امام العصر صلوات الله عليه حجة العصور

اشارة

امام العصر صلوات الله عليه حجة العصور

بقلم علي هادي رضا

ص: 1

اشارة

الطبة الاولي

1426ه- -2005 م

ص: 2

«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ »

ص: 3

تأسست المؤسسة علي بناء ثابت قويم، و هو حفظ و نشر فكر آل النبي صلي الله عليه وآله - قامت المؤسسة بوضع تلك البنود والأسس :

أولا : قامت المؤسسة بوضع شعارها علي بعض الكتب التي قامت بنشرها و احتفظت بعدم وضع الشعار و البريد الإلكتروني علي البعض الآخر الأسباب خاصة.

ثانيا : إحتفظت المؤسسة بأحقيتها الشرعية لإسم المؤسسة و شعارها وحرمت النسخ و التقليد و الملاعبة باسم المؤسسة و شعارها.

ثالثا : جوزت المؤسسة لأهل الخير بنشر الكتب التي نشرها ، وفق الشروط الآتية:

1- الولاء الخالص لله عزوجل و النبي والوصي أمير المؤمنين و سيدة النساء أم السبطين و الأئمة الهداة المهديين صلوات الله اجمعين و التبري من اعدائهم و أتباعهم العنهم الله.

2- يري بنفسه الإلتزام أمام الله عزوجل.

3- خالصا بعمله لله عزوجل و النبي و الوصي أمير المؤمنين و ام السبطين والأئمة الهداة المهديين صلوات الله اجمعين

4- بعيداً عن الرياء و التفاخر و التباهي بالعمل.

رابعا : وضعت المؤسسةبريدها الإلكتروني لأي طلب و استفسار و فكر بناء.

(al_nagat@yahoo.com )

ص: 4

الجزء الاول

اشارة

ص: 5

ص: 6

الفصل الاول: فتنة ابليس و آبائه و اعوانه _ لعنهم الله_

ص: 7

ص: 8

بالاسناد الي الإمام أبي محمد العسكري صلوات الله عيله في خبر طويل يذكر فيه أمر العقبة: إن المنافقين قالوا لرسول الله صلي الله عليه و آله: أخبرنا عن علي صلوات الله عليه أهو أفضل أم ملائكة الله المقربون. فقال رسول الله صلي الله عليه و آله: وهل شرفت ملائكة الله إلا بحبها لمحمد صلي الله عليه و آله وعلي صلوات الله عليه وقبولها لولايتهما. إنه لا أحد من محبي علي صلوات الله عليه نظف قلبه من قذر الغش والدغل والسفل ونجاسة الذنوب إلا لكان أطهر وأفضل من الملائكة وهل أمر الله الملائكة بالسجود لآدم إلا لما كانوا وقد وضعوه في نفوسهم أنه لا يصير في الدنيا خلق بعدهم إذا رفعوا عنها إلا وهم يعنون أنفسهم أفضل منهم في الدين فضلا وأعلم بالله وبدينه علمأ فأراد الله أن يعرفهم أنهم قد أخطؤوا في ظنونهم و اعتقاداتهم فخلق آدم وعلمه الاسماء كلها ثم عرضها عليهم فعجزوا عن معرفتها فأمر آدم أن ينبئهم بها وعرفهم فضله في العلم عليهم. ثم أخرج من صلب آدم ذرية منهم الأنبياء والرسل والخيار من عباد الله أفضلهم محمد ثم آل محمد - صلوات الله عليهم - ومن خيار الفاضلين منهم أصحاب محمد و خيار أمة محمد وعرف الملائكة بذلك أنهم أفضل من الملائكة إذا احتملوا ما حملوه من الأثقال وقاسوا ما هم فيه من تعرض أعوان الشياطين، ومجاهدة النفوس وإحتمال أذي العيال والاجتهاد في طلب الحلال ومعاناة مخاطرة الخوف من الأعداء من لصوص مخوفين ومن سلاطين جورة قاهرين وصعوبة في المسالك في المضائق والمخاوف والأجزاع والجبال والتلال

ص: 9

لتحصيل أقوات الأنفس والعيال من طيب الحلال عرفهم الله عز وجل أن خيار المؤمنين يتحملون هذه البلايا ويتخلصون منها، ويتحاربون الشياطين ويهزمونهم ويدافعون انفسهم بدفعها عن شهواتها، ويغلبونها مع ما ركب فيهم من شهوة الفحولة وحب اللباس والطعام والعز والرئاسة والفخر والخيلاء ومقاساة العناء والبلاء من إبليس لعنه الله وعفاريته خواطرهم وإغوائهم واستهوانهم ودفع ما يكيدونه من ألم الصبر علي سماع الطعن من أعداء الله وسماع الملاهي والشتم الأولياء الله ومع ما يقاسونه في أسفارهم لطلب أقواتهم الهرب من أعداء دينهم، أو الطلب لما يألمون معاملته من مخاليفهم في دينهم قال الله عز وجل: يا ملائكتي وأنتم من جميع ذلك بمعزل لا شهوات الفحولة تزعجكم ولا شهوة الطعام تحفزكم ولا خوف من أعداء دينكم و دنيا كم ينخر في قلوبكم، ولا لإبليس في ملكوت سماوتي وأرضي شغل علي إغواء ملائكتي الذين قد عصمتهم منهم، يا ملائكتي فمن أطاعني منهم وسلم دينه من هذه الآفات والنكبات فقد احتمل في جنب محبتي مالم تحملوا، واكتبس من القربات إلي مالم تكسبوا. فلما عرف الله ملائكته فضل خيار امة محمد صلي الله عليه وآله وشيعة علي صلوات الله عليه وخلفائه صلوات الله عليهم، واحتمالهم في جنب محبة ربهم مالا يتحمله الملائكة أبان بني آدم الخيار المتقين بالفضل عليهم. ثم قال: فلذلك فاسجدوا لآدم لما كان مشتملا علي أنوار هذه الخلائق الأفضلين ولم يكن سجودهم لآدم إنما كان آدم قبل لهم يسجدون نحوه لله عزوجل وكان بذلك معظم مبجلا له، ولا ينبغي لأحد أن يسجد لأحد من دون الله، يخضع له خضوعه الله ويعظمه بالسجود له كتعظيمه لله، ولو أمرت أحدا أن يسجد هكذا لغير الله لأمرت ضعفاء شيعتنا وسائر المكلفين من شيعتنا أن يسجدوا لمن توسط في علوم رسول الله صلي الله

ص: 10

عليه و آله و محض وداد خير خلق الله علي بعد محمد رسول الله صلي الله عليه و آله، واحتمل المكاره والبلايا في التصريح بإظهار حقوق الله، ولم ينكر علي حقا أرقبه عليه قد كان جهله أو أغفله.

عن أبي سعيد الخدري رضوان الله عليه قال: كنا جلوسا مع رسول الله صلي الله عليه وآله إذ أقبل إليه رجل فقال: يارسول الله صلي الله عليه و آله أخبرني عن قول الله عزوجل لإبليس: «أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالينَ»فمن هم يارسول الله صلي الله عليه و آله الذين هم أعلي من الملائكة عليهم السلام. فقال رسولالله صلي الله عليه و آله: أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم كتا في سرادق العرش نسبح الله وتسبح الملائكة بتسبيحنا قبل أن خلق الله آدم بألفي عام فلما خلق الله عز وجل آدم أمر الملائكة أن يسجدوا له ولم يأمرنا بالسجود فسجدت الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس فإنه أبي أن يسجد، فقال الله تبارك وتعالي: أستكبرت أم كنت من العالين، أي من هؤلاء الخمس المكتوب أسماؤهم في سرادق العرش.

بالاسناد إلي الصدوق عن أبيه، عن سعد، عن ابن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج قال: سألت الإمام أبا عبد الله صلوات الله عليه أكان إبليس من الملائكة أم من الجن، قال صلوات الله عليه: كانت الملائكة تري أنه منها وكان الله يعلم أنه ليس منها فلما أمر بالسجود كان منه الذي كان.

الحسن بن علي بن يقطين، عن الحسين بن مياح، عن أبيه، عن الإمام أبي عبدالله صلوات الله عليه قال: إن إبليس قاس نفسه بآدم فقال: «خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ»فلو قاس الجوهر الذي خلق الله منه آدم بالنار كان ذلك أكثر نورا وضياء من النار.

ص: 11

عن أبي بصير قال: قال الإمام أبو عبد الله صلوات الله عليه: إن أؤل كفر كفر بالله حيث خلق الله آدم إبليس حيث رد علي الله أمره وأول الحسد حيث حسد ابن آدم أخاه وأول الحرص حرص آدم نهي عن الشجرة فأكل منها فأخرجه حرصه من الجنة.

محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل قال: كان الطيار يقول لي: إبليس ليس من الملائكة وإنما أمرت الملائكة بالسجود لآدم فقال إبليس: لا أسجد فما لابليس يعصي حين لم يسجد وليس هو من الملائكة. قال: فدخلت أنا وهو علي الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال : فأحسن والله في المسألة، فقال: جعلت فداك، أرأيت ما ندب الله عز وجل إليه المؤمنين من قوله: «يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا»أدخل في ذلك المنافقون معهم. قال صلوات الله عليه: نعم والضلال وكل من أقر بالدعوة الظاهرة، وكان إبليس ممن أقر بالدعوة الظاهرة معهم.

محمد بن يعقوب: بإسناده عن ابن محبوب، عن حنان وعلي بن رئاب، عن زرارة قال: قلت له: قول الله عز وجل «لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ* ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَ مِنْ خَلْفِهِمْ وَ عَنْ أَيْمانِهِمْ وَ عَنْ شَمائِلِهِمْ وَ لا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِين»قال: قال الإمام أبو جعفر صلوات الله عليه: يا زرارة إنما صمد لك ولأصحابك فأما الآخرون فقد فرغ منهم.

عن علي بن ابراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال: سمعت الإمام أبا عبد الله صلوات الله عليه وقد سئل عن الكفر والشرك أيهما أقدم، فقال: الكفر أقدم وذلك أن إبليس أول من كفر وكان كفره غير شرك لأنه لم يدع إلي عبادة غير الله وإنما دعا الي ذلك بعد فأشرك.

ص: 12

قال الإمام الحسن العسكري صلوات الله عليه: إن الله عزوجل لما لعن إبليس بإبائه وأكرم الملائكة بسجودها لآدم وطاعتهم لله عزوجل، أمر بادم وحواءإلي الجنة وقال:«يَ-ٰٓ-َٔادَمُ ٱسۡكُنۡ أَنتَ وَزَوۡجُكَ ٱلۡجَنَّةَ وَكُلَا مِنۡهَا »من الجنة « رَغَدًا»أي واسعا « حَيۡثُ شِئۡتُمَا »بلا تعب«وَلَا تَقۡرَبَا هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ » شجره العلم شجره علم محمد صلي الله عليه و آله و آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين آثارهم الله عزوجل بها دون سائر خلقه فقال تعالي: «وَلَا تَقۡرَبَا هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ »شجرة العلم فأنها لمحمد و آله خاصة دون غيرهم ولا يتناول منها بأمر الله إلا هم ومنها ما كان تناوله النبي صلي الله عليه وآله وسلم وعلي صلوات الله عليه وفاطمة صلوات الله عليها والحسن صلوات الله عليه و الحسين صلوات الله عليه بعد إطعامهم اليتيم والمسكين والأسير، حتي لم يحسوا بعد بجوع ولا عطش ولا تعب ولا نصب وهي شجرة تميزت بين أشجار الجنة أن سائر أشجار الجنة كان كل نوع منها يحمل نوعا من الثمار والمأكول وكانت هذه الشجرة وجنسها تحمل البر و العنب والتين والعناب و سائر أنواع الثمار والفواكه و الأطعمة فلذلك اختلف الحاكون لذكر الشجرة، فقال بعضهم: هي برة، وقال آخرون: هي عنبة، وقال آخرون: هي تينة، وقال آخرون: هي عنابة. قال الله تعالي: «وَلَا تَقۡرَبَا هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ »تلتمسان بذلك درجة محمد و آل محمد صلوات الله عليهم وفضلهم فان الله خصهم بهذه الدرجة دون غيرهم وهي الشجرة التي تناول منها بإذن الله ألهم علم الأولين والآخرين من غير تعلم ومن تناول منها بغير إذن خاب عن مراده وعصي ربه«فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّ-ٰلِمِينَ» بمعصيتكما والتماسكما درجة قد أثر بها غيركما أردتما بغير حكم الله تعالي، قال الله تعالي: «فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا» عن الجنة بوسوسته وخديعته وإيهامه وغروره بأن بدأ بآدم، فقال:«مَا

ص: 13

نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ» حلف لهما «إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ »وكان إبليس بين لعنة الله، كيف يخوننا ربنا أم كيف أروم التوصل الي ما منعني منه ربي عزوجل وأتعاطاه بغير حكمه، فلما يئس إبليس من قبول أمره منه عاد ثانية بين لحيي الحية، فخاطب حواء من حيث يوهمها أن الحية هي التي تخاطبها، وقال لعنه الله ياحواء أرأيت هذه الشجرة التي كان الله عزوجل حرمها عليكما قد أحلها لكما بعد تحريمها لما عرف من حسن طاعتكما و توقير كما إياه، وذلك أن الملائكة الموكلين بالشجرة التي معها الحراب يدفعون عنها سائر حيوان الجنة لا تدفعك عنها إن رمتها، فاعلمي بذلك أنه قد أحل لك وأبشري بأنك إن تناولتها قبل آدم كنت انت المسلطة عليه الآمرة الناهية فوقه فقالت حواء: سوف أجرب هذا، فرامت الشجرة فأرادت الملائكة أن تدفعها عنها بحرابها، فأوحي الله تعالي إليها إنما تدفعون بحرابكم من لا عقل له يزجره، فأما من جعلته متمكمنا مختاراً فكلوه الي عقله الذي جعلته حجة عليه، فإن أطاع إستحق ثوابي، وإن عصي وخالف أمري إستحق عقابي وجزائي، فتركوها ولم يتعرضوا لها بعد ما هموا بمنعها بحرابهم، فظنت أن الله تعالي نهاهم عن منعها لأنه قد أحلها بعدما حرمها، فقالت: صدقت الحية وظنت أن المخاطب لها هي الحية فتناولت منها ولم تنكر من نفسها شيئا، فقالت: يا آدم ألم تعلم أن الشجرة المحرمة علينا قد أبيحت لنا، تناولت منها فلم يمنعني أملاكها ولم أنكر شيئا من ذلك، فذلك حين اغتر آدم وغلط فتناول فأصابهما ما قال الله تعالي في كتابه «فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا »بوسوسته وغروره «مِمَّا كَانَا فِيهِ »من النعيم، «ۖ وَقُلْنَا »يا آدم و يا حواء ويا أيتها الحية ويا إبليس«اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ» آدم وحواء وولدهما عدو الحية وإبليس والحية وأولادهما أعدائكم

ص: 14

« وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ »أي منزل ومقر للمعاش«وَمَتَاعٌ» منفعة«إِلَيٰ حِينٍ» الموت.

محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلي بن محمد عمن أخبره عن علي بن جعفر قال: سمعت الإمام أبا الحسن صلوات الله عليه يقول: لما رأي رسول الله صلي الله عليه و آله تيماً وعدياً وبني أمية يركبون منبره أفظعه فأنزل الله تعالي قرآن يتأس به «وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَيٰ»ثم أوحي إليه يا محمد صلي الله عليه و آله إني أمرت فلم أطع فلا تجزع أنت إذا أمرت فلم تطع في وصيتك.

حدثنا محمد بن أحمد الشيباني قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال: حدثنا سهل بن زياد عن عبد العظيم بن عبدالله الحسني قال: سمعت الإمام أبا الحسن علي بن محمد العسكري صلوات الله عليه يقول: معني الرجيم أنه مرجوم باللعن مطرود من مواضع الخير لا يذكره مؤمن الا لعنه وإن في علم الله السابق أنه إذا خرج القائم صلوات الله عليه لا يبقي مؤمن في زمانه إلا رجمه بالحجارة كما كان قبل ذلك مرجوم باللعن.

ص: 15

ص: 16

الفصل الثاني: فتن عهد الانبياء عليهم السلام

ص: 17

ص: 18

قوله تعالي: «قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَي وَعِيسَي وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ *فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ»

قوله تعالي : «كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَيٰ ۗ قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ ۗ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ»

قوله تعالي:«كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۖ فَهَدَي اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ۗ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَيٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ».

قوله تعالي: «تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَيٰ بَعْضٍ ۘ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ ۖ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ ۚ وَآتَيْنَا عِيسَي ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَٰكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ»

قوله تعالي: «قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَيٰ إِبْرَاهِيمَ

ص: 19

وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَيٰ وَعِيسَيٰ وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ»

قوله تعالي :«وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَقَ الْنَّبِيِّينَ لَمَآ ءَاتَيْتُكُمْ مِّنْ كِتَبٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ ءَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَي ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَ أَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الْشَّهِدِينَ*فَمَنْ تَوَلَّي بَعْدَ ذَ لِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَسِقُونَ»

قوله تعالي: «رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَي اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا»

قوله تعالي:«أُولَٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ۚ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ».

قوله تعالي: «أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ ۚ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ».

قوله تعالي: «حَتَّيٰ اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِين»

قوله تعالي: «وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ »

قوله تعالي: «وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ»

قوله تعالي:«أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ ۛ

ص: 20

وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ ۛ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ ۚ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ* قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَيٰ أَجَلٍ مُسَمًّي ۚ قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ»

قوله تعالي: «وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ*مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ»

قوله تعالي: «وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ *وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ »

قوله تعالي:«وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ*بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ»

قوله تعالي «أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَيٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّافَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا »

قوله تعالي : «مَا آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا ۖ أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ »

قوله تعالي: «وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ*وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ *وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ ۖ وَكُذِّبَ مُوسَيٰ فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ ۖ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ*فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَيٰ عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ »

ص: 21

قوله تعالي:«يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ*وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ*فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ »

قوله تعالي:«وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَي الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا *فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَي الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا *وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً ۖ وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا *وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَٰلِكَ كَثِيرًا *وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ ۖ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا *وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَي الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ ۚ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا ۚ بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا »

قوله تعالي: «وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ۖ وَمَا عَلَي الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ »

قوله تعالي : «وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ ۖ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ *وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ ۖ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَيٰ بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ *فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ»

قوله تعالي: «أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ *

ص: 22

ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَيٰ أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ »

قوله تعالي: «وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَيٰ قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا ۖ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ »

قوله تعالي: «وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَيٰ وَعِيسَي ابْنِ مَرْيَمَ ۖ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا »

قوله تعالي :«وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ ۚ وَإِلَي اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ »

قوله تعالي: «وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ *وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ *ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۖ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ »

قوله تعالي: «يَا حَسْرَةً عَلَي الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ *أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ »

قوله تعالي: «وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ *وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ *فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ *إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ *وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ »

قوله تعالي: «كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ »

قوله تعالي: «كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ *وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ ۚ أُولَٰئِكَ الْأَحْزَابُ *إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ »

ص: 23

قوله تعالي:«كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ ۖ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ ۖ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ ۖ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ »

قوله تعالي: «فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ *فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ *فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا ۖ سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ ۖ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ »

قوله تعالي :«شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّيٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَيٰ وَعِيسَيٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ »

قوله تعالي: «وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ »

قوله تعالي:«كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ *وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ *وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ ۚ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ »

قوله تعالي:«وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَيٰ *وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَيٰ *وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَيٰ *وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَيٰ *فَغَشَّاهَا مَا غَشَّيٰ »

قوله تعالي:«وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ ۖ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ ۖ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ *ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَيٰ آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا

ص: 24

وَقَفَّيْنَا بِعِيسَي ابْنِ مَرْيَمَ»

قوله تعالي:«كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ »

قوله تعالي : «وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ *فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً »

قوله تعالي: «عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَيٰ غَيْبِهِ أَحَدًا *إِلَّا مَنِ ارْتَضَيٰ مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا *لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَيٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا »

قوله تعالي: «هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ *فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ »

قوله تعالي:«أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ *إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ *الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ *وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ*وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ *الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ *فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ *فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ »

عن علي بن عاصم الكوفي قال: دخلت علي الإمام أبي محمد العسكري صلوات الله عليه فقال لي: ياعلي أنظر إلي ما تحت قدميك فإنك علي بساط قد جلس عليه كثير من النبيين والمرسلين والأئمة الراشدين، ثم قال: ادن مني فدنوت منه، فمسح يده علي وجهي فصرت بصيراً، قال: فرأيت في البساط أقداماً وصوراً، فقال: هذا أثر آدم عليه السلام و موضع جلوسه وهذا أثر هابيل، وهذا أثر شيث وهذا أثر نوح وهذا أثر قيدار وهذا قدر أثر ملائيل وهذا أثر بارة وهذا أثر خنوح وهذا أثر إدريس وهذا أثر متوشلخ وهذا أثر سام وهذا أثر أرفخشد وهذا أثر هود وهذا أثر صالح وهذا أثر لقمان وهذا أثر ابراهيم وهذا أثر

ص: 25

لوط وهذا أثر اسماعيل وهذا أثر إلياس وهذا أثر إسحاق وهذا أثر يعقوب وهذا أثر يوسف وهذا أثر شعيب وهذا أثر موسي وهذا أثر يوشع بن نون وهذا أثر دانيال وهذا أثر اليسع وهذا أثر ذي القرنين الاسكندر، وهذا أثر شابور بن أردشير، وهذا أثر لوي، وهذا أثر كلاب وهذا أثر قصي وهذا أثر عدنان وهذا أثر عبد المناف وهذا أثر عبد المطلب وهذا أثر عبدالله وهذا أثر سيدنا رسول الله صلي الله عليه و آله وهذا أثر أمير المؤمنين صلوات الله عليه وهذا أثر الاوصياء صلوات الله عليهم من بعده الي المهدي صلوات الله عليه لأنه قد وطيء وجلس عليه، ثم قال صلوات الله عليه: انظر الي الآثار وأعلم أنها آثار دين الله وأن الشاك فيهم كالشاك في الله ومن جحد فيهم كمن جحد الله ثم قال صلوات الله عليه: اخفض طرفك ياعلي فرجعت مجوبا كما كنت.

أبي، عن سعد، عن ابن عيسي، عن علي بن الحكم، عن المفضل بن صالح، عن جابر بن يزيد عن الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه في قول الله عزوجل «وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَيٰ آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا »قال: عهد إليه في محمد والأئمة من بعده فترك ولم يكن له عزم فيهم أنهم هكذا وإنما سمي ألو العزم لأنهم عهد إليهم في محمد صلي الله عليه وآله والاوصياء صلوات الله عليهم من بعده والمهدي صلوات الله عليه وسيرته فأجمع عزمهم أن ذلك كذلك والإقرار به.

عن ابان بن عثمان عن ابان بن تغلب عن سفيان بن أبي ليلي عن الحسن بن علي صلوات الله عليه في حديث طويل: إن ملك الروم سأله عن سبعة أشياء خلقها الله عزوجل لم تخرج من رحم. فقال: آدم وحواء وكبش ابراهيم وناقة صالح وحية الجنة والغراب الذي بعثه الله عزوجل يبحث في الأرض وإبليس لعنه الله.

ص: 26

عن الاسدي عن النخعي، عن عمه النوفلي عن علي بن حمزة، عن أبي بصير عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه أنه سأله رجل فقال: لأي شيء بعث الله الانبياء والرسل إلي الناس. فقال صلوات الله عليه: لئلا يكون للناس علي الله حجة بعد الرسل ولئلا يقولوا ما جاءنا من بشير و نذير ولتكون حجة عليهم ألا تسمع الله عزوجل يقول حكايه عن خزنة جهنم واحتجاجهم علي أهل النار بالأنبياء والرسل: «أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ*قَالُوا بَلَي قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ»

أبي عن سعد عن البرقي عن أبيه عن غير واحد، عن الحسين بن نعيم:قلت للإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه: أيكون الرجل مؤمناً قد ثبت له الإيمان ثم ينقله الله بعد الإيمان إلي الكفر. قال: إن الله هو العدل وإنما بعث الرسل ليدعوا الناس إلي الإيمان بالله ولا يدعوا أحداً إلي الكفر، قلت: فيكون الرجل كافرا قد ثبت له الكفر عند الله فينقله الله بعد ذلك من الكفر الي الإيمان. قال: الله عزوجل خلق الناس علي الفطرة التي فطرهم الله عليها لا يعرفون ايماناً بشريعته ولا كفراً بجحود ثم ابتعث الله الرسل إليهم يدعونهم إلي الإيمان بالله حجة لله عليهم فمنهم من هداه الله ومنهم من لم يهده.

عن الحسن بن موسي عن اسماعيل بن مهران عن علي بن عثمان عن الامام أبي الحسن موسي صلوات الله عليه قال: إن الانبياء وأولاد الأنبياء وأتباع الانبياء خصوا بثلاث خصال السقم في الأبدان، وخوف السلطان والفقر.

أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عبد الرحمن بن بكير الهجري عن الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: إن أول وصي كان علي وجه الارض هبة الله بن آدم وما من نبي مضي إلا وله وصي كان

ص: 27

عدد جميع الأنبياء مائة ألف نبي و أربعة وعشرين ألف نبي، خمسة منهم ألو العزم نوح عليه السلام و ابراهيم عليه السلام و موسي عليه السلام و عيسي عليه السلام ومحمد صلي الله عليه و آله وإن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه كان هبة الله لمحمد ورث علم الأوصياء وعلم من كان قبله أما إن محمداً ورث علم من كان قبله من الانبياء والمرسلين.

ابن عيسئ عن ابن معروف عن ابن المغيرة عن أبي حفص العبدي عنأبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال: رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله وسمعته يقول ياعلي ما بعث الله نبيا إلا وقد دعاه إلي ولايتك طائعا أو كارها.

ص: 28

الفصل الثالث: فتن الاول و الثاني و الثالث بعد النبي صلي الله عليه و آله وبعده

اشارة

ص: 29

ص: 30

محمد بن يعقوب قال روي أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال في خطبة - وذكر الخطبة الي أن قال صلوات الله عليه: ولكن الله عزوجل يختبر عبيده بأنواع الشدائد ويعدهم بأنواع المجاهد ويبتليهم بضروب المكاره، إخراجاً للتكبر من قلوبهم وإسكاناً للتذلل في أنفسهم وليجعل ذلك أبواباً إلي فضله وأسباباً ودليلا لعفوه وفتنته كما قال :«الم*أَ حَسِبَ النّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنّا وَ هُمْ لايُفْتَنُونَ*وَ لَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَ لَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ»

ابن شهر آشوب: عن أبي طالب الهروي، بإسناده عن علقمة، وأبي أيوب أنه لما نزل«الم*أَ حَسِبَ النّاسُ »الآيات قال النبي صلي الله عليه و آله لعمار: إنه سيكون من بعدي هنات حتي يختلف السيف في ما بينهم وحتي يقتل بعضهم بعضا وحتي يتبرأ بعضهم من بعض فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الاصلع عن يميني علي ابن أبي طالب فإن سلك الناس كلهم وادياً فأسلك وادي علي وخل عن الناس ياعمار إن علي لا يردك عن هدي ولا يردك في ردي. ياعمار طاعة علي طاعتي و طاعتي طاعة الله.

وعنه: عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن معمر بن خلاد قال: سمعت الإمام أبا الحسن صلوات الله عليه يقول:«الم*أَ حَسِبَ النّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنّا وَ هُمْ لايُفْتَنُونَ» ثم قال لي صلوات الله عليه: ما الفتنة.

ص: 31

قلت: جعلت فداك الذي عندنا الفتنة في الدين .

قال صلوات الله عليه: يفتنون كما يفتن الذهب ثم يخلصون كما يخلص الذهب.

تقريب المعارف عن الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه في قوله عز وجل«وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَيٰ بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا» قال صلوات الله عليه: أسر إليهما أمر القبطية وأسر إليهما أن أبا بكر وعمر يليان أمر الأمة من بعده ظالمين فاجرين غادرين.

عن موسي بن عمر عن عثمان بن عيسئ عن خالد بن نجيح قال: قلت للإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه: جعلت فداك سمي رسول الله صلي الله عليه و آله أبا بكر الصديق.

قال صلوات الله عليه: نعم.

قلت: فكيف.

قال صلوات الله عليه: كان معه في الغار، قال رسول الله صلي الله عليه و آله: إني لأري سفينة جعفر ابن أبي طالب عليه السلام تضطرب في البحر ضالة.

قال: يا رسول الله صلي الله عليه و آله و ائك لتراها.

قال صلي الله عليه و آله: نعم.

قال: فتقدر أن ترينيها.

قال صلي الله عليه و آله: ادن مني، فدنا مسح علي عينيه

ثم قال: أنظر فنظر أبو بكر فرأي السفينة وهي تضطرب في البحر ثم نظر.

ص: 32

الي قصور أهل المدينة فقال في نفسه الان صدقت أنك ساحر.

فقال رسول الله صلي الله عليه و آله: الصدّيق أنت.

عن سلام بن سعيد المخزومي عن الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه قال : ثلاثة لا يصعد عملهم الي السماء ولا يقبل منهم عمل، من مات ولنا أهل البيت في قلبه بغض و من تولي عدونا و من تولي أبا بكر وعمر.

عن فضيل الرسان عن الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه قال: مَثَل أبي بكر وشيعته مثل فرعون و شيعته و مثل علي و شيعته مثل موسي وشيعته.

عن أبي الجارود زياد أبن المنذر قال: سئل الإمام علي بن الحسين صلوات الله عليه عن أبي بكر وعمر فقال صلوات الله عليه: أضغنا لابائنا واضطجعنا بسبيلنا و حملا الناس علي رقابنا۔

عن أبي علي الخراساني عن مولي الإمام علي بن الحسين صلوات الله عليه قال: كنت معه صلوات الله عليه في خلواته فقلت: أن لي حقاً ألا تخبرني عن هذين الرجلين عن أبي بكر وعمر.

فقال صلوات الله عليه : كافران كافر من أحبهما.

عن الحلبي، عن زرارة وحمران و محمد بن مسلم قالوا: سألنا عن قوله «وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً» قال: إن رسول الله صلي الله عليه و آله أري أن رجالاًعلي المنابر ويردون الناس ضلالاً زريق وزفر، وقوله «وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ»قال: هم بنو أمية.

وفي رواية أخري عنه: أن رسول الله صلي الله عليه و آله قد رأي رجالاً من النار علي منابر ويردون الناس علي أعقابهم القهقري ولسنا نسمي احداً.

ص: 33

وفي رواية سلام الجعفي عنه أنه قال: إنا لا نسمي الرجال بأسمائهم ولكن رسول الله صلي الله عليه و آله رأي قوماً علي منبره يضلون الناس بعده عن الصراط القهقري.

عن أبي الطفيل، قال: كنت في مسجد الكوفة، فسمعت أمير المؤمنين الإمام علي صلوات الله عليه - يقول وهو علي المنبر - وناداه ابن الكواء وهو في مؤخر المسجد، فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن قوله الله «وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ» فقال صلوات الله عليه: الأفجران من قريش ومن بني أمية.

التفسير: «وَكَذٰلِكَ جَعَلنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطينَ الإِنسِ وَالجِنِّ يوحي بَعضُهُم إِليٰ بَعضٍ» يعني ما بعث الله نبيا إلا وفي أمتة الشياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلي بعض، أي يقول بعضهم لبعض لا تؤمنوا ب«زُخرُفَ القَولِ غُرورًا» فهذا وحي كذب.

(الخرائج والجرائح) روي أن أمير المؤمنين الإمام علي صلوات الله عليه امتنع من البيعة علي أبي بكر فأمر أبو بكر خالد أن يقتل أمير المؤمنين علي صلوات الله عليه إذا سلم من صلاة الفجر بالناس. فأتي خالد و جلس إلي جنب أمير المؤمنين الإمام علي صلوات الله عليه ومعه سيف، فتفكر أبو بكر في صلاته في عاقبته ذلك فخطر بباله أن بني هاشم يقتلونني إن قُتل أمير المؤمنين علي صلوات الله عليه فلما فرغ من التشهد التفت إلي خالد قبل أن يسلّم وقال: لا تفعل ما أمرتك به ثم قال: السلام عليكم.

فقال أمير المؤمنين الإمام علي صلوات الله عليه: لخالد - لعنه الله -: أو كنت تريد أن تفعل ذلك قال: نعم، فمدّ يده إلي عنقه وخنقه بإصبعه وكادت عيناه

ص: 34

تسقطان، وناشده بالله أن يتركه وشفع إليه الناس فخلاه.

ثم كان خالد بعد ذلك يرصد الفرصة والفجأة لعلّه يقتل أمير المؤمنين علي صلوات الله عليه غرّة، فبعث بعد ذلك عسكراً مع خالد إلي موضع، فلمّا خرجوا من المدينة وكان خالد مدججاًّ وحوله شجعان قد امروا ان يفعلوا كلّ ما أمرهم خالد فرأي أمير المؤمنين علي صلوات الله عليه يجيء من ضيعةٍ له منفرداً بلا سلاح، فلما دنا منه فكان في يد خالد عمود من حديد فرفعه ليضربه علي رأس أمير المؤمنين علي صلوات الله عليه فانتزعه من يده وجعله في عنقه وفتله كالقلادة.

فرجع خالد إلي أبي بكر، واحتال القوم في كسره فلم يتهيأ لهم، فأحضروا جماعة من الحدادين فقالوا: لا يمكن انتزاعه إلا بعد حله في النار، وفي ذلك هلاكه ولما علموا بكيفية حاله، قالوا: إن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه هو الذي يخلصه من ذلك كما جعله جيده وقد ألان الله له الحديد كما أنه لداؤد، فشفع أبو بكر الي أمير المؤمنين صلوات الله عليه، فأخذ العمود وفك بعضه من بعض بإصبعه

روي بإسناده فيه عن سليمان الجعفري قال: سمعت الإمام أبا الحسن صلوات الله عليه يقول في قوله تعالي -: «إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَيٰ مِنَ الْقَوْلِ» قال صلوات الله عليه: يعني فلاناً وفلاناً وأبا عبيدة الجراج.

روي أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه -في حديث طويل - قال فيه: ولقد قال لأصحابه الأربعة أصحاب الكتاب: الرأي - والله - أن ندفع محمداً برّمته إليهم ونسلم، وذلك حين

ص: 35

جاء العدّو من فوقنا ومن تحتنا كما قال الله - تعالي -: «وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا*وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا» فقال صاحبه: لا ولكن نتخذ صنماً ونعبده لانّا لا نأمن أن يظفر أبن أبي كبشة فيكون هلاكنا ولكن يكون هذا الصنم ذخراً لنا فإن ظهرت قريش أظهرنا عبادة هذا الصنم وأعلمناهم أنا كنا لم نفارق ديننا وإن رجعت دولة أبن أبي كبشة كنّا مقيمين علي عبادة هذا الصنم سرّاً.

فنزل جبرئيل عليه السلام فأخبر النبي صلي الله عليه و آله ثم أخبرني به رسول الله بعد قتلي أبن عبد ود و دعاهما فقال: كم صنم عبدتما في الجاهلية.

فقالا: يا محمد لا تعيّرنا بما مضي في الجاهلية.

فقال لهما صلي الله عليه و آله: كم صنم تعبدان يومكما هذا.

فقالا: والذي بعثك بالحق نبياً ما نعبد إلاَّ الله منذ أظهرنا لك من دينك ما اظهرنا.

فقال لي: ياعلي خذ هذا السيف وأنطلق الي موضع كذا وكذا فأستخرج الصنم الذي يعبدانه وأهشمه فإن حال بينه و بينك أحد فاضرب عنقه.

فانكبّا علي رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم وقالا: أسترنا سترك الله .

فقلت: أنا لهما إضمنا لله ولرسوله صلي الله عليه و آله أن لا تعبدا الا الله ولا تشركا به شيئاً فعاهدا رسول الله صلي الله عليه و آله علي ذلك وانطلقت حتي استخرجت الصنم من موضعه فكسرت وجهه ويديه وجذمت رجليه ثم انصرفت الي رسول الله صلي الله عليه و آله فوالله لقد عرف ذلك منهما في وجوههما عَليّ - وساق الحديث الي آخره.

ص: 36

علي عن أبية عن حنان عن أبيه عن الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه قال: إن الشيخين فارقا الدنيا ولم يتوبا ولم يذكرا ما صنعا بأمير المؤمنين صلوات الله عليه فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.

عن الأسدي عن البرمكي عن جعفر بن عبدالله المروزي عن أبيه عن اسماعيل ابن الفضل عن أبيه عن ابن حبيب عن ابن عباس قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله: إذا أظلمت العيون العين كان العين علي يد الرابع من العيون فاذا كان ذلك أستحق الخاذل له لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.

فقيل: يارسول الله ما العين و العيون.

فقال صلي الله عليه و آله: امّا العين فأخي علي بن ابي طالب وأما العيون فأعداؤه رابعهم قاتله ظلما وعدوانا.

علي بن ابراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسي عن حريز عن زرارة عن الامام أبي جعفر صلوات الله عليه قال: والله ان الكفر لأقدم من الشرك وأخبث وأعظم. قال صلوات الله عليه: ثم ذكر كفر إبليس حين قال الله له اسجد لآدم فأبي أن يسجد فالكفر أعظم من الشرك فمن اختار علي الله عزّوجل وأبي الطاعة علي الكبائر فهو كافر ومن نصب ديناً غير دين المؤمنين فهو مشرك

بقوله تعالي : «بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَي الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ»حدثني أبي عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: نزلت هذه الآية بعد ما رجع رسول الله صلي الله عليه و آله من غزوة تبوك في سنة تسع من الهجرة.

-الطبرسي عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه: لم تنزل بسم الله الرحمن

ص: 37

الرحيم علي رأس سورة براءة لأن بسم الله الأمان والرحمة ونزلت برائة لرفع الأمان بالسيف.

محمد بن هارون الزنجاني عن علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد القاسم بن سلام رفعه إلي النبي صلي الله عليه و آله قال: أتي عمر رسول الله صلي الله عليه و آله فقال: إنا نسمع أحاديث من يهود تُعجبنا فتري أن نكتب بعضها. فقال صلي الله عليه و آله: أمتهوكون أنتم كما تھوكت اليهود والنصارئ لقد جئتم بها بيضاء نقية ولو كان موسي حياً ما وسعه الاَّ اتباعي.

عن أحمد بن الحسين عن أبيه، عن حصين بن مخارق، عن عبيد الله بن الحسين عن أبيه عن جده عن الإمام الحسين بن علي صلوات الله عليه عن أبيه صلوات الله عليه قال: لما نزلت «الم*أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ» قال: قلت: يا رسول الله صلي الله عليه وآله ما هذه الفتنة قال صلي الله عليه و آله: ياعلي إنك مبتلئ بك وإنك مخاصم فأعد للخصومة.

عن علي بن الحكم عن أبي بكر الحضرمي و بكر بن أبي بكر عن سليمان بن خالد قال: سألت الإمام أبا جعفر صلوات الله عليه عن قول الله «إِنَّمَا النَّجْوَيٰ مِنَ الشَّيْطَانِ» قال صلوات الله عليه: الثاني قوله «مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَيٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ » قال: فلان وفلان وأبو فلان أمينهم حين أجتمعوا ودخلوا الكعبة فكتبوا بينهم كتاباً إذ مات محمد أن لا يرجع ألامر فيهم أبدا.

رواه عبد الله بن عباس عن أمير المؤمنين علي صلوات الله عليه أنه كان يقنت به وقال صلوات الله عليه: أن الداعي به كالرامي مع النبي صلي الله عليه و آله في بدر وأحد وحنين بألف ألف سهم الدعاء «اللهم العن صنمي قريش وجبتيهما

ص: 38

طاغوتيهما وإفكيها وابنتيهما اللذين خلفا أمرك وأنكرا و حيك و جحدا إنعامك و عصيا رسولك وقلبا دينك وحرفا كتابك وعطلا أحكامك وأبطلا فرائضك وألحدا في آياتك وعاديا أولياءك وواليا اعداءك وخربا بلادك وأفسدا عبادك اللهم العنهما وأنصارهما فقد أخربا بيت النبوة وردما بابه ونقضا سقفه وألحقا لسماءه بأرضه وعاليه بسافله وظاهره بباطنه واستأصلا أهله وأبادا أنصاره وقتلا أطفاله وأخليا منبره من وصيه ووارثه وجحدا نبوته واشر كا بربهما فعظم ذنبهما وخلدهما في سقر «وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ» اللهم العنهم بعدد كل منكر أتوه وحق أخفوه ومنبر علوه و منافق ولوه ومؤمن أرجوه وولي آذوه وطريد آووه و صادق طردوه و كافر نصروه وإمام قهروه وفرض غيروه وأثر انكروه و شر أضمروه ودم أراقوه و خبر بدلوه وحكم قلبوه وكفر أبدعوه وكذب دلسوه وإرث غصبوه و فيء اقتطعوه وسحت أكلوه وخمس أستحلوه وباطل أسسوه وجور بسطوه وظلم نشروه و وعد أخلفوه وعهد نقضوه وحلال حرموه وحرام حللوه ونفاق أسروه وغدر أضمروه وبطن فتقوه وضلع كسروه و صك مزقوه وشمل بددوه و ذليل أعزوه وعزيز أذلوه وحق منعوه وإمام خالفوه اللهم العنهما بكل آية حرفوها وفريضة تركوها وسنة غيروها وأحكام عطلوها وأرحام قطعوها و شهادت كتموها ووصية ضيعوها وأيمان نكثوها ودعوي أبطلوها وبينة أنكروها وحلية أحدثوها وخيانة أوردوها وعقبة ار تقوها ودباب دحرجوها وأزياف لزموها وأمانة خانوها اللهم العنهما في مكنون السر وظاهر العلانية لعنا كثيرا دائبا ابدا دائما سر مدا لانقطاع لأمده و لانفاد لعدده يغدو أوله ولا يروح آخره لهم ولأعوانهم وأنصارهم ومحبيهم ومواليهم والمسلمين لهم والمائلين اليهم والناهضين بأجنحتهم والمتقدين بكلامهم والمصدقين بأحكامهم ثم يقول

ص: 39

اللهم عذبهم عذاباً يستغيث منه أهل النار آمين رب العالمين - أربع مرات) ودعا صلوات الله عليه في قنو ته اللهم صل علي محمد وآل محمد وقنعني بحلالك عن حرامك وأعذني من الفقر إني أسأت و ظلمت نفسي واعترفت بذنوبي فها أنا وافق بين يديك فخذ لنفسك رضاها من نفسي لك العتبي لا أعود فأن عدت فعد عليّ بالمغفرة والعفو ثم قال صلوات الله عليه العفو العفو مائة مرة ثم قال صلوات الله عليه أستغفر الله العضيم من ظلمي و جرمي وإسرافي علي نفسي وأتوب إليه مائة مرة فلما فرغ صلوات الله عليه من الاستغفار ركع وسجد و تشهد وسلم

عن كليب الصيداوي، قال: سألت الإمام أبا عبد الله صلوات الله عليه عن قول الله «إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا» ثم قال صلوات الله عليه: كان علي صلوات الله عليه يقرأها: فارقوا دينهم، قال صلوات الله عليه: فارق والله القوم دينهم. .

عن عبد الله بن سنان عن الإمام جعفر بن محمد صلوات الله عليه قال: قال لي: أبو بكر وعمر صنما قريش اللّذان يعبدونهما.

قال النبي صلي الله عليه و آله: أشد الناس عذاباً يوم القيامة رجل قتل نبياً أو قتله نبي، أو رجل يضل الناس بغير علم أو مصور يصور التماثيل.

الاحتجاج روي آن عمر بن الخطاب كان يخطب علي منبر رسول الله صلي الله عليه و آله فذكر في خطبته أنه أولي بالمؤمنين من أنفسهم. فقال له الإمام الحسين بن علي بن ابي طالب صلوات الله عليه من ناحية المسجد: انزل ايها الكذاب عن منبر أبي رسول الله صلي الله عليه وآله الي منبر أبيك. فقال له عمر: منبر أبيك لعمري يا حسين لا منبر أبي من علمّك هذا ابوك علي بن أبي طالب.

ص: 40

فقال له الإمام الحسين صلوات الله عليه: ان اطع أبي فلعمري انه لهاد وانا مهتد به وله في رقاب الناس البيعة علي عهد رسول الله صلي الله عليه و آله نزل بها جبرائيل عليه السلام من عند الله تعالي لا ينكرها أحد إلا جاحد بالكتاب قد عرفها الناس بقلوبهم وأنكروها بألسنتهم وويل للمنكرين حقنا أهل البيت صلوات الله عليهم ماذا يلقاهم به محمد رسول الله صلي الله عليه و آله من ادامة الغضب وشدة العذاب. فقال عمر: يا حسين من أنكر حق أبيك فعليه لعنة الله امرنا الناس فتأمرنا ولو أمروا أباك أطعنا.

فقال له الإمام الحسين صلوات الله عليه: يابن الخطاب فاي الناس أمّرك علي نفسه أن تؤمّر أبا بكر علي نفسك ليؤمّرك علي الناس بلا حجة من نبي ولا رضا من آل محمد، فرضا كم كان لمحمد عليه و آله السلام رضي ورضا أهله كان له سخطأ أما والله لو ان للسان مقالا يطول تصديقه وفعلاً يعنيه المؤمنون لما تخطات رقاب آل محمد صلي الله عليه و آله ترقي منبرهم وصرت الحاكم عليهم بكتاب نزل فيهم لا تعرف معجمة ولا تدري تأويله إلا سماع الآذان المخطيء والمصيب عندك سواء فجزاك الله وسألك عما احدثت سؤالاً خفياً.

قال: فنزل عمر مغضباً ومشي معه أناس من أصحابه حتي أتي باب أمير المؤمنين صلوات الله عليه فاستأذن عليه فأذن له فدخل فقال: يا أبا الحسن صلوات الله عليه مالقيت اليوم من ابنك الحسين يهجرنا بصوت في مسجد رسول الله صلي الله عليه و آله ويحرض عليّ الطّغام واهل المدينة.

فقال له الإمام الحسن صلوات الله عليه: مثل الحسين صلوات الله عليه ابن النبي صلي الله عليه و آله يستحث بمن لا حكم له أو يقول بالطعام علي أهل دينه أما والله ما تلك إلا بالطغام فلعن الله من حرض الطغام.

ص: 41

فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: مهلاً ياأبا محمد فانك لن تكون قريب الغضب ولا لئيم الحسب ولا فيك عروق من السودان اسمع كلامي ولا تعجل بالكلام.

فقال له عمر: يا أبا الحسن انهما ليهمان في انفسهما بما لا يرئ بغيرالخلافة.

فقال له أمير المؤمنين صلوات الله عليه: هما اقرب نسبا برسول الله صلي الله عليه و آله من ابيهما أما فارضهما يابن الخطاب بحقهما يرض عنك من بعدهما.

قال: وما رضاهما يا أبا الحسن.

قال صلوات الله عليه: رضاهما الرجعة عن الخطئية والتقيه عن المعصية بالتوبه. فقال عمر: ادّب يا ابا الحسن ابنك أن لا يتعاطي السلاطين الذين هم الحكماء في الأرض.

فقال له أمير المؤمنين: انا اؤدّب اهل المعاصي علي معاصيهم ومن اخاف عليه الزلة والهلكة فاما من ولّده رسول الله صلي الله عليه و آله ونحلة ادبه فانّه لا ينتقل إلي ادب خير له منه أمّا فارضهما يابن الخطاب.

قال: فخرج عمر فاستقبله عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف.

فقال له عبد الرحمن: يا ابا حفص ماصنعت و قد طالت بكما الحجة فقال له عمر : هل حجة مع ابن أبي طالب وسبليه.

فقال له عثمان: يابن الخطاب هم بنو عبد مناف الأسمنون و الناس عجاف.

ص: 42

فقال له عمر: ما أعد ما صرت إليه فخرا فخرت به بحمقك فقبض عثمان علي مجامع ثيابه ثم جذبه ورده ثم قال يابن الخطاب كانك تنكر ما اقول فدخل بينهما عبد الرحمن بن عوف وفرق بينهما وافترق القوم.

ابو العباس، عن يحيي بن زكريا عن علي بن حسان عن عمه عن عبد الرحمن بن كثير عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه في قوله: «ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا» قال صلوات الله عليه: الوحيد ولد الزنا، وهو زفير«وَجَعَلْتُ لَهُ مَالا مَمْدُودًا »قال صلوات الله عليه: أجلاً الي مدّة «وَ بَنِينَ شُهُوداً» قال صلوات الله عليه: أصحابه الذين شهدوا أن رسول الله صلي الله عليه و آله «وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا» ملكه الذي ملك مهدت له «ثمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ»«كَلَّا ۖ إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا» قال صلوات الله عليه: لولاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه جاحداً عانداً لرسول الله صلي الله عليه و آله فيها «سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً*إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ»فكّر فيما أمر به من الولاية وقدّر إن مضي رسول الله صلي الله عليه و آله أن لا يسلم البيعة التي بايعها بها علي عهد رسول الله صلي الله عليه و آله «فَقُتِلَ كيفَ قَدَّرَ*مَّ قُتِلَ كيفَ قَدَّرَ»قال صلوات الله عليه: عذاب بعد عذاب يعذبه القائم صلوات الله عليه «ثمَّ نَظَرَ»الي النبي صلي الله عليه و آله وأمير المؤمنين صلوات الله عليه ف«عَبَسَ وَبَسَرَ» مما أمر به«ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ* فَقَالَ إِنْ هَذَآ إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ»قال زفر: إن النبي سحر الناس لعلي، «إِنْ هَذَآ إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ» أي ليس هو وحي من الله عزوجل «سَأُصْلِيهِ سَقَرَ»- الي آخر الآية نزلت فيه

ص: 43

«بِسْمِ ٱللَّٰهِ ٱلرَّحْمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ »

ٱللَّٰهُمَّ صَلِّ عَلَيٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ

اللّهُمَّ العَن صَنَمَي قُرَيشٍ وَ جِبتَيها وَ طاغُوتَيها وَ إِفكَيهما وَ إِبنَتَيهِما اللَّذينَ خالَفا أمرَك وَ أنكَرا وَحيَك وَ جَحَدا إِنعامَك وَ عَصَيا َرسُولَك وَ قَلَّبا دينَك وَ حَرَّفا كِتابَك وَ أحبا أعداءَك وَ جَحَدا آلاءَك وَ عَطَّلا أحكامَك وَ أبطَلا فَرائِضَك وَ ألحَدا فِي آياتِك وَ عادَيا أولياءَك وَ والَيا أعداءَك وَ خَرَّبا بِلادَك وَ أفسَدا عِبادَك.

اللّهُمَّ العَنهُما وَ أتباعَهُما وَ أولياءَهُما وَ أشياعَهُما وَ مُحِبّيهِما فَقَد أخرَبا بَيتَ النُّبُوَّة وَ رَدَما بابَه وَ نَقَضا سَقفَهُ وَ ألحَقا سَمائَهُ بِأرضِهِ وَ عاليَهُ بِسافِلِه وِ ظاهِرَهُ بِباطِنِه وَ استَأصَلا أهلَه وَ أبادا أنصارَه وَ قَتَلا أطفالَه وَ أخلَيا مِنبَرَه مِن وَصيِّه وَ وارِثِ عِلمِه وَ جَحَدا إمامَتَهُ وَ أشرَكا بِرَبِّهِما فَعَظِّم ذَنبَهُما وَ خَلِّدهُما في سَقَرٍ وَ ما أدراكَ ما سَقَر لا تُبقي وَ لا تَذَر.

اللّهُمَّ العَنهُم بِعَدَدِ كُلِّ مُنكَرٍأتَوهُ وَ حَقّ ٍاَخفَوهُ وَ مِنبَرٍ عَلوهُ وَ مُؤمِنٍ أرجَوهُ وَ مُنافِقٍ وَلَّوهُ وَ وَليّ ٍآذُوهِ وَطَريدٍ آوَوهُ وَ صادِقٍ طَرَدوهُ وَ كافِرٍ نَصَرُوهُ وَ إِمامٍ َقهَرُوهُ وَ فَرضٍ غَيَّرُوهُ وَ أثَرٍ أنكَرُوهُ وَ شَرٍّ آثَرُوهُ وَ دَمٍ أراقُوهُ وَ خَيرٍ بَدَّلُوهُ وَ ُكفرٍ نَصَبُوهُ وَ إرثٍ غَصَبُوهُ وَ فَيءٍ

ص: 44

وَ ضِلعٍ دَقُّوهُ وَ كِذبٍ دَلَّسُوهُ وَ حُكمٍ قَلَّبَوهُ.

اقتَطَعُوهُ وَ سُحتٍ اَكَلُوهُ وَ خُمسٍ استَحَلُّوهُ وَ باطِلٍ أسَّسُوهُ وَ جَورٍ بَسَطُوهُ وَ ظلمٍ نَشَرُوهُ وَ وَعدٍ أخلَفُوهُ وَ عَهدٍ نَقَضُوهُ وَ حَلالٍ حَرَّمُوهُ وَ حَرامٍ حَلُّلوهُ وَ نِفاقٍ أسرَوُهُ وَ غَدرٍ أضمَرُوهُ وَ بَطنٍ فَتَقُوهُ وَ جَنينٍ أسقَطُوهُ وَ صَكٍّ مَزَّقُوهُ وَ شَملٍ بَدَّدُوهُ وَ عَزيزٍ أذَلُّوهُ وَ ذَليلٍ أعَزُّوهُ وَ حَقٍّ مَنَعُوهُ و امامٍ خَالفُوه.

اللّهُمَّ العَنهُم بِكُلِّ آيَةٍ حَرَّفُوها وَ فَريضَةٍ زكُوها وَ سُنَةٍ غَيَّرُوها وَ أحكامٍ عَطَّلُوها وَ رُسُومٍ مَنَعُوها و ارحام قطعوها شَهاداتٍ كَتَمُوها وَ وَصيَّةٍ ضَيَّعُوهاوَ ايمان نَكَثُوها وَ دَعوي أبطَلُوها وَ بَيِّنَةٍأنكَرُوها وَ حيلَةٍ أحدَثُوها وَ خيانَةٍ أورَدُوها وَ عَقَبَةٍ اِرتَقُوها وَ دِبابٍ دَحرَجُوها وَ أزيافٍ لَزَمُوها وَ اماناتٍ خَانوها.

الّلهُمَّ العَنهُما في مَكنُونِ السِّر وَ ظاهِرِ العَلانيَةِ لَعناً كَثيراً أبَداً دائِمَاً دائِباً َسرمَداً لا انقِطاعَ لِأمَدِه وَ لا نَفادَ لِعَدَدِه لَعناً يَغدُو أوَّلُهُ وَ لا يَرُوحَ آخِرُهُ لَهُم وَ لِأعوانِهِم وَ أنصارِهِم وَ مُحِبّيهِم وَ مُواليهِم وَ المائِلينَ إلَيهِم وَ الناهِضينَ بِاجنِحَتِهِم وَ المُقتَدينَ بِكَلامِهِم وَ المُصَدِّقينَ بِأحكامِهِم.

ثم تقول اربع مرّات:

اللّهُمَّ عَذِّبهُم عَذاباً يَستَغيثُ مِنهُ أهلُ النّار .آمينَ رَبَّ العالَمين(1)

ص: 45


1- أولا : ورد الدعاء بعهد النبي صلي الله عليه و آله ثانيا: لتلك العلل كان دعاء الوصي صلوات الله عليه. .

محمد بن جعفر عن يحيي بن زكريا عن علي بن حسان عن عبد الرحمن ابن كثير عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه في قوله«حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ » يعني أمير المؤمنين صلوات الله عليه «وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ» الأوّل والثاني والثالث.

بإسناده عن جابر، عن الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه في قول الله تبارك و تعالي «إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ » قال صلوات الله عليه: الولاية «فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا»كفراً بها وعناداً «وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ۖ»والانسان حملها: أبو فلان.

رواية أبي الجارود، عن الإمام الصادق صلوات الله عليه في قوله تعالي «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ»وذلك لأن أبا بكر شرب قبل أن تحرم الخمر فسكر فجعل يقول الشعر ويبكي علي قتلي المشركين من أهل بدر فسمع النبي صلي الله عليه و آله فقال: اللهم امسك علي لسانه فأمسك علي لسانه فلم يتكلم حتي ذهب عنه السكر فأنزل الله تحريمها بعد ذلك.

بإسناده عن أبي خالد الكابلي عن الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه قال: «ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا» قال صلوات الله عليه: أما الذي فيه شركاء متشاكسون فلان الاوّل يجمع المتفرقون ولايته وهم في ذلك يلعن بعضهم بعضاً ويبرأ بعضهم من بعض فأما رجل سَلَم لرجل (سلماً لرجل) فإنه ألاوّل حقاً و شيعته.

عن جابر عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه في قوله تعالي: «وَالفَجرِ»هو القائم و«الليالي العشر» الائمة صلوات الله عليهم من الحسن الي

ص: 46

الحسين صلوات الله عليهم و «الشفع» أمير المؤمنين وفاطمة صلوات الله عليهما و«الوتر»هو الله وحده لا شريك له «وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ» هي دولة حبتر فهي تسري الي قيام القائم صلوات الله عليه.

عن أبي بصير قال: سمعت الإمام أبا عبد الله صلوات الله عليه يقول:«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ» قال صلوات الله عليه: أتدري ما السلم.

قال: قلت: أنت أعلم قال صلوات الله عليه: ولاية علي والائمة الاوصياء من بعده صلوات الله عليهم. قال صلوات الله عليه: «وخطوات الشيطان »والله ولاية فلان وفلان.

بإسناده عن عطاء الهمداني، عن الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه في قول الله «انَّ اللَّهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ وَالإِحسانِ وَإيتاءِ ذِي القُربيٰ» قال صلوات الله عليه : ( العدل) شهادة أن لا اله الا الله و(الاحسان) ولاية أمير المؤمنين«وَيَنْهَي عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ»، (الفحشاء) ألاول، و (المنكر) الثاني، و(البغي) الثالث.

عن جابر عن الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه قال سألته عن هذه الآية: « وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ* أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ » قال صلوات الله عليه: الذين يدعون من دون الله: ألاوّل والثاني والثالث، كذبوا رسول الله صلي الله عليه و آله بقوله و الوا علي -صلوات الله عليه - واتبعوه، فعادوا علي صلوات الله عليه ولم يزالوه ودعوا الناس إلي ولاية أنفسهم فذلك قول الله «وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ »قال

ص: 47

صلوات الله عليه: وأما قوله «لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا»، فإنه يعني لا يعبدون شيئا« وَهُمْ يُخْلَقُونَ» فإنه يعني وهم يعبدون وأما قوله: «أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ» يعني كفّار غير مؤمنين وأمّا قوله: «وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ» فإنه يعني أنهم لا يؤمنون أنهم يشركون «وَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ» فإنه كما قال الله، وأما قوله: « وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ»(1) فإنه يعني لا يؤمنون بالرجعة أنها حق، وأما قوله: «وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ» فأنه يعني عن ولاية علي صلوات الله عليه قال الله لمن فعل ذلك وعيدأ منه «لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ »عن ولاية علي صلوات الله عليه.

بإسناده عن عبد الرحمن بن كثير عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه في قوله عزّ وجل: «هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ » كه قال صلوات الله عليه: أمير المؤمنين والائمة صلوات الله عليهم «وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ» قال صلوات الله عليه: فلان وفلان وفلان «فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ»وهم امير المومنين و الائمة صلوات الله عليهم

عن عبد الله بن كثير عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه في قول الله تعالي «إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَيٰ أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَي» فلان وفلان وفلان، ارتدوا عن الايمان في ترك ولاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه. قلت: قوله تعالي « ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لِلَّذِينَ كَرِهُواْ مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ ٱلْأَمْرِ ۖ» قال صلوات الله عليه: نزلت - والله - فيهما وفي أتباعهما وهو قول الله عز وجل الذي نزل به جبرئيل عليه السلام علي محمد صلي الله عليه و آله « ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ»في علي صلوات الله عليه

ص: 48


1- فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ

«سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ» قال صلوات الله عليه: دعوا بني امية الي ميثاقهم الا يصيروا الأمر فينا بعد النبي صلي الله عليه و آله وسلم ولا يعطونا من الخمس شيئا ... إلي آخره.

الروضة روي عن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه أنه خطب ذات يوم وقال صلوات الله عليه: أيها الناس بايعتم أبا بكر وعمر وأنا والله أولي منهما وأحق منهما بوصية رسول الله صلي الله عليه و آله فامسكت وانتم اليوم تريدون تبايعون عثمان فإن فعلتم وسكت والله ما تجهلون فضلي ولا جهله من كان قبلكم ولولا ذلك قلت ما لا تطيقون دفعه.

فقال الزبير: تكلم يا أبا الحسن.

فقال صلوات الله عليه: انشدكم بالله هل فيكم احد و حَّدَ الله وصلي مع رسول الله صلي الله عليه و آله قبلي أم هل فيكم أحد أعظم عند رسول الله صلي الله عليه و اله مكانا مني أم هل فيكم من كان يأخذ ثلاثة أسهم بسهم القرابة وسهم الخاصة وسهم الهجرة غيري أم هل فيكم أحد جاء إلي رسول الله صلي عليه و آله باثنتي عشرة تمرة أم هل فيكم من قدم بين يدي نجواه صدقة لم بخل الناس يبدل مهجته غيري أم هل فيكم أحد اخذ رسول الله صلي الله عليه و آله بيده يوم غدير خم وقال صلي الله عليه و آله من كنت مولاه فعليّ مولاه اللهم والِ من والاه وعاد من عاداه وليبلغ الحاضر الغائب فهل كان في غيري أم هل فيكم من أمر الله بمودته في القرآن حيث يقول «قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي»هل قاله فيكم من قبل لأحد غيري أم هل فيكم من غمّض عيني رسول الله صلي الله عليه و آله غيري أم هل فيكم من وضع رسول الله صلي الله عليه و آله في حفرته غيري أم هل فيكم من جاءتة آية التنزيه مع جبرئيل وليس

ص: 49

في البيت الا أنا والحسن والحسين وفاطمة - صلوات الله عليهم اجمعين - فقال جبرئيل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ثم قال يا محمد صلي الله عليه و آله ربك يقرئك السلام ويقول لك «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ » هل كان ذلك اليوم غيري أم هل فيكم من ترك بابه مفتوحاً من قبل المسجد لما أمر الله حتي قال عمر يارسول الله صلي الله عليه و آله اخرجتنا وادخلته فقال صلي الله عليه و آله الله عزوجل ادخله واخرجكم غيري أم هل فيكم من سبطان مثل سبطي الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة إينا رسول الله صلي الله عليه و آله غيري أم هل فيكم من قال رسول الله صلي الله عليه و آله في حقه يوم خيبر لأعطنين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله صلي الله عليه و آله كرّار غير فرار يفتح الله علي يده بالنصر فأعطاها احدا غيري أم هل فيكم من قال رسول الله صلي يوم الطائر المشوي اللهم ائتني بأحب خلقك اليك يأكل معي فأتيت أنا وأكلت معه هل أتاه أحد غيري أم هل فيكم من سماه الله عزوجل وليه غيري أم هل فيكم من طهره الله من الرجس في كتابه غيري أم هل فيكم من زوجه الله بفاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله - غيري أم هل فيكم من باهل به النبي صلي الله عليه و آله غيري. قال: فعند ذلك قام الزبير وقال: ما سمعنا احداً قال أصحّ من مقالك وما ننكر منه شيئا ولكن الناس بايعوا الشيخين ولمنخالف الاجماع فلما سمع ذلك نزل - صلوات الله عليه – وهو يقول: «مَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا».

عن بعض أصحابه قال : قال سمعت عمّاراً يقول علي المنبر الكوفة: ثلاثة يشهدون علي عثمان أنه كافر وأنا الرابع وأنا اسمي الاربعة ثم قرأ هؤلاء الآيات في المائدة «وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ»

ص: 50

و«الظالمون» و «..... الفاسقونه ».

أما تركه غير مدفون: فقد رواه ابن عبد البر في الاستيعاب قال: لما قتل عثمان ألقي علي المزبلة ثلاثة أيام فلما كان في الليل أتاه اثنا عشر رجلا فيهم حويطب بن عبد العزي وحكيم بن حزام وعبد الله بن الزبير و محمد بن حاطب ومروان بن الحكم فلما ساروا الي المقبرة ليدفنوه ناداهم قوم من بني مازن: والله لئن دفنتموه هاهنا لتخبرن الناس غدا، فاحتملوه وكان علي باب وأن رأسه علي الباب ليقول طق طق حتي ساروا به الي ممش فاحتفروا له، وكانت عائشة بنت عثمان معها مصباح في حق فلما أخرجوه ليدفنوه صاحت، فقال لها ابن الزبير : والله لئن لم تسكتي لأضر بن الذي فيه عيناك. قال: فسكتت، فدفن.

روي الواقدي من طرق مختلفه وغيره: أن الحكم بن أبي العاصي لما قدم المدنية بعد الفتح أخرجة النبي صلي الله عليه و آله الي طائف، وقال: لا تساكنني في بلد أبدأ فجاءه عثمان فكلمه فأبي، ثم كان من أبي بكر مثل ذلك، ثم كان من عمر مثل ذلك، فلما قام عثمان أدخله ووصله وأكرمه، فمشي في ذلك أمير المؤمنين الإمام علي صلوات الله عليه و الزبير وطلحة وسعد وعبد الرحمن بن عوف وعمار بن ياسر حتي دخلوا علي عثمان، فقالوا له: إنك قدأدخلت هؤلاء القوم - يعنون الحكم من معه . وقد كان النبي صلي الله عليه و آله أخرجهم وأبو بكر وعمر، وإنا نذكرك الله والاسلام و معادك، فإن لك معاد و منقلبا، وقد أبت ذلك الولاة قبلك ولم يطمع أحد أن يكلمهم فيهم وهذا شيء نخاف الله عليك فيه. فقال عثمان: أن قرابتهم مني حيث تعلمون، وقد كان رسول الله حيث كلمته أصمعني في أن يأذن لهم، وانما أخرجهم لكلمة بلغته عن الحكم، ولن يضربكم مكانهم شيئا، وفي الناس من هو شر منهم

ص: 51

فقال أمير المؤمنين الإمام علي صلوات الله عليه: لا اجد شرأ منه ولا منهم، ثم قال أمير المؤمنين الإمام علي صلوات الله عليه: هل تعلم عمر يقول: والله ليحملن بني أبي معيط علي رقاب الناس، والله إن فعل ليقتلته. قال: فقال عثمان: ما كان أحد منكم يكون بينه وبينه من قرابة ما بيني وبينه و ينال من القدرة ما أنال إلا أدخله، وفي الناس من هو شر منه. قال: فغضب أمير المؤمنين الإمام علي صلوات الله عليه: وقال: والله لتأتينا بشر من هذا إن سلمت، وستري -ياعثمان - غب ما تفعل، ثم خرجوا من عنده، وما ادعاه بعض المتعصبين من أن عثمان اعتذر بأنه استأذن رسول الله صلي الله عليه و آله في ذلك.. فليس في الكتب منه عين ولا أثر، وهذا الخبر ليس فيه إلا أن الرسول أطعمه في رده، ثم صرح بأن رعاية القرابة هي الموجبة لرده و مخالفته رسول الله صلي الله عليه و آله. عن الحميدي قال: قال السدي في تفسير قوله تعالي: «وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا ۚ» أنه لما توفي أبو سلمه وعبد الله ابن حذافة و تزوج النبي صلي الله عليه و آله وسلم امرأتيهما: أم سلمة وحفصة قال طلحة وعثمان: أينكح محمد نساءنا إذا متنا ولا تنكح نساؤه إذا مات

والله لو قد مات لقد جلبنا علي نسائه بالسهام، وكان طلحة يريد عاشة، وعثمان يريد أم سلمة، فأنزل الله تعالي: «وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا* إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا» وأنزل: «إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا».

روي في روضة الاحباب: أنه لما كان أول جمعة من خلافتة صعد المنبر فعرضه العي فعجر عن أداء الخطبة وتركها، فقال: بسم الله الرحمن الرحيم: أيها

ص: 52

الناس، سيجعل الله بعد عسر يسراً وبعد عن نطقاً، وإنكم الي إمام فعال أحوج منكم الي إمام قوال، أقول قولي واستغفروا الله لي ولكم.. فنزل.

قال: وفي رواية قال: الحمد لله.. وعجز عن الكلام.

وفي رواية انه قال: أول كل مركب صعب، وإن أبا بكر وعمر كانا يعدان لهذا المقام مقالاً وأنتم الي إمام عادل أحوج منكم الي إمام قائل، وإن أعش فأتكم الخطبة علي وجهها، ويعلم الله إن شاء الله تعالي.

ومن جهلة بالاحكام، أورده صاحب روضة الاحباب: أن امرأه دخلت علي زوجها فولدت لستة أشهر فرفع ذلك الي عثمان فأمر برجمها، فدخل عليه أمير المؤمنين الامام علي صلوات الله عليه فقال: إن الله عز وجل يقول: «وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ » وقال تعالي: «وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ» فلم يصل رسوله إليهم إلا بعد الفراغ من رجمها، فقتل المرأة لجهله بحكم الله عز وجل، وقد قال اللہ عزوجل: «وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ» ومن الشواهد علي جهله أن مروياته في كتبهم مع حرص اتباعه من بني اميه لعنهم الله واعوانهم.

عن حسان ابن علي المدائني، عن العباس بن مكرم، عن سعد الخفاف، عن الأصبغ بن نباتة قال: كتب عثمان بن عفان - حين أحيط به - إلي أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه: أما بعد، فقد جاوز الماء الزُّبي، وبلغ الحزام الطبيين، وتجاوز الأمر بي قدره، وطمع في من لا يدفع عن نفسه، فإن كنت مأكولا فكن غير آكل وإلا فادركني ولما أمزّق.

ص: 53

ص: 54

ثانيا: النواصب أعوانهم أتباعهم

ص: 55

ص: 56

رواية أبي الجارود، عن الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه في قوله: «الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا» الي قوله: « كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ» فقد سماهم الله كافرين مشركين بأن كذبوا بالكتاب وقد أرسل الله رسله بالكتاب وبتأويله فمن كذب بالكتاب أو كذب بما أرسل به رسله من تأويل الكتاب فهو مشرك.

ابي، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب، عن محمد بن مسلم، عن الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه في قوله: «قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَي اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ» قال صلوات الله عليه: بيت مكرهم. اي ماتوا فألقاهم الله في النار وهو مثل الأعداء آل محمد صلوات الله عليهم.

الحسين بن أحمد البيهقي عن محمد بن يحيي الصولي عن محمد بن موسي بن نصر الرازي عن أبيه قال: سئل الإمام الرضا صلوات الله عليه عن قول النبي صلي الله عليه و آله أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم وعن قوله صلي الله عليه و آله دعوا لي أصحابي. فقال صلوات الله عليه: هذا صحيح يريد من لم يغير بعده ولم يبدل قيل وكيف نعلم أنهم قد غيروا وبدلوا قال صلوات الله عليه لما پروونه من أنه صلي الله عليه و آله قال: ليدادن رجال من أصحابي يوم القيامة عن حوضي كما تذاد غرائب الابل عن الماء فأقول يارب أصحابي أصحابي، فيقال

ص: 57

لي: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: بعدا لهم وسحقا. افتري هذا لمن يغير ولم يبدل

(نهج البلاغة) ومن خطبة لمولانا أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه يصف فيها المنافقين:

نَحْمَدُهُ عَلَي مَا وَفَّقَ لَهُ مِنَ الطَّاعَةِ وَ ذَادَ عَنْهُ مِنَ الْمَعْصِيَةِ، وَ نَسْأَلُهُ لِمِنَّتِهِ تَمَاماً وَ [لِحَبْلِهِ] بحَبْلِهِ اعْتِصَاماً. وَ نَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، خَاضَ إِلَي رِضْوَانِ اللَّهِ كُلَّ غَمْرَةٍ وَ تَجَرَّعَ فِيهِ كُلَّ غُصَّةٍ، وَ قَدْ تَلَوَّنَ لَهُ الْأَدْنَوْنَ وَ تَأَلَّبَ عَلَيْهِ الْأَقْصَوْنَ، وَ خَلَعَتْ [عَلَيْهِ] إِلَيْهِ الْعَرَبُ أَعِنَّتَهَا وَ ضَرَبَتْ إِلَي مُحَارَبَتِهِ بُطُونَ رَوَاحِلِهَا، حَتَّي أَنْزَلَتْ بسَاحَتِهِ عَدَاوَتَهَا مِنْ أَبْعَد الدَّارِ وَ أَسْحَقِ الْمَزَارِ.

أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ بتَقْوَي اللَّهِ، وَ أُحَذِّرُكُمْ أَهْلَ النِّفَاقِ، فَإِنَّهُمُ الضَّالُّونَ الْمُضِلُّونَ وَ الزَّالُّونَ الْمُزلُّونَ، يَتَلَوَّنُونَ أَلْوَاناً وَ يَفْتَنُّونَ افْتِنَاناً، وَ يَعْمِدُونَكُمْ بكُلِّ عِمَادٍ وَ يَرْصُدُونَكُمْ بكُلِّ مِرْصَادٍ. قُلُوبُهُمْ دَوِيَّةٌ وَ صِفَاحُهُمْ نَقِيَّةٌ، يَمْشُونَ الْخَفَاءَ وَ يَدبُّونَ الضَّرَاءَ، وَصْفُهُمْ دَوَاءٌ وَ قَوْلُهُمْ شفَاءٌ وَ فِعْلُهُمُ الدَّاءُ الْعَيَاءُ، حَسَدَةُ الرَّخَاءِ وَ مُؤَكِّدُو الْبَلَاءِ وَ مُقْنِطُو الرَّجَاءِ. لَهُمْ بكُلِّ طَرِيقٍ صَرِيعٌ وَ إِلَي كُلِّ قَلْبٍ شَفِيعٌ وَ لِكُلِّ شَجْوٍ دُمُوعٌ، يَتَقَارَضُونَ الثَّنَاءَ وَ يَتَرَاقَبُونَ الْجَزَاءَ. إِنْ سَأَلُوا أَلْحَفُوا وَ إِنْ عَذَلُوا كَشَفُوا وَ إِنْ حَكَمُوا أَسْرَفُوا. قَدْ أَعَدُّوا لِكُلِّ حَقٍّ بَاطِلًا وَ لِكُلِّ قَائِمٍ مَائِلًا وَ لِكُلِّ حَيٍّ قَاتِلًا وَ لِكُلِّ بَابٍ مِفْتَاحاً وَ لِكُلِّ لَيْلٍ مِصْبَاحاً. يَتَوَصَّلُونَ إِلَي الطَّمَعِ بالْيَأْس لِيُقِيمُوا بهِ أَسْوَاقَهُمْ وَ يُنْفِقُوا بهِ أَعْلَاقَهُمْ. يَقُولُونَ فَيُشَبِّهُونَ وَ يَصِفُونَ فَيُمَوِّهُونَ، قَدْ هَوَّنُوا الطَّرِيقَ وَ أَضْلَعُوا الْمَضِيقَ، فَهُمْ لُمَةُ الشَّيْطَانِ وَ حُمَةُ النِّيرَانِ، «أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسرُون».

(نهج البلاغة) ومن خطبة لمولانا أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه يجري مجري الخطبة

ص: 58

فَقُمْتُ بِالْأَمْرِ حِينَ فَشِلُوا وَ تَطَلَّعْتُ حِينَ تَقَبَّعُوا وَ نَطَقْتُ حِينَ تَعْتَعُوا وَ مَضَيْتُ بِنُورِ اللَّهِ حِينَ وَقَفُوا، وَ كُنْتُ أَخْفَضَهُمْ صَوْتاً وَ أَعْلَاهُمْ فَوْتاً، فَطِرْتُ بِعِنَانِهَا وَ اسْتَبْدَدْتُ بِرِهَانِهَا كَالْجَبَلِ لَا تُحَرِّكُهُ الْقَوَاصِفُ وَ لَا تُزِيلُهُ الْعَوَاصِفُ، لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ فِيَّ مَهْمَزٌ وَ لَا لِقَائِلٍ فِيَّ مَغْمَزٌ. الذَّلِيلُ عِنْدِي عَزِيزٌ حَتَّي آخُذَ الْحَقَّ لَهُ، وَ الْقَوِيُّ عِنْدِي ضَعِيفٌ حَتَّي آخُذَ الْحَقَّ مِنْهُ. رَضِينَا عَنِ اللَّهِ قَضَاءَهُ وَ سَلَّمْنَا لِلَّهِ أَمْرَهُ.أَ تَرَانِي أَكْذِبُ عَلَي رَسُولِ اللَّهِ ( صلي الله عليه وآله ) ، وَ اللَّهِ لَأَنَا أَوَّلُ مَنْ صَدَّقَهُ ، فَلَا أَكُونُ أَوَّلَ مَنْ كَذَبَ عَلَيْهِ ، فَنَظَرْتُ فِي أَمْرِي فَإِذَا طَاعَتِي قَدْ سَبَقَتْ بَيْعَتِي ، وَ إِذَا الْمِيثَاقُ فِي عُنُقِي لِغَيْرِي .

علي بن إبراهيم، قال: نزلت في غزاة المريسيع وهي غزاة بني المصطلق في سنة خمس من الهجرة، وكان رسول الله صلي الله عليه و آله خرج إليهما فلما رجع منها نزل علي بئر، وكان الماء قليلا فيها، وكان أنس بن سيّار حليف الأنصار وكان جهجاه بن سعيد الغفاري أجيرا لعمر بن الخطاب، فأجتمعوا علي البئر فتعلق دلو ابن سيّار بدلو جهجاه، فقال ابن سيّار: دلوي: وقال جهجاه: دلوي فضرب جهجاه يده علي وجه ابن سيار، فسال منه الدم، فنادي ابن سيار بالخزرج، ونادي جهجاه بقريش وأخذ الناس السلاح وكاد أن تقع الفتنة فسمع عبد الله بن أبي النَّداء، فقال: ما هذا، فأخبروه بالخبر، فغضب غضباً شديدأً، ثم قال: قد كنت كارهاً لهذا المسير، إني لأذل العرب، ماظننت أني أبقي إلي أن أسمع مثل هذا فلا يكون عندي تغيير.

ثم أقبل علي أصحابه، فقال: هذا عملكم أنزلتموهم منازلكم وواسيمتوهم بأموالكم، ووقيتموهم بأنفسكم، وأبرزتم نحوركم إلي القتل، فأرمل نساؤكم وأيتم صبيانكم، ولو أخرجتموهم لكانوا عيالاً علي غيركم، ثم قال: لئن

ص: 59

رجعنا إلي المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، وكان في القوم زيد بن أرقم، وكان غلامآً قد راهق، وكان رسول الله صلي الله عليه و آله في ظلً شجرةٍ، في وقت الهاجرة، وعنده قوم من أصحابه من المهاجرين والأنصار فجاء زيد فأخبره بما قال عبد الله بن أبي فقال رسول الله صلي الله عليه و آله: لعلك وهمت يا غُلام.

فقال: لا والله ما وهمت.

فقال صلي الله عليه و آله: فلعلك غضبت عليه.

قال: لا والله ما غضبت عليه.

قال صلي الله عليه و آله: فلعلّه سَفِه عليك.

فقال: لا والله.

فقال رسول الله صلي الله عليه و آله: لقُشران مولاه: «أحدج» فأحدج راحلته وَرَكِب و تسامع الناس بذلك، فقالوا: ما كان رسول الله صلي الله عليه و آله ليرحل في مثل هذا الوقت، فرحل الناس ولحقه سعد بن عبادة، فقال السلام عليك يارسول الله صلي الله عليه و آله ورحمة وبركاتة.

فقال صلي الله عليه و آله: وعليك السلام.

فقال: ما كنت لترحل في مثل هذا الوقت.

فقال صلي الله عليه و آله: أو ما سمعت قولاً قاله صاحبكم.

قال: وأي صاحب لنا غيرك يارسول الله صلي الله عليه و آله.

قال صلي الله عليه و آله: عبد الله بن أبي زعم أنه إن رجع إلي المدينة ليخرجنُّ الأعز منها الأذل.

ص: 60

فقال: يا رسول الله صلي الله عليه و آله أنت وأصحابك الأغزو هو وأصحابه الأذلِّ.

فسار رسول الله صلي الله عليه و آله يومه كله لا يكلمه أحد فأقبلت الخزرج علي عبد الله بن أبي يعذ لونه، فحلف عبد الله بن أبي أنه لم يقل شيئاً من ذلك: فقالوا: فقم بنا الي رسول الله صلي الله عليه و آله حتي نعتذر إليه فلوئ عُنُقه، فلما جنّ الليل سار رسول الله صلي الله عليه و آله ليله كله والنهار، فلم ينزلوا إلَّا للصلاة فلما كان الغد نزل رسول الله صلي الله عليه و آله ونزل أصحابه، وقد أمهدهم الارض من الشهر الذي أصابهم، فجاء عبد الله بن أبي إلي رسول الله صلي الله عليه و آله فحلف عبد الله أنه لم يقل ذلك، وأنه ليشهد أن لا إله إلا الله وأنَّك الرسول الله صلي الله عليه و آله وأن زيدا قد كذب علي فقبل رسول الله صلي الله عليه و آله منه وأقبلت الخزرج علي زيد بن أرقم يشتمونه ويقولون له: كذبت علي عبد الله سيدنا.

فلما رحل رسول الله صلي الله عليه و آله كان زيد معه يقول إنك لتعلم أني لم أكذب علي عبد الله بن أبي فما سار إلاَّ قليلا حتي أخذ رسول الله صلي الله عليه و آله ما كان يأخده من البرحاء عند نزول الوحي عليه، فثقل حتي كادت ناقته أن تبرك من ثقل الوحي، فسُري عن رسول الله صلي الله عليه و آله وهو يسكب العرق عن وجهه، ثم أخذ بأذن زيد بن أرقم، فرفعه من الرحل، ثم قال صلي الله عليه و آله: يا غلام صدق قولك ووعي قلبك وأنزل الله فيما لت قرآناً.

فلما نزل جمع أصحابه وقرأ عليهم سورة المنافقين.

«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ

ص: 61

اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ * اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» إلي قوله تعالي «وَلٰكِنَّ المُنافِقينَ لا يَعلَمونَ» ففضح الله عبد الله بن أبي.

تفسير الإمام الحسن العسكري قوله عز وجل «مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ *صُمُّۢ بُكۡمٌ عُمۡيٞ فَهُمۡ لَا يَرۡجِعُونَ»قال الإمام موسي بن جعفر صلوات الله عليه مثل هؤلاء المنافقين كمثل الذي استوقد نار أبصر بها ما حوله فلما ابصر ذهب الله تعالي بريح أرسلها عليها فأطفاها أو بمطر كذلك مثل هؤلاء المنافقين الناكثين لما أخذ الله تعالي عليهم البيعة لعلي بن أبي طالب صلوات الله عليه أعطوا ظاهر شهادة أن إلا الله لا الله وحده لا شريك له وأن محمد عبده ورسوله وأن علي وليه ووصيه و وارثه وخليفته في أمَّته و قاضي ديونه ومنجز عداته والقائم بسياسة عباد الله مقامه فورث مواريث المسلمين بها وفلح من المسلمين بها و ولوه من اجلها واحسنوا عنه الدفاع بسببها واتخذوه اخاً يصونون عنه انفسهم بسماعهم منه لها فلما جاء الموت وقعوا في حكم رب العالمين العالم بالأسرار والذي لا تخفي عليه خافية فأخذهم بعذاب باطن كفرهم فذلك حين ذهب نورهم وصاروا في ظلمات عذاب الله ظلمات احكام الآخرة لا يرون منها خروجا ولا يجدون عنها محيصا. ثم قال صلوات الله عليه: صمَّ يعني يصمّون في الآخرة في عذابها بكم يبكون بين اطباق نيرانها عمي يعمهون هناك وذلك نظير قوله «وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيٰ وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا ۖ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا».

عن محمد بن الحصين عن خالد بن يزيد القمي عن بعض اصحابه عن

ص: 62

الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه في قول الله عز وجل «وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ» قال صلوات الله عليه: حيث كان النبي صلي الله عليه و آله بين أظهرهم«فَعَمُوا وَصَمُّوا » حيث قبض رسول الله صلي الله عليه و آله « ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ» حيث قام أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال «مَّ عَمُوا وَصَمُّوا » إلي الساعة.

ص: 63

ص: 64

الفصل الرابع:فتنة عائشة وحفصة

اشارة

ص: 65

ص: 66

عن سيف بن عميدة عن أخيه عن منصور بن حازم عن حمران قال: سمعت الإمام أبا جعفر صلوات الله عليه يقرأ<<وجاءَ فِرعَون>> يعني الثالث<<وَمِن قَبلِه* وَالمؤتَفِكَات>>أهل البصرة <<بِالخاطِئَة>> الحميراء.

- فقد جاء في كلام لمولانا الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه لأهل

البصرة يا أهل المؤتفكة أئتفكت بأهلها ثلاث مرات.

(نهج البلاغة) ومن كلام لمولانا أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه في ذمها وذم أتباعها: كنتم جندألمرأة وأتباع البهيمة رغماً فأجبتم وعقر فهزمتم أخلاقكم رقاق وعهدكم شقاق و دينكم نفاق و مائكم زعاق المقيم بين أظهركم مرتهن بذنبه والشاخص عنكم متدارك برحمة من ربه كأني بمسجدكم كجؤجؤ سفينة قد بعث الله عليها العذاب من فوقها ومن تحتها وغرق من في ضمنها.

وروي الواقدي عن أفلح بن سعيد عن يزيد بن زياد عن عبد الله بن أبي رافع عن أم سلمة زوجة النبي صلي الله عليه و آله قالت: كنتُ مقيمةً بمكة تلك السنة حتي دخل المحرم فلم أدر إلا برسول طلحة والزبير قد جاءني عنهما يقول: إن طلحة والزبير ابنيك يقولان: إن أم المؤمنين عائشة تريد أن تخرج للطلب بدم عثمان فلو خرجت معنا رجونا أن يصلح الله بكما فتق هذه الأُمة. فأرسلت إليهما والله ما بهذا أُمرتُ ولا عائشة لقد أمرنا الله أن نقرَ في بيوتنا فكيف نخرج للقتال

ص: 67

والحرب مع أن أولياء عثمان غيرنا والله ما يجوز عفو ولا صلحٌ ولا قصاصُ وما ذاك إلا إلي ولد عثمان و أخري نقاتل علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ذا البلاء والعناء أولي الناس بهذا الامر والله ما أنصفتما رسول الله صلي الله عليه و آله في نسائه حيث تخرجوهن الي العراق و تتركون نسائكم في بيوتكم. ثم أرسلت الي عائشة فنهتها أشد النهي عن طلحة والزبير في الخروج لقتال علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وذكرتها أمور تعرفها وقالت لها أنشد الله هل تعلمين أن رسول الله صلي الله عليه و آله قال لك: اتقِ الله واحذري أن تنبحكي كلاب الحوأب.

فقالت: نعم. وردعتها بعض الردع ثم رجعت الي رأيها في المسير.

روي علي بن مسهر عن هشام بن غُررة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: يا عائشة إني رأيتُكِ في المنام مرتين أري جملاً يَحمِلُكِ في سيدافي من حرير فأكشفها فإذا هي أنتِ.

ص: 68

2-نهي النبي صلي الله عليه وآله لها

روي عصام بن قُدامة البجلي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: ليت شعري أيتكنَ صاحبي الجملِ الأدبب تخرج حتي تنبحها كلاب الحوأب يقتل عن يمينها وشمالها خلق كثير كلهم في النار و تنجو بعدها كادت.

حدثنا يزيد بن هارون عن أبي خالد عن قيس عن أبي حازم عن عائشة عن النبي صلي الله عليه و آله أنه قال لأزواجه: أيتكن تنبحها كلاب الحوأب. فلما مرت عائشة نبحت الكلاب فسألت عنه، فقيل لها : هذا ماء الحوأب. قالت: ما أظنني إلا راجعة، قيل لها: يا أم المؤمنين إنما تصلحين بين الناس.حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه أن رسول الله صلي

الله عليه و آله قال لنسائه: أيتكن تنبحها كلاب ماء كذا وكذا إياك ياحمراء.

عن الحسين ابن علي عن عبد الرزاق عن أبيه عن مثيا مولي عبد الرحمن بن عوف عن عبد الله بن مسعود قال: قلت للنبي صلي الله عليه و آله: يارسول الله صلي الله عليه و آله من يغسلك إذا مت. فقال صلي الله عليه و آله: يغسل كل نبي وصيه. قلت: فمن وصيك يارسول الله صلي الله عليه و آله. قال: علي بن أبي طالب. فقلت: كم يعيش بعدك يارسول الله صلي الله عليه و آله. قال: ثلاثين سنة فإن يوشع بن نون وصي موسي عاش بعده ثلاثين سنة وخرجت عليه صفراء

ص: 69

بنت شعيب زوج موسي فقالت: أنا أحق بالأمر منك فقاتلها فقتل مقاتلتها وأسرها فأحسن أسرها وإن ابنة أبي بكر ستخرج علي علي في كذا وكذا ألفا من أمتي فيقاتلها فيقتل مقاتلتها ويأسرها فيحسن أسرها وفيها أنزل الله تعالي <<وقَرنَ في بُيُوتِكُنَّ ولا تبرجن تَبرُّجَ الجَاهِليةِ الأُولي>> يعني صفراء بنت

شعيب.

الصراط المستقيم، في حديث الحسين بن علوان والديلمي عن الصادق صلوات الله عليه في قوله تعالي: <<وإذ أسرَّ النبيُّ إلي بَعضِ أزواجِه حديثاً>> هي حفصة قال الإمام الصادق صلوات الله عليه كفرت: في قولها <<ومَن أنبأكَ هذا>> وقال الله فيها وفي أختها: <<وإن تَتُوبا إلي اللهِ فَقَد صَغَت قُلُوبُكُما>> أي زاغت والزيغ الكفر.

- وفي رواية أنه أعلم حفصة أن أباها وأبابكر يليان الأمر فأفشت إلي عائشة فأفشت إلي أبيها فأفش إلي صاحبه فاجتمعا علي أن يستعجلا ذلك علي أن يسقياه سّما فلما أخبره الله يفعلهما هم بقتلهما فحلفا أنهما لم يفعلا فنزل <<يا أَيُّهَا الَّذينَ كفروا لا تَعتَذِروا اليَوم>>.

عن أبي الصباح الواسطي عن عبد العزيز بن سعيد الأنصاري عن أبيه عن جده وكانت له صحبة عن أم سلمة زوج النبي صلي الله عليه و آله قالت: حج رسول الله صلي الله عليه و آله عام حجة الوداع بأزواجه فكان يأوي في كل يوم وليلة إلي إمرأة منهن وهو حرام يبتغي بذلك العدل بينهن قالت: فلما أن كانت ليلة عائشة ويومها خلا رسول الله صلي الله عليه و آله بعلي بن أبي طالب صلوات الله عليه يناجيه وهما يسيران فأطال مناجاته فشق ذلك علي عائشة فقالت: إني أريد أن أذهب إلي علي فأناله أو قالت أتناوله بلساني في حبسه رسول الله صلي

ص: 70

الله عليه و آله عني فنهيتها فنصت ناقتها في السير ثم إنها رجعت إلي وهي تبكي فقلت: ما لك. فقالت: إني أتيت النبي صلي الله عليه و آله فقلت: يا أبن أبي طالب ما تزال تحبس عني رسول الله صلي الله عليه و آله. فقال رسول الله صلي الله عليه و آله: لا تحولي بيني وبين علي إنه لا يخافه في أحد وإنه لا يبغضه والذي نفسي بيده مؤمن ولا يحبه كافر ألا إن الحق بعدي مع علي يميل معه حيث ما مال لا يفترقان جميعا حتي يردا علي الحوض. قالت أم سلمة: قد كنت نهيتك فأبيت إلا ما صنعت

(نهج البلاغة) فأما فلانة فأدركها رأي النساء وضغن علي في صدرها كمرجل القين ولو دعيت لتنال من غيري ما أتت إلي لم تفعل ولها بعد حرمتها الأولي والحساب علي الله.

في كتاب سليم بن قيس الهلالي قال: سمعت سلمان و أباذر والمقداد -رضوان الله عليهم - وسألت أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه عن ذلك فقال صلوات الله عليه: صدقوا.

قالوا: دخل أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه علي رسول الله صلي الله عليه و آله وعائشة قاعدة خلفه و البيت غاص بأهله فيهم الخمسة أصحاب الكساء صلوات الله عليهم، والخمسة أصحاب الشوري، ولم يجد مكانا فأشار إليه رسول الله صلي الله عليه و آله: ههنا، يعني خلفه وعائشة قاعدة خلفه و عليها كساء، فجاء أمير المؤمنين علي صلوات الله عليه فقعد بين رسول الله صلي الله عليه و آله و بين عائشة فغضبت وأقعت كما يقعي الاعرابي قد قدعة عائشة وغضبت وقالت: ما وجدت لإستك موضعا غير حجري، فغضب رسول الله صلي الله عليه و آله وقال صلي الله عليه وآله: مه ياحميراء لا تؤذيني

ص: 71

في أخي علي، فإنه أمير المؤمنين، وسيد المسلمين و صاحب الغر المحجلين، يوم القيامة يجعله الله علي الصراط.

وفي رواية أخري: يقعده الله يوم القيامة علي الصراط. فيقاسم النار فيدخل

أولياؤه الجنة ويدخل أعداؤه النار.

عن محمد بن عيسي عن إسحاق بن زيد عن عبد الغفار بن القاسم، عن عبد الله بن شريك العامري عن جندب بن عبد الله البجلي، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال: دخلت علي رسول الله صلي الله عليه و اله قبل أن يضرب الحجاب وهو في منزل عائشة فجلست بينه وبينها فقالت: يابن أبي طالب ما وجدت مكاناً لاستك غير فخذي، امط عيني، فضرب رسول الله صلي الله عليه و آله بين كتفيها ثم قال لها: ويلك ما تريدين من أمير المؤمنين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين. .

عن بن بهار بن عمار عن زكريا بن يحيي عن جابر عن إسحاق عن عبد الله بن الحارث عن أبيه عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال: أتيت النبي صلي الله عليه و آله وعنده أبو بكر وعمر فجلست بينه وبين عائشة فقالت لي عائشة: ما وجدت إلا فخذي أو فخذ رسول الله صلي الله عليه و آله فقال صلي الله عليه و آله : مه ياعائشة لا تؤذيني في علي فإنه أخي في الدنيا وأخي في الآخرة وهو أمير المؤمنين يجلسه الله يوم القيامة علي الصراط فيدخل أولياؤه الجنة وأعدائه النار.

حدثنا سفيان بن ابراهيم عن عبد المؤمن بن القاسم عن عبد الله بن شريك، عن جندب عن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال: دخلت علي رسول الله صلي الله عليه وآله وعنده أناس قبل أن يحجب النساء

ص: 72

فأشار بيده أن اجلس بيني و بين عائشة فجلست فقالت: تنح كذا، فقال رسول الله صلي الله عليه و آله: ماذا تريدين إلي أمير المؤمنين.

روي عن مسروق أنه قال: دخلت علي عائشة فجلست إليها فحدثتني واستدعت غلاماً لها أسود يقال له عبد الرحمن فجاء حتي وقف فقالت: يامسروق أتدري لم سميته عبد الرحمن فقلت: لا، قالت: حباً مني لعبد الرحمن ابن ملجم.

عن البرقي عن أبيه عن محمد بن سليمان عن داود بن النعمان عن عبد الرحيم القصير قال: قال لي الإمام أبو جعفر صلوات الله عليه: أما لو قام قائمنا-صلوات الله عليه – لقد ردت إليه الحميراء حتي يجلدها الحد وحتي ينتقم لإبنة محمد فاطمة - صلوات الله عليها - منها. قلت: جعلت فداك ولم يجلدها الحد. قال صلوات الله عليه: لفريتها علي أم إبراهيم. قلت: فكيف أخره الله للقائم -صلوات الله عليه - فقال صلوات الله عليه له: لأن الله تبارك وتعالي بعث محمداً صلي الله عليه و آله رحمة وبعث القائم صلوات الله عليه نقمة.

ص: 73

ص: 74

الفصل الخامس :فتنة التعدي،تعدي صنما قريش

ص: 75

ص: 76

عن أبي الحارث شريح عن الوليد بن مسلم عن عبد العزيز بن سليمان عن سليمان بن حبيب عن أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: التنقضن عري الاسلام عروة عروة كلما نقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها، فأولهن نقض الحكم و آخرهن الصلاة.

عن عبد الصمد بن بشير، عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: تدرون مات النبي أو قتل إن الله يقول: <<أقَإن مات أو قُتِلَ انقَلَبتُم عَلي أَعقابِكُم>>فسم قبل الموت إنهما سقتاه، فقلنا: إنهما وأبوهما شر من خلق الله.

أحمد بن محمد عن الأهوازي، عن القاسم بن محمد عن علي، عن أبي بصير ، عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: سم رسول الله صلي الله عليه وآله يوم خيبر فتكلم اللحم فقال: يا رسول الله إني مسموم قال: فقال النبي صلي الله عليه و آله عند موته: اليوم قطعت مطاياي الأكلة التي أكلت بخيبر وما من نبي ولا وصي إلا شهيدة.

عن ابن البطائني عن ابن عميرة عن محمد بن عتبة عن محمد بن عبد الرحمن عن أبيه عن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال: بينا أنا وفاطمة والحسن والحسين عند رسول الله صلي الله عليه و آله إذا التفت الينا فبكي، فقلنا: ما يبكيك يارسول الله صلي الله عليه و آله فقال صلي الله عليه و آله: أبكي مما يصنع بكم بعدي. فقلت: وما ذاك يارسول الله صلي الله عليه

ص: 77

و آله. قال: أبكي من ضربتك علي القرن ولطم فاطمة خدها و طعنة الحسن في الفخذ والسم الذي يسقي وقتل الحسين. قال: فبكي أهل البيت جميعا. فقلت: يارسول الله صلي الله عليه و آله ما خلقنا ربنا الا للبلاء قال صلي الله عليه و آله : أبشر ياعلي فإن الله عزوجل قد عهد إلي أنه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق.

عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن عبد الله بن العباس قال: لما حضرت رسول الله صلي الله عليه و آله الوفاة بكئ حتي بلّت دموعه لحيته. فقيل له: يارسول الله صلي الله عليه و آله ما يبكيك.

فقال صلي الله عليه و آله: أبكي لذرّيتي و ما تصنع بهم شرار أمتي من بعدي كأني بفاطمة بنتي وقد ظلمت بعدي وهي تنادي: يا أبتاه فلا يعينها أحد من أمتي فسمعت ذلك فاطمة صلوات الله عليها فبكت.

فقال رسول الله صلي الله عليه و آله: لا تبكي يابنية. فقالت صلوات الله عليها: لست أبكي لما يصنع بي من بعدك ولكني أبكي لفراقك يارسول الله صلي الله عليه و آله.

فقال لها صلي الله عليه و آله: أبشري يابنت محمد بسرعة اللحاق بي فإنك

أول من يلحق بي من أهل بيتي.

المناقب لابن شهر آشوب: دخلت أم سلمة علي فاطمة صلوات الله عليها فقالت لها: كيف أصبحت عن ليلتك يا بنت رسول الله صلي الله عليه و آله. قالت: أصبحت بين كمد و كرب فقد النبي صلي الله عليه و آله وظلم الوصي -صلوات الله عليه - هتك والله حجابه من أصبحت إمامته مقبضة مقضبة علي غير ما شرع الله

ص: 78

في التنزيل وسنها النبي صلي الله عليه و آله في التأويل ولكنها أحقاد بدرية و تراب أحدية كانت عليها قلوب النفاق مكتمنة لإمكان الوشاة فلما استهدف ألامر أرسلت علينا شآبيب الآثار من مخيلة الشقاق فيقط وتر الإيمان من قسي صدورها ولبئس علي ما وعد الله من حفظ الرسالة وكفالة المؤمنين أحرزوا عائدتهم غرور الدنيا بعد استنصار ممن فتك بآبائهم في مواطن الكرب ومنازل الشهادات.

عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه عن الإمام أبي الحسن الرضا

صلوات الله عليه قال: لما قبض رسول الله صلي الله عليه وآله أتاهم آت فوقف علي باب البيت فعزاهم به، وأهل البيت يسمعون كلامه ولا يرونه فقال أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه: هذا هوالخضر أتاكم يعزيكم بنبيكم.

عن أبي عوانة، عن الحسين ابن علي، عن عبد الرزاق، عن أبيه عن مثيا مولي عبد الرحمن بن عوف، عن عبد الله بن مسعود قال: قلت للنبي صلي الله عليه و آله: يارسول الله من يغسلك إذا مت. فقال صلي الله عليه و آله: يغسل كل نبي وصيه، قلت: فمن وصيك يارسول الله صلي الله عليه و آله. قال: علي بن أبي طالب. فقلت: كم يعيش بعدك يارسول الله. قال: ثلاثين سنة، فإن يوشع بن نون وصي موسي عاش بعده ثلاثين سنة وخرجت عليه صفراء بنت شعيب زوج موسي فقالت أنا أحق بالامر منك فقاتلها فقتل مقاتلتها وأسرها فأحسن أسرها، وإن ابنة أبي بكر ستخرج علي علي في كذا وكذا ألفا من أمتي فيقاتلها فيقتل مقاتلتها ويأسرها فيحسن أسرها وفيها أنزل الله تعالي <<وقَرنَ في بُيوتِكُنَّ وَلا تبرُّجن تبرُّج الجاهِليَّة الأولي >> يعني صفراء بنت شعيب.

ص: 79

خبر السقيفة:

اجتمعت الانصار في سقيفة بني ساعدة يوم توفي رسول الله قبل أن يغسل، فأجلست سعد بن عبادة الخزرجي، وعصبته بعصابة وثنت له وسادة، وبلغ أبا بكر وعمر والمهاجرين، فأتوا مسرعين، فنحوا الناس عن سعد واقبل ابو عبيدة الجراح فقالوا: يا معاشر الانصار منّا رسول الله، فنحن أحق بمقامه، وقالت الانصار: منّا أمير ومنكم أمير. فقال أبوبكر: منا الأمراء وأنتم الوزراء. فقام ثابت بن قيس ابن شماس، وهو خطيب الانصار فتكلم و ذكر فضلهم. فقال أبو بكر: ما ندفعهم عن الفضل، وما ذكرتم من الفضل فأنتم له أهل ولكن قريش أولي بمحمد منكم، وهذا عمر بن الخطاب الذي قال رسول الله: اللهم اعز الدين به وهذا أبو عبيدة ابن الجراح الذي قال رسول الله: أمير هذه الأمة، فبايعوا أيهما شئتم، فأبياعله وقالا: والله ما كنا لنقدمك وأنت صاحب رسول الله و ثاني اثنين: فضرب أبو عبيدة علي يد أبي بكر، وثني عمر، ثم بايع من كان معه. ثم نادي ابو عبيدة: يامعشر الأنصار إنكم كنتم أول من نصر فلا تكونوا أول من غير وبدّل. وقام عبد الرحمن بن عوف فتكلم فقال: يا معشر الأنصار، انكم، وان كنتم علي فضل، فليس منكم مثل أبي بكر وعمر وعلي، وقام المنذر بن أرقم فقال: ما ندفع فضل من ذكرت، وإن فيهم رجلا لو طلب هذا الأمر لم ينازعه فيه أحد، يعني (امير المؤمنين الامام )علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه) فوثب بشير بن سعد من الخزرج فكان أول من بايعه الأنصار، وأسيد بن حضير الخزرجي، وبايع الناس حتي جعل الرجل يطفر وسادة سعد بن عبادة، وحتي وطئوا سعدا. وقال عمر: اقتلوا سعد، قتل الله سعدا.وجاء البراء بن عازب، فضرب الباب علي بني هاشم وقال: يا معشر بني هاشم، بويع أبو بكر فقال بعضهم: ما كان المسلمون يحدثون

ص: 80

حديثا تغيب عنه، ونحن أولي بمحمد.

فقال العباس: فعلوها، ورب الكعبة. قال الإمام أبو جعفر صلوات الله عليه: قال الناس: كيف الصلاة عليه.

فقال أمير المؤمنين الإمام علي صلوات الله عليه: إن رسول الله صلي الله عليه و آله إمام حيا و ميتا، فدخل عليه عشرة عشرة فصلوا عليه يوم الإثنين وليلة الثلثاء حتي الصباح ويوم الثلثاء حتي صلي عليه الاقرباء والخواص ولم يحضر أهل السقيفة وكان علي صلوات الله عليه أنفذ إليهم بريدة وإنما تمت بيعتهم بعد دفنه. وقال أمير المؤمنين الإمام علي صلوات الله عليه: سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله يقول: إنما نزلت هذه الآية في الصلاة علي بعد قبض الله لي:<<إنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُونَ عَلي النَبِي >> الآية.

لما نزلت هذه الاية<< وَتَّقُوا فِتنةَّ لا تُصيبَنَّ الذينَ ظَلَموا مِنكُم خَاصهً>> قال النبي صلي الله عليه و آله: من ظلم علي مقعدي هذا بعد وفاتي فكأنما جحد نبوتي ونبوة الأنبياء من قبلي ومن تولي ظالماً فهو ظالم، قال الله عزوجل:

<<يَا أَيُّها الذينَ ءامَنوا لا تَتخِذوا ءَاباءكُم وَإِخوانكُم أَولياءَ إِنِ استحبُوا الكُفرَ عَلي الايمانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِنكُم فَأولئِكَ هُمُ الظالِمُونَ>> وقال الله عز وجل:<< يا أيُّها الذين ءامنوا لا تَتَوَلوا قوماً غَضِبَ اللهُ عليهِم >>وقال الله عزوجل: <<لا تَجِدُ قَومَاً يُؤمِنونَ بِاللهِ وَاليَومِ الآخرِ يوادّونَ مَن حَادَّ اللهَ ورسولَهُ وَلَو كَانُواءَاباءَهُم أَو أبناءَهُم أو إخوانَهُم أو عَشيرَتَهُم>> وقال عز وجل:<<ولاَ تَركَنُوا إلي الذينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّار>> والظلم هو وضع الشيء في غير موضعه. فمن ادعي الإمامة وليس بإمام فهو الظالم الملعون و من وضع الإمامة في غير أهلها

ص: 81

فهو ظالم ملعون، وقال النبي صلي الله عليه و آله: من جحد علي إمامته من بعدي فإنما جحد نبوتي ومن جحد نبوتي فقد جحد الله ربوبيته. وقال النبي صلي الله عليه و آله لأمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه: ياعلي انت المظلوم من بعدي فمن ظلمك فقد ظلمني ومن أنصفك فقد أنصفني و من جحدك فقد جحدني ومن والاك فقد والاني ومن عاداك فقد عاداني ومن أطاعك فقد أطاعني ومن عصاك فقد عصاني.

روي الإمام الباقر صلوات الله عليه: أن عمر بن الخطاب قال لأبي بكر:

اكتب إلي أسامة يقدم عليك فإن في قدومه قطع الشنعة عنا.

فكتب أبو بكر إليه: من ابي بكر خليفة رسول الله إلي اسامة ابن زيد

أما بعد: فانظر إذا أتاك كتابي فأقبل الي أنت ومن معك فان المسلمين قد اجتمعوا علي وولوني أمرهم، فلا تتخلفنَّ فتعصي ويأتيك مني ما تكره والسلام. ومن كلام لمولانا أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قالوا: انتهت إلي أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه أنباء السقيفة بعد وفاة رسول الله صلي الله عليه وآله قال صلوات الله عليه:ماقالت الانصار. قالوا: قالت: منّا أمير ومنكم أمير. قال: صلوات الله عليه فهلا احتججتم عليهم بأن رسول الله صلي الله عليه وآله وصي بأن يحسن إلي محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم. قالوا: وما في هذا من الحجة عليهم.

فقال صلوات الله عليه: لو كانت الإمامة فيهم لم تكن الوصية بهم. فماذا

قالت قريش.

قالوا: احتجت بأنها شجرة الرسول صلي الله عليه و آله.

ص: 82

فقال صلوات الله عليه: احتجوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة.

روي أبو الصلاح في كتاب تقريب المعارف عن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه انه قال: ثم ان عمر هلك و جعلها شوري و جعلني سادس ستة كسهم الجدة وقال: اقتلوا الاقل وما أراد غيري فكظمت غيظي وأنتظرت أمر ربي والزقت كلكلي بالارض الخبر.

إحتجاج أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه علي

الناكثين لبيعته في خطبة خطيها صلوات الله عليه فقال: (إن الله ذا الجلال والإكرام لما خلق الخلق واختار خيرة من خلقه و اصطفي صفوة من عباده وأرسل رسولا منهم وأنزل عليه كتابه وشرع له دينه وفرض فرائضه فكانت الجملة قول الله عزوجل ذكره حيث أمر فقال:<<أطيعوا اللهَ وأطيعوا الرَّسولَ وَأُلي ألامرِ مِنكُم>> فهو لنا أهل البيت صلوات الله عليهم خاصة دون غيرنا فانقلبتم علي اعقابكم، وارتددتم ونقضتم ألامر ونكثتم العهد ولم تظروا الله شيئا وقد أمركم أن تردوا ألامر إلي الله والي رسوله صلي الله عليه واله والي أولي الامر منكم المستنبطين للعلم، فأقررتم ثم جحدتم وقد قال الله لكم: <<أوفوا بِعَهدي أوفِ بِعَهدِكُم وإِيَّايَ فَارهَبون>> إن أهل الكتاب والحكمة والإيمان آل ابراهيم عليه السلام، بينه الله لهم فحسدا، فأنزل الله جل ذكره <<وأمُ يَحسِدونَ النَّاسَ عَلي مَا آتاهُمُ اللهُ مِن فَضلِهِ فَقَد آتينا آلَ إبراهيمَ الكتابَ وَالحِكمَةَ وآتيناهُم مُلكاً عَظيماً * فَمِنهُم مَن آمَنَ بِهِ وَمَنِهُم مَن صَدَّ عَنه وَكَفَي بِجَهَنَّمَ سَعيراً>> فنحن آل إبراهيم فقد حسدنا كما حُسد آبائنا وأول من حسد آدم الذي خلقه الله عزوجل بيده ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته وعلمه الأسماء كلها وأصطفاه علي العالمين فحسده الشيطان فكان من الغاوين

ص: 83

ثم حسد قابيل هابيل فقتله فكان من الخاسرين ونوح حسده قومه فقالوا: <<ومَا هذا إلاَّ بَشَرُ مَّثلُكُم يأكُلُ مِمَا تَأكُلُونَ مِنهُ وَيشربُ مِمَا تَشربون * ولَئِن أطعتُم بَشَرَاً مِثلُكُم إِنَكُم إذاً لَخَاسِرون>>. ولله الخيرة يختار من يشاء ويختص برحمة من يشاء ويؤتي الحكمة والعلم من يشاء ثم حسدوا نبينا محمد صلي الله عليه وآله ألا ونحن أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس و نحن المحسودون كما حُسِد آبائنا، قال الله عز وجل:<<إنَّ أولي الناسِ بِإبراهيمَ لَلَذينَ اتبعُوهُ وَهَذا النبي >> وقال:<<وأولُوا الأرحامِ بعضُهُم أولي بِبَعض في كتابِ الله>> فنحن أولي الناس بأبراهيم ونحن ورثناه ونحن أولوا الأرحام الذين ورثنا الكعبة ونحن آل إبراهيم أفترغبون عن ملة إبراهيم وقد قال الله تعالي:<<وَمَن تَبِعَني فإنَّه مِنَّي>> ياقوم أدعوكم إلي الله وإلي رسوله صلي الله عليه و آله وإلي كتابه وإلي ولي أمره وإلي وصيه ووارثه من بعد فاستجيبوا لنا واتبعو آل إبراهيم واقتدوا بنا فإن ذلك لنا آل ابراهيم فرضاً واجباً والافئدة من الناس تهوي الينا وذلك دعوة إبراهيم حيث قال: <<فاجعَل أَفيِدَهً مِنَ النَّاسِ تَهوي إلَيهِم>> فهل نقمتم منا إلا أن آمنا بالله وما أنزل علينا ولا تتفرقوا فتضلوا والله شهيد عليكم قد أنذركم ودعوتكم وأرشدتكم وأنتم وما تختارون).

قال سليم بن قيس: فلما رأي علي صلوات الله عليه خذلان الناس إياه وتركهم نصرته واجتماع كلمتهم مع أبي بكر وطاعتهم له، وتعظيمهم إياه لزم بيته، فقال عمر لأبي بكر: ما يمنعك أن تبعث إليه فيبايع، فإنه لم يبق أحد إلا وقد بايع، غيره وغير هؤلاء الأربعة وكان أبو بكر أرق الرجلين وأرفقهما وأدهاهما وأبعدهما غوراً، والآخر أفضهما وأغلظهما وأجفاهما، فقال (له) أبو بكر: من نرسل اليه فقال عمر: نرسل إليه قنفذاً وهو رجل فظ غليظ جاف من الطلقاء،أحد

ص: 84

بني عدي بن كعب فأرسله إليه وأرسل معه اعواناً فانطلق فاستأذن علي علي صلوات الله عليه فأبي أن يأذن لهم. فرجع أصحاب قنفذ إلي أبي بكر وعمر وهما جالسان في المسجد والناس حولهما، فقالوا: لم يؤذن لنا، فقال عمر: اذهبوا فان اذن لكم وإلا فادخلوا (عليه) بغير إذن، فانطلقوا فاستأذنوا، فقالت فاطمة صلوات الله عليها: أخرج عليكم أن تدخلوا علي بيتي بغير إذن، فرجعوا وثبت قنفذ، فقالوا: إن فاطمة قالت: كذا وكذا فتحرجنا أن ندخل بيتها بغير إذن.

فغضب عمر وقال: ما لنا وللنساء ثم أمر أناساً حوله أن يحملوا الحطب. فحملوا الحطب، وحمل معهم عمر فجعلوه حول منزل علي وفاطمة وأبناهاصلوات الله عليهم، ثم نادي عمر -حتي اسمع علي وفاطمة صلوات الله عليهما -: والله لتخرجن ياعلي ولتبايعن خليفة رسول الله وإلا أضرمت عليك (بيتك) النار.

فقالت فاطمة صلوات الله عليها: ياعمر ما لنا ولك. فقال: افتحي الباب وإلا أحرقنا عليكم بيتكم.

فقالت صلوات الله عليها: ياعمر أما تتقي الله تدخل علي بيتي فأبي أن ينصرف، ودعا عمر بالنار فأضرمها في الباب ثم دفعه فدخل، فاستقبلته فاطمة صلوات الله عليها وصاحت: يا أبتاه، يارسول الله.

فرفع عمر السيف -وهو في غمده - فوجأ به جبينها فصرخت يا أبتاه فرفع

السوط فضرب به ذراعها...

قال زيد بن أسلم: كنت ممن حمل الحطب مع عمر إلي باب فاطمة صلوات الله عليها حين امتنع علي صلوات الله عليه وأصحابه عن البيعة فقال عمر لفاطمة: اخرجي من البيت وإلا أحرقته ومن فيه: قال: وفي البيت علي صلوات الله عليه

ص: 85

وفاطمة صلوات الله عليها والحسن صلوات الله عليه والحسين صلوات الله عليه وجماعة من أصحاب النبي صلي الله عليه و آله وسلم فقالت فاطمة صلوات الله عليها: اتحرق علي وولدي صلوات الله عليهم. قال: إي والله - أو ليخرجن وليبا يعن.

ابن شهر آشوب: لما انصرفت فاطمة صلوات الله عليها من عبد أبي بكر ،أقبلت علي أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقالت صلوات الله عليها له: يا ابن أبي طالب اشتملت شملة الجنين وقعدت حجرة الظنين نقضت قادمة الأجدل فخانك ريش الأعزل أضرعت خدك يوم أضعت جك افترست الذئاب وافترشت التراب ما كففت قائلا ولا أغنيت باطلا هذا ابن أبي قحافة قة ابتزني نحيلة أبي و بليغة ابني والله لقد أجهد في ظلامتي والله في خصامي حتي منعتني القيلة نصرها والمهاجرة وصلها وغضت الجماعة دوني فلا مانع ولا دافع خرجت والله كاظمة وعدت راغمة ولا خيار لي ليتني مت قبل ذلتي وتوفيت قبل منيتي عذيري والله فيك حامية ومنك داعيا ويلاي في كل شارق ويلاي مات العمد ووهن العضد شكواي إلي ربي وعلواي إلي أبي اللهم أنت أشد قوة.

فأجابها أمير المؤمنين صلوات الله عليه لا ويل لك بل الويل لشانئك فهنمي عن وجدك يابنت الصفوة وبقية النبوة فوالله ما و نيت في ديني ولا أخطأت مقدوري فإن كنت تريدين البلغة فرق مضمون وكيل مأمون وما أعد لك خير مما قطع عنك فأحتسبي فقالت صلوات الله عليها: حسبي الله ونعم الوكيل.

عن ابن سماعة، عن أحمد بن الحسن، عن أبان، عن محمد بن المفضل، قال سمعت الإمام أبا عبد الله صلوات الله عليه يقول: جاءت فاطمة صلوات الله عليها إلي سارية في المسجد وهي تقول وتخاطب النبي صلي الله عليه و آله:

ص: 86

قد كان بعدك أنباء وهنبثة *** لو كنت شاهدها لم يكثر الخطب

إنا فقدناك فقد الارض و ابلها *** واختل قومك فاشهدهم ولا تغب.

عن ابي الجارود قال: كنت أنا وكثير النوا عند الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه فقال كثير: يا أبا جعفر رحمك الله هذا ابو الجارود يبرأ من أبي بكر وعمر فقلت للإمام أبي جعفر صلوات الله عليه: كذب والله الذي لا اله إلا هو ما سمع ذلك مني قط، و عنده عبد الله بن علي أخو الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه فقال : هلم الي اقبل الي باكثير كان والله أول من ظلمنا حقنا واصغيا بأذانا، وحملا الناس علي رقابنا فلا غفر الله لهما ولا غفر لك معهما يا كثير.

وعن أبي الجارود قال: شئل الإمام أبو جعفر عنهما وأنا جالس فقال صلوات الله عليه: هما أول من ظلمنا حقنا وحملا الناس علي رقابنا وأخذ من فاطمة صلوات الله عليها عطية رسول الله صلي الله عليه و آله فدك بتواضعها. فقام ميسر فقال: الله ورسوله منهما بريئان. فقال الإمام أبو جعفر صلوات الله عليه شعراً

لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا وماعلم الانسان الآليعلما

من كلام لمولانا أمير المؤمنين الإمام علي بن ابي طالب صلوات الله عليه

وقد سأله كيف دفعتم قومكم عن هذا المقام وأنتم أحق به.

فقال صلوات الله عليه: يا أخا بني أسد إنك لقلق الوضين ترسل في غير

سدد ولك بعد ذمامة الصهر وحق المسئلة وقد استعلمت فاعلم.

أما الإستبداد علينا بهذا المقام ونحن الأعلون نسباً والأشد بالرسول صلي الله عليه و آله نوطاً فإنها كانت أثرة شحت علينا نفوس قوم وسحت عنهانفوس

ص: 87

آخرين والحكم الله والمعود إليه يوم القيامة ودع عنك نهباً صيح في حجراته وهلم الخطب في ابن أبي سفيان فلقد أضحكني الدهر بعد إبكائه ولا غرو والله فياله خطباً يستفرع العجب ويكثر الأود حاول القوم إطفاء نور الله من مصباحه وسد فواره من ينبوعه وجد حوا بيني وبينهم شرباً وبيثاً فإن يرتفع عنا وعنهم نحن البلوي أحملهم من الحق علي محضه وإن تكن الأخري <<فَلا تذهب نَفسكَ عَلَيهِم حَسَرات إنَّ اللَه عَليم بِمَايَصنَعُون>>.

عن أخي دعبل عن محمد بن سلامة الشامي عن زرارة عن الإمام أبي جعفر الباقر صلوات الله عليه عن أبيه الإمام علي بن الحسين صلوات الله عليه عن أبيه الإمام الحسين بن علي صلوات الله عليه قال: ذكرت الخلافة عند المؤمنين. فقال صلوات الله عليه: والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة وذكر نحوه بدني تغيير .

وعن ابن عباس قال: كنت عند أمير المؤمنين صلوات الله عليه بالرحبة فذكر الخلافة و تقدم من تقدم عليه فتنفس الصعداء ثم قال صلوات الله عليه: أما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة - وساق الخبر إلي آخره -

تفسير القمي: قال الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه: أيها الناس إن أول من بغي علي الله عزوجل علي وجه الارض عناق بنت آدم عليه السلام و خلق الله لها عشرين أصبعاً في كل اصبع منها ظفران طويلان كالمنجلين مجمع العظمين وكان مجلسها في الأرض موضع جريب فلما بغت بعث الله لها أسدأ كالفيل وذئباً كالبعير ونسرأ كالحمار وكان ذلك في الخلق الاول فسلطهم عليها فقتلوها ألا وقتل الله فرعون وهامان وقد خسف بقارون وإنما هذا مثل لأعدائه الذين غصبوا حقه فأهلكهم الله. ثم قال أمير المؤمنين علي صلوات الله عليه علي إثر هذا المثل

ص: 88

الذي ضربه: وقد كان لي حق حازه دوني من لم يكن له ولم أكن أشركه فيه ولا توبة له إلا بكتاب منزل أو برسول مرسل وأني له بالرسالة بعد محمد صلي الله عليه و آله وأني يتوب وهم في برزخ القيامة غرّته الأماني وغرّه بالله الغرور وقد أشفي علي << شَفا جرفٍ هارٍ فانهارَ بِهِ في نارِ جَهَنَّم وَاللهُ لا يَهدي القوم الظّالِمِين >>.

لإبن شهر آشوب: الاصبغ بن نباتة أنه سأل أمير المؤمنين صلوات الله عليه

عن دفنها ليلاً. فقال صلوات الله عليه: إنها كانت ساخطة وساق مثله.

فرات قال: حدثني جعفر بن محمد الغزاري معنعناً عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: كان الحسين صلوات الله عليه مع أمه تحمله فأخذه النبي صلي الله عليه و آله وقال: لعن الله قاتلك ولعن الله سالبك وأهلك الله المتوازرين عليك و حكم الله بيني وبين من أعان عليك، قالت فاطمة -الزهراء صلوات الله عليها -: يا أبة أيُّ شيء تقول. قال: يابنتاه ذكرت (ذكرته) ما يصيب بعدي وبعدك من الأذي والظلم (والغدر) والبغي وهو يومئذ في عصبة كأنهم نجوم السماء يتهادون إلي القتل وكأني أنظر معسكرهم والي موضع رحالهم وتربتهم. قالت صلوات الله عليها: أبة وأني (أي وأين ) هذا الموضع الذي تصف، قال صلي الله عليه و آله: موضع يقال له كربلاء وهي دار كرب و بلاء علينا وعلي الأمة يخرج (عليهم) شرار أمتي وإن أحدهم لو (ولوأن أحدهم لو أن ) يشفع (شفع) له من في السماوات والأرضين ما شفعوا فيه وهم المخلدون في النار. قالت: ياأبة فيقتل. قال صلي الله عليه و آله: نعم يابنتاه وما قتل قتلته أحد كان قبله وتبكيه السماوات والأرضون والملائكة (والوحوش) والنباتات والبحار والجبال ولو يؤذن لها (ما بقي) علي الأرض متنفس ويأتيه قوم من محبيناليس في الارض أعلم بالله ولا

ص: 89

أقوم بحقنا (لحقنا) منهم وليس علي ظهر الأرض أحد يلتفت إليه غير هم أولئك مصابيح في ظلمات الجور وهم الشفعاء وهم واردون حوضي غداً أعرفهم إذا وردوا علي بسيماهم وكل أهل دين (يطلبون أئمتهم وهم) يطلبونا (و) لا يطلبون غيرنا وهم قوام الأرض و بهم ينزل الغيث. فقالت فاطمة صلوات الله عليها (الزهراء): يا أبة إنا لله و بكت. فقال صلي الله عليه و آله لها: يابنتاه إن أهل الجنان هم الشهداء في الدنيا بذلوا<< أنفُسَهُم وَأموالَهُمَ بِأَنَّ لَهُمُ الجنَّةَ يُقاتِلونَ في سبيلِ اللهِ فيقتُلُونَ وَيُقتَلونَ وعداً عليهِ حقاً>> (الحق) فما عند الله خير من الدنيا وما فيها قتلة أهون من ميتة من كتب عليه القتل خرج إلي مضجعه ومن لم يقتل فسوف يموت يا فاطمة بنت محمد أما تحبين أن تأمرين غداً (بأمر) فتطاعين في هذا الخلق عند الحساب أما ترضين أن يكون ابنك من حملة العرش أما ترضين (أن يكون) أبوك يأتوه (يأتيه) يسألونه الشفاعة أما ترضين أن يكون بعلك يذود الخلق يوم العطش عن الحوض فيسقي منه أولياءه و يذود عنه أعداءه أما ترضين أن يكون بعلك قسيم النار (الجنة) و يأمر النار فتطيعه يخرج منها من يشاء ويترك من يشاء أما ترضين أن تنظرين إلي الملائكة علي أرجاء السماء ينظرون اليك والي ما تأمرين به وينظرون إلي بعلك (و) قد حضر الخلائق وهو يخاصمهم عند الله فما ترين الله صانع بقاتل ولدك وقاتليك إذا أفلحت (فلجت) حجته علي الخلائق وأمرت النار أن تطيعه أما ترضين أن تكون الملائكة تبكي لابنك ويأسف عليه كل شيء أما ترضين أن يكون من أتاه زائراً ضمان الله ويكون من أتاه بمنزلة من حج إلي بيت (الله الحرام) واعتمر ولم يخلو من الرحمة طرفة عين وإذا مات مات شهيداٌ وان يبقي لم تزل الحفظة تدعوا له ما بقي ولم يزل في حفظ الله وأمنه حتي يفارق الدنيا. قالت صلوات الله عليها: ياأبة سلمت ورضيت

ص: 90

وتوكلت علي الله فمسح علي قلبها ومسح (علي) عينها جنها فقال صلي الله عليه و آله: إني (أنا) و بعلك وأنت وإبناك في مكان تقر عيناك ويفرح قلبك.

رووا عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال: شهدت أبي محمد بن عمر ومحمد بن عمر بن الحسن وهو الذي كان مع الامام الحسين صلوات الله عليه بكربلاء وكانت الشيعة تنزله بمنزلة الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه يعرفون حقّه وفضله، قال: فكلمه في أبي بكر، فقال محمد بن عمر بن الحسن بن علي بن أبي طالب لأبي: اسكت فانك عاجز والله انّهما الشركاءفي دم الحسين صلوات الله عليه.

ورووا عن أبي الحذيفة من أهل اليمن وكان فاضلاً زاهداً قال: سمعت عبد الله بن الحسن بن علي بن الحسين وهو يطوف في البيت فقال: ورب هذا البيت وربّ هذا الركن وربّ هذا الحجر ما قطرت منا قطرة دم ولا قطرة من دماء المسلمين قطرة إلا وهي في أعناقهما - يعني أبا بكر وعمر –

ص: 91

ص: 92

الفصل السادس :فتنة القردة والخنازير

اشارة

ص: 93

ص: 94

(نهج البلاغه) ومن خطبة لمولانا أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه: أما بعد أيها الناش فإني فقأت عين الفتنة ولم يكن ليجتريء عليها أحد غيري بعد أن ماج غيهبها واشتدَّ كلبها فأسألوني قبل أن تفقدوني فوالذي نفسي بيده لا تسألوني عن شي فيما بينكم وبين الساعة ولا عن فتنة تهدي مائة وتضل مائة إلا أنبأتكم بناعقها وقائدها وسائقها ومناخ ركابها ومحط رحالها ومن يقتل من أهلها قتلا ومن يموت منهم موتاً ولو قد فقدتموني ونزلت بگم كرائه الأمور وحوازبُ الخُطُوبِ لأطرق كثير من السائلين وفشل كثير من المسئوولين وذلك إذا قلصت حربگم وشمرت عن ساق وضاقت الدنيا عليكم ضيقاً تستبطلون معه أيام البلاء عليكم حتي يفتح الله لبقية الابرار منكم. إن الفتن إذا أقبلت شبهت وإذا أدبرت نبهت ينكرن مقبلات ويرفن مدبرات يحمن حوم الرياح يصبن بلداً ويخطئن بلداً ألا إن أخوف الفتن عندي عليكم فتنه بني أمية فإنها فتنة عمياء مظلمة. عمت خطتها وخصت بليتها وأصاب البلا من أبصر فيها وأخطأ البلاء من عمي عنها. وأيم الله لتجدن بني أمية لكم أرباب شو بعدي كالناب الضروس تعذم فيها وتخبط بيدها وتزين برجلها وتمتع درَّها. لا يزالون بكم حتي لا يتركُوا منكم الا نافعا لهم أو غير ضائر بهم ولا يزال بلاؤهم حتي يكون انتصار أحدكم منهم إلا كانتصار العبد من ربه والاجب من مستصحبه تردَ عليكم فتنتهم شوهاء مخشية وقطعاً جاهلية ليس فيها منارَ هديً ولا علم يري. نحن أهل البيت منها بمنجاو ولسنا فيها بدعاي ثم يفرجها الله عنكم كتفريج الأديم

ص: 95

بمن يسومهم خسفاً ويسوقهم عنفاً يسقيهم بكأس مصبرة لا يعطيهم إلا الشيف ولا يحلسهم إلا الخوف فعند ذلك تو قريش بالدنيا وما فيها لو يروني مقاماً واحداً ولو قدر جزر جزورٍ لأقبل منهم ما أطلب اليوم بعضه فلا يعطونني.

علي بن سعيد قال: كنت بمكة فقدم علينا معروف بن خربوذ فقال: قال لي

الامام أبو عبد الله صلوات الله عليه: إن علي صلوات الله عليه قال لعمر يا أبا حفص ألا أخبرك بما نزل في بني أمية، قال: بلي. قال صلوات الله عليه: فإنه نزل فيهم <<والشَّجَرَةَ الملعُونَةَ في القُرءَان>> . فغضب عمر وقال: كذبت بنو أمية خير منك وأوصل للرَّحم.

عن الحلبي عن زُرارة وحُمران و محمد بن مسلم قالوا: سألناه عن قوله<< وَمَا جعَلنَا الرُّؤيَا الَّتي أَرينَاك>> و قال: إن رسول الله صلي الله عليه و آله رأي أن رجالاً علي المنابر يردون الناس ضلالاً: زُريق وزُفزر. وقوله<<وَ الشَّجَرَةَ المَلعونَةَ في القُرءَان>> قال: هم بنو أمية.

عن جرير، عن الإمام أبا جعفر صلوات الله عليه <<وَمَا جَعلنَا الرُّؤيَا الَّتي أَرينَاكَ إلاَّ فِتنَهً>> لهم ليعمهوا فيها <<وَالشَّجَرَةَ الملعونَةَ في القُرءَان>> يعني بني أمية.

عن يحيي بن هاشم عن محمد بن جابر عن صدقة بن سعيد عن النضر بن مالك قال: قلت للإمام الحسين بن علي صلوات الله عليه: يا أبا عبد الله حدثني عن قول الله عزوجل <<هذانِ خَصمانِ اختصموا في رَبِّهِم >> قال صلوات الله عليه: نحن وبنو أمية اختصمنا في الله عزوجل، قلنا: صدق الله، وقالوا: كذب الله. فنحن وإياهم الخصمان يوم القيامة.

ص: 96

أخبرني أبو حفص عمر بن محمد الصيرفي قال: حدثني علي بن مهروية القزويني قال: حدثنا داود بن سليمان الغازي قال: حدثنا الإمام الرضا علي بن موسي صلوات الله عليه قال: حدثني أبي الإمام موسي بن جعفر صلوات الله عليه قال: حدثني أبي الإمام جعفر بن محمد صلوات الله عليه قال: حدثني أبي محمد بن علي صلوات الله عليه قال: حدثني أبي الإمام علي بن الحسين صلوات الله عليه قال: حدثني أبي الإمام الحسين بن علي صلوات الله عليه قال: حدثني أبي أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: ثلاثة أخافهن علي أمتي الضلالة بعد المعرفة ومضلات الفتن وشهوة الفرج والبطن.

حدثنا هشيم عن العوام بن حوشب عن أبي صادق عن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال: إن معاوية سيظهر عليكم. قالوا: فلم نقاتل إذا قال صلوات الله عليه: لابد للناس من أمير بر أو فاجر.

ابن المتوكل عن محمد العطار عن الاشعري عن ابن عيسي عن أبي العباس جرير البجلي عن محمد بن اسحاق عن أبيه عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: للكفر جناحان بنو أمية و آل المهلب.

ومن كتاب لمولانا أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه إلي معاوية لعنه الله:

فَاتَّقِ اللَّهَ فِيمَا لَدَيْكَ وَ انْظُرْ فِي حَقِّهِ عَلَيْكَ وَ ارْجِعْ إِلَي مَعْرِفَةِ مَا لَا تُعْذَرُ بِجَهَالَتِهِ فَإِنَّ لِلطَّاعَةِ أَعْلَاماً وَاضِحَةً وَ سُبُلًا نَيِّرَةً وَ مَحَجَّةً نَهْجَةً وَ غَايَةً مَطْلُوبَةً يَرِدُهَا الْأَكْيَاسُ وَ يُخَالِفُهَا الْأَنْكَاسُ مَنْ نَكَبَ عَنْهَا جَارَ عَنِ الْحَقِّ وَ خَبَطَ فِي التِّيهِ

ص: 97

وَ غَيَّرَ اللَّهُ نِعْمَتَهُ وَ أَحَلَّ بِهِ نِقْمَتَهُ فَنَفْسَكَ نَفْسَكَ فَقَدْ بَيَّنَ اللَّهُ لَكَ سَبِيلَكَ وَ حَيْثُ تَنَاهَتْ بِكَ أُمُورُكَ فَقَدْ أَجْرَيْتَ إِلَي غَايَةِ خُسْرٍ وَ مَحَلَّةِ كُفْرٍ وَ إِنَّ نَفْسَكَ قَدْ أَوْلَجَتْكَ شَرّاً

عن أبي بكر بن أبي مريم عن راشد بن سعد ان مروان بن الحكم لما ولد رفع إلي رسول الله صلي الله عليه و آله ليدعوا له فأبي صلي الله عليه و آله أن يفعل ثم قال صلي الله عليه و آله: ابن الزرقاء هلاك عامة أمتي علي يديه ويدي ذريته .

حدثنا عبد الرزاق عن أبيه عن ميناء مولي عبد الرحمن ابن عوف قال : كان لا يولد لأحد مولود إلا أتي به النبي صلي الله عليه و آله فدعا له فأدخل عليه مروان بن الحكم فقال صلي الله عليه و آله: هذا الوزغ ابن الوزغ الملعون ابن الملعون

روي عن علي بن محمد بن مهروية، عن داود بن سليمان قال: حدثني الإمام أبي الحسن الرضا علي بن موسي صلوات الله عليه عن أبيه الإمام موسي صلوات الله عليه أبيه الإمام جعفر صلوات الله عليه عن أبيه الإمام محمد صلوات الله عليه عن أبيه الإمام علي صلوات الله عليه عن أبيه الإمام الحسين صلوات الله عليه عن أبيه أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: إن موسي - عليه السلام - سأل ربه إن هارون مات فاغفر له. فأوحي الله إليه: ياموسي لو سألتني في الأولين والآخرين الاجبتك ما خلا قاتل الحسين - صلوات الله عليه - فإني منتقم من قاتله.

بأسناده عن عيص بن القاسم قال: كر عند الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قاتل الحسين صلوات الله عليه الله فقال بعض أصحابه: كنت أشتهي أن ينتقم الله منه في الدنيا، قال صلوات الله عليه: كانك تستقل له عذاب الله وما عند الله أشد

ص: 98

عذابا وأشد نكالا .

روي أن جبرئيل عليه السلام هبط علي رسول الله صلي الله عليه و آله في قباء أسود و منطقة فيها خنجر، فقال: ياجبرئيل ما هذا فقال عليه السلام: زي ولد عمك العباس يا محمد ويل لولدك من ولير عمك العباس الحديث.

(نهج البلاغة) ومن كلام لمولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه لما بلغه اتهام بني أمية له بالمشاركة في دم عثمان:

أَوَلَمْ يَنْهَ بَنِي أُمَيَّةَ عِلْمُهَا بِي عَنْ قَرْفِي أَ وَ مَا وَزَعَ الْجُهَّالَ سَابِقَتِي عَنْ تُهَمَتِي وَ لَمَا عَظَهُمُ اللَّهُ بِهِ أَبْلَغُ مِنْ لِسَانِي أَنَا حَجِيجُ الْمَارِقِينَ وَ خَصِيمُ النَّاكِثِينَ الْمُرْتَابِينَ وَ عَلَي كِتَابِ اللَّهِ تُعْرَضُ الْأَمْثَالُ وَ بِمَا فِي الصُّدُورِ تُجَازَي الْعِبَادُ.

عن يونس بن النعمان عن أم حكيم بنت عمرو بن شيبان الجدلية قالت: سمعت أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وقد جاءه رجل فقال: يا أمير المؤمنين استغفر لخالد بن عرفطة فإنه قد مات بأرض يتماء. فقال صلوات الله عليه: كذبت والله ما مات ولا يموت حتي يدخل من هذا الباب يحمل راية ضلالة. وأشار إلي ناحية باب الفيل.

قالت أم حكيم: فرأيت خالد بن عرفطة يحمل راية معاوية حتي دخل بها من الباب الذي أشار إليه أمير المؤمنين علي صلوات الله عليه حتي ركزها وسط المسجد ومعاوية نازل بالقبلة.

روي الشعبي أن معاوية قدم المدينة فقام خطيبا فقال: أين علي بن أبي طالب فقام الإمام الحسن بن علي صلوات الله عليه فخطب و حمد الله وأثني عليه ثم قال صلوات الله عليه: إنه لم يبعث نبي إلا جعل له وصي من أهل بيته ولم يكن

ص: 99

نبي إلا وله عدو من المجرمين وإن علي صلوات الله عليه كان وصي رسول الله صلي الله عليه و آله من بعده وأنا ابن علي وأنت ابن صخر وجدك حرب وجدي رسول الله صلي الله عليه و آله وأمك هند وأمي فاطمة صلوات الله عليها وجدتي

خديجة عليها السلام وجدتك نثيلة فلعن الله ألأمنا حسبأ وأقدمنا كفرا وأخملنا ذكرا وأشدنا نفاقا.

فقال عامة أهل المجلس: آمين.

فنزل معاوية فقطع خطبته .

عن عبد الله بن مروان حدثنا محمد بن سوار عن عبد الله بن الوليد عن محمد بن علي قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: ويل لأمتي من الشيعتين شيعة بني أمية وشيعة بني العباس و راية الضلالة.

ص: 100

ثانيا: بني أمية وفتنة يزيد لعنه الله

ص: 101

ص: 102

فتنه يزيد_لعنه الله_

لما توفي معاوية بن أبي سفيان - لعنه الله - في رجب سنة ستين من الهجرة كتب يزيد بن معاوية - لعنه الله - الي الوليد بن عتبة وكان أميرا بالمدينة يأمره بأخذ البيعة له علي أهلها وخاصة علي الإمام الحسين بن علي صلوات الله عليه فأحضر الوليد مروان بن الحكم واستشاره في أمر الإمام الحسين صلوات الله عليه.

فقال: إنه لا يقبل ولو كنت مكانك لضربت عنقه.

فقال الوليد: ليتني لم أك شيئا مذكورا.

ثم بعث إلي الأمام الحسين صلوات الله عليه فجاءه في ثلاثين رجلا من أهل بيته و مواليه فنعي فنعن الوليد إليه معاوية وعرض عليه البيعة ليزيد.

فقال: أيها الأمير، إن البيعة لا تكون سرا، ولكن إذا دعوت الناس غدا فادعنا معهم.

فقال مروان: لا تقبل أيها الأمير عذره، ومن لم يبايع فاضرب عنقه.

فغضب الإمام الحسين صلوات الله عليه: ثم قال: ويلي يابن الزرقاء أنت تأمر بضرب عنقي كذبت والله ولؤمت.

ص: 103

ثم أقبل علي الوليد فقال: أيها الأمير إنا أهل بيت النبوة و معدن الرسالة ومختلف الملائكة، وبنا فتح الله وبنا ختم الله ويزيد رجل فاسق شارب الخمر قاتل النفس المحرمة معلن بالفسق ليس له هذه المنزلة ومثلي لا يبايع مثله ولكن نصبح و تصبحون و ننظر و تنظرون أينا أحق بالخلاقة والبيعة.

ثم خرج صلوات الله عليه. فقال مروان للوليد: عصيبتي.

فقال: ويحك يا مروان إنك أشرت علي بذهاب ديني و دنياي والله ما أحب أن تملك الدنيا بأسرها لي وأنني قتلت حسينا والله ما أظن أحدة يلقي الله بدم الحسين إلا وهو خفيف الميزان لا ينظر الله إليه يوم القيامة ولا يزكيه وله عذاب اليم.

قال: وأصبح الإمام الحسين صلوات الله عليه فخرج من منزله يستمع الأخبار فلقاه مروان.

فقال: يا أبا عبد الله صلوات الله عليه، إني لك ناصځ فأطعني ترشد.

فقال الإمام الحسين صلوات الله عليه: وما ذاك قل حتي اسمع.

فقال مروان: إني آمرك ببيعة يزيد، فإنه خير لك في دينك ودنياك

فقال الإمام الحسين صلوات الله عليه: إنا لله وإنا إليه راجعون وعلي الإسلام السلام، إذ قد بليت الأمة براع مثل يزيد و لقد سمعت جدي رسول الله صلي الله عليه و آله يقول الخلافة محرمة علي آل أبي سفيان.

وطال الحديث بينه وبين مروان حتي انصرف مروان وهو غضبان فلما كان الغداة توجه الإمام الحسين صلوات الله عليه إلي مكة لثلاث مضين من شعبان سنة ستين.

ص: 104

فأقام بها باقي شعبان و شهر رمضان وشوال وذي القعدة.

قال: وجاء عبدالله بن العباس وعبدالله بن الزبير فأشارا عليه بالإمساك.

فقال صلوات الله عليه لهما: إن رسول الله صلي الله عليه و آله قد أمرني بأمر وأنا ماض فيه.

قال: فخرج ابن عباس وهو يقول: واحسيناه.

ثم جاء عبدالله بن عمر فأشار عليه بصلح أهل الضلالة وحذره من القتل والقتال.

فقال صلوات الله عليه له: يا أبا عبد الرحمن أما علمت أن من هوان الدنيا علي الله تعالي أن رأس يحيي بن زكريا أهدي إلي بغي من بغايا بني إسرائيل، أما علمت أن بني إسرائيل كانوا يقتلون ما بين طلوع الفجر إلي طلوع الشمس سبعين نبيا ثم يجلسون في أسواقهم يبيعون ويشترون كأن لم يصنعوا شيئا، فلم يعجل الله عليهم بل أمهلهم وأخذهم بعد ذلك أخذ عزيز مقتدر. إتق الله يا أبا عبد الرحمن ولا تدعن نصرتي.

قال: وسمع أهل الكوفة بوصول الإمام الحسين صلوات الله عليه إلي مكة وامتناعه من البيعة ليزيد فاجتمعوا في منزل سليمان بن صرد الخزاعي، فلما تكاملوا قام فيهم خطيبةوقال في آخر خطبته: يا معشر الشيعة إنكم قد علمتم بأن معاوية قد هلك وصار إلي ربه وقدم علي عمله وقد قعد في موضعه ابنه يزيد وهذا الحسين بن علي صلوات الله عليه قد خالفه وصار إلي مكة هاربا من طواغيت آل أبي سفيان وأنتم شيعته و شيعة أبيه صلوات الله عليه من قبله. وقد احتاج إلي نصرتكم اليوم فإن كنتم تعلمون أنكم ناصروه و مجاهدوا عدوه فاكتبوا

ص: 105

إليه وإن خفتم الوهن والفشل فلا تغروا الرجل من نفسه.

قال: فكتبوا إليه - صلوات الله عليه -

وكتب عبد الله بن مسلم وعمارة بن الوليد وعمر بن سعد إلي يزيد -لعنه الله -

يخبرونه بأمر مسلم بن عقيل عليه السلام وأمر الحسين صلوات الله عليه ، ويشدد عليه في تحصيل مسلم وقتله، فتأهب عبيدالله للمسير إلي الكوفةوكان الإمام الحسين صلوات الله عليه قد كتب إلي جماعة من أشراف البصرة كتابا مع مولي له اسمه سليمان ويكني أبا رزين يدعوهم فيه إلي نصرته ولزوم طاعته منهم يزيد بن مسعود النهشلي والمنذر بن الجارود العبدي.

فجمع يزيد بن مسعود بني تميم وبني حنظلة وبني سعد، فلما حضروا۔

قال: يا بني تميم كيف ترون موضعي منكم وحسبي فيكم.

فقالوا: بخ بخ أنت والله فقرة الظهر ورأس الفخر حللت في الشرف وسطا وتقدمت فيه فرطا

قال: فإني قد جمعتكم لأمر أريد أن أشاوركم فيه وأستعين بكم عليه.

فقالوا: والله إنا نمنحك النصيحة ونجهد لك الرأي فقل نسمع.

فقال: إن معاوية قدمات - لعنه الله - فأهون به والله هالكا و مفقودا، ألا وإنه قد انكسر باب الجور والاثم و تضغضعت أركان الظلم وقد كان أحدث بيعة عقد بها أمرا وظن أنه قد أحكمه وهيهات والذي أراد، اجتهد والله ففشل، وشاور فخذل، وقد قام ابنه يزيد - شارب الخمور ورأس الفجور - يدعي الخلافة علي

ص: 106

المسلمين ويتأمر عليهم بغير رضي منهم مع قصر حلم وقلة علم لا يعرف من الحق موطيء قدمه، فأقسم بالله قسما مبرورا لجهاده علي الدين أفضل من جهاد المشركين.

وهذا الحسين بن علي صلوات الله عليه ابن بنت رسول الله صلي الله عليه و آله، وذو الشرف الأصيل والرأي الأثيل له فضل لا يوصف وعلم لا ينزف وهو أولي بهذا الأمر لسابقته وسته وقدمه و قرابته، يعطف علي الصغير ويحنو علي الكبير، فأكرم به راعي رعية وإمام قوم وجبت لله به الحجة وبلغت به الموعظة. فلا تعشوا عن نور الحق ولا تسكعوا في حدة الباطل فقد كان صخر ابن قيس قد انخذل بكم يوم الجمل، فاغسلوها بحزوجكم إلي ابن رسول الله صلي الله عليه و آله ونصرته والله لا يقصر أحد عن نصرته إلا أورثه الله الذل في ولده والقلة في عشيرته. وها أنا قد لبست للحرب لامتها وأودعت لها بدرعها، من لم يقتل يمت. ومن يهرب لم يفت فأحسنوا رحمكم الله رد الجواب.

فتكلمت بنو حنظلة، وتكلمت بنو سعد بن زيد، و تكلمت بنو عامر بن تميم.

ثم كتب إلي الأمام الحسين بن علي صلوات الله عليه.

فلما تجهز المشار اليه - لعنه الله – للخروج إلي الإمام الحسين صلوات الله عليه بلغه قتله قبل أن يسير فجزع من انقطاعه عنه.

واما المنذر بن الجارود، فإنه جاء بالكتاب و الرسول إلي عبيد الله بن زياد لانه خاف ان يكون الكتاب دسيسا من عبيد الله بن زياد، وكانت بحرية بنت المنذر زوجة لعبيد الله، فأخذ عبيد الله الرسول فصلبه ثم صعد المنبر فخطب

ص: 107

وتوعد أهل البصرة علي الخلاف وإثارة الإرجاف. ثم بات تلك الليلة فلما أصبح استناب عليهم اخاه عثمان بن زياد و اسرع هو الي قصد الكوفة.

فلما قاربها نزل حتي أمسي ثم دخلها لي فظن اهلها انه الامام الحسين صلوات الله عليه فتباشروا بقدومه ودنوا منه، فلما عرفوا انه ابن زياد - لعنه الله - تفرقوا عنه، فدخل قصر الامارة وبات ليلته الي الغداة ثم خرج وصعد المنبر وخطبهم وتوعدهم علي معصية السلطان ووعدهم مع الطاعة بالإحسان.

فلما سمع مسلم بن عقيل عليه السلام بذلك خاف علي نفسه من الاشتهار، فخرج من دار المختار و قصد دار هاني بن عروة، فاواه وكثر اختلاف الشيعة إليه وكان عبيد الله بن زياد قد وضع المراصد عليه.

فلما علم أنه في دار هاني دعا محمد بن الأشعث وأسماء بن خارجة وعمر بن الحجاج وقال: ما يمنع هاني بن عروة من إتياننا. ثم إلتفت شريح القاضي واشار الي هاني وأنشد بيت عمرو بن معدي كرب الزبيدي.

حتي جيء بهاني رضوان الله عليه و بعد خبر أقتاد هاني بن عروة الي الأسر سجن الإمارة.

قال: وبلغ الخبر الي مسلم بن عقيل عليه السلام بمن بايعه الي حرب عبيد الله فتحصن منه بقصر الإمارة واقتتل أصحابه وأصحاب مسلم. وجعل اصحاب عبيد الله الذين معه في القصر - لعنهم الله - يتشرفون منه ويحذرون أصحاب مسلم ويتوعدونهم بجنود الشام. فلم يزالوا كذلك حتي جاء الليل. فجعل أصحاب مسلم يتفرقون عنه ويقولون بعضهم لبعض ما نصنع بتعجيل الفتنة وينبغي أن نقعد في منازلنا وندع هؤلاء حتي يصلح الله ذات بينهم. فلم يبق معه

ص: 108

سوي عشرة انفس ودخل مسلم المسجد ليصلي المغرب فتفرق العشرة عنه. فلما رأي ذلك خرج وحيدا في سكك الكوفة حتي وقف علي باب امرأة يقال لها طوعة، فطلب منها ماء فسقته، ثم استجارها فأجارته، فعلم به ولدها فوشي الخبر إلي عبيد الله بن زياد فأحضر محمد بن الأشعث وضم إليه جماعة وأنفذه لإحضار مسلم. ولما قتل مسلم - عليه السلام- منهم جماعة نادي إليه محمد بن الأشعث يا مسلم لك الأمان. فقال له مسلم عليه السلام: وأي أمان للغدرة الفجرة، ثم اقبل يقاتلهم وير تجز بأبيات:

أقسمت لا أقتل إلا حرا*** وإن رأيت الموت شيئا نكرا

أكره أن أخدع أو أغرا*** أو أخلط البارد سخفا مرا

كل امريء يلاقي شرا***اضربكم ولا أخاف ضرا

فقالوا له: إنك لا تخدع ولا تغر، فلم يلتفت إلي ذلك، وتكاثروا عليه بعد أن أثخن بالجراح فطعنه رجل من خلفه فخر إلي الأرض. فأخذ أسيرا.

فلما أدخل علي عبيد الله بن زياد - لعنه الله - لم يسلم عليه، فقال له الحرس: سلم علي الأمير فقال له: اسكت يا ويحك و الله ما هو لي بأمير.

فقال ابن زياد: لا عليك سلمت أم لم تسلم فإنك مقتول.

فقال له مسلم عليه السلام: إن قتلتي فلقد قتل من هو شر منك من هو خير مني، وبعد فإنك لا تدع سوء القتله وقبح المثلة وخبث السريرة ولؤم الغلبة، لا أحد أولي بها منك.

فقال له ابن زياد: يا عاق يا شاق خرجت علي إمامك وشققت عصي المسلمين وألقحت الفتنة فيهم.

ص: 109

فقال له مسلم عليه السلام: كذبت يا بن زياد إنما شق عصي المسلمين معاوية وابنه يزيد وأما الفتنة فإنما ألقحها أنت وأبوك زياد بن عبيد عبد بني علاج من ثقيف وأنا أرجو أن يرزقني الله الشهادة علي يدي أشر البرية.

فقال ابن زياد: منتك نفسك أمرا حال الله دونه ولم يرك له أهلا وجعله لأهله.

فقال مسلم عليه السلام: ومن أهله يا بن مرجانة.

فقال: أهله يزيد بن معاوية - لعنه الله -

فقال مسلم عليه السلام: الحمد لله رضينا بالله حكما بيننا وبينكم.

فقال ابن زياد: أتظن أن لك من الأمر شيئا.

فقال مسلم عليه السلام: والله ما هو الظن ولكنه اليقين.

فقال ابن زياد: أخبرني يا مسلم لم أتيت هذا البلد وأمرهم ملتئم فشتت أمرهم بينهم وفرقت كلمتهم.

فقال له مسلم عليه السلام: ما لهذا أتيت ولكنكم اظهرتم المنكر ودفنتم المعروف وتأمرتم علي الناس بغير رضي منهم وحملتموهم علي غير ما أمركم به الله وعملتم بأعمال كسري و قيصر، فأتيناهم لنأمر فيهم بالمعروف وننهي عن المنكر وندعوهم إلي حكم الكتاب والسنة وكنا أهل ذلك كما أمر رسول الله صلي الله عليه و آله فجعل ابن زياد لعنه الله يشتمه ويشتم علي والحسن والحسين.

فقال له مسلم عليه السلام: أنت وأبوك أحق بالشتم فاقض ما أنت قاض يا عدو الله.

ص: 110

فأمر ابن زياد بكير بن حمران أن يصعد به الي أعلا القصر فيقتله فصعد به وهو يسبح الله تعالي ويستغفره ويصلي علي نبيه صلي الله عليه و آله فضرب عنقه ونزل وهو مذعور.

فقال له ابن زياد: ما شأنك.

فقال ايها الأمير رأيت ساعة قتله رجلا أسودا شنيء الوجه حذاي عاضا علي اصبعه - او قال شفتيه - ففزعت فزعا لم أفزعه قط.

فقال ابن زياد: لعلك دهشت.

ثم أمر بهاني بن عروة فأخرج ليقتل، فجعل يقول وامذحجاه و أين مني مذحج واعشيرتاه و أين مني عشيرتي.

فقالوا له: يا هاني مد عنقك.

فقال رضوان الله عليه: والله ما أنا بها سخي وما كنت لأعينكم علي نفسي.

فضربه غلام العبيد الله بن زياد يقال له رشيد فقتله.

قال الراوي: وكتب عبيد الله بن زياد بخبر مسلم وهاني الي يزيد بن معاوية لعنه الله.

فأعاد عليه الجواب يشكره فيه علي فعاله وسطوته. ويعرفه أن قد بلغه توجه الحسين صلوات الله عليه الي جهته ويأمره عند ذلك بالمؤاخذة والانتقام والحبس علي الظنون والأوهام.

وكان قد توجه الإمام الحسين صلوات الله عليه من مكة يوم الثلاثاء لثلاث مضين من ذي الحجة، وقيل لثمان مضين من ذي الحجة سنة ستين من الهجرة،

ص: 111

قبل أن يعلم بقتل مسلم عليه السلام لأنه خرج صلوات الله عليه من مكة في اليوم الذي قتل فيه مسلم رضوان الله عليه.

ثم سار الإمام الحسين صلوات الله عليه حتي بلغ زبالة، فأتاه فيها خبر مسلم بن عقيل فعرف بذلك جماعة ممن تبعه، فتفرق عنه أهل الأطماع والإرتياب وبقي معه أهله وخيار الأصحاب.

قال الراوي: وارتج الموضع بالبكاء والعويل لقتل مسلم بن عقيل عليه السلام وسالت الدموع عليه كل مسيل.

ثم أن الإمام الحسين صلوات الله عليه سار قاصدأ لما دعاه الله إليه، فلقيه الفرزدق فسلم عليه وقال: يا بن رسول الله صلي الله عليه و آله كيف تركن إلي أهل الكوفة وهم الذين قتلوا ابن عمك مسلم بن عقيل عليه السلام و شيعته.

قال: فاستعبر الامام الحسين صلوات الله عليه باكيا. ثم قال صلوات الله عليه رحم الله مسلما فلقد صار إلي روح الله و ريحانه و تحيته ورضوانه، أما أنه قد مضي ما عليه وبقي ما علينا ثم أنشا يقول:

فإن تكن الدنيا تعد نفيسة*** فإن ثواب الله أعلا وأنبل

وإن تكن الأبدان للموت أنشئت*** فقتل امر بالسيف في الله أفضل

وإن تكن الأرزاق قسما مقدرا*** فقلة حرص المرء في السعي أحمل

وإن تكن الأموال للترك جمعها*** فما بال متروك به المرء يبخل

قال الراوي: وكتب الامام الحسين صلوات الله عليه كتابا إلي سليمان بن صرد والمسيب بن نجبة ورفاعة بن شداد وجماعة من الشيعة بالكوفة وبعث به

ص: 112

مع قيس بن مسهر الصيداوي. فلما قارب دخول الكوفة اعترضه الحصين بن نمير صاحب عبيد الله بن زياد ليفتشه فأخرج الكتاب ومزقه فحمله الحصين إلي ابن زياد.

فلما مثل بين يديه قال له من أنت.

قال: أنا رجل من شيعة أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب وابنه صلوات الله عليهما.

قال: فلماذا مزقت الكتاب.

قال: لئلا تعلم ما فيه.

قال: ممن الكتاب وإلي من.

قال من الإمام الحسين بن علي صلوات الله عليه إلي جماعة من أهل الكوفة لا أعرف أسماءهم فغضب ابن زياد وقال: والله لا تفارقني حتي تخبرني بأسماء هؤلاء القوم أو تصعد المنبر فتلعن الحسين وأباه وأخاه وإلا قطعتك إربا إربا.

فقال قيس: أما القوم فلا أخبرك بأسمائهم وأما لعن الحسين وأبيه وأخيه فافعل.

فصعد المنبر، فحمد الله وأثني عليه وصلي علي النبي صلي الله عليه و آله وأكثر من الترحم علي علي صلوات الله عليه وولده صلوات الله عليهم ثم لعن عبيد الله بن زياد و أباه ولعن عتاة بني أمية عن آخرهم.

ثم قال: أيها الناس، أنا رسول الحسين بن علي صلوات الله عليه إليكم وقد

ص: 113

خلفته بموضع كذا وكذا، فأجيبوه. فأخبر ابن زياد بذلك، فأمر بإلقائه من أعلا القصر، فألقي من هناك فمات رحمه الله .

فبلغ الامام الحسين صلوات الله عليه موته فاستعبر صلوات الله عليه باكيا ثم قال صلوات الله عليه:

(اللّهُمَّ اجْعَلْ لَنا و لِشيعَتِنا عِنْدَكَ مَنْزِلا كَريماً، وَ اجْمَعْ بَيْنَنا وَ بَيْنَهُمْ فِي مُسْتَقَرّ مِنْ رَحْمَتِكَ إِنَّكَ عَلي كُلِّ شَيْء قدير).

قال الراوي وسار الامام الحسين صلوات الله عليه حتي صار علي مرحلتين من الكوفة.

الأولي عندما اعترضه الحر بن يزيد في ألف فارس.

الثانية اخذوا يمنعونه المسير تارة ويسايرونه أخري حتي بلغ كربلاء وكان في اليوم الثاني من المحرم.

فلما وصلها صلوات الله عليه قال: ما اسم هذه الأرض.

فقيل: كربلا.

فقال: انزلوا هاهنا والله محط ركبانا وسفك دمائنا هاهنا والله مخط قبورنا وهاهنا والله سبي حريمنا بهذا حدثني جدي.

فنزلوا جميعا ونزل الحر وأصحابه، وجلس الإمام الحسين صلوات الله عليه يصلح سيفه ويقول:

يا دهر أف لك من خليل*** كم لك بالإشراق والأصيل

من طالب وصاحب قتيل*** والدهر لا يقنع بالبديل

ص: 114

وإنما الأمر إلي الجليل*** وكل حي فإلي سبيل

ما أقرب الوعد إلي الرحيل*** إلي جنان وإلي مقيل

قال الراوي وندب عبيد الله بن زياد أصحابه إلي قتال الإمام الامام الحسين صلوات الله عليه فاتبعوه، واستخف قومه فأطاعوه، واشتري من عمر بن سعد آخرته بدنيا ودعاه إلي ولاية الحرب فلباه، وخرج لقتال الإمام الحسين صلوات الله عليه في أربعة آلاف فارس، وأتبعه ابن زياد بالعساكر حتي تكاملت عنده إلي ست ليال خلون من المحرم عشرون ألفا فضيق علي الحسين صلوات الله عليه حتي نال منه العطش ومن أصحابه.

فقام صلوات الله عليه واتكي علي قائم سيفه ونادي بأعلي صوته، فقال: أنشدكم الله هل تعرفونني.

قالوا: اللهم نعم أنت ابن رسول الله وسبطه.

قال: أنشدكم الله هل تعلمون أن جدي رسول الله صلي الله عليه و آله.

قالوا:اللهم نعم.

قال: أنشدكم الله هل تعلمون أن أمي فاطمة ابنت محمد.

قالوا: اللهم نعم.

قال: أنشدكم الله هل تعلمون أن أبي علي بن أبي طالب صلوات الله عليه.

قالوا: اللهم نعم.

قال: أنشدكم الله هل تعلمون أن جدتي خديجة بنت خويلد أول نساء هذه الأمة إسلاما.

ص: 115

قالوا: اللهم نعم.

قال صلوات الله عليه: أنشدكم الله هل تعلمون أن حمزة سيد الشهداء عم أبي.

قالوا: اللهم نعم.

قال صلوات الله عليه: أنشدكم الله هل تعلمون أن جعفر الطيار في الجنة عمي.

قالوا: اللهم نعم.

قال صلوات الله عليه: أنشدكم الله هل تعلمون أن هذا سيف رسول الله صلي الله عليه و آله أنا متقلده.

قالوا: اللهم نعم.

قال صلوات الله عليه: أنشدكم الله هل تعلمون أن هذه عمامة رسول الله صلي الله عليه وآله أنا لابسها.

قالوا: اللهم نعم.

قال صلوات الله عليه: أنشدكم الله هل تعلمون أن علي صلوات الله عليه كان أول الناس إسلاما وأجزلهم علما واعظمهم حلما وأنه ولي كل مؤمن ومؤمنة.

قالوا: اللهم نعم.

قال صلوات الله عليه: فبم تستحلون دمي وأبي صلوات الله عليه الذائد عن الحوض غدا، يذود عنه رجالأ كما يذاد البعير الصادر علي الماء ولواء الحمد بيد

ص: 116

أبي يوم القيامة.

قالوا: قد علمنا ذلك كله ونحن غير تاركيك حتي تذوق الموت عطشا.

قال الراوي: ولما رأي الإمام الحسين صلوات الله عليه حرص القوم علي تعجيل القتال وقلة انتفاعهم بالوعظ والمقال، وذلك بعدما خطب فيهم الامام الحسين صلوات الله عليه وخطب جمع من شيعته رضوان الله عليهم. قال صلوات الله عليه لاخيه العباس عليه السلام: إن استطعت أن تصرفهم عنا في هذا اليوم.

فأجابوهم إلي ذلك.

قال الراوي: وجلس الامام الحسين صلوات الله عليه فرقد ثم استيقظ وقال صلوات الله عليه يا أختاه إني رأي الساعة جدي محمدا صلي الله عليه و آله وأبي علي صلوات الله عليه وأمي فاطمة صلوات الله عليها وأخي الحسن صلوات الله عليه وهم يقولون: يا حسين صلوات الله عليه إنك رائح إلينا عن قريب.

وفي بعض الروايات: غدا.

قال الراوي: فلطمت زينب وجهها وصاحت.

فقال لها الامام الحسين صلوات الله عليه مهلا لا تشمتي القوم بنا.

ثم جاء الليل فجمع الامام الحسين صلوات الله عليه أصحابه، فحمد اللهوأثني عليه، ثم أقبل عليهم وقال صلوات الله عليه: أما بعد، فإني لا أعلم أصحابا ، خيرا منكم ولا أهل بيت أفضل وأبر من أهل بيتي، فجزاكم الله عني جميعا خيرا ، وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا، وليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي و تفرقوا في سواد هذا الليل وذروني وهؤلاء القوم فإنهم لا يريدون غيري.

ص: 117

فقال له إخوته وابناؤه وأبناء عبدالله بن جعفر: ولم نفعل ذلك لنبقي بعدك لا أرانا الله ذلك أبدا، وبدأهم بهذا القول العباس بن علي ثم تابعوه.

ثم قام مسلم بن عوسجه رضوان الله عليه وقال: نحن نخليك هكذا وننصرف عنك وقد احاط بك هذا العدو، لا والله لا يراني الله أبدا وأنا أفعل ذلك حتي أكسر في صدورهم رمحي وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمة بيدي، ولو لم يكن لي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة ولم أفارقك أو أموت دونك.

وكذا قام سعيد بن عبدالله الحنفي، ثم قام زهير بن القين رضوان الله عليه ثم تكلم جماعة من أصحابه بمثل ذلك. وقيل لمحمد بن بشير الحضرمي.

قال الراوي: وبات الامام الحسين صلوات الله عليه وأصحابه تلك الليلة ولهم دوي كدوي النحل، ما بين راكع وساجد وقائم وقاعد، فعبر إليهم في تلك الليلة من عسكر ابن سعد اثنان وثلاثون رجلا.

فلما صار الصباح ركب اصحاب عمر بن سعد، فبعث الامام الحسين برير بن الحصين فوعظهم فلم يسمعوا وذكرهم فلم ينتفعوا. فركب الإمام الحسين صلوات الله عليه.

ناقته . وقيل: فرسه - فاستنصتهم فأنصتوا، فحمد الله وأثني عليه وذكره بما هوأهله وصلي علي محمد صلي الله عليه و آله وعلي الملائكة والأنبياء والرسل وأبلغ في المقال، ثم قال صلوات الله عليه (تبا لكم أيتها الجماعة وترحا حين استصرختمونا و الهين فأصرخنا كم موجفين، سللتم علينا سيف لنا في أيمانكم وحششتم علينا نار قد ضاها علي عدونا وعدوكم فاصبحتم أولياء لأعدائكم علي أوليائكم بغير عدلي أفشوه فيكم ولا أمل أصبح لكم فيهم. فهلا - لكم

ص: 118

الويلات - تركتمونا والسيف مشيم والجأش ضامر والرأي لما يستحصف، ولكن أسرعتم إليها بكطير الدبا وتداعيتم إليها كتهافت الفراش).

فسحقا لكم يا عبيد الأمة وشرار الأحزاب، ونبذة الكتاب ومحرفي الكلم و عصبة الآثام و نفثة الشيطان ومطفيءالسنن. اهؤلاء تعضدون، وعنا تتخاذلون. أجل والله غدر فيكم قديم وشحت عليه أصولكم، و تأزرت عليه فروعكم فكنتم أخبث شجا للناظر وأكلة للغاصب.

ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة، يأبي الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وحجور طهرت وأنوف حمية ونفوس أبية من أن تؤثر طاعة اللئام علي مصارع الكرام. ألا وإني زاحف بهذه الأسره مع قلة العدد وخذلان الناصر. ثم أوصل كلامه صلوات الله عليه بأبيات فروة بن مسيك المرادي

فإن نهزم فهزامون قدما***وإن نغلب فغير مغلبينا

وما أن طبنا جبن ولكن***مسنايانا ودولة آخرينا

إذا ما الموت رفع عن أناس*** كلاكله أناخ باخرينا

فأفني ذلكم سروات قومي*** كما أفني القرون الأولينا

فلو خلد الملوك إذا خلدنا*** ولو بقي الكرام إذا بقينا

فقل للشامتين بنا أفيقوا*** سيلقي الشامتون كما لقينا

ثم قال صلوات الله عليه: أما والله لا تلبثون بعدها إلاكريث مايركب الفرس حتي يدور بكم دور الرحي وقلق المحور، عهد عهده إلي أبي عن جدي

ص: 119

فأجمعوا أمركم وشركائكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون. إني توكلت علي الله ربي وربكم، ما من دابة إلا هو آخ بناصيتها إن ربي علي صراط مستقيم. اللهم احبس عنهم قطر السماء، وابعث عليهم سنين كسنين يوسف، وسلط عليهم غلام ثقيف يسومهم كأسا مصبرة فإنهم كذبونا وخذلونا وأنت ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير.

ثم نزل صلوات الله عليه ودعا بفرس رسول الله صلي الله عليه و آله المرتجز، فركبه وعبئ أصحابه للقتال فروي عن مولانا الإمام الباقر صلوات الله عليه (أنهم كانوا خمسة وأربعين فارسا وماءة راجل)

قال الراوي: فتقدم عمر بن سعد لعنه الله ورمي نحو عسكر الامام الحسين صلوات الله عليه بسهم وقال: اشهدوا لي عند الأمير: أني أول من رمي، وأقبلت السهام من القوم كأنها القطر.

فقال صلوات الله عليه لأصحابه: قوموا رحمكم الله إلي الموت الي الموت الذي لابد منه فإن هذه السهام رسل القوم إليكم. فاقتتلوا ساعة من النهار حمله حمله حتي قتل من أصحاب الإمام الحسين صلوات الله عليه جماعة.

قال: فعندها ضرب الإمام الحسين صلوات الله عليه يده علي لحيته وجعل يقول:

(اشتد غضب الله علي اليهود إذ جعلوا له ولدا، واشتد غضبه علي النصاري اذ جعلوه ثالث ثلاثة، واشتد غضبه علي المجوس إذ عبدوا الشمس والقمر دونه، واشتد غضبه علي قوم اتفقت كلمتهم علي قتل ابن بنت نبيهم. أما والله لا أجيبنهم إلي شيء مما يريدون حتي ألقي الله تعالي وأنا مخضب بدمي.

ص: 120

وروي عن مولانا الإمام الصادق صلوات الله عليه أنه قال: سمعت أبي صلوات الله عليه يقول لما التقي الحسين صلوات الله عليه وعمر بن سعد لعنه الله وقامت الحرب علي ساق أنزل الله النصر حتي رفرف علي رأس الحسين صلوات الله عليه ثم خير بين النصر علي أعدائه وبين لقاء ربه فاختار لقاء ربه.

ثم قال الراوي ثم صاح الامام الحسين صلوات الله عليه (أما من مغيث يغيثنا لوجه الله، أما من ذاب يذب عن حرم رسول الله).

قال: فإذا الحر بن يزيد الرياحي قد أقبل علي عمر بن سعد، فقال له: أمقاتل انت هذا الرجل.

فقال: اي والله قتالا أيسره ان تطير الرؤوس وتطيح الأيدي.

قال: فمضي الحر ووقف موقفا من أصحابه وأخذه مثل الإفكل.

فقال له المهاجر بن أوس: والله إن أمرك لمريب ولو قيل من أشجع أهل الكوفة لما عدوتك، فما هذا الذي أراه منك.

فقال: اني والله أخير نفسي بين الجنة والنار، فو الله لا أختار علي الجنة شيئا ولو قطعت وأحرقت. ثم ضرب فرسه قاصدة إلي الإمام الحسين صلوات الله عليه ويده علي رأسه وهو يقول: اللهم إني تبت إليك فتب علي، فقد أرعبت قلوب أوليائك وأولاد بنت نبيك.

قال للإمام الحسين صلوات الله عليه: جعلت فداك أناصاحبك الذي حبسك عن الجوع وجعجع بك، والله ما ظننت أن القوم يبلغون بك ما أري، وأنا تائب إلي الله، فهل تري لي من توبة.

فقال الامام الحسين صلوات الله عليه نعم يتوب الله عليك فانزل.

ص: 121

فقال: أنا لك فارسا خير مني راجلا، وإلي النزول يؤول آخر أمري.

فأذن له الإمام صلوات الله عليه فجعل يقاتل أحسن قتال حتي قتل جماعة منهم ثم استشهد، فحمل الي الامام الحسين صلوات الله عليه، فجعل يمسح التراب عن وجهه ويقول: انت الحر كما سمتك أمك حر في الدنيا وحر الآخرة.

قال الراوي وخرج برير بن خضير رضوان الله عليه وكان زاهدا عابدا، ولم يزل يقاتل حتي قتل رضوان الله عليه.

قال وخرج وهب بن حباب الكلبي رضوان الله عليه، ثم خرج مسلم بن عوسجه رضوان الله عليه ثم خرج عمرو بن قرظة الأنصاري: ثم برزجون مولي أبي ذر، ثم برز عمر بن خالد الصيداوي.

قال الراوي: وجاء حنظلة بن سعد الشبامي فوقف بين يدي الإمام الحسين صلوات الله عليه يقيه السهام والسيوف والرماح بوجهه ونحره. قال: وحضرت صلاة الظهر ، فأمرالامام الحسين صلوات الله عليه زهير بن القين وسعيد بن عبدالله الحنفي أن يتقدما أمامه بنصف من تخلف معه ثم صلي بهم صلوات الله عليه فوصل إلي الإمام الحسين صلوات الله عليه سهم فتقدم سعيد بن عبد الله الحنفي ووقف يقيه بنفسه مازال ولا تخطي حتي سقط إلي الأرض وهو يقول: اللهم اللعنهم لعن عاد و ثمود، اللهم أبلغ نبيك عني السلام وأبلغه ما لقي من ألم الجراح، فإني أرد ثوابك في نصر ذرية نبيك ثم قضي نحبه رضوان الله عليه فوجد به ثلاثه عشر سهما سوي ما به من ضرب السيوف وطعن الرماح. قال الراوي: وتقدم سويد بن عمر بن أبي المطاع رضوان الله عليه. قال وجعل أصحاب الإمام الحسين صلوات الله عليه يقاتلون بين يديه وكانوا كما قيل:

ص: 122

قوم إذا نودوا لدفع مسلمة*** والخيل بين مدعس ومكردس

لبسوا القلوب علي الدروع وأقبلوا***يتهافتون علي ذهاب الأنفس

فلم يبق معه إلا أهل بيته صلوات الله عليه. خرج علي بن الحسين عليه السلام. فأذن له ثم نظر إليه نظرة آيس منه وأرخي صلوات الله عليه عينيه وبكي ثم قال صلوات الله عليه:

اللهم اشهد، فقد برز إليهم غلام أشبه الناس خلقا وخلقا ومنطقا برسول الله صلي الله عليه و آله وكنا إذا اشتقنا إلي نبيك نظرنا إليه.

فصاح وقال صلوات الله عليه: يا بن سعد قطع الله رحمك كما قطعت رحمي. ثم جعل أهل بيته عليهم السلام يخرج منهم الرجل بعد الرجل. فصاح الإمام الحسين صلوات الله عليه في تلك الحال: صبرا يا بني عمومتي صبر يا أهل بيتي صبرا، فو الله لا رأيتم هوانا بعد هذا اليوم أبدا.

قال الراوي وخرج غلام وجعل يقاتل فضربه ابن فضيل الأزدي لعنه الله فوقع الغلام وصاح: يا عماه

قال: ولما رأي الامام الحسين صلوات الله عليه مصارع فتيانه وأحبته عزم علي لقاء القوم بمهجته ونادي (هل من ذاب يذب عن حرم رسول الله صلي الله عليه و آله هل من موحلي يخاف الله فينا، هل من مغيث يرجو الله بإغاثتنا هل من معين يرجو ما عند الله في إعانتنا).

فتقدم صلوات الله عليه إلي باب الخيمة وقال صلوات الله عليه لزينب عليها السلام: ناولني علي ابني الطفل حتي أودعه فناولوه الصبي فجعل يقبله وهو يقول صلوات الله عليه: ويل لهؤلاء القوم إذا كان جدك المصطفي صلي الله عليه و آله

ص: 123

خصمهم والصبي في حجره، إذ رماه حرملة بن كاهل الأسدي - لعنه الله - بسهم فذبحه في حجر الإمام الحسين صلوات الله عليه، فتلقي الامام الحسين صلوات الله عليه دمه حتي امتلأت كفه ثم رمي به السماء وقال صلوات الله عليه: هؤن علي ما نزل بي أنه بعين الله.

قال الامام الباقر صلوات الله عليه: فلم يسقط من ذلك الدم قطرة إلي الأرض.

ثم قال الامام الحسين صلوات الله عليه: لا يكون أهون عليك من فصيل

اللهم إن كنت حبست عنا النصر فاجعل ذلك لما هو خير لنا.

قال الراوي: واشند العطش فركب المسناة يريد الفرات و العباس عليه السلام أخوه بين يديه فاعترضهما خيل ابن سعد فرمي من بني دارم الامام الحسين صلوات الله عليه بسهم فأثنته في حنكه الشريف فانتزع صلوات الله عليه السهم وبسط يده تحت حنكه حتي امتلأت راحتاه من الدم ثم رمي به وقال صلوات الله عليه: (اللهم إني أشكو إليك ما يفعل بابن بنت نبيك). ثم أتاه العباس عليه السلام وقال: هل من رخصه، فبكي الإمام الحسين صلوات الله عليه بكاءا شديدا ثم قال صلوات الله عليه: يا أخي أنت صاحب لوائي وإذا مضيت تفرق عسكري. فقال العباس عليه السلام قد ضاق صدري وسئمت من الحياة وأريد أن أطلب ثأدي من هؤلاء المنافقين.

فقال الإمام الحسين صلوات الله عليه: إن كان ولا بد فاطلب لهؤلاء الأطفال قليلا من الماء. فمضي العباس عليه السلام يطلب الماء فحملوا عليه

ص: 124

وحمل هو عليهم وجعل يقول:

لا أرهب الموت إذا الموت رقا*** حتي أواري في المصاليت لقي

نفسي لنفس المصطفي الطهروقا*** إني أنا العباس أغدو بالسقا

ولا أخاف الشر يوم الملتقي

ففرقهم وقتل منهم ثمانين رجلا حتي دخل الماء فلما أراد عليه السلام أن يشرب غرفة من الماء ذكر عطش الإمام الحسين صلي الله عليه و آله وأهل بيته فرمي الماء علي الماء وقال عليه السلام:

يا نفس من بعد الحسين هوني*** وبعده لا كنت أن تكوني

هذا الحسين وارد المنون*** وتشربين بارد المعين

تالله ما هذا فعال ديني***ولا فعال صادق اليقين

ثم ملأ القربة وحملها متوجها نحو الخيمة فقطعوا عليه الطريق وأحاطوا به من كل جانب فكمن له زيد بن ورقاء الجهني - لعنه الله - من وراء نخلة وعاونه حكيم بن الطفيل السنبسي - لعنه الله - فضربه علي يمينه فأخذ السيف بشماله وحمل عليهم وهو ير تجز:

والله إن قطعتم يميني*** إن أحامي أبدا عن ديني

وعن إمام صادق اليقين*** نجل النبي الطاهر الأمين

فقاتل عليه السلام حتي كمن له حكيم بن طفيل الطائي من وراء نخلة فضربه علي شماله فقال عليه السلام:

يا نفس لا تخشي من الكفار*** وأبشري برحمة الجبار

ص: 125

مع النبي السيد المختار*** قد قطعوا ببغيهم يساري

فاصلهم يا رب حر النار

ثم جاء سهم فأصاب القربة و أريق ماءها فوقف عليه السلام متحيرا لا ماء حتي يوصله إلي الخيمة ولا يد حتي يحارب بها، وبينما هو كذلك وإذا بسهم أصاب عينه ثم ضربه ظالم بعمود من حديد علي رأسه فانقلب علي فرسه وصاح أخاه الامام الحسين صلوات الله عليه قائلا: يا أخي إدرك أخاك. فلما أتاه الامام الحسين صلوات الله عليه ورأه صريعا علي شاطيء الفرات بكي وقال صلوات الله عليه: الآن انكسر ظهري وقلت حيلتي وشمت بي عدوي ثم توجه الي القوم وأنشأ صلوات الله عليه:

تعديتم يا شر قوم بفعلكم***وخالفتم قول النبي محمد

أما كان خير الرسل وصاكم بنا*** أما نحن من نسل النبي المسدد

أما كانت الزهراء أمي دونكم*** أما كان من خير البرية أحمد

لعنتم وأخزيتم بما قد جنيتم*** فسوف تلاقوا حر نار توقد

قال الراوي ثم أن الإمام الحسين صلوات الله عليه دعا الناس - الكفار -إلي البراز فلم يزل يقتل كل من برز إليه حتي قتل مقتلة عظيمة وهو يقول صلوات الله عليه:

القتل أولي من ركوب العار*** والعار أولي من دخول النار

قال بعض الرواة: والله ما رأيت مكسوراً قط قد قتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جأشا منه. وإن الرجال كانت لتشتد عليها فيشد عليها بسيفه

ص: 126

فتنكشف عنه انكشاف المعزي اذا شد فيها الذئب ولقد كان يحمل فيهم وقد كملوا ثلاثين ألفا فينهزمون بين يديه كأنهم الجراد المنتشر، ثم يرجع إلي مركزه وهو يقول (لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم).

قال الراوي: ولم يزل صلوات الله عليه يقاتلهم حتي حالوا بينه وبين رحله. فصاح صلوات الله عليه بهم (ويحكم يا شيعه آل ابي سفيان ان لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم هذه وارجعوا إلي احسابكم إن كنتم عربا كما تزعمون).

وقصدوه بالحرب فجعل يحمل صلوات الله عليه ويحملون عليه وهو مع ذلك يطلب شربة من الماء فلا يجد حتي أصابه اثنتان وسبعون جراحة. فوقف يستريح ساعة وقد ضعف عن القتال فبينما هو واقف إذ أتاه حج فوقع علي جبهته فأخذ الثوب ليمسح الدم عن جبهته فأتاه سهم مسموم له ثلاث شعب فوقع علي قلبه، فقال صلوات الله عليه (بسم الله وبالله وعلي ملة رسول الله صلي الله عليه و آله) ثم رفع رأسه الي السماء وقال صلوات الله عليه: (اللهم إنك تعلم أنهم يقتلون رجلا ليس علي وجه الأرض ابن بنت نبي غيره).

عن الامام الصادق صلوات الله عليه قال لما كان من أمر الحسين ما كان ضجت الملائكة.

وقالوا: يا ربنا هذا الحسين صفيك و ابن صفيك وابن بنت نبيك.

قال صلوات الله عليه و آله: فأقام الله ظل القائم صلوات الله عليه وقال: بهذا أنتقم لهذا.

عن حمران، عن الامام ابي جعفر صلوات الله عليه قال: قلت له يا بن

ص: 127

رسول الله زعم ولد الحسين صلوات الله عليه أن القائم منهم وأنهم أصحاب الأمر ويزعم ولد ابن الحنفية مثل ذلك فقال: رحم الله عمي الحسن صلوات الله عليه لقد عمد الحسن أربعين ألف سيف حتي أصيب أمير المؤمنين صلوات الله عليه وأسلمها الي معاوية و محمد بن علي سبعين ألف سيف قاتله لو حظر عليهم حظيرة ما خرجوا منها حتي يموتوا جميعا وخرج الحسين صلي الله عليه و آله فعرض نفسه علي الله في سبعين رجلا من أحق بدمه منا نحن والله أصحاب الأمر وفينا القائم صلوات الله عليه ومنا السقاح والمنصور، وقد قال الله «وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا»نحن أولياء الحسين بن علي صلوات الله عليهما وعلي دينه.

حدثنا جعفر بن محمد المحمدي قال حدثنا نصر بن مزاحم قال حدثنا عبدالله بن ابراهيم قال حدثني أبي عن أبيه عن الامام علي بن الحسين صلوات الله عليه عن الامام الحسين بن علي صلوات الله عليه قال: كان رسول الله صلي الله عليه و آله فيما بشرني به: يا حسين أنت سيد ابن السيد أبو السادةتسعة من ولدك أئمة أمناء التاسع قائمهم أنت الإمام ابن الإمام أبو الأئمة تسعة من صلبك أئمة أبرار والتاسع مهديهم يملأ الأرض قسطا وعدلا يقوم في آخر الزمان كما قمت في أوله.

ص: 128

الفصل السابع:فتنة الخوارج بامتداداتها

اشارة

ص: 129

ص: 130

عن عبد الله بن بكير عن زرارة عن حمران بن أعين قال سألت الامام أباعبد الله صلوات الله عليه عن قوله عزوجل «إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبيلَ إِمَّا شاكِراً وَ إِمَّا كَفُوراً» قال صلوات الله عليه اما آخذ فهو شاكر واما تارك فهو كافر.

(نهج البلاغة )ومن خطبة لولانا أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه يذم فيها أتباع الشيطان

اتخذوا الشيطان لامرهم ملاكا و اتخذهم له أشراكا فباض وفرخ في صدورهم ودب ودرجفي حجورهم، فنظر باعينهم ونطق بألسنتهم فركب بهم الزلل وزين لهم الخطل فعل من قد شركة الشيطان في سلطانه ونطق بالباطل علي السانه.

(نهج البلاغة) ومن خطبة لمولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه في اهل النهروان:

فأنا لكم نذير أن تصبحوا صرعي با كناف هذا النهر وبأهضام هذا الغائط علي غير بينة من ربكم ولا سلطان مبين معكم قد طوّحت بكم الدار واحبتلكم المقدار وقد كنت نهيتكم عن هذه الحكومة فابيتم علي اباء المخالفين المنابذين حتي صرفترأيي الي هواكم وأنتم معاشرأخفاء الهام سفهاء الاحلال ولم آت لاأبا لكم بجراً ولا أردت لكم ضراً.

(نهج البلاغة) ومن خطبة لمولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب

ص: 131

صلوات الله عليه لما قتل الخوارج فقيل يا امير المؤمنين صلوات الله علي هلك القوم بأجمعهم:

كلا والله إنهم نطفّ في أصلاب الرجال و قرارات النساء كُلما نجم منهم قرن قُطع حتي يكون آخرهم لصوصاً سلاّبين.

(نهج البلاغة) ومن كلام لمولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال للخوارج:

اكلكم شهد معنا صفين.

فقالوا: منا من شهد ومنا من لم يشهد.

قال صلوات الله عليه: فامتازوا فرقتين فليكن من شهد صفين فرقة ومن لم يشهدهافرقة حتي أكلم كلا بكلامه ونادي الناس فقال صلوات الله عليه: اُمسكوا عن الكلام وأنصتوا لقولي وأقبلوا بأفئدتكم الي فمن نشدناه شهادة فليقل بعلمه فيها. ثم كلمهم عليه السلام بكلام طويل. منه: ألم تقولوا عند رفعهم المصادف حيلة و غيلة و مكر وخديعة: اخواننا وأهل دعوتنا استقالونا و استراحوا الي كتاب الله سبحانه فالرأي القبول منهم والتنفيس عنهم. فقلت لكم: هذا أمر ظاهره ايمان وباطنه عدوان واوله رحمة وآخره ندامة فأقيموا علي شانكم والزموا طريقتكم وعضوا علي الجهاد بنوا جذكم ولا تلتفتوا الي ناعق نعق أن أجيب أضل و إن ترك ذل. وقد كانت هذه الفعلة وقد رأيتكم أعطيتموها. والله لئن أبيتها ما وجبت علي فريضتها ولا حملني الله ذنبها ووالله أن جئتها إني للمحق الذي يتبع وان الكتاب لمعي ما فارقته مذصحبته: فلقد كنا مع رسول الله صلي الله عليه و آله وان القتل ليدور علي الآباء والأبناء والإخوان والقرابات فما نزداد علي كل

ص: 132

مصيبة وشدة إلاّ ايماناً ومضياً علي الحق وتسليما للامر وصبراً علي مضض الجراح ولكنا إنما أصبحنا نقاتل اخواننا في الإسلام لما دخل فيه من الزيغ و الاعوجاج والشبهة والتأويل. فاذا طمعنا في خصلة يلم الله به شعثنا ونتداني بها الي البقية فيما بيننا رغبنا فيها وأمسكنا عما سواها.

(نهج البلاغة) ومن خطبة لمولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ذكر فيها الملاحم وأحوال الامام الحجة من آل محمد صلوات الله عليه:

يعطف الهوي علي الهدي إذا عطفوا الهدي علي الهوي ويعطف الرأي علي القرآن إذا عطفوا القرآن علي الرأي.

منها: حتي تقوم الحرب بكم علي ساق بادياً نواجذها مملوءة أخلافهاحلواً رضاعها علقماً عاقبتها ألا وفي غيدٍ - وسيأتي غد بما لا تعرفون - يأخذ الوالي من غيرها عمالها علي مساوي أعمالها وتخرج له الأرض أفاليذ كبدهاوتلقي اليه سلماً مقاليدها فيريكم كيف عدل السيرة ويحيي ميت الكتاب والسنة.

منها: كأني به قد نعق بالشام وفحص براياته في ضواحي كوفان فعطف عليها عطف الضروس و فرش الأرض بالرؤوس قد فغرت فاغرته وثقلت في الارض وطأته بعيد الجولة عظيم الصولة والله ليشردنكم في أطراف الأرض حتي لا يبقي منكم إلا قليل كالكحل في العين فلاتزالون كذلك حتي تؤوب الي العرب عوازب أحلامها فالزموا السنن القائمة والآثار البيئة والعهد القريب الذي عليه باقي النبوة. واعلموا أن الشيطان إنما يسني لكم طرقه لتتبعوا عقبه.

(نهج البلاغة ) ومن كلام لمولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات

ص: 133

الله عليه في التحكيم:

انا لم نحكم الرجال وانما حكمنا القرآن وهذا القرآن انما هو خط مسطور بين الدفتين لا ينطق بلسان ولابد له من ترجمان وإنما ينطق عنه الرجال ولما دعانا القوم إلي أن نحكم بيننا القرآن لم نكن الفريق المتولي عن كتاب الله تعالي وقد قال الله سبحانه « فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَي اللَّهِ وَالرَّسُولِ» فرده الي الله أن نحكم بكتابه ورده الي الرسول أن نأخذ بسنته فاذا حكم بالصدق في كتاب اليه فنحن أحق الناس به وإن حكم بسنة رسول الله صلي الله عليه و آله فنحن أولاهم به وأما قولكم: لم جعلت بينك وبينهم أجلاً في التحكيم فانما فعلت ذلك ليتبين الجاهل و يتثبت العالم ولعل الله أن يصلح في هذه الهدنة أمر هذه الأمة ولا تؤخذ بأكظامها فتعجل عن تبين الحق و تنقاد لاول الغي إن أفضل الناس عند الله من كان العمل بالحق أحب اليه وإن نقصه وكرثه من الباطل وان جر اليه فائدة وزاده. فأين يتاه بكم ومن أين أتيتم استعدوا للمسير الي قوم حياري عن الحق لايبصرونه و موزعين بالجور لا يعدلون به جفاة عن الكتاب نكب عن الطريق ماأنتم بوثيقة يعلق بها ولازوافر عز يعتصم اليها لبئس حشاش نار الحرب أنتم أف لكم لقد لقيت منكم برحاً يوماً أناديكم ويوماٌ اناجيكم فلا أحرار صدق عند الندا ولا اخوان ثقة عد النجاء.

(نهج البلاغة) ومن كلام لمولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه في الخوارج لما سمع قولهم لاحكم إلا لله.

قال صلوات الله عليه: كلمة حق يراد بها باطل نعم انه لا حكم إلا لله ولكن هؤلاء يقولون لا امرة إلا لله وإنه لابد للناس من أمير برأو فاجر يعمل في امرته المؤمنين ويستمتع فيها الكافر ويبلغ الله فيها الاجل ويجمع به الفيء ويقاتل به

ص: 134

العدو و تأمن به السبل ويؤخذ به للضعيف من القوي حتي يستريح به بر ويستراح من فاجر.

عن عثمان بن عيسي عن اسحاق بن عمار وغيره عن الامام أبي عبدالله صلوات الله عليه قال:

لا تغتروا بصلاتهم ولا بصيامهم فإن الرجل ربما لهج بالصلاة والصوم حتي لو تركُه استوحش ولكن اختبروهم عند صدق الحديث واداء الأمانة.

عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن محمد بن مسلم قال سألت الامام أبا جعفر صلوات الله عليه عن قول الله عزوجل «وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشي» قال الليل في هذا الموضع الثاني يغشي أمير المؤمنين صلوات الله عليه في دولته التي جرت له عليه و أمير المؤمنين - صلوات الله عليه - يصبر في دولتهم حتي تنقضي قال «وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّيٰ» قال صلوات الله عليه النهار هو القائم صلوات الله عليه منا أهل البيت صلوات الله عليهم اذا قام غلبت دولته دولة الباطل والقرآن ضرب فيه الامثال للناس وخاطب نبيه به ونحن فليس يعلمه غيرنا.

ص: 135

ص: 136

أولا: فتنة الملل الضالة

ص: 137

ص: 138

(نهج البلاغة) ومن خطبة لمولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه في الملاحم: وأخذوا يميناًوشمالا ظعناً في مسالك الغي. وتركاً المذاهب الرشد. فلا تستعجلوا، ما هو كائن مرصد، ولا تستبطئوا ما يجي به الغد، فكم من مستعجل بما إن أدركه و دّأنه لم يدركه وما أقرب اليوم من تباشير غد، يا قوم هذا ابان كل موعود و من طلعة مالا تعرفون ألا وإن من أدركها منايسري فيها بسراج منير ويحذو فيها علي مثال الصالحين ليحل فيها ربقاً ويعتق فيها رقاويصدع شعبا و يشعب صدعاً في سترة عن الناس لا يبصر القائف أثر ولو تابع نظره ثم ليشحذن فيها قوم شحذ القين النصل تجلي بالتنزيل أبصارهم ويرمي بالتفسير في مسامعهم و يغبقون كأس الحكمة بعد الصبوح منها وطال الامد بهم ليستكملوا الخزي وستوجبوا الغير حتي إذا اخلولق الاجل واستراح قوم إلي الفتن واشتالوا عن لقاح حربهم لم يمنوا علي الله بالصبر ولم يستعظموا بذل أنفسهم في الحق حتي اذا وافق وارد القضاء انقطاع مدة البلاء حملوا بصائرهم علي أسيا فهم ودانوا لربهم بأمر واعظمهم.

حتي إذا قبض رسول الله صلي الله عليه و آله رجع قوم علي الاعقاب عالتهم السبل و اتكلوا علي الولايج ووصلوا غير الرحم وحجروا السبب الذي أمروا بمودته ونقلوا البناء عن رصّ أساسه فبنوه في غير موضعه معادن كل خطيئة وأبواب كل ضارب في غمرة قد ماروا في الحيرة وذهلوا عن السكرة علي

ص: 139

سنة من آل فرعون من منقطع الي الدنيا راكن أو مفارق للدين مباين.

حدثنا ابن أبي سليمان عن عطية الكوفي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله إني تركت فيكم ما أخذتم به لن تضلوا بعدي الثقلين واحد منهما اكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء الي الارض وعترتي أهل بيتي ألا وانهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض قال ابن نمير قال بعض اصحابنا عن الاعمش قال انظروا كيف تخلفوني فيهما.

حدثنا الحسن بن علي السكري، عن محمد بن زكريا الجوهري عن محمد بن عماره عن أبيه عن الامام الصادق جعفر بن محمد صلوات الله عليه عن أبيه الامام محمد بن علي صلوات الله عليه عن أبيه الامام علي بن الحسين صلوات الله عليه عن أبيه الامام الحسين بن علي صلوات الله عليه عن أبيه الامام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال قال رسول الله صلي الله عليه آله إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانهما لن يفترقا حتي يرداعلي الحوض كھاتين وضم بين سبابتيه. فقام اليه جابر بن عبدالله الانصاري وقال يا رسول الله صلي الله عليه و آله من عترتك. قال صلي الله عليه و آله علي الحسن والحسين والائمة من ولك الحسين إلي يوم القيامة صلوات الله عليهم.

أخبرنا شريك بن الركين بن الربيع عن القاسم بن حسان عن زيد بن ثابت قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعلي بن أبي طالب صلوات الله عليه واعلموا أن علي لكم أفضل من كتاب الله لأنه مترجم لكم عن كتاب الله تعالي.

قال أبو ثابت مولي أبي ذر سمعت ام سلمة رضي الله عنها قالت سمعت

ص: 140

رسول الله صلي الله عليه و آله في مرضه الذي قبض فيه يقول وقد امتلأت الحجرة من أصحابه أيها الناس يوشك أن أقبض قبضا سريعا فينطلق بي وقد قدمت اليك القول معذرة اليكم ألا إني مخلف فيكم كتاب الله ربي عزو جل وعترتي أهل بيتي ثم أخذ بيد علي صلوات الله عليه فرفعها فقال صلي الله عليه و آله هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي خليفتان نصيران لا يفترقا حتي يردا علي الحوض فأسألهما ماذا خلفت فيهما.

عن محمد بن الفضل عن ابن لهيعة عن سعيد بن أبي هلال عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله إن بني إسرائيل تفرقت علي عيسي(عليه السلام) إحدي وسبعين فرقه فهلك سبعون فرقة و تخلص فرقة وإن أمتي ستفرق علي اثنتين وسبعين فرقة فتهلك إحدي وسبعون و تتخلص فرفة فقالوا يارسول الله صلي الله عليه و آله من تلك الفرقة.

قال صلي الله عليه و آله الجماعة الجماعة.

(عيون اخبار الامام الرضا صلوات الله عليه) بهذا الاسناد قال قال النبي صلي الله عليه و آله لعلي صلوات الله عليه اذا مت ظهرت لك ضغائن في صدورقوم يتمالئون عليك ويمنعونك حقك.

بهذا الاسناد قال قال النبي صلي الله عليه و آله لعلي صلوات الله عليه إن أمتي ستغدر بك بعدي ويتبع ذلك برها وفاجرها.

عن عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن الافريقيي عن عبد الله بن يزيد عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله سيأتي علي أمتي ما أتي علي بني اسرائيل مثل بمثل وإنهم تفرقوا علي اثنتين وسبعين ملة وستفترق

ص: 141

أمتي علي ثلاث وسبعين ملة تزيد عليهم واحدة كلها في النار غير واحدة. قال قيل يا رسول الله صلي الله عليه و آله وما تلك الواحدة.

قال صلي الله عليه و آله ما نحن عليه اليوم أنا وأهل بيتي.

حدثنا عبد الحميد بن أبي الحسناء عن زياد بن يزيد عن أبيه عن جده فروة الظفاري قال سمعت سلمان قال رسول الله صلي الله عليه و آله تفترق أمتي ثلاثة فرق فرقة علي الحق لاينتقص الباطل منه شيئناً يحبوني ويحبون أهل بيتي مثلهم كمثل الذهب الجيد كلما أدخلته النار النار فأوقت عليه لم يزده إلآ جودةوفرقة علي باطل لاينقص الحق منه شيئاً يبغضوني ويبغضون أهل بيتي مثلهم مثل الحديد كلما أدخلته النار فأوقدت عليه لم يزده الاشراً وفرقة مدهدهة علي ملة السامري لا يقولون لا مساس لكنهم يقولون لا قتال امامهم عبد الله بن قيس الاشعري.

عن أبي الجارود زياد بن المنذر عن عمران بن ميثم الكيال عن مالك بن ضمرة الرواسي عن أبي ذر الغفاري قال نزلت هذه الآية علي رسول الله صلي الله عليه و آله «يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ»قال رسول الله صلي الله عليه وآله ترد امتي يوم القيامة علي خمس رايات: فاولها مع عجل هذه الأمة فأخذ بيده فترجف قدماه ويسودّ وجهه ووجوه اصحابه فاقول: ما فعلتم بالثقلين.

فيقولون اما الاكبر فحرقنا ومزقنا وأما الاصغر فعادينا وابغضنا، فاقول:ردوا ظماءً مظمئين مسودّة وجوهكم فيؤخذ بهم ذات الشمال لا يسقون قطرة.

ثم ترد علي راية فرعون هذه الأمة فأقوم بيده ثم ترجف قدماه ويسودوجهه ووجوه أصحابه فاقول: ما فعلم بالثقلين فيقولون: اما الاكبرفمزقنا منه

ص: 142

واما الاصغر فبرئنا منه ولعناه فاقول ردّوا ظمأ مظمئين مسودة وجوهكم فيؤخذ بهم ذات الشمال لا يسقون قطرة.

ثم علي راية ذي الثدية معها اول خارجة وآخرها فاقوم فاخذ بيده فترجف قدماه ويسود وجهه ووجوه اصحابه، فاقول ما فعلتم بالثقلين بعدي.

فيقولون: اما الاكبر فمزقنا منه وأما الاصغر فبرئنا منه ولعناه. فاقول: ردوا ظماء مظمئين مسودة وجوهكم فيؤخذ بهم ذات الشمال لا يسقون قطرة.

ثم ترد علي راية أمير المؤمنين صلوات الله عليه وسيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين، فأقوم فأخذ بيده، فتبيض وجهه ووجوه اصحابه،فاقول:مافعلتم بالثقلين بعدي

فيقولون: اما الاكبر فاتبعناه واطعناه واما الاصغر فقاتلنا معه حتّي قتلنا فاقول ردوا رواء مرويين مبيضة وجوهكم فيؤخذ بهم ذات اليمين وهو قول الله عزوجل «يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ. وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ»

عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن زرارة عن الامام أبي جعفر صلوات الله عليه في قوله «لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ» قال صلوات الله عليه يا زرارة أو لم تركب هذه الأمة بعد نبيها طبقاعن طبق في أمر فلان وفلان وفلان.

عن موسي بن جعفر البغدادي قال حدثني الحسن بن محمد الصيرفي عن حنان بن سدير عن أبيه عن الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال قال إن للقائم مناغيبة يطول أمدها فقلت له ولم ذلك يابن رسول الله صلي الله عليه و آله قال إن

ص: 143

الله عز وجل أبي إلا أن يجري فيه سنن الأنبياء عليهم السلام في غيباتهم وانه لابدله يا سدير من استيفاء مددغيباتهم قال الله عزوجل « لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ»اي سنناً علي سنن من كان قبلكم.

حدثنا أبو ثور وعبد الرزاق عن معمر عن طارق عن منذر الثوري عن عاصم بن ضمرة عن أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال في الفتنة الخامسة العمياء الصماء المطبقة يصير الناس فيها كالبهائم.

عن محمد بن اسماعيل عن منصور عن طلحة بن زيد ومحمد بن عبد الجبار بغير هذا الاسناد يرفعه الي طلحة بن زيد عن الإمام أبي عبدالله صلوات الله عليه قال قرأت في كتاب أبي صلوات الله عليه الائمة صلوات الله عليهم في كتاب الله إمامان امام الهُدي وامام الضلال فأما الأئمة الهدي فيقدمون أمرالله قبل أمرهم وحكم الله قبل حكمهم وأما أئمة الضلال فانهم يقدمون أمرهم قبل أمر الله حكمهم قبل حكم الله اتباعا لأهوائهم وخلافا لما في الكتاب.

(عيون اخبار الامام الرضا صلوات الله عليه) بهذه الاسانيد عن أمير المؤمنين الامام علي صلوات الله عليه قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله إني أخاف عليكم استخفافا بالدين وبيع الحكم وقطيعة الرحم وأن تتخذوا القرآن مزامير تقدمون أحدكم وليس بأفضلكم في الدين.

ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن ابن اذينة عن بريد العجلي عن الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه في قول الله تبارك و تعالي« أَلَمْ تَرَ إِلَي الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًامِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ » فلان وفلان «وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا » الأئمة الضلال والدعاة الي النار«هَٰؤُلَاءِ أَهْدَيٰ » من آل محمد و اوليائهم

ص: 144

«سَبِيلًا»، «أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ ۖ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ »يعني الامامة والخلافة «فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًاً» نحن الناس الذين عني الله.

(نهج البلاغة) ومن كلام لمولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه:

انما بدء وقوع الفتن أهواء تتبع واحكام تبتدع يخالف فيها كتاب الله ويتولي عليها رجال رجالاً علي غير دين الله فلو أن الباطل خلص من مزاج الحق لم يخف علي المرتادين ولو أن الحق خلص من لبس الباطل لانقطعت عنه السن المعاندين ولكن يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث فيمزجان فهنالك يستولي الشيطان علي أوليائه وينجو الذين سبقت لهم من الله الحسني.

(نهج البلاغة) ومن خطبة لمولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه في الملاحم ووصف اهل الضلالة - المذاهب الباطله -

وأخذوا يميناً وشمالاً طعناً في مسالك الغي وترك لمذاهب الرشد فلاتستعجلوا ماهو كائن مرصد ولا تستبطئوا ما يجيء به الغدفكم من مستعجل بما أن أدركه ود أنه لم يدركه وما أقرب اليوم من تباشير غد يا قوم هذا إبّان ورود كل موعود ودنو من طلعة ما لا تعرفون ألا ومن أدركها منها يسري فيها بسراج منيرويحذو فيها مثال الصالحين ليحل فيها ربقاً ويعتق رقاً ويصدع في سترة عن الناس لا ينصر القائف أثره ولو تابع نظره ثم ليشحذن فيها قوم شحذ القين النصل تجلي بالتنزيل أبصارهم ويرمي بالتفسير في مسامعهم ويغبقون كأس الحكمة بعد الصبوح

ص: 145

منها في أهل الضلال: وطال الامد بهم ليستكملوا الخزي، ويستوجبوا الغيرحتي اذا اخلولق الاجل واستراح قوم الي الفتن وأشالوا عن لقاح حربهم لم يمنوا علي الله بالصبر ولم يستعظموا بذل أنفسهم في الحق حتي اذا وافق وارد القضاءانقطاع مدة البلاء حملوا بصائرهم علي أسيافهم ودانوا لربهم بأمر واعظهم حتي اذا قبض الله رسوله صلي الله عليه واله رجع قوم علي الاعقاب وغالتهم السبل وأتكلوا علي الولائج ووصلوا غير الرحم وهجروا السبب الذي أمروا بمودته ونقلوا البناء عن رصَّ أساسه فبنوه في غير موضعه معادن كل خطيئة وأبواب كل ضارب في غمرة. قد ماروا في الحيرة وذهلوا في السكرة علي سنة من آل فرعون من منقطع إلي الدنيا را كن أو مفارق للدين مباين.

عن بشير بن عبد الله عن أبي عصمة قاضي مرو عن جابر عن الامام أبي جعفر صلوات الله عليه قال يكون في آخر الزمان قوم يتبع فيهم قوم مراءون يتقرءون ويتنسكون حدثاء سفهاء لايوجبون أمراً بمعروف ولانهياً عن منكر إلا اذا أمنوا الضرر يطلبون لانفسهم الرخص والمعاذير يتبعون زلات العلماء وفساد عليهم يقبلون علي الصلاة والصيام وما لا يكلمهم في نفس ولا مال ولو أضرت الصلاة بسائر ما يعملون بأموالهم وأبدانهم لرفضوها كما رفضوا أتم الفرائض وأشرفها أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة عظيمة بها تقام الفرائض هنا لك يتم غضب الله عليهم بعقابه فيهلك الأبرار في دار الفجار والصغار في دار الكبار أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الانبياء و منهاج الصالحين فريضة عظيمة بها تقام الفرائض و تأمن المذاهب وتحل المكاسب وترد المظالم و تعمر الارض ويُنتصف من الاعداء ويستقيم الامر فأنكروا بقلوبكم والفظوا بألسنتكم وصكوا بها جباههم ولا تخافوا في الله لومة لائم فان اتعظوا الي الحق

ص: 146

رجعوا فلا سبيل عليهم «إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَي الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ» هنالك فجاهد و هم بأبدانكم و أبغضوهم بقلوبكم غير طالبين سلطاناً ولا باغين مالا ولا مريدين بالظلم ظفراًحتي يفيئوا الي أمر الله ويمضوا علي طاعته قال الإمام أبو جعفر صلوات الله عليه أوحي الله إلي شعيب النبي عليه السلام إني لمُعذبُ من قومك مائة الف أربعين ألفاً من شرارهم وستين ألفاً من خيارهم فقال عليه السلام يا رب هؤلاء الاشرار فما بال الاخبار فأوحي الله عزوجل اليه أنهم داهنوا أهل المعاصي ولم يغضبوا الغضبي.

(نهج البلاغة) ومن خطبة لمولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه في صفة الضال بالمذاهب الباطلة:

و هو في مهلة من اليه يهوي مع الغافلين ويغدو مع المذنبين بلا سبيل قاصد ولا امام قائد.

منها: حتي اذا كشف لهم عن جزاء معصيتهم واستخرجهم من جلابيب غفلتهم واستقبلوا مدبراً واستدبروا مقبلاً فلم ينتفعوا بما أدركوا من طلبتهم ولابما قضوا من وطرهم إني أحذركم ونفسي هذه المنزلة فلينتفع امرو بنفسه فانماالبصير من سمع فتفكر و نظر فأبصر وانتفع بالعبر ثم سلك جدداً واضحاً يتجنب فيه الصرعة في المهاوي والضلال في المغاوي ولايعين علي نفسه الغواة بتعسف في حق أو تحريف في نطق أو تخوف من صدق فأفق أيها السامع من سكرتك استيقظ من غفلتك واختصره من عجلتك أن عم الفكر فيما جاءك علي لسان النبي الأمي صلي الله عليه و آله مما لا بد منه ولا محيص عنه وخالف من خالف ذلك الي غيره ودعه وما رضي لنفسه وضع فخرك واحطط كبرك واذكر

ص: 147

قبرك فان عليه ممرك وكما تدين تدان وكما تزرع تحصد وما قدمت اليوم تقدم عليه غداً فامهد لقدمك وقدم ليومك فالحذر الحذر أيها المستمع و الجد الجد أيها الغافل«وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ».

إن من عزائم الله في الذكر الحكيم التي عليها يثيب ويعاقب ولها يرضي ويسخط أنه لا ينفع عبداً وإن أجهد نفسه وأخلص فعله أن يخرج من الدنيا لاقياً ربه بخصلة من هذه الخصال لم يتب منها أن يشرك بالله فيما افترض عليه من عبادته أو يشفي غيظه بهلاك نفس أو يقر بأمر فعله غيره أو يستنجح حاجة الي الناس باظهار بدعة في دينه أو يلقي الناس بوجهين أو يمشي فيهم بلسانين اعقل ذلك فان المثل دليل علي شبهه. إن البهائم همها بطونها وإن السباع همها العدوان علي غيرها وإن النساء همهن زينة الحياة الدنيا والفساد فيها إن المؤمنين مستكينون إن المؤمنين مشفقون إن المؤمنين خائفون.

عن علي عن أبيه عن البزنطي عن محمد اخي عزام عن محمد بن مسلم عن الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه قال لا يذهب بكم المذاهب فو الله ما شيعتنا إلا من أطاع الله عزوجل.

عن مسعدة بن صدقة عن الامام جعفر بن محمد صلوات الله عليه قال خطب أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله يقول كيف أنتم إذا ألبستم الفتنة ينشأ فيها الوليد ويهرم فيها الكبير وتجري الناس عليها حتي يتخذوها سنة فاذا غير منها شيء قيل أتي الناس بمنكر غيرت السنة ثم تشتد البلية وتنشأ فيها الذرية و تدقهم الفتن كما تدق النار الحطب وكما تدق الرحي بثقالها يتفقه الناس لغير الدين ويتعلمون لغير العمل ويطلبون الذيا بعمل الآخرة ثم أقبل أمير المؤمنين صلوات الله عليه ومعه ناس من أهل بيته وخاص

ص: 148

من شيعته فصعد المنبر فحمد الله واثني عليه وصلي علي النبي صلي الله عليه وآله ثم قال لقد عملت الولاة قبلي بأمور عظيمة خالفوا فيها رسول الله صلي الله عليه آله متعمدين لذلك ولو حملت الناس علي تركها وحولتها إلي مواضعها التي كانت عليها علي عهد رسول الله صلي الله عليه و آله لتفرق عني جندي حتي أبقي وحدي إلا قليلا من شيعتي الذين عرفوا فضلي وامامتي من كتاب الله وسنة نبيه صلي الله عليه و آله أرأيتم لو أمرت بمقام ابراهيم عليه السلام فرددته الي المكان الذي وضعه رسول الله صلي الله عليه و آله ومده الي ما كان وأمضيت قطائع كان رسول الله صلي الله عليه و آله أقطعها الناس مسمين ورددت دار جعفر بن أبي طالب إلي ورثته وهدمتها (و أخرجتها) من المسجد ورددت الخمس الي أهله ورددت قضاء كل من قضي بجور وسبي ذراري بني تغلب ورددت ما قسم من أرض خيبر ومحوت ديوان العطاء وأعطيت كما كان يعطي رسول الله صلي الله عليه و آله ولم أجعلها دولة بين الاغنياء والله لقد أمرت الناس أن لا يجمعوا (الا يجتمعوا) في شهر رمضان إلا في فريضة فنادي بعض أهل عسكري ممن يقاتل دوني وسيفه معي أتقي به في الاسلام وأهله غيرت سنة عمر ونهي أن يصلي شهر رمضان في جماعة حتي خفت أن يثور بي ناحية عسكري مالقيت هذه الأمة من أئمة الضلالة والدعاة الي النار وأعظم من ذلك سهم ذوي القربي الذين قال الله تبارك وتعالي(في حقهم) « وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَيٰ وَالْيَتَامَيٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ » نحن والله عني بذوي القربي الذين قرنهم الله بنفسه ونبيه صلي الله عليه و آله ولم يجعل لنا في الصدقة نصيبا أكرم الله سبحانه وتعالي نبيه وأكرمنا أن يطعمنا أوساخ أيدي الناس. فقال له

ص: 149

رجل إني سمعت من سلمان وأبي ذر الغفاري و المقداد أشياء من تفسير القرآن والرواية عن النبي صلي الله عليه و آله وسمعت منك تصديق ما سمعت منهم ورأيت في أيدي الناس أشياء كثيرة من تفسير القرآن والأحاديث عن النبي صلي الله عليه و آله (و) أنتم تخالفونهم وتزعمون أن ذلك باطل أفتري الناس يكذبون متعمدين علي النبي صلي الله عليه و آله ويفسرون القرآن بآرائهم قال فأقبل (اليه أمير المؤمنين صلوات الله عليه) فقال صلوات الله عليه له. قد سألت فافهم الجواب إن في ايدي الناس حقا وباطلا وصدقا وكذبا وناسخا و منسوخا وعاما وخاصا ومحكما ومتشابها وحفظا ووهما وقد كذب علي رسول الله صلي الله عليه وآله وهو حي حتي قام خطيبا فقال صلي الله عليه و آله (أيها الناس قد كثرت علي الكذابة فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) وإنما أتاك بالحديث أربعة رجال ليس لهم خامس رجل منافق مظهر للايمان متصنع بالاسلام لا يتأثم ولا يتحرج في أن يكذب علي الله و علي رسول الله صلي الله عليه و آله متعمدا فلو علم الناس أنه منافق كاذب لم يقبلوا منه ولم يصدقوا قوله، ولكنهم قالوا صاحب رسول الله صلي الله عليه واله رآه وسمع منه ولقف عنه ويأخذون (فيأخذون) بقوله وقد أخبرك الله عن المنافقين بما أخبرك ووصفهم به الك ثم بقوا بعده صلي الله عليه و آله فتقربوا الي أئمة الضلالة والدعاة إلي النار بالزور والبهتان فولوهم الاعمال وجعلوهم حكاما علي رقاب الناس وأكلوا بهم الدنيا وانما الناس مع الملوك والدنيا إلاّ من عصمه الله فهذا أحد الأربعة و(ثاني الاربعة) رجل سمع من رسول الله صلي الله عليه و آله شيئا لم يحفظ علي وجهه فوهم فيه ولم يتعمد كذبا وهو في يديه يرويه و يعمل به يقول (أنا سمعت من رسول الله صلي الله عليه واله) فلو علم المسلمون أنه وهم فيه لم يقبلوا منه ولو

ص: 150

علم هو أنه كذلك لرفضهم ورجل ثالث سمع من رسول الله صلي الله عليه و آله شيئا يأمر به ثم نهي (رسول الله صلي الله عليه و آله) عنه وهو لا يعلم أو سمعه نهي عن شيء ثم أمر به وهو لا يعلم فحفظ المنسوخ ولم يحفظ الناسخ فلو علم أنه منسوخ لرفضه ولو علم المسلمون إذ سمعوه منه أنه منسوخ لرفضه ولو علم المسلمون إذ سمعوه منه أنه منسوخ لرفضوه و آخر رابع لم يكذب علي الله ولا علي رسوله صلي الله عليه و آله مبغض للكذب خوفالله وتعظيما لرسول الله صلي الله عليه وآله ولم يهم به بل حفظ ما سمع علي وجهه فجاه به علي سمعه ولم يزدفيه ولم ينقص منه وحفظ الناسخ فعمل به وحفظ المنسوخ فجنب عنه وعرف الخاص والعام فوضع كل شيء موضعه وعرف المتشابه والمحكم وقد يكون من رسول الله صلي الله عليه و آله الكلام له وجهان فكلام خاص وكلام عام فيسمعه من لا يعرف ما عني الله به ولا ما عني به رسول الله صلي الله عليه واله فيحمله السامع ويوجه علي غير معرفة بمعناه ولا ما قصد به وما خرج من أجله وليس كل أصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله يسأله ويستفهم حتي إن كانوا ليحبون أن يجيء الأعرابي أو الطاري فيسأله صلي الله عليه و آله حتي يسمعوا كلامه وكان لا يمر بي من ذلك شيء إلا

ألت عنه وحفظته فهذه وجوه ما عليه الناس في اختلافهم وعللهم في رواياتهم.

(نهج البلاغة) ومن كلام لمولانا أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه

تَرِدُ علي أحدهم القضية في حكم من الأحكام فيحكم فيها برائه ثم تَرد تلك القضية بعينها علي غيره فيكم فيها بخلافه ثم يجتمع القضاة بذلك عند الامام الذي استقصاهم فيصوب آراءهم جميعاً وإلهُهُم واحد ونبيهم واحد وكتابهم واحد

ص: 151

أفأمر هم الله سبحانه بالاختلاف فأطاعوه أم نهاهم عنه وعصوه أم أنزل الله سبحانه ديناً ناقضاً فاستعان بهم علي اتمامِه أم كانوا شركاء له فلهم أن يقولوا وعليه أن يرضي أم أنزل الله سبحانه ديناً تاماً فقصر الرسول صلي الله عليه و آله عن تبليغة وأدائه اليهم والله سبحانه يقول «مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ» و قال « تِبْياناً لِكُلِّ شَيْ ءٍ » وذكر أن الكتاب يُصدق بعضه بعضاً وأنه لا اختلاف فيه فقال سبحانه «وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا» وإن القرآن ظاهره أنيق وباطنه عميق لاتفني عجائبه ولا تنقضي غرائبه و لاتكشف الظلمات إلا به.

علي بن ابراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد عن المنقري عن سفيان بن عيينة عن الامام أبي عبدالله صوات الله عليه قال إن بني أمية أطلقوا للناس تعليم الايمان وَلَم يُطلقوا تعليم الشرك لكي إذا حملوهم عليه لم يعرفوه.

(نهج البلاغة) ومن كلام لمولانا أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه لاهل الشوري:

لم يسرع احد الي دعوة حق وصلة رحم وعائدة كرم ماسمعوا قولي وعوا منطقي عسي أن نزوا هذا الأمر من بعد هذا اليوم تنتضي فيه السيوف وتخان فيه العهود حتي يكون بعضكم أئمة لاهل الضلالة وشيعة لاهل الجهالة.

(اعلام الوري ) ومما قاله النبي صلي الله عليه و آله بحجة الوداع: يا أيها الناس إني فرطكم وأنتم واردون علي الحوض ألا وإني سائلكم عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما فان اللطيف الخبير نباتي أنهما لن يفترقا حتي

ص: 152

يلقياني وسألت ربي ذلك فأعطانيه ألا وإني قد تركتهما فيكم كتاب الله وعترتي أهل بيتي فلا تسبقوهم فتفرقوا ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم أيها الناس لا ألفينكم بعدي ترجعون كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض فتلقوني كتيبة كمجر السيل الجرار ألا وان علي بن أبي طالب أخي ووصي يقاتل بعدي علي تأويل القرآن كما قاتلت علي تنزيله.

(نهج البلاغة) ومن خطبة لمولانا امير المؤمنين صلوات الله عليه:

بحث الله رسله بما خصهم به من وحيه وجعلهم له علي خلقه لئلا تجب الحجة لهم بترك الأعذار اليهم فدعاهم بلسان الصدق الي سبيل الحق ألا إن الله قد كشف الحق كشفة لا أنه جهل ما أخفوه من مصون أسرارهم ومكنون ضمائرهم ولكن ليبلوهم أيهم أحسن عملاً فيكون الثواب جزاء والعقاب بواءً أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا كذباً وبغياً أن رفعنا الله ووضعهم وأعطانا وحرمهم وأدخلنا وأخرجهم بنا يستعطي الهدي ويستجلي العمي إن الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم لا تصلح علي سواهم ولا تصلح الولاة من غير هم.

منها: آثروا عاجلاً وأخروا آجلاً وتركوا صافياً وشربوا آجنا كأني أنظر الي فاسقهم وقد صحب المنكر فالفه و بسيء به ووافقه حتي شابت عليه مفارقه وصبغت به خلائقه ثم أقبل مزيداً كالتيار لا يبالي ما غرّق أو كوقع النار في الهشيم لا يحفل ما حرق أين العقول المستصبحة بمصابيح الهدي والابصار اللامحة الي منار التقوي، أين القلوب التي وهبت لله وعوقدت علي طاعة الله. ازدحموا علي الحطام و تشاحوا علي الحرم ورفع لهم علم الجنة والنار فصرفروا عن الجنة وجوههم وأقبلوا الي النار بأعمالهم دعاهم ربهم فنفروا وولوا ودعاهم الشيطان

ص: 153

فاستجابوا وأقبلوا.

كتاب المشيخه لابن محبوب عن عبد الله بن سنان قال: سمعت الامام أباعبد الله صلوات الله عليه يقول: يقولون: ينقاد ولاينقاد - يعني اصحاب الكلام - أمالو علموا كيف كان بدؤ الخلق واصله لما اختلف اثنان.

(دعاء الاعتقاد) علي بن محمد بن يوسف الحراني عن محمد بن عبد الله بن ابراهيم النعماني عن أبي علي بن همام عن ابراهيم بن اسحاق النهاوندي عن الحسين بن علي الاهوازي عن أبيه علي بن مهزيار قال سمعت مولاي الامام موسي بن جعفر صلوات الله عليه يدعو بهذا الدعاء وهو دعاء الاعتقاد: الهي ان ذنوبي وكثرتها قد غيرت وجهي عندك وحجبتني عن استئهال رحمتك وباعدتني عن استنجاز مغفرتك ولو لا تعلقي بالائك وتمسكي بالرجاء لما وعدت أمثالي من المسرفين وأشباهي من الخاطئين بقولك يا «عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَيٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ» وحذرت القانطين من رحمتك فقلت «وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ» ثم ندبتنا برحمتك الي دعائك فقلت « ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ» الهي لقد كان ذّل الإياس علي مشتملا والقنوط من رحمتك بي ملتحفا الهي قد وعدت المحسن ظنه بك ثوابا وأوعدت المسيء ظنه بل عقابا اللهم وقد أسيل دمعي حسن ظني بل في عتق رقبتي من النار وتغمد زللي واقامة عثرتي وقلت وقولك الحق لا خلف له ولا تبديل «يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ۖ» ذلك يوم النشور اذا نفخ فيالصور وبعثرت القبور اللهم إني أقر وأشهد وأعترف ولاأجحد وأسر وأظهر وأعلن وأبطن بأنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت وحدك لا

ص: 154

شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك وأن عليا أمير المؤمنين وسيد الوصيين ووارث علم النبيين وقاتل المشركين وامام المتقين ومدير المنافقين ومجاهد الناكثين والقاسطين والمارقين إمامي ومحجتي ومن لا أثق بالاعمال وان زكت ولا أراها منجية وان صلحت إلاّ بولايته والايتمام به والاقرار بفضائله والقبول من حملتها والتسليم لرواتها اللهم وأقر بأوصيائه من أبنائه أئمة حججا وأدلة وسرجا وأعلاما ومنارا وسادة وأبرارا وأدين بسرهم وجهرهم وظاهرهم وباطنهم وحيهم وميتهم وشاهدهم وغائبهم لاشك في ذلك ولا ارتياب ولا تحول عنهم ولا انقلاب اللهم فادعني يوم حشري وحين نشري بامامتهم واحشرني في زمرتهم واكتبني في اصحابهم واجعلني من اخوانهم وأنقذني بهم يا مولاي من حر النيران فإنك إن أعفيتني منها كنت من الفائزين اللهم وقد أصبحت في يومي هذا لاثقة لي ولا مفزع ولا ملجاً ولا ملتجاً غير من توسلت بهم اليك من آل رسولك صلي الله عليه علي أمير المؤمنين وسيدتي فاطمة الزهراء والحسن والحسين والائمة من ولدهم والحجج المستورة من ذريتهم والمرجو للامة من بعدهم وخيرتك عليه وعليهم السلام.

اللهم فاجعلهم حصني من المكاره ومعقلي من المخاوف ونجني بهم من كل عدو وطاغ وفاسق وباغ ومن شر ما أعرف وما أنكر وما استتر عني وما أبصر ومن شر كل دابة ربي «آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَيٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ» اللهم توسلي اليك بهم وتقربي بمحبتهم افتح علي رحمتك ومغفرتك وحببني الي خلقك وجنبني عداوتهم وبغضهم «ُ إِنَّكَ عَلي كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ» اللهم ولكل متوسل ثواب ولكل ذي شفاعة حق فأسألك بمن جعلته

ص: 155

اليك سببي وقدمته أمام طلبتي أن تعرفني بركة يومي هذا وعامي هذا و شهري هذا اللهم فهم معولي في شدتي ورخائي وعافيتي و بلائي ونومي ويقظتي و ظعني واقامتي وعسري ويسري وصباحي ومسائي ومنقلبي ومثواي اللهم فلا تخلني بهم من نعمتك ولا تقطع رجائي من رحمتك ولا تفتني باغلاق أبواب الأرزاق وانسداد مسالكها وافتح لي من لدنك فتحا يسيرا واجعل لي من كل ضنك مخرجا والي كل سعة منهجا برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم واجعل الليل النهار مختلفين علي برحمتك ومعافاتك ومنك وفضلك ولا تفقرني الي أحد من خلقك برحمتك يا أرحم الراحمين انك علي كل شيء محيط وحسبنا اللهُ وَنعمَ الوَكيلُ.

ص: 156

ثانياً: النهي عن مجادلتهم

ص: 157

ص: 158

عن القاسم بن محمد، عن البطائني، عن أبي بصير، عن الإمام أبي جعفرصلوات الله عليه قال لا تخاصموا الناس فإن الناس لو استطاعوا أن يحبونالاحبونا إن الله أخذ ميثاق الناس فلا يزيد فيهم أحد أبداً ولا ينقص منهم أحد أبداً.

عن محمد بن جعفر المخزوني، عن محمد بن شمون، عن عبد الله بن الرحمن عن الحسين بن يزيد عن الامام جعفر بن محمد صلوات الله عليه، عن أبيه الامام محمد بن علي صلوات الله عليه قال: من أعاننا بلسانه علي عدونا أنطقه الله بحجته يوم موقفه بين يديه عزوجل.

كتاب عاصم بن حميد، عن أبي عبيدة الحذاء قال سمعت الامام أبا جعفرصلوات الله عليه يقول اياكم و أصحاب الخصومات والكذابين فإنهم تركوا ما أمروا بعلمه وتكلفوا ما لم يؤمروا بعلمه حتي تكلفوا علم السماء يا أبا عبيدة خالق الناس بأخلاقهم يا أبا عبيدة إنا لا نعد الرجل فينا عاقلاً حتي يعرف لحن القول ثم قرأ صلوات الله عليه:«لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ».

أبي، عن سعد، عن يعقوب بن يزيد، عن الغفاري عن أبي جعفر ابراهيم عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله إياكم وجدال كل مفتون فإن كل مفتون ملقن حجته الي انقضاء مدته فاذا انقضت مدته أحرقته فتنته بالنار.

ص: 159

عن النبي صلي الله عليه و آله برواية الثمالي عن الامام الصادق صلوات الله عليه أورع الناس من ترك المراء وإن كان محقاً.

عن يونس بن طبيان، عن الامام الصادق صلوات الله عليه، فيما روي عن النبي صلي الله عليه و آله من جوامع كلماته انه قال: أورع الناس من ترك المراء وإن كان محقاً.

ابي، عن الحميري، عن ابن عيسي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن حمران، عن الحذاء، قال قال الامام أبو جعفر صلوات الله عليه: يا زياد اياك والخصومات فإنها تورث الشك وتحبط العمل وتردي صاحبها و عسي أن يتكلم الرجل بالشيء لا يغفرله.

ابن المتوكل، عن الحميري، عن ابن محبوب، عن أبي ولاد، عن الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: كان الامام علي بن الحسين صلوات الله عليه يقول: إن المعرفة بكمال دين المسلم تركه الكلام فيما لا يعنيه وقلة المراء وحلمه وصبره وحسن خلقه.

بإسناد أبي قتادة، عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: وصية ورقةبن نوفل لخديجة بنت خويلد عليها السلام إذا دخل عليها يقول لها: يا بنت أخي لاتماري جاهلاً ولاعالماً فإنك متي ماريت جاهلاً أذلك و متي ماريت عالماًمنعك علمه وإنما يسعد بالعلماء من أطاعهم.

ص: 160

ثالثا: من دان بغير دين النبي والأوصياء صلوات الله عليهم

ص: 161

ص: 162

قوله تعالي «وَقالُوا آلِهَتِنا خَيرَ أمُّ هُوَ مَا ضَربُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَل هُم قَومَ خَصمُون»

قوله تعالي « هَيهَات هَيهَات لِمَا تَوعَدون».

حدثنا محمد بن الحسين بن ابراهيم، قال حدثنا علوان بن محمد قال حدثنا محمد بن معروف عن السدي عن الكلبي عن الامام جعفر بن محمد صلوات الله عليه في قوله تعالي «كَلاّ إِنَّ كِتابَ الفَجارِ لَفِي سِجَين» قال صلوات الله عليه: هو فلان وفلان. « وَمَا أدرَاكَ مَا سِجَين» الي قول تعالي « الَّذِينَ يَكذِبُونَ بِيَوم الدِّين» الاول و الثاني « وَ مَا يَكذِبُ بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعَتَد أثيِم * اِذَا تَتلِي عَلَيهِ آياتِنَا قالَ أساطِيرَ الأَوَّلِين» هو الاول والثاني كان يكذبان رسول الله صلي الله عليه و آله الي قوله تعالي « إِنَّهُم لَصالُوا الجِيم» هما«ثُمَّ يُقالُ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَكذِبُون» يعنيهما ومن تبعهما «كُلاّ إِنَّ كِتابَ الأبرارُ لَفِي عَلِيينَ * وَمَا اَدراكَ مَا عَلِّيّون *كِتابَ مَرقُوم يُشهِدَهُ المُقَرَّبوُن» أي الملائكة الذين يكتبون عليهم «إِنَّ الأبرَارَ لَفِي نَعيم * عَلي الأرايِكَ يَنظُرونَ تَعرَفُ فِي وُجوهِهِم نَضرَة النَّعيِم» إلي قوله تعالي «عَينا يَشرِبُ بِها المُقَرَّبُون» وهم رسول الله صلي الله عليه و آله وأمير المؤمنين صلوات الله عليه وفاطمة صلوات الله عليها والحسن صلوات الله عليه والحسين صلوات الله عليه والائمة صلوات الله عليهم «إِنَّ الَّذِينَ أجَرَمُوا» الاول والثاني ومن تبعهما «كَانُوا مِنَ الَّذِينَ

ص: 163

آمِنُوا يَضحَكُون * وَاِذَا مَرّوا بِهِم يَتَغامِرون» برسول الله صلي الله عليه و آله.

قوله تعالي «أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ*أمُّ لَم يَعرِفُوا رَسُولَهُم فَهُم لَهُ مُنكِرون * لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ* «وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ».

قوله تعالي «وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ».

قوله تعالي « «فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا» .

قوله تعالي « وَإِن جَادِلُوكَ فَقُل الله اَعلَمُ بِمَا تَعمَلُون * اللهُ يَحكُمُ بَينَكُم يَومَ القِيامَةِ فِيمَا كُنتُم فِيهِ تَختَلِفُون».

قوله تعالي «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًي وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ *ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ ».

قوله تعالي «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ ».

قوله تعالي «وَلَقَد صَرَّفنَا فِي هَذَا القُرءانِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مِثلُ وَكَانَ الاِنسانُ أكثَرَ شَيءٍ جَدَلا».

قوله تعالي «هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ»

ص: 164

قوله تعالي «قُل أرَءَيتُم مَا أنزِلَ اللهُ لَكُم مِن رِزقٍ فَجَعَلتُم مِنهُ حَراماً وَحَلالاً قُل ، آللهُ أذنِ لَكُم أمُّ عَلَي اللهِ تَفتَرون» .

قوله تعالي ««قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَي اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ *مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ».

قوله تعالي «قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ».

قوله تعالي «وَمَا نُرْسِيلُ(1) الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا ».

عن الحسن بن علي عن أبيه عن حماد بن عيسي عن أبي السفاتج عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه في قول الله عزوجل «ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ » يعني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه «قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَي إِلَيَّ» يعني في علي بن أبي طالب أمير المؤمنين صلوات الله عليه.

عن أحمد بن الحسين عن عمر بن يزيد عن محمد بن جمهور عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال سألت الامام أبا عبد الله صلوات الله عليه عن قول الله تعالي «ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ » قال صلوات الله عليه: قال أوبدل علي صلوات الله عليه.

ابن محبوب، عن أبي أيوب، عن محمد، عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال: أما أنه ليس عند أحد من الناس حق ولا صواب إلا شي اخذوه منا أهل البيت ولا أحد من الناس يقضي بحق وعدل وصواب إلا مفتاح ذلك القضاء وبابه

ص: 165


1- نُرْسِلُ

وأوله وسبيه علي بن أبي طالب صلوات الله عليه فإذا اشتبهت عليهم الأمور كان الخطأ من قبلهم إذا أخطأوا والصواب من قبل علي بن أبي طالب صلوات الله عليه.

قال النبي صلي الله عليه و آله (نحن المجادلون في دين الله علي لسان سبعين نبيا).

عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن الفضيل عن الإمام أبي الحسن صلوات الله عليه في قول الله تبارك وتعالي «أمُّ يَحسِدُونَ النَّاسَ عَلَي مَا اَتاهُم اللهُ مِن فَضِيلِه(1)» قال صلوات الله عليه: نحن المحسودون.

عن أبي بصير عن الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه قال: قال علي صلوات الله عليه من قضي في درهمين بغير ما أنزل الله فقد كفر.

عن ابن عباس عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: من حكم في در همين بغير ما أنزل الله فقد كفر . قلت: كفر بما أنزل الله، أو بما نزل علي محمد صلي الله عليه و آله قال صلوات الله عليه: ويلك إذا كفر بما أنزل علي محمد صلي الله عليه و آله أليس قد كفر بما أنزل الله.

حدثنا محمد بن الحسين ابن أبي الخطاب عن علي بن أسباط عن سيف بن عميرة عن زيد الشحام، عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه: قال ان صالحا عليه السلام غاب عن قومه زمنا وكان يوم غاب عنهم كهلاً مبدح البطن حسن الجسم وافر اللحية ورجع خميص البطن خفيف العارضين مجتمعاً ربعة من الرجل فلما رجع الي قومه لم يعرفوه بصورته فرجع اليهم وهم علي ثلاث

ص: 166


1- فَضِلِه

طبقات طبقة جاحدة لا ترجع أبدا، وأخري شاكة فيه وأخري علي يقين فبدأ عليه السلام حيث رجع بطبقة الشكاك فقال لهم: أنا صالح فكذبوه وشتموه وزجروه وقالوا: نبرأ إلي الله منك ان صالحا كان في غير صورتك قال: فأتي الجحاد فلم يسمعوا منه القول ونفروا منه اشد النفور.

ثم انطلق الي الطبقة الثالثة هم أهل اليقين، فقال لهم: أنا صالح فقالوا: أخبرنا خبرا لا نشك فيه أنك صالح، فإنا لا نمتري أن الله تبارك وتعالي الخالق ينقل ويحول في أي صورة شاء، وقد أخبرنا وتدارسنا فيما بيننا بعلامات القائم صلوات الله عليه إذا جاء، وانما يصح عندنا أذا أتانا الخبر من السماء. فقال لهم صالح عليه السلام أنا صالح الذين أتيتكم بالناقة. فقالوا: صدقة وهي التي انتدارس، فما علامتها فقال: لها شرب ولكم شرب يوم معلوم. فقالوا: آمنا بالله وبما جئتنا به. فعند ذلك قال الله تبارك وتعالي «أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ » فقال هل اليقين «إ إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ *قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا » وهم الشكات والجحاد «إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ» قلت: هل كان فيهم ذلك اليوم عالم. قال صلوات الله عليه: الله اعدل من أن يترك الارض بلا عالم يدل علي الله عزوجل، ولقد مكث القوم بعد خروج صالح سبعة أيام لا يعرفون إماما، غير أنهم علي ما في أيديهم من دين الله عزوجل، كلمتهم واحدة، فلما ظهر صالح عليه السلام اجتمعوا عليه، وإنما مثل القائم صلوات الله عليه مثل صالح عليه السلام.

قال الامام العسكري صلوات الله عليه بقوله تعالي «وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ*فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ».

ص: 167

قال الامام العسكري صلوات الله عليه: قال الله عز وجل: يا محمد - صلي الله عليه وآله - ومن هؤلاء اليهود «أمِّيُّون» لا يقرأون الكتاب ولا يكتبون فألامي منسوب إلي أمه أي هو كماخرج من بطل أمه لايقرأ ولا يكتب «لاَيَعلَمُونَ الكِتابَ» المنزل من السماء ولا المكذب به ولا يميزون بينهما «إِلاَّ أمانِي» أي إلا أن يقرأ عليهم ويقال لهم: أن هذا كتاب الله وكلامه. لا يعرفون إن قريء عليهم من الكتاب خلاف ما فيه « وَإِنَ هُم إِلاَّ يَظِنُون» إلا ما يقول لهم رؤساؤهم من تكذيب محمد صلي الله عليه و آله في نبوته وإمامة علي صلوات الله عليه سيد عترته وهم يقلدونهم مع أنه محرم عليهم تقليدهم، قال: فقال رجل للامام الصادق صلوات الله عليه: فإذا كان هؤلاء القوم لا يعرفون الكتاب إلا بما يسمعونه من علمائهم لا سبيل لهم الي غيره، فكيف ذمهم بتقليدهم والقبول من علمائهم، وهل عوام اليهود إلاكعوامنا يقلدون علماءهم، فان لم يجز لاؤلئك القبول من علمائهم لم يجز لعوامنا القبول من علمائهم: فقال صلوات الله عليه: بين عوامنا وعلمائنا و بين عوام اليهود وعلمائهم فرق من جهة وتسوية من جهة أما من حيث أنهم استووا فان الله قد ذم عوامنا بنقليد علماءهم كما قدذم عوامهم وأما من حيث انهم افترقوا فلا. قال: بين لي ذلك يا بن رسول الله .

قال صلوات الله عليه: ان عوام اليهود كانوا قد عرفوا علماءهم بالكذب الصراح وبأكل الحرام والرشا وبتغير الاحكام عن واجبها بالشفاعات والعنايات والمصانعات وعرفوهم بالتعصب الشديد الذي يفارقون به أديانهم وأنهم اذا تعصبوا أزالوا حقوق من تعصبوا عليه. وأعطوا ما لا يستحقه من تعصبوا له من أموال غيرهم، وظلموهم من أجلهم، وعرفوهم بأنهم يقارفون المحرمات بمعارف واضطروا قلوبهم الي أن من فعل ما يفعلونه فهو فاسق لا يجوز أن يصدق

ص: 168

علي الله تعالي ولا علي الوسائط بين الخلق وبين الله. فلذلك ذمهم لما قلدوا من قد عرفوا ومن قد علموا أنه لا يجوز قبول خبره ولا تصديقه في حكايته ولا العمل بما يؤديه اليهم عمن لم يشاهدوه ووجب عليهم النظر بأنفسهم في أمر رسول الله صلي الله عليه آله إذ كانت دلائله أوضح من أن تخفي وأشهر من أن لا تظهر لهم وكذلك عوام أمتنا اذا عرفوا من فقهائهم الفسق الظاهر والعصبية الشديدة والتكالب علي حطام الدنيا وحرامها واهلاك من يتعصبون عليه وإن كان الاصلاح أمره مستحقا والترفرف بالبر والاحسان علي من تعصبوا له وإن كان اللاذلال والاهانة مستحقا فمن قلد عوامنا مثل هؤلاء الفقهاء فهم مثل اليهود الذين ذمهم الله تعالي بالتقليد لفسقة فقهائهم، فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه حافظا لدينه مخالفا علي هواه، مطيعا لامر مولاه فللعوام ان يقلدوه وذلك لا يكون إلا في بعض فقهاء الشيعة دون بعض لا جميعهم فانه من ركب من القبائح والفواحش مراءب فسقة فقهاء العامة فلا تقبلوا منهم عنا شيئا ولا كرامة لهم وإنما كثر التخليط فيما يتحمل عنا أهل البيت لذلك لان الفسقةيتحملون عنا فيحرفونه بأسره لجهلهم ويضعون الاشياء علي غير وجهها لقلة معرفتهم و آخرين يتعمدون الكذب علينا ليجروا من عرض الدنيا ماهو زادهم الي نار جهنم.

و منهم قوم نصاب لا يقدرون علي القدح فينا يتعلمون بعض علومنا الصحيحة فيتوجهون به عند شيعتنا وينتقصون لنا عند نصابنا، ثم يضيفون اليه أضعافه وأضعاف أضعافه من الأكاذيب علينا التي نحن براء منها، فيتقبله المسلمون المستسلمون من شيعتنا من جيش يزيد - عليه اللعنة والعذاب - علي الامام الحسين بن علي صلوات الله عليه و أصحابه فإنهم يسلبونهم الارواح والاموال وللمسلوبين عند الله أفضل الأحوال لما لحقهم من أعدائهم. وهؤلاء

ص: 169

علماء السوء الناصبون المشبهون بأنهم لنا موالون ولاعدائنا معادون يدخلون الشك والشبهة علي ضعفاء شيعتنا فيضلونهم ويمنعونهم عن قصد الحق المصيب لاجرم أن من علم الله من قلبه من هؤلاء العوام أنه لا يريد إلا صيانة دينه و تعظيمه وليه لم يتركه في يد هذا الملبس الكافر ولكنه يقيض له مؤمنا يقف به علي الصواب ثم يوفقه الله للقبول منه فيجمع له بذلك خير الدنيا والآخرة ويجمع علي من أضله لعن الدنيا وعذاب الآخرة.

ثم قال صلوات الله عليه: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: شرار علماء أمتنا المضلون عنا، القاطعون للطرق الينا المسمون أضدادنا بأسمائنا الملقبون أضدادنا بألقابنا يصلون عليهم وهم للعن مستحقون ويلعنوننا ونحن بكرامات الله مغمورون وبصلوات الله و صلوات ملائكته المقربين علينا عن صلواتهم علينا مستغنون.

ثم قال صلوات الله عليه: قيل لأمير المؤمنين صلوات الله عليه من خير خلق الله بعد أئمة الهدي ومصابيح الدجي. قال صلوات الله عليه: العلماء إذا صلحوا،قيل: فمن شرار خلق الله بعد ابليس و فرعون و نمرود وبعد المتسمين بأسمائكم والمتلقبين بألقابكم والآخذين لأمكنتكم والمتأمرين في ممالككم. قال صلوات الله عليه: العلماء اذا فسدوا وإنهم المظهرون للاباطيل الكاتمون للحقائق و فيهم قال الله عزوجل « اولَئِكَ يَلعَنُهُم اللهُ وَيَلعَنُهُم الاعِنُون * إِلاَّ الَّذِينَ تابُوا» الي آخر الآية، ثم قال صلوات الله عليه: الله عزوجل « فَوَيلُ لِلَّذِينَ يَكتِبُونَ الكِتابَ بِأيدِيهِم ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِن عِندِ اللهِ لِيَشتُرُوا بِهِ ثَمناً قَليلاً » قال الإمام صلوات الله عليه: قال الله عز وجل هذا لقوم من هؤلاء اليهود كتبوا صفة زعموا أنها صفة النبي صلي الله عليه و آله و هي خلاف صفته وقالوا للمستضعفين

ص: 170

منهم هذه صفة النبي صلي الله عليه و آله المبعوث في آخر الزمان، انه طويل عظيم البدن والبطن أصهب الشعر و محمد خلافه وهو يجيء بعد هذا الزمان بخمسمائة سنة وانما أرادوا بذلك لتبقي لهم علي ضعفائهم رئاستهم وتدوم لهم منهم إصابتهم ويكفوا أنفسهم مؤنة خدمة محمد صلي الله عليه و آله وخدمة علي صلوات الله عليه و أهل خاصته فقال الله عزوجل «فَوَيلَ لَهُم مِمَّا كَتَبت أيدِيهم » من هذه الصفات المحرفات المخالفات لصفة محمد صلي الله عليه و آله وعلي صلوات الله عليه الشدة لهم من العذاب في أشق بقاع جهنم « وَ وَيلَ لَهُم» من الشدة في العذاب ثانية مضافة الي الاولي « مِمَّا يَكسِبُون» من الأموال التي يأخذونها اذا أثبتوا عوامهم علي الكفر بمحمد رسول الله صلي الله عليه و آله والجحد لوصية أخيه علي ولي الله صلوات الله عليه.

عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن ابن أذينة عن بريد العجلي عن الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه في قول الله عزوجل « اَلَم تَرَ إِلَي الَّذِينَ اوُتُوا نَصيباً مِنَ الكِتابَ يُؤمِنُونَ بِالجَبَتِ وَالطَّاغُون(1)» فلان وفلان « وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هؤُلاَءَ أهدِي » لائمة الضلال والدعاة الي النار «هَؤُلاءِ أهدِي» من آل محمد وأوليائهم «سَبِيلاً أولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُم اللهُ وَمَن يَلعَنَ اللهُ فَلَن تَجِد لَهُ نَصِيراً * أمُّ لَهُم نَصيِبَ مِنَ المُلكِ» يعني الخلافة والامامة « فَإِذَا لاَ يُؤتُونَ النَّاسَ نَقيراً» نحن الناس الذين عني الله.

عن الحسين بن محمد بن عامر الاشعري

عن معلي بن محمد قال حدثني الحسين بن علي الوشاء عن أحمد بن عائذ عن ابن أذنية عن بريد العجلي قال سألت الامام أبا جعفر صلوات الله عليه عن قول الله عزوجل «اَطِيعُوا اللهَ وَأطِيعُوا الرَّسُولَ وَأولِي الأمرِ مِنكُم» فكان

ص: 171


1- الطَّاغُوت

جوابه صلوات الله عليه: « أَلَم تَرَ اِلَي الَّذِينَ أوتُوا نَصِيباً مِنَ الكِتابِ يُؤمِنُونَ بِالجَبَتِ وَ الطَّاغُوتِ يَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤلاِء أهدِي مِنَ الَّذِينَ امَنُوا سَبِيلاً » يقولون لأئمة الضلالة والدعاة الي النار هولاء أهدي من آل محمد سبيلا « أولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ وَمَن يَلعَنَ اللهُ فَلَن تَجِد لَهُ نَصِيراً أمَّ لَهُم نَصِيبَ مِنَ المُلك» كه يعني الامامة الخلافة « فَإِذَا لايُؤتُونَ النَّاسَ نَقِيراً» نحن الناس الذين عني الله والنقير النقطة في وسط النواة « أمُّ يَحسِدُونَ النَّاسَ عَلي مَا آتاهُمُ اللهُ مِن فَضلِه » نحن الناس المحسودون علي ما آتانا الله من الامامة دون خلق الله أجمعين «فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا» يقول: جعلنا منهم الرسل والانبياء والائمة فكيف يقرون به في آل ابراهيم و ينكرونه في آل محمد صلوات الله عليهم «فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَي بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا ».

عن الإمام أبي جعفر الثاني صلوات الله عليه قال: من أصغني الي ناطق فقد عبده فان كان الناطق عن الله فقد عبد الله وإن كان الناطق ينطق عن لسان إبليس فقد عبدإبليس.

بهذا الإسناد عن الامام أبي محمد الحسن العسكري صلوات الله عليه قال: قال الامام جعفر بن محمد الصادق صلوات الله عليه علماء شيعتنا مرابطون في الثغر الذي يلي إبليس وعفاريته يمنعونهم عن الخروج علي ضعفاء شيعتنا وعن أن يتسلط عليهم ابليس وشيعته والنواصب،ألا فمن انتصب لذلك من شيعتنا كان أفضل ممن جاهد الروم والترك والخزر ألف ألف مرة لانه يدفع عن أديان محبينا وذلك يدفع عن أبدانهم.

ص: 172

عن الكليني عن القاسم بن العلاء عن اسماعيل بن علي، عن ابن حميد عن ابن قيس عن الثمالي قال: قال الامام علي بن الحسين صلوات الله عليه إن دين الله لا يصاب بالعقول الناقصة والآراء الباطلة والمقائيس الفاسدة ولا يصاب إلا بالتسليم فمن سلم لنا سلم ومن اهتدي بنا هدي ومن دان بالقياس و الرأي هلك ومن وجد في نفسه شيئا مما نقوله أو نقضي به حرجا كفر بالذي أنزل السبع المثاني القرآن العظيم وهو لا يعلم.

وفي رواية جعفر بن عمار عن أبيه عن الامام جعفر بن محمد صلوات الله عليه:

إن أمر الله تعالي ذكره لا يحمل علي المقاييس ومن حمل أمر الله علي المقاييس هلك وأهلك إن أول معصية ظهرت لابانة من ابليس اللعين حين أمر الله تعالي ذكره ملائكته بالسجود لادم فسجدوا وأبي إبليس اللعين أن يسجد، فقال عزوجل «مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ» فكان أول كفره قوله «أنَا خَيرُ مِنهُ» ثم قياسه بقوله «خَلَقتَنِي مِنَ نارِ وَخَلَقتَهُ مِن طِين» فطرده الله عزوجل عن جواره ولعنه وسماه رجيما واقسم بعزته لا يقيس أحد في دينه إلا قرنه مع عدوه ابليس في اسفل در من النار.

عن عيسي بن عبد الله القرشي قال دخل أبو حنيفة علي الامام أبي عبدالله صلوات الله عليه فقال يا أبا حنيفة قد بلغني أنك تقيس فقال: نعم. فقال صلوات الله عليه لا تقس فان أول من قاس إبليس لعنه الله حين قال خلقتني من نار وخلقته من طين فقاس ما بين النار والطين ولو قاس نورية آدم بنورية النار عرف ما بين النورين وضياء أحدهما علي الآخر.

ص: 173

القاسم بن يحيي عن جده الحسن عن محمد بن مسلم عن الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه في كتاب آداب أمير المؤمنين صلوات الله عليه لا تقيسوا الدين فإن أمر الله لا يقاس وسيأتي قوم يقيسون وهم أعداء الدين.

أبيه الامام الكاظم صلوات الله عليه عن ابيه الامام الصادق صلوات الله عليه عن أبيه الامام الباقر عن أبيه الامام زين العابدين صلوات الله عليه عن أبيه الامام الحسين بن علي صلوات الله عليه.

ابن المتوكل عن علي عن أبيه عن الريان عن الامام الرضا صلوات الله عليه عن أبيه الامام الكاظم صلوات الله عليه عن أبيه الامام الصادق صلوات الله عليه عن أبيه الامام الباقر صلوات الله عليه عن أبيه الامام زين العابدين صلوات الله عليه عن أبيه الامام الحسين بن علي صلوات الله عليهما عن أعن مير المؤمنين صلوات الله عليه قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله قال الله جل جلاله ما آمن بي من فسر برأيه كلامي وما عرفني من شبهني بخلقي وما علي ديني من استعمل القياس في ديني.

عن الجلودي، عن الجوهري عن الضبي، عن أبي بكر العذلي عن عكرمة قال: قال الامام الحسين بن علي صلوات الله عليه من وضع دينه علي القياس لم يزل الدهر في الارتماس مائلا علي المنهاج ظاعنا في الاعوجاج ضالا عن السبيل قائلا غير الجميل.

هارون عن ابن صدقة عن الامام جعفر بن محمد صلوات الله عليه عن ابيه الامام محمد بن علي صلوات الله عليه عن أبيه الامام علي بن الحسين صلوات الله عليه عن أبيه الامام الحسين بن علي صلوات الله عليه عن أبيه الإمام أمير

ص: 174

المؤمنين صلوات الله عليه قال من نصب نفسه للقياس لم يزل دهره في التباس و من دان الله بالرأي لم يزل دهره في ارتماس.

عن محمد العطار، عن محمد بن أحمد، عن الخشاب، عن أبي مهران و ابن اسباط فيما أعلم عن بعض رجالهما قال: قال الامام أبو عبد الله صلوات الله عليه : إن من العلماء من يحب ان يخزن علمه ولا يؤخذ عنه فذاك في الدرك الاول من النار ومن العلماء من اذا وُعِظَ أنف وإذا وَعَظَ عنف فذاك في الدرك الثاني من النار، ومن العلماء من يري أن يضع العلم عند ذوي الثروة والشرف ولايري له في المساكين وضعا فذاك في الدرك الثالث النار ومن العلماء من يذهب في علمه مذهب الجبابرة و السلاطين فان رد عليه شيء من قوله أو قصر في شيء من أمره غضب فذاك في الدرك الرابع من النار ومن العلماء من يطلب أحاديث اليهود والنصاري ليغزر به علمه ويكثربه حديثه فذاك في الدرك الخامس من النار من العلماء من يضع نفسه للفتيا ويقول سلوني ولعله لا يصيب حرفا واحدا والله لا يحب المتكلفين فذاك في الدرك السادس من النار، ومن العلماء من يتخذ علمه مروة وعقلا فذاك في الدرك السابع من النار.

ابن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن مرازم بن حكيم قال سمعت الامام أبا عبد الله صلوات الله عليه يقول من خالف سنة محمد صلي الله عليه و آله فقد كفر.

عن سعد، عن البرقي، عن الحجال، عن ابن حميد رفعه قال جاء رجل إلي أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال: أخبرني عن السنة والبدعة وعن الجماعة وعن الفرقة، فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: السنة ما سن رسول الله صلي الله عليه و آله والبدعة ماأحدث من بعده و الجماعة أهل الحق وان كانوا قليلا والفرقة أهل الباطل وان كانوا كثيرا.

ص: 175

عن جابر عن الامام أبي جعفر صلوات الله عليه « وَأتُوا البُيوتَ مِن أبوابِهَا » قال صلوات الله عليه ائتوا الأمور من وجهها.

وقال النبي صلي الله عليه و آله: خذوا العلم من أفواه الرجال.

قال النبي صلي الله عليه و آله: واياكم و أهل الدفاتر، ولا يعزنكم الصحفيون.

أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن أبي البختري وسندي بن محمد عن أبي البختري عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال إن العلماء ورثة الانبياء وذلك أن الانبياء لم يورثوا درهما ولادينارا و انما ورثوا أحاديث من أحاديثهم فمن أخذ شيئا منها فقد أخذ حظا وافرا، فانظروا علمكم هذا عمن تأخذونه فإن فينا أهل البيت في كل خلف عدولا ينفون عنه تحريف الغالين و انتهال المبطلين وتأويل الجاهلين.

ابن معروف، عن حماد بن عيسي، عن ربعي، عن فضل، قال سمعت الامام أبا جعفرصلوات الله عليه يقول: كل ما لم يخرج من هذا البيت فهو باطل.

بالاسناد الي الامام أبي محمد العسكري صلوات الله عليه في قوله تعالي « وَمِنهُم أمِّيُونَ لاَ يَعلَمُونَ الكِتابِ إِلاَّ أماني» قال صلوات الله عليه ثم قال الله تعالي يا محمد ومن هؤلاء اليهود أميون لا يقرؤون الكتاب ولا يكتبون كالأمي منسوب الي امة أي هو كما خرج من بطن امه لايقرأ ولا يكتب لا يعلمون الكتاب المنزل من السماء ولا المتكذب به ولا يميزون بينهما إلا أماني أي إلا أن يقرأ عليهم ويقال: هذا كتاب الله وكلامه، لا يعرفون إن قريء من الكتاب خلاف ما فيه، وإن هم إلا يظنون أي ما يقرأ عليهم رؤساؤهم من تكوين تكذيب محمد صلي الله عليه و آله في نبوته وإمامة علي صلوات الله عليه سيد عترته صلوات الله عليهم

ص: 176

وهم يقلدونهم مع أنه محرم عليهم تقليدهم « فَوَيلُ لِلَّذِينَ يَكتِبُونَ الكِتابَ بِأيدِهِم ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِن عِندَاللهِ لِيَشتُروا بِهِ ثِمناً قِيلاً(1) ». قال صلوات الله عليه: قال الله تعالي: هذا لقوم من اليهود كتبوا صفة زعموا أنها صفة محمد صلي الله عليه و اله وهي خلاف صفته. وقالوا للمستضعفين منهم: هذه صفة النبي المبعوث في آخر الزمان: انه طويل عظيم البدن والبطن أصهب الشعر ومحمد صلي الله عليه و آله بخلافه وهو يجي بعد هذا الزمان بخمسائة سنة وإنما أرادوا بذلك لتبقي لهم علي ضعفائهم رئاستهم وتدوم لهم إطاباتهم ويكفوا أنفسهم مؤونة خدمة رسول الله صلي الله عليه و آله وخدمة علي صلوات الله عليه و أهل خاصته، فقال الله عزوجل «فَوَيلُ لَهُم مِمَّا كَتَبتُ أيدِيهِم وَوَيلُ لَهُم مِمَّا يَكسِبُون» من هذه الصفات المحرمات المخالفات لصفة محمد صلي الله عليه و آله وعلي صلوات الله عليه الشدة لهم من العذاب في أسوء بقاع جهنم ويل لهم لشدة من العذاب ثانية مضافة الي الاولي مما يكسبونه من الأموال التي يأخذونها اذا ثبتوا أعوامهم علي الكفر بمحمد رسول الله صلي الله عليه و آله والجحد لوصيه وأخيه علي بن أبي طالب ولي الله.

ثم قال صلوات الله عليه قال رجل للامام الصادق صلوات الله عليه: فاذا كان هؤلاء القوم من اليهود لا يعرفون الكتاب إلآ بما يسمعونه من علمائهم لا سبيل لهم إلي غيره فكيف ذمهم بتقليدهم والقبول من علمائهم وهل عوام اليهود الأكعوامنا يقلدون علمائهم، فان لم يجز لأولئك القبول من علمائهم لم يجز لهؤلاء القبول من علمائهم.

فقال صلوات الله عليه بين عوامنا وعلمائنا وبين عوام اليهود وعلمائهم فرق من جهة وتسوية من جهة أما من حيث أنهم استووا فإن الله قد ذم عوامنا

ص: 177


1- قِليلاً

بتقليد علماء هم كما قد ذم عوامهم وأما من حيث افترقوا فلا، قال بين لي يا ابن رسول الله قال صلوات الله عليه: إن عوام اليهود كانوا قد عرفوا علماء هم بالكذب الصريح وبأكل الحرام والرشاء وبتغيير الاحكام عن واجبها بالشفاعات والعنايات والمصانعات وعروفهم بالتعصب الشديد الذي يفارقون به أديانهم وأنهم إذا تعصبوا أزالوا حقوق من تعصبوا عليه وأعطوا ما لا يستحقه من تعصبوا له من أموال غير هم وظلموهم من أجلهم وعرفوهم يقارفون المحرمات واضطروا بمعارف قلوبهم الي أن من فعل ما يفعلونه فهو فاسق لا يجوز أن يصدق علي الله ولا علي الوسائط بين الخلق وبين الله فلذلك ذمهم لما قلدوا من قد عرفوا ومن قد علموا أنه لا يجوز قبول خبره ولا تصديقه في حكاياته ولا العمل بما يؤديه اليهم عمن لم يشاهدوه ووجب عليهم النظر بأنفسهم في أمر رسول الله صلي الله عليه و آله إذ كانت دلائله أوضح من أن تخفي وأشهر من أن لا تظهر لهم وكذلك عوام أمتناء اذا عرفوا من فقائهم الفسق الظاهر والعصبية الشديدة و التكالب علي حطام الدنيا وحرامها وإهلاك من يتعصبون عليه وإن كان لاصلاح أمره مستحقا والترفرف بالبر والاحسان علي من تعصبوا له وإن كان للاذلال والاهانة مستحقا. فمن قلد من عوامنا مثل هولاء الفقهاء فهم مثل اليهود الذين ذمهم الله تعالي بالتقليد لفسقة فقهائهم. فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه حافظا لدينه مخالفا علي هواه مطيعا لامر مولاه فللعوام أن يقلدوه. وذلك لا يكون إلا بعض فقهاء الشيعة لاجميعهم، فأما من ركب من القبائح والفواحش مراكب فسقة فقهاء العامة فلاتقبلوا منهم عناشيئا ولاكرامة وانما كثر التخليط فيما يتحمل عنا أهل البيت لذلك، لان الفسقة يتحملون عنا فيحرفونه بأسره الجهلهم ويضعون الاشياء علي غير وجوهها لقلة معرفتهم و آخرين يتعمدون

ص: 178

الكذب علينا ليجزوا من عرض الدنيا ما هو زادهم الي نار جهنم ومنهم قوم نصاب لايقدرون علي القدح فينا فيتعلمون بعض علومنا الصحيحة فيتوجهون به عند شيعتنا وينتقصون بنا عند نصابنا ثم يضيفون اليه أضعافه وأضعاف أضعافه من الأكاذيب علينا التي نحن براء منها فيقبله المستسلمون من شيعتنا علي أنه من علومنا فضلوا وأضلوا و هم أضر علي ضعفاء شيعتنا من جيش يزيد عليه اللعنة علي الامام الحسين بن علي صلوات الله عليه وأصحابه فإنهم يسلبونهم الارواح والاموال وهؤلاء علماء السوء الناصبون المتشبهون بأنهم لناموالون ولاعدائنا معادون يدخلون الشك والشبهة علي ضعفاء شيعتنا ، فيضلونهم ويمنعونهم عن قصد الحق المصيب لاجرم أن من علم الله من قلبه من هؤلاء العوام أنه لا يريد إلا صيانة دينه و تعظيم وليه لم يتركه في يد هذا المتلبس الكافر، ولكنه يقيض له مؤمنا يقف به علي الصواب ثم يوفقه الله للقبول منه فيجمع الله له بذلك خير الدنيا والآخرة ويجمع كل من أضله لعن الدنيا وعذاب الآخرة، ثم قال صلوات الله عليه: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: شرار علماء أمتنا المضلون عنا القاطعون للطرق الينا. المسمون أضدادنا بأسمائنا، الملقبون أندادنا بألقابنا، يصلون عليهم وهم للعن مستحقون ويلعنونا ونحن بكرامات الله مغمورون وبصلوات الله وصلوات ملائكته المقربين علينا عن صلواتهم علينا مستغنون.

ثم قال صلوات الله عليه قيل لامير المؤمنين صلوات الله عليه من خير خلق الله بعد أئمة الهدي ومصابيح الدجي. قال صلوات الله عليه: العلماء اذا صلحوا قيل: ومن شر خلق الله بعد ابليس و فرعون ونمرود وبعد المتسمين بأسمائكم وبعد المتلقبين بألقابكم والآخذين لا مكنتكم والمتأمرين في ممالككم. قال صلوات الله عليه العلماء اذافسدوا هم المظهرون للأباطيل

ص: 179

الكاتمون للحقائق و فيهم قال الله عزوجل « أولَئِكَ َيَلعَنِهِمُ اللهُ وَيَلعَنِهِم اللاعِنُونَ إِلاَّ الَّذِينَ تابوا».

ابي، عن الحسن بن أحمد المالكي، عن أبيه عن ابراهيم بن أبي محمود، عن الامام الرضا صلوات الله عليه في خبر طويل قال صلوات الله عليه: يا ابن أبي محمود إذا أخذ الناس يمينا وشمالا فألزم طريقتنا فإنه من لزمنا لزمناه، ومن فارقنا فارقناه، إن أدني مايخرج من الايمان أن يقول للحصاة هذه نواة ثم بدين بذلك ويبرأ ممن خالفه، يا ابن أبي محمود احفظ ما حدثتك به فقد جمعت لك فيه خير الدنيا والآخرة.

عن ابن بطة، عن البرخي، عن أبيه باسناده يرفعه إلي أمير المؤمنين صلوات الله عليه أنه قال: قطع ظهري رجلان من الدنيا: رجل عليم اللسان فاسق ورجل جاهل القلب ناسك، هذا يصد بلسانه عن فسقه وهذا بنسكه عن جهله، فاتقوا الفاسق من العلماء والجاهل من المتعبدين أولئك فتنه كل مفتون، فاني سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: يا علي هلاك أمتي علي يدي كل منافق عليم اللسان.

عن الحميري، عن هارون، عن ابن زياد، عن الامام جعفر بن محمد صلوات الله عليه ، عن ابيه صلوات الله عليه عن آبائه صلوات الله عليهم: أن علي صلوات الله عليه قال: إن في جهنم رحي تطحن أفلا تسألوني ماطحنها. فقيل اله:ما طحنها يا أمير المؤمنين قال صلوات الله عليه: العلماء الفجرة والقراء الفسقة والجبابرة الظلمة والوزراء الخونة والعرفاء الكذبة. وإن في النار لمدينة يقال لها الحصينة أفلا تسألوني ما فيها.

ص: 180

فقيل: وما فيها يا أمير المؤمنين. فقال صلوات الله عليه: فيها أيدي الناكثين.

عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد بن النضر بن سويد عن هشام بن سالم عن سليمان بن خالد عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال:

لايُحلَّف اليهوي ولا النصراني ولا المجوسي بغير الله إن الله عزوجل يقول «فَاحكُمُ بَينَهُم بِمَا أنزَلَ الله ».

عن سعد عن الامام أبي جعفر صلوات الله عليه قال سألته عن هذه الآية:

« لَيسَ البَّرَ بِأنَّ تَأتُوا البُيُوتِ مِن ظُهورِهَا وَلَكِنَ البَّرَ مِن اتَقِي وَأتُوا البُيُوتِ مِن أبوابَها » فقال صلوات الله عليه: آل محمد صلوات الله عليه أبواب الله وسبيله والدعاة الي الجنة والقادة اليها والادلاء عليها إلي يوم القيامة.

أبي، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن يونس بن يعقوب، عن أبي يعقوب إسحاق بن عبد الله، عن الإمام أبي عبد الله الصادق صلوات الله عليه قال: إن الله تبارك و تعالي عير عباده بآيتين من كتابه: أن لا يقولوا حتي يعلموا، ولا يردوا ما لم يعلموا. قال الله عز وجل: «ألَم يُؤخِّذ عَلَيهِم مِيثاقَ الكِتابِ أن لاَ يَقُولُوا عَلَي اللهِ إِلاَّ الحَق» . وقال: «بَل كَذَّبُوا بِمَا لَم يُحيِطُوا بِعِلمِهِ وَلَمَا يَأتِهِم تَأوِيله ».

عن محمد العطار، عن ابن عيسي، عن أبيه، عن ابن أذنية، عن أبان، عن ابن ابي عياش عن سليم بن قيس الهلالي، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن النبي صلي الله عليه و آله أنه قال في كلام له: العلماء رجلان: رجل عالم آخذ بعلمه فهذا ناج وعالم تارك علمه فهذا هالك، وإن أهل النار ليتأذون بريح العالم

ص: 181

التارك لعلمه وإن أشد أهل النار ندامة وحسرة رجل دعا عبدا الي الله عز وجل فاستجاب له وقبل منه وأطاع الله عزوجل فأدخله الله الجنة وأدخل الداعي النار بتركه علمه واتباعه الهوي. ثم قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: ألا إن أخوف ما اخاف عليكم خصلتان: اتباع الهوي وطول الأمل، أما اتباع الهوي فيصد عن الحق وطول الأمل ينسي الآخرة.

سعد، عن اليقطيني، عن أخيه جعفر بن عيسي، وعلي بن اسماعيل، عن الامام الرضا صلوات الله عليه قال: والله ما أحد يكذب علينا إلا ويذيقه الله حرالحديد.

عن النصر، عن القاسم بن سليمان، عن المعلي بن خنيس، عن الامام أبي عبدالله صلوات الله عليه في قول الله عزوجل «وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًي مِنَ اللَّهِ » يعني من يتخذ دينه را به بغير هدي إمام من أئمة الهدي.

هارون عن ابن صدقة قال لي الامام جعفر بن محمد صلوات الله عليه من أفتي الناس برأيه فقد دان بما لا يعلم ومن دان بما لا يعلم فقد ضاد الله حيث أحل و حرم فيما لا يعلم.

محمد بن مسعودعن علي بن محمد فيروزان القمي،عن البرقي عن البزنطي،عن اسماعيل بن جابر عن الامام أبي عبدالله صلوات الله عليه قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله: يحمل هذا الدين في كل قرن عدول ينفون عنه تأويل المبطلين وتحريف الغالين وانتحال الجاهلين كما ينفي الكير خبث الحديد.

هارون، عن ابن صدقه عن الامام جعفر صلوات الله عليه عن أبيه الامام

ص: 182

محمد صلوات الله عليه أن علي صلوات الله عليه قال: اياكم والجهال من المتعبدين والفجار من العلماء فانهم فتنة كل مفتون.

ابي، عن علي عن أبيه، عن اليقطيني، عن يونس، عن ابن الحجاج قال: قال لي الإمام أبو عبد الله صلوات الله عليه اياك و خصلتين فيهما هلك من هلك: إياك أن تفتي الناس برأيك اؤ تدين بما لا تعلم.

ابي، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي عبيدة عن أبي سخيلة - عاصم بن ظريف - قال سمعت أمير المؤمنين الامام علي صلوات الله عليه علي منبر الكوفة يقول: أيها الناس ثلاث لا دين لهم: لادين لمن دان بجحود آية من كتاب الله، ولادين لمن دان فرية باطل علي الله، ولادين لمن دان بطاعة من عصي الله تبارك وتعالي، ثم قال: أيها الناس لاخير في دين لا تفقه فيه ولا خير في قراءة لاتدبر فيها ولا خير في نسك لاورع فيه.

ابوغالب الزراري، عن عمه علي بن سليمان عن الطيالسي، عن العلاء عن محمد قال سمعت الامام أبا جعفر صلوات الله عليه يقول: لا دين لمن دان بطاعة من عصي الله و لادين لمن دان فرية باطل علي الله و لادين لمن دان بجحود شيء من آيات الله.

بالاسانيد الثلاثة، عن الامام الرضا صلوات الله عليه، عن أبيه الامام الكاظم صلوات الله عليه، عن أبيه الامام الصادق صلوات الله عليه ، عن أبيه الامام الباقر صلوات الله عليه، عن أبيه الامام زين العابدين صلوات الله عليه عن أبيه الامام الحسين صلوات الله عليه، عن أبيه أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله من افتي الناس بغير علم

ص: 183

لعنته ملائكة السماوات والأرض.

الحسن بن محمد السكوني بالكوفة، عن محمد بن عبدالله الحضرمي، عن سعيد بن عمرو الاشعثي عن سفيان بن عينية، عن الشعبي قال: قال أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه خذوا عني كلمات لو ركبتم المطي فأنضيتموها لم تصيبوا مثلهن: ألايرجو أحد إلا ربه، ولايخاف، إلاذنبه، ولا يستحيي اذا لم يعلم أن يتعلم، ولا يستحي إذا سئل عما لايعلم أن يقول الله أعلم واعلموا أن الصبرمن الايمان بمنزلة الرأس من الجسد ، ولاخير في جسد لا راس له.

ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن هشام، عن ابن أبي عمير، عن حمزه بن حمران قال: قال الامام أبو عبد الله صلوات الله عليه: إن من اجاب في كل ما يسئل عنه لمجنون.

ما جيلويه، عن عمه، عن الكوفي، عن عبد الرحمن بن محمد الأسدي، عن ابي خديجة سالم بن مكرم بن عبدالله عن الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: الكذب علي الله عزوجل و علي رسوله وعلي الأوصياء عليهم الصلاة السلام من الكبائر. وقال رسول الله صلي الله عليه و آله: من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار.

عن محمد بن سنان، عن ابن بكير، عن زرارة، عن الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه قال لو أن العباد إذا جهلوا وقفوا لم يجحدوا ولم يكفروا.

قال النبي صلي الله عليه و آله من عمل بالقائيس فقد هلك وأهلك، ومن افتي الناس وهو لا يعلم الناسخ من المنسوخ والمحكم من المتشابه فقد

ص: 184

هلك وأهلك.

عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن محمد بن عمير عن عمر بن أذينة عن بريد العجلي عن الامام أبي جعفر صلوات الله عليه في قول الله عزوجل «فُقَدءِا تِيناءِ آلِ اِبرَاهِيمَ الكِتابِ وَالحِكمَةِ وَاتَينَاهُم مَلِكا عَظِيماً» قال صلوات الله عليه : جعل منهم الرسل والانبياء والائمة فكيف يقرون في آل ابراهيم وينكرونه في آل محمد صلوات الله عليهم قال: قلت « وَ ءاتَينَاهُم مَلِكا عَظِيماً» قال «المَلِكُ العَظِيمَ أن جَعَلَ فِيهِم أئِمَّةَ مَن أطَاعَهِم أطَاعِ الله وَمَن عَصاهُم عَصِي الله فَهُوَ المَلِكُ العَظِيم ».

[نهج البلاغه] قال أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه رب عالم قد قتله جهله وعلمه معه لا ينفعه.

كتاب زيد الزراد، عن جابر الجعفر، قال سمعت الإمام أبا جعفر صلوات الله عليه يقول: إن لنا أوعية نملاؤها علما و حكما وليست لها بأهل فما بملاؤها إلا التنقل إلي شيعتنافانظروا إلي ما في الأوعية فخذوها ثم صفوها من الكدورة،تأخذونها بيضاء نقية صافية وإياكم والأ وعية فإنها وعاء سوء فتنكبوها.

عن المنقري، عن حفص بن غياث عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان يقول لا خير في الدنيا إلا لأحد رجلين رجل يزداد كل يوم احسانا ورجل يتدارك منيته بالتوبة وأني له بالتوبة والله أن لو سجد حتي ينقطع عنقه ما قبل الله منه إلا بمعرفة الحق.

ابن الوليد، عن الصفار، عن القاشاني، عن الأصفهاني، عن المنقري، عن حفص بن غياث، عن الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: إذا رأيتم العالم

ص: 185

محبا للدنيا فاتهموه علي دينكم فإن كل محب يحوط ما أحب.

ابن مسرور، عن ابن عامر، عن معلي بن محمد، عن محمد بن الجمهور العمي باسناده رفعه قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: أبي الله لصاحب البدعة بالتوبة. قيل يا رسول الله وكيف ذلك قال صلي الله عليه و آله إنه قد أشرب قلبه حبها.

يعقوب بن يزيد، عن اسحاق بن عمار، عن أحمد بن النضر ، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه انه قال من دان الله بغير سماع عن صادق ألزمه الله التيه إلي يوم القيامة.

جري لأبي يوسف مع الإمام أبي الحسن موسي صلوات الله عليه بحضرة المهدي ما يقرب من ذلك وهو أن موسي عليه السلام سأل أبا يوسف عن مسألة ليس عنده فيها شيء فقال للإمام أبي الحسن موسي صلوات الله عليه إني أريد أن أسالك عن شيء قال: هات فقال: ما تقول في التظليل للمحرم. قال لايصلح قال: فيضرب الخباء في الأرض فيدخل فيه. قال: نعم. قال: فما الفرق بين هذا وذلك. قال الإمام أبو الحسن موسي صلوات الله عليه ما تقولفي الطامث تقضي الصلاة. قال: لا. قال: تقضي الصوم قال: نعم. قال: ولم. قال: إن هذا كذا جاء.

قال الامام أبو الحسن صلوات الله عليه: وكذلك هذا.

قال المهدي لأبي يوسف: ما أراك صنعت شيئا.

قال يا أمير المؤمنين رماني بحجة.

ص: 186

الفصل الثامن:فتنة أهل النار

اشارة

ص: 187

ص: 188

علي بن ابراهيم قال حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال إن في النار لناراً يتعوذ منها أهل النارما خلقت إلا لكل متكبر جبار عنيد ولكل شيطان مريد، ولكل متكبر جبار لايؤمن بيوم الحساب ولكل ناصب العداوة لآل محمد.

عنه باسناده عن حمران بن أعين، عن الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه آله قال لو أن كل ملك خلقه الله عزوجل وكل بني بعثه الله وكل صديق وكل شهيد شفعوا في ناصب لنا أهل البيت أن يخرجه الله جل وعز من النار ما أخرجه الله أبدا و الله عز وجل يقول في كتابه « مَا كَثِينِ فِيهَا أبَدَأ ».

البرسي روي في قوله تعالي « إِن أنَكَرَ الأموَاتِ(1) لِصَوتِ الحَمِير» قال : سأل رجل أمير المؤمنين ما معني هذه الحمير، فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه الله اكرم من أن يخلق شيئا ثم ينكره إنما هو زريق وصاحبه في تابوت من نار في صورة حمارين إذاشهقا في النار انزعج أهل النار من شدة صراخهما.

عن سعد عن ابن عيسي عن الوشا عن أحمد بن عايذ عن أبي خديجة عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال يأتي يوم القيامة بابليس لعنه الله مع مضل هذه الأمة في زمامين غلظهما مثل جبل واحد فيسحبان علي وجوههما فيسد بهما باب من أبواب النار.

تفسير العياشي رحمه الله عن أبي بصير عن الامام أبي عبد الله صلوات الله

ص: 189


1- الأصوَاتِ

عليه انه إذا كان يوم القيامة يؤتي بابليس وفي سبعين غلا علي سبعين كبلا فينظر الاول الي زفر في عشرين ومائة كبل وعشرين ومائة غل فينظر ابليس فيقول من هذا الذي أضعفه الله العذاب وأنا أغويت الخلق هذا جميعا. فيقال هذا زفر فيقول بما حدد له هذا العذاب. فيقال ببغيه علي علي صلوات الله عليه فيقول له ابليس ويل لك و ثبور لك أما علمت أن الله أمرني بالسجود لادم فعصيته وسألته أن يجعل لي سلطانعلي محمد وأهل بيته وشيعته فلم يجبني إلي ذلك وقال « اِن عِبَادِي لَيسَ لَكَ عَلَيهِم سُلطَانِ إِلاَّ مَن اتَّبِعكَ مِنَ الغاوِين» وما عرفتهم حين استثناهم اذ قلت « وَلاَ تَجِد أكثَرَهُم شَاكِرِين » و فمنيت به نفسك غرورا فيوقف بين يدي الخلائق فيقال له ما الذي كان منك الي علي وإلي الخلق الذين اتبعوك علي الخلاف فيقول الشيطان وهو زفر لابليس أنت أمرتني بذلك فيقول له ابليس فلم عصيت ربك واطعتني فيرد زفر ما قال الله «إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ ».

عن ابن أبي عمير عن أبي ايوب عن محمد بن مسلم عن الامام أبي جعفر صلوات الله عليه في قوله « قَد مَكرَ الَّذِينَ مِن قَبلِهِم فَأتِي اللهُ بُنيَانِهِم مِنَ القَواعِدِ فَخرَ عَلَيهِمُ السَّقفَ وَأتاهُمُ العَذَابُ مِن حَيثَ لا يَشعُرُون » قال صلوات الله عليه بيت مكرهم أي ماتوا فألقاهم الله في النار وهو مثل لاعداء آل محمد.

علي بن ابراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة قال سمعت الامام أبا عبد الله صلوات الله عليه و آله وسئل عن الكفر والشرك أيهما اقدم فقال الكفر اقدم وذلك أن ابليس أول من كفر وكان كفره غير شرك لانه لم يدع الي عبادة غير الله وانما دعي إلي ذلك بعد فأشرك.

ص: 190

محمد بن يحيي عن الحسين بن اسحاق، عن علي بن مهزيار عن محمد بن عبد الحميد و الحسين بن سعيد جميعا عن محمد بن الفضيل قال كتبت الي الامام الحسن صلوات الله عليه و آله أسأله عن مسألة فكتب إلي «يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ *مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَي هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَي هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا » ليسوا من الكافرين وليسوا من المسلمين يظهرون الايمان ويصيرون الي الكفر والتكذيب لعنهم الله.

عن عمر بن أذينة عن معروف بن خربوذ قال قال لي الإمام أبو جعفر صلوات الله عليه يا ابن خربوذ اتدري ما تأويل هذه الآية « فَيَومَئِذٍ لاَيُعَذِّبُ عَذَابِه أحِد. وَلاَ يُوثَقُ وَثَاقَه اَحَد» قلت: لا

قال صلوات الله عليه الثاني لا يعذب الله يوم القيامة عذابه أحد.

قوله تعالي « وَلَّكِنَ يَدخُلُ مَن يَشاءُ فِي رَحمَتِهِ وَالظَّالِمُون» لال محمد حقهم «مَالُهُم مِن وَلِي وَلاَنَصِير». « وَلَولاَ كَلِمَةُ الفَصلِ » قال الكلمة الامام صلوات الله عليه والدليل علي ذلك قوله «وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ » يعني الامامه ثم قال « وَ اِنَّ الظَّالِمِين» يعني الذين ظلموا آل محمد حقهم « مُشفَقِينَ مِمَّا كَسَبُوا» أي خائفين مما ارتكبوا وعملوا « وَهُوَ وَاقِعُ بِهِم» ما يخافونه ثم ذكر الله الذين آمنوا بالكلمة واتبعوها « وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوضَاتِ الجَنَّات» إلي قوله «ذَلِكَ هُوَ الفَضلُ الكَبِيرِ ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ عِبَادِه الَّذِينَ آمَنُوا» بهذه الكلمة «وَعَمِلُوا الصَّالِحَات» و مما أمروا به ثم قال «تَرَي الظَّالِمِين» و آل محمد حقهم « لَمَّا رَأوَا العَذَاب يَقُولُونَ هَل اِلَي مَرد مِن سَبِيلِ» أي إلي الدنيا.

ص: 191

عن أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن محمد بن الفضيل عن الثمالي عن الامام علي بن الحسين صلوات الله عليه قال قلت له أسألك عن فلان و فلان قال صلوات الله عليه فعليهما لعنة الله بلعناته كلها ماتا و الله كافرين مشركين بالله العظيم.

محمد بن جعفر عن يحيي بن زكريا عن علي بن حسان عن عبد الرحمن ابن كثير عن الامام أبي عبد الله صلوات عليه في قوله « حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ » يعني أمير المؤمنين صلوات الله عليه «وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ » الاول والثاني والثالث لعنهم الله.

كتاب نفحات اللاهوت نقلا عن كتاب المثالب لابن شهر آشوب ان الامام الصادق صلوات الله عليه سئل عن أبي بكر وعمر فقال صلوات الله عليه كانا إمامين قاسطين عادلين كانا علي الحق وماتا عليه فرحمة الله عليهما يوم القيامه فلما خلا المجلس قال له بعض اصحابه كيف قلت يا بن رسول الله صلي الله عليه آله فقال صلوات الله عليه أما قولي كانا إمامين فهو مأخود من قوله تعالي « وَجَعَلنَاهُم أئِمَّة يَدعُونَ إِلَي النَّار» واما قولي قاسطين فهو قوله تعالي «اَمَّا القاسِطُونَ فَكَانُو لِجَهَنَّمَ حَطباً» وأما قولي عادلين فهو مأخوذ من قوله تعالي «و(1) الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ» واما قولي كانا علي الحق فالحق علي صلوات الله عليه وقولي ماتا عليه المراد أنهما لم يتوبا عن تظاهرهما عليه بل ماتا علي ظلمهما اياه، واما قولي فرحمة الله عليهما يوم القيامة فالمراد به أن رسول الله صلي الله عليه و آله ينصف له منهما اخذا من قوله تعالي « وَمَا اَرسَلنَاكَ إِلاَّ رَحمَةَ لِلعَالَمِين ».

ص: 192


1- ثُمَّ

ثانيا: المتجاهرون الكافرون بالولاية

عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن علي عن محمد بن مسلم عن بريد العجلي قال سألت الامام أبا عبد الله صلوات الله عليه عن قول الله عزوجل «وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَي الطَّرِيقَةِ » قال صلوات الله عليه يعني علي الولاية «لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا» قال لاذقناهم علما كثيرا يتعلمونه من الأئمة صلوات الله عليهم قلت قوله «لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ »قال صلوات الله عليه انما هؤلاء يفتنم فيه يعني المنافقين.

عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن الحسين بن نعيم الصحاف قال سألت الامام أبا عبد الله صلوات الله عليه عن قول الله « فَمَنكُم كَافِرُ وَمِنكُم مُؤمِن» فقال صلوات الله عليه عرف الله ايمانهم بولايتنا وكفرهم بها يوم أخذ عليهم الميثاق في صلب آدم عليه السلام وهم ذر.

عن البرقي عن أيمن عن أيمن بن محرز عن سماعة عن أبي بصير عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه أنه قال بقوله تعالي « فَاَمَّا من أعطِي » الخمس (واتقي) ولاية الطاغوت «وَصَدَّقَ بِالحُسنَي» بالولاية «فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَي» فلايريد شيئا من الخير إلا تيسر له«وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ» بالخمس (واستغني) برأيه عن أولياء الله « وَكَذَّبَ بِالحُسنَي » بالولاية « فَسنَيسِّره لِلعُسرِي » فلايريد شيئا من الشر إلا تيسر له واما قوله « وَسَيَجنَبِهَا الاتَقِي» قال رسول الله صلي الله عليه و آله و من تبعه « الَّذِي يُؤتِي مَالَهُ يَتَزَكّي » قال ذاك أمير

ص: 193

المومنين صلوات الله عليه وهو قوله تعالي « وَيُؤتُونَ الزَّكَاة وَهُم رَاكِعُون » وقوله «وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَي» فهو رسول الله صلي الله عليه و آله الذي ليس لاحد عنده نعمة تجزي ونعمته جارية علي جميع الخلق.

حدثني جعفر بن محمد بن سعيد الاحمس معنعنا: عن الامام جعفر بن محمد صلوات الله عليه قال نحن حبل الله الذي قال « وَاعتَصِمُوا بِحَبلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَقُوا » وولاية علي البر فمن استمسك به كان مؤمنا ومن تركه [تركها] خرج من الايمان.

عن الحسن بن موسي الخشاب عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه في قول الله عزوجل « الَّذِينَ آمَنُوا وَلَم يَلبِسُوا اِيمَانَهُم بِظُلم » قال صلوات الله عليه بما جاء به محمد صلي الله عليه و آله من الولاية ولم يخلطوها بولاية فلان وفلان فهو الملبس بالظلم.

قوله عزوجل «إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ» قال الامام الحسن العسكري صلوات الله عليه [ف] لما ذكر [الله] هولاء المؤمنين ومددهم ذكر الكافرين المخالفين لهم في كفرهم فقال « اِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا» بالله وبما آمن به هؤلاء المؤمنون بتوحيد الله تعالي و بنبوة محمد صلي الله عليه و آله و بوصية علي صلي الله عليه ولي الله و وصي رسول الله صلي الله عليه و آله و بالائمة الطاهرين الطيبين خيار عباده الميامين القوامين بمصالح خلق الله تعالي « سَواءُ عَلَيهِم أنذَرتُهُم» حوفتهم «أمُّ لَم تُنذِرهُم» لم تخوفهم [فهم] لايؤمنون [أخبرعن علمه فيهم وهو الذين قد علم الله عزوجل أنهم لا يؤمنون].

عنه، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة، عن حمران بن أعين قال سألت

ص: 194

الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه و آله عن قوله عزوجل « إِنَّا هَدَينَاهُ السَّبِيلَ اِمَّا شَاكِراً وَ اِمَّا كَفُوراً» قال صلوات الله عليه وآله إما آخذ فهو شاكر واما تارك فهو كافر.

في رواية أبي الجارود عن الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه وقوله «الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا» إلي قوله «كَذلِكَ يَضِلُّ اللهَ الكَافِريِن» فقد سماهم الله كافرين مشركين بان كذبوا بالكتاب وبما ارسل الله رسله بالكتاب وبتأويله فمن كذب بالكتاب او كذب بما ارسل به رسله من تاويل الكتاب فهو مشرك كافر.

علي بن الحسين عن أحمد بن أبي عبدالله عن ابن محبوب عن الحسين بن نعيم الصحاف قال سألت الامام الصادق صلوات الله عليه عن قوله«فَمِنكُم كَافِرَ وَمِنكُم مُؤمِن » فقال صلوات الله عليه عرف الله ايمانهم بولايتنا وكفرهم بتركها يوم أخذ عليهم الميثاق وهم ذر في صلب آدم عليه السلام.

روي محمد بن جمهور عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي جميلة عن أبي أسامة عن الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه في قوله عزوجل « أرَأيتُ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّين» قال صلوات الله عليه بالولاية.

حدثنا النضر بن شكيب عن خالد القلانسي عن الامام الصادق جعفر بن محمد صلوات الله عليه و آله عن أبيه الامام الباقر محمد بن علي صلوات الله عليه عن ابيه الامام زين العابدين علي بن الحسين صلوات الله عليه عن ابيه الامام الحسين بن علي صلوات الله عليه عن أبيه أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله إذا قمت المقام

ص: 195

المحمود تشفعت في أصحاب الكبائر من امتي فيشفعني الله فيهم، والله، لا تشفعت فيمن آذي ذريتي.

حدثنا محمد بن القاسم قال حدثنا يوسف بن محمد و علي بن محمد بن سيار عن أبويهما عن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم عن أبيه الامام علي بن محمد صلوات الله عليه عن أبيه الامام محمد بن علي صلوات الله عليه عن أبيه الامام علي بن موسي صلوات الله عليه عن أبيه الامام موسي بن جعفر صلوات الله عليه عن أبيه الامام جعفر بن محمد صلوات الله عليه عن أبيه الامام محمد بن علي صلوات الله عليه عن أبيه الامام علي بن الحسين صلوات الله عليه عن ابيه الامام الحسين بن علي صلوات الله عليه عن أبيه أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله البعض أصحابه ذات يوم يا عبدالله أحب في الله و أبغض في الله ووال في الله وعاد في الله فانك لا تنال ولايته إلا بذلك ولا يجد رجل طعم الايمان - وان كثرت صلاته صيامه حتي يكون كذلك وقد صارت مواخاة الناس في يومكم هذا أكثرها في الدنيا عليها يتوادون وعليها يتباغضون وذلك لا يغني عنهم من الله شيئا.

فقال له وكيف لي أن أعلم أني قد واليت وعاديت في الله عزوجل فمن ولي الله عزوجل حتي أو اليه و من عدوه حتي أعاديه فاشار له رسول الله صلي الله عليه و آله الي علي صلوات الله عليه و آله فقال أتري هذا فقال بلي.

فقال صلوات الله عليه وآله ولي هذا فواله وعدو هذا عدو الله فعاده ووال ولي هذا ولو أنه قاتل أبيك وولدك وعادعدو هذا ولو أنه أبوك وولدك.

ص: 196

عده من اصحابنا، عن سهل بن زياد عن يحيي بن المبارك، عن عبد الله بن جبلة عن سماعة، عن أبي بصير واسحاق بن عمار، عن الإمام أبي عبدالله صلوات الله عليه و آله في قوله عزوجل « وَمَا يُومِنُ أكثَرِهِم بِاللهِ إِلآَّ وَهُم مُشرِكُون» قال صلوات الله عليه وآله يطيع الشيطان من حيث لا يعلم فيشرك.

عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن عيسي، عن أبي الحسن علي بن يحيي فيما أعلم عن عمرو بن مدرك الطائي عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله لاصحابه أي عري الايمان أوثق، فقالوا الله و رسوله صلي الله عليه وآله أعلم وقال بعضهم الصلاة وقال بعضهم الزكاة وقال بعضهم الصيام، وقال بعضهم الحج والعمرة وقال بعضهم الجهاد، فقال رسول الله صلي الله عليه و آله لكل ما قلتم فضل وليس به ولكن أوثق عري الإيمان الحب في الله والبغض في الله وتوالي أولياء الله والتبري من أعداء الله.

حمزة بن محمد، قال أخبرنا علي بن ابراهيم عن أبيه عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن الإمام أبي الحسن علي بن موسي الرضا صلوات الله عليه عن ابيه الامام موسي بن جعفر الكاظم صلوات الله عليه عن أبيه الامام جعفر بن محمد الصادق صلوات الله عليه عن أبيه الامام محمدبن علي الباقرصلوات الله عليه عن ابيه الامام علي بن الحسين صلوات الله عليه عن أبيه الامام الحسين بن علي صلوات الله عليه عن أبيه أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله من أحب أن يركب سفينة النجاة ويستمسك بالعروة الوثقي ويعتصم بحبل الله المتين فليوال علي بعدي وليعاد عدوه وليأتم بالائمة الهداة من ولده فانهم خلفائي وأوصيائي وحجج الله

ص: 197

علي الخلق بعدي وسادة أمتي وقادة الاتقياء الي الجنة حزبهم حزبي وحزبي حزب الله و حزب اعدائهم حزب الشيطان.

حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسي، عن الحسن بن محبوب عن مقاتل بن سليمان عن الامام أبي عبدالله الصادق صلوات الله عليه قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله أنا سيد النبيين ووصي سيد الوصيين و أوصياوه سادة الاوصياء إن آدم عليه السلام سأل الله عزوجل أن يجعل له وصيا صالحا فأوحي الله عزوجل اليه أني أكرمت الانبياء بالنبوة ثم اخترت خلقي و جعلت خيار هم الاوصياء ثم أوحي الله عزوجل اليه يا آدم أوصي إلي شيث فأوصي آدم إلي شيث و هو هبة الله بن آدم وأوصي شيث الي ابنه شبان وهو ابن نزلة الحوراء التي أنزلها الله علي آدم من الجنة فزوجها ابنه شيثا وأوصي شبان إلي مجلث وأوصي مجلث إلي محوق وأوصي محوق الي غثميشا إلي أخنوخ وهو إدريس النبي عليه السلام وأوصي ادريس الي ناحور ودفعها ناحور الي نوح النبي عليه السلام وأوصي نوح إلي سام وأوصي سام إلي عثامر وأوصي عثامر الي بر عيثاشا وأوصي بر عبثاشا الي يافث و أوصي يافث الي برة وأوصي برة الي جفسيه وأوصي جنسيه الي عمران ودفعها عمران الي ابراهيم خليل الرحمن عليه السلام وأوصي ابراهيم الي ابنه اسماعيل وأوصي اسماعيل الي اسحاق وأوصي اسحاق الي يعقوب وأوصي يعقوب الي يوسف وأوصي يوسف الي بثرياء وأوصي بثرياء الي شعيب عليه السلام ودفعها شعيب الي موسي بن عمران عليه السلام وأوصي موسي بن عمران عليه السلام الي يوشع بن نون وأوصي يوشع بن نون الي داود عليه السلام وأوصي داود عليه السلام إلي سليمان عليه السلام وأوصي سليمان عليه السلام الي آصف بن برخيا وأوصي

ص: 198

آصف بن برخيا إلي زكريا عليه السلام ودفعها زكريا عليه السلام إلي عيسي بن مريم عليه السلام و أوصي عيسي الي شمعون بن حمون الصفا وأوصي شمعون إلي يحيي بن زكريا و أوصي يحيي بن زكريا الي منذر وأوصي منذر إلي سليمة و أوصي سليمة الي بردة، ثم قال رسول الله صلي الله عليه و آله ودفعها الي بردة وأنا أدفعها إليك يا علي صلوات الله عليه وأنت تدفعها إلي وصيك ويدفعها وصيك الي اوصيائك صلوات الله عليهم من ولدك واحد بعد واحد حتي تدفع الي خير أهل الارض بعدك ولتكفرن بك الامة ولتختلفن عليك اختلافا شديدة الثابت عليك كالمقيم معي والشاذ عند في النار والنار مثوي الكافرين.

أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن محمد بن عمير عن الامام أبي الحسن موسي صلوات الله عليه في قوله تعالي «ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ » قال صلوات الله عليه نحن نعيم المؤمن وعلقم الكافر.

يونس عن داود بن فرقد عن حسان الجمال، عن عميرة عن الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه وآله قال سمعته يقول أمر الناس بمعرفتنا و الرد الينا والتسليم لنا، ثم قال صلوات الله عليه و آله وإن صاموا وصلوا وشهدوا أن لا إله الا الله جعلو في أنفسهم أن لا يردا إلبينا كانوا بذلك مشركين.

علي بن ابراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسي عن حريز، عن زرارة عن الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه و آله قال والله إن الكفر لاقدم من الشرك وأخبث واعظم قال: ثم ذكر كفر إبليس حين قال الله له اسجد لآدم فأبي أن يسجد فالكفر اعظم من الشرك فمن اختار علي الله عزوجل وأبي الطاعة وأقام علي الكبائر فهو كافر ومن نصب دينا غير دين المؤمنين فهو مشرك.

ص: 199

أبي عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم عن الامام أبي جعفر صلوات الله عليه في قوله«قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَي اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ » قال صلوات الله عليه بيت مكرهم أي ماتوا فألقاهم الله في النار وهو مثل لأعداء آل محمد.

ص: 200

ثالثا: فتنة أعوان أهل النار(من أتبعهم وأعانهم وقبل فعلتهم)

عن أبي أيوب سليمان بن مقبل المديني عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم عن الامام الصادق جعفر بن محمد صلوات الله عليه و آله قال من جالس لنا عائبا أو مدح لنا قاليا أو واصل لنا قاطعا أو قطع لنا واصلا أو والي لنا عدوا او عادي لنا وليا فقد كفر بالذي أنزل السبع المثاني والقرآن العظيم.

محمد بن موسي المتوكل عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد الخزاز قال سمعت الامام الرضا صلوات الله عليه يقول إن ممن يتخذ مودتنا أهل البيت لمن هو أشد فتنة علي شيعتنا من الدجال. فقلت له يا بن رسول الله صلي الله عليه و آله بماذا.

قال صلوات الله عليه بموالاة أعدائنا ومعاداة أوليائنا إنه إذا كان كذلك اختلط الحق بالباطل واشتبه الأمر فلم يعرف مؤمن من منافق.

في رواية أبي الجارود عن الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه في قوله « اَلَّذِينَ كَذَّبُوا بِالكِتابِ وَبِمَا اَرسَلنَا بِهِ رُسُلَنا » إلي قوله «كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ » فقد سماهم الله كافرين مشركين بان كذبوا بالكتاب وبما قد ارسل الله

ص: 201

رسله بالكتاب وبتأويله فمن كذب بالكتاب او كذب بما ارسل به رسله من تاويل الكتاب فهو مشرك كافر.

عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري، عن محمد بن الحسين بن زيد عن محمد بن سنان عن العلاء بن الفضيل عن الامام الصادق صلوات الله عليه قال منأحب كافرا فقد أبغض الله ومن أبغض كافرا فقد أحب الله.

ثم قال صلوات الله عليه صديق عدو الله. عدو الله .

عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن الحسن بن محبوب عن هشام عن مرازم عن الامام الصادق جعفر بن محمد صلوات الله عليه قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله ما بال أقوام من أمتي، اذا ذكر عندهم ابراهيم و آل ابراهيم استبشرت قلوبهم وتهللت وجوههم وإذا ذكرت اهل بيتي اشمأزت قلوبهم وكلحت وجوههم و الذي بعثني بالحق نبيا لو أن رجلا لقي الله بعمل سبعين نبيا ثم لم يأت بولاية أولي الامر منا أهل البيت ما قبل الله منه صرفا ولا عدلا.

عن محمدبن أبي القاسم عن محمدبن علي الكوفي عن ابن فضال عن المعلي بن خنيس قال سمعت الامام أبا عبد الله صلوات الله عليه يقول:

ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت صلوات الله عليهم لانك لا تجد أحدا يقول أنا أبغض محمدا و آل محمد ولكن الناصب من نصب لكم وهو يعلم أنكم تتوالونا و تتبرأون من أعدائنا.

و قال صلوات الله عليه من أشبع عدوا لنا فقد قتل وليا لنا.

ص: 202

الفصل التاسع :فتن عامة

ص: 203

ص: 204

[ عيون اخبار الامام الرضا صلوات الله عليه] بالإسناد إلي دارم عن الامام الرضا علي بن موسي صلوات الله عليه عن أبيه الامام الكاظم موسي بن جعفر صلوات الله عليه عن أبيه الامام الصادق جعفر بن محمد صلوات الله عليه عن أبيه الامام الباقر محمد بن علي صلوات الله عليه عن أبيه الامام زين العابدين علي بن الحسين صلوات الله عليه عن أبيه الامام الحسين بن علي صلوات الله عليه عن أبيه الامام امير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال رسول الله صلي الله عليه و آله يا علي لا يحفظني فيك إلا الاتقياء الأبرار الاصفياء وما هم في أمتي إلا كالشعرة البيضاء في الثور الاسود في الليل الغابر.

عن إبراهيم بن محمد عن يحيي بن صالح باسناده عن أبي صالح عن أميرالمؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه بقوله تعالي.

« وَنُرِيدُ أن نَمنَ عَلَي الَّذِينَ استضعِفُوا فِي الاَرضِ» قال صلوات الله عليه و الذي فلق الحبة وبرأ النسمة لتعطفن علينا هذه الدنيا كما تعطف الضروس علي ولدها.

سمعت ابن حميد الملائي قال سمعت عبد الرحمن بن حميد قال سمعت عمرو الملائي يقول سمعت زر بن حبيش قال سمعت أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه يقول أنا فقأت عين الفتنة ولولاي ما قوتل أهل الجمل ولا أهل صفين ولا أهل النهروان سلوني قبل أن تفقدوني إما ميتا وإما

ص: 205

مقتولا بل قتلا ما يحبس أشقاها أن يخضبها بدم من أعلاها والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لاتسألوني فيما بيني وبين قيام الساعة عن فئة تضل مائة أو تهدي مائة إلا أنبا تكم بسائقها وقائلها وناعقها.

حدثنا محمد بن سليمان قال حدثنا علي بن يوسف قال حدثني أبي عن المفضل بن عمر عن الإمام أبي عبدالله صلوات الله عليه قال جاء رجل إلي أمير المؤمنين صلوات الله عليه فشكي إليه طول دولة الجور فقال له أمير المؤمنين صلوات الله عليه و آله لا يكون ما تأملون حتي يهلك المبطلون ويضمحل الجاهلون ويا من المتقون وقليل ما يكون حتي لا يكون لاحدكم موضع قدمه وحتي تكون الدنيا علي الناس أهون من الميتة عندصاحبها فينما أنتم كذلك إذ «جَاءَ نَصرُ اللهِ وَالفَتح» وهو قول ربي عزوجل في كتابه «حَتَّي إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا ».

جرير بن عبد الحميد عن ليث بن سليم قال حدثني الثقة عن زيد بن وهب عن حذيفة بن اليمان قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله تكون فتنة يعرج فيها عقول الرجال حتي لاتكادتري رجلا عاقلا.

حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن يونس عن الحسن بن أبي موسي الأشعري قال ذكر رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم هرجا بين يدي الساعة حتي يقنل الرجل جاره وأخاه و ابن عمه قالوا ومعنا عقولنا قال صلي الله عليه و آله تنزع عقول أكثر أهل ذلك الزمان ويخلف لهم هباء من الناس يحسب أحدهم أنه علي شيء وليس علي شيء .

حدثنا الحكم بن نافع عن جراح عن أرصاة بن المنذر قال بلغا أن رسول

ص: 206

الله صلي الله عليه و آله قال يكون في أمتي أربع فتن فالاولي يصيبم بلاء حتي يقول المؤمن هذه مهلكتي ثم تكشف والثانيه حتي يقول المؤمن هذه مهلكتي والثالثة كلما قيل انقطعت تمادت الفتنة والرابعة يصيرون فيها الي الكفر اذا كانت إلامعة مع هذا مرة مع هذا مرة بلا امام ولا جماعة.

عن قتاده بن الفضل عن هشام بن العار عن أبيه عن جده ربيعة قال سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله يقول يكون في أمتي الخسف والمسخ والقذف. قال قلنا يا رسول الله صلي الله عليه و آله بم. قال صلي الله عليه و آله با تخاذهم القينات وشربهم الخمور.

[جامع الاخبار] قال رسول الله صلي الله عليه و آله يأتي علي الناس زمان وجوههم وجوه الآدميين وقلوبهم قلوب الشياطين كأمثال الذئاب الضواري سفا كون للدماء لايتناهون عن منكر فعلوه إن تابعتهم ارتابوك وإن حدثتهم كذبوك و إن تواريت عنهم اغتابوك السنة فيهم بدعة والبدعة فيهم سنة والحليم بينهم غادر و الغادر بينهم حليم المؤمن فيما بينهم مستضعف والفاسق فيما بينهم مشرف صبيانهم عارم ونساؤهم شاطر وشيخهم لا يأمر بالمعروف ولا ينهي عن المنكر الالتجاء اليهم خزي والاعتداء بهم ذل وطلب ما في أيديهم فقر فعند ذلك يحرمهم الله قطر السماء في أوانه وينزله في غير أوانه ويسلط عليهم شرارهم فيسومونهم سوء العذاب يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم فيدعو خيارهم فلا يستجاب لهم.

قال رسول الله صلي الله عليه و آله يأتي علي الناس زمان بطونهم آلهتهم ونساؤهم قبلتهم ودنانير هم دينهم وشرفهم متاعهم لايبقي من الإيمان إلا اسمه ولا من الاسلام الارسمه ولا من القرآن إلا در سه مساجدهم معمورة من البناء

ص: 207

وقلوبهم خراب عن الهدي علماؤهم شر خلق الله علي وجه الارض حينئذ ابتلاهم الله في هذا الزمان بأربع خصال جور من السلطان وقحط من الزمان وظلم من الولاة والحكام فتعجبت الصحابة فقالوا يا رسول الله صلي الله عليه و آله أيعبدون الاصنام قال صلي الله عليه و آله نعم درهم عندهم صنم.

عن أنس عن النبي صلي الله عليه و آله قال يأتي علي الناس زمان الصابرمنهم علي دينه كالقابض علي الجمرة.

وقال صلي الله عليه و آله يأتي علي أمتي زمان أمراؤهم هم يكونون علي جور وعلماؤهم علي الطمع وعبادهم علي الرياء وتجارهم علي أكل الربا ونساؤهم علي زينة الدنيا و غلمانهم في التزويج فعند ذلك كساد أمتي ككساد الاسواق و ليس فيها مستقيم الاموات آيسون في قبورهم من خيرهم ولا يعيشون الاخبار فيهم فعند ذلك الهرب خير من القيام.

[نهج البلاغة] ومن كلام لمولانا أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه:

أيها الناس إن أخوف ما أخاف عليكم اثنتان اتباع الهوي وطول الأمل فأما اتباع الهوي فيصد عن الحق وأما طول الأمل فينسي الآخرة ألا وإن الدنيا وقد ولت حذاء فلم يبق منها إلا صبابة كصبابة الاناء اصطبها صابها ألا وإن الآخرة قد أقبلت ولكل منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فإن كل ولد سيلحق بأمه يوم القيامة وإن اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل.

ص: 208

الفصل العاشر :فتنة الملوك والأمراء

ص: 209

ص: 210

الدقاق عن الأسدي عن النخعي عن النوفلي عن غياث بن ابراهيم عن الامام الصادق صلوات الله عليه عن أبيه الامام الباقر صلوات الله عليه عن أبيه الامام زين العابدين صلوات الله عليه عن أبيه الامام الحسين بن علي صلوات الله عليه عن أبيه أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله كل ما كان في الأمم السابقة فإنه يكون في هذه الأمة مثله حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة.

[نهج البلاغة] ومن خطبة لمولانا أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه يحذر من الفتن: وأحمد الله وأستعينه علي مداحر الشيطان و مزاجره والاعتصام من حبائله ومخاتله وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ونجيبه وصفوته لا يوازي فضله ولا يجبر فقده أضاءت به البلاد بعد الضلالة المظلمة والجهالة الغالبة والجفوة الجافية والناس يستحلون الحريم ويستذلون الحكيم يحيون علي فترة ويموتون علي كفرة ثم إنكم معشر العرب أغراض بلايا قد اقتربت فاتقوا سكرات النعمة واحذروا بوائق النقمة و تثبتوا في قام العشوة واعوجاج الفتنة عند طلوع جينها وظهور كمينها و انتصاب قطبها ومدار رحاها تبدأ في مدارج خفية وتوؤل إلي قطاعة جلية شبابها كشباب الغلام وآثارها كاثار السلام تتوارثها الظلمة بالعهود أولهم قائد لآخرهم وآخرهم مقتد بأولهم يتنافسون في دنيا دنية ويتكالبون علي جيفة مريحة وعن قليل يتبرأ

ص: 211

التابع من المتبوع والقائد من المقود فيتزايلون بالبغضاء ويتلاعنون عند اللقاء ثم يأتي بعد ذلك طالع الفتنة الرجوف والقاصمة الزحوف فتزيغ قلوب بعد استقامة وتضل رجال بعد سلامة وتختلف الاهواء عند هجومها وتلتبس الآراء عند رجومها من أشرف لها قصمته ومن سعي فيها حطمته يتكادمون فيها تكادم الحمر في العانة قد اضطرب الحبل وعمي وجهه الامر تغيض فيها الحكمة وتنطق فيها الظلمة وتدق أهل البدو بمسحلها وتَرُصنّهم بكَلكَيها يضيع في غبارها الوحدان يهلك في طريقها الركبان ترد بمر القضاء و تحلب عبيط الدماء و تثلم منار الدين و تنقص عقد اليقين تهرب منها الأكياس و تدبرها الأرجاس مرعاد مبراق كاشفة عن ساق تقطع فيها الارحام ويفارق عليها الاسلام بريها سقيم و ظاعنها مقيم.

منها: بين قتيل مطلول وخائف مستجير يختلون بعقد الايمان وبغرور الايمان فلاتكونوا أنصاب الفتن وأعلام البدع والزموا ما عقد عليه حبل الجماعة وبينت عليه أركان الطاعة واقدموا علي الله مظلومين ولا تقدموا عليه ظالمين واتقوا مدارج الشيطان و مهابط العدوان ولا تدخلوا بطونكم لعق الحرام فانكم بعين من حرم عليكم المعصية وسهل لكم سبل الطاعة.

ومن خطبة لمولانا أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه يذم فيها اتباع الشيطان.

اتخذوا الشيطان لأمرهم ملاكا واتخذهم له أشراكا فباض وفرح في صدورهم ودب ودرج في حجورهم فنظر باعينهم ونطق بألسنتهم فركب بهم الزلل وزين لهم الخطل فعل من قد شركة الشيطان في سلطانه ونطق بالباكل علي لسانه.

ص: 212

محمد بن يحيي، عن جعفر بن محمد، عن أحمد بن الحسين، عن محمد بن عبد الله، عن محمد بن الفرج قال كتب إلي الأمام أبو جعفر صلوات الله عليه إذا غضب الله تبارك و تعالي علي خلقه نحانا عن جوارهم.

شاذان بن جبرئيل في الروضة والفضائل بإسناده عن عبدالله بن مسعود عن رسول الله صلي الله عليه و آله في حديث الاسراء و مارآه مكتوبا علي أبواب الجنة والنار قال: ورأيت علي أبواب النار مكتوبا علي الباب الأول إلي أن قال علي الباب الرابع مكتوب ثلاث كلمات أذل الله من أهان الاسلام أذل الله من أهان أهل البيت أذل الله من أعان الظالمين علي ظلمهم للمخلوقين وعلي الباب الخامس مكتوب ثلاث كلمات لا تتبعوا الهوي فالهوي يخالف الايمان ولاتكثر منطقك فيما لا يعنيك فتسقط من رحمة الله ولا تكن عونا للظالمين.

عن الحسن بن محبوب عن أبي أيوب الخزاز و العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم قال سمعت الإمام أبا عبد الله صلوات الله عليه يقول إن قدام القائم علامات تكون من الله عزوجل للمؤمنين قلت وما هي جعلني الله فداك قال ذلك قول الله عزوجل« وَلَنَبلُوَنَّكُم» يعني المؤمنين قبل خروج القائم صلوات الله عليه «بِشَيءٍ مِنَ الخَوفِ وَالجوعِ وَنَقصِ مِنَ الأموالِ وَالاَنفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشرِ الصَّابِريِن»قال صلوات الله عليه يبلوهم بشيء من الخوف من ملوك بني فلان في آخر سلطانهم والجوع بغلاء أسعارهم « نَقص مِنَ الأموَالِ» قال صلوات الله عليه كساد التجارات وقلة الفضل ونقص من الأنفس قال موت ذريع ونقص من الثمرات قال قلة ربيع ما يزرع « وَبَشَرِ الصَّابِريِن» عند ذلك بتعجيل خروج القائم صلوات الله عليه ثم قال لي يا محمد هذا تأويلها إن الله تعالي يقول «وَمَا يَعلَمُ تَأوِيلِهَا إِلاَّ اللهَ وَالرَّاسِخُونَ فِي العِلم» .

ص: 213

حدثنا جعفر بن محمد، عن ابراهيم بن عبد الحميد، عن سعد بن طريف عن الاصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال يأتيكم بعد الخمسين والمائة أمراء كفرة وأمناء خونة و عرفاء فسقة فتكثر التجار وتقل الأرباح ويفشو الربا ويكثر أولاد الزنا وتغمر السفاح وتتناكر المعارف [و تغمر السباخ] و تعظم الاهلة وتكتفي النساء بالنساء والرجال بالرحال فحدث رجل عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه أنه قام اليه رجل حين تحدث بهذا الحديث فقال له يا أمير المؤمنين صلوات الله عليه وكيف نصنع في ذلك الزمان. فقال صلوات الله عليه الهرب الهرب فانه لايزال عدل الله مبسوطا علي هذه الامة مالم يمل قراؤهم الي أمرهم ومالم يزل أبرارهم يذهبي فجارهم فان لم يفعلوا ثم استدبروا فقالوا لا إله إلاالله قال الله في عرشه كذبتم لستم بها صادقين.

عن ابن زكريا عن ابن حبيب عن ابن بهلول عن أبيه عن حفص عن الامام جعفر بن محمد صلوات الله عليه عن أبيه الامام محمد بن علي صلوات الله عليه عن أبيه الامام علي بن الحسين صلوات الله عليه عن أبيه الامام الحسين بن علي صلوات الله عليه عن أبيه أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال قال رسول الله صلي الله عليه واله يأتي علي الناس زمان يكون أسعد الناس بالدنيا لكع ابن لكع خير الناس يومئذ مؤمن بين كريمين.

عن الربيع بن محمد بن بني مسيلمة عن مهزم بن أبي بردة الأسدي وغيره عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه أنه قال والله لتكسرن تكسر الزجاج وإن الزجاج ليعاد فيعود كما كان والله لتكسرن تكسر الفخار وان الفخار لينكسر فلا يعود كما كان والله لتغربلن ووالله لتميزن ووالله لمتحصن حتي لا يبقي

ص: 214

منكم إلا الاقل وصعر كفه.

عن الحسين بن مختار عن عبد الرحمن بن سبابة عن عمران بن ميثم عن عباية بن ربعي الاسدي قال دخلت علي أمير المؤمنين علي صلوات الله عليه وأنا خامس خمسة وأصغر القوم سنا فسمعته يقول صلوات الله عليه: حدثني أخي رسول الله صلوات الله عليه و آله أنه قال: إني خاتم ألف نبي وإنك خاتم ألف وصي و كلفت مالم يكلفوا. فقلت: ما أنصفك القوم يا أمير المؤمنين.

فقال صلوات الله عليه ليس حيث تذهب بك المذاهب يابن أخي والله إني الأعلم ألف كلمة لا يعلمها غيري و غير محمد صلي الله عليه وآله وانهم ليقرأون منها آية في كتاب الله عزوجل وهي «وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ» وما يتدبرونها حتي تدبرها ألا أخبركم بآخر ملك بني فلان.

قلنا: بلي يا أمير المؤمنين.

قال صلوات الله عليه: قتل نفس حرام في يوم حرام في بلد حرام عن قوم من قريش والذي فلق الحبة وبرئ النسمة مالهم ملك بعده غير خمس عشرة ليلة

قلنا: هل قبل هذا أو بعده من شيء.

فقال صلوات الله عليه صيحة من شهر رمضان تفزع اليقظان و توقظ النائم و تخرج الفتاة من خدرها.

عن محمد بن عبد الجبار جميعا، عن علي بن حديد، عن جميل بن دراج عن زرارة، قال كان الامام أبو جعفر صلوات الله عليه في المسجد الحرام فذكر بني امية ودولتهم فقال له بعض أصحابه إنما نرجو أن تكون صاحبهم وأن يظهر

ص: 215

الله عزوجل هذا الامر علي يدك. فقال صلوات الله عليه ما أنا بصاحبهم ولا يسرني أن أكون صاحبهم إن أصحابهم أولادالزنا إن الله تبارك وتعالي لم يخلق منذ خلق السماوات والارض سنين ولا أياما اقتصر من سنينهم وأيامهم إن الله عزوجل بأمر الملك الذي في يده الفلك فيطويه طيا.

قول الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه أن بني أمية لصاق وليسوا , صحيحي النسب إلي عبد مناف ولم يستطع معاوية إنكار ذلك.

[نهج البلاغة] من كلام لمولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه: والله لا يزالون حتي لا يدعوا الله محرما إلا استحلوه ولا عقدا إلا حلوه وحتي لا يبقي بيت مدر ولا وبر إلا دخله ظلمهم ونبأ به سوء رعتهم حتي يقوم الباكيان يبكيان باك يبكي لدينه وباك يبكي للدنياه و حتي تكون نصرة أحدكم من أحدهم كنصرة العبد من سيده إذا شهد أطاعه وإذا غاب اغتابه وحتي يكون أعظمكم فيها غناء أحسنكم بالله ظنا فإن أتاكم الله بعافية فأقبلوا وإن ابتليتم فاصبروا ف « إِنَّ العَاقِبَة لِلمُتَّقِين» .

عن ابن محبوب عن أبي المعزاء عن ابن أبي يعفور عن الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه أنه سمعه يقول ويل لطغاة العرب من شر قد اقترب.

قلت: جعلت فداك كم مع القائم من العرب. قال صلوات الله عليه شيءيسير.

فقلت والله إن من يصف هذا الأمر منهم لكثير.

فقال صلوات الله عليه لابد للناس من أن يمحصوا ويميزوا ويغربلوا ويخرج في الغربال خلق كثير.

ص: 216

ارسل المنصور الي الامام جعفر بن محمد الصادق صلوات الله عليه. إنك تحبنا لتنصحنا ولم يخف مراده علي الأمام صلوات الله عليه فأجابه (من أراد الدنيا فلا ينصحك و من أراد الآخرة فلا يصحبك).

أبي عن الحميري عن هارون عن ابن زياد عن الامام جعفر بن محمد صلوات الله عليه عن أبيه الامام محمد بن علي صلوات الله عليه عن أبيه الامام علي بن الحسين صلوات الله عليه عن أبيه الامام الحسين بن علي صلوات الله عليه عن أبيه أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال إن في جهنم رحي تطحن أفلاتسألوني ما طحنها فقيل له وما طحنها يا أمير المؤمنين قال صلوات الله عليه العلماء الفجرة والقراء الفسقة والجبابرة الظلمة والوزراء الخونة والعرفاء الكذبة وإن في النار لمدينة يقال لها الحصينة فلا تسألوني ما فيها فقيل. وما فيها يا أمير المؤمنين فقال صلوات الله عليه فيها أيدي الناكثين.

عن يونس قال قيل للامام الرضا صلوات الله عليه: انك تتكلم بهذا الكلام والسيف يقطر دما. فقال صلوات الله عليه: ان لله واديا من ذهب حمله بأضعف خلقه النمل فلو رامه البخاتي لم تصل عليه.

قال الامام الهادي صلوات الله عليه

باتوا علي قلل الجبال تحرسهم *** غلب الرجال فما أغناهم القلل

واستنزلوا بعد عز عن معاقلهم *** فأودعوا حفرا يابئس مانزلوا

ناداهم صارخ من بعدما قبروا *** أين الأسرة والتيجان والحلل

أين الوجوه التي كانت منعمة *** من دونها تضرب الاستار والكلل

فأفصح القبر عنهم حين ساء لهم *** تلك الوجوه عليها الدود يقتل

ص: 217

قد طال ما أكلوا دهرا وماشربوا *** وأصبحوا بعد طول الأكل قد أكلوا

وطالما عمروا دورا لتحصنهم *** ففارقوا الدور والاهلين وانتقلوا

وطالما كنزوا الاموال وادخروا *** فخلفوها علي الأعداء وارتحلوا

أضحت منازلهم قفرا معطلة *** وساكنوها الي الاجداث قد رحلوا

أخرج أبو نعيم عن حذيفة سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله يقول: ويح هذه الأئمة من ملوك جبابرة كيف يقتلون ويخيفون المطيعين إلا من أظهر طاعتهم فالمؤمن التقي يصانعهم بلسانه ويقومهم بقلبه فإذا أراد الله أن يعيد الاسلام عزيزا قصم كل جبار عنيد وهو القادر علي ما يشاء أن يصلح أمة بعد فسادها، يا حذيفة لو لم يبق إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتي يملك رجل من أهل بيتي تجري الملاحم علي يديه ويظهر الاسلام لا يخلف وعده وهو سريع الحساب.

عن الاصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه في قول الله « قُل بِفَضلِ اللهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَليُفَرِحُوا» قال صلوات الله عليه: فليفرح شيعتنا هو خير مما أعطي عدونا من الذهب والفضة.

ص: 218

الفصل الحادي عشر : فتن قبل الظهور

ص: 219

ص: 220

حدثنا المعلي بن زياد قال حدثنا العلاء بن بشير عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم

أبشركم بالمهدي يبعث في أمتي علي اختلاف من الناس وزلازل.

عن علي بن أبي حمزه عن الامام أبي الحسن موسي بن جعفر صلوات الله عليه في قوله عز اسمه «سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّي يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ » قال صلوات الله عليه الفتن في آفاق الارض والمسخ في أعداء الحق. حدثنا محمد بن هام قال حدثنا أحمد بن مابنداذ قال حدثنا أحمد بن هلال عن أمية بن علي القيسي قال قلت للامام أبي جعفر محمد بن علي الرضا صلوات الله عليه من الخلف بعدك فقال صلوات الله عليه ابني علي وابنا علي ثم أطرق مليا ثم رفع رأسه. ثم قال صلوات الله عليه أنها ستون حيرة. قلت فإذا كان ذلك فإلي أين فسكت ثم قال صلوات الله عليه لا أين حتي قالها ثلاثا فأعدت فقال صلوات الله عليه إلي المدينة فقلت أي المدن. فقال صلوات الله عليه مدينتا هذه وهل مدينة غيرها.

عن خالد بن عبد الملك، عن مطر الوراق، عن التاجي يعني أبا الصديق عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم إبشروا بالمهدي قال ثلاثا - يخرج علي حين من الناس وزلزال شديد يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلماً و جوراً يملأ (قلوب) عباده عبادة ويسعهم عدله.

ص: 221

بإسناده عن ابن سعيد الخدري قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله يكون عند انقطاع من الزمان و ظهور من الفتن رجل يقال له المهدي يكون هنيئا.

حدثنا ابن وهب عن ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد قال سمعت عبد الله بن وزير الغافقي يقول سمعت امير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه يقول الفتن أربع فتنة السراء وفتنة الضراء وفتنة -كذا فذكر معدن الذهب - ثم يخرج رجل من عترة النبي صلي الله عليه و آله وسلم يصلح الله علي يديه أمرهم.

حدثنا الوليد بن مسلم عن اسماعيل بن رافع عمن حدثه عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلي الله عليه واله ستكون بعدي فتن منها فتنة الأحلاس يكون فيها حرب وهرب ثم بعدها فتن أشد منها ثم تكون فتنة كلما قيل انقطعت تمادت حتي لا تبقي بيت إلا دخله ولا مسلم إلا صكته حتي يخرج رجل من عترتي.

عن العلاء بن بشير المرادي، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم: أبشركم بالمهدي يبحث في أمتي علي اختلاف من الناس وزلزال يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما يرضي عنه ساكن السماء وساكن الأرض.

محمد بن همام باسناده يرفعه إلي أبان بن تغلب عن الامام أبي عبدالله صلوات الله عليه أنه قال يأتي علي الناس زمان يصيبهم فيها سبطة بأزر فيها كما تأزر الحية في جحرها فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم نجم قلت: فما السبطة.

قال صلوات الله عليه الفترة. قلت فكيف نصنع فيما بين ذلك فقال صلوات الله عليه كونوا علي ما أنتم عليه حتي يطلع الله نجمكم.

ص: 222

عن علي بن عاصم عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبدالله بن عمر قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله لا تقوم الساعة حتي يخرج المهدي من ولدي لا يخرج المهدي حتي يخرج ستون كذابا كلهم يقولون أنا نبي.

حدثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه ووهيب بن حفص عن أبي بصير عن الامام أبي جعفر محمد بن علي صلوات الله عليه أنه قال: لايقوم القائم صلوات الله عليه إلا علي خوف شديد من الناس وزلازل وفتنة وبلاء يصيب الناس وطاعون قبل ذلك وسيف قاطع بين العرب و اختلاف شديد في الناس تشتت في دينهم وتغير من حالهم حتي يتمني المتمني الموت صباحا ومساء من عظم ما يري من كلب الناس وأكل بعضهم بعضا فخروجه صلوات الله عليه إذا خرج يكون اليأس والقنوط من أن يروا فرحا فيا طوبي لمن أدركه وكان من أنصاره والويل كل الويل لمن ناواه و خالفه وخالف أمره وكان من أعدائه. عبدالله بن سنان قال حدثني محمد بن ابراهيم بن أبي البلاد قال حدثنا أبي عن أبيه عن الاصبغ بن نباتة قال سمعت امير المؤمنين الامام علي صلوات الله عليه يقول: إن بين يدي القائم سنين خداعة يكذب فيها الصادق ويصدق فيهاالكاذب ويقرب فيها الماحل.

بهذا الإسناد، عن الوشياء، عن علي بن الحسين، عن أبان بن تغلب قال قال الامام أبو عبد الله صلوات الله عليه كيف أنت إذا وقعت البطشة بين المسجدين فيأرز العلم كما تأرز الحية في جحرها واختلفت الشيعة وسمي بعضهم كذابين و تفل بعضهم في وجوه بعض، قلت جعلت فداك ما عند ذلك من خير فقال صلوات الله عليه و آله لي: الخير كله عند ذلك - ثلاثا -.

ص: 223

حدثنا ابن وهب عن ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد قال سمعت عبد الله بن وزير الغافقي يقول سمعت امير المؤمنين علي صلوات الله عليه يقول الفتن أربع فتنة السراء وفتنة الضراء وفتنة كذا - وذكر معدن الذهب - ثم يخرج رجل من عترة النبي صلي الله عليه و آله يصلح الله علي يديه امرهم.

حدثنا ابراهيم بن اسحاق النهاوندي قال حدثنا عبد الله بن حماد الانصاري عن عبدالله بن بكير عن حمران بن أعين عن الامام أبي جعفر صلوات الله عليه قال كأني بدينكم هذا لا يزال موليا يفحص بدمه ثم لايرده عليكم إلا رجل منا أهل البيت صلوات الله عليهم فيعطيكم في السنة عطائين ويرزقكم في الشهر رزقين وتؤتون الحكمة في زمانه حتي أن المرأة لتقضي في بيتها بكتاب الله تعالي وسنة رسول الله صلي الله عليه و آله.

بهذا الاسناد قال قال رسول الله صلوات الله عليه و آله سيأتي زمان علي امتي لا يبقي من القرآن إلا رسمه ولا من الاسلام إلا اسمه يسمون به وهم أبعد الناس منه مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدي فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحتظل السماء منهم خرجت الفتنة واليهم تعود.

أبي، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله سيأتي علي أمتي زمان تخبث فيه سرائرهم وتحسن فيه علانيتهم طمعا في الدنيا لا يريدون به ما عند الله عزوجل يكون أمرهم رياء لا يخالطه خوف يعمهم الله منه بعقاب فيدعونه دعاء الغريق فلا يستجاب لهم.

ابن المغيره باسناده عن السكوني عن الامام الصادق جعفر بن محمد

ص: 224

صلوات الله عليه عن الامام الباقر محمد بن علي صلوات الله عليه عن الامام زين العابدين علي بن الحسين صلوات الله عليه عن الامام الحسين بن علي صلوات الله عليه عن أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: (إن) الاسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبي للغرباء.

ص: 225

ص: 226

الجزء الثاني

اشارة

ص: 227

ص: 228

الفصل الأول أولا: الإمامة

اشارة

ص: 229

ص: 230

عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الحسين عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن الامام أبي جعفر صلواة الله عليه و اسحاق بن عمار عن الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه في قول الله عزوجل «وَعَلَي الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ »قال صلواة الله عليه هم الائمة صلواة الله عليهم.

عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن محمد بن اسماعيل عن منصور بن يونس عن محمد بن مسلم قال: قلت للإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه: رجل قال لي: اعرف الأخير من الأئمة ولا يضرك أن لا تعرف الأول قال: فقال: لعن الله هذا فاني أبغضه ولا أعرفه وهل يعرف الأخير إلا بالاول.

حدثنا علي بن الجعد أخبرنا زهير - هو ابن معاوية، عن سماك، عن زياد بن علاقة وحصين عن جابر بن سمرة: أن رسول الله صلي الله عليه و آله قال يكون بعدي اثنا عشر أميرا ثم تكلم بشيء لم أفهمه فسألت أبي قال بعضهم في حديثه: سألت القوم - فقالوا: قال: كلهم من قريش.

أحمد بن محمد بن هوذة عن النهاوندي عن عبدالله بن حماد عن يحيي بن عبدالله عن الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه أنه قال: يا يحيي من بات ليلة لايعرف فيها امام زمانة مات ميتة جاهلية.

أحمد بن محمد عن أبي يحيي الواسطي عن بعض أصحابنا قال قال الامام

ص: 231

أبو عبد الله صلوات الله عليه خلقنا من عليين وخلق أرواحنا من فوق ذلك وخلق أرواح شيعتنا من عليين وخلق أجساده من دون ذلك فمن أجل تلك القرابة بيننا وبينهم قلوبهم تحن الينا.

عن الفزازي عن محمد بن الحسن عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن الامام أبي جعفر صلوات الله عليه في قوله تعالي «وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا»قال الإمام أبو جعفر صلوات الله عليه يعني الأئمة من ولد فاطمة يوحي اليهم بالروح في صدورهم.

عن ابن أبي الخطاب عن أبي سعيد العصفري عن عمرو بن ثابت عن أبي حمزة قال سمعت الامام علي بن الحسين صلوات الله عليه يقول إن الله عزوجل خلق محمدا وعلي والائمة الاحد عشر من نور عظمته أرواحا في ضياء نوره يعبدونه قبل خلق الخلق يسبحون الله عزوجل ويقدسونه وهم الأئمة الهادية منآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين.

(تفسير القمي) يقوله تعالي «وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي»حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبي بصير عن الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال هو ملك أعظم من جبرئيل و ميكائيل - عليهما السلام- كان مع رسول الله صلي الله عليه و آله وهو مع الأئمة صلوات الله عليهم.

تميم القرشي عن أبيه عن أحمد بن علي الانصاري عن الحسن بن الجسم: عن الامام الرضا صلوات الله عليه قال ان الله عزوجل أيدنا بروح منه مقدسة مطرة ليست بملك لم تكن مع أحد ممن مضي إلا مع رسول الله صلي الله عليه و آله وهي مع الأئمة صلوات الله عليهم منا تسددهم وتوفقهم وهو عمود من نور بينا

ص: 232

وبين الله عز وجل الخبر.

عن النضر بن سويد عن يحيي الحلي عن أبي الصباح الكناني عن أبي بصير قال سألت الامام أبا عبد الله صلوات الله عليه عن قول الله - تبارك وتعالي«وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ»قال صلوات الله عليه خلق من خلق الله اعظم من جبرئيل و ميكائيل - عليهما السلام - كان مع رسول الله صلي الله عليه وآله يخبره ويسدده وهو مع الأئمة صلوات الله عليهم من بعده.

الهمداني عن علي عن انيه عن علي عن معبد عن

عن الحسين بن خالد عن الإمام أبي الحسن علي بن موسي صلوات الله عليه عن أبيه الامام موسي بن جعفر صلوات الله عليه عن أبيه الامام جعفر بن محمد صلوات الله عليه عن أبيه الامام محمد بن علي صلوات الله عليه عن أبيه الامام علي بن الحسين صلوات الله عليه عن أبيه الامام الحسين بن علي صلوات الله عليه عن أبيه أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله أنا سيد من خلق الله وأنا خير من جبرئيل و اسرافيل - عليهما السلام - وحملة العرش وجميع الملائكة عليهم السلام المقربين وأنبياء الله المرسلين وأنا صاحب الشفاعة والحوض الشريف وأنا وعلي أبوا هذه الامة من عرفنا فقد عرف الله ومن انكرنا فقد أنكر الله عز وجل ومن علي سبطا أمتي وسيدا شباب اهل الجنة الحسن والحسين ومن ولد الحسين أئمة تسعة طاعتهم طاعتي ومعصيتهم معصيتي تاسعهم قائمهم ومهديهم.

أخبرنا علي بن أحمد العاصي، عن اسماعيل ابن أحمد البيهقي عن أبيه

ص: 233

أحمد بن الحسين عن ابن عبدالله الحافظ، عن أبي محمد الخراساني عن أبي بكر بن أبي العوام، عن أبيه عن حريز ابن عبد الحميد، عن شيبة بن نعامه، عن فاطمة بنت الحسين صلوات الله عليه، عن فاطمة الكبري قالت قال رسول الله صلي الله عليه و آله كل بني أم ينتمون الي عصبتهم إلا ولد فاطمة فإني أنا أبوهم وعصبتهم.

عن الحسين بن سعيد عن بعض أصحابه عن حمزة بن الربيع عن علي بن سويد قال سألت العبد الصالح صلوات الله عليه عن قول الله عزوجل«ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ»قال صلوات الله عليه البينات هم الائمة صلوات الله عليهم.

(الفضائل لابن شاذان)بالإسناد يرفعه الي الامام جعفر بن محمد صلوات الله عليه عن أبيه الامام محمد بن علي صلوات الله عليه عن جده الامام علي بن الحسين صلوات الله عليه عن جابر الأنصاري قال قال رسول الله صلي الله عليه واله فاطمة بهجة قلبي وابناها ثمرة فؤادي بعلها نور بصري والائمة من ولدها أمانتي والحبل المدود فمن اعتصم بهم فقد نجا ومن تخلف عنهم فقد هوي.

عن أبي بصير، عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه في قول الله عز وجل«وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا»فقال صلوات الله عليه طاعة الله ومعرفة الامام.

عن أبي بصير قال قال لي الامام أبو جعفر صلوات الله عليه هل عرفت امامك قال قلت إي والله قبل أن أخرج من الكوفة فقال حسبك إذا.

عن محمد بن يعقوب، عن عده من أصحابه عن أحمد بن محمد عن الوشاء، عن الخيبري، عن يونس بن طبيان عن الامام أبي عبد الله صلوات عليه

ص: 234

و آله قال سمعته يقول لولا أن الله خلق أمير المؤمنين لفاطمة صلوات الله عليهما ما كان لها كفؤ علي الأرض.

حدثنا محمد بن يحيي قال حدثنا نعيم بن حماد قال حدثنا الوليد عن علي بن حوشب مكحولا يحدث عن أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال قالت يا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم منا أئمة الهدي ام من غيرنا قال صلي الله عليه و آله بل منا بنا يختم الدين كما فتح و بنا يستنقذونمن ضلالة الفتن كما استنقذوا من ضلالة الشرك وبنا يؤلف الله بين قلوبهم في الدين بعد عداوة الفتنة كما ألف بين قلوبهم ودينهم بعد عداوة الشرك.

ص: 235

ص: 236

ثانيا: إمامة الإمام الحجةصلوات الله عليه

ص: 237

ص: 238

عن محمد بن أحمد بن الحسين البغدادي عن أحمد بن الفضل عن بكر بن أحمد عن الإمام أبي محمد العسكري صلوات الله عليه عن أبيه الامام علي بن محمد صلوات الله عليه عن ابيه الامام محمد بن علي صلوات الله عليه عن أبيه الامام علي بن موسي صلوات الله عليه عن ابيه الامام موسي بن جعفر صلوات الله عليه قال لا يكون القائم إلا إمام ابن امام و وصي ابن وصي.

عن أحمد بن بنداد عن أحمد بن هلال

عن أحمد بن علي القيسي عن أبي الهيثم عن الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال إذا توالت ثلاثة أسماء محمد وعلي والحسن كان رابعهم القائم صلوات الله عليه.

عن النبي صلي الله عليه و آله الأئمة من بعدي اثنا عشر أولهم امير المؤمنين علي بن أبي طالب وآخرهم القائم طاعتهم طاعتي ومعصيتهم معصيتي من أنكر واحد منهم فقد أنكرني.

عن أبي مخنف لوط بن يحيي، عن فضيل ابن خديج، عن كميل قال: أخذ بيدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه بالكوفة فخرجنا حتي انتهينا الي الجبان وذكر فيه: اللهم بلي لا تخلو الارض من قائم لله بحججه ظاهر مشهور أو باطن مغمور لئلا تبطل حجج الله وبيناته.

عن سعد عن أبي عيسي عن أبي معروف عن ابن مهزيار عن ابن بشار قال

ص: 239

قال الحسين بن خالد للامام الرضا صلوات الله عليه و أنا حاضر: تخلو الارض من إمام. قال صلوات الله عليه: لا.

عن الحميري، عن عبد الله بن محمد بن عيسي عن ابن محبوب عن العلا عن ابن أبي يعفور قال: قال الامام أبو عبد الله صلوات الله عليه: ما تبقي الأرض يوما واحدا بغير امام منا تفزع اليه الامة.

عن سعد عن محمد بن عيسي عن محمد بن سنان عن ابن عمارة بن الطيار قال: سمعت الامام أبا عبد الله صلوات الله عليه يقول: لو لم يبق في الأرض إلا رجلان لكان أحدهما الحجة.

أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد عن محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيي عن محمد بن الحسن عن أبي محبوب عن أبي الجارود عن الإمام أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام عن جابر بن عبدالله الانصاري قال دخلت علي فاطمة صلوات الله عليها بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و بين يديها لوح فيه أسماء الاوصياء والائمة من ولدها فعددت اثني عشر اسما آخرهم القائم من ولد فاطمة ثلاثة منهم محمد وأربعه منهم علي.

عن ابراهيم بن عبد الله بن عبد الحميد، عن أبي حمزة، عن عباية عن الأصبغ قال سمعت الامام الحسن بن علي صلوات الله عليه يقول الائمة بعد رسول الله صلي الله عليه و آله اثنا عشر تسعة من صلب أخي الحسين ومنهم مهدي هذه الامة.

عن جعفر بن مالك الفزاري قال حدثني الحصين، علي بن فرات ابن أحنف، عن جابر بن يزيد الجعفي عن الامام محمد بن علي الباقر صلوات الله

ص: 240

عليه عن الامام علي بن الحسين زين العابدين قال قال الامام الحسن بن علي صلوات الله عليه الائمة عدد نقباء بني اسرائيل و منا مهدي هذه الأمة.

عن الحسين بن القاسم، عن الحسن بن محمد بن سماعة عن ثابت الصائغ عن أبي بصير، عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال سمعته يقول منا أثنا عشر مهديا مضي ستة وبقي ستة ويصنع الله بالسادس ما أوجب.

عن علي بن ابراهيم بن هاشم عن أبيه عن ابن أبي عمير، عن سعيد عن غزوان عن أبي بصير عن الامام أبي جعفر صلوات الله عليه قال يكون تسعة أئمة بعد الحسين تاسعهم قائمهم.

ص: 241

ص: 242

ثالثا: منكري الإمامة

ص: 243

ص: 244

أحمد بن ادريس، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن أبي جميلة، عن أبان بن تغلب قال: قال لي الإمام أبو عبد الله صلوات الله عليه: يا أبان إن الله لا يطلب من المشركين زكاة أموالهم وهم يشركون به حيث يقول«وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ»قلت له: كيف ذلك جعلت فداك فسره لي فقال صلوات الله عليه: ويل للمشركين الذين أشركوا بالامام الاول و هم بالائمة الآخرين كافرون يا أبان إنما دعا الله العباد الي الايمان به، فاذا آمنوا بالله وبرسوله افترض عليهم الفرائض .

العطار عن أبيه، عن عبدالله بن محمد بن عيسي، عن الخشاب، عن غير واحد عن مروان بن مسلم عن الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: الامام علم بين الله عزوجل وبين خلقه فمن عرفه كان مؤمنا ومن أنكره كان كافرا.

أبي عن النضر عن يحيي الحلبي عن بشير الدهان قال قال الإمام أبو عبد الله صلوات الله عليه عن رسول الله صلي الله عليه وآله قال من مات وهو لا يعرف امامه مات ميتة جاهلية فعليكم بالطاعة قد رأيتم أصحاب علي وأنتم تأتمون بمن لا يعذر الناس بجهالة لنا كرائم القرآن ونحن أقوام افترض الله طاعتنا ولنا الانفال ولنا صفو المال.

الكيلني عن محمد بن يحيي عن ابن عيسي عن ابن محبوب عن عمرو بن ثابت عن جابر قال سألت الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه عن قول الله«ومن

ص: 245

النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ »قال صلوات الله عليه هم أولياء فلان وفلان اتخذوهم أئمة دون الامام الذي جعله الله للناس اماما وكذلك قال«وَلَوْ يَرَي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا »الاية ثم قال الإمام أبو جعفر صلوات الله عليه هم والله يا جابر أئمة الظلم وأشياعهم.

ابن فضال عن حماد بن عثمان عن أبي اليسع عيسي بن السري قال قال الامام أبو عبد الله صلوات الله عليه إن الأرض لا تصلح إلا بالأمام ومن مات لايعرف امامه مات ميتة جاهلية وأحوج ما يكون إلي معرفته إذا بلغت نفسه هذه وأهوي بيده إلي صدره يقول لقد كنت علي أمر أحسن.

ابن المتوكل عن الحميري عن الحسن بن طريف عن صالح بن أبي حماد عن محمد بن اسماعيل عن الامام أبي الحسن الرضا صلوات الله عليه قال من مات وليس له امام مات ميتة جاهلية فقلت له كل من مات وليس له امام مات ميتة جاهلية قال صلوات الله عليه نعم والواقف كافر والناصب مشرك.

أحمد بن محمد بن هوذه عن الناوندي عن عبد الله بن حماد عن يحيي بن عبدالله عن الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال يا يحيي من بات ليلة لا يعرف فيها إمام زمانه مات ميتة جاهلية.

عن الحسن بن أيوب عن عبد الكريم الخثعمي عن أبان عن أبي الفضل قال قال الامام أبو جعفر صلوات الله عليه من ادعي مقامنا يعني الامامة فهو كافر.

عن مالك بن عامر عن المفضل بن زائدة، عن المفضل بن عمر قال قال

ص: 246

الامام أبو عبد الله صلوات الله عليه من دان الله بغير سماع عن صادق الزمة الله البتة الي العناء ومن ادعي سماعا من غير الباب الذي فتحه الله فهو مشرك وذلك الباب المأمون علي سر الله المكنون

عن أحمد بن محمد عن محمد بن اسماعيل عن منصور بن يونس عن محمد بن مسلم قال قلت للامام أبي عبد الله صلوات الله عليه رجل قال لي اعرف الاخير من الأئمة ولا يضرك أن لا تعرف الاول قال فقال صلوات الله عليه لعن الله هذا فإني ابغضه ولا أعرفه وهل يعرف الأخير إلا بالاول.

عن محمد بن ابراهيم بن اسحاق عن أبي علي بن همام قال سمعت محمد بن عثمان العمري يقول سمعت أبي يقول سئل الإمام أبو محمد الحسن بن علي صلوات الله عليه وأنا عنده عن الخبر الذي روي عن آبائه صلوات الله عليهم أن الأرض لا تخلو من حجة الله علي خلقه إلي يوم القيامة ومن مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة باهلية. فقال صلوات الله عليه إن هذا حق.

فقيل له يا ابن رسول الله فمن الحجة والامام بعدك.

قال صلوات الله عليه ابن محمد هو الأمام بعدي من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية أما إن له غيبة يحار فيها الجاهلون ويهلك فيها المبطلون ويكذب فيها الوقاتون ثم يخرج فكأني أنظر إلي الاعلام البيض تخفق فوق رأسه.

ص: 247

ص: 248

الفصل الثاني الولاية والولاية الخاصة

اشارة

ص: 249

ص: 250

عن محمد بن أحمد بن عبدالله الهاشمي قال حدثني أبو موسي عيسي بن أحمد بن عيسي المنصور قال حدثني الامام أبو الحسن علي بن محمد العسكري صلوات الله عليه عن ابيه الامام محمد بن علي صلوات الله عليه، عن أبيه الامام علي بن موسي صلوات الله عليه عن أبيه الامام موسي بن جعفر صلوات الله عليه عن ابيه الامام الحسين بن علي صلوات الله عليه قال قال لي امير المؤمنين الامام علي صلوات الله عليه قال رسول الله صلي الله عليه و آله من سره أن يلقي الله عزوجل آمنا مطهرا لا يحزنه الفزع الأكبر فليتولك وليقول بنيك الحسن والحسين وعلي بن الحسين و محمد بن علي وجعفر بن محمد و موسي بن جعفر وعلي بن موسي أو محمدا وعليا والحسن ثم المهدي وخاتمهم. وليكونن في آخر الزمان قوم يتولونك يا علي يشنأنهم الناس ولو أحبهم كان خيرا لهم لو كان يعلمون يؤثرونك و ولدك علي الآباء والأمهات والاخوة والاخوات وعلي عشائرهم والقرابات صلوات الله عليهم أفضل الصلوات أولئك يحشرون تحت لواء الحمد يتجاوز عن سيئاتهم و يرفع درجاتهم جزاء بما كانوا يعملون.

حدث أبو معاوية عن الأعمش عن عبابة بن الربعي عن عبد الله بن عباس قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله أنا سيد النبيين وعلي بن أبي طالب سيد الوصيين وان اوصيائي بعد اثناعشر أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم القائم.

أخبرنا أبو اسماعيل السراج عن خيثمة الجعفي قال حدثنا أبو أيوب

ص: 251

المخزومي قال ذكر الإمام أبو جعفر محمد بن علي الباقر صلوات الله عليه وعلي آبائه السلام أسماء الخلفاء الاثني عشر الراشدين فلما بلغ الي آخرهم قال صلوات الله عليه: الثاني عشر يصلي عيسي بن مريم عليه السلام خلفه (عليك) بسنته والقرآن الحكيم

عن أحمد بن هلال العبر تائي عن ابن أبي عمير، عن سعيد بن غزوان، عن . أبي بصير عن الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه و آله قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله إن الله اختار من الحسين الأوصياء تاسعهم قائمهم وهوظاهرهم وباطنهم.

عن عبد السلام بن صالح الهروي قال: أخبرنا وكيع، عن الربيع بن سعد عن عبد الرحمن بن سليط قال:

قال الامام الحسين بن علي صلوات الله عليه منا اثناعشر مهديا أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وآخرهم التاسع من ولدي وهو القائم بالحق يحيي الله تعالي به الأرض بعد موتها ويظهر به دين الحق«عَلَي الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ »له غيبة يرتد فيها قوم ويثبت علي الدين فيها آخرون فيؤذن فقال لهم«مَتَي هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ»اما ان الصابر في غيبته علي الأذي والتكذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين رسول الله صلي الله عليه و آله.

عن يونس بن ظبيان عن جابر بن يزيد الجعفي قال سمعت جابر بن عبدالله الانصاري يقول: لما أنزل الله عز وجل علي نبيه محمد صلي الله عليه وآله«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ »قلت: يا

ص: 252

رسول الله صلي الله عليه و آله عرفنا الله ورسول صلي الله و اله فمن أولو الامر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك.

فقال صلي الله عليه و آله: هم خلفائي - يا جابر - وأئمة المسلمين من بعدي أولهم علي ابن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر ستدركه - يا جابر - فاذا لقيته فاقرئه مني السلام ثم الصادق جعفر بن محمد ثم موسي بن جعفر ثم علي بن موسي ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم سميي وكنيي حجة الله في أرضه وبقيته في عباده ابن الحسن بن علي ذاك الذي يفتح الله تعالي ذكره علي يديه مشارق الأرض ومغاربها ذاك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها علي القول بامامته إلا من امتحن الله قلبه للايمان.

قال جابر: فقلت له: يا رسول الله صلي الله عليه و آله فهل يقع لشيعته الانتفاع في غيبته فقال صلي الله عليه و آله إي والذي بعثني بالنبوة أنهم يستضيئون بنوره وينتفعون بولايته كانتفاع الناس بالشمس وان تجلاها سحاب يا جابر هذا من مكنون سر الله و مخزون علم الله فاكتمه إلآ عن أهله.

أحمد بن الحسين عن صفوان عن ابن حازم عن عبد الرحيم القصير عن الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه في قول الله تبارك و تعالي«إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ»فقال صلوات الله عليه: رسول الله صلي الله عليه و آله المنذر وعلي الهادي والله ماذهبت منا وما زالت فينا إلي الساعة.

ابن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذنية عن بريد العجلي عن الامام أبي جعفر صلوات الله عليه في قول الله تعالي«إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ»قال:

ص: 253

رسول الله صلي الله عليه و آله المنذر في كل زمان منا هاد يهديهم إلي ما جاء به نبي الله صلي الله عليه و آله ثم الهداة من بعده علي صلوات الله عليه ثم الاوصياء صلوات الله عليهم واحدا بعد واحد.

عن منيع الحجاج عن يونس، عن الصباح المزني، عن الامام أبي عبدالله صلوات الله عليه قال: عرج النبي صلوات الله عليه و آله الي السماء مائة وعشرين مرة، ما من مرة إلا وقد أوصي الله عز وجل فيها إلي النبي بالولاية لعلي بن طالب صلوات الله عليه والائمة صلوات الله عليهم من بعده أكثر مما أوصاه بالفرائض

ابن مردويه عن أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه في قوله تعالي«وَنَادَي أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ »قال صلوات الله عليه: نحن أصحاب الاعراف ممن عرفناه بسيماه أدخلناه الجنة.

عن عمران حدثنا علي بن مصعب حدثنا علي بن خشرم، حدثنا عيسي بن يونس عن عمران، عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله في حجة الوداع يقول: لا يزال أمر هذه الامة عالياً علي من ناوأها حتي يملك اثنا عشر خليفة.

ثم قال كلمة حفية لم أسمعها، فسألت أبي وهو أقرب اليه مني، ما قال صلي الله عليه واله قال: كلهم من قريش.

أحمد بن يحيي زكريا القطان قال نبأنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: أنبأنا الفضل بن صفر العبدي قال: أنبأنا معاوية عن الأعمش عن عباية بن ربعي عن عبد الله ابن عباس قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: أنا سيد النبيين وعلي بن أبي طالب سيد الوصيين وإن أوصيائي بعدي اثنا عشر أولهم علي بن أبي

ص: 254

طالب وآخرهم المهدي.

عن الشيخ المجلسي و الشهيد الثاني رحمهما الله قال وجد بخط الامام أبي محمد العسكري صلوات الله عليه علي الكتاب قد صعد ناذري الحقائق بأقدام النبوة والولاية وذرنا سبع طرائق بأعلام الفتوة والهداية ونحن ليوث الوغي وغياث الندي وفينا السيف والقلم في العاجل ولواء الحمد في الآجل أسباطنا خلفاء الدين و خلفاء اليقين ومصابيح الأمم ومفاتح الكرم فالكليم ألبس حلة الاصطفاء لما عهدنا منه الوفاء روح القدس في جنان الصاغورة ذاق من حدائقنا الباكورة شيعتنا الفئة الناجية والفرقة الزاكية صاروا لنا رداء وصونا وعلي الظلمة إلبا وعونا وسينفجر لهم ينبايع الحيوان بعد لظي مجتمع النيران لتمام الروضة والطواسين من السنين.

أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن ابن عميرة بن الخضرمي عن حذيفة بن أسيد قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله ما تكاملت النبوة لنبي في الاظلة حتي عرضت عليه ولايتي وولاية أهل بيتي ومثلوا لله فأقروا بطاعتهم وولايتهم.

السندي بن محمد بن يونس بن يعقوب عن عبد الأعلي قال قال الامام ابو عبد الله صلوات الله عليه ما نبيء نبي إلا بمعرفة حقنا وبفضلنا علي من سوانا.

عن العباس بن عامر عن أحمد بن رزق الغمشاني عن محمد بن عبد الرحمن عن الامام أبي عبدالله صلوات الله عليه قال ولايتنا ولاية الله التي لم يبعث نبياً قط إلا بها.

محمد بن أحمد عن ابن يزيد عن ابن محبوب عن محمد بن الفضل عن

ص: 255

الامام أبي الحسن صلوات الله عليه قال في قول الله عز وجل«يُوفُونَ بِالنَّذْرِ»قال صلوات الله عليه يوفون بالنذر الذي أخذ عليهم في الميثاق من ولايتنا.

عن محمد بن سماعة عن فيض بن أبي شيبة عن محمد بن مسلم قال سمعت الامام أبا جعفر صلوات الله عليه يقول إن الله تبارك وتعالي أخذ ميثاق النبيين علي ولاية علي وأخذ عهد النبيين بولاية علي.

عن الحسين بن سعيد عن علي بن الصلت عن الحكم واسماعيل عن بريد قال سمعت الامام أبا جعفر صلوات الله عليه يقول بنا عبد الله وبنا عرف الله وبنا وحد الله ومحمد صلي الله عليه و آله حجاب الله.

عن الهذيل عن مقاتل عن محمد بن الحنفية عن الامام الحسن بن علي صلوات الله عليه قال كل ما في كتاب الله عزوجل ان الابرار فوالله ما أراد به إلا علي بن أبي طالب - صلوات الله عليه - وفاطمة - صلوات الله عليها وأنا صلوات الله عليه والحسين صلوات الله عليه لأنا نحن أبرار بابائنا وأمهاتنا وقلوبنا علت بالطاعات والبر وتبرأت من الدنيا وحبها وأطعنا الله في جميع فرائضه و آمنا بوحدانيته وصدقنا برسوله - صلي الله عليه و آله -.

قال فرات الكوفي حدثني علي بن الحسين (معنعنا) عن الاصبغ بن بناتة قال كتب عبد الله بن جندب الي امير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه جعلت فداك إني في ضعف فقوني قال فأمر علي الحسن - صلوات الله عليه - ابنه ان اكتب اليه كتابا قال فكتب الحسن صلوات الله عليه إن محمد صلي الله عليه و آله كان أمين الله في أرضه فلما قبضي محمد - صلي الله عليه و آله - وكنا أهل بيته فنحن أمناء الله في أرضه عندنا علم المنايا والبلايا وانا لنعرف الرجل اذا

ص: 256

رأيناه بحقيقة الايمان وحقيقة النفاق وان شيعتنا لمعروفون بأسمائهم وأنسابهم أخذ الله الميثاق علينا وعليهم يردون مواردنا ويدخلون مداخلنا ليس علي صلة أبينا ابراهم - عليه السلام - غيرنا وغيرهم انا يوم القيامة آخذين بحجزة نبينا وان نبينا آخذ بحجزة النور وان شيعتنا آخذين بحجز تنا. من فارقنا هلك ومن اتبعنا الحق بنا و التارك لولايتنا كافر والمتبع لولايتنا مؤمن لايحبنا كافر ولايبغضنا مؤمن ومن مات وهو محبنا كان حقا علي الله أن يبعثه معنا. نحن نور لمن تبعنا وهدي لمن اقتدي بنا و من رغب عنا فليس منا، ومن لم يكن منا فليس من الاسلام في شيء بنا فتح الله الدين وبنا يختمه وبنا أطعمكم الله عشب الارض وبنا من الله عليكم من الغرق وبناينقذكم الله في حياتكم وفي قبوركم وفي محشر كم وعند الصراط والميزان و عند ورود الجنان. وإن مثلنا في كتاب الله كمثل المشكاة والمشكاة هي القنديل و فينا المصباح والمصباح محمد صلي الله عليه و آله وأهل بيته صلوات الله عليهم والمصباح في زجاجة«الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ »علي بن أبي طالب صلوات الله عليه«لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ »معروفة لا يهودية ولا نصرانية«يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَي نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ».

و حقيق علي الله أن يأتي ولينا يوم القيامة مشرقا وجهه نيرا برهانه عظيمة عند الله حجته. وحقيق علي الله أن يجعل ولينا رفيق الأنبياء عليهم السلام الشهداء و الصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا. وحقيق علي الله أن يجعل عدونا والجاحد لولايتنا رفيق الشياطين والكافرين وبئس اولئك رفيقا. ولشهيدنا فضل علي شهداء غيرنا بعشر درجات ولشهيد شيعتنا فضل علي شهيد غير شيعتنا بسبع درجات. فنحن النجباء ونحن أفراط الانبياء - عليهم السلام - ونحن

ص: 257

الخلفاء (الله في) الأرض ونحن المخصوصون (المخلصون) في كتاب الله ونحن أولي الناس بنبي الله ونحن الذين شرع الله لنا الدين فقال في كتابه«شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّي بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَي وَعِيسَي أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ»وكونوا علي جماعة محمد صلي الله علي و اله«كَبُرَ عَلَي الْمُشْرِكِينَ».

حدثنا عبيد الله بن موسي عن شريك عن وكين بن الربيع عن القاسم بن حسان عن زيد بن ثابت قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي ألا وهما الخليفتان من بعدي ولن يفترقا حتي يردا علي الحوض.

عن بشر بن الوليد عن محمد بن طلحة عن الأعمش عن عطية بن سعيد عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلوات الله عليه و آله قال إني أوشك أن أدعي فأجيب واني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عزوجل وعترتي كتاب الله حبل ممدود بين السماء والارض وعترتي أهل بيتي وان اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض فأنظروا بماذا تخلفوني فيهما.

عن الفضل بن اسحاق بن ابراهيم عن حريز عن الحسن بن عبد الله عن أبي الضحي عن زيد بن أرقم عن النبي صلوات الله عليه و آله قال اني تارك فيكم كتاب الله وأهل بيتي وانهما لن يفترقا حتي يردا الحوض.

قال أبان قال سليم بن قيس سمعت امير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه يقول أن الأمة ستفرق علي ثلاث وسبعين فرقة اثنتان

ص: 258

وسبعون فرقة في النار وفرقة في الجنة و ثلاث عشرة فرقة من الثلاث وسبعين تنتحل محبتنا أهل البيت واحده منها في الجنة واثنتا عشرة في النار وأما الفرقة الناجية المهدية المؤمنة المسلمة الموفقة المرشدة فهي المؤتمة بي المسلمة الامري المطيعة لي المتبرئة من عدوي المحبة لي المبغضة لعدوي التي قد عرفت حقي وامامتي وفرض طاعتي من كتاب الله وسنة نبيه فلم ترتد ولم تشك لما قد نور الله في قلبها من معرفة حقنا وعرفها من فضلنا والهمها وأخذ بنواصيها فأدخلها في شيعتنا حتي اطمأنت قلوبها واستيقنت يقينا لا يخالطه شك أني أنا وأوصيائي بعدي الي يوم القيامة هداة مهتدون الذين قرنهم الله بنفسه ونبيه في أي من كتاب الله كثيرة وطهرنا و عصمنا و جعلنا شهداء علي خلقه وحجته في أرضه و خزانه علي علمه ومعادن حكمه و تراجمة وحيه وجعلناها مع القرآن والقرآن معنا لانفارقها ولا يفارقنا حتي نرد علي رسول الله صلي الله عليه واله حوضه كما قال وتلك الفرقة الواحدة من الثلاث والسبعين فرقة هي الناجية من النار ومن جميع الفتن والضلالات والشبهات هم من أهل الجنة حقا هم«يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ...بِغَيْرِ حِسَابٍ»كه وجميع تلك الفرق الاثنتين والسبعين فرقة هم المتدينون بغير الحق الناصرون دين الشيطان الاخذون عن ابليس وأوليائهم أعداء الله وأعداء رسوله وأعداء المؤمنين يدخلون النار بغير حساب برءوا من الله ومن رسوله وأشركو بالله وكفروا به وعبدوا غير الله من حيث لا يعلمون.«وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ»يحلفون الله«كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَي شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ»قال قيل يا أمير المؤمنين صلوات الله عليه و آله أرأيت من قد وقف فلم يأتم بكم ويضادكم ولم ينصب لكم ولم يتولكم ولم يتبرأ من عدوكم وقال لا أدري وهو صادق قال

ص: 259

ليس أولئك من الثلاث والسبعين فرقة انما عني رسول الله صلي الله عليه و آله بالثلاث والسبعين فرقة الباغين الناصبين الذين قد شهروا أنفسهم ودعوا الي دينهم ففرقة واحدة منها تدين بدين الرحمن واثنتان وسبعون تدين بدين الشيطان وتتولي علي قبولها و تتبرأ ممن خالفها فأما من وحد الله وآمن برسول الله صلي الله عليه و آله ولم يعرف ولايتنا ولا ضلالة عدونا ولم ينصب شيئا ولم يحل ولم يحرم وأخذ بجميع ما ليس بين المختلفين من الأمة خلاف في أن الله عزوجل أمر به أو نهي عنه وكف عما بين المختلفين من الأمة خلاف في أن الله أمر به أو نهي عنه فلم ينصب شيئا ولم يحلل و لم يحرم ولا يعلم ورد علم ما اشكل عليه إلي الله فهذا ناج وهذه الطبقة بين المؤمنين وبين المشركين هم أعظم الناس و جلهم وهم أصحاب الحساب والموازين.

عن علي بن ابراهيم عن صالح السندي عن جعفر بن بشير عن علي بن حمزة عن أبي بصير عن الامام أبي جعفر صلوات الله عليه في قوله تعالي«فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا»قال صلوات الله عليه هي الولاية.

علي بن محمد وغيره عن سهل بن زياد عن يعقوب بن يزيد عن زياد القندي عن عمار الاسدي عن الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه في قول الله عز وجل«إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ »قال صلوات الله عليه ولايتنا أهل البيت وأهوي بيده الي صدره فمن لم يتولنا لم يرفع الله له عملا

عن الحارث بن حصيرة عن أبي سليمان زيد بن وهب عن عبدالله بن عباس قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله ولايتي وولاية أهل بيتي أمان من النار.

ص: 260

حدثنا محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن عبيد الله القصباني عن أبي بصير قال سمعت الامام أبا عبد الله جعفر بن محمد صلوات الله عليه يقول إن ولايتنا ولاية الله عز وجل التي لم يبعث نبي قط إلا بها ان الله عز اسمه عرض ولايتنا علي السماوات والأرض والجبال والامصار فلم يقبلها قبول أهل الكوفة وإن الي جانبهم لقبرا مالقاه مكروب إلا نفس الله كربته وأجاب دعوته وقلبه الي أهله مسرورا.

عن الحسين بن يزيد النوفلي عن اسماعيل بن أبي زياد السكوني عن الامام الصادق جعفر بن محمد صلوات الله عليه عن أبيه الامام الباقر محمد بن علي صلوات الله عليه عن أبيه الامام زين العابدين علي بن الحسين صلوات الله عليه عن الامام الحسين بن علي صلوات الله عليه عن أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال كان النبي صلي الله عليه و آله يقف عنه طلوع كل فجر علي باب علي وفاطمة - صلوات الله عليهما وآلهما - فيقول صلي الله عليه و آله - الحمد لله المحسن المجمل المنعم المفضل الذي بنعمته تتم الصالحات سمع سامع بحمد الله ونعمته وحسن بلائه عندنا نعوذ بالله من النار نعوذ بالله من صباح النار نعوذ بالله من مساء النار الصلاة يا أهل البيت« إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ».

عن رفاعة بن موسي و معاوية بن وهب عن الامام أبي عبد الله صلواتالله عليه قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم طوبي لمن أدرك قائم أهل بيتي صلوات الله عليهم وهو مقتد به قبل قيامة ويتولي وليه ويتبرأ من عدوه ويتولي الأئمة الهادية من قبله أولئك رفقائي وذو وتي ومودتي وأكرم أمتي علي قال رفاعة: وأكرم خلق الله علي.

ص: 261

عنه عن عبد العزيز القراطيس قال قال الإمام أبو عبد الله صلوات الله عليه الأئمة بعد نبينا صلي الله عليه و آله اثنا عشر نجباء مفهمون من نقص منهم واحدا أو زاد فيهم واحدا خرج من دين الله ولم يكن من ولايتنا علي شيء.

ابو عمرو عن ابن عقدة عن جعفر بن علي بن حسن بن حسين عن عمر بن راشد عن الامام جعفر بن محمد صلوات الله عليه في قوله«ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ»قال صلوات الله عليه نحن النعيم وفي قوله«وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا »قال صلوات الله عليه نحن الحبل.

عبدالله بن عجلان عن الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال اذا قام قائم آل محمد صلوات الله عليهم حكم بين الناس بحكم داود عليه السلام لايحتاج الي بينة يلهمه الله تعالي فيحكم بعلمه ويخبر كل قوم بما استبنطوه ويعرف وليه من عدوه بالتوسم قال الله سبحانه«إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ*وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ».

عن منصور بن أبي نويره عن أبي بكر بن عياش، عن أبي قدامة الفدائي قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله من من عليه بمعرفة أهل بيتي و ولايتهم فقد جمع الله له الخير كله.

عباد بن سلميان عن سعد بن سعد عن صفوان عن الامام الرضا صلوات الله عليه في قوله تعالي«وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ»قال صلوات الله عليه: رسول الله صلي الله عليه و آله وأهل بيته صلوات الله عليهم المسئولون وهم أهل الذكر

حدثنا موسي بن عمران النجفي عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي عن

ص: 262

الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال قال الامام الصادق صلوات الله عليه من أقام فرائض الله واجتنب محارم الله وأحس الولاية لاهل بيت نبي الله وتبرأ من أعداء الله عز وجل فليدخل من أي أبواب الجنة الثمانية شاء

بقوله تعالي«وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَي »أبو نعيم باسناده الي عون بن أبي جحيفة عن أبيه عن أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال إلي ولايتنا.

ص: 263

ثانيا: الولاية الخاصة للامام صلوات الله عليه

عن سليمان بن أحمد عن زياد بن مسلم وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن سلام قال سمعت أبا سلمي راعي النبي صلي الله عليه و آله وسلم يقول سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم يقول:

سمعت ليلة أسري بي الي السماء قال العزيز جل ثناؤه«آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ- قلت- وَالْمُؤْمِنُونَ»قال صدقت. يا محمد من خلفت لامتك. قلت: خيرها قال علي بن أبي طالب - صلوات الله عليه - قلت نعم يا رب قال يا محمد إني اطلعت علي الارض اطلاعة فاخترك منها فشققت لك اسما من اسمائي فلا أذكر في موضع إلا وذكرت معي فأنا المحمود وأنت محمد ثم اطاعت الثانيه فأخترت منها عليا وشققت له اسما من أسمائي فأنا الأعلي وهو علي يا محمد إني خلقتك و خلقت علي وفاطمة والحسن والحسين - صلوات الله عليهم - من شبح من نوري وعرضت ولايتكم علي أهل السماوات والارضين فمن قبلها كان عندي من المؤمنين و من جحدها كان عندي من الكافرين يا محمد لو أن عبدا من عبادي عبدني حتي ينقطع ويصير مثل الشن البالي ثم أتاني جاحدا بولايتكم ما غفرت له حتي يقر بولايتكم. يا محمد أتحب أن تراهم. قلت نعم يا رب فقال: التفت عن يمين العرش، فالتفت فإذا أنا بعلي وفاطمة والحسن

ص: 264

والحسين وعلي ومحمد وجعفر و موسي وعلي ومحمد والحسن والمهدي عليهم السلام في ضحضاح من نور قيام يصلون و المهدي في وسطهم كانه كوكب دري.

فقال يا محمد هؤلاء الحجج وهذا الثائر من عترتك يا محمد وعزتي وجلالي أنه الحجة الواجبة لأوليائي والمنتقم من أعدائي.

عن عبد الله بن خالد، عن أبي السفاتج، عن جابر بن يزيد، عن الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه عن جابر بن عبدالله الانصاري قال دخلت علي فاطمة عليها السلام وبين يديها (لوح فيه) أسماء الاوصياء من وللافعدد اثني عشر اسما آخرهم القائم ثلاثة منهم محمد و ثلاثه منهم علي.

عن ابن أبي عمير عن سعيد بن غزوان عن أبي بصير عن الامام أبي عبدالله صلوات الله عليه و آله قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله في حديث له: إن الله اختار من الناس الانبياء (واختار من الانبياء) الرسل واختارني من الرسل واختار مني عليا واختار من علي الحسن والحسين واختار من الحسين الاوصياء تاسعهم قائمهم وهو ظاهرهم وباطنهم.

أخبرني ابوالقاسم جعفر بن محمد عن محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد بن عيسي و محمد بن عبدالله ومحمد بن الحسين عن سهل بن زياد جميعا عن الحسن بن العباس عن الإمام أبي جعفر الثاني صلوات الله عليه عن آبائه صلوات الله عليهم عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه و آله قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله لاصحابه آمنوا بليلة القدر فانه ينزل فيهاأمر السنة وأن لذلك ولاة من بعدي علي بن أبي طالب صلوات الله عليه و آله وأحد عشر من ولده.

ص: 265

حدثنا أحمد بن هلال قال حدثني محمد بن أبي عمير عن سعيد بن غزوان عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله ان الله عزوجل اختار من كل شيء (شيئا) اختار من الارض مكة واختار من مكة المسجد واختار من المسجد الموضع الذي فيه الكعبة واختار من الانعام اناثها واختار من الغنم الضأن واختار من الايام يوم الجمعة واختار من الشهور شهر رمضان ومن الليالي ليلة القدر واختار من الناس بني هاشم واختارني وعلي من بني هاشم واختار مني ومن علي الحسن والحسين وتكملة اثني عشر اماما من ولد الحسين تاسعهم باطنهم وهو ظاهرهم وأفضلهم وهو قائمهم.

عن الحسين بن علوان عن عمرو بن خالد عن سعد بن طريف عن الاصبغ بن نباته عن عبد الله بن عباس قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول أنا وعلي والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهرون معصومون.

عن أحمد بن محمد عن ابن هلال عن أبيه عن أبي السفاته عن أبي بصير عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه في قول الله عزوجل«الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ »فقال صلوات الله عليه اذا كان يوم القيامة دعي بالنبي صلي الله عليه و آله و بأمير المؤمنين صلوات الله عليه و بالائمة صلوات الله عليهم من ولده صلوات الله عليهم فينصبون للناس فاذا رأتهم شيعتهم قالوا«الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ »به يعني هدانا الله في ولاية أميرالمؤمنين صلوات الله عليه والائمة من ولده صلوات الله عليهم. حدثني علي بن الحسن قال حدثني الحسين بن واقد قال حدثني سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال أتيت النبي صلي الله عليه وآله فسمعته يقول ان هذا الأمر لن ينقضي حتي يملك اثنا عشر خليفة فقال كلمة خفية فقلت لأبي ما

ص: 266

قال فقال كلهم من قريش.

حدثنا محمد بن موسي بن المتوكل قال حدثنا علي بن ابراهيم عن أبيه عن يوسف بن عقيل عن اسحاق بن راهويه قال لما وافي الامام أبو الحسن الرضا صلوات الله عليه نيسابور وأراد أن يرجل منها الي المأمون اجتمع اليه أصحاب الحديث فقالوا له يابن رسول الله صلي الله عليه و آله ترحل عنا ولا تحدثنا بحديث فنستفيده منك وقد كان قعد في العمارية فأطلع صلوات الله عليه رأسه وقال صلوات الله عليه سمعت أبي الامام موسي بن جعفر صلوات الله عليه يقول سمعت أبي الامام جعفر بن محمد صلوات الله عليه يقول سمعت الامام محمد بن علي صلوات الله عليه يقول سمعت أبي الامام علي بن الحسين صلوات الله عليه يقول سمعت أبي الامام الحسين بن علي صلوات الله عليه سمعت أبي أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه يقول سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله يقول سمعت جبرئيل عليه السلام يقول سمعت الله عزوجل يقول لا اله إلا الله حصني فمن دخل حصني أمن عذابي فلما مرت الراحلة نادانا صلوات الله عليه: بشروطها وأنا من شروطها.

قوله تعالي «فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا »قال الامام الحسن العسكري صلوات الله عليه «فاما الذين آمنوا»بالله وبولاية محمد صلي الله عليه آله وعلي وآلهما الطيبين وسلم لرسول الله صلي الله عليه و آله وللأئمة أحكامهم وأخبارهم وأحوالهم (و) لم يقابلهم في أمورهم ولم يتعاط الدخول في أسرارهم ولم يفش شيئا مما يقف عليه منها إلا باذنهم و«فيعلمون»يعلم هؤلاء المؤمنين الذين هذه صفتهم (أنه) المثل المضروب

ص: 267

«الحق من ربهم »أراد به الحق وإبانته والكشف عنه وايضاحه.

عن محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن محمد بن الفضيل عن الثمالي قال سمعت الإمام أبا جعفر صلوات الله عليه قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله إن الله تبارك وتعالي يقول إن من استكمال حجتي علي الأشقياء من أمتك من ترك ولاية علي - صلوات الله عليه - أو اختار ولاية من والي أعداؤه . وأنكر فضلهم وفضل الاوصياء من بعده فان فضلك فضلهم وحقك حقهم وطاعتك طاعتهم ومعصيتك معصيتهم وهم الأئمة الهداة - صلوات الله عليه - من بعدك جري فيهم روحك وروحهم جري فيك من ربكم وهم عترتك من طينتك ولحمك ودمك وقد أجري الله فيهم سنتك وسنة الانبياء عليهم السلام - قبلك وهم خزاني علي علمي من بعدك حقا علي لقد اصطفيتهم وانتجبتهم وأخلصتهم وارتضيتهم ونجا من أحبهم ووالا هم وسلم لفضلهم ثم قال رسول الله صلي الله عليه و آله ولقد أتاني جبرئيل عليه السلام بأسمائهم وأسماء آبائهم وأحبائهم والمسلمين لفضلهم.

أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن داود العجلي عن زرارة عن حمران عن الامام أبي جعفر صلوات الله عليه قال إن الله تبارك وتعالي أخذ الميثاق علي أولي العزم أني ربكم ومحمد رسولي وعلي أمير المؤمنين وأوصياؤه من بعده ولاة أمري وخزان علمي وأن المهدي انتصر به لديني.

ص: 268

ثالثا: بالولاية تقبل الأعمال

ص: 269

ص: 270

الآيات الدالة علي اتباع الصراط المستقيم - اهل البيت صلوات الله عليهم والناهية عن التفرق والاختلاف بهم صلوات الله عليهم.

قوله تعالي «وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ».

قوله تعالي «قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَي صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ».

قوله تعالي «اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ.صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ».الناهية.

قوله تعالي «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ».

قوله سبحانه «وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ».

قوله تعالي «لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ».

عن ابن محبوب، عن أبي أيوب، عن بريد عن الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: الاعراف كثبان بين الجنة والنار، والرجال: الائمة صلوات الله عليهم يقفون علي الاعراف مع شيعتهم وقد سبق المؤمنون الي الجنة بلا حساب فيقول الائمة لشيعتهم من أصحاب الذنوب: انظروا الي أخوانكم في الجنة قد سبقوا اليها بلاحساب وهو قول الله تبارك و تعالي«سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ»ثم قال يقال لهم انظروا إلي أعدائكم في النار وهو قوله «وَإِذَا صُرِفَتْ

ص: 271

أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ.وَنَادَي أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ »في النار«قَالُوا مَا أَغْنَي عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ » ثم يقول لمن في النارمن أعدائهم هؤلاء شيعتي واخواني الذين كنتم أنتم تحلفون في الدنيا أن لا ينالهم الله برحمة ثم يقول الائمة لشيعتهم «ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ »ثم «نَادَي أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ».

أحمد بن محمد بن ابن محبوب عن أبي أيوب، عن بريد العجلي قال سألت الامام أبا جعفر صلوات الله عليه عن قول الله «وَعَلَي الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ »قال صلوات الله عليه أنزلت في هذه الامة و الرجال هم الأئمة من آل محمد قلت فما الاعراف قال: صراط بين الجنة والنار، فمن شفع له الأئمة منا من المؤمنين المذنبين نجا ومن لم يشفعوا له هوي.

أبي عن النضر، عن يحيي الحلبي، عن بشير الدهان قال: قال الامام أبو عبد الله صلوات الله عليه قال: رسول الله صلي الله عليه و آله: (من مات وهو لا يعرف امامه مات ميتة جاهلية) فعليكم بالطاعة قد رأيتم أصحاب علي وأنتم تأتمون بمن لا يعذر الناس بجهالة، لنا كرائم القرآن ونحن أقوام افترض الله طاعتنا ولنا الانفال و لنا صفو المال.

عن محمد بن الحسين، عن صفوان عن ابن مسكان عن أبي بصير عنالامام أبي جعفر صلوات الله عليه في قول الله عزوجل «وَعَلَي الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ »قال صلوات الله عليه الأئمة منا أهل البيت في باب من ياقوت أحمر علي سور الجنة يعرف كل أمام منا ما يليه قال صلوات الله عليه: من

ص: 272

القرن الذي هو فيه الي القرن الذي كان.

عن محمد بن الفضل عن الإمام أبي الحسن الرضا صلوات الله عليه في قوله «فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَي الظَّالِمِينَ» قال صلوات الله عليه: المؤذن أمير المؤمنين صلوات الله عليه.

عن سعد بن طريف عن الامام أبي جعفر صلوات الله عليه في هذه الآية «وَعَلَي الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ »قال صلوات الله عليه يا سعد هم آل محمد صلي الله عليه و آله لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه.

عن أحمد بن الوليد، عن أبيه وعن الصفار عن أبي عيسي عن ابن محبوب، عن أبان بن عثمان، عن اسماعيل الجعفري، قال: دخل رجل علي الامام أبي جعفر محمد بن علي صلوات الله عليه و مكه صحيفة مسائل شبه الخصومة، فقال له الامة ابو جعفر صلوات الله عليه: هذه صحيفة مخاصم علي الدين الذي يقبل الله فيه العمل، فقال رحمك الله هذا الذي أريد فقال الامام أبو جعفر صلوات الله عليه: اشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا صلي الله عليه و آله عبده ورسوله وتقر بما جاء من عند الله، والولاية لنا أهلالبيت صلوات الله عليهم والبراءة من عدونا، والتسليم لنا والتواضع والطمأنية وانتظار أمرنا فأن لنا دولة ان شاء الله جاء بها.

عن هشام بن عجلان قال قلت للإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه: أسألك عن شيء لا أسال عنه أحدا بعدك أسالك عن الايمان الذي لا يسع الناس جهله. فقال صلوات الله عليه: شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلي الله عليه

ص: 273

و آله والاقرار بما جاء من عند الله، واقام الصلاة وأيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان والولاية لنا والبراءة من عدونا و تكون مع الصديقين.

عن المفضل، عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: قال الله عز وجل افترضت علي عبادي عشرة فرائض اذا عرفوها أسكنتهم ملكوني، وأبحتهم جناني أولها معرفتي والثانية معرفة رسولي إلي خلقي والاقرار به والتصديق له . والثالثة معرفة أوليائي وانهم الحجج علي خلقي من والاهم فقد والاني ومن عاداهم فقد عاداني، وهم العلم فيما بيني وبين خلقي، ومن أنكرهم أصليته ناري، و ضاعفت عليه عذابي والرابعة معرفة الأشخاص الذين أقيموا من ضياء قدسي، هم قوام قسطي، والخامسة معرفة القوام بفضلهم والتصديق لهم، والسادسة معرفة عدومي ابليس وما كان من ذاته وأعوانه، والسابعة قبول أمري والتصديق الرسلي، والثامنة كتمان سري وسر أوليائي، والتاسعة تعظيم أهل صفوني و القبول عنهم، والرد اليهم فيما اختلفتم فيه حتي يخرج الشرح منهم، والعاشرة أن يكون هو وأخوه في الدين والدنيا شرعا سواء، فاذا كانوا كذلك أدخلتهم ملكوتي، و آمنتهم من الفرع الاكبر وكانوا عندي في عليين.

عن علي بن ابراهيم عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير عن علي بن أي حمزة عن أبي بصير قال: سمعة يسأل عن الامام أبا عبد الله صلوات الله عليه فقال له: جعلت فداك أخبرني عن الدين الذي افترض الله عز وجل علي العباد مالا يسعهم جهله، ولا يقبل منهم غيره ما هو، فقال صلوات الله عليه: أعد علي فأعاد عليه.

فقال صلوات الله عليه: شهادة أن لا اله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة وايتاء الزكاة، وحج البيت من استطاع اليه سبيلا وصوم شهر رمضان ثم

ص: 274

سكت قليلا ثم قال صلوات الله عليه: والولاية مرتين ثم قال صلوات الله عليه: هذا الذي فرض الله عز وجل علي العباد لا يسأل الرب العباد يوم القيامة فيقول ألا زدتني علي ما افترضت عليكم ولكن من زاد زاده الله، أن رسول الله سن سننا حسنة جميلة ينبغي للناس الأخذ بها.

عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان، عن جعفر الكناسي قال: قلت للإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه: ما أدني ما يكون به العبد مؤمنا. قال صلوات الله عليه: يشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله صلي الله عليه و آله ويقر بالطاعة ويعرف امام زمانه، فاذا فعل ذلك فهل مؤمن.

كتاب سليم بن قيس: قال أتي أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه رجل فقال له: يا أمير المؤمنين ما أدني ما يكون به الرجل مؤمنة،وأدني ما يكون به كافرا و أدني ما يكون به ضالا. قال صلوات الله عليه: سألت فاسمع الجواب، أدني ما يكون به مؤمنا أن يعرفه الله نفسه فيقر له بالربوبية والوحدانية، وان يعرفه نبيه فيقر له بالنبوة والبلاغة، وأن يعرفه حجته في أرضه وشاهده علي خلقه فيقر له بالطاعة، قال: يا أمير المؤمنين وان جهل جميع الاشياء غير ما وصفت قال صلوات الله عليه: نعم إذا أمر أطاع واذا نهي انتهي، وأدني ما يكون به كافرا أن يتدين بشيء فيزعم أن الله أمره به ما نهي الله عنه، لم ينصبه فيتبرأ أو يتولي، ويزعم أنه يعبد الله الذي أمره به وأدني ما يكون به ضالا. أن يعرف حجة الله في أرضه و مشاهده علي خلقه الذي أمر الله بطاعته وفرض ولايته، قال: يا أمير المؤمنين سمهم لي، قال صلوات الله عليه: الذين قرنهم الله بنفسه ونبيه، فقال:«أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ »قال: اوضحهم لي قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: الذين قال رسول الله صلي الله

ص: 275

عليه و آله في آخر خطبة خطبها ثم قبض من يومه (إني قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما، كتاب الله وأهل بيتي فان اللطيف الخبير قد عهد إلي أنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض كھاتين اصبعي فتمسكوا بهما لا تضلوا، ولا تقدموهم فتهلكوا، ولا تخلفوا عنهم فتفرقوا ولا تعلموهم فهم أعلم منكم).

باسناد التميمي عن الامام الرضا صلوات الله عليه عن أبيه الامام الكاظم , صلوات الله عليه عن أبيه الامام الصادق صلوات الله عليه عن ابيه الامام الباقر صلوات الله عليه عن أبيه الامام زين العابدين عن أبيه الامام الحسين صلوات الله عليه عن أبيه أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: من حب أن يتمسك بالعروة الوثقي فليتمسك بحب علي وأهل بيتي.

ص: 276

الفصل الثالث: محبة آل البيت صلوات الله عليهم وبغض أعدائهم لعنهم الله

ص: 277

ص: 278

عن محمد بن خالد عن عمر بن عبد العزيز عن عبدالله بن نجيع اليماني قال قلت للإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه ما معني قوله تعالي «ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ »قال صلوات الله عليه الذي أنعم الله بها عليكم من ولايتنا وحب محمد و آل محمد صلي الله عليه و آله.

محمد بن القاسم باسناده عن ابن عباس في قول الله تعالي «فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ»قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله هي قلوب شيعتنا تهوي إلي محبتنا.

عن ابي عبد عبدالله بن حبلة الكناني عن سلام بن أبي عمرة الخراساني عن أبي الجارود عن أبي عبد الله الجدلي قال قال لي أمير المؤمنين صلوات الله عليه ألا أخبرك بالحسنة التي من جاء بها أمن من فزع يوم القيامة والسيئة التي من جاء بها كب علي وجهه في نار جهنم قلت بلي يا أمير المؤمنين قال صلوات الله عليه الحسنة حبنا اهل البيت والسيئة بغضنا اهل البيت.

حدثنا خالد بن عامر بن عباس عن محمد بن سويد الأشعري قال دخلت أنا وفطر بن خليفة علي الامام جعفر بن محمد صلوات الله عليه فقرب الينا تمرا فأكلنا وجعل يناول فطرأ منه ثم قال له كيف الحديث الذي حدثتني عن أبي الطفيل - رحمه الله - في الابدال فقال فطر سمعت أبا الطفيل يقول سمعت علي أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول الابدال من أهل الشام والنجباء من أهل

ص: 279

الكوفة يجمعهم الله لشر يوم عدونا فقال الامام جعفر الصادق صلوات الله عليه رحمكم الله بنا يبدأ البلاء ثم بكم وبنا يبدأ الرخاء ثم بكم رحم الله من حببنا الي الناس ولم يكرهنا اليهم.

عن ايوب بن سليمان الفزاري عن أيوب بن علي بن الحسين بن السمط قال سمعت أبي يقول سمعت أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه يقول سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله يقول لما نزلت «قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي»قال جبرئيل عليه السلام يا محمد صلي الله عليه و آله لكل دين اضلا ودعامة وفرحا و بنيانا وان اصل الدين ودعامته قول لا اله إلا الله وإن فرعه وبنيانه محبتكم اهل البيت وموالاتكم فيما وافق الحق ودعا اليه.

حدتنا شعبة عن سعيد بن ابراهيم عن ابراهيم بن سعد بن مالك عن أبيه عن امير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله ما من اهل بيت منهم اسمه اسم نبي إلا بعث الله عز وجل اليهم ملكا يسددهم وان من الأئمة بعدي ذرية منهم اسمه من اسمي ومن هو سم موسي بن عمران عليه السلام وان الأئمة بعدي عدد نقباء بني اسرائيل اعطاهم الله علمي و فهمي فمن خالفهم خالفني ومن ردهم وأنكرهم فقد ردني وأنكرنا ومن أحبهم في الله فهو من الفائزين يوم القيامة.

عن ابان بن تغلب عن فضيل بن الزبير عن أبي الجارود عن أبي داود السبيعي عن أبي عبدالله الجدلي قال قال أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه يا أبا عبدالله هل تدري ما الحسنة التي من جاء بها «هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ »قلت لا قال صلوات

ص: 280

الله عليه الحسنة مودتنا أهل البيت والسيئة عداوتنا أهل البيت.

قال الامام الصادق صلوات الله عليه ان فلانا يواليكم إلا أنه يضعف عن البراءة من عدوكم.

قال صلوات الله عليه كذب من ادعي محبتنا ولم يتبرأ من عدونا.

عن أبو يوسف يعقوب بن يزيد، عن أبي محمد عبدالله بن محمد الغفاري عن الحسين بن يزيد عن الامام الصادق جعفر بن محمد صلوات الله عليه عن أبيه الامام محمد بن علي صلوات الله عليه عن ابيه الامام علي بن الحسين صلوات الله عليه عن أبيه الامام الحسين بن علي صلوات الله عليه عن أبيه أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله من أحبنا أهل البيت فليحمد الله علي أول النعيم قيل وما أول النعم قال صلي الله عليه و آله طيب الولادة ولا يحبنا إلا من طابت ولادته.

عن أبي زياد النهدي، عن عبيد الله بن صالح عن زيد بن علي، عن أبيه أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله يا علي من أحبني وأحبك وأحب الأئمة من ولدك فليحمد الله تعالي علي طيب مولده فانه لا يحبنا إلا من طابت ولادته ولايبغضنا إلا من خبثت ولادته.

عن أبي زياد النهدي عن عبيد الله بن صالح، عن زيد بن علي، عن أبيه الامام علي بن الحسين صلوات الله عليه عن ابيه الامام الحسين بن علي صلوات الله عليه عن أبيه أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله يا علي من أحبني واحبك وأحب الأئمة من ولدك

ص: 281

فليحمد الله تعالي علي طيب مولده فانه لا يحبنا إلا من طابت ولادته ولا يبغضنا الا من خبثت ولادته.

قال الامام الحسن العسكري صلوات الله عليه من أدمن محبتنا أهل البيت فتح الله عزوجل له من الجنة ثمانية أبواب وأباحه جميعها يدخل مما شاء منها وكل ابواب الجنان بناديه يا ولي الله ألم تدخلني الم تخصني من بينا.

عن عيسي بن أبي شيبة القاضي عن نوح بن دراج عن قدامة بن زائدة عن ابيه عن الامام علي بن الحسين صلوات الله عليه بلغني يا زائدة أنك تزور قبر أبي عبد الله صلوات الله عليه أحيانا فقلت أن ذلك لكما بلغك فقال لي فلماذا تفعل ذلك ولك مكان عند سلطانك الذي لا يحتمل أحدا علي محبتنا و تفضيلنا وذكر فضائلنا والواجب علي هذه الأمة من حقنا فقلت والله ما اريد بذلك إلا الله ورسوله.

عن محمد بن أبي عمير عن أبي زياد النهدي عن عبيد الله بن صالح عن زيد بن علي بن أبيه الامام علي بن الحسين صلوات الله عليه عن أبيه الامام الحسين بن علي صلوات الله عليه عن أبيه أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله يا علي منأحبني وأحبك وأحب الأئمة من ولدك فليحمد الله علي طيب مولده فانه لايحبنا إلا من طابت ولادته ولا يبغضنا إلا من خبثت ولادته.

عن أبي محمد عبدالله بن محمد الغفاري عن الحسين بن زيد عن الامام الصادق جعفر بن محمد صلوات الله عليه عن ابيه الامام الباقر محمد بن علي صلوات الله عليه عن أبيه الامام زين العابدين علي بن الحسين صلوات الله عليه

ص: 282

عن أبيه الامام الحسين بن علي صلوات الله عليه عن أبيه أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله من أحبنا أهل البيت فليحمد الله علي أول النعم. قيل وما أول النعم. قال صلوات الله عليه طيب الولادة ولا يحبنا إلا من طابت ولادته.

عن محمد بن الحسين بن زيد عن محمد بن سنان عن العلاء بن الفضيل عن الامام الصادق جعفر بن محمد صلوات الله عليه قال من أحب كافرا فقد أبغض الله و من أبغض كافرا فقد أحب الله ثم قال صلوات الله عليه صديق عدو الله عدو الله.

بهذا الاسناد قال كان الامام الصادق جعفر بن محمد صلوات الله عليه يقول لكل اناس دولة يرقبونها و دولتنا في آخر الدهر تظهر.

عن محمد بن سنان عن فضيل الرسان عن أبي حمزة الثمالي قال كنت عند الامام أبي جعفر محمد الباقر صلوات الله عليه ذات يوم فلما تفرق من كان عنده قام لي يا با حمزة من المحتوم الذي لا تبديل له عند الله قيام قائمنا فمن شك فيما أقول لقي الله وهو به كافر وله جاحد ثم قال صلوات الله عليه بأبي وأمي المسمي باسمي والمكني بكنيتي السابع من بعدي بأبي من يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت ظلما وجورا وقال يا حمزة من أدركه فلم يسلم له فما سلم لمحمد صلي الله عليه و آله و علي صلوات الله عليه وقد «حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ»وأوضح من هذا بحمد الله وأنور وأبين وأزهر لمن هداه الله وأحسن اليه قول الله تعالي في محكم كتابه «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ»معرفة الشهور المحرم و صفر وربيع وما بعده

ص: 283

والحرم منها وهي جمادي و ذو القعدة وذو الحجة والمحرم لا يكون دينا قيما لان اليهود والنصاري والمجوس وسائر الملل والناس جميعا من المنافقين والمخالفين يعرفون هذه الشهور ويعدونها بأسمائهم وانما هم الائمة صلوات الله عليهم القوامون بدين الله والحرم منها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه الذي اشتق الله تعالي له اسما من اسمه العلي كما اشتق لرسول الله صلي الله عليه و آله اسما من اسمه المحمود ثلاثة من ولده اسماوهم علي علي بن الحسين وعلي بن موسي وعلي بن محمد فصار لهذا الاسم المشتق من اسم الله تعالي حرمة.

حدثنا الحسين بن محمد بن عامر عن عمه عبد الله بن عامر قال حدثني أبو أحمد محمد بن زياد الازدي عن المفضل بن عمر قال قال الامام الصادق جعفر بن محمد صلوات الله عليه بلية الناس (علينا) عظيمة إن دعوناهم لم يجيبونا وإن تركناهم لم يهتدوا بغيرنا.

وروي القناد عن أبي مريم الأنصاري عن أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه لا يحبني كافر ولا ولد زنا.

حدثنا أبي عن أحمد بن أبي عبدالله عن محمد بن عيسي عن أبي محمد الأنصاري عن غير واحد عن الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه قال: من أصبح يجد برد حبنا علي قلبه فليحمد الله علي باديء النعيم قيل: وما باديء النعم قال صلوات الله عليه طيب المولد.

عن حماد بن عيسي عن ربعي بن عبدالله الجارود من ذكره، عن الامام علي بن الحسين صلوات الله عليه ان الله عز وجل خلق النبيين من طينة عليين

ص: 284

وأبدانهم وخلق قلوب المؤمنين من تلك الطينة وخلق أبدانهم من دون ذلك وخلق الكافرين من طينة سجين وقلوبهم وأبدانهم فخلط بين الطينتين فمن هذا الذي يلد المؤمن الكافر ويلد الكافر المؤمن ومن ههنا يصيب المؤمن السيئة ويصيب الكافر الحسنة فقلوب المؤمنين تحن إلي ما خلقوا منه و قلوب الكافرين تحن إلي ما خلقوا منه.

عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسن بن علي بن فضال عن بعض أصحابنا عن الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه إن الله عزوجل خلق ماء عذبا فخلق منه أهل طاعته وجعل ماء مرا فخلق منه أهل معصيته ثم أمرها فاختلطا فلولا ذلك ما ولك المؤمن مؤمنا ولا الكافر كافرا.

حدثني أحمد بن الحسين بن سعيد عن علي بن الحكم عن المفضل بن صالح عن جابر الجعفي عن إبراهيم القرشي قال كنا عند أم سلمة رضي الله عنها فقالت سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله يقول لعلي صلوات الله عليه لا يبغضكم إلا ثلاثة ولد زنا و منافق ومن حملت به أمه وهي حائض.

عن عبدالله بن ميمون الفلاح عن جعفر عن أبيه قال جاء رجل إلي أمير المؤمنين الامام علي صلوات الله عليه فقال جعلني الله فداك إني لاحبكم أهلال بيت قال وكان فيه لين قال فأثني عليه عدة فقال له كذبت ما يحبنا مخنث ولا ديوث ولا ولد زنا ولا من حملت به أمه في حيضها قال فذهب الرجل فلما كان يوم صفين قتل مع معاوية.

في نسب أبي بكر بن أبي قحافة أجمع أهل السير والنسابون أن أبا قحافة كان أجيراً لليهود يعلم أولادهم. وقد تعجب أبوه - أبوقحافة - يوم بويع ابنه

ص: 285

أبوبكر للخلافة فقال كيف ارتضي الناس بإبني مع حضور بني هاشم.

قالوا: لانه أكبر سنا. فقال والله أنا اكبر منه.

فهذا يدل علي بطلانه و انحطاطه عن مرتبة الخلافة.

في نسب عمر بن الخطاب: روي هاشم بن محمد بن السائب الكلبي قال كانت صهاك أمة حبشية لهاشم بن عبد المناف، فواقع عليها نفيل بن هاشم ثم واقع عليها عبد العزيز بن رباح فجاءت بنفيل جد عمر بن الخطاب.

في نسب عثمان بن عفان روي هشام بن محمد بن السائب الكلبي قال: وممن كان يلعب به ويفتحل به عفان أبو عثمان وقال وان يضرب بالدف.

وروي الحافظ أبو سعد اسماعيل بن علي السمان الحنفي - من السنة - ذكر في كتاب مثالب بني أمية والشيخ أبو الفتوح محمد بن جعفر الهمداني من السنة في كتاب بهجة المستفيد أن مسافر بن أبي عمر (و) بن أمية بن عبد الشمس كان ذا مال وسخاء فعشق هندا و جامعها سفاحا فاشتهر ذلك في قريش وحملت فلما ظهر السفاح هرب مسافر خوفا من أبيها عتبة ثم أتي الحيرة وكان فيها سلطان العرب عمرو بن هند و طلب أبوها عتبة أبا سفيان ووعد بمال جزيل وزوجه هندا فوضعت بعد ثلاثة أشهر معاوية ثم ورد أبو سفيان علي عمرو ابن هند أمير العرب فسأله عن حال هند فقال أني تزوجتها فمرض مسافرومات.

فلينظر العاقل إلي معاوية وإلي شهادة علماء السنة عليه أنه لخمس نفر كل يدعي أنه ابنه وأنه ولد علي فراش أبي سفيان الثلاثة أشهر وأن أمه هند الامه الزانية و جدتها حمامة كانتا من العواهر الناصبات الرايات علامة للعهر لتعرف بذلك ليقصدها الزناة.

ص: 286

في نسب يزيد بن معاوية قد رووا أن أمه ميسون بنت بجدل الكلبية أمكنت عبد أبيها من نفسها فحملت بيزيد لعنة الله عليه والي هذا المعني أشار النسابة البكري - من السنة -.

فإن يكن الزمان أتي علينا*** بقتل الترك والموت والوحيي

فقد قتل الدعي وعبد كلب*** بارض الطف أولاد النبي

أراد ب-: الدعي: عبيدالله بن زياد فان أباه زياد بن سمية كانت امه سميه مشهورة بالزنا وولد علي فراش أبي عبيد عبد بني علاج من ثقيف، فادعني معاوية أن أبا سفيان زني بام زياد فأولدها زيادا وأنه أخوه فصار اسمه الدعي.

فكانت عائشه تسميه الدعي زياد بن أبيه وابن أمة لانه ليس له أب معروف.

(تلك العصبة اجتمعت إلا علي أمر واحد بغض وعداء أهل البيت وما كان تجمعهم إلا علي هذا الأمر وارضاء لآلهتهم).

ص: 287

ص: 288

الفصل الرابع: التوسل والاستشفاع

ص: 289

ص: 290

الدقاق عن العلوي عن جعفر بن محمد بن مالك عن محمد بن الحسين بن زيد عن محمد بن زياد عن المفضل عن الامام الصادق جعفر بن محمد صلوات الله عليه قال: سألته عن قول الله عز وجل: «و وَإِذِ ابْتَلَيٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ »ما هذه الكلمات قال صلوات الله عليه: هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه وهو أنه قال: يا رب أسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلآّ تبت عليّ فتاب الله عليه انه هو التواب الرحيم. فقلت له: يا بن رسول الله فما يعني عزوجل بقوله «أَتَمَّهُنَّ» قال صلوات الله عليه: يعني أتمهن الي القائم صلوات الله عليه اثني عشر اماماً تسعة من ولد الحسين صلوات الله عليه قال المفضل: فقلت له: يا ابن رسول الله صلي الله عليه و آله فأخبرني عن قول الله عزوجل :«وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ » قال صلوات الله عليه: يعني بذلك الامامة جعلها الله في عقب الحسين صلوات الله عليه الي يوم القيامة.

قال: فقلت له: يا بن رسول الله فكيف صارت الامامة في ولد الحسين دون ولد الحسن وهما جميعاً ولدا رسول الله صلي الله عليه و آله وسبطاه وسيدا شباب أهل الجنة.

فقال صلوات الله عليه: أن موسي وهارون كانا نبيين مرسلين أخوين فجعل الله النبوة في صلب هارون من دون صلب موسي. ولم يكن لأحد أن يقول: لم فعل الله ذلك فان الامامة خلافة الله عزوجل ليس لأحد أن يقول: لم جعلها الله

ص: 291

في صلب الحسين دون صلب الحسن لأن الله هو الحكيم في أفعاله لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.

الصدوق عن النقاس عن ابن عقدة عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه عن الامام الرضا صلوات الله عليه قال: لما أشرف نوح عليه السلام علي الغرق دعا الله بحقنا فدفع الله عنه الغرق ولما رمي ابراهيم في النار دعا الله بحقنا فجعل و الله النار عليه برداً وسلاماً.

و إن موسي عليه السلام لما ضرب طريقاً في البحر دعا الله بحقنا فجعله يبساً وان عيسي عليه السلام لما أراد اليهود قتله دعا الله بحقنا فنجي من القتل فرفعه اليه.

قال مولانا الامام الحسين بن علي صلوات الله عليه: إن الله تعالي لما خلق آدم و سواه وعلمه أسماء كل شيء وعرضهم علي الملائكة جعل محمداً وعلي فاطمة والحسن والحسين أشباحاً خمسة في ظهر آدم وكانت أنوارهم تضيء في الأفاق من السماوات والحجب والجنان والكرسي والعرش فأمر الله الملائكة بالسجدة – بالسجود - لادم تعظيماً له أنه قد فضّله بأن جعله وعاء لتلك الاشباح التي قد عم أنوارها الافاق. فسجدوا إلّا ابليس أبي أن يتواضع لجلال عظمة الله وأن يتواضع لانوارنا أهل البيت وقد تواضعت لها الملائكة كلها فاستكبرت وكان بابائه ذلك وتكبره من الكافرين.

بالاسناد يرفعه الي ابن مسعود قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: لما خلق آدم سأل ربه أن يريه ذريته من الانبياء والاوصياء المقربين الي الله عز وجل، فأنزل الله عليه صحيفه فقرأها كما علمه الله تعالي الي أن انتهي الي

ص: 292

محمد النبي العربي افضل الصلاة والسلام فوجد عند اسمه اسم علي بن أبي طالب صلوات الله عليه فقال آدم عليه السلام: هذا نبي بعد محمد صلي الله عليه و آله.

فهتف به هاتف يسمع صوته ولا يري شخصه يقول: هذا وارث علمه وزوج ابنته ووصيه و أبو ذريته صلوات الله عليهم فلما وقع آدم في الخطيئة جعل يتوسل إلي الله تعالي بهم فتاب الله عليه.

ص: 293

ص: 294

الفصل الخامس: ثواب موالاتهم وحبهم ونصرتهم صلوات الله عليهم

ص: 295

ص: 296

أبي عن عبدالله بن القاسم والحضرمي عن مدرك بن عبد الرحمن عن الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: لكل شيء أساس وأساس الاسلام حبنا أهل البيت.

علي بن الحكم أو غيره عن حفص الدهان قال: قال لي الإمام أبو عبدالله صلوات الله عليه ان فوق كل عبادة عبادة وحبنا أهل البيت أفضل عبادة.

ابن محبوب عن زيد الشحام قال: قال لي الإمام أبو عبد الله صلوات الله عليه يا زيد حبنا ايمان وبغضنا كفر.

عن محمد بن عمران عن سعد بن عمر وعن ابن أبي ليلي عن الحكم بن عبد الرحمن بن أبي ليلي عن الحكم بن أبي ليلي قال: قال رسول الله صلي الله عليه آله لا يؤمن عبد حتي أكون أحب إليه من نفسه ويكون عترتي أحب اليه من عترته ويكون أهلي أحب إليه من أهله و تكون ذاتي أحب اليه من ذاته.

عن ابراهيم بن محمد النوفلي، عن أبيه وكان خادماً للإمام أبي الحسن الرضا صلوات الله عليه أنه قال: حدثني العبد الصالح الامام الكاظم موسي بن جعفر صلوات الله عليه عن أبيه الامام جعفر بن محمد صلوات الله عليه عن أبيه الامام محمد بن علي صلوات الله عليه عن ابيه الامام علي بن الحسين صلوات الله عليه عن ابيه الامام الحسين بن علي صلوات الله عليه عن أبيه أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال حدثني أخي وحبيبي رسول الله

ص: 297

صلي الله عليه و آله قال: من سره أن يلقي الله عزوجل وهو مقبل عليه غير معرض عنه فليتو الك يا علي، ومن سره أن يلقي الله عزوجل وهو راض عنه فليتوال ابنك الحسن صلوات الله عليه، ومن حب أن يلقي الله ولا خوف عليه فليتوال ابنك الحسين صلوات الله عليه، ومن أحب أن يلقي الله عز وجل وقد محا الله ذنوبه عنه فليوال علي بن الحسين صلوات الله عليه فانه ممن قال الله عزوجل :« سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ»

و من أحب أن يلقي الله عزوجل وهو قرير العين فليتوال محمد بن علي الباقر، ومن أحب أن يلقي الله طاهراً مطهراً فليتوال موسي بن جعفر بن محمد الصادق صلوات الله عليه ومن أحب أن يلقي الله عزوجل وهو ضاحك فليتوال علي بن موسي الرضا صلوات الله عليه ومن أحب أن يلقي الله عزوجل وقد رفعت درجاته وبدلت سيئاته حسنات فليتوال محمد بن علي الجواد صلوات الله عليه . من أحب أن يلقي الله عزوجل ويحاسبه يسيراً ويدخله جنات عدن عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين فليتوال علي بن محمد الهادي صلوات الله عليه، ومن أحب أن يلقي الله عزوجل وهو من الفائزين فليتوال الحسن بن علي العسكري صلوات الله عليه، ومن أحب أن يلقي الله عزوجل وقد كمل ايمانه وحسن اسلامه فيتوال الحجة بن الحسن المنتظر صلوات الله عليه هؤلاء أئمة الهدي و أعلام التقي ومن أحبهم وتوالاهم كنت ضامناً له علي الله عز وجل الجنة.

عن عبدالله بن نمير عن الحارث بن حصيرة عن زيد بن وهب عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: ولايتي وولاية أهل بيتي أمان من النار

العطار عن أبيه عن جعفر بن محمد بن الفزاري عن عباد بن يعقوب عن

ص: 298

منصور بن أبي نويرة عن أبي بكر بن عياش عن أبي قدامة الفداني قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله مَن منَّ الله عليه بمعرفة أهل بيتي وولايتهم فقد جمع الله له الخير كله.

بهذا الاسناد قال: قال النبي صلي الله عليه و آله وأخذ بيد علي صلوات الله عليه من زعم أنه يحبني ولا يحب هذا فقد كذب.

بهذا الاسناد قال: قال النبي صلي الله عليه و آله: أول ما يسئل عنه العبد حبنا أهل البيت.

الفحام عن المنصوري عن عم أبيه عيسي بن أحمد عن الإمام أبي الحسن الثالث صلوات الله عليه عن آبائه صلوات الله عليهم عن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال: قال النبي صلي الله عليه و آله أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه واحبوني لحب الله عزوجل وأحبوا أهل بيتي لحبي.

ابن سعد عن الأزدي قال: قال الامام أبو عبد الله صلوات الله عليه: من أحبنا نفعه الله بذلك ولو كان أسيراً في يد الديلم ومن أحبنا لغير الله فإن الله يفعل به ما يشاء ان حبنا أهل البيت ليحط الذنوب عن العباد كما تحط الريح الشديدة الورق عن الشجر.

عن الحسن بن اسماعيل عن سعيد بن الحكم عن أبيه عن الأوزاعي عن يحيي بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله من رزقه الله حب الائمة من أهل بيتي فقد أصاب خير الدنيا والآخرة فلا يشكن أحد أنه في الجنة فان في حب أهل بيتي عشرين خصلة عشر منها في الدنيا وعشر في الآخرة: أما في الدنيا فالزهد والحرص علي العمل

ص: 299

والورع في الدين والرغبة في العبادة والتوبة قبل الموت والنشاط في قيام الليل واليأس مما في أيدي الناس والحفظ لأمر الله ونهيه عز وجل والتاسعة بغض الدنيا والعاشرة السخاء. وأما في الآخرة فلاينشر له ديوان ولا ينصب له ميزان ويعطي كتابه بيمينه ويكتب له براءة من النار ويبيض وجهه ويكسي من حلل الجنة ويشفع في مائه من أهل بيته وينظر الله عزوجل اليه بالرحمة ويتوج من تيجان الجنة والعاشرة يدخل الجنة بغير حساب فطوبي لمحبي أهل بيتي.

عن محمد بن حمدان عن الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال ان كنتم تريدون أن تكونوا معنا يوم القيامة لا يلعن بعضكم بعضاً فاتقوا الله وأطيعوا فإن الله يقول:«يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ».

ص: 300

الفصل السادس التسليم لولاة الأمر صلوات الله عليهم

ص: 301

ص: 302

(نهج البلاغة) ومن خطبة لمولانا امير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه في فضل أهل البيت صلوات الله عليهم والارشاد:

وناظر قلب اللبيب به يُبصر أمده ويعرف غوره ونجده داع دعا وراع رعي فاستجيبوا للداعي واتبعوا الراعي قد خاضوا بحار الفتن وأخذوا بالبدع دون السنن وأرز المؤمنون ونطق الضالون المكذبون نحن الشعار والاصحاب والخزنة والابواب لاتؤتي إلاّ من أبوابها فمن أتاها من غير أبوابها سمي سارقا.

منها: فيهم كرائم القرآن وهم كنوز الرحمن ان نطقوا صدقوا وإن صمتوا لم يسبقوا فليصدق رائد أهله ليحضره عقله وليكن من ابناء الآخرة فانه منها قدم واليها ينقلب فالناظر بالقلب العامل بالبصر يكون مبتدأ عمله أن يعلم أعمله عليه أم له فان كان له مضي فيه وان كان عليه وقف عنه فان العامل بغير علم كالسائر علي غير طريق فلا يزيده بعده عن الطريق إلّا بعداً من حاجته والعامل بالعلم كالسائر علي الطريق الواضح فلينظر ناظر أسائر هو أم راجع واعلم أن لكل ظاهر باطنا علي مثاله فما طاب ظاهره طاب باطنه وما خبث ظاهره خبث باطنة وقد قال الرسول الصادق صلي الله عليه و آله (ان الله يحب العبد ويبغض عمله ويحب العمل ويبغض بدنه) واعلم أن لكل عمل نباتاً وكل نبات لاغني به عن الماء والمياه مختلفة فما طاب سقيه طاب غرسه وحلت ثمرته وما خبث سقيه خبث غرسه وأمرَّت ثمرته.

ص: 303

عن الحسين بن علوان عن عمرو بن خالد عن سعد بن طريف عن الاصبغ بن نباتة قال قال أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله يقول أنا سيد ولد آدم وأنت يا علي والائمة من بعدك سادة أمتي من أحبنا فقد أحب الله ومن أبغضنا فقد أبغض الله ومن والانا فقد و الي الله ومن عادانا فقد عادي الله ومن أطاعنا فقد أطاع الله ومن عصانا فقد عص الله.

محمد بن أحمد، عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي، عن عباد بن يعقوب الأسدي عن محمد بن ابراهيم، عن فرات بن أحمد قال: قال أمير المؤمنين الامام علي صلوات الله عليه إن حديثا تشمئز منه القلوب فمن عرف فزيد وهم ومن أنكر فذروهم.

عن ثعلبة عن زرارة وحمران قالا: كان يجالسنا رجل من أصحابنا فلم يكن يسمع بحديث إلاّ قال: سلموا حتي لقب فكان كلما جاء قالوا قد جاء سلم فدخل عمران وزرارة علي الامام أبي جعفر صلوات الله عليه فقال إن رجلاً من أصحابنا إذا سمع شيئاً من احاديثكم قال سلموا حتي لقب وكان إذا جاء قالوا جاء سلم فقال الامام أبو جعفر صلوات الله عليه قد أفلح المسلمون ان المسلمين هم النجباء.

ابن عيسي، عن محمد بن سنان عن أبي الجارود، عن الامام أبي جعفر صلوات الله عليه قال سمعته يقول إن حديث آل محمد صعب مستصعب ثقيل أجرد ذكوان لايحتمله إلاّ ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للايمان او مدينة حصينة فاذا قام قائمنا نطق وصدقه القرآن.

ص: 304

عبدالله بن محمد عن محمد بن الحسين عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن أبي عمرو بن شمر عن جابر، عن الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه قال: أن حديثنا صعب مستصعب أجرد ذكوان، وعر شريف كريم فاذا سمعتهم منه شيئاً ولانت له قلوبكم فاحتملوه وأحمدوا الله عليه وان لم تحتملوه ولم تطبقوه فردوه الي الامام العالم من آل محمد صلوات الله عليه فانما الشقي الهالك الذي يقول: والله ما كان هذا، ثم قال صلوات الله عليه : يا جابر ان الانكار هو الكفر بالله العظيم.

محمد بن الحسين، عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير قال قال الامام أبو جعفر صلوات الله عليه إن أمرنا صعب مستصعب علي الكافر لايقر بأمرنا إلآّ نبي مرسل أو ملك مقرب أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للايمان .

محمد بن الحسين عن محمد بن أسلم عن ابن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سيلم بن قيس قال قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه إن أمرنا أهل البيت صعب مستصعب لا يعرفه ولا يقربه إلآ ملك مقرب أو نبي مرسل أو مؤمن نجيب امتحن الله قلبه للايمان.

أحمد بن محمد، عن جعفر بن محمد الكوفي، عن الحسن بن حماد الطائي، عن سعد، عن الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه قال: حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله إلاّ ملك مقرب أو نبي مرسل أو مؤمن ممتحن أو مدينة حصينة فاذا وقع أمرنا وجاء مهدينا صلوات الله عليه كان الرجل من شيعتنا أجري من ليث وأمضي من سنان يطأُ عدوّنا برجليه ويضربه بكفيه وذلك عند نزول رحمة الله وفرجه علي العباد

عن أحمد بن محمد بن يحيي العطار، عن سعد بن عبد الله، عن موسي بن

ص: 305

جعفر بن وهب البغدادي قال سمعت الامام أبا محمد الحسن بن علي صلوات الله عليه يقول كأني بكم وقد اختلفتم بعدي في الخلف مني اما آن المقر بالائمة صلوات الله عليهم بعد رسول الله صلي الله عليه و آله المنكر لولدي كمن أقر بجميع أنبياء الله ورسله ثم أنكر نبوة محمد رسول الله صلي الله عليه و آله و المنكر الرسول الله كمن أنكر جميع الأنبياء لان طاعة آخرنا كطاعة أولنا والمنكر لآخرنا كالمنكر لاولنا أما أن لولدي غيبة يرتاب فيها الناس إلّا من عصمه الله.

أخبرنا المنذر بن محمد قال حدثنا جعفر بن سليمان عن عبدالله بن الفضل عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال قال أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه في بعض خطبه أيها الناس اسمعوا قولي واعقلوه عني فان الفراق قريب أنا امام البرية ووصي خير الخليقة وزوج سيدة نساء هذه الأمة صلوات الله عليها وأبو العترة الطاهرة والائمة الهادية صلوات الله عليهم أنا أخو رسول الله صلي الله عليه و آله ووصيه ووليه و وزيره وصاحبه وصفيه وحبيبه وخليله أنا أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وسيد الوصيين حربي حرب الله وسلمي سلم الله وطاعتي طاعة الله وولايتي ولاية الله وشيعتي أولياء الله وأنصاري أنصار الله والذي خلقني ولم ألا شيئاً لقد علم المستحفظون من أصحاب محمد صلي الله عليه و آله أن الناكثين والقاسطين والمارقين ملعونون علي لسان النبي الأمي وقد خاب من افتري.

محمد بن عيسي عن أبي أحمد وجمال، عن سعيد بن غزوان قال سمعت الامام أبا عبد الله صلوات الله عليه يقول والله لو آمنوا بالله وحده وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة ثم لم يسلموا لكانوا بذلك مشركين. ثم تلا هذه الآية: «فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّيٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّاَ

ص: 306

قضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا»

(نهج البلاغة) ومن خطبة لمولانا أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه في صفة النبي صلي الله عليه و آله وأهل بيته صلوات الله عليهم ولزوم اتباعهم.

بعثه بالنور المضيء والبرهان الجلي والمنهاج البادي والكتاب الهادي أسرته خير أسرة وشجرته خير شجرة وأغصانها معتدلة و ثمارها متهدلة مولده بمكةوهجرته بطيبة علا بها ذكره وامتد بها صوته ارسله بحجة كافية وموعظة شافية ودعوة متلافية أظهر به الشرائع المجهولة وقمع به البدع المدخولة وبين به الأحكام المفصولة يبتغ غير الاسلام ديناً تحقق شقوتة و تنفصم عروته وتعظم كبوته و يكن مايُهُ الي الحزن الطويل والعذاب الوبيل وأتوكل علي الله توكل الإنابة اليه واسترشده السبيل المؤدي الي جنته القاصدة الي محل راغبته أوصيكم عباد الله بتقوي الله وطاعته فانها النجاة عذا والمناجاة أبدا ر هَّب فابلغ ورغب فاسبع ووصف لكم الدنيا وانقطاعها وزوالها وانتقالها فأعرضوا عما يعجبكم فيها لقلة ما يصحبكم منها أقرب دار من سخط الله وأبعدها من رضوان الله فغضوا عنكم عباد الله غمومها وأشغالها لما قد أيقنتم به من فراقها وتصرّف حالاتها فاحذروها حذر الشفيق الناصح والمجد الكادح واعتبروا بما قد رأيتم من مصارع القرون قبلكم قد تزايلت أوصالهم وزالت أبصارهم وأسماعهم وذهب شرفهم وعزهم وانقطع سرورهم ونعيمهم فبدلوا بقرب الأولاد فقدها و بصحبة الأزواج مفارقتها. لا يتفاخرون ولا يتناسلون ولا يتزاورون ولا يتحاورون فاحذروا عباد الله حذر الغالب لنفسه المانع لشهوته الناظر بعقله فان الامر واضح و العلم قائم والطريق جدد والسبيل قصد.

ص: 307

في خبر الشيخ الشامي أنه سأل يزيد بن صوحان امير المؤمنين صلوات الله عليه أي الأعمال أعظم عند الله عز وجل قال صلوات الله عليه التسليم و الورع.

عن جعفر بن أحمد بن يوسف الأزدي عن علي بن برزج الحناط عن عمرو بن اليسع عن شعيب الحداد قال سمعت الامام الصادق جعفر بن محمد و صلوات الله عليه يقول: إن حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله إلاّ ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان أو مدينة حصينة. قال عمرو فقلت الشعيب: يا أبا الحسن صلوات الله عليه وأي شيء المدينة الحصينة قال: فقال: سألت الامام الصادق صلوات الله عليه عنها فقال لي صلوات الله عليه: القلب المجتمع.

أبي، عن الباقر، عن أبيه عن هارون بن الجهم، عن حفص بن عمرو عن الامام ابي عبد الله صلوات الله عليه قال سئل رسول الله صلي الله عليه و آله عن جماعة امته فقال صلي الله عليه و آله: جماعة أمتي أهل الحق وإن قلوا.

عن سعد، عن ابن يزيد، عن ابن أبي عمير عن هشام، عن الامام الصادق صلوات الله عليه قال: أمر ابليس بالسجود لآدم فقال: يا رب و عزتك ان أعفيتني من السجود لآدم لاعبدنك عبادة ما عبدك أحد قط مثلها. قال الله جل جلاله: «إِنّي أُحِبُّ أَنْ أُطاعَ مِنْ حَيثُ اُريد؛»

علي بن ابراهيم قال في رواية أبي الجارود عن الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه في قوله«أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَي الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَيٰ ۖ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ».فأما «مَنْ يَهْدِي إِلَي الْحَقِّ »فهو محمد صلي

ص: 308

الله عليه و آله و آل محمد صلوات الله عليهم من بعده، و اما«أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَيٰ» فهو من خالف من قريشا وغيرهم أهل بيته صلوات الله عليهم من بعده.

محمد بن العباس قال حدثنا محمد بن همام عن محمد بن اسماعيل العلوي عن عيسي بن داود النجار عن الامام أبي الحسن موسي بن جعفر صلوات الله عليه عن أبيه الامام أبي محمد جعفر بن محمد صلوات الله عليه في قول الله عز وجل «قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ۖ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ» قال صلوات الله عليه: من السمع والطاعة والأمانة والصبر«وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ»من العهود التي أخذها الله عليكم في علي صلوات الله عليه وما بين لكم في القرآن من فرض طاعته وقوله تعالي«وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ۚ»أي وان تطيعوا علي صلوات الله عليه تهتدوا«وَمَا عَلَي الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ»هكذا نزلت.

عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن صفوان بن يحيي عن مندل عن بكار بن أبي بكر عن عبدالله بن عجلان قال: ذكرنا خروج القائم صلوات الله عليه عند الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه فقلت له كيف لنا أن نعلم ذلك. فقال صلوات الله عليه يصبح أحدكم وتحت رأسه صحيفة عليها مكتوب: طاعة معروفة.

حدثنا أبو عبد الله ابراهيم بن محمد الازدي قال حدثنا شعيب بن أيوب قال حدثنا معاوية بن هشام عن سفيان عن هشام بن حسان قال سمعت الامام أبا محمد الحسن بن علي صلوات الله عليه يخطب الناس بعد البيعة له بالامر فقال (نحن حزب الله الغالبون، وعترة رسوله الأقربون، وأهل بيته الطيبون الطاهرون وأوحد الثقلين اللذين خلفهما رسول الله صلي الله عليه و آله في امته، والثاني كتاب الله، فيه تفصيل كل شيء لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا خلفه والمعول

ص: 309

علينا في تفسيره ولا نتظنن تأويله بل نتيقن حقائقه فاطيعونا فان طاعتنا مفروضة اذ كانت بطاعة الله عز وجل ورسوله مقرونة. قال الله عزوجل «يا ايها الذين امنوا اطيعوا الرسول و اولي الامر منكم فان تنازعتم في شيءٍ فردوده الي الله و الرسول»(1)،«وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَي الرَّسُولِ وَإِلَيٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ» وأحذركم الاصغاء لهتاف الشيطان فانه لكم عدو مبين فتكونون كأوليائه الذين قال لهم «لا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ ۖ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَيٰ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَيٰ مَا لَا تَرَوْنَ» فتلفون الي الرماح وزراً والي السيوف جزراً وللعمد حطماً والي الشهام غرضأً ثم «لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا».

ابن مسرور، عن ابن عامر، عن عمه، عن ابن أبي عمير، عن ابراهيم الكرخي عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال حديث تدريه خير من ألف ترويه ولا يكون الرجل منكم فقيهاً حتي يعرف معاريض كلامنا وان الكلمة من كلامنا لتصرف علي سبعين وجهاً لنا من جميعها المخرج.

ابي، عن سعد عن البرقي، عن أبيه عن ابن سنان عن ابراهيم أبي البلاد، عن سدير، قال سألت الامام أبا عبد الله صلوات الله عليه عن قول أمير المؤمنين صلوات الله عليه: إنأمرنا صعب مستصعب لا يقرّ به الا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للايمان. فقال صلوات الله عليه: أن من الملائكة مقربين ومن الأنبياء مرسلين و غير مرسلين ومن المؤمنين ممتحنين وغير ممتحنين فعرض أمركم هذا علي الملائكة فلم يقرّبه إلاّ المقربون وعرض علي الانبياء فلم يقر به إلآ المرسلون وعرض علي المؤمنين فلم يقرّ به إلاّ الممتحنون قال: ثم قال

ص: 310


1- « أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَي اللّهِ وَالرَّسُولِ»نساء/59

لي صلوات الله عليه مرّ في حديثك.

أبي، عن علي عن أبيه عن حيون مولي الرضا صلوات الله عليه عن الامام الرضا صلوات الله عليه قال من رد متشابه القرآن الي محكمه هدي الي صراط مستقيم ثم قال صلوات الله عليه: ان في أخبارنا متشابهاً كمتشابه القرآن ومحكماً كمحكم القرآن فردوا متشابهها الي محكمها ولا تتبعوا متشابهها دون محكمها فتضلوا

أحمد بن محمد، عن الحسين بن علي، عن أبي اسحاق ثعلبة، عن أبي مريم قال قال الامام أبو جعفر صلوات الله عليه: لسلمة بن كهيل والحكم بن عتيبة شرقا وغربا لن تجدا علماً صحيحاً إلاّ شيئاً يخرج من عندنا أهل البيت.

السندي بن محمد عن أبان بن عثمان عن عبد الله بن سليمان قال سمعت الامام أبا جعفر صلوات الله عليه وعنده رجل من أهل البصرة يقال له: عثمان الاعمي وهو يقول أن الحسن البصري يزعم أن الذين يكتمون العلم يؤذي ربح بطونهم أهل النار.

فقال الامام أبو جعفر صلوات الله عليه : فهلك اذا مؤمن آل فرعون وما زال العلم مكتوماً منذ بعث الله نوحاً عليه السلام فليذهب الحسن يميناً وشمالاً فوالله ما يوجد العلم إلاّ ههنا.

القاشاني عن اليقطيني يرفعه قال قال الامام أبو عبد الله صلوات الله عليه أبي الله أن يجري الاشياء إلا بالاسباب فجعل لكل شيء سبباً وجعل لكل سبب شرعاً وجعل لكل شرح مفتاحاً وجعل لكل مفتاح علماً وجعل لكل علم بابا ناطقاً من عرفه عرف الله ومن أنكره أنكره الله ذلك رسول الله ونحن

ص: 311

عن اسحاق بن يعقوب قال سألت محمد بن عثمان العمري رحمه الله أن يوصل لي كتاباً سألت فيه عن مسائل أشكلت عليّ فورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان عجل الله تعالي فرجه: وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلي رواة حديثنا فانهم حجتي عليكم وأنا حجة الله.

عن حماد بن عيسي عن الحسين بن المختار عن بعض أصحابنا عن الامام - جعفر صلوات الله عليه في قول الله عزوجل «وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا »قال صلوات الله عليه: الطاعة المفروضة.

عن أحمد بن محمد عن محمد بن أبي عمير عن سيف بن عميرة عن أبي الصباح قال قال الامام أبو عبد الله صلواة الله عليه: نحن قوم فرض الله عز وجل طاعتنا لنا الانفال ولنا صفو المال ونحن الراسخون في العلم ونحن المحسودون الذين قال الله« أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَيٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ».

ص: 312

الفصل السابع:التمسك بالدين - الولاية يدفع كل باطل.

ص: 313

ص: 314

محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نجران، عن محمد بن المساور، عن المفضل بن عمر قال سمعت الامام أبا عبد الله صلوات الله عليه و آله يقول إياكم والتنوية أما والله ليغيبن امامكم سنيناً من دھركم ولتمحصن حتي يقال مات، قتل، هلك، بأي واد سلك ولتدمعن عليه عيون المؤمنين ولتكفان كما تكفا السفن في أمواج البحر فلاينجو إلاّ من أخذ الله ميثاقه وكتب في قلبه الايمان وأيده بروح منه و لترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لايدري أي من أي، قال صلوات الله عليه و آله: فبكيت ثم قلت فكيف نصنع، قال صلوات الله عليه فنظر الي شمس داخلة في الصفة فقال صلوات الله عليه و آله يا أبا عبد الله صلوات الله عليه و آله تري هذه الشمس قلت نعم فقال صلوات الله عليه اله والله لامرنا أبين من هذه الشمس.

عن الحسن بن محمد الصيرفي، عن صالح بن خالد، عن يمان التمار قال كنا عند الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه و آله جلوساً فقال صلوات الله عليه وآله أن لصاحب هذا الأمر غيبة المتمسك فيها بدينه كالخارط للقتاد - ثم قال صلوات الله عليه و آله هكذا - پيده - فايكم يمسك شوك القتاد بيده ثم أطرق ملياً قال صلوات الله عليه و آله أن لصاحب هذا الأمر غيبة فليتق الله عبد وليتمسك بدينه.

حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري قال حدثنا الصغر بن أبي دلف

ص: 315

قال سمعت الامام أبا جعفر محمد بن علي الرضا صلوات الله عليه يقول ان الامام بعدي ابني علي أمره أمري وقوله قولي وطاعته طاعتي والامام بعده ابنه الحسن أمره أمر أبيه وقوله قول أبيه وطاعته طاعة أبيه ثم سكت فقلت له يا بن رسول الله فمن الأمام بعد الحسن فبكي صلوات الله عليه بكاء شديداً ثم قال صلوات الله عليه ان من بعد الحسن ابنه القائم صلوات الله عليهما بالحق المنتظر صلوات الله عليه فقلت له يا بن رسول الله لم سمي القائم. قال صلوات الله عليه لانه يقوم بعد موت ذكره و ارتداد أكثر القائلين بأمامته. فقلت له: ولم سمي المنتظر صلوات الله عليه قال صلوات الله عليه: لان له غيبة يكثر أيامها و يطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزء بذكره الجاحدون ويكذب فيه الوقاتون ويهلك فيه المستعجلون وينجو فيه المسلمون.

حدثنا أحمد بن عبدالله بن جعفر الهمداني، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال سمعت الامام الصادق جعفر ابن محمد صلوات الله عليه يقول إن لصاحب هذا الأمر غيبة لابد منها يرتاب فيها كل مبطل فقلت له ولم جعلت فداك قال صلوات الله عليه لامر لم يؤذن لنا في كشفه لكم. قلت فما وجه الحكمة في غيبته قال صلوات الله عليه وجه الحكمة في غيبته وجه الحكمة في غيبات من تقدمه من حجج الله تعالي ذكره ان وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف الاّ بعد ظهوره كما لا نكشف وجه الحكمة لما أتاه الخضر عليه السلام من خرق السفينة وقتل الغلام وأقامه الجدار لموسي عليه السلام إلاّ وقت افتراقهما يابن الفضل أن هذا الامر من أمر الله وسر من سر الله وغيب من غيب الله و متي علمنا انه عزوجل حكيم صدقنا بأن أفعاله كلها حكمة وان كان وجهها غير منكشف لنا.

ابن المتوكل عن علي أبيه عن الهروي عن الامام علي بن موسي الرضا

ص: 316

صلوات الله عليه عن أبيه الامام موسي بن جعفر صلوات الله عليه عن أبيه الامام جعفر بن محمد الصادق صلوات الله عليه عن ابيه الامام محمد بن علي الباقر صلوات الله عليه عن أبيه الامام علي بن الحسين صلوات الله عليه عن أبيه الامام الحسين بن علي صلوات الله عليه عن أبيه أمير المؤمنين الامام علي بن الحسين صلوات الله عليه قال قال النبي صلي الله عليه و آله فوالذي بعثني بالحق نبياً ليغيبن القائم - صلوات الله عليه - من ولدي بعهد معهود اليه مني حتي يقول أكثر الناس ما لله في آل محمد حاجة ويشك آخرون في ولادته فمن أدرك زمانه فليتمسك بدينه ولا يجعل للشيطان فيه اليه سبيلًا بشكه فيزيله عن ملتي ويخرجه من ديني فقد أخرج أبويكم من الجنة من قبل وأن الله عز وجل ما جعل الشياطين أولياء للذين آمنوا.

عن السفياني عن الثوري عن منصور الربعي عن خراش عن حذيفة بن اليمان قال سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله يقول يميز الله أولياء وأصفيائه حتي يطهر الارض من المنافقين والضالين وأبناء الضالين حتي تلتقي بالرجل يومئذِ خمسون امرأه هذه تقول يا عبدالله اشترني وهذه تقول يا عبدالله آوني.

حدثنا الفضل بن الصقر العبدي قال حدثنا أبو معاويه عن سليمان بن مهران عن الامام الصادق جعفر بن محمد صلوات الله عليه عن ابيه الامام محمد بن علي صلوات الله عليه عن أبيه الامام علي بن الحسين صلوات الله عليه نحن أئمة المسلمين وحجج الله علي العاملين وسادة المؤمنين وقادة الغر المحجلين وموالي المؤمنين نحن أمان أهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء ونحن الذين بنايمسك الله السماء أن تقع علي الأرض إلاّ باذنه وبنا يمسك الأرض أن تميد بأهلها وبنا ينزل الغيث وبنا ينشر الرحمة ويخرج بركات الارض ولولا ما

ص: 317

في الارض منا لساخت باهلها.

قال صلوات الله عليه ولم تخل الأرض منذ خلق الله آدم من حجة لله فيها ظاهر مشهور أو غائب مستور ولا تخلو الي أن تقوم الساعة من حجة له فيها ولولا ذلك لم يعبد الله قال سليمان فقلت للامام الصادق صلوات الله عليه فكيف ينتفع الناس بالحجة الغائب المستور صلوات الله عليه.

قال صلوات الله عليه كما ينتفعون بالشمس اذا سترها السحاب.

عن محمد بن الحسين، عن ابن أبي نجران، عن فضالة بن أيوب عن سدير الصيرفي قال سمعت الامام أبا عبد الله صلوات الله عليه يقول ان في صاحب هذا الامر شبها من يوسف عليه السلام قال: قلت له كان تذكر حياته أو غيبته قال فقال صلوات الله عليه لي وما ينكر من ذلك هذه الأمة أشباه الخنازير.

ان اخوة يوسف عليه السلام كانوا أسباطا أولاد الأنبياء عليهم السلام تاجروا بيوسف وبايعوه وخاطبوه وهم أخوته وهو أخوته فلم يعرفوه حتي قال«أَنَا يُوسُفُ وَهَٰذَا أَخِي» فما تنكر وهذه الامه الملعونة أن يفعل الله عز وجل بحجته في وقت من الأوقات كما فعل بيوسف عليه السلام إن يوسف عليه السلام كان اليه ملك مصر وكان بينه وبين والده مسيرة ثمانية عشر يوماً فلو أراد أن يعلمه لقدر علي ذلك، لقد سار يعقوب عليه السلام وولده عند البشارة تسعة ايام من بدوهم الي مصر فما تنكر هذه الأمة أن يفعل الله جل وعز بحجته كما فعل بيوسف أن يمشي في اسواقهم ويطأ بسطهم حتي يأذن الله في ذلك له كما أذن ليوسف عليه السلام «قالوا ائنك لانت يوسف قال انا يوسف»(1)

عن أحمد بن هلال عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن فضالة بن أيوب

ص: 318


1- «قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ ۖ قَالَ أَنَا يُوسُفُ.»يوسف /90

عن سدير قال سمعت الامام أبا عبد الله صلوات الله عليه يقول ان في القائم سنة يوسف قلت كأنك تذكره خبره أو غيبته: قال لي وما تنكر من هذه الأمة أشباه الخنازير آن اخوه يوسف كانوا أسباطا أولاد أنبياء تاجروا بيوسف وباعوه خاطبوه و هم اخوته وهو أخوهم فلم يعرفوه حتي قال لهم يوسف أنا يوسف فما تنكر هذه الأمة الملعونة أن يكون الله عز وجل في وقت من الأوقات يريد أن يستر حجته لقد كان يوسف أحب اليه من ملك مصر وكان بينه و بين والده مسيرة ثمانية عشر يوماً لو أراد الله عز وجل أن يعرف مكانة لقدر علي ذلك والله لقد سار يعقوب وولده عند البشارة تسعة أيام من بدوهم الي مصر فما تنكر هذه الأمة أن يكون الله أن يفعل بحجته ما فعل بيوسف وان يكون يسير في أسواقهم ويطأ بسطهم وهم لا يعرفونه حتي يأذن الله عز وجل أن يعرفهم نفسه كما أذن ليوسف حين قال هل علمتهم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون قالوا: «أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ ۖ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَٰذَا أَخِي »

حدثنا محمد بن أحمد العلوي، عن أبي هاشم الجعفري قال سمعت الامام أبا الحسن العسكري صلوات الله عليه يقول الخلف من بعدي الحسن ابني فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف. قلت ولم جعلني الله فداك فقال صلوات الله عليه لأنكم لا ترون شخصه ولا يحل لكم ذكره باسمه قلت فكيف نذكره فقال صلوات الله عليه قولوا الحجة من آل محمد صلوات الله وسلامه عليه.

حدثني أبي عيسي بن محمد، عن أبيه محمد بن علي بن جعفر عن أبيه علي بن جعفر عن أخيه الامام موسي بن جعفر صلوات الله عليه قال قال لي يا بنيَّ إذا فقد الخامس من ولد السابع من الأئمة فالله الله في أديانكم فانه لابد الصاحب هذا الأمر من غيبة يغيبها حتي يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به. يا

ص: 319

بني انما هي محنة من الله إمتحن بها خلقه لو علم آباؤكم وأجدادكم ديناً اصح من هذا الدين لاتبعوه قال أبو الحسن: فقلت له يا سيدي من الخامس من ولد السابع قال صلوات الله عليه يا بني عقولكم تصغر عن هذا و أحلامكم تضيق عن حمله ولكن ان تعيشوا تدركوه.

عن علي بن محمد الكليني عن اسحاق بن محمد النخعي عن شاهويه بن عبدالله الجلاب قال كنت رويت عن أبي الحسن صلوات الله عليه في أبي جعفر ابنه روايات تدل عليه فلما مضي أبو جعفر فلقت لذلك وبقيت متحيراً لا أتقدم ولا أتاخر وخفت أن أكتب اليه في ذلك، فلا أدري ما يكون فكتبت اليه أسأله الدعاء وأن يفرج الله تعالي عنا في أسبابه من قبل السلطان كنا نغتم بها في غلماننا. فرجع الجواب بالدعاء ورد الغلمان علينا. وكتب في آخر الكتاب أردت أن تسأل عن الخلف بعد مضي الامام أبي جعفر قلقت لذلك فلا تغتم«فان الله لايضل قوماً بعد اذ هداهم حتي يبين لهم ما يتقون»(1) صاحبكم بعدي أبو محمد ابني عنده ما تحتاجون اليه يقدم الله ما يشاء ويؤخر ما يشاء«مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا» قد كتبت بما فيه وقناع الذي عقل يقظان

عن محمد بن علي عن سعدان بن مسلم عن أبي بصير عن الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال قلت له ما لهذا الامر أمد ينتهي اليه ويريح أبداننا قال صلوات الله عليه ولكنكم أذعتم فأخره الله.

و قال الفضل بن شاذان عن أبي بصير قال قلت له صلوات الله عليه وذكرمثله.

عن محمد بن سنان، عن أبي يحيي التمام السلمي، عن عثمان النوا قال:

ص: 320


1- «كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّيٰ يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ»توبه /116

سمعت الامام أبا عبد الله صلوات الله عليه يقول كان هذا الامر فيَّ فأخره الله تعالي ويفعل بعد في ذريتي ما يشاء.

عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه عن القاسم بن محمد عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال سألته عن القائم. فقال صلوات الله عليه كذب الوقانون إنا أهل بيت لانوقت.

عن الفضل بن الشاذان، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن صفوان بن يحيي عن أبي أيوب عن أبي بصير، قال قال الامام أبو عبد الله صلوات الله عليه آله آن بلغكم من صاحبكم غيبة فلاتنكروها.

عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم قال سمعت الامام أبا عبد الله صلوات الله عليه و آله يقول إن بلغكم عن صاحب هذا الأمر غيبة فلا تنكروها.

عن ابن أبي عمير عن غياث بن ابراهيم عن الامام الصادق صلوات الله عليه عن الامام الباقر صلوات الله عليه عن الامام زين العابدين صلوات الله عليه عن الامام الحسين صلوات الله عليه عن أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله من أنكر القائم من ولدي فقد أنكرني.

عن الاسدي عن للنخعي عن النوفلي عن غياث بن ابراهيم عن الامام الصادق صلوات الله عليه عن أبيه الامام الباقر صلوات الله عليه عن أبيه الامام عن الامام الحسين صلوات الله عليه عن أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه و آله زين العابدين صلوات الله عليه قال قال رسول الله صلي الله عليه من أنكر القائم من ولدي في زمان غيبته مات ميتة جاهلية.

ص: 321

ص: 322

الفصل الثامن:الموالاة والمعادات

ص: 323

ص: 324

رواية أبي الجارود عن الامام أبي جعفر صلوات الله عليه في قوله «مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ»فيحب بهذا ويبغض بهذا، فاما محبتنا فيخلص الحب لنا كما يخلص الذهب بالنار لا كدر فيه، من أراد أن يعلم حبنا فليمتحن قلبه فان شاركه في حبنا حب عدونا فليس منا ولسنا منه، والله عدوهم و جبرئيل و ميكائيل و الله عدو الكافرين.

عن الامام الصادق صلوات الله عليه من شك في كفر أعدائنا والظالمين لنا فهو كافر.

ابن عيسي عن البزنطي قال: كتب الي الامام الرضا صلوات الله عليه: قال الامام أبو جعفر صلوات الله عليه: من سره أن لا يكون بينه وبين الله حجاب حتي ينظر الي الله وينظر الله اليه فليتول آل محمد ويبرأ من عدوهم ويأتم بالامام منهم فانه إذا كان كذلك نظر الله اليه ونظر الي الله

ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن معروف عن سعدان عن الفضيل عن الامام أبي جعفر صلوات الله عليه قال: عشر من لقي الله عز وجل بهن دخل الجنة : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صلي الله عليه و آله، والاقرار بماجاء من عند الله عزوجل واقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم شهر رمضان وحج البيت والولاية الأولياالله والبراءة من أعداء الله واجتناب كل مسكر.

ابن عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن صالح بن

ص: 325

سهل عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: من أحبنا وأبغض عدونا في الله من غير ترة وترها اياه في شيء من أمر الدنيا ثم مات علي ذلك فلقي الله وعليه من الذنوب مثل زبد البحر غفرها الله له.

ابن المتوكل عن الاسدي عن النخعي عن النوفلي عن علي بن سالم عن أبيه عن الثمالي عن ابن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلي الله عليه آله من سره أن يجمع الله له الخير كله فليوال علي بعدي وليوال أوليائه وليعاد أعداءه.ابي عن أحمد بن ادريس عن الاشعري، عن ابراهيم بن اسحاق عن عبدالله بن حماد عن عمر بن شمر عن جابر عن الامام أبي جعفر صلوات الله عليه قال: من لم يعرف سوء ما أتي الينا من ظلمنا وذهاب حقنا و ما ركبنا به فهو شريك من أتي الينا فيما ولينا به.

ابي عن حمزة بن عبدالله بن جميل بن دراج عن حكم بن أعين عن ميسر بن عبد العزيز النخعي، عن خالد الكابلي قال: أتي نفر الي الامام علي بن الحسين بن علي صلوات الله عليه فقالوا: ان بني عمنا وفدوا الي معاوية بن أبي سفيان طلب رفده وجائة، وأنا قد وفدنا اليك صلة لرسول الله صلي الله عليه و آله.

فقال الامام علي بن الحسين صلوات الله عليه: قصيرة من طويلة، من أحبنا لا لدنيا يصيبها منا وعادي عدونا لا لشحناء كانت بينه وبينه أتي الله يوم القيامة مع محمد وابراهيم وعلي.

قيل للامام الصادق صلوات الله عليه: إن فلاناً يواليكم إلا أنه يضعف عن البراءة من عدوكم. فقال صلوات الله عليه: هيهات كذب من ادعي محبتنا ولم يتبرأ من عدونا.

ص: 326

روي عن الامام الرضا صلوات الله عليه انه قال: كمال الدين ولايتنا والبراءة من عدونا.

قوله عز وجل: «وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً ۚ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ»قال الإمام صلوات الله عليه: قال الله عزوجل:«وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا » في عبادتهم للاصنام واتخاذهم الأنداد من دون محمد وعلي صلوات الله عليهما «كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ» يصوت بما لا يسمع «إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً ۚ» لا يفهم ما يراد منه، فيغيث المستغيث ويعين من استعانه «صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ» عن الهدي في اتباعهم الأنداد من دون الله والاضداد لاولياء الله اللذين سموهم بأسماء خيار خلائق الله ولقبوهم بالقاب أفاضل الائمة الذين نصبهم الله لاقامة دين الله «فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ» أمر الله عز وجل.

قال الامام علي بن الحسين صلوات الله عليه: هذا في عباد الأصنام وفي النصاب لاهل بيت محمد نبي الله صلي الله عيه و آله وعتاة مردتهم سوف يصيبونهم الي الهاوية ثم قال رسول الله صلي الله عليه و آله نعوذ بالله من الشيطان الرجيم فإن من تعوذ بالله منه أعاده الله ونعوذ من همزاته و نفحاته ونفثاته.

أتدرون ماهي أما همزاته فما يلقيه في قلوبكم من بغضنا اهل البيت، قالوا: يا رسول الله صلي الله عليه و آله وكيف نبغضكم بعدما عرفنا محلكم من الله و منزلتكم. قال صلي الله عليه و آله: بأن تبغضوا أولياءنا و تحبوا أعداءنا فاستعيذوا بالله من محبة أعدائنا وعلاوة أوليائنا فتعاذوا من بغضنا وعداوتنا فانه من أحب أعداءنا فقد عادانا ونحن منه براء والله عز وجل منه بريء.

محمد بن سعد الكشي و محمد بن أبي عوف البخاري عن محمد بن أحمد

ص: 327

ابن حماد المروزي رفعه قال : قال الامام الصادق صلوات الله عليه اعرفوا منازل شيعتنا بقدر ما يحسنون من رواياتهم عنا فانا لا نعد الفقيه منهم فقيهاً حتي يكون محدثاً فقيل له أو يكون المؤمن محدثاً قال صلوات الله عليه يكون مفهماً والمفهم محدثاً

عن محمد بن اسماعيل الرازي، عن علي بن حبيب المدائني، عن علي بن سويد السائلي قال: كتب الي الامام أبو الحسن الأول وهو في السجن: وأما ما ذكرت يا علي ممن تأخذ معالم دينك. لا تأخذن معالم دينك عن غير شيعتنا فإنك أن تعدّيتهم أخذت دينك عن الخائنين الذين خانوا الله ورسوله وخانوا أماناتهم إنهم أتمنوا علي كتاب الله جل وعلا فحرفوه وبدلوه فعليهم لعنة الله ولعنة رسوله وملائكته ولعنة آبائي الكرام البررة ولعنتي ولعنة شيعتي إلي يوم القيامة.

عن سعد عن ابن أبي الخطاب عن أبي حفص محمد بن خالد عن أخيه سفيان بن خالد قال قال الامام أبو عبد الله صلوات الله عليه يا سفيان إياك والرئاسة فما طلبها أحد إلا هلك، فقلت له جعلت فداك قدهلكنا إذ ليس أحدمنا إلا وهو يحب أن يذكر ويقصد ويؤخذ عنه فقال ليس حيث تذهب اليه انما ذلك أن تنصب رجلاً دون الحجة فتصدقه في كل ما قال وتدعو الناس إلي قوله.

ابن المتوكل عن عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابراهيم عن زياد قال قال الامام الصادق صلوات الله عليه كذب من زعم أنه يعرفنا وهو متمسك بعروة غيرنا.

ص: 328

الفصل التاسع: الشيعة

ص: 329

ص: 330

(تفسير الامام الحسن العسكري صلوات الله عليه )

قال الامام الحسن العسكري صلوات الله عليه قال رجل لرسول الله صلي الله عليه و آله يا رسول الله صلي الله عليه و آله فلان ينظر الي حرم جاره فان أمكنه مواقعة حرام لمن ينزع عنه فغضب رسول الله صلي الله عليه و آله وقال ائتوني به فقال رجل آخر يا رسول الله صلي الله عليه و آله انه من شيعتكم ممن يعتقد موالاتك وموالاة علي صلي الله عليه ويتبرأ من أعدائكما.

فقال رسول الله صلي الله عليه و آله لا تقل انه من شيعتنا فانه كذب إن من شيعتنا من شيعنا وتبعنا في أعمالنا وليس هذا الذي ذكرته في هذا الرجل من أعمالنا.

(تفسير الامام الحسن العسكري صلوات الله عليه) قيل لامير المؤمنين يعسوب الدين ونور المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه فلان مسرف علي نفسه بالذنوب المويقات وهو مع ذلك من شيعتكم.

فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه قد كُذبت عليك كذبة أو كذبتان آن كان مسرفاً بالذنوب علي نفسه يحبنا يبغض أعدائنا فهو كذبة واحدة هو من محبينا لا من شيعتنا وان كان يوالي أولياءنا ويعادي أعداءنا وليس هو بمسرف علي نفسه في الذنوب كما ذكرت فهو منك كذبة لانه لا يسرف في الذنوب ولا يوالينا ولايعادي أعداءنا فهو منك كذبتان.

ص: 331

بهذا الإسناد عن سليمان الديلمي عن أبي بصير عن الامام أبي عبدالله صلوات الله عليه قال قال أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه أنا الراعي راعي الأنام أفتري الراعي لا يعرف غنمه قال: فقام اليه جويرية وقال يا أمير المؤمنين فمن غنمك.

قال صلوات الله عليه: صفر الوجوه ذبل الشفاه من ذكره الله.

حدثني محمد بن موسي بن المتوكل قال حدثني عبد الله بن جعفر الحميري عن الاصبغ بن نباتة قال خرج أمير المؤمنين الامام علي صلوات الله عليه ذات يوم ونحن مجتمعون.

فقال صلوات الله عليه من أنتم وما اجتماعكم.

فقلنا قوم من شيعتك يا أمير المؤمنين.

فقال صلوات الله عليه: مالي لا أري سيماء الشيعة عليكم فقلنا وما سيماءالشيعة .

فقال صلوات الله عليه صفر الوجوه من صلاة الليل عمش العيون من مخالفة الله ذبل الشفاه من الصيام عليهم غرة الخاشعين.

(تفسير الامام الحسن العسكري صلوات الله عليه) قال رجل لامرأته اذهبي الي فاطمة صلوات الله عليها بنت رسول الله صلي الله عليه و آله فسليها عني أنا من شيعتكم أولست من شيعتكم فسألتها.

فقالت صلوات الله عليها قولي له ان كنت تعمل بما أمرنا و تنتهي عما زجرناعنه فأنت من شيعتنا وإلا فلا

ص: 332

فرجعت فأخبرته. فقال يا ويلي ومن ينفك من الذنوب والخطايا فانه اذن خالد في النار فان من ليس من شيعتهم فهو خالد في النار.

فرجعت المرأة فقالت لفاطمة صلوات الله عليها قولي له ليس هكذا فان شيعتنا من خيار أهل الجنة وكل محبينا و موالي أوليائنا ومعادي أعدائنا والمسلم بقلبه ولسانه لنا ليسوا من شيعتنا اذا نالفوا أمرنا ونواهينا في سائر الموبقات وهم مع ذلك في الجنة ولكن بعد ما يطهرون من ذنوبهم بالبلايا والرزايا أو في عرصات القيامة بأنواع شدائدها أو في الطبق الأعلي من جهنم بعذابها إلي أن نستنقذهم بحبنا منها وننقلهم الي حضرتنا.

( تفسير الامام الحسن العسكري صلوات الله عليه )

قال رجل للامام الحسن بن علي صلوات الله عليه يا بن رسول الله أنا من شيعتكم.

فقال الامام الحسن بن علي صلوات الله عليه يا عبدالله ان كنت لنا في أوامرنا وزواجرنا مطيعاً فقد صدقت وإن كنت بخلاف ذلك فلاتزد في ذنوبك بدعواك مرتبة شريفة لست من أهلها لاتقل أنا من شيعتكم ولكن قل انا من مواليكم ومحبيكم ومعادي أعدائكم وأنت في خير والي خير.

(تفسير الامام الحسن العسكري صلوات الله عليه)

قال رجل للامام الحسين بن علي صلوات الله عليه يا بن رسول الله أنا من شيعتكم.

قال صلوات الله عليه اتق الله ولا تدعين شيئاً يقول الله تعالي لك كذبت فجرت في دعواك.

ص: 333

ان شيعتنا من سلمت قلوبهم من كل غش وعل و دغل ولكن قل أنا من مواليكم ومن محبيكم.

( تفسير الامام الحسن العسكري صلوات الله عليه ) قال رجل للامام علي بن الحسين صلوات الله عليه يا بن رسول الله أنا من شيعتكم الخلص فقال له صلوات الله عليه يا عبدالله فأذن أنت كابراهيم الخليل عليه السلام الذي قال الله فيه«وَ إِنَّ مِنْ شيعَتِهِ لَإِبْراهيمَ إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَليمٍ» فان كان قلبك كقلبه فأنت من شيعتنا وإن لم يكن قلبك كقلبه وهو طاهر من الغش والغل فأنت من محبينا والا فانك أن عرفت أنك بقولك كاذب فيه انك لمبتلي بفالج لا يفارقك الي الموت أو جذام ليكون كفارة لكذبك هذا.

(تفسير الامام الحسن العسكري صلوات الله عليه) قال الامام الباقر صلوات الله عليه لرجل فخر علي آخر قال اتفاخرني وأنا من شيعة آل محمد الطيبين فقال له الامام الباقر صلوات الله عليه ما فخرت عليه ورب الكعبة وغبن منك علي الكذب يا عبدالله أمالك معك تنفقه علي نفسك أحب اليك أم تنفقه علي اخوانك المؤمنين.

قال بل أنفقه علي نفسي.

قال فلست من شيعتنا فإنا نحن ما ننفق علي المنتحلين من اخواننا أحب الينا من أن ننفق علي أنفسنا ولكن قل أنا من محبيكم ومن الراجين للنجاة بمحبتكم.

عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي عن أبيه عن عمر وبن شمر عن عبد الله قال الامام الصادق صلوات الله عليه من اقر بسبعة أشياء فهو مؤمن البراءة من الجبت

ص: 334

والطاغوت والاقرار بالولاية والايمان بالرجعة والاستحلال للمتعة و تحريم الجري والمسح علي الخفين.

حدثني محمد بن علي ماجيلويه قال حدثني عمي محمد بن أبي قاسم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال سئل الإمام أبو عبد الله صلوات الله عليه عن شيعتهم

فقال صلوات الله عليه شيعتنا من قدم ما استحسن وأمسك ما استقبح وأظهر الجميل وسارع بالامر الجليل رغبة الي رحمة الجليل فذاك منا والينا ومعنا حيث ما كنا.

حدثنا أبي رحمه الله قال حدثني سعد بن عبد الله عن أبي بصير عن الامام ابي عبدالله صلوات الله عليه قال قلت جعلت فداك صف لي شيعتك. قال صلوات الله عليه شيعتنا من لا يعدو صوته سمعه ولا شحناؤه بدنه ولا يطرح كَّلهُ علي غيره ولا يسأل غير اخوانه ولو مات جوعاً شيعتنا من لا يهر هرير الكلب ولا يطمع طمع الغراب شيعتنا الخفيفة عيشهم المنتقلة ديارهم.

شيعتنا الذين في أموالهم حق معلوم ويتواسون وعند الموت لا يجزعون في قبورهم يتزاورون.

قال: قلت جعلت فذاك فأين أطلبهم.

قال صلوات الله عليه في أطراف الارض و بين الاسواق كما قال الله عزوجل في كتابه «أَذِلَّةٍ عَلَي الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَي الْكَافِرِينَ»

حدثني محمد بن موسي المتوكل عن أحمد بن عبدالله عن الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه يقول: والله ما شيعة علي صلوات الله عليه إلا من عف

ص: 335

بطنه وفرجه وعمل لخالقه ورجا ثوابه وخاف عقابه.

(تفسير الامام الحسن العسكري صلوات الله عليه) قال أبو يعقوب يوسف بن زياد و علي بن سيار حضرنا ليلة علي غرفة الامام الحسن بن علي بن محمد صلوات الله عليه وقد كان ملك للزمان له معظماً وحاشيته له مجلين اذ مر علينا والي البلاد - والي الجسرين - ومعه رجل مكتوف والامام الحسن بن علي صلوات الله عليه مشرف من روزنته فلما رآه الوالي ترجل عن دابته اجلاله. فقال الامام الحسن بن علي صلوات الله عليه: عد الي موضعك فعاد وهو معظم له. وقال: يا بن رسول الله أخذت هذا في هذه الليلة علي باب حانوت صيرفي فاتهمته بأنه يريد نقبه والسرقة منه فقبضت عليه فلما هممت أن أضربه خمسمائة سوط وهذا سبيلي فيمن أتهمه ممن آخذه - ليكون قد شقي ببعض ذنوبه قبل أن يأتيني ويسألني فيه من لا أطيق مدافعته.

فقال لي اتق الله ولا تتعرض لسخط الله فإني من شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه و شيعة هذا الامام (أبي) القائم بأمر الله صلوات الله عليه.

فكففت عنه، وقلت: أنا ماربك عليه فان عرفك بالتشيع أطلقت عنك والا قطعت يدك ورجلك بعد أن أجلدك ألف سوط وقد جئتك به يابن رسول الله صلوات الله عليه فهل هو من شيعة علي صلوات الله عليه كما ادعي فقال الامام الحسن بن علي صلوات الله عليه معاذ الله ما هذا من شيعة علي صلوات الله عليه وانما ابتلاه الله في يدك لاعتقاده في نفسك أنه من شيعة علي صلوات الله عليه.

فقال الوالي الآن كفيتني مؤونته الآن أضرب خمسمائة (ضربة) لاحرج

ص: 336

عليّ فيها.

فلما نجّاه بعيداً، قال: ابطحوه فبطحوه وأقام عليه جلادين واحداً عن يمينه و آخر عن شماله وقال أوجهاه فأهويا اليه بعصيهما فكانا لايصيبان استه شيئاً انما يصيبان الارض فضجر من ذلك وقال ويلكما تضر بان الارض أضر با استه فذهبا يضربان استه فعدلت أيديهما فجعلا يضرب بعضها بعضاً ويصيح ويتأوه. فقال ويحكما أمجنونان أنتما يضرب بعضكما بعضاً اضرب الرجل فقالا: ما نضرب إلآ الرجل وما نقصد سواه ولكن تعدل أيدينا حتي يضرب بعضنا بعضاً. قال: فقال: يا فلان حتي دعا أربعة وصاروا مع الاولين ستة، وقال: أحبطوا به. فأحاطوا به، فكان يعدل بأيديهم وترفع عصيهم إلي فوق فكانت لاتقع إلاّ بالوالي فسقط عن دابته، وقال: قتلتموني قتلكم الله ما هذا فقالوا: ما ضربنا إلا إياه. ثم قال لغيرهم: تعالوا فاضروا هذا فجاؤوا فضربوه بعد فقال: ويلكم اياي

تضربون.

فقالوا: لا والله ما نضرب إلّا الرجل.

قال الوالي: فمن أين لي هذه الشجات برأسي ووجهي وبدني ان لم تكونواتضربوني.

فقالوا: شلت أيماننا ان كنا قد قصدناك بضرب فقال الرجل للوالي: يا عبدالله أما تعتبر بهذه الألطاف التي بها يصرف عني هذا الضرب ويلك ردني إلي الامام و امتثل في أمره.

قال: فرده الوالي بعد (الي) بين يدي الامام الحسن بن علي صلوات الله عليه فقال يا بن رسول الله عجبنا لهذا أنكرت أن يكون من شيعتكم ومن لم يكن

ص: 337

من شيعتكم فهو من شيعة ابليس وهو في النار وقد رأيت له من المعجزات ما لا يكون إلاّ للانبياء عليهم السلام.

فقال الامام الحسن بن علي صلوات الله عليه للوالي: يا عبد الله انه كذب في دعواه - أنه من شيعتنا - كذبة لو عرفها ثم تعمدها لابتلي بجميع عذابك له ولبقي في المطبق ثلاثين سنة ولكن الله تعالي رحمه لاطلاق كلمة علي ما عني لا علي تعمد كذب وانت يا عبدالله فاعلم أن الله عز وجل قد خلصه من يديك خل عنه فانه من موالينا ومحبينا وليس من شيعتنا.

فقال الوالي ما كان هذا كله عندنا إلا سواء فما الفرق.

قال له الإمام صلوات الله عليه الفرق أن شيعتنا هم الذين يتبعون آثارنا ويطبعونا في جميع أوامرنا ونواهينا فأولئك من شيعتنا فأما من خالفنا في كثير مما فرضه الله عليه فليسوا من شيعتنا قال الامام صلوات الله عليه للوالي: أنت قد كذبت كذبة لو تعمدتها وكذبتها لابتلاك الله عز وجل بضرب ألف سوط وسجن ثلاثين سنة في المطبق.

قال: وما هي يا بن رسول الله صلوات الله عليه.

قال الإمام صلوات الله عليه: بزعمك أنك رأيت له معجزات أن المعجزات ليست له انما هي لنا أظهرها الله تعالي فيه ابانة لحجتنا وايضاحاً لجلالتنا وشرفنا، و لو قلت: شاهدت فيه معجزات لم أنكره عليك أليس احياء عيسي عليه السلام الميت معجزه أهي للميت أم لعيسي، أوليس خلق من الطين كهيئة الطير فصار طيراً باذن الله (معجزة) أهي للطائر أو لعيسي أو ليبس الذين جعلوا قردة خاسئين معجزة أهي لقردة أو لنبي ذلك الزمان.

ص: 338

فقال الوالي أستغفرالله ربي وأتوب اليه.

ثم قال الامام الحسن بن علي صلوات الله عليه للرجل الذي قال انه من شيعة علي صلوات الله عليه يا عبدالله لست من شيعة علي صلوات الله عليه إنماأنت من محبيه وإنما شيعة علي صلوات الله عليه الذين قال عز وجل فيهم «وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ»هم الذين آمنوا بالله ووصفوه بصفاته ونزهوه عن خلاف صفاته وصدقوا محمداً في أقواله وصوبوه في كل أفعاله ورأوا علي بعده سيداً واماماً وقرماً هماماً لا يعدله عن أمة محمد أحد ولا كلهم إذا اجتمعوا في كفة يوزنون بوزنه بل يرجع عليهم كما ترجح السماء والأرض علي الذرة.

و شيعة علي صلوات الله عليه هم الذين لا يبالون في سبيل الله أوقع الموت عليهم أو قعوا علي الموت.

و شيعة علي صلوات الله عليه هم الذين يؤثرون إخوانهم علي أنفسهم ولو كان بهم خصاصة وهم الذين لا يراهم الله حيث نهاهم ولا يفقدهم من حيث أمرهم.

و شيعة علي صلوات الله عليه هم الذين يقتدون بعلي في إكرام اخوانهم المؤمنين.

ما عن قولي أقول لك هذا بل أقوله عن قول محمد صلي الله عليه و آله فذلك قوله تعالي «وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ» و قضوا الفرائض كلها بعد التوحيد و اعتقاد النبوة الامامة وأعظمها (فرضاً) قضاء حقوق الاخوان في الله واستعمال التقية من أعداء الله عز وجل.

ص: 339

(قال تفسير الامام الحسن العسكري صلوات الله عليه ) مررنا برجل في السوق وهو ينادي أنا من شيعة محمد و آل محمد الخلص وهو ينادي علي ثياب يبيعها علي من يزيد فقال الامام موسي صلوات الله عليه ما جهل ولاضاع امرؤ عرف قدر نفسه أتدرون ما مثل هذا. هذا كمن قال أنا مثل سلمان و أبي ذر المقداد و عمار وهو مع ذلك يباخس في بيعه ويدلس عيوب المبيع علي مشتريه ويشتري الشيء بثمن فيزايد الغريب يطلبه فيوجب له ثم اذا غاب المشتري قال لا أريده الا بكذا بدون ما كان يطلبه منه أيكون هذا كسلمان وأبي ذر والمقداد وعمار حاش لله أن يكون هذا كهم ولكن لا نمنعه من أن يقول أنا من محبي محمد و آل محمد و من موالي أوليائهم ومعادي أعدائهم.

حدثنا علي بن ابراهيم عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن الامام أبي الحسن الرضا صلوات الله عليه قال شيعتنا المسلّمون لامرنا الآخذون بقولنا المخالفون لاعدائنا فمن لم يكن كذلك فليس منا.

محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن عيسي بن عبيد عن ابن فضال قال سمعت الامام الرضا صلوات الله عليه يقول من واصل لنا قاطعاً أو قطع لنا واصلاً أو مدح لنا عائباً أو أكرم لنا مخالفاً فليس منا ولسنا منه.

حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي. عن أحمد بن محمد بن خالد عن ابن فضال عن الامام الرضا صلوات الله عليه أنه قال من والي أعداء الله فقد عادي أولياء الله ومن عادي أولياء الله فقد عادي الله تبارك وتعالي وحق علي الله عز وجل أن يدخله في نار جهنم.

ص: 340

عن ابراهيم بن هاشم عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن محمد بن قيس عن الامام أبي جعفر محمد بن علي الباقر صلوات الله عليه عن أبيه الامام علي بن الحسين زين العابدين صلوات الله عليه عن ابيه الامام الحسين بن علي صلوات الله عليه عن أبيه أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال: مجالسة الاشرار تورث سوء الظن بالاخيار و مجالسة الاخيار تلحق الاشرار بالاخيار و مجالسة الفجار للابرار تلحق الفجار بالأبرار. فمن اشتبه عليكم أمره ولم تعرفوا دينه فانظروا الي خلطائه فان كانوا أهل دين الله فهو علي دين الله وان كانوا علي غير دين الله فلاحظ له من دين الله أن رسول الله صلي الله عليه و آله كان يقول من كان يؤمن بالله واليوم الآخرة فلايواخين كافرآً ولا يخالطن فاجراً و من آخي كافراً أو خالط فاجراً كان كافراً فاجراً.

حدثناً محمد بن موسي المتوكل عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد الخزاز قال سمعت الامام الرضا صلوات الله عليه يقول: إن ممن يتخذ مودتنا أهل البيت لمن هو أشد فتنة علي شيعتنا من الدجال.

فقلت له يا بن رسول الله بماذا.

قال صلوات الله عليه: بموالاة أعدائنا ومعاداة أوليائنا إنه اذا كان كذلك اختلط الحق بالباطل واشتبه الأمر فلم يعرف مؤمن من منافق.

حدثنا أبي رحمة الله قال حدثني علي بن الحسين السعد آبادي يرفعه عن جابر الجعفي قال قال الإمام أبو جعفر صلوات الله عليه يا جابر(أ ) يكفي من أتخذ التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت فو الله ماشيعتنا إلاّ من اتقي الله وأطاعه وما كانوا يعرفون إلاً بالتواضع والتخشع وأداء الأمانة وكثرة ذكر الله والصوم والصلاة و البر

ص: 341

بالوالدين والتعهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والأيتام وصدق الحديث و تلاوة القرآن وكف الالسن عن الناس إلاّ من خير وكانوا امناء عشائرهم في الأشياء.

فقال جابر: يا بن رسول الله صلوات الله عليه ما نعرف أحداً بهذه الصفة. فقال صلوات الله عليه لي: يا جابر لا تذهبن بك المذاهب حسب الرجل أن يقول أحب علي صلوات الله عليه وأتولاه فلو قال إني احب رسول الله صلي الله عليه و آله ورسول الله صلي الله عليه و آله خير من علي صلوات الله عليه ثم لا يتبع سير ته ولا يعمل بسنته ما نفعه حبه اياه شيئا فاتقوا الله واعملوا لما عند الله ليس بين الله وبين أحد قرابة أحب العباد الي الله عزوجل وأكرمهم عليه أتقاهم له وأعملهم بطاعته. يا جابر ما يتقرب العبد الي الله تبارك وتعالي إلاّ بالطاعة ما معنا براءة من النار ولا علي الله لاحد منكم حجة من كان له مطيعاً فهو لنا ولي ومن كان عاصياً فهو لنا عدو ولا تنال ولايتنا إلاّ بالعمل و الورع.

قال رجل للامام الحسين بن علي صلوات الله عليه: يا بن رسول الله أنا من شيعتكم.

قال صلوات الله عليه: اتق الله ولاتدعين شيئاً يقول الله لك كذبت وفجرت في دعواك ان شيعتنا من سلمت قلوبهم من كل غش و غل و دغل ولكن قل أنا من مواليكم ومن محبيكم.

ص: 342

الفصل العاشر: كلُ يدعي بمن تولاه

ص: 343

ص: 344

أحمد ادريس، عن ابن عيسي، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسي، عن ربعي عن الفضيل عن الامام أبي جعفر صلوات الله عليه في قول الله تبارك تعالي«يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ » قال صلوات الله عليه: يجيء رسول الله صلي الله عليه و آله في قرنه وعلي صلوات الله عليه في قرنه والحسن صلوات الله عليه في قرنه والحسين صلوات الله عليه في قرنه وكل من مات بين ظهراني قوم جاؤوا معه.

رواية أبي جارود عن الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه في قوله «وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ»وهي النقمة «او تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ»فتحل بقوم غيرهم فيرون ذلك ويسمعون به والذين حلت بهم عصاة كفار مثلهم لا يتعظ بعضهم ببعض ولن يزالوا كذلك حتي يأتي وعد الله الذي وعد المؤمنون من النصر ويخزي الكافرين.

(نهج البلاغة) لمولانا أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه:وأيم الله ما كان قوم لوط في غض نعمة من عيش فزال عنهم إلاّ بذنوب اجترحوها لان الله تعالي ليس بظلام للعبيد، ولو أن الناس حين تنزل بهم النقم وتزول عنهم النعم فزعوا الي ربهم بصدق من نياتهم ووله من قلوبهم لرد عليهم كل شار وأصلح لهم كل فاسد.

عن الحسين بن سعيد المكفوف كتب لمولانا الامام الحجة صلوات الله

ص: 345

عليه كتاباً له صلوات الله عليه: جعلت فداك يا سيدي علم مولاك: ما لا يقبل لقائله دعوة وما لا يؤخر لفاعله دعوة، وماحد الاستغفار الذي وعد عليه نوح عليه السلام والاستغفار الذي لا يعذب قائله، وكيف يلفظ بهما، وما معني قوله «وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ.وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَي اللَّه»؛ وقوله «ومن اتبع هداي، ومن أعرض عن ذكري، و أن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم »وكيف تغيير القوم ما بأنفسهم حتي يغير ما بأنفسهم.

فكتب صلوات الله عليه: كافاكم الله عنيا بتضعيف الثواب والجزاء الحسن الجميل وعليكم جميعاً السلام ورحمة الله وبركاته الاستغفار ألف والتوكل من توكل علي الله فهو حسبه ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث مالا يحتسب وأما قوله «ومن اتبع هداي»(1) من قال: بالامامة واتبع أمركم بحسن طاعتهم وأما التغير إنه لا يسيء اليهم حتي يتولوا ذلك بأنفسهم بخطاياهم وارتكابهم ما نهي عنه.

عن: أحمد بن الوليد عن أبيه عن سعد عن أيوب عن صفوان عن أبان عن الامام أبي عبد الله جعفر بن محمد صلوات الله عليه قال: إذا كان يوم القيامة نادي مناد من بطنان العرش أين خليفة الله في أرضه، فيقوم داود النبي عليه السلام، فيأتي النداء من عند الله عز وجل: لسنا إياك أردنا وإن كنت لله تعالي خليفة ثم ينادي ثانية : اين خليفة الله في أرضه فيقدم أمير المؤمنين الامام علي بن طالب صلوات الله عليه فيأتي النداء من قبل الله عزوجل يا معشر الخلائق هذا علي بن أبي طالب صلوات الله عليه خليفة الله في أرضه وحجته علي عباده فمن تعلق بحبله في دار الدنيا فليتعلق بحبله في هذا اليوم يستضيء بنوره وليتبعه الي الدرجات العلي من الجنات. قال صلوات الله عليه: فيقوم الناس الذين قد تعلقوا

ص: 346


1- « مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَي »طه/47

بحبله في الدنيا فيتبعونه الي الجنة. ثم يأتي النداء من عند الله جل جلاله: ألا من ائتم بامام في دار الدنيا فليتبعه الي حيث يذهب به فحينئذ «تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ.وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا ۗ كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ ۖ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ»

عن حمزة بن عبد الله، عن عقيل بن دراج، عن مالك بن أعين قال: قال لي الامام أبو عبد الله صلوات الله عليه يا مالك أما ترضون أن يأتي كل قوم يلعن بعضهم بعضاً إلا أنتم ومن قال بقولكم.

عن اسماعيل بن همام قال: قال الامام الرضا صلوات الله عليه في قول الله «يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ» قال صلوات الله عليه إذا كان يوم القيامة قال الله أليس عدلاً من ربكم أن نولي كل قوم من تولوا. قالوا: بلي. قال صلوات الله عليه : فيقول تميزوا فيتميزون

ص: 347

ص: 348

الفصل الحادي: عشراللعن

ص: 349

ص: 350

ما جيلويه عن عمه عن البرقي عن النهيكي باسناد يرفعه الي الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه أنه قال: من مثل مثالأً أو اقتني كلباً فقد خرج عن الاسلام، فقيل له: هلك إذا كثير من الناس، فقال: ليس حيث ذهبت انما عنيت بقولي: من مثل مثالاً من نصب ديناً غير دين الله ودعا الناس اليه وبقولي من اقتن كلباً مبغضاً لنا أهل البيت اقتناه فأطعمه وسقاه من فعل ذلك فقل خرج من الاسلام.

عن محمد بن خالد عن حمزة بن عبدالله عن هاشم بن أبي سعيد عن أبي بصير عن الامام الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: إن نوحاٌ عليه السلام حمل في السفينة الكلب والخنزير ولم يحمل فيها ولد الزنا والناصب شر من ولد الزنا.

ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبي الخطاب عن الحكم بن مسكين عن أبي سعيد المكاري عن رجل عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه أصبح عدونا علي شفا حفرة من النار وكأن شفا حفرته قد انهارت به في نار جهنم فتعساً لاهل النار مثواهم ان الله عز وجل يقول «بئس مثوي المتكبرين»(1) وما من أحد يقصر عن حبنا بخير جعله الله عنده.

عن محمد العطار عن الاشعري عن ابراهيم بن اسحاق عن عبد الله بن حماد عن عبدالله ابن سنان عن الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: ليس

ص: 351


1- «فَبِئْسَ مَثْوَي الْمُتَكَبِّرِينَ زمر/39»

الناصب من نصب لنا أهل البيت لانك لا تجد رجلاً يقول أنا أبغض محمد أو آل محمد ولكن الناصب من نصب لكم وهو يعلم أنكم تتولونا وأنكم من شيعتنا.

ابن الوليد عن الصفار عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن الهيثم عن اسماعيل الجعفي عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا بعثه الله يوم القيامة أجذم. ابن المتوكل عن محمد بن جعفر بن موسي بن عمران عن النوفلي عن البطائني عن أبي بصير قال: قال الامام أبو عبد الله صلوات الله عليه مدمن الخمر كعابد الوثن والناصب لآل محمد شر منه. قلت جعلت فداك ومن شر من عابد الوثن، فقال: إن شارب الخمر تدركه الشفاعة يوما ما، وإن الناصب لو شفع أهل السماوات والارض لم يُشعَّوا

ابي عن أحمد بن ادريس عن الاشعري عن ابراهيم بن اسحاق عن عبد الله بن حماد عن ابن بكير عن حمران بن الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه قال: لو أن كل ملك خلقه الله عز وجل وكل نبي بعثه الله وكل صديق وكل شهيد شفعوافي ناصب لنا أهل البيت أن يخرجه الله جلّ وعزّ من النار ما أخرجه الله أبداً والله عزوجل يقول في كتابه: ماكثين فيه أبداً.

العطار عن سعد بن عبد الصمد بن محمد بن حنان بن سدير عن سديف المكي قال حدثني الامام محمد بن علي الباقر صلوات الله عليه وما رأيت محمدياً قط يعدله قال حدثنا جابر بن عبدالله الانصاري قال: خطبنا رسول الله صلي الله عليه و آله فقال: أيها الناس من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يوم القيامة يهودياً قال: قلت: يا رسول الله صلي الله عليه واله وإن صام صلي وزعم أنه مسلم.

ص: 352

فقال صلي الله عليه و آله: وإن صام وصلي وزعم أنه مسلم.

عن محمد بن عبيد الله بن أبي أيوب عن جعفر ابن هارون عن خالد بن يزيد عن أبي الصيرفي قال: سمعت الإمام أبا جعفر صلوات الله عليه يقول: برئ الله ممن يبرأ ما لعن الله من لعننا أهلك الله من عادانا اللهم إنك تعلم إنا سبب الهدي لهم وإنما يعادونا لك فكن أنت المتفرد بعذابهم.

بالأسانيد الثلاثة عن الامام الرضا صلوات الله عليه عن أبيه الامام الكاظم صلوات الله عليه عن أبيه الامام الصادق صلوات الله عليه عن أبيه الامام الباقر صلوات الله عليه عن أبيه الامام زين العابدين صلوات الله عليه عن أبيه الامام الحسين صلوات الله عليه عن أبيه أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله حرمت الجنة علي من ظلم أهل بيتي وعلي من قاتلهم وعلي المعين عليهم وعلي من سبهم، أولئك الاخلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر اليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم.

عن أحمد بن حماد، عن عبد الرزاق عن محمد عن الزهري عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلي الله عليه و آله قال إن الله تبارك وتعالي حبس قطر المطر عن بني اسرائيل بسوء رأيهم في أنبيائهم وإنه حابس قطر المطر في هذه الأمة ببغضهم علي بن أبي طالب صلوات الله عليه.

حدثنا الفقيه ابن شاذان عن سهل بن أحمد عن عبدالله الديباجي عن الامام موسي بن جعفر عن أبيه الامام جعفر بن محمد صلوات الله عليه عن أبيه الامام محمد بن علي صلوات الله عليه عن أبيه الامام علي بن الحسين صلوات الله عليه عن أبيه الامام الحسين بن علي صلوات الله عليه عن أبيه أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه عن رسول الله صلي الله عليه و آله قال:

ص: 353

دخلت الجنة فرأيت علي بابها مكتوبا: لااله الا الله محمد حبيب الله علي بن أبي طالب ولي الله فاطمة أمة الله الحسن الحسين صفوة الله علي مبغضيهم لعنة الله.

عن عبيد الله بن عمر القواريري عن جعفر بن سليمان عن النضر بن حميد عن أبي الجارود عن الحارث الهمداني قال: رأيت أميرالمؤمنين الامام علي صلوات الله عليه جاء حتي صعد المنبر فحمد الله وأثني عليه وقال: قضاء قضاه الله عز وجل علي لسان النبي الأمين صلي الله عليه وآله أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق وقد خاب من افتري.

ابن يزيد عن المبارك عن عبدالله بن جبلة عن حميدة عن جابر عن الامام أبي جعفر صلوات الله عليه قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله التاركون ولاية علي صلوات الله عليه المنكرون لفضله المظاهرون أعداءه خارجون عن الاسلام من مات منهم علي ذلك.

محمد بن علي قال قلت للإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه أكان حذيفة بن اليمان يعرف المنافقين، فقال رجل كان يعرف اثني عشر رجلا، وأنت تعرف اثني عشر ألف رجل ان الله تبارك وتعالي يقول «لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ »فهل تدري ما لحن القول قلت: لا والله. قال صلوات الله عليه: بغض علي بن أبي طالب ورب الكعبة.

عن أبي عن علي عن أبيه عن ابراهيم بن رجا عن أحمد بن يزيد عن أبان عن ابن ثابت عن أنس قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله من ناصب علي حارب الله ومن شك في علي فهو كافر.

ص: 354

الجزء الثالث

اشارة

ص: 355

ص: 356

الفصل الأول: للأمير بدء وإرادة وغاية ونهاية

ص: 357

ص: 358

عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: لما عرج بي إلي السماء السابعة ومنها الي سدرة المنتهي ومن سدرة المنتهي الي حجب النور ناداني ربي جل جلاله يا محمد أنت عبدي وأنا ربك فلي فاخضع وإياي فاعبد وعلي فتوكل وبي فثق فإني قد رضيت بك عبدا وحبيبا ورسولا ونبيا وبأخيك علي خليفة وبابا فهو حجتي علي عبادي وإمام خلقي وبه يعرف أوليائي من أعدائي و به يميز حزب الشيطان من حزبي وبه يقام ديني و تحفظ حدودي و تنفذ أحكامي وبك وبه وبالأمة من ولده أرحم عبادي وإمائي و بالقائم منكم أعمر أرضي بتسبيحي و تهليلي و تقديسي و تكبيري و تحميدي وبه أطهر الأرض من أعدائي وأورثها أوليائي وبه أجعل كلمة الذين كفروا السفلي وكلمتي العليا و به أحيي عبادي وبلادي بعلمي به وله أظهر الكنوز والذخائر بمشيئتي وإياه أظهر علي الأسرار والضمائر بإرادتي وأمده بملائكتي لتؤيده علي إنفاذ أمري وإعلاء ديني ذلك وليي حقا و مهدي عبادي صدقا.

عن منصور بن السندي، عن أبي داود المسترق عن ثعلبة بن ميمون عن مالك الجهني، عن الحارث بن الغيرة عن الاصبغ بن نباتة قال: أتيت أمير المؤمنين صلوات الله عليه و آله فوجدته متفكر ينكت في الأرض فقلت: يا أمير المؤمنين صلوات الله عليه و آله مالي أراك متفكرا تنكت في الأرض أرغبة منك فيها، فقال صلوات الله عليه و آله لا والله ما رغب فيها ولا في الدنيا يوما قط

ص: 359

ولكني فكرت في مولود يكون من ظهر(ي)الحادي عشر من ولدي هو المهدي صلوات الله عليه الذي يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا و ظلما تكون له غيبه وحيرة، يضل فيها أقوام ويهدي فيها آخرون، فقلت يا أمير المؤمنين صلوات الله عليه و آله وكم تكون الحيرة والغيبه قال صلوات الله عليه واله: ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين فقلت وإن هذا لكائن فقال صلوات الله عليه و آله : نعم كما أنه مخلوق وأني لك بهذا الامر يا أصبغ أولئك خيار هذه الأمة مع خيار أبرار هذه العترة فقلت ثم ما يكون بعد ذلك فقال صلوات الله عليه و آله يفعل الله ما يشاء فإن له بداءات وإرادا وغايات ونهايات.

أخبرنا أحمد بن علي البديلي قال: أخبرني أبي عن سديرالصيرفي قال: دخلت أنا والمفضل بن عمر وداود بن كثير الرقي وأبو بصير وأبان بن تغلب علي مولانا الامام الصادق صلوات الله عليه فرأيناه جالسا علي التراب وعليه مسح خيبري مطرف بلاجيب مقصر الكمين وهو يبكي بكاء الوالهة الثكلي ذات الكبد الحري، قد نال الحزن من وجنتيه وشاع التغير في عارضيه وأبلي الدمع محجريه وهو يقول صلوات الله عليه واله (سيدي) غيبتك نفت رقادي وضيقت علي مهادي وابتزت مني راحة فؤادي سيدي غيبتك أوصلت مصائبي بفجائع الأبد وفقد الواحد بعد الواحد بفناء الجمع والعدد فما أحس بدمعة ترقا من عيني وأنين يفشا من صدري.

قال سدير : فاستطارت عقولنا ولها وتصدعت قلوبنا جزعا من ذلك الخطب الهائل والحادث الغائل فظننا أنه سمت لمركوهة قارعة أو حلت به من الدهر بائقة فقلنا لا أبكي الله عينيك يابن خير الوري من أية حادثة تستذرف دمعتك و تسطر عبرتك و أية حالة حتمت عليك هذاالمأتم.

ص: 360

قال: فزفر الامام الصادق عليه السلام زفرة انتفخ منها جوفه واشتد منها خوفه فقال صلوات الله عليه: ويكم إني نظرت صبيحة هذا اليوم في كتاب الجفر المشتمل علي علم البلايا والمنايا وعلم ما كان وما يكون الي يوم القيامة الذي خط الله تقدس اسمه به محمد والأئمة من بعده صلوات الله عليهم وتأملت فيه مولد قائمنا صلوات الله عليه و غيبته وإبطاءه و طول عمره وبلوي المؤمنين من بعده في ذلك الزمان وتولد الشكوك في قلوب الشيعة من طول غيبته وارتداد أكثرهم عن دينه وخلعهم ربقة الاسلام من أعناقهم التي قال الله عزوجل: «وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ »يعني الولاية فأخذتني الرقة واستولت علي الأحزان، فقلنا يابن رسول الله صلي الله عليه واله كرمنا وفضلنا بإشراكك إيانا في بعض ما أنت تعلمه من علم ذلك. قال صلوات الله عليه إن الله تعالي ذكره أدار في القائم منا ثلاثة أدارها لثلاثة من الرسل قدر مولده تقدير مولد موسي عليه السلام وقدر غيبته تقدير غيبة عيسي عليه السلام وقدر إبطاءه تقدير إبطاء نوح عليه السلام وجعل له من بعد ذلك عمر العبد الصالح - أعني الخضر عليه السلام - دليلا علي عمره. فقلنا أكشف لنا يابن رسول الله صلي الله عليه و آله عن وجوه هذه المعاني قال صلوات الله عليه: أما مولد موسي عليه السلام فإن فرعون لما وقف علي أن زوال ملكه علي يده أمر بإحضار الكهنة فدلوا علي نسبة وأنه يكون من بني إسرائيل فلم يزل يأمر أصحابه بشق بطون الحوامل من نساء بني إسرائيل حتي قتل في طلبه نيفا وعشرون ألفمولود، و تعذر عليه الوصول الي قتل موسي عليه السلام بحفظ الله تعالي إياه. كذلك بنو أمية وبنوا العباس لما أن وقفوا علي أن (به)زوال مملكه الأمراء والجبابرة منهم علي يدي القائم منا، ناصبونا للعداوة ووضعوا سيفهم في قتل أهل بيت رسول الله صلي الله عليه و آله

ص: 361

وأبادة نسله طمعا منهم في الوصول الي قتل القائم عليه السلام، فأبي الله أن يكشف أمره لواحد من الظلمة إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون وأماغيبة عيسي عليه السلام فإن اليهود والنصاري اتفقت علي أنه قتل فكذبهم الله عزوجل بقوله «مَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ »كذلك غيبة القائم فإن الأمة استنكرها لطولها فمن قائل يقول إنه لم يولد وقائل يفتري بقوله إنه ولد ومات وقائل يكفر بقوله إن حادي عشرنا كان عقيما وقائل يمرق بقوله إنه يتعدي إلي ثالث عشر فصاعدا وقائل يعصي الله بدعواه إن روح القائم عليه السلام ينطق في هيكل غيره.

وأما إبطاء نوح عليه السلام فإنه لما استنزل العقوبة (من السماء) بعث الله إليه جبرائيل عليه السلام معه سبع نويات فقال: يانبي الله إن الله جل اسمه يقول لك إن هؤلاء خلائقي وعبادي لست أبيدهم بصاعقة من صواعقي إلا بعد تأكيد الدعوة وإلزام الحجة فعاود إجتهادك في الدعوة لقومك فإني مثيبك عليه وأغرس هذا النوي فإن لك في نباتها وبلوغها وإدراكها إذا أثمرت الفرج والخلاص و بشر بذلك من مثلك من المؤمنين. فلما نبتت الأشجار وتأخرت وتسوقت واغصنت وزها الثمر عليها بعد زمان طويل استنجز من الله العدة فأمر الله تعالي أن يغرش من نوي تلك الأشجار ويعاود الصبر والاجتهاد ويؤكد الحجة علي قومه فأخبر بذلك الطوائف التي آمنت به فارتد منهم ثلاثمائة رجل وقالوا لو كان مايدعيه نوح حق لما وقع في عدته خلف. ثم إن الله تعالي لم يزل يأمره عند إدراكها كل مرة أن يغرس تارة بعد أخري الي أن غرسها سبع مرات ومازالت تلك الطوائف من المؤمنين ترتد منهم طائفة بعد طائفة الي أن عادوا إلي نيف وسبعين رجلا فأوحي الله عزوجل عند ذلك إليه وقال: الآن أسفر الصبح عن الليل لعينك حتي

ص: 362

صرح الحق عن محضه وصفا الأمر الإيمان من الكدر بارتداد كل من كانت طينته خبيثة. فلو أني أهلكت الكفار وأبقيت من ارتد من الطوائف التي كانت آمنت بك لما كنت صدقت وعدي السابق للمؤمنين الذين أخلصوا لي التوحيد من قومك واعتصموا بحبل نبوتك بأن أستخلفهم في الأرض وأمكن لهم دينهم وأبدل خوفهم بالأمن لكن تخلص العبادة لي بذهاب الشك من قلوبهم. وكيف يكون الاستخلاف والتمكين وبدل الخوف مني لهم مع ما كنت أعلم من ضعف يقين الذين ارتدوا وخبث طينتهم وسوء سرائرهم التي كانت نتائج النفاق وسنوخ الضلالة فلو أنهم تنسموا من الملك الذي أوتي المؤمنين وقت الاستخلاف إذا هلكت أعلاؤهم (لنشقوا) روائع صفاته ولاستحكم (سرائر) نفاقهم وتأبد خبال ضلالة قلوبهم ولكاشفوا إخوانهم بالعداوة وحاربوهم علي طلب الرئاسة والتفرد بالأمر والنهي عليهم وكيف يكون التمكين في الدين و انتشار الأمر في المؤمنين مع إثارة الفتن وايقاع الحروب كلا«فاصْنَعِ(1) الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا »قال الامام الصادق صلوات الله عليه وكذلك القائم عليه السلام فإنه تمتد غيبته ليصح الحق عن محضه ويصفو الايمان من الكدر بارتداد كل من كانت طينته خبيثة من الشيعة الذين يخشي عليهم النفاق إذا أحسوا بالاستخلاف والتمكين والأمن المنتشر في عهد القائم عليه السلام.

قال المفضل: فقلت يابن رسول الله صلوات الله عليهم فإن النواصب تزعم (أن) هذه الآية أنزلت في أبي بكر وعمر وعثمان وعلي فقال صلوات الله عليه: لا هدي الله قلوب الناصبة متي كان الدين الذي ارتضاه (الله ورسوله ) متمكنابانتشار الأمن في الأمة وذهاب الخوف من قلوبها وارتفاع الشك من صدورها في عهد واحد من هؤلاء أو في عهد - أمير المؤمنين الامام -علي صلوات الله عليه مع

ص: 363


1- وَاصْنَعِ

ارتداد المسلمين والفتن التي كانت تثور في أيامهم والحروب والفتن التي كانت تشب بين الكفار وبينهم ثم تلا الامام الصادق صلوات الله عليه هذه الآية مثلا الإبطاء القائم عليه السلام«حَتَّي إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا»الآية.

وأما العبد الصالح - أعني الخضر عليه السلام - فإن الله تعالي ما طول عمره النبوة قررها له ولا لكتاب نزل عليه ولا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله من الأنبياء عليهم السلام ولا لإمامة يلزم عباده الاقتداء بها ولا لطاعة يفرضها بلي إن الله تعالي لما كان في سابق علمه أن يقدر من عمر القائم صلوات الله عليه في أيام غيبته ما يقدره وعلم ما يكون من إنكار عباده بمقدار ذلك العمر في الطول طول عمر العبد الصالح من غير سبب أوجب ذلك إلا لعلة الاستدلال به علي عمر القائم عليه السلام ليقطع بذلك حجة المعاندين لئلا يكون للناس علي الله حجة.

عن محمد بن زكريا عن محمد بن عبدالله الجمشي عن الهيثم بن عدي عن سعيد بن صفوان عن عبد الملك بن عمير عن الامام الحسين بن علي صلوات الله عليه في قول الله عزوجل«قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي»قال صلوات الله عليه إن القرابة التي أمر الله بصلتها وعظم حقها وجعل الخير فيها قرابتنا أهل البيت الذين أوجب حقنا علي كل مسلم.

روي بسنده عن علي بن هلال عن أبيه قال: دخلت علي رسول الله صلي الله عليه و آله وهو في الحالة التي قبض فيها فإذا فاطمة صلوات الله عليها عند رأسه فبكت حتي ارتفع صوتها فرفع رسول الله صلي الله عليه وآله إليها رأسه وقال صلي الله عليه و آله: حبيبتي فاطمة ما الذي يبكيك فقالت صلوات الله عليها: أخشي الضيعة من بعدك. فقال صلي الله عليه وآله: يا حبيبتي أما علمت - الي أن

ص: 364

قال - ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك الحسن والحسين وهما سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما والذي بعثني بالحق خير منهما، يا فاطمة والذي بعثني بالحق أن منهما مهدي هذه الأمة إذا صارت الدنيا هرجا و مرجا و تظاهرت الفتن وانقطعت السبل وأغار بعضهم علي بعض فلاكبر يرحم صغيرا ولا صغير يوقر كبيرا فيبعث الله عند ذلك منها من يفتح حصون الضلالة وقلوبا غلفا يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به في آخر الزمان ويملأالأرض عدلا كما ملئت جورا.

عبدالملك بن بشر عن عيثم بن سليمان عن معاوية بن عمار عن الإمام أبي عبدالله صلوات الله عليه قال: اذا تمني أحدكم القائم فليتمته في عافية فإن الله بعث محمد صلي الله عليه و آله رحمة ويبعث القائم نقمة.

عن علي بن ابراهيم بن هاشم عن أبيه عن عبد السلام بن صالح الهروي قال: سمعت دعبل بن علي الخزاعي يقول: لما انشدت مولاي الرضا صلوات الله عليه قصيدتي التي أولها:

مدارس آيات خلت من تلاوة***ومنزل وحي مقفر العرصات

فلما انتهيت الي قولي:

خروج امام لا محالة خارج***يقوم علي اسم الله والبركات

يميز فينا كل حق وباطل***ويجزي علي النعماء والنقمات

بكي الامام الرضا صلوات الله عليه بكاء شديدأ ثم رفع رأسه الي فقال صلوات الله عليه لي: ياخزاعي نطق روح القدس علي لسانك بهذين البيتين فهل تدري من هذا الأمام: ومتي يقوم، فقلت: لا ياسيدي إلا أني سمعت بخروج امام منكم يطهر الأرض من الفساد ويملؤها عدلا. فقال صلوات الله عليه يادعبل

ص: 365

الامام بعدي محمد ابني وبعد محمد ابنه علي وبعد علي ابنه الحسن وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتي يخرج فيملأها عدلا كما ملئت جور و ظلم و أما متي فأخبار عن الوقت ولقد حدثني أبي عن أبيه عن آبائه عن علي عليه السلام أن النبي صلي الله عليه و آله قيل له يا رسول الله صلي الله عليه و آله متي يخرج القائم من ذريتك فقال صلي الله عليه و آله: مثله مثل الساعة«لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ».

الأربعمائة: قال أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه بنا يفتح الله ربنا يختم وبنا يمحو ما يشاء وبنا يثبت وبنا يدفع الله الرمان الكلب وبنا ينزل الغيث فلايغرنكم بالله الغرور ما أنزلت السماء قطرة من ملء منذ حبسه الله عزوجل ولو قد قام قائمنا لأنزلت السماء قطرها وأخرجت الأرض نباتها ولذهبت الشحناء من قلوب العباد و اصطلحت السباع والبهائم حتي تمشي المرأة بين العراق الي الشام لاتضع قدميها الا علي النبات وعلي رأسها زبيلها لا يهيجها سبع ولا تخافه.

الفضل بن شاذان عن عبد الرحمن بن أبي هاشم والحسن بن علي من أبي خديجة عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: إذا قام القائم جاء بأمر جديد.

روي السيد علي بن عبد الحميد في كتاب الغيبة بإسناده عن الامام الباقر صلوات الله عليه قال: إذا ظهر قائمنا أهل البيت قال: «َفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا»خفتكم علي نفسي وجئتكم لما أذن لي ربي و أصلح لي أمري.

ص: 366

علي بن محمد، عن جعفر بن محمد، عن موسي بن جعفر البغدادي، عن وهب بن شاذان، عن الحسن بن أبي الربيع، عن محمد بن إسحاق عن أم هانيء قالت: سألت الامام أبا جعفر محمد بن علي صلوات الله عن قول الله تعالي «فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ ، الْجَوَارِ الْكُنَّسِ »قلت: فقال صلوات الله عليه إمام يخنس سنة ستين ومائتين ثم يظه كالشهاب يتوقد في الليلة الظلماء فإن أدركټ زمانه قرت عينك.

الحسن بن محمد وغيره، عن جعفر بن محمد، عن علي بن العباس بن عامر، عن موسي بن هلال الكندي، عن عبد الله بن عطاء عن الامام أبي جعفر صلوات الله عليه قال: قلت له إن شيعتك بالعراق كثيرة والله ما في أهل بيتك مثلك فكيف لا تخرج قال: فقال يا عبد الله بن عطاء فقد أخذت تفرش أذنيك للنوكي أي والله ما أنا بصاحبكم قال قلت له فمن صاحبنا قال صلوات الله عليه انظروا من عمي علي الناس ولادته، فذاك صاحبكم إنه ليس متا أحد يشار إليه بالاصبع ويمضغ بالألسن الا مات غيظا أو رغم أنفه.

أبو علي الاشعري عن محمد بن حسان عن محمد بن علي، عن عبد الله بن القاسم، عن المفضل بن عمر، عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه و آله في قول الله عزوجل«فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ»قال صلوات الله عليه و آله إن ما إماما مظفر مستترا فإذا أراد الله عز ذكره إظهار أمره نكت في قلبه نكته فظهر فقام بأمر الله تبارك و تعالي.

عن الفضل بن شاذان، عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير عن اسماعيل بن عياش،عن الأعمش، عن أبي وائل قال: نظر أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه إلي ابنه الامام الحسين صلوات الله عليه فقال صلوات الله

ص: 367

عليه: إن ابني هذا سيد كما سماه (رسول) الله سيدا و سيخرج الله تعالي من صلبه رجلا باسم نبيكم فيشبهه في الخلق والخلق يخرج (علي) حين غفلة من الناس وإماته من الحق وإظهار من الجور والله لو لم يخرج لضربت عنقه يفرح (الخروجه) أهل السماء وسكانها يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا وظلما تمام الخبر.

عن جابر الجعفي قال: سمعت جابر بن عبدالله الأنصاري يقول: إن رسول الله صلي الله عليه و آله قال: المهدي من ولدي الذي يفتح الله به مشارق الأرض ومغاربها ذاك الذي يغيب عن أوليائه غيبةلايثبت علي القول بامامته إلا من امتحن الله قلبه للإيمان.

فقلت: يا رسول الله صلي الله عليه و آله: هل لأوليائه الانتفاع به في غيبته. فقال صلي الله عليه و آله: والذي بعيني بالحق نبيا أنهم يستضيئون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس إذا سترها سحاب، باجابر هذا من مكنون سر الله ومخزون علمه فاكتمه إلا عن أهله.

محمد بن الحسن بن قتيبة، أخبرنا أحمد بن سلم الحلبي، أخبرنا عبد الله بن السري المدائني عن أبي عمر البزار، عن ماجد عن الشعبي عن تميم الدارمي قال: قلت: يا رسول الله صلي الله عليه و آله: بالله ما رأيت للروم مدينة مثل مدينة يقال لها انطاكية، وما رأيت أكثر مطر منها، فقال النبي صلي الله عليه و آله: نعم وذلك أن فيها التورية وعصي موسي عليه السلام ورضاض الألواح ومائدة سليمان عليه السلام في غار - الي أن قال - فلاتذهب الأيام والليالي حتي يسكنها رجل من عترتي، اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي خلقه خلقي وخلقه خلقي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.

ص: 368

بإسناده عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلي الله عليه و آله قال: تتنعم أمتي في زمن المهدي نعمة لم يتنعموا مثلها قد يرسل الله السماء عليهم مدرارا ولا تدع الأرض شيئا من نباتها إلا أخرجته.

حدثنا نصر بن علي الجهضمي، حدثنا محمد بن مروان العقيلي، حدثنا عمارة بن أبي حفصة عن زيد العمي، عن أبي صديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلي الله عليه و آله قال: يكون في أمتي المهدي إن قصر فسبع والا فسبع فتنعم فيه أمتي نعمة لم ينعموا مثلها قط، تؤتي أكلها ولا تدخر منهم شيئا والمال يومئذ كمدوس فيقوم الرجل فيقول: يامهدي صلوات الله عليه اعطني، فقول: خذ.

ص: 369

ص: 370

الفصل الثاني: أحواله صلوات الله عليه

اشارة

ص: 371

ص: 372

أولا: ولادته صلوات الله عليه

ابن الوليد عن محمد العطار، عن الحسين بن رزق الله عن موسي بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسي بن جعفر صلوات الله عليه قال: حدثتني حكيمة بنت محمد ابن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين قالت: بعث الي الامام أبو محمد الحسن بن علي صلوات الله عليه فقال: ياعمة اجعلي إفطارك الليلة عندنا فانها ليلة النصف من شعبان فان الله تبارك و تعالي سيظهر في هذه الليلة الحجة وحجته في أرضه قالت: فقلت له: ومن أمه قال صلوات الله عليه لي: نرجس. قلت له: والله جعلني فداك ما بها أثر.

فقال صلوات الله عليه: هو ما أقول لك. قالت: فجئت فلما سلمت وجلست جاءت تنزع خفي وقالت لي: يا سيدتي كيف أمسيت. فقلت: بل أنت سيدتي وسيدة أهلي قالت: فأنكرت قولي وقالت: ما هذا ياعمه. قالت فقلت لها: يابنية إن الله تبارك و تعالي سيهب لك في ليلتك هذه غلاما سيداً في الدنيا والآخرة قالت: فجلست واستحيت فلما أن فرغت من صلاة العشاء الآخرة وأفطرت وأخذت مضجعي فرقدت فلما أن كان في جوف الليل قمت إلي الصلاة ففرغت من صلاتي وهي نائمة ليس بها حادث ثم جلست معقبة ثم اضطجعت ثم انتبهت

ص: 373

فزعة وهي راقدة ثم قامت فصلت. قالت حكيمة: فدخلتني الشكوك فصاح بي الأمام أبو محمد صلوات الله عليه من المجلس فقال صلوات الله عليه: لا تعجلي ياعمة فإن الأمر قد قرب قالت: فقرأت الم السجدة ويس فبينما أنا كذلك إذا انتهبت فزعة فوثبت إليها فقلت: اسم الله عليك ثم قلت لها: تحسين شيئا. قالت: نعم ياعمة، فقلت لها: اجمعي نفسك واجمعي قلبك فهو ماقلت لك. قالت حكيمة: ثم أخذتني فترة وأخذتها فطرة فانتبهت بحس سيدي - الإمام أبو محمد صلوات الله عليه - فكشف الثوب عنه فاذا أنا به صلوات الله عليه ساجدا يلتقي الأرض بمساجده فضممته إلي فإذا أنا به نظيف منظف فصاح بي الامام أبو محمد صلوات الله عليه هلمي إلي ابني ياعمة فجئت به إليه فوضع يديه تحت أليتيه وظهره ووضع قدميه علي صدره ثم أدلي لسانه في فيه وأمر يده علي عينيه وسمعه ومفاصله ثم قال صلوات الله عليه: تكلم يابني فقال الامام الحجة صلوات الله عليه: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمدا رسول الله صلي الله عليه و آله ثم صلي علي أمير المؤمنين صلوات الله عليه وعلي الأئمة صلوات الله عليهم الي أن وقف علي أبيه صلوات الله عليه ثم أحجم. قال الامام أبو محمد صلوات الله عليه: يا عمة اذهبي به الي أمه ليسلم عليها وائتني به فذهبت به فسلم عليها ورددته ووضعته في المجلس ثم قال صلوات الله عليه: يا عمة إذا كان السابع فائتينا.

قالت حكيمة: فلما أصبحت جئت لأسلم علي الامام أبي محمد صلوات الله عليه فكشف الستر لأفتقد سيدي صلوات الله عليه فلم أره فقلت له: جعلت فداك ما فعل سيدي. فقال صلوات الله عليه: ياعمة استودعناه الذي استودعته أم موسي عليها السلام .

ص: 374

قالت حكيمة: فلما كان في اليوم السابع جئت وسلمت وجلست .

فقال صلوات الله عليه: هلمي إلي إبني فجئت بسيدي في الخرقة ففعل به كفعلته الاولي ثم أدلي لسانه في فيه كأنه يغذيه لبنا أو عسلا ثم قال صلوات الله عليه: تكلم يابني فقال صلوات الله عليه: أشهد أن لا إله إلا الله وثني بالصلاة علي محمد وعلي أمير المؤمنين صلوات الله عليه و الائمة صلوات الله عليهم أجمعين حتي وقف علي أبيه صلوات الله عليه ثم تلا هذه الآية «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَي الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ .وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ »قال موسي: فسألت عقبة الخادم عن هذا فقال: صدقت حكيمة.

ماجيلويه و العطار معا عن محمد العطار، عن الحسين بن علي النيسابوري عن إبراهيم بن محمد بن عبدالله بن موسي بن جعفر صلوات الله عليه عن الشاري عن نسيم ومارية أنه لما سقط صاحب الزمان صلوات الله عليه من بطن أمه سقط جاثيا علي ركبتيه رافعا سبابتيه الي السماء ثم عطس فقال صلوات الله عليه: الحمد لله رب العالمين وصلي الله علي محمد و آله، زعمت الظلمة أن حجة الله داحضة ولو أذن لنا في الكلام لزال الشك.

- الطالقاني، عن الحسن بن علي بن زكريا، عن محمد بن خليلان عن أبيه عن جده، عن غياث بن أسد قال: سمعت محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه يقول: لما ولد الخلف المهدي صلوات الله عليه سطع نور من فوق رأسه الي عنان السماء ثم سقط لوجهه ساجدا لربه تعالي ذكره ثم رفع رأسه وهو يقول صلوات الله عليه: أشهد أن لا إله إلا الله هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله الا هو العزيز الحكيم إن الدين عند الله الإسلام قال: وكان مولده ليلة الجمعة.

ص: 375

ابن المتوكل عن الحميري بن ابراهيم الكوفي ان الامام أبا محمد صلوات الله عليه بعث إلي (بعض) من سماه لي بشاة مذبوحة قال صلوات الله عليه هذه عقيقة ابني محمد صلوات الله عليه.

ماجيلويه، عن محمد العطار عن الحسن بن علي النيسابوري، عن الحسن بن المنذر عن حمزة بن أبي الفتح قال: جاءني يوما فقال لي: البشارة ولد البارحة في الدار مولود للإمام أبي محمد صلوات الله عليه وأمر بكتمانه قلت: وما اسمه قال: سمي بمحمد وكني بجعفر.

روي محمد بن علي الشلمغاني في كتاب الأوصياء قال: حدثني حمزة بن نصر غلام الإمام أبي الحسن صلوات الله عليه عن أبيه قال: لما ولد السيد صلوات الله عليه تباشر أهل الدار بذلك فلما نشأ خرج إلي الأمر أن أبتاع في كل يوم مع اللحم قصب مخ وقيل إن هذا لمولانا الصغير صلوات الله عليه.

ابن عاصم، عن الكلبي، عن علي بن محمد قال: ولد الصاحب صلوات الله عليه (في) النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين.

ص: 376

ثانيا: بعض أحواله صلوات الله عليه

عن عباية بن ربعي عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله لفاطمة صلوات الله عليها: منا خير الأنبياء وهو أبوك، ومنا خير الأوصياء وهو بعلك ومنا خير الشهداء وهم عم أبيك حمزة ومنا من له جناحان يطير بهما في الجنة حيث يشاء وهو ابن عم أبيك جعفر، ومنا سبطا هذه الأمة سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين وهما ابناك ومنا المهدي وهو من ولدك .

حدثنا إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن ابن جبير، عن كثير بن مرة عن عبدالله بن عمر عن حذيفة رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلي الله عليه و آله فذكرنا ما هو كائن، ثم قال صلي الله عليه و آله: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله عزوجل ذلك اليوم حتي يبعث رجلا من ولدي إسمه إسمي، فقام سلمان رضي الله عنه فقال: يا رسول الله من أي ولدك هو. قال صلي الله عليه و آله: من ولدي هذا وضرب بيده علي الحسين صلوات الله عليه.

أحمد بن ثابت الواليبي عن محمد بن علي بن عبد الصمد عن علي بن عاصم عن الامام أبي جعفر الثاني صلوات الله عليه عن آبائه صلوات الله عليهم قال: قال النبي صلي الله عليه و آله لأبي بن كعب في وصف القائم صلوات الله

ص: 377

عليه: إن الله تعالي رب في صلب الحسين صلوات الله عليه نطفة مباركة زكية طيبة طاهرة مطهرة يرضي بها كل مؤمن ممن قد أخذ الله ميثاقه في الولاية ويكفر بها كل جاحد فهو إمام تقي نقي سار مرضي هاد مهدي يحكم بالعدل ويأمر به، يصدق الله عزوجل ويصدقه الله في قوله يخرج من تهامة حين تظهر الدلائل والعلامات ولاكنوز ولا فضة الآ خيول مطهمة ورجال مسومة يجمع الله له من أقاصي البلاد علي عدة أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا معه صحيفة مختومة فيها عدد أصحابه بأسمائهم وبلدانهم وطبائهم وحلاهم وكناهم كدادون محدون في طاعته.

فقال له أبي: وما دلائله وعلاماته يارسول الله قال صلي الله عليه وآله له: علم إذا حان وقت خروجه انتشر ذلك العلم من نفسه وأنطقه الله عز وجل فناداه العلم: اخرج يا ولي فاقتل أعداء الله وهما آيتان و علامتان.

وله سيف مغمد، فإذا حان وقت خروجه اقتلع ذلك السيف من غمده وأنطقه الله عزوجل فناداه السيف: اخرج ياولي الله فلا يحل لك أن تقعد عن أعداء الله، فيخرج ويقتل أعداء الله حيث ثقفهم ويقيم حدود الله و يحكم بحكم الله يخرج و جبرئيل عن يمينه و ميكائيل عن يسر ته وسوف تذكرون ما أقول لكم ولو بعد حين وأفوض أمري إلي الله عزوجل. يا اُبيُّ طوبي لمن لقيه وطوبي لمن أحبه وطوبي لمن قال به ينجيهم من الهلكة وبالإقراربالله وبرسوله وبجميع الأئمة يفتح الله لهم الجنة مثلهم في الأرض كمثل المسك الذي يسطح ريحه فلايتغير أبدأ ومثلهم في السماء كمثل القمر المنير الذي لا يطفأ نوره أبدا. قال أبي: يارسول الله صلي الله عليه و آله كيف حال بيان هؤلاء الأئمة عن الله عزوجل قال صلي الله عليه و آله: أن الله تعالي أنزل علي أثنتي عشر صحيفة اسم كل إمام علي خاتمه

ص: 378

وصفته في صحيفته.

عن عكرمة بن عمر، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله يقول: نحن ولد عبد المطلب سادة أهل الجنة أنا وحمزة وعلي وجعفر والحسن والحسين و المهدي.

عن سهل بن تمام البصري، عن عمران القطان، عن قتادة عن أبي نضرة، عن جابر بن عبدالله الانصاري قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله: المهدي يخرج في آخر الزمان.

عن عبد المؤمن بن القاسم، عن الحارث بن حصيرة، عن عمارة بن جوين العبدي، عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله يقول علي المنبر : إن المهدي من عترتي من أهل بيتي يخرج في آخر الزمان ينزل له (من) السماء قطرها و تخرج له الأرض بذرها، فيملأ الأرض عدلا وقسط كما ملأها القوم ظلماً وجورا.

عن قيس بن جابر عن أبيه عن جده أن رسول الله صلي الله عليه و آله قال : سيكون بعدي خلفاء ومن بعد الخلفاء أمراء ومن بعد الأمراء ملوك جبابرة ثم يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.

حدثنا نعيم حدثنا يحيي بن اليمان عن سفيان عن أبي أسحاق عن عاصم عن أمير المؤمنين علي صلوات الله عليه قال: هو رجل مني.

حدثنا أبو رافع عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلي الله عليه و آله قال: هو من عترتي.

بإسناده عن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله:

ص: 379

ليبعثن الله من عترتي رجلا أفرق الثنايا أجلي الجبهة يملأ الأرض عدلا يفيض المال فيضا.

عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلي الله عليه و آله قال:

لا تذهب الدنيا ولا تنقضي الأيام حتي يملك رجل من أهل بيتي يواطيء اسمه اسمي.

حدثنا نعيم حدثنا ابن عيينة عن عاصم عن زر عن عبدالله عن النبي صلي الله عليه و آله قال: المهدي يواطيء اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي.

عن سعيد بن الحسن بن أخت ثعلبة، عن أبي بكر بن عياش عن عاصم، عن عبد الله، عن النبي صلي الله عليه و آله قال: يلي أمر هذه الأمة في آخر زمانها رجل من أهل بيتي يواطي اسمه اسمي.

حدثنا نعيم بن حماد حدثنا يحيي بن يمان حدثنا سفيان و زائدة عن عاصم أبي وائل عن زر عن النبي صلي الله عليه و آله قال المهدي يواطي اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي.

بإسناده عن زيد بن عبد الله قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: لا تذهب الدنيا حتي يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطيء اسمه اسمي.

بإسناده عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وآله أنه قال: المهدي ما أهل البيت رجل من أمتي أشم الأنف يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.

روي بإسناده عن أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: بينكم وبين الروم أربع هدن يوم الرابعة علي يد رجل من أل هرقل يدوم

ص: 380

سبع سنين فقال له رجل من عبد القيس يقال له المستورد بن غيلان: يا رسول الله من امام الناس يومئذ. قال صلي الله عليه و آله: المهدي من ولدي ابن أربعين سنة كان وجهه كوكب دري في خده الأيمن خال أسود عليه عباءتان قطوانيتان كانه من رجال بني إسرائيل يستخرج الكنوز ويفتح مدائن الشرك.

بإسناده عن زر بن عبدالله قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: يخرج رجل من أهل بيتي يواطء اسمه اسمي وخلقه خلقي يملأها قسطا وعدلا.

عن الزهري عن الامام علي بن الحسين صلوات الله عليه عن أبيه الإمام الحسين بن علي صلوات الله عليه أن رسول الله صلي الله عليه و آله قال لفاطمة صلوات الله عليها: المهدي من ولدك.

قال نعيم: حدثنا أبو هارون عن عمرو بن قبيل الملائي عن المنهال بن عمرو عن زر بن جيش سمع أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه يقول المهدي رجل منا من ولد فاطمة.

عن الامام الحسين بن علي صلوات الله عليه و آله قال قائم هذه الأمة هو التاسع من ولدي وهو صاحب الغيبة وهو الذي يقسم ميراثه وهو حي.

عن جعفر بن محمد بن مالك عن علي بن الحسن فضال عن الريان بن الصلت قال: سئل الامام الرضا صلوات الله عليه عن القائم صلوات الله عليه فقال: لايري جسمه ولايسمي باسمه.

حدثنا إبراهيم بن إسحاق قال: حدثنا عبد الله بن حماد عن عمرو بن شمر قال: كنت عند الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه في بيته و البيت غاض بأهله فأقبل الناس يسألونه فلاسأل عن شيء إلا أجاب فيه فبكيت من ناحية البيت

ص: 381

فقال ما يبكيك -يا عمرو -

فقلت: جعلت فداك وكيف لا أبكي وهل في هذه الأمة مثلك والباب مغلق عليك و الستر لمرخي عليك.

فقال صلوات الله عليه: لا تبك ياعمرو نأكل أكثر الطيب ونلبس اللين ولو كان الذي تقول لم يكن الا أكل الجشب ولبس الخشن مثل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وإلا فمعالجة الأغلال في النار.

عن الوشاء، عن أحمد بن عمر قال: قال الامام أبو جعفر صلوات الله عليه وأتاه رجل فقال له إنكم أهل بيت رحمة واختصكم الله تعالي بها. فقال له صلوات الله عليه كذلك نحن والحمد لله لاندخل أحدا في ضلالة ولانخرجه من هدي إن الدنيا لاتذهب حتي يبعث الله تعالي رجلا منا أهل البيت يعمل بكتاب الله لايري فيكم منكرا إلا أنكره.

عن ولد عمير بن الحمام قال: أخبرنا علي بن شهرام قال: حدثنا موسي بن ابراهيم قال: حدثنا الامام موسي بن جعفر صلوات الله عليه عن أبيه الامام جعفر بن محمد صلوات الله عليه عن الامام محمد بن علي صلوات الله عيه عن الامام علي بن الحسين صلوات الله عليه قال دخل الحسين بن علي صلوات الله علي علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وعنده جلساؤه فقال صلوات الله عليه هذا سيد كم سماه رسول الله صلي الله عليه وآله سيد وليخرجن رجل من صلبه شبهي شبهه في الخلق والخلق يملأ الأرض عدلا وقسطأ كما ملئت ظلما و جوراً قيل له ومتي ذلك يا أمير المؤمنين. فقال صلوات الله عليه هيهات إذا خرجتم عن دينكم كما تخرج المرأة عن وركيها لبعلها.

ص: 382

حدثنا أبو الحسن علي بن موسي بن أحمد بن إبراهيم محمد بن عبدالله بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال: وجدت في كتاب أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن أحمد الطوال عن أبيه عن الحسن بن علي الطبري عن أبي جعفر محمد بن الحسن بن إبراهيم بن مهزيار قال: سمعت أبي يقول: جدي علي بن ابراهيم بن مهزيار يقول كنت نائما في مرقدي اذ رأيت فيما يري النائم قائلا يقول لي حج فأنك تلقي صاحب زمانك قال علي بن ابراهيم فانتبهت وأن فرح مسرور فما زلت في الصلاة حتي انفجر عمود الصبح وفرغت من صلاتي وخرج أسأل عن الحاج فوجدت فرقة تريد الخروج فبادرت مع أول من خرج فمازلت كذلك حتي خرجوا وخرجت بخروجهم أريد الكوفة فلما وافيتها نزل عن راحلتي وسلم متاعتي الي ثقات إخواني وخرجت أسأل عن آل محمد صلوات الله عليه فمازلت كذلك فلم أجد أثر ولا سمعت خبرا وخرجت في أول من خرج أريد المدينة فلما دخلتها لم أتمالك أن نزل عن راحلتي وسلمت رحلي الي ثقات إخواني وخرجت أسأل عن الخبر واقفوا الأثر فلاخبرا سمعت ولا أثر وجدت فلم أزل كذلك إلي أن نفر الناس الي مكة وخرجت مع من خرج حتي وافيت مكة ونزلت واستوثقت من رحلي وخرجت أسأل عن آل محمد صلوات الله عليه فمازلت كذلك فلم أجد أثرا ولا سمعت خبرا وخرج في أول من خرج أريد المدينة فلما دخلتها لم أتمالك أن نزل عن راحلتي وسلمت رحلي الي ثقات إخواني وخرجت أسأل عن الخبر واقفوا الأثر فلاخبرا سمعت وأثر وجد فلم أزل كذلك إلي أن نفر الناس الي مكة وخرجت مع من خرج حتي وافي مكة ونزلت فاستوثقت من رحلي وخرجت أسأل عن آل محمد صلوات الله عليهم فلم أسمع خبرا ولا

ص: 383

وجدت أثرا فما زلت بين الإياس والرجاء متفكرا في أمري وعائياً علي نفسي وقد جر الليل فقلت: أرقب الي أن يخلو لي وجه الكعبة لأطوف بها وأسأل الله عزوجل أن يعرفني أملي فيها فبينما أنا كذلك وقد خلالي والكعبة إذ قمت الي الطواف فإذا أنا بفتي مليح طيب الرائحة متزر ببردة متشح بأخري وقد عطف بردائه علي عاتقه فنظرته فالتفت الي فقال صلوات الله عليه من الرجل.

فقلت من الأهواز.

فقال: أتعرف بها ابن الخصيب.

فقلت رحمه الله دعي فأجاب.

فقال رحمه الله لقد كان بالنهار صائما وبالليل قائما وللقرآن تاليا ولنا مواليا.

فقال: أتعرف فيها علي بن إبراهيم بن مهزيار.

فقلت: أنا علي.

فقال: أهلا وسهلا بك يا أبا الحسن أتعرف الصرييحين.

فقلت: نعم.

قال: ومن هما

فقلت: محمد و موسي.

ثم: ما فعلت العلامة التي بينك وبين أبي محمد صلوات الله عليه.

فقلت: معي.

فقال: أخرجها إلي فأخرجتها إليه خاتما حسنا علي فصه (محمد و علي)

ص: 384

فلما رأي ذلك بكي مليأ ور شجيا فأقبل يبكي بكاء طويلا وهو يقول رحمك الله يا أبا محمد فقد كنت إماما عادلا ابن أئمة وأبا إمام أسكنك الله الفردوس الأعلي مع أبائك صلوات الله عليهم ثم قال يا أبا الحسن وإلي رحلك وكن علي أهبة السفر من لقائنا (وكن علي أهبة من كفايتك) حتي إذا ذهب الثلث من الليل وبقي الثلثان فالحق بنا فإنك تري منا إن شاء الله.

قال ابن هزيار: فسرت الي رحلي أطيل التفكر حتي هجم الوقت فقمت الي رحلي و أصلحته وقدمت الي راحلتي وحملتها و صرت في متنها حتي لحقت الشعب فإذا أنا بالفتي هناك يقول أهلا وسهلا بك يا أبا الحسن طوبي لك فقد أذن لك، فسار وسرت بسيره حتي جاز بي عرفات ومني وصر في أسفل ذروة جبل الطائف. فقال لي: يا أبا الحسن انزل وخذ في أهبة الصلاة فنزل ونزلت حتي فرغ وفرغت ثم قال لي: خذ في صلاة الفجر وأوجز فأوجزت فيها وسلم وعقر وجهه في التراب، ثم ركب وأمرني بالركوب فركب ثم سار و سر بسيره حتي علا الذروة. فقال: المح هل تري شيئا فلمحت فرأيت بقعة نزهة كثيرة العشب والكلاء. فقلت يا سيدي أري بقعة نزهة كثيرة العشب والكلاء فقال لي: هل تري في أعلاها شيئا فلمح فإذا أنا بكثيب من رمل فوق بيت من شعر يتوقد نورا. فقال لي: هل رأيت شيئا. فقلت: أري كذا وكذا فقال لي: يابن مهزيار طب نفسا وقر عين فإن هناك أمل كل مؤمل ثم قال لي: انطلق بنا فسار و سرت حتي صار في أسفل الذروة. ثم قال: انزل فهاهنا يذل كل صعب فنزل ونزلت حتي قال لي: يابن مهزيار خلي عن زمام الراحلة. فقلت: علي من أخلفها وليس هاهنا أحد، فقال لي: إن هذا حرم لا يدخله الأولي ولا يخرج منه الأولي فخليت عن الراحلة فسار وسرت فلما دنا من الخناء سبقنيوقال لي: قف هنا الي أن يؤذن لك فما

ص: 385

كان الا هنيئة فخرج إلي وهو يقول طوبي لك قد أعطيت سؤلك قال فدخلت عليه - صلوات الله عليه - وهو جالس علي نمط عليه نطع أديم أحمر متكي، علي مسورة أديم فسلمت عليه ورد علي السلام ولمحته فرأيت وجهه مثل فلقة قمر الا بالخرق ولا بالبزق ولا بالطويل الشامخ ولا بالقصير الاصق ممدود القامة صلت الجبين أزج الحاجبين أدعج العينين افتي الأنف سهل الخدين علي خده الأيمن خال. فلما بصرت به حار عقلي في نعته وصفته فقال لي يابن مهزيار كيف خلفت إخوانك في العراق.

قلت: في ضنك عيش وهناة قد تواترت عليهم سيوف بني السيصبان.

فقال صلوات الله عليه قاتلهم الله أني يؤفكون كأني بالقوم قد قتلوا في ديارهم وأخذ أمر ربهم ليلا ونهارا فقلت: متي يكون ذلك يابن رسول الله صلي الله عليه و آله.

قال: إذا حيل بينكم وبين سبيل الكعبة بأقوام لاخلاف لهم والله ورسوله منهم براء وظهرت الحمرة في السماء ثلاثا فيها كأعمدة اللجين تتلألأ نورا ويخرج السروسي من إمينة وأذربيجان يريد وراء الري الجبل الأسود المتلاحم بالجبل الأحمر لزيق جبال طالقان فيكون بينه وبين المروزي وقعة فيلمانية يشيب فيها الصغير ويهرم منها الكبير ويظهر القتل بينهما فعندها توقعوا خروجه الي الزوراء فلا يلبث بها حتي يوافي باهات ثم يوافي واسط العراق فيقم فيها سنة أو دونها. ثم يخرج الي كوفان فيكون بينهم وقعة من النجف الي الحيرة الي الغري وقعة شديدة تذهل منها العقول، فعنده يكون بوار الفئتين وعلي الله حصاد الباقين.

حدثنا سعد بن محمد بن إسحاق، حدثنا محمد بن يوسف التركي، حدثنا

ص: 386

أبو عوانة عن الأعمش، عن عطية عن أبي سعيد الخدري رضوان الله عليه قال: قال رسلو الله صلي الله عليه و آله: يكون عند انقطاع من الزمان و ظهور من الفتن رجل يقال له: المهدي يكون عطاؤه هنيئا.

بهذا الإسناد عن الميثمي عن ابن محبوب عن مؤمن الطاق، عن سلام بن المستنير عن الامام أبي جعفر صلوات الله عليه في قول الله عزوجل«اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا »قال صلوات الله عليه: يحييها الله عزوجل بالقائم بعد موتها يعني بموتها كفر أهلها والكافر ميت.

ص: 387

ص: 388

أولا: من علامات قيام الامام الحجة صلوات الله عليه

ص: 389

ص: 390

محمد بن علي بن الحسين عن محمد القطعي، عن علي بن حاتم، عن محمد بن مروان، عن عبيد بن يحيي الثوري، عن الامام محمد بن علي بن الحسين صلوات الله عليه عن أبيه الامام علي بن الحسين صلوات الله عليه عن أبيه الامام الحسين بن علي صلوات الله عليه عن أبيه أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه في قوله تعالي:«وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَي الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ »قال صلوات الله عليه: هم آل محمد صلوت الله عليهم يبعث الله مهديهم بعد جدهم فيعزهم ويذل عدوهم.

العطار، عن سعد ابن يزيد عن محمد بن الحسن الميثمي عن مثني الحناط قال: سمعت الامام أبا جعفر صلوات الله عليه يقول: «ايامُ اللّه»ثلاثة يوم يقوم القائم ويوم الكرة ويوم القيامة.

ابن الوليد عن الصفار عن عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان عن أبيه قال: قلت للإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه«هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ»قال صلوات الله عليه: يغشاهم القائم بالسيف. قال: قلت«وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ»قال صلوات الله عليه: يقول خاضعة لاتطيق الامتناع.

قال: قلت:«عاملة»قال صلوات الله عليه: عملت بغير ما انزل الله عزوجل.

ص: 391

قلت:«ناصبة»قال صلوات الله عليه: نصب غير ولاة الأمر.

قال: قلت:«تَصْلَي نَارًا حَامِيَةً »قال صلوات الله عليه تصلي نار الحرب في الدنيا علي عهد القائم في الآخرة نار جهنم.

ابن المتوكل عن محمد العطار عن ابن عيسي عن عمر بن عبد العزيز عن غير واحد من أصحابنا، عن داود الرقي، عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه في قول الله عزوجل«الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ »قال صلوت الله عليه: من أقر بقيام القائم صلوات الله عليه أنه حق.

الدقاق عن الأسدي عن النخعي عن النوفلي عن علي بن أبي حمزة ، عن يحيي بن أبي القاسم قال: سألت الامام الصادق صلوات الله عليه عن قول الله عزوجل «الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًي لِّلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ»فقال صلوات الله عليه: المتقون شيعة علي صلوات الله عليه وأما الغيب فهو الحجة الغائب و شاهد ذلك قول الله تعالي«وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۖ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ ».

عن ابراهيم بن عمر، عمن سمع الامام أبا جعفر صلوات الله عليه يقول: إن عهد نبي الله صار عند الامام علي بن الحسين صلوات الله عليه ثم صار عند (الامام) محمد بن علي صلوات الله عليه ثم يفعل الله ما يشاء فلزم هؤلاء فإذا خرج رجل منهم معه ثلاثمائة رجل ومعه راية رسول الله صلي الله عليه و آله عامدا الي المدينة حتي يمر بالبيداء فيقول هذا مكان القوم الذين خسف بهم وهي الآية التي قال الله«أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ».

ص: 392

عن ابن سنان عن الامام أبي عبدالله صلوات الله عليه سئل عن قول الله«أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ»قال صلوات الله عليه هم أعداء الله وهم يسمخون ويقذفون ويسبخون في الأرض.

الحسين بن محمد، عن المعلي،عن محمد بن جمهور، عن ابن محبوب عن أبي حمزة قال: سألت الإمام أبا جعفر صلوات الله عليه عن قوله«وَأَنَّي لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ»قال صلوات الله عليه إنهم طلبوا المهدي صلوات الله عليه من حيث لا ينال وقد كان لهم مبذولا من حيث نال.

عن جعفر بن محمد عن إبراهيم بن عبد الحميد عن اسحاق بن عبد العزيز عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه في قوله«وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَي أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ».

قال صلوات الله عليه: العذاب خروج القائم والأمة المعدودة (عدة) أهل بدر وأصحابه.

حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثني إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي بن مهزيار عن علي بن محمد بن زياد قال: كتب إلي الإمام أبي الحسن صاحب العسكر صلوات الله عليه عن الفرج إلي - صلوات الله عليه - إذا غاب صاحبكم عن دار الظالمين فتوقعوا الفرج.

حديث أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه أنه لو لم يخرج لضربت عنقه.

عن الفضل بن شاذان، عن الحسن بن علي فضال، عن المثني الحناط عن الحسن بن زياد الصيقل قال: سمعت الامام أبا عبد الله جعفر بن محمد صلوات الله

ص: 393

عليه يقول: إن القائم لا يقوم حتي ينادي منادي من السماء تسمع الفتاة في خدرها ويسمع أهل المشرق والمغرب.

وفيه نزلت هذه الآية«إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ».

الفضل عن ابن أسباط عن الحسن بن الجهم قال: سأل رجل الامام أبا الحسن صلوات الله عليه عن الفرج فقال لي صلوات الله عليه: ما تريد الاكثار أو أجمل لك. فقلت أريد تجمله لي فقال صلوات الله عليه: إذا تحركت رايات قيس بمصر ورايات كندة بخراسان أو ذكر غير كندة.

عن ابراهيم بن عبدالله الهاشمي، عن ابراهيم بن هانيء، عن نعيم بن حماد، عن سعيد عن أبي عثمان، عن جابر، عن الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه قال: تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان الي الكوفة فإذا ظهر المهدي بعث إليه بالبيعة.

عبدالواحد ابن حماد بن الحارث الخجندي قال: أخبرنا نوح بن أبي مريم عن زيد العمي، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: يخرج مني عند انقطاع من الزمن وتظاهر من الفتن المهدي يملئها عدلا كما ملئت ظلما أسعد الناس به أهل الكوفة.

الفضل بن شاذان عن نصر بن مزاحم عن عمرو بن شمر عن جابر قال: (قلت)للإمام أبي جعفر صلوات الله عليه متي يكون هذا الأمر. فقال صلوات الله عليه: أني يكون ذلك يا جابر ولما تكثر القتلي بين الحيرة والكوفة.

عن عمرو بن شمر عن جابر قال: قلت للإمام أبي جعفر صلوت الله عليه

ص: 394

متي يكون هذا الأمر فقال صلوات الله عليه أني يكون ذلك يا جابر ولما يكثر القتل بين الحيرة والكوفة.

عن علي بن عاصم، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن الامام أبي الحسن الرضا صلوات الله عليه قبل هذا الأمر السفياني واليماني والمرواني وشعيب بن صالح فكيف يقول هذا وهذا .

محمد بن المشهدي عن محمد بن القاسم، عن أحمد بن محمد عن مشايخه عن سليمان الأعمش عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال: حدثني أنس بن مالك وكان خادم رسول الله صلي الله عليه و آله قال: لما رجع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه من قتال أهل النهروان نزل براثا وكان بها راهب في قلايته وكان اسمه الحباب، فلما سمع الراهب الصيحة والعسكر أشرف من قلايته الي الأرض فنظر الي عسكر أمير المؤمنين صلوات الله عليه فاستعظم ذلك ونزل مبادراً فقال: من هذا ومن رئيس هذا العسكر فقيل له: هذا أمير المؤمنين صلوات الله عليه وقد رجع من قتال أهل النهروان. فجاء الحباب مبادرا يتخطي الناس حتي وقف علي أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين حقا حقا

فقال له: وما علمك بأني أمير المؤمنين حقا حقا.

قال له: بذلك أخبرنا علماؤنا وأحبارنا.

فقال له أمير المؤمنين صلوات الله عليه: يا حباب. فقال الراهب: وما علمك باسمي.

فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: أعلمني بذلك حبيبي رسول الله صلي الله عليه و آله فقال له الحباب مد يدك فأنا أشده أن لا إله الا الله وأنا محمد رسول

ص: 395

الله صلي الله عليه و آله وأنك علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وصيه.

فقال له أمير المؤمنين صلوات الله عليه: وأين تأوي. فقال: أكون في قلاية الي هاهنا فقال له أمير المؤمنين صلوات الله عليه: بعد يومك هذا لاتسكن فيها ولكن ابن هاهنا مسجدا وسمه باسم بانيه، فبناه رجل اسمه براثا فسمي المسجدببراثا باسم الباني له، ثم قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: ومن أين تشرب يا حباب. فقال: يا أمير المؤمنين من دجلة هاهنا.

قال صلوات الله عليه: فلم لاتحفر هاهنا عينا أو بئرا. فقال له: يا أمير المؤمنين كلما حفرنا بئرا وجدناها مالحة غير عذبة. فقال له أمير المؤمنين صلوات الله عليه: احفر هاهنا بئرا فحفر فخرجت عليهم صخرة لم يستطيعوا قلعها، فقلعها أمير المؤمنين صلوت الله عليه فانفلقت عن عين أحلي من الشهد وألذ من الزبد.

فقال له يا حباب: يكون شربك من هذه العين أما إنه يا حباب ستبني إلي جنب مسجدك هذا مدينة وتكثر الجبابرة فيها وتعظم البلاء حتي أنه ليركب فيها كل ليلة جمعة سبعون ألف فرج حرام، فإذا عظم بلاؤهم شدوا علي مسجدك بفطوة ثم - وابنه بنين ثم وابنه لايهدمه الاكافر ثم بيتا - فإذا فعلوا ذلك منعوا الحج ثلاث سنين واحترقت خضر هم وسلط الله عليهم رجلا من أهل السفح لايدخل بلدا الآ أهلكه وأهلك أهله ثم ليعد عليهم مرة أخري ثم يأخذهم القحط والغد ثلاث سنين حتي يبلغ بهم الجهد ثم يعود عليهم. ثم يدخل البصرة فلايدع فيها قائمة الأسخطها وأهلكها وأسخط أهلها وذلك إذا عمرت الخربة وبني فيها مسجد جامع فعند ذلك يكون هلاك البصرة ثم يدخل مدينة بناها الحجاج يقال لها واسط، فيفعل مثل ذلك ثم يتوجه نحو بغداد فيدخلها عفوا ثم يلتجيء الناس

ص: 396

إلي الكوفة ولا يكون بلد من الكوفة تشوش الأمر له ثم يخرج هو والذي أدخله بغداد نحو قبري لينبشه فيتلقاهما السفياني فيهزمهما ثم يقتلهما ويوجه جيشا نحو الكوفة فيستعبد بعض أهلها ويجيء رجل من أهل الكوفة فيلجئهم الي سور فمن لجأإليها أمن ويدخل جيش السفياني إلي الكوفة فلايدعون أحد الا قتلوه وإن الرجل منهم ليمر بالدرة المطروحة العظيمة فلا يتعرض لها ويري الصبي الصغير فيلحقه فيقتله. فعند ذلك ياحباب يتوقع بعدها هيهات هيهات وأمور عظام وفتن كقطع الليل المظلم فاحفظ عني ما أقول لك ياحباب.

روي عن حذيفة بن اليمان أن النبي صلي الله عليه و آله ذكر فتنة تكون بين أهل المشرق والمغرب: قال: فيناهم كذلك يخرج عليهم السفياني من الوادي اليابس في فور ذلك حتي ينزل دمشق فيبعث جيش جيشا الي المشرق وآخر الي المدينة حتي ينزلوا بأرض بابل من المدينة الملعونة يعني بغداد فيقتلون أكثر من ثلاثة آلاف ويفضحون أكثر من مائة امرأة ويقتلون بها ثلاثماة كبش من بني العباس. ثم ينحدرون ال الكوفة فيخربون ما حولها ثم يخرجون متوجين الي الامام فتخرجه راية هدي من الكوفة فتلحق ذلك الجيش فيقتلونهم لا يفلت منهم مخبر ويستنقذون ما في أيديهم من السبي والغنائم ويحل الجيش الثاني بالمدينة فينتهبونها ثلاثة أيام بلياليها. ثم يخرجون متوجهين الي مكة حتي إذا كانوا بالبيداء بعث الله جبرئيل فيقول: يا جبرئيل اذهب فأبيدهم فيضربها برجله ضربة يخسف الله بهم عندها ولا يفلت منها إلا رجلان من جهينة فلذلك جاء القول (عند جهينة الخبر اليقين) فذلك قوله:«وَلَوْ تَرَي إِذْ فَزِعُوا».

عن موسي بن عمر عن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس عن إسماعيل بن جابر ، عن أبي خالد الكابلي عن الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه

ص: 397

قال: يخرج القائم فيسير حتي يمر بمر، فيبلغه أن عامله قد قتل فيرجع إليهم فيقتل المقاتلة ولا يزيد علي ذلك شيئا ثم ينطلق فيدعوا الناس حتي ينتهي الي البيداء فيخرج جيشان للسفياني فيأمر الله عز وجل الأرض أن تأخذ بأقدامهم وهوقوله عزوجل «وَلَوْ تَرَي إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ - يعني بقام القائم صلوات الله عليه-وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِن قَبْلُ- يعني بقيام آل محمد صلي الله عليهم - وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ- الي قوله -فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ ».

أبي، عن أحمد بن إدريس، عن سهل، عن علي بن الريان عن الدهقان، عن الحسين بن خالد عن الامام أبي الحسن الرضا صلوات الله عليه قال: قلت جعلت فداك حديث كان يرويه عبدالله بن بكير عن عبيد بن زرارة قال: فقال لي: وما هو قال: قلت له: روي عن عبيد بن زرارة أنه لقي الإمام أبا عبد الله صلوات الله عليه في السنة التي خرج فيها إبراهيم بن عبدالله بن الحسن فقال له: جعلت فداك إن هذا قد ألف الكلام وسارع الناس إليه فما الذي تأمر به فقال صلوت الله عليه: اتقوا الله واسكنوا ما سكنت السماء والأرض.

قال: وكان عبد الله بن بكير يقول: والله لئن كان عبيد بن زرارة صادقا فما من خروج وما من قائم.

قال: فقال لي الإمام أبو الحسن صلوات الله عليه: الحديث علي ما رواه عبيد وليس علي ما تأوله عبدالله بن بكير إنما عني الامام أبو عبد الله صلوات الله عليه بقوله: ما سكنت السماء من النداء باسم صاحبك وما سكنت الأرض من الخسف بالجيش. رواية أبي الجارود عن الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه في قوله تعالي

ص: 398

«وَلَوْ تَرَي إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ»قال صلوات الله عليه: من الصوت وذلك الصوت من السماء وقوله«وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ»قال صلوات الله عليه من تحت أقدامهم خسف بهم.

عمرو بن مرة، وحران بن أعين أنهما سمعا مهاجرا المكي يقول: سمعت أم سلمة تقول: قال رسول الله صلي الله عليه و آله يعوذ عائد بالبيت فيبعث إليه جيش حتي اذا كانوا بالبيداء بيداء المدينة خسف بهم.

بهذا الإسناد عن الأهوازي عن صفوان عن عيسي بن أعين عن المعلي بن خنيس عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: إن أمر السفياني من الأمر المحتوم وخروجه في رجب.

ماجيلويه، عن عمه، عن الكوفي، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة قال الإمام أبو عبد الله صلوات الله عليه قال أبي صلوات الله عليه: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس وهو رجل ربعة وحش الوجه ضخم الهامة بوجهه أثر الجدري إذا رأيته أعور اسمه عثمان و أبوه عنبسة وهو من ولد أبي سفيان، حتي يأتي أرض قرار ومعين فيستوي علي منبرها.

الهمداني عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن عمر بن يزيد قال: قال لي الإمام أبو عبدالله الصادق صلوات الله عليه: إنك لو رأيت السفياني رأيت أخبث الناس أشقر أحمر أزرق، يقول: يارب يارب يارب ثم للنار ولقد بلغ من خبثه أنه يدفن أم ولد له وهي حية مخافة أن تدل عليه.

عن أبي أيوب عن أبي بصير و محمد بن مسلم قالا: سمعنا الامام أبا عبدالله

ص: 399

صلوات الله عليه يقول: لا يكون هذا الأمر حتي يذهب ثلثا الناس فقيل له فاذا ذهب ثلثا الناس فما يبقي. فقال صلوات الله عليه: أما ترضون أن تكونوا الثلث الباقي.

الفضل، عن عثمان بن عيسي، عن درست، عن عمار بن مروان، عن أبي بصير قال: سمعت الامام أبا عبد الله صلوات الله عليه يقول: من يضمن لي موت عبد الله أضمن له القائم ثم قال صلوات الله عليه: إذا مات عبدالله لم يجتمع الناس بعده علي أحد ولم يتناه هذا الأمر دون صاحبكم إنشاء الله ويذهب ملك سنين ويصير ملك الشهور والأيام فقلت: يطول ذلك.

قال صلوات الله عليه: كلا.

ابن فضال، عن حماد، عن الحسين بن المختار عن أبي نصر عن عامر بن واثلة عن أمير المؤمنين الامام علي صلوات الله عليه قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله عشر قبل الساعة لابد منها السفياني والدجال والدابة وخروج القائم وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسي عليه السلام وخسف بالمشرق وخسف بجزيرة العرب ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس الي المحشر.

محمد بن عيسي عن علي بن الحكم عن أبي أيوب الخزاز عن عمر بن حنظلة قال: سمعت الامام أبا عبد الله صلوت الله عليه يقول: خمس علامات قبل قيام القائم صلوات الله عليه: الصيحة والسفياني والخسف وقتل النفس الزكية واليماني. فقلت: جعلت فداك أن خرج أحد من أهل بيتك قبل هذه العلامات أتخرج معه قال صلوات الله عليه: لا فلما كان من الغد تلوث هذه الآية«إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ »فقلت له: أهي

ص: 400

الصيحة فقال: أما لو كانت خضعت أعناق أعداء الله عز وجل.

عن يعقوب ابن يزيد عن زياد القندي عن غير واحد من أصحابه عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه أنه قال: قلنا له السفياني من المحتوم.

فقال صلوات الله عليه: نعم وقتل النفس الزكية من المحتوم والقائم من المحتوم وخسف البيداء من المحتوم وكف تطلع من السماء من المحتوم والنداء من السماء.

فقلت: وأي شيء يكون النداء.

فقال صلوات الله عليه: مناير ينادي باسم القائم واسم أبيه صلوات الله عليهما.

حدثنا عبيس بن هشام الناشري عن عبدالله بن جبلة عن الحكم بن أيمن عن ورد - أخي الكميت - عن الامام أبي جعفر محمد بن علي صلوات الله عليه أنه قال: إن بين يدي هذا الأمر انكساف القمر لخمس تبقي والشمس لخمس عشرة وذلك في شهر رمضان و عنده يسقط حساب المنجمين.

عن ابراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي عن الأهوازي، عن صفوان، عن محمد بن حكيم عن ميمون البان عن الإمام أبي عبدالله الصادق صلوات الله عليه: خمس قبل قيام القائم صلوات الله عليه اليماني والسفياني والمنادي ينادي من السماء وخسف بالبيداء وقتل النفس الزكية.

ابن المتوكل عن الاسد آبادي عن البرقي، عن أبيه عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب عن أبي بصير، عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: تنكسف الشمس لخمس مضين من شهر رمضان قبل قيام القائم صلوات الله عليه.

ص: 401

ثم تلا قوله تعالي«أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ»فقلت: سيدي يابن رسول الله صلي الله عليه و آله ما الأمر. قال صلوات الله عليه نحن أمر الله وجنوده. قلت: سيدي يابن رسول الله حان الوقت قال صلوات الله عليه واقتربت الساعة وانشق القمر.

عن العباس بن يزيد البحراني، عن عبد الرزاق بن همام عن معرم عن ابن طاووس عن علي بن عبدالله بن عباس قال: لا يخرج المهدي حتي تطلع مع الشمس آية.

الفضل، عن إسماعيل بن مهران عن عثمان بن جبلة عن عمر بن أبان الكلبي عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: كأني بالسفياني أو بصاحب السفياني قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة فنادي مناديه من جاء برأس شيعة علي فله ألف درهم فيثب الجار علي جاره ويقول هذا منهم فيضرب عنقه ويأخذ ألف درهم.

أما إن إمارتكم يومئذ لا يكون الا لأولاد البغايا وكأني أنظر إلي صاحب البرقع، قلت: ومن صاحب البرقع. فقال صلوات الله عليه: رجل منكم يقول بقولكم يلبس البرقع فيحوشكم فيعرفكم ولا يتعرفونه فيغمز بكم رجلا رجلا أما إنه لا يكون الا ابن بغي.

عن يحيي بن أبي طالب عن علي بن عاصم، عن عطاء بن السائب، عن أبيه عن عبدالله بن عمر قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: لا تقوم الساعةحتي يخرج نحو من ستين كذابا كلهم يقولون أنا نبي.

ابن الوليد، عن ابن أبان عن الأهوازي عن النضر، عن يحيي الحلبي عن

ص: 402

الحارث بن المغيرة عن ميمون بن البان قال: كنت عند الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه في فسطاطه فرفع جانب الفسطاط فقال صلوات الله عليه: إن أمرنا لو قد كان لكان أبين من هذا الشمس ثم قال صلوات الله عليه: ينادي منادي من السماء إن فلان بن فلان هو الإمام باسمه وينادي إبليس من الأرض كما نادي برسول الله صلي الله عليه و آله ليلة العقبة.

روي الحسين بن مسعود الفراء عن أبي سعيد الخدري أن في هذه القصة قال له رسول الله صلي الله عليه و آله: ماتري. قال: أري عرشا علي الماء فقال رسول الله صلي الله عليه و آله:تري عرش إبليس علي البحر فقال ماتري. قال أري صادقين وكاذبا أو كاذبين وصادقا فقال رسول الله صلي الله عليه و آله: وانه ليس عليه دعوه.

حدثنا الحسن بن علي عن أبيه ووهب بن حفص عن ناجية القطان أنه سمع الامام أبا جعفر صلوات الله عليه يقول: إن المنادي ينادي إن المهدي من آل محمد فلان ابن فلان باسمه واسم أبيه، فينادي الشيطان أن فلانا وشيعته علي الحق الخبر.

الفضل بن شاذان عن ابن محبوب عن ابن أبي حمزة عن الامام أبي عبدالله صلوات الله عليه قال: خروج القائم من المحتوم قلت: وكيف يكون النداء قال صلوات الله عليه ينادي مناد من السماء أول النهار الا أن الحق في علي - صلوات الله عليه- وشيعته ثم ينادي إبليس - لعنه الله - في آخر النهار ألا أن الحق في عثمان و شيعته - لعنهم الله - فعند ذلك يرتاب المبطلون.

ص: 403

عن ابن فضال والحجال جميعا عن ثعلبة عبد الرحمن بن مسلمة الجريري قال: قلت للامام أبي عبد الله صلوات الله عليه يوبخونا ويكذبونا إنا نقول إن صيحتين توكنان يقولون من أين تعرف المحقة من المبطلة إذا كانتا قال فماذا اتردن عليهم قلت ما نرد هليهم شيئا. قال صلوات الله عليه قولوا يصدق بها إذا كانت من كان يؤمن بها من قبل إن الله عزوجل يقول«َفَمَن يَهْدِي إِلَي الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَي ۖ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ »قال محمد بن يعقوب عن محمد عن ابن فضال والحجال عن داود بن فرقد قال: سمع رجل من العجلية هذا الحديث قوله ينادي مناد ألا إن فلان بن فلان و شيعته هم الفائزون أول النهار وينادي آخر النهار ألا أن عثمان و شيعتهم الفائزون قال وينادي أول النهار ومنادي آخر النهار فقال الرجل فمايدريا أيهما الصادق من الكاذب فقال صلوات الله عليه يصدقه عليها من كان يؤمن بها قبل أن ينادي إن الله عز وجل يقول «أَفَمَن يَهْدِي إِلَي الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَي ».

عن عبد الله البشار الأخ الرضاعي للامام الحسين بن علي صلوات الله عليه في حديث طويل له صلوات الله عليه قال: إختلاف ضغين من العجم في لفظ كلمةويسفك فيه دماء كثير ويقتل ألوف الوف وخروج الشروسي من بلاد أرمينة الي آذربيجان تسمي تبرير يريد وراء الري الجبل الأحمر المتلاحم بالجبل الأسود الزيق جبال الطالقان فتكون بين الشروسي وبين المروزي وقعة فيلمانية ويشيب منها الصغير ويهرم منها الكبير فتوقعوا خروجه الي الزوراء وهي بغداد هي أرض ميشومة هي أرض ملعونة ويبعث جيشه الي الزوراء مائة وثلاثين ألف ويقتل

ص: 404

علي جسرها الي مدة ثلاثة أيام سبعون ألف نفس ويفتض إثني عشر ألف بكر وتري ماء دجلة محمرا من الدم ومن نتن الأجساد.

عن ابن عيسي عن ابن أسباط قال: قلت للإمام أبي الحسن صلوات الله عليه جعلت فداك إن ثعلبة بن ميمون حدثني عن علي بن المغيرة عن زيد العمي عن الامام علي بن الحسين صلوات الله عليه قال: يقول قائمنا لموافاة الناس سنة قال: يوم القائم بلاسفياني إن أمر القائم حتم من الله وأمر السفياني حتم من الله ولا يكون قائم الا بسفياني. قلت: جعلت فداك فيكون في هذه السنة.

قال صلوات الله عليه ما شاء الله.

قلت: يكون في السنة التي يليها.

قال صلوات الله عليه يفعل الله مايشاء.

حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي غانم القزويني قال: حدثني ابراهيم بن محمد بن فارس قال: كنت أنا ونوح وأيوب بن نوح في طريق مكة فنزلنا علي وادي زبالة فجلسنا نتحدث فجري ذكر ما نحن فيه وبعد الأمر علينا فقال أيوب بن نوح كتبت في هذه السنة أذكر شيئا من هذا. فكتب إلي إذا رفع علمكم من بين أظهركم فتوقعوا الفرج من تحت أقدامكم.

حدثنا إسماعيل بن مهران عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير قال: قال الإمام أبو عبد الله عليه السلام لابد أن يكون قدام القائم سنة يجوع فيها الناس ويصيبهم خوف شديد من القتل ونقص من الأموال والأنفس والثمرات فإن ذلك في كتاب الله لبين ثم تلا هذه الآية«وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ

ص: 405

الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ».

الفضل عن ابن محبوب عن البطائني، عن أبي بصير، عن الإمام أبي عبدالله صلوات الله عليه قال: إن قدام القائم لسنة غيداقة يفسد التمر في النخل فلاتشكوا في ذلك.

ص: 406

ثانيا: قيام حجة آل محمد صلوات الله عليهم

عن علي بن أسباط عن سيف بن عميرة عن الحارث بن المغيرة النصري عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: سألته عن قول الله عزوجل«وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَي النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ»فقال صلوات الله عليه: إن الله سمي علي صلوات الله عليه من السماء أذانا لأنه هو الذي أدي عن رسول الله صلي الله عليه و آله براءة وقد كان بعث بها مع أبي بكر أولا فنزل عليه جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد إن الله يقول لك إنه لايبلغ عنك إلاأنت أو رجل منك. فبعث رسول الله صلي الله عليه و آله عند ذلك علي صلوات الله عليه فلحق أبا بكر وأخذ الصحيفة من يده ومضي بها الي مكة فسماه الله تعالي أذانا من الله إنه اسم نحله الله من السماء لعلي صلوات الله عليه.

عن حريز عن الإمام أبي عبدالله صلوات الله عليه قال في الأذان هو اسم في كتاب الله لا يعلم ذلك أحد غيري.

عن حكيم بن جبير عن الامام علي بن الحسين صلوات الله عليه في قول الله«وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ»قال صلوات الله عليه: الأذان أمير المؤمنين صلوات الله عليه.

ص: 407

عن جابر عن الامام جعفر بن محمد والامام أبي جعفر صلوات الله عليهما في قول الله«وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَي النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ»قالا صلوات الله عليهما: خروج القائم صلوات الله عليه وأذان دعوته الي نفسه.

سهل بن زياد عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن الطيار عن الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه في قول الله عزوجل «سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّي يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ »قال صلوات الله عليه: خسف ومسخ وقذف. قال: قلت حتي يتبين لهم قال صلوات الله عليه دع ذاك قيام القائم.

عن محمد بن الحسين إن أبي الخطاب الزيات عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال: سألت الامام الصادق جعفر بن محمد صلوات الله عليه عن قول الله عزوجل«وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ»فقال صلوات الله عليه العصر عصر خروج القائم صلوات الله عليه«إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ»يعني أعداءنا«إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا»يعني بآياتنا«وَعَمِلُواالصَّالِحَاتِ»يعني بمواساة الإخوان«وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ »يعني الإمامة«وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ»يعني في العسرة.

عن معلي بن محمد عن الحسن بن أحمد بن محمد قال: سألت الامام الرضا صلوات الله عليه عن قول الله عزوجل«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ »قال صلوات الله عليه الصادقون الأئمة الصديقون بطاعتهم .

حدثنا محمد بن يحيي قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا ياسين العجلي ابراهيم بن محمد الحنفية عن أبيه أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب

ص: 408

صلوات الله عليه و آله قال المهدي عجل الله فرجه منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة.

حدثنا موسي بن عقبة عن أبي اسحاق عن عاصم بن حمزة عن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه أنه قال ليملأن الأرض ظلما و جورا حتي لا يقول أحد إلا مستخفيا ثم يأتي الله بقوم صالحين يملؤنها قسطاوعدلا كما ملئت ظلما وجورا.

عن أبان بن تغلب قال: قال الامام أبو عبد الله صلوات الله عليه قال: إذا قام القائم صلوات الله عليه لم يقم بين يدي أحد من خلق الرحمن إلا عرفه صالح هو أم طالح لأن فيه آية للمتوسمين وهي سبيل مقيم.

حدثنا جعفر بن محمد البصري عن جعفر بن سليمان عن عبد الله بن الحكم عن أبيه عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن العباس قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: إن خلفائي وأوصيائي وحجج الله علي الخلق بعدي الاثني عشر أولهم أخي وآخرهم ولدي. قيل: يا رسول الله ومن أخوك، قال صلي الله عليه و آله: علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قيل: فمن ولدك. قال صلي الله عليه و آله: المهدي صلوات الله عليه الذي يملأها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، والذي بعثني بالحق بشيرا لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتي يخرج فيه ولدي المهدي ينزل روح الله عيسي بن مريم فيصلي خلفه وتشرق الأرض بنور ربها ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب.

(التفسير القمي) بقوله تعالي«أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ »فإنه حدثني أبي عن الحسن بن علي بن فضال

ص: 409

عن صالح بن عقبة عن الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: نزلت في القائم صلوات الله عليه هو والله المضطر إذا صلي في المقام ركعتين ودعا الله فأجابه ويكشف السوء ويجعله خليفة في الأرض.

عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن حفص عن عمرو بن شمر عن جابرالجعفي قال: سألت الامام أبا جعفر محمد بن علي عن قول الله تعالي: «وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ»فقال صلوات الله عليه: يا جابر ذلك خاص و عام فأما الخاص من الجوع فبالكوفة ويخص الله به أعداء آل محمد فيهلكهم الله وأما العام فبالشام يصيبهم خوف وجوع ما أصابهم مثله قط أما الجوع فقبل قيام القائم صلوات الله عليه وأما الخوف فبعد قيام القائم صلوات الله عليه.

يسمعه من بالبعد كما يسمعه من بالقرب يكون رحمة علي المؤمنين وعذابا علي الكافرين. فقلت بأبي وأمي أنت وما ذلك النداء قال ثلاثة أصوات في رجب أولها (ألا لعنة الله علي الظالمين) والثاني أزفة الأزفة يامعشر المؤمنين والثالث يرون يداً بارزاً مع قرن الشمس ينادي ألا أن الله قد بعث فلاناً علي هلاك الظالمين. فعند ذلك يأتي المؤمنين الفرج ويشفي الله صدورهم ويذهب غيظ قلوبهم.

حدثنا علي بن ابراهيم عن أبيه عن علي بن محمد عن الحسين بن خالد قال:قال الامام علي بن موسي الرضا صلوات الله عليه لادين لمن لاورع له ولا إيمان لمن لا تقية له وإن أكرمكم عند الله أعملكم بالتقية. فقيل له: يا بن رسول الله - صلوات الله عليه و آله - الي متي، قال صلوات الله عليه: إلي يوم الوقت المعلوم وهو يوم خروج قائمنا أهل البيت - صلوات الله عليه - فمن ترك التقية قبل خروج

ص: 410

قائمنا فليس منا. فقيل له يابن رسول الله - صلي الله عليه و آله - ومن القائم منكم أهل البيت - صلوات الله عليهم - .

قال صلوات الله عليه: الرابع من ولدي ابن سيدة الإماء يطهر الله به الأرض من كل جور ويقدسها من كل ظلم وهو الذي يشك الناس في ولادته، وهو صاحب الغيبة قبل خروجه فإذا خرج اشرقت الأرض بنوره ولا يكون له ظل وهو الذي ينادي منابر من السماء يسمعه جميع أهل الأرض بالدعاء إليه يقول ألا إن حجة الله قد ظهر عند بيت الله فاتبعوه فإن الحق معه وفيه وهو قول الله عزوجل«إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ».

وبإسناده عن ثوبان قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: تجيء الرايات السود من قبل المشرق كأن قلوبهم زبر الحديد فمن سمع بهم فليأتهم فيبايعهم ولو حبوا علي الثلج.

حدثنا محمد بن يحيي وأحمد بن يوسف قالا: حدثنا عبد الرزاق، عن سفيان الثوري عن خالد الحذاء عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرجي عن ثوبان قال:قال رسول الله صلي الله عليه و آله: يقتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة ثم لا يصير الي واحد منهم ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقتلونكم قتلا لم يقتله قوم - ثم ذكر شيئا لا أحفظه - فقال صلي الله عليه و آله فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوا علي الثلج فإنه خليفة الله المهدي.

أبو صالح عبد الغفار بن داود الحراني، حدثنا ابن لهيعة، عن أبي ذرعة عمرو بن جابر الحضرمي عن عبدالله بن الحارث بن جزء الزبيدي قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: يخرج ناس من المشرق فيوطؤون للمهدي

ص: 411

يعني سلطانه.

حدثنا عبد الرزاق، حدثنا الثوري، عن خالد، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء عن ثوبان قال رسول الله صلي الله عليه و آله: يقتتل عند كنزكم ثلاثة ثم يجيء خليفة الله المهدي، فإذا سمعتم به فأتوه فإنه خليفة الله المهدي.

ص: 412

الفصل الثالث: قتاله صلوات الله عليه

اشارة

ص: 413

ص: 414

أولا: كراة لمولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه

(تفسير القمي) بقوله تعالي:«حَتَّي إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ»قال القائم صلوات الله عليه وأمير المؤمنين صلوات الله عليه « فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا».

سعد عن الحسن بن علي الزيتوني والحميري معا عن أحمد بن هلال عن ابن محبوب عن الامام الرضا صلوات الله عليه في حديث طويل في علامات ظهور القائم صلوات الله عليه قال صلوات الله عليه و الصوت الثالث يرون بدنا بارزا نحو عين الشمس هذا أمير المؤمنين قد كر في هلاك الظالمين.

قال الامام الصادق صلوات الله عليه ليس منا من لم يؤمن بكرتنا ولم يستحل متعتنا.

عن صالح بن حمزة عن الحسن بن عبدالله عن الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: قال أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه أنا الفاروق الأكبر وصاحب الميسم وأنا صاحب النشر الأول والنشر الآخر وصاحب الكرات ودولة الدول وعلي يدي يتم موعد الله وتكمل كلمته وبي

ص: 415

يكمل الدين.

قال أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه: أنا الذي أقتل مرتين واحي مرتين ولي الكرة بعد الكرة والرجعة بعد الرجعة.

عن جابر بن عبد الله قال النبي صلي الله عليه و آله في قوله تعالي: «فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ »نزلت في علي بن أبي طالب صلوات الله عليه أنه ينتقم من الناكثين والقاسطين بعدي.

ص: 416

ثار لمولانا الامام الحجة صلوات الله عليه مع جده المولي الامام الحسين صلوات الله عليه

قال أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه يوم المظلوم علي الظالم أشد من يوم الظالم علي المظلوم.

روي علي بن ابراهيم عن الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه في قوله تعالي «أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَي نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ »قال صلوات الله عليه: إن العامة يقولون نزلت في رسول الله صلي الله عليه و آله لما أخرجته قريش من مكة وإنما هو القائم صلوات الله عليه إذا خرج يطلب بدم الحسين صلوات الله عليه وهو قوله نحن أولياء الدم وطلاب الدية.

قال الامام الرضا صلوات الله عليه: يابن شبيب إن كنت باكياً فابك للحسين بن علي ابن أبي طالب صلوات الله عليه فإنه ذبح كما يذبح الكبش وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلاً مالهم في الأرض شبيهون ولقد بكت السموات السبع والأرضون لقتله ولقد نزل الي الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره فوجدوه قد قتل فهم عند قبره شعث غبر الي أن يقوم القائم فيكون من أنصاره وشعارهم يالثارات الحسين.

ص: 417

تفسير القمي رحمة الله عن الامام الصادق صلوت الله عليه في قوله تعالي «أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَي نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ »إن العامة يقولون نزلت في رسول الله صلي الله عليه و آله لما أخرجته قريش من مكة وإنما هي للقائم - صلوات الله عليه - إذا خرج يطلب بدم الحسين - صلوات الله عليه - وهو قوله نحن أولياء الدم وطلاب الدية.

قال الامام الباقر صلوات الله عليه لما قتل جدي الحسين صلوات الله عليه ضجت الملائكة إلي الله عزوجل بالبكاء والنحيب وقالوا: إلهنا وسيدنا أتصفح عمن قتل صفوتك و ابن صفوتك وخيرتك من خلقك فأوحي الله عزوجل إليهم قروا ملائكتي فوعزتي وجلالي لأنتقمن منهم ولو بعد حين ثم كشف الله عزوجل عن الأئمة من ولد الحسين - صلوات الله عليهم - للملائكة فسرت بذلك فإذا أحدهم قائم يصلي فقال تعالي بذلك القائم أنتقم منهم.

قال الامام الباقر صلوات الله عليه: يخرج القائم صلوات الله عليه يوم السبت يوم عاشوراء يوم الذي قتل فيه الحسين - صلوات الله عليه -.

محمد بن همام قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك قال: حدثنا معاوية بن حكيم قال: حدثنا أحمد بن محمد بن أبي نصر قال : سمعت الامام الرضا صلوات الله عليه يقول: قبل هذا الأمر يبوح فلم أدرما اليبوح فحججت فسمعت أعرابياً يقول هذا يوم يبوح فقلت له: ما اليبوح، فقال الشديد الحر.

الهمداني عن علي عن أبيه عن الهروي قال: قلت للإمام أبي الحسن الرضا صلوات الله عليه: يابن رسول الله ما تقول في حديث روي عن الامام الصادق صلوات الله عليه أنه قال: إذا خرج القائم قتل ذراري قتلةالحسين صلوات الله

ص: 418

عليه بفعال آبائها فقال صلوات الله عليه هو كذلك فقلت: وهو الله عزوجل«ولا تَزِرُ وازِرَةُ وِزر أُخري »ما معناه قال صلوات الله عليه صدق الله في جميع أقواله ولكن ذراري قتلة الحسين صلوات الله عليه يرضون بفعال ابائهم ويفتخرون بها ومن رضي شيئاً كان كمن أتاه ولو أن رجلاً قتل بالمشرق فرضي بقتله رجل بالمغرب لكان الراضي عند الله عزوجل شريك القاتل وإنما يقتلهم القائم صلوات الله عليه إذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم.

قال: قلت بأي شيء يبدأ القائم منكم إذا قام يبدأ ببني شيبة فيقطع أيديهم لأنهم سراق بيت الله عزوجل.

عن محمد بن أبي عميرعن أبي المعزا عن أبي بصير قال: قال الامام أبو عبد الله صلوات الله عليه لما التقي أمير المؤمنين صلوات الله عليه وأهل البصرة نشر راية رسول الله صلي الله عليه و آله فزلزلت أقدامهم فما اصفرت الشمس حتي قالوا: أمنا يابن أبي طالب فعند ذلك قال صلوات الله عليه: لا تقتلوا الأسري ولا تجهزوا علي الجرحي ولا تتبعوا مولياً ومن ألقي سلاحه فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن ولما كان يوم صفين سألوه نشر الرايةفأبي عليهم فتحملوا عليه بالحسن والحسين صلوات الله عليهما وعمار بن ياسر فقال للحسن صلوات الله عليه يا بني إن للقوم مدة يبلغونها وإن هذه راية لاينشرها بعدي إلا القائم صلوات الله عليه.

أحمد بن محمد بن سعيد حدثنا علي بن الحسن التيملي قال: حدثنا الحسن ومحمد أبنا علي بن يوسف عن سعدان بن مسلم عن أبان بن تغلب قال: سمعت الإمام أبي عبد الله عليه السلام صلوات الله عليه يقول كأني أنظر الي القائم علي نجف الكوفة عليه خداجة من استبرق و بلبس درع رسول الله صلي الله عليه

ص: 419

و آله فإذا ألبسها انتفضتا به حتي تستدير عليه، ثم يركب فرساً أدهم أبلق بين عينيه شمراخ بين معه راية رسول الله صلي الله عليه و آله قلت: مخبوءة أم يؤتي بها. قال صلوات الله عليه بل يأتيه بها جبرائيل عليه السلام عمودها من عند عرش الله وسائرها من نصر الله لا يهدي بها إلي شيء إلا أهلكه الله يهبط بها تسعة آلاف ملك وثلاثمائة وثلاثة عشر ملكاً. فقلت له جعلت فداك كل هؤلاء معه.

قال صلوات الله عليه: نعم هم الذين كانوا مع نوح عليه السلام في السفينة والذين كانوا مع إبراهيم عليه السلام حيث اُلقي في النار هم الذين كانوا مع موسي عليه السلام لما فلق له البحر والذين كانوا مع عيسي عليه السلام لما رفعه الله إليه وأربعة آلاف مسومين كانوا مع رسول الله صلي الله عليه و آله وثلاثمائة وثلاثة عشر ملكاً كانوا معه يوم بدر ومعهم أربعة آلاف صعدوا إلي السماء يستأذنون في القتال مع الحسين صلوات الله عليه فهبطوا الي الأرض وقد قتل فهم عند قبره شعث غبر يبكون إلي يوم القيامة وهم ينتظرون خروج القائم - صلوات الله عليه - .

حدثنا علي بن ابراهيم عن أبيه محمد بن أبي عمير، عن عمرو بن أبي المقدام عن أپيه عن عبد بن كرب قال: سمعت أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه يقول: إن لنا أهل البيت - صلوات الله عليه - راية من تقدمها مرق ومن تأخر عنها زهق ومن تبعها لحق.

ومن خطبة لمولانا أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه علي شريعة الفرات بصفين ومنعوهم من الماء - وذلك عندما زحزح أصحاب أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه عن النهر واستولي الكفار عليه.

ص: 420

قال صلوات الله عليه: قد استطعموكم القتال فأقروا علي مذلةٍ وتأخير محلةٍ أو رؤوا السيوف من الدماء تروَوا من الماء فالموت في حياتكم مقهورين والحياة في موتكم قاهرين ألا وإن معاوية قاد لمةً من الغواة وعمش عليهم الخبر حتي جعلوا نحورهم أغراض المنية.

محمد بن الوليد بن خالد الخزاز جميعاً عن حماد بن عثمان عن عبد الله بن سنان قال: سمعت الامام أبا عبد الله صلوات الله عليه قول: إنه ينادي باسم صاحب هذا الأمر منادي من السماء ألا إن الأمر لفلان ابن فلان فيتم القتال.

الحسين بن محمد الأشعري عن معلي بن محمد، عن الوشاء عن أحمد بن عائذٍ، عن أبي خديجة عن الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه أنه سئل عن القائم - صلوات الله عليه و آله - فقال صلوات الله عليه و آله: كلنا قائم بأمر الله واحد بعد واحدٍ حتي يجيء صاحب السيف فإذا جاء صاحب السيف جاء بأمرٍ غير الذي كان.

محمد بن خالد عن ابن سماعة عن عبدالله بن القاسم عن محمد بن يحيي عن ميسر عن الامام أبي جعفر صلوات الله عليه في قوله عزوجل «خاشِعةً أبصارُهُم ترهَقُهُم ذِلةُ ذلكَ اليومُ الذي كانُوا يُوعَدُون»قال صلوات الله عليه :يعني خروج القائم صلوات الله عليه.

عن أبي بصير، عن الإمام أبي جعفر قال: يقضي القائم بقضايا ينكرها بعض أصحابه ممن ضرب قدامه بالسيف وهو قضاء آدم عليه السلام فيقد مهم فيضرب أعناقهم ثم يقضي الثانية فينكرها قوم آخرون ممن قد ضرب قدامه بالسيف وهو قضاء داود عليه السلام فيقدمهم فيضرب أعناقهم ثم يقضي الثالثة فينكرها قوم

ص: 421

آخرون ممن قد ضرب قدامه بالسيف وهو قضاءإبراهيم عليه السلام فيقدمهم فيضرب أعناقهم ثم يقضي الرابعة وهو قضاء محمد صلي الله عليه و آله فلاينكرها أحد عليه.

عن الإمام أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالي «وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَي أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ»قال صلوات الله عليه العذاب خروج القائم صلوات الله عليه والأمة المعدودة [عدة] أهل بدر وأصحابه .

علي بن أحمد عن عبيد الله بن موسي عن البرقي عن أبيه عن محمد بن سليمان عن أبي بصير عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه في قوله «يُعرفُ المُجرمُونَ بسيماهُم»قال صلوات الله عليه: يعرفهم ولكن نزلت في القائم صلوات الله عليه يعرفهم بسيماهم فيخبطهم بالسيف هو وأصحابه خبطاً.

عن محمد بن الحسن عن محمد بن علي الكوفي عن ابن أبي نجران عن القاسم عن أبي بصير عن الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه في قول الله عزوجل«أُذِنَ لِلّذينَ يُقاتلونَ بأنّهم ظُلِمُوا وإنّ الله علي نصرِهِم لقديرُ»قال صلوات الله عليه هي في القائم صلوات الله عليه و أصحابه.

«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَي الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَي الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ »قال هو مخاطبة لأصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله الذين غصبوا آل محمد - صلوات الله عليهم - حقهم وارتدوا عن دين الله فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه نزل في القائم صلوات الله عليه وأصحابه الذين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم.

ص: 422

عن عيسي الخشاب قال: قلت للامام الحسين بن علي صلوات الله عليه أنت صاحب هذا الأمر قال صلوات الله عليه: لا، ولكن صاحب الأمر الطريد الشريد الموتور بأبيه المكني بعمه يضع سيفه علي عاتقه ثمانية أشهر.

حدثنا الوليد عن شيخ عن الزهري.

حدثنا نعيم حدثنا الوليد عن سعيد عن قتادة عن أبي الصديق عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلي الله عليه و آله قال: هو رجل من أمتي يقاتل علي سنتي كما قاتلت أنا علي الوحي.

روي الطبرسي عن العياشي بإسناده أيضاً عن الحارث بن المغيرة قال: كنا عند الامام أبي جعفر صلوات الله عليه فقال العارف منكم هذا الأمر المنتظر المحتسب فيه الخير كمن جاهد والله مع قائم آل محمد صلوات الله عليهم بسيفه ثم قال صلوات الله عليه بل والله كمن جاهد مع رسول الله صلي الله عليه و آله بسيفه ثم قال صلوات الله عليه الثالثة بل والله من استشهد مع رسول الله صلي الله عليه و آله في فسطاطه وفيكم آية من كتاب الله قلت أي آية جعلت فداك قال قول الله عزوجل «والَّذين آمَنُوا بالله ورُسُلِهِ أُولئك هُمُ الصِّدِّيقونَ والشُّهداء عِند ربِّهم ولهُم أجرهُم ونُورهم »ثم قال صلوات الله عليه صرتم والله صادقين شهداء عند ربكم.

حدثنا أحمد بن محمد الهمذاني قال: حدثنا علي بن الحسين بن علي بن فضال عن أبيه عن الامام أبي الحسن علي بن موسي الرضا صلوات الله عليه قال: كأني بالشيعة عند فقدهم الثالث من ولدي يطلبون المرعي فلا يجدون. قلت له: ولم ذلك يابن رسول الله صلي الله عليه و آله قال صلوات الله عليه لأن إمامهم

ص: 423

يغيب عنهم، فقلت ولم قال صلوات الله عليه لئلا يكون في عنقه لأحد حجة إذا قام بالسيف.

أبي عن سعد عن ابن أبي الخطاب عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه أنه قال صلوات الله عليه قال في قول الله عزوجل «يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ »فقال صلوات الله عليه الآيات هم الأئمة والآية المنتظر هو القائم صلوات الله عليه فيومئذ لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل قيام بالسيف وإن آمنت بمن تقدم من آبائه صلوات الله عليهم.

عن ابن أبي عميرة وصالح بن عقبة جميعاً عن علقمة بن محمد عن الامام الصادق صلوات الله عليه عن أبيه الامام الباقر صلوات الله عليه عن أبيه الامام زين العابدين صلوات الله عليه عن أبيه الامام الحسين بن علي صلوات الله عليه عن أبيه أميرالمؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: ياعلي إن قائمنا إذا خرج يجتمع إليه ثلاثمائة وثلاثة عشررجلاً عدد رجال بدر فإذا حان وقت خروجه يكون له سيف مغمود ناداه السيف قم يا ولي الله فاقتل أعداء الله.

ابن الوليد عن الصفار عن عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان عن أبيه قال: قلت للإمام أبي عبدالله صلوات الله عليه و«هَل أتاكَ حديثُ الغاشية »قال صلوات الله عليه: يغشاهم القائم بالسيف قال قلت: «وُجُوهُ يومئذٍ خاشعةُ»قال صلوات الله عليه يقول خاضعة لاتطيق الامتناع. قال: قلت «عامِلةُ»قال عملت بغير ما أنزل الله عزوجل قلت «ناصبةُ»قال صلوات الله عليه نصب غير ولاة الأمر قال: قلت «تصلي ناراً حاميةً»قال صلوات الله عليه: تصلي نار الحرب

ص: 424

في الدنيا علي عهد القائم - صلوات الله عليه -وفي الآخرة نار جهنم.

عن أبان بن تغلب قال: قال الامام أبو عبد الله صلوات الله عليه: كل ناصب وإن تعبد واجتهد يصير الي هذه الغاية «عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ *تَصْلَي نَارًا حَامِيَةً »

عن الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه قال: لو يعلم الناس ما يصنع القائم اذا خرج لأحب أكثرهم أن لا يروه مما يقتل من الناس أما إنه لا يبدأ الا بقريش فلايأخذ منها الا السيف ولا يعطيها الا السيف حتي يقول كثير من الناس ليس هذا من آل محمد صلوات الله عليهم لو كان من آل محمد صلوات الله عليهم لرحم.

[تفسير فرات بن ابراهيم ]جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه في قوله تعالي «ومَن قُتِلَ مظلوماً فقد جَعلنا لِوَليّه سُلطاناً - قال صلوات الله عليه الحسين صلوات الله عليه - فلايُسرِف في القتل إنهُ كان منصُوراً قال صلوات الله عليه سمي الله المهدي المنصور - صلوات الله عليه - كما سمي أحمد ومحمد و محمود وكما سمي عيسي المسيح عليه السلام.

[تفسير القمي] أبي عن ابن أبي عمير عن ابن مساكن عن الامام أبي عبدالله صلوات الله عليه في قوله تعالي «أُذِن للذين يُقاتلُونَ بأنّهُم ظُلِمُوا وإنّ الله علي نصرِهِم لقدير»قال صلوات الله عليه إن العامة يقولون نزلت في رسول الله صلي الله عليه وآله لما أخرجته قريش من مكة وإنما هو القائم صلوات الله عليه إذا خرج يطلب بدم الحسين صلوات الله عليه وهو يقول نحن أولياء الدم وطلاب الترة.

الهمداني عن علي عن أبيه عن الهروي قال: قلت للإمام أبي الحسن الرضا صلوات الله عليه: يابن رسول الله صلي الله عليه و آله: ما تقول في حديثٍ روي

ص: 425

عن الامام الصادق صلوات الله عليه أنه قال: إذا خرج القائم - صلوات الله عليه - قتل ذراري قتلة الحسين صلوات الله عليه بفعال آبائها.

فقال صلوات الله عليه هو كذلك. فقلت: وقول الله عز وجل «ولا تَزِرُ وازِرَةُ وِزرَ أُخري»ما معناه قال صلوات الله عليه صدق الله في جميع أقواله ولكن ذراري قتلة الحسين صلوات الله عليه يرضون بفعال آبائهم ويفخرون بها ومن رضي شيئاً كان كمن أتاه ولو أن رجلاً قتل بالمشرق فرضي بقتله رجل بالمغرب لكان الراضي عند الله عزوجل شريك القاتل وإنما يقتلهم القائم صلوات الله عليه إذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم .

قال قلت له: بأي شيء يبدأ القائم - صلوات الله عليه - منكم إذا قام. قال صلوات الله عليه يبدأ ببني شيبة فيقطع أيديهم لأنهم سراق بيت الله عزوجل.

محمد بن مالك عن القاسم بن إسماعيل عن علي بن خالد العاقولي عن عبدالكريم الخثعمي عن سليمان بن خالد قال: قال الامام أبو عبد الله صلوات الله عليه في قوله تعالي «يومَ ترجُفُ الراجِفَةُ تتبعُها الرّادِفةُ»قال صلوات الله عليه: الراجفة الحسين بن علي صلوات الله عليه والرادفة علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وأول من ينفض عن رأسه التراب الحسين بن علي صفوات الله عليه في خمسة وسبعين ألفاً وهو قوله تعالي «إنّا لننصُرُ رُسُلنا والّذِينَ آمَنُوا في الحياةِ الدُّنيا وَيَومَ يَقُومُ الاشهادُ يومَ لا ينفعُ الظالِمِين مَعذِرتُهُم ولهُم اللّعنَةُ ولَهُم سُوءُالدارِ».

إسماعيل الفزاري عن محمد بن جمهور القمي عن ابن أبي نجران عمن ذكره عن الثمالي قال: سألت الامام الباقر صلوات الله عليه يابن رسول الله ألستم

ص: 426

كلكم قائمين بالحق قال صلوات الله عليه بلي قلت: فلم سمي القائم قائماً قال صلوات الله عليه: لما قتل الحسين صلوات الله عليه: ضجت الملائكة إلي الله عزوجل بالبكاء وقالوا: إلهنا وسيدنا أتغفل عمن قتل صفوتك وابن صفوتك وخيرتك من خلقك فأوحي الله عزوجل إليهم قروا ملائكتي فوعزتي وجلالي لأنتقمن منهم ولو بعد حين ثم كشف الله عزوجل عن الأئمة - صلوت الله عليهم - من ولد الحسين صلوات الله عليه للملائكة - عليهم السلام - فسرت الملائكة - عليهم السلام - بذلك فإذا أحدهم قائم يصلي فقال الله عزوجل بذلك القائم أنتقم منهم.

حدثنا أحمد بن زياد قال: حدثنا علي بن زياد، عن أبيه عن عبد السلام بن صالح الهروي قال للإمام أبي الحسن علي بن موسي الرضا صلوات الله عليه: يا ابن رسول الله ما تقول في حديث روي عن الصادق صلوات الله عليه أنه قال: إذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين صلوات الله عليه بفعال آبائها فقال صلوات الله عليه هو كذلك. فقلت: فقول الله عزوجل «ولا تَزِرُ وازِرَةُ وِزرَ أُخري»ما معناه فقال صلوات الله عليه صدق الله في جميع أقواله لكن ذراري قتلة الحسين يرضون أفعال آبائهم ويفتخرون بها ومن رضي شيئاً كان كمن أتاه ولو أن رجلاً قتل في المشرق فرضي بقتله رجل في المغرب لكان الراضي عند الله شريك القاتل وإنما يقتلهم القائم إذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم.

حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي قال: حدثنا عبد الله بن حماد الأنصاري عن أبي بصيرعن الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه أنه قال: يقوم القائم يوم عاشوراء.

ص: 427

الامام الحجة صلوات الله عليه و قتاله للأعداء

وفي الإكمال بإسناده عن الامام الصادق صلوات الله عليه عن أبيه الامام الباقر صلوات الله عليه عن أبيه الامام زين العابدين صلوات الله عليه عن أبيه الامام الحسين بن علي صلوات الله عليه عن أبيه أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: لما أسري بي الي السماء وأوحي إلي ربي جل جلاله فقال: يا محمد إني اطلعت الي الأرض اطلاعة فاخترتك منها فجعلتك نبياً وشققت لك من إسمي إسماً فأنا المحمود وأنت محمد ثم اطلعت الثانية فاخترت منها علي وجعلته وصيك وخليفتك وزوج ابنتك وأبا ذريتك وشققت له إسماً من أسمائي فأنا العلي الأعلي وهو علي وخلقت فاطمة والحسن والحسين من نوركما ثم عرضت ولايتهم علي الملائكة فمن قبلها كان عندي من المقربين يامحمد لو أن عبداً عبدني حتي ينقطع ويصير كالشن البالي ثم أتاني جاحداً لولايتهم فما اسكنته جنتي ولا أظللته تحت عرشي يا محمد تحب أن تراهم قلت: نعم يارب. فقال عزوجل إرفع رأسك فرفعت رأسي وإذا أنا بأنوارعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد و موسي بن جعفر وعلي بن موسي و محمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي (و م ح م د) بن الحسن القائم في وسطهم

ص: 428

كأنه كوكب دري. قلت: يارب ومن هؤلاء قال: الأئمة وهذا القائم الذي يحلل حلالي ويحرم حرامي و به أنتقم من أعدائي وهو راحة لأوليائي وهو الذي يشفي قلوب شيعتك من الظالمين و الجاحدين والكافرين فيخرج اللات والعزي طريين فيحرقهما فلفتنة الناس يومئذ بهما أشد من فتنة العجل والسامري.

عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن محمد بن أبي عمير عن الامام أبي الحسن موسي صلوات الله عليه في قوله تعالي «ثُمَّ لتُسئلُنَّ يومئذٍ عَنِ النّعِيم»قال صلوات الله عليه: نحن نعيم المؤمن وعلقم الكافر.

الفضل بن شاذان عن علي بن أسباط عن أبيه أسباط بن سالم عن موسي الأنبار عن الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه أنه قال صلوات الله عليه:

اتق العرب فأن لهم خبر سوء أما أنه لا يخرج مع القائم منهم أحد.

«وَتَرَي الظَّالِمِينَ (لآل محمّد حقهم) لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ »(وعلي هو العذاب ) في هذا الوجه «يَقُولُونَ هَلْ إِلَي مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ »فنوالي علياً «وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ»أي لأمير المؤمنين الإمام علي صلوات الله عليه «يَنْظُرُونَ »الي علي «مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا »آل محمد و شيعتهم «إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ »آل محمد حقهم «فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ»قال: والله يعني النصاب الذين نصبوا العداوة لأمير المؤمنين صلوات الله عليه وذريته صلوات الله عليهم والمكذبين «وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ أَوْلِيَاءَ يَنْصُرُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ سَبِيل».

[تفسير القمي]قوله تعالي: «إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ

ص: 429

أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عميرعن هشام عن الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: تخضع رقابهم يعني بني أمية وهي الصيحة من السماء باسم صاحب الأمر صلوات الله عليه.

قال علي بن ابراهيم رضوان الله عليه في قوله تعالي:«سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ»سئل الإمام أبو جعفر صلوات الله عليه عن معني هذا فقال صلوات الله عليه نار تخرج من المغرب وملك يسوقها من خلفها حتي تأتي دار بني سعد بن همام عند مسجدهم فلاتدع داراً لبني أمية إلا أحرقتها وأهلها ولاتدع داراً فيها وتر لآل محمد إلا أحرقتها وذلك المهدي صلوات الله عليه.

حدثنا محمد بن علي الصيرفي عن محمد بن صدقة وابن أذينة العبدي ومحمد بن سنان جميعاً عن يعقوب السراج قال: سمعت الامام أبا عبد الله صلوات الله عليه يقول: ثلاث عشرة مدينة وطائفة تحارب القائم أهلها ويحاربونه أهل مكة وأهل المدينة وأهل الشام وبنو أمية وأهل البصرة وأهل دست ميسان والأكراد والأعراب و ضبة وغني وباهلة وأزد وأهل الري.

روي علي بن ابراهيم في تفسيره بإسناده عن الامام أبي جعفر صلوات الله عليه في قوله تعالي «وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ- يعني القائم صلوات الله عليه وأصحابه -فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ »والقائم إذا قام انتصر من بني أمية ومن المكذبين والنصاب، هو وأصحابه.

[تفسير القمي ]جعفر بن أحمد عن عبد الكريم بن عبدالرحيم عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن الثمالي عن الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه قال : سمعته قول «ولَمَنِ انتَصَرَ بعدَ ظُلِم(1) - يعني القائم وأصحابه صلوات الله عليه -

ص: 430


1- ظُلْمِهِ

فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ - والقائم صلوات الله عليه إذا قام انتصر من بني أمية ومن المكذبين والنصاب هو وأصحابه وهو قول الله إنّما السبيلُ عَلَي الّذينَ يظلِمُونَ الناسَ ويبغُونَ في الأرضِ بغيرِ الحقِّ أُولئك لهُم عذابُ أليمُ».

عن أحمد بن هوذة عن إسحاق بن إبراهيم عن عبدالله بن حماد عن أبي بصير قال: سألت الإمام أبا عبد الله صلوات الله عليه عن قول الله تعالي في كتابه «هُوَ الذي أرسَل رَسُولُه بِالهُدي ودين الحقِّ ليُظهِرِهُ عَلي الدِّينِ كُلِّه ولَو كَرِهَ المُشركُون»فقال صلوات الله عليه والله ما أنزل تأويلنا بعد قلت جعلت فداك ومتي ينزل قال: حتي يقوم القائم إن شاء الله فإذا خرج القائم لم يبق كافر ولا مشرك إلاكره خروجه حتي لو كان كافر أو مشرك في بطن صخرة لقالت الصخرة يا مؤمن في بطني كافر أو مشرك فاقتله قال فينحبها الله فيقتله.

حدثنا عبيد الله بن حماد الأنصاري قال: حدثنا إبراهيم بن عبدالله بن العلاء قال: حدثنا أبي عن الإمام أبي عبدالله جعفر بن محمد صلوات الله عليه أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه حدث عن أشياء تكون بعده إلي قيام القائم صلوات الله عليه فقال الحسين يا أمير المؤمنين متي يطهر الله الأرض من الظالمين فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه لا يطهر الله الأرض من الظالمين حتي يسفك الدم الحرام - ثم ذكر صلوات الله عليه أمر بني أمية وبني العباس في حديث طويل - ثم قال صلوات الله عليه إذا قام القائم صلوات الله عليه بخراسان وغلب علي أرض كوفان والملتان وجاز جزيرة بني كاوان وقام منا قائم بجيلان وأجابته الأبر والديلمان ظهرت لولدي رايات الترك متفرقات في الأقطار والجنبات وكانوا بين هنات وهنات إذا خربت البصرة وقام أميرالإمرة بمصر فحكي صلوات الله عليه حكاية طويلة ثم قال صلوات الله عليه إذا جهزت الألوف وصفت الصفوف وقتل

ص: 431

الكبش الخروف هناك يقوم الآخر ويثورالثائر ويهلك الكافر ثم يقوم القائم المأمول والإمام المجهول له الشرف والفضل وهو من ولدك يا حسين لا ابن مثله يظهر بين الركنين في دريسين باليين يظهر علي الثقلين ولا يترك في الأرض دمين طوبي لمن أدرك زمانه ولحق أوانه و شهد أيامه.

عنه بإسناده عن محمد بن سليمان عن أبيه سليمان الديلمي قال: قلت للإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه «هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ »قال صلوات الله عليه يغشاهم القائم بالسيف يقول: خاضعة ولا تطيق الإمتناع. قال: قلت (عاملة) قال صلوات الله عليه قال قلت «وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ»قال صلوات الله عليه عملت بغير ما أنزل الله جل وعز.

قلت: «ناصبة»قال صلوات الله عليه نصبت غير ولاة الأمر قال: قلت «تَصْلَي نَارًا حَامِيَةً »قال صلوات الله عليه تصلي نار جهنم.

ص: 432

أحواله صلوات الله عليه بالقتال

عن محمد بن حسان الرازي عن محمد بن علي الكوفي قال: حدثنا عبدالرحمن بن أبي هاشم عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: إن أصحاب طالوت ابتلوا بالنهر قال الله تعالي «سنبتليكم بنهر»(1)وإن أصحاب القائم صلوات الله عليه يبتلون بمثل ذلك.

عبدالله بن المغيرة، عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: إذا قام القائم من آل محمد صلوات الله عليه أقام خمسمائة من قريش فضرب أعناقهم ثم أقام خمسمائة فضرب أعناقهم ثم خمسمائة أخري حتي يفعل ذلك ستة مرات قلت ويبلغ عدد هؤلاء هذا قال صلوات الله عليه نعم منهم ومن مواليهم.

حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا أحمد بن مابنداذ وعبدالله بن جعفرالحميري قالا: حدثنا أحمد بن هلال قال: حدثنا الحسن بن محبوب الزراد قال: قال لي الامام الرضا صلوات الله عليه إنه - يا حسن - ستكون فتنة صماء صيلم يذهب فيها كل وليجة وبطانة - وفي رواية - يسقط فها كل وليجة وبطانة وذلك عند فقدان الشيعة الرابع من ولدي يحزن لفقده أهل الأرض والسماء كم من مؤمن ومؤمنة متأسف متلهف حيران حزين لفقده ثم أطرق ثم رفع رأسه وقال بأبي وأمي سمي جدي و شبيهي و شبيه موسي بن عمران - عليه السلام - عليه جيوب

ص: 433


1- «مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ»

النور تتوقد من شعاع ضياء القدس كأني بهم آيس ما كانوا قد نودوا نداء يسمعه من بالبعد كما يسمعه من بالقرب يكون رحمة علي المؤمنين وعذاباً علي الكافرين.

حدثنا الحسين بن محمد بن عامرعن عمه عبدالله بن عامر عن محمد بن أبي عميرعمن ذكره عن الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: قلت له: ما بال أمير المؤمنين صلوات الله عليه لم يقاتل فلاناً وفلاناً وفلاناً. قال صلوات الله عليه الآية في كتاب الله عزوجل «لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا »قال قلت: وما يعني يتزايلهم. قال صلوات الله عليه ودائع مؤمنين في أصلاب قوم كافرين وكذلك للقائم صلوات الله عليه لن يظهر أبداً حتي تخرج ودائع الله تعالي فإذا خرجت ظهر علي من ظهر من أعداء الله فقتلهم.

حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه عن علي بن محمد عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن إبراهيم الكرخي قال: قلت للإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه أوقال له رجل أصلحك الله ألم يكن علي صلوات الله عليه قوياً في دين الله عزوجل قال: بلي، قال: فكيف ظهر عليه القوم، وكيف لم يدفعهم وما منعه من ذلك. قال صلوات الله عليه آية في كتاب الله عزوجل منعته قال: قلت وأي آية قال قوله تعالي «لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا »انه كان الله عزوجل ودائع مؤمنين في أصلاب قوم كافرين و منافقين فلم يكن علي صلوات الله عليه ليقتل الآباء حتي تخرج الودائع فلما خرج الودائع ظهر علي صلوات الله عليه عليه علي من ظهر فقاتله وكذلك قائمنا أهل البيت - صلوات الله عليهم -. لن يظهر أبداً حتي تظهر ودائع الله عزوجل فإذا ظهرت ظهر علي من ظهرفقتله.

ص: 434

عن محمد بن إسماعيل عن بزيغ عن يونس بن عبدالرحمن عن بكارعن أبي بكر الحضرمي قال: سمعت الإمام أبا عبد الله صلوات الله عليه يقول لسيرة علي بن أبي طالب صلوات الله عليه في أهل البصرة كانت خيراً لشيعته قال: قلت فأخبرني عن القائم صلوات الله عليه يسير بسيرته قال صلوت الله عليه لا، إن علي صلوات الله عليه سار بالمن لما علم من دولتهم أن القائم صلوات الله عليه يسير فيهم بخلاف تلك السيرة لأنه لا دولة لهم.

أحمد بن الحسين عن أبيه عن محمد بن أبي الصهبان عن محمد بن أبي عميرعن بعض أصحابنا قال: قلت للإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه لم كف الامام أمير المؤمنين علي صلوات الله عليه عن القوم. قال صلوات الله عليه مخافة أن يرجعوا كفاراً.

[كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة ]عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه في قوله تعالي «إذا تُتلي عَليهِ آياتُنا قالَ أساطيرُ الأوّلِينَ»يعني تكذيبهم بقائم آل محمد صلوات الله عليهم إذ يقول لسنا نعرفك ولست من ولد فاطمة كما قال المشركون لمحمد صلي الله عليه وآله.

حدثني إسحاق بن محمد الصيرفي، عن أبي هاشم عن فرات بن أحنف عن سدير بن ظريف عن الأصبغ بن نباته عن أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه أنه ذكرالقائم صلوات الله عليه فقال صلوات الله عليه أما ليغيبن حتي يقول الجاهل ما له في آل محمد حاجة.

عن علي بن سماعة عن علي بن الحسن بن رباط عن أبيه عن المفضل فقال: قال الامام الصادق صلوات الله عليه إن الله تبارك وتعالي خلق أربعة عشر.

ص: 435

نوراً قبل خلق الخلق بأربعة عشر ألف عام في أرواحنا فقيل له: يابن رسول الله ومن الأربعة عشر فقال صلوات الله عليه محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين صلوات الله عليهم آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبته فيقتل الدجال ويطهر الأرض من كل جور وظلم.

حدثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه ووهيب بن حفص عن أبي بصير عن الامام أبي جعفر بن علي صلوات الله عليه أنه قال: إذا خرج يقوم بأمرجديد و كتاب جديد وستة جديدة وقضاء جديد علي العرب شديد وليس شأنه إلا القتل لا يستبقي أحداً ولا تأخذه في الله لومة لائم .

عن محمد بن علي الكوفي عن إبراهيم بن أبي البلاد عن علي بن محمد بن الأعلم الأزدي عن أبيه عن جده قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه بين يدي القائم موت أحمر وموت أبيض وجراد في حينه و جراد في غير حينه أحمر كالدم فأما الموت الأحمر فبالسيف وأما الموت الأبيض فالطاعون.

ص: 436

الفصل الرابع:مما ورد من أعمال وأفعال بغيبة الإمام صلوات الله عليه

اشارة

ص: 437

ص: 438

ما ورد من أعمال وأفعال بغيبة الإمام صلوات الله عليه

سمعت الامام أبا جعفر محمد بن علي الرضا صلوات الله عليه يقول إن الإمام بعدي ابني علي - صلوات الله عليه - أمره أمري وقوله قولي وطاعته طاعتي والإمام بعده ابنه الحسن - صلوات الله عليه - أمره أمرأبيه وقوله قول أبيبه وطاعته طاعة أبيه ثم سكت. فقلت له يا بن رسول الله صلي الله عليه و آله فمن الإمام بعد الحسن - صلوات الله عليه - فبكي - صلوات الله عليه - بكاء شديداً ثم قال - صلوات الله عليه - إن من بعد الحسن إبنه القائم بالحق المنتظر.

فقلت له يا بن رسول الله صلي الله عليه و آله و لم سمي القائم.

قال صلوات الله عليه: لانه يقوم بعد موت ذكره وارتداد أكثر القائلين بإمامته.

فقلت له: ولم سمي المنتظر.

قال صلوات الله عليه لأن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ بذكره الجاحدون ويكذب فيه الوقاتون ويهلك فيه المستعجلون وينجو فيه المسلمون.

ص: 439

عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه عن آبائه صلوات الله عليهم عن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال المنتظر لأمرنا كالمتشحط بدمه في سبيل الله.

عن الإمام زين العابدين صلوات الله عليه قال انتظار الفرج من أعظمالفرج.

عن الإمام أبي الحسن الرضا صلوات الله عليه قال ما أحسن الصبر و انتظار الفرج أما سمعت قول الله عزوجل « وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ »«فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ»فعليكم بالصبر فإنه إنما يجيء الفرج علي اليأس فقد كان الذين من قبلكم أصبر منكم.

عن علي بن مهزيار قال كتب الي أبي الحسن صاحب العسكر صلوات الله عليه أسأله عن الفرج فكتب إلي إذا غاب صاحبكم عن دار الظالمين فتوقعوا الفرج.

عن الفيض بن المختار عن الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال من مات منكم وهو منتظر لهذا الأمر كمن هو مع القائم في فسطاطه. قال ثم مكث هنيئة ثم قال صلوات الله عليه لا بل كمن قارع معه بسيفه.

ثم قال صلوات الله عليه لا والله كمن استشهد مع رسول الله صلي الله عليه وآله.

عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال من مات منكم علي هذا الأمرمنتظراً له كان كمن كان في فسطاط القائم صلوات الله عليه.

عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن محمد بن خالد البرقي عمن حدثه عن

ص: 440

المفضل بن عمر الجعفي قال قال الامام أبو عبد الله صلوات الله عليه أقرب ما يكون العباد من الله وأرضي ما يكون عنهم إذا افتقدوا حجة الله فلم يظهر لهم ولم يعلموا بمكانه وهم في ذلك يعلمون أنه لم تبطل حجة الله ولا ميثاقه فعندها توقعوا الفرج صباحاً ومساءً فإن أشد ما يكون غضب الله علي أعدائه إذا افتقدوا حجته فلم يظهر لهم. وقد علم أن أولياءه لا يرتابون ولو علم أنهم يرتابون ما غيب (عنهم) حجته طرفة عين ولا يكون ذلك إلا علي رأس أشرار الناس.

عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه عن آبائه صلوات الله عليهم عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال افضل عباده المؤمن إنتظار فرج الله.

عن الحسن بن محبوب، عن عبدالله بن سنان، عن الإمام أبي عبدالله صلوات الله عليه قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم سيأتي قوم من بعدكم الرجل الواحد منهم له أجرخمسين منكم قالوا: يا رسول الله نحن كنا معك ببدر وأحد وحنينن ونزل فينا القرآن. فقال إنكم لو تحملون لما حملوا لم تصبروا صبرهم.

عن ابن مقبل عن عبدالله بن شبيب عن إسحاق بن محمد القروي عن سعيد بن مسلم عن الامام علي بن الحسين صلوات الله عليه عن أبيه الإمام الحسين بن علي صلوات الله عليه عن أبيه أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله من رضي عن الله بالقليل من الرزق رضي الله عنه بالقليل من العمل وانتظار الفرج عباده.

وفي النعماني باسناده عن أبي بصير عن الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه أنه قال ذات يوم ألا أخبركم بما لا يقبل الله عزوجل من العباد عملاً إلا به.

ص: 441

فقلت بلي.

فقال صلوات الله عليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده - صلي الله عليه و آله - وإلا قرار بما أمر الله والولاية لنا والبراءة من أعدائنا - يعني الأئمة خاصة - والتسليم لهم والورع والاجتهاد والطمأنينة والانتظار للقائم صلوات الله عليه.

ثم قال صلوات الله عليه إن لنا دولة يجيء الله بها إذا شاء ثم قال صلوات الله عليه من سره أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظر فإن مات وقام القائم كان له من الأجر مثل أجر من أدركه فجدوا وانتظروا هنيئا لكم أيتها العصابة المرحومة.

عن علي بن الحكم عن يونس بن يعقوب قال أمرني الإمام أبو عبدالله صلوات الله عليه و آله أن آتي المفضل وأعزية بإسماعيل وقال أقريء المفضل السلام وقل له إنا قد أصبنا باسماعيل فصبرنا فاصبر كما صبرنا إنا أردنا أمراً وأراد الله عزوجل أمراً فسلمنا لأمر الله عزوجل.

(عيون اخبار الامام الرضا صلوات الله عليه) بالاسانيد الثلاثة عن الامام الرضا صلوات الله عليه عن أبيه الامام الكاظم صلوات الله عليه عن أبيه الامام الصادق صلوات الله عليه عن أبيه الامام الباقر صلوات الله عليه عن أبيه الإمام زين العابدين صلوات الله عليه عن أبيه الامام الحسين بن علي صلوات الله عليه عن أبيه أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله أفضل أعمال أمتي انتظار فرج الله عز وجل.

عن الامام الصادق صلوات الله عليه قال طوبي لشيعة قائمنا المنتظرين

ص: 442

لظهوره في غيبته والمطيعين له في ظهوره أولئك أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

عن المفضل قال سمعت الإمام أبا عبد الله صلوات الله عليه يقول إياكم والتنوية أما والله ليغيبن إمامكم سنين من دهركم وليمحصن حتي يقال مات، قتل، (هلك) بأي وادٍ سلك، ولتند معن عليه عيون المؤمنين، ولتكفأن كما تكفأ السفن بأمواج البحر فلا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه وكتب في قلبه الإيمان وأيده بروح منه، الخبر.

ص: 443

ثانياً: الصبر معناه وثوابه

اشارة

(نهج البلاغه) ومن كلام لمولانا أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه يبين صبر أصحاب الرسول صلي الله عليه و آله وثباتهم علي الحق: وَ لَقَدْ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه وآله نَقْتُلُ آبَاءَنَا وَ أَبْنَاءَنَا وَ إِخْوَانَنَا وَ أَعْمَامَنَا مَا يَزِيدُنَا ذَلِكَ إِلَّا إِيمَاناً وَ تَسْلِيماً وَ مُضِيّاً عَلَي اللَّقَمِ وَ صَبْراً عَلَي مَضَضِ الْأَلَمِ وَ جِدّاً فِي جِهَادِ الْعَدُوِّ وَ لَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ مِنَّا وَ الْآخَرُ مِنْ عَدُوِّنَا يَتَصَاوَلَانِ تَصَاوُلَ الْفَحْلَيْنِ يَتَخَالَسَانِ أَنْفُسَهُمَا أَيُّهُمَا يَسْقِي صَاحِبَهُ كَأْسَ الْمَنُونِ فَمَرَّةً لَنَا مِنْ عَدُوِّنَا وَ مَرَّةً لِعَدُوِّنَا مِنَّا فَلَمَّا رَأَي اللَّهُ صِدْقَنَا أَنْزَلَ بِعَدُوِّنَا الْكَبْتَ وَ أَنْزَلَ عَلَيْنَا النَّصْرَ حَتَّي اسْتَقَرَّ الْإِسْلَامُ مُلْقِياً جِرَانَهُ وَ مُتَبَوِّئاً أَوْطَانَهُ وَ لَعَمْرِي لَوْ كُنَّا نَأْتِي مَا أَتَيْتُمْ مَا قَامَ لِلدِّينِ عَمُودٌ وَ لَا اخْضَرَّ لِلْإِيمَانِ عُودٌ وَ ايْمُ اللَّهِ لَتَحْتَلِبُنَّهَا دَماً وَ لَتُتْبِعُنَّهَا نَدَماً .

الحسين بن محمد و محمد بن يحيي جميعاً عن محمد بن سالم بن أبي سلمة عن الحسن بن شاذان الواسطي قال كتبت إلي الإمام أبي الحسين الرضا صلوات الله عليه أشكو جفاء اهل واسط وحملهم علي وكانت عصابة من العثمانية تؤديني فوقع بخطه إن الله تبارك و تعالي اخذ ميثاق أوليائنا علي الصبر في دولة الباطل فاصبر لحكم ربك فلو قد قام سيد الخلق لقالوا «قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ».

ص: 444

علي عن أبيه عن جعفر بن محمد الأشعري عن عبد الله بن ميمون عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال دخل أمير المؤمنين صلوات الله عليه المسجد فإذا هو برجل علي باب المسجد كئيبٍ حزينٍ فقال له أمير المؤمنين صلوات الله عليه ما لك.

فقال يا أميرالمؤمنين صلوات الله عليه أُصِبْتُ بِأَبِي [وَ أُمِّي] وَ أَخْشَي أَنْ أَكُونَ قَدْ وَجِلْتُ

فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه عَلَيْكَ بِتَقْوَي اللَّهِ وَ الصَّبْرِ تَقْدَمْ عَلَيْهِ غَداً وَ الصَّبْرُ فِي الْأُمُورِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ فَإِذَا فَارَقَ الرَّأْسُ الْجَسَدَ فَسَدَ الْجَسَدُ وَ إِذَا فَارَقَ الصَّبْرُ الْأُمُورَ فَسَدَتِ الْأُمُورُ.

عن علي بن النلمان عن عبدالله بن مسكان بن أبي بصير قال سمعت الإمام أبا عبد الله صلوات الله عليه يقول إِنَّ اَلْحُرَّ حُرٌّ عَلَي جَمِيعِ أَحْوَالِهِ وَ إِنْ نَابَتْهُ نَائِبَةٌ صَبَرَ لَهَا وَ إِنْ تَدَاكَّتْ عَلَيْهِ اَلْمَصَائِبُ لَمْ تَكْسِرْهُ وَ إِنْ أُسِرَ وَ قُهِرَ وَ اُسْتُبْدِلَ بِالْيُسْرِ عُسْرا كَمَا كَانَ يُوسُفُ اَلصِّدِّيقُ اَلْأَمِينُ صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهِ لَمْ يَضْرُرْ حُرِّيَّتَهُ أَنِ اُسْتُعْبِدَ وَ قُهِرَ وَ أُسِرَ وَ لَمْ تَضْرُرْهُ ظُلْمَةُ اَلْجُبِّ وَ وَحْشَتُهُ وَ مَا نَالَهُ أَنْ مَنَّ اَللَّهُ عَلَيْهِ فَجَعَلَ اَلْجَبَّارَ اَلْعَاتِيَ لَهُ عَبْدا بَعْدَ أَنْ كَانَ مَالِكا لَهُ فَأَرْسَلَهُ وَ رَحِمَ بِهِ أُمَّة وَ كَذَلِكَ اَلصَّبْرُ يُعْقِبُ خَيْرا فَاصْبِرُوا تَظْفَرُوا وَ وَاظِبُوا عَلَي اَلصَّبْرِ تُؤْجَرُوا.

عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن ابن أبي يعفور عن الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال الصبررأس الايمان.

قال النبي صلي الله عليه و آله في الصبر علي ما نكره خير كثير .

عن أبي اسحاق السبيعي عن الحارث بن الأعور قال قال أمير المؤمنين

ص: 445

صلوات الله عليه ثلاث بهن يكمل المسلم التفقه في الدين والتقدير في المعيشة والصبر علي النوائب.

عن محمد بن عيسي عن عثمان بن عيسي عن ابن مسكان عن الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال لم يقسم بين العباد أقل من خمس اليقين والقنوع والصبر والشكر والذي يكمل به هذا كله العقل.

وفي صفات الشيعة عن محمد بن أحمد عن محمد بن زيد عن الإمام أبي عبدالله صلوات الله عليه قال لا تكونون مؤمنين حتي تكونوا مؤتمنين وحتي تعدوا النعمة والرخاء مصيبةً وذلك أن الصبرعلي البلاء افضل من العافية عند الرخاء.

ص: 446

إحياء امرهم صلوات الله عليهم

ص: 447

ص: 448

قال الامام الصادق صلوات الله عليه في قول الله عزوجل «وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا» قال صلوات الله عليه من أم هذا البيت وهو يعلم أنه البيت الذي أمر الله به وعرفنا أهل البيت حق معرفتنا كان آمنا في الدنيا والآخرة

قال أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه من قوّي مسكيناً في دينه ضعيفاً في معرفته علي ناصب و مخالف فأفحمه لقنه الله تعالي يوم يدلي في قبره أن يقول الله ربي و محمد نبيّ صلي الله عليه و آله وعلي ولييّ صلوات الله عليه و آله والكعبة قبلتي والقرآن بهجتي وعدتّي والمؤمنون إخواني فيقول الله أدليت بالحجة فوجبت لك أعالي درجات الجنة والمؤمنون إخواني فيقول الله أدليت بالحجة فوجبت لك أعالي درجات الجنة. فعند ذلك يتحول عليه قبره أنزه رياض الجنة.

قال الامام الصادق صلوات الله عليه تزاوروا فإن في زيارتكم إحياء القلوبكم وذكر لأحاديثنا وأحاديثاً تعطف بعضكم علي بعض فإن أخذتم بها رشد تم ونجو تم وإن تركتموها ضللتم وهلكتم فخذوا بها وأنا بنجاتكم زعيم عن الامام الصادق صلوات الله عليه قال من ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينه دمع مثل جناح بعوضة غفر الله ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر.

حدثنا أبو عبدالله الجاموراني عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن سيف بن عميرة، عن منصور بن حازم عن الامام الصادق جعفر بن محمد صلوات الله

ص: 449

عليه عن أبيه الإمام الباقر محمد بن علي عن أبيه الإمام علي بن الحسين صلوات الله عليه عن أبيه الإمام الحسين بن علي صلوات الله عليه عن أبيه الامام امير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله مُجالسةُ أهلِ الدين شرفُ الدنيا والآخرة.

عن مولانا الإمام الحسين بن علي صلوات الله عليه قال ما من عبد قطرت عيناه فينا قطرة أو دمعت عيناه فينا دمعة إلا بوّأه الله تعالي بها في الجنة حقباً.قال أحمد بن يحيي الأودي: فرأيت الإمام الحسين بن علي صلوات الله عليه في المنام فقلت حدثني مخول بن إبراهيم عن الربيع بن المنذر، عن أبيه عنك أنك قلت: ما من عبد قطرت عيناه قطرة أو دمعت عيناه فينا دمعة إلا بوأه الله تعالي بها في الجنة حقباً.

قال صلوات الله عليه نعم.

قلت سقط الإسناد بيني وبينك.

قال السيد ابن طاووس رضوان الله عليه في اللهوف روي عن آل رسول الله صلي الله عليه و آله أنهم قالوا من بكي وأبكي فينا مائة فله الجنة ومن بكي وأبكي خمسين فله الجنة ومن بكي وأبكي ثلاثين فله الجنة ومن بكي وأبكي عشرين فله الجنة ومن بكي وأبكي عشرة فله الجنة ومن بكي وأبكي واحداً فله الجنة ومن تباكي فله الجنة.

عن الامام الرضا صلوات الله عليه قال من تذكر مصابنا وبكي لما ارتكب منا، كان معنا في درجتنا يوم القيامة ومن ذكر بمصابنا فبكي وأبكي لم تبك عينه يوم تبكي العيون.

ص: 450

حدثنا محمد بن ابراهيم أخبرنا محمد بن إبراهيم قال أخبرنا أحمد بن محمد الهمداني عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه قال قال الإمام الرضا صلوات الله عليه من تذكّر مصابنا وبكي لما ارتُكِب منا كان معنا في درجتنا يوم القيامة ومن ذُكّر بمصابنا فبكي وأبكي لم تبك عينه يوم تبكي العيون ومن جلس مجلساً يحيي فيه أمرنا لم يمُت قلبه يوم تموت القُلُوب.

عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال ما قال فينا قائل بيت شعر حتي يؤيد بروح القدس.

عن زرارة قال دخل الكميت بن زيد علي الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه وأنا عنده فأنشده من لقلب متيم مستهام. فلما فرغ منها قال صلوات الله عليه للكميت لا تزال مؤيداً بروح القدس ما دمت تقول فينا.

عن القاسم بن يحيي عن بده عن ابن مسلم عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه ذكرنا أهل البيت شفاء من الوعك والأسقام و وسواسِ الريب وحبنا رضي الرب تبارك و تعالي.

ص: 451

ص: 452

وصايا

ص: 453

ص: 454

ومن كلام لأمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه:

أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ الَّذِينَ وَرَاءَكَ بَعَثُوكَ رَائِداً تَبْتَغِي لَهُمْ مَسَاقِطَ الْغَيْثِ، فَرَجَعْتَ إلَيْهِمْ وَأَخْبَرْتَهُمْ عَنِ الْكَلاَ وَالْمَاءِ، فَخَالَفُوا إلي الْمَعَاطِشِ وَالْ-مَجَادِبِ، مَا كُنْتَ صَانِعاً. قال: كُنْتُ تَارِكَهُمْ وَ مُخَالِفَهُمْ إِلَي الْكَلَإِ وَ الْمَاءِ فَقَالَ صلوات الله عليه فَامْدُدْ إِذاً يَدَكَ فَقَالَ الرَّجُلُ فَوَاللَّهِ مَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أَمْتَنِعَ عِنْدَ قِيَامِ الْحُجَّةِ عَلَيَّ فَبَايَعْتُهُ عليه السلام .

علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصرٍ عن محمد أخي عرام عن محمد بن مسلم عن الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه و آله قال لا تذهب بِكُمُ المذاهب فوالله ما شيعتنا إلا من أطاع الله عز وجل.

عن اسماعيل السراج عن ابن مُشكان عن ثابت بن سعيد قال قال الإمام أبو عبد الله صلوات الله عليه يَا ثَابِتُ مَا لَكُمْ وَ لِلنَّاسِ كُفُّوا عَنِ اَلنَّاسِ وَ لاَ تَدْعُوا أَحَداً إِلَي أَمْرِكُمْ فَوَ اَللَّهِ لَوْ أَنَّ أَهْلَ اَلسَّمَاوَاتِ وَ أَهْلَ اَلْأَرَضِينَ اِجْتَمَعُوا عَلَي أَنْ يَهْدُوا عَبْداً يُرِيدُ اَللَّهُ ضَلاَلَتَهُ مَا اِسْتَطَاعُوا عَلَي أَنْ يَهْدُوهُ وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ اَلسَّمَاوَاتِ وَ أَهْلَ اَلْأَرَضِينَ اِجْتَمَعُوا عَلَي أَنْ يُضِلُّوا عَبْداً يُرِيدُ اَللَّهُ هِدَايَتَهُ مَا اِسْتَطَاعُوا أَنْ يُضِلُّوهُ كُفُّوا عَنِ اَلنَّاسِ وَ لاَ يَقُولُ أَحَدٌ عَمِّي وَ أَخِي وَ اِبْنُ عَمِّي وَ جَارِي فَإِنَّ اَللَّهَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْراً طَيَّبَ رُوحَهُ فَلاَ يَسْمَعُ مَعْرُوفاً إِلاَّ عَرَفَهُ وَ لاَ مُنْكَراً إِلاَّ أَنْكَرَهُ ثُمَّ يَقْذِفُ اَللَّهُ فِي قَلْبِهِ كَلِمَةً يَجْمَعُ بِهَا أَمْرَهُ

عن يُونُس، عن أيوب بن الحُرّ، عن أبي بصير، عن الإمام أبي عبدالله

ص: 455

صلوات الله عليه في قول الله عز وجل «وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كثيراً» فقال صلوات الله عليه طاعةٌ الله ومعرفةٌ الإمام.

عن الحسن بن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام، عن جابر قال : سَمِعْتُ الامام أبا جَعْفَرٍصلوات الله عليه يَقُولُ: إنّما يَعْرِفُ اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ يَعْبُدُهُ مَنْ عَرَفَ الله و عرف إمامَهُ مِنّا أهْلَ الْبَيْتِ وَ مَنْ لا يَعْرِفُ اللهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ (لا) يَعْرِفُ الإمامَ مِنّا أهْلَ الْبَيْتِ فَإنَّما يَعْرِفُ وَ يَعْبُدُ غَيْرَ اللهِ هكذا والله ضلالاً.ً

عن محمد بن أبي عمير عن سيف بن عميرة عن أبي الصباح الكناني قال قال الامام أبو عبد الله صلوات الله عليه قال نَحْنُ قَوْمٌ فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ طَاعَتَنَا لَنَا الْأَنْفَالُ وَ لَنَا صَفْوُ الْمَالِ وَ نَحْنُ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ وَ نَحْنُ الْمَحْسُودُونَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ «أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ»

عن محمد بن سنان، عن اسحاق بن عمار، عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال إِنَّ الْخُلُقَ مَنِيحَةٌ ي-َم-ْن-َح-ُه-َا اللَّهُ ع-َزَّ وَ ج-َلَّ خ-َلْقَهُ فَمِنْهُ سَجِيَّةٌ وَ مِنْهُ نِيَّةٌ فَقُلْتُ فَأَيَّتُهُمَا أَفْضَلُ فَقَالَ ص-َاح-ِبُ السَّج-ِيَّةِ ه-ُوَ م-َجْبُولٌ لَا يَسْتَطِيعُ غَيْرَهُ وَ صَاحِبُ النِّيَّةِ يَصْبِرُ عَلَي الطَّاعَةِ تَصَبُّراً فَهُوَ أَفْضَلُهُمَا

عن محمد بن جمهور، عن حماد بن عثمان، عن أبي حمزة قال سألتُ الإمام أبا جعفرٍ صلوات الله عليه ما حقُ الإمام علي الناس.

قال صلوات الله عليه عَلَيْهِمْ أَنْ يَسْمَعُوا لَهُ وَيُطِيعُوا .

قُلْتُ : فَمَا حَقُّهُمْ عَلَيْهِ.

قال صلوات الله عليه أَنْ يَقْسِمَ بَيْنَهُمْ بِالسَّوِيَّةِ ، ويَعْدِلَ فِي الرَّعِيَّةِ ، فَإِذَا كَانَ ذلِكَ فِي النَّاسِ ، فَلَا يُبَالِي مَنْ أَخَذَ هَاهُنَا وهَاهُنَا .

ص: 456

حدثنا محمد بن منصور بن أبي الجهم وأبو يزيد القرشي قالا حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال حدثنا علي بن جعفر بن محمد قال حدثني أخي الامام موسي بن جعفر صلوات الله عليه عن أبيه الامام جعفر بن محمد صلوات الله عليه عن أبيه الامام محمد بن علي صلوات الله عليه عن أبيه الإمام علي بن الحسين صلوات الله عليه عن أبيه الإمام الحسين بن علي صلوات الله عليه عن أبيه أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال أخذ رسول الله صلي الله عليه و آله بيد الحسن والحسين فقال صلي الله عليه و آله من أحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة.

قول الله عزوجل «وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ» قال صلوات الله عليه (أي بالصبر) عن الحرام (و) علي تأدية الأمانات وبالصبر علي الرئاسات الباطلة وعلي الاعتراف لمحمد صلي الله عليه و آله بنبوته ولعلي صلوات الله عليه و آله بوصيته.

«وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاة»ِ

قال الديلمي قال الامام الحسن بن علي صلوات الله عليه ما يضرّ الرجل من شيعتنا أي ميتة مات أكله سبع أو أحرق بنار أو غرق أو صلب أو قتل هو والله صديق شهيد.

(تفسير القمي) محمد بن جعفر عن يحيي بن زكريا عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه في قوله «إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر»ِ

فقال صلوات الله عليه استثني أهل صفوته من خلقه حيث قال «إنَّ

ص: 457

إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍإِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا» يقول امنوا بولاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه «وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ» ذرياتهم ومن خلفوا بالولاية« َتَوَاصَوْا» بنا و صبروا علينا.

عن الأصبغ قال قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه الصبر صبران صبر عند المصيبة حسن جميل وأحسن من ذلك الصبر عند ما حرم الله عليك والذكر ذكران ذكر الله عند المصيبة وأفضل من ذلك ذكر الله عند ما حرم الله عليك فيكون حاجزا

عن أحمد بن أبي عبدالله عن أبيه رفعه إلي الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه قال الصبر صبران علي البلاء حسن جميل، وأفضل الصبرين الورع عن المحارم

عن عثمان بن عيسي عن بعض اصحابه عن الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال اصبروا علي الدنيا فانما هي ساعة فان ما مضي منه لا تحد له ألما ولا سرورا وما لم يجيء فلا تدري ما هو وانما هي ساعتك التي أنت فيها فاصبر فيها علي طاعة الله واصبر فيها عن معصية الله.

باسناده يرفعه محمد بن إبراهيم الإمام حدثه أن الإمام أبا جعفر المنصور حدثه عن أبيه عن جده عن عبد الله بن العباس قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله لن تهلك أمة أنا في أولها وعيسي بن مريم في آخرها و المهدي في سطها.عن صفوان الجمال عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال كان أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه يقول لا يجد عبد طعم الإيمان حتي يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطيه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه وان

ص: 458

الضار النافع هو الله عزوجل

عن أبي بصير، عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: ليس شيء إلا وله حد قلت: جعلت فداك فما حد التوكل. قال صلوات الله عليه: اليقين.

قلت: فما حد اليقين

قال صلوات الله عليه: أن لا تخاف مع الله شيئاً.

عن علي بن أسباط قال سمعت الإمام أبا الحسن الرضا صلوات الله عليه يقول كان في الكنز الذي قال الله «وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا »كان فيه بسم الله الرحمن الرحيم عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح وعجبت لمن أيقن كيف يحزن.

عن أحمد بن عمر، عن الإمام أبي الحسن الرضا صلوات الله عليه قال: فاحسن الظن بالله فإن - الإمام - أبا عبد الله صلوات الله عليه كان يقول: من حسن ظنه بالله كان عند ظنه به ومن رضي بالقليل من الرزق قبل منه اليسير من العمل.عن سفيان بن عينية قال سمعت الإمام أبا عبد الله صلوات الله عليه يقول:حسن الظن بالله أن لا ترجو الا الله ولا تخاف الا ذنبك.

عن سنان بن طريف قال سمعت الامام أبا عبد الله صلوات الله عليه يقول ينبغي للمؤمن أن يخاف الله خوفا كأنه مشرف علي النار ويرجوه رجاء كأنه من أهل الجنة ثم قال صلوات الله عليه أن الله تبارك و تعالي عند ظن عبده به آن خيراً فخيراً وان شراً فشراً

عن انس قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله لذكر الله بالغدو والاصال خير حطم السيوف في سبيل الله.

ص: 459

عن داوود بن سرحان عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله من أكثر ذكر الله أحبه الله و من ذكر الله كثيراً كتب له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق.

عن عبدالله بن ميمون القداح عن الإمام جعفر بن محمد صلوات الله عليه عن أبيه الامام محمد بن علي صلوات الله عليه قال قال النبي صلي الله عليه و آله لأصحابه ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من الدينار والدرهم وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتقتلوهم ويقتلوكم. قالوا: بلي يا رسول الله صلي الله عليه و آله قال صلي الله عليه و آله: ذكر الله كثيراً.

عن محمد بن يحيي وعثمان بن عيسي عن بعض أصحابه قال قلت للإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه من أكرم الخلق علي الله قال صلوات الله عليه: أكثرهم ذكراً لله وأعملهم بطاعته.

عن محمد بن عيسي عن يونس عن الحلبي رفعه قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله أمسِكْ لِسانَكَ؛ فإنّها صَدَقةٌ تَصَدَّقُ بها علي نَفسِكَ ثم قال صلي الله عليه و آله و لا يَعرِفُ عَبدٌ حَقيقَةَ الإيمانِ حتّي يَخزُنَ مِن لِسانِهِ ..

عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبن محبوب عن العلاء عن محمد بن مسلم عن الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه قال السكينةُ الايمانُ.

عن محمد بن عبد الجبار عن الحسن بن علي عن أبي كهمسٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ مَنِ ائْتَمَنَهُ الْمُؤْمِنُونَ عَلَي أَنْفُسِهِمْ وَ أَمْوَالِهِمْ أَلَا أُنَبِّئُكُمْ

ص: 460

المُسلِمُ مَن سَلِمَ المُسلمونَ مِن لِسانِهِ و يَدِهِ وَالْمُهاجِرُ مَنْ هَجَرَ السَيِّئاتِ وَتَرَكَ ما حَرِّمَ اللّه ُ. وَ الْمُؤْمِنُ حَرَامٌ عَلَي الْمُؤْمِنِ أَنْ يَظْلِمَهُ أَوْ يَخْذُلَهُ أَوْ يَغْتَابَهُ أَوْ يَدْفَعَهُ دَفْعَةً.

عن الحسن بن محبوب عن عبدالله بن سنان عن معروف بن خربوذ عن الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه قال صلي أمير المؤمنين صلوات الله عليه بِالنَّاسِ الصُّبْحَ بِالْعِرَاقِ فَلَمَّا انْصَرَفَ وَعَظَهُمْ فَبَكَي وَ أَبْكَاهُمْ مِنْ خَوْفِ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ أَمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ عَهِدْتُ أَقْوَاماً عَلَي عَهْدِ خَلِيلِي رَسُولِ اللَّهِ ص وَ إِنَّهُمْ لَيُصْبِحُونَ وَ يُمْسُونَ شُعْثاً غُبْراً خُمُصاً بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ كَرُكَبِ الْمِعْزَي يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَ قِيَاماً يُرَاوِحُونَ بَيْنَ أَقْدَامِهِمْ وَ جِبَاهِهِمْ يُنَاجُونَ رَبَّهُمْ وَ يَسْأَلُونَهُ فَكَاكَ رِقَابِهِمْ مِنَ النَّارِ وَ اللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُهُمْ مَعَ هَذَا وَ هُمْ خَائِفُونَ مُشْفِقُونَ

ورد في كتاب النجم الثاقب قصة تشرف الحاج السيد أحمد الرشتي بالحضور عند امام العصر صلوات الله عليه أرواحنا فداه في سفر الحج وقوله صلوات الله عليه لماذا لا تقرأ زيارة عاشوراء عاشوراء عاشوراء

روي عن الإمام الحسن العسكري صلوات الله عليه قال علامات المؤمن خمس صلاة إحدي وخمسين وزيارة الأربعين والتختم باليمين وتعفير الجبين بالسجود والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم.

محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن فضيل بن عثمان عن أبي عبيدة عن الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه و آله قال كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه و آله يقول: لا يَقِلُّ عَمَلٌ مَع تَقوي ، و كَيفَ يَقِلُّ

ص: 461

ما يُتَقَبَّلُ ؟!

عن أبي عبيدة عن الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه قال كان أمير المؤمنين الامام علي ابن أبي طالب صلوات الله عليه يقول: لا يقل عمل مع تقوي وكيف يقل ما يتقبل.

(نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه أنه قال في خطبة له: ألا وان الخطايا خيل شمس حمل عليها أهلها وخلعت الجمها فتقحمت بهم في النار ألا وان التقوي مطايا ذلل حمل عليها أهلها واعطو أزمتها فأوردتهم الجنة.

عن أبي المعزا عن زيد الشحام عن عمرو بن سعيد بن هلال الثقفي عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال قُلْتُ لَهُ إِنِّي لَا أَلْقَاكَ إِلَّا فِي السِّنِينَ فَأَخْبِرْنِي بِشَيْ ءٍ آخُذُ بِهِ، فقال صلوات الله عليه أوصيك بتقوي الله و فَقَالَ أُوصِيكَ بِتَقْوَي اللَّهِ وَ الْوَرَعِ وَ الِاجْتِهَادِ وَ اعْلَمْ أَنَّهُ لَا يَنْفَعُ اجْتِهَادٌ لَا وَرَعَ فِيهِ.

عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيي عن يزيد ابن خليفة قال وعظنا الإمام أبو عبد الله صلوات الله عليه فَأَمَرَ وَ زَهَّدَ ثُمَّ قَالَ صلوات الله عليه عَلَيْكُمْ بِالْوَرَعِ فَإِنَّهُ لَا يُنَالُ مَا عِنْدَ اللَّهِ إِلَّا بِالْوَرَعِ

عن جعفر بن محمد الأشعري عن عبدالله بن ميمون القداح، عن الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول أَفضلُ العِبادَۃِ العفافُ.

عن محمد بن عبد الجبار عن بعض اصحابه عن ميمون القداح قال سمعت الامام أبا جعفر صلوات الله عليه يقول مَا مِن عِبَادَة أفضَلَ عِندَ اللهِ مِن عِفَّةِ بَطن وَ فَرج.

ص: 462

عن السكوني عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله أكثر ما تلج به أمتي النار الا جوفان البطن والفرج.

عن انس قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله من ضمن لي اثنين ضمنت له علي الله الجنة من ضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه ضمنت له علي الله الجنة يعني ضمن لي لسانه وفرجه.

عن الحسن بن علي بن يقطين، عن الفضل بن كثير، عمَّن ذكرهُ عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال لا إيمان لمن لا حياء لهُ.

عن أبي عبيده عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال الحياء من الايمان والايمان في الجنة.

عن الفضيل بن كثير عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال لا إيمان لمن لا حياء له.

قال رسول الله صلي الله عليه و آله الحياء حياءان حياء عقل وحياء حمق فحياء العقل هو العلم وحياء الحمق هو الجهل.

عن علي بن أسباط، عن يعقوب بن سالم عن رجل، عن (الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه او) الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال وَ الْمُعافَي الشّاكِرُ، لَهُ مِنَ الاَجْرِ كَاَجْرِ الْمُبتَلَي الصّابِرِ، و الْمُعْطَي الشّاكِرُ، لَهُ مِنْ الاْجْرِ كَاَجْرِ الْمَحْرومِ الْقانِعِ؛

علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن الإمام أبي عبدالله صلوات الله عليه قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله اَلطّاعِمُ الشّاكِرُ، لَهُ مِن الاَجْرِ كَاَجْرِ الصّائمِ الْمُحْتَسِبِ، وَ الْمُعافَي الشّاكِرُ، لَهُ مِنَ الاَجْرِ كَاَجْرِ الْمُبتَلَي الصّابِرِ، و الْمُعْطَي الشّاكِرُ، لَهُ مِنْ الاَجْرِ كَاَجْرِ الْمَحْرومِ الْقانِعِ

ص: 463

عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن داود بن الحُصين عن فضل البقباق قال سألت الإمام أبا عبد الله صلوات الله عليه عن قولِ اللهِ عزوجل «وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ» قال صلوات الله عليه الذي أنعم عليك بما فضلك وأعطاك وأحسن إليك.

ثم قال صلوات الله عليه: فحدِّث بدِينِهِ وَمَا أعطاهُ اللهُ وما أنعم به عليه.

عن عبد الله بن المغيره وغيره عن طلحة بن زيد عن الإمام أبي عبدالله صلوات الله عليه قال مثلُ الدُنيا كمثل ماءِ البحرِ كُلما شرِبَ منهُ العطشانُ از دادَ عطشاً حتي قتلهُ.

عن يونُسَ، عن أبي ايوب الخزاز عن أبي حمزه عن الامام أبي جعفر صلوات الله عليه قال قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه إِنَّ مِنْ أَعْوَنِ اَلْأَخْلاَقِ عَلَي اَلدِّينِ اَلزُّهْدَ فِي اَلدُّنْيَا.

عن الهيثم بن واقد عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال من زهد في الدنيا اثبت الله الحكمة في قلبه وأنطق بها لسانه وبصره عيوب الدنيا دائها ودوائها وأخرجه منها سالماً إلي دار السلام.

عن سهل بن زياد عن علي بن أسباط عن الإمام أبي الحسن الرضا صلوات الله عليه أن الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان يقول: طُوبي لِمَن أخْلَصَ للّه ِ العِبادَةَ و الدُّعاءَ ، و لَم يَشْغَلْ قَلْبَهُ بما تَري عَيْناهُ ، و لَم يَنْسَ ذِكْرَ اللّه ِ بما تَسْمَعُ اُذُناهُ ، و لَم يَحْزَنْ صَدرُهُ بما اُعْطِيَ غَيرُهُ

علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسي عن أبي جميلة قال قال الامام أبو عبدالله صلوات الله عليه قال الله تبارك وتعالي: يا عِباديَ الصِّدِّيقينَ ، تَنَعّموا

ص: 464

بعِبادَتي في الدُّنيا ، فإنَّكُم تَتَنعَّمون بِها في الآخِرَةِ

عن حنان بن سدير عن أبيه قال الإمام أبو جعفر صلوات الله عليه: أفضل العبادة عفة البطن والفرج.

عن السكوني عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال قال أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه: وبالاخلاص يكون الخلاص.

عن علي بن أسباط عن الإمام أبي الحسن الرضا صلوات الله عليه آن أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان يقول طوبي لمن أخلص العبادة والدعاء ولم يشغل قلبه بما تري عيناه ولم ينس ذكر الله بما تسمع أذناه ولم يحزن صدره بما اعطي غيره.

عن هارون بن خارجة عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال العبادة ثلاثة قوم عبدوا الله عزوجل خوفا فتلك عبادة العبيد وقوم عبدو الله تبارك وتعالي طلب الثواب فتلك عبادة الأجراء وقوم عبدو الله عزوجل حبأً له فتلك عبادة الأحرار وهي أفضل العبادة.

عن زيد الشحام عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال ما أحسن من الرجل يغتسل أو يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم ينتحي حيث لا يراه أنيس فيشرف عليه وهو راكع أو ساجد.

عن عمرو بن جميع عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله أفضل الناس من عشق العبادة فعانقها وأحبها بقلبه وباشرها بجسده وتفرغ لها فهو لا يبالي علي ما أصبح من الدنيا علي عسر أم

ص: 465

علي يسر.

(نهج البلاغه) عن مولانا أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه في خطبة له قال: وعليكم بالجد والاجتهاد والتأهب والاستعداد و التزود في منزل الزاد.

عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن أبان عن فضيل عن الإمام جعفر قال بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلي خَمْسٍ: عَلَي الصَّلَاةِ وَ الزَّكَاةِ وَ الْحَجِّ وَ الصَّوْمِ وَ الْوِلَايَةِ وَ لَمْ يُنَادَ بِشَيْ ءٍ كَمَا نُودِيَ بِالْوَلَايَةِ اليوم الغدير

عن أبي حمزة الثمالي قال قال الامام علي بن الحسين صلوات الله عليه من عمل بما افترض الله عليه فهو من خير الناس.

عن أبي السفاح عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه في قول الله عزوجل «اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا» قال صلوات الله عليه اصبروا علي الفرائض وصابروا علي المصائب ورابطوا علي الأئمة صلوات الله عليهم.

عن سهل بن زياد عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن حماد بن عيسي، عن أبي السَّفاتِجِ عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه في قول الله عوجل «صْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا »قال صلوات الله عليه اِصبِرُوا علي الفرائِضِ وصابِرُا عَلَي المصائِبِ و رابِطُوا علي الأئمة صلوات الله عليهم.

عن النوفلي عن السوني عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال قالرسول الله صلي الله عليه و آله اعْمَلْ بِفَرَائِضِ اللَّهِ تَكُنْ أَتْقَي النَّاسِ.

عن السكوني عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال قال رسول الله صلي الله عليه و آلهاعْمَلْ بِفَرَائِضِ اللَّهِ تَكُنْ أَتْقَي النَّاسِ.

ص: 466

عن عبدالله عن الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه في قول الله عز وجل (حنيفاً مسلماً) قال صلوات الله عليه خالصاً مخلصاً ليس فيه شيء من عبادة الأوثان.

عدةٌ من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبدالله عن أبيه رفعهُ إلي الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله پيامبر صلي الله عليه و آله:يا اَيُّهَا النّاسُ اِنَّما هُوَ اللّه ُ وَ الشَّيْطانُ وَ الْحَقُّ وَ الْباطِلُ وَالْهُدي وَالضَّلالَةُ وَ الرُّشْدُ وَ الْغَيُّ وَ الْعاجِلَةُ وَ الآجِلَةُ وَ الْعاقِبَةُ وَ الْحَسَناتُ وَ السَّيِّئاتُ فَما كانَمِنْ حَسَناتٍ فَلِلّهِ وَ ما كانَ مِنْ سَيِّئاتٍ فَلِلشَّيْطانِ لَعَنَهُ اللّه ُ؛

عن ابن القداح عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه لا يقبل الله عزوجل قلب لاه وكان علي صلوات الله عليه يقول: اذا دعا أحدكم للميت فلا يد عوله وقلبه لاه عنه ولكن ليجتهد له في الدعاء

عن سليم الفراء عن الإمام أبي عبدالله صلوات الله عليه قال: اذا دعوت فاقبل بقلبك وظن حاجتك بالباب.

عن أبي بصير عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: لا يزال المؤمن بخير ورجاء رحمة من الله عز وجل ما لم يستعجل فيقنط ويترك الدعاء، قلت له: كيف يستعجل. قال صلوات الله عليه يقول: قد دعوت منذ كذا وكذا وما أري الاجابة.

علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسي عن يونس بن أبي جميلة قال قال الإمام أبو عبد الله صلوات الله عليه كان في وصية أمير المؤمنين صلوات الله عليه

ص: 467

لأصحابه اعلمُوا أن القرآن هُدي النهار ونور الليل المظلم علي ما كان من جهدٍ وفاقةٍ.

عن النعمان بن سعد، عن أمير المؤمنين الامام علي صلوات الله عليه أن النبي صلي الله عليه و آله قال: خياركم من تعلم القرآن وعلمه.

وعن النبي صلي الله عليه و آله افضل العبادة قراءة القرآن.

وعن النبي صلي الله عليه و آله القرآن غني ولاغني دونه ولا فقر بعده وعن النبي صلي الله عليه و آله أشراف امتي حملة القرآن وأصحاب الليل.

عن الفضيل بن يسار عن الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال الحافظ للقرآن العامل به مع السفرة الكرام البررة.

عن النبي صلي الله عليه و آله قال أن هذا القرآن حبل الله وهو النور البين والشفاء النافع - الي ان قال صلي الله عليه و آله - فاتلوه فان الله يأجركم علي تلاوته بكل حرف عشر حسنات أما أني لا أقول ألم عشر، ولام عشر وميم عشر. عن أحمد بن فهد عن النبي صلي الله عليه و آله قال قال الله تبارك و تعالي من شغل بقراءة القرآن عن دعائي مسئلتي أعطيته أفضل ثواب الشاكرين.

عن الزهري قال سمعت الإمام علي بن الحسين صلوات الله عليه يقول آيات القرآن خزائن فكلما فتحت خزانة ينبغي لك أن تنظر ما فيها.

عن السكوني عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه أن النبي صلي الله عليه وآله بعث سرية فلما رجعوا. قال صلي الله عليه و آله مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي عليهم الجهاد الأكبر. فقيل يا رسول الله صلي الله عليه و آله ما الجهاد الأكبر قال صلي الله عليه و آله جهاد النفس.

ص: 468

عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض اصحابه رفعه قال قال الإمام أبو عبد الله صلوات الله عليه اِحمِلْ نفسَكَ لنفسِكَ، فإن لَم تَفعَلْ لَم يَحمِلْكَ غَيرُكَ .

عن المفضل بن عمر قال قال الإمام الصادق جعفر بن محمد صلوات الله عليه:مَن لَم يَكُن لَهُ واعِظٌ مِن قَلبِهِ ، و زاجِرٌ مِن نَفسِهِ ، و لَم يَكُن لَهُ قَرينٌ مُرشِدٌ ، استَمكَنَ عَدُوُّهُ مِن عُنُقِهِ

عن حماد بن عمر وانس بن محمد عن أبيه جميعاً عن الإمام جعفر بن محمد صلوات الله عليه عن أبيه الإمام محمد بن علي صلوات الله عليه عن أبيه الامام علي بن الحسين صلوات الله عليه عن أبيه الامام الحسين بن علي صلوات الله عليه عن أبيه أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه في وصية النبي صلي الله عليه و آله قال: يا عليُّ أفضَلُ الجَهادِ مَن أصبَحَ لا يَهُمُّ بِظُلمِ أحَدٍ.

عن السكوني عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله من ترك معصية لله مخافة الله تبارك و تعالي ارضاه يوم القيامة.

عن ابراهيم بن عمر اليماني عن الامام أبي جعفر صلوات الله عليه قال كل عين باكية يوم القيامة غير ثلاث عين سهرت في سبيل الله وعين فاضت من خشية الله وعين غضت عن محارم الله.

عن يحيي بن عقيل قال قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: انما أخاف عليكم اثنتين اتباع الهوي وطول الأمل أما اتباع الهوي فانه يصد عن الحق وأما طول الأمل فينسي الآخره.

عن أبي محمد الوابشي قال سمعت الإمام أبا عبد الله صلوات الله عليه يقول

ص: 469

احذروا أهوائكم كما تحذرون أعدائكم فليس بشيء أعدي للرجال من اتباع أهوائهم وحصائد ألسنتهم.

عن ابن محبوب، عن علي بن رئابٍ، عن أبي عبيدة الحذاءِ قال الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه من أحب الله وأبغض لله وأعطي الله فهو ممن كمل إيمانه.

عن أبي جعفر محمد النعمان، عن سلام المستينر عن الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله وُدُّ الْمُؤْمِنِ لِلْمُؤْمِنِ فِي اللَّهِ مِنْ أَعْظَمِ شُعَبِ الْإِيمَانِ وَ مَنْ أَحَبَّ فِي اللَّهِ وَ أَبْغَضَ فِي اللَّهِ وَ أَعْطَي فِي اللَّهِ وَ مَنَعَ فِي اللَّهِ فَهُوَ مِنْ أَصْفِيَاءِ اللَّهِ

عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحجال عن علي بن عُقبة عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال المُؤمنُ أخو المؤمنِ ، عَينُهُ ودَليلُهُ ، لا يَخونُهُ ، ولا يَظْلِمُهُ ، ولا يَغُشُّهُ ، ولا يَعِدُهُ عِدَةً فيَخْلِفَهُ

عن أحمد بن محمد بن خالد عن الحسن بن محبوب عن شعيب العقرقوفي قال سمعت الإمام أبا عبد الله صلوات الله عليه يقول لأصحابه: اِتَّقُوا اللّه َ ، و كونوا إخوَةً بَرَرَةً ، مُتَحابّينَ فِي اللّه ِ مُتَواصِلينَ مُتَراحِمينَ ، تَزاوَروا و تَلاقَوا و تَذاكَروا أمرَنا و أحيوهُ

عن محمد بن سنان عن عبد الله بن يحيي الكاهلي قال سمعت الإمام أباعبد الله صلوات الله عليه يقول: تواصلُوا وتباروا و تراحموا وتعاطفُوا.

عن طلحة بن زيد، عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال العامل والمعين له والراضي به شركاء ثلاثتهم.

عن عبد الله بن سنان عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال من عذر

ص: 470

ظالماً بظلمه سلط الله عليه من يظلمه فإن دعا لم يستجب له ولم يأجره الله علي ظلامته.

عن عبد الله بن سنان قال سمعت الامام أبا عبد الله يقول من أعان ظالماًعلي مظلوم لم يزل الله عليه ساخطاً حتي ينزع من معونته.

عن ابن محبوب عن أبان عن الحلبي عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عيله قال اِنَّ الصَّبْرَ وَحُسْنَ الْخُلْقِ وَالْبِرَّ وَالْحِلْمَ مِنْ اَخْلاقِ الاَنْبِيآءِ.

عن الحسن بن محبوبٍ عن جميل بن صالح عن محمد بن مسلم عن الامام أبي جعفر صلوات الله عليه قال أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا

علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عميرٍ عن حبيب الخثعمي عن الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله أفاضِلكُم أحسُنُكُم أَخلاقاً الموَطَّئوُن أكنافاً الذين يألفُون ويُؤلَفَون وَتُوطأُ رِحالُهُم

عن محمد بن مسلم عن الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه قال ان أكمل المؤمنين ايماناً أحسنهم خلقاً

عن عبد الله بن سنان عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: ان حسن الخلق يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم.

عن الإمام الرضا صلوات الله عليه عن أبيه الإمام الكاظم صلوات الله عليه عن أبيه الإمام الصادق صلوات الله عليه عن أبيه الإمام الباقر صلوات الله عليه عن أبيه الامام زين العابدين صلوات الله عليه عن أبيه الإمام الحسين بن علي صلوات الله عليه عن ابيه امير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال قال رسول الله صلي الله عليه واله نزل علي جبرئيل - عليه السلام - من رب

ص: 471

العالمين فقال عليه السلام: يا محمد عليك بحسن الخلق فانه ذهب بخير الدنيا والآخرة ألا وان أشبهكم بي أحسنكم خلقاً.

عن الامام الرضا صلوات الله عليه عن أبيه الامام الكاظم صلوات الله عليه عن أبيه الامام الصادق صلوات الله عليه عن أبيه الامام الباقر صلوات الله عليه عن أبيه الامام زين العابدين صلوات الله عليه عن أبيه الامام الحسين بن علي صلوات الله عليه عن أبيه أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله: عليكم بحسن الخلق فإن حسن الخلق في الجنة لا محالة واياكم وسوء الخلق فإن سوء الخلق في النار لا محالة. عن أحمد بن محمد بن عيسي عن علي بن الحكم عن الحسين بن أبي العلاء عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال إن الله عزوجل لم يَبعَثْ نَبِيّا إلاّ بصِدقِ الحَديثِ ، و أداءِ الأمانَةِ إلي البَرِّ و الفاجِرِ

عن ابن أبي عمير، عن أبي اسماعيل البصري، عن فضيل بن يسار قال قال الإمام أبو عبد الله صلوات الله عليهيا فُضَيْلُ اِنَّ الصّادِقَ اَوَّلُ مَنْ يُصَدِقُّ-هُ اللّه ُ عز و جليَعْلَمُ اَنَّهُ صادِقٌ، وَ تُصَدِّقُهُ نَفْسُهُ تَعْلَمُ اَنَّهُ صادِقٌ.

عن محمد بن سالم عن أحمد بن النضر الخزاز عن جده الربيع بن سعد قال لي الإمام أبو جعفر صلوات الله عليه يا ربيعُ إن الرجُل ليصدُقُ حتي يكتُبهُ الله صديقاً

عن العلاء بن رزين، عن عبدالله بن أبي يعفور عن الإمام أبي عبدالله صلوات الله عليه قال كونوا دُعاةً لِلنّاسِ بِالخَيرِ بِغَيرِ ألسِنَتِكُم ؛ لِيَرَوا مِنكُمُ الاِجتِهادَ وَ الصِّدقَ وَ الوَرَعَ.

ص: 472

عن أحمد بن محمد بن عيسي عن علي بن الحكم قال قال أبو الوليد حسن ابن زياد بن الصيقل قال الإمام أبو عبد الله صلوات الله عليه من صدق لِسانُهُ زكي عملهُ فمن حسُنت نيتُهُ زيد في رزقه ومن حسُن برُهُ بأهل بيته مدَّ لهُ في عُمرِهِ.

عن أحمد بن محمد عن مُعمر بن خلادٍ قال سألتُ الإمام أبا الحسن صلوات الله عليه عن القِيامِ للؤُلاۃِ فقال صلوات الله عليه قال الإمام أبو جعفر صلوات الله عليه التقيةُ من ديني و دِينِ آبائي وَلا إيمانَ لمَن لا تقية لهُ.

عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن حماد عن ربعي عن زرارة عن الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه قال التقية في كُلِّ ضرورةٍ وصاحِبها اعلَمُ بِها حِينَ تنزِلُ بِهِ .

علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم وغيره عن الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه في قول الله عزوجل «أُولَٰئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا (قال: بما صبروا علي التقية)وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ»قال صلوات الله عليه: الحسنة التقية والسيئةُ الإذاعةُ.

عن صفوان، عن شعيب الحدادِ عن محمد بن مسلم عن الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه قال: إنما جُعلَتِ التقيةُ لِيُحقن بها الدمُ فإذا بلغ الدمُ فليس تقيةٌ.

عن ابن عباس سألت النبي صلي الله عليه وآله عن الكلمات التي تلقاها آدم منربه فتاب عليه قال صلي الله عليه و آله سأله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي فتاب عليه.

عن معمر بن راشد عن الإمام الصادق صلوات الله عليه قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله انه يكره للعبد أن يزكي نفسه ولكني أقول أن آدم - عليه السلام لما أصاب الخطيئه كانت توبته أن قال اللهم إني أسألك بحق محمد و آل

ص: 473

محمد - صلوات الله عليهم - لما غفرت لي فغفرها له وان نوحاً - عليه السلام - لما ركب السفينة وخاف الغرق قال: اللهم إني أسألك بحق محمد و آل محمد لما أنجيتني من الغرق، فأنجاه الله منه وان ابراهيم - عليه السلام - لما القي في النار قال: اللهم إني أسألك بحق محمد و آل محمد لما أنجيتني منها فجعلها الله عليه برداً وسلاماً وان موسي لما ألقي عصاه وأوجس في نفسه خيفة قال اللهم اني أسألك بحق محمد و آل محمد - صلوات الله عليهم - لما امنتني.

فقال له الله عز وجل لا تخف إنك أنت الأعلي.

روي عن نفسه الشريفة صلوات الله عليه كما عن الشيخ الجليل أحمد بن أبي طالب الطبرسي في كتاب الإحتجاج أنه صلوات الله عليه خرج من الناحية المقدسة إلي محمد الحميري بعد الجواب عن المسائل التي سألها: بسم الله الرحمن الرحيم لا لِأمرِهِ تعقِلونَ ولا مِن أولِيائِهِ تقبلُونَ حِكمةٌ بالغةٌ فما تغني النُّذُرُ عن قومٍ لا يُؤمِنُونَ: السلامُ عَلَينا وَعَلَي عَبادِ الله الصالِحِينَ.

إذا أردتم التَّوجُّه بنا إلي الله تعالي وإلينا فقولوا كما قال الله تعالي:

-سَلامٌ عَلَي آلِ يس السَّلامُ عَلَيْكَ يَا دَاعِيَ اللَّهِ وَ رَبَّانِيَّ آيَاتِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بَابَ اللَّهِ وَ دَيَّانَ دِينِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يَا خَلِيفَةَ اللَّهِ وَ نَاصِرَ حَقِّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ وَ دَلِيلَ إِرَادَتِهِ-الي آخر الزياره المقدسة لمولانا الامام الحجة من آل محمد صلوات الله عليه.

روي الحسن بن علي الوشاء عن الإمام أبي الحسن الرضا صلوات الله عليه قال: إن لكل إمام عهداً في عُنقِ أوليائه وشيعته وإنَّ من تمام الوفاء بالعهدِ زيارةَ قبورهم فمن زارهُم رغبةٌ في زيارتهم وتصديقاً بما رغبوا فيه كان أئمتهم

ص: 474

شفعاءهم يوم القيامة.

(المختصر) وقد روي عن الامام الصادق صلوات الله عليه إن الآيات في باطن القرآن هم آل محمد صلوات الله عليهم. فلا أظلم ممن كذّب بفضل آل محمد وأنكر إمامتهم وولايتهم فإن الله - تعالي - قد لعن أعداء آل محمد في كتابه والرسول مقتد بربّه والعترة الطاهرة مقتدية بالرسول وشيعتهم مقتدون بهم.

عن الامام الرضا صلوات الله عليه قال من دعا بهذا الدعاء في سجدة الشكر كان كالرامي مع النبي صلي الله عليه و آله في بدر وأحد وحنين بألف ألف سهم: أللهم العن اللّذّين بدّلا دينك، وغيّرا نعمتك، واتّهما رسولك - صلي الله عليه و آله - وخالفا ملّتك و صدّا عن سبيلك وكفرا الاءك وردّا عليك كلامك و استهزءا برسولك وقتلا ابن نبيك وحرّفا كتابك و جحدا آياتك واستكبرا عن عبادتك وقتلا اولياءك وجلسا في مجلس لم يكن لهما بحق وحملا الناس علي اكتاف آل محمد عليه و عليهم السلام اللهم العنهما لعنا يتلو بعضه بعضاً واحشرهما واتباعهما إلي جهنم زرقا اللهم انّا نتقرب إليك باللعنة لهما والبراءة منهما في الدنيا والآخرة اللهم العن قتله أمير المؤمنين صلوات الله عليه وقتله الحسين بن علي بن بنت رسول الله صلي الله عليه و آله.

اللهم زدهما عذاباً فوق العذاب، وهوانا فوق هوان وذلاً فوق ذلّ وخزيا فوق خزي اللهم دعهما إلي النار دعّاً و اركسهما في اليم عذابك ركساً اللهم احشرهما واتباعهما إلي جهنم زمرا اللهم فرّق جمعهم وشتّت امرهم وخالف بين كلمتهم وبدّد جماعتهم والعن أئمتهم واقتل قادتهم وسادتهم والعن رؤساءهم وكبراءهم واكسر رايتهم والق البأس بينهم ولا تبق منهم ديّارا، الّلهم العن أبا جهل والوليد لعناً يتلو بعضه بعضاً ويتبع بعضه بعضاً، اللهم اللعنهما لعناً يتعوّذ أهل النّار

ص: 475

منه ومن عذابهما، اللهم اللعنهما لعناً لا يخطر لا حد ببال، اللهم العنهما في مستسرّ سرّك و ظاهر علانيتك.

وعذبهما عذاباً في التقدير وفوق التقدير وشارك معهما ابنتيهما واشباعهما و محبيهما ومن شايعهما انّك سميع الدّعاء.

عن أحمد البرقي عن عبد الرحمن بن حماد عن عمرو بن مصعب عن فرات بن الأحنف عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال مهما تركت من شيء فلا تترك ان تقول في كلّ صباح و مساء ( اللهم اني اصبحت) الي اخرالدعاء وفيه (اللهم العن الفرق المختلفة علي رسولك وولاة الأمر بعد رسولك والأئمة من بعده وشيعتهم).

ابن بابويه بإسناد عن سيف بن عميرة، عن منصور بن حازم عن الإمام أبي عبدالله صلوات الله عليه قال الواجب علي كل مؤمن - اذا كان لنا شيعة - أن يقرأ في ليلة الجُمُعة بالجُمُعة وسبّح اسم ربك الأعلي، وفي صلاة الظهر بالجُمُعة والمنافقين، فإذا فعل ذلك فكأنما يعمل كعمل رسول الله صلي الله عليه و آله وكان جزاؤه وثوابه علي الله الجنّة.

- ومن خواص القرآن رُوي عن النبي صلي الله عليه و آله أنه قال: من قرأ هذه السورة بريء من النِفاق والشك في الدين وإن قُرِئت علي الدماميل أزالتها وإن قُرئت علي الأوجاع الباطنة سَكنتها

ص: 476

الصبر علي المصائب

ص: 477

ص: 478

عن علي بن النعمان ومحمد بن سنان عن عمار بن مروان عن الإمام أبي الحسن الأول صلوات الله عليه قال اصبِر علي أعداءِ النِّعمِ فإنك لن تُكافي من عصي الله فيك بأفضل من أن تُطيع الله فيه.

عن اسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة قال حدثني من سمِعَ الامام أبا عبدالله صلوات الله عليه يقول من كَظَمَ غيظاً ولو شاء أن يُمضيهُ امضاهُ املاً اللهُ قلبهُ يومَ القيامةِ رِضاهُ.

عن علي بن ابراهيم، عن أبيه ومحمد بن اسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعاً عن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبان بن أبي مسافر، عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه و آله في قوله عز وجل «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا» قال صلوات الله عليه و آله اصبروا علي المصائب.

وفي رواية ابن أبي يعفور عن الامام أبي عبد الله صلوات الله عليه قال صابروا علي المصائب.

قالت سيدة النساء المعصومة الصديقة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها البشر في وجه المؤمن يوجب لصاحبه الجنة، والبشر في وجه المعادي يقي صاحبه عذاب النار.

محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسي عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن سماعة عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه وآله قال إن

ص: 479

الله عز وجل أنعم علي قوم فلم يشكُروا فصارت عليهم وبالأ وابتلي قوماً بالمصائب فصبروا فصارت عليهم نعمةٌ.

علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير عن سيف بن عميرة عن أبي حمزة الثمالي قال قال الإمام أبو عبد الله صلوات الله عليه وآله من ابتُلي من المؤمنين ببلاءٍ فصبر عليه كان لهُ مثلُ أجرِ ألف شهيد.

عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسي وأحمد بن محمد بن خالد، وعلي بن ابراهيم، عن أبيه، وسهل بن زياد جميعاً عن ابن محبوب، عن علي بن رئاب عن أبي عُبيدة الحذاء عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه و آله قال من أحبَّ للهِ وأبغض للهِ وأعطي لله فهُو مِمَّن اكمل ايمانُهُ.

علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن فضيلِ بن يسار قال سألتُ الإمام أبا عبد الله صلوات الله عليه و آله عن الحُبِّ والبُغضُ أمِنَ الإيمان هُو فقال صلوات الله عليه و آله وهل الإيمانُ إلا الحُبُّ والبُغضُ ثمُ تلا هذه الآية «حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ».

الحسين بن محمد، عن محمد بن عمران السبيعي، عن عبد الله بن جبلةَ عن اسحاق بن عمار، عن الإمام أبي عبدالله صلوات الله عليه قال كُلُّ مَن لم يُحبَّ علي الدِّينِ ولم يُبغض علي الدِّين فلا دينَ لهُ.

علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه و آله قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله نيةُ المؤمن خيرُ من عملِهِ ونيةُ الكافِرِ شرُ من عملِهِ وكُلُ عامِلٍ يعملُ

ص: 480

علي نيَّتِهِ.

علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه و آله قال ما من مُؤمِنٍ إلا وقد وكَّل الله بِه أربعةً شيطاناً يغويِة يُريدُ أن يُضلهُ وكافراً يغتالُهُ، ومُؤمناً يحسُدُ وهو أشدُّهُم عليه ومُنافِقأ يتتبعُ عثراتِهِ.

قال الامام علي بن موسي الرضا صلوات الله عليه و آله أفضل ما يقدمه العالم من محبينا و موالينا أمامه ليوم فقره و فاقته وذله ومسكنته أن يغيث في الدنيا مسكيناً من محيبنا من يد ناصب عدوّ لله ولرسوله يقوم من قبره والملائكة صفوف من شفير قبره إلي موضع محلّه من جنان الله فيحملونه علي أجنحتم يقولون مرحباً طوباك يا دافع الكلاب عن الأبرار ويا أيها المتعصب للأئمة الأخيار.

علي ابن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عُمر بن أُذينة، عن الفضيل وُزرارة عن الإمام أبي جعفر صلوات الله عليه و آله في قول الله عزوجل «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَي حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَي وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ » قال زُرارةُ سأل عنها الإمام أبا جعفر صلوات الله عليه فقال هؤلاء قوم عبدوا الله و خلعوا عبادَةَ من يُعبَدُ من دون الله وشكوا في محمد صلي الله عليه و آله وما جاء به فتكلموا بالاسلام و شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وأقرُّوا بالقرآن وهم في ذلك شاكُونَ في محمد - صلي الله عليه و آله - وما جاء به وليسُوا شُكّاكاً في الله، قال الله عز وجل «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَي حَرْفٍ» يعني علي شكًّ في محمد صلي الله عليه و آله وما جاء به «فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ» يعني عافيةً في نفسِهِ ومالِهِ ووُلدِهِ «اطْمَأَنَّ بِهِ»

ص: 481

ورضي به«وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ» يعني بلاء في جسدِهِ أو مالِهِ تطيَّر وكرِة المقام علي الإقرار بالنبي صلي الله عليه و آله فرجع إلي الوُقُوفِ والشك فنصب العداوة اللهِ ولِرسُولِهِ والجُحُود بالنبيُ وما جاء بِه.

قال الإمام الحسن صلوات الله عليه «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ» يبيعها « ابتِغاءَ مَرضاتِ اللَّهِ» عز وجل فيعمل بطاعة الله ويأمر الناس بها ويصبر علي ما يلحقه من الأذي فيها فيكون كمن باع نفسه وسلمها مرضاة الله عوضأ منها فلا يبالي ما حل بها بعد أن يحصل لها رضاء ربها «وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ» كه كلهم.

ص: 482

الفهرس

الجزء الأول

الفصل الأول: فتنة إبليس و آبائه وأعوانه ... 7

الفصل الثاني: فتن عهد الانبياء صلوات الله عليه ...17

الفصل الثالث: فتن الأول و الثاني والثالث بعهد النبي صلي الله عليه و آله و بعده ...29

ثانيا: النواصب أعوانهم أتباعهم ...55

الفصل الرابع: فتنة عائشة وحفصة ...65

2- نهي النبي صلي الله عليه و آله لها ...69

الفصل الخامس: فتنة التعدي، تعدي صنما قريش ...75

الفصل السادس: فتنة القردة والخنازير ...93

ثانيا: بني أمية وفتنة يزيد لعنه الله ...101

فتنة يزيد لعنه الله ...103

ص: 483

الفصل السابع: فتنة الخوارج امتداداتها ... 129

أولا: فتنة الملل الضالة ...137

ثانيا: النهي عن مجادلتهم ...157

ثالثا: من دان بغير دين النبي والأوصياء ...161

الفصل الثامن: فتنة أهل النار ...187

ثانيا: المتجاهرون الكافرون بالولاية ...193

ثالثا: فتنة أعوان أهل النار (من أتبعهم وأعانهم وقبل فعلتهم) ...201

الفصل التاسع: فتن عامة ...203

الفصل العاشر: فتنة الملوك والأمراء ...209

الفصل الحادي عشر: فتن قبل الظهور ...219

الجزء الثاني

الفصل الأول: أولا: الإمامة ...229

ثانيا: إمامة الإمام الحجة ...237

ثالثا: منكري الإمامة ...243

الفصل الثاني: الولاية والولاية الخاصة ...249

ثانيا: الولاية الخاصة للامام صلوات الله عليه ...264

ثالثا: بالولاية تقبل الأعمال ...269

الفصل الثالث: محبة آل البيت صلوات الله عليهم وبغض أعدائهم لعنهم الله ... 277

ص: 484

الفهرس ... 485

الفصل الرابع: التوسل والاستشفاع ...289

الفصل الخامس: ثواب موالاتهم وحبهم ونصرتهم ...295

الفصل السادس: التسليم لولاة الأمر ...301

الفصل السابع: التمسك بالدين - الولاية يدفع كل باطل ...313

الفصل الثامن: الموالاة والمعادات ...323

الفصل التاسع:الشيعة ...329

الفصل العاشر: كلّ يدعي بمن تولاه ...343

الفصل الحادي عشر: اللعن ...349

الجزء الثالث

الفصل الأول: للأمرِ بدءُ وإرادةُ وغايةُ ونهايةُ ...357

الفصل الثاني: أحواله ...371

أولاً: ولادته صلوات الله عليه ...373

ثانياً: بعض أحواله صلوات الله عليه ...377

أولاً: من علامات قيام الامام الحجة ...389

ثانيا: قيام حجة آل محمد صلوات الله عليهم ...407

الفصل الثالث: قتاله ...413

أولا : كرّاة لمولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ...415

ص: 485

ثارُ لمولانا الامام الحجّة صلوات الله عليه مع جدّه المولي الامام الحسين صلوات الله عليه ...417

الامام الحجة صلوات الله عليه وقتاله للأعداء ...428

أحواله صلوات الله عليه بالقتال ...433

الفصل الرابع: ممّا ورد من أعمال وأفعال بغيبة الإمام صلوات الله عليه .. 437

ما ورد من أعمال وأفعال بغيبة الإمام ...439

ثانيا: الصبر معناه و ثوابه ...444

احياء امرهم ...447

وصايا ....453

الصبر علي المصائب ...477

الفهرس ... 483

ص: 486

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَالَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ
الزمر: 9

عنوان المکتب المرکزي
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.