /139ح 1.

فنزل ثمّ قال لي:يا علي اصعد علي منكبي فصعدت علي منكبه ثمّ نهض بي رسول اللّه و خيّل لي أنّي لو شئت لنلت افق السماء فصعدت فوق الكعبة و تنحّي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال لي:ألق الصنم الأكبر و كان من نحاس موتدا بأوتاد حديد،فقال لي رسول اللّه:عالجه فعالجته و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:جاء الحقّ و زهق الباطل إنّ الباطل كان زهوقا فلم أزل اعالجه حتّي استمكنت منه فقال لي:

اقذفه فقذفته فتكسّر،فنزلت من فوق الكعبة و انطلقت أنا و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و خشينا أن يرانا أحد من قريش و غيرهم (1).

ص: 284


1- انظر:مناقب أمير المؤمنين لمحمد بن سلمان الكوفي 606.

الباب الخامس و المائة

في حديث خاصف النعل

من طريق العامّة و فيه تسعة أحاديث الأوّل: من مسند أحمد بن حنبل روي عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمد قال:حدّثنا يحيي الحماني قال:حدّثنا شريك قال:حدّثنا منصور و لو أنّ غير منصور حدّثني ما قبلته منه و لقد سألته فأبي أن يحدّثني فلمّا جيء بيني و بينه المعرفة كان هو الذي دعاني إليه و ما سألته عنه و لكنه هو ابتدأني به فقال:حدثني ربعي بن خراش قال:حدّثنا علي بن أبي طالب عليه السّلام بالرحبة قال:اجتمعت قريش إلي النبي صلّي اللّه عليه و آله و فيهم سهيل بن عمرو فقالوا:يا محمّد إنّ قومنا لحقوا بك فارددهم علينا فغضب حتّي رئي الغضب في وجهه ثمّ قال:لتنتهين يا معشر قريش أو ليبعثن اللّه عليكم رجلا منكم امتحن اللّه قلبه للايمان يضرب رقابكم علي الإيمان قيل:يا رسول اللّه،أبو بكر؟

قال:لا،قيل:فعمر؟ قال:لا و لكن خاصف النعل في الحجرة،ثمّ قال علي:أما إنّي قد سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:لا تكذبوا عليّ فمن كذب متعمّدا أو لجته النار (1).

الثاني: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا يحيي ابن آدم قال:حدّثنا يونس ابن إسحاق عن زيد بن ينبع قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لينتهين بنو وليعة أو لأبعثنّ إليهم رجلا يمضي فيهم أمري يقتل المقاتلة و يسبي الذريّة،قال أبو ذرّ:فما راعني إلاّ برد كفّ عمر في حجزتي من خلفي فقال:من تراه يعني؟قلت:ما يعنيك و لكنّه يعني خاصف النعل-يعني عليّا-عليه السّلام (2).

الثالث: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمد بن عبد العزيز البغوي قال:

حدّثنا أحمد بن منصور قال:حدّثنا الأحوص بن جواب قال:حدّثنا عمّار بن رزيق عن الأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال:كنّا جلوسا في المسجد فخرج علينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و علي في بيت فاطمة عليهما السّلام فانقطع شسع نعل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فأعطاها عليّا عليه السّلام يصلحها

ص: 285


1- فضائل الصحابة لابن حنبل:/649/2ح 1105.
2- فضائل الصحابة لابن حنبل:/571/2ح 966.

ثمّ جاء فقام علينا فقال:إنّ منكم من يقاتل علي تأويل القرآن كما قاتلت علي تنزيله،قال أبو بكر:

أنا هو يا رسول اللّه؟قال:لا،قال عمر:أنا هو يا رسول اللّه؟فقال:لا و لكنّه خاصف النعل.قال إسماعيل فحدّثني أنّه شهد يعني عليا بالرحبة فأتاه رجل فقال:يا أمير المؤمنين هل كان من حديث النعل شيء؟قال:أو قد بلغك؟قال:نعم،قال:اللهمّ إنّك تعلم أنّه ممّا كان يخفي إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله (1).

الرابع: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا عبد الرزاق قال:حدّثنا معمر عن طاوس عن عبد المطّلب عن عبد اللّه بن حنطب قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لوفد ثقيف حين جاءوه لتسلمنّ أو لأبعثنّ إليكم رجلا منّي-أو قال مثل نفسي-فليضربنّ أعناقكم و ليسبينّ ذراريكم و ليأخذن أموالكم قال عمر:و اللّه ما اشتهيت الإمارة إلاّ يومئذ فجعلت أنصب صدري لها رجاء أن يقول:هذا،فالتفت إلي علي فأخذ بيده ثمّ قال:هو هذا،مرّتين (2).

الخامس: و من الجمع بين الصحاح الستّة لرزين العبدري إمام الحرمين من الخبر الثالث من آخره في ذكر غزاة الحديبية من سنن أبي داود و صحيح الترمذي قال:عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال:لمّا كان يوم الحديبية خرج إلينا اناس من المشركين من رؤسائهم فقالوا:قد خرج إليكم من أبنائنا و أرقائنا،و إنّما خرجوا فرارا من خدمتنا فارددهم إلينا فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا معشر قريش لتنتهن عن مخالفة أمر اللّه أو ليبعثنّ إليكم من يضرب رقابكم بالسيف علي الدين،امتحن اللّه قلبه للتقوي،قال بعض أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:و من لأوليائك يا رسول اللّه؟قال:منهم خاصف النعل،و كان قد أعطي عليّا عليه السّلام نعله يخصفها (3).

السادس: الترمذي في صحيحه عن ربعي بن خراش في خبر أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال يوم الحديبية لسهيل بن عمرو و قد سأله ردّ جماعة فرّوا إلي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:يا معشر قريش لتنتهن أو ليبعثنّ اللّه عليكم من يضرب رقابكم علي الدين،قد امتحن اللّه قلبه للايمان قالوا:من هو يا رسول اللّه؟قال:هو خاصف النعل،و كان أعطي عليّا عليه السّلام نعله يخصفها (4).

السابع: الخطيب في التاريخ و السمعاني في الفضائل أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال:لا تنتهن يا معشر قريش حتي يبعث اللّه رجلا امتحن قلبه بالايمان...الحديث سواء (5).

الثامن: أبو نعيم الاصفهاني بالاسناد عن ربعي بن خراش قال:خطبنا عليّ بن أبي طالب

ص: 286


1- فضائل الصحابة لابن حنبل:/637/2ح 1083.
2- فضائل الصحابة لابن حنبل:/593/2ح 1008.
3- سنن الترمذي:/298/5ح 3799.كنز العمال:173/13.بتفاوت يسير.
4- نفس المصدر السابق.
5- تاريخ بغداد:144/1.

بالمدائن و قال:جاء سهل بن عمرو إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:اردد علينا أبناءنا و أرقّاءنا فإنّما خرجوا تعودا بالإسلام فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:لا تنتهوا يا معشر قريش حتّي يبعث اللّه عليكم رجلا امتحن اللّه قلبه للايمان يضرب رقابكم علي الدين.

التاسع: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة قال:قال أبو مخنف جاءت عائشة إلي أمّ سلمة تخادعها علي الخروج للطلب بدم عثمان فقالت لها:يا بنت أبي أميّة أنت أوّل مهاجرة من أزواج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و أنت كبيرة أمّهات المؤمنين و كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقسّم لنا من بيتك،و كان جبرئيل أكثر ما يكون في منزلك فقالت أمّ سلمة:أ لأمر ما قلت هذه المقالة؟فقالت عائشة:إن عبد اللّه أخبرني أنّ القوم استتابوا عثمان،فلمّا تاب قتلوه صائما في شهر حرام،و قد عزمت الخروج إلي البصرة و معي الزبير و طلحة فاخرجي معنا لعلّ اللّه أن يصلح هذا الأمر علي أيدينا و بنا فقالت لها أمّ سلمة:إنّك كنت بالأمس تحرّضين علي عثمان و تقولين أخبث القول فيه،و ما كان اسمه عندك إلاّ نعثلا و إنّك لتعرفين منزلة عليّ بن أبي طالب كانت من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فأذكرك؟قالت:نعم.

قالت:أ تذكرين يوم أقبل عليه السّلام و نحن معه حتي إذ هبط من قديد ذات الشمال خلا بعليّ يناجيه فأطال فأردت أن تهجمي عليهما فنهيتك فعصيتني فهجمت عليهما فما لبثت أن رجعت باكية فقلت:ما شأنك؟فقلت:إنّي هجمت عليهما و هما يتناجيان فقلت لعلي:ليس لي من رسول اللّه إلاّ يوم من تسعة أيّام فما تدعني يا ابن أبي طالب و يومي؟فأقبل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّ و هو غضبان محمرّ الوجه فقال:ارجعي وراءك،و اللّه لا يبغضه أحد من أهل بيتي و لا من غيرهم من الناس إلاّ و هو خارج من الإيمان،فرجعت نادمة ساخطة؟فقالت عائشة:نعم أذكر ذلك،قالت:و أذكّرك أيضا:كنت أنا و أنت مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أنت تغسلين رأسه و أنا أحيس له حيسا و كان الحيس يعجبه فرفع رأسه و قال:ليت شعري أيّتكن صاحبة الجمل الأذنب تنبحها كلاب الحوأب ثمّ قال:يا بنت أبي اميّة إيّاك أن تكونيها فتكوني ناكبة عن الصراط فرفعت يدي من الحيس و قلت:أعوذ باللّه و برسوله من ذلك،ثمّ ضرب علي ظهرك ثمّ قال:إيّاك أن تكونيها يا حميراء،أمّا إنّي قد أنذرتك.

قالت عائشة:نعم أذكر ذلك قالت:و أذكّرك أيضا:كنت أنا و أنت مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في سفر له و كان عليّ عليه السّلام يتعاهد نعلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فيخصفهما و يتعاهد أثوابه فيغسلها فنقبت له نعل فأخذها يومئذ يخصفها و قعد في ظلّ سمرة،و جاء أبوك و معه عمر فاستأذنا عليه فقمنا إلي الحجاب و دخلا فحادثاه فيما أرادا ثمّ قالا:يا رسول اللّه إنّا لا ندري قدر ما تصحبنا فلو علمتنا من تستخلف علينا ليكون لنا بعدك مفزعا فقال لهما:أما إنّي قد أري مكانه و لو فعلت لتفرّقتم عنه كما

ص: 287

تفرّقت بنو إسرائيل عن هارون بن عمران فسكتا ثمّ خرجا،فلمّا خرجا أتي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،قلت له و كنت أجرأ عليه منّا:من كنت يا رسول اللّه مستخلفا عليهم؟

قال:خاصف النعل،فنظرنا فلم نر أحدا إلاّ عليا فقلت:يا رسول اللّه ما أري إلاّ عليّا فقال:هو ذاك فقالت عائشة:نعم أذكر ذلك،فقالت:فأيّ خروج تخرجين بعد هذا فقالت إنّما أخرج للإصلاح بين الناس و أرجو فيه الأجر إن شاء اللّه فقالت:أنت و رأيك فانصرفت عائشة عنها و كتبت أمّ سلمة بما قالت و قيل لها إلي عليّ عليه السّلام.

قال ابن أبي الحديد عقيب ذلك:هذا نصّ صريح في إمامة عليّ عليه السّلام (1).

ص: 288


1- شرح نهج البلاغة:217/6.

الباب السادس و المائة

في حديث خاصف النعل

من طريق الخاصّة و فيه حديثان الأوّل: محمّد بن العبّاس قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد عن محمد بن أحمد عن المنذر ابن جعفر قال:حدّثني أبي عن جعفر بن الحكم عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن حراش قال:

خطبنا عليّ عليه السّلام في الرحبة ثمّ قال:لمّا كان في زمان الحديبية خرج إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله اناس من قريش من أشراف أهل مكّة و فيهم سهل بن عمرو و قالوا:يا محمد أنت جارنا و حليفنا و ابن عمّنا و قد لحق بك اناس من أبنائنا و اخواننا و أقاربنا ليس فيهم التفقه في الدين و لا رغبة فيما عندك و لكن إنّما خرجوا فرارا من ضياعنا و أعمالنا و أموالنا فارددهم علينا،فدعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أبا بكر فقال له:انظر ما يقولون فقال:صدقوا يا رسول اللّه،أنت جارهم فاردد عليهم قال:ثمّ دعا عمر فقال مثل قول أبي بكر،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عند ذلك:لا تنتهوا يا معشر قريش حتّي يبعث اللّه عليكم رجلا امتحن اللّه قلبه للتقوي يضرب رقابكم علي الدين فقال أبو بكر:أنا هو يا رسول اللّه؟فقال:لا فقام عمر فقال:أنا هو يا رسول اللّه؟قال:لا و لكنّه خاصف النعل،و كنت أخصف نعل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،قال عمر:ثمّ التفت إلينا عليّ عليه السّلام و قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:من كذب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النار (1).

الثاني: المفيد في الاختصاص قال:حدّثني محمد بن علي بن شاذان فقال،حدّثنا أحمد بن يحيي النحوي أبو العبّاس تغلب قال:حدّثنا أحمد بن سهل بن أبو عبد الرحمن قال:حدثنا يحيي ابن محمد بن موسي قال:حدثنا أحمد بن قتيبة أبو بكر عن عبد الحكم القتيبي عن أبي كيسة و يزيد بن و رمان قالا:لما أجمعت عائشة علي الخروج إلي البصرة أتت أمّ سلمة(رض)و كانت بمكّة و قالت:يا بنت أبي أميّة كنت كبيرة أمّهات المؤمنين،و كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقيم في بيتك،و كان يقسم لنا في بيتك،و كان ينزل الوحي في بيتك قالت:يا بنت أبي بكر لقد زرتني و ما كنت زوارة و لأمر ما تقولين هذه المقالة!.

ص: 289


1- بحار الأنوار:/313/32ح 282.و في سند الحديث اختلاف.

قالت:إنّ ابني و ابن أخي أخبراني أنّ الرجل قتل مظلوما و أنّ في البصرة مائة ألف سيف يطاعون-و في نسخة يطيعون-فهل لك أن أخرج أنا و أنت لعلّ اللّه أن يصلح بين فئتين متشاجرتين؟و قالت:يا بنت أبي بكر أ بدم عثمان تطلبين و لقد كنت أشد الناس عليه،و إن كنت لتدعينه بالتبري أم أمر ابن أبي طالب تنقضين؟فقد تابعه المهاجرون و الأنصار و إنّك سدّه بين رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و بين أمّته و حجابه مضروب علي حرمه،و قد جمع القرآن ذيلك فلا تبذخيه و سكني عقيراك و لا تضحي بها،اللّه من وراء هذه الامّة قد علم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله مكانك و لو أراد أن يعهد إليك فعله قد نهاك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عن الفراطة في البلاد،إنّ عمود الإسلام لا ترأبه النساء إن انثلم و لا يشعب بهنّ إن انصدع،حماديات النساء غضّ بالأطراف و قصر الوهادة و ما كنت قائلة لو أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عرض لك ببعض الفلوات و أنت ناصّة قلوصا من منهل إلي آخر أن بعين اللّه مهواك و علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله تردين و قد وجهت سدافته و تركت عهيداه.

اقسم باللّه لو سرت مسيرك هذا ثمّ قيل لي:ادخلي الفردوس لاستحييت أن ألقي محمدا صلّي اللّه عليه و آله هاتكة حجابا قد ضربه اللّه عليّ،اجعلي حصنك بيتك و قاعة الستر خبرك حتّي تلقيه و أنت علي ذلك أطوع ما تكونين للّه ما لزمتيه،و أنصر ما تكونين للدين ما جلست عنه،ثمّ قالت:لو ذكرت من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله خمسا في عليّ لنهشتني نهشة الحية الرقشاء المطرّقة ذات الخبب،أ تذكرين إذ كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقرع بين نسائه إذا أراد سفرا فأقرع بينهنّ فخرج سهمي و سهمك فبينا نحن معه و هو هابط من قديد و معه عليّ عليه السّلام يحدّثه فذهبت لتهجمي عليه فقلت لك:رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله معه ابن عمّه و لعلّ له إليه حاجة فعصيتني و رجعت باكية فسألتك فقلت إنّك هجمت عليهما.

فقلت له:يا علي إنّما لي من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم من تسعة أيّام و قد شغلته عنّي و أخبرتني أنّه قال لك:تبغضينه،فما يبغضه أحد من أهلي و لا من أمّتي إلاّ خرج من الإيمان؟أ تذكرين هذا يا عائشة؟ قالت:نعم،و يوم أراد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله سفرا و أنا أجش له جشيشا فقال:ليت شعري أيّتكن صاحبة الجمل الأدبب تنبحها كلاب الحوأب؟فرفعت يدي من الجشيش فقلت:أعوذ باللّه أن أكونه فقال:

و اللّه لا بدّ لأحدكما أن تكونه،اتّقي اللّه يا حميراء أن تكونيه،أ تذكرين من هذا يا عائشة؟قالت:نعم، و يوم تبدّلنا لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلبست ثيابي و لبست ثيابك فجاء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فجلس إلي جنبك فقال:أ تظنين يا حميراء إنّي لا أعرفك،أمّا إنّ لامّتي منك يوما مرّا و يوما أحمر،أ تذكرين هذا يا عائشة؟قالت:نعم و يوم كنت أنا و أنت مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فجاءك أبوك يستأذن و عمر فدخلنا الخدر فقالا:يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إنّا لا ندري قدر مقامك فينا و لو جعلت لنا إنسانا نأتيه بعدك؟قال:أمّا إني

ص: 290

أعرف مكانه و أعلم موضعه و لو أخبرتكم به لتفرّقتم عنه تفرّق بني إسرائيل عن عيسي ابن مريم، فلمّا خرجا خرجت إليه أنا و أنت فكنت جريئة عليه و قلت له:من كنت جاعلا لهم؟فقال:خاصف النعل،و كان علي بن أبي طالب يصلح نعل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إذا تخرقت و يغسل ثيابه إذا اتّسخت فقلت:ما أري إلاّ عليّا فقال:هو ذاك،أ تذكرين هذا يا عائشة؟قالت:نعم،قالت:و يوم جمعنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في بيت ميمونة فقال:يا نسائي اتقين اللّه و لا يسفر بكن أحد،أ تذكرين هذا يا عائشة؟قالت:

نعم،ما أقبلني لوعظك و أسمعني لقولك فإن اخرج ففي غير حرج و إن أقعد ففي غير بأس،و خرج رسولها فنادي في الناس:من أراد أن يخرج فليخرج فإنّ أمّ المؤمنين غير خارجة،فدخل عليها عبد اللّه بن الزبير فنفث في أذنها و قلبها في الذروة فخرج رسولها فنادي:من أراد أن يسير فليسر فإنّ أمّ المؤمنين خارجة فلمّا كان من ندمها انشأت أمّ سلمة تقول:

لو أنّ معتصما من زلّة أحد كانت لعائشة الرتبي علي الناس

كم سنّة لرسول اللّه تاركة و تلو آي من القرآن مدراس

قد ينزع اللّه من ناس عقولهم حتّي يكون الذي يقضي علي الناس

فيرحم اللّه أمّ المؤمنين لقد كانت تبدّل إيحاشا بإيناس

قال أبو العبّاس ثعلب:قوله:يقمأ في بيتك:يعني يأكل و يشرب و قد جمع القرآن ذيلك فلا تبذخيه:البذخ النفخ و الرياء و الكبر،سكني عقيراك:مقامك و بذلك سمّي العقار لأنّه أصل ثابت، و عقر الدار:أصلها و عقر المرأة ثمن بضعها فلا تضحي بها قال اللّه عزّ و جلّ: وَ أَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَ لا تَضْحي (1) أي لا تبرز للشمس،قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله لرجل محرم:«أضح لمن أحرمت له»أي اخرج إلي البراز و الموضع الظاهر المنكشف من الأغطية و الستور،الفراطة في البلاد:السعي و الذهاب،لا ترأبه النساء:لا تضمه النساء،حمادي النساء:ما يحمد منهن غض بالأطراف لا يبسطن اطرافهن في الكلام،قصر الوهادة:جمع وهد و هاد و الوهاد:الموضع المنخفض،ناصّة قلوصا:النصّ السوق بالعنف و من ذلك الحديث عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنّه كان إذا وجد فجوة نص أي أسرع،و من ذلك نصّ الحديث أي رفعه إلي أصله بسرعة،من منهل إلي آخر،المنهل الذي يشرب فيه الماء،مهواك:

الموضع الذي تهوين و تستقرين فيه قال اللّه عزّ و جلّ: وَ النَّجْمِ إِذا هَوي (2) أي نزل،سدافته:من السدفة و هي شدّة الظلمة،قاعة الستر:قاعة الدار،صحنها،السدّة:الباب (3).

ص: 291


1- سوره 20 - آيه 119
2- سوره 53 - آيه 1
3- الاختصاص 166.بحار الأنوار:/162/32ح 128.

الباب السابع و المائة

حديث الأعمش مع المنصور

من طريق العامّة و فيه حديث واحد أبو المؤيّد موفّق بن أحمد في كتاب الفضائل قال:أخبرنا الشيخ الإمام برهان الدين أبو الحسن علي بن الحسين الغزنوي بمدينة السلام في داره سلخ ربيع الأوّل من سنة أربع و أربعين و خمسمائة أخبرنا الشيخ الإمام أبو القاسم إسماعيل أحمد بن عمر بن أبي الأشعث السمرقندي،أخبرنا أبو القاسم[اسماعيل]بن مسعدة الإسماعيلي في شعبان سنة اثنتين و تسعين و أربعمائة،أخبرنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي الرجل الصالح،أخبرنا أبو أحمد عبد اللّه بن محمد الحافظ، أخبرنا أبو علي الحسين بن عفير بن حماد بن زياد العطّار بمصر،حدّثنا أبو يعقوب يوسف بن عدي ابن زريق بن إسماعيل الكوفي التيمي،حدّثنا جرير بن عبد الحميد الضبي،حدّثنا سليمان بن مهران الأعمش قال:بينا أنا نائم في الليل إذا انتبهت بالحرس علي بابي فناديت الغلام قلت:من هذا؟فقال:رسل أمير المؤمنين أبي جعفر و كان إذ ذاك خليفة،قال:فنهضت من نومي فزعا مرعوبا فقلت للرسول ما وراءك؟هل علمت لم بعث إليّ أمير المؤمنين في هذا الوقت؟قال:لا أعلم.

قال:فقمت متفكّرا لا أدري علي ما ذا أنزل الأمر،أفكر فيما بيني و بين نفسي إلي ما ذا أصير إليه، و أقول:لم بعث إليّ في هذا الوقت و قد نامت العيون و غارت النجوم؟ففكرت ساعة يسألني عن فضائل عليّ،فإن أنا أخبرته فيه بالحقّ أمر بقتلي و صلبني فأيست و اللّه من نفسي و كتبت وصيّتي و الرسل يزعجوني و لبست كفني و تحنطت بحنوط و ودّعت أهلي و صبياني و نهضت إليه و ما أعقل،فلمّا دخلت إليه سلّمت عليه سلام مخيف و جل فأومأ إليّ أن اجلس فما ما جلست وعيا و عنده عمرو بن عبيد و وزيره و كاتبه فحمدت اللّه عزّ و جلّ إذ رأيت من رأيت عنده فرجع إليّ ذهني و أنا قائم و سلّمت سلاما ثانيا فقلت:السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة اللّه و بركاته ثمّ جلست فعلم أنّي دهشت و رعبت منه،فلم يقل لي شيئا و كان أوّل كلمة قالها إن قال لي:يا سليمان، قلت:لبّيك يا أمير المؤمنين؟

قال:يا ابن مهران أدن منّي،فدنوت منه فشمّ منّي رائحة الحنوط فقال:يا أعمش و اللّه لتصدقني

ص: 292

أمرك و إلاّ صلبتك حيّا فقلت:سلني يا أمير المؤمنين عمّا بدا لك فأنا و اللّه أصدقك و لا أكذبك حاجتك،فو اللّه إن كان الكذب ينجيني فإنّ الصدق أنجي،فقال لي:ويحك يا سليمان إنّي أجد منك رائحة الحنوط فخبرني بما حدثتك به نفسك؟و لما فعلت ذلك؟فقلت:أنا أخبرك يا أمير المؤمنين و أصدقك،لما أتاني رسولك في بعض الليل فقال:أجب أمير المؤمنين فقمت و أنا متفكّر خائف و جل مرعوب فقلت بيني و بين نفسي:ما بعث إلي أمير المؤمنين في هذه الساعة و قد غارت النجوم و نامت العيون إلاّ ليسألني عن فضائل عليّ بن أبي طالب،فإن أنا أخبرته بالحقّ أمر بقتلي و يصلبني حيّا،فصلّيت ركعتين و كتبت وصيّتي و الرسل يزعجوني و تحنّطت و لبست كفني و ودّعت أهلي و صبياني و أجبتك يا أمير المؤمنين سامعا مطيعا مؤيسا من الحياة خائفا راجيا أن يسعني عفوك قال:فلمّا سمع مقالتي علم أنّي صادق و كان متّكيا فاستوي جالسا ثمّ قال:لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم،فلمّا سمعته قالها سكن قلبي و ذهب عنّي بعض ما كنت أجد من رعبي و ما كنت أخاف من سطوته علي،فقال الثانية:لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم،أسألك باللّه يا سليمان إلاّ أخبرتني كم من حديث ترويه في فضائل عليّ بن أبي طالب ابن عمّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و صهر النبيّ و زوج حبيبة النبيّ صلّي اللّه عليه و آله؟قلت:يسيرا،قال:كم؟

قلت:يسيرا يا أمير المؤمنين،قال:ويحك كم تحفظ؟قلت:عشرة آلاف حديث أو ألف حديث فلمّا قلت أو ألف حديث استقلّها فقال:ويحك يا سليمان بل هي عشرة آلاف كما قلت أوّلا ثمّ قال:

و جثا أبو جعفر علي ركبتيه و هو فرح مسرور و كان جالسا ثم قال:و اللّه لأحدّثنّك يا سليمان بحديثين في فضائل عليّ بن أبي طالب عليه السّلام،فإن يكونا ممّا سمعت و وعيت فعرفني و إن يكونا ممّا لم تسمع فاسمع و افهم،قلت:نعم يا أمير المؤمنين فأخبرني،قال:نعم أنا أخبرك أنّي مكثت أيّاما و ليالي هاربا من بني مروان و لا يسعني منهم دار و لا قرار و لا بلد و أدور في البلدان،فكلّما دخلت بلدا خالطت أهل ذلك البلد بما يحبّون و أتقرّب إلي جميع الناس بفضائل عليّ بن أبي طالب و كانوا يطعمونني و يكسونني و يزودونني إذا خرجت من عندهم من بلد إلي بلد حتّي قدمت إلي بلاد الشام و عليّ كساء لي خلق ما يواريني غيره،قال:فبينما أنا كذلك إذ سمعت الأذان فدخلت المسجد فإذا سجّادة و متوضّأ فتوضّأت للصلاة و دخلت المسجد فركعت ركعتين فيه،و اقيمت الصلاة فصلّيت معهم الظهر و العصر و قلت في نفسي إذا أتي الليل طلبت من القوم عشاء أتعشّي به ليلتي تلك،فلمّا سلم الشيخ من صلاة العصر جلس و هو شيخ كبير له وقار و سمت حسن و نعمة ظاهرة إذ أقبل صبيّان و هما أبيضان نبيلان وضيئان لهما جمال و نور ساطع أعينهما يتلألأن،دخلا

ص: 293

المسجد فسلّما فلمّا نظر إليهما إمام المسجد قال لهما:مرحبا بكما و ممّن سمّيتما علي اسمهما قال:و كنت جالسا و إلي جنبي فتي شاب فقلت له:يا شاب ما هذان الصبيّان و من هذا الشيخ الإمام؟ فقال:هو جدّهما و ليس في هذه المدينة رجل يحبّ عليّ بن أبي طالب عليه السّلام غير هذا الشيخ فقال:اللّه أكبر و من أين علمت قال:علمت؟أنّ من حبّه لعليّ سمّي ولده باسمي ولديّ علي بن أبي طالب عليه السّلام،سمّي أحدهما الحسن و الآخر الحسين.

قال:فقمت فرحا مسرورا حتّي أتيت الشيخ فقلت له:أيّها الشيخ اريد أن احدّثك بحديث حسن يقرّ اللّه به عينك فقال:نعم،ما أكره ذلك فحدّثني يرحمك اللّه و إذا أقررت عيني أقررت عينك فقلت:أخبرني والدي عن أبيه عن جدّه قال:كنّا ذات يوم جلوسا عند رسول اللّه إذ أقبلت فاطمة ابنته رضي اللّه عنها فدخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقالت:يا أبة إنّ الحسن و الحسين خرجا من عندي آنفا و ما أدري أين هما و قد طار عقلي و قلق فؤادي و قلّ صبري،و بكت و شهقت حتّي علا بكاؤها فلمّا رآها رحمها ورق لها و قال لها لا تبكي يا فاطمة فو الذي نفسي بيده أن الذي خلقهما هو ألطف بهما منك و أرحم بصغرهما منك،قال:ثمّ قام النبيّ صلّي اللّه عليه و آله من ساعته و رفع يديه إلي السماء و قال:اللّهمّ إنّهما ولداي و قرّة عيني و ثمرة فؤادي و أنت أرحم بهما منّي و أعلم بموضعهما، يا لطيف بلطفك الخفيّ أنت عالم الغيب و الشهادة،اللّهمّ إن كان أخذا برا أو بحرا فاحفظهما و سلّمهما حيث كانا و حيثما توجّها.

قال:فلمّا دعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ما استتم الدعاء إلاّ و قد هبط جبرائيل عليه السّلام من السماء و معه عظماء الملائكة و هم يؤمّنون علي دعاء النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال له جبرائيل:يا حبيبي يا محمّد لا تحزن و لا تغتمّ و أبشر فانّ ولديك فاضلان في الدنيا فاضلان في الآخرة و أبوهما خير منهما و هما نائمان في حظيرة بني النجّار و قد وكّل اللّه عزّ و جلّ بهما ملكا يحفظهما،فلمّا قال له جبرائيل عليه السّلام هذا الكلام سري عنه ثمّ قام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله هو و أصحابه و هو فرح مسرور حتّي أتوا حظيرة بني النجّار،فإذا الحسن و الحسين نائمان و هما متعانقان،و إذا ذلك الملك الموكّل بهما قد وضع أحد جناحيه بالأرض و وطأ به تحتهما يقيهما حرّ الأرض،و الجناح الآخر قد جللهما به يقيمها حرّ الشمس فانكبّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يقبّلهما واحدا فواحدا و يمسحهما بيده حتّي أيقظهما من نومهما.

قال:فلمّا استيقظا حمل النبيّ صلّي اللّه عليه و آله الحسن علي عاتقه و حمل جبرائيل الحسين عليه السّلام علي ريشة من جناحه الأيمن حتّي خرج بهما من الحظيرة و هو يقول:و اللّه لأشرّفنكما اليوم كما شرّفكم اللّه

ص: 294

تعالي في سماواته،فبينما هو و جبرائيل عليه السّلام يمشيان إذ تمثّل جبرائيل دحية الكلبي و قد حملاهما فأقبل أبو بكر فقال له:يا رسول اللّه ناولني أحد الصبيّين أخفف عنك و عن صاحبك و أنا أحفظه حتّي أؤدّيه إليك فقال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:جزاك اللّه خيرا،يا أبا بكر دعهما فنعم الحاملان نحن و نعم الراكبان هما لنا،و أبوهما خير منهما فحملاهما و أبو بكر معهما حتّي أتوا بهما إلي مسجد النبيّ صلّي اللّه عليه و آله،فأقبل بلال فقال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:يا بلال هلمّ عليّ بالناس فناد لي فيهم فأجمعهم لي في المسجد،فقام النبيّ صلّي اللّه عليه و آله علي قدميه خطيبا ثمّ خطب الناس بخطبة أبلغ فيها فحمد اللّه و أثني عليه بما هو أهله و مستحقّه ثمّ قال:معاشر المسلمين هل أدلّكم علي خير الناس بعدي جدّا و جدّة؟ قالوا:بلي يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:عليكم بالحسن و الحسين فإنّ جدّهما محمّد المصطفي و جدّتهما خديجة بنت خويلد سيّدة نساء أهل الجنّة،و هي أوّل من سارعت إلي تصديق ما أنزل اللّه علي نبيّه و إلي الإيمان باللّه و برسوله ثمّ قال:يا معاشر المسلمين هل أدلّكم علي خير الناس أبا و امّا؟قالوا:

بلي يا رسول اللّه قال:عليكم بالحسن و الحسين فإنّ أباهما عليّ يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله و أمّهما فاطمة بنت رسول اللّه،و قد شرّفهما اللّه عزّ و جلّ في سماواته و أرضه،ثمّ قال:

معاشر المسلمين هل أدلّكم علي خير الناس عمّا و عمّة؟

قالوا:بلي يا رسول اللّه،قال:عليكم بالحسن و الحسين فإنّ عمّهما جعفر ذو الجناحين الطيّار مع الملائكة في الجنّة و عمّتهما أمّ هانئ بنت أبي طالب،ثمّ قال:يا معاشر المسلمين هل أدلّكم علي خير الناس خالا و خالة؟قالوا:بلي يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:عليكم بالحسن و الحسين فإنّ خالهما القاسم بن رسول اللّه و خالتهما زينب بنت رسول اللّه،ثمّ قال:اللّهم إنّك تعلم أنّ الحسن و الحسين في الجنّة و جدّهما في الجنّة و جدّتهما في الجنّة و أمّهما في الجنّة و أبوهما في الجنّة و خالهما في الجنّة و خالتهما في الجنّة و عمّهما في الجنّة و عمّتهما في الجنّة و من يحبّهما في الجنّة و من يبغضهما في النار قال:فلمّا قلت ذلك للشيخ و فهم قولي قال لي:أيّدك اللّه من أنت؟قلت:أنا من الكوفة قال:أ عربيّ أنت أم مولي؟قلت:بل عربي شريف.

فقال لي:إنّك تحدّثت مثل هذا الحديث و أنت في هذا الكساء الرثّ؟قلت:نعم،لي قصّة لا أحبّ أن أبديها لأحد قال:ابدها لي بأمانة فقلت:أنا هارب من بني مروان علي هذه الحال التي تري لئلاّ أعرف و لو غيّرت حالي لعرفت و لو أردت أن أعرّف بنفسي لفعلت و لكنّي أخاف علي نفسي القتل،فقال لي لا خوف عليك فقال:أقم عندي و كساني حلّتين خلعهما عليّ و حملني علي بغلة، و ثمن البغلة في ذلك اليوم في تلك البلدة مائة دينار ثمّ قال:يا فتي اقررت عيني أقرّ اللّه عينك فو اللّه

ص: 295

لأرشدنّك إلي فتي يقرّ اللّه به عينك فقلت:ارشدني رحمك اللّه قال:فأرشدني إلي باب دار فأتيت الدار التي وصف لي و أنا راكب علي البغلة و عليّ خلعتان،فقرعت الباب و ناديت الخادم فأذن لي بالدخول فدخلت عليه فإذا أنا بفتي قاعد علي سرير منجد،صبيح الوجه حسن الجسم فسلّمت عليه فردّ السلام بأحسن مردّ ثمّ أخذ بيدي مكرما حتّي أجلسني إلي جانبه،قال لي:و اللّه يا فتي لأعرف هذه الكسوة التي خلعت عليك و أعرف هذه البغلة،و و اللّه ما كان أبو محمد و كان اسمه الحسن ليكسوك خلعتيه هاتين و يركبه علي بغلته هذه إلاّ لأنّك تحبّ اللّه و رسوله و ذريّته و جميع عترته،فأحبّ رحمك اللّه أن تحدّثني بفضائل عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه.

فقلت له:نعم بالحب و الكرامة،حدّثني والدي عن أبيه عن جدّه قال:كنّا يوما عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قعودا فأقبلت فاطمة و قد حملت الحسن علي كتفها و هي تبكي بكاء شديدا و تشهق في بكائها فقال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ما يبكيك يا فاطمة لا أبكي اللّه عينيك؟قالت:يا أبت فكيف لا أبكي و نساء قريش قد عيّرتني قلن لي:إنّ أباك قد زوّجك برجل فقير معدم لا مال له فقال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لا تبكي يا فاطمة فو اللّه ما أنا زوّجتك،بل اللّه عزّ و جلّ زوّجك من فوق سبع سماواته و أشهد علي ذلك جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل،ثمّ إنّ اللّه عزّ و جلّ اطّلع علي أهل الأرض فاختار من الخلائق عليّا فزوّجك إيّاه و اتخذته وصيّا،و عليّ منّي و أنا منه أشجع الناس قلبا و أعلم الناس علما و أحلم الناس حلما و أقدم الناس سلما و الحسن و الحسين ابناه سيّدا شباب أهل الجنّة من الأوّلين و الآخرين،و سمّاهما اللّه تعالي في التوراة علي لسان موسي عليه السّلام شبّر و شبير لكرامتهما علي اللّه تعالي.

يا فاطمة لا تبكي فإنّي إذا مضيت غدا إلي ربّ العالمين فيكون عليّ معي و إذا بعثت غدا فيجيء عليّ معي،يا فاطمة لا تبكي فإنّ عليّا و شيعته هم الفائزون غدا،يدخلون الجنّة،قال:فلمّا قلت ذلك للفتي قال:أنشدك اللّه و باللّه عزّ و جلّ من أنت؟قال:قلت أنا رجل من أهل الكوفة فقال:

أ عربيّ أم مولي؟قال:بل عربيّ شريف،قال:فكساني ثلاثين ثوبا في تخت (1)و أعطاني عشرة آلاف درهم في كيس ثمّ قال لي:أقررت عيني يا فتي أقرّ اللّه عينيك،و لم يسألني غير ذلك ثمّ قال لي:

إليك حاجة؟فقلت له:تقضي إن شاء اللّه تعالي فقال:إذا أصبحت غدا فائت مسجد بني فلان حتّي تري أخي الشقيّ.

قال أبو جعفر:فو اللّه لقد طالت عليّ تلك الليلة حتّي خشيت أن لا أصبح حتّي أفارق الدنيا،

ص: 296


1- .

قال:فلمّا أصبحت أتيت المسجد الذي وصف لي و حضرت الصلاة فقمت في الصفّ الأوّل لفضله و إلي جانبي علي يساري شاب معتمّ بعمامة فذهب ليركع فسقطت عمامته من رأسه فنظرت إليه فإذا رأسه رأس خنزير و وجهه وجه خنزير،قال أبو جعفر فو الذي أحلف به ما علمت ما أنا فيه و لا عقلت أنا في الصلاة أم في غير صلاة تعجّبا،و دهشت حتّي ما أدري ما أقول في صلاتي إلي أن فرغ الإمام من التشهّد فسلّم و سلّمت ثمّ قلت له:ما هذا الذي أراك؟فقال لي:لعلّك صاحب أخي الذي أرسلك إليّ لتراني؟

قال:قلت:نعم،فأخذ بيدي و أقامني و هو يبكي بكاء شديدا ثمّ شهق في مكانه حتّي كادت نفسه أن تزهق ثمّ أتي بي إلي منزله فقال لي انظر الي هذا البنيان فنظرت إليه فقال لي:اعلم يا أخي إنّي كنت أؤذّن و أؤمّ بالناس،و كنت ألعن عليّ بن أبي طالب بين الأذان و الإقامة ألف مرّة و أنّه كان قد لعنته في يوم الجمعة بين الأذان و الإقامة أربعة آلاف مرّة و خرجت من المسجد و أتيت الدار و اتكأت علي هذا الموضع الذي أريتك،فذهب بي النوم فنمت فرأيت في منامي كأنّي قد أقبلت باب الجنّة فرأيت فيها قبّة من زمرّدة خضراء و قد زخرفت و نجدت و نضّدت بالاستبرق و الديباج و إذا حول القبّة كراس من لؤلؤ و زبرجد و إذا عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه فيها متّك،و إذا أبو بكر الصدّيق و عمر و عثمان(رض)جلوس يتحدّثون فرحين مسرورين مستبشرين بعضهم ببعض ثمّ التفتّ فإذا أنا بالنبيّ صلّي اللّه عليه و آله قد أقبل و عن يمينه الحسن و معه كأس فضّة و عن يساره الحسين رضي اللّه عنه و في يد الحسين كأس من نور.

قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله للحسين:اسقني فسقاه فشرب ثمّ قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:يا حسين اسق الجماعة فسقي أبا بكر و عمر و عثمان(رض)و سقي عليّا رضي اللّه عنه،و كأنّما قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله للحسين:يا حسين اسق،هذا اسق هذا المتّكئ الذي علي الدكّان،فقال الحسين للنبيّ صلّي اللّه عليه و آله:يا جدّاه أ تأمرني أن أسقي هذا و هو يلعن والدي عليّا في كلّ يوم ألف مرّة و قد لعنه في هذا اليوم و هو يوم الجمعة أربعة آلاف مرّة؟فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله عند ذلك كالمغضب:ما لك تلعن عليّا لعنك اللّه،لعنك اللّه؟ثلاث مرّات،ويحك تشتم عليّا و هو منّي و أنا منه؟عليك غضب اللّه،عليك غضب اللّه،عليك غضب اللّه حتّي قالها ثلاثا،ثمّ تفل في وجهي ثلاثا و ضربني برجله ثلاثا و قال لي:غيّر اللّه ما بك من نعمة و سوّد وجهك و خلقك حتّي تكون عبرة لمن سواك قال:فانتبهت من نومي و إذا رأسي رأس خنزير و وجهي وجه خنزير علي ما تراني،فقال سليمان بن مهران:فقال لي أبو جعفر:يا سليمان هذان الحديثان كانا في حفظك؟

ص: 297

قلت:لا يا أمير المؤمنين فقال:هذان من ذخائر الحديث و جوهره.ثمّ قال:ويحك يا سليمان حبّ عليّ ايمان و بغضه نفاق فقلت:الأمان الأمان يا أمير المؤمنين فقال:لك الأمان يا سليمان، قلت:فما تقول في قاتل الحسين بن علي بن أبي طالب؟قال:في النار أبعده اللّه،قلت:و كذلك من يقتل من ولد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أحدا فهو في النار قال:فحرّك أمير المؤمنين أبو جعفر رأسه طويلا ثمّ قال:ويحك يا سليمان الملك عقيم ثمّ قالها ثلاث مرّات قال:يا سليمان اخرج فحدّث الناس بفضائل عليّ بن أبي طالب بكلّ ما شئت و لا تكتمنّ منه حرفا و السلام (1).

قال:و روي هذا الحديث صاحب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة قال:أخبرنا أبو الخير المبارك بن سرور قراءة عليه فقلت له:أخبركم القاضي أبو عبد اللّه قال:حدّثني أبي رحمه اللّه قال:أخبرني أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان بن الفرج بن الأزهر الصيرفي البغدادي قال:حدّثنا أبو بكر محمد بن الحسين بن سليم عن عبد اللّه بن محمد العسكري عن عبد اللّه بن غياث الهروي عن الحسن بن عرفة قال:حدّثني أبو معاوية قال:حدّثنا الأعمش قال:بعث إليّ المنصور في جوف الليل فجزعت و قلت في نفسي:ما بعث إليّ في مثل هذه الساعة لخير و لا شكّ أنّه يسألني عن فضائل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب،فإن أخبرته يقتلني فنهضت فتطهّرت و لبست ثيابا نظيفة جعلتها أكفاني و تحنّطت و كتبت وصيّتي و صرت إليه،فوجدت عنده عمرو بن عبيد فحمدت اللّه و قلت:وجدت رجلا عون صدق فلمّا صرف بين يديه قال لي:ادن منّي يا سليمان فدنوت منه فلمّا قربت منه أقبلت علي عمرو بن عبيد أسأله ففاح له مني ريح الحنوط فقال لي المنصور:يا سليمان ما هذه الرائحة؟و اللّه لئن لم تصدقني لأقتلنّك فقلت:يا أمير المؤمنين لمّا أتاني رسولك في جوف الليل قلت:ما بعث لي في هذا الوقت إلاّ ليسألني عن فضائل أهل البيت،فإن أخبرته قتلني فكتبت وصيّتي و لبست ثيابا جعلتها أكفاني و تحنّطت،و كان متّكيا فاستوي جالسا و قال:لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم ثمّ قال لي:يا سليمان ما اسمي؟

قلت:أمير المؤمنين عبد اللّه بن محمد بن عليّ بن عبد اللّه بن العبّاس قال:صدقت،قال:

فأخبرني كم حديثا تروي في فضائل أهل البيت عليهم السّلام؟فقلت:يسيرا،قال:علي كم ذلك؟ قلت:عشرة آلاف حديث و ما زاد قال:يا سليمان لأحدّثنك في فضائلهم حديثين يأكلان كل الأحاديث[التي رويتها]إن حلفت أن لا ترويهما لأحد من الشيعة فقلت:و اللّه لا أخبر بهما أحدا و حلفت له بنعمته فقال:اسمع يا سليمان كنت هاربا من مروان أدور في البلاد و أتقرّب إلي الناس

ص: 298


1- المناقب /284ح 279 بتفاوت.

بفضائل عليّ بن أبي طالب عليه السّلام،و كانوا يأتونني و يزوّدونني و يطعمونني حتّي وردت بلاد الشام و أنا في خلق كساء ما عليّ غيره،فسمعت الأذان في مسجد فدخلت لاصلّي و في نفسي أن اكلّم الناس في عشاء أتعشّي به،فصلّيت وراء الإمام فلمّا سلّم اتّكأ علي الحائط و أهل المسجد حضور ما رأيت أحدا يتكلّم توقيرا لإمامهم و أنا جالس،و إذا صبيّان قد دخلا المسجد فلمّا نظر إليهما الإمام قال:مرحبا بكما و مرحبا بمن تسمّيتما باسمهما،فقلت في نفسي:قد أصبت حاجتي و كان إلي جنبي شاب فقلت له:من يكون ذان الصبيّان من الشيخ؟فقال:هو جدّهما و ليس في هذه المدينة من يحبّ عليّا،سواه فلذلك قد سمّاهما حسنا و حسينا فملت بوجهي إلي الشيخ و قلت له:هل لك في حديث أقرّ به عينك؟فقال:ما أحوجني إلي ذلك،و إن أقررت عيني أقررت عينك فقلت:

حدّثني جدّي عن أبيه قال:كنّا ذات يوم عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إذ أقبلت فاطمة عليها السّلام و هي تبكي،فقال لها النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:ما يبكيك يا قرّة عيني؟قالت:يا أباه الحسن و الحسين خرجا البارحة و لم أعلم أين باتا،و أنّ عليّا يمسي علي الدالية يسقي البستان منذ خمسة أيّام فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لا تبكي يا فاطمة فإنّ الذي خلقهما ألطف منّي و منك بهما،و رفع يده إلي السماء و قال:اللّهمّ إن كانا أخذا برّا أو بحرا فاحفظهما و سلّمهما،فهبط جبرائيل عليه السّلام و قال:يا محمّد لا تهتمّ و لا تحزن فهما فاضلان في الدّنيا و الآخرة،و إنّهما في حديقة بني النجّار باتا،و قد وكّل اللّه بهما ملكا يحفظهما فقام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و جبرائيل عليه السّلام عن يمينه و معه جماعة من أصحابه حتّي أتوا إلي الحديقة و إذا الحسن معانق للحسين عليهما السّلام و الملك الموكّل بهما أحد جناحيه تحتهما و الآخر فوقهما فانكبّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليهما يقبّلهما فانتبها من نومهما،فحمل النبيّ صلّي اللّه عليه و آله الحسن و حمل جبرائيل الحسين عليه السّلام حتّي خرجا من الحديقة و النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يقول:لأشرفنهما اليوم كما أكرمهما اللّه تعالي فاستقبله أبو بكر و قال:

يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ناولني أحدهما حتّي أحمله عنك فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:نعم المحمولة و نعم المطيّة، و أبوهما خير منهما حتّي أتي المسجد فقال لبلال:هلمّ إليّ الناس،فاجتمعوا فقام النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و قال:

يا معاشر المسلمين ألا أدلّكم علي خير الناس جدّا و جدّة.

قالوا:بلي يا رسول اللّه،قال:هذا الحسن و الحسين جدّهما رسول اللّه و جدّتهما خديجة ثمّ قال:

ألا أدلّكم علي خير الناس أبا و امّا؟قالوا:بلي يا رسول اللّه قال:هذا الحسن و الحسين أبوهما عليّ بن أبي طالب و أمّهما فاطمة ابنة محمّد صلّي اللّه عليه و آله سيّدة نساء العالمين،قال:ألا أدلّكم علي خير الناس خالا و خالة؟قالوا:بلي يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:هذا الحسن و الحسين خالهما القاسم بن رسول اللّه و خالتهما زينب بنت رسول اللّه،ثمّ قال:ألا أدلّكم علي خير الناس عمّا و عمّة؟قالوا:بلي يا رسول

ص: 299

اللّه،فقال:هذان الحسن و الحسين عمّهما جعفر الطيّار و عمّتهما أمّ هانئ بنت أبي طالب،ثمّ قال:

اللّهمّ إنّك تعلم أن الحسن في الجنة و الحسين في الجنة وجدهما في الجنة،وجدتهما في الجنة، و أباهما في الجنة و أمهما في الجنة،و عمهما في الجنة،و عمتهما في الجنة،و خالهما في الجنة و خالتهما في الجنة،اللهم إنك تعلم أن من يحبّهما في الجنّة و من يبغضهما في النار.

قال المنصور فلمّا حدّثت الشيخ بهذا الحديث قال لي:من أين أنت؟فقلت:من الكوفة،قال:

عربيّ أم مولي؟فقلت:عربي،قال:و أنت تحدّث بمثل هذا الحديث و أنت علي مثل هذه الحالة؟ و رأي كسائي خليقا فخلع عليّ و حملني علي بغلته و قال:قد أقررت عيني لأرشدنّك إلي فتي تقرّ به عينك،ثمّ أرشدني إلي باب دار بقربه فأتيت الدار التي وصفها لي فإذا بشاب صبيح الوجه فلمّا نظر إليّ قال:و اللّه إنّي لأعرف الكسوة و البغلة و ما كساك أبو فلان خلعة و حملك علي بغلته إلاّ و أنت تحبّ اللّه و رسوله،فأنزلني و حدّثته في فضائل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و قلت له:أخبرني والدي عن جدّي عن أبيه قال:كنّا مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ذات يوم إذ أقبلت فاطمة و الحسن و الحسين عليهما السّلام علي كتفيها و هي تبكي فقال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما يبكيك يا فاطمة؟ قالت:يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله نساء قريش عيّرنني و قلن لي إنّ أباك زوّجك برجل معدم لا مال له و لا نعم فقال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما أنا بالذي زوّجتك،بل اللّه عزّ و جلّ زوّجك من فوق سماواته و أشهد جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل فأوحي اللّه إليّ أن ازوّجك في أرضه بعليّ،و إنّ اللّه اطّلع علي الأرض اطلاعة فاختار منها عليّا لك بعلا فزوّجك إيّاه،فعليّ أشجع الناس قلبا و أعظم الناس حلما و أعلم الناس علما و أقدم الناس سلما و أسمح الناس كفّا،يا فاطمة إنّي لآخذ مفاتيح الجنّة بيدي و لواء الحمد أيضا فادفعهما إلي عليّ فيكون آدم و من ولد تحت لوائي،يا فاطمة إنّي غدا اقيم علي حوضي عليّا يسقي من عرف من أمّتي،يا فاطمة يكسي أبوك حلّتين من حلل الجنّة،و يكسي عليّ حلّتين من حلل الجنّة،و لواء الحمد في يدي و أمّتي تحت لوائي فأناوله لعليّ إكراما له من اللّه عزّ و جلّ،و ينادي مناد:يا محمّد نعم الجدّ جدّك إبراهيم،و نعم الأخ أخوك عليّ،و إذا دعاني ربّ العالمين دعا عليّا معي و إذا دعيت جيء معي و إذا أشفعت شفع معي،و إذا أجبت أجاب معي، و إنّه يوم القيامة عوني علي مفاتيح الجنّة،قومي يا فاطمة فإنّ عليّا و شيعته الفائزون غدا في الجنّة.

قال المنصور:فلمّا حدّثت الشاب بهذا الحديث قال لي:و من أين أنت؟قلت:من الكوفة قال:عربي أم مولي؟ قلت:عربيّ،و كساني عشرين ثوبا و أعطاني عشرين ألف درهم و قال:قد أقررت عيني بهذا

ص: 300

الحديث ولي إليك حاجة،فقلت:مقضية إن شاء اللّه تعالي،قال:إذا كان غد فأت مسجد بني فلان كيما تري أخي الشقيّ.ثمّ فارقته و طالت عليّ ليلتي فلمّا أصبحت أتيت المسجد الذي وصفه لي و قمت اصلّي معهم في الصفّ الأوّل،و إذا أنا برجل شاب و هو معتمّ علي رأسه و وجهه فلمّا ذهب ليركع سقطت العمامة عن رأسه فرأيت رأسه رأس خنزير و وجهه وجه خنزير،فما عقلت ما أقول في صلاتي حتّي سلّم الإمام فالتفتّ إليه و قلت له:ما هذا الذي أري بك؟فقال لي:لعلّك صاحب أخي بالأمس.

قلت:نعم،فأخذ بيدي و أقامني و هو يبكي حتّي أتينا إلي منزله فقال:ادخل،فدخلت فقال لي:

انظر إلي هذا الدكّان فنظرت إلي دكّة فقال:كنت مؤدّبا أؤدّب الصبيان علي هذه الدكّة و كنت ألعن عليّا عليه السّلام بين كلّ أذان و إقامة ألف مرّة،فخرجت يوما من المسجد و أتيت الدار فانطرحت علي هذه الدكّة نائما،فرأيت في منامي كأنني في الجنّة متّكئا علي هذا الدكّان و جماعة جلوس يحدّثوني فرحين مسرورين بعضهم ببعض،و كان النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قد أقبل و عن يمينه الحسن و معه إبريق و عن يساره الحسين و معه كأس فقال للحسن:اسق أباك عليّا،فسقاه فشرب ثمّ قال:اسق الجماعة فسقاهم ثمّ قال:اسق هذا النائم المتّكئ علي الدكّان،فقال:يا جدّاه أ تأمرني أن أسقيه و هو يلعن أبي في كلّ وقت أذان ألف مرّة،و في يومنا هذا قد لعنه أربعة آلاف مرّة،فرأيت النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و قد أقبل إليّ و قال لي:ما بالك تلعن أباه و هو منّي و أنا منه فعليك غضب اللّه؟ثمّ ضربني برجله و قال:غيّر اللّه ما بك من نعمة،فانتبهت و رأسي رأس خنزير و وجهي وجه خنزير.

ثمّ قال المنصور:يا سليمان،باللّه هذان الحديثان عندك؟فقلت:لا،فقال:يا سليمان حبّ علي إيمان و بغضه نفاق فقال الأعمش:فقلت يا أمير المؤمنين ما تقول في قاتل الحسين عليه السّلام؟قال:في النار،[قلت:]و كذلك من قتل ولده؟فأطرق ثمّ رفع رأسه و قال:يا سليمان الملك عقيم،حدّث في فضائل علي ما شئت (1).

قال هذه الرواية لم يذكر فيها أنّ أبا بكر و عمر و عثمان كانوا مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في الجنّة بل ذكروا فيها:و جماعة،و هذا يعني أنّ ذكر الثلاثة في رواية موفّق بن أحمد المتقدّمة من وضع بعض العامّة، علي أنّ الرواية الآتية إن شاء اللّه تعالي من طريق ابن بابويه لم يذكر فيها الثلاثة و لا جماعة،و ابن بابويه روي الحديث من طرق كثيرة.

ص: 301


1- انظر:أمالي الصدوق /520مجلس /67ح 2.و الروضة في المعجزات 130،و الثاقب في المناقب بتفاوت: 230.

الباب الثامن و المائة

في حديث الأعمش مع المنصور

من طريق الخاصّة ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان و عليّ بن أحمد بن موسي الدقّاق،عن محمّد بن أحمد السناني و عبد اللّه بن محمد الصائغ قالوا:حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيي بن زكريّا القطان قال:حدّثنا أبو محمد بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال:حدّثني عليّ بن محمد قال:

حدّثنا الفضل بن عبّاس قال:حدّثنا عبد القدوس الورّاق قال:حدّثنا محمد بن كثير عن الأعمش و حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد المكتب رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أحمد بن يحيي القطّان قال:حدّثني بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال:حدّثني عبد اللّه بن محمد باطويه عن محمد بن كثير عن الأعمش و أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيّوب اللخمي فيما كتب إلينا من اصبهان قال:حدّثنا أحمد بن القاسم ابن مساور الجوهري سنة ستّ و ثمانين و مائتين قال:حدّثنا الوليد بن الفضل العنزي قال:حدّثنا مندل بن علي العنزي عن الأعمش و حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال:حدّثنا أبو سعيد الحسن بن علي العدوي قال:حدّثنا عليّ بن عيسي الكوفي قال:حدّثنا حريز بن عبد الحميد عن الأعمش،و زاد بعضهم علي بعض في اللفظ،و قال بعضهم ما لم يقل بعض،و ساق الحديث المندل بن عليّ العنزي عن الأعمش قال:بعث لي أبو جعفر الدوانيقي في جوف الليل أن أجب قال:فقمت متفكّرا فيما بيني و بين نفسي و قلت:ما بعث إليّ أمير المؤمنين في هذه الساعة إلاّ ليسألني عن فضائل عليّ عليه السّلام فلعلّني إن أخبرته قتلني،فكتبت وصيّتي و لبست كفني و دخلت عليه فقال:ادن منّي فدنوت و عنده عمرو بن عبيد،فلمّا رأيته طابت نفسي ثمّ قال:ادن منّي فدنوت حتّي كادت تمسّ ركبتي ركبته قال:فوجد منّي رائحة الحنوط فقال:لتصدّقني أو لأصلبنّك قلت:ما حاجتك يا أمير المؤمنين؟ قال:ما شأنك متحنّطا؟قلت:أتاني رسولك في جوف الليل أن أجب فقلت:عسي أن يكون أمير المؤمنين بعث إليّ في هذه الساعة ليسألني عن فضائل عليّ عليه السّلام فلعلّني إن أخبرته قتلني، و كتبت وصيّتي و لبست كفني قال:و كان متكئا فاستوي قاعدا فقال:لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه،سألتك

ص: 302

باللّه يا سليمان كم حديث ترويه في فضائل عليّ؟فقلت:يسيرا،قال:كم؟ قلت:عشرة آلاف حديث و ما زاد،فقال:يا سليمان و اللّه لأحدّثنك بحديث في فضائل عليّ عليه السّلام تنسي كلّ حديث سمعته قال:قلت:حدّثنا يا أمير المؤمنين،قال:نعم،كنت هاربا من بني اميّة لعنهم اللّه و كنت أتردّد في البلدان و أتقرّب إلي الناس بفضائل عليّ عليه السّلام،و كانوا يطعمونني و يزوّدونني،و وردت بلاد الشام و إنّي لفي كساء خلق ما عليّ غيره،فسمعت الإقامة و أنا جائع فدخلت المسجد لاصلّي و في نفسي أن اكلّم الناس في عشاء يعشّونني،فلمّا سلّم الإمام دخل المسجد صبيّان فالتفت الإمام إليهما و قال:مرحبا بكما و مرحبا بمن اسمكما علي اسمهما،فكان إلي جنبي شاب فقلت:يا شاب من الصبيّان من الشيخ؟قال:هو جدّهما و ليس في المدينة أحد يحبّ عليّا غير هذا الشيخ فلذلك سمّي أحدهما الحسن و الآخر الحسين،فقمت فرحا فقلت للشيخ:هل لك في حديث أقرّ به عينك؟

قال:إن أقررت عيني أقررت عينك فقلت:حدّثني والدي عن أبيه عن جدّه قال:كنّا قعودا عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إذ جاءت فاطمة عليها السّلام تبكي فقال لها النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:ما يبكيك يا فاطمة؟قالت:يا أبت خرج الحسن و الحسين فما أدري أين باتا يا أبي،فقال لها النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:يا فاطمة لا تبكي فاللّه الذي خلقهما هو ألطف بهما منك،و رفع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يده إلي السماء و قال:اللّهم إن كانا أخذا برّا أو بحرا فاحفظهما و سلّمهما،فنزل جبرئيل عليه السّلام فقال:يا محمّد إنّ اللّه يقرؤك السلام و يقول:لا تحزن و لا تغتم لهما فانّهما فاضلان في الدنيا و فاضلان في الآخرة،و أبوهما أفضل منهما،هما نائمان في حظيرة بني النجّار و قد وكّل اللّه بهما ملكا،قال:فقام النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فرحا و معه أصحابه حتّي أتوا حضيرة بني النجّار فإذا هم بالحسن معانقا للحسين عليهما السّلام،و إذا الملك الموكّل بهما قد افترش أحد جناحيه تحتهما و غطّاهما بالآخر قال:فمكث النبيّ عليه الصلاة و السلام يقبّلهما حتّي انتبها،فلمّا استيقظا حمل النبيّ صلّي اللّه عليه و آله الحسن،و حمل جبرائيل الحسين فخرج من الحضيرة و هو يقول:و اللّه لأشرفنّكما كما شرّفكما اللّه عزّ و جلّ فقال له أبو بكر:ناولني أحد الصبيّين أخفّف عنك فقال:يا أبا بكر نعم الحاملان و نعم الراكبان و أبوهما أفضل منهما،فخرج حتّي أتي باب المسجد و قال:يا بلال هلمّ إليّ بالناس فنادي منادي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في المدينة فاجتمع الناس عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في المسجد فقام علي قدميه فقال:يا معشر الناس ألا أدلّكم علي خير الناس جدّا و جدّة؟

قالوا:بلي يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:الحسن و الحسين فإنّ جدّهما محمّد و جدّتهما خديجة بنت خويلد،يا معشر الناس ألا أدلّكم علي خير الناس أمّا و أبا؟فقالوا:بلي يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:الحسن

ص: 303

و الحسين،فإنّ أباهما علي يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله و أمّهما فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله، يا معشر الناس ألا أدلّكم علي خير الناس عمّا و عمّة؟قالوا:بلي يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،قال:الحسن و الحسين فإنّ عمّهما جعفر بن أبي طالب الطيّار في الجنّة مع الملائكة،و عمّتهما أمّ هانئ بنت أبي طالب،يا معشر الناس ألا أدلّكم علي خير الناس خالا و خالة؟قالوا:بلي يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:

الحسن و الحسين فإنّ خالهما القاسم بن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و خالتهما زينب بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،ثمّ قال بيده:هكذا يحشرنا اللّه ثمّ قال:اللّهم إنّك تعلم أنّ الحسن في الجنّة و الحسين في الجنّة و جدّيهما في الجنّة و أباهما في الجنّة و أمّهما في الجنّة و عمّهما في الجنّة و عمّتهما في الجنّة و خالهما في الجنّة و خالتهما في الجنّة،اللّهمّ إنّك تعلم أنّ من يحبّهما في الجنّة و من يبغضهما في النار.

قال:فلمّا قلت ذلك للشيخ قال:من أنت يا فتي؟ فقلت:من أهل الكوفة.

قال:عربيّ أم مولي؟قال:قلت:بل عربيّ،قال:فأنت تحدّث بهذا الحديث و أنت في هذا الكساء؟فكساني خلعته و حملني علي بغلته فبعثها بمائة دينار فقال:يا شاب أقررت عيني فو اللّه لأقرّن عينك و لأرشدنّك إلي شاب يقرّ عينك اليوم،فقال:قلت:أرشدني،قال:لي اخوان أحدهما إمام و الآخر مؤذّن أمّا الإمام فانّه يحبّ عليّا عليه السّلام منذ خرج من بطن أمّه،و أما المؤذّن فإنه يبغض عليا منذ خرج من بطن أمّه قال:فقلت:ارشدني فأخذ بيدي حتّي أتي باب الإمام،فإذا أنا برجل قد خرج إليّ فقال:أمّا البغلة و الكسوة فأعرفهما،و اللّه ما كان فلان يحملك و لا يكسوك إلاّ أنّك تحبّ اللّه عزّ و جلّ و رسوله صلّي اللّه عليه و آله،فحدّثني بحديث في فضائل عليّ بن أبي طالب قال:فقلت:أخبرني أبي عن أبيه عن جدّه قال:كنّا قعودا عند النبيّ صلّي اللّه عليه و آله إذ جاءت فاطمة عليها السّلام تبكي بكاء شديدا فقال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما يبكيك يا فاطمة؟

فقالت:يا أبت عيّرتني نساء قريش و قلن:إنّ أباك زوّجك من معدم لا مال له،فقال لها النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:

لا تبكي فو اللّه ما زوّجتك حتّي زوّجك اللّه من فوق عرشه،و أشهد بذلك جبرئيل و ميكائيل،و إنّ اللّه عزّ و جلّ اطّلع علي أهل الدنيا فاختار من الخلائق أباك فبعثه نبيّا،ثمّ اطّلع الثانية فاختار من الخلائق عليّا فزوّجك إيّاه و اتّخذه وصيّا،فعليّ أشجع الناس قلبا و أحلم الناس حلما و أسمح الناس كفّا و أقدم النّاس سلما و أعلم الناس علما،و الحسن و الحسين ابناه سيّدا شباب أهل الجنّة، و اسمهما في التوراة شبّر و شبير لكرامتهما علي اللّه عزّ و جلّ،يا فاطمة لا تبكي فو اللّه إنّه إذا كان يوم القيامة يكسي أبوك حلّتين و علي حلّتين،و لواء الحمد بيدي فأنا و له عليّا لكرامته علي اللّه عزّ و جلّ،

ص: 304

يا فاطمة لا تبكي فإنّي إذا دعيت إلي ربّ العالمين يجيء علي معي،و إذا شفّعني اللّه عزّ و جلّ شفع علي معي،يا فاطمة لا تبكي،إذا كان يوم القيامة ينادي مناد في أهوال ذلك اليوم:يا محمّد نعم الجدّ جدّك إبراهيم خليل الرّحمن،و نعم الأخ أخوك عليّ بن أبي طالب،يا فاطمة عليّ يعينني علي مفاتيح الجنّة و شيعته هم الفائزون يوم القيامة غدا في الجنّة.

فلمّا قلت ذلك قال:يا بنيّ ممن أنت؟قلت:من أهل الكوفة قال:أ عربيّ أنت أم مولي؟قلت:

بل عربيّ قال:فكساني ثلاثين ثوبا و أعطاني عشرة آلاف درهم،ثمّ قال الشاب:أقررت عيني ولي إليك حاجة،قلت:قضيت إن شاء اللّه،فإذا كان غد فائت مسجد آل فلان كيما تري أخي المبغض لعليّ عليه السّلام،قال:فطالت عليّ تلك الليلة.

فلمّا أصبحت أتيت المسجد الذي وصف لي،فقمت في الصفّ الأوّل و إلي جنبي شاب متعمّم،فذهب ليركع فسقطت عمامته فنظرت في وجهه فإذا رأسه رأس خنزير و وجهه وجه خنزير،فو اللّه ما علمت ما تكلّمت به في صلاتي حتّي سلّم الإمام فقلت:و يلك ما الذي أري بك، فبكي و قال لي:انظر إلي هذه الدار فنظرت فقال لي:ادخل فدخلت فقال لي:كنت مؤذّنا لآل فلان، كلّما أصبحت لعنت عليّا ألف مرّة في الأذان و الإقامة،و كلّما كان يوم الجمعة لعنته أربعة آلاف مرّة، فخرجت من منزلي فأتيت داري فاتكأت علي هذا الدكان الذي تري،فرأيت في منامي كأنّي في الجنّة و فيها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عليّ عليه السّلام فرحين،و رأيت كأن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله عن يمينه الحسن و عن يساره الحسين و معه كأس فقال:يا حسن اسقني فسقاه،فقال له:اسق الجماعة فشربوا،ثمّ رأيته كأنّه قال:

اسق المتّكئ علي هذا الدكّان،فقال له الحسن عليه السّلام:يا جدّاه تأمرني أن أسقي هذا و هو يلعن والدي في كلّ يوم ألف مرّة بين الأذان و الإقامة،و لقد لعنه في هذا اليوم أربعة آلاف مرّة،فأتاني النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال لي:ما لك عليك لعنة اللّه تلعن عليّا و عليّ منّي،و تشتم عليّا و علي منّي،و رأيته كأنّه تفل في وجهي و ضربني برجله و قال:قم غيّر اللّه ما بك من نعمة،فانتبهت من نومي فإذا رأسي رأس خنزير و وجهي وجه خنزير.

ثمّ قال لي أبو جعفر أمير المؤمنين:أ هذان الحديثان في يدك؟فقلت:لا،فقال:يا سلمان حبّ عليّ إيمان و بغضه نفاق،و اللّه لا يحبّه إلاّ مؤمن و لا يبغضه إلاّ منافق،قال:قلت:الأمان يا أمير المؤمنين قال:لك الأمان قال:فما تقول في قاتل الحسين؟قال:إلي النار و في النار قلت:و كذلك من قتل ولد رسول اللّه إلي النار و في النار،قال:الملك عقيم يا سليمان،اخرج فحدّث بما سمعت (1).

ص: 305


1- أمالي الصدوق /520مجلس /67ح 2.بحار الأنوار:/37ح 55.

الباب التاسع و المائة

في حديث اللوزة

من طريق العامّة أبو الحسن بن المغازلي في كتاب المناقب قال:أخبرنا أبو نصر بن الطحّان إجازة عن القاضي أبي الفرج الخيوطي،حدّثنا عمر بن الفتح البغدادي،حدّثنا أبو عمارة المستملي،حدّثنا ابن أبي الزعزاع الرّقي عن عبد الكريم عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس رضي اللّه عنه قال:جاع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله جوعا شديدا فأتي الكعبة فأخذ بأستارها و قال:اللّهم لا تجع محمّدا أكثر ممّا أجعته،قال:فهبط عليه جبرائيل عليه السّلام و معه لوزة فقال:إنّ اللّه تبارك و تعالي يقرأ عليك السلام و يقول لك:فكّ عنها، ففككت عنها فإذا فيها ورقة خضراء مكتوب عليها:لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه،أيّدته بعلي و نصرته به،ما أنصف اللّه من نفسه من اتّهمه في قضائه و استبطأه في رزقه (1).

الباب العاشر و المائة

حديث اللوزة

من طريق الخاصّة ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رحمه اللّه قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال:حدّثنا إبراهيم بن محمد الثقفي قال:حدّثنا أبو يوسف يعقوب بن محمد البصري قال:حدّثنا ابن عمارة قال:حدّثنا علي بن[أبي] الزعزاع البرقي قال:حدّثنا أبو ثابت الجزري عن سعيد بن جبير عن عبد اللّه بن عبّاس قال:جاع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله جوعا شديدا فأتي الكعبة فتعلّق بأستارها فقال:ربّ محمد لا تجع محمّدا أكثر ممّا أجعته،فهبط جبرائيل عليه السّلام و معه لوزة فقال:يا محمد إنّ اللّه جلّ جلاله يقرأ عليك السلام،فقال:يا جبرائيل اللّه السلام و إليه يعود السلام،فقال:إنّ اللّه يأمرك أن تفكّ هذه اللوزة،ففكّ عنها فإذا فيها ورقة خضراء نضرة مكتوب عليها:لا إله إلاّ اللّه،محمّد رسول اللّه،أيّدت محمّدا بعليّ و نصرته به، ما أنصف اللّه من نفسه من اتّهم اللّه في قضائه و استبطأه في رزقه (2).

ص: 306


1- مناقب ابن المغازلي/142/ح 239.
2- أمالي الصدوق /648مجلس /82ح 9.

الباب الحادي عشر و المائة

حديث التفّاحة

من طريق العامّة ابن شاذان في المناقب المائة من طريق العامة بحذف الإسناد عن ابن عبّاس قال:كنت جالسا بين يدي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله ذات يوم و بين يديه عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام إذ هبط جبرائيل عليه السّلام و معه تفّاحة،فحيّا بها النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فتحيّا بها النبي صلّي اللّه عليه و آله،و حيا بها عليّ بن أبي طالب فتحيّا بها علي و قبّلها و ردّها إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فتحيّا بها فحيّاها الحسن و قبّلها و ردّها إلي رسول اللّه،فتحيّا بها رسول اللّه و حيّاها الحسين فتحياها الحسين و قبّلها و ردّها إلي رسول اللّه،فتحيّا بها و حيّا بها فاطمة عليها السّلام فتحيّت بها و قبّلتها و ردّتها إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فتحيّا بها الرابعة و حيّا بها علي بن أبي طالب عليه السّلام،فلمّا همّ أن يردّها إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله سقطت التفاحة من بين أنامله فانفلقت بنصفين، فسطع منها نور حتّي بلغ عنان السماء فإذا عليها سطران مكتوبان:بسم اللّه الرّحمن الرحيم،تحيّة من اللّه تعالي إلي محمّد المصطفي و عليّ المرتضي و فاطمة الزهراء و الحسن و الحسين سبطي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،أمان لمحبّيهما يوم القيامة من النار (1).

ص: 307


1- مائة منقبة /27المنقبة 8.

الباب الثاني عشر و المائة

حديث التفاحة

من طريق الخاصّة ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال:حدّثنا عبد الرّحمن بن محمد الحسني قال:حدّثني فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال:حدّثني الحسن بن الحسين بن محمد قال:أخبرني عليّ بن أحمد بن الحسين بن سليمان القطّان قال:حدّثنا الحسن بن جبرائيل الهمداني قال:أخبرنا إبراهيم بن جبرائيل قال:حدّثنا أبو عبد اللّه الجرجاني عن نعيم النخعي عن الضحّاك عن ابن عبّاس قال:كنت جالسا بين يدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ذات يوم و بين يديه عليّ بن أبي طالب و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام إذ هبط عليه جبرائيل عليه السّلام بتفاحة،فحيّا بها النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و حيّا بها عليّا عليه السّلام و ردّها إلي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله،و حيّا بها فاطمة عليها السّلام فقبّلتها و ردّتها إلي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله،فتحيّا بها عليّ عليه السّلام ثانية،فلمّا همّ أن يردّها إلي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله سقطت التفاحة من أطراف أنامله فانفلقت بنصفين، فسطع منها نور حتّي بلغ سماء الدنيا و إذا عليه سطران مكتوبان:بسم اللّه الرّحمن الرحيم،تحية من اللّه عزّ و جلّ إلي محمّد المصطفي و علي المرتضي و فاطمة الزهراء و الحسن و الحسين سبطي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و أمان لمحبّهم يوم القيامة من النار (1).

ص: 308


1- أمالي الصدوق/692/مجلس /87ح 3،و أنقص منه المصنّف رحمه اللّه تحية الحسن و الحسين عليهما السّلام.

الباب الثالث عشرة و المائة

حديث الأترجة

من طريق العامّة و فيه ثلاثة أحاديث الأوّل: ابن شيرويه الديلمي في كتاب الفردوس قال:حدّثنا عبد الرزاق قال:حدّثني معمر عن الزهري عن عرفة بن الزبير عن ابن عبّاس رضي اللّه عنه قال:لمّا قتل علي بن أبي طالب عليه السّلام عمرو بن عبد ودّ العامري دخل علي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و سيفه يقطر دما،فلمّا رآه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:اللّهم أعط عليا فضيلة لم تعطها أحدا قبله و لا تعطها أحدا بعده،فهبط جبرئيل عليه السّلام و معه الأترجة من أترج الجنّة فقال له:

إنّ اللّه عزّ و جلّ يقرئك السلام و يقول:حيّ بهذه عليّ بن أبي طالب فدفعها إليه،فانفلقت في يده فلقتين فإذا فيها حريرة خضراء مكتوب فيها سطران بخضرة تحفة:من الطالب الغالب إلي عليّ بن أبي طالب.

الثاني: ابن شهرآشوب من طريق العامّة قال:من كتاب الخطيب الخوارزمي عن ابن عبّاس أنّه هبط جبرئيل عليه السّلام و معه أترجة فقال:إنّ اللّه يقرئك السلام و يقول لك:هذه هدية لعليّ بن أبي طالب، فدعاه النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فدفعها إليه،فلمّا صارت في كفّه انفلقت الاترجة فإذا فيها حريرة خضراء مكتوب فيها سطران:هدية من الطالب الغالب إلي عليّ بن أبي طالب،و يقال كان ذلك لمّا قتل عمرا (1).

الثالث: صاحب كتاب روضة الفضائل قال:لمّا حضرت الجامع بواسط يوم الجمعة سابع عشر ذي القعدة سنة إحدي و خمسين و ستّمائة و تاج الدين نقيب الهاشميين يخطب بالناس علي أعواده فقال بعد حمد اللّه و الثناء عليه و ذكر الخلفاء بعد الرسول قال في حقّ عليّ عليه السّلام:إنّ جبرئيل نزل علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و بيده أترجة فقال:يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،الحق يقرئك السلام و يقول لك:قد أتحفت ابن عمّك بهذه التحفة،فسلّمها إلي عليّ عليه السّلام،فأخذها بيده و شقها نصفين فطلع في نصف منها حريرة من سندس من الجنّة مكتوب[عليها]:تحفة الطالب الغالب لعليّ بن أبي طالب (2).

ص: 309


1- مناقب آل أبي طالب:69/2.
2- الروضة في المعجزات و الفضائل 118.

الباب الرابع عشر و المائة

حديث الأترجة

من طريق الخاصّة صاحب ثاقب المناقب عن سالم بن[أبي]الجعد عن جابر بن عبد اللّه قال:أتي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بفاكهة من الجنّة و فيها أترجة فقال جبرئيل عليه السّلام:يا محمّد ناولها عليّا فناولها،فبينا هو يشمّها إذ انفلقت فخرج من وسطها رقّ مكتوب فيه:من الطالب الغالب إلي عليّ بن أبي طالب (1).

ص: 310


1- الثاقب في المناقب /61ح 12.

الباب الخامس عشر و المائة

حديث السفرجلة

من طريق العامّة و فيه حديثان الأوّل: موفّق بن أحمد من أكابر علماء العامّة في كتاب فضائل أمير المؤمنين قال:أخبرني الشيخ الثقة العدل الحافظ أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن نصر الزاغوني،حدّثنا أبو الحسين محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الباقرجي،حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن الحسن بن العلي بن بندار حدّثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان،حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد ابن عامر الطائي قال:حدّثنا أبي أحمد بن عامر بن سليمان،حدّثنا أبو الحسن عليّ بن موسي الرضا قال:حدّثني أبي موسي بن جعفر قال:حدّثني أبي جعفر بن محمد قال:حدّثني أبي محمد ابن عليّ،حدّثني أبي علي بن الحسين،حدّثني أبي الحسين بن علي،حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:لمّا اسري بي إلي السماء أخذ جبرئيل عليه السّلام بيدي و أقعدني علي درنوك من درانيك الجنّة و ناولني سفرجلة[منها،فبينا]أنا أقلبها إذ انفلقت فخرجت منها جارية حوراء لم أر أحسن منها فقالت:السلام عليك يا محمّد،قلت:من أنت؟قالت:أنا الراضية المرضية خلقني الجبّار من ثلاثة أصناف:أسفلي مسك و وسطي كافور و أعلاي من عنبر،عجنني من ماء الحيوان ثمّ قال لي الجبّار:كوني فكنت،خلقني لأخيك و ابن عمّك عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه (1).

الثاني: الزمخشري في كتاب ربيع الأبرار مثله (2).

ص: 311


1- المناقب /295ح 288،و مسند زيد:454.
2- ربيع الأبرار:286/1 الباب الثامن.

الباب السادس عشر و المائة

حديث السفرجلة

من طريق الخاصّة و فيه حديثان الأوّل: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن حمدان المكتب قال:حدّثنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد الرّحمن الصفّار قال:حدّثنا محمد بن محمد بن عيسي الدامغاني قال:حدّثنا يحيي بن المغيرة قال:حدّثنا جرير عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ليلة أسري بي إلي السماء أخذ جبرئيل بيدي فأدخلني الجنّة و أجلسني علي درنوك من درانيك الجنّة فناولني سفرجلة فانفلقت بنصفين فخرجت منها حوراء كأنّ أشفار عينيها مقاديم النسور،فقالت:السلام عليك يا أحمد،السلام عليك يا رسول اللّه،السلام عليك يا محمّد، فقلت:من أنت يرحمك اللّه؟قالت:أنا الراضية المرضية،خلقني الجبّار من ثلاثة أنواع:أسفلي من المسك و أعلاي من الكافور و وسطي من العنبر،و عجنت بماء الحيوان قال الجليل:كوني، فكنت،خلقت لابن عمّك و وصيّك و وزيرك عليّ بن أبي طالب عليه الصلاة و السلام (1).

الثاني: ابن بابويه في عيون أخبار الرّضا بإسناده عن داود بن سليمان الفرّاء،عن الرضا عليه السّلام نحو رواية موفّق بن أحمد و قد تقدّمت (2).

ص: 312


1- أمالي الصدوق /249مجلس /34ح 12.
2- عيون أخبار الرضا عليه السّلام:/29/1ح 7.

الباب السابع عشر و المائة

في حديث الرمّانة

من طريق العامّة من كتاب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة عن عبد اللّه بن عمر يرويه عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال:جاء بالمدينة غيث فقال لي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:قم يا أبا الحسن لتنظر إلي آثار رحمة اللّه تعالي فقلت:يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ألا أصنع طعاما يكون معنا فقال:الذي نحن في ضيافته أكرم،ثمّ نهض و أنا معه حتّي جئنا إلي وادي العقيق،فوافينا ربوة فما استوينا للجلوس حتّي أظلّنا غمام أبيض له رائحة كالكافور و الاذفر،و إذا بطبق بين يدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فإذا فيه رمّان فأخذ رمّانة و أخذت رمّانة فاكتفينا بهما،قال أمير المؤمنين عليه السّلام:فوقع في نفسي ولداي و زوجتي،فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:كأنّي بك يا علي و أنت تريد لولديك و زوجتك،خذ ثلاثا،فأخذت ثلاث رمّانات و ارتفع الطبق،فلمّا عدنا إلي المدينة لقينا أبو بكر فقال:أين كنتم يا رسول اللّه؟ قال:كنّا بوادي العقيق ننظر إلي آثار رحمة اللّه تعالي فقال:ألا أعلمتماني حتّي كنت أصنع لكما طعاما؟فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:الذي كنّا في ضيافته أكرم،قال أمير المؤمنين:فنظر أبو بكر إلي ثقل كمّي و الرّمان فيه،فاستحييت و مددت إليه بكمّي ليتناول منه رمّانة،فلم أجد شيئا في كمّي فنفضت كمّي ليري أبو بكر ذلك،فافترقنا و أنا متعجّب من ذلك،فلمّا وصلت إلي باب فاطمة عليها السّلام وجدت في كمّي ثقلا فإذا هو الرمّان،فلمّا دخلت ناولتها إيّاه و عدوت إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فلمّا نظر إليّ تبسّم فقال:كأنّي بك يا علي قد عدت إليّ تحدّثني بما كان رجع منك و الرّمان،يا علي لمّا هممت أن تناوله لأبي بكر لم تجد شيئا،إنّ جبرئيل عليه السّلام أخذه،فلمّا وصلت إلي دارك أعاده إلي كمّك،يا علي إنّ فاكهة الجنّة لا يأكل منها في الدنيا إلاّ النبيّون و الأوصياء و أولادهم (1).

ص: 313


1- مدينة المعاجز:341/1 ح 219،و 321/3 ح 908.

الباب الثامن عشر و المائة

حديث الرمانة

من طريق الخاصة ثاقب المناقب عن عبد الرزاق عن معمر عن الزبير عن سعيد بن المسيب قال:إن السماء طمثت علي عهد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ليلا،فلمّا أصبح قال لعليّ:انهض بنا إلي العقيق لننظر إلي حسن الماء في حفر الأرض،قال:فاعتمد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي يدي فمضينا،فلمّا وصلنا إلي العقيق نظر إلي صفاء الماء في حفر الأرض فقال عليّ لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لو أعلمتني من الليل لاتخذت لك سفرة من الطعام،فقال:يا علي إنّ الذي أخرجنا إليه لا يضيّعنا،فبينا نحن وقوف إذا نحن بغمامة قد أظلّتنا ببرق و رعد حتي قربت منّا،فألقت بين يدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله سفرة عليها رمان لم تر العيون مثله، علي كل رمانة ثلاثة أقشار،قشر من اللؤلؤ و قشر من الفضة و قشر من الذهب،فقال لي عليه السّلام:قل:بسم اللّه و كل،يا علي هذا أطيب من سفرتك،فكسرنا عن الرمان فإذا فيه ثلاثة ألوان من الحبّ:حبّ كالياقوت و حبّ كاللؤلؤ الأبيض و حب كالزمرّد الأخضر،فيه طعم كل شيء من اللذة،فلمّا ذكرت فاطمة و الحسن و الحسين فضربت يدي بثلاث رمانات فوضعتهن في كمي ثم رفعت السفرة،ثم انقلبنا نريد منازلنا فلقينا رجلان من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال أحدهما:من أين أقبلت يا رسول اللّه؟ قال:من العقيق.قالا:لو أعلمتنا لاتخذنا لك سفرة تطيب منها،فقال:إنّ الذي أخرجنا لن يضيّعنا (1)،و قال الآخر:يا أبا الحسن إنّي أجد فيكما رائحة طيبة فهل كان من طعام؟فضربت بيدي إلي كمي لأعطيهما رمانة،فلم أر في كمي شيئا فاغتممت لذلك،فلمّا افترقنا و مضي النبي صلّي اللّه عليه و آله و قربت من باب فاطمة عليها السّلام وجدت في كمّي خشخشة،فنظرت فإذا الرمان في كمّي فدخلت و ألقيت رمانة علي فاطمة و أخريين إلي الحسن و الحسين،ثم خرجت إلي النبي صلّي اللّه عليه و آله فلمّا رآني قال:

يا أبا الحسن تحدّثني أم أحدّثك؟فقلت:تحدّثني يا رسول اللّه فإنه أشفي للغليل،فأخبر بما كان كأنّه[كنت]معي (2).

ص: 314


1- في المصدر:لم يضيعنا.
2- الثاقب في المناقب:59 ح 30

الباب التاسع عشر و المائة

حديث قميص هارون الذي أهدي لعليّ عليه السّلام

من طريق العامّة أبو الحسن الفقيه بن شاذان في المناقب المائة من طريق العامّة بحذف الإسناد عن قنبر مولي أمير المؤمنين عليه السّلام قال:كان أمير المؤمنين عليه السّلام علي شاطئ الفرات فنزع قميصه و دخل،فجاءت موجة فأخذت القميص فخرج أمير المؤمنين عليه السّلام،فلم يجد القميص فاغتمّ لذلك غمّا شديدا،فإذا بهاتف يهتف:يا أبا الحسن انظر عن يمينك و خذ ما تري،فإذا بمنديل عن يمينه و فيه قميص مطوي فأخذه ليلبسه فسقطت من جيبه رقعة فيها مكتوب:بسم اللّه الرّحمن الرحيم،هدية من اللّه العزيز الحكيم إلي علي بن أبي طالب،هذا قميص هارون بن عمران، كَذلِكَ وَ أَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ (1) (2).

ص: 315


1- سوره 44 - آيه 28
2- مائة منقبة:70 المنقبة 40.

الباب العشرون و المائة

حديث قميص هارون الذي اهدي لأمير المؤمنين عليه السّلام

من طريق الخاصّة و فيه ثلاثة أحاديث الأوّل: السيّد الرضي في كتاب الخصائص قال:حدّثني هارون بن موسي بن أحمد المعروف بالتلعكبري قال:حدّثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبيد اللّه بن أحمد بن عيسي بن منصور قال:

حدّثنا أبو موسي عيسي بن أحمد بن عيسي بن المنصور قال:حدّثني أبو محمد الحسن بن علي ابن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب،عن أبيه عليّ بن محمّد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه عليّ بن موسي عن أبيه موسي بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه عليّ بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عليه الصلاة و السلام قال:حدّثني قنبر مولي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال:كنت مع أمير المؤمنين عليه السّلام علي شاطئ الفرات فنزع قميصه و نزل إلي الماء،فجاءت موجة فأخذت القميص،فخرج أمير المؤمنين عليه السّلام فلم يجد القميص فاغتمّ لذلك فإذا بهاتف يهتف:يا أبا الحسن انظر عن يمينك و خذ ما تري،فإذا منديل عن يمينه و فيه قميص مطوي فأخذه و لبسه فسقط من جيبه رقعة فيها مكتوب:

«بسم اللّه الرحمن الرحيم.هديّة من اللّه العزيز الحكيم إلي عليّ بن أبي طالب،هذا قميص هارون بن عمران، كَذلِكَ وَ أَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ (1) » (2).

الثاني: الشيخ الطوسي في أماليه عن أبي محمد الفحّام عن أبيه عن أبي محمد العسكري عن آبائه عن الحسين عن قنبر مثله (3).

الثالث: ابن شهرآشوب في كتاب المناقب عن قنبر قال:كنت مع أمير المؤمنين عليه السّلام علي شاطئ الفرات فنزع قميصه و دخل الماء فجاءت موجة و أخذت القميص فخرج أمير المؤمنين عليه السّلام فلم يجد القميص،فاغتم[بذلك غمّا شديدا]فإذا بهاتف يهتف:«يا أبا الحسن انظر عن يمينك و خذ

ص: 316


1- سوره 44 - آيه 28
2- خصائص الأئمّة للشريف الرضي:57 ط.مشهد.
3- لم نجده في الأمالي،نعم هو في الثاقب في المناقب لابن حمزة الطوسي:273،ح 237.

ما تري».

فإذا مئزر عن يمينه و فيه قميص مطوي،فأخذه و لبسه،فسقطت من جيبه رقعة فيها مكتوب «هذه هدية من اللّه العزيز الحكيم إلي عليّ بن أبي طالب،و هذا قميص هارون بن عمران وَ أَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ (1) » (2).

ص: 317


1- سوره 44 - آيه 28
2- مناقب آل أبي طالب:69/2.

الباب الحادي و العشرون و المائة

في الملائكة الذين سلّموا علي أمير المؤمنين عليه السّلام ليلة بدر

من طريق العامّة و فيه حديثان الأوّل: من مسند أحمد بن حنبل قال:حدّثنا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث قال:حدّثنا إسحاق بن إبراهيم النهشلي،حدّثنا سعد بن الصلت قال:حدّثنا أبو الجارود الرحبي عن أبي إسحاق الهمداني عن الحارث عن عليّ عليه السّلام قال:لمّا كانت ليلة بدر قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من يستسقي لنا من الماء»؟

فأحجم الناس،فقام عليّ عليه السّلام فاحتضن قربة ثمّ أتي بئرا بعيدة القعر مظلمة،فانحدر فيها فأوحي اللّه عزّ جلّ إلي جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل:تأهبوا لنصر محمد و حزبه،فهبطوا من السماء لهم لغط يذعر من سمعه،فلمّا حاذوا البئر سلّموا علي عليّ عليه السّلام من عند ربّهم عن آخرهم تبجيلا (1).

الثاني: ابن شهرآشوب عن ابن مسعود و الفلكي في التفسير بإسناده عن محمد بن الحنفيّة قال:

بعث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا في غزوة بدر أن يأتيه بالماء حين سكت أصحابه عن إيراده،فلمّا أتي القليب و ملأ القربة و أخرجها جاءت ريح فأهرقته،ثمّ عاد إلي القليب فملأها فجاءت ريح فأهرقته و هكذا في الثالثة،فلمّا كانت الرابعة ملأها فأتي بها النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و أخبره بخبره فقال رسول اللّه:«أمّا الريح الاولي فجبرائيل في ألف من الملائكة سلّموا عليك،و الريح الثانية ميكائيل في ألف من الملائكة سلّموا عليك،و الريح الثالثة إسرافيل في ألف من الملائكة سلّموا عليك».

و في رواية«و ما أتوك إلاّ ليحفظوك»و قد رواه عبد الرحمن بن صالح بإسناده عن الليث:و كان يقول:لعليّ في ليلة واحدة ثلاثة آلاف منقبة و ثلاث مناقب،ثمّ يروي هذا الخبر،قال الحميري:

و سلّم جبريل و ميكال ليلة عليه و إسرافيل حيّاه معربا

أحاطوا به في ردئه جاء يستقي و كان علي ألف بها قد تحزّبا

ثلاثة آلاف ملائك سلّموا عليه فأدناهم و حيّا و رحّبا (2).

ص: 318


1- فضائل الصحابة لابن حنبل:10494/613/2.
2- مناقب آل أبي طالب:80/2.

الباب الثاني و العشرون و المائة

في الملائكة الذين سلّموا علي أمير المؤمنين عليه السّلام ليلة بدر

من طريق الخاصّة و فيه أربعة أحاديث الأوّل: عبد اللّه بن جعفر الحميري في كتاب قرب الإسناد عن جعفر الصادق عليه السّلام عن أبيه عن ابن عباس قال:«انتدب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الناس ليلة بدر إلي الماء فانتدب عليّا فخرج،و كانت ليلة باردة ذات ريح و ظلمة،فخرج بقربته،فلمّا كان علي القليب لم يجد دلوا فنزل في الجب تلك الساعة،فملأ قربته ثمّ أقبل فاستقبلته ريح شديدة فجلس حتّي مضت،ثمّ قام ثمّ مرّت به اخري فجلس حتّي مضت،ثمّ قام ثمّ مرّت به أخري فجلس حتّي مضت،ثمّ قام فلمّا جاء قال النبيّ:ما حبسك يا أبا الحسن؟

قال:لقيت ريحا ثمّ ريحا ثمّ ريحا شديدة و أصابني قشعريرة.

فقال صلّي اللّه عليه و آله:أ تدري ما كان ذلك يا عليّ؟

قال:لا.

قال صلّي اللّه عليه و آله:جبرائيل في ألف ملك من الملائكة و قد سلّم عليك و سلّموا،ثمّ مرّ ميكائيل في ألف من الملائكة فسلّم عليك ثمّ سلّموا،ثمّ مرّ إسرافيل في ألف من الملائكة فسلّم عليك و سلّموا» (1).

الثاني: الشيخ الطوسي في المجالس قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا العاصمي قال:حدّثنا أحمد بن عبيد اللّه العدلي قال:حدّثنا الربيع بن سيّار قال:

حدّثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلي أبي ذرّ رضي اللّه عنه إن عليّا عليه السّلام و عثمان و طلحة و الزبير و عبد الرحمن بن عوف و سعد بن أبي وقّاص أمرهم عمر بن الخطّاب أن يدخلوا بيتا و يغلقوا عليهم بابه و يتشاوروا في أمرهم،و أجّلهم ثلاثة أيام فإن توافق الخمسة علي قول واحد و أبي رجل منهم قتل ذلك الرجل،و إن توافق أربعة و أبي اثنان قتل الاثنان،فلمّا توافقوا جميعا علي رأي واحد قال لهم عليّ بن أبي طالب:«إنّي أحب أن تسمعوا منّي ما أقول لكم فإن يكن حقّا فاقبلوه و إن يكن باطلا فانكروه»قالوا:قلّ ثمّ ساق الحديث بذكر فضائله و هم يقولون في ذلك:اللّهم نعم،و قال في ذلك:«فهل فيكم من سلّم عليه في ساعة واحدة ثلاثة آلاف من الملائكة و فيهم جبرائيل

ص: 319


1- قرب الإسناد:/111خ 387.

و ميكائيل و إسرافيل ليلة القليب لمّا جئت بالماء إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله».

قالوا:لا (1).

الثالث: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا عليّ بن محمد بن موسي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أبو العباس أحمد بن يحيي بن زكريّا القطّان قال:حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال:حدّثنا عبد الرحيم بن عليّ بن سعيد الجبلي قال:حدّثنا الحسن بن نصر الخزّاز قال:حدّثنا عمر بن طلحة عن إسباط بن نصر عن سمّاك بن حرب عن سعيد بن جبير قال:أتيت عبد اللّه بن عباس فقلت:يا ابن عمّ رسول اللّه،إنّي جئتك أسألك عن عليّ بن أبي طالب و إختلاف الناس فيه فقال ابن عباس:يا ابن جبير جئتني تسألني عن خير خلق اللّه من الامّة بعد محمد نبيّ اللّه،جئتني تسألني عن رجل كانت له ثلاثة آلاف منقبة في ليلة واحدة،و هي ليلة القربة.يا ابن جبير،جئتني تسألني عن وصيّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وزيره و خليفته و صاحب حوضه و لوائه و شفاعته،و الّذي نفس ابن عباس بيده لو كانت بحار الدّنيا مدادا و أشجارها أقلاما و أهلها كتّابا فكتبوا مناقب عليّ بن أبي طالب و فضائله من يوم خلق اللّه عزّ و جلّ الدنيا إلي أن يفنيها ما بلغوا معشار ما آتاه اللّه تبارك و تعالي (2).

الرابع: المفيد في كتاب الاختصاص في حديث طويل يذكر فيه فضائل عليّ عليه السّلام و ما خصّ به، و في الحديث هكذا:ثمّ القرآن و ما يوجد فيه من مغازي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله ممّا نزل في القرآن و فضائله، و ما تحدّث الناس ممّا قال به رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من مناقبه التي لا تحصي،ثمّ أجمعوا أنّه لم يردّ علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كلمة قط،و لم يكع عن موضع بعثه،و كان يخدمه في أسفاره و يملأ رواياه و قربه، و يضرب خباه،و يقوم علي رأسه بالسيف حتّي يأمره بالقعود و الانصراف،و قد بعث غير واحد في استعذاب ماء من الجحفة و غلظ عليه الماء فانصرفوا و لم يأتوا بشيء،ثمّ توجّه هو بالرّوايا فأتاه بماء مثل الزلال و استقبله أرواح فأعلم بذلك النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال:«ذلك جبرائيل في ألف و ميكائيل في ألف و إسرافيل في ألف»فقال السيّد الشاعر:

ذاك الذي سلّم في ليلة عليه ميكال و جبريل

ميكال في ألف و جبريل في ألف و يتلوهم سرافيل

عني الّذي سلّم في ليلة عليه جبرائيل عليه السّلام في ألف و ميكائيل عليه السّلام في ألف و يتلوهم إسرافيل عليه السّلام.

جئتني تسألني عن رجل كانت له ثلاثة آلاف منقبة في ليلة واحدة و هي ليلة القربة يا ابن جبير (3).

ص: 320


1- أمالي الطوسي:/545مجلس /20ح 4.
2- أمالي الصدوق:/652مجلس /82ح 15.
3- الاختصاص:159.

الباب الثالث و العشرون و المائة

في المنادي يوم بدر:«لا سيف إلاّ ذو الفقار و لا فتي إلاّ عليّ»

من طريق العامّة،و فيه ثلاثة أحاديث الأوّل: الفقيه ابن المغازلي الشافعي قال:حدّثنا أبو موسي عيس بن خلف بن الربيع الأندلسي قدم علينا واسطا سنة أربع و ثلاثين و أربعمائة قال:حدّثنا أبو الحسين عليّ بن محمد بن عبد اللّه بن بشران المعدل قال:قرأ علي أبي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار النحوي قال:حدّثني الحسن بن عرفة قال:حدّثني عمّار بن محمد بن الأشعث بن محمد عن سعد بن طريف عن أبي جعفر محمد بن عليّ قال:«نادي ملك من السماء يوم بدر يقال له رضوان:لا سيف إلاّ ذو الفقار و لا فتي إلاّ عليّ» (1).

الثاني: ابن المغازلي هذا قال:أخبرنا أبو القاسم الفضل بن محمد بن عبد اللّه الأصفهاني،قدم علينا واسطا في شهر رمضان من سنة أربع و ثلاثين و أربعمائة إملاء في جامع واسط قال:أخبرنا محمد بن عليّ قال:أخبرنا محمد بن عبد اللّه قال:حدّثنا الهيثم بن خلف قال:حدّثنا عليّ بن المنذر قال:حدّثنا ابن فضل قال:حدّثنا عمر بن ثابت عن محمد بن عبيد اللّه بن أبي رافع قال:

نادي يوم احد:«لا سيف إلاّ ذو الفقار و لا فتي إلاّ عليّ» (2).

الثالث: السمعاني في كتاب(فضائل الصحابة)بالإسناد،قال عن طريف الحنظلي،عن أبي جعفر محمد بن عليّ،قال:«نادي ملك من السماء يقال له:رضوان،لا سيف إلاّ ذو الفقار و لا فتي إلاّ عليّ».

ص: 321


1- مناقب ابن المغازلي/140/ح 235.
2- مناقب ابن المغازلي/140/ح 234.

الباب الرابع و العشرون و المائة

في المنادي يوم بدر:«لا سيف إلاّ ذو الفقار و لا فتي إلاّ عليّ»

من طريق الخاصّة و فيه حديثان الأوّل: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه اللّه قال:حدّثني أبي عن محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب و يعقوب بن يزيد و محمد بن أبي الصهبان عن محمد بن أبي عمير عن آبان بن عثمان،عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السّلام عن أبيه،عن جدّه قال:«إن أعرابيا أتي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فخرج إليه برداء ممشق فقال:يا محمد لقد خرجت إليّ كأنك فتي،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:نعم يا أعرابي أنا الفتي بن الفتي و أخو الفتي،فقال الأعرابي:أمّا الفتي فنعم،فكيف ابن الفتي و أخو الفتي؟

فقال صلّي اللّه عليه و آله:أ ما سمعت اللّه عزّ و جلّ يقول: قالُوا سَمِعْنا فَتًي يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ (1) (2)فأنا ابن إبراهيم،و أمّا أخو الفتي فإنّ مناديا ينادي يوم احد:لا فتي إلاّ عليّ و لا سيف إلاّ ذو الفقار، فعليّ أخي و أنا أخوه» (3).

الثاني: ابن الفارسي في روضة الواعظين قال:قال جعفر بن محمد عليه السّلام:«نادي ملك من السماء يوم بدر يقال له:الرضوان،لا سيف إلاّ ذو الفقار و لا فتي إلاّ عليّ» (4).

ص: 322


1- سوره 21 - آيه 60
2- الأنبياء:60.
3- أمالي الصدوق:/267مجلس /36ح 13.
4- روضة الواعظين:128.

الباب الخامس و العشرون و المائة

في معرفة الملائكة لأمير المؤمنين عليه السّلام في السماوات

من طريق العامّة و فيه خمسة أحاديث الأوّل: ابن شهرآشوب من طريق العامّة عن الأعمش عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالي: وَ لَمّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (1) (2)قال:«كان جبرائيل عليه السّلام جالسا عند النبيّ صلّي اللّه عليه و آله علي يمينه إذ أقبل عليّ بن أبي طالب،فضحك جبرائيل فقال:يا محمد هذا عليّ بن أبي طالب قد أقبل فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا جبرائيل،و أهل السماوات يعرفونه؟

قال:يا محمد و الذي بعثك بالحقّ نبيّا إنّ أهل السماوات لأشدّ معرفة له من أهل الأرض،ما كبّر تكبيرة في غزوة إلاّ كبّرنا معه،و لا حمل حملة إلاّ حملنا معه،و لا ضرب بسيف إلاّ ضربنا معه،إن اشتقت إلي وجه عيسي و عبادته و زهد يحيي و طاعته و ملك سليمان و سخاوته فانظر إلي وجه عليّ ابن أبي طالب،و أنزل اللّه: وَ لَمّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً (3) يعني شبها لعليّ بن أبي طالب، و عليّ بن أبي طالب شبها لعيسي ابن مريم إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (4) (5)يعني يضجون و يعجبون» (6).

الثاني: من مسند أحمد بن حنبل روي عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن عبد اللّه بن الحسن الحرّاني،حدّثنا سويد بن سعيد عن حسن عن ابن عباس قال:ذكر عنده عليّ بن أبي طالب فقال:

إنّكم لتذكرون رجلا كان يسمع وطء جبرائيل فوق بيته (7).

الثالث: يحيي بن عبد الحميد بإسناده عن ابن عباس أنه سئل عن عليّ بن أبي طالب فقال:ما تسألون عن رجل طالما يسمع وقع جبرائيل فوق بيته؟

و روي نحوا منه أحمد في الفضائل و قد خدمه جبرائيل عليه السّلام في عدّة مواضع.

الرابع: كتاب الفتح المبين في كشف اليقين في شرح دوحة المعارف تصنيف أبي عبد اللّه محمد ابن عليّ بن الحكيم الترمذي من رجال العامّة نقله عن صاحب بحر المعارف قال صلّي اللّه عليه و آله:«أوّل

ص: 323


1- سوره 43 - آيه 57
2- الزخرف:57.
3- سوره 43 - آيه 57
4- سوره 43 - آيه 57
5- الزخرف:57.
6- مناقب آل أبي طالب:74/2.
7- فضائل الصحابة لابن حنبل:/653//2ح 1112.

من اتخذ عليّ بن أبي طالب أخا من أهل السماء إسرافيل ثمّ ميكائيل ثمّ جبرائيل،و أوّل من أحبه منهم حملة العرش،ثمّ رضوان خازن الجنّة ثمّ ملك الموت،يترحّم علي محبّي عليّ بن أبي طالب،كما يترحم علي الأنبياء» (1).

الخامس: الترمذي في كتابه هذا قال:في التفسير المنسوب إلي الإمام الحسن العسكري رضي اللّه عنه و عن آبائه الكرام و أجداده العظام:«بعث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله جيشا ذات يوم لغزاة،و أمر عليّا رضي اللّه عنه عليهم، و ما بعث جيشا فيهم عليّ إلاّ جعله أميرهم،فلمّا غنموا رغب عليّ عليه السّلام أن يشتري من جملة الغنيمة جارية،فجعل ثمنها في جملة الغنائم،و كايده فيها حاطب بن أبي بلتعة و بريدة الأسلمي و زايداه، فلمّا نظر إليهما يكايدانه نظر إليهما إلي أن بلغت قيمتها قيمة عدل في يومها فأخذها بذلك،فلمّا رجعوا إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله وقف بريدة قدّام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قال:يا رسول اللّه أ لم تر أن ابن أبي طالب أخذ جارية من المغنم دون المسلمين،فأعرض عنه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فجاء عن يمينه فقالها،فأعرض عنه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فجاء عن يساره فقالها فغضب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غضبا شديدا لم ير قبله و لا بعده غضب مثله،و تغيّر لونه و انتفخت أوداجه و ارتعدت أعضاؤه و قال:«ما لك يا بريدة آذيت رسول اللّه أ ما سمعت اللّه عزّ و جلّ: إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللّهُ فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً (2) (3)»الآية قال بريدة:يا رسول اللّه ما علمت إنّي قصدتك بأذي،قال رسول اللّه:«أو تظن يا بريدة أنّه لا يؤذيني إلاّ من قصد ذات نفسي؟أ ما علمت أن عليّا منّي و أنا منه،و إنّ من آذي عليّا فقد آذاني و من آذاني فقد آذي اللّه،و من آذي اللّه فحق علي اللّه أن يؤذيه بأليم عذابه في نار جهنّم، أنت أعلم أم اللّه عزّ و جلّ؟

أنت أعلم أم قرّاء اللوح المحفوظ؟ أنت أعلم أم ملك الأرحام»؟ قال بريدة:بل اللّه أعلم،[قال:أنت أعلم أم]قرّاء اللوح المحفوظ أعلم؟[أنت أعلم أم]ملك الأرحام أعلم؟!.

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«فأنت أعلم يا بريدة أم حفظة عليّ بن أبي طالب»؟ قال:بل حفظة علي بن أبي طالب.

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«فكيف تخطّئه و تلومه و توبّخه و تشنّع عليه في فعله و هذا جبرائيل أخبرني عن حفظة عليّ أنّهم ما كتبوا عليه خطيئة منذ ولد،و هذا ملك الأرحام حدّثني أنّهم كتبوا قبل أن

ص: 324


1- انظر:المناقب للموافق الخوارزمي:72 ح 49.
2- سوره 33 - آيه 57
3- الأحزاب:57.

يولد حين استحكم في بطن أمّه أنّه لا يكون له خطيئة أبدا،و هؤلاء قرّاء اللوح المحفوظ أخبروني ليلة اسري بي أنّهم وجدوا في اللوح المحفوظ:عليّ المعصوم من كلّ خطأ و زلّة،فكيف تخطّئه أنت يا بريدة و قد صوّبه ربّ العالمين و الملائكة من المقرّبين،يا بريدة لا تعرض لعليّ بخلاف الحسن الجميل فإنّه أمير المؤمنين و سيّد الوصيّين و قائد الغرّ المحجّلين»إلي أن قال:«هيهات إنّ قدر عليّ عليه السّلام عند اللّه أعظم من قدره عندكم» (1).

ص: 325


1- تفسير الإمام العسكري عليه السّلام:/136ح 70.

الباب السادس و العشرون و المائة

في معرفة الملائكة أمير المؤمنين عليه السّلام في السماوات

من طريق الخاصّة و فيه حديث واحد محمد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن اذينة عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«قال:ما تروي هذه الناصبة»؟

فقلت:جعلت فداك في ما ذا؟ فقال:«أذانهم و ركوعهم و سجودهم».

فقلت:إنّهم يقولون إنّ ابي بن كعب رآه في النوم.

فقال:«كذبوا،إن دين اللّه-عزّ و جلّ-أعزّ من أن يري في النوم».

فقال له سدير الصّيرفي:جعلت فداك فأحدث لنا منه ذكرا.

فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام:«إنّ اللّه عزّ و جلّ لمّا عرج بنبيّه صلّي اللّه عليه و آله إلي سماواته السبع،أمّا أوّلهنّ فبارك عليه،و أمّا الثانية علّمه فرضه،و الثالث فأنزل اللّه محملا من نور فيه أربعون نوعا من أنواع النور كانت محدقة بعرش اللّه تغشي أبصار الناظرين.

أمّا واحد منها فأصفر فمن أجل ذلك اصفرّت الصفرة،و واحد منها أحمر فمن أجل ذلك احمرّت الحمرة،و واحد منها أبيض فمن أجل ذلك ابيضّ البياض و الباقي علي سائر عدد خلق اللّه من النور و الألوان،في ذلك المحمل حلق و سلاسل من فضّة فجلس فيه.

ثمّ عرج به إلي السماء الدنيا فنفرت الملائكة إلي أطراف السماء و خرّت سجّدا و قالت:

سبّوح قدّوس،ربّنا ربّ الملائكة و الروح،ما أشبه هذا النور بنور ربّنا.

فقال جبرائيل:اللّه أكبر،اللّه أكبر،فسكتت الملائكة،و فتحت أبواب السماء و اجتمعت الملائكة فسلّمت علي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أفواجا.

و قالت:يا محمّد كيف أخوك (1)؟إذا نزلت فأقرئه السلام.

فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:أ فتعرفونه (2)؟

ص: 326


1- في نسخة:«قال:بخير،قالت:فإذا أدركته».
2- في نسخة«أ فتعرفوه».

فقالوا:و كيف لا (1)نعرفه و قد أخذ اللّه عزّ و جلّ ميثاقك و ميثاقه منّا و ميثاق شيعته إلي يوم القيامة علينا،و إنّا لنتصفّح وجوه شيعته في كلّ يوم و ليلة خمسا،-يعنون في وقت كلّ صلاة-.

و إنّا لنصلّي عليك و عليه.

ثمّ زادني ربي أربعين نوعا من أنواع النور (2)لا يشبه النور الأوّل و زادني حلقا و سلاسل،ثمّ عرج بي إلي السماء الثانية فلمّا قربت من باب السماء الثانية نفرت الملائكة إلي أطراف السماء و خرّت سجّدا و قالت:سبّوح قدّوس ربّ الملائكة و الروح،ما أشبه هذا النور بنور ربنا!فقال جبرئيل عليه السّلام:أشهد أن لا إله إلاّ اللّه،فاجتمعت الملائكة و فتحت أبواب السماء و قالت:يا جبرئيل من هذا معك؟

فقال:هذا محمّد صلّي اللّه عليه و آله.

قالوا:و قد بعث؟ قال:نعم.

قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:فخرجوا إليّ شبه المعانيق فسلّموا عليّ.

و قالوا:اقرأ أخاك السلام.

قلت:أ تعرفونه؟ قالوا:و كيف لا نعرفه و قد أخذ ميثاقك و ميثاقه (3)و ميثاق شيعته إلي يوم القيامة علينا و إنّا لنتصفّح وجوه شيعته في كلّ يوم و ليلة خمسا-يعنون في وقت الصلاة-.

قال:ثمّ زادني ربّي أربعين نوعا من أنواع النور لا تشبه الأنوار الاولي.

ثمّ عرج بيّ إلي السماء الثالثة،فتفرّقت الملائكة و خرّت سجّدا،و قالت:سبّوح،قدّوس،ربّ الملائكة،و الروح،ما هذا النور الذي يشبه نور ربنا؟ فقال جبرئيل عليه السّلام:أشهد أن محمدا رسول اللّه،أشهد أن محمدا رسول اللّه،فاجتمعت الملائكة،و قالت:مرحبا بالأوّل،و مرحبا بالآخر،و مرحبا بالحاشر،و مرحبا بالناشر،محمد خير النبيين،و عليّ خير الوصيين.

ثمّ سلّموا عليّ و سألوني عن أخي،قلت:هو في الأرض خليفتي (4)أ فتعرفونه؟ قالوا:و كيف لا نعرفه و قد نحج البيت المعمور في كلّ سنة و عليه رقّ أبيض فيه اسم

ص: 327


1- و في نسخة«لم».
2- في نسخة:«من ذلك النور».
3- يمكن أن داره سؤالهم لزيادة الاطمئنان.
4- خليفتي ليست في المصدر.

محمد صلّي اللّه عليه و آله،و اسم عليّ،و الحسن،و الحسين،و الأئمّة:و شيعتهم إلي يوم القيامة.

و إنّا لنبارك عليهم كلّ يوم و ليلة خمسا يعنون في وقت كلّ صلاة يمسحون رءوسهم بأيديهم.

قال:ثمّ زادني ربّي أربعين نوعا من أنواع النور لا تشبه تلك الأنوار الأول.

ثمّ عرج بي حتّي انتهيت إلي السماء الرابعة فلم تقل الملائكة شيئا،و سمعت دويّا كأنّه في الصدور،فاجتمعت الملائكة ففتحت أبواب السماء و خرجت إليّ شبه المعانيق فقال جبرائيل:

حيّ علي الصلاة،حيّ علي الصلاة،حيّ علي الفلاح،حيّ علي الفلاح،فقالت الملائكة:صوتان مقرونان معروفان،فقال جبرائيل:قد قامت الصلاة،قد قامت الصلاة،فقالت الملائكة:هي لشيعته إلي يوم القيامة.

ثمّ اجتمعت الملائكة و قالوا:كيف تركت أخاك؟ قلت لهم:أو تعرفونه؟ قالوا:نعرفه و شيعته،و هم نور حول عرش اللّه،و إنّ في البيت المعمور رقّا من نور فيه كتاب من نور فيه اسم محمد،و عليّ،و الحسن،و الحسين،و الأئمّة،و شيعتهم إلي يوم القيامة،لا يزيد فيهم رجل و لا ينقص منهم رجل،و إنّه لميثاقنا،و إنه ليقرأ علينا في كلّ يوم جمعة.

ثمّ قيل لي:ارفع رأسك يا محمد،فرفعت رأسي فإذا أطباق قد خرقت و حجب قد رفعت.

ثمّ قال لي:طأطئ رأسك،انظر ما تري،فطأطأت رأسي فنظرت إلي بيت مثل بيتكم هذا، و حرم مثل حرم هذا البيت لو ألقيت شيئا من يدي لم يقع إلاّ عليه،فقيل لي:يا محمد ادن من صاد فاغسل مساجدك و طهرها و صلّ لربّك،فدنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من صاد-و هو ماء يسيل من ساق العرش الأيمن-فتلقّي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يده اليمني فمن أجل ذلك صار الوضوء باليمني.

ثمّ أوحي اللّه عزّ و جلّ إليه أن اغسل وجهك فإنّك تنظر إلي عظمتي،ثمّ اغسل ذراعيك اليمني و اليسري فإنّك تلقي بيدك كلامي،ثمّ امسح رأسك بفضل ما بقي بيديك من الماء، و رجليك إلي كعبيك،فإنّي أبارك عليك و أوطئك موطئا لم يطأه أحد غيرك فهذا علّة الأذان و الوضوء.

ثمّ أوحي اللّه عزّ و جل إليه:يا محمد استقبل الحجر الأسود و كبّرني علي عدد حجبي،فمن أجل ذلك صار التكبير سبعا لأن الحجب سبع فافتتح انقطاع الحجب،فمن أجل ذلك صار الافتتاح سنة و الحجب متطابقة،بينهن بحار النور،و ذلك النور الذي أنزله اللّه علي محمد،فمن ذلك صار الافتتاح ثلاث مرّات،لافتتاح الحجب ثلاث مرّات فصار التكبير سبعا،و الافتتاح ثلاثا،

ص: 328

فلمّا فرغ من التكبير،و الافتتاح،أوحي اللّه إليه:سمّ باسمي،فمن أجل ذلك جعل بسم اللّه الرحمن الرحيم في أوّل السورة.

ثمّ أوحي اللّه إليه أن احمدني،فلمّا قال:الحمد للّه ربّ العالمين،قال النبيّ في نفسه:شكرا فأوحي اللّه عزّ و جلّ،قطعت حمدي،فسمّ باسمي،فمن أجل ذلك جعل في الحمد الرحمن الرحيم مرّتين،فلمّا بلغ و لا الضالين قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:الحمد للّه رب العالمين شكرا،فأوحي اللّه إليه أن قطعت ذكري،فسمّ باسمي،فمن أجل ذلك جعل بسم اللّه الرحمن الرحيم في أوّل السورة.

ثمّ أوحي اللّه عزّ و جلّ:اقرأ يا محمد نسبة ربّك تبارك و تعالي قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ* اَللّهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ* وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ (1) (2)ثمّ أمسك عنه الوحي فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:كذلك اللّه، كذلك ربّنا فلمّا قال ذلك أوحي اللّه إليه:اركع لربك يا محمد فركع،فأوحي اللّه تعالي و هو راكع قل:سبحان اللّه ربّي العظيم،ففعل ذلك ثلاثا،ثمّ أوحي اللّه أن ارفع رأسك يا محمد،ففعل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقام منتصبا فأوحي اللّه عزّ و جلّ إليه أن اسجد لربّك يا محمد،فخرّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ساجدا فأوحي اللّه عزّ و جلّ إليه قل:سبحان ربّي الأعلي،ففعل صلّي اللّه عليه و آله ذلك ثلاثا.

ثمّ أوحي اللّه أن استو جالسا يا محمد ففعل،فلمّا رفع رأسه من سجوده و استوي نظر إلي عظمته تجلّت له،فخرّ ساجدا من تلقاء نفسه لا لأمر امر به،فسبّح أيضا ثلاثا فأوحي اللّه انتصب قائما،ففعل فلم ير ما كان يري من العظمة،فمن أجل ذلك صارت الصلاة ركعة و سجدتين.

ثمّ أوحي اللّه عزّ و جلّ إليه:اقرأ يا محمد:الحمد للّه فقرأها مثل ما قرأ أولا ثمّ أوحي اللّه إليه اقرأ إِنّا أَنْزَلْناهُ (3) فإنّها نسبتك و نسبة أهل بيتك إلي يوم القيامة،و فعل في الركوع مثل ما فعل في المرّة الاولي،ثمّ سجد سجدة واحدة،فلمّا رفع رأسه تجلّت له العظمة فخرّ ساجدا من تلقاء نفسه لا لأمر امر به فسبّح أيضا،ثمّ أوحي اللّه إليه،ارفع رأسك يا محمد ثبّتك ربّك،ثمّ ذهب ليقوم قيل:يا محمد اجلس فجلس فأوحي اللّه:يا محمد[إذا ما أنعمت عليك فسمّ باسمي،فألهم أن قال:بسم اللّه و باللّه و لا إله إلاّ اللّه و الأسماء الحسني كلّها للّه.ثمّ أوحي اللّه إليه يا محمد]صلّ علي نفسك و علي أهل بيتك،فقال صلّي اللّه عليه و آله:صلّي اللّه عليّ و علي أهل بيتي و قد فعل.

ثمّ التفت فإذا بصفوف من الملاءة و المرسلين و النبيّين فقيل:يا محمد سلّم عليهم،فقال:

السلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته،فأوحي اللّه إليه:أن السلام و التحيّة و الرحمة و البركات أنت و ذرّيتك.

ص: 329


1- سوره 112 - آيه 1
2- الإخلاص:3-4.
3- سوره 97 - آيه 1

ثمّ أوحي اللّه إليه أن لا يلتفت يسارا،و أوّل آية سمعها بعد قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ (1) (2)و إِنّا أَنْزَلْناهُ (3) (4)آية أصحاب اليمين و أصحاب الشمال،فمن أجل ذلك كان السلام واحدة تجاه القبلة،و من أجل ذلك كان التكبير في السجود شكرا.

و قوله:سمع اللّه لمن حمده،لأن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله سمع ضجة الملائكة بالتسبيح و التحميد و التهليل فمن أجل ذلك قال:سمع اللّه لمن حمده و من أجل ذلك صارت الركعتان الأوليان كلّما أحدث فيهما حدثا كان علي صاحبهما إعادتهما،فهذا هو الفرض الأوّل في صلاة الزوال،يعني صلاة الظهر» (5).

و روي هذا الحديث ابن بابويه أيضا في كتاب العلل قال:حدّثنا أبي و محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد-رضي اللّه عنهما-قالا:حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال:حدّثنا محمد بن عيس بن عبيد عن محمد بن أبي عمير و محمد بن سنان عن الصباح المزني و سدير الصيرفي و محمد بن النعمان مؤمن الطاق و عمر بن اذينة عن أبي عبد اللّه عليه السّلام.

و رواه محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمد بن الحسن الصفّار و سعد بن عبد اللّه قالا:حدّثنا محمد بن الحسن بن أبي الخطاب و يعقوب بن يزيد و محمد بن عيسي عن عبد اللّه بن جبلة عن الصباح المزني و سدير الصيرفي و محمد بن النعمان الأحول و عمر بن اذينة عن أبي جعفر عليه السّلام (6)أنّهم حضروه و ساق الحديث و فيه بعض التغيير اليسير (7).

ص: 330


1- سوره 112 - آيه 1
2- الإخلاص:1.
3- سوره 97 - آيه 1
4- القدر:1.
5- الكافي:483/3،ح 1.
6- في المصدر:أبي عبد اللّه عليه السّلام.
7- علل الشرائع:312/2،باب 1،ح 1.

الباب السابع و العشرون و المائة

في قضاء عليّ عليه السّلام دين رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عداته و عجز أبي بكر

من طريق العامّة و فيه ثلاثة أحاديث الأوّل: محمد بن عليّ الحكيم الترمذي من أعيان علماء العامّة قال:في كتابه المسمّي ب(بفتح المبين في كشف حقّ اليقين)في شرح دوحة المعارف قال:روي عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:«لكلّ نبيّ وصيّ و وارث،و إنّ عليّا وصيّي و وارثي»،رواه صاحب الفردوس (1)عن أنس بن مالك قلنا لسلمان أن سل النبيّ صلّي اللّه عليه و آله من وصيّه.

فسأله فقال:«يا سلمان وصيّي و وارثي من يقضي ديني و ينجز وعدي عليّ بن أبي طالب».

رواه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده (2)و قال صلّي اللّه عليه و آله:عليّ منّي و أنا من عليّ،و لا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو عليّ»،رواه صاحب بحر المعارف قدّس سرّه.

و روي أن أمير المؤمنين-كرّم اللّه وجهه-قد أدّي سبعين ألفا من دينه و كان أكثره من الموعود، كذا في كتاب الأوصال.

و روي عن الصادق عليه السّلام و بعض من تصدّي لجمع مناقبه رضي اللّه عنه أنّه قال:«كان عليّ رضي اللّه عنه يأمر مناديا ينادي في مسجد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ألا من كان له دين أو عدة فليأت عليّا يقضي دينه و ينجز وعده»، فأقبل الناس من كلّ ناحية إلي عليّ رضي اللّه عنه فيقضيهم في كلّ ما يدعونه من غير بيّنة و لا يمين،و ينجز جميع عدته،فأقبل الناس أفواجا فقال أبو بكر لعمر:أري الناس أفواجا يقبلون علي عليّ،يقضيهم ديون رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و ينجز وعده من غير بيّنة و لا يمين،فليت شعري من أين له هذا المال و قد منعناه فدك،و الخمس،و الفيء؟!

فقال عمر:أنت أكثر منه مالا فناد مثل ما نادي،فأمر أبو بكر مناديا ينادي،ألا من كان له عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله دين أو عدّة فليأت أبا بكر ليقضي دينه و ينجز وعده،فأقبل جابر بن عبد اللّه الأنصاري و جرير بن عبد اللّه البجلي فذكر له دينا و عدة عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقضاهما من غير بيّنة

ص: 331


1- الفردوس:336/3،ح 5009.
2- السلسلة الصحيحة:631/3 ح 1980.

و لا يمين.

فأقبل أعرابي إلي المدينة حتّي انتهي إلي منادي أبي بكر ينادي:ألا من كان له عند رسول اللّه دين أو عدة فليأت أبا بكر خليفة رسول اللّه ليقضي دينه و عدته.

فأقبل الأعرابي إلي أبي بكر فسلّم عليه و قال له:إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله وعدني بمائتي ناقة حمر سود الحدق بأزمّتها و أداتها،فنظر أبو بكر إلي عمر و أصحابه فقال عمر:يا أعرابي ما هذه النوق علي هذه الصفة توجد في الدنيا.

فقال الأعرابي:يا عجبا،أ يعدني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بعدة لا توجد؟ فقالوا:هذا عليّ بن أبي طالب عليه السّلام أخو نبي اللّه يدعو الناس إلي قضاء دينه و إنجاز وعده فسر إليه،فمضي الأعرابي إلي عليّ رضي اللّه عنه و ذكر له فقال عليّ رضي اللّه عنه:«إذا كان غدا فأعدّ لك ذلك إن شاء اللّه تعالي»،فانصرف الأعرابي و هو يقول:هذا و اللّه أخو رسول اللّه حقّا،هذا و اللّه قاضي دين رسول اللّه حقّا،و المنجز لعداته حقّا،و أتصل الخبر إلي أبي بكر و عمر و المهاجرين و الأنصار فعجبوا من قول أمير المؤمنين رضي اللّه عنه،فلمّا أصبح الأعرابي أقبل نحو عليّ رضي اللّه عنه فبعث ابنه الحسن رضي اللّه عنه فقال:«أخرج مع الأعرابي إلي وادي الصبرة،وادي الجنّ فناد:معاشر الجن،أنا الحسن بن عليّ وصي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو يأمركم أن تنجزوا عدة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لهذا الأعرابي و هي مائتا ناقة حمر سود الحدق بأزمّتها و أداتها» (1).

ففعل الحسن فما أتمّ كلامه حتّي أقبلت القطارات من الوادي بأزمّتها،و كان قد خرج مع الحسن إبراهيم بن معاد و عبد الرحمن بن عوف و المقداد بن الأسود و أبو ذرّ الغفاري و عدّة من المهاجرين و الأنصار،فانصرفوا و تحدّثوا بما شاهدوا،و هذا من عجائب الكرامات،و اللّه تعالي أعلم (2).

الثاني: موفّق بن أحمد قال:روي عمر بن خالد قال:حدّثني زيد بن عليّ و هو آخذ بشعره قال:

حدّثنا عليّ بن الحسين و هو آخذ بشعره قال:حدّثنا الحسين بن عليّ و هو آخذ بشعره قال:

«حدّثني الحسن بن عليّ و هو آخذ بشعره قال:حدّثني عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و هو اخذ بشعره قال:حدّثني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو آخذ بشعره قال:يا عليّ من آذي شعرة منك فقد آذاني،و من آذاني فقد آذي اللّه و من آذي اللّه لعنه اللّه ملء السماوات و ملء الأرض» (3).

ص: 332


1- في الثاقب:و أثقالها.
2- الهداية الكبري للخصيبي بتفاوت:153-154 ط.مؤسسة البلاغ،و الثاقب في المناقب لابن حمزة:133.
3- المناقب:/328ح 344.

الثالث: ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن اللّه عزّ و جلّ زوّجك فاطمة و جعل صداقها الأرض،فمن مشي عليها مبغضا لك مشي حراما» (1).

حدّثنا أبو سعيد الخدري و أنس بن مالك قالا:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا عليّ أنت تبيّن لامّتي ما اختلفوا فيه من بعدي،يا عليّ أنت تغسل جثّتي و تؤدّي ديني و تواريني في حفرتي و تفي بذمّتي، و أنت صاحب لوائي في الدنيا و الآخرة» (2).

و هذا الباب واسع الذيل مضت فيه الأحاديث من طريق الخاصّة و العامّة فليؤخذ من هناك.

ص: 333


1- المناقب:/328ح 345.
2- المناقب:/329ح 346.

الباب الثامن و العشرون و المائة

في قضاء دين رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عداته

من طريق الخاصّة و فيه ثلاثة أحاديث الأوّل: ابن حمزة عن عليّ بن الحسين عن أبيه عليه السّلام قال:«كان عليّ عليه السّلام ينادي:من كان له عند رسول اللّه عدة أو دين فليأتني،و كان كل من أتاه يطلب دينا أو عدة يرفع مصلاّه فيجد ذلك تحته فيدفعه إليه.

فقال الثاني للأوّل:ذهب هذا بشرف الدنيا من دوننا فقال:فما الحيلة؟ فقال:لعلّك لو ناديت كما نادي هو كنت تجد ذلك كما يجد هو،و إذا كان إنّما تقضي عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فنادي أبو بكر كذلك فعرف أمير المؤمنين عليه السّلام الحال فقال:أمّا إنّه سيندم علي ما فعل،فلمّا كان من الغد أتاه أعرابي و هو جالس في جماعة من المهاجرين و الأنصار فقال:أيّكم وصيّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فأشاروا إلي أبي بكر فقال:أنت وصيّ رسول اللّه و خليفته؟

قال:نعم،فما تشاء؟ قال:فهلمّ الثمانين الناقة التي ضمن لي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،قال:ما هذه النوق؟ قال:ضمن لي ثمانين ناقة حمراء كحل العيون،فقال لعمر:كيف نصنع الآن؟ قال:إن الأعراب:جهال،فاسأله:أ لك شهود بما تقوله؟فطلبهم منه قال:و مثلي يطلب الشهود منه علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بما يضمنه لي؟و اللّه ما أنت بوصي رسول اللّه و لا خليفته،فقام سلمان فقال:يا أعرابي اتبعني حتّي أدلّك علي وصيّ رسول اللّه.

فتبعه الأعرابي حتّي انتهي إلي عليّ عليه السّلام فقال:أنت وصيّ رسول اللّه؟ قال:نعم،فما تشاء؟ قال:إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ضمن لي ثمانين ناقة حمراء كحل العيون فهاتها،فقال له عليّ عليه السّلام:

أسلمت أنت و أهل بيتك؟ فانكبّ الأعرابي علي يديه يقبّلهما و هو يقول:أشهد أنّك وصي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و خليفته،فبهذا وقع الشرط بيني و بينه و قد أسلمنا جميعا.

ص: 334

فقال عليّ عليه السّلام:يا حسن انطلق أنت و سلمان و هذا الأعرابي إلي وادي فلان فناد:يا صالح،فإذا أجابك فقل:إنّ أمير المؤمنين عليه السّلام يقرأ عليك السلام و يقول لك:هلمّ الثمانين الناقة التي ضمنها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لهذا الأعرابي.

قال سلمان:فمضينا إلي الوادي فنادي الحسن،فأجابه لبيك يا ابن رسول اللّه،فأدّي إليه رسالة أمير المؤمنين عليه السّلام.

فقال:السمع و الطاعة،فلم نلبث أن خرج إلينا زمام ناقة من الأرض،فأخذ الحسن زمامها فناوله الأعرابي و قال:خذ،فجعلت النوق تخرج حتّي كملت الثمانون علي الصفة» (1).

الثاني: صاحب كتاب ثاقب المناقب قال:حدّثني شيخي أبو جعفر محمد بن الحسين[ابن جعفر]الشوهاني في داره بمشهد الرضا عليه السّلام بإسناده إلي عطاء عن ابن عبّاس رضي اللّه عنه قال:قدم أبو الصمصام العبسي إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أناخ ناقته علي باب المسجد و دخل و سلّم و أحسن التسليم ثمّ قال:أيّكم الفتي الغوي الذي يزعم أنّه نبيّ،فوثب إليه سلمان الفارسي رضي اللّه عنه فقال:يا أخا العرب، أ ما تري صاحب الوجه الأقمر و الجبين الأزهر و الحوض و الشفاعة و التواضع و السكينة و المسألة و الإجابة و السيف و القضيب و التكبير و التهليل و الاقسام و القضية و الأحكام الحنيفة و النور و الشرف و العلو و الرفعة و السخاء و الشجاعة و النجدة و الصلاة المفروضة و الزكاة المكتوبة و الحج و الإحرام و زمزم و المقام و المشعر الحرام و اليوم المشهود و المقام المحمود و الحوض المورود و الشفاعة الكبري،ذلك مولانا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال الأعرابي:إن كنت نبيّا فقل متي تقوم الساعة؟و متي يجيء المطر؟و أي شيء في باطن ناقتي؟و أي شيء أكتسب غدا؟و متي أموت؟ فبقي صلّي اللّه عليه و آله ساكتا لا ينطق بشيء فهبط الأمين جبرائيل فقال:«يا محمد اقرأ: إِنَّ اللّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السّاعَةِ وَ يُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَ يَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَ ما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَ ما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (2) (3)».

قال الأعرابي:مدّ يدك،فأنا أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أقرّ أنّك رسول اللّه فأيّ شيء لي عندك إن أتيتك بأهلي و بني عمّي مسلمين.

فقال له النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:«لك عندي ثمانون ناقة،حمر الظهور،بيض البطون،سود الحدق،عليها من طرائف اليمن و نقط الحجاز».

ثمّ التفت النبيّ صلّي اللّه عليه و آله إلي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و قال:«اكتب يا أبا الحسن:بسم اللّه الرحمن

ص: 335


1- بحار الأنوار:192/41،ح 4.
2- سوره 31 - آيه 34
3- لقمان:34.

الرحيم،أقرّ محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف،و أشهد علي نفسه في صحّة عقله و بدنه و جواز أمره أن لأبي الصمصام عليه و عنده و في ذمّته ثمانين ناقة،حمر الظهور بيض البطون،سود الحدق،عليها من طرائف اليمن و نقط الحجاز»و أشهد عليه جميع أصحابه، و خرج أبو الصمصام إلي أهله،فقبض النبيّ صلّي اللّه عليه و آله،فقدم أبو الصمصام و قد أسلم بنو العبس كلّهم فقال أبو الصمصام:ما فعل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟

قالوا:قبض.

قال:فمن الوصي بعده؟ قالوا:ما خلّف نبيّنا أحدا،فقال:فمن الخليفة من بعده؟ قالوا:أبو بكر،فدخل أبو الصمصام المسجد،فقال:يا خليفة رسول اللّه إن لي علي رسول اللّه دينا ثمانين ناقة حمر الظهور،بيض البطون،سود الحدق،عليها من طرائف اليمن و نقط الحجاز، فقال أبو بكر:يا أخا العرب سألت ما فوق العقل،و اللّه ما خلف فينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لا صفراء و لا بيضاء،خلّف فينا بغلته الذلول و درعه الفاضلة فأخذها عليّ بن أبي طالب،و خلّف فينا فدكا فأخذناها نحن بحقّ و نبيّنا محمد لا يورث،فصاح سلمان الفارسي:كردي و نكردي،و حق أمير بردي يا أبا بكر( بازگذار اين كار بكسي كه حق اوست)،فقال:ردّ العمل إلي أهله،ثمّ مدّ يده إلي أبي الصمصام فأقامه إلي منزل عليّ بن أبي طالب و هو يتوضأ وضوء الصلاة فقرع سلمان الباب فنادي عليّ عليه السّلام:«أدخل أنت و أبو الصمصام العبسي».

فقال أبو الصمصام:أعجوبة و ربّ الكعبة،من هذا الذي سمّاني و لم يعرفني؟ فقال سلمان:الفارسي رضي اللّه عنه:هذا وصيّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،هذا الذي قال له الرسول صلّي اللّه عليه و آله:«أنا مدينة العلم و عليّ بابها،فمن أراد العلم فليأت الباب».

هذا الذي قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«عليّ خير البشر،فمن رضي فقد شكر،و من أبي فقد كفر».

هذا الذي قال اللّه تعالي فيه: وَ جَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا (1) (2).

هذا الذي قال اللّه تعالي: أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (3) (4).

و هذا الذي قال اللّه عزّ و جل فيه: أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لا يَسْتَوُونَ (5) (6).

ص: 336


1- سوره 19 - آيه 50
2- مريم:50.
3- سوره 32 - آيه 18
4- السجدة:18.
5- سوره 9 - آيه 19
6- التوبة:19.

هذا الذي قال اللّه تعالي فيه: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ (1) (2).

هذا الذي قال اللّه تعالي فيه: فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ (3) (4)الآية.

هذا الذي قال اللّه تعالي فيه: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (5) (6).

هذا الذي قال اللّه عزّ و جلّ: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (7) (8).

ادخل يا أبا الصمصام و سلّم عليه فدخل و سلّم عليه،ثمّ قال:إن لي علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثمانين ناقة حمر الظهور بيض البطون،سود الحدق،عليها من طرائف اليمن و نقط الحجاز،فقال عليه السّلام:

«أ معك حجّة»؟

قال:نعم،و دفع الوثيقة فقال عليه السّلام:«ناد يا سلمان في الناس:ألا من أراد أن ينظر إلي قضاء دين رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فليخرج إلي خارج المدينة»فلمّا كان بالغد خرج الناس،و قال المنافقون:كيف يقضي الدّين و ليس معه شيء غدا فيفتضح،من أين له ثمانون ناقة حمر الظهور،بيض البطون، سود الحدق،عليها من طرائف اليمن و نقط الحجاز؛فلمّا كان الغد اجتمع الناس و خرج عليّ عليه السّلام في أهله و محبّيه و جماعة من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و أسرّ إلي الحسن سرّا لم يدر أحد ما هو،ثمّ قال:

«يا أبا الصمصام،امض مع ابني الحسن إلي كثيب الرمل»فمضي[الحسن عليه السّلام]و معه أبو الصمصام،و صلّي ركعتين عند الكثيب،و كلّم الأرض بكلمات لا يدري ما هي،و ضرب الكثيب بقضيب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فانفجر الكثيب عن صخرة ململمة مكتوب عليها سطران:

الأوّل: لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه،و علي الآخر:لا إله إلاّ اللّه عليّ ولي اللّه،فضرب الحسن تلك الصخرة بالقضيب فانفجرت عن خطام ناقة فقال الحسن عليه السّلام:«قد يا أبا الصمصام»فقاد فخرج منها ثمانون ناقة حمر الظهور،بيض البطون،سود الحدق،عليها من طرائف اليمن و نقط الحجاز،و رجع إلي عليّ عليه السّلام،فقال:«استوفيت حقك يا أبا الصمصام»؟

فقال:نعم.

فقال:سلّم الوثيقة فسلّمها إليه فخرّقها،فقال:«هكذا أخبرني ابن عمّي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،أن اللّه عزّ و جلّ خلق هذه النوق في هذه الصخرة قبل أن يخلق ناقة صالح بألفي عام»ثمّ قال المنافقون:

ص: 337


1- سوره 5 - آيه 67
2- المائدة:67.
3- سوره 3 - آيه 61
4- آل عمران:61.
5- سوره 33 - آيه 33
6- الأحزاب:33.
7- سوره 5 - آيه 55
8- المائدة:55.

هذا من سحر عليّ قليل (1).

الثالث: صاحب ثاقب المناقب قال:و روي هذا الخبر علي وجه آخر و هو ما روي أبو محمد الادريسي،عن حمزة بن داود الديلمي،عن يعقوب بن يزيد الأنباري،عن أحمد بن محمد بن أبي نصر،عن حبيب الأحول،عن أبي حمزة الثمالي،عن شهر بن حوشب عن ابن عباس قال:لمّا قبض النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و جلس أبو بكر نادي في الناس ألاّ من كان له علي رسول اللّه عدة أو دين فليأت أبا بكر، و ليأت معه شاهداه،و نادي عليّ بذلك علي الإطلاق من غير طلب شاهدين فجاء أعرابي فسلّم متقلدا سيفه متنكبا كنانته و فرسه لا يري منه إلاّ حافره،و ساق الحديث،و لم يذكر الاسم و القبيلة و كان ما وعده مائة ناقة حمر بأزمّتها و أثقالها،موقّرة ذهبا و فضّة بعبيدها،فلمّا ذهب سلمان بالأعرابي إلي أمير المؤمنين عليه السّلام قال له حين بصر به:«مرحبا بطالب عدة والده من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله»، فقال:ما وعد أبي يا أبا الحسن؟

قال:«إن أباك قدم علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قال:أنا رجل مطاع في قومي إن دعوتهم أجابوك و إنّي ضعيف الحال،فما تجعل لي إن دعوتهم إلي الإسلام فأسلموا»؟ فقال عليه السّلام:«من أمر الدنيا أم من أمر الآخرة؟ قال:و ما عليك أن تجمعهما لي يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد جمعهما اللّه لأناس كثيرة؟ فتبسّم النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و قال:اجمع لك خير الدنيا و الآخرة،فأمّا في الآخرة فأنت رفيقي في الجنّة، و أمّا في الدنيا فما تريد؟ قال:مائة ناقة حمر بأزمتها و عبيدها موقّرة ذهبا و فضّة،ثمّ قال:و إن دعوتهم فأجابوني و قضي عليّ الموت و لم ألقك فتدفع ذلك إلي ولدي.

قال:نعم،علي أنّي لا أراك و لا تراني في دار الدنيا بعد يومي هذا و سيجيبك قومك،فإذا حضرتك الوفاة فليصر ولدك إلي وليّي من بعدي و وصيّي،و قد مضي أبوك و دعا قومه فأجابوه و أمرك بالمصير إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أو إلي وصيّه و ها أنا وصيّه و منجز وعده».

فقال الأعرابي:صدقت يا أبا الحسن،ثمّ كتب له علي خرقة بيضاء و ناولها الحسن و قال:«يا أبا محمد سر بهذا الرجل إلي وادي العقيق،و سلّم علي أهله و اقذف الخرقة و انتظر ساعة حتّي تري ما يفعل،فإن دفع إليك شيء فادفعه إلي الرجل»و مضيا بالكتاب.

قال ابن عباس:فسرت من حيث لم يرني أحد،فلمّا أشرف الحسن علي الوادي نادي بأعلي

ص: 338


1- الثاقب في المناقب:/127ح 4.

صوته:«السلام عليكم أيّها السكّان البررة الأتقياء،أنا ابن وصي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،أنا الحسن بن عليّ سبط رسول اللّه و ابن رسول اللّه و رسوله إليكم»و قد قذف الخرقة في الوادي فسمعت من الوادي صوتا:لبيك لبيك يا سبط رسول اللّه و ابن البتول و ابن سيّد الأوصياء،سمعنا و أطعنا،انتظر ليدفع إليك،فبينا أنا كذلك إذ ظهر غلام لم أدر من أين ظهر و بيده زمام ناقة حمراء تتبعها ستة،فلم يزل يخرج غلام بعد غلام،في يد كل غلام قطار حتّي عددت مائة ناقة حمراء بأزمّتها و أحمالها فقال الحسن عليه السّلام:«خذ بزمام نوقك و عبيدك و مالك و امض بها يرحمك اللّه» (1).

ص: 339


1- الثاقب في المناقب:133،ح 5.

الباب التاسع و العشرون و المائة

في زهد أمير المؤمنين عليه السّلام

من طريق العامّة و فيه ستة و عشرون حديثا الأوّل: موفّق بن أحمد قال:أخبرنا الإمام عين الأئمّة أبو الحسن عليّ بن أحمد الكرباسي الخوارزمي رحمه اللّه،حدّثنا القاضي الأجل شمس القضاة جمال الدين أحمد بن عبد الرحمن بن إسحاق،أخبرنا الشيخ الفقيه أبو سهل محمد بن إبراهيم بن إسحاق،أخبرنا القاضي أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن الحسين النهرواني،حدّثنا أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن خالد بن يعقوب الحميري،حدّثنا القاسم بن خليفة بن سوار،حدّثنا حمّاد بن سوار عن عيسي بن عبد الرحمن عن عليّ بن حزور عن أبي مريم قال:سمعت عمّار بن ياسر رضي اللّه عنه يقول:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«يا عليّ إن اللّه زيّنك بزينة لم يزيّن العباد بزينة هي أحب إليه منها،زهّدك فيها و يغضّها إليك،و حبّب إليك الفقراء فرضيت بهم أتباعا،و رضوا بك إماما،يا عليّ طوبي لمن أحبّك و صدّق بك،و الويل لمن أبغضك و كذّب عليك،أمّا من أحبّك و صدق عليك فإخوانك في الدين و شركاؤك في الجنّة، و أمّا من أبغضك و كذّب عليك فحقيق علي اللّه تعالي يوم القيامة أن يقيمه مقام الكذّابين» (1).

الثاني: موفّق بن أحمد قال:أنبأني مهذب الأئمّة أبو المظفر عبد الملك بن عليّ بن محمد الهمداني نزيل بغداد،أخبرني أبو بكر محمد بن عليّ الحاجي،أخبرني أبو بكر محمد بن عليّ بن محمد بن موسي المقري الخياط،أخبرني أبو عبد اللّه أحمد بن محمد بن يوسف العلاّف،حدّثنا أبو عليّ الحسين بن صفوان بن إسحاق بن إبراهيم البردعي،حدّثني أبو بكر عبد اللّه بن محمد بن أبي الدنيا القرشي،حدّثني الفضل بن سهل،حدّثنا أبو نعيم حدّثنا سفيان عن الاجلح عن عبد اللّه ابن أبي الهذيل،قال:رأيت علي عليّ-كرّمه اللّه-قميصا ازديا إذا مدّه بلغ الظفر،و إذا أرسله كان مع نصف الذراع (2).

الثالث: أبو المؤيد موفّق بن أحمد قال:أخبرنا أبو النجيب سعد بن عبد اللّه الهمداني المعروف بالمروزي فيما كتب إليّ من همدان قال:أخبرنا الحافظ أبو عليّ الحسن بن أحمد بن الحسن

ص: 340


1- المناقب:/116ح 126.
2- المناقب:/116ح 127.

الحداد باصبهان فيما أذن لي في الرواية عنه،أخبرنا الشيخ الأديب أبو يعلي عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني سنة ثلاث و سبعين و أربعمائة،أخبرنا الإمام طراز المحدّثين أبو بكر أحمد بن موسي بن مردويه،قال:حدّثنا أبو النجيب سعد بن عبد اللّه الهمداني المعروف بالمروزي،و أخبرنا بهذا الحديث عاليا الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الأصبهاني في كتابه إليّ من أصبهان سنة ثمان و ثمانين و أربعمائة عن أبي بكر أحمد بن موسي بن مردويه،حدّثنا عبد اللّه بن محمد بن جعفر الحسن بن محمد،حدّثنا أبو زرعة،حدّثنا إسماعيل بن موسي،حدّثنا أبو معاذ صالح بن ميثم عن الحارث بن حصيرة قال:قال عمر بن عبد العزيز:ما علمنا أن أحدا كان في هذه الامّة بعد النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أزهد من عليّ بن أبي طالب عليه السّلام (1).

الرابع: أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن عليّ بن أحمد العاصمي الخوارزمي،أخبرنا القاضي الإمام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ،أخبرنا والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي،أخبرنا أبو الحسين بن بشران،أخبرنا أبو عمرو بن السمّاك،حدّثنا حنبل بن إسحاق (2)قال:قال أبو نعيم:و سمعت سفيان يقول:إذا جاءك عن عليّ-كرم اللّه وجهه-شيء أثبت لك فخذ به ما بني لبنة علي لبنة و لا قصبة علي قصبة و لقد كان يجاء بحبويه في جراب من المدينة (3).

الخامس: موفّق بن أحمد بإسناده السابق عن أحمد بن الحسين هذا أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ، أخبرنا أبو بكر بن أبي نصر الدار بردي بمرو،حدّثنا موسي بن يوسف،حدّثنا الحسين بن عيسي بن ميسرة،حدّثنا عبد الرحمن بن مفرا قال:حدّثنا أبو سعيد البقال عن عمران بن مسلم عن سويد بن غفلة قال:دخلت علي عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه القصر فوجدته جالسا بين يديه صحفة فيها لبن حازر أجد ريحه من شدة حموضته و في يده رغيف أري قشار الشعير في وجهه،و هو يكسره بيده أحيانا فإذا أعيا عليه كسره بركبتيه فطرحه فيه فقال:«أدن فأصب من طعامنا هذا»قلت:إنّي صائم.

قال:«سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:من منعه الصيام من طعام يشتهيه كان حقّا علي اللّه أن يطعمه من طعام الجنّة و يسقيه من شرابها»قال:فقلت:لجاريته و هي قائمة بقريب منه، ويحك يا فضّة ألا تتّقين اللّه في هذا الشيخ،ألا تنخلون له طعاما ممّا أري فيه من النخالة؟ فقالت:لقد تقدّم إلينا أن لا ننخل له طعاما.

قال:«ما قلت لها»؟فأخبرته.

ص: 341


1- المناقب:/117ح 128.
2- في المصدر:سهيل بن إسحاق.
3- المناقب:129/117.

قال:«بأبي و أمّي من لم ينخل له طعام،و لم يشبع من خبز البر ثلاثة أيام حتّي قبضه اللّه عزّ و جلّ» (1).

السادس: موفّق بن أحمد بإسناده السابق عن أحمد بن الحسين هذا أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمد الأصبهاني،أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد حشنش الأصبهاني،أخبرنا الحسن بن أحمد محمد الدباركي،حدّثنا أبو زرعة،حدّثنا يحيي بن سليمان، حدّثنا أسباط يعني ابن محمد،حدّثنا عمرو بن قيس الملائي عن عدي بن ثابت قال:اتي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام بفالوذج فأبي أن يأكل منه عليه السّلام و قال:«شيء لم يأكل منه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لا أحب أن آكل منه» (2).

السابع: موفّق بن أحمد بإسناده السابق عن أحمد بن الحسين هذا أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أخبرنا أبو عبد اللّه بن يعقوب،حدّثنا محمد بن عبد الوهاب،أخبرنا جعفر بن عون،أخبرنا مسعر عن عثمان بن المغيرة عن عليّ بن ربيعة قال رأيت عليّا يأتزر و عليه تبّان قال رضي اللّه عنه:التبان سراويل الملاح و هو سراويل قصير صغير و تبنته أي البسته إيّاه (3).

الثامن: موفّق بن أحمد بإسناده السابق عن أحمد بن الحسين هذا أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ، حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب،حدّثنا العباس بن محمد،حدّثنا يحيي بن معين،حدّثنا القاسم بن مالك عن ليث عن معاوية-رضي اللّه عنهم-عن رجل من بني كاهل قال:رأيت علي عليّ عليه السّلام تبانا و قال:«نعم الثوب،ما أستره للعورة،و أكفّه للأذي» (4).

التاسع: موفّق بن أحمد بإسناده السابق عن أحمد بن الحسين هذا أخبرنا أبو عبد اللّه،حدّثنا أبو العباس،حدّثنا يحيي،حدّثنا القاسم بن مالك عن إسماعيل بن سميع عن أبي زرين قال:إن أفضل ثوب رأيته علي عليّ القميص من قهز بردان فطريان،قال العباس:كلّ ثوب يضرب إلي السواد من ثياب اليمن يسمّي قطريّا قال رضي اللّه عنه:القميص القهز ضرب من ثياب يتخذ من صوف،بفتح القاف، هذا ذكره في ديوان الأدب المهذّب و قال الغوري:القهز بكسر القاف:ضرب ثياب بيض و قطر بلدة تنسب إليها البرود،قال أبو النجم:و هبطوا السند يجني قطرا (5).

العاشر: موفّق بن أحمد بهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين هذا أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر،حدّثنا يعقوب بن سفيان،حدّثنا أبو بكر الحميدي،حدّثنا سفيان،حدّثنا

ص: 342


1- المناقب:/118ح 130.
2- المناقب:/119ح 131.
3- المناقب:/119ح 132.
4- المناقب:/120ح 133.
5- المناقب:/120ح 134.

أبو حيان عن مجمع التميمي قال:خرج عليّ بن أبي طالب عليه السّلام بسيفه إلي السوق فقال:«من يشتري منّي سيفي هذا فلو كان عندي أربعة دراهم أشتري بها إزارا ما بعته» (1).

الحادي عشر: موفّق بن أحمد بهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين هذا أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ و أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي،قالا:حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب،حدّثنا محمد ابن عبيد،حدّثنا المختار و هو ابن نافع عن أبي مطر قال:خرجت من المسجد فإذا رجل ينادي من خلفي«أرفع إزارك فإنّه أبقي لثوبك و أبقي لك،و خذ من رأسك إن كنت مسلما»فمشيت خلفه و هو متوزر بإزار،مرتد برداء و معه الدرة و كأنّه أعرابي بدوي فقلت:من هذا؟ فقال لي رجل:أراك غريبا بهذا البلد.

قلت:أجل أنا رجل من أهل البصرة.

قال:هذا عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السّلام،حتّي انتهي إلي دار بني أبي معيط و هو سوق الإبل فقال:«بيعوا و لا تحلفوا،فإن اليمين تنفق السلعة و تمحق البركة»ثمّ أتي إلي أصحاب التمر فإذا خادمة تبكي فقال:ما يبكيك؟ قالت:باعني هذا الرجل تمرا بدرهم فردّه مولاي فأبي أن يقبله،فقال له:«خذ تمرك و أعطها درهمها،فإنّها خادمة ليس لها أمر»فدفعه،قلت أ تدري من هذا؟ قال:لا.

قلت:هذا عليّ بن أبي طالب عليه السّلام،وصب تمره و اعطاها درهما و قال:يا مولاي أحب أن ترضي عنّي،قال:«ما أرضاني عنك إذا وفيتهم حقوقهم»ثمّ مرّ مجتازا بأصحاب التمر فقال:«يا أصحاب التمر أطعموا المساكين فيربو كسبكم»ثمّ مرّ مجتازا و معه المسلمون حتّي أتي أصحاب السمك فقال:«لا يباع في سوقنا طاف»ثمّ أتي دار فرات و هو سوق الكرابيس فقال:«يا شيخ،أحسن بيعي في قميصي بثلاثة دراهم»فلمّا عرفه لم يشتر منه شيئا،ثمّ أتي آخر فلمّا عرفه لم يشتر منه شيئا، فأتي غلاما حدثا فاشتري منه قميصا بثلاثة دراهم و لبسه ما بين الرسغين إلي الكعبين و قال حين لبسه:«الحمد للّه الذي رزقني من الرياشة ما أتجمل به في الناس و أواري به عورتي»فقيل له:يا أمير المؤمنين هذا شيء ترويه عن نفسك أو شيء سمعته من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟ قال:«بل سمعته من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول عند الكسوة»فجاء أبو الغلام صاحب الثوب فقيل له يا فلان إنّه قد باع ابنك اليوم من أمير المؤمنين قميصا بثلاثة دراهم،فقال:أ فلا أخذت منه درهمين،

ص: 343


1- المناقب:/120ح 135.

و أخذ أبوه درهما و جاء به إلي أمير المؤمنين و هو جالس علي باب الرحبة و معه المسلمون فقال:

امسك هذا الدرهم يا أمير المؤمنين فقال:«ما شأن هذا الدرهم»؟

قال:إن ابني قد باعك قميصا ثمنه درهمان بثلاثة دراهم،فقال:«باعني رضائي و أخذه برضاه» (1).

الثاني عشر: موفّق بن أحمد بهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين هذا أخبرنا أبو الحسين بن بشران،أخبرنا الحسين بن صفوان،حدّثنا بن أبي الدنيا،حدّثنا أحمد بن غانم الطويل،حدّثنا محمد بن الحجاج عن مجالد عن الشعبي عن قبيصة بن جابر قال:ما رأيت في الدنيا أزهد من عليّ بن أبي طالب عليه السّلام (2).

الثالث عشر: موفّق بن أحمد هذا قال:أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ سيّد الحفّاظ أبو منصور شهردار بن شرويه بن شهردار الديلمي الهمداني أخبرنا أبي،حدّثنا مكّي بن دلير القاضي،حدّثنا عبد اللّه (3)بن محمد بن يوسف،حدّثنا الفضل الكندي،حدّثنا عبد اللّه بن محمد بن الحسن مولي بني هاشم بالكوفة،حدّثنا عليّ بن الحسين،حدّثنا أحمد بن أبي هاشم النوفلي،حدّثنا عبيد اللّه ابن موسي،حدّثنا كامل أبو العلاء عن أبي إسحاق السبيعي عن أبي داود نفيع عن أبي الحمراء مولي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من أراد أن ينظر إلي آدم في وقاره،و إلي موسي في شدة بطشه،و إلي عيسي في زهده،فلينظر إلي هذا المقبل»فأقبل عليّ بن أبي طالب-كرّم اللّه وجهه- (4).

الرابع عشر: صاحب كتاب الصفوة في فضائل العشرة من العامّة قال:أنبأنا محمد بن أبي القاسم قال:أنبأنا حمد بن أحمد قال:أخبرنا أحمد بن عبد اللّه الحافظ قال:حدّثنا أحمد بن جعفر قال:

حدّثنا أحمد بن الحسن الصوفي قال:حدّثنا يحيي بن يوسف الزمي،قال حدّثنا عباد بن العوام عن هارون بن عنترة عن أبيه قال:دخلت علي عليّ عليه السّلام بالخورنق و هو يرعد تحت سمل (5)قطيفة فقلت:يا أمير المؤمنين إن اللّه قد جعل لك و لأهل بيتك في هذا المال،و أنت تصنع بنفسك ما تصنع فقال:«و اللّه ما أرزأكم من مالكم شيئا،و إنّها لقطيفتي التي خرجت بها من منزلي».

أو قال:«من المدينة» (6).

ص: 344


1- المناقب:/121ح 136.
2- المناقب:/122ح 137.
3- في المصدر:عليّ.
4- المناقب:310،ح 309.
5- السمل بالتحريك الخلق من الثياب.
6- صفوة الصفوة:316/1،و رواه المصنف،في حلية الأبرار:/245/2ح 12.

الخامس عشر: صاحب الصفوة هذا قال:أنبأنا محمد بن أبي منصور قال:أخبرنا جعفر بن أحمد قال:أخبرنا الحسن بن عليّ التميمي قال:أنبأنا أبو بكر بن مالك قال:أنبأنا عبد اللّه بن أحمد قال:حدّثني أبي قال:أنبأنا محمد بن عبيد قال:أنبأنا مختار بن رافع عن أبي مطرف قال:رأيت عليّا عليه السّلام مؤتزرا بإزار مرتديا برداء و معه الدرة كأنه أعرابي يدور حتّي بلغ سوق الكرابيس فقال:«يا شيخ أحسن بيعي في قميص بثلاثة دراهم»فلمّا عرفه لم يشتر منه شيئا،فلمّا أتي آخر فلمّا عرفه لم يشتر منه شيئا،فأتي غلاما حدثا فاشتري منه قميصا بثلاثة دراهم،ثمّ جاء أبو الغلام فأخبره، فأخذ أبوه درهما،ثمّ جاء به فقال:خذ هذا الدرهم يا أمير المؤمنين قال:«ما شأن هذا الدرهم»؟

قال:كان قميصنا ثمن درهمين قال:«باعني رضائي فأخذ رضاه» (1).

السادس عشر: صاحب الصفوة قال:أنبأنا عبد الوهاب قال:أنبأنا محمد بن عبد الرحمن السكري قال:أنبأنا أبو بكر بن عبيد قال:أنبأنا خلف بن سالم قال نبأنا وكيع عن سفيان عن عمر بن قيس أن عليّا عليه السّلام عليه إزار مرقوع،فعوتب في لبسه فقال:«يقتدي بي المؤمن،و يخشع له القلب» (2).

السابع عشر: صاحب الصفوة هذا قال:أنبأنا ابن ناصر قال:نبأنا المبارك بن عبد الجبار و عبد القادر بن محمد قالا:أنبأنا أبو إسحاق البرمكي قال:أنبأنا أبو بكر بن بخيت قال:نبأنا أبو جعفر بن ذريح قال:نبأنا هناد قال:نبأنا وكيع عن مطير بن ثعلبة عن أبي النوار قال:رأيت عليّا عليه السّلام اشتري ثوبين غليظين خيّر قنبر أحدهما (3).

الثامن عشر: صاحب الصفوة هذا قال:حدّثنا وكيع عن عبيد اللّه بن الوليد عن فضيل بن مسلم عن أبيه أن عليّا اشتري قميصا ثمّ قال:«اقطعه لي من هاهنا مع اطراف الاصابع».

و في رواية اخري أنّه لبسه فإذا هو يفضل عن أطراف اصابعه فأمر به فقطع ما فضل عن اطراف الأصابع (4).

التاسع عشر: صاحب الصفوة هذا قال:أنبأنا محمد بن القاسم قال:أنبأنا حمد بن أحمد قال:

نبّأنا أحمد بن عبد اللّه الحافظ قال:حدّثنا محمد بن عمر ابن سلم قال:حدّثنا موسي بن عيسي قال:أنبأنا أحمد بن محمد القميّ قال:حدّثنا بشر بن إبراهيم قال:حدّثنا مالك بن مغول و شريك

ص: 345


1- صفوة الصفوة:317/1.و رواه أيضا في حلية الأبرار:/246/2ح 13.
2- صفوة الصفوة:318/1.و رواه في حلية الأبرار:/241/2ح 14.
3- صفوة الصفوة:318/1،و رواه في حلية الأبرار:/247/2ح 15.
4- صفوة الصفوة:318/1،و رواه في حلية الأبرار:/248/2ح 16.

عن عليّ بن الأقمر عن أبيه قال:رأيت عليّا عليه السّلام و هو يبيع سيفا له في السوق و يقول:«من يشتري منّي هذا السيف؟فو الذي فلق الحبّة و برأ النسمة لطال ما كشفت به الكرب عن وجه رسول اللّه، و لو كان عندي ثمن إزار ما بعته» (1).

العشرون: صاحب الصفوة هذا قال:أخبرنا حمد بن أحمد قال:حدّثنا أحمد بن عبد اللّه الحافظ قال:حدّثنا الحسن بن عليّ الورّاق قال:حدّثنا محمد بن أحمد بن عيسي قال:حدّثنا عمرو بن تميم قال:حدّثنا أبو نعيم قال:حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر قال:سمعت عبد الملك بن عمير يقول:حدّثني رجل من ثقيف أن عليّا عليه السّلام استعمله علي عكبري قال:قال لي:«إذا كان عند الظهر فرح إليّ»فرحت إليه فلم أجد عنده حاجبا يحبسني دونه،فوجدته جالسا و عنده قدح و كوز من ماء،فدعا بظبية فقلت في نفسي:لقد امنني حين يخرج إليّ جواهر و لا أدري،فإذا عليها خاتم فكسر الخاتم،فإذا فيها سويق فأخرج منها فصب في القدح و صب عليها ماء فشرب و سقاني فلم أصبر فقلت:يا أمير المؤمنين أتصنع هذا بالعراق و طعام أهل العراق أكثر من ذلك؟

قال:«أما و اللّه ما أختم عليه بخلا و لكنّي أبتاع قدر ما يكفيني فأخاف أن يفني و يصنع من غيره،و إنّما حفظي لذلك،و أكره أن أدخل بطني إلاّ طيّبا» (2).

الحادي و العشرون: قال:أخبرنا[أبو القاسم بن]الحصين[قال حدّثنا ابن المذهب]قال:أخبرنا أحمد بن جعفر قال:حدّثنا عبد اللّه بن أحمد قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا إسماعيل قال:أخبرنا أيّوب عن مجاهد قال:قال عليّ عليه السّلام عليهم السّلام«جعت مرّة بالمدينة جوعا شديدا فخرجت أطلب العمل في عوالي المدينة،فإذا أنا بامرأة قد جمعت مدرا فظننتها تريد بلّه فأتيتها و قاطعتها كلّ ذنوب علي تمرة،فمدّت ستة عشر ذنوبا حتّي مجلت يداي،فأتيت الماء فأصبت منه ثمّ أتيتها فقلت يكفي،هكذا بين يديها،و بسط إسماعيل يديه و جمعهما،فعدّت له ستة عشرة تمرة فأتيت النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فأخبرته فأكل معي منها» (3).

الثاني و العشرون: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة و هو من أكابر علماء العامّة من معتزلة بغداد قال في الشرح في أمير المؤمنين عليه السّلام:و أمّا الزهد فهو سيّد الزهّاد و بدل الابدال و إليه تشد الرحال و عنده تنفض الاحلاس،ما شبع من طعام قط،و كان أخشن الناس مأكلا و ملبسا قال:قال عبد اللّه بن أبي رافع،دخلت عليه يوم عيد فقدم جرابا مختوما،فوجدنا فيه خبز شعير يابسا

ص: 346


1- صفوة الصفوة:318/1،و رواه في حلية الأبرار:248/2،ح 17.
2- صفوة الصفوة:319/1،و رواه في حلية الأبرار:249/2،ح 18.
3- صفوة الصفوة:320/1.

مرضوضا فقدم فأكل فقلت:يا أمير المؤمنين كيف تختمه؟ قال:«خفت هذين الولدين أن يليناه بسمن أو زيت»فكان ثوبه مرقوعا بجلد تارة و بليف اخري،و نعلاه من ليف،و كان يلبس الكرابيس الغليظ،فإذا كان كمّه طويلا قطعه بشفرة و لم يخطه، فكان لا يزال متساقطا علي ذراعيه حتّي يبقي سدي لا لحمة له و كان يتأدّم إذا ايتدم بخل أو ملح، فإن ترقّي عن ذلك فبعض نبات الأرض،فإن أرتفع عن ذلك فقليل من البان الإبل و لا يأكل اللحم إلاّ قليلا و يقول:«لا تجعلوا بطونكم مقابر للحيوان»و كان مع ذلك أشد الناس قوّة و اعظمهم أيدا،لم ينقص الجوع قوته و لا تخون الاقلال منثه،و هو الذي طلّق الدنيا،و كانت الأموال تجيء إليه من جميع بلاد الإسلام إلاّ من الشام فكان يفرقها و يمزقها ثمّ يقول:هذا جناي و خياره فيه إذ كل جان يده إلي فيه (1).

الثالث و العشرون: ابن أبي الحديد أيضا في الشرح قال:روي النضر بن منصور عن عقبة بن علقمة قال:دخلت علي عليّ عليه السّلام فإذا بين يديه لبن حامض آذتني حموضته و كسر يابسة فقلت:يا أمير المؤمنين،أ تأكل مثل هذا؟

فقال:«يا أبا الجنوب،كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يأكل أيبس من هذا و يلبس أخشن من هذا،و أشار إلي ثيابه،فإن أنا لم اخذ بما أخذ به خفت أن لا ألحق به» (2).

الرابع و العشرون: ابن أبي الحديد أيضا قال:روي معاوية بن عمّار عن جعفر بن محمد عليه السّلام قال:

«ما اعتلج علي عليّ أمران في ذات اللّه إلاّ أخذ بأشدهما،و لقد علمتم أنّه كان يأكل يا أهل الكوفة عندكم من ماله بالمدينة،و أنّه كان ليأخذ السويق فيجعله في جراب و يختم عليه مخافة أن يزاد عليه من غيره،و من كان أزهد في الدنيا من عليّ عليه السّلام؟» (3).

الخامس و العشرون: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة قال:روي بكر بن عيسي قال:كان عليّ عليه السّلام يقول:«يا أهل الكوفة إذا أنا خرجت من عندكم بغير راحلتي و رحلي و غلامي فلان فأنا خائن»و كانت نفقته تأتيه من غلته بالمدينة بينبع،و كان يطعم الناس منها الخبز و اللّحم و يأكل هو الثريد بالزيت (4).

السادس و العشرون: ابن أبي الحديد في الشرح قال:روي يوسف بن يعقوب عن صالح بيّاع الأكسية أن جدّته لقيت عليّا بالكوفة و معه تمر يحمله،فسلّمت عليه و قالت له:أعطني يا أمير

ص: 347


1- شرح نهج البلاغة:26/1.
2- شرح نهج البلاغة:201/2.
3- شرح نهج البلاغة:201/2.
4- شرح نهج البلاغة:200/2.

المؤمنين عليه السّلام هذا التمر أحمله عنك إلي بيتك.

فقال:«أبو العيال أحق بحمله».

قالت:ثمّ قال لي:«ألا تأكلين منه»؟ فقلت:لا اريده،قالت:فانطلق به إلي منزله ثمّ رجع مرتديا بتلك الشملة و فيها قشور التمر، فصلّي بالناس فيها الجمعة (1).

و الروايات في هذا الباب كثيرة من طريق العامّة و فيما ذكرناه كفاية.

ص: 348


1- شرح نهج البلاغة:202/2.

فهرس المطالب

الباب الحادي و الستّون في قول أمير المؤمنين عليه السّلام:أنا أولي بالأمر من أبي بكر و عمر و عثمان و احتجاجه عليهم و قوله عليه السّلام:انّ لنا حقّا إن نعطه نأخذه و انّ الإمامة و الخلافة له عليه السّلام دونهم،و لم يبايع حتّي راموا قتله عليه السّلام من طرق العامّة و فيه ثمانية أحاديث 5

الباب الثاني و الستّون في قول أمير المؤمنين عليه السّلام:أنا أولي بالأمر ممّن تقدّم عليّ و احتجاجه عليه السّلام عليهم،و أنّ الخلافة و الإمامة له عليه السّلام دونهم من طريق الخاصّة و فيه خمسة أحاديث 10

الباب الثالث و الستون في سبب تركه عليه السّلام جهاد من تقدّم عليه في الإمامة من خوفه الردّة علي الأمة حيث لم يجد أعوانا،و أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بالجلوس في بيته و قوله صلّي اللّه عليه و آله:«علي مثل الكعبة»و غير ذلك، و تظلّمه عليه السّلام منهم من طريق العامة و فيه اثنا عشر حديثا 17

الباب الرابع و الستون في سبب تركه جهاد من تقدم عليه في الإمامة و الخلافة من طريق الخاصة و فيه عشرة أحاديث 22

الباب الخامس و الستون في قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي عليه السّلام:«ستغدر بك الأمة بعدي»و الضغائن في صدور قوم و الشدّة، و قوله صلّي اللّه عليه و آله:«اقبلت الفتن كقطع الليل المظلم»من طريق العامة و فيه خمسة عشر حديثا 28

ص: 349

الباب السادس و الستون في قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي ستغدر بك الأمة من بعدي و ما يلاقيه عليه السّلام من الشدة من بعده و أمره له بالصبر و أمره له بقتال الناكثين و القاسطين و المارقين من طريق الخاصة و فيه خمسة أحاديث 32

الباب السابع و الستون في الردة الواقعة بعد وفاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و الحق مع علي عليه السّلام من طريق العامة و فيه خمسة عشر حديثا 36

الباب الثامن و الستّون في الردّة الواقعة بعد وفاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و الحق مع علي عليه السّلام من طريق الخاصة و فيه أحد عشر حديثا 40

الباب التاسع و الستون في افتراق الأمة بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي ثلاث و سبعين فرقة منها فرقة ناجية،الناجية شيعة علي عليه السّلام في الجنة،و حديث ثلاث فرق من طريق العامة و فيه ثلاثة أحاديث 43

الباب السبعون في افتراق الأمة بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي ثلاث و سبعين فرقة واحدة ناجية و النّاجية شيعة علي عليه السّلام و اتباعه من طريق الخاصة و فيه حديث واحد 45

الباب الحادي و السبعون في فضل محبي علي عليه السّلام و شيعته و مواليه و موالي الأئمة عليهم السّلام من طريق العامة و فيه خمسة و تسعون حديثا 46

ص: 350

الباب الثاني و السبعون في فضل محبي علي عليه السّلام و شيعته و مواليه و موالي الأئمة عليهم السّلام من طريق الخاصة و فيه اثنان و خمسون حديثا 72

الباب الثالث و السبعون في جرأة عمر بن الخطّاب علي رسول اللّه 92

حين علم عمر انّه صلّي اللّه عليه و آله أراد أن ينصّ علي عليّ عليه السّلام بأنّه صاحب الأمر بعده صلّي اللّه عليه و آله في مرضه و قال انّه صلّي اللّه عليه و آله يهجر من طريق العامّة و فيه سبعة عشر حديثا 92

الباب الرابع و السبعون في قول عمر:إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يهجر و انّه صلّي اللّه عليه و آله أخبر أمير المؤمنين عليّا عليه السّلام بما أراد أن يكتب و أشهد علي ذلك شهودا من طريق الخاصّة و فيه حديثان 101

الباب الخامس و السبعون في جيش أسامة و فيه أبو بكر و عمر و عثمان و أبو عبيدة بن الجراح و عبد الرحمن بن عوف و طلحة و الزبير و غيرهم و لعن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من تاخّر عن جيش اسامة و قوله صلّي اللّه عليه و آله:إذا بويع الخليفتين فاقتلوا الأخير منهما و روي ذلك في أبي بكر من طريق العامّة و فيه اثنا عشر حديثا 110

الباب السادس و السبعون في تأخر أبي بكر و عمر عن جيش أسامة من طريق الخاصة و فيه حديث واحد 134

الباب السابع و السبعون في عقاب من شك في أمير المؤمنين عليه السّلام من طريق العامّة و فيه حديث واحد 135

ص: 351

الباب الثامن و السبعون في عقاب من شك في أمير المؤمنين و أشرك به أو شك في الأئمّة:من طريق الخاصة و فيه سبعة أحاديث 136

الباب التاسع و السبعون في قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله«مثل عليّ عليه السّلام في هذه الامّة مثل قل هو اللّه أحد»من طريق العامّة و فيه حديثان 142

الباب الثمانون في قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله«مثل عليّ عليه السّلام مثل قل هو اللّه أحد»و مراتب المحبة من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث 143

الباب الحادي و الثلاثون في قوله صلّي اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام(لا يحبك إلاّ مؤمن و لا يبغضك إلاّ منافق)من طريق العامّة و فيه ستة عشر حديثا 146

الباب الثاني و الثمانون في قوله صلّي اللّه عليه و آله لعليّ«المحب له مؤمن و المبغض له منافق»من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث 149

الباب الثالث و الثمانون في أن عليّا عليه السّلام وزير رسول اللّه و وارثه صلّي اللّه عليه و آله من طريق العامّة و فيه أحد عشر حديثا 152

الباب الرابع و الثمانون في أنّ عليّا عليه السّلام وزير رسول اللّه و وارثه صلّي اللّه عليه و آله من طريق الخاصة و فيه أحد و عشرون حديثا.157

ص: 352

الباب الخامس و الثمانون في قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام إنه سيّد المرسلين و سيّد العرب و سيّد في الدنيا و الآخرة و سيّد الأوصياء و سيّد الخلائق بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من طريق العامّة و فيه ثلاثة و عشرون حديثا 168

الباب السادس و الثمانون في أن عليّا عليه السّلام سيّد الوصيين و سيّد العرب من طريق الخاصة و فيه ستة أحاديث 177

الباب السابع و الثمانون في أن ولاية عليّ بن أبي طالب صلّي اللّه عليه و آله من أصول الإسلام و الأئمّة الاثني عشر أركان الإيمان و من أحبهم استكمله من طريق العامّة و فيه خمسة أحاديث 180

الباب الثامن و الثمانون في أن ولاية الأئمّة عليهم السّلام مما بني عليها الإسلام و عماده من طريق الخاصة و فيه أربعة و عشرون حديثا 183

الباب التاسع و الثمانون في أن النظر إلي عليّ عليه السّلام عبادة و ذكره عبادة من طريق العامّة و فيه ثلاثة و عشرون حديثا 191

الباب التسعون في أن النظر إلي عليّ عليه السّلام عبادة من طريق الخاصة و فيه عشرة أحاديث 196

الباب الحادي و التسعون في ردّ الشمس إلي أمير المؤمنين عليه السّلام من طريق العامّة و فيه ثمانية أحاديث 200

ص: 353

الباب الثاني و التسعون في ردّ الشمس إلي أمير المؤمنين عليه السّلام من طريق الخاصة و فيه سبعة عشر حديثا 203

الباب الثالث و التسعون في تكليم الشمس عليّا أمير المؤمنين عليه السّلام و سلامها عليه من طريق العامّة و فيه ثلاثة أحاديث 211

الباب الرابع و السبعون في تكليم الشمس عليا 7 من طريق الخاصة و فيه ستّة أحاديث 214

الباب الخامس و التسعون في تكليم أصحاب الكهف عليّا عليه السّلام من طريق العامّة و فيه خمسة أحاديث 218 الباب السادس و التسعون في تكليم أصحاب الكهف عليّا عليه السّلام من طريق الخاصّة و فيه خمسة أحاديث 222

الباب السابع و التسعون في السطل و المنديل و القدس من طريق العامّة و فيه أربعة أحاديث 229

الباب الثامن و التسعون في حديث السطل و الإبريق من طريق الخاصّة و فيه أربعة أحاديث 232

الباب التاسع و التسعون في سدّ الأبواب من المسجد إلاّ باب عليّ عليه السّلام من طريق العامّة و فيه تسعة و عشرون حديثا 235

ص: 354

الباب المائة في سدّ الأبواب من المسجد إلاّ باب عليّ عليه السّلام من طريق الخاصّة و فيه خمسة عشر حديثا 259

الباب الحادي و المائة حديث الصدّيقون ثلاثة و أفضلهم عليّ عليه السّلام و هو الصدّيق الأكبر من طريق العامّة و فيه ستّة عشر حديثا 272

الباب الثاني و المائة في الصدّيقين و أفضلهم عليّ و هو الصدّيق الأكبر من طريق الخاصّة و فيه ثمانية أحاديث 276

الباب الثالث و المائة في قلعه الأصنام عن ظهر الكعبة من طريق العامّة و فيه خمسة أحاديث 279

الباب الرابع و المائة في قلعه الأصنام عن ظهر الكعبة من طريق الخاصّة و فيه حديثان 282

الباب الخامس و المائة في حديث خاصف النعل من طريق العامّة و فيه تسعة أحاديث 285

الباب السادس و المائة في حديث خاصف النعل 289

من طريق الخاصّة و فيه حديثان 289

ص: 355

الباب السابع و المائة حديث الأعمش مع المنصور من طريق العامّة و فيه حديث واحد 292

الباب الثامن و المائة في حديث الأعمش مع المنصور من طريق الخاصّة 302

الباب التاسع و المائة في حديث اللوزة من طريق العامّة 306

الباب العاشر و المائة حديث اللوزة من طريق الخاصّة 306

الباب الحادي عشر و المائة حديث التفّاحة من طريق العامّة 307

الباب الثاني عشر و المائة حديث التفاحة من طريق الخاصّة 308

الباب الثالث عشرة و المائة حديث الأترجة من طريق العامّة و فيه ثلاثة أحاديث 309

الباب الرابع عشر و المائة حديث الأترجة من طريق الخاصّة 310

ص: 356

الباب الخامس عشر و المائة 311

حديث السفرجلة من طريق العامّة و فيه حديثان 311

الباب السادس عشر و المائة حديث السفرجلة من طريق الخاصّة و فيه حديثان 312

الباب السابع عشر و المائة في حديث الرمّانة من طريق العامّة 313

الباب الثامن عشر و المائة حديث الرمانة من طريق الخاصة 314

الباب التاسع عشر و المائة حديث قميص هارون الذي أهدي لعليّ عليه السّلام من طريق العامّة 315

الباب العشرون و المائة حديث قميص هارون الذي اهدي لأمير المؤمنين عليه السّلام من طريق الخاصّة و فيه ثلاثة أحاديث 316

الباب الحادي و العشرون و المائة في الملائكة الذين سلّموا علي أمير المؤمنين عليه السّلام ليلة بدر من طريق العامّة و فيه حديثان 318

الباب الثاني و العشرون و المائة في الملائكة الذين سلّموا علي أمير المؤمنين عليه السّلام ليلة بدر من طريق الخاصّة و فيه أربعة أحاديث 319

ص: 357

الباب الثالث و العشرون و المائة في المنادي يوم بدر:«لا سيف إلاّ ذو الفقار و لا فتي إلاّ عليّ»من طريق العامّة،و فيه ثلاثة أحاديث 321

الباب الرابع و العشرون و المائة في المنادي يوم بدر:«لا سيف إلاّ ذو الفقار و لا فتي إلاّ عليّ»من طريق الخاصّة و فيه حديثان 322

الباب الخامس و العشرون و المائة في معرفة الملائكة لأمير المؤمنين عليه السّلام في السماوات من طريق العامّة و فيه خمسة أحاديث 323

الباب السادس و العشرون و المائة في معرفة الملائكة أمير المؤمنين عليه السّلام في السماوات من طريق الخاصّة و فيه حديث واحد 326

الباب السابع و العشرون و المائة في قضاء عليّ عليه السّلام دين رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عداته و عجز أبي بكر من طريق العامّة و فيه ثلاثة أحاديث 331

الباب الثامن و العشرون و المائة في قضاء دين رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عداته من طريق الخاصّة و فيه ثلاثة أحاديث 334

الباب التاسع و العشرون و المائة في زهد أمير المؤمنين عليه السّلام من طريق العامّة و فيه ستة و عشرون حديثا 340

ص: 358

المجلد 7

اشارة

پديدآوران: بحراني، سيد هاشم بن سليمان (نويسنده) / عاشور، علي (محقق)

ناشر:مؤسسة التاريخ العربي

مكان :نشربيروت - لبنان

سال نشر:1422 ق يا 2001 م

چاپ: 1

موضوع: احاديث اهل سنت - قرن 12ق. / احاديث شيعه - قرن 12ق. / امامت - احاديث / خاندان نبوت - احاديث اهل سنت / علي بن ابي طالب(ع)، امام اول، 23 قبل از هجرت - 40ق. - اثبات خلافت / علي بن ابي طالب(ع)، امام اول، 23 قبل از هجرت - 40ق. - احاديث / ولايت - احاديث

زبان:عربي

تعداد : جلد7

كد كنگره : BP 223/54 /ب 3 غ 2

ص: 1

اشارة

ص: 2

بسم الله الرحمن الرحيم

ص: 3

ص: 4

الجزء السابع

تتمة الفصل في فضل علي و اهل البيت عليهم السلام

اشارة

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم

الباب الثلاثون و المائة

في زهد أمير المؤمنين عليه السّلام

من طريق الخاصّة و فيه ثلاثون حديثا الأوّل: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد بن عيسي عن ابن محبوب عن حمّاد عن حميد و جابر العبدي قالا:قال أمير المؤمنين:«إن اللّه جعلني إماما لخلقه،ففرض عليّ التقدير في نفسي و مطعمي و مشربي و ملبسي كضعفاء الناس كي يقتدي الفقير بفقري،و لا يطغي الغني غناه» (1).

الثاني: ابن يعقوب هذا عن عليّ بن محمد عن صالح بن أبي حمّاد و عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد و غيرهما بأسانيد مختلفة في احتجاج أمير المؤمنين عليه السّلام علي عاصم بن زياد حين لبس العباءة و ترك الملاء و شكاه أخوه الربيع بن زياد إلي أمير المؤمنين أنّه قد غم أهله و أحزن ولده بذلك فقال أمير المؤمنين:«عليّ بعاصم بن زياد»فجيء به،فلمّا رآه عبّس في وجهه فقال له:«أما استحييت من أهلك؟أما رحمت ولدك؟أ تري اللّه أحلّ لك الطيبات و هو يكره أخذك منها؟أنت أهون علي اللّه من ذلك أو ليس اللّه يقول: وَ الْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ* فِيها فاكِهَةٌ وَ النَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ (2) (3)،أو ليس يقول: مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ* بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ (4) (5)إلي قوله: يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ (6) (7)فباللّه لابتذال نعم اللّه بالفعال أحب إليه من ابتذالها بالمقال،و قد قال عزّ و جل: وَ أَمّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (8) (9)».

فقال عاصم:يا أمير المؤمنين فعلي ما اقتصرت في مطعمك علي الجشوبة و في ملبسك علي الخشونة؟

ص: 5


1- الكافي:410/1،ح 1.
2- سوره 55 - آيه 10
3- الرحمن:10-11.
4- سوره 55 - آيه 19
5- الرحمن:19-20.
6- سوره 55 - آيه 22
7- الرحمن:22.
8- سوره 93 - آيه 11
9- الضحي:11.

فقال:«ويحك إنّ اللّه عزّ و جلّ فرض علي أئمة العدل أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس كي لا يتبيغ (1)بالفقير فقره»فألقي عاصم بن زياد العباء و لبس الملاء (2)(3).

الثالث: محمد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمد البرقي عن أبيه عن محمد ابن يحيي الخزاز عن حمّاد بن عثمان قال:حضرت أبا عبد اللّه و قال له رجل:أصلحك اللّه ذكرت أن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام كان يلبس الخشن و يلبس القميص بأربعة دراهم و ما أشبه ذلك،و نري عليك اللباس الجديد فقال له:«إن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام كان يلبس ذلك في زمان لا ينكر،و لو لبس مثل ذلك اليوم شهّر به،فخير لباس كلّ زمان لباس أهله،غير أن قائمنا أهل البيت عليه السّلام إذا قام لبس ثياب عليّ و سار بسيرة عليّ» (4).

الرابع: ابن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلّي بن محمد عن الحسن بن عليّ الوشّاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة عن معلّي بن خنيس عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«إن عليّا عليه السّلام كان عندكم فأتي بني ديوان فاشتري ثلاثة أثواب بدينار،القميص إلي فوق الكعب،و الإزار إلي نصف الساق،و الرداء من بين يديه إلي ثدييه و من خلفه إلي أليتيه،ثمّ رفع يده إلي السماء فلم يزل يحمد اللّه علي ما كساه حتّي دخل منزله ثمّ قال:هذا اللباس الذي ينبغي للمسلمين أن يلبسوه» قال أبو عبد اللّه عليه السّلام:«و لكن لا تقدرون أن تلبسوا هذا اليوم،و لو فعلناه لقالوا:مجنون و لقالوا:مراء و اللّه تعالي يقول: وَ ثِيابَكَ فَطَهِّرْ (5) (6)قال:و ثيابك أرفعها و لا تجرّها،و إذا قام قائمنا كان هذا اللباس» (7).

الخامس: ابن يعقوب عن عدّة من أصحابنا،عن سهل بن زياد،عن جعفر بن محمد الأشعري، عن ابن القداح،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«كان أمير المؤمنين عليه السّلام إذا لبس القميص مدّ يده فإذا طلع علي أطراف الأصابع قطعه» (8).

السادس: ابن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن محمد بن سنان عن الحسن الصيقل قال:قال لي أبو عبد اللّه عليه السّلام:«تريد أريك قميص عليّ عليه السّلام الذي ضرب فيه و اريك دمه قال:قلت:نعم،فدعا به و هو في سفط فأخرجه و نشره،فإذا هو قميص كرابيس يشبه

ص: 6


1- التبيغ:الهيجان و الغلبة.
2- الملاء بالضم و المد جمع ملاءة كذلك ثوب ليّن رقيق،و منه قوله:فلان لبس العباء و ترك الملاء.مجمع البحرين.
3- الكافي:410/1،ح 3.
4- الكافي:/411/1ح 4.
5- سوره 74 - آيه 4
6- المدّثر:4.
7- الكافي:/455/6ح 2.
8- الكافي:/457/6ح 7.

السنبلاني،فإذا موضع الجيب إلي الأرض،و إذا أثر دم أبيض شبه اللبن شبيه شطب السيف فقال:

هذا قميص عليّ عليه السّلام الذي ضرب فيه،و هذا أثر دمه فشبرت بدنه فإذا هو ثلاثة أشبار،و شبرت أسفله فإذا هو اثنا عشر شبرا» (1).

السابع: ابن يعقوب عن أبي عليّ الأشعري عن محمد بن عبد الجبار و محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد جميعا عن الحجال عن ثعلبة بن ميمون عن زرارة بن أعين قال:رأيت قميص عليّ عليه السّلام الذي قتل فيه عند أبي جعفر فإذا أسفله اثنا عشر شبرا و بدنه ثلاثة أشبار،و رأيت فيه نضح دم (2).

الثامن: الشيخ في أماليه بإسناده عن الحسين بن عليّ عليه السّلام قال:«أتي أمير المؤمنين عليه السّلام عليّ بن أبي طالب عليه السّلام أصحاب القمص فسام و شيخا منهم فقال:يا شيخ بعني قميصا بثلاثة دراهم،فقال الشيخ:حبّا و كرامة،فاشتري منه قميصا بثلاثة دراهم،فلبسه ما بين الرسفين إلي الكعبين و أتي المسجد فصلّي فيه ركعتين ثمّ قال:الحمد للّه الذي رزقني من الرياش ما أتجمل به في الناس و أؤدّي فيه فريضتي و استر به عورتي،فقال له رجل:يا أمير المؤمنين أعنك نروي هذا الحديث أو شيء سمعته من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟

قال:بل شيء سمعته من رسول اللّه سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول ذلك عند الكسوة» (3).

التاسع: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمد بن مخلد قال:حدّثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد اللّه بن يزيد الدقّاق المعروف بابن الثمالي قال:حدّثنا أبو قلابة الوقاشي قال:حدّثنا عارم بن الفضل أبو النعمان قال:حدّثنا مرجا أبو يحيي صاحب القسط قال:و قد ذكرته لحمّاد بن يزيد فعرفه عن معمر بن زياد أن أبا مطر حدّثه قال:كنت بالكوفة فمرّ عليّ رجل فقال،هذا أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السّلام،فتبعته فوقف علي خيّاط فاشتري منه قميصا بثلاثة دراهم فلبسه فقال:«الحمد للّه الذي ستر عورتي و كساني الرياش»ثمّ قال:«هكذا كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول إذا لبس قميصا» (4).

العاشر: محمد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد و أبي عليّ الأشعري عن محمد بن عبد الجبار جميعا عن ابن فضّال عن عليّ بن عقبة عن سعيد بن عمر الجعفي عن محمد ابن مسلم قال:دخلت علي أبي جعفر ذات يوم و هو يأكل متّكئا،و قد كان بلغنا أن ذلك يكره

ص: 7


1- الكافي:/457/6ح 8.
2- الكافي:/457/6ح 9.
3- أمالي الطوسي:/365مجلس /13ح 22.
4- أمالي الطوسي:/387مجلس 100/13.مع اختلاف في بعض أسانيد الرجال.

فجعلت انظر فدعاني إلي طعامه فلمّا فرغ قال:«يا محمد لعلّك تري أن رسول اللّه ما رأته عين يأكل و هو متكي من أن بعثه اللّه إلي أن قبضه،ثمّ ردّ علي نفسه فقال:لا و اللّه ما رأته عين يأكل و هو متكئ منذ أن بعثه إلي أن قبضه ثمّ قال:يا محمد لعلك تري أنّه شبع من خبز البر ثلاثة أيام متوالية منذ بعثه اللّه تعالي إلي أن قبضه،أمّا إنّي لا أقول كان لا يجد،لقد كان يجيز الرجل الواحد بالمائة من الإبل،فلو أراد أن يأكل أكل،و لقد أتاه جبرائيل عليه السّلام بمفاتيح خزائن الأرض ثلاث مرّات يخيره من غير أن ينقصه اللّه تبارك و تعالي ما أعدّ له يوم القيامة شيئا،فيختار التواضع لربّه جلّ و عزّ،و ما سئل شيئا قط فيقول:لا،إن كان أعطي و إن لم يكن قال يكون،و ما أعطي علي اللّه شيئا قط إلاّ سلّم ذلك إليه حتّي إن كان ليعطي الرجل الجنّة فيسلّم اللّه ذلك له.

ثمّ تناولني بيده و قال:و إن كان صاحبكم ليجلس جلسة العبد و يأكل أكلة العبد و يطعم الناس خبز البر و اللحم و يرجع إلي أهله،فيأكل الخبز و الزيت و إن كان ليشتري القميص السنبلاني،ثمّ يخيّر غلامه خيرهما،ثمّ يلبس الباقي فإذا جاز أصابعه قطعه و إذا جاز كعبه حذقه (1)،و ما ورد عليه أمران قط كلاهما للّه رضا إلاّ أخذ بأشدهما علي بدنه،و لقد ولي الناس خمس سنين فما وضع آجرة علي آجرة و لا لبنة علي لبنة،و لا أقطع قطعة و لا أورث بيضاء و لا حمراء إلاّ سبعمائة درهم فضلت من عطاياه أراد أن يبتاع لأهله بها خادما،و لا أطاق أحد عمله،و إن كان عليّ بن الحسين عليه السّلام لينظر في كتاب من كتب عليّ عليه السّلام فيضرب به الأرض و يقول:من طبق هذا؟» (2).

الحادي عشر: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني قال:أخبرنا محمد ابن وهبان عن أحمد بن محمد بن زكريا عن الحسن بن عليّ بن فضال عن عليّ بن عقبة عن سعيد ابن عمرو الجعفي عن محمد بن مسلم قال:دخلت علي أبي جعفر عليه السّلام ذات يوم و هو يأكل متكئا، و قد كان يبلغنا أن ذلك يكره،و ساق الحديث إلي آخره كما تقدّم إلاّ أن في رواية الشيخ،و أنّه كان ليشتري القميص السنبلاني ثمّ يخيّر غلامه (3).

الثاني عشر: محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن عليّ بن النعمان عن ابن مسكان عن الحسن الصيقل قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول:«إن وليّ عليّ عليه السّلام لا يأكل إلاّ الحلال لأن صاحبه كذلك،و إن وليّ عثمان لا يبالي أ حلالا أكل أو حراما لأن صاحبه كذلك،ثمّ

ص: 8


1- حذقه حذقا عن باب فشربه قطعة.
2- الكافي:/129/8ح 100،و جواهر الكلام:459/36.
3- أمالي الطوسي:/692مجلس /39ح 13.

عاد إلي ذكر عليّ عليه السّلام فقال:أما و الذي ذهب بنفسه ما أكل من الدنيا حراما قليلا و لا كثيرا حتّي فارقها،و لا عرض له أمران كلاهما طاعة إلاّ أخذ بأشدّهما علي بدنه،و لا نزلت برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله شديدة قط إلاّ وجّهه فيها ثقة به،و لا أطاق أحد من هذه الامّة عمل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بعده غيره،و لقد كان يعمل عمل رجل كأنّه ينظر إلي الجنّة و النار،و لقد أعتق ألف مملوك من صلب ماله،كل ذلك تحفي فيه يداه و يعرق فيه جبينه التماس وجه اللّه عزّ و جلّ و الخلاص من النار،و ما كان قوته إلاّ الخل و الزيت،و حلواه التمر إذا وجده،و ملبوسه الكرابيس،فإذا فضل من ثيابه شيء دعا بالجلم (1)فجزّه» (2).

الثالث عشر: ابن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن عليّ بن حديد عن مرازم بن حكيم عن عبد الأعلي مولي سام قال:قلت:لأبي عبد اللّه عليه السّلام:إن الناس يروون أن لك مالا كثيرا فقال:«ما يسوؤني ذاك،إن أمير المؤمنين عليه السّلام مرّ ذات يوم علي أناس شتّي من قريش و عليه قميص مخرّق فقالوا:أصبح عليّ لا مال له،فسمعها أمير المؤمنين عليه السّلام فأمر الذي يلي صدقته أن يجمع تمره و لا يبعث إلي إنسان شيء،و أن يوفّره ثمّ قال له:بعه الأوّل فالأوّل، و اجعلها دراهم ثمّ اجعلها حيث تجعل التمر فاكبسه معه حيث لا يري،و قال للذي يقوم عليه:إذا دعوت بالتمر فاصعد و انظر المال فاضربه برجلك كأنك لا تعمد الدراهم حتّي تنشرها،ثمّ بعث إلي رجل منهم يدعوه ثمّ دعا بالتمر،فلمّا صعد ينزل التمر ضرب برجله فانتشر الدراهم فقال:ما هذا يا أبا الحسن؟

فقال:هذا مال من لا مال له،ثمّ أمر بذلك المال فقال:انظروا أهل كل بيت كنت ابعث إليهم، فانظروا حاله و ابعثوا إليه» (3).

الرابع عشر: ابن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن الحسن بن عليّ عن ربعي بن عبد اللّه قال:سمعت أبا عبد اللّه يقول:«كان عليّ عليه السّلام لينقطع ركابه في طريق مكّة فيشدّه بخوصة ليهون الحج علي نفسه» (4).

الخامس عشر: الشيخ المفيد في إرشاده قال:أخبرني أبو محمد الأنصاري قال:حدّثني محمد ابن ميمون البزاز قال:حدّثنا الحسين بن علوان عن عليّ بن زياد بن رستم عن سعيد بن كلثوم قال:

ص: 9


1- الجلم بالتحريك الذي يجزّ به الشعر و الصوف كالمقص.
2- الكافي:/163/8ح 173.
3- الكافي:/439/6ح 8.
4- الكافي:/280/4ح 3.

كنت عند الصادق جعفر بن محمد فذكر أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فأطراه و مدحه بما هو أهله ثمّ قال:«و اللّه ما أكل عليّ بن أبي طالب عليه السّلام من الدنيا حراما قط حتّي مضي لسبيله،و ما عرض له أمران فظن أنهما رضا اللّه إلاّ أخذ بأشدهما عليه في دينه،و ما نزلت برسول اللّه نازلة إلاّ دعاه فقدّمه ثقة به و ما أطاق عمل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من هذه الامّة غيره،و إنّه كان ليعمل عمل رجل كأن وجهه بين الجنّة و النار يرجو ثواب هذه،و يخاف عقاب هذه و لقد اعتق من ماله ألف مملوك في طلب وجه اللّه و النجاة من النار ممّا كدّ بيده و رشح منه جبينه و إن كان ليقوت أهله بالزيت و الخل و العجوة،و ما كان لباسه إلاّ الكرابيس،إذا فضل شيء عن يده من كمّه دعا بالجلم فقصه، و ما أشبهه من ولده و لا أهل بيته أحد أقرب شبها به في لباسه و فقهه من عليّ بن الحسين عليه السّلام،و لقد دخل أبو جعفر ابنه عليه السّلام فإذا هو قد بلغ من العبادة ما لم يبلغه أحد،فرآه قد اصفر لونه من السهر و رمضت عيناه من البكاء و دبرت جبهته و انخرم أنفه من السجود و ورمت ساقاه و قدماه من القيام إلي الصلاة،فقال أبو جعفر عليه السّلام:فلم أملك حين رأيته بتلك الحال من البكاء فبكيت رحمة عليه، و إذا هو يفكر فالتفت إليّ بعد هنيئة من دخولي فقال:يا بني أعطني بعض تلك الصحف التي فيها عبادة عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فأعطيته فقرأ فيها شيئا يسيرا ثمّ تركها من يده تضجّرا،و قال:من يقوي علي عبادة عليّ عليه السّلام؟» (1).

السادس عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا صالح بن عيسي العجلي قال:حدّثنا محمد بن عليّ بن عليّ قال:حدّثنا محمد بن منده الأصفهاني قال:حدّثنا محمد بن حميد قال:حدّثنا جرير عن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس قال:كنت عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و رجلان من أصحابه في ليلة ظلماء مكفهرة إذ قال لنا رسول اللّه:«ائتوا باب عليّ عليه السّلام»فأتينا باب عليّ عليه السّلام فنقر أحدنا الباب نقرا خفيفا؛ إذ خرج علينا عليّ بن أبي طالب عليه السّلام متزرا بإزار من صوف مرتديا بمثله،في كفّه سيف رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال لنا:أحدث حدث؟قلنا:خير،أمرنا رسول اللّه أن نأتي بابك و هو بالأثر؛إذ جاء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:«يا عليّ قال:لبيك»قال:«أخبر أصحابي بما أصابك»؟

قال عليّ عليه السّلام:«يا رسول اللّه إنّي لأستحيي».

فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن اللّه لا يستحيي من الحق».

قال عليّ عليه السّلام:«يا رسول اللّه،أصابتني جنابة البارحة من فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فطلبت في البيت ماء فلم أجد الماء فبعثت الحسن كذا و الحسين كذا فأبطيا عليّ،فاستلقيت علي قفاي فإذا

ص: 10


1- الإرشاد:141/2.

بهاتف من سواد البيت:قم يا عليّ و خذ السطل و اغتسل،فإذا أنا بسطل من ماء مملوء،عليه منديل من سندس فأخذت السطل و اغتسلت و مسحت بدني بالمنديل و رددت المنديل علي رأس السطل،فقام السطل في الهواء فسقط من السطل جرعة،فأصابت هامتي فوجدت بردها علي فؤادي».

فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:«بخ بخ يا بن أبي طالب أصبحت و خادمك جبرائيل عليه السّلام،أمّا الماء فمن نهر الكوثر،و أمّا السطل و المنديل فمن الجنّة،كذا أخبرني جبرئيل،كذا أخبرني جبرئيل،كذا أخبرني جبرئيل» (1).

السابع عشر: محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن إسماعيل بن مهران عن حماد بن عثمان عن زيد بن الحسن قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول:

«كان أمير المؤمنين أشبه الناس طعمة برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،كان يأكل الخبز و الخل و الزيت،و يطعم الناس الخبز و اللحم» (2).

الثامن عشر: ابن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن عليّ بن أسباط عن يعقوب ابن سالم قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول:«كان أمير المؤمنين يأكل الخل و الزيت و يجعل نفقته تحت طنفسته (3)» (4).

التاسع عشر: ابن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن عليّ بن الحكم عن ربيع المسلي عن معروف بن خربوذ عمن رأي أمير المؤمنين عليه السّلام يأكل الخبز بالعنب (5).

العشرون: المفيد في أماليه قال:أخبرني أبو الحسن عليّ بن بلال المهلبي قال:حدّثنا عبد اللّه ابن راشد الأصفهاني قال:حدّثنا إبراهيم بن محمد الثقفي قال:أخبرنا أحمد بن شمر قال:حدّثنا عبد اللّه بن ميمون المكي مولي بني مخزوم عن جعفر الصادق بن محمد الباقر عليه السّلام عن أبيه عليهم السّلام أن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام:«أتي بخبيص (6)فأبي أن يأكل فقالوا له:أ تحرمه؟

قال:لا،و لكنّي أخشي أن تتوق إليه نفسي فأطلبه،ثمّ تلا هذه الآية: أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي (7)

ص: 11


1- أمالي الصدوق:/296مجلس /40ح 4.
2- الكافي:/328/6ح 3.
3- الطنفسة هي بكسرتين و في لغة بكسر الطاء و الفاء و بضمّها،و بكسر الطاء و ضمّ الفاء،البساط الذي له محمل رقيق، تجعل تحت الرجل علي كتفي البعير،و الجمع الطنافس.مجمع البحرين.
4- الكافي:328/6،ح 9.
5- الكافي:/350/6ح 1.
6- الخبيص و الخبيصة:طعام معمول من التمر و الزبيب و السمن و الحلواء.
7- سوره 46 - آيه 20

حَياتِكُمُ الدُّنْيا وَ اسْتَمْتَعْتُمْ بِها (1) (2) » (3).

الحادي و العشرون: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا أبي قدّس سرّه قال:حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن محمد بن قيس عن أبي جعفر الباقر عليه السّلام أنّه قال:«و اللّه إن كان عليّ عليه السّلام ليأكل أكل العبد و يجلس جلسة العبد،و إنّه كان ليشتري القميصين السنبلانيين فيخيّر غلامه خيرهما ثمّ يلبس الآخر،فإذا جاز أصابعه قطعه، و إذا اجاز كعبه حذفه،و لقد ولي خمس سنين ما وضع آجرّة علي آجرّة و لا لبنة علي لبنة،و لا قطع قطيعا و لا أورث بيضاء و لا حمراء،و إنّه ليطعم الناس من خبز البر و اللحم و ينصرف إلي منزله و يأكل خبز الشعير و الزيت و الخل،و ما ورد عليه أمران كلاهما للّه رضا إلاّ أخذ بأشدهما علي بدنه،و لقد اعتق ألف مملوك من كدّ يده،تربت فيه يداه و عرق فيه وجهه،و ما أطاق عمله أحد من الناس،و إن كان ليصلي في اليوم و الليلة ألف ركعة،و إن كان أقرب الناس شبها به عليّ بن الحسين عليه السّلام،و ما أطاق عمله أحد من الناس بعده» (4).

الثاني و العشرون: ابن شهرآشوب في المناقب عن الأصبغ و أبي مسعدة و الباقر عليه السّلام أنّه أتي البزازين فقال لرجل:بعني ثوبين،فقال الرجل:يا أمير المؤمنين عليه السّلام عندي حاجتك،فلمّا عرفه مضي عنه،فوقف علي غلام و أخذ ثوبين أحدهما بثلاثة دراهم و الآخر بدرهمين فقال:«يا قنبر خذ الذي بثلاثة»قال:فأنت أولي به،تصعد المنبر و تخطب الناس،قال:«و أنت شاب فلك شره الشباب،و أنا أستحيي من ربي أن أتفضل عليك،سمعت رسول اللّه يقول:ألبسوهم ممّا تلبسون و أطعموهم ممّا تأكلون»فلمّا لبس القميص مدّ كم القميص فأمر بقطعه و اتخاذه قلانس للفقراء، فقال الغلام:هلمّ أكفه قال:«دعه كما هو فإن الأمر أسرع من ذلك»فجاء أبو الغلام فقال:إن ابني لم يعرفك و هذان درهمان ربحهما فقال:«ما كنت لأفعل،قد ماكست و ماكسني و اتفقنا علي رضا» (5).

الثالث و العشرون: عن الأصبغ بن نباته قال عليّ عليه السّلام:«دخلت بلادكم بأسمالي هذه و رحلي و راحلتي،فإن أنا خرجت من بلادكم بغير ما دخلت فإنني من الخائنين»و في رواية«يا أهل البصرة ما تنقمون منّي،إن هذا لمن غزل أهلي»و أشار إلي قميصه (6).

الرابع و العشرون: و رأي أمير المؤمنين سويد بن غفلة و هو يأكل رغيفا يكسره بركبتيه و يلقيه في

ص: 12


1- سوره 46 - آيه 20
2- الأحقاف:20.
3- أمالي المفيد:/134ح 2.
4- أمالي الصدوق:/356مجلس /47ح 14.
5- مناقب آل أبي طالب:366/1.
6- مناقب آل أبي طالب:367/1.

لبن حامض يجد ريحه من حموضته و قال:ويحك يا فضّة أ ما تتقون اللّه في هذا الشيخ فتنخلون له طعاما،لمّا رأي فيه النخالة،فقال أمير المؤمنين عليه السّلام:«بأبي و أمّي من لم ينخل له طعام و لم يشبع من خبز الشعير حتّي قبضه اللّه تعالي»و قال لعقبة بن علقمة:«يا أبا الجنوب أدركت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يأكل أيبس من هذا،و يلبس أخشن من هذا فإن أنا لم آخذ به خفت أن لا ألحق به»و ترصد غداه عمرو بن حريث فأتت فضة بجراب مختوم فأخرج منه خبز شعير خشنا،فقال عمرو:يا فضة لو نخلت هذا الدقيق و طيبته فقالت:كنت أفعل فنهاني،و كنت أضع في جرابه طعاما طيبا فختم جرابه،ثمّ إنّ أمير المؤمنين عليه السّلام فتّه في قصعة و صبّ عليه الماء،ثمّ ذرّ عليه الملح و حسر عن ذراعيه فلمّا فرغ قال:«يا عمرو لقد خابت هذه»و مدّ يده إلي محاسنه،و خسرت هذه أن أدخلها النار من أجل الطعام،و هذا يجزيني (1).

الخامس و العشرون: أبو الحسن عليّ بن أحمد بن محمد قال:أخبرنا الحسن بن معاذ،أخبرنا سفيان بن وكيع،أخبرنا أبي عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن علقمة قال:دخلنا علي أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام و بين يديه طبق من خوص عليه قرص أو قرصان من خبز شعير،نخالته تبين في الخبز و هو يكسره علي ركبتيه و يأكله علي جريش،فقلت لجارية له سوداء يقال لها فضّة:ألا نخلت هذا الدقيق لأمير المؤمنين عليه السّلام؟

فقالت:يأكل هو المهنأ و يكون الوزر في عنقي،فتبسّم عليه السّلام و قال:«أنا أمرتها أن لا تنخله»فقلنا:

لم يا أمير المؤمنين؟

قال:«ذلك أحري أن يذل النفس و يقتدي بي المؤمنون و ألحق بأصحابي» (2).

السادس و العشرون: روي عدي بن حاتم أنّه رآه عليه السّلام و هو بين يديه شنة فيها قراح ماء و كسيرات من خبز شعير و ملح،فقال:إنّي لا أري لك يا أمير المؤمنين لتظل نهارك طاويا مجاهدا،و بالليل ساهرا مكابدا،ثمّ هذا فطورك!فقال عليه السّلام«علل النفس بالقنوع و إلاّ طلبت منه فوق ما يكفيها» (3).

الأحنف بن قيس: دخلت علي معاوية فقدم إليّ من الحلو و الحامض ما كثر تعجّبي منه،ثمّ قدّم ألوانا ما أدري ما هي:فقلت:ما هذا؟

فقال:مصارين البط محشوّة بالمخ قد قلي بدهن الفستق و ذرّ عليه السكر،فبكيت فقال:ما

ص: 13


1- مناقب آل أبي طالب:367/1.
2- ما وجدنا له بهذا الإسناد مصدرا،نعم نقله المصنف في حلية الأبرار:/230/2ح 13.
3- مناقب آل أبي طالب:368/1.

يبكيك؟

فقلت:ذكرت عليّا عليه السّلام،بينا أنا عنده حضر وقت إفطاره فسألني المقام إذ دعا بجراب مختوم فقلت:ما هذا الجراب؟

قال:«سويق الشعير»فقلت:خفت عليه أن يؤخذ أو بخلت به؟

قال:«لا و لا أحدهما لكني خفت أن يلينه الحسن و الحسين بسمن أو زيت»قلت:محرّم هو؟ قال:«لا و لكن يجب علي أئمّة الحق أن يعدّوا أنفسهم (1)من ضعفاء الناس كيلا يطغي الفقير فقره»فقال معاوية:ذكرت من لا ينكر فضله (2).

السابع و العشرون: العرني قال:وضع خوان من فالوذج بين يدي أمير المؤمنين عليه السّلام فوجأ بإصبعه حتّي بلغ أسفله و لم يأخذ منه شيئا،و تلمظ بإصبعه و قال:«طيب طيب،و ما هو بحرام و لكن أكره أن أعوّد نفسي بما لم أعودها».

و في خبر آخر عن الصادق أنّه مد يده إليه ثمّ قبضها،فقيل له في ذلك فقال:«ذكرت رسول اللّه أنّه لم يأكله قط فكرهت أن آكله».

و في خبر عن الصادق عليه السّلام قالوا له:تحرّمه؟

قال:«لا و لكنّي أخشي أن تتوق إليه نفسي»ثمّ تلا« أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا (3) » (4).

و عن الباقر في خبر كان عليه السّلام ليطعم الناس خبز البر و اللحم،و ينصرف إلي منزله و يأكل خبز الشعير و الزيت و الخل (5).

الثامن و العشرون: عمر الزاهد،قال ابن الأعرابي:إن عليّا عليه السّلام دخل السوق و هو أمير المؤمنين فاشتري قميصا بثلاثة دراهم و نصف فلبسه في السوق،فطال أصابعه فقال للخياط:«قصّه»قال:

فقصّه فقال الخياط:أخوصه يا أمير المؤمنين قال:«لا»قال:و مشي و الدرة علي كتفه و هو يقول:

«شرعك ما بلغك المحل،و شرعك حسبك»أي كفاك (6).

التاسع و العشرون: السيّد الرضي قال:روي عن مولي لبني الأشتر النخعي:رأيت أمير المؤمنين عليه السّلام و أنا غلام و قد أتي السوق بالكوفة،فقال لبعض باعة الثياب:«أ تعرفني»؟

ص: 14


1- في المخطوط و الحلية:يعتدوا بالقسم،و ما أثبتناه من كتاب شيخ المضيرة،و في الكافي في رواية مشابهة:أن يقدروا أنفسهم.
2- حلية الأبرار للمصنف:233/2،و شيخ المضيرة أبو هريرة عن الآبي:208.
3- سوره 46 - آيه 20
4- الأحقاف:20.
5- مناقب آل أبي طالب:368/1.
6- الغارات:942/2.

قال:نعم أنت أمير المؤمنين،فتجاوزه و سأل آخر فأجاب بمثل ذلك إلي أن سأل واحدا فقال:ما أعرفك،فاشتري منه قميصا فلبسه ثمّ قال:«الحمد للّه الذي كسا عليّ بن أبي طالب عليه السّلام»و إنّما ابتاع عليه السّلام ممّن لا يعرفه خوفا من المحاباة في إرخاص ما ابتاعه (1).

قال عليّ عليه السّلام يوما علي المنبر:«من يشتري سيفي هذا؟و لو أن لي قوت ليلة ما بعته» (2)و غلّة صدقته تشتمل حينئذ علي أربعة آلاف دينار».

الثلاثون: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا أبي رحمه اللّه قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال:حدّثنا إبراهيم ابن هاشم عن إسماعيل بن مرار عن يونس بن عبد الرحمن عن عبد اللّه بن سنان عن أبي حمزة الثمالي عن الأصبغ بن نباتة أنّه قال:كان أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام إذا أتي بالمال أدخله بيت مال المسلمين،ثمّ جمع المستحقين،ثمّ ضرب يده بالمال فنثره يمنة و يسرة و هو يقول:«يا صفرا يا بيضاء لا تغريني،غرّي غيري».

هذا جناي و خياره فيه إذ كل جان يده إلي فيه

ثمّ لا يخرج حتّي يفرق ما في بيت مال المسلمين و يؤتي كل ذي حق حقه،ثمّ يأمر أن يكنس و يرشّ،ثمّ يصلّي فيه ركعتين ثمّ يطلّق الدنيا ثلاثا يقول بعد التسليم:«يا دنيا لا تتعرّضي لي و لا تتشوقي و لا تغريني،فقد طلقتك ثلاثا لا رجعة لي عليك» (3).

ص: 15


1- خصائص الأئمّة:80.
2- خصائص الأئمّة:79.
3- أمالي الصدوق:/357مجلس /47ح 17.

الباب الحادي و الثلاثون و المائة

في خوفه من اللّه و بكائه من خشية اللّه تعالي

و خبر ضرار و خبر أبي الدرداء،و طلاقه الدنيا ثلاثا

من طريق العامّة و فيه عشرة أحاديث الأوّل: ابن شهرآشوب في المناقب من طريق العامّة عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن مجاهد عن ابن عباس فَأَمّا مَنْ طَغي وَ آثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا (1) هو علقمة بن الحارث بن عبد الدار وَ أَمّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ (2) عليّ بن أبي طالب عليه السّلام،خاف و انتهي عن المعصية و نهي عن الهوي نفسه،فإن الجنّة هي المأوي خاصا لعليّ و من كان علي منهاج عليّ هكذا عامّا (3).

الثاني: ابن شهرآشوب من طريق العامّة أيضا عن تفسير أبي أبو يوسف يعقوب بن سفيان عن مجاهد عن ابن عباس إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَ عُيُونٍ (4) من اتقي الذنوب عليّ بن أبي طالب و الحسن و الحسين في ظلال من الشجر،و الخيام من اللؤلؤ طول كل خيمة مسيرة فرسخ في فرسخ،ثمّ ساق الحديث إلي قوله إِنّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (5) المطيعين للّه أهل بيت محمد في الجنّة (6).

الثالث: ابن شهرآشوب من طريقهم عن ابن بطه في الإبانة،و أبو بكر بن عيّاش في الأمالي عن أبي داود السبيعي عن عمران بن حصين قال:كنت عند النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و عليّ إلي جنبه إذ قرأ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله هذه الآية:« أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ وَ يَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ (7) (8)»قال:

«فارتعد عليّ عليه السّلام»فضرب النبيّ صلّي اللّه عليه و آله علي كتفه و قال:«ما لك يا عليّ»؟

قال:«قرأت يا رسول اللّه هذه الآية فخشيت أن ابتلي بها،فأصابني ما رأيت».

فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لا يحبّك إلاّ مؤمن و لا يبغضك إلاّ منافق إلي يوم القيامة» (9).

الرابع: ابن شهرآشوب عن أنس بن مالك قال:لما نزلت الآيات الخمس في طس أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً (10) (11)انتفض عليّ انتفاض العصفور فقال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ما لك يا عليّ»؟

ص: 16


1- سوره 79 - آيه 37
2- سوره 79 - آيه 40
3- مناقب آل أبي طالب:364/1.
4- سوره 77 - آيه 41
5- سوره 37 - آيه 80
6- مناقب آل أبي طالب:364/1.
7- سوره 27 - آيه 62
8- النمل:62.
9- مناقب آل أبي طالب:371/1.
10- سوره 27 - آيه 61
11- النمل:61.

قال:«عجت يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من كفرهم و حلم اللّه عنهم»فمسحه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بيده ثمّ قال:

«أبشر فإنّه لا يبغضك مؤمن و لا يحبك منافق،و لو لا أنت لم يعرف حزب اللّه» (1).

الخامس: صاحب كتاب الصفوة في فضائل العشرة من العامّة قال:أخبرنا أبو بكر بن حبيب الصوفي قال:حدّثنا أبو سعيد بن أبي صادق الحيري قالوا:أنبأنا أبو عبد اللّه بن باكويه الشيرازي قال:حدّثنا عبد اللّه بن فهد قال:حدّثنا فهد بن إبراهيم الساجي قال:حدّثنا محمد بن زكريا بن دينار قال:حدّثنا العباس بن بكار قال:حدّثنا عبد الواحد بن أبي عمرو عن الكلبي عن أبي صالح قال معاوية بن أبي سفيان لضرار بن ضمرة:صف لي عليّا.

قال:أو تعفيني؟

قال:لا أعفيك.

قال:أمّا إذا لا بدّ فإنّه و اللّه كان بعيد المدي،شديد القوي،يقول فصلا و يحكم عدلا،يتفجر العلم من جوانبه و تنطق الحكمة من نواحيه،يستوحش من الدنيا و زهرتها و يأنس بالليل و ظلمته،كان و اللّه غزير الدمعة طويل الفكرة،يقلّب كفيه و يخاطب نفسه،يعجبه من اللباس ما خشن و من الطعام ما جشب،كان و اللّه كأحدنا،يجيبنا إذا سألناه و يبتدئنا إذا أتيناه،و يأتينا،إذا دعوناه،و نحن و اللّه مع تقريبه لنا و قربه منّا لا نكلّمه هيبة و لا نبتدئه لعظمته،فإن تبسّم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم،يعظم أهل الدين و يحب المساكين،لا يطمع القوي في باطله و لا ييأس الضعيف عن عدله،فأشهد باللّه لقد رايته في بعض مواقفه و قد أرخي الليل سدوله و غارت نجومه،و قد مثل في محرابه قابضا علي لحيته يتململ تململ السليم،و يبكي بكاء الحزين و كأني أسمعه و هو يقول:«يا دنيا يا دنيا أبي تعرضت أم لي تشوّقت؟هيهات،هيهات،غرّي غيري،قد أبنتك ثلاثا لا رجعة لي فيك،فعمرك قصير و عيشك حقير و خطرك كبير،آه من قلّة الزاد و بعد السفر و وحشة الطريق».

قال فذرفت دموع معاوية علي لحيته فما يملكها و هو ينشّفها بكمّه و قد اختنق القوم بالبكاء،ثمّ قال معاوية:رحم اللّه أبا الحسن،كان و اللّه كذلك،فكيف حزنك عليه يا ضرار؟

قال:حزن من ذبح ولدها في حجرها فلا ترقي عبرتها و لا يسكن حزنها (2).و هذا الخبر من مشاهير الأخبار في الكتب و الأسفار.

السادس: و في نهج البلاغة خبر ضرار بن ضمرة الضابي عند دخوله علي معاوية و مسألته عن

ص: 17


1- مناقب آل أبي طالب:390/1.
2- صفوة الصفوة:315/1،و رواه المصنف في حلية الأبرار:/213/2ح 6.

أمير المؤمنين قال:فأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه و قد أرخي الليل سدوله و هو قائم في محرابه قابض علي لحيته،يتململ تململ السّليم و يبكي بكاء الحزين و هو يقول:«يا دنيا،يا دنيا إليك عنّي،أبي تعرضت أم إلي تشوقت،لا حان حينك،هيهات،هيهات غرّي غيري،لا حاجة لي فيك قد طلّقتك ثلاثا لا رجعة فيها،فعيشك قصير و خطرك يسير و أملك حقير،آه من قلّة الزاد و طول الطريق و بعد السفر و عظم المورد».

قال ابن أبي الحديد في الشرح و هو من أكابر علماء المعتزلة:السليم الملسوع،و قوله:لا حان حينك:دعاء عليها أي لا حضر وقتك كما تقول:لا كنت فأمّا ضرار بن ضمرة فإن الرياشي روي خبره و نقلته أنا من كتاب عبد اللّه بن إسماعيل في التنزيل علي نهج البلاغة قال:دخل ضرار علي معاوية،و كان ضرار من أصحاب عليّ عليه السّلام فقال له معاوية:يا ضرار صف لي عليّا،قال أو تعفيني؟ قال:لا أعفيك،قال ما أصف منه؟كان و اللّه شديد القوي بعيد المدي،يتفجر العلم من أنحائه و الحكمة من أرجائه،حسن المعاشرة،سهل المباشرة،خشن المأكل،قصير الملبس،غزير العبرة، طويل الفكرة،يقلّب كفّه،و يخاطب نفسه،و كان فينا كأحدنا،يجيبنا إذا سألنا و يبتدئنا إذا سكتنا، و نحن مع تقريبه إلينا أشدّ ما يكون صاحب لصاحبه هيبة،لا نبتدئه بالكلام لعظمته،يحب المساكين و يقرّب أهل الدين،و أشهد لقد رأيته في بعض مواقفه...و تمام الكلام مذكور في الكتاب (1).

السابع: ابن أبي الحديد:و ذكر أبو عمر بن عبد البر في كتاب الاستيعاب هذا الخبر و قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمد بن يوسف قال:حدّثنا يحيي بن مالك بن عائد قال:حدّثنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مقلة البغدادي بمصر،و حدّثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد قال:حدّثنا العكلي عن الحرمازي عن رجل من همدان قال:قال معاوية لضرار الضبابي،يا ضرار صف لي عليّا،و قال:

أعفني يا أمير المؤمنين،قال لتصفنّه.

قال:أمّا إذا لا بدّ من وصفه فقال:كان و اللّه بعيد المدي شديد القوي،يقول فضلا و يحكم عدلا، يتفجر العلم من جوانبه و تنطق الحكمة من نواحيه،يستوحش من الدنيا و زهرتها و يأنس بالليل و وحشته،غزير العبرة طويل الفكرة،يعجبه من اللباس ما قصر و من الطعام ما خشن،و كان فينا كأحدنا،يجيبنا إذا سألناه و ينبئنا إذا استفتيناه،و نحن و اللّه مع تقريبه إيّانا و قربه منّا لا نكاد نكلّمه هيبة له،يعظّم أهل الدين و يقرّب المساكين،لا يطمع القوي في باطله و لا ييأس الضعيف من عدله

ص: 18


1- شرح نهج البلاغة:224/18.

و أشهد لقد رأيته في بعض مواقفه و قد أرخي اللّيل سدوله و غارت نجومه قابضا علي لحيته، يتململ تململ السليم و يبكي بكاء الحزين و يقول:«يا دنيا غرّي غيري،أبي تعرضت أم إليّ تشوقت؟هيهات قد طلقتك ثلاثا لا رجعة لي فيها،و عمرك قصير و خطرك حقير،آه من قلّة الزاد و بعد السفر و وحشة الطريق»فبكي معاوية و قال:رحم اللّه أبا حسن كان و اللّه كذلك،فكيف حزنك عليه يا ضرار؟

قال حزن من ذبح ولدها في حجرها (1).

الثامن: ابن شهراشوب عروة بن الزبير قال تذاكرنا صالح الاعمال فقال أبو الدرداء:أعبد الناس عليّ بن أبي طالب عليه السّلام سمعته قائلا بصوت حزين و نغمة شجية في موضع خال:«إلهي كم من موبقة حملتها عنّي فقابلتها بنعمك،و كم من جريرة تكرّمت عليّ بكشفها بكرمك،إلهي إن طال في عصيانك عمري و عظم في الصحف ذنبي،فما أنا مؤمّل غفرانك و لا أنا براج غير رضوانك» ثمّ ركع ركعات فأخذ في الدعاء و البكاء فمن مناجاته:«إلهي أفكر في عفوك فتهون عليّ خطيئتي، ثمّ أذكر العظيم من أخذك فتعظم عليّ بليتي»ثمّ قال:«آه،إن أنا قرأت في الصحف سيئة أنا ناسيها و أنت محصيها فتقول:خذوه فيا له من مأخوذ لا تنجيه عشيرته و لا تنفعه قبيلته،يرجمهم البلاء إذا أذن فيه بالنداء،آه من نار تنضج الأكباد و الكلي،آه من نار نزّاعة للشوي،آه من غمرة من لهبات لظي»ثمّ انفجر في البكاء فلم اسمع له حسّا فقلت:غلب عليه النوم،أوقظه لصلاة الفجر فأتيته فإذا هو كالخشبة الملقاة،فحرّكته فلم يتحرّك فقلت إنّا للّه و إنّا إليه راجعون مات و اللّه عليّ بن أبي طالب، قال فأتيت منزله مبادرا أنعاه إليهم،فقالت فاطمة:ما كان من شأنه؟

فأخبرتها فقالت:«هي و اللّه الغشية التي تأخذه من خشية اللّه»ثمّ أتوه بماء فنضحوه علي وجهه فأفاق،و نظر إليّ و أنا أبكي فقال:ممّا بكاؤك يا أبا الدّرداء؟

فكيف لو رأيتني و دعي بيّ إلي الحساب،و أيقن أهل الجرائم بالعذاب،و احتوشتني ملائكة غلاظ شداد،و زبانية فظاظ،فوقفت بين يدي الملك الجبّار،قد أسلمتني الاحباء و رحمني أهل الدنيا أشد رحمة لي بين يدي من لا يخفي عليه خافية (2).

التاسع: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة قال:روي زرارة قال:قيل لجعفر بن محمد عليه السّلام:إنّ قوما هاهنا ينتقصون عليّا قال:«بم ينتقصونه لا أبا لهم؟و هل فيه موضع نقيصة،و اللّه ما عرض لعليّ أمران قط كلاهما للّه طاعة إلاّ عمل بأشدّهما و أشقّهما عليه،و لقد كان يعمل العمل كأنّه قائم بين

ص: 19


1- شرح نهج البلاغة:225/18.
2- مناقب آل أبي طالب:389/1.

الجنّة و النار ينظر الي ثواب هؤلاء فيعمل له،و ينظر إلي عقاب هؤلاء فيعمل له،و إن كان ليقوم إلي الصلاة فإذا قال:وجهت وجهي تغيّر لونه حتّي يعرف ذلك في وجهه،و لقد أعتق ألف عبد من كدّ يده كلّهم يعرق فيه جبينه و يحفي فيه كفّه،و لقد بشّر بعين نبعت في ماله مثل عنق الجزور فقال:

بشّر الوارث بشرّ،ثمّ جعلها صدقة علي الفقراء و المساكين و ابن السبيل إلي أن يرث اللّه الأرض و من عليها ليصرف اللّه النار عن وجهه و يصرف وجهه عن النار» (1).

العاشر: ابن أبي الحديد قال:قال عليّ عليه السّلام لأخيه عقيل:«و اللّه لئن أبيت علي حسك السعدان مسهدا،أو أجرّ في الأغلال مصفدا أحبّ إليّ من أن ألقي اللّه و رسوله يوم القيامة ظالما لبعض العباد أو غاصبا لشيء من الحطام،و كيف أظلم أحدا لنفس يسرع إلي البلاء قفولها،و يطيل في الثري حلولها،و اللّه لقد رأيت عقيلا و قد أملق و قد استماحني من برّكم صاعا و رأيت صبيانه شعث الشعور غبر الألوان من فقرهم فكأنّما سوّدت وجوههم بالعظلم،و عاودني مؤكّدا و كرّر عليّ مرددا،فأصغيت إليه سمعي فظن أنّي أبيعه ديني و أتبع قياده مفارقا طريقتي،فأحميت له حديدة ثمّ أدنيتها من جسمه ليعتبر بها فضج ضجيج ذي دنف من ألمها،و كاد أن يحترق من ميسمها،و قلت له:ثكلتك الثواكل،أ تئن من حديدة أحماها إنسانها للعبه،و تجرّني إلي نار سجّرها جبارها لغضبه،أ تئن من الأذي و لا أئن من لظي،و أعجب من ذلك طارق طرقنا بملفوفة في دعائها معجونة شنئتها كأنها عجنت بريق حيّة أو فيئها،فقلت أ صلة أم زكاة أم صدقة فذاك محرّم علينا أهل البيت؟فقال:لا ذا و لا ذا و لكنّها هدية،فقلت:هبلتك الهبول أ عن دين اللّه أتيتني لتخدعني مختبط أم ذو جنة أم تهجر؟فو اللّه لو أعطيت الاقاليم السّبعة بما تحت أفلاكها علي أن أعصي اللّه تعالي في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلته،و إن دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمها ما لعليّ و نعيم يفني و لذّة لا تبقي نعوذ باللّه من سبات العقل و قبح الزلل و به نستعين» (2).

ص: 20


1- شرح نهج البلاغة:110/4.
2- شرح نهج البلاغة:245/11.

الباب الثاني و الثلاثون و المائة

في خوفه عليه السّلام من اللّه و بكائه من خشية اللّه تعالي

و خبر ضرار،و تصور الدنيا له عليه السّلام و طلاقه الدنيا

من طريق الخاصّة و فيه ستة أحاديث الأوّل: في رسالة الأهواز للصادق عليه السّلام،قال أبي:قال عليّ بن الحسين عليه السّلام:سمعت أبا عبد اللّه الحسين يقول:حدّثني أمير المؤمنين عليه السّلام قال:«إنّي كنت بفدك في بعض حيطانها و قد صارت لفاطمة،قال:فإذا أنا بامرأة قد قحمت عليّ و في يدي مسحاة،و أنا أعمل بها،فلمّا نظرت إليها طار قلبي ممّا تداخلني من جمالها،فشبّهتها ببثينة بنت عامر الجمحي،و كانت من أجمل نساء قريش فقالت:يا بن أبي طالب هل لك أن تتزوّج بي فأغنيك عن هذه و أدلّك علي خزائن الأرض، فيكون لك المال ما بقيت و لعقبك من بعدك،فقلت لها:من أنت حتّي أخطبك من أهلك؟قالت أنا الدنيا،قلت لها:فارجعي و اطلبي زوجا غيري،و أقبلت علي مسحاتي و أنشأت أقول:

لقد خاب من غرّته دنيا دنيّة و ما هي إن غرّت قرونا بطائل

أتتنا علي زي العزيز بثينة و زينتها في مثل تلك الشمائل

فقلت لها غري سوائي فإنني عزوف عن الدنيا و لست بجاهل

و ما أنا و الدنيا فإن محمدا أحل صريعا بين تلك الجنادل

وهبها أتتنا بالكنوز و درّها و أموال قارون و ملك القبائل

أ ليس جميعا للفناء مصيرها و تطلب من خزّانها بالطوائل

فغرّي سواي إنني غير راغب بما فيك من ملك و عزّ و نائل

فقد قنعت نفسي بما قد رزقته فشأنك يا دنيا و أهل الغوائل

فإنّي أخاف اللّه يوم لقائه و أخشي عذابا دائما غير زائل

فخرج من الدنيا و ليس في عنقه تبعه لأحد حتّي لقي اللّه محمودا غير ملوم و لا مذموم،ثمّ اقتدت به الأئمّة من بعده بما قد بلغكم،لم يتلطخوا بشيء من بواقيها صلي اللّه عليهم اجمعين

ص: 21

و أحسن مثواهم» (1).

الثاني: ابن شهرآشوب و غيره و اللفظ له:قال معاوية لضرار بن ضمرة:صف لنا عليّا فقال:كان و اللّه صوّاما بالنهار قوّاما بالليل،يحب من اللباس أخشنه و من الطعام أجشبه،و كان يجلس فينا و يبتدي إذا سكتنا،و يجيب إذا سألنا،يقسم بالسويّة و يعدل في الرعيّة،لا يخاف الضعيف من جوره،و لا يطمع القوي في ميله،و اللّه لقد رأيته ليلة من الليالي و قد أسبل الظلام سدوله و غارت نجومه،و هو يتململ في المحراب تململ السليم،و يبكي بكاء الحزين،و لقد رأيته مسيلا للدّموع علي خدّه،قابضا علي لحيته يخاطب دنياه فيقول:«يا دنيا أبي تشوقت و لي تعرضت؟لا حان حينك فقد أبنتك ثلاثا لا رجعة لي فيك،فعيشك قصير و خطرك يسير،آه من قلّة الزاد و بعد السفر و وحشة الطريق» (2).

الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمد بن جرير الطبري قال:حدّثنا الحسن بن محمد قال:حدّثني محمد بن عبد الرحمن المخزومي قال:حدّثنا محمد بن أبي يعقوب عن موسي بن أبي أيوب التميمي عن موسي بن المغيرة عن الضحاك بن مزاحم،قال:ذكر عليّ عليه السّلام عند ابن عباس بعد وفاته فقال:وا أسفاه علي أبي الحسن،مضي و اللّه ما غيّر و لا بدّل و ما قصّر و لا جمع و لا منع،و لا آثر إلاّ للّه،و اللّه لقد كانت الدنيا أهون عليه من شسع نعله،ليث في الوغي،بحر في المجالس،حكيم في الحكماء،هيهات،قد مضي إلي الدرجات العلي (3).

الرابع: ابن بابويه قال:حدّثني أبي رحمه اللّه قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال:حدّثنا إبراهيم بن هاشم عن إسماعيل بن مرار عن يونس بن عبد الرحمن عن عبد اللّه بن سنان عن أبي حمزة الثمالي عن الأصبغ بن نباتة أنّه قال:كان أمير المؤمنين عليه السّلام عليّ بن أبي طالب إذا أتي بالمال أدخله بيت مال المسلمين،ثمّ جمع المستحقين،ثمّ ضرب يده في المال فنثره يمنة و يسرة و هو يقول:«يا صفراء يا بيضاء لا تغرّيني،غرّي غيري،هذا جناي و خياره فيه إذ كان جان يده إلي فيه»ثمّ لا يخرج حتّي يفرّق ما في بيت مال المسلمين و يؤتي كلّ ذي حق حقّه،ثمّ يأمر أن يكنس و يرشّ،ثمّ يصلّي فيه ركعتين،ثمّ يطلق الدنيا ثلاثا يقول بعد التسليم:«يا دنيا لا تتعرضي و لا تتشوقي و لا تغريني،فقد

ص: 22


1- بحار الأنوار:84/70.
2- مناقب آل أبي طالب:371/1،و روضة الواعظين،و أمالي الصدوق:724.
3- أمالي الصدوق:/492مجلس /63ح 12.

طلقتك ثلاثا لا رجعة لي عليك» (1).

الخامس: روي معلوما أن أبا بكر توفي و عليه لبيت مال المسلمين نيف و أربعون ألف درهم و عمر مات و عليه نيف و ثمانون ألف درهم،و عثمان مات و عليه ما لا يحصي كثرة،و عليّ مات و ما ترك إلاّ سبعمائة درهم فضلا عن عطائه،أعدّها لخادم (2).

السادس: ابن بابويه قال:حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسي الدقاق رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمد بن الحسن الطاري قال:حدّثنا محمد بن الحسين الخشاب قال:حدّثنا محمد بن محسن عن المفضّل ابن عمر عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن آبائه قال:قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام:«و اللّه ما دنياكم عندي إلاّ كسفر (3)علي منهل (4)حلّوا إذا صاح بهم سائقهم فارتحلوا و لا لذاذتها في عيني إلاّ كحميم أشربه غسّاقا و علقم (5)زعاقا (6)،و سم أفعاة أسقاه دهاقا،و قلادة من نار أوهقها خناقا،و لقد رقعت مدرعتي هذه حتّي استحييت من راقعها،و قال لي:اقذف بها قذف الأتن لا يرضيها لي راقعها،فقلت له:أعزب عنّي فعند الصباح يحمد القوم السري،و تنجلي عنّا علالات الكري،و لو شئت لتسربلت بالعبقري المنقوش من ديباجكم، و لأكلت لباب هذا البرّ بصدور دجاجكم،و لشربت الماء الزلال بريق زجاجكم،و لكنّي أصدق اللّه جلت عظمته حيث يقول مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَ زِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها وَ هُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ أُولئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلاَّ النّارُ (7) .

فكيف أستطيع الصبر علي نار لو قذفت بشررها إلي الأرض لأحرقت نبتها،و لو اعتصمت نفس بقلّة لأنضجها وهج النار في قلّتها و إنّما خير لعليّ أن يكون عند ذي العرش مقرّبا أو يكون في لظي خسيئا مبعدا مسخوطا عليه بجرمه مكذبا،و اللّه لئن أبيت علي حسك السعدان مرقدا و تحتي أطمار علي سفاها ممدّدا،أو أجرّ في أغلالي مصفّدا أحبّ إليّ من أن ألقي في القيامة محمّدا خائبا في ذي يتمة أظلمه بفلسه متعمّدا،و لم أظلم اليتيم و غير اليتيم لنفس تسرع إلي البلاء قفولها،و يمتد في أطباق الثري حلولها،و إن عاشت رويدا فبذي العرش نزولها.

معاشر شيعتي احذروا فقد عضّتكم الدنيا بأنيابها،تخطف منكم نفسا بعد نفس كذئابها،

ص: 23


1- أمالي الصدوق:/357مجلس /47ح 17.
2- ذكره ابن شهرآشوب في المناقب:363/1،و حلية الأبرار للمصنف:202/2.
3- السفر:المسافرون.
4- المنهل:المورد و المشرب.
5- العلقم:الحنظل.
6- زعاق كغراب:المرّ الغليظ لا يطاق شربه.
7- سوره 11 - آيه 15

و هذه مطايا الرحيل قد أنيخت لركابها،ألا إن الحديث ذو شجون،فلا يقولنّ قائلكم:إن كلام عليّ متناقض لأن الكلام عارض،و لقد بلغني أنّ رجلا من قطان المدائن تبع بعد الحنيفيّة علوجه، و لبس من ناله دهقانه منسوجة،و تضمخ بمسك هذه النوافج في صباحه،و تبخّر بعود الهند رواحه،و حوله ريحان حديقة يشم تفّاحه و قد مد له مفروشات الروم علي سرره،تعسا له بعد ما ناهز السبعين من عمره،و حوله شيخ يدبّ علي أرضه من هرمه،و ذو يتمة تضوّر من ضرّه و من قرمه،فما واساهم بفاضلات من علقمة،لئن أمكنني اللّه منه لأخضمنّه خضم البر و لأقيمن عليه حدّ المرتد،و لأضربنه الثمانين بعد حدّ،و لأسدنّ من جهله كلّ مسد،تعسا له،أ فلا شعر أ فلا صوف أ فلا وبر أ فلا رغيف قفار الليل إفطار مقدّم،أ فلا عبرة علي خد في ظلمة ليالي تنحدر،و لو كان مؤمنا لاتّسقت له الحجّة إذا ضيّع ما لا يملك،و اللّه لقد رأيت عقيلا أخي و قد أملق حتّي استماحني من برّكم صاعة،و عاودني في عشر وسق من شعيركم يطعمه جياعه،و كاد يلوي ثالث أيامه خامصا ما استطاعه و رأيت أطفاله شعث الألوان من ضرّهم كأنّما اشمأزّت وجوههم من قرّهم،فلمّا عاودني في قوله و كرره أصغيت إليه سمعي،فظنني أوتغ ديني فاتبع ما سرّه، أحميت له حديدة ينزجر إذ لا يستطيع منها دنوّا و لا يصطبر،ثمّ أدنيتها من جسده فضجّ من ألمه ضجيج ذي دنف يئنّ من سقمه،و كاد يسبّني سفها من كظمه،و حرقة في لظي أضني له من عدمه، فقلت له:ثكلتك الثواكل يا عقيل،أ تئن من حديدة حماها إنسانها لمدعبه،و تجرّني إلي نار سجّرها جبارها من غضبة؟أ تئنّ من الأذي و لا أئنّ من لظي،و اللّه لو سقطت المكافاة عن الامم، و تركت في مضاجعها باليات في الرمم لاستحييت من مقت رقيب يكشف فاضحات الأستار من الأوزار تنسخ،فصبرا علي دنيا تمر بلأوائها كليلة بأحلامها تنسلخ كم بين نفس في خيامها ناعمة،و بين أثيم في الجحيم يصطرخ.

و لا تعجب من هذا و اعجب بلا صنع منّا من طارق طرقنا بملفوفات زملها في وعائها، و معجونة بسطها في إنائها فقلت له:أ صدقة أم نذر أم زكاة؟و كلّ ذلك يحرّم علينا أهل بيت النبوّة و عوّضنا اللّه منه خمس ذي القربي في الكتاب و السنّة،فقال لي:لا ذاك و لا ذاك و لكنّه هديّة،فقلت له:ثكلتك الثواكل أ فعن دين اللّه تخدعني بمعجونة عرّقتموها بقندكم،و خبيصة صفراء أتيتموني بها بعصير تمركم؟أ مختبط أم ذو جنه أم تهجر؟أ ليست النفوس عن مثقال حبّة من خردل مسئولة؟فما ذا أقول في معجونة؟أتزقمها معمولة.

و اللّه لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها،و أسترقّ لي قطانها مذعنة بأملاكها علي أن

ص: 24

أعصي اللّه في نملة أسلبها شعيرة فألوكها ما قبلت و لا أردت،و لدنياكم أهون عندي من ورقة في جرادة تقضمها،و أقذر عندي من عراقة خنزير يقذف بها أجذمها،و أمرّ علي فؤادي من حنظلة يلوكها ذو سقم فيبشمها،فكيف أقبل ملفوفات عكمتها في طيها،و معجونة كانها عجنت بريق حيّة قيّأها؟اللّهمّ إنّي نفرت عنها نفار المهرة من كيّها أريه السّها و يريني القمر،أمتنع من وبرة من قلوصها ساقطة،و أبتلع إبلا في مبركها رابطة،أ دبيب العقارب من وكرها التقطت أم قواتل الرمش في مبيتي أرتبط؟فدعوني اكتفي من دنياكم بملحي و أقراصي،فبتقوي اللّه أرجو خلاصي،ما لعليّ و نعيم يفني و لذة تنحتها المعاصي سألقي و شيعتي ربّنا بعيون ساهرة و بطون خمصة يمحص اللّه الذين آمنوا و يمحق الكافرين و نعوذ باللّه عن سيئات الأعمال» (1).

ص: 25


1- أمالي الصدوق:/718ح 7.

الباب الثالث و الثلاثون و المائة

في أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام ينادي يوم القيامة

من طريق العامة و فيه حديثان الأوّل: أبو المؤيد موفّق بن أحمد في كتاب الفضائل قال:ذكر الإمام محمد بن أحمد بن شاذان أخبرنا أبو محمد عبد اللّه بن الحسين الصالح عن محمد بن عليّ الأعرج عن محمد بن الحسين بن عبد الوهاب عن عليّ بن الحسين عن الربيع بن يزيد الرقاشي عن أنس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إذا كان يوم القيامة ينادي عليّ بن أبي طالب بسبعة أسماء:يا صدّيق:يا دال يا عابد يا هادي يا مهدي يا فتي يا عليّ،مرّ أنت و شيعتك إلي الجنّة بغير حساب» (1).

الثاني: إبراهيم بن محمد الحمويني قال:أخبرني الشيخ أبو عبد اللّه،أخبرني الشيخ أبو اليمن عبد الصمد بن عبد الوهاب بن عساكر،أنبأنا القاضي عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري،أنبأنا عبد الجبار بن محمد الحواري البيهقي،أنبأنا الإمام أبو الحسن عليّ بن أحمد الواحدي قال:أنبأنا أبو منصور البغدادي،أنبأنا إبراهيم بن أحمد بن رجاء،أنبأنا أبو جعفر محمد بن الحسن بن حفص الخثعمي،أنبأنا إسماعيل بن موسي،أنبأ عليّ بن يزيد الدهان عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن أنس بن مالك قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إذا كان يوم القيامة نصب لي منبر فيقال لي:ارق فأكون أعلاه،ثمّ ينادي مناد:أين عليّ،فيكون دوني بمرقاة،فيعلم جميع الخلائق أنّ محمدا سيّد المرسلين و أنّ عليّا سيّد الوصيين».قال أنس:فقام إليه رجل منّا-يعني من الأنصار -فقال:يا رسول اللّه فمن يبغض عليّا بعد هذا؟

فقال:«يا أخا الأنصار،لا يبغضه من قريش إلاّ سفحيّ،و لا من الأنصار إلاّ اليهود،و لا من العرب إلاّ دعيّ و لا من سائر الناس إلاّ شقي» (2).

ص: 26


1- المناقب:/319ح 323.
2- فرائد السمطين:/134/1ب /22ح 97.

الباب الرابع و الثلاثون و المائة

في أنّ عليّا ينادي يوم القيامة

من طريق الخاصّة و فيه حديث واحد الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن محمد بن النعمان قال:أخبرنا أبو جعفر محمد بن عليّ بن الحسين بن بابويه رحمه اللّه قال:حدّثني أبي قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه عن أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيي عن أبان بن عثمان عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد عليه السّلام قال:«إذا كان يوم القيامة نادي مناد من بطنان العرش:أين خليفة اللّه في أرضه؟فيقوم إليه داود النبيّ عليه السّلام،فيأتي النداء من عند اللّه عزّ و جلّ:لست إيّاك أردنا و إن كنت للّه تعالي خليفة،ثمّ ينادي ثانية:اين خليفة اللّه في أرضه؟فيقوم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فيأتي النداء من قبل اللّه عزّ و جلّ:يا معشر الخلائق هذا عليّ بن أبي طالب خليفة اللّه في أرضه و حجّته علي عباده،فمن تعلّق بحبله في دار الدنيا فليتعلّق بحبله في هذا اليوم ليستضيء بنوره و ليتّبعه إلي الدرجات العلي من الجنّات،فيقوم الناس الذين تعلّقوا بحبله في الدنيا فيتّبعونه إلي الجنّة،ثمّ يأتي النداء من عند اللّه جلّ جلاله:ألاّ من تعلّق بإمام في دار الدنيا فليتّبعه إلي حيث يذهب به إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَ رَأَوُا الْعَذابَ وَ تَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ وَ قالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَما تَبَرَّؤُا مِنّا كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ وَ ما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النّارِ (1) » (2).

و روي هذا الحديث الشيخ المفيد في أماليه بالسند و المتن (3).

ص: 27


1- سوره 2 - آيه 166
2- أمالي الطوسي:/63مجلس /3ح 1.
3- أمالي المفيد:/285ح 3.

الباب الخامس و الثلاثون و المائة

في أنّ الركبان الاربعة يوم القيامة منهم أمير المؤمنين عليه السّلام

من طريق العامّة و فيه ثلاثة أحاديث الأوّل: موفّق بن أحمد من اعيان العامّة قال:أخبرني الثقة الشيخ العدل الحافظ أبو بكر بن محمد بن عبد اللّه بن نصر بن الزاغوني،حدّثنا أبو الحسين محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الباقرجي،حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن الحسن بن العلي بن بندر،حدّثنا أبو بكر أحمد بن بكر بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان،حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر الطائي، حدّثنا أبي أحمد بن عامر بن سليمان،حدّثنا أبو الحسن بن عليّ بن موسي الرضا عليه السّلام،حدّثني أبي موسي بن جعفر،حدّثني أبي جعفر بن محمد،حدّثني أبي محمد بن عليّ،حدّثني أبي عليّ بن الحسين،حدّثني أبي الحسين بن عليّ،حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

«يا عليّ إنّه ليس في القيامة راكب غيرنا و نحن أربعة،فقام إليه رجل من الأنصار فقال:فداك أبي و امّي أنت و مَن؟

قال:أنا علي دابة اللّه البراق،و أخي صالح علي ناقة اللّه التي عقرت،و عمّي حمزة علي ناقتي العضباء،و أخي عليّ علي ناقة من نوق الجنّة و بيده لواء الحمد ينادي:لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه فيقول الآدميّون:ما هذا إلاّ ملك مقرّب أو نبيّ مرسل أو حامل عرش،فيجيبهم رجل من بطنان العرش:يا معشر الآدميين ليس هذا ملكا مقرّبا و لا نبيّا مرسلا و لا حامل عرش،هذا عليّ بن أبي طالب عليه السّلام» (1).

الثاني: إبراهيم بن محمد الحمويني من أكابر علماء العامّة في كتاب فرائد السمطين أخبرنا الشيخ المسند شرف الدين أبو الفضل أحمد بن عبد اللّه بن عساكر الدمشقي سماعا عليه قيل له:

أخبرك الشيخة أم المؤيد زينب بنت أبي القاسم عبد الرحمن بن الحسن الأشعري الشعريّة الجرجانيّة إجازة.

قال:نعم.

ص: 28


1- المناقب:293 ح 286.

قالت:أنبأنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي إجازة،أنبأنا أبو عليّ الحسن بن أحمد السكاكي، أنبأنا الاستاذ أبو القاسم الحسن بن محمد بن شعيب قال:أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن محمد ابن حافد العباس بن حمزة سنة سبع و ثلاثين و ثلاثمائة،أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن (1)بن أحمد ابن عامر الطائي بالبصرة،حدّثني أبي في سنة ستين و مائتين قال:نبّأ عليّ بن موسي الرضا عليهما التحية و الثناء سنة أربع و تسعين و مائة،حدّثني أبي موسي بن جعفر عليه السّلام قال:حدّثني أبي جعفر بن محمد بن عليّ،حدّثني أبي محمد بن عليّ،حدّثني أبي علي بن الحسين،حدّثني أبي الحسين بن عليّ عليه السّلام،حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ليس في القيامة راكب غيرنا و نحن أربعة،فقام إليه رجل من الأنصار فقال:فداك أبي و أمّي و من هم؟

قال صلّي اللّه عليه و آله:أنا علي دابّة اللّه البراق،و أخي صالح علي ناقة اللّه عزّ و جلّ التي عقرت،و عمّي حمزة علي ناقتي العضباء،و أخي عليّ علي ناقة من نوق الجنّة بيده لواء الحمد ينادي:لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فيقول الآدميّون:ما هذا إلاّ ملك مقرّب أو نبيّ مرسل أو حامل عرش، فيجيبهم ملك من تحت بطنان العرش يا معشر الآدميين ليس هذا بملك مقرّب و لا نبي مرسل و لا حامل عرش،هذا عليّ بن أبي طالب عليه السّلام» (2).

الثالث: الحمويني هذا قال:حدّثنا الشيخ الإمام البارع إمام الدين أبو الخير عبد اللّه أبي الفتوح داود المعمر القرشي (3)إجازة في شهر رجب سنة خمس و ستين و ستمائة قال:أنبأنا والدي موفّق الدين أبي الفتوح و عمي مخلص الدين أبو عبد اللّه محمد بن أبي معمر قالا:أخبرتنا فاطمة بنت عبد اللّه بن أحمد الجوزدانية،أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن إبراهيم ريذة الأصبهاني،أنبأنا الإمام أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الطبراني قال:نبّأ هاشم بن يونس القصار المصري،نبّأ صالح بن عبد اللّه بن صالح،حدّثني يحيي بن أيوب عن بن جريح عن محمد ابن كعب عن أبي هريرة قال:قال رسول اللّه عليه السّلام:«يحشر الأنبياء يوم القيامة علي الدواب ليوافوا من قبورهم المحشر،و يبعث صالح عليه السّلام علي ناقته،و يبعث ابناي الحسن و الحسين علي ناقتي العضباء،و ابعث علي البراق،خطوها عند أقصي طرفها و يبعث بلال علي ناقة من نوق الجنّة فينادي بالأذان محضا و بالشهادتين حقا حقا،حتّي إذا قال:أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه،شهد له المؤمنون من الأوّلين و الآخرين،فقبلت ممّن قبلت و ردّت علي من ردّت» (4).

ص: 29


1- في المصدر:عبد اللّه.
2- فرائد السمطين:/87/1ب /16ح 66-67.
3- في المصدر:داود بن معمر.
4- فرائد السمطين:/101/1ب /22ح 411.

الباب السادس و الثلاثون و المائة

في ان الركبان يوم القيامة أربعة منهم عليّ عليه السّلام

من طريق الخاصّة و فيه خمسة أحاديث الأوّل: الشيخ في أماليه قال:حدّثنا محمد بن محمد يعني المفيد قال:أخبرني أبو عليّ الحسن ابن عليّ بن الفضل الداودي قال:حدّثنا أبو الحسن عليّ بن أحمد بن بشر العسكري قال:حدّثنا أبو إسحاق محمد بن هارون بن عيسي الهاشمي قال:حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن مهدي الأبلي قال:

حدّثنا إسحاق بن سليمان الهاشمي قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا هارون الرشيد قال:حدّثني أبي المهدي قال:حدّثنا أمير المؤمنين المنصور أبو جعفر عبد اللّه بن محمد بن عليّ قال:حدّثني أبي محمد بن عليّ قال:حدثني أبي علي بن عبد اللّه بن عباس عن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«يا أيّها الناس،نحن في القيامة ركبان أربعة ليس غيرنا»فقال له قائل:بأبي أنت و أمّي يا رسول اللّه من الركبان؟

قال:«أنا علي البراق،و أخي صالح علي ناقة اللّه التي عقرها قومه،و ابتني فاطمة علي ناقتي العضباء،و عليّ بن أبي طالب علي ناقة من نوق الجنّة،خطمها من اللؤلؤ الرطب،و عيناها من ياقوتتين حمراويين،و بطنها من زبرجد أخضر،عليها قبّة من لؤلؤة بيضاء يري ظاهرها من باطنها،و باطنها من ظاهرها،و ظاهرها من رحمة اللّه،و باطنها من عفو اللّه،إذا اقبلت زفّت،و إذا ادبرت زفّت،و هو أمامي،علي رأسه تاج من نور يضيء لأهل الجمع،ذلك التاج له سبعون ركنا كلّ ركن يضيء كالكوكب الدرّي في أفق السماء و بيده لواء الحمد و هو ينادي في القيامة:لا إله إلاّ اللّه،محمّد رسول اللّه فلا يمرّ بملإ من الملائكة إلاّ قالوا:نبيّ مرسل و لا يمرّ بنبيّ إلاّ يقول ملك مقرّب،فينادي مناد من بطنان العرش،يا أيّها الناس ليس هذا ملك مقرّب و لا نبيّ مرسل و لا حامل عرش،هذا عليّ بن أبي طالب عليه السّلام،و يجيء شيعته من بعده فينادي مناد لشيعته:من أنتم؟ فيقولون:نحن العلويّون فيأتيهم النداء،أيّها العلويّون،أنتم آمنون ادخلوا الجنّة مع من كنتم توالون» (1).

ص: 30


1- أمالي الطوسي:/35مجلس /2ح 4.

الثاني: ابن بابويه في أماليه قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيي العطار رحمه اللّه قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال:حدّثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن عبد اللّه بن عبد الرحمن الأصم عن عبد اللّه البطل عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ذات يوم و هو آخذ بيد عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و هو يقول:«يا معشر الأنصار،يا معشر بني هاشم،يا معشر بني عبد المطلب،أنا محمد رسول اللّه ألاّ إنّي خلقت من طينة مرحومة في أربعة من أهل بيتي أنا و عليّ و حمزة و جعفر».

فقال قائل:يا رسول اللّه هؤلاء معك ركبان يوم القيامة؟

فقال:«ثكلتك أمّك إنّه لن يركب يومئذ إلاّ أربعة أنا و عليّ و فاطمة و صالح نبيّ اللّه،فأمّا أنا فعلي البراق،و أمّا فاطمة فعلي ناقتي العضباء،و أمّا صالح فعلي ناقة اللّه التي عقرت،و أمّا عليّ فعلي ناقة من نوق الجنّة،زمامها من ياقوت،عليه حلّتان خضراوان،فيقف بين الجنّة و النار و قد ألجم الناس العرق يومئذ،فتهب ريح من قبل العرش فتنشّف عنهم عرقهم،فيقول الملائكة المقرّبون و الأنبياء و الصدّيقون،ما هذا إلاّ ملك مقرّب أو نبيّ مرسل،فينادي مناد من قبل العرش، معشر الخلائق إنّ هذا ليس بملك مقرّب و لا نبيّ مرسل و لكنّه عليّ بن أبي طالب عليه السّلام أخو رسول اللّه في الدنيا و الآخرة» (1).

الثالث: ابن بابويه في كتاب النصوص علي الأئمّة الاثني عشر قال:حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن سعيد الخدري قال:حدّثني أبو الحسين محمد بن أبي عبد اللّه الكاتب قال:حدّثني محمد بن إسماعيل البرمكي قال:حدّثني مندل بن عليّ عن أبي نعيم عن محمد بن زيد بن أرقم قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول لعليّ:«أنت الإمام،و الحسن و الحسين إمامان سيّدا شباب أهل الجنّة،و تسعة من صلب الحسين عليه السّلام أئمّة أبرار معصومون،و منهم قائمنا أهل البيت،ثمّ قال:

يا عليّ ليس في القيامة راكب غيرنا و نحن أربعة».

فقام إليه رجل من الأنصار فقال:فداك أبي و أمّي يا رسول اللّه و من هم؟

قال:«أنا علي دابة البراق،و أخي صالح علي ناقة اللّه التي عقرت،و عمّي حمزة علي ناقتي العضباء،و أخي عليّ علي ناقة من نوق الجنّة و بيده لواء الحمد ينادي:لا إله إلاّ اللّه،محمد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فيقول الآدميّون:ما هذا إلاّ ملك مقرّب أو نبي مرسل أو حامل عرش،فيجيبهم ملك من بطنان العرش:ليس هذا ملكا مقرّبا و لا نبيّا مرسلا و لا حامل عرش،هذا الصدّيق(الأكبر)عليّ بن

ص: 31


1- أمالي الصدوق:/275مجلس /37ح 7.

أبي طالب» (1).

الرابع: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد اللّه بن محمد ابن مهدي ستة عشر و أربعمائة في منزله ببغداد في درب الزعفراني قال:أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن عقدة الحافظ قال:حدّثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال:

حدّثنا خزيمة بن هامان المروزي قال:حدّثنا عيسي بن يونس عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يأتي علي الناس يوم القيامة وقت ما فيه راكب إلاّ نحن أربعة» فقال له العباس بن عبد المطلب عمّه:فداك أبي و أمّي من هؤلاء الأربعة؟

قال صلّي اللّه عليه و آله:«أنا علي البراق،و أخي صالح علي ناقة اللّه التي عقرها قومه،و عمّي حمزة أسد اللّه و أسد رسوله علي ناقتي العضباء،و أخي عليّ بن أبي طالب علي ناقة من نوق الجنّة،مديحة الجنبين،عليه حلّتان خضراوان من كسوة الرحمن،علي رأسه تاج من نور،لذلك التاج سبعون ركنا،علي كلّ ركن ياقوتة حمراء تضيء للراكب مسير ثلاثة أيام و بيده لواء الحمد ينادي:لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه،فيقول الخلائق:من هذا ملك مقرّب أو نبي مرسل أو حامل عرش؟ فينادي مناد من بطن العرش:ليس بملك مقرّب و لا نبي مرسل و لا حامل عرش،هذا عليّ بن أبي طالب وصي رسول ربّ العالمين و أمير المؤمنين و قائد الغرّ المحجّلين في جنات النعيم» (2).

الخامس: ابن بابويه في كتاب الخصال قال:حدّثنا أبو بكر محمد بن عليّ بن إسماعيل قال:

حدّثنا أبو محمد عبد اللّه بن زيدان البلخي فيما قرأه عليه أبو العباس بن عقدة قال:حدّثني عليّ بن المثني قال:حدّثني زيد بن حباب قال:حدّثني عبد اللّه بن لهيعة قال:حدّثني جعفر بن ربيعة عن عكرمة عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ما في القيامة راكب غيرنا و نحن أربعة»فقام إليه العباس بن عبد المطلب فقال:من هم يا رسول اللّه؟

فقال:«أمّا أنا فعلي البراق،و وجهها كوجه الإنسان،و خدّها كخد الفرس،و عرفها من لؤلؤ مسموط،و أذناها زبرجدتان خضراوان،و عيناها مثل الكوكب الزهرة يتوقدان مثل النجمين المضيئين،لها شعاع مثل شعاع الشمس،ينحدر من نحرها الجمان،مطويّة الحلق،طويلة اليدين و الرجلين،لها نفس كنفس الآدميين،تسمع الكلام و تفهمه،و هي فوق الحمار و دون البغل».

قال العباس:و من يا رسول اللّه؟

ص: 32


1- عيون الأخبار:/53/1ح 189،و كفاية الأثر:100 ما روي عن زيد بن أرقم.
2- أمالي الطوسي:/258مجلس /10ح 4.

قال صلّي اللّه عليه و آله:«و أخي صالح علي ناقة اللّه عزّ و جلّ التي عقرها قومه.

قال العباس:و من يا رسول اللّه؟

قال صلّي اللّه عليه و آله:«و عمّي حمزة بن عبد المطلب أسد اللّه و أسد رسوله سيّد الشهداء علي ناقتي العضباء».

قال العباس و من يا رسول اللّه؟

قال صلّي اللّه عليه و آله:«و أخي عليّ علي ناقة من نوق الجنّة زمامها من لؤلؤ رطب،عليها محمل من ياقوت أحمر قضبانه من الدرّ الأبيض،علي رأسه تاج من نور عليه حلّتان خضراوان و بيده لواء الحمد و هو ينادي:أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له،و أن محمدا عبده و رسوله،فيقول الخلائق:

ما هذا إلاّ نبي مرسل أو ملك مقرّب،فينادي مناد من بطنان العرش:ليس هذا بملك مقرّب و لا نبيّ مرسل و لا حامل عرش،هذا عليّ بن أبي طالب وصيّ رسول ربّ العالمين و إمام المتّقين و قائد الغرّ المحجّلين».

قال ابن بابويه عقيب هذا الحديث:هذا حديث غريب لما فيه من ذكر البراق و وصفه و ذكر حمزة بن عبد المطلب (1).

ص: 33


1- الخصال:/203ح 19.

الباب السابع و الثلاثون و المائة

في أن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام يوم القيامة

حامل لواء الحمد و وليّ الحوض و ساقيه

من طريق العامّة و فيه أحد عشر حديثا الأوّل: موفّق بن أحمد من عظماء علماء العامّة قال:أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد الحافظ أبو الحسن عليّ بن أحمد العاصمي،أخبرنا القاضي الإمام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ عن أحمد بن الحسين البيهقي،أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد،أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار،حدّثنا محمد بن إسحاق الصنعاني،حدّثنا إسماعيل بن أبان،أخبرنا ناصح أبو عبد اللّه المحملي عن سماك بن حرب عن جابر عن سمرة قال:قيل:يا رسول اللّه من يحمل رايتك يوم القيامة؟

قال:«من عسي أن يحملها إلاّ من حملها في الدنيا،و هو عليّ بن أبي طالب» (1).

الثاني: الموفق بن أحمد بإسناده هذا عن أحمد بن الحسين،أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ،أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي،حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال:حدّثني أبي،حدّثنا سنان بن حاتم،حدّثنا جعفر بن سليمان،حدّثنا ملك بن دينار قال:سألت سعيد بن جبير فقلت:يا أبا عبد اللّه،من كان حامل راية رسول اللّه؟

قال:نظر إليّ و قال:كأنّك رخيّ البال،قال:فغضبت و شكوته إلي إخوانه عن القرّاء،قالوا لي لأنّك سألته،فهو خائف من الحجّاج و قد لاذ بالبيت،فسله الآن فسألته فقال:كان حاملها عليّ، هكذا سمعته من ابن عباس (2).

الثالث: موفّق بن أحمد بإسناده هذا عن أحمد بن الحسين هذا،أخبرنا أبو عبد اللّه الصفار، حدّثنا أبو يحيي عبد الرحمن بن محمد بن مسلم الداري بأصفهان،حدّثنا يحيي بن ضريس، حدّثنا عيسي بن عبد اللّه بن عبيد اللّه بن عمر بن عليّ بن أبي طالب،حدّثني أبي عن أبيه عن جده عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام عن النبيّ قال:«أنا أوّل من تنشق الأرض عنه يوم القيامة،و أنت معي،

ص: 34


1- المناقب:/358ح 369.
2- المناقب:/358ح 370.

و معنا لواء الحمد و هو بيدك،تسير به أمامي و تسبق به الأوّلين و الآخرين» (1).

الرابع: موفّق بن أحمد،قال مهذب الأئمّة أبو المظفر عبد الملك بن عليّ بن محمد الهمداني نزيل بغداد،أخبرنا أبو القاسم أحمد بن عمر المقرئ،أخبرنا عاصم بن الحسين ابن محمد، أخبرنا عبد الواحد بن محمد بن عبد اللّه،أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد،حدّثنا محمد بن أحمد ابن الحسين،حدّثنا خزيمة بن ماهان المروزي،حدّثنا عيسي بن يونس عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يأتي علي الناس يوم القيامة وقت ما فيه راكب إلاّ نحن أربعة»فقال له العباس بن عبد المطلب عمّه:فداك أبي و أمّي من هؤلاء الأربعة؟

قال:«أنا علي البراق،و أخي صالح علي ناقة اللّه التي عقرها قومه،و عمّي حمزة أسد اللّه علي ناقة العضباء،و أخي عليّ بن أبي طالب علي ناقة من نوق الجنّة مديحة الجنبين،عليه حلّتان خضراوان من كسوة الرحمن،علي رأسه تاج من نور،لذلك التاج سبعون ألف ركن،علي كلّ ركن ياقوتة حمراء تضيء للراكب مسيرة ثلاثة أيام،و بيده لواء الحمد و هو ينادي:لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه،فتقول الخلائق:من هذا؟

أ هو ملك مقرّب أم نبيّ مرسل أم حامل عرش؟فينادي مناد من بطنان العرش،ليس هذا بملك مقرّب و لا نبيّ مرسل و لا حامل عرش،هذا عليّ بن أبي طالب،وصيّ رسول اللّه و أمير المؤمنين و قائد الغرّ المحجّلين في جنّات النعيم» (2).

الخامس: موفّق بن أحمد قال:أنبأني مهذب الأئمّة أبو المظفر عبد الملك بن عليّ بن محمد الهمداني نزيل بغداد إجازة،أخبرنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف إذنا،أخبرنا إبراهيم عمر البرمكي،أخبرنا أحمد بن جعفر بن مالك،حدّثنا الحسن بن عليّ البصري،حدّثنا أبو عبد اللّه الحسن بن راشد الطفاوي و الصباح بن عبد اللّه أبو بشر جار بدل بن المحبّر قالا:حدّثنا قيس بن الربيع،حدّثنا سعد بن الخفاف عن عطية بن محدوج ابن زيد الالهاني أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله آخي بين المسلمين ثمّ قال:«يا عليّ أنت أخي،و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبيّ بعدي، أ ما علمت يا عليّ أنا أوّل من يدعي به يوم القيامة،يدعي بي فأقوم عن يمين العرش في ظلّه فأكسي حلّة خضراء من حلل الجنّة،ثمّ يدعي بالنبيّين بعضهم علي أثر بعض،فيقومون سماطين عن يمين العرش و يكسون حللا خضراء من حلل الجنّة،ألا و إنّي أخبرك يا عليّ أنّ أمّتي أوّل الأمم يحاسبون يوم القيامة،ثمّ أنت أوّل من يدعي لقرابتك منّي و منزلتك عندي،و يرفع إليك

ص: 35


1- المناقب:/359ح 371.
2- المناقب:/359ح 372.

لوائي و هو لواء الحمد فتسير به بين السماطين،آدم و جميع خلق اللّه يستظلّون بظل لوائي يوم القيامة و طوله مسيرة ألف سنة،سنانه ياقوتة حمراء،قصبته فضّة بيضا،زجّه درّة خضراء،له ثلاث ذوائب من نور:ذؤابة في المشرق و ذؤابة في المغرب و الثالثة وسط السماء الدنيا مكتوب عليه ثلاثة أسطر،الأوّل بسم اللّه الرحمن الرحيم،و الثاني الحمد للّه رب العالمين،و الثالث لا إله إلاّ اللّه،محمّد رسول اللّه،طول كلّ سطر ألف سنة،و عرضه مسيرة ألف سنة،و تسير بلوائي و الحسن عن يمينك و الحسين عن شمالك حتّي تقف بيني و بين إبراهيم في ظل العرش،ثمّ تكسي حلّة خضراء من الجنّة ثمّ ينادي مناد من تحت العرش،نعم الأب أبوك إبراهيم،و نعم الأخ أخوك عليّ،أبشر يا عليّ فإنّك تكسي إذا كسيت،و تدعي إذا دعيت،و تحبي إذا حبيت» (1).

السّادس: موفّق بن أحمد قال:أخبرني الشيخ الثقة العدل الحافظ أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن نصر بن الزاغوني،حدّثنا أبو الحسين محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الباقرجي،حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن الحسن بن العليّ بن بندار،حدّثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان،حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن إبراهيم بن أحمد بن عامر الطائي،حدّثنا أبي أحمد ابن عامر بن سليمان،حدّثنا أبو الحسن عليّ بن موسي الرضا،حدّثنا أبي موسي بن جعفر،حدّثني أبي جعفر بن محمد،حدّثني أبي محمد بن عليّ،حدّثني أبي عليّ بن الحسين،حدّثني أبي الحسين بن عليّ،حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال:«قال لي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا علي إنّي سألت ربّي خمس خصال فأعطاني:أمّا أوّلها فسألت ربّي أن تنشق الأرض عنّي و أنفض التراب عن رأسي و أنت معي فأعطاني،و أمّا الثانية فسألت ربّي أن يوقفني عند كفّة الميزان و أنت معي فأعطاني،و أمّا الثالثة فسألت ربّي ان يجعلك حامل لوائي،و هو لواء اللّه الأكبر،الذي تحته المفلحون الفائزون بالجنّة فأعطاني،و أمّا الرابعة فسألت ربّي أن تسقي أمّتي من حوضي فأعطاني،و أمّا الخامسة فسألت ربّي أن يجعلك قائد أمّتي إلي الجنّة فأعطاني،فالحمد للّه الذي منّ عليّ بذلك» (2).

السابع: موفّق بن أحمد بهذا الإسناد عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنّه قال:«يا عليّ إنّه ليس في القيامة راكب غيرنا و نحن أربعة»فقام إليه رجل من الأنصار و قال:فداك أبي و أمّي أنت و من؟

قال صلّي اللّه عليه و آله:«أنا علي دابة اللّه البراق،و أخي صالح علي ناقة اللّه التي عقرت،و عمّي حمزة علي ناقتي العضباء،و أخي عليّ علي ناقة من نوق الجنّة و بيده لواء الحمد ينادي:لا إله إلاّ اللّه،محمد

ص: 36


1- المناقب:/140ح 159.
2- المناقب:/293ح 280.

رسول اللّه،فيقول الآدميّون:ما هذا الاّ ملك مقرّب أو نبيّ مرسل أو حامل عرش،فيجيبهم رجل من بطنان العرش،يا معاشر الآدميّين،ليس هذا بملك مقرّب و لا نبيّ مرسل و لا حامل عرش،هذا عليّ بن أبي طالب عليه السّلام» (1).

الثامن: موفّق بن أحمد عن سلمان عن أبيه عن هشام بن عروة عن أبيه عن أنس بن مالك قال:

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا[أبا برزة] (2)إنّ اللّه ربّ العالمين عهد إليّ عهدا في عليّ بن أبي طالب فقال:

إنّه راية الهدي و منار الإيمان و إمام أوليائي و نور جميع من اطاعني يا[أبا برزة]عليّ بن أبي طالب أميني غدا يوم القيامة،و صاحب رايتي في القيامة،و هو يعينني علي (3)مفاتيح خزائن رحمة ربّي» (4).

التاسع: موفّق بن أحمد قال:ذكر الإمام محمد بن أحمد بن شاذان،حدّثني هارون بن موسي، عن جعفر بن عليّ الدقاق عن الحرث بن محمد،عن سعد بن كثير عن محمد بن الحسين المعروف بشلقان،عن جعفر بن محمد،عن أبيه،عن جابر بن عبد اللّه قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«أوّل من يدخل الجنّة من النبيّين و الصدّيقين عليّ بن أبي طالب»فقام إليه أبو دجانة فقال:أ لم تخبرنا عن اللّه سبحانه و تعالي أنّه أخبرك أنّ الجنّة محرّمة علي الأنبياء حتّي تدخلها أنت،و علي الأمم حتّي تدخلها أمّتك؟

قال صلّي اللّه عليه و آله:«بلي،و لكن أ ما علمت إنّ حامل لواء الحمد إمامهم،و هو عليّ بن أبي طالب،[و هو] حامل لواء الحمد يوم القيامة بين يديّ يدخل به الجنّة و أنا علي أثره».

فقام عليّ عليه السّلام و قد أشرق وجهه سرورا و هو يقول:الحمد للّه الذي شرّفنا يا رسول اللّه (5).

العاشر: موفّق أحمد بن أحمد قال:أخبرني سيّد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي إجازة[عن عبدوس]عن الشريف أبي طالب الفضل بن محمد ابن ظاهر الجعفري باصبهان عن الحافظ أبي بكر محمد (6)بن موسي بن مردويه بن فورك الاصبهاني،حدّثني عبد اللّه ابن محمد بن يزيد،حدّثني محمد بن أبي يعلي،حدّثني إسحاق بن إبراهيم بن شاذان،حدّثني زكريا بن يحيي أبو عليّ الخزاز البصري،حدّثني مندل بن عليّ عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن

ص: 37


1- المناقب:/295ح 286.
2- في المخطوط:بريدة.
3- في الأصل:و الأمين علي.
4- المناقب:/312ح 311.
5- المناقب:/317ح 319.
6- في المصدر:أحمد.

ابن عباس قال:كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في بيته فغدا عليه عليّ بن أبي طالب-كرم اللّه وجهه- (1)بالغداة، و كان يحب أن لا يسبقه إليه أحد،فدخل فإذا النبيّ صلّي اللّه عليه و آله في صحن البيت و إذا رأسه في حجر دحية ابن خليفة الكلبي فقال:السلام عليك،كيف أصبح رسول اللّه؟فقال:بخير يا أخا رسول اللّه،فقال:

جزاك اللّه عنّا أهل البيت خيرا،قال له دحية:إنّي لأحبّك،و إن لك عندي مدحة أزفّها إليك،أنت أمير المؤمنين و قائد الغرّ المحجّلين،أنت سيّد ولد آدم يوم القيامة ما خلا النبيّين و المرسلين،و لواء الحمد بيدك يوم القيامة،تزف أنت و شيعتك إلي الجنّة مع محمد و حزبه إلي الجنان زفّا زفّا،قد أفلح من تولاّك،و خسر من عاداك،فبحب محمّد أحبّوك،و مبغضوك لن تنالهم شفاعة محمد صلّي اللّه عليه و آله، ادن منّي صفوة اللّه،فأخذ رأس النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فوضعه في حجره[فذهب فوضع رسول اللّه رأسه]فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:«ما هذه الهمهمة»؟فقال (2)عليّ بما جري فقال:«يا عليّ لم يكن دحية،و لكن كان جبرائيل،سمّاك باسم سمّاك اللّه به،فهو الذي ألقي محبتك في صدور المؤمنين،و رهبتك في صدور الكافرين» (3).

الحادي عشر: إبراهيم بن محمد الحمويني من علماء العامّة قال:أنبأني الشيخان شمس الدين ابن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الملك كتابة المقدسيان رحمهما اللّه من محروسة دمشق بروايتهما عن أبي المجد زاهر بن الثقفي إجازة بروايته عن أبي القاسم زاهر بن طاهر بن محمد المستملي النيشابوري إجازة قال:أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل الصاعدي قال:أنبأنا الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي قال:أنبأنا الحاكم أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه الحافظ في معظم شيوخه،أنبأنا أبو القاسم بشر بن محمد بن محمد بن ياسين بن نضر بن سليمان بن سلمان بن ربيعة الباهلي القاضي ابن القضاة و كان خطته سلمان ربيعة وقت ورودهم مع عبد اللّه بن عامر بن كريز قال:أنبأنا الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة قال:أنبأنا أبو سعيد عمر بن عثمان بن راشد، أنبأنا عبد اللّه بن مسعود الشامي،أنبأنا ياسين بن محمد بن أيمن عن أبي صالح عن أبي حازم عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أعطاني ربي عزّ و جلّ خصالا في الدنيا و خصالا في الآخرة، أعطاني به في الدنيا أنّه صاحب لوائي عند كلّ شدة و كريهة،و أعطاني به[في الدنيا]أنّه غامضي و غاسلي و دافني،و أعطاني به في الدنيا أنّه لن يرجع بعدي كافرا،و أعطاني به في الآخرة أنّه صاحب لواء الحمد يقدّمني به،و أعطاني به أنّه متكئ في طول الحبس يوم القيامة،و أعطاني به

ص: 38


1- في المصدر المطبوع:عليه السلام.
2- في المصدر:فأخبره.
3- المناقب:/323ح 329.

في الآخرة أنّه عون لي علي حمل مفاتيح الجنّة».

قال الحاكم:هذا حديث لم نكتبه إلاّ عن الحاكم أبي القسم من أصل كتابه،و ذكر أن الإمام أبا بكر قال لأبيه:هل تعرفون ياسين غير جدّكم؟

قالوا:لا فحدّثهم بهذا الحديث،و هذا الباب وسيع الذيل من طريق العامّة و الخاصّة متواتر من الفريقين في أن أمير المؤمنين عليه السّلام حامل اللواء و ساقي الحوض يوم القيامة،و هذا من المعلوم،و قد تقدّم في الأبواب السابقة من ذلك (1).

ص: 39


1- فرائد السمطين:228/10 ح 178.

الباب الثامن و الثلاثون و المائة

في أنّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام يوم القيامة

حامل لواء الحمد و وليّ الحوض و ساقيه

من طريق الخاصّة و فيه تسعة عشر حديثا الأوّل: أمالي ابن بابويه قال:حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسي رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمد بن جعفر أبو الحسين الأسدي قال:حدّثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال:حدّثنا جعفر بن أحمد بن محمد التميمي عن أبيه قال:حدّثنا عبد الملك بن عمير الشيباني عن أبيه عن جدّه عن ابن عبّاس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنا سيّد الأنبياء و المرسلين و أفضل من الملائكة المقرّبين،و أوصيائي سادة أوصياء النبيّين و المرسلين،و ذرّيتي أفضل ذرّيات النبيّين و المرسلين،و أصحابي الذين سلكوا منهاجي أفضل أصحاب النبيّين و المرسلين،و ابنتي فاطمة سيّد نساء العالمين،و الطاهرات من أزواجي أمهات المؤمنين،و أمّتي خير أمّة اخرجت للناس و إنّي أكثر النبيّين تبعا يوم القيامة،ولي حوض عرضه ما بين بصري و صنعاء فيه الأباريق عدد نجوم السماء،و خليفتي علي الحوض خليفتي في الدنيا».

قيل:و من ذاك يا رسول اللّه؟

قال:«إمام المسلمين و أمير المؤمنين و مولاهم بعدي عليّ بن أبي طالب يسقي منه أولياءه و يذود عنه أعداءه كما يذود أحدكم الغريبة من الإبل عن الماء،ثمّ قال صلّي اللّه عليه و آله:من أحبّ عليّا عليه السّلام و أطاعه في دار الدنيا ورد عليّ حوضي غدا و كان معي في درجتي في الجنّة،و من أبغض عليّا في دار الدنيا و عصاه لم أره و لم يرني يوم القيامة،و اختلج دوني و أخذ به ذات الشمال الي النار» (1).

الثاني: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال:حدّثني هارون بن إسحاق الهمداني قال:حدّثني عبدة بن سليمان قال:حدّثنا كامل بن العلاء قال:حدّثنا حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن عبد اللّه بن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ بن أبي طالب عليه السّلام:«يا عليّ أنت صاحب حوضي و صاحب لوائي و منجز عداتي و حبيب

ص: 40


1- أمالي الصدوق:/373مجلس /49ح 12.

قلبي و وارث علمي،و أنت مستودع مواريث الأنبياء،و أنت أمين اللّه في أرضه،و أنت حجّة اللّه علي بريّته،و أنت ركن الإيمان،و أنت مصباح الدجي و أنت منار الهدي،و أنت العلم المرفوع لأهل الدنيا،من تبعك نجا و من تخلّف عنك هلك،و أنت الطريق الواضح و أنت الصراط المستقيم و أنت قائد الغرّ المحجّلين،و أنت يعسوب المؤمنين،و أنت وليّ من أنا مولاه،و أنا مولي كلّ مؤمن و مؤمنة لا يحبّك إلاّ طاهر الولادة و لا يبغضك إلاّ خبيث الولادة،و ما عرج بي ربّي عزّ و جلّ إلي السماء قط و كلّمني ربّي إلاّ قال:يا محمّد أقرأ عليّا منّي السلام و عرّفه أنّه إمام أوليائي و نور أهل طاعتي،و هنيئا لك هذه الكرامة يا عليّ» (1).

الثالث: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال:حدّثنا أبو سعيد الحسن بن عليّ العدوي سنة سبع عشرة و ثلاثمائة و هو ابن مائة و سبع سنين،قال:حدّثنا الحسين بن أحمد ابن الطفاوي قال:حدّثنا قيس بن الربيع قال:حدّثنا سعد الخفاف عن عطية العوفي عن مخدوج بن زيد الذهلي أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله آخي بين المسلمين ثمّ قال:«يا عليّ أنت أخي و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبيّ بعدي،أ ما علمت يا عليّ أنّه أوّل من يدعي به يوم القيامة يدعي بي فأقوم عن يمين العرش فأكسي حلّة خضراء من حلل الجنّة ثمّ يدعي بأبينا إبراهيم عليه السّلام فيقوم عن يمين العرش في ظله فيكسي حلّة خضراء من حلل الجنّة،ثمّ يدعي النبيّين بعضهم علي أثر بعض فيقومون سماطين عن يمين العرش في ظله و يكسون حللا خضرا من حلل الجنّة.

ألا و إنّي أخبرك يا عليّ أن أمّتي أوّل الأمم يحاسبون يوم القيامة،ثمّ أبشّرك يا عليّ أن أوّل من يدعي يوم القيامة يدعي بك،هذا لقرابتك منّي و منزلتك عندي،فيدفع إليك لوائي و هو لواء الحمد فتسير به بين السماطين،و إن آدم و جميع ما خلق اللّه يستظلون بظل لوائي يوم القيامة و طوله مسيرة ألف سنة،سنانه ياقوتة حمراء،قصبه فضّة بيضاء،زجّه درّة خضراء،له ثلاث ذوائب من نور:ذؤابة في المشرق،و ذؤابة في المغرب،و ذؤابة في وسط الدنيا مكتوب عليها ثلاثة أسطر:الأوّل بسم اللّه الرحمن الرحيم،و الآخر الحمد للّه ربّ العالمين،و الثالث لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه،طول كلّ سطر مسيرة ألف سنة و عرضه مسيرة ألف سنة فتسير باللواء و الحسن عن يمينك و الحسين عن يسارك حتّي تقف بيني و بين إبراهيم في ظل العرش فتكسي حلّة خضراء من حلل الجنّة،ثمّ ينادي المنادي من عند العرش:نعم الأب أبوك إبراهيم،و نعم الأخ أخوك عليّ،ألا و إنّي أبشّرك يا عليّ أنّك تدعي إذا دعيت،و تكسي إذا كسيت و تحبي إذا

ص: 41


1- أمالي الصدوق:/382مجلس /50ح 14.

حبيت» (1).

الرابع: الشيخ في أماليه قال:حدّثنا محمد بن محمد يعني المفيد قال:أخبرني أبو عليّ الحسن ابن عليّ بن الفضل الداودي قال:حدّثنا أبو الحسن عليّ بن أحمد بن بشر العسكري قال:حدّثنا أبو إسحاق محمد بن هارون بن عيسي الهاشمي قال:حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن مهدي الأبلي قال:

حدّثنا إسحاق بن سليمان الهاشمي قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا هارون الرشيد قال:حدّثني أبي المهدي قال:حدّثني أمير المؤمنين المنصور أبو جعفر عبد اللّه بن محمد بن عليّ قال:حدّثني أبي محمد بن عليّ قال:حدّثني أبي عليّ بن عبد اللّه بن العباس عن عبد اللّه بن عباس بن عبد المطلب قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«يا أيّها الناس نحن في القيامة ركبان أربعة ليس غيرنا»فقال له قائل بأبي أنت و أمّي يا رسول اللّه من الركبان؟

قال:«أنا علي البراق،و أخي صالح علي ناقة اللّه التي عقرها قومه،و ابنتي فاطمة علي ناقتي العضباء،و عليّ بن أبي طالب علي ناقة من نوق الجنّة،خطمها من اللؤلؤ الرطب،و عيناها من ياقوتتين حمراوين،و بطنها من زبرجد أخضر،عليها قبة من لؤلؤة بيضاء يري ظاهرها من باطنها و باطنها من ظاهرها،و ظاهرها من رحمة اللّه،و باطنها من عفو اللّه،إذا أقبلت زفّت و إذا أدبرت زفّت،و هو أمامي علي رأسه تاج من نور يضيء لأهل الجمع،ذلك التاج له سبعون ركنا،كلّ ركن كالكوكب الدرّي في افق السماء،بيده لواء الحمد و هو ينادي في القيامة،لا إله إلاّ اللّه،محمّد رسول اللّه فلا يمرّ بملإ من الملائكة إلاّ قالوا:نبي مرسل،و لا بنبي إلاّ يقول:ملك مقرّب،فينادي مناد من بطنان العرش:يا أيّها الناس ليس هذا بملك مقرّب و لا نبيّ مرسل و لا حامل عرش،هذا عليّ بن أبي طالب،و يجيء شيعته من بعده فينادي مناد لشيعته:من أنتم فيقولون:نحن العلويّون فيأتيهم النداء:أيّها العلويّون أنتم الآمنون،ادخلوا الجنّة مع من كنتم توالون» (2).

الخامس: الشيخ في أماليه قال:حدّثنا محمد بن محمد قال:أخبرني أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال:حدّثني أبو بكر محمد بن صالح السبيعي قال:حدّثنا أبو الحسين صالح بن أحمد بن أبي مقاتل البزاز قال:حدّثني عيسي بن عبد الرحمن الكوفي الخزاز قال:حدّثنا الحسن بن الحسين العرني قال:حدّثنا يحيي بن عليّ عن أبان بن تغلب عن أبي داود الأنصاري عن الحارث الهمداني قال دخلت علي أمير المؤمنين عليه السّلام فقال:«يا حرث أ تحبّني»؟

فقلت:نعم و اللّه يا أمير المؤمنين.

ص: 42


1- أمالي الصدوق:/402مجلس /52ح 14.
2- أمالي الطوسي:/34مجلس /2ح 4.

قال:«أمّا لو بلغت نفسك الحلقوم رأيتني حيث تحب،و لو رأيتني و أنا أذود الرجال عن الحوض ذود غريبة الإبل لرأيتني حيث تحبّ،و لو رأيتني و أنا مارّ علي الصراط بلواء الحمد بين يدي رسول اللّه لرأيتني حيث تحبّ» (1).

السادس: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمد بن محمد قال:أخبرنا أبو نصر محمد بن الحسين المقرئ قال:حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن عليّ الرازي قال:حدّثنا جعفر بن محمد الحنفي قال:

حدّثنا يحيي بن هاشم السمسار قال:حدّثنا عمرو بن شمر قال:حدّثنا حماد عن أبي الزبير عن جابر بن عبد اللّه بن حزام قال:أتيت رسول اللّه فقلت:يا رسول اللّه من وصيّك؟

قال:فأمسك عنّي عشرا لا يجيبني.ثمّ قال:يا جابر ألا أخبرك عمّا سألتني؟

فقلت:بأبي أنت و أمّي،أما و اللّه لقد سكتّ عنّي حتّي ظننت أنّك وجدت عليّ.

فقال:«ما وجدت عليك يا جابر و لكن كنت أنتظر ما يأتيني من السماء فأتاني جبرئيل عليه السّلام فقال:يا محمد ربّك يقول:إنّ عليّ بن أبي طالب وصيّك و خليفتك علي أهلك و أمّتك،و الذائد عن حوضك،و هو صاحب لوائك يقدمك إلي الجنّة».

فقلت:يا نبي اللّه،أ رأيت من لا يؤمن بهذا الحديث أقتله؟

قال:«نعم يا جابر،ما وضع هذا الوضع إلاّ ليتابع عليه فمن تابعه كان معي غدا و من خالفه لم يرد عليّ الحوض أبدا» (2).

السابع: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمد بن محمد قال:حدّثنا أبو عليّ أحمد بن محمد بن جعفر بن الصولي قال:حدّثنا محمد بن الحسين الطائي قال:حدّثنا محمد بن الحسن بن جعفر بن سلمان الضبعي قال:حدّثني أبي عن أبيه قال:حدّثني يعقوب بن الفضل قال:حدّثني شريك بن عبد اللّه بن أبي نمر،عن عبد اللّه بن عبد الرحمن الأنصاري عن أبيه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

«أعطيت في عليّ تسعا:ثلاثا في الدنيا و ثلاثا في الآخرة،و اثنتين أرجوهما له،و واحدة أخافها عليه،فأمّا الثلاث التي في الدنيا،فساتر عورتي و القائم بأمر أهلي و وصيي فيهم،و أمّا الثلاث التي في الآخرة:فإنّي أعطي يوم القيامة لواء الحمد فأرفعه إلي عليّ بن أبي طالب يحمله عنّي، و أعتمد عليه في مقام الشفاعة،و يعينني علي حمل مفاتيح الجنّة،و أما اللتان أرجوهما له فإنّه لا يرجع من بعدي ضالا و لا كافرا،و أمّا التي أخافها عليه فغدر قريش به من بعدي» (3)

ص: 43


1- أمالي الطوسي:/48مجلس /2ح 30.
2- أمالي الطوسي:/190مجلس /7ح 23.
3- أمالي الطوسي:/209مجلس /8ح 9.

الثامن: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا محمد بن محمد قال:أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمد الكاتب قال:أخبرني الحسن بن عليّ الزعفراني عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال:حدّثنا أبو جعفر السعدي قال:حدّثنا يحيي بن عبد الحميد الحماني قال:حدّثنا قيس بن الربيع قال:حدّثنا سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله سئل عن الحوض فقال صلّي اللّه عليه و آله:

«أما إذا سألتموني عنه فسأخبركم أن الحوض أكرمني اللّه به و فضّلني علي من كان قبلي من الأنبياء،و هو ما بين أيلة و صنعاء فيه من الآنية عدد نجوم السماء،يسيل فيه خليجان من الماء، ماؤه أشدّ بياضا من اللبن و أحلي من العسل،حصاه الزمرد و الياقوت،بطحاؤه مسك أذفر،شرط مشروط من ربّي لا يرده أحد من أمّتي إلاّ النقيّة قلوبهم الصحيحة نيّاتهم المسلّمون للوصي من بعدي الذين يعطون ما عليهم في يسر،و لا يأخذون ما عليهم في عسر،يذود عنهم يوم القيامة من ليس من شيعته كما يذود الرجل البعير الأجرب من إبله،من شرب منه لم يظمأ أبدا» (1).

التاسع: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عمر قال:أخبرنا أحمد قال:حدّثنا محمد بن أحمد بن الحسين قال:حدّثنا خزيمة بن ماهان المروزي قال:حدّثنا عيسي بن يونس عن الأعمش عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يأتي علي الناس يوم القيامة وقت ما فيه راكبا إلاّ نحن أربعة»فقال له العباس بن عبد المطلب عمّه:فداك أبي و أمّي من هؤلاء الأربعة؟

قال:«أنا علي البراق،و أخي صالح علي ناقة اللّه التي عقرها قومه،و عمّي حمزة أسد اللّه و أسد رسوله علي ناقتي العضباء،و أخي عليّ بن أبي طالب علي ناقة من نوق الجنّة مدبجة الجنبين، عليه حلّتان خضراوان من كسوة الرحمن،علي رأسه تاج من نور،لذلك التاج سبعون ركنا،علي كلّ ركن ياقوتة حمراء تضيء للراكب مسيرة ثلاثة أيام،و بيده لواء الحمد ينادي:لا إله إلاّ اللّه، محمد رسول اللّه،فيقول الخلائق:من هذا؟ملك مقرّب أو نبي مرسل أو حامل عرش،فينادي مناد من بطن العرش:ليس بملك مقرّب و لا نبي مرسل و لا حامل عرش،هذا عليّ بن أبي طالب وصي رسول رب العالمين و أمير المؤمنين و قائد الغرّ المحجّلين في جنّات النعيم» (2).

العاشر: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا أبو عمر قال:أخبرنا أحمد قال:حدّثنا أحمد قال:حدّثنا عبد الرحمن قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمد بن عقيل عن حمزة عن أبي سعيد الخدري عن أبيه عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أنّه قال:«أ تزعمون أن رحم نبي اللّه لا تنفع يوم القيامة؟بلي و اللّه إن رحمي لموصولة في الدنيا و الآخرة-ثمّ قال-يا أيّها الناس أنا فرطكم علي الحوض،فإذا جئت

ص: 44


1- أمالي الطوسي:/227مجلس /8ح 50.
2- أمالي الطوسي:/258مجلس /10ح 4.

و قام رجال يقولون،يا نبيّ اللّه أنا فلان بن فلان،و قال آخر:يا نبي اللّه أنا فلان بن فلان،و قال آخر:

يا نبي اللّه أنا فلان بن فلان،فأقول:أمّا النسب فقد عرفت و لكنّكم أحدثتم بعدي و ارتددتم القهقري» (1).

الحادي عشر: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا الحفار قال:حدّثنا إسماعيل قال:حدّثنا أبي قال:

حدّثنا دعبل قال:حدّثنا مجاشع بن عمر عن ميسرة بن عبيد اللّه عن عبد الكريم الجزري عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس أنّه سئل عن قول اللّه عزّ و جلّ وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِيماً (2) قال:سأل قوم النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقالوا:فيمن نزلت هذه الآية يا نبي اللّه؟

قال:«إذا كان يوم القيامة عقد لواء من نور أبيض و نادي مناد،ليقم سيّد المؤمنين و معه الذين آمنوا فقد بعث محمد صلّي اللّه عليه و آله،فيقوم عليّ بن أبي طالب فيعطي اللّه اللواء من النور الأبيض بيده،تحته جميع السابقين الأوّلين من المهاجرين و الأنصار لا يخالطهم غيرهم حتّي يجلس علي منبر من نور ربّ العزّة و يعرض الجميع عليه رجلا رجلا،فيعطي أجره و نوره فإذا أتي علي آخرهم قيل لهم:قد عرفتم موضعكم و منازلكم من الجنّة،إنّ ربّكم يقول لكم:عندي لكم مغفرة و أجر عظيم يعني الجنّة،فيقوم عليّ بن أبي طالب و القوم تحت لوائه معه حتّي يدخل الجنّة،ثمّ يرجع إلي منبره و لا يزال يعرض عليه جميع المؤمنين فيأخذ نصيبه منهم الي الجنّة و يترك أقواما علي النار، فذلك قوله عزّ و جلّ: وَ الَّذِينَ آمَنُوا... (3) عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ (4) يعني السابقين الأوّلين و المؤمنين و أهل الولاية له و قوله: وَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (5) هم الذين قاسم عليهم النار فاستحقوا الجحيم» (6).

الثاني عشر: الشيخ في أماليه قال:حدّثنا محمد بن الحسن بن الوليد،حدّثني محمد بن أبي القاسم عن محمد بن عليّ الصيرفي عن محمد بن سنان عن المفضّل بن عمر عن أبي عبد اللّه الصادق عليه السّلام عن ابيه عن جده عليهما السّلام قال بلغ أم سلمة زوج النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أن مولي لها ينتقص عليّا و يتناوله فأرسلت إليه فلمّا صار إليها قالت له:يا بني بلغني إنّك تنتقص عليّا و تتناوله؟

قال:نعم يا أمّاه.

قالت له:أقعد ثكلتك أمّك حتّي أحدّثك بحديث سمعته من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثمّ اختر لنفسك،إنّا كنّا عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ليلة تسع نسوة و كانت ليلتي و يومي من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فأتيت الباب فقلت:

أدخل يا رسول اللّه عليك؟

ص: 45


1- أمالي الطوسي:صلّي اللّه عليه و آله /26مجلس /10ح 38.
2- سوره 48 - آيه 29
3- سوره 57 - آيه 19
4- سوره 57 - آيه 19
5- سوره 5 - آيه 10
6- أمالي الطوسي:/378مجلس /13ح 61.

قال:لا،قالت فكبوت كبوة شديدة مخافة أن يكون ردّني من سخطه أو نزل فيّ شيء من السماء،ثمّ لم ألبث أن أتيت الباب الثاني فقلت:أدخل يا رسول اللّه؟

فقال:لا،و كبوت كبوة أشد من الأولي ثمّ لم ألبث حتّي أتيت الباب الثالث فقلت:أدخل يا رسول اللّه فقال:أدخلي يا أمّ سلمة فدخلت و عليّ عليه السّلام جاث بين يديه و هو يقول:«فداك أبي و أمي يا رسول اللّه إذا كان كذا و كذا فما تأمرني به»؟

قال:«آمرك بالصبر»ثمّ أعاد عليه القول ثانية فأمره بالصبر فأعاد عليه الثالث فقال له:«يا عليّ يا أخي إذا كان لك ذلك منهم فسلّ سيفك وضعه علي عاتقك،و أضرب قدما قدما حتّي تلقاني و سيفك شاهر يقطر من دمائهم»ثمّ التفت صلّي اللّه عليه و آله إليّ فقال لي:«تاللّه ما هذه الكآبة يا أمّ سلمة»؟

قلت:الذي كان من ردّك إياي يا رسول اللّه.

فقال لي:«و اللّه ما رددتك من موجدة و إنّك لعلي خير من اللّه و رسوله و لكن أتاني جبرائيل يخبرني بالأحداث التي تكون بعدي فأمرني أن أوصي بذلك عليّا.

يا أم سلمة اسمعي و اشهدي،هذا عليّ بن أبي طالب أخي في الدنيا و أخي في الآخرة،يا أم سلمة اسمعي و اشهدي هذا عليّ بن أبي طالب وزيري في الدنيا و وزيري في الآخرة،يا أم سلمة اسمعي و اشهدي هذا عليّ بن أبي طالب،هذا حامل لوائي في الدنيا و حامل لواء الحمد غدا في القيامة،يا أم سلمة اسمعي و اشهدي،هذا عليّ بن أبي طالب وصيي و خليفتي من بعدي و قاضي عداتي و الذاب عن حوضي،يا أم سلمة اسمعي و اشهدي هذا عليّ بن أبي طالب سيّد المسلمين و إمام المتّقين و قائد الغرّ المحجّلين و قاتل الناكثين و القاسطين و المارقين».

قلت:يا رسول اللّه من الناكثون؟

قال:«الذين يبايعونه بالمدينة و ينكثون بالبصرة».

قلت:من القاسطون؟

قال:«معاوية و أصحابه من أهل الشام».

قلت:من المارقون.

قال:«أصحاب النهروان»فقال مولي أم سلمة:فرّجت عنّي فرّج اللّه عنك،و اللّه لا سببت عليّا أبدا (1).

الثالث عشر: الشيخ في أماليه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال:أخبرنا محمد بن جرير

ص: 46


1- أمالي الطوسي:/425مجلس /15ح 9.

أبو جعفر الطبري قراءة قال:حدّثني محمد بن عمارة الأسدي قال:حدّثنا عمرو بن حماد بن طلحة القناد قال:حدّثنا عليّ بن هاشم بن البريد عن أبيه قال:حدّثني أبو سعيد التيمي عن أبي ثابت مولي أبي ذر قال:شهدت مع عليّ عليه السّلام يوم الجمل فلمّا رأيت عائشة واقفة دخلني بعض ما يدخل الناس،حتّي إذا كان عند الظهر فكشف اللّه ذلك عنّي،فقاتلت قتالا شديدا قال:ثمّ أتيت بعد ذلك المدينة فاتيت أم سلمة زوج النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فسلّمت فاستأذنت فقيل:من ذا؟

فقلت:سائل.

فقالت:اطعموا السائل.

فقلت:إنّي و اللّه ما أسأل طعاما و لا شرابا و لكنّي أبو ثابت مولي أبي ذر.

فقالت:مرحبا،فقصصت عليها قصّتي قالت:فأين كنت حين طارت القلوب مطائرها؟

قال:فقلت إلي أحسن ذلك،كشف اللّه ذلك عنّي حين زوال الشمس،فقاتلت قتالا شديدا مع أمير المؤمنين عليه السّلام حتّي فرغ.

قالت:أحسنت،سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو يقول:«إنّ عليّا مع القرآن و القرآن مع عليّ لا يفترقان حتّي يردا عليّ الحوض» (1).

و الروايات في هذا الباب كثيرة جدّا،من أراد الوقوف بكثرته فعليه بكتابنا معالم الزلفي فإنّ فيه من طريق المخالف و المؤالف ما يبلغ حدّ التواتر.

ص: 47


1- أمالي الطوسي:/506مجلس /18ح 15.

الباب التاسع و الثلاثون و المائة

في أنّه عليه السّلام حامل اللواء يوم القيامة و ساقي الحوض و قسيم الجنّة و النار

من طريق العامّة زيادة في ما تقدم و فيه ثمانية و عشرون حديثا الأوّل: روي صدر الأئمّة عند المخالفين أخطب خوارزم أبو المؤيد موفّق بن أحمد المكي الخوارزمي بإسناده المتصل عن سلمان قال:سمعت النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يقول:«أوّل الناس ورودا علي الحوض يوم القيامة أوّلهم إسلاما عليّ بن أبي طالب» (1).

الثاني: موفّق بن أحمد بإسناده عن عبد الرحمن بن أبي ليلي قال:قال أبي دفع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله الراية يوم خيبر إلي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام،ففتح اللّه تعالي عليه،و أوفقه يوم غدير خم فأعلم الناس أنّه مولي كلّ مؤمن و مؤمنة و قال له:«أنت منّي و أنا منك»و قال له:«تقاتل علي التأويل كما قاتلت علي التنزيل»و قال له:«أنت منّي بمنزلة هارون من موسي»و قال له:«أنا سلم لمن سالمت و حرب لمن حاربت».

و قال له:«أنت العروة الوثقي»و قال له:«أنت تبيّن لهم ما يشتبه عليهم من بعدي»و قال له:

«أنت إمام كلّ مؤمن و مؤمنة و ولي كلّ مؤمن و مؤمنة بعدي»و قال له:«أنت الذي أنزل اللّه فيه وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ (2) و قال له:«أنت الآخذ بسنّتي و الذاب عن ملّتي»و قال له:«أنا أوّل من تنشق الأرض عنه و أنت معي»و قال له:«أنا عند الحوض و أنت معي» و قال له:«أنا أوّل من يدخل الجنّة و أنت معي تدخلها و الحسن و الحسين و فاطمة»و قال له:«ان اللّه تعالي أوحي إليّ أن أقوم بفضلك فقمت به في الناس و بلّغتهم ما أمرني اللّه بتبليغه»و قال له:«اتق الضغائن التي لك في صدور من لا يظهرها إلاّ بعد موتي،أولئك يلعنهم اللّه و يلعنهم اللاعنون».

ثمّ بكي صلّي اللّه عليه و آله فقيل له:ممّ بكاؤك يا رسول اللّه؟

قال:«أخبرني جبرئيل عليه السّلام أنّه يظلمونه و يمنعونه حقه و يقاتلونه و يقتلون ولده و يظلمونهم بعده،و أخبرني جبرئيل عن اللّه عزّ و جلّ أن ذلك الظلم يزول إذا قام قائمهم و علت كلمتهم و اجتمعت الأمّة علي محبتهم،و كان الشاني لهم قليلا و الكاره لهم ذليلا،و كثرة المادح لهم،

ص: 48


1- المناقب:/52ح 15.
2- سوره 9 - آيه 3

و ذلك حين تغيّر البلاد و ضعف العباد و اليأس من الفرج،فعند ذلك يظهر القائم فيهم.

قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:«اسمه كاسمي و اسم أبيه كاسم أبي،هو من ولد ابنتي فاطمة،يظهر و اللّه الحق بهم و يخمد الباطل بأسيافهم،و تبعتهم الناس راغب إليهم و خائف لهم».

قال:و سكن البكاء عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثمّ قال:«معاشر المسلمين أبشروا بالفرج فإنّ وعد اللّه لا يخلف و قضاؤه لا يردّ و هو الحكيم الخبير و إن فتح اللّه قريب،اللّهمّ إنّهم أهلي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا،اللّهمّ اكلأهم و ارعهم و كن لهم و انصرهم و أعزّهم و لا تذلّهم و أخلفني فيهم،إنّك علي ما تشاء قدير» (1).

الثالث: موفّق بن أحمد بإسناده عن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنه أنّه قال:جاءنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و نحن مضطجعون في المسجد و في يده عسيب رطب قال:ترقدون في المسجد،قلنا:قد أجفلنا و أجفل عليّ معنا،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا علي إنّه يحل لك في المسجد ما يحل لي،ألاّ ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ النبوّة،و الذي نفسي بيده إنّك لذائد عن حوضي يوم القيامة، تذود عنه رجالا كما تذود البعير الضال عن الماء بعصا لك من عوسج،كأنّي أنظر إلي مقامك من حوضي» (2).

الرابع: موفّق بن أحمد بإسناده عن زيد بن عليّ بن أبي طالب عن أبيه عن جده عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال:قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله يوم فتح خيبر:«لو لا ان تقول فيك طوائف من أمّتي ما قالت النصاري في عيسي ابن مريم لقلت فيك اليوم مقالا بحيث لا تمرّ بملإ من المسلمين إلاّ أخذوا من تراب رجليك و فضل طهورك يستشفون به،و لكن حسبك أن تكون منّي و أنا منك،ترثني و أرثك،و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبي بعدي.

يا عليّ أنت تؤدّي ديني و تقاتل علي سنّتي،و أنت في الآخرة أقرب الناس منّي و إنّك غدا علي الحوض خليفتي تذود عنه المنافقين،و أنت أوّل من يرد عليّ الحوض،و أنت أوّل داخل في الجنّة من أمّتي،و إن شيعتك علي منابر من نور رواء مرويين،مبيضّة وجوههم حولي،أشفع لهم فيكونون غدا في الجنّة جيراني و إنّ اعداءك غدا ظماء مظمئون،مسودّة وجوههم مقمحون و مقمعون،يضربون بالمقامع و هي سياط من نار مقمحين (3)،و حربك حربي و سلمك سلمي و سرّك سرّي و علانيتك علانيتي و سريرة صدرك سريرة صدري،و أنت باب علمي،و إن ولدك

ص: 49


1- المناقب:/61ح 31.
2- المناقب:/109ح 116.
3- في ينابيع المودة(200/1):مقتحمين.

ولدي لحمك لحمي و دمك دمي،و إن الحق معك و الحق علي لسانك و في قلبك و بين عينيك، و الإيمان مخالط لحمك و دمك كما خالط لحمي و دمي،و إن اللّه عزّ و جلّ قد أمرني أن أبشّرك أنّك و عترتك في الجنّة و عدوّك في النار،لا يرد عليّ الحوض مبغض لك و لا يغيّب عنه محب لك».

قال عليّ:«فخررت ساجدا للّه تعالي و حمدته علي ما أنعم به عليّ من الإسلام و القرآن و حبّبني إلي خاتم النبيين و سيّد الوصيين صلّي اللّه عليه و آله» (1).

الخامس: موفّق بن أحمد بإسناده عن مخدوج بن زيد الباهلي أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله آخي بين المسلمين ثمّ قال:«يا عليّ أنت أخي و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي غير انّه لا نبي بعدي، أ ما علمت يا عليّ أن أوّل من يدعي به يوم القيامة بي فأقوم عن يمين العرش في ظله فأكسي حلّة خضراء من حلل الجنّة،ثمّ يدعي بالنبيّين بعضهم علي بعض فيقومون سماطين عن يمين العرش في ظله فأكسي حلّة خضراء من حلل الجنّة،ألا و إنّي أخبرك يا عليّ أن أمّتي أوّل الأمم يحاسبون يوم القيامة،ثمّ أنت أوّل من تدعي لقرابتك منّي و منزلتك عندي،و يدفع إليك لوائي و هو لواء الحمد فتسير به بين السماطين،آدم و جميع خلق اللّه يستظلون بظل لوائي يوم القيامة،و طوله مسيرة ألف سنة،سنانه ياقوتة حمراء،قصبته فضّة بيضاء،زجّه درة خضراء،له ثلاث ذوائب من نور:ذؤابة في المشرق و ذؤابة في المغرب و الثالثة وسط السماء الدنيا مكتوب عليها ثلاثة أسطر:

الأوّل بسم اللّه الرحمن الرحيم،و الثاني الحمد للّه رب العالمين،و الثالث لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه طول كلّ سطر ألف سنة و عرضه مسيرة ألف سنة،و لتسير بلوائي و الحسن عن يمينك و الحسين عن شمالك حتّي تقف بيني و بين إبراهيم في ظل العرش،ينادي مناد من تحت العرش،نعم الأب أبوك إبراهيم و نعم الأخ أخوك عليّ أبشر يا عليّ فإنّك تكسي إذا كسيت و تدعي إذا دعيت و تحبي إذا حبيت» (2).

السادس: موفّق بن أحمد أيضا بإسناده في حديث طويل قال:لمّا قدم عليّ رضي اللّه عنه علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بعد فتح خيبر قال صلّي اللّه عليه و آله:«لو لا أن تقول فيك طائفة من أمّتي ما قالت النصاري في المسيح عليه السّلام لقلت فيك مقالا لا تمرّ بملإ إلاّ أخذوا التراب من تحت قدميك و من فضل طهورك يستشفون به، و لكن حسبك أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي و أنا منك و أنت منّي،ترثني و أرثك إلاّ أنّه لا نبي بعدي،و أنّك تبرئ ذمّتي و تقاتل علي سنّتي،و إنّك غدا في الآخرة أقرب الناس منّي و إنّك

ص: 50


1- المناقب:/128ح 143 بزيادة من المصنف.
2- المناقب:/140ح 159.

أوّل من يرد عليّ الحوض،و أوّل من يكسي معي،و أوّل داخل في الجنّة من أمتي،و إن شيعتك علي منابر من نور و إن الحق علي لسانك و في قلبك و بين عينيك» (1).

السابع: موفّق بن أحمد بإسناده عن جابر بن سمرة قال:قيل:يا رسول اللّه من يحمل رايتك يوم القيامة؟

قال:«من عسي يحملها إلاّ من حملها في الدنيا و هو عليّ بن أبي طالب» (2).

الثامن: موفّق بن أحمد بإسناده عن مالك بن دينار قال:سألت سعيد بن جبير فقلت:يا أبا عبد اللّه من كان حامل راية رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟

فنظر إليّ و قال:كأنّك رخيّ البال قال:فغضب و شكوت إلي إخوانه من القرّاء قالوا لي:لأنّك سألته و هو خائف من الحجاج،و قد لاذ بالبيت،فسله الآن،فسألته فقال:كان حاملها عليّ،هكذا سمعته من ابن عباس (3).

التاسع: موفّق بن أحمد بإسناده عن عيسي بن عبيد اللّه بن عمر بن عليّ بن أبي طالب قال:

حدّثني أبي عن أبيه عن جده عن عليّ بن أبي طالب عن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال:«أنا أوّل من تنشق الأرض عنه يوم القيامة و أنت معي،و معي لواء الحمد و هو بيدك تسير به أمامي و تسبق به الأوّلين و الآخرين» (4).

العاشر: موفّق بن أحمد بإسناده عن ابن عباس قال ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يأتي علي الناس يوم القيامة وقت ما فيه راكب إلاّ نحن أربعة»فقال له العباس بن عبد المطلب عمّه فداك أبي و أمّي و من هؤلاء الأربعة؟

قال:«أنا علي البراق،و أخي صالح علي ناقة اللّه التي عقرها قومه،و عمّي حمزة أسد اللّه علي ناقتي العضباء،و عليّ بن أبي طالب علي ناقة من نوق الجنّة مدبجة الجنبين،عليه حلّتان خضراوان من كسوة الرحمن،و علي رأسه تاج من نور،لذلك التاج سبعون ألف ركن،علي كلّ ركن ياقوتة حمراء تضيء للراكب مسيرة ثلاثة أيام،و بيده لواء الحمد و هو ينادي:لا إله إلاّ اللّه، محمد رسول اللّه،فيقول الخلائق:من هذا؟هو ملك مقرّب أم نبي مرسل أم حامل عرش؟فينادي مناد من بطنان العرش:ليس هذا بملك مقرّب و لا نبي مرسل و لا حامل عرش،هذا عليّ بن أبي

ص: 51


1- المناقب:/128ح 143 بتفاوت.
2- المناقب:/358ح 369.
3- مستدرك الصحيحين:137/3،مناقب آل أبي طالب:85/3.
4- المناقب:/359ح 371.

طالب وصي رسول اللّه و أمير المؤمنين و قائد الغرّ المحجّلين في جنات النعيم» (1).

الحادي عشر: موفّق بن أحمد بإسناده عن محمد بن الحسين المعروف بشلقان عن جعفر بن محمد عليه السّلام عن جابر بن عبد اللّه قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«أوّل من يدخل الجنّة من النبيّين و الصدّيقين عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه»فقام أبو دجانة فقال:أ لم تخبرنا عن اللّه سبحانه و تعالي أنّه أخبرك أن الجنّة محرّمة علي الأنبياء حتّي تدخلها أنت،و علي الأمم حتّي تدخلها أمتك؟

قال:«بلي و لكن أ ما علمت أن حامل لواء الحمد أمامهم،و عليّ بن أبي طالب حامل لواء الحمد يوم القيامة بين يديّ يدخل به الجنّة و أنا علي أثره»فقام عليّ رضي اللّه عنه و قد أشرق وجهه سرورا و هو يقول:«الحمد للّه الذي شرّفنا بك يا رسول اللّه» (2)

الثاني عشر: موفّق بن أحمد بإسناده عن أبي أحمد بن عامر بن سليمان قال:حدّثنا أبو الحسن عليّ بن موسي الرضا قال:حدّثني أبي موسي بن جعفر،حدّثني أبي جعفر بن محمد،حدّثني أبي محمد بن عليّ،حدّثني أبي عليّ بن الحسين،حدّثني أبي الحسين بن عليّ،حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا عليّ إني سألت ربّي فيك خمس خصال فأعطاني:أما أولها فسألت ربي أن تنشق الأرض عنّي و انفض التراب عن رأسي و أنت معي،و أما الثانية فسألت ربّي أن يوفقني عند كفة الميزان و أنت معي فأعطاني،و أمّا الثالثة فسألت ربّي أن يجعلك حامل لوائي و هو لواء الحمد للّه الأكبر الذي تحته المفلحون الفائزون بالجنّة فأعطاني،و أمّا الرابعة فسألت ربّي أن تسقي أمّتي من حوضي فأعطاني،و أما الخامسة فسألت ربّي أن يجعلك قائد أمّتي إلي الجنّة فأعطاني،و الحمد للّه الذي من عليّ بذلك» (3).

الثالث عشر: موفّق بن أحمد أيضا بإسناده عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله انه قال:«يا عليّ ليس في القيامة راكب غيرنا و نحن أربعة»فقام رجل من الأنصار فقال:فداك أبي و أمّي،أنت و من؟

قال:«أنا علي دابّة اللّه البراق،و أخي صالح علي ناقة اللّه التي عقرت و عمّي حمزة علي ناقتي العضباء،و أخي عليّ علي ناقة من نوق الجنّة و بيده لواء الحمد ينادي،لا إله إلاّ اللّه،محمد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فيقول الآدميّون:ما هذا إلاّ ملك مقرّب أو نبي مرسل أو حامل عرش،فيجيبهم رجل من بطنان العرش:يا معاشر الآدميّين ليس هذا ملكا مقرّبا و لا نبيّا مرسلا و لا حامل عرش،هذا عليّ

ص: 52


1- المناقب:/359ح 372.
2- تقدم الحديث مع مصدره في الباب 137 ح 9،و هو في المناقب للخوارزمي:317 ح 319.
3- المناقب:/293ح 280.

ابن أبي طالب رضي اللّه عنه» (1).

الرابع عشر: موفّق بن أحمد بإسناده عن أنس بن مالك قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا بريدة (2)إن اللّه ربّ العالمين عهد إليّ عهدا في عليّ بن أبي طالب فقال:إنّه راية الهدي و منار الإيمان و إمام أوليائي و نور جميع من أطاعني،يا بريدة عليّ بن أبي طالب أنسي (3)غدا في القيامة،و صاحب رايتي في القيامة،و هو يعينني غدا في القيامة علي مفاتيح خزائن رحمة ربّي» (4).

الخامس عشر: موفّق بن أحمد بإسناده عن ابن عبّاس قال:كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في بيته فغدا عليه عليّ بن أبي طالب-كرّم اللّه وجهه-بالغداة،و كان يحب أن لا يسبقه إليه أحد،فدخل فإذا النبيّ صلّي اللّه عليه و آله في صحن البيت و رأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي فقال:السلام عليك،كيف أصبح رسول اللّه؟

فقال:بخير يا أخا رسول اللّه،فقال عليّ:جزاك اللّه عنّا أهل البيت خيرا،فقال له دحية:إنّي لاحبك و إن لك عندي مدحة أزفّها إليك،أنت أمير المؤمنين و قائد الغرّ المحجّلين،و أنت سيّد ولد آدم يوم القيامة ما خلا النبيّين و المرسلين،لواء الحمد بيدك يوم القيامة،تزفّ أنت و شيعتك يوم القيامة إلي الجنّة مع محمّد و حزبه إلي الجنان زفّا زفّا،قد أفلح من تولاّك و خسر من عاداك،فبحب محمد أحبوك،و مبغضوك لن تنالهم شفاعة محمد صلّي اللّه عليه و آله،ادن منّي صفوة اللّه،فأخذ رأس النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فوضعه في حجره(فذهب فرفع رسول اللّه رأسه)فقال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:«ما هذه الهمهمة»؟

فقال عليّ بما جري فقال:«يا عليّ لم يكن دحية و لكن كان جبرائيل،سمّاك باسم سمّاك اللّه به، فهو الذي ألقي محبتك في صدور المؤمنين و رهبتك في صدور الكافرين» (5).

السادس عشر: موفّق بن أحمد بإسناده عن يزيد بن اشراحيل كاتب عليّ قال:سمعت عليّا- كرّم اللّه وجهه-يقول:«حدّثني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أنا مسنده إلي صدري فقال لي:يا عليّ أ لم تسمع قول اللّه تعالي: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (6) أنت و شيعتك و موعدي و موعدكم الحوض،إذا جثت الأمم للحساب تدعون غرّا محجّلين» (7).

السابع عشر: موفّق بن أحمد بإسناده عن أبي هريرة و جابر قالا:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«عليّ بن

ص: 53


1- المناقب:/295ح 286 و تقدم الحديث في الباب 137.
2- في المصدر:يا أبا برزة.
3- في المصدر:أخي.
4- المناقب:/312ح 311 و تقدم.
5- المناقب:/323ح 329.
6- سوره 98 - آيه 7
7- المناقب:/265ح 247.

أبي طالب صاحب حوضي يوم القيامة،فيه اكواب كعدد النجوم،وسعة حوضي ما بين ايلة إلي صنعاء» (1).

الثامن عشر: موفّق بن أحمد بإسناده عن ابن عباس رحمه اللّه قال:سأل قوم النبيّ،فيمن نزلت هذه الآية؟

قال:«إذا كان يوم القيامة عقد لواء الحمد من نور أبيض و نادي مناد:ليقم سيّد المؤمنين و معه الذين آمنوا بعد بعث محمد صلّي اللّه عليه و آله،فيقوم عليّ بن أبي طالب عليه السّلام،فيعطي اللواء من النور الأبيض بيده و تحته جميع السابقين الأوّلين من المهاجرين و الأنصار،لا يخالطهم غيرهم حتّي يجلس علي منبر من نور ربّ العزّة،و يعرض الجميع عليه رجلا رجلا فيعطيه أجره و نوره،فإذا أتي علي آخرهم قيل قد عرفتم صفتكم و منازلكم في الجنّة،إن ربّكم يقول:إنّ لكم عندي مغفرة و أجرا عظيما يعني الجنّة،فيقوم عليّ و القوم تحت لوائه معه يدخل بهم الجنّة ثمّ يرجع إلي منبره،فلا يزال يعرض عليه جميع المؤمنين فيأخذ نصيبه منهم إلي الجنّة و ينزل (2)أقواما علي النار فذلك قوله تعالي: وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ (3) يعني السابقين الأوّلين و أهل الولاية له: وَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (4) يعني كفروا و كذّبوا بالولاية و بحق عليّ عليه السّلام» (5).

التاسع عشر: موفّق بن أحمد أيضا بإسناده عن أم سلمة قالت في حديث:لقد سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«عليّ مع القرآن و القرآن مع عليّ لن يفترقا حتّي يردا عليّ الحوض» (6).

العشرون: بالإسناد عن نافع عن عبد اللّه بن عمر قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ بن أبي طالب:«إذا كان يوم القيامة يؤتي بك يا عليّ علي الخبب من نور،و علي رأسك تاج قد اضاء نوره و كاد يخطف أبصار أهل الموقف،فيأتي النداء من عند اللّه جلّ جلاله:أين خليفة محمد رسول اللّه فيقول:ها أنا ذا،قال:فينادي المنادي:[يا عليّ]أدخل من أحبك الجنّة و من عاداك في النار،فأنت قسيم الجنّة و أنت قسيم النار» (7).

الحادي و العشرون: كتاب الفائق أن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال لعليّ:«أنت الذائد عن حوضي يوم القيامة،

ص: 54


1- المناقب:/310ح 308،و المعجم الأوسط:67/1.
2- في المصدر:و يترك.
3- سوره 57 - آيه 19
4- سوره 5 - آيه 10
5- أمالي الطوسي بتفاوت:/378ح 810،و تأويل الآيات:602/2.
6- مستدرك الصحيحين:124/3 و كنز العمّال/ح 1213.
7- بشارة المصطفي:/99ح 27.

تذود عنه الرجال كما يذاد البعير الضال عن الماء بعصا لك من عوسج،كأنّي أنظر إلي مقامك من حوضي» (1).

الثاني و العشرون: نافع عن ابن عمر قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«عليّ صاحب لوائي و أميني علي الحوض و معيني علي مفاتيح خزائن الجنّة» (2).

الثالث و العشرون: موفّق بن أحمد بإسناده عن أبي سعيد الخدري و أنس بن مالك قالا:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا عليّ أنت تبيّن لامتي ما اختلفوا فيه من بعدي،يا عليّ أنت تغسّل جثّتي و تؤدّي ديني و تواريني في حفرتي و تفي بذمّتي،و أنت صاحب لوائي في الدنيا و الآخرة» (3).

الرابع و العشرون: ابن المغازلي الشافعي في كتابه بإسناده قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ عليه السّلام:

«إنّك قسيم الجنّة و النار،و أنت تقرع باب الجنّة و تدخلها بغير حساب» (4).

الخامس و العشرون: ابن المغازلي الشافعي في كتاب المناقب قال:لما مرض الأعمش مرضه الذي مات فيه دخل عليه ابن شبرمة و ابن أبي ليلي و أبو حنيفة فقالوا:يا أبا محمد هذا آخر يوم من أيام الدنيا،و أوّل يوم من أيام الآخرة،و كنت تروي عن عليّ عليه السّلام،و كان السلطان يعترضك عليها و فيها تعيير بني أميّة،و لو كنت اقتصرت لكان الرأي فقال:أ لي تقولون هذا؟

أسندوني فسندوه فقال:حدّثني المتوكّل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إذا كان يوم القيامة قال اللّه تعالي لي و لعليّ عليه السّلام:ادخلا الجنّة من أحبكما،و أدخلا النار من أبغضكما،فيجلس عليّ عليه السّلام علي شفير جهنّم فيقول:هذا لي و هذا لك» (5).

السادس و العشرون: إبراهيم بن محمد الحمويني من فضلاء العامّة قال:حدّثني أبي رضي اللّه عنه قال:

أنبأنا سعد بن عبد اللّه قال:أنبأنا محمد بن أحمد بن يحيي (6)قال:أنبأنا العباس بن معروف قال:

أنبأنا أبو حفص العبدي عن أبي هارون العيدي عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إذا سألتم اللّه عزّ و جلّ فاسألوه إليّ الوسيلة»فسألت النبيّ عن الوسيلة فقال:«هي درجتي من الجنّة و هي ألف مرقاة ما بين المرقاة إلي المرقاة حضر الفرس الجواد شهرا و هي ما بين مرقاة جوهر إلي

ص: 55


1- المناقب:/109ح 116 باب 9،و المستدرك:138/2.
2- تاريخ دمشق:330/42 ط.دار الفكر.
3- مناقب الخوارزمي:/329ح 346،و كنز العمّال:612/11.
4- مناقب ابن المغازلي:/67ح 97،و الينابيع:249/1.
5- روي الحديث في مناقب الكلابي المطبوع بذيل مناقب ابن المغازلي:427 ح 3،و الحديث مروي في الصراط المستقيم: 247/1،و المناقب الكوفي:527/2 مسندا.
6- في المصدر:أحمد بن محمد بن عيسي.

مرقاة زبرجد و مرقاة ياقوت إلي مرقاة ذهب إلي مرقاة فضّة،فيؤتي بها يوم القيامة حتّي تنتصب مع درجة النبيّين فيه فهي درج النبيّين كالقمر بين الكواكب،فلا يبقي يومئذ نبي و لا صدّيق و لا شهيد إلاّ قال:طوبي لمن كان هذه الدرجة درجته فيأتي النداء من عند اللّه عزّ و جلّ يسمع النبيين و جميع الخلائق:هذه درجة محمد،فأقبل أنا يومئذ متئزّرا بريطة من نور الجنّة،عليّ تاج الملك و إكليل الكرامة،و عليّ بن أبي طالب أمامي و بيده لوائي و هو لواء الحمد مكتوب عليه:لا إله إلاّ اللّه،المفلحون هم الفائزون باللّه،فإذا مررنا بالنبيّين قالوا:هذان ملكان مقرّبان لم نعرفهما و لم نرهما،و إذا مررنا بالملائكة قالوا:هذان نبيّان مرسلان،حتّي أعلو درجة و عليّ يتّبعني حتّي إذا صرت في أعلي درجة منها و عليّ أسفل منّي بدرجة فلا يبقي يومئذ نبي و لا صديق و لا شهيد إلاّ قالوا:طوبي لهذين العبدين،ما أكرمهما علي اللّه!فيأتي النداء من قبل اللّه جل جلاله ليسمع النبيّين و الصدّيقين و الشهداء و المؤمنين:هذا حبيبي محمد،و هذا وليّي عليّ،طوبي لمن أحبه،و ويل لمن أبغضه و كذب عليه.

ثمّ قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:فلا يبقي يومئذ أحد أحبك يا عليّ إلاّ استروح إلي هذا الكلام و ابيضّ وجهه و فرح قلبه،و لا يبقي أحد ممن عاداك و نصب لك حربا(أو (1)جحدك حقا)إلاّ اسودّ وجهه و اضطربت قدماه،فبينا أنا كذلك إذ ملكان قد أقبلا إليّ أمّا أحدهما فرضوان خازن:الجنّة، و أمّا الآخر فمالك خازن النار،فيدنو رضوان فيقول:السلام عليك يا أحمد فأقول السلام عليك أيّها الملك من أنت؟

فما أحسن وجهك و أطيب ريحك فيقول:أنا رضوان خازن الجنّة و هذه مفاتيح الجنّة بعث بها إليك ربّ العزّة،فخذها يا أحمد،فأقول:قد قبلت ذلك من ربّي فله الحمد علي ما فضلني به، ادفعها إلي أخي عليّ بن أبي طالب،ثمّ يرجع رضوان فيدنو مالك فيقول:السلام عليك يا أحمد، فأقول:السلام عليك أيّها الملك،من أنت؟ما أقبح وجهك و أنكر رؤيتك،فيقول:أنا مالك خازن النار و هذه مقاليد النار بعث بها إليك ربّ العزّة فخذها يا أحمد،فأقول:قد قبلت ذلك من ربي فله الحمد علي ما فضلني به،ادفعها إلي أخي عليّ بن أبي طالب،ثمّ يرجع مالك فيقبل عليّ و معه مفاتيح الجنّة و مقاليد النار حتّي يقف علي عجرة جهنّم و قد تطاير شررها و علا زفرها و اشتد حرّها،و عليّ آخذ بزمامها فتقول له جهنّم:جرني يا عليّ فقد أطفأ نورك لهبي،فيقول لها عليّ عليه السّلام:قرّي يا جهنّم،خذي هذا و اتركي هذا خذي هذا عدوي و اتركي هذا،وليي،فلجهنم

ص: 56


1- زيادة ليست في المصدر.

يومئذ أشد مطاوعة لعليّ من غلام احدكم لصاحبه،فإن شاء يذهبها يمنة و إن شاء يذهبها يسرة، و لجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعليّ فيما يأمرها به من جميع الخلائق» (1).

السابع و العشرون و مائة: صاحب الأربعين حديث عن الأربعين صحابي و هو الحديث الرابع عشر قال:حدّثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن الخطيب الدينوري بقراءتي عليه،حدّثني أبو الحسن عليّ بن أحمد البزاز بسامراء في جمادي الآخرة سنة اثنتين و تسعين[و مائتين]قال:حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن المسرور الهاشمي الحلبي،حدّثنا عليّ بن عادل القطان بنصيبين،حدّثنا محمد بن تميم الواسطي،حدّثنا الحماني عن شريك.

قال:كنت عند سليمان الأعمش في مرضه الذي قبض فيه؛إذ دخل عليه ابن أبي ليلي و ابن شبرمة و أبو حنيفة،فأقبل أبو حنيفة علي سليمان الأعمش فقال:يا سليمان اتق اللّه وحده لا شريك له و اعلم أنك في أوّل يوم من أيام الآخرة و آخر يوم من أيام الدنيا،و قد كنت تروي في عليّ بن أبي طالب أحاديث لو أمسكت عنها لكان أفضل.

فقال سليمان الأعمش:لمثلي يقال هذا؟اقعدوني و سنّدوني ثمّ أقبل علي أبي حنيفة فقال:يا أبا حنيفة،حدّثني أبو المتوكّل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إذا كان يوم القيامة يقول اللّه عزّ و جلّ لي و لعليّ بن أبي طالب:ادخلا الجنّة من أحبّكما،و النار من أبغضكما، و هو قول اللّه عزّ و جلّ: أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنِيدٍ (2) .

قال أبو حنيفة:قوموا بنا لا يأتي بشيء هو أعظم من هذا.

قال الفضل:سألت الحسن بن عليّ عليه السّلام فقلت:من الكفار؟

فقال:«الكافر بجدّي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله».

و من العنيد؟

قال:«الجاحد حق عليّ بن أبي طالب» (3).

الثامن و العشرون: أبو الحسن محمد بن شاذان الفقيه في المناقب المائة لعليّ عليه السّلام و بنيه الأئمّة عليهم السّلام من طريق العامّة قال:الثالث و العشرون عن الباقر عليه السّلام عن أبيه عليّ بن الحسين عن أبيه الحسين بن عليّ عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سئل عن قوله تعالي: أَلْقِيا فِي (4)

ص: 57


1- فرائد السمطين:/106/1ب /19ح 76.
2- سوره 50 - آيه 24
3- الأربعين لمنتخب الدين:52،و شواهد التنزيل:264/2،و بشارة المصطفي:/89ح 21.
4- سوره 50 - آيه 24

جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنِيدٍ (1) :يا عليّ إذا جمع الناس (2)يوم القيامة في صعيد واحد كنت أنا و أنت يومئذ عن يمين العرش،فيقول اللّه تعالي:يا محمد و يا عليّ قوما و ألقيا من أبغضكما و خالفكما و كذّبكما في النار» (3).

و قد تقدّم في هذه الآية بمعني ذلك و إنّ عليّا عليه السّلام قسيم الجنّة و النار من طريق العامّة روايات كثيرة.

ص: 58


1- سوره 50 - آيه 24
2- في المصدر:الخلائق.
3- مائة منقبة:48.

الباب الأربعون و المائة

في أنّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قسيم الجنّة و النار

من طريق الخاصّة و فيه ثمانية عشر حديثا الأوّل: عليّ بن إبراهيم في تفسيره قال:حدّثني أبو القاسم الحسيني قال:حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات قال:حدّثنا محمد بن أحمد بن حسان قال:حدّثنا محمد بن مروان عن عبيد بن يحيي عن محمد بن الحسين عن عليّ بن الحسين عن أبيه عن جده عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام في قوله تعالي أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنِيدٍ (1) قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إن اللّه تعالي إذا جمع الناس يوم القيامة في صعيد واحد كنت أنا و أنت يومئذ عن يمين العرش،ثمّ يقول تبارك و تعالي لي و لك:قوما فألقيا من أبغضكما و كذّبكما في النار» (2).

الثاني: عليّ بن إبراهيم أيضا قال:حدّثنا أبي عن عبد اللّه بن المغيرة الخزاز عن ابن سنان عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:إذا سألتم اللّه فاسألوه إليّ الوسيلة،فسألنا النبيّ صلّي اللّه عليه و آله عن الوسيلة فقال:هي درجتي في الجنّة و هي ألف مرقاة جوهرة إلي مرقاة زبرجد إلي مرقاة لؤلؤ إلي مرقاة ذهب إلي مرقاة فضّة،فيؤتي بها يوم القيامة حتّي تنصب مع درجة النبيّين،فهي في درجة النبيّين كالقمر بين الكواكب،فلا يبقي يومئذ نبي و لا شهيد و لا صدّيق إلاّ قال:طوبي لمن هذه درجته،فينادي المنادي و يسمع النداء جميع النبيّين و الصدّيقين و الشهداء و المؤمنين:هذه درجة محمد صلّي اللّه عليه و آله،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:فاقبل يومئذ مؤتزرا بريطة من نور،علي رأسي تاج الملك مكتوب عليه،لا إله إلاّ اللّه،محمد رسول اللّه،عليّ وليّ اللّه المفلحون هم الفائزون باللّه،فإذا مررنا بالنبيين قالوا:هذان ملكان مقربان،و إذا مررنا بالملائكة قالوا:هذان ملكان لم نعرفهما و لم نرهما،أو قالوا:هذان نبيّان مرسلان،حتّي أعلو الدرجة و عليّ يتبعني حتّي إذا صرت في أعلي درجة منها و عليّ أسفل منّي و بيده لوائي،فلا يبقي يومئذ نبيّ و لا مؤمن إلاّ رفعوا رءوسهم إليّ يقولون:طوبي لهذين العبدين ما أكرمهما علي اللّه فينادي المنادي يسمع النبيّين و جميع الخلائق:هذا حبيبي محمّد،و هذا وليّي عليّ بن أبي طالب،طوبي لمن أحبّه و ويل لمن أبغضه

ص: 59


1- سوره 50 - آيه 24
2- تفسير القمّي:324/2.

و كذّب عليه.

ثمّ قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا عليّ فلا يبقي يومئذ في مشهد القيامة أحد يحبّك إلاّ استروح (1)إلي هذا الكلام و ابيضّ وجهه و فرح قلبه،و لا يبقي أحد ممّن عاداك و نصب لك حربا أو جحد لك حقا إلاّ اسودّ وجهه و اضطربت قدماه،فبينا أنا كذلك إذا بملكين قد أقبلا[إليّ]أمّا أحدهما فرضوان خازن الجنان،و أمّا الآخر فمالك خازن النار،فيدنو إليّ رضوان فيسلّم عليّ و يقول:

السلام عليك يا نبي اللّه،فأردّ عليه السلام فأقول:من أنت أيّها الملك الطيّب الريح الحسن الوجه الكريم علي ربّه؟

فيقول:أنا رضوان خازن الجنّة أمرني ربّي أن آتيك بمفاتيح الجنّة،فخذها يا رسول اللّه (2)، فأقول:[قد]قبلت ذلك من ربّي فله الحمد علي ما أنعم به عليّ،فادفعها إلي أخي عليّ بن أبي طالب،فيدفعها إليه و يرجع رضوان.

ثمّ يدنو مالك خازن النار فيسلّم عليّ و يقول:السلام عليك يا حبيب اللّه،فأقول له:و عليك السلام أيّها الملك،ما أنكر رؤيتك و أقبح وجهك!من أنت؟

فيقول:أنا مالك خازن النار أمرني ربّي أن آتيك بمفاتيح النار،فأقول:قد قبلت ذلك من ربّي فله الحمد علي ما أنعم به عليّ و فضّلني به،ادفعها إلي أخي عليّ بن أبي طالب،فيدفعها إليه،ثمّ يرجع مالك فيقبل عليّ و معه مفاتيح الجنّة و مقاليد النار حتّي يقعد علي حجرة (3)جهنّم و يأخذ زمامها بيده و قد علا زفيرها و اشتدّ حرّها[و كثر شرارها]فتنادي جهنّم:يا عليّ جزني فقد أطفأ نورك لهبي،فيقول لها علي:أقرّي يا جهنّم،ذري هذا وليّي،و خذي هذا عدوي،فلجهنّم يومئذ أشدّ مطاوعة لعليّ من غلام أحدكم لصاحبه فإن شاء يذهب به يمنة و إن شاء يذهب به يسرة و لجهنّم يومئذ أشدّ مطاوعة لعليّ فيما يأمرها به من جميع الخلائق،و ذلك أن عليّا[يومئذ]قسيم الجنّة و النار» (4).

الثالث: الشيخ في أماليه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في قوله عزّ و جلّ أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنِيدٍ مَنّاعٍ (5) قال:«نزلت فيّ و في عليّ بن أبي طالب،و ذلك إنّه إذا كان يوم القيامة شفّعني ربّي و شفّعك يا عليّ و كساني و كساك يا عليّ.ثمّ قال لي و لك يا علي:ألقيا في جهنّم كلّ من أبغضكما و أدخلا

ص: 60


1- أي وجد الراحة و اللذة.
2- في المصدر:يا محمد.
3- في المصدر:يقف علي شفير.
4- تفسير القمّي:326/2،و تأويل الآيات:148/1.
5- سوره 50 - آيه 24

الجنّة كلّ من أحبّكما،فإنّ ذلك هو المؤمن» (1).

الرابع: محمد بن يعقوب عن أحمد بن مهران عن محمد بن عليّ و محمد بن يحيي عن أحمد ابن محمد جميعا عن محمد بن سنان عن المفضّل عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«كان أمير المؤمنين عليه السّلام كثيرا ما يقول:أنا قسيم اللّه بين الجنّة و النار،و أنا الفاروق الأكبر،و أنا صاحب العصا و الميسم» (2).

الخامس: محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد الأشعري عن معلّي بن محمد بن محمد بن جمهور القمّي عن محمد بن سنان قال:حدّثنا المفضّل بن عمر قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام ثمّ ذكر الحديث (3).

السادس: محمد بن يعقوب عن عليّ بن محمد و محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن محمد ابن الوليد شباب الصيرفي قال:حدّثنا سعيد الأعرج قال:دخلت أنا و سليمان بن خالد علي أبي عبد اللّه عليه السّلام و ذكر الحديث إلي أن قال عليه السّلام:«قال أمير المؤمنين عليه السّلام:أنا قسيم اللّه بين الجنّة و النار، و أنا الفاروق الأكبر،و أنا صاحب العصا و الميسم» (4).

السابع: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدّثنا أحمد بن يحيي بن زكريا أبو العبّاس القطان قال:حدّثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال:حدّثنا عبد اللّه بن داهر قال:حدّثنا أبي عن محمد بن سنان عن المفضّل بن عمر قال:قلت:لأبي عبد اللّه عليه السّلام جعفر بن محمد الصادق عليه السّلام:لم صار أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قسيم الجنّة و النار؟

قال:«لأنّ حبّه إيمان و بغضه كفر،و إنّما خلقت الجنّة لأهل الإيمان و خلقت النار لأهل الكفر، فهو عليه السّلام قسيم الجنّة و النار لهذه العلّة،فالجنّة لا يدخلها إلاّ أهل محبته،و النار لا يدخلها إلاّ أهل بغضه»قال المفضّل فقلت:يا بن رسول اللّه فالأنبياء و الأوصياء عليهم السّلام كانوا يحبّونه و أعداؤهم كانوا يبغضونه؟

قال:«نعم».

قلت:فكيف ذلك؟

قال:«أ ما علمت أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال يوم خيبر:لأعطينّ الراية غدا رجلا يحب اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله،ما يرجع حتّي يفتح اللّه علي يديه،فدفع الراية إليّ عليّ عليه السّلام ففتح اللّه عزّ و جلّ علي

ص: 61


1- أمالي الطوسي:/368مجلس /13ح 33.
2- اصول الكافي:196/1 ح 1.
3- المصدر السابق:197/1.
4- المصدر السابق:ح 2.

يديه»؟

قلت:بلي.

قال:«أ ما علمت أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لما أتي بالطائر المشوي قال:اللّهمّ ايتني بأحب خلقك إليك و إليّ يأكل معي من هذا الطائر،و عني به عليّا عليه السّلام»؟

قلت:بلي.

قال:«فهل يجوز ان لا يحب أنبياء اللّه و رسله و أوصياؤهم رجلا يحبّه اللّه و رسوله»؟

فقلت له:لا.

قال:«فهل يجوز أن يكون المؤمنون من أمّتهم لا يحبّون حبيب اللّه و رسوله و انبياءه عليهم السّلام»؟

قلت:لا.

قال:«فقد ثبت أن جميع أنبياء اللّه و رسله و جميع المؤمنين كانوا لعليّ بن أبي طالب محبين، و ثبت أن أعداءهم و المخالفين لهم كانوا لهم و لجميع أهل محبتهم مبغضين»؟

قلت:نعم.

قال:«فلا يدخل الجنّة إلاّ من أحبّه من الأوّلين و الآخرين،و لا يدخل النار إلاّ من أبغضه من الأوّلين و الآخرين،فهو إذا قسيم الجنّة و النار».

قال المفضّل بن عمر فقلت:يا ابن رسول اللّه فرّجت عنّي فرّج اللّه عنك فزدني ممّا علّمك اللّه.

قال:«سل يا مفضّل».

قلت له:يا ابن رسول اللّه فعليّ بن أبي طالب عليه السّلام يدخل محبّه الجنّة و مبغضه النار أو رضوان و مالك؟

فقال:«يا مفضّل أ ما علمت أنّ اللّه تبارك و تعالي بعث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو روح إلي الأنبياء عليهم السّلام و هم أرواح قبل أن يخلق الخلق بألفي عام»؟

قلت:بلي.

قال:«أ ما علمت أنّه دعاهم إلي توحيد اللّه و طاعته و اتباع أمره و وعدهم الجنّة علي ذلك، و أوعد من خالف ما أجابوا إليه و أنكره النار»؟

قلت:بلي.

قال:«أ و ليس النبيّ صلّي اللّه عليه و آله ضامن لما وعد و أوعد عن ربّه عزّ و جلّ»؟

قلت:بلي.

ص: 62

قال:«أو ليس عليّ بن أبي طالب خليفته و إمام أمّته»؟

قلت:بلي.

قال:«أو ليس رضوان و مالك من جملة الملائكة،و المستغفرين لشيعته الناجين بمحبّته»؟

قلت:بلي.

قال:«فعليّ بن أبي طالب عليه السّلام إذا قسيم الجنّة و النار عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و رضوان و مالك صادران عن أمره بأمر اللّه تبارك و تعالي،يا مفضّل خذ هذا فإنّه من مخزون العلم و مكنونه،لا تخرجه إلاّ إلي أهله» (1).

الثامن: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رحمه اللّه قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال:حدّثنا الحسن بن عرفة بسرّ من راي قال:حدّثنا وكيع قال:حدّثنا محمد بن إسرائيل قال:حدّثنا أبو صالح عن أبي ذر رحمه اللّه قال:كنت أنا و جعفر بن أبي طالب عليه السّلام مهاجرين إلي بلاد الحبشة فأهديت لجعفر جارية قيمتها أربعة آلاف درهم،فلمّا قدمنا المدينة أهداها لعليّ عليه السّلام تخدمه،فجعلها عليّ عليه السّلام في منزل فاطمة، فدخلت فاطمة عليها السّلام يوما فنظرت إلي رأس عليّ عليه السّلام في حجر الجارية فقالت:«يا أبا الحسن فعلتها»؟

فقال عليه السّلام:«لا و اللّه يا بنت محمّد،ما فعلت شيئا فما الذي تريدين»؟

فقالت عليها السّلام:«تأذن لي في المسير إلي منزل أبي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله».

فقال لها:قد اذنت لك،فتجلببت بجلبابها و تبرقعت ببرقعها و أرادت النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فهبط جبرائيل فقال:يا محمد ان اللّه يقرئك السلام و يقول:إنّ هذه فاطمة قد أقبلت إليك تشكو عليّا فلا تقبل منها في عليّ شيئا،فدخلت فاطمة فقال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«جئت تشكين عليا؟»قالت:«أي و رب الكعبة»فقال:«ارجعي إليه فقولي له:رغم أنفي لرضاك»فرجعت إلي علي عليه السّلام فقالت له:«يا أبا الحسن رغم أنفي لرضاك»تقولها ثلاثا فقال عليّ عليه السّلام:«تشكينني (2)إلي خليلي و حبيبي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،وا سوأتاه من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،أشهد اللّه يا فاطمة أن الجارية حرة لوجه اللّه و أن الأربعمائة الدرهم التي فضلت من عطائي صدقة علي فقراء المدينة»ثم تلبّس و انتعل و أراد النبي فهبط جبرائيل فقال:يا محمد إن اللّه يقرئك السلام و يقول لك:قل لعلي قد أعطيتك الجنة بعتقك الجارية في رضا فاطمة و النار بالأربعمائة الدرهم التي تصدقت بها،فأدخل الجنة من شئت برحمتي (3)، فعندها قال علي عليه السّلام:«أنا قسيم اللّه بين الجنة و النار» (4).

ص: 63


1- علل الشرائع:/162/1باب /130ح 1.
2- في المصدر:شكوتيني.
3- في المصدر:بعفوي.
4- علل الشرائع:164/1 ح 2 باب 130.

التاسع: الشيخ في أماليه عن أبي محمد الفحام قال:حدّثني عمي قال:حدّثني إسحاق بن عبدوس قال:حدّثني محمد بن بهار بن عمار قال:حدّثنا زكريا بن يحيي عن جابر عن إسحاق بن عبد اللّه بن الحارث عن أبيه عن أمير المؤمنين قال:«أتيت النبي صلّي اللّه عليه و آله و عنده أبو بكر و عمر، فجلست بينه و بين عائشة فقالت لي عائشة:ما وجدت إلاّ فخذي أو فخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟ فقال صلّي اللّه عليه و آله:مه يا عائشة لا تؤذيني في عليّ فإنه أخي في الدنيا و أخي في الآخرة،و هو أمير المؤمنين،يجعله اللّه يوم القيامة علي الصراط فيدخل أولياءه الجنة و أعداءه النار» (1).

العاشر: الشيخ في أماليه قال أبو محمد الفحام:و في هذا المعني حدّثني أبو الطيب محمد بن فرحان الدوري قال:حدّثنا محمد بن علي بن فرات الدهان قال:حدّثنا سفيان بن وكيع عن أبيه عن الأعمش عن ابن المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يقول اللّه تعالي يوم القيامة لي و لعلي بن أبي طالب:أدخلا الجنة من أحبكما و أدخلا النار من أبغضكما و ذلك قوله أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنِيدٍ (2) » (3). (4)

الحادي عشر: الشيخ في مجالسه قال:أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال:حدّثنا إبراهيم بن جعفر بن عمر العسكري بالمصيصة قال:حدّثنا عبد اللّه بن الهيثم عن عبد اللّه الانماطي البغدادي بحلب قال:حدّثنا الحسن بن سعيد النخعي بن عم شريك قال:حدّثني شريك بن عبد اللّه القاضي قال:حضرت الأعمش في علّته التي قبض فيها،فبينا أنا عنده إذ دخل عليه ابن شبرمة و ابن أبي ليلي و أبو حنيفة و سألوه عن حاله،فذكر ضعفا شديدا و ذكر ما يتخوف من خطيئاته،و أدركته رنة فبكي فأقبل عليه أبو حنيفة فقال:يا أبا محمد اتق اللّه و انظر نفسك فإنك في آخر يوم من أيام الدنيا و أول يوم من أيام الآخرة،و قد كنت تحدث في عليّ بن أبي طالب بأحاديث لو رجعت عنها لكان خيرا لك،قال الأعمش:مثل ما ذا يا نعمان؟قال:مثل حديث عباية:أنا قسيم النار،قال:و لمثلي تقول يا يهودي؟أقعدوني و سنّدوني،أقعدوني،حدّثني-و الذي إليه مصيري-موسي بن ظريف و لم ار أسديا كان خيرا منه قال:سمعت عباية بن ربعي إمام الحي فقال:سمعت عليا عليه السّلام يقول:«أنا قسيم النار أقول:هذا وليّي دعيه،و هذا عدوّي خذيه»،و حدّثني أبو المتوكل الناجي في إمرة الحجاج و كان يشتم عليا شتما مقذعا-يعني الحجاج-عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إذا كان يوم القيامة يأمر اللّه عز و جل فأقعد أنا و عليّ بن أبي طالب علي الصراط و يقال

ص: 64


1- أمالي الطوسي:562/290.
2- سوره 50 - آيه 24
3- سورة ق:24.
4- أمالي الطوسي:563/290.

لنا:أدخلا الجنّة من آمن بي و أحبّكما،و أدخلا النار من كفر بي و أبغضكما».

قال أبو سعيد قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ما آمن باللّه من لم يؤمن بي،و لم يؤمن بي من لم يتولّ-أو قال-لم يحب عليا»و تلا أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنِيدٍ (1) (2)قال:فجعل أبو حنيفة إزاره علي رأسه و قال:قوموا بنا لا يجيئنا أبو محمد بأطمّ من هذا.قال الحسين بن سعيد قال لي شريك بن عبد اللّه فما أمسي-يعني الأعمش-حتي فارق الدنيا. (3)

الثاني عشر: أبو عبد اللّه في الأحاديث الأربعين عن أربعين صحابيا قال:أخبرنا أبو الحسن بن أبي طالب هموسة الفزاري المقري قال:حدّثنا أبو الحسين يحيي بن الحسين بن إسماعيل الحسني الحافظ إملاء،أخبرنا أبو نصر أحمد بن مروان بن عبد الوهاب المقرئ المعروف بالخباز بقراءتي عليه،حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عبد اللّه الطبري المقرئ المعدل قراءة عليه و أنا أسمع، حدّثنا القاضي أبو الحسين عمر بن الحسن بن مالك الشيباني،حدّثنا إسحاق بن محمد بن أبان النخعي القاضي قال:كنا عند الأعمش في المرض الذي مات فيه فدخل عليه أبو حنيفة و ابن أبي ليلي،فالتفت أبو حنيفة و كان أكبرهم و قال له:يا أبا محمد اتق اللّه فإنك في أول يوم من أيام الآخرة و آخر يوم من أيام الدنيا،و قد كنت تحدّث في علي بن أبي طالب بأحاديث لو أمسكت عنها لكان خيرا لك قال:فقال الأعمش:لمثلي يقال هذا؟أسندوني،حدّثني أبو المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إذا كان يوم القيامة يقول اللّه عز و جل لي و لعليّ بن أبي طالب:أدخلا النار من أبغضكما و أدخلا الجنة من أحبكما و ذلك قوله تعالي أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنِيدٍ (4) ».

قال فقام أبو حنيفة و قال:قوموا لا يأتي بما هو أطمّ من هذا،فو اللّه ما جزنا بابه حتي مات الأعمش رحمة اللّه عليه. (5)

الثالث عشر: محمد بن العباس رحمه اللّه عن أحمد بن هودة الباهلي عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد اللّه بن حماد عن شريك قال:بعث الأعمش و هو شديد المرض فأتيناه و قد اجتمع عنده أهل الكوفة و فيهم أبو حنيفة و ابن قيس الماصر فقال لابنه:يا بني اجلسني فاجلسه فقال:يا أهل الكوفة إن أبا حنيفة و ابن قيس الماصر أتياني فقالا:إنك قد حدّثت في عليّ بن أبي طالب أحاديث فارجع عنها فإن التوبة مقبولة ما دامت الروح في البدن،فقلت لهما:مثلكما يقول لمثلي هذا؟أشهدكم يا

ص: 65


1- سوره 50 - آيه 24
2- سورة ق:24.
3- أمالي الطوسي 1294/629.
4- سوره 50 - آيه 24
5- بحار الانوار 357/43 ح 66.

أهل الكوفة فإني في آخر يوم من أيام الدنيا و أول يوم من أيام الآخرة أني سمعت عطاء بن رياح يقول:سألت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عن قول اللّه عز و جل أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنِيدٍ (1) فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنا و علي نلقي في جهنم كل من عادانا»فقال أبو حنيفة لابن قيس:قم بنا لا يجيء ما هو أعظم من هذا،فقاما و انصرفا. (2)

الرابع عشر: السيد المرتضي في كتاب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة عن القاضي الامين أبي عبد اللّه محمد بن عليّ بن محمد الحلابي المغازلي قال:حدّثنا أبي رحمه اللّه قال:أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن الحسن الدباس عن عليّ بن محمد بن مخلد عن جعفر بن حفص عن سواد بن محمد عن عبد اللّه بن نجيع عن محمد بن مسلم البطائحي عن محمد بن يحيي الأنصاري عن عمّه حارثة عن يزيد بن عبد اللّه بن مسعود عن أبيه قال:دخلت يوما علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا رسول اللّه أرني الحق حتي اتبعه فقال صلّي اللّه عليه و آله:«يا بن مسعود لج المخدع فانظر ما ذا تري».فولجت فرأيت أمير المؤمنين عليه السّلام راكعا و ساجدا و هو يقول عقيب صلاته:اللهم بحرمة محمد عبدك و رسولك اغفر للخاطئين من شيعتي،قال ابن مسعود:فخرجت لأخبر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بذلك فوجدته راكعا و ساجدا و هو يقول:«اللهم بحرمة عبدك عليّ اغفر للخاطئين من أمتي»قال ابن مسعود:فأخذني الهلع حتي غشي عليّ فرفع النبي صلّي اللّه عليه و آله رأسي و قال:«يا بن مسعود أكفر بعد إيمان؟»فقلت:معاذ اللّه و لكني رأيت عليا يسأل اللّه تعالي بجاهك،و نظرت أليك و أنت تسأل اللّه تعالي بجاهه،فلا أعلم أيّكما أوجه عند اللّه من الآخر فقال:«يا بن مسعود إن اللّه خلقني و عليا و الحسن و الحسين من نور عظمته قبل الخلق بألفي عام حين لا تسبيح و لا تقديس،و فتق نوري فخلق منه السموات و الأرض،و أنا أفضل من السموات و الأرض،و فتق نور عليّ فخلق منه العرش و الكرسي و عليّ أجلّ من العرش و الكرسي،و فتق نور الحسن فخلق منه اللوح و القلم،و الحسن أجلّ من اللوح و القلم،و فتق نور الحسين فخلق منه الجنان و الحور العين،و الحسين أفضل منهما،فظلمت منهما المشارق و المغارب،فشكت الملائكة إلي اللّه عز و جل الظلمة و قالت:اللهم بحق هؤلاء الاشباح الذي خلقت إلاّ ما فرّجت عنا هذه الظلمة،فخلق اللّه عز و جل روحا و قرنها بأخري فخلق منهما نورا ثم أضاف النور إلي الروح فخلق منها الزهراء عليها السّلام،فمن ذلك سمّيت الزهراء،فأضاء منها المشرق و المغرب.يا بن مسعود إذا كان يوم القيامة يقول اللّه عز و جل لي و لعلي:أدخلا النار من شئتما و ذلك قوله تعالي: أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنِيدٍ (3) فالكفار من جحد نبوّتي،و العنيد من

ص: 66


1- سوره 50 - آيه 24
2- بحار الانوار 273/24 ح 58.
3- سوره 50 - آيه 24

عاند عليا و أهل بيته و شيعته» (1).

الخامس عشر: شرف الدين النجفي قال ذكر:الشيخ في أماليه بإسناده عن رجاله عن الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قوله عز و جل أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنِيدٍ (2) قال:

نزلت فيّ و في عليّ بن أبي طالب،و ذلك أنه إذا كان يوم القيامة شفّعني ربي و شفّعك يا علي، و كساني و كساك يا علي،ثم قال لي و لك يا علي أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنِيدٍ (3) من أبغضكما، و أدخلا الجنة من أحبكما فإن ذلك هو المؤمن» (4).

السادس عشر: قال شرف الدين:و يؤيده ما روي بحذف الإسناد عن محمد بن حمران قال:

سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قوله أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنِيدٍ (5) فقال:«إذا كان يوم القيامة وقف محمد و عليّ علي الصراط فلا يجوز عليه إلاّ من كان معه براءة»قلت:و ما براءة؟قال:«ولاية عليّ ابن أبي طالب عليه السّلام و الأئمة من ولده عليهم السّلام،و ينادي مناد:يا محمد يا علي ألقيا في جهنم كل كفار بنبوتك و عنيد لعلي بن أبي طالب و الأئمة من ولده» (6).

السابع عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسي قال:حدّثنا العبّاس بن معروف عن عبد اللّه بن المغيرة قال:حدّثنا أبو حفص العبدي قال:حدّثنا أبو هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إذا سألتم اللّه لي فاسألوه الوسيلة»فسألنا النبي صلّي اللّه عليه و آله عن الوسيلة،فقال:«هي درجتي في الجنة و هي ألف مرقاة،ما بين المرقاة إلي المرقاة حضر الفرس الجواد شهرا،و هي ما بين مرقاة جوهر إلي مرقاة زبرجد إلي مرقاة ياقوت إلي مرقاة ذهب إلي مرقاة فضة،فيؤتي بها يوم القيامة حتي تنصب مع درجة النبيين،فهي في درج النبيين كالقمر بين الكواكب،فلا يبقي يومئذ نبي و لا صدّيق و لا شهيد إلاّ قال:طوبي لمن كانت هذه الدرجة درجته،فيأتي النداء من عند اللّه عز و جل يسمع النبيين و جميع الخلق:هذه درجة محمد،فأقبل أنا يومئذ متّزرا بريطة من نور علي تاج الملك و إكليل الكرامة،و عليّ بن أبي طالب أمامي و بيده لوائي و هو لواء الحمد مكتوب عليه:لا إله إلاّ اللّه المفلحون هم الفائزون باللّه،فإذا مررنا بالنبيين قالوا:هذان ملكان مقربان لم نعرفهما و لم نرهما، و إذا مررنا بالملائكة قالوا:هذان نبيّان مرسلان،حتي أعلو الدرجة و عليّ يتبعني حتي إذا صرت في أعلي درجة منها و عليّ أسفل منّي يومئذ نبي و لا صدّيق و لا شهيد إلاّ قال:طوبي لهذين

ص: 67


1- بحار الانوار 44/36 ح 81.
2- سوره 50 - آيه 24
3- سوره 50 - آيه 24
4- أمالي الشيخ الطوسي 782/368.
5- سوره 50 - آيه 24
6- بحار الانوار 72/32 ح 23.

العبدين،ما اكرمهما علي اللّه!فيأتي النداء من قبل اللّه جلّ جلاله يسمع النبيين و الصدّيقين و الشهداء و المؤمنين:هذا حبيبي محمد و هذا وليّي عليّ،طوبي لمن أحبّه و ويل لمن أبغضه و كذب عليه فلا يبقي يومئذ أحد أحبك يا علي إلاّ استروح إلي هذا الكلام و ابيضّ وجهه و فرح قلبه،و لا يبقي أحد ممن عاداك أو نصب لك حربا أو جحد لك حقا إلاّ اسودّ وجهه و اضطربت قدماه.

فبينما أنا كذلك إذا ملكان قد أقبلا إلي،أما أحدهما فرضوان خازن الجنة،و أما الآخر فمالك خازن النار،فيدنو رضوان فيقول:السلام عليك يا أحمد،فأقول:عليك السلام أيها الملك،من أنت؟فما أحسن وجهك و أطيب ريحك!فيقول:أنا رضوان خازن الجنة و هذه مفاتيح الجنّة بعث بها إليك رب العزة،فخذها يا أحمد،فأقول:قد قبلت ذلك من ربي فله الحمد علي ما فضّلني به،ادفعها إلي أخي عليّ بن أبي طالب،ثم يرجع رضوان فيدنو مالك فيقول:السلام عليك يا أحمد،فأقول السلام عليك أيها الملك،من أنت؟فما أقبح وجهك و أنكر رؤيتك؟ فيقول:أنا مالك خازن النار و هذه مقاليد النار بعث بها إليك رب العزة فخذها يا أحمد؟فأقول:

قد قبلت ذلك من ربي فله الحمد علي ما فضّلني به،ادفعها إلي أخي عليّ بن أبي طالب،ثم يرجع مالك فيقبل عليّ و معه مفاتيح الجنة و مقاليد النار حتي يقف علي عجزة جهنم و قد تطاير شررها و علا زفيرها و اشتد حرّها،و عليّ آخذ بزمامها و تقول له جهنم:جزني يا عليّ فقد اطفأ نورك لهبي فيقول لها عليّ:قرّي يا جهنم و خذي هذا،و اتركي هذا،خذي هذا عدوي و اتركي هذا وليي،فلجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعلي من غلام أحدكم لصاحبه،فإن شاء يذهبها يمنة و إن شاء يذهبها يسرة،و لجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعليّ فيما يأمرها به من جميع الخلائق» (1).

الثامن عشر: محمد بن يعقوب عن محمد بن عليّ بن معمر عن محمد بن عليّ بن عكاية التميمي عن الحسين بن النضر الفهري عن أبي عمر و الأوزاعي عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد قال:دخلت علي أبي جعفر عليه السّلام فقلت:يا بن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قد أرمضتني اختلاف الشيعة في مذاهبها فقال:«يا جابر أ لم اقفك علي معني اختلافهم من أين اختلفوا و من أي جهة تفرقوا؟» قلت:بلي يا بن رسول اللّه قال:«فلا تختلف إذا اختلفوا،يا جابر إن الجاحد لصاحب الزمان كالجاحد لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في أيامه،يا جابر اسمع وع».

قلت:إن شئت،قال:«اسمع وع و بلّغ حيث انتهت بك راحلتك:إن أمير المؤمنين عليه السّلام خطب

ص: 68


1- أمالي الصدوق 180/178،معاني الاخبار 1/116.

الناس بالمدينة بعد سبعة أيام من وفاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و ذلك حين فرغ من جمع القرآن و تأليفه قال:الحمد للّه الذي منع الأوهام أن تنال إلاّ وجوده،و حجب العقول أن تتخيل ذاته لامتناعها عن التشبيه و التشاكل،بل هو الذي لا يتفاوت في ذاته و لا يتبعّض بتجزئة العدد في كماله،فارق الاشياء لا علي اختلاف الاماكن،و يكون فيها لا علي وجه الممازجة،و علمها لا بالأداة لا يكون العلم إلاّ بها،و ليس بينه و بين معلومه علم غيره،بل كان عالما بمعلومه،إن قيل كان فعلي تأويل أزلية الوجود،و إن قيل لم يزل فعلي تأويل نفي العدم،فسبحانه و تعالي عن قول من عبد سواه و اتخذ إلها غيره علوّا كبيرا،نحمده بالحمد الذي ارتضاه من خلقه و أوجب قبوله علي نفسه، و أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له،و أشهد أن محمد عبده و رسوله،شهادتان،يرفعان القول و يضاعفان العمل،خفّ ميزان يرفعان منه و ثقل ميزان يوضعان فيه،و بهما الفوز بالجنة و النجاة من النار و الجواز علي الصراط،و بالشهادة يدخلون الجنّة و بالصلاة ينالون الرحمة، أكثروا من الصلاة علي نبيّكم إِنَّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَي النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً (1) (2)صلّي اللّه عليه و آله و سلم تسليما.

أيها الناس إنه لا شرف أعلي من الإسلام،و لا كرم أعزّ من التقوي،و لا معقل أحرز من الورع، و لا شفيع أنجح من التوبة،و لا لباس أجمل من العافية،و لا وقاية أمنع من السلامة،و لا مال أذهب بالفاقة من الرّضا بالقناعة،و لا كنز أغني من القنوع،و من تبصّر علي بلغة الكفاف فقد انتظم الراحة و تبوّأ خفض الدعة،و الرغبة مفتاح التعب،و الاحتكار مطية النصب،و الحسد آفة الدين، و الحرص داع إلي التقحم في الذنوب و هو داع إلي الحرمان،و البغي سائق إلي الحين،و الشره داع لمساوي العيوب،و ربّ طمع خائب و أمل كاذب و رجاء يؤدي إلي الحرمان و تجارة تؤدي إلي الخسران،ألا و من تورط في الأمور غير ناظر في العواقب فقد تعرض لمفضعات النوائب، و بئست القلادة قلادة الذنب للمؤمن.

أيها الناس إنه لا كنز أنفع من العلم،و لا عزّ أرفع من الحلم،و لا حسب أبلغ من الادب، و لا نصب أوضع من الغضب و لا جمال أزين من العقل،و لا سوءة أسوأ من الكذب،و لا حافظ أحفظ من الصمت،و لا غائب أقرب من الموت.

أيها الناس إنه من نظر في عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره،و من رضي برزق اللّه لم يأسف علي ما في يد غيره،و من سلّ سيف البغي قتل به،و من حفر لأخيه بئرا وقع فيها،و من هتك

ص: 69


1- سوره 33 - آيه 56
2- الأحزاب:56.

حجاب غيره انكشف عورات بيته،و من نسي زلله استعظم ذلك غيره،و من يعجب برأيه ضلّ، و من استغني بعقله زلّ،و من تكبر علي الناس ذلّ،و من سفه علي الناس شتم،و من خالط الأنذال حقر،و من حمل ما لا يطيق عجز.

أيها الناس إنه لا مال هو أعوذ من العقل،و لا فقر هو أشد من الجهل،و لا واعظا أبلغ من النصيحة،و لا عقل هو كالتدبير،و لا عبادة كالتفكر،و لا مظاهرة أوثق من المشاور،و لا وحشة أشد من العجب و لا ورع كالكف عن المحارم،و لا حلم كالصبر و الصمت.

أيها الناس في الانسان عشرة خصال يظهرها لسانه:شاهد بخبر عن الضمير،و حاكم يفصل بين الخطاب،و ناطق يرد به الجواب،و شافع يدرك به الحاجة،و واصف يعرف به الاشياء،و أمير يأمر بالحسن،و واعظ ينهي عن القبيح،و معز يسكن به الإخوان،و حاضر تجلي به الضغائن، و موثق تلتذ به الاسماع.

أيها الناس إنه لا خير في القول بالجهل،كما أنه لا خير في الصمت عن الحكم،و اعلموا أيها الناس أنه من لم يملك لسانه يندم،و من لا يعلم يجهل،و من لا يتحلم لا يحلم،و من لا يرتدع لا يعقل،و من لا يعقل يهن،و من يهن لا يوقر و من لا يوقر،يتوبخ،و من يكتسب مالا من غير حقه يصرفه في غير أجره،و من لا يدع و هو محمود يدع و هو مذموم،و من لم يعظ قاعدا منع قائما، و من يطلب العز بغير حق يذل،و من يغلب،بالجور يغلب و من عاند الحق لزمه الوهن،و من تفقه وقر،و من تكبر حقر و من لا يحسن لا يحمد.

أيها الناس إن المنية قبل الدنية،و التجلد قبل البلد،و الحساب قبل العقاب،و القبر خير من الفقر،و غض البصر خير من كثير النظر،و الدهر يوم لك و يوم عليك،فإذا كان لك فلا تبطر،و إذا كان عليك فاصبر،فكلاهما تمتحن.

أيها الناس أعجب ما في هذا الانسان قلبه،و له مواد من الحكمة و اضداد من خلافها،فإن سنح له الرجاء أذله الطمع،و إن هاج به الطمع أهلكه الحرص،و إن أهلكه الحرص اشتد به الإياس،و إن اشتد به الإياس قتله الأسف و إن عرض له الغضب اشتد به الغيض،و إن أسعد بالرضي نسي التحفظ،و إن ناله الخوف شغله الحذر،و إن اتسع له الأمر استلبته العزة،و إن جددت له نعمة أخذته العزة،و إن أفاد مالا أطغاه الغني،و إن عضته فاقة شغله البلاء و إن أصابته مصيبة فضحه الجزع،و إن أجهده الجوع قعد به الضعف،و إن أفرط في الشبع كظته البطنة،و كل تقصير به مضر، و كل إفراط له مفسد.

ص: 70

أيها الناس،إنه من قلّ ذلّ،و من جاد ساد،و من كثر ماله رأس،و من كثر حلمه نبل،و من فكّر في ذات اللّه تزندق،و من أكثر من شيء عرف به،و من كثر مزاحه استخفّ به،و من كثر ضحكه ذهبت هيبته فسد حسب من ليس له أدب،إن أفضل الفعال صيانة العرض بالمال،ليس من جالس الجاهل بذي معقول،و من جالس الجاهل فليستعدّ لقيل و قال،لن ينجو من الموت غني بماله، و لا فقير لإقلاله.

أيها الناس لو أن السلامة من الموت يشتري لاشتراه أهل الدنيا الكريم الأبلج و اللئيم الملهوج (1).

أيها الناس إن للقلوب شواهد تجري الأنفس عن مدرجة أهل التفريط و فطنة الفهم إلي المواعظ مما تدعو النفس إلي الحذر من الخطر،و للقلوب خواطر للهوي،و العقول تزجر و تنهي،و في التجارب علم مستأنف،و الاعتبار يقود إلي الرشاد،و كفاك أدبا لنفسك ما تكرهه لغيرك،عليك لأخيك المؤمن مثل الذي لك عليه،لقد خاطر من استغني برأيه،و التدبير قبل العمل فإنّه يؤمنك من الندم،و من استقبل وجوه الردي عرف مواقع الخطأ،و من أمسك عن الفضول عدلت رأيه العقول،و من حصن شهوته فقد صان قدره،و من أمسك لسانه أمنه قومه و نال حاجته،و في تقلّب الأحوال علم جواهر الرجال،و الأيام توضح لك السرائر الكامنة،و ليس في البرق الخاطف مستمتع لمن يخوض في الظلمة،و من عرف بالحكمة لحظته العيون بالوقار و الهيبة،و أشرف الغني ترك المني،و الصبر جنّة من الفاقة و الحرص علامة الفقر،و البخل جلباب المسكنة،و المودة قرابة مستفادة،و وصول معدم خير من جاف مكثر،و الموعظة كهف لمن وعاها،و من أطلق طرفه كثر أسفه و قد أوجب الدهر شكره علي من نال صوله،و قل ما ينصفك اللسان في نشر قبيح و إحسان،و من ضاق خلقه ملّه أهله،و من قدر استطال،و قل ما يصدقك الأمنيّة،و التواضع يكسوك المهابة،و في سعة الاخلاق كنوز الارزاق،كم من عاكف علي ذنبه في آخر أيام عمره،و من كساه الحياء ثوبه خفي علي الناس عيبه،انح القصد من القول فإن من تحرّي القصد خفت عليه المؤن،و في خلاف النفس رشدك،من عرف الأيام لم يغفل عن الاستعداد،ألا و إن مع كل جرعة شرقا و إن في كل أكلة تغصصا،و لا تنال نعمة إلاّ بزوال أخري،و لكل زمن قوت، و لكل حبة أكل،و أنت قوت الموت.

اعلموا أيها الناس أن من مشي علي وجه الأرض فإنه يصير إلي بطنها،و الليل و النهار

ص: 71


1- الملهوج:الحريص.

يتسارعان في هدم الأعمار،أيها الناس كفر النعمة لؤم،و صحبة الجاهل شؤم،و إن من الكرم لين الكلام،و من العبادة إظهار اللسان و افشاء السلام،إياك و الخديعة فإنّها من خلق اللئام،و ليس كل طالب يصيب و لا كل غائب يئوب،لا ترغب فيمن زهد فيك،ربّ بعيد أقرب من قريب،سل عن الرفيق قبل الطريق و عن الجار قبل الدار،ألا و من أسرع في المسير أدركه المقيل،استر عورة أخيك كما تعلمها فيك،اغفر زلة صديقك ليوم يركبك عدوك،من غضب علي من لا يقدر عليه علا ضرّه و طال حزنه،و عذّب نفسه،و من خاف ربه كفّ ظلمه.

و في نسخة:من خاف ربه كفي عذابه،و من لم يزغ في كلامه أظهر فخره،و من لم يعرف الخير من الشر فهو بمنزلة البهيمة،إن من الفساد إضاعة الزاد،ما أصغر المصيبة مع عظم الفاقة غدا، هيهات هيهات،و ما تناكرتم إلاّ لما فيكم من المعاصي و الذنوب،فما أقرب الراحة من التعب و البؤس من النعيم،و ما شرّ بشرّ بعده الجنة و ما خير بخير بعده النار،و كل نعيم دون الجنة محقور،و كل بلاء دون النار عافية،و عند تصحيح الضمائر تبدو الكبائر و تصفية العمل أشد من العمل،و تخليص النية من الفساد أشد علي العاملين من طول الجهاد،و هيهات،لو لا التقي كنت أدهي العرب.

أيها الناس إن اللّه عز و جل وعد نبيه محمد صلّي اللّه عليه و آله الوسيلة و وعده الحق و لن يخلف اللّه وعده،ألا و إن الوسيلة أعلي درج الجنة،و ذروة ذوائب الزلفة،و نهاية غاية الأمنيّة لها ألف مرقاة،ما بين المرقاة الي المرقاة حضر الفرس الجواد مائة عام-و في نسخة-ألف عام،و هو ما بين مرقاة درّه إلي مرقاة جوهرة إلي مرقاة زبرجدة إلي مرقاة لؤلؤة إلي مرقاة ياقوتة إلي مرقاة زمردة إلي مرقاة مرجان إلي مرقاة كافور إلي مرقاة عنبر إلي مرقاة يلنجوج إلي مرقاة ذهب إلي مرقاة فضة الي مرقاة غمام إلي مرقاة هواء إلي مرقاة نور،قد أنافت علي كل الجنان و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قاعد عليها مرتد بريطتين:ريطة من رحمة اللّه و ريطة من نور اللّه،عليه تاج النبوة و إكليل الرسالة،قد أشرق بنوره المحشر،و أنا يومئذ علي الدرجة الرفيعة و هي دون درجته،و عليّ ريطتان:ريطة من ارجوان النور،و ريطة من كافور،و الرّسل و الأنبياء قد وقفوا علي المراقي،و أعلام الازمنة و حجج الدهور عن أيماننا قد تجللتهم حلل النور و الكرامة،و لا يرانا ملك مقرب و لا نبي مرسل إلاّ بهت من نورنا و حجب من ضيائنا و جلالنا،و عن يمين الوسيلة عن يمين رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غمامة بسط البصر يأتي منها النداء:يا أهل الموقف طوبي لمن أحب الوصي و آمن بالنبي الأمي العربي،و من كفر به فالنار موعده،و عن يسار الوسيلة عن يسار رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ظلة يأتي منها النداء:يا أهل

ص: 72

الموقف طوبي لمن أحب الوصي و آمن بالنبي الأمي،و الذي له الملك الاعلي لا فاز أحد و لا نال الروح و الجنة إلاّ من لقي خالقه بالاخلاص لهما و الاقتداء بنجومهما،فأيقنوا يا أهل ولاية اللّه بياض وجوهكم و شرف مقعدكم و كرم مآبكم،و بفوزكم اليوم علي سرر متقابلين،و يا أهل الانحراف و الصدود عن اللّه عز ذكره و رسوله و صراطه و أعلام الازمنة أيقنوا بسواد وجوهكم و غضب ربكم جزاء بما كنتم تعملون،و ما من رسول سلف و لا نبي مضي إلاّ و قد كان مخبرا أمته بالمرسل الوارد من بعده،و مبشرا برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و موصيا قومه باتباعه و محلّيه عند قومه ليعرفوه بصفته يتبعوه علي شريعته و لئلاّ يضلوا فيه من بعده،فيكون من هلك و ضل بعد وقوع الإعذار و الإنذار عن بيّنة و تعيين حجة،ثم كانت الأمم في رجاء من الرسل و ورود من الأنبياء،و لئن أصيبت بفقد نبي بعد نبي علي عظم مصائبهم و فجائعها بهم فقد كانت علي سعة من الأمل،و لا مصيبة عظمت و لا رزية جلت كالمصيبة برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأن اللّه ختم به الإنذار و الإعذار و قطع به الاحتجاج و العذر بينه و بين خلقه و جعله بابه الذي بينه و بين عباده و مهيمنة الذي لا يقبل الاّ به و لا قربه إليه إلاّ بطاعته و قال في محكم كتابه مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللّهَ وَ مَنْ تَوَلّي (1) .

و من قوله: فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً (2) (3)فقرن طاعته بطاعته و معصيته بمعصيته فكان ذلك دليلا علي ما فوض إليه،و شاهدا له علي من اتبعه و عصاه،و بيّن ذلك في غير موضع من الكتاب العظيم فقال تبارك و تعالي في التحريض علي اتباعه و الترغيب في تصديقه و القبول لطاعته لدعوته قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ (4) (5)فاتباعه صلّي اللّه عليه و آله محبة اللّه و رضاه غفران الذنوب،و كمال الفوز و وجوب الجنة،و في التولّي عنه و الإعراض محادة اللّه و غضبه و سخطه و البعد منه مسكن النار و ذلك قوله: وَ مَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنّارُ مَوْعِدُهُ (6) (7)يعني الجحود به و العصيان له،فإن اللّه تبارك و تعالي اسمه امتحن بي عباده و قتل بيده اضداده و افني بسيفي جحّاده،و جعلني زلفة للمؤمنين و حياض موت علي الجبارين،و سيفه علي المجرمين و شدّ بيّ أزر رسوله،و أكرمني بنصره و شرفني بعلمه و حباني بأحكامه و اختصني بوصيته و اصطفاني بخلافته في أمته فقال و قد حشده المهاجرون و الأنصار و انغضت بهم المحافل.

أيها الناس إنّ عليا منّي كهارون من موسي إلاّ أنّه لا نبي بعدي،فعقل المؤمنون عن اللّه نطق

ص: 73


1- سوره 4 - آيه 80
2- سوره 4 - آيه 80
3- النساء:80.
4- سوره 3 - آيه 31
5- آل عمران:31.
6- سوره 11 - آيه 17
7- هود:17.

الرسول إذا عرفوني أني لست بأخيه لأبيه و أمه كما كان هارون أخا موسي لأبيه و أمه،و لا كنت نبيا فاقتضي بنبوة و لكن كان ذلك منه استخلافا لي كما استخلف موسي هارون عليه السّلام حيث يقول:

اخلفني في قومي و اصلح و لا تتبع سبيل المفسدين،و قوله صلّي اللّه عليه و آله حين تكلمت طائفة فقالت نحن موالي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فخرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي حجة الوداع ثم صار إلي غدير خم فأمر فاصطلح له شبه المنبر،ثم علاه و أخذ بعضدي حتي رؤي بياض إبطيه رافعا صوته قائلا في محفله:من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه،و كانت علي ولايتي ولاية اللّه،و علي عداوتي عداوة اللّه،و أنزل اللّه عز و جل في ذلك اليوم: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (1) (2)فكانت بولايتي كمال الدين و رضا الربّ جلّ ذكره،و أنزل اللّه تبارك و تعالي اختصاصا لي و تكرما نحلنيه و إعظاما و تفضيلا من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله منحنيه و هو قوله:

ثُمَّ رُدُّوا إِلَي اللّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَ هُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ (3) (4) في مناقب لو ذكرتها لعظم بها الارتفاع فطال لها الاستماع،و لئن تقمّصها دوني الأشقيان و نازعاني فيما ليس لهما بحق، و ركباها ضلالة و اعتقداها جهالة،فلبئس ما عليه وردا،و لبئس ما لأنفسهما مهّدا يتلاعنان في دورهما و يتبرءان كل منهما من صاحبه يقول لقرينه إذا التقيا:يا ليت بيني و بينك بعد المشرقين فبئس القرين،فيجيبه الاشقي علي رثوثه لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي وَ كانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً (5) (6)فأنا الذكر الذي عنه ضل،و السبيل الذي عنه مال، و الإيمان الذي به كفر،و القرآن الذي إياه هجر،و الدين الذي به كذب،و الصراط الذي عنه نكب و لأن رتعا في الحطام المنهزم و الغرور المنقطع و كانا منه علي شفا حفرة من النار،لهما علي شرّ ورود في أخيب وفود و ألعن مورود،يتصارخان باللعنة،و يتناعقان بالحسرة،ما لهما من راحة و لا عن عذابهما من مندوحة،إن القوم لم يزالوا عبّاد أصنام و سدنة أوثان يقيمون لها المناسك، و ينصبون لها العتائر و يتخذون لها القربان،و يجعلون لها البحيرة و الوصيلة و السائبة و الحام، و يستقسمون بالأزلام،عامهين عن اللّه عزّ ذكره،حائرين عن الرشا،مهطعين إلي البعاد و قد استحوذ عليهم الشيطان و غرهم سوء الجاهلية و رضعوا جهالة و انفضوا ضلالة،و أخرجنا اللّه إليهم رحمة و أطلعنا عليهم رأفة و أسفر بنا عن الحجب نورا لمن اقتبسه و فضلا لمن اتبعه و تأييدا لمن صدقه،فتبئوا العزّ بعد الذلة و الكثرة بعد القلة و هابتهم القلوب و الابصار،و أذعنت لهم

ص: 74


1- سوره 5 - آيه 3
2- المائدة 3.
3- سوره 6 - آيه 62
4- الانعام:62.
5- سوره 25 - آيه 28
6- الفرقان:28-29.

الجبابرة و طواغيتها و صاروا إلي أهل نعمة مذكورة و كرامة ميسورة و أمن بعد خوف و جمع بعد كون،و اضاءت بنا مفاخر معد بن عدنان،و أولجناهم باب الهدي و أدخلناهم دار السلامة و أشملناهم ثوب الإيمان،و فلحوا بنا في العالمين،و أبدت لهم أيام الرسول آثار الصالحين من حام مجاهد و مصلّ قانت و معتكف زاهد،يظهرون الأمانة و يأتون المثابة حتي إذا دعا اللّه عز و جل نبيه صلّي اللّه عليه و آله و رفعه إليه لم يك ذلك بعده إلاّ كلمحة من خفقة أو وميض من برقه،إلي أن رجعوا علي الأعقاب،و انتكصوا علي الأدبار،و طلبوا بالأوتار،و أظهروا الكتاب و ردموا الباب و قلوا الديار و غيروا آثار الرسول صلّي اللّه عليه و آله و رغبوا عن أحكامه و بعدوا عن أنواره و استبدلوا بمستخلفه بديلا اتخذوه و كانوا ظالمين،و زعموا أن من اختاروا من آل أبي قحافة أولي بمقام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ممن اختاره الرسول صلّي اللّه عليه و آله لمقامه،و إن مهاجر آل أبي قحافة خير من مهاجري الأنصاري الرباني،ناموس هاشم بن عبد مناف،ألا و إن أول شهادة زور وقعت في الإسلام شهادتهم أن صاحبهم مستخلف رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فلمّا كان من أمر سعد بن عبادة ما كان رجعوا عن ذلك و قالوا:إن رسول اللّه مضي و لم يستخلف،و كان رسول اللّه الطيب المبارك،أول مشهود عليه بالزور في الإسلام،و عن قليل يجدون غبّ ما أسسه الأولون،و لئن كانوا في مندوحة من المهل و شفاء من الأجل وسعة من المنقلب و استدراج من الغرور و سكون من الحال و ادراك من الامل، فقد أمهل اللّه عز و جل شداد بن عاد و ثمود بن عنود و بلعم بن باعور،و اسبغ عليهم نعمة ظاهرة و باطنة و أمدّهم بالأموال و الأعمار و أتتهم الأرض ببركاتها ليذكروا آلاء اللّه و ليعرفوا الإهابة له و الانابة إليه،و لينتهوا عن الاستكبار،فلمّا بلغوا المدّة و استتموا الأكلة أخذهم اللّه عز و جل و اصطلمهم،فمنهم من خصب و منهم من أخذته الصيحة و منهم من أحرقته الظلمة و منهم من أوردته الرجفة و منهم من أردته الخسفة فَما كانَ اللّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (1) (2)ألا و إن لكلّ أجل كتابا فإذا بلغ الكتاب أجله لو كشف لكم عما هو إليه الظالمون و آل إليه الأخسرون لهربتم إلي اللّه مما هم عليه مقيمون،إليه صائرون.

ألا و إني فيكم أيها الناس كهارون في آل فرعون،و كباب حطة في بني إسرائيل،و كسفينة نوح في قوم نوح،و إنّي النبأ العظيم و الصدّيق الأكبر و عن قليل ستعلمون ما توعدون،و هل هي إلاّ كلقمة الاكل و مذقة الشارب و خفقة الوسنان،ثم تلتزمهم المفرات خزي في الدنيا و يوم القيامة يردون إلي أشد العذاب و ما اللّه بغافل عما يعملون،فما جزاء من تنكب محجته و أنكر حجته

ص: 75


1- سوره 9 - آيه 70
2- التوبة:70.

و خالف هداته و حاد عن نوره و اقتحم في ظلمه و استبدل بالماء السّراب،و بالنعيم العذاب و بالفوز الشقاء،و بالسراء و الضراء و بالسعة الضنك إلاّ جزاء اقترافه و سوء خلافه،فليوقنوا بالوعد علي حقيقته و ليستيقنوا بما يوعدون: يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ إِنّا نَحْنُ نُحْيِي وَ نُمِيتُ وَ إِلَيْنَا الْمَصِيرُ يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً (1) (2)إلي آخر السورة (3).

ص: 76


1- سوره 50 - آيه 42
2- سورة ق:43-44.
3- الكافي 18/8-30.

الباب الحادي و الأربعون و المائة

في إمامة الإمام الثاني عشر من الأئمة الاثني عشر

و هم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و بنوه الأحد عشر الذين آخرهم القائم المنتظر المهدي إمام هذا العصر و الزمان من موت أبيه عليه السّلام حتي يظهره اللّه عز و جل بعد غيبته في آخر الزمان،فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا لنص رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليهم بعده بالإمامة و الخلافة و الوصاية من طريق العامة و الخاصة كما تقدم في هذا الكتاب،و هذا الباب فيه خصوص إثبات إمامة الإمام الثاني عشر المهديّ المنتظر إمام العصر.

من طريق العامة و فيه فصل فيه خمسة و ستون و المائة حديث:

الأول: في نسبه عند العامة و الخاصّة:هو الإمام محمد بن الإمام الحسن العسكري ابن الإمام عليّ الهادي ابن الإمام محمد الجواد ابن الإمام الرضا ابن الإمام موسي الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام زين العابدين ابن الإمام الحسين الشهيد ابن الإمام عليّ ابن أبي طالب عليه السّلام و أما الحديث الأول صدر الأئمة و أخطب الخطباء خطيب خوارزم و أبو المؤيد موفق أحمد المكي من أعيان علماء العامة في كتاب فضائل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال:حدّثني فخر القضاة نجم الدين بن أبي منصور محمد بن الحسين بن محمد البغدادي فيما كتب إليّ من همدان قال:أنبأنا الإمام الشريف نور الهدي أبو طالب الحسن بن علي الزيني قال:

أخبرنا إمام الأئمة محمد بن أحمد بن شاذان قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن عبد اللّه الحافظ قال:

حدّثنا عليّ بن سنان الموصلي عن أحمد بن محمد بن صالح عن سليمان بن محمد عن زياد بن مسلم عن عبد الرحمن بن زيد عن زيد بن جابر عن سلام عن أبي سليمان راعي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«ليلة أسري بي إلي السماء قال لي الجليل جلّ جلاله: آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ (1) فقلت:و المؤمنون،قال:صدقت يا محمد،قال:من خلّفت في أمتك؟قلت:خيرها،قال:عليّ بن أبي طالب؟قلت:نعم يا رب،قال:يا محمد إني اطلعت إلي الأرض اطّلاعة فاخترتك منها فشققت لك اسما من اسمائي فلا أذكر في موضع إلاّ ذكرت معي، فأنا المحمود و أنت محمد،ثم اطلعت الثانية فاخترت منها عليا و شققت له اسما من أسمائي

ص: 77


1- سوره 2 - آيه 285

فأنا الأعلي و هو علي.

يا محمد إني خلقتك و خلقت عليا و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة من ولده من سنخ نوري،و عرضت ولايتكم علي أهل السموات و الأرض،فمن قبلها كان عندي من المؤمنين،و من جحدها كان عندي من الكافرين،يا محمد لو أن عبدا من عبيدي عبدني حتي يتقطع أو يصير كالشن البالي،ثم جاءني جاحدا لولايتكم ما غفرت له حتي يقرّ بولايتكم،يا محمد تحب أن تراهم؟قلت:نعم يا رب فقال:التفت عن يمين العرش فالتفتّ فإذا أنا بعلي و فاطمة و الحسن و الحسين و عليّ بن الحسين و محمد بن عليّ و جعفر بن محمد و موسي بن جعفر و عليّ بن موسي و محمد بن علي و عليّ بن محمد و الحسن بن عليّ و المهدي عليهم السّلام في ضحضاح من نور قيام يصلون و هو في وسطهم-يعني المهدي-يضيء كأنّه كوكب درّي و قال:يا محمد هؤلاء الحجج،و هو الثائر من عترتك فو عزّتي و جلالي إنه الحجة الواجبة لأوليائي و المنتقم من أعدائي. (1)

الثاني: موفق بن أحمد هذا بالإسناد السابق عن الإمام محمد بن أحمد بن عليّ بن شاذان قال:حدّثنا محمد بن عليّ بن الفضل عن محمد بن القسم عن عباد بن يعقوب عن موسي بن عثمان قال:حدّثني أبو إسحاق عن الحرث و سعيد بن بشير عن عليّ بن أبي طالب صلّي اللّه عليه و آله قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنا واردكم علي الحوض،و أنت يا علي الساقي،و الحسن الذائذ،و الحسين الآمر، و عليّ بن الحسين الفارض،و محمد بن علي الناشر،و جعفر بن محمد السائق،و موسي بن جعفر محصي المحبين و المبغضين و قامع المنافقين،و عليّ بن موسي مزيّن المؤمنين،و محمد بن عليّ منزل أهل الجنة في درجاتهم،و عليّ بن محمد خطيب شيعته و مزوّجهم الحور العين،و الحسن ابن علي سراج أهل الجنة يستضيئون به،و المهدي شفيعهم يوم القيامة حيث لا يأذن اللّه إلاّ لمن شاء و يرضي» (2).

الثالث: إبراهيم بن محمد الحويني من أعيان علماء العامة في كتاب(فرائد السمطين في فضل المرتضي و البتول و السبطين)قال:أخبرني الشيخ الصالح صدر الدين إبراهيم بن الشيخ الإمام عماد الدين محمد بن شيخ الإسلام عمر بن محمد السهروردي،قلت له:أخبرك الشيخ أبو الحسن عليّ ابن عبد اللّه بن المغيرة البغدادي إجازة،بروايته عن أبي الفضل محمد بن ناصر السلامي إجازة، بروايته عن الحافظ أبي محمد الحسن بن أحمد السمرقندي إجازة،بروايته عن الحافظ قال:

ص: 78


1- مائة منقبة /39منقبة 17.
2- مائة منقبة /23منقبة 5.

حدّثني الشيخ الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن يعقوب الكلابادي البخاري،حدّثني محمد بن الحسن بن عليّ قال:أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن أحمد قال:أنبأنا إسماعيل بن أبي أوس قال:أنبأنا مالك بن أنس قال:أنبأنا محمد بن المنذر عن جابر بن عبد اللّه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من أنكر خروج المهدي فقد كفر بما أنزل علي محمد،و من أنكر نزول عيسي فقد كفر، و من أنكر خروج الدجال فقد كفر،و من لم يؤمن بالقدر خيره و شره من اللّه فقد كفر فإن جبرائيل عليه السّلام أخبرني بأنّ اللّه عز و جل يقول:من لم يؤمن بالقدر خيره و شره فليتخذ ربا غيري» (1).

الرابع: أبو الحسن محمد بن أحمد بن شاذان الفقيه من طريق العامة بحذف الإسناد عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،حدّثني جبرئيل عن ربّ العزة جلّ جلاله أنه قال:من علم أن لا إله إلاّ أنا وحدي،و أن محمدا عبدي و رسولي،و أن عليّ ابن أبي طالب خليفتي،و أن الأئمة من ولده حججي أدخلته الجنة برحمتي،و نجّيته من النار بعفوي،و أبحت له جواري،و أوجبت له كرامتي،و أتممت عليه نعمتي،و جعلته من خاصتي و خالصتي،إن ناداني لبيته و إن دعاني أجبته و إن سألني أعطيته و إن سكت ابتدأته و إن أساء رحمته و إن فرّ منّي دعوته و إن رجع إليّ قبلته و إن قرع بابي فتحته،و من لم يشهد أن لا إله إلاّ أنا وحدي،أو شهد بذلك و لم يشهد أن محمدا عبدي و رسولي،أو شهد بذلك و لم يشهد أن عليّ ابن أبي طالب خليفتي،أو شهد بذلك و لم يشهد أن الأئمة من ولده حججي فقد جحد نعمتي و صغّر عظمتي و كفر بآياتي و كتبي و رسلي،إن قصدني حجبته،و إن سألني حرمته،و إن ناداني لم أسمع نداءه،و إن دعاني لم استجب دعاءه،و إن رجاني خيبت رجاءه منّي،و ما أنا بظلام للعبيد.

فقام جابر بن عبد اللّه الأنصاري فقال:يا رسول اللّه و من الأئمة من ولد عليّ بن أبي طالب؟قال:

الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنة،ثم سيّد العابدين في زمانه عليّ بن الحسين،ثم الباقر محمد بن علي و ستدركه يا جابر فإذا أدركته فاقرأه منّي السلام،ثم الصادق جعفر بن محمد،ثم الكاظم موسي بن جعفر،ثم الرضا عليّ بن موسي،ثم التقي محمد بن عليّ،ثم النقي علي بن محمد ثم الزكي الحسن بن عليّ،ثم ابنه القائم بالحق مهديّ أمتي الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،و هؤلاء يا جابر خلفائي و أوصيائي و أولادي و عترتي،من أطاعهم فقد أطاعني و من عصاهم فقد عصاني و من أنكرهم أو أنكر واحدا منهم فقد أنكرني، و بهم يمسك اللّه السماء أن تقع علي الأرض و بهم يحفظ اللّه الأرض أن تميد بأهلها. (2)

ص: 79


1- فرائد السمطين 334/2 ح 585.
2- بحار الانوار 120/27 ح 99.

الخامس: إبراهيم بن محمد الحمويني في الكتاب المتقدم قال:أخبرني العلاّمة تاج الدين أبو المفاخر محمد بن أبي القسم الزوزني كتابة،و الشيخ تاج الدين عليّ بن الحب بن عبد اللّه الخازن شفاها،و الشيخ شمس الدين أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن قدامة الخطيب فيما كتب إلي،قالوا:أنبأنا مجد الدين أبو سعيد عبد اللّه بن عمر الصفار النيشابوري إجازة و أخبر به شيخنا أبو عمر عثمان بن الموفق بقراءتي عليه عن عبد الحميد بن محمد بن إبراهيم الخوارزمي أذنا،و عن الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن إجازة بروايتهما عن المقرئ ابن علي الحسن بن أحمد بن الحسن إجازة قال:أنبأنا أحمد بن جعفر بن مالك،أنبأنا عبد اللّه بن أحمد،أنبأنا أبي،أنبأنا عبد الرزاق،أنبأنا جعفر بن سليمان عن المعلّي بن يزيد،أنبأنا العلاء بن بشر أبي الصدّيق عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أبشّركم بالمهدي يبعث في أمتي علي اختلاف من الناس و زلازل،فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا،يرضي عنه ساكن السماء و ساكن الأرض،يقسم المال صحاحا»فقال له رجل:و ما صحاحا؟

قال:«السويّة بين الناس» (1).

السادس: الحمويني هذا قال:أخبرني مفيد الدين أبو جعفر محمد بن عليّ بن أبي الغنائم بن الجهم الحلي قال:أنبأنا القاضي خطير الدين محمود بن محمد بن الحسين بن عبد الجبار الطوسي، عن عمّه زين الدين عبد الجبار،عن أبيه عن الصفي أبي تراب ابن الداعي الحسني،عن أبي محمد جعفر بن محمد الدروستي،عن الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان الحارثي،عن أبي جعفر محمد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمي رضي اللّه عنه قال:أنبأنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي اللّه عنه قال:أنبأنا الحسين بن محمد بن عامر عن المعلّي بن محمد البصري،عن جعفر بن سليمان عن عبد اللّه بن الحكم عن أبيه عن سعيد بن جبير عن عبد اللّه بن العباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن خلفائي و أوصيائي و حجج اللّه علي الخلق بعدي الاثنا عشر،أولهم أخي و آخرهم ولدي»قيل:يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و من أخوك؟قال:«عليّ بن أبي طالب»

قيل:فمن ولدك؟

قال:«المهدي الذي يملؤها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،و الذي بعثني بالحق بشيرا و نذيرا لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتي يخرج فيه ولدي المهدي، فينزل روح اللّه عيسي ابن مريم فيصلي خلفه و تشرق الأرض بنور ربها و يبلغ سلطانه المشرق

ص: 80


1- فرائد السمطين 310/2 ح 561.

و المغرب» (1).

السابع: الحمويني هذا من كتابه السابق ذكره بإسناده إلي أبي جعفر بن بابويه رضي اللّه عنه قال:أنبأنا عليّ بن عبد اللّه الورّاق الرازي قال:أنبأنا سعد بن عبد اللّه قال:أنبأنا الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسين بن علوان عن عمرو بن خالد عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباته عن عبد اللّه بن عباس قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«أنا و عليّ و الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين مطهّرون معصومون» (2).

قال مؤلف هذا الكتاب:انظر إلي الحمويني هذا و هو من أعيان علماء العامة و روايته هذا الحديث،و هو عين مذهب الشيعة الاثني عشرية،فلم لم يتبع قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و يترك قول غيره؟إنّ هذا هو الخسران المبين،و قد تقدم من روايته و رواية غيره،و يأتي أيضا من النص من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي إمامة الأئمة الاثني عشر الذين أولهم عليّ بن أبي طالب و آخرهم المهدي صلوات اللّه عليهم أجمعين.

الثامن: الحمويني هذا من الكتاب هذا بالإسناد إلي ابن بابويه قال:أنبأنا أحمد بن الحسن القطان قال:أنبأنا أحمد بن يحيي بن زكريا القطان قال:أنبأنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال:أنبأنا الفضل بن صفر العبدي قال:أنبأنا معاوية عن الأعمش عن عباية بن ربعي عن عبد اللّه بن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنا سيّد النبيين و عليّ بن أبي طالب سيّد الوصيين و إنّ أوصيائي بعدي اثنا عشر،أولهم عليّ بن أبي طالب و آخرهم المهدي» (3).

التاسع: الحمويني هذا قال:أخبرنا شيخنا العلامة نجم الدين عثمان بن الموفق بقراءتي عليه بروايته عن مجد الدين عبد الحميد بن محمد بن إبراهيم الخوارزمي إجازة،أنبأنا الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن العطار الهمداني.

أخبرني الشيخ المعمر أبو عبد اللّه محمد بن عبد الرحمن عمران الأنصاري كتابة من الاسكندرية و الشيخان أمين الدين إسماعيل بن أبي عبد اللّه حماد العسقلاني أبو الفضل و بدر الدين أحمد بن شيبان بن تغلب الشيباني كتبا إليّ من دمشق:أنبأنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني قال أنبأنا:المقرئ أبو عليّ الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد الأصبهاني قال:

أنبأنا الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه بن إسحاق الأصبهاني،أنبأنا سليمان بن أحمد،أنبأنا عليّ

ص: 81


1- فرائد السمطين 312/2 ح 562.
2- فرائد السمطين 313/2 ح 563.
3- فرائد السمطين 2:313 ح 564.

ابن سعيد الرازي،أنبأنا عليّ بن الحسين الموصلي،أنبأنا عنه ابن أبي صعود عن الأوزاعي عن سليمان بن أبي حبيب قال:سمعت أبا إمامة الباهلي يقول:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«بينكم و بين الروم سبع سنين»فقال له رجل من عبد القيس يقال له المستورد بن حبلان:يا رسول اللّه،من إمام الناس يومئذ؟قال:«المهدي من ولدي ابن أربعين سنة كأنّ وجهه كوكب درّيّ،في خده الأيمن خال أسود،عليه عباءتان قطوانيتان كأنّه من رجال بني إسرائيل،يستخرج الكنوز و يفتح مدائن الشرك» (1).

العاشر: الحمويني هذا قال:أخبرني الشيخ شهاب الدين أبو عبد اللّه بن يعقوب بن أبي الفرج إجازة،أنبأنا يحيي بن اسعد بن يونس التاجر و أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن كليب و أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر إجازة.

أخبرنا شيخنا أبو عمرو بن الموفق بقراءتي عليه بروايته عن عبد الحميد بن محمد بن إبراهيم إجازة قال:أنبأنا الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الأصبهاني قال:أنبأنا أبو محمد محمد بن محمد،أنبأنا محمد بن يحيي بن منده عن محمد بن عصام عن أبيه عن سفيان عن عمرو بن قيس عن أبي الصدّيق عن أبي سعيد الخدري عن النبي أنّه قال:«يكون في أمتي المهدي،إن قصر عمره فسبع سنين و إلاّ فثمان و إلاّ فتسع سنين،تتنعم أمتي في زمانه نعيما لم يتنعموا مثله قط البر و الفاجر ترسل السماء عليهم مدرارا،و لم تدّخر الأرض شيئا من نباتها» (2).

الحادي عشر: الحمويني هذا بهذا الإسناد إلي الحافظ أبي نعيم قال:أنبأنا عبد اللّه بن محمد بن جعفر،أنبأنا إبراهيم بن محمد بن الحسن،أنبأنا خلاد،أنبأنا النصر بن سليمان بن عبيدة،أنبأنا أبو الصدّيق الناجي عن أبي سعيد الخدري أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:«يخرج المهدي في أمتي،يبعثه اللّه عيانا للناس،تنعم[به]الأمة،و تعيش الماشية،و تخرج الأرض نباتها،و يعطي المال صحاحا» (3).

الثاني عشر: الحمويني هذا بهذا الإسناد إلي أبي نعيم قال:أنبأنا أبو أحمد الغطريفي،أنبأنا محمد بن محمد بن سليمان،أنبأنا عبد الوهاب الضحاك،أنبأنا إسماعيل بن عباس عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير عن كثير بن مرة عن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يخرج المهدي و علي رأسه غمامة فيها مناد ينادي:هذا المهدي خليفة اللّه فاتّبعوه» (4).

الثالث عشر: الحمويني هذا بالإسناد أنبأنا أبو نعيم أنبأنا سليمان بن أحمد أنبأنا إبراهيم بن

ص: 82


1- فرائد السمطين 314/2 ح 565.
2- فرائد السمطين 315/2 ح 566.
3- فرائد السمطين 316/2 ح 567.
4- فرائد السمطين 316/2 ح 568.

محمد الحمصي نبأ عبد الوهاب بن محمد أنبأنا إسماعيل بن عباس عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير عن كثير بن مرة عن عبد اللّه بن عمر قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يخرج المهدي علي رأسه ملك ينادي،إن هذا المهدي فاتبعوه» (1).

الرابع عشر: الحمويني هذا قال:أخبرني شيخنا نجم الدين عثمان بن الموفق بقراءتي عليه، أنبأنا عبد الحميد بن محمد بن إبراهيم الخوارزمي إجازة،أنبأنا أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني،أنبأنا الإمام برهان الدين ناصر بن أبي المكارم المطرزي كتابة،أنبأنا الإمام ضياء الدين أخطب الخطباء أبي المؤيد موفق بن أحمد المكي الخوارزمي إجازة إن لم يكن سماعا،أنبأنا قاضي القضاة نجم الدين فخر الإسلام محمد بن الحسين بن محمد البغدادي فيما كتب إلي من همدان،أنبأنا الشريف الإمام نور الهدي أبو طالب الحسين بن محمد بن علي الزبيبي،عن الإمام محمد بن أحمد بن عليّ بن شاذان،عن عليّ بن الفضل،عن محمد بن أبي القسم،عن عباد بن يعقوب،عن موسي بن عثمان،عن الأعمش،أنبأنا أبو الحسن إسحاق،عن الحرث و سعيد بن بشير،عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنا واردكم علي الحوض،و أنت يا علي الساقي و الحسن الذائد و الحسين الآمر» (2)و ساق الحديث و قد تقدم بتمامه في الباب من طريق موفق بن أحمد.

الخامس عشر: الحمويني هذا قال:أنبأني الشيخ أبو عبد اللّه بن محمد بن يعقوب بن أبي الفرج بسماعه علي الشيخ حنبل بن سعادة الرصافي قال:أنبأنا أبو القسم هبة اللّه بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين سماعا عليه قال:أنبأنا أبو عليّ الحسن بن جعفر بن حمدن القطيعي سماعا عليه قال:أنبأنا أبو علي عبد الرحمن بن عبد اللّه بن الإمام أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني قال:

حدّثني أبي قال:أنبأنا الحسن بن موسي قال:أنبأنا حماد بن سلمة عن أبي هارون العبدي و مطر الورّاق عن أبي الصدّيق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«تملأ الأرض جورا و ظلما فيخرج رجل من عترتي يملك الأرض سبعا أو تسعا فيملأ الأرض قسطا و عدلا» (3).

السادس عشر: الحمويني هذا قال:أخبرنا العدل المقرئ أبو محمد محمد بن أبي القاسم بن عمر بن أبي القسم البغدادي بقراءتي عليه قال:أنبأنا الإمام محي الدين يوسف بن عبد الرحمن بن الجوزي و أخبرني الشيخ مجد الدين أبو أحمد عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر البغدادي إجازة

ص: 83


1- فرائد السمطين 316/2 ح 569.
2- فرائد السمطين 321/2 ح 572.
3- فرائد السمطين 322/2 ح 573.

قال:أنبأنا الإمام جمال الدين عبد الرحمن بن عليّ بن الجوزي قال:أنبأنا مجد الدين إجازة قال:

أنبأنا أبو القسم هبة اللّه بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني سماعا عليه قال:أنبأنا أبو الحسن بن عليّ بن المذهب قال:أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي قال:أنبأنا عبد الرحمن بن عبد اللّه بن أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني قال:حدّثني أبي عبد اللّه بن أحمد بن حنبل أنبأنا أبو نصر قال:أنبأنا أبو معاوية شيبان عن مطر بن طهمان عن أبي الصدّيق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لا تقوم الساعة حتي يملك الأرض رجل من أهل بيتي أجلي أقني،يملأ الأرض عدلا كما ملئت قبله ظلما،يكون سبع سنين»قال الشيخ عبد الرحمن الجوزي:الأجلي الذي قد انحسر الشعر عن جبهته إلي نصف رأسه،و القني:احديداب في الأنف (1).

السابع عشر: الحمويني هذا قال:أخبرنا الشيخ الإمام العلامة نجم الدين عثمان بن الموفق الأذكاني بقراءتي بأسفرايين في مسجد محلة رأس المقدم ليلة السبت الرابع و العشرين من صفر سنة أربع و ستين و ستمائة قلت له:أخبركم الشيخ الإمام مجد الدين عبد الحميد بن محمد بن إبراهيم الخوارزمي إجازة فأقر به قال:أنبأنا الشيخ الإمام الحافظ قطب الدين شيخ الإسلام أبو العلاء الحسن ابن أحمد بن الحسن العطار الهمداني،و أخبرني المشايخ أبو عبد اللّه محمد بن يعقوب،و إبراهيم ابن إسماعيل الدرجي،و إسكندر بن سعد بن أحمد بن محمد الطاوسي،و يحيي بن الحسن بن عبد اللّه إجازة،و بروايتهم عن أم هاني عفيفة بنت أبي بكر أحمد بن عبد اللّه الحافظ قال:أنبأنا العباس بن بكار،أنبأنا عبد اللّه بن زياد الكلاني عن الأعمش عن زر بن حبيش عن حذيفة رضي اللّه عنه قال:

خطبنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فذكر ما هو كائن فقال:«لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتي يبعث رجلا من ولدي اسمه اسمي»فقام سلمان رضي اللّه عنه فقال:يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من أي ولدك هو؟قال:«من ولدي هذا»و ضرب بيده علي الحسين عليه السّلام. (2)

الثامن عشر: الحمويني هذا قال:أخبرني به الشيخ عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر إجازة قال:أنبأنا الإمام جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن عليّ الجوزي قال:أنبأنا أبو القسم بن الحسين سماعا عليه قال:أنبأنا أبو عبد الرحمن عبد اللّه بن الإمام أحمد بن محمد بن حنبل قال:

حدّثني أبي أحمد قال:أنبأنا سفيان بن عيينة قال:أنبأنا عاصم عن زر عن عبد اللّه عن النبي صلّي اللّه عليه و آله

ص: 84


1- فرائد السمطين 324/2 ح 574.
2- فرائد السمطين 325/2 ح 575.

قال:«لا تقوم الساعة حتي يأتي رجل من أهل بيتي يواطي اسمه اسمي» (1).

التاسع عشر: الحمويني هذا قال طريق آخر و به:حدّثني أبي أحمد،أنبأنا يحيي بن سعيد عن سفيان قال:حدّثني عاصم عن زر عن عبد اللّه عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«لا تذهب الدنيا و لا تنقضي حتي يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي» (2).

العشرون: الحمويني هذا قال:أنبأني الشيخ تاج الدين عليّ بن الحب الخازن شفاها قال:

أخبرني مجد الدين أبو سعيد عبد اللّه بن عمر الصفار كتابة من نيشابور قال:أنبأنا جدّي لأمي أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم القشري إجازة قال:أنبأني الأستاذ الإمام عبد الكريم بن هوازن القشري سماعا عليه قال:أنبأنا أبو سعيد الإسماعيلي،أنبأنا أبو محمد أحمد بن أبي عبد اللّه المزني،أنبأنا عبد اللّه بن غنام عن حفص بن غياث قال:أنبأنا محمد بن العلاء أبو كريب،أنبأنا الحق ابن منصور،أنبأنا سليمان بن قرم عن عاصم عن زر عن عبد اللّه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لا تنقضي الدنيا و لا تذهب حتي يلي أمتي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي» (3).

الحادي و العشرون: الحمويني هذا قال من كتاب اعلام الوري للشيخ الإمام أبي علي الفضل بن علي الفضل الطبرسي قدس اللّه روحه،أخبرني الإمام سديد الدين يوسف بن عليّ بن المطهر الحلي فيما كتب لي بخطه رحمه اللّه عليه رحمة واسعة أن الشيخ الفقيه الفاضل شهاب الدين أبا عبد اللّه الحسين بن أبي الفرج،عن أبي درة السملي أنبأه عن الحسين بن أبي علي الطبرسي إجازة بروايته عن والده جميع رواياته و تصانيفه قال:أخبرني أبو عبد اللّه محمد بن وهبان قال:أنبأنا أبو بشير أحمد بن إبراهيم بن أحمد القمي قال:أنبأنا محمد بن زكريا بن دينار الغلابي،أنبأنا سليمان بن إسحاق بن سليمان بن عليّ بن عبد اللّه بن العبّاس قال:حدّثني أبي قال:كنت يوما عند الرشيد فذكر المهدي،و ما ذكر من عدله و أطنب في ذلك فقال الرشيد:إني أحسبكم أنكم تحسبون أن أبي المهدي،حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه عن ابن عباس عن أبيه العباس بن عبد المطلب أن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«يا عم يملك من ولدي اثنا عشر خليفة،ثم يكون أمور كثيرة شديدة عظيمة،ثم يخرج المهدي من ولدي يصلح اللّه أمره في ليلة فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا،و يمكث في الأرض ما شاء اللّه ثم يخرج الدجال».

قال:الحمويني عقيب ذلك قال الطبرسي:هذا بعض ما جاء من الأخبار من طريق المخالفين

ص: 85


1- فرائد السمطين 326/2 ح 576.
2- فرائد السمطين 327/2 ح 577.
3- فرائد السمطين 328/2 ح 578.

و رواياتهم في النصّ علي عدد الأئمة الاثني عشر عليهم السّلام،و إذا كانت الفرقة المخالفة قد نقلت كما نقلته الشيعة الإمامية و لم تنكر ما تضمنه الخبر،فهو أدل دليل علي أن اللّه تعالي هو الذي سخّرهم لروايته إقامة لحجته و اعلاء لكلمته،و ما هذا الأمر إلاّ كالخارق للعادة و الخارج عن الأمور المعتادة، و لا يقدر عليه إلاّ اللّه سبحانه و الذي يذلل الصعب و يقلّب القلب و يسهل العسير و هو علي كل شيء قدير (1).

قال مؤلف هذا الكتاب:ما نقله الحمويني ذيل الخبر في كتاب أعلام الوري صحيح إن شاء اللّه تعالي،أذكره في الباب الآتي نقلا من كتاب أعلام الوري لأبي علي الطبرسي،و كثيرا أعجب من نقل الحمويني هذا و هو من أهل الخلاف و الانحراف عن الشيعة.

الثاني و العشرون: الحمويني هذا قال:أنبأني البدر محمد بن أبي المكرم بن بكر بن حميد بروايته عن أم هاني عفيفة بنت أبي بكر بن أحمد بن عبد اللّه الفارقانية إجازة،و أخبرنا شيخنا الإمام أبو عمر عثمان بن الموفق بقراءتي عليه بإجازته عن عبد الحميد بن محمد بن إبراهيم قال:أنبأنا أبو العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن العطار الهمداني،قالا:أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد الأصبهاني قال:قال:أنبأنا الحافظ أحمد بن الحسين بن عبد اللّه بن أحمد الأصبهاني قال:أنبأنا الإمام أبو محمد بن حيان،أنبأنا عياش عن مجاشع،أنبأنا محمد بن أبي يعقوب،أنبأنا عمرو بن عاصم،أنبأنا أبو العوام عن قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد عن النبي صلّي اللّه عليه و آله أنه قال:

«المهديّ منّا أهل البيت،رجل من أمتي أشمّ الأنف،يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا» (2).

الثالث و العشرون: الحمويني هذا بهذا الإسناد إلي أبي نعيم،أنبأنا الوليد عن سعد بن قتادة عن أبي نصر و أبي الصدّيق عن أبي سعيد الخدري أنّه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«المهديّ منّا،أجلي الجبين أقني الأنف» (3).

الرابع و العشرون: الحمويني هذا بهذا الإسناد إلي أبي نعيم،أنبأنا خلف بن أحمد بن العبّاس الرامهرمزي في كتابه،نبّأ همام بن محمد بن أيوب عبّاد،أنبأنا طالوت بن عبّاد،أنبأنا سويد بن إبراهيم عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ليبعثن اللّه تعالي من عترتي رجلا أفرق الثنايا أعلا الجبهة،يملأ الأرض عدلا،يفيض المال عليه فيضا» (4).

ص: 86


1- فرائد السمطين 329/2 ح 579.
2- فرائد السمطين 330/2 ح 580.
3- فرائد السمطين 330/2 ح 581.
4- المصدر السابق ح 582.

الخامس و العشرون: الحمويني هذا قال:أخبرني الشيخان شرف الدين أبو الفضل أحمد بن هبة اللّه بن عساكر الشافعي و بدر الدين أبو علي الحسن بن عليّ بن الحلال بقراءتي عليهما منفردين بدمشق المحروسة قلت لكل واحد منهما:أخبرك الشيخ الصالح أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي الحافظ السلامي إذنا قال:أنبأنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي قال:أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان قراءة عليه في رجب سنة ثلاث و عشرين و أربعمائة قال:أنبأنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد اللّه قراءة عليه في منزله بدرب الضفادع قال:أنبأنا عبد الملك بن محمد قال:أنبأنا أبو نعيم،أنبأنا ياسين العجلي و كان يجالسنا عن إبراهيم بن محمد بن الحنفية رضي اللّه عنه عنه عن أبيه عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«المهديّ منّا أهل البيت يصلحه اللّه في ليلة» (1).

السادس و العشرون: الحمويني هذا قال:أخبرنا العدل المقرئ محمد بن أبي القسم بقراءتي عليه بالخان الجديد ظاهر باب السور ببغداد الحادي و العشرين من شعبان سنة خمس و تسعين و ستمائة قال:أنبأنا الشيخ عبد اللطيف بن محمد بن علي القبيطي إجازة إن لم يكن سماعا،و شيخ الإسلام شهاب الدين عمر بن محمد السهروردي إجازة قالا:أنبأنا الشيخ أبو زرعة طاهر بن محمد ابن طاهر بن مكي المقدسي قال:أنبأنا شيخ الإسلام سمعت عليه جميع سنن الإمام ابن ماجة قال:

أنبأنا أبو منصور محمد بن الحسين بن أحمد المقومي إجازة إن لم يكن سماعا،و كان الشيخ أبو زرعة محققا سماعا فقرئ عليه كذلك احتياطا قال:أنبأنا أبو طلحة القسم بن المنذر الخطيب قال:

أنبأنا أبو الحسن عليّ بن إبراهيم بن سلمة قال:أنبأنا الإمام أبو عبد اللّه محمد بن يزيد ماجة القزويني قال:نبأنا خزيمة بن يحيي المصري و إبراهيم بن سعيد الجوهري قالا:أنبأنا أبو صالح عبد الغفار بن داود الخرساني،أنبأنا أبو ليلي بن أبي لهيعة عن أبي زرعة عمر بن جابر الحضرمي،أنبأنا عبد اللّه بن الحارث،أخبرني الشيخ فخر الدين عليّ بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي إجازة بروايته،و الشيخة أم العرب فاطمة بنت عليّ بن القسم بن عساكر الدمشقية بروايتها عن أبي جعفر محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني إجازة بروايتهم ثلاثتهم عن الشيخ أبي علي الحسن بن أحمد الحداد الأصبهاني إجازة قال:أنبأنا الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه قال:أنبأنا محمد بن جعفر بن عمرو،أنبأنا أبو حصين محمد بن الحسن بن حبيب،أنبأنا يحيي بن عبد الحميد،أنبأنا قيس بن الربيع عن أبي حسين عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«لا تقوم الساعة حتي يملك

ص: 87


1- فرائد السمطين 331/2 ح 583.

رجل من أهل بيتي،يفتح القسطنطينية و جبل الديلم،و لو لم يبق إلاّ يوم لطوّل اللّه ذلك اليوم حتي يفتحها» (1).

السابع و العشرون: الحمويني هذا قال بالأسانيد المذكورة إلي الإمام السعيد ضياء الدين أخطب الخطباء موفق بن أحمد المكي الخوارزمي قال:أخبرني قاضي القضاة نجم الدين محمد ابن الحسين بن محمد البغدادي فيما كتب إلي همدان،أنبأنا الشريف الإمام نور الهدي أبو طالب الحسين بن محمد بن علي الزبيبي رحمه اللّه عن الإمام محمد بن أحمد بن عليّ،عن عليّ بن سنان الموصلي،عن أحمد بن محمد بن صالح،عن سليم بن محمد بن حرنان،عن ابن مسلم عن عبد الرحمن بن بريد بن جابر،عن سلامة عن أبي سلمي راعي إبل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«ليلة اسري بي إلي السماء قال لي الجليل جلّ جلاله آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ (2) قلت:و المؤمنون،قال صدقت يا محمد،قال:من خلّفت في أمتك؟قلت:خيرها،قال:

عليّ بن أبي طالب؟قلت:نعم يا رب قال:يا محمد إني اطلعت إلي الأرض اطّلاعة فاخترتك منها و شققت لك اسما من أسمائي،فلا أذكر في موضع إلاّ ذكرت معي،فأنا المحمود و أنت محمد، ثم اطلعت الثانية فاخترت منها عليا و شققت له اسما من اسمائي فأنا الاعلي و هو عليّ،يا محمد إني خلقتك و خلقت عليا و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة من ولده من شبح نوري،و عرضت ولايتكم علي أهل السموات و أهل الأرض فمن قبلها كان عندي من المؤمنين و من جحدها كان عندي من الكافرين.

يا محمد لو أن عبدا من عبيدي عبدني حتي يتقطع أو يصير كالشن البالي،ثم أتاني جاحدا لولايتكم ما غفرت له حتي يقرّ بولايتكم،يا محمد تحبّ أن تراهم؟قلت:نعم يا رب فقال لي:

التفت عن يمين العرش،فالتفتّ فإذا بعلي و فاطمة و الحسن و الحسين و عليّ بن الحسين و محمد ابن عليّ و جعفر بن محمد و موسي بن جعفر و عليّ بن موسي و محمد بن عليّ و عليّ بن محمد و الحسن بن عليّ و المهدي،في ضحضاح من نور قياما يصلون و هو في وسطهم-يعني المهدي- كأنّه كوكب درّي و قال:يا محمد هؤلاء الحجج و هو الثائر من عترتك،و عزّتي و جلالي إنّه الحجة الواجبة لأوليائي و المنتقم من أعدائي» (3).

الثامن و العشرون: الحمويني هذا قال:أنبأني الشيخ تاج الدين عليّ بن الحب الخازن المعروف بابن الساعي الأسدي قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يخرج ناس من المشرق فيوطّئون للمهدي يعني

ص: 88


1- فرائد السمطين 318/2 ح 570.
2- سوره 2 - آيه 285
3- فرائد السمطين 320/2 ح 571.

سلطانه» (1).

التاسع و العشرون: الحمويني هذا:أنبأني السيد الإمام جمال الدين رضي الإسلام أحمد بن موسي بن جعفر بن محمد الطاوس الحسني قدس اللّه روحهم الشريفة قال:أنبأنا شيخ الشرف شمس الدين فخار بن معد الموسوي،أخبرنا شاذان بن جبرئيل القمي عن جعفر بن محمد الدروستي عن أبيه عن الشيخ الفقيه أبي جعفر محمد بن عليّ بن الحسين بن موسي بن بابويه القمي رضي اللّه عنه قال:أنبأنا جعفر بن محمد بن مسرور قال:أنبأنا الحسين بن عامر،عن عمه عبد اللّه بن عامر عن محمد بن أبي عمير،عن أبي جميلة المفضّل بن صالح،عن جابر بن يزيد الجعفي،عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«المهدي من ولدي اسمه اسمي و كنيته كنيتي، أشبه الناس بي خلقا و خلقا،يكون له غيبة و حيرة يضل فيها الأمم،ثم يقبل كالشهاب الثاقب، يملؤها عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما» (2).

الثلاثون: الحمويني هذا قال بالإسناد إلي ابن بابويه قدس اللّه روحه قال:أنبأنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطار النيشابوري قال:أنبأنا عليّ بن محمد بن قتيبة النيسابوري قال:أنبأنا حمدان بن سلمان النيشابوري قال:أنبأنا عليّ بن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن صالح بن عقبة، عن أبيه،عن أبي جعفر محمد بن عليّ الباقر،عن أبيه سيّد العابدين عليّ بن الحسين،عن أبيه سيّد الشهداء الحسين بن عليّ بن أبي طالب،عن أبيه سيّد الأوصياء أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام صلوات اللّه عليهم أجمعين قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«المهدي من ولدي،تكون له غيبة و حيرة تضل فيها الأمم،يأتي بذخيرة الأنبياء عليهم الصلاة و السلام فيملأها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما» (3).

الحادي و الثلاثون: الحمويني هذا قال و بهذا الإسناد عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أفضل العبادة انتظار الفرج» (4).

الثاني و الثلاثون: الحمويني هذا قال و بالإسناد حدّثنا محمد بن موسي بن المتوكل قال:أنبأنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي قال:أنبأنا محمد بن إسماعيل عن عليّ بن عثمان عن محمد بن الغراب عن ثابت بن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إنّ عليّ بن أبي طالب صلّي اللّه عليه و آله إمام أمتي و خليفتي عليها بعدي،و من ولده القائم المنتظر الذي يملأ اللّه به

ص: 89


1- فرائد السمطين 333/2 ح 584.
2- فرائد السمطين 335/2 ح 586.
3- فرائد السمطين 335/2 ح 587.
4- فرائد السمطين 335/2 ح 588.

الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،و الذي بعثني بالحق بشيرا و نذيرا إنّ الثابتين علي القول بإمامته في زمان غيبته لأعزّ من الكبريت الأحمر»فقام إليه جابر بن عبد اللّه الأنصاري فقال:

يا رسول اللّه،و للقائم من ولدك غيبة؟قال:«أي و ربي ليمحص اللّه الذين آمنوا و يمحق الكافرين، يا جابر إن هذا الأمر من أمر اللّه،و سرّ من سرّ اللّه،علّته مطوية عن عباده،فإيّاك و الشك فيه فإن الشك في أمر اللّه عز و جل كفر» (1).

الثالث و الثلاثون: الحمويني هذا قال:أنبأنا الإمام منتجب الدين عليّ بن عبد اللّه بن الحسين بن بابويه رضي اللّه عنه ثم الرازي عن السيد أبي محمد شمس الشرف ابن عليّ بن عبد اللّه الحسيني النيلني، عن الشيخ المؤيد أبي محمد عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين النيشابوري الخزاعي،عن الشيخ أبي المفضل محمد بن الحسين بن سعيد القمي المجاور ببغداد إجازة،عن الشيخ عليّ بن محمد ابن عليّ الخزاز صاحب الكفاية،عن أبي جعفر الهمداني،أنبأنا عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن عليّ ابن سعيد عن الحسن بن خالد قال:قال عليّ بن موسي الرضا عليه السّلام:«لا دين لمن لا ورع له،و لا إيمان لمن لا تقية له،و إن اكرمكم عند اللّه اتقاكم أي أعملكم بالتقية»فقيل:إلي متي يا بن رسول اللّه قال:

«إلي يوم الوقت المعلوم و هو يوم خروج قائمنا،فمن ترك التقية قبل خروج قائمنا فليس منّا» فقيل له:يا بن رسول اللّه و من القائم منكم أهل البيت؟

قال:«الرابع من ولدي،ابن سيّدة الإماء،يطهّر اللّه به الأرض من كل جور و يقدسها من كل ظلم، و هو الذي يشك الناس في ولادته،و هو صاحب الغيبة قبل خروجه،فإذا خرج أشرقت الأرض بنوره و وضع ميزان العدل بين الناس فلا يظلم أحد أحدا،و هو الذي تطوي له الأرض،و لا يكون له ظل،و هو الذي ينادي مناد من السماء يسمعه جميع أهل الأرض بالدعاء إليه يقول:ألا إن حجة اللّه قد ظهر عند بيت اللّه فاتبعوه فإن الحق فيه و معه،و هو قول اللّه إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ (2) » (3).

الرابع و الثلاثون: الحمويني هذا بالإسناد إلي ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال:سمعت دعبل بن عليّ الخزاعي يقول:أنشدت مولاي الرضا عليه السّلام قصيدتي التي أولها:

مدارس آيات خلت من تلاوة

ص: 90


1- فرائد السمطين 335/2-336 ح 89،و كمال الدين 488 ح 7.
2- سوره 26 - آيه 4
3- فرائد السمطين 337/2 ح 590،و الآية في سورة الشعراء:4.

فلمّا انتهيت إلي قولي:

خروج إمام لا محالة خارج يقول علي اسم اللّه و البركات

يميز فينا كل حق و باطل و يجزي علي النعماء و النقمات

بكي الرضا عليه السّلام بكاء شديدا ثم رفع رأسه إلي ثم قال:«يا خزاعي نطق روح القدس علي لسانك بهذين البيتين،فهل تدري من هذا الإمام؟و متي يقوم؟»فقلت:لا يا مولاي إلاّ إني سمعت بخروج إمام منكم يطهّر الأرض من الفساد و يملأها عدلا فقال:«يا دعبل،الإمام بعدي محمد ابني،و بعد محمد ابنه عليّ،و بعد عليّ ابنه الحسن،و بعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته، المطاع في ظهوره،لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتي يخرج فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا،و أما متي فإخبار عن الوقت،و قد حدّثني أبي عن جدّي عن أبيه عن آبائه عن علي صلوات اللّه عليهم أن النبي صلّي اللّه عليه و آله قيل له:متي يخرج القائم من ذريتك؟فقال:مثله كمثل الساعة لا يجلّيها لوقتها إلاّ هو عز و جل ثقلت في السموات و الأرض لا تأتيكم إلاّ بغتة» (1).

الخامس و الثلاثون: الحمويني هذا قال:أخبرنا شيخنا العلامة أبو عمر عثمان بن الموفق بقراءتي عليه بأسفرايين ليلة السبت الرابع و العشرين من صفر سنة أربع و ستين و ستمائة قلت له:

أخبرك الإمام مجد الدين عبد الحميد بن محمد بن إبراهيم الخوارزمي إجازة فأقرّ به قال:أنبأنا الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن العطار الهمداني المقرئ قال:أنبأنا المقرئ أبو عليّ الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد الأصبهاني،و أنبأني جماعة من المشايخ منهم المقرئ جمال الدين أبو الفرج عبد اللطيف بن محمد بن وريدة المكنّي أبوه بجماعة العصر الشريف ببغداد شمس الدين يوسف بن محمد بن عليّ بن مسرور الوكيل بروايتهما عن الشيخ أبي حفص عمر بن محمد بن معمر،عن أبي طبرزد إجازة و الشيخان عز الدين عبد العزيز بن عبد المنعم بن عليّ بن نصر الحراني في كتابه و محيي الدين عبد الحي بن البركات الحربي بروايتهما عن أبي الفرج محمد بن أبي الفرج هبة اللّه بن كامل بن الوكيل إجازة قال:أنبأنا أبو القاسم زاهر بن ظاهر بن عبد الرحمن الشحامي إجازة قال:أنبأنا الحافظ نعيم إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك بن الإمام أبي محمد عبد اللّه بن يوسف الجويني إجازة قالا:أنبأنا الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه بن أحمد الأصبهاني قال إمام الحرمين إجازة قال:أنبأنا أبو بكر محمد بن عليّ بن حبيش،أنبأنا محمد بن هارون بن عيسي،أنبأنا أبو بشر الدمشقي،أنبأنا معاد،أنبأنا خالد بن يزيد القشري أن محمد بن إبراهيم الإمام

ص: 91


1- فرائد السمطين 2:338 ح 591.

حدّثه أن أبا جعفر المنصور أمير المؤمنين حدّثه عن أبيه عن جدّه عن عبد اللّه بن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لن تهلك أمة أنا في أولها،و عيسي ابن مريم في آخرها،و المهدي في وسطها» (1).

السادس و الثلاثون: الحمويني هذا قال روي هذا الحديث الحاكم أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه البيع الحافظ في تاريخ نيشابور من تصنيفه،أخبرني به الشيخان تاج الدين محمد بن محمود بن أبي القاسم السدي و تاج الدين أبو طالب عليّ بن الحب الخازن إجازة قالا:أنبأنا الشيخ مجد الدين أبو سعيد عبد اللّه بن الصفار و النيشابوري كتابة،أنبأنا جدّي لأمي أبو نصر عبد الرحيم بن الأستاذ زين الإسلام بن أبي القسم عبد الكريم بن هوازن القشري إجازة،أنبأنا الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ البيهقي،أنبأنا الحاكم أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه البيع قال:أنبأنا أبو زكريا العنبري،أنبأنا محمد بن عمير قرأت علي الحسن بن حريز الصوري عن عليّ بن هاشم،أنبأنا خالد ابن يزيد،أنبأنا محمد بن إبراهيم أن أمير المؤمنين المهدي حدّثه عن أبيه عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«كيف تهلك أمة أنا في أولها،و عيسي في آخرها،و المهدي من أهل بيتي في وسطها» (2).

السابع و الثلاثون: الثعلبي أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم في كتاب الكشف و البيان في تفسير القرآن قال:أخبرنا أبو العبّاس سهل بن محمد بن سعيد المروزي حدّثنا جدّي أبو الحسن المحمودي حدّثنا أبو جعفر محمد بن عمران الارشابيدي،حدّثنا هدية بن عبد الوهاب،حدّثنا سعيد بن عبد الحميد بن جعفر،حدّثنا عبد اللّه بن زياد اليماني،حدّثنا عكرمة بن عمار اليماني عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«نحن ولد عبد المطلب سادة أهل الجنة،أنا و حمزة و جعفر و عليّ و الحسن و الحسين و المهدي» (3).

الثامن و الثلاثون: الثعلبي أيضا في تفسير قوله تعالي وَ إِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسّاعَةِ (4) قال:ذاك عيسي ابن مريم عليه السّلام ينزل في ثوبين مهرودين أي مصبوغين بالهرد و هو الزعفران،و في الحديث ينزل عيسي عليه السّلام علي ثنية من الأرض المقدسة يقال لها اثبني (5)و عليه ممصرتان،و شعر رأسه دهين و بيده حربة،و هي التي يقتل بها الدجال فيأتي بيت المقدس و الناس في صلاة العصر و الإمام يؤمّ بهم فيتأخر الإمام فيقدمه عيسي عليه السّلام و يصلّي خلفه علي شريعة محمد صلّي اللّه عليه و آله،ثم يقتل الخنازير و يكسر

ص: 92


1- فرائد السمطين 339/2 ح 592.
2- فرائد السمطين 339/2 ح 593.
3- مطالب السئول 155/2 عن الثعلبي.
4- سوره 43 - آيه 61
5- في معجم البلدان:اثبيت.

الصليب و يخرّب البيع و الكنائس و يقتل النصاري إلاّ من آمن به (1).

و روي عمر بن إبراهيم الأوس في كتابه عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال ينزل عيسي ابن مريم عليه السّلام عند انفجار الصبح ما بين مهرودين و هما ثوبان أصفران من الزعفران،أبيض الجسم،أصهب الرأس، أفرق الشعر،كأنّ رأسه يقطر دهنا،بيده حربة،يكسر الصليب و يقتل الخنزير و يهلك الدجال و يقبض أموال القائم (2)و يمشي خلفه أهل الكهف،و هو الوزير الأيمن للقائم و حاجبه و نائبه، و يبسط في المغرب و المشرق الأمن من كرامة الحجة بن الحسن عليه السّلام. (3).

التاسع و الثلاثون: الثعلبي في تفسير قوله إِذْ أَوَي الْفِتْيَةُ إِلَي الْكَهْفِ (4) (5)و ذكر حديث البساط و سيرهم إلي الكهف و يقظتهم ثم قال بالإسناد المقدم و قال:و أخذوا مضاجعهم فصاروا إلي رقدتهم آخر الزمان عند خروج المهدي عليه السّلام،يقال:إن المهدي يسلّم عليهم فيجيبهم اللّه عز و جل، ثم يرجعون إلي رقدتهم فلا يقومون إلي يوم القيامة (6).

الأربعون: أبو عبد اللّه محمد بن أبي نصر الحميدي في كتاب الجمع بين الصحيحين في الحديث التاسع من المتفق عليه من البخاري و مسلم في الصحيحين من مسند أبي هريرة قالا:

و اخرجاه من حديث بن شهاب عن نافع مولي قتادة الأنصاري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم و إمامكم منكم؟»و ليس لنافع مولي أبي قتادة عن أبي هريرة في الصحيحين غير هذا الحديث. (7)

الحادي و الأربعون: الحميدي أيضا من الجمع بين الصحيحين الحديث العاشر من المتفق عليه في الصحيح عن البخاري و مسلم من مسند ثوبان مولي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و ليس في الصحيحين غير عشرة مما أخرجه أبو بكر البرقاني من حديث أبي الربيع الزهراني و قتيبة من حديث أبي موسي و بندار عن شهاب كما أخرجه مسلم من حديثهم.

الثاني و الأربعون: أبو الحسن رزين بن معاوية العبدري من كتاب صحاح الستة في الجزء الثاني من أجزاء ثلاثة في أول ثاني كراسة منه عن البخاري و مسلم عن أبي هريرة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

ص: 93


1- العمدة:430 ح 901 عن الثعلبي.
2- صحيح البخاري:143/4 ط.
3- حلية الأبرار:260/2 عن المصنف.
4- سوره 18 - آيه 10
5- الكهف.
6- بحار الأنوار 367/32.
7- صحيح البخاري:143/4 ط.دار الفكر،و صحيح مسلم:1:94 ط.دار الفكر.

«كيف أنتم إذا أنزل ابن مريم فيكم و إمامكم منكم؟» (1).

الثالث و الأربعون: في الجزء الثالث علي حدّ ربعه الأخير في باب جامع ما جاء في العرب و العجم،و هو آخر الباب من صحيح النسائي عن مسعدة عن جعفر عن أبيه عن جدّه أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:«أبشروا و بشّروا،إنما أمتي كالغيث لا يدري آخره خير أم أوله،أو كحديقة أطعم منها فوج عاما ثم أطعم منها فوج عاما لعلّ آخرها فوجا يكون أعرضها عرضا و أعمقها عمقا و أحسنها حسنا،كيف تهلك أمة أنا أولها و المهدي أوسطها و المسيح آخرها؟و لكن بين ذلك ثبج أعوج ليس منّي و لا أنا منهم» (2).

الرابع و الأربعون: و من الجمع بين الصحاح الستة و هو آخر المصنف في باب تغيير و ذكر الأشراط من صحيح أبي داود السجستاني،و هو كتاب السنن،و من صحيح الترمذي أيضا قال:عن زر عن عبد اللّه بن مسعود أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:«لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتي يبعث رجل»قال و في رواية أبي هريرة:«حتي يلي رجل»و في رواية:«حتي يملك العرب رجل منيّ و من أهل بيتي،يواطئ اسمه اسمي و اسم أبيه اسم أبي،يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا» (3).

الخامس و الأربعون: و من الجمع بين الصحاح الستة بالإسناد قال:عن عليّ عليه السّلام أن رسول اللّه قال:«لو لم يبق من الدهر إلاّ يوم ليبعث اللّه رجلا من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا» (4).

السادس و الأربعون: و من الجمع المتقدم بالإسناد:و قال عن أم سلمة رضي اللّه عنها قالت:

سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول«المهدي من عترتي من ولد فاطمة» (5).

السابع و الأربعون: و من الجمع أيضا بالإسناد قال:عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«المهدي منّي و هو أجلي الجبهة،أقني الأنف،يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،يملك سبع سنين» (6).

الثامن و الأربعون: من الجمع أيضا بالإسناد أيضا قال و عن أم سلمة رضي اللّه عنها زوج رسول

ص: 94


1- المصدر السابق.
2- صحيح ابن حبان 176/9 ح 7182،العمدة 906/432.
3- سنن أبي داود 309/2 ح 4282،صحيح الترمذي 343/3 ح 2332.
4- الطرائف /176ح 274،و راجع المصدر السابق.
5- سنن أبي داود 310/2 ح 4284.
6- سنن أبي داود 310/2 ح 4285.

اللّه صلّي اللّه عليه و آله قالت:قال:«يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلي مكة فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه و هو كاره،فيبايعونه بين الركن و المقام،و يبعث إليه بعث من الشام فيخسف بهم بالبيداء بين مكة و المدينة،فإذا رأي الناس ذلك أتاه أبدال الشام و عصائب أهل العراق فيبايعونه،ثم ينشأ رجل من قريش أخواله كلب فيبعث إليهم بعثا فيظهرون عليهم، و ذلك بعث كلب،و الخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب،فيقسم المال و يعمل بسنتي-أو قال سنه نبيهم-و يلقي الإسلام بجرانه إلي الأرض،فيلبث سبع سنين»قال:قال أبو داود:قال بعضهم عن هشام:تسع سنين و قال بعضهم:سبع سنين (1).

قال مؤلّف هذا الكتاب:بنو كلب هم أخوال السفياني،و القائم عليه السّلام يظفر بالسفياني فيريد السفياني تسليم الأمر إلي القائم و لا ترضي بنو كلب بذلك فيطيعهم السفياني عن تسليمه الأمر إلي القائم عليه السّلام فيقتله القائم عليه السّلام كما هو في حديث طويل.

التاسع و الأربعون: من الجمع أيضا بالإسناد أيضا قال و عن أبي الحسن بن هلال بن عمير قال:

سمعت عليا يقول قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يخرج رجل من وراء النهر يقال له:الحرث (2)علي مقدمته رجل يقال له:منصور يوطئ أو يمكّن لآل محمد كما مكّنت قريش لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،واجب علي كل مؤمن نصره-أو قال:إجابته» (3).

الخمسون: من الجمع بين الصحاح بنفس الإسناد يليه من الكراس المذكور من صحيح النسائي قال أنس بن مالك قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«لن تهلك أمة أنا أولها و مهديّها وسطها و المسيح ابن مريم آخرها» (4).

الحادي و الخمسون: صاحب كتاب غريب الحديث من الجزء الأول في حديث النبي صلّي اللّه عليه و آله تأليف أبي محمد عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة الدينوري في التناقض قال:بإسناده عن معاوية بن عمر عن أبي إسحاق عن الأوزاعي عن يحيي أو غزوة بن رويم أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:«خيار أمتي أولها و آخرها،و بين ذلك ثبج أعوج (5)ليس منك و لست منه» (6)قال ابن قتيبة:الثبج:الوسط،قال أبو زيد:يقال:ضرب بالسيف ثبج الرجل أي وسطه،و الجمع الثباج و مثله جوزوا جوازا،و قد جاءت

ص: 95


1- سنن أبي داود 311/2 ح 4287.
2- في المصدر:الحارث بن حراث.
3- سنن أبي داود:311/2 ح 4290.
4- كنز العمال:266/14،و العمدة:434 عن المصنف.
5- أقول:في بعض المصادر:«شيخ أعوج ليسوا منّي»فتأمل.
6- النهاية في غريب الحديث:201/1،و الثبج:الوسط،و ما بين الكاهل إلي الظهر.

آثار أنه ذكر آخر الزمان فقال:المتمسك منهم يومئذ بدينه كالقابض علي الجمر،و الحديث الآخر:

الشهيد منهم يومئذ كشهيد بدر،هذا و ما أشبهه من الكلام،و في حديث آخر أنه سئل عن الغرباء فقال:الذين يحيون ما أمات الناس من سنتي،و من ذلك قوله:لا نبي بعدي و لا كتاب بعد كتابي و لا أمة بعد أمتي،فالحلال ما أحله اللّه علي لساني إلي يوم القيامة و الحرام ما حرم اللّه علي لساني إلي يوم القيامة،قال:ليس يراد للحديث الذي ذكر فيه أن المسيح ينزل فيقتل الخنزير و يكسر الصليب و يزيد في الحلال،لأن المسيح نبي متقدم،رفعه اللّه إليه ثم ينزل في آخر الزمان علما للساعة،قال اللّه تعالي: وَ إِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسّاعَةِ (1) (2)فإذا نزل لم ينسخ شيئا مما أتي به رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و لم يتقدم الإمام من أمته بل يقدّمه و يصلّي خلفه (3).

الثاني و الخمسون: أبو محمد الحسين بن مسعود الفراتي في كتاب المصابيح في أخبار المهدي عليه السّلام و هو علي حد أربعة كراريس من آخر الكتاب بإسناده قال:عن أبي سعيد الخدري قال:

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«المهدي منّي،أجلي الجبهة،أقني الأنف،يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا،يملك سبع سنين» (4).

الثالث و الخمسون: أبو محمد هذا بإسناده قال:و عن أبي سعيد الخدري أيضا عن النبي صلّي اللّه عليه و آله في قصته المهدي قال:«فيجيء إليه الرجل فيقول:يا مهدي أعطني قال:فيحثو له في ثوبه ما استطاع أن يحمله» (5).

الرابع و الخمسون: أبو محمد هذا بإسناده قال:و عن أبي سعيد الخدري أيضا قال:ذكر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بلاء يصيب هذه الأمة حتي لا يجد الرجل ملجأ يلجأ إليه من الظلم،فيبعث اللّه رجلا من عترتي أهل بيتي فيملأ به الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،يرضي عنه ساكن السموات و الأرض،و لا تدع السماء من قطرها شيئا إلاّ صبته مدرارا،و لا تدع الأرض من نباتها شيئا إلاّ أخرجته حتي يتمني الأحياء الأموات،يعيش في ذلك سبع سنين أو تسع سنين. (6)

الخامس و الخمسون: أبو محمد هذا قال بإسناده عن عبد اللّه بن مسعود قال:قال رسول

ص: 96


1- سوره 43 - آيه 61
2- الزخرف:61.
3- تأويل مختلف الحديث:108-176 ط.دار الكتب العلمية،و فيه تفاوت بسيط،فكلام ابن قتيبة في المصدر المطبوع شبه مختصر.
4- سنن أبي داود:107/4 ح 4285.
5- تاريخ ابن خلدون:315/1،و كشف الغمة:279/3.
6- بحار الانوار 104/47.

اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لا تذهب الدنيا حتي يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي و اسم أبيه اسم أبي،يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا» (1).

السادس و الخمسون: أبو محمد هذا بإسناده عن أم سلمة رضي اللّه عنها قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«المهدي من عترتي من ولد فاطمة عليها السّلام» (2).

السابع و الخمسون: أبو محمد هذا عن ابن مردويه الديلمي من كتاب الفردوس و هو كتاب معروف عند الجمهور ذكر في باب الألف و اللام بإسناده عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال عن النبي أنّه قال:

«المهدي طاوس أهل الجنة» (3).

الثامن و الخمسون: أبو محمد هذا عن حذيفة بن اليمان رحمه اللّه عن النبي صلّي اللّه عليه و آله انّه قال:«المهدي من ولدي،وجهه كالقمر الدري،اللون لون عربي،و الجسم جسم إسرائيلي،يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا،يرضي بخلافته أهل السموات و الأرض و الطير في الجو،يملك عشرين سنة» (4).

التاسع و الخمسون: أبو محمد هذا قال عن عليّ عليه السّلام عن النبي صلّي اللّه عليه و آله أنه قال:«المهديّ منّا أهل البيت،يصلحه اللّه عز و جل في ليلة» (5).

الستون: أبو محمد هذا قال عن أم سلمة رضي اللّه عنه أنها قالت:قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«المهدي من عترتي من ولد فاطمة» (6).

الحادي و الستون: أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ الاصفهاني في حلية الأولياء من الجزء الرابع عن زر بن حبيش عن عبد اللّه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لا تذهب الدنيا حتي يملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي» (7).

الثاني و الستون: أبو نعيم هذا من الجزء الثالث من حلية الأولياء أيضا من حديث أبي القاسم محمد بن الحنفية عن أبيه عليّ بن أبي طالب عليه السّلام،قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:المهديّ منّا أهل البيت،يصلحه اللّه عز و جل في ليلة،أو قال:في يومين» (8).

الثالث و الستون: أبو نعيم هذا من الجزء أيضا في أوله من حديث الإمام محمد بن عليّ الباقر عليه السّلام قال أبو نعيم قال عن معاوية بن سعد الجعفي عن جابر رضي اللّه عنه عن أبي جعفر محمد بن عليّ

ص: 97


1- المعجم الكبير 81/10 ح 10223.
2- سنن أبي داود 107/4 ح 4284.
3- بحار الانوار 91/47 ح 38.
4- الفردوس بمأثور الخطاب 221/4 ح 6667.
5- بحار الانوار 86/47 ح 38.
6- مصابيح السنة 193/1.
7- حلية الأولياء 75/5.
8- حلية الأولياء 177/3.

الباقر عليه السّلام:قال:«إن اللّه تعالي يلقي في قلوب شيعتنا الرعب،فإذا قام قائمنا و ظهر مهدينا كان الرجل أجرأ من ليث و أمضي من سنان» (1).

الرابع و الستون: أبو نعيم هذا من الجزء الأول من كتاب الفردوس لابن شيرويه في باب الألف قال:عن أنس بن مالك قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إنّا معشر بني عبد المطلب سادة أهل الجنة،أنا و علي و حمزة و جعفر و الحسن الحسين و المهدي» (2).

الخامس و الستون: أبو نعيم هذا في الجزء الثاني من كتاب الفردوس في كتاب الكاف قال:عن أبي هريرة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«كيف انتم إذا نزل ابن مريم فيكم و إمامكم منكم؟» (3).

السادس و الستون: أبو نعيم أيضا من الجزء المذكور الثاني في باب الهاء قال جابر رضي اللّه عنه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يكون بعدي خلفاء،و بعد الخلفاء أمراء،و بعد الأمراء ملوك،و بعد الملوك جبابرة،و بعد الجبابرة يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا» (4).

السابع و الستون: أبو نعيم أيضا من الجزء أيضا في الباب أيضا عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يكون مهدي في أمتي فإن قصر عمره فسبع و إلاّ فثمان أو تسع،تتنعم أمتي في زمانه تنعما لم يتنعموا بمثله قط البر منهم و الفاجر،يرسل عليهم السماء مدرارا و لا تحبس الأرض شيئا من نباتها،و يكون المال كدوسا (5)يأتيه الرجل فيسأله فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله (6).

الثامن و الستون: أبو نعيم في كتاب الفردوس أيضا من الباب أيضا قال:عن أبي هريرة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يخرج في آخر الزمان خليفة يعطي المال بلا عدد» (7).

التاسع و الستون: أبو نعيم أيضا من الجزء و الباب قال عن عبد اللّه بن عمر قال:قال رسول اللّه عليه السّلام:«يخرج المهدي و علي رأسه ملك ينادي:إنّ هذا المهدي فاتّبعوه» (8).

السبعون: أبو نعيم أيضا من الجزء أيضا و هو الثاني من كتاب الفردوس في باب الأعرابي ميرزة قال:قال:«لا تقوم الساعة حتي يملك رجل من أهل بيتي،يفتح القسطنطينية و جبل الديلم،و لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم لطوّل اللّه عز و جل ذلك حتي يفتحها» (9).

ص: 98


1- حلية الأولياء 184/3.
2- الفردوس 53/1 ح 143.
3- مسند أحمد 272/2.
4- المعجم الكبير 374/22 ح 397.
5- الكدس:الحب المحصود المجموع.
6- كنز العمال 274/14 ح 38706.
7- مسند أحمد 5/3.
8- مسند الشاميين 72/2 ح 937.
9- البحار 84/51 عنه،و التدوين للقزويني:297/3.

الحادي و السبعون: من كتاب فضائل الصحابة لأبي المظفر السمعاني قال بالإسناد عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال:دخلت فاطمة عليها السّلام علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فلمّا رأت ما برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من الضعف خنقتها العبرة حتي جري دمعها علي خدّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ما يبكيك يا فاطمة؟»فقالت:«يا رسول اللّه أخشي الضيعة من بعدك»فقال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يا فاطمة أ ما علمت أن اللّه تعالي اطّلع إلي الأرض اطّلاعة فاختار منهم أباك فبعثه رسولا،ثم اطّلع ثانية فاختار منهم بعلك،فأمرني أن أزوّجك منه فزوجك من أعظم المسلمين حلما و أكثرهم علما و أقدمهم سلما،ما أنا زوّجتك و لكنّ اللّه زوجك منه»قال:فضحكت فاطمة و استبشرت ثم قال:يا فاطمة:«إنّا أهل بيت أعطينا سبع خصال لم يعطها أحد من الأولين و لا يدركها أحد من الآخرين:نبيّنا خير الأنبياء و هو أبوك،و وصيّنا خير الأوصياء و هو بعلك، و شهيدنا خير الشهداء و هو عم أبيك حمزة،و منّا من له جناحان يطير بهما في الجنة حيث يشاء و هو جعفر،و منّا سبطا هذه الأمة و هما ابناك الحسن و الحسين،و منّا مهدي هذه الأمة»قال أبو هارون العبدي:فلقيت وهب بن منبه أيام الموسم فعرضت عليه هذا الحديث فقال لي وهب:يا أبا هارون العبدي إن موسي بن عمران عليه السّلام لما فتن قومه و اتخذوا العجل كبر علي موسي عليه السّلام فقال:

يا رب فتنت قومي حيث غبت عنهم،قال اللّه:يا موسي إن كل من كان قبلك من الأنبياء افتتن قومه، و كذلك من هو كائن بعدك من الأنبياء تفتتن امتهم إذا فقدوا نبيّهم قال موسي:و أمة أحمد أيضا مفتونون و قد اعطيتهم من الفضل و الخير ما لم تعطه من كان قبله في التوراة؟فأوحي اللّه تعالي الي موسي عليه السّلام أنّ أمة أحمد ستصيبهم فتنة عظيمة من بعده حتي يعبد بعضهم بعضا،و يتبرأ بعضهم من بعض حتي يصيبهم النكال أو حتي يجحدوا ما أمرهم به نبيهم،ثم يصلح اللّه أمرهم برجل من ذرية أحمد،فقال موسي:يا رب اجعله من ذريتي،فقال:يا موسي إنه من ذرّية أحمد و عترته و قد جعلته في الكتاب السابق أنه من ذرية أحمد و عترته أصلح به أمر الناس و هو المهدي (1).

الثاني و السبعون: في الأربعين الحديث الذي جمعه الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه في أمر المهدي عليه السّلام عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:يكون من أمتي المهدي،إن قصر ملكه فسبع سنين و إلاّ ثماني و إلاّ فتسع تتنعم أمتي في زمانه نعيما لم يتنعموا مثله قط البر و الفاجر،يرسل السماء عليهم مدرارا و لا تدّخر الأرض شيئا من نباتها (2).

ص: 99


1- البحار:369/36.
2- و معجم أحاديث الإمام المهدي:236/1،و المستدرك:558/4،و مجمع الزوائد:316/7.

الثالث و السبعون: من الأربعين أيضا عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«تملأ الأرض ظلما و جورا فيقوم رجل من عترتي فيملأها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،يملك سبعا أو تسعا» (1).

الرابع و السبعون: من الأربعين عن أبي سعيد الخدري قال:قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«لا تنقضي الساعة حتي يملك الأرض رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا كما ملئت قبله جورا،يملك سبع سنين» (2).

الخامس و السبعون: من الأربعين أيضا قال:قوله صلّي اللّه عليه و آله لفاطمة عليها السّلام:المهدي من ولدك. (3)

السادس و السبعون: من الأربعين قوله صلّي اللّه عليه و آله:إن منهما مهدي هذه الأمة،يعني الحسن و الحسين. (4)

السابع و السبعون: الأربعين عن عليّ بن بلال عن أبيه قال:دخلت علي النبي صلّي اللّه عليه و آله و هو في الحالة التي قبض فيها،فإذا فاطمة عند رأسه فبكت حتي ارتفع صوتها،فرفع رسول اللّه إليها رأسه و قال:«حبيبتي فاطمة ما الذي يبكيك؟»قالت:«أخشي الضيعة من بعدك»فقال:«يا حبيبتي،أ ما علمت أن اللّه عز و جل اطّلع إلي الأرض اطّلاعة فاختار منها أباك،فبعثه برسالته،ثم اطّلع ثانية فاختار منها بعلك و أوحي إليّ أن أنكحك إياه،يا فاطمة،و نحن أهل بيت قد أعطانا اللّه عز و جل سبع خصال لم يعطها أحدا قبلنا و لم يعطها أحدا بعدنا؟أنا خاتم النبيين و أكرمهم علي اللّه عز و جل،و أحب المخلوقين إلي اللّه تعالي أبوك،و وصيي خير الأوصياء و أحبهم إلي اللّه عز و جل و هو بعلك،و شهيدنا خير الشهداء و أحبهم إلي اللّه تعالي و هو حمزة بن عبد المطلب عم أبيك و عم بعلك،و منّا من له جناحان يطير في الجنة مع الملائكة حيث يشاء،و هو ابن عم أبيك و أخو بعلك،و منّا سبطا هذه الأمة و هما ابناك الحسن و الحسين و هما سيّد شباب أهل الجنة و أبوهما خير منهما،و الذي بعثني بالحق نبيا،لأبوهما خير منهما.

يا فاطمة إن منهما مهدي هذه الأمة،إذا صارت الدنيا هرجا و مرجا و تظاهرت الفتن و انقطعت السبل و أغار بعضهم علي بعض،فلا كبير يرحم صغيرا،و لا صغير يوقر كبيرا،فيبعث اللّه عند ذلك منهما من يفتح حصون الضلالة و قلوبا غلفا،يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به في

ص: 100


1- بحار الانوار 78/47 ح 37.
2- بحار الانوار 78/47 ح 37.
3- كتاب الفتن لنعيم:131،و بحار الانوار 78/47 ح 37.
4- بحار الانوار 78/47 ح 37.

أول الزمان،و يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا،فاطمة لا تحزني و لا تبكي فإن اللّه عز و جل أرحم بك و أرأف عليك منّي لمكانك منّي و موقعك في قلبي،قد زوجك اللّه زوجك و هو أعظمهم حسبا و أرحمهم بالرعية و أعدلهم بالسوية و أبصرهم بالقضية،و قد سألت عز و جل أن تكوني أول من يلحقني من أهل بيتي»قال عليّ عليه السّلام:«لم تبق فاطمة بعده إلاّ خمسة و سبعين يوما حتي ألحقها اللّه تعالي به» (1).

الثامن و السبعون: صاحب الأربعين بإسناده عن حذيفة قال:خطبنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فذكر ما هو كائن ثم قال:«لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل اللّه تعالي ذلك اليوم حتي يبعث اللّه رجلا من ولدي اسمه اسمي»فقام سلمان و قال:يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من أي ولدك هو؟قال:من ولد هذا، و ضرب بيده علي رأس الحسين عليه السّلام. (2)

التاسع و السبعون: الأربعين بإسناده عن عبد اللّه بن عمر قال:قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«يخرج المهدي عليه السّلام من قرية يقال لها كرعة» (3).

الثمانون: الأربعين بإسناده عن حذيفة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«المهدي رجل من ولدي وجهه كالكوكب الدري» (4).

الحادي و الثمانون: الأربعين بإسناده قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«المهدي رجل من ولدي،لونه لون عربي،و جسمه إسرائيلي،علي خده الأيمن خال،كأنّه كوكب درّي،يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا،يرضي في خلافته أهل الأرض و السماء و الطير في الجو» (5).

الثاني و الثمانون: الأربعين بإسناده عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«المهديّ منّا أجلي الجبين،أقني الأنف» (6).

الثالث و الثمانون: الأربعين بإسناده عن أبي سعيد عن النبي صلّي اللّه عليه و آله:«المهديّ منّا أهل البيت، رجل من أمتي أشمّ الأنف يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا» (7).

الرابع و الثمانون: الأربعين عن أبي أمامة الباهلي قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«بينكم و بين الروم أربع هدن تقوم الرابعة علي يد رجل من آل هرقل،يدوم سبع سنين»فقال له رجل من عبد قيس

ص: 101


1- بحار الانوار 79/47 ح 37،و معجم أحاديث الإمام المهدي:149/1.
2- بحار الانوار 79/47 ح 37.
3- بحار الانوار 80/47 ح 37.
4- بحار الانوار 80/47 ح 37.
5- عقد الدرر:18 باب 1.
6- ينابيع المودة:407/3،و غريب الحديث لابن قتيبة:359/1.
7- بحار الانوار 80/47 ح 37.

يقال له المستورد بن غيلان:يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،من إمام الناس يومئذ؟قال:«المهدي من ولدي ابن أربعين سنة،كأنّ وجهه كوكب درّي،في خده الأيمن خال أسود عليه عباءتان قطوانيتان كأنّه من رجال بني إسرائيل،يستخرج الكنوز و يفتح مدائن الشرك» (1).

الخامس و الثمانون: الأربعين بإسناده عن عبد الرحمن بن عوف قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

«ليبعثن اللّه من عترتي رجلا أفرق الثنايا أقني الجبهة،يملأ الأرض عدلا،يفيض المال عليه فيضا» (2).

السادس و الثمانون: الأربعين بإسناده عن أبي أمامة قال،خطبنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و ذكر الدجال قال:«فتنفي المدينة الخبث كما ينفي الكير خبث الحديد،و يدعي ذلك اليوم يوم الخلاص» فقالت أم شريك:فأين العرب يومئذ يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟قال:«هم يومئذ قليل،و جلّهم ببيت المقدس،إمامهم المهدي عليه السّلام رجل صالح» (3).

السابع و الثمانون: الأربعين بإسناده عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«يخرج المهدي في أمتي،يبعثه اللّه غياثا للناس،تنعم الأمة و تعيش الماشية و تخرج الأرض نباتها و المال صحاحا» (4).

الثامن و الثمانون: الأربعين بإسناده عن عبد اللّه بن عمر قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«يخرج المهدي و علي رأسه (5)غمامة فيها مناد ينادي،هذا المهدي خليفة اللّه فاتبعوه» (6).

التاسع و الثمانون: الأربعين بإسناده عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أبشّركم بالمهدي يبعث في أمتي علي اختلاف من الناس و زلازل،فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،يرضي عنه ساكن السماء و ساكن الأرض،يقسم المال صحاحا»فقال له رجل:ما معني صحاحا؟قال:«التسوية بين الناس» (7).

التسعون: الأربعين بإسناده عن عبد اللّه بن عمر قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«لا تقوم الساعة حتي يملك الأرض رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي،يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا» (8).

ص: 102


1- المعجم الكبير:101/8،و مسند الشاميين:410/2.
2- بحار الانوار 81/47 ح 37.
3- بحار الانوار 81/47 ح 37.
4- كشف الغمة:270/3.
5- في الأصل:و عليه.
6- المصادر السابقة.
7- بحار الانوار 81/47 ح 37.
8- بحار الانوار 81/47 ح 37.

الحادي و التسعون: الأربعين بإسناده عن حذيفة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لبعث اللّه فيه رجلا اسمه اسمي،و خلقه خلقي،يكني أبا عبد اللّه» (1).

الثاني و التسعون: الأربعين بإسناده عن ابن عمر قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لا تذهب الدنيا حتي يبعث اللّه رجلا من أهل بيتي،يواطئ اسمه اسمي و اسم أبيه اسم أبي،يملأها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما» (2).

الثالث و التسعون: الأربعين بإسناده عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لتملأن الأرض ظلما و عدوانا،ثم ليخرجن رجل من أهل بيتي حتي يملأها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما و عدوانا» (3).

الرابع و التسعون: الأربعين بإسناده عن زرارة بن عبد اللّه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يخرج رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي و خلقه خلقي،يملأها قسطا و عدلا» (4).

الخامس و التسعون: الأربعين بإسناده عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يكون عند انقطاع من الزمان و ظهور من الفتن رجل يقال له،المهدي يكون عطاؤه هنيئا» (5).

السادس و التسعون: الأربعين بإسناده عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يخرج رجل من أهل بيتي،يعمل بسنتي،و تنزل له البركة من السماء،و تخرج له الأرض بركتها،و يملأ الأرض عدلا،كما ملئت ظلما و جورا و يحكم علي هذه الأمة سبع سنين،و ينزل بيت المقدس» (6).

السابع و التسعون: الأربعين بإسناده عن ثوبان قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من خراسان فائتوها و لو حبوا علي الثلج فإن فيها خليفة اللّه المهدي» (7).

الثامن و التسعون: الأربعين بإسناده عن علقمة بن عبد اللّه قال:بينا نحن عند النبي صلّي اللّه عليه و آله إذ أقبلت فتية من بني هاشم،فلمّا رآهم النبي صلّي اللّه عليه و آله اغرورقت عيناه و تغير لونه،فقالوا:يا رسول اللّه ما نزال نري في وجهك شيئا نكرهه قال:«إنّا أهل بيت اختار اللّه لنا الآخرة علي الدنيا،و إن أهل بيتي سيلقون

ص: 103


1- بحار الانوار 81/47 ح 37.
2- بحار الانوار 82/47 ح 37.
3- بحار الانوار 82/47 ح 37.
4- بحار الانوار 82/47 ح 37.
5- بحار الانوار 82/47 ح 37.
6- بحار الانوار 82/47 ح 37.
7- بحار الانوار 82/47 ح 37.

بعدي بلاء و تشريدا و تطريدا حتي يأتي قوم من قبل المشرق و معهم رايات سود،فيسألون الحق فلا يعطونه فيقاتلون و ينصرون فيعطون ما سألوا فلا يقبلوا حتي يدفعوه إلي رجل من أهل بيتي، فيملأها قسطا و عدلا كما ملؤها جورا،فمن استطاع منكم فليأتهم و لو حبوا علي الثلج» (1).

التاسع و التسعون: الأربعين بإسناده عن حذيفة قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«ويح هذه الأمة من ملوك جبابرة كيف يقتلون و يطردون المطيعين إلاّ من أظهر طاعتهم،فالمؤمن التقي يصانعهم بلسانه و يفرّ منهم بقلبه فإذا أراد اللّه تعالي أن يعيد الإسلام عزيزا قصم كل جبار عنيد، و هو القادر علي ما يشاء،و أصلح الأمة بعد فسادها،يا حذيفة لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتي يملك رجل من أهل بيتي،تجري الملاحم في يديه و يظهر الإسلام، و اللّه لا يخلف وعده و هو سريع الحساب» (2).

المائة: الأربعين بإسناده عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«تتنعم أمتي في زمان المهدي نعمة لم يتنعموا قبلها قط،يرسل السماء عليهم مدرارا،و لا تدع الأرض من نباتها شيئا إلاّ أخرجته» (3).

الحادي و المائة: الأربعين بإسناده عن أنس بن مالك قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«نحن بنو عبد المطلب سادات أهل الجنة،أنا و أخي علي و حمزة و جعفر و الحسن و الحسين و المهدي» (4).

الثاني و المائة: الأربعين بإسناده عن أبي هريرة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لو لم يبق من الدنيا إلاّ ليلة لملك رجل من أهل بيتي» (5).

الثالث و المائة: الأربعين بإسناده عن ثوبان قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يقتل عند كنزكم ثلاثة كلّهم ابن خليفة،ثم لا يصير إلي واحد منهم،ثم تجيء الرايات السود فيقتلونهم قتلا لم يقتله قوم، ثم يجيء خليفة اللّه المهدي،فإذا سمعتم به فأتوه فبايعوه فإنه خليفة اللّه المهدي» (6).

الرابع و المائة: الأربعين بإسناده عن ثوبان قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«تجيء الرايات السود من قبل المشرق،كأنّ قلوبهم من حديد،فمن سمع بهم فليأتهم فليبايعهم و لو حبوا علي الثلج» (7).

الخامس و المائة: الأربعين بإسناده عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال:«قلت:يا رسول اللّه أمنّا آل

ص: 104


1- بحار الانوار 83/47 ح 37.
2- بحار الانوار 83/47 ح 37.
3- بحار الانوار 83/47 ح 37.
4- بحار الانوار 83/47 ح 37.
5- بحار الانوار 83/47 ح 37.
6- بحار الانوار 83/47 ح 37.
7- بحار الانوار 84/47 ح 37،و ينابيع المودّة:407/1.

محمد المهدي أم من غيرنا؟فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:منّا،يختم اللّه به الدين كما فتح،بنا ينقذون من الفتن كما أنقذوا من الشرك،و بنا يؤلف اللّه بين قلوبهم بعد عداوة الفتنة إخوانا كما ألف بينهم بعد عداوة الشرك إخوانا في دينهم» (1).

السادس و المائة: الأربعين بإسناده عن عبد اللّه بن مسعود قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لو لم يبق من الدنيا إلاّ ليلة واحدة لطوّل اللّه تلك الليلة حتي يملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي و اسم أبيه اسم أبي،يملأها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما جورا،و يقسم المال بالسوية،و يجعل اللّه الغني في قلوب هذه الأمة،فيملك سبعا أو تسعا،و لا خير في عيش الحياة بعد المهدي» (2).

السابع و المائة: الأربعين بإسناده عن أبي هريرة عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«لا تقوم الساعة حتي يملك رجل من أهل بيتي يفتح اللّه القسطنطينية و جبل الديلم علي يده،و لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتي يفتحها» (3).

الثامن و المائة: الأربعين بإسناده عن قيس بن جابر عن أبيه عن جدّه أن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«سيكون بعدي خلفاء،و من بعد الخلفاء أمراء،و من بعد الأمراء ملوك جبابرة،ثم يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا» (4).

التاسع و المائة: الأربعين بإسناده عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«منّا الذي يصلّي عيسي ابن مريم خلفه» (5).

العاشر و المائة: الأربعين بإسناده عن جابر بن عبد اللّه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ينزل عيسي ابن مريم فيقول أميركم المهدي:تعال صلّ بنا،فيقول:ألا إن بعضكم علي بعض أمراء تكرمة من اللّه لهذه الأمة» (6).

الحادي عشر و المائة: الأربعين بإسناده يرفعه إلي محمد بن إبراهيم الإمام حدّثه أنّ أبا جعفر المنصور حدّثه عن أبيه عن جدّه عن عبد اللّه بن العبّاس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لن تهلك أمة أنا في أولها،و عيسي ابن مريم في آخرها،و المهدي في وسطها» (7).

الثاني عشر و المائة: ابن الخشاب قال:حدّثنا صدقة بن موسي قال:حدّثنا أبي عن الرضا عليه السّلام

ص: 105


1- بحار الانوار 84/47 ح 37.
2- بحار الانوار 84/47 ح 37.
3- سبيل الهدي و الرشاد:172/10.
4- بحار الانوار 84/47 ح 37.
5- بحار الانوار 84/47 ح 37.
6- بحار الانوار 85/47 ح 37.
7- بحار الانوار 85/47 ح 37.

قال:«الخلف الصالح من[ولد أبي محمد]الحسن بن عليّ[العسكري]و هو صاحب الزمان و هو المهدي» (1).

الثالث عشر و المائة: ابن الخشاب قال:حدّثني أبو القسم الطاهر بن هارون بن موسي العلوي عن أبيه هارون عن أبيه موسي،قال سيّدي جعفر بن محمد:«الخلف الصالح من ولدي و هو المهدي،اسمه محمد و كنيته أبو القاسم،يخرج في آخر الزمان،يقال لأمه صيقل»قال لنا أبو بكر المزارع:و في رواية اخري بل أمّه حكيمة،و في رواية ثالثة يقال لها نرجس،و يقال بل سوسن و اللّه اعلم بذلك«و يكني أبا القاسم و هو ذو الاسمين خلف و محمد،يظهر في آخر الزمان،علي رأسه غمامة تظله عن الشمس تدور معه حيثما دار،تنادي بصوت فصيح:هذا المهدي عليه السّلام» (2).

الرابع عشر و المائة: ابن الخشاب قال:حدّثني محمد بن موسي الطوسي،حدّثني عبيد اللّه بن محمد بن القاسم بن عدي قال:يقال كنيته الخلف الصالح أبو القاسم،و هو ذو الاسمين (3).

الخامس عشر و المائة: أبو عبد اللّه محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي صاحب كتاب كفاية الطالب و كتاب البيان في أخبار صاحب الزمان قال:إني جمعت هذا الكتاب و عربته من طرق الشيعة ليكون الاحتجاج به آكد و هو أبواب،الأول في ذكر خروجه في آخر الزمان عن زر عن عبد اللّه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لا تذهب الدنيا حتي يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي»اخرجه أبو داود في سننه (4).

السّادس عشر و المائة: الكنجي هذا عن عليّ عليه السّلام عن النبي:«لو لم يبق من الدهر إلاّ يوم لبعث اللّه رجلا من أهل بيتي يملأها عدلا كما ملئت جورا» (5)هكذا اخرجه أبو داود في سننه.

السابع عشر و المائة: الكنجي هذا قال:أخبرنا الحافظ إبراهيم بن محمد الازهري الصيرفي بدمشق و الحافظ محمد بن عبد الواحد المقدسي بجامع جبل قاسون،أنبأنا أبو الفتح نصر بن عبد الجبار بن عبد الرحمن قال:أنبأنا محمد بن عبد اللّه بن محمود الطائي،أنبأنا عيسي بن شعيب بن إسحاق السحري،أنبأنا الحافظ أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن عاصم الابري في كتاب مناقب الشافعي ذكر هذا الحديث و قال فيه:و زاد زائدة في روايته لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم لطوّل اللّه ذلك

ص: 106


1- تاريخ ابن الخشاب:45،و ليس فيه:العسكري.
2- تاريخ ابن الخشاب:45-46.
3- تاريخ ابن الخشاب:46.
4- كفاية الطالب:481.
5- كفاية الطالب:482.

اليوم حتي يبعث رجلا منّي أو من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي و اسم أبيه اسم أبي،يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا.

قال الكنجي:قد ذكر الترمذي الحديث في جامعه و لم يذكر:اسم أبيه اسم أبي،و ذكر أبو داود في معظم روايات الحفاظ و الثقات من نقلة الأخبار(اسمه اسم أبي)فقط،و الذي رواه اسم أبيه اسم أبي فهو زيادة و هو يزيد في الحديث،و إن صحّ فمعناه و اسم أبيه اسم أبي الحسين عليه السّلام و كنيته أبو عبد اللّه فجعل الكنية اسما كناية عنه أنه من ولد الحسين دون الحسن،و يحتمل أنه قال:اسم أبيه اسم ابني أي الحسن،و والد المهدي اسمه حسن فيكون الراوي قد توهم قوله ابني فصحّفه فقال أبي،و إنما قال هذا جمعا بين الروايات (1).

قال:الشيخ الفاضل عليّ بن عيسي في كشف الغمة بعد أن ذكر ما ذكرته:أما أصحابنا و المصنفون فإنهم لم يلتفتوا إلي هذا الحديث ما ثبت عندهم من اسمه و اسم أبيه،و أما الجمهور فقد نقلوا أن زيادة هذه تزيد في الأحاديث،فوجب المصير الي أنه من زياداته ليكون جمعا بين الأقوال و الروايات (2).

الثامن عشر و المائة: الكنجي بإسناده عن سعيد بن المسيب قال:كنّا عند أم سلمة فتذاكرنا المهدي فقالت:سمعت النبي صلّي اللّه عليه و آله يقول:«المهدي من عترتي من ولد فاطمة»أخرجه ابن ماجة في سننه» (3).

التاسع عشر و المائة: الكنجي بإسناده عن سعيد بن المسيب أيضا عنها قالت:سمعت النبي صلّي اللّه عليه و آله:«يقول المهدي من عترتي من ولد فاطمة»أخرجه الحافظ أبو داود في سننه (4).

العشرون و المائة: الكنجي بإسناده عن عليّ عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«المهديّ منّا أهل البيت،يصلحه اللّه في ليلة» (5).

الحادي و العشرون و المائة: الكنجي عن أنس بن مالك قال:سمعت النبي صلّي اللّه عليه و آله يقول:«نحن ولد عبد المطلب سادات أهل الجنة،أنا و حمزة و عليّ و جعفر و الحسن و الحسين و المهدي»أخرجه ابن ماجة الحافظ في صحيحه (6).

ص: 107


1- كفاية الطالب:483،و ينابيع المودة:318/2.
2- كشف الغمة:277/3 ذيل ب 1.
3- كفاية الطالب:486.
4- كفاية الطالب:486.
5- كفاية الطالب:487.
6- كفاية الطالب:488.

الثاني و العشرون و المائة: الكنجي عن ثوبان قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلّهم ابن خليفة ثم لا تصير إلي واحد منهم ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقتلونهم قتلا لم يقتله قوم»ثم ذكر شيئا لا احتفظه ثم قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«فإذا رأيتم أميرهم فبايعوه و لو حبوا علي الثلج فإنه خليفة اللّه المهدي»اخرجه الحافظ ابن ماجة (1).

الثالث و العشرون و المائة: الكنجي عن عبد اللّه بن الحرث بن جز الزبيدي قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يخرج ناس من المشرق فيوطّئون للمهدي»يعني سلطانه،هذا حديث صحيح رواه الثقات و الأثبات أخرجه الحافظ أبو عبد اللّه ماجة القزويني في سننه (2).

الرابع و العشرون و المائة: ابن الاعثم الكوفي في كتاب الفتوح عن أمير المؤمنين صلّي اللّه عليه و آله أنه قال:

«ويحا للطالقان فإن للّه تعالي كنوزا ليست من ذهب و لا فضة،و لكن بها رجال مؤمنون،و عرفوا اللّه حق معرفته،و هم أيضا أنصار المهدي في آخر الزمان» (3).

الخامس و العشرون و المائة: عن أبي سعيد الخدري قال:حسبنا أن يكون بعد نبيّنا حدث، فسألنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:«إن في أمتي المهدي يخرج فيعيش خمسا أو سبعا أو تسعا»قال:قلنا؟ و ما ذاك؟قال:«سنين يجيء الرجل إليه فيقول:يا مهدي أعطني قال:فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله».قال الحافظ الترمذي:حديث حسن و قد روي من غير وجه أبي سعيد عن النبي صلّي اللّه عليه و آله (4).

السادس و العشرون و المائة: عن أبي سعيد قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يكون في أمتي المهدي إن قصر فسبع و إلاّ فتسع،تنعم فيه أمتي نعمة لم يتنعموا مثلها قط،تقر الأرض بما فيها و لا تدخر فيها شيئا،و المال يومئذ كثير،يقول الرجل:يا مهدي أعطني،فيقول:خذ» (5).

السابع و العشرون و المائة: عن أم سلمة زوج النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«يكون اختلاف عند موت خليفة، فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلي مكة،فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه و هو كاره فيبايعونه بين الركن و المقام،و يبعث إليه بعث الشام فتنخسف بهم البيداء بين مكة و المدينة،فإذا رأي الناس ذلك أتاه أبدال الشام و عصائب أهل العراق،فيبايعونه ثم ينشأ رجل من قريش أخواله كليب،فيبعث إليهم بعثا فيظهرون عليهم و ذلك بعث كلب،و الخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب،فيقسم المال و يعمل في الناس بسنة نبيهم،و يلقي الإسلام بجرانه إلي الأرض،فيلبث سبع

ص: 108


1- كفاية الطالب:489.
2- كفاية الطالب:490.
3- كشف الغمة:279/3 عن الفتوح.
4- صحيح الترمذي 343/3 ح 2333.
5- بحار الانوار 88/47.

سنين،ثم يتوفّي و يصلّي عليه المسلمون»قال أبو داود:و قال بعضهم عن هشام:تسع،قال:و هذا سياق الحفّاظ كالترمذي و ابن ماجة القزويني و أبي داود (1).

الثامن و العشرون و المائة: عن أبي هريرة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«كيف أنتم إذا نزل ابن مريم عليه السّلام فيكم و إمامكم منكم» (2)قال:هذا حديث صحيح حسن متفق علي صحته من حديث محمد بن شهاب،رواه البخاري و مسلم في صحيحيهما (3).

التاسع و العشرون و المائة: عن جابر بن عبد اللّه قال:سمعت النبي صلّي اللّه عليه و آله يقول:«لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون علي الحق ظاهرين إلي يوم القيامة،قال:فينزل عيسي ابن مريم فيقول أميرهم:

تعال صلّ بنا فيقول:لا إن بعضكم علي بعض أمراء تكرمة من اللّه تعالي لهذه الأمة»قال:هذا حديث حسن و رواه مسلم في صحيحه (4)،و إن كان الحديث المتقدم قد تؤوّل فهذا لا يمكن تأويله لأنه ذكر فيه أن عيسي ابن مريم يقدّم أمير المسلمين،و هو يومئذ المهدي،هذا يبطل تأويل من قال:إن معني قوله:و إمامكم منكم أي يأتيكم بكتابكم.

قال:فإن سأل سائل مع صحة الأخبار و هي أن عيسي ابن مريم يصلّي خلف المهدي عليه السّلام و يجاهد بين يديه و أنه يقتل الدجال بين يديه،و رتبة المقدّم في الصلاة معروفة،و كذلك رتبة المتقدم للجهاد،و هذه الأخبار مما ثبت طرقها عند السنة و كذلك ترويها الشيعة،و هذا هو الجهاد و الإجماع من كافة أهل الإسلام،إذ من عدا الشيعة و السنة من الفرق قولهم ساقط مردود و حشو مطروح،فيثبت أن هذا اجماع كافة أهل الإسلام،و مع ثبوت الإجماع علي صحة ذلك جمعا.

و الجواب عن ذلك أن نقول:هما قدوتان نبي و إمام فإن كان أحدهما قدّمه لصاحبه في حال اجتماعهما وجب أن يكون الإمام قدوة للنبي في تلك الحال لموضع ورود الشريعة المحمدية بذلك بدليل قوله صلّي اللّه عليه و آله:«يؤم بالقوم أقرأهم،فإن استووا فأعلمهم،فإن استووا فأفقههم،فإن استووا فأقدمهم هجرة،فإن استووا فأصبحهم وجها» (5).

و المهدي عليه السّلام أفقه من عيسي و أعلم منه بالكتاب العزيز و السنّة و غير ذلك،مع أنه ليس فيهما عليهما السّلام من تأخذه في اللّه لومة لائم،و هما معصومان من القبائح و المداهنة و الرياء و النفاق

ص: 109


1- سنن ابن داود 310/2 ح 4286.
2- صحيح البخاري 143/4،صحيح مسلم 137/1 ح 246.
3- صحيح البخاري:143/4،و صحيح مسلم:94/1 ط.دار الفكر.
4- صحيح مسلم:95/1.
5- دعائم الاسلام 52/1(بتفاوت يسير).

و لا يدعي الداعي لأحدهما إلي فعل بما يكون خارجا عن حكم الشريعة و لا مخالفا لمراد اللّه تعالي و رسوله صلّي اللّه عليه و آله،فإذا كان الأمر كذلك فالإمام أفضل من المأموم،و لو علم الإمام أن عيسي أفضل منه لما جاز له أن يتقدم عليه،و كذلك لو علم عيسي أنه أفضل منه لما جاز له أن يقتدي به لعصمتهما و لموضع تنزيه اللّه تعالي لهما عن كل مكروه من رياء أو نفاق أو محاباة أو غير ذلك،و لمّا تحقق عيسي أن الإمام أفضل منه و أعلم منه قدّمه و صلّي خلفه،و لو لا ذلك لم يسعه الاقتداء بالإمام، فهذه درجة الفضل في الصلاة ثم الجهاد و هو بذل النفس بين يديه يرغب إلي اللّه تعالي بذلك، و لو لا ذلك لم يصح لأحد جهاد بين يدي النبي صلّي اللّه عليه و آله،و لا بين يدي غيره،و الدليل علي صحة ما ذهبنا إليه قوله تعالي: إِنَّ اللّهَ اشْتَري مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ (1) (2)الآية،و إن كان الإمام نائبا للرسول في أمته لا يسوغ لعيسي عليه السّلام أن يتقدم علي نائب الرسول،و ما يؤكد قولنا أن عيسي عليه السّلام يصلّي خلف المهدي.

الثلاثون و المائة: ما رواه الحافظ أبو عبد اللّه محمد بن يزيد بن ماجة القزويني في حديث صحيح طويل في نزول عيسي عليه السّلام فمن ذلك قالت أم شريك بنت أبي العكري:يا رسول اللّه فأين العرب يومئذ؟قال:«هم يومئذ قليل،و جلّهم ببيت المقدس،و إمامهم رجل صالح،فبينما إمامهم قد تقدم يصلّي بهم الصبح إذا نزل عيسي عليه السّلام،فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقري ليتقدم عيسي عليه السّلام يصلّي بالناس،فيضع عيسي يده بين كتفيه ثم يقول له تقدم» (3)قال:هذا حديث صحيح ثابت،ذكره ابن ماجة القزويني في كتابه عن أبي أمامة الباهلي قال:خطبنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله...

و هذا مختصره.

الحادي و الثلاثون و المائة: ابن ماجة القزويني هذا بإسناده عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلّي اللّه عليه و آله:«المهدي منّي،أجلي الوجه،أقني الأنف،يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،يملك سبع سنين» (4)قال:هذا حديث ثابت صحيح أخرجه الحافظ أبو داود السجستاني في صحيحه،و رواه غيره من الحفاظ كالطبراني و غيره و ذكر ابن شيرويه الديلمي في كتاب الفردوس في باب الألف بإسناده عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«المهدي طاوس أهل الجنة» (5).

ص: 110


1- سوره 9 - آيه 111
2- التوبة:111.
3- سنن ابن ماجة 1361/2 ح 4077.
4- سنن أبي داود 107/4 ح 4285،صحيح الترمذي 506/5 ح 2232.
5- الفردوس 222/4 ح 6668.

الثاني و الثلاثون و المائة: ابن ماجة القزويني هذا بإسناده عن حذيفة بن اليمان عن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«المهدي رجل من ولدي،وجهه كالقمر الدري،لونه لون عربي و الجسم منه إسرائيلي يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت جورا،يرضي بخلافته أهل الأرض و أهل السماء و الطير في الجوّ، يملك عشرين سنة» (1).

الثالث و الثلاثون و المائة: عن أبي هارون العبدي قال:أتيت أبا سعيد الخدري فقلت له:

شهدت بدرا؟قال:نعم،فقلت:ألا تحدّثني بشيء سمعته من النبي صلّي اللّه عليه و آله في علي عليه السّلام و فضله؟ قلت:بلي أخبرك أن النبي صلّي اللّه عليه و آله مرض مرضة ثقيلة فدخلت عليه فاطمة عليها السّلام تعوده و أنا جالس عن يمين النبي صلّي اللّه عليه و آله،فلمّا رأت ما به من الضعف خنقتها العبرة...الحديث،و هو أنه ضرب علي منكب الحسين عليه السّلام و قال:«من هذا مهدي هذه الأمة» (2)و قد مرّ ذكر الحديث منقولا في كفاية الطالب، و هذا أخرجه الدارقطني صاحب الجرح و التعديل.

الرابع و الثلاثون و المائة: عن أبي نصر قال كنا عند جابر بن عبد اللّه فقال:يوشك أهل العراق أن لا يجبي لهم دينار،فقلت:من أين ذلك؟قال:من قبل العجم يمنعون ذلك،ثم قال:يوشك أهل الشام أن لا يجبي لهم دينار،فقلنا:من أين ذلك؟قال:من قبل الروم،ثم سكت هنيّة ثم قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثيا لا يعدّه عدا»قال:قلت لأبي نضره و أبي العلاء:أ تريان أنه عمر بن عبد العزيز؟قالا:لا،قال:هذا حديث صحيح أخرجه مسلم في صحيحه (3).

الخامس و الثلاثون و المائة: بالإسناد عن أبي نصر عن أبي سعيد قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«من خلفائكم خليفة يحثو المال حثوا لا يعده عددا»قال:هذا حديث ثابت أخرجه الحافظ مسلم في صحيحه. (4)

السادس و الثلاثون و المائة: عن أبي سعيد و جابر بن عبد اللّه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يكون في آخر الزمان خليفة يقسم المال و لا يعده» (5).

السابع و الثلاثون و المائة: عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله

«أبشّركم بالمهدي يبعث في أمتي علي اختلاف من الناس و زلازل،يملأ الأرض قسطا و عدلا

ص: 111


1- الفردوس بمأثور الخطاب 221/4 ح 6667.
2- كفاية الطالب:502،ذخائر العقبي:44.
3- صحيح مسلم 185/8.
4- صحيح مسلم 185/8.
5- صحيح مسلم 185/8.

كما ملئت جورا و ظلما،يرضي عنه ساكن السماء و ساكن الأرض،يقسم المال صحاحا»فقال رجل:ما معني صحاحا؟

قال:«بالسوية بين الناس،و يملأ اللّه تعالي قلوب أمة محمد غني و يسع عدله حتي يأمر مناديا فينادي يقول:من له في المال حاجة؟فما يقوم من الناس إلاّ رجل فيقول له:ايت السدان-يعني الخازن-فقل له:إن المهدي يأمرك أن تعطيني مالا فيقول له:احث،حتي إذا جعله في حجره و ابرزه ندم،فيقول كنت أجشع أمة محمد نفسا و أعجز عمّا وسعهم فيرده و لا يقبل منه شيئا، فيقال له:إنّا لا نأخذ شيئا أعطيناه فيكون كذلك سبع سنين،ثم لا خير في العيش بعده أو قال:لا خير في الحياة بعده» (1)و قال:حديث حسن ثابت أخرجه شيخ أهل الحديث في مسنده،و في هذا الحديث دلالة علي أن هذا المجمل في حديث مسلم هو هذا المبين في مسند ابن حنبل و نقل بين الروايات.

الثامن و الثلاثون و المائة: عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يكون عند انقطاع من الزمان و ظهور من الفتن،يخرج رجل يقال له المهدي،عطاؤه هنيئا» (2)قال:هذا الحديث حسن أخرجه أبو نعيم.

التاسع و الثلاثون و المائة: بالإسناد عن عليّ بن أبي طالب قال:«قلت:يا رسول اللّه أمنّا آل محمد المهدي أم من غيرنا؟فقال صلّي اللّه عليه و آله:لا،بل منّا يختم اللّه به الدين كما فتح بنا،و بنا ينقذون من الفتن كما انقذوا من الشرك،و بنا يؤلف اللّه بين قلوبهم بعد عداوة الفتن إخوانا كما ألّف بينهم بعد عداوة الشرك إخوانا في دينهم» (3)قال:حديث حسن،قال:و رواه الحفاظ في كتبهم،فأمّا الطبراني فقد ذكره في المعجم الاوسط،و أما أبو نعيم فرواه في حليته،و أما عبد الرحمن بن حماد فقد ساقه في غواليه.

الأربعون و المائة: عن جابر قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ينزل عيسي ابن مريم فيقول أميرهم المهدي عليه السّلام:تعال صلّ بنا فيقول:ألا إن بعضكم علي بعض أميرا تكرمة من اللّه تعالي لهذه الأمة» (4)قال:حديث حسن رواه الحافظ الحارث بن أبي أسامة،و رواه أبو نعيم في غواليه،و في هذه النصوص دلالة علي أنّ المهدي عليه السّلام غير عيسي،قال:و قد تواترات الأخبار و استفاضت بكثرة

ص: 112


1- مسند أحمد 37/3.
2- بحار الانوار 82/47 ح 37.
3- الملاحم و الفتن 240/177،بحار الانوار 84/47 ح 37.
4- بحار الانوار 85/47 ح 37.

رواتها عن النبي صلّي اللّه عليه و آله في المهدي عليه السّلام و أنه يملك سبع سنين يملأ الأرض عدلا،و أنه يخرج مع عيسي عليه السّلام و يساعده في قتل الدجال في أرض فلسطين،و أنه عليه السّلام يؤمّ هذه الأمة و عيسي يصلّي خلفه في طول من قصته و أمره،و قد ذكر الشافعي في كتاب الرسالة و كتابه أصل و يرويه و لكن يطول ذكره عنده.

الحادي و الأربعون و المائة: عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لن تهلك أمة أنا في أولها...» (1)الحديث المذكور قال:هذا حديث حسن رواه الحافظ أبو نعيم في غواليه و أحمد بن حنبل في مسنده و معني قوله صلّي اللّه عليه و آله«و عيسي في آخرها»لم يرد به أن عيسي عليه السّلام يبقي بعد المهدي عليه السّلام لأن ذلك لا يجوز لوجوه منها:أنه قال:«لا خير في الحياة بعده»و في رواية أخري «لا خير في العيش بعد المهدي عليه السّلام».

و منها:أن المهدي إذا كان إماما آخر الزمان لا إمام بعده،مذكور في رواية أحد من الأئمة،و منها لا يجوز أن الخلق تبقي بغير إمام،فإن قيل:إن عيسي يبقي بعده إمام الأمة،قلت:بقاء عيسي عليه السّلام بعد المهدي عليه السّلام لا يجوز أن يقال:لا خير فيهم،و أيضا لا يجوز أن يقال لأنه يجل عن ذلك،و لا يجوز أن يقال:إنه يستقل بالأمة لأن ذلك يوهم العوام انتقال الأمة المحمدية إلي الأمة العيسوية و هذا كفر يوجب حمله علي الصواب و هو أنّه عليه السّلام أول داع إلي ملة الإسلام و المهدي عليه السّلام أوسط داع و المسيح آخر داع و هذا معني الخبر عندي،و يحتمل أن يكون معناه المهدي عليه السّلام أوسط هذه الأمة يعني خيرها إذ هو إمامها،و بعده ينزل عيسي مصدقا للإمام و هو تاليه و مساعدا و مبيّنا للامة صحة ما يدعيه الإمام،فعلي هذا يكون المسيح آخر المصدّقين علي وفق النص (2).

الثاني و الأربعون و المائة: بالإسناد عن حذيفة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لبعث اللّه رجلا اسمه اسمي و خلقه خلقي يكني أبا عبد اللّه» (3)قال:حديث حسن رواه و رويناه عاليا،و معني قوله صلّي اللّه عليه و آله:خلقه خلقي من أحسن الكنايات عن انتقام المهدي من الكفار للدين كما قال النبي صلّي اللّه عليه و آله و قد قال اللّه تعالي: وَ إِنَّكَ لَعَلي خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) (5).

قال:علي بن عيسي في كتاب كشف الغمة بعد أن ذكر ذلك:العجب من قوله:من أحسن الكنايات،إلي آخر الكلام.و من أين يحجر علي الخلق،فجعله مقصورا علي الانتقام فقط و هو عام في جميع اخلاق النبي صلّي اللّه عليه و آله من كرمه و زهده و علمه و حلمه و شجاعته و غير ذلك من اخلاقه التي

ص: 113


1- كنز العمال 266/14 ح 38671.
2- بحار الانوار 94/51.
3- بحار الانوار 81/47 ح 37.
4- سوره 68 - آيه 4
5- القلم:4.

عددتها صدر هذا الكتاب؟و أعجب من قوله ذكره الآية دليلا علي ما قرره (1).

الثالث و الأربعون و المائة: بإسناده عن عبد اللّه بن عمر قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يخرج المهدي من قرية يقال لها كرعة» (2)قال:هذا حديث حسن رويناه عاليا،أخرجه الشيخ الاصفهاني في غواليه كما سقناه.

الرابع و الأربعون و المائة: بإسناده عن عبيد اللّه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يخرج المهدي و علي رأسه غمامة فيها مناد ينادي:هذا المهدي خليفة اللّه فاتبعوه» (3)قال:هذا حديث حسن ما رويناه عاليا إلاّ من هذا الوجه.

الخامس و الأربعون و المائة: بإسناده عن عبد اللّه بن عمر قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يخرج المهدي و علي رأسه ملك ينادي:هذا المهدي فاتّبعوه»قال:هذا حديث حسن رواه الحفاظ و الأئمة من أهل الحديث كأبي نعيم و الطبراني و غيرهما (4).

السادس و الأربعون و المائة: بإسناده عن حذيفة أنه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«رجل من ولدي لونه لون عربي و جسمه جسم إسرائيلي علي خدّه الأيمن خال كأنّه كوكب درّي،يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا،يرضي بخلافته أهل الأرض و أهل السماء و الطير في الجو» (5)قال:حديث حسن رويناه عاليا بحمد اللّه عن جم غفير من أصحاب الثقفي و إسناده معروف عندنا.

السابع و الأربعون و المائة: بإسناده عن أبي أمامة الباهلي و قد مرّ قال:هذا سياق الطبراني في معجمه الأكبر (6).

الثامن و الأربعون و المائة: و عنه ذكر حديث أنه عليه السّلام أفرق الثنايا و قد تقدم عن عبد الرحمن بن عوف قال:هذا أخرجه أبو نعيم الحافظ في غواليه (7)(8).

التاسع و الأربعون و المائة: بإسناده عن أبي هريرة عن النبي صلّي اللّه عليه و آله في حديث«إنه يفتح القسطنطينية علي يده» (9)و قد مرّ:هذا سياق الحافظ أبو نعيم قال:هذا هو المهدي بلا شك وفقا بين الروايات.

الخمسون و المائة: و عنه عن قيس بن جابر عن أبيه عن جدّه عن النبي صلّي اللّه عليه و آله حديث ملوك

ص: 114


1- كشف الغمة 278/3 ذيل ب 13.
2- كشف الغمة 269/3.
3- كشف الغمة 270/3.
4- كشف الغمة 288/3.
5- كشف الغمة 288/3.
6- كشف الغمة 289/3.
7- بحار الانوار 80/47 ح 37.
8- و كشف الغمة:289/3.
9- بحار الانوار 96/47.

جبابرة ثم يخرج،و قد مرّ قال:هذا رواه أبو نعيم الحافظ في فوائده و الطبراني في معجمه (1).

الحادي و الخمسون و المائة: و عنه عن أبي أمامة قال:خطبنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد مرّ قال:

حديث حسن المتن رواه الحافظ أبو القاسم الطبراني في معجمه الأكبر (2).

الثاني و الخمسون و المائة: و عن أبي أمامة قال:خطبنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد مرّ قال:هذا حديث حسن،هكذا رواه أبو نعيم الأصفهاني. (3)

الثالث و الخمسون و المائة: و عنه عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلّي اللّه عليه و آله و هو حديث تنعم الأمة و قد مرّ،قال هذا حديث حسن المتن رواه الحافظ أبو القسم الطبراني في معجمه الأكبر. (4)

الرابع و الخمسون و المائة: عنه عن ثوبان قال:قال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«يقتل عند كنزكم ثلاثة» (5)و قد مرّ،قال:هذا حديث حسن المتن وقع علينا من رواية ثوبان،و فيه دليل علي شرف المهدي،يكون خليفة اللّه في الأرض علي لسان أصدق ولد آدم محمد صلّي اللّه عليه و آله و قد قال اللّه تعالي: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ (6) (7)الآية.

الخامس و الخمسون و المائة: قال الشعبي (8)و هو من المنحرفين عن أمير المؤمنين عليه السّلام من علماء العامة:اعلم أن رواياتنا نحن و أكثر أهل الإسلام أيضا أن نبينا صلّي اللّه عليه و آله قال:«لا بدّ من مهدي من ولد فاطمة ابنته عليها السّلام يظهر فيملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت[من غيره] (9)ظلما و جورا»قال السيد ابن طاوس:و قد روي ذلك أيضا جماعة من رجال الأربعة المذاهب في كتبهم و أجمع عليه أهل الإسلام،ثم ذكر من رواياتهم الكثيرة ما رويناه هنا و غيره. (10)

السادس و الخمسون و المائة: من كتاب عمد الدر من طريق المخالفين يسند إلي الحسن بن عليّ عليه السّلام أنه قال:«لو قام المهدي لأنكره الناس لأنه يرجع إليهم شابا موفقا،و إن من أعظم البلية أن يخرج إليهم صاحبهم شابا و هم يحسبونه شيخا كبيرا» (11).

السابع و الخمسون و المائة: من مستدرك علي الصحيحين لأبي عبد اللّه الحاكم يرفعه إلي أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم لم يسمع ببلاء أشد منه حتي تضيق عنهم الأرض الرحبة و حتي تملأ الأرض جورا و ظلما و لا يجد

ص: 115


1- بحار الانوار 84/47 ح 37.
2- بحار الانوار 81/47 ح 37.
3- بحار الانوار 90/47.
4- بحار الانوار 83/47 ح 37.
5- بحار الانوار 83/47 ح 37.
6- سوره 5 - آيه 67
7- المائدة:67.
8- في الطرائف لا ينقل هذا عن الشعبي.
9- ليست في المصدر.
10- الطرائف:258/1 ح 273.
11- عقد الدرر:41.

المؤمن ملتجأ يلتجئ إليه من الظلم،فيبعث اللّه رجلا من عترتي فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،يرضي عنه ساكن السماء و ساكن الأرض،لا تدّخر الأرض شيئا من بذرها إلاّ أخرجته،و لا السماء من قطرها شيئا إلاّ صبّه اللّه عليهم مدرارا،و يعيش فيهم سبع سنين أو ثمان أو تسع،يتمني الأحياء الأموات مما صنع اللّه عز و جل بأهل الأرض من خيره» (1).

الثامن و الخمسون و المائة: من معجم الطبراني و مناقب المهدي لأبي نعيم الحافظ بسندهما إلي جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«يلتفت المهدي و قد نزل عيسي ابن مريم يقطر من شعره الماء»و ساق حديثه،و في آخره«قام عيسي حتي جلس في المقام فيبايعه»الحديث (2).

التاسع و الخمسون و المائة: و من كتاب الفتن للحافظ أبي عبد اللّه نعيم بن حماد يرفعه إلي أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«منّا الذي يصلّي عيسي ابن مريم معه خلفه» (3).

الستون و المائة: و من كتاب الفتن يرفعه إلي هشام بن محمد قال:المهدي من هذه الأمة هو الذي يؤمّ عيسي ابن مريم عليه السّلام (4).

الحادي و الستون و المائة: و من حلية الأولياء في حديث طويل قال:في رحلهم يعني المسلمين إلي بيت المقدس،إمامهم مهدي رجل صالح،فبينا إمامهم قد تقدم يصلّي بهم الصبح إذ نزل عيسي ابن مريم حتي كبّر للصبح،فيرجع ذلك الإمام ينكص ليقدم عيسي ليصلي بالناس،فيضع عيسي يديه بين كتفيه فيقول تقدم فصلّ،فإنها لك أقيمت فيصلي بهم إمامهم (5).

الثاني و الستون و المائة: من كتاب العرائس لأبي إسحاق الثعلبي بإسناده إلي تميم الداري قلت:

يا رسول اللّه،إني مررت بمدينة صفتها كيت و كيت،قريبة من ساحل البحر فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله:«تلك انطاكية أما إن في غار من غيرانها رضاضا من ألواح موسي،و ما من سحابه شرقية و لا غربية تمرّ عليها إلاّ ألقت عليها من بركتها،و لن تذهب الأيام و الليالي حتي يملكها رجل من أهل بيتي

ص: 116


1- المستدرك علي الصحيحين:465/4.
2- عقد الدرر:274،و ينابيع المودة:264/3،و جواهر العقدين:228/2.
3- كنز العمال:266/14 ح 38673.
4- كتاب الفتن لابن حماد:230 ذكر نسبه،ط.دار الفكر.
5- سنن ابن ماجة:1361/2،و كنز العمال:294/14.

يملؤها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما (1).

الثالث و الستون و المائة: و من كتاب فضل الكوفة لأبي عبد اللّه محمد بن علي العلوي يرفعه إلي أبي سعيد الخدري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«يملك المهدي الناس سبعا (2)أو عشرا،أسعد الناس به أهل الكوفة» (3).

الرابع و الستون و المائة: و من كتاب الرّد علي الزيدية للشيخ عبد اللّه جعفر بن محمد بن أحمد الدروستي من طريق المخالفين قال:أخبرني أبو عبد اللّه محمد بن وهبان قال:حدّثنا أبو بشر أحمد ابن إبراهيم بن أحمد القمي قال:أخبرنا محمد بن زكريا بن دينار الغلابي قال:حدّثنا سليمان بن إسحاق بن عليّ بن عبد اللّه بن العبّاس قال:حدّثني أبي قال:كنت يوما عند الرشيد فذكر المهدي و ما ذكر من عدله فأطنب عن ذلك فقال الرشيد:إني أحسبكم تحسبونه أبي المهدي،حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه عن ابن عباس عن أبيه العباس بن عبد المطلب أن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال له:«يا عم يملك من ولدي اثنا عشر خليفة،ثم تكون أمور كريهة و شدّة عظيمة،ثم يخرج المهدي من ولدي، يصلح اللّه أمره في ليلة فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا،و يمكث في الأرض ما شاء اللّه،ثم يخرج الدجّال» (4).

الخامس و الستون و المائة: موفق بن أحمد الخوارزمي من أعيان الجمهور في كتابه قال:حدّثني فخر القضاة نجم الدين أبو منصور محمد بن الحسين بن محمد البغدادي فيما كتب إليّ من همدان قال:أنبأنا الإمام الشريف نور الهدي أبو طالب الحسن بن محمد الزينبي،أخبرنا إمام الأئمة محمد ابن أحمد بن شاذان قال:حدّثنا أبو محمد الحسن بن علي العلوي الطبري عن أحمد بن محمد بن عبد اللّه قال:حدّثني جدّي أحمد بن محمد عن أبيه عن حماد بن عيسي عن عمر بن أذينة قال:

حدّثنا أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي عن سلمان المحمدي قال:دخلت علي النبي صلّي اللّه عليه و آله و إذا الحسين علي فخذه و هو يقبل عينيه و يلثم فاه و هو يقول:«أنت سيّد ابن سيّد أبو السادة،أنت إمام بن الإمام أخو الإمام أبو الأئمة،أنت حجّة ابن حجّة أخو حجة أبو حجج تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم» (5).

قال مصنّف هذا الكتاب:هذه الروايات كلها من طرق العامة و هي أكثر مما ذكرنا،اقتصرت علي

ص: 117


1- قصص الأنبياء للثعلبي:213.
2- في المصدر:تسعا.
3- فضل الكوفة:25 ح 3،و ينابيع المودة:172/3-300.
4- بحار الانوار 300/32 ح 138.
5- الخصال 38/475.

هذا القدر لأنه يطول الكتاب بالزيادة علي ذلك و هو يؤثر الضجر و الملل و فيما ذكرته كفاية للمنصف.

فإن قلت:فيما ذكرته من الروايات تكرار في بعضها فما الحاجة إلي ذكرها مرة ثانية.

قلت:ما ذكرته و إن كان فيه تكرار لكن النقلة و المصنفين مختلفون،بعضهم يزيد و ينقص في روايته،و بعضهم يحكم بصحة ما رواه و بحسنه و يجعله عاليا،و هو من مقبول الحديث و مرجّحاته كما هو مذكور في الاصول،فالتكرار في القليل من هذه الروايات لهذه النكت التي ذكرتها و اللّه سبحانه و تعالي و هو الموفق.

ص: 118

الباب الثاني و الأربعون و المائة

في إمامة الإمام الثاني عشر عليه السّلام من الأئمة الاثني عشر

و هم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب و بنيه الأحد عشر الذين آخرهم القائم المنتظر المهدي، إمام هذا العصر و الزمان من موت أبيه حتي يظهره اللّه عز و جل بعد غيبته في آخر الزمان،فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا،لنص رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليهم بعده بالإمامة و الخلافة و الوصاية من طريق الخاصة و العامة كما تقدم في هذا الكتاب و هذا الباب،فيه خصوص في إثبات إمامة الإمام الثاني عشر المهدي القائم المنتظر الإمام المعصوم من طريق الخاصة و فيه سبعة و عشرون حديثا.

الأول: أبو جعفر بن بابويه قدس اللّه سبحانه و تعالي روحه في كتاب كمال الدين و تمام النعمة في غيبة الإمام عليه السّلام قال:حدّثنا الحسن بن محمد سعيد الهاشمي قال:حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال:حدّثنا محمد بن عليّ بن أحمد الهمداني قال:حدّثني أبو الفضل العبّاس بن عبد اللّه البخاري قال:حدّثنا محمد بن القسم بن عبد اللّه بن إبراهيم القسم بن محمد بن أبي بكر قال:حدّثنا عبد السلام بن صالح الهروي،عن عليّ بن موسي الرضا عليه السّلام عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد،عن أبيه محمد بن عليّ،عن أبيه عليّ بن الحسين،عن أبيه الحسين بن عليّ،عن أبيه عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما خلق اللّه خلقا أفضل منّي و لا أكرم عليه منّي،قال علي عليه السّلام:فقلت:يا رسول اللّه فأنت أفضل أم جبرائيل؟

فقال صلّي اللّه عليه و آله:يا علي إن اللّه تبارك و تعالي فضل أنبياءه المرسلين علي ملائكته المقرّبين،و فضّلني علي جميع النبيين و المرسلين،و الفضل بعدي لك يا عليّ و للائمة من بعدك،فإنّ الملائكة لخدّامنا و خدام محبينا،يا علي الذين يحملون العرش و من حوله يسبحون بحمد ربهم و يستغفرون للذين آمنوا بولايتنا.

يا علي لو لا نحن ما خلق اللّه آدم و لا حواء و لا الجنة و لا النار و لا السماء و لا الأرض،و كيف لا نكون أفضل من الملائكة و قد سبقناهم إلي التوحيد و معرفة ربنا عز و جل و تسبيحه و تقديسه و تهليله؛لأن أول ما خلق اللّه عز و جل أرواحنا فأنطقنا بتوحيده و تمجيده،ثم خلق الملائكة،

ص: 119

فلمّا شاهدوا أرواحنا نورا واحدا استعظموا أمورنا فسبّحنا لتعلم الملائكة أنا خلق مخلوقون و أنّه منزّه عن صفاتنا،فسبّحت الملائكة بتسبيحنا و نزّهته عن صفاتنا،فلمّا شاهدوا عظم شأننا هلّلنا لتعلم الملائكة أن لا إله إلاّ اللّه،فلمّا شاهدوا كبر محلّنا كبّرنا اللّه لتعلم الملائكة أن اللّه أكبر من أن ينال و أنه عظيم المحل،فلمّا شاهدوا ما جعله اللّه لنا من العزة و القوة قلنا:لا حول و لا قوة إلاّ باللّه العلي العظيم لتعلم الملائكة أن لا حول و لا قوة إلاّ باللّه:فقالت الملائكة:لا حول و لا قوة إلاّ باللّه،فلمّا شاهدوا ما أنعم اللّه به علينا و أوجبه لنا من فرض الطاعة قلنا:الحمد للّه لتعلم الملائكة ما لحقّ اللّه تعالي ذكره علينا من الحمد علي نعمه،فقالت الملائكة:الحمد للّه فبنا اهتدوا إلي معرفة اللّه تعالي و تسبيحه و تهليله و تحميده و تمجيده.

ثم إن اللّه تعالي خلق آدم و أودعنا صلبه،و أمر الملائكة بالسجود له تعظيما لنا و إكراما،و كان سجودهم للّه عز و جل عبودية،و لآدم إكراما و طاعة لكوننا في صلبه،فكيف لا نكون أفضل من الملائكة و قد سجدوا لآدم كلّهم أجمعون،و إنه لمّا عرج بي إلي السماء أذّن جبرائيل مثني مثني ثم قال:تقدّم يا محمد فقلت:يا جبرائيل أتقدم عليك؟قال:نعم،لأن اللّه تبارك اسمه فضل أنبياءه علي ملائكته أجمعين،و فضّلك خاصة،فتقدّمت و صليت بهم و لا فخر،فلمّا انتهيت إلي حجب النور قال لي جبرئيل عليه السّلام:تقدم يا محمد،و تخلّف عني،فقلت:يا جبرئيل في مثل هذا الموضع تفارقني؟قال:يا محمد إن هذا انتهاء حدّي الذي وضعه اللّه لي في هذا المكان فإن تجاوزته احترقت أجنحتي لتعدّي حدود ربي جلّ جلاله،فزخّ بي زخّة في النور حتي انتهيت إلي حيث ما شاء اللّه عز و جل من ملكوته،فنوديت:يا محمد،فقلت:لبيك و سعديك تباركت و تعاليت.

فنوديت:يا محمد أنت عبدي و أنا ربك فإياي فاعبد و عليّ فتوكل فإنك نوري في عبادي و رسولي إلي خلقي و حجتي في بريتي،لمن تبعك خلقت جنتي،و لمن خالفك خلقت ناري و لأوصيائك أوجبت كرامتي و لشيعتك أوجبت ثوابي.

فقلت:يا رب و من أوصيائي؟فنوديت:يا محمد أوصياؤك المكتوبون علي ساق العرش، فنظرت و أنا بين يدي ربي إلي ساق العرش فإذا اثنا عشر نورا،في كل نور سطر أخضر مكتوب عليه اسم كل وصي من أوصيائي،أولهم عليّ بن أبي طالب و آخرهم مهدي أمتي فقلت:يا رب أ هؤلاء أوصيائي من بعدي؟فنوديت:يا محمد هؤلاء أوليائي و أحبائي و أصفيائي و حججي بعدك علي بريتي،و هم أوصياؤك و خلفاؤك و خير خلقي بعدك،و عزّتي و جلالي لأظهرنّ بهم ديني،و لأعلينّ بهم كلمتي،و لأطهّرن الأرض بآخرهم من أعدائي،و لأمكّنه مشارق الأرض

ص: 120

و مغاربها،و لأسخرنّ له الرياح،و لأذللنّ له الرقاب الصعاب،و لأرقينّه في الأسباب و لأنصرنه بجندي،و لأمدنّه بملائكتي حتي يعلن دعوتي و يجمع الخلق علي توحيدي،ثم لأديمنّ ملكه و لأداولنّ الأيام بين أوليائي إلي يوم القيامة» (1).

الثاني: ابن بابويه أيضا قال:حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس قال:حدّثنا أبي قال:حدّثنا أبو زياد سهل بن زياد الادمي الرازي،حدّثنا محمد بن آدم الشيباني عن أبيه آدم بن أبي إياس قال:

حدّثني المبارك بن فضالة عن وهب بن منبه رفعه عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لمّا عرج بي إلي ربّي جلّ جلاله أتاني النداء:يا محمد،قلت:لبيك يا رب العظمة لبيك فأوحي اللّه إليّ:

يا محمد فيما اختصم الملأ الأعلي؟فقلت:لا علم لي يا إلهي فقال:يا محمد هل اتّخذت من الآدميين وزيرا و أخا و وصيا من بعدك؟قلت:يا إلهي و من اتخذ؟تخيّر لي أنت يا إلهي،فأوحي اللّه إليّ:يا محمد قد اخترت لك من الآدمين عليّ بن أبي طالب،فقلت:إلهي ابن عمّي؟فأوحي اللّه إليّ:يا محمد إن عليا وارثك و وارث العلم من بعدك و صاحب لوائك لواء الحمد يوم القيامة و صاحب حوضك،يسقي من ورد عليه من مؤمني أمتك،ثم أوحي اللّه إليّ:يا محمد إني قد أقسمت علي نفسي قسما حقا لا يشرب من ذلك الحوض مبغض لك و لأهل بيتك و ذريتك الطيبين الطاهرين.

حقا حقا أقول يا محمد لأدخلن جميع أمتك الجنة إلاّ من أبي من خلقي،فقلت:إلهي هل واحد يأبي من دخول الجنة؟فأوحي اللّه إلي:بلي،فقلت:و كيف يأبي؟فأوحي اللّه:يا محمد اخترتك من خلقي و اخترت لك وصيا من بعدك و جعلته منك بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبي بعدك،و ألقيت محبته في قلبك و جعلته أبا لولدك،فحقّه بعدك علي أمتك كحقك عليهم في حياتك،فمن جحد حقه فقد جحد حقك،و من أبي أن يواليه فقد أبي أن يواليك،و من أبي أن يواليك فقد أبي أن يدخل الجنة،فخررت للّه عز و جل ساجدا شكرا لما أنعم عليّ،فإذا مناديا ينادي:ارفع يا محمد رأسك و اسألني أعطك فقلت:إلهي اجمع أمتي من بعدي علي ولاية عليّ ابن أبي طالب ليردوا جميعا علي حوضي يوم القيامة،فأوحي اللّه عز و جل إليّ:يا محمد إني قد قضيت في عبادي قبل أن أخلقهم،و قضائي ماض فيهم لأهلك به من أشاء و أهدي به من أشاء، و قد آتيته علمك من بعدك و جعلته وزيرك و خليفتك من بعدك علي أهلك و أمتك عزيمة منّي لأدخل الجنة من أحبه،و لا أدخل الجنة من أبغضه و عاداه و أنكر ولايته بعدك،فمن أبغضه

ص: 121


1- كمال الدين /255ح 4.

أبغضك و من أبغضك أبغضني،و من عاداه فقد عاداك و من عاداك فقد عاداني،و من أحبه فقد أحبك و من أحبك فقد أحبني،فقد جعلت له هذه الفضيلة و أعطيتك أن أخرج من صلبه أحد عشر مهديا كلّهم من ذرّيتك من البكر البتول،و أخرج رجلا منهم يصلّي خلفه عيسي ابن مريم، يملأ الأرض عدلا كما ملئت منهم ظلما و جورا أنجي به من الهلكة و أهدي به من الضلالة،و أبرئ به من العمي و أشفي به المريض.

فقلت:إلهي و متي يكون ذلك؟فأوحي اللّه عز و جل إليّ:يكون ذلك إذا رفع العلم و ظهر الجهل و كثر القراء و قل العمل،و كثر القتل و قلّ الفقهاء الهادون و كثر فقهاء الضلالة و الخونة و كثر الشعراء،و اتخذوا قبورهم مساجد،و حليت المصاحف،زخرفت المساجد و كثر الجور و الفساد و ظهر المنكر و أمر أمتك به و نهوا عن المعروف،و اكتفي الرجال بالرجال و النساء بالنساء و صارت الأمراء كفرة و أولياؤهم فجرة و أعوانهم ظلمة و ذوو الرأي منهم فسقه،و عند ذلك ثلاث خسوف:خسف بالمشرق و خسف بالمغرب و خسف بجزيرة العرب،و خراب البصرة علي يد رجل من ذريتك يتبعه الزنوج،و خروج رجل من ولد الحسين بن علي و ظهور الدجال يخرج بالمشرق من سجستان و ظهور السفياني.

فقلت:إلهي و متي يكون بعدي من الفتن؟فأوحي اللّه إلي و أخبرني ببلاء بني أمية و فتنة ولد عمّي العبّاس،و ما يكون و ما هو كائن إلي يوم القيامة،فأوصيت بذلك ابن عمي حين هبطت إلي الأرض فأدّيت الرسالة و للّه الحمد علي ذلك كما حمده النبيّون،كما حمده كل شيء قبلي و ما هو خالقه إلي يوم القيامة» (1).

الثالث: ابن بابويه حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أحمد بن بندار قال:

حدّثنا أحمد بن هلال عن محمد بن أبي عمير عن المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لمّا أسري بي إلي السماء أوحي إليّ ربي جلّ جلاله و قال:يا محمد إني اطلعت إلي الأرض اطّلاعة و اخترتك منها فجعلتك نبيا و شققت لك من اسمي اسما فأنا المحمود و أنت محمد،ثم اطلعت الثانية فاخترت منها عليا و جعلته وصيك و خليفتك و زوج ابنتك و أبا ذريتك و شققت له اسما من اسمائي فانا العلي الأعلي و هو عليّ،و خلقت فاطمة و الحسن و الحسين من نوركما،ثم عرضت ولايتهم علي الملائكة،فمن قبلها كان عندي من المقرّبين،يا محمد لو أن عبدا عبدني حتي ينقطع و يصير

ص: 122


1- كمال الدين /250/1ح 1.

كالشن البالي ثم أتاني جاحدا لولايتهم فما أسكنته جنتي و لا أظللته تحت عرشي،يا محمد تحب أن تراهم؟.

قلت:نعم يا رب،فقال عز و جل:ارفع رأسك فرفعت رأسي فإذا أنا بأنوار عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين و عليّ بن الحسين و محمد بن عليّ و جعفر بن محمد و موسي بن جعفر و عليّ ابن موسي و محمد بن عليّ و عليّ بن محمد و الحسن بن عليّ و المهدي بن الحسن القائم في وسطهم كأنّه كوكب درّي.

قلت:يا رب و من هؤلاء؟قال الأئمة و هذا القائم الذي يحلل حلالي و يحرم حرامي،و به أنتقم من أعدائي،و هو راحة لأوليائي و هو الذي يشفي قلوب شيعتك من الظالمين و الجاحدين و الكافرين،و يخرج اللات و العزي طريين فيحرقهما،فلفتنة الناس يومئذ بهما أشد من فتنة العجل و السامري» (1).

الرابع: ابن بابويه قال:حدّثنا غير واحد من أصحابنا قالوا:حدّثنا محمد بن همام عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري قال:حدّثني الحسين بن محمد بن سماعة عن أحمد بن الحارث قال:

حدّثني المفضل بن عمر عن يونس بن ظبيان عن جابر بن يزيد الجعفي قال:سمعت جابر بن عبد اللّه الأنصاري يقول:لمّا أنزل اللّه جلّ و عزّ علي نبيّه محمد صلّي اللّه عليه و آله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (2) (3)قلت يا رسول اللّه،عرفنا اللّه و رسوله فمن أولو الأمر الذين قرن اللّه طاعتهم بطاعتك؟فقال صلّي اللّه عليه و آله:«هم خلفائي،يا جابر و أئمة المسلمين من بعدي أولهم عليّ ابن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم عليّ بن الحسين ثم محمد بن عليّ المعروف في التوراة بالباقر،و ستدركه يا جابر فإذا لقيته فاقرأه منّي السلام،ثم الصادق جعفر بن محمد ثم موسي بن جعفر ثم عليّ بن موسي ثم محمد بن عليّ ثم عليّ بن محمد ثم الحسن بن عليّ سميّي و كنيّي حجة اللّه في أرضه و بقيته في عباده ابن الحسن بن عليّ،ذاك الذي يفتح اللّه تعالي ذكره علي يديه مشارق الأرض و مغاربها،ذاك الذي يغيب عن شيعته و أوليائه غيبة لا يثبت فيها علي القول بإمامته إلاّ من امتحن اللّه قلبه للإيمان».

قال جابر:فقلت:يا رسول اللّه فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته؟

فقال صلّي اللّه عليه و آله:«أي و الذي بعثني بالنبوة إنهم يستضيئون بنوره و ينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس و إن تجللها سحاب،هذا من مكنون سرّ اللّه و مخزون علم اللّه فاكتمه إلاّ عن أهله».

ص: 123


1- كمال الدين:253.
2- سوره 4 - آيه 59
3- النساء:59.

قال جابر بن يزيد:فدخل جابر بن عبد اللّه الأنصاري علي عليّ بن الحسين عليه السّلام،فبينما هو يحدّثه إذ خرج محمد بن عليّ الباقر من عند نسائه و علي رأسه ذؤابة و هو غلام،فلمّا بصر به جابر ارتعدت فرائصه و قامت كل شعرة علي بدنه و نظر إليه مليا ثم قال:يا غلام اقبل فأقبل ثم قال:ادبر فأدبر فقال جابر:شمائل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و رب الكعبة،ثم قام فدنا منه و قال له:ما اسمك يا غلام؟ فقال:محمد،قال:ابن من؟قال:ابن عليّ بن الحسين.

قال:يا بني فدتك نفسي فأنت إذا الباقر؟قال:«نعم»ثم قال:«فأبلغني ما حمّلك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله» فقال جابر:يا مولاي إن رسول اللّه بشّرني بالبقاء إلي أن ألقاك،فقال:إذا لقيته فاقرأه منّي السلام، فرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يا مولاي يقرأ عليك السلام،فقال أبو جعفر عليه السّلام:«يا جابر علي رسول اللّه السلام ما قامت السموات و الأرض،و عليك يا جابر بما بلّغت السلام»فكان جابر بعد ذلك يختلف إليه و يتعلم منه،فسأله محمد بن عليّ عن شيء فقال له جابر:و اللّه لا دخلت في نهي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله، فقد أخبرني أنكم الأئمة الهداة من أهل بيته من بعده،أحكم الناس صغارا و اعلمهم كبارا و قال:

«لا تعلّموهم فهم أعلم منكم»فقال أبو جعفر:«صدق جدّي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و اللّه إني لأعلم منك بما سألتك عنه،و لقد أوتيت الحكم صبيا،كل ذلك بفضل اللّه علينا و رحمته لنا أهل البيت» (1).

الخامس: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عليّ بن ماجيلويه رضي اللّه عنه قال:حدّثني عيسي بن محمد ابن أبي القاسم رحمه اللّه عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن جابر ابن يزيد الجعفي عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن سمرة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«لعن المجادلون في دين اللّه علي لسان سبعين نبيا،و من جادل في آيات اللّه فقد كفر،قال اللّه عز و جل:

ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللّهِ إِلاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ (2) (3) و من فسّر القرآن برأيه فقد افتري علي اللّه الكذب،و من أفتي الناس بغير علم لعنته ملائكة السماء و الأرض،و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة سبيلها إلي النار»و قال عبد الرحمن بن سمرة فقلت:يا رسول اللّه أرشدني إلي النجاة.

فقال:«يا بن سمرة إذا اختلفت الاهواء و تفرقت الآراء فعليك بعليّ بن أبي طالب فإنه إمام أمتي و خليفتي عليهم من بعدي و هو الفاروق الذي يميز به بين الحق و الباطل،من سأله أجابه و من استرشده أرشده و من طلب الحق عنده و جدّه و من التمس الهدي لديه صادفه،و من لجأ إليها آمنه و من استمسك به نجّاه و من اقتدي به هداه،يا ابن سمرة سلم منكم من سلّم له و والاه،

ص: 124


1- كمال الدين 253.
2- سوره 40 - آيه 4
3- المؤمن:4.

و هلك من ردّ عليه و عاداه.

يا بن سمرة إن عليا روحه من روحي و طينته من طينتي و هو أخي و أنا أخوه و هو زوج ابنتي فاطمة سيّدة نساء العالمين من الأولين و الآخرين،و إنّ منه إمامي أمتي و سيّدي شباب أهل الجنة الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين،تاسعهم قائم أمتي،يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما» (1).

السادس: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن موسي بن المتوكل رحمه اللّه قال:حدّثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي قال:حدّثنا موسي بن عمران النخعي عن عمّه الحسين بن يزيد عن الحسن بن عليّ بن سالم عن أبيه عن أبي حمزة عن سعيد بن جبير عن عبد اللّه بن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن اللّه تبارك و تعالي اطّلع إلي الأرض اطّلاعة فاختارني منها فجعلني نبيا،ثم اطّلع الثانية فاختار منها عليا فجعله إماما،ثم أمرني أن أتخذه أخا و وليا و وصيا و خليفة و وزيرا،فعليّ منّي و أنا من علي،و هو زوج ابنتي و أبو سبطي الحسن و الحسين،ألا و إنّ اللّه تبارك و تعالي جعلني و إياهم حججا علي عباده،و جعل من صلب الحسين أئمة يقومون بأمري و يحفظون وصيتي،التاسع منهم قائم أهل بيتي و مهدي أمتي،أشبه الناس بي في شمائله و أقواله و أفعاله،يظهر بعد غيبة طويلة و حيرة مظلمة فيعلن أمر اللّه و يظهر دين اللّه عز و جل و يؤيّد بنصر اللّه و ينصر بملائكة اللّه و يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما» (2).

السابع: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن موسي المتوكل رحمه اللّه قال:حدّثني محمد بن أبي عبد اللّه قال:حدّثنا موسي بن عمران النخعي عن عمّه الحسين بن يزيد عن الحسين بن عليّ بن أبي حمزة الثمالي عن أبيه عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«حدّثني جبرئيل عن رب العزة جلّ جلاله أنه قال:من علم أن لا إله إلاّ أنا وحدي،و أن محمدا عبدي و رسولي،و أن عليّ بن أبي طالب خليفتي،و أن الأئمة من ولده حججي أدخله الجنة برحمتي و أنجيه من النار بعفوي و أبحت له جواري و أوجبت له كرامتي و أتممت عليه نعمتي و جعلته من خاصتي و خالصتي،إن ناداني لبيته و إن دعاني أجبته و إن سألني أعطيته و إن سكت ابتدأته و إن أساء رحمته و إن فرّ منّي دعوته،و إن رجع إليّ قبلته و إن قرع بابي فتحته.

و من لم يشهد أن لا إله إلاّ أنا وحدي،أو شهد بذلك و لم يشهد أن محمدا عبدي و رسولي،أو شهد بذلك و لم يشهد أن عليّ بن أبي طالب خليفتي،أو شهد بذلك و لم يشهد أن يشهد أن الأئمة من ولده

ص: 125


1- كمال الدين 257.
2- كمال الدين:257/2.

حججي فقد جحد نعمتي و صغّر عظمتي و كفر بآياتي و كتبي،إن قصدني حجبته و إن سألني حرمته و إن ناداني لم أسمع نداءه و إن دعاني لم استجب دعاءه و إن رجاني خيبته،و ذلك جزاؤه منّي و ما أنا بظلاّم للعبيد»فقام جابر بن عبد اللّه الأنصاري فقال:يا رسول اللّه و من الأئمة من ولد عليّ بن أبي طالب؟قال:«الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنة،ثم سيّد العابدين في زمانه عليّ بن الحسين،ثم الباقر محمد بن عليّ و ستدركه يا جابر،فإذا أدركته فاقرأه منّي السلام،ثم الصادق جعفر بن محمد،ثم الكاظم موسي بن جعفر،ثم الرضا عليّ بن موسي،ثم التقي محمد ابن عليّ،ثم النقي عليّ بن محمد،ثم الزكي الحسن بن عليّ،ثم ابنه القائم بالحق مهدي أمتي الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،هؤلاء يا جابر خلفائي و أوصيائي و أولادي و عترتي،من أطاعهم فقد أطاعني و من عصاهم فقد عصاني و من أنكرهم أو أنكر واحدا منهم فقد أنكرني،بهم يمسك اللّه عز و جل السماء أن تقع علي الأرض إلاّ بإذنه و بهم يحفظ الأرض أن تميد بأهلها» (1).

الثامن: ابن بابويه قال:حدّثنا عليّ بن أحمد رحمه اللّه قال:حدّثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي عن موسي بن عمران عمه الحسين بن يزيد عن الحسين بن يزيد عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة عن أبيه عن يحيي بن أبي القاسم عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن جدّه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«الأئمة بعدي اثنا عشر أولهم عليّ بن أبي طالب و آخرهم القائم،هم خلفائي و أوصيائي و أوليائي و حجج اللّه علي أمتي بعدي المقرّ بهم مؤمن و المنكر لهم كافر» (2).

التاسع: ابن بابويه قال:حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبد اللّه ابن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي عن أبيه عن جدّه أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه محمد بن خالد عن محمد بن داود عن محمد بن جارود العبدي عن الأصبغ بن نباتة قال:خرج علينا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ذات يوم و يده في يد ابنه الحسن عليه السّلام و هو يقول:«خرج علينا رسول اللّه ذات يوم و يده في يدي هكذا و هو يقول:خير الخلق بعدي و سيّدهم أخي هذا،و هو إمام كل مسلم و مولي كل مؤمن بعد وفاتي،ألا و إني أقول:خير الخلق بعدي و سيّدهم ابني هذا و هو إمام كل مؤمن و مولي كل مؤمن بعد وفاتي، ألا و إنه سيظلم بعدي كما ظلمت بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و خير الخلق و سيّدهم بعد الحسن ابني اخوه الحسين المظلوم بعد أخيه،المقتول في أرض كربلاء،أما إنه و أصحابه من سادة الشهداء يوم القيامة،و من بعد الحسين تسعة من صلبه خلفاء اللّه في أرضه و حججه علي عباده و أمناؤه

ص: 126


1- كمال الدين 3/258.
2- كمال الدين /259ح 4.

علي وحيه و أئمة المسلمين و قادة المؤمنين و سادة المتقين،و تاسعهم القائم الذي يملأ اللّه به الأرض نورا بعد ظلمتها،و عدلا بعد جورها،و علما بعد جهلها،و الذي بعث محمدا أخي بالنبوة و اختصّني بالإمامة لقد نزل بذلك الوحي من السماء علي لسان الروح الامين جبرائيل،و لقد سئل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أنا عنده عن الأئمة بعده فقال للسائل: وَ السَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ (1) (2)إن عددهم بعدد البروج،و رب الليالي و الأيام و الشهور إن عدتهم كعدة الشهور،فقال السائل:فمن هم يا رسول اللّه؟فوضع رسول اللّه يده علي رأسي فقال:أولهم هذا و آخرهم المهدي،من والاهم فقد والاني و من عاداهم فقد عاداني،و من أحبهم فقد أحبني و من أبغضهم فقد أبغضني،و من أنكرهم فقد أنكرني و من عرفهم فقد عرفني،بهم يحفظ اللّه دينه و بهم يعمر بلاده،و بهم يرزق عباده و بهم ينزل القطر من السماء،و بهم تخرج بركات الأرض،هؤلاء أصفيائي و خلفائي و أئمة المسلمين و موالي المؤمنين» (3).

العاشر: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عليّ ماجيلويه رحمه اللّه قال:حدّثنا عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن عليّ بن سعيد عن الحسين بن خالد عن عليّ بن موسي الرضا عليه السّلام عن آبائه عليهم السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من أحب أن يستمسك بديني و يركب سفينة النجاة بعدي فليقتد بعلي بن أبي طالب،و ليعاد عدوه و ليوال وليه،فإنه وصيي و خليفتي علي أمتي في حياتي و بعد وفاتي،هو إمام كل مسلم و أمير كل مؤمن بعدي،قوله قولي و أمره أمري و نهيه نهي و تابعة تابعي و ناصره ناصري و خاذله خاذلي،ثم قال صلّي اللّه عليه و آله:من فارق عليا بعدي لم يرني و لم أره يوم القيامة،و من خالف عليا حرم اللّه عليه الجنة و جعل مأواه النار،و من خذل عليا خذله اللّه يوم يعرض عليه،و من نصر عليا نصره اللّه يوم يلقاه و لقّنه حجته عند المساءلة ثم قال صلّي اللّه عليه و آله:الحسن و الحسين إماما أمتي بعد أبيهما و سيّدا شباب أهل الجنة،و أمهما سيّدة نساء العالمين،و أبوهما سيّد الوصيين،و من ولد الحسين تسعة أئمة تاسعهم القائم من ولدي،طاعتهم طاعتي و معصيتهم معصيتي،إلي اللّه أشكو المنكرين لفضلهم و المضيّعين لحقّهم بعدي و كفي باللّه وليا و ناصرا لعترتي و أئمة أمتي،و منتقما من الجاحدين لحقّهم،و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون» (4).

الحادي عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر قال:حدّثنا عليّ بن إبراهيم ابن هاشم عن أبيه عن عليّ بن معبد عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن علي بن موسي الرضا عليه السّلام

ص: 127


1- سوره 85 - آيه 1
2- البروج:1.
3- كمال الدين 259-/260ح 5.
4- كمال الدين /261ح 6.

عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أنا سيّد من خلق اللّه عز و جل،و أنا خير من جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل و حملة العرش و جميع ملائكة اللّه المقرّبين و أنبياء اللّه المرسلين، و أنا صاحب الشفاعة و الحوض الشريف،و أنا و عليّ أبوا هذه الأمة،من عرفنا فقد عرف اللّه عز و جل و من أنكرنا فقد أنكر اللّه عز و جل،و من عليّ سبطا أمتي و سيّدا شباب أهل الجنة الحسن و الحسين و من ولد الحسين تسعة أئمة طاعتهم طاعتي و معصيتهم معصيتي،تاسعهم قائمهم و مهديّهم» (1).

الثاني عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي اللّه عنه قال:أخبرنا محمد بن محمد الهمداني قال:حدّثنا محمد بن هشام قال:حدّثنا عليّ بن الحسن السائح قال:سمعت الحسن بن علي العسكري عليه السّلام قال:حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي بن أبي طالب عليه السّلام:«يا عليّ لا يحبك إلاّ مؤمن طابت ولادته،و لا يبغضك إلاّ من خبثت ولادته،و لا يواليك إلاّ مؤمن،و لا يعاديك إلاّ كافر».

فقام إليه عبد اللّه بن مسعود و قال:يا رسول اللّه قد عرفنا علامة خبث الولادة و الكافر في حياتك ببغض عليّ و عداوته،فما علامة خبث الولادة و الكافر بعدك إذا أظهر الإسلام بلسانه و أخفي مكنون سريرته؟فقال صلّي اللّه عليه و آله:«يا بن مسعود عليّ بن أبي طالب إمامكم بعدي و خليفتي عليكم،فإذا مضي فابني الحسن إمامكم بعده و خليفتي عليكم،فإذا مضي فابني الحسين إمامكم بعده و خليفتي عليكم،ثم تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد ائمتكم و خلفائي عليكم،تاسعهم قائمهم قائم أمتي،يملأها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،لا يحبهم إلاّ من طابت ولادته و لا يبغضهم إلاّ من خبثت ولادته،و لا يتولاهم إلاّ مؤمن و لا يعاديهم إلاّ كافر،و من أنكر واحدا منهم فقد أنكرني و من أنكرني فقد أنكر اللّه عزّ و جلّ،و من جحد واحدا منهم فقد جحدني و من جحدني فقد جحد اللّه عزّ و جلّ؛لأن طاعتهم طاعتي و طاعتي طاعة اللّه و معصيتهم معصيتي و معصيتي معصية اللّه عزّ و جلّ،يا بن مسعود إياك أن تجد في نفسك حرجا مما أقضي فتكفر فو عزّة ربي ما أنا متكلف و لا ناطق عن الهوي في عليّ و الأئمة من ولده-ثم قال و هو رافع يديه إلي السماء-:اللهم وال من والي خلفائي و أئمة أمتي بعدي و عاد من عاداهم،و انصر من نصرهم و أخذل من خذلهم،و لا تخل الأرض من قائم منهم بحجتك ظاهرا أو خافيا مغمورا لئلاّ يبطل دينك و حجتك و برهانك-ثم قال صلّي اللّه عليه و آله:-يا بن مسعود قد جمعت لكم في مقامي هذا ما إن

ص: 128


1- كمال الدين /261ح 7.

فارقتموه هلكتم و إن تمسكتم به نجوتم،و السلام علي من اتبع الهدي» (1).

الثالث عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي رحمه اللّه قال:حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال:حدّثنا يعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسي بن عبد اللّه بن مسكان عن أبان بن تغلب عن سليم بن قيس الهلالي عن سلمان الفارسي رحمه اللّه قال:دخلت علي النبي صلّي اللّه عليه و آله فإذا الحسين علي فخذه و هو يقبل عينيه و يلثم فاه و يقول:«أنت سيّد ابن سيّد أنت إمام ابن الإمام أخو إمام أبو الأئمة،أنت حجة اللّه ابن حجته و أبو حجج تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم» (2).

الرابع عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن الحسن بن الوليد رضي اللّه عنه قال:حدّثنا محمد بن الحسن الصفار عن يعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسي عن عمر بن أذينة عن أبان بن عيّاش عن إبراهيم ابن عمر اليماني عن سليم بن قيس الهلالي قال:سمعت سلمان الفارسي يقول:كنت جالسا بين يدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مرضه الذي قبض فيها فدخلت فاطمة عليها السّلام،فلمّا رأت ما بأبيها من الضعف بكت حتي جرت دموعها علي خدّيها فقال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«ما يبكيك يا فاطمة؟»قالت:

«يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أخشي علي نفسي و ولدي الضيعة بعدك»فاغرورقت عينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بالبكاء ثم قال:«يا فاطمة أ ما علمت إنّا أهل البيت اختار اللّه لنا الآخرة علي الدنيا،و إنه حتم الفناء علي جميع خلقه،و إن اللّه تبارك و تعالي اطّلع إلي الأرض اطّلاعة فاختارني من خلقه فجعلني نبيا،ثم اطّلع إلي الارض اطّلاعة ثانية فاختار زوجك و أوحي إليّ أن أزوجك إياه و أن أتخذه وليا و وزيرا و أن أجعله خليفتي في أمتي،فأبوك خير أنبياء اللّه و رسله،و بعلك خير الأوصياء،و أنت أول من يلحق بي من أهلي،ثم اطّلع إلي الأرض اطّلاعة ثالثة اختارك و ولديك،فأنت سيّدة نساء أهل الجنة و ابناك حسن و حسين سيّدا شباب أهل الجنة،و ابناء بعلك أوصيائي إلي يوم القيامة كلّهم هادون مهديون،و أول الأوصياء بعدي أخي عليّ ثم حسن ثم حسين ثم تسعة من ولد الحسين في درجتي،و ليس في الجنة درجة أقرب إلي اللّه من درجتي و درجة أخي (3)،أ ما تعلمين يا بنيّة أن من كرامة اللّه إياك أن زوّجك خير أمتي و خير أهل بيتي،أقدمهم سلما و أعظمهم حلما و أكثرهم علما»فاستبشرت فاطمة عليها السّلام و فرحت بما قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله.

ثم قال:«يا بنية إن لبعلك مناقب:إيمانه باللّه و رسوله قبل كل أحد لم يسبقه إلي ذلك أحد من أمتي،و علمه بكتاب اللّه عز و جل و سنتي،فليس أحد من أمتي يعلم جميع علمي غير علي عليه السّلام،

ص: 129


1- كمال الدين /262ح 8 باب 24.
2- كمال الدين /262ح 9.
3- في المصدر:أبي إبراهيم.

و إن اللّه عز و جل علّمني علما لا يعلمه غيري و علّم ملائكته و رسله علما،فكل ما علّمه ملائكته و رسله فأنا أعلمه،و أمرني اللّه أن أعلّمه إياه ففعلت،فليس أحد من أمتي يعلم جميع علمي و فهمي و حكمتي غيره،و إنك يا بنية زوجته،و ابناه سبطاي حسن و حسين و هما سبطا أمتي، و أمره بالمعروف و نهيه عن المنكر فإن اللّه عز و جل آتاه الحكمة و فصل الخطاب،يا بنية إنّا أهل بيت أعطانا اللّه عز و جل ست خصال لم يعطها أحدا من الأولين كان قبلكم و لا يعطيها أحدا من الآخرين غيرنا:نبينا سيّد الأنبياء و المرسلين و هو أبوك،و وصينا سيّد الأوصياء و هو بعلك، و شهيدنا سيّد الشهداء و هو حمزة بن عبد المطلب عم أبيك».

قالت:«يا رسول هو سيّد الشهداء الذين قتلوا معه».

قال:«لا،بل سيّد شهداء الأولين و الآخرين ما خلا الأنبياء و الأوصياء،و جعفر بن أبي طالب ذو الجناحين الطيار في الجنة مع الملائكة،و ابناك حسن و حسين سبطا أمتي و سيّدا شباب أهل الجنة،و منّا-و الذي نفسي بيده-مهدي هذه الأمة الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما».

قالت:«و أي هؤلاء الذين سمّيتهم أفضل؟».

قال:«عليّ أفضل أمتي بعدي و حمزة و جعفر أفضل أهل بيتي بعد عليّ و بعدك و بعد ابنيّ و سبطيّ حسن و حسين و بعد الأوصياء من ولد ابني هذا و أشار الي الحسين،منهم المهدي و إنّا أهل بيت اختار اللّه لنا الآخرة علي الدنيا»،ثم نظر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إليها و الي بعلها و إلي ابينها فقال:

«يا سلمان أشهد اللّه أني سلم لمن سالمهم و حرب لمن حاربهم،أما إنّهم في الجنة معي»ثم أقبل علي عليّ عليه السّلام فقال:«يا أخي أنت ستبقي بعدي و ستلقي من قريش شدة و من تظاهرهم عليك و ظلمهم لك،فإن وجدت عليهم أعوانا فجاهدهم و قاتل من خالفك بمن وافقك،و إن لم تجد أعوانا فاصبر و كفّ يدك و لا تلق بها إلي التهلكة فإنك منّي بمنزلة هارون من موسي و لك بهارون أسوة حسنة إذ استضعفه قومه و كادوا يقتلونه،فاصبر لظلم قريش إياك و تظاهرهم عليك فإنك بمنزلة هارون و من تبعه و هم بمنزلة العجل و من تبعه،يا عليّ إن اللّه تبارك و تعالي قد قضي الفرقة و الاختلاف علي هذه الأمة،فلو شاء اللّه لجمعهم علي الهدي حتي لا يختلف اثنان من هذه الأمة و لا ينازع في شيء من أمره و لا يجحد المفضول لذي الفضل فضله،لو شاء لعجّل النقمة و كان منه التغيير حتي يكذب الظالم و يعلم المحق أين مصيره و لكنّه جعل الدنيا دار الأعمال و جعل الآخرة دار القرار ليجزي الذين اساؤا بما عملوا و يجزي الذين أحسنوا بالحسني،فقال عليه السّلام

ص: 130

الحمد للّه شكرا علي نعمائه و صبرا علي بلائه» (1).

الخامس عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن عليّ ما جيلويه قال:حدّثني عمي محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي عن محمد بن علي القرشي عن ابن سنان عن المفضل ابن عمر بن أبي حمزة الثمالي عن محمد بن عليّ الباقر عن أبيه عليّ بن الحسين عن أبيه الحسين ابن عليّ عليه السّلام قال:«دخلت أنا و أخي علي جدّي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فأجلسني علي فخذه و أجلس أخي الحسن علي فخذه الاخري،ثم قبّلنا و قال:بأبي أنتما من إمامين صالحين اختاركما اللّه منّي و من أبيكما و أمكما،و اختار من صلبك يا حسين تسعة أئمة تاسعهم قائمهم،و كلّهم في الفضل و المنزلة عند اللّه سواء» (2).

السادس عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن موسي بن المتوكل قال:حدّثني محمد بن يحيي العطار و عبد اللّه بن جعفر الحميري عن محمد بن الحسين أبي الخطاب عن ابن محبوب عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السّلام عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:دخلت علي فاطمة عليها السّلام و بين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها فعددت اثني عشر،آخرهم القائم،ثلاثة منهم محمد، و أربعة منهم عليّ (3).

السابع عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا حمزة بن محمد بن أحمد و جعفر بن أحمد بن زيد بن عليّ ابن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال:أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال:أخبرني القاسم ابن محمد بن جماد قال:حدّثنا غياث بن إبراهيم قال:حدّثنا الحسين بن زيد بن عليّ بن جعفر بن محمد عن آبائه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«أبشروا ثم أبشروا،ثلاث مرّات،إنما مثل أمتي كمثل غيث لا يدري أوله خير أم آخره،إنما مثل أمتي كمثل حديقة أطعم منها فوج عاما ثم أطعم منها فوج عاما لعل آخرها فوجا أن يكون أعرضها بحرا و أعمقها طولا و فرعا و أحسنها جني،و كيف تهلك أمة أنا أولها و اثنا عشر من بعدي من السعداء و أولي الألباب و المسيح عيسي ابن مريم آخرها و لكن يهلك بين ذلك نتج الهرج،ليسوا منّي و لست منهم» (4).

الثامن عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيي العطار رحمه اللّه قال:حدّثنا أبي عن محمد بن عبد الجبار عن أبي أحمد محمد بن زياد الأزدي عن أبان بن عثمان عن ثابت بن دينار عن سيّد العابدين عليّ بن الحسين عن سيّد الشهداء الحسين بن عليّ عن سيّد الأوصياء أمير

ص: 131


1- كمال الدين 262-/264ح 10.
2- كمال الدين /269ح 12.
3- كمال الدين /269ح 13.
4- كمال الدين /270ح 14.

المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«الأئمة بعدي اثنا عشر،أوّلهم أنت يا عليّ و آخرهم القائم الذي يفتح اللّه عز و جل علي يديه مشارق الأرض و مغاربها» (1).

التاسع عشر: ابن بابويه قال:حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي اللّه عنه قال:حدّثنا الحسين بن محمد بن عامر عن عمه عبد اللّه بن عامر عن محمد بن أبي عمير عن أبي جميلة المفضل بن صالح عن جابر بن يزيد عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«المهدي من ولدي اسمه اسمي و كنيته كنيتي،أشبه الناس بي خلقا و خلقا،تكون له غيبه و حيره تضل فيها الأمم،ثم يقبل كالشهاب الثاقب،يملأها عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما» (2).

العشرون: ابن بابويه قال حدّثنا محمد بن الحسين و قال:حدّثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن الحسين بن سعيد عن محمد بن جمهور عن فضاله بن أيوب عن معاوية بن وهب عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«طوبي لمن أدرك قائم أهل بيتي و هو يأتم به في غيبته قبل قيامه و يتولي أولياءه و يعادي أعداءه،ذلك من رفقائي و ذوي مودّتي و أكرم أمتي عليّ يوم القيامة» (3).

الحادي و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا عبد الواحد بن محمد رضي اللّه عنه قال:حدّثنا أبو عمر البلخي عن محمد بن مسعود قال:حدّثني خلف بن جابر عن سهل بن زياد عن محمد بن أسلم الجبلي عن الخطاب بن مصعب عن سدر عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«طوبي لمن أدرك قائم أهل بيتي و هو مقتد به قبل قيامه،يأتمّ به و بأئمة الهدي من قبله و يتبرأ إلي اللّه عز و جل من عدوّهم،أولئك رفقائي و أكرم أمتي عليّ» (4).

الثاني و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا أبي و محمد بن الحسن بن المتوكل رضي اللّه عنه قالا:حدّثنا سعد بن عبد اللّه و عبد اللّه بن جعفر و محمد بن يحيي العطار جميعا قالوا:حدّثنا أحمد بن محمد ابن عيسي و إبراهيم بن هاشم قالوا:حدّثنا أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي و محمد بن الحسين بن أبي الخطاب جميعا قالوا:حدّثنا أبو عليّ الحسن بن محبوب السراد عن داود بن الحصين عن أبي بصير عن الصادق جعفر بن محمد عن آبائه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«المهدي من ولدي،اسمه اسمي و كنيته كنيتي،أشبه الناس بي خلقا و خلقا،تكون له غيبة و حيرة حتي تضل الخلق عن

ص: 132


1- كمال الدين /282ح 35.
2- كمال الدين 1/286.
3- كمال الدين 2/286.
4- كمال الدين 3/287.

أديانهم فعند ذلك يقبل كالشهاب الثاقب فيملأها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا» (1).

الثالث و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطار النيسابوري قال:حدّثنا حمدان بن سليمان النيسابوري عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن صالح بن عقبة عن أبيه عن أبي جعفر محمد بن عليّ الباقر عن أبيه سيّد العابدين عليّ بن الحسين عن أبيه سيّد الشهداء الحسين بن عليّ عن أبيه سيّد الأوصياء أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله المهدي من ولدي،تكون له غيبة و حيرة تضل فيها الأمم،يأتي بذخيرة الأنبياء عليهم السّلام فيملأها عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما» (2).

الرابع و العشرون: ابن بابويه بهذا الإسناد عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:«قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:

أفضل العبادة انتظار الفرج» (3).

الخامس و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا محمد بن موسي بن المتوكل رحمه اللّه قال:حدّثنا محمد ابن أبي عبد اللّه الكوفي قال:حدّثنا محمد بن إسماعيل البرمكي عن عليّ بن عثمان عن محمد بن الفرات عن ثابت بن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:«إن عليّ بن أبي طالب إمام أمتي و خليفتي عليها من بعدي و من ولده القائم المنتظر الذي يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما،و الذي بعثني بالحق بشيرا و نذيرا إن الثابتين علي القول به في زمان غيبته لأعزّ من الكبريت الأحمر»فقام إليه جابر بن عبد اللّه الأنصاري فقال:يا رسول اللّه و للقائم من ولدك غيبة؟

قال:«أي و ربي ليمحّص الذين آمنوا و يمحق الكافرين،يا جابر إن هذا الأمر من أمر اللّه و سرّ من سرّ اللّه مطوي من عباد اللّه فإياك و الشك فيه فإن الشك في أمر اللّه عز و جل كفر» (4).

السادس و العشرون: ابن بابويه قال:حدّثنا أبو الحسن محمد بن عليّ بن الشاه الفقيه المروالرودي بمروالروذ قال:حدّثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين قال:حدّثنا أبو يزيد أحمد ابن خالد الخالدي قال:حدّثنا محمد بن أحمد بن صالح التميمي قال:حدّثنا محمد بن حاتم القطان عن حماد بن عمر عن الإمام جعفر بن محمد عن أبيه عن جدّه عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام في حديث طويل و وصية النبي صلّي اللّه عليه و آله يذكر فيها أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال له:«يا عليّ و اعلم أن اعجب الناس إيمانا و اعظمهم يقينا قوم يكونون في آخر الزمان لم يلحقوا النبي،و حجبت عنهم الحجة

ص: 133


1- كمال الدين 4/287.
2- كمال الدين 5/287.
3- كمال الدين 6/287.
4- كمال الدين 7/288.

فآمنوا بسواد علي بياض» (1).

السابع و العشرون: ابن بابويه بإسناده عن سدير الصيرفي قال:دخلت أنا و المفضل بن عمر و أبو بصير و أبان بن تغلب علي مولانا أبي عبد اللّه الصادق عليه السّلام،ثم ساق الحديث عنه في القائم عليه السّلام و ذكر في آخر الحديث و جعل عمر العبد الصالح أعني الخضر عليه السّلام دليلا علي عمره يعني القائم عليه السّلام و قال عليه السّلام في آخر الحديث:«و أما العبد الصالح»أعني الخضر عليه السّلام فإن اللّه ما طوّل عمره لا لنبوة قدرها له و لا كتاب ينزله عليه و لا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله من الأنبياء و لا لإمامة يلزم عباده الاقتداء بها و لا لطاعة يفرضها له،بل إن اللّه تبارك و تعالي لما كان في سابق علمه يقدر من عمر القائم ما يقدر[من عمر الخضر،و ما قدر في أيام غيبته ما قدر و] (2)علم ما يكون من إنكار عباده بمقدار ذلك العمر في الطّول قدر (3)عمر العبد الصالح في غير سبب يوجب ذلك إلاّ لعلّة الاستدلال به علي عمر القائم و ليقطع بذلك حجة المعاندين لئلاّ يكون للناس علي اللّه حجة (4).

قالوا:الروايات في إمامة الإمام المنتظر الحجة القائم و هو الثاني عشر من الأئمة عليهم السّلام و آخرهم محمد بن الحسن العسكري من طريق الخاصة قد صنّفت فيها الكتب،منها كتاب كمال الدين و تمام النعمة لابن بابويه،و كتاب محمد بن إبراهيم النعماني الشهير بالغيبة،و كتاب الغيبة للشيخ أبي جعفر الطوسي،و قد ملئت كتب العامة،الخاصة في الكتب الكثيرة بالروايات في إمامته و غيبته عليه السّلام، بل صرحت العامة بتواتر الروايات عندهم بذلك كما قدمناه في هذا الكتاب،و أما عند الخاصة فإمامته عندهم و غيبته مما علم من الدين ضرورة صلوات اللّه عليه و علي آبائه،فاقتصرنا في هذا الكتاب من الروايات علي قليل من طريق الخاصة لأنه لا يليق به إلاّ ذكر القليل،لأن ذكر كثير من ذلك يؤدي إلي الاطناب و الاسهاب،و اللّه سبحانه و تعالي هو الموفق.

ص: 134


1- كمال الدين 8/288.
2- لم ترد في المصدر.
3- في المصدر:طول.
4- كمال الدين 352-/357ح 53.

الباب الثالث و الأربعون و المائة

في ذكر ما استدل به الشيخ الفاضل القاضي العلامة كمال الدين أبو عبد اللّه محمد بن طلحة بن محمد بن الحسن النصيبي الشافعي في كتاب مطالب السئول في مناقب آل الرسول،و ما استدل به علي إمامة القائم الحجة و الجواب علي الاعتراضات في الغيبة،و مثله لا يتهم في ذلك من الروايات في الحجة و الجواب في الغيبة و هو جواب حسن.قال محمد بن طلحة هذا قال في آخر هذا الكتاب:الباب الثاني عشر:في أبي القاسم محمد الحجة بن الحسن الخالص بن علي المتوكل بن محمد القانع بن عليّ الرضا عليه السّلام.

فهذا الخلف الحجة قد أيّده اللّه هداه منهج الحق و آتاه سجاياه

و أعلي في ذري العلياء بالتأييد مرقاه و آتاه حلي فضل عظيم فتجلاّه

و قد قال رسول اللّه قولا قد رويناه و ذو العلم بما قال إذا ادرك معناه

تري الأخبار في المهدي جاءت بمسمّاه و قد ابداه بالنسبة و الوصف و سمّاه

و يكفي قوله منّي لإشراق محياه و من بضعته الزهراء مرساه و مسراه

و لم يبلغ بما أوتيه أمثال و أشباه فمن قال هو المهدي ما ماتوا بما فاه

و قد رتع من النبوة في اكناف عناصرها،و رضع من الرسالة اخلاف و اصرها و نزع من القرابة بسجال معاصرها،و برع في صفات الشرف و عقدت عليه بخناصرها،و اقتني من الأنساب شرف نصابها،و اعتلي عند الانتساب علي شرف أحسابها،و اجتني جني الهداية من معادنها و أسبابها، فهو من ولد الطهر البتول المجزوم بكونها بضعة من الرسول،فالرسالة أصلها و إنّها أشرف العناصر و الأصول.

فأمّا مولده:فبسرمن رأي في ثالث و عشرين رمضان سنة اثنتين و خمسين و مائتين للهجرة.

و أمّا نسبه أبا و أمّا فأبوه أبو محمد الحسن الخالص بن علي المتوكل بن محمد القانع بن عليّ الرضا بن موسي الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الزكي ابن علي المرتضي أمير المؤمنين،و قد تقدم ذكر ذلك مفصلا،و أمّه أم ولد تسمي صقيل و قيل

ص: 135

حكيمة (1)[ (2)و قيل:غير ذلك (3).

و أمّا اسمه:فمحمّد.

و كنيته:أبو القاسم (4).و لقبه:الحجة،و الخلف الصالح (5)،و قيل:المنتظر (6).

و أمّا ما ورد عن النبي صلّي اللّه عليه و آله في المهدي من الأحاديث الصحيحة.

فمنها:ما نقله الإمامان أبو داود و الترمذي(رض)كل واحد منهما بسنده في صحيحه،يرفعه إلي أبي سعيد الخدري قال:سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:(المهدي منّي،أجلي الجبهة،أقني الأنف،يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،و يملك سبع سنين) (7).

و منها:ما أخرجه أبو داود بسنده في صحيحه،يرفعه إلي علي عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:(لو لم يبق من الدهر إلاّ يوم لبعث اللّه رجلا من أهل بيتي يملأها عدلا كما ملئت جورا) (8).

و منها:ما رواه أيضا أبو داود في صحيحه،يرفعه بسنده إلي أم سلمة زوج النبي صلّي اللّه عليه و آله قالت:

سمعت رسول اللّه(ص)يقول:(المهدي من عترتي من ولد فاطمة) (9).

و منها:ما رواه القاضي أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي رضي اللّه عنه في كتابه المسمّي بشرح السنّة، و أخرجه الإمامان البخاري و مسلم(رض)كل واحد منهما بسنده في صحيحه،يرفعه إلي أبي هريرة قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:(كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم و إمامكم منكم؟) (10).

و منها:ما أخرجه أبو داود و الترمذي بسندهما في صحيحيهما،كل واحد منهما يرفعه بسنده إلي عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه أنّه قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:(لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتي يبعث اللّه رجلا منّي،أو من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي و اسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما).

ص: 136


1- تاريخ ابن الخشاب:202.
2- من هنا سقط من أصل المخطوط استدركناه من المطالب.
3- تاريخ ابن الخشاب:201،المجدي في انسال الطالبين:130،عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب:99،نور الأبصار:185.
4- و هو المشهور.
5- تاريخ ابن الخشاب:202.
6- الكامل في التاريخ في حوادث سنة 260 ه،سير اعلام النبلاء 13:119،مناقب آل أبي طالب 4:455،تذكرة الخواص:363،مروج الذهب 4:112.
7- سنن أبي داود 4:4285/107،صحيح الترمذي 5:2232/506.
8- سنن أبي داود 4:4283/107.
9- سنن أبي داود 4:4284/107.
10- شرح السنة 8:4277/352،صحيح البخاري 4:143،صحيح مسلم 1:246/137.

و في رواية اخري:(لا تنقضي الدنيا حتي يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي).

و في رواية اخري:إنّ النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:(يأتي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي).

هذه الروايات عن أبي داود و الترمذي(رض) (1).

و منها:ما نقله الإمام أبو إسحاق أحمد بن محمد الثعلبي(رض)في تفسيره يرفعه بإسناده إلي أنس بن مالك قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:(نحن ولد عبد المطلب سادة الجنة:أنا،و حمزة،و جعفر، و علي،و الحسن،و الحسين،و المهدي) (2).

فإن قال معترض:هذه الأحاديث النبوية الكثيرة بتعدادها المصرّحة بجملتها و أفرادها،متفق علي صحة إسنادها،و مجمع علي نقلها عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و إيرادها،و هي صحيحة صريحة في إثبات كون المهدي من ولد فاطمة عليها السّلام،و أنّه من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و أنّه من عترته،و أنّه من أهل بيته، و أنّ:اسمه يواطئ اسمي،و أنّه يملأ الأرض قسطا و عدلا،و أنّه من ولد عبد المطلب،و أنّه من سادات الجنة،و ذلك مما لا نزاع فيه،غير أنّ ذلك لا يدل علي أنّ المهدي الموصوف بما ذكره صلّي اللّه عليه و آله من الصفات و العلامات هو هذا أبو القاسم محمد بن الحسن الحجة الخلف الصالح عليه السّلام،فإنّ ولد فاطمة عليها السّلام كثيرون،و كل من يولد من ذريتها إلي يوم القيامة يصدق عليه أنّه من ولد فاطمة،و أنّه من العترة الطاهرة،و أنّه من أهل البيت عليهم السّلام فيحتاجون مع هذه الأحاديث المذكورة إلي زيادة دليل علي أنّ المهدي المراد هو الحجة المذكور ليتم مرامكم.

فجوابه:إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لمّا وصف المهدي عليه السّلام بصفات متعددة من ذكر اسمه و نسبه و مرجعه إلي فاطمة عليها السّلام و إلي عبد المطلب،و أنّه أجلي الجبهة،أقني الأنف،و عدد الأوصاف الكثيرة التي جمعتها الأحاديث الصحيحة المذكورة آنفا،و جعلها علامة و دلالة علي أنّ الشخص الذي يسمي بالمهدي و ثبتت له الأحكام المذكورة و هو الشخص الذي اجتمعت تلك الصفات فيه،ثم وجدنا تلك الصفات المجعولة علامة و دلالة مجتمعة في أبي القاسم محمد الخلف الصالح دون غيره، فيلزم القول بثبوت تلك الأحكام له و أنّه صاحبها،و إلاّ فلو جاز وجود ما هو علامة و دليل و لا يثبت ما هو مدلوله قدح ذلك في نصبها علامة و دلالة من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و ذلك ممتنع.

فإن قال المعترض:لا يتم العمل به بالعلامة و الدلالة إلاّ بعد العلم باختصاص من وجدت فيه بها

ص: 137


1- سنن أبي داود 4:4282/106-4283،صحيح الترمذي 5:2230/505-2231.
2- تفسير الثعلبي:209(مخطوط)في سورة الشوري،آية المودّة.

دون غيره و تعيّنه لها،فأمّا إذا لم يعلم تخصيصه و انفراده بها فلا يحكم له بالدلالة،و نحن نسلم أنّه من زمن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي ولادة الخلف الصالح الحجة محمد عليه السّلام ما وجد من ولد فاطمة عليها السّلام شخص جمع تلك الصفات التي هي العلامة و الدلالة غيره،لكن وقت بعثة المهدي و ظهوره و ولايته هو في آخر أوقات الدنيا عند ظهور الدجال و نزول عيسي ابن مريم عليه السّلام،و ذلك سيأتي بعد مدة مديدة و من الآن إلي ذلك الوقت المتراخي الممتد أزمان متجددة،و في العترة الطاهرة من سلالة فاطمة عليها السّلام كثرة يتعاقبون و يتوالدون إلي ذلك الأوان،فيجوز أن يولد من السلالة الطاهرة و العترة النبوية من يجمع تلك الصفات فيكون هو المهدي المشار إليه في الأحاديث المذكورة، و مع هذا الاحتمال و الإمكان كيف يبقي دليلكم مختصا بالحجة محمد المذكور عليه السّلام؟

فالجواب:إنّكم إذا عرفتم أنّه إلي وقت ولادة الخلف الصالح و إلي زماننا هذا لم يوجد من جمع تلك الصفات و العلامات بأسرها سواه فيكفي ذلك في ثبوت تلك الأحكام له عملا بالدلالة الموجودة في حقه،و ما ذكرتموه من احتمال أن يتجدد مستقبلا في العترة الطاهرة من يكون بتلك الصفات،لا يكون قادحا في أعمال الدلالة،و لا مانعا من ترتيب حكمها عليها،فإنّ دلالة الدليل راجحة لظهورها و احتمال تجدد ما يعارضها مرجوح،و لا يجوز ترك الراجح بالمرجوح فإنّه لو جوّزنا ذلك لامتنع العمل بأكثر الأدلة المثبتة للأحكام(الشرعية) (1)؛إذ ما من دليل إلاّ و احتمال تجدد ما يعارضه متطرق إليه،و لم يمنع ذلك من العمل به وفاقا.

و الذي يوضح ذلك و يؤكده أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فيما أورده الإمام مسلم بن الحجاج في صحيحه، يرفعه بسنده قال لعمر بن الخطاب:(يأتي عليك مع أمداد أهل اليمن أويس بن عامر من مراد ثم من قرن،كان به برص فبرأ منه إلاّ موضع درهم،له والدة هو بها برّ،لو أقسم علي اللّه لأبرّه فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل) (2).

فالنبي صلّي اللّه عليه و آله ذكر اسمه و نسبه و صفته،و جعل ذلك علامة و دلالة علي أنّ المسمي بذلك الاسم، المتصف بتلك الصفات لو أقسم علي اللّه لأبرّه،و أنّه أهل لطلب الاستغفار منه،و هذه منزلة عالية و مقام عند اللّه عظيم.

فلم يزل عمر بعد وفاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و بعد وفاة أبي بكر يسأل أمداد اليمن عن الموصوف بذلك،حتي قدم وفد من اليمن فسألهم فأخبر بشخص متصف بذلك،فلم يتوقف عمر في العمل بتلك العلامة و الدلالة التي ذكرها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بل بادر إلي العمل بها و اجتمع به و سأله الاستغفار،

ص: 138


1- ليس في(ط).
2- صحيح مسلم 7:189.

و جزم أنّه المشار إليه في الحديث النبوي لمّا علم تلك الصفات فيه مع وجود احتمال أن يتجدد في وفود اليمن مستقبلا من يكون بتلك الصفات،فإنّ قبيلة مراد كثيرة و التوالد فيها كثير و عين ما ذكرتموه من الاحتمال موجود،و كذلك قضية الخوارج لمّا وصفهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بصفات و رتب عليها حكمهم،ثم بعد ذلك لمّا وجدها علي عليه السّلام موجودة في أولئك في واقعة حروراء و النهروان، جزم بأنهم هم المرادون بالحديث النبوي و قاتلهم و قتلهم،فعمل بالدلالة عند وجود الصفة مع احتمال أن يكون المرادون غيرهم،و أمثال هذه الدلالة و العمل بها مع قيام الاحتمال كثيرة،فعلم أنّ الدلالة الراجحة لا تترك لاحتمال المرجوح.

و نزيده بيانا و تقريرا فنقول:لزوم ثبوت الحكم عند وجود العلامة و الدلالة لمن وجدت فيه أمر يتعين العمل به و المصير إليه،فمن تركه و قال بأنّ صاحب الصفات المراد بإثبات الحكم له ليس هو هذا،بل شخص غيره سيأتي،فقد عدل عن النهج القويم و وقف نفسه موقف المليم،و يدل علي ذلك أنّ اللّه عزّ و جلّ لما أنزل في التوراة علي موسي أنّه يبعث النبي العربي في آخر الزمان خاتم الأنبياء،و نعته بأوصافه و جعلها علامة و دلالة علي إثبات حكم النبوة له،و صار قوم موسي عليه السّلام يذكرونه بصفاته و يعلمون أنّه يبعث،فلمّا قرب زمان ظهوره و بعثه صاروا يهددون المشركين به و يقولون:سيظهر الآن نبي نعته كذا و صفته كذا و نستعين به علي قتالكم.

فلمّا بعث صلّي اللّه عليه و آله و وجدوا العلامات و الصفات بأسرها التي جعلت دلالة علي نبوته أنكروه (1)و قالوا:ليس هذا هو،بل هو غيره و سيأتي.

فلمّا جنحوا إلي الاحتمال و أعرضوا عن العمل بالدلالة الموجودة في الحال،أنكر اللّه تعالي عليهم كونهم تركوا العمل بالدلالة التي ذكرها لهم في التوراة و جنحوا إلي الاحتمال،و هذه القصة من أكبر الأدلة،و أقوي الحجج علي أنّه يتعين العمل بالدلالة عند وجودها،و إثبات الحكم لمن وجدت تلك الأدلّة فيه.

فإذا كانت الصفات التي هي علامة و دلالة لثبوت تلك الأحكام المذكورة موجودة في الحجة الخلف الصالح محمد عليه السّلام تعيّن إثبات كون المهدي المشار إليه من غير جنوح إلي الاحتمال بتجدد غيره في الاستقبال.

فإن قال المعترض:نسلّم لكم أنّ الصفات المجعولة علامة و دلالة إذا وجدت تعيّن العمل بها، و لزم إثبات مدلولها لمن وجدت فيه،لكن نمنع وجود تلك العلامة و الدلالة في الخلف الصالح

ص: 139


1- في نسخة(ط):أنكروا ذلك.

محمد صلّي اللّه عليه و آله،فإنّ من جملة الصفات المجعولة علامة و دلالة أن يكون اسم أبيه مواطئا لاسم أب النبي صلّي اللّه عليه و آله هكذا به صرح الحديث النبوي علي ما أوردوه،و هذه الصفة لم توجد فيه،فإنّ اسم أبيه الحسن و اسم أب النبي صلّي اللّه عليه و آله عبد اللّه،و أين الحسن من عبد اللّه؟

فلم توجد هذه الصفة التي هي جزء من العلامة و الدلالة،و إذا لم يوجد جزء العلة لا يثبت حكمها،فإنّ الصفات الباقية لا تكفي في إثبات تلك الأحكام،إذ النبي صلّي اللّه عليه و آله لم يجعل تلك الأحكام ثابتة إلاّ لمن اجتمعت تلك الصفات فيه كلها التي جزؤها مواطاة اسميّ الأبوين في حقه،و هذه لم تجتمع في الحجة الخلف،فلا تثبت تلك الأحكام له و هذا إشكال قوي.

فالجواب:لا بدّ قبل الشروع في تفصيل الجواب من بيان أمرين يبتني عليهما الغرض:

الأول:إنّه شائع] (1)في لسان العرب إطلاق لفظة الأب علي الجد الأعلي و قد نطق القرآن المكرم بذلك فقال تعالي مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ (2) (3)و قال تعالي حكاية عن يوسف وَ اتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي إِبْراهِيمَ وَ إِسْحاقَ (4) (5)و نطق بذلك النبي صلّي اللّه عليه و آله و حكاه عن جبرائيل عليه السّلام في حديث الإسراء أنه قال:قلت:من هذا؟قال:أبوك إبراهيم،فعلم أن لفظه الأب تطلق علي الجد و إن علا،فهذا أحد الأمرين.

الأمر الثاني أن لفظة الاسم تطلق علي الكنية و علي الصفة و قد استعملها الفصحاء و دارت بها ألسنتهم و وردت في الأحاديث حتي ذكرها الإمامان البخاري و مسلم رضي اللّه عنهما كل واحد منهما يرفع ذلك بسنده إلي سهل بن سعد الساعدي أنه قال عن عليّ عليه السّلام«إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله سمّاه بأبي تراب و لم يكن له اسم أحبّ إليه منه»فأطلق لفظة الاسم علي الكنية و مثل ذلك قول الشاعر:

أجلّ قدرك ان تسمي مؤنبة و من كناك فقد سماك للعرب

(6) و يروي:و من يصفك،فأطلق التسمية علي الكناية و الصفة و هذا شائع ذائع في كلام العرب،فإذا وضح ما ذكرناه من الأمرين فاعلم أيدك اللّه بتوفيقه أن النبي صلّي اللّه عليه و آله كان له سبطان أبو محمد الحسن و أبو عبد اللّه الحسين و لما كان الحجة الخلف الصالح محمد عليه السّلام من ولد بن أبي عبد اللّه الحسين و لم يكن من ولد أبي محمد الحسن،و كانت كنية الحسين أبا عبد اللّه فأطلق النبي صلّي اللّه عليه و آله علي الكنية لفظة الاسم لاجل المقابلة بالاسم في حق أبيه،و أطلق علي الجد لفظة الأب فكأنه قال:يواطئ

ص: 140


1- الي هنا مستدرك من المطالب المطبوع:153 الي 159.
2- سوره 22 - آيه 78
3- الحج:78.
4- سوره 12 - آيه 38
5- يوسف:38.
6- انظر:ديوان المتنبي:341.

اسمه اسمي فهو محمد و أنا محمد و كنية جدّه اسم أبي إذ هو أبو عبد اللّه و أبي عبد اللّه لتكون تلك الالفاظ المختصرة جامعة لتعريف صفاته و إعلام أنه من أبي عبد اللّه الحسين بطريق جامع موجز، و حينئذ تنتظم الصفات و توجد بأسرها مجتمعة للحجة الخلف الصالح محمد عليه السّلام و هذا بيان شاف كاف في إزالة ذلك الإشكال فافهمه (1).

و أقول:أيضا قد ذكر الشيخ عليّ بن محمد المالكي في كتاب الفصول المهمة (2)الاستدلال علي إمامة الحجة القائم المهدي محمد بن الحسن المذكور بروايات كثيرة،ذكرها يطول بها الكتاب و هو من أعيان علماء العامة مالكي المذهب،و بالجملة إمامة الأئمة الاثني عشر الذين،أولهم عليّ ابن أبي طالب عليه السّلام،و بنيه الأحد عشر الذين آخرهم القائم المهدي مما اتفق عليه العامة و الخاصة و تواترت به الأخبار عند الفريقين،و عدول العامة عنهم خسران مبين.

ص: 141


1- مطالب السئول 152/2-160.
2- الفصول المهمة:283-288.

الباب الرابع و الأربعون

فيما أجاب به الشيخ أبو عبد اللّه محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي في كتاب البيان

في أخبار صاحب الزمان في الجواب عن الاعتراض في الغيبة

،و لم يرتض الجواب الشيخ عليّ بن عيسي في كتاب كشف الغمة،و ذكر الكلامين قال الشيخ الفاضل عليّ بن عيسي رحمه اللّه في كتاب كشف الغمة:قال الشيخ أبو عبد اللّه محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي في كتاب البيان في أخبار صاحب الزمان و قد تقدمت الأحاديث المنقولة من كتابه هذا قال في آخر الباب الخامس و العشرون و هو آخر الابواب في الدلالة علي كون المهدي حيا باقيا منذ غيبته إلي الآن:(و لا امتناع في بقائه عليه السّلام بدليل بقاء عيسي و الخضر و الياس عليهم السّلام و بقاء الدجال و إبليس اللعين من أعداء اللّه، و هؤلاء قد ثبت بقاؤهم بالكتاب و السنة و قد اتفقوا علي ذلك ثم أنكروا بقاء المهدي عليه السّلام لوجهين:

أحدهما طول الزمان،و الثاني أنه في سرداب من غير أن يقوم أحد بطعامه و شرابه،و هذا مما لا يبقي به الانسان عادة) (1).

قال مؤلف هذا الكتاب محمد بن يوسف بن محمد الكنجي:بعون اللّه نبتدئ،أما عيسي عليه السّلام و الدليل علي بقائه من الكتاب قوله تعالي: وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلاّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ (2) (3)و لم يؤمن به أحد مذ نزول هذه الآية إلي يومنا هذا فلا بدّ أن يكون ذلك في آخر الزمان،و أما السنّة فما رواه مسلم في صحيحه عن زهير بن حرب بإسناده عن النواس بن سمعان في حديث طويل في قصة الدجال قال:فينزل عيسي ابن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعا كفيه علي أجنحة ملكين (4)،و أيضا ما تقدم من قوله صلّي اللّه عليه و آله:«كيف بكم إذا نزل ابن مريم فيكم و إمامكم منكم» (5).

و أما الخضر و إلياس فقد قال ابن جرير الطبري:الخضر و الياس باقيان يسيران في الأرض،و أيضا فما رواه مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري قال:حدّثنا النبي صلّي اللّه عليه و آله حديثا طويلا عن الدجال فكان فيما حدّثنا«يأتي و هو محرّم عليه أن يدخل نقاب المدينة فينتهي إلي بعض السباخ التي

ص: 142


1- كفاية الطالب:521.
2- سوره 4 - آيه 159
3- النساء:159.
4- صحيح مسلم 198/8.
5- مسند أحمد 272/2.

تلي المدينة،فيخرج إليه يومئذ رجل و هو خير الناس أو من خير الناس فيقول له:أشهد أنّك الدجال الذي حدّثنا النبي صلّي اللّه عليه و آله حديثه،فيقول الدجال:أر أيتم إن قتلت هذا ثم أحييته أ تشكّون في الأمر؟فيقولون:لا،قال:فيقتله ثم يحييه فيقول حين يحييه:و اللّه ما كنت فيك قط أشد بصيرة منّي الآن قال:فيريد الدجال أن يقتله ثانيا فلا يسلّط عليه»قال أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سعيد يقال ان هذا الرجل الخضر عليه السّلام (1)،و هذا لفظ مسلم في صحيحه كما سقناه سواء.

و أما الدليل علي بقاء الدجال فإنه أورد حديث تميم الداري و الجساسة الدابة التي تكلّمهم و هو حديث صحيح ذكره مسلم في صحيحه (2)و قال:هذا حديث صحيح في بقاء الدجال قال،و أما الدليل علي بقاء إبليس اللعين فآي الكتاب العزيز نحو قوله تعالي: قالَ أَنْظِرْنِي إِلي يَوْمِ يُبْعَثُونَ* قالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (3) (4)و أما بقاء المهدي عليه السّلام فقد جاء في الكتاب و السنّة،أما الكتاب فقد قال سعيد بن جبير في قوله تعالي: لِيُظْهِرَهُ عَلَي الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (5) (6)قال:هو المهدي عليه السّلام من عترة فاطمة عليها السّلام.

و أما من قال أنه عيسي عليه السّلام فلا تنافي بين القولين إذ هو مساعد للإمام عليه السّلام علي ما تقدم.

و قد قال مقاتل بن سليمان و من شايعه من المفسرين في تفسير قوله تعالي: وَ إِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسّاعَةِ (7) (8)قال:هو المهدي يكون في آخر الزمان و بعد خروجه يكون قيام الساعة و أماراتها.

و أما الجواب عن طول الزمان فمن حيث النص و المعني،أما النص فما تقدم من الأخبار علي أنه لا بدّ من وجود الثلاثة في آخر الزمان و أنهم ليس فيهم متبوع غير المهدي عليه السّلام بدليل أنه إمام الأئمة في آخر الزمان و أن عيسي عليه السّلام يصلّي خلفه كما ورد في الصحاح و يصدقه في دعواه،و الثالث هو الدجال اللعين،و قد ثبت أنه حي موجود.

و أما المعني في بقائهم فلا يخلو من أحد قسمين أما أن يكون بقاؤهم داخلا في مقدور اللّه تعالي أو لا يكون،و يستحيل أن يخرج بقاؤهم عن مقدور اللّه تعالي لأن من بدأ الخلق من غير شيء و أفناه ثم يعيده بعد الفناء لا بدّ أن يكون البقاء في مقدوره،ثم اختيار البقاء لا يخلو من قسمين:أما أن يكون راجعا إلي اختياره تعالي أو اختيار الأمة،و لا يجوز أن يكون راجعا إلي اختيار الأمة،لأنه لو صح ذلك لجاز لأحدنا أن يختار البقاء لنفسه و لولده و ذلك غير حاصل لنا و لا داخل تحت مقدورنا،

ص: 143


1- صحيح مسلم 199/8.
2- صحيح مسلم 8:205.
3- سوره 7 - آيه 14
4- الأعراف:14-15.
5- سوره 9 - آيه 33
6- التوبة:33.
7- سوره 43 - آيه 61
8- الزخرف:61.

و الأول لا يخلو من قسمين:أما أن يكون لسبب أو لا،فإن كان لغير سبب كان خارجا عن وجه الحكمة،و ما يخرج عن وجه الحكمة لا يدخل في افعاله تعالي فلا بدّ أن يكون لسبب تقتضيه الحكمة،قال:و سنذكر سبب بقاء كل واحد منهم علي حدته.

و أما سبب بقاء عيسي عليه السّلام فلقوله تعالي: وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلاّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ (1) (2)و لم يؤمن به منذ نزول هذه الآية إلي يومنا هذا أحد،فلا بدّ أن يكون هذا في آخر الزمان.

و أما الدجال اللعين فلقوله صلّي اللّه عليه و آله:«إنه خارج منكم الأعور الدجال و إن معه جبال من خبز تسير معه»إلي غير ذلك من علاماته فلا بدّ أن يكون ذلك في آخر الزمان لا محالة،و أما الإمام المهدي عليه السّلام مذ غيبته عن الابصار إلي يومنا هذا لم يملأ الارض قسطا و عدلا كما تقدمت الأخبار في ذلك فلا بدّ أن يكون ذلك مشروطا آخر الزمان فقد صارت هذه الاسباب لاستيفاء الأجل المعلوم فعلي هذا اتفقت أسباب بقاء الثلاثة لصحة أمر معلوم و هما صالحان نبي و إمام،و طالح و هو الدجال،و قد تقدمت الأخبار من الصحاح بما ذكرناه في صحة بقاء الدجال مع صحة بقاء عيسي عليه السّلام،فما المانع من بقاء المهدي مع كون بقائه باختيار اللّه تعالي و داخلا تحت مقدوره و هو آية الرسول صلّي اللّه عليه و آله؟فعلي هذا هو أولي بالبقاء من الاثنين الآخرين لأنه إذا بقي المهدي كان إماما آخر الزمان يملأ الأرض قسطا و عدلا كما تقدمت الأخبار،فيكون بقاؤه مصلحة للمكلّفين و لطفا لهم من عند اللّه تعالي، بخلاف الدجال فإنّ في بقائه مفسدة لادّعائه الربوبية علي ما ذكر و فتكه بالأمة و لكن في بقائه ابتلاء من اللّه تعالي ليعلم المطيع منهم من العاصي و المحسن من المسيء و المصلح من المفسد،و هذا هو الحكمة في بقاء الدجال.

و أما بقاء عيسي عليه السّلام فهو سبب إيمان أهل الكتاب للآية و التصديق بنبوة سيّد الأنبياء محمد خاتم الأنبياء رسول رب العالمين،و يكون تبيانا لدعوي الإمام عند أهل الإيمان و مصدقا لما دعا إليه عند أهل الطغيان بدليل صلاته خلفه و نصرته إياه و دعائه إلي الملة المحمدية التي هو إمام فيها فصار بقاء المهدي عليه السّلام أصلا،و بقاء الاثنين فرعا علي بقائه،فكيف يصح بقاء الفرعين مع عدم بقاء الأصل لهما؟و لو صح ذلك لصح وجود المسبب من دون وجود السبب و ذلك مستحيل في العقول،و إنما قلنا:إنّ بقاء المهدي أصل لبقاء الاثنين لأنه لا يصح وجود عيسي عليه السّلام بانفراده غير ناصر لملة الإسلام و غير مصدق للإمام لأنه لو صح وجود عيسي عليه السّلام لكان منفردا بدولة و دعوة و ذلك يبطل دعوة الإسلام من حيث أراد أن يكون تبعا فصار متبوعا،و أراد أن يكون فرعا فكان

ص: 144


1- سوره 4 - آيه 159
2- النساء:159.

أصلا و النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«لا نبي بعدي»و قال صلّي اللّه عليه و آله:«الحلال ما أحل اللّه علي لساني إلي يوم القيامة و الحرام ما حرّم اللّه علي لساني إلي يوم القيامة»فلا بدّ من أن يكون عونا و ناصرا و مصدقا،و إذا لم يجد من يكون له عونا و مصدقا لم يكن لوجوده،تأثير،فثبت أن وجود المهدي أصل لوجوده و كذلك الدجال اللعين لا يصح وجوده في آخر الزمان،و لا يكون للامة إمام يرجعون إليه،و وزير يعوّلون عليه لأنه لو كان الأمر كذلك لم يزل الإسلام مقهورا و دعوته باطلة فصار وجود الإمام أصلا لوجوده علي ما قلنا.

و أما الجواب عن انكارهم بقاءه في السرداب من غير أحد يقوم بطعامه و شرابه ففيه جوابان:

أحدهما بقاء عيسي عليه السّلام في السّماء من غير أحد يقوم بطعامه و شرابه،و هو بشر مثل المهدي عليه السّلام فكما جاز بقاؤه في السماء و الحال هذه فكذلك المهدي في السّرداب.

فإن قلت:إن عيسي عليه السّلام يغذيه رب العالمين من خزانة غيبه.

قلت:لا تفني خزائنه بانضمام المهدي إليه في غذائه فإن قلت:إن عيسي ليس من طبيعته البشرية قلت هذا دعوي باطلة لأنه تعالي قال لأشرف أنبيائه: قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ (1) (2).

فإن قلت:اكتسب ذلك من العالم العلوي،قلت:هذا يحتاج إلي توقيف و لا سبيل إليه:و الثاني:

بقاء الدجال في الدير علي ما تقدم بأشد الوثائق،مجموعة يداه إلي عنقه ما بين ركبتيه إلي كعبه بالحديد،و في رواية في بئر موثوق،و إذا كان بقاء الدجال ممكنا علي الوجه المذكور من غير أحد يقوم بطعامه و شرابه،فما المانع من بقاء المهدي عليه السّلام مكرما من غير الوثاق إذ الكل في مقدور اللّه تعالي؟فثبت أنّه غير ممتنع شرعا و لا عادة،ثم ذكر بعد هذه الابحاث خبر سطيح و وقائع و حوادث تجري و زلازل من فتن،ثم إنّه يذكر خروج المهدي عليه السّلام و إنه يملأ الأرض عدلا و تطيب الدنيا و أهلها في أيام دولته (3).

قال الشيخ الفاضل في كتاب كشف الغمة بعد أن ذكر ما ذكرناه عقيب:هذه الأبحاث و الجوابات لا تثبت لنا حجة و لا تقطع الخصم و لا تضره لما يرد عليها من الايرادات و تطويله في اثبات بقاء المسيح عليه السّلام و إبليس و الدجال،فهي مثل الضروريات عند المسلمين فلا حاجة إلي التكلف لتقريرها،و الجواب المختصر ما ذكرته آنفا و هو أن النقل قد ورد به من طرق المؤالف و المخالف، و العقل لا يحيله فوجب القطع به،فأما قوله:إن المهدي عليه السّلام في سرداب و كيف يمكن بقاؤه من غير أحد يقوم بطعامه و شرابه فهذا قول عجيب و تصور غريب فإن الذين أنكروا وجوده عليه السّلام لا يوردون

ص: 145


1- سوره 18 - آيه 110
2- الكهف:110.
3- كفاية الطالب:521-533.

هذا،و الذين يقولون بوجوده لا يقولون:إنه في سرداب،بل يقولون:إنه حي موجود يحل و يرتحل و يطوف في الأرض ببيوت و خيم و خدم و حشم و إبل و خيل و غير ذلك،و ينقلون قصصا في ذلك و أحاديث يطول شرحها،و أنا أذكر من ذلك قصتين قرب عهدهما من زماني،و حدّثني بهما جماعة من ثقاة إخواني.

الأولي:أنه كان في بلاد الحلة شخص يقال له إسماعيل بن الحسن الهرقلي من قرية يقال لها هرقل مات في زماني و ما رأيته(و لكن حكي)و حكي لي ولده شمس الدين قال:حكي لي والدي أنه خرج فيه و هو شاب علي فخذه الأيسر توثة مقدار قبضه الانسان و كانت في كل ربيع تشقق و يخرج منها دم و قيح و يقطعه ألمها عن كثير من اشغاله،و كان مقيما بهرقل،فحضر إلي الحلة يوما و دخل إلي مجلس السيد السعيد رضي الدين عليّ بن طاوس رحمه اللّه و شكا إليه ما يجده منها فقال:

أريد أن أداويها فأحضر له أطباء الحلة و أراهم الموضع فقالوا:هذه التوثة فوق العرق الأكحل في علاجها خطر،إن قطعت خيف أن يقطع العرق فيموت،فقال السعيد رضي الدين قدس اللّه روحه:

أنا متوجّه إلي بغداد و ربما كان أطباؤها أعرف و أحذق من هؤلاء فاصحبني،فصعد معه و حضر الاطباء فقالوا كما قال أولئك فضاق صدره فقال له السعيد أن الشرع قد فسح لك في الصلاة في هذه الثياب و عليك الاجتهاد في الاحتراس،فلا تغرر بنفسك و اللّه تعالي قد نهي عن ذلك و رسوله فقال والدي:إذا كان الأمر هكذا و قد وصلت إلي بغداد فتوجه في زيارة المشهد الشريف بسر من رأي علي مشرّفه السلام ثم انحدر إلي أهلي،فحسن ذلك فترك ثيابه و نفقته عند السعيد رضي الدين و توجه.

قال:فدخلت المشهد وزرت الأئمة عليهم السّلام و نزلت السرداب استغثت باللّه تعالي و بالامام عليه السّلام و قضيت بعض الليل في السرداب و بتّ في المشهد إلي الخميس،ثم مضيت إلي دجلة فاغتسلت و لبست ثوبا نظيفا و ملأت إبريقا كان معي و صعدت أريد المشهد فرأيت أربعة فرسان خارجين من باب السور،و كان حول المشهد قوم من الشرفاء يرعون أغنامهم فحسبتهم منهم فالتقينا فرأيت شابين أحدهما عبد مخطوط و كل واحد فهما متقلد بسيف،و شيخا منقّبا بيده رمح و الآخر مقلد بسيف و عليه فرجية ملونة فوق السيف و هو متحنك بعذبته فوقف الشيخ صاحب الرمح يمين الطريق و وضع كعب الرمح علي الأرض،و وقف الشابان عن يسار الطريق و بقي صاحب الفرجية علي الطريق مقابل والدي،ثم سلّموا عليه فرد عليهم السلام فقال له صاحب الفرجية:أنت غدا تروح إلي أهلك؟فقال له:نعم فقال له:تقدّم حتي أبصر ما يوجعك،قال:فكرهت ملامستهم و قلت

ص: 146

في نفسي:أهل البادية ما يكادون يحترزون من النجاسة و أنا قد خرجت من الماء و قميصي مبلول ثم،إني مع ذلك تقدمت إليه فلزمني بيده و مدني إليه و جعل يلمس جانبي من كتفي إلي أن أصابت يده التوثة فعصرها بيده فأوجعني ثم استوي علي سرجه كما كان،فقال لي الشيخ:أفلحت يا إسماعيل،فعجبت من معرفته اسمي،فقلت:أفلحنا و أفلحتم إن شاء اللّه تعالي.

قال:فقال لي الشيخ:هذا هو الإمام عليه السّلام،قال:فتقدمت إليه و احتضنته و قبلت فخذه ثم إنه ساق و أنا أمشي معه محتضنه،فقال:ارجع فقلت:لا افارقك أبدا فقال:المصلحة رجوعك فأعدت عليه مثل القول الأول فقال الشيخ:يا إسماعيل ما تستحي،يقول لك الإمام مرتين ارجع و تخالفه، فجبهني بهذا القول فوقفت،فتقدم خطوات و التفت إلي و قال:إذا وصلت بغداد فلا بدّ أن يطلبك أبو جعفر يعني الخليفة المنتصر (1)،فإذا حضرت عنده و أعطاك شيئا فلا تأخذه و قل لولدنا الرضي ليكتب لك إلي عليّ بن عوض فإنّني أوصيه يعطيك الذي تريد،ثم سار و أصحابه معه فلم أزل قائما أبصرهم حتي بعدوا و حصل عندي أسف لمفارقته،فقعدت إلي الأرض ساعة ثم مضيت إلي المشهد فاجتمع القوم حولي و قالوا:نري وجهك متغيرا،أوجعك شيء؟قلت:لا،قالوا:أخاصمك أحد؟قلت:لا،ليس عندي مما تقولون خبر،و لكن أسألكم هل عرفتم الفرسان الذين كانوا عندكم فقالوا:هم الشرفاء أرباب الغنم فقلت:لا،بل هو الإمام فقالوا:الإمام هو الشيخ أو صاحب الفرجية، فقلت:هو صاحب الفرجية فقالوا:أريته المرض الذي كان فيك؟فقلت:هو قبضه بيده فأوجعني، ثم كشفت رجلي فلم أر لذلك المرض أثرا،فداخلني الشك من الدهش فأخرجت رجلي الاخري فلم أر شيئا.

فانطبق الناس عليّ و مزّقوا القميص،و أدخلني القوام خزانة و منعوا الناس عني و كان ناظر بين النهرين بالمشهد فسمع الضجة و سأل عن الخبر فعرّفوه فجاء إلي الخزانة و سألني عن اسمي فسألني:منذ كم خرجت من بغداد؟فعرّفته أني خرجت من بغداد أول الاسبوع فمشي عنّي،و بتّ بالمشهد و صليت الصبح و خرجت و خرج الناس معي إلي أن بعدت عن المشهد و رجعوا عني و وصلت إلي ايوان فبت بها،و بكرت منها أريد بغداد فرأيت الناس مزدحمين علي القنطرة العتيقة يسألون من ورد عليهم عن اسمه و نسبه و أين كان فسألوني عن اسمي و عن نسبي و من أين جئت؟ فعرّفتهم فاجتمعوا عليّ و مزقوا ثيابي و لم يبق لي في روحي حكم،و كان الناظر بين النهرين كتب إلي بغداد و عرّفهم الحال ثم حملوني إلي بغداد و ازدحم الناس عليّ و كادوا يقتلوني من كثرة

ص: 147


1- في المصدر:المستنصر.

الزحام،و كان الوزير القمي قد طلب السعيد رضي الدين رحمه اللّه فتقدم أن يعرّفه صحة الخبر.

قال:فخرج رضي الدين و معه جماعة فتوافينا باب النوبي فرد أصحابه الناس عني فلمّا رآني قال:أ عنك يقولون؟قلت:نعم،فنزل عن دابته و كشف فخذي فلم ير شيئا فغشي عليه ساعة و أخذ بيدي و أدخلني علي الوزير و هو يبكي و يقول:يا مولانا هذا أخي و أقرب الناس إلي قلبي،فسألني الوزير عن القصة فحكيت له فاحضر الاطباء الذين أشرفوا عليها و أمرهم بمداواتها و قالوا ما دواؤها إلاّ القطع بالحديد،و متي قطعها مات،فقال لهم الوزير:بتقدير أن تقطع و لا يموت في كم يبرأ؟ فقالوا:في شهرين و تبقي في مكانها حفيرة بيضاء لا ينبت فيها شعر،و سألهم الوزير:متي رأيتموه فقالوا:منذ عشرة أيام،فكشف الوزير عن الفخذ الذي كان فيه الألم و هي مثل أختها ليس فيها أثر أصلا،فصاح أحد الحكماء:هذا عمل المسيح فقال الوزير:حيث لم يكن عملكم فنحن نعرف من عملها،ثم إنه أحضر عند الخليفة المستنصر فسأله عن القصة فعرّفه بها كما جري،فتقدم له بالف دينار فلمّا حضرت قال:خذ هذه فأنفقها فقال ما أجرأ آخذ منه حبة واحدة فقال الخليفة:ممن تخاف؟فقال من الذي فعل معي هذا قال:لا تأخذ من أبي جعفر شيئا فبكي الخليفة و تكدّر، و خرج من عنده و لم يأخذ شيئا.

قال الشيخ الفاضل عليّ بن عيسي في كشف الغمة عقيب ذلك:كنت في بعض الأيام أحكي هذه القصة لجماعة عندي،و كان شمس الدين محمد ولده عندي،و أنا لا أعرفه فلمّا انتقضت الحكاية قال:أنا ولده لصلبه فعجبت من هذا الاتفاق فقلت:هل رأيت فخذه و هي مريضة؟فقال:لا لأني أصبو عن ذلك و لكني رأيت بعد ما صلحت و لا أثر فيها و قد نبت في موضعها شعر.

و قال علي بن عيسي أيضا:و سألت السيد صفي الدين محمد بن محمد بن بشر العلوي الموسوي و نجم الدين حيدر بن الأيسر رحمهما اللّه و كانا من أعيان الناس و سراتهم و ذوي الهيئات منهم،و كانا صديقين لي و عزيزين عندي فأخبراني بصحة هذه القصة و أنهما رأياها في حال مرضها و حال صحتها،و حكي لي ولده هذا أنه كان بعد ذلك شديد الحزن لفراقه عليه السّلام حتي إنه جاء إلي بغداد و أقام بها فصل الشتاء،و كان كل يوم يزور سامراء و يعود إلي بغداد فزارها في تلك السنة أربعين مرة طمعا أن يعود له الوقت الذي مضي،أو يقضي له الحظ بما قضي،و من الذي أعطاه دهره الرضا أو ساعده بمطالب صرف القضاء؟فمات بحسرته و انتقل إلي الآخرة بغصّته،و اللّه يتولاه و إيّانا برحمته و كرامته.

ثم قال الثانية:عليّ بن عيسي في كشف الغمة:و حكي لي السيد باقي عطوة العلوي الحسيني

ص: 148

أن أباه عطوة كان به أدرة و كان زيدي المذهب،و كان ينكر علي بنيه الميل إلي مذهب الإمامية و يقول:لا اصدقكم و لا أقول بمذهبكم حتي يجيء صاحبكم-يعني المهدي-فيبرئني من هذا المرض،و يكرر هذا القول منه،فبينا نحن مجتمعون عنده وقت العشاء الآخرة إذا أبونا يصيح و يستغيث بنا،فأتيناه سراعا فقال:الحقوا صاحبكم فالساعة خرج من عندي فخرجنا فلم نر أحدا فعدنا إليه و سألناه فقال:إنه دخل إليّ شخص و قال:يا عطوة،فقلت:من أنت فقال:أنا صاحب بنيك قد جئت لأبرئك مما بك،ثم مدّ يده و عصر قروتي و مشي،فمددت يدي فلم أر بها أثرا،قال لي ولده:و بقي مثل الغزال ليس به قروة،و اشتهرت هذه القصة و سألت عنها غير ابنه فأقرّ بها.

و الأخبار عنه عليه السّلام في هذا الباب كثيرة و أنه رآه جماعة قد انقطعوا له في طريق الحجاز و غيرها و خلصهم و أوصلهم إلي حيث أرادوا،و لو لا التطويل لذكرت منها جملة و لكن هذا القدر الذي قرب عهده من زماني كاف انتهي كلام عليّ بن عيسي (1).

ص: 149


1- كشف الغمة:296/3-301.

خاتمة الكتاب

نصيحة لطيفة و هداية شريفة نختم بها هذا الكتاب

و هو أن نقول:إياك أيها الواقف علي ما في هذا الكتاب من الأخبار و الروايات من طريق العامة أن يدخلك الشك و الريب فيما قلناه عنهم في أبواب الكتاب في إمامة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب و أنه الخليفة و وصيه من بعده عليه السّلام،و غير ذلك من النصوص عليه من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في فضله و فضل أهل البيت عليهم السّلام و إمامة الأئمة الاثني عشر عليهم السّلام و رواياتهم ذلك في صحاحهم و كتبهم المعتمدة و أخبارهم المسندة عن رجالهم الموثوق بهم كما اطلعت عليه،و الثناء منهم علي مشايخهم في أسانيدهم للأخبار الواردة عنهم في هذا الكتاب،فإنّي ما ذكرت عنهم في هذا الكتاب إلاّ ما هو مذكور في كتبهم و مصنفاتهم المعتمدة المنقولة عنهم،و اللّه جلّ جلاله علي ذلك من الشاهدين و كفي باللّه شهيدا و الحمد للّه رب العالمين.

فإن قلت:كيف يروون هذه الأخبار الصحيحة و الروايات الواضحة الدالة علي إمامة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب و بنيه الأحد عشر و هم الأئمة الاثنا عشر بنص رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليهم بالإمامة و الخلافة و الوصاية من غير معارض لها من الروايات من طريق الفريقين المخالف و المؤالف.

[قلت:]فإنّه لم يدّع مدّع من العامة بأن إمامة أبي بكر و عمر و عثمان[كانت]عن نص من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و إنما كانت بيعة من بعض الناس كما هو عليه إجماع العامة و الخاصة،فبقيت النصوص الواردة عن رسول اللّه سالمة من الروايات المعارضة لهذه الروايات المجمع علي نقلها من المؤالف و المخالف عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بامامة الأئمة الاثني عشر،الذي هو مذهب الفرقة المحقّة الاثني عشرية شيعة آل محمد صلي اللّه عليهم أجمعين.

فإن قلت:هذا من العجب،كيف تروي العامة هذه الأخبار الصحيحة عندهم من إمامة الأئمة الاثني عشر و لا يعملون بها؟بل يقدمون علي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام في الإمامة، و هذا لم يأت به نص من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بالتقديم عليه،بل روت العامة و الخاصة النهي عن التقديم عليه في الإمامة من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و هذا من أعجب العجائب و الخسران المبين و الضلال البعيد فما دعاهم إلي ذلك حتي قدّموا ما أخّر اللّه سبحانه و أخّروا ما قدّم اللّه جلّ جلاله.

ص: 150

قلت:عملوا ذلك لأسباب:

منها:الميل إلي الدنيا و طلب ما فيها من الجاه و المال،و حب الدنيا رأس كل خطيئة،من ذلك ما نقله أبو المؤيد موفق بن أحمد أخطب الخطباء عند العامة في الفصل التاسع من كتابه في فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام قال:قال الشعبي:ما ندري ما نصنع بعلي رضي اللّه عنه إن أحببناه افتقرنا و إن أبغضناه كفرنا (1)؟.

و منها:العلة الكبري و المصيبة العظمي،تقليد الآباء و السلف الماضين من علمائهم المعلولين بهذه العلل فضلّوا و أضلوا.

و منها:الحسد للأئمة من أهل البيت عليهم السّلام ما أعطاهم من هذا المنصب الشريف و المترقي المنيف من أمر اللّه جلّ جلاله الخلق باتباعهم و فرض طاعتهم عليهم قال اللّه جلّ جلاله: أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (2) (3)الآية،و قد روي المؤالف و المخالف في تفسير هذه الآية عن أبي جعفر محمد بن عليّ الباقر عليه السّلام هم الناس المحسودون (4).

و منها:اتباع الهوي و ما تهوي الأنفس و قد جاءهم من ربهم الهدي،و جحود الحق و ترك العمل به،قال اللّه جلّ جلاله في كتابه إخبارا عن أهل الكتاب: وَ كانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَي الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ (5) (6)و قال جلّ جلاله: اَلَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ (7) (8)يعني أهل الكتاب يعرفون نبيّنا محمد صلّي اللّه عليه و آله بنعت اللّه جلّ جلاله و وصفه لمحمد صلّي اللّه عليه و آله في التوراة و الإنجيل و قال تعالي: وَ جَحَدُوا بِها وَ اسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَ عُلُوًّا (9) (10)و قال عز و جل:

وَ لَوْ أَنَّنا نَزَّلْنا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَ كَلَّمَهُمُ الْمَوْتي وَ حَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلاّ أَنْ يَشاءَ اللّهُ (11) (12) .

و قال تعالي: وَ لَوْ نَزَّلْنا عَلَيْكَ كِتاباً فِي قِرْطاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلاّ سِحْرٌ مُبِينٌ (13) (14).

و قال جلّ ذكره: وَ لَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ* لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (15) (16).

ص: 151


1- مناقب الخوارزمي 350/330.
2- سوره 4 - آيه 54
3- النساء:54.
4- تفسير العياشي 246/1 ح 153.
5- سوره 2 - آيه 89
6- البقرة:89.
7- سوره 2 - آيه 146
8- البقرة:146.
9- سوره 27 - آيه 14
10- النمل:14.
11- سوره 6 - آيه 111
12- الأنعام:111.
13- سوره 6 - آيه 7
14- الأنعام:7.
15- سوره 15 - آيه 14
16- الحجر:14-15.

و قال سبحانه و تعالي: وَ ما كانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتّي يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ (1) (2).

و غير ذلك من الآيات،و إذا كان من الناس ما ذكر اللّه سبحانه و تعالي لا يستبعد علي هؤلاء النقلة من العامة للأحاديث الصّحاح و الروايات الواضحات عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من النص علي إمامة أمير المؤمنين و بنيه الأحد عشر الذين آخرهم المهدي عليه السّلام بالإمامة و الخلافة و الوصاية و مالوا عنهم و انحرفوا عنهم لأحد الاسباب التي ذكرناها؛لأن هؤلاء النقلة إنما هم من جملة الذين يجوز عليهم الضلالة و الهدي و اتباع الحق و تركه كغيرهم من سائر الناس؛إذ ليس بين العلم و العمل لزوم كلي، يجوز انفكاك أحدهما عن الآخر،فربّ عالم لا يعمل،و رب عامل بغير علم،و هذا واضح بيّن، و الحمد للّه رب العالمين و العاقبة للمتقين و صلي اللّه علي محمد و آله الطاهرين.

ص: 152


1- سوره 9 - آيه 115
2- التوبة:115.

في رسائل الجاحظ حول أحقية الأمير عليه السّلام بالخلافة و أفضليته

و أختم كتابي هذا برسالتي أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ و هو من أعيان علماء المخالفين من العامة مما ذكر فيهما و استدلّ علي أن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب هو الإمام بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله دون أبي بكر بأدلّة قطعية و براهين بيّنة و هو لا يتهم في ذلك؛بل هو حجة عليه و علي جميع الفرق القائلين بإمامة أبي بكر،و الجاحظ هذا من المتعصبين المنحرفين عن أمير المؤمنين عليه السّلام،بل هو عثماني مرواني،و في الرسالتين أيضا تفضيل بني هاشم علي غيرهم،و هاتان الرسالتان أوردهما الشيخ الفاضل الثقة الورع الشيخ عليّ بن عيسي تغمده اللّه تعالي برحمته في أول كتاب كشف الغمة.

قال رحمه اللّه:وقع إليّ رسالة من كلام أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ في التفضيل أثبتها مختصرا ألفاظها و ترجمتها:رسالة أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ في الترجيح و الفضل،نسخت من مجموع الأمير أبي محمد الحسن بن عيسي بن المقتدر باللّه قال:هذا كتاب من اعتزل الشك و الظن و الدعوي و الاهواء و أخذ باليقين و الثقة من طاعة اللّه و طاعة رسوله صلّي اللّه عليه و آله و بإجماع الأمة بعد نبيها صلّي اللّه عليه و آله مما تضمنه الكتاب و السنّة و ترك القول بالآراء فإنّها تخطئ و تصيب،لأن الأمة أجمعت أن النبي صلّي اللّه عليه و آله شاور أصحابه في الأسري ببدر،و اتفق رأيهم علي قبول الفداء منهم فأنزل اللّه تعالي: ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْري (1) (2)الآية فقد بان لك أن الرأي يخطئ و يصيب و لا يعطي اليقين،و إنما الحجة الطاعة للّه و لرسوله و ما أجمعت عليه الأمة من كتاب اللّه و سنّة نبيها،و نحن لم ندرك النبي صلّي اللّه عليه و آله و لا أحدا من أصحابه الذين اختلفت الأمة في أحقهم فنعلم أيّهم أولي و نكون معهم كما قال اللّه تعالي: وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (3) (4)و نعلم أيّهم علي الباطل فنجتنبهم و كما قال اللّه تعالي:

وَ اللّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً (5) (6) حتي أدركنا العلم فطلبنا معرفة الدين و أهله و أهل الصدق و الحق،فوجدنا الناس مختلفين يبرأ بعضهم من بعض و يجمعهم في حال اختلافهم فريقان:أحدهما قالوا:إن النبي صلّي اللّه عليه و آله مات و لم يستخلف أحدا و جعل ذلك إلي المسلمين يختارونه،

ص: 153


1- سوره 8 - آيه 67
2- الأنفال:67.
3- سوره 9 - آيه 119
4- التوبة:119.
5- سوره 16 - آيه 78
6- النحل:78.

فاختاروا أبا بكر،و الآخرون قالوا:إن النبي صلّي اللّه عليه و آله استخلف عليا عليه السّلام فجعله إماما للمسلمين بعده، و ادّعي كل فريق منهم الحق،فلمّا رأينا ذلك أوقفنا الفريقين لنبحث و نعلم المحقّ من المبطل، فسألناهم جميعا:هل للناس بدّ من وال يقيم أعيادهم و يجبي زكاتهم و يفرقها علي مستحقيها و يقضي بينهم و يأخذ لضعيفهم من قويهم و يقيم حدود اللّه؟فقالوا:لا بدّ من ذلك.

فقلنا:هل لأحد أن يختار أحدا فيوليه من غير نظر في كتاب اللّه و سنة نبيه.

فقالوا:لا يجوز ذلك إلاّ بالنظر،فسألناهم جميعا عن الإسلام الذي أمر اللّه به.

فقالوا:إنه الشهادتان و الإقرار بما جاء به من عند اللّه و الصلاة و الصوم و الحج بشرط الاستطاعة لإجماعهم،و العمل بالقرآن يحل حلاله و يحرم حرامه فقبلنا ذلك منهم ثم سألناهم جميعا هل للّه خيرة من خلقه اصطفاهم و اختارهم.

فقالوا:نعم،فقلنا ما برهانكم؟قالوا قوله تعالي: وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ (1) (2)فسألناهم عن الخيرة فقالوا:هم المتقون،قلنا:ما برهانكم؟قالوا:قوله تعالي: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاكُمْ (3) (4)فقلنا هل للّه خيرة من المتقين؟قالوا:نعم،المجاهدون بدليل قوله تعالي: فَضَّلَ اللّهُ الْمُجاهِدِينَ بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ عَلَي الْقاعِدِينَ دَرَجَةً (5) (6)فقلنا:هل للّه خيرة من المجاهدين؟.

قالوا جميعا:نعم،السابقون من المهاجرين إلي الجهاد بدليل قوله تعالي: لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَ قاتَلَ (7) (8)الآية،فقبلنا ذلك منهم لاجماعهم عليه،و علمنا أن خيرة اللّه من خلقه المجاهدون السابقون إلي الجهاد،ثم قلنا:هل للّه خيرة منهم؟

قالوا:نعم،قلنا:و من هم؟قالوا:أكثرهم عناء في الجهاد و طعنا و ضربا و قتلا في سبيل اللّه بدليل قوله تعالي: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (9) (10)وَ ما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللّهِ (11) (12)فقبلنا ذلك منهم و علمناه و عرفنا أن خيرة الخيرة أكثرهم في الجهاد و أبذلهم لنفسه في طاعة اللّه و أقتلهم لعدوه،فسألناهم عن هذين الرجلين عليّ بن أبي طالب و أبي بكر أيّهما كان أكثر عناء في الحرب و أحسن بلاء في سبيل اللّه فأجمع الفريقان علي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام أنه كان أكثر طعنا و ضربا و أشد قتالا و أذبّ في دين اللّه و رسوله،فثبت بما ذكرناه من اجماع الفريقين و دلالة الكتاب و السنة أن عليا عليه السّلام أفضل،فسألناهم ثانيا عن خيرته تعالي من المتقين.

ص: 154


1- سوره 28 - آيه 68
2- القصص:68.
3- سوره 49 - آيه 13
4- الحجرات:13.
5- سوره 4 - آيه 95
6- النساء:95.
7- سوره 57 - آيه 10
8- الحديد:10.
9- سوره 99 - آيه 7
10- الزلزلة:7.
11- سوره 2 - آيه 110
12- البقرة:110.

فقالوا:هم الخاشعون بدليل قوله تعالي: وَ أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (1) (2)إلي قوله تعالي:

مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ (3) (4) .و قال تعالي وَ ذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ* اَلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ (5) (6)ثم سألناهم جميعا:من هم الخاشعون؟

فقالوا:هم العلماء لقوله: إِنَّما يَخْشَي اللّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ (7) (8)،ثم سألناهم جميعا:من أعلم الناس؟

قالوا:أعلمهم بالعدل (9)و أهداهم إلي الحق و أحقهم أن يكون متبوعا و لا يكون تابعا بدليل قوله تعالي: يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ (10) (11)فجعل الحكومة إلي أهل العدل،فقبلنا ذلك منهم ثم سألناهم عن أعلم الناس بالعدل من هو؟فقالوا:أدلّهم عليه،قلنا:فمن أدلّ الناس عليه؟قالوا أهداهم إلي الحق و أحقهم أن يكون متبوعا و لا يكون تابعا بدليل قوله: أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَي الْحَقِّ (12) (13)الآية،فدلّ كتاب اللّه و سنة نبيه صلّي اللّه عليه و آله و الإجماع أن أفضل الأمة بعد نبيها أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام لأنه إذا كان أكثرهم جهادا كان أتقاهم،و إذا كان اتقاهم كان أخشاهم،و إذا كان أخشاهم كان أعلمهم،و إذا كان أعلمهم كان أدلّ علي العدل،و إذا كان أدلّ علي العدل كان أهدي الأمة إلي الحق،و إذا كان أهدي كان أولي أن يكون متبوعا و أن يكون حاكما لا تابعا و لا محكوما عليه، و اجتمعت الأمة بعد نبيها أنّه خلف كتاب اللّه تعالي ذكره و أمرهم بالرجوع إليه إذا نابهم أمر و إلي سنته صلّي اللّه عليه و آله فيقتدون بهما و يستنبطون منهما ما يزول به الاشتباه،فإذا قرأ قارئهم وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ (14) (15)فيقال له اثبتها،ثم يقرأ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاكُمْ (16) (17)و في قراءة ابن مسعود:إن خيركم عند اللّه أتقاكم،ثم يقرأ: وَ أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ* هذا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوّابٍ حَفِيظٍ* مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ (18) (19)فدلّت هذه الآية علي أن المتقين هم الخاشعون،ثم يقرأ حتي إذا بلغ إلي قوله: إِنَّما يَخْشَي اللّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ (20) (21)فيقال له:اقرأ حتي ننظر هل العلماء أفضل من غيرهم أم لا؟حتي إذا بلغ إلي قوله تعالي: هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (22) (23)علم أن العلماء أفضل من غيرهم،ثم يقال:اقرأ،فإذا بلغ الي قوله تعالي: يَرْفَعِ اللّهُ (24)

ص: 155


1- سوره 50 - آيه 31
2- ق:31.
3- سوره 50 - آيه 33
4- ق:33.
5- سوره 21 - آيه 48
6- الأنبياء:48-49.
7- سوره 35 - آيه 28
8- فاطر:28.
9- في المصدر:بالقول.
10- سوره 5 - آيه 95
11- المائدة:95.
12- سوره 10 - آيه 35
13- يونس:35.
14- سوره 28 - آيه 68
15- القصص:68.
16- سوره 49 - آيه 13
17- الحجرات:13.
18- سوره 50 - آيه 31
19- ق:31-33.
20- سوره 35 - آيه 28
21- فاطر:28.
22- سوره 39 - آيه 9
23- الزمر:9.
24- سوره 58 - آيه 11

اَلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ (1) (2) قيل قد دلت هذه الآية علي أن اللّه قد اختار العلماء و فضلهم و رفعهم درجات و قد اجمعت الأمة علي أن العلماء من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الذين يؤخذ عنهم العلم كانوا أربعة عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و عبد اللّه بن العباس رضي اللّه عنه و ابن مسعود و زيد بن ثابت رحمهم اللّه،و قالت طائفة:عمر بن الخطاب،فسألنا الأمة من أولي بالتقديم إذا حضرت الصلاة فقالوا:إنّ النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«يؤم بالقوم أقرأهم» (3)ثم أجمعوا علي أن الأربعة كانوا أقرأ لكتاب اللّه تعالي من عمر فسقط عمر ثم سألنا الأمة:أي هؤلاء الأربعة أقرأ لكتاب اللّه و أفقه لدينه؟فاختلفوا فوقفناهم حتي نعلم ثم سألناهم:أيّهم أولي بالإمامة،فأجمعوا علي أن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:«إن الأئمة من قريش» (4)فسقط ابن مسعود و زيد بن ثابت و بقي عليّ بن أبي طالب و ابن عباس فسألنا:أيهما أولي بالإمامة؟فقالوا إن النبي صلّي اللّه عليه و آله قال:إذا كانا عالمين فقيهين قرشيين فاكبرهما سنا و أقدمهما هجرة،فسقط عبد اللّه بن عبّاس رضي اللّه عنه و بقي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه،فيكون أحق بالإمامة لما اجتمعت عليه الأمة و لدلالة الكتاب و السنّة عليه (5).هذا آخر رسالة أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ.

ص: 156


1- سوره 58 - آيه 11
2- المجادلة:11.
3- المغني 617/1،الشرح الكبير 463/1.
4- مسند أحمد 129/3.
5- كشف الغمة 37/1-41.

رسالة أخري لأبي عثمان عمرو بن بحر

هذا،نقلها عليّ بن عيسي في كتاب كشف الغمة قال:رسالة وقعت إلي من كلام أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ أذكرها مختصرا لها.

قال:اعلم حفظك اللّه أن أصول الخصومات معروفة بيّنة و أبوابها مشهورة كالخصومة بين الشعوبية و العرب و الكوفي و البصري و العدناني و القحطاني،و هذه الابواب الثلاثة أنقص للعقول السليمة و أفسد للاخلاق الحسنة من المنازعة في القدر و التشبيه و في الوعد و الوعيد و الاسماء و الاحكام و في الآثار و تصحيح الأخبار،و أنقص من هذه للعقول تمييز الرجال و ترتيب الطبقات و ذكر تقديم عليّ عليه السّلام و أبي بكر،فأولي الاشياء بك القصد و ترك الهوي فإن اليهود نازعت النصاري في المسيح فلجّ بهما القول حتي قالت اليهود:إنه ابن يوسف النجار و إنه لغير رشده و إنه صاحب تبريج (1)و خدع و مخاريق و ناصب شرك و صياد سمك و صاحب شص و شبك،فما يبلغ من عقل صياد و ربيب نجار؟و زعمت النصاري أنّه رب العالمين و خالق السموات و الأرضيين و إله الأولين و الآخرين،فلو وجدت اليهود أسوأ من ذلك القول لقالته فيه،و لو وجدت النصاري أرفع من ذلك القول لقالته فيه،و علي هذا قال عليّ عليه السّلام:«يهلك فيّ رجلان محبّ مفرط و مبغض مفرط» (2)و الرأي كل الرأي أن لا يدعوك حبّ الصحابة إلي بخس عترة الرسول صلّي اللّه عليه و آله حقوقهم و حظوظهم،فإن عمر لمّا كتبوا الدواوين و قدّموا ذكره أنكر ذلك و قال:ابدءوا بطرا في رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله وضعوا آل الخطاب حيث وضعهم اللّه،قالوا:فأنت أمير المؤمنين فأبي إلاّ تقديم بني هاشم و تأخير نفسه،فلم ينكر عليه منكر و صوبوا رأيه و عدّوا ذلك من مناقبه.

و اعلم أن اللّه لو أراد أن يسوّي بين بني هاشم و بين الناس لما أبانهم بسهم ذوي القربي و لما قال:

وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (3) (4) و قال اللّه تعالي: وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ (5) (6)و إذا كان لقومه في ذلك ما ليس لغيرهم فكل من كان أقرب كان ارفع،و لو سوّاهم بالناس لما حرم عليهم الصدقة،و ما هذا التحريم إلاّ لإكرامهم علي اللّه و لذلك قال للعبّاس حيث طلب ولاية الصدقات:لا أوّليك غسالات

ص: 157


1- في المصدر:نيرنج.
2- بحار الأنوار 217/10 ح 18.
3- سوره 26 - آيه 214
4- الشعراء:214.
5- سوره 43 - آيه 44
6- الزخرف:44.

خطايا الناس و أوزارهم،بل أوّليك سقاية الحاج و الإنفاق علي زوّار اللّه،و لهذا كان رباه أول ربا وضع،و دم ربيعة بن الحارث أول دم أهدر لأنهما القدوة في النفس و المال،لهذا قال عليّ عليه السّلام علي منبر الجماعة:«نحن أهل بيت لا يقاس بنا أحد» (1)و صدق عليه السّلام،كيف يقاس بقوم منهم رسول اللّه و آله،الأطيبان عليّ و فاطمة و السبطان الحسن و الحسين و الشهيدان أسد اللّه حمزة و ذو الجناحين جعفر و سيّد الوادي عبد المطلب و ساقي الحجيج العبّاس و حليم البطحاء و النجدة و الخير فيهم، و الأنصار أنصارهم،و المهاجر من هاجر إليهم و معهم،و الصدّيق من صدقهم،و الفاروق من فرق بين الحق و الباطل فيهم،و الحواري حواريهم،و ذو الشهادتين لأنه شهد لهم،و لا خير إلاّ فيهم و لهم و منهم و معهم و قال صلّي اللّه عليه و آله فيما أبان به أهل بيته:«إني تارك فيكم الخليفتين أحدهما أكبر من الآخر كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلي الأرض،و عترتي أهل بيتي،نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض» (2)و لو كانوا كغيرهم لما قال عمر حين طلب مصاهرة عليّ:إنّي سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:«كل سبب و نسب منقطع يوم القيامة إلاّ سببي و نسبي» (3).

و اعلم أن الرجل قد ينازع في تفضيل ماء دجلة علي ماء الفرات فإن لم يتحفظ وجد في قلبه علي شارب ماء دجلة رقة لم يكن يجدها،و وجد في قلبه غلظة علي شارب ماء الفرات لم يكن يجدها،فالحمد للّه الذي جعلنا لا نفرق بين أبناء نبينا و رسولنا فنحكم لجميع المرسلين بالتصديق و لجميع السلف بالولاية،و نخص بني هاشم بالمحبة و نعطي كل امرئ قسطه من المنزلة،فأمّا عليّ ابن أبي طالب عليه السّلام فلو أفردنا لأيامه الشريفة و مقاماته الكريمة و مناقبه السنية كلاما لأفنينا في ذلك الطوامير الطوال،العرق صحيح و المنشأ كريم و الشأن عظيم و العمل جسيم و العلم كثير و البيان عجيب و اللسان خطيب و الصدر رحيب،فأخلاقه وفق أعراقه و حديثه يشهد بقديمه،و ليس التدبير في وصف مثله إلاّ ذكر جمل قدره و استقصاء جميع حقه،و إذا كان كتابنا لا يحتمل تفسير جميع أمره ففي هذه الجملة بلاغ لمن أراد معرفة فضله.

و أما الحسن و الحسين عليهما السّلام فمثلهما مثل الشمس و القمر فمن أعطي ما في الشمس و القمر من المنافع العامة و النعم الشاملة التامة و لو لم يكونا ابني عليّ عليه السّلام من فاطمة عليها السّلام،و رفعت من وهمك كل رواية و كل سبب توجبه القرابة لكنت لا تقرن بهما أحدا من أجلّة أولاد المهاجرين و الصحابة إلاّ أراك فيهما الإنصاف من تصديق قول النبي صلّي اللّه عليه و آله:«إنهما سيّدا شباب أهل الجنة» (4)و جميع من هما

ص: 158


1- بحار الأنوار 269/26 ح 5.
2- بحار الأنوار 465/22 ح 19.
3- بحار الأنوار 108/39 ح 22.
4- بحار الأنوار 81/46 ح 6.

سادته سادة،و الجنة لا تدخل إلاّ بالصدق و الصبر و إلاّ بالحلم و العلم و إلاّ بالطهارة و الزهد و إلاّ بالعبادة و الطاعة الكثيرة و الأعمال الشريفة و الاجتهاد و الأثرة و الإخلاص في النية،فدلّ علي أن حظهما في الاعمال المرضية و المذاهب الزكية فوق كل خط.

و أما محمد بن الحنفية فقد أقرّه الصادر و الوارد و الحاضر و البادي أنه كان واحد دهره و رجل عصره و كان أتم الناس تماما و كمالا.

و أما:عليّ بن الحسين عليه السّلام فالناس علي اختلاف مذاهبهم مجمعون عليه لا يتمري أحد في تدبيره و لا يشك أحد في تقديمه،و كان أهل الحجاز يقولون لم نر ثلاثة في دهر يرجعون إلي أب قريب كلّهم يسمّي عليا و كلّهم يصلح للخلافة لتكامل خصال الخير فيهم،يعنون عليّ بن الحسين ابن عليّ عليهم السّلام و عليّ بن عبد اللّه بن جعفر و عليّ بن عبد اللّه بن العبّاس رضي اللّه عنهم،و لو عزونا لكتابنا هذا ترتبهم لذكرنا رجال أولاد علي لصلبه و ولد الحسين و عليّ بن الحسين و محمد بن عبد اللّه بن جعفر و محمد بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس إلاّ أنا ذكرنا جملة من القول فيهم فاقتصرنا من الكثير علي القليل.

و أمّا:النجدة فقد علم أصحاب الأخبار و حمّالو الآثار أنّهم لم يسمعوا بمثل نجدة عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و حمزة رضي اللّه عنه و لا يصير جعفر الطيار رضوان اللّه عليه،و ليس في الأرض قوم أثبت جنانا و لا أكثر مقتولا تحت ظلال السيوف و لا أجدر أن يقاتلوا،و قد فرّت الأخيار و ذهبت الصنائع و خام ذو البصيرة و جاد أهل النجدة من رجالات بني هشام و هم كما قيل:

و خام الكمي و طاح اللوي و لا تأكل الحرب إلاّ سمينا

و كذلك قال دغفل (1)حين وصفهم:أنجاد أمجاد ذوو ألسنة حداد.

و كذلك قال عليّ عليه السّلام حين سئل عن بني هاشم و بني أمية:نحن أنجد و أمجد و أجود،و هم أنكر و أمكر و أغدر.

و قال أيضا:نحن أطعم للطعام و أضرب للهام،و قد عرفت جفاء المكيين و طيش المدنيين و اعراق بني هشام مكية و مناسبهم مدنية،ثم ليس في الأرض أظهر أخلاقا و لا أطهر بشرا و لا أدوم دماثة و لا ألين عريكة و لا أطيب عشيرة و لا أبعد من كبر منهم،و الحدة لا يكاد يعدمها الحجازي و التهامي إلاّ أن حليمهم لا يشق غباره،و ذلك في الخاص و الجمهور علي خلاف ذلك حتي تصير إلي بني هاشم،فالحلم في جمهورهم و ذلك يوجد في الناس كافة،و لكنا نضمن أنّهم أتم الناس

ص: 159


1- هو دغفل بن حنظلة النسابة أحد بني شيبان.

فضلا و أقلهم نقصا،و حسن الخلق في البخيل أسرع و في الذليل أوجد و فيهم مع فرط جودهم و ظهور عزّهم من البشر الحسن و الاحتمال و كرم التفاضل ما لا يوجد مع البخيل الموسر و الذليل المكثر اللذين يجعلان البشر وقاية دون المال،و ليس في الأرض خصلة تدعو إلي الطغيان و التهاون بالأمور و تفسد العقول و تورث السكر إلاّ و هي تعتريهم و تعرض لهم دون غيرهم؛إذ قد جمعوا مع الشرف العالي و المغرس الكريم و العز و المنعة مع ابقاء البأس عليهم و الهيئة لهم و هم في كل أوقاتهم و جميع أعصارهم فوق من هم علي مثل ميلادهم في الهيئة الحسنة و المروءة الظاهرة و الأخلاق المرضية،و قد عرف الحدث العزيز من فتيانهم و ذوي الغرامة من شبانهم أنه إن افتري لم يفتر عليه و إن ضرب لم يضرب،ثم لا تجده إلاّ قوي القلب بعيد الهمة كثير المعرفة مع خفة ذات اليد و تعذر الأمور،ثم لا تجد عند أفسدهم شيئا من المنكر إلاّ رأيت في غيره من الناس أكثر منه من مشايخ القبائل و جمهور العشائر،و إذا كان فاضلهم فوق كل فاضل و ناقصهم أنقص نقصانا من كل ناقص فأي دليل أدل و أي برهان أوضح مما قلناه؟

و قد علمت أن الرجل فيهم ينعت بالتعظيم و الرواية في دخول الجنة بغير حساب و يتأول القرآن له و يزداد في طمعه في كل حيلة و ينقص من خوفه و يحتج له بأنّ النار لا تمسه و أنه ليشفع في مثل ربيعة و مضر و أنت تجد لهم مع ذلك العدد الكثير من الصوّام و المصلين و التالين الذين لا يجاريهم أحد و لا يقاربهم،كان أبو سفيان بن الحرث بن عبد المطلب يصلّي في كل ليلة ألف ركعة و كذا عليّ ابن الحسين بن عليّ و عليّ بن عبد اللّه بن جعفر و عليّ بن عبد اللّه بن العبّاس عليهم السّلام مع العلم و الحلم و كظم الغيظ و الصفح الجميل و الاجتهاد المبرز،فلو أن خصلة من الخصال أو داعية من هذه الدواعي عرضت لغيرهم لهلك و أهلك،و اعلم أنهم لم يمتحنوا بهذه المحن و لم يتحملوا هذه البلوي إلاّ لما قدموا من العزائم التامة و الادوات الممكنة و لم يكن اللّه ليزيدهم في المحنة إلاّ و هم يزدادون علي شدة المحن خبرا و علي التكشف تهذيبا.

و جملة اخري مما لعلي بن أبي طالب خاصة الأب أبو طالب بن عبد المطلب و الجد عبد المطلب بن هاشم و الأم فاطمة بنت أسد بن هاشم،و الزوجة فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله سيّد النساء أهل الجنة و الولد الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنة و الأخ جعفر الطيار في الجنة،و العم العباس و حمزة سيّد الشهداء في الجنة،و العمة صفية بنت عبد المطلب و ابن العم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله، و أول هاشمي من هاشميين،كان في الأرض ولد أبي طالب و الأعمال التي يستحق بها الخير أربعة:

التقدم في الإسلام،و الذب عن رسول اللّه و عن الدين،و الفقه في الحلال و الحرام،و الزهد في

ص: 160

الدنيا،و هي مجتمعة في عليّ بن أبي طالب متفرقة في الصّحابة،و في علي يقول اسد بن رقيم يحرض عليه قريشا و إنه قد بلغ منه علي حداثة سنه ما لم يبلغه ذوو الأسنان:

في كل مجمع غاية اخزاكم جذع أبّر علي المذاكي القرح

للّه درّكم أ لمّا تنكروا قد ينكر الضيم الكريم و يستحي

هذا ابن فاطمة الذي أفناكم ذبحا و يمشي آمنا لم يجرح

أين الكهول و أين كل دعامة للمعضلات و أين زين الأبطح

أفناهم ضربا بكل مهند صلت و حدّ غزاره لم يصفح

و أمّا الجود:فليس علي ظهر الأرض جواد جاهلي و لا اسلامي و لا عربي و لا عجمي إلاّ وجوده يكاد يصير بخلا إذا ذكر جود عليّ بن أبي طالب و عبد اللّه بن جعفر و عبد اللّه بن العباس المذكورون بالجود منهم لكن اقتصرنا،ثم ليس في الأرض قوم أنطق خطيبا و لا أكثر بليغا من غير تكلف و لا تكسب من بني هاشم و قال أبو سفيان بن الحرث:

لقد علمت قريش غير فخر بأنّا نحن أجودهم حصانا

و أكثرهم دروعا سابغات و أمضاهم إذا طعنوا سنانا

و أدفعهم عن الضراء فيهم و أبينهم إذا نطقوا لسانا

(1) و مما يضم إلي جملة القول في فضل عليّ بن أبي طالب عليه السّلام أنه أطاع اللّه قبلهم و معهم و بعدهم و امتحن بما لم يمتحن به ذو عزم و ابتلي بما لم يبتل به ذو صبر،و أما جملة القول في ولد عليّ فإن الناس لا يعظمون أحدا من الناس إلاّ بعد أن يصيبوا منهم و ينالوا من فضلهم،و إلاّ بعد أن تظهر قدرتهم،و هم معظمون قبل الاختبار و هم بذلك واثقون و به أنه لهم موقنون،فلو لا أن هناك سرا كريما و خيما عجيبا و فضلا مبينا و عرقا ناميا لاكتفوا بذلك التعظيم و لم يعانوا تلك التكاليف الشداد و المحن الغلاظ،فأمّا المنطق و الخطب فقد علم الناس كيف كان عليّ بن أبي طالب عند التفكير و التحبير و عند الارتجال و البدأة و عند الاطناب و الايجاز في وقتيها،و كيف كان كلامه قاعدا و قائما و في الجماعات و منفردا،مع الخبرة بالاحكام و العلم بالحلال و الحرام،و كيف كان عبد اللّه بن عباس رضي اللّه عنه الذي كان يقال له:الحبر و البحر،و مثل عمر بن الخطاب يقول له:غص يا غواص، و شنشنة أعرفها من أخزم،قلب عقول و لسان قئول،و لو لم يكن لجماعتهم إلاّ لسان زيد بن عليّ بن الحسين و عبد اللّه بن معاوية بن جعفر لقرعوا بهما جميع البلغاء و علوا بها علي جميع الخطباء،

ص: 161


1- في المصدر:و اثبتهم إذا نطقوا جنانا.

و كذلك قالوا:أجواد أمجاد و ألسنة حداد.

و لقد ألقيت إليك جملة من ذكر آل الرسول يستدل بالقليل منها علي الكثير،و بالبعض علي الكل،و البغية في ذكرهم أنك متي عرفت منازلهم و منازل طاعاتهم و مراتب أعمالهم و أقدار أفعالهم و شدة محنتهم أضفت ذلك إلي حق القرابة كان أدني ما يجب علينا و عليك الاحتجاج لهم، و جعلت بدل التوقف في أمرهم الرد علي من أضاف إليهم ما لا يليق بهم،و قد تقدم من قولنا فيهم متفرقا و مجملا ما أغني عن الاستقصاء في هذا الكتاب.تمت الرسالة و هي بخط عبد اللّه بن الحسن الطبري (1).

قال:عليّ بن عيسي عقيب ذكره هاتين الرسالتين:أقول:إن أبا عثمان من رجال الإسلام و افراد الزمان في الفضل و العلم و صحة الذهن و حسن الفهم و الاطلاع علي حقائق العلوم و المعرفة بكل جليل و دقيق،و لم يكن شيعيا فيتّهم،و كان عثمانيا مروانيا و له في ذلك كتب مصنّفة،و قد شهد في هاتين الرسالتين من فضل بني هاشم و تقديمهم و فضل عليّ عليه السّلام و تقديمه بما لا شك فيه و لا شبهة و هو أشهر من فلق الصباح،و هذا إن كان مذهبه فذاك و ليس بمذهبه و إلاّ فقد أنطقه اللّه تعالي بالحق و أجري لسانه بالصدق،و قال ما يكون حجة عليه في الدنيا و الآخرة،و نطق بما لو اعتقد غيره لكان خصمه في محشره،فإن اللّه عند لسان كل قائل فلينظر قائل ما يقول.

و أصعب الأمور و أشقّها أن يذكر الانسان شيئا يستحق به الجنة ثم يكون ذلك موجبا لدخوله النار و نعوذ باللّه:

أحرم منكم بما أقول و قد نال به العاشقون من عشقوا

صرت كأنّي ذبالة نصبت تضيء للناس و هي تحترق

انتهي كلامه علي بن عيسي (2).

و قال الشيخ الإمام السعيد العلامة ابن الرؤساء أمين الدين أبو عليّ الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي في كلام أعلام الوري بعد أن ذكر أحاديث كثيرة مسندة عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بأن الأئمة بعدي اثنا عشر هم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب و ولده الأحد عشر الذين آخرهم القائم،و لمّا كانت الروايات و الأحاديث بذلك من طريق العامة قال أبو عليّ الطبرسي عقيب ذكره هذه الأحاديث:هذا بعض ما جاء من الأخبار من طريق المخالفين و رواياتهم في النص علي عدد الأئمة

ص: 162


1- كشف الغمة 29/1-37،طبعة دار الأضواء/بيروت.
2- كشف الغمة 41/1.

الاثني عشر عليهم السّلام و إذا كانت الفرقة المخالفة قد نقلت ذلك كما نقلته الشيعة الإمامية،و لم تنكر ما تضمنه الخبر فهو أدلّ دليل علي أن اللّه تعالي هو الذي سخّرهم لروايته اقامة لحجته و اعلاء لكلمته،و ما هذا الأمر إلاّ كالخارق للعادة و الخارج عن الأمور المعتادة،و لا يقدر عليه إلاّ اللّه تعالي الذي يذلل الصعب و يقلّب القلب و يسهّل العسير و هو علي كل شيء قدير (1).انتهي كلام أبي علي الطبرسي،ذكره في الكتاب المشار إليه.

و علي هذا انقطع الكلام و نشكر الملك العلام قائلين:الحمد للّه الذي هدانا لهذا و ما كنّا لنهتدي لو لا أن هدانا اللّه،و الحمد للّه رب العالمين أولا و آخرا،و كان الفراغ من تصنيف هذا الكتاب الجليل الموسوم بغاية المرام و حجة الخصام في تعيين الإمام من طريق الخاص و العام علي يد مصنّفه السيد الجليل النبيل السيد هاشم بن السيد سليمان بن السيد إسماعيل بن السيد عبد الجواد البحراني باليوم الرابع و العشرين من شهر رمضان للسنة الثالثة و المائة و الألف و صلّي اللّه علي محمد و آله الطاهرين و سلّم تسليما كثيرا،و فرغ من كتابته المحتاج إلي ربّه الغني أقل السادات و أقدم الطلاب ابن محمد الرضوي محمد علي الخوانساري في يوم الحادي عشر من شهر ذي القعدة الحرام من السنة الواحدة و السبعين و المائتين بعد الألف،و صلّي اللّه علي محمد و آله الطيبين الطاهرين المعصومين (2).

***

ص: 163


1- أعلام الوري 165/2.
2- قد تمّ بعونه تعالي و مننه تحقيق هذا الأثر المهم علي يد أقل خلق اللّه شاكرا المولي عز و جل و كل من ساهم في تحقيق و طباعة هذا السفر الجليل،سائلا الباري سبحانه أن يجعله لنا ذخرا يوم القيامة لنفوز بشفاعة آل محمد صلوات المصلين عليهم أجمعين ما طلع نجم و أفل آخر،و الحمد للّه رب العالمين.

فهرس المطالب

اشارة

الباب الثلاثون و المائة في زهد أمير المؤمنين عليه السّلام من طريق الخاصّة و فيه ثلاثون حديثا 5

الباب الحادي و الثلاثون و المائة في خوفه من اللّه و بكائه من خشية اللّه تعالي و خبر ضرار و خبر أبي الدرداء،و طلاقه الدنيا ثلاثا من طريق العامّة و فيه عشرة أحاديث 16

الباب الثاني و الثلاثون و المائة في خوفه عليه السّلام من اللّه و بكائه من خشية اللّه تعالي و خبر ضرار،و تصور الدنيا له عليه السّلام و طلاقه الدنيا من طريق الخاصّة و فيه ستة أحاديث 21

الباب الثالث و الثلاثون و المائة في أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام ينادي يوم القيامة من طريق العامة و فيه حديثان 26

الباب الرابع و الثلاثون و المائة في أنّ عليّا ينادي يوم القيامة من طريق الخاصّة و فيه حديث واحد 27

الباب الخامس و الثلاثون و المائة في أنّ الركبان الاربعة يوم القيامة منهم أمير المؤمنين عليه السّلام من طريق العامّة و فيه ثلاثة أحاديث 28

الباب السادس و الثلاثون و المائة في ان الركبان يوم القيامة أربعة منهم عليّ عليه السّلام من طريق الخاصّة و فيه خمسة أحاديث 30

ص: 164

الباب السابع و الثلاثون و المائة في أن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام يوم القيامة حامل لواء الحمد و وليّ الحوض و ساقيه من طريق العامّة و فيه أحد عشر حديثا 34

الباب الثامن و الثلاثون و المائة في أنّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام يوم القيامة حامل لواء الحمد و وليّ الحوض و ساقيه من طريق الخاصّة و فيه تسعة عشر حديثا 40

الباب التاسع و الثلاثون و المائة في أنّه عليه السّلام حامل اللواء يوم القيامة و ساقي الحوض و قسيم الجنّة و النار من طريق العامّة زيادة في ما تقدم و فيه ثمانية و عشرون حديثا 48

الباب الأربعون و المائة في أنّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قسيم الجنّة و النار من طريق الخاصّة و فيه ثمانية عشر حديثا 59

الباب الحادي و الأربعون و المائة في إمامة الإمام الثاني عشر من الأئمة الاثني عشر عليهم السّلام 77

الباب الثاني و الأربعون و المائة في إمامة الإمام الثاني عشر عليه السّلام من الأئمة الاثني عشر 119

الباب الثالث و الأربعون و المائة في ذكر ما استدل به الشيخ ابن طلحة علي الإمام المهدي عليه السّلام 135

ص: 165

الباب الرابع و الأربعون 142

نصيحة لطيفة و هداية شريفة نختم بها هذا الكتاب 150

في رسائل الجاحظ حول أحقية الأمير عليه السّلام بالخلافة و أفضليته 153

ص: 166

الفهارس العامة

فهرس الآيات

فهرس الأحاديث

المصادر و المراجع

ص: 167

فهرس الآيات

(آمَنّا بِاللّهِ وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَ ما أُنْزِلَ) (1) 97/1-107

(آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ) (2) 77/7

(فَآمِنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا) (3) 344/1

(ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ) (4) 243/4

(اتَّقُوا اللّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلاّ وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (5) 344/1

(اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ) (6) 128/4

(أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللّهِ) (7) (أَنَّ اللّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) (8) 72/4-70

(اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَ أَصْلِحْ) (9) 80/4

(اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَ أَصْلِحْ) (10) 52/5

(اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَ أَصْلِحْ وَ لا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ) (11) 116/2

(اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي) (12) (وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ) (13) 115/4

(إِخْواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) (14) 34/2-36-44-60-59

(إِخْواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) (15) 197/4-200

(إِخْواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) (16) 92/5-93-95-97-99-102

(إِخْواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) (17) (وَ نَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) (18) 199/4/4

(أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ) (19) 138/4

(ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَ لا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ) (20) 51/4

(ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) (21) 341/4

(ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) (22) (وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ) (23) 342/4

(ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ) (24) 98/2

(إِذْ أَوَي الْفِتْيَةُ إِلَي الْكَهْفِ فَقالُوا رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَ هَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً) (25) 226/6

(إِذا جاءَ نَصْرُ اللّهِ وَ الْفَتْحُ) (26) 143/5

ص: 168


1- سوره 2 - آيه 136
2- سوره 2 - آيه 285
3- سوره 64 - آيه 8
4- سوره 41 - آيه 11
5- سوره 3 - آيه 102
6- سوره 45 - آيه 21
7- سوره 9 - آيه 19
8- سوره 8 - آيه 28
9- سوره 7 - آيه 142
10- سوره 7 - آيه 142
11- سوره 7 - آيه 142
12- سوره 7 - آيه 142
13- سوره 24 - آيه 55
14- سوره 15 - آيه 47
15- سوره 15 - آيه 47
16- سوره 15 - آيه 47
17- سوره 15 - آيه 47
18- سوره 15 - آيه 47
19- سوره 40 - آيه 46
20- سوره 7 - آيه 49
21- سوره 2 - آيه 208
22- سوره 2 - آيه 208
23- سوره 2 - آيه 168
24- سوره 23 - آيه 96
25- سوره 18 - آيه 10
26- سوره 110 - آيه 1

(إِذا جاءَ نَصْرُ اللّهِ وَ الْفَتْحُ) (1) 23/6

(إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ما ذا قالَ آنِفاً أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلي قُلُوبِهِمْ وَ اتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ) (2) 369/4

(إِذا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ) (3) 94/4

(إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ) (4) 324/6

(إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً) (5) 29/4-34

(إِذْ أَوَي الْفِتْيَةُ إِلَي الْكَهْفِ) (6) 93/7

(اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ) (7) 274/4

(أُذُنٌ واعِيَةٌ) (8) 85/4

(اسْتَجابُوا لِلّهِ وَ الرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ) (9) (أَجْرٌ عَظِيمٌ) (10) 228/4

(اسْتَجِيبُوا لِلّهِ وَ لِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ) (11) 303/4

(أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ) (12) 216/1

(اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا) (13) 229/4

(اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا) (14) 273/1

(أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِكُمْ) (15) 41/6

(اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَ اسْجُدِي وَ ارْكَعِي مَعَ الرّاكِعِينَ) (16) 177/1

(إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ) (17) (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا) (18) (وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ) (19) 147/4

(إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ) (20) (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا) (21) (وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ) (22) 147/4

(إِلاّ بِحَبْلٍ مِنَ اللّهِ وَ حَبْلٍ مِنَ النّاسِ) (23) 359/4

(إِلاّ مَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً) (24) 303/2

(الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَ ما كُنّا لِنَهْتَدِيَ) (25) 349/1

(الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (26) 345/1

(الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ) (27) 254/4

(الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ

ص: 169


1- سوره 110 - آيه 1
2- سوره 47 - آيه 16
3- سوره 76 - آيه 19
4- سوره 43 - آيه 57
5- سوره 58 - آيه 12
6- سوره 18 - آيه 10
7- سوره 33 - آيه 9
8- سوره 69 - آيه 12
9- سوره 3 - آيه 172
10- سوره 3 - آيه 172
11- سوره 8 - آيه 24
12- سوره 38 - آيه 75
13- سوره 3 - آيه 200
14- سوره 3 - آيه 103
15- سوره 3 - آيه 144
16- سوره 3 - آيه 43
17- سوره 103 - آيه 3
18- سوره 103 - آيه 2
19- سوره 103 - آيه 3
20- سوره 103 - آيه 3
21- سوره 103 - آيه 2
22- سوره 103 - آيه 3
23- سوره 3 - آيه 112
24- سوره 19 - آيه 60
25- سوره 7 - آيه 43
26- سوره 1 - آيه 2
27- سوره 39 - آيه 33

سُبْحانَهُ وَ تَعالي عَمّا يُشْرِكُونَ) (1) 133/5

(الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ) (2) (أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) (3) (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا) (4) 63/4

(الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ) (5) (كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ) (6) 156/4

(الَّذِينَ آمَنُوا) (7) (الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ) (8) 127/4

(كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللّهِ) (9) 73/4

(الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ) (10) 265/4

(الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنّا) (11) 184/4-287

(الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ) (12) 155/7

(الَّذِينَ آمَنُوا وَ تَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللّهِ أَلا بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (13) 309/4

(الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ طُوبي لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ) (14) 170/4

(الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ) (15) 345/1

(الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ) (16) 127/4

(الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلي أَدْبارِهِمْ) (17) 367/4

(الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلّهِ وَ الرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ) (18) 228/4

(الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) (19) 243/5

(الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللّهِ كُفْراً وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها وَ بِئْسَ الْقَرارُ) (20) 52/4

(الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ) (21) 102/1

(الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ وَ الَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ) (22) (أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ اَلَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ) (23) 336/4

(الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ) (24) 102/1

(الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَ أَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ) (25) 186/4

(الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ) (26) 10/2-15

(الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ) (27) 181/6

(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ سِرًّا وَ عَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ) (28) 25/4-98

ص: 170


1- سوره 30 - آيه 40
2- سوره 27 - آيه 40
3- سوره 11 - آيه 17
4- سوره 5 - آيه 55
5- سوره 2 - آيه 146
6- سوره 2 - آيه 146
7- سوره 2 - آيه 9
8- سوره 45 - آيه 21
9- سوره 9 - آيه 19
10- سوره 57 - آيه 19
11- سوره 2 - آيه 14
12- سوره 58 - آيه 11
13- سوره 13 - آيه 28
14- سوره 13 - آيه 29
15- سوره 6 - آيه 82
16- سوره 45 - آيه 21
17- سوره 47 - آيه 25
18- سوره 3 - آيه 172
19- سوره 98 - آيه 7
20- سوره 14 - آيه 28
21- سوره 23 - آيه 2
22- سوره 23 - آيه 2
23- سوره 23 - آيه 10
24- سوره 23 - آيه 11
25- سوره 2 - آيه 46
26- سوره 5 - آيه 55
27- سوره 5 - آيه 55
28- سوره 2 - آيه 274

(الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) (1) 118/4

(الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) (2) (الرَّحِيمِ) (3) 92/6

(السّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ) (4) 148/4

(السّابِقُونَ السّابِقُونَ) (5) 152/5

(السّابِقُونَ السّابِقُونَ) (6) 273/6

(السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) (7) 150/4-157

(اللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ) (8) (فِيها مِصْباحٌ) (9) 281/5

(اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَ يَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ) (10) 286/4

(اللّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً) (11) 58/2

(اللُّؤْلُؤُ) (12) (وَ الْمَرْجانُ) (13) 250/4

(أَ لَمْ تَرَ إِلَي الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللّهِ كُفْراً وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ) (14) 53/4

(الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ) (15) 281/5

(إِلْ ياسِينَ) (16) 137/4

(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي) (17) 144/1

(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) (18) 74/7

(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) (19) 166/6-189

(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) (20) 356/2-17-244- 108-22

(إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَ الْعَمَلُ الصّالِحُ يَرْفَعُهُ) (21) 119/2-349

(وَ مِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسي إِماماً وَ رَحْمَةً أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ) (22) 65/4

(إِنّا أَنْزَلْناهُ) (23) 330/6

(إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً) (24) 300/4

(أَنِ اشْكُرْ لِي وَ لِوالِدَيْكَ) (25) 300/5

(إِنّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً) (26) 190/4

(إِنّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) (27) 281/4

ص: 171


1- سوره 2 - آيه 3
2- سوره 1 - آيه 1
3- سوره 1 - آيه 1
4- سوره 9 - آيه 100
5- سوره 56 - آيه 10
6- سوره 56 - آيه 10
7- سوره 56 - آيه 10
8- سوره 24 - آيه 35
9- سوره 24 - آيه 35
10- سوره 2 - آيه 15
11- سوره 22 - آيه 75
12- سوره 55 - آيه 22
13- سوره 55 - آيه 22
14- سوره 14 - آيه 28
15- سوره 24 - آيه 35
16- سوره 37 - آيه 130
17- سوره 5 - آيه 3
18- سوره 5 - آيه 3
19- سوره 5 - آيه 3
20- سوره 5 - آيه 3
21- سوره 35 - آيه 10
22- سوره 11 - آيه 17
23- سوره 12 - آيه 2
24- سوره 16 - آيه 120
25- سوره 31 - آيه 14
26- سوره 33 - آيه 72
27- سوره 37 - آيه 80

(إِنّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) (1) 16/7

(إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللّهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً) (2) (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ) (3) 101/4-98-103

(إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً) (4) 132/2

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) (5) 6/5

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا) (6) 10/2

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا) (7) (فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ) (8) (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلي أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَي) (9) (الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ) (10) 371/4

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا) (11) 181/6-182-55-53

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) (12) 107/5-186

(إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ وَ إِذا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغامَزُونَ) (13) 283/4

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) (14) 16/5

(إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْني أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ) (15) (لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَ تَتَلَقّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) (16) 83/6

(إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللّهَ يَدُ اللّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) (17) 289/4

(إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ وَ يُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللّهِ وَ رُسُلِهِ وَ يَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَ نَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً أُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ حَقًّا وَ أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً) (18) 94/6

(إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللّهُ فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً) (19) 325/6

(إِنَّ الصَّفا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللّهِ) (20) 347/1

(إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَ كادُوا يَقْتُلُونَنِي) (21) 24/6

(إِنَّ اللّهَ اشْتَري مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ) (22) 110/7

(إِنَّ اللّهَ اصْطَفاكِ وَ طَهَّرَكِ وَ اصْطَفاكِ عَلي نِساءِ الْعالَمِينَ) (23) 188/1

(إِنَّ اللّهَ اصْطَفي آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَي الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ) (24) (أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) (25) (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (26) 262/6

(إِنَّ اللّهَ اصْطَفي آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَي الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً) (27) 327/2

ص: 172


1- سوره 37 - آيه 80
2- سوره 76 - آيه 5
3- سوره 76 - آيه 7
4- سوره 76 - آيه 5
5- سوره 98 - آيه 7
6- سوره 19 - آيه 96
7- سوره 19 - آيه 96
8- سوره 19 - آيه 97
9- سوره 47 - آيه 25
10- سوره 47 - آيه 25
11- سوره 19 - آيه 96
12- سوره 98 - آيه 7
13- سوره 83 - آيه 29
14- سوره 98 - آيه 7
15- سوره 21 - آيه 101
16- سوره 21 - آيه 103
17- سوره 48 - آيه 10
18- سوره 4 - آيه 150
19- سوره 33 - آيه 57
20- سوره 2 - آيه 158
21- سوره 7 - آيه 150
22- سوره 9 - آيه 111
23- سوره 3 - آيه 42
24- سوره 3 - آيه 33
25- سوره 4 - آيه 54
26- سوره 4 - آيه 59
27- سوره 3 - آيه 33

(إِنَّ اللّهَ اصْطَفاكِ وَ طَهَّرَكِ وَ اصْطَفاكِ عَلي نِساءِ الْعالَمِينَ) (1) 177/1

(أَنَّ اللّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) (2) 74/4

(إِنَّ اللّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السّاعَةِ وَ يُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَ يَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَ ما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَ ما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (3) 336/6

(إِنَّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَي النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً) (4) 136/4

(إِنَّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَي النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً) (5) 69/7

(إِنَّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَي النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً) (6) 330/2

(إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلي أَهْلِها) (7) 191/4

(إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ) (8) 246/4

(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَ عُيُونٍ) (9) 281/4

(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَ نَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ) (10) 240/4

(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَ عُيُونٍ) (11) 281/4

(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَ عُيُونٍ) (12) 16/7

(أَنّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها) (13) 364/4

(إِنّا نَخافُ) (14) (مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً) (15) 93/4

(إِنّا وَجَدْنا آباءَنا عَلي أُمَّةٍ) (16) 15/1

(إِنّا وَجَدْنا آباءَنا عَلي أُمَّةٍ وَ إِنّا عَلي آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ) (17) 57/2

(إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاكُمْ) (18) 153/7-154

(إِنَّ أَوْلَي النّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَ هذَا النَّبِيُّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ اللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) (19) 328/5

(إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَ نُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً) (20) 330/4

(إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ) (21) (نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَ نُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً) (22) 150/5

(أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتي عَلي ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ) (23) 5/4

(أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتي عَلي ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ) (24) 359/4

(إِنَّ زَلْزَلَةَ السّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ) (25) 348/1

(إِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَي الْأُخْري فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتّي تَفِيءَ إِلي أَمْرِ اللّهِ) (26) 69/2

ص: 173


1- سوره 3 - آيه 42
2- سوره 8 - آيه 28
3- سوره 31 - آيه 34
4- سوره 33 - آيه 56
5- سوره 33 - آيه 56
6- سوره 33 - آيه 56
7- سوره 4 - آيه 58
8- سوره 61 - آيه 4
9- سوره 15 - آيه 45
10- سوره 54 - آيه 54
11- سوره 77 - آيه 41
12- سوره 77 - آيه 41
13- سوره 13 - آيه 41
14- سوره 76 - آيه 10
15- سوره 76 - آيه 10
16- سوره 43 - آيه 22
17- سوره 43 - آيه 23
18- سوره 49 - آيه 13
19- سوره 3 - آيه 68
20- سوره 4 - آيه 31
21- سوره 4 - آيه 31
22- سوره 4 - آيه 31
23- سوره 39 - آيه 56
24- سوره 39 - آيه 56
25- سوره 22 - آيه 1
26- سوره 49 - آيه 9

(إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) (1) 279/2

(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) (2) 35/1

(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) (3) 313/4

(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) (4) 283/6

(إِنَّ فِي هذا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عابِدِينَ) (5) 18/1

(إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ) (6) 352/1

(إِنَّكَ لَعَلي خُلُقٍ عَظِيمٍ) (7) (ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) (8) 131/5

(إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ) (9) 277/4

(إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَ الْمَساكِينِ وَ الْعامِلِينَ عَلَيْها وَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَ فِي الرِّقابِ وَ الْغارِمِينَ وَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللّهِ) (10) 332/2

(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) (11) 102/5

(إِنَّمَا النَّجْوي مِنَ الشَّيْطانِ) (12) (ما يَكُونُ مِنْ نَجْوي ثَلاثَةٍ إِلاّ هُوَ رابِعُهُمْ) (13) 344/4

(إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) (14) 21/1

(إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) (15) 111/2-325

(إِنَّما نُطْعِمُكُمْ) (16) 93/4

(إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَ لا شُكُوراً) (17) 92/4-98

(إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ) (18) 5/2-16-13-14-17- 20-6-8-9-10-12-15-19-21-22-47-108-142-132-244-332-310-367-356

(إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا) (19) 20/1

(إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا) (20) 55/4-97-27-60

(إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ) (21) 155/6- 181-338

(إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) (22) 260/4

(إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) (23) 307/4

(إِنَّما يَخْشَي اللّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ) (24) 154/7

ص: 174


1- سوره 9 - آيه 36
2- سوره 15 - آيه 75
3- سوره 15 - آيه 75
4- سوره 15 - آيه 75
5- سوره 21 - آيه 106
6- سوره 3 - آيه 194
7- سوره 68 - آيه 4
8- سوره 59 - آيه 7
9- سوره 39 - آيه 31
10- سوره 9 - آيه 60
11- سوره 49 - آيه 10
12- سوره 58 - آيه 10
13- سوره 58 - آيه 7
14- سوره 13 - آيه 7
15- سوره 13 - آيه 7
16- سوره 76 - آيه 9
17- سوره 76 - آيه 9
18- سوره 5 - آيه 55
19- سوره 5 - آيه 55
20- سوره 5 - آيه 55
21- سوره 5 - آيه 55
22- سوره 13 - آيه 19
23- سوره 13 - آيه 19
24- سوره 35 - آيه 28

(إِنَّما يَخْشَي اللّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ) (1) 154/7

(إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) (2) 145/1

(إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (3) 326/2-318-328-335- 352-357-109-32-69-92-95-233

(إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (4) 270/4-153-16-39-161

(إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (5) 349/5

(إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (6) 244/6-261-268-271-338

(أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ) (7) 325/4-326

(إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولي صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسي) (8) 334/2

(إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولي صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسي) (9) 88/4

(إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً لِيُعَذِّبَ اللّهُ الْمُنافِقِينَ وَ الْمُنافِقاتِ وَ الْمُشْرِكِينَ وَ الْمُشْرِكاتِ وَ يَتُوبَ اللّهُ عَلَي الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ وَ كانَ اللّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (10) 191/4

(إِنْ هُمْ إِلاّ كَالْأَنْعامِ) (11) 156/4

(إِنْ هُوَ إِلاّ عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَ جَعَلْناهُ مَثَلاً) (12) 352/1

(إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحي) (13) 190/1

(إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحي) (14) 208/2

(إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحي) (15) 233/4

(إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَي النّاسِ بِرِسالاتِي وَ بِكَلامِي فَخُذْ ما آتَيْتُكَ وَ كُنْ مِنَ الشّاكِرِينَ) (16) 322/4

(إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) (17) 78/2

(إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) (18) 80/4

(إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) (19) 52/5

(إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) (20) (يا داوُدُ إِنّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً) (21) 115/4

(إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً قالَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي) (22) 25/1

(إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاّ إِناثاً وَ إِنْ يَدْعُونَ) (23) 104/1

(فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ) (24) 44/1

(أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ) (25) 102/1

ص: 175


1- سوره 35 - آيه 28
2- سوره 33 - آيه 33
3- سوره 33 - آيه 33
4- سوره 33 - آيه 33
5- سوره 33 - آيه 33
6- سوره 33 - آيه 33
7- سوره 6 - آيه 153
8- سوره 87 - آيه 18
9- سوره 87 - آيه 18
10- سوره 33 - آيه 72
11- سوره 25 - آيه 44
12- سوره 43 - آيه 59
13- سوره 53 - آيه 4
14- سوره 53 - آيه 4
15- سوره 53 - آيه 4
16- سوره 7 - آيه 144
17- سوره 2 - آيه 30
18- سوره 2 - آيه 30
19- سوره 2 - آيه 30
20- سوره 2 - آيه 30
21- سوره 38 - آيه 26
22- سوره 2 - آيه 124
23- سوره 4 - آيه 117
24- سوره 4 - آيه 69
25- سوره 23 - آيه 10

(أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ اَلَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ) (1) 55/1

(أَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ) (2) 14/6

(أَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَ تابَ اللّهُ عَلَيْكُمْ) (3) 27/4

(أَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ) (4) 126/2

(أَ تَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْني بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ) (5) 57/2

(أَجْرٌ عَظِيمٌ) (6) 228/4

(أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) (7) 70/4

(أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ) (8) 91/2

(أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ) (9) 268/6

(أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ) (10) 73/4

(أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللّهِ) (11) 282/6-337

(أَدْعُوا إِلَي اللّهِ عَلي بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي) (12) 336/4

(أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا) (13) 14/7

(أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا وَ اسْتَمْتَعْتُمْ بِها) (14) 11/7

(اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي) (15) 249/1

(أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَ أَحْسَنُ مَقِيلاً) (16) 207/4

(أَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ) (17) 233/2

(أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (18) 352/2

(أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (19) 187/6

(أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (20) 20/2-335

(أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (21) (وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَي الرَّسُولِ وَ إِلي أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) (22) 321/4

(أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِكُمْ) (23) 41/6-36

(أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلي عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللّهُ

ص: 176


1- سوره 23 - آيه 10
2- سوره 58 - آيه 13
3- سوره 58 - آيه 13
4- سوره 58 - آيه 13
5- سوره 2 - آيه 61
6- سوره 3 - آيه 172
7- سوره 9 - آيه 19
8- سوره 9 - آيه 19
9- سوره 9 - آيه 19
10- سوره 9 - آيه 19
11- سوره 9 - آيه 19
12- سوره 12 - آيه 108
13- سوره 46 - آيه 20
14- سوره 46 - آيه 20
15- سوره 20 - آيه 31
16- سوره 25 - آيه 24
17- سوره 56 - آيه 27
18- سوره 4 - آيه 59
19- سوره 4 - آيه 59
20- سوره 4 - آيه 59
21- سوره 4 - آيه 59
22- سوره 4 - آيه 83
23- سوره 3 - آيه 144

الشّاكِرِينَ) (1) 42/6

(أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِكُمْ) (2) 220/4-222

(أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلي عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللّهُ الشّاكِرِينَ) (3) 219/4

(أَ فَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَ مَنْ كانَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ فَإِمّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ) (4) (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ) (5) (إِنَّكَ عَلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (6) 142/4

(أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلي قُلُوبٍ أَقْفالُها) (7) 53/2

(أَ فَمَنْ شَرَحَ اللّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلي نُورٍ مِنْ رَبِّهِ) (8) 257/4

(أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ) (9) 61/4-67

(أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ) (10) 111/2-8-90-103-149

(أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) (11) 47/2

(أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) (12) 279/5

(أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) (13) 162/1

(أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) (14) 60/4

(أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) (15) 267/6

(أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) (16) (عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ) (17) 66/4-61

(أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) (18) (الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنّاتُ الْمَأْوي نُزُلاً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) (19) (وَ أَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النّارُ كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها وَ قِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذابَ النّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ) (20) 133/4

(أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) (21) (إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا) (22) 131/4

(أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنّاتُ الْمَأْوي نُزُلاً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) (23) 132/4

(أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً) (24) (كَمَنْ كانَ فاسِقاً) (25) (لا يَسْتَوُونَ أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ) (26) (وَ أَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا) (27) 134/4

(أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) (28) (تُكَذِّبُونَ) (29) 132/4

(أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) (30) 337/6

ص: 177


1- سوره 3 - آيه 144
2- سوره 3 - آيه 144
3- سوره 3 - آيه 144
4- سوره 43 - آيه 40
5- سوره 43 - آيه 43
6- سوره 43 - آيه 43
7- سوره 47 - آيه 24
8- سوره 39 - آيه 22
9- سوره 11 - آيه 17
10- سوره 11 - آيه 17
11- سوره 11 - آيه 17
12- سوره 11 - آيه 17
13- سوره 11 - آيه 17
14- سوره 11 - آيه 17
15- سوره 11 - آيه 17
16- سوره 11 - آيه 17
17- سوره 11 - آيه 17
18- سوره 32 - آيه 18
19- سوره 32 - آيه 19
20- سوره 32 - آيه 20
21- سوره 32 - آيه 18
22- سوره 49 - آيه 6
23- سوره 32 - آيه 18
24- سوره 32 - آيه 18
25- سوره 32 - آيه 18
26- سوره 32 - آيه 18
27- سوره 32 - آيه 20
28- سوره 32 - آيه 18
29- سوره 23 - آيه 105
30- سوره 32 - آيه 18

(أَ فَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْناهُ) (1) (كَمَنْ مَتَّعْناهُ) (2) 316/4

(أَ فَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ) (3) 307/4

(أَ فَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلي وَجْهِهِ أَهْدي) (4) 100/1

(أَ فَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلي وَجْهِهِ أَهْدي أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (5) 328/4

(أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَي الْحَقِّ) (6) 154/7

(أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَي الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاّ أَنْ يُهْدي فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) (7) 272/5-144

(أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَي الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاّ أَنْ يُهْدي فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) (8) (وَ زادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَ الْجِسْمِ) (9) (أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (10) 105/6

(أَلا إِلَي اللّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ) (11) 210/5

(فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغالِبُونَ) (12) 345/1

(أَلا بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (13) 309/4

(أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنِيدٍ) (14) 167/4

(أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنِيدٍ) (15) 57/7-58-64-65-67-67-60

(أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنِيدٍ) (16) 59/7-65-66-67

(الم* أَ حَسِبَ النّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ وَ لَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَ لَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ) (17) 214/4

(الم* أَ حَسِبَ النّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ وَ لَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) (18) (فَلَيَعْلَمَنَّ اللّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَ لَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا) (19) (ساءَ ما يَحْكُمُونَ) (20) (مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللّهِ لَآتٍ) (21) (وَ مَنْ جاهَدَ) (22) 213/4

(أَ لَمْ تَرَ إِلَي الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ) (23) 330/4

(أَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَ نَجْواهُمْ وَ أَنَّ اللّهَ عَلاّمُ الْغُيُوبِ) (24) 225/6

(أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنّا مُبْرِمُونَ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَ نَجْواهُمْ بَلي وَ رُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ) (25) 371/4

(أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ) (26) (الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ) (27) 127/4

ص: 178


1- سوره 28 - آيه 61
2- سوره 28 - آيه 61
3- سوره 13 - آيه 19
4- سوره 67 - آيه 22
5- سوره 67 - آيه 22
6- سوره 10 - آيه 35
7- سوره 10 - آيه 35
8- سوره 10 - آيه 35
9- سوره 2 - آيه 247
10- سوره 46 - آيه 4
11- سوره 42 - آيه 53
12- سوره 5 - آيه 56
13- سوره 13 - آيه 28
14- سوره 50 - آيه 24
15- سوره 50 - آيه 24
16- سوره 50 - آيه 24
17- سوره 29 - آيه 1
18- سوره 29 - آيه 1
19- سوره 29 - آيه 3
20- سوره 6 - آيه 136
21- سوره 29 - آيه 5
22- سوره 29 - آيه 6
23- سوره 4 - آيه 77
24- سوره 9 - آيه 78
25- سوره 43 - آيه 79
26- سوره 45 - آيه 21
27- سوره 45 - آيه 21

(أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَ مَماتُهُمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ) (1) 127/4

(أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَ مَماتُهُمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ) (2) 127/4

(أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللّهُ أَضْغانَهُمْ) (3) 333/4

(أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا ساءَ ما يَحْكُمُونَ) (4) 212/4

(أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَ الرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً) (5) 219/6-221

(أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً وَ جَعَلَ خِلالَها أَنْهاراً) (6) 209/4

(أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً) (7) 16/7

(أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجّارِ) (8) 125/4/4

(أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَ قائِماً) (9) 258/4

(أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَ قائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَ يَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) (10) 259/4

(أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ) (11) 210/4

(أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ وَ يَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ) (12) 16/7

(أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ وَ يَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أَ إِلهٌ مَعَ اللّهِ قَلِيلاً ما) (13) 209/4

(أَمْ يَحْسَبُونَ أَنّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَ نَجْواهُمْ بَلي وَ رُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ) (14) 368/4

(أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ) (15) 24/1

(أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ) (16) 150/7

(أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) (17) 262/6

(أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ) (18) (مُلْكاً عَظِيماً) (19) 327/2

(أَنِ اشْكُرْ لِي وَ لِوالِدَيْكَ) (20) 301/5

ص: 179


1- سوره 45 - آيه 21
2- سوره 45 - آيه 21
3- سوره 47 - آيه 29
4- سوره 29 - آيه 4
5- سوره 18 - آيه 9
6- سوره 27 - آيه 61
7- سوره 27 - آيه 61
8- سوره 38 - آيه 28
9- سوره 39 - آيه 9
10- سوره 39 - آيه 9
11- سوره 27 - آيه 62
12- سوره 27 - آيه 62
13- سوره 27 - آيه 62
14- سوره 43 - آيه 80
15- سوره 4 - آيه 54
16- سوره 4 - آيه 54
17- سوره 4 - آيه 54
18- سوره 4 - آيه 54
19- سوره 4 - آيه 54
20- سوره 31 - آيه 14

(أَنِ اشْكُرْ لِي وَ لِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) (1) 300/5

(أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَ اجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ) (2) 35/2

(أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتي عَلي ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ) (3) 174/2

(أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتي عَلي ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ وَ إِنْ كُنْتُ لَمِنَ السّاخِرِينَ) (4) 8/4

(أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ فَأَصَمَّهُمْ) (5) (وَ أَعْمي أَبْصارَهُمْ) (6) (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلي أَدْبارِهِمْ) (7) (مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَي الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَ أَمْلي لَهُمْ) (8) (وَ الَّذِينَ اهْتَدَوْا) (9) (زادَهُمْ هُديً) (10) 369/4

(أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَ أَعْمي أَبْصارَهُمْ أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ) (11) 369/4

(أُولئِكَ حِزْبُ اللّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (12) 118/4

(فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) (13) 297/4

(أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ) (14) 264/4

(أَ وَ لَمْ يَرَوْا أَنّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها) (15) 365/4

(أَ يَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُديً) (16) 267/5

(بِالْأُفُقِ الْأَعْلي) (17) 145/2

(بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللّهُ) (18) 370/4

(بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ) (19) 368/4

(بَراءَةٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ) (20) 47/5

(بَراءَةٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ) (21) (وَ إِمّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلي سَواءٍ) (22) 41/5

(بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) (23) 102/1-343

(بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) (24) 207/5

(بَلْ كَذَّبُوا بِالسّاعَةِ وَ أَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسّاعَةِ سَعِيراً) (25) 283/2

(بَلي شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ) (26) 95/1

(بَيْنَهُما بَرْزَخٌ) (27) (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ) (28) 249/4

(تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ) (29) 272/4

(تَتَجافي جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ) (30) 189/6

(تَتَجافي جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ مِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) (31) 190/6

ص: 180


1- سوره 31 - آيه 14
2- سوره 10 - آيه 87
3- سوره 39 - آيه 56
4- سوره 39 - آيه 56
5- سوره 47 - آيه 23
6- سوره 47 - آيه 23
7- سوره 47 - آيه 25
8- سوره 47 - آيه 25
9- سوره 47 - آيه 17
10- سوره 47 - آيه 17
11- سوره 47 - آيه 23
12- سوره 58 - آيه 22
13- سوره 4 - آيه 69
14- سوره 57 - آيه 19
15- سوره 13 - آيه 41
16- سوره 75 - آيه 36
17- سوره 53 - آيه 7
18- سوره 47 - آيه 26
19- سوره 68 - آيه 6
20- سوره 9 - آيه 1
21- سوره 9 - آيه 1
22- سوره 8 - آيه 58
23- سوره 1 - آيه 1
24- سوره 1 - آيه 1
25- سوره 25 - آيه 11
26- سوره 7 - آيه 172
27- سوره 55 - آيه 20
28- سوره 55 - آيه 22
29- سوره 55 - آيه 78
30- سوره 32 - آيه 16
31- سوره 32 - آيه 16

(تِجارَةً) (1) (أَوْ لَهْواً) (2) (انْفَضُّوا إِلَيْها) (3) 243/4

(تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَي الْكاذِبِينَ) (4) 92/2

(تِلْكَ الدّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (5) 272/4

(تِلْكَ الدّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (6) (تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ) (7) 169/4

(تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلي بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللّهُ (8) إلي قوله وَ لَوْ شاءَ اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَ لكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَ مِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ) (9) 39/6

(تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلي بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللّهُ وَ رَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ وَ آتَيْنا عِيسَي ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَ أَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَ لَوْ شاءَ اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَ لكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَ مِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَ لَوْ شاءَ اللّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَ لكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ) (10) 311/4/4

(تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلي بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللّهُ) (11) (وَ لَوْ شاءَ اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَ لكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَ مِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ) (12) 310/4

(تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَي النّارِ) (13) 52/4

(تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) (14) 230/1

(تَهْتَدُوا وَ ما عَلَي الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ) (15) 37/1

(ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنا) (16) 23/4

(ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ) (17) (نَسِيَ ما كانَ يَدْعُوا إِلَيْهِ) (18) 259/4

(ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ) (19) 278/4

(ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) (20) 326/2

(ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) (21) 37/4

(ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) (22) 261/6

(ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ...) (23) 38/4

(ثُمَّ رُدُّوا إِلَي اللّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَ هُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ) (24) 74/7

(ثُمَّ رُدُّوا إِلَي اللّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَ هُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ) (25) 116/2

ص: 181


1- سوره 62 - آيه 11
2- سوره 62 - آيه 11
3- سوره 62 - آيه 11
4- سوره 3 - آيه 61
5- سوره 28 - آيه 83
6- سوره 28 - آيه 83
7- سوره 55 - آيه 78
8- سوره 2 - آيه 253
9- سوره 2 - آيه 253
10- سوره 2 - آيه 253
11- سوره 2 - آيه 253
12- سوره 2 - آيه 253
13- سوره 14 - آيه 30
14- سوره 41 - آيه 2
15- سوره 24 - آيه 54
16- سوره 9 - آيه 40
17- سوره 39 - آيه 8
18- سوره 39 - آيه 8
19- سوره 39 - آيه 31
20- سوره 35 - آيه 32
21- سوره 35 - آيه 32
22- سوره 35 - آيه 32
23- سوره 35 - آيه 32
24- سوره 6 - آيه 62
25- سوره 6 - آيه 62

(ثُمَّ كَلاّ سَيَعْلَمُونَ) (1) 51/2-52

(ثُمَّ كَلاّ سَيَعْلَمُونَ) (2) 13/4

(ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) (3) 23/1

(جَنّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ...) (4) 326/2

(جَنّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ) (5) 261/6

(حَتّي إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا) (6) 121/4

(حَتّي يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ) (7) 71/4

(حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَ بَناتُكُمْ وَ أَخَواتُكُمْ... (8) الآية) 332/2

(حَسْبُكَ اللّهُ وَ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (9) 305/4

(حم) (10) 230/1

(خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ) (11) (إِنَّكَ لَعَلي خُلُقٍ عَظِيمٍ) (12) 133/5

(جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ) (13) 165/6

(خَلِيلاً لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي وَ كانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً) (14) 116/2

(خَيْرٌ لَكُمْ) (15) (فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ) (16) 243/4

(خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَ مِنَ التِّجارَةِ) (17) 243/4

(ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (18) 203/1

(ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (19) 79/6

(ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللّهَ) (20) 16/1

(ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللّهَ وَ كَرِهُوا رِضْوانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ) (21) 371/4

(ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَ اللّهُ يَعْلَمُ إِسْرارَهُمْ) (22) 368/4

(ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللّهُ) (23) 371/4-368

(ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللّهُ) (24) (فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ) (25) 372/4

(ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) (26) (جَنّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها) (27) 40/4

(رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَ يَسِّرْ لِي أَمْرِي وَ احْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي وَ اجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي اُشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَ أَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) (28) 155/6

(رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَ إِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَ أَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ) (29) (يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ (30)

ص: 182


1- سوره 78 - آيه 5
2- سوره 78 - آيه 5
3- سوره 102 - آيه 8
4- سوره 35 - آيه 33
5- سوره 35 - آيه 33
6- سوره 12 - آيه 110
7- سوره 2 - آيه 109
8- سوره 4 - آيه 23
9- سوره 8 - آيه 64
10- سوره 40 - آيه 1
11- سوره 7 - آيه 199
12- سوره 68 - آيه 4
13- سوره 6 - آيه 1
14- سوره 25 - آيه 28
15- سوره 2 - آيه 54
16- سوره 62 - آيه 10
17- سوره 62 - آيه 11
18- سوره 3 - آيه 34
19- سوره 3 - آيه 34
20- سوره 47 - آيه 28
21- سوره 47 - آيه 28
22- سوره 47 - آيه 26
23- سوره 47 - آيه 9
24- سوره 47 - آيه 9
25- سوره 47 - آيه 9
26- سوره 35 - آيه 32
27- سوره 13 - آيه 23
28- سوره 20 - آيه 25
29- سوره 11 - آيه 45
30- سوره 11 - آيه 46

غَيْرُ صالِحٍ فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ) (1) 262/6

(رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَ يَسِّرْ لِي أَمْرِي وَ احْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي وَ اجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي) (2) 6/2

(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَ لِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ) (3) 247/4

(رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ) (4) 352/1

(رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاّنا مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ) (5) (وَ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ) (6) 366/4

(رَبَّنا لا تَجْعَلْنا مَعَ الْقَوْمِ الظّالِمِينَ) (7) 45/4

(رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزي) (8) 49/4

(رِجالٌ صَدَقُوا ما) (9) 310/2

(رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيْهِ) (10) 162/1

(رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيْهِ) (11) 47/2-150

(رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيْهِ) (12) 60/4

(رَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ) (13) 256/4

(سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ) (14) 283/1

(سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ مِنَ اللّهِ ذِي الْمَعارِجِ) (15) 293/4

(سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَ أَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) (16) 215/1

(سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَ يُسْئَلُونَ (17) يَوْمَ الْقِيامَةِ) (18) 226/6

(سَلامٌ عَلي إِلْ ياسِينَ) (19) 135/4

(سَلامٌ عَلي إِلْ ياسِينَ) (20) 331/2

(سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَي الدّارِ) (21) 284/4

(سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوها وَ هُمْ يَطْمَعُونَ) (22) 50/4

(سَلامٌ عَلي مُوسي وَ هارُونَ) (23) 331/2

(سَلامٌ عَلي نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ) (24) (سَلامٌ عَلي إِبْراهِيمَ) (25) (سَلامٌ عَلي مُوسي وَ هارُونَ) (26) 137/4

(سَمِعْنا وَ أَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَ إِلَيْكَ الْمَصِيرُ) (27) 349/1

(سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَ نَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما بِآياتِنا) (28) 6/2

ص: 183


1- سوره 11 - آيه 46
2- سوره 20 - آيه 25
3- سوره 59 - آيه 10
4- سوره 3 - آيه 193
5- سوره 41 - آيه 29
6- سوره 43 - آيه 39
7- سوره 7 - آيه 47
8- سوره 20 - آيه 134
9- سوره 33 - آيه 23
10- سوره 33 - آيه 23
11- سوره 33 - آيه 23
12- سوره 33 - آيه 23
13- سوره 39 - آيه 29
14- سوره 70 - آيه 1
15- سوره 70 - آيه 1
16- سوره 7 - آيه 143
17- سوره 43 - آيه 19
18- سوره 2 - آيه 85
19- سوره 37 - آيه 130
20- سوره 37 - آيه 130
21- سوره 13 - آيه 24
22- سوره 7 - آيه 46
23- سوره 37 - آيه 120
24- سوره 37 - آيه 79
25- سوره 37 - آيه 109
26- سوره 37 - آيه 120
27- سوره 2 - آيه 285
28- سوره 28 - آيه 35

(سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَ نَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما بِآياتِنا) (1) 155/6

(سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ) (2) 371/4

(سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ) (3) 346/2

(سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا) (4) 105/4

(شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصّي بِهِ نُوحاً وَ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَ ما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسي وَ عِيسي أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَ لا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَي الْمُشْرِكِينَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ وَ يَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ) (5) 140/6

(شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) (6) 176/1

(صِراطِ اللّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ) (7) 210/5

(ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَ رَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ) (8) 255/4

(طُوبي لَهُمْ) (9) 171/4

(طُوبي لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ) (10) 74/1

(طُوبي لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ) (11) 170/4-174

(عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلي ناراً حامِيَةً) (12) 200/4

(عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلي ناراً حامِيَةً تُسْقي مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلاّ مِنْ ضَرِيعٍ لا يُسْمِنُ وَ لا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ) (13) 82/6

(عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ اَلَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ) (14) 51/2

(عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ اَلَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ) (15) 13/4

(فَآمِنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا وَ اللّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (16) 339/4

(فَاتَّقُوا اللّهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللّهِ مُبَيِّناتٍ) (17) 332/2

(فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ) (18) 174/2

(فَاخْشَوْهُمْ) (19) 227/4

(فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ) (20) 319/1

(فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَ إِلي رَبِّكَ فَارْغَبْ) (21) 334/2

(فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ* وَ إِلي رَبِّكَ فَارْغَبْ) (22) 270/4

ص: 184


1- سوره 28 - آيه 35
2- سوره 47 - آيه 26
3- سوره 55 - آيه 31
4- سوره 19 - آيه 96
5- سوره 42 - آيه 13
6- سوره 2 - آيه 185
7- سوره 42 - آيه 53
8- سوره 39 - آيه 29
9- سوره 13 - آيه 29
10- سوره 13 - آيه 29
11- سوره 13 - آيه 29
12- سوره 88 - آيه 3
13- سوره 88 - آيه 3
14- سوره 78 - آيه 1
15- سوره 78 - آيه 2
16- سوره 64 - آيه 8
17- سوره 65 - آيه 10
18- سوره 14 - آيه 37
19- سوره 3 - آيه 173
20- سوره 94 - آيه 7
21- سوره 94 - آيه 7
22- سوره 94 - آيه 7

(فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (1) 332/2-335

(فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ) (2) 101/1

(فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (3) 22/1

(فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (4) 144/4-270

(فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوي عَلي سُوقِهِ) (5) 356/4

(فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ) (6) 142/4

(فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ) (7) 230/1

(فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ اللّهُ وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ) (8) 369/4

(فَالَّذِينَ كَفَرُوا) (9) 280/4

(فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفّارِ يَضْحَكُونَ) (10) 285/4-283

(فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفّارِ يَضْحَكُونَ عَلَي الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ هَلْ ثُوِّبَ الْكُفّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ) (11) 282/4

(فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفّارِ يَضْحَكُونَ عَلَي الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ هَلْ ثُوِّبَ الْكُفّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ) (12) 284/4

(فَأَمّا مَنْ طَغي وَ آثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا) (13) 16/7

(فَإِمّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ) (14) (أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْناهُمْ فَإِنّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ) (15) (قُلْ رَبِّ إِمّا تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظّالِمِينَ) (16) (إِنّا عَلي أَنْ نُرِيَكَ ما نَعِدُهُمْ لَقادِرُونَ اِدْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) (17) 141/4

(فَإِمّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُديً) (18) (فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ) (19) 178/4

(فَاسْعَوْا إِلي ذِكْرِ اللّهِ) (20) 243/4

(فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقاتِلُوكُمْ وَ أَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَما جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً) (21) 47/5

(فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (22) (أَ أَشْفَقْتُمْ) (23) (أَ أَشْفَقْتُمْ) (24) (أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ) (25) (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا) (26) 35/4/4

(فَإِنَّ اللّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَ جِبْرِيلُ وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) (27) 83/4

(وَ إِنّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ، وَ إِنّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ) (28) 49/1

(فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ) (29) 243/4

ص: 185


1- سوره 16 - آيه 43
2- سوره 10 - آيه 94
3- سوره 16 - آيه 43
4- سوره 16 - آيه 43
5- سوره 48 - آيه 29
6- سوره 43 - آيه 43
7- سوره 41 - آيه 4
8- سوره 47 - آيه 19
9- سوره 22 - آيه 19
10- سوره 83 - آيه 34
11- سوره 83 - آيه 34
12- سوره 83 - آيه 34
13- سوره 79 - آيه 37
14- سوره 43 - آيه 41
15- سوره 43 - آيه 42
16- سوره 23 - آيه 93
17- سوره 23 - آيه 95
18- سوره 2 - آيه 38
19- سوره 2 - آيه 38
20- سوره 62 - آيه 9
21- سوره 4 - آيه 90
22- سوره 2 - آيه 192
23- سوره 58 - آيه 13
24- سوره 58 - آيه 13
25- سوره 58 - آيه 13
26- سوره 2 - آيه 24
27- سوره 66 - آيه 4
28- سوره 37 - آيه 165
29- سوره 62 - آيه 10

(وَ إِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَ جِبْرِيلُ وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) (1) 82/4

(إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) (2) 349/1

(فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً) (3) 56/1

(فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً) (4) 203/5

(فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا) (5) (وَ لَنْ تَفْعَلُوا) (6) 357/4

(فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَ لَنْ تَفْعَلُوا) (7) (وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ) (8) 357/4

(فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً) (9) 216/4

(فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَ تُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا) (10) 109/4

(فَإِنَّها لا تَعْمَي الْأَبْصارُ وَ لكِنْ تَعْمَي الْقُلُوبُ) (11) 336/1

(عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ) (12) 47/4

(فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ وَ إِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ عَذاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ ما لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَ لا نَصِيرٍ) (13) (قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ) (14) 349/4

(فَأَحْبَطَ اللّهُ أَعْمالَهُمْ) (15) 371/4

(فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ) (16) (أَ فَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ) (17) (الَّذِينَ كَفَرُوا) (18) (أَ فَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ) (19) 370/4

(فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَ أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ) (20) 151/4

(فَأَمّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ) (21) 238/4

(فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) (22) 296/4

(فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما) (23) (تُكَذِّبانِ) (24) 250/4

(فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ) (25) 49/4

(فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) (26) 325/4

(فَتَلَقّي آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ) (27) 177/4-179

(إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَ رَأَوُا الْعَذابَ وَ تَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ وَ قالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَما تَبَرَّؤُا مِنّا كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ وَ ما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النّارِ) (28) 27/7

ص: 186


1- سوره 66 - آيه 4
2- سوره 14 - آيه 8
3- سوره 2 - آيه 60
4- سوره 2 - آيه 60
5- سوره 2 - آيه 24
6- سوره 2 - آيه 24
7- سوره 2 - آيه 24
8- سوره 2 - آيه 25
9- سوره 20 - آيه 124
10- سوره 19 - آيه 97
11- سوره 22 - آيه 46
12- سوره 23 - آيه 74
13- سوره 9 - آيه 74
14- سوره 6 - آيه 149
15- سوره 33 - آيه 19
16- سوره 47 - آيه 9
17- سوره 12 - آيه 109
18- سوره 2 - آيه 6
19- سوره 12 - آيه 109
20- سوره 56 - آيه 8
21- سوره 69 - آيه 19
22- سوره 4 - آيه 69
23- سوره 55 - آيه 13
24- سوره 55 - آيه 13
25- سوره 20 - آيه 135
26- سوره 6 - آيه 153
27- سوره 2 - آيه 37
28- سوره 2 - آيه 166

(فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) (1) 208/6

(فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) (2) 209/6

(فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) (3) 210/6

(فَسَتُبْصِرُ وَ يُبْصِرُونَ) (4) 354/4

(فَسَتُبْصِرُ وَ يُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (5) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ وَ لا تُطِعْ كُلَّ حَلاّفٍ مَهِينٍ) (6) 355/4

(فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَ مَنِ اهْتَدي) (7) 218/4

(فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ) (8) 111/4

(فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ) (9) 80/4

(فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ) (10) (وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ) (11) 51/5

(فَسَيَرَي اللّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ سَتُرَدُّونَ) (12) 334/1

(فَضَّلَ اللّهُ الْمُجاهِدِينَ بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ عَلَي الْقاعِدِينَ دَرَجَةً) (13) 153/7

(فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَ إِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَ أَنْتَ أَحْكَمُ) (14) 327/2

(فَقالَ ما لِيَ لا أَرَي الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ) (15) (لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ) (16) 37/4

(فَقالَ ما لِيَ لا أَرَي الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ) (17) (لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ) (18) 277/5

(وَ قالُوا) (19) (حَسْبُنَا اللّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ) (20) (ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ) (21) 228/4

(فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقي) (22) 324/4

(فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقي) (23) 324/4

(فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ) (24) 64/5

(فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَي الْكاذِبِينَ) (25) 268/6

(فَكَيْفَ إِذا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَ أَدْبارَهُمْ) (26) 371/4

(فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَ جِئْنا بِكَ عَلي هؤُلاءِ شَهِيداً يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ عَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوّي بِهِمُ الْأَرْضُ وَ لا يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثاً) (27) 49/4

(فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَ جِئْنا بِكَ عَلي هؤُلاءِ شَهِيداً يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ عَصَوُا- (28)

ص: 187


1- سوره 56 - آيه 74
2- سوره 56 - آيه 74
3- سوره 56 - آيه 74
4- سوره 68 - آيه 5
5- سوره 68 - آيه 5
6- سوره 68 - آيه 9
7- سوره 20 - آيه 135
8- سوره 5 - آيه 54
9- سوره 9 - آيه 2
10- سوره 9 - آيه 2
11- سوره 9 - آيه 3
12- سوره 9 - آيه 105
13- سوره 4 - آيه 95
14- سوره 11 - آيه 45
15- سوره 27 - آيه 20
16- سوره 27 - آيه 21
17- سوره 27 - آيه 20
18- سوره 27 - آيه 21
19- سوره 3 - آيه 173
20- سوره 3 - آيه 173
21- سوره 3 - آيه 174
22- سوره 2 - آيه 256
23- سوره 2 - آيه 256
24- سوره 3 - آيه 61
25- سوره 3 - آيه 61
26- سوره 47 - آيه 27
27- سوره 4 - آيه 41
28- سوره 4 - آيه 41

-اَلرَّسُولَ لَوْ تُسَوّي بِهِمُ الْأَرْضُ وَ لا يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثاً) (1) 218/4

(فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ) (2) 133/6

(فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) (3) (أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) (4) 217/6

(فَلا يَضِلُّ وَ لا يَشْقي) (5) (وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمي قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمي وَ قَدْ كُنْتُ بَصِيراً قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَ كَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسي وَ كَذلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ) (6) 216/4

(فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحي إِلَيْكَ وَ ضائِقٌ بِهِ) (7) 213/2

(فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحي إِلَيْكَ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ) (8) 323/1

(فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحي إِلَيْكَ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ) (9) 346/4

(فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحي إِلَيْكَ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ) (10) 165/6

(فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحي إِلَيْكَ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ وَ اللّهُ عَلي كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) (11) 102/5

(فَلَمّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا) (12) 100/1

(فَلَمّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ قِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ) (13) 332/4

(فَلَمّا رَأَوْهُ زُلْفَةً) (14) نزلت في 332/4

(فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَ لكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَ ما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لكِنَّ اللّهَ رَمي) (15) 224/4

(فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها وَ لَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْها أَذِلَّةً وَ هُمْ صاغِرُونَ) (16) 70/2

(فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً) (17) 73/7

(فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ وَ ما كانُوا مُنْظَرِينَ) (18) 375/4

(فَما كانَ اللّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (19) 75/7

(فَمُسْتَقَرٌّ وَ مُسْتَوْدَعٌ) (20) 355/1

(فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ (21) وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي) (22) 216/4

(فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَ لا عادٍ) (23) 272/5

(فَمَنِ اهْتَدي فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها) (24) 348/1

(فَأَمّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ) (25) 239/4

ص: 188


1- سوره 4 - آيه 42
2- سوره 23 - آيه 101
3- سوره 32 - آيه 17
4- سوره 32 - آيه 18
5- سوره 20 - آيه 123
6- سوره 20 - آيه 124
7- سوره 11 - آيه 12
8- سوره 11 - آيه 12
9- سوره 11 - آيه 12
10- سوره 11 - آيه 12
11- سوره 11 - آيه 12
12- سوره 67 - آيه 27
13- سوره 67 - آيه 27
14- سوره 67 - آيه 27
15- سوره 8 - آيه 17
16- سوره 27 - آيه 37
17- سوره 4 - آيه 80
18- سوره 44 - آيه 29
19- سوره 9 - آيه 70
20- سوره 6 - آيه 98
21- سوره 20 - آيه 123
22- سوره 20 - آيه 124
23- سوره 2 - آيه 173
24- سوره 39 - آيه 41
25- سوره 69 - آيه 19

(فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ) (1) 328/2

(فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ) (2) 338/6

(فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ) (3) 25/5

(فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ) (4) 326/2

(فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) (5) 261/6

(فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) (6) (جَنّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ) (7) 39/4

(فَمِنْهُمْ مَنْ قَضي نَحْبَهُ) (8) (وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ) (9) 320/4

(فَمِنْهُمْ مَنْ قَضي نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) (10) 57/2

(فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ) (11) 153/7

(فَوَقاهُمُ اللّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَ لَقّاهُمْ نَضْرَةً وَ سُرُوراً) (12) (وَ جَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَ حَرِيراً) (13) 101/4

(فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ) (14) 367/4

(فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ* أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَ أَعْمي أَبْصارَهُمْ* أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلي قُلُوبٍ أَقْفالُها* إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلي أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَي) (15) (الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَ أَمْلي لَهُمْ) (16) 369/4

(فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ) (17) 229/1

(قالُوا رَبَّنا لا تَجْعَلْنا مَعَ الْقَوْمِ الظّالِمِينَ) (18) (ما أَغْني عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَ ما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ أَ هؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ) (19) (ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَ لا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ) (20) 46/4

(فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ وَ لا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ) (21) 319/5

(فِيها أَنْهارٌ) (22) (ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ) (23) 369/4

(قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْني) (24) 96/1

(قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ) (25) 57/4-58

(قالَ أَنْظِرْنِي إِلي يَوْمِ يُبْعَثُونَ* قالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ) (26) 142/7

(قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَ جُنُودُهُ وَ هُمْ لا يَشْعُرُونَ) (27) 217/5

(قالُوا سَمِعْنا فَتًي يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ) (28) 117/5

ص: 189


1- سوره 3 - آيه 61
2- سوره 3 - آيه 61
3- سوره 3 - آيه 61
4- سوره 35 - آيه 32
5- سوره 35 - آيه 32
6- سوره 35 - آيه 32
7- سوره 35 - آيه 33
8- سوره 33 - آيه 23
9- سوره 33 - آيه 23
10- سوره 33 - آيه 23
11- سوره 99 - آيه 7
12- سوره 76 - آيه 11
13- سوره 76 - آيه 12
14- سوره 47 - آيه 22
15- سوره 47 - آيه 22
16- سوره 47 - آيه 25
17- سوره 7 - آيه 100
18- سوره 7 - آيه 47
19- سوره 7 - آيه 48
20- سوره 7 - آيه 49
21- سوره 89 - آيه 25
22- سوره 47 - آيه 15
23- سوره 47 - آيه 15
24- سوره 53 - آيه 9
25- سوره 27 - آيه 40
26- سوره 7 - آيه 14
27- سوره 27 - آيه 18
28- سوره 21 - آيه 60

(قالُوا سَمِعْنا فَتًي يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ) (1) 323/6

(قالَ يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ) (2) 216/1

(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ اَلَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ) (3) 55/1-102

(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) (4) 336/4

(قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ) (5) (الْحَدِيدِ) (6) 280/4

(قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ) (7) 43/1

(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ) (8) 47/6

(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) (9) 73/7

(قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) (10) 144/7

(قُلْ أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا) (11) 37/1

(قُلْ أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ وَ عَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ وَ إِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَ ما عَلَي الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ) (12) 315/4

(قُلْ أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ وَ عَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ وَ إِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَ ما عَلَي الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ) (13) 284/6

(قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَ بِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمّا يَجْمَعُونَ) (14) 298/2

(قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَ مَنِ اهْتَدي) (15) 218/4

(فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ) (16) 40/2

(فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ) (17) 66/2

(قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النّارِ) (18) (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَ قائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ) (19) (وَ يَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ) (20) (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) (21) 261/4

(قُلْ رَبِّ إِمّا تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظّالِمِينَ) (22) (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ) (23) (إِنَّكَ عَلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (24) (وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ) (25) 139/4

(قُلْ كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) (26) 111/2

(قُلْ كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) (27) 54/4-67

(قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ) (28) (وَ مَنِ اهْتَدي) (29) 217/4

(قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي) (30) 51/2-316-329-330-8-329-336-150

ص: 190


1- سوره 21 - آيه 60
2- سوره 38 - آيه 75
3- سوره 23 - آيه 1
4- سوره 23 - آيه 1
5- سوره 22 - آيه 19
6- سوره 18 - آيه 96
7- سوره 43 - آيه 81
8- سوره 3 - آيه 31
9- سوره 3 - آيه 31
10- سوره 18 - آيه 110
11- سوره 24 - آيه 54
12- سوره 24 - آيه 54
13- سوره 24 - آيه 54
14- سوره 10 - آيه 58
15- سوره 20 - آيه 135
16- سوره 3 - آيه 61
17- سوره 3 - آيه 61
18- سوره 39 - آيه 8
19- سوره 39 - آيه 9
20- سوره 39 - آيه 9
21- سوره 39 - آيه 9
22- سوره 23 - آيه 93
23- سوره 43 - آيه 43
24- سوره 43 - آيه 43
25- سوره 43 - آيه 44
26- سوره 13 - آيه 43
27- سوره 13 - آيه 43
28- سوره 20 - آيه 135
29- سوره 20 - آيه 135
30- سوره 42 - آيه 23

(قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي) (1) 60/4

(قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي) (2) 162/1

(قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي) (3) 244/6

(قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي) (4) (وَ إِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ) (5) 270/4

(قُلْ ما عِنْدَ اللّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَ مِنَ التِّجارَةِ وَ اللّهُ خَيْرُ الرّازِقِينَ) (6) 244/4

(قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً) (7) 178/4

(قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً) (8) 273/1

(قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) (9) 260/4

(قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) (10) 260/4

(قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ) (11) 144/6

(قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ* اَللّهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ* وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) (12) 330/6

(قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ) (13) (إِنّا أَنْزَلْناهُ) (14) 331/6

(قُلْ يا أَيُّهَا النّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً) (15) 195/2

(قُلْ أَ أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ) (16) 76/4

(قَوْماً لُدًّا) (17) 108/4

(كَالْفُجّارِ) (18) 126/4

(كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ) (19) (أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ) (20) 126/4

(كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ) (21) 124/1

(كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (22) 230/1

(كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها) (23) 215/4

(كَذلِكَ وَ أَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ) (24) 316/6

(كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ) (25) 356/4

(كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوي عَلي سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفّارَ) (26) 356/4

(كَلاّ) (27) (سَيَعْلَمُونَ) (28) 13/4

(كُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَ لا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ) (29) 189/4

(كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها) (30) 346/1

ص: 191


1- سوره 42 - آيه 23
2- سوره 42 - آيه 23
3- سوره 42 - آيه 23
4- سوره 42 - آيه 23
5- سوره 81 - آيه 8
6- سوره 62 - آيه 11
7- سوره 2 - آيه 38
8- سوره 3 - آيه 103
9- سوره 39 - آيه 9
10- سوره 39 - آيه 9
11- سوره 112 - آيه 1
12- سوره 112 - آيه 1
13- سوره 112 - آيه 1
14- سوره 12 - آيه 2
15- سوره 7 - آيه 158
16- سوره 3 - آيه 15
17- سوره 19 - آيه 97
18- سوره 38 - آيه 28
19- سوره 38 - آيه 28
20- سوره 38 - آيه 28
21- سوره 24 - آيه 35
22- سوره 41 - آيه 3
23- سوره 20 - آيه 126
24- سوره 44 - آيه 28
25- سوره 48 - آيه 29
26- سوره 48 - آيه 29
27- سوره 78 - آيه 4
28- سوره 78 - آيه 4
29- سوره 2 - آيه 35
30- سوره 67 - آيه 8

(كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنا إِنّا كُنّا فاعِلِينَ) (1) 36/6

(كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ) (2) 124/1

(كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللّهِ وَ اللّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ) (3) (الَّذِينَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللّهِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ) (4) 72/4

(لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي) (5) 329/2

(لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ) (6) 342/4

(لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَ هُوَ أَرْحَمُ الرّاحِمِينَ) (7) 15/6

(لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ) (8) 345/1

(لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلي) (9) 180/4

(لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) (10) 214/1

(لا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النّاسِ وَ إِنِّي جارٌ لَكُمْ فَلَمّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ نَكَصَ عَلي عَقِبَيْهِ وَ قالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَري ما لا تَرَوْنَ) (11) 338/2

(لا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النّاسِ وَ إِنِّي جارٌ لَكُمْ فَلَمّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ نَكَصَ عَلي عَقِبَيْهِ وَ قالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَري ما لا تَرَوْنَ) (12) 365/2

(لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً) (13) (وَ لا شُكُوراً) (14) 101/4

(لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَ لا زَمْهَرِيراً) (15) 101/4

(لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللّهِ) (16) 55/2-134

(لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النّارِ وَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ) (17) 38/5

(لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَ قاتَلَ) (18) 153/7

(لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَ قاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً) (19) 91/2

(لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَ قاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً) (20) 247/4

(لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَ قاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً) (21) 267/6

(لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً) (22) 365/2

(لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) (23) 321/4

(لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَ قَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ) (24) 345/4

ص: 192


1- سوره 21 - آيه 104
2- سوره 24 - آيه 35
3- سوره 9 - آيه 19
4- سوره 9 - آيه 20
5- سوره 42 - آيه 23
6- سوره 2 - آيه 168
7- سوره 12 - آيه 92
8- سوره 58 - آيه 22
9- سوره 20 - آيه 68
10- سوره 6 - آيه 103
11- سوره 8 - آيه 48
12- سوره 8 - آيه 48
13- سوره 76 - آيه 9
14- سوره 76 - آيه 9
15- سوره 76 - آيه 13
16- سوره 9 - آيه 19
17- سوره 59 - آيه 20
18- سوره 57 - آيه 10
19- سوره 57 - آيه 10
20- سوره 57 - آيه 10
21- سوره 57 - آيه 10
22- سوره 6 - آيه 158
23- سوره 4 - آيه 83
24- سوره 9 - آيه 48

(لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَ أَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَ الْمِيزانَ لِيَقُومَ النّاسُ بِالْقِسْطِ وَ أَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَ مَنافِعُ لِلنّاسِ) (1) 269/4

(لَقَدْ رَضِيَ اللّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ) (2) 289/4

(لِلْإِنْسانِ خَذُولاً) (3) 362/4

(لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ) (4) 25/4

(لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ) (5) 283/1

(لَمْ يَدْخُلُوها) (6) 45/4

(لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَ الْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتّي تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ) (7) (أَ لَمْ تَرَ إِلَي الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللّهِ كُفْراً وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ) (8) 53/4

(لَنْ تَرانِي وَ لكِنِ انْظُرْ إِلَي الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ) (9) 214/1

(لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً) (10) 22/6-23

(لِوَجْهِ اللّهِ) (11) (لا نُرِيدُ مِنْكُمْ) (12) 93/4

(لَوْ رَدُّوهُ إِلَي الرَّسُولِ وَ إِلي أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ*لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) (13) 338/2

(لَهُمْ أَجْرُهُمْ) (14) 264/4

(لَهُمْ أَجْرُهُمْ) (15) (وَ نُورُهُمْ) (16) 276/6

(لِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً) (17) 223/4

(لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي وَ كانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً) (18) 74/7

(لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَ يَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَي) (19) 103/4

(لَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقي وَ أْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها) (20) 50/4

(لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) (21) (وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضي لَهُمْ) (22) (وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً) (23) 115/4

(لَيْسَ عَلَي الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا) (24) 262/5

(لَيْسَ عَلَي الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا) (25) 271/5

(لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ) (26) 213/4

(لَيْسَ لَهُ دافِعٌ مِنَ اللّهِ ذِي الْمَعارِجِ) (27) 194/4

ص: 193


1- سوره 57 - آيه 25
2- سوره 48 - آيه 18
3- سوره 25 - آيه 29
4- سوره 2 - آيه 273
5- سوره 70 - آيه 2
6- سوره 7 - آيه 46
7- سوره 98 - آيه 1
8- سوره 14 - آيه 28
9- سوره 7 - آيه 143
10- سوره 48 - آيه 25
11- سوره 76 - آيه 9
12- سوره 76 - آيه 9
13- سوره 4 - آيه 83
14- سوره 57 - آيه 19
15- سوره 57 - آيه 19
16- سوره 57 - آيه 19
17- سوره 8 - آيه 17
18- سوره 25 - آيه 28
19- سوره 53 - آيه 31
20- سوره 2 - آيه 189
21- سوره 24 - آيه 55
22- سوره 24 - آيه 55
23- سوره 24 - آيه 55
24- سوره 5 - آيه 93
25- سوره 5 - آيه 93
26- سوره 3 - آيه 128
27- سوره 70 - آيه 2

(لِيُظْهِرَهُ عَلَي الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (1) 142/7

(لِيَغْفِرَ لَكَ اللّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ) (2) 36/1

(لِيَغْفِرَ لَكَ اللّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ) (3) (عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ) (4) 284/6

(لِيَغْفِرَ لَكَ اللّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ) (5) (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) (6) 315/4

(لِيَقُومَ النّاسُ بِالْقِسْطِ) (7) 272/4

(لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً) (8) 94/4

(ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) (9) 131/5-133

(ما أَصْحابُ الشِّمالِ فِي سَمُومٍ وَ حَمِيمٍ وَ ظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ) (10) 239/4

(ما جَعَلَ اللّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ) (11) 86/6

(ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ) (12) 208/2

(ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ) (13) (إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحي) (14) 235/4

(ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوي) (15) 189/1

(ما كانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلي ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتّي يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ) (16) 103/5

(ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْري) (17) 152/7

(ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لاَ الْإِيمانُ وَ لكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً) (18) 210/5

(ما لَنا لا نَري رِجالاً كُنّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ) (19) 72/6

(ما مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلاّ تَتَّبِعَنِ أَ فَعَصَيْتَ أَمْرِي (20) قالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَ كادُوا يَقْتُلُونَنِي) (21) 105/2

(ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها) (22) 259/5

(ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللّهِ إِلاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ) (23) 123/7

(ما يَكُونُ مِنْ نَجْوي ثَلاثَةٍ إِلاّ هُوَ رابِعُهُمْ) (24) 345/4

(ما يَكُونُ مِنْ نَجْوي ثَلاثَةٍ إِلاّ هُوَ رابِعُهُمْ وَ لا خَمْسَةٍ إِلاّ هُوَ سادِسُهُمْ وَ لا أَدْني مِنْ ذلِكَ وَ لا أَكْثَرَ إِلاّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (25) 343/4

(مُتَشاكِسُونَ) (26) 256/4

(مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَي الْأَرائِكِ) (27) 98/4-101-94

ص: 194


1- سوره 9 - آيه 33
2- سوره 48 - آيه 2
3- سوره 48 - آيه 2
4- سوره 5 - آيه 105
5- سوره 48 - آيه 2
6- سوره 5 - آيه 105
7- سوره 57 - آيه 25
8- سوره 76 - آيه 19
9- سوره 59 - آيه 7
10- سوره 56 - آيه 41
11- سوره 33 - آيه 4
12- سوره 53 - آيه 2
13- سوره 53 - آيه 2
14- سوره 53 - آيه 4
15- سوره 53 - آيه 2
16- سوره 3 - آيه 179
17- سوره 8 - آيه 67
18- سوره 42 - آيه 52
19- سوره 38 - آيه 62
20- سوره 20 - آيه 92
21- سوره 7 - آيه 150
22- سوره 2 - آيه 106
23- سوره 40 - آيه 4
24- سوره 58 - آيه 7
25- سوره 58 - آيه 7
26- سوره 39 - آيه 29
27- سوره 18 - آيه 31

(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللّهِ وَ الَّذِينَ مَعَهُ أَشِدّاءُ عَلَي الْكُفّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللّهِ وَ رِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَ مَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ) (1) 336/4

(مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ) (2) 251/4

(مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ) (3) (وَ اتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي إِبْراهِيمَ وَ إِسْحاقَ) (4) 139/7

(مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً) (5) (وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً) (6) 84/4

(مِنَ اللّهِ ذِي الْمَعارِجِ) (7) 321/1

(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضي نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) (8) 317/4

(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضي نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) (9) 320/4

(مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ (10) حيث قال وَ آتَيْنا عِيسَي ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَ أَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَ لَوْ شاءَ اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَ لكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَ مِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَ لَوْ شاءَ اللّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَ لكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ) (11) 221/4

(مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) (12) 145/6

(مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ) (13) 154/7

(لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَي السَّمْعَ وَ هُوَ شَهِيدٌ) (14) 5/4

(مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللّهِ لَآتٍ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَ مَنْ جاهَدَ فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ) (15) 212/4

(مَنْ يَتَوَلَّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا) (16) 12/2

(مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللّهَ) (17) (إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللّهَ) (18) 94/6

(مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللّهَ وَ مَنْ تَوَلّي) (19) 73/7

(مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللّهَ وَ مَنْ تَوَلّي فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً) (20) 185/6

(مَنْ يُطِعِ اللّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) (21) 296/4

(نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ) (22) 27/2

ص: 195


1- سوره 48 - آيه 29
2- سوره 55 - آيه 19
3- سوره 22 - آيه 78
4- سوره 12 - آيه 38
5- سوره 4 - آيه 122
6- سوره 4 - آيه 87
7- سوره 70 - آيه 3
8- سوره 33 - آيه 23
9- سوره 33 - آيه 23
10- سوره 2 - آيه 213
11- سوره 2 - آيه 253
12- سوره 6 - آيه 160
13- سوره 50 - آيه 33
14- سوره 50 - آيه 37
15- سوره 29 - آيه 5
16- سوره 5 - آيه 56
17- سوره 4 - آيه 80
18- سوره 48 - آيه 10
19- سوره 4 - آيه 80
20- سوره 4 - آيه 80
21- سوره 4 - آيه 69
22- سوره 3 - آيه 61

(نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ) (1) 82/2

(ن وَ الْقَلَمِ وَ ما يَسْطُرُونَ) (2) (ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ وَ إِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ وَ إِنَّكَ لَعَلي خُلُقٍ عَظِيمٍ فَسَتُبْصِرُ وَ يُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (3) 354/4

(نُورُهُمْ يَسْعي) (4) 335/4

(نُورُهُمْ يَسْعي بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ بِأَيْمانِهِمْ) (5) 337/4

(نُوَلِّهِ ما تَوَلّي) (6) 338/4

(نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا) (7) 210/5

(وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ) (8) 6/6

(وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ وَ الْمِسْكِينَ) (9) 348/5

(وَ آتَيْنا عِيسَي ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَ أَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ) (10) (فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَ مِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ) (11) 222/4

(وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) (12) 84/1

(وَ أْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها) (13) 272/6

(وَ ابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللّهِ) (14) 243/4

(وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ) (15) 328/2-335

(وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ) (16) 328/2-335

(وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ) (17) 79/5

(وَ اتَّقُوا اللّهَ) (18) 231/4

(وَ اتَّقُوا فِتْنَةً) (19) 225/4

(وَ اتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) (20) 225/4

(وَ أْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها) (21) 86/5

(وَ آتُوا الزَّكاةَ) (22) 35/4

(وَ آتَيْنا عِيسَي ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَ أَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَ لَوْ شاءَ اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَ لكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَ مِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَ لَوْ شاءَ اللّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَ لكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ) (23) 40/6

(فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ) (24) 6/4-359

(وَ اجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ) (25) 318/2

ص: 196


1- سوره 3 - آيه 61
2- سوره 68 - آيه 1
3- سوره 68 - آيه 2
4- سوره 66 - آيه 8
5- سوره 66 - آيه 8
6- سوره 4 - آيه 115
7- سوره 42 - آيه 52
8- سوره 17 - آيه 26
9- سوره 17 - آيه 26
10- سوره 2 - آيه 87
11- سوره 2 - آيه 253
12- سوره 4 - آيه 54
13- سوره 2 - آيه 189
14- سوره 62 - آيه 10
15- سوره 17 - آيه 26
16- سوره 17 - آيه 26
17- سوره 17 - آيه 26
18- سوره 2 - آيه 189
19- سوره 8 - آيه 25
20- سوره 8 - آيه 25
21- سوره 2 - آيه 189
22- سوره 2 - آيه 43
23- سوره 2 - آيه 253
24- سوره 14 - آيه 37
25- سوره 26 - آيه 84

(وَ اجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي) (1) 249/1

(وَ اجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي اُشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَ أَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) (2) 73/2

(وَ اجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي اُشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَ أَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) (3) 157/6

(وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ) (4) 53/4

(وَ إِذِ ابْتَلي إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ) (5) 270/1

(وَ إِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ) (6) 335/2

(وَ إِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلي بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً) (7) (فَإِنَّ اللّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَ جِبْرِيلُ وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) (8) (وَ الْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ) (9) 81/4

(وَ إِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ) (10) 112/2

(وَ إِذا صُرِفَتْ أَبْصارُهُمْ تِلْقاءَ أَصْحابِ النّارِ قالُوا رَبَّنا لا تَجْعَلْنا مَعَ الْقَوْمِ الظّالِمِينَ وَ نادي أَصْحابُ الْأَعْرافِ رِجالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيماهُمْ) (11) (قالُوا ما أَغْني عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ) (12) 51/4

(وَ إِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ) (13) 281/4

(وَ إِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنّا وَ إِذا خَلَوْا إِلي شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ) (14) 184/4/4

(وَ إِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ) (15) 258/4

(وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ) (16) 75/4-80

(وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ) (17) 48/7

(وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ) (18) 49/5 الي 52

(وَ إِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ) (19) 98/1

(وَ إِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ) (20) 122/4

(وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ) (21) 85/1

(وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلي أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلي) (22) 266/5

(وَ إِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَ مِنْكَ) (23) 96/1

(وَ إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) (24) 244/1

ص: 197


1- سوره 20 - آيه 29
2- سوره 20 - آيه 29
3- سوره 20 - آيه 29
4- سوره 14 - آيه 28
5- سوره 2 - آيه 124
6- سوره 81 - آيه 8
7- سوره 66 - آيه 3
8- سوره 66 - آيه 4
9- سوره 66 - آيه 4
10- سوره 33 - آيه 53
11- سوره 7 - آيه 47
12- سوره 7 - آيه 48
13- سوره 77 - آيه 48
14- سوره 2 - آيه 14
15- سوره 39 - آيه 8
16- سوره 9 - آيه 3
17- سوره 9 - آيه 3
18- سوره 9 - آيه 3
19- سوره 3 - آيه 81
20- سوره 3 - آيه 81
21- سوره 7 - آيه 172
22- سوره 7 - آيه 172
23- سوره 33 - آيه 7
24- سوره 2 - آيه 30

(وَ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً) (1) 351/2

(فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَي الظّالِمِينَ) (2) 43/4

(وَ ارْكَعُوا مَعَ الرّاكِعِينَ) (3) 76/4-182

(وَ أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ) (4) 154/7

(وَ أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ* هذا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوّابٍ حَفِيظٍ* مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ) (5) 154/7

(وَ سْئَلِ الْقَرْيَةَ) (6) 370/4

(وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا) (7) 23/1

(وَ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ وَ إِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلاّ عَلَي الْخاشِعِينَ) (8) 76/4-186

(وَ اسْتَفْتَحُوا وَ خابَ كُلُّ جَبّارٍ عَنِيدٍ) (9) 195/4

(وَ اسْتَفْتَحُوا وَ خابَ كُلُّ جَبّارٍ عَنِيدٍ) (10) 293/4

(وَ أَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) (11) 249/1

(وَ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَ وَحْيِنا) (12) 121/4

(وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا) (13) 22/1

(وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا) (14) 305/2

(وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا) (15) (إِلاّ بِحَبْلٍ مِنَ اللّهِ وَ حَبْلٍ مِنَ النّاسِ) (16) 5/4

(وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا) (17) 174/2

(وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ) (18) 303/4

(وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبي) (19) (وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ) (20) 270/4

(وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبي) (21) 335/2-331

(وَ الْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ* فِيها فاكِهَةٌ وَ النَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ) (22) ،أ و ليس يقول: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ* بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ) (23) 5/7

(وَ الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) (24) 253/4

(وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ) (25) 276/6

(وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ وَ الَّذِينَ كَفَرُوا

ص: 198


1- سوره 3 - آيه 103
2- سوره 7 - آيه 44
3- سوره 2 - آيه 43
4- سوره 50 - آيه 31
5- سوره 50 - آيه 31
6- سوره 12 - آيه 82
7- سوره 43 - آيه 45
8- سوره 2 - آيه 45
9- سوره 14 - آيه 15
10- سوره 14 - آيه 15
11- سوره 20 - آيه 32
12- سوره 11 - آيه 37
13- سوره 3 - آيه 103
14- سوره 3 - آيه 103
15- سوره 3 - آيه 103
16- سوره 3 - آيه 112
17- سوره 3 - آيه 103
18- سوره 8 - آيه 24
19- سوره 8 - آيه 41
20- سوره 17 - آيه 26
21- سوره 8 - آيه 41
22- سوره 55 - آيه 10
23- سوره 55 - آيه 19
24- سوره 39 - آيه 33
25- سوره 57 - آيه 19

وَ كَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ) (1) 262/4

(وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ) (2) 275/6

(وَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ) (3) 335/4

(وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) (4) 76/4

(وَ الَّذِينَ آمَنُوا (5) و عملوا الصالحات لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ) (6) 45/7

(وَ الَّذِينَ آمَنُوا (7) و عملوا الصّالحات لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ) (8) 263/4

(وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ) (9) 54/7

(وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ فِي رَوْضاتِ الْجَنّاتِ لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ هُوَ (10) الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي) (11) 330/2

(وَ الَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَ لِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَ لا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) (12) 91/2

(وَ الَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَ لِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَ لا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) (13) 149/4

(وَ الَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَ لِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَ لا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) (14) 248/4

(وَ الَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَ لِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَ لا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) (15) 267/6

(وَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ) (16) 263/4

(الَّذِينَ كَفَرُوا (17) أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ) (18) 16/5

(وَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ) (19) 54/7

(وَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ) (20) 45/7

(وَ الَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللّهِ إِلهاً آخَرَ وَ لا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاّ بِالْحَقِّ وَ لا يَزْنُونَ وَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ يَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً) (21) 337/4

(وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللّهِ) (22) (جَنّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها) (23) 38/4

(وَ السّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ) (24) 143/1

(وَ السّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ وَ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ) (25) 91/2

ص: 199


1- سوره 57 - آيه 19
2- سوره 57 - آيه 19
3- سوره 2 - آيه 214
4- سوره 2 - آيه 82
5- سوره 2 - آيه 9
6- سوره 57 - آيه 19
7- سوره 2 - آيه 9
8- سوره 57 - آيه 19
9- سوره 57 - آيه 19
10- سوره 42 - آيه 22
11- سوره 42 - آيه 23
12- سوره 59 - آيه 10
13- سوره 59 - آيه 10
14- سوره 59 - آيه 10
15- سوره 59 - آيه 10
16- سوره 5 - آيه 10
17- سوره 2 - آيه 6
18- سوره 98 - آيه 6
19- سوره 5 - آيه 10
20- سوره 5 - آيه 10
21- سوره 25 - آيه 68
22- سوره 35 - آيه 32
23- سوره 13 - آيه 23
24- سوره 9 - آيه 100
25- سوره 9 - آيه 100

(وَ السّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ) (1) (وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) (2) 151/4

(وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ) (3) 152/5

(وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) (4) 143/1

(وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) (5) 91/2-108

(وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) (6) 157/4-247

(وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) (7) 267/6

(وَ السَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ) (8) 120/1-220

(وَ السَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ) (9) 199/6

(وَ السَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ) (10) 126/7

(وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ) (11) 264/4

(وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ) (12) 275/6

(وَ الْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) (13) 343/1

(وَ الْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) (14) (إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ) (15) 146/4

(وَ الْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) (16) (الْعَصْرِ) (17) (الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) (18) (إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا) (19) (وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ) (20) (وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ) (21) 146/4

(وَ اللّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً) (22) 152/7

(وَ اللّهُ خَيْرُ الرّازِقِينَ) (23) 243/4

(وَ اللّهُ مُتِمُّ نُورِهِ) (24) 340/4

(وَ اللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (25) 263/5

(وَ الْمُؤْمِناتُ) (26) (وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ آمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلي مُحَمَّدٍ) (27) (هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَ أَصْلَحَ بالَهُمْ) (28) (وَ الَّذِينَ كَفَرُوا) (29) (يَتَمَتَّعُونَ) (30) (وَ يَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ وَ النّارُ مَثْويً لَهُمْ) (31) (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ) (32) 369/4

(وَ النَّجْمِ إِذا هَوي) (33) 189/1

(وَ النَّجْمِ إِذا هَوي) (34) 292/6

(وَ النَّجْمِ إِذا هَوي ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما) (35) 145/2-208

(وَ النَّجْمِ إِذا هَوي ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوي وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوي إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحي) (36) 242/6

ص: 200


1- سوره 9 - آيه 100
2- سوره 56 - آيه 10
3- سوره 56 - آيه 10
4- سوره 56 - آيه 10
5- سوره 56 - آيه 10
6- سوره 56 - آيه 10
7- سوره 56 - آيه 10
8- سوره 85 - آيه 1
9- سوره 85 - آيه 1
10- سوره 85 - آيه 1
11- سوره 57 - آيه 19
12- سوره 57 - آيه 19
13- سوره 103 - آيه 1
14- سوره 103 - آيه 1
15- سوره 26 - آيه 227
16- سوره 103 - آيه 1
17- سوره 103 - آيه 1
18- سوره 103 - آيه 2
19- سوره 103 - آيه 3
20- سوره 103 - آيه 3
21- سوره 103 - آيه 3
22- سوره 16 - آيه 78
23- سوره 62 - آيه 11
24- سوره 61 - آيه 8
25- سوره 3 - آيه 134
26- سوره 9 - آيه 71
27- سوره 47 - آيه 2
28- سوره 47 - آيه 2
29- سوره 2 - آيه 39
30- سوره 47 - آيه 12
31- سوره 47 - آيه 12
32- سوره 13 - آيه 35
33- سوره 53 - آيه 1
34- سوره 53 - آيه 1
35- سوره 53 - آيه 1
36- سوره 53 - آيه 1

(وَ النَّجْمِ إِذا هَوي ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوي وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوي إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحي عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوي) (1) 233/4-236

(وَ النَّجْمِ إِذا هَوي ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوي) (2) (وَ هُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلي) (3) 232/4

(وَ الْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ) (4) و قال: (وَ حَمْلُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً) (5) 260/5

(وَ الْيَتامي وَ الْمَساكِينِ) (6) 331/2

(وَ إِلي رَبِّكَ فَارْغَبْ) (7) 319/1

(وَ إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ) (8) 24/1

(وَ إِنّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَ إِنّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ) (9) 43/1

(وَ إِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ) (10) 369/4

(وَ إِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَ جِبْرِيلُ وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) (11) 84/4-81

(وَ إِنْ جاهَداكَ عَلي أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما) (12) 133/6

(وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (13) 232/1-248

(وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (14) 156/6

(وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (15) و رهطك المخلصين) 327/2

(وَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَ لَعَلَّهُمْ) (16) 335/2

(وَ إِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَ هُمْ يَعْلَمُونَ) (17) (الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) (18) 156/4

(وَ أَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَ لا تَضْحي) (19) 292/6

(وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (20) 210/5

(وَ إِنَّكَ لَعَلي خُلُقٍ عَظِيمٍ) (21) 353/4

(وَ إِنَّكَ لَعَلي خُلُقٍ عَظِيمٍ) (22) 130/5

(وَ إِنَّكَ لَعَلي خُلُقٍ عَظِيمٍ) (23) 113/7

(وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ) (24) 319/1

(وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ) (25) 292/2

(وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ) (26) 338/1

(وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ) (27) 354/2-298

ص: 201


1- سوره 53 - آيه 1
2- سوره 53 - آيه 1
3- سوره 53 - آيه 7
4- سوره 2 - آيه 233
5- سوره 46 - آيه 15
6- سوره 2 - آيه 83
7- سوره 94 - آيه 8
8- سوره 23 - آيه 74
9- سوره 37 - آيه 165
10- سوره 47 - آيه 38
11- سوره 66 - آيه 4
12- سوره 31 - آيه 15
13- سوره 26 - آيه 214
14- سوره 26 - آيه 214
15- سوره 26 - آيه 214
16- سوره 16 - آيه 44
17- سوره 2 - آيه 146
18- سوره 2 - آيه 147
19- سوره 20 - آيه 119
20- سوره 42 - آيه 52
21- سوره 68 - آيه 4
22- سوره 68 - آيه 4
23- سوره 68 - آيه 4
24- سوره 5 - آيه 67
25- سوره 5 - آيه 67
26- سوره 5 - آيه 67
27- سوره 5 - آيه 67

(وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلاّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ) (1) 141/7

(وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلاّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ) (2) 143/7

(وَ إِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ) (3) 45/1

(وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ) (4) (وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ) (5) 325/4

(وَ إِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ) (6) 352/1

(وَ إِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَي الْكافِرِينَ) (7) 322/1

(وَ إِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ) (8) 322/1

(وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ) (9) 156/7

(وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ) (10) 143/4-145

(وَ إِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسّاعَةِ) (11) 96/7

(وَ إِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسّاعَةِ) (12) 142/7

(وَ إِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِينَ) (13) 304/4

(وَ إِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِينَ) (14) (حَسْبُكَ اللّهُ وَ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (15) 306/4

(وَ إِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمّا سَمِعُوا) (16) 321/1

(وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدي) (17) 218/4

(وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدي) (18) 298/2

(وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلي بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللّهِ) (19) 352/2

(وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلي بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللّهِ) (20) 201/1

(وَ آتاهُمْ تَقْواهُمْ) (21) 369/4

(وَ أْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها) (22) 233/5

(وَ أَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً) (23) 289/4

(أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (24) 105/2

(وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ) (25) 50/5

(وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ) (26) 50/5

(وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ) (27) 84/2

ص: 202


1- سوره 4 - آيه 159
2- سوره 4 - آيه 159
3- سوره 37 - آيه 83
4- سوره 6 - آيه 153
5- سوره 6 - آيه 153
6- سوره 43 - آيه 4
7- سوره 69 - آيه 50
8- سوره 69 - آيه 51
9- سوره 43 - آيه 44
10- سوره 43 - آيه 44
11- سوره 43 - آيه 61
12- سوره 43 - آيه 61
13- سوره 8 - آيه 62
14- سوره 8 - آيه 62
15- سوره 8 - آيه 64
16- سوره 68 - آيه 51
17- سوره 20 - آيه 82
18- سوره 20 - آيه 82
19- سوره 8 - آيه 75
20- سوره 8 - آيه 75
21- سوره 47 - آيه 17
22- سوره 2 - آيه 189
23- سوره 48 - آيه 18
24- سوره 46 - آيه 4
25- سوره 9 - آيه 3
26- سوره 9 - آيه 3
27- سوره 9 - آيه 3

(وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ) (1) 329/1

(وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ) (2) 39/2-79

(وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ) (3) 50/5

(وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَ رَسُولُهُ) (4) 40/5

(فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَي الظّالِمِينَ) (5) (وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ) (6) 51/5

(فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَ أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ) (7) 161/4

(وَ أَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ) (8) 161/4

(أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (9) 351/2

(أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (10) 16/2-18

(وَ أَطِيعُوا اللّهَ وَ رَسُولَهُ) (11) (وَ اللّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) (12) 35/4

(وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ وَ ارْكَعُوا مَعَ الرّاكِعِينَ) (13) 182/4

(وَ أَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النّارُ كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها وَ قِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذابَ النّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ) (14) 132/4

(وَ أَمّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) (15) 5/7

(وَ أَمّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ) (16) 16/7

(وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَيْها) (17) 333/2

(وَ أُمْلِي لَهُمْ) (18) (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللّهُ) (19) (سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ) (20) 371/4

(وَ أَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشّاهِدِينَ) (21) 98/1

(وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (22) 175/2

(وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (23) 156/7

(وَ أَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَ مَنافِعُ لِلنّاسِ) (24) 268/4

(وَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (25) (وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ) (26) (أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (27) 270/4

(وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ) (28) 25/5

(وَ أَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ) (29) (وَ أَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشّارِبِينَ) (30) 370/4

ص: 203


1- سوره 9 - آيه 3
2- سوره 9 - آيه 3
3- سوره 9 - آيه 3
4- سوره 9 - آيه 3
5- سوره 7 - آيه 44
6- سوره 9 - آيه 3
7- سوره 56 - آيه 8
8- سوره 56 - آيه 27
9- سوره 4 - آيه 59
10- سوره 4 - آيه 59
11- سوره 8 - آيه 1
12- سوره 3 - آيه 153
13- سوره 2 - آيه 43
14- سوره 32 - آيه 20
15- سوره 93 - آيه 11
16- سوره 79 - آيه 40
17- سوره 20 - آيه 132
18- سوره 7 - آيه 183
19- سوره 47 - آيه 26
20- سوره 47 - آيه 26
21- سوره 3 - آيه 81
22- سوره 26 - آيه 214
23- سوره 26 - آيه 214
24- سوره 57 - آيه 25
25- سوره 16 - آيه 44
26- سوره 43 - آيه 44
27- سوره 4 - آيه 59
28- سوره 3 - آيه 61
29- سوره 47 - آيه 15
30- سوره 47 - آيه 15

(وَ أَوْحَيْنا إِلي مُوسي وَ أَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَ اجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً) (1) 263/6

(وَ أَوْحَيْنا إِلي مُوسي وَ أَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَ اجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً) (2) 95/2

(وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلي بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللّهِ) (3) 328/5

(وَ أَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ) (4) 216/1

(وَ أَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَ لَوْ شاءَ اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ) (5) (مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَ لكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَ مِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَ لَوْ شاءَ اللّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَ لكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ) (6) 311/4

(و أيّها الناس اسمعوا و عوا و اتّقوا اللّه و ارجعوا) 94/2

(وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً) (7) 301/5

(وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً) (8) 302/5

(وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ) (9) 76/4

(وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) (10) 357/4

(وَ بَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً) (11) 181/2

(وَ بَيْنَهُما حِجابٌ) (12) 48/4

(وَ تابَ اللّهُ عَلَيْكُمْ) (13) (فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) (14) 35/4

(وَ تَرَكُوكَ) (15) (قائِماً) (16) (ما عِنْدَ اللّهِ) (17) 243/4

(وَ تَصْلِيَةُ جَحِيمٍ) (18) 297/2

(وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) (19) 85/4-88

(وَ تَقَلُّبَكَ فِي السّاجِدِينَ) (20) 44/1

(وَ تُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا) (21) 105/4

(وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ) (22) (وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ) (23) 147/4

(وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ) (24) 146/4

(وَ ثِيابَكَ فَطَهِّرْ) (25) 6/7

(وَ جِبْرِيلُ وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ) (26) 83/4

(وَ جَحَدُوا بِها وَ اسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَ عُلُوًّا) (27) 150/7

(وَ جَزاهُمْ بِما صَبَرُوا) (28) 94/4

(وَ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ) (29) 323/1

ص: 204


1- سوره 10 - آيه 87
2- سوره 10 - آيه 87
3- سوره 8 - آيه 75
4- سوره 8 - آيه 26
5- سوره 2 - آيه 253
6- سوره 2 - آيه 253
7- سوره 2 - آيه 83
8- سوره 2 - آيه 83
9- سوره 2 - آيه 25
10- سوره 2 - آيه 25
11- سوره 5 - آيه 12
12- سوره 7 - آيه 46
13- سوره 58 - آيه 13
14- سوره 4 - آيه 103
15- سوره 62 - آيه 11
16- سوره 62 - آيه 11
17- سوره 62 - آيه 11
18- سوره 56 - آيه 94
19- سوره 69 - آيه 12
20- سوره 26 - آيه 219
21- سوره 19 - آيه 97
22- سوره 103 - آيه 3
23- سوره 103 - آيه 3
24- سوره 103 - آيه 3
25- سوره 74 - آيه 4
26- سوره 66 - آيه 4
27- سوره 27 - آيه 14
28- سوره 76 - آيه 12
29- سوره 6 - آيه 1

(وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاكُمْ) (1) 150/4

(وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ) (2) 233/2

(وَ جَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا) (3) 337/6

(وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (4) 237/2

(وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (5) 322/2

(وَ جَنَّةُ نَعِيمٍ) (6) 297/2

(وَ خَرَّ مُوسي صَعِقاً) (7) 214/1

(وَ ذَرُوا الْبَيْعَ) (8) (ذلِكُمْ) (9) 243/4

(وَ ذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ* اَلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ) (10) 154/7

(وَ رابِطُوا) (11) 230/4

(وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ) (12) 153/7

(وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ) (13) 154/7

(وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) (14) 336/1

(وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) (15) 183/2

(وَ رَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ) (16) 256/4

(وَ سُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ) (17) 370/4

(وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) (18) 136/1

(وَ صابِرُوا) (19) (وَ رابِطُوا) (20) 231/4

(وَ صاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً) (21) (وَ اتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ) (22) 300/5

(وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) (23) 82/4

(ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَ رَجُلاً سَلَماً) (24) (لِرَجُلٍ) (25) 256/4

(وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضي لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً) (26) 116/4

(وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضي لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي

ص: 205


1- سوره 49 - آيه 13
2- سوره 49 - آيه 13
3- سوره 19 - آيه 50
4- سوره 43 - آيه 28
5- سوره 43 - آيه 28
6- سوره 56 - آيه 89
7- سوره 7 - آيه 143
8- سوره 62 - آيه 9
9- سوره 62 - آيه 9
10- سوره 21 - آيه 48
11- سوره 3 - آيه 200
12- سوره 28 - آيه 68
13- سوره 28 - آيه 68
14- سوره 28 - آيه 68
15- سوره 28 - آيه 68
16- سوره 39 - آيه 29
17- سوره 47 - آيه 15
18- سوره 26 - آيه 227
19- سوره 3 - آيه 200
20- سوره 3 - آيه 200
21- سوره 31 - آيه 15
22- سوره 31 - آيه 15
23- سوره 66 - آيه 4
24- سوره 39 - آيه 29
25- سوره 39 - آيه 29
26- سوره 24 - آيه 55

شَيْئاً) (1) 122/4

(وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِيماً) (2) 263/4

(وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِيماً) (3) 45/7

(وَ عَلَي الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ) (4) 44/4-48-49-218-239

(وَ عَلَي الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ) (5) 283/2

(وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ) (6) 358/4

(وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاّنا مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ) (7) 365/4

(وَ قالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَ تَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللّهُ وَ قَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ) (8) 333/2

(وَ قالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ مِمّا تَدْعُونا إِلَيْهِ) (9) 230/1

(وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) (10) 182/6

(وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) (11) 70/1-23

(وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) (12) 179/2

(وَ قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ) (13) 312/4-313

(وَ قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ) (14) 281/6

(وَ قِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ) (15) 332/4

(وَ كانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً) (16) 361/4

(وَ كانَ رَبُّكَ قَدِيراً) (17) 112/4

(وَ كانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَي الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ) (18) 150/7

(وَ كَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ) (19) 80/1

(وَ كَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَ تَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ) (20) 322/4

(وَ كَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسي) (21) 215/4

(وَ كَذلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَ لَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَ لَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَ أَبْقي) (22) 215/4

(وَ كَفَي اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ) (23) 276/4-119

(وَ كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) (24) 213/5

ص: 206


1- سوره 24 - آيه 55
2- سوره 48 - آيه 29
3- سوره 48 - آيه 29
4- سوره 7 - آيه 46
5- سوره 7 - آيه 46
6- سوره 2 - آيه 25
7- سوره 41 - آيه 29
8- سوره 40 - آيه 28
9- سوره 41 - آيه 5
10- سوره 37 - آيه 24
11- سوره 37 - آيه 24
12- سوره 37 - آيه 24
13- سوره 17 - آيه 81
14- سوره 17 - آيه 81
15- سوره 67 - آيه 27
16- سوره 25 - آيه 29
17- سوره 25 - آيه 54
18- سوره 2 - آيه 89
19- سوره 3 - آيه 146
20- سوره 7 - آيه 145
21- سوره 20 - آيه 126
22- سوره 20 - آيه 127
23- سوره 33 - آيه 25
24- سوره 36 - آيه 12

(وَ كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) (1) 213/5

(وَ كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) (2) 214/5

(وَ كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) (3) 214/5

(وَ كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) (4) 179/1

(وَ كُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ) (5) 36/6

(وَ كُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ (6) -إلي قوله- إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ) (7) 37/6

(وَ كُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَ أَنْتَ عَلي كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (8) 36/6

(وَ كُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَ أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) (9) 154/4

(وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ) (10) 152/7

(وَ لا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ (11) وَ قُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) (12) 334/2

(وَ لا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ) (13) (وَ قُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) (14) 269/4

(وَ لا تُطِعْ كُلَّ حَلاّفٍ مَهِينٍ) (15) (هَمّازٍ مَشّاءٍ بِنَمِيمٍ مَنّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ) (16) 355/4/4

(وَ لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَ اخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ) (17) 122/2

(وَ لا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَي التَّهْلُكَةِ) (18) 120/2

(وَ لا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَ لا رَطْبٍ وَ لا يابِسٍ إِلاّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ) (19) 214/5

(وَ لا رَطْبٍ وَ لا يابِسٍ إِلاّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ) (20) 59/4

(وَ لا زَمْهَرِيراً) (21) (وَ دانِيَةً) (22) (ظِلالُها وَ ذُلِّلَتْ) (23) (تَذْلِيلاً) (24) (مُتَّكِئِينَ) (25) 94/4

(وَ لا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَ لِذلِكَ خَلَقَهُمْ) (26) 122/2

(وَ لا يَطَؤُنَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفّارَ وَ لا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلاّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صالِحٌ إِنَّ اللّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) (27) 62/2

(وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) (28) 333/4

(وَ لْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَي الْخَيْرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ أُولئِكَ هُمُ

ص: 207


1- سوره 36 - آيه 12
2- سوره 36 - آيه 12
3- سوره 36 - آيه 12
4- سوره 36 - آيه 12
5- سوره 5 - آيه 117
6- سوره 5 - آيه 117
7- سوره 5 - آيه 118
8- سوره 5 - آيه 117
9- سوره 56 - آيه 7
10- سوره 9 - آيه 119
11- سوره 15 - آيه 88
12- سوره 43 - آيه 89
13- سوره 15 - آيه 88
14- سوره 43 - آيه 89
15- سوره 68 - آيه 10
16- سوره 68 - آيه 11
17- سوره 3 - آيه 105
18- سوره 2 - آيه 195
19- سوره 6 - آيه 59
20- سوره 6 - آيه 59
21- سوره 76 - آيه 13
22- سوره 76 - آيه 14
23- سوره 76 - آيه 14
24- سوره 76 - آيه 14
25- سوره 18 - آيه 31
26- سوره 11 - آيه 118
27- سوره 9 - آيه 120
28- سوره 47 - آيه 30

الْمُفْلِحُونَ) (1) 336/4

(وَ لَقَدْ آتَيْنا مُوسَي الْكِتابَ) (2) 246/1

(وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَ إِبْراهِيمَ وَ جَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَ الْكِتابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ) (3) (فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَ إِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَ أَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ) (4) 40/4

(وَ لَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَ بَعَثْنا) (5) 73/1-166

(وَ لَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَ بَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً) (6) 203/5

(وَ لَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَ بَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً) (7) 175/6

(وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَ إِبْراهِيمَ وَ جَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَ الْكِتابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ) (8) 327/2

(وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَ إِبْراهِيمَ وَ جَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَ الْكِتابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ) (9) 262/6

(وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاّ فَرِيقاً) (10) 317/1

(وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (11) 315/5

(وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلي آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ) (12) 95/1

(وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ) (13) 278/5

(وَ لَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ) (14) 269/4

(وَ لَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما) (15) 334/2

(وَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ) (16) 179/4

(وَ لَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ) (17) 39/1

(وَ لِلّهِ عَلَي النّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ) (18) 185/6

(وَ لَمّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ) (19) (وَ قالُوا أَ آلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ) (20) 294/4

(وَ لَمّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً) (21) 324/6

(وَ لَمّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ) (22) 324/6

(وَ لَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللّهِ وَ لا رَسُولِهِ وَ لاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً) (23) 144/1

(وَ لَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَ لَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَ أَبْقي) (24) (أَ فَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ- (25)

ص: 208


1- سوره 3 - آيه 104
2- سوره 2 - آيه 87
3- سوره 57 - آيه 26
4- سوره 11 - آيه 45
5- سوره 5 - آيه 12
6- سوره 5 - آيه 12
7- سوره 5 - آيه 12
8- سوره 57 - آيه 26
9- سوره 57 - آيه 26
10- سوره 34 - آيه 20
11- سوره 34 - آيه 20
12- سوره 20 - آيه 115
13- سوره 21 - آيه 105
14- سوره 15 - آيه 97
15- سوره 15 - آيه 97
16- سوره 2 - آيه 36
17- سوره 6 - آيه 9
18- سوره 3 - آيه 97
19- سوره 43 - آيه 57
20- سوره 43 - آيه 58
21- سوره 43 - آيه 57
22- سوره 43 - آيه 57
23- سوره 9 - آيه 16
24- سوره 20 - آيه 127
25- سوره 20 - آيه 128

(فِي مَساكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهي) (1) 216/4

(وَ لَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتي) (2) 37/4

(وَ لَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتي) (3) 277/5

(وَ لَوْ أَنَّنا نَزَّلْنا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَ كَلَّمَهُمُ الْمَوْتي وَ حَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلاّ أَنْ يَشاءَ اللّهُ) (4) 150/7

(وَ لَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ) (5) 322/1

(وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَي الرَّسُولِ وَ إِلي أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) (6) 365/2

(وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَي الرَّسُولِ وَ إِلي أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) (7) 335/2

(وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَي الرَّسُولِ وَ إِلي أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) (8) 270/4

(وَ لَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ* لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ) (9) 150/7

(وَ لَوْ نَزَّلْنا عَلَيْكَ كِتاباً فِي قِرْطاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلاّ سِحْرٌ مُبِينٌ) (10) 150/7

(وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً) (11) 214/6

(وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً) (12) 185/5

(وَ لَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ) (13) 280/4

(وَ لِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ) (14) 59/4

(وَ لَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتّي إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَ لاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَ هُمْ كُفّارٌ أُولئِكَ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً) (15) 270/6

(وَ لَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ) (16) 212/4

(وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضي لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً) (17) 117/4

(وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) (18) (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللّهَ) (19) 130/5

(وَ ما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللّهِ) (20) 153/7

(وَ ما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَ فَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ) (21) 163/1

(وَ ما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لكِنَّ اللّهَ رَمي) (22) 224/4

(وَ ما ظَلَمُونا وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (23) 16/2

(وَ ما غَوي وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوي) (24) (إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحي) (25) 234/4

ص: 209


1- سوره 20 - آيه 128
2- سوره 13 - آيه 31
3- سوره 13 - آيه 31
4- سوره 6 - آيه 111
5- سوره 69 - آيه 44
6- سوره 4 - آيه 83
7- سوره 4 - آيه 83
8- سوره 4 - آيه 83
9- سوره 15 - آيه 14
10- سوره 6 - آيه 7
11- سوره 3 - آيه 83
12- سوره 3 - آيه 83
13- سوره 22 - آيه 21
14- سوره 43 - آيه 63
15- سوره 4 - آيه 18
16- سوره 29 - آيه 3
17- سوره 24 - آيه 55
18- سوره 59 - آيه 7
19- سوره 4 - آيه 80
20- سوره 2 - آيه 110
21- سوره 21 - آيه 34
22- سوره 8 - آيه 17
23- سوره 2 - آيه 57
24- سوره 53 - آيه 2
25- سوره 53 - آيه 4

(وَ ما قَتَلُوهُ وَ ما صَلَبُوهُ وَ لكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ) (1) 120/4

(وَ ما كانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتّي يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ) (2) 151/7

(وَ ما كانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ وَ ما كانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) (3) 194/4

(وَ ما كانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ وَ ما كانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) (4) 293/4

(وَ ما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ) (5) 51/4

(وَ ما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلي عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللّهُ الشّاكِرِينَ) (6) 40/6-41-18

(وَ ما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِكُمْ) (7) 126/5

(وَ ما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلي أَعْقابِكُمْ) (8) 221/4

(وَ ما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِلاّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ) (9) 37/4

(وَ ما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِلاّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ) (10) (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) (11) 277/5

(وَ ما هُوَ إِلاّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ) (12) 321/1

(وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَ الرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) (13) 6/4-360

(وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوي) (14) 190/1

(وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوي إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحي) (15) (وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) (16) 94/6

(وَ مَتاعٌ إِلي حِينٍ) (17) 179/4

(وَ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ) (18) (كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النّارِ) (19) 370/4

(وَ مَكَرُوا مَكْراً،وَ مَكَرْنا مَكْراً) (20) 367/4

(وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ) (21) (يَهْدِي إِلَي الْحَقِّ) (22) (وَ بِهِ يَعْدِلُونَ) (23) 300/4-302

(وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ) (24) 43/6

(فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَ لا يَشْقي وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمي) (25) 215/4

(وَ مَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَي اللّهِ وَ عَمِلَ صالِحاً وَ قالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (26) 84/4

(وَ مَنافِعُ لِلنّاسِ) (27) (إِنَّ اللّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) (28) 268/4

ص: 210


1- سوره 4 - آيه 157
2- سوره 9 - آيه 115
3- سوره 8 - آيه 33
4- سوره 8 - آيه 33
5- سوره 7 - آيه 48
6- سوره 3 - آيه 144
7- سوره 3 - آيه 144
8- سوره 3 - آيه 144
9- سوره 27 - آيه 75
10- سوره 27 - آيه 75
11- سوره 35 - آيه 32
12- سوره 68 - آيه 52
13- سوره 3 - آيه 7
14- سوره 53 - آيه 3
15- سوره 53 - آيه 3
16- سوره 59 - آيه 7
17- سوره 2 - آيه 36
18- سوره 47 - آيه 15
19- سوره 47 - آيه 15
20- سوره 27 - آيه 50
21- سوره 7 - آيه 181
22- سوره 10 - آيه 35
23- سوره 7 - آيه 159
24- سوره 7 - آيه 181
25- سوره 20 - آيه 123
26- سوره 41 - آيه 33
27- سوره 2 - آيه 219
28- سوره 57 - آيه 25

(وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ) (1) 17/4 الي 22

(وَ مَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَي اللّهِ وَ عَمِلَ صالِحاً) (2) 173/1

(وَ مَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَي اللّهِ وَ عَمِلَ صالِحاً وَ قالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (3) 231/4

(وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً) (4) 215/4

(وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمي) (5) 215/4

(وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً) (6) (وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمي) (7) 215/4

(وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) (8) 54/4-57-59

(وَ مِنْ قَوْمِ مُوسي أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ) (9) 301/4

(وَ مِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلي أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً) (10) 155/4

(فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلي نَفْسِهِ) (11) 346/1

(فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلي نَفْسِهِ) (12) 349/1

(وَ مِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَ يَقُولُونَ) (13) 340/1

(وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللّهِ) (14) 41/4

(وَ مِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ) (15) 41/6

(وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) (16) 318/4

(وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ) (17) 343/1

(وَ مَنْ يَتَوَلَّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ) (18) 183/1

(وَ مَنْ يَتَوَلَّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغالِبُونَ) (19) 17/2-9

(وَ مَنْ يَتَوَلَّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغالِبُونَ) (20) 168/6

(وَ مَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَي اللّهِ وَ هُوَ مُحْسِنٌ) (21) 324/4

(وَ مَنْ يُضْلِلِ اللّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً) (22) 49/4

(وَ مَنْ يُطِعِ اللّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) (23) 296/4-297

(وَ مَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنّارُ مَوْعِدُهُ) (24) 73/7

(وَ نادَوْا أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ) (25) (لَمْ يَدْخُلُوها وَ هُمْ يَطْمَعُونَ) (26) 46/4-44

(وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَي الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ) (27) 187/1

ص: 211


1- سوره 2 - آيه 207
2- سوره 41 - آيه 33
3- سوره 41 - آيه 33
4- سوره 20 - آيه 124
5- سوره 20 - آيه 124
6- سوره 20 - آيه 124
7- سوره 20 - آيه 124
8- سوره 13 - آيه 43
9- سوره 7 - آيه 159
10- سوره 16 - آيه 70
11- سوره 48 - آيه 10
12- سوره 48 - آيه 10
13- سوره 9 - آيه 61
14- سوره 35 - آيه 32
15- سوره 2 - آيه 253
16- سوره 33 - آيه 23
17- سوره 3 - آيه 85
18- سوره 5 - آيه 56
19- سوره 5 - آيه 56
20- سوره 5 - آيه 56
21- سوره 31 - آيه 22
22- سوره 4 - آيه 88
23- سوره 4 - آيه 69
24- سوره 11 - آيه 17
25- سوره 7 - آيه 46
26- سوره 7 - آيه 46
27- سوره 28 - آيه 5

(وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَي الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ) (1) 297/2

(وَ نَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) (2) 197/4-201

(وَ نُورُهُمْ) (3) 264/4

(وَ وَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ) (4) 301/5

(وَ وَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً) (5) 301/5

(وَ هَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا) (6) 348/4

(وَ هَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا وَ ما نَقَمُوا) (7) 345/4

(وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً) (8) 112/4

(وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً) (9) 112/4-114

(وَ هُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَ يَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ وَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ) (10) 330/2

(يا داوُدُ إِنّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ) (11) 244/1

(وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) (12) 61/4-65

(وَ يَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً) (13) 101/4

(وَ يُضِلُّ اللّهُ الظّالِمِينَ وَ يَفْعَلُ اللّهُ ما يَشاءُ) (14) 207/4

(وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلي حُبِّهِ) (15) 93/4-101-92-98

(وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلي حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً) (16) 54/2

(وَ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ) (17) (مُخَلَّدُونَ) (18) 94/4

(وَ يَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً) (19) 62/1

(وَ يَقُولُونَ مَتي هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (20) 119/1

(وَ يَقُولُونَ مَتي هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (21) 325/2

(وَ يَوْمَ يَعَضُّ الظّالِمُ عَلي يَدَيْهِ... (22) يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً) (23) 359/4-362-5

(وَ يَوْمَ يَعَضُّ الظّالِمُ عَلي يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً) (24) 174/2

(وَ يَهْدِيَكُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً) (25) 58/5

(وَ يُؤْثِرُونَ عَلي أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (26) 137/2

(هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ) (27) 239/4

(هُديً لِلنّاسِ وَ بَيِّناتٍ مِنَ الْهُدي وَ الْفُرْقانِ) (28) 176/1

ص: 212


1- سوره 28 - آيه 5
2- سوره 15 - آيه 47
3- سوره 57 - آيه 19
4- سوره 29 - آيه 8
5- سوره 29 - آيه 8
6- سوره 9 - آيه 74
7- سوره 9 - آيه 74
8- سوره 25 - آيه 54
9- سوره 25 - آيه 54
10- سوره 42 - آيه 25
11- سوره 38 - آيه 26
12- سوره 11 - آيه 17
13- سوره 76 - آيه 7
14- سوره 14 - آيه 27
15- سوره 76 - آيه 8
16- سوره 76 - آيه 8
17- سوره 76 - آيه 19
18- سوره 56 - آيه 17
19- سوره 78 - آيه 40
20- سوره 10 - آيه 48
21- سوره 10 - آيه 48
22- سوره 25 - آيه 27
23- سوره 25 - آيه 27
24- سوره 25 - آيه 27
25- سوره 48 - آيه 20
26- سوره 59 - آيه 9
27- سوره 69 - آيه 19
28- سوره 2 - آيه 185

(هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ) (1) 325/4

(هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) (2) 325/4

(هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ) (3) 132/5

(هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ) (4) (ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) (5) 130/5

(هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ) (6) 132/5

(هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) (7) 277/4-279

(هارُونَ أَخِي) (8) 249/1

(هَلْ أَتي عَلَي الْإِنْسانِ) (9) 343/1

(هَلْ أَتي عَلَي الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ) (10) 101/4-92-96

(هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) (11) 259/4-260

(هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) (12) (يَرْفَعِ اللّهُ) (13) 154/7

(هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِينَ) (14) 304/4-306

(هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً) (15) 112/4

(هُوَ خَيْرٌ مِمّا يَجْمَعُونَ) (16) 298/2

(يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) (17) 115/7

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) (18) 83/1

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ) (19) 22/1

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ ابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ) (20) 58/4

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ) (21) 109/2

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) (22) 342/4

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ) (23) 341/4

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً) (24) 35/4

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً) (25) 126/2

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً) (26) 6/6

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً) (27) 29/4 الي 34

ص: 213


1- سوره 6 - آيه 153
2- سوره 6 - آيه 153
3- سوره 38 - آيه 39
4- سوره 38 - آيه 39
5- سوره 59 - آيه 7
6- سوره 38 - آيه 39
7- سوره 22 - آيه 19
8- سوره 20 - آيه 30
9- سوره 76 - آيه 1
10- سوره 76 - آيه 1
11- سوره 39 - آيه 9
12- سوره 39 - آيه 9
13- سوره 58 - آيه 11
14- سوره 8 - آيه 62
15- سوره 25 - آيه 54
16- سوره 10 - آيه 58
17- سوره 5 - آيه 67
18- سوره 2 - آيه 104
19- سوره 2 - آيه 278
20- سوره 5 - آيه 35
21- سوره 9 - آيه 119
22- سوره 2 - آيه 208
23- سوره 2 - آيه 208
24- سوره 58 - آيه 12
25- سوره 58 - آيه 12
26- سوره 58 - آيه 12
27- سوره 58 - آيه 12

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلي ذِكْرِ اللّهِ) (1) (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلي ذِكْرِ اللّهِ) (2) 242/4

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلي ذِكْرِ اللّهِ) (3) 242/4

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَ اسْجُدُوا وَ اعْبُدُوا) (4) 146/1

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلّهِ وَ لِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ) (5) 303/4

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ) (6) 350/4

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا) (7) 229/4-231-229

(يا أَيُّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثي وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاكُمْ) (8) 160/4

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ) (9) 24/1

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (10) 186/6

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (11) 122/7

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (12) 225/6

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ) (13) 36/1

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ... (14) كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَ اللّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ) (15) 112/2

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَي الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَي الْكافِرِينَ) (16) 110/4

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا) (17) 357/2

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَ الْمَيْسِرُ) (18) 262/5

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ) (19) 327/2-343-355-336-331

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ) (20) 365/2

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً) (21) 79/5

(يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) (22) 281/1

(يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) (23) 338/6

(يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ- (24)

ص: 214


1- سوره 62 - آيه 9
2- سوره 62 - آيه 9
3- سوره 62 - آيه 9
4- سوره 22 - آيه 77
5- سوره 8 - آيه 24
6- سوره 2 - آيه 153
7- سوره 3 - آيه 200
8- سوره 49 - آيه 13
9- سوره 4 - آيه 59
10- سوره 4 - آيه 59
11- سوره 4 - آيه 59
12- سوره 4 - آيه 59
13- سوره 5 - آيه 105
14- سوره 33 - آيه 53
15- سوره 33 - آيه 53
16- سوره 5 - آيه 54
17- سوره 22 - آيه 77
18- سوره 5 - آيه 90
19- سوره 4 - آيه 59
20- سوره 4 - آيه 59
21- سوره 58 - آيه 12
22- سوره 5 - آيه 67
23- سوره 5 - آيه 67
24- سوره 5 - آيه 67

-اَلنّاسِ) (1) 16/2-292-20-354-142

(يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ) (2) 165/6

(يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ) (3) 346/4

(يا أَيُّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثي وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاكُمْ) (4) 153/4

(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (5) 304/4-305-336

(ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَ كادُوا يَقْتُلُونَنِي) (6) 26/6

(يَا بْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَ لا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَ لَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي) (7) 105/2

(يا حَسْرَتي عَلي ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ) (8) 6/4-9

(يا حَسْرَتي عَلي ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ) (9) 342/1

(يا داوُدُ إِنّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النّاسِ بِالْحَقِّ) (10) 78/2

(يا داوُدُ إِنّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النّاسِ بِالْحَقِّ) (11) 80/4

(يا داوُدُ إِنّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النّاسِ بِالْحَقِّ) (12) 52/5

(يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ اِتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَ هُمْ مُهْتَدُونَ) (13) 277/6

(يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ) (14) (أَ تَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللّهُ) (15) 273/6

(يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ) (16) (أَ تَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللّهُ) (17) 274/6

(يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلاّ عَلَي الَّذِي فَطَرَنِي أَ فَلا تَعْقِلُونَ) (18) 329/2

(يا لَيْتَ بَيْنِي وَ بَيْنَكَ بُعْدَ) (19) 116/2

(يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً) (20) 361/4

(يا مُوسي إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَي النّاسِ بِرِسالاتِي وَ بِكَلامِي فَخُذْ ما آتَيْتُكَ وَ كُنْ مِنَ الشّاكِرِينَ وَ كَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَ تَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ) (21) 111/2

(يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ) (22) 327/2

ص: 215


1- سوره 5 - آيه 67
2- سوره 5 - آيه 67
3- سوره 5 - آيه 67
4- سوره 49 - آيه 13
5- سوره 8 - آيه 64
6- سوره 7 - آيه 150
7- سوره 20 - آيه 94
8- سوره 39 - آيه 56
9- سوره 39 - آيه 56
10- سوره 38 - آيه 26
11- سوره 38 - آيه 26
12- سوره 38 - آيه 26
13- سوره 36 - آيه 20
14- سوره 36 - آيه 20
15- سوره 40 - آيه 28
16- سوره 36 - آيه 20
17- سوره 40 - آيه 28
18- سوره 11 - آيه 51
19- سوره 43 - آيه 38
20- سوره 25 - آيه 27
21- سوره 7 - آيه 144
22- سوره 11 - آيه 46

(يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ) (1) 40/4

(يا وَيْلَتي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً) (2) (لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي) (3) (وَ كانَ الشَّيْطانُ) (4) 362/4/4

(يا وَيْلَتي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ) (5) 362/4

(يا هارُونُ ما مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلاّ تَتَّبِعَنِ أَ فَعَصَيْتَ أَمْرِي (6) قالَ:اِبْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَ كادُوا يَقْتُلُونَنِي) (7) (يَا بْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَ لا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَ لَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي) (8) 25/6

(يا هارُونُ ما مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلاّ تَتَّبِعَنِ أَ فَعَصَيْتَ أَمْرِي (9) قالَ:اِبْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَ كادُوا يَقْتُلُونَنِي) (10) 197/5

(يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَ رِضْوانٍ وَ جَنّاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ) (11) 72/4

(يَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلّي وَ نُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَ ساءَتْ مَصِيراً) (12) 338/4

(يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) (13) 202/4-الي 206

(يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ) (14) 154/7

(يَحْلِفُونَ بِاللّهِ ما قالُوا وَ لَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ) (15) 343/4 الي 349

(يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَ لُؤْلُؤاً وَ لِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ وَ قالُوا الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ) (16) 41/4

(يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ) (17) 251/4

(يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ) (18) 5/7

(يَدُ اللّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) (19) 348/1

(يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ) (20) 346/1

(يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللّهِ بِأَفْواهِهِمْ) (21) 340/4

(يس) (22) 331/2

(يس) (23) 136/4

(يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ) (24) 285/4

(يس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) (25) 137/4

ص: 216


1- سوره 11 - آيه 46
2- سوره 25 - آيه 28
3- سوره 25 - آيه 29
4- سوره 25 - آيه 29
5- سوره 25 - آيه 28
6- سوره 20 - آيه 92
7- سوره 7 - آيه 150
8- سوره 20 - آيه 94
9- سوره 20 - آيه 92
10- سوره 7 - آيه 150
11- سوره 9 - آيه 21
12- سوره 4 - آيه 115
13- سوره 14 - آيه 27
14- سوره 5 - آيه 95
15- سوره 9 - آيه 74
16- سوره 35 - آيه 33
17- سوره 55 - آيه 22
18- سوره 55 - آيه 22
19- سوره 48 - آيه 10
20- سوره 40 - آيه 40
21- سوره 61 - آيه 8
22- سوره 36 - آيه 1
23- سوره 36 - آيه 1
24- سوره 2 - آيه 15
25- سوره 36 - آيه 1

(يس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ، إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ، عَلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (1) (يس) (2) 136/4

(يس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ) (3) 330/2

(يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَ مَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ) (4) (فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) (5) 115/4

(يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ) (6) 48/4

(يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها) (7) 15/2-16

(يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَ ما تُخْفِي الصُّدُورُ وَ اللّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ) (8) 225/6

(يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَ هُوَ أَرْحَمُ الرّاحِمِينَ) (9) 15/6

(يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ (10) و يحسبونه) 340/1

(يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَ لكِنَّ الظّالِمِينَ بِآياتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ) (11) 334/2

(يَمْحُوا اللّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ) (12) 240/5

(يُوفُونَ بِالنَّذْرِ) (13) 162/1

(يُوفُونَ بِالنَّذْرِ) (14) 99/4

(يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَ يَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً) (15) 124/2-47

(يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَ يَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً) (16) 94/4-98

(يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَ يَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً) (17) 13/6

(يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ) (18) 124/1

(يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَ تَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ وَ أَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَتِ اللّهِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) (19) 346/2

(يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ إِنّا نَحْنُ نُحْيِي وَ نُمِيتُ وَ إِلَيْنَا الْمَصِيرُ يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً) (20) 76/7

(يَوْمَ لا يُخْزِي اللّهُ النَّبِيَّ) (21) 335/4

(يَوْمَ لا يُخْزِي اللّهُ النَّبِيَّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعي بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ بِأَيْمانِهِمْ) (22) 335/4-337

(يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) (23) 25/1

(يَوْمَ يَعَضُّ الظّالِمُ عَلي يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً يا وَيْلَتي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً) (24) 361/4

(أَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ) (25) 29/4-34-96

ص: 217


1- سوره 36 - آيه 1
2- سوره 36 - آيه 1
3- سوره 36 - آيه 1
4- سوره 24 - آيه 55
5- سوره 24 - آيه 55
6- سوره 7 - آيه 46
7- سوره 16 - آيه 83
8- سوره 40 - آيه 19
9- سوره 12 - آيه 92
10- سوره 48 - آيه 11
11- سوره 6 - آيه 33
12- سوره 13 - آيه 39
13- سوره 76 - آيه 7
14- سوره 76 - آيه 7
15- سوره 76 - آيه 7
16- سوره 76 - آيه 7
17- سوره 76 - آيه 7
18- سوره 24 - آيه 35
19- سوره 3 - آيه 106
20- سوره 50 - آيه 42
21- سوره 66 - آيه 8
22- سوره 66 - آيه 8
23- سوره 17 - آيه 71
24- سوره 25 - آيه 27
25- سوره 58 - آيه 13

فهرس الأحاديث

آخيت بين أصحابك و تركتني فقال:فو الذي نفسي بيده ما أخرتك إلا 202/2

آل محمد صلّي اللّه عليه و آله:هم حبل اللّه الذي أمر بالاعتصام به فقال:(و اعتصموا بحبل اللّه 37/3

آمرك بالصبر،يا عليّ يا أخي إذا كان لك ذلك منهم فسلّ سيفك وضعه علي عاتقك،و أضرب قدما قدما حتّي تلقاني و سيفك شاهر يقطر من دمائهم تاللّه ما هذه الكآبة يا أمّ سلمة؟ 46/7

(آمنوا)بأمير المؤمنين(و عملوا الصالحات)بعد المعرفة 108/4

آية في كتاب اللّه لم يعمل بها أحد قبلي و لن يعمل بها أحد بعدي آية النجوي كان لي دينار فبعته بعشرة دراهم فكلما أردت أن أناجي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قدمت درهما فنسخته الآية الأخري 31/4

ائتوا باب عليّ عليه السّلام 10/7

ائتيني بزوجك و ابنيك فأتت بهم فالقي عليهم كساء ثم رفع يده عليهم 247/3

إبراهيم الكتاب):فقال:النبوة 120/3

اتق الضغائن التي لك في صدور من لا يظهرها إلاّ بعد موتي أولئك يلعنهم 191/3

اتق الضغائن التي لك في صدور من لا يظهرها إلاّ بعد موتي أولئك يلعنهم اللّه 85/2

اتق الضغائن التي لك في صدور من لا يظهرها إلا بعدي 127/1

اتق الضغائن التي في صدور من لا يظهرها إلا بعد موتي 329/1

(اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ) (1) قال:الصادقين الأئمة الصديقون بطاعتهم 52/3

(اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ) (2) قال:إيانا عني 52/3

اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور اللّه عز و جل 35/1

إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (3) فقد طهّرنا 199/3

أتي بخبيص فأبي أن يأكل فقالوا له:أ تحرمه؟قال:لا،و لكنّي أخشي أن تتوق إليه نفسي فأطلبه،ثمّ تلا هذه الآية: (أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا وَ اسْتَمْتَعْتُمْ بِها) (4) 11/7

أتي عمر بن الخطاب بقدامة بن مظعون و قد شرب الخمر فشهد عليه رجلان،فشهد أحدهما أنّه رآه يشرب و شهد الآخر أنه رآه يقيء،فأرسل عمر إلي ناس من أصحاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فيهم أمير

ص: 218


1- سوره 9 - آيه 119
2- سوره 9 - آيه 119
3- سوره 33 - آيه 33
4- سوره 46 - آيه 20

المؤمنين عليه السّلام 273/5

اثبت اثبت فسمعنا صوتا مثل صرير الرحي فقال:يا رسول اللّه ما هذا؟فقال:إن اللّه عزّ و جل ناجي عليّا 250/5

اثري به هذا الأسير الغريب المسكين 93/4

اثنا عشر عدّة نقباء بني إسرائيل 254/2

اجتمع المهاجرين و الأنصار إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقالوا:يا رسول اللّه إن لك 238/3

اجتمعت الامة برها و فاجرها أن حديث النجراني حين دعاه النبي صلّي اللّه عليه و آله 223/3

اجتمعت الأمة قاطبة لا اختلاف بينهم في ذلك،أن القرآن حق لا ريب 22/2

اجعلا لي معكما فخرا فأنا أشرف منكما أنا أول من آمن بالوعيد من ذكور هذه الامة و هاجر و جاهد 71/4

(أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ) (1) نزلت في حمزة و علي و جعفر و العباس و شيبة أنهم فخروا بالسقاية و الحجابة 73/4

اجعلوا أهل بيتي منكم مكان الرأس من الجسد و مكان العينين من الرأس 16/3

اجعلوا أهل بيتي منكم مكان الرأس من الجسد و مكان العينين من الرأس 24/3

اجلس علي الباب و لا تحجب أحدا من الأنصار،و تجلاه الغشي و جاءت 346/2

اجلس يا أبا تراب 60/1

اجلس يا سلمان فسيشهدك اللّه عز و جل أمرا إنّه لمن خير الامور فجلست،233/2

اجل هو عبد اللّه و كلمته ألقاها إلي مريم 218/3

احيمر ثمود الذي عقر الناقة،و الذي يضربك يا علي 59/1

اخرج فناد في الناس ألا من ظلم اجيرا أجره فعليه لعنة اللّه ألا من تولّي 232/3

اخصمك يا علي بالنبوة فلا نبوة بعدي،و تخصم بسبع لا يجاحد فيها أحد من قريش:أنت أولهم ايمانا و أوفاهم بعهد اللّه،و أقومهم بأمر اللّه،و أقسمهم بالسوية،و أعدلهم في الرعيّة،و أبصرهم بالقضية، و أعظمهم عند اللّه مزية 254/5

اخلفني في أهلي 29/2

اخلفني في قومي 83/2

اخلّفني في قومي و اصلح 104/3

ص: 219


1- سوره 9 - آيه 19

اخوانا علي سرر متقابلين المتحابون في اللّه ينظر بعضهم إلي بعض 153/6

ادع لي زوجك و أبيك 190/3

ادعوا إلي أخي فدعي له علي بن أبي طالب عليه السّلام فستره بثوبه و انكب عليه 218/5

ادعوا إليّ خليلي 223/5

ادعوا إليّ خليلي 223/5

ادعوا إليّ خليلي 223/5

ادعوا لي عليا 74/4

ادعوا عمّي يعني العباس رضي اللّه عنه فدعي له فحمله و علي عليه السّلام حتي أخرجاه فصلي 35/3

ادعي إلي عليا و فاطمة و الحسن و الحسين 187/3

ادعي زوجك و ابنيك 210/3

ادن منّي يا عليّ فدنا علي منه فقال:اطرح خمسك في 63/3

ادنوا بسم اللّه 282/3

ادنوا بسم اللّه فدنا القوم عشرة عشرة فأكلوا حتي صدروا ثم دعا بعقب 277/3

إذا أنا دعوت فأمّنوا 213/3

اذا تجده موفقا،قال:فلحقه الرجل فسأله أن يستغفر له،قال له:36/3

إذا تشهد أحدكم في الصلاة فليقل:اللهم صلّ علي محمد و علي آل محمد 250/3

إذا ذكر النبي فاكثروا الصلاة عليه فإنه من صلّي علي النبي صلي اللّه عليه 256/3

إذا ذكرت أحدا من الأنبياء فابدأ بالصلاة علي محمد ثم عليه فقل صلي اللّه 257/3

إذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من خراسان فائتوها و لو حبوا علي الثلج فإن فيها خليفة اللّه المهدي 103/7

إذا سألتم اللّه عزّ و جلّ فاسألوه إليّ الوسيلة،هي درجتي من الجنّة و هي ألف مرقاة ما بين المرقاة إلي المرقاة حضر الفرس الجواد شهرا 57/7

إذا سألتم اللّه لي فاسألوه الوسيلة،هي درجتي في الجنة و هي ألف مرقاة،ما بين المرقاة إلي المرقاة حضر الفرس الجواد شهرا،و هي ما بين مرقاة جوهر إلي مرقاة زبرجد 68/7

إذا صلّيتم عليّ فقولوا اللهم صل علي محمد النبي الامي و علي آل محمد 250/3

إذا صلّيت يوم الجمعة فقل:اللهم صل علي محمد و آل محمد الأوصياء 256/3

ص: 220

إذا فرغت من صلاتك و أنت قاعد:اللهم إني أسألك بملكك 210/1

إذا كان ذلك فادعهم إلي المباهلة 113/3

إذا كان عند الظهر فرح إليّ 347/6

إذا كان غدا فأعدّ لك ذلك إن شاء اللّه تعالي 333/6

إذا كان ليلة الجمعة أهبط الربّ تبارك و تعالي ملكا إلي سماء الدنيا فإذا طلع الفجر جلس ذلك الملك علي العرش فوق البيت المعمور و نصب لمحمد و عليّ و الحسن و الحسين منابر من نور 117/4

إذا كان يوم القيامة اقف أنا و علي علي الصراط بيد كل واحد منّا سيف،90/3

إذا كان يوم القيامة أقام اللّه عزّ و جلّ جبرائيل و محمدا عليهم السّلام علي الصراط 96/3

إذا كان يوم القيامة أقبل سبع قباب من نور يواقيت خضر و بيض في كل قبة إمام دهره قد احتف به أهل دهره برّها و فاجرها حتي يقفون بباب الجنة فيطلع أولها صاحب قبة اطلاعة فيميز أهل ولايته و عدوه 45/4

إذا كان يوم القيامة أمر اللّه عزّ و جل جبرائيل أن يجلس علي باب الجنة 101/3

إذا كان يوم القيامة أمر اللّه ملكين يقعدان علي الصراط 70/1

إذا كان يوم القيامة أمر اللّه ملكين يقعدان علي الصراط فلا يجوز أحد 179/2

إذا كان يوم القيامة أمر اللّه ملكين يقعدان علي الصراط فلا يجوز أحد إلاّ 97/3

إذا كان يوم القيامة أمر اللّه ملكين يقعدان علي الصراط فلا يجوز أحد إلاّ ببراءة 87/3

إذا كان يوم القيامة زيّن عرش رب العالمين بكل زينة ثم يؤتي بمنبرين 193/2

إذا كان يوم القيامة عقد لواء الحمد من نور أبيض و نادي مناد:ليقم سيّد المؤمنين و معه الذين آمنوا بعد بعث محمد عليه السّلام،فيقوم عليّ بن أبي طالب عليه السّلام،فيعطي اللّه اللواء من النور الأبيض بيده 54/7

إذا كان يوم القيامة عقد لواء من نور أبيض و نادي مناد،ليقم سيّد المؤمنين و معه الذين آمنوا فقد بعث محمد عليه السّلام،فيقوم عليّ بن أبي طالب فيعطي اللّه اللواء من النور الأبيض بيده 45/7

إذا كان يوم القيامة قال اللّه:أ ليس عدل من ربكم أن يولوا كل 135/3

إذا كان يوم القيامة قال اللّه تعالي لي و لعليّ عليه السّلام:ادخلا الجنّة من أحبكما،و أدخلا النار من أبغضكما، فيجلس عليّ عليه السّلام علي شفير جهنّم فيقول:هذا لي و هذا لك 55/7

إذا كان يوم القيامة قعد عليّ بن أبي طالب عليه السّلام علي الفردوس و هو جبل قد علا 96/3

إذا كان يوم القيامة نادي مناد من بطنان العرش اين خليفة اللّه 258/1

ص: 221

إذا كان يوم القيامة نادي مناد من بطنان العرش:أين خليفة اللّه في أرضه؟فيقوم إليه داود النبيّ 7، فيأتي النداء من عند اللّه عزّ و جلّ:لست إيّاك أردنا و إن كنت للّه تعالي خليفة،ثمّ ينادي ثانية:اين خليفة اللّه في أرضه؟فيقوم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام) 27/7

إذا كان يوم القيامة نصب لي منبر فيقال لي:ارق فأكون أعلاه،ثمّ ينادي مناد:أين عليّ،فيكون دوني بمرقاة،فيعلم جميع الخلائق أنّ محمدا سيّد المرسلين و أنّ عليّا سيّد الوصيين 26/7

إذا كان يوم القيامة وقف محمد و علي علي الصراط،فلا يجوز عليه إلاّ من 99/3

إذا كان يوم القيامة وقف محمد و عليّ علي الصراط فلا يجوز عليه إلاّ من كان معه براءة 67/7

إذا كان يوم القيامة و نصب الصراط علي جهنم لم يجز عليه إلا من معه 99/3

إذا كان يوم القيامة و نصب الصراط علي جهنم لم يجز عليه إلاّ من معه جواز 90/3

إذا كان يوم القيامة و نصب الصراط علي شفير جهنم لم يمر عليه إلاّ من معه 97/3

إذا كان يوم القيامة و نصب الميزان علي شفير جهنم لم يجز عليه إلاّ من كان 97/3

إذا كان يوم القيامة يأمر اللّه عز و جل فأقعد أنا و عليّ بن أبي طالب علي الصراط و يقال لنا:أدخلا الجنّة من آمن بي و أحبّكما،و أدخلا النار من كفر بي و أبغضكما 65/7

إذا كان يوم القيامة يقعد علي بن أبي طالب علي الفردوس-و هو جبل قد 293/2

إذا كان يوم القيامة يقول اللّه عزّ و جلّ لي و لعليّ بن أبي طالب:ادخلا الجنّة من أحبّكما،و النار من أبغضكما 57/7

إذا كان يوم القيامة يقول الله عز و جل لي و لعلي بن أبي طالب:أدخلا الجنة من أحبكما،و النار من أبغضكما،و هو قول الله عز و جل (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنِيدٍ) (1) 164/4

إذا كان يوم القيامة يقول اللّه عز و جل لي و لعليّ بن أبي طالب:أدخلا النار من أبغضكما و أدخلا الجنة من أحبكما و ذلك قوله تعالي (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنِيدٍ) (2) 65/7

إذا كان يوم القيامة ينادي عليّ بن أبي طالب بسبعة أسماء:يا صدّيق:يا دال يا عابد يا هادي يا مهدي يا فتي يا عليّ،مرّ أنت و شيعتك إلي الجنّة بغير حساب 26/7

إذا كان يوم القيامة يؤتي بك يا عليّ علي الخبب من نور،و علي رأسك تاج قد اضاء نوره و كاد يخطف أبصار أهل الموقف،فيأتي النداء من عند اللّه جلّ جلاله:أين خليفة محمد رسول اللّه 54/7

إذا كان يوم القيامة يؤتي بك يا علي،علي نجيب من نور 242/1

إذا كان يوم القيامة يؤتي بك يا علي علي نجيب من نور 256/1

ص: 222


1- سوره 50 - آيه 24
2- سوره 50 - آيه 24

إذا وصل إلي إبراهيم كذب النسّابون 58/1

اذا هالك أمر فقل:اللهم إني اسألك بحق محمد و آل محمد اسألك أن 251/3

اذا يدعوكم إلي دينهم و نحن أهل الذكر و نحن المسئولون قال:30/3

اذهب إلي الطائف ثمّ أمر اللّه النبيّ صلّي اللّه عليه و آله أن يدخل إليها بعد ان دخلها علي فلما صار إليها كان علي عليه السّلام علي رأس الجبل فقال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:اثبت 248/5

اذهب و سلم علي أمير المؤمنين 83/1

اذهبي إلي عمّه حمزة فبشريه به 56/1

ارحم محمدا و آل محمد؟ 255/3

ارفع رأسك و ادع ربك و سله يعطك،اللهم اجعل[لي عندك عهدا و اجعل]لي عندك ودّا.105/4

ارفع رأسك يا عليّ فإن اللّه قد باهي به ملائكته 88/1

اسألوني من قبل أن تفقدوني فإن ما بين الجوانح منّي علم جم هذا سفط العلم هذا لعاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله هذا ما زقني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله زقا من غير وحي أوحي إليّ 62/4

استخلف الناس أبا بكر و أنا و اللّه أحق بالأمر و أولي به منه،و استخلف أبو بكر 196/3

استوفيت حقك يا أبا الصمصام 338/6

اسمع وع و بلّغ حيث انتهت بك راحلتك:إن أمير المؤمنين عليه السّلام خطب الناس بالمدينة بعد سبعة أيام من وفاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و ذلك حين فرغ من جمع القرآن و تأليفه 80/7

اسمع يا هذا ثمّ افهم ثمّ استيقن،قامت الدنيا بثلاثة:بعالم ناطق مستعمل بعمله،و بغنيّ لا يبخل بماله عن أهل دين اللّه عزّ و جلّ،و بفقير صابر،فإذا كتم العالم علمه و بخل الغني و لم يصبر الفقير،فعندها الويل و الثبور 241/5

اسمعي و اشهدي هذا علي أمير المؤمنين 102/1

اسم نحله اللّه عليا عليه السّلام من السماء لأنه هو الذي أدي عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله براءة و قد كان بعث بها مع أبي بكر أولا فنزل عليه جبرائيل عليه السّلام فقال:يا محمد إن اللّه يقول لك:إنه لا يبلغ عنك إلاّ أنت أو رجل منك 79/4

اسمه كاسمي و اسم أبيه كاسم أبي هو من ولد ابنتي 127/1

اسمه كاسمي و اسم أبيه كاسم أبي،هو من ولد ابنتي فاطمة يظهر اللّه الحق بهم و يخمد الباطل بأسيافهم و تتبعهم الناس راغب إليهم و خائف منهم 76/4

ص: 223

اسمه كاسمي و اسم أبيه كاسم أبي هو من ولد ابنتي يظهر اللّه الحق بهم، 191/3

اسمه من الديوان 32/2

اشرق ثبير أشرق ثبير اللّهمّ إنّي أسألك ما سألك أخي موسي أن تشرح لي صدري،و أن تيسّر لي أمري و أن تحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي و اجعل لي وزيرا من أهلي عليّا أخي أشدد به أزري و اشركه في أمري كي نسبّحك كثيرا و نذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا 158/6

اصول الإسلام ثلاثة لا ينفع واحدة منهم دون صاحبتها الصلاة 86/3

اضرب الرجل حدّا في السر،و اضرب المرأة حدّا في العلانيّة 273/5

اعرف العلامة إذا عرفته لم يضرّك تقدم هذا الأمر أو تأخر، 133/3

أ عندك شيء؟،ما عندي طحين اصبت فضل تميرات فخلصتهن من النواة و عصرت النحي فقطرته علي التميرات دققت ما كان عندي من فضل الأقط فجعلته حيسا فما فضل عندنا شيء نفطر عليه غيره 93/4

افتحهما فقف بين الناس فإن اللّه أمرني بذلك 247/5

أ فعلمت ما كان؟ 264/5

اقرأت القرآن؟ 231/3

اقطعه لي من هاهنا مع اطراف الاصابع 346/6

اكتب فإنه لا يسعكم فيما نزل بكم مما لا تعلمون إلا الكف 30/3

اكتب ما أملي عليك، 292/2

اكتبوا تاريخكم منذ خرج رسول اللّه من دار الشرك إلي دار النصرة و هي الهجرة 268/5

اكتب و املي علي أنه لا يسعكم،[و ذكر]الحديث الأول 30/3

اكتب يا أبا الحسن:بسم اللّه الرحمن الرحيم،أقرّ محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف،و أشهد علي نفسه في صحّة عقله و بدنه و جواز أمره أن لأبي الصمصام عليه و عنده و في ذمّته ثمانين ناقة،حمر الظهور بيض البطون،سود الحدق،عليها من طرائف اليمن و نقط الحجاز 337/6

الأئمة الاثنا عشر كلهم من آل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،علي بن أبي طالب و أحد 268/2

الأئمة بعدي اثنا عشر،أوّلهم أنت يا عليّ و آخرهم القائم الذي يفتح اللّه عز و جل علي يديه مشارق الأرض و مغاربها 131/7

الأئمة بعدي اثنا عشر أولهم عليّ بن أبي طالب و آخرهم القائم،هم خلفائي و أوصيائي و أوليائي

ص: 224

و حجج اللّه علي أمتي بعدي المقرّ بهم مؤمن و المنكر لهم كافر 125/7

الأئمة بعدي اثنا عشر،تسعة من صلب الحسين،و المهدي منهم 285/2

الأئمة بعدي اثنا عشر عدد شهور الحول،و منّا مهدي هذه الأمة،له غيبة 279/2

الأئمة بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل ألا إنهم مع الحق و الحق معهم 279/2

الأئمة بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل،و حواري عيسي 116/1

الأئمة بعدي عدد نقباء بني إسرائيل،تسعة من صلب الحسين أعطاهم اللّه 277/2

الأئمة خلفاء اللّه عز و جل في أرضه 116/4

الأئمة من بعدي اثنا عشر تسعة من صلب الحسين تاسعهم قائمهم 22/3

الأئمة من ولد الحسين من اطاعهم فقد اطاع اللّه و من عصاهم فقد عصي اللّه 41/3

الأئمة من ولد علي 7 و فاطمة إلي أن تقوم الساعة 112/3

الاذان أمير المؤمنين،كنت أنا الاذان في الناس 78/4

الاذان علي عليه السّلام 79/4

الاذن الواعية اذن علي عليه السّلام وعي قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو حجة اللّه علي خلقه من اطاعه اطاع اللّه و من عصاه عصي اللّه 88/4

الإسلام قد بدأ غريبا و سيعود غريبا كما كان فطوبي للغرباء 134/3

الأعراف كثبان بين الجنّة و النار فيقف عليها كل نبي و كل خليفة نبي مع المذنبين من أهل زمانه،كما يقف صاحب الجيش مع الضعفاء من جنده،و قد سيق المحسنون إلي الجنة 46/4

الأعراف كثبان بين الجنّة و النار و الرجال الأئمة عليهم السّلام يقفون علي الأعراف مع شيعتهم و قد سبق المؤمنون إلي الجنّة بلا حساب فيقول الأئمة لشيعتهم من أصحاب الذنوب:انظروا إلي إخوانكم في الجنة 51/4

الاقتراف التسليم لنا و الصدق علينا و أن لا يكذب علينا 237/3

الاقتراف الحسنة هو التصديق لنا و الصدق علينا 237/3

الألواح خشب السفينة و نحن الدّسر و لولانا ما سارت السفينة بأهلها 20/3

الإمام،تكفر ذنوبهم و تقضي ديونهم و نحن باب حطتهم و بنا يغفر لهم 40/4

الإمام و الحجة بعد أبيه و يخرج اللّه من صلب موسي مولودا يقال له:عليّ معدن 9/3

الأمر أعظم بما حدثتك به نفسك من عظم شأن آل محمد فاحمد اللّه فقد جعلك متمسكا بحبلهم

ص: 225

تدعي يوم القيامة بهم إذا دعي كل اناس بإمامهم فأبشر يا أبا هاشم فإنك علي خير 42/4

إِلاّ مَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً (1) قال:و اللّه لو أنّه تاب و آمن و عمل صالحا 304/2

الآية ما عمل بها أحد من الناس غيري آية النجوي كان لي دينار بعته بعشرة دراهم فكلما أردت أن أناجي النبي 9 تصدقت بدرهم ما عمل بها أحد قبلي و لا بعدي 29/4

الحمد للّه الذي أتمّ لعليّ نعمته و هنيئا له بفضل اللّه الذي أتاه، 19/2

الذكر عند اللّه،و الزبور الذي أنزل علي داود،و كلّ كتاب نزل فهو عند أهل العلم و نحن هم 278/5

الذي علي بينة من ربه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و الذي تلاه من بعده الشاهد منه أمير المؤمنين عليه السّلام ثم أوصياؤه واحد بعد واحد 67/4

الذي عنده علم من الكتاب هو أمير المؤمنين عليه السّلام 57/4

الذي كان علي بينة من ربه محمد صلّي اللّه عليه و آله و الشاهد الذي يتلوه أنا 64/4

(الَّذِينَ آمَنُوا) (2) عليّ بن أبي طالب عليه السّلام 7/2

اَلَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (3) 16/2

(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ سِرًّا وَ عَلانِيَةً) (4) في علي عليه السّلام 28/4

ألقوا إلي الأحلاس و الأقتاب 79/3

اللّه اكبر علي اكمال الدين،و اتمام النعمة،و رضا الرب 292/1

اللّه أكبر ائتوني بالحجّام 274/5

اللّه تعالي واحد أحدي المعني و الإنسان واحد ثنائي المعني جسم 164/2

اللّه خليفتي عليكم في المحيا و الممات و استودعكم اللّه و هو خير مستودع حفظ اللّه من حفظكم و وصل اللّه من وصلكم و أعان اللّه من أعانكم و خذل اللّه من خذلكم 103/4

اللّه عزّ و جلّ أنزل قطعة من نور فاسكنها في صلب آدم فساقها حتّي قسّمها 146/2

اللّه عليه و أوقفه يوم غدير خم فاعلم الناس أنه مولي كل مؤمن و مؤمنة 201/3

اللّهمّ ايتني بأحب خلقك إليك و إليّ 233/5

(اللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ) (5) فهو محمّد صلّي اللّه عليه و آله (فِيها مِصْباحٌ) (6) هو العلم (الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ) (7) الزجاجة أمير المؤمنين عليه السّلام و علم نبي اللّه عنده 281/5

آل محمد صلّي اللّه عليه و آله الصراط الذي دلّ عليه 48/3

(المشكاة)نور العلم في صدر محمد صلّي اللّه عليه و آله(المصباح في زجاجة)الزجاجة 261/3

ص: 226


1- سوره 19 - آيه 60
2- سوره 2 - آيه 9
3- سوره 5 - آيه 55
4- سوره 2 - آيه 274
5- سوره 24 - آيه 35
6- سوره 24 - آيه 35
7- سوره 24 - آيه 35

إلهي أفكر في عفوك فتهون عليّ خطيئتي،ثمّ أذكر العظيم من أخذك فتعظم عليّ بليتي آه،إن أنا قرأت في الصحف سيئة أنا ناسيها و أنت محصيها فتقول:خذوه فيا له من مأخوذ لا تنجيه عشيرته و لا تنفعه قبيلته،يرجمهم البلاء إذا أذن فيه بالنداء،آه من نار تنضج الأكباد و الكلي،آه من نار نزّاعة للشوي،آه من غمرة من لهبات لظي 19/7

إلهي كم من موبقة حملتها عنّي فقابلتها بنعمك،و كم من جريرة تكرّمت عليّ بكشفها بكرمك،إلهي إن طال في عصيانك عمري و عظم في الصحف ذنبي،فما أنا مؤمّل غفرانك و لا أنا براج غير رضوانك 19/7

إلي الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت و الطاغوت)فلان و فلان 119/3

إلي إن شئت أخبرتهم و ان شئت لم أخبرهم لكني أخبرك بتفسيرها 14/4

إلي ولاية أمير المؤمنين قال: (وَ إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ (1) 103/3

إلي يوم الوقت المعلوم و هو يوم خروج قائمنا،فمن ترك التقية قبل خروج قائمنا فليس منّا 90/7

إمام المسلمين و أمير المؤمنين و مولاهم بعدي عليّ بن أبي طالب يسقي منه أولياءه و يذود عنه أعداءه كما يذود أحدكم الغريبة من الإبل عن الماء 40/7

إمام هاد لكل قوم في زمانهم 8/3

إمامهم الذي بين أظهرهم و هو قائم أهل زمانه 133/3

انا الهادي و أنا المهتدي و أنا أبو اليتامي و المساكين و زوج الأرامل و أنا ملجأ كل ضعيف و مأمن كل خائف،و أنا قائد المؤمنين إلي الجنة،و أنا حبل اللّه المتين،و انا عروة اللّه الوثقي و كلمة التقوي 8/4

إنا أبو الحسن إن جاء بأربعة يشهدون علي ما شهد و إلاّ دفع برمته 273/5

إنّا أوّل أهل بيت نوه اللّه بأسمائنا،إنّه لمّا 92/1

إنّا أهل بيت اختار اللّه لنا الآخرة علي الدنيا،و إن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء و تشريدا و تطريدا حتي يأتي قوم من قبل المشرق و معهم رايات سود،فيسألون الحق فلا يعطونه 103/7

إنّا أهل بيت أعطينا سبع خصال لم يعطها أحد من الأولين و لا يدركها أحد من الآخرين:نبيّنا خير الأنبياء و هو أبوك،و وصيّنا خير الأوصياء و هو بعلك 99/7

انا خاتم الأنبياء و أنت يا علي خاتم الأوصياء، 161/2

إن الجنة مشتاقة إلي أربعة من أمتي 80/1

إن الخالق لا يوصف إلا بما وصف به نفسه 147/1

ص: 227


1- سوره 23 - آيه 74

إن الخالق لا يوصف إلا بما وصف به نفسه و كيف يوصف الخالق الذي 163/2

إن الذي قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم غدير خم و يوم عرفة في حجة الوداع و يوم 345/2

إن الصادقين هاهنا هم الأئمة الطاهرون من آل محمد صلّي اللّه عليه و آله قال:و روي 52/3

إن الصدقة لا تحل لمحمد و لا لآل محمد 188/3

إن الصدقة لا تحل لي و لا لأهل بيتي 286/2

إن الصدقة لا تحل لي و لا لأهل بيتي،لعن اللّه 326/1

ان العبد إذا ادخل حفرته أتاه ملكان اسمهما منكر و نكير فأول ما يسألانه عن ربه ثم عن نبيه ثم عن وليه فإن أجاب نجا و إن تحير عذباه 49/4

إن القرابة التي أمر اللّه بصلتها و عظم حقها و جعل الخير فيها قرابتنا أهل 239/3

إن القرآن حي لم يمت و إنه يجري كما يجري الليل و النهار و كما يجري 11/3

إن القرآن نزل علي محمّد صلّي اللّه عليه و آله و الأموال أربعة:أموال المسلمين فقسّمها بين الورثة في الفرائض، و الفيء فقسمه علي مستحقيه،و الخمس فوضعه اللّه حيث وضعه 268/5

إن اللّه اتخذ إبراهيم عليه السّلام عبدا قبل أن يتخذه نبيّا،و أتخذه نبيّا قبل أن يتخذه 127/3

إن اللّه اختار من الايام يوم الجمعة و من الشهور شهر رمضان و من الليالي 240/2

إن اللّه أتخذ إبراهيم عبدا قبل أن يتخذه نبيا،و إن اللّه أتخذه نبيّا 129/3

إن اللّه أتخذ إبراهيم عبدا قبل أن يتخذه نبيّا،و أتخذه نبيّا قبل أن يتخذه 129/3

إن اللّه أعظم و أعزّ و أجلّ و أمنع من أن يظلم و لكنّه خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا 17/2

إنّ اللّه أوحي إليّ أن أحب أربعة عليّا و أبا ذر و سلمان و المقداد 21/2

إن اللّه أوحي إلي أن أقوم بفضلك فقمت به 127/1

إنّ اللّه أوحي إلي أن أقوم بفضلك فقمت به في الناس و بلغتهم ما أمرني 85/2

إن اللّه أوحي إليّ بأن اقوم بفضلك فقمت به في الناس 329/1

إن اللّه أوحي إليّ ليلة اسري بي:يا محمد من خلفت في الأرض علي امتك 77/3

إن اللّه أوحي إليّ ليلة أسري بي:يا محمد من خلفت في الأرض 242/2

ان اللّه تبارك و تعالي آخي بيني و بين علي بن أبي طالب 254/1

إن اللّه تبارك و تعالي آخي بيني و بين علي بن أبي طالب و زوّجه 193/2

إن اللّه تبارك و تعالي اصطفاني و اختارني و جعلني رسولا و أنزل عليّ سيّد 187/2

ص: 228

إن اللّه تبارك و تعالي اطلع إلي الأرض اطلاعة فاختارني 119/1

إن اللّه تبارك و تعالي اطّلع إلي الأرض اطّلاعة فاختارني منها فجعلني نبيا،ثم اطّلع الثانية فاختار منها عليا فجعله إماما،ثم أمرني أن أتخذه أخا و وليا و وصيا و خليفة و وزيرا 124/7

إن اللّه تبارك و تعالي أتخذ إبراهيم عليه السّلام عبدا قبل أن يتخذه نبيّا،و إن اللّه أتخذه 127/3

إن الله تبارك و تعالي أحد واحد تفرد في وحدانيته،ثم تكلم بكلمة و صارت نورا،ثم خلق من ذلك النور محمدا،و خلقني و ذريّتي منه 122/4

إن اللّه تبارك و تعالي أوحي إليّ أنه جاعل لي من أمتي 189/1

إن اللّه تبارك و تعالي أوحي إليّ أنه جاعل لي من أمتي أخا 115/1

إن اللّه تبارك و تعالي أوحي إليّ أنه جاعل لي من أمتي أخا و وارثا و خليفة 208/2

إن اللّه تبارك و تعالي حيث خلق الخلق خلق ماء عذبا 94/1

إن اللّه تبارك و تعالي خلق نور محمد من نور اخترعه 38/1

إنّ اللّه تبارك و تعالي طهّرنا و عصمنا و جعلنا شهداء علي خلقه و حججا في 365/2

إن اللّه تبارك و تعالي علم أنّهم سيتفرقون بعد نبيّهم و يختلفون فنهاهم عن 37/3

إن اللّه تبارك و تعالي كره لي ست خصال و كرهتهن للأوصياء من ولدي 192/2

إن اللّه تعالي أوحي إليّ أن أقوم بفضلك فقمت به في الناس و بلغتهم ما 190/3

إن اللّه تعالي خلق آدم من طين كيف شاء،ثم قال:إن اللّه تعالي اختارني 184/2

إن اللّه تعالي خلق الأنبياء من أشجار شتي و خلقت أنا و علي من شجرة 242/3

إن اللّه تعالي خلق من نور وجه علي بن أبي طالب 34/1

إن اللّه تعالي عهد إليّ في علي بن أبي طالب عليه السّلام عهدا فقلت:يا رب بيّنه 162/2

إن اللّه تعالي عهد إليّ في علي عهدا فقلت:يا رب بيّنه لي،فقال:اسمع 158/2

إن اللّه تعالي لما خلق السموات و الأرض دعاهن فأجبن فعرض عليهن 292/2

إن اللّه تعالي يلقي في قلوب شيعتنا الرعب،فإذا قام قائمنا و ظهر مهدينا كان الرجل أجرأ من ليث و أمضي من سنان 97/7

إن اللّه جعلني إماما لخلقه،ففرض عليّ التقدير في نفسي و مطعمي و مشربي و ملبسي كضعفاء الناس كي يقتدي الفقير بفقري،و لا يطغي الغني غناه 5/7

إن اللّه جعل ولايتنا أهل البيت قطب القرآن و قطب جميع الكتب، 342/2

ص: 229

إن اللّه جل جلاله أوحي إلي الدنيا أن أتعبي من خدمك و اخدمي من 200/2

إن اللّه ذكر قوما فقال (فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ وَ ما كانُوا مُنْظَرِينَ) (1) و الذي فلق الحبة و برء النسمة ليقتلن هذا و لتبكين عليه السماء و الأرض 375/4

إن اللّه ذكر قوما فقال (فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ وَ ما كانُوا مُنْظَرِينَ) (2) و الذي فلق الحبة و برء النسمة ليقتلن هذا و لتبكينّ عليه السماء و الأرض 375/4

إن اللّه عزّ و جلّ أبان فضل العترة علي سائر الناس في محكم كتابه 271/3

إن اللّه عز و جل أرسل محمدا 9 إلي الجن و الانس و جعل من بعده اثني عشر 238/2

إن اللّه عزّ و جل أكرم و أجل أن يطعمكم طعاما فيسوغكموه ثم يسألكم عنه، 82/3

إن اللّه عز و جل أمرني أن ادينك و اعلمك لتعي و أنزل علي هذه الآية (وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) (3) فانت الاذن الواعية 86/4

إن اللّه عز و جل أمرني أن ادينك و لا اقصيك و أن اعلمك و أن تعي و حق علي اللّه أن تعي قال فنزلت:

(وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) (4) 86/4

ان اللّه عز و جل أنزل قطعة من نور فأسكنها 31/1

ان اللّه عز و جل أوحي إلي في علي ثلاثة أشياء 67/1

ان اللّه عز و جل أوحي إلي في عليّ ثلاثة أشياء 131/1

إن اللّه عزّ و جل أوضح بأئمة الهدي من أهل بيت نبيّنا عن دينه و أبلج بهم 42/3

إن اللّه عزّ و جل أوضح بأئمة الهدي من أهل بيت نبيّنا عن دينه و أبلج عن 77/3

إن اللّه عز و جل أيّدني يوم بدر و يوم حنين بملائكة معتمّين هذه العمّة 305/1

إن اللّه عزّ و جل بعث محمدا صلّي اللّه عليه و آله إلي الناس أجمعين رسولا و حجة علي 69/3

إن اللّه عز و جل بمنه و برحمته لما فرض عليكم الفرائض لم يفرض ذلك 235/2

إن اللّه عز و جل جعل ذرية كل نبي في صلبه 131/1

إن اللّه عز و جل خلق ماء تحت العرش قبل أن يخلق آدم بثلاثة آلاف عام و أسكنه في لؤلؤة خضراء في غامض علمه إلي أن خلق آدم 114/4

إن اللّه عزّ و جلّ زوّجك فاطمة و جعل صداقها الأرض،فمن مشي عليها مبغضا لك مشي حراما 334/6

إن اللّه عزّ و جلّ قد أمرني أن انذر عشيرتي الأقربين و رهطي المخلصين 281/3

ص: 230


1- سوره 44 - آيه 29
2- سوره 44 - آيه 29
3- سوره 69 - آيه 12
4- سوره 69 - آيه 12

إنّ اللّه عزّ و جلّ لمّا عرج بنبيّه صلّي اللّه عليه و آله إلي سماواته السبع،أمّا أوّلهنّ فبارك عليه،و أمّا الثانية علّمه لكلّ نبيّ وصيّ و وارث،و إنّ عليّا وصيّي و وارثي 332/6

إن اللّه عز و جل وهب لك حب المساكين و المستضعفين 91/1

إن اللّه عزّ و جلّ يقول:و حمله و فصاله ثلاثون شهرا و فصاله في عامين 259/5

إن اللّه عهد إليّ عهدا فقلت:رب بيّنه لي 195/1

إن اللّه قد أعطاكم نعيما لا ينفد و قرة عين أبد الآبدين هنيئا يا بيت النبي بالقرب من الرّحمن يسكنكم معه في دار الجلال و الجمال و يكسوكم من السندس و الاستبرق و الارجوان 103/4

إن اللّه لا يستحيي أن يعذب امة دانت بإمام ليس من اللّه و إن كانت في أعمالها 77/3

إن اللّه لا يستحيي من الحق 10/7

إن اللّه يحب من أصحابي أربعة أخبرني أنه يحبهم 81/1

إن اللّه يناجيه عليه السّلام 248/5

إنّ المدينة لا تصلح إلاّ بيّ و بك و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي 31/2

إن الوليد بن عتبة حين شهد عليه بشرب الخمر قال عثمان لعلي 7 عليهم السّلام اقض بينه و بين هؤلاء الذين زعموا أنه شرب الخمر،فأمر به فجلد بسوط له شعبتان أربعين جلدة 270/5

إن إمامكم و وليكم علي بن أبي طالب فوازروه،و ناصحوه 186/1

إنّا معشر بني عبد المطلب سادة أهل الجنة،أنا و علي و حمزة و جعفر و الحسن الحسين و المهدي 97/7

انا من أهل البيت الذين افترض اللّه مودتهم علي كل مسلم فقال:(قل 242/3

انا هو الذي عنده علم الكتاب و قد صدقه اللّه و أعطاه الوسيلة في الوصيّة فلا تخلي أمة من وسيلته إليه و إلي اللّه فقال: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ ابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ) (1) 58/4

إن أبا ذر و سلمان خرجا في طلب رسول اللّه فقيل لهما:إنه توجه إلي ناحية 213/2

إن أباك قدم علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قال:أنا رجل مطاع في قومي إن دعوتهم أجابوك و إنّي ضعيف الحال،فما تجعل لي إن دعوتهم إلي الإسلام فأسلموا؟ 339/6

إن أخي و وزيري و خير من أخلفه بعدي علي بن أبي طالب عليه السّلام 203/2

إن أخي و وزيري و وصيي علي بن أبي طالب 221/2

إن أخي و وصيي و وزيري في أهلي علي بن أبي طالب 223/2

ص: 231


1- سوره 5 - آيه 35

إن أعرابيا أتي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فخرج إليه برداء ممشق فقال:يا محمد لقد خرجت إليّ كأنك فتي،فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:نعم يا أعرابي أنا الفتي بن الفتي و أخو الفتي 323/6

ان أقضي أمّتي علي بن أبي طالب 251/5

إن أمير المؤمنين عليه السّلام قال:أنا علم اللّه و أنا قلب اللّه الواعي و لسان اللّه الناطق و عين اللّه و جنب اللّه و أنا يد اللّه 9/4

إن أمير المؤمنين عليه السّلام لما رجع من وقعة الخوارج اجتاز بالزوراء فقال 218/2

إن أول ما يسأل عنه العبد إذا وقف بين يدي اللّه جلّ جلاله الصلوات 301/2

إن أول من شتري نفسه ابتغاء مرضات اللّه تعالي علي بن أبي طالب-كرم اللّه وجهه-و قال علي عند مبيته علي فراش رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله شعرا:وقيت بنفسي خير من وطئ الحصي و من طاف بالبيت العتيق 18/4

إن أول من شري نفسه ابتغاء رضوان اللّه تعالي علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه 19/4

إن أول من يسأل عنه العبد إذا وقف بين يدي اللّه جل جلاله الصلوات 79/3

إن أولهم لاوي بن برخيا،و هو الذي غاب عن بني اسرائيل 148/1

إن برا صمت للّه ثلاثة أيام شكرا 94/4

إن برءا ولداي مما[بهما]صمت ثلاثة أيام شكرا 89/4

انتم نجبة اللّه حين عرفتم وصي رسول اللّه قبل أن تعرفوه فبم عرفتم إنه هو 6/4

انتهيت ليلة اسري بي الي سدرة المنتهي،فاوحي الي 123/1

إن جبرائيل نزل عليّ و قال:إن اللّه يأمرك أن تقوم بتفضيل علي بن أبي 214/2

إن حبّي من بعدي حبّ هذا 93/3

إن خديجة عليها السّلام لما تزوج بها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله هجرها نسوة مكة فكن لا يدخلن 211/2

إن خلفائي و أوصيائي و حجج اللّه علي الخلق بعدي اثنا عشر 109/1

إن خلفائي و أوصيائي،و حجج اللّه علي الخلق بعدي اثنا عشر 265/1

إن خلفائي و أوصيائي و حجج اللّه علي الخلق بعدي اثنا عشر،أولهم أخي 174/2

إن خلفائي و أوصيائي و حجج اللّه علي الخلق بعدي اثني عشر،أولهم 244/2

إن خلفائي و أوصيائي و حجج اللّه علي الخلق بعدي لاثنا عشر،أولهم 258/2

إنّ رجالا يجدون في أنفسهم في أن أسكن عليّ في المسجد و اللّه ما أخرجتهم 36/2

ص: 232

إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله انتجي عليّا عليه السّلام يوم الطائف فقال أصحابه:يا رسول اللّه انتجيت عليّا من بيننا و هو أحدثنا سنا فقال:ما أنا انتجيته بل اللّه انتجاه 250/5

إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أتاه حبران من أحبار النصاري من أهل نجران فتكلما في 228/3

إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أدخل لسانه في فمي فانفتح في قلبي ألف باب من العلم مع كل باب ألف باب، و قال صلوات اللّه عليه و آله:لو ثنيت لي و سادة و جلست عليها لحكمت لأهل التوراة بتوراتهم و لأهل الإنجيل بإنجيلهم و لأهل القرآن بقرآنهم 218/5

إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أسرّ إليّ في مرضه الذي مات فيه مفتاح ألف باب من العلم يفتح كل باب ألف باب 224/5

إن رسول اللّه 9،حدّثني بألف حديث كل حديث ألف باب،و إن أرواح المؤمنين لتلتقي فتسام،فما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف و بحق اللّه لقد كذبت،فما أعرف وجهك في الوجوه و لا اسمك في الأسماء 224/5

ان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله خطبنا ذات يوم فقال:أيها الناس لقد أقبل إليكم شهر اللّه 191/2

إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله سمّاه بأبي تراب و لم يكن له اسم أحبّ إليه منه 139/7

إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عرف أصحابه أمير المؤمنين مرتين،و ذلك أنه قال لهم:أ تدرون من وليكم من بعدي قالوا اللّه و رسوله أعلم فإن اللّه تبارك و تعالي قد قال: (فَإِنَّ اللّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَ جِبْرِيلُ وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ (1) 83/4

إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علّم عليّا عليه السّلام بابا يفتح له ألف باب 222/5

إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علمني ألف باب من الحلال و الحرام مما كان و مما هو كائن إلي يوم القيامة،كل باب منها يفتح ألف باب فذلك ألف ألف باب حتّي علمت علم المنايا و البلايا و فصل الخطاب 222/5

ان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علمني ألف باب من الحلال و الحرام يفتح كل باب ألف باب حتّي علمت المنايا و الوصايا و فصل الخطاب،حتّي علمت المذكّرات من النساء و المؤنثين من الرجال 224/5

إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قام خطيبا ثم لم يخطب بعد ذلك فقال:أيها الناس إني 324/2

إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله وجّهه في أمر من أمره فحسن فيه بلاؤه و عظم فيه ثناؤه، 231/2

إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله وضع العلم الذي كان عنده عند الوصي و هو قول اللّه عز 259/3

انزلت في هذه الأمة و الرجال هم الأئمة من آل محمد صلّي اللّه عليه و آله،صراط بين الجنة و النار فمن شفع له الأئمة منّا من المؤمنين المذنبين نجا و من لم يشفعوا له هوي 48/4

ص: 233


1- سوره 66 - آيه 4

إن شئت أخبرتك بمسألتك قبل أن تسألني 35/1

انشدك اللّه الذي أنزل عليّ الكتاب و اختصني بالرسالة أ عن سخط تقول 209/3

انشدكم الذي لا أعظم منه أ فيكم أخ لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غيري؟ 191/3

انشدكم اللّه أ تعلمون أن رسول اللّه قام خطيبا لم يخطب بعد ذلك فقال:أيها 108/3

انشدكم اللّه تعالي أ تعلمون أني قلت:لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في غزوة تبوك لم 108/3

انظروا إلي هذا الكوكب فمن انقض في داره فهو الخليفة من بعدي 235/1

إنّ عليّا أمير المؤمنين،بولاية من اللّه عز و جل 178/1

ان عليا أمير المؤمنين بولاية من اللّه عز و جل عقدها 87/1

إن عليا أمير المؤمنين،بولاية من اللّه عز و جل عقدها فوق عرشه 113/1

إنّ عليّا مع القرآن و القرآن مع عليّ لا يفترقان حتّي يردا عليّ الحوض 47/7

ان عليا مني و أنا منه و هو ولي كل مؤمن و مؤمنة 297/1

إنّ عليا وصيي و خليفتي،و زوجته فاطمة سيدة نساء العالمين 253/1

إن عليا وصيي و خليفتي و زوجته فاطمة سيدة نساء العالمين ابنتي 190/2

إن عليا وصيي و خليفتي و زوجته فاطمة سيدة نساء العالمين ابنتي 207/2

إن عليّا عليه السّلام كان عندكم فأتي بني ديوان فاشتري ثلاثة أثواب بدينار،القميص إلي فوق الكعب، و الإزار إلي نصف الساق،و الرداء من بين يديه إلي ثدييه و من خلفه إلي أليتيه،ثمّ رفع يده إلي السماء فلم يزل يحمد اللّه علي ما كساه حتّي دخل منزله ثمّ قال:هذا اللباس الذي ينبغي للمسلمين أن يلبسوه إنّ عليّ بن أبي طالب صلّي اللّه عليه و آله إمام أمتي و خليفتي عليها بعدي،و من ولده القائم المنتظر الذي يملأ اللّه به الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،و الذي بعثني بالحق بشيرا و نذيرا إنّ الثابتين علي القول بإمامته في زمان غيبته لأعزّ من الكبريت الأحمر 89/7

إن عليّ بن أبي طالب إمام أمتي و خليفتي عليها من بعدي و من ولده القائم المنتظر الذي يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما 132/7

إن علي بن أبي طالب خليفة اللّه و خليفتي 114/1

ان علي بن أبي طالب خليفة اللّه و خليفتي 254/1

إن علي بن أبي طالب خليفة اللّه و خليفتي و حجة اللّه و حجتي و باب اللّه 197/2

إن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام سيّد العرب،أنا سيّد ولد آدم و عليّ سيّد العرب من أحبه و تولاّه أحبّه اللّه

ص: 234

و هداه،و من أبغضه و عاداه اصمه اللّه و أعماه 10/5

إن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام كان يلبس ذلك في زمان لا ينكر،و لو لبس مثل ذلك اليوم شهّر به،فخير لباس كلّ زمان لباس أهله،غير أن قائمنا أهل البيت عليه السّلام إذا قام لبس ثياب عليّ و سار بسيرة عليّ 6/7

إن فلانا و فلانا أتياني و طالباني للبيعة لمن سبيله أن يبايعني أنا ابن عم النبي 209/3

إن في أمتي المهدي يخرج فيعيش خمسا أو سبعا أو تسعا 108/7

إن في صدري هذا لعلما جما علمنيه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لو أجد له حفظة يرعونه حق رعايته و يروونه عني كما يسمعونه مني إذا أودعتهم بعضه لعلم به كثيرا من العلم مفتاح كل باب و كل باب يفتح ألف 219/5

إن في صدري هذا لعلما جما علّمنيه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،لو أجد له حفظة يرعونه حق رعايته و يروونه كما يسمعونه عني إذا لأودعتهم بعضه لعلم به كثيرا من العلم مفتاح كل باب و كل باب يفتح ألف باب 220/5

إن في علي خصالا لو كانت واحدة منها في جميع الناس اكتفوا 253/1

إن في كتاب اللّه تعالي لآية ما عمل بها أحد قبلي و لا يعمل بها أحد بعدي (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً) (1) ثم نسخت 30/4

إن في كتاب اللّه لآية ما عمل بها أحد قبلي و لا يعمل بها أحد بعدي و هي آية النجوي كان لي دينار فبعته بعشرة دراهم 34/4

إن في كتاب اللّه لآية ما عمل بها أحد قبلي و لا يعمل بها أحد بعدي (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً) (2) بي خفف اللّه عز و جل عن هذه الامة أمر هذه الآية فلم تنزل في أحد قبلي و لم تنزل في أحد بعدي 30/4

إن قائلا قال:لقد أطال اليوم نجوي ابن عمه،أما إني ما انتجيته و لكنّ اللّه انتجاه 246/5

إن قوما ينالون منه أولئك هم وقود النار و لقد سمعت هذه الآية 228/2

إنك إلي خير،إنك من ازواج النبي 200/3

إنك إلي خير إنك من أزواج رسول اللّه 184/3

إن كان الشؤم في شيء ففي اللسان 12/4

إنّك قسيم الجنّة و النار،و أنت تقرع باب الجنّة و تدخلها بغير حساب 55/7

إنك لأهل للزيادة إنّ رسول اللّه حمل عليا علي ظهره يريد 36/1

ص: 235


1- سوره 58 - آيه 12
2- سوره 58 - آيه 12

إنك لتأمر بولاية علي أمير المؤمنين و تدعو لها،و علي هو الصراط 46/3

إنّك لتأمر بولاية علي و تدعو إليها و علي هو الصراط المستقيم 46/3

إن كمال الدين و تمام النعمة،و رضا الرب بارسالي 324/1

إنكم لا تكونون صالحين حتي تعرفوا و لا تعرفوا،حتي تصدقوا و لا تصدقوا، 266/3

إن كنتم تريدون أن تكونوا معنا يوم القيامة لا يلعن بعض بعضا،فاتقوا اللّه 135/3

إن لكلّ نبيّ أمينا و إن أميني أبو رافع 19/2

إن لكل نبي وصيّا و سبطين فمن وصيك و سبطاك؟فسكت و لم يرد 239/2

إن للّه تبارك و تعالي ملكا يقال له دردائيل كان له ست عشر ألف جناح 264/2

إن للّه تبارك و تعالي ملكا يقال له:دردائيل،كان له ستة عشر 153/1

إن للّه تبارك و تعالي ملكا يقال له دردائيل كان له ستة عشر ألف جناح 169/2

إنّما آل محمد من حرّم الله عز و جل علي محمد صلّي اللّه عليه و آله نكاحه 138/4

إنما أنت منذر-و وضع يده علي صدر نفسه ثم وضعها علي يد علي 5/3

إنما دعوتكم لتكونوا شهداء اللّه أقمتم أم تركتم 99/1

إنما سمي الأكبر لأنها كانت سنة حج فيها المسلمون و المشركون و لم يحج المشركون بعد تلك 79/4

إنما سمّي الأكبر لأنها كانت سنة حج فيها المسلمون و المشركون و لم يحج المشركون بعد تلك 80/4

إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من دخلها نجا و من تخلّف عنها 15/3

إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح عليه السّلام من دخلها نجا و من تخلّف عنها 24/3

إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلّف 14/3

إنما مثل أهل بيتي في هذه الآية كمثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تركها 24/3

إنّما مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا و من تخلّف غرق 13/3

إنّما مثلك مثل قل هو اللّه أحد 144/6

إنما هو من وجد في صحيفته حبّ علي و سبطيه جاز الصراط،و إن كان 100/3

(إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (1) 179/3

(إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (2) 183/3

ص: 236


1- سوره 33 - آيه 33
2- سوره 33 - آيه 33

(إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (1) 184/3

(إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (2) 190/3

(إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (3) 200/3

إنما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا،اللهم 178/3

إنما يسره اللّه علي لسان نبيه صلّي اللّه عليه و آله حين اقام أمير المؤمنين علما فبشر به المؤمنين و انذر به الكافرين و هم القوم الذين ذكرهم اللّه في كتابه(قوما لدا)أي كفارا 108/4

إنما يسره علي لسان نبيه حتي اقام أمير المؤمنين عليه السّلام علما فبشر به المؤمنين و انذار به الكافرين و هم القوم الذين ذكرهم اللّه قوما لدا كفارا 109/4

إنما يعبد اللّه من يعرف اللّه،فأمّا من لا يعرف اللّه فإنما يعبده هكذا ضلالا 68/3

إنما يعرف اللّه عزّ و جل و يعبده من عرف اللّه و عرف إمامه منّا أهل البيت، 69/3

إن مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تركها غرق، 24/3

إن مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح في قومه من ركبها نجا و من تركها غرق 346/2

إن مثلنا في كتاب اللّه كمثل المشكاة،و المشكاة في القنديل فنحن 263/3

إن ملكا من الملائكة سأل اللّه أن يعطيه سمع العباد فأعطاه فذلك الملك 256/3

إن نبي اللّه قد انطلق نحو بئر ميمون فادرك 22/4

إن نبي اللّه قد انطلق نحو بئر ميمون فادركه 16/4

إن نصاري نجران لما وفدوا علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و كان سيدهم 222/3

إن وصيي و خليفتي و خير من أترك بعدي،ينجز موعدي 246/1

إن وصيي و خليفتي و خير من أترك بعدي ينجز موعدي و يقضي ديني علي 185/2

إن وليّ عليّ عليه السّلام لا يأكل إلاّ الحلال لأن صاحبه كذلك،و إن وليّ عثمان لا يبالي أ حلالا أكل أو حراما لأن صاحبه كذلك، 9/7

إنه إذا كان يوم القيامة و رأي الكافر ما أعد اللّه 62/1

إنه إذا كان يوم القيامة يدعي كلّ بإمامه الذي مات في عصره،فإن اثبته 133/3

إنه خارج منكم الأعور الدجال و إن معه جبال من خبز تسير معه 143/7

إن هذا الأمر لا يزال عزيزا حتي يمضي فيهم اثنا عشر خليفة 251/2

إن هذا الأمر لا ينقضي حتي يمضي فيها اثنا عشر خليفة 263/2

ص: 237


1- سوره 33 - آيه 33
2- سوره 33 - آيه 33
3- سوره 33 - آيه 33

إن هذا الأمر لا ينقضي حتي يمضي فيه اثنا عشر خليفة 249/2

إن هذا الأمر لا ينقضي حتي يمضي فيهم اثنا عشر خليفة 251/2

إن هذا الأمر لن يقضي أو لن يمضي حتي يكون فيكم اثنا عشر خليفة 253/2

إن هذا أخي و وصيي و خليفتي فيكم،فاسمعوا له و اطيعوا 249/1

إنّه سيكون في امتي بعدي هنات حتّي يختلف السيف فيما بينهم و حتّي يقتل بعضهم بعضا،فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الأصلع عن يميني يعني علي بن أبي طالب 285/5

إنه سيكون في أمتي من بعدي هنات حتي يختلف السيف فيما بينهم 290/2

إنه لم يمت نبي قط إلا خلّف تركة و قد خلفت فيكم الثقلين كتاب اللّه 346/2

انه لو أراد الامة لكانت بأجمعها في الجنّة لقول اللّه تبارك و تعالي: (فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ (1) 39/4

إنهما سيّدا شباب أهل الجنة 157/7

إنه يفتح القسطنطينية علي يده 114/7

إنّي امرئ مقبوض و اوشك أن ادعي فاجيب و إني قد تركت فيكم الثقلين،363/2

إني اوشك أن ادعي فاجيب و إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه عزّ و جلّ 362/2

إني اوشك أن ادعي فاجيب و إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي 310/2

إني اوشك أن ادعي و اجيب و إني قد تركت فيكم الثقلين:كتاب اللّه حبل 307/2

إني أحب أن تسمعوا منّي ما أقول لكم،فإن يكن حقا فاقبلوا،224/3

إني أحب أن تسمعوا منّي ما أقول لكم،فإن يكن حقا فاقبلوه،202/3

إني أحب أن تسمعوا مني ما أقول لكم فإن يكن حقا فاقبلوه و إن يكن 227/2

إنّي أحب أن تسمعوا منّي ما أقول لكم فإن يكن حقّا فاقبلوه و إن يكن باطلا فانكروه 320/6

إني أحب أن تسمعوا منّي ما أقول لكم،فإن يكن حقا فاقبلوه و إن يكن باطلا فانكروه فهل فيكم أحد نزلت فيه هذه الآية (وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ) (2) لمّا وقيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ليلة الفراش غيري 21/4

إني أحب أن تسمعوا منّي ما أقول لكم فإن يكن حقا فاقبلوه،و إن يكن باطلا فانكروه 73/4 إني تارك إني أوشك أن ادعي فاجيب و إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه 316/2

إني تارك فيكم الثقلين 314/2

ص: 238


1- سوره 35 - آيه 32
2- سوره 2 - آيه 207

إني تارك فيكم الثقلين:احدهما كتاب اللّه عزّ و جل من معه كان علي 188/3

إني تارك فيكم الثقلين:احدهما كتاب اللّه هو حبل اللّه من اتبعه 185/3

إني تارك فيكم الثقلين إلا أن أحدهما أكبر من الآخر كتاب اللّه حبل 337/2

إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب اللّه حبل ممدود 315/2

إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب اللّه حبل ممدود من 345/2

إنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر؛كتاب اللّه حبل ممدود من 365/2

إني تارك فيكم الثقلين فتمسّكوا بهما فإنهما لن يفترقا حتي يردا 340/2

إني تارك فيكم الثقلين فقال:عترتي أهل بيتي 319/2

إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي لن يفترقا حتي يردا 310/2

إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي ألا و هما الخليفتان 334/2

إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا 365/2

إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي و إنهما لن يفترقا 144/2

إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي و إنهما لن يفترقا 314/2

إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي و قرابتي، 312/2

إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و علي بن أبي طالب أفضل لكم من 312/2

إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم به لن تضلوا:كتاب اللّه و عترتي أهل 364/2

إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم به لن تضلوا من بعدي كتاب اللّه عزّ 363/2

إني تارك فيكم الخليفتين أحدهما أكبر من الآخر كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلي الأرض، و عترتي أهل بيتي،نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض 157/7

إني تارك فيكم أمرين أحدهما أطول من الآخر؛كتاب اللّه حبل ممدود 363/2

إني تارك فيكم أمرين أحدهما أطول من الآخر كتاب اللّه حبل ممدود من 314/2

إني تارك فيكم خليفتين:كتاب اللّه حبل ممدود ما بين السماء و الأرض أو 305/2

إني تارك فيكم خليفتين؛كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي فإنهما لن 365/2

إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر 307/2

إني تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا؛كتاب اللّه عزّ و جلّ حبل 362/2

إني تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسّكتم بهما:كتاب اللّه و أهل بيتي،343/2

ص: 239

إني حرب لمن حاربتم و سلم لمن سالمتم 247/3

إني قد تركت فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي،قال:اللهم نعم 313/2

إني قد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي،الثقلين و أحدهما 305/2

إني قد خلّفت فيكم شيئين لن تضلّوا بعدي أبدا ما أخذتم بهما و عملتم بما 362/2

إني قد دعيت و أجبت و إني تارك فيكم الثقلين،أحدهما أعظم من الآخر؛364/2

إني قد دعيت و يوشك أن اجيب و قد حان مني حفوف من بين أظهركم 355/2

إنّي كنت بفدك في بعض حيطانها و قد صارت لفاطمة،قال:فإذا أنا بامرأة قد قحمت عليّ و في يدي مسحاة،و أنا أعمل بها،فلمّا نظرت إليها طار قلبي ممّا تداخلني من جمالها،فشبّهتها ببثينة بنت عامر الجمحي 22/7

إنّي مخلف فيكم الثقلين 317/2

إنّي مخلّف فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي 48/2

إني مخلف فيكم الثقلين:كتاب اللّه و عترتي 60/4

اني مخلف فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي و إنهما لن يفترقا 334/2

إني مخلف فيكم الثقلين؛كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي و إنهما لن يفترقا 365/2

إني مستخلف فيكم خليفتين كتاب اللّه و عترتي ما إن تمسّكتم بهما لن 144/2

إنّي ورّثتها عن أبي آدم،أن أمّنا حواء خلقت من آدم و أضلاع الرجال أقل من أضلاع النساء و عدد أضلاعها أضلاع رجل 264/5

إنّي ورثتها من أبي آدم،و حواء خلقت من ضلع آدم،و أضلاع الرجال أقلّ من أضلاع النساء بضلع، و عدّوا أضلاعها أضلاع رجل 274/5

اوه و لن تفعلوا و اللّه لئن فعلتموه ليدخلنكم الجنة 242/1

(اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) (1) يعني أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه 47/3

ايا أبا الحسن كلم الشمس فإنها تكلمك 128/1

إيانا عني و علي أفضلنا و أولنا و خيرنا بعد النبي صلّي اللّه عليه و آله 57/4

إيانا عني و علي أفضلنا و أولنا و خيرنا بعد النبي صلّي اللّه عليه و آله 58/4

إيانا عني و علي عليه السّلام أولنا و أفضلنا و خيرنا بعد النبي صلّي اللّه عليه و آله 56/4

ايتني بابنتي فاطمة 243/2

ص: 240


1- سوره 1 - آيه 6

ايتني بصاحبك و إلي متاعك 263/5

أيكم يواليني في الدنيا و الآخرة 16/4

ايكم يواليني في الدنيا و الآخرة 16/4

اين علي؟ 16/4

اين فلان و لم يزل يتفقدهم و يبعث خلفهم حتّي اجتمعوا عنده فقال إنّي 61/2

أبشر فإنّه لا يبغضك مؤمن و لا يحبك منافق،و لو لا أنت لم يعرف حزب اللّه 17/7

أبشّركم بالمهدي يبعث في أمتي علي اختلاف من الناس و زلازل،فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،يرضي عنه ساكن السماء و ساكن الأرض 102/7

أبشّركم بالمهدي يبعث في أمتي علي اختلاف من الناس و زلازل،يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،يرضي عنه ساكن السماء و ساكن الأرض،يقسم المال صحاحا 111/7

أبشروا ثم أبشروا،ثلاث مرّات،إنما مثل أمتي كمثل غيث لا يدري أوله خير أم آخره،إنما مثل أمتي كمثل حديقة أطعم منها فوج عاما ثم أطعم منها فوج عاما 130/7

أبشروا و بشّروا،إنما أمتي كالغيث لا يدري آخره خير أم أوله،أو كحديقة أطعم منها فوج عاما ثم أطعم منها فوج عاما لعلّ آخرها فوجا يكون أعرضها عرضا و أعمقها عمقا 94/7

أبو العيال أحق بحمله 349/6

أبي ب عليه السّلام فيحسبون أنّي لهم ولي قال اللّه تعالي: اِدْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (1) 99/2

أتاني جبرئيل عليه السّلام بدرنوك من درانيك الجنّة فجلست عليه،فلمّا صرت بين يدي ربي كلمني و ناجاني،فما علمت شيئا إلاّ علّمته عليّا فهو باب مدينة علمي،يا علي سلمك سلمي و حربك حربي، و أنت العلم فيما بيني و بين أمّتي 275/5

أتاني جبرائيل آنفا فقال تختموا بالعقيق 125/1

أتاني جبرائيل عليه السّلام آنفا فقال:تختموا بالعقيق فإنه أول حجر شهد للّه 156/2

أتاني ملك فقال لي يا محمد سل من أرسلنا قبلك من رسلنا علي ما بعثوا؟ 294/2

أتاني ملك فقال:يا محمد (وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا) (2) قال:قلت 55/3

أتخلف قبل أن أتكلّم 63/2

أ تخلفني في الصبيان و النساء؟ 26/2

أ تدرون ما قالت النخلة؟ 183/2

ص: 241


1- سوره 23 - آيه 96
2- سوره 43 - آيه 45

أ تزعمون أن رحم نبي اللّه لا تنفع يوم القيامة؟بلي و اللّه إن رحمي لموصولة في الدنيا و الآخرة-ثمّ قال -يا أيّها الناس أنا فرطكم علي الحوض 45/7

أتطيب به نفسا لهذا؟،أراكم شركاء متشاكسين،إني مقرع بينكم فأيكم أصابته القرعة أغرمته ثلثي القيمة و لزمته الولد 252/5

أ تكتميني علي حديثي،إنها عليّ حرام لطيب قلبها 81/4

اتهمن بمحمد و علي و الأئمة من ولد علي:في قول اللّه (ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ (1) 128/3

أتي أمير المؤمنين عليه السّلام عليّ بن أبي طالب عليه السّلام أصحاب القمص فسام و شيخا منهم فقال:يا شيخ بعني قميصا بثلاثة دراهم،فقال الشيخ:حبّا و كرامة،فاشتري منه قميصا بثلاثة دراهم،فلبسه ما بين الرسفين إلي الكعبين و أتي المسجد فصلّي فيه ركعتين 7/7

أتيت البصرة 235/3

أتيت النبي صلّي اللّه عليه و آله في بعض حجراته فاستأذنت عليه فأذن لي،فلما 181/2

أتيت النبي صلّي اللّه عليه و آله و عنده أبو بكر و عمر،فجلست بينه و بين عائشة فقالت لي عائشة:ما وجدت إلاّ فخذي أو فخذ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله؟فقال:مه يا عائشة لا تؤذيني في عليّ فإنه أخي في الدنيا و أخي في الآخرة 64/7

أجل قد كان بينهما مناجاة الطائف،نزل بينهما جبرائيل 247/5

أجل،قد كان بينهما مناجاة بالطائف،نزل بينهما جبرائيل 249/5

أجل قد كانت بينهما مناجاة بالطائف نزل بينهما جبرائيل عليه السّلام و قال:إن اللّه علّم رسوله الحرام و الحلال و التأويل،فعلّم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا ذلك كلّه 250/5

أجمعت الامة قاطبة لا اختلاف بينهم في ذلك أن القرآن حق لا ريب 367/2

أحد عشر و أبوهم علي بن أبي طالب،ثم قال 50/1

أخبرني جبرئيل عليه السّلام أنهم يظلمونه و يمنعونه حقه و يقاتلونه و يقتلون ولده و يظلمونهم بعده و أخبرني جبرائيل عليه السّلام عن اللّه عز و جل أن ذلك الظلم يزول إذا قام قائمهم 76/4

أخبرني جبرئيل عليه السّلام أنّه يظلمونه و يمنعونه حقه و يقاتلونه و يقتلون ولده و يظلمونهم بعده،و أخبرني جبرئيل عن اللّه عزّ و جلّ أن ذلك الظلم يزول إذا قام قائمهم و علت كلمتهم 49/7

أخبرني جبرائيل،عن اللّه جل جلاله أنه قال:علي بن أبي طالب حجتي 115/1

أخبروني أن النهار إذا أقبل الليل أين يكون،و الليل إذا أقبل النهار أين يكون 25/3

ص: 242


1- سوره 3 - آيه 34

أخبروني هل تحرم الصدقة علي الآل هذا فرق ما بين الآل و الأمة ويحكم أين يذهب بكم اضربتم عن الذكر صفحا أم أنتم قوم مسرفون أ ما علمتم إنه وقعت الوراثة و الطهارة علي المصطفين المهتدين دون سائرهم،من قول اللّه عز و جل: (وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَ إِبْراهِيمَ وَ جَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَ الْكِتابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَ كَثِيرٌ (1) لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ) (2) 40/4

أخذ بيد علي و فاطمة و ابنيهما:فقال رجل من النصاري:لا تفعلوا فتصيبكم 228/3

أخذت منه عامرة و لا يتخذها إلاّ معمورة 53/4

أخرج اللّه من ظهر آدم ذريته إلي يوم القيامة 97/1

أخرج مع الأعرابي إلي وادي الصبرة،وادي الجنّ فناد:معاشر الجن،أنا الحسن بن عليّ وصي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو يأمركم أن تنجزوا عدة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لهذا الأعرابي و هي مائتا ناقة حمر سود الحدق بأزمّتها و أداتها 333/6

أخرج معك؟ 30/2

أخرج معك[لا]أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنك ليس نبي أنه لا ينبغي أن اذهب إلاّ و أنت خليفتي 17/4

أخصمك بالنبوّة فلا نبوّة بعدي و تخصم الناس بسبع 68/2

أخي خير الأوصياء و سبطي خير الاسباط،و سوف يخرج اللّه تبارك و تعالي 279/2

أدخل أنت و أبو الصمصام العبسي 337/6

أدن فأصب من طعامنا هذا 342/6

أدن منّي فدنا منه،و من تبعه، 98/2

أذانهم و ركوعهم و سجودهم 327/6

أردت أن تسألني عن رسول اللّه لم لم يطق حمله 35/1

أرفع إزارك فإنّه أبقي لثوبك و أبقي لك،و خذ من رأسك إن كنت مسلما 344/6

أري ان يضعوا حللهم هذه و خواتيمهم و يلبسوا ثياب سفرهم ثم يعودوا إليه 215/3

أسألك بحق القرابة و القبر و من فيه إلا ما أعفيتني عن هذه المسألة 227/3

أصحاب النهروان 46/7

أصول الإسلام ثلاثة لا ينفع واحدة منهن دون صاحبتها:الصلاة 10/2

أعطاني اللّه تعالي خمسا و أعطي عليّا خمسا:أعطاني جوامع الكلم و جعلني نبيا و جعله وصيّا،

ص: 243


1- سوره 57 - آيه 26
2- سوره 11 - آيه 46

و أعطاني الكوثر و أعطاه السلسبيل،و أعطاني الوحي و أعطاه الإلهام،و أسري بي إليه و فتح له أبواب السماء و الحجب حتّي نظر إليّ و نظرت إليه 212/5

أعطاني اللّه خمسا و أعطي عليا خمسا 259/1

أعطاني اللّه خمسا و أعطي عليا خمسا:أعطاني جوامع الكلم و أعطي 217/2

أعطاني ربي عزّ و جلّ خصالا في الدنيا و خصالا في الآخرة،أعطاني به في الدنيا أنّه صاحب لوائي عند كلّ شدة و كريهة،و أعطاني به[في الدنيا]أنّه غامضي و غاسلي و دافني 39/7

أعطيت في علي تسعا،ثلاثا في الدنيا و ثلاثا في الآخرة و اثنتين 220/2

أعطيت في عليّ تسعا:ثلاثا في الدنيا و ثلاثا في الآخرة،و اثنتين أرجوهما له،و واحدة أخافها عليه، فأمّا الثلاث التي في الدنيا،فساتر عورتي و القائم بأمر أهلي و وصيي فيهم 43/7

أعظم اللّه أجوركم في نبيكم فقد قبضه اللّه إليه 224/5

أعلم امتي بعدي علي بن أبي طالب 217/5

أعلم أمّتي بعدي علي بن أبي طالب 275/5

أعلم أمّتي من بعدي عليّ بن أبي طالب 251/5

أ عندك فيه شيء 80/4

أ فتقرّون أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال في آخر خطبة خطبها:أيها الناس إني تركت 344/2

أ فسمعت قول اللّه عز و جل يقول: (أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) (1) قال:نعم،قال:فالذي (عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ) (2) محمد صلّي اللّه عليه و آله الذي يتلوه شاهد منه-و هو الشاهد و هو منه-أنا علي بن أبي طالب و أنا الشاهد و أنا منه[و له] 66/4

أفضل العبادة انتظار الفرج 89/7

أفضل أعياد أمتي،و هو اليوم الذي أمرني اللّه تعالي ذكره فيه بنصب أخي 194/2

أ فمن عنده علم الكتاب كله أفهم أم من عنده علم الكتاب بعضه 56/4

(أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ) (3) 61/4

(أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) (4) 63/4

أ فمن كان علي بينة من ربّه و يتلوه شاهد منه 276/5

(أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) (5) رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي 63/4

(أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) (6) من ربه و أنا شاهد له منه و أتلوه معه 65/4

ص: 244


1- سوره 11 - آيه 17
2- سوره 11 - آيه 17
3- سوره 11 - آيه 17
4- سوره 11 - آيه 17
5- سوره 11 - آيه 17
6- سوره 11 - آيه 17

أقبل صخر بن حرب حتّي جلس الي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا محمد هذا الأمر 53/2

أقدم أمتي سلما،و أكثرهم علما،و أصحهم دينا،و أفضلهم 164/1

أقضي الأمّة علي 254/5

أقم بالمدينة، 31/2

أقول معشر الخلائق فاسمعوا و لكم أفئدة و أسماع فعوا:إنا أهل بيت أكرمنا اللّه بالإسلام و اختارنا و اصطفانا و اجتبانا فأذهب عنا الرجس و طهرنا تطهيرا 66/4

ألا إن أبرار عترتي و أطائب أرومتي أحلم الناس صغارا و أعلم الناس كبابا، 295/2

ألا إن أهل بيتي عيبتي التي آوي إليها و إن الأنصار كرشي فاعفوا عن 337/2

أ لا أنبئك بالحسنة التي من جاء بها أدخله اللّه الجنة و بالسيئة التي 63/3

ألا إنه المبلغ عنّي و الإمام بعدي زوج ابنتي و أبو سبطي فخرا نحن أهل 10/3

ألا إني تارك فيكم الثقلين أحدهما كتاب اللّه عزّ و جل من تبعه كان علي 316/2

ألا تأكلين منه؟ 349/6

ألا تحمدون اللّه إنّه إذا كان يوم القيامة يدعي كل قوم إلي من يتولونه 135/3

ألا ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي 247/1

ألا ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ النبوّة 64/2

ألا ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي 30/2

ألا ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي 95/2

ألا ترضي يا عليّ أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي 38/2

ألا و إني تارك فيكم ثقلين:أحدهما كتاب اللّه و هو حبل اللّه من اتبعه كان 308/2

ألا و إني تارك فيكم ثقلين:أحدهما كتاب اللّه هو حبل و اللّه من اتبعه 306/2

ألا و إني ظاعن عنكم عن قريب،و منطلق إلي مغيب 205/1

ألاّ و من كنت مولاه فعليّ مولاه اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه 47/2

ألا و من كنت مولاه فعليّ مولاه اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاده 150/2

ألا يا أيها الناس من عرفني فقد عرفني و من لم يعرفني فأنا ابن النبي، 188/3

أ لستم تعرفون عليكم عرفاء علي قبائلكم ليعرفون من فيها من صالح أو طالح فنحن أولئك الرجال الذين يعرفون كلاّ بسيماهم 45/4

ص: 245

اللهم قد جعلت صلواتك و رحمتك و مغفرتك و رضوانك علي إبراهيم و آل 191/3

(أَ لَمْ تَرَ إِلَي الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَ الطّاغُوتِ) (1) 117/3

(أَ لَمْ تَرَ إِلَي الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَ الطّاغُوتِ) (2) فلان 121/3

أما إذا سألتموني عنه فسأخبركم أن الحوض أكرمني اللّه به و فضّلني علي من كان قبلي من الأنبياء، و هو ما بين أيلة و صنعاء فيه من الآنية عدد نجوم السماء،يسيل فيه خليجان من الماء 44/7

أمّا الأوّل فكان ذميّا فخرج عن ذمّته لم يكن له حد إلاّ السيف،و أمّا الثاني فرجل محصن كان حده الرجم،و أما الثالث فغير محصن حدّه الجلد،و أما الرابع فعبد ضربناه نصف الحد،و أما الخامس فمجنون مغلوب علي عقله 272/5

أمّا الريح الاولي فجبرائيل في ألف من الملائكة سلّموا عليك،و الريح الثانية ميكائيل في ألف من الملائكة سلّموا عليك،و الريح الثالثة إسرافيل في ألف من الملائكة سلّموا عليك 319/6

أما الظالم لنفسه منّا فمن عمل عملا صالحا و أخر سيئا و أما المقتصد فهو المتعبد المجتهد و أما السابق بالخيرات فعلي و الحسن و الحسين:و من قتل من آل محمد شهيدا 41/4

أمّا المأمورون فعامة المؤمنين أمروا بذلك 145/1

أمّا النبيون فأنا،و أما الصديقون فأخي علي بن أبي طالب 44/1

أما إن عليا لم يقل في موضع (إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَ لا شُكُوراً) (3) و لكن اللّه علم من قلبه أنما أطعم للّه فأخبره بما يعلم من قلبه من غير ان ينطق به 98/4

أما أحدهما كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلي الأرض طرف بيد 318/2

أمّا أفضل البقاع ما بين الركن و المقام،و لو أن عبدا عمر ما عمر نوح عليه السّلام 79/3

أمّا أنا فعلي البراق،و وجهها كوجه الإنسان،و خدّها كخد الفرس،و عرفها من لؤلؤ مسموط،و أذناها زبرجدتان خضراوان،و عيناها مثل الكوكب الزهرة يتوقدان مثل النجمين المضيئين،لها شعاع مثل شعاع الشمس،ينحدر من نحرها الجمان 32/7

أمّا أنت يا عليّ فمنّي و أنا منك و أنت ولي كلّ مؤمن بعدي،فصدّق 91/2

أما أنك لو لم تسألني علي رءوس الإشهاد ما حدثتك ويحك هل تقرأ سورة هود (أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) (4) رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي بينة و أنا الشاهد منه 68/4

أما بعد ألا أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فاجيب، 184/2

أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فاجيب 308/2

ص: 246


1- سوره 4 - آيه 51
2- سوره 4 - آيه 51
3- سوره 76 - آيه 9
4- سوره 11 - آيه 17

أما بعد أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول اللّه فاجيب 187/3

أما بعد أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فاجيب 306/2

أمّا بعد أيها الناس إنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فاجيبه 315/2

أمّا بعد أيّها الناس فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي 281/1

أما بعد فإن محمدا صلّي اللّه عليه و آله كان أمين اللّه في خلقه فلما قبض النبي صلّي اللّه عليه و آله كنا 262/3

أمّا بعد فانّي ولّيتك ما ولّيتك و أنا أراك لذلك أهلا،و إنّه 71/2

أ ما ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي 79/1

أ ما ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي 232/1

أ ما ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي 247/1

أمّا ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي؟ 26/2

أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي 214/3

أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ إنّك ليس نبيّ،أنّه 37/2

أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ و لو كان لكنته 52/2

أ ما ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي،سلمك سلمي و حربك 48/2

أ ما ترضي أن يكون سلمك سلمي و حربك حربي و تكون أخي و وليّ 311/2

أ ما ترضي أن يكون سلمك سلمي و حربك حربي و تكون أخي و وليّ في الدنيا و الآخرة يا أبا الحسن من أحبك فقد أحبني و من أبغضك فقد أبغضني و من أحبك ادخله اللّه الجنة و من أبغضك ادخله اللّه 60/4

أ ما تقرأ الآية التي في هود (أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) (1) محمد صلّي اللّه عليه و آله علي بينة من ربه و أنا الشاهد 68/4

أ ما تقرأ الآية التي في هود (وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) (2) 61/4

أ ما علمت أنّ النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قال يوم خيبر:لأعطينّ الراية غدا رجلا يحب اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله، ما يرجع حتّي يفتح اللّه علي يديه،فدفع الراية إليّ عليّ عليه السّلام ففتح اللّه عزّ و جلّ علي يديه؟ 62/7

أ ما علمت أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لما أتي بالطائر المشوي قال:اللّهمّ ايتني بأحب خلقك إليك و إليّ يأكل معي من هذا الطائر،و عني به عليّا عليه السّلام؟ 62/7

أ ما علمت أنّه دعاهم إلي توحيد اللّه و طاعته و اتباع أمره و وعدهم الجنّة علي ذلك،و أوعد من خالف

ص: 247


1- سوره 11 - آيه 17
2- سوره 11 - آيه 17

ما أجابوا إليه و أنكره النار؟ 62/7

أ ما قرأت كتاب اللّه عز و جل؟ 239/3

أ ما قرأت كتاب اللّه عز و جل؟ 243/3

أما قفل السماء فهو الشرك و أما مفتاح ذلك القفل فقول:لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه،و أما القبر الجاري فهو الحوت الذي كان يونس في بطنه حيث دار به في سبعة أبحر 217/5

أمّا لو بلغت نفسك الحلقوم رأيتني حيث تحب،و لو رأيتني و أنا أذود الرجال عن الحوض ذود غريبة الإبل لرأيتني حيث تحبّ،و لو رأيتني و أنا مارّ علي الصراط بلواء الحمد بين يدي رسول اللّه لرأيتني حيث تحبّ 43/7

أما من سل سيفه و دعا الناس إلي نفسه إلي الضلال من ولد فاطمة و غيرهم فليس بداخل في هذه الآية،الظالم لنفسه الذي لا يدعو الناس إلي ضلال و لا هدي و المقصد منّا أهل البيت هو العارف حق الإمام و السابق بالخيرات هو الإمام 41/4

أما و اللّه لو لم تسألني علي رءوس القوم ما حدثتك هل تقرأ سورة هود (أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) (1) رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي بينة من ربه و أنا الشاهد 62/4

أما و اللّه ما أختم عليه بخلا و لكنّي أبتاع قدر ما يكفيني فأخاف أن يفني و يصنع من غيره،و إنّما حفظي لذلك،و أكره أن أدخل بطني إلاّ طيّبا 347/6

أمرت بها أن ترجم 260/5

أمرني و أنا سابع سبعة فيهم أبو بكر و عمر 100/1

أ معك حجّة؟ 338/6

(أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ وَ يَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ) (2) 16/7

(أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ) (3) قال:نحن الناس 121/3

أنا الاذان الواعية يقول اللّه عز و جل: (وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) (4) 87/4

أنا المنذر-و أومأ بيده إلي منكب علي بن أبي طالب-أنت الهادي يا علي 5/3

أنا المنذر و علي الهادي إلي أمري 11/3

أنا المنذر و علي الهادي بك يا علي يهتدي المهتدون 6/3

أنا الهادي أنا المهتدي 9/4

أنا أوّل من تنشق عنه الأرض و أنت معي 329/1

ص: 248


1- سوره 11 - آيه 17
2- سوره 27 - آيه 62
3- سوره 4 - آيه 54
4- سوره 69 - آيه 12

أنا أوّل من يدخل الجنة و أنت بعدي تدخلها و الحسن و الحسين و فاطمة 329/1

أنا أمرتها أن لا تنخله 13/7

أنا أواليك في الدنيا و الآخرة 16/4

أنا أول قادم علي اللّه تبارك و تعالي ثم يقدم عليّ كتاب اللّه و أهل بيتي 354/2

أنا أول من تنشق الأرض عنه و أنت معي 127/1

أنا أول من تنشق الأرض عنه و أنت معي، 190/3

أنا أوّل من تنشق الأرض عنه يوم القيامة،و أنت معي،و معنا لواء الحمد و هو بيدك،تسير به أمامي و تسبق به الأوّلين و الآخرين 35/7

أنا أوّل من تنشق الأرض عنه يوم القيامة و أنت معي،و معي لواء الحمد و هو بيدك تسير به أمامي و تسبق به الأوّلين و الآخرين 51/7

أنا أوّل من تنشق عنه الأرض و أنت معي 85/2

أنا أوّل من يدخل الجنّة و أنت بعدي تدخلها و الحسن و الحسين و فاطمة 85/2

أنا أول من يدخل الجنة و أنت معي،تدخلها 127/1

أنا أول من يدخل الجنة و أنت معي تدخلها أنت و الحسن و الحسين و فاطمة 191/3

أنا أوّل من يدخل الجنّة و أنت معي تدخلها و الحسن و الحسين و فاطمة،ان اللّه تعالي أوحي إليّ أن أقوم بفضلك فقمت به في الناس و بلّغتهم ما أمرني اللّه بتبليغه،اتق الضغائن التي لك في صدور من لا يظهرها إلاّ بعد موتي،أولئك يلعنهم اللّه و يلعنهم اللاعنون 48/7

أنا تارك فيكم الثقلين 189/3

أنا خاتم النبيين كذلك عليّ خاتم الأوصياء إلي يوم الدين،و في الباب علي 162/2

أنا خزانة العلم و علي مفتاحها،فمن أراد الخزانة فليأت من المفتاح 215/5

أنا خليفة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وزيره و وارثه أنا أخو رسول اللّه و وصيه و حبيبه 40/3

أنا خليفة رسول اللّه و وزيره و وارثه،أنا أخو رسول اللّه و وصيه و حبيبه،أنا 189/2

أنا دار الحكمة و علي بابها،فمن أراد الحكمة فليأت الباب 235/5

أنا دار الحكمة و علي بابها،فمن أراد الحكمة فليأتها من بابها 236/5

أنا دعوة أبي إبراهيم 124/3

أنا دعوة أبي إبراهيم 125/3

ص: 249

أنا دعوة أبي إبراهيم عليه السّلام 271/3

أنا دعوة أبي إبراهيم،قلنا:يا رسول اللّه و كيف صرت دعوة أبيك إبراهيم؟ 224/2

أنا ذلك الإمام المبين 214/5

أنا ذلك المؤذن 43/4

أنا رسول اللّه إلي الناس أجمعين و لكن سيكون بعدي أئمة علي الناس 134/3

أنا سلم لمن سالمت و حرب لمن حاربت 127/1

أنا سلم لمن سالمت و حرب لمن حاربت 328/1

أنا سلم لمن سالمت و حرب لمن حاربت، 190/3

أنا سلم لمن سالمك و حرب لمن حاربك 85/2

أنا سيد الأنبياء و المرسلين،و أفضل من الملائكة 181/1

أنا سيد الأنبياء و المرسلين و أفضل من الملائكة المقربين 87/1

أنا سيد الأنبياء و المرسلين و أفضل من الملائكة المقربين، 201/2

أنا سيّد الأنبياء و المرسلين و أفضل من الملائكة المقرّبين،و أوصيائي سادة أوصياء النبيّين و المرسلين،و ذرّيتي أفضل ذرّيات النبيّين و المرسلين،و أصحابي الذين سلكوا منهاجي أفضل أصحاب النبيّين و المرسلين 40/7

أنا سيّد الأنبياء و عليّ سيد الأوصياء و سبطاي خير الاسباط و منا 239/2

أنا سيّد الأولين و الآخرين و أنت يا عليّ سيّد الخلائق بعدي 9/5

أنا سيد الاولين و الآخرين و علي بن أبي طالب سيد الوصيين 257/1

أنا سيد الأولين و الآخرين و علي بن أبي طالب سيد الوصيين و هو أخي 210/2

أنا سيد المرسلين و علي بن أبي طالب سيد الوصيين،و ان أوصيائي بعدي 174/2

أنا سيد النبيين و علي بن أبي طالب سيد الوصيين 158/1

أنا سيد النبيين و علي بن أبي طالب سيد الوصيين و الحسن و الحسين 208/2

أنا سيد النبيين و علي بن أبي طالب سيد الوصيين و إن أوصيائي بعدي 259/2

أنا سيّد النبيين و عليّ بن أبي طالب سيّد الوصيين و إنّ أوصيائي بعدي اثنا عشر،أولهم عليّ بن أبي طالب و آخرهم المهدي 81/7

أنا سيد النبيين و وصيي سيد الوصيين و أوصياؤه سادة الأوصياء،إن آدم عليه السّلام 205/2

ص: 250

أنا سيد الوصيين و وصي سيد النبيين،أنا إمام المسلمين و قائد المتقين 187/2

أنا سيّد من خلق اللّه عز و جل،و أنا خير من جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل و حملة العرش و جميع ملائكة اللّه المقرّبين و أنبياء اللّه المرسلين،و أنا صاحب الشفاعة و الحوض الشريف 127/7

أنا سيّد ولد آدم و عليّ سيّد العرب 10/5

أنا شجرة من جنب اللّه فمن وصلنا وصله اللّه 11/4

أناشدكم اللّه،هل تعلمون أن لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله وصيا غيري 185/2

أنا علي البراق،و أخي صالح علي ناقة اللّه 93/1

أنا علي البراق،و أخي صالح علي ناقة اللّه التي عقرها قومه،و ابنتي فاطمة علي ناقتي العضباء،و عليّ ابن أبي طالب علي ناقة من نوق الجنّة 30/7

أنا علي البراق،و أخي صالح علي ناقة اللّه التي عقرها قومه،و ابنتي فاطمة علي ناقتي العضباء،و عليّ ابن أبي طالب علي ناقة من نوق الجنّة 42/7

أنا علي البراق،و أخي صالح علي ناقة اللّه التي عقرها قومه و عمّي 220/2

أنا علي البراق،و أخي صالح علي ناقة اللّه التي عقرها قومه،و عمّي حمزة أسد اللّه علي ناقتي العضباء،و عليّ بن أبي طالب علي ناقة من نوق الجنّة مدبجة الجنبين 52/7

أنا علي البراق،و أخي صالح علي ناقة اللّه التي عقرها قومه،و عمّي حمزة أسد اللّه علي ناقة العضباء، و أخي عليّ بن أبي طالب علي ناقة من نوق الجنّة مديحة الجنبين،عليه حلّتان خضراوان من كسوة الرحمن،علي رأسه تاج من نور 35/7

أنا علي البراق،و أخي صالح علي ناقة اللّه التي عقرها قومه،و عمّي حمزة أسد اللّه و أسد رسوله علي ناقتي العضباء،و أخي عليّ بن أبي طالب علي ناقة من نوق الجنّة 32/7

أنا علي البراق،و أخي صالح علي ناقة اللّه التي عقرها قومه،و عمّي حمزة أسد اللّه و أسد رسوله علي ناقتي العضباء،و أخي عليّ بن أبي طالب علي ناقة من نوق الجنّة 44/7

أنا علي بينة من ربه و علي الشاهد 63/4

أنا علي دابة البراق،و أخي صالح علي ناقة اللّه التي عقرت،و عمّي حمزة علي ناقتي العضباء،و أخي عليّ علي ناقة من نوق الجنّة و بيده لواء الحمد ينادي:لا إله إلاّ اللّه،محمد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله، 32/7

أنا علي دابة اللّه البراق،و أخي صالح علي ناقة اللّه التي عقرت،و عمّي حمزة علي ناقتي العضباء، و أخي عليّ علي ناقة من نوق الجنّة و بيده لواء الحمد 37/7

ص: 251

أنا علي دابّة اللّه البراق،و أخي صالح علي ناقة اللّه التي عقرت و عمّي حمزة علي ناقتي العضباء، و أخي عليّ علي ناقة من نوق الجنّة و بيده لواء الحمد 53/7

أنا عند الحوض و أنت معي 127/1

أنا عند الحوض و أنت معي 85/2

أنا عند الحوض و أنت معي، 190/3

أنا عين اللّه و انا يد اللّه و أنا جنب اللّه و أنا باب اللّه 8/4

أنا قسيم اللّه بين الجنة و النار 63/7

أنا قسيم النار أقول:هذا وليّي دعيه،و هذا عدوّي خذيه 64/7

أن اللّه تبارك و تعالي عهد إلي في علي عهدا فقلت 123/1

أنا مدينة الجنّة و علي بابها فمن أراد الجنّة فلياتها من بابها 234/5

أنا مدينة الجنّة و علي بابها فمن أراد الجنّة فلياتها من بابها 234/5

أنا مدينة العلم و عليّ 48/2

أنا مدينة العلم و علي بابها 60/4

أنا مدينة العلم و عليّ بابها فمن أراد الحكمة فليأتها من بابها، 96/2

أنا مدينة العلم و علي بابها فمن أراد العلم فليأت المدينة من بابها كما أمر اللّه فقال (وَ أْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها) (1) و هو مفرج الكرب عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في الحروب 233/5

أنا مدينة العلم و عليّ بابها،فمن أراد العلم فليأت إلي الباب-ثمّ قال-يا عليّ أنا مدينة العلم و أنت الباب،كذب الذي زعم أنه يصل إلي المدينة إلاّ من الباب 228/5

أنا مدينة العلم و عليّ بابها،فمن أراد العلم فليأت الباب 337/6

أنا مدينة العلم و علي بابها،فمن أراد المدينة فليأت الباب 227/5

أنا مدينة العلم و علي بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب،خازن علمي 204/5

أنا مدينة العلم و علي بابها،فمن أراد المدينة فليأت الباب-و قوله فيه:خازن علمي 229/5

أنا مدينة العلم و علي بابها و لا تؤتي البيوت إلاّ من أبوابها 225/5-226

أنا من أحمد كالضوء من الضوء!أ ما علمت أن محمدا 36/1

أنا واردكم علي الحوض،و أنت يا علي الساقي 134/1

أنا واردكم علي الحوض و أنت يا علي الساقي و الحسن الرائد و الحسين 259/2

ص: 252


1- سوره 2 - آيه 189

أنا و علي نلقي في جهنم كل من عادانا 66/7

أنا و علي و الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين 147/1

أنا و علي و الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين مطهّرون معصومون 163/2

أنا و علي و الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين مطهرون معصومون 258/2

أنا و علي و الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين مطهّرون معصومون 261/2

أنا و عليّ و الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين مطهّرون معصومون 81/7

أنا و علي،و فاطمة،و الحسن،و الحسين،و تسعة من ولد 179/1

أنا و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين 87/1

أنا و هذا حجة اللّه علي امتي يوم القيامة 105/1

أنا يعسوب المؤمنين و أنا أول السابقين و خليفة رسول ربّ العالمين و أنا قسيم الجنة و النار و أنا صاحب الأعراف 45/4

أنت الآخذ بسنتي و الذاب عن ملتي 127/1

أنت الآخذ بسنتي و الذاب عن ملتي 329/1

أنت الآخذ بسنّتي و الذابّ عن ملّتي 85/2

أنت الآخذ بسنتي و الذاب عن ملتي، 190/3

أنت الإمام ابن الإمام أخو الإمام،تسعة من ولدك أمناء معصومون، 283/2

أنت الإمام ابن الإمام و أخو الإمام تسعة من صلبك أئمة 204/1

أنت الإمام،و الحسن و الحسين إمامان سيّدا شباب أهل الجنّة،و تسعة من صلب الحسين عليه السّلام أئمّة أبرار معصومون،و منهم قائمنا أهل البيت،ثمّ قال:يا عليّ ليس في القيامة راكب غيرنا و نحن أربعة 31/7

أنت الإمام و الخليفة بعدي،تعلّم الناس ما لا يعلمون 200/1

أنت الذائد عن حوضي يوم القيامة،تذود عنه الرجال كما يذاد البعير الضال عن الماء بعصا لك من عوسج،كأنّي أنظر إلي مقامك من حوضي 55/7

أنت الذي أحتج اللّه بك في ابتدائه الخلق حيث أقامهم أشباحا فقال لهم: 303/2

أنت الذي أنزل اللّه فيك (وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ) (1) ، 190/3

أنت الذي أنزل اللّه فيه.و أذان من اللّه و رسوله 127/1

ص: 253


1- سوره 9 - آيه 3

أنت الذي أنزل اللّه فيه وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ (1) 85/2

أنت العروة الوثقي 127/1

أنت العروة الوثقي 328/1

أنت العروة الوثقي 85/2

أنت العروة الوثقي 38/3

أنت العروة الوثقي،190/3

أنت العروة الوثقي،أنت تبيّن لهم ما يشتبه عليهم من بعدي 48/7

أنت الوصي علي الأموات من أهل بيتي 200/1

أنت الوصي علي الأموات من أهل بيتي،و الخليفة علي الأحياء من أمتي، 285/2

أنت إلي خير،إنما نزلت فيّ 145/1

أنت إمام كل مؤمن و مؤمنة،و ولي كل مؤمن و مؤمنة بعدي 127/1

أنت إمام كلّ مؤمن و مؤمنة،و ولي كل مؤمن و مؤمنة بعدي 328/1

أنت إمام كلّ مؤمن و مؤمنة و ولي كلّ مؤمن و مؤمنة بعدي 85/2

أنت إمام كلّ مؤمن و مؤمنة و ولي كل مؤمن و مؤمنة بعدي،190/3

أنت إمام كلّ مؤمن و مؤمنة و ولي كلّ مؤمن و مؤمنة بعدي،أنت الذي أنزل اللّه فيه (وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ) (2) أنت الآخذ بسنّتي و الذاب عن ملّتي 48/7

أنت أخي و وزيري و خليفتي في أهلي تقضي ديني 62/1

أنت أخي و وصيي و خليفتي من بعدي و قاضي ديني 185/2

أنت أول من آمن بي و أول من يصافحني يوم القيامة و أنت الصديق الاكبر و أنت الفاروق الذي يفرق بين الحق و الباطل و أنت يعسوب المؤمنين و المال يعسوب الكافرين و أنت أخي و وزيري و خير من اترك بعدي تقضي ديني و تنجز موعودي 11/5

أنت تبين لهم ما اشتبه عليهم بعدي 328/1

أنت تبين لهم ما اشتبه عليهم من بعدي 127/1

أنت تبيّن لهم ما اشتبه عليهم من بعدي 190/3

أنت تبيّن لهم ما اشتبه عليهم من بعدي،أنت إمام كل مؤمن و مؤمنة و ولي كل مؤمن و مؤمنة بعدي أنت الذي أنزل اللّه فيه (وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ) (3) ،أنت الآخذ بسنتي و الذاب عن

ص: 254


1- سوره 9 - آيه 3
2- سوره 9 - آيه 3
3- سوره 9 - آيه 3

ملتي،أنا أول من تنشق الأرض عنه و أنت معي أنا عند الحوض و أنت معي أنا أول من يدخل الجنة و أنت معي تدخلها و الحسن و الحسين و فاطمة،إن اللّه تعالي أوحي إلي بأن أقوم بفضلك فقمت به في الناس و بلغتهم ما أمرني اللّه تعالي بتبليغه،أتق الضغائن التي لك في صدور من لا يظهرها إلاّ بعد موتي أولئك يلعنهم اللّه و يلعنهم اللاعنون 75/4

أنت تبيّن ما اشتبه عليهم بعدي 85/2

أن تتوبا إلي اللّه فقد صغت قلوبكما (وَ إِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَ جِبْرِيلُ وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) (1) قال:صالح المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام 84/4

أن تحكموا بالعدل إذا ظهرتم،أن تحكموا بالعدل إذا بدت في أيديكم 121/3

أنت سيّد ابن سيّد أبو السادة،أنت إمام بن الإمام أخو الإمام أبو الأئمة،أنت حجّة ابن حجّة أخو حجة أبو حجج تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم 117/7

أنت سيد ابن سيد أبو سادة،أنت إمام ابن إمام 106/1

أنت سيّد ابن سيّد أنت إمام ابن الإمام أخو إمام أبو الأئمة،أنت حجة اللّه ابن حجته،و أبو حجج تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم 128/7

أنت سيد ابن سيد،أنت إمام ابن إمام أبو أئمة 120/1

أنت سيد و ابن سيد و أبو السادات،أنت إمام بن إمام أبو الأئمة،أنت حجة 270/2

أنت فقيه أهل البصرة 268/3

أنتم منذ ثلاث في ما أري و أنا غافل عنكم 92/4

أنتم نخبة اللّه حين عرفتم وصي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قبل أن تعرفوه،فبم عرفتم 32/3

أنت مني بمنزلة هارون من موسي 127/1

أنت منّي بمنزلة هارون من موسي 26/2

أنت منّي بمنزلة هارون من موسي، 65/2

أنت منّي بمنزلة هارون من موسي 190/3

أنت مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لا نبي 20/1

أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي 24/2

أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي 25/2

أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبيّ بعدي 27/2

ص: 255


1- سوره 66 - آيه 4

أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي 27/2

أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي 28/2-29

أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي 30/2

أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي 30/2

أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي 31/2

أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي 32/2

أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي 52/2

أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي 54/2

أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي 64/2

أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي 66/2

أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي 67/2

أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي،68/2

أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي 70/2

أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي 71/2

أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي 85/2

أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبي بعدي 205/5

أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه ليس بعدي نبيّ 26/2

أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه ليس نبيّ بعدي؟ 82/2-83

أنت منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنه لا نبي بعدي 259/5

أنت منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبيّ بعدي و لو كان نبيّ بعدي 88/2

أنت منّي بمنزلة هارون من موسي و خلفه في أهله 32/2

أنت مني و أنا منك 127/1

أنت مني و أنا منك 190/3

أنت منّي و أنا منك 75/4

أنت منّي و أنا منك،تقاتل علي التأويل كما قاتلت علي التنزيل،أنت منّي بمنزلة هارون من موسي،أنا سلم لمن سالمت و حرب لمن حاربت 48/7

ص: 256

أنت وارث علمي،و معدن حكمي،و الإمام بعدي 200/1

أنت وارث علمي و معدن حكمي و الإمام بعدي،و إذا استشهدت فابنك 278/2

أنت و اللّه أميرهم تميرهم من علومك فيمتارون 56/1

أنت و اللّه أميرهم تميرهم من علومك فيمتارون 102/1

أنت ولي كل مؤمن بعدي و مؤمنة 17/4

أنت وليّ كلّ مؤمن و مؤمنة بعدي 34/2

أن ثورا قتل حمارا علي عهد النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و رفع ذلك إليه و هو في أناس من أصحابه منهم أبو بكر و عمر فقال:يا أبا بكر،اقض بينهم 255/5

أن جبرائيل يجلس علي باب الجنة و لا يدخلها إلا من معه براءة من علي عليه السّلام 97/3

أنزلها اللّه عزّ و جلّ في الأنبياء و أوصيائهم و أنا أفضل أنبياء اللّه و رسله،109/2

أنشدك اللّه الذي أنزل عليّ الكتاب و اختصني بالرّسالة أ عن سخط تقول 95/2

أنشدك باللّه أنت الفتي الذي نودي من السّماء لا سيف إلاّ ذو الفقار و لا فتي 125/2

أنشدكم اللّه أ فيكم أحد آخي رسول اللّه بينه و بين نفسه حين آخي بين بعض 68/2

أنشدكم باللّه جميعا أ فيكم أحد صلّي القبلتين مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله غيري؟ 84/2

أن عليّا خير البشر من أبي فقد كفر و خير البرية و خير الخليقة و خير من أخلف و خير الناس 10/5

أنفسهم و أنّك منه بمنزلة هارون من موسي 108/2

أن قوما احتفروا زبية الأسد باليمن،فوقع فيها الأسد فازدحم الناس عليها ينظرون إلي الأسد،فوقع رجل فتعلق بآخر و تعلق الآخر بالآخر و الآخر بالآخر 257/5

أنه قال أنا اللّه لا إله إلاّ أنا خلقت الخلق بقدرتي و اخترت منهم 198/2

أنه كان في ذؤابة سيف علي صحيفة و أن عليّا دعا إليه الحسن فدفعها إليه،فدفع إليه سكينا و قال له:

افتحها فلم يستطع ان يفتحها ففتحها له،ثمّ قال له:اقرأ فقرأ الحسن الألف و الياء و السين و اللام و الحرف بعد الحرف 220/5

أنهم بنو أميّة كرهوا ما أنزل اللّه في ولاية عليّ عليه السّلام 372/4

أني سألت اللّه ربي أن يجعل لعلي اذنا واعية فقيل لي:قد فعل ذلك به 87/4

أوحي اللّه إلي جبرائيل و ميكائيل أني آخيت بينكما و جعلت عمر أحدكما أطول من عمر صاحبه فيكما يؤثر أخاه فكلاهما كرها الموت فاوحي اللّه إليهما إلاّ كنتما مثل وليّ علي بن أبي طالب) 19/4

ص: 257

أوحي اللّه إلي نبيّه (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلي صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (1) 45/3

أوحي اللّه تعالي:إلي جبرائيل و ميكائيل أني آخيت بينكما 20/4

أوحي اللّه عز و جل إلي جبرائيل و ميكائيل عليهما السّلام إني قد آخيت بينكما و جعلت عمر أحدكما أطول من عمر صاحبه فأيكما يؤثر أخاه؟و كلاهما كرها الموت 24/4

أوصني يا رسول اللّه فقال:اللّه يوصيك و يناجيك،فناجاه اللّه يوم براءة من مثل صلاة الأولي إلي صلاة العصر 250/5

أوصياء الأنبياء الذين يقومون بعدهم لقضاء ديونهم و انجاز عداتهم 241/2

أوصي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي علي بألف كلمة يفتح كل كلمة ألف كلمة 223/5

أوصي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي علي عليه السّلام بألف كلمة و ألف باب تفتح كل كلمة و كلّ باب ألف كلمة و ألف باب 221/5

أوصيكم عباد اللّه بتقوي اللّه الذي لا تستغني عنه العباد،فإن من رغب في 285/2

أوصي موسي إلي يوشع ابن نون و أوصي يوشع بن نون إلي ولد هارون، 335/2

أوّل الناس ورودا علي الحوض يوم القيامة أوّلهم إسلاما عليّ بن أبي طالب 48/7

أولم تنهوا عن كثرة المسائل فأبيتم أن تنتهوا إياكم و ذلك فإنه إنما هلك 30/3

أوّل من اتخذ عليّ بن أبي طالب أخا من أهل السماء إسرافيل ثمّ ميكائيل ثمّ جبرائيل،و أوّل من أحبه منهم حملة العرش،ثمّ رضوان خازن الجنّة ثمّ ملك الموت،يترحّم علي محبّي عليّ بن أبي طالب،كما يترحم علي الأنبياء 325/6

أوّل من يدخل الجنّة من النبيّين و الصدّيقين عليّ بن أبي طالب 37/7

أوّل من يدخل الجنّة من النبيّين و الصدّيقين عليّ بن أبي طالب 2 52/7

أول من يدخل عليّ اليوم أمير المؤمنين و سيد المسلمين 77/1

أو ليس النبيّ صلّي اللّه عليه و آله ضامن لما وعد و أوعد عن ربّه عزّ و جلّ؟ 62/7

أ و ليس رضوان و مالك من جملة الملائكة،و المستغفرين لشيعته الناجين بمحبّته؟ 63/7

أ و ليس عليّ بن أبي طالب خليفته و إمام أمّته؟ 63/7

أو ما عسيتم أن ترووا من فضلنا إلاّ ألفا غير معطوفة 222/5

أهل بيته 100/2

أهل بيتي أمان لأهل الأرض 25/1

ص: 258


1- سوره 43 - آيه 43

أهل بيتي أمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء 139/3

أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلّف عنها زج في النار 16/3

(أَ يَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُديً) (1) 267/5

أي شيء تقول؟ 41/4

أي شيء تقولون أنتم؟ليس حيث تذهب ليس يدخل في هذا من أشار بسيفه و دعا الناس إلي 36/4

أيضا أن النبي صلّي اللّه عليه و آله سئل عن(الصادقين)هاهنا فقال:هم علي و فاطمة و حسن و حسين و ذريّتهم 53/3

أيضا حجّة فلا مزيد علي ذلك 23/2

أين فلان أين فلان،فجعل ينظر في وجوه أصحابه و يتفقدهم و يبعث إليهم 59/2

أي و الذي بعثني بالنبوة إنهم يستضيئون بنوره و ينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس و إن تجللها سحاب،هذا من مكنون سرّ اللّه و مخزون علم اللّه فاكتمه إلاّ عن أهله 122/7

أي و ربي ليمحّص الذين آمنوا و يمحق الكافرين،يا جابر إن هذا الأمر من أمر اللّه و سرّ من سرّ اللّه مطوي من عباد اللّه فإياك و الشك فيه فإن الشك في أمر اللّه عز و جل كفر 132/7

أي و ربي ليمحص اللّه الذين آمنوا و يمحق الكافرين،يا جابر إن هذا الأمر من أمر اللّه،و سرّ من سرّ اللّه، علّته مطوية عن عباده،فإيّاك و الشك فيه فإن الشك في أمر اللّه عز و جل كفر 90/7

أيها الناس استمعوا قولي و اعقلوه عني فإن الفراق قريب،أنا إمام البرية 212/2

أيها الناس إن اللّه أرسلني برسالة ضاق بها صدري 144/1

أيها الناس إن اللّه تبارك و تعالي قد فرض لي عليكم فرضا فهل أنتم مؤدّوه؟ 240/3

أيها الناس إن اللّه عزّ و جل أمرني أن أنصب لكم إمامكم و القائم فيكم بعدي 107/3

أيها الناس إن اللّه عز و جل أمرني أن أنصب لكم إمامكم 145/1

أيها الناس إن اللّه عز و جل أمرني أن أنصب لكم إمامكم 239/1

أيها الناس إن جبرائيل الروح الامين نزل عليّ 163/1

أيها الناس إنه قد أقبل إليكم شهر اللّه 175/1

أيها الناس إنه قد أقبل إليكم شهر اللّه بالبركة و الرحمة 112/1

أيّها الناس إنّه قد كرهت تخلّفكم عليّ 287/1

ص: 259


1- سوره 75 - آيه 36

أيها الناس انّه قد نبأني اللطيف الخبير انّه لن يعمر نبي إلاّ مثل نصف عمر 317/2

أيها الناس إنه كان لي من رسول اللّه عشر خصال لهن أحب إلي مما طلعت 218/2

أيها الناس إنه لم يكن لنبي من العمر إلا نصف 311/1

أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين،ما إن أخذتم به لن تضلوا من بعدي: 364/2

أيها الناس إني تركت فيكم الثقلين:خليفتين إن أخذتم بهما لن تضلّوا 307/2

أيها الناس إني فرط لكم و انتم واردون عليّ الحوض أعرض ما بين 323/2

أيها الناس إني قد تركت فيكم حبلين إن أخذتم بهما لن تضلّوا من بعدي 347/2

أيها الناس إني قد نبأني اللطيف الخبير أنه لن يعمّر من نبي إلا نصف 342/2

أيها الناس أ تعلمون أن اللّه أنزل في كتابه (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ (1) 107/3

أيها الناس أ تعلمون أنّ اللّه أنزل في كتابه إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ (2) 358/2

أيها الناس أنا فرطكم و أنتم واردون عليّ الحوض ألا إني سائلكم عن الثقلين 354/2

أيها الناس أنتم تقولون:إني انتجيت عليّا و إني و اللّه ما انتجيته و لكن اللّه انتجاه،إن ذلك ليقال 249/5

أيها الناس أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أسرّ إلي ألف حديث في كل حديث ألف باب 136/3

أيها الناس أوشك أن اقبض قبضا سريعا فينطلق بي و قد قدمت 360/2

أيها الناس سلوني،سلوني فو اللّه لا تسألوني عن آية من كتاب اللّه إلاّ حدثتكم عنها متي نزلت،بليل أو نهار أو في مقام أو في مسير أو في سهل أم في جبل،و في من نزلت في مؤمن أم في منافق،و ما عني بها أعام أم خاص،و لئن فقدتموني لا يحدثكم أحد حديثي 243/5

أيها الناس سمعت جدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:أنا مدينة العلم و علي بابها و هل تدخل المدينة إلاّ من بابها؟ 230/5

أيها الناس سمعت جدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:أنا مدينة العلم و علي بابها و هل تدخل المدينة إلاّ من بابها؟ 242/5

أيها الناس قد خلفت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلّوا بعدي 307/1

أيها الناس قد نبأني اللطيف الخبير انّه لم يعمّر نبي إلاّ دون عمر صاحبه 312/2

أيها الناس من أولي بكم من انفسكم؟ 203/3

أيها الناس من أولي بكم منكم بأنفسكم؟ 232/5

ص: 260


1- سوره 33 - آيه 33
2- سوره 33 - آيه 33

أيها الناس من عرفني فقد عرفني و من لم يعرفني فأنا الحسن بن محمد، 233/3

أيها الناس من فقد الشمس فليتمسك بالقمر،و من فقد القمر 226/2

أيها الناس من فقد الشمس فليتمسّك بالقمر،و من فقد القمر فليتمسك 360/2

أيها الناس من فقد الشمس فليتمسك بالقمر،و من فقد القمر فليتمسك بالفرقدين 262/1

باعني رضائي فأخذ رضاه 346/6

باعني رضائي و أخذه برضاه 345/6

بالسوية بين الناس،و يملأ اللّه تعالي قلوب أمة محمد غني و يسع عدله حتي يأمر مناديا فينادي يقول:

من له في المال حاجة 111/7

بالعباد) 20/4

بايعوا أبي حين فارقهم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لأعطتهم السّماء قطرها و الأرض بركتها 90/2

بأبي و أمّي من لم ينخل له طعام،و لم يشبع من خبز البر ثلاثة أيام حتّي قبضه اللّه عزّ و جلّ 343/6

بأبي و أمّي من لم ينخل له طعام و لم يشبع من خبز الشعير حتّي قبضه اللّه تعالي،يا أبا الجنوب أدركت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يأكل أيبس من هذا،و يلبس أخشن من هذا فإن أنا لم آخذ به خفت أن لا ألحق به 13/7

بخ بخ يا بن أبي طالب أصبحت و خادمك جبرائيل 7،أمّا الماء فمن نهر الكوثر،و أمّا السطل و المنديل فمن الجنّة،كذا أخبرني جبرئيل،كذا أخبرني جبرئيل،كذا أخبرني جبرئيل 11/7

بسم اللّه الرّحمن الرحيم هذا ما كتبه محمد صلّي اللّه عليه و آله لنجران:أن كان عليهم حكمه 216/3

بعث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا عليه السّلام إلي اليمن فقال له حين قدم:حدّثني باعجب ما مرّ عليك قال:يا رسول اللّه أتاني قوم قد تبايعوا جارية فوطئوها جميعا في طهر واحد 256/5

بعث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا عليه السّلام إلي اليمن فقال له حين قدم:حدّثني بأعجب ما ورد عليك فقال:يا رسول اللّه بعث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا عليه السّلام إلي اليمن،فأفلت فرس لرجل من أهل اليمن،فمرّ يعدو فمرّ برجل فنفحه برجله فقتله،فجاء أولياء المقتول إلي الرجل فأخذوه و دفعوه إلي عليّ عليه السّلام 257/5

بعثني النبيّ صلّي اللّه عليه و آله قاضيا فقلت:تبعثني إلي قوم ذوي أسنان و أنا حدث السن لا علم لي بالقضاء؟فوضع يده علي صدري و قال:ثبّتك اللّه و سدّدك اللّه 253/5

بعثني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي اليمن فقلت:يا رسول اللّه تبعثني إلي قوم أسنّ منّي و أنا حدث لا أبصر القضاء؟قال:فوضع يده علي صدري و قال:اللّهمّ ثبت لسانه و اهد قلبه 253/5

بعثني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي اليمن قاضيا فقلت:إنك تبعثني إلي قوم هم أسنّ منّي لأقضي بينهم اذهب

ص: 261

فإن اللّه سيهدي قلبك و يثبت لسانك 253/5

بعثني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي اليمن و أنا شاب فقلت:يا رسول اللّه تبعثني إلي قوم أقضي بينهم و لا علم لي بالقضاء؟فقال ادن مني،فدنوت منه فضرب يده علي صدري و قال:اللّهمّ اهد قلبه و ثبت لسانه،فما شككت في قضاء بين اثنين 253/5

بعثني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي اليمن و أنا شاب لأقضي بينهم و ما أدري ما القضاء،فضرب في صدري و قال:اللّهمّ اهد قلبه و ثبت لسانه،فو الذي فلق الحبة ما شككت بعدها في قضاء بين اثنين 254/5

بغضه 61/7

بكت السماء علي يحيي بن زكريا و علي الحسين بن عليّ أربعين صباحا و لم تبك إلاّ عليهما كانت تطلع حمراء و تغيب حمراء 375/4

بل سمعته من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول عند الكسوة 344/6

بلغ أم سلمة زوج النبي صلّي اللّه عليه و آله أن مولي لها ينتقص عليا عليه السّلام و يتناوله فأرسلت 204/2

بلغتماني مما أرسلكما به معاوية فاسمعا مني و بلّغا عني كما بلغتماني 245/2

بل لك 21/2

بلي ثلاثة 21/2

بلي،فرجع مسرعا كأنّي أنظر إلي غبار قدميه تسطع 25/2

بلي فيه و في أوصيائي إلي يوم القيامة 144/1

بلي،و لكن أ ما علمت أنّ حامل لواء الحمد إمامهم،و هو عليّ بن أبي طالب،[و هو]حامل لواء الحمد يوم القيامة بين يديّ يدخل به الجنّة و أنا علي أثره 37/7

بلي و لكن أ ما علمت أن حامل لواء الحمد أمامهم،و عليّ بن أبي طالب حامل لواء الحمد يوم القيامة بين يديّ يدخل به الجنّة و أنا علي أثره 52/7

بلي هي قريش قاطبة إن اللّه خاطب نبيه فقال:(اني قد فضلت قريشا علي العرب و اتممت عليهم نعمتي و بعثت إليهم رسولا فبدلوا نعمتي و كذبوا رسلي 52/4

بلي يا أمير المؤمنين إنّه ليضر و ينفع و لو علمت تأويل ذلك من كتاب اللّه لعلمت أن الذي أقول لك كما أقول،قال اللّه تعالي: (وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلي أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلي) (1) 266/5

بما ذا تتفاخران؟ 74/4

ص: 262


1- سوره 7 - آيه 172

بمنزلة هارون من موسي؟الخبر 142/2

بم ينتقصونه لا أبا لهم؟و هل فيه موضع نقيصة،و اللّه ما عرض لعليّ أمران قط كلاهما للّه طاعة إلاّ عمل بأشدّهما و أشقّهما عليه،و لقد كان يعمل العمل كأنّه قائم بين الجنّة و النار ينظر الي ثواب هؤلاء فيعمل له، و ينظر إلي عقاب هؤلاء فيعمل له 20/7

بني الإسلام علي خمس خصال:علي الشهادتين،و القرينتين 330/1

بني الإسلام علي خمس دعائم:علي الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج 302/2

بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ) (1) ،فهل عرفت الرجل و هل علمت ما كان عنده من علم الكتاب قدر قطرة من الماء في البحر الأخضر فما يكون ذلك من علم الكتاب 56/4

بي انذرتم و بعلي بن أبي طالب اهتديتم،و قرأ: (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) (2) 6/3

بي خفف اللّه عن هذه الامة لأن اللّه امتحن الصحابة بهذه الآية فتقاعسوا عن مناجاة الرسول صلّي اللّه عليه و آله و كان قد احتجب في منزله من مناجاة كل أحد الا من تصدق بصدقة 31/4

بيعوا و لا تحلفوا،فإن اليمين تنفق السلعة و تمحق البركة 344/6

بينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله جالس إذ دخل عليه ملك له أربعة و عشرون وجها 210/2

بينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله جالس في بيته و عنده نفر من اليهود قال:خمسة من اليهود 20/2

بينكم و بين الروم أربع هدن تقوم الرابعة علي يد رجل من آل هرقل،يدوم سبع سنين 101/7

بينكم و بين الروم سبع سنين 82/7

بينما أنا أمشي مع النبيّ صلّي اللّه عليه و آله في بعض طرقات المدينة إذ لقينا شيخ 79/2

بينما أنا أمشي مع النبي صلّي اللّه عليه و آله في بعض طرقات المدينة إذ لقينا شيخ طويل كثّ اللحية بعيد ما بين المنكبين فسلم علي النبي صلّي اللّه عليه و آله و رحب به ثم التفت إليّ فقال:السلام عليك يا رابع الخلفاء و رحمة اللّه و بركاته 80/4

بينما موسي بن عمران يناجي ربّه و يكلّمه إذ رأي رجلا تحت ظل عرش اللّه 122/3

بينة و أنا الشاهد 63/4

بيوت الأنبياء 265/3

بيوت الأنبياء 268/3

بيوت الأنبياء:و أومأ بيده إلي بيت فاطمة الزهراء عليها السّلام ابنته عليها السّلام 269/3

بيوت آل محمد صلّي اللّه عليه و آله بيت علي و فاطمة و الحسن و الحسين و حمزة و جعفر: 269/3

ص: 263


1- سوره 27 - آيه 40
2- سوره 13 - آيه 7

بيوت محمد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ثم بيوت علي عليه السّلام منها 269/3

تأذن لي في المسير إلي منزل أبي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله 63/7

تتنعم أمتي في زمان المهدي نعمة لم يتنعموا قبلها قط،يرسل السماء عليهم مدرارا،و لا تدع الأرض من نباتها شيئا إلاّ أخرجته 104/7

تجيء الرايات السود من قبل المشرق،كأنّ قلوبهم من حديد،فمن سمع بهم فليأتهم فليبايعهم و لو حبوا علي الثلج 104/7

تخلفني بعدك؟ 85/2

تخلّفني في النساء و الصبيان؟ 67/2

تخلفني مع الخوالف، 25/2

تذكر حين بعثك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فأتيت العباس بن عبد المطلب فمنعك صدقته فكان بينكما شيء فجئتما إليّ و قلتما:انطلق معنا إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فجئنا إليه فوجدناه خاترا 267/5

ترد عليّ امتي يوم القيامة علي خمس رايات فراية مع عجل هذه الامة 347/2

تريد اريك قميص عليّ عليه السّلام الذي ضرب فيه و اريك دمه قال:قلت:نعم،فدعا به و هو في سفط فأخرجه و نشره،فإذا هو قميص كرابيس يشبه السنبلاني،فإذا موضع الجيب إلي الأرض،و إذا أثر دم أبيض شبه اللبن شبيه شطب السيف 7/7

تسأل هذه الامة عما أنعم اللّه عليهم برسول اللّه ثم أهل بيته[المعصومين:] 82/3

تسعة أشهر في كل صلاة فيقول:الصلاة يرحمكم اللّه (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ (1) 185/3

تسعة من صلب الحسين و المهدي منهم،فإذا انقضت مدة الحسين قام بالأمر علي ابنه و يلقّب زين العابدين،فإذا انقضت مدة عليّ قام بالأمر من بعده محمد ابنه يدعي الباقر 118/4

تصديق اللّه عزّ و جل و تصديق رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و مولاه علي و الائتمام به و بأئمة 68/3

تعال يا عليّ إنّه يحل لك في المسجد ما يحلّ لي أ ما ترضي أن تكون منّي 42/2

تعالي: (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) (2) [النعيم]ولاية أمير المؤمنين عليه السّلام 81/3

تعلمون أن اللّه عز و جل أنزل في سورة الحج يا أيها الذين آمنوا اركعوا 247/2

تفترق أمتي فرقتين فيمرق بينهم فرقة مارقة يقتلها أولي الطائفتين بالحق 284/5

تقاتل علي التأويل كما قاتلت علي التنزيل، 190/3

تقاتل علي التأويل كما قاتلت علي التنزيل،أنت مني بمنزلة هارون من موسي،أنا سلم لمن سالمك

ص: 264


1- سوره 33 - آيه 33
2- سوره 102 - آيه 8

و حرب لمن حاربك،أنت العروة الوثقي 75/4

تقاتل علي التأويل كما قاتلت علي التنزيل 127/1

تقاتل يا علي علي التأويل كما قاتلت أنا علي التنزيل 328/1

تقتلك الفئة الباغية و أنت مع الحق و الحق معك،يا عمّار إذا رأيت عليّا سلك واديا و سلك واديا غيره فاسلك مع علي ودع الناس،إنّه لن يدلّك علي ردي و لن يخرجك عن الهدي 285/5

تقولون اللهم صلّ علي محمد و آل محمد كما صليت علي إبراهيم و آل إبراهيم إنك حميد مجيد 136/4

التقيّة 99/2

تكون أنت في بيتي إلي أن أعود 41/2

تلك انطاكية أما إن في غار من غيرانها رضاضا من ألواح موسي،و ما من سحابه شرقية و لا غربية تمرّ عليها إلاّ ألقت عليها من بركتها،و لن تذهب الأيام و الليالي حتي يملكها رجل من أهل بيتي يملؤها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما 116/7

تمسّكوا بهذا فهذا هو الحبل المتين 33/3

تملأ الأرض جورا و ظلما فيخرج رجل من عترتي يملك الأرض سبعا أو تسعا فيملأ الأرض قسطا و عدلا 83/7

توالي أولياء اللّه و تعادي أعداء اللّه و تكون مع الصادقين كما امرك اللّه 53/3

التوحيد و شهادة أن لا إله إلا اللّه 31/4

الثقلان كتاب اللّه و عترتي و انه لم يؤمّر عليه أمير قط و قد أمّرت الامراء علي 317/2

ثكلتك أمّك إنّه لن يركب يومئذ إلاّ أربعة أنا و عليّ و فاطمة و صالح نبيّ اللّه،فأمّا أنا فعلي البراق،و أمّا فاطمة فعلي ناقتي العضباء،و أمّا صالح فعلي ناقة اللّه التي عقرت،و أمّا عليّ فعلي ناقة من نوق الجنّة 31/7

(ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) (1) نحن أولئك 36/4

(ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا...) (2) السابق بالخيرات الإمام فهي في ولد علي و فاطمة 38/4

ثمّ قرأ: مَنْ يَتَوَلَّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا (3) 13/2

(ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) (4) قال:نحن النعيم 84/3

ص: 265


1- سوره 35 - آيه 32
2- سوره 35 - آيه 32
3- سوره 5 - آيه 56
4- سوره 102 - آيه 8

جئت تشكين عليا؟،أي و رب الكعبة،ارجعي إليه فقولي له:رغم أنفي لرضاك،يا أبا الحسن رغم أنفي لرضاك تشكينني إلي خليلي و حبيبي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،وا سوأتاه من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،أشهد اللّه يا فاطمة أن الجارية حرة لوجه اللّه و أن الأربعمائة الدرهم التي فضلت من عطائي صدقة علي فقراء المدينة 63/7

الجاحد حق عليّ بن أبي طالب 57/7

الجالس في بيته لا يعرف حق الإمام و المقتصد العارف بحق الإمام و السابق بالخيرات:الإمام 37/4

جاء ابن الكوّاء إلي أمير المؤمنين عليه السّلام 50/4

جاء ابن الكوّاء إلي أمير المؤمنين عليه السّلام فسأله عن قول اللّه: (أَ لَمْ تَرَ إِلَي الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللّهِ كُفْراً وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ) (1) قال:تلك قريش بدلوا نعمة اللّه كفرا و كذبوا نبيه يوم بدر 53/4

جاء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إلي علي عليه السّلام و هو في منزله فقال:يا علي نزلت عليّ الليلة هذه الآية (وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) (2) و إني سألت اللّه ربي أن يجعلها اذنك قلت:اللهم اجعلها اذن علي ففعل 88/4

جاءكم أهل اليمن يبسون بسيسا 174/2

جاءكم أهل اليمن يبسّون بسيسا، 31/3

جاءكم أهل اليمن يبسون بسيسا قوم رقيقة قلوبهم راسخ إيمانهم و منهم المنصور يخرج في سبعين ألفا ينصر خلفي و خلف وصيي حمائل سيوفهم المسك 5/4

جعت مرّة بالمدينة جوعا شديدا فخرجت أطلب العمل في عوالي المدينة،فإذا أنا بامرأة قد جمعت مدرا فظننتها تريد بلّه فأتيتها و قاطعتها 347/6

جعلت الموالاة أصلا من اصول الدين 86/3

جعل منهم الرسل و الأنبياء و الأئمة فكيف يقرون في آل إبراهيم:و ينكرون 118/3

جمع عمر بن الخطاب أصحاب النبيّ صلّي اللّه عليه و آله فقال:ما تقولون في الرجل يأتي أهله فيخالطها و لا ينزل؟ فقالت الأنصار:الماء من الماء 270/5

جنب اللّه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام و كذلك من كان بعده من الأوصياء بالمكان الرفيع الي أن ينتهي إلي الأخير منهم و اللّه أعلم بما هو كائن بعده 9/4

جنب اللّه أمير المؤمنين عليه السّلام و كذلك ما كان بعده من الأوصياء بالمكان الرفيع إلي أن ينتهي الأمر إلي آخرهم 8/4

جنب اللّه أمير المؤمنين و كذلك من كان من بعده من الأوصياء بالمكان الرفيع إلي أن ينتهي الأمر إلي

ص: 266


1- سوره 14 - آيه 28
2- سوره 69 - آيه 12

آخرهم و اللّه أعلم بمن هو كائن بعده 11/4

جنب اللّه علي و هو حجة اللّه علي الخلق يوم القيامة 10/4

حب علي ابن أبي طالب عليه السّلام 98/3

حب علي ايمان و بغضه كفر 253/1

حب عليّ إيمان و بغضه كفر 75/2

حبّ عليّ إيمان و بغضه كفر، 118/2

حب علي براءة من النار 97/3

حب علي بن أبي طالب حسنة لا تضرّ معها سيئة و بغضه سيئة لا تنفع معها 62/3

حبقه حبقه ترق عين بقه و وضع فمه علي فمه-ثم قال-:اللهم إني أحبه 74/3

حبيبتي فاطمة ما الذي يبكيك؟أخشي الضيعة من بعدك،يا حبيبتي،أ ما علمت أن اللّه عز و جل اطّلع إلي الأرض اطّلاعة فاختار منها أباك،فبعثه برسالته 101/7

حبيبتي فاطمة ما الذي يبكيك فقالت اخشي الضيعة من بعدك فقال:يا حبيبتي أ ما علمت أن اللّه عزّ و جلّ اطلع علي الأرض اطلاعة فاختار منها أباك و بعثه برسالته 8/5

حبي و حب أهل بيتي نافع في سبعة مواضع أهوالهنّ عظيمة:عند الوفاة 276/2

حدّثنا في خلواتك أنت و فاطمة قال:نعم بينا أنا و فاطمة في كساء إذا أقبل 225/2

حدّثني الحسن بن عليّ و هو آخذ بشعره قال:حدّثني عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و هو اخذ بشعره قال:

حدّثني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو آخذ بشعره قال:يا عليّ من آذي شعرة منك فقد آذاني،و من آذاني فقد آذي اللّه و من آذي اللّه لعنه اللّه ملء السماوات و ملء الأرض 333/6

حدثني أبي عن آبائه عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام أنه قال:قال رسول 367/2

حدّثني أبي عن أبيه عليه السّلام أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:إذا ولد ابني جعفر بن محمد 282/2

حدثني أبي عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه 364/2

حدثني أبي عن أبيه عن جده:قال:قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي بن أبي طالب 73/3

حدثني أبي محمد بن علي عن جابر بن عبد اللّه قال:كنت عند النبي صلّي اللّه عليه و آله أنا 304/2

حدّثني أن النبيّ صلّي اللّه عليه و آله حدث عليّا عليه السّلام بألف باب يوم توفي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كل باب يفتح ألف باب، فذلك ألف ألف باب فقال:لقد كان ذلك 222/5

حدّثني جبرئيل عن رب العزة جلّ جلاله أنه قال:من علم أن لا إله إلاّ أنا وحدي،و أن محمدا عبدي

ص: 267

و رسولي،و أن عليّ بن أبي طالب خليفتي،و أن الأئمة من ولده حججي أدخله الجنة برحمتي 125/7

حدثني جبرائيل،عن رب العزة جل جلاله أنه قال 167/1

حدّثني جبرائيل عن رب العزة جل جلاله أنه قال:من علم أن لا إله إلاّ أنا 183/2

حدّثني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أنا مسنده إلي صدري فقال لي:يا عليّ أ لم تسمع قول اللّه تعالي: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) (1) أنت و شيعتك و موعدي و موعدكم الحوض،إذا جثت الأمم للحساب تدعون غرّا محجّلين 53/7

الحد في الخمر إن شرب منها قليلا أو كثيرا،ثم قال أتي عمر بقدامة بن مظعون قد شرب الخمر و قامت عليه البيّنة فسأله عليّا عليه السّلام فأمره أن يجلد ثمانين 271/5

حرب علي حرب اللّه و سلم عليّ سلم اللّه 253/1

حرب عليّ حرب اللّه و سلم عليّ سلم اللّه 75/2

حرب عليّ حرب اللّه و سلم عليّ سلم اللّه، 118/2

حرمت الصدقة عليّ و علي أهل بيتي 251/3

حرمت النار علي من آمن بي و أحب عليّا و تولاه و لعن اللّه من ماري عليا 304/2

حزب عليّ حزب اللّه و حزب أعدائه حزب الشيطان 253/1

حزب عليّ حزب اللّه و حزب أعدائه حزب الشيطان، 118/2

الحسن بن عليّ عليه السّلام أرضا بينبع و قسم لي شطر دار أمير المؤمنين عليه السّلام 19/2

الحسن و الحسين إماما أمتي بعد أبيهما و سيدا شباب أهل الجنة، 159/2

الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة،ثم سيد العابدين 168/2

الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة،ثم سيد العابدين في زمانه 184/2

الحق مع علي بن أبي طالب حيث دار 283/5

حكمه و هو الإمام و الحجة بعد أبيه و يخرج اللّه من صلب علي مولودا يقال له: 9/3

الحمد للّه الحمد المستحمد بالآلاء و تتابع النّعماء و صارف الشّدائد 91/2

الحمد للّه الذي جعل الحكمة فينا أهل البيت 252/5

الحمد للّه الذي جعل قلوب المؤمنين تتوق إليك بالمودة 105/4

الحمد للّه الذي جعلها فيّ و في أهل بيتي 7/2

الحمد للّه الذي رزقني من الرياشة ما أتجمل به في الناس و أواري به عورتي 344/6

ص: 268


1- سوره 98 - آيه 7

الحمد للّه الذي ستر عورتي و كساني الرياش،هكذا كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول إذا لبس قميصا 7/7

الحمد للّه الذي شرّفنا بك يا رسول اللّه 52/7

الحمد للّه الذي علا في توحده و دنا في تفرده 338/1

الحمد للّه الذي كسا عليّ بن أبي طالب عليه السّلام 14/7

الحمد للّه المستحمد بالآلاء و تتابع النعماء و صارف الشدائد 204/3

الحمد للّه علي نعمه الفاضلة علي جميع من خلق من البر و الفاجر، 67/2

الحمد للّه نحمده و نستعينه و نؤمن به و نتوكل عليه و نعوذ باللّه من شرور 309/2

خاتم الوصيين وصي خاتم الأنبياء و أمير الصديقين و الشهداء و الصالحين 221/2

خاتم الوصيين و وصي خاتم الأنبياء و أمير المؤمنين و الشهداء و الصالحين 243/3

خازن سرّي بعدي عليّ 211/5

خاطبني بلغة عليّ و ألهمني أن قلت 32/1

خذ بزمام نوقك و عبيدك و مالك و امض بها يرحمك اللّه 340/6

خذ تمرك و أعطها درهما،فإنّها خادمة ليس لها أمر 344/6

خذوا هذه المرأة إن كانت امرأة فادخلوها بيتا و ألبسوها نقابا و جرّدوها من ثيابها و عدّوا اضلاع 274/5

خذوا هذه المرأة فأدخلوها إلي بيت و البسوها ثيابا،و جرّدوها من ثيابها و عدّوا اضلاع جنبيها 264/5

خذوا هناكم اللّه و بارك لكم و بارك عليكم قد هبط عليّ جبرائيل عليه السّلام من عند ربي و هو يقرأ عليكم السلام و قد شكر ما كان منكم و أعطي فاطمة سؤلها و أجاب دعوتها 103/4

خرجت مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ذات يوم نتمشي في طرقات المدينة إذ مررنا 154/2

خرج رسول اللّه حين خرج لمباهلة النصاري بي و بفاطمة و الحسن و الحسين 229/3

خرج رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ذات يوم و هو راكب و خرج علي و هو يمشي فقال له: 299/2

خرج علينا رسول اللّه ذات يوم و يده في يدي هكذا و هو يقول:خير الخلق بعدي و سيّدهم أخي هذا، و هو إمام كل مسلم و مولي كل مؤمن بعد وفاتي 126/7

الخروج من الذنوب و اللّه كهيئته يوم ولدته أمه 254/3

خطب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام بالكوفة منصرفه من النهروان و بلغه أن معاوية يسبه

ص: 269

و يلعنه و يقتل أصحابه فقام خطيبا 44/4

خطب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مسجد خيف و هي خطبة مشهورة في حجة 341/2

خطب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوما فقال بعد ما حمد اللّه و اثني عليه:معاشر الناس كأني 9/3

خطب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوما فقال بعد ما حمد اللّه و أثني عليه:معاشر الناس 325/2

خفت هذين الولدين أن يليناه بسمن أو زيت 348/6

الخلف الصالح من ولدي و هو المهدي،اسمه محمد و كنيته أبو القاسم،يخرج في آخر الزمان،يقال لأمه صيقل 106/7

الخلف الصالح من[ولد أبي محمد]الحسن بن عليّ[العسكري]و هو صاحب الزمان و هو المهدي 105/7

خلفت فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي حبلان ممدودان من 317/2

خلفتني مع النساء و الصبيان فقال:أ ما ترضي أن تكون منّي 212/3

خلفتي مع النساء و الصبيان 219/3

خلف رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فينا راية الحق من تقدمها مرق و من تخلّف عنها زهق 317/2

خلق اللّه تعالي من نور وجه علي بن أبي طالب سبعين ألف 34/1

خلق اللّه عز و جل مائة ألف نبي و أربعة و عشرين ألف نبي أنا أكرمهم علي 199/2

خلقت أنا و أنت من نور اللّه 27/1

خلقت أنا و أنت يا علي من جنب اللّه تعالي 6/4

خلقت أنا و عليّ من نور واحد 37/1

خلقت أنا و علي من نور واحد قبل أن يخلق 236/1

خلقت أنا و علي من نور واحد قبل أن يخلق اللّه آدم 31/1

خلقت من نور اللّه عز و جل و خلق أهل بيتي من نوري 51/1

خلقنا اللّه جزءا من جنب اللّه و ذلك قوله عز و جل: (يا حَسْرَتي عَلي ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ) (1) يعني في ولاية علي عليه السّلام 9/4

خلقني اللّه تبارك و تعالي و أهل بيتي من نور واحد 47/1

خيار أمتي أولها و آخرها،و بين ذلك ثبج أعوج ليس منك و لست منه 95/7

خير الخلق بعدي و سيّدهم أخي هذا،و هو إمام كل مسلم 219/1

ص: 270


1- سوره 39 - آيه 56

خير الخلق بعدي و سيدهم بعد الحسن ابني أخوه الحسين 120/1

خير هذه الامّة من بعدي عليّ بن أبي طالب و فاطمة و الحسن و الحسين صلّي اللّه عليه و آله فمن قال غير هذا فعليه لعنة اللّه 10/5

الدجال إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلّف 23/3

دخلت أنا و أخي علي جدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فأجلسني علي فخذه و أجلس 280/2

دخلت بلادكم بأسمالي هذه و رحلي و راحلتي،فإن أنا خرجت من بلادكم بغير ما دخلت فإنني من الخائنين،يا أهل البصرة ما تنقمون منّي،إن هذا لمن غزل أهلي 12/7

دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مسجد قبا و معه نفر من أصحابه،فلما بصر 189/2

دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عنده أبي بن كعب فقال لي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:مرحبا 171/2

دعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بطهور فلما فرغ أخذ بيد علي صلي اللّه عليهما فألزمها 8/3

دعاني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فوجهني إلي اليمن لأصلح بينهم فقلت:يا رسول اللّه انهم قوم كثير و لهم سنّ و أنا شاب حدث فقال:يا علي إذا صحوت علي عقبة أفيق فناد بأعلي صوتك 256/5

دعاء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الناس بمني فقال:أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين 339/2

دعوني حتي أسأل الوحي فلما هبط جبرائيل سأله فقال:أسأل 61/3

دعوه أ تقرأ سورة هود 64/4

دعوه أقرأت سورة هود؟قال نعم،قال:أقرأت قوله سبحانه: (أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) (1) 64/4

دعه كما هو فإن الأمر أسرع من ذلك 12/7

دفن في أرضكم بعضي و استحفظتم وديعتي و غيب في ثراكم لحمي، 190/2

دنوت من ربّي قاب قوسين أو أدني و كلّمني ربي 32/1

دهره يدعو اللّه تعالي أن يغفر له 149/2

ذاك أخي علي بن أبي طالب 58/4

ذاك خير البشر و لا يشك فيه إلاّ كافر 9/5

ذاك خير خلق اللّه من الأولين و الآخرين ما خلا النبيّين و المرسلين،إنّ اللّه 300/2

ذاك وصي أخي سليمان بن داود 58/4

ذروة الأمر و سنامه و مفتاحه و باب الأشياء و رضا الرّحمن الطاعة للإمام 78/3

ص: 271


1- سوره 11 - آيه 17

ذريته 199/2

الذكر القرآن 30/3

الذكر القرآن و آل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أهل الذكر و هم المسئولون 28/3

ذكر اللّه عز و جل عبادة،و ذكري عبادة،و ذكر علي عبادة 220/1

الذكر أنا و الأئمة عليهم السّلام أهل الذكر و قوله عزّ و جل: (وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ) (1) 26/3

ذكرت رسول اللّه أنّه لم يأكله قط فكرهت أن آكله 14/7

الذكر محمد صلّي اللّه عليه و آله و نحن المسئولون قال:قلت:قوله: (وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ (2) 26/3

ذلك إلي إن شئت أخبرتهم و إن شئت لم أخبرهم لكني أخبرك بتفسيرها 14/4

ذلك أحري أن يذل النفس و يقتدي بي المؤمنون و ألحق بأصحابي 13/7

(ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللّهُ) (3) في عليّ (فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ) (4) 372/4

ذلك جبرائيل في ألف و ميكائيل في ألف و إسرافيل في ألف 321/6

الذين قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في آخر خطبته يوم قبضه اللّه عزّ و جل إليه:إني قد 111/3

الذين قرنهم اللّه تعالي بنفسه و بنبيه.فقال: (يا أَيُّهَا (5) 111/3

الذين وصفهم اللّه في كتابه فقال عز و جل: (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (6) و هم الذين قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إني مخلف فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي 39/4

الذين يبايعونه بالمدينة و ينكثون بالبصرة 46/7

الرابع من ولدي،ابن سيّدة الإماء،يطهّر اللّه به الأرض من كل جور و يقدسها من كل ظلم،و هو الذي يشك الناس في ولادته،و هو صاحب الغيبة قبل خروجه،فإذا خرج أشرقت الأرض بنوره 90/7

الرجال هنا الأئمة من آل محمد عليهم السّلام يكونون علي الأعراف حول النبي صلّي اللّه عليه و آله يعرفون المؤمنين بسيماهم فيدخلون الجنّة كل من عرفهم و عرفوه و يدخلون النار من انكرهم و انكروه 46/4

الرجس هو الشك 195/3

الرجس هو الشك و لا نشك في ديننا أبدا 194/3

رجل من ولدي لونه لون عربي و جسمه جسم إسرائيلي علي خدّه الأيمن خال كأنّه كوكب درّي،يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا،يرضي بخلافته أهل الأرض و أهل السماء و الطير في الجو 114/7

رحمك اللّه علي هذا الأمر 20/2

رحمك اللّه يا زيد،فو اللّه ما عرفتك إلا خفيف المئونة 85/1

ص: 272


1- سوره 43 - آيه 44
2- سوره 43 - آيه 44
3- سوره 47 - آيه 9
4- سوره 47 - آيه 9
5- سوره 2 - آيه 21
6- سوره 33 - آيه 33

رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الذي كان علي بيّنة من ربّه و أنا الشاهد له و منه،و الذي نفسي 23/3

رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الذي كان علي بينة من ربه و أنا الشاهد له و منه و الذي نفسي بيده ما أحد جرت عليه المواسي من قريش إلا و قد أنزل اللّه فيه من كتابه طائفة 67/4

رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله المنذر،و علي الهادي،أما و اللّه ما ذهبت منّا و ما زالت فينا الي 7/3

رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله المنذر،و علي الهادي.يا أبا محمد هل من هاد اليوم؟فقلت:بلي 7/3

رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله المنذر و لكل زمان منا هاد يهديهم إلي ما جاء به نبي اللّه صلّي اللّه عليه و آله، 7/3

الرسول و النسب فاطمة و الصهر علي 112/4

رضيت عن اللّه و رسوله، 81/2

رضيت يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله 142/2

الروح و الراحة و الفلح و الفلاح و النجاح و البركة و العفو و العافية و المعافاة 272/3

الزبور بزبورهم و بين أهل الفرقان بفرقانهم أ ما تقرأ الآية التي في هود (وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) (1) 63/4

زرعوا الفجور و سقوه الغرور و حصدوا الثبور،لا يقاس بآل محمد من هذه 178/2

زوجتك خير أمّتي 99/2

سئل أمير المؤمنين عن معني قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إني مخلف فيكم الثقلين 324/2

سئل أمير المؤمنين عن معني قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إنّي مخلف فيكم الثقلين 361/2

السابق بالخيرات الإمام و المقتصد العارف للإمام و الظالم لنفسه الذي لا يعرف الإمام 36/4

سأخبركم إن اللّه اصطفي لكم الدين و ارتضاه و أتم عليكم نعمته إن كنتم 274/3

الساعة التي تباهل فيها ما بين طلوع الفجر إلي طلوع الشمس 114/3

سألت اللّه أن يجعلها اذن علي،ما سمعت من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله شيئا إلاّ حفظته و لم أنسه 87/4

سألت اللّه أن يجعلها لعلي ففعل 48/3

سألت اللّه عز و جل أن يجعلها اذنك يا علي ففعل،ما سمعت من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كلاما إلاّ وعيته و حفظته و لم أنسه 86/4

سألت اللّه عز و جل أن يجعلها اذنك يا علي فما نسيت شيئا بعد ذلك و ما كان لي أن أنساه 86/4

سألت أبي صلّي اللّه عليه و آله عن قول للّه تبارك و تعالي: (وَ عَلَي الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ (2) 73/3

سألت ربي عزّ و جل أن يجعلها اذن علي ما سمعت من رسول اللّه شيئا إلاّ و وعيته و حفظته و لم أنسه 85/4

ص: 273


1- سوره 11 - آيه 17
2- سوره 7 - آيه 46

سألت أبي عليه السّلام عن قول اللّه تبارك و تعالي: وَ عَلَي الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ (1) 284/2

سبحان اللّه ما اعجب ما نحن فيه معك ألا ترجع إلي اللّه في هؤلاء الصبية الذين صنعت بهم ما صنعت و هؤلاء إلي متي يصبرون صبرنا،فاللّه يصبرك و يصبرهم و يا جرنا إن شاء اللّه تعالي و به نستعين و عليه نتوكل و هو حسبنا و نعم الوكيل 102/4

سبحان اللّه و هل يجوز ذلك إذا يدعونا إلي دينهم و يقولون:هو أفضل من دين 29/3

سبحان من سبّحت له الرعد ثم قال:يا أبا محمد أخبرني أبي عن أبيه 311/2

ستكون بعدي فتنة مظلمة الناجي منها من تمسك بالعروة 167/1

ستكون بعدي فتنة و مظلمة الناجي منها من تمسك بالعروة الوثقي 74/1

ستكون من بعدي فتنة فإذا كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب فإنه الفاروق الأكبر الفاصل بين الحق و الباطل 284/5

سر مكنون و علم مخزون لم يخلق اللّه منه سوانا،فمن أحبنا وفي بعهد اللّه،و من أبغضنا فإنه يقول في آخر نفس: (يا حَسْرَتي عَلي ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ) (2) 6/4

سلا عما جئتما 38/4

السلام عليكم أهل البيت و رحمة اللّه و بركاته الصلاة يرحمكم اللّه 200/3

السلام عليكم أيّها السكّان البررة الأتقياء،أنا ابن وصي رسول اللّه 9،أنا الحسن بن عليّ سبط رسول اللّه و ابن رسول اللّه و رسوله إليكم 340/6

السلام عليك يا رسول اللّه 113/4

سلّموا علي أخي و وزيري و وارثي و خليفتي في أمتي 246/1

سلموا علي علي بإمرة المؤمنين 83/1

سلوني 276/5

سلوني عن كتاب اللّه فو اللّه ما أنزلت آية من كتاب اللّه عزّ و جلّ في ليل أو نهار و لا مسير و لا مقام إلاّ و قد أقرأنيها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و علّمني تأويلها 281/5

سلوني قبل أن تفقدوني 241/5

سلوني قبل أن تفقدوني،سلوني عن كتاب اللّه و ما من آية إلاّ و أعلم حيث أنزلت بحضيض جبل أو سهل أرض،و سلوني عن الفتن فما من فتنة إلاّ و قد علمت كسبها و من يقتل فيها 238/5

سلوني قبل أن تفقدوني،سلوني عن كتاب اللّه،و ما من آية إلاّ و أعلم حيث أنزلت بحضيض جبل أو

ص: 274


1- سوره 7 - آيه 46
2- سوره 39 - آيه 56

سهل أرض،و سلوني عن الفتن فما من فتنة إلاّ و قد علمت كبشها و من يقتل فيها 239/5

سلوني قبل أن تفقدوني فإنّ ما بين الجوانح من علم جمّ،هذا سفط العلم،هذا لعاب رسول اللّه،هذا ما زقّني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله زقا من غير وحي أوحي إليّ 276/5

سلوني قبل أن تفقدوني فإنما بين الجوانح مني علم جم،هذا سفط العلم،هذا لعاب رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله، هذا ما زقني رسول اللّه زقا من غير وحي اوحي إليّ 239/5

سلوني قبل أن تفقدوني فو اللّه،لا تسألوني عن شيء مضي و لا شيء يكون إلاّ نبّأتكم به 242/5

سلوني قبل أن تفقدوني،فو اللّه ما من أرض مخصبة و لا مجدبة،و لا فئة تضل مائة أو تهدي مائة إلاّ و أنا أعلم قائدها و سائقها و ناعقها إلي يوم القيامة 243/5

سلوني قبل أن تفقدوني فو اللّه ما من أرض مخصبة و لا مجدبة،و لا فئة تظل مائة أو تهدي مائة إلاّ و عرفت قائدها و سائقها،و قد أخبرت بهذا رجلا من أهل بيتي يخبر بها كبيرهم و صغيرهم إلي أن تقوم الساعة 281/5

سلوني قبل أن تفقدوني،و اللّه ما أرض مخصبة و لا مجدبة و كل فئة تضل مائة أو تهدي مائة إلاّ و قد عرفت قائدها و سائقها،و قد أخبرت بهذا رجلا من أهل بيتي يخبر بها كبيرهم لصغيرهم إلي أن تقوم القيامة 243/5

سلها كيف فجرت؟ 272/5

سل يا أبا عمارة 261/2

سل يا مفضّل 62/7

سليمان بن داود عليه السّلام 23/2

سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:أنا سيّد ولد آدم و أنت يا علي و الأئمة من 298/2

سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:رحم اللّه عليّا،اللّهم أدر الحق معه حيث دار 283/5

سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:من منعه الصيام من طعام يشتهيه كان حقّا علي اللّه أن يطعمه من طعام الجنّة و يسقيه من شرابها 342/6

سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:يا علي و الذي فلق الحبّة و برأ النسمة إنك 186/2

السمع و الطاعة أبواب الجنة،السامع المطيع لا حجة عليه و إمام المسلمين 135/3

السمع و الطاعة أبواب الخير،السامع المطيع لا حجة عليه،و السامع العاصي 133/3

السنام الأعلي 45/2

ص: 275

سنين يجيء الرجل إليه فيقول:يا مهدي أعطني قال:فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله 108/7

سور بين الجنّة و النار عليه قائم محمد صلّي اللّه عليه و آله و علي و الحسن و الحسين و فاطمة و خديجة الكبري فينادون أين محبونا أين شيعتنا؟فيقبلون إليهم فيعرفونهم باسمائهم و أسماء آبائهم 48/4

سويق الشعير 14/7

سيكون بعدي خلفاء،و من بعد الخلفاء أمراء،و من بعد الأمراء ملوك جبابرة،ثم يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا 105/7

سيكون بعدي فتنة مظلمة الناجي منها من تمسك بالعروة الوثقي 183/2

سيكون بعدي فتنة مظلمة الناجي منهما من تمسّك منها بالعروة الوثقي قيل: 39/3

سينقض كوكب من السماء مع طلوع الفجر فيسقط في دار أحدكم 189/1

سينقض كوكب من السماء مع طلوع الفجر فيسقط في دار أحدكم، 209/2

سؤالهم لأنبيائهم قال اللّه تعالي: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ (1) 30/3

الشاهد علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي بينة من ربه 65/4

شرب رجل الخمر علي عهد أبي بكر فرفع إلي أبي بكر فقال له،أشربت خمرا؟قال:نعم،قال له:

و هي محرّمة؟قال:فقال له الرجل:إنّي أسلمت و حسن إسلامي و منزلي 272/5

شرعك ما بلغك المحل،و شرعك حسبك أي كفاك المؤمنين عليه السّلام و أنا غلام و قد أتي السوق بالكوفة، فقال لبعض باعة الثياب:أ تعرفني؟ 14/7

شهادة أن لا إله إلا اللّه و أن محمدا رسول اللّه،و إقرار بما جاء من عند اللّه،54/3

شيعة علي هم الفائزون يوم القيامة 253/1

شيعة عليّ هم الفائزون يوم القيامة 75/2

شيعة عليّ هم الفائزون يوم القيامة 118/2

شيء لم يأكل منه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لا أحب أن آكل منه 343/6

صاحب البينة محمد و التالي الشاهد أنا 64/4

الصادقين)قال:محمد و علي عليهما السّلام 51/3

صدق أبو ذر،و اللّه ما أظلّت الخضراء و لا أقلّت الغبراء 47/1

صدقت،إن طينتنا طينة مخزونة أخذ اللّه ميثاقها من صلب آدم فلم يشذّ منها شاذ و لا يدخل فيها

ص: 276


1- سوره 5 - آيه 101

داخل من غيرها،فاذهب فأعدّ للفقر جلبابا فإنّي سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:و اللّه الفقر إلي شيعتنا أسرع من السيل إلي بطن الوادي 224/5

صدقتم ليس كل الناس يستوون في الحفظ 144/1

صدقت،و سليمان بن داود قال:كان يفهم منطق الطير،و كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقدر علي هذه المنازل قال:فقال سليمان بن داود للهدهد حين فقده و شك في أمره 278/5

صدقت و سليمان بن داود كان يفهم منطق الطير و كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقدر علي هذه المنازل إن سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده و شك في أمره: (فَقالَ ما لِيَ لا أَرَي الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ) (1) 37/4

صدقت يا أمّ سلمة هذا عليّ بن أبي طالب لحمه من لحمي و دمه من دمي 113/2

الصراط المستقيم أمير المؤمنين 45/3

صراط عليّ مستقيم 52/2

الصلاة من اللّه عز و جل رحمة،و من الملائكة تزكية،و من الناس دعاء 254/3

الصلاة يا أهل البيت (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ (2) 184/3

الصلاة يرحمكم اللّه (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ (3) 183/3

صلب الحسن الحجة القائم إمام شيعته و موقد أوليائه يغيب حتي لا يري يرجع 10/3

صلب محمد مولودا يقال له:جعفر اصدق الناس قولا و فعلا و هو الإمام الحجة 9/3

صلوا عليّ فاجتهدوا في الدعاء و قولوا:اللهم صل علي محمد 248/3

صلّي اللّه عليه و آله و سلم 43/2

ضربت خراطيمكما بالسيف حتي آمنتما باللّه و رسوله 74/4

ضمني رسول اللّه و قال لي:أمرني ربي أن ادينك و لا اقضيك و ان تسمع و تعي و حق علي اللّه أن تسمع و تعي فنزلت هذه الآية (وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) (4) 85/4

طاعة الإمام مفروضة 120/3

الطاعة المفروضة 120/3

الطاهرون إلي يوم القيامة 53/3

طريق الإمامة فاتّبعوه (وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ) (5) أي طرقا غيرها (ذلِكُمْ وَصّاكُمْ بِهِ (6) 48/3

الطريق و معرفة الإمام 46/3

ص: 277


1- سوره 27 - آيه 20
2- سوره 33 - آيه 33
3- سوره 33 - آيه 33
4- سوره 69 - آيه 12
5- سوره 6 - آيه 153
6- سوره 6 - آيه 153

طوبي لمن أحبك و صدق بك و ويل لمن أبغضك و كذب بك،يا علي 289/2

طوبي لمن أدرك قائم أهل بيتي و هو مقتد به قبل قيامه،يأتمّ به و بأئمة الهدي من قبله و يتبرأ إلي اللّه عز و جل من عدوّهم،أولئك رفقائي و أكرم أمتي عليّ 131/7

طوبي لمن أدرك قائم أهل بيتي و هو يأتم به في غيبته قبل قيامه و يتولي أولياءه و يعادي أعداءه،ذلك من رفقائي و ذوي مودّتي و أكرم أمتي عليّ يوم القيامة 131/7

طيب طيب،و ما هو بحرام و لكن أكره أن أعوّد نفسي بما لم أعودها 14/7

الظالم لنفسه الذي لا يعرف الإمام،الذي يعرف الإمام 40/4

الظالم منا من لا يعرف حق الإمام و المقتصد العارف بحق الإمام (سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللّهِ) (1) هو الإمام (جَنّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها) (2) يعني-المقتصد و السابق-38/4

الظالم من لا يعرف حق الإمام،و المقتصد منّا العارف بحق الإمام،و السابق بالخيرات[هو]الإمام و هؤلاء كلهم مغفور لهم 41/4

الظالم يحوم حوم نفسه و المقتصد يحوم حرم قلبه و السابق يحوم حوم ربه عز و جل 38/4

ظلما و جورا فلا تخلو الأرض منكم أعطاكم اللّه علمي و فهمي و لقد دعوت اللّه 10/3

عافانا اللّه و إياك أحسن عافية إنما شيعتنا من تابعنا و لم يخالفنا، 30/3

عجت يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من كفرهم و حلم اللّه عنهم 17/7

عدد نقباء بني إسرائيل،فقال:كلهم من أهل بيتي تسعة من صلب 239/2

علل النفس بالقنوع و إلاّ طلبت منه فوق ما يكفيها 13/7

علم الكتاب و اللّه كله عندنا علم الكتاب و اللّه كله عندنا 56/4

علم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا عليه السّلام ألف باب يفتح كل باب ألف باب 219/5

علم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا ألف باب يفتح كل باب ألف باب 219/5

علم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا ألف حرف كل حرف يفتح ألف حرف 221/5

علم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا ألف حرف يفتح ألف حرف 221/5

علّم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا عليه السّلام ألف كلمة تفتح ألف كلمة و ألف كلمة تفتح ألف كلمة،و ألف كلمة تفتح كل كلمة ألف كلمة 223/5

علّم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا عليه السّلام بابا يفتح له منه ألف باب كل باب يفتح له ألف باب 222/5

علّم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا عليه السّلام حرفا يفتح ألف حرف كل حرف منها يفتح ألف حرف 223/5

ص: 278


1- سوره 35 - آيه 32
2- سوره 35 - آيه 33

علم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا عليه السّلام كلمة تفتح ألف كلمة و ألف كلمة يفتح كل كلمة ألف كلمة 223/5

علّمني ألف باب،كل باب يفتح ألف باب كل باب يفتح ألف باب 224/5

علمني ألف باب يفتح لي عن كل باب ألف باب 218/5

علّمني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ألف باب كل باب يفتح إلي ألف باب 216/5

علّمني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ألف باب كل باب يفتح ألف باب 222/5

علي ابن أبي طالب قائد البررة و قاتل الفجرة،منصور من نصره مخذول 285/2

علي الأئمة من الفرض ما ليس علي شيعتهم و علي شيعتنا ما ليس علينا،27/3

عليّ إمام البررة و قاتل الفجرة منصور من نصره مخذول من 150/2

عليّ إمام البررة و قاتل الفجرة منصور من نصره مخذول من خذله 48/2

علي إمام البررة و قاتل الفجرة منصور من نصره مخذول من خذله علي وليكم من بعدي 60/4

علي أخي،و وزيري،و وارثي،و وصيي،و خليفتي في أمتي 144/1

عليّ أفضل أمتي بعدي و حمزة و جعفر أفضل أهل بيتي بعد عليّ و بعدك و بعد ابنيّ و سبطيّ حسن و حسين و بعد الأوصياء من ولد ابني هذا و أشار الي الحسين،منهم المهدي و إنّا أهل بيت اختار اللّه لنا الآخرة علي الدنيا 129/7

علي أقضي أمّتي فمن أحبني فليحبه،فإن العبد لا ينال ولايتي إلاّ بحب علي 254/5

عليّ أمير البررة و قاتل الفجرة،منصور من نصره 85/1

عليّ أنت أوّل المسلمين إسلاما و أنت أوّل المؤمنين إيمانا و أنت منّي 66/2

علي أيّ حال أعطاكه؟ 13/2

عليّ بعاصم بن زياد أما استحييت من أهلك؟أما رحمت ولدك؟أ تري اللّه أحلّ لك الطيبات و هو يكره أخذك منها؟أنت أهون علي اللّه 5/7

علي بن أبي طالب إنّه أخي و شقيقي و صاحب الأمر بعدي و صاحب لوائي 193/2

علي بن أبي طالب أقدم أمتي سلما،و أكثرهم علما 171/1

علي بن أبي طالب خليفة اللّه و خليفتي 243/1

عليّ بن أبي طالب خير البشر و من أبي فقد كفر 15/5

علي بن أبي طالب سيّد العرب،فقال:أنا سيد ولد آدم و علي سيد العرب 294/2

علي بن أبي طالب سيد العرب-فقال-أنا سيد ولد آدم و علي سيد العرب،من أحبه و تولاه أحبه اللّه

ص: 279

و هداه و من أبغضه و عاداه أصمه اللّه و أعماه،عليّ حقه كحقي 228/5

عليّ بن أبي طالب صاحب حوضي يوم القيامة،فيه اكواب كعدد النجوم،وسعة حوضي ما بين ايلة إلي صنعاء 54/7

علي بن أبي طالب و الأئمة من ولده بعدي سادة أهل الأرض و قادة الغر 210/2

علي بن أبي طالب و الأئمة من ولده بعدي سادة أهل الأرض و قادة الغرّ 300/2

عليّ حجة اللّه و خليفته علي عباده 75/2

عليّ حجّة اللّه و خليفته علي عباده، 118/2

عليّ خير البرية 5/5

عليّ خير البشر،فمن رضي فقد شكر،و من أبي فقد كفر 337/6

عليّ صاحب لوائي و أميني علي الحوض و معيني علي مفاتيح خزائن الجنّة 55/7

علي طاعته طاعتي و معصيته معصيتي 290/2

عليّ طاعته طاعتي و معصيته معصيتي 286/5

علي علي فراشه يقيه بنفسه و يؤثره بالحياة،اهبطا إلي الأرض فاحفظاه من عدوه،فكان جبرائيل 20/4

علي فيكم خير من أخلفه فيكم،و هو الإمام و الخليفة بعدي 335/1

عليّ قسيم الجنة و النار 253/1

عليّ قسيم الجنّة و النّار 75/2

عليّ قسيم الجنّة و النّار 118/2

عليك بمودّة علي بن أبي طالب و الذي بعثني بالحق نبيّا لا يقبل اللّه 95/3

عليك بمودة علي بن أبي طالب،و الذي بعثني بالحق نبيا لا يقبل اللّه من عبد حسنة حتّي يسأله عن حب علي بن أبي طالب و هو تعالي أعلم،فإن جاء بولايته قبل عمله علي ما كان منه 212/5

علي كم افترقتم فقال:علي كذا و كذا فرقة،فقال علي 7 عليهم السّلام كذبت ثم أقبل علي الرأس فقال:و اللّه لو ثنيت لي الوسادة لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم و بين أهل الإنجيل بإنجيلهم و أهل القرآن بقرآنهم 281/5

عليكم بعلي بن أبي طالب فإنه مولاكم فأحبّوه 306/1

عليكم بعلي بن أبي طالب فإنه مولاكم فأحبوه،و كبيركم فاتبعوه،295/2

ص: 280

علي مع الحق و الحق مع علي 208/1

عليّ مع الحق و الحق مع عليّ لن يفترقا حتّي يردا عليّ الحوض 283/5

علي مع الحق و الحق معه لا يفترقان حتي يردا عليّ الحوض 253/1

عليّ مع الحق و الحق معه لا يفترقان حتّي يردا عليّ الحوض، 118/2

عليّ مع الحق و القرآن و الحق و القرآن مع علي و لن يفترقا حتّي يردا عليّ الحوض 282/5

عليّ مع القرآن و القرآن مع عليّ لن يفترقا حتّي يردا عليّ الحوض 54/7

علي مع القرآن و القرآن مع علي لن يفترقا حتّي يردا عليّ الحوض 285/5

علي مع القرآن و القرآن معه،لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض 355/2

علي مني كجلدي،علي مني كلحمي،علي مني كعظمي 245/1

علي مني كجلدي،عليّ مني كلحمي،علي مني كعظمي،علي مني كدمي 182/2

علي مني كدمي من بدني،من تولاه رشد و من أحبه نهج و من تبعه نجا، 293/2

علي مني كنفسي،طاعته طاعتي،و معصيته معصيتي 253/1

عليّ منّي كنفسي طاعته طاعتي و معصيته معصيتي 75/2

عليّ منّي كنفسي طاعته طاعتي و معصيته معصيتي، 118/2

عليّ منّي كهارون من موسي،و قوله 9:عليّ منّي و أنا منه، 118/2

علي مني و أنا من علي،قاتل اللّه من قاتل عليا 193/1

عليّ منّي و أنا منه،و قوله:عليّ منّي كهارون من موسي 75/2

عليّ و حمزة و جعفر و الحسن و الحسين و آل محمد صلوات اللّه عليهم 282/3

علي و فاطمة و ابناهما 230/3-231

علي و فاطمة و ابناهما 233/3

علي و فاطمة و أولادهما 233/3

علي و فاطمة و ولداهما 234/3

علي و فاطمة و ولدهما: 232/3

علي و فاطمة و ولدهما 242/3

عليّ وليّكم من بعدي 310/2

عليّ وليكم من بعدي و أكّد القول عليك و عليّ و علي جميع المسلمين 48/2

ص: 281

علي يعسوب المؤمنين و المال يعسوب الظالمين 262/1

عليّ يعسوب المؤمنين و المال يعسوب الظّالمين،عليّ أخي و مولي المؤمنين 79/2

عليّ يقضي ديني و ينجز موعدي و هو خليفتي عليكم بعدي، 22/2

علي يقضي عني ديني و ينجز مواعيدي 233/1

علي يوم القيامة علي الحوض لا يدخل الجنة إلاّ من جاء بجواز من علي 97/3

عند رأسه و ميكائيل عند رجليه ينادي و يقول:بخ بخ من مثلك يا بن أبي طالب يباهي اللّه بك 20/4

عندك شيء تطعمينه هذا المسكين الجائع المحتاج،هيّأت قرصا و كان في النحي شيء من سمن فجعلته فيه انتظر به افطارنا آثري به بهذا المسكين الجائع المحتاج 92/4

عندك شيء؟،فضل طحين عندي فجعلتها حريرة و ليس عندنا شيء غيره و قد اقترب الافطار اثري به هذا اليتيم فما عند اللّه خير و ابقي 93/4

عن ولايتنا أهل البيت 103/3

عن ولاية علي بن أبي طالب و المعني أنهم يسألون هل والوه حق الموالاة 86/3

عن ولاية علي ما صنعوا في أمره و قد اعلمهم اللّه عزّ و جل أنّه الخليفة بعد 89/3

عني بذلك الأفجران من قريش:امية و مخزوم فأما مخزوم فقتلها اللّه يوم بدر و أما امية فمتعوا إلي حين عني اللّه و اللّه بها قريشا قاطبة الذين عادوا رسول اللّه و نصبوا له الحرب 53/4

عني بذلك ثلاثة عشر رجلا خاصة دون هذه الأمة 146/1

عني بها قريشا قاطبة الذين عادوا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و نصبوا له الحرب و جحدوا وصية وصيه 52/4

عني به ظهور القائم 7 117/4

عهد إلي ربي تعالي عهدا فقلت:يا رب بيّنه 196/1

غدا إن شاء اللّه تعالي 217/3

غدير خم 21/2

فإذا ملك قد أتاني فقال:يا محمد سل من أرسلنا من قبلك من رسلنا 57/3

فارتعد عليّ عليه السّلام،ما لك يا عليّ؟ 16/7

فاطمة بهجة قلبي،و ابناها ثمرة فؤادي،و بعلها نور بصري 141/1

فاطمة بهجة قلبي،و ابناها ثمرة فؤادي،و بعلها نور بصري،و الأئمة 291/2

ص: 282

فالمشكاة صدر نبي اللّه صلّي اللّه عليه و آله فيه المصباح(و المصباح)هو العلم(في زجاجة 261/3

فالنبي المنذر و بعلي يهتدي المهتدون 12/3

فأنت أعلم يا بريدة أم حفظة عليّ بن أبي طالب؟ 325/6

فانشدكم اللّه هل تعلمون أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:لمّا اسري بيّ إلي السماء 50/2

فانشدكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ما قال في غزوة تبوك:إنّما 88/2

فانصرفوا من عنده و بعضهم يقول:عرضنا عليه أموالنا فقال قاتلوا عن أهل 240/3

فإنّ وصيّي و وارثي يقضي ديني و ينجز موعدي عليّ بن أبي طالب 145/2

فأنت أعزّ الخلق لديّ و أكرمهم لديّ،و محبوك أكرم من يرد عليّ من أمّتي 51/2

فأنشدكم اللّه أ تعلمون أن اللّه عزّ و جلّ أنزل (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ (1) 53/3

فبي خفف اللّه عزّ و جل عن هذه الامة فلم تنزل في أحد قبلي و لم تنزل في أحد بعدي 32/4

فبي خفف اللّه عن الامة 29/4

فبينا جبرئيل عليه السّلام يهبط من السماء إلي الأرض إذ مرّ بدردائيل فقال له دردائيل: 170/2

فتنفي المدينة الخبث كما ينفي الكير خبث الحديد،و يدعي ذلك اليوم يوم الخلاص 102/7

فجاء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فإذا هو عليّ عليه السّلام 19/2

فجاء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من الأنفس بأبي و من الأبناء بي و بأخي و من النساء بامي 208/3

فحدثني بألف حديث حتّي عرقت و عرق رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فسال عليّ عرقه و سال عليه عرقي 223/5

فخررت ساجدا للّه تعالي و حمدته علي ما أنعم به عليّ من الإسلام و القرآن و حبّبني إلي خاتم النبيين و سيّد الوصيين 9 50/7

فداك أبي و أمي يا رسول اللّه إذا كان كذا و كذا فما تأمرني به؟ 46/7

فسّر الاصطفاء في الظاهر سوي الباطن في اثني عشر موضعا و ذكر 226/3

فسر الاصطفاء في الظاهر سوي الباطن في اثني عشر موطنا و موضعا فأول 279/3

فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم 195/3

فعليّ بن أبي طالب عليه السّلام إذا قسيم الجنّة و النار عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و رضوان و مالك صادران عن أمره بأمر اللّه تبارك و تعالي،يا مفضّل خذ هذا فإنّه من مخزون العلم و مكنونه،لا تخرجه إلاّ إلي أهله 63/7

فقال الملك العظيم افتراض الطاعة (فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ) (2) 122/3

ص: 283


1- سوره 2 - آيه 278
2- سوره 4 - آيه 55

فقال:لو علم اللّه أن اسما أفضل منه لسمانا به 128/3

(فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) (1) فجعلنا منهم 120/3

فقد ثبت أن جميع أنبياء اللّه و رسله و جميع المؤمنين كانوا لعليّ بن أبي طالب محبين،و ثبت أن أعداءهم و المخالفين لهم كانوا لهم و لجميع أهل محبتهم مبغضين؟ 62/7

فكم تري؟شعيرة،إنك لزهيد 29/4

فكيف تخطّئه و تلومه و توبّخه و تشنّع عليه في فعله و هذا جبرائيل أخبرني عن حفظة عليّ أنّهم ما كتبوا عليه خطيئة منذ ولد،و هذا ملك الأرحام،هيهات إنّ قدر عليّ عليه السّلام عند اللّه أعظم من قدره عندكم 326/6

فلا تختلف إذا اختلفوا،يا جابر إن الجاحد لصاحب الزمان كالجاحد لرسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في أيامه،يا جابر اسمع وع 68/7

فلا يدخل الجنّة إلاّ من أحبّه من الأوّلين و الآخرين،و لا يدخل النار إلاّ من أبغضه من الأوّلين و الآخرين،فهو إذا قسيم الجنّة و النار 62/7

(فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ وَ ما كانُوا مُنْظَرِينَ) (2) أمّا هذا سيقتل و تبكي عليه السماء و الأرض 374/4

فما تفسير الحاء من الحمد؟ 205/5

فما تفسير الدال من الحمد؟ 206/5

فما تفسير اللام من الحمد؟،فما تفسير الدال من الحمد؟ 206/5

فما تفسير الميم من الحمد؟ 206/5

فما خرج حرفان حتّي الساعة 222/5

فما خرج منها إلاّ حرفان حتّي الساعة 220/5

فما ذا قلت أنت يا عماه ما قلت أنت يا شيبة 70/4

فما يخوفهم إذا كانوا من أهل الجنة 40/4

فمن كنت مولاه فعلي مولاه،اللهم وال من والاه 117/1

فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه 232/5

فنحن المحسودون علي ما أتانا اللّه من الإمامة دون الخلق جميعا 120/3

فنصبني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بغدير خم و قال:إن اللّه عز و جل ارسلني برسالة 245/2

ص: 284


1- سوره 4 - آيه 54
2- سوره 44 - آيه 29

فهذا من براهين نبيّنا صلّي اللّه عليه و آله التي أتاه اللّه إياها و اوجب أنه الحجة علي سائر 57/3

فهل تعلمون أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قال:إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي 339/2

فهل فيكم من سلّم عليه في ساعة واحدة ثلاثة آلاف من الملائكة و فيهم جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل ليلة القليب لمّا جئت بالماء إلي رسول اللّه 9 321/6

فهل وجدت فيما قرأت من كتاب اللّه عز و جل (قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ (1) 56/4

فهل يجوز ان لا يحب أنبياء اللّه و رسله و أوصياؤهم رجلا يحبّه اللّه و رسوله؟ 62/7

فهل يجوز أن يكون المؤمنون من أمّتهم لا يحبّون حبيب اللّه و رسوله و انبياءه:؟ 62/7

فهم آل محمد صفوة اللّه فمنهم ظالم لنفسه و هو الهالك و منهم مقتصد و هم الصالحون و منهم سابق بالخيرات بإذن اللّه و هو علي بن أبي طالب 41/4

الفهم و القضاء، 119/3

فهو النبوة،و الحكمة فهم الحكماء من الأنبياء من الصفوة،و أما الملك 122/3

فهو محمد صلّي اللّه عليه و آله فيها مصباح هو العلم، (الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ) (2) فزعم 264/3

في الجنة لؤلؤتان إلي بطنان العرش:احدهما بيضاء،و الاخري صفراء في 181/3

فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ) (3) الآية فقد فرضت عليكم المسألة و الردّ إلينا، 30/3

في الفقه 119/2

فيجيء إليه الرجل فيقول:يا مهدي أعطني قال:فيحثو له في ثوبه ما استطاع أن يحمله 96/7

في علي بن أبي طالب 47/3

فيقول:ها 54/7

في قوله (وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ) (4) قال:مع آل محمد صلّي اللّه عليه و آله 53/3

فيما أنزل اللّه علي محمد صلّي اللّه عليه و آله (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي (5) 241/3

في ما نزل في عليّ بن أبي طالب فما نزل 18/2

في مسجدي و لا يبيت فيه جنب إلاّ عليّ و ذرّيّته فمن ساءه ذلك فههنا 115/2

فينادي-يعني القائم عليه السّلام-يا أيها الناس أنا نستنصر اللّه فمن 271/3

فينا،في آل حم،آية لا يحفظ مودتنا إلا كل مؤمن 243/3

في ولاية علي عليه السّلام 10/4

فيه ما أنزل قُلْ كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (6) ،فلم 112/2

ص: 285


1- سوره 27 - آيه 40
2- سوره 24 - آيه 35
3- سوره 9 - آيه 122
4- سوره 9 - آيه 119
5- سوره 42 - آيه 23
6- سوره 13 - آيه 43

فيه يدعي كل اناس بإمام زمانهم و كتاب ربّهم و سنة نبيّهم 130/3

القائم و أصحابه 116/4

قاتل اللّه من قاتلك و عادي اللّه من عاداك 166/1

(قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ) (1) 57/4

قال اللّه تبارك و تعالي:لاعذبن كل رعية دانت بطاعة إمام ليس مني 218/1

قال اللّه تبارك و تعالي لأعذبنّ كل رعية في الإسلام دانت بولاية كل إمام 76/3

قال اللّه تعالي لمحمد صلّي اللّه عليه و آله حين جحده كفرة أهل الكتاب و حاجّوه فقل: 223/3

قال اللّه جلّ جلاله:لو اجتمع الناس كلّهم علي ولاية علي ما خلقت النار 301/2

قال النبي صلّي اللّه عليه و آله عليهم السّلام إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي،و لن يفترقا حتي يردا 367/2

قال النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:أنا مدينة العلم و أنت الباب،و كذب من زعم أنه يصل إلي المدينة إلاّ من قبل الباب 231/5

قال:إنّ رهطا من اليهود أسلموا منهم عبد اللّه بن سلام و أسد و ثعلبة 18/2

قال:إنما نزلت (أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ) (2) يعني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله (وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) (3) (وَ مِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسي إِماماً وَ رَحْمَةً أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ) (4) فقدموا و اخروا في التأليف 65/4

قال أبو عبد اللّه عليه السّلام:إنّ اللّه عز و جل خلقنا فأحسن خلقنا و صوّرنا فأحسن صورنا و جعلنا خزّانه في سمائه و أرضه،و لنا نطقت الشجرة،و بعبادتنا عبد اللّه عزّ و جلّ،و لولانا ما عبد اللّه 209/5

قال أبي عليه السّلام لجابر بن عبد الأنصاري:إن لي إليك حاجة فمتي يخف 165/2

قال أمير المؤمنين عليه السّلام الحج الأكبر يوم النحر و احتج بقول اللّه عز و جل: (فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ) (5) فهي عشرون من ذي الحجة و المحرم و صفر و شهر ربيع الأول و عشر من شهر ربيع الآخر 80/4

قال أمير المؤمنين عليه السّلام أنا قسيم اللّه بين الجنّة و النار،و أنا الفاروق الأكبر،و أنا صاحب العصا و الميسم 61/7

قال أمير المؤمنين في خطبة:أنا الهادي و أنا المهتدي و أنا أبو اليتامي 70/3

قال أمير المؤمنين عليه السّلام:فينا نزلت هذه الآية (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) (6) 11/3

قال:بل أنت 125/2

قال جل ذكره: (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (7) قال:الكتاب الذكر 27/3

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله 28/4

ص: 286


1- سوره 27 - آيه 40
2- سوره 11 - آيه 17
3- سوره 11 - آيه 17
4- سوره 11 - آيه 17
5- سوره 9 - آيه 2
6- سوره 13 - آيه 7
7- سوره 16 - آيه 43

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إذا جمع اللّه الأولين و الآخرين يوم القيامة و نصب الصراط 98/3

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إذا كان يوم القيامة لم تزل قدما عبد حتي يسأل عن أربع 92/3

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:الأئمة بعدي اثنا عشر أوّلهم علي بن أبي طالب و آخرهم القائم 72/3

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:الروح و الراحة و الرحمة و النصر و اليسر و اليسار 273/3

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:المهديّ منّا أهل البيت،يصلحه اللّه عز و جل في ليلة،أو قال:في يومين 97/7

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله المهدي من ولدي،تكون له غيبة و حيرة تضل فيها الأمم،يأتي بذخيرة الأنبياء:

فيملأها عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما 132/7

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:النجوم أمان لأهل السماء إذا ذهبت 137/3

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:انا أول قادم علي اللّه ثم يقدم عليّ كتاب اللّه ثم يقدم 354/2

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إنّ اللّه تبارك و تعالي يقول:أنت كمال حجتي عن الأشقياء من أمّتك من ترك ولاية علي و والي اعداءه و أنكر فضله و فضل الأوصياء من بعده 209/5

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إن اللّه تعالي إذا جمع الناس يوم القيامة في صعيد واحد كنت أنا و أنت يومئذ عن يمين العرش،ثمّ يقول تبارك و تعالي لي و لك:قوما فألقيا من أبغضكما و كذّبكما في النار 59/7

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إن اللّه عزّ و جلّ فرض العلم ستة أجزاء،و أعطي عليا عليه السّلام منه خمسة أجزاء و له سهم في الجزء الآخر من الناس 215/5

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إن اللّه قد فرض عليكم طاعتي و نهاكم عن معصيتي 180/2

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إن أبا بكر منّي لبمنزلة السمع،و ان عمر منّي لبمنزلة البصر،89/3

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله إن جبرائيل نزل عليّ و قال:إن اللّه يأمرك بتفضيل علي بن أبي طالب عليه السّلام خطيبا علي أصحابك ليبلّغوا من بعدهم ذلك عنك 231/5

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إني تركت فيكم الثقلين كتاب اللّه عزّ و جل و عترتي أهل 339/2

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أخبرني جبرائيل عليه السّلام عن اللّه جلّ جلاله أنه قال:علي بن 300/2

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أفضل العبادة انتظار الفرج 132/7

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنا المنذر و عليّ الهادي،و كل إمام هاد للقرن الذي هو فيه 11/3

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنا المنذر و في كل زمان إمام منّا يهديهم إلي ما جاء به نبي 11/3

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنا دار الحكمة و علي بابها 235/5

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنا سيّد من خلق اللّه عزّ و جل و أنا خير من جبرائيل 70/3

ص: 287

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنا مدينة الجنّة و أنت بابها يا علي كذب من زعم أنه يدخلها من غير بابها 234/5

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنا مدينة الحكمة و هي الجنّة و أنت يا علي بابها،فكيف يهتدي المهتدي إلي الجنّة و لا يهتدي إليها إلاّ من بابها؟ 236/5

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنا مدينة العلم و هي الجنّة و أنت يا علي بابها،فكيف يهتدي إلي الجنّة و لا يهتدي إليها من بابها؟ 231/5

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنا واردكم علي الحوض،و أنت يا علي الساقي و الحسن الذائد و الحسين الآمر 83/7

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنا وافد علي العزيز الجبار يوم القيامة و كتابه و أهل بيتي 354/2

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:حدثني جبرائيل عن رب العزة جل جلاله أنه قال:من علم 64/3

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:حدثني جبرائيل عن رب العزّة جل جلاله أنّه قال:من علم 72/3

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:خذوا بحجزة هذا الأنزع-يعني عليا عليه السّلام-فإنه الصّديق 301/2

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:رحم اللّه عليّا اللّهم أدر الحق معه حيث دار 282/5-283

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:رحم اللّه عليّا،اللّهم أدر الحق معه حيث دار 284/5

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:علي بن أبي طالب خليفة اللّه و خليفتي و حجة اللّه 179/2

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في قوله تعالي: (وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) (1) قال:هو علي بن أبي طالب 82/4

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:في قوله عزّ و جل: (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) (2) قال:كل 130/3

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مرضه الذي توفي فيه:ادعوا لي خليلي فأرسلتا إلي أبويهما فلمّا نظر إليهما رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أعرض عنهما،قال:ادعوا لي خليلي فارسل إلي علي عليه السّلام،فلما نظر إليه أكبّ عليه يحدّثه فلمّا خرج لقياه فقالا له:و ما حدّثك خليلك؟فقال:حدّثني ألف باب يفتح كل باب ألف باب 221/5

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:قال اللّه تبارك و تعالي:أنت كمال حجّتي علي الأشقياء من أمّتك من ترك ولاية علي و الأوصياء من بعدك،فانّ فيهم سنّتك و سنّة الأنبياء من قبلك 209/5

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله قوله عز و جل (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنِيدٍ) (3) قال:نزلت فيّ و في عليّ بن أبي طالب،و ذلك أنه إذا كان يوم القيامة شفّعني ربي و شفّعك يا علي 67/7

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:كيف بك يا علي إذا وقفت علي شفير جهنم و قد مدّ 99/3

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:لا تزل قدم عبد مؤمن يوم القيامة من بين يدي اللّه عزّ 94/3

ص: 288


1- سوره 66 - آيه 4
2- سوره 17 - آيه 71
3- سوره 50 - آيه 24

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتي يسأل عن أربع:شبابه 94/3

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعلي بن أبي طالب:أنا و أنت و ابناؤك الحسن و الحسين 80/3

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لعليّ بن أبي طالب عليه السّلام:يا عليّ أنت خير البشر لا يشك فيك إلاّ كافر 10/5

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لمّا أسري بي إلي السماء أوحي إليّ ربي جلّ جلاله و قال:يا محمد إني اطلعت إلي الأرض اطّلاعة و اخترتك منها فجعلتك نبيا و شققت لك من اسمي اسما 122/7

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لما أسري بي إلي السماء ثم من السماء إلي سدرة 153/2

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما بال اقوام إذا ذكر عندهم آل إبراهيم و آل عمران 274/3

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما بال أقوام إذا ذكر عندهم آل إبراهيم عليه السّلام فرحوا 79/3

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ما خلق اللّه خلقا أفضل منّي و لا أكرم عليه منّي قال عليّ عليه السّلام فقلت يا رسول اللّه فأنت أفضل أم جبرائيل؟فقال صلّي اللّه عليه و آله يا عليّ إن اللّه تبارك و تعالي فضل انبيائه المرسلين علي ملائكته المقربين و فضلني علي جميع النبيين و المرسلين 13/5

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما خلق اللّه خلقا أفضل منّي و لا أكرم عليه منّي،قال علي عليه السّلام:فقلت:يا رسول اللّه فأنت أفضل أم جبرائيل؟فقال صلّي اللّه عليه و آله:يا علي إن اللّه تبارك و تعالي فضل أنبياءه المرسلين علي ملائكته المقرّبين،و فضّلني علي جميع النبيين و المرسلين 120/7

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ما قبض اللّه نبيا حتي أمر اللّه أن يوصي إلي أفضل عشيرته 58/3

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:معاشر الناس أحبّوا موالينا مع حبكم لنا،هذه زيد بن 99/3

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله من أحب أن يستمسك بديني و يركب سفينة النجاة بعدي فليقتد بعلي بن أبي طالب،و ليعاد عدوه و ليوال وليه،فإنه وصيي و خليفتي علي أمتي في حياتي و بعد وفاتي 126/7

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من صلّي علي محمد و آل محمد مائة مرة قضي اللّه تعالي 251/3

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من صلّي علي محمد و علي آل محمد مائة مرة قضي اللّه 249/3

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:من صلي عليّ و لم يصل علي آلي لم يجد ريح الجنة و أن 257/3

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:نزل جبرائيل عليه السّلام صبيحة يوم فرحا مستبشرا فقلت:حبيبي 155/2

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و ذكر خطبة يوم غدير خم بطولها إلي أن قال صلّي اللّه عليه و آله: 24/3

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سئل عن قوله تعالي: (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنِيدٍ) (1) :يا عليّ إذا جمع الناس يوم القيامة في صعيد واحد كنت أنا و أنت يومئذ عن يمين العرش 58/7

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و لقد أسري بي ربّي عزّ و جل و أوحي إليّ من وراء حجاب ما أوحي و كلمني بما

ص: 289


1- سوره 50 - آيه 24

كلمني و كان ممّا كلمني به أن قال:يا محمّد إنّي أنا اللّه لا إله إلاّ أنا عالم الغيب و الشهادة الرّحمن الرحيم 211/5

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا عليّ أنا مدينة العلم و أنت بابها،و هل تؤتي المدينة إلاّ من بابها؟ 230/5

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا علي أنت المظلوم بعدي فالويل لمن ظلمك و اعتدي 100/3

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا علي أنت أخي و وارثي و وصي و خليفتي في أهلي و امتي 70/3

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم غدير خم أفضل أعياد امتي و هو اليوم الذي أمرني اللّه تعالي ذكره فيه بنصب أخي علي بن أبي طالب علما لأمتي يهتدون به من بعدي،و هو اليوم الذي أكمل فيه الدين و أتمّ علي امتي فيه النعمة و رضي لهم الإسلام دينا 236/5

قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا علي قل:اللهم اجعل لي عندك عهدا و اجعل لي في قلوب المؤمنين ودّا،[فقالها علي]فنزلت الآية 108/4

قال:سمعت جابر بن عبد اللّه الأنصاري يقول:إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كان ذات يوم في منزل أمّ إبراهيم و عنده نفر من أصحابه إذ أقبل علي بن أبي طالب عليه السّلام 237/5

قال علي أمير المؤمنين عليه السّلام أنا الهادي و المهتدي و أبو اليتامي و زوج الارامل و المساكين و أنا ملجأ كل ضعيف و مأمن كل خائف و أنا قائد المؤمنين في الجنة 12/4

قال علي عليه السّلام:أنا جنب اللّه و أنا حسرة الناس يوم القيامة 9/4

قال علي عليه السّلام:و اللّه لا يسألني أهل التوراة و لا أهل الإنجيل و لا أهل الزبور و لا أهل الفرقان إلاّ فرقت بين كل أهل الكتاب بحكم ما في كتابهم 280/5

قال في الأئمة من أهل البيت نبيّه و عترته و ذرّيته صلوات اللّه عليهم 118/3

قال لي النبيّ صلّي اللّه عليه و آله:أنت منّي بمنزلة هارون من موسي 96/2

قال لي جبرائيل يا محمّد قلبت الأرض مشارقها و مغاربها فلم أجد إنسانا خيرا من بني هاشم 7/5

قال لي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:إليّ و الي علي عليه السّلام 86/4

قال لي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنت مني بمنزلة هارون من موسي غير النبوة أ فلستم 345/2

قال لي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:يا علي إنّي سألت ربّي خمس خصال فأعطاني:أمّا أوّلها فسألت ربّي أن تنشق الأرض عنّي و أنفض التراب عن رأسي و أنت معي فأعطاني 36/7

قال ما بعث اللّه نبيا من لدن آدم فهلم جرا 97/1

قال:ما تروي هذه الناصبة؟ 327/6

ص: 290

قال:نشدتكم باللّه هل فيكم أحد نصبّه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يوم غدير خم بأمر اللّه، 130/2

قال:يدعي كل قوم بإمام زمانهم و كتاب ربّهم و سنة نبيّهم 132/3

قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأولون بعلم و لا يدركه الآخرون ما ترك 200/3

قد اقرأني أمير المؤمنين عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو مريض و أنا صبي 344/2

قد أتاكم أخي ثمّ التفت إلي الكعبة فضربها بيده و قال و الذي نفسي بيده إن هذا و شيعته هم الفائزون يوم القيامة،ثمّ قال إنّه أولكم ايمانا 6/5

قد أشاروا عليك 266/5

قد بلغتماني ما أرسلكما به معاوية فاسمعا مني و بلّغاه عني،كما بلغتماني 357/2

قد رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري فإن كان هذا من سخط عليّ فلك 45/2

قد زاد جل ذكره في التبيان و اثبات الحجة بقوله في اصفيائه و اوليائه: (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتي عَلي ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ) (1) تعريفا للخليقة قربهم 11/4

قد سألت فافهم الجواب أمّا أدني ما يكون به العبد مؤمنا أن 111/3

قد سألت فافهم الجواب أمّا أدني ما يكون به العبد مؤمنا:أن يعرّفه اللّه 356/2

قد علمت ما كان قد أخدمتها خادما فوطئها فأولدتها ثم قال وطئتها بعد ذلك؟ 274/5

قد كان إبراهيم نبيّا و ليس بإمام حتي قال اللّه (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً (2) 126/3

قد كساني حبيبي،و صفيي،و خاصتي،و خالصتي 180/1

قدم علي بن أبي طالب عليه السّلام بين يدي نجواه صدقة ثم نسختها (أَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ) (3) 34/4

قد ولدني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و أنا أعلم كتاب اللّه،و فيه بدء الخلق و ما هو كائن إلي يوم القيامة،و فيه خبر السماء و خبر الأرض و خبر الجنّة و خبر النار و خبر ما كان و خبر ما هو كائن،أعلم ذلك كأنّما أنظر إلي كفي،إن اللّه يقول:فيه تبيان كلّ شيء 279/5

قد يا أبا الصمصام 338/6

قرأت يا رسول اللّه هذه الآية فخشيت أن ابتلي بها،فأصابني ما رأيت 16/7

قسم اللّه الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسما فذلك قوله تعالي:183/3

قسمت الحكمة عشرة أجزاء فأعطي علي تسعة أجزاء و الناس جزءا واحدا 207/5

قسمت الحكمة عشرة أجزاء فأعطي علي تسعة أجزاء و الناس جزءا واحدا 207/5

ص: 291


1- سوره 39 - آيه 56
2- سوره 2 - آيه 124
3- سوره 58 - آيه 13

قسمت الحكمة عشرة أجزاء و أعطي علي تسعة و الناس جزءا واحدا 218/5

قصّه 14/7

قلت:يا رسول اللّه أمنّا آل محمد المهدي أم من غيرنا؟فقال النبي 9:منّا،يختم اللّه به الدين كما فتح،بنا ينقذون من الفتن كما أنقذوا من الشرك،و بنا يؤلف اللّه بين قلوبهم بعد عداوة الفتنة إخوانا كما ألف بينهم بعد عداوة الشرك إخوانا في دينهم 104/7

قلت:يا رسول اللّه أمنّا آل محمد المهدي أم من غيرنا؟فقال صلّي اللّه عليه و آله:لا،بل منّا يختم اللّه به الدين كما فتح بنا،و بنا ينقذون من الفتن كما أنقذوا من الشرك،و بنا يؤلف اللّه بين قلوبهم بعد عداوة الفتن إخوانا كما ألّف بينهم بعد عداوة الشرك إخوانا في دينهم 112/7

قل:ربي اللّه ثم استقم ربي اللّه و ما توفيقي إلاّ باللّه عليه توكلت و إليه انيب 216/5

قل لعمرو إذا لقيته:إن عليّا يقول لك:إن أفضل الخلق عند اللّه من كان العمل بالحق أحب إليه و إن نقصه،و إن أبعد الخلق من اللّه من كان العمل بالباطل أحب إليه و إن زاده 267/5

قل لهم إن قريشا قالوا:نحن أولو القربي الذين هم لهم الغنيمة فقل لهم 228/3

قلّ هو اللّه أحد 144/6

قم أبا التراب،قم أبا التراب 60/1

قم أبا تراب قم أبا تراب 59/1

قم فداك أبي و أمي يا أبا تراب 63/1

قم فما صلحت إلا أن تكون أبا تراب 61/1

قم يا بن عبّاس إلي منزلك و تأهب لفرضك 206/5

قول اللّه تبارك و تعالي: (إِنَّ اللّهَ اصْطَفي آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ (1) 274/3

قولوا:اللهم اجعل صلواتك و بركاتك علي محمد و علي و آل محمد كما 246/3

قولوا:اللهم صلّ علي محمد عبدك و رسولك كما صلّيت علي آل إبراهيم 247/3

قولوا:اللهمّ صل علي محمد كما صلّيت علي إبراهيم و بارك علي آل محمد 253/3

قولوا:اللهم صلّ علي محمد و آل محمد 247/3

قولوا:اللهمّ صلّ علي محمد و آل محمد كما صلّيت علي إبراهيم و آل 246/3

قولوا:اللهم صل علي محمد و آل محمد كما صلّيت علي إبراهيم و آل 254/3

قولوا:اللهم صل علي محمد و آل محمد كما صليت علي إبراهيم و آل إبراهيم 245/3

ص: 292


1- سوره 3 - آيه 33

قولوا:اللهم صل علي محمد و علي آل محمد كما صليت علي إبراهيم و آل 251/3

قولوا:اللهم صلّ علي محمد و علي آل محمد كما صلّيت علي علي آل 247/3

قولوا:اللهم صلي علي محمد و علي آل محمد،و بارك علي محمد و آل 252/3

قولوا لهم:إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله نزلت عليه الصلاة و لم يسم اللّه لهم ثلاثا و لا أربعا 193/3

قوله (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) (1) إذ قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:أنا المنذر و علي 11/3

قوله عزّ و جل: (وَ إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ) (2) 103/3

قومي فتنحي عن أهل بيتي 180/3

الكافر بجدّي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله 57/7

كافر جاحد موفق 216/3

الكافرون بالولاية 17/2

كان إبراهيم نبيّا و ليس بإمام حتي قال اللّه تبارك و تعالي: (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ (3) 129/3

كان الذي قتل الحسين ولد زنا و الذي قتل يحيي بن زكريا ولد زنا و قد أحمرت السماء حين قتل الحسين عليه السّلام سنة ثمّ قال بكت السماء و الأرض علي الحسين بن عليّ و يحيي بن زكريا و حمرتها بكاؤها 375/4

كان اللّه و لا شيء غيره و لا معلوم و لا مجهول 41/1

كان أمير المؤمنين عليه السّلام إذا لبس القميص مدّ يده فإذا طلع علي أطراف الأصابع قطعه 6/7

كان أمير المؤمنين أشبه الناس طعمة برسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،كان يأكل الخبز و الخل و الزيت،و يطعم الناس الخبز و اللحم 11/7

كان أمير المؤمنين ثم كان الحسن إماما ثم كان علي بن الحسين إماما، 69/3

كان أمير المؤمنين عليه السّلام كثيرا ما يقول:أنا قسيم اللّه بين الجنّة و النار،و أنا الفاروق الأكبر،و أنا صاحب العصا و الميسم 61/7

كان أمير المؤمنين يأكل الخل و الزيت و يجعل نفقته تحت طنفسته 11/7

كان أمير المؤمنين عليه السّلام يقول:ما للّه نبأ هو أعظم منّي و ما للّه آية أكبر مني و لقد عرض فضلي علي الأمم الماضية باختلاف ألسنتها فلم تقر بفضلي 15/4

كان جبرائيل عليه السّلام جالسا عند النبيّ صلّي اللّه عليه و آله علي يمينه إذ أقبل عليّ بن أبي طالب،فضحك جبرائيل فقال:

يا محمد هذا عليّ بن أبي طالب قد أقبل 324/6

ص: 293


1- سوره 13 - آيه 7
2- سوره 23 - آيه 74
3- سوره 2 - آيه 124

كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يأتينا كل غداة فيقول الصلاة رحمكم اللّه الصلاة (إِنَّما يُرِيدُ (1) 200/3

كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:إذا سألتم اللّه فاسألوه إليّ الوسيلة،فسألنا النبيّ صلّي اللّه عليه و آله عن الوسيلة فقال:هي درجتي في الجنّة و هي ألف مرقاة جوهرة إلي مرقاة زبرجد إلي مرقاة لؤلؤ إلي 59/7

كان سبب نزول هذه الآية ان أمير المؤمنين عليه السّلام كان جالسا بين يدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال له:قل يا عليّ اللهم اجعل لي في قلوب المؤمنين ودّا فأنزل اللّه (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا) (2) 108/4

كان عليّ بن الحسين عليه السّلام يقول:أيّما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين عليه السّلام و من معه حتّي تسيل علي خده بوأه اللّه في الجنّة غرفا،و ايما مؤمن دمعت عيناه 376/4

كان عليّ عليه السّلام لينقطع ركابه في طريق مكّة فيشدّه بخوصة ليهون الحج علي نفسه 9/7

كان عليّ يأمر مناديا ينادي في مسجد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله:ألا من كان له دين أو عدة فليأت عليّا يقضي دينه و ينجز وعده 332/6

كان عليّ عليه السّلام ينادي:من كان له عند رسول اللّه عدة أو دين فليأتني،و كان كل من أتاه يطلب دينا أو عدة يرفع مصلاّه فيجد ذلك تحته فيدفعه إليه 335/6

كان في ذؤابة سيف رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله صحيفة صغيرة 221/5

كان في ذؤابة سيف رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله صحيفة صغيرة و أن عليّا دعا ابنه الحسن فدفعها إليه فدفع إليه سكينا و قال له:افتحها،فلم يستطع فتحها ففتحها له ثمّ قال:اقرأ،فقرأ الحسن الألف و الياء و السين و اللام و الحرف بعد الحرف 220/5

كان لي عشر من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله لم يعطهن أحد قبلي و لا يعطاهن أحد بعدي 191/2

كان لي من رسول اللّه عشر لم يعطهن أحد قبلي و لا يعطاهن أحد بعدي، 215/2

كأني قد دعيت فأجبت إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر 313/2

كأني قد دعيت فأجبت إني قد تركت فيكم الثقلين،أحدهما أكبر من الآخر، 362/2

كأني قد دعيت فأجبت إني قد تركت فيكم الثقلين 293/1

الكبير 39/4

كتاب اللّه و سنّة نبيّهم و أنت معي في قصري في الجنّة مع ابنتي فاطمة 35/2

كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي ما إن تمسّكتم بهما لن تضلوا فتعلموا منهم 9/3

كذبتما إن شئتما أخبرتكما ما يمنعكما من الإسلام 215/3

ص: 294


1- سوره 33 - آيه 33
2- سوره 19 - آيه 96

كذبت يا أخا اليهود 226/2

كذبوا،إن دين اللّه-عزّ و جلّ-أعزّ من أن يري في النوم 327/6

كذب هو علي بن أبي طالب 59/4

كذلك الجنان تكون في علم اللّه 25/3

كساني حبيبي و صفيي و خاصتي و خالصتي و المؤدي عني و وصيي 195/2

كل إمام هاد لكل قوم في زمانهم 8/3

كل إمام هاد للقرآن الذي هو فيهم 7/3

(كَلاّ) (1) و هو رد عليهم (سَيَعْلَمُونَ) (2) سيعرفون خلافته بعدك انها حق يكون (ثُمَّ كَلاّ سَيَعْلَمُونَ) (3) سيعرفون خلافته و ولايته إذا يسألون عنها في قبورهم فلا يبقي ميت في شرق الأرض و لا غربها و لا في بر و لا في بحر إلاّ و منكر و نكير 13/4

كل دعاء عن السماء محجوب حتي يصلّي علي محمد و آل محمد 252/3

كل دعاء يدعي اللّه عز و جل به محجوب عن السماء حتي يصلي علي 255/3

كل سبب و نسب منقطع يوم القيامة إلاّ سببي و نسبي 157/7

كلّ ما لم يخرج من هذا البيت فهو باطل 215/5

كل من دان اللّه بعبادة يجهد فيها نفسه و لا إمام له من اللّه فسعيه غير مقبول 75/3

كلهم من آل محمد عليهم السّلام الظالم لنفسه الذي لا يقرّ بالإمام و المقتصد العارف بالإمام و السابق بالخيرات باذن اللّه الإمام 42/4

كلهم من آل محمد صلّي اللّه عليه و آله،الظالم لنفسه الذي لا يقرّ بالإمام 135/3

كل يا أخي فهذه هدية من اللّه إليّ ثم إليك 113/4

كم تري دينار؟لا يطيقون 29/4

كنت أدخل علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كل يوم دخلة و في كل ليلة دخلة فيخليني 343/2

كنت أنا ادخل علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كل يوم دخلة و كل ليلة دخلة فيخلني فيها 114/3

كنت أنا الاذان في الناس 79/4

كنت أنا و علي علي يمين العرش نسبح اللّه قبل أن يخلق آدم بألفي عام،217/2

كنت أنا و علي نورا بين يدي 28/1

كنت أنا و علي نورا بين يدي اللّه عز و جل قبل 233/1

ص: 295


1- سوره 78 - آيه 4
2- سوره 78 - آيه 4
3- سوره 78 - آيه 5

كنت أنا و عليّ نورا بين يدي اللّه عز و جل قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر 177/2

كنت أول من ناجي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله كان عندي دينار فصرفته بعشرة دراهم و كلمت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عشر مرات كلما أردت أن أناجيه تصدقت بدرهم 34/4

كنت عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مرضه الذي قبض فيه فكان رأسه في حجري 229/2

(كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ) (1) قال:بطاعتهم 53/3

كهيئة المغضب إن طاعة الرسول لطاعة اللّه و من عصي رسول اللّه فقد عصي 67/3

كيف انتم إذا نزل ابن مريم فيكم و إمامكم منكم؟ 98/7

كيف أنتم إذا أنزل ابن مريم فيكم و إمامكم منكم؟ 93/7

كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بضعتي و استحفظتم وديعتي و غيّب في 160/2

كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم و إمامكم منكم؟ 93/7

كيف أنتم إذا نزل ابن مريم عليه السّلام فيكم و إمامكم منكم،لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون علي الحق ظاهرين إلي يوم القيامة،قال:فينزل عيسي ابن مريم فيقول أميرهم:تعال صلّ بنا فيقول:لا إن بعضكم علي بعض أمراء تكرمة من اللّه تعالي لهذه الأمة 109/7

كيف بكم إذا نزل ابن مريم فيكم و إمامكم منكم 141/7

كيف تهلك أمة أنا في أولها،و عيسي في آخرها،و المهدي من أهل بيتي في وسطها 92/7

كيف رأيت مسارعة الناس إلي هذا الأمر و دخولهم فيه 235/3

كيف يأمر بطاعتهم و يرخّص في منازعتهم إنما قال ذلك للمأمورين الذين 112/3

لئن أوقفك اللّه يوم القيامة بين يديه حتي يسألك عن أكلة أكلتها أو شربة 85/3

لا إله إلاّ اللّه محمّد النبيّ صلّي اللّه عليه و آله رسول اللّه و علي الآخر مكتوب لا إله إلاّ اللّه علي 150/2

لا إنما ذلك علي بن أبي طالب نزلت فيه خمس آيات احدها (قُلْ كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) (2) 58/4

لا إنما يسألكم عمّا أنتم عليه من الحق 83/3

لا أدري[ما تقولان]لقد صلّيت ستة أشهر قبل الناس،و أنا صاحب الجهاد 71/4

لا أقول كما قالوا و لكني أقول أراد العترة الطاهرة 39/4

لا أقول كما قالوا و لكني أقول أراد اللّه عزّ و جلّ بذلك العترة الطاهرة، 327/2

لا بدّ من مهدي من ولد فاطمة ابنته عليها السّلام يظهر فيملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت من غيره ظلما

ص: 296


1- سوره 9 - آيه 119
2- سوره 13 - آيه 43

و جورا 115/7

لأبعثن إليكم رجلا كنفسي يفتح اللّه به الخير سوطه سيفه،فتشرّف الناس لها 248/5

لأبعثن إليكم رجلا كنفسي يفتح اللّه به،فتشرّف الناس لها 250/5

لأبعثن رجلا لا يخزيه اللّه أبدا،يحب اللّه و رسوله 231/1

لأبعثن رجلا لا يخزيه اللّه أبدا يحب اللّه و رسوله 33/2

لابعثن رجلا لا يخزيه اللّه أبدا يحب اللّه و رسوله و يحبه اللّه و رسوله 16/4

لا،بل سيّد شهداء الأولين و الآخرين ما خلا الأنبياء و الأوصياء،و جعفر بن أبي طالب ذو الجناحين الطيار في الجنة مع الملائكة،و ابناك حسن و حسين سبطا أمتي و سيّدا شباب أهل الجنة 129/7

لا تأكلوا شيئا و اطعموا اليتيم 102/4

لا تأكلوا و اثروا المسكين 102/4

لا تبال فإن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علمني ألف باب من العلم كان ينشعب منه ألف باب آخر 217/5

لا تبكي يا فاطمة فو اللّه ما أنا زوجتك،بل اللّه عز و جل زوجك من فوق 153/2

لا تترك الأرض بغير إمام يحل حلال اللّه و يحرم حرامه و هو قول اللّه:(يوم 134/3

لا تجعلوا بطونكم مقابر للحيوان 348/6

لا تذهب الدنيا حتي يبعث اللّه رجلا من أهل بيتي،يواطئ اسمه اسمي و اسم أبيه اسم أبي،يملأها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما 103/7

لا تذهب الدنيا حتي يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي 106/7

لا تذهب الدنيا حتي يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي و اسم أبيه اسم أبي،يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا 96/7

لا تذهب الدنيا حتي يملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي 97/7

لا تذهب الدنيا و لا تنقضي حتي يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي 85/7

لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتي يسأل عن أربع:عن عمره فيما افناه، 92/3

لا تزول قدم العبد يوم القيامة حتي يسأل عن أربع:عن عمره فيما أفناه، 94/3

لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتي يسأل عن أربع خصال:عن عمره فيما 94/3

لا تعلّموهم فهم أعلم منكم،صدق جدّي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،و اللّه إني لأعلم منك بما سألتك عنه،و لقد أوتيت الحكم صبيا،كل ذلك بفضل اللّه علينا و رحمته لنا أهل البيت 123/7

ص: 297

لا تقل ذلك يا أبا ذر و لكن قل:جل باريه،فو الذي صوّرك إنّي أحصي عددهم و أعلم الذكر منهم و الانثي بإذن اللّه عزّ و جلّ 214/5

لا تقوم الساعة حتي يأتي رجل من أهل بيتي يواطي اسمه اسمي 84/7

لا تقوم الساعة حتي يملك الأرض رجل من أهل بيتي أجلي أقني،يملأ الأرض عدلا كما ملئت قبله ظلما،يكون سبع سنين 84/7

لا تقوم الساعة حتي يملك الأرض رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي،يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا 102/7

لا تقوم الساعة حتي يملك رجل من أهل بيتي،يفتح القسطنطينية و جبل الديلم،و لو لم يبق إلاّ يوم لطوّل اللّه ذلك اليوم حتي يفتحها 87/7

لا تقوم الساعة حتي يملك رجل من أهل بيتي،يفتح القسطنطينية و جبل الديلم،و لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم لطوّل اللّه عز و جل ذلك حتي يفتحها 98/7

لا تقوم الساعة حتي يملك رجل من أهل بيتي،يفتح اللّه القسطنطينية و جبل الديلم علي يده،و لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتي يفتحها 105/7

لا تلقي مؤمنا إلاّ و في قلبه ودّ لعلي بن أبي طالب و لأهل بيته 105/4

لا تنقضي الدنيا و لا تذهب حتي يلي أمتي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي 85/7

لا تنقضي الساعة حتي يملك الأرض رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا كما ملئت قبله جورا، يملك سبع سنين 100/7

لا خير في الحياة بعده 112/7

لا خير في العيش بعد المهدي 7 112/7

لا دين لمن دان اللّه بولاية إمام جائر ليس من اللّه،و لا عتب علي من دان اللّه 76/3

لا دين لمن لا ورع له،و لا إيمان لمن لا تقية له،و إن اكرمكم عند اللّه اتقاكم أي أعملكم بالتقية 90/7

لا ذلك إلينا إن شئنا فعلنا و إن شئنا لم نفعل 28/3

لا سيف إلاّ ذو الفقار و لا فتي إلاّ عليّ 68/2

لا سيف إلاّ ذو الفقار و لا فتي إلاّ عليّ 322/6

لأعطينّ الراية اليوم رجلا يحبّ اللّه و رسوله و يحبه اللّه و رسوله فدعاه و هو 82/2

ص: 298

لأعطين الراية رجلا يحب اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله فتطاولنا لها 28/2

لأعطينّ الراية رجلا يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله 83/2

لأعطين الراية غدا رجلا يحب اللّه و رسوله و يحبه اللّه و رسوله 162/3

لأعطين الراية غدا رجلا يحبّ اللّه و رسوله و يفتح اللّه علي يديه، 39/2

لأعطين الراية غدا رجلا يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله 47/2

لأعطين الراية غدا رجلا يحب اللّه و رسوله و يحبه اللّه و رسوله،علي يديه و لمّا 67/2

لأعطينّ الراية غدا رجلا يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله، 150/2

لا فإذا أنت فتحتها فقف بين الناس،فإن اللّه أمرني بذلك 249/5

لا فتي إلاّ عليّ و لا سيف إلاّ ذو الفقار 78/2

لا،لا،لا،هو هذا الذي أحصي اللّه فيه علم كل شيء،و أنّ السعيد كل السعيد من أحبّ عليّا في حياته و بعد وفاته،و أنّ الشقي كل الشقي من أبغض هذا في حياته و بعد وفاته 214/5

لأنا أعلم بالتوراة من أهل التوراة،و أعلم بالإنجيل من أهل الإنجيل 280/5

لأن الأئمة بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله اثنا عشر عدد الاسباط:ثلاثة من الماضين 281/2

لأن التمسّك بهما ثقيل 363/2

لا نبيّ بعدي 27/2

لا نبي بعدي،الحلال ما أحل اللّه علي لساني إلي يوم القيامة و الحرام ما حرّم اللّه علي لساني إلي يوم القيامة 144/7

لأنت أجري من خاصي الأسد،عليّ بدينار الخصي 274/5

لأنت أجسر من الأسد ائتوني بدينار الخادم 264/5

لأنّ حبّه إيمان و بغضه كفر،و إنّما خلقت الجنّة لأهل الإيمان و خلقت النار لأهل الكفر،فهو عليه السّلام قسيم الجنّة و النار لهذه العلّة،فالجنّة لا يدخلها إلاّ أهل محبته،و النار لا يدخلها إلاّ أهل 61/7

لا و لا أحدهما لكني خفت أن يلينه الحسن و الحسين بسمن أو زيت 14/7

لا،و لكن ابنه،لا يسمي حتي يظهر 118/4

لا و لكن كما قال اللّه (أَ لَمْ تَرَ إِلَي الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللّهِ كُفْراً وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ) (1) فغضب عند ذلك و غلظ عليه 53/4

لا.و لكنه صاحبكم علي بن أبي طالب الذي نزلت فيه آيات من كتاب اللّه عز و جل (الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ

ص: 299


1- سوره 14 - آيه 28

مِنَ الْكِتابِ) (1) (أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) (2) 63/4

لا و لكنه صاحبكم علي بن أبي طالب الذي نزلت فيه آيات من كتاب اللّه عز و جل (الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ) (3) (أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) (4) (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا) (5) 55/4

لا و لكنّي أخشي أن تتوق إليه نفسي 14/7

لا و لكن يجب علي أئمّة الحق أن يعدّوا أنفسهم من ضعفاء الناس كيلا يطغي الفقير فقره 14/7

لا يباع في سوقنا طاف 344/6

لا يتقدمك بعدي إلا كافر و لا يتخلف عنك بعدي إلا كافر 243/1

لا يتم الإيمان إلا بمحبتنا أهل البيت،و ان اللّه تبارك و تعالي عهد إليّ أنه 273/2

(لا يحبك إلاّ مؤمن و لا يبغضك إلاّ منافق) 147/6

لا يحبّك إلاّ مؤمن و لا يبغضك إلاّ منافق إلي يوم القيامة 16/7

لا يدخل الجنّة إلاّ من وافي بولايتنا 204/5

لا يذهب بها إلاّ رجل منّي و أنا منه 33/2

لا يذهب بها إلاّ رجل منّي و أنا منه 16/4

لا يزال الإسلام عزيزا إلي اثني عشر خليفة 249/2

لا يزال الإسلام عزيزا إلي اثني عشر خليفة 251/2

لا يزال الإسلام عزيزا إلي اثني عشر خليفة 263/2

لا يزال الإسلام عزيزا إلي اثني عشر خليفة كلهم من قريش 251/2

لا يزال الدعاء محجوبا حتي يصلي عليّ و علي أهل بيتي 22/3

لا يزال الدعاء محجوبا عن السماء حتي يصلّي علي محمد و آل محمد عليهم السّلام 257/3

لا يزال الدين ظاهرا حتي تقوم الساعة و يكون عليهم اثنا عشر خليفة 251/2

لا يزال الدين عزيزا منيعا إلي اثني عشر خليفة 251/2

لا يزال الدين قائما حتي تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر 250/2

لا يزال الدين قائما حتي تقوم الساعة و يكون عليكم اثنا عشر خليفة 263/2

لا يزال الدين قائما حتي تقوم الساعة و يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم 253/2

لا يزال الدين قائما حتي تقوم الساعة،و يكون عليهم اثنا عشر خليفة 250/2

ص: 300


1- سوره 27 - آيه 40
2- سوره 11 - آيه 17
3- سوره 27 - آيه 40
4- سوره 11 - آيه 17
5- سوره 5 - آيه 55

لا يزال أمر الدين ظاهرا حتي يمضي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش 272/2

لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا 248/2

لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا 249/2

لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا 263/2

لا يزال أمر أمتي صالحا حتي تمضي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش 254/2

لا يزال أمر أمتي صالحا حتي يمضي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش 255/2

لا يزال أمر هذه الأمة غالبا علي من ناواها حتي يملك اثنا عشر خليفة 275/2

لا يزال أهل هذا الدين ينصرون علي من ناواهم إلي اثني عشر 255/2

لا يزال أهل هذا الدين ينصرون علي من ناواهم إلي اثني عشر خليفة 276/2

لا يزال هذا الأمر قائما حتي يمضي اثنا عشر أميرا كلهم من قريش 252/2

لا يزال هذا الدين ظاهرا لا يضره من ناواه حتي يقوم اثنا عشر خليفة 283/2

لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا إلي اثني عشر خليفة 249/2

لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا سنيّا،ينصرون علي من ناواهم إلي 275/2

لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا ينصرون علي من ناواهم إلي اثني عشر 275/2

لا يزال هذه الأمة أمرها صالحا ظاهرة علي عدوها حتي يمضي اثنا عشر 273/2

لا يزول قدم عبد يوم القيامة حتي يسأل عن أربعة:عن عمره فيما أفناه، 93/3

لا يسعكم فيما ينزل بكم مما لا تعلمون إلا الكف عنه و التثبت و الردّ إلي أئمة 28/3

لا يضر هذا الدين من ناواه حتي يقوم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش 254/2

لا يضر هذا الدين من ناواه حتي يمضي اثنا عشر خليفة،كلهم من قريش 284/2

لا يكون العبد مؤمنا حتي يعرف اللّه و رسوله و الأئمة عليهم السّلام كلهم و إمام زمانه و يرد 68/3

(لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ) (1) أي لا يكون إماما ظالما 128/3

لبقاء العالم علي صلاحه و ذلك أن اللّه عزّ و جل يرفع العذاب عن أهل 112/3

لبقاء العالم علي صلاحه و ذلك أن اللّه عز و جل يرفع العذاب عن أهل 139/3

لتملأن الأرض ظلما و عدوانا،ثم ليخرجن رجل من أهل بيتي حتي يملأها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما و عدوانا 103/7

لساني عربي 76/2

ص: 301


1- سوره 2 - آيه 124

لست أخاف عليك النسيان،و قد دعوت اللّه تعالي لك 157/1

لعلك يا علي اصطنعت إليه معروفا؟،لا و اللّه ما اصطنعت إليه معروفا 105/4

لعمري يا معاوية لو ترحمت عليك و علي طلحة و الزبير ما كان ترحمي 122/3

لعن المجادلون في دين اللّه علي لسان سبعين نبيا،و من جادل في آيات اللّه فقد كفر 123/7

لقد علم المستحفظون من اصحاب النبي محمد صلّي اللّه عليه و آله إنه ليس فيهم رجل له منقبة إلاّ و قد شركته فيها و فضلته ولي سبعون منقبة لم يشركني فيها أحد منهم إن أول منقبة 33/4

لقد علمتم ما هذا زمان حديثي 348/2

لقد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأولون و لا يدركه الآخرون و ما ترك 188/3

لقد نظر اللّه يوم الجمعة إلي مسجدي فلولا هؤلاء الثمانية الذين جلسوا في 265/3

لقيني رجل فقال لي:يا أبا الحسن أما و اللّه إني أحبك في اللّه 106/4

لك اللّه بعدي و وصيي صالح المؤمنين علي بن أبي طالب 83/4

لك عندي ثمانون ناقة،حمر الظهور،بيض البطون،سود الحدق،عليها من طرائف اليمن و نقط الحجاز 336/6

لكلّ نبيّ وصيّ و وارث و إنّ عليّ وصيّي و وارثي 148/2

لكلّ نبيّ وصيّ و وارث و إنّ وصيّي و وارثي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام 147/2

لما اسري بي إلي السماء الرابعة أذن جبرائيل 101/1

لما اسري بي إلي السماء،ثم من السماء إلي السماء 94/1

لما اسري بي إلي السماء،ثم من السماء إلي السماء 195/1

لما اسري بي الي السماء حتي انتهيت 82/1

لما اسري بي إلي السماء عهد إليّ ربي في علي ثلاث 185/1

لما اسري بي إلي السماء فسح لي في بصري 103/1

لما اسري بي إلي السماء كنت من ربي كقاب قوسين 93/1

لمّا اسري بي إلي السماء لقيني أبي نوح 245/1

لما اسري بي إلي السماء و انتهيت الي سدرة المنتهي 194/1

لما أراد اللّه عزّ و جل أن يهلك قوم نوح عليه السّلام أوحي اللّه إليه أن شق الواح الساج 20/3

لما أسري بي إلي السماء ثم من السماء إلي السماء ثم إلي سدرة المنتهي 224/2

ص: 302

لما أسري بي إلي السماء نظرت فإذا مكتوب علي العرش:لا إله إلاّ 278/2

لما أن خلق اللّه تعالي آدم و نفخ فيه من روحه عطس آدم فقال:الحمد للّه 60/3

لمّا ثقل رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في مرضه الذي قبض فيه كان رأسه في حجري،232/2

لما حضرت رسول اللّه الوفاة دعا الأنصار قال:يا معاشر الأنصار قد حان 350/2

لمّا حكي عهد موسي أن شرح كتابه كان أربعين حملا لو أذن اللّه و رسوله لي لأشرع في شرح معاني ألف الفاتحة حتّي يبلغ مثل ذلك 205/5

لما خلق اللّه آدم و نفخ فيه من روحه 33/1

لما خلق اللّه تعالي آدم أبو البشر،و نفخ فيه 26/1

لما خلق اللّه تعالي آدم و نفح فيه من روحه عطس آدم 110/1

لما خلق اللّه عز و جل آدم نظر إلي سرادق العرش 33/1

لما دخلت الجنة رأيت فيها شجرة تحمل الحلي و الحلل 75/1

لما عرج بي إلي السماء السابعة ثم منها إلي سدرة المنتهي 115/1

لمّا عرج بي إلي السماء السابعة،و منها إلي سدرة المنتهي 192/1

لما عرج بي إلي السماء انتهي بي السير مع جبرائيل إلي السماء الرابعة 293/2

لما عرج بي إلي السماء انتهي بي المسير مع جبرائيل إلي السماء الرابعة 55/3

لما عرج بي إلي السماء انتهي بي المسير مع جبرائيل إلي السماء الرابعة 57/3

لما عرج بي إلي السماء نظرت إلي ساق العرش 206/1

لمّا عرج بي إلي ربّي جلّ جلاله أتاني النداء:يا محمد،قلت:لبيك يا رب العظمة لبيك فأوحي اللّه إليّ:

يا محمد فيما اختصم الملأ الأعلي؟فقلت:لا علم لي يا إلهي 121/7

لمّا عرج بيّ ربّي جلّ جلاله أتاني النّداء يا محمّد قلت:لبّيك ربّ العظمة 73/2

لما قضي محمد صلّي اللّه عليه و آله نبوته و استكملت أيامه أوحي اللّه:يا محمد قد قضيت 273/3

لمّا كان ليلة اسري بي إلي السماء إذا قصر من ياقوتة 122/1

لما نزلت سورة الشعراء في أخرها آية الانذار (وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (1) 282/3

لما نزلت (وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (2) أي رهطك المخلصين دعا رسول اللّه 279/3

لما نزلت (وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (3) دعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بأربعين رجلا من أهل 276/3

لما نزلت (وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) (4) قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله اذنك يا علي 87/4

ص: 303


1- سوره 26 - آيه 214
2- سوره 26 - آيه 214
3- سوره 26 - آيه 214
4- سوره 69 - آيه 12

لما نزلت هذه الآية علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقال لي:يا عليّ إن اللّه أمرني 230/2

لما نزلت هذه الآية علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله (وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (1) دعاني 280/3

لمّا نزلت هذه الآية علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله (وَ كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) (2) قام أبو بكر و عمر من مجلسهما فقالا:يا رسول اللّه هو التوراة؟ 213/5

لما نزلت هذه الآية (وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (3) جمع النبي صلّي اللّه عليه و آله من أهل بيته 276/3

لما نزلت هذه الآية (وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (4) علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله دعاني 277/3

لما نزلت هذه الآية (وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (5) علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله دعاني 176/2

لما نزلت هذه الآية (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) (6) قال المسلمون: 131/3

لم تبك السماء أحدا منذ قتل يحيي بن زكريا حتّي قتل الحسين عليه السّلام فبكت عليه 374/4

لم تجعل بقيدك ظنا لتخرجن مما قلت 266/5

لم خلّفتني؟ 110/2

لم يبين له بعد 187/2

لم يجز علي الصراط إلاّ من معه جواز من علي بن أبي طالب 97/3

لم يمت نبي قطّ إلاّ خلّف تركة و قد خلّفت فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي 355/2

لنا أهل البيت،فقلت:فكيف صار في تيم و عديّ؟قال:إنك قد سألت فافهم 303/2

لن تهلك أمة أنا أولها و مهديّها وسطها و المسيح ابن مريم آخرها 95/7

لن تهلك أمة أنا في أولها 112/7

لن تهلك أمة أنا في أولها،و عيسي ابن مريم في آخرها،و المهدي في وسطها 91/7

لن تهلك أمة أنا في أولها،و عيسي ابن مريم في آخرها،و المهدي في وسطها 105/7

لن يزال هذا الدين قائما إلي اثني عشر من قريش فإذا مضوا 254/2

لو استقامت لي الأمة و ثنيت لي و سادة لحكمت في التوراة بما أنزل اللّه فيه،و لحكمت في الزبور بما أنزل اللّه فيها حتّي يزهر إلي السماء،إنّي قد حكمت في القرآن بما أنزل اللّه 280/5

لو ثني الناس لي وسادة كما ثني ابن صوحان لحكمت بين أهل التوراة بالتوراة حتّي تزهر ما بين السماء و الأرض،و لحكمت بين أهل الإنجيل بالإنجيل حتّي يزهر ما بين السماء و الأرض، 279/5

لو ثنيت لي وسادة لحكمت بين أهل الفرقان بالفرقان حتّي يزهر إلي اللّه،و لحكمت بين أهل التوراة بالتوراة حتّي تزهر إلي اللّه و لحكمت بين أهل الزبور بالزبور حتّي يزهر إلي اللّه 280/5

ص: 304


1- سوره 26 - آيه 214
2- سوره 36 - آيه 12
3- سوره 26 - آيه 214
4- سوره 26 - آيه 214
5- سوره 26 - آيه 214
6- سوره 17 - آيه 71

لو ثنيت لي وسادة لحكمت بين أهل القرآن حتّي يزهر إلي اللّه،و لحكمت بين أهل الإنجيل حتّي تزهر إلي اللّه،و لحكمت بين أهل التوراة بالتوراة حتّي تزهر إلي اللّه،و لحكمت بين أهل الزبور بالزبور حتّي يزهر إلي اللّه،و لو لا آية في كتاب اللّه لأنبأتكم بما تريدون إلي أن تقوم الساعة 279/5

لو قام المهدي لأنكره الناس لأنه يرجع إليهم شابا موفقا،و إن من أعظم البلية أن يخرج إليهم صاحبهم شابا و هم يحسبونه شيخا كبيرا 115/7

لو قد استوت قدماي من هذه المداحض لغيرت أشياء 268/5

لو كسرت لي الوسادة فقعدت عليها لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم و أهل الإنجيل بإنجيلهم و أهل الزبور بزبورهم و أهل الفرقان بفرقانهم 65/4

لو كسرت لي وسادة فقعدت عليها لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم،و أهل الإنجيل بإنجيلهم،و أهل الفرقان بفرقانهم بقضاء يصعد إلي اللّه يزهر 279/5

لو لا ان تقول فيك طوائف من أمّتي ما قالت النصاري في عيسي ابن مريم لقلت فيك اليوم مقالا بحيث لا تمرّ بملإ من المسلمين إلاّ أخذوا من تراب رجليك و فضل طهورك يستشفون به 50/7

لو لا أن تقول طائفة فيك من أمتي ما قالت النصاري في المسيح عليه السّلام 46/2

لو لا أن تقول فيك طائفة من أمّتي ما قالت النصاري في المسيح عليه السّلام لقلت فيك مقالا لا تمرّ بملإ إلاّ أخذوا التراب من تحت قدميك و من فضل طهورك يستشفون به 51/7

لو لا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصاري للمسيح عيسي بن مريم 75/2

لو لا أنك سألتني علي رءوس الإشهاد لما حدثتك أ ما تقرأ (أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) (1) رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله علي بينة من ربه و انا الشاهد منه 64/4

لو لا أني خاتم الأنبياء لكنت شريكا في النبوة 170/1

لو لم يبق من الدنيا إلاّ ليلة لملك رجل من أهل بيتي 104/7

لو لم يبق من الدنيا إلاّ ليلة واحدة لطوّل اللّه تلك الليلة حتي يملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي و اسم أبيه اسم أبي،يملأها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما جورا 105/7

لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لبعث اللّه رجلا اسمه اسمي و خلقه خلقي يكني أبا عبد اللّه 113/7

لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لبعث اللّه فيه رجلا اسمه اسمي،و خلقه خلقي،يكني أبا عبد اللّه 102/7

ص: 305


1- سوره 11 - آيه 17

لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل اللّه تعالي ذلك اليوم حتي يبعث اللّه رجلا من ولدي اسمه اسمي 101/7

لو لم يبق من الدّنيا إلاّ يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتي يأتي رجل من عترتي اسمه اسمي،يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا 124/4

لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتي يبعث رجلا من ولدي اسمه اسمي 84/7

لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتي يبعث رجل،حتي يلي رجل حتي يملك العرب رجل منّي و من أهل بيتي،يواطئ اسمه اسمي و اسم أبيه اسم أبي،يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا 94/7

لو لم يبق من الدهر إلاّ يوم لبعث اللّه رجلا من أهل بيتي يملأها عدلا كما ملئت جورا 106/7

لو لم يبق من الدهر إلاّ يوم ليبعث اللّه رجلا من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا 94/7

لو وضعت لي وسادة ثم اتكيت عليها لقضيت بين أهل الزبور بالزبور حتّي يزهر إلي ربه و لو وضعت لي وسادة ثم اتكيت عليها لقضيت بين أهل الفرقان بالفرقان حتّي يزهر إلي ربّه 280/5

لو يعلم الناس متي سمي عليّ أمير المؤمنين 84/1

لهذه الآية ظاهر و باطن فالظاهر قوله صلوا عليه،و الباطن قوله:(و سلموا 253/3

اللّهمّ آتني أحب الخلق إليك 47/2

اللّهمّ آتني بأحبّ الخلق إليك، 150/2

اللهم اجعلها اذن علي،قد اجيبت دعوتك 86/4

اللهم إنك تعلم أن هؤلاء أهل بيتي و اكرم الناس عليّ 187/1

اللهم إنّ موسي سألك فقال: (وَ نَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما بِآياتِنا) (1) 6/2

اللهم إني اشكو إليك ما يلقي أهل بيتي 178/1

اللّهمّ إنّي أبرأ إليك ممّا صنع خالد بن الوليد 76/2

اللهم إني أحبه فأحبه و أحب من يحبه 202/1

اللهم إني أعلم أن العلم لا يبيد و لا ينقطع و أنك لا تخلي الأرض من حجة لك 9/3

اللهم أدر الحقّ معه حيث دار 317/2

اللهم أعنه و استعن به،اللهمّ و انصره و انتصر به فإنه عبدك و أخو 190/2

ص: 306


1- سوره 28 - آيه 35

اللهم أعنه و أعن به،و ارحمه و ارحم به،و انصره و انصر 301/1

اللهم بحرمة عبدك عليّ اغفر للخاطئين من أمتي 66/7

اللهم بحق هذا المولود عليك لا بل بحقك عليه و علي جده 170/2

اللهم سألك موسي بن عمران و أنا محمد اسألك أن تشرح لي صدري و تسير لي أمري و تحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي و اجعل لي وزيرا من أهلي عليا اشدد به ازري و اشركه في أمري 106/4

اللهم صل علي محمد و آل محمد كما صلّيت علي إبراهيم و علي آل إبراهيم 249/3

اللهم قد جعلت صلواتك و رحمتك و مغفرتك و رضوانك علي إبراهيم و آل 250/3

اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه،اللهم وال من والاه 191/1

اللهم من كنت مولاه فعليّ مولاه،اللهم وال من والاه 276/1

اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه،و انصر 301/1

اللهم هؤلاء أهل بيتي و أهل بيتي أحق 177/3

اللهم هؤلاء أهل بيتي و أهل بيتي 182/3

اللهم هؤلاء اهلي و عترتي فاذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا 201/3

اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي 67/2

اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي 83/2

اللهم هؤلاء أهل بيتي 186/3

اللهم هؤلاء أهل بيتي 215/3

اللهم هؤلاء أهل بيتي اللهم اذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا 201/3

اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس 319/2

اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا 244/2

اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا 184/3

اللهم هؤلاء أهل بيتي و خاصتي فاذهب عنهم الرجس و طهرهم تطيرا 182/3

اللهم هؤلاء أهلي 219/3

لي إليك حاجة أريد أخلو بك فيها 223/2

ليبعثن اللّه تعالي من عترتي رجلا أفرق الثنايا أعلا الجبهة،يملأ الأرض عدلا،يفيض المال عليه 86/7

ص: 307

ليبعثن اللّه من عترتي رجلا أفرق الثنايا أقني الجبهة،يملأ الأرض عدلا،يفيض المال عليه فيضا 102/7

ليت أمير المؤمنين،و سيد المسلمين،و إمام المتقين 166/1

ليس عليها رجم فبلغ ذلك عمر فأرسل إليه يسأله فقال علي: (وَ الْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ) (1) 261/5

ليس في الدنيا نعيم حقيقي 83/3

ليس في القيامة راكب غيرنا و نحن أربعة 82/1

ليس في القيامة راكب غيرنا و نحن أربعة،فقام إليه رجل من الأنصار فقال:فداك أبي و أمّي و من هم؟ قال صلّي اللّه عليه و آله:أنا علي دابّة اللّه البراق،و أخي صالح علي ناقة اللّه عزّ و جلّ التي عقرت،و عمّي حمزة علي ناقتي العضباء،و أخي عليّ علي ناقة من نوق الجنّة 29/7

ليس كما ذكر الناس و لكنك يا عيسي كثير البحث عن الامور لا ترضي إلا 34/3

ليس كما ذكروا و لكنّك يا عيسي كثير البحث في الامور و ليس ترضي عنها 351/2

ليس من عبد امتحن اللّه قلبه بالايمان إلا أصبح يجد مودتنا علي قلبه، 216/2

ليفتحن عصابة من المسلمين بيت كسري و آل كسري الذي في البيت 250/2

الليل اثنا عشر ساعة و النهار اثنا عشر ساعة و الشهور اثنا عشر شهرا 284/2

ليلة اسري بي إلي السماء دخلت الجنة فرأيت نورا 74/1

ليلة اسري بي إلي السماء قال لي الجليل 107/1

ليلة اسري بي إلي السماء قال لي الجليل 134/1

ليلة اسري بي إلي السماء قال لي الجليل جل جلاله:آمن الرسول بما أنزل 257/2

ليلة اسري بي إلي السماء قال لي الجليل جلّ جلاله: (آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ) (2) قلت:

و المؤمنون،قال صدقت يا محمد،قال:من خلّفت في أمتك؟قلت:خيرها 88/7

ليلة اسري بي إلي السماء قال لي الجليل جلّ جلاله:(آمن الرسول بما انزل 59/3

ليلة اسري بي إلي السماء كلّمني ربي جل جلاله 187/1

ليلة أسري بي إلي السماء السابعة سمعت نداء من تحت العرش أن عليا 293/2

ليلة أسري بي إلي السماء أخذ جبرائيل بيدي فأدخلني الجنة و أجلسني 194/2

ليهنك العلم يا أبا الحسن لقد شربت العلم شربا و نهلته نهلا 216/5

ص: 308


1- سوره 2 - آيه 233
2- سوره 2 - آيه 285

ما آمن باللّه من لم يؤمن بي،و لم يؤمن بي من لم يتولّ-أو قال-لم يحب عليا 65/7

بِما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ) (1) نزلت في رسول اللّه و في علي 7 116/3

ما اعتلج علي عليّ أمران في ذات اللّه إلاّ أخذ بأشدهما،و لقد علمتم أنّه كان يأكل يا أهل الكوفة عندكم من ماله بالمدينة،و أنّه كان ليأخذ السويق فيجعله في جراب و يختم عليه مخافة أن يزاد عليه من غيره،و من كان أزهد في الدنيا من عليّ عليه السّلام؟ 348/6

ما الوفاء؟ 31/4

ما انتجيته بل اللّه ناجاه 247/5

ما انتجيته و لكن اللّه انتجاه 246/5

ما انتجيته و لكن اللّه عزّ و جلّ انتجاه 248/5

ما انتجيته و لكن اللّه انتجاه 248/5

ما انصفوا و اللّه لو كان مباهلة ليباهلن بنا و لئن كان مبارزة ليبارزن بنا 228/3

ما انقاست،من أتي بواحدة و ترك الاخري كان جاحدا للأولي و لا يقبل اللّه 119/2

ما أجد فيه إلاّ ما قال علي 252/5

ما أحد جرت عليه المواسي إلا و قد أنزل اللّه تعالي فيه قرآنا 64/4

ما أحد جرت عليه المواسي إلا و قد أنزل اللّه فيه قرآنا 64/4

ما أدري ما تقولان لقد صليت إلي القبلة ستة أشهر قبل الناس و أنا صاحب الجهاد 70/4

ما أدري ما تقولان لقد صليت ستة أشهر قبل الناس و أنا صاحب الجهاد 69/4

ما أرضاني عنك إذا وفيتهم حقوقهم،يا أصحاب التمر أطعموا المساكين فيربو كسبكم 344/6

ما أصلحك و أصلح عيالك بالمعروف،ليس لك من هذا المال غيره 269/5

ما أنا انتجيته،بل اللّه انتجاه 250/5

ما أنا انتجيته بل اللّه عزّ و جلّ انتجاه 248/5

ما أنا انتجيته هو و لكن اللّه انتجاه 245/5-246

ما أنا أخرجتكم و لا أنا اسكنته و لكنّ اللّه عزّ و جلّ أمرني بذلك، 81/2

ما أنا بمناج له إنما يناجي ربه،إنما هذه أشياء يعرف بعضها من بعض 247/5

ما أنا بمناجيه إنما يناجي ربّه،نعم،إنما هذه أشياء يعرض بعضها من بعض 249/5

ما بال أقوام غيروا سنة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عدلوا عن وصيه لا يتخوفون أن ينزل بهم العذاب (أَ لَمْ تَرَ إِلَي

ص: 309


1- سوره 3 - آيه 170

الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللّهِ كُفْراً وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ) (1) 51/4

ما بال أقوام يعيروني بقرابتي و قد سمعوا ما أقول من تفضيل اللّه عزّ و جلّ 97/2

ما بال قوم غيروا سنة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و عدلوا عن وصيته في حق علي و الأئمة عليهم السّلام و لا يخافون أن ينزل بهم العذاب 52/4

ما بال هذه؟ 260/5

ما بعث اللّه نبيّا اكرم من محمد صلّي اللّه عليه و آله و لا خلق اللّه قبله أحدا و لا انذر اللّه خلقه 10/3

ما بين أحدكم و بين أن يغتبط إلي أن تبلغ نفسه هاهنا 135/3

ما بين لوحي المصحف من آية إلاّ و قد علمت فيمن نزلت و أين نزلت،في سهل أو جبل،و إن بين جوانحي لعلما جمّا،فسلوني قبل أن تفقدوني فإنكم إن فقدتموني لم تجدوا من يحدثكم مثل حديثي 244/5

ما تفسير الألف من الحمد و الحمد جميعا؟ 206/5

ما تقولون في ذلك؟ 52/4

ما تقولون في ذلك؟ 52/4

ما حملك علي ما استقبلت به عمك؟،يا رسول اللّه صدمته الحق فإن شاء فليغضب،و إن شاء 74/4

ما خلق اللّه خلقا أفضل مني و لا أكرم عليه مني 39/1

ما خلق اللّه خلقا أفضل مني و لا أكرم مني عليه 267/1

ما دخل رأسي يوما و لا غمضنا غمضا علي عهد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حتّي علمت من رسول اللّه ما نزل به جبرائيل في ذلك اليوم من حلال أو حرام أو سنّة أو أمر أو نهي 278/5

ما رآني في هذا الدنيا علي الحقيقة التي خلقني اللّه عليها غير علي بن أبي طالب 207/5

ما رجل من قريش جرّ عليه المواسي إلاّ و قد نزلت فيه آية أو آيتان تقوده إلي الجنّة أو النار،و ما من آية نزلت في برّ أو بحر أو سهل أو جبل إلاّ و قد عرفت حيث نزلت و في من نزلت 280/5

ما سمعت ما قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،رفع القلم عن ثلاثة:عن المجنون حتّي يبرأ و عن الغلام حتّي يحتلم، و عن النائم حتّي يستيقظ 259/5

ما شأنك يا عم 52/1

ما شأن هذا الدراهم؟ 345/6

ص: 310


1- سوره 14 - آيه 28

ما علتك؟ 9/5

ما عمل بهذه الآية غيري و بي حفف اللّه تعالي عن هذه الآية أمر هذه الآية 29/4

ما عندي فيه شيء هذا فاقيموا حتي أخبركم ما يقال لي في عيسي 215/3

ما فعل أبو الحسن؟ 34/2

ما في القيامة راكب غيرنا و نحن أربعة 32/7

ما في الميزان شيء أثقل من الصلاة علي محمد و آل محمد،و إن الرجل 256/3

ما قبض اللّه نبيا حتي أمره أن يوصي إلي أفضل عشيرته من عصبته، 214/2

ما قلت لها؟ 342/6

ما كان أحد يسأل فيمن نزلت، 21/2

ما كان علم الذي عنده علم من الكتاب عند الذي عنده علم الكتاب إلا بقدر ما تاخذ البعوضة بجناحها من ماء البحر فقال أمير المؤمنين:ألا ان العلم الذي هبط به آدم من السماء إلي الأرض و جميع ما فضلت به النبيون إلي خاتم النبيين في عترة خاتم النبيين 57/4

ما كان من خبركم في أيامكم هذه 102/4

ما كانوا يأتمون به في الدنيا و يؤتي بالشمس و القمر فيغرقان 135/3

(ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لاَ الْإِيمانُ وَ لكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً) (1) يعني عليّا،و عليّ هو النور فقال: (نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا) (2) يعني:عليّا نهدي به من هدي به من خلقه 210/5

ما كنت لأفعل،قد ماكست و ماكسني و اتفقنا علي رضا 12/7

ما لأقوام يذكرون من له منزلة عند اللّه كمنزلتي و مقام كمقامي إلاّ النبوة، 292/2

مالك؟مالك؟سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:رفع القلم عن ثلاثة:عن النائم حتّي يستيقظ،و عن المجنون حتّي يبرأ و يعقل،و عن الطفل حتّي يحتلم فدرأ عنها عمر 258/5

مالكم؟هذا أخي الخضر عليه السّلام،سلوني قبل أن تفقدوني 241/5

ما لك يا بريدة آذيت رسول اللّه أ ما سمعت اللّه عزّ و جلّ: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللّهُ فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً) (3) 325/6

ما لك يا عليّ؟ 16/7

ما لي أري وجهك متغيرا؟ 222/2

ما مررت في ليلة أسري بي بشيء من ملكوت السماء و لا علي شيء من 181/2

ص: 311


1- سوره 42 - آيه 52
2- سوره 42 - آيه 52
3- سوره 33 - آيه 57

ما من الحيين إلا و قد ذكر فضلا و قال حقّا فأنا أسألكم 237/1

ما من أحد من قريش إلا و قد نزلت فيه آية و آيتان 62/4

ما من دعاء إلاّ بينه و بين السماء حجاب حتي يصلّي علي النبي و علي 252/3

ما من رجل من قريش إلا نزلت فيه آية أو آيتان 68/4

ما من رجل من قريش إلا و قد أنزلت فيه آية أو آيتان من كتاب اللّه 67/4

ما من رجل من قريش إلا و قد نزلت الآية و الآيتان

ما من رجل من قريش إلا و قد نزلت فيه آية و آيتان 61/4

ما نزلت آية من كتاب اللّه إلا و قد علمت متي انزلت و فيمن انزلت و ما من قريش رجل إلا و قد انزلت فيه آية من كتاب اللّه عز و جل تسوقه إلي جنة أو نار 64/4

ما نزلت من القرآن آية إلاّ و قد علمت أين نزلت و في من نزلت و في أي شيء 8/3

ما وجدت عليك يا جابر و لكن كنت أنتظر ما يأتيني من السماء فأتاني جبرئيل عليه السّلام فقال:يا محمد ربّك يقول:إنّ عليّ بن أبي طالب وصيّك و خليفتك علي أهلك و أمّتك،و الذائد عن حوضك،و هو صاحب لوائك يقدمك إلي الجنّة 43/7

ما ورّث الأنبياء قبلي 52/2

ما ولّت أمّة أمرها رجلا قط و فيهم من هو أعلم منه إلاّ لم يزل أمرهم 94/2

ما ولت أمّة أمرها رجلا و فيهم من هو أعلم منه إلاّ لم يزل أمرهم يذهب 90/2

ما ولّت أمة قط أمرها رجلا و فيهم من أعلم منه إلاّ لم يزل أمرهم 104/2

ما هذه الهمهمة؟ 53/7

ما هذه الهمهمة؟يا عليّ لم يكن دحية،و لكن كان جبرائيل،سمّاك باسم سمّاك اللّه به،فهو الذي ألقي محبتك في صدور المؤمنين،و رهبتك في صدور الكافرين 38/7

ما هي؟ 243/5

ما هي؟ 247/5

ما هي؟ 249/5

ما يبكيك يا شيخ، 325/2

ما يبكيك يا فاطمة؟ 158/2

ما يبكيك يا فاطمة؟ 206/2

ص: 312

ما يبكيك يا فاطمة؟ 128/7

ما يبكيك يا فاطمة لا أبكي اللّه عينيك، 153/2

ما يبكيك يا فاطمة؟،يا رسول اللّه أخشي الضيعة من بعدك،يا فاطمة أ ما علمت أن اللّه تعالي اطّلع إلي الأرض اطّلاعة فاختار منهم أباك فبعثه رسولا،ثم اطّلع ثانية فاختار منهم بعلك،فأمرني أن أزوّجك منه فزوجك من أعظم المسلمين حلما و أكثرهم علما و أقدمهم سلما،ما أنا زوّجتك و لكنّ اللّه زوجك منه 99/7

ما يسوؤني ذاك،إن أمير المؤمنين عليه السّلام مرّ ذات يوم علي أناس شتّي من قريش و عليه قميص مخرّق فقالوا:أصبح عليّ لا مال له،فسمعها أمير المؤمنين عليه السّلام فأمر الذي يلي صدقته أن يجمع تمره و لا يبعث إلي إنسان شيء 9/7

(ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَ الرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) (1) أنتم منه بالمنزلة التي سبقت 32/3

ما يقول الناس في اولي العزم و عن صاحبكم يعني-أمير المؤمنين-؟إن اللّه تبارك و تعالي قال لموسي:

(وَ كَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً) (2) و لم يقل:كل شيء موعظة و قال 59/4

ما يقول أهل البصرة في هذه الآية (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ (3) 235/3

ما يقول فيها قومك يا أبا إسحاق؟ 40/4

ما يمنعني و قد أصلحت بين اثنين أحب من علي وجه الأرض 63/1

مثل الإمام مثل الكعبة إذ تؤتي و لا تأتي 335/1

مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا و من تخلّف عنها غرق و من 14/3

مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا 13/3

مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا 22/3

مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلّف عنها غرق 16/3

مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجي 21/1

مثل عليّ عليه السّلام في هذه الامّة مثل قل هو اللّه أحد 143/6

مثل عليّ عليه السّلام مثل قل هو اللّه أحد 144/6

مثلنا في كتاب اللّه المشكاة و المشكاة في القنديل فنحن المشكاة 266/3

مثلنا في كتاب اللّه كمثل مشكاة فنحن المشكاة و المشكاة الكوّة فيها مصباح، 263/3

مثل هذه النطفة كمثل القمر و هي نطفة تبيين و بيان 210/1

ص: 313


1- سوره 3 - آيه 7
2- سوره 7 - آيه 145
3- سوره 42 - آيه 23

المحب له مؤمن و المبغض له منافق 150/6

محبة في قلوب المؤمنين 107/4

المحجلين و إمام الصّديقين و الشّهداء و الصّالحين 122/2

محمد و آله: 51/3

المخالف علي علي بن أبي طالب بعدي كافر 111/1

المخالف علي علي بن أبي طالب بعدي كافر 171/1

المخالف علي علي بن أبي طالب بعدي كافر و المشرك به 71/3

المخالف علي علي بن أبي طالب بعدي كافر،و المشرك به مشرك، 186/2

المراد بالفضل فيه النبوّة في علي الإمامة 116/3

مرحبا بسيد المسلمين،و إمام المتقين 139/1

مرحبا بك يا أبا عبد اللّه يا زين السماوات 209/1

مرحبا بك يا أبا عبد اللّه يا زين السموات و الأرض، 266/2

مرحبا بمن خلقه اللّه قبل آدم بأربعين ألف عام 49/1

مرحبا بطالب عدة والده من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله، 339/6

مرض الحسن و الحسين عليهما السّلام و هما صبيان صغيران فعادهما رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و معه رجلان فقال بأحدهما:يا أبا الحسن لو نذرت في ابنيك نذرا ان عافاهما اللّه 99/4

مرّ عليه رجل عدو للّه و لرسوله فقال: (فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ وَ ما كانُوا مُنْظَرِينَ) (1) ثمّ مرّ عليه الحسين بن عليّ عليه السّلام فقال لكن هذا لتبكينّ عليه السماء و الأرض 374/4

مرقاة ذهب إلي مرقاة فضّة 60/7

المشكاة فاطمة عليها السّلام فيها مصباح الحسن المصباح و الحسين في زجاجة 261/3

المشكاة فاطمة،و المصباح الحسن.و الحسين الزجاجة 124/1

المشكاة فاطمة عليها السّلام و المصباح الحسن و الحسين عليهما السّلام و الزجاجة كأنها كوكب 258/3

المشكاة فاطمة عليها السّلام و المصباح الحسن و الزجاجة الحسين (كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ) (2) 258/3

مضي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و خلّف في امته كتاب اللّه و وصيّه علي بن أبي طالب 340/2

مضي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و خلف في امته كتاب اللّه و وصيه علي بن أبي طالب 42/3

معاشر المسلمين ابشروا بالفرج فإن وعد اللّه لا يخلف،و قضائه لا يرد و هو الحكيم الخبير،و إن فتح

ص: 314


1- سوره 44 - آيه 29
2- سوره 24 - آيه 35

اللّه قريب اللهم إنهم اهلي فاذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا اللهم اكلأهم و ارعهم و كن لهم و انصرهم و اعزهم و لا تذلهم و اخلفني فيهم انك علي ما تشاء قدير 76/4

معاشر الناس اشهدوا انهما فرخا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وديعته التي استودعنيها أستودعكموها معاشر الناس،و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله سائلكم عنهما 230/5

معاشر الناس اعلموا أن للّه تعالي بابا من دخله أمن من النار 72/1

معاشر الناس اعلموا أن للّه تعالي بابا من دخله أمن من النار 165/1

معاشر الناس اعلموا أن للّه تعالي بابا من دخله أمن من النار و من الفزع 269/2

معاشر الناس اعلموا أن للّه تعالي بابا من دخله أمن من النار و من الفزع الأكبر 38/3

معاشر الناس اعلموا أن للّه جعل لكم بابا من دخله أمن من النار و من الفزع 182/2

معاشر الناس،إن اللّه عز و جل بعثني إليكم رسولا 90/1

معاشر الناس إن عليّا صديق هذه الامة و فاروقها و محدّثها و أنه هارونها 24/3

معاشر الناس إن عليا و الطيبين من ولدي هم الثقل الأصغر و القرآن هو الثقل 346/2

معاشر الناس إني راحل عن قريب،و منطلق إلي مغيب 269/1

معاشر الناس إني فرطكم و أنتم واردون عليّ الحوض حوضا ما بين 322/2

معاشر الناس أبشروا بالفرج فإن وعد اللّه لا يخلف و قضاؤه لا يردّ و هو 191/3

معاشر الناس أشهدوا أنهما فرخا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وديعته التي استودعينها،و أنا استودعكموها معاشر الناس،و رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله سائلكم عنهما 242/5

معاشر الناس أنا أخو رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و وصيّه و وارث علمه،خصني و حباني 151/2

معاشر الناس أنا من علي و علي مني،خلق من طينتي،و هو إمام الخلق بعدي يبين لهم ما اختلفوا فيه من سنتي،و هو أمير المؤمنين و قائد الغر المحجلين و يعسوب المؤمنين 237/5

معاشر الناس سمعت جدي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول:إن عليّا مدينة هدي فمن دخلها نجا و من تخلف عنها هلك 230/5

معاشر الناس سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يقول إن عليّا مدينة هدي فمن دخلها نجا،و من تخلف عنها هلك 242/5

معاشر الناس عليّ مني و أنا من عليّ 86/1

معاشر الناس كأني ادعي فاجيب،و اني تارك فيكم الثقلين 118/1

ص: 315

معاشر الناس (وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً) (1) (وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً) (2) معاشر الناس إن ربكم جلّ جلاله أمرني أن اقيم لكم عليا علما و إماما و خليفة و وصيا و أن أتخذه أخا و وزيرا 84/4

معاشر الناس من أحسن من اللّه قيلا و اصدق من اللّه حديثا معاشر الناس 41/3

معاشر الناس من أحسن من اللّه قيلا و أصدق[من اللّه]حديثا،معاشر الناس 188/2

معاشر الناس من أراد أن يحيي حياتي و يموت ميتتي فليتولّ علي بن 284/2

معاشر أصحابي إن اللّه جل جلاله يأمركم بولاية علي 181/1

معاشر أصحابي إن اللّه جل جلاله يأمركم بولاية علي بن أبي طالب 200/2

معاشر أصحابي:إن مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح و باب حطة 22/3

معاشر أصحابي أقبلت إليكم الرحمة باقبال علي 252/1

معاشر أصحابي أوصيكم بتقوي اللّه و العمل بطاعته،فمن عمل بها 237/2

معاشر أصحابي أوصيكم بتقوي اللّه و العمل بطاعته فمن عمل بها فاز 323/2

معاشر أصحابي من أحب أهل بيتي حشر معنا،و من استمسك بأوصيائي 239/2

معاشر أصحابي يدخل عليكم من هذا الباب رجل هو أمير المؤمنين 188/1

معاوية و أصحابه من أهل الشام 46/7

المعروف يا أبا حنيفة المعروف في أهل السماء المعروف في أهل الأرض،81/3

مع علي بن أبي طالب عليه السّلام 52/3

مع علي بن أبي طالب عليه السّلام و أصحابه 51/3

مكانك فإنك إلي خير إن شاء اللّه 182/3

مكتوب بالنور الساطع لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه و أمير المؤمنين علي 88/3

الملائكة،فأنزل اللّه عز و جل (وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ وَ اللّهُ رَؤُفٌ (3) 20/4

(مُلْكاً عَظِيماً) (4) أن جعل فيهم أئمة من أطاعهم أطاع اللّه و من عصاهم 122/3

مم تعجبون إن القرآن أربعة أرباع فربع فينا أهل البيت خاصة،و ربع في أعدائنا و ربع حلال و ربع حرام و ربع فضائل و احكام،و اللّه أنزل في علي كرائم القرآن 106/4

منّا الذي يصلّي عيسي ابن مريم خلفه 105/7

منّا الذي يصلّي عيسي ابن مريم معه خلفه 116/7

من استوت حسناته و سيئاته من أهل البيت فهو الظالم لنفسه العابد للّه ربه في الحالين حتي يأتيه

ص: 316


1- سوره 4 - آيه 122
2- سوره 4 - آيه 87
3- سوره 2 - آيه 207
4- سوره 4 - آيه 54

اليقين،من دعا و اللّه إلي سبيل ربه و أمر بالمعروف و نهي عن المنكر و لم يكن للمضلين عضدا و لا للخائنين خصيما و لم يرض بحكم الفاسقين إلاّ من خاف علي نفسه و دينه و لم يجد اعوانا 39/4

من المدينة 345/6

من أحب أن يتمسّك بالعروة الوثقي التي لا انفصام لها فليتمسك بولاية أخي 40/3

من أحب أن يتمسك بالعروة الوثقي فليتمسك بحب علي بن أبي طالب 41/3

من أحب أن يتمسك بديني و يركب سفينة النجاة بعدي 136/1

من أحب أن يجاور الخليل في داره و يأمن من حر ناره فليتولّ علي بن أبي 304/2

من أحب أن يحيي حياتي و يموت موتي و يسكن جنة الخلد التي وعدني 289/2

من أحبّ أن يحيي حياتي و يموت ميتتي و يدخل الجنّة التي وعدني ربّي 296/2

من أحب أن يستمسك بالعروة الوثقي فليتمسك بحب علي و أهل بيته 41/3

من أحب أن يستمسك بديني و يركب سفينة النجاة بعدي فليقتد بعلي 159/2

من أحب عليّا قبل اللّه منه صلاته و صيامه و قيامه و استجاب دعائه ألا و من 61/3

من أحبّ عليا و أطاعه في دار الدنيا ورد علي حوضي 181/1

من أحبني و أهل بيتي كنّا و هو كهاتين-و أشار بالسبابة و الوسطي- 279/2

من أراد أن ينظر إلي آدم في وقاره،و إلي موسي في شدة بطشه،و إلي عيسي في زهده،فلينظر إلي هذا المقبل 345/6

من أصبح منكم راضيا باللّه و بولاية علي بن أبي طالب فقد آمن خوف اللّه 304/2

من أعطاك هذا؟ 7/2

من أفاضلها 265/3

من أقام فرائض اللّه و اجتنب محارم اللّه و احسن الولاية لأهل بيت نبي اللّه 298/2

من أمر الدنيا أم من أمر الآخرة؟ 339/6

من أنقض هذا النجم في منزله فهو الوصيّ من بعدي 146/2

من أنكر إمامة علي بعدي كان كمن أنكر نبوتي في حياتي 193/1

من بعدك أعراف لا يعرف اللّه إلاّ بسبيل معرفتهم و أعراف لا يدخل الجنة إلا من عرفكم و عرفتموه و لا يدخل النار إلا من انكركم و انكرتموه 49/4

من ترك معصية من مخافة اللّه عز و جل ارضاه اللّه يوم القيامة 12/4

ص: 317

من تناول ريحانة فشمّها و وضعها علي عينه ثم قال:اللهم صل علي محمد 257/3

من تولي الأوصياء من آل محمد و اتبع آثارهم فذاك يزيده ولاية من مضي من 236/3

من جاء بالحسنة فله خير منها و من جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار (بِالْحَسَنَةِ) (1) ولاية علي و حبه (بِالسَّيِّئَةِ) (2) عداوة علي و بغضه و لا يرفع معها عمل 108/4

من خالفها متقدّما لها أو متأخرا عنها فقد خرج عن الحق و من لازمها فقد 318/2

من خلفائكم خليفة يحثو المال حثوا لا يعده عددا 111/7

المنذر النبي صلّي اللّه عليه و آله و الهادي رجل من بني هاشم-يعني نفسه- 5/3

المنذر رسول اللّه و الهادي أمير المؤمنين و بعده الأئمة عليهم السّلام 9/3

المنذر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و علي الهادي و في كل وقت و زمان إمام منا يهديهم 8/3

المنذر و علي الهادي قلت:يا رسول اللّه قولك:إن الأرض لا تخلوا من حجة 9/3

من ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينيه دمع مثل جناح بعوضة غفر اللّه له ذنوبه و لو كانت مثل زبد البحر 376/4

من زعم أنه آمن بي و بما جئت به و هو يبغض عليّا فهو كاذب ليس 62/3

من سرّه أن يجمع اللّه له الخير كلّه فليوال عليّا بعدي و ليوال أولياءه و ليعاد 297/2

من سره أن يجوز علي الصراط كالريح العاصف،و يلج الجنة بغير حساب 255/1

من سره أن يحيا حياتي و يموت مماتي و يسكن جنة عدن التي غرسها 295/2

من سره أن يحيي حياتي،و يموت مماتي 135/1

من سرّه أن يحيي حياتي و يموت مماتي و يسكن جنّة عدن غرسها ربي 288/2

من سرّه أن يحيي حياتي و يموت ميتتي و يدخل جنة عدن منزلي و يمسك 189/2

من سرّه أن ينظر إلي القضيب الأحمر الذي غرسه اللّه بيده و يكون 210/2

من سرّه أن ينظر إلي القضيب الأحمر الذي غرسه اللّه بيده و يكون متمسّكا 301/2

من سرّه أن ينظر إلي رجل من أهل الجنة فلينظر إلي هذا 33/3

من شبه اللّه بخلقه فقد كفر 214/1

من صلّي علي محمد و آل محمد مائة مرة قضي اللّه له مائة حاجة 252/3

من صلّي عليّ واحدة صلي اللّه عليه عشر صلوات و حطت عنه عشر 248/3

من عسي أن يحملها إلاّ من حملها في الدنيا،و هو عليّ بن أبي طالب 34/7

ص: 318


1- سوره 6 - آيه 160
2- سوره 6 - آيه 160

من عسي يحملها إلاّ من حملها في الدنيا و هو عليّ بن أبي طالب 51/7

من عطس ثم وضع يده علي قصبته أنفه ثم قال:الحمد للّه رب العالمين 255/3

من علم أن لا إله إلاّ أنا وحدي و أن محمدا عبدي و رسولي و أن علي 270/2

من فارق عليا بعدي لم يرني و لم أره يوم القيامة،و من خالف عليا حرم اللّه 159/2

من فارق عليّا فقد فارقني و من فارقني فارق اللّه عزّ و جلّ، 118/2

من فارق عليا فقد فارقني و من فارقني فقد فارق اللّه عز و جل 253/1

من فارق عليّ فقد فارقني و من فارقني فقد فارق اللّه 75/2

من قاتلني في الأولي و قاتل أهل بيتي في الثانية حشره اللّه تعالي في الثالثة مع 23/3

من قال:صلي اللّه علي محمد و آله قال اللّه جل جلاله:صلي اللّه عليك 253/3

من قال في دبر صلاة الصبح و صلاة المغرب قبل أن يثني رجليه أو يكلم 254/3

من كان اللّه و رسوله وليّه فإن هذا وليّه 303/1

من كان في القرآن سمّي مؤمنا في تسع آيات جعلن كبارا 13/2

من كان يأتمون به في الدنيا و يؤتي الشمس و القمر فيقذفان في جهنم 134/3

منكم لا تخلوا الأرض منهم و لو خلت لانساخت بأهلها 9/3

من كنت مولاه فإن عليا مولاه 232/1

من كنت مولاه فعليّ مولاه 20/1

من كنت مولاه فعليّ مولاه 12/2

من كنت مولاه فعليّ مولاه، 118/2

من كنت مولاه فعلي مولاه 17/4

من كنت مولاه فعليّ مولاه 192/4

من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم عاد من عاداه 276/1

من كنت مولاه فعليّ مولاه اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه 20/2

من كنت مولاه فعلي مولاه هذه الرواية التي اثبتها النبي صلّي اللّه عليه و آله لعلي مسئول 86/3

من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاده و انصر 81/2

من لقي اللّه تعالي و هو جاحد ولاية علي بن أبي طالب لقي اللّه و هو عليه 61/3

من لم يقل إني رابع الخلفاء فعليه لعنة اللّه 115/4

ص: 319

من لم يقل عليّ خير البشر فقد كفر 6/5

من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية فمدّوا أعناقهم و فتحوا أعينهم، 134/3

من مات علي حب آل محمد مات شهيدا و من مات علي حب آل محمد مات 66/3

من منّ اللّه عليه بمعرفة أهل بيتي و ولايتهم فقد جمع اللّه له الخير كلّه 297/2

من ناصب عليا الخلافة بعدي فهو كافر،و قد حارب اللّه 236/1

من ولدي هذا 84/7

من هذا مهدي هذه الأمة 111/7

من يستسقي لنا من الماء؟ 319/6

من يشتري سيفي هذا؟و لو أن لي قوت ليلة ما بعته 15/7

من يشتري منّي سيفي هذا فلو كان عندي أربعة دراهم أشتري بها إزارا ما بعته 344/6

من يشتري منّي هذا السيف؟فو الذي فلق الحبّة و برأ النسمة لطال ما كشفت به الكرب عن وجه رسول اللّه،و لو كان عندي ثمن إزار ما بعته 347/6

المودة لآل محمد صلّي اللّه عليه و آله فهؤلاء هم أهل بيتي 233/3

المهدي الذي يملؤها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،و الذي بعثني بالحق بشيرا و نذيرا لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتي يخرج فيه ولدي المهدي،فينزل روح اللّه عيسي ابن مريم فيصلي خلفه و تشرق الأرض بنور ربها و يبلغ سلطانه المشرق و المغرب 80/7

المهدي رجل من ولدي،لونه لون عربي،و جسمه إسرائيلي،علي خده الأيمن خال،كأنّه كوكب درّي،يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا،يرضي في خلافته أهل الأرض و السماء و الطير في 101/7

المهدي رجل من ولدي،وجهه كالقمر الدري،لونه لون عربي و الجسم منه إسرائيلي يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت جورا،يرضي بخلافته أهل الأرض و أهل السماء و الطير في الجوّ،يملك عشرين سنة 110/7

المهدي رجل من ولدي وجهه كالكوكب الدري 101/7

المهدي طاوس أهل الجنة 97/7

المهدي طاوس أهل الجنة 110/7

المهديّ منّا،أجلي الجبين أقني الأنف 86/7

ص: 320

المهديّ منّا أجلي الجبين،أقني الأنف 101/7

المهديّ منّا أهل البيت،رجل من أمتي أشمّ الأنف،يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا 86/7

المهديّ منّا أهل البيت،رجل من أمتي أشمّ الأنف يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا 101/7

المهديّ منّا أهل البيت،يصلحه اللّه عز و جل في ليلة 97/7

المهديّ منّا أهل البيت يصلحه اللّه في ليلة 87/7

المهديّ منّا أهل البيت،يصلحه اللّه في ليلة 107/7

المهدي من عترتي من ولد فاطمة 94/7

المهدي من عترتي من ولد فاطمة 3 96/7

المهدي من عترتي من ولد فاطمة 97/7

المهدي من عترتي من ولد فاطمة 107/7

المهدي من ولدي ابن أربعين سنة كأنّ وجهه كوكب درّيّ،في خده الأيمن خال أسود،عليه عباءتان قطوانيتان كأنّه من رجال بني إسرائيل،يستخرج الكنوز و يفتح مدائن الشرك 82/7

المهدي من ولدي ابن أربعين سنة،كأنّ وجهه كوكب درّي،في خده الأيمن خال أسود عليه عباءتان قطوانيتان كأنّه من رجال بني إسرائيل،يستخرج الكنوز و يفتح مدائن الشرك 101/7

المهدي من ولدي اسمه اسمي و كنيته كنيتي،أشبه الناس بي خلقا و خلقا،تكون له غيبه و حيره تضل فيها الأمم،ثم يقبل كالشهاب الثاقب،يملأها عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما 131/7

المهدي من ولدي،اسمه اسمي و كنيته كنيتي،أشبه الناس بي خلقا و خلقا،تكون له غيبة و حيرة حتي تضل الخلق عن أديانهم فعند ذلك يقبل كالشهاب الثاقب فيملأها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا 131/7

المهدي من ولدي اسمه اسمي و كنيته كنيتي،أشبه الناس بي خلقا و خلقا،يكون له غيبة و حيرة يضل فيها الأمم،ثم يقبل كالشهاب الثاقب،يملؤها عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما 89/7

المهدي من ولدي،تكون له غيبة و حيرة تضل فيها الأمم،يأتي بذخيرة الأنبياء عليهم الصلاة و السلام فيملأها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما 89/7

المهدي من ولدي،وجهه كالقمر الدري،اللون لون عربي،و الجسم جسم إسرائيلي،يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا،يرضي بخلافته أهل السموات و الأرض و الطير في الجو،يملك عشرين سنة 97/7

ص: 321

المهدي منّي،أجلي الجبهة،أقني الأنف،يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا،يملك سبع سنين 96/7

المهدي منّي،أجلي الوجه،أقني الأنف،يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،يملك سبع سنين 110/7

المهدي منّي و هو أجلي الجبهة،أقني الأنف،يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،يملك سبع سنين 94/7

مه فض اللّه فاك و الذي بعث محمدا بالحق نبيا،لو شفع أبي في كل مذنب 294/2

مه،يا عائشة لا تؤذيني في عليّ فإنه أخي 92/1

المؤذن أمير المؤمنين عليه السّلام 44/4

المؤذن أمير المؤمنين عليه السّلام يؤذن أذانا يسمع الخلائق كلها و الدليل علي ذلك قول اللّه عز و جل في سورة براءة (وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ) (1) فقال أمير المؤمنين عليه السّلام:كنت أنا الأذان في الناس 43/4

المؤذن علي 7 44/4

المؤذن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السّلام 43/4

المؤمنون الذين صدقوا بما جاء به من عند اللّه عز و جل المستمسكون 211/3

ناد يا سلمان في الناس:ألا من أراد أن ينظر إلي قضاء دين رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فليخرج إلي خارج المدينة 338/6

نادي ملك من السماء يقال له:رضوان،لا سيف إلاّ ذو الفقار و لا فتي إلاّ عليّ 322/6

نادي ملك من السماء يوم بدر يقال له:الرضوان،لا سيف إلاّ ذو الفقار و لا فتي إلاّ عليّ 323/6

نادي ملك من السماء يوم بدر يقال له الرضوان:لا سيف إلاّ ذو الفقار و لا فتي إلاّ عليّ 322/6

الناس تبع قريش و قريش أئمة العرب 105/3

الناس غفلوا قول رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في علي يوم غدير خم كما غفلوا يوم 272/3

النبأ العظيم الولاية 14/4

النبي المنذر و علي الهادي 12/3

نبيّك و من إمامك 52/2

النجوم أمان لأهل السماء فإذا ذهبت النجوم ذهبت السماء،و أهل بيتي 138/3

النجوم أمان لأهل السماء و أهل بيتي أمان لأمتي 138/3

ص: 322


1- سوره 9 - آيه 3

النجوم أمان لأهل السماء و أهل بيتي أمان لامتي،فإذا ذهبت 140/3

النجوم أمان لأهل السماء و أهل بيتي أمان لأهل الأرض،فإذا ذهبت النجوم 139/3

نحن الأعراف الذين لا يعرف اللّه إلا بسبب معرفتنا و نحن الأعراف الذين لا يدخل الجنّة إلا من عرفنا و عرفناه و لا يدخل النار إلا من انكرنا و انكرناه 46/4

نحن الأعراف نحن نعرف أنصارنا بسيماهم و نحن الأعراف الذي لا يعرف اللّه إلا بسبيل معرفتنا و نحن الأعراف نوقف يوم القيامة بين الجنة و النار 48/4

نحن السبيل فمن أبي فهذه السبيل فقد كفر 47/3

نحن الشعار و الأصحاب،و الخزنة و الأبواب 204/5

نحن الشعار و الأصحاب و الخزنة و الأبواب و لا تؤتي البيوت إلا من أبوابها 321/2

نحن الشعار و الأصحاب و الخزنة و الأبواب و لا يؤتي البيوت إلاّ من أبوابها و من أتاها من غير أبوابها سمّي سارقا 204/5

نحن المشكاة فيها و المصباح هو محمد صلّي اللّه عليه و آله (يَهْدِي اللّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ) (1) 264/3

نحن الناس و اللّه 116/3

نحن الناس و فضله النبوة 122/3

نحن النعمة التي انعم اللّه بها علي العباد 53/4

نحن النعمة التي انعم اللّه بها علي عباده و بنا يفوز من فاز يوم القيامة 51/4

نحن النعيم الذي تسألون عنه 85/3

نحن النمرقة الوسطي بها يلحق التالي و إليها يرجع القالي 295/2

نحن أمناء اللّه عزّ و جلّ و نحن حجة اللّه و نحن أركان الإيمان و نحن دعائم 59/3

نحن أولو الذكر و نحن أولو العلم،و عندنا الحلال و الحرام 215/5

نحن أئمة المسلمين،و حجج اللّه علي العالمين،و سادة المؤمنين 113/1

نحن أئمة المسلمين و حجج اللّه علي العالمين و سادة المؤمنين 138/3

نحن أئمة المسلمين و حجج اللّه علي العالمين و سادة المؤمنين 140/3

نحن أصحاب الأعراف من عرفنا فإلي الجنّة و من انكرنا فإلي النار 50/4

نحن أولئك الرجال الأئمة منّا يعرفون من يدخل النار و من يدخل الجنة كما تعرفون في قبائلكم الرجل منكم يعرف من فيها من صالح أو طالح 47/4

ص: 323


1- سوره 24 - آيه 35

نحن أهل الذكر 25/3

نحن أهل الذكر 29/3-30

نحن أهل الذكر 30/3

نحن أهل الذكر الذين قال اللّه تعالي في كتابه: (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ (1) 28/3

نحن أهل الذكر و نحن المسئولون 26/3

نحن أهل بيت لا نقاس بإنسان 105/4

نحن أهل بيت لا يقاس بنا أحد 157/7

نحن بنو عبد المطلب سادات أهل الجنة أنا و أخي علي و حمزة و جعفر و الحسن و الحسين و المهدي 104/7

نحن جنب اللّه 11/4

نحن جنب اللّه و صفوته و نحن خيرته و نحن مستودع مواريث الأنبياء،49/3

نحن جنب اللّه و نحن صفوته و نحن خيرته نحن مستودع مواريث الأنبياء 44/3

نحن جنب اللّه و نحن صفوته و نحن خيرته و نحن مستودع مواريث الأنبياء و نحن أمناء اللّه عز و جل و نحن حجة اللّه و نحن أركان الإيمان و نحن دعائم الإسلام و نحن من رحمة اللّه علي خلقه 7/4

نحن جنب اللّه و نحن صفوة اللّه و نحن خيرة اللّه و نحن مستودع مواريث الأنبياء و نحن أمناء اللّه عز و جل و نحن حجج اللّه و نحن جعل اللّه و نحن من رحمة اللّه علي خلقه 10/4

نحن حبل اللّه الذي قال اللّه تعالي: (وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا) (2) 31/3

نحن حجة اللّه و نحن أركان المؤمنين و نحن دعائم الإسلام 68/3

نحن حزب اللّه الغالبون و عترة رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الأقربون و أهل بيته الطيّبون 338/2

نحن حزب اللّه الغالبون،و عترة رسوله الأقربون،و أهل بيته الطيّبون 366/2

نحن حزب اللّه الغالبون و عترة رسوله الأقربون و أهل بيته الطيّبون الطاهرون 115/3

نحن خزّان اللّه في الدنيا و الآخرة و شيعتنا خزّاننا 210/5

نحن خزّان علم اللّه و تراجمة وحي اللّه،نحن الحجة البالغة علي من دون السماء و فوق الأرض 208/5

نحن خزّان علم اللّه،و نحن تراجمة وحي اللّه،و نحن الحجة البالغة علي من دون السماء و فوق الأرض 208/5

ص: 324


1- سوره 16 - آيه 43
2- سوره 3 - آيه 103

نحن علي الأعراف نعرف أنصارنا بسيماهم و نحن الأعراف الذي لا يعرف اللّه عز و جل إلا بسبيل معرفتنا و نحن الأعراف يوقفنا اللّه عز و جل يوم القيامة علي الصراط 47/4

نحن علي الأعراف و نحن نعرف أنصارنا بسيماهم،و نحن الأعراف الذي 69/3

نحن قوم فرض اللّه طاعتنا،لنا الأنفال و لنا صفو المال و نحن الراسخون 118/3

نحن قوم فرض اللّه عزّ و جل طاعتنا،لنا الأنفال و لنا صفو المال و نحن 118/3

نحن من النعيم و في قوله: (وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً (1) 36/3

نحن نعيم المؤمن و علقم الكافر 84/3

نحن و اللّه الناس الذين قال اللّه،و نحن المحسودون،و نحن أهل هذا الملك 120/3

نحن و اللّه خلقنا من نور جنب اللّه و ذلك قول الكافر إذا استقرت به الدار (يا حَسْرَتي عَلي ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ) (2) ولاية محمد صلّي اللّه عليه و آله و آل محمد صلوات اللّه عليهم أجمعين 10/4

نحن و اللّه نعمة التي أنعم اللّه بها علي عباده و بنا فاز من فاز 52/4

نحن ولاة الأمر و خزنة علم اللّه و عيبة وحي اللّه 208/5

نحن ولد عبد المطلب سادات أهل الجنة،أنا و حمزة و عليّ و جعفر و الحسن و الحسين و المهدي 107/7

نحن ولد عبد المطلب سادة أهل الجنة،أنا و حمزة و جعفر و عليّ و الحسن و الحسين و المهدي 92/7

نزل آل إبراهيم و آل عمران و آل محمد علي العالمين 271/3

نزلت بمكة فجمع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بني هاشم و هم أربعون رجلا كل واحد 281/3

نزلت (فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ) (3) فأرجعوه إلي اللّه و إلي الرسول و الي أولي 112/3

نزلت في الأفجرين من قريش:بني امية و بني المغيرة فأما بنوا المغيرة فقطع اللّه دابرهم يوم بدر و أما بنوا امية فمتعوا إلي حين،و نحن و اللّه نعمة اللّه التي انعم اللّه بها علي عباده و بنا يفوز من فاز ثم قال لهم (تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَي النّارِ) (4) 52/4

نزلت في النبي صلّي اللّه عليه و آله و أمير المؤمنين و الحسن و الحسين و فاطمة:فلما قبض اللّه 195/3

نزلت في أمير المؤمنين و طوبي شجرة في دار أمير المؤمنين 74/1

نزلت في علي عليه السّلام أنه عالم هذه الامة بعد النبي 9 59/4

نزلت في علي بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و في لأئمة بعده و علي عنده علم الكتاب 59/4

ص: 325


1- سوره 3 - آيه 103
2- سوره 39 - آيه 56
3- سوره 4 - آيه 59
4- سوره 14 - آيه 30

نزلت في علي بن أبي طالب إنه عالم هذه الأمة بعد النبي صلّي اللّه عليه و آله 58/4

نزلت في عليّ بن أبي طالب و الأئمة من ولده: 117/4

نزلت في علي بن أبي طالب عليه السّلام و الحسن و الحسين عليهما السّلام، 352/2

نزلت في علي بن أبي طالب و الحسن و الحسين عليهما السّلام 110/3

نزلت في علي بن أبي طالب و الحسن و الحسين 193/3

نزلت في علي عليه السّلام فما من مؤمن إلاّ و في قلبه حب لعلي بن أبي طالب عليه السّلام 107/4

نزلت في علي و حمزة و جعفر و العباس و شيبة أنهم فخروا في السقاية و الحجابة فأنزل اللّه (أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ) (1) ...إلي قوله (وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ) (2) الآية 73/4

نزلت فينا أهل البيت 38/4

نزلت فيّ و في عليّ بن أبي طالب،و ذلك إنّه إذا كان يوم القيامة شفّعني ربّي و شفّعك يا عليّ و كساني و كساك يا عليّ ثمّ قال لي و لك يا علي:ألقيا في جهنّم كلّ من أبغضكما و أدخلا الجنّة كلّ من أحبّكما،فإنّ ذلك هو المؤمن 61/7

نزلت هاتان الآيتان في أهل ولايتنا و أهل عداوتنا، فَأَمّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (3) 298/2

نزلت هذه الآية في خمسة:فيّ و في علي و في حسن و حسين و فاطمة 181/3

نزلت هذه الآية في رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و علي بن أبي طالب و فاطمة و الحسن 211/3

نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب قوله (كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللّهِ وَ اللّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ) (4) 72/4

نزل جبرائيل علي النبي صلّي اللّه عليه و آله فقال:يا محمد السلام يقرئك السلام و يقول: 299/2

نزل جبرائيل علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بهذه الآية هكذا (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللّهُ) (5) في عليّ (فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ) (6) 372/4

نزل علي جبرائيل صبيحة يوم فرحا مستبشرا 106/1

نزل علي جبرائيل صبيحة يوم فرحا مستبشرا 130/1

نزل عليّ جبرائيل صبيحة يوم فرحا مسرورا مستبشرا،فقلت:حبيبي ما لي 183/2

النظر إلي وجه عليّ عبادة 192/6

نعم 277/5

نعم 61/7

ص: 326


1- سوره 9 - آيه 19
2- سوره 9 - آيه 19
3- سوره 56 - آيه 88
4- سوره 9 - آيه 19
5- سوره 47 - آيه 9
6- سوره 47 - آيه 9

نعم إذا أمر أطاع و إذا نهي انتهي 111/3

نعم،الائمة بعدي اثنا عشر 117/4

نعم الثوب،ما أستره للعورة،و أكفّه للأذي 343/6

نعم الذكر رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و نحن أهله،و ذلك بيّن في كتاب اللّه حيث يقول في 29/3

نعم،إن اللّه ناجاه يوم الطائف و يوم عقبة تبوك 249/5

نعم،إن وصيّي و الخليفة من بعدي علي بن أبي طالب و بعده سبطاي 164/2

نعم أ ليس تقول صلي اللّه علي محمد و آل محمد 255/3

نعم فأبلغني ما حمّلك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله 123/7

نعم كنت أنا و عباس و عثمان ابن أبي شيبة في المسجد الحرام قال عثمان بن أبي شيبة اعطاني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الخزانة يعني مفاتيح الكعبة 73/4

نعم لحمه لحمي و دمه دمي و هو منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ 50/2

نعم له مواريث السماوات و الأرض 210/1

نعم،ما بعث اللّه نبيا إلاّ و محمد صلّي اللّه عليه و آله أعلم منه 37/4

نعم،ما بعث اللّه نبيّا إلاّ و محمّد صلّي اللّه عليه و آله أعلم منه 277/5

نعم من أفضلها 268/3

نعم و في أوصيائه يوم القيامة 109/2

نعم هم الذين قال اللّه: أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (1) ، 17/2

نعم هم الذين قال اللّه أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (2) و هم 19/2

نعم يا أبا رافع إن اللّه ناجاه يوم الطائف و يوم عقبة تبوك و يوم خيبر 248/5

نعم يا أمير المؤمنين لأنّك كنّيتني بحضرة خصمي،أ فلا قلت:قم يا عليّ فاجلس مع خصمك 262/5

نعم يا جابر ما وضع هذا الموضع إلا ليبايع عليه فمن بايعه يكون معي غدا 218/2

نعم يا جابر،ما وضع هذا الوضع إلاّ ليتابع عليه فمن تابعه كان معي غدا و من خالفه لم يرد عليّ الحوض أبدا 43/7

نعم يا عمّار أنا أعرف رجلا يعلم كم عدده و كم فيه ذكر و كم فيه انثي 214/5

النعيم الذي أنعم اللّه به عليكم من ولايتنا و حب محمد و آل محمد 84/3

ص: 327


1- سوره 4 - آيه 59
2- سوره 4 - آيه 59

النعيم)و اللّه ما هو الطعام و الشراب و لكن ولايتنا أهل البيت 84/3

و آل محمد كانت فمحوها و تركوا آل إبراهيم و آل عمران 274/3

(وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) (1) قال:الطاعة 120/3

(وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) (2) قال:الطاعة المفروضة 118/3

واحد لطوّل اللّه عزّ و جلّ ذلك اليوم حتي يخرج قائمنا فيملأ الأرض قسطا 10/3

و آخر قد تسمي عالما ليس به فاقتبس جهائل من جهال و أضاليل 318/2

و إذا قيل لهؤلاء اليهود الذين تقدم ذكرهم: (آمِنُوا بِما أَنْزَلَ اللّهُ) (3) علي محمد 90/3

(وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ) (4) فبعث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أمير المؤمنين و كان علي هو و اللّه المؤذن فأذن باذن اللّه و رسوله يوم الحج الاكبر من المواقف كلها 78/4

و اشبه الناس بي علمه علمي و حكمه حكمي و هو الإمام و الحجة بعد أبيه 9/3

وا غوثاه باللّه أهل بيت محمد يموتون جوعا 92/4

وا غوثاه باللّه أنتم منذ ثلاث فيما أري 101/4

وا غوثاه يا اللّه أهل بيت محمد يموتون جوعا 96/4

و اكتموا-إنه فرعون هذه الأمة لا تخبروا بهذا من لم يحفظ العهد 246/1

و البيض يمرق 265/5

و الحجة بعد أبيه و يخرج اللّه من صلب محمد ولدا يقال له:عليّ فهو الإمام 9/3

و الدليل علي أن هذا مثل لهم قوله تعالي (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ (5) 266/3

و الذي بعثني بالحق بشيرا،ما استقر الكرسي و العرش 70/1

و الذي بعثني بالحق بشيرا ما استقر الكرسي و العرش 163/1

و الذي بعثني بالحق بشيرا ما استقر الكرسي و العرش و لا دار الفلك 180/2

و الذي بعثني بالحق لو فعلا لأمطر عليهما الوادي نارا 217/3

و الذي بعثني بالحق ما أخرتك إلاّ لنفسي و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي 37/2

و الذي بعثني بالحق نبيا أخرتك لنفسي فإنّك منّي بمنزلة هارون من موسي 35/2

و الذي بعثني بالنبوة إنهم يستضيئون بنوره و ينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع 113/3

و الذي بعثني بالنبوة و اصطفاني علي جميع البرية 176/1

و الذي فلق الحبة و برأ النسمة لو كسرت لي وسادة-يقول:ثنيت-فأجلست عليها لحكمت بين أهل

ص: 328


1- سوره 4 - آيه 54
2- سوره 4 - آيه 54
3- سوره 2 - آيه 91
4- سوره 9 - آيه 3
5- سوره 24 - آيه 36

التوراة بتوراتهم،و بين أهل الإنجيل بإنجيلهم،و بين أهل الزبور بزبورهم،و بين أهل الفرقان بفرقانهم 239/5

و الذي فلق الحبّة و برأ النسمة لو كسرت لي وسادة-يقول:لو ثنيت-فأجلست عليها لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم و بين أهل الإنجيل بإنجيلهم و بين أهل الزبور بزبورهم،و بين أهل الفرقان بفرقانهم 276/5

و الذي فلق الحبة و برأ النسمة ما من رجل من قريش جرت عليه المواسي إلا و قد نزلت فيه آية من كتاب اللّه عز جل أعرفها كما أعرفه 66/4

و الذي فلق الحبة و برئ النسمة لو كسرت لي الوسادة يقول و ثنيت لي وسادة فأجلس عليها لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم و بين أهل الإنجيل بإنجيلهم و بين أهل 62/4

و الذي فلق الحبة و برء النسمة لو كسرت لي وسادة يقول:ثنيت فأجلست عليها لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم و بين أهل الإنجيل بإنجيلهم و بين أهل الزبور بزبورهم و بين أهل الفرقان بفرقانهم 61/4

و الذي لا إله إلا هو إنه من أمر اللّه 283/1

وَ الَّذِينَ آمَنُوا (1) ،يعني عليّا و أولاده الأئمّة عليهم السّلام إلي يوم القيامة،ثمّ وصفهم اللّه 16/2

و الذي نفسي بيده لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتي يسأله اللّه تبارك و تعالي 93/3

و الرابع الدّية كاملة 252/5

و اللّه إنّا لخزان اللّه في سمائه و خزانه في أرضه ليس علي ذهب و لا فضة،و إن منّا لحملة العرش يوم القيامة 209/5

و اللّه إنّا لخزان علم اللّه في سمائه و أرضه لا علي ذهب و لا فضة الاّ علي علمه 208/5

و اللّه إن كان عليّ عليه السّلام ليأكل أكل العبد و يجلس جلسة العبد،و إنّه كان ليشتري القميصين السنبلانيين فيخيّر غلامه خيرهما ثمّ يلبس الآخر،فإذا جاز أصابعه قطعه،و إذا اجاز كعبه حذفه،12/7

و اللّه إن لعلي لاسماء في القرآن ما يعرفه الناس 78/4

و اللّه أنا الذي أنزل فيّ (وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) (2) فإنا كنا عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فيخبرنا بالوحي فأعيه أنا و من يعيه،فإذا خرجنا قالوا:ما ذا قال آنفا؟ 88/4

و اللّه خلفني رسول اللّه في امته فأنا حجة اللّه عليهم بعد نبيه 72/1

و اللّه عندنا علم الكتاب كله 57/4

ص: 329


1- سوره 2 - آيه 9
2- سوره 69 - آيه 12

و اللّه لئن أبيت علي حسك السعدان مسهدا،أو أجرّ في الأغلال مصفدا أحبّ إليّ من أن ألقي اللّه و رسوله يوم القيامة ظالما لبعض العباد أو غاصبا لشيء من الحطام 20/7

و اللّه لعهد عهده إلينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أن الأئمة بعده اثنا عشر تسعة 276/2

و اللّه لقد سألتني عن مسألة،حدّثني خليلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أنك تسألني عنها،و ما في رأسك و لحيتك من شعرة إلاّ و في أصلها شيطان جالس،و إنّ في بيتك لسخلا يقتل ابني الحسين 242/5

و اللّه لو ثنيت لي الوسادة لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم و بين أهل 226/2

و اللّه لو ثنيت لي وسادة 217/5

و اللّه ما أرزأكم من مالكم شيئا،و إنّها لقطيفتي التي خرجت بها من منزلي 345/6

و اللّه ما أكل عليّ بن أبي طالب عليه السّلام من الدنيا حراما قط حتّي مضي لسبيله،و ما عرض له أمران 10/7

و اللّه ما دنياكم عندي إلاّ كسفر علي منهل حلّوا إذا صاح بهم سائقهم فارتحلوا و لا لذاذتها في عيني إلاّ كحميم أشربه غسّاقا و علقم زعاقا،و سم أفعاة أسقاه دهاقا،و قلادة من نار أوهقها خناقا،و لقد رقعت مدرعتي هذه حتّي استحييت من راقعها 23/7

و اللّه ما رددتك من موجدة و إنّك لعلي خير من اللّه و رسوله و لكن أتاني جبرائيل يخبرني بالأحداث التي تكون بعدي فأمرني أن أوصي بذلك عليّا 46/7

و اللّه ما قوتل أهل هذه الآية حتي اليوم،و تلا هذه الآية 110/4

و اللّه ما هذا في هذه البلاد 273/5

و اللّه ما يعني بها غيركم،و أنتم أولو الأرحام 201/1

و اللّه نزلت هذه الآية علي محمد و أشهدهم 97/1

و اما الرابعة و العشرون فإن اللّه عز و جل أنزل علي رسوله (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً) (1) فكان لي دينار فبعته بعشرة دراهم 33/4

و انا من أهل بيت افترض اللّه مودّتهم علي كل مسلم حيث 239/3

وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَي الْكاذِبِينَ) (2) و لو قال تعالوا نبتهل 228/3

و إنه لهو علي بن أبي طالب عليه السّلام 41/4

و أبوكما خير منكما 319/2

و أحباها،فأوحي اللّه تعالي إليهما أ فلا كنتما مثل علي بن أبي طالب آخيت بينه و بين محمد

ص: 330


1- سوره 58 - آيه 12
2- سوره 3 - آيه 61

فبات 20/4

و أخي صالح علي ناقة اللّه عزّ و جلّ التي عقرها قومه قال العباس:و من يا رسول اللّه؟قال صلّي اللّه عليه و آله:و عمّي حمزة بن عبد المطلب أسد اللّه و أسد رسوله سيّد الشهداء علي ناقتي العضباء 33/7

و أخي عليّ علي ناقة من نوق الجنّة زمامها من لؤلؤ رطب،عليها محمل من ياقوت أحمر قضبانه من الدرّ الأبيض،علي رأسه تاج من نور عليه حلّتان خضراوان و بيده لواء الحمد 33/7

و أدر الحق معه حيث دار 319/2

و أقدمهم سلما و أعلمهم علما، 147/2

و أما العبد الصالح 135/7

و أنا الصهر يقول اللّه عز و جل: (وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً) (1) 113/4

و أنا المؤذن في الدنيا و الآخرة قال اللّه عز و جل: (فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَي الظّالِمِينَ) (2) أنا ذلك المؤذن، (وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ) (3) فأنا ذلك الاذان 79/4

و أنا أقول لكما لقد اوتيت علي صغري ما لم تؤتيا 74/4

و أي هؤلاء الذين سمّيتهم أفضل؟ 129/7

و تمسّك بحبل القرآن انتصحه و أحلّ حلاله و حرّم حرامه 318/2

و تؤدّي ديني و تواريني في حفرتي و تفي بذمّتي،و أنت صاحب لوائي في الدنيا و الآخرة 55/7

وجد رجل مع رجل في إمارة عمر فهرب أحدهما و أخذ الآخر،فجيء به إلي عمر فقال للناس ما ترون؟قال:فقال هذا:اصنع كذا،و قال هذا:اصنع كذا قال:فما تقول يا أبا الحسن؟قال:اضرب عنقه فضرب عنقه 270/5

و جعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر فأيكما يؤثر صاحبه الحياة،فاختارا كلاهما الحياة 20/4

و دعوتهم إلي نصرتي،فلم يستجب لي من الناس إلاّ أربعة نفر الزبير 107/2

الوعك يا أبتاه 9/5

و علي بن أبي طالب عليه السّلام عنده علم الكتاب الأول و الآخر 59/4

و عليك السلام و رحمة اللّه و بركاته يا شيخ ادن مني، 338/2

و عليك السلام يا أبا الحسن اجلس فإن هذا موضع قد جلس فيه سبعون نبيا مرسلا،ما جلس فيه أحد من الأنبياء إلاّ و أنا خير منه،و قد جلس في موضع كل نبي أخ له ما جلس فيه من الأخوة أحد إلاّ و أنت

ص: 331


1- سوره 25 - آيه 54
2- سوره 7 - آيه 44
3- سوره 9 - آيه 3

خير منه 113/4

و عيسي في آخرها 112/7

و غاية الهدي و أمير القراء اشهد علي ذلك إنك كذلك 12/3

وفدت بالابطح علي ساعة عليّ عن يميني و جعفر عن يساري و حمزة 235/2

و قال لبني هاشم:أيّكم يواليني في الدنيا و الآخرة؟ 33/2

و قد بلّغ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله الذي ارسل به،فالزموا وصيّته و ما ترك بينكم من 367/2

و قد قبض محمد صلّي اللّه عليه و آله،و إن ولاية الامة في يده و في بيته لأفي يد الأولي 198/3

(وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) (1) عن ولاية علي بن أبي طالب 86/3

و كان عليّ أمير المؤمنين عليه السّلام في صلاة الظهر و قد صلّي ركعتين و هو راكع، 16/2

و كذلك القائم فإنه يمتد أيام غيبته ليصرّح الحق عن محضه،و يصفو الإيمان عن الكدر بارتداد كل من كانت طينته خبيثة من الشيعة الذين يخشي عليهم النفاق إذا أحسوا بالاستخلاف و التمكين و الأمن المنتشر في عهد القائم 7 121/4

ولاه اللّه أمر الامة بعد محمد و حين خلّفه و سوابقها و هجرتها و ما قال فيها 105/3

ولايتنا ولاية اللّه التي لم يبعث اللّه نبيّا قط إلاّ بها 58/3

ولايتي و ولاية أهل بيتي أمان من النار 297/2

ولاية أمير المؤمنين عليه السّلام 14/4

ولاية أمير المؤمنين هي الودّ الذي ذكره 107/4

ولاية أمير المؤمنين هي الود الذي قال اللّه 107/4

ولاية علي بن أبي طالب ولاية اللّه و حبّه عبادة اللّه و اتباعه فريضة اللّه 297/2

ولاية علي مكتوب في جميع صحف الأنبياء و لن يبعث اللّه نبيّا إلاّ بنبوة 58/3

ولد فاطمة عليها السّلام و السابق بالخيرات الإمام،و المقتصد العارف بالإمام،و الظالم لنفسه الذي لا يعرف الإمام 37/4

و لكن لا تقدرون أن تلبسوا هذا اليوم،و لو فعلناه لقالوا:مجنون و لقالوا:مراء و اللّه تعالي يقول: (وَ ثِيابَكَ فَطَهِّرْ) (2) قال:و ثيابك أرفعها و لا تجرّها،و إذا قام قائمنا كان هذا اللباس 6/7

ولي عليّ ولي اللّه و عدوّ عليّ عدوّ اللّه، 118/2

و ما اقرأ؟ 6/2

ص: 332


1- سوره 37 - آيه 24
2- سوره 74 - آيه 4

و ما أتوك إلاّ ليحفظوك 319/6

و ما أعطي سليمان بن داود إنما كان عنده حرف واحد من الاسم الأعظم و صاحبكم الذي قال اللّه:

(قُلْ كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) (1) ،و كان و اللّه عند عليّ عليه السّلام علم الكتاب 57/4

و ما كان اسمه؟ 114/2

و ما يبكيك يا فاطمة قالت:يا رسول اللّه اخشي علي نفسي و ولدي الضيعة بعدك فاغرورقت عينا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله بالبكاء ثمّ قال:يا فاطمة ما علمت إنا أهل بيت اختار اللّه لنا الآخرة علي الدنيا 15/5

(وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَ الرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) (2) أنتم منه بالمنزلة التي سبقت لكم بها الحسني،و أنتم عن النار مبعدون 6/4

و ما يمنعني و أنت تؤدّي عنّي و تسمعهم صوتي و تبيّن لهم ما اختلفوا 148/2

(وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) (3) قال:هو علي بن أبي طالب عليه السّلام 57/4

و نحن أصحاب الأعراف أنا و عمّي و أخي و ابن عمّي و اللّه فالق الحب و النوي لا يلج النار لنا محبّ و لا يدخل الجنّة لنا مبغض يقول اللّه عز و جل: (وَ عَلَي الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ) (4) 47/4

و هو وليكم من بعدي من كنت مولاه فعلي مولاه 83/4

و يثبت عليه آخرون و (يَقُولُونَ مَتي هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (5) و لو لم يكن من 10/3

ويحا للطالقان فإن للّه تعالي كنوزا ليست من ذهب و لا فضة،و لكن بها رجال مؤمنون،و عرفوا اللّه حق معرفته،و هم أيضا أنصار المهدي في آخر الزمان 108/7

ويحك إنّ اللّه عزّ و جل فرض علي أئمة العدل أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس كي لا يتبيغ بالفقير فقره 5/7

ويحكم ما تدرون ما عملت،و اللّه الذي عملت خيرا لشيعتي مما طلعت 286/2

ويحك يا بن الكوّاء اولئك نحن و اتباعنا يوم القيامة غرّا محجلين رواء مرويين يعرفون بسيماهم 243/5

ويحك يا بن الكوّاء نحن نوقف يوم القيامة بين الجنة و النار فمن نصرنا عرفناه بسيماه فأدخلناه الجنة و من أبغضنا عرفناه بسيماه فأدخلناه النار 44/4

ويحك يا قتادة إن اللّه عز و جل خلق خلقا من خلقه فجعلهم حججا علي 268/3

ويح هذه الأمة من ملوك جبابرة كيف يقتلون و يطردون المطيعين إلاّ من أظهر طاعتهم،فالمؤمن التقي يصانعهم بلسانه و يفرّ منهم بقلبه فإذا أراد اللّه تعالي أن يعيد الإسلام عزيزا قصم كل جبار عنيد 104/7

ص: 333


1- سوره 13 - آيه 43
2- سوره 3 - آيه 7
3- سوره 13 - آيه 43
4- سوره 7 - آيه 46
5- سوره 10 - آيه 48

و يخرج اللّه من صلب علي مولودا يقال له:الحسن فهو الإمام و الحجة بعد أبيه 10/3

و يظلمهم أئمة الكفر و الضلال و أشياعهم 134/3

و يكني أبا القاسم و هو ذو الاسمين خلف و محمد،يظهر في آخر الزمان،علي رأسه غمامة تظله عن الشمس تدور معه حيثما دار،تنادي بصوت فصيح:هذا المهدي عليه السّلام 106/7

ويلك لم تره العيون بمشاهدة الأبصار و لكن رأته القلوب بحقائق الإيمان،ويلك يا دعلب إنّ ربي لا يوصف بالبعد و لا بالحركة و لا بالسكون،و لا بقيام قيام انتصاب 241/5

ويلك يا بن الكوّاء كنت علي فراش رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و قد خرج عليّ ريطته فأقبلت قريش مع كل رجل منهم هراوة فيها شوكها فلم يبصروا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله حيث خرج فاقبلوا عليّ يضربونني بما في أيديهم 23/4

ويلك يا دعلب لم أكن بالذي أعبد ربا لم أره 241/5

ويلك يا مروان هذا الذي تشتم شر الناس 11/5

ويلهم إني لأعرف ناسخه و منسوخه و محكمه و متشابهه و فصله من وصله و حروفه من معانية و اللّه ما حرف نزل علي محمد صلّي اللّه عليه و آله إلاّ و أنا اعرف فيمن أنزل و في أي يوم نزل 88/4

هاد لأهل السماء و هاد لأهل الأرض 259/3

هادٍ) (1) (مُنْذِرٌ) (2) محمد (وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) (3) أنا 12/3

هادي هذه الامة علي بن أبي طالب 5/3

هاؤم ثلاث مرات حتي اشرأب الناس و نشروا أذانهم ثم قال:جمع رسول اللّه 278/3

هذا أخي و وصيي و خليفتي من بعدي، 177/2

هذا أمير البررة و قاتل الفجرة،منصور من نصره مخذول من خذله،ثمّ رفع بها صوته و قال:أنا مدينة الحكمة و علي بابها فمن أراد الحكمة فليأت الباب 237/5

هذا أمير البررة و قاتل الفجرة و منصور من نصره و مخذول من خذله-ثمّ مدّ بها صوته فقال-أنا مدينة العلم و علي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب 226/5

هذا أمير البررة،و قاتل الكفرة،منصور من نصره،مخذول من خذله 69/1

هذا أمير البررة و قاتل الكفرة،منصور من نصره،مخذول من خذله-ثمّ مدّ بها صوته فقال-أنا مدينة العلم و علي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب 225/5

هذا حبل اللّه الذي من تمسّك به عصم به في دنياه و لم يضل في آخرته 36/3

ص: 334


1- سوره 13 - آيه 7
2- سوره 13 - آيه 7
3- سوره 13 - آيه 7

هذا خير الاولين من أهل السماوات و الأرضين 166/1

هذا خير الأولين من أهل السموات و الأرضين،هذا سيد الصديقين،هذا 182/2

هذا سلطانك عليها،فما سلطانك علي الذي في بطنها و لعلّك انتهرتها و أخفتها 260/5

هذا علي أخي،و وصيي،و وزيري،و وارثي 186/1

هذا علي بن أبي طالب لحمه لحمي،و دمه دمي 82/1

هذا علي بن أبي طالب لحمه لحمي و دمه دمي و هو مني 67/1

هذا عليّ بن أبي طالب لحمه لحمي و دمه دمي و هو منّي بمنزلة هارون 64/2

هذا علي بن أبي طالب لحمه لحمي و دمه دمي و هو مني بمنزلة هارون 162/2

هذا عليّ مع القرآن و القرآن مع علي،خليفتان بصيران 262/1

هذا،فإنه مع الحق و الحق معه ثم يكون من بعده أحد عشر إماما مفترضة 256/2

هذا وليكم من بعدي اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه 296/1

هذه اسماء الأوصياء أولهم ابن عمي و أحد عشر من ولدي آخرهم القائم 167/2

هذه امرأتك و ابنة عمّك؟ 274/5

هذه زوجتك و ابنة عمّك؟ 264/5

هل تدري من كان وصي موسي عليه السّلام؟ 185/2

هل لك أن تعطيني جزة من صوف تغزلها لك بنت محمد بثلاثة أصواع من شعير 90/4

هم آل محمد عليهم السّلام لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفهم و عرفوه و لا يدخل النار إلا من انكرهم و انكروه 51/4

هما الأفجران من قريش أخوالي و أعمامك فأما أخوالي فاستأصلهم اللّه يوم بدر،و أما أعمامك فاملي اللّه لهم إلي حين 53/4

هما الأفجران من قريش بنوا امية و بنوا المغيرة 53/4

هم الأئمّة عليهم السّلام 21/2

هم الأئمة عليهم السّلام 235/3

هم الأئمة 116/4

هم الأئمة الذين لا يأكلون الصدقة و لا تحل لهم 240/3

هم الأئمة منا أهل البيت في باب من ياقوت أحمر علي سور الجنة يعرف كل إمام منّا ما يليه من القرن

ص: 335

الذي هو فيه إلي القرن الذي كان 50/4

هم الأئمة من أهل بيت محمد عليهم السّلام 47/4

هم الآل 39/4

هم الذين قال اللّه: (أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (1) و هم 115/3

هم أكرم الخلق علي اللّه تبارك و تعالي 50/4

هم خلفائي يا جابر و أئمة المسلمين من بعدي أولهم علي 113/3

هم خلفائي،يا جابر و أئمة المسلمين من بعدي أولهم عليّ ابن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم عليّ بن الحسين ثم محمد بن عليّ المعروف في التوراة بالباقر،و ستدركه يا جابر فإذا لقيته فاقرأه منّي السلام 122/7

هم نحن 36/4

هم يومئذ قليل،و جلّهم ببيت المقدس،إمامهم المهدي عليه السّلام رجل صالح 102/7

هم يومئذ قليل،و جلّهم ببيت المقدس،و إمامهم رجل صالح،فبينما إمامهم قد تقدم يصلّي بهم الصبح إذا نزل عيسي عليه السّلام،فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقري ليتقدم عيسي عليه السّلام يصلّي بالناس، فيضع عيسي يده بين كتفيه ثم يقول له تقدم 110/7

هو آل إبراهيم و آل محمد علي العالمين فوضعوا اسما مكان اسم 273/3

هو اسم في كتاب اللّه لا يعلم ذلك أحد غيري 78/4

هو الذي أمركم اللّه بالاعتصام به فقال عزّ و جل: (وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ (2) 31/3

هو الذي أمركم اللّه بالاعتصام به،فقال عز و جل: (وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا) (3) هو قول اللّه (إِلاّ بِحَبْلٍ مِنَ اللّهِ وَ حَبْلٍ مِنَ النّاسِ) (4) فالحبل من اللّه كتابه و الحبل من الناس وصيي 5/4

هو الذي أنزل فيه (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتي عَلي ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ) (5) 5/4

هو الذي جعله اللّه آية للمؤمنين المتوسمين فإن نظرتم إليه نظر (لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَي السَّمْعَ وَ هُوَ شَهِيدٌ) (6) عرفتم انه وصيي كما عرفتم إني نبيكم فتخللوا الصفوف و تصفحوا الوجوه فمن اهوت إليه قلوبكم فإنه هو لأن اللّه عز و جل يقول في كتابه: (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ) (7) إليه و إلي ذريته: 6/4

هو الذي يقول اللّه فيه: (وَ يَوْمَ يَعَضُّ الظّالِمُ عَلي يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً) (8) هو وصيي،و السبيل إلي من بعدي 5/4

ص: 336


1- سوره 4 - آيه 59
2- سوره 3 - آيه 103
3- سوره 3 - آيه 103
4- سوره 3 - آيه 112
5- سوره 39 - آيه 56
6- سوره 50 - آيه 37
7- سوره 14 - آيه 37
8- سوره 25 - آيه 27

هو الطريق إلي معرفة اللّه عزّ و جل و هما صراطان:صراط في الدنيا، 47/3

هو أمير المؤمنين-صلوات اللّه عليه-و معرفته و الدليل علي أنه أمير المؤمنين 45/3

هو علي بن أبي طالب عليه السّلام 50/3

هو علي بن أبي طالب 57/4

هو علي بن أبي طالب سيد الوصيين و أمير المؤمنين و أخو رسول رب العالمين 38/3

هو علي بن أبي طالب عليه السّلام لأن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله ليس فيه خلاف 15/4

هو مثل ضربه اللّه عز و جل لنا 261/3

هو محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين: 112/4

هو مني و أنا منه و هو مني بمنزلة هارون من موسي إلاّ انّه لا نبي بعدي 310/2

هو منّي و أنا منه و هو منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي 47/2

هو منّي و أنا منه،و هو منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي، 150/2

هو منّي و أنا منه و هو مني بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبي بعدي لأعطين الراية غدا رجلا يحب اللّه و رسوله و يحبه اللّه و رسوله اللهم ائتني بأحب الخلق إليك إلي و إلي

هو و اللّه علي هو و اللّه الميزان و الصراط 45/3

هو هذا،إنه الإمام الذي أحصي اللّه تبارك و تعالي 179/1

هي التي تلقاها آدم من ربّه فتاب عليه و هو أنّه قال:يا رب اسألك بحق محمد 125/3

هي بيوت الأنبياء و بيت علي منها 266/3

هي بيوت النبي صلّي اللّه عليه و آله 268/3

هي في أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه كان أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه يقول:ما للّه عز و جل آية هي أكبر منّي،و لا للّه نبأ أعظم منّي 14/4

هي في أمير المؤمنين عليه السّلام قال كان أمير المؤمنين عليه السّلام يقول:ما للّه آية أكبر منّي و لا للّه من نبأ عظيم أعظم مني و لقد عرضت ولايتي علي الامم الماضية فأبت أن تقبلها 14/4

هي لنا أو فينا هذه الآية وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَي الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ (1) 298/2

هي لنا خاصة يا أبا إسحاق أما السابقون بالخيرات فعلي و الحسن و الحسين:و الإمام عليه السّلام منّا و المقتصد فصائم بالنهار و قائم بالليل و الظالم لنفسه ففيه ما في الناس 40/4

هي و اللّه الغشية التي تأخذه من خشية اللّه 19/7

ص: 337


1- سوره 28 - آيه 5

هي و اللّه قريش قاطبة إن اللّه تبارك و تعالي خاطب نبيه صلّي اللّه عليه و آله فقال:(إني فضلت قريشا علي العرب و اتممت عليهم نعمتي و بعثت إليهم رسولي فبدلوا نعمتي كفرا و احلوا قومهم دار البوار) 52/4

هؤلاء آلي و عترتي و أهل بيتي اللّهمّ فأذهب عنهم الرّجس و طهّرهم تطهيرا 99/2

هؤُلاءِ أَهْدي مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً) (1) يقولون لأئمة الضلال و الدعاة إلي النار: 117/3

هؤلاء أهلي 186/3

هؤلاء أهلي 229/3

يا ابيّ و الذي بعثني بالحق نبيا إنّ الحسين بن علي 154/1

يا إسحاق بن فروخ من صلّي علي محمد و آل محمد عشرا صلّي اللّه 255/3

يا أبا الجنوب،كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله يأكل أيبس من هذا و يلبس أخشن من هذا،و أشار إلي ثيابه،فإن أنا لم اخذ بما أخذ به خفت أن لا ألحق به 348/6

يا أبا الحسن إنك أتيت و وافق مني قياما فجلست لك،أ فلا أخبرك ببعض 234/2

يا أبا الحسن أحضر صحيفة و دواة فأملاه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله وصيته حتي انتهي 242/2

يا أبا الحسن أشد ما يسؤني ما أري بكم انطلق إلي ابنتي فاطمة 3 101/4

يا أبا الحسن فعلتها؟فقال عليه السّلام:لا و اللّه يا بنت محمّد،ما فعلت شيئا فما الذي تريدين؟ 63/7

يا أبا الحسن ما اشد ما يسوؤني ما أري بكم انطلق إلي فاطمة 96/4

يا أبا الحمراء انطلق فادع لي مائة من العرب 89/1

يا أبا الصباح نحن المحسودون 118/3

يا أبا الصباح نحن قوم فرض اللّه طاعتنا،لنا الأنفال و لنا صفو المال، 121/3

يا أبا الصمصام،امض مع ابني الحسن إلي كثيب الرمل 338/6

يا أبا بصير نحن شجره العلم و نحن أهل بيت النبي صلّي اللّه عليه و آله و في دارنا مهبط 211/3

يا أبا بصير،نحن شجرة العلم و نحن أهل بيت النبيّ صلّي اللّه عليه و آله و في دارنا مهبط جبرئيل عليه السّلام و نحن خزّان علم اللّه و نحن معادن وحي اللّه،من تبعنا نجا و من تخلف عنّا هلك حقا علي اللّه عزّ و جلّ 210/5

يا أبا بكر تقرأ الكتاب؟ 199/3

يا أبا حفص اخفض عليك من هنا و من هنا،إن يوم الفصل كان ميقاتا 267/5

يا أبا حمزة إنما يعبد اللّه من عرف اللّه و أما من لم يعرف اللّه كأنما يعبد غيره 53/3

يا أبا حمزة،من المحتوم الذي لا تبديل له عند اللّه قيام قائمنا،فمن شك 280/2

ص: 338


1- سوره 4 - آيه 51

يا أبا ذر يؤتي بجاحد علي عليه السّلام يوم القيامة أعمي ابكم يتكبكب في ظلمات القيامة ينادي (يا حَسْرَتي عَلي ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللّهِ) (1) و في عنقه طوق من النار 10/4

يا أبا رافع كيف أنت و قوم يقاتلون عليا و هو علي الحق و هم علي الباطل، 19/2

يا أبا عبّاس إذا صلّيت عشاء الآخرة فالحقني إلي الجبّان 206/5

يا أبا عبد اللّه ألا أ لا أنبئك بالحسنة التي من جاء بها ادخله اللّه الجنة 63/3

يا أبا عبد اللّه ألا أ لا أنبئك بالحسنة التي من جاء بها ادخله اللّه الجنة و السيئة 65/3

يا أبا عبد اللّه ألا أخبرك بالحسنة التي من جاء بها آمن بها من الفزع الأكبر 65/3

يا أبا محمد استأنف الداعي منا دعاء جديدا كما دعا إليه رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله 134/3

يا أبا محمد سر بهذا الرجل إلي وادي العقيق،و سلّم علي أهله و اقذف الخرقة و انتظر ساعة حتّي تري ما يفعل،فإن دفع إليك شيء فادفعه إلي الرجل 339/6

يا أبا محمّد سل عما بدا لك 221/5

يا أبا محمّد علم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله عليّا ألف باب يفتح من كل باب ألف باب 221/5

يا أحمد قد أعطيت ما سألت،يا أبا الحسن ارفع يدك إلي السماء و ادع ربك و اسأله يعطيك فرفع علي يده إلي السماء و هو يقول اللهم اجعل لي عندك عهدا و اجعل عندك ودّا 106/4

يا أخا الأنصار،لا يبغضه من قريش إلاّ سفحيّ،و لا من الأنصار إلاّ اليهود،و لا من العرب إلاّ دعيّ و لا من سائر الناس إلاّ شقي 26/7

يا أخي أنت ستبقي بعدي و ستلقي من قريش شدة و من تظاهرهم عليك و ظلمهم لك،فإن وجدت عليهم أعوانا فجاهدهم و قاتل من خالفك بمن وافقك 130/7

يا أخي فاخر العرب فأنت أكرمهم أخا و أكرمهم ولدا و أكرمهم عمّا و أكرمهم 98/2

يا أخي فهمك اللّه و سددك و وفّقك و أرشدك و أعانك و غفر لك ذنبك و رفع 34/3

يا أعرابي هذا حبل اللّه فاعتصم به 33/3

يا أم سلمة اسمعي و اشهدي:هذا علي أمير المؤمنين 82/1

يا أمّ سلمة عليّ منّي و أنا من عليّ لحمه من لحمي و دمه من دمي و هو منّي 81/2

يا أمير المؤمنين إذا نستتيبك فإن تبت قبلناك إذا نضرب الذي فيه عيناك 262/5

يا أمير المؤمنين أري أنهم افتروا علي اللّه و أحلّوا ما حرّم اللّه فأري أن تستتيبهم،فإن هم ثبتوا و زعموا أن الخمر حلال،ضربت أعناقهم،و إن هم رجعوا ضربتهم ثمانين جلدة بفريتهم علي اللّه عزّ

ص: 339


1- سوره 39 - آيه 56

و جلّ 263/5

يا أنس ابسطه، 155/2

يا أنس اسكب لي وضوءا 161/2

يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين 64/1

يا أنس خذ البغلة و انطلق إلي موضع كذا و كذا تجد عليا جالسا يسبح بالحصي فأقرأه مني السلام و احمله علي البغلة و ائت به إليّ 113/4

يا أنس يدخل عليك من هذا الباب الساعة 102/1

يا أهل الكوفة إذا أنا خرجت من عندكم بغير راحلتي و رحلي و غلامي فلان فأنا خائن 348/6

يا أيها الناس اتقوا اللّه و اسمعوا،قالوا:لمن السمع و الطاعة بعدك 213/2

يا أيها الناس إنّ اللّه أمرني أن أنصب لكم إمامكم و وصيّي فيكم 358/2

يا أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين الثقل الأكبر و الثقل الأصغر 340/2

يا أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين-و سكت-فقام رجل فقال:يا رسول اللّه 361/2

يا أيها الناس سلوني فانكم لم تسألوني عن شيء فيما بيني و بين الساعة لا عن أرض مجدبة و لا عن أرض مخصبة و لا عن فرقة تضل مائة و تهدي مائة إلاّ أن شئت أخبرتكم بناعقها و سائقها و قائدها إلي يوم القيامة،إنه حق 244/5

يا أيّها الناس،نحن في القيامة ركبان أربعة ليس غيرنا 30/7

يا أيّها الناس نحن في القيامة ركبان أربعة ليس غيرنا 42/7

يا بالحسن ما أشد ما يسؤني ما أري بكم انطلق إلي ابنتي فاطمة 91/4

يا بريدة إن اللّه ربّ العالمين عهد إليّ عهدا في عليّ بن أبي طالب فقال:إنّه راية الهدي و منار الإيمان و إمام أوليائي و نور جميع من أطاعني،يا بريدة عليّ بن أبي طالب أنسي غدا في القيامة،و صاحب رايتي في القيامة،و هو يعينني غدا في القيامة علي مفاتيح خزائن رحمة ربّي 53/7

يا بن الكوّاء نحن نقف علي الأعراف يوم القيامة بين الجنة و النار فمن نصرنا من شيعتنا و محبينا عرفناه بسيماه و أدخلناه الجنّة و من كان مبغضا لنا متناقصا لنا عرفناه بسيماه فادخلناه النار 44/4

يا بن أبي يعفور إن اللّه واحد متوحد بالوحدانية،متفرد بأمره فخلق خلقا فقدّرهم لذلك الأمر،فنحن هم،يا بن أبي يعفور فنحن حجج اللّه في عباده و خزّانه علي علمه و القائمون بذلك 209/5

يا بنت محمد إني أحب أن يراك اللّه و قد آثرت هذا الأسير علي نفسك و اشبالك 102/4

ص: 340

يا بن سمرة إذا اختلفت الأهواء،و تفرقت الآراء فعليك بعلي 172/1

يا بن سمرة إذا اختلفت الاهواء و تفرقت الآراء فعليك بعليّ بن أبي طالب فإنه إمام أمتي و خليفتي عليهم من بعدي و هو الفاروق الذي يميز به بين الحق و الباطل 124/7

يا بن عبّاس إذا صلّيت عشاء الآخرة فالحقني إلي الجبانة،ما تفسير الألف من الحمد؟ 205/5

يا بن عبّاس إن أول ما كلمني به أن قال:يا محمّد انظر تحتك فنظرت إلي الحجب قد انخرقت و إلي أبواب السماء قد انفتحت،و نظرت إلي عليّ و هو رافع رأسه إليّ فكلمني و كلمته و كلمني ربّي عزّ و جلّ 212/5

يا بن عباس إن أول ما كلّمني به ربي أن قال:يا محمد انظر تحتك 259/1

يا بن عبّاس خالف من خالف عليّا و لا تكونن له ظهيرا و لا وليّا 213/5

يا بن عباس خالف من خالف عليا و لا تكونن لهم ظهيرا و لا وليا 260/1

يا بن عبّاس سبق فيهم علم ربّي،و الذي بعثني بالحق نبيا لا يخرج أحد من خالفه من الدنيا و أنكر حقه حتّي يغيّر اللّه تعالي ما به من نعمة 213/5

يا بن عبّاس،نعم يبغضه قوم يذكرون أنهم من أمّتي،لم يجعل اللّه لهم في الإسلام نصيبا،يا بن عبّاس إن من علامة بغضهم له تفضيلهم من دونه عليه،و الذي بعثني بالحق نبيا ما بعث اللّه نبيا أكرم عليه منّي و لا وصيّا أكرم عليه من وصيّي 212/5

يا بن عباس و الذي بعثني بالحق نبيا إن النار لأشد غضبا 259/1

يا بن مسعود إن اللّه خلقني و عليا و الحسن و الحسين من نور عظمته قبل الخلق بألفي عام حين لا تسبيح و لا تقديس،و فتق نوري فخلق منه السموات و الأرض،و أنا أفضل من السموات و الأرض 67/7

يا بن مسعود أكفر بعد إيمان؟ 66/7

يا بن مسعود عليّ بن أبي طالب إمامكم بعدي و خليفتي عليكم،فإذا مضي فابني الحسن إمامكم بعده و خليفتي عليكم،فإذا مضي فابني الحسين إمامكم بعده و خليفتي عليكم 127/7

يا بن مسعود لج المخدع فانظر ما ذا تري 66/7

يا بني إن الروح الأمين قد أتاني فقال 207/1

يا بني إن الروح الامين قد أتاني فقال:يا رسول اللّه،العلي الاعلي يقرئك 283/2

يا بني إن اللّه غير أقواما بالقرآن فقال: (فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ وَ ما كانُوا مُنْظَرِينَ) (1) و أيم اللّه لتقتلنّ من بعدي ثمّ تبكيك السماء و الأرض 373/4

ص: 341


1- سوره 44 - آيه 29

يا بني عبد المطلب إني أنا النذير إليكم من اللّه عز و جل 234/1

يا بني عبد المطلّب إنّي أنا النذير إليكم من اللّه عزّ و جلّ و البشير لما 145/2

يا بني عبد المطلب إني أنا النذير إليكم من اللّه عز و جل و البشير لما لم 277/3

يا بني قم فاصعد و تكلم بكلام لا تجهلك قريش من بعدي فيقولون:إن الحسين بن علي لا يبصر شيئا، و ليكن كلامك تبعا لكلام أخيك 230/5

يا بني قم فاصعد و تكلم بكلام لا تجهلك قريش من بعدي فيقولون إن الحسين بن علي لا يبصر شيئا، و ليكن كلامك تبعا لكلام أخيك 242/5

يا بنية إن لبعلك مناقب:إيمانه باللّه و رسوله قبل كل أحد لم يسبقه إلي ذلك أحد من أمتي،و علمه بكتاب اللّه عز و جل و سنتي،فليس أحد من أمتي يعلم جميع علمي غير علي عليه السّلام 129/7

يأتي علي الناس يوم القيامة وقت ما فيه راكبا إلاّ نحن أربعة 44/7

يأتي علي الناس يوم القيامة وقت ما فيه راكب إلاّ نحن أربعة 32/7

يأتي علي الناس يوم القيامة وقت ما فيه راكب إلاّ نحن أربعة 35/7

يأتي علي الناس يوم القيامة وقت ما فيه راكب إلاّ نحن أربعة 51/7

يا جابر الزم الأرض و لا تحرك يدا و لا رجلا حتي تري علامات أذكرها لك 271/3

يا جابر ألا أخبرك عما سألتني؟فقلت:بأبي أنت و أمي أم و اللّه لقد سكتّ 218/2

يا جابر أ لم اقفك علي معني اختلافهم من أين اختلفوا و من أي جهة تفرقوا؟ 68/7

يا جابر،حدّثنا بما عاينت من الصحيفة 168/2

يا جابر سألتني رحمك اللّه عن الإسلام بأجمعه،عدّتهم عدة الشهور و هو 38/3

يا جابر علي رسول اللّه السلام ما قامت السموات و الأرض،و عليك يا جابر بما بلّغت السلام 123/7

يا جندل أوصيائي من بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل 117/4

يا حذيفة أن حجة اللّه عليكم بعدي علي بن أبي طالب الكفر به كفر باللّه 40/3

يا حذيفة إن حجة اللّه عليكم بعدي علي بن أبي طالب 114/1

يا حذيفة إن حجة اللّه عليكم بعدي علي بن أبي طالب 180/1

يا حذيفة إن حجة اللّه عليكم بعدي علي بن أبي طالب،الكفر به كفر باللّه، 197/2

يا حرث أ تحبّني؟ 42/7

ص: 342

يا حسن قم فاصعد المنبر فتكلم بكلام لا تجهلك قريش بعدي فيقولون:إن الحسن لا يحسن شيئا، قال الحسن:يا أبة كيف أصعد و أتكلم و أنت في الناس تسمع و تري؟قال له:بأبي و أمّي أواري نفسي عنك و أسمع و أري و لا تراني 230/5

يا حسن قم فاصعد المنبر فتكلم بكلام لا تجهلك قريش بعدي فيقولون:إن الحسن لا يحسن شيئا، قال الحسن:يا أبة كيف أصعد و أتكلم و أنت في الناس تسمع و تري؟قال له:بابي و أمّي أواري نفسي عنك،أسمع و أري و لا تراني 242/5

يا حسين يخرج من صلبك رجل يقال له زيد يقتل مظلوما 270/1

يا خزاعي نطق روح القدس علي لسانك بهذين البيتين،فهل تدري من هذا 260/2

يا خزاعي نطق روح القدس علي لسانك بهذين البيتين،فهل تدري من هذا الإمام؟و متي يقوم؟ 91/7

يا دعبل،الإمام بعدي محمد ابني،و بعد محمد ابنه عليّ،و بعد عليّ ابنه الحسن،و بعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته 91/7

يا دنيا أبي تشوقت وليّ تعرضت؟لا حان حينك فقد أبنتك ثلاثا لا رجعة لي فيك،فعيشك قصير و خطرك يسير،آه من قلّة الزاد و بعد السفر و وحشة الطريق 22/7

يا دنيا غرّي غيري،أبي تعرضت أم إليّ تشوقت؟هيهات قد طلقتك ثلاثا لا رجعة لي فيها،و عمرك قصير و خطرك حقير،آه من قلّة الزاد و بعد السفر و وحشة الطريق 18/7

يا دنيا لا تتعرّضي لي و لا تتشوقي و لا تغريني،فقد طلقتك ثلاثا لا رجعة لي عليك 15/7

يا دنيا لا تتعرضي و لا تتشوقي و لا تغريني،فقد طلقتك ثلاثا لا رجعة لي عليك 23/7

يا دنيا،يا دنيا إليك عنّي،أبي تعرضت أم إلي تشوقت،لا حان حينك،هيهات،هيهات غرّي غيري،لا حاجة لي فيك قد طلّقتك ثلاثا لا رجعة فيها،فعيشك قصير و خطرك يسير و أملك حقير،آه من قلّة الزاد و طول الطريق و بعد السفر و عظم المورد 18/7

يا دنيا يا دنيا أبي تعرضت أم لي تشوّقت؟هيهات،هيهات،غرّي غيري،قد أبنتك ثلاثا لا رجعة لي فيك،فعمرك قصير و عيشك حقير و خطرك كبير،آه من قلّة الزاد و بعد السفر و وحشة الطريق 17/7

يا رب فقد بشرته فقال:أنا عبد اللّه و في قبضته 82/1

يا رسول اللّه إنّي لأستحيي 10/7

يا رسول اللّه أ تخلفني علي النساء و الصبيان؟ 22/2

ص: 343

يا رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله أخشي علي نفسي و ولدي الضيعة بعدك 128/7

يا رسول اللّه،أصابتني جنابة البارحة من فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله،فطلبت في البيت ماء فلم أجد الماء فبعثت الحسن كذا و الحسين كذا فأبطيا عليّ،فاستلقيت علي قفاي فإذا بهاتف من سواد البيت:قم يا عليّ و خذ السطل و اغتسل 11/7

يا رسول اللّه تخلّفني النساء و الصبيان؟ 223/3

يا رسول اللّه تخلّفني علي النساء و الصبيان؟فقال:يا أمير المؤمنين 104/3

يا رسول اللّه تخلفني في النساء و الصبيان؟ 24/2

يا رسول اللّه تخلفني في النساء و الصبيان، 27/2

يا رسول اللّه تخلفني في النساء و الصبيان؟ 28/2

يا رسول اللّه تخلّفني مع النساء و الصبيان؟ 65/2

يا رسول اللّه تخلفني مع النساء و الصّبيان؟ 83/2

يا رسول اللّه تخلّفني مع النساء و الصبيان 214/3

يا رسول اللّه خلفتني مع النساء و الصبيان؟ 28/2

يا رسول اللّه خلفتني مع النساء و الصبيان، 212/3

يا رسول هو سيّد الشهداء الذين قتلوا معه 129/7

يا سدير أ ما تقرأ القرآن 56/4

يا سعد آل محمد صلّي اللّه عليه و آله هم الأعراف لا يدخل الجنة إلا من عرفهم و عرفوه و لا يدخل النار إلا من انكرهم و انكروه و هم أعراف لا يعرف اللّه إلا بسبيل معرفتهم 48/4

يا سعد إنها أعراف لا يدخل الجنة إلا من عرفهم و عرفوه و أعراف لا يدخل النار إلا من أنكرهم و انكروه و أعراف لا يعرف اللّه إلا بسبيل معرفتهم فلا سواء ما اعتصمت به) 50/4

يا سعد هم آل محمد صلّي اللّه عليه و آله لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفهم و عرفوه و لا يدخل النار إلاّ من انكرهم و انكروه 45/4

يا سلمان إن وصيي و خليفتي و أخي و وزيري و خير من أخلف بعدي علي 185/2

يا سلمان أشهد اللّه أني سلم لمن سالمهم و حرب لمن حاربهم،أما إنّهم في الجنة معي 129/7

يا سلمان من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة 73/1

يا سلمان وصيّي و وارثي من يقضي ديني و ينجز وعدي عليّ بن أبي طالب 332/6

ص: 344

يا سليمان ما جاء عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام يؤخذ به و ما 302/2

يا شيخ أحسن بيعي في قميص بثلاثة دراهم،ما شأن هذا الدرهم؟ 346/6

يا صخر الأمر من بعدي لمن هو منّي بمنزلة هارون من موسي 13/4

يا صفرا يا بيضاء لا تغريني،غرّي غيري 15/7

يا صفراء يا بيضاء لا تغرّيني،غرّي غيري،هذا جناي و خياره فيه إذ كان جان يده إلي فيه 22/7

يا عبد العزيز جهل القوم و خدعوا عن أديانهم إن اللّه عزّ و جلّ لم يقبض 127/3

يا عجب لأقوام يزعمون أنا نعلم الغيب و ما يعلم الغيب إلاّ اللّه عز و جل لقد هممت بضرب جاريتي فلانة فهربت مني فما علمت في أي بيوت الدار هي 56/4

يا علقمة كل من كان علي فطرة الإسلام جازت شهادته 192/2

يا علقمة لو لم تقبل شهادة المقترفين للذنوب لما قبلت إلا شهادة الأنبياء 192/2

يا علي اتشح ببردي الحضرمي ثم نم علي فراشي فإنه لا يخلص إليك منهم مكروه ان شاء اللّه عز و جل 17/4

يا علي إن اللّه أمرني أن ادنيك و اعلمك لتعي فأنزل اللّه هذه الآية (وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) (1) فقال:أنت اذن واعية لعلمي 86/4

يا علي إن اللّه أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين 248/1

يا علي إن اللّه تبارك و تعالي وهب لك حب المساكين 199/1

يا علي إن اللّه تبارك و تعالي وهب لك حب المساكين و المستضعفين في 277/2

يا علي إن اللّه تعالي أمرني إن اتخذك أخا و وصيا فأنت أخي و وصيي 219/2

يا علي إن اللّه تعالي أمرني أن انذر عشيرتي الأقربين 272/1

يا علي إن اللّه تعالي زينك بزينة 129/1

يا علي إن اللّه تعالي قد زينك بزينة لم تزين العباد 126/1

يا عليّ إن اللّه زيّنك بزينة لم يزيّن العباد بزينة هي أحب إليه منها،زهّدك فيها و بغّضها إليك،و حبّب إليك الفقراء فرضيت بهم أتباعا،و رضوا بك إماما 341/6

يا علي انا مدينة الحكمة و أنت بابها و لن تؤتي المدينة إلاّ من قبل الباب، 291/2

يا علي إن جبرائيل أخبرني فيك بأمر قرّت به عيني 164/1

يا علي إن جبرائيل عليه السّلام أخبرني فيك بأمر قرت به عيني و فرح به قلبي 180/2

ص: 345


1- سوره 69 - آيه 12

يا علي إن فاطمة بضعة مني،و هي نور عيني 188/1

يا عليّ إن فيك مثلا من (قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ) (1) 144/6

يا علي إنك سيد المسلمين 126/1

يا علي إنك سيد المسلمين،و إمام المتقين،و قائد الغر المحجلين 69/1

يا علي إنك لن تضلّ،و لن تزلّ،و لولاك لم يعرف حزب اللّه 184/1

يا علي إنك و الأوصياء من بعدك أعراف بين الجنّة و النار لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفكم و عرفتموه،و لا يدخل النار إلاّ من انكركم و انكرتموه 45/4

يا علي إنك و الأوصياء من بعدي 49/4

يا عليّ إنّه ليس في القيامة راكب غيرنا و نحن أربعة 36/7

يا عليّ إنّه ليس في القيامة راكب غيرنا و نحن أربعة،فقام إليه رجل من الأنصار فقال:فداك أبي و أمّي أنت و من؟قال:أنا علي دابة اللّه البراق،و أخي صالح علي ناقة اللّه التي عقرت،و عمّي حمزة علي ناقتي العضباء،و أخي عليّ علي ناقة من نوق الجنّة 28/7

يا علي إنّه يحل لك في المسجد ما يحل لي،ألاّ ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ النبوّة،و الذي نفسي بيده إنّك لذائد عن حوضي يوم القيامة 49/7

يا عليّ إني سألت ربّي فيك خمس خصال فأعطاني:أما أولها فسألت ربي أن تنشق الأرض عنّي و انفض التراب عن رأسي و أنت معي 52/7

يا عليّ أخبرني بما صنعت 76/2

يا علي أ ما ترضي أن تكون أخي و أكون أخاك و تكون وليي و وصيي 223/2

يا علي،أ ما علمت ما بيني و بينك،فما لك تستأذن 32/1

يا علي أنا مدينة الحكمة و أنت بابها 140/1

يا علي أنا مدينة الحكمة و أنت بابها 180/1

يا علي أنا مدينة الحكمة و أنت بابها و لن تؤتي المدينة إلا من قبل 23/3

يا علي أنا مدينة الحكمة و أنت بابها و لن تؤتي المدينة إلا من قبل الباب 15/3

يا عليّ أنا مدينة الحكمة و أنت بابها و لن تؤتي المدينة إلاّ من قبل الباب 236/5

يا علي أنا مدينة الحكمة و أنت بابها و لن تؤتي المدينة إلاّ من قبل الباب،و كذب من زعم أنه يحبني و يبغضك لأنك مني و أنا منك،لحمك من لحمي و دمك من دمي و روحك من روحي 233/5

ص: 346


1- سوره 112 - آيه 1

يا علي أنت الإمام و الخليفة بعدي،و أنت أولي بالمؤمنين 213/1

يا علي أنت إمام المسلمين،و أمير المؤمنين 88/1

يا علي أنت إمام المسلمين،و أمير المؤمنين 114/1

يا علي أنت إمام المسلمين،و أمير المؤمنين 182/1

يا علي أنت إمام المسلمين و أمير المؤمنين و قائد الغر المحجلين 201/2

يا علي أنت إمام أمتي،و خليفتي عليها بعدي 188/1

يا عليّ أنت أخي بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبيّ بعدي،أمّا علمت 36/2

يا علي أنت أخي في الدنيا و الآخرة 194/1

يا علي أنت أخي و أنا أخوك،انا المصطفي للنبوة و أنت المجتبي 202/2

يا علي أنت أخي و أنا أخوك،أنا المصطفي للنبوّة 183/1

يا علي أنت أخي و أنا أخوك،يا علي أنت مني و أنا منك 256/1

يا علي أنت أخي و أنا أخوك،يا علي أنت وصيي و خليفتي 203/2

يا عليّ أنت أخي و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي غير انّه لا نبي بعدي،أ ما علمت يا عليّ أن أوّل من يدعي به يوم القيامة بي فأقوم عن يمين العرش في ظله فأكسي حلّة خضراء من حلل الجنّة 50/7

يا عليّ أنت أخي و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبيّ بعدي، 77/2

يا عليّ أنت أخي،و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبيّ بعدي،أ ما علمت يا عليّ أنا أوّل من يدعي به يوم القيامة،يدعي بي فأقوم عن يمين العرش في ظلّه فأكسي حلّة خضراء من حلل الجنّة 36/7

يا عليّ أنت أخي و أنت منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبيّ بعدي،أ ما علمت يا عليّ أنّه أوّل من يدعي به يوم القيامة يدعي بي فأقوم عن يمين العرش فأكسي حلّة خضراء من حلل الجنّة 42/7

يا علي أنت أخي و صفيي و وصيي و وزيري و أميني 330/1

يا عليّ أنت أخي و صفيّي و وصيّي و وزيري و أميني مكانك في حياتي و بعد 87/2

يا علي أنت أخي و وارثي و صفيي و خليفتي في أهلي و أمتي في حياتي 212/2

يا علي أنت أخي و وزيري و وصيي و خليفتي 257/1

يا علي أنت أخي و وصيي و وارثي و خليفتي علي أمتي 254/1

يا علي أنت أخي و وصيي و وارثي و خليفتي علي أمتي في حياتي و بعد 193/2

ص: 347

يا علي أنت أخي و وصيي و وزيري و أميني،مكانك مني في حياتي و بعد 227/2

يا علي أنت أمير المؤمنين،و إمام المتقين 162/1

يا علي أنت أمير المؤمنين و إمام المتقين،يا علي أنت سيد الوصيين 179/2

يا عليّ أنت أوّل المسلمين إسلاما و أنت أوّل المؤمنين إيمانا 39/2

يا عليّ أنت أوّل المؤمنين إيمانا و أوّل المسلمين إسلاما و أنت منّي 33/2

يا عليّ أنت أوّل المؤمنين إيمانا و أوّل المسلمين إسلاما و أنت منّي بمنزلة 40/2

يا عليّ أنت تبيّن لامتي ما اختلفوا فيه من بعدي،يا عليّ أنت تغسّل جثّتي 55/7

يا عليّ أنت تبيّن لامّتي ما اختلفوا فيه من بعدي،يا عليّ أنت تغسل جثّتي و تؤدّي ديني و تواريني في حفرتي و تفي بذمّتي،و أنت صاحب لوائي في الدنيا و الآخرة 334/6

يا عليّ أنت حجة اللّه و أنت باب اللّه و أنت الطريق إلي اللّه و أنت النبأ العظيم و أنت الصراط المستقيم و أنت المثل الأعلي،يا علي أنت إمام المسلمين و أمير المؤمنين و خير الوصيين 15/4

يا علي أنت خليفتي علي أمتي في حياتي 184/1

يا علي أنت خليفتي علي أمتي في حياتي و بعد موتي 88/1

يا علي أنت خليفتي علي أمتي في حياتي و بعد موتي،و أنت مني كشيث 203/2

يا عليّ أنت ستبقي بعدي و ستلقي من قريش شدّة و من تظاهرهم 79/2

يا علي أنت صاحب حوضي،و صاحب لوائي،و منجز 182/1

يا علي أنت صاحب حوضي و صاحب لوائي و منجز عداتي و حبيب قلبي 78/3

يا عليّ أنت صاحب حوضي و صاحب لوائي و منجز عداتي و حبيب قلبي و وارث علمي،و أنت مستودع مواريث الأنبياء،و أنت أمين اللّه في أرضه،و أنت حجّة اللّه علي بريّته 41/7

يا عليّ أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي، 68/2

يا عليّ أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي،تقضي 97/2

يا عليّ أنت منّي بمنزلة هارون من موسي غير أنّه لا نبيّ بعدي، 78/2

يا عليّ أنت منّي بمنزلة هبة اللّه من آدم و بمنزلة سام من نوح و بمنزلة إسحاق 74/2

يا علي أنت وصيي و وارثي و قد أعطاك اللّه علمي و فهمي،فإذا متّ 240/2

يا علي تختم باليمين تكن من المقربين 130/1

يا علي تختّم باليمين تكن من المقربين 152/2

ص: 348

يا علي حبّك تقوي و ايمان،و بغضك كفر و نفاق 172/1

يا عليّ خلقني اللّه تعالي و أنت من نور اللّه حين خلق آدم 38/1

يا علي خلقني اللّه تعالي و أنت من نور اللّه خير خلق آدم فافرغ ذلك النور 223/2

يا علي سمّه الصيحاني 160/2

يا علي سمه الصيحاني فسمي من ذلك اليوم الصيحاني 138/1

يا علي ضع خمسك في خمسي-يعني كفك في كفي-يا علي 62/3

يا عليّ قال:لبيك أخبر أصحابي بما أصابك؟ 10/7

يا علي قل:اللهم اجعل لي عندك عهدا و اجعل لي عندك ودّا و اجعل لي في صدور المؤمنين مودة 105/4

يا علي،قل:اللهم اجعل لي عندك عهدا و اجعل لي في صدور المؤمنين مودة 104/4

يا علي قل:اللهم اجعل لي عندك عهدا و اجعل لي في قلوب المؤمنين مودة 104/4

يا علي قل:اللهم اجعل لي عندك عهدا و اجعل لي عندك ودّا و اجعل لي في صدور المؤمنين مودّة 106/4

يا عليّ قلّ اللّهمّ أجعل لي عندك عهدا و أجعل لي في صدور المؤمنين 10/2

يا علي لا يحبك إلا من طابت ولادته 208/1

يا عليّ لا يحبك إلاّ مؤمن طابت ولادته،و لا يبغضك إلاّ من خبثت ولادته،و لا يواليك إلاّ مؤمن،و لا يعاديك إلاّ كافر 127/7

يا علي لم يكن دحية و لكن كان جبرئيل سماك باسم 65/1

يا عليّ لم يكن دحية و لكن كان جبرائيل،سمّاك باسم سمّاك اللّه به،فهو الذي ألقي محبتك في صدور المؤمنين و رهبتك في صدور الكافرين 53/7

يا علي لو أن عبدا عبد اللّه عزّ و جل مثل ما قام نوح في قومه و كان له مثل 60/3

يا عليّ ليس في القيامة راكب غيرنا و نحن أربعة 52/7

يا علي ما حملك علي ما صنعت؟انجاز موعود اللّه فأنزل اللّه 28/4

يا علي ما عملت في ليلتك؟قال:و لم يا رسول اللّه؟قال:قد نزلت فيك أربعة معالي قال:بأبي أنت و أمي كانت معي أربعة دراهم فتصدقت بدرهم ليلا و بدرهم نهارا و بدرهم سرا و بدرهم علانية هل عملت شيئا غير هذا فإن اللّه قد أنزل عليّ سبعة عشر آية يتلو بعضها بعضا من قوله: (إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ

ص: 349

مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً) (1) 98/4

يا علي ما عملت في ليلتك؟و لم يا رسول اللّه؟نزلت فيك أربعة معالي قال بابي أنت و أمي كانت معي أربعة دارهم فتصدقت بدرهم ليلا و بدرهم نهارا و بدرهم سرا و بدرهم علانية 28/4

يا علي ما من عبد لقي اللّه عزّ و جل يوم يلقاه جاحدا لولايتك إلاّ لقي اللّه 302/2

يا علي ما من عبد لقي اللّه عزّ و جل يوم يلقاه جاحدا لولايتك إلا لقي اللّه 71/3

يا عليّ معي و اللّه ما كذّب و لا كذّبت و لا ضللت و لا ضلّ بيّ،و ما نسيت 68/2

يا عليّ و اعلم أن اعجب الناس إيمانا و اعظمهم يقينا قوم يكونون في آخر الزمان لم يلحقوا النبي، و حجبت عنهم الحجة فآمنوا بسواد علي بياض 132/7

يا علي و الذي فلق الحبة و برأ النسمة إنك لأفضل الخليقة 172/1

يا علي هذا جبرائيل أتاني من قبل ربي بتصديق ما وعدني 324/1

يا علي هذه الآية فيك و في سبطيّ و الأئمة من ولدك 195/3

يا عمّار ما قرأت في سورة يس (وَ كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) (2) 214/5

يا عم تملك من ولدي اثنا عشر خليفة،ثم تكون امور كريهة و شدة 256/2

يا عمر إنه إذا كان ليلة الجمعة نزل من السماء ملائكة بعدد الذر و في أيديهم 255/3

يا عمر ليس هذا حكمهم 272/5

يا عمر وجبت 11/2

يا عمرو لقد خابت هذه 13/7

يا عمر هذه التي قال اللّه تعالي: (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَ لا عادٍ) (3) هذه غير باغية و لا عادية إليه 272/5

يا عم لمّا أراد اللّه أن يخلقنا تكلم بكلمة خلق منها نورا 44/1

يا عم لو هاجرت إلي المدينة 69/4

يا عم يملك من ولدي اثنا عشر خليفة،ثم تكون أمور كريهة و شدّة عظيمة،ثم يخرج المهدي من ولدي،يصلح اللّه أمره في ليلة فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا،و يمكث في الأرض ما شاء اللّه،ثم يخرج الدجّال 117/7

يا عم يملك من ولدي اثنا عشر خليفة،ثم يكون أمور كثيرة شديدة عظيمة،ثم يخرج المهدي من ولدي يصلح اللّه أمره في ليلة فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا،و يمكث في الأرض ما شاء اللّه ثم يخرج الدجال 85/7

ص: 350


1- سوره 76 - آيه 5
2- سوره 36 - آيه 12
3- سوره 2 - آيه 173

يا عم يملك من ولدي اثنا عشر خليفة،ثم يكون أمور كثيرة و شدّة عظيمة، 260/2

يا فاطمة إن اللّه عزّ و جلّ اطلع إلي الأرض اطلاعة فاختار منها أباك فبعثه نبيّا،ثمّ اطلع إليها الثانية فاختار منها بعلك فأوحي إليّ فأنكحته و اتخذته وصيّا 7/5

يا فاطمة إن لكرامة اللّه تعالي إيّاك زوجك من هو اقدمهم سلما و أكثرهم علما و أعظمهم حلما إنّ اللّه تعالي اطلع إلي أهل الأرض اطلاعة فاختارني منهم فبعثني نبيا مرسلا 6/5

يا فاطمة إني لكرامة اللّه إياك زوجتك أقدمهم سلما و أكثرهم علما 216/2

يا فاطمة إياك،إن لك لكرامة علي اللّه تعالي،إياك زوجك من هو 157/2

يا فاطمة أ ما علمت إنّا أهل البيت اختار اللّه لنا الآخرة علي الدنيا،و إنه حتم الفناء علي جميع خلقه، و إن اللّه تبارك و تعالي اطّلع إلي الأرض اطّلاعة فاختارني من خلقه فجعلني نبيا 128/7

يا فاطمة و لعلي عليه السّلام ثمانية اضراس إيمان باللّه و رسوله و حكمه و زوجته 158/2

يا فاطمة هل عندك شيء تطعمينني؟ 236/2

يا فضيل اعرف إمامك فإنّك إذا عرفت إمامك لم يضرّك تقدم هذا الأمر 132/3

يا قنبر خذ الذي بثلاثة و أنت شاب فلك شره الشباب،و أنا أستحيي من ربي أن أتفضل عليك، سمعت رسول اللّه يقول:ألبسوهم ممّا تلبسون و أطعموهم ممّا تأكلون 12/7

يا كامل،باب أو بابان 222/5

يا مالك إن اللّه عز و جل سيسقينا في هذا المكان ماء أعذب من الشهد و ألين 195/2

يا محمد إنه قد انقضت نبوتك،و انقطع اجلك فمن لامتك 187/1

يا محمد إني خلقتك و عليّا نورا يعني روحا 50/1

يا محمد خذ ما هيأ لك في أهل بيتك و ما آخذ يا جبرائيل؟أنتم منذ ثلاث فيما أري و أنا غافل عنكم 101/4

يا محمد خذها هناك اللّه في أهل بيتك فقرأ عليه (هل اتي علي الإنسان شكورا) 96/4

يا محمّد عليّ منك بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدك فسمّ ابنك 86/2

يا محمد لعلّك تري أن رسول اللّه ما رأته عين يأكل و هو متكي من أن بعثه اللّه إلي أن قبضه،ثمّ ردّ علي نفسه فقال:لا و اللّه ما رأته عين يأكل و هو متكئ منذ أن بعثه إلي أن قبضه 8/7

يا معاشر المهاجرين و الأنصار ألا أدلّكم علي ما إن تمسكتم به لن 207/2

يا معاشر المؤمنين ابشروا بالفرج،فإن وعد اللّه 329/1

ص: 351

يا معاشر المؤمنين إن اللّه أوحي إلي أني مقبوض 174/1

يا معاشر الناس،سلوني قبل أن تفقدوني،و هذا سفط العلم،هذا لعاب رسول اللّه 9،هذا ما زقني رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله زقا زقا،سلوني فإن عندي علم الأولين و الآخرين 240/5

يا معاشر الناس هذا أهل بيتي تستخفون بهم و أنا حي بين ظهرانيكم 315/1

يا معشر الأنصار،يا معشر بني هاشم،يا معشر بني عبد المطلب،أنا محمد رسول اللّه ألاّ إنّي خلقت من طينة مرحومة في أربعة من أهل بيتي أنا و عليّ و حمزة و جعفر 31/7

يا معشر المؤمنين إنّ اللّه عزّ و جلّ أوحي إليّ إني مقبوض،و ان ابن عمي 326/2

يا معشر الناس أقبل إليكم خير الناس بعدي و هو مولاكم طاعته مفروضة كطاعتي و معصيته محرمة كمعصيتي،معاشر الناس أنا دار الحكمة و عليّ مفتاحها و لن يوصل إلي الدار إلاّ بالمفتاح و كذب من زعم أنّه يحبني و يبغض عليّا 15/5

يا مفضّل أ ما علمت أنّ اللّه تبارك و تعالي بعث رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و هو روح إلي الأنبياء:و هم أرواح قبل أن يخلق الخلق بألفي عام؟ 62/7

يا مفضل تعلم أنهم علموا ما خلق اللّه عزّ و جلّ و ذرأه و برأه و أنهم كلمة التقوي و خزناء السماوات و الأرضين و الجبال و الرمال و البحار،نعم يا مفضل يا مكرم نعم يا طيّب نعم يا محبور،طبت و طابت لك الجنّة و لكل مؤمن بها 214/5

يا مفضل عرفت محمّدا و عليّا و فاطمة و الحسن و الحسين:كنه معرفتهم،يا مفضل تعلم أنهم في طير عن الخلائق بجنب الروضة الخضراء فمن عرفهم كنه معرفتهم كان معنا في السنام الاعلي 214/5

يا نبيّ اللّه أخرج معك؟ 33/2

يا نبيّ اللّه زعم المنافقون أنك إنّما خلّفتني أنّك استثقلتني و تخفّفت 53/2

يا[أبا برزة]إنّ اللّه ربّ العالمين عهد إليّ عهدا في عليّ بن أبي طالب فقال:إنّه راية الهدي و منار الإيمان و إمام أوليائي و نور جميع من اطاعني 37/7

يأتي علي الناس يوم القيامة وقت ما فيه راكب 93/1

يأتي علي الناس يوم القيامة وقت ما فيه راكب إلا نحن أربعة، 157/2

يأتي علي الناس يوم القيامة وقت ما فيه راكب إلا نحن أربعة 220/2

يأتي و هو محرّم عليه أن يدخل نقاب المدينة فينتهي إلي بعض السباخ التي تلي المدينة،فيخرج إليه يومئذ رجل و هو خير الناس أو من خير الناس 142/7

ص: 352

يجيء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في فرقة و علي عليه السّلام في فرقة و الحسن في فرقة و الحسين 131/3

يجيء رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله في قومه و عليّ عليه السّلام في قومه و الحسن عليه السّلام في قومه 133/3

يحشر الأنبياء يوم القيامة علي الدواب ليوافوا من قبورهم المحشر،و يبعث صالح عليه السّلام علي ناقته، و يبعث ابناي الحسن و الحسين علي ناقتي العضباء،و ابعث علي البراق 29/7

يخرج المهدي علي رأسه ملك ينادي،إن هذا المهدي فاتبعوه 83/7

يخرج المهدي في أمتي،يبعثه اللّه عيانا للناس،تنعم[به]الأمة،و تعيش الماشية،و تخرج الأرض نباتها،و يعطي المال صحاحا 82/7

يخرج المهدي في أمتي،يبعثه اللّه غياثا للناس،تنعم الأمة و تعيش الماشية و تخرج الأرض نباتها و المال صحاحا 102/7

يخرج المهدي عليه السّلام من قرية يقال لها كرعة 101/7

يخرج المهدي من قرية يقال لها كرعة 113/7

يخرج المهدي و علي رأسه غمامة فيها مناد ينادي:هذا المهدي خليفة اللّه فاتّبعوه 82/7

يخرج المهدي و علي رأسه غمامة فيها مناد ينادي،هذا المهدي خليفة اللّه فاتبعوه 102/7

يخرج المهدي و علي رأسه غمامة فيها مناد ينادي:هذا المهدي خليفة اللّه فاتبعوه 113/7

يخرج المهدي و علي رأسه ملك ينادي:إنّ هذا المهدي فاتّبعوه 98/7

يخرج المهدي و علي رأسه ملك ينادي:هذا المهدي فاتّبعوه 114/7

يخرج رجل من أهل بيتي،يعمل بسنتي،و تنزل له البركة من السماء،و تخرج له الأرض بركتها،و يملأ الأرض عدلا،كما ملئت ظلما و جورا و يحكم علي هذه الأمة سبع سنين،و ينزل بيت المقدس 103/7

يخرج رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي و خلقه خلقي،يملأها قسطا و عدلا 103/7

يخرج في آخر الزمان خليفة يعطي المال بلا عدد 98/7

يخرج ناس من المشرق فيوطّئون للمهدي 107/7

يخرج ناس من المشرق فيوطّئون للمهدي يعني سلطانه 88/7

يدخل داخل و هو أمير المؤمنين و سيد المسلمين و خير الوصيين 71/1

يدخل داخل هو أمير المؤمنين و سيد المسلمين و خير الوصيين و أولي 181/2

يدخل رجل و هو أمير المؤمنين،و سيد الوصيين و أولي الناس 78/1

يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفا لا حساب عليهم 123/1

ص: 353

يدعي كل اناس بإمام زمانهم و كتاب ربّهم و سنّة نبيّهم 130/3

يرد علي الحوض يوم القيامة رهط من أصحابي فيحلون عن الحوض فأقول يا رب يا رب أصحابي أصحابي فيقال:إنك لا علم لك بما احدثوا إنهم ارتدوا علي أدبارهم القهقري 110/4

يطلع عليكم من هذا الباب رجل من أهل الجنّة يسأل 36/3

يعني الأمن و الصحة و ولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام 85/3

يعني الطاعة للمصطفين الطاهرين فالملك هاهنا الطاعة لهم 119/3

يعني عليّ بن أبي طالب عليه السّلام-قال-و تدري ما يعني (وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ (1) 47/3

يعني في أهل بيته قال:جاء الأنصار إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله فقالوا:إنا 240/3

يعني محمدا و ذريّته صلوات اللّه عليهم 49/3

يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلّهم ابن خليفة ثم لا تصير إلي واحد منهم ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقتلونهم قتلا لم يقتله قوم فإذا رايتم أميرهم فبايعوه و لو حبوا علي الثلج فإنه خليفة اللّه المهدي 107/7

يقتدي بي المؤمن،و يخشع له القلب 346/6

يقتل عند كنزكم ثلاثة 115/7

يقتل عند كنزكم ثلاثة كلّهم ابن خليفة،ثم لا يصير إلي واحد منهم،ثم تجيء الرايات السود فيقتلونهم قتلا لم يقتله قوم،ثم يجيء خليفة اللّه المهدي،فإذا سمعتم به فأتوه فبايعوه فإنه خليفة اللّه المهدي 104/7

يقتله خير الناس من بعدي 10/5

يقول اللّه تعالي يوم القيامة لي و لعلي بن أبي طالب:أدخلا الجنة من أحبكما و أدخلا النار من أبغضكما و ذلك قوله (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنِيدٍ) (2) 64/7

يقول اللّه عزّ و جلّ:لا أنزل عليكم بعد هذه فريضة قد أكملت لكم الفرائض 18/2

يقول المهدي من عترتي من ولد فاطمة 107/7

يقول يدخل عليكم من هذا الباب خير الأوصياء و سيد الشهداء و أدني 198/2

يكون اختلاف عند موت خليفة،فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلي مكة،فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه و هو كاره فيبايعونه بين الركن و المقام،و يبعث إليه بعث الشام فتنخسف بهم البيداء بين مكة و المدينة 108/7

ص: 354


1- سوره 6 - آيه 153
2- سوره 50 - آيه 24

يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلي مكة فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه و هو كاره،فيبايعونه بين الركن و المقام،و يبعث إليه بعث من الشام فيخسف بهم بالبيداء بين مكة و المدينة،فإذا رأي الناس ذلك أتاه أبدال الشام و عصائب أهل العراق فيبايعونه 95/7

يكون بعدي اثنا عشر 253/2

يكون بعدي اثنا عشر أميرا 250/2-274-252-273-275-255

يكون بعدي خلفاء،و بعد الخلفاء أمراء،و بعد الأمراء ملوك،و بعد الملوك جبابرة،و بعد الجبابرة يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا 98/7

يكون بين يدي الساعة كذا بون 251/2

يكون تسعة أئمة بعد الحسين بن علي تاسعهم قائمهم: 277/2

يكون عند انقطاع من الزمان و ظهور من الفتن رجل يقال له،المهدي يكون عطاؤه هنيئا 103/7

يكون عند انقطاع من الزمان و ظهور من الفتن،يخرج رجل يقال له المهدي،عطاؤه هنيئا 112/7

يكون في آخر الزمان خليفة يقسم المال و لا يعده 111/7

يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثيا لا يعدّه عدا 111/7

يكون في أمتي المهدي،إن قصر عمره فسبع سنين و إلاّ فثمان و إلاّ فتسع سنين،تتنعم أمتي في زمانه نعيما لم يتنعموا مثله قط البر و الفاجر ترسل السماء عليهم مدرارا،و لم تدّخر الأرض شيئا من نباتها 82/7

يكون في أمتي المهدي إن قصر فسبع و إلاّ فتسع،تنعم فيه أمتي نعمة لم يتنعموا مثلها قط،تقر الأرض بما فيها و لا تدخر فيها شيئا،و المال يومئذ كثير،يقول الرجل:يا مهدي أعطني،فيقول:خذ 108/7

يكون من بعدي اثنا عشر أميرا 274/2

يكون من بعدي اثنا عشر أميرا 276/2

يكون مهدي في أمتي فإن قصر عمره فسبع و إلاّ فثمان أو تسع،تتنعم أمتي في زمانه تنعما لم يتنعموا بمثله قط البر منهم و الفاجر،يرسل عليهم السماء مدرارا 98/7

يلتفت المهدي الناس و قد نزل عيسي ابن مريم يقطر من شعره الماء 115/7

يملك المهدي الناس سبعا أو عشرا،أسعد الناس به أهل الكوفة 116/7

ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم لم يسمع ببلاء أشد منه حتي تضيق عنهم الأرض الرحبة و حتي تملأ الأرض جورا و ظلما 115/7

ص: 355

ينزل عيسي ابن مريم فيقول أميركم المهدي:تعال صلّ بنا،فيقول:ألا إن بعضكم علي بعض أمراء تكرمة من اللّه لهذه الأمة 105/7

ينزل عيسي ابن مريم فيقول أميرهم المهدي عليه السّلام:تعال صلّ بنا فيقول:ألا إن بعضكم علي بعض أميرا تكرمة من اللّه تعالي لهذه الأمة 112/7

ينظر إلي ما أوجب اللّه عليه من حق فيتولاه و ينظر إلي ما خالفه فيتبرأ منها و إن كان حبيبا قريبا 241/5

ينكرون الإمام المفروض الطاعة و يجحدونه،و اللّه ما في الأرض منزلة عند 129/3

يوم القيامة يناديهم مناد ليقم أبو بكر و شيعته و عمر و شيعته و عثمان و شيعته 136/3

يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي 86/1

يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي 178/1

يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي،و هو اليوم الذي أمرني اللّه 325/1

يهلك فيّ رجلان محبّ مفرط و مبغض مفرط 156/7

يهوي كوكب من السماء مع طلوع الشمس فيسقط في دار أحدكم 190/1

يؤم بالقوم أقرأهم،إن الأئمة من قريش 155/7

يؤم بالقوم أقرأهم،فإن استووا فأعلمهم،فإن استووا فأفقههم،فإن استووا فأقدمهم هجرة،فإن استووا فأصبحهم وجها 109/7

ص: 356

المصادر و المراجع

1-الأحاديث الطوال/الطبراني/دار الكتب العلمية.

2-الاحتجاج/الطبرسي/دار النعمان.

3-الاختصاص/الصدوق/جماعة المدرسين-قم.

4-الأربعون/ابن بابويه منتخب الدين/مؤسسة الإمام المهدي.

5-الإرشاد/المفيد/آل البيت.

6-الأمالي/الصدوق/مؤسسة البعثة.

7-الأمالي/الطوسي/دار الثقافة-قم.

8-الأمالي/المفيد/جامعة المدرسين.

9-أسباب النزول/الواحدي/مؤسسة الحلبي-القاهرة.

10-أسد الغابة/ابن الأثير/اسماعيليان.

11-أعلام الوري/الطبرسي/م.آل البيت.

12-بحار الأنوار/المجلسي/مؤسسة الوفاء.

13-بشارة المصطفي/الطبري/مؤسسة النشر الإسلامي-قم.

14-بصائر الدرجات/الصفار/شركت چاپ كتاب/الطبعة الثانية و مؤسسة الأعلمي.

15-تاريخ بغداد/البغدادي/دار الكتب العلمية.

16-تاريخ دمشق/ابن عساكر/دار الفكر-بيروت.

17-تأويل الآيات/شرف الدين لحسيني/مدرسة الإمام المهدي/الطبعة الاولي قم.

18-تأويل مختلف الحديث/ابن قتيبة/دار الكتب العلمية.

19-تحف العقول/ابن شعبة/جامعة المدرسين.

20-تحفة الاحوذي/المباركفوري/دار الكتب العلمية.

21-تفسير ابن كثير/دار المعرفة.

ص: 357

22-تفسير الإمام العسكري عليه السّلام/مدرسة الإمام المهدي-قم.

23-تفسير الثعالبي/دار إحياء التراث.

24-تفسير الدر المنثور/السيوطي/دار الفكر-بيروت.

25-تفسير العياشي/المكتبة العلمية-طهران.

26-تفسير القرطبي/مؤسسة التاريخ العربي.

27-تفسير القمي/مؤسسة دار الكتاب-قم.

28-تفسير جامع البيان/الطبري/دار الفكر.

29-تفسير فرات الكوفي/طهران.الطبعة الأولي 1990 م.

30-تفسير فرات/الكوفي/وزارة الإرشاد.

31-التوحيد/الصدوق/جامعة المدرسين.

32-الثاقب في المناقب/ابن حمزة الطوسي/انصاريان.

33-ثواب الأعمال/الصدوق/منشورات الرضي.

34-حلية الأبرار/البحراني/مؤسسة المعارف.

35-الخرائج و الجرائح/الراوندي/مؤسسة الإمام المهدي.

36-خصائص الأئمة/الرضي/مشهد.

37-خصائص الوحي المبين/ابن بطريق/دار القرآن.

38-الخصال/الصدوق/جامعة المدرسين.

39-الدر المنثور/السيوطي/دار المعرفة.

40-دعائم الإسلام/المغربي/ط.دار المعارف.

41-ذيل تاريخ بغداد/ابن النجار/دار الكتب العلمية.

42-روضة الواعظين/الفتال النيشابوري/الرضي-قم.

43-زاد المسير/ابن الجوزي/دار الفكر.

44-سنن الترمذي/دار الفكر-بيروت.

45-سنن الدارمي/مطبعة الاعتدال-دمشق.

46-السنن الكبري/البيهقي/دار الفكر-بيروت.

ص: 358

47-سنن النسائي/دار الفكر-بيروت.

48-سنن أبي داود/دار الفكر-بيروت.

49-شرح الأخبار/التعاضي التعاني/جامعة المدرسين.

50-شرح نهج البلاغة/ابن أبي الحديد/دار إحياء الكتب العربية.

51-شواهد التنزيل/الحسكاني/تحقيق المحمودي.

52-صحيح ابن حبان/مؤسسة الرسالة.

53-صحيح البخاري/دار الفكر-بيروت.

54-صحيح مسلم/دار الفكر-بيروت.

55-الصراط المستقيم/علي بن يونس العاملي/المكتبة المرتضوية.

56-الطبقات الكبري/ابن سعد/دار صادر.

57-الطرائف/ابن طاوس/الخيام.

58-علل الشرائع/الصدوق/المكتبة الحيدرية.

59-العمدة/ابن بطريق/جامعة المدرسين.

60-عيون المعجزات/حسين بن عبد الوهاب/الحيدرية.النجف.

61-عيون أخبار الرضا/الصدوق/الأعلمي.

62-الغيبة/الطوسي/مؤسسة المعارف-قم.

63-فتح الباري/ابن حجر/دار المعرفة.

64-فتح القدير/الشوكاني/عالم الكتب.

65-الفضائل/ابن شاذان/الحيدرية.النجف.

66-فضائل الشيعة/الصدوق/طهران.

67-قرب الإسناد/مؤسسة آل البيت لإحياء التراث/قم.

68-كامل الزيارات/ابن قولويه القمي/مؤسسة نشر الفقاهة.

69-كتاب الغيبة/النعماني/جامعة المدرسين.

70-كتاب الفتن/نعيم بن حماد/دار الفكر.

71-كتاب سليم بن قيس/تحقيق محمد باقر الزنجاني.

ص: 359

72-كشف الغمة/الاربلي/دار الأضواء.

73-كفاية الأثر/الخزاز القمي/ط.الخيام-قم.

74-كمال الدين/الصدوق/مؤسسة النشر الإسلامي-جماعة المدرسين-قم 1405 ه

75-كنز العمال/الهندي/مؤسسة الرسالة.

76-مائة منقبة/القمي/مؤسسة الإمام المهدي.

77-مجمع البيان/الطبرسي/الأعلمي.

78-مجمع الزوائد/الهيثمي/دار الكتب العلمية.

79-المحاسن/النراقي/دار الكتب الإسلامية.

80-مختصر البصائر/الحلي/الحيدرية.النجف.

81-مدينة المعاجز/البحراني/مؤسسة المعارف.

82-مستدرك الوسائل/النوري/مؤسسة آل البيت.

83-المستدرك علي الصحيحين/النيسابوري/دار المعرفة.

84-المسند/ابن راهويه/المدينة المنورة.

85-مسند الشاميين/الطبراني/مؤسسة الرسالة.

86-المسند/الطيالسي/دار الحديث.

87-مسند أبي يعلي/دار المأمون.

88-المسند/أحمد/دار صادر و الميمنية.

89-المصنف/ابن أبي شيبة/دار الفكر.

90-المصنف/عبد الرزاق/المجلس العلمي.

91-معاني الأخبار/الصدوق/انتشارات اسلامي.

92-المعجم الأوسط/الطبراني/دار الحرمين.

93-المعجم الصغير/الطبراني/دار الكتب العلمية.

94-المعجم الكبير/الطبراني/مكتبة ابن تيمية.

95-معجم أحاديث الإمام المهدي/الكوراني/مؤسسة المعارف.

96-معرفة علوم الحديث/للحاكم النيشابوري/دار الآفاق.

ص: 360

97-مقاتل الطالبيين/أبو الفرج/دار الكتاب-قم.

98-مكاتب الرسول/الأحمدي/دار الحديث.

99-مناقب آل أبي طالب/ابن شهرآشوب/الحيدرية.النجف.

100-مناقب الخوارزمي/جامعة المدرسين.

101-مناقب أمير المؤمنين/ابن المغازلي/المكتبة الإسلامية.

102-مناقب أمير المؤمنين/الكوفي/تحقيق المحمودي.

103-المنتخب/عبد بن حميد/مكتبة النهضة العربية.

104-من لا يحضره الفقيه/الصدوق/جامعة المدرسين.

105-نصب الراية/الزيلعي/دار الحديث.

106-نهج الإيمان/ابن جبر/مشهد.

107-الهداية الكبري/الخصيبي/مؤسسة البلاغ.

108-ينابيع المودة/القندوزي/دار الاسوة.

ص: 361

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَالَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ
الزمر: 9

عنوان المکتب المرکزي
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.