رمز الصحة في طب النبي صلي الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام

اشارة

سرشناسه:موسوي دهسرخي اصفهاني، محمود، 1305-

عنوان و نام پديدآور:رمز الصحة في طب النبي صلي الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام/ تاليف سيدمحمود دهسرخي اصفهاني

ناشر:انتشارات لاهوت

چاپ:امير

مشخصات ظاهري:288ص.

شمارگان:3000

شابك: 4-84-7762-964

موضوع:پزشكي اسلامي

اسلام و پزشكي

بهداشت -- احاديث

كتابخانه عمومي حضرت آيت اللّه دهسرخي (رحمة اللّه عليه)

همراه:09123519832

تلفن:37745149-025

آدرس: قم-خيابان-كوچه12-پلاك46

خيرانديش ديجيتالي : انجمن مددكاري امام زمان (عج)

ص: 1

اشارة

بسم الله الرحمن الرحيم

ص: 2

رمز الصحة في طب النبي صلي الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام

تأليف: السيد محمود الموسوي الدهسرخي الأصفهاني

ص: 3

جميع حقوق الطبع محفوظة

الطبعة الأولي

1424ه- - 2003 م

دارالهادي

للطباعة والنشر والتوزيع

ص: 4

بسم اللّه الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي محمد وآله الطاهرين واللعنة الدائمة علي أعدائهم أجمعين.

أما بعد فيقول العبد الجاني محمود ابن السيد مهدي الموسوي الدهسرخي الأصفهاني غفر الله ذنوبهما، هذه رسالة شريفة محتوية علي بعض الأخبار الواردة في الطب والأطعمة والأشربة المباحة علي لسان النبي و الأئمة عليهم صلوات اللّه أجمعين، جمعتها و رتبتها وبيّنت لغاتها وأوضحت مشكلاتها مع نقل بعض أقوال العلماء رضوان الله تعالي عليهم، وكانت مشتملة علي ثلاثة أبواب وخاتمة وسميتها ب-(رمز الصحة في طب النبي والأئمة عليهم السلام).

ص: 5

ص: 6

الباب الأول: في طب النبي صلي الله عليه وآله وسلم

ص: 7

ص: 8

وأروي عن البحار :

1 - قال النبي صلي الله عليه وآله وسلم: ما خلق الله كل داء إلا خلق له دواء إلاالسام (أي الموت)(1).

2 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم:الذي أنزل الداء أنزل الشفاء.

3 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: بشروا المحرورين بطول العمر.

4 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم:أصل كل داء البرودة(2).

5 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: كل وأنت تشتهي وأمسك وأنت تشتهي .

6 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: المعدة بيت كل داء والحمية رأس كل دواءوأعط كل نفس ما عودتها (3).

ص: 9


1- قال في كتاب الطب النبوي صلي الله عليه وآله وسلم روي مسلم في صحيحه من حديث أبي الزبير عن جابر بن عبد الله عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم أنه قال : لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل. وفي مسند الإمام أحمد من حديث زياد بن علاقة من أسامة بن شريك قال : كنت عند النبي صلي الله عليه وآله وسلم وجاءت الأعراب فقالوا: يا رسول الله أنتداوي؟ فقال : نعم يا عباد الله تداووا فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له شفاء غير داء واحد، قالوا: ما هو؟ قال : الهرم.
2- أي غالباً أو في تلك البلاد الغالب علي أهلها البرودة
3- وفي آيات الأحكام للجزائري (قدس سره) حكي أن الرشيد كان له طبيب نصراني حاذق فقال:ذات يوم لعلي بن الحسين بن وايد لي في كتابكم من علم الطب شيء والعلم علمان علم الأديان و علم الأبدان، فقال له علي: قد جمع الله الطب كله في نصف آية من كتابه وهو قوله تعالي : «وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا»، وجمع نبينا صلي الله عليه وآله وسلم في قوله: المعدة بيت الداء والحمية (وهي منع المريض ما بضره وعما يضره) رأس كل دواء ، وأعط كل بدن ما عودته. فقال الطبيب: ما ترك كتابكم ولا نبيكم لجالينوس طيّاً.

7 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: أحب الطعام إلي الله ما كثرت عليه الأيدي .

8 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: الأكل بإصبع واحد أكل الشيطان و بالاثنين أكل الجبابرة وبالثلاث أكل الأنبياء.

9 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: برّد الطعام فإن الحار لا بركة فيه.

10 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: إذا أكلتم فاخلعوا نعالكم فإنه أروح لأقدامكم، وإنه سنة جميلة.

11 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: الأكل مع الخدام من التواضع، فمن أكل معهم اشتاقت إليه الجنة.

12 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: الأكل في السوق من الدناءة .

13 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: المؤمن يأكل بشهوة أهله والمنافق يأكل أهله بشهوته.

14 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: إذا وضعت المائدة فليأكل أحدكم مما يليه ولا يتناول ذروة(1)الطعام فإن البركة تأتيها من أعلاها، ولا يقوم أحدكم ولا يرفع يده وإن شبع حتي يرفع القوم أيديهم فإن ذلك يخجل جليسه .

ص: 10


1- ذروة الطعام : أي أعلاه.

15 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: البركة في وسط الطعام، فكلوا من حافاته ولا تأكلوا من وسطه.

16 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: البركة في ثلاثة : الجماعة والسحور والثريد.أقول: ويأتي في حرف الثاء ما يدل علي فضيلة الثريد.

17 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: من استعمل الخشبتين(1)أمن من عذاب الكلبتين(2).

18 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: تخللوا علي أثر الطعام وتمضمضوا فإنها مصحة الناب والنواجذ(3).

19 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: تخللوا فإنه من النظافة، والنظافة من الإيمان، والإيمان مع صاحبه في الجنة.

20 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: طعام الجواد دواء، وطعام البخيل داء .

21 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: القصعة تستغفر لمن يلحسها .

22 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: كلوا جميعا ولا تفرّقوا فإن البركة في الجماعة.

23 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: كثرة الأكل شؤم. أقول: ويأتي في حرف الشين ما يدل علي ذلك.

24 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: من جاع أو أحتاج وكتمه من الناس ومضي

ص: 11


1- أي الخلال والسواك.
2- أي لا يحتاج إلي إدخال الكلبتين في فمه لقلع أسنانه.
3- وهي آخر الأضراس والعامة تسميها أضراس العقل.

إلي الله تعالي كان حقاً عليه أن يفتح له رزق سنة حلالاً.

25 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: من أكل ما يسقط من المائدة عاش ما عاش في سعة من رزقه، وعوفي ولده وولد ولده من الحرام .

26 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه.

27 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: من التواضع أن يشرب الرجل من سؤر أخيه المؤمن

28 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: من قل أكله قلّ حسابه.

29 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: لا يشربن أحدكم قائماً ومن نسي فليتقيأ.أقول: ويأتي في حرف الشين من أن هذا مختص بالليل دون النهار .

30 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: المحتكر ملعون.

31 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: الاحتكار في عشرة: البرّ والشعير والتمروالزبيب والذرة والسمن والعسل والجبن والجوز والزيت.

32 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: إذا لم يكن للمرء تجارة إلا في الطعام طغي وبغي.

33 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: من جمع طعاما يتربص(1) به الغلاء أربعين يوماً فقد برئ من الله وبرئ الله منه.

34 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: من احتكر علي المسلمين طعاماً ضربه الله بالجذام والإفلاس.

30 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: تسحّروا فإن السحور بركة.

ص: 12


1- يتريص: أي ينتظر

36 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: تسحّروا خلاف أهل الكتاب.

37 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: خير طعامكم الخبز، وخير فاكهتكم العنب.أقول: ويأتي في حرف الخاء والعين ما يدل علي فضلهما.

38 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: عليكم بالحزامة. أي ، كونوا منهم(1).

39 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: عليكم بالهريسة فإنها تنشط للعبادة أربعين يوماً وهي التي نزلت علينا بدل مائدةعيسي عليه السلام. أقول: ويأتي في حرف الهاء ما يدل علي ذلك.

40 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: لا تقطعوا الخبز بالسكين وأكرموه فإن الله تعالي أكرمه.أقول: ويأتي في حرف الخاء ما يدل علي وجوب إكرامه.

41 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: ثلاث لقمات بالملح قبل الطعام تصرف عن ابن آدم اثنين وسبعين نوعاً من البلاء منه الجنون والجذام والبرص.

42 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: سيد إدامكم الملح.

43 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: من أكل الملح قبل كل شيء وبعد كل شيء دفع الله عنه ثلاثمائة وسبعين نوعا من البلاء أهونها الجذام.

44 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: افتتحوا بالملح فإنه دواء من سبعين داء.

45 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: أفضل الصدقة الماء.

ص: 13


1- قوله صلي الله عليه وآله وسلم: عليكم بالحزامة. كذا في النسخ التي رأيناها، ولم أر ما يناسبه في روايات الفريقين وكونه من الاحتزام وهو شذ الوسط بعيد لقظاً ومعني، وإن كان يناسب التفسير الذي ذكره المستغفري.

46 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: سيد الأشربة في الدنيا والآخرة الماء.

47 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: إن الحمي من فيح جهنم فيرّدوها بالماء(1).

48 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: إذا اشتهيتم الماء فاشربوه مصّاً ولا تشربوه عبّاً(2).

49 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: العب يورث الكباد(3).

50 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: كل طعام وشراب وقعت فيه دابة ليست لها نفس سائلة فماتت فهو حلال وطهور(4).

51 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: من تعوّد كثرة الطعام والشراب قسا قلبه.

52 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: إذا شرب أحدكم الماء وتنفس ثلاثاً كان آمناً.

53 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: شرار أمتي الذين يأكلون مخاع العظام(5).

54 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: إن إبليس يخطب شياطينه، ويقول: علبكم باللحم والمسكر والنساء فإني لا أجد جماع الشر إلا فيها.

ص: 14


1- قال في كتاب الطب النبوي: قد أشكل هذا الحديث علي كثير من جهلة الأطباء ورآه منافياً لدواء الحمي اور علاجها، نحن نبيّن بحول الله وقوته وجهه وفقهه. فتقول: خطاب النبي صلي الله عليه وآله وسلم نوعان، عام لأهل الأرض، وخاص ببعضهم. فالأول كعامة خطابه ، والثاني كقوله: لا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول ولا تستدبروها ولكن شرقوا أو غربوا. فهذا ليس بخطاب الأهل المشرق ولا المغرب ولا العراق ولكن لأهل المدينة وما علي سمتها كالشام وغيرها، وكذلك قوله ما بين المشرق والمغرب قبلة، وإذا عرف هذا، فخطايه في هذا الحديث خام بأهل الحجاز وما والأهم، إذ كان أكثر الحميات التي تعرض لهم من نوع الحمي اليومية العرضية الحادثة من شدة حرارة الشمس وهذه بنفعها الماء البارد شرباً واغتسالاً. انتهي مورد الحاجة.
2- أي بلا تنفس
3- أي وجع الكبد.
4- أي طاهر
5- أي النخاع.

55 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: خير الإدام في الدنيا والآخرة اللحم. أقول : ويأتي ما يدل علي ذلك في حرف اللام.

56 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: عليكم بأكل الجزور مخالفة لليهود.

57 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: اللحم ينبت اللحم، ومن ترك اللحم أربعين صباحاً ساء خلقه.

58 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: من ترك أكل الميتة والدم ولحم الخنزير عندالاضطرار ومات فله النار خالداً مخلداً.

59 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: لا تقطعوا اللحم بالسكين علي الخوان فإنه من صنع الأعاجم وانهشوه فإنه أهنأ وأمرأ.

60 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: لا تأكلوا من صيد المجوس إلا السمك.

61 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: من أكل اللحم أربعين صباحاً قسا قلبه.

62 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: أوحي الله إلي نبي من أنبيائه حين شكي إليه ضعفه أن اطبخ اللحم مع اللبن فإني قد جعلت شفاء وبركة فيهما.

63 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: الأرزّ في الأطعمة كالسيد في القوم، وأنا في الأنبياء كالملح في الطعام.

64 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: من أكل الفاكهة وتراً لم تضره.

65 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: ادّهنوا بالبنفسج فإنه بارد في الصيف حار في الشتاء.

66 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: اسقوا نساءكم الحوامل الألبان فإنها تزيد في

ص: 15

عقل الصبي

67 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: إذا شربتم اللبن فتمضمضوا فإن له دسماً.

68 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: ثلاثة لا ترد: الوسادة واللبن والدهن

69 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: الجبن داءّ والجوز داءّ ، فإذا اجتمعا معاً صارا دواء.

70 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: شرب اللبن محض الإيمان.

71 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: عليكم باللبان فإنه بمسح الحر عن القلب كما يمسح الإصبع العرق عن الجبين ويشدّ الظهر ويزيد في العقل ويذكي الذهن ويجلو البصر ويذهب النسيان.

72 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: عشر خصال تورث النسيان: أكل الجبن وأكل سؤر الفأر وأكل التفاح الحامض والجلجلان(1) والحجامة علي النقرة والمشي بين المرأتين والنظرة إلي المصلوب وقراءة لوح المقابر.

73 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: ليس يجزي مكان الطعام والشراب غير اللبن. |

74 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: الشاة بركة والشاتان بركتان وثلاث شياءغنيمة.

75 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: ثلاث يفرح بهن الجسم ويربو : الطيب ولباس الليّن، وشرب العسل.

72 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: عليكم بالعسل فوالّذي نفسي بيده ما من بيت

ص: 16


1- ثمرة الكزبرة.

فيه عسل إلا وتستغفر الملائكة لذلك البيت، فإن شربه رجل دخل في جوفه ألف دواء وخرج عنه ألف داء، فإن مات وهو في جوفه لم تمس جسده النار. أقول: ويأتي ما يدل علي فضله في طب الأئمة وطب الرضا وفي الخاتمة في حرف العين.

77 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: قلب المؤمن حلو يحب الحلاوة .

78 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: من لقم في فم أخيه لقمة حلو لا يرجو بها رشوة ولا يخاف بها من شرّه ولا يريد إلا وجهه، صرف الله عنه بها حرارة الموقف يوم القيامة.

79 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: نعم الشراب العسل يرعي القلب ويذهب برد الصدر.

80 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: من أراد الحفظ فليأكل العسل.

81 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: إذا اشتري أحدكم الخادمة فليكن أول ما بطعمها العسل فإنه أطيب لنفسها.

82 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: إذا ولدت امرأة فليكن أول ما تأكل الرطب الحلو أو التمر، فإنه لو كان شيء أفضل منه أطعمه الله تعالي مريم حين ولدت عيسي عليه السلام(1).

83 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: إذا جاء الرطب فهنئوني وإذا ذهب فعزّوني.

86 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: بيت لا تمر فيها كأن ليس فيها طعام.

ص: 17


1- إشارة إلي هذه الآية الشريفة : «وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا» . وفي المجمع عن الباقر عليه السلام قال : لم يستشف النفساء بمثل الرطب؛ إن الله أطعمه مريم في نفاسها.

85 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: خلقت النخلة والرمان والعنب من فضل طينة آدم عليه السلام

86 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: اكرموا عمتيكم النخلة والزبيب.

87 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: كل التمر علي الريقّ فإنه يقتل الدود .

88 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: نعم السحور للمؤمن التمر.

89 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: من وجد التمر فليفطر عليه، ومن لم يجد فليفطر علي الماء فإنه طهور .

90 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: لا تردوا شربة العسل علي من أتاكم بها.

91 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: لحم البقر داء ولبنها دواء، ولحم الغنم دواء ولبنها داء.

92 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: عليكم بالفواكه في إقبالها فإنها مصحة للأبدان مطردة للأحزان، والقوها في إدبارها فإنها داء الأبدان .

93 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: أفضل ما يبدأ به الصائم الزبيب أو التمر أو شيء حلو.

94 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: أكل التين أمان من القولنج وأكل السفرجل يذهب ظلمة البصر .

95 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: ربيع أمتي العنب والبطيخ .

96 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: تفكهوا بالبطيخ فإنها فاكهة الجنة، وفيها ألف بركة وألف رحمة، وأكلها شفاء من كل داء .

ص: 18

97 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: عض البطيخ ولا تقطعها قطعاً فإنها فاكهة مباركة طبية مطهرة الفم مقدسة القلب، تبيّض الأسنان وترضي الرحمن، ريحها من العنبر، وماؤها من الكوثر، ولحمها من الفردوس، ولذّتها من الجنة، وأكلها من العبادة .

98 - وعن ابن عباس أنه قال : قال صلي الله عليه وآله وسلم: عليكم بالبطيخ فإن فيه عشر خصال : . هو طعام وشراب وأشنان(1)وريحان، ويغسل المثانة ويغسل البطن ويكثر ماء الظهر ويزيد في الجماع ويقطع البرودة وينقي البشرة.

99 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: عليكم بالرمان وكلوا شحمه فإنه دباغ المعدة، وما من حبة تقع في جوف أحدكم إلا أنارت قلبه وجَنّبَتْه من الشيطان والوسوسة أربعين يوماً .

100 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: عليكم بالأترج فإنه ينير الفؤاد ويزيد في الدماغ .

101 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: كل العنب حبة حبة فإنها أهنأ.

102 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: كل التين فإنه ينفع البواسير والنقرس(2) .

103 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: كل الباذنجان وأكثر فإنها شجرة رأيتها في الجنة فمن أكلها علي أنها داء كانت داء، ومن أكلها علي أنها شفاء

ص: 19


1- أي كما أن الأشنان يغسل الأسنان وإن كان أكله مضراً فكذلك البطيخ يغسل الأمتان .
2- النقرس : داء معروف يأخذ في الرِجل، وهو ورم يحدث في مفاصل القدم وفي إبهامها أكثر (المنجمد).

كانت دواء

104 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: كل اليقطين فلو علم الله تعالي شجرة أخف من هذا الأنبتها علي أخي يونس عليه السلام .

105 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: إذا اتخذ أحدكم مرقاً فليكثر فيه الدباء(1) فإنه يزيد في الدماغ والعقل.

106 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: من أكل رمّانة حتي يتمها نوّر الله قلبه أربعين يوماً.

107 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: نعم الإدام الزبيب.

108 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: ما من أحد أكل رمانة إلا مرض شيطانه أربعين يوماً.

109 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: الكرفس بقلة الأنبياء .

110 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: من أكل الخلّ قام عليه ملك يستغفر له حتي يفرغ منه .

111 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: نعم الإدام الخلّ.

112 - وقال : كان النبي صلي الله عليه وآله وسلم يحب من الفاكهة العنب والبطيخ.

113 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: عليكم بالزبيب فإنه يطفيء المرة ويسكن

ص: 20


1- الدباء هر اليقطين.

البلغم ويشد العصب ويذهب النصب ويحسن القلب.

114 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: عليكم بالقرع(1) فإنه يزيد في الدماغ .

115 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: العُنّاب يذهب بالحمّي والكمثري يجلي القلب.

116 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: شكي نوح إلي الله الغمّ فأوحي الله إليه أن يأكل العنب فإنه يذهب الغم.

117 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: إذا أكلتم القثاء فكلوه من أسفله .

118 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: تفكهوا بالبطيخ وعضّوه فإن مائة رحمة وحلاوته من حلاوة الإيمان، فمن لقم لقمة من البطيخ كتب الله له سبعين ألف حسنة ومحا عنه سبعين ألف سيئة .

119 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: إن في البطيخ خصال عشر ذكرها يأتي .

120 - وقيل أهدي إلي النبي صلي الله عليه وآله وسلم بطيخ من الطائف فشمّه وقبّله وقال : عضوا البطيخ فإنه من حلل الأرض وماؤه من الرحمة وحلاوته من الجنة.

121 - وكان صلي الله عليه وآله وسلم يوماً في محفل من أصحابه فقال صلي الله عليه وآله وسلم: ذكر الله من أطعمنا بطيخاً، فقام علي صلوات الله عليه فذهب وجاء بجملة من البطيخ، فأكل هو وأصحابه فقال : رحم الله من أطعمنا هذا ومن أكل ومن يأكل من يومنا هذا إلي يوم القيامة من المسلمين.

122 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: ما من امرأة حاملة أكلت البطيخ بالجبن إلا

ص: 21


1- أي اليقطين

ويكون مولودها حسن الوجه والخلق.

123 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: البطيخ قبل الطعام يغسل البطن ويذهب بائداء أصلاً.

124 - وكان صلي الله عليه وآله وسلم يأكل القثاء بالملح ويأتي؛ ويأكل البطيخ بالجين، وكان يأكل الفاكهة الطرقبة وربما أكل البطيخ باليدين جميعاً . أقول : ويأتي في حرف الباء ما يدل علي ذلك .

125 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: شموا النرجس ولو في اليوم مرة ، ولو في الأسبوع مرة، ولو في الشهر مرة، ولو في الدهر مرة، ولو في السنة مرة فإن في القلب حبة من الجنون والجذام والبرص وشمّه يقلعها.

126 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: الحناء خضاب الإسلام ، يزيد في المؤمن عمله، ويذهب بالصداع ، ويحد البصر ويزيد في الوقاع(1) ، وهو سيد الرياحين في الدنيا والآخرة.

127 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: عليكم بالمرزنجوش شمّوه فإنه جيد اللخشام والخشام داء.

128 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: فضل دهن البنفسج علي الأدهان كفضل الإسلام علي الأديان .

129 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: ما من ورقة من ورق الهندباء إلا عليها قطرة من ماء الجنة

130 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: من أراد أن يشمّ ريحي فليشم الورد الأحمر .

ص: 22


1- أي الجماع .

131 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: ما خلق الله شجرة أحب إليه من الحناء .

132 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: نفقة درهم في سبيل اللّه بسبعمائة و نفقة درهم في خضاب الحناء بسعة آلاف.

133 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: إذا أكلتم الفجل ، وأردتم أن تجتنبوا نتنه فصلوا علي عند أول قضمة منه.

134 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: زبنوا موائدكم بالبقل فإنها مطردة للشياطين مع التسمية.

135 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: الشونيز دواء من كل داء إلا السام(1) .

136 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: كلواالجبن فإنه يورث النعاس وبهضم الطعام.

137 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: كلوا الثوم فإن فيه شفاء من سبعين داء .

138 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: من أكل السداب ونام عليه أمن من الدوار وذات الجنب.

139 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: من أكل الثوم والبصل والكراث فلا يقربنا ولا يقرب المسجد.

140 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: إذا دخلتم بلداً فكلوا من بقله وبصله، يطرد عنكم داءه ويذهب بالنصب، ويشدً العضد، ويزيد في الماء ، ويذهب بالحمًي.

ص: 23


1- أي الموت.

141 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: عليكم بالكرفس فإنه إن كان شيء يزيد في العقل فهو هو.

142 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: لو كان في شيء شفاء لكان في السنا.

143 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: عليكم بالهليلج الأسود فإنه من شجر الجنة طعمه مرّ وفيه شفاء من كل داء .

144 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: إنه يستحب الحجامة في تسعة عشر من الشهر وواحد وعشرين.

145 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: في ليلة أسري بي إلي السماء ما مررت بملأ من الملائكة إلا قالوا: يا محمد مر أمّتك بالحجامة وخير ما تداويتم به الحجامة والشونيز (1) والقسط(2).

ص: 24


1- الحية السوداء.
2- القسط معروف في الأدوية وقال في القاموس : القسط بالضم عود هندي وعربي مدر نافع للكبد جداً وللمغص (وجع وتقطيع في الأمعاء) والدود. وحمي الربع شرباً والزكام والنزلات والوباء بخور وللبهق والكلف طلاء. وقال في كتاب الطب النبوي: (قسط) و(كست) بمعني واحد وفي الصحيحين - عن أنس عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم: خير ما تداويتم به، الحجامة والقسط البحري في المسند من حديث أم قيس، عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم: «عليكم بهذا العود الهندي ، فإن فيه سبعة أشفية، منها ذات الجنب» القسط ضربان (أحدهما) الأبيض الذي يقال له البحري (والآخر) الهندي وهو أشدهما حراً، والأبيض ألينهما ومنافعهما كثيرة جداً وهما حاران يابسان في الثانية : ينشفان البلغم، قاطعان للزكام، وإذا شربا: نفعا من ضعف الكبد والمعدة ومن بردهما و من حمي الدور والربع، وقطعا وجع الجنب. و نفعا من السموم. وإذا طلي به الوجه معجوناً بالماء والعسل: قلع الكلف. وقال جالينوس ينفع من الكزاز (وهو داء أو رعدة من شدة البرد) ووجع الجنبين، ويقتل حب القرع، وقد خفي علي جهال الأطباء نفعه من وجع ذات الجنب فأنكروه، ولو ظفر هذا الجاهل بهذا النقل من جالينوسي نزله منزلة النص كيف وقد نص كثير من الأطباء المتقدمين علي أن القسط يصلح للنوع البلغمي من ذات الجنب. ذكره الخطابي عن محمد بن الجهم، وقد تقدم أن طب الأطباء بالنسبة إلي طب الأنبياء أقل من نصية طب الطرقية و العجائز إلي طب الأطباء، وأن بين ما يلقي بالوحي وبين ما يلقي بالتجربة والقياس - من الفرق - أعظم مما بين الفدم والقرم (القدم هو الأحمق والقرم هو السيد والعظيم، ولو أن هؤلاء الجهال وجدوا دواء منصوصاً عن بعض اليهود والنصاري والمشركين من الأطباء لتلقوه بالقبول والتسليم ولم يتوقفوا عن تجربته. نعم نحن لا ننكر أن للعادة تأثيراً في الانتفاع بالدواء وعدمه ، فمن اعتاد دواء وغذاء كان أنفع له وأوفق ممن لم يعتده بل وربما لم ينفع به من لم يعتله. وكلام فضلاء الأطباء . وإن كان مطلقا . فهو بحسب الأمزجة والأزمنة والأماكن والعوائد. وإذا كان التقيد بذلك لا يقدح في كلامهم و معارفهم ، فكيف بقدح في كلام الصادق الصدوق. انتهي .

146 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: أكل الطين حرام علي كل مسلم.

147 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: من مات وفي بطنه مثقال ذرة منه أدخله الله النار .

148 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: من أكل الطين فكأنما أعان علي قتل نفسه .

149 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: لا تأكلوا الطين فإن فيها ثلاث خصال تورث الداء وتعظم البطن وتصفّر اللون.

150 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: الحمّي نصيب كل مؤمن من النار .

151 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: من مرض سبعة أيام مرضاً سخيناً كفّر الله عنه ذنوب سبعين سنة.

152 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: لا تكرهوا أربعة: الرمد فإنه يقطع عروق العمي، والزكام فإنه يقطع عروق الجذام، والسعال فإنه يقطع عروق الفالج، والدماميل فإنها تقطع عروق البرص.

153 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: لا وجع إلا وجع العين، ولا همّ إلا هم الدين .

ص: 25

154 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: الحمّي تحط الخطايا كما تحط من الشجرةالورق.

155 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: من سبق العاطس بالحمد لله أمن من الشوص (1) واللوص (2) والعلوص (3).

156 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: ما قال عبد عند امريء مريض : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك سبع مرات إلا عوفي.

157 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: من شكي ضرسه فليضع إصبعه عليه ولبقراً «وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ ۗ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ» «وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَل» الآية .

158 - وكان صلي الله عليه وآله وسلم إذا أتي مريضاً قال : أذهب الوسواس والبأس ربُّ الناس ، اشفِ وأنت الشافي [و] لا شفاء إلا شفاءك .

159 - وقيل عاد رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم مريضاً فقال أرقبك رقية علّمنيها جبرئيل؟ فقال : نعم يا رسول الله ، قال : بسم الله يشفيك من كل داء ولا يأتيك ومن شر النفاثات في العقد ومن شرّ حاسد إذا حسد .

(تم الباب الأول وله الحمد والشكر)

ص: 26


1- الشوص: وجع الضرس أو البطن.
2- اللوص: وجع الأذن أو النحر.
3- العلوص: التخمة ووجع في البطن.

الباب الثاني: في طب الائمة (عليهم السلام) وفيه 26 فصلا

اشارة

ص: 27

ص: 28

الفصل الأول:في أنه لِمَ سُمَّيَ الطبيب طبيباًوما ورد في عمل الطب والرجوع إلي الطبيب

1- بحار عن العلل عن أبي عبد الله عليه السلام قال يسمي الطبيب المعالج فقال موسي بن عمران يا رب ممّن الداء؟ قال : مني. قال : فممن الدواء؟ قال مني. قال : فما يصنع الناس بالمعالج؟ قال : يطيب بذلك أنفسهم فسمي الطبيب لذلك.

2- وعن الكافي عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال موسي بن عمران يا رب من أين الداء قال مني قال فالشفاء قال مني قال فما يصنع عبادك بالمعالج قال يطيب بأنفسهم فيومئذٍ سمي المعالج الطبيب (1).

3- وعن قرب الإسناد عن عبد الرحمن بن الحجاج قال : قلت

ص: 29


1- قال المجلسي رحمة الله عليه ، يطيب بأنفسهم في بعض النسخ بالباء الموحدة وفي بعضها بالياء المثناة من تحت قال الفيروز آبادي (صاحب القاموس) طب تأنّي للأمور وتلطف أي إنما سموا بالطبيب لرفعهم الهم عن نفوص المرضي بالرفق ولطف التدبير وليس شفاء الأبدان منهم، وأما علي الثاني فليس المراد أن مبدأ اشتقاق الطبيب والطب والتطيب فإن أحدهما من المضاعف والآخر من المعتل بل المراد أن تسميتهم بالطبيب ليست لتداوي الأبدان عن الأمراض بل لتداوي النفوس عن الهموم والأحزان فتطيب بذلك الخ.

لأبي الحسن موسي عليه السلام أرأيت إن احتجت إلي طبيب و هو نصراني أسلم عليه وأدعو له؟ قال: نعم لأنه لا ينفعه دعاؤك.

4- وعن العلل عن الجعفري قال: سمعت موسي بن جعفر عليه السلام وهو يقول ادفعوا معالجة الأطهاء ما اندفع المداواة عنكم فإنه بمنزلة البناء قليله يجرّ إلي كثيره(1).

5- وعن الكافي عن يونس بن يعقوب قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام : الرجل يشرب الدواء ويقطع العرق وربما انتفع به وربما قتله، قال: يقطع ويشرب .

6- وعن الكافي عن أحمد بن إسحاق قال : كان لي ابن وكان تصيبه الحصاة ، فقيل لي: ليس له علاج إلا أن تبطه(2) فبططنه فمات، فقالت الشيعة شركت في دم ابنك، قال فكتبت إلي أبي الحسن صاحب العسكر عليه السلام فوقّع صلوات الله عليه يا أحمد ليس عليك فيما فعلت شيء إنما التمست الدواء وكان أجله فيما فعلتَ.

7- وعن قرب الإسناد عن عبد الله بن الحسن العلوي عن جده علي بن جعفر عن أخيه موسي عليه السلام قال: سألته عن المريض يكوي(3) أو يسترقي قال : لا بأس إذا استرقي بما يعرفه (4).

ص: 30


1- أي الشروع في المداواة لقليل الداء يوجب زيادة المرض والاحتياج إلي دواء أعظم .
2- بط يبط بطأ: الجرح شفه.
3- أي يحرق جلده بحديدة بنحوها.
4- أي بما يعرف معناه من القرآن والأدعية والأذكار لا بما لا يعرفه من الأسماء السريانية والعربية والهندية وأمثالها كالمناظر المعروفة (والمنظر قسم من السحر) في الهند، إذ لعلها يكون كفراً وهذياناً .

8- وعن الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام عن آبائه عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام قال : لا يتداوي المسلم حتي يغلب مرضه صحته.

9- وعن التهذيب بإسناده عن الحسين بن سعيد عن حماد عن حريز عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال : سألته عن الرجل يعالج الدواء للناس فيأخذ عليه جعلاً ، قال : لا بأس به .

10- وعن دعائم الإسلام روينا عن رسول اللّه صلي الله عليه وآله وسلم و عن الأئمة الصادقين من أهل بيته عليه السلام آثاراً (1) في التعالج والتداوي وما يحلّ من ذلك وما يحرم وفيما جاء عنهم عليه السلام : لمن تلقاه بالقبول وأخذه بالتصديق بركة وشفاء إن شاء الله تعالي، لا لمن لم يصدق في ذلك وأخذه علي وجه التجربة .

ص: 31


1- قوله آثاراً : الأثر أعم من الخبر والحديث مطلقاً، فيقال لكل منهما أثر بأي معني اعتبر لأنه مأخوذ من أثرت الحديت أي رويته.

الفصل الثاني: في التداوي بالحرام

قال الله تعالي : «فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ» (أي الطالب للذة) «وَلَا عَادٍ»(أي يقطع الطريق) «فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ...» إلخ. تدل هذه الآية علي جواز الأكل والشرب من المحرم عند الضرورة إذا لم يكن باغياً ولا عادياً .

واختلف العلماء - رضوان الله عليهم . فيما إذا كانت الضرورة من جهة التداوي هل هي داخلة في عموم تلك الآية ونظائرها فيجوز التداوي بالمحرمات عند انحصار الدواء فيها أم لا علي أقوال ، منها: عدم الجواز مطلقاً، ومنها الجواز مطلقاً، ومنها التفصيل بين التداوي بها للعين وبين التناول، فأجاز في الأول ومنع في الثاني، وكيف كان فلا بد للعامي في هذا المطلب أن يرجع إلي مقلده .

1- بحار عن الكافي عن عمر بن أذينة قال: كتبت إلي أبي عبد الله عليه السلام أسأله عن الرجل ينعت له الدواء من ريح البواسير فيشر به بقدر سكرجة (1) من نبيذ صلب ليس يريد به اللذة إنما يريد به الدواء، فقال : لا ولا جرعة، ثم قال : إن الله عز وجل لم يجعل في شيء مما حرم شفاء ولا دواء.

ص: 32


1- السكرجة: القصعة التي يوضع فيها الأكل .

2- وعن الكافي أيضاً عن العدة عن سهل بن زياد عن علي بن أسباط قال : أخبرني أبي قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فقال له رجل: إن بي جعلت فداك أرواح البواسير وليس يوافقني إلا شرب النبيذ، قال : فقال له : ما لك ولما حرم الله عز وجل ورسوله صلي الله عليه وآله وسلم يقول له ذلك ثلاثاً عليك بهذا المريس (1) الذي تمرسه بالليل وتشربه بالغداة وتمرسه بالغداة وتشربه بالعشي، فقال له : هذا ينفخ البطن قال له : فأدلك علي ما هو أنفع لك من هذا. عليك بالدعاء فإنه شفاء من كل داء ، قال فقلنا له فقليله وكثيره حرام، فقال : نعم قليله وكثيره حرام .

3- وعن الكافي أيضاً عن معاوية بن عمار قال: سأل رجل أبا عبد الله عليه السلام عن دواء عجن بالخمر يكتحل منها، فقال أبو عبد الله عليه السلام : ما جعل الله عز وجل في حرام شفاء.

4- وعن الكافي أيضاً عن الحلبي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن دواء عجن بالخمر، قال : لا والله ما أحب أن أنظر إليه فكيف أتداوي به إنه بمنزلة شحم الخنزير أو لحم الخنزير وإن أناساً ليتداوون به.

5- وعن التهذيب عن هارون بن حمزة الغنوي عن أبي عبد الله عليه السلام في رجل اشتكي عينيه فبعث له بكحل يعجن بالخمر، فقال : هو خبيث بمنزلة الميتة فمن كان مضطراً فليكتحل به .

ص: 33


1- مرس التمر بالماء: نقعه، والمريس: التمر الممروس .

الفصل الثالت :في علاج الحمي

1- بحار عن المحاسن من السياري عن أبي جعفر عن إسحاق ابن مطهر قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : كل التفاح فإنه يطفيء الحرارة ويبرد الجوف ويذهب بالحمّي.

2- ومنه عن أبي يوسف عن القندري عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ذكر له الحمي فقال : إنّا أهل بيت لا نتداوي إلا بإفاضة الماء البارد يصب علينا وأكل التفاح.

3- ومنه عن بعضهم عن أبي عبد الله عليه السلام : أطعموا محموميكم التفاح فما من شيء أنفع من التفاح.

4- ومنه عن يونس عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لو يعلم الناس ما في التفاح ما داووا مرضاهم إلا به (1).

ص: 34


1- قال المجلسي رحمه الله تعالي : واعلم أن أكثر الأطباء يزعمون أن التفاح بأنواعه مقر للحمي بھيج لها، وقد ألفيت أهل المدينة زادها الله شرفاً يستشفون بحمياتهم الحارة بأكل التفاح الحامض وصب الماء البارد عليهم في الصيف، ويذكرون أنهم ينتفعون بها، وأحكام البلاد في أمثال ذلك مختلفة جدا. انتهي .

5- وعن طب الأئمة عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الحمي من فيح جهنم فأطفئوها بالماء البارد.

6- وعن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام أنه كان إذا حمّ بلّ ثوبين يطرح عليه أحدهما، فإذا جفّ طرح عليه الآخر.

7- وقال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام و يقول: ما وجدنا للحمي مثل الماء البارد والدعاء (1).

8- وقال في كتاب الطب النبوي صلي الله عليه وآله وسلم : ثبت في الصحيحين عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم ؟ قال : إنما الحمي أو أشد الحمي من فيح جهنم فأبردوها بالماء . ثم قال وقد أشكل هذا الحديث علي كثير من جهلة الأطباء ورآه منافياً لدواء الحمي وعلاجها. ونحن نبين بحول الله وقوته - وجهه وفقهه - فنقول خطاب النبي صلي الله عليه وآله وسلم نوعان : عام لأهل الأرض، وخاص ببعضهم. فالأول كعامة خطابه . والثاني كقوله لا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول ولا تستدبروها ولكن شرّقوا أو غربوا فهذا ليس بخطاب لأهل المشرق ولا المغرب ولا العراق ولكن لأهل المدينة وما علي سمتها كالشام وغيرها وكذلك ما بين المشرق والمغرب قبلة . وإذا عرف هذا فخطابه في هذا الحديث خاص بأهل الحجاز وما والاهم إذ كان أكثر الحميات التي تعرض لهم من نوع

ص: 35


1- الاستشفاء بصب الماء البارد علي البدن وترطيب هواء الموضع الذي فيه المريض برش الماء علي الأرض والجلدار والحشانش والرياحين، وغير ذلك مما ذكره الأطباء في الحميات الحارة والمحرقة .

الحمي اليومية العرضية الحادثة عن شدة حرارة الشمس وهذه ينفعها الماء البارد شرباً واغتسالاً. انتهي موضع الحاجة .

وقال الصدوق رحمه الله تعالي في اعتقاداته : إن الأخبار الواردة في الطب علي وجوه (منها) : ما قيل علي هواء مكة والمدينة فلا يجوز استعماله في سائر الأهوية و(منها) : ما أخبر به العالم علي ما عرف من طبع السائل ولم يتعد موضعه إذا كان أعرف بطبعه منه و (منها): ما دلسه المخالفون في الكتب لتقبيح صورة المذهب عند الناس و(منها): ما وقع فيه سهو من ناقله و(منها) ما حفظ بعضه ونسي بعضه، وما روي في الاستنجاء بالماء البارد لصاحب البواسير ، فإن ذلك إن كان بواسيره من حرارة . وما ورد في الباذنجان من الشفاء فإنه في وقت إدراك الرطب دون غيره من سائر الأوقات إلخ.

وقال المجلسي رحمه الله تعالي : ويحتمل بعض الأخبار وجهاً آخر وهو أن يكون ذكر بعض الأدوية التي لا مناسبة لها بالمرض علي سبيل الافتتان والامتحان ليمتاز المؤمن المخلص القوي الإيمان من المنتحل أو ضعيف الإيقان، فإذا استعمله الأول انتفع به لا لخاصيته وطبعه بل لتوسله بمن صدر عنه ويقينه وخلوص متابعته كالانتفاع بتربة الحسين عليه السلام وبالعوذات والأدعية ، ويؤيد ذلك: أنا ألفينا جماعة من الشيعة المخلصين كان مدار عملهم ومعالجتهم علي الأخبار المروية عنهم عليه السلام ولم يكن يرجعون إلي طبيب، وكانوا أصح أبداناً وأطول أعماراً من الذين يرجعون إلي الأطباء والمعالجين إلخ.

ص: 36

9- وعن أبي أسامة الشحام قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول ما اختار جدنا صلي الله عليه وآله وسلم للحمي إلا وزن عشرة دراهم سكّر بماء بارد علي الريق .

وقال في البحار : ولا يبعد نفعه في بعض الحميات (1)الغبيراء ( في أصفهان يسمونه سنجد) و في الطبع بارد في الأولي يابس في آخر الثانية .الخواص: يحبس كل سيلان و هو أقل قبضاً وعقلاً (أي إمساكاً) من الزعرور ويقمع الصفراء المنصبة إلي الأحشاء إلي أن قال: أعضاء النفس . ينفع من السعال الحار . أعضاء الغذاء : يحبس القيء، أعضاء النفس: نافع من السحج الصفراوي ويحبس البطن والقيء، وكذلك الزعرور وينفع من إكثار البول. انتهي .

11- وعن الخصال بإسناده عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن أبي عبد الله عن آبائه عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين سلام الله عليه : ليس من داء إلا وهو من داخل الجوف إلا الجراحة والحمي فإنهما يردان (بلا مادة في الجسد) وروداً اكسروا حرّ الحمي بالبنفسج والماء البارد فإن حرها من فيح جهنم (2) .

12- وقال عليه السلام : صبوا علي المحموم الماء البارد في الصيف فإنه يسكّن حرّها.

13 - وقال عليه السلام : ذكرنا أهل البيت شفاء من الوعك (3)والأسقام ووسواس الريب.

ص: 37


1- . 10- والعيون بإسناده عن الرضا عن آبائه عن الحسين بن علي عليه السلام أنه دخل رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم و علي علي بن أبي طالب عليه السلام وهو محموم فأمره بأكل الغبيراء
2- هو شدة لهبها وانتشارها
3- وعكة الحمي: اشتدادها.

14 - وقال عليه السلام: اشربوا ماء السماء فإنه يطهر البدن ويدفع الأسقام، قال الله تبارك وتعالي:و«َيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَيٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ» (1).

15- وعن المحاسن عن عدة من أصحابه عن ابن أسباط عن يحيي بن بشير النبال قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : يا بشير بأي شيء تداووا مرضاكم؟ قال: بهذه الأدوية المرار، قال : لا إذا مرض أحدكم فخذ السكر الأبيض (2) فدقه ثم صب عليه الماء البارد واسقه إياه، فإن الذي جعل الشفاء في المرار قادر أن يجعله في الحلاوة .

16 - وعن المحاسن في الصحيح عن أبي عبد الله عليه السلام قال : الكباب يذهب بالحمي.

17 - ومنه بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال : مرضت سنتين أو أكثر فألهمني الله الأرزّ فأمرت به فغسل وجفف ثم أشم (3) النار وطحن، فجعلت بعضه سفوفاً وبعضه حسواً (4).

18 - ومنه بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال : البصل يذهب بالحمي.

19 - وعن طب الأئمة بإسناده عن الباقر عليه السلام يقول : إخراج الحمي في ثلاثة أشياء : في القيء وفي العرق وفي إسهال البطن .

ص: 38


1- سورة الأنفال، الآية 11.
2- كان المراد بالسكر الأبيض ما يسمي بالفارسية بالقند ويحتمل النبات الأبيض وكأنه في الحميات البلغمية.
3- الإشمام كناية عن تشويته بالنار قلياً.
4- حسا الطائر الماء حسواً: شربه شيئاً بعد شيء.

20- ومنه عن عبد الله بن بسطام عن كامل عن محمد بن إبراهيم الجعفي عن أبيه قال: دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فقال : ما لي أراك شاحب (1)الوجه؟ قلت: أنا في حمي الربع (2)، فقال : من أين أنت عن المبارك الطيب اسحق السُكّر ثم خذه بالماء واشربه علي الريق عند الحاجة إلي الماء، قال : ففعلت فما عادت إليّ بعد .

21 - وعن طب الأئمة بإسناده عن إمامنا الهادي عليه السلام قال : خير الأشياء لحمي الربع أن يأكل في يومها الفالوذج (3) المعمول بالعسل ويكثر زعفرانه ولا يأكل في يومها غيره.

22 - ومنه بإسناده عن الصادق عليه السلام قال إن للدم وهيجانه ثلاث علامات : البثرة في الجسد والحكة ودبيب الدواب (4) .

23 - ومنه بإسناده عن سماعة قال : سألت أبا عبد الله الصادق عليه السلام عن مريض اشتهي التفاح وقد نهي عنه أن يأكله، فقال : أطعموا محموميكم التفاح فما من شيء أنفع من التفاح.

24 - وعن الكافي بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال : الحمي تخرج في ثلاث : في العرق (5)والبطن (6) والقيء .

ص: 39


1- الشاحب: المهزول والمتغير اللون.
2- الربع : ربعت عليه الحمي جاءته ربعاً أي كل رابع يوم .
3- الفالوذ والفالوذج والفالوذق : حلواء تعمل من الدقيق والماء والعسل.
4- وكان المراد بدبيب الدواب ما يتخيله الإنسان من دبيب نملة أو دابة في جلده .
5- العرق: بالتحريك أو بالكسر أي إخراج الدم من العرق، يريد به الفصد أو الأعم منه ومن الحجامة.
6- والبطن: إسهال البطن.

25 - وعن الدعائم عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم أنه قال : الحمي من فيح جهنم فأطفئوها بالماء ، وكان إذا وعك (1) دعا بماء فأدخل فيه يده .

26- وعن علي عليه السلام أنه قال : اعتل الحسن عليه السلام فاشتد وجعه فاحتملته فاطمة عليه السلام غلاة فأتت به النبي صلي الله عليه وآله وسلم و مستغيثة مستجيرة وقالت له : يا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم و ادع الله لابنك أن يشفيه، ووضعته بين يديه فقام حتي جلس عند رأسه ثم قال: يا فاطمة يا بنية إن الله هو الذي وهبه لك وهو قادر علي أن يشفيه، فهبط عليه جبرئيل ، فقال : يا محمد إن الله عز وجل لم ينزل عليك سورة من القرآن إلا وفيها (كلمة) فاء وكل فاء من آفة ما خلا الحمد فإنه ليس فيها فاء، فادع قدحا من ماء فاقرأ فيه الحمد أربعين مرة ثم صبه عليه فإن الله يشفيه ، ففعل ذلك، فكأنما أنشط من عقال .

27 - وعن الشهاب : الحمي رائد الموت (2)، الحمي من فيح جهنم، الحمي حظّ كل المؤمن من النار .

28 - وفي رواية عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم : من حمّ ثلاث ساعات فصبر فيها باهي الله به ملائكته فقال : ملائكتي انظروا إلي عبدي وصبره علي بلائي، اكتبوا لعبدي براءة من النار . قال : فيكتب بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله العزيز الحكيم، براءة من الله لعبده فلان ابن فلان إني قد أمنتك من عذابي وأوجبت لك جنتي فأدخلها بسلام.

ص: 40


1- أي حمّ
2- الرائد : الذي يتقدم القوم يطلب لهم الماء والكلأ، وفي المثل : الرائد لا يكذب أهله يعني صلي الله عليه وآله وسلم أن الحمي عنوان الموت ورسوله الذي قدمه وما أقرب وصول المرسل بالمرسل الخ.

29 - وروي في حديث آخر عنه صلي الله عليه وآله وسلم ما من آدمي إلا وله حظ من النار وحظ المؤمن الحمي.

30- وقوله تعالي: «وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَي رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا» ، قال : من حمّ من المسلمين فقد وردها وهو حظ المؤمن منها .

31- وفي المكارم قال : قال أبو عبد الله عليه السلام لبعض أصحابه وقد اشتكي وعكاً (1): حلّ إزار قميصك وأدخل رأسك في جيبك وأذًن وأقم واقرأ (الحمد) سبع مرات، قال : ففعلت فكأنما نشطت من عقال.

32- وعن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله عليه السلام قال : شكي رجل إليه من حمّي قد تطاولت فقال : اكتب آية الكرسي في إناء ثم دفه (2) بجرعة من ماء فاشربه .

33 - وللحمي الربعية (3) يكتب ويعلّق علي العضد الأيمن «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَ لَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتي بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَميعا» يا شافي با كافي يا معافي وبالحق أنزلناه وبالحق نزل باسم فلان ابن فلانة ببسم الله وبالله ومن الله وإلي الله ولا غالب إلا الله .

ص: 41


1- أي شدة الحمي. بقال و عكته الحمي: اشتدت عليه .
2- أي بله.
3- الحمي الربع والريعية بالكسر : أن تعرض يوماً وتدع يومين ثم تأتي في الرابع .

الفصل الرابع : في الحجامة والحقنة والسعوط والقيء

1- بحار عن الخصال بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال : الدواء أربعة : الحجامة والسعوط (1) والحقنة والقيء.

2- وعن المكارم بإسناده عن يونس بن يعقوب قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : احتجم رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يوم الاثنين (2) وأعطي الحجّام برّاً.

3- وعن الخصال بإسناده عن محمد بن رياح القلا قال : رأيت أبا إبراهيم عليه السلام يحتجم يوم الجمعة فقلت: جعلت فداك تحتجم يوم الجمعة؟ قال : اقرأ آية الكرسي فإذا هاج بك الدم ليلاً كان أو نهاراً فاقرأ آية الكرسي واحتجم .

4- وعنه بإسناده عن بعض أصحابنا قال: دخلت علي أبي الحسن علي بن محمد العسكري عليه السلام يوم الأربعاء وهو يحتجم فقلت له: إن أهل الحرمين يروون عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال: من

ص: 42


1- سطعه الدواء : أدخله في فمه.
2- لا يبعد كون أخبار الاثنين محمولة علي التقية لكرة الأخبار الواردة في شؤمه ويمكن تخصيصها بهذه الأخبار وفيه نكتة وهي أن شؤمه لوقوع مصائب النبي صلي الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام فيه الخ.

احتجم يوم الأربعاء فأصابه بياض فلا يلومنّ إلا نفسه، فقال : كذبوا إنما يصيب ذلك من حملته أمّه في طمث (1).

5- وعن طب الأئمة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من احتجم في آخر خميس من الشهر في أول النهار سلّ منه الداء سلاً (2).

6- وعن معاني الأخبار عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه عليه السلام قال: احتجم النبي صلي الله عليه وآله وسلم في رأسه وبين كتفيه وفي قفاه ثلاثاً، سمّي واحدة النافعة والأخري المغيثة والثالثة المنقذة.

7- وفي حديث آخر قال: كان رسول الله عليه السلام يحتجم علي رأسه ويسميه المغيثة أو المنقذة (3).

8- وعن أمير المؤمنين عليه السلام : توقوا الحجامة يوم الأربعاء والنورة فإن يوم الأربعاء يوم نحس مستمر وفيه خلقت جهنم .

9- وقال عليه السلام : إن الحجامة تصحح البدن وتشد العقل .

10 - وقال عليه السلام: الحقنة من الأربع (4).

11 - وقال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : إن أفضل ما تداويتم به الحقنة ،

ص: 43


1- أي في حيض .
2- سلّ يسل سلاً واستلّ: الشيء من الشيء: انتزعه وأخرجه برفق .
3- فضل حجامة الرأس ومنافعها وردت في روايات الخاصة والعامة، وقال بعض الأطباء الحجامة في وسط الرأسي نافعة جداً، وقد واري أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم فعلها، وقال بعضهم : فصد الباسليق بنفع حرارة الكبد والطحال والرئة ومن الشوصة (وهي أما أختلاج العرق أو ورم في حجاب الأضلاع أو وجع في البطن بسبب ريح تأخذ الإنسان تجول مرةّ هنا ومرةّ هناك) وذات الجنب وسائر الأمراض الدموية العارضة من أسفل الركبة إلي الورك الخ .
4- كان الثلاث الأخر الحجامة والسعوط والقيء أو مكان الأخيرين العسل أو الكي أو الحمام والمشي ويشهد لكل منها بعض الأخبار .

وهي تعظم البطن وتنفي داء الجوف وتقوي البدن، استعطوا بالبنفسج وعليكم بالحجامة .

12 - مجالس في مناهي النبي صلي الله عليه وآله وسلم نهي عن الحجامة يوم الأربعاء .

13 - العلل والعيون عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : يوم الثلاثاء يوم حرب ودم.

14 - العيون عن مقاتل قال : رأيت أبا الحسن الرضا عليه السلام في يوم الجمعة في وقت الزوال علي ظهر الطريق يحتجم وهو محرم (1).

15 - العيون عن الرضاعن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: إن يكن في شيء شفاء ففي شرطة الحجّام أو في شربة العسل.

16 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم: نعم العيد عيد الحجامة يعني العادة تجلو البصر وتذهب بالداء.

17 - وقد روي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : اقرأ آية الكرسي واحتجم أيّ يوم شئت وتصدق واخرج (أي إلي السفر أو اعم منه) أي يوم شئت.

18 - وفي طب الأئمة عن أبي عبد الله عليه السلام قال : الحقنة هي من الدواء وزعموا أنها تعظم البطن وقد فعلها رجال صالحون.

ص: 44


1- قال الصدوق: في هذا الحديث فوائد أحدها إطلاق الحجامة في يوم الجمعة عند الضرورة ليعلم أن ما ورد من كراهة ذلك إنما هو في حالة الاختيار ، والثانية الإطلاق في الحجامة في وقت الزوال، والثالثة أنه يجوز للمحرم أن يحتجم إذا اضطر ولا يحلق مكان الحجامة ولا قوة إلا بالله.

19 - وقال عليه السلام : خير ما تداويتم به الحجامة والسعوط والحمّام والحقنة (1).

20 - وعن أبي الحسن العسكري عليه السلام كُل الرمّان بعد الحجامة رماناً حلواً فإنه يسكّن الدم ويصفّي الدم في الجوف.

21 - وعن أبي جعفر عليه السلام قال : من تقيأ قبل أن يتقيأ (2) كان أفضل من سبعين دواء، ويخرج القيء علي هذا السبيل كل داء وعلة .

22 - وعن طب الأئمة عن الرضا عليه السلام قال: حجامة الاثنين لنا والثلاثاء لبني أمية .

23 - وعن طلحة بن زيد قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الحجامة يوم السبت، قال : يضعّف.

24 - وعن المكارم عن جعفر بن محمد عليه السلام قال : يحتجم الصائم في غير شهر رمضان متي شاء ، وأما في شهر رمضان فلا يغرر بنفسه ولا يخرج الدم إلا أن يتبيغ (3) به، فإما نحن فحجامتنا

ص: 45


1- قال في البحار تأييد روي العامة عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم أنه قال : إن أمثل أي أفضل وأحسن ما تداويتم به الحجامة ، وقال بعضهم الخطاب بذلك لأهل الحجاز ومن كان في معناهم من أهل البلاد الحارة لميل الدم إلي سطح البدن ويؤخذ من هذا أن الخطاب أيضاً لغير الشيوخ لقلة الحرارة في أبدانهم. وعن ابن سيرين قال : إذا بلغ أربعين سنة لم يحتجم، قال الطبري: وذلك أنه يصير من حينذٍ في انتقاص عمره وانحلال من قوي جسده فلا ينبغي أن يزيده وهناً بإخراج الدم انتهي . و هو محمول علي من لم يتعين حاجته إليه وعلي من لم يعتد به. وقال ابن سينا في أرجوزته ومن تعودت له الفصادة، فلا يكن يقطع تلك العادة. بل يقلل ذلك بالتدريج، إلي أن ينقطع في عشر الشياتين .
2- أي قبل أن يسبقه القيء بغير اختيار، أو المراد به أول ما يتقيأ في تلك العلة .
3- أي تردد

في شهر رمضان بالليل وحجامتنا يوم الأحد وحجامة موالينا يوم الاثنين .

25 - وعن أبي عبد الله عليه السلام قال : إياك والحجامة علي الريق . وقال : ولا تحتجم حتي تأكل شيئاً فإنه أدر للعرق وأسهل لخروجه وأقوي للبدن.

26 - وروي عن العالم عليه السلام أنه قال : الحجامة بعد الأكل لأنه إذا شبع الرجل ثم احتجم اجتمع الدم وأخرج الداء ، وإذا احتجم قبل الأكل خرج الدم وبقي الداء.

27 - وعن أبي بصير قال قال أبو جعفر عليه السلام : أي شيء يأكلون بعد الحجامة؟ فقلت: الهندباء والخل، قال : ليس به بأس.

28 - وعن الصادق عليه السلام الحجامة يوم الأحد فيه شفاء من كل داء .

29 - وعنه عليه السلام قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : من احتجم يوم الثلاثاء لسبع عشرة أو لتسع عشرة أو لإحدي وعشرين كان له شفاء من داء السنة.

30 - وعن الصادق عليه السلام : إن الدم يجتمع موضع الحجامة في يوم الخميس فإذا زالت الشمس تفرّق ، فخذ حظك عن الحجامة قبل الزوال .

31 - وقال عليه السلام : الحجامة في الرأس شفاء من سبع من الجنون والجذام والبرص والنعاس ووجع الضرس وظلمة العين والصداع .

ص: 46

32 - وقال عليه السلام : الحجامة تزيد العقل وتزيد الحافظ حفظاً .

33 - وقال عليه السلام : الحجامة في النقرة تورث النسيان (1).

34 - وعن الكافي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الحجامة في الرأس هي المغيثة (2) تنفع من كل داء إلا السام (3) و شبر من الحاجبين إلي حيث بلغ إبهامه، ثم قال ههنا.

35 - وعن الكافي أيضا عن الصادق عليه السلام قال : إذا بلغ الصبي أربعة أشهر فاحجمه في كل شهر في النقرة (ثقب في القفاء) فإنها تجفف لعابه وتهبط الحرارة من رأسه وجسده .

36 - وعن الكافي أيضا عن أبي عروة أخي شعيب العقرقوفي قال: دخلت علي أبي الحسن الأول عليه السلام وهو يحتجم يوم الأربعاء في الحبس، فقلت له: إن هذا يوم يقول الناس إن من احتجم فيه أصابه البرص، فقال : إنما يخاف ذلك علي من حملته أمّه في حيضها. وأقول : الأخبار الواردة في الحجامة كثيرة جداً نقتصر علي هذا المقدار .

قال المجلسي رحمه الله تعالي: ظهر من الأخبار المتقدمة

ص: 47


1- النقرة: ثقب في القفاء . قال ابن سينا في الكتاب الأول من قانونه صفحة (135): لكن الحجامة علي النقرة تورث النسيان حقاً كما قال النبي صلي الله عليه وآله وسلم: فإن مؤخر الدماغ موضع الحفظ فتضعفه الحجامة الخ.
2- قوله عليه السلام : هي المغيثة أي تغيث المرء من الأدواء، وقوله : وشبر من الحاجبين أي من بين الحاجبين إلي حيث انتهت من مقدم الرأس.
3- أي المرت .

رجحان الحجامة يوم الخميس والأحد بلا معارض وأكثر الأخبار تدلُّ علي رجحانها في يوم الثلاثاء لا سيما إذا صادف بعض الأيام المخصوصة من الشهور العربية أو الرومية، ويعارضه بعض الأخبار ويظهر من أكثر الأخبار رجحان الحجامة يوم الاثنين ويعارضه ما مرّ من شؤمه مطلقاً في أخبار كثيرة وتوهم التقية لتبرك المخالفين به في أكثر الأمور . وأما الأربعاء فأكثر الأخبار تدل علي مرجوحية الحجامة فيها ويعارضها بعض الأخبار ويمكن حملها علي الضرورة. والسبت أيضاً الأخبار فيه متعارضة ولعل الرجحان أقوي. وكذا الجمعة ولعل المنع فيه أقوي، ثم جميع ذلك إنما هو مع عدم الضرورة فإما معها يجوز في أيّ وقت كان لا سيما إذا قرأ آية الكرسي. وقال الشهيد رحمه الله تعالي في الدروس يستحب الحجامة في الرأس فإن فيها شفاء من كل داء، وتكره الحجامة في الأربعاء والسبت خوفاً من الوضع (أي البرص) إلا أن يتبيغ به الدم أي يهيج فيحتجم متي شاء ويقرأ آية الكرسي ويستخير الله ويصلي علي النبي صلي الله عليه وآله وسلم . وروي أن الدواء في الحجامة والنورة والحقنة والقيء إلخ...

ص: 48

الفصل الخامس: في الحمية

1- بحار عن معاني الأخبار والعيون عن الرضا عليه السلام قال : ليس الحمية (1) من الشيء تركه، إنما الحمية من الشيء الإقلال منه .

2 - العلل عن محمد بن الفيض قال: قلت: جعلت فداك ، يمرض منا المريض فيأمره المعالجون بالحمية قال: لا، ولكنّا أهل البيت لا نحتمي إلا من التمر ونتداوي بالتفاح والماء البارد، قال : ولِمَ تحتمون من التمر؟ قال : لأن نبي الله صلي الله عليه وآله وسلم و حمي علياً منه في مرضه ، وفي الكافي بسند آخر مثله .

3- وعن المعاني عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته كم يحمي المريض؟ فقال : ربقاً، فلم أدر كم ربقة فقال : عشرة أيام. وفي حديث آخر أحد عشر ربقاً وربق صباح بكلام الروم أعني أحد عشر صباحاً.

4- وعن طب الأئمة عن الحلبي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : لا تنفع الحمية بعد سبعة أيام.

ص: 49


1- الحمية: ما حمي من الشيء، الاسم من حمي المريض إذا منعه عما يضره.

5- وعن المكارم عن الرضا عليه السلام قال : لو أن الناس قصّروا في الطعام لاستقامت أبدانهم.

6- وعن العالم عليه السلام قال : الحمية رأس الدواء والمعدة بيت الداء وعوّد بدناً ما تعوّد.

7- وعن الكافي عن أبي الحسن موسي عليه السلام قال: ليس الحمية أن تدع الشيء أصلاً لا تأكله، ولكن الحمية أن تأكل من الشيء وتخفّف.

8- وعن نوادر الراوندي بإسناده عن جعفر بن محمد عن آبائه عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : إنا أهل بيت لا نحمي إلا من التمر.

9- وعن الدعائم عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم أنه قال : لا تكرهوا مرضاكم علي الطعام، فإن الله يطعمهم ويسقيهم .

ص: 50

الفصل السادس: في علاج الصداع

1- بحار عن قرب الإسناد عن الحسين بن علوان عن جعفر عن أبيه عليه السلام قال : كان رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يستعط (1) بدهن الجلجلان (2)إذا وجع رأسه .

2- وعن طب الأئمة عن سالم بن إبراهيم عن الديلمي عن داود الرقي قال: حضرت أبا عبد الله الصادق عليه السلام وقد جاءه خراساني حاج فدخل عليه وسلم فسأله عن شيء من أمر الدّين فجعل الصادق لا يفسّره ثم قال له: يا بن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم ما زلت شاكياً منذ خرجت من منزلي من وجع الرأس، فقال له : قم من ساعتك هذه فادخل الحمّام ولا تبتدئنّ بشيء حتي تصبّ علي رأسك سبعة أكف ماء حاراً وسمّ الله تعالي في كلّ مرّة فإنك لا تشتكي بعد ذلك إن شاء الله تعالي (3).

ص: 51


1- سعطه الدواء: أدخله في أنفه .
2- الجلجلان : هو السمسم .
3- أقول: قال محمد بن زكريا، في برء الساعة : إذا كان الصداع في مقدّم الرأس وما يلي الجبهة فإن ذلك من فضل الدم وعلاجه أن يخرج شيئاً من الدم بحجامة أو فصد فإنه يسكن علي المكان، أو يشمّ شيناً من الأفيون المصري الجيد ويجعل في أنفه وأصداغه، أو يأخذ شيئا من العناب أو شعرابه ، أو يأكل مرقة العدس، أو يتناول شيئاً من الكزبرة اليابسة فإنه يسكن علي المكان . وقد يكون الصداع أيضاً في وسط الرأس ودليل ذلك الحرارة، وينفع من ذلك أن تبّل خرقة كتان بدهن ورد وخل خمر ويوضع علي الرأس، أو تُبلّ بدهن مرد ولبن جارية فإن ذلك يسكّن علي المكان ، أو يشمّ النيلوفر، أو يأكل من لبّ الخيار الذي قد وضع في الخل الثقيف و هو الحامض جداء أو بتناول شيئاً من الربوب الحرامضة التي من شأنها إطفاء الصفراء فإنه يسكن في الوقت، أو يدلك أسفل رجليه بدهن بنفسج وملح فإنه يسكن علي المكان. وإذا كان الصداع في مؤخّر الرأس مما يلي القمحدوة «وهو الهنة الناشرة فوق القفا وأعلي القذال خلف الأذنين»، فإن ذلك من البلغم وعلاجه أن يتقيأ العليل بالسكنجبين وماء النجل ويشرب عليه ماء الشبت حتي يقذف كل ما في جوفه من البلغم، ويجتهد أن يكون ذلك من ماء حار فإنه يسكن علي المكان ، أو بتناول شيئاً من الهليلج المربي والأملج «دواء وهو ثمر شجر يكثر في الهنده» المربي فإنه يسكن في الوقت أو بتغرغر بأيارج «معجون مسهل» فييرا في الحال انتهي .

3- وعن علي بن يقطين قال: كتبت إلي أبي الحسن الرضا عليه السلام أني أجد برداً شديداً في رأسي حتي إذا هبت عليه الرياح كدْتُ أن يغشي عليّ، فكتب إلي عليك بسعوط العنبر والزنبق (1) بعد الطعام تعافي منه بإذن الله تعالي .

4- في المكارم عن الصادق عليه السلام قال : من كان به صداع أو غيره فليضع يده علي ذلك الموضع وليقل اسكن سكنتك بالذي له ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم

5- وعنه عليه السلام قال : كان النبي صلي الله عليه وآله وسلم إذا كسل أو أصابته عين أو صداع بسط يده فقرأ فاتحة الكتاب والمعوّذتين ثم يمسح يده علي وجهه فيذهب عنه ما كان يجده .

ص: 52


1- و هو دهن الياسيين وورده .

الفصل السابع : في معالجات العين والأذن

1- بحار عن الخصال عن أبي الحسن الأول (موسي) عليه السلام و قال : ثلاثة يجلين البصر: النظر إلي الخضرة، والنظر إلي الماء الجاري، والنظر إلي الوجه الحسن (ثلاثة يذهبن عن القلب الحزن : الماء والخضراء والوجه الحسن).

2- وعن المحاسن عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال : السداب جيّد الوجع الأذن (1) .

3- وعنه عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم الكمأة من نبت الجنة وماؤه نافع من وجع العين. |

4- وعن أمير المؤمنين عليه السلام : السواك يجلو البصر .

5- وعن الصادق عليه السلام : السواك يذهب بالدمعة (أي سيلانها ويجلو البصر).

ص: 53


1- سداب: الرطب حار يابس في الثانية واليابس حار في الثالثة. وعصارة المسخنتة في قسور الرمان يقطر في الأذن قينقها ويسكن الوجع .

6- وعن طب الأئمة دواء لوجع الأذن. يؤخذ كف سمسم غير مقشر وكفّ خردل يدقّ كل واحد علي حدة، ثم يخلطان جميعاً ويستخرج دهنهما ويجعل في قارورة ويختم بخاتم حديد، فإذا أردت شيئاّ منه فقطر منه في الأذن قطرتين وسدّها يقطنة ثلاثة أيام فإنها تبرأ بإذن الله تعالي .

7- ومنه دواء الأذن إذا ضربت (أي وجعت) عليك: يؤخذ السداب ويطبخ بزيت ويقطر فيها قطرات فإنه يسكن بإذن الله عز وجل .

8- وفي المكارم لوجع الأذن يقرأ علي دهن الياسمين أو البنفسج ثلاث مرات قوله تعالي : «كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا ۖ» «إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا» ويصب في الأذن .

9- وروي عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : اشتكت عين سلمان وأبي ذر رضوان الله عليهما قال : فأناهما النبي صلي الله عليه وآله وسلم عائداً لهما فلما نظر إليهما قال لكل واحد منهما، لا تنم علي جانب الأيسر ما دمت شاكياً من عينيك، ولن تقرب التمر حتي يعافيك الله عز وجل .

10- وعن الصادق عليه السلام مَنْ أخَذَ من أظفاره كل خميس لم ترمد عيناه. ومن أخذها كل جمعة خرج من تحت كل ظفر داء ، وقال : والكحل يزيد في ضوء البصر وينبت الأشفار .

11- وعنه عليه السلام : أنه كان يقلّم أظفاره كل خميس يبدأ

ص: 54

بالخنصر الأيمن (1) ثم يبدأ بالأيسر وقال : من فعل ذلك كان كمن أخذ أماناً من الرمد (2).

12 - وعنه عليه السلام : قال الخف مصحة للبصر.

13 - وعن كشف الغمة عن جميل بن دراج قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فدخل عليه بكير بن أعين وهو أرمد فقال له أبو عبد الله عليه السلام الظريف يرمد (3) فقال : وكيف يصنع؟ قال : إذا غسل يده من الغمر مسحها علي عينيه ، قال : ففعلت فلم أرمد.

14 - وعن الكافي عن ابن محبوب عن رجل قال : دخل رجل علي أبي عبد الله عليه السلام وهو يشتكي عينه فقال لي: أين أنت عن هذه الأجزاء الثلاثة : الصبر،والكافور، والمر (4) ؟ ففعل الرجل فذهب عنه.

15 - وعن الكافي بإسناده عن جميل بن صالح قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام : إن لنا فتاة كانت تري الكوكب مثل الجرة (5) ، قال : وفي بعض النسخ من الغمز بالزاء ولعلّه كناية عن غسل اليد بعد الطعام.

ص: 55


1- الخنصر: الإصبع الصغري.
2- (قلم أظافيرك بسنة وأدب، يمني ثم بسري خوابس او خسب) «الخوابس» رموز لتقليم أظفار اليمني «فالخاء» إشارة إلي الخنصر «والوار» إلي الوسطي «والألف» إلي الإبهام «اوالباء» إلي البصر «والسين» إلي السبابة ، «أو خسب» رموز لتقليم أظفار اليسري «فالألف» إشارة إلي الإبهام «والواو» إلي الوسطي «والخاء» إلي الخنصر «والسين» إلي السبابة «والباء» إلي البنصر.
3- الظريف يرمد : استفهام إنكاري والظريف الكيس .
4- في القانون (الصبر) ينفع من قروح العين وجربها وأوجاعها، (والكافور) يقع في أدوية الرمد الحار، (والمر) يجلو آثار القروح في العين ويملاً قروحها ويجلو بياضها وينفع من خشونة الأجفان ويحلل المدة في العين بلا لذع وربما حلّل الماء في ابتداء نزوله إذا كان رقيقاً انتهي .
5- الجرة وعاء مثقوب الأسفل يبذر به الحب.

نعم وتراه مثل الحب (1) قلت: إن بصرها ضعيف، فقال : اكحلها بالصبر، والمر، والكافور، أجزاء سواء فكحلناها به فنفعها .

16 - وعن الكافي عن سليم مولي علي بن يقطين أنه كان يلقي من عينيه أذي قال : فكتب إليه أبو الحسن عليه السلام و ابتداء من عنده ما يمنعك من كحل أبي جعفر عليه السلام ؟! جزء كافور رياحي، وجزء صبر اسقوطري، يدقّان جميعاً وينخلان بجريرة يكتحل منه مثل ما يكتحل من الإثمد (2) الكحلة في الشهر تحدر كل داء في الرأس وتخرجه من البدن. وقال : وكان يكتحل به فما اشتكي عينه حتي مات.

17 - وفي المكارم عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : إذا اشتكي أحدكم عينه فليقرأ عليها آية الكرسي، وفي قلبه أنه يبرأ ويعافي (3) فإنه يعاني إن شاء الله تعالي، وقيل: من يقول كل يوم «فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا تسلم عينه من الآفات».

قال المؤلف: هذا بعض ما ورد في الباب من الأخبار ونذكر بعض أشياء أخر تناسب المقام قال في القانون في الكتاب الثالث صفحة (76): في حفظ صحة الأذنين يجب أن يعتني بالأذن فيوقي الحرّ والبرد والرياح والأشياء الغريبة لئلا يدخلها شيء من المياه والحيوانات، وأن ينقي وسخها ثم يجب أن يدام تقطير دهن اللوز المرّ فيها كل أسبوع منه مرّة فإنه عجيب ويجب أن يراعي لئلا يتولد

ص: 56


1- قوله : وتراه أي بعد ذلك إن لم تعالج، أو أنها تري في الحال كذلك.
2- الإتهد: حجر يكتحل به .
3- أي يعتقد أنه يبرأ منها.

فيها أورام وبثور وقروح، فإنّها مفسدة للأذن فإن خيف أن يحدث بها بثور استعمل فيها قطور من شياف ماميثا (1) في خل وفي تقطير شياف ماميثا في كل أسبوع مرة أمان من النوازل أن ينزل إليها.

ومما يضرّ الأذن وسائر الحواس التخمة والامتلاء وخصوصاً النوم علي الامتلاء.

وقال في ذلك الكتاب صفحة (57) في صحة العين يجب علي من يعني بحفظ صحة العين أن يوقيها من الغبار والدخان والأهوية الخارجة عن الاعتدال في الحرّ والبرد والرياح المعججة والباردة والسمومية ولا يديم التحديق إلي شيء واحد لا يعدوه.

ومما يجب أن يتقيه حق الاتقاء كثرة البكاء .

ويجب أن يقلل النظر في الدقيق إلا أحياناً علي سبيل الرياضة ولا يطيل نومه علي القفاء .

وليعلم أن الاستكثار من الجماع أضر شيء بالعين .

وكذلك الاستكثار من السكر والتملّي من الطعام والنوم علي الامتلاء وجميع الأغذية والأشربة الغليظة وجميع المبخرات ومن جملتها كل (ما) له حراقة مثل الكراث والحندقوقي (2) وجميع (ما)

ص: 57


1- ماميثا: الماهية هي أمثال بلاليط صفر اللون إلي السواد سهلة الكسر فيها مرارة وجوهر مائي وأرضي وبرودة ميائية غير شديدة بل كماء الغدران بأصلها حشية.
2- نبت منه برّي ومنه بتائي ومنه مصري ويتخذ من بذره الخيز.

يجفف بإفراط ومن جملتها الملح الكثير وجميع (ما) يتولد منه بخار مثل الكرنب والعدس إلي أن قال : وليعلم أن كل واحد من كثرتي النوم والسهر شديد المضرة بالعين .

وموافقة المعتدل من كل واحد منهما.

وأما الأشياء التي ينفع استعمالها للعين وتحفظ قوّتها فالأشياء المتخذة من الإثمد والتوتيا المرباة بماء المرزنجوش وماء الرازيانج والاكتحال كل وقت بماء الرازيانج عجيب عظيم النفع. وبرود الرمان الخلو عجيب أيضاً (1).

ومما يجلو العين ويحدّها الغوص في الماء الصافي وفتح العين في داخله .

وأما الأمور الضارة بالبصر فمنها أفعال وحركات، ومنها أغذية : ومنها حال التصرف في الأغذية ، فأما الأفعال والحركات فمثل جميع ما يجفف مثل الجماع الكثير، وطول النظر إلي المضيئات وقراءة الدقيق قراءة بإفراط ، فإن التوسط فيها نافع.

وكذلك الأعمال الدقيقة والنوم علي الامتلاء والعشاء بل يجب علي من به ضعف في البصر أن يصبر حتي ينهضم ثم ينام، وكل امتلاء يضرّه وكل ما يجفف الطبيعة بضرّه وكل ما يعكر الدم من الأشياء المالحة والحريفة وغيره يضرّه والسكر يضرّه.

ص: 58


1- لعل المراد من برود الرمان كحله كما ليس ببعيد.

وأما القيء فينفعه من حيث ينفي المعدة ويضرّه من حيث يحرّك المواد في الدماغ فيدفعها إليه، فإن كان لا بد فينبغي أن يكون بعد الطعام وبرفق، والاستحمام ضار، والنوم المفرط ضار، والبكاء الكثير وكثرة الفصد وخصوصاً الحجامة المتوالية ضار.

وأما الأغذية فالمالحة والحريفة والمبخرة وما يؤذي فم المعدة والكرّاث والبصل والثوم والباذروج (1)أكلاً والزيتون النضيج والشبت (2) والكرنب والعدس.

وأما التصرف في الأغذية فأن يتناولها بحيث يفسد هضمها ويكثر بخارها.

ص: 59


1- الباذروج: هو الحوك وهو معروف ويحدث ظلمة البصر مأكولاً.
2- الشبت: بكسر الأول وفتح الثاني وتشديد الثالث، وقال في القانون: إدمان أكله يضعف البصر.

الفصل الثامن : في معالجات الأسنان والفم والوجه

1- بحار عن العيون عن أحمد بن علي الثعالبي عن عبد الله ابن عبد الرحمن المعروف بالصفواني قال : خرجت قافلة من خراسان إلي كرمان فقطع اللصوص عليهم الطريق وأخذوا منهم رجلاً اتًهموه بكثرة المال، بقي في أيديهم مدة يعذّبونه ليفتدي منهم نفسه وأقاموه في الثلج فشدوه وملأوا فاه من ذلك الثلج فرحمته امرأة من نسائهم فأطلقته وهرب، فانفسد فمه ولسانه ، حتي لم يقدر علي الكلام، ثم انصرف إلي خراسان وسمع بخبر علي بن موسي الرضا عليه السلام، وأنه بنيسابور فرأي فيما يري النائم كأن قائلاً يقول له: إن ابن رسول الله قد ورد خراسان فسله عن علتك فربما يعلمك دواء تنتفع به. قال : فرأيت كأني قد قصدته عليه السلام لي وشكوت إليه ما كنت وقعت فيه وأخبرته بعلتي فقال لي: خذ الكمون والسعتر والملح ودقّه وخذ منه في فمك مرتين أو ثلاثاً فإنك تعافي .

فانتبه الرجل من منامه ولم يفكر فيما كان رأي في منامه ولا اعتد به حتي ورد باب نيسابور فقيل له : إن علي بن موسي الرضا عليه السلام و قد ارتحل من نيسابور وهو برباط سعد، فوقع في نفس الرجل أن يقصده

ص: 60

ويصف له أمره ليصف له ما ينتفع به من الدواء، فقصد إلي رباط سعد فدخل إليه فقال : يا بن رسول الله كان من أمري كيت وكيت وقد انفسد عليّ فمي ولساني حتي لا أقدر علي الكلام إلا بجهد فعلّمني دواء أنتفع به ، فقال عليه السلام: ألم أعلمك اذهب فاستعمل ما وصفته في منامك ، فقال له الرجل: يا بن رسول الله إن رأيت أن تعيده عليّ، فقال : خذ من الكمون والسعتر (1) والملح فدقّه وخذ منه في فمك مرتين أو ثلاثاً فإنك ستعافي، قال الرجل : فاستعملت ما وصفه لي فعوفيت، قال أبو حامد أحمد الثعالبي: سمعت الصفواني يقول : رأيت الرجل وسمعت منه هذه الحكاية .

2- وعن الكافي بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من ذر (2) علي أول لقمة من طعامه الملح ذهب عنه نمش الوجه (3) .

3- وعن الكافي أيضاً بإسناده عن أبي الحسن الأول (موسي) عليه السلام قال : من استنجي بالسعد (4) بعد الغائط وغسل به فمه بعد الطعام لم يصبه علة في فمه ولا يخاف شيئاً من أرباح البواسير .

4- وعن الكافي أيضاً بإسناده عن إبراهيم بن أبي البلاد قال : أخذني العباس بن موسي فأمر فوجيء فمي فتزعزعته (5)أسناني فلا

ص: 61


1- سعتر : نبات طيب الرائحة يخلف بذرة دون بذراً الريحان زهره أبيض إلي الغبرة.
2- ذرالملح: نثره ورشه .
3- النمش: نقط بيض وسود أو يقع (أي لون مختلف) تقع في الجلد تخالف الوته .
4- وهو أصل نبات يشبه الكراث والزرع أيضاً إلا أنه أدق وأطوله في أكثر البلدان ، والجيد منه هو الكوفي وينفع من عفن الأنف والفم والقلاع واسترخاء اللثة .
5- تزعزع: أي تحرك وتقلقل .

أقدر أن أمضغ الطعام، فرأيت أبي في المنام ومعه شيخ لا أعرفه فقال أبي سلم عليه فقلت : يا أبة من هذا؟ فقال : أبو شيبة الخراساني قال : فسلّمت عليه فقال لي: ما لي أراك هكذا؟ قال فقلت: إن الفاسق عباس بن موسي أمر بي فوجيء فمي فتزعزعت أسناني، فقال لي: شدّها بالسعد، فأصبحت فتمضمضت بالسعد فسكنت أسناني.

5- وعن الكافي أيضاً بإسناده عن أبي ولاّد قال : رأيت أبا الحسن موسي عليه السلام في الحجر وهو قاعد ومعه عدة من أهل بيته فسمعته يقول: ضربت عليّ أسناني فأخذت السعد فدلكت به أسناني فنفعني ذلك وسكنت عني.

6- وعن طب الأئمة روي عن أبي الحسن الماضي (موسي) عليه السلام قال : ضربت عليّ أسناني فجعلت عليها السعد وقال : خل الخمر يشد اللثة .

وقال : تأخذ حنظلة وتقشّرها وتستخرج دهنها فإن كان الضرس مأكولاً منحفراً تقطر فيه قطرنين من الدهن واجعل منه في قطنة واجعلها في أذنك التي تلي الضرس ثلاث ليالٍ فإنه يحسم (1) ذلك إن شاء الله تعالي.

7- وعن الكافي بإسناده عن حمزة بن الطيار (2) قال : كنت عند

ص: 62


1- يحسم: أي يقطع.
2- المذكور في كتب الرجال هو أن حمزة بن الطيار مات في حياة الصادق عليه السلام و ترحم عليه فروايته عن أبي الحسن عليه السلام لعلها كانت في حياة والده عليه السلام .

أبي الحسن الأول (موسي) از فرآني أتأوّه (1) فقال ما لك؟ قلت: ضرسي، فقال : احتجم، فاحتجمت فسكن فأعلمته فقال لي: ما تداوي الناس بشيء خير من مصة دم أو مزعة عسل، قال قلت : جعلت فداك ما المزعة عسل؟ قال : لعقة (2) عسل.

8- وعن الكافي بإسناده عن سليمان بن جعفر الجعفري قال : سمعت أبا الحسن موسي عليه السلام يقول : دواء الضرس تأخذ حنظلة (3) فتقشرها ثم تستخرج دهنها (4) ، فإن كان الضرس مأكولاً منحفراً تقطر فيه قطرات وتجعل منه في قطن شيئاً وتجعل في جوف الضرس وينام صاحبه مستلقياً يأخذه ثلاث ليالٍ، فإن كان الضرس لا أكل فيه وكانت ريحاً قطر في الأذن التي تلي ذلك الضرس ثلاث ليالٍ كل ليلة قطرتين أو ثلاث قطرات يبرأ بإذن الله . قال : وسمعته يقول لوجع الفم والدم الذي يخرج من الأسنان والضربان والحمرة التي تقع في الفم يأخذ حنظلة رطبة قد اصفرت فيجعل عليها قالباً من طين ثم يثقب رأسها ويدخل سكيناً في جوفها فيحك جوانبها برفق، ثم يصب عليها خل خمر حامضاً شديد الحموضة ، ثم يضعها علي النار فيغلي غلياً شديداً، ثم يأخذ صاحبه ما احتمل ظفره فيدلك به فيه ويتمضمض بخل وإن

(4)

(9) أي يطلي جميعها بالطين لئلا تفسدها النار إذا وضعت عليها ويخرج منها شيء إذا حصل فيه خرق أو ثقبة.

ص: 63


1- تأوّه: أي شكا وتوجع
2- لعن العسل ونحوه: لحسه وتناوله بلسانه أو إصبعه.
3- في القانون الحنظل الماهية معروف إلي أن قال : المختار منه هو الأبيض الشديد البياض اللين فإن الأسود منه رديء .
4- دهنها: معروف بخرج بوضعها في الشمس ونحو ذلك قول منحفراً أي حدثت فيه حفرة .

أحب أن يحول ما في الحنظلة في زجاجة أو بستوقة فعل، وكلما فني محله أعاد مكانه وكلما عتق كان خيراً له إن شاء الله تعالي.

9- وفي المكارم عن المفضل بن عمر قال: دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام و بي ضربان الضرس فشكوت ذلك إليه ، فقال : ادن مني، فدنوت منه، فقال بسبابته فأدخلها فوضعها علي الضرس الذي يضرب ثم قرأ شيئاً خفية فسكن عليّ المكان، قال : فقال لي: قد سكن يا مفضل؟ قلت: نعم، فتبسم فقلت : أحب أن تعلّمني هذه الرقية قال : نعم إن فاطمة عليه السلام أتت أباها صلي الله عليه وآله وسلم تشكو مما تلقي من وجع الضرس أو السن، فأدخل صلي الله عليه وآله وسلم سبابته اليمني فوضعها علي سنها التي تضرب وقال : باسم الله وبالله أسألك بعزتك وجلالك وقدرتك علي كل شيء، فإن مريم لم تلد غير عيسي روحك وكلمتك أن تكشف ما تلقي فاطمة بنت خديجة من الضرس (كله)، فسكن ما بها كما سكن ما بك وما زدت عليه شيئاً (من) بعد هذا .

أقول: هذا بعض ما ورد في المقام من الأخبار وأذكر شيئا من أقوال بعض الأطباء .

قال ابن سينا في الكتاب الثالث من قانونه في حفظ الأسنان ما لفظه:

من أحب أن تسلم أسنانه فيجب أن يراعي ثمانية أشياء:

منها أن يتحرز عن تواتر فساد الطعام والشراب في المعدة لأمر فيجوهر الطعام والشراب، وهو أن يكون قابلاً للفساد سريعاً كاللبن

ص: 64

والسمك المملوح والصحناء (1) أو لسوء تدبير تناوله بما قد عرفت في موضعه .

ومنها أن لا يلح علي القيء خصوصاً إذا كان ما يقيء حامضاً.

ومنها أن يجتنب مضغ كل علك (2) وخصوصاً إذا كان حلواً كالعاطف والتين العلك.

و منها اجتناب كسر الصلب.

ومنها اجتناب المضرسات (3) .

ومنها اجتناب كل شديد البرد وخصوصاً علي الحار، وكل شديد الحرّ وخصوصاً علي البارد .

ومنها أن يديم تنقية ما يتخلل الأسنان من غير استقصاء وتعد إلي أن يضر بالعمود وباللحم الذي بين الأسنان فيجرحه أو يحرك الأسنان.

ومنها اجتناب أشياء تضر الأسنان بخاصينها مثل الكراث فإنه شديد التضرر بالأسنان واللثة وسائر ما ذكر في المفردات. انتهي .

ص: 65


1- الصحناء والمحناءة: السمك الصغير المعلوح.
2- العلك: اللزج أو كل من يعلك .
3- ضرست ضرساً : - الأسنان - كلّت من تناول الحوامض .

الفصل التاسع : في علاج دود البطن

*في علاج دود البطن (1)

1- بحار عن العيون بإسناده عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : كلوا خل الخمر فإنه يقتل الديدان في البطن.

2- وعن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : كلوا التمر علي الريق فإنه يقتل الديدان في البطن .

3- وعن المحاسن بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أكل سبع تمرات عجوة (2) عند مضجعه قتلن الدود في بطنه .

4- وعن طب الأئمة بإسناده عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : من أكل سبع تمرات عجوة عند مضجعه قتلن الدود في بطنه .

5- وعنه عليه السلام أنه قال: اسقه خل الخمر فإن خل الخمر يقتل دواب البطن.

6- وعنه عليه السلام أنه قال : كل العجوة فإن تمرة العجوة تميتها (3) وليكن علي الريق.

ص: 66


1- وعلامتها صفرة اللون وسيلان الرطوبة من الفم ووجع البطن والغثيان .
2- العجوة: ضرب من أجود التمر بالمدينة وتخلتها تسمي لبتة
3- أي الدود .

الفصل العاشر : في علاج دخول العلق في منافذ البدن

1- بحار عن الخرائج رووا أن تسعة أخوة أو عشرة في حي (1) من أحياء العرب كانت لهم أخت واحدة فقالوا لها: كلّ ما يرزقنا الله نطرحه بين يديك فلا ترغبي في التزويج فحميتنا لا تحمل ذلك، فوافقتهم في ذلك ورضيت به وقعدت في خدمتهم وهم يكرمونها فحاضت يوماً فلما طهرت أرادت الاغتسال وخرجت إلي عين ماء كانت بقرب حيهم، فخرجت من الماء علقة فدخلت في جوفها وقد جلست في الماء فمضت عليها الأيام والعلقة تكبر حتي علت (2) بطنها و ظن الأخوة أنها حبلي وقد خانت (3) فأرادوا قتلها، فقال بعضهم : نرفع أمرها إلي أمير المؤمنين علي عليه السلام فإنه يتولي ذلك فأخرجوها إلي حضرته وقالوا فيها ما ظنّوا بها: واستحضر علي عليه السلام طستاً مملوءاً بالحمأة وأمرها أن تقعد عليه ، فلما أحست العلقة رائحة الحمأة نزلت من جوفها.

ص: 67


1- الحي: البطن من بطونهم جمع أحياء .
2- علت : أي ارتفعت .
3- أي زنت .

قال المجلسي رحمه الله تعالي قد روي جم غفير (1) من علمائنا منهم شاذان بن جبرئيل.

2- و من المخالفين منهم أسعد بن إبراهيم الأردبيلي المالكي بأسانيده عن عمار بن ياسر وزيد بن أرقم، قالا : كنا بين يدي أمير المؤمنين عليه السلام وإذا بزعقة عظيمة (2) وكان علي دكة القضاء فقال : يا عمار أنت بمن علي الباب، فخرجت وإذا علي الباب امرأة في قبة علي جمل وهي تشتكي وتصيح يا غياث المستغيثين إليك توجهت وبوليك توسلت فبيّض وجهي وفرّج عني كربتي.

قال عمار: وحولها ألف فارس بسيوف مسلولة وقوم لها وقوم عليها، فقلت : أجيبوا أمير المؤمنين عليه السلام ، فنزلت المرأة ودخل القوم معها المسجد واجتمع أهل الكوفة فقام أمير المؤمنين عليه السلام وقال : سلوني ما بدا لكم يا أهل الشام، فنهض من بينهم شيخ وقال : يا مولاي هذه الجارية ابنتي قد خطبها ملوك العرب وقد نكست رأسي بين عشيرتي لأنها عاتق (3) حامل فاكشف هذه الغمة فقال عليه السلام : ما تقولين يا جارية؟ قالت: يا مولاي أما قوله إني عاتق صدق وأما قوله إني حامل فوحقك يا مولاي ما علمت من نفسي خيانة قط.

فصعد المنبر وقال عليه السلام : عَلَيّ بداية الكوفة، فجاءت امرأة تسمي لبناء هي قابلة نساء أهل الكوفة، فقال لها: اضربي بينك وبين

ص: 68


1- الجم: الكثير من كل شيء، يقال : جاءوا جماً غفيراً أي جاءوا بجماعتهم الشريف والوضيع.
2- زعمق : أي صاح.
3- العاتق: الجارية أول ما أدركت والتي لم تتزوج .

الناس حجاباً وانظري هذه الجارية عاتق حامل أم لا. ففعلت ما أمرها عليه السلام به، ثم خرجت وقالت: نعم يا مولاي هي عاتق حامل .

فقال عليه السلام : من منكم يقدر علي قطعة ثلج في هذه الساعة؟ قال أبو الجارية : الثلج في بلادنا كثير ولكن لا نقدر عليها ههنا، قال عمار : فمدّ يذه من أعلي منبر الكوفة وإذا فيها قطعة من الثلج يقطر الماء منها.

ثم قال: يا داية خذي هذه القطعة من الثلج واخرجي بالجارية من المسجد واتركي تحتها طستاً وضعي هذه القطعة مما يلي الفرج فستري علفة وزنها سبعمائة وخمسون درهماً، ففعلت ورجعت بالجارية والعلقة إليه عليه السلام وكانت كما قال، ثم قال لأبي الجارية : خذ ابنتك فوالله ما زنت ولكن دخلت الموضع الذي فيه الماء فدخلت هذه العلقة في جوفها وهي بنت عشر سنين وكبرت إلي الآن في بطنها.

والروايات طويلة مختلفة الألفاظ اقتصرنا منها علي موضع الاتفاق والحاجة. والروايتان تدلاّن علي أن العلق إذا دخل شيئاً من منافذ البدن يمكن إخراجها بإدناء الحمأة والثلج إلي الموضع الذي هي فيه.

ص: 69

الفصل الحادي عشر: في علاج ورم الكبد وأوجاع الجوف والخاصرة

1- بحار عن طب الأئمة عن عبد الله والحسين ابنا بسطام قالا : أملي علينا أحمد بن رياح المتطبب هذه الأدوية وذكر أنه عرضها علي الإمام فرضيها في وجع الخاصرة قال : تأخذ أربعة مثاقيل فلفل ومثله زنجبيل ومثله دار فلفل وبرنج (1) وبسباسة (2) ودارچيني من كل واحد مقداراً واحداً يعني أربعة مثاقيل، ومن الزبد الصافي الجيد خمسة وأربعين مثقالاً، ومن السكّر الأبيض ستة وأربعين مثقالاً يدق وينخل بخرقة أو بمنخل شعر ضيّق ثم يعجن بزنة جميعه مرتين بعسل منزوع الرغوة، فمن شربه للخاصرة فليشرب وزن ثلاثة مثاقيل، ومن شربه للمشي (3) فليشرب وزن سبعة مثاقيل أو ثمانية مثاقيل بماء فاتر (4) فإنه يخرج كل داء بإذن الله ولا يحتاج مع هذا الدواء إلي غيره فإنه يجزيه ويغنيه عن سائر الأدوية، وإذا شربه للمشي وانقطع مشيه فليشرب بعسل فإنه جيد مجرب.

ص: 70


1- البرنج: كهرقل دواء معروف يسهل البلغم.
2- بسباسة: يقوي الكبد والمعدة ويعقل المبطونين وينفع من السحج وهي جيدة للرحم .
3- أي للإسهال .
4- فنر فتوراً : الماء سكن حرّه .

2- وعن الكافي في حديث موثق عن موسي بن بكر قال : اشتكي غلام إلي أبي الحسن (موسي) عليه السلام فسأل عنه فقيل إن به طحالاً ، فقال : أطعموه الكراث ثلاثة أيام، فأطعموه إياه فقعد الدم ثم برأ (1) .

3- وعن المكارم قال الصادق عليه السلام : اشربوا الكاشم (2) لوجع الخاصرة.

4- وعن القصص بإسناده إلي الصدوق بإسناده عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان قال: سأل أبي أبا عبد الله عليه السلام هل كان عيسي يصيبه ما يصيب ولد آدم؟ قال: نعم، ولقد كان يصيبه وجع الكبار في صغره ويصيبه وجع الصغار في كبره ويصيبه المرض، وكان إذا مسّه وجع الخاصرة في صغره وهو من علل الكبار قال لأمه: ابغي لي (3) عسلاً وشونيزاً فتعجني به ثم ائتيني به، فأتته به فأكرهه فتقول: لم تكرهه وقد طلبته؟ فقال : هاتيه نعتًه لكِ (4) بعلم النبوّة وأكرهته لجزع الصبي، ويشم الدواء ثم يشربه بعد ذلك.

5- وعن المحاسن بإسناده عن عبيد بن صالح الخثعمي قال : شكوت إلي أبي عبد الله عليه السلام وجع الخاصرة، فقال : عليك بما يسقط من الخوان فكله، ففعلت ذلك فذهب عني.

ص: 71


1- قعد الدم : أي سكن، وكان طحاله كان من طغيان الدم، فقد يكون منه نادراً وأنهم ظنوا أنه الطحال فأخطأوا.
2- الكاشم : هو الانجدان.
3- ابغي لي أي أطلبي لي .
4- أي وصفْه.

6- وعنه بإسناده عن ابن الحر قال : شكا رجل إلي أبي عبد الله عليه السلام يلقي من وجع الخاصرة فقال ما يمنعك من أكل ما يقع من الخوان (1).

7- ومنه أيضاً بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كلوا الكمثري فإنه يجلو القلب ويسكن أوجاع الجوف بإذن الله تعالي.

8- وعن طب الأئمة عن الصحاف الكوفي بإسناده عن موسي بن جعفر عن الصادق عن الباقر عليه السلام قال : شكي إليه رجل من أوليائه وجع الطحال وقد عالجه بكل علاج وأنه يزداد كل يوم شراً حتي أشرف علي الهلكة فقال : اشتر بقطعة فضة كراثاً واقله قلياً جيداً بسمن عربي وأطعم من به هذا الوجع ثلاثة أيام، فإنه إذا فعل ذلك برئ إن شاء الله تعالي.

9- وفي المكارم قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : ينبغي لأحدكم إذا أحس بوجع الخاصرة أن يمسح يده عليها ثلاث مرات وأن يقول (وليقل) في كل مرة: (أعوذ بعزة الله وقدرته علي ما يشاء من شر ما أجده).

10- وعن الصادق عليه السلام قال : تمر يدك علي موضع الوجع وتقول: باسم الله وبالله محمد رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم امح عني (2) ما أجد في خاصرتي. ثم تمر يدك وتسمي علي موضع الوجع ثلاث مرات.

ص: 72


1- الخوان: ما يوضع عليه الطعام اليؤكل، وتسمّية العامة السفرة .
2- امسح عني.

الفصل الثاني عشر: في علاج البطن والزحير ووجع المعدة

*في علاج البطن والزحير ووجع المعدة (1)

1- بحار عن المحاسن بإسناده عن حذيفة بن منصور عن أبي عبد الله عليه السلام قال : أصابني بطن (2) فذهب لحمي وضعفت عليه ضعفاً شديداً فألقي في روعي أن آخذ الأرز فاغسله ثم اقليه واطحنه ثم اجعله حساء(3) فنبت عليّ لحمي وقوي عليه عظمي، فلا يزال أهل المدينة يأتون فيقولون يا أبا عبد الله متعنا بما كان يبعث العراقيون إليك، فبعث إليهم منه.

2- ومنه بإسناده عن محمد بن مروان قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام وبه بطن ذريع (4) فانصرفت من عنده عشية وأنا من أشفق الناس عليه ، فأتيته من الغد فوجدته قد سكن ما به فقلت : جعلت فداك قد فارقتك عشية أمس وبك من العلة ما بك فقال : إني أمرت بشيء من الأرز فغسل وجفف ثم أستففته فاشتد بطني.

ص: 73


1- الزحير : هو إزعاج البطن إزعاجاً متواتراً مع خروج رطوبات بلغمية ذات رغوة قليلة المقدار .
2- أي إسهال.
3- حسا المرق: شريه شيئاً بعد شيء .
4- أي السريع.

3- ومنه بإسناده عن أبي سليمان الحذاء عن محمد بن الفيض قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فجاءه رجل فقال له : إن ابنتي قد زبلت وبها البطن، فقال : ما يمنعك من الأرز بالشحم، خذ حجاراً أربعاً أو خمساً واطرحها تحت النار واجعل الأرز في القدر واطبخه حتي يدرك ، وخذ شحم كلي طرياً ، فإذا بلغ الأرز فاطرح الشحم في قصعة (1) مع الحجارة وكبّ عليها قصعة أخري ثم حرّكها تحريكاً شديداً واضبطها لا يخرج بخاره، فإذا ذاب الشحم فاجعله في الأرز ثم تحساه .

4- ومنه بإسناده عن هاشم بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال : مرضت مرضاً شديداً فأصابني بطن فذهب جسمي، فأمرت بأرز فقلي ثم جعلته سويقاً فكنت أخذه فرجع إليّ جسمي.

5- وعن طب الأئمة بإسناده عن الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام أن رجلاً شكي إليه الزحير فقال له : خذ من الطين الأرمني (2) واقله بنار لينة واستف منه فإنه يسكن عنك . أقول : هذا أي أخذ الطين الأرمني للتداوي يختص بحالة الضرورة لا مطلقاً.

6- وعن طب الأئمة بإسناده عن محمد بن إسحاق بن الفيض قال : كنت عند الصادق عليه السلام فجاءه رجل من الشيعة فقال له: يا بن رسول الله إن ابنتي ذابت ونحل جسمها وطال سقمها وبها بطن ذريع، فقال الصادق : وما يمنعك من هذه الأرز بالشحم المبارك إنما

ص: 74


1- قصعة : كاسة.
2- هو طين أحمر إلي الغبرة. الطبع بارد في الأولي يابس في الثانية ، جيد لقروح الأمعاء والإسهال.

حرم الله الشحوم علي بني إسرائيل لعظم بركتها أن تطعمها حتي يمسح الله ما بها لعلك تتوهم أن تخالف لكثرة ما عالجت . قال : يا بن رسول الله وكيف أصنع به؟ قال: خذ أحجاراً أربعة فاجعلها تحت النار واجعل الأرز في القدر واطبخه حتي يدرك، ثم خذ شحم كليتين طرياً واجعله في قصعة، فإذا بلغ الأرز ونضج فخذ الأحجار الأربعة فالقها في القصعة التي فيها الشحم وكب عليها قصعة أخري ثم حركها تحريكاً شديداً ولا يخرجن بخاره، فإذا ذاب الشحم فاجعله في الأرز لتحساه لا حاراً ولا بارداً فإنها تعاقي بإذن الله عز وجل، فقال الرجل المعالج، والله الذي لا إله إلا هو ما أكلته إلا مرة واحدة حتي عوفيت.

7- وبإسناده عن محمد بن إبراهيم الجعفي قال: شكي رجل إلي أبي الحسن علي بن موسي الرضا عليه السلام مغضاً (1) كاد يقتله وسأله أن يدعو الله عز وجل له فقد أعياه (2) كثرة ما يتّخذ له من الأدوية ، وليس ينفعه ذلك بل يزداد غلبة وشدة، قال: فتبسم عليه السلام قال : ويحك إن دعاءنا من الله بمكان وإني أسأل الله أن يخفف عنك بحوله وقوته، فإذا اشتدبك الأمر والتويت (3) منه فخذ جوزة واطرحها علي النار حتي تعلم أنها قد اشتوي ما في جوفها وغيّرته النار، قشّرها وكلها فإنها تسكن من ساعتها، قال : فوالله ما فعلت ذلك إلا مرة وأحدة فسكن عني المغص بإذن الله عز وجل.

ص: 75


1- المغص: وجع في البطن.
2- أعياء: أتحبه وأكلّه.
3- التوي: مي الخسارة والضياع .

8- وعن العياشي عن أبي عبد الله بن القداح عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه قال: جاء رجل إلي أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين لي وجع في بطني، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : لك زوجة؟ قال: نعم، قال : استوهب منها طيبة به نفسها من مالها ثم اشتر به عسلاً اسكب عليه من ماء السماء ثم اشربه، فإني أسمع الله يقول في كتابه « وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا» (1) وقال : «يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ۗ» (2) وقال: «فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا» (3) شفيت إن شاء الله ، قال : ففعل ذلك فشفي .

9- وعن الكافي بإسناده عن محمد بن عمرو بن إبراهيم قال : سألت أبا جعفر عليه السلام وشكوت إليه ضعف معدني فقال : اشرب الحزاءة (4) بالماء البارد، ففعلت فوجدت منه ما أحب.

10- وعن الكافي أيضاً بإسناده عن حمران قال : كان بأبي عبد الله عليه السلام وجع البطن فأمر أن يطبخ له الأرز ويجعل عليه السماق فأكله فبرئ .

11- ومنه بإسناده عن عبد الرحمن بن كثير قال: مرضت بالمدينة وأطلق بطني، فقال لي أبو عبد الله عليه السلام وأمرني أن آخذ

ص: 76


1- سورة ق الآية 9
2- سورة النحل الآية 69.
3- سورة النساء الآية 4.
4- الحزاءة : نبت بالبادية يشبه الكرفس إلا أنه أعرض ورقاً منه ويأتي في الخاتمة في حرف الحاء . (في المصدر الحزاء).

سويق الجاورس واشربه بماء الكمون ففعلت فأمسك بطني وعوفيت.

12- وفي المكارم لوجع البطن يكتب بسم الله الرحمن الرحيم «وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ» إلي آخر الآية (1) ويقرأ فاتحة الكتاب سبع مرات فإنه جيد مجرّب .

ص: 77


1- وتمامها: «وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَيٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ »

الفصل الثالث عشر: في معالجة الحلق والرئة والسعال والسل

1- بحار عن طب الأئمة بإسناده عن أحمد بن بشارة قال : حججت فأتيت المدينة فدخلت مسجد الرسول فإذا أبو إبراهيم عليه السلام جالس في جانب البئر، فدنوت فقبلت رأسه ويديه وسلّمت عليه فردّ علي السلام وقال : كيف أنتَ من علتك؟ قلت: شاكياً بعد وكان بي السل فقال : خذ هذا الدواء بالمدينة قبل أن تخرج إلي مكة فإنك توافيها وقد عوفيت بإذن الله تعالي.

فأخرجت الدواة والكاغذ وأملي علينا: يؤخذ سنبل وقاقلة (1) و زعفران وعاقر قرحا وبنج (2) وخربق (3) وفلفل أبيض. أجزاء بالسوية وابر فيون (4) جزأين يدق وينخل بحريرة ويعجن بعسل منزوع الرغوة ويسقي صاحب السل منه مثل الحمصة بماء مسخن عند النوم، وأنك

ص: 78


1- الماهية : منه كبار كالحمص أسود ينفرك عن حبّ أبيض يحذي اللسان كالكبابة فيه عطرية والصغار كالعدس عطرة أيضاً، حارّ يابس في الثالثة الخ .
2- المراد بالبنج: بذره أو ورقه قبل أن يعمل ويصير مسكراً، وقد يقال إنه نوع آخر غير ما يعمل منه المسكر .
3- الخربق : نبات ورقه كلسان الحمل أبيض وأسود.
4- أبرفيون: عرب فربيون ويقال له : فرفيون، قالوا: هو صمغ المارزيون حار يابس في الرابعة وقيل باب في الثالثة، الشربة منه قيراط إلي دانق يخرج البلغم من الوركينّ والظهر والأمعاء ويفيد عرق النساء والقولنج.

لا تشرب ذلك إلا ثلاث ليالٍ حتي تعاني منه بإذن الله تعالي ففعلت فدفع الله عني فعوفيت بإذن الله تعالي.

2- وعن طب الأئمة عن أحمد بن صالح عن محمد بن عبد السلم قال: دخلت مع جماعة من أهل خراسان علي الرضا عليه السلام فسلّمنا عليه فرّد وسأل كل واحد منهم حاجته فقضاها ، ثم نظر إليّ فقال لي: وأنت تسأل حاجتك قلت: يا بن رسول الله أشكو إليك السعال الشديد، فقال : أحديث أم عتيق؟ قلت: كلاهما ، قال : خذ فلفلاً أبيض جزءاً وابرفيون جزأين وخربقاً أبيض جزءاً واحداً ومن السنبل جزءاً من القافلة جزءاً واحداً ومن الزعفران جزءاً ومن البنج جزءاً وينخل بحريرة ويعجن بعسل منزوع الرغوة مثل وزنه وتتخذ للسعال العتيق والحديث منه حبة واحدة بماء الرازيانج عند المنام، وليكن الماء فاتراً لا بارداً فإنه يقلعه من أصله.

3- وعن الكافي بإسناده عن ابن أذينة قال : شكي رجل إلي أبي عبد الله عليه السلام السعال وأنا حاضر فقال له : خذ في راحتك شيئاً من كاشم (1) ومثله من سكر فاستفه يوماً أو يومين، قال ابن أذينة : فلقيت الرجل بعد ذلك فقال : ما فعلته إلا مرة حتي ذهب.

4- وعن طب الأئمة بإسناده عن الحلبي قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : ما وجدنا لوجع الحلق مثل حسو اللبن.

ص: 79


1- الكاشم: الأنجدان الرومي، وقال الأطباء: إنه حار يابس في الثالثة و كأنه سعاله بلغمياً بارداً .

ومنه بإسناده عن المفضل قال : سألت أبا عبد الله عليه قلت : يا بن رسول الله إنه يصيبني ربو (1) شديد إذا مشيت حتي لربما جلست في مسافة ما بين داري ودارك في موضعين، فقال: اشرب له أبوال اللقاح (2) ، قال : فشربت ذلك فمسح الله دائي .

ص: 80


1- الربو: النفس العالي .
2- اللقاح - بالكسر-الإبل بأعيانها.

الفصل الرابع عشر: في الزكام

1- بحار عن طب الأئمة باسناده عن إبراهيم بن أبي يحيي عن أبي عبد الله عليه السلام قال : شكوت إليه الزكام فقال : صلي الله عليه وآله وسلمع من صلي الله عليه وآله وسلمع اللّه وجند من جند الله ، بعثه الله إلي علة في بدنك ليقلعها، فإذا قلعها فعليك بوزن دانق (1) شونيز ونصف دانق كندس (2) يدق وينفخ في الأنف فإنه يذهب بالزكام، وإن أمكنك أن لا تعالجه بشيء فأفعل فإن فيه منافع كثيرة.

2- وعن الكافي بإسناده عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : الزكام جند من جنود الله عز وجل يبعثه علي الداء فيزيله.

3- وعنه أيضاً قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : ما من ولد آدم إلا وفيه عرقان : عرق في رأسه بهيّج الجذام وعرق في بدنه يهيج البرص، فإذا هاج العرق الذي في الرأس سلط الله عز وجل عليه

ص: 81


1- الدانق: سدس الدرهم.
2- الكندس: عرور في نبات داخله أصفر وخارجه أسود مقئ مسهل جلاء للبهق، وإذا سحق و نفخ في الأنف عطس وأنار البصر الكليل و أزال العشاء.

الزكام حتي يسيل ما فيه من الداء، وإذا هاج العرق الذي في الجسد سلّط الله عليه الدماميل حتي يسيل ما فيه من الداء، فإذا رأي أحدكم به زكاماً ودماميل فليحمد الله عز وجل علي العافية، وقال : الزكام فضول في الرأس.

4- وعن دعوات الراوندي قال النبي صلي الله عليه وآله وسلم : ما من إنسان إلا وفي رأسه عرق من جذام فيبعث الله الزكام فيذيبه، فإذا وجد أحدكم فليدعه ولا يداوِه حتي يكون الله يداويه .

5- وعن الكافي بإسناده عن الصادق علي قال : كان رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم لا يتداوي من الزكام ويقول: ما من أحد إلا وبه عرق من الجذام فإذا أصابه الزكام قمعه.

6- وعن الخصال بإسناده عن جعفر بن محمد عليه السلام عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال : لا تكرهوا أربعة ؛ لا تكرهوا الزكام فإنه أمان من الجذام، ولا تكرهوا الدماميل فإنها أمان من البرص، ولا تكرهوا الرمد فإنه أمان من العمي، ولا تكرهوا السعال فإنه أمان من الفالج.

7- وفي المكارم: وروي للزكام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: تأخذ دهن بنفسج في قطنة فاحتمله في سفلتك عند منامك فإنه نافع للزكام إن شاء الله .

قال المؤلّف: وفي برء الساعة لمحمد بن زكريا قال: علاج الزكام الذي هو أصعب العلل أن يصبّ علي رأسه ماء حاراً شديد الحرارة ، فإذا أحسّ بالحرارة في دماغه برأ من ساعته .

ص: 82

وعلاجه أيضاً أن يأخذ خرقة كتان فيحمي علي النار ويوضع علي يأفوخه (1) فإذا أحس بالحرارة برئ من ساعته.

وقال ابن سينا في قانونه: والمبتلي بالنزلة والزكام يجب أن لا يبيت ممتليء البطن طعاماً فيمتليء رأسه، وأن يديم تسخين الرأس وتبعيده عن البرد وتقية الشمال خصوصاً عقيب الجنوب ، فإن الجنوب يملأ ويخلخل والشمال يقبض ويعصر، ويقل شرب ماء الثلج ولا ينام نهاراً - ويعطش ويجوع ويسهر ما أمكن فهو أصل العلاج - والإسهال، وإخراج الدم، يبدأ به (2) ثم بالإسهال بعده إن دعت الحاجة إليهما جميعاً .

ص: 83


1- اليأفوخ: الموضع الذي يتحرك من رأس الطفل.
2- أي بإخراج الدم.

الفصل الخامسر عشر: في معالجة الرياح الموجعة

1- بحار عن طب الأئمة بإسناده عن عمر بن يزيد قال : كتب جابر بن حسان (حيان) الصوفي إلي أبي عبد الله عليه السلام فقال : يا بن رسول الله منعني ريح شابكة (1) شبكت بين قرني إلي قدمي فادع الله لي ، فدعا له وكتب عليك بسعوط العنبر والزئبق علي الريق تعافي منها إن شاء الله ، ففغل فكأنما نشط من عقال.

2- ومنه عن أحمد بن إبراهيم بن رياح قال : حدثنا الصباح بن محارب قال : كنت عند أبي جعفر بن الرضا عليه السلام فذكر أن شبيب بن جابر ضربته الريح الخبيثة فمالت بوجهه وعينه. فقال : يؤخذ له القرنفل خمسة مثاقيل فيصير في قنينة (2) يابسة ويضم رأسها ضماً شديداً ثم تطين وتوضع في الشمس قدر يوم في الصيف وفي الشتاء قدر يومين، ثم يخرجه فيسحقه سحقاً ناعماً، ثم يديفه (3) بماء المطر حتي يصير بمنزلة الخلوق (4)، ثم يستلقي علي قفاه ويطلي ذلك

ص: 84


1- شبكت الأمير: تداخلت واختلطت .
2- القنية كسكينة : اناء زجاج.
3- داف دوفاً الدواء ونحوه: خلطه أو أذابه في الماء .
4- خلقه : ملّسه أو ليّنه.

القرنفل المسحوق علي الشق المائل، ولا يزال مستلقياً حتي يجفّ القرنفل، فإنه إذا جف دفع الله عنه وعاد إلي أحسن عاداته بإذن الله تعالي. قال: فابندر إليه أصحابنا فبشّروه بذلك فعالجه بما أمره به فعاد إلي أحسن ما كان بعون الله تعالي.

3- وعن الكافي بإسناده عن بكر بن صالح قال : سمعت أبا الحسن الأول (موسي) عليه السلام يقول: من الريح الشابكة والحام (1) والأبردة (2) في المفاصل تأخذ كفّ حلبة وكف تين يابس تغمرهما (3) بالماء وتطبخهما في قدر نظيفة، ثم تصفي ثم تبرد ثم تشربه يوماً وتغب يوما حتي تشرب منه تمام أيامك قدر قدح رومي.

ص: 85


1- الحوم: التي تدور في الرأس.
2- والابردة: قال الفيروز آبادي: هي برد في الجوف وقال في النهاية بكسر الهمزة والراء-علة معروفة من غلبة البرد والرطوبة يفتر عن الجماع.
3- غمره الماء : علاء و غطاه.

الفصل السادسع عشر: في علاج تقطير البول ووجع المثانة والحصاة

1- بحار عن طب الأئمة بإسناده عن محمد بن أبي نصر عن أبيه قال: شكي عمرو الأفرق إلي الباقر عليه السلام تقطير البول فقال: خذ الخرمل واغسله بالماء البارد ست مرات وبالماء الحار مرة واحدة، ثم يجفف في الظل ثم يلب (1) بدهن حل خالص (2) ثم يستف علي الريق سفاً فإنه يقطع التقطير بإذن الله تعالي.

2- وفيه عن الخرازيني قال : دخلت علي أحدهم عليه السلام فسلمت عليه وسألته أن يدعو الله لأخ لي ابتلي بالحصاة لا ينام فقال لي: ارجع فخذ له من الإهليلج الأسود والبليلج والأملج وخذ الكور (3) والفلفل والدار فلفل والدار چيني وزنجبيل وشقاقل ووجّ (4) وأنيسون و خولنجان أجزاء سواء، يدق وينخل ويلب بسمن بقر حديث ثم

ص: 86


1- لب يلب لباً بالمكان : أقام فيه.
2- الحل: مر السمسم.
3- الكور: صمغ شجرة تكون في بلاد العرب.
4- الوجّ: أصل نبات ينبت في الحياض وشطوط المياه.

يعجن جميع ذلك بوزنه مرتين من عسل منزوع الرغوة أو فانيد (1) جيّد الشربة منه مثل البندقة أو عفصة (2) .

ص: 87


1- والفانيد كأنه الذي يقال بالفارسية شكر بنير وشبهه من الأقراص، وقال في بحر الجواهر : هو صلي الله عليه وآله وسلمف من السكر أحمر اللون الخ.
2- في القاموس العفص شجرة من البلوط تحمل سنة بلوطاً وتحمل سنة عفصاً.

الفصل السابع عشر: في أوجاع المفاصل وعرق النساء

*في أوجاع المفاصل وعرق النساء (1)

1- بحار عن طب الأئمة عن عبد الله والحسين ابني بسطام قالا: حدثنا أحمد بن رياح المتطبب وذكر أنه عرض علي الإمام لعرق النساء قال : تأخذ قلامة ظفر مَنْ به عرق النساء فتعقدها علي موضع العرق فإنه نافع بإذن الله سهل حاضر النفع، وإذا غلب علي صاحبه واشتد ضربانه يأخذ تكتين فيعقدهما ويشد فيهما الفخذ الذي به عرق النساء من الورك إلي القدم شداً شديداً أشد ما يقدر عليه حتي يكاد يغشي عليه، يفعل ذلك به وهو قائم، ثم يعمد إلي باطن حضر القدم (2) التي فيها الوجع فيشدها ثم يعصره عصراً شديداً فإنه يخرج منه دم أسود، ثم يحشي (3) بالملح والزيت فإنه يبرأ بإذن الله عز وجل.

أقول: وفي كتاب برء الساعة لمحمد بن زكريا الرازي قالي : في عرق النساء هذه علة عظيمة كثيرة الخطر يتلف خلق كثير لقلة معرفتهم

ص: 88


1- سبب هذين العلتين واحدة وهو وقوع النزلة إلا أن النزلة إذا وقعت في مفصل إبهام القدم كان تقرصاً، وإن وقعت في مفاصل الورك كان عرق النساء ووجع الورك.
2- الحضرة : ما في الجرح من المادة أو القبح.
3- أي يملأ.

بها، ويكون في الجانب الوحشي من طرف العصص (1) إلي القدم، ولقد كان الأجود أن نقول قولاً بليغاً غير أنا نحب أن لا نجاوز غرض كتابنا هذا، فقلنا بالإيجاز: وعلاجه أن يؤخذ درهم من الصبر الأسقوطري ومثله اهليلج أصفر ومثله سورنجان يدق الجميع وينخل ويعجن ويعمل منه حب وينتاوله فإنه يسهل خمسة إلي ستة ويبرأ في الوقت، ولقد عالجت بهذا الدواء شيخاً بقي بهذه العلة سنة لا يمكنه النهوض البتة ولا التقلّب من جانب إلي جانب فبرئ في الوقت .

ص: 89


1- العصص: هو عظم الذنب.

الفصل الثامن عشر: في علاج الجراحات والقروح وعلة الجدري

اشارة

1- بحار عن طب الأئمة عن أحمد بن العيص عن النضر بن سويد عن موسي بن جعفر عن أبيه عن جده الباقر عليه السلام للجرح قال : تأخذ قيراً طرياً ومثله شحم معز طريّ، ثم تأخذ خرقة جديدة أو بسوقة جديدة فتطلي ظاهرها بالقير ثم تضعها علي قطع لبن وتجعل تحتها ناراً ليّنة ما بين الأولي إلي العصر، ثم تأخذ كتاناً بالياً وتضعه علي يدك وتطلي القير عليه وتطليه علي الجرح، ولو كان الجرح له قعر كبير فافتل الكتان وصبّ القير في الجرح صباً ثم دس (1) فيه الفتيلة.

2- وعن دعوات الراوندي عن علي بن إبراهيم الطالقاني قال : مرض المتوكل من خراج خرج به (2) فأشرف علي الموت فلم يجسر أحد أن يمسه بحديدة، فنذرت أمّه إن عوفي أن يحمل إلي أبي الحسن العسكري عليه السلام مالاً جليلاً من مالها، فقال الفتح بن خاقان للمتوكل : لو بعثت إلي هذا الرجل يعني أبا الحسن فسألته فإنه ربما كان عنده صفة شيء يفرج الله به عنك .

ص: 90


1- دس الشيء تحت التراب وفيه : أدخله فيه وأخفاء.
2- الخراج : كل ما يخرج بالبدن كالدمل.

فقال : ابعثوا إليه، فمضي الرسول ورجع وقال : قال أبو الحسن عليه السلام : خذواكسب الغنم (1) وديفوه (2) بماء الورد وضعوه علي الخراج فإنه نافع بإذن الله فجعل من بحضرة المتوكل يهزأوا (3) من قوله، فقال لهم الفتح: وما يضرّ من تجربة ما قال فوالله إني أرجو الصلاح، فأحضر الكسب وديف بماء الورد ووضع علي الخراج فانفتح وخرج ما كان فيه، وبشّرت أم المتوكل بعافيته فحملت إلي أبي الحسن عليه السلام عشرة آلاف دينار تحت ختمها واستقل المتوكل من علته .

3- وعن العلل لمحمد بن علي بن إبراهيم علة الجدري أنه لما جاءت الحبشة بالفيل ليهدموا به الكعبة فبعث الله عليهم طيراً أبابيل مع كل طير ثلاثة أحجار، حجران في مخاليبه وحجر في منقاره، فكانت ترميهم فتقع علي رؤوسهم وتخرج من أدبارهم حتي ماتوا، ومن كان منهم في الدنيا أصابهم الجدري وانتفخت أبدانهم ونضجت حتي هلكوا، فهذا هو الجدري ثم توالد الناس عنها .

حرز للجدري:

4- وفي المكارم (للجدري) يكتب ويعلق علي عضده فإنه لا يخرج وإن كان قد خرج فلا يخرج أكثر مما قد خرج إن شاء الله تعالي.

ص: 91


1- المراد بالكسب: ما تلبد تحت أرجل الغنم من روثها .
2- الدوف: الخلط واليل بماء ونحوه.
3- يهزأوا: أي يستهزئوا ويسخروا.

5- وعن مجمع البيان قال : روي الواحدي بإسناده عن سهل بن سعد الساعدي قال : خرج رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يوم أحد وكسرت رباعيته، و هشمت البيضة علي رأسه وكانت فاطمة ابنته عليه السلام تغسل عنه الدم وعلي بن أبي طالب عليه السلام يسكب (1) عليها بالمجن (2) فلما رأت فاطمة أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة أخذت قطعة حصير فأحرقت حتي إذا صار رماداً ألزمته فاستمسك الدم .

6- وفي كتاب الطب النبوي صلي الله عليه وآله وسلم قال : أخرجا في الصحيحين عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم إذا اشتكي الإنسان أو كانت به قرحة أو جرح، قال (أي فعل) بإصبعه هكذا (ووضع سفيان سبابته بالأرض ثم رفعها) وقال : «باسم الله تربة أرضنا، بريقة بعضنا، ليشفي سقيمنا، بإذن ربنا» هذا من العلاج السهل الميسر النافع المركب، وهي معالجة لطيفة يعالج بها القروح والجراحات الطرية، لا سيما عند عدم غيرها من الأدوية. إذ كانت موجودة بكل أرض، وقد علم أن طبيعة التراب الخالص باردة يابسة، مجففة لرطوبات القروح

ص: 92


1- سكب الماء ونحوه : صبه .
2- المجن: الترس الذي يستتر به.

والجراحات التي تمنع الطبيعة من جودة فعلها وسرعة اندمالها، لا سيّما في البلاد الحارة وأصحاب الأمزجة الحارة، فإن القروح والجراحات يتبعها - في أكثر الأمر - سوء مزاج حار، فيجتمع حرارة البلد والمزاج والجراح. وطبيعة التراب الخالص باردة يابسة أشد من برودة جميع الأدوية المفردة الباردة ، فقابل برودة التراب حرارة المرض، لا سيّما إن كان التراب قد غسل وجفف. ويتبعها أيضاً كثرة الرطوبات الرديئة والسيلان، والتراب مجفف لها، مزيل : لشدة يبسه وتجفيفه - للرطوبة الرديئة المانعة من برئها. ويحصل به مع ذلك تعديل مزاج العضو العليل. ومتي اعتدل مزاج العضو، قويت قواه المدبرة، ودفعت عنه الألم بإذن الله .

ومعني الحديث، أنه يأخذ من ريق نفسه علي إصبعه السبابة، ثم يضعها علي التراب، فيعلق بها منه شيء، فيمسح به علي الجرح ويقول هذا الكلام، لما فيه من بركة (ذكر) اسم الله، وتفويض الأمر إليه، والتوكل عليه . فينضم أحد العلاجين إلي الآخر، فيقوي التأثير . وهل المراد بقوله (تربة أرضنا)، جميع الأرض؟ أو أرض المدينة خاصة؟ فيه قولان. ولا ريب أن من التربة ما تكون فيه خاصية ينفع بخاصينه من أدواء كثيرة، ويشفي بها أسقاماً رديئة . قال جالينوس : « فرأيت بالإسكندرية مطحولين ومستسقين كثيراً، يستعملون طين مصر . ويطلون به علي سوقهم وأفخاذهم وسواعدهم وظهورهم وأضلاعهم (1)

ص: 93


1- قوله : سوقهم جمع الساق، وأفخاذ جمع فخذ، وسواعد جمع ساعد، وظهور جمع ظهره وأضلاع جمع ضلع .

فينتفعون به منفعة بينة. قال - وعلي هذا النحو، فقد يقع هذا الطلاء للأورام العفنة والمترحلة الرخوة. قال: وإني لأعرف قوماً - ترهلت (1) أبدانهم كلها من كثرة استفراغ الدم من أسفل انتفعوا بهذا الطين نفعاً بيناً. وقوما آخرين شفوا به أوجاعاً مزمنة، كانت متمكنة في بعض الأعضاء تمكناً شديداً، فبرأت وذهبت أصلاه». وقال صاحب الكتاب المسيحي: «قوة الطين المجلوب من كنوس - وهي جزيرة المصطكي - قوة تجلو أو تغسل، وتنبت اللحم في القروح، وتختم القروح» انتهي . وإذا كان هذا في هذه التربات، فما الظن بأطيب تربة علي وجه الأرض وأبركها، وقد خالطت ريق رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وقارنت رقية باسم ربه وتفويض الأمر إليه؟ وقد تقدم أن أقوي الرقية وتأثيرها بحسب الراقي وانفعال المرقي عن الرقية . وهذا أمر لا ينكره طبيب فاضل عاقل مسلم، فإن انتفي أحد الأوصاف فليقل ما شاء.

قال الموسوي: إذا كان مطلق التربة والطين بهذه المنزلة من الخاصية فما ظنك بتربة قبر ريحانة الرسول صلي الله عليه وآله وسلم و قرة عين البتول وسيد شباب أهل الجنة بنص الرسول صلي الله عليه وآله وسلم و مع ما قال صلي الله عليه وآله وسلم في حقه : حسين مني وأنا من حسين بعد ورود روايات متواترة في فضل تربته والاستشفاء بها، وهذا شيء لا ينكره إلا مخالف أو معاند.

ص: 94


1- رهل يرهل رملاً: استرخي لحمه وانتفخ .

رقية للورم والجراح

7- روي في المكارم عن بعبض الصادقين عليه السلام قال : تأخذ سكيناً وتمرها علي الموضع الذي تشكو من الجراح أو غيره وتقول: «باسم الله أرقيك من الحد (1) والخدر (2) ومن أثر العود ومن الحجر الملبود و من العرق العائر ومن الورم الآخر ومن الطعام وحره ومن الشراب وبرده، باسم الله فتحت وباسم الله ختمت» ثم أوتد السكين في الأرض .

ص: 95


1- الحد: أي العقوبة .
2- والخدر: بفتحتين، تشنج يصيب العضو فلا يستطيع الحركة .

الفصل التاسع عشر: الدواء لوجع البطن والظهر

اشارة

1 - بحار عن طب الأئمة عن عبد الله والحسين ابنا بسطام قالا: أملي علينا أحمد بن رياح المتطبب وذكر أنه عرضها علي الإمام عليه السلام فرضيها لوجع البطن والظهر قال : تأخذ لبني عسل يابس (1) وأصل الانجدان (2) من كل واحد عشرة مثاقيل ومن الأفتيمون مثقالين ، بدق كل واحد من ذلك علي حدّة وينخل بحرير أو بخرقة ضيقة خلا الأفتيمون فإنه لا يحتاج أن ينخل بل يدق دقاً ناعماً ويعجن جميعاً بعسل منزوع الرغوة والشربة منه مثقالان إذا أوي إلي فراشه بماء فاتر .

2- وعن الكافي عن أبي الحسن عليه السلام قال : من تغيّر عليه ماء الظهر (3) فينفع له اللبن الحليب والعسل.

ص: 96


1- في البحار عن ابن بيطار عن الخليل بن أحمد قال: اللبني شجر له لبن كالعسل يقال له عسل اللبني وقال مرة أخري عسل اللبني يشبه العسل لا حلاوة له يتخذ من شجرة اللبني.
2- وفي بحر الجواهر الانجدان هو نبات أبيض اللون وأسود والأسود لا يأكل.
3- تغير ماء الظهر كناية عن عدم حصول الولد منه .

الاستشفاء بالقرآن

3. قال في المكارم لوجع البطن: يكتب سورة الإخلاص و «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ»، «وَ لَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتي بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَميعا».

ويعلّق عليه، وهذه الآيات تقرأ عليه : «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمٌ *مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَي اللَّهِ يَسِيرٌ»، «هَٰذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ۖ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ»، «فَتَعَالَي اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ» لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد: يحيي ويميت وهو حيّ لا يموت بيده الخير وهو علي كل شيء قدير».

ولوجع الظهر

4- «شَهِدَ اللهُ» إلي قوله «وسَرِيعُ الْحِسَابِ» في سورة آل عمران آية 18 و 19.

ص: 97

الفصل العشرون: في معالجة البواسير

اشارة

1- بحار عن المحاسن بإسناده عن زرارة قال: رأيت داية أبي الحسن عليه السلام: تلقمة الأرز وتضربه فغمّني ذلك، فدخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فقال: إني أحسبك غمك الذي رأيته من داية أبي الحسن عليه السلام قلت: نعم جعلت فداك فقال: نعم، نعم الطعام الأرز يوسع الأمعاء ويقطع البواسير ، وإنا لنغبط أهل العراق بأكلهم الأرز والبسر فإنهم يوسعان الأمعاء ويقطعان البواسير.

2- وعن الصادق لي أنه قال : الكراث (1) يقمع البواسير وهو أمان من الجذام لمن أدمن منه .

3- وعن المحاسن عن داود عن رجل رأي أبا الحسن عليه السلام بخراسان يأكل الكراث في البستان كما هو. فقيل: إن فيه السماد، فقال : لا يعلق منه شيء وهو جيّد للبواسير .

ص: 98


1- قال صاحب القانون: الكراث ينفع البواسير مسلوقه مأكولاً وضماداً، وعن بعض آخر أكل الكراث أو شرب طبيخه نفع من البواسير الباردة، وعن ثالث إذا دخنت المقعدة ببذر الكراث أذهب البواسير.

4- وعن طب الأئمة بإسناده عن عمر بن يزيد الصيقل قال : حضرت أبا عبد الله الصادق عليه السلام و فسأله رجل به البواسير الشديد وقد وصف له دواء سكرجة (1) من نبيذ صلب لا يريد به اللذة ولكن يريد به الدواء . فقال : لا ولا جرعة. قلت: لِمَ؟ قال : لأنه حرام وأن الله عز وجل لم يجعل في شيء مما حرّمه دواء ولا شفاء، خذ كراثاً بيضاء (2) فتقطع رأسه الأبيض ولا تغسله وتقطعه صغاراً وتأخذ سناماً فتذيبه وتلقيه علي الكراث، وتأخذ عشر جوزات فتقشرها وتدقها مع وزن عشرة دراهم جبناً فارسياً (3) وتغلي الكراث، فإذا أنضج ألقيت عليه الجوز والجبن ثم أنزلته عن النار فأكلته علي الريق بالخبز ثلاثة أيام أو سبعة وتحتمي عن غيره من الطعام. وتأخذ بعدها (بعد الأيام) أبهل (4) محمصاً (5) قليلاً بخبز وجوز مقشر بعد السنام والكراث، وتأخذ علي اسم الله نصف أوقية دهن الشيرج (وهو السمسم) علي الريق وأوقية كندر ذَكَرٍ تدقه وتستفه وتأخذ بعده نصف أوقية شيرج ثلاثة أيام، وتؤخر أكلك إلي بعد الظهر يبرأ إن شاء الله تعالي.

ص: 99


1- السكرجة: إناء صغير يؤكل فيه الشيء القليل من الإدام وهي فارسية.
2- كراثاً بيضاء كذا في أكثر النسخ وكان المراد كون اصلها أبيض . فإن بعضها أصله أحمر كالبصل والظاهر نبطياً كما في بعفي النسخ الصحيحة.
3- وكأن المراد بالجبن الفارسي المالح منه أو الذي يقال له التركي.
4- الأبهل: هو ثمرة العرعر يشيه الزعرور (كويح).
5- وفي القاموس : حب محمص كمعظم مقلو.

الاستشفاء بالقرآن

5- روي في المكارم عن الصادق عليه السلام أنه شكا إليه رجل البواسير فقال: اكتب «يس» بالعسل واشربه .

وقال صاحب القانون: واعلم أن الدم الذي يسيل من البواسير ومن المقعدة فيه أمان من الآكلة والجنون والماليخوليا والصرع السوداوي ومن الحمرة (1) والجاورسية والسرطان والتقشر والجرب والقوابي (2) ومن الجذام ومن ذات الجنب وذات الرئة والسرسام، وإذا احتبس المعتادة منها خيف شيء من هذه الأمراض وخيف الاستسقاء لما يحدث في الكبد من الورم الرديء والصلب وفساد المزاج وخيف السل وأوجاع الرئة لاندفاع الدم الرديء إليها الخ.

ص: 100


1- مرض وبائي يسبب حمي ويقاً حمراء في الجلد الخ.
2- داء في الجسد يتقشر منه الجلد ويعرف عند العامة بالحزاز .

الفصل الواحد والعشرون : في ما يدفع البلغم والرطوبات

1- بحار عن المحاسن عن محمد بن شمون قال: كتبت إلي أبي الحسن عليه السلام أن بعض أصحابنا يشكو البخر، فكتب إليه آخر يشكو يبساً، فكتب إليه: كل التمر البرني علي الريق وأشرب عليه الماء. ففعل فسمن وغلبت عليه الرطوبة . فكتب إليه يشكو ذلك فكتب إليه كل التمر البرني علي الريق ولا تشرب عليه الماء فاعتدل .

2- وعن الصادق عليه السلام قال : خير تموركم البرني يذهب بالداء ولا داء فيه ويشبع ويذهب بالبلغم، ومع كل تمرة حسنة.

3- وعن ياسر الخادم عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : البطيخ علي الريق يورث الفالج.

4- وعن الصادق عليه السلام قال : السواك وقراءة القرآن مقطعة للبلغم.

5- وعن الباقر عليه السلام قال: كثرة التمشط يذهب بالبلغم وتسريح. الرأس يقطع الرطوبة ويذهب بأصله.

6- وعن طب الأئمة عن عبد الله بن مسعود اليماني عن

ص: 101

الطرياني عن خالد القماط قال : أملي عليّ عليّ بن موسي الرضا عليه السلام هذه الأدوية للبلغم قال : تأخذ اهليلج أصفر وزن مثقال ، ومثقالين خردل ومثقال عاقر قرحا، فتسحقه سحقاً ناعماً وتستاك به علي الريق فإنه ينفي البلغم ويطيب النكهة ويشدّ الأضراس إن شاء الله تعالي .

7- وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال : قراءة القرآن والسواك واللبان منقاة للبلغم.

8- وعنه عليه السلام قال : ثلاث يذهبن بالبلغم قراءة القرآن واللبان والعسل .

ص: 102

الفصل الثاني والعشرون: في علاج السموم ولدغ المؤذيات

اشارة

1- بحار عن المحامين بإسناده عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله عليه السلام: لدغت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم عقرب فنفضها وقال : لعنك الله فما يسلم عنك مؤمن ولا كافر، ثم دعا بملح فوضعه علي موضع اللدغة ثم عصره بإبهامه حتي ذاب ثم قال: لو علم الناس ما في الملح ما أحتاجوا معه إلي الترياق.

2- ومنه بإسناده عن ابن أذينة عن أبي جعفر عليه السلام قال : لدغت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم و عقرب وهو يصلي بالناس، فأخذ النعل فضربها ثم قال بعدما انصرف : لعنك الله فما تدعين بِرّاً ولا فاجراً إلا أذيته قال : ثم دعا بملح جريش (1) فدلّك به موضع اللدغة ثم قال : لو علم الناس ما في الملح الجريش ما احتاجوا معه إلي الترياق وإلي غيره معه .

3- وعن دعوات الراوندي قال أمير المؤمنين عليه السلام : إن النبي عليه السلام لسعنه عقرب وهو قائم يصلي، فقال : لعن الله العقرب لو ترك أحداً لترك هذا المصلي - يعني نفسه صلي الله عليه وآله وسلم - ثم دعا بماء وقرأ

ص: 103


1- الجريش والمجروش : ما طحنته غير ناعم.

عليه الحمد والمعوّذتين ثم جرع منه جرعاً، ثم دعا بملح ودافه بالماء (1) وجعل يدلّك صلي الله عليه وآله وسلم الموضع حتي سكن.

4- وعن الكافي بإسناده عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن العقرب لدغت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم فقال : لعنك الله فما تبالين مؤمناً أذيت أم كافراً، ثم دعا بالملح فدلكه فهدأت (2) ثم قال أبو جعفر عليه السلام : لو يعلم الناس ما في الملح ما بغوا (3) معه درياقاً (4) .

رقية للعقرب

5- وقال في المكارم: يكتب بكرة يوم الخامس من اسفندار (مذ) ماه ويكون علي وضوء، ولا يتكلم حتي يفرغ من الكتابة ويحفظه لا تلدغه عقرب: «باسم الله سبحه سحه قرنيه برنيه ملحه بحر قعيا برقعيا قفطا قطعه تغطها» (تعطا قطعه قفطه. خ ل).

تروي هذه الرقية للحية عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم أنه قال : تكنبه وتضعه في شق حائط البيت، فإنه يسقط وينشق بنصفين .

6- وقال إبراهيم النخعي: لسعتني حية علي عنقي فرقاني بذلك الأسود بن يزيد فبرئت.

ص: 104


1- أي خلطه به.
2- أي سكنت.
3- أي ما طلبوا.
4- أي ترياقاً.

7- وعن الصادق عليه السلام قال: أتي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم و قوم يشكون العقارب وما يلقون منها، فقال : قولوا إذا أصبحتم وإذا أمسيئم: «أعوذ بكلمات الله التامات كلها التي لا يجاوزهن برّ ولا فاجر، الذي لا يخفر (1) جاره من شر ما ذرأ ومن شر ما برأ ومن شر الشيطان وشركه ومن شر كل دابة هو آخذ بناصيتها. إن ربي علي صراط مستقيم» -سبع مرات- وقال أبو جعفر عليه السلام : من قال هذه الكلمات حين يمسي فأنا ضامن أن لا يصيبه عقرب ولا هامة حتي يصبح .

ص: 105


1- أي لا يغدر.

الفصل الثالث والعشرون: في معالجة الوباء

1- بحار عن المحاسن بإسناده عن القندي قال : أصاب الناس وباءّ ونحن بمكة فأصابني، فكتبت إليه فقال : فكتب إليّ كل التفاح فأكلته فعوفيت.

2- ومنه عن أبي يوسف القندي قال : أصاب الناس وباء بمكة وأصابني، فكتبت إلي أبي الحسن عليه السلام : فكتب إليّ كل التفاح فأكلته فعوفيت .

ص: 106

الفصل الرابع والعشرون: في دفع الجذام والبرص والبهق

اشارة

1- بحار عن الصادق عليه السلام قال : إن الله رفع عن اليهود الجذام بأكلهم السلق وقلعهم العروق (1) .

2- وعنه عليه السلام: إن قوماً من بني إسرائيل أصابهم البياض فأوحي إلي موسي عليه السلام أن مرهم أن يأكلوا لحم البقر بالسلق.

3- وعنه قال عليه السلام : مرق السلق بلحم البقر يذهب البياض .

4- وشكي رجل إلي أبي عبد الله عليه السلام الوضح (2) والبهق فقال : أدخل الحمام واخلط الحناء بالنورة واطل بهما فإنك لا تعاين بعد ذلك شيئا، قال الرجل : فوالله ما فعلته إلا مرة واحدة فعافاني الله منه وما عاد بعد ذلك .

5- وعن موسي بن جعفر عليه السلام قال : من أكل مرقاً بلحم البقر أذهب الله عنه البرص والجذام.

ص: 107


1- المراد بقلع العروق إخراجها من اللحوم.
2- أي البرص.

6- وعن الصادق عليه السلام : سعة الجنب (1) والشعر الذي يكون في الأنف أمان من الجذام.

7- وعنه عليه السلام أنه قال: تربة المدينة - مدينة رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم - تنفي عن الجذام.

8- وعنه عليه السلام قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : أقِلّوا من النظر إلي أهل البلاء ولا تدخلوا عليهم، وإذا مررتم بهم فأسرعوا المشي لا يصيبكم ما أصابهم.

9- وعنه عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : أخذ الشارب من الجمعة إلي الجمعة أمان من الجذام.

الاستشفاء بالقرآن

للبهق

10- قال في المكارم : يكتب علي موضع البهق (2) «وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ» ، «قَالَ هَلۡ يَسۡمَعُونَكُمۡ إِذۡ تَدۡعُونَ *أَوۡ يَنفَعُونَكُمۡ أَوۡ يَضُرُّونَ» .

للبرص والجذام

11 - يقرأ ويكتب ويعلق عليه «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمٌ * يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ۖ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ» ، «الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ

ص: 108


1- سعة الجنب بالجيم والنون في أكثر النسخ فالمراد أما سعة خلقه أو كناية عن الفرح والسرور.
2- البَهَق - بفتحتين - بياض في الجسد من برص.

السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَي وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ » باسم فلان ابن فلانة.

12- شكا رجل إلي أبي عبد الله عليه السلام البرص، فأمر أن يأخذ طين قبر الحسين عليه السلام بماء السماء، ففعل ذلك فيرئ.

13- وروي بعض أصحابنا قال: كان قد ظهر بي شيء من البياض، فأمرني أبو عبد الله عليه السلام أن اكتب «يَس» بالعسل في جام وأغسله وأشربه، ففعلت فذهب عني.

ص: 109

ص: 110

الباب الثالث : في طب الرضا (عليه السلام)

اشارة

ص: 111

ص: 112

عن الرضا صلوات الله عليه مخاطباً المأمون: اعلم يا أمير المؤمنين (1) أن الله تعالي لم يبتل العبد المؤمن ببلاء حتي جعل له دواء يعالج به، ولكل صنف من الداء صنف من الدواء وتدبير ونعت، وذلك أن الأجسام الإنسانية جعلت علي مثل الملك، فملك الجسد هو ما في القلب (هو القلب نسخة) والعمال العروق والأوصال (2) والدماغ، وبين الملك قلبه . وأرضه الجسد، والأعوان يداه ورجلاه وشفتاه وعيناه ولسانه وأذناه، وخزانته معدته وبطنه. وحجابه صدره ، فاليدان عونان تقربان وتبعدان وتعملان علي ما يوحي إليهما الملك والرِجلان تنقلان الملك حيث يشاء، والعينان تدلانه علي ما يغيب عنه. لأن الملك من وراء الحجاب لا يوصل إليه شيء إلا بالإذن، وهما سراجان أيضاً، وحصن الجسد وحرزه الأذنان لا يدخلان علي الملك إلا ما يوافقه لأنهما لا يقدران أن يدخلا شيئا حتي يوحي (3)

ص: 113


1- هذا الخطاب صدر تقية.
2- في نسخة العروق في الأوصال ، والمراد من الأوصال مفاصل البدن.
3- و حي الملك كناية عن إرادة السماع وتوّجه النفس إليه.

الملك إليهما، فإذا أوحي إليهما أطرق الملك منصتاً (1) لهما حتي يسمع منهما، ثم يجيب بما يريد فيترجم عنه اللسان بأدوات كثيرة منها ريح الفؤاد (2) وبخار المعدة (3) ومونة الشفتين وليس للشفتين قوة إلا باللسان (4) وليس يستغني بعضها عن بعض، وإلكلام لا يحسن إلا بترجيعه في الأنف لأن الأنف يزيّن الكلام كما يزين النافخ في المزمار، وكذلك المنخران وهما ثقبنا الأنف يدخلان علي الملك مما يحب من الرياح الطيبة، فإذا جاءت ريح تسوء علي الملك أوحي إلي اليدين فحجبا بين الملك وتلك الريح، وللملك مع هذا ثواب وعقاب فعذابه أشد من عذاب الملوك الظاهرة القاهرة في الدنيا، وثوابه أفضل من ثوابهم، فأما عذابه فالحزن وأما ثوابه فالفرح. وأصل الحزن في الطحال وأصل الفرح في الثرب (5) والكليتين (6) ومنها عرقان موصلان إلي الوجه، فمن هناك يظهر الفرح والحزن فتري علامتهما في الوجه ، وهذه العروق كلها طرق من العمال إلي الملك ومن الملك إلي العمال، ومصداق ذلك أنك إذا تناولت الدواء أدت العروق إلي موضع الداء بإعانتها .

ص: 114


1- وإنصاته: عبارة عن توجه النفس إلي إدراكه و عدم اشتغاله بشيء آخر ليدرك المعاني بالألفاظ التي تؤديها السامعة.
2- ريح الفؤاد هي التي يخرج من القلب إلي الرثة والقصبة .
3- وبخار المعدة تصل إلي تجاويف الرئة أو إلي الفم فيعين الكلام، أو المراد (ببخار المعدة) الروح الذي يجري من الكبد بعد وصول الغذاء من المعدة إليه إلا آلات التنفس.
4- بالأسنان تسخية.
5- الثرب :هو الشحم الرقيق الذي علي الكرش والأمعاء .
6- وأصل الفرح في الكليتين نسخة .

خذ من الطعام ما يوافقك

واعلم يا أمير المؤمنين أن الجسد بمنزلة الأرض الطيبة، متي تعوهدت بالعمارة والسقي من حيث لا يزداد في الماء فتغرق ولا ينقص منه فتعطش دامت عمارتها وكثر ريعها (1) وزكي زرعها. وإن تغوفل عنها فسدت ولم ينبت فيها العشب فالجسد بهذه المنزلة وبالتدبير في الأغذية والأشربة يصلح ويصح وتزكو العافية فيه.

فانظر يا أمير المؤمنين (ما) بوافقك ويوافق معدتك ويقوي عليه بدنك ويستمر به من الطعام، فقدرّه لنفسك واجعله غذاءك.

واعلم يا أمير المؤمنين أن كل واحدة من هذه الطبائع تحب ما يشاكلها، فاغتذ ما يشاكل جسدك ، ومن أخذ من الطعام زيادة لم يغذه (2) ، ومن أخذه بقدر لا زيادة عليه ولا نقص في غذائه نفعه، وكذلك الماء فسبيله أن تأخذ من الطعام كفايتك في أيامه وارفع يديك منه وبك إليه بعض القرم (3) وعندك إليه ميل، فإنه أصلح لمعدتك ولبدنك وأزكي (4) لعقلك وأخف لجسمك.

ص: 115


1- ربعها أي نمازها.
2- ضمير لم يغذه أما راجع إلي الطعام أي لم يجعل الطعام غذاء لجسده أو إلي الجسد، وعلي التقديرين أحد المفعولين مقدر والحاصل أنك إذا تناولت من الغذاء أكثر من قدر الحاجة يصير ثقلا علي المعدة وتعجز الطبيعة من التصرف فيه ولا ينضج ولا يصير جزء البدن ويتولد منه الأمراض و يصير سبباً للضعف.
3- أي الميل.
4- أزكي أي أنمي وفي بعض النسخ (أذكي) بالذال وهو أنسب لأن الذكاء سرعة الفهم وشدة لهب النار، وذلك لأن مع امتلاء المعدة تصعد إلي الدماغ الأبخرة الرديئة فتصير سبياً لغلظة الروح النفساني وقلة الفهم وتكدر الحواس.

يا أمير المؤمنين كل البارد في الصيف (1) والحار في الشتاء ، والمعتدل في الفصلين علي قدر قوتك وشهوتك (2)، وابدأ في أول الطعام (3) بأخف الأغذية التي يغتذي بها بدنك بقدر عادتك وبحسب طاقتك ونشاطك وزمانك الذي يجب أن يكون أكلك في يوم عندما يمضي من النهار ثمان ساعات أكلة واحدة أو ثلاث أكلات في يومين تغتذي بأكثر في أول يوم ثم تتعشي، فإذا كان في اليوم الثاني فعند مضي ثمان ساعات من النهار أكلة واحدة وكذا أمر جدي محمد صلي الله عليه وآله وسلم علياً عليه السلام في كل يوم وجبة (4) وفي غده وجبتين وليكن ذلك بقدر لا يزيد ولا ينقص، وارفع يديك من الطعام وأنت تشتهيه، وليكن شرابك علي أثر طعامك من الشراب الصافي العتيق مما يحل شربه والذي أنا (لنا خ) واصفه (واضعه خ ل) فيما بعد.

ص: 116


1- كل البارد في الصيف : يحتمل أن يكون المراد بالبارد البارد بالفعل كالماء الذي فيه الجمد والثلج، أو البارد بالقوة بحسب المزاج كالخيار والخس وكذا الحار يحتملهما.
2- إعادة لها مرّ تأكيداً أو إشارة إلي أن كثرة الأكل وقلته تختلفان بحسب الأمزجة ، فالمزاج القوي والمعدة التقوية يقدران علي هضم كثير من الغذاء و صاحب المزاج الضعيف والمعدة الضعيفة قليل من الغذاء بالنسبة إليه كثير.
3- هذا إشارة إلي الترتيب بين الأغذية بأنه إذا أراد أكل غذاء لطيف مع غذاء غليظ بأبها يبدأ فحكم عليه السلام التي باللطيف من الغذاء.
4- لوجية الوظيفة: وجب يجب وجبة أكل أكلة واحدة في النهار .

الشهور الرومية

ونذكر الآن ما ينبغي ذكره من فصول السنة وشهورها الرومية الواقعة فيها في كل فصل علي حدة، وما يستعمل من الأطعمة والأشربة وما يتجنب منه، وكيفية حفظ الصحة من أقاويل القدماء، ونعود إلي قول الأئمة في صفة شراب يحل شربه ويستعمل بعد الطعام .

ذكر فصول السنة

أما فصل الربيع فإنه روح الأزمان وأوله.

آذار

وعدد أيامه ثلاثون يوماً، وفيه يطيب الليل والنهار وتلين الأرض ويذهب سلطان البلغم ويهيج الدم، ويستعمل فيه من الغذاء اللطيف واللحوم والبيض النيمبرشت،ويشرب الشراب بعد تعديله بالماء ويتقي فيه أكل البصل والثوم والحامض، ويحمد فيه شرب المسهّل ويستعمل فيه الفصد والحجامة .

نيسان

ثلاثون يوماً فيه يطول النهار ويقوي مزاج الفصل ويتحرك الدم، و تهب فيه الرياح الشرقية، ويستعمل فيه من المأكل المشوية وما يعمل

ص: 117

بالخل ولحوم الصيد، ويعالج (1) الجماع والتمريخ (2) بالدهن في الحمام، ولا يشرب الماء علي الريق ويشم الرياحين والطيب .

أيار

واحد وثلاثون يوماً، وتصفو فيه الرياح وهو آخر فصل الربيع ، وقد نهي فيه عن أكل الملوحات واللحوم الغليظة كالرؤوس ولحم البقر واللبن، وينفع فيه دخول الحمام أول النهار، ويكره فيه الرياضة قبل الغذاء.

حزيران

ثلاثون يوماً، يذهب فيه سلطان البلغم والدم، ويقبل فيه زمان المرة الصفراوية، ونهي فيه عن التعب وأكل البقول الباردة كالهندباء ، وبقلة الحمقاء، وأكل الخضر كالخيار والقثاء والفاكهة الرطبة واستعمال المحمضات، ومن اللحوم لحم المعز الثني والجذع، ومن الطيور الدجاج والطيهوج والدراج والألبان والسمك الطري.

تموز

أحد وثلاثون يوماً، فيه شدة الحرارة وتفور المياه، ويستعمل فيه شرب الماء البارد علي الريق، ويؤكل فيه الأشياء الباردة الرطبة ويكسر فيه مزاج الشراب وتأكل الأغذية اللطيفة السريعة الهضم، كما ذكر في حزيران ويستعمل فيه النور والرياحين الباردة الرطبة الطيبة الرائحة .

ص: 118


1- أي يزاول ويرتكب بمناسبته لكثرة الدم وسيلانه وكثرة المني فيه (البحار).
2- مرخ: كمتع، جسده دهنه بالمروخ وهو ما يمرخ به البدن من دهن و غيره (ق م).

آب

أحد وثلاثون يوماً، فيه تشتد السموم ويهيج الزكام في الليل وتهب الشمال، ويصلح المزاج بالتبريد والترطيب وينفع فيه شرب اللبن الرائب، ويجتنب فيه الجماع والمسهل، ويقل من الرياضة ويشم من الرياحين الباردة .

أيلول

ثلاثون يوماً، فيه يطيب الهواء ويقوي سلطان المرة السوداء ويصلح شرب المسهل، وينفع فيه أكل الحلاوات وأصناف اللحوم المعتدلة كالجداء والحولي من الضأن، ويجتنب فيه لحم البقر والإكثار من الشواء ودخول الحمام، ويستعمل فيه الطيب المعتدل المزاج، ويجتنب فيه أكل البطيخ والقثاء .

تشرين الأول

أحد وثلاثون، يوماً فيه تهب الرياح المختلفة ويتنفس فيه ريح الصبا، ويجتنب فيه الفصد و شرب الدواء ويحمد فيه الجماع، وينفع فيه أكل اللحوم السمينة والرمان المز والفاكهة بعد الطعام، ويستعمل فيه أكل اللحوم بالتوابل (1) ويقلل فيه من شرب الماء ويحمد فيه الرياضة .

ص: 119


1- المراد من التوابل : الأدوية الحارة أو الماش والحمص والعدس واللوبيا كما في البحار أو الكباب كما في المجمع أو اسم اصطلاحي لأدوية اليابسة كما في تحفة الحكيم.

تشرين الآخر

ثلاثون يوماً، فيه يقطع المطر الوسمي (1) وينهي فيه عن شرب الماء بالليل، ويقلل فيه من دخول الحمام والجماع، وتشرب بكرة كل يوم جرعة ماء حار، ويجتنب أكل البقول كالكرفس والنعناع والجرجير .

كانون الأول

أحد وثلاثون يوماً، يقوي فيه العواصف (2) ويشتد فيه البرد، وينفع فيه كل ما ذكرناه في تشرين الآخر، ويحذر فيه من أكل الطعام البارد ويتقي فيه الحجامة والفصد، ويستعمل فيه الأغذية الحارة بالقوة والفعل.

كانون الآخر

أحد وثلاثون يوماً، يقوي فيه غلبة البلغم وينبغي أن ينجرع فيه الماء الحار علي الريق ويحمد الجماع، وينفع الأحشاء (3) فيه مثل البقول الحارة كالكرفس والجرجير والكراث، وينفع فيه دخول الحمام أول النهار والتمريخ (4) بدهن الخيري وما ناسبه، ويحذر فيه الحلو وأكل السمك الطري واللبن.

ص: 120


1- أي ينقلب بالثلج.
2- أي الرياح القوية الشديدة.
3- حشي - حشواً الوسادة بالقطن -: ملأها.
4- مرخ- مرخاً جسده بالدفن -: دهنه.

شباط

ثمانية وعشرون يوماً، تختلف فيه الرياح وتكثر الأمطار، ويظهر فيه العشب ويجري فيه الماء من العود، وينفع فيه أكل الثوم ولحم الطير والصيود والفاكهة اليابسة، ويقلل من أكل الحلاوة، ويحمد فيه كثرة الجماع والحركة والرياضة.

الشراب الحلال

صفة الشراب الذي يحل شربه واستعماله بعد الطعام، وقد تقدم ذكر نفعه في ابتدائنا بالقول علي فصول السنة وما يعتمد فيها من حفظ الصحة.

وصفته هو أن يؤخذ من الزبيب المنقي (1) عشرة أرطال، فيغسل وينقع في ماء صاف في غمرة (2) وزيادة عليه أربعة أصابع ويترك في إنائه ذلك ثلاثة أيام في الشتاء وفي الصيف يوماً وليلة، ثم يجعل في قدر نظيفة وليكن الماء ماء السماء إن قدر عليه وإلا فمن الماء العذب الذي ينبوعه من ناحية الشرق ماء براقاً أبيض خفيفاً وهو القابل لما يعترضه علي سرعة من السخونة والبرودة وتلك دلالة علي صفاء الماء، ويطبخ حتي ينتفخ الزبيب وينضج، ثم يعصر ويصفي ماؤه ويبرد ثم يردّ إلي القدر ثانياً ويؤخذ مقداره بعود ويغلي بنار لينة غلياناً ليناً رقيقاً حتي يمضي ثلثاه.

ص: 121


1- أي الذي أخرج حبه.
2- أي مقدار من الماء يغمره ويستره ويرتفع عنه مقدار أربعة أصابع.

ثم يؤخذ من عسل النحل المصفي رطل فيلقي عليه، ويؤخذ مقداره مقدار الماء إلي أين كان من القدر ويغلي حتي يذهب قدر العسل ويعود إلي حده .

ويؤخذ خرقة صفيقة فيجعل فيها زنجبيل وزن درهم، ومن القرنفل نصف درهم، ومن الدارچين نصف درهم، ومن الزعفران درهم، ومن الهندباء مثله، ومن المصطكي نصف درهم، بعد أن يسحق الجميع كل واحدة علي حدة، ويجعل في الخرقة ويشد بخيط شداً جيداً وتلقي فيه وتمرس (1) الخرقة في الشراب بحيث تنزل قوي العقاقير التي فيها، ولا يزال يعاهد بالتحريك علي نار لينة برفق حتي يذهب عنه مقدار العسل ويرفع القدر ويؤخذ مدة ثلاثة أشهر حتي يتداخل مزاجه بعضه ببعض وحينئذ يستعمل.

ومقدار ما يشرب منه أوقية إلي (أي مع) أوقيتين من الماء القراح، فإذا أكلت يا أمير المؤمنين مقدار ما وصفت لك من الطعام فاشرب من هذا الشراب مقدار ثلاثة أقداح بعد طعامك، فإذا فعلت ذلك فقد أمنت بإذن الله يومك وليلتك من الأوجاع الباردة المزمنة كالنقرس والرياح وغير ذلك من أوجاع العصب والدماغ والمعدة وبعض أوجاع الكبد والطحال والمعاء (2) والأحشاء، فإن صدقت بعد ذلك بشهرة الماء فليشرب منه مقدار النصف مما كان يشرب قبله فإنه أصلح لبدن أمير المؤمنين وأكثر لجماعه وأشد لضبطه وحفظه، فإن

ص: 122


1- مرس - مرساً الدواء -: نقعه في الماء ومرثه باليد حتي تتحلل أجزاؤه.
2- المعاء: جمع أمعبة أي البطن.

صلاح البدن وقوامه يكون بالطعام والشراب وفساده يكون بهما، فإن أصلحتهما صلح البدن وإن أفسدتهما فسد البدن.

خلق الإنسان من مرّتين ودم وبلغم

واعلم يا أمير المؤمنين أن قوة النفوس تابعة لأمزجة الأبدان ، وأن الأمزجة تابعة للهواء وتتغير بحسب تغير الهواء في الأمكنة، فإذا برد الهواء مرة وسخن أخري تغيرت بسببه أمزجة الأبدان وأثر ذلك التغير في الصورة، فإذا كان الهواء معتدلاً اعتدلت أمزجة الأبدان وصلحت تصرفات الأمزجة في الحركات الطبيعية كالهضم والجماع والنوم والحركة وسائر الحركات، لأن الله تعالي بني الأجسام علي أربع طبائع وهي المرتان (1) والدم والبلغم، وبالجملة حاران و باردان قد خولف بينهما (2) فجعل الحارين ليناً ويابساً وكذلك الباردين رطباً ويابساً.

ثم فرق ذلك علي أربعة أجزاء من الجسد (3) علي الرأس والصدر والشراسيف (4) وأسفل البطن.

واعلم يا أمير المؤمنين أن الرأس والأذنين والعينين والمنخر

ص: 123


1- والمرتان: الصفراء والسوداء .
2- أي بين كل من الحارين و كل من الباردين بأن جعل أحد الحارين ليناً أي رطباً وهو الدم والآخر يابساً وهو الصفراء. وأحد الباردين رطباً وهر البلغم والآخر يابساً وهو السوداء.
3- إنما خصّ عليه السلام تلك الأعضاء لأنها العمدة في قوام البدن والمنبع لسائر الأعضاء.
4- الشرسوف: كعصفور، غضروف (وهو كل عظم رخص كمارن الأنف) معلق بكل فصلع أو مقط الضلع وهو الطرف المشرف علي البطن.

والفم والأنف من الدم. وأن الصدر من البلغم والريح وأن الشراسيف من المرة الصفراء. وأن أسفل البطن من المرة السوداء.

النوم سلطان الدماغ

واعلم يا أمير المؤمنين أن النوم سلطان الدماغ وهو قوام الجسد (والدم خ ل) وقوته، فإذا أردت النوم فليكن اضطجاعك أولاً علي شقك الأيمن ثم انقلب علي الأيسر (1) وكذلك فقم (2) من مضجعك علي شقك الأيمن كما بدأت به عند نومك وعوّد نفسك القعود من الليل ساعتين (3) وادخل الخلاء لحاجة الإنسان والبث فيه بقدر ما تقتضي حاجتك ولا تطل فيه فإن ذلك يورث داء الفيل (4) .

السواك

واعلم يا أمير المؤمنين أن أجود ما استكت به ليف (5) فإنه يجلو الأسنان ويطيب النكهة ويشد اللثة ويسمنها وهو نافع من الحفر (6) إذا

ص: 124


1- قال الأطباء ليقع الكبد علي المعدة ويصير سبباً لكثرة حرارتها فيقوي الهضم.
2- لعلّ المعني ثم انتقل إلي شقك الأيمن ليكون قيامك من النوم عن الجانب الذي بدأت عليه أولاً وهو اليمين وهذا أيضاً موافق لقول الأطباء وعلّلوه ہانحدار الكيلوس (وهو الغذاء المهضوم) إلي الكبد، وهذا التفصيل مخالف لظواهر كثير من الأخبار الدالة علي أن النوم علي اليمين أفضل مطلقاً، ولو كان هذا الخبر معادلاً في السند لها لأمكن حملها عليه.
3- (مثل ما تنام فإذا بقي من الليل ساعتان فادخل).
4- هي علة يعظم معها القدم والساق وتغلظ بسبب مادة غليظة تنصب إلّي الرجل وحدوثها لكثرة الجلوس علي الخلاء لعله لحدوث ضعف في الرِجلين يقبل يسببه المواد النازلة من أعالي البدن، وفي بعضي النسخ الداء الدفين أي الداء المستتر في الجوف.
5- غصن الأراك الذي عمل للاستياك بمضغ طرقه فهو شبيه الليف حينئذٍ.
6- قال الأطباء في تشبه الخزف تركب علي أصول الأسنان وتتحجر عليها.

كان باعتدال والإكثار منه برق الأسنان ويزعزعها (1) ويضعف أصولها، فمن أراد حفظ الأسنان فليأخذ قرن الأيّل (2) وكز مازجاً (3) وسعداً وورداً (وهو الأحمر) وسنبل الطيب وحب الأثل (4) أجزاء سواء وملحاً أندرانياً (5) ربع جزء، فيدق الجميع ناعماً ويستن به فإنه يمسك الأسنان ويحفظ أصولها من الآفات العارضة.

ومن أراد أن يبيض أسنانه فليأخذ من الملح الأندراني ومثله زبد البحر فيسحقهما ناعماً ويستن به .

الشباب والكهولة والهرم

واعلم يا أمير المؤمنين أن أحوال الإنسان التي بناها الله تعالي وجعله متصرفاً بها أربعة أحوال : الحالة الأولي لخمس عشرة سنة وفيها شبابه وحسنه وبهائه و سلطان الدم في جسمه، ثم الحالة الثانية : من خمس عشرة سنة إلي خمس وثلاثين سنة وفيها سلطان المرة الصفراء (6) وقوة غلبتها علي الشخص وهي أقوي ما يكون ولا يزال كذلك حتي يستوفي المدة المذكورة وهي خمس وثلاثون سنة، ثم يدخل في الحالة الثالثة إلي أن تتكامل مدة العمر ستين سنة فيكون في سلطان المرة السوداء وهي سن الحكمة والموعظة والمعرفة والدراية وانتظام الأمور وصحة النظر في

ص: 125


1- أي بحرّكها شديداً.
2- الأيل: كقنب وحلب سيد تيس الجبل .
3- ثمرة الأشجار الصغار من الطرفاء.
4- والاثل هو الطرفاء.
5- الملح الأندراني كالبلور بحل الذهن والملح يشد اللثة خصوصياً الأندراني.
6- إذ تقل الرطوبات فيها فتحتد فيها الصفراء.

العواقب وصدق الرأي وثبات الجأش (1) في التصرفات ، ثم يدخل في الحالة الرابعة وهي الحالة التي لا يتحول عنها ما بقي إلا إلي الهرم ونكد العيش (2) وذبول (3) ونقص في القوة (4) وفساد في تكونه (5) واستنكر كل شيء كان يعرف من نفسه حتي صار ينام عند القوم ويسهر عند النوم ويتذكر ما تقدم وينسي ما يحدث في الأوقات ويذبل عوده (6) ويتغير معهوده (7) ويجف ماء رونقه (8) وبهائه، ويقل نبت شعره وأظفاره، ولا يزال جسمه في انعكاس وإدبار ما عاش لأنه في سلطان البلغم (9) وهو بارد وجامد (10) فبجموده وبرده يكون فناء كل جسم يستولي عليه في آخر القوة البلغمية.

الحجامة

وقد ذكرت لأمير المؤمنين جميع ما يحتاج إليه في سياسة المزاج وأحوال جسمه وعلاجه، وأنا أذكر ما يحتاج إلي تناوله من الأغذية والأدوية وما يجب أن يفعله في أوقاته .

ص: 126


1- الجأش : رواع القلب إذا اضطرب عند الفزع ونفس الإنسان وقد لا يهمز .
2- نكد العيش: اي اشتد وعسر.
3- ذبل ذبولاً النبات : قل ماؤنا وذهب نضارته.
4- في نسخة (وفساد في كونه و نكتة (أي دليله و علامته) أن كل شيء كان لا يعرفه).
5- أي تكوّن الأخلاط الصالحة فيه.
6- والعود بضم العين: تشبيهاً لقامة الإنسان بعود الشجر.
7- ويتغير معهوده: أي ما عهده سابقاً من أحوال بدنه وروحه.
8- الرونق : الحسن و البهاء.
9- (في سلطان المرة البلغم.)
10- ليس المراد بجموده يبوسته لأنه بارد ورطب بل غلظته وعدم سيلانه الماء المنجمد و عدم قابليته الانقلاب إلي الدم.

فإذا أردت الحجامة فليكن في اثنتي عشرة ليلة من الهلال إلي خمس عشرة (1) فإنه أصلح لبدنك، فإذا نقص الشهر فلا تحتجم إلا أن تكون مضطراً إلي ذلك وهو لأن الدم ينقص في نقصان الهلال ويزيد في زيادته .

ولتكن الحجامة بقدر ما يمضي من السنين، فابن عشرين سنة يحتجم في كل عشرين يوماً، وابن الثلاثين في كل ثلاثين يوماً مرة واحدة، وكذلك من بلغ من العمر أربعين سنة يحتجم في كل أربعين يوماً مرة وما زاد فبحسب ذلك.

واعلم يا أمير المؤمنين أن الحجامة إنما تأخذ دمها من صغار العروق المبثوثة في اللحم، ومصداق ذلك ما ذكرته أنها لا تضعف القوة كما يوجد من الضعف عند الفصد، وحجامة النقرة (2) تنفع من ثقل الرأس، وحجامة الأخدعين (3) تخفف عن الرأس والوجه والعينين وهي نافعة لوجع الأضراس وربما ناب الفصد عن جميع ذلك. وقد يحتجم تحت الذقن لعلاج القلاع (4) في الفم ومن فساد اللثة وغير

ص: 127


1- وقال الشيخ في القانون في الفن الرابع من الكتاب الأول : ويؤمر باستعمال الحجامة لا في أول الشهر لأن الأخلاط فيه لا تكون قد تحركت وهاجت، ولا في آخره لأنها تكون قد نقصت بل في وسط الشهر حين تكون الأخلاط هائجة تابعة وتزيّدها لتزيد النور في جرم القمر وتزيد الدماغ في الأقحاف (وهو جمع يعني استخوان بالاي دماغ كه متصل بجمجمة أست) والمياه في الأنهار ذوات المد والجزر، وأفضل أوقاتها في النهار في الساعة الثانية والثالثة، ويجب أن يتوقي الحجامة بعد الحمام إلا فيمن دمه غليظ إلخ.
2- النقرة بالضم حفرة في القفا فرق فقرات العنق بأربع أصابع .
3- الأخدعان: عرقان في صفحتي العنق قد خفيا وبطنا .
4- القلاع في كتب الطب أنه قرحة تكون في جلد الفم واللسان مع انتشار واتساع ويعرض للصبيان كثيراً.

ذلك من أوجاع الفم، وكذلك الحجامة بين الكتفين تنفع من الخفقان الذي يكون من الامتلاء والحرارة، والذي يوضع علي الساقين قد ينقص من الامتلاء نقصاناً بيّناً وينفع من الأوجاع المزمنة في الكلي والمثانة والأرحام، ويدر الطمث غير أنها تنهك الجسد.

وقد يعرض منها الغشي الشديد إلا أنها تنفع ذوي البثور والدماميل، والذي يخفف من ألم الحجامة تخفيف المصّ عند أول ما بعض المحاجم ثم يدرج المصّ قليلاً والثواني أزيد في المص من الأوائل وكذلك الثوالث فصاعداً ويتوقف عن الشرط حتي يحمر الموضع جيداً بتكرير المحاجم (1) عليه ويلين المشراط علي جلود لينة (2) ويمسح الموضع قبل شرطه بالدهن، وكذلك الفصد فإنه يقلل الألم وكذلك المشرط والمبضع (3) بالدهن عند الحجامة وعند الفراغ منها يلين الموضع بالدهن، وليقطر (4) علي العروق إذا فصد شيئاً من الدهن لكيلا يحتجب فيضر ذلك بالمقصود.

وليعمد الفاصد أن يفصد من العروق ما كان في المواضع القليلة اللحم لأن في قلة اللحم من فوق العروق قلة الألم، وأكثر العروق

ص: 128


1- الحجم و هي شيء كالكأس يفرغ من الهواء ويوضع علي الجلد فيحدث فيه تهيجاً ويجذب الدم أو المادة بقوة.
2- علي جلود لينة أي بمسحه عليها، ويمسح الموضع لأنه يصير الموضع ليناً فلا يتألم كثيراً من الشرط.
3- المبضع : وهو آلة يشق بها الجلد.
4- أي وليضع علي الموضع الذي يريد أن يفصله من العرق قطرة من الدهن ائلا يشتبه عند البضع.

ألماً إذا فصد حبل الذراع والقيفال (1) لاتصالهما بالعضل (2) وصلابة الجلد، فأما الباسليق (3) والأكحل (4) فإنهما في الفصد أقل ألماً إذ لم يكن فوقهما لحم.

والواجب تكميد (5) موضع الفصد بالماء الحار ليظهر الدم وخاصة في الشتاء فإنه يلين الجلد و يقلل الألم و يسهل الفصد.

و يجب في كل ما ذكرناه من إخراج الدم اجتناب النساء قبل ذلك باثنتي عشرة ساعة ، ويحتجم في يوم صاحٍ صافي لا غيم فيه ولا ريح شديدة ويخرج من الدم بقدر ما يري من تغيره، ولا تدخل يومك ذلك الحمام فإنه يورث الداء، وصبّ علي رأسك وجسدك الماء الحار ولا تفعل ذلك من ساعتك، وإيّاك والحمام إذا احتجمت فإن الحمي الدائمة تكون (فيه) فإذا اغتسلت من الحجامة فخذ خرقة مرعزي (6) فالقها علي محاجمك أو ثوباً ليناً من قز (7) أو غيره.

وخذ قدر حمصة من الترياق الأكبر (8) واشربه إن كان شثاء ،

ص: 129


1- قيل هو العرق الذي وقع في مقابل الإبهام، وقيل هو عرق في الذراع يقصد، وقبل هو بالكسر عرق في اليدين يفصد معرب.
2- العضل: كل عصية معها لحم مجتمع.
3- والباسليق: هو الوريد الظاهر من المرفق إلي الساعد، وقيل هو عرق مقابل الوسطي.
4- والأكحل : هو المعروف بالبدن بين الباسليق والقيفال وقيل هو عرق في اليد أو هو عرق الحياة. وقيل هو عرق وقع مقابل السبابة .
5- هو أن بيل خرقة بالماء الحار ويضعه عليه، وقيل أي يبخر الموضع ببخار الماء الحار.
6- المرعز والمرعزي ويمد إذا خفف وقد تفتح الميم في الكل: الزعب الذي تحت شعر العنز.
7- والقز: نوع من الأبريسم، وقد يقال لا يطلق عليه الابريسم.
8- الترياق الأكبر والترياق الفاروق: من الأدوية القديمة و في البحار الظاهر أن الترياق الأكبر هو الفاروق ولا بد من حمله علي ما إذا لم يكن مشتملاً علي الحرام كالخمر ولحم الأفاعي الخ.

وإن كان صيفاً فاشرب السكنجبين العنصلي (1) وامزجه بالشراب المفرح المعتدل (2) وتناوله، أو بشراب الفاكهة وإن تعذر ذلك فشراب الأترج فإن لم تجد شيئاً فتناوله بعد علكه (أي علك الترياق الأكبر) ناعماً تحت الأسنان واشرب عليه جرع الماء الفاتر. وإن كان ذلك في زمان الشتاء والبرد فاشرب عليه السكنجبين العسلي، فإنك متي فعلت ذلك أمنت من اللقوة والبرص والبهق والجذام بإذن الله تعالي.

وامتص من الرمان المز فإنه يقوي النفس ويحيي الدم، ولا تأكل طعاماً مالحاً بعد ذلك بثلاث ساعات فإنه يخاف أن يعرض من ذلك الجرب وإن شئت فكل من الطياهيج إذا احتجمت واشرب عليه من الشراب المزكي الذي ذكرته أولا وادهن بدهن الخيري أو شيء من المسك وماء الورد وصبّ منه علي هامتك ساعة فراغك من الحجامة .

وأما في الصيف فإذا أحنجمت فكل السكباج والهلام (3) والمصوص (4) والحامض، وصب علي هامتك دهن البنفسج بماء الورد وشيئاً من الكافور واشرب من ذلك الشراب الذي وصفته لك بعد طعامك وإياك وكثرة الحركة والغضب ومجامعة النساء ليومك.

ص: 130


1- العنصل : البصل البري .
2- كشربة التفاح و السفرجل.
3- والهلام: طعام من لحم عجلة بجلدها. وقيل الهلام لحم البقر أو العجل أو المعز يطبخ بماء وملح ثم يخرج ويوضع حتي يذهب ماؤه ثم يطبخ البقول الباردة مع الخل ويطرح فيه ذلك اللحم ثم يؤكل.
4- والصموص كصبور : طعام من لحم يعطبخ وينقع في الخل أو يكون من لحم الطير خامة وقيل المصوص مطبوخ من لحم الدراج أو الديك ويطبخ في الخل والبقول الباردة.

بعض المآكل ما يضرّ الجمع بينها

واحذر يا أمير المؤمنين أن تجمع بين البيض والسمك في المعدة في وقت واحد فإنهما متي اجتمعا في جوف الإنسان ولدا عليه النقرس والقولنج والبواسير ووجع الأضراس، واللبن والنبيذ الذي يشربه أهله إذا اجتمعا ولدا النقرس والبرص، ومداومة أكل البصل (البيض ع ل ) يعرض منه الكلف في الوجه، وأكل الملوحة واللحمان المملوحةوأكل السمك المملوح بعد الفصد والحجامة يعرض منه البهق والجرب، وأكل كلية الغنم وأجواف الغنم يعكر (1) المثانة . ودخول الحمام علي البطنة (2) يولد القولنج. والاغتسال بالماء البارد بعد أكل السمك يورث الفالج (3) ، وأكل الأترج في الليل يقلب العين ويوجب الحول. وإتيان المرأة الحائض يورث الجذام في الولد (4) . والجماع من غير إهراق الماء علي أثره (5) يوجب الحصاة. والجماع بعد الجماع من غير فصل بينهما بغسل يورث للولد الجنون. وكثرة أكل البيض (البصل نسخة) وإدمانه يولد الطحال ورياح في رأس

ص: 131


1- يعكر: أي يصير سبباً لحجر المثانة وما هو مبدأ تولده.
2- هي امتلاء المعدة من الطعام، وعلل ذلك بأنه يسبب حرارة الحمام ينجذب الغذاء الغير المنهضم إلي الأمعاء فيصير سبباً للسدة والقولنج.
3- إذ يتولد من السمك الطري بلغم لزج هو مادة الفالج والماء البارد يضعف الأعصاب ويقوي المادة.
4- قيل لأن النطفة حينئذٍ تشتمل من الدم الكثيف الغليظ السوداوي .
5- من غير إهراق الماء أي البول بعده (البعد الجماع).

المعدة، والامتلاء من البيض المسلوق (1) يورث الربو (2) والانبهار (3) وأكل اللحم النّبيء (4) يولد الدود في البطن. وأكل التين يقمل منه الجسد (5) إذا أدمن عليه . وشرب الماء البارد عقيب الشيء الحار والحلاوة يذهب بالأسنان (6) والإكثار من أكل لحوم الوحش والبقر يورث تغير العقل (7) وتحير الفهم وتبلّد الذهن وكثرة النسيان .

الحمّام

وإذا أردت دخول الحمام وأن لا تجد في رأسك ما يؤذيك فابدأ (8) عند دخول الحمام بخمس أكف ماء حار تصبها علي رأسك فإنك تسلم إن شاء الله تعالي من وجع الرأس والشقيقة، وقيل خمس مرات يصب الماء الحار عليه عند دخول الحمام.

واعلم يا أمير المؤمنين أن الحمام ركّب علي تركيب الجسد . للحمام أربعة بيوت مثل أربع طبائع الجسد.

ص: 132


1- سلقه-الشيء-غلاء بالنار .
2- الربو والربوة عند الأطباء انتفاخ الجوف: علة تحدث في الرئة فتصير التنفس صعباً .
3- والانبهار انقطاع النفس من الإعياء.
4- النبيء، بكسر النون وتشديد الياء الذي لم ينضج ولعله أعم من أن لم بطيخ أصلاً أو طبيخ ولم ينضج.
5- قيل لأن تولد القمل من الرطوبات المعفنة التي تدفعها الطبيعة إلي ظاهر الجلد، ومن خواص التين دفع الفضلات إلي مسام البدن فيصير سبباً لمزيد تولد القمل.
6- وشرب الماء البارد عقيب الحار لأن أكل الحار وشربه يوجبان تخلخل المسام فينقذ فيها البارد إلي أصول الأسنان فيضرّ بها وكذا بعد الحلو أيضاً يضرّ لهذه العلة.
7- إذ حدة الأمن وذكاء الفهم إنما يكون من صفاء الروح ولطافته وإدمان أكل هذه اللحوم يوجب تولد الأخلاط السوداوية والدم الغليظ الكثيف في البدن فيغلظ ويكثف الروح بسببه فيعجز عن الحركات الفكرية.
8- قبل دخولك بخمس جرع من ماء فاتر تسلم إن شاء الله تعالي.

البيت الأول (1) بارد يابس والثاني بارد رطب (2) والثالث حار رطب (3) والرابع حار يابس (4) ومنفعة الحمام عظيمة يؤدي إلي الاعتدال (5) وينقي الدرن (6) ويلين العصب والعروق ويقوي الأعضاء الكبار (7) ويذيب الفضول ويذهب العفن (8) وإذا أردت أن لا يظهر في بدنك بثرة ولا غيرها فابدأ عند دخول الحمام بدهن بدنك بدهن البنفسج. وإذا أردت استعمال النورة ولا يصيبك قروح ولا شقاق ولا سواد فاغتسل بالماء البارد قبل أن تتنوّر. ومن أراد دخول الحمام للنورة فليجتنب الجماع قبل ذلك باثنتي عشرة ساعة وهو تمام يوم . وليطرح في النورة شيئاً من الصبر والأقاقيا والحضض (9) ويجمع ذلك ويأخذ منه اليسير إذا كان مجتمعاً أو متفرقاً ولا يلقي في النورة شيئاً من ذلك حتي تماث (10) النورة بالماء الحار الذي طبخ فيه بابونج و مرزنجوش أو ورد بنفسج يابس أو جميع ذلك أجزاء يسيرة مجموعة أو متفرقة بقدر ما يشرب الماء (11) رائحة وليكن الزرنيخ مثل سدس

ص: 133


1- أي المسلخ بارد يابس التأثير حرارة الحمام فيه وقلة الرطوبة .
2- لكثرة الماء وقلة الحرارة المجففة.
3- لكثرة الحرارة والرطوبة و تهعادلهما و تقاومهما.
4- لغلبة الحرارة علي الرطوبة ولعل المراد إحداث تلك الآثار في البدن لا أنها في نفسها طبعها كذلك .
5- أي اعتدال مزاج الإنسان.
6- أي الوسخ.
7- كالرأس واليد و الرجل والفخذ.
8- العفن بالتحريك أي العفونة أو بكسر الفاء أي الخلط العفن وهذا أظهر .
9- الحضض علي قسمين مكّي وهندي.
10- ماث الشيء بالشيء: خلطه به ، الشيء في الماء أذابه فيه .
11- بقدر ما يشرب الماء : أما بيان لقدر الأجزاء و قلتها أو المقدار الطبخ.

النورة، ويدلك الجسد بعد الخروج منها بشيء يقلع رائحتها كورق الخوخ وثجير (1) العصفر والحناء والورد والسنبل مفردة أو مجتمعة.

ومن أراد أن يأمن إحراق الثورة فليقلل من تقليبها (2) وليبادر إذا عمل (3) في غسلها وأن يمسح البدن بشيء من دهن الورد، فإن احترقت البدن والعياذ بالله يؤخذ عدس مقشر يسحق ناعماً ويداف (أي يخالط) في ماء ورد وخل يطلي به الموضع الذي أثرت فيه النورة فإنه يبرأ بإذن الله تعالي.

والذي يمنع من آثار النورة (4) في الجسد هو أن يدلك الموضع بخل العنب الثقيف (5) ودهن الورد دلكاً جيداً.

نصائح عامة

ومن أراد أن لا يشتكي مثانته فلا يحبس البول ولو علي ظهر دابته (6) ، ومن أراد أن لا تؤذيه معدته فلا يشرب بين طعامه ماء حتي يفرغ، ومن فعل ذلك رطب بدنه وضعف معدته ولم تأخذ العبروق قوة

ص: 134


1- ثجر النمر خلطه بثجير البر أي سفله .
2- من تقليبها أي عند عملها لأنه تشتد حرارته بكثرة التقليب أو عند طلبها علي البدن لأنه يشتد اختلاطه بالجلد وينفذ في مسامه فيحرق ولعله أظهر.
3- إذا عمل : أي طلي بها ويحمل علي ما إذا أزال الشعر أو الضمير راجع إلي النورة بتأويل الدواء ، وفي بعفي النسخ عملت أي النورة في إزالة الشعر وهو أظهر .
4- من آثار النورة أي مما يحدث أحيانا بعد النورة من سواد البدن أو جراحة أو غير ذلك.
5- وخل ثقيفه كأمير وسكين حامض جداً.
6- أي ينزل ويبول لا يؤخر إلي وقت التنزول ولو كان قريباً.

الطعام فإنه يصير في المعدة فجاً (1) إذا صب الماء علي الطعام أولاً فأوّلاً.

ومن أراد أن لا يجد الحصاة وحصر البول فلا يحبس المني عند نزول الشهوة ولا يطل المكث علي النساء (2) . ومن أراد أن يأمن وجع السفل (3) ولا يظهر به وجع البواسير فليأكل كلّ ليلة سبع تمرات تربي بسمن البقر (4) ويدهن بين أنثييه بدهن زنبق خالص . ومن أراد أن يزيد حافظته فليأكل سبعة مثاقيل زبيباً بالغداة علي الريق.

ومن أراد أن يقلّ نسيانه ويكون حافظاً فيأكل كلّ يوم ثلاث قطع زنجبيل مربي بالعسل ويصطبغ (5) بالخردل مع طعامه في كلّ يوم . ومن أراد أن يزيد في عقله يتناول كل يوم ثلاث هليلجات بسكر أبلوج (6) . ومن أراد أن لا ينشق ظفره ولا يميل إلي الصفرة ولا يفسد حول ظفره فلا يقلم أظفاره إلا يوم الخميس. ومن أراد أن لا تؤلمه أذنه فيجعل فيها عند النوم قطنة، ومن أراد ردع الزكام مدة أيام الشتاء فليأكل كل يوم ثلاث لقم من الشهد (7) .

ص: 135


1- والفج بالكسر الذي لم ينضج قوة الطعام أي الذي يصير سبباً لقوة الأعضاء من الطعام لأن الغذاء الذي لم ينضج لا ثجذبها العروق وإن جذبتها لا تصير غذاء للأعضاء وجزءاً لها بل توجب فسادها.
2- أي لا يعطيل المجامعة اختياراً بالتمكث وحبس المني.
3- أي أسافل البدن أو خصوصي المقعدة.
4- تربي بسمن البقر لعل المراد خلطها به، وفي بعض النسخ برني بالباء الموحدة والنون وهو نوع من التمر لكنه كان الأصوب حينئذٍ بر نيات، وفي بعض النسخ ليس شيء منهما ولعله أصوب.
5- أي يجعله صبغاً وإداماً.
6- وفي القامرسي أبلوج السكر معرب ولعل المراد هنا ما يسمّي بالفارسية النبات والمراد سحق الهليلج معه أو ما ربي به.
7- وهو العسل ما دام أسم يعصر من شمعه .

واعلم يا أمير المؤمنين أن للعسل دلائل يعرف بها نفعه من ضرّه، وذلك أن منه شيئاً إذا أدركه الشم عطس، ومنه شيء يسكر وله عند الذوق حراقة شديدة فهذه الأنواع من العسل قاتلة (1) ولا يؤخر شم النرجس (2) فإنه يمنع الزكام في مدة أيام الشتاء . وكذلك الحبة السوداء. وإذا خاف الإنسان الزكام في زمان الصيف فليأكل كل يوم خيارة وليحذر الجلوس في الشمس. ومن خشي الشقيقة (3) والشوصة (4) فلا يؤخر أكل السمك الطري صيفاً وشتاء، ومن أراد أن يكون صالحاً خفيف الجسم واللحم فليقلل من عشائه بالليل. ومن أراد أن لا يشتكي سرته فيدهنها متي دهن رأسه. ومن أراد أن لا تنشق شفتاه ولا يخرج فيها باسور فليدهن حاجبه من دهن رأسه. ومن أراد أن لا تسقط أذناه ولهاته (5) فلا يأكل حلواً حتي بتغرغر بعده بخلّ، ومن أراد أن لا يصيبه اليرقان فلا يدخل بيتاً في الصيف أول ما يفتح بابه ولا يخرج منه أول ما يفتح بابه في الشتاء غدوة . ومن أراد أن لا يصيبه ريح في بدنه فليأكل الثوم كل سبعة أيام مرة.

ومن أراد أن لا تفسد أسنانه فلا يأكل حلوة إلا بعد كسرة خبز .

ص: 136


1- قالي صاحب القانون في الأدوية المفردة ومن العسل جنس حريف سمي، ثم قال : وشم الحريف السمي منه يذهب العقل فكيف أكله ؟ ثم قال : الحريف من العسل الذي يعطس شمه. أكله يورث ذهاب العقل بغنة.
2- وفي بعض النسخ وشم النرجس يؤمن من الزكام، وكذلك الحبة السوداء أي شمّها.
3- و هي وجع في نصف الرأس.
4- وهي اختلاج العرق أو ورم في حجاب الأضلاع او وجع في البطن بسبب ريح تأخذ الإنسان تجول مرة هنا و مرة هناك.
5- اللهاة: اللحمة المشرفة علي الحلق في أقصي سقف الفم.

ومن أراد أن يستمريء طعامه فليتكيء بعد الأكل علي شقه الأيمن ثم ينقلب بعد ذلك علي شقه الأيسر حتي ينام.

ومن أراد أن يذهب البلغم من بدنه وينقصه فليأكل كل يوم بكرة شيئاً من الجوارش الحريف ويكثر دخول الحمام ومضاجعة النساء والجلوس في الشمس، ويجتنب كل بارد من الأغذية فإنه يذهب البلغم ويحرقه. ومن أراد أن يطفيء لهب (1) الصفراء فليأكل كل يوم شيئاً رطباً بارداً ويروح بدنه ويقل الحركة ويكثر النظر إلي من يحب . ومن أراد أن يحرق السوداء فعليه بكثرة القيء وفصد العروق ومداومة النورة. ومن أراد أن يذهب بالريح الباردة فعليه بالحقنة والأدهان اللينة علي الجسد وعليه بالتكميد (2) بالماء الحار في الأبزن (3) . ومن أراد أن يذهب عنه البلغم فليتناول بكرة كل يوم من الأطريفل الصغير مثقالاً واحداً.

صحة المسافر

واعلم يا أمير المؤمنين أن المسافر ينبغي له أن يتحرز من الحر إذا سافر وهو ممتليء من الطعام ولا خالي الجوف ولكن علي حد

ص: 137


1- اللهب حرّ النار أو أشتعالها.
2- قال في القاموس الكمدة -إلي أن قال - والاسم الكاد- ككتاب وهي خرقة وسخة تسخن وتوضع علي الموجوع يستشفي بها من الريح ووجع البطن كالكمادة ، وتكميد العضو تسخينه بهاإلخ.
3- قال في القاموس الأبزن مثلثة الأولي حوض يغتسل فيه وقد يتخذ من نحاس.

الاعتدال . وليتناول من الأغذية الباردة مثل الغريض (1) والهلام (2) والخل والزيت وماء الحصرم ونحو ذلك من الأطعمة الباردة.

واعلم يا أمير المؤمنين أن السير الشديد في الحر الشديد ضار بالأبدان المنهوكة إذا كانت خالية من الطعام وهو نافع بالأبدان الخصبة.

وأما صلاح المياه للمسافر ودفع الأذي عنه فهو أن لا يشرب من ماء كل منزل يرده إلا بعد أن يمزجه بماء المنزل الذي قبله أو بشراب واحد (3) غير مختلف يشوبه (4) بالمياه علي اختلافها، والواجب أن يتزوّد المسافر من تربة بلده وطينته التي ربي عليها وكلما ورد إلي منزل طرح في إنائه الذي يشرب منه الماء شيئاً من الطين الذي نزوّده من بلده ويشوب الماء بالطين في الآنية بالتحريك ويؤخر قبل شربه حتي يصفو صفاء جيداً.

وخير الماء شرباً لمن هو مقيم أو مسافر كان ينبوعه من الجهة الشرقية، من الخفيف الأبيض. وأفضل المياه كان مخرجها من مشرق الشمس الصيفي وأصحها وأفضلها كان بهذا الوصف الذي نبع منه وكان مجراه في جبال الطين، وذلك لأنها تكون في الشتاء باردة وفي الصيف ملينة للبطن نافعة لأصحاب الحرارات.

ص: 138


1- الغريض: اللحم الطري.
2- الهلام : طعام من لحم عجلة بجلدها أو مادة غروية أو مرق السكباج المبرد المصفي من الدهن.
3- أو بشراب واحد: أي يأخذ ماء جيداً من أول المنازل أو عرضها ثم بمزجه بالماء في كل منزل.
4- وفي بعض النسخ يسوي به فإنه يصلح الأهواء علي اختلافها. يسوي به أي يصلح به الماء.

وأما الماء المالح والمياه الثقيلة فإنها تيبس البطن. ومياه الثلوج والجليد (1) رديئة لسائر الأجساد وكثيرة الضرر جداً. وأما مياه السحب (2) فإنها خفيفة عذبة صافية نافعة للأجسام إذا لم يطل خزنها وحبسها في الأرض.

وأما مياه الجب (3) فإنها عذبة صافية نافعة إن دام جريها ولم يدم حبسها في الأرض. وأما البطائح (4) والسباخ فإنها حارة غليظة في الصيف لركودها ودوام طلوع الشمس عليها، وقد يتولد من دوام شربها المرة الصفراوية وتعظم به أطحلتهم (جمع طحال).

آداب الجماع

وقد وصفت لك يا أمير المؤمنين فيما تقدم من كتابي هذا ما فيه كفاية لمن أخذ به وإنما أذكر أمر الجماع : فلا تدخل (فلا تقرب) النساء من أول الليل صيفاً ولا شتاء وذلك لأن المعدة والعروق تكون ممتلئة وهو غير محمود ويتولّد منه القولنج والفالج واللقوة والنقرس والحصاة والتقطير والفتق وضعف البصر ورقته، فإذا أردت ذلك فليكن في آخر الليل فإنه أصلح للبدن وأرجي للولد وأزكي للعقل في الولد الذي يقضي الله بينهما.

ولا تجامع امرأة حتي تلاعبها وتكثر ملاعبتها وتغمز ثدييها،

ص: 139


1- الجليد: ما يسقط علي الأرض من الندي فيجمد والأرض مجلودة .
2- السحب: جميع الصحاب وهو الغيم.
3- الجب: البئر العميقة.
4- البطائح جمع البطحة: سيل واسع فيه رمل ودقاق الحصي.

فإنك إذا فعلت ذلك غلبت شهوتها واجتمع ماؤها لأن ماءها يخرج من ثدييها (1) والشهوة تظهر من وجهها واشتهت منك الذي تشتهيه منها، ولا تجامع النساء إلا وهي طاهرة. فإذا فعلت ذلك فلا تقم قائماً ولا تجلس جالساً ولكن تميل علي يمينك، ثم انهض للبول إذا فرغت من ساعتك شيئاً فإنك تأمن الحصاة بإذن الله تعالي، ثم اغتسل واشرب من ساعتك شيئاً من الموميائي بشراب العسل أو بعسل منزوع الرغوة فإنه يردّ من الماء مثل الذي خرج منك.

ص: 140


1- قبل أي عمدة مائها المشهور بين الأطباء أن يخرج من جميع الجسد، في بعض النسخ (فإنك إذا فعلت ذلك اجتمع ماؤها وعرفت الشهرة وظهرت عند ذلك في عينيها ووجهها اشتهته منك الذي تشتهبه منها)وأقول كل ذلك ذكرها الأطباء في كتبهم من الملاعبة التامة ليتحرك مني المرأة ويذوب، ودغدغة الثدي ليهيج شهوتها و تتحرك منها لأن الثدي شديد المشاركة للرحم، قالوا: فإذا تغيّرت هيئة عينها إلي الاحمرار بص فروة اللذة فعند ذلك يتحرك الروح إلي الظاهر و يصحبه الدم ويظهر ذلك في العين الصغاء لونه وقد يتغير شكل العين ويقلب سواد، إلي الفوق لأنه شديد المشاركة لآلات التناسل خصوصاً الرحم التواتر نفسها وطلبت التزام الرجل أولج الذكر وصب المني ليتعاضد المنيان.

خاتمة

اشارة

في ذكر شيء من الأطعمة المباحة والأشربة التي جاءت علي لسان النبي صلي الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام مرتبة علي حروف المعجم.

حرف الهمزة

الوان

1- في البحار عن الصادق عليه السلام عن آبائه عن علي عليه السلام قال :الألوان يعظم عليهن البطن ويخدرن الأليتين (1) .

2- وعن الصادق عليه السلام قال : أعطينا من هذه الأطعمة أو من هذه الألوان ما لم يعط رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم .

3- وعنه عليه السلام قال : إنه (أي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم ) كان يشتهي من الألوان النار باجة (مرق الرمان) والزبيبية (2) وكان يقول أعطينا من هذه الأطعمة والألوان ما لم يعطه رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم .

ص: 141


1- قوله الألوان : كان المعني أكل ألوان الطعام. قوله يخدرن الألينين: أي يضعفن ويفترن ويمكن أن يكون كناية عن الكسل.
2- الزبيبية: كأنها الشورباجة التي تصنع من الزبيب المدقوق فيدل علي عدم وجوب ذهاب الثلثين في عصير الزبيب، ويحتمل أن يكون المراد (ما) يدخل فيه الزبيب فيدل علي جواز إدخال الزبيب في الطعام .
الإجّاص

1- في البحار عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال : شكي رجل إلي أبي جعفر عليه السلام مراراً هاجت به حتي كاد أن يجن فقال له: سكّنه بالإجاص .

2- وعن الأزرق بن سليمان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الإجاص فقال : نافع للمرار ويلين المفاصل فلا تكثر منه فبعقبك رياحاً في مفاصلك.

3- وعنه عليه السلام قال : الإجاص علي الريق يسكن المرار إلا أنه بهيج الرياح.

4- وعنهم عليه السلام : عليكم بالإجاص العتيق فإن العتيق قد بقي نفعه وذهب ضرره وكلوه مقشراً فإنه نافع لكل مرار وحرارة ووهج (1) يهيج منها.

5- وعن زياد القندي قال : دخلت علي الرضا عليه السلام وبين يديه تور (2) وفيه إجاص أسود في إبانه فقال : إنه هاجت بي حرارة وأري الإجاص يطفيء الحرارة ويسكّن الصفراء وإن اليابس منه يسكّن الدم ويسل (3) الداء الدوي (4) بإذن الله عز وجل .

ص: 142


1- الهوج: اتقاد النار أو الشمس. حرهما من بعيد.
2- التور: إناء صغير.
3- سل پل سلاً: الشيء من الشيء. انتزعه وأخرجه برفق .
4- الداء الدوي: الذي عسر علاجه.

6- وفي الوافي عن زياد القندي قال : دخلت علي أبي الحسن الأول عليه السلام وبين يديه تور ماء فيه إجاص أسود في إبانه (1) قال إنه هاجت بي حرارة وإن الإجاص الطري يطفيء الحرارة ويسكن الصفراء وإن اليابس يسكن الدم ويسلّ الداء الدوي.

الأترج

1- في البحار عن محمد بن علي عليه السلام قال: إن الأترج الثقيل فإذا أكل فإن الخبز اليابس يهضمه من المعدة .

2- وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال : كلوا الأترج قبل الطعام وبعده فإن آل محمد عليهم السلام يفعلون ذلك.

3- وعن إبراهيم بن اليماني قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام : يزعمون الناس أن الأترج علي الريق أجود ما يكون، قال : إن كان قبل الطعام خير فبعد الطعام خير وخير، وبرواية الكافي وأجود.

4- وعن الجعفري عن أبي الحسن عليه السلام قال : أي شيء يأمركم أطباؤكم من الأترج؟ قلت: يأمروننا به قبل الطعام، قال : قال : لكني آمركم به بعد الطعام.

5- وعن أبي بصير قال : كان عندي ضيف فتشهي (2) أترجاً بعسل فأطعمته وأكلت معه، ثم مضيت إلي أبي عبد الله عليه السلام فإذا

ص: 143


1- أي في أوله وحينه.
2- شهيه كرضيه: أحبه ورغب فيه.

المائدة بين يديه فقال لي: ادن فكل، قلت: إني قد أكلت قبل أن آتيك أترجاً بعسل وأنا أجد ثقله لأني أكثرت منه.

فقال : يا غلام انطلق إلي فلانة فقل لها ابعثي إلينا بحرف (1) رغيف يابس من الذي يجفف في التنّور، فأتي به ، فقال : كل هذا فإن الخبز اليابس يهضم الأترج، فأكلته ثم قمت من مكاني فكأني لم آكل شيئاً.

6- وعن إبراهيم بن الحسن الجعفري عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال لأصحابه : بأي شيء يأمركم أطباؤكم في الأترج؟ قال : يا بن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يأمروننا به قبل الطعام، قال : ما من شيء أردأ منه قبل الطعام، وما من شيء أنفع منه بعد الطعام، فعليكم بالمربي منه فإن له رائحة في الجوف كرائحة المسك.

7- وقال في رواية أخري: إن كان قبل الطعام خيراً فبعد الطعام خير وأخير، ثم قال : هو يؤذي قبل الطعام وينفع بعد الطعام وإن الخبز اليابس يهضم الأترج.

الأرز

1- عن الرضا عن آبائه عليه السلام قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : سيد طعام الدنيا والآخرة اللحم ثم الأرز.

2- وعن الصادق عليه السلام قال : نعم الطعام الأرز وإنّا لندخرها لمرضانا .

ص: 144


1- الحرف من كل شي: طرفه وشفيره.

3- وعن يونس بن يعقوب قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : ما يأتينا من ناحيتكم شيء أحب إلي من الأرز الخ.

4- وأيضاً عنه عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام قال : مرضت سنتين أو أكثر فألهمني الله الأرز فأمرت به فغسل وجفف ثم أشم النار (1) وطحن فجعلت بعضه سفوفاً (2) وبعضه حسواً (3) .

5- وعن زرارة قال: رأيت رابة (4) أبي الحسن عليه السلام تلقمه الأرز وتضربه عليه فغمني ذلك فدخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فقال: إني أحسبك غمك الذي رأيت من رابة أبي الحسن، قلت: نعم، جعلت فداك فقال لي: نعم، نعم الطعام الأرز يوسع الأمعاء ويقطع البواسير وإنا لنغبط أهل العراق بأكلهم الأرز واليسر فإنهما يوسعان الأمعاء ويقطعان البواسير.

6- دعوات الراوندي عن المفضل بن عمر قال : دخلت علي الصادق عليه السلام بالغداة (5) وهو علي المائدة فقال : تعال يا مفضل إلي الغداء فقلت: يا سيدي قد تغدّيت ، قال : ويحك فإنه أرز، فقلت: يا سيدي قد فعلت، فقال : تعال حتي أروي لك حديثاً فدنوت منه فجلست فقال : حدثني أبي عن آبائه عليهم السلام عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال :

ص: 145


1- أي اقله بالنار قلياً حقيقاً كأنه شيم رائحته.
2- سف يسف سفاً -الدواء والسويق ونحوهما - أخذه غير ملتوت.
3- حسا زيد المرق : شربه شيئاً بعد شيء.
4- رباً وربب تربيباً، الولد: رباه حتي أدرك. الرابة : امرأة الأب.
5- الغداة : أول النهار.

أول حبة أقرت الله بالوحدانية ولي بالنبوة ولأخي علي بالوصية ولأمتي الموحدين بالجنة الأرز .

ثم قال : ازدد أكلاً حتي أزيدك علماً، فازددتُ أكلاً فقال : حدثني أبي عن آبائه عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم أنه قال : كل شيء أخرجت الأرض ففيه داء وشفاء إلا الأرز فإنه شفاء لا داء فيه.

ثم قال : ازدد أكلاً حتي أزيدك علماً، فازددتُ أكلاً فقال : حدثني أبي عن آبائه عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم ، أنه قال : لو كان الأرز رجلاً لكان حليماً . ثم قال : ازدد أكلاً حتي أزيدك علماً، فازددتُ أكلاً فقال: حدثني أبي عن آبائه عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم أنه قال : الأرز يشبع الجائع ويمري الشبعان وقال : أحب الطعام إلي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم النار باجه (1) .

7- وعن الصادق عليه السلام أنه قال : نعم الدواء الأرز بارد صحيح سليم من كل داء .

وقد تقدمت بعض الأخبار الدالة علي فضل الأرز في الفصل الثاني عشر في علاج البطن، فراجع .

حرف الباء

الباذنجان

1- و عن الصادق عليه السلام أنه قال : إذا أدرك الرطب ونضج العنب ذهب ضرر الباذنجان .

ص: 146


1- مرق الرمان .

2- وعن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: الباذنجان عند جذاذ النخل لا داء فيه .

3- وعن الصادق عليه السلام أنه قال : كلوا الباذنجان فإنه يذهب الداء ولا داء له.

4- وعنه عليه السلام قال : كلوا الباذنجان فإنه جيّد للمرة السوداء .

5- وعن أبي الحسن الثالث عليه السلام أنه قال لبعض قهارمته (1) : استكثر لنا من الباذنجان فإنه حار في وقت الحرارة وبارد في وقت البرودة معتدل في الأوقات كلها جيّد علي كل حال (2) .

6- وعن ابن أبي يعفور قال : قال أبو عبد الله عع: كلوا الباذنجان فإنه شفاء من كل داء.

7- وعنه عليه السلام قال : الباذنجان جيد للمرة السوداء ولا يضر بالصفراء.

ص: 147


1- قهارمة : جمع قهرمان و هو الوكيل أو أمين الدخل والخرج.
2- لا يعبد أن تكون هذه الخواص لنوع يكون معتدلاً في الكيفيات المتقدمة، فإنا قد أكلناء في المدينة الطيبة و الحجاز وكان في غاية اللطافة والاعتدال ولم نجد فيه حراقة ، فمثل هذا لا يعبد أن تكون فيه حرارة ولا تكون مولدة للسوداء لذا قال عليه السلام : معتدل في الأوقات كلها، وكونه حاراً في وقت الحرارة يحتمل وجهين.الأول: أن يكون المعني كون البدن محتاجاً إلي الحرارة وإلي البرودة وحين وجه صحة ما ذكره عليه السلام أن المعتدل يفمل البرودة في المحرومين والحرارة في المبرودين.الثاني: أن يكره العراد و الهواء حار أو بارداً فوجهه أن المتولد في الهواء الحار يكون حاراً في الهواء البارد يكون بارداً كما مر ، قد يقال يمكن أن يكون نفعه ودفع مضاره لموافقة قوله الأئمة عليم السلام فيكون ذكر هذه الأمور لامتحان إيمان الناس وتصديقهم لأثمتهم ومع العمل بها يدفع ألله ضررها بقدرته ، كما نري جماعة من المؤمنين المخلصين يعملون بما يروي من علمهم (عملهم) وينتفعون به و إذا عمل غير هم علي وجه الإنكار أو التجربة ربما يتضرر به .

8- وعنه عليه السلام قال: عليكم بالباذنجان البوراني (1) فإنه شفاء يؤمن من البرص والمقلي بالزيت (2) .

9- ومن الفردوس قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : كلوا الباذنجان فإنها شجرة رأيتها في جنة المأوي، شهدت الله پالحق ولي بالنبوة ولعلي بالولاية، فمن أكلها علي أنها داء، كانت داء ومن أكلها علي أنها دواء كانت دواء .

10- وعن أنس قال : قال النبي صلي الله عليه وآله وسلم : كلوا الباذنجان وأكثروا منها فإنها أول شجرة آمنت بالله عز وجل.

11- وعن الصادق عليه السلام قال: أكثروا من الباذنجان عند جذاذ النخل فإنه شفاء من كل داء يزيد في بهاء الوجه ويبين العروق (3) ويزيد في ماء الصلب.

12 - وعن الصادق عليه السلام قال : كان بين يدي سيدي علي ابن الحسين عليه السلام و باذنجان مقلو بالزيت وعينيه رمدة وهو يأكل منه قال الراوي: فقلت له: يا بن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم تأكل من هذا وهو نار؟ فقال لي: اسكت إن أبي حدثني عن جدي صلي الله عليه وآله وسلم قال : الباذنجان من شحمة الأرض وهو طيب في كل شيء يقع فيه.

ص: 148


1- قال في القاموس في باب الراء: والبورانية بالضم طعام ينسب إلي البوران بنت الحسن بن سهل زوجة المأمون.
2- وفي البحار في البوراني المقلي بالزيت.
3- أي يدفع مواد العلل كعرق الجذام وعرق الفالج، أو علي بناء التفصيل أبي بكثر الدم فتمتليء العروق به.

13 - وعن أبي الحسن موسي وأبي الحسن الرضا عليه السلام أنهما قالا: الباذنجان عند جذاذ النخل لا داء فيه.

14 - دعوات الراوندي كان النبي صلي الله عليه وآله وسلم في دار جابر فقدم إليه الباذنجان فجعل يأكل فقال جابر: إن فيه لحرارة فقال : يا جابر، مه (1) إنها أول شجرة آمنت بالله اقلوه وأنضجوه وزيّنوه ولَيّنُوه فإنه يزيد في الحكمة.

الباذروج

1- عن السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كأني أنظر إلي الباذروج في الجنة ، قال : قلت له : الهندباء قال : لا بل الباذروج (2) .

2- وعن علي قال عليه السلام قال : نظر رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم إلي الباذروج فقال : هذا الحوك كأني أنظر إلي منبته في الجنة .

3- وعن الشعيري قال : كان أحب البقول إلي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم الباذروج.

4- وعن حماد بن عيسي قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول وقد سئل عن الحوك فقال : الحوك محبة إلي الناس غير أنها تبخر، والديدان تسرع إليها وهي الباذروج.

5- وعن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سأل رجل أبا عبد الله عليه السلام عن البقول وأنا عنده فقال : الباذروج لنا.

ص: 149


1- أي اسكت .
2- قال في القاموس : الباذروج بفتح الذال بقالة. والريحان الجبلي شبيه بالريحان البستاني .

6- وعن أبي حمزة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام : لنا من البقول الباذروج.

7- وعن الرضا عليه السلام قال: الباذروج لنا والجرجير لبني أمية .

8- عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : ذكر لرسول الله صلي الله عليه وآله وسلم الحوك وهو الباذروج فقال : بقلتي وبقلة الأنبياء قبلي، وإني لأحبها وآكلها، وإني أنظر إلي شجرتها نابتة في الجنة .

9- وعن أبي عبد الله عليه السلام قال : الحوك بقلة الأنبياء عليهم السلام و أما أن فيه ثمان خصال يمري الطعام ويفتح السدد ويطيب النكهة ويشهي الطعام ويسهل الدم وهو أمان من الجذام وإذا استقر في جوف الإنسان قمع الداء كله ثم قال : إنه يزيّن به أهل الجنة موائدهم.

10- وعن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال : الحوك بقلة طيبة كأني أراها نابتة في الجنة والجرجير بقلة خبيثة كأني أراها نابتة في النار .

11- وعنه صلي الله عليه وآله وسلم قال : من أكل من بقلة الباذروج أمر الله عزوجل الملائكة يكتبون له الحسنات حتي يصبح.

12 - وعن أيوب بن نوح قال : حدثني من حضر أبا الحسن الأولي علي المائدة معه فدعي بالباذروج فقال : إني أحب أن أستفتح به الطعام فإنه يفتّح السدد ويشهي الطعام ويذهب بالسل (1) وما أبالي إذا

ص: 150


1- ربما يوجه نفعه في السل بأنه يجفف رطوبة الصدر والرئة مع أنه ذكر الأطباء أن المعتصر منه ينفع الدم من الحلق وسوء التنفس.

افتتحت به ما أكلت بعده من الطعام فإني لا أخاف داء ولا غائلة قال : فلما فرغنا من الغداء دعي به فرأيته يتبع ورقه من المائدة ويأكله ويناولني ويقول: اختم به طعامك فإنه يمريء ما قبل ويشهي ما بعد ويذهب بالثقل ويطيب الجشاء والنكهة (1) .

الباقلا

1- عن الرضا عليه السلام قال : أكل الباقلا يمخ الساق (2) ويولد الدم الطري، وفي الكافي يمخ الساقين.

2- وعن الصادق عليه السلام قال : الباقلا يمخ الساقين .

3- وعنه عليه السلام قال : أكل الباقلا يمخ الساقين ويزيد في الدماغ ويولد الدم.

4- وعنه عليه السلام : كلوا الباقلا بقشره فإنه يدبغ المعدة.

5- وعن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال: كان طعام عيسي عليه السلام البقلا حتي رفع، ولم يأكل عيسي عليه السلام شيئاً غيّرته النار حتي رفع.

6- وقال صلي الله عليه وآله وسلم : من أكل فولة (3) بقشرها أخرج الله عز وجل منه الداء مثليها.

7- وعن الصادق عليه السلام قال : الباقلا يذهب الداء ولا داء فيه.

ص: 151


1- نكه الرجل: تغيرت نكهته من التخمة.
2- يمخ الساق: الظاهر أن المراد أنه يكثر مخ الساق فيصير سبباً لقوتها.
3- أي الباقلا.
البصل

1- علي بن جعفر عن أخيه عليه السلام قال : سألته عن الثوم والبصل يجعل في الدواء قبل أن يطبخ قال : لا بأس، وسألته عن أكل الثوم والبصل بالخل، قال : لا بأس.

2- وعن الصادق عليه السلام يقول: كلوا البصل فإن فيه ثلاث خصال يطيب النكهة ويشدّ اللثة ويزيد في الماء والجماع.

3- ومحمد بن سنان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن أكل البصل والكراث فقال : لا بأس بأكله مطبوخاً وغير مطبوخ، ولكن إن يأكل منه ما له أذي فلا يخرج إلي المسجد كراهية أذاه علي من يجالسه .

4- وعن جابر قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : البصل يذهب النصب (1) ويزيد في الماء والخطا ويذهب بالحمي، وفي الكافي مثله . إلا أن فيه ويزيد في الخطا (2) ويزيد في الجماع.

5- وعن درست عن أبي عبد الله عليه السلام قال : البصل يطيب الفم ويشد الظهر ويرق البشرة (3) .

6- وعن عبد الله بن محمد الجعفي قال : ذكر أبو عبد الله عليه السلام البصل فقال : يطيب النكهة ويذهب بالبلغم ويزيد في الجماع .

ص: 152


1- أي التعب.
2- الخطا: جمع الخطوة والزيادة فيها كناية عن قوة المشي وزيادتها .
3- المراد برقة البشرة صفاء اللون وعدم كمودته، قال في القانون: البصل يحمر الوجه.

مما يزيد في الجماع البصل *** وفيه نفعاً غير هذا نقلوا

من دفعه الحمّي وشدة العصب *** والطرد للوبا وإذهاب النصب

ويذهب البلغم والزوجين *** يزيد خطويتهما في البين

وقرء الخطا بطاء مهمله *** يعني يزيد قوّة في المشي له

يطيّب النكهة بعني آجلا *** وإن يكن ينتن منه عاجلا

ومن يكن في جمعة أو قد دخل *** لمسجد فليجتنب أكل البصل

7- وعن الصادق عليه السلام : قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : إذا دخلتم بلاداً كلوا من بصلها يُطرد عنكم وباؤها.

8- وعن أبي جعفر عليه السلام قال : إنا لنأكل البصل والثوم .

9- وعن أبي بصير قال : سئل أبو عبد الله عليه السلام عن أكل الثوم والبصل قال : لا بأس بأكله نيّاً (1) وفي القدر .

10 - وعن سماعة عن أبي عبد الله عليه السلام أنه سئل عن أكل البصل فقال : لا بأس به نياً وفي القدر، ولا بأس أن يتداووا بالثوم ولكن إذا كان ذلك فلا تخرج إلي المسجد.

11 - الفردوس عن أبي الدرداء عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال: إذا دخلتم بلدة وبيئاً و خفتم وباءها فعليكم ببصلها فإنه يجلي البصر وينقي الشعر ويزيد في ماء الصلب ويزيد في الخطا، ويذهب بالحماء وهو السوداء في الوجه والإعياء أيضاً.

ص: 153


1- في النهاية : النبي، هو الذي لم يطبخ أو طبخ ولم ينضج.
البطيخ

1- عن الشعري عن جعفر بن محمد عليه السلام قال : كان النبي يأكل البطيخ بالتمر.

2- وعن الصادق عليه السلام قال : كان النبي صلي الله عليه وآله وسلم لا يعجبه الرطب بالخربز.

3- وعنه عليه السلام قال : كان النبي صلي الله عليه وآله وسلم يأكل الرطب بالخربز .

4- وفي حديث آخر : يحب الرطب بالخربز (1) .

5- وعن أبي الحسن الأول عليه السلام قال : أكل رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم البطيخ بالسكر وأكل البطيخ بالرطب (2) .

6- وعن الصادق عليه السلام عن أبيه: قال كان رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يأكل الخربز بالسكر.

7- وعن العلاء عن محمد قال: دخلت علي أبي جعفر عليه السلام فمر عليه غلام فدعاه فقال : يا قين قلت: وما القين؟ قال الحداد (3) ثم قال : أرد عليك فلانة وتطعمنا بدرهم خربزاً يعني البطيخ.

8- وعن ياسر الخادم عن أبي الحسن الرضا صلوات الله عليه قال: البطيخ علي الريق يورث الفالج.

ص: 154


1- الخربر : بالكسر البطيخ عربي صحيح.
2- كأنه يجمع بينهما التعديلهما إذ الظاهر أن البطيخ الذي كان في تلك البلاد لم يكن حلواً جداً فهو بارد البتة فلذا علل برودته بالسكر أو الرطب.
3- القين: العبد والحداد وكأنه عليه السلام كان زوجه جارية من جواريه ثم استردها منه ثم ردها إليه بشرط أن يشتري له عليه السلام بدرهم بطيخاً، وكأنه عليه السلام قال ذلك علي وجه المطايبة والمزاح.

9- وعن الفردوس عن أمير المؤمنين عليه السلام عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال : تفكّهوا بالبطيخ فإن ماءه رحمة وحلاوته من حلاوة الجنة .

10- وفي رواية أنه أخرج من الجنة، فمن أكل لقمة من البطيخ كتب الله له سبعين ألف حسنة ومحي عنه سبعين ألف سيئة ورفع له سبعين ألف درجة.

11- وقال أمير المؤمنين علي عليه السلام : البطيخ شحمة الأرض لا داء ولا غائلة فيه.

12- وقال : فيه عشر خصال : طعام، وشراب، وفاكهة ، وريحان، وأدم، وحلواء، واشنان (1) وخطمي (2) ونقل (3) ودواء.

13- وعن الروضة للرضا عليه السلام :

اهدت لنا الأيام بطيخة *** من حلل الأرض ودار السلام

تجمع أوصافاً عظاما وقد *** عددتها موصوفة بالنظام

كذاك قال المصطفي المجتبي *** محمد جدّي عليه السلام

ماء وحلواء وريحانة *** فاكهة حرض (4) طعام إدام

تنقي المثانة وتصفي الوجوه *** تطيّب النكهة عشر تمام

14- الفردوس عن ابن عباس عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال : في البطيخ

ص: 155


1- سمي أشناناً لأنه يفعل فعله في تنظيف الفم.
2- سمي خطمياً لفعله فعله في تعامة البدن إذا أكل أو لأن قشره بل جوفه يفعل ذلك طلاء.
3- النقل ما يتنقل به علي الشراب ويحتمل أن يكون صفة لشحمه أو بذره.
4- الحرض بالضم الأشنان .

عشر خصال : هو طعام وشراب ويغسل المثانة ويقطع الأبردة، وهو ريحان واشنان ويغسل البطن ويكثر الجماع وينقي البشرة.

الأكل للبطيخ فيه أجر *** لمن نواه وخصال عشر

أكل شراب يغسل المثانة *** فاكهة باهية ريحانه

مدر بول وأدام حلوا *** إن يأكلال عطشان منه يروي

15 - قرب الإسناد عن الحسن بن طريف عن الحسين بن علوان عن جعفر عن أبيه عليه السلام قال : كان النبي صلي الله عليه وآله وسلم ليسير في جماعة من أصحابه وعلي عليه الصلاة والسلام معه. إذ نزلت عليه ثمرة فمد يده فأخذها فأكل منها ثم نظر إلي ما بقي منها فدفعها إلي علي عليه السلام فأكله قال فاسأل ما تلك الثمرة فقال : أما اللون فلون البطيخ وأما الريح فريح البطيخ.

16 - وعن الرضا عن آبائه عن علي عليه السلام قال : إن النبي صلي الله عليه وآله وسلم أتي ببطيخ ورطب فأكل منهما وقال : هذان الأطيبان .

17 - وعن أبي عبد الله عليه السلام قال كلوا: البطيخ فإن فيه عشر خصال مجتمعة، هو شحمة الأرض لا داء فيه ولا غائلة، وهو طعام وهو شراب، وهو فاكهة وهو ريحان، وهو اشنان وأدم ويزيد في المياه ويغسل المثانة ويدرّ البول. وفي حديث آخر ويذيب الحصا في المثانة.

18- تحف العقول عن أبي الحسن الثالث عليه السلام أنه قال يوماً : إن أكل البطيخ يورث الجذام، فقيل له : أليس قد أمن المؤمن إذا أتي عليه أربعون سنة من الجنون والجذام والبرص؟ قال: نعم، ولكن إذا

ص: 156

خالف ما أمر به ممن أمنه لم يأمن أن يصيبه عقوبة الخلاف (1) .

19 - صحيفة الرضا عليه السلام عن آبائه عليه السلام قال : كان علي بن أبي طالب عليه السلام يأكل البطيخ بالسكر.

20 - وعن علي بن إبراهيم عن ياسر الخادم عن الرضا عليه السلام قال : البطيخ علي الريق يورث الفالج نعوذ بالله .

21 - وعن سليمان بن جعفر عن الرضا عن أبيه عن جده عليهم السلام أن أمير المؤمنين عليه السلام أخذ بطيخة ليأكلها فوجدها مرة فرمي بها وقال : بعداً وسحقاً، فقيل له : يا أمير المؤمنين ما هذه البطيخة؟ فقال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : إن الله أخذ عقد مودّتنا علي كل حيوان ونبت، فما قبل الميثاق كان عذباً طيباً وما لم يقبل الميثاق كان ملحاً زعاقاً (2).

البقول

1- عن أبي قتادة قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام : لكل شيء حلية وحلية الخوان البقل. الخبر.

2- وعن موفق المدني عن أبيه قال : بعث إليّ الماضي عليه السلام يوماً وحبسني للغداء فلما جاءوا بالمائدة لم يكن عليها بقل فأمسك يده ثم قال للغلام : أما علمت أني لا آكل علي مائدة ليس فيها خضر فأتني بالخضر، قال : فذهب وجاء بالبقل فألقاه علي المائدة فمدّ يده ثم أكل.

ص: 157


1- هذا محمول علي الأفراط أو أكله علي الريق.
2- الزعاق: الماء المر.

3- وفي الحديث : خضّروا موائدكم بالبقل فإنه مطردة للشيطان مع التسمية؛ وفي رواية زيّنوا موائدكم.

4- وعن حنان قال: كنت مع أبي عبد الله عليه السلام علي المائدة مال علي البقل وامتنعت أنا منه لعلة كانت بي، فالتفتَ إلي فقال : ياحنان أما علمتَ أن أمير المؤمنين عليه السلام لم يؤت بطبق إلا وعليه بقل. قلتُ: ولِمَ ذاك جعلتُ فداك؟ قال : لأن قلوب المؤمنين خضر (1) فهي تحنّ (2) إلي أشكالها .

البنفسج

1- قال الصادق عليه السلام : أربعة يعذلن الطبائع وعدّ منها البنفسج .

2- وعنه عليه السلام عن آبائه قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : اكسروا حرّ الحمي بالبنفسج والمياه الباردة الخ.

3- وقال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : فضلنا أهل البيت علي سائر الناس كفضل دهن البنفسج علي سائر الأدهان.

4- وعن صالح بن عقبة عن أبيه قال: أهديت إلي أبي عبد الله عليه السلام بغلة فصرعت بالذي أرسلت بها معه فأمته (3) فدخلنا المدينة فأخبرنا أبا عبد الله عليه السلام فقال : أفلا أسعطتموه بنفسجاً

ص: 158


1- لأن قلوب المؤمنين خضر وفي الكافي خطوة (كما في الوسائل) أي منورة بنور أخضر فتميل إلي شكلها الخ.
2- أي تميل.
3- فأمته : أي شجنه شجة بلغت أم الدماغ، وفي بعض النسخ فأوهنته أي أضعفته وكأنه أظهر .

فأسعط (1) بالبنفسج فبريء ثم قال: يا عقبة إن البنفسج بارد في الصيف حارّ في الشتاء، ليّن علي شيعتنا يابس علي عدوّنا، لو يعلم الناس ما في البنفسج قامت أوقية بدينار .

5- وعن يونس بن يعقوب قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : ما يأتينا من ناحيتكم شيء أحب إلينا من البنفسج.

6- وعنه عليه السلام قال : فضل البنفسج علي الأدهان كفضل الإسلام علي الأديان، نعم الدهن البنفسج، ليذهب بالداء من الرأس والعين فادهنوا به.

7- وعن عبد الرحمن قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فدخل عليه مهزم فقال لي أبو عبد الله عليه السلام : ادع لنا الجارية تجيئنا بدهن وكحل، فدعوت بها فجاءت بقارورة بنفسج، وكان يوماً شديد البرد، فصبّ مهزم في راحته منها ثم قال : جعلت فداك هذا البنفسج وهذا البرد الشديد؟ فقال : وما باله با مهزم؟ فقال : إن متطببينا بالكوفة يزعمون أن البنفسج بارد، فقال: هو بارد في الصيف ليّن حارّ في الشتاء.

8- وعنه عليه السلام : قال دهن البنفسج يرزن (2) الدماغ.

9- وعن علي بن أسباط رفعه قال : ادهن الحاجبين بالبنفسج فإنه يذهب بالصداع.

ص: 159


1- أسعطه الدواء : أدخلة في أنفه .
2- الرزانة : الوقار و كأنها هنا كناية عن القوة.

البيض

1- عن الأصبغ عن علي عليه السلام قال : إن نبياً من الأنبياء شكا إلي الله تعالي قلة النسل في أمته، فأمره أن يأمرهم بأكل البيض، ففعلوه فكثر النسل فيهم.

2- وعن الصادق عليه السلام قال : شكا نبيّ من الأنبياء إلي الله تعالي قلة النسل، فقال له : كل اللحم بالبيض.

3- وعن محمد بن عمر بن أبي حسنة الجمال قال : شكوت إلي أبي الحسن عليه السلام قلة الولد، فقال : أستغفر الله وكل البيض بالبصل.

4- وعن موسي بن بكر قال : سمعت أبا الحسن عليه السلام لا يقول : أكثروا من البيض فإنه يزيد في الولد.

وجاء عنهم في حديث قد ورد كثرة أكل البيض تكثر الولد.

5- وعن الصادق عليه السلام قال: من عدم الولد فليأكل البيض وليكثر منه .

6- وعن يونس بن مرازم قال: ذكر عند أبي عبد الله عليه السلام البيض فقال : إما أنه خفيف يذهب بقرم اللحم (1) وفي رواية أخري وليست له غائلة اللحم (2).

ص: 160


1- القرم - محركة - : شدة شهوة اللحم.
2- والعائلة : الشر والفساد.

7- وعن الصادق عليه السلام قال : مخ البيض (1) خفيف والبياض ثقيل.

8- وعن حمران بن أعين قال : قلت لأبي عبد الله عع: إن أناساً يزعمون أن صفرة البيض أخف من البياض؟ فقال إلامَ يذهبون في ذلك؟ فقلت : يزعمون أن الريش من البياض وأن العظم والعصب من الصفرة ، فقال أبو عبد الله عليه السلام : فالريش أخفها (2) .

4- فقه الرضا قال عليه السلام : يؤكل من البيض (ما) اختلف طرفاه .

10- المناقب : سئل الباقر عليه السلام أنه وجِد في جزيرة بيض كثير فقال : كل (ما) اختلف طرفاه ولا تأكل (ما) استوي طرفاه .

11- المكارم . عن علي بن أحمد بن أشيم قال : شكوت إلي الرضا عليه السلام قلة استمرائي الطعام قال : كل مخ البيض (3) ففعلت فانتفعت به .

12 - وعن علي عليه السلام قال : إن نبياً من الأنبياء شكي إلي الله تعالي قلة النسل في أمته، فأمره الله عز وجل أن يأمرهم أن يأكلوا الخبز بالبيض.

ص: 161


1- المخ: نقي العظم. وخالص كل شيء (المنجد) ويحتمل قوياً أن يكون بالحاء المهملة وهي خالص كل شيء وصفرة البيض.
2- يمكن أن الغرض في هذا الخبر بيان جهلهم بالعلة وإن كان أصل الحكم حقاً أو يكون الخبز الأول محمولاً علي التقية، وحاصل كلامه عليه السلام أن تعليلهم يعطي نقيض مدعاهم لأن الريش أخف أجزاء الطير والخفيف، يحمل من الخفيف، فالبياض أخف .
3- أي صفرته.

حرف التاء

التفاح

1- عن محمد بن الفيض قال: قلت: جعلت فداك يمرض منا المريض فيأمره المعالجون بالحِمية، قال : لا ولكنا أهل البيت لا نحتمي إلا من التمر ونتداوي بالتفاح والماء البارد .

2- وعن منصور بن يونس قال : سمعت أبا الحسن موسي بن جعفر عليه السلام يقول: ثلاثة لا تضرّ، العنب الرازقي و قصب السكر والتفاح اللبناني.

3- وعن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن الصادق عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام : أكل التفاح نضوج للمعدة (1) .

4- وعن الصادق عليه السلام قال : التفاح نضوج المعدة ، وقال : كل التفاح فإنه يطفيء الحرارة ويبرد الجوف ويذهب بالحمّي، وفي حديث آخر يذهب بالوباء.

5- وعن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ذكر له الحمي فقال : إنا أهل بيت لا نتداوي إلا بإفاضة الماء البارد يصبب علينا وأكل التفاح .

6- وعنه عليه السلام قال : لو يعلم الناس ما في التفاح (ما) داووا مرضاهم الا به.

ص: 162


1- نضوج للمعدة : أي يطيبها أو يغسلها وينظفها .

7- وعنه عليه السلام قال : أطعموا محموميكم التفاح فما من شيء أنفع من التفاح.

8- وعن درست عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث أنه رأي بين يديه تفاحاً أخضر قال: فقلت له : أتأكل من هذا والناس يكرهونه؟! فقال : وعكت (1) في ليلتي هذه فبعثت فأتيت به (2) فأكلته وهو يقلع الحمي ويسكّن الحرارة .

9- وعن سليمان بن درستويه الواسطي قال: وجهني المفضل بن عمر بحوائج (3) إلي أبي عبد الله عليه السلام : فإذا قدامه تفاح أخضر فقلت له : جعلت فداك ما هذا؟ فقال : يا سليمان إني وعكت البارحة فبعثت إلي هذا (4) لآكله أستطفيء به الحرارة (5) ويبرد الجوف ويذهب بالحمّي.

10- وعن القندي قال : أصاب الناس وباء ونحن بمكة فأصابني، فكتبت إلي أبي الحسن فكتب إليَّ كُل التفاح فأكلته فعوفيت .

ص: 163


1- وعك: - الحرّ - اشند. وعكته الحمي: - الرجل - أعصابه ألم من شدة التعب، وعكة الحمي: اشتدادها.
2- فأتيت به : علي بناء المجهول.
3- بحوائج: أي بأشياء، كان عليه السلام أحتاج إليها فطلبها منه وكان عليه السلام يرجع إلي المفضل بأشباه ذلك كما يفهم من أخبار أخر.
4- أي طلبته من بعض النواحي.
5- جملة استننافية وكانت الواقية المذكورة في هذا الخبر غير ما ذكر في الساعة السابق الاختلاف الراوي.

11 - وأيضاً عن القندي قال : دخلت المدينة ومعي أخي سيف فأصاب الناس الرعاف، وكان الرجل إذا رعف يومين مات فرجعت إلي المنزل، فإذا سيف أخي يرعف رعافاً شديداً، فدخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فقال: يا زياد أطعم سيفاً التفّاح فرجعت فأطعمته إياه فبريء.

وينفع التفاح في الرعاف *** مبرد حرارة الأجواف

وفيه نفع للسقام المعارض *** ويورث النسيان أكل الحامض

12 - وعن الجعفري قال : سمعت أبا الحسن يقول : التفاح شفاء من خصال من السُمّ والسِحر واللمم (1) يعرض من أهل الأرض (2) والبلغم الغالب وليس (من) شيء أسرع منفعة منه.

13 - وعن محمد بن مسلم قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : لو يعلم الناس ما في التفّاح (ما) داووا مرضاهم إلا به ألا وإنه أسرع شيء منفعة للفؤاد خاصة وأنّه نضوحه.

14- وعن أبي بصير قال : سمعت الباقر عليه السلام يقول: إذا أردت أكل التفاح فشمّه ثم كله فإنك إذا فعلت ذلك أخرج من بدنك كل داء وغائلة ويسكّن ما يوجد من قبل الأرواح كلّها (3) .

ص: 164


1- اللمم: جنون خفيف أو طرف من الجنون يلم بالإنسان .
2- ومما يعرضي من الأمراض.
3- الأرواح : الجن واخلاط البدن جميعا أو الصفراء أو السوداء خصوصاً فإنه قد يطلق عليهما في الأخبار والأول أظهر، وكان العلة فيه أن استيلاء الجن غالباً إنما يكون من ضعف القلب والدماغ والتفاح أكلاً و شماً بقويهما.

15- وفي الحديث أن التفاح يورث النسيان وذلك لأنه يولد في المعدة لزوجة .

16- وقال النبي صلي الله عليه وآله وسلم : كلوا التفاح علي الريق فإنه نضوج المعدة.

17- وعن علي عليه السلام أنه قال : عليكم بالتفاح فكلوه فإنه نضوج المعدة .

18- وعن الرضا عليه السلام أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم كان يعجبه النظر إلي الأترج الأخضر والتفاح الأحمر .

التمر

قال الله تعالي: «وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا » (1)

1- وعن الباقر عليه السلام قال : لم يستشف النساء بمثل الرطب إن لله أطعمه مريم في نفاسها .

2- ومن الصادق عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : بينما نحن عند رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم ،إذ ورد عليه وفد (2) عبد القيس فسلّموا ثم وضعوا بين يديه جلة تمر فقال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : أصدقة أم هدية؟ قالوا: بل هدية يا رسول الله صن، قال : أيّ تمراتكم هذه؟ قالوا : البرني، فقال صلي الله عليه وآله وسلم : في تمرتكم هذه تسع خصال إن هذا

ص: 165


1- في سورة مريم الآية 25.
2- الفود مصدر : جمع الوافد وهم القوم يجتمعون فيردون البلاد .

جبرئيل عليه السلام يخبرني أن فيه تسع خصال يطيب النكهة ويطيب المعدة ويهضم الطعام ويزيد في السمع والبصر ويقوي الظهر ويخبّل الشيطان (1) ويقرب من الله عز وجل ويباعد من الشيطان .

3- وعن الصادق عليه السلام قال : أكل التمر البرني علي الريق يورث الفالج.

4- وعن النبي صلي الله عليه وآله وسلم أنه قال : كلوا التمر علي الريق فإنه يقتل الديدان في البطن. (والمراد به هنا غير البرني فإن أكله علي الريق يورث الفالج كما عن الصدوق ره).

5- وعن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال : الكمأة من المن الذي أنزل الله تعالي علي بني إسرائيل وهي شفاء العين، والعجوة من البرتي التي من الجنة وهي شفاء من السم (2) .

6- وعن الصادق عليه السلام قال، قال أمير المؤمنين عليه السلام : ما تأكل الحامل من شيء ولا تتداوي به أفضل من الرطب، قال الله عز وجل لمريم «وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ۖ» حنكوا أولادكم بالتمر فهكذا فعل رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم بالحسن والحسين عليه السلام .

7- وعن الصادق عليه السلام قال : ما قدم لرسول الله صلي الله عليه وآله وسلم طعام فيه تمر إلا بدأ بالتمر .

ص: 166


1- قال في القاموس : الخيل فساد الأعضاء والفالج ويحرك فيهما و قطع الأبدي والأرجل .
2- البرني: تمر معرّب أصله برنيك أي الحمل الجيّد.

8- وعنه عليه السلام قال : كان حلواء رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم التمر .

9- وعنه عليه السلام قال: كان رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم أول ما يفطر عليه في زمن الرطب الرطب، وفي زمن التمر التمر.

10- وعن حنان بن سدير عن أبيه قال: كان علي بن الحسين عليه السلام لا يحب أن يري الرجل تمرياً لحب رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم التمر.

11- وعن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من أكل سبع تمرات عجوة(1) عند منامه قتلن الديدان في بطنه.

12 - وعن الصادق عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: خالفوا أصحاب المسكر وكلوا التمر فإن فيه شفاء من الأدواء (2) .

13 - وعن محمد بن الحسن بن شمون قال : كتبت إلي أبي الحسن عليه السلام لي إن بعض أصحابنا يشكو البخر، فكتب إليه: كل التمر البرني . قال : وكتب إليه آخر يشكو يبساً فكتب إليه كل التمر البرني علي الريق واشرب عليه الماء، ففعل فسمن وغلبت عليه الرطوبة فكتب إليه يشكو ذلك فكتب إليه كل التمر البرني علي الريق ولا تشرب عليه الماء فاعتدل .

ص: 167


1- والعجوة بالحجاز التمر المحشي وتمر بالمدينة .
2- الأدواء : جميع الداء هو المرض.

14- وعن الصادق عليه السلام قال : خير تموركم البرني يذهب بالداء ولا داء فيه، ويشبع ويذهب بالبلغم ومع كل تمرة حسنة .

15- وعن الحسن بن علي بن أبي عثمان رفعه قال : أهدي الرسول الله صلي الله عليه وآله وسلم تمر برني من تمر اليمامة فقال : يا عمير أكثر لنا من هذا التمر فهبط عليه جبرئيل عليه السلام فقال : ما هذا؟ فقال : تمر برني أهدي لنا من اليمامة ، فقال جبرئيل للنبي صن: التمر البرني يشبع ويهنيءو يمريء وهو الدواء ولا داء له مع كل تمرة حسنة ويرضي الرب، ويسخط الشيطان ويزيد في ماء قفار الظهر.

16 - وعن أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه قال : خير تموركم البرني فأطعموا نساءكم في نفاسهن (1) تخرج أولادكم حلماء .

17 - وعن الصادق عليه السلام قال : لو كان طعام أطيب من الرطب الأطعمة الله مريم.

18 - وعن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : ليكن أول ما تأكل النفساء الرطب فإن الله عز وجل قال لمريم بنت عمران : «وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا» قيل يا رسول الله : فإن لم يكن أوان الرطب؟ قال : سبع تمرات من تمرات المدينة ، فإن لم يكن فسبع تمرات من تمرات أمصاركم ، فإن الله تباه و تعالي قال : وعزتي وجلالي و تطمتي وارقام مكاني لا تأكل

ص: 168


1- كان المراد بنافسهن قبل الولادة أو محمول علي ما إذا ارضعن أولادهن والأخير أنصب بقصة مريم.

نفساء يوم تلد الرطب فيكون غلاماً إلا كان حليماً وإن كانت جارية إلا تكون حليمة .

19 - وعن هشام بن الحكم قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : الصرفان (1) سيّد تموركم.

20 - وعن الصادق عليه السلام قال : الصرفان من العجوة وفيه شفاء من الداء .

21- وعنه عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : أشبه تموركم بالطعام الصرفان.

22 - وعن سليمان الجعفري قال : قال أبو الحسن الرضا عليه السلام : أتدري مما حملت مريم؟ فقلت: لا إلا أن تخبرني، فقال : من تمر الصرفان نزل بها جبرئيل فأطعمها فحملت.

23 - وعن الصادق عليه السلام نعم التمر صرفان لا داء ولا غائلة .

24 - وعن حنان بن سدير عن أبيه قال: دخل عليّ أبو جعفر عليه السلام بالمدينة فقدمت إليه تمر نِرسيان (2) وزبداً فأكل ثم قال : ما أطيب هذا أي شيء هو عندكم؟ قلت: النرسيان فقال : اهد إليّ من نواه حتي أغرسه في أرضي .

ص: 169


1- المراد به الصرفان هو العجوة كما في رواية و نظر (أي الصادق عليه السلام ) إلي الصرفان فقال : ما هذا ؟ قال : االصرفان ، هو عندنا العجوة في شفاء .
2- في القاموسي النرسبان بالكسر من أجود التمر الواحدة بهاء .

25 - الفردوس، عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال : كلوا البلح (1) بالتمر فإن الشيطان إذا أكله ابن آدم غضب، فقال : يقي ابن آدم حتي أكل الجديد بالخلق.

وقد أتانا من ولاة الأمر *** وعن أبيهم حبّهم للتمر

فأصبحت شيعتهم كذلك *** تحبه في سائر الممالك

وجاء في الحديث أن البرني *** يشبع من يأكله ويهني

وهو الذي يذهب بالإعياء *** وهو دواء سالم من داء

التين

1- عن الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال : لما خرج ملك القبط پريد هدم بيت المقدس اجتمع الناس إلي حزقيل النبي عليه السلام فشكوا ذلك إليه فقال لعلي: أناجي ربي الليلة، فلما جنّه الليل ناجي ربه فأوحي الله إليه إني قد كفيتكم وكانوا قد مضوا (2) فأوحي الله إلي ملك الهواء أن أمسك عليهم أنفاسهم فماتوا كلهم وأصبح حزقيل النبي صلي الله عليه وآله وسلم وأخبر قومه بذلك فخرجوا فوجدوهم قد ماتوا ودخل حزقيل النبي عليه السلام العجب فقال في نفسه ما فضل سليمان النبي عليه السلام علي وقد أعطيت مثل هذا؟ قال: فخرجت علي كبده قرحة فأذته فيخشع لله وتذلل وقعد علي الرماد فأوحي الله إليه أن خذ لبن التين فحكه علي صدرك من خارج ففعل فسكن عنه ذلك.

ص: 170


1- البلح محركة بين الخلال والبسر.
2- وكانوا قد مضوا: أي حزقيل وأصحابه خوفاً من الملك أو الملك وأصحابه بقدرة الله فيكون موتهم بعد المضي في الطريق.

2- وعن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: التين يذهب بالبخر (1) ويشدّ العظم وينبت الشعر ويذهب بالداء حتي لا يحتاج معه إلي دواء، وقال : التين أشبه (2) شيء بنبات الجنة وهو يذهب بالبخر.

والتين مما جاء فيه السنّه *** أشبه شيء بنبات الجنه

ينفي البواسير وكل الداء *** ومعه لم يحتج إلي دواء

3- وعن محمد بن غرقة قال : كنت بخراسان أيام الرضا عليه السلام والمأمون فقلت للرضا عليه السلام : يا بن رسول الله ما تقول في أكل التين؟ فقال : هو جيد للقولنج فكلوه .

4- وعن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : عليكم بأكل التين فإنه نافع للقولنج، وأقلوا من أكل السمك فإن لحمه يذيل البدن ويكثر البلغم ويغلظ النفس.

5- وعن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: أكل التين يلين السدد وهو نافع لرياح القولنج فأكثروا منه بالنهار وكلوه بالليل ولا تكثروا منه.

6- وعن أبي ذر رحمه الله قال: أهدي إلي النبي صلي الله عليه وآله وسلم طبق عليه تبن فقال لأصحابه : كلوا فلو قلت: فاكهة نزلت من الجنة لقلت هذه لأنه فاكهة بلا عجم (3) فإنها تقطع البواسير وتنفع من النقرس.

ص: 171


1- بخر يبخر بخراً: الفم أنتن ريحه.
2- لعل الأشبهية الخلوص جوفه عما يلقي ويرمي.
3- العجم: نوي التمر أو كل ما كان في جوف مأكول.

7 - المكارم في الحديث من أراد أن يرق قلبه فليدمن أكل البلس وهو التين.

8- وعن كعب قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : كلوا التين الرطب واليابس فإنه يزيد في الجماع ويقطع البواسير وينفع من النقرس (1) والأبردة (2) .

9 - الفردوس عن ابن عباس عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال: من أحب أن يرق قلبه فليدمن من أكل البلس يعني التين .

10 - وعنه عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال : كلوا التين فإن علي كل ناحية منه بسم الله القوي.

حرف الثاء

الثريد

1 - عن الرضا عن آبائه عليهم السلام، قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : إذا أكلتم الثريد (3) فكلوه من جوانبه فإن الذروة (4) فيها البركة .

2 - وعن السكوني عن أبي عبد الله عن آبائه عليهم السلام قال : أول من ثرد إبراهيم عليه السلام وأول من هشم هاشم (5) .

ص: 172


1- النقرس: دأء معروف يأخذ في الرجل. و هو ورم يحدث في مفاصل القدم وفي إيهامها أكثر .
2- الأبردة: - بالكسر - برد في جوف.
3- ثرد الخبز: فتّه والفرق بينه وبين الهشم أن الترد في غير اليابس والهشم قيه .
4- الذروة: أعلي الشيء.
5- هشم: الشيء كسره. ويقال : هشم الثريد ثقومه أي كسر الخير وفتّه وبلّه بالمرق، فجعله ثريداً ، فهو هاشم.

3- وعن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال: الثريد بركة .

4- وعن الصادق عليه السلام قال : الثريد طعام العرب .

5- وعن سلمة بن محرز قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام : عليك بالثريد فإني لم أجد شيئاً أقوي لي منه .

6- وعن المفضل بن عمر قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فأتي بلون (1) فقال : كل من هذا فأما أنا فما شيء أحب إليّ من الثريد. الحديث.

7- وعن علي عليه السلام قال : لا تأكلوا من رأس الثريد وكلوا من جوانبها فإن البركة في رأسها.

8- وقال الصادق عليه السلام : عليكم بالثريد فإني لم أجد شيئا أرفق

9- وقال النبي صلي الله عليه وآله وسلم : اللهم بارك لأمتي في الثرد والثريد.

10 - وقال الصادق عليه السلام : أطفئوا نائرة الضغائن (2) باللحم والثريد (3) .

11 - وعن الدعائم عن جعفر عليه السلام قال : الثريد بركة وطعام الواحد يكفي الاثنين . يعني صلوات الله عليه أنه يقوتهم لا علي الشبع والاتساع .

ص: 173


1- في الكافي بلون أي من ألوان الطعام المشتمل علي الأبازير مختلفة .
2- الضغائن : الحقد والعداوة والبغضاء.
3- يعني عن قلوبكم بأكلهما أو عن قلوب إخوانكم بإطعامهما إياهم.
الثوم

1 - عن علي بن جعفر عن أخيه عليه السلام قال : سألته عن الثوم والبصل يجعل في الدواء قبل أن يطبخ، قال : لا بأس.

2 - وسألته عن أكل الثوم والبصل بالخل قال : لا بأس.

3 - وعن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال : سألته عن الثوم فقال : إنما نهي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم عنه لريحه، فقال : من أكل هذه البقلة المنتنة فلا يقرب مسجدنا، فأما من أكل ولم يأت المسجد فلا بأس .

4- وعن داود بن فرقد عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : من أكل هذه البقلة فلا يقرب مسجدنا ولم يقل إنه يحرم.

5 - وعن أبي بصير قال : سئل أبو عبد الله عليه السلام عن أكل الثوم والبصل قال : لا بأس بأكله نياً وفي القدر (1) .

6 - وعن الحسن الزيات قال : ما أن قضيت نسكي مررت بالمدينة فسألت عن أبي جعفر عليه السلام فقالوا: هو ينبع (2) فأتيت ينبع فقال : يا حسن أتيتني إلي ههنا؟ فقلت: نعم، جعلت فداك كرهت أن أخرج ولا ألقاك فقال : إني أكلت هذه البقلة يعني الثوم فأردت أن أتنحي عن مسجد رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم .

ص: 174


1- التي هو الذي لم يطبخ ولم ينضج.
2- ينبع كينصر فرية كبيرة بها حصن علي سبع مراحل من المدينة من جهة البحر ، ذكره في النهاية .

7- وعن الفردوس عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : كلوا الثوم وتداووا به فإن فيه شفاء من سبعين داء.

8- وعن علي عليه السلام قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : يا علي كل الثوم فلولا أني أناجي الملك لأكلته.

9 - وعن علي عليه السلام قال : لا يصلح أكل الثوم إلا مطبوخاً.

10 - وعن دعوات الراوندي قال النبي صلي الله عليه وآله وسلم : من أكل هذه البقلة المنتنة - الثوم والبصل - فلا يغشانا في مجالسنا، وأن الملائكة تتأذي بما يتأذي به المسلم.

حرف الجيم

جاورس

1 - وعن الكافي بإسناده عن أيوب بن نوح قال : حدثني من أكل مع أبي الحسن عليه السلام هريسة بالجاورس (1) فقال : أما أنه طعام ليس فيه ثقل ولا له غائلة وأنه أعجبني فأمرت أن يتخذ لي وهو باللبن أنفع وألين في المعدة .

ص: 175


1- في بحر الجواهر : جاورس: معرب كاورس وهو خير من الدخن في جميع أحواله إلا أنه أقوي قبضاً ، بارد في الأولي باب في الثانية قابض مجفف يسكن الوجع ويحلل النفخ إذا قلي و كمد حاراً ويولد دماً رديئاً، ولو طبخ باللين قل ضرره وهو قليل الغذاء بطيء الهضم. وقال ابن بيطار : الجاورس عند الأطباء صنفان من الدخن صغير الحب شديد القبض أغير اللون وهو عند جميع الرواة الدخن نفسه إلخ.
الجبن

1 - عن إسماعيل بن علي الدعبلي عن أبيه عن الرضا عن آبائه عن علي بن الحسين عليه السلام قال : شيئان ما دخلا جوفاً قط إلا أفسداه الجبن والقديد. الخبر .

2- وعن الصادق عليه السلام : ثلاث يؤكلن ويهزلن: اللحم اليابس والجبن والطلع.

3- وعن أبي الجارود قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن الجبن وقلت له : أخبرني من رأي أنه يجعل فيه الميتة فقال : من أجل مكان واحد يجعل الميتة حرم في جميع الأرضين، إذا علمت أنه ميتة فلا تأكله وإن لم تعلم فاشتر وكل والله إني لأعترض السوق فأشتري بها اللحم والسمن والجبن والله ما أظن كلهم يسمون هذه البربر وهذه السودان .

4- وعن بكر بن حبيب قال : سئل أبو عبد الله عليه السلام عن الجبن وأنه توضع فيه الأنفحة من الميتة قال : لا يصلح، ثم أرسل بدرهم قال، اشتر من رجل مسلم ولا تسأله عن شيء.

5- وعنهم عليه السلام الجبن يهضم الطعام قبله ويشهي ما بعده .

6- دعوات الراوندي قال الصادق عليه السلام : نعم اللقمة الجبن يطيب النكهة ويهضم ما قبله ويمري ما بعده .

7- وعن محمد بن سماعة عن أبيه قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: نعم اللقمة الجبن تعذب الفم وتطيب النكهة

ص: 176

وتهضم ما قبله وتشهي الطعام، ومن يعتمد أكله رأس الشهر أوشك أن لا ترد له حاجة.

8 - وعن محمد بن الفضيل النيسابوري عن بعض رجاله عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سأله رجل عن الجبن فقال : داء لا دواء له، فلما كان بالعشي دخل الرجل علي أبي عبد الله عليه السلام فنظر إلي الجبن علي الخوان فقال : جعلت فداك سألتك بالغداة عن الجبن فقلت لي: إنه الداء الذي لا دواء له والساعة أراه علي الخوان، قال : فقال له : هو ضار بالغداة نافع بالعشي ويزيد في ماء الظهر، وروي أن مضرة الجبن في قشره.

9- وعن الصادق عليه السلام قال : الجبن والجوز في كل واحد منهما الشفاء، فإن افترقا كان في كل واحد منهما الداء.

10 - وعنه قال عليه السلام قال : إن الجبن والجوز إذا اجتمعا كانا دواءً وإذا افترقا كانا داءً.

11- وعنه عليه السلام قال : الجبن يهضم ما قبله ويشهي ما بعده .

الجرجير

1- عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال : الجرجير شجرة علي باب النار .

2- وعن حماد بن زكريا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم ، أكرهالجرجير وكأني أنظر إلي شجرتها نابتة في

ص: 177

جهنم ولا تضلّع (1) منها رجل بعد أن يصلي العشاء إلا بات تلك الليلة ونفسه تنازعه إلي الجذام.

3- وفي حديث آخر: من أكل الجرجير بالليل ضرب عليه عرق الجذام من أنفه وبات ينزف الدم (2) .

4- وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: كأني أنظر إلي الجرجير يهتز (أي يتحرك ) في النار .

5- وعن علي بن أبي حمزة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام : لبني أمية من البقول الجرجير .

6- وعن نصير مولي أبي عبد الله عليه السلام أو موفق مولي أبي الحسن عليه السلام قال : كان إذا أمر بشيء من البقل يأمر بالإكثار من الجرجير فيشتري له وكان يقول : ما أحمق بعض الناس يقولون إنه ينبت في وادي جهنم والله تبارك وتعالي يقول: وقودها الناس والحجارة فكيف ينبت البقل؟.

7- وفي الكافي عن موفق مولي أبي الحسن عليه السلام إذا أمر بشراء البقل يأمر بالإكثار منه ومن الجرجير (3) .

ص: 178


1- أي لا تكثر.
2- ضرب عرق الجذام: كناية عن تحريك مادته لتوليده أبخرة حادة توجب احتراق الأخلاط و انصبابها إلي المواضع المستعدة للجذام ؛ ولما كان الأنف أقبل المواضع لذلك خصّ بالذكر ولذا يبتديء غالباً بالأنف. ونزف الدم أما كناية عن طغيانه واحتراقه وانصبابه إلي المواضع أو عن قلة الدم الصالح في البدن.
3- يمكن الجمع بين هذا الخبر وسائر الأخبار بأن النفي في هذا الخير كونه علي حقيقة البقلية والمثبت في غيره كونه علي هذا الشكل والهيئة كشجرة الزقوم، ويحتمل أن يكون أخبار الإثبات والإنبات محمولةعلي التقية.

8- وعن الرضا عليه السلام قال : الباذروج (1) لنا والجرجير لبني أمية.

9- وعن الصادق عليه السلام قال: أكل الجرجير بالليل يورث البرص .

10- دعوات الراوندي قال النبي صلي الله عليه وآله وسلم : من أكل الجرجير ثم نام ينازعه عرق الجذام في أنفه ، وقال : رأيتها في النار .

الجزر

1- عن داود بن فرقد قال : سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول : أكل الجزر يسخن الكليتين ويقيم الذكر قلت: جعلت فداك وكيف آكله وليس لي أسنان؟ فقال : مر الجارية تسلقه وكله (2) .

2- وروي بعض أصحابنا أن داود قال : دخلت عليه وبين يديه جزر فناولني جزرة فقال : كل، فقلت: ليست لي طواحن فقال : أما لك جارية؟ فقلت: بلي فقال : مرها تسلقه لك وكل فإنه يسخن الكليتين ويقيم الذكر .

3- المكارم عنه عليه السلام مثله قال : وقال الجزر أمان من القولنج والبواسير ويعين علي الجماع (3) .

ص: 179


1- قد تقدم في الاباذروج فراجع.
2- سلق البيض أو البقل أغلاه بالنار .
3- وقيل يمكن أن يكون نفعه للقولنج لما ذكره الأطباء أنه إذا كان في المعدة رطوبة لزجة يدفعها ويفتح سدد الكبد، ونفعه البواسير النفتيح والترطيب واصلاح حال الكبد و منع تولد السوداء غير الطبيعي فيه لأن عروض البواسير في غلبة السوداء غير الطبيعي .
الجمار

1- في كتاب الطب النبوي لشمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي الدمشقي ابن قيم الجوزية قال (جمار) وهو قلب النخل. ثبت في الصحيحين، عن عبد الله بن عمر، قال: بينا نحن عند رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم جلوس، إذ أتي بجمار نخلة ، فقال النبي صلي الله عليه وآله وسلم : إن من الشجر شجرة مثل الرجل المسلم لا يسقط ورقها . الحديث.

والجمار بارد يابس في الأولي : يخم (1) القروح. وينفث من الدم. واستطلاق البطن وغلبة المرة الصفراء . وثائرة الدم (أي هيجانه) وليس برديء الكيموس (2) ويغذو غذاء يسيراً وهو بطيء الهضم. وشجرته كلها منافع. ولهذا مثلها النبي صلي الله عليه وآله وسلم بالرجل المسلم لكثرة خيره ومنافعه انتھي.

2- وعن دارم بن قبيصة عن الرضا عن آبائه عليهم السلام قال : كان النبي صلي الله عليه وآله وسلم يأكل الطلع والجمار بالتمر ويقول : إن إبليس يشتد غضبه ويقول: عاش ابن آدم حتي أكل العتيق بالحديث.

الجوز

1- عمر بن يزيد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلاث لا يؤكلن ويسمن، وثلاث يؤكلن ويهزلن فأما اللواتي يؤكلن ويهزلن فالطلع

ص: 180


1- (خيم بخم خماً) البيت: كنسه . البئر نفاها.
2- الكبموس: أي الغذاء المهضوم.

والكسب والجوز وأما اللواتي لا يؤكلن ويسمن فالنورة والطيب ولبس الكتان.

2 - وعن أمير المؤمنين عليه السلام أكل الجوز في شدة الحر يهيج الحر ويهيج القروح في الجسد، وأكله في الشتاء يسخن الكليتين ويدفع البرد.

3- وعن الصادق عليه السلام الجبن والجوز في كل واحد منهما الشفاء فإن افترقا كان في كل واحد منهما الداء.

4- وعن الصادق عليه السلام قال : أربعة أشياء تجلو البصر وتنفعن ولا تضررن فسئل عنهن فقيل له : ما هي؟ فقال : السعتر والملح إذا اجتمعا والنانخواه والجوز إذا اجتمعا (1) ، قيل ولما يصلح هذه الأربعة إذا اجتمعن ؟ قال : النانخواه و الجوز يحرقان البواسير ويطردان الريح ويحسنان اللون ويخشنان المعدة ويسخنان الكلي، والسعتر والملح يطردان الرياح من الفؤاد ويفتحان السدد ويحرقان البلغم ويدرّان الماء ويطيبان النكهة ويليّنان المعدة ويذهبان بالريح الخبيثة من الفم ويصلبان الذكر .

ص: 181


1- وفي نسخة فقال : السعتر والملح والنانخواه والجوز إذا اجتمعن.

حرف الحاء

حبة السوداء

1- فقه الرضا عليه السلام قال : أروي عن العالم عليه السلام أن حبة السوداء مباركة يخرج الداء الدفين من البدن.

2- وعنه عليه السلام أن الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام، وعليكم بالعسل وحبة السوداء.

3- وعن الحسن بن شاذان عن أبي جعفر عليه السلام قال : سئل عن الحمي الغب (1) الغالبة قال : يؤخذ العسل والشونيز (2) ويلعق منه ثلاث لعقات فإنها تنقطع وهما مباركان ، قال الله تعالي في العسل «يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ۗ». وقال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام، قيل: يا رسول صلي الله عليه وآله وسلم وما السام؟ قال : الموت، قال هذان لا يميلان إلي الحرارة والبرودة ولا إلي الطبائع إنما هما شفاء حيث وقعا.

4- وعن ذريح قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : إني لأجد في بطني قراقر ووجعاً، قال : ما يمنعك من الحبة السوداء، فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام.

5- وعن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم في هذه الحبة السوداء : إن فيها شفاء من كل داء إلا السام، فقيل: يا رسول الله وما السام؟ قال : الموت.

ص: 182


1- غبت عليه الحمي: أخذته يوماً وتركته يوماً.
2- يعني الحبة السوداء.

6- وعن زرارة بن أعين قال : سمعت أبا جعفر وقد سئل عن قول رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم في الحبة السوداء فقال أبو جعفر عليه السلام : نعم قال ذلك رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم واستثني فيه فقال إلا السام. ولكن ألا أدلك علي ما هو أبلغ منها ولم يستثن النبي صلي الله عليه وآله وسلم فيه؟ قلت: بلي يا بن رسول الله ، قال : الدعاء يرد القضاء وقد أبرم إبراماً، والصدقة تطفيء الغضب وضم أصابعه (1) .

7- المكارم: قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : إن هذه الحبة السوداء فيه شفاء من كل داء إلا السام، فقلت: وما السام؟ قال : الموت قلت: وما الحبة السوداء ؟ قال : الشونيز ، قلت : وكيف أصنع؟ قال : تأخذ إحدي وعشرين حبة فتجعلها في خرقة وتنقعها في الماء ليلة ، فإذا أصبحت قطرت في المنخر الأيمن قطرة وفي الأيسر قطرة، فإذا كان في اليوم الثاني قطرت في الأيمن قطرتين وفي الأيسر قطرة، فإذا كان في اليوم الثالث قطرت في الأيمن قطرة وفي الأيسر قطرتين تخالف بينهما ثلاثة أيام، قال سعد ونجدد الحب في كل يوم.

8- وعن الصادق عليه السلام قال : الحبة السوداء شفاء من كل داء وهي حبيبة رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم فقيل له: إن الناس يزعمون أنها الحرمل قال : لا هي شونيز فلو أتيت أصحابه فقلت : اخرجوا إليّ حبيبة رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم لأخرجوا إليّ الشونيز .

9- وعن المفضل قال : شكوت إلي أبي عبد الله عليه السلام أني ألقي من البول شدة فقال : خذ من الشونيز في آخر الليل .

ص: 183


1- كأن ضم الأصابع تأكيد فعلي للإبرام .

10- عنه عليه السلام قال: إن في الشونيز شفاء من كل داء فأنا آخذه اللحمي والصداع والرمد ولوجع البطن ولكل ما بعرض لي من الأوجاع فيشفيني الله عز وجل به .

الحرمل

1- عن زيد بن علي رفعه إلي آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : ما أنبت الحرمل من شجرة ولا ورقة ولا ثمرة إلا وملك موكل بها حتي تصل إلي من وصلت إليه أو تصير حطاماً، وإن في أصلها وفرعها نشرة (1) ، وإن في حبها الشفاء من اثنين وسبعين داء فتداووا بها وبالكندر .

2- وعن الصادق عليه السلام أنه سئل عن الحرمل واللبان فقال : أما الحرمل فما تقلقل له عرق في الأرض ولا ارتفع له فرع في السماء إلا وكل به ملك حتي يصير حطاماً أو يصير إلي ما صار، وأن الشيطان ليتنكب (2) سبعين داراً دون الدار التي هو فيها، وهو شفاء من سبعين داء أهونه الجذام فلا تغفلوا عنه.

3- المكارم: عن محمد بن الحكم قال: شكي نبي إلي الله عز وجل جبن أمّته فأوحي الله عز وجل إليه مر أمتك تأكل الحرمل، وفي رواية مرهم فليسقوا الحرمل فإنه يزيد الرجل شجاعة.

4- ومنه سئل الصادق عليه السلام عن الحرمل واللبان (أي الكندر)

ص: 184


1- قال الجوهري : النشرة هي كالتعويذ والرقية .
2- تنكب وتكه تشكيباً: نحاه.

فقال : أما الحرمل فما تقلقل (1) له عرق في الأرض ولا ارتفع له فرع في السماء إلا وكل الله عز وجل به ملكاً حتي يصير حطاماً أو يصير إلي ما صار إليه ، فإن الشيطان قد يتنكب سبعين داراً دون الدار التي فيها الحرمل وهو شفاء من سبعين داء أهونه الجذام فلا يفوتنكم، وأما اللبان فهو مختار الأنبياء عليهم السلام من قبلي وبه كانت تستعين مريم عليه السلام ، وليس دخان يصعد إلي السماء أسرع منه، وهو مطردة الشياطين ومدفعة للعاهة فلا يفوتنّكم.

5 - الفردوس عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال : من شرب الحرمل أربعين صباحاً كل يوم مثقالاً لاستنار الحكمة في قلبه وعوفي من اثنين وسبعين داء أهونه الجذام.

الحزاء

1- المحاسن روي عن أبي عبد الله عليه السلام أن الحزاء جيد للمعدة بماء بارد،

2 - الكافي بإسناده عن محمد بن عمرو بن إبراهيم قال : سألت أبا جعفر عليه السلام وشكوت إليه ضعف معدتي فقال : اشرب الحزاء تشربها بالماء البارد، ففعلت فوجدت منه ما أحب (2) .

ص: 185


1- أي تحرك، وفي بعض النسخ (تغلغل) والغلغل عرق الشجر إذا أمعن في الأرض.
2- قال في النهاية في حديث بعضهم الحزاءة تشربها أكايس النساء للطشة ، الحزاءة نيت بالبادية يشبه الكرفس إلا أنه أعرفي ورقاً منه والحزاء جنس لها ، والعطشة إلزكام، وفي رواية يشتريها أكايس النساء للخافية والاقلات. الخالية الجن، والأقلات موت الولد، كأنهم يرون ذلك من قبل الجن فإذا تبخرن به نفعهن في ذلك، وفي القاموس: الحزا ويمد - نبت - الواحدة حزأة وحزاءة و غلط الجوهري فذكره بالخاء ، وقال بعضهم: هو نبت يكون بأذربيجان كثيراً ويربي ورقه في الخل وفيه حموضة.
الحلواء

1- عن الصادق عليه السلام عن آبائه قال : قيل لرسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : الشراب أحب إليك؟ قال: الحلو البارد .

2- وعنه عليه السلام عن آبائه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : المؤمن عذب يحبّ العذوبة، والمؤمن حلو يحبّ الحلاوة.

3- عن سهل بن زياد عن أحمد بن هارون بن موفّق المدائني عن أبيه قال: بعث إليّ الماضي يوماً فأكلنا عنده وأكثروا من الحلواء فقلت: ما أكثر هذه الحلواء، فقال : إنا وشيعتنا خلقنا من الحلاوة فنحن نحبّ الحلواء.

4- وعن الباقر عليه السلام قال : من لم يرد الحلواء يرد الشراب .

5- وقال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : من أطعم أخاه حلاوة أذهب الله عنه مرارة الموت.

6- وعن الصادق عليه السلام قال : كل من اشتد لنا حباً اشتد للنساء

حباً وللحلواء.

الحلبة

1- عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم عليكم بالحلبة ولو بيع وزنها ذهباً .

2 - وقال صلي الله عليه وآله وسلم : عليكم بالحلبة ولو تعلم أمتي ما لها في الحلبة التداووا بها ولو بوزنها ذهباً.

ص: 186

3- وقال صلي الله عليه وآله وسلم : تداووا بالحلبة فلو تعلم أمتي ما لها في الحلبة التداوت ولو بوزنها من ذهب .

الحمّص

1- عن البزنطي عن الرضا صلوات الله عليه قال : الحمص جيد لوجع الظهر، وكان يدعو به قبل الطعام وبعده (1) .

2- عن نوح بن شعيب عن نادر الخادم قال : كان أبو الحسن الرضا صلوات الله عليه يأكل الحمص المطبوخ قبل الطعام وبعده .

3- المكارم عن الصادق عليه السلام ذكر عنده الحمص فقال : هو جيّد لوجع الصدر .

الحنطة

1- عن عمر بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب عليه السلام أنه سئل عما خلق الله الشعير ، فقال : إن الله تبارك وتعالي أمر آدم عليه السلام أن ازرع مما اخترت لنفسك، وجاءه جبرئيل بقبضة من الحنطة فقبض آدم علي قبضة وقبضت حواء علي أخري، فقال آدم لحواء : لا تزرعي أنتِ فلم تقبل أمر آدم فكلما زرع آدم جاء حنطة وكلما زرعت حواء جاء شعيراً (2) .

ص: 187


1- كأنه ردّ علي الأطباء حيث خصوا نقعه بأكله وسط الطعام .
2- المشهور بين الأطباء أن الحنطة حارة معتدلة في الرطوبة واليبس، والمقلو منها بطيئة الهضم يولد الدود وحب القرع، والحنطة الكبيرة الحمراء أغذي.

حرف الخاء

خبز

1- مسعدة بن صدقة عن جعفر عن أبيه عليه السلام أن علياً كان يعاتب خدمه في تخمير الخمير فيقول : هو أكثر للخبز (1) .

2- وعن الرضا عن آبائه عليهم السلام عن الباقر صلوات الله عليه قال : إن الأترج لثقيل فإذا أكل فإن الخبز اليابس يهضمه من المعدة .

3- وعن الوليد بن صبيح عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إنما بني الجسد علي الخبز .

4- وعن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال : أكرموا الخبز وعظموه فإن الله تبارك وتعالي أنزل له بركات من السماء وأخرج بركات الأرض. من كرامته أن لا يقطع ولا يوطأ.

5- عن مسعدة عن جعفر عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام قال : أكرموا الخبز فإنه قد عمل فيه ما بين العرش إلي الأرض وما بينهما.

6- وعن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال : اللهم بارك لنا في الخبز ولا تفرق بيننا وبينه، فلولا الخبز ما صمنا ولا صلينا ولا أدّينا فرائض ربنا.

الفضل للخبز الذي لولاه *** ما كان يوماً يعبد الإله

فقد روي لولاه ما أدّينا *** فرضاً ولا صمنا ولا صلينا

ص: 188


1- تخمير الخمر أي تغطيته بثوب عند الخبز أو قبله أيضاً، فإن وفوع الأعين عليه مما يذهب ببركته ولااستبعاد في أن يكثر الله الخمير بذلك أو المراد به تركه زماناً طويلاً حتي بجود و كونه مسبباً للزيادة والبركة والنفع ظاهر مجرب.

أفضله الخبز من الشعير *** فهو طعام القانع الفقير

ما حل جوفاً قط إلا أخليا *** من كل داء وهو قوت الأنبياء

له علي الحنطة فضل سام *** كفضل أهل البيت في الأنام

ما من نبي لاعتنا فيه *** إلا وقد دعا لآكليه

7- وعن فضل بن يونس قال : تغدي عندي أبو الحسن عليه السلام فجيء بقصعة وتحتها خبز فقال : أكرموا الخبز أن لا يكون تحتها، وقال لي: مر الغلام أن يخرج الرغيف من تحت القصعة.

8- وعن أبان بن تغلب قال : قال أبو عبد الله عع: إنه كره أن يوضع الرغيف تحت القصعة.

9- وعن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام أنه كره أن يوضع الرغيف تحت القصعة ونهي عنه .

10 - وعن الصادق عليه السلام قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : لا تقطعوا الخبز بالسكين ولكن اكسروه باليد، وليكسر لكم، خالفوا العجم (1) .

والحفر للرغيف والإبانه *** بمدية فهوله إهانه

11 - وعن الصادق عليه السلام قال : كان أمير المؤمنين عليه السلام إذا لم يكن له إدام قطع الخبز بالسكين.

12 - وعنه قال عليه السلام قال : من أدني الإدام قطع الخبز بالسكين (2) .

ص: 189


1- والواو في قوله (وليكسر) كأنه بمعني أو. والأمر بمخالفة العجم لأنهم كانوا يومئذ كفاراً.
2- جعل القطع مقام الإدام . إما لأنه يصير ألذ فيفعل فعل الإدام أو يصير شبيهاً بالإدام فيكأنه يخدع الطبيعة به ، وعلي أي حال يدل علي جواز قطع الخبز بالسكين مع فقد الإدام وفي غيره كأن المنع محمول علي الكراهة وان كان الأحوط الترك.

13 - وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال : أكرموا الخبز فإن الله عز وجل أنزل له بركات السماء وأخرج بركات الأرض، قيل: وما إكرامه؟ قال : لا يقطع ولا يوطأ.

14 - وعنه عليه السلام قال : أكرموا الخبز فإن الله تعالي أنزل له بركات السماء، قيل : وما إكرامه؟ قال: إذا حضر لم ينتظر به غيره.

وأكرم الخبز ومن إكرامه *** ترك انتظار الغير من إدامه

وصغر الرغفان دع أن تتركه *** فإن مع كل رغيف بركه

15- وقال النبي صلي الله عليه وآله وسلم : صغروا رغافكم فإن مع كل رغيف بركة. .

16 - وعنه صلي الله عليه وآله وسلم أنه نهي أن يشم الخبز كما تشم السباع، ونهي أن يقطع بالسكين.

17 - وعن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : إياكم أن تشموا الخبز كما تشمة السباع فإن الخبز مبارك أرسل الله عز وجل له السماء مدراراً وله أنبت الله المرعي، وبه صليتم وبه حججتم بيت ربكم.

18 - وعن الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : وإذا أتيتم بالخبز واللحم فابدأوا بالخبز فسدوا به خلال الجوع ثم كلوا اللحم.

19 - وعن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال النبي صلي الله عليه وآله وسلم : أكرموا الخبز فإنه قد عمل فيه ما بين العرش إلي الأرض وما فيها من كثير خلقه . ثم قال لمن حوله: ألا أحدثكم؟ قالوا: بلي

ص: 190

يا رسول الله فداك الآباء والأمهات فقال : إنه كان نبي فيمن قبلكم يقال له دانيال وإنه أعطي صاحب معبر رغيفاً لكي يعبر به فرمي صاحب المعبر بالرغيف وقال : ما أصنع بالخبز هذا الخبز عندنا قد يداس (1) بالأرجل، فلما رأي دانيال ذلك منه رفع يده إلي السماء ثم قال : اللهم أكرم الخبز فقد رأيت يا رب ما صنع هذا العبد وما قال ، فأوحي الله عز وجل إلي السماء أن تحبس الغيث، وأوحي إلي الأرض أن كوني طبقاً (2) كالفخار (3) قال : فلم تمطر حتي أنه قد بلغ من أمرهم أن بعضهم أكل بعضاً، فلما بلغ منهم ما أراد الله عز وجل من ذلك قالت امرأة لأخري ولهما ولدان : يا فلانة تعالي حتي نأكل أنا وأنت اليوم ولدي فإذا جعنا غداً أكلنا ولدك .

قالت لها: نعم، فأكلتاه فلما أن جاعنا من بعد راودت الأخري علي أكل ولدها فامتنعت عليها فقالت لها: بيني وبينك نبي الله فاختصمتا إلي دانيال فقال لهما وقد بلغ إلي ما رأي؟ قالتا له: نعم يا نبي الله وأشدّ.

فرفع يده إلي السماء فقال : اللهم عد علينا بفضلك وفضل رحمتك ولا تعاقب الأطفال ومن فيه خير بذنب صاحب المعبر وأضرابه لنعمتك قال: فأمر الله تبارك وتعالي إلي السماء أن أمطري علي الأرض، وأمر الأرض أن أنبتي لخلقي ما قد فاتهم من خيرك فإني قد رحمتهم بالطفل الصغير.

ص: 191


1- أي يوطأ.
2- وكون الأرض طبقاً كناية عن صلابتها واندماج أجزائها تشبيهاً بالطبق المعروف من أمتعة البيت.
3- أي الخزف.
خبز الشعير

1- وعن يونس عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: فضل خبز الشعير علي البرّ كفضلنا علي الناس، وما من نبي إلا وقد دعا لآكل الشعير وبارك عليه، وما دخل جوفاً إلا وقد أخرج كل داء فيه وهو قوت الأنبياء وطعام الأبرار أبي الله تعالي أن يجعل قوت الأنبياء إلا شعيرة.

2- وعن العيص بن القاسم قال : قلت للصادق عليه السلام : حديث روي عن أبيك عليه السلام أنه قال : ما شبع رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم من خبز برّ قط أهو صحيح؟ فقال: لا ما أكل رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم خبز برّ قط ولا شبع من خبز شعير قط.

خبز الأرز

1- وعن يونس عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه قال : ما دخل في جوف المسلول شيء أنفع له من خبز الأرز .

2- وقال أبو عبد الله عع: أطعموا المبطون خبز الأرز فما دخل جوف المسلول شيء أنفع منه أما إنه يدبغ المعدة ويسل الداء سلاً.

3- وعنه عليه السلام ما دخل جوف المسلول مثل خبز الأرز، إنه يسل الداء سلاً.

4- وعن صحيفة الرضا عليه السلام قال : ما من شيء يبقي في الجوف من غدوة إلي الليل إلا خبز الأرز .

ص: 192

الخسّ

1- عن أبي حفص الأبار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: عليكم بالخس فإنه يطفيء الدم. وفي الكافي قال: إنه يصفي الدم.

2 - المكارم: قال الصادق عليه السلام : عليك بالخس فإنه يقطع الدم (1) .

3- وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : كلوا الخس فإنه يورث النعاس ويهضم الطعام.

الخل

1- عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله عليه السلام قال : الخل يشدّ العقل.

2- وعن إسماعيل بن جابر عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إنا لنبدأ عندنا بالخل كما تبدأون بالملح عندكم وإن الخل ليشد العقل.

3- وعن ابن القداح عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : نعم الإدام الخل لا يقفر (2) بيت فيه خل.

4- وعن الصادق عليه السلام قال : دخل رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم علي أم سلمة فقربت إليه كسرة فقال: هل عندكم إدام ؟ قالت: يا رسول الله ما عندي إلا خل، فقال : نعم الإدام الخل ما أفقر بيت فيه الخل.

ص: 193


1- لا يبعد أن يكون يقطع الدم تصحيف يطفيء أو يصفي أو المراد به ما يرجع إليهما أي يقطع سورة الدم أو الأمراض الدموية.
2- أي لا يخلو من الإدام. قفر قفراً ماله: قل.

5- وعن رفاعة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: الخل ينير القلب.

6- وعن سدير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ذكر عنده خل الخمر فقال : يقتل دواب البطن ويشد الفم.

7- وعن سماعة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام : خل الخمر يشد اللثة ويقتل دواب البطن ويشد العقل.

8- وعن سفيان بن السمط قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : عليك بخل خمر فاغتمس (1) فيه فإنه لا يبقي في جوفك دابة إلا قتلها.

9- وعنه عليه السلام قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : إن الله وملائكته يصلون علي خوان (2) عليه خل وملح.

10 - المحاسن عن محمد بن علي أن رجلاً كان عند أبي الحسن الرضا عليه السلام بخراسان فقدمت إليه مائدة عليها خل وملح فافتتح بالخل فقال الرجل : جعلت فداك إنكم أمرتمونا أن نفتتح بالملح، فقال : هذا مثل هذا، يعني الخل وأن الخل يشد الذهن ويزيد في العقل .

11 - وعن السياري عن أبي الحسن الأول عليه السلام قال ملك ينادي في السماء اللهم بارك في الخلاّلين والمتخللين. والخل بمنزلة الرجل الصالح يدعو لأهل البيت بالبركة، فقلت: جعلت فداك وما

ص: 194


1- أي ارتمس.
2- أي ما يؤكل عليه الطعام.

الخلالون والمتخللون؟ قال: الذين في بيوتهم الخل والذين يتخللون، فإن الخلال نزل به جبرئيل مع اليمين والشهادة من السماء.

12- وقال الصادق عليه السلام : نعم الإدام الخل اللهم بارك في الخل فإنه إدام الأنبياء .

13- وقال عليه السلام : نعم الإدام الخل يكسر المرة ويحيي القلب ويشدّ اللثة ويقتل دواب البطن.

14 - وقال : الاصطباع بالخل يذهب بشهوة الزني.

10 - وعن أنس قال النبي صلي الله عليه وآله وسلم : من أكل الخل قام علي رأسه ملك يستغفر له حتي يفرغ.

نعم الإدام الخل مافيه ضرر *** وكل بيت فيه خل ما افتقر

وبعد فهو من طعام الأنبياء *** والابتداء به كملح رويا

يزيد في العقل ودود البطن *** يهلكها محدّد للذهن

والخل أيضاً مذهب للفقر *** لا سيما إن كان خل الخمر

الخيري

1- عن الصادق عليه السلام أنه قال : الخيري لطيف.

2- وعن الحسن بن الجهم قال: رأيت أبا الحسن يدهن بالخيري فقال لي: ادهن. الحديث .

حرف الدال

الدباء

ويأتي في القرع.

ص: 195

الدرّاج

1- روي عن الحسن عليه السلام أن علياً عليه السلام كان يوماً بأرض قفر (1) فرأي دراجاً فقال : يا دراج منذ كم أنت في هذه البرية ومن أين مطعمك ومشربك؟ فقال يا أمير المؤمنين: أنا في هذه البرية منذ مائة سنة إذا جعت أصلي عليكم فأشبع، وإذا عطشت أدعو علي ظالميكم فأروي.

2- عن علي بن الحسن عن موسي بن جعفر عن آبائه عليهم السلام عن أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه أنه قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يقول: من سره أن يقتل غيظه فليأكل الدراج.

3- وعنه عليه السلام قال : من اشتكي فؤاده وكثر غمّه فليأكل الدراج، قال في عجائب المخلوقات هو طير مبارك كثير النتاج محدب الظهر مبشراً بالربيع، ويؤكل لحمها وتحسي مرقتها فإنها تزيد في الباه وتقوي الشهوة، والمداومة علي أكل لحمه يزيد في الدماغ والفهم والمني، وفي القانون أن لحمه أفضل من لحم القبج والفواخت الخ، أقول: ويأتي ما يدل عليه في اللحم.

الدواجن

1- عن حسين بن علوان عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهم السلام قال : كانوا يحبون أن يكون في البيت الشيء الداجن مثل الحمام والدجاج والعناق (2) ليعبث به صبيان الجن ولا يعبثون بصبيانهم.

ص: 196


1- القفر : الخلاء من الأرض لا ماء فيه ولا ناس ولا كلأ.
2-

2- وعن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال : أكثروا من الدواجن (1) بيوتكم تتشاغل بها الشيطان عن صبيانكم.

الديك

1- عن الرضا عليه السلام قال : في الديك الأبيض خمس خصال من خصال الأنبياء: معرفة بأوقات الصلاة والغيرة والسخاء والشجاعة وكثرة الطروقة (2) .

2 - ونهي النبي صلي الله عليه وآله وسلم عن سب الديك وقال : إنه يوقظ للصلاة .

3- وعنه صلي الله عليه وآله وسلم تعلًموا من الديك خمس خصال : المحافظة علي أوقات الصلاة والغيرة والسخاء والشجاعة وكثرة الطروقة.

4- وعن جابر الجعفي قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إن لله ديكاً رجلاه في الأرض ورأسه تحت العرش، جناح له في المشرق وجناح له في المغرب، يقول سبحان الملك القدوس فإذا قال ذلك صاحت الديوك وأجابته ، فإذا سمع صوت الديك فليقل أحدكم وسبحان ربي الملك القدوس.

5- وعن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : ديك أفرق أبيض يحفظ دويرة أهله وسبع دويرات حوله.

ص: 197


1- دجن دجوناً: الحمام وغيرء ألف البيوت واستأنس.
2- كثرة الطروقة : أي كثرة الأزواج أو كثرة الجماع.

6- وعن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم الجعفري قال : ذكر عند أبي الحسن عليه السلام حسن الطاووس فقال : لا يزيدك علي حسن الديك الأبيض بشيء.

7- وقال : سمعته يقول: الديك أحسن صوتاً من الطاووس وهو أعظم بركة ينبهك في مواقيت الصلاة، وإنما يدعو الطاووس بالويل بخطيئته التي ابتلي بها.

8- وعن الصادق عليه السلام قال : الديك الأبيض صديقي وصديق كل مؤمن.

9- وعن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال : صياح الديك صلاته وضربه بجناحه ركوعها وسجوده .

حرف الراء

الرؤس

1- عن درست قال : ذكرنا الروس عند أبي عبد الله عليه السلام أو الرأس من الشاة فقال : الرأس موضع الذكاة وأقرب من المرعي وأبعد من الأذي .

2- وعن علي بن سليمان قال : أكلنا عند الرضا عليه السلام رؤساً فدعا بالسويق فقلت : إني قد امتلأت فقال : إن قليل السويق يهضم الرؤس وهو دواء .

ص: 198

الرجلة

1- عن أبي عبد الله عليه السلام قال: وطيء رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم الرمضاء فأحرقته فوطيء علي الرجلة وهي بقلة الحمقاء فسكن عنه حرّ الرمضاء فدعي لها وكان يحبّها (وبرواية الكافي) ويقول : من بقلة ما أبركها.

2- وعن حماد بن زكريا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : عليكم بالفرفخ وهي المكيسة فإنه إن كان شيء يزيد في العقل فهي (1) .

3- وقال الصادق عليه السلام : ليس علي وجه الأرض بقلة أشرف ولا أنفع من الفرفخ وهي بقلة فاطمة صلوات الله عليها ثم قال : لعن الله بني أمية هم سمّوها بقلة الحمقاء بغضاً لنا وعداوة لفاطمة عليه السلام .

4- دعوات الراوندي أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم وجد حرارة فعضّ علي رجلة فوجد لذلك راحة فقال : اللهم بارك فيها إن فيها شفاء من تسعة وتسعين داء انبتي حيث شئت .

5- وروي أن فاطمة عليه السلام كانت تحبّ هذه البقلة فنسبت إليها قيل بقلة الزهراء كما قالوا: شقائق النعمان، ثم بنو أمية غيرتها فقالوا: بقلة الحمقاء، وقالوا: الحمقاء صفة البقلة لأنها تنبت بممر الناس ومدرج الحوافر فتداس .

6- الدعائم عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم أنه كان يحبّ الرجلة وبارك فيها .

ص: 199


1- قوله وهي المكيسة: علي بناء اسم الآلة أو الفاعل من الأفعال أو التفعيل من الكياسة .
الرمان وانواعه

1- عن الرضا عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : كلوا الرمان فليست منه حبة تقع في المعدة إلا أنارت القلب وأخرجت الشيطان أربعين يوماً .

2 - وعن علي عليه السلام قال : كلوا الرمان بشحمه فإنه دباغ للمعدة .

وكله كيما أن تصحّ بعده *** بشحمه فهو دباغ المعده

3- وعن علي بن الحسين قال : قال أبو عبد الله الحسين بن علي: إن عبد الله بن العباس كان يقول : إن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم ؟ كان إذا أكل الرمانة لم يشركه أحد فيه ويقول : في كل رمانة حبة من حبات الجنة .

لا يشرك الإنسان في الرمان *** لحبة فيه من الجنان

4- وعن الصادق عليه السلام قال: أربعة يعدلن الطباع: الرمان السوراني (1) والبسر المطبوخ والبنفسج والهندباء.

5- وعنه عليه السلام قال : خمسة من فاكهة الجنة في الدنيا: الرمان الأمليسي (2) . الحديث.

ص: 200


1- في القاموس السورية مضمومة مخففة اسم للشام أو موضع قرب خناصرة، و سورين نهر بالري و سوري كطوبي موضع بالعراق وهو من بلد السريانيين و موضع من أعمال بعد أن انتهي. أقول: ولعل الأول هو المراد وإن كان المجلسي (ره) احتمل أحد الآخرين ويؤيده ما يأتي في الحديث (11).
2- قال في القاموس الإمليس والإمليسة الفلاة ليس بها نبات و الرمان الإمليسي كأنه منسوب إليه انتهي والمعروف عندما الملس بالتحريك وهو ما لا عجم له وبه فسر الأملسي في بحر الجواهر.

6- وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال : أطعموا صبيانكم الرمان فإنه أسرع لألسنتهم.

7- وعن علي بن الحسين عليه السلام أنه قال: شيئان ما دخلا جوفاً قط إلا أفسداه وشيئان ما دخلا جوفاً قط إلا أصلحاه. فأمّا اللذان يصلحان جوف ابن آدم فالرمان والماء الفاتر، وأما اللذان يفسدان فالجبن والقديد.

8- وعن أمير المؤمنين عليه السلام يقال : كلوا الرمان بشحمه فإنه دباغ للمعدة : وفي كل حبة من الرمان إذا استقرت في المعدة حياة للقلب وإنارة للنفس وتمرض وسواس الشيطان أربعين ليلة .

9- وعن مسعدة بن زياد عن جعفر عن أبيه عليهم السلام قال : الفاكهة عشرون ومائة لون سيدها الرمان .

وسيّد الفواكه الرمّان *** يأكله الجائع والشبعان

منوّر قلوب أهل الدين *** و مذهب وسوسة اللعين

10 - وعن أبي الحسن عليه السلام قال : مما أوصي به آدم إلي هبة الله عليك بالرمان، فإنك إن أكلته وأنت جائع أجزأك ، وإن أكلته وأنت شبعان أمرأك.

11 - وعن عبد العزيز العبدي قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : لو كنت بالعراق لأكلت كل يوم رمانة سورانية واغتمست في الفرات غمسة .

12 - وعن سعيد بن غزوان قال : كان أبو عبد الله عليه السلام يأكل الرمان كل ليلة جمعة .

ص: 201

13- وعن النوفلي بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من رمانة إلا وفيها حبة من الجنة، فإذا شذّ (1) منها شيء فخذوه وما وقعت أو دخلت تلك الحبة معدة أمريء قط إلا أنارتها أربعين ليلة و نفت عنه شيطان الوسوسة.

وروي بعضهم ونفت عنه وسوسة الشيطان .

14- وعن زياد بن يحيي الحنظلي قال: دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام وبين يديه طبق فيه رمان فقال لي: يا زياد ادن وكل من هذا الرمان أما إنه ليس شيء أبغض إليّ من أن يشركني فيه أحد من الرمان أما إنه ليس من رمانة إلا وفيها حبة من حب الجنة.

15 - وفي حديث آخر ما من رمانة إلا وفيها حبة من الجنة ، وإذا أكله الكافر بعث الله إليه ملكاً فانتزعها .

16- وعن عمرو بن أبان الكلبي قال: سمعت أبا جعفر و أبا عبدالله عليه السلام يقولان:ما علي وجه الأرض ثمرة كانت أحب إلي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم من الرمان، وقدكان والله إذا أكلها أحبّ أن لا يشركه فيها أحد.

17- و عن عثمان عن سماعة عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام إذا أكل الرمان بسط تحته منديلاً، فسئل عن ذلك فقال : لأن فيه حبات من الجنة ، فقيل له : إن اليهودي والنصراني ومن سواهم يأكلونها، قال : إذا كان ذلك بعث الله إليه ملكاً فانتزعها منه لئلا يأكلها.

ص: 202


1- أي سقط .

18 - وعن الصادق عليه السلام أنه كان إذا أكل الرمان بسط المنديل علي حجره، فكلما وقعت حبة أكلها ويقول: لو كنت مستأثراً علي أحد لاستأثرت الرمان (1) .

19 - وعن النوفلي بإسناده قال : قال علي عليه السلام : كلوا الرمان بشحمه فإنه دباغ المعدة وما من حبة استقرت في معدة امريء مسلم إلا أنارتها وأمرضت شيطان وسوستها أربعين صباحاً.

20 - وعن صالح بن عقبة قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : كلوا الرمان بشحمه فإنه يدبغ المعدة ويزيد في الذهن .

21 - وعن الوليد بن صبيح عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ذكر الرمان فقال : المز (2) أصلح في البطن.

22 - وقال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : كلوا الرمان بقشره فإنه دباغ البطن.

23 - وعن صعصعة بن صوحان أنه دخل علي أمير المؤمنين عليه السلام وهو علي العشاء فقال : يا صعصعة ادن فكل، قال : قلت : تعشّيت وبين يديه نصف رمانة فكسر لي وناولني بعضه وقال : كله مع قشره - يريد مع شحمه - فإنه يذهب بالحفر وبالبخر ويطيّب النفس (3) .

ص: 203


1- الاستثار الانفراد بالشيء وأن يخص به نفسه ، والغرض بيان فضل الرمان وكثرة منافعه وكرامته عنده.
2- أي الحامض والحلو.
3- الحفر : سلاق في أصول الأسنان أو صفرة تعلوهما. والبخر: تي تطيب النفس كناية من إذهاب الهمّ والحزن.

24 - وعن زياد بن يحيي الحنظلي قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : من أكل رمانة علي الريق أنارت قلبه فطردت شيطان الوسوسة أربعين صباحأ .

25 - وعن يزيد بن عبد الملك قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من أكل رمانة أنارت قلبه ومن أنارت قلبه فالشيطان بعيد منه فقلت : أي رمان؟ قال : سورانيكم هذا.

26- وعن هشام بن سالم قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من أكل رمانة علي الريق أنارت قلبه أربعين يوماً .

27 - وعن سعيد بن محمد بن غزوان قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : من أكل رمانة نوّر الله قلبه وطرد عنه شيطان الوسوسة أربعين صباحاً.

28 - وعن النوفلي قال : دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام وفي يده رمانة فقال : يا معتب أعطه رماناً فإني لم أشرك في شيء أبغض إليّ من أن أشرك في رمانة . ثم احتجم وأمرني أن أحتجم فاحتجمت، ثم دعا لي برمانة وأخذ رمانة أخري ثم قال لي: يا يزيد أيما مؤمن أكل رمانة حتي يستوفيها اذهب الله الشيطان عن إنارة قلبه (1) أربعين يوماً (أربعين صباحاً)، ومن أكل اثنتين أذهب الله الشيطان عن إنارة قلبه مائة يوم، ومن أكل ثلاثاً حتي يستوفيها أذهب الله الشيطان عن

ص: 204


1- عن إنارة قلبه : أي عن الضرر في إنارة قلبه أو عن منعها والإخلال بها الخ.

إنارة قلبه سنة، ومن أذهب الله الشيطان عن إنارة قلبه لم يذنب، ومن لم يذنب دخل الجنة .

29 - وعن زياد بن مروان قال : سمعت أبا الحسن الأول عليه السلام يقول: من أكلرمانة يوم الجمعة علي الريق نوّرت قلبه أربعين صباحاً، فإن أكل رمانتين فثمانين يوماً، فإن أكل ثلاثاً فمائة وعشرون يوماً وطردت عنه وسوسة الشيطان ومن طردت عنه وسوسة الشيطان لم يعص الله ومن لم يعص الله أدخله الله الجنة (1) .

30 - وعن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: عليكم بالرمان الحلو فكلوه فإنه ليست من حبة تقع في معدة مؤمن إلا أنارتها وأطفأت شيطان الوسوسة.

31 - وعن مسعدة بن زياد عن جعفر عن أبيه عليه السلام أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال : الرمان سيد الفاكهة ومن أكل رمانة أغضب شيطانه أربعين صباحاً.

32 - وعن عبد الله بن الحسن عليه السلام قال : كلوا الرمان ينقي أفواهكم.

33 - وعن الرضا عليه السلام : حطب الرمان ينفي الهوام .

34 - وعنه عليه السلام : أكل الرمان يزيد في ماء الرجل ويحسّن الولد.

ص: 205


1- لا استبعاد في تأثير بعض الأغذية الجسمانية في الصفات والملكات الروحانية ويمكن أن تكون أمثال هذه مشروحة بشرائط من الإخلاص والتقوي و قوة الاعتقاد بالخبر وغيرها، فإذا تخلفت في بعض الأحيان كان للإخلال بعضها.

35 - وعن الصادق عليه السلام قال: أطعموا صبيانكم الرمان فإنه أسرع لشبابهم (1) .

36 - الخرائج : روي أن يهودياً قال لعليّ عليه السلام : إن محمداً صلي الله عليه وآله وسلم قال : إن في كل رمانة حبة من الجنة وأنا كسرت واحدة وأكلتها كلها فقال عليه السلام : صدق رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وضرب يده علي لحيته فوقعت حبة رمان فتناولها عليه السلام وأكلها وقال : لم يأكلها الكافر والحمد الله (2) .

37 - وعن الصادق عليه السلام قال : من أكل رماناً عند منامه فهو آمن في نفسه إلي أن يصبح.

38 - وعن الحارث بن المغيرة قال: شكوت إلي أبي عبد الله عليه السلام ثقلاً أجده في فؤادي وكثرة التخمة من طعامي فقال : تناول من هذا الرمان الحلو وكله بشحمه فإنه يدبغ المعدة دبغاً ويشفي التخمة ويهضم الطعام ويسبّح في الجوف.

حرف الزاي

الزبد

1- في السفينة عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : زارنا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وقد أهدت لنا أم أيمن لبناً وزبداً وتمراً فقدمناه فأكل منه.

ص: 206


1- أي لنموهم ووصولهم إلي حد الشباب الخ.
2- ظاهرة طهارة أهل الكتاب و يمكن حمله علي الغسل.

2- وقال في الطب النبوي : روي أبو داود في سننه، عن ابني بسر السلميين رضي الله عنهما، قالا : «دخل علينا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم فقدمنا له زبداً وتمراً. وكان يحب الزبدوالتمر».

الزبد حار رطب، فيه منافع كثيرة، منها: الإنضاج والتحليل ويبريء الأورام التي تكون إلي جانب الأذنين والحالبين (1) وأورام الفم، وسائر الأورام التي تعرض في أبدان النساء والصبيان - إذا استعمل وحده، وإذا لعق منه: نفع من نفث الدم الذي يكون من الرئة، ونضج الأورام العارضة فيها.

وهو ملين للطبيعة والعصب والأورام الصلبة العارضة من المرة السوداء والبلغم، نافع من اليبس العارض في البدن، وإذا طلي علي منابت أسنان الطفل كان معيناً علي نباتها وطلوعها. وهو نافع من السعال العارض من البرد واليبس ويذهب القوباء (2) والخشونة التي في البدن، ويلين الطبيعة. ولكنه يسقط شهوة الطعام، ويذهب بوخامة الحلو (3) : كالعسل والتمر. وفي جمعه صلي الله عليه وآله وسلم بين التمر وبينه - من الحكمة - إصلاح كل منهما بالآخر.

الزبيب

1- عن عبد الله بن أحمد الطائي عن أبيه عن علي عليه السلام قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : عليكم بالزبيب فإنه يكشف المرة ويذهب

ص: 207


1- الحالبان: قناتان يجري فيهما البول نازلاً من الكليتين إلي المثانة .
2- القوباء : داء في الجسد يتقشر منه الجلد ويعرف عند العامة بالحزاز .
3- وخيم: أي ثقيل.

بالبلغم ويشد العصب ويذهب بالإعياء ويحسّن الخلق ويطيب النفس ويذهب بالفم .

2- وعن الرضا عن آبائه عن علي عليهم السلام قال : من أكل إحدي وعشرين زبيبة حمراء علي الريق لم يجد في جسده شيئاً يكرهه.

3- وعنه عليه السلام : من أدام أكل إحدي وعشرين زبيبة حمراء علي الريق لم يمرض إلا مرض الموت.

4- وعنه عليه السلام : الزبيب يشدّ القلب ويذهب بالمرض ويطفيء الحرارة ويطيب النفس.

5- وعن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن أبي عبد الله عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام : إحدي وعشرون زبيبة حمراء في كل يوم علي الريق يدفع جميع الأمراض إلا مرض الموت .

6- وعنه عليه السلام : من اصطبح بإحدي وعشرين زبيبة حمراء لم يمرض إلا بمرض الموت إن شاء الله تعالي (1) .

7- وعن الصادق عليه السلام : الزبيب يشدّ العصب ويذهب بالنصب ويطيّب النفس.

8- وعن أمير المؤمنين عليه السلام : من أكل إحدي وعشرين زبيبة حمراء من أول النهار دفع الله عنه كل مرض وسقم.

ص: 208


1- وفي الصحاح : الصبوح الشرب بالغداة ، واصطبح الرجل شرب صبوحاً، وأقول: كان تخلف بعض هذه الأمور التخلف بعض الشرائط من الإخلاص والتقوي وغيرهما، أو لوجود معارض أقوي.

9- وعن حريز بن عبد الله قال: قلت لأبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : يا بن رسول الله إن الناس يقولون في هذا الزبيب قولا عنكم فما هو؟ قال: نعم، وذكر الحديث.

10 - وفي المكارم عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال عليكم بالزبيب فإنه يطفيء المرة ويأكل البلغم ويصح الجسم ويحسّن الخلق ويشدّ العصب ويذهب بالوصب (1).

11 - وعن أبي هند قال: أهدي إلي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم طبق مغطي فكشف الغطاء عنه ثم قال : كلوا بسم الله ، نعم الطعام الزبيب يشد العصب ويذهب الوصب ويطفيء الغضب ويرضي الرب ويذهب بالبلغم ويطيب النكهة ويصفي اللون.

الزيت

1- عن الرضا عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : عليك بالزيت فكله وادهن به فإن من أكله وادهن به لم يقربه الشيطان أربعين يوماً.

2- وعن الرضا عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : عليكم بالزيت فإنه يكشف المرة ويذهب البلغم ويشدّ العصب ويحسّن الخلق ويطيب النفس ويذهب بالغم.

ص: 209


1- الوصب : المرض والوجع الدائم أو التعب والفتور في البدن .

3- وعن الصادق عليه السلام قال : الخل والزيت من طعام المسلمين.

4- وعن خالد بن نجيح قال : كنت أفطر مع أبي عبد الله وأبي الحسن الأول عليه السلام في شهر رمضان فكان أول ما يؤتي به قصعة من ثريد خل وزيت، فكان أقل ما يتناول منه ثلاث لقم ثم يؤتي بالجفنة (1).

5- وعن عبد الأعلي قال : أكلت مع أبي عبد الله عليه السلام فقال : يا جارية ائتنا بطعامنا المعروف فأتي بقصعة فيها خل وزيت فأكلنا.

6- وعن سلمة القلانسي قال : دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فلما تكلمت قال لي: أسمع كلامك قد ضعف، قلت: سقط فمي قال : فكأنه شقّ عليه ذلك، قال : فأيّ شيء تأكل؟ قلت: آكل ما كان في البيت، قال : عليك بالثريد فإن فيه بركة فإن لم يكن لحم فالخل والزيت.

7- وعن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ما أقفر بيت فيه الخل والزيت.

8- وعن إسحاق بن عمار أو غيره قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : يقولون: الزيت يهيّج الرياح، فقال : إن الزيتون يطرد الرياح.

ص: 210


1- أي القصعة الكبيرة التي فيها اللحم ونحوه.

9- وعن أبي الحسن عليه السلام قال : كان مما أوصي به آدم إلي هبة الله عليه السلام أن كل الزيتون فإنه من شجرة مباركة.

10 - وعن الصادق عليه السلام قال: الزيتون يزيد في الماء (1). |

11 - وعن أبي داود الحنفي عن أبي عبد الله عن آبائه عليهم السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : ادهنوا بالزيت وائتدموا به فإنه دهنة الأخيار وإدام المصطفين، مسحت بالقدس (2) مرتين بوركت مقبلة وبوركت مدبرة لا يضرّ معها داء .

12 - وعن الرضا عليه السلام قال : نعم الطعام الزيت يطيب النكهة ويذهب بالبلغم ويصفي اللون ويشد العصب ويذهب بالوصب ويطفيء الغضب.

13 - وعن الصادق عليه السلام : ما كان دهن الأولين إلا زيت .

حرف السين

سداب

1- عن أبي الحسن عليه السلام قال : السداب يزيد في العقل .

2 - وعن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال : السداب جيّد لوجع الأذن.

ص: 211


1- أي ماء الظهر، وهو المني .
2- أي وصفت بالطهارة والبركة والعظمة في موضعين (بل في أربعة مواضع في سورة الأنعام آية (99) وفي سورة النور آية (35) وفي سورة عبس آية (29) وفي سورة التين).

3- وعن الرضا عليه السلام قال : السداب يزيد في العقل غير أنه ينثر ماء الظهر .

4- وعن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال : من أكل السداب ونام عليه نام آمناً من الداء والدبيلة (1) وذات الجنب.

5- عن أحدهما عليه السلام قال : ذكر السداب فقال : أما أن فيه منافع زيادة في العقل وتوقير في الدماغ غير أنه ينتن ماء الظهر . وروي أنه جيد لوجع الأذن (2).

السُعد

1- عن إبراهيم بن بسطام قال : أخذني اللصوص وجعلوا في فمي الفالوذج حتي تنضج ثم حشوه بالثلج بعد ذلك فتساقطت أسناني وأضراسي، فرأيت الرضا عليه السلام في النوم فشكوت إليه ذلك قال : استعمل السعد فإن أسنانك أنبتت، فلما حمل إلي خراسان بلغني أنه مار بنا فاستقبلته وسلّمت عليه وذكرت له حالي وأني رأيته في المنام وأمرني باستعمال السعد، فقال : وأنا آمرك في اليقظة، فاستعملنه فعادت إليّ أسناني وأضراسي كما كانت.

2- وعن أبي عزيز المرادي قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: اتخذوا في أسنانكم السعد فإنه يطيب الفم ويزيد في الجماع . وقد تقدم ما يدل عليه في الباب الثاني في الفصل الثامن .

ص: 212


1- الدبيلة: الداهية . أو داء في الجوف أو خراج و دمل يظهر فيه.
2- نفعه لوجع الأذن مشهور بين الأطباء، قالوا: إذا قطر ماؤه في الأذن يسكن الوجع لا سيما إذا أغلي في قشر الرمان ، وأما زيادة العقل فلأن غالب من غلبة البلغم وهو يقطعه .
السفرجل

1- عن شهاب بن عبد ربه قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الزبير دخل علي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وبيده سفرجلة فقال له رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : يا زبير ما هذه بيدك؟ قال: يارسول هذه سفرجلة فقال : يا زبير كل السفرجل فإن فيه ثلاث خصال ، قال : وما هي با رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم ؟ قال : تجم (1) الفؤاد ويسخي البخيل ويشجع الجبان .

2- وعن الرضا عن آبائه عليهم السلام قال : دخل طلحة بن عبيد الله علي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وفي يد رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم سفرجلة فدحا بها (2) إليه وقال : خذها يا أبا محمد فإنها تجم القلب.

3- وعن دارم بن قبيصة عن الرضا عن آبائه عن علي عليهم السلام قال : دخلت علي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يوماً وفي يده سفر جل فجعل يأكل ويطعمني ويقول : كل يا علي فإنها هدية الجبّار إليّ وإليك، قال : فوجدت فيها كل لذة ، فقال لي: يا علي من أكل السفرجل ثلاثة أيام علي الريق صفا ذهنه وامتلأ جوفه حلماً وعلماً ووقي من كيد إبليس وجنوده .

4- وعن أمير المؤمنين عليه السلام : أكل السفرجل قوة للقلب الضعيف ويطيب المعدة ويذكي الفؤاد ويشجع الجبان ويحسّن الولد.

وفي السفرجل الحديث قد ورد *** تأكله الحبلي فيحسن الولد

وأكله يشجع الجبانا *** كما يقوي القلب والجنانا

ص: 213


1- جمّ جعوماً : - العظم -: كثر لحمه.
2- أي رمي وألقي.

5- وعن جميل بن دراج عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أكل سفرجلة أنطق الله الحكمة علي لسانه أربعين يوماً.

6- وعن إبراهيم بن عبد الحميد وزياد بن مروان كليهما عن أبي الحسن عليه السلام قال: أهدي للنبي صلي الله عليه وآله وسلم سفرجل، فضرب بيده علي السفرجل فقطعها وكان يحبها حباً شديدً، فأكلها وأطعم من كان بحضرته من أصحابه ثم قال : عليكم بالسفرجل فإنه يجلو القلب ويذهب بطخاء الصدر (1).

7- وعن النوفلي بإسناده قال : كان جعفر بن أبي طالب عند النبي صلي الله عليه وآله وسلم فأهدي إلي النبي صلي الله عليه وآله وسلم سفرجل فقطع النبي صلي الله عليه وآله وسلم قطعة وناولها جعفراً فأبي أن يأكلها (2) فقال : خذها وكلها وإنها تذكي القلب وتشجع الجبان .

8- وعن سليمان بن جعفر الجعفري عن أبي الحسن موسي بن جعفر عليه السلام قال : كسر رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم سفرجلة وأطعم جعفر بن أبي طالب وقال له : كل فإنه يصفي اللون ويحسن الولد.

9- وعن الصادق عليه السلام قال : من أكل سفرجلة علي الريق طاب ماؤه وحسن ولده .

10- وعنه عليه السلام قال : أكل السفرجل قوة للقلب وذكاء للفؤاد ويشجع الجبان.

ص: 214


1- الطخاء : - كسماء - السحاب المرتفع والكرب علي القلب .
2- لعل إباءه رضي الله عنه كان للإيثار فلا ينافي حسين الأدب .

11- وعن سفيان بن عيينة قال : سمعت جعفر بن محمد عليه السلام يقول : السفرجل يذهب بهمّ الحزين كما تذهب اليد بعرق الجبين.

12- وفي رواية عليكم بالسفرجل فكلوه فإنه يزيد في العقل والمروءة .

13 - وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: أكل السفرجل يزيد في قوة الرجل ويذهب بضعفه.

14 - وعن طلحة بن زيد قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الحجامة يوم السبت قال : يضعف، قلت: إنما علتي من ضعفي و قلة قوتي، قال : فعليك بأكل السفرجل الحلو مع حبه فإنه يقوي الضعف ويطيب المعدة.

15 - وعنه عليه السلام أنه قال: إن في السفرجل خصلة ليست في سائر الفواكه، قلت: وما ذاك يا بن رسول الله؟ قال: يشجع الجبان هذا والله من علم الأنبياء صلي الله عليه وآله وسلم .

16 - المكارم عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال : كلوا السفرجل وتهادوه (1) بينكم فإنه يجلو البصر وينبت المودّة في القلب، وأطعموه حبالاكم فإنه يحسن أولادكم، وفي رواية يحسن أخلاق أولادكم.

17 - وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال : رائحة السفرجل رائحة الأنبياء.

18 - وعن الصادق عليه السلام قال: من أكل السفرجل علي الريق طاب ماؤه وحسن وجهه .

ص: 215


1- أي تهدوه.

19 - وعن موسي بن إسماعيل بن موسي بن جعفر عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال : قال صلي الله عليه وآله وسلم : رائحة الأنبياء رائحة السفرجل، ورائحة الحور العين رائحة الآس، ورائحة الملائكة رائحة الورد، ورائحة ابنتي فاطمة الزهراء عليه السلام رائحة السفرجل والآس والورد، ولا بعث الله نبياً ولا وصياً إلا وجد منه رائحة السفرجل فكلوها وأطعموا حبالاكم يحسن أولادكم.

السكر

1- عن الرضا عليه السلام قال : السكر الطبرزد يأكل البلغم أكلاً (1).

2 - الدعائم : كان جعفر بن محمد عليه السلام يتصدق بالسكر فقيل له في ذلك؟ فقال : ليس شيء من الطعام أحب إليّ منه وأنا أحب أن أتصدق بأحب الأشياء إليّ.

3- وعن ابن أبي عمير مرفوعاً عن أبي عبد الله عليه السلام قال : شكا إليه رجل الوباء فقال له: وأين أنت عن الطيب المبارك ؟ قال : قلت: وما الطيب المبارك؟ قال: سليمانيكم هذا ، قال : فقال أبو عبد الله عليه السلام : إن أول من اتخذ السكر سليمان بن داود عليه السلام .

4- و شكا رجل إلي أبي عبد الله عليه السلام فقال : أنا رجل شاك فقال : أين هو عن المبارك؟ قال: قلت: جعلت فداك وما المبارك ؟ قال: السكر، قلت: أي السكر جعلت فداك؟ قال : سليمانيكم هذا.

ص: 216


1- أقول : يظهر من بعض كلماتهم أن الطيرزد هو المعروف بالنبات ومن أكثرها القند.

5- وعن عبد العزيز العبدي قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : لأن كان الجبن يضر من كل شيء ولا ينفع من شيء فإن السكر ينفع من كل شيء ولا يضر من شيء.

6- وعن الصادق عليه السلام قال : ليس شيء أحب إلي من السكر .

7- وعن موسي بن بكر: قال كان أبو الحسن الأول عليه السلام كثيراً ما يأكل السكر عند النوم.

8- وعن يحيي بن بشير النبال قال : قال أبو عبد الله عليه السلام الأبي: يا بشير بأي شيء تداوون مرضاكم؟ قال: بهذه الأدوية المرار ، قال : لا إذا مرض أحدكم فخذ السكر الأبيض فدفه ثم صب عليه الماء البارد واسقه إياه فإن الذي جعل الشفاء في المرار قادر أن يجعله في الحلاوة .

9- وعن زرارة عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال : ويحك يا زرارة ما أغفل الناس عن فضل سكر الطبرزد وهو ينفع من سبعين داء وهو يأكل البلغم أكلاً ويقلعه بأصله.

10- وعن علي بن يقطين قال : سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: من أخذ سكرتين عند النوم كان شفاء من كل داء إلا السام.

11- وعنه عليه السلام : لو أن رجلاً عنده ألف درهم اشتري به سكراً لم يكن مسرفاً.

12- وعنه عليه السلام قال : يأخذ للحمي وزن عشر دراهم سكر بماء بارد علي الريق .

ص: 217

13- وعن علي بن النعمان عن بعض أصحابنا قال: شكوت إلي أبي عبد الله عليه السلام الوجع فقال : إذا أويت إلي فراشك فكل سكرتين (1)، قال : ففعلت فبرئت وأخبرت بهبعض المتطببين وكان أفره (2) أهل بلادنا فقال : من أين عرف أبو عبد الله عليه السلام هذا؟ هذا من مخزون علمنا أما أنه صاحب كتب ينبغي أن يكون أصابه في بعض كتبه.

السلق

1- وقال الصادق عليه السلام : إن الله رفع عن اليهود الجذام بأكلهم السلق وقلعهم العروق.

2- وعنه عليه السلام قال : إن قوماً من بني إسرائيل أصابهم البياض فأوحي إلي موسي عليه السلام أن مرهم فليأكلوا لحم البقر بالسلق .

3- وعن الباقر عليه السلام قال : إن بني إسرائيل شكوا إلي موسي عليه السلام ما يلقون من البياض، فشكي ذلك إلي الله عز وجل فأوحي إليه مرهم يأكلوا لحم البقر بالسلق.

4- وعن الصادق عليه السلام قال : مرق السلق بلحم البقر يذهب البياض.

5- وعن البزنطي قال: قال لي أبو الحسن الرضا عليه السلام : يا أحمد كيف شهوتك البقل؟ فقلت: إني لأشتهي عامله ، فقال : فإذا

ص: 218


1- إن السكرة في ذلك الزمان كانت تعمل علي مقدار معلوم الخ.
2- أي أحذق.

كان كذلك فعليك بالسلق فإنه ينبت، علي شاطيء الفردوس وفيه شفاء من الأدواء وهو يغلظ العظم وينبت اللحم ولولا أن تمسه أيدي الخاطئين كانت الورقة منه تستر رجالاً ، قلت: من أحب البقول إليّ، فقال: أحمد الله علي معرفتك به.

6- وفي حديث آخر قال : يشد العقل ويصفي الدم .

7- وعن أبي الحسن عليه السلام قال : نعم البقلة السلق .

8- وعن الصادق عليه السلام : أكل السلق يؤمن من الجذام .

4- وعن الرضا عليه السلام قال : لا تخلو جوفك من طعام وأقل من شرب الماء ولا تجامع إلا من شبق (أي من شهوة شديدة) ونعم البقلة السلق.

10- وعنه عليه السلام قال : أطعموا مرضاكم السلق يعني ورقه فإن فيه شفاء ولا داء معه ولا غائلة (1) له ويهديء نوم المريض، واجتنبوا أصله فإنه يهيج السوداء.

11- وعنه عليه السلام أن السلق يقمع عرق الجذام وما دخل جوف المبرسم مثل ورق السلق .

السمك

1- عن إبراهيم بن عبد الحميد سمعت قال : أبا الحسن عليه السلام يقول: عليكم بالسمك فإن أكلته بغير خبز أجزأك وإن أكلته بخبز أمرأك.

ص: 219


1- أي الداهية .

2- وعن الصادق عليه السلام قال : كان رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم إذا أكل السمك قال : اللهم بارك لنا فيه وأبدلنا به خيراً منه.

3- وعن سعيد بن جناح عن مولي لأبي عبد الله عليه السلام قال : دعا بتمر فأكله ثم قال : ما بي شهوة ولكني أكلت سمكاً، ثم قال : من بات وفي جوفه سمك لم يتبعه بتمر أو عسل لم يزل عرق الفالج يضرب عليه حتي يصبح.

مابات في جوف امريء إلا اضطرب *** عليه عرق فالج قد يجتنب

لكن من يأكل تمراً أو عسل *** عليه عنه ذلك الفالج زل

4- وعن الصادق عليه السلام إذا أكلت السمك فاشرب عليه الماء.

5- عن محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيي قال: كتب بعض أصحابنا إلي أبي محمد عليه السلام يشكو إليه دماً وصفراء وقال : إذا احتجمت هاجت بي الصفراء. وإذا أخرت الحجامة أضر بي الدم فما تري في ذلك؟ فكتب عليه السلام احتجم وكل علي أثر الحجامة سمكاً طرياً كباباً ، قال : فأعدت المسألة فكتب إلي احتجم وكل علي أثر الحجامة سمكاً طرياً كباباً بماء وملح، وقال: فاستعملته فكنت في عافية وصار غذائي.

6- وعن موسي بن بكر عن أبي الحسن عليه السلام قال : السمك الطري يذيب الجسد .

7- وعنه عليه السلام قال : السمك الطري يذيب شحم العينين .

8- وعن معتب قال : قال أبو الحسن عليه السلام يوماً: يا معتب

ص: 220

اطلب لنا حيتاناً طرية فإني أريد أن أحتجم، فطلبتها ثم أتيته بها فقال : يا معتب سكبج (1) لنا شطرها واشو لنا شطرها. فتغدي منها أبو الحسن عليه السلام وتعشي.

9- وعن الصادق عليه السلام قال : السمك الطري يذيب الجسد.

والسمك اتركه لما قد وردا *** من أن أكله يذيب الجسدا

إن كان أكله علي الدوام *** لا الأكل في بعض من الأيام

فإن مدح أكله أيضاً أثر *** بل بعد الاحتجام بالأكل أمر

10- وعنه عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين السمك الطري يذيب اللحم.

11 - وعنه عليه السلام قال : السمك الطري يذيب بمخ العين.

12 - وعن أمير المؤمنين عليه السلام لا تدمنوا أكل السمك فإنه يذيب الجسد.

13 - وعنه عليه السلام أكل الحيتان يذيب الجسد.

السمن

1- عن الصادق عليه السلام نعم الإدام السمن.

2- وعن حماد بن عثمان قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فكلمه شيخ من أهل العراق فقال له: ما لي أري كلامك متغيراً؟ قال : سقطت مقاديم فمي فنقص كلامي، فقال أبو عبد الله عليه السلام : وأنا

ص: 221


1- السكباج: مرق يعمل من اللحم والخل .

أيضاً قد سقط بعض أستأني حتي أنه ليوسوس إليّ الشيطان فيقول: فإذا ذهبت البقية فبأي شيء تأكل؟ فأقول: لا حول ولا قوة إلا بالله ، ثم قال له : عليك بالثريد فإنه صالح واجتنب السمن فإنه لا يلائم الشيخ.

3- وعنه عليه السلام عن أبيه : قال سمون البقر شفاء .

4- وعن علي صلوات الله وسلامه عليه قال : سمن البقر دواء .

5- وعن الريان قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام أتخذ لك حلواء؟ قال : ما اتخذتم لي منه فاجعلوه بسمن، وقال : نعم الإدام السمن وإني لأكرهه للشيخ وقال : هو في الصيف خير منه في الشتاء . وعن رسول الله عليه السلام قال : لحم البقر داء وسمنها شفاء ولبنها دواء وما دخل الجوف مثل السمن.

6- وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال : سمون البقر شفاء .

7- وعن أبي الجارود قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن اللحم والسمن يخلطان جميعاً قال : كل وأطعمني.

8- وعن الصادق عليه السلام قال: إذا بلغ الرجل خمسين سنة فلا يبيتن وفي جوفه شيء من السمن.

السنا

1- عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : تداووا

بالسنا فإنه لو كان شيئاً يرد الموت لردّه السنا.

ص: 222

2- وعن الصادق عليه السلام قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : عليكم بالسنا فتداووا به فلو دفع الموت شيء دفعه السنا.

3- وعنه عليه السلام قال : لو علم الناس ما في السنا لبلغوا مثقالاً منه مثقالين ذهباً، أما إنه أمان من البهق والبرص والجذام والجنون والفالج واللقوة ، ويؤخذ مع الزبيب الأحمر الذي لا نوي له ويجعل معه هليلج كابلي أصفر وأسود أجزاء سواء يؤخذ علي الريق (ناشتا) مقدار ثلاثة دراهم وإذا آويت إلي فراشك مثله ، وهو سيد الأدوية .

السويق

1- ذكر عند أبي عبد الله عليه السلام السويق فقال : إنما عمل بالوحي.

2- وعنه عليه السلام قال : السويق طعام المرسلين، أو قال : طعام النبيين عليهم السلام .

3- وعن الرضا عليه السلام قال : السويق لما شرب له (1).

4- وعن الصادق عليه السلام قال : السويق بنبت اللحم ويشد العظمه .

5- وعن ابن مسكان قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : شربة السويق بالزيت تنبت اللحم وتشد العظم وترق البشرة وتزيد في الباه.

ص: 223


1- أي ينفع لأي داء شرب لدفعه ولأي منفعة قصد به .

6- وعن خضر قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فأتاه رجل من أصحابنا فقال له: يولد لنا المولود فيكون منه القلة (1) والضعف فقال : ما يمنعك من السويق فإنه يشد العظم وينبت اللحم.

7- وعن بكر بن محمد الأزدي قال : دخلت عيثمة علي أبي عبد الله عليه السلام ومعها ابنها أظن اسمه محمداً، فقال لها أبو عبد الله عليه السلام : ما لي أري جسم ابنك نحيفاً، قالت: هو عليل، فقال لها : اسقيه السويق فإنه ينبت اللحم ويشد العظم.

8- وعن عيثمة أم ولد عبد السلام قالت: قال أبو عبد الله عليه السلام : اسقوا صبيانكم السويق في صغرهم فإن ذلك ينبت اللحم ويشد العظم، ومن شرب السويق أربعين صباحاً امتلأت كتفاه قوة.

9- وعن قتيبة الأعشي عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ثلاث راحات (2) سويق جاف علي الريق ينشف المرة والبلغم حتي يقال لا يكاد أن يدع شيئاً.

10- وعن ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن السويق الجافّ إذا أخذ علي الريق أطفأ الحرارة وسكن المرة، وإذا لتّ (3) ثم شرب لم يفعل ذلك.

ص: 224


1- كأن المراد بالقلة قلة اللحم والهزال، وفي المكارم العلة وهو أصوب .
2- الراحة : الكف.
3- لت لتاً: - السويق - بله بشيء من الماء. أو خلطه بالسمن. وفي البحار إذا لتّ علي بناء المجهوليا أي خلط بسمن أو زيت أو نحوهما.

11- وعن الباقرعع قال : ما أعظم بركة السويق إذا شربه الإنسان علي الشبع أمرا وهضم الطعام، وإذا شربه الإنسان علي الجوع أشبعه، ونعم الزاد في السفر والحضر السويق.

12- وعن الصادق عليه السلام قال : السويق الجاف يذهب بالبياض (1) .

13- وعنه عليه السلام قال : السويق يجرد (2) المرة والبلغم من المعدة جرداً ويدفع سبعين نوعاً من أنواع البلاء.

14- وعن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال : السويق إذا غسلته سبع مرات وقلبته من إناء إلي إناء آخر فهو يذهب بالحمي وينزل القوة في الساقين والقدمين.

15- وعن الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال : إن النبي صلي الله عليه وآله وسلم أتي بسويق لوز فيه سكر طبرزد فقال : طعام المترفين بعدي (3).

16 - وعن علي بن الحسين عليه السلام قال : بلّوا جوف المحموم بالسويق والعسل ثلاث مرات ويحوّل من إناءويسقي المحموم فإنه يذهب بالحمي الحارة، وإنما عمل بالوحي.

17 - وعن ابن كثير قال : انطلق بطني فأمرني أبو عبد الله عليه السلام أن آخذ السويق الجاورس بماء الكمون، ففعلت فأمسك بطني و عوفيت.

ص: 225


1- أي البرص.
2- أي ينزع.
3- المترفون أي الجبارون والمتنعم الذي يصنع ما يشاء ولا يمنع .

18 - وعن أحمد بن يزيد قال إذا لسع أهل الدار حية أو عقرب قال : اسقوه سويق التفاح.

19 - وعن ابن بكير قال : رعفت فسئل أبو عبد الله عليه السلام في ذلك فقال : اسقوه سويق التفاح فانقطع الرعاف (1).

20- وعن سيف التمار قال : مرض بعض رفقائنا بمكة فبرسم (2) ، فدخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فأعلمنه فقال لي: اسقه سويق الشعير فإنه يعافي إن شاء الله وهو غذاء في جوف المريض ، قال : فما سقينا السويق إلا يومين، أو قال مرتين حتي عوفي صاحبنا .

21 - الكافي بإسناده عن الصادق عليه السلام قال : سويق العدس يقطع العطش ويقوي المعدة وفيه شفاء من سبعين داء، ويطفيء الصفراء ويبرد الجوف، وكان إذا سافر عليه السلام يفارقه وكان إذا هاج الدم بأحد من حشمه قال له : اشرب من سويق العدس فإنه يسكن هيجان الدم ويطفيء الحرارة.

22 - وبإسناده عن علي بن مهزيار قال : إن جارية لنا أصابها الحيض وكان لا ينقطع عنها حتي أشرفت علي الموت فأمر أبو جعفر عليه السلام أن تسقي سويق العدس فسُقيت فانقطع عنها وعوفيت.

23 - وعن موسي بن الحسن السياري عن عبيد الله بن أبي

ص: 226


1- قطعه الرعاف كأته لبرده و قبضه وقطع الصفراء ودفع السموم لتقويته القلب وتقويته الروح فيمنع تأثيرها.
2- برسمه : أحدث فيه، البرسام: وهو التهاب في الحجاب الذي بين الكبد والقلب .

عبد الله قال: كتب أبو الحسن عليه السلام من خراسان إلي المدينة لا تسقوا أبا جعفر الثاني عليه السلام السويق بالسكر فإنه رديء للرجال، وفسره السياري عن عبيد الله أنه كره للرجال لأنه يقطع النكاح من شدة برده مع السكر (1).

حرف الشين

الشبع

1- قال أبو جعفر عليه السلام : إذا شبع البطن طغي.

2- وقال الصادق عليه السلام : ما كان شيء أحب إلي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم من أن يظل جائعاً خائقاً في الله .

3- وعنه عليه السلام قال : الأكل علي الشبع يورث البرص .

4- وقال أمير المؤمنين لولده الحسن عليه السلام : ألا أعلمك أربع خصال تستغني بها عن الطب؟ قال: بلي، قال : لا تجلس علي الطعام إلا وأنت جائع ولا تقم عن الطعام إلا وأنت تشتهيه وجود

ص: 227


1- أقول: يظهر من الكليني رحمه الله أنه حمل السويق المطلق الوارد في الأخبار علي تسويق الحنطة حيث قال باب الأسوقة وفضل سويق الحنطة ، ثم ذكر الأخبار المطلقة في هذا الباب وقال الشهيد رحمه الله في الدروس في السويق ونفعه أخبار جمّة وفسره الكليني بسويق الحنطة. وقال مؤلف بحر الجواهري: السويق يتخذ من سبعة أشياء : الحنطة ، والشعير، والنبق (حمل شجر السدر أو لب جذع النخلة) والتفاح والقرع، وحب الرمان والغبيراء وجملته يعقل الطبع ويقطع القيء والغثيان الصفراويين وينشف بلة المعدة، وإن اتخذ من سويق الشعير والماء وقليل من اللبن وخلط به الخشخاش المقلو المسحوق ينفع السحج ويسكن اللدغ ويجلب النوم انتهي.

المضغ، وإذا نمت فاعرض نفسك علي الخلاء ، فإذا استعملت هذا استغنيت عن الطب.

5- وعن سلمان الفارسي رضوان الله عليه عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال : أكثر الناس شبعاً في الدنيا أكثرهم جوعاً في الآخرة، يا سلمان إنما الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر .

6- وعن عيسي ابن مريم خطيباً فقال، يا بني إسرائيل لا تأكلواحتي تجوعوا، وإذا جعتم فكلوا ولا تشبعوا فإنكم إذا شبعتم غلظت رقابكم وسمنت جنوبكم ونسيتم ربكم.

الشحم

1- المكارم: بإسناده عن موسي بن بكر قال : سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: اللحم ينبت اللحم ومن أدخل جوفه لقمة شحم أخرجت مثلها داء.

2- وبإسناده عن محمد بن سوقة عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من أكل لقمة شحم أخرجت مثلها من الداء.

3- وعن زرارة قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : جعلت فداك الشحمة التي تخرج مثلها من الداء أيّ شحمة؟ قال : هي شحمة البقر وما سألني يا زرارة عنها أحد قبلك .

4- طب الأئمة عن الصادق عليه السلام قال : ومن أكل شحمة أخرجت مثلها من الداء .

5- وعنه عليه السلام في حديث ذكر لحم البقر: ألبانها دواء وشحومها شفاء ولحومها داء .

ص: 228

6- دعوات الراوندي وذكر عند النبي عليه السلام اللحم والشحم فقال : ليس منهما بضعة تقع في المعدة إلا أنبتت مكانها شفاء وأخرجت من مكانها داء .

شرب الماء

1- وعن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال : مصّوا الماء مصاً ولا تعبّوه عباً (1) فإنه يوجد منه الكباد .

2- وعن ابن أبي طيفور المتطبب قال: دخلت علي أبي الحسن الماضي عليه السلام فنهيته عن شرب الماء فقال : وما بأس بالماء وهو يدير الطعام في المعدة ويسكن الغضب ويزيد في اللب ويطفيء المرارة.

3- وعن الصادق عليه السلام وهو يوصي رجلاً فقال له: أقل شرب الماء فإنه يمد كل داء واجتنب الدواء ما احتمل بدنك الداء.

4- وعنه عليه السلام قال: لا تكثر من شرب الماء فإنه مادة لكل داء.

5- وعنه عليه السلام قال : لا يشرب أحدكم الماء حتي يشتهيه فإذا اشتهاه فليقلّ منه.

6- وفي حديث آخر قال : لو أن الناس أقلّوا من شرب الماء الاستقامت أبدانهم.

7- وعنه عليه السلام قال : من أقلّ شرب الماء صح بدنه .

ص: 229


1- الماء شربه بلا تنفّس.

8- وعنه عن آبائه عليهم السلام قال: كان رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم إذا أكل الدسم أقل شرب الماء ، فقيل له : يا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم إنك لتقلّ شرب الماء، قال : هو أمرا لطعامي.

9- وفي حديث آخر شرب الماء علي أثر الدسم يهيج الداء.

10- وعن الصادق عليه السلام قال : شرب الماء من قيام بالنهار أقوي وأصح للبدن .

11- وعنه عليه السلام قال : شرب الماء من قيام بالنهار يمريء الطعام، وشرب الماء بالليل من قيام يورث الماء الأصفر.

12- وعنه عليه السلام قال : شرب الماء من قيام بالنهار أدرّ للعروق وأقوي للبدن .

سبد كل المائعات الماء *** ماعنه في جميعها غناء

أما تري الوحي إلي النبيّ *** منه جعلنا كل شيء حيّ

ويكره الإكثار منه للنص *** وعبّه أي شربه من دون مصّ

تروي به التوريث للكباد *** بالضم أعني وجع الأكباد

تشربه في الليل قاعداً لما *** رووه واشرب في النهار قائما

الشعير

1- وعن الصادق عليه السلام قال : ما زال طعام رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم الشعير حتي قبضه الله إليه .

2- وقال عليه السلام : كان قوت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم الشعير وحلواه التمر وإدامة الزيت.

ص: 230

3- وقال عليه السلام : لو علم الله في شيء شفاء أكثر من الشعير ما جعله الله غذاء الأنبياء عليهم السلام.وفي البحار المشهور بين الأطباء أن الشعير بارد يابس في الأولي وقيل في الثانية أقل غذاء من الحنطة، وينفع الجرب والكلف طلاء وضماداً بدقيقه، وهو رديء للمعدة وماؤه رطب بارد وهو أوفق غذاء للمحمومين وأسرع انحداراً من ماء الحنطة، وينفع الصدر والسعال وهو أغذي من سويقه ولا يخلو من نفخ لكن نفخ السويق أكثر.

الشلجم

1- وعن الصادق عليه السلام قال: ما من أحد إلا وفيه عرق من الجذام، فكلوا الشلجم في زمانه يذهب به عنكم.

2- وفي حديث آخر: ما من أحد إلا وبه عرق من الجذام وأن اللفت - وهو الشلجم - يذيبه فكلوه في زمانه يذهب عنكم كل داء .

3- وعنه عليه السلام قال: عليكم بالشلجم فكلوه وأديموا أكله واكتموه إلا عن أهله، فإنه ما من أحد إلا وبه عرق الجذام فأذيبوه بأكله .

4- وعن موسي بن جعفر عليه السلام قال : عليك باللفت فكله - يعني الشلجم - فإنه ليس من أحد إلا وله عرق من الجذام واللفت يذيبه .

5- وعن الصادق عليه السلام قال : ما من أحد إلا وفيه عرق من الجذام فأذيبوه بالشلجم.

ص: 231

ويذهب الجذام أكل الشلجم *** عن غير أهل فضله فليكنم

الشوي

1- عن الإصبغ بن نباتة قال : دخلت علي أمير المؤمنين عليه السلام وقدامه شواء فقال لي: ادن وكل، فقلت: پا أمير المؤمنين هذا لي ضارّ فقال لي: ادن أعلّمك كلمات لا يضرّ معهنّ شيء مما تخاف قل: بسم الله خير الأسماء ملء الأرض والسماء الرحمن الرحيم لا يضرّ مع اسمه داء تند معنا .

وقوله تعالي: «فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ» أي المشوي بين حجرين.

حرف الصاد

الصعتر

1- المحاسن روي أن الصعتر يدبغ المعدة .

2- وفي حديث آخر أن الصعتر ينبت زئير المعدة (1) .

3- وعن أبي الحسن الأول عليه السلام قال: كان دواء أمير المؤمنين عليه السلام الصعتر ، وكان أنه يقول يصير في المعدة خملاً كخمل القطيفة.

ص: 232


1- الزئبر بالكسر مهموز ما يعلو الثوب الجديد مثل ما يعلو الخز.

4- وعن علي بن سليمان عن بعض الواسطيين عن أبي الحسن عليه السلام أنه شكي إليه الرطوبة فأمره أن يسف الصعتر علي الريق (1).

حرف الطاء

الطلع

1- قال الصادق عليه السلام : ثلاثة يهزلن: البيض والسمك والطلع .

2- وعنه عليه السلام قال : ثلاث يؤكلن ويهزلن: الطلع والكسب والجوز .

حرف العين

العدس

1- عن الرضا عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : عليكم بالعدس فإنه مبارك مقدس يرق القلب ويكثر الدمعة وقد بارك فيه سبعون نبياً آخرهم عيسي ابن مريم عليه السلام (2).

وعن أمير المؤمنين في العدس *** بيّن وصفاً كاد فيه أن يحس

من سرعة الدمعة في البكاء *** ورقة في القلب والأحشاء

وعن رسول الله مسثله روي *** بل لم نر الذي رواه عن علي

الصعتر يكون بالسين والصاد كما ذكره الفيروز آبادي و غيره : وقال الجوهري : السعتر نبت وبعضهم يكتبه بالصاد في كتب الطب لئلا بالشعير، وقالوا: أصنافه كثيرة فمنه بريّ و منه بستاني ومنه جبلي، ومنه طويل الورق ومنه مدور الورق ومنه دقيق الورق ومنه عريض الورق وأكثرها مشهور، حار يابس في الثالثة يلطف ويحلل ويطرد الرياح والنفخ وبهضم الطعام الغليظ

ص: 233


1- يجفف المعدة ويدرّ البول والطمث ويحدّ البصر الضعيف وينفع الورك مشروباً و ضماداً .
2- وقد بارك فيه أي دعوا له بالبركة وبينوا بركتها ومنافعها.

وأنه مقدس مبارك *** وفيه بعض الأنبياء بارك

سبعون منهم في الأخير عيسي *** وقدسوه كلهم تقديسا

2- وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: شكي رجل إلي النبي صلي الله عليه وآله وسلم قساوة القلب فقال له: عليك بالعدس فإنه يرق القلب ويسرع الدمعة وقد بارك فيه سبعون نبياً .

3- وعنه عليه السلام قال : أكل العدس يرق القلب ويسرع الدمعة.

4- وعنه عليه السلام قال: بينا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم جالس في مصلاه إذ جاءه رجل يقال له عبد الله بن التيهان من الأنصار فقال له: يا رسول الله إني لأجلس إليك كثيراً وأسمع منك كثيراً فما يرق قلبي وما تسرع دمعتي، فقال له النبي صلي الله عليه وآله وسلم : يا بن التيهان عليك بالعدس فكله فإنه يرق القلب ويسرع الدمعة فقد بارك عليه سبعون نبياً.

5- وعن موسي بن جعفر عن أبيه عن جده عليه السلام قال : كان فيما أوصي به رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم علياً عليه السلام أن قال: يا علي كل العدس فإنه مبارك مقدس وهو يرق القلب ويكثر الدمعة وإنه بارك عليه سبعون نبياً .

6- المكارم من الفردوس قال النبي صلي الله عليه وآله وسلم : شكا نبي من الأنبياء إلي الله عز وجل قساوة فلوب قومه، فأوحي الله عز وجل وهو في مصلاه أن مر قومك أن يأكلوا العدس فإنه يرقّ القلب ويدمع العين ويذهب الكبرياء وهو طعام الأبرار .

ص: 234

العسل

قوله تعالي : « وَأَوْحَيٰ رَبُّكَ إِلَي النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا ۚ يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ».

1- وفي المجمع عن العياشي مرفوعة إلي أمير المؤمنين عليه السلام أن رجلاً قال : له إني موجع بطني، فقال : ألك زوجة؟ قال: نعم، قال : استوهب منها شيئا من مالها طيبة نفسها ثم اشتر به عسلاً ثم اسكب عليه من ماء السماء ثم اشربه ، فإني سمعت الله سبحانه يقول في كتابه «وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا» وقال : «يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ۗ». وقال: « فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا» . وإذا اجتمعت البركة والشفاء والهنيء شفيت إن شاء الله .

2- وعن الصادق عليه السلام قال: عليكم بالشفاء من العسل والقرآن.

3- وعنه عليه السلام قال : ما استشفي الناس بمثل لعق العسل (1).

وقد أتانا في علاج العلل *** ما استشفت الناس بمثل العسل .

4- وعن أنس قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : من شرب العسل في كل شهر مرة يريد ما جاء به القرآن عوفي من سبعة وسبعين داء.

5- وعنه عليه السلام قال : من أراد الحفظ فليأكل العسل.

ص: 235


1- لعق: أي لحس وتناول بلسانه .

6- وقال صلي الله عليه وآله وسلم : نعم الشراب العسل برعي القلب (1) ويذهب برد الصدر.

7- ومن الفردوس عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : خمس يذهبن بالنسيان ويزدن في الحفظ ويذهبن بالبلغم:السواك، والصيام، وقراءة القرآن، والعسل، واللبان (أي الكندر).

8- وعن الرضا عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : إن يكن في شيء شفاء ففي شرطة الحجام أو في شربة العسل.

9- وقال صلي الله عليه وآله وسلم : لا تردوا شربة العسل علي من آتاكم بها.

10 - وقال : الطيب نشرة (2) والعسل نشرة والركوب نشرة والنظر إلي الخضرة نشرة .

11 - وعن أبي الحسن عليه السلام قال : العسل شفاء من كل داء إذا أخذته من شهده (3).

12 - وعن الصادق عليه السلام قال : ما استشفي مريض بمثل العسل .

13 - وعن علي بن راشد قال : سمعت أبا الحسن الثالث عليه السلام يقول: أكل العسل حكمة (4).

ص: 236


1- الإرعاء : الإبقاء والرفق والشفقة .
2- النشرة: ما يزيل الهموم والأحزان التي يتوهم أنها من الجن .
3- أي أخذته جديدة من شمعه أو من خالصه.
4- أي سبب لها.

14 - فقه الرضا قال العالم عليه السلام : عليكم بالعسل والحبة السوداء.

15 - وقال : العسل شفاء في ظاهر الكتاب كما قال الله عزوجل.

16 - وقال عليه السلام : في العسل شفاء من كل داء ، ومن لعق لعقة عسل علي الريق يقطع البلغم ويكسرالصفراء ويقطع المرة السوداء ويصفو الذهن ويجوّد الحفظ إذا كان مع اللبان الذكر (1).

17 - وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال : العسل شفاء من كل داء ولا داء فيه، يقل البلغم ويجلو القلب.

18 - وعن موسي بن إسماعيل بن موسي بن جعفر عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : العسل شفاء لطرد الريح والحمّي.

العناب

1- المكارم عن علي عليه الصلاة والسلام قال : العناب يذهب بالحمي.

2- وعن ابن أبي الحصين قال : كانت عيني قد ابيضت ولم أكن أبصر بها شيئاً فرأيت أمير المؤمنين عليه السلام في المنام فقلت: يا

ص: 237


1- اللبان: هو الكندر، والذكر في مقابل الأنثي، قال: في القانون: أجوده (أي الكندر) الذكر الأبيض المدحرج الخ.

سيدي عيني قد أصابت إلي ما تري، فقال : خذ العناب فدقه فاكتحل به فأخذت العناب فدققته بنواه وكحلتها به فانجلت عن عيني الظلمة ونظرت أنا إليها فإذا هي صحيحة.

3- وقال الصادق عليه السلام : فضل العاب علي الفواكه كفضلنا علي سائر الناس.

العنب

1- عن منصور بن يونس قال : سمعت أبا الحسن موسي عليه السلام يقول ثلاثة لا تضرّ: العنب الرازقي، وقصب السكر، والتفاح اللبناني.

2- وعن الرضا عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : كلوا العنب حبة حبة فإنها أهنأ وأمرأ.

وتؤكل الأعناب مثني مثني *** وورد الأفراد فيه أهني

3- وعن هشام بن سالم قال : كان علي بن الحسين عليه السلام يعجبه العنب، فكان ذات يوم صائماً فلما أفطر كان أول ما جاءت العنب أتته أم ولد له بعنقود (خوشه). فوضعته بين يديه فجاء سائل فدفع إليه فدست إليه - أعني إلي السائل - فاشترته منه، ثم أتته فوضعته بين يديه فجاء سائل آخر فأعطاه ففعلت أمّ الولد مثل ذلك حتي فعل ثلاث مرات، فلما كان في الرابعة أكله .

4- وعن معروف بن خربوذ عمّن رأي أمير المؤمنين عليه السلام يأكل الخبز بالعنب.

ص: 238

5- وعن حسن بن حسن عن أبيه قال: دخل أمير المؤمنين عليه السلام علي امرأته العامرية وعندها نسوة من أهلها فقال: هل زوّدتموهن بعد؟ قالت: والله ما أطعمتهن شيئاً، قال فأخرج درهماً من حجرته وقال: اشتروا بهذا عنباً، فجيء به فقال : أطعمن فكأنهنّ استحين منه قال : فأخذ عنقوداً بيده ثم تنحي وحده فأكله.

6- وعن زيد الشحام قال : دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فقرّب إليَّ عنباً فأكلنا منه.

7- وعن عبد الله بن سنان قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : إذا أكلتم العنب فكلوه حبة حبة فإنها أهنأ وأمرأ.

8- وعن بكر بن صالح رفعه عن أبي عبد الله عليه السلام قال : شكا نبيّ من الأنبياء إلي الله الغم فأمره بأكل العنب.

9- وعن الصادق عليه السلام : أنّ نوحاً شكا إلي الله الغمّ فأوحي الله إليه أن كل العنب فإنه يذهب بالغمّ.

10- وعنه عليه السلام قال : لمّا حسر الماء عن عظام الموتي فرأي ذلك نوح عليه السلام فجزع جزعاً شديداً واغتمّ لذلك، فأوحي الله إليه أن كل العنب الأسود ليذهب غمّك .

11- وعن عائشة قالت: قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : خير طعامكم الخبز وخير فاكهتكم العنب .

12- وقال صلي الله عليه وآله وسلم : ربيع أمتي العنب والبطيخ.

13 - وعن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال : العنب أدم وفاكهة وحلواء.

ص: 239

حرف الغين

الغبيراء

1- عن الرضا عن آبائه عليهم السلام عن الحسين بن علي عليه السلام قال : دخل رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم علي علي بن أبي طالب سلام الله عليهما وهو محموم فأمره بأكل الغبيراء (يعني سنجد).

2- وعن ابن بكير قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول في الغبيراء : إن لحمه ينبت اللحمه وعظمه ينبت العظم وجلده ينبت الجلد ومع ذلك فإنه يسخّن الكليتين ويدبغ المعدة وهو أمان من البواسير والتقطير، ويقوي الساقين ويقوي عرق الجذام بإذن الله.

حرف الفاء

الفاكهة وآداب أكلها

1- بحار عن الخصال بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لمّا أهبط الله عز وجل آدم عليه السلام من الجنة أهبط معه عشرين ومائة قضيب منها أربعون ما يؤكل داخلها وخارجها، وأربعون منها ما يؤكل داخلها ويرمي بخارجها، وأربعون منها ما يؤكل خارجها ويرمي بداخلها وغرارة (1) فيها بذر كل شيء.

2- وفي المحاسن بإسناده عن علي بن جعفر، قال: سألت أبا

ص: 240


1- في القاموس الغرارة بالكسر الجوالق ، وقال : البذر كل حب بيذر للنبات.

الحسن عليه السلام عن القران بين التمر والتين وسائر الفاكهة قال عليه السلام : نهي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم عن القران، قال: فإن كنت وحدك فكل كيف أحببت، وإن كنت مع المسلمين فلا تقرن.

3- ومنه عن نوح بن شعيب عن نادر الخادم، قال: أكل الغلمان فاكهة ولم يستقصوا أكلها ورموا بها، فقال أبو الحسن عليه السلام : سبحان الله إن كنتم استغنيتم فإن الناس لم يستغنوا، أطعموه من يحتاج إليه.

4- ومنه عن جعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبي عبد الله عن أبيه عليه السلام أنه كان يكره تقشير التمرة.

5- وفي المحاسن بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال : خمس من فاكهة الجنة في الدنيا: الرمان الملاسي، والتفاح الشعشاني (1) والسفرجل، والعنب، والرطب المشان.

6- وفي المكارم من أمالي الشيخ أبي جعفر بن بابويه عن الصادق عليه السلام قال : كان رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم إذا رأي الفاكهة الجديدة قبّلها ووضعها علي عينيه وفمه، ثم قال : «اللهم كما أريتنا أوّلها في عافية فأرنا آخرها في عافية» .

7- بحار عن المحاسن بإسناده عن فرات بن أحنف قال : إن لكل ثمرة سمّاً ما، فإذا أتيتم بها فأمسوها الماء أو اغمسوها في الماء يعني اغسلوها (2).

ص: 241


1- في البحار بدل «الشعشاتي»، «الأصفهانيه».
2- وليس ما في الكافي فأمسوها وفي الكافي نمسّوها وهو أظهر.
الفجل

1- عن حنان بن سدير قال: كنت مع أبي عبد الله عليه السلام علي المائدة فناولني فجلة وقال : يا حنان كل الفجل فإن فيه ثلاث خصال : ورقه يطرد الرياح، ولبه (1) يسيل البول، وأصوله يقطع البلغم.

2- وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال : الفجل أصله يقطع البلغم ويهضم الطعام وورقه يحدر البول.

3- وعن الصادق عليه السلام قال : الفجل أصله يقطع البلغم ولبه يهضم وورقه يحذر البول تحديراً.

4- وفي حديث ورقه يمريء، وعن ابن مسعود قال صلي الله عليه وآله وسلم : إذا أكلتم الفجل وأردتم أن لا يوجد لهذا ريح فاذكروني عند أول قضمة.

الفرخ

1- عن ابن أسباط رفعه إلي أمير المؤمنين عليه السلام أنه ذكر عنده لحم الطير فقال : أطيب اللحم لحم فرخ غذته فتاة من ربيعة بفضل قوتها.

2- وفي حديث آخر أيضاً قال عليه السلام : أطيب اللحم لحم فرخ حمام قد نهض أو كاد ينهض .

3- وفي حديث آخر أيضاً قال عليه السلام : أطيب اللحم لحم فرخ قد نهض أو كاد أن ينهض .

ص: 242


1- كان المراد بلبه بذره.
الفرفخ

وقد تقدم في الرجلة .

حرف القاف

القثاء

1- وعن عبد الله بن سنان قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : إذا أكلتم القثاء (1) فكلوه من أسفله فإنه أعظم لبركته.

2- وعنه عليه السلام قال : كان رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يأكل القثاء بالملح .

3- وعنه عليه السلام قال: كان رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يأكل القثاء بالرطب.

4- وفي البحار قال : روي العامة في صحاحهم أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم يأكل الرطب بالقثاء .

5- ورووا عن عبد الله بن جعفر أنه قال : رأيت في يمين النبي صلي الله عليه وآله وسلم قثاء وفي شماله رطباً وهو يأكل من ذا مرة ومن ذا مرة.

6- ونقل عن القرطبي أنه قال: يؤخذ منه جواز مراعاة صفات الأطعمة وطبائعها واستعمالها علي الوجه اللائق بها علي قاعدة الطب

ص: 243


1- في تهذيب الأسماء القثاء - بكسر القاف وضمها ممدوداً - من الثمار المعروفة، وفي المغرب أن الخيار مرادف للقثاء وهو الذي صرح به الجوهري. ويظهر من بعض الأطباء أن القثاء هو الطويل المعوج. والقئد (أي الخيار) والخيار هو القصير.

لأن في الرطب حرارة وفي القثاء برودة، فإذا أكلا معاً اعتدلا وهذا أصل كبير في المركبات من الأدوية، انتهي.

القرآن والاستشفاء به

1- في المكارم قال النبي صلي الله عليه وآله وسلم : من لم يستشف بالقرآن فلا شفاه الله .

2- وقال الصادق عليه السلام : من قرأ مائة آية من أيّ آي القرآن شاء ثم قال سبع مرّات: «يا الله » فلو دعا علي الصخور فلقها.

3- عن أبي الحسن عليه السلام قال : إذا خفت أمراً فاقراً مائة آية من القرآن من حيث شئت ثم قل : «اللهم اكشف عتي البلاء» .

4- عن أبي إبراهيم عليه السلام أنه قال : من استكفي بآية من القرآن من المشرق إلي المغرب كفي إذا كان بيقين.

5- وقال العالم عليه السلام : في القرآن شفاء من كل داء .

6- روي عن العالم عليه السلام أنه قال : من نالته علة فليقرأ عليها أمّ الكتاب - سبع مرّات - فإن سكنت وإلا فليقرأها سبعين مرّة فإنها تسكن.

وروي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : لو قرأت «الحمد» علي ميت سبعين مرة ثم ردّت فيه الروح ما كان عجباً.

7- عن الباقر عليه السلام قال : إذا كانت بك علة تتخوف علي نفسك فاقرأ سورة الأنعام ، فإنه لا ينالك من تلك العلة ما تكره.

ص: 244

8- عنه عليه السلام قال: من قرأ سورة النحل في كل شهر كفي المغرم في (1) الدنيا وسبعين نوعاً من أنواع البلاء أهونها الجنون والجذام والبرص، وفي رواية للتحرز من إبليس وجنوده وأشياعه.

9- وعنه عليه السلام قال : من قرأ سورة لقمان في كل ليلة وكل الله عز وجل به في ليلته ملائكة يحفظونه من إبليس وجنوده حتي يصبح فإن قرأها بالنهار لم يزالوا يحفظونه من إبليس وجنوده حتي يمسي.

10- عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن لكل شيء قلباً وقلب القرآن «يس» فمن قرأ «يس» قبل أن يمسي كان في نهاره من المحفوظين والمرزوقين حتي يمسي، ومن قرأها في ليلة قبل أن ينام وكلّ الله به ألف ملك يحفظونه من كل شيطان رجيم ومن كل آفة، وإن مات في يومه أدخله الله الجنة إلخ.

11- وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة الصافات في كل يوم جمعة لم يزل محفوظاً من كل آفة، مدفوعاً عنه كل بلية في حياة الدنيا، مرزوقاً في الدنيا بأوسع ما يكون من الرزق ولم يصبه الله في ماله ولا ولده ولا بدنه بسوء من شيطان رجيم ولا من جبار عنيد.

12 - وفي رواية تقرأ للشرف والجاه والعز في الدنيا والآخرة .

13 - وعنه عليه السلام قال: من قرأ سورة الزمر في يومه أو ليلته أعطاه الله شرف الدنيا والآخرة وأعزه بلا عشيرة ولا مال .

ص: 245


1- الغرام: الشر الدائم والعذاب، وقوله تعالي «إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا» أي هلاكاً ولزاماً لهم والغرام الولوع.

ومن قرأ سورة الطور جمع الله عز وجل له خير الدنيا والآخرة .

ومن قرأ سورة الواقعة في كل ليلة جمعة أحبه الله وحببه إلي الناس أجمعين، ولم ير في الدنيا بؤساً أبداً ولا فقراً ولا فاقة ولا آفة من آفات الدنيا إلخ.

ومن قرأ سورة الحديد والمجادلة في صلاة فريضة أدمنها لم ير في أهله وبدنه وماله سوءاً ولا خصاصة.

14 - عن علي بن الحسين عليه السلام قال: من قرأ سورة الممتحنة في فرائضه ونوافله امتحن الله قلبه للإيمان ونوّر له بصره ولا يصيبه فقر أبداً ولا جنون في بدنه ولا في ولده . وفي رواية ويكون محموداً عند الناس.

15 - وعن أبي عبد الله عليه السلام قال : من أكثر قراءة «قُلْ أُوحِيَ» لم يصبه في حياته الدنيا شيء من أعين الجن (والإنس ولا السحرة) ولا نفثهم ولا سحرهم ولا كيدهم.

ومن قرأ سورة المزمّل في العشاء الآخرة أو في آخر الليل كان له الليل والنهار شاهدين مع السورة (وأحياه حياة طيبة وأماته ميتة طيبة).

ومن قرأ سورة «والنازعات» لم يدخله الله الجنة إلا ريّان ولا يدركه في الدنيا شقاء أبداً. وروي أنها شفاء لمن سقي سماً أو لدغة ذو حمة من ذوات السموم.

ومن قرأ علي الماء: «وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ» (وسقاه من سقي سماً) فإنه لا يضره إن شاء الله .

ص: 246

ومن قرأ «إِنَّا أَنْزَلْناهُ» في كل فريضة من الفرائض نادي منادٍ : يا عبد الله قد غفر لك ما مضي فاستأنف العمل.

ومن قرأ «إِذَا زُلْزِلَتِ» في نوافله لم تصبه زلزلة أبداً ولم يمت بها ولا بصاعقة ولا بأفة من آفات الدنيا. ,

ومن قرأ «وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ» في فرائضه نفت عنه الفقر وجلبت إليه الرزق وتدفع عنه ميتة السوء.

ومن قرأ « قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ » و «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» في كل فريضة من الفرائض غفر الله له ولوالديه وما ولد وإن كان شقياً محي من ديوان الأشقياء وأثبت في ديوان السعداءوأحياء الله سعيداً وأماته شهيداً وبعثه شهيداً.

القرع

1- عن الرضا عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : إذا طبختم فأكثروا القرع فإنه يسرّ قلب الحزين . .

2- وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال : كلوا الدباء (1) فإنه يزيد في الدماغ إلخ.

3- وعنه عليه السلام قال: عليكم بالقرع فإنه يزيد في الدماغ.

4- وعنه عليه السلام قال : إن الدباء يزيد في العقل.

5- وعن الرضا عليه السلام قال : شجرة اليقطين هي الدباء وهي القرع.

ص: 247


1- أي القرع.

6- وعن النبي صلي الله عليه وآله وسلم في وصيته لعلي عليه السلام قال : يا علي عليك بالدباء فكله فإنه يزيد في العقل والدماغ.

7- وعن الصادق عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام : كلوا الدماء ونحن أهل البيت نحبه .

8- وعن زريح قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام الحديث المروي عن أمير المؤمنين عليه السلام في الدباء أنه قال : كلوا الدباء فإنه يزيد في الدماغ، فقال الصادق عليه السلام : نعم وأناأقول إنه جيد لوجع القولنج .

9- وعن علي بن الحسين عليه السلام قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : كلوا اليقطين فلو علم الله أن شجرة أخف من هذه أنبتها علي أخي يونس، إذا اتخذه أحدكم مرقاً فليكثر فيه من الدباء فإنه يزيد في الدماغ والعقل .

10- وعن الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : من أكل الدباء بالعدس رقّ قلبه عند ذكر الله وزاد في جماعه .

قصب السكر

1- عن منصور بن يونس قال : سمعت أبا الحسن موسي عليه السلام يقول : ثلاثة لا تضر : العنب الرازقي وقصب السكر والتفاح اللبناني.

2- وعنه عليه السلام قال : قصب السكر يفتح السدد ولا داء فيه ولا غائلة.

ص: 248

حرف الكاف

الكباب

1- عن موسي بن بكر : قال قال لي أبو الحسن الأول عليه السلام : ما لي أراك مصفراً؟ فقلت: وعك (1) أصابني، فقال : كل اللحم فأكلته ثم رآني بعد جمعة وأنا علي حالي مصفر فقال : لم آمرك بأكل اللحم؟ قلت: ما أكلت غيره منذ أمرتني به، قال : كيف أكلته؟ قلت: طبيخاً، قال : لا كل كباباً فأكلت ثم أرسل إلي فدعاني بعد جمعة فإذا الدم قد عاد في وجهي فقال : الآن نعم.

2- وعنه أيضاً قال : اشتكيت بالمدينة شكاة ضعفت منها فأتيت أبا الحسن (موسي) عليه السلام فقال لي : أراك ضعيفاً، قلت: نعم، فقال لي: كل الكباب فأكلته فبرئت .

3- وعن الصادق عليه السلام قال : الكباب يذهب بالحمّي.

الكراث

1- عن فرات بن أحنف قال : سئل أبو عبد الله عليه السلام عن الكراث فقال: كله فإن فيه أربع خصال: يطيب النكهة ويطرد الرياح ويقطع البواسير وهو أمان من الجذام لمن أدمن عليه.

2- وعن محمد بن سنان قال سألت أبا عبد الله عليه السلام : عن أكل البصل والكراث فقال : لا بأس بأكله مطبوخاً وغير مطبوخ، ولكن إن

ص: 249


1- الوعك: أدني الحمي ووجعها.

أكل منه ما له أذي فلا يخرج إلي المسجد كراهية أذاه علي من يجالسه .

3- وعن يونس بن يعقوب عن أبي عبد الله أو أبي الحسن عليه السلام قال : لكل شيء سيد وسيد البقول الكراث.

4- وعن سلمة : قال اشتكيت بالمدينة شكاة شديدة فأتيت أبا الحسن عليه السلام فقال لي: أراك مصفراً؟ قلت: نعم، قال : كل الكراث فأكلته فبرئت.

5- وعن موسي بن بكر قال : اشتكي غلام لأبي الحسن عليه السلام فسئل عنه فقيل به طحال فقال : أطعموه الكراث ثلاثة أيام، فأطعمناه فقعد الدم ثم بريء.

6- وعن يونس بن يعقوب قال : كان أبو عبد الله عليه السلام يعجبه الكراث ، وكان إذا أراد أن يأكله خرج من المدينة إلي العريض (1).

7- وعن السياري رفعه قال : كان أمير المؤمنين عليه السلام يأكل الكراث بالملح الجريش.

8- وعن داود بن أبي داود عن رجل رأي أبا الحسن عليه السلام بخراسان يأكل الكراث في البستان كما هو فقيل: إن فيه السماد ، فقال : لا يعلق به منه شيء وهو جيد للبواسير.

ص: 250


1- وادٍ بالمدينة.

9- وعن أبي عبد الله عليه السلام قال : ذكرت البقول عند رسول الله صن، فقال : كلوا الكراث فإن مثله في البقول كمثل الخبز في سائر الطعام، أو قال : الإدام الخ.

وجاء في الكراث فيما قدورد *** قطع البواسير وللريح طرد

وأنه من سيد البقول *** كالخبز بين سائر المأكول

يؤكل للطحال في أيام *** ثلاثة والأمن من جذام

وإنما الأمن من الجذام *** إذا أكلته علي الدوام

10- وعن يونس بن يعقوب قال: رأيت أبا الحسن يقطع الكراث بأصوله فيغسله بالماء فيأكله .

11- وعن يحيي بن سليمان قال : رأيت أبا الحسن الرضا عليه السلام بخراسان في روضة وهو يأكل الكراث فقلت له: جعلت فداك إن الناس يروون أن الهندباء يقطرعليه كل يوم قطرة من الجنة، فقال : إن كان الهندباء يقطر عليه قطرة من الجنة فإن الكراث منغمس في الماء في الجنة، قلت: فإنه يسمد، فقال: لا يعلق به شيء.

12 - وعن حنان بن سدير قال: كنت مع أبي عبد الله عليه السلام علي المائدة فملت علي الهندباء فقال لي: يا حنان لم لا تأكل الكراث؟ فقلت: لما جاء عنكم من الرواية في الهندباء، قال : وما الذي جاء عنا فيه؟ قلت: إنه يقطر عليه قطرات من الجنة في كل يوم، فقال لي: فعلي الكراث إذا سبع، فقلت: فكيف أكله؟ قال : اقطع أصوله واقذف رؤوسه.

ص: 251

الكزبرة

1- في وصايا النبي صلي الله عليه وآله وسلم لعليّ عليه السلام : يا علي تسعة أشياء تورث النسيان: أكل التفاح الحامض وأكل الكزبرة والجبن وسؤر الفارة وقراءة كتابة القبور والمشي بين امرأتين وطرح القملة حية والحجامة في النقرة والبول في الماء الراكد.

قال في البحار - الكزبرة: بضم الكاف والباء - وقد يفتح الباء واختلف الأطباء في طبعها فقيل (1) : بارد في آخر الأولي يابس في الثانية، وقيل (2) : إنها مركبة القوي وذكروا لها فوائد كثيرة شرباً وضماداً، لكن ذكروا أن إدمانها والإكثار منها يخلط الذهن ويظلم العين ويجفف المني ويسكن الباه ويورث النسيان ولا يبعد حمل الأخبار علي الإكثار . انتهي .

الكرفس

1- عن الصادق عليه السلام قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : الكرفس بقلة الأنبياء.

2 - الدروس: أنه أي الكرفس يورث الحفظ ويذكي القلب وينفي الجنون والجذام والبرص.

3- وعن حماد بن زكريا عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : عليكم بالكرفس فإنه طعام الياس واليسع ويوشع بن نون.

ص: 252


1- والقائل هو الشيخ الرئيس في قانونه .
2- والقائل هو جالينوسي كما عن الشيخ.

4- وعن نادر الخادم قال : ذكر أبو الحسن عليه السلام الكرفس فقال : أنتم تشتهونه وليس من دابة إلا وهي تحنك به (1).

5- وعن الحسين بن علي عليه السلام قال : قال النبي صلي الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام في أشياء وصّاه بها: كل الكرفس فإنه بقلة الياس ويوشع بن نون عليهم السلام (2).

والأكل للكرفس ممدوح بنص *** ينفي الجنون والجذام والبرص

يزيد في الحفظ يزكي القلبا *** وأن للصفوة فيه حبا

طعام الياس نبي الله مع *** وصي موسي يوشع مع اليسع

الكرنب

1- عن أبي البختري قال : كان النبي صلي الله عليه وآله وسلم يعجبه الكرنب (3).

2- وقال في القانون: كرنب معروف وهو نوع من البقول أصل الكرنب أرطب من الورق والبري أسخن وأيبس من البستاني، وجملته حارة في الأولي يابسة في الثانية، إلي أن قال: (الأفعال والخواص : هو منضج ملين يجفف خصوصاً إذا طبخ وصب عنه الماء الأول) الخ.

ص: 253


1- قال في البحار: هذا اما مدح له بان الدواب ايضاً يعرفن نفعه فيتداوين به. او ذم له بان ذوات السموم تحنك به فيسري اليه بعض سمها و الاول اظهر
2- والكرفس ينفع من عسر البول ويخرج المشيمة ويملأ الرحم رطوية حريفة إذا أدمن أكله ويهيج الباه، وأنه يجب أن يمنع المرضعة من تناوله لئلا يفسد لبنها لهيجان شهوة الباه الخ.
3- وله صنفان أحدهما يقال له بالفارسية: كلم، والآخر يقال له : قمري.
الكماة

1- عن الرضا عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : الكمأة من المن الذي أنزل الله تعالي علي بني إسرائيل وهي شفاء العين، الخبر .

2- وعنه عليه السلام قال : الكمأة من المنّ وماؤها شفاء العين .

3- وعنه عليه السلام قال : الكمأة من نبت الجنة وماؤها نافع من وجع العين.

4- وعنه عليه السلام قال : الكمأة من المنّ والمنّ من الجنة وماؤها شفاء للعين.

5- وعن أبي بصير عن فاطمة بنت علي عن أمامة بنت أبي العاص بن ربيع وأمها زينب بنت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قالت : أتاني أمير المؤمنين في شهر رمضان فأتي بعشاء وتمر وكمأة وكان يحب الكمأة .

وفي القانون (الخواص) غليظ جداً يغذو غذاء غليظاً سوداوياً لا يدانيه فيه شيء، وترياقه الشراب الصرف والتوابل إلي أن قال (آلات المفاصل) يخاف منه الفالج (أعضاء الرأس) يخاف منه السكتة (أعضاء العين) ماؤه كما يجلو العين مروي عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم واعتراف عن مسيح الطبيب وغيره (أعضاء الغذاء) هو بطيء الهضم مؤذٍ مثقل للمعدة غليظ الكيموس، فال جالينوس في موضع وليس برديء الكيموس (1) (أعضاء النفض ) يورث القولنج وعسر. البول انتهي .

ص: 254


1- الكيموس : هو الغذاء المهضوم.
الكمثري

1- عن الصادق عليه السلام قال: الكمثري يجلو القلب ويسكن أوجاع الجوف.

2- وعن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كل الكمثري فإنه يجلو القلب ويسكن أوجاع الجوف بإذن الله تعالي.

3- وعن جابر الجعفي عن الباقر عن آبائه عليهم السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : كلوا الكمثري فإنه يجلو القلب.

4- وعن الحلبي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام لرجل شكي إليه وجعاً يجده في قلبه وغطاء عليه فقال : كل الكمثري .

5- وعن علي بن طلحة قال : أول شيء أكله آدم حين أهبط إلي الأرض الكمثري الخ.

6- وقال الصادق عليه السلام : الكمثري يدبغ المعدة (1) ويقويها هووالسفرجل.

الكندر

وقد تقدم في حرف الحاء في الحرمل .

حرف اللام

اللبن

1- عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام عن

ص: 255


1- أي بلينها.

آبائه صلوات الله عليهم قال : قال أمير المؤمنين سلام الله عليه : حسو (1) اللبن شفاء من كل داء إلا الموت.

وينبت اللحم شرابك اللبن *** كذا يشد العضد الذي وهن

وعن علي أن حسوه شفاء *** من كل داء غير مبرم القضاء .

2- وقال عليه السلام : لحوم البقر داء وألبانها دواء وأسمانها شفاء.

3- وعن عبد الله بن أبي يعفور قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن ألبان الأتن (أي الحمارة) للدواء يشربها الرجل، قال : لا بأس به.

4- وعن كامل قال: سمعت موسي بن عبد الله بن الحسن يقول : سمعت أشياخنا يقولون: ألبان اللقاح (أي الإبل) شفاء من كل داء وعاهة في الجسد.

5- المكارم عن أبي عبد الله عليه السلام وذكر لحم البقر قال : ألبانها دواء وشحومها شفاء ولحومها داء.

6- وعن أبي عبد الله عن أبيه عليه السلام أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال : شكي نوح إلي ربّه عز وجل ضعف بدنه فأوحي الله تعالي إليه أن اطبخ اللحم باللبن فكلها، فإني جعلت القوة والبركة فيهما.

7- وعن الرضا عن آبائه عليهم السلام قال : قال الحسين بن علي عليه السلام كان النبي صلي الله عليه وآله وسلم إذا أكل طعاماً يقول : اللهم بارك لنا فيه

ص: 256


1- حسا المرق: شمريه شيئاً بعد شيء.

وارزقنا خيراً منه، وإذا أكل لبناً أو شربه يقول: اللهم بارك لنا فيه وارزقنا منه.

8- وعن السكوني عن أبي عبد الله عن آبائه عليهم السلام قال : كان النبي صلي الله عليه وآله وسلم يحب من الشراب اللبن.

9- وعن عبد الله بن سليمان عن أبي جعفر عليه السلام قال : لم يكن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يأكل طعاماً ولا يشرب شراباً إلا قال : اللهم بارك لنا فيه وأبدلنا فيه خيراً، إلا اللبن فإنه كان يقول : اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه.

10- وعن الصادق عليه السلام قال: من أصابه ضعف في قلبه أو بدنه فليأكل لحم الضأن باللبن فإنه يخرج من أوصاله كل داء وغائلة ويقوي جسمه ويشد متنه (1).

11- وعنه عليه السلام قال : اللبن من طعام المرسلين.

12- وعنه عليه السلام : إن عليّاً كان يستحب أن يفطر علي اللبن .

13 - وعنه عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : ليس أحد يغصّ (2) بشرب اللبن لأن الله تبارك وتعالي يقول: «لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ».

14 - وعن أبي عبد الله الفارسي عمّن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال له رجل: إني أكلت لبناً فضرّني، فقال أبو

ص: 257


1- أي ظهره.
2- غصّ بالطعام والماء : اعترض في حلقه شيء منه فمنعه التنفس.

عبد الله عليه السلام : لا والله ما ضر شيئاً قط ولكنك أكلته مع غيره فضرك الذي أكلته معه فظننت أن ذلك من اللبن .

15- وعن أبي علي أحمد بن إسحاق عن عبد صالح عليه السلام : من أكل اللبن، فقال : اللهم إني آكله علي شهوة رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم إياه لم يضره.

16- وعن زرارة عن أحدهما عليه السلام قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : عليكم بألبان البقر فإنها تخلط (1) من كل شجرة.

17- وعن علي عليه السلام قال : لبن البقر شفاء .

18 - المكارم وفي رواية قال عليه السلام : إذا شربتم اللبن تمضمضوا فإن لها دسماً.

19- وعن الجعفري قال : سمعت أبا الحسن عليه السلام قال : أبوال الإبل خير من ألبانها ويجعل الله الشفاء في ألبانها .

20 - وعن أبي الحسن الأصفهاني قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فقال له رجل وأنا أسمع : جعلت فداك إني أجد الضعف في بدني فقال : عليك باللبن فإنه ينبت اللحم ويشد العظم.

21 - وعن أبي الحسن عليه السلام قال : من تغيّر عليه ماء الظهر ينفع له اللبن الحليب (2) والعسل.

ص: 258


1- أي أنها تأكل من كل حشيش وورق فتحصل في لبنها منافع كلها.
2- اللبن الحليب : ما لم يتغير طعمه، وتغير ماء الظهر كناية عن عدم انعقاد الولد منه .

22 - وعن العيض عن أبي عبد الله عليه السلام قال : تغديت معه ، فقال : هذا شيراز الأتن اتخذناه لمريض لنا فإن أحببت أن تأكل منه فكل.

اللحم

1- عن الحسين بن علوان عن جعفر عن أبيه عليه السلام قال : قال علي: عليكم باللحم فإن اللحم من اللحم واللحم ينبت اللحم.

2- وقال : من ترك اللحم أربعين صباحاً ساء خلقه الخ.

3- وبالإسناد عن جعفر عن أبيه عليه السلام قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : سيد طعام الدنياوالآخرة اللحم، وسيد شراب الدنيا والآخرة الماء .

4- وعن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن أبي عبد الله عن آبائه عليهم السلام : قال قال أمير المؤمنين عليه السلام : إذا ضعف المسلم فليأكل اللحم واللبن فإن الله عز وجل جعل القوة فيهما.

5- وعن الحسين بن خالد عن علي بن موسي الرضا عن أبيه موسي بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عليهم السلام أنه قال : إن الله تبارك وتعالي ليبغض البيت اللحم واللحم السمين فقال له بعض أصحابه : يا بن رسول الله إنا لنحب اللحم ولا يخلو بيوتنا منه، فكيف ذلك؟

فقال : ليس حيث تذهب إنما البيت اللحم البيت الذي يؤكل فيه لحوم الناس بالغيبة ، وأما اللحم السمين فهو المتجبر المتكبر المختال في مشيته (1).

ص: 259


1- والتعبير عن المتكبر المختال باللحم السمين علي الاستعارة ، لأن المختال ينفخ علي نفسه وأنفه كأنه يتمن.

6- وعن علي عليه السلام قال : ذكر النبي صلي الله عليه وآله وسلم اللحم والشحم فقال: ليس منهما بضعة تقع في المعدة إلا أنبتت مكانها شفاء وأخرجت من مكانها داء .

7- وعن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن سيد الإدام في الدنيا والآخرة، فقال : اللحم، أما تسمع قول الله تبارك وتعالي : «وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ».

8- وعن حماد اللحام قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن البيت اللحم تكرهونه ، قال : ولم؟ قلت: بلغني عنكم وأنا مع قوم في الداروإخوان لي أمرنا واحد فقال : لا بأس بإدمانه .

9- وعن مسمع البصري عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن من قبلنا يروون أن الله يبغض البيت اللحم، قال: صدقوا وليس حيث ذهبوا. إن الله يبغض البيت الذي يؤكل فيه لحوم الناس.

10- وعنه عليه السلام قال : كان رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم لحماً يحب اللحم.

11- وعنه عليه السلام قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : إنا معشر قريش قوم لحمون.

12 - وعنه عليه السلام قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : اللحم حمض العرب (1).

ص: 260


1- أي إذا ملوا من أكل الحلو كالتمر وأشباهه اشتهوا اللحم ومالوا إليه.

13 - وعنه عليه السلام قال : ما ترك أبي إلا سبعون درهماً حبسها للحم، إنه كان لا يصبر عن اللحم.

14 - وفي حديث آخر قال : ترك أبو جعفر عليه السلام ثلاثين درهماً اللحم وكان رجلاً لحماً.

15 - وعن زرارة قال : تغديت مع أبي جعفر عليه السلام الخمسة عشر يوماً بلحم.

16 - وعن الصادق عليه السلام قال : اللحم من اللحم ومن تركه أربعين يوماً ساء خلقه، كلوه فإنه يزيد في السمع والبصر .

17 - وعنه عليه السلام قال : إن لكل شيء قرماً وإن قرم الرجل (1) اللحم، فمن تركه أربعين يوماً ساء خلقه، ومن ساء خلقه فأذنوا في أذنه الأذان كلّه .

18 - وعن الحسين بن خالد قال : قلت لأبي الحسن عليه السلام إن الناس يقولون : من لم يأكل اللحم ثلاثة أيام ساء خلقه، فقال : كذبوا ولكن من لا يأكل اللحم أربعين يوماً تغير خلقه وبدنه وذلك لانتقال النطفة في مقدار أربعين يوماً.

19 - وعنه عليه السلام قال : اللحم باللبن مرق الأنبياء .

20- وعن سعد بن سعد الأشعري قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام : إنا أهل بيت لا يأكلون لحم الضأن، قال : ولم؟ قلت :

ص: 261


1- فرم إلي اللحم: اشتدت شهوته له .

يقولون إنه يهيج بهم المرّة (1) والصفراء والصداع والأوجاع، فقال : يا سعد لو علم الله شيئاً أكرم من الضأن لفدي به إسماعيل.

21 - وعن الصادق عليه السلام قال: من أصابه ضعف في قلبه أو بدنه فليأكل لحم الضأن باللبن.

22 - وعنه عليه السلام قال : كان علي سلام الله عليه يكره إدمان اللحم ويقول : إن له ضراوة (2) كضراوة الخمر (3).

23 - وعن محمد بن الهيثم عن أبيه قال: صنع لنا أبو حمزة طعاماً ونحن جماعة فلما حضر رأي رجلاً منا ينهك (4) العظم فصاح به وقال: لا تفعل فإني سمعت علي بن الحسين عليه السلام يقول: لا تنهكوا العظام فإن للجن فيه نصيباً، فإن فعلتم ذهب من البيت ما هو خير من ذلك.

24 - وعن أبي عبد الله عليه السلام قال : اللحم ينبت اللحم ويزيد في العقل ومن تركه أياماً فسد عقله .

25- وعن معاذ عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : عليكم بأكل لحوم الإبل فإنه لا يأكل لحومها إلا كل مؤمن مخالف لليهود أعداء الله .

ص: 262


1- أقول وفي المكارم: إنه يهيج المرة بدون كلمة (بهم) وفي المحاسن، إنه يهيج لهم المرة وفي البحار: بهم المرة الخ.
2- أي تعوّد وعادة.
3- أقول: كانت هذه الأخبار محمولة علي التقية لأنها موافقة لأخبار المخالفين وطريقة صوفيتهم.
4- وهو المبالغة في أكل ما عليها.

26 - وعن إبراهيم السمان قال : من تمام الإسلام حب لحم الجزر .

27 - وعن جابر بن عبد الله قال: أمر رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم الأغنياء باتخاذ الغنم والفقراء باتخاذ الدجاج.

28 - وعن أبي الحسن الأول عليه السلام قال : اطعموا المحموم لحم القبج فإنه يقوي الساقين ويطرد الحمي طرداً.

29 - وعن علي بن مهزيار قال: تغديت مع أبي جعفر عليه السلام فأتي بقطا (1) فقال : إنه مبارك، وكان يعجبه وكان يقول : اطعموا اليرقان يشوي له.

30 - وعن أبي الحسن عليه السلام قال : لا أري بأكل لحم الحباري (2) بأساً لأنه جيد للبواسير ووجع الظهر وهو ما يعين علي الجماع .

31- وقال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم ، من اشتكي فؤاده وكثر غمّه فليأكل لحم الدرّاج.

32- وقال الصادق عليه السلام ، إذا وجد غماً أو كرباً لا يدري ما سببه فليأكل لحم الدرّاج فإنه يسكن عنه إن شاء الله تعالي.

ص: 263


1- وفي بحر الجواهر القطاة .
2- قال في حياة الحيوان وهو طائر طويل العنق رمادي اللون في منقاره بعض طول، إلي أن قال (والخواص) لحم الحباري بين لحم الدجاج ولحم البط في الغلظ وهو أخف من لحم البط لأنه بري وهو حاررطب جداً إلخ.

33- وعن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال : من سرّه أن يقل غيظه فليأكل لحم الدرّاج.

34 - وعن الرضا عليه السلام قال: اشتر لنا من اللحم المقاديم ولا تشتر المآخير فإن المقاديم أقرب من المرعي وأبعد من الأذي.

35 - وكان النبي صلي الله عليه وآله وسلم يحب الذراع ويكره الورك.

36 - وقال الصادق عليه السلام : إذا أدخل اللحم منزل رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال : صغروا القطع وكثروا المرق فاقسموا في الجيران فإنه أسرع لإنضاجه وأعظم لبركته.

اللوبيا

1- الكافي بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال : اللوبيا تطرد الريح المستبطنة.

وفي القانون عندي أن جوهره يابس وفيه رطوية فضيلة وأنه إلي الحرارة والأحمر أسخن. (الأفعال والخواص) هو أسرع انهضاماً وخروجاً من الماش وليس أقل منه غذاء ، والأصح أنه نفاخ أكثر من الماش إلي أن قال (أعضاء النفس) جيّد للصدر والرئة (أعضاء الغذاء) يولد خلطاً غليظاً والخردل يمنع ضرره، وكذلك الخل بالملح والفلفل والسعتر إلي أن قال (أعضاء النفض ) يدر الطمث خصوصاً الأحمر وخصوصاً مع دهن الناردين (1). انتهي .

ص: 264


1- هو سنبل الرومي.

حرف الميم

الماست

1- عن أبي الحسن عليه السلام قال : من أراد الماست ولا يضره فليصب عليها الهاضوم، قلت له : وما الهاضوم؟ قال : النانخواه (1).

2- وعن أبي سليمان الحمار قال : كنا عند أبي عبد الله عليه السلام فجاءنا بمضيرة وبعدها بطعام، ثم أتي بقناع (2) من رطب عليه ألوان الخبر.

3- وعن سويد بن غفلة قال : دخلت علي علي بن أبي طالب عليه السلام فوجدته جالساً وبين يديه إناء فيه لبن أجد ريح حموضته وفي يده رغيف أري فشار الشعير في وجهه وهو يكسر بيده ويطرحه فيه. الخبر.

الماش

1- المكارم : سأل بعض أصحابنا الرضا عليه السلام عن البهق قال : فأمرني أن أطبخ الماش وأتحساه وأجعله طعامي ، ففعلت أياماً فعوفيت.

فجاء عمن قولهم صدق وحق *** أن طبيخ الماش يذهب البهق

2 - وعنه عليه السلام أيضاً قال : خذ الماش الرطب في أيامه ودقه مع ورقه واعصر الماء واشربه علي الريق واطله علي البهق، ففعلت فعوفيت.

ص: 265


1- نانخواه: اسم فارسي.
2- أي بطبق .

3- والكافي بإسناده عن أحمد بن الحسن الجلاب عن بعض أصحابنا قال: شكي رجل إلي أبي الحسن عليه السلام البهق فأمره أن يطبخ الماش (1) ويتحساه ويجعله في طعامه.

المثلثة

1- عن الوليد بن صبيح عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال لي : أي شيء تطعم عيالك في الشتاء؟ قلت: اللحم، فإذا لم يكن اللحم فالسمن والزيت، قال : فما منعك من هذا الكركور، فإنه أصون شيء في الجسد يعني المثلثة .

2- قال : أخبرني بعض أصحابنا يصف المثلثة قال : يؤخذ قفيز أرز وقفيز حمص وقفيز حنطة أو باقلا أو غيره من الحبوب ثم يرضّ (2) جميعاً ويطبخ .

المرق

1- عن دارم بن قبيصة عن الرضا عن آبائه عن علي عليه السلام قال : قال النبي صلي الله عليه وآله وسلم : يا علي إذا طبخت شيئاً فأكثر المرقة، فإنها أحد اللحمين واغرف للجيران، فإن لم يصيبوا من اللحم يصيبوا من المرق.

المشمش

1- العلل بإسناده عن عمر بن علي عن أبيه عن علي بن أبي

ص: 266


1- طبعه معتدل في الرطوبة واليبوسة.
2- أي يدق.

طالب عليه السلام قال : قال رسول الله صن: إن نبياً من أنبياء الله بعثه الله عز وجل إلي قومه فبقي فيهم أربعين سنة فلم يؤمنوا به، فكان لهم عيد في كنيسة فاتبعهم ذلك النبي فقال لهم :آمنوا بالله ، قالوا له: إن كنت نبياً فادع لنا الله أن يجيئنا بطعام علي لون ثيابنا، وكانت ثيابهم صفراء، فجاء بخشبة يابسة فدعا الله عز وجل عليها فاخضرت وأينعت (1) وجاءت بالمشمش حملاً فأكلوا، فكل من أكل ونوي أن يسلم علي يد ذلك النبي خرج ما في جوف النوي من فيه حلواً، ومن نوي أنه لا يسلم خرج ما في جوف النوي من فيه مراً.

قال في القانون مشمش (الطبع) بارد رطب في الثانية (الخواص) خلطه سريع العفونة (أعضاء الغذاء) نقيعه يسكن العطش والمشمش أوفق للمعدة من الخوخ (الحميات) يولد الحميات لسرعة تعفنه.

الملح

1- قال النبي صلي الله عليه وآله وسلم : سيد إدامكم الملح.

2- وقال صلي الله عليه وآله وسلم : لا يصلح الطعام إلا الملح.

3- وعن أبي جعفر عليه السلام قال: إن في الملح شفاء من سبعين نوعاَ من أنواع الأوجاع، ثم قال : لو يعلم الناس ما في الملح ما تداووا إلا به.

4- وعن الصادق عليه السلام قال : لدغت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم عقرب

ص: 267


1- أينع الشجر: أدرك وطاب وحان قطافه .

فنفضها وقال : لعنك الله فما يسلم عنك مؤمن ولا كافر، ثم دعا بملح فوضعه علي موضع اللدغة ثم عصره بإبهامه حتي ذاب، ثم قال : لو يعلم الناس ما في الملح ما احتاجوا معه إلي ترياق (1).

5- وعن الباقر عليه السلام قال : لدغت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم عقرب وهو يصلي بالناس فأخذ النعل فضربها، ثم قال بعدما انصرف: لعنك الله فما تدعين برّاً ولا فاجراً إلا أذيته، قال : ثم دعا بملح جريش فذلك به موضع اللدغة ثم قال : لو علم الناس ما في الملح الجريش ما احتاجوا معه إلي ترياق ولا إلي غيره معه.

6- وعن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن العقرب الدغت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم فقال : لعنك الله فما تبالين مؤمناً أذيت أم كافراً. ثم دعا بملح فدلكه (2)، ثم قال أبو جعفر عليه السلام : لو يعلم الناس ما في الملح ما بغوا (3) معه ترياقاً.

7- وعنه عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : ابدأوا بالملح في أول طعامكم فلو يعلم الناس ما في الملح لاختاروه علي الترياق المجرب.

8- وعن أبي جعفر عليه السلام قال: أوحي الله تبارك وتعالي إلي موسي بن عمران عليه السلام مرقومك يفتتحوا بالملح ويختتموا به وإلا فلا يلوموا إلا أنفسهم.

ص: 268


1- وهو دواء يدفع السمرم.
2- في الكافي فدلكه فهدئت أي سكنت.
3- أي ما طلبوا.

9- وقال الصادق عليه السلام : من افتتح طعاماً بالملح وختم بالملح دفع عنه سبعون داء .

10- وعنه عليه السلام قال: من ابدأ طعامه بالملح ذهب عنه سبعون داء لا يعلمه إلا الله .

11- وعنه عليه السلام قال: قال علي عليه السلام : من بدأ بالملح أذهب الله عنه سبعين داء ما يعلم العباد ما هو .

12 - وعنه عليه السلام قال : من افتتح طعامه بالملح دفع عنه أو رفع عنه اثنان وسبعون داء.

13 - وعن الرضا عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام : عليك بالملح فإنه شفاء من سبعين داء أدناه الجذام والبرص والجنون.

14- وفي حديث آخر: يا علي افتتح طعامك بالملح فإن فيه شفاء من سبعين داء منها الجنون والجذام والبرص ووجع الحلق والأضراس ووجع البطن.

وأبدأ بأكل الملح قبل المائده *** واختم به فكم به من فائده

فإنه شفاء كل داء *** يدفع سبعين من البلاء

مثل الجنون والجذام والبرص *** وسائر الأسقام ممالم ينصّ

لو علم الناس بما فيه لما *** داووا بغير الملح قط ألما

ص: 269

15- وقال الصادق عليه السلام : من ذرّ علي أول لقمة من طعامه الملح ذهب عنه بنمش الوجه (1).

16 - وعنه عليه السلام قال: من ذرّ الملح علي أول لقمة يأكلها فقد استقبل الغني.

الموز

1- عن أبي أسامة قال : دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فقرب إليّ موزاً فأكلنا معه .

2- وعن أبي خديجة قال: دخلت أنا والفضل إلي أبي خالد الكعبي صاحب الشامة فأتي بموز ورطب فقال : كلوا من هذا فإنه طيب.

3- وعن موسي الصنعاني قال : دخلت علي أبي الحسن الثاني عليه السلام بمني وأبو جعفر عليه السلام علي فخذه وهو يقشر موزاً ويطعمه (2).

ص: 270


1- نمش الوجه: نقط بيض وسود.
2- قال في القانون: موز (الخواص) يغذو يسيراً وهو ملين والإكثار منه يولد السدد ويزيد في الصفراء والبلغم بحسب المزاج (أعضاء الصدر) نافع لحرقة الحلق والصدر (أعضاء الغذاء) ثقيل علي المعدة والإكثار منه يثقل علي المعدة جداً ويجب أن يتناول بعده المحرور: سكنجبيناً بزورياً والمبرود عسلاً (أعضاء النفض ) يزيد في المني يوافق الكلي ويدر البول.

حرف النون

النارباجة

1- عن محمد بن الوليد قال : أرسلت إلي أبي عبد الله عليه السلام بقديرة فيها نارباج فأكلمنها ثم قال : احبسوا بقيثها علي فأتي بها مرتين أو ثلاثة ، ثم إن الغلام صب فيها ماء وأتاه بها فقال : ويحك أفسدتها علي.

2- الراوندي قال : كان أحب الطعام إلي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم النارباجة (1).

3- المحاسن بإسناده عن يوسف بن يعقوب قال : إن أحب الطعام كان إلي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم النارباجة.

4- الدعائم عن جعفر بن محمد عليه السلام أنه قال : كان رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يشتهي من الألوان النارباجة، الخبر .

النانخواه

1- المكارم: روي عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم أنه دعا بالهاضوم (2) والصعتر والحبة السوداء فكان يستفه إذا أكل البياض وطعاماً له غائلة وكان يجعله مع الملح الجريش ويفتتح به الطعام ويقول: ما أبالي إذا تغاديته (3) ما أكلت من شيء، وكان يقول : يقوي المعدة ويقطع البلغم وهو أمان من اللقوة.

ص: 271


1- وهي معرب أي مرق الرمان.
2- أي النانخواه وهو الكمون الملوكي.
3- تغدي: أكل أول النهار . وغادي الرجل: باكره .

2- وفي البحار عن ابن عباس قال : قال رسول الله صن: الثفاء دواء لكل داء ولم يداو الورم والضربان بمثله. الثفاء النانخواه و ويقال : الخردل، ويقال : حب الرشاد.

حرف الهاء

الهريسة

1- قال الصادق عليه السلام ، إن نبياً من الأنبياء شكا إلي الله الضعف وقلة الجماع فأمره بأكل الهريسة .

شكي نسبي قلة الجماع *** والضعف عند الملك المطاع

أمره بالأكل للهريسة *** وفيه أيضاً خلة نفيسة

تنشيطها الإنسان للعبادة *** شهراً عليه عشرة زيادة

2- وعنه عليه السلام قال : إن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم شكا إلي ربه وجع ظهره فأمره بأكل الحب باللحم يعني الهريسة .

3- وعنه عليه السلام قال : رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم أتاني جبرئيل فأمرني يأكل الهريسة ليشتد ظهري وأقوي بها علي عبادة ربي.

4- وعنه لو قال : قال أمير المؤمنين سلام الله عليه: وعليكم بالهريسة فإنها تنشط للعبادة أربعين يوما، وهي المائدة التي أنزلت علي رسول الله .

5- وعنه عليه السلام قال : إن الله تبارك وتعالي أهدي إلي رسوله هريسة من هرايس الجنة غرست في رياض الجنة وفركها الحور

ص: 272

العين، فأكلها رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم فزاد في قوته بضع وأربعين رجلاً، وذلك شيء أراد الله أن يسرّ به نبيه.

الهليلج

1- عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: لو علم الناس ما في الهليلج الأصفر الاشتروها بوزنها ذهباً.

2- وقال لرجل من أصحابه : خذ هليلجة صفراء وسبع حبات فلفل واسحقها وانخلها واكتحل بها.

3- الفردوس عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال : الهليلجة السوداء من شجر الجنة .

الهندباء

1- عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال : الهندباء شجرة علي باب الجنة.

2- وقال علي عليه السلام : عليكم بالهندباء فإنه أخرج من الجنة .

3- وعن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال : كأني أنظر إلي الهندباء يهزّ في الجنة (1).

4- وقال صلي الله عليه وآله وسلم : كلوا الهندباء من غير أن ينفض فإنه ليس منها من ورقة إلا وفيها من ماء الجنة .

5- وعن علي عليه السلام : كلوا الهندباء فما من صباح إلا وعليه قطرة من قطر الجنة فإذا أكلتموها فلا تنفضوها.

ص: 273


1- أي يحرك.

6- وقال الصادق عليه السلام : كان أبي ينهانا أن ننفضه إذا أكلنا .

7- وعن أبي بصير قال سأل رجل أبا عبد الله عليه السلام عن البقل وأنا غنده فقال : الهندباء لنا.

8- وقال الرضا عليه السلام : عليكم بأكل بقلة الهندباء فإنها تزيد في المال والولد ومن أحبّ أن يكثر ماله وولده فليدمن أكل الهندباء .

9- وقال الصادق عليه السلام : من أدام أكل الهندباء كثر ماله وولده .

10- وعن أبي عبد الله محمد بن علي الهمداني قال : سمعت الرضا عليه السلام يقول: عليكم بأكل بقلتنا الهندباء فإنها تزيد في المال والولد.

11- وعن أبي بصير قال : قال الصادق عليه السلام : من سره أن يكثر ماله وولد له الذكور فليكثر من أكل الهندباء .

12 - وعنه عليه السلام : من بات وفي جوفه سبع ورقات من الهندباء أمن من القولنج ليلته تلك إن شاء الله.

13 - وعن محمد بن الفيض قال : تغديت مع أبي عبد الله عليه السلام وعلي الخوان بقل ومعنا شيخ فجعل يتنكب (1) الهندباء فقال له أبو عبد الله عليه السلام : أما أنكم تزعمون أنها باردة وليس كذلك إنما هي معتدلة وفضلها علي البقول كفضلنا علي الناس.

14- وعن الحسين بن أبي العلا قال: قال أبو عبد الله عليه السلام

ص: 274


1- نكب عن الطريق: أي تنحي وعدل عنه.

قال شكوت إليه هيجاناً في رأسي وأضراسي وضرباناً في عيني حتي تورم وجهي منه فقال عليه السلام : عليك بهذا الهندباء فاعصره وخذ ماءه وصب عليه من هذا السكر الطبرزد وأكثر منه فإنه يسكنه ويدفع ضرره، قال: فانصرفت إلي منزلي فعالجنه من ليلتي قبل أن أنام وشربته ونمت عليه فأصبحت وقد عوفيت بحمد الله ومنّه.

16 - وعنه عليه السلام : من أكل الهندباء كتب من الآمنين يومه ذلك وليلته.

17 - وعن الرضا عليه السلام قال : الهندباء شفاء من ألف داء وما من داء إلا قمعه الهندباء .

18 - وعن الصادق عليه السلام قال : أربعة يعدلن الطباع: الرمان السوراني والبسر المطبوخ والبنفسج والهندباء .

19 - دعوات الراوندي قال النبي صلي الله عليه وآله وسلم : من أكل الهندباء ثم نام عليه لم يحك (1) فيه سحر ولا سم ولا يقربه شيء من الدواب لا حية ولا عقرب حتي يصبح.

20 - دعوات: روي عن بعض الصالحين أنه قال : صعب عليّ بعض الأحايين القيام إلي صلاة الليل وكان أحزنني ذلك فرأيت صاحب الزمان و في النوم، وقال لي: عليك بماء الهندباء فإن الله يسهل ذلك عليك، قال: فأكثرت من شربه فسهل عليّ ذلك.

ص: 275


1- أي لم يؤثر .

حرف الواو

الوضوء قبل الطعام وبعده

1- في المحاسن بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا غسلت يدك للطعام فلا تمسح يدك بالمنديل، فإنه لا يزال البركة في الطعام ما دامت النداوة في اليد.

2- وعنه بإسناده عن السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من سرّه أن يكثر خير بيته فليتوضأ عند حضور طعامه.

3- وبإسناده عن أبي الحسن عليه السلام قال : الوضوء قبل الطعام وبعده يثبت النعمة.

4- وبإسناده عن أبي عبد الله عن آبائه عليهم السلام قال : من غسل يده قبل الطعام وبعده عاش في سعة وعوفي من بلوي جسده.

5- وبإسناده عن أبي عبد الله عن آبائه عليهم السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : غسل اليدين قبل الطعام وبعده زيادة في الرزق ، وإماطة (1) للغمر (2) عن الثياب ويجلو البصر .

6- بإسناده عن ابن أبي عوف البجلي، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : الوضوء قبل الطعام وبعده يزيدان في الرزق .

ص: 276


1- «ماط يميط ميطاً وميطاناً وأماط إماطة» : عن كذا تنحي و ابتعد.
2- أي الدسم.

7- وبإسناده عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام : عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : يا علي إن الوضوء قبل الطعام وبعده شفاء في الجسد ويمن في الرزق.

8- وبإسناده عن محمد بن الخضرمي عن أبي عبد الله عليه السلام قال : الوضوء قبل الطعام وبعده يذيبان الفقر (1).

9- وعنه عن بعض من رواه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام : اغسلوا أيديكم قبل الطعام وبعده فإنه ينفي الفقر ويزيد في العمر.

10- وبإسناده عن عمر وابن ثابت عن أبي عبد الله عليه السلام قال : اغسلوا أيديكم في إناء واحد تحسن أخلاقكم.

هذا آخر ما وفقنا الله لإيراده في هذا الكتاب المسمي به (رمز الصحة في طب النبي والأئمة عليهم السلام ) وكان الفراغ بيد مؤلفه الجاني محمود ابن سيد مهدي الموسوي الأصفهاني الدهسرخي أصلاً والنجفي مسكناً ومدفناً إن شاء الله ليلة الخميس المصادف 27 شهر صفر المظفر سنة 1381 من الهجرة النبوية عليه وعلي آله آلاف السلام والتحية والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً .

ص: 277


1- أي يذهبان .

مصادر الكتاب

1- القرآن الكريم.

2- بحار الأنوار ج 14 للمجلسي رضوان الله عليه

3- الخصال للصدوق قدس سره.

4 - وسائل الشيعة للحر العاملي عليه الرحمة.

5 - مكارم الأخلاق للطبرسي رحمه الله.

6- المحاسن للبرقي طيب الله رمسه.

7 - الأعتقادات للصدوق رحمة الله عليه.

8 - الوافي للفيض قدس الله سره.

9- آيات الأحكام للجزائري رضوان الله عليه.

10 - المنظومة الموسومة بالموائد للحائري الهندي.

11- تحفة المؤمنين.

12 - الطب النبوي لشمس الدين أبي بكر بن أيوب الزرعي الدمشقي.

13 - سفينة البحار للمحدث القمي قدس سره.

14 - القانون للشيخ الرئيس ابن سينا.

15- قانونچه.

16 - برء الساعة لمحمد بن زكريا.

17 - نصاب الصبيان لأبي نصر فراهي.

18 - حياة الحيوان.

ص: 278

كتب مطبوعة للمؤلف

(1) سراح المبتدئين ترجمة المنية المريد للشهيد الثاني (قده)، طبع باصفهان سنة 1376، وطبع ثانياً بقم سنة 1398 هجرية.

(2) هداية الطالبين شرح وترجمة الآداب المتعلمين، طبع بالنجف الأشرف سنة 1377، وطبع ثانياً بقم سنة 1398 هجرية.

(3) مفاتيح الصحة في طي النبي (صلي الله عليه و آله) والائمة (عليهم السلام)، طبع مرّة بالنجف الأشرف سنة 1379، وثانية بطهران سنة 1392، وثالثة ايضاً بطهران سنة 1392 ورابعة بقم سنة 1395، وخامسة سنة 1397، وسادسة بطهران ونشرته مكتبة فروغي.

(4) رمزُ الصحّة في طب النبيّ والأئمة صلوات الله عليهم، طبع بالنجف سنة 1382، وطبع ثانياً بقم سنة 1402 هجرية.

(5) الجمان الحسان في أحكام القرآن، طبع بطهران سنة 1382.

(6) و (7) ثواب أعمال حج ومنتخب المناسك، طبع بقم سنة 1393.

«المطبوع من مفتاح الكتب الأربعة»

(8) الجزء الأول من آب إلي الأحياء، طبع بالنجف الأشرف سنة 1386 هجرية.

(9) الجزء الثاني من الأخ إلي الأشياء، طبع بالنجف الأشرف سنة 1387 هجرية.

(10) الجزء الثالث من الأصابع إلي أيوب بن يقطين، طبع بالنجف الأشرف سنة 1388 هجرية.

ص: 279

(11) الجزء الرابع من البائت إلي التروية، طبع بالنجف الأشرف سنة 1389 هجرية.

(12) الجزء الخامس من التزاور إلي التيه، طبع بالنجف الأشرف سنة 1390 هجرية.

(13) الجزء السادس من ثائر إلي الجمعة، طبع بقم سنة 1393 هجرية.

(14) الجزء السابع من الجمل إلي حجة الوداع، طبع بقم سنة 1395 هجرية.

(15) الجزء الثامن من الحجةإلي حجة ابن الحسن (عليه السلام)، طبع بقم سنة 1396 هجرية.

(16) الجزء التاسع من الحد إلي الحفيف، طبع بقم سنة 1397 هجرية.

(17) الجزء العاشر من الحق إلي الحيّة، طبع بقم سنة 1397 هجرية.

(18) الجزء الحادي عشر من الخائف إلي الخيول، طبع بقم سنة 1397 هجرية.

(19) الجزء الثاني عشر من الداء إلي الدنّية، طبع بقم سنة 1398 هجرية.

(20) الجزء الثالث عشر من الدواء إلي الذكية، طبع بقم سنة 1398 هجرية.

(21) الجزء الرابع عشر من الذل إلي الرفيق، طبع بقم سنة 1399 هجرية.

(22) الجزء الخامس عشر من الرق إلي الزميل، طبع بقم سنة 1399 هجرية.

(23) الجزء السادس عشر من الزني إلي السرف، طبع بقم سنة 1399 هجرية.

(24) الجزء السابع عشر من السرقة إلي الشنة، طبع بقم سنة 1401 هجرية .

(25) الجزء الثامن عشر من سواء إلي الشهادة، طبع بقم سنة 1401 هجرية.

(26) الجزء التاسع عشر من الشهباء إلي الصلاة طبع بقم سنة 1402 هجرية.

(27) الجزء الأول من إيضاح الطريقة إلي تصانيف أهل السنّة والشيعة، طبع بقم بخط المؤلف سنة 1400 ه-.

ص: 280

الفهرس

الباب الأول: في طب النبي (صلي الله عليه و آله) ... 7

الباب الثاني: في طب الائمة (عليهم السلام) وفيه 26 فصلاً ... 27

الفصل الأول: في أنه لِمَ سُمِّيَ الطبيب طبيباً وما ورد في عمل الطب والرجوع إلي الطبيب ... 29

الفصل الثاني: في التداوي بالحرام ... 32

الفصل الثالث: في علاج الحمي ... 34

الفصل الرابع: في الحجامة والحقنة والسعوط والقيء ... 42

الفصل الخامس: في الحمية ... 49

الفصل السادس: في علاج الصداع 000 51

الفصل السابع: في معالجات العين والأذن ... 53

الفصل الثامن: في معالجات الأسنان والفم والوجه ... 60

الفصل التاسع: في علاج دود البطن 000 66

الفصل العاشر: في علاج دخول العلق في منافذ البدن ... 67

الفصل الحادي عشر: في علاج ورم الكبد واوجاع الجوف والخاصرة ... 70

الفصل الثاني عشر: في علاج البطن والزحير ووجع المعدة ... 73

الفصل الثالث عشر: في معالجة الحلق والرئة والسعال والسل ... 78

الفصل الرابع عشر: في الزكام ... 81

الفصل الخامس عشر: في معالجة الرياح الموجعة ... 84

الفصل السادس عشر: في علاج تقطير البول ووجع المثانة والحصاة ... 86

الفصل السابع عشر: في أوجاع المفاصل وعرق النساء ... 88

ص: 281

الفصل الثامن عشر: في علاج الجراحات والقروح وعلة الجدري ... 90

خرز للجدري ... 91

رقية للورم والجراح 000 95

الفصل التاسع عشر: الدواء لوجع البطن والظهر ... 96

الاستشفاء بالقرآن ... 97

ولوجع الظهر ... 97

الفصل العشرون: في معالجة البواسير ... 98

الاستشفاء بالقرآن 000 100

الفصل الواحد والعشرون: في ما يدفع البلغم والرطوبات ... 101

الفصل الثاني والعشرون: في علاج السموم ولدغ المؤذيات ... 103

رقية للعقرب ... 104

الفصل الثالث والعشرون: في معالجة الوباء ... 106

الفصل الرابع والعشرون: في دفع الجذام والبرص والبهق ... 107

الاستشفاء بالقرآن ... 108

للبهق ... 108

للبرص والجذام ... 108

الباب الثالث: في طب الرضا(عليه السلام) ... 111

خذ من الطعام ما يوافقك ... 115

الشهور الرومية ... 117

ذكر فصول السنة ... 117

آذار ... 117

نيسان ... 117

أيار ... 118

حزيران ... 118

تموز ... 118

ص: 282

آب ... 119

أيلول ... 119

تشرين الأول ... 119

تشرين الآخر ... 120

كانون الأول ... 120

كانون الآخر ... 120

شباط ... 121

الشراب الحلال ... 121

خلق الإنسان من مرّتين ودم و بلغم ... 123

النوم سلطان الدماغ ... 124

السواك ... 124

الشباب والكهولة والهرم ... 125

الحجامة ... 126

بعض المأكل ما يضرّ الجمع بينها ... 131

الحمّام ... 132

صحة المسافر ... 137

نصائح عامة ... 134

آداب الجماع ... 139

حرف الهمزة ... 141

الوان ... 141

الأجّاس ... 142

الأترج ... 143

الأرز ... 144

حرف الباء ... 146

الباذنجان ... 146

ص: 283

الباذروج ... 149

الباقلا ... 151

البصل ... 152

البطيخ ... 154

البقول ... 157

البنفسج... 158

البيض ... 160

حرف التاء ... 162

التفاح ... 162

التمر ... 165

التين ... 170

حرف الثاء ... 172

الثريد ... 172

الثوم ... 174

حرف الجيم ... 175

جاورس ... 175

الجبن ... 176

الجرجير ... 177

الجزر ... 179

الجمار ... 180

الجوز ... 180

حرف الحاء ... 182

حبة السوداء ... 182

الحرمل ... 184

الحزاء ... 185

ص: 284

الحلواء ... 186

الحلبة ... 186

الحمّص ... 187

الحنطة ... 187

حرف الخاء ... 188

خبز ... 188

خبز الشعير ... 192

خبز الأرز ... 192

الخسّ ... 193

الخل ... 193

الخيري ... 195

حرف الدال ... 195

الدرّاج ... 196

الدواجن ... 196

الديك ... 197

حرف الراء ... 198

الرؤس ... 198

الرجلة ... 199

الرمان وأنواعه ... 200

حرف الزاي ... 206

الزبد ... 206

الزبيب ... 207

الزيت ... 209

حرف السين ... 211

سداب ... 211

ص: 285

السُعد ... 212

السفرجل ... 213

السكر ... 216

السلق ... 218

السمك ... 219

السمن ... 221

السنا ... 222

السويق ... 223

حرف الشين ... 227

الشبع ... 227

الشحم ... 228

شرب الماء ... 229

الشعير ... 230

الشلجم ... 231

الشوي ... 232

حرف الصاد ... 232

الصعتر ... 232

حرف الطاء ... 233

الطلع ... 233

حرف العين ... 233

العدس ... 233

العسل ... 235

العناب ... 237

العنب ... 238

حرف الغين ... 240

ص: 286

الغبيراء ... 240

حرف الفاء ... 240

الفاكهة ... 240

الفجل ... 242

الفرخ ... 242

الفرفخ ... 242

حرف القاف ... 243

القثاء .... 243

القرآن ... 244

القرع ... 247

قصب السكر ... 248

حرف الكاف ... 249

الكباب ... 249

الكراث ... 249

الكزبرة ... 252

الكرفس ... 252

الكرنب ... 253

الكمأة ... 254

الكمثري ... 255

الكندر ... 255

حرف اللام ... 255

اللبن ... 255

اللحم ... 259

اللوبيا ... 264

حرف الميم ... 265

ص: 287

الماست ... 265

الماش ... 265

المثلثة ... 266

المرق ... 266

المشمش ... 266

الملح ... 267

الموز ... 270

حرف النون ... 271

النارباجة ... 271

النانخواه ... 271

حرف الهاء ... 272

الهريسة ... 272

الهليلج ... 273

الهندباء ... 273

حرف الواو ... 276

الوضوء قبل الطعام وبعده ... 276

مصادر الكتاب ... 278

كتب مطبوعة للمؤلف ... 279

الفهرس ... 281

ص: 288

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَالَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ
الزمر: 9

عنوان المکتب المرکزي
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.