المهدي المنتظر عجل الله فرجهم والمعمرون من البشر

اشارة

المهدي المنتظر عجل الله فرجهم والمعمرون من البشر

إبراهيم بن مصطفي المنيني

دارالحجة البيضاء - بيروت - لبنان

ص: 1

اشارة

بسم الله الرحمن الرحيم

ص: 2

المهدي المنتظر عليه السلام والمعمرون من البشر

يحتوي هذا الكتاب علي أكبر عدد من المعمرين القدامي والمعاصرين

الحاج : إبراهيم بن مصطفي المنيني

تقديم الدكتور : حسن عباس نصر الله

دارالحجة البيضاء

ص: 3

جميع الحقوق محفوظة

الطبعة الأولي

1432ه- -2011م

الرويس - مفرق محلات محفوظ ستورز - بناية رمال

ص.ب: 14/5479 . هاتف: 01/541211.03/287179

تلفاكس: 01/552847 .E-mail: almahajja@terra.net.lb

www.daralmahaja.com info@daralmahaja.com

ص: 4

الإهداء

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام علي سيد المرسلين محمد واله الطيبين الطاهرين .

هذا كتاب خطه إبراهيم عن كبر ، يقدمه بين يدي إمامه القائم المنتظر ، هدية علي قدر مهديها.

راجيا قبولها لينال من إمامة المنتظر شفاعة في يوم المحشر .

إلي الإمام الباسط للحق الناشر للعدل ، إلي الإمام الذي سيصلي خلفه نبي الله عيسي بن مريم عليها السلام في بيت المقدس اهدي هذا الجهد المتواضع

ص: 5

ص: 6

كلمة شكر واعتراف بالجميل

الشكر الجزيل للأخ الشيخ : علي علاء الدين علي تنضيده لهذا الكتاب .

الشكر الجزيل للسيد : أحمد الموسوي المنتفكي لأخراجه هذا الكتاب بحلته الجميلة وترقيم مترجميه .

الشكر الجزيل والاعتراف بالجميل للأخ الكريم الأستاذ السيد : عبد الله عدنان الموسوي المعروف بأبي أحمد المنتفكي.

علي ما بذله من جهد كبير في مراجعة مصادره وتقسيمه وترتيبه علي الأحرف الأبجدية .

الشكر الجزيل للدكتور : حسن عباس نصر الله علي ملاحظاته القيمة ومقدمته المفعمة بالسخاء.

الشكر الجزيل لأخي وعشيري الأستاذ : محمد سعيد الذي انبري من تلقاء نفسه لقراءة الكتاب وتصحيحه .

وانا مدين للجميع

إبراهيم المنيني

ص: 7

ص: 8

تقديم الدكتور : حسن نصر الله

يافع عاش نزوة الشباب قليلا , ثم أخذته الأنوار إلي الإيمان . تنقل في التجارة , ثم إستهواه الكتاب , فأحب المطالعة , اقتني مكتبة خاصة , حول تجارته إلي مؤسسة كتبية ...

ثلاثون عاما والأسفار تحيط بمكتبه , قرأ , حفظ و روي ... تحولت مؤسسة الوفاء في بعلبك إلي منتدي ثقافي , يؤمه المثقفون يخوضون في الفكر الديني والسياسي والاجتماعي ... وينشدهم الحاج إبراهيم المنيني قصائد الشعراء الفحول : في الحكمة والأخلاق والشرف ... ثم يميل إلي مدائح آل البيت عليهم السلام فهو شغف بحب آل محمد صلي الله عليه واله وسلم ... بات يعرف عنهم ما لم يعرفه العلماء وقراء المجالس الحسينية ... وقد أتم صرحه الثقافي ، وكان يزود طلاب الدراسات الذين يبحثون عن المصادر والمراجع بالمعلومات قبل أن يناولهم الكتب ويحدثهم عن مضامينها ....

الحاج إبراهيم الراوية ، يحفظ التاريخ مثلما يحفظ الشعر ، هو فقيه يفتي بآراء المراجع ، وقد حفظ عنهم الفتاوي .

إن الثقافة الابتدائية التي حصلها في المدرسة صارت ثقافة موسوعية ، بعدما قرأ آلاف المجلدات ، أخذ لكنه أبي أن يظل في حدود الأخذ ... ود الحاج إبراهيم أن يشارك في الإنتاج فخط جملة كتب منها:

ص: 9

1- ديوان أبي طالب .

2- بأمر من السماء زواج علي والزهراء عليها السلام.

3- المهدي المنتظر والمعمرون من البشر .

كانت تحتدم المناظرات في منتداه ، متناولة قضايا فكرية وعقائدية شائكة ... ولا سيما قضية الإمام المهدي عليه السلام وهي مسألة غيبية تؤكدها الأحاديث النبوية عند المسلمين .

لكنها تختلف في رسم المسار الحياته : من تحديد الولادة المبكرة ، والاحتجاب ، وطول العمر ...

انبري الحاج إبراهيم لمعالجة إشكالية امتداد العمر ، فكان هذا الكتاب :

<< المهدي المنتظر والمعمرون من البشر >>

عرض المؤلفات التي تصدت لتراجم المعمرين ابتداء من : ( كتاب المعمرين ) لأبي مخنف لوط بن يحيي ، م 157ه.

مرورا بكتاب : ( المعمرون والوصايا ) للسجستاني ، ( م حوالي 160ه-).

بلوغا كتاب ابن السائب الكلبي ، (م 205ه-).

لكنه لم يتصد لمضامين هذه الكتب وما فيها من حقائق أو تناقضات ...

ثم مال الحاج إبراهيم إلي آراء الفقهاء في إشكالية طول العمر، مثبتا في كتابه نصوص المناقشات لدي :

ص: 10

الشيخ : الصدوق (306 – 381ه-) ، والشريف : المرتضي علم الهدي ( 355 - 436ه-)، والكراجكي (م 449ه-)، والشيخ الطوسي ، شيخ الطائفة ( 385 - 460ه-)، والطبرسي (م 548 ه-)، وصولا إلي المتأخرين ...

أورد المناقشات في كتابه ، لكنه لم يناقشها ، بل ترك أمرها للقارئ، لأن أصحابها هم فقهاء الشيعة ، وأعلامهم ...

إن حشد هذه المعلومات في كتابه يشكل ظاهرة مفيدة لمن يريد ان يتعمق في هذا المبحث ...

وخص القسم الأول : من سفره بالأنبياء والأوصياء المعمرين من آدم إلي شيث إلي نوح وموسي عليهم السلام ... مفصلا سير بعضهم مع أخبارهم ونوادرهم ...

وخص القسم الثاني : بالملوك والسلاطين : من بخت نصر الفارسي ، إلي عمرو بن عدي اللخمي العربي ، إلي توتال الصيني ، والبرهمن الهندي ... في جولة علي الشعوب وأقطارها البعيدة ...

وأفرد القسم الثالث : للمعمرين في العصور الأولي أمثال : سام بن نوح ، وأرغو بن فالغ ، وأرفخشد بن سام بن نوح ...

وتناول القسم الرابع : المعمرين عبر التاريخ ، يشكل هذا الفصل معجما للمعمرين وهو شامل ومتفرد بمادته ...

وحشد في القسم الخامس : أسماء المعمرين من المعاصرين في لبنان وبذل جهدا خاصا فقص فيه المؤلف أسماء المعمرين المعاصرين أخذها من وسائل الأعلام ، وأفواه الأصدقاء ، وبطون الكتب ...

وكان القسم الأخير : من نصيب المعمرين من بلدان أخري ...

ص: 11

ملاحظات :

أولا : إن التقسيمات التي اعتمدها المؤلف أوقعته بالتكرار ، إذ نجد ترجمة النبي نوح عليه السلام في أكثر من مبحث.

ثانيا : أعتمد المصادر القديمة ، ولم يناقش ما ورد فيها من معلومات ، وهي تضم أحيانا الأساطير والخرافات . حول خلق الكون ، وسير الأنبياء عليهم السلام والبشر، أمثال روايات الطبري ، والمسعودي ، واليعقوبي ... وقد أشار النبي محمد صلي الله عليه واله وسلم إلي أن أرتفاع الأنساب إلي ما بعد عدنان أمر يعتمد الظنون والإختلاف ...

ثالثا : جاء الكتاب موسوعة للمعمرين عبر التاريخ ، وصولا إلي عصرنا ، اعتمد القرن مدخلا إلي كتابه ، مائة سنة ميلادية تجعلك مع المعمرين ، وإن نبت لهم عشرة قرون إلي عشرين ... مثل النبي نوح عليه السلام .

هذا الكتاب ثمرة جهود مضنية لمثقف وصل ساعات النهار بالليل قراءة واستيعابا ، فأعطي بمنهجية الجماع الراغب في الحقيقة والمعرفة

الدكتور : حسن عباس نصر الله

ص: 12

المقدمة :

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي سيد المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين .

إن التاريخ من العلوم الإنسانية التي تبحث في سيرة الأفراد والمجتمع، والأمم والشعوب، وما خلفوه من أثار وما تركوه من أثر، إما مجملا وإما مفصلا، أو انه يتناول شخصية معينة أو حدثا بذاته فيدخل ضمن السيرة الذاتية .

وهو من أوائل العلوم التي تشافهها الإنسان لأنه يمثل سيرته ومرآة حياته وتراث الآباء وذكراهم .

وقد توسع هذا العلم حتي إنه أصبح فيه اختصاصات عدة ، ويصنف هذا الموضوع الذي نتناوله في عداد المصنفات المدونة في علم التاريخ وأن كنا ندون فيه لمجموعة من الناس لهم خصوصية معينة .

وقد حاول العديد من المؤرخين المسلمين ضبط هذا التدوين فوضعوا له القواعد الخاصة والمناهج المنضبطة، لأنه من العلوم التي لها صلة ماسة بالدين الإسلامي، وخاصة في علم الرجال الذين تأخذ عنهم سنة رسول الله صلي الله عليه واله وسلم الأصل الثاني من أصول التشريع في الإسلام.

وكما نعرف عن الحضارة الإسلامية اهتمامها الكبير في مختلف المواضيع والتي ألف حولها العلماء من المسلمين العدد الوفير من الكتب،

ص: 13

حتي أنهم لم يهملوا بابا من أبواب العلم إلا وقد كتبوا فيه، ومن هذه المسائل التي خاضوا بحارها إشكالية المعمرين ، وان بعضهم قد أفرد بابا أو فصلا أو قسما في أحد كتبه لذلك الموضوع، ومن المؤلفات المفردة في ذلك ما يلي :

1- كتاب المعمرين، (وهو أول كتاب في ذلك) (1)

أبو مخنف لوط بن يحيي بن سعيد بن مخنف الأزدي الغامدي الكوفي، ت 157ه. 2- المعمرون (2)

أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي النسابة، ت 205ه.

نسخة مخطوطة في مكتبة الآغا ضياء الدين النوري سبط الشيخ النوري .

3- كتاب المعمرين والوصايا، (وهو أول مطبوع في ذلك)

أبو حاتم سهل بن محمد بن عثمان بن يزيد الجشمي بن القاسم السجستاني البصري الكوفي المقري، ح 160ه/776 م ح 48 / 250ه-

ط 1، مصر .

تحقيق : مصطفي عبد القادر عطا .

ط1، بيروت، مؤسسة المعارف، 1417ه/1997م، ص 158،

ق 14*21.

ص: 14


1- الإصابة في معرفة الصحابة : 430/1 ، الذريعة : 268/21 ، رقم 4987.
2- الذريعة : 268/21 ، رقم 4988

وقد قل التأليف في هذا الموضوع مما ولد فراغا في المكتبة الإسلامية، ولم ار جهدا جديدا بعد هذه المصنفات يسد ذلك الفراغ، مما جعلني أفكر في كتاب جامع لموضوع المعمرين.

لهذا بادرت إلي الكتابة ، فأردت أن أجمع الجهود السابقة مع إتمام النقص الحادث وإكمال المادة العلمية في ذلك .

وكان شرطي في هذه المجموعة من أخبار المعمرين في العالم عبر التاريخ أن لا أذكر فيها إلا من عاش مائة عام ميلادي وأكثر، وهو غير شرط السجستاني الذي كان يشترط من أن يكون المعمر قد عاش مائة وعشرين عاما هجريا .

فأصبح لدينا كتاب تاريخي هدفه هدف ديني، وقراءته ترتبط بالعقيدة استدلالا وبالأخلاق اعتبارا وعظة واستبصارا.

ويمكن إعتباره كتابا دينيا وتربويا إلي كونه كتابا تاريخيا، ومن فوائده إنه يدافع عن حقيقة شرعية اتفقت عليها الأديان والمذاهب، والأفكار الإنسانية، وان اختلفوا في بعض التفاصيل فإن هذا لا يضر بمجمل القضية، وهي قضية جواز طول العمر وما تفيضه من إثبات في وجود الإمام المهدي المنتظر عليه السلام ، وهذا داخل في كونه موضوعا مستقلا ، أو فائدة عقدية دينية ، برهانة للمؤيدين وحجة علي المخالفين، ودفعا لشبهة عدم جواز طول العمر، وما يحدث من إستثناء لبعض المخلوقات والأشخاص وذلك حسب مقتضي الحكمة الإلهية في الإبتلاء والإيجاد، وقد تمت مناقشة مسألة جواز طول العمر من قبل العديد من العلماء والمفكرين وهذا ما نقلناه تحت عنوان التمهيد، واكتفينا به في مناقشة هذه المسألة، وقد رتبنا مناقشات العلماء ترتيبا زمنيا يقتضي المتابعة لتطور

ص: 15

الفكر حول هذه المسألة، ونصرة لحجة الله علي خلقه أجمعين الإمام المهدي المنتظر عليه السلام عجل الله فرجه الشريف .

ومن ضروريات الدين والعقل المحافظة علي الصحة والتي بها دوام العافية وهذه هي التي بها دوام الحياة وعدم إتلاف النفس، وقد أقر علماء الطبيعة والفلك والطب وعلماء الأخلاق بالمؤثرات الداخلية والخارجية علي الإنسان نفسيا وفكريا وجسميا ثم عطاءا وعمرا .

وأقر علماء العقيدة بإمكانية التأثير والتأثر بالمبادئ الصحيحة، والأخلاق الحسنة، والأعمال الصالحة وما يترتب عليها من دوام الصحة وطول العمر، إذ أن بها تنتشر الرحمة الإلهية ويضاعف الأجر ويطول العمر وتتخلص الأمم والشعوب من الفتن ويتوسع عليهم بالرزق ودوام العافية ودفع الابتلاء .

ويمكن أن يستحصل طول العمر من خلال النية الصادقة والأعمال الصالحة وقيمة الوجود الكوني للإنسان وذلك من خلال الحكمة الإلهية التي تقتضي وجوده وحسب المصلحة المراعاة في ذلك، وعلاقة الإنسان بمحيطه الكوني والتأثر بمستويات الحياة من حروب وأمراض .

فإذا سلمت الطبيعة من الآفات المدمرة والأسباب المنزلة للعقوبة الإلهية دامت وبقيت وببقائها بقاء الإنسان الذي يتعامل معها، مع كل هذا نؤكد علي الإيمان والتسليم بأمر الله فيما أراده في الآجال والأعمار للمخلوقات .

وما ذكرناه لا يخرج عن إرادة الله، فإن جميع المخلوقات خاضعة لمشيئته وأرادته، وغير خارجة عن قواميته، فهو سبحانه بيده ملكوت السموات والأرض، وما ذكرناه إنما هو الأسباب التي يمكن من خلالها

ص: 16

الحصول علي العطاء الإلهي والذي يعطي من خلال هذه الأسباب، أو تفضلا ورحمة .

وأما مسألة طول العمر فهي المسألة التي يعالجها هذا الكتاب من خلال ذكر المعمرين وهي من أهم المسائل الفكرية المتعلقة بمسألة الإمام المهدي عليه السلام .

وبما أن القصد من هذا الكتاب قصدا دينيا يتناول دفع شبهة عدم جواز طول العمر للإمام المهدي عليه السلام نشير هنا إلي المؤلفات المفردة في هذه المسألة وهي :

1- إثبات طول عمر إمام زمان ، (فارسي)

السيد : محمد مير سعيد القاضي

ط 1، طهران، 1365ه. ش، ص 32، ق 12*8

2- الإمام المهدي عليه السلام وطول العمر في نظرة جديدة

السيد : عادل بن علي بن حسين العلوي، المولود في الكاظمية 1955م. مطبوع

3- بحثي بيرامون طول عمر إمام غائب، (فارسي)

داوود إلهامي

ط1، قم، دار التبليغ الإسلامي، ص 24، ق 12*8

4 - بحث طول عمر حضرت ولي عصر از نظر علمي ،(فارسي)

ط1، زنجان، انجمن حجتية، ص 16، ق 12*8

5- البرهان علي صحة طول عمر الإمام صاحب الزمان، (ويظهر أنه أول كتاب في هذا الموضوع).

الشيخ : أبو الفتح محمد بن علي الكراجكي، ت 449ه.

ص: 17

تحقيق الشيخ : عبد الله نعمة

ط 1 (ضمن كتابه كنز الفوائد )، بيروت، ص243-304 = 62

صفحة، ق 25×17

6- دفع شبهة طول عمر حضرت حجة، (فارسي)

آقا محمود بن محمد حسن شريعتمدار .

7- دير زيستي حضرت مهدي، (فارسي)

مهدي كامران

ط1، زنجان، انجمن حجتية، 1400ه، ص 144، ق 12*8

8- شگفتي در جيست، (في طول عمر صاحب الزمان، فارسي)

محمد الصالحي الآذري

ط1، زنجان، انجمن حجتية، 1390ه، ص 72، ق 12*8

9- طول عمر إمام زمان از ديدگاه علوم واديان، (فارسي وترجم إلي اللغة الأوردية) .

الشيخ : علي أكبر مهدي بور

ط2، طهران، انتشارات كعبة، 1404ه، ص 112، ق 21×14

ترجمه للأوردية : أثير جاردي المستشهد سنة 1412ه.

ط1 (الترجمة الأوردية)، لاهور (باكستان)، انتشارات ولي عصر،

1408ه، ص 112، ق 21*14

10- طول عمر وظهور إمام، (فارسي)

أحمد رضا أحمدي فريدي .

ط1، إيران، ص 70، ق 12*8

ص: 18

11- عمر الإمام المهدي عليه السلام في كفة الحسابات

الشيخ : نجم السبتي

ط1، قم، مطبعة البرهان، دار المجتبي، 1384ه، ص143، ق 25×17

12- عمر المهدي عليه السلام بين العلم والأديان

الشيخ : علي أكبر مهدي بور

تعريب السيد : باسم الهاشمي

ط1، بيروت، دار المحجة البيضاء - دار مكتبة الرسول الأكرم صلي الله عليه واله وسلم، 1414ه 1993م.

13- لولا الحجة لساخت الأرض بأهلها، (بحث في طول عمر إمام الزمان، فارسي)

ط1، زنجان، انجمن حجتية، 1393ه، ص 24، ق 12*8

14- منتظر جهان وراز طول عمر، (فارسي)

السيد : أحمد علم الهدي

ط1، مشهد (إيران)، الناشر المؤلف، 1390ه، ص 96، ق 17*12

ومن فوائده الأخلاقية التربوية ما يفيد موضوع الاعتبار والنظر في سير الماضين للانتفاع والاتعاظ بالماضي وانعكاساته علي الحياة الحاضرة والمستقبلية، ولما كان لنا في الماضين لعبرة . نتساءل ؟! أين العمالقة وأبناء العمالقة ؟، أين الفراعنة وأبناء الفراعنة ؟، أين أصحاب مدائن الرس ؟، أين الذين ألفوا الألوف، وجيشوا الجيوش ؟.

ص: 19

(لقد طوتهم الأرض بكلكلها فأكلت لحومهم، وشربت دماءهم، وطحنت عظامهم ) (1)، ونحن عن قريب سنصير إلي ما صاروا إليه .

وقد أمرنا الله سبحانه أن نستقصي أخبارهم بقوله تعالي مخاطبا نبيه الأكرم صلي الله عليه واله وسلم : «قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ » (2)، وقوله تعالي : «قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ» (3)، وقوله تعالي: «أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ» (4).

وهذا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يوصي ابنه الحسن عليه السلام فيقول :

فإني أوصيك بتقوي الله، أي بني ولزوم أمره، وعمارة قلبك بذكره، والاعتصام بحبله، وأي سبب أوثق من سبب بينك وبين الله إن أنت أخذت به. احي قلبك بالموعظة، وأمته بالزهادة، وقوه باليقين، ونوره بالحكمة، وذلله بذكر الموت وقرره بالفناء... وبصره فجائع الدنيا، وحذره صولة الدهر، وفحش تقلب الليالي والأيام ...

- وارشده قائلا - واعرض عليه أخبار الماضين، وذكره بما أصاب من كان قبلك من الأولين، وسر في ديارهم وآثارهم، فانظر فيما

ص: 20


1- نهج البلاغة ، الخطبة رقم : 182.
2- سورة النمل ، الآية : 69.
3- سورة الأنعام ، الآية : 11.
4- سورة الروم ، الآية : 9.

فعلوا، وعما انتقلوا، وأين حلوا ونزلوا، فإنك تجدهم قد انتقلوا عن الأحبة، وحلوا ديار الغربة، وكأنك عن قليل قد صرت كأحدهم، فأصلح مثواك ولا تبع آخرتك بدنياك ) (1).

وعرفه بأن الأرض أم حنون إذ إنها ضمت في طياتها أجسادهم بعد طول بقاء .

خفف الوطء ما أظن أديم الأرض *** إلا من هذه الأجساد

وقبيح بنا وان قدم العهد *** هوان الآباء والأجداد (2)

إنه يسد فراغا حاصلا في المكتبة الإسلامية مما يوفر للقارئ معلومات جديدة في موضوع قديم متجدد .

وقد رتبنا هذا الكتاب علي ستة أقسام، وكل قسم منها قد رتبت مادته ترتيبا هجائيا .

واستوفينا فيه التعريف والترجمة للمعمرين، وذلك بحسب ما زودتنا به المصادر من معلومات، وبحسب مقتضي التأليف، وقد ذكرنا المصادر بالحاشية توثيقا لما دوناه مع توثيق المصادر في آخر الكتاب .

وهناك من المخلوقات المعمرة كالملائكة والجن والمخلوقات الأخري كالنجوم والشمس والقمر والأرض وغيرها، وبعض الأثار التي عمرها الإنسان تعتبر من الأثار المعمرة والباقية، وجميع هذه المخلوقات والأثار تؤيد فكرة جواز التعمير وطول العمر ، ولم نذكرهم في كتابنا هذا لأن القصد منه هو ذكر المعمرين من البشر دون سواهم .

ص: 21


1- نهج البلاغة : 38/3 -39.
2- لأبي العلاء المعري فيلسوف المعرة .

وأما إبليس اللعين فهو أحد المعمرين الذين لهم مساس بالحياة الإنسانية فلقد شاركنا الإبتلاء والإمتحان في هذه الدنيا، وهو مخلوق من تكوين أخر يختلف عن تكويننا، وما جمعنا به إلا الإبتلاء والإمتحان لهذا نشير إليه وحسب ما جاء عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في نهج البلاغة، في خطبته المعروفة بالقاصعة حيث يقول عليه السلام : «الحمد لله الذي لبس العز والكبرياء، واختارهما لنفسهم دون خلقه، وجعلهم حمي وحرما علي غيره، واصطفاهما لجلاله، وجعل اللعنة علي من نازعه فيهما من عباده ...

فاعتبروا بما كان من فعل الله بإبليس إذ أحبط عمله الطويل وجهده الجهيد، وكان قد عبد الله ستة ألاف سنة، لا يدري أمن سني الدنيا أم سني الآخرة، عن كبر ساعة واحدة» (1).

ويعتبر إبليس اللعين (الشيطان الرجيم) من أقدم المعمرين الذين يرتبطون معنا في هذه الحياة، وإلا فإن هناك مخلوقات أخري أسبق منه في الوجود كالملائكة، وأما إذا أردنا أن نقول من هو أقدم المخلوقات ؟.

لوصلنا لحقيقة ثابتة أن أقدم المخلوقات هم : محمد رسول الله صلي الله عليه واله وسلم وأهل بيته الأطهار طبع فإنهم المخلوق الأول في عالم الملكوت - عالم الذر- .

وإذا نظر الإنسان إلي ما حوله من الكون سيجده هو ذاته الذي عاش فيه المخلوق الأول أبونا - وهو نبي الله آدم عليه السلام - فالأرض وما فيها من المياه والجبال، والسماء وما فيها من الشمس والنجوم والكواكب.

وهذا يعني أن الكون عمره ملايين السنين، وما زال مستمر في الحياة، وهو المسخر للإنسان والمخلوق لغيره - أي أنه خلق لسبب

ص: 22


1- نهج البلاغة :192 .

خارجي وهو وجود الإنسان - فإذا كان هذا الكون قد عمر لعلة خارجية فما بالك بمن خلق من أجله هذا الكون، وهو الإنسان، وأعظم من في الناس هم الأنبياء والمرسلين والأوصياء والأولياء، وأعظم هؤلاء جميعا هم محمد صلي الله عليه واله وسلم وآله الطيبين الطاهرين عليهم السلام.

ومن هنا نقول أن علة خلق الكون والإنسان هو وجود محمد وآله الطاهرين عليهم السلام ، فإذا جاز طول العمر لغيرهم، فهذا يعني أنهم أولي بطول العمر لأنهم علة ذلك الوجود وما فيه من موجود.

وللأطباء وعلماء البيئة دراسات وتجارب خلصوا فيها إلي جملة من الوصايا تؤثر في إدامة الصحة وجواز إطالة العمر، ويبدو بعضها بسيطا جدا ولكنه ذو أثر كبير في هذا المجال، نشير إلي مجموعة منها :

1- الاطمئنان الروحي .

2- عامل الوراثة .

3- عامل التغذية .

4 - قلة تناول الطعام .

5 - عامل المحيط .

- الهواء الطلق .

7- البرودة .

8- العمل .

9- نوع العمل .

10- ترك التدخين .

11- كثرة المشي .

12- وجود برنامج لحياة الإنسان .

ص: 23

13- وجود هدف مشخص للإنسان .

14- التناسب و التعادل بين العمل والاستراحة .

15- نوم القيلولة وخصوصا للأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين الخمسين و ما فوق .

16- لبس الحذاء المريح.

17- تناول أفضل الطعام منذ الصباح الباكر .

18- الاستفادة من المواهب الطبيعية .

19- تنظيم النوم من حيث الوقت والمقدار .

20- الرياضة التنفسية. إضافة إلي عوامل أخري كثيرة (1).

وبما أننا أشرنا إلي جملة من وصايا الأطباء في جواز دوام الصحة وإطالة العمر، نشير هنا إلي ما كتبه بعض علماء البيئة في هذا الموضوع، ليطلع عليه القارئ سواءا كان من أهل الاختصاص أو من أهل الثقافة والإطلاع .

وبهدف لفت أنظار الناس إلي إمكان التغلب علي الشيخوخة، وإقناعهم بإمكانية إطالة العمر إذا توفرت الشروط اللازمة لذلك ومنها تحقيق إرادة الله في الحكمة والابتلاء، ومن هذه المؤلفات المفردة في مسألة طول العمر والمطبوعة في الغرب .

ونتمني علي المترجمين العرب الاهتمام بهذا الموضوع وترجمة هذه المصنفات للاستفادة والإطلاع :

ص: 24


1- عمر المهدي عليه السلام بين العلم والأديان : 45-52 ، أولبن دانشكاه : 213/2 ، نقلا عن دائرة المعارف الأمريكية : 463/17

1- إطالة العمر

ليارفين نيكاليجف

2- جواز سفر نحو حياة جديدة

الدكتور : هاورز، الألماني

3- الخلود

ناتان دارنيك

4- الخلود

البروفيسور : اتينكر

5- طول عمر الحيوانات والنباتات والناس

نارخانف

6- علم إطالة العمر

كرفلاند، الروسي

7- عمر طويل

البروفيسور : يلي يلز

8- العمر الطويل

الدكتور : س بير، الفرنسي

9- فن طول العمر

هوفلند

10- نحو حياة جديدة

البروفيسور : شبس، الفرنسي (1) .

ص: 25


1- عمر المهدي عليه السلام بين العلم والأديان : 44.

ص: 26

التمهيد : مناقشة العلماء لمسألة طول العمر

ص: 27

ص: 28

سنقل لك عزيزي القارئ بعض الآراء بالترتيب الزمني وحسب الوفيات وذلك للإطلاع عليها وملاحظة التطور الفكري من خلال الامتداد الزمني ونكتفي بسبعة أراء وهي تغطي الفترة الزمنية الممتدة من القرن الرابع الهجري حتي القرن الخامس عشر الهجري .

*المناقشة الأولي :

مناقشة الشيخ الصدوق (1) لمسألة طول العمر

[إن أهل العناد والجحود يصدقون بمثل هذا الخبر ويرونه في الدجال وغيبته وطول بقائه المدة الطويلة وخروجه في آخر الزمان، ولا يصدقون بأمر القائم عليه السلام وأنه يغيب مدة طويلة، ثم يظهر فيملا الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، مع نص النبي صلي الله عليه واله وسلم والأئمة عليهم السلام بعده عليه باسمه وغيبته ونسبه، وإخبارهم بطول غيبته إرادة لإطفاء نور الله عز جل وإبطالا لأمر ولي الله، ويأبي الله إلا أن

ص: 29


1- وهو الشيخ : أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق ، ولد في قم بدعاء الإمام المهدي بحدود 306 - الري 381ه-/992م من مؤلفاته : (من لا يحضره الفقيه-) و (فضل العلوية) و(ثواب الأعمال) و(الأمالي) و(علل الشرائع) وغيرها . انظر : لؤلؤة البحرين : 372-381، رقم 121.

يتم نوره ولوكره المشركون، وأكثر ما يحتجون به في دفعهم الأمر الحجة أنهم يقولون لم نرو هذه الأخبار التي تروونها في شأنه ولا نعرفها .

وهكذا يقول من يجحد نبوة نبينا صلي الله عليه واله وسلم من الملحدين والبراهمة واليهود والنصاري والمجوس أنه ما صح عندنا شيء مما تروونه من معجزاته ودلائله ولا نعرفها، فنعتقد ببطلان أمره لهذه الجهة، ومتي لزمنا ما يقولون أيضا : ليس في موجب عقولنا أن يعمر أحد في زماننا هذا عمرا يتجاوز عمر أهل الزمان، فقد تجاوز عمر صاحبكم علي زعمكم عمر أهل الزمان .

فنقول لهم : أتصدقون علي أن الدجال في الغيبة يجوز أن يعمر عمرا يتجاوز عمر أهل الزمان، وكذلك إبليس اللعين ولا تصدقون ذلك القائم آل محمد مع النصوص الواردة فيه بالغيبة وطول العمر والظهور بعد ذلك للقيام بأمره عز وجل وما روي في ذلك من الأخبار ...

ومع ما صح عن النبي صلي الله عليه واله وسلم إذ قال : «كل ما كان في الأمم السالفة يكون في هذه الأمة مثله حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة».

وقد كان فيمن مضي من أنبياء الله عز وجل وحججه عليه السلام معمرون، أما نوح عليه السلام فإنه عاش ألفي سنة وخمسمائة سنة، ونطق القرآن بأنه « لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما».

وقد روي في الخبر أن في القائم سنة من نوح وهي طول العمر فكيف يدفع أمره ولا يدفع ما يشبهه من الأمور التي ليس شيء منها في موجب العقول، بل لزم الإقرار بها لأنها رويت عن النبي صلي الله عليه واله وسلم .

وهكذا يلزم الإقرار بالقائم عليه السلام من طريق السمع وفي موجب أي عقل من العقول أنه يجوز أن يلبث أصحاب الكهف في كهفهم ثلاثمائة

ص: 30

سنين وازدادوا تسعا، هل وقع التصديق بذلك إلا من طريق السمع، فلم لا يقع التصديق بأمر القائم عليه السلام أيضا من طريق السمع وكيف يصدقون ما يرد من الأخبار عن وهب بن المنبه، وعن كعب الأحبار في المحلات التي لا يصح شيء منها في قول الرسول صلي الله عليه واله وسلم ولا في موجب العقول، ولا يصدقون بما يرد عن النبي صلي الله عليه واله وسلم والأئمة عليهم السلام في القائم وغيبته وظهوره بعد شك أكثر الناس في أمره وارتدادهم عن القول به، كما تنطق به الآثار الصحيحة عنهم عليهم السلام هل هذا إلا مكابرة في دفع الحق وجحوده .

وكيف لا يقولون : إنه لما كان في الزمان غير محتمل للتعمير وجب أن تجري سنة الأولين بالتعمير في أشهر الأجناس تصديقا لقول صاحب الشريعة صلي الله عليه واله وسلم ولا جنس أشهر من جنس القائم عليه السلام لأنه مذكور في الشرق والغرب علي ألسنة المقرين به وألسنة المنكرين له، ومتي بطل وقوع الغيبة بالقائم الثاني عشر من الأئمة عليه السلام مع الروايات الصحيحة التي أخبر بوقوعها به عليه السلام بطلت نبوته لأنه يكون قد أخبر بوقوع الغيبة بمن لم تقع به ومتي صح كذبه في شيء لم يكن نبيا كيف يصدق عليه السلام فيما أخبر به في أمر عمار بن ياسر رضي الله عنه أنه :

«تقتله الفئة الباغية»، وفي أمير المؤمنين عليه السلام أنه تخضب لحيته من دم رأسه، وفي الحسن بن علي عليه السلام أنه مقتول بالسم، وفي الحسين بن علي عليه السلام أنه مقتول بالسيف ؟.

ولا يصدق فيما أخبر به من أمر القائم ووقوع الغيبة به التعيين عليه باسمه ونسبه ؟!.

بلي هو صادق في جميع أقواله، مصيب في جميع أحواله، ولا يصح إيمان عبد حتي لا يجد في نفسه حرجا مما قضي ويسلم له في

ص: 31

جميع الأمور تسليما، ولا يخالطه شك ولا ارتياب، وهذا هو الإسلام، والإسلام هو الاستسلام والانقياد، « ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ».

ومن أعجب العجائب أن مخالفينا يروون أن عيسي بن مريم عليهما السلام مر بأرض كربلاء فرأي عدة من الظباء هناك مجتمعة، فأقبلت إليه وهي تبكي وأنه جلس وجلس الحواريون فبكي وبكي الحواريون، وهم لا يدرون لم جلس ولم يبكي .

فقالوا : يا روح الله وكلمته ما يبكيك ؟.

قال : أتعلمون أي أرض هذه ؟.

قالوا : لا.

قال : هذه أرض يقتل فيها فرخ الرسول أحمد وفرخ الحرة الطاهرة البتول شبيهة أمي، ويلحد فيها، هي أطيب من المسك لأنها طينة الفرخ المستشهد، وهكذا تكون طينة الأنبياء وأولاد الأنبياء، وهذه الظباء تكلمني وتقول : إنها ترعي في هذه الأرض شوقا إلي تربة الفرخ المستشهد المبارك، وزعمت أنها آمنة في هذه الأرض ... (1).

هذه الأخبار التي ذكرتها في المعمرين قد رواها مخالفونا أيضا من طريق :

1- محمد بن السائب الكلبي .

2- محمد بن إسحاق بن يسار .

3- عوانة بن الحكم .

4- عيسي بن يزيد بن رئاب .

5- الهيثم بن عدي الطائي .

ص: 32


1- كمال الدين : 2/ 480 - 482.

قد روي عن النبي صلي الله عليه واله وسلم أنه قال : «كلما كان في الأمم السالفة

يكون في هذه الأمة مثله حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة».

وقد صح هذا التعمير فيمن تقدم وصحت الغيبات الواقعة بحجج الله عليهم السلام فيما مضي من القرون .

فكيف السبيل إلي إنكار القائم عليه السلام لغيبته وطول عمره مع الأخبار الواردة فيه عن النبي صلي الله عليه واله وسلم وعن الأئمة عليهم السلام ...

فمتي صح التعمير لمن تقدم عصرنا وصح الخبر بأن السنة بذلك جارية في القائم عليه السلام الثاني عشر من الأئمة عليهم السلام لم يجز إلا أن يعتقد أنه لو بقي في غيبته ما بقي لم يكن القائم غيره، وإنه « لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتي يخرج فيملأها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما » كما روي عن النبي صلي الله عليه واله وسلم وعن الأئمة عليهم السلام بعده .

ولا يحصل لنا الإسلام إلا بالتسليم لهم فيما يرد ويصح عنهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

وما في الأزمنة المتقدمة من أهل الدين والزهد والورع إلا مغيبين لأشخاصهم مستترين لأمرهم، يظهرون عند الإمكان والأمن ويغيبون عند العجز والخوف وهذا سبيل الدنيا من ابتدائها إلي وقتنا هذا، فكيف صار أمر القائم عليه السلام في غيبته من دون جميع الأمور منكرا إلا لما في نفوس الجاحدين من الكفر والضلال وعداوة الدين وأهله وبغض النبي والأئمة بعده عليهم السلام] (1).

ص: 33


1- كمال الدين : 520/2 -521.

*المناقشة الثانية :

مناقشة الشريف المرتضي (1) لمسألة طول العمر

وإذا [سأل سائل فقال : كيف يصبح ما أوردتموه، من تطاول الأعمار وامتدادها، وقد علمتم أن كثيرا من الناس ينكر ذلك ويحيله ويقول : إنه لا قدرة عليه، ولا سبيل إليه من ينزل في إنكاره درجة فيقول : إنه وإن كان جائزا من طريق القدرة والإمكان فإنه مما يقطع علي انتفائه لكونه خارقا للعادات، وإن العادات إذا وثق الدليل بأنها لا تنخرق إلا علي سبيل الآية، والدلالة علي صدق نبي من الأنبياء عليهم السلام علم أن ما روي من زيادة الأعمار علي العادة باطل مصنوع لا يتلفت إلي مثله .

الجواب : قيل له : أما من أبطل تطاول الأعمار من حيث الإحالة أوأخرجه عن باب الإمكان فقوله ظاهر الفساد، لأنه لوعلم ما العمر في الحقيقة، وما المقتضي لدوامه إذا دام، وانقطاعه إذا انقطع لعلم من

ص: 34


1- وهو السيد : علي بن الحسين بن موسي بن محمد بن موسي بن إبراهيم بن الإمام موسي الكاظم أبن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام زين العابدين علي السجاد ابن الإمام الحسين الشهيد ابن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام الموسوي العلوي المعروف بعلم الهدي والشريف المرتضي ، بغداد 355 - بغداد 436 ه ، من مؤلفاته : (كتاب الانتصار - فقه مقارن) و (الشافي في الإمامة) و (المسائل الناصريات) و (تنزيه الأنبياء والأئمة عليهم السلام) وغيرها ، انظر مقدمة كتابه الانتصار : 3-63

جواز امتداده ما علمناه، والعمر هواستمرار كون من يجوز أن يكون حيا وغير حي حيا، وإن شئت أن تقول : هو استمرار كون الحي الذي لكونه علي هذه الصفة ابتداء حية .

وإنما شرطنا الإستمرار لأنه يبعد أن يوصف من كان حالة واحدة حيا بأن له عمرا بل لابد من أن يراعوا في ذلك ضربا من الإمتداد والإستمرار وإن قيل .

وشرطنا أن يكون ممن يجوز أن يكون غير حي، أويكون لكونه حيا ابتداء لئلا يلزم عليه القديم تعالي لأنه تعالي جلت عظمته ممن لا يوصف بالعمر وإن استمر كونه حيا، وقد علمنا أن المختص بفعل الحياة هو القديم تعالي، وفيما تحتاج إليه الحياة من البنية والمعاني ما يختص به عز وجل، ولا يدخل إلا تحت مقدوره كالرطوبة وما يجري مجراها فمتي فعل القديم تعالي الحياة وما تحتاج إليه من البنية، وهي مما يجوز عليه البقاء، وكذلك ما تحتاج إليه فليست تنتفي إلا بضد يطرأ عليه، أو بضد ينفي ما تحتاج إليه، والأقوي أنه لا ضد لها في الحقيقة، وإنما ادعي قوم أنه ما يحتاج إليه، ولوكان للحياة ضد علي الحقيقة لم يخل بما نقصده في هذا الباب .

فمهما لم يفعل القديم تعالي ضدها، أوضد ما تحتاج إليه، ولا نقض ناقض بنية الحي استمر كون الحي حيا، ولوكانت الحياة لا تبقي علي مذهب من رأي ذلك لكان ما قصدناه صحيحا لأنه تعالي قادر علي أن يفعلها حالا حالا، ويوالي بين فعلها وفعل ما تحتاج إليه، فيستمر كون الحي حيا .

فأما ما يعرض من الهرم بإمتداد الزمان وعلو السن وتناقص بنية الإنسان فليس مما لابد منه، وإنما أجري الله تعالي العادة بأن يفعل ذلك

ص: 35

عند تطاول الزمان ولا إيجاب هناك، ولا تأثير للزمان علي وجه من الوجوه، وهو تعالي قادر علي أن يفعل ما أجري العادة بفعله، وإذا ثبتت هذه الجملة ثبت أن تطاول العمر ممكن غير مستحيل، وإنما أتي من أحال ذلك من حيث اعتقد أن استمرار كون الحي حيا موجب عن طبيعة وقوة لهما مبلغ من المادة، متي انتهتا إليه انقطعتا واستحال أن تدوما، ولوأضافوا ذلك إلي فاعل مختار متصرف لخرج عندهم من باب الإحالة.

فأما الكلام في دخول ذلك في العادة أوخروجه عنها، فلا شك في أن العادة قد جرت في الأعمار بأقدار متقاربة بعد الزائد عليها خارقا للعادة إلا أنه قد ثبت أن العادة قد تختلف في الأوقات وفي الأماكن أيضا، ويجب أن يراعي في العادة إضافتها إلي من هي عادة له في المكان والوقت .

وليس يمتنع أن يقل ما كانت العادة جارية به علي تدريج، حتي يصير حدوثه خارقا للعادة بغير خلاف ولا يكثر الخارق للعادة، حتي يصير حدوثه غير خارق لها علي خلاف فيه، وإذا صح ذلك لم يمتنع أن تكون العادات في الزمان الغابر كانت جارية بتطاول الأعمار وامتدادها، ثم تناقص ذلك علي تدريج، حتي صارت عادتنا الأن جارية بخلافه، وصار ما بلغ مبلغ تلك الأعمار خارقا للعادة، وهذه جملة فيما أردناه كافية (1).

ص: 36


1- أمالي المرتضي : 270-272 .

*المناقشة الثالثة :

مناقشة الشيخ الكراجكي (1) لمسألة طول العمر

يقول الشيخ الكراجكي في كتابه البرهان علي صحة طول عمر الإمام صاحب الزمان عليه السلام وبيان جواز تطاول الأعمار :

[ذكرت يا أخي - أيدك الله - أنك رأيت جماعة من المخالفين، يعتمدون في إنكارهم وجود صاحب الزمان عليه السلام ، علي ما يقتضيه تاريخ مولده، من تطاول عمره علي القدر المعهود ويقولون : إذا كان مولده عندكم في سنة خمس وخمسين ومائتين، فله إلي سنتنا هذه، وهي سنة سبع وعشرين وأربعمائة، ومائتان واثنتان وسبعون سنة .

ولسنا نري الأعمار تتناهي إلي أكثر من مائة وعشرين سنة، بل لا نري أحدا يلحق عمره القدر اليوم، ويزعمون أن هذه الزيادة علي المائة والعشرين دلالة علي بطلان ما نذهب إليه، وسألت في إيراد كلام عليهم يوهي عمدتهم ويبطل شبهتهم، ويكون أصلا في يدك، يتمسك به المستند إليك. وأنا مجيبك إلي ما سألت، وأبلغك منها ما طلبت بعون الله وحسن توفيقه .

ص: 37


1- وهو الشيخ : أبو الفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي الطرابلسي المتوفي في صور 449ه ، من مؤلفاته : (الاستنصار في النص علي الأئمة الأطهار عليهم السلام) و( غاية الأنصاف في مسائل الخلاف) و(البيان في مناسك النسوان) و(المسألة التبانية الرسالة العلوية في فضل أمير المؤمنين عليه السلام علي جميع البرية سوي رسول الله صلي الله عليه واله وسلم ) وغيرها . انظر : مقدمة كتابه كنز الفوائد : 11/1 - 25.

واعلم :

أولا : أنه إذا وجبت الإمامة ووضحت الأدلة علي اختصاصها بأئمتنا الأثني عشر عليهم السلام دون جميع الأمة، فلا منصرف عن القول بطولعمر إمامنا وصاحب زماننا عليه السلام، لأن الزمان لا يخلو من إمام، وقد مضي آباء صاحب الزمان بلا خلاف، ولم يبق من يستحق الإمامة سواه . فإن لم يكن عمره ممتدا من وقت أبيه إلي أن يظهره الله سبحانه حصل الزمان خاليا من إمام .

وهذا دليل مبني علي ما قدمناه . وبعد ذلك فإنه لا يصلح أن يكلمك في طول عمره من لا يقر بشريعته فأما من أقر بها، وأنكر تراخي الأعمار وطولها، فإن القرآن يخصمه بما تضمنه من الخبر عن طول عمر نوح عليه السلام، قال الله تعالي : «فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما » (1).

ولا طريق إلي الانصراف عن ظاهر القرآن إلا ببرهان . وقد أجمع المسلمون علي بقاء الخضر عليه السلام من قبل موسي عليه السلام إلي الآن، وأن حياته متصلة إلي آخر الزمان، وما أجمع عليه المسلمون فلا سبيل إلي دفعه بحال من الأحوال . فإن قال الخصم : هذان نبيان، ويجوز أن يكون طول أعمارهما معجزا لهما وكرامة يميزان بها عن الأنام، ولا يصح أن يكون هذا المعجز والإكرام إلا للأنبياء عليهم السلام.

فقل له : يفسد هذا عليك بما استقر عليه الاتفاق، من بقاء إبليس اللعين من عهد آدم عليه السلام وقبل ذاك إلي الآن، وأنه سيبقي إلي الوقت

ص: 38


1- سورة العنكبوت ، الآية : 14.

المعلوم كما نطق به القرآن، وليس ذلك معجزا له ولا علي سبيل الإكرام. وإذا اشترك الولي والعدوفي طول العمر، علم أن السبب في ذلك ما ذكرت، وأنه لمصلحة لا يعلمها إلا الله تعالي دون العباد . فإن أنكر الخصم إبليس وبقاءه خرج عن ظاهر الشريعة ودفع إجماع الأئمة . وإن تأول ذلك طولب علي صحة تأويله بالحجة . ولوسلمت له طول العمر معجزا للمعمر وإكراما، ولم يذكر له إبليس وطول عمره علي ممر الأزمان كان لك أن تقول : إن حكم الإمام عندنا كحكم النبي في الإحتجاج وجواز ظهور المعجز والإكرام بما يتميز به عن الأنام، فليس بمنكر أن يطيل الله تعالي عمره علي سبيل المعجز والإكرام .

وأعلم - أيدك الله - أن المخالفين لك في جواز امتداد الأعمار ممن يقر بالإسلام لا يكلمونك إلا بكلام مستعاد .

فمنهم من ينطق :

1- بلسان الفلاسفة، فيقول : [إن طول العمر من المستحيل في العقول الذي لم يثبت علي جوازه دليل] .

2- ومنهم من ينطق بلسان المنجمين، فيقول : [إن الكواكب لا تعطي أحدا من العمر أكثر من مائة وعشرين سنة، ولهم هذيان طويل] .

3- ومنهم من ينطق بلسان الأطباء وأصحاب الطبائع، فيقول : [إن العمر الطبيعي هومائة وعشرون سنة، فإذا انتهي الحي إليها فقد بلغ ما يمكن فيه صحة الطباع وسلامتها , وليس بعد بلوغ غاية السلامة إلا ضدها] .

وليس علي يد أحد منهم إلا الدعوي، ولا يستند إلا إلي العصبية والهوي، فإذا عضهم الحجاج رجعوا أجمعين إلي الشاهد المعتاد، فقالوا أنا لم نر أحدا تجاوز في العمر إلي هذا القدر، ولا طريق لنا إلي إثبات ما لم نر .

ص: 39

وهذا الذي جرت به العادة، والعادة أصح دلالة، وجميعهم خارجون عن حكم الملة مخالفون لما اتفقت عليه الأمة، ولما سلف أيضا من الشرائع المتقدمة، لأن أهل الملل كلها متفقون علي جواز امتداد الأعمار وطولها، وقد تضمنت التوراة من الأخبار بذلك ما ليس بينهم فيه منازع وفيها أن :

1- آدم عليه السلام عاش تسعمائة وثلاثين سنة

2- وعاش شيث تسعمائة واثنتي عشرة سنة

3- وعاش أنوش تسعمائة وخمسا وستين سنة

4- وعاش قينان تسعمائة سنة وعشر سنين

5- وعاش مهلائيل ثمانمائة وخمسا وتسعين سنة

6- وعاش يرد تسعمائة واثنين وستين سنة

7- وعاش أخنوخ وهو إدريس تسعمائة وخمسة وستين سنة، وغيرهم .

فهذا ما تضمنته التوراة ليس بين اليهود والنصاري اختلاف

وقد تضمنت نظيره في الإسلام، ولم نجد أحدا من علماء المسلمين يخالفه أويعتقد فيه البطلان، بل أجمعوا من جواز طول الأعمار علي ما ذكرناه (1).

والمستدل يعلم جواز ذلك في العقل إذا أنعم الاستدلال، والأخبار قد تناصرن في قوم عمروا في قريب الزمان ....

وليس المنازعة لنا بعد ذلك من ذي بصيرة و عرفان .

ص: 40


1- بحار الأنوار : 292/51 - 293.

فإن قال قائل : إن الأعمار قد كانت تتطاول في سالف الدهر، ثم تناقصت عصرا بعد عصر حتي انتهت إلي ما نراه مما لا يجوز اليوم سواه .

قيل له : إن العاقل يعلم أن الزمان لا تأثير له في الأعمار، وأن زيادتها ونقصانها من فعل قادر مختار يعيرها في الأوقات بحسب مما يراه من الصلاح . ولسنا ننكر أن الله سبحانه قد أجري اليوم بأقدار متقاربة في الأعمار، يخالف ما كان في متقدم الزمان، غير أن هذا لا يحيل طول عمر بعض الناس، إذا كان ذلك ممكنا من القادر المعطي للأعمار .

وقد ذكرنا أن الأخبار قد أتت بذكر المعمرين، كانوا في قريب الزمان، فلا طريق إلي دفع ما ذكرناه مع هذا الإيضاح . وأما الذين استعاروا كلام الفلاسفة من المخالفين لنا في هذه المسألة، وقولهم في العمر من المستحيل في العقول، فإنهم لم يعولوا في العلم بذلك علي ضرورة بإيرادها، ولا حجة معهم ينطقون بها، ولا عمدة لهم أكثر من الهوي والرجوع إلي ما يشاهد ويري . والهوي مضلة، والإنكار لما لم يشاهد زلة . وليس من موحد ولا ملحد إلا وهويثبت ما لا يري ويقر بما لم يشاهد . فالموحد يقر بالله والملائكة وطول أعمارها، ولم نر شيئا منها (...) والملحدة قد تقر بوجود جواهر بسيطة لا تجوز عليها الرؤية وتدعي أيضا وجود عقل (...) لم ترهما، ولا رأت (...) (1) فضلا عنها.

وكل فرقة تدعي وجود أشياء لم تر . فمن زعم أنه لا يثبت ما شاهد ورأي فقد أفسد علي نفسه من مذهبه . وهؤلاء في العمر لا يدرون

ص: 41


1- في هذا الفراغ وما قبله كلمات غير واضحة .

ما هو. والعمر هواتصال كون الحي المحدود حيا. فهذا الاتصال إنما يكون بدوام الحياة، والحياة فعل الله تعالي . فليس يستحيل منه إدامتها، وكل ما جاز إن يفعله الله تعالي من طول العمر، فإنه يجوز أن يفعل مثله في دوام الصحة والقوة وعدم الضعف والهرم ، وأما الذين استعاروا كلام المنجمين من المنازعين لنا في جواز طول العمر فإنهم يعتمدون الظنون دون اليقين . والعقلاء يعلمون أن أصول المنجمين في الأحكام لا يثبت بالنظر والدليل، وبينهم من التجارب فيها والاختلاف ما لا يخفي علي المتأمل ، إني وجدت في كتاب أحد علمائهم، وهو الكتاب المعروف بابا لابن هبلي (1) , في حكاية ذكرها عن معلمهم المقدم واستاذهم المفضل الذي يعولون عليه في الأحكام، ويستندون إلي كلامه وما يدعيه ، وهو المعروف ب ( ما شاء الله-) (2) أنا موردها، ففيها أكبر حجة عليهم

ص: 42


1- هو علي الظاهر تحريف عن ابن هبتني أو هبنته ، وهو منجم نصراني عاش في بغداد وألف كتابا في التنجيم أسماء المغني بعد سنة 330 ه- 941م ، وكان الجزء الثاني منه لا يزال محفوظا في مكتبة مونيخ ، وذكره حاجي خليفة في كشف الظنون مع اسم ابن هبنتة محرفا انظر ( دائرة المعارف اللبنانية : 117/7 ) .
2- هو منجم يهودي واسمه ميشي بن ابري ، كان في زمن المنصور وعاش إلي أيام المأمون ، وكان أوحد أهل زمانه في الأخبار بأمور الحدثان وله سهم قوي في سهم الغيب ، لقيه سفيان الثوري فقال له : أنت تخاف زحل وأنا أخاف رب زحل ، وأنت ترجو المشتري وأنا أرجو رب المشتري ، وأنت تغدو بالاستشارة وأنا أغدو بالاستخارة فكم بيننا ، فقال له ما شاء الله : كثير ما بيننا، حالك أرجي وأمرك أنجح وأحجي. له عدة مؤلفات. (انظر أخبار الحكماء : 214) .

في هذه المسألة التي خالفونا فيها . قال ما شاء الله : [ الباب الأعظم من الهيلاج الذي يدل علي العمر الكثير فإنه يكون المولود في مثلثة إلي مثلثة وطالعه ثبوت أحد الكوكبين العلويين : زحل والمشتري، وصاحب الطالع الكذخذاه، فإن كان المولود ليليا، والهيلاج القمر، فإن كان فوق الشمس في برج، انثي، وإن كان نهاريا فتكون الشمس في برج ذكر، فإنه حينئذ يدل علي بقاء المولود بإذن الله حتي يتحول القرآن عن مثلثة إلي أخري، وذلك مائتان وأربعون سنة . فأما في الزمن الأول فإن مثل هذه الدلالة كانت تدل علي بقائه حتي يعود القرآن إلي مكانه، وذلك بعد تسعمائة وخمسين سنة] . والله العالم .

فما يقولون في كلام عالمهم (ما شاء الله-)، وقد أوضح بتخصيصه في الدلالة الزمن الأول بتسعمائة وخمسين سنة، أن مراده بالمائتين والأربعين من هذا الزمن، وهوشاهد لنا علي هؤلاء المعاندين المنكرين للحق الواضح البرهان .

وأما الذين اعتمدوا بكلام الأطباء وأصحاب الطبائع من قولهم : [ إن غاية العمر في الطبيعة مائة وعشرون سنة ].

فإنهم لم يعتمدوا علي حجة، ولا تشبثوا بشبهة، وليس في أيديهم أكثر من دعواهم تبين لك بطلان مقالتهم، أن الطبائع أعراض، والأعراض لا يصح منها في الحقيقة أفعال، وإنما يفعل القادر المختار، والطبائع أيضا فعل الله تعالي , وهو الذي اركبها في الإنسان .

فكما جاز منه أن يجعلها كلها صحيحة معتدلة مدة من الزمان، فهو قادر علي أن يجعلها كذلك أضعاف تلك المدة، فيطول عمر الإنسان، وليس يستحيل ذلك في عقل ذي بصيرة و عرفان .

ص: 43

وأما المعتمدون في ذلك علي العادات، فإنه لا حجة في أيديهم من قبل أن العادات قد تختلف باختلاف الأوقات وباختلاف الناس أيضا والأصقاع . وقد سمعت من جماعة من الناس أن بلاد السند من البلاد التي تطول فيها الأعمار .

وليس يشك العاقل في أن العادات بيد الله تعالي، وأنه يصح منه تغييرها علي التدريج أوخرقها .

وقد تناثرت الأخبار القاطعة للأعذار بحال المعمرين الذين كانوا فيما بعد وقرب من الناس، وروي حديثهم واشعارهم ومبلغ أعمارهم وأخبارهم أصحاب السير والآثار، حتي جري ذلك مجري ما تعلق من الحوادث في الأزمان والوقائع وأخبار البلدان، واشترك في العلم العلماء وحصل المنكر له كالمنكر لما سواه مما تواترت به الأخبار، وقبح في مثله الإنكار، ولو اقتصر المستدل في جواز طول العمر علي هذا الوجه الأغناه من الإطالة والإكثار ..... (1).

[ وإذا جاز أن يعمر الله تعالي جماعة من خلقه من أنبيائه عليهم السلام وأوليائه والمشركين له , ويمدهم بصحة الأجساد وثبرت العقل والرأي، فما الذي ينكر من طول عمر صاحب الزمان عليه السلام ، وهو حجة الله تعالي علي العباد، وخاتم الأوصياء من ذرية رسوله صلي الله عليه واله وسلم ، والموعود بالبقاء، حتي يكون علي يده هلاك جميع الأعداء، ويظهر الدين كله لله، لولا أن خصومنا معاندون للحق ومكابرون . وقد ذاع بين كثير من الخصوم ما يروي] (2).

ص: 44


1- كنز الفوائد : 114/2 -121.
2- كنز الفوائد : 147/2 .

*المناقشة الرابعة :

مناقشة الشيخ الطوسي (1) لمسألة طول العمر

[فإن قيل : إدعاؤكم طول عمر صاحبكم أمر خارق للعادات مع بقائه علي قولكم كامل العقل تام القوة والشباب، لأنه علي قولكم له في هذا الوقت - الذي هو سنة سبع وأربعين وأربعمائة - ، مائة وإحدي وتسعون سنة لأن مولده علي قولكم سنة ست وخمسين ومائتين، ولم تجر العادة بأن يبقي أحد من البشر هذه المدة فكيف انتقضت العادة فيه، ولا يجوز انتفاضها إلا علي يد الأنبياء .

قلنا : الجواب عن ذلك من وجهين :

أحدهما : إنا لا نسلم أن ذلك خارق لجميع العادات فيما تقدم قد جرت بمثلها وأكثر من ذلك، وقد ذكرنا بعضها كقصة الخضر عليه السلام وقصة أصحاب الكهف، وغير ذلك .

وقد أخبر الله تعالي عن نوح عليه السلام أنه لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، وأصحاب السير يقولون إنه عاش أكثر من ذلك، وإنما دعا قومه إلي الله تعالي هذه المدة المذكورة بعد أن مضت عليه ستون من عمره .

ص: 45


1- وهو الشيخ : أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي المعروف بشيخ الطائفة ، طوس 385 - النجف 460ه ، مؤسس الحوزة العلمية في النجف الأشرف ، من مؤلفاته : (الاستبصار) و (التهذيب) و (الخلاف - فقه مقارن) و (الفهرست) و (العدة ، في الأصول) وغيرها . انظر مقدمة كتابه الغيبة : 19-28 ، ومقدمة كتابه الفهرست : 5-25 .

وروي أصحاب الأخبار أن سلمان الفارسي لقي عيسي بن مريم عليه السلام وبقي إلي زمان نبينا صلي الله عليه واله وسلم وخبره مشهور .

وأخبار المعمرين من العرب والعجم معروفة مذكورة في الكتب والتواريخ ] (1).

[ فإن كان المخالف لنا في ذلك من يحيل ذلك من المنجمين وأصحاب الطبائع، فالكلام معهم في أصل هذه المسألة وأن العالم مصنوع وله صانع أجري العادة بقصر الأعمار وطولها، وأنه قادر علي إطالتها وعلي إفنائها، فإذا بين ذلك سهل الكلام .

وإن كان المخالف في ذلك من يسلم ذلك غير أنه يقول : هذا خارج عن العادات، فقد بينا أنه ليس بخارج عن جميع العادات .

ومتي قالوا : خارج عن عادتنا .

قلنا : وما المانع منه .

فإن قيل : ذلك لا يجوز إلا في زمن الأنبياء .

قلنا : نحن ننازع في ذلك وعندنا يجوز خرق العادات علي يد الأنبياء والأئمة عليهم السلام والصالحين، وأكثر أصحاب الحديث يجوزون ذلك، وكثير من المعتزلة والحشوية، وإن سموا ذلك كرامات، كان ذلك خلافا في عبارة، وقد دللنا علي جواز ذلك في كتبنا، وبينا أن المعجز إنما يدل علي صدق من يظهر علي يده، ثم نعلمه نبيا أو إماما أو صالحا لقوله، وكلما يذكرونه من شبههم قد بينا الوجه في كتبنا لا نطول بذكره ها هنا .....

ص: 46


1- كتاب الغيبة : 112-113.

فأما ما يعرض من الهرم بامتداد الزمان وعلو السن، وتناقض بنية الإنسان فليس مما لا بد منه، وإنما أجري الله العادة بأن يفعل ذلك عند تطاول الزمان ولا إيجاب هناك، وهو تعالي قادر أن لا يفعل ما أجري العادة بفعله .

وإذا ثبتت هذه الجملة ثبت أن تطاول العمر ممكن غير مستحيل، وقد ذكرنا فيما تقدم عن جماعة أنهم لم يتغيروا مع تطاول أعمارهم وعلو سنهم، وكيف ينكر ذلك من يقر بأن الله تعالي يخلد المثابين في الجنة شبابا لا يبلون، وإنما يمكن أن ينازع في ذلك من يجحد ذلك ويسنده إلي الطبيعة وتأثير الكواكب الذي قد دل الدليل علي بطلان قولهم باتفاق منا وممن خالفنا في هذه المسألة من أهل الشرع فسقطت الشبهة من كل وجه .

دليل آخر : ومما يدل علي إمامة صاحب الزمان ابن الحسن ابن علي بن محمد بن الرضا عليه السلام وصحة غيبته ما رواه الطائفتان المختلفتان، والفرقتان المتباينتان العامة والإمامية أن الأئمة عليهم السلام بعد النبي صلي الله عليه واله وسلم اثنا عشر لا يزيدون ولا ينقصون، وإذا ثبت ذلك فكل من قال بذلك قطع علي الأئمة الاثني عشر الذين نذهب إلي إمامتهم، وعلي وجود ابن الحسن عليه السلام وصحة غيبته، لأن من خالفهم في شيء من ذلك لا يقصر الإمامة علي هذا العدد، بل يجوز الزيادة عليها، وإذا ثبت بالأخبار التي نذكرها هذا العدد المخصوص ثبت ما أردناه (1).

ص: 47


1- كتاب الغيبة : 126-127.

* المناقشة الخامسة :

مناقشة الشيخ الطبرسي (1) لمسألة طول العمر

[ قالوا لايمكن أن يكون في العالم بشر له من العمر ما تصفونه الإمامكم وهومع ذلك كامل صحيح الحس، واكثروا التعجب من ذلك وشنعوا به علينا ؟.

الجواب : إن من لزم طريق النظر وفرق بين المقدور والمحال وخروجه من المعتاد، لا اعتراض به لامرين :

أحدهما : أن لا نسلم أن ذلك خارق للعادة، لان تطاول الزمان لا ينافي وجود الحياة، وان مرور الأوقات لا تأثير له في العلوم والقدر، ومن قرا الأخبار ونظر فيما سطر في الكتب من ذكر المعمرين من العرب والعجم، وقد تظافرت الأخبار في أن أطول بني آدم عمرا الخضرو عليه السلام .

و أجمعت الشيعة وأصحاب الحديث بل الأمة بأسرها، ما خلا المعتزلة والخوارج، علي أنه موجود في هذا الزمان حي كامل العقل ووافقهم علي ذلك أكثر أهل الكتاب . ولا خلاف أن سلمان الفارسي

ص: 48


1- هو الشيخ : أبو علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي ، المتوفي في سبزوار 548 ه- ، من مؤلفاته : (مجمع البيان في تفسير القرآن ، وهو من أشهر التفاسير الإسلامية) و (إعلام الوري باعلام الهدي) و (جوامع الجامع - تفسير وسيط ) و (الآداب الدينية للخزانة المعينية) . انظر لؤلؤة البحرين : 346 ، رقم 116.

أدرك رسول الله صلي الله عليه واله وسلم وقد قارب عمره أربعمائة عام . وكان لقمان بن عاد الكبير أطول الناس عمرا بعد الخضر عليه السلام وأنه عاش ثلاثة آلاف وخمسمائة سنة، ويقال : أنه عاش عمر سبعة أنسر، وكان يأخذ فرخ النسر الذكر فيجعله في الجبل فتعيش فإذا مات أخذ آخر فرباه حتي كان آخرها لبد وكان أطولها عمرا فقيل : أتي أبد علي لبد] (1).

أقول : بعد أن ذكر العلامة : أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي بعض أسماء المعمرين قال :

[ وهذه طرف مما ذكرناه من المعمرين وفي إيراد أكثرهم اطالة في الكتاب . وإذا ثبت إن الله سبحانه قد قرر بحكمته ما ذكرناه من الأعمار وبعضهم حجج الله تعالي وهم الأنبياء والأوصياء وبعضهم غير حجج، وبعضهم كفار . ولم يكن ذاك محالا في قدرته، ولا منكرا، ولا خارقا للعادة، وكان معروفا علي الأعصار معروفا عند جميع الأديان فما الذي ينكر من عمر صاحب الزمان أن يتطاول إلي غاية عمر بعض من سميناه، وهو حجة الله علي خلقه، وأمينه علي سره وخليفته في أرضه، وخاتم أوصياء نبيه صلي الله عليه واله وسلم وقد صح عن رسول الله صلي الله عليه واله وسلم أنه قال: «كل ما كان في الأمم السالفة فإنه يكون في هذه الأمة مثله حذو النعل بالنعل، والقذة بالقذة» .

وهذا وأكثر المسلمين يعترفون ببقاء المسيح حيا إلي هذه الغاية شابا قويا، وليس في وجود الشباب مع طول الحياة إن لم يثبت ما

ص: 49


1- أراد العلامة الطبرسي قدس سره أن يثبت بهذه العجالة وجود صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف ، إلي اليوم . إعلام الوري بأعلام الهدي : 517 - 518.

ذكرناه أكثر من أنه نقض للعادة في هذا الزمان وذلك غير منكر علي ما نذكره، والأمر الآخر أن نسلم لمخالفينا أن طول العمر إلي هذا الحد مع وجود الشباب خارق للعادات عادة زماننا هذا وغيره وذلك جائز عندنا وعند أكثر المسلمين، فإن إظهار المعجزات عندنا وعندهم يجوز علي من ليس بنبي من إمام أو ولي ، ولا ينكر ذلك من جميع الأمة إلا المعتزلة والخوارج وإن سمي بعض الأمة لك كرامة لا معجزة ولا اعتبار بالأسماء بل المراد خرق العادات، ومن أنكر ذلك في باب الأمة فإنا لا نجد له فرقا بينه وبين البراهمة في إنكارهم إظهار المعجزات ونقض العادات لأحد من البشر وإلا فليأت القوم بالفصل وهيهات] (1).

ص: 50


1- إعلام الوري بأعلام الهدي : 520-521 .

* المناقشة السادسة :

مناقشة السيد النيلي (1) لمسألة طول العمر

[ وليس تعميره عليه السلام أمرا لم يحصل لغيره من الأنام حتي تنكره الأفهام أو يعترض فيه الشك والأوهام، بل قد حصل للأنبياء والأولياء ولكثير من الأمم والأشقياء، وقد ورد بذلك أخبار الأمم الماضين وتضمنت ذلك التواريخ والكتب ] (2) .

ص: 51


1- وهو السيد : بهاء الدين علي بن غياث الدين عبد الكريم بن عبد الحميد العلوي الحسيني النيلي النجفي من أعلام القرن التاسع الهجري ، من مؤلفاته : (الأنوار الإلهية في الحكمة الشرعية) و ( الإنصاف في الرد علي صاحب الكشاف - الزمخشري) و (كتاب الرجال) وغيرها . انظر : مقدمة كتابه منتخب الأنوار المضيئة : 17-27.
2- منتخب الأنوار المضيئة : 84.

* المناقشة السابعة :

مناقشة الأستاذ كامل سليمان (1) لمسألة طول العمر

[ قال الإمام الصادق عليه السلام لأحد أصحابه حين رآه يتعجب من طول الغيبة : «إن الله تعالي أدار في القائم منا ثلاثة أدارها لثلاثة من الرسل قدر مولده تقدير مولد موسي ، وقدر غيبته تقدير غيبة عيسي وقدر إبطاءه تقدير إبطاء نوح، وجعل له من بعد ذلك عمر العبد الصالح دليلا علي عمره (يعني الخضر عليه السلام) »

وأما العبد الصالح الخضر فإن الله تبارك وتعالي ما طول عمره النبوة قدرها له ولا لكتاب ينزل عليه، ولا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله من الأنبياء، ولا لإمامة يلزم عباده الإقتداء بها، ولا لطاعة يفرضها له، بل إن الله تبارك وتعالي لما كان في سابق علمه أن يقدر في عمر القائم في أيام غيبته، وعلم من إنكار عباده المقدار ذلك العمر في الطول، طول عمر العبد الصالح من غير سبب، فما أوجب ذلك إلا لعلة الإستدلال علي عمر القائم، وليقطع بذلك حجة المعاندين، لئلا يكون للناس علي الله حجة .

ص: 52


1- وهو الأستاذ الأديب الشاعر : أبو مالك كامل بن علي بن محمد بن حسين بن أحمد سليمان البياضي العاملي المعاصر ، صور 1918 - 1432 ه/ 2011م ، من مؤلفاته : (الإمام المعجزة ، الإمام محمد الجواد عليه السلام) و (صك الولاية) و (من قلبي ، ديوان في مدح الرسول وأله عليهم السلام) وغيرها . انظر : جامع الصور : 109/1 .

فكثيرا ما ورد عن النبي صلي الله عليه واله وسلم وعن آله المعصومين كون القائم فيه سنة من نوح وهي طول العمر ... وأوردوا ذلك مورد تأكيد لا ريب فيه، حتي أن الصادق عليه السلام قال مرة مستهجنا : «ما تنكرون أن يمد الله الصاحب هذا الأمر في العمر كما مد لنوح عليه السلام في العمر» ؟!! .

ثم قال مرة ثانية : «إن ولي الله يعمر : عمر إبراهيم الخليل عشرين ومئة سنة، وكان يظهر في صورة فتي موفق - أي رشيد قوي - ابن ثلاثين سنة .

لو خرج القائم أنكره الناس، يرجع شابا موفقا ... وكيف نتعجب من رجوعه محتفظا بمقومات شبابه إذا أجري الله تعالي عليه ما أجري لغيره من الصالحين ؟.. فإن طول عمره صار عن محض الإرادة الإلهية، التي قدرت طول العمر لكثير من الصالحين والطالحين فيما مضي وكما ستري ... »

قد قيل إن عزيرا خرج مع أهله وامرأته في شرها، وله خمسون سنة فلما ابتلاه الله عز وجل بذنبه أماته مئة عام ثم بعثه ... فرجع إلي أهله وهو ابن خمسين سنة، فاستقبله ابنه وهو ابن مئة سنة !!! ورد الله عزيرا إلي الذي كان به ...

أهذا أعجب أم قضية صاحبنا عليه السلام ؟؟؟

وخذ الثانية قبل أن ينقضي عجبك، فإن نصر بن دهمان - من غطفان - قد عاش مئة وتسعين سنة، ثم اعتدل بعدها، وعاد شابا، فتعجب معاصروه من ذلك أشد العجب حتي أن العرب لم يروا مثلها أعجوبة فريدة !.

ص: 53

ومثل هذه أيضا ما ذكره أصحاب السير والآثار من أن زليخا امرأة عزيز مصر، قد رجعت شابة طريئة بعد شيخوختها وهرمها، بل ذكروا أن يوسف عليه السلام قد عاد فتزوجها بحسب بعض رواياتهم ...

فلا أخال إطالة عمر المهدي عليه السلام إلي ما يزيد علي الألف سنة موضوعا فيه إشكال ذوبال وإن كان المستنكرون يرونه المشكلة كل المشكلة، مع أن الإمام المعصوم يخلقه الله تعالي تام التركيب الجسمي، معتدلا في جميع مقومات حياته، ولا يصيبه الموت إلا بعارض خارجي كالقتل والسم كما حدث لآباء القائم عليه السلام ، علي أن الإنسان العادي، السليم الجسم، لا يدهمه الموت إلا إذا طرأ عليه ما يخرب جسمه ويعطل بعض مقوماته ... وها نحن نبحث عن هذه الظاهرة - ظاهرة طول العمر - من نواحيها الدينية، والحياتية والطبيعية .

- الناحية الدينية : :

لا أحسب أن الخالق الذي أوجد الإنسان من العدم وقال عنه : « وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طينٍ*ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً في قَرارٍ مَكينٍ*ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقينَ» (1).

لا أحسب أن الخالق الذي طور سلالة الطين إلي إنسان متين الصنع، وجعل من النطفة كائنا مستوي الخلقة قال عنه : « لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ » (2).

ص: 54


1- سورة المؤمنون ، الآيات : 12 - 14.
2- سورة التين والزيتون ، الآية : .4

لا أظنه عاجزا عن أبسط من ذلك من الأمور خصوصا حين نلاحظ أنه نقل هذه النطفة في الأصلاب والأرحام، وأقرها في بطن الأم تسعة أشهر دون حركة في اللسان أو الرئة أو غيرهما من الأعضاء، ثم قدر لتلك الآلات أن تتحرك كلها دفعة واحدة، مع عشرات الأجهزة غيرها، حين يخرج المخلوق إلي هذا العالم متحديا أطباء الإنس والجن أن يفجروا فيه حاسة واحدة إذا خلقت معطلة، أو أن يزيدوا فيه عضوا واحدا إن خلق ناقصا، أو أن يطوروا في خلقه فالله القادر علي إنشاء الإنسان من العدم، والذي قال عنه متعجبا وموبخا : «أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَي» (1)، وقال مستهزئا به ومقرعا له : « أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ * فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ» (2).

لتكون منه النطفة فالعلقة فالمضغة فالعظام فاللحم، فالخلق السوي الذي يشده بالعصب، ويجري فيه الروح والنفس والدم في القلب والعروق ... هذا الخالق قادر علي أن يفعل ما يشاء كيف يشاء حين يشاء !.

فأقبح بالإنسان منكرا ومتنكرا لما يقع تحت حسه، فضلا عما لا يقع تحت حسه ولا يصل إليه إدراكه !!!.

إلا أن ذلك لا يدل علي عجب في الموضوع، بمقدار ما يدل علي عجز في الحواس، وقصور في الإدراك، وضعف عند الإنسان، بل يدل علي تفاهته وعقوقه، لأنه لا يكاد يقف علي قدميه حتي يتطلع إلي

ص: 55


1- سورة القيامة ، الآية : 37.
2- سورة المرسلات ، الآية : 20-21.

تقويض السماء، والشرك بربه الذي : «خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ » (1) .

يعلن العداوة للدين والديان، وتنصب النطفة القذرة نفسها خصيما مبينا لبارئها ... الله ... الذي يقهرها بالموت فيجعلها جيفة يتعجل ذووها الطمرها بالتراب للتخلص من نتنها !!!.

فليس كل ما لا يقدر أن يستوعبه العقل مستحيلا، ولوكان ذلك للزم إدراك كنه من : «لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ» (2)... علي أن الإله الذي نتوصل إلي معرفته وتحديده بمكان وزمان، نقل من أهميته ونفقده عظمة الألوهية وجلالها ...

ومن مفارقات إنسان عصرنا الذي اجترح العجائب وأتي بالمعجزات أن ينكر ما لا تدركه حواسه، ويستوعبه إدراكه المحصور في هذه الجمجمة المقفلة الصلبة، فإنه وإن سخر الهواء والماء والكهرباء، وصعد بالطائرة والصاروخ إلي الفضاء والأجواء، واحتل القمر الذي كان يعتبر بعيد المنال، وتجاوزه إلي المريخ الذي يبعد عنا أكثر من ثلاثمئة وخمسين مليون كيلومتر، إنه مع ذلك قد بقي مكابرا ومثابرا علي تكذيب ما لا يسعة أفق تفكيره من أوامر الله ونواهيه ... فقط من أوامر الله !!!

فبقاء المهدي عليه السلام كان باختيار الله تعالي وتحت مقدوره، وبمشيئته لا بمشيئتنا ولا اختيارنا ولا موافقتنا، لأننا - إذا جد الجد - لا نستطيع زيادة نفس واحد علي أنفاسنا حين يتحكم سلطان الموت وتختنق الأنفاس!.

ص: 56


1- سورة النحل ، الآية : 4.
2- سورة الأنعام ، الآية : 103.

وهذا هو الفرق بين أن نشاء نحن، وأن يشاء الله رب العالمين !، وإنه لو جاز لنا أن نختار لما رضينا لأنفسنا بمثل عمر نوح الذي أخذ يدعو قومه : « فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا » (1)، والذي حين بولغ في عمره أوصله الرواة إلي ألفين وسبعمائة وخمسين سنة، فضلا عن أن نقبل بأعمار غيره ممن وصلوا إلي الألف أو الثمانمائة أو الستمئة سنة !.

ولبقاء المهدي عجل الله تعالي فرجه وجه تقتضيه حكمة الخالق التي لاحظفيها مصلحة المكلفين أنفسهم، ولولا ذلك لما كانت ضرورة إلي هذه التمثيلية التي يصعب تصور دور بطلها المنتظر، كما أن بقاء عيسي عليه السام ورفعه إلي السماء كان لمصلحة المكلفين أيضا، فما من أحد يبقي حيا من أهل الكتاب إلي يوم نزول المسيح عليه السلام من السماء إلا ويؤمن به حين يراه فينال نعمة التصديق ويشترك في نصرة دولة الحق والعدل والإيمان .

والمهدي عليه السلام يعتبر - إلي الآن - شابا لو كان من أولاد نوح أو أبناء معاصري نوح مثلا، أو من أبناء لقمان أو غيرهم ممن عاصر أزمنة التعمير، حيث كان يتزوج الرجل لأول مرة بعد بلوغ الثمانمئة سنة، والستمئة سنة والأربعمئة سنة كما ستري !!! وهذا وحده يسقط التعجب من قلوب المرتابين ويثبت المستيقنين علي يقينهم ...

ثم يجب أن لا يغيب عن بالنا أن بقاء المهدي عليه السلام مشروط بأخر الزمان، لتصدق به أخبار جده الأعظم صلي الله عليه واله وسلم .

ص: 57


1- سورة العنكبوت ، الآية : 14.

إن تطويل الأعمار فهو هم أساطين الأطباء اليوم، وهم جهابذة علم الحياة الذين يبحثون بوسائلهم الأرضية عن تنشيط الخلايا وإصلاح الأنسجة المستهلكة، وتجديد شباب الشيوخ، أي أنهم يبحثون عن شيء يعرفه الله - يا سيد العارفين - !!! فكيف ننكر عليه أن يجدد الخلايا، ويعيد الشباب، ويطيل العمر ؟!!.

مه مه للعقول التي لا تريد أن تفكر وتقابل !!!.

ومهلا مهلا لمن يجفله اسم الله كما كان يجفل الفيلسوف الفرنسي - فيكتور هيغو - الذي درس الإلحاد لتلامذته حتي بلغ السادسة والثمانين، ثم صرخ بملء شدقيه - أثناء الدرس -: يا رب خلصنا، حين هبت عاصفة غير مألوفة يرافقها رعد و برق وريح صرصر كادت تهدم البيوت وتقلع الأشجار ... ثم كانت صرخته هذه سببا لإثارة انتباه تلامذته الذين صرخوا بدورهم : نراك تستغيث بالرب الذي تدرسنا وتدربنا علي إنكاره منذ عشرات السنين !!! ثم كان ذلك سببا لإعادة نظره في عقيدته الأولي والرجوع إليها لما رأي الإنسان يرجع إلي الله وحده وقت الضيق والخطر الذي لا يدفع ...

وليس أسهل علي المتخفي مثل المهدي المنتظر عليه السلام أن يتناول بلغة عيشه من طعام الزاهدين - كما قال هو عن نفسه - وشراب المحتاجين، ويكون خالي الفكر من تعقيد الحياة، وثقل هم المأكل والمشرب والتنافس بالمال والولد وزبرج الحياة، يقضي الوقت بالطاعة والتبتل والعبادة، تحميه العناية الربانية، ويحفظ سلامة جسمه عدم عبوديته لشره الطعام والشراب، فيكون طول عمره من النواميس الطبيعية الممكنة، التي تستمر في حال عدم وجود علائق المخرب، والتي لا ينكرها إلا العقل المحدود .

ص: 58

فطول عمره ثابت بتواتر النقل، لا يأباه واقع ولا عقل حصيف، وكأنه - في واقع الحال - فتنة قدرها الله لنا كما قدر غيرها من الفتن التي امتحن بها أمثال الأمم الغابرة لأوامر رسله إليهم وأمناء وحيه عليهم .

فلا امتناع في تطويل عمره، بدليل تصافي أهل الأديان السماوية علي بقاء عيسي والخضر عليهما السلام حيين، وبقاء إبليس اللعين منظرا من نفخ الروح في أدم إلي يوم يبعثون ... ولو حسبنا عمر الخضر منذ أيام موسي عليه السلام حتي يومنا هذا لرأيناه يدور في فلك الستة آلاف سنة، كما ذكرنا سابقا، وسيبقي مع ذلك ما بقيت دنيا الظالمين ... أفليس معقولا أن تقتضي إرادة الله بقاء المهدي عليه السلام إلي آخر الزمان، أي أقل من الخضر بما ينيف علي الأربعة آلاف وخمسمئة سنة ؟!!.

ولماذا لا نرضي حلا لمثل هذه العقدة لولي من أولياء الله المخلصين، ونرتضيها لغيره من المخلوقين ؟؟؟ فلو أن نوحا عليه السلام كان من مواليد عهد محمد صلي الله عليه واله وسلم لكان اليوم في مقتبل عمره وريعان شبابه، ولكنا نقول مثلا : هذا أمر خارق للطبيعة المألوفة لدينا، ثم نتعجب منه ... فلنقل : إن أمر المهدي عليه السلام خارق للطبيعة المألوفة لدي قصيري الأعمار أمثال أهل زماننا ! ولنتعجب منه دون أن ننكره لأنه في إطار الإمكان ... ولولا سوء ظن الناس بالله وبقدرته، وعدم تصديقهم به بادي بدء لما استغرب أحد طول عمر المهدي عليه السلام لأن من قدر علي خلق الإنسان من نطفة قذرة كدرة، لا يعجز عن إبقائه بعد إيجاده ... وقد نبهنا الله تعالي إلي إمكان ذلك حين حكي قصة يونس عليه السلام بعد أن ابتلعه الحوت في البحر، فقال : «فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي

ص: 59

بَطْنِهِ إِلَي يَوْمِ يُبْعَثُونَ» (1) وهذا يعني أن حين يقدر أن يقام يونس فيطيل عمره إلي يوم البعث، يطيل عمر الحوت أيضا ليبقي يونس في بطنه حيا محتجزا، في ظروف غير ملائمة لبقاء الحي - أيها العقلاء - مما يشكلمعجزة تفوق التصور، علي أننا لا نعرف كيف خرج يونس من بطن الحوت حيا حتي ولو كان لبثه في بطنه دقائق معدودة دون تنفس ولا هواء صالح اللحياة !!! فأحر بمهدينا عليه السلام أن يعيش حرا طليقا غير محتجز في بطن حوت ولا في قعر بحر، بل محجوبا عن عقول عشش فيها الشك فلا تريد أن تستوعب قضيته لا بالطول ولا بالعرض !!!الناحية الحياتية ( البيولوجية ):

إن علماء الحياة، والأطباء المعاصرين، قد توصلوا إلي أن كل الأنسجة الرئيسية في جسم الكائن الحي قابلة للاستمرار إلي ما لا نهاية له إذا لم يعرض لها ما يقطع حياتها ...

وقد أصبح من المقرر عندهم أنه لا مانع للإنسان من حياة طويلة إذا تيسرت له جميع الظروف المناسبة، بل لقد قرروا أن الأجزاء الأولية للأنسجة يمكن أن تبقي حية نامية ما دام يتوفر لها الغذاء اللازم، والمناخ الملائم، وما دامت في منأي عن العوارض الخارجية المعيقة للنمو والحياة، فليس بعجيب أن يطول عمر بعض الناس إذا توفرت الظروف الصالحة - كما نري بالبديهة في عصرنا الحاضر - فقد عمر كثيرون من سكان منطقة خوزستان إلي ما فوق المئتي سنة، ووصل أفراد منهم

ص: 60


1- سورة الصافات ، الآيتان : 143 - 144.

إلي ربع الألف وزادوا ... فكيف إذا رافق ذلك مشيئة مقدر الأعمار الذي يخلق الأنسجة وأجزاءها الأولية وظروف عدم تعرض الخلايا للخراب ؟، وقد صار طرح المسألة عند علماء الحياة الآن هكذا .

العجب كل العجب كيف يموت الحي الذي خلاياه قابلة للاستمرارفي الحياة إلي ما لا نهاية له ؟؟؟.

وما من أحد منهم ينكر أن في مقدور الإنسان العادي أن يتوصل إلي إطالة العمر، كما قد توصل إلي تقليل نسبة الوفيات في الأطفال في سائر مناطق الدنيا، بل ما من أحد منهم يشك أن باستطاعة صاحب المقدرة الطبية الحقة برمجة حياة واحد من الناس فيجعله في وضع صحي مثالي ما شاء الله من الزمان، ويجعله سعيدا في عمر مديد ... وأجزم أن عمر الحجة المنتظر عليه السلام عجيب في نظرنا لأنه - وحده - يتميز بمثل هذا العمر في عصر نحن فيه قصار الأعمار، ولو كان غيره يتمتع بمثل عمره كما كان مألوفا في العهود السالفة لكان الأمر عاديا فعلا .

فليس معني طول عمره أن طول العمر مستحيلا ولو كان عجيبا إلا بمعني أنه وحده طويل العمر، ولو كان طويلو الأعمار كثيرين لكانت القصة تلبس غير هذا القميص، ولكان الإنكار قد يأتي من ناحية ثانية تتطلب أن يكون لديه معجزة المائدة من السماء، أو إسقاط السماء كسفا، أو إنزال الملائكة وأهل السماوات أجمعين، ليستيقن من لا يريد اليقين بوجه من الوجوه .

فلماذا ننكر علي المهدي عليه السلام نعمة يتمتع بها البر والفاجر من المخلوقات ؟، ولا غرابة في ذلك، ولا خرق لنواميس الطبيعة، بل

ص: 61

الخرق في الموت الذي يقطع حياة الحي حسب رأي العلماء المحدثين !، ونحن إذا قاصرون عن تمديد حياتنا، ولذلك نموت في حسرة الحياة !، أما المهدي عليه السلام - ومن ورائه مشيئة الله - فقد وفق إلي تجنب ما يقطع حياته واستمرار بقائه إلي أمد قدره له من يقول : «فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ» (1)، في سياق حديثه عن خلق الإنسان بالذات .

ومما لا شك فيه أن مراعاة القواعد الصحية تستلزم هناء العيش، وسلامة الجسم والعقل، وطول العمر أيضا كما قرر أطباء العصر، وأن إتباع تلك القواعد في أيامنا، قد محا أمراضا كثيرة كانت تغزو الأرياف في الصيف والخريف : كالرمد الصديدي في العيون وكالملاريا الفاتكة، وككثير من الحميات الخبيثة، بل لقد قللت غيرها من الأمراض بعد أن توفرت النظافة وسلامة المناخ، فما المانع من أن يعيش الإنسان سليم الجسم طويلا إذا بقي ملتزما بغذاء ملائم ومناخ صالح، وإذا نجا من العوارض الخارجية التي تقطع الحياة وتبتر العمر ؟!.

والطعام البسيط الذي لا يحدث مضاعفات أثناء عملية الهضم والتمثيل - كالألبان والنبات فقط - غذاء إن اتبعه الإنسان دون تفريط ولا إفراط، وأخذ قسطه من الراحة في مناخ طيب، وعمل غير مجهد، يؤدي إلي سلامة في الجسم، وسعادة في الحياة، وطول في العمر كما تبين من درس حالات فلاحي ورعاة خوزستان وغيرها من مناطق طويلي الأعمار .

ص: 62


1- سورة المرسلات ، الآية : 23 .

- الناحية الطبيعية ( المصادفة ):

نقول لمن يدعي وجود الكائنات (صدفة) : إن في (صدفته-) التي يتشبث بها كثيرا من المفارقات ... ففي مصادفته - بالصيغة الفصيحة إذ ليس في اللغة صدفة - أن بعض الإناث يلدن عجائب وغرائب : فواحدة تلد توأمين، وأخري تلد ثلاثة، والثالثة قد ولدت في فرنسا خمسة أطفال دفعة واحدة !!! أما الرابعة في العراق فقد ولدت طفلا كجدي المعزي !!! هذا، فضلا عمن تلد طفلا بست أصابع، أومن تلد طفلا بقلبين أحدهما في اليمين والثاني في اليسار، أومن ولدت مخلوق برأسين وقلبين وجهازين تناسليين لذكر وأنثي معا، أومن ولدت إنسانا له ذنب حيوان كما جري في أيامنا ... ففي المصادفة إذا أغلاط، أو حالات شاذة، لأن كل حالة مما ذكرنا هي مصادفة قائمة بذاتها ومستقلة عن (صدفته-) العامة .

ومن (صدفته-) المدعاة أيضا، من يموت من المواليد وهو في السلي (المشيمة)، ومن يعيش القرون والقرون ... أفلا تشذ هذه الصفدة في إطالة عمر الخضر والمهدي عليها السلام كفردين يجري لهما ما يجري الغيرهما من شواذ (صدفته-) إذا لم يدخل علي بنيتيهما ما يقف بوجه الاستمرار في الحياة ؟!.

فنقول إذا لمن يري المصادفة في الطبيعة : إن طول عمر القائم المنتظر عليه السلام هو (صدفة) من مصادفات الطبيعة، وهي شاذة من الشاذات ... ومن فمه ندينه ولا جواب له علي قولنا مهما فكر وقدر، وعبس وبسر ... ثم نقول أيضا : مهلا مهلا ... فإن الذين شاؤوا أن لا يقتنعوا بالميسور المعقول الذي يحيط بنا، لن نشدد في إقناعهم، لأن الله الذي

ص: 63

خلق أمثالهم يقول عن المعاندين : « لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَ لَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها وَ لَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها » (1) .

ونحن نقول : لهم قلوب وأعين وآذان، ولهم أفهام، ولكنهم لا يريدون أن يقنعوا ... فهم أحرار بالاختيار لأنفسهم، ولتكون الحجة بالغة لله عليهم حين تنشر الدواوين وتعلق الموازين ...

فكون المهدي عليه السلام مولودا ليس من المستحيل، وكونه موجودا ليس من المستحيل، وكونه غائبا عن الأعين، بالمعني الذي بيناه ليس من المستحيل أيضا، وكونه طويل العمر ليس من المستحيل، ولا من غير الممكن، ولا مما يستعصي علي مطيل الأعمار : ربا كان، أو محاولة إنسانية فريدة من نوعها، أو مصادفة بلهاء !!!.

فعلي صعيد العقائد السماوية، يري جميع المعترفين بالعقيدة المهدوية، وبالبعث والحساب والثواب والعقاب، أن أهل الجنة لا يهرمون ولا يموتون، وهم فيها مخلدون، مخلدون ... ومثلهم أهل النار ... فمن الميسور علي مخلدهم أن يمد في عمر أوليائه في دار الدنيا مدا مؤقتا لا تخليدا ...

وعلي صعيد العلم والفهم، سيخرج قائم أهل البيت به قريبا -كما ستستنتج من العلامات - فيقتنع الناس بالمحسوس والملموس، حين يجيل سيفه في رؤوس ركبها الانحراف عن أمر الله ... فهو مرصود لمثل هذه الحالة بالذات، لا لجز رقاب المؤمنين، ولا لحرب الصالحين، بل له يوم موعود ظفر، ستظهر فيه الخارقة الطبيعية التي تصل إلي القلوب الغلف والأذهان الضالة التي تري كل شيء بمنظارها الزائغ ...

ص: 64


1- سورة الأعراف ، الآية : 179 .

هذا وإن الفحم الحجري - بعرف علم العلماء بالمحسوس - لا ينضج إلا بعد خلقه بمئات آلاف السنين !!!.

والبترول - بعرف علماء الاختصاص - لا يصير صالحا للاستعمال إلا إذا توفرت عناصره في ظروف خاصة وبقيت ملايين السنين !!!.

ومعدن الألماس الثمين - بمذهبهم الذي لا ريب عندهم فيه - لا يصبح ماسا صافيا ناضجا إلا بعد أن تؤلمسه الطبيعة ملايين وملايين السنين !!!.

ناهيك عن الشموس التي اكتشفها العلم الحديث، والتي تكبر شمسنا بملايين ملايين المرات، وهي مبثوثة في أفق لا متناه، يسير نورها نحونا منذ ملايين السنين، ولم يصل إلينا بعد، بالرغم من أنه يسير بسرعة ثلاثمئة ألف كيلومتر في الثانية الواحدة !!!.

وي وي ... كل هذه الملايين معقولة، نأخذها من أفواههم أخذ المسلمات لا شبهة فيها ولا بقائليها، إلا مهدينا الذي عمره أقل من ألف ومئتي سنة إلي الآن، فهو غير معقول، والرقم يصدم الأذهان ؟؟؟.

وي وي ... يا علماء العصر، ويا قادة الفكر الحديث نحو التجهيل والتضليل .

نحن نقول مقالتكم، ونقر بعلمكم، ونسلم بملايين الملايين التي تطرحونها، ولكننا نقول لكم : إن الشمس التي ذكرتموها وغيرها مما قد يكون أكبر منها، كلها، موجودة في الكون الذي تحتويه السماء الدنيا - أقرب السماوات إلينا - وتطويه قدرة الله التي تحمل ما هو أكبر منه بملايين وملايين المرات من بقية الكائنات المحيطة بالسماوات السبع وما فيهن وما بينهن وما فوقهن !!! .

ص: 65

فكيف بنا وبكم لو ادعينا أن قائمنا عليه السلام لن ترهص عنه إرادة الله إلا بعد ملايين وملايين السنين، كفحمكم الحجري، وكبترولكم، وكالألماس والشموس النائية وغيرها ؟.

مهيم ! مهيم يا أناسي !.

ما أرخص الملايين في عرفكم الطائش، وما أغلي الوقت وأثمنه في عرفنا الرصين الذي نصدر فيه عما قاله الله تعالي لنبيه : « وَإِنَّكَ لَتُلَقَّي الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ !!» (1).

أفنقول لهؤلاء من ذوي المنطق الأعوج : «أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ» (2)؟؟؟ .

لا ... وصدقوني أن طول عمره، وغيبته، ممكنان ... وخفاؤه وتخفيه مقبولان نصا وعقلا ... وهو مستخف من أبالسة كلام، وملقلقة السان، سيتعتعهم سيفه القاطع ... ولابد من خروجه، ولابد من نزول عيسي عليه السلام في دولته ... ومن قدر علي إيجاده هكذا، وحفظ موسي طفلا في تابوت سعف النخل فوق صفحة مياه النيل في أشد أيام الصعوبة علي الأطفال الذكران من بني إسرائيل، وقدر علي تطويل عمر الخضر السلام وإخفائه عن الأبصار، يقدر علي حفظ القائم عليه السلام طويل العمر، مستخفيا عن أعين المرتابين ... وبكثرة المرتابين فيه وتضاعف عددهم، يتعجل الفرج ويحين الحين بإذن الله تعالي .

وليس كل خارق للعادة ممنوع حدوثه ولو كان خارقا لها كما سبق وقلنا، ولا طول عمر المهدي عليه السلام وغيبته يثيران الاستهجان لكونهما خارقين لها ...

ص: 66


1- سورة النمل ، الآية : 6.
2- سورة البقرة ، الآية : 85.

ها إن هؤلاء - الذين بعضهم عاديون لا تقتضي مصلحة من المصالح بقاءهم، ولا تفرض علة معروفة لدينا أن يمد في أعمارهم - عمروا حتي بلغ بعضهم الثلاثة آلاف وستمئة سنة !، فكيف لا يرتضي الناس واحدا لم يبلغ بعد ربع الألف الثاني من عمره ؟؟؟.

إلا إنه لا عجب في إنكار الجاهل إن كان جهله بسيطا، ولكن العجب والتعجب من العالم العارف الذي ينقاد بالهوي إلي جهل مركب، فيعترف بمثل جميع ما أوردناه ثم ينكر علينا طول عمر واحد فقط !! هو أولي بالتعمير من إبليس الناس، « الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ*مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ » (1) يا أيها الناس ؟ وسيخرج حين يؤذن له كما وصفه إمامنا الحسن بن علي عليه السلام حين قال للمتعجبين من طول عمره : «لو قام المهدي لأنكره الناس لأنه يرجع إليهم شابا وهم يحسبونه شيخا كبيرا». .

وكما قال الصادق عليه السلام أيضأ : « أما إنه لو قد قام لقال الناس : أني يكون هذا وقد بليت عظامه منذ دهر طويل»؟!، (من كذا وكذا؟) .

نعم سيخرج : «فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ» (2)، وتعجبوا من قصر أعماركم في هذا العصر، لا من طول أعمار غيركم في سالف الزمان ] (3).

ص: 67


1- سورة الناس ، الآية : 5-6.
2- سورة الأعراف ، الآية : 71
3- يوم الخلاص : 121-134.

ص: 68

سيد المعمرين

وأما الذي ألف من أجله هذا الكتاب، فهو سيد المعمرين والذي عنده مواريث الأنبياء عدل الكتاب وبقية أولي الألباب الذي يركب السحاب ويرقي في الأسباب، بقية الله في العالمين .

وهو المسمي باسم رسول الله عليه السلام والمكني بكنيته، وقد جاء في الأخبار أنه لا يحل لأحد أن يسميه باسمه ولا يكنيه بكنيته إلي أن يزين الله تعالي الأرض بظهوره وظهور دولته، ويلقب ب :

1- الحجة

2- القائم

3- المهدي

4- الخلف الصالح

5- صاحب الزمان

6- الصاحب

7- الناحية المقدسة

وكانت الشيعة في غيبته الأولي تعبر عنه وعن غيبته بالناحية المقدسة، وكان ذلك رمزا بين الشيعة يعرفون به .

وكانوا يقولون أيضا علي سبيل الرمز والتقية القائم ويعنونه بصاحب الأمر (1).

ص: 69


1- إعلام الوري بأعلام الهدي : 463-464.

وهو الإمام المهدي ابن الإمام الحسن العسكري ابن الإمام علي الهادي ابن الإمام محمد الجواد ابن الإمام علي الرضا ابن الإمام موسي الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام زين العابدين علي السجاد ابن الإمام الشهيد الحسين ابن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام .

المولود في مدينة سامراء بالعراق في الخامس عشر من شعبان سنة 255 من هجرة جده سيد المرسلين صلي الله عليه واله وسلم ، وكان سنه عند وفاة أبيه خمس سنين، وأتاه الله سبحانه الحكم صبيا كما أتاه يحيي عليه السلام، وجعله في حالة طفولته إماما كما جعل عيسي عليه السلام نبيا في المهد صبيا (1).

الذي ينصر بالرعب مسيرة شهر ويذيق أعداء الله الموت والقهر والذي تطوي له الأرض طولا وعرضا .

كيف لا والعالم اليوم قد غرق إلي أذنيه بالتكنولوجيا والتقدم العلمي وكل ما لديه جزءان من العلم فقط لا غير كيف والإمام عليه السلام الذي يحمل 27 جزءا من العلوم التي تبهر العقول وتحير الألباب إذا كيف ينتصر ؟ الله ورسوله وأهل بيته أعلم ..

كانت غيبته الصغري سنة 260 هجرية بعد صلاته علي والده، فوشي به الواشون للسلطة الظالمة، فداهمت الشرطة البيت فلم يجدوه، غيبه ربه وأدخره لليوم الموعود، وكانت الغيبة الصغري مدتها أقل من سبعين سنة بستة أشهر، ابتدأت الغيبة الكبري سنة 330 هجرية إلا ستة أشهر وإلي أن يأذن الله سبحانه بالفرج.

ص: 70


1- إعلام الوري بأعلام الهدي : 463-464.

* قران الإمام الحسن العسكري عليه السلام :

كانت مليكة بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم، وكان جدها يحبها حبا شديدا منذ كانت في الرابعة من عمرها، بل كان الله سبحانه غرس حبها في قلبه .

وقد عهد إلي أناس بتربيتها تربية صالحة، وعهد إلي أناس آخرين بتأديبها وتعليمها، وكان طموحا في حبه لها، ولم يكتف أن تتعلم اللغة الرومية فحسب بل كان يحب أن تتعداها إلي غيرها من اللغات، فأمر واحدة ممن يجدن اللغة العربية لتختلف إليها ساعة كل يوم فتكلمها بالعربية، فنشأت وهي تجيد اللغة العربية .

رأي قيصر الروم حفيدته وما تعلمته من العلوم وما حفظته من الآداب، فأعجب بها أعجابا شديدا وزاد حبه لها .

فأراد أن يكرمها إكراما جليلا، وأراد أن يحبوها بهدية غالية فأي شيء يكرمها به ويهديه إليها، فهو يعلم ما لديها من الحلي والحلل الكثيرة والمال والبرود، فبماذا يكرمها وهو يحبها كثيرا، لا لأنها بنت ولده المحبوب يشوعا فحسب، ولا لأن أمها من نسل الحواريين حواري عيسي عليه السلام ، ولا لأن أمها تنتسب إلي شمعون الصفا وصي المسيح عليه السلام ، بل أحبها لعلمها وأدبها، وأحبها لأنها تخلص لله تعالي في دينها .

أنها قد بلغت الثالثة عشرة من عمرها، فهي إذا قد بلغت السن القانوني للزواج فما ضره من أن يزوجها من ابن عمها، فقد يكون في هذا الزواج رضاها و سرورها، وهو غاية ما يبتغي من إكرامها .

وهكذا كان فقد أراد قيصر الروم أن يزوج حفيدته من ابن عم لها، وراح يعد عدة الزواج الميمون، ويهيئ له أسبابه، ولكن هناك إرادة أخري تعارض إرادة القيصر .

ص: 71

وكان هذا الزواج الميمون يحتاج إلي دعوة أناس كثيرين ... فكان المدعون لا يقلون عن الخمسة آلاف .

ولعلهم كانوا يزيدون، كان فيهم سبعمائة رجل من ذوي الأخطار، وكان أربعة آلاف من الأمراء والأعيان والرؤساء .

فقد دعاهم قيصر الروم ليحضروا مراسم الزواج، وقد أعد عرشا عظيما مزخرفا بالجواهر، وصنوف الأحجار الكريمة، أعده في مكان عال من القصر بينه وبين أرض القصر أربعون مرقاة، وفي مواضع من القصر، وبين المدعوين وإلي جانب العرش رفع صليب كبير علي عمود طويل .

وكان السرور ظاهرا علي كل وجه من وجوه المدعوين . فليس بعد ذلك إلا أن يقوم الشاب حفيد قيصر فيجتاز كل هذه الأربعين مرقاة، ثم يجلس علي العرش، وليس بعد ذلك أيضا إلا أن يقوم الرهبان والقسيسون فينشروا الأناجيل ويرتلوا فيها ترتيلا، فيأمر قيصر الروم الشاب أن يصعد والرهبان أن يرفعوا الصلبان، وتحولت الأنظار إلي الشاب وهو يصعد أول مرقاة وهاهم الناس يزيدون تهلا واستبشارا، حتي إذا أتم الأربعين مرقات، وقبل أن يستريح الشاب وإذا بالناس يشاهدون شيئا عجيبا، إذا بهذا الشاب يسقط مغشيا عليه، وإذا بالناس جميعا يأخذهم الوجوم، وإذا بالرهبان والقسيسين تتغير ألوانهم وإذا بكبير الرهبان يقول لقيصر ملك الروم : إن هذه النحوس تدل علي زوال هذا الدين وانقضاض هذه الدولة فاعفنا أيها الملك من هذه النحوس، وإذا بالملك يأخذه الغضب علي الشاب فيأمر أخا الشاب أن يصعد العرش بدلا من أخيه لتذهب هذه النحوس .

ص: 72

وهاهم الناس يشاهدون العجب، يشاهدون هذه الصلبان تسقط ويشاهدون العرش يخر من فوق ويشاهدون هذا الشاب يسقط مغشيا عليه فيأخذ الناس الخوف الشديد وجعلوا يتسللون من القصر قليلا قليلا حتي لم يبق مع الملك إلا أهل بيته .

إن لله إرادة فوق إرادة القياصرة والأكاسرة .

ولما انصرف الناس دخل قيصر علي نسائه حزينا كئيبا ليس بيده حيلة، أما حفيدته مليكة فقد ذهبت إلي غرفتها حزينة، ولكن إيمانها بالله يردعها عن الحزن، فقد علمت أن المعارض لما أراده قيصر هو الله تعالي لا غير .

وفي تلك الليلة نفسها رأت رؤيا عجيبة وغريبة من نوعها، فقد رأت في منامها المسيح عليه السلام ومعه ثلة من الحواريين، ووصيه شمعون، رأتهم قد دخلوا القصر ونصبوا عرشا في المكان الذي كان فيه عرش زواجها منصوبا فيه، وتري أن هذا العرش كأنه نور يضيء .

ثم تري رسول الله صلي الله عليه واله وسلم مقبلا نحو المسيح وأتباعه، وتري هؤلاء الرهط يقومون إجلالا واحتراما ويتقدم المسيح عليه السلام نحوه خطوات فيعتنقه بشوق، وتري مع الرسول محمد صلي الله عليه واله وسلم عليا عليه السلام ونفرا من أولاده عليهم السلام .

ثم تسمع رسول الله محمد صلي اله عليه واله وسلم يقول لصاحبه المسيح عليه السلام : « يا روح الله إني جئتك خاطبا من وصيك شمعون فتاته مليكة لأبني هذا وأشار بيده إلي الإمام الحسن العسكري الحادي عشر عليه السلام من أئمة أهل البيت عليهم السلام » .

ص: 73

ثم تري المسيح عليه السلام ينظر إلي وصيه شمعون ويقول له : «قد أتاك الشرف فصل شرفك ورحمك برحم آل محمد صلي الله عليه واله وسلم».

فتسمع شمعون يجيبه بقوله له : قد قبلت فليكن هو الخاطب .

ثم تري الرسول محمد صلي الله عليه واله وسلم قد صعد علي العرش الذي نصبوه وخطب خطبة الزواج، وزوجها من ابنه الإمام الحسن العسكري عليه السلام وقد شهد المسيح عليه السلام وشهد أبناء محمد صلي الله عليه واله وسلم وشهد الحواريون علي ذلك، وأشفقت أن تقص الرؤيا علي أحد خوفا منهم .

وأصبح حبها لأبي محمد العسكري عليه السلام يأخذ من قلبها يوما بعد يوم .

ولكن الله رؤوف رحيم، وهو القادر علي كل شيء، فها هي تري حلما لذيذا يسرها، وذلك بعد مرور اليوم الرابع عشر .

إنها تري سيدة نساء العالمين فاطمة عليها السلام ، والعذراء مريم عليها السلام تراهما وتري معهما كثرة من النساء المؤمنات، وهي لا تعرف واحدة منهن، حتي مريم عليها السلام قالت للفتاة الحائرة : «أنا مريم ابنة عمران أم المسيح عليه السلام، وهذه سيدة النساء فاطمة عليها السلام أم زوجك العسكري عليه السلام » .

وحينما تسمع الفتاة كلما تكلمت به السيدة العذراء وهي في حلمها سرت وابتهجت كثيرا وقامت تقبل يد فاطمة عليها السلام وهي تقول : ما بال أبي محمد صلي الله عليه واله وسلم لا يزورني وأنا علي ما عليه من الضعف والمرض في سبيله، وما كنت لأعلم مكانه لأكون أنا الزائرة له، فتسمع الفتاة سيدة النساء تجيبها بقولها : « إن ابني أبا محمد عليه السلام لا يزورك حتي تقولي : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله».

ص: 74

وهنا عرفت الفتاة أن الدين الحق هو دين الإسلام، ولكنها لم تكن تعرف كيف تدخل فيه لذلك فهي تجيب سيدة النساء بقولها : « أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله». .

وحين تسمع سيدة النساء عليها السلام منها الشهادة تضمها إلي صدرها وتعتنقها ثم تقول لها: «الآن توقعي زيارة أبي محمد صلي الله عليه واله وسلم في كل ليلة ».

وانتظرت الفتاة مجيء الليل بفارغ الصبر، ثم نامت قريرة العين مؤمنة بلقاء أبي محمد عليه السلام ، وهذا أبو محمد يقبل إليها رويدا رويدا فتبتهج به وتفرح وترسل إليه كلمات العتاب : «جفوتني يا حبيبي بعد أن أتلفت نفسي .

فتسمع الجواب : ما كان تأخري عنك إلا لشركك وخروجك عن الإسلام دين الله الحق، وأنا زائرك في كل ليلة بعد إسلامك». .

وجاءت الليلة الثانية و أسلمت نفسها إلي النوم وهي ترقب أبا محمد عليه السلام كما وعد وها هو قد أتاها، فقالت له : «أن جدك محمد صلي الله عليه واله وسلم قد بشرني بلقائك بالعيان فمتي يكون ذلك .

فقال عليه السلام : ابشري فإن جدك قيصر الروم سيسير جيشا لقتال المسلمين يوم كذا فعليك أن تتبعيهم في زي الخدم متنكرة، وسيفوز المسلمون ويأسرونك مع النساء وتأتين إلي بلادي وأبعث أشتريك ممن يبيعك، ولم يبق بعد ذلك عليك بأس ».

وها هي الفتاة تنتظر بفارغ الصبر اليوم الذي حدده لها أبو محمد العسكري عليه السلام ، وها هو اليوم المضروب يأتي وهذا جيش قيصر يسافر الحرب المسلمين وسيلحقه قيصر بجيش آخر، وها هي تمضي مع النساء اللواتي خرجن لمساعدة الجيش متنكرة .

ص: 75

اشتبك الجيش بالقتال مع جيش المسلمين وكان النصر للمسلمين، وأسرت النساء وكانت مليكة سهم شيخ من شيوخ المسلمين اسمه عمرو بن يزيد النخاس، وكان عفيفا مؤمنا فسألها عن أسمها فقالت نرجس فقال لها اسم الوصائف فقالت نعم .

وليس علي الشيخ إلا أن يذهب بها إلي بغداد ليبيعها .

كان بشر بن سليمان النخاس من أصحاب الإمام علي الهادي عليه السلام ، وكان الإمام الهادي عليه السلام في سامراء وكان بشر بن سليمان النخاس في سامراء أيضا .

أرسل الإمام الهادي خادمه كافور بطلب بشر النخاس، ذهب كافور وطرق باب بشر فخرج إليه فال له كافور أن سيدي الإمام يدعوك فلبي بشر من ساعته فدخل علي الإمام عليه السلام فجلس بشر بين يديه، وسمع الإمام يقول : «يا بشر إنك من أولاد الأنصار يتصل نسبك بنسب أبي أيوب الأنصاري وهذه الموالاة لم تزل فيكم يرثها خلف عن سلف، وأنتم ثقاة أهل البيت عليهم السلام وأنا مزكيك ومشرفك بفضيلة تسبق بها الشيعة في الموالاة »

ثم رأي الإمام يكتب كتابا لطيفا بخط الرومية، ووضع عليه خاتمة، واخرج عليه السلام شمعة صفراء فيها مائتان وعشرون دينارا، ووضع عليه خاتمه، ثم قال له : «خذها وتوجه بها إلي بغداد واحضر معبر الفرات ضحوة يوم كذا، فإذا وصلت إلي جانبك زوارق السبايا تري الجواري فيها، وستجد طوائف المبتاعين من وكلاء بني العباس وشرذمة من فتيان العرب .

ص: 76

فإذا رأيت ذلك فأشرف من البعد علي المسمي بعمرو بن يزيد النخاس، ثم تراه يبرز للمبتاعين جارية صفاتها كذا وكذا لابسة حريرتين صفيقتين تمتنع من العرض ولمس المعترض والانقياد لمن يحاول لمسها وتسمع صرخة رومية من وراء ستر الرقيق .

فاعلم أنها تقول : واهتك ستراه .

فيقول بعض المبتاعين علي بثلثمائة دينار، فقد زادني العفاف فيها رغبة .

فتقول له بالعربية : لو برزت في زي سليمان بن داود علي شبه ملكه، ما بدت لي فيك رغبة فأشفق علي مالك .

فيقول النخاس : فما الحيلة ولا بد من بيعك .

فتقول الجارية : وما العجلة ولابد من اختيار مبتاع يسكن إليه قلبي وإلي وفائه وأمانته .

فعند ذلك قم إلي عمرو بن يزيد وقل له : إن معي كتاب ملطفة البعض الأشراف كتبه بلغة رومية وخط رومي، ووصف به كرمه ووفاءه، ونبله وسخاءه، فناولها الكتاب لتتأمل أخلاق صاحبه، فإن مالت إليه ورضيته فأنا وكيله في ابتياعها منك .

أخذ عمرو بن يزيد النخاس الكتاب وسلمه إلي مليكة، ولما فتحته وقرأته وعلمت ما فيه أخذت تقبل الكتاب وتضعه علي رأسها وعينيها والدموع تنهمر من عينيها، وهي تقول لصاحبها بعني من صاحب هذا الكتاب وإلا ألقيت بنفسي بالفرات ويضيع عليك ثمني عندها رأي عمرو بن يزيد أن لا بد من بيعها لصاحب الكتاب فباعها له » .

لقد شاهد بشر كلما أخبره الإمام الهادي عليه السلام عنه بدون زيادة أو نقصان، وبعد أن دفع بشر الثمن وهو (220) دينارا سلمه مليكة ورجع

ص: 77

بها إلي سامراء ولما دخلت الدار دار الإمام الهادي عليه السلام ونظر إليها قال لها : « بشري ساره أو عشرة آلاف دينار.

قالت : بشري سارة يا سيدي .

قال لها : ستلدين غلاما يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ».

ثم نادي أخته حكيمة وقال تولي أمرها فلتسترح من وعكة السفر وادخليها الحمام، ثم علميها الفرائض، قامت حكيمة واعتنقتها طويلا بعد أن قال لها الهادي عليه السلام هي زوجة أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام .

ودخل الحسن العسكري عليه السلام علي عمته ونظر إلي مليكة طويلا فقالت له عمته : لعلك هويتها .

قال : «يا عمة ولكني أري أنها ستلد غلاما يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا »

قالت : أرسلها إليك .

قال : «استأذني والدي».

ذهبت حكيمة إلي أخيها الهادي عليه السلام وحين أن وصلت قال لها :« أرسلي مليكة إلي أبي محمد ».

قال : جئتك استأذنك في ذلك .

قال : «إن الله سبحانه أراد أن يشركك في هذا الأمر »

قامت حكيمة بتزيين مليكة وأدخلتها علي أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام، وهكذا يكون تم زواج الحسن العسكري عليه السلام من مليكة، والحمد لله رب العالمين (1).

ص: 78


1- ماذا في التاريخ :272/13 -291.

القسم الأول : أعمار الأنبياء والمرسلين والأوصياء عليهم السلام

تنبيه :

اقتضت طريقة ترتيب الكتاب الأبجدية أن يقدم بعض الأنبياء المتأخرين زمنيا لهذا ننبه لذلك ونضع هنا الترتيب التاريخي للأنبياء عليهم السلام :

آدم ، شيث ، إدريس ، نوح، إبراهيم ، إسماعيل ، إسحاق ، يعقوب ، يوسف ، موسي ، هارون ، داوود ، حزقيل

ص: 79

ص: 80

أعمار بعض الأنبياء

1- قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام :

1- عاش نوح ألفي سنة وخمسمائة سنة، منها ثمانمائة وستة وخمسون سنة قبل أن يبعث وألف سنة إلا خمسين سنة وهو يدعو قومه وسبعمائة عام بعد ما نزل من السفينة ونضب (1) الماء ومصر الأمصار وأسكن ولده في البلدان، ثم أن ملك الموت جاء وهو في الشمس فقال : السلام عليك . فرد به فقال : ما جاء بك يا ملك الموت ؟ فقال : جئتك الأقبض روحك . فقال له : تدعني حتي أدخل من الشمس إلي الظل فقال : نعم . قال : فتحول نوح عليه السلام ثم قال : يا ملك الموت كأن ما مر بي من الدنيا مثل تحولي من الشمس إلي الظل فامض لما أمرت به . قال : فقبض روحه عليه السلام (2).

وبالطريق المذكور قال : كانت أقل أعمار قوم نوح ثلاثمائة سنة (3).

ص: 81


1- نضب الماء نضوبا من باب قعد : غار في الأرض .
2- منتخب الأنوارالمضيئة : 84 - 85 ، كمال الدين : 2/ 474 ، كنز الفوائد: .117/2
3- منتخب الأنوار المضيئة : 85، كمال الدين : 2/ 474.

ومن ذلك بالطريق المذكور يرفعه إلي محمد بن يوسف التميمي عن الصادق عن أبيه عن جده عن رسول الله صلي الله عليه واله وسلم قال :

1- عاش آدم أبو البشر تسعمائة سنة وثلاثين سنة .

2- وعاش إبراهيم مائة وخمسا وسبعين سنة.

3- وعاش إسماعيل مائة وعشرين سنة .

4- وعاش نوح عليه السلام ألفي سنة وأربعمائة سنة وخمسين سنة.

5- وإسحاق مائة وثمانين .

6- ويعقوب مائة وخمسة (1) وأربعين.

7- ويوسف مائة وعشرين.

8- وموسي عاش مائة ستا وعشرين سنة (2).

9- هارون مائة وثلاثة وثلاثين.

10- ودواود مائة سنة ملك منها أربعين.

11- وسليمان سبعمائة واثنا عشر سنة (3).

وعاش الأنبياء وأبناؤهم :

1- آدم عليه السلام عاش تسعمائة وثلاثين سنة (4).

ص: 82


1- في كمال الدين : مائة وعشرين .
2- منتخب الأنوار المضيئة : 85، كمال الدين : 2/ 474.
3- منتخب الأنوار المضيئة : 85، كمال الدين 474/2 .
4- كنز الفوائد : 117/2

2- وعاش انوش تسعمائة وخمسا وستين سنة (1).

3- وعاش قنيان تسعمائة سنة و عشر سنين (2).

4- وعاش مهلائيل ثمانمائة وخمسا وتسعين سنة (3).

5- وعاش برد تسعمائة واثنتين وستين سنة (4).

6- عاش أخنوخ وهو إدريس عليه السلام تسعمائة وخمسة وستين سنة (5).

7- وعاش متوشلح تسعمائة وتسعا وستين سنة (6).

8- وعاش لمك سبع مائة وسبعا وستين سنة (7).

9- وعاش نوح تسعمائة وخمسين (8).

10- وعاش سام ستمائة سنة (9).

11- وعاش أرفخشد أربعمائة وثماني وتسعين سنة (10).

12- وعاش شالخ أربعمائة وثلاثا وتسعين سنة (11).

13- وعاش عابر ثمانمائة وسبعين سنة (12).

ص: 83


1- كنز الفوائد : 117/2 .
2- كنز الفوائد : 117/2 .
3- كنز الفوائد : 117/2 .
4- كنز الفوائد : 117/2 .
5- كنز الفوائد : 117/2 .
6- كنز الفوائد : 117/2 .
7- كنز الفوائد : 117/2 .
8- كنز الفوائد : 117/2 .
9- كنز الفوائد : 117/2 .
10- كنز الفوائد : 117/2 .
11- كنز الفوائد : 117/2 .
12- كنز الفوائد : 117/2 .

14- وعاش فالغ مائتين وسبعا وتسعين سنة (1).

15- وعاش أرغو مائتين وستين سنة (2).

16- وعاش باحور مائة وستا وأربعين سنة (3).

17- وعاش إسماعيل عليه السلام مائة وسبع وثلاثين سنة (4).

18- وعاش إسحاق عليه السلام مائة وثمانين سنة (5).

ص: 84


1- كنز الفوائد : 117/2 .
2- كنز الفوائد : 117/2 .
3- كنز الفوائد : 117/2 .
4- كنز الفوائد : 117/2 .
5- كنز الفوائد : 117/2 .

1- نبي الله : آدم عليه السلام

عاش النبي آدم عليه السلام ألف وثلاثين سنة، وذلك من وقت نفخ الروح فيه إلي وفاته (1).

وقيل عاش ألف سنة، عن ابن عباس وأبي هريرة مرفوعا : إن عمره اكتتب في اللوح المحفوظ ألف سنة (2).

وأيضا فإن قولهم هذا يمكن الجمع بينه وبين ما في التوراة، فإن ما فيها إن كان محفوظا، محمول علي مدة مقامه في الأرض بعد الإهباط وذلك تسعمائة سنة شمسية وهي بالقمرية تسعمائة وسبع وخمسون سنة، ويضاف إلي ذلك ثلاث وأربعون سنة مدة مقامه بالجنة قبل الهبوط أو الإهباط علي ما ذكره ابن جرير وغيره، فيكون الجميع ألف سنة، وجاء انه عاش عليه السلام تسعمائة وثلاثون سنة اتفاقا (3).

ويقال : إن آدم عليه السلام مات وله أكثر من أربعين ألفا من الأولاد .

وجاء في ( أحوال آدم ) : إن عمر آدم عليه السلام كان ألف سنة (4) .

ص: 85


1- النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين : 83.
2- قصص الأنبياء لابن كثير : أحوال آدم : 38، 54
3- تاريخ اليعقوبي : 9/1 ، مروج الذهب : 33/1 .
4- تاريخ الطبري : 81/1

وجاء في صحف إدريس عليه السلام : - إن آدم عليه السلام - مرض عشرة أيام بالحمي ووفاته يوم الجمعة لأحد عشر خلت من محرم - ودفن - في غار (في جبل) أبي قبيس ووجهه إلي الكعبة، وأن عمر أدم كان من وقت نفخ الروح فيه إلي حين وفاته ألف سنة وثلاثين، وأن حواء ما بقيت بعده إلا سنة ثم مرضت خمسة عشر يوما ثم توفيت ودفنت إلي جنبه (1) .

ص: 86


1- النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين : 83-84، سعد السعود ، صحف إدريس : 37 ، قصص الأنبياء للراوندي : 75.

2- نبي الله إبراهيم الخليل عليه السلام

إبراهيم بن تارح بن ناحور بن ساروغ بن أرغو بن فالغ بن عابر ابن شالح بن أرفخشد بن سام بن نوح.

نشأ إبراهيم في زمان نمرود الجبار، فلما خرج من المغارة التي كان فيها . قلب طرفه في السماء فنظر في الزهرة فرأي كوكبا مضيئا فقال : هذا ربي فإن له علوا و ارتفاعا ثم غاب الكوكب .

فقال : إن ربي لا يغيب، ثم رأي القمر لما طلع فقال : هذا ربي، فلم يلبث أن غاب القمر .

فقال : «لَئِنْ لَمْ يَهْدِني رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ» (1).

فلما جاء النهار طلعت الشمس .

فقال : هذا ربي هذا أكبر نورا وأضوأ، فلما غابت الشمس قال : غابت الشمس وربي لا يغيب. كما قص الله سبحانه أمره في القرآن الكريم .

وقيل : أنه قال هذا، أمام ثلاث فرق من الناس، منهم من يعبد الكواكب، ومنهم من يعبد القمر، ومنهم من يعبد الشمس وحاشا خليل الرحمن أن ينحدر إلي هذا المستوي . وأوحي الله سبحانه إلي إبراهيم

ص: 87


1- سورة الأنعام ، الآية : 77.

عليه السلام : فلما وهبت نفسك للرحمان وجسمك للنيران ومالك للضيفان وولدك للقربان، اتخذناك خليلا .

ولإبراهيم الخليل عليه السلام كرامات وفضائل لا تحصي، من أراد الاطلاع عليها فعليه بالكتب المطولة . مثل قصص الأنبياء للجزائري وتواريخ الأنبياء للسيد حسن اللواساني وغيرها .

ولما قربت من إبراهيم عليه السلام الوفاة . أوصي ابنه إسماعيل أن يقيم عند البيت الحرام. وان يقيم للناس حجهم ومناسكهم وقال له : إن الله سبحانه مكثر عدده ومثمر نسله وجاعل في ولده البركة والخير .

[ وتوفي إبراهيم وكانت وفاته يوم الثلاثاء لعشر خلون من آب، وكانت حياته مائة وخمسا وتسعين سنة ] (1).

ص: 88


1- تاريخ اليعقوبي : 23/1 ، عن كتيب إبراهيم الخليل عليه السلام .

3- نبي الله : إدريس (أخنوخ بن يرد)

أخنوخ بن يرد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم .

عاش ثلاثمائة سنة، ثم قام من بعد يرد ابنه اخنوخ وهو ادريس، فقام كعادة الانبياء عليهم السلام بعبادة الله سبحانه ولما اتت له خمس وستون سنة ولد له متوشلح، واخذ بنوشيث ونساؤهم وابناؤهم في الهبوط من الجبل المقدس، فعظم ذلك علي اخنوخ فدعي ولده متوشلح ولمكا ونوحا، فقال الهم : [إني أعلم أن الله سبحانه معذب هذه الأمة عذابا عظيما ليس فيه رحمة] .

وكان أخنوخ أول من خط بالقلم . وهو إدريس النبي، فأوصي ولده أن يخلصوا عبادة الله ويستعملوا الصدق واليقين، ثم رفعه الله سبحانه بعد ان اتت له ثلاثمائة سنة (1) .

ص: 89


1- تاريخ اليعقوبي :13/1 .

4- نبي الله : إسحاق عليه السلام

إسحاق بن إبراهيم بن تارح بن ناحور بن ساروغ بن أرغو ابن فالغ بن عابر بن شالح بن أرفخشد بن سام بن نوح.

قام بعد أبيه وتزوج رفقا بنت بتوئيل فحملت فتقل حملها فأوحي الله سبحانه إلي إسحاق أني مخرج من بطنها شعبين وأمتين فاجعل الأصغر أعظم من الأكبر فولدت رفقا عيصو ويعقوب فسمي يعقوب، وكان إسحاق يوم ولد له ابن ستين سنة، وكان إسحاق يحب عيصو ورفقا تحب يعقوب وسكن إسحاق وادي جارر، وكان قد ذهب بصره وخاف إسحاق علي عيصو وأمره أن لا يتزوج من نساء الكنعانيين. وعاش إسحاق مائة وخمسا وثمانين سنة (1).

ص: 90


1- تاريخ اليعقوبي : 27/1 -28 .

5- نبي الله اسماعيل عليه السلام

إسماعيل بن إبراهيم بن تارح بن ناحور بن ساروغ بن أرغو بن فالغ بن عابر بن شالح بن أرفخشد بن سام بن نوح .

تسلم إسماعيل الوصية من والده إبراهيم الخليل وبقي إسماعيل هل في مكة المكرمة وكان يهتم بالبيت، ولما كان الموسم جاءت العرب والوفود إلي البيت، وكان وجه من البيت لم تدركه الكسوة، فلما نظروا إلي السقف والكسوة أعجبهم ذلك أتمموا الكسوة للبيت وقالوا ينبغي لعامر هذا البيت أن يهدي إليه ويزاد، فأتي كل فخذ من العرب الإسماعيل عليه السلام بهدي وهدايا كثيرة، فنحر إسماعيل الهدي كله، وأطعمة الحجاج، وصرف الهدايا علي البيت. ورزق الله تعالي إسماعيل من زوجته الحميريه بأربع نسوة ولدت له كل واحدة منهن أربعة غلمان كلهم صلحاء ذو ذكر حسن. وبذلك فسر قوله تعالي في سورة العنكبوت في الثناء علي ابراهيم : « وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ » (1) وعاش إسماعيل مائة وعشرين سنة، أو مائة وثلاثين سنة (2).

ص: 91


1- سورة العنكبوت ، الآية : 27 .
2- تواريخ الأنبياء : 123/1 .

6- نبي الله : حزقيل عليه السلام

عاش حزقيل مئة وخمسين سنة كما ذكر الله سبحانه في كتابه . لما مر علي قرية قال اني يحي الله هذه بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه، وكان قبل موته عمره خمسين سنة. من المعمرين بخت نصر عاش مائة وسبع وثمانون سنة وكان في عصر نبي الله دانيال عليه السلام وحصل أن بخت نصر حلم ذات ليلة حلما عظيما، فجمع المنجمين في قصره وسألهم عن رؤياه، فقالوا : ما ندري ما رأيت ولكن قص علينا ذلك حتي نفسره لك، لأن عملنا التعبير وليس معرفة ما يري الراون، فغضب عليهم وأمر بضرب أعناقهم، وغلب عليه الاضطراب والقلق، حتي تقدم إليه بعض رجاله وقال : إن كان أحد يقدر أن يخبرك بكل ما رأيت، فهو اليهودي الحكيم (يقصدون دانيال النبي). وكان بخت نصر قد أمر أن يلقوا دانيال في الجب، ويلقوا معه لبوة. ولما أخبر بخت نصر أن المقصود دانيال، سأل أفما مات ؟، فاخبره بقصة اللبوة أنها كانت تقبل رجليه وما آذته وهي جالسة إلي جنبه، فاضطرب وتهيب وأمر حالا بإحضاره . ثم سأله بخت نصر : فهل لك علم بهذه الرؤيا, فقال دانيال عليه السلام : نعم، رأيت صنما عظيما رجلاه في الأرض ورأسه في السماء، أعلاه من ذهب ووسطه من فضة، وأسفله من نحاس، وساقاه من حديد، وقدماه من فخار، فبينما أنت تنظر إليه وقد أعجبك حسنه وعظمته وإحكام صنعه والأصناف التي ركبت فيه . إذ رأيت ملكا من

ص: 92

السماء قد قذفه بحجر وقع في رأسه، فدقه حتي طحنه واختلط ذهبه بفضته ونحاسه بحديده وفخاره، حتي خيل إليك أن لو اجتمع الأنس والجن علي أن يميزوا بعضه من بعض لم يقدروا علي ذلك وأنه لو هبت ريح لذرته لشدة ما انطحن ودق، ثم نظرت إلي الحجر الذي قذف به الصنم، فإذا هو قد عظم وعظم وعظم، حتي انتشر فملأ الأرض كلها، فصرت لا تري إلا السماء وذلك الحجر. فتهلل وجه بخت نصر فرحا وبدا عليه الرضا وقال : صدقت، وحقا إنك لعالم ومخصوص بالكرامة والمعرفة! فما تأويله؟ قال دانيال : أما الصنم الذي رأيت فهو مجموع أم تكون مراحل الزمان المختلفة، فأما الذهب في أعلاه فهو هذه الأمة، التي أنت فيها وأنت ملكها. وأما الفضة فالعهد الذي يليك ويبدأ بابنك، وأما النحاس فأمة تظهر في غربي بلادك تسحق أمة الروم . وأما الحديد فأمة أخري في الشرق من هذه النواحي هي أمة الفرس، وأما الفخار فأمتان تملكهما امرأتان إحداهما في شرقي اليمن والثانية في بلاد الشام، وأما الحجر الذي قذف فيه الصنم فدين يظهره الله سبحانه في آخر الزمان علي يد نبي أمي عربي يكسف باقي الأديان وينتشر في جميع الأرض. فابتهج بخت نصر بكلامه وأعجبه تأويله.

قال الإمام الصادق عليه السلام : أنه قال في حديث فيه قصة داوود : «إنه إذا خرج يقرأ الزبور لا يبقي جبل ولا حجر ولا طائر إلا جاوبه، فانتهي إلي جبل فإذا علي ذلك الجبل نبي عابد يقال له : حزقيل، فلما سمع دوي الجبال وأصوات السباع والطير علم أنه داوود عليه السلام .

فقال داوود عليه السلام : يا حزقيل تأذن لي فأصعد إليك ؟.

قال : لا .

ص: 93

فبكي داوود فأوحي الله عز وجل إليه يا حزقيل لا تعبر داوود سلني العافية .

قال : فأخذ حزقيل بيد داوود عليه السلام ورفعه إليه .

فقال داوود : يا حزقيل هل هممت بخطيئة قط ؟.

قال : لا.

قال : فهل دخلك العجب بما أنت فيه من عبادة الله ؟.

قال : لا.

قال فهل ركنت إلي الدنيا فأحببت أن تأخذ من شهواتها ولذاتها ؟

قال : بلي ربما عرض ذلك بقلبي .

قال : فما كنت تصنع إذا كان ذلك ؟.

قال : أدخل إلي هذا الشعب فاعتبر بما فيه .

قال : فدخل داوود الشعب فإذا سرير من حديد عليه جمجمة باليه وعظام فانية وإذا لوح من حديد فيه كتابة فقرأها داوود فإذا فيها أنا أروي بن سلم، ملكت ألف سنة، وبنيت ألف مدينة، وافتضضت ألف بكر، فكان آخر عمري أن صار التراب فراشي، والحجارة وسادتي، والديدان والحيات جيراني، فمن رآني فلا يغتر بالدنيا (1).

ص: 94


1- كمال الدين :475/2 .

7- نبي الله : داوود عليه السلام

بعد طالوت واسمه بالعبرية شاول. انصرف داوود من قتال عمليق إلي سقلاغ فأقام بها يومين ثم أتاه الخبر، بموت شاول، أبي طالوت فحزن لذلك وأظهر جزعا. وملك داوود علي بني يهوذا، وكان لداوود عدة نسوة وقد ولدن له أولادا فكان أكبر أولاده أمنون وأمه شيتمون، والثاني دالويا بن أريخايل، والثالث أبا شلوم بن موخا، والرابع ارينا بن دحات، والخامس سفاطيا بن ابيطال، والسادس ناتان بن اغلا، وهؤلاء الستة من ست نسوة، ولم تلد ميخيل بنت شاول فهربت من داوود إلي أصحاب شاول، واجتمعت بنو إسرائيل من الأسباط علي تمليك داوود فملكوه بعد سبع سنين ملكها علي بني يهوذا خاصة إلي أن ملكته جميع أسباط بني إسرائيل وينزل داوود مدينة صيون وهي بيت المقدس وبني بها منزلا وتزوج النساء فولدن له بعد أن ملك سمون وسوباب ونوتان وسلامان وبابار واليشوس ونافاق ويافيا واليشماس والسنابا واليصلات . فكثر أولاد داوود وعز ملكه وعظمته بنو إسرائيل، وسمع الحنفاء أن داوود ملك علي بني إسرائيل فاجتمعوا لقتاله، فقاتلهم داوود فقتل فيهم قتلا كثيرا حتي أبادهم، فلما فرغ من قتالهم حمل تابوت السكينة علي عجل حتي أدخله مدينة بيت المقدس وصنع طعاما لبني إسرائيل, لرجالهم ونسائهم وكان ذلك العصر عصر ناتان النبي، فأوحي الله إلي

ص: 95

ناتان : قل لعبدي داوود ابن لي بيتا، فقد ملكتك علي بني إسرائيل، بعد أن كنت في صيرة الغنم وقتلت أعداءك. فقال ناتان النبي لداوود. فعظم في قلب داوود. وفي الحديث القدسي: أوحي الله سبحانه إلي داوود. فرغ لي بيتا أسكن فيه . قال : ربي تجل إن تسعك سماواتك وأراضيك. قال : يا داوود فرغ لي قلبك فإني في قلب عبدي المؤمن. ومات داوود وله مائة وعشرون سنة . وكان ملكه أربعين سنة (1).

قال الإمام الصادق عليه السلام : أنه قال في حديث فيه قصة داوود : «إنه إذا خرج يقرأ الزبور لا يبقي جبل ولا حجر ولا طائر إلا جاوبه، فانتهي إلي جبل فإذا علي ذلك الجبل نبي عابد يقال له : حزقيل، فلما سمع دوي الجبال وأصوات السباع والطير علم أنه داوود عليه السلام .

فقال داوود عليه السلام : يا حزقيل تأذن لي فأصعد إليك ؟.

قال : لا .

فبكي داوود فأوحي الله عز وجل إليه يا حزقيل لا تعبر داوود سلني العافية .

قال : فأخذ حزقيل بيد داوود عليه السلام ورفعه إليه .

فقال داوود : يا حزقيل هل هممت بخطيئة قط ؟.

قال : لا .

قال : فهل دخلك العجب بما أنت فيه من عبادة الله ؟.

قال : لا .

ص: 96


1- تاريخ اليعقوبي : 46/1 -52 .

قال فهل ركنت إلي الدنيا فأحببت أن تأخذ من شهواتها ولذاتها ؟

قال : بلي ربما عرض ذلك بقلبي .

قال : فما كنت تصنع إذا كان ذلك ؟.

قال : أدخل إلي هذا الشعب فأعتبر بما فيه .

قال : فدخل داوود الشعب فإذا سرير من حديد عليه جمجمة باليه وعظام فانية وإذا لوح من حديد فيه كتابة فقرأها داوود فإذا فيها أنا أروي بن سلم، ملكت ألف سنة، وبنيت ألف مدينة، وافتضضت ألف بكر، فكان آخر عمري أن صار التراب فراشي، والحجارة وسادتي، والديدان والحيات جيراني، فمن رآني فلا يغتر بالدنيا (1).

ص: 97


1- كمال الدين : 475/2 .

8- نبي الله : شيث (هبة الله-) عليه السلام

قام بعد آدم عليه السلام ابنه شيث عليه السلام وكان يأمر أهله وقومه بتقوي الله سبحانه وتعالي والعمل الصالح، وكانوا يسبحون الله ويقدسونه وأبناؤهم ونساؤهم ليس بينهم عداوة ولا تحاسد ولا تباغض ولاتهمه ولا كذب ولا خلاف. وكان أحدهم إذا أراد أن يحلف قال: لا ودم هابيل. فلما حضرت وفاة شيث عليه السلام أتوه بنوه وبنو بنيه وهم يومئذ : أنوش و قينان ومهرئيل ويرد وأخنوخ ونساؤهم وأبناؤهم فصلي عليهم ودعا لهم وتقدم إليهم وحلفهم بدم هابيل أن لا يهبطوا من هذا الجبل المقدس، ولا يتركوا أحدا من أولادهم يهبط منه، ولا يختلطوا بأولاد قابيل الملعون. وأوصي إلي أنوش ابنه، وأمره أن يحتفظ بجسد آدم وان يتقي الله ويأمر قومه بتقوي الله وحسن العبادة . ثم توفي يوم الثلاثاء لسبع وعشرين ليلة خلت من آب علي ثلاث ساعات من النهار، وكانت حياته تسعمائة واثنتي عشرة سنة (1) .

ص: 98


1- تاريخ اليعقوبي : 3/1-4.

9- نبي الله : موسي عليه السلام

نبي الله : موسي بن عمران بن قهث بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن تارخ بن ناحور بن ساروغ بن أرغو بن فالغ بن عابر بن شالح بن أرفخشد بن سام بن نوح .

وتضاربت الأقوال حول كليم الله، قال اللواساني : وأبوه عمران ابن يصهر بن قهث بن لاوي بن يعقوب عليه السلام (1).

وأمه بوخائيد - أو أفاحية أو نخيب - بنت اشموئيل من ولد إبراهيم الخليل عليه السلام.

وولد موسي بن عمران الكليم عليه السلام بمصر في زمان فرعون الجبار وهو الوليد بن مصعب ويقال : كان اسمه ظلمي.

وكان عمر أبيه سبعين سنة . وكانت مدة حياة أبيه مائة وسبعا وثلاثين سنة .

وعاش موسي مئة وعشرين سنة وقيل ستة وعشرين ومئة وقيل مائتين وأربعين سنة. وكان بينه وبين إبراهيم الخليل عليه السلام خمسمائة سنة.

وبنو إسرائيل يومئذ بمصر قد أقاموا في زمان يوسف في الرق العبودية .وكان سحرة فرعون وكهنته قد قالوا له يولد في هذا الوقت مولود من بني إسرائيل يفسد عليك ملكك ويكون به هلالك. وكان

ص: 99


1- تواريخ الأنبياء : 274-275 .

فرعون قد ملك مصر دهرا طويلا منعما بالسلامة حتي قال : أنا ربكم الأعلي، فأمر فرعون فوضع علي كل امرأة حامل من بني إسرائيل حرسا فكانت لا تلد منهن امرأة غلاما إلا قتل ولدها. فلما جاء أم موسي المخاض قالت لها القابلة إني أكتم عليك، فلما ولدت قالت للحرس إنما خرج منها دم فقط . وأوحي الله سبحانه إلي أم موسي أن اعملي تابوتا ثم ضعيه فيه وأخرجيه ليلا فاطرحيه في النيل. ففعلت ذلك وضربته الريح فطرحته في الساحل فرأته امرأة فرعون فدت منه حتي أخذته فلما فتحت التابوت ورأت موسي وقع حبه في قلبها، فقالت لفرعون نتخذه ولدا. وطلبت له من ترضعه فلم يأخذ ثدي واحدة من المرضعات حتي جاءت أخته وقالت أنا أدلكم علي من ترضعه «فَرَجَعْنَاكَ إِلَيٰ أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ» (1).

وشب موسي في أسرع وقت، وكان يوسف قد قال لبني إسرائيل إنكم لن تزالوا في العذاب حتي يأتي الغلام الجعد ولد لاوي بن يعقوب يقال له موسي بن عمران . فلما طال الأمر علي بني إسرائيل ضجوا وأتوشيخا منهم فقال لهم : كأنكم به. فبينا هم في ذلك إذ وقف عليهم موسي فلما رآه الشيخ عرفه بالصفة فقال له : ما اسمك؟ فقال : موسي . قال : ابن من؟ قال : ابن عمران . فقام هو والقوم وقبلوا يديه ورجليه واتخذهم شيعة . ومن أراد الزيادة من أخبار نبي الله موسي عليه بالكتب المطولة.

ص: 100


1- سورة طه، الآية: 40.

ولما قربت وفاة موسي عليه السلام ، قال لبني إسرائيل : قد بلغتكم رسالة ربي ووصاياه وعرفتكم أمره فاتبعوا ذلك واعملوا به فقد أتت لي مائة وعشرون سنة وقال لقد حانت وفاتي وهذا يوشع بن نون القيم فيكم بعدي فاسمعوا له وأطيعوا أمره فأنه يقضي بينكم بالحق وملعون من خالفه وعصاه، ثم صعد موسي الجبل جبل نابون فمات في ذلك الموضع، فقبره يوشع بن نون , وله مائة وعشرون سنة (1).

وقيل أتاه ملك الموت فسلم عليه، فسأله موسي عليه السلام عن اسمه ونسبه وحاجته، فقال : أنا ملك الموت جئت لأقبض روحك، قال : من أين تقبض روحي ؟، قال : من فمك .

قال : كيف وقد كلمت به ربي جل جلاله ؟ قال : فمن يديك، قال : كيف وقد حملت بهما التوراة، قال : فمن رجليك، قال : كيف وقد وطئت بهما طور سيناء ؟ قال : فمن عينيك، قال : كيف وقد تذللا إلي ربي بالرجاء، قال : فمن أذنيك، قال : كيف وقد سمعت بهما كلام ربي عز وجل ؟، قال : فأوحي الله إلي ملك الموت أن لا تقبض روحه حتي يكون هو الذي يريد ذلك، فتركه عزرائيل عليه السلام وانصرف إلي أن مر في غيبته علي رجل يحفر قبرا، ومعه جماعة بصور البشر وكانوا ملائكة، فتقدم إليهم وسألهم : لمن تحفرون، قالوا : لعبد كريم علي الله سبحانه، قال : إن لهذا العبد منزلة عند الله، ما رأيت مضجعا ولا مدخلا أحسن منه. قالوا له: يا صفي الله، أتحب أن تكون ذلك العبد ؟، قال : وددت، قالوا : فادخل واضطجع فيه وتوجه إلي ربك، فنزل موسي عليه السلام واضطجع

ص: 101


1- تاريخ اليعقوبي : 31/1-46.

فيه لينظر كيف هو، فكشف له الغطاء ورأي مكانه في الجنة فاشتاق إلي الموت . فقال : يا رب اقبضني إليك.

فمات من ساعته . ودفن في محله، وصاح صائح من السماء : مات موسي كليم الله، وأي نفس لا تموت .

ص: 102

10- نبي الله نوح عليه السلام

ما من أحد من المؤرخين إلا واختلف في عمر نوح عليه السلام .

قال اليعقوبي : [كانت حياته تسعمائة سنة وخمسين] (1).

وقال الجزائري : عاش نوح عليه السلام ألفين وخمسمائة سنة. وعن أمالي الصدوق بإسناده إلي الإمام الصادق عليه السلام أنه قال : عاش نوح عليه السلام ثمانمائة سنة قبل أن يبعث وألف إلا خمسين عاما في قومه يدعوهم ومائتا سنة في عمل السفينة وخمسمائة سنة بعد ما نزل من السفينة فيكون المجموع 2450 سنة، وقيل أكثر والله العالم .

وأوحي الله سبحانه إلي نوح عليه السلام في أيام جده اخنوخ وهو إدريس عليه السلام وقبل أن يرفع الله سبحانه إدريس عليه السلام وأمره أن ينذر قومه وينهاهم عن المعاصي التي كانوا يركبونها ويحذرهم العذاب. فأقام علي عبادة الله سبحانه والدعاء لقومه وأخبره الله سبحانه أنه باعث الطوفان علي الأرض . وأمره أن يعمل السفينة التي نجاه الله سبحانه وأهله فيها، وأمره أن يجعلها ثلاث طبقات، سفلي، وأوسط، وعلوي، وأمره أن يدخل فيها من كل زوجين اثنين، فالطابق السفلي للدواب والوحوش، والوسط للطيور، والطابق العلوي لنوح ومن معه، وكان طول السفينة ثلاثمائة

ص: 103


1- تاريخ اليعقوبي : 1 /15-17 .

ذراع بذراع نوح عليه السلام وعرضها خمسون ذراعا، وسمكها ثلاثون ذراعا وكان ولد قابيل ومن اختلط بهم من ولد شيث إذا رؤوه يعمل السفينة سخروا منه. و عندما أراد الله سبحانه أن يتم ما أراد، أمر نوح أن يدخل في السفينة من كل زوجين اثنين وأهله . وذلك يوم الجمعة لسبع عشرة ليلة خلت من آذار. وأطبقها حين غابت الشمس. وأرسل الله سبحانه الماء من السماء وفجر عيون الأرض (فالتقي الماء علي أمر قد قدر) وغمر الماء الأرض كلها، فاتصل الماء من السماء أربعين يوما حتي علا فوق كل الجبال وكان من دخوله السفينة إلي خروجه سنة كاملة وهلك الله الظالمين، وكانت حياته مع قومه كلها مأساة وبعد الطوفان تنفس الصعداء , وجعل الله سبحانه نسل الخليقة من نوح وأولاده الثلاثة.

«وَ جَعَلْنا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْباقينَ» (1) .

1- قال الإمام الصادق عليه السلام : عاش نوح عليه السلام ألفي سنة وخمسمائة سنة. منها ثمانمائة وخمسون سنة قبل أن يبعث، وألف سنة إلا خمسين عاما وهو في قومه يدعوهم، وسبعمائة عام بعدما نزل من السفينة ونضب الماء فمصر الأمصار وأسكن ولده البلدان. ثم إن ملك الموت عليه السلام جاءه وهو في الشمس، فقال له : السلام عليك، فرد الجواب .

فقال : ما جاء بك يا ملك الموت ؟.

فقال : جئت لأقبض روحك .

فقال له : تدعني أخرج من الشمس إلي الظل ؟ .

فقال له : نعم، فتحول نوح عليه السلام ، ثم قال : يا ملك الموت كأن ما مر بي من الدنيا مثل تحولي من الشمس إلي الظل، فامض لما أمرت به.

ص: 104


1- سورة الصافات ، الآية : 77.

قال : فقبض روحه (1).

1- قال الإمام الصادق عليه السلام : كانت أعمار قوم نوح عليه السلام ثلاثمائة سنة (2).

ص: 105


1- كمال الدين : 473/2 - 474.
2- كمال الدين : 474/2 ، كتاب المعمرين : 12-13 .

11- نبي الله : هارون بن عمران عليه السلام

هارون بن عمران بن قهث بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن تارح بن ناحور بن ساروغ بن أرغو بن فالغ بن عابر بن شالح بن أرفخشد بن سام بن نوح .

وقيل عمران بن يصهر بن قهث بن لاوي بن يعقوب عليه السلام .

عاش هارون عليه السلام مائة وثلاثا وثلاثين سنة (1).

ص: 106


1- تواريخ الأنبياء : 274-275.

12- نبي الله : يعقوب عليه السلام

نبي الله : يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن تارح بن ناحور ابن ساروغ بن أرغو بن فالغ بن عابر بن شالح بن أرفخشد بن سام بن نوح.

ثم إن إسحاق قال ليعقوب : [إن الله قد جعلك نبيا وجعل ولدك أنبياء وجعل فيك الخير والبركة] .

وأمره أن يسير إلي الفدان وهو موضع بالشام، فسار إلي الفدان فلما دخلها رأي امرأة معها غنم علي البئر تريد أن تسقي غنمها. وعلي رأس البئر حجر كبير لا يرفعه إلا عدة رجال فسألها من هي؟ فقالت : أنا ليا بنت لابان. وكان لابان خال يعقوب، فزحزح يعقوب الحجر وسقي لها وسار إلي خاله فزوجه إياها. ودخل بليا وأولادها روبيل، وشمعان ولاوي ويهوذا واشاجر وزفولون وجاريه يقال لها دينا، ثم وهب الله سبحانه له يوسف وبنيامين. ثم يعقوب تزوج بزلفا جاريه كانت لليا فولدت منه كاذ و أشر نفتالي. وكان ليعقوب اثني عشر ذكرا، وهم بنو إسرائيل وهم الأسباط . ولما حضرت ليعقوب الوفاة جمع ولده وولد ولده فبارك عليهم ودعا لهم بالبركه والخير، وقال لكل واحد منهم قولا وأعطي يوسف سيفه وقوسه وقرب إليه يوسف ابنيه منش وافرائيم فصير منش علي يمينه وافرائيم عن شماله. وأوصي يوسف أن يحمله ويدفنه إلي جنب قبر إبراهيم وإسحاق. ولما توفي يعقوب قاموا يبكون

ص: 107

عليه سبعين يوما. ثم حمله يوسف وأخرجه مع غلمانه من أهل مصر وسار به إلي أرض فلسطين فدفنه إلي جنب قبر إبراهيم وإسحاق (1).

ص: 108


1- تاريخ اليعقوبي : 28/1 - 31

13- نبي الله : يوسف عليه السلام والأحلام الثلاثة

نبي الله : يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن تارخ ابن ناحور بن ساروغ بن أرغو بن فالغ بن عابر بن شالح بن أرفخشد بن سام بن نوح .

الحلم الأول الذي رآه كان سبب حسد إخوته وإلقائه في الجب. وكان السيارة يتزودون من ماء الجب في سفرهم، وجاءت سيارة ونزل أحدهم وأدلي دلوه قال: يا بشري هذا غلام، وأسروه بضاعة، وباعوه بثمن بخس دراهم معدودة وهم فيه من الزاهدين. وقال الذي اشتراه الامرأته : أكرمي مثواه عسي أن ينفعنا أو نتخذه ولدا، ودخل يوسف قصر الملك معززا مكرما، يأكل أطيب المأكولات، ويلبس أجمل الثياب، وكانت زوجة العزيز في خدمته دائما. تشرف علي تحميمه وتنظيفه وتمشط له شعره، وتطيبه، ولما كبر وترعرع دخل حبه شغاف قلبها، ومن أحب شيئا أغشي بصره وأمرض قلبه خصوصا يوسف وما أدراك وأخيرا تجرأت عليه وراودته عن نفسه وأغلقت الأبواب وقالت هيت لك، قال: معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي، وحاولت ولو بالقوة، ولكن يوسف هرب منها نحو الباب فجذبته بقميصه فقدته، وكان زوجها لدي

ص: 109

الباب يريد الدخول، وإذا به يشاهد منظرا غريبا. ينظر إلي يوسف وكأنه خائف، وينظر إلي زوجته وإذا وجهها يفور دما. وقالت له تبريرا لهذا المشهد : ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم. قال: هي راودتني عن نفسي، وشهد شاهد من أهلها، إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين، وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين، فلما رأي قميصه قد من دبر قال: إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم، يوسف أعرض عن هذا أي لا تخبر به أحدا. وأنت استغفري لذنبك. وعلم بعض النسوة في المدينة، وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا إنا لنراها في ضلال مبين. ولما علمت بمكرهن أحضرت لهن نوعا من الفاكهة و آتت كل واحدة منهن سكينا ، وقالت اخرج عليهن، ولما رأينه قطعن أيديهن وقلن حاشا لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم، قالت: فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما أمره ليسجنن وليكونا من الصاغرين، وانصرفت النسوة مذهولات قد بهر عقولهن بجماله وكماله، وإذ بهن يراسلونه سرا وخفية، عندها قال ربي السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين، فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن، وأودعه السجن، ودخل معه السجن فتيان، ورأي كل واحد منهما حلما وطلبوا منه تأويل ما شاهدوه : فأخبرهم أن أحدهما يصلب فتأكل الطير من رأسه، والآخر ينجو ويسقي ربه خمرا، وهكذا كان، ورأي الملك حلما عظيما، طلب من المنجمين والعلماء والمفكرين تأويل هذا الحلم. ولكن الكل عجزوا، فقال الذي نجا ممن كان معه في السجن أنا آتيكم بتأويله فأرسلون. فأرسله

ص: 110

الملك فجاء إلي يوسف مسرعا : « يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ » (1) .

فأول يوسف منام الملك، لما علم الملك قال ائتوني به، رجعوا إليه يطلبون منه أن يخرج من السجن ويأتي للملك. فقال : ارجع إلي ربك فسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن. فجمع الملك النسوة وسألهن فقلن حاشا لله ما علمنا عليه من سوء. وقالت امرأة العزيز: الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وأنه لمن الصادقين. وقال الملك ائتوني به استخلصه لنفسي. فلما كلمه قال: إنك اليوم لدينا مكين أمين، قال اجعلني علي خزائن الأرض إني حفيظ عليم . وأصبح يوسف ملكا. وعاش مائة وعشرين سنة (2) .

ص: 111


1- سورة يوسف ، الآية : 46.
2- تاريخ اليعقوبي : 1/ 30.

14- حياة يشوع وصي موسي عليهما السلام

هو وصي موسي عليه السلام وصهره علي أخته مريم، وهو ابن نون ابن افرائيم بن يوسف الصديق عليه السلام . وقد عاش بعد موسي عليه السلام ثلاثين سنة ، وخرجت عليه صفراء بنت شعيب عليه السلام زوجة موسي عليه السلام بعد وفاته أي بعد وفاة زوجها موسي عليه السلام .

وقاتلته أشد قتال بجنود جرارة حتي غلب عليها يوشع وأسرها.

ويقول الأزري رحمه الله :

يا تري أي أمة لنبي *** جاز في شرعها قتال نساها

أم أي أم المؤمنين عدت *** ببنيها ففرقتهم سواها

مزقتهم في كل وادي وشعب *** بأس أم عتت علي أبناها

حفظت أربعين ألف حديث *** ومن الذكر آية تنساها

ذكرتنا بفعلها زوج موسي *** إذ سعت بعد فقده مسعاها

قاتلت يوشعا كما قاتلته *** لم تخالف حمراءها صفراها

ذلك لما قام يوشع بن نون بالدعوة إلي الله سبحانه بعد موسي عليه السلام عارضته وعارضه طواغيت عصره وحاربوه بكل ما أمكنهم من وسيلة وهو صابر شاكر، لا يتردد ولا ينثني عن دعوته، حتي تزايد المؤمنون وقوي أمره بهم , فحسدته زوجة موسي عليه السلام صفراء بنت شعيب، فخرجت لمحاربته في ألوف من المقاتلين، ولكن الله سبحانه مكنه منهم

ص: 112

فهزمهم وقتل منهم مقتلة عظيمة . ثم اسر صفراء نفسها، فلما واجهها قال لها : قد عفوت عنك في الدنيا، إلي أن نلقي نبي الله موسي عليه السلام فأشكوا إليه ما لقيته منك ومن قومك، فصرخت وقالت: وا ويلاه والله لو أبيحت لي الجنة لاستحيت أن أري فيها رسول الله وقد هتكت حجابه وخرجت علي وصيه بعده . وكان علي العسكر يومئذ حفيد هارون أخي موسي عليه السلام وهو فخاص بن العيرار بن هارون عليه السلام وكان ذا قوة وبطش، وكان غائبا. لما حضر ورأي الطاعون الشديد في قومه، وعرف أن سببه الزني بينهم، وأن سببه رجل اسمه ذمري بن سلوم، قصده مغضبا، ولما رآه مضاجعا للمرأة، طعنها بحربة كانت في يده وانتظمهما برمحه ثم رفعهما، فارتفع الطاعون عن بني إسرائيل.

وتوفي يوشع وله من العمر يومئذ مائة وستا وعشرين سنة (1).

ص: 113


1- تواريخ الأنبياء : 276-277.

ص: 114

القسم الثاني : أعمار الملوك والسلاطين

ص: 115

ص: 116

ملوك العراق

10- بخت نصر :

عاش 1507سنة (1)

16- عمرو بن عدي اللخمي

هو : عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة بن الحارث بن مالك بن عمرو بن نماره بن لخم، عاش مئة وعشرين سنة .

وهو أول من اتخذ الحيرة منزلا من ملوك العرب . وهو ابن أخت جذيمة الأبرش صاحب زنوبيا ملكة تدمر . وأول من مجده أهل الحيرة في كتبهم من ملوك العرب بالعراق، وإليه ينسبون وهم ملوك آل نصر فلم يزل عمرو بن عدي ملكا حتي مات وهو ابن مائة وعشرون سنة منفردا في ملكه مستبدا بأمره يغزو المغازي ويصيب الغنائم، وتفد عليه الوفود دهره الأطول لا يدين لملوك الطوائف بالعراق ولا يدينون له حتي قدم أردشير بن بابك . وأما قصته مع قصير وأخذه بثأر خاله جذيمة بن الأبرش من ملكة تدمر، قصة طريفة، ومثيرة.

كان جذيمة الأبرش قد قتل والدها عمرو بن الظرب، وأصبحت ملكة مقام أبيها، وصممت علي أخذ ثأره من جذيمة الأبرش لكن أختها

ص: 117


1- أخبار الدول : 241/1 .

زبيبة نصحتها بعدم المسير إلي جذيمة . ولكن الزباء جاءت من طريق المكر والغدر ، فكتبت إلي جذيمة تدعوه إلي نفسها وملكها وأن يصل بلاده ببلادها، وكان فيما كتبت به :

[ أنها لم تجد ملك النساء إلا إلي قبح في السماع وضعف في السلطان وقلة ضبط المملكة وأنها لم تجد كفؤا لها غيره، فاجمع ملكي إلي ملكك وصل بلادي ببلادك وتقلد أمري مع أمرك] .

فلما انتهي كتاب الزباء إلي جذيمة وقدم عليه رسلها، استخفه ما دعته إليه ورغب وطمع فيما أطمعته فيه، وجمع إليه أهل الحجة والنهي من ثقاة أصحابه، وهو بالبقعة من شاطئ الفرات. فعرض عليهم ما دعته إليه، فأجمع رأيهم أن يسير إليها ويستولي علي ملكها . وكان فيهم رجل يقال له قصير بن سعد من لخم. وكان أريبا حازما أميرا ناصحا، فخالفهم فيما أشاروا، وقال : [رأي فاتر وعذر حاضر]، أصبحت مثلا .

وقال لجذيمة : [أكتب إليها إن كانت صادقة، أن تأتي إليك. وإلا لم تمكنها من نفسك وقد قتلت أباها] .

فلم يوافق جذيمة. واستخلف جذيمة عمرو بن عدي ابن أخته علي ملكه وسار. وكان له فرس يقال لها العصا، وهي لا تجاري. واستقبله رسل الزباء بالهدايا والتحف .

فقال لقصير ما تري ؟

قال : [خطر يسير في خطب كبير]. فذهبت مثلا .

ثم قال قصير : [إن استقبلوك ومشوا أمامك اعلم أنهم صادقون، وإن أحاطوا بك من كل جانب فاركب العصا وأنجو بنفسك فإن القوم غادرون، وإلا فإني راكبها].

ص: 118

فلقيته الخيول والكتائب من كل جانب، فحالت بينه وبين العصا، فركبها قصير، ونظر إليه جذيمة موليا علي متنها فقال: [ويل أمة حزما علي ظهر العصا] . فذهب مثلا .

ثم إن جذيمة دخل علي الزباء، وكانت قد أعدت له نطعا، وأخذت تتكلم معه بسخرية ثم أنها قدمت له الخمر وأخذت تسقيه حتي سكر. عندها احتوشته جلاوزتها ووضعوه علي النطع ووضعت طشتين عند كل يد طشتا وقطعت عروقه وأخذ الدم يشخب حتي مات. ووضعت دمه في قوارير من الزجاج.

وقالت : [إن دم الملوك يشفي من داء الكلب] .

أما قصير فقد رجع إلي الحيرة ودخل علي عمرو بن عدي وقال له : [أنت دائر أم ثائر] ؟.

فقال عمرو : [أنا ثائر وسائر].

فقال له قصير : [اجدع لي أنفي وأوجعني ضربا علي ظهري حتي يصبح أزرق] .

فقال له عمرو : [أنت لا تستاهل عندي إلا كل خير. ولا أفعل هذا أبدا] .

عندها جدع قصير أنف نفسه وأخذ يضرب ظهره حتي أصبح لونه أسود من كثرة الضرب، ثم أنه قصد الزباء إلي تدمر، ووقف علي بابها، وقال : [أخبروها أن قصيرا بالباب] .

فأمرت له بالدخول فدخل، فلما رأته قالت : [ما بك] ؟.

قال: [هكذا فعل بي عمرو بن عدي ظنا منه أني كنت السبب بوصول جذيمة إلي عندك] .

ص: 119

فأكرمته وقربته ووجدت عنده معرفة وعلم، وأخلصت له، فقال لها ذات يوم : [إن عندي بالعراق أموالا وأمتعة لو أذنتي لي أن أذهب وآتي بها وأقوم بتجارة تدر عليك أموالا كثيرة] .

فأذنت له، ذهب إلي عمرو بن عدي، وقال له : [جهزني] .

فجهزه بتجارة من كل غال ونفيس. ورجع ومعه التمر الصرفان المحبب لدي الزباء , فربحت التجارة ربحا كبيرا. اطمأنت له، ثم طلب منها العودة إلي العراق لتجارة أكبر، أذنت له وزودته بأموال. دخل علي عمرو بن عدي، وكان عمرو قد جهز ألفي فارس علي ألف جمل والرجال في الغرائر، رجع وأوصاهم عند دخول القصر أن يخرجوا بأسيافهم ويقتلوا كل من في القصر، ثم أنه أرشد قصير عمرو بن عدي إلي النفق الذي يوصل قصر المملكة ببيتها. ولما وصلت العير ونزلوا وصاحوا صيحة واحدة أحست الزباء بالخديعة ونزلت إلي النفق ولكن كان عمرو بن عدي سبقها إليه وجللها بسيفه فقتلها (1).

ص: 120


1- تاريخ الطبري : 317/1 وتجد أخباره قبل هذه الصفحة وبعدها .

ملوك الصين

ذكرت الرواة وأهل العلم ومن صار إلي بلاد الصين فأقام الدهر الطويل حتي فهم أمرهم وقرأ كتبهم وعرف أخبار المتقدمين منهم وما روه في كتبهم وسمعوه في أخبارهم ومكتوب علي أبواب مدنهم وبيوت أصنامهم ومنقور في الحجارة قد أجري فيه الذهب، وأن أول من ملك الصين :

17- الملك توتال :

ثم ملك من بعده ابنه توتال وكان أكبر أولاده فجعل جسد أبيه في تمثال من الذهب، وسلك طريق من كان قبله في فعلهم مقتديا بمن مضي من آبائه، فاستقامت له الأمور وأحدث من السنن المحمودة ما لم يحدثه أحد ممن سلف من ملوكهم وزعم أن الملك لا يثبت إلا بالعدل فإن العدل ميزان الرب وأن من العدل الزيادة في الإحسان مع الزيادة في العمل، وخص وتوج ورتب الناس في رتبهم ووقفهم علي طرائقهم، وخرج يرتاد موضعا ليبني فيه هيكلا، فوافي موضعا عامرا بالنبات حسن الاعتمام بالزهر، تخترقه المياه فخط الهيكل هناك، وجلبت له أنواع الأحجار المختلفة الألوان، فشيد الهيكل، وجعل علي علوه قبة، وجعل لها مخارج للهواء متساوية، ونصب فيها بيوتا لمن أراد التفرد بالعبادة، فلما فرغ منها نصب في أعلاها تلك التماثيل التي فيها أجسام من سلف من

ص: 121

آبائه، وأمر بتعظيمها. وجمع الناس الخواص منهم والخواص من أهل مملكته وأخبرهم أن من رأيه ضم الناس إلي ديانة يرجعون إليها لجمع الشمل وتساوي النظام. فأنه متي عدم الملك الشريعة لم يؤمن عليه الخلل، ودخول الفساد والزلل، فرتب لهم سياسة شرعية. فرائض عقلية، وجعلها لهم رباطا. وأوجب عليهم صلاة لخالقهم، وتقربا لمعبودهم منها إيماء لا ركوع فيها ولا سجود في أوقات الليل والنهار معلومة، ورسم لهم أعيادا، وجعل علي الزناة منهم حدا، وعلي من أراد من نسائهم البقاء جزية مفروضة وأحكم لهم جميع الأمور. وكانت حياته نحوا من (مائة وخمسين سنة ) (1).

18- حراتان :

وملك بعده ولده حراتان، فأحدث الفلك وحمل فيها الرجال وحمل الطائف بلاد الصين، وصيرها نحو بلاد السند والهند إلي إقليم بابل وإلي سائر الممالك مما قرب منها وبعد في البحر، وأهدي الهدايا العجيبة والرغائب النفيسة إلي الملوك، وأمرهم أن يجلبوا إليه ما في كل بلد من الطرائف والتحف من المأكل والمشارب والملابس وسائر الفرش. وأن يعرفوا سياسة كل ملك وكل أمة وشريعتها ونهجها الذي هي عليه .

وأن يرغبوا الناس فيما في بلدانهم من الجواهر والطيب والآلات، فتفرقت المراكب في البلاد ووردوا الممالك لما أمروا به فلم يردوا علي أهل مملكة إلا وأعجبوا بهم، واستطرفوا ما أوردوه من أرضهم. ثم أنهم

ص: 122


1- مروج الذهب : 1/ 136 .

كافئوهم علي هداياهم إليهم، فعمرت بلاد الصين. واستقامة له الأمور فكان عمره نحوا من مائتي سنة فهلك، فجزع عليه أهل مملكته وأقاموا النياحة عليه شهرا (1).

19- صاين :

ابن باعور بن برج بن عامور بن يافث بن نوح بن لمك، فإنه كان عمل فلكا حاكي به فلك نوح عليه السلام فركب فيه ومعه جماعته من ولده وأهله حتي قطع البحر فصار إلي موضع استحسنه وأقام به فسمي ذلك الموضع (الصين) باسمه فكثر ولده وتناسلت ذريته فكانت ذريته علي دين قومه واتصل ملكه ثلاثمائة سنة .

20- عرون :

من ملوك الصين الذي شيد البلدان، وعمل الضفة واتخذ الهياكل المذهبة وعمل فيها صورة أبيه، وجعلها في صدر الهيكل فكان إذا دخل سجد لتلك الصورة تعظيما لصورة أبيه. وكان لصاين اسم تفسيره بالعربية ابن السماء، فمن ذلك الزمان صارت الأوثان تعبد في بلاد الصين، وكان قد ملك عرون مائة وأربعين سنة (2).

21- عوون :

ابن نسطرطاس، فملك، فجعل جسد أبيه في تمثال من الذهب الأحمر جزعا عليه، وتعظيما له، وأجلسه علي سرير من الذهب الأحمر

ص: 123


1- مروج الذهب : 135/1 -136.
2- تاريخ اليعقوبي : 156/1 .

مرصع بالجواهر وجعل مجلسه دونه، وأقبل يسجد لأبيه وهو في جوف تلك الصورة، هو وأهل مملكته، في طرفي النهار إجلالا له. وعاش بعد أبيه, مائتي وخمسين سنة (1).

22- عير:

من ملوك الصين الذي سار في بلاد الصين طويلا، طولا وعرضا وبني المدن العظام، وشيد القباب من الجزلان والنحاس والذهب، وعمل صورة أبيه من ذهب مكلل بالجواهر والرصاص والنحاس والمزوق فاتخذها أهل مملكته جميعا في مدنهم وبلدانهم وقالوا : ينبغي للرعية أن تعمل صور ملك قد ملكها من السماء وعدل فيها. واتصل ملك عير مائة وثلاثين سنة (2).

23- عيثدون :

ابن عوون، وملك عيشدون، فجعل جسد أبيه مخزونا في تمثال من الذهب الأحمر وجعله دون مرتبة جده علي سرير من الذهب ورصعه بأنواع الجواهر وكان يسجد له. وأحسن السياسة للرعية، وسواهم في جميع أمورهم، وشملهم بالعدل، فكثر النسل وأخصبت الأرض، فكان ملكه إلي أن هلك نحوا من مائتي سنة (3).

ص: 124


1- مروج الذهب : 1/ 135 .
2- تاريخ اليعقوبي : 156/1 .
3- مروج الذهب : 1/ 135 .

24- عيثنان :

ثم ملك بعده ولده عيثنان، فجعل أباه في تمثال من الذهب الأحمر، وجري فيه علي ما سلف من أفعالهم من السجود والتعظيم، وطال ملكه واتصلت بلاده ببلاد الترك من بني عمه، وأتخذ في أيامه كثيرا من المهن مما لطف في الدور من الصنائع و عاش أربعمائة سنة (1).

25- نسطرطاس :

وملك نسطرطاس بن عابور بن مدتبح بن عابور بن يافث بن نوح عليه السلام ، فكان ملكه ثلاثمائة سنة ونيفا، وفرق أهله في تلك الديار، وشقق الأنهار، وقتل السباع وغرس الأشجار، وأطعم الثمار (2).

ص: 125


1- مروج الذهب : 1/ 135 .
2- مروج الذهب : 1/ 135.

ملوك الفرس

26- أفراسياب :

وعمره عند كثير من الناس أربعمائة سنة (1).

27- أردشير :

ملك مائة واثني عشرة سنة (2).

28- أفريدون العادل :

أفريدون بن أثقابان بن جمشيد، عاش ألف سنة وخمسمائة استتر منها عن قومه ستمائة سنة، ملك خمسمائة سنة، وهو الذي اتخذ عيدا سماه المهرجان (3)، (4) .

ص: 126


1- مروج الذهب : 233/1 .
2- مروج الذهب :251/1 -258.
3- مروج الذهب :231/1 ، كتاب الغيبة : 123 ، تاريخ الطبري :192/1 -195
4- المهرجان معرب «مهرگان» من أعياد الفرس القديمة ستة أيام من برج الميزان من اليوم السادس عشر إلي الحادي والعشرين .

29- بشتاسب :

ملك مائة وعشرين سنة، ولثلاثين سنة من ملكه اتي زرادشت بن بورشسب بن أسبيمان بدين المجوسية، فقبلها وحمل أهل مملكته عليها، وقال عليها حتي ظهرت (1).

30- بهمن :

بهمن بن أسفنديار ملك مائة واثنتي عشرة سنة (2).

31- الضحاك واسمه بيوراسب :

بيوراسب بن أروادسب بن رستوان بن نياداس بن طاح بن قروال ابن ساهر فرس بن كيورث ملك ألف سنة، والفرس تغلوا فيه، وتذكر من أخباره أن حيتين كانتا في كتفيه تعتريانه لا تهدءان إلا بأدمغة الناس، وأنه كان ساحرا يطيعه الجن والأنس ، وملك الأقاليم السبعة، وأنه لما عظم بغيه، وزاد عتوه، وأباد خلقا كثيرا من أهل مملكته، ظهر رجل من عوام الناس وذوي النسك منهم من أهل أصبهان اسكاف (كابي) ورفع راية من جلود علامة له، ودعا الناس إلي خلع الضحاك، فقبض عليه وأنفذه أفريدون إلي أعلي جبل دباوند بين الري وطبرستان، فأودع هناك وأنه حي علي هذا الوقت، مقيد هناك في أخبار يطول ذكرها (3).

ص: 127


1- أمالي الشريف المرتضي : 79.
2- مروج الذهب : 237/1 .
3- التنبيه والإشراف : 75 ، مروج الذهب :230/1 ، كتاب الغيبة : 123، تاريخ الطبري:100/1 ، تذكرة الخواص : 454.

32- جمشيد :

جمشيد بن نوبجاهن بن أرفخشد بن أوشهنج وكان ملك جمشيد إلي أن هلك ستمائة سنة وقيل تسعمائة سنة وستة أشهر، وأحدث في الأرض أنواعا من الصناعات والأبنية والمهن وأدعي الإلهية (1).

33- سيلهراسب :

ملك مائة وعشرين سنة (2).

34- قاوس :

ملك مائة وخمسين سنة .

35- قباذ :

ملك مائة وعشرين سنة .

36- كاوس :

ملك مائة وعشرين سنة .

ص: 128


1- مروج الذهب : 1/ 230 .
2- مروج الذهب : 1/ 234 .

ملوك الهند.

37- البرهمن الأكبر والملك الأعزم :

أول ملوك الهند، ذكر جماعة من أهل العلم والنظر والبحث الذين وصلوا الغاية بتأمل شأن هذا العالم وبدئه. إن الهند كانت في قديم الزمان الفرقة التي فيها الصلاح والحكمة. فقال كبرائهم : نحن كنا أهل البدء، وفينا التناهي، ولنا الغاية والصدر والانتهاء، ومنا سري الأب إلي الأرض، فلا ندع أحدا شاققنا ولا عاندنا وأراد بنا الإغماض إلا أتينا عليه و أبدناه أو يرجع إلي طاعتنا، وأزمعت علي ذلك، ونصبت لها ملكا وهو (البرهمن) الأكبر والملك المعظم والإمام فيها المقدم. وظهرت في أيامه السيوف، وخناجر، وكثير من أنواع المقاتل، وشيد الهياكل، رصعها بالجواهر المشرقة المنيرة، وصور فيها الأفلاك والبروج الأثني عشر والكواكب، وبين بالصورة كيفية العالم. وغير ذلك مما رتب لهم البرهمن في بدء الزمان. وكان ملك البرهمن إلي أن هلك، ثلاثمائة وستين سنة. ثم ملك من بعده أكبر أبنائه واسمه الباهبود، لم نذكر عمره لأنه لم يعمر فوق المائة سنة .

ص: 129

38- بلهيث :

ثم ملك بعد دبشليم بلهيث وصنع في أيامه الشطرنج، وقضي بلعبها علي النرد، وبين الظفر الذي يناله الحازم، والبلية التي تلحق الجاهل، وحسب حسابها، ورتب لذلك كتابا يعرف بطرق جنكا يتداولونه بينهم . وكان ملك بلهيث إلي أن هلك ثمانين سنة، وقيل في بعض النسخ (مائة وثلاثين سنة).

39 - الملك دبشليم :

ثم ملك بعد البرهمن الأكبر دبشليم وهو الواضع لكتاب كليلة ودمنة الذي ينسب لابن المقفع، وقد وصف سهل بن هارون الكتاب لأمير المؤمنين المأمون كتابا ترجمه ثعلبه وعفرة يعارض به كتاب كليلة ودمنة، في أبوابه وأمثاله ويزيد عليه حسن نظمه، وكان ملكه (مائة وعشرين سنة).

40- زامان :

ثم ملك من بعده زامان، بن الباهبود، فكان ملكه نحوا من مائة وخمسين سنة. ولزامان سير وأخبار وحروب مع ملوك فارس وملوك الصين .

41 - فور :

وهو الذي واقعه الاسكندر فقتله الاسكندر مبارزة، وكان لك فور إلي أن هلك، أربعين ومائة سنة (1).

ص: 130


1- مروج الذهب : 78/1 .

42- كورش الملك :

ثم ملك كورش ، فأحدث للهند آراء في الديانات، علي حسب ما رأي من إصلاح الوقت، وما يحتمله من التكليف أهل العصر، وخرج عن مذاهب من سلف وكان في مملكته وعصره سندباد، دون له كتاب :

1- الوزراء السبعة

2- المعلم والغلام

3- امرأة الملك : وهو الكتاب المترجم بالسندباد .

وعمل في خزانة هذا الملك : الكتاب الأعظم في معرفة العلل والأمراض والأدواء والعلاجات وشكلت الحشائش وصورت .

وكان مدة ملك الهند هذا إلي أن مات عشرين ومائة سنة (1).

ص: 131


1- مروج الذهب : 1/ 80

ملوك اليمن

43 - أبرهة :

ابن الرائش - جد التبابعة - الحارث بن قيس بن صيفي بن سبأ الأصغر بن كعب بن زيد بن الجمهور بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن ابير بن الهميسع بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب قحطان

وهو ذو منار وذلك أنه صار إلي ناحية المغرب ، وكان إذا غلب علي بلد ضرب عليها النار ، وكان ملكه مائة وثمانين سنة (1)

44 - أبو مالك :

ابن عميكرب بن سبا، دام ملكه، ثلاثمائة سنة (2).

45 - أفريقيس :

ابن أبرهة، فسلك سبيل أبيه، وكان ملكه، مائة وأربعا وستين سنة (3).

ص: 132


1- تاريخ اليعقوبي : 169/1، سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب : 21
2- تاريخ اليعقوبي : 167/1 .
3- تاريخ اليعقوبي : 168/1

46- بلقيس :

ابنة الهدهاد بن شرحبيل فكان ملكها، مائة وعشرين سنة , ثم كان من أمرها مع سليمان بن داوود عليه السلام ما كان ثم صار ملك اليمن لسليمان ابن داوود عليها السلام، ثلاثمائة وعشرين سنة (1).

47 - تبع:

الأقرن بن شمر بن عميد فغزا الهند وأراد أن يغزو الصين. وكان ملكه مائة وثلاثا وستين سنة (2).

48 - الحارث :

ابن مالك بن أفريقيس بن صيفي بن يشجب بن سبا ، ملك مائة وأربعين سنة (3).

49 - حنادة :

ابن غالب بن زيد بن كهلان، وكان أول من صنع السيوف المشرفية وكان يصنع الطعام للجن بالليل, وملك، مائة وعشرين سنة (4).

50- ذو جدن الحميري :

عاش ثلاثمائة سنة (5).

ص: 133


1- تاريخ اليعقوبي : 168/1 .
2- تاريخ اليعقوبي :168/1
3- تاريخ اليعقوبي : 167/1
4- تاريخ اليعقوبي : 167/1
5- كتاب المعمرين : 66 ، كنز الفوائد : 132/2

51- الرائش :

الحارث بن شداد بن ملطاط بن عمرو بن ذي أبين بن ذي يقدم بن الصوار بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن حيدان بن قطن بن عريب بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبا .

وهو أول من غزا وأصاب الأموال وادخل اليمن الغنائم من غيرها فسمي الرائش فغلب اسمه وكان ملكه مائة وخمسا وعشرين سنة (1).

52- زيد:

وهو تبع الأول بن نيكف، فطال عمره وطغي وبغي وعتا فيزعم الرواة أنه ملك، أربعمائة سنة (2).

53 - سبأ :

ابن يشجب يقولون : أول من ملك اليمن، وكان ملكه أربعمائة سنة وأربعا وثمانين سنة (3). ثم ملك عمرو بن سبا واتصل ملكه، وغمر الناس عدله وشملهم إحسانه، وكان ملكه ثلاثمائة سنة (4).

54- مزيقيا :

واسمه عمرو بن عامر وعامر هو ماء السماء وإنما سمي ماء السماء لأنه كان حياة أينما نزل كمثل ماء السماء وإنما سمي مزيقا لأنه

ص: 134


1- تاريخ اليعقوبي : 168/1 ، سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب : 21.
2- تاريخ اليعقوبي : 168/1 .
3- مروج الذهب : 74/2
4- مروج الذهب : 2/ 74.

عاش ثمانمائة سنة أربعمائة سوقة، وأربعمائة ملكا، فكان يلبس في كل يوم حلتين ثم يأمر بهما فيمزقان حتي لا يلبسهما أحد غيره.

وقيل إنما سمي مزيقا لأن علي عهده تمزقت الأزد فصاروا إلي أقطار الأرض وكان ملك أرض سبأ فحدثته الكهان أن الله يهلكها بالسيل العرم فاحتال حتي باع ضياعه وخرج فيمن أطاعه من أولاده قبل السيل العرم ومنهانتشرت الأزد كلها والأنصار من ولده (1).

55 - ملكيكرب :

ابن تبع فغزا البلاد ففرق قومه إلي أقاصي الأرض، ونقلهم إلي سجستان و خراسان واجتمعوا عليه فقتلوه. وكان ملكه، مائة وعشرين سنة (2).

56- يعرب بن قحطان :

واسمه ربيعة أول من تكلم بالعربية ملك مائتي سنة علي ما ذكره أبو الحسن النسابة الأصفهاني في كتاب الفرع والشجر وهو أبو اليمن كلها وهو منها كعدنان إلا شاذا نادرا (3).

ص: 135


1- السيرة النبوية : (سيرة ابن هشام) : 13/1 -16 ، كتاب الغيبة : 124 ، كمال الدين : 507/2 .
2- تاريخ اليعقوبي : 169/1
3- كتاب الغيبة : 124.

57 - يوسف ذو نواس :

ابن زرعة بن تبع الأصغر بن حسان بن ملكيكرب، فكان ملكه مائتي سنة وستين سنة وقيل أقل من ذلك (1).

ص: 136


1- مروج الذهب : 83/1 .

ومن الملوك

58 - أروي بن سلم :

قال الإمام الصادق عليه السلام : أنه قال في حديث فيه قصة داوود عليه السلام : « إنه خرج يقرأ الزبور وكان إذا قرأ لا يبقي جبل ولا حجر ولا طائر إلا جاوبته ، فانتهي إلي جبل فإذا علي ذلك الجبل نبي عابد يقال له : حزقيل ، فلما سمع دوي الجبال وأصوات السباع والطير علم أنه داوود عليه السلام.

فقال داوود عليه السلام : [يا حزقيل تأذن لي فأصعد إليك] ؟.

قال : [لا] .

فيكي داوود فأوحي الله عز وجل إليه : [يا حزقيل لا تعبر داوود سلني العافية].

قال : [فأخذ حزقيل بيد داوود عليه السلام ورفعه إليه] .

فقال داوود : [يا حزقيل هل هممت بخطيئة قط] ؟.

قال : [لا]. قال : [فهل دخلك العجب بما أنت فيه من عبادة الله ] ؟.

قال : [ لا ].

قال : [فهل ركنت إلي الدنيا فأحببت أن تأخذ من شهواتها ولذاتها] ؟.

قال : [بلي ربما عرض ذلك بقلبي] .

قال : [فما كنت تصنع إذا كان ذلك] ؟.

ص: 137

قال : [أدخل إلي هذا الشعب فأعتبر بما فيه] .

قال : فدخل داوود الشعب فإذا سرير من حديد عليه جمجمة باليه وعظام فانية وإذا لوح من حديد فيه كتابة فقرأها داوود فإذا فيها :

[انا أروي بن سلم، ملكت ألف سنة، وبنيت ألف مدينة وافتضضت ألف بكر، فكان آخر عمري أن صار التراب فراشي، والحجارة وسادتي، والديدان والحيات جيراني، فمن رآني فلا يغتر بالدنيا ] » (1).

ص: 138


1- كمال الدين : 475/2 .

القسم الثالث : المعمرون في العصور الأولي

ص: 139

ص: 140

59- أرغو بن فالغ

أرغو بن فالغ بن عابر بن شالح بن ارفخشد بن سام بن نوح .

ثم قام بعد أبيه وقد تفرقت الألسن علي اثنين وسبعين فرقة لبني سام تسع عشرة فرقة، ولولد حام ست عشرة فرقة . ولولد يافث سبع وثلاثون فرقة . وكان في زمانه نمرود الجبار وكان مسكنه ببابل وكان الذي ابتدأ بناء الصرح وأول من عمل التاج وملك سبعا وستين سنة . وكان قد ولد لأرغو ساروغ بعد أن أتت عليه اثنتان وثلاثون سنة ولما أتت لأرغو أربع وسبعون سنة من عمره كمل الألف الثالث، وحضرت أرغو الوفاة فأوصي ابنه ساروغ.

وتوفي أرغو يوم الأربعاء الأربع عشرة ليلة خلت من نيسان، وكانت حياته مائتي سنة (1).

ص: 141


1- تاريخ اليعقوبي : 20/1 .

60- أرفخشد

أرفخشد بن سام بن نوح .

ثم قام بعبادة الله سبحانه وطاعته، وكان قد ولد له شالح بعد أن أتت عليه مائة وخمس وثمانون سنة. وقد تفرق ولد نوح في البلاد وكثرت الجبابرة والعتاة منهم وافسد ولد نوح كنعان بن حام واظهروا المعاصي.

ولما حضرت أرفخشد الوفاة جمع إليه ولده وأهله وأوصاهم بعبادة الله سبحانه ومجانبة المعاصي وقال لشالح ابنه :

[ اقبل وصيتي وقم في أهلك بعدي عاملا بطاعة الله سبحانه].

مات أرفخشد يوم الأحد لسبع بقين من نيسان وكانت حياته أربعمائة وخمسا وستين سنة (1).

ص: 142


1- تاريخ اليعقوبي : 1/ 18-19 ، تذكرة الخواص : 454.

61- أنوش

أنوش بن شيث بن آدم، عاش تسعمائة وخمسا وستين سنة، وقام بعد أبيه بحفظ وصية أبيه وجده وأحسن عبادة الله سبحانه وأمر قومه بحسن العبادة .

وفي أيامه قتل قابيل الملعون، رماه لملك الأعمي بحجر فشخ رأسه فمات، وكان قد ولد لأنوش قينان بعد أن أتت له تسعون سنة، ولما حضرت أنوش الوفاة اجتمع إليه بنوه وبنو بنيه، قينان ومهلائيل ويرد وأخنوخ ومتوشلح ونساؤهم وأبناؤهم فصلي عليهم ودعا لهم بالبركة ونهاهم أن يهبطوا من جبلهم المقدس أو يدعوا أحدا من بنيهم أن يختلطوا بولد قابيل اللعين. وأوصي قينان بجسد آدم عليه السلام . وكانت حياته تسعمائة وخمسا وستين سنة (1).

ص: 143


1- تاريخ اليعقوبي : 11/1 -12 .

62- تارخ

تارخ بن ناحور بن ساروغ بن أرغو بن فالغ بن عابر بن شالح ابن أرفخشد بن سام بن نوح، قام مقام أبيه وهو والد إبراهيم الخليل عليه السلام.

وكان في عصر نمرود الجبار، وكان نمرود أول من عبد النار وسجد لها . وذلك أن نارا خرجت من الأرض فأتاها فسجد لها. وكلمه منها شيطان فبني عليها بنية وجعل لها سدنة وفي ذلك العصر تعاطي الناس علم النجوم، وحسبوا الكسوف للشمس والقمر والكواكب السائرة والراتبة وتكلموا في الفلك والبروج. وكان الذي علم نمرود ذلك رجلا يقال له منطق .

وكان تارخ وهو آزر (1). أبو إبراهيم عليه السلام مع نمرود الجبار، فحسب المنجمون لنمرود فقالوا له : [إنه يولد في مملكته مولود يعيب دينه ويزري عليه ويهدم أصنامه ويفرق جمعه] .

ص: 144


1- هذا خلاف قول أكثر المفسرين وخلاف قوله تعالي في النبي صلي الله عليه واله وسلم : وتقلبك في الساجدين ، الدال علي إسلام آباء النبي صلي الله عليه واله وسلم فإن آزر عمه والعرب تقول للعم أب .

فجعل لا يولد في مملكته مولود إلا شق بطنه. حتي ولد إبراهيم عليه السلام فستره أبواه وأخفيا أمره، وصيراه في مغارة حيث لا يعلم به أحد .

وكان مولده بكوثا ربا، وكان مولد إبراهيم عليه السلام بعد أن أتت لتارخ مائة وسبعون سنة ، وعاش تارخ مائتي سنة وخمس سنين (1).

ص: 145


1- تاريخ اليعقوبي : 22/1- 23

63- ساروغ بن أرغو

ساروغ بن أرغو بن فالغ بن عابر بن شالح بن أرفخشد بن سام ابن نوح .

قام في ولد سام بعد موت أبيه وقد كثرت الجبابرة وعتت في الأرض، وكان في زمن ساروغ أول ما عبدت الأصنام، وكان أول شان الأصنام أن الناس كان إذا مات لأحدهم الميت الذي يعز عليهم من أب أو أخ أو ولد صنع صنما علي صورته، وسماه باسمه، فلما أدرك الخلف الذي بعدهم ظنوا، وحدثهم الشيطان إنه إنما صنعت هذه التعبد فعبدوها.

ثم فرق الله سبحانه دينهم، فمنهم من عبد الأصنام، ومنهم من عبد الشمس، ومنهم من عبد القمر، ومنهم من عبد الطير، منهم من عبد الريح، ومنهم من عبد الحجارة، ومنهم من عبد الشجر، ومنهم من عبد الماء، وفتنهم الشيطان وأضلهم وأطغاهم، وكان قد ولد لساروغ ناحور بعد أن أتت عليه مائة وثلاثون سنة. ولما حضرت ساروغ الوفاة أوصي ابنه ناحور وأمره بعبادة الله تعالي، ومات ساروغ لثلاث بقين من آب يوم الأحد. وكانت حياته مائتين وثلاثين سنة (1).

ص: 146


1- تاريخ اليعقوبي : 21/1 .

64- سام بن نوح عليه السلام

سام بن نوح عليه السلام قام بعد أبيه بعبادة الله سبحانه وطاعته وكان قد ولد له أرفخشد بعد أن انت عليه مائة سنة وسنتان ثم انطلق وفتح السفينة فاخذ جسد آدم عليه السلام فهبط به سرا عن إخوته وأهله ، ودعا أخويه يافثا وحاما فقال لهما :

[إن أبي اوصي إلي وأمرني أن آتي البحر فأنظر في الأرض ثم أرجع فلا تتحركوا حتي آتيكم واستوصوا بامرأتي وبني خيرا] .

فقال له أخواه : [ اذهب في حفظ الله فإنك قد علمت أن الأرض خربة ونخاف عليك السباع] (1).

قال سام : [إن الله تعالي يبعث ملكا من الملائكة فلا أخاف إن شاء الله سبحانه شيئا].

ودعا سام ابنه لمكا فقال له ولامرأته : [أرسلا معي ابنكما يؤنسني في الطريق] .

فقالا له : [اذهب راشدا] .

فقال سام لإخوته وأهله وولده : [قد علمتم أن أبانا نوحا قد أوصي إلي وأمرني أن أختم السفينة فلا أدخلها أنا ولا أحد من الناس فلا يقربن السفينة منكم أحدا] .

ص: 147


1- كيف يخاف السباع ، ولم يبق علي وجه الأرض حي : لا إنسان ولا حيوان .

ثم أن ساما خرج ومعه ابنه فعرض لهما الملك فلا يزل معهما حتي صار بهما إلي الموضع الذي أمروا أن يضعوا جسد آدم عليه السلام فيه . - فيقال إنه بمسجد مني عند المناره. ويقول أهل الكتاب: بالشام في الأرض المقدسة - .

فانفتحت الأرض فوضع الجسد فيها ثم انطبقت عليه.

والمعروف عند الإمامية الجعفرية : إنه مدفون في النجف الأشرف في العراق (1).

وحضرت سام الوفاة فأوصي إلي ابنه أرفخشد. ومات سام يوم الخميس لسبع خلون من أيلول، وكانت حياته خمسمائة سنة، وقيل ستمائة سنة (2).

ص: 148


1- الدليل علي أنه مدفون في النجف هو: زيارة الأمام عليه السلام حيث يقول : السلام عليك وعلي ضجيعيك آدم ونوح عليهما السلام.
2- تاريخ اليعقوبي : 18/1، تذكرة الخواص : 454.

65- شالح بن أرفخشد

شالح بن أرفخشد بن سام بن نوح قام في قومه يأمرهم بطاعة الله سبحانه وينهاهم عن معاصيه. ويحذرهم ما نال أهل المعاصي من الرجز والعذاب. وكان قد ولد له عابر بعد أن أتت عليه مائة وثلاثون سنة ثم حضرته الوفاة فأوصي إلي ابنه عابر وأمره أن يتجنب فعل بني قابيلا اللعين، ومات يوم الاثنين لثلاث عشرة ليلة خلت من آذار وكانت حياته أربعمائة وثلاثين سنة (1).

ص: 149


1- تاريخ اليعقوبي :19/1 .

66- عابر بن شالح

عابر بن شالح بن أرفخشد بن سام بن نوح قام يدعو قومه إلي طاعة الله سبحانه ويحذرهم وبني سام بن نوح أن يختلطوا بولد كنعان ابن حام المغير دين آبائه، والمرتكب المعاصي وكان قد ولد له فالغ بعد أن أتت عليه مائة وأربع وثلاثون سنة ثم حضرته الوفاة، فأوصي إلي بنيه جميعا بتقوي الله سبحانه. وأوصي إلي ابنه فالغ فقال له :

[ يا بني إن ولد قابيل اللعين لما أكثروا العمل بمعاصي الله سبحانه وتعالي ودخل معهم ولد شيث بعث الله سبحانه وتعالي عليهم الرجز فلا تدخل أنت ولا أهلك في ملة بني كنعان ].

ومات عابر يوم الخميس لثلاث وعشرين من تشرين الأول، وكانت حياته ثلاثمائة، وقيل مائة وأربع وستين سنة (1).

ص: 150


1- تاريخ اليعقوبي : 19/1 .

67- العزير وعزره

العزير وعزره : شقيقان يقال إنهما توأمان، وقد جاء عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال عندما سأله أحد النصاري عن رجلين ولدا في ساعة واحدة وماتا في ساعة واحدة ودفنا في قبر واحد عاش أحدهما خمسين سنة، وعاش الثاني مائة وخمسين سنة ؟! : «ذاك عزير وعزره ولدا توأمان وعاشا مع بعضهما ثلاثين سنة، ثم أن عزير ركب حماره وذهب حتي وصل إلي هذه القرية الخاوية علي عروشها وقال :

«أَنَّي يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ» (1).

وعاش مع أخيه عشرين سنة».

فيكون عزير قد عاش خمسين سنة، وعزره مائة وخمسين سنة (2).

ص: 151


1- سورة البقرة ، الآية : 259.
2- النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين : 501-502.

68- عمران والد نبي الله موسي عليه السلام

عمران بن قهث بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن تارخ بن ناحور بن ساروغ بن أرغو بن فالغ بن عابر بن شالح بن أرفخشد بن سام بن نوح .

وقيل عمران بن يصهر بن قهث بن لاوي بن يعقوب عليه السلام.

عاش عمران مائة وسبع وثلاثين سنة (1).

ص: 152


1- التنبيه والإشراف : 170 .

69- فالغ بن عابر

فالغ بن عابر بن شالح بن أرفخشد بن سام بن نوح قام بعد أبيه يدعو الناس إلي طاعة الله سبحانه فكان في زمانه اجتماع ولد نوح ببابل وذلك أن ماش بن أرم بن نوح صار إلي ارض بابل، فولد نمرود الجبار ونبيط وهو أبو النبط، وهو أول من استنبط الأنهار وغرس الأشجار وعمر الأرض . وكان لسانهم جميعا السريانية، وهو لسان آدم عليه السلام ، فلما اجتمعوا ببابل قال بعضهم لبعض : [ لنبنين بنيانا أسفله الأرض وأعلاه السماء ].

فلما أخذوا في البنيان قالوا : [ نتخذه حصنا يحرزنا من الطوفان ] فهدم الله سبحانه حصنهم وفرق ألسنتهم علي اثنين وسبعين لسانا وتفرقوا علي اثنين وسبعين فرقة، من موضعهم ذلك، فكان في ولد سام تسعة عشر لسانا وفي ولد حام ستة عشر لسانا، وفي ولد يافث سبعة وثلاثين لسانا، فلما رؤوا ما هم فيه اجتمعوا إلي فالغ بن عابر فقال لهم :

[ إنه لا يسعكم أرض واحدة مع افتراق ألسنتكم ].

فقالوا : [ اقسم الأرض بيننا ]، فقسم لهم فصارت لولد يافث الصين والهند والترك والخزر والتبت والبلغر والديلم وما والي أرض خراسان وكان ملك بني يافث في ذلك الزمان جم شاذ .

وصار لولد حام أرض المغرب وما وراء الفرات إلي مسقط الشمس .

ص: 153

وصار لولد سام الحجاز واليمن وباقي الأرض . وكان قد ولد له أرغو بعد أن أتت عليه ثلاثون سنة، وحضرت فالغ الوفاة فأوصي إلي ابنه أرغو.

ومات فالغ يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من أيلول وكانت حياته مائتي سنة وتسعا وثلاثين (1) .

ص: 154


1- تاريخ اليعقوبي : 19/1 -20 .

70- قينان

قينان بن أنوش بن شيث بن آدم، عاش تسعمائة وعشرين سنة، وكان رجلا لطيفا تقيا مقدسا، فقام في قومه بطاعة الله سبحانه وحسن عبادته وإتباع وصية آدم وشيث عليه السلام ، وكان قد ولد له مهلائيل بعد أن أتت عليه سبعون سنة، فلما دنا موته اجتمع إليه بنوه وبنو بنيه مهلائيل ويرد ومتوشلح ولمك ونساؤهم وأبناؤهم فصلي عليهم ودعا لهم بالبركة.

فأقسم عليهم بدم هابيل أن لا يهبط أحد منهم من جبلهم المقدس إلي ولد الملعون قابيل، وجعل وصيته إلي مهلائيل وأمره أن يحتفظ بجسد آدم عليه السلام ، وأمره أن يحافظ علي وصيته (1).

ص: 155


1- تاريع اليعقوبي : 12/1، تذكرة الخواص : 454.

71- لمك بن متوشلح

المك بن متوشلح بن أخنوخ بن يرد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش ابن شيث بن آدم .

عاش سبعمائة وسبعا وسبعين سنة، قام لمك من بعد أبيه متوشلح بعبادة الله سبحانه وطاعته. وكان قد ولد له بعد أن أتت عليه مائة واثنتان وثمانون سنة، وكثرت الجبابرة في عصره، وذلك أنه لما وقع بنوشيث في بنات قابيل ولدت منهم الجبابرة، ثم دنا موت لمك فدعا نوحا وساما وحاما ويافثا ونساؤهم، ولم يكن بقي من أولاد شيث في الجبل أحد غيرهم إلا هبطوا إلي بني قابيل فكانوا ثمانية أنفس، ولم يكن لهم أولاد قبل الطوفان فصلي عليهم ودعا لهم بالبركة ثم بكي،وقال لهم :

[ إنه لم يبق من جنسنا أحد إلا هؤلاء الثمانية. وأسأل الله الذي خلق آدم وحواء ووجدهما ثم كثر ولدهما أن ينجيكم من هذا الرجز الذي أعد للأمة السوء. ويكثر ولدكم حتي يملؤوا الأرض، ويعطيكم بركة أبينا آدم ويجعل في ولدكم الملك وأنا متوفي ولن يفلت من أهل الرجز غيرك يا نوح فإذا أنا مت فاحملني واجعلني في مغارة الكنز فإذا أراد الله سبحانه أن تركب السفينة فاحمل جسد أبينا آدم فاهبط به معك ثم اجعله وسط البيت الأعلي من السفينة،ثم كن أنت وبنوك في طرف السفينة الغربي، وليكن جسد أبينا آدم بينكم. فلا تجوزوا إلي نسائكم

ص: 156

ولا يجزن إليكم. ولا تأكلوا وتشربوا معهن ولا تقربوهن حتي تخرجوا من السفينة، فإذا ذهب الطوفان وخرجتم من السفينة إلي الأرض فصل أنت عند جسد آدم، ثم أوصي ساما أكبر بنيك فليذهب بجسد آدم حتي يجعله في وسط الأرض. فان الله سبحانه مرسل معه ملك يدله علي وسط الأرض ويؤنسه ].

وتوفي لمك لسبع عشرة ليلة خلت من آذار يوم الأحد علي تسع ساعات من النهار ، وكانت حياته سبعمائة وسبعا وسبعين سنة (1).

ص: 157


1- تاريخ اليعقوبي : 14/1-15.

72- متوشلح

متوشلح بن أخنوخ بن يرد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث ابن آدم .

عاش تسعمائة وستين سنة، ثم قام متوشلح بن أخنوخ بعبادة الله وطاعته سبحانه وتعالي وكان لما أتت عليه مائة وسبع وثمانون سنة ولد له لمك فأوحي الله سبحانه وتعالي إلي نوح عليه السلام في عصره وأعلمه أنه باعث الطوفان علي الناس وأمره أن يعمل السفينة من الخشب، ولما تم لمتوشلح تسعمائة وستين سنة جمع حوله بنيه وبني بنيه وأمرهم بتقوي الله سبحانه ولأن لا يهبط احد منهم من الجبل المقدس، وأن لا يخالطوا أبناء قابيل الملعون وأوصاهم بجسد آدم عليه السلام . وتوفي متوشلح في إحدي وعشرين من أيلول يوم الخميس وكانت حياته تسعمائة وستين سنة (1).

ص: 158


1- تاريخ اليعقوبي : 14/1 .

73- مريم بنت عمران عليه السلام

مريم بنت عمران بن قهث بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن تارخ بن ناحور بن ساروغ بن أرغو بن فالغ بن عابر بن شالح بن أرفخشد بن سام بن نوح .

وقيل عمران بن يصهر بن قهث بن لاوي بن يعقوب عليه السلام .

عاشت مريم مائة وسبع وعشرين سنة (1).

ص: 159


1- التنبيه والإشراف : 170 .

74- مهلائيل

مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم .

ثم قام بعد قينان ابنه مهلائيل، فقام في قومه بطاعة الله سبحانه وتعالي وإتباع وصية أبيه وكان قد ولد له يرد بعد أن أتت عليه خمس وستون سنة .

فلما دنا موته أوصي إلي ابنه يرد وأوصاه بجسد آدم عليه السلام .

ثم توفي مهلائيل لليلتين خلتا من نيسان يوم الأحد علي ثلاث ساعات من النهار . وكانت حياته ثمانمائة سنة وخمسا وتسعين سنة (1).

ص: 160


1- تاريع اليعقوبي : 12/1، تذكرة الخواص : 454.

75- ناحور

ناحور بن ساروغ بن أرغو بن فالغ بن عابر بن شالح بن أرفخشد ابن سام بن نوح .

قام مقام ابيه فكثرت عبادة الأصنام في زمانه، فأمر الله سبحانه الأرض فزلزلت عليهم زلزلة شديدة حتي سقطت تلك الأصنام فلم يكترثوا بذلك وأعادوا أصنامهم كما كانت .

وفي زمانه ظهر السحر والكهانة والطيرة وذبح الناس أولادهم للشياطين، وجعلت المكاييل والموازين، وكانت حياة ناحور مائة وثماني وأربعين سنة، وكانت منازلهم بين أعالي حضرموت إلي أودية نجران . فلما عاثوا فسادا وعتوا بعث الله سبحانه وتعالي هودا (هود بن عبد الله ابن رباح بن الخلود بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح). فدعاهم إلي عبادة الله سبحانه والعمل بطاعته واجتناب المحارم. فكذبوه، فقطع الله عنهم المطر ثلاث سنين. فوجهوا وفدا لهم إلي البيت الحرام يستسقي لهم، فأقاموا يطوفون في البيت ويسعون اربعين صباحا . ثم وقفت لهم سحابتان إحداها بيضاء فيها غوث ورحمة والأخري سوداء فيها عذاب ونقمة، وسمعوا صوتا يناديهم اختاروا ايتهما شئتم. فقالوا اخترنا السوداء فمرت بهم وهي علي رؤوسهم فلما قربت من البلاد قال لهم هود : [ إن هذه السحابة فيها عذاب ونقمة قد أظلتكم].

ص: 161

فقالوا : [ عارض ممطرنا ].

فأقبلت ريح سوداء لا تمر بشيء إلا أحرقته فما نجا منهم إلا هود.

ويقال انه نجا لقمان بن عاد وعاش حتي عمر عمر سبعة أنسر ولما مضت عاد صار مكانهم في ديارهم بنو ثمود بن جازر بن ثمود بن إرم بن سام بن نوح، وكانت ملوكهم تنزل الحجر فلما عتوا بعث الله سبحانه إليهم صالح بن تالح بن صادق بن هود نبيا. فسألوا أن يأتيهم بآية، فأخرج لهم الله سبحانه ناقة من الأرض ثم رغا. فبعث الله سبحانه عليهم العذاب، فما فلت منهم إلا امراة يقال لها الذريعة.

وعاش ناحور مائة وثماني وأربعين سنة (1).

ص: 162


1- تاريخ اليعقوبي :21/1 -22 .

76- يرد

يرد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم .

ثم قام بعد مهلائيل ابنه يرد، وكان رجلا مؤمنا كامل العمل لله سبحانه والعبادة، له كثير الصلاة بالليل والنهار، فزاد الله سبحانه في حياته.

وكان قد ولد له أخنوخ بعد أن أتت عليه اثنتان وستون سنة، وفي الأربعين ليرد تم الألف الأول، ولما مضي من حياته خمسمائة سنة نقض بنو شيث العهود والمواثيق التي كانت بينهم. فجعلوا ينزلون إلي الأرض التي فيها بنو قابيل.

وكان أول نزولهم أن الشيطان اتخذ شيطانين من الأنس اسم أحدهم «يوبل» والآخر «توبلقين» فعلمهما أصناف الغناء والزمر.

فصنع يوبل: المزامير والطنابير والبرابط والصور.

وصنع توبلقين: الطبول والدفوف والصنوج.

ولم يكن لبني قابيل عمل يشغلهم ولا ذكر لهم إلا أمام الشيطان، وكانوا يركبون المحارم والمآثم ويجتمعون علي الفسق، وكان ذوو السن من رجالهم ونسائهم أشد في ذلك من شبانهم فكانوا يجتمعون فيزمرون ويضربون بالطبول والدفوف والبرابط والصنوج ويصيحون ويضحكون

ص: 163

حتي سمع أهل الجبل من بني شيث أصواتهم فاجتمع منهم مائة رجل علي أن يهبطوا إلي بني قابيل فينظروا ما تلك الأصوات فلما بلغ ذلك يرد أتاهم وناشدهم الله وذكرهم وصية آبائهم وحلف عليهم بدم هابيل وقام فيهم أخنوخ بن يرد فقال : [اعلموا أنه من عصي منكم أبانا يرد ونقض عهده وعهود آبائنا وهبط من جبلنا لم ندعه يصعد أبدا ].

فأبوا إلا أن يهبطوا ، فلما هبطوا اختلطوا ببنات قابيل بعد أن ركبوا الفواحش ، ولما دنا موت يرد جمع إليه بنوه وبني بنيه أخنوخ ومتوشلح ولمك ونوح عليه السلام ودعا لهم بالبركة ونهاهم أن يهبطوا من الجبل المقدس ، وقال : [أنكم لا محالة تهبطون إلي الأرض السفلي فأيكم كان آخر هبوطا فليهبط معه بجسد أبينا آدم ثم ليجعله وسط الأرض كما أوصانا].

فأمر أخنوخ ابنه أن لا يزال يصلي في مغارة الكنز ، ثم توفي يوم الجمعة لليلة خلت من آذار حين غابت الشمس ، وكانت حياته تسعمائة سنة واثنتين وستين سنة (1).

ص: 164


1- تاريخ اليعقوبي :12/1 -13.

القسم الرابع : المعمرون عبر التاريخ

ص: 165

حرف الألف

77- ابن يزيد الجعفي :

عاش خمس ومائة سنة وأدرك الإسلام (1).

78- أبو جحش المقري :

متهم أو لا وجود له، روي جعفر بن محمد بن أبان الخراساني، نزيل أصبهان ولا أدري من ذا، قال كنت بحلوان والناس يغدون ويروحون، فقلت ما لهؤلاء يغدون ؟

فقالوا : ها هنا رجل يقال له أبو جحش المقري وقد رأي علي بن أبي طالب عليه السلام، فذهبت معهم إلي أبي جحش المقري، شيخ أسود ، فقلت له : [أنت رأيت علي بن أبي طالب ابن عم المصطفي صلي الله عليه واله وسلم ]؟.

قال : نعم .

قلت : و أبن كم كنت ؟

قال : ابن عشر سنين أقل أو أكثر، فحسبنا عمره فإذا قد أتي عليه مائة وخمس وثمانون سنة .

قلت : وأي يوم رأيته ؟

قال : رأيته حين طعن وهو عليل، ووصف لنا خلقته، قال : كان رجلا عظيم الهامة دقيق الساقين كبير البطن طويل اليدين والأصابع.

ص: 166


1- كنز الفوائد :146/2 .

قال : ووجه علي بن أبي طالب عليه السلام الرسالة إلي ابنيه يقول لهم :[لا تظلموه واضربوه ضربة في المكان الذي ضربني فإن هذه وصية رسول الله صلي الله عليه واله وسلم و الذي أوصاني بها قبل هذا] (1).

79- أبو جعاد ربيعة :

من بني عدوان عاش مائة وسبعين سنة (2).

80- أبو القاسم بن أحمد البرزلي

البلوي القيرواني التونسي :

مفتي تونس وفقيهها وحافظها وإمامها بالجامع الأعظم . بعد الإمام الغبريني شيخ الشيوخ .

أخذ عن الشيخ ماضي بن سلطان، وأحمد بن مسعود البلنسي المعروف بابن أبي حاجة، وأحمد بن حيدرة التوزري، وأبي العباس المؤمنائي وأخيه عبد الرحمن، وغيرهم .

وعنه جملة منهم ابن ناجي وحلولو والرصاع ومحمد بن أحمد عظوم والأخوان القلشانيان .

وأخذ عنه ابن عرفة الطبرئي ولازماه وابن مرزوق الجد وأبو الحسن ، له :

1- ديوان كبير في الفقه جمع فأوعي .

2- الحاوي في النوازل

ص: 167


1- لسان الميزان : 24/7 - 25، رقم 232.
2- كتاب المعمرين : 116.

اختصره : حلولو، والبوسعيدي، والونشريسي .

3- فتاوي كثيرة في فنون العلم .

توفي سنة 841 أو سنة 843 أو سنة 844 . وعمره مائة سنة وثلاث سنين (1) .

81- الأبيرد بن المعذر الرياحي :

قال بعضهم هو : الأبيرد بن الحارث، من تيم الرباب بن عبد مناة ابن أدد بن طابخة بن الياس بن مضر، عاش مائة وعشرين سنة (2).

82- أحمد ابن أبي سليمان القواريري :

عن حماد بن سلمة والقدماء، كذبه الأزدي وغيره. فلا يعرج به، بقي إلي بعد الستين، روي عنه محمد بن مخلد.

وقال الدارقطني : ضعيف .

وقال الآجري : سألت أبا داود فذكر عن أحمد بن أبي سليمان يعني القواريري عن إسماعيل بن عياش سمعت جريرا يقول : كان لا يؤمن علي جاراته .

فقلت له : في ذلك .

فقال : ولم لا أقول هذا وقد سمعت الوليد بن عبد الملك يخطب علي المنبر وجعل أبو داود يذم أحمد بن أبي سليمان .

وقال : الخطيب كذبه ظاهر، يغني عن التعليل روايته لجواز دخول الوهم والسهو عليه، وذلك أن محمد بن إسحاق توفي سنة إحدي

ص: 168


1- شجرة النور الزكية : 245 ، رقم 879.
2- كتاب المعمرين : 108 ، رقم 59.

وخمسين أو اثنين وخمسين ومائة وقيل قبل ذلك كيف يكتب هذا عنه ومولده علي ما ذكره سنة (51) وأعجب من هذا ادعاءه سماعه منه بالكوفة ثم بالمدينة وابن إسحاق إنما قم الكوفة في حياة الأعمش وذلك قبل مولد هذا الشيخ بسنين كثيرة، وفي بعض ما ذكرنا دلالة كافية علي بيان حاله وظهور تخليطه .

وقال الأزدي : حدثنا نهشل بن دارم عنه بما لا يكون .

وقال نهشل : سألته عن عمره ؟.

فقال : مائة وستة عشر سنة .

وقال الدارقطني : روي حماد بن سلمة مقلوبات كان مغفلا يترك ولا يحتج به ، وقال في العلل ضعيف (1).

83- أحمد بن زيدان أبو العباس المقرئ :

نزيل بيت المقدس زعم أن أبا بكر بن مجاهد هو الذي لقنه القرآن.

قال : أبو عمرو الداني قرأ عليه بعض أصحابنا المغاربة هذا ببيت المقدس، عمر حتي نيف علي المائة .

وقال : توفي سنة أربع عشرة وأربعمائة .

قلت : هذا رجل مجهول غير مقبول ولا وجود له فان الناقل عنه نكرة لا نعرفه (2).

ص: 169


1- لسان الميزان :183/1 ، رقم : 583.
2- لسان الميزان : 175/1 .

84- أحمد شريف علوي :

العلامة القاضي : أحمد شريف بن علي بن علوي وكان مولده يوم الجمعة تاسع شهر ذي الحجة سنة أربع أو خمس وثمانمائة، واشتغل بالفقه علي جماعة كالعلامة الفقيه عبد الله بن عبد الرحمن أبا فضل صاحب المختصر المشهور، وكالعلامة

الفقيه محمد بن عبد الرحمن الأسقع أبا علوي وغيرهما .

وجد واجتهد حتي برع فيه وأشير إليه بالرئاسة والفتوي، وذكر أخوه المعلم خرد في طبقات فقهاء آل أبا علوي قال : وولي قضاء ابن راشد وهو مشتمل علي مدن متعددة ، ولم ينقض عليه مناقض .

وكانت وفاته سنة تسعمائة وسبع وخمسين هجرية، فعلي هذا يكون عمره مائة واثنين وخمسين سنة (1).

85- أحمد بن مظفر بن موسي التمار :

سمع من أبي هاشم الخرقي، وأبي قاسم بن بشران، وأبي بكر البرقاني .

روي عن السلفي، وابن السمرقندي، وابن الأنماطي، والشيخ عبد القادر الجيلي، وأبو الفضل بن ناصر وجماعة .

عن أبي علي بن شاذان، قال ابن السمعاني : كان يلحق اسمه في الأجزاء .

قال شجاع الذهلي و ضعيف جدا، فقيل به لم ضعفوه ؟.

قال : بأشياء ظهرت منه انه كان يلحق سماعاته في الأجزاء، فقال

ص: 170


1- تاريخ النور السافر عن أخبار القرن العاشر : 223 .

السمعاني : سألت ابن الأنماطي عنه فقال : شيخ مقارب رأيت سماعة في جزء عن الحزفي مصلحا .

وقال السلفي : ذكر لي أن مولده سنة أربع مائة وإحدي عشرة .

وقال شجاع مات في صفر سنة ثلاث وخمسين وخمس مائة .

فعلي هذا يكون عمره مائة واثنين وأربعين سنة (1).

86- إدريس بن جعفر العطار :

هو : إدريس بن جعفر بن يزيد بن خالد بن أبان بن شيرويه أبو محمد العطار .

قال الخطيب في تاريخه : عن أبي بدر خمسة أحاديث ، آخر من حدث عن يزيد بن هارون .

وقال الدارقطني : متروك. وعن ابن السماك، والخطبي، وجعفر بن محمد بن الحكيم، ولا يعرف البغداديون له شيء مسندا سوي هذه الأحاديث .

وعنه أيضا, الطبراني عن يزيد بن هارون وروح بن عبد العزيز ابن أبان أحاديث عدة .

وروي شعبة بن الفضل التغلبي عنه عن يزيد بن هارون حديثا، فالله أعلم .

أخبرنا : ابن رزق حدثنا عثمان بن أحمد حدثنا إدريس بن جعفر العطار.

وأخبرنا الحسن بن أبي بكر حدثنا جعفر بن محمد بن الحكيم الواسطي حدثنا إدريس ابن العطار حدثنا أبو بدر حدثنا محمد بن عمرو

ص: 171


1- لسان الميزان : 311/1 -312، رقم : 935.

عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلي الله عليه واله وسلم : «إن فضل البنفسج علي سائر الأدهان، كفضلي علي سائر الناس».

قال إسماعيل الخطبي : حدثني إدريس بن جعفر وسألته عن سنة فقال : مائة وست وستون سنة (1).

87- أرطاة بن دشهبة المزني :

يكني أبا الوليد، عاش عشرين ومائة سنة .

قال له عبد الملك بن مروان : ما بقي من شعرك يا أرطاة ؟ قال : يا أمير المؤمنين إني لا أشرب ولا أطرب ولا أغضب، ولا يجيئني الشعر إلا علي أحد هذه الخصال علي أني أقول :

رأيت المرء تأكله الليالي *** كأكل الأرض ساقطة الحديد

وما بقي المنية حين تأتي *** علي نفس ابن آدم من مزيد

وأعلم أنها ستكر حتي *** توفي نذرها بأبي الوليد

فارتاع عبد الملك، فقال أرطاة : يا أمير المؤمنين إني أكني أبا الوليد (2).

88- إسحاق بن الحارث :

دمشقي معمر، ادعي أنه رأي أبا الدرداء، وحدث عنه أبو إبراهيم الترجماني فيكون لقاؤه له في حدود السبعين ومائة فلا يقبل مثل هذا من مجهول.

ص: 172


1- لسان الميزان : 332/1 ، رقم : 1011 .
2- كمال الدين : 506/2 .

وشرح هذا الكلام أن أبا الدرداء مات سنة اثنتين وثلاثين (1) علي المشهور وقيل بعدها بقليل وأول ما طلب الترجماني في حدود السبعين .

لكن قال ابن أبي خيثمة في تاريخه : حدثني البرجماني، حدثنا إسحاق بن الحارث وقال : كان له مائة وعشرون سنة .

قلت : فعلي هذا لا يصح لقيه لأبي الدرداء لأن طلب الترجماني كما تقدم في حدود السبعين فيكون مولد إسحاق في حدود الخمسين وذلك بعد موت أبي الدرداء بمدة (2).

89- إسحاق الواسطي :

أبو بشر إسحاق بن أبي عمران شاهين ابن الحارث الواسطي، صدوق من العاشرة مات بعد الخمسين وقد جاوز المائة سنة (3) .

90- أبو عمرو إسحاق بن مرار الشيباني :

متأخر كوفي نزيل بغداد وكان نحويا لغويا ، بكسر أوله والتخفيف، صدوق، من الثامنة، مات سنة عشر أوست ومائتين، وقد قارب مائة وعشرين سنة (4).

ص: 173


1- أبو الدرداء بقي حيا إلي ما بعد الأربعين والدليل علي ذلك تكليف معاوية له أن يذهب إلي العراق ويخطب أرينب ابنة إسحاق زوجة عبد الله بن سلام لولده يزيد والقصة معروفة . وكان ذلك بعد استشهاد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.
2- لسان الميزان : 359/1 - 360، رقم : 1104 .
3- تقريب التهذيب : 1/58 ، رقم :405 .
4- تقريب التهذيب : 455/2 , رقم : 179.

91- الأسقف الحبشي :

حدثنا أبو سعيد عبد الله بن عبد الوهاب بن نصر السجزي قال : سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله بن حمزة بن زيد الشعراني من ولد عمار بن ياسر رضي الله عنه يقول :

حكي لي أبو القاسم محمد بن القاسم المصري : أن أبا الجيش حمادويه بن أحمد بن طولون كان قد فتح الله عليه من كنوز مصر ما لم يرزق أحد قبله، فغزي بالهرمين فأشار إليه جلساؤه وحاشيته وبطانته بأن لا يتعرض لهدم الأهرام فإنه ما تعرض لهذه أحد فطال عمره، فالح في ذلك وأمر ألفا من الفعلة أن يطلبوا الباب، فكانوا يعملون سنة حواليه حتي ضجروا وكلوا، فلما هموا بالانصراف بعد الإياس منه وترك العمل وجدوا سربا فقدروا أنه الباب فاحتالوا فيها إلي أن قلعوها وأخرجوها .

قال محمد بن المظفر وجدوا من ورائها بناء منضما لا يقدروا عليه فأخرجوها ثم نظفوها، فإذا عليها كتابة باليونانية فجمعوا حكماء مصر وعلماءها من سائر الأديان، فلم يهتدوا لها .

وكان في القوم رجل يعرف بأبي عبد الله المديني أحد حفاظ الدنيا وعلمائها فقال لأبي الجيش حمادويه بن أحمد :

أعرف في بلد الحبشة أسقفا قد عمر وأتي عليه ثلاثمائة سنة يعرف هذا الخط، وقد كان عزم علي أن يعلمنيه فلحرصي علي علم العرب لم أقم عنده وهو باق، فكتب أبو الجيش إلي ملك الحبشة يسأله أن يحمل هذا الأسقف إليه .

ص: 174

فأجابه : [أن هذا الشيخ قد طعن في السن وقد حطمه الزمان وإنما يحفظه هذا الهواء وهذا الإقليم، ويخاف عليه إن نقل إلي هواء آخر وإقليم آخر ولحقته حركة وتعب ومشقة السفر أن يتلف، وفي بقائه لنا شرف وفرح وسكينة فإن كان هناك شيء يقرأه أو يفسره أو مسألة تسألونه فاكتب لي بذلك] .

فحملت البلاطة في قارب إلي بلد أسوان من الصعيد الأعلي، وحملت من أسوان علي العجلة إلي بلد الحبشة وهي قريبة من الأسوان، فلما وصلت قرأها الأسقف وفسر ما كان فيها بالحبشية، ثم نقلت إلي العربية فإذا فيها مكتوب : [ أنا الريان بن دومغ].

فسئل أبو عبد الله المديني عن الريان من كان ؟.

فقال : هو والد العزيز الملك الذي كان في زمان يوسف النبي عليه السلام واسمه الوليد بن الريان بن دومغ وكان عمر العزيز سبعمائة سنة، وعمر الريان والده ألف وسبعمائة سنة وعمر دومغ ثلاثة آلاف سنة.

فإذا فيها : [ أنا الريان بن دومغ خرجت في طلب علم النيل الأعظم لأعلم فيضه ومنبعه إذ كنت أري مفيضه فخرجت ومعي من صحبني أربعة آلاف رجل فسرت ثمانين سنة إلي أن انتهيت إلي الظلمات والبحر المحيط بالدنيا فرأيت النيل يقطع البحر المحيط ويعبر فيه ولم يكن لي منفذ، وتماوت أصحابي وبقيت في أربعة آلاف رجل فخشيت علي ملكي، فرجعت إلي مصر وبنيت الأهرام والبراني وبنيت الهرمين وأودعتهما كنوزي وذخائري ].

وقلت في ذلك :

ص: 175

وأدرك علمي بعض ما هو كائن *** ولا علم لي بالغيب والله أعلم

واتقنت ما حاولت إتقان صنعه *** وأحكمته والله أقوي وأحكم

وحاولت علم النيل من بدء *** فأعجزني والمرء بالعجز ملجم

ثمانين شاهورا قطعت مسايحا *** وحولي بنوحجر وجيش عرمرم

إلي أن قطعت اتلانس والجن كلهم *** وعارضني لج من البحر مظلم

فأيقنت أن لا منفذ بعد ممنزلي *** لذي همة بعدي ولا متقدم

فأبت إلي ملكي وأرسيت ثاويا *** بمصر وللأيام بؤس وأنعم

أنا صاحب الأهرام في مصر كلها *** وباني برانيها بها والمقدم

تركت بها آثار كفي وحكمتي *** علي الدهر لا تبلي ولا تتهدم

وفيها كنوز جمة وعجائب *** وللدهر أمر مرة وتجهم

سيفتح أفقالي ويبدي عجائبي *** ولي لربي آخر الدهر ينجم

بأكناف بيت الله تبدوأموره *** فلا بد أن يعلو ويسموبه السم

ثمان وتسع واثنتان وأربع *** وتسعون أخري من قتيل وملجم

ومن بعد هذا كر تسعون تسعة *** وتلك البراني تستخر وتهدم

وتبدي كنوزي كلها غير أنني *** أري كل هذا أن يفرقها الدم

زبرت مقالي في صخور قطقتها *** ستبقي وأفني بعدها ثم أعدم

فحينئذ قال أبو الجيش حمادويه بن أحمد : [هذا شيء ليس فيه حيلة إلا القائم من آل محمد عليه السلام] .

ص: 176

وردت البلاطة كما كانت مكانها، ثم إن أبا الجيش بعد ذلك بسنة قتله طاهر الخادم ذبحه علي فراشة وهو سكران، ومن ذلك الوقت عرف خبر الهرمين ومن بناهما، أصح ما يقال من خبر النيل والهرمين (1).

92- أسلم العدوي :

مولي عمر، ثقة مخضرم، أدرك الجاهلية والإسلام ويقيده المحدثون بمن لم ير النبي صلي الله عليه واله وسلم ، مؤمنا به .

مات سنة ثمانين، وقيل بعد سنة ستين وهو ابن أربع عشرة ومائة سنة (2).

93- أسماء بنت أبي بكر :

زوج الزبير بن العوم من الصحابة عاشت مائة سنة، وماتت سنة ثلاث أو أربع وسبعين (3).

94- أسيد بن أوس التميمي :

عاش مائة وتسعين سنة، وقتل له ثلاثون ابنا في حرب كانت بينه وبين بني يشكر بن بكر بن وائل، فقال لمن بقي من ولده، وهو يوصيهم: [يا بني، إني رأيت مطلعا تزايلت حجارته، وقد رأيته أملس ليس فيه صدع، ورأيت الدهر فل الصخور، فليقترب بعضكم من بعض في المودة، ولا تتكلوا علي القرابة، فإن القريب من قرب نفسه والأمور بدوات] (4) .

ص: 177


1- كمال الدين :508/2 - 511 .
2- تقريب التهذيب : 64/1 ، رقم : 465.
3- تقريب التهذيب :589/2 , رقم : 1.
4- كتاب المعمرين : 107-108.

95- أصحاب الكهف :

قال قتادة وعكرمة والضحاك : إن بختنصر لما خرب بيت المقدس، وأقدم علي سبي بني إسرائيل ببابل، كان فيهم عزير ودانيال وسبعة آلاف من أهل بيت داود عليه السلام ، فلما نجا عزير من بابل ارتحل علي حماره حتي نزل بدير هرقل علي شاطئ دجلة فطاف في القرية فلم ير فيها أحدا ورأي عامة شجرها حاملا فأكل من الفاكهة، واعتصر من العنب فشرب منه، قال «أَنَّي يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا» (1) ، قالها تعجبا لا شكا بالبعث : «فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ» (2) .

ثم قال له : أنظر إلي حمارك قد هلك وبليت عظامه. فبعث الله ملكا بعد أن بعث ريحا فجاءت بعظام الحمار من كل سهل وجبل، ذهب بها الطير والسباع فاجتمعت وركب بعضها في بعض. وهو ينظر فصار حمارا من عظم ليس فيه لحم ولا دم، ثم كسيت العظام لحما ودما فصار حمارا لا روح فيه، ثم أقبل الملك يمشي حتي أخذ بمنخر الحمار فنفخ فيه، فقام الحمار ينهق بإذن الله تعالي .

وقال قوم : أراد به عظام هذا الرجل، وذلك أن الله عز وجل لم يمت حماره فأحيا الله عينيه ورأسه وسائر جسده ميت، ثم قال : أنظر إلي حمارك فنظر فإذا حماره قائم، كهيئته يوم ربطه حيا لم يطعم ولم يشرب مائة عام .

وتقدير الآية : (وانظر إلي حمارك وانظر إلي عظامك كيف ننشرها) .

ص: 178


1- سورة البقرة ، الآية : 259.
2- سورة البقرة ، الآية : 259.

وروي عن ابن عباس أنه قال : لما أحيا الله عز وجل عزيرا بعدما أماته مائة سنة، ركب حماره وقصد بيت المقدس حتي أتي محلته، فأنكره الناس وأنكروا منزلته فانطلق علي وهم حتي أتي منزله فإذا هو بعجوز عمياء مقعدة قد أتي عليه من العمر مائة وعشرون سنة كانت أمة لهم، وكان عزير قد خرج عنهم وهي ابنة عشرين سنة، وكانت قد عرفته و عقلته .

فقال لها عزير : [يا هذه هذا منزل عزير] ؟

قالت : [ نعم هذا منزل عزير - وبكت وقالت - : ما رأيت أحدا منذ كذا وكذا يذكر عزيرا] .

قال : [أنا عزير أماتني الله سبحانه مائة سنة، ثم بعثني].

قالت : [فإن عزيرا كان مجاب الدعوة، يدعو للمريض وصاحب البلاء بالعافية، فأدعو الله لي سبحانه أن يرد علي بصري حتي أراك، فإن كنت عزيرا عرفتك] .

فدعا ربه ومسح علي عينيها بيده فأبصرت، ثم قال لها : [ قومي بإذن الله تعالي]، فأطلق الله سبحانه رجليها فقامت ومضت إلي بني إسرائيل وأخبرتهم بالأمر (1).

قال تعالي: «أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا» (2).

وأنه كان بأرض من بلاد الروم مدينة اسمها (أفوس) . وعليها ملك يدعي (دقيانوس) .

ص: 179


1- حياة الحيوان الكبري : 1/ 234.
2- سورة الكهف ، الآية : 9.

كان ظالما شديد القسوة علي النصاري المؤمنين بالمسيح عليه السلام . وكان ذلك بعد ارتفاعه عليه السلام إلي السماء بعهد طويل، وبعد أن كانت الديانة المسيحية تنتشر وتعم الأديار المحيطة بفلسطين والبعيدة عنها .

وينقل عن زخارفه وتزييفاته الشيء الكثير، فقد كان أنشأ قصورا عظيمة عالية وقالعات رحبة مجللة، ذات أسطوانات ونمارق وأستار مرصعة بالجواهر الكريمة. ومقاعد وكراسي وآنية مطلية بالذهب والفضة، واتخذ غلمانا بأقبية وسراويل من ديباج جميلة، وخلاخل بالأرجل، وعقود وأسورة في الأعناق والأيدي ...

وزادت سطوته وعلا شأنه حتي أسكره الغرور والزهو، وادعي الألوهية وأمر الناس بعبادته، وبطش بأخصامه وكل من خالفه في مدعاه حتي استتب له الأمر، وجاراه الناس في دعواه ومزاعمه .

وكان دقيانوس قد اتخذ لنفسه ستة من أبناء العلماء وزراء له، جاعلا ثلاثة منهم عن يمين عرشه، وكانوا يدعون (تمليخا) و (ومكسلمينا) و (منشيلينا) وثلاثة عن يساره كانوا يدعون (مرنوس) و(ديرنوس) و (شاذريوس)، وكان يستشيرهم في جميع أموره ويعهد إليهم بالأعمال المهمة، يثق بإخلاصهم .

وكان دقيانوس قد اتخذ لنفسه عيدا في يوم خاص من كل سنة، ويجتمع إليه فيه أعيان مملكته وأكابر رعيته، ورؤساء الكهنة وقادة الجيش وجماهير الناس .

وإذا دخل عليه أحد رجاله وأخبره أن جيش ملك الفرس قد دخل بلاده و عشا قراه، وأنه يتقدم نحو عاصمته، فظهر الخوف علي دقيانوس وغلب عليه الجزع، ولحفه غم شديد ظهرت آثاره علي وجهه . فلما

ص: 180

رأي تمليخا ذلك دهش وجعل يتسائل : [لو كان دقيانوس إلها كما يزعم لما كان يعرف الخوف] .

فلما كان المساء اجتمع تمليخا إلي زملائه وقد كان الوزراء الخمسة الآخرون ذوي فهم وعلم ونظر ثاقب، وبعد أخذ ورد قال تمليخا: [أنا علي دين عيسي عليه السلام الذي دعا إلي إله واحد فرد صمد قادر رحمان رحيم] .

فقالوا جميعا : [ونحن معك] .

واتفقوا علي الهرب من دقيانوس بوقت واحد، ثم أنهم باعوا ما يملكون سرا، وغادروا مدينة دقيانوس سرا في ساعة مظلمة، وهم في الطريق ظهر لهم راع يقود غنمه لمراتعها . وأمام الأغنام كلب يحرسها واستوقفوه وسألوه شربة لبن، فرحب بهم ولما علم ما بنيتهم تبعهم وتبعهم الكلب أيضا ودخلوا الكهف وكان من أمرهم ما كان : «وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا»(1) (2).

96- أكثم بن صيفي الاسدي التميمي :

أكثم بن صيفي بن رباح بن (الحرث، الحارث) ابن مجاشر (مخاشن) ابن معاوية بن شريف بن جروة بن أسد (أسيد) ابن عمرو بن تميم بن مرة .

عاش مائة وتسعين سنة، وقيل مائتي سنة وسبعين سنة، وقيل ثلاثمائة سنة، وقيل ثلاثمائة سنة وثلاثين سنة، وقيل ثلاثمائة وستا

ص: 181


1- سورة الكهف ، الآية : 25.
2- النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين : 513-520.

وثلاثين سنة، ولا ينكر من عقله شيء، وكان حكيما مقدما , ولم تكن العرب تفضل (تقدم) عليه أحدا في الحكمة .

وزعم بعض الرواة أنه ذو الحلم الذي قال له المتلمس اليشكري :

لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا *** وما علم الإنسان إلا ليعلما (1)

وهو الذي يقول :

وإن امرءا قد عاش تسعين حجة *** إلي مائة لم يسأم العيش جاهل

خلت مائتان بعد عشر وفازها (2) *** وذلك من عد الليالي قلائل

وكان ممن ادرك الاسلام وامن بالنبي صلي الله عليه واله وسلم ومات قبل أن يراه ويلقاه، واختلف في إسلامه إلا أن أكثرهم لا يشك في أنه لم يسلم .

وقال محمد بن سلمة : أقبل أكثم يريد الإسلام فقبله ابنه عطشا فسمعت أن هذه الآية نزلت فيه «وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَي اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَي اللَّهِ» (3) .

وله أحاديث كثيرة وحكم مأثورة فما روي من حديثه أنه لما سمع بالنبي صلي الله عليه واله وسلم بعث اليه بأبنه حبيشا, وأوصاه بوصية حسنة , وكتب معه كتابا يقول فيه :

ص: 182


1- كتاب الغيبة : 115 - 116 ، كنز الفوائد : 123/2- 125 ، إعلام الوري بأعلام الهدي : 518 ، كمال الدين : 515/2 و 530 ، كتاب المعمرين : 26-41.
2- قد تكون الكلمة : فإنها ، والخطا من الناسخ ، كتاب الغيبة : 115-116 ، هكذا : خلت مائتان غير ست وأربع .
3- سورة النساء ، الآية : 100.

[يا بني أعظك بكلمات فخذهن من حين تخرج من عندي إلي أن ترجع إلي، ائت نصيبك في شهر رجب فلا تستحله فيستحل منك فإن الحرام ليس يحرم نفسه وإنما يحرمه أهله ولا تمرن بقوم إلا تنزل عند أعزهم وأحدث عقدا مع شريفهم وإياك والذليل فإنه هو أذل نفسه ولو أعزها لأعزه قومه فإذا قدمت علي هذا الرجل فإني قد عرفته وعرفت نسبه وهوفي بيت قريش وهي أعز العرب وهو أحد رجلين :

إما ذو نفس أراد ملكا فخرج للملك بعزه فوقره وشرفه وقم بين يديه ولا تجلس إلا بإذنه حيث يأمرك ويشير إليك فإنه إن كان ذلك كان أدفع لشره عنك، وأقرب لخيره منك .

وإن كان نبيا فإن الله لا يحب من يسوؤهم، ولا يبطر فيحتشم، وإنما يأخذ الخيرة حيث يقلم لا يخطي فيستعتب إنما أمره علي ما تحب وإن كان فستجد أمره كله صالحا، وخبره كله صادقا، وستجده متواضعا في نفسه متذللا لربه، فذل له ولا تحدثن أمرا دوني فإن الرسول إذا أحدث الأمر من عنده خرج من يدي الذي أرسله، واحفظ ما يقول لك إذا ردك إلي فإنك ولو توهمت أو نسيت حتمتني رسولا غيرك .

وكتب معه : [باسمك اللهم , من العبد إلي العبد , فإنا بلغنا ما بلغك , فقد أتانا عنك خبر لا ندري ما اصله , وإن كنت أريت فأرنا , وإن كنت علمت علمنا , وأشركنا في كنزك والسلام] .

فكتب إليه رسول الله صلي الله عليه واله وسلم فيما ذكروا :

بسم الله الرحمن الرحيم

« من محمد رسول الله إلي أكثم بن صيفي أحمد الله إليك، إن الله أمرني أن أقول لا إله إلا الله، أقولها وأمر الناس بها، الخلق خلق الله، والأمر كله لله، خلقهم وأماتهم، وهو ينشرهم، وإليه المصير آذنتكم

ص: 183

(أدبتكم) بآداب المرسلين ولتسئلن « عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ » (1)، « وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ » (2) » .

فلما جاء كتاب رسول الله صلي الله عليه واله وسلم قال لابنه : [يا بني ماذا رأيت] ؟ .

قال : [رأيته يأمر بمكارم الأخلاق وينهي عن ملائمها] .

فجمع أكثم بن صيفي بني تميم ثم قال :

[يا بني تميم لا تحضروني سفيها فإن من يسمع يخل ولكل إنسان رأي في نفسه، وإن السفيه واهن الرأي، وإن كان قوي البدن ولا خير فيمن لا عقل له ، يا بني تميم كبرت سني ودخلتني ذلة الكبر، فإذا رأيتم مني حسنا فأتوه وإذا أنكرتم شيئا فقولوا لي الحق (3) أستقم إن ابني قد جاءني وقد شافه هذا الرجل فرآه يأمر بمكارم الأخلاق وينهي عن ملائمها، ويدعو إلي أن يعبد الله وحده وتخلع الأوثان، ويترك الحلف بالنيران , ويذكر أنه رسول الله وأن قبله رسلا لهم كتب، وقد علمت رسول قبله كان يأمر بعبادة الله وحده , وإن أحق الناس بمعاونه محمد ومساعدته علي أمره أنتم، فإن يكن الذي يدعو إليه حقا فهو الكم، وإن يكن باطلا كنتم أحق من كف عنه وستر عليه .

وقد كان أسقف نجران يحدث بصفته ولقد كان سفيان بن مجاشع قبله يحدث به وسمي ابنه محمدا، وقد علم ذوو الرأي منكم أن الفضل فيما يدعو إليه ويأمر به فكونوا في أمره أولا ولا تكونوا أخيرا، اتبعوه تشرفوا,

ص: 184


1- سورة النبأ ، الآية : 2.
2- سورة ص ، الآية : 88.
3- كمال الدين : 259/2 ، فقوموني للحق .

وتكونوا سنام العرب وأتوه طائعين قبل أن تأتوه كارهين، فإني أري أمرا ما هو بالهوينا لا يترك مصعدا إلا صعده، ولا منصوبا إلا بلغه .

إن هذا الذي يدعو إليه لو لم يكن دينا لكان في الأخلاق حسنا أطيعوني واتبعوا أمري أسأل لكم ما لا ينزع منكم أبدا، إنكم أصبحتم أكثر العرب عددا وأوسعهم بلدا وإني أري أمرا لا يتبعه ذليل إلا عز ولا يتركه عزيز إلا ذل اتبعوه مع عزكم تزدادوا عزا ولا يكن أحد مثلكم .

إن الأول لم يدع للأخير شيئا وإن هذا أمر هو لما بعده، من سبق إليه فهو الباقي، ومن اقتدي به الثاني، فاصرموا أمركم، فإن الصريمة قوة والاحتياط عجز] .

فقال مالك بن نويرة : [خرف شيخكم] .

فقال أكثم : [ويل للشجي من الخلي أراكم سكوتا وآفة الموعظة الإعراض عنها ، ويلك يا مالك إنك هالك ، إن حق القائم إذا قام رفع القائم معه ، وجعل الصرعي قياما ، فإياك أن تكون منهم ، أما إذا سبقتموني بأمركم فقربوا بعيري أركبه] .

فدعا براحلته فركبها فتبعه بنوه وبنو أخيه فقال : [ لهفي علي أمر إن إدركه ولم يسبقني] .

وكتبت طيئ إلي أكثم وكانوا أخواله، وقال آخرون كتبت بنو مرة وكانوا أخواله : [أن أحدث إلينا ما نعيش به] .

فكتب : [أما بعد فإني موصيكم بتقوي الله وصلة الرحم، فإنها ثبت أصلها ونبت فرعها، وأنهاكم عن معصية الله وقطيعة الرحم فإنها لا يثبت لها أصل ولا ينبت لها فرع وإياكم ونكاح الحمقاء فإن مباضعتها قذر، وولدها ضياع .

ص: 185

وعليكم بالإبل فأكرموها، فإنها حصون العرب , ولا تضعوا رقابها إلا في حقها فإن فيها مهر الكريمة ورقوء الدم، بألبانها يتحف الكبير ويغذي الصغير ولوكلفت الإبل الطحن لطحنت، ولن يهلك امرؤ عرف قدره، والعدم عدم العقل، والمرء الصالح لا يعدم المال، ورب رجل خير من مائة، ورب فئة أحب إلي من فئتين، ومن عتب علي الزمان طالت معتبته، ومن رضي بالقسم طابت معيشته، آفة الرأي الهوي، والعادة أملك بالأدب، والحاجة مع المحبة خير من الغني مع البغضة، والدنيا دول فما كان منها لك أتاك علي ضعفك، وإن قصرت في طلبه، وما كان منها عليك لم تدفعه بقوتك، وسوء حمل الريبة تضع الشرف، والحسد داء ليس له دواء، الشماتة تعقب، ومن بر قوما بر به والندامة (1) مع السفاهة، ودعامة العقل الحلم، وجماع الأمر الصبر، وخير الأمور مغبة العفو، وأبقي المودة حسن التعاهد ومن يزر غبا يزدد حبا] (2).

وصيته عند موته

جمع أكثم بنيه عند موته فقال :

[ يا بني! إنه قد أتي علي دهر طويل وأنا مزودكم من نفسي قبل الممات، أوصيكم [الله] بتقوي الله، وصلة الرحم، وعليكم بالبر فإنه ينمي عليه العدد، ولا يبيد عليه أصل ولا فرع، وأنهاكم عن معصية

ص: 186


1- كمال الدين : 262/2 «واللؤمة».
2- نلاحظ تشابه الكثير من حكمه وكلماته القصيرة مع حكم وكلمات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام .

الله، وقطيعة الرحم، فإنه لا يثبت عليها أصل ولا ينبت عليها فرع كفوا ألسنتكم فإن مقتل الرجل بين فكيه، إن قول الحق لم يدع لي صديقا .

انظروا أعناق الإبل فلا تضعوها إلا في حقها فإن فيها مهر الكريمة، ورقوء الدم، وإياكم ونكاح الحمقاء، فإن نكاحها قذر، وولدها ضياع، الاقتصاد في السفر أبقي للجمام، من لم يأس علي ما فاته أودع بدنه، من قنع بما هو فيه قرت عينه، التقدم قبل الندم، أصبح عند رأس الأمر أحب إلي من أن أصبح عند ذنبه (1)، يهلك من عرف قدره، العجز عند البلاء آفة المتحمل، لن يهلك من مالك ما وعظك، ويل لعالم أمن من جاهل، الوحشة ذهاب الأعلام، يتشابه الأمر إذا أقبل فإذا أدبر عرفه الكيس والأحمق، والبطر عند الرخاء حمق، وفي طلب المعالي يكون القرب، لا تغضبوا من اليسير فإنه يجتني الكثير، لا تجيبوا عما لا تسألوه ولا تضحكوا مما لا يضحك منه .

تباروا في الدنيا ولا تباغضوا، الحسد في القرب، فإنه من يجتمع يتقعقع عمده لينفرد بعضهم من بعض في المودة، لا تتكلموا علي القرابة فتقاطعوا، فإن القريب من قرب نفسه، وعليكم بالمال فأصلحوه فإنه لا يصلح الأموال إلا بإصلاحكم، ولا يتكلن أحدكم علي مال أخيه يري فيه قضاء حاجته، فإنه من فعل ذلك كان كالقابض علي الماء، ومن استغني كرم علي أهله، وأكرموا الخيل، نعم لهو الحرة المغزل، وحيلة من لا حيلة له، الصبر] (2) .

ص: 187


1- كمال الدين : 262/2 «من أصبح عند رأس الأمر ، أحب إلي ممن أصبح عند ذنبه» .
2- كمال الدين : 2/ 215-519 ، كنز الفوائد : 123/2

97- أماباة الكندي :

أماباة بن قيس بن الحارث بن شيبان ، وقيل بن الحرملة بن سنان الكندي ، عاش ستين ومائة سنة (1).

98- أمد بن لبد :

عاش ثلاثمائة وستين سنة. وروي أن معاوية بن أبي سفيان قال :

إني أحب أن ألقي رجلا قد أتت عليه سن، وقد رأي الناس يخبرنا عما رأي.

فقيل له : هذا رجل بحضرموت، فأرسل إليه، فأتاه .

فقال : ما اسمك ؟

فقال : أمد

قال : ابن من ؟

قال : ابن لبد

قال : ما أتي عليك من السنين ؟

قال : ستون وثلاثمائة سنة

قال : كذبت، ثم تشاغل عنه معاوية ثم قال : أخبرنا عما رأيت من الأزمان الماضية إلي زماننا هذا من ذاك .

قال : يا أمير المؤمنين، وكيف تسأل من يكذب ؟

قال : ما كذبتك، ولكن أحببت أن أعلم كيف عقلك

ص: 188


1- كمال الدين : 2/ 505 ، بحار الأنوار : 238/51

قال : يوم شبيه يوم، وليلة شبيهة بليلة، يموت ميت، ويولد مولود، ولولا من يموت لم تسعهم الأرض، ولولا من يولد لم يبق أحد علي وجه الأرض .

قال : فأخبرني هل رأيت هاشما ؟

قال : نعم، رأيت رجلا طوالا حسن الوجه، يقال : بين عينيه بركة أو غرة بركة .

قال : فهل رأيت أمية ؟

قال : نعم، رأيت رجلا قصيرا أعمي، يقال : إن في وجهه أشرا وشؤما .

قال : فهل رأيت محمدا صلي الله عليه واله وسلم ؟

قال : من محمد ؟

قال : رسول الله صلي الله عليه واله وسلم .

قال : ويحك، أفلا فخمته كما فخمه الله، فقلت : رسول الله صلي الله عليه واله وسلم

قال : فأخبرني ما كانت صناعتك ؟

قال : كنت تاجرا .

قال : فما بلغت في تجارتك ؟

قال : كنت لا أستر عيبا ولا أرد ربحا.

قال معاوية : سلني.

قال : أسألك أن تدخلني الجنة.

قال : ليس ذلك بيدي ولا أقدر عليه.

قال : فأسألك أن ترد علي شبابي.

ص: 189

قال : ليس ذلك بيدي ولا أقدر عليه .

قال : فلا أري عندك شيئا من أمر الدنيا ولا من أمر الآخرة ، فردني من حيث جئت بي .

قال : أما هذا فنعم ، ثم أقبل معاوية علي جلسائه فقال : لقد أصبح هذا زاهدا فيما أنتم فيه ترغبوا (1) .

99 - أمية بن الاسكر الكناني :

من بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة .

ذكر أنه عاش دهرا طويلا حتي صرت، وأدرك الإسلام فأسلم، وأسلم ابنه كلاب وهاجر إلي المدينة فخرج في بعث إلي العراق .

فمر به غلام كان يرعي غنمه وهو يحثو التراب علي رأسه من الكبر، فوقف ينظر إليه، فلما أفاق أمية بصر بالغلام قائما ينظر إليه فأنشأ يقول :

أصبحت لهوا لراعي الضأن *** ماذا يريبك مني راعي الضأن

انعق بضأنك في نجم تحضره *** من الأباطح واحبسها بحدان

إنعق بضانك إني قدر رعيتهم *** بيض الوجوه بني عم وإخوان

أبني أمية ألا تحضر كبري *** فإن عيشكما والموت سيان

إذ نركب الفرس الأحري ثلاثتنا *** وإذ حديثكما والعيش مثلان

ص: 190


1- كنز الفوائد : 143/2– 144 ، كتاب المعمرين : 152 - 153 .

وروي أن عمر بن الخطاب أخبر بخبر أمية، فسأل عن ابنيه، فقيل له : إن أحدهما بالبصرة والآخر بالكوفة، فأمر بأن يكتب فيهما بأن يردا إلي أبيهما، وقال أمية يذكر ابنه كلابا (1)، وكان غائبا عنه :

تركت أباك مرعشة يداه *** وأمك ما يسيغ لها شرابا

إذا هتفت حمامة بطن واد *** علي إبكائها ذكرا كلابا

نمسح مهده شفقا عليه *** ونجنبه أباعرنا الصعابا (2)

100- أمية بن عوف القلمس :

عاش دهرا طويلا وهومن حكماء العرب، وكان جده الحارث بن كندة وهو الذي يقوم بفناء البيت ويخطب العرب . وكانت العرب لا تصدر حتي يخطبها ويوصيها .

فقال : [ يا معشر العرب، أطيعوني ترشدوا ].

قالوا : وما ذاك ؟.

قال : [ إنكم قوم تفردتم بآلهة شتي، وإني لأعلم ما الله بكل هذا براض، وإن كان رب هذه الآلهة، إنه ليحب أن يعبد وحده ].

فنفرت العرب عنه في ذلك العام ولم يسمعوا له موعظة (3).

ص: 191


1- وكلاب هو ابن أمية وكان من خيار المسلمين قتل مع علي عليه السلام بصفين .
2- المحاسن والمساوئ : 399-401 ، كنز الفوائد: 129 - 130 ، كتاب المعمرين : 121-123.
3- كتاب المعمرين : 153-156.

101- أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجي :

خادم رسول الله صلي الله عليه واله وسلم ، خدمة خدمه عشر سنين، صحابي مشهور مات سنة اثنين وتسعين وقيل : ثلاث وتسعين وقد جاوز المائة (1) .

102- أنس الجسري :

أنس بن نواس بن مالك ابن حبيش (خنيس) بن ربيعة الجسري.

من جسر محارب عاش دهرا طويلا، ونبتت أسنانه بعدما سقطت، فقال :

أصبحت من بعد البزول رباعيا *** وكيف الرباعي بعدما شق باذله

ويوشك أن يلقي ثنيا وإن بعد *** إلي جذع يثكل أخاكم ثواكله

إذا ما ثغرنا مرتين تقطعت *** حبال الصبي وانبت منا وسائله (2)

103- أوس الأسلمي :

أوس بن ربيعة بن كعب بن أمية الأسلمي، عاش مائتي سنة وأربع عشرة سنة، وهو الذي يقول :

لقد مرت حتي مل أهلي *** ثواني عندهم وسئمت عمري

وحق لمن أتي مائتان عاما *** عليه وأربع من بعد عشر

يمل من الثواء وصبح يوم *** يغاديه وليل بعد يسر

فأبلي جدي وتركت شلوا *** وبحت بما يحن ضمير صدري (3)

ص: 192


1- تقريب التهذيب : 84/1 , رقم : 644.
2- كنز الفوائد : 131/2، كتاب المعمرين : 127.
3- كنز الفوائد: 131/2 ، كمال الدين: 504/2 - 505 ، كتاب المعمرين : 132-133

حرف الباء

104- الشيخ : بابارتن:

1- عن يحيي ابن النجل الكوفي، عن صالح بن عبد الله اليمني كان قدم الكوفة، قال يحيي : ورأيته بها سنة أربع وثلاثين وسبعمائة , عن أبيه عبد الله اليمني وأنه كان من المعمرين وأدرك سلمان الفارسي وأنه روي عن النبي صلي الله عليه واله وسلم أنه قال : « حب الدنيا رأس كل خطيئة، ورأس العبادة حسن الظن بالله » .

2- عن الشيخ صدر الدين الساوي قال : دخلت علي الشيخ بابارتن وقد سقط حاجباه علي عينيه من الكبر، فرفعها عن عينيه، فنظر إلي وقال : تري عيني هاتين طالما نظرنا إلي وجه رسول الله صلي الله عليه واله وسلم وقد رأيته يوم حفر الخندق، وكان يحمل علي ظهره التراب مع الناس، وسمعته صلي الله عليه واله وسلم يقول في ذلك اليوم : « اللهم إني أسألك عيشة هنيئة، وميتة سوية، ومردا غير مخذولا فاضح ».

105- بحر الكلبي :

بحر بن الحارث ابن امرئ القيس بن زهير بن جناب بن هبل الكلبي .

عاش مائة وخمسين سنة، وأدرك الإسلام فلم يسلم وقال :

من عاش خمسين حولا بعدها مائة *** من السنين وأضحي بعد ينتظر

ص: 193

وصار في البيت مثل الحلس مطرحا *** لا يستشار ولا يعطي ولا يذر

مل المعاش ومل الأقربون له *** طول الحياة وشر العيشة الكبر (1).

ص: 194


1- كنز الفوائد : 132/2 ، كتاب المعمرين : 101، رقم 49.

حرف التاء

106- تيم بن ثعلبة بن عطاية الربعي :

تيم الله بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصي بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد عاش خمسمائة سنة حتي أخلق أربعة لجم من الحديد، وكان من دهاة العرب في زمانه . فبلغنا أنه بعث بنيه ذات يوم في طلب إبل له ضلت، فهبت ريح بعدما خرجوا من عنده شديدة ، وذلك في الشتاء .

فقال لامرأته أم بنيه انظري من أين هبت الريح . فنظرت، ثم قالت : من مكان كذا وكذا .

فقال لها : أخنتني في أولادي أم لا؟.

فقالت : لا والله ما خنتك فيهم .

فقال : إن رجعوا أيدي أشبهوا. وإلا قتلتك، فرجعوا إلي أبيهم. فسر بذلك وقال : أنتم بني وإياي تشبهون (1).

ص: 195


1- كنز الفوائد : 146/2 ، تذكرة الخواص 454، كمال الدين :508/2 ،كتاب المعمرين : 60 - 61.

حرف الثاء

107- ثابت بن قيس الغفاري :

مولاهم ، أبو الغصن المدني، صدوق يهم ، من الخامسة ، مات سنة ثمان وستين ومائة ، وهو ابن مائة سنة (1).

108- ثعلبة بن كعب بن زيد بن عبد الأشهل الاوسي :

عاش مائة سنة وثلاثا وثلاثين سنة ، وقيل مائتي سنة ، وقيل ثلاثمائة سنة ، وهو جد الضحاك ، وهو القائل لما عمر :

لقد صاحبت أقواما فأمسوا *** خفاة لا يجاب لهم دعاء

وقوما بعدهم قد نادموني *** فأمسي موحشا منهم فناء

مضوا قصد السبيل وخلفوني *** فطال علي بعدهم التواء

فأصبحت الغداة رهين قبر *** وأخلفني من الموت الرجاء (2)

ص: 196


1- تقريب التهذيب : 117/1، رقم 19
2- كنز الفوائد : 132/2 ، كمال الدين : 2/ 505 ، كتاب المعمرين : 128-127

109- ثوب بن ثلدة الأسدي :

من بني والبة بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة عاش عشرين ومائتي سنة وأدرك معاوية بن أبي سفيان وله معه حديث طويل (1).

110- ثوب بن صداق العبدي :

عاش مائتي سنة (2).

ص: 197


1- كتاب المعمرين : 120 – 121
2- بحار الأنوار : 238/51

حرف الجيم

111- جروة بن يزيد الطائي :

وكان ينزل بلخ خراسان، نزلها أيام عبد الله بن عامر، وهو قريب من ابن مائة سنة، وقتل مع سورة بن أبجر وهو أشل اليد اليسري ، ضربت يده يوم زحف الترك إلي الأحنف بن قيس فشلت يده، فأعطاه الأحنف ديتها، وكتب إلي ابن عامر فأعطاه ديتها أيضا وأمر له بعشرة آلاف درهم (1).

112- جرول بن أوس الخطيئة :

أبو مليكة جرول بن أوس من بني قطيعة بن عبس الشاعر المخضرم .

ولقب الحطيئة لقصره وقربه من الأرض وكان راوية زهير وهو جاهلي إسلامي، ولا أراه أسلم إلا بعد وفاة رسول الله صلي الله عليه واله وسلم لأني لم أسمع له بذكر فيمن وفد عليه من وفود العرب، إلا أني وجدته يقول في أول خلافة أبي بكر حين ارتدت العرب.

أطعنا رسول الله اذ كان حاضرا *** فيالهفتي ما بال دين أبي بكر

أيورثها بكرا اذا مات بعده *** فتلك وبيت الله قاصمة الظهر

ص: 198


1- كتاب المعمرين : 97-100 .

عاش الحطيئة (مائة وعشرين سنة) منها سبعون سنة في الجاهلية وخمسون سنة في الإسلام .

ومن أقواله : [لا تراهن علي الصعبة ولا تنشد القريض] .

ولقد ألح عليه قومه علي أن يوصي، فقالوا أوصي يا أبا مليكة فقال : [ مالي للذكور ( من ولدي ) دون الإناث] .

فقالوا : [ إن الله لم يأمر بهذا ].

فقال : [ ولكني آمر به ].

قيل له أوصي للمساكين بشيء .

فقال : أوصيهم بالمسألة ما عاشوا فإنها تجارة لن تبور .

وقيل له اعتق عبدك يسارا.

فقال : اشهدوا أنه عبد ما بقي (عبسي).

وقيل له فلان اليتيم ما توصي له بشيء فقال : أوصي بأن تأكلوا ماله وافعلوا بأمه.

يروي أنه أراد سفرا، فلما قدم راحلته، قالت له امرأته متي ترجع؟ فقال :

عدي السنين لغيبتي وتصبري *** ودعي الشهور فانهن قصار

فقالت :

اذكر صبابتنا اليك وشوقنا *** وارحم بناتك انهن صغار

قالوا : وما مدح قوما إلا رفعهم، وما هجا قوما إلا وضعهم. وقال : يهجو نفسه وقد نظر إلي المرآة وكان دميما .

ص: 199

أبت شفتاي اليوم إلا تكلما *** بسوء فما أدري لمن أنا قائله

أري لي وجها شوه الله خلقه *** فقبح من وجه وقبح حامله (1)

113 - الجرنفش بن عبدة الطائي :

عاش ثلاثين ومائة سنة (2).

114- الجعثم (الجعشم) ابن عوف بن جذيمة :

ابن عبد القيس عاش مائتي سنة حتي هرم ومل الحياة، وهان علي أهله . وقال :

حتي مني جعثم في الأحياء *** ليس بذي أيد ولا غناء

هيهات ما للموت من دواء (3)

115- جعفر بن قزط العامري :

عاش ثلاثمائة سنة وأدرك الإسلام (4).

116- جعفر بن نسطور الرومي

أبو القاسم منصور بن الحكم الفرغاني قال سمعت جعفر بن نسطور الرومي قال : كنت مع رسول الله صلي الله عليه واله وسلم في تبوك فسقط سوطه فناولته فقال : «مد الله في عمرك » .

ص: 200


1- الشعر والشعراء : 180 - 187.
2- كتاب المعمرين : 139 .
3- كمال الدين : 504/2 ، كنز الفوائد :130/2 .
4- كتاب المعمرين : 82 ، كمال الدين :513/2 و 515 ، كنز الفوائد : .146/2

قال : فعاش ثلاث مائة وأربعين سنة (1) .

117- جليلة بن كعب بن الحارث :

ابن معاوية بن وائل بن مران بن جعفي، عاش تسعين ومائة سنة (2).

118- جلهمة بن أدد بن زيد :

ابن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن بعرب ويقال لجلهمة طيء وإليه ينسب طيء كلها، وله خبر يطول شرحه، وكان له ابن أخ يقال له : يحابر بن مالك بن أدد وكان قد أتي علي كل واحد منهما خمسمائة سنة ووقع بينهما ملاحاة بسبب المرعي فخاف جلهمة هلاك عشيرته فرحل عنه وطوي المنازل فسمي طيئا وهو صاحب أجا وسلمي - جبلين بطيء - ولذلك خبر يطول معروف (3).

ص: 201


1- لسان الميزان : 93/6 ، رقم : 229 و 150 ، رقم 529.
2- كتاب المعمرين : 131 .
3- كتاب الغيبة : 124.

حرف الحاء

119- الحارث بن التوأم اليشكري:

عاش دهرا في الجاهلية، ثم أدرك الإسلام ولا يعقل (1).

120- الحارث بن حبيب الباهلي :

هو الحارث بن حبيب بن كعب بن أدد بن معن بن مالك بن أعصر جاهلي قديم، عاش ستين ومائة سنة (2).

121- الحارث بن حلزه اليشكري:

ابن يشكر بن بكر بن وائل وكان أبرصا توفي قبل الهجرة سنة 570 للميلاد.

وحلزة لغة : اسم دويبة، واسم البومة، ويقال للمرأة القصيرة النحيلة : حلزة، كذلك يقال للسيء الخلق .

وقد عاش الحارث بن حلزة عمرا طويلا ومات وله من العمر مائة وخمسين عاما .

وبه يضرب المثل في الفخر، فيقال : أفخر من الحارث بن حلزة . ومعلقة الحارث قصيدة طويلة ارتجلها أمام ملك الحيرة عمرو بن هند

ص: 202


1- كتاب المعمرين : 139 ، رقم 92 .
2- كتاب المعمرين : 135- 136 .

دفاعا عن بني بكر قومه، وافتخر بمآثرهم وأمجادهم، وتعريضا ببني تغلب خصومه . وكان له من العمر يومذاك مائة وخمس وثلاثون سنة.

وبيان الحادثة أن ملك الحيرة عمرو بن هند، بلغ من جرأته أنه جمع قبيلة بكر، وقبيلة تغلب وأصلح بينهما، وارتهن من كل قبيلة مائة غلام، وذلك حتي تكف القبيلتان عن خصامهما وحروبهما، وأصبح هؤلاء الغلمان يسيرون ويغزون مع الملك، حتي أصابتهم ريح سموم في إحدي الغزوات، فهلك التغلبيون جميعا، وسلم جميع البكريين، فطالب التغلبيون بديات أبنائهم من البكريين، فرفض هؤلاء، ثم رفع الأمر إلي ملك الحيرة، وقد مثل التغلبيين عمرو بن كلثوم، ومثل البكريين النعمان ابن هرم بن ثعلبة، وبعد جدال بين المندوبين، شاركهم فيه الملك، وكاد أن يهم في النهاية بالنعمان بن هرم بن ثعلبة، مندوب البكريين من شدة الغضب .

قام الحارث بن حلزة، فارتجل معلقته، وهو متكئ علي قوسه، وكان من شدة انفعاله وغضبه أثناء إلقاء القصيدة، أنه اقتضم كفه، وهولا يشعر بما فعل .

ويروي ابن الكلبي هذه الحادثة، فيقول : أنشد الحارث عمرو بن هند هذه القصيدة، وكان به وضح، فأمر الملك أن يجعل بينه وبينه سترا، فلما تكلم، أعجب بمنطقه فلم يزل عمرو يقول : أدنوه حتي أمر برفع الستر الذي كان بينه وبينه، وأقعده معه . ثم أطعمه من جفنته، ثم جز نواصي السبعين رجلا الذين كانوا رهنا في يده من بني تغلب، ودفعهم إلي الحارث، ثم أمره أن لا ينشد قصيدته إلا متوضئا. ولم تزل تلك نواصي في بني بكر يفتخرون بها وبشاعرهم .

ص: 203

122. الحارث بن كعب :

ابن عمرو بن وعلة بن خالد بن مالك بن أدد المذحجي، عاش أكثر من مائة وستين سنة .

ومذحج هي أم مالك بن أدد نسب ولد مالك إليها .

وإنما سميت مذحجا لأنها ولدت علي أكمة تسمي مذحجا واسمها مدله بن ذي منجشان .

جمع الحارث بن كعب بنيه لما حضرته الوفاة فقال :

[ يا بني، قد أتي علي، مائة وستون سنة، ما صافحت بيميني يمين غادر، ولا قنعت نفسي بخلة فاجر، ولا صبوت بابنة عم ولا كنة، ولا طرحت عندي مومسة قناعها . ولا بحت لصديقي بسر، وإني لعلي دين شعيب النبي عليه السلام ، وما عليه أحد من العرب غيري، وغير أسد بن خزيمة، وتميم بن مرة، فاحفظوا وصيتي، وموتوا علي شريعتي، إلهكم فاتقوه يكفيكم المهم من أموركم ، ويصلح لكم أعمالكم، وأياكم ومعصيته، فيحل بكم الدمار، ويوحش منكم الدار .

يا بني كونوا جميعا ولا تفرقوا فتكونوا شيعا وإن موتا في عز خير من حياة في ذل وعجز، وكل ما هو كائن كائن، والدهر صرفان: فصرف رخاء، وصرف بلاء . واليوم يومان : يوم حبرة، ويوم عبرة ]

ثم أنشأ يقول :

أكلت شبابي فافنيته **** وافنيت بعد دهور دهورا

ثلاثة أهلين صاحبتهم *** فبادوا وأصبحت شيخا كبيرا

ص: 204

قليل الطعام القيام *** قد ترك الدهر خطوتي قصيرا

أبيت أراعي نجوم السماء *** اقلب امري بطونا ظهورا (1)

[ وكل جمع إلي تباين، والناس رجلان فرجل لك ورجل عليك، تزوجوا الأكفاء، وليستعلمن في طيبهن الماء، وتجنبوا الحمقاء فإن ولدها إلي أفن ما يكون، ألا إنه لا راحة لقاطع القرابة، وإذا اختلف القوم أمكنوا عدوهم منهم، وآفة العدد اختلاف الكلمة، والتفضل بالحسنة يقي السيئة، والمكافأة بالسيئة الدخول فيها، والعمل السوء يزيل النعماء، وقطيعة الرحم تورث الهم، وانتهاك الحرمة يزيل النعمة، وعقوق الوالدين يعقب النكد ويمحق العدد ويخرب البلد، والنصيحة تجر الفضيحة، والحقد يمنع الرفد، ولزوم الخطيئة يعقب البلية، وسوء الرعة يقطع أسباب المنفعة والضغائن تدعو إلي التباين ].

ثم أنشأ يقول :

أكلت شبابي فأفنيته *** وأنضيت بعد دهور دهورا

ثلاثة أهلين صاحبتهم *** فبادوا وأصبحت شيخا كبيرا

قليل الطعام عسير القيام *** قد ترك الدهر خطوي قصيرا

أبيت أراعي نجوم السماء *** أقلب أمري بطونا ظهورا

قوله : «ولا صبوت بابنة عم ولا كنة» الصبوة رقة الحب والكنة امرأة ابن الرجل وامرأة أخيه فأما المومسة فهي الفاجرة البغي أراد بقوله : إنها لم تطرح عنده قناعها أي لم تبتذل عندي وتنبسط، كما تفعل

ص: 205


1- أمالي المرتضي : 232/1 -233 ، كتاب الغيبة : 122 ، بحار الأنوار: 51 /262 - 263، كنز الفوائد : 128/2 ، كمال الدين : 520/2 .

مع من يريد الفجور بها وقوله : «فيوم حبرة ويوم عبرة» فالحبرة الفرح والسرور والعبرة تكون من ضد ذلك لأن العبرة لا تكون إلا من أمر محزن مؤلم فأما «الأفن» فهو الحمق يقال : رجل أفين إذا كان أحمق، ومن أمثالهم وجدان الرقين يغطي علي أفن الأفين أي وجدان المال يغطي علي حمق الأحمق وواحد الرقين رقة وهي الفضة .

فأما قوله : النصيحة تجر الفضيحة , فيشبه أن يكون معناه أن النصيح إذا نصح من لا يقبل النصيحة، ولا يصغي إلي موعظته فقد افتضح عنده لأنه أفضي إليه بسره، وباح بمكنون صدره . فأما سوء الرعة فإنه يقال : فلان حسن الرعة والتورع أي حسن الطريقة .

123. الحارث بن مضاض الجرهمي :

عاش أربعمائة سنة ... إسماعيل عليه السلام ، من ولد جرهم الأكبر، وهو جرهم بن قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام ، وهو القائل :

كأن لم يكن بين الحجون إلي الصفا *** أنيس ولم يسمر بمكة سامر

بلي نحن كنا أهلها فأبادنا *** صروف الليالي والجدود العوائر (1)

وهي قصيدة طويلة قد رواها الناس.

ص: 206


1- إعلام الوري بأعلام الهدي : 520 ، كتاب الغيبة : 117 ، السيرة النبوية : سيرة ابن هشام) :109/1، كتاب الغيبة : 117، إن قائلها عمرو بن الحارث بن مضاض ، تذكرة الخواص : 454، كنز الفوائد : 127/2، كتاب المعمرين : 80-82.

124- حارثة بن صخر :

ابن مالك بن عبد مناة بن هبل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد الله بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة عاش مائة سنة وثمانين سنة . حتي أدرك الإسلام فلم يسلم .

وأسلم ابنه جناب بن حارثة بن صخر، وهاجر إلي المدينة، فجزع من ذلك جزعا شديدا . وأشأ يقول :

تركت أباك بالأدوات كلا *** وأمك كالعجول من الظرب

فلا وأبيك ما بالبيت وجدي *** ولا شوقي الشديد ولا اكتئابي

ولا دمعا تجود به المآقي *** ولا أسفي عليك ولا انتحابي

فعمرك لا تلوميني ولومي *** جناباحين أزمع بالذهاب

إذا هتف الحمام علي غصون *** جرت عبرات عيني بانسكاب

يذكرني الحمام صفي نفسي *** جنابا، من عذيري من جناب

أردت ثواب ربك في فراقي *** وقربي كان أقرب للثواب (1)

125- حارثة بن عبيد الكلبي :

ومن ولده بطون، منظور، ومنصور ابن جمهور من بني حارثة، وأدرك الإسلام، وقد حجب دهرا طويلا، وكذا كانت العرب تفعل بالكبير منهم تحجبه .

قال هشام : وقال لي شملة بن معيث، رجل من ولده . قال : أظنه عاش خمسمائة سنة (2).

ص: 207


1- كتاب المعمرين : 105.
2- كتاب المعمرين : 133 .

126- حارثة بن مرة :

ابن حارثة بن عبد رضا بن جبيل ( حبيل ) الكلبي عاش خمسائة سنة (1).

خمسمائة

127. حامل بن حارثة :

ابن عمرو بن مالك بن عكوة بن ثعلبة بن جدعاء بن رومان بن جندب، عاش ثلاثين ومائتي سنة .

قال : حدثنا شيخ من بني عكوة من طيء وكان حامل (2) يرحل إلي الملوك من قومه (3).

128- حبابة الوالبية :

لقيت أمير المؤمنين عليه السلام ومن بعده الأئمة عليهم السلام وأنها بقيت إلي أيام الرضا عليه السلام .

قالت : رأيت أمير المؤمنين عليه السلام في شرطة الخميس ومعه درة لها سبابتان يضرب بها بياعي الجري (4) والمارماهي والزمار (5) والطافي ويقول لهم : «يا بياعي مسوخ بني إسرائيل وجند بني مروان» .

ص: 208


1- كتاب المعمرين : 133.
2- أي يحمل ولم يمشي .
3- كتاب المعمرين : 136 .
4- الجري بكسر الجيم والراء المشددة وبعده الياء المشددة كالذمي : نوع من السمك النهري الطويل المعروف بالحنكليس ويدعونه في مصر بثعبان الماء وليس له عظم إلا عظم الرأس والسلسلة .
5- الزمير بكسر الزاي وتشديدها كسكيت : نوع من السمك . الطافي : السمك الذي يموت في الماء فيعلو ويظهر .

فقام إليه فرات بن أحنف فقال : يا أمير المؤمنين وما مسوخ بني إسرائيل ؟ وما جند بني مروان ؟.

فقال : «أقوام حلقوا اللحي وفتلوا الشوارب فمسخوا».

فلم أر ناطقا أحسن نطقا منه، ثم اتبعته فلم أزل أقفو أثره حتي قعد في رحبة (1) المسجد فقلت له : يا أمير المؤمنين ما دلالة الإمامة رحمك الله ؟.

قال : «ايتيني بتلك الحصاة» - وأشار بيده إلي تلك الحصاة - فأتيته بها فطبع لي فيها بخاتمه ثم قال لي : «يا حبابة إذا ادعي مدع الإمامة فقدر أن يطبع كما رأيت فاعلمي أنه إمام مفترض الطاعة والإمام لا يعزب (2) عنه شيء يريده».

قالت : ثم انصرفت حتي قبض أمير المؤمنين عليه السلام ، فجئت إلي الحسن عليه السلام وهو في مجلس أمير المؤمنين عليه السلام والناس يسألونه، فقال لي: «يا حبابة هات ما معك»، فأعطيته - الحصاة - فطبع فيها كما طبع أمير المؤمنين عليه السلام .

ثم جئت الحسين عليه السلام وهو في مسجد الرسول صلي الله عليه واله وسلم ، فقرب ورحب ثم قال (3) لي : «أن في الدلالة دليلا علي ما تريدين، أفتريدين دلالة الإمامة ؟» .

ص: 209


1- رحبة المسجد بفتح الراء وسكون الباء وفتحها وهو الأكثر : الساحة المنبسطة منه ، والظاهر أنه صحن المسجد .
2- عزب عزوبا كقعد قعودا : غاب وخفي .
3- في الكافي والإكمال: ثم قال لي : إن في الدلالة دليلا علي ما تريدين أفتريدين.

فقلت : نعم يا سيدي.

فقال : «هات ما معك»، فناولته الحصاة فطبع لي فيها .

قالت : ثم أتيت علي بن الحسين عليهما السلام وقد بلغ بي الكبر إلي أن أرعشت وأنا أعد يومئذ مائة وثلاثة عشرة سنة , فرأيته راكعا ساجدا مشغولا بالعبادة، فيئست من الدلالة فأومي إلي بالسبابة فعاد إلي شبابي . قالت : فقلت يا سيدي كم مضي من الدنيا وكم بقي ؟.

فقال : «أما ما مضي فنعم وأما ما بقي فلا».

قالت : ثم قال : «هات ما معك». فأعطيته الحصاة فطبع لي فيها .

ثم أتيت أبا جعفر عليه السلام فطبع لي فيها، ثم أتيت أبا عبد الله فطبع لي فيها، ثم أتيت أبا الحسن موسي بن جعفر عليهما السلام فطبع لي فيها، ثم أتيت الرضا عليه السلام فطبع لي فيها .

وعاشت حبابة بعد ذلك تسعة أشهر علي ما ذكر محمد بن هشام (1).

129- أبو عدوان حرثان بن الحارث ذو الإصبع العدواني :

ابن محرث بن ثعلبة بن ربيعة بن هبيرة ( وهب ) ابن ثعلبة بن الظرب بن عمرو بن عياد ( عتاب ، عباد) ابن يشكر بن عدوان ( الحرث ) ابن عمرو بن قيس بن عيلان بن مضر عاش ثلاثمائة سنة .

أصبحت شيخا أري الشخصين أربعة *** والشخص شخصين لما مسني الكبر

لا أسمع الصوت حتي أستدير له *** ليلا وإن هو ناغاني به القمر

ص: 210


1- الكافي 258/1 - 259 ، كمال الدين : 486/2 -487 ، 536/3 ، منتخب الأنوار المضيئة : 92- 95.

وقال أيضا :

وكنت أمشي علي الرجلين معتدلا *** فصرت أمشي علي أخري من الشجر

إذا أقوم عجنت الأرض متكئا *** علي البراجم حتي يذهب النفر

وإنما سمي الحارث عدوان، لانه عدا علي أخيه فهم بقتله، وقيل : بل فقأ عينه، وقيل : حرثان بن حويرث، وقيل : حرثان ابن حارثة، سبب لقبه بذي الإصبع أن حية نهشته في إصبعه فشلت فسمي بذلك .

ويقال : انه عاش، مائة وسبعين سنة وقيل ثلاثمائة سنة .

وقال أبو حاتم : هو أحد حكام العرب في الجاهلية ، وذكر الجاحظ أنه كان أثرم (1) ، وروي عنه :

لا يبعدن عهد الشباب ولا *** لذاته ونباته النضر

لولا أولئك ما حفلت متي *** عوليت في حرجي إلي قبري

هزئت أثيلة إن رأت هرمي *** وأن انحني لتقادم ظهري

وكان لذي الإصبع بنات أربع فعرض عليهن التزويج فأبين وقلن خدمتك وقربك أحب إلينا فأشرف عليهن يوما من حيث لا يرينه فقلن : لتقل كل واحدة منا ما في نفسها فقالت الكبري

ألا هل أراها ليلة وضجيعها *** أشم كنصل السيف غير مهند

عليم بأدواء النساء وأصله *** إذا ما انتمي من سر أهلي ومحتدي

ويروي «عين منهد» ويروي «من سر أصلي ومحتدي» فقلن لها :أنت تريدين ذا قرابة قد عرفنه وقالت الثانية :

ص: 211


1- الأثرم : الذي سقطت مقاديم أسنانه .

ألا ليت زوجي من أناس أولي عدي *** حديث الشباب طيب الثوب والعطر

لصوق بأكباد النساء كأنه *** خليفة جان لا ينام علي وبر

ويروي «أولي غني» ويروي «لا ينام علي هجري» فقلت لها : أنت تريدين فتي ليس من أهلك ثم قالت الثالثة :

ألا ليته يكسي الجمال نديه *** له جفنة تشقي بها المعز والجزر

له حكمات الدهر من غير كبرة *** تشين فلا فإن ولا ضرع غمر

فقلن لها : أنت تريدين سيدا شريفا وقلن للرابعة قولي.

فقالت : لا أقول شيئا.

فقلن [لها] : يا عدوة الله علمت ما في أنفسنا ولا تعلميننا ما في نفسك ؟

فقالت: زوج من عود خير من قعود , فمضت مثلا فزوجهن أربعهن وتركهن حولا .

ثم أتي الكبري فقال : يا بنية كيف ترين زوجك ؟

فقالت : خير زوج يكرم الحليلة ويعطي الوسيلة .

قال : فما مالكم ؟

قالت : خير مال، الإبل، نشرب ألبانها جرعا - ويروي جزعا بالزاي معجمة - ونأكل لحمانها مزعا وتحملنا وضعفتنا معا.

فقال : يا بنية زوج كريم ومال عميم .

ثم أتي الثانية فقال : يا بنية كيف زوجك ؟

فقالت : خير زوج، يكرم أهله وينسي فضله .

قال : وما مالكم ؟

ص: 212

قالت : البقر تألف الفناء وتملا الإناء وتودك السقاء، ونساء مع النساء .

فقال لها : حظيت وبظيت .

ثم أتي الثالثة فقال : يا بنية كيف زوجك ؟.

فقالت : لا سمح بذر ولا بخيل حكر، قال فما مالكم قالت : المعزي قال : وما هي ؟.

قالت : لو كنا نولدها فطما ونسلخها أدما - ويروي أدما بالفتح - لم نبغ بها نعما .

فقال له : حذوة مغنية ويروي حذوي مغنية .

ثم أتي الصغري فقال : يا بنية كيف زوجك ؟

قالت شر زوج يكرم نفسه ويهين عرسه.

قال : فما مالكم ؟ قالت : شر مال.

قال : وما هو؟

قال : الضأن جوف لا يشبعن، وهيم لا ينفعن، وصم لا يسمعني وأمر مغويتهن يتبعن .

فقال أبوها : «أشبه امرؤ بعض بزه» فمضت مثلا .

أما قول إحدي بناته في الشعر «أشم» فالشمم هو ارتفاع أرنبة الأنف وورودها يقال : رجل أشم وامرأة شماء وقوم شم قال حسان :

بيض الوجوه كريمة أنسابهم *** شم الأنوف من الطراز الأول

فالشمع الارتفاع في كل شيء فيحتمل أن يكون أراد حسان بشم الأنوف ماذكرناه من ورود الأرنبة لأن عندهم دليل العتق والنجابة ويجوز أن يكون أراد بذلك الكناية عن نزاهتهم وتباعدهم عن دنايا

ص: 213

الأمور ورذائلها وخص الأنوف بذلك لأن الحمية والغضب والأنفة فيها ولم يرد طول أنفهم، وهذا أشبه أن يكون مراده لأنه قال في أول البيت : " بيض الوجوه " ولم يرد [ بياض ] اللون في الحقيقة وإنما كني بذلك عن نقاء أعراضهم، وجميل أخلاقهم وأفعالهم كما يقال جاءني فلان بوجه أبيض، وقد بيض فلان وجهه بكذا وكذا وإنما يعني ما ذكرناه .

وقول المرأة : «أشم كنصل السيف» يحتمل الوجهين أيضأ، ومعني حسان «من الطراز الأول» أي أن أفعالهم أفعال آبائهم وسلفهم فإنهم لم يحدثوا أخلاقا مذمومة لا تشبه نجارهم وأصولهم .

وقولها : «عين مهند» أي هو المهند بعينه كما يقال : هو هذا بعينه، وعين الشيء نفسه وعلي الرواية الأخري غير مهند أي ليس هو السيف المنسوب إلي الهند في الحقيقة وإنما هو مشبه به في مضائه .

وقولها : «من سر أهلي» أي من أكرمهم وأخلصهم يقال : فلان في سر قومه أي في صميمهم وشرفهم، وسر الوادي أطيبه ترابا والمحتد الأصل .

وقول الثانية أولي عدي فإنما معناه أن يكون لهم أعداء لأن من لا عدو له هو الفسل الرذل الذي لا خير عنده والكريم الفاضل من الناس هو المحسن المعادي. وقولها: «لصوق بأكباد النساء» تعني في المضاجعة ويحتمل أن تكون أرادت في المحبة والمودة وكنت بذلك عن شدة محبتهن له وميلهن إليه وهو أشبه .

وقولها : «كأنه خليفة جان» أي كأنه حية للصوقه «والجان» جنس من الحيات فخففت لضرورة الشعر .

ص: 214

وقول الثالثة : «يكسي الجمال نديه» فالندي هو المجلس وقولها: له حكمات الدهر تقول قد أحكمته التجارب وجعلته حكيما فأما «الضرع فهو الضعيف» والغمر الذي لم يجرب الأمور .

وقول الكبري : يكرم الحليلة ويعطي الوسيلة، فالحليلة هي امرأة الرجل و الوسيلة الحاجة.

وقولها : نشرب ألبانها جزعا، فالجزع جمع جزعة وهي القليل من الماء يبقي في الإناء .

وقوله : «مزعا» فالمزعة البقية من دسم .

ويقال : ماله وجزعة ولا مزعة كذا ذكر ابن دريد بالضم في جزعة. ووجدت غيره يكسرها ويقول : جزعة، وإذا كسرت فينبغي أن يكون نشرب ألبانها جزعا» وتكسر المزعة أيضا ليزدوج الكلام فيقول : «ونأكل لحمانها مزعا» فإن المزعة بالكسر هي القطعة من الشحم والمزعة بالكسر أيضا من الريش والقطن وغير ذلك كالمزقة من الخرق.

(والتمزيع) التقطيع والتشقيق يقال : إنه يكاد يتمزع من الغيظ، ومزع الظبي في عدوه يمزع مزعا إذا أسرع وقوله : (مال عميم) أي كثير .

وقول الثانية : (تودك السقاء) من الودك الذي هو الدسم .

وقول الثالثة : نولدها فطما (فالفطم) جمع فطيم وهو المفطوم من الرضاع .

ص: 215

وقوله : (نسلخها أدما) فالأدم جمع إدام وهو الذي يؤكل، بقول : لو أنا فطمناها عند الولادة وسلخناها للأدم من الحجة لم نبغ بها نعما وعلي الرواية الأخري أدما من الأديم .

وقوله : حذوة مغنية فالحذوة القطعة .

وقول الصغري : جوف (لا يشبعن) فالجوف جمع جوفاء وهي العظيمة الجوف .

(والهيم) العطاش (ولا ينقعن) أي لا يروين .

ومعني قوله (و أمر مغويتهن يتبعن) أي القطيع من الضأن يمر علي قنطرة فتزل واحدة فتقع في الماء فيقعن كلهن إتباعا لها والضأن يوصف بالبلادة .

حدثنا سعيد بن خالد الجدلي قال : لما قدم عبد الملك بن مروان الكوفة بعد قتل مصعب دعا الناس علي فرائضهم فأتيناه فقال : من القوم؟ .

قلنا جديلة .

قال : جديلة عدوان ؟.

قلنا : نعم فتمثل عبد الملك :

عذير الحي من عدوان كانوا حية الأرض *** بغي بعضهم بعضا فلم يرعوا علي بعض

ومنهم كانت السادات والموفون بالفرض *** ومنهم حكم يقضي فلا ينقض ما يقضي

ص: 216

ومنهم من يحيل الناس بالسنة والفرض (1)

ثم أقبل علي رجل كنا قدمناه أمامنا ، جسيم وسيم، فقال : أيكم يقول هذا الشعر ؟.

فقال : لا أدري فقلت [أنا] من خلفه : يقول ذو الإصبع فتركني وأقبل علي ذلك الجسيم .

وقال : ما كان أيم ذي الإصبع ؟

فقال : لا أدري

فقلت : أنا من خلفه : حرثان، فأقبل عليه وتركني

فقال : من أيكم كان ؟

قال : لا أدري فقلت أنا من خلفه : نهشته حية علي إصبعه، فأقبل عليه وتركني

فقال : من أيكم كان ؟

قال : لا أدري فقلت أنا من خلفه : من بني ناج، فأقبل علي الجسيم .

فقال : كم عطاؤك ؟.

قال : سبعمائة درهم ثم أقبل علي.

فقال : كم عطاؤك فقلت أربعمائة .

ص: 217


1- في المصدر المطبوع 250/1 «ومنهم من يجيز» ونقل في الهامش عن أبي الفرج قال : قوله «ومنهم من يجيز الناس» فإن أجازة الحج كانت لخزاعة فأخذتها منهم عدوان .

فقال : يا ابن الزعيزعة حط من عطاء هذا ثلاث مائة وزدها في عطاء هذا فرحت و عطائي سبعمائة وعطاؤه أربعمائة .

وفي رواية أخري أنه : لما قال له : من أيكم كان ؟.

قال لا أجري فقلت أنا من خلفه : من بني ناج الذين يقول فيهم الشاعر :

وأما بنو ناج فلا تذكرنهم *** ولا تتبعن عينيك من كان هالكا

إذا قلت معروفا لتصلح بينهم *** يقول وهيب لا أسالم ذلكا

ويروي : لا أحاول [ ذلكا ]:

فأضحي كظهر العود جب سنامه *** يدب إلي الأعدء أحدب باركا

ويروي :

فأضحي كظهر العود جب سنامه *** تحوم عليه الطير أحدب باركا

وقد رويت هذه الأبيات لذي الأصبع أيضا ومن أبيات ذي الإصبع السائرة قوله :

أكاشر ذا الضغن المبين عنهم *** وأضحك حتي يبدو الناب أجمع

وأهدنه بالقول هدنا ولو يري *** سريرة ما أخفي لبات يفزع

ومعني (أهدنه-) أسكنه ومن قوله أيضا :

إذا ما الدهر جر علي أناس *** شراشره أناخ بآخرينا

فقل للشامتين بنا أفيقوا *** سيلقي الشامتون كما لقينا

ومعني الشراشر ههنا الثقل يقال : ألقي علي شراشره وجراميزه أي ثقله، ومن قوله أيضا :

ذهب الذين إذا رأوني مقبلا *** هشوا إلي ورحبوا بالمقبل

ص: 218

وهم الذين إذا حملت حمالة *** ولقيتهم فكأني لم أحمل

ومن قوله وهي مشهورة :

لي ابن عم علي ما كان خلق *** مختلفان فأقليه ويقليني

أزري بنا اننا شالت نعامتنا *** فخالني دونه وخلته دوني

لاه ابن عمك لا أفضلت في نسب *** عني ولا أنت دياني فتخزوني

إني لعمرك ما بابي بذي غلق *** عن الصديق ولا خيري بممنون

ولا لساني علي الأدني بمنطلق *** بالفاحشات ولا أغضي علي الهون

ماذا علي وإن كنتم ذوي رحمي *** ألا أحبكم إن لم تحبوني

يا عمرو إلا تدع شتمي *** أضربك حيث تقول الهامة اسقوني

وأنتم معشر زيد علي مائة *** فأجمعوا أمركم طرا فكيدوني

لا يخرج القسر مني غير مابية *** ولا ألين لمن لا يبتغي ليني

قوله : (شالت نعامتنا) معناه تنافرنا، فضرب النعام مثلا أي لا أطمئن إليه ولا يطمئن إلي.

يقال : شالت نعامة القوم إذا أجلوا عن الموضع وقوله : (لاه ابن عمك) قال قوم : أراد لله ابن عمك .

وقال ابن دريد : أقسم وأراد : الله ابن عمك وقوله : (عني) أي علي والديان الذي يلي أمره ومعني (فتخزوني) أي تسوسني و (الهون) الهوان .

وقوله : (أضربك حيث تقول الهامة : اسقوني) قال الأصمعي العطش في الهامة فأراد أضربك في ذلك الموضع أي علي الهامة بحيث تعطش .

ص: 219

وقال آخرون : العرب تقول : إن الرجل إذا قتل خرجت من رأسه هامة تدور حول قبره .

وتقول : اسقوني اسقوني فلا تزال كذلك حتي يؤخذ بثأره وهذا باطل، ويجوز أن يعنيه ذو الإصبع علي مذاهب العرب .

وقوله : (لا يخرج القسر مني غير مابية) فالقسر أي إن أخذت قسرا لم أزدد إلا إياء (1).

130- حسان بن إبراهيم الكرماني العنزي:

ابن عبد الله أبو هشام قاضي كرمان ، صدوق يخطئ ، من الثامنة، مات سنة ست وثمانين وله مائة سنة (2).

131- حسان بن ثابت الأنصاري :

أبو عبد الرحمن أبو الوليد ابن المنذر بن حرام النجاري الخزرجي، شاعر الرسول صلي الله عليه واله وسلم مشهور، مات سنة أربع وخمسين، وله من العمر مائة وعشرون سنة .

ينتهي نسبه إلي قحطان، فهو إذا يمني .

ولد في يثرب ولم يذكر أحد من رواة أخباره سنة مولده . ونشأ فيها فهو إذا من أهل المدر أي من سكان المدن والقري . وعلي نشأته

ص: 220


1- أمالي المرتضي : 244/1 - 253 ، كتاب الغيبة : 120 ، كمال الدين : 513/2 - 515 ، كتاب المعمرين : 157-158 .
2- تقريب التهذيب : 161/1، رقم 225

الحضارية كان متأثرا بالحياة البدوية، يظهر ذلك من شعره خصوصا ما قاله في الجاهلية .

اتصل بالغساسنة ملوك الشام، فكان يفد عليهم في عواصمهم كجلق والجولان وبصري وغيرها. فيمدح أمراءهم ولا سيما عمرو الرابع والنعمان السادس . وحجر بن النعمان، وجبلة بن الأيهم . ويسترفدهم . فيغيضون عليه نعمهم، وقد حفظ جميلهم أخر حياته . ولما ظهر الإسلام وهاجر النبي صلي الله عليه واله وسلم إلي يثرب أسلمت الأوس والخزرج وأسلم حسان فكان من الأنصار، علي أنه كان مشهورا بجبنه فلم يناصر الدين الجديد بسيفه، ولم يذهب مع المسلمين إلي القتال . وإنما كان يتخلف مع النساء في المنازل . بيد أنه قد نصره بلسانه سلاحه الوحيد الذي شهره علي أعداء النبي صلي الله عليه واله وسلم فصار شاعر الرسول يمدحه ويرد علي من يهجوه من شعراء قريش .

وكان النبي صلي الله عليه واله وسلم يقول له : «اهجهم وروح القدس معك » .

وأما بالنسبة لجبنه : فتحدثنا صفية ابنة عبد المطلب قالت : [عندما فتح المسلمون حصون خيبر وضعوا النساء في حصن فارغ وذهبوا لفتح بقية الحصون شاهدت يهوديا فقلت لحسان : يا حسان خذ هذا العمود من الحديد واضرب به رأس هذا اليهودي أخاف أن يرانا ويدل علينا قومه] .

فقال : [يغفر الله لك يا ابنة عبد المطلب أنا لست من أهل ذلك] .

قالت : [ فشددت وسطي وأخذت عمودا من حديد ونزلت وضربت به اليهودي فقتلته، ثم قلت لحسان : انزل واسلبه درعه، ما منعني منه إلا أنه رجل] .

ص: 221

فقال : [يغفر الله لك أنا لست من أهل ذلك] .

فقال بعضهم :

تشجعني ليلي وما علمت *** أن الشجاعة مقرون بها العطب

لا والذي منع الأبصار رؤيته *** لا يشتهي الموت عندي من له أرب

للحرب قوم أضل الله سعيهم *** إذا دعتهم إلي نيرانها وثبوا

لا لست منهم ولا أبغي فعالهم *** لا القتل يعجبني منهم ولا السلب

مات سنة أربع وخمسين هجرية وله مائة وعشرين سنة نصفها في الجاهلية والنصف الآخر في الإسلام (1).

132- أبو بكر الحسن بن علي بن العلاف :

ابن أحمد بن بشار بن زياد الضرير النهرواني ابن العلاف الشاعر نديم المعتضد بالله العباسي صاحب القصيدة المعروفة في رثاء الهر، المشتملة علي الحكم والمواعظ ومنها :

ياهر فارقتنا ولم تعد *** وكنت عندي بمنزلة الولد

وكيف ننفك عن هواك وقد *** كنت لنا عدة من العدد

تطرد عنا الأذي وتحرسنا *** بالغيب من حية ومن جرد

وتخرج الفار من مكانها *** ما بين مفتوحها إلي السدد

لا ترهب الصيف عند هاجرة *** ولا تهاب الشتاء في الجمد

وكان يجري ولا سداد لهم *** أمرك في بيتنا علي سدد

حتي اعتقدت الأذي لجيرتنا *** ولم تكن للاذي بمعتقد

ص: 222


1- ديوان حسان بن ثابت : 8 (المقدمة) ، تقريب التهذيب : 161/1، رقم 229

وحمت حول الردي لظلمهم *** ومن يحم حول حوضه يرد

وكان قلبي عليك مرتعدا *** وأنت تنساب غير مرتعد

تدخل برج الحمام متئدا *** وتبلع الفرخ غير متئد

وتطرح الريش في الطريق لهم *** وتبلع اللحم بلع مزدرد

أطعمك الغي لحمها فرأي *** قتلك أربابها من الرشد

صادوك غيظا عليك وانتقموا *** منك وزادوا ومن يصمد

فلم تزل للحمام مرتصدا *** حتي سقيت الحمام بالرصد

أذاقك الموت ربهن كما *** أذقت أفراخه يدا بيد

عشت حريصا يقوده طمع *** ومن تذا قاتل بلا قود

يا من لذيذ الفراخ أوقعه *** ويلك هلا قنعت بالفدد

ألم تخف وثبة الزمان كما *** وثبت في البرج وثبة الأسد

عاقبة الظلم لا تنام وإن *** تأخرت مدة من المدد

أردت أن تأكل الفراخ ولا *** يأكلك الدهر أكل مضطهد

هذا بعيد من القياس وما *** أعزه في الدنو والبعد

لا بارك الله في الطعام إذا *** كان هلاك النفوس في المعد

كم دخلت لقمة حشاشره *** فأخرجت روحه من الجسد

ونقتصر من القصيدة علي هذا القدر وهو زبدتها. توفي ابن العلاف سنة 318 .وعمره مائة سنة (1).

ص: 223


1- الكني والألقاب : 360/1 -361.

133- الحسن بن عنبس :

ابن مسعود بن سالم بن محمد بن شريك أبو محمد المرافقي، كان شيعيا غاليا، قرأ علي الشيخ المفيد ولقي القاضي عبد الجبار، وعمر مائة سنة أو أكثر .

قال الكراجكي : اجتمعت به المرافقة ورأيت له حلقة عظيمة يقرؤون عليه مذهب الإمامية، مات سنة خمس وثمانين وأربع مائة .

ويقال سنة ست وثمانين وأربع مائة، ومن شيوخه الصفورائي وأبو جعفر بن بابويه، وكانت له خصوصية بالصاحب بن عباد (1).

134 - أبو الحسن حسن بن محمد الخولاني الكانشي :

الفقيه العالم المشهور بالصلاح والدين المتين، المتفق علي فضله الموافق والمخالف، المجاب الدعوة، رحل الناس إليه من الآفاق وانتفعوا به .

سمع من عيسي بن مسكين ويحيي بن عمر، ورحل للمشرق ، وأخذ عنه جماعة منهم أبو الحسن القابسي وابن شبلون واللواتي . توفي بالمنستير سنة 347ه، وهو ابن مائة وثمان سنين (2).

135- حصين بن عتبان الزبيدي :

عاش مائتين وخمسين سنة (3).

ص: 224


1- لسان الميزان : 2/242 ، رقم 1018.
2- شجرة النور الزكية : 85، رقم 172 .
3- كنز الفوائد : 146/2 .

139- حصين بن علقمة :

أسقف نجران كان أسقف نجران الأول، وصاحب مدارسهم، وعالمهم . وكان رجلا من بني بكر بن وائل . وأكبر دليل علي رجاحة عقله، لما تشاور قومه فيما بينهم في شأن النبي محمد صلي الله عليه واله وسلم . وعلم ما أزمع القوم عليه، من إطلاق الحرب، دعا بعصابة فرفع بها حاجباه عن عينيه وقد بلغ من العمر يومئذ، مائة وعشرين سنة، ثم قام خطيبا معتمدا علي عصاه وكانت فيه بقية، وله رأي وروية، وكان مؤمنا بالنبي صلي الله عليه واله وسلم ، ويكتم إيمانه خوفا من كفرة قومه، وأصحابه .

فقال : مهلا بني عبد المدان مهلا، استديموا العافية والسعادة فإنهما مطويان في الهوادة، دبوا إلي القوم في هذا الأمر دبيب الذر، وإياكم والثورة العجلي، إنكم والله علي فعل ما لم تفعلوا أقدر منكم علي رد ما فعلتم، ألا أن النجاة مقرونة بالأناة، ألا رب إحجام أفضل من إقدام، ورب قول أبلغ من صول (1).

137- أبو الطمحان القيني :

حنظلة بن الشرقي القيني وهو من بني كنانة بن القين، عاش مائة وخمسين سنة وقيل عاش مائتي سنة : فقال في ذلك :

حنتني حانيات الدهر حتي *** كأني خاتل أدنو لصيد

قصير الخطي يحسب من رآني *** ولست مقيدا، أني بقيد

ويروي قريب الخطو :

ص: 225


1- النظرة الرشيدة في المباهلة السعيدة : 26-27 .

تقارب خطو رجلك باسويد *** وقيدك الزمان بشر قيد

وهو القائل :

وإني من القوم الذين هم هم *** إذا مات منهم سيد قام صاحبه

نجوم سماء كلما غاب كوكب *** بدا كوكب تأوي إليه كواكبه

أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم *** دجي الليل حتي نظم الجزع ثاقبه

وما زال منهم حيث كان مسود *** تسير المنايا حيث سارت كتائبه

ومعني البيتين الأولين يشبه قول أوس بن حجر :

إذا مقرم منا ذرا حد نابه *** تخمط فينا ناب آخر مقرم

ولطفيل الغنوي مثل هذا المعني وهو قوله :

كوامب دجن كلما انقض كوكب *** بدا وانجلت عنه الدجنة كوكب

وقد أخذ الخزيم هذا المعني فقال :

إذا قمر منا تغور أو خبا *** بدا قمر في جانب الأفق يلمع

ومثل ذلك :

خلافة أهل الأرض فينا وراثة *** إذا مات منا سيد قام صاحبه

ومثله :

إذا سيد منا مضي لسبيله *** أقام عمود الملك آخر سيد

وكان مزاحما العقيلي نطر إلي قول أبي الطمحان (أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم) في قوله وقد أحسن :

وجوه لوأن الدلجين اعتشوابها *** صدعن الدجي حتي تري الليل ينجلي

ويقارب ذلك قول حجية بن المضرب السعيدي (1) :

ص: 226


1- في المصدر المطبوع بمصر : «الكندي» .

أضاءت لهم أحسابهم فتضاءلت *** لنورهم الشمس المضيئة والبدر

وأنشد محمد بن يحيي الصولي في معني بيت[ي] أبي الطمحان :

من البيض الوجوه بني سنان *** لو أنك تستضيء بهم أضاؤوا

هم حلوا من الشرف المعلي *** ومن كرم العشيرة حيث شاؤوا

فلوأن السماء دنت لمجد *** ومكرمة دنت لهم السماء

وأبو الطمحان القائل (1) :

إذا كان في صدر ابن عمك إحنة *** فلا تستثرها سوف يبدو دفينها

وهو القائل :

إذا شاء ماعيها استقي من وقيعة *** كعين العذاب صفوها لم يكدر (2)

والوقيعة المستنقع في الصخرة للماء.

ويقال : للماء إذا زل عن صخرة فوقع في بطن أخري فهو ماء الوقائع وأنشدا [ وا ] لذي الرمة:

ونلنا سقاطا من حديث كأنه *** جني النحل ممزوجا بماء الوقائع

ويقال للماء الذي يجري علي الصخرة ماء الحشرج وللماء الذي يجري بين الحصا والرمل ماء المفاصل وأنشدوا لأبي ذؤيب :

مطافيل أبكار حديث نتاجها *** تشاب بماء مثل ماء المفاصل

ص: 227


1- في النسخة المطبوعة من البحار هناك تقديم وتأخير وهو سهو، والصحيح ما أثبتناه عرضا علي المصدر .
2- في المصدر : إذا شاء راعيها استقي من وقيعة *** كعين الغراب صفوها لم يكدر وعين الغراب : يضرب بها المثل في الصفاء .

وأنشد أبو محلم السعدي لأبي الطمحان :

بني إذا ما سامك الذل قاهر *** عزيز فبعض الذل أتقي وأحرز

ولا تحرمن بعض الأمور تعززا *** فقد يورث الذل الطويل التعزز (1)

وهذان البيتان يرويان لعبد الله بن معاوية الجعفري وروي لأبي الطمحان أيضا في هذا المعني :

يا رب مظلمة يوما لطئت لها *** تمضي علي إذا ما غاب أنصاري

حتي إذا ما انجلت عني غيابتها *** وثبت فيها وثوب المخدر الضاري (2)

138- حويطب بن عبد العزي :

ابن قيس العامري، صحابي، أسلم يوم الفتح، وكان عارفا بأحوال مكة، عاش مائة وعشرين سنة . ومات سنة أربع وخمسين (3).

ص: 228


1- في المصدر : لا تحم .
2- كتاب الغيبة : 119 ، كمال الدين : 508/2 ، كتاب المعمرين : 103 - 104 .
3- تقريب التهذيب : 207/1 , رقم : 650.

حرف الخاء

139- خالد بن زياد الأزدي :

أبو عبد الرحمن، الترمذي قاضيها، من الثامنة، قال ابن حبان : مات وله مائة سنة (1).

140- الخضر عليه السلام :

المتصل بقاؤه إلي آخر الزمان، ومما جاء من حديثه أن آدم عليه السلام لما حضره الموت جمع بنيه فقال : [ يا بني إن الله تبارك وتعالي منزل علي أهل الأرض عذابا، فليكن جسدي معكم في المغارة، فإذا هبطتم فابعثوا بي فادفنوني بأرض الشام ] .

فكان جسده معهم، فلما بعث الله نوحا عليه السلام ضم ذلك الجسد، وأرسل الله تعالي الطوفان علي الأرض فغرقت الأرض زمانا فجاء نوح حتي نزل ببابل، وأوصي بنية الثلاثة، وهم سام ويافث وحام، أن يذهبوا بجسده إلي المكان الذي أمرهم أن يدفنوه فيه، فقالوا : [ الأرض موحشة، لا أنيس بها، ولا نهتدي الطريق، ولكن نكف حتي يأمن الناس ويكثروا وتأنس البلاد وتجف] .

فقال لهم : [ إن آدم عليه السلام قد دعا الله أن يطيل عمر الذي يدفنه إلي يوم القيامة ].

ص: 229


1- تقريب التهذيب : 213/1, رقم : 31 .

فظل جسد آدم ها حتي كان الخضر هو الذي تولي دفنه، وأنجز الله تعالي ما وعده وإلي ما شاء الله أن يحيي .

وهذا حديث قد رواه مشائخ الدين وثقات المسلمين .

قال أبو مخنف لوط بن يحيي : [ أجمع أهل العلم أن الخضر عليه السلام أطول آدمي عمرا، وهو الخضر بن قابيل بن آدم عليه السلام ].

وقال النووي : [ قال الأكثرون من العلماء أنه حي موجود بين أظهرنا ذلك متفق عليه ] (1).

141- خيثمة :

ابن سليمان الطرابلسي، قال عبد العزيز الكتاني : ثقة مأمون. كان يذكر أنه من العباد، غير أن بعض الناس رماه بالتشيع مات سنة ثلاث وأربعين وثلاث مائة .

قلت : مواسم جده جندرة.

وقد ذكره مسلمة بن قاسم في كتاب الصلة قال : يكني أبا الحسن .

وقال غيث بن علي : سألت عنه الخطيب فقال : ثقة، ثقة، فقلت يقال أنه كان يتشيع .

فقال : ما أدري إلا أنه صنف فضائل الصحابة ولم يخص أحدا، وذكر ابن فطيس أنه عاش مائة وستة وعشرين سنة (2).

ص: 230


1- الإصابة في معرفة الصحابة : 431/1 ، التهذيب : 176/1 -177، رقم 147 ، كنز الفوائد : 121/2، كتاب المعمرين : 11 - 12.
2- لسان الميزان : 411/2- 412، رقم 1696 .

حرف الدال

142- الدجال :

بالطريق المذكور قال ابن سمرة (1): خطبنا أمير المؤمنين عليه السلام فحمد الله وأثني عليه وذكر النبي وصلي عليه، ثم قال : سلوني يا أيها الناس قبل أن تفقدوني ثلاثا .

فقام صعصعة بن صوحان فقال له يا أمير المؤمنين متي يخرج الدجال ؟.

فقال له عليه السلام : أقعد فقد سمع الله كلامك وعلم ما أردت، والله والله ما المسؤول عنه بأعلم من السائل، ولكن لذلك علامات وهيئات يتبع بعضها بعضا كحذو النعل، فإن شئت أنبأتك بها .

قال : نعم يا أمير المؤمنين .

فقال علي عليه السلام : [ احفظ، فإن علامة ذلك : إذا أمات الناس الصلاة، وأضاعوا الأمانة، واستحلوا الكذب، وأكلوا الربا، وأخذوا الرشا،

ص: 231


1- منتخب الأنوار المضيئة : 85-86 ، في كمال الدين : عن النزال بن سبرة . اختلفوا في صحبته فعن المزي وأبي مسعود الدمشقي وابنعساكر أنه صحابي، وذكره مسلم وابن سعد والدارقطني وغيرهم في التابعين، وقيل روي عن النبي صلي الله عليه واله وسلم وعلي وأبي بكر وعثمان وابن مسعود .

وشيدوا البناء (1)، وقطعوا الأرحام، واتبعوا الأهواء، واستخفوا بالدماء، وكان الحلم ضعفا والظلم فخرا، وكانت الأمراء فجرة، والوزراء ظلمة، والعرفاء خونة، والقراء فسقة، وظهرت شهادة الزور، واستعلن الفجور، وقول البهتان والإثم والطغيان، وحليت المصاحف، وزخرفت المساجد، وطولت المنابر (2) وأكرم الأشرار، وازدحمت الصفوف ، واختلفت (3) القلوب، ونقضت العهود، واقترب الموعود، وشارك النساء أزواجهن في التجارة حرصا علي الدنيا، وعلت أصوات الفساق واستمع منهم، وكان زعيم القوم أرذلهم، واتقي الفاجر مخافة شره، وصدق الكاذب وائتمن الخائن، واتخذت القيان (4) والمعازف، ولعن آخر هذه الأمة أولها، وركب ذوات الفروج السروج ، وتشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال ، وأشهد الشاهد من غير أن يستشهد ، وشهد الأخر قضاءا لذمام (5) بغير حق عرفه ، وتفقه لغير الدين ، وآثروا عمل الدنيا علي الآخرة ، ولبسوا جلود الضان علي قلوب الذئاب، وقلوبهم أنتن من الجيفة، وأمر من

ص: 232


1- في كمال الدين والبحار : البنيان وباعوا الدين بالدنيا واستعملوا السفهاء وشاوروا النساء .
2- في الإكمال : المنارات ، وفي البحار : المنار .
3- في البحار : واختلفت الأهواء ونقضت العقود .
4- قال في مجمع البحرين : القينات : الإماء المغنيات ويجمع علي قيان أيضا والقينة : الأمة مغنية كانت أو غير مغية وقيل : الأمة البيضاء والجمع القيان، والمعازف جمع عزف كفلس علي غير قياس : آلات اللهو اللعب .
5- الذمام بكسر الذال المعجمة : الحق والحرمة والعهد والأمان والضمان .

الصبر، فعند ذلك الوحا (1) الوحا ثم العجل العجل، خير المساكن حينئذ بيت المقدس، ليأتين علي الناس زمان يتمني أحدهم أنه من سكانه .

فقام إليه الأصبغ بن نباتة فقال : يا أمير المؤمنين من الدجال ؟.

فقال : أو إن الدجال الصائد بن الصيد، فالشقي من صدقه والسعيد من كذبه، يخرج من بلد يقال له أصبهان، من قرية تعرف باليهودية، عينه اليمني ممسوحة، والأخري في جبهته كأنها كوكب الصبح فيها علقة كأنها ممزوجة بالدم، بين عينيه مكتوب (كافر) يقرأه كل كاتب وأمي، يخوض البحار، وتسير معه الشمس، بين يديه جبل من دخان، وخلفه جبل أبيض يري الناس أنه طعام، يخرج حين يخرج من (2) قحط شديد تحته حمار أقمر (3)، خطوة حماره ميل تطوي له الأرض منهلا (4) منهلا، لا يمر بماء إلا غار إلي يوم القيامة، ينادي بأعلي صوته يسمع ما بين الخافقين من الجن والإنس والشياطين .

يقول إلي أوليائي أنا الذي خلق قسوي وقدر فهدي أنا ربكم الأعلي، وكذب عدو الله أنه أعور يطعم الطعام، ويمشي في الأسواق،

ص: 233


1- الوحي بتشديد الياء: السريع، والوحا الوحا بالقصر والمد: والسرعة والمسرعة وهو منصوب بفعل مضمر .
2- في الأعمال والبحار : في قحط .
3- حمار أقمر : حمار ابيض ، ليلة مقمرة أي بيضاء . قال الأزهري : ويسمي القمر لليلتين من أول الشهر هلالا وفي ليلة ست وعشرين وسبع وعشرين أيضا هلالا , وما بين ذلك يسمي قمرا.
4- المنهل : المورد ، وهو عين ماء ترده الإبل في المراعي ، وتسمي المنازل التي في المفاوز علي طريق السفار مناهل لأن فيها ماء ، وما كان علي غير الطريق لا يسمي منهلا .

وان ربكم ليس بأعور، ولا يطعم الطعام، ولا يمشي في الأسواق، ألا إن أكثر أتباعه يومئذ أولاد زنا وأصحاب الطيالسة (1) الخضر، يقتله الله عز وجل بالشام علي عقبة تعرف بعقبة أفيق (2)، لثلاث ساعات من يوم الجمعة، علي يدي من يصلي المسيح عيسي ابن مريم خلفه، ألا إن بعد ذلك الطامة (3) الكبري .

قلنا : وما ذاك يا أمير المؤمنين ؟.

قال: خروج دابة الأرض من عند الصفا، معها خاتم سليمان وعصا موسي، تضع الخاتم علي وجه كل مؤمن فيطبع فيه (هذا مؤمن حقا)، وتضعه علي وجه كل كافر فيكتب فيه (هذا كافر حقا)، حتي أن المؤمن ينادي الويل لك يا كافر، وأن الكافر ينادي طوبي لك يا مؤمن، وددت أني اليوم مثلك فأفوز فوزا عظيما .

ثم ترفع الدابة رأسها فيراها من (4) بين الخافقين بإذن الله عز وجل وذلك بعد طلوع الشمس من مغربها، فعند ذلك ترفع التوبة، فلا توبة تقبل ولا عمل يرفع ولا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل، أو كسبت في إيمانها خيرا.

ثم قال عليه السلام : لا تسألوني عما بعد ذلك، فإنه عهد إلي حبيبي ألا أخبر به غير عترتي .

ص: 234


1- وهو لباس يوضع علي الرأس والأكتاف والظهر .
2- قرية من حوران في طريق الغور في أول العقبة المعروفة بعقبة أفيق ، وبلفظ التصغير موضع في بلاد بني يربوع .
3- الطامة : الداهية ، الطامة الكبري : القيامة .
4- في (أ) ما بين . ومن موصولية وفاعل يراها .

قال ابن سمرة : فقلت لصعصعة : ما عني أمير المؤمنين عليه السلام بهذا القول ؟.

قال : يا ابن سمرة إن الذي يصلي خلفه عيسي هو الثاني عشر من العترة التاسع من ولد الحسين عليه السلام ، وهو الشمس الطالعة من مغربها، يظهر عند الركن والمقام « فيملأها علا وقسطا كما ملأت جورا وظلما » (1) .

143- دومع ( دومغ ) والد الريان جد عزيز مصر الوليد :

وقد عاش 3000 سنة (2).

144- دويد بن زيد بن نهد القضاعي :

دويد بن زيد بن فهد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم - بضم اللام - بن ألحاف بن قضاعة بن مالك بن مرة بن مالك بن حمير، عاش أربعمائة سنة وستا و خمسين فلما حضره الموت قال :

ألقي علي الدهر رجلا ويدا *** والدهر ما أصلح يوما أفسدا

يفسد ما أصلحه اليوم غدا

ص: 235


1- كمال الدين : 2/ 525 ، بحار الأنوار : 192/52 ، ليس ما بين القوسين فيهما ، وفيهما : فيطهر الأرض ويضع ميزان العدل فلا يظلم أحد أحدا ، فأخبر أمير المؤمنين عليه السلام أن حبيبة رسول الله صلي الله عليه واله وسلم عهد إليه ألا يخبر بما يكون بعد ذلك غير عترته الأمة صلوات الله عليهم أجمعين ، منتخب الأنوار 89 - 86 :
2- منتخب الأنوار المضية : 107

وقال أيضا :

يا رب نهب صالح حويته *** واليوم يكفي لدريد بيته

ورب قرن بطل (1) أرديته *** ورب عبل خشن لديته

لو كان للدهر بلي أبليته *** أوكان قرني واحدا كفيته

وجمع بنيه حين حضرته الوفاة فقال : [ أوصيكم بالناس شرا ، لا ترحموا لهم عبرة ، ولا تقبلوا لهم معذرة ولا تقيلوا لهم عثرة ، قصروا الأعنة، وطولوا الأسنة واطعنوا شزرا ، واضربوا هبرا، وإذا أردتم المحاجزة فقبل المناجزة ، والمرء يعجز لا محالة بالجد لا بالكد ، التجلد ولا التبلد ، المنية ولا الدنية ، ولا تأسوا علي فائت ، وإن عز فقده ، ولا تحنوا إلي ظاعن وإن ألف قربه ، ولا تطمعوا فتطبعوا ، ولا تهنوا فتخرعوا ، ولا يكن لكم المثل السوء، إن الموصين بنو سهوان ، إذا مت فارحبوا خط مضجعي ، ولا تضنوا علي برحب الأرض ، وما ذاك بمؤد إلي روحا ، ولكن راحة نفس خامرها الإشفاق ].

قال أبو بكر بن دريد : ومن حديث آخر أنه قال :

اليوم يدني لدريد بيته *** يا رب نهب صالح حويته

ورب قرن بطل أرديته *** ورب غيل حسن لويته

ومعصم مخضب ثنيته *** لوكان للدهر بلي أبليته

أو كان قرني واحدا كفيته

وقوله : « أطعنوا شزرا واضربواه هبرا » معني الشزر أن يطعنه في إحدي ناحيته يقال فتل الحبل شزرا إذا نظر إليه من عن يمينه

ص: 236


1- القرن : الذي يلقاك ليقاومك .

وشماله وطعنه طعنا شزرا كذلك وقوله هبرا قال ابن دريد يقال هبرت اللحم أهبره هبرا إذا قطعته قطعات كبارا ، والاسم الهبرة والهبرة وسيف هبارو هابر واللحم هبير ومهبور .

«والمحالة» الحيلة وقوله: «بالجد لا بالكد» أي يدرك الرجل حاجته وطلبته بالجد وهو الحظ والبخت . ومنه رجل مجدود فإذا كسرت الجيم فهو الانكماش في الأمر والمبالغة فيه .

وقوله : «التجلد ولا التبلد» أي تجلدوا ولا تتبلدوا.

وقوله : «فتطبعوا» أي تدنسوا والطبع الدنس، يقال : طبع السيف يطبع طبعا إذا ركبه الصداء قال ثابت قطنة العتكي :

لا خير في طمع يدني إلي طبع *** وغفة من قوام العيش تكفيني

قوله : «ولا تهنوا فتخرعوا» فالوهن الضعف «والخرع» والخراعة اللين، ومنه سميت الشجرة الخروع للينها .

وقوله : «إن الموصين بنو سهوان» فالموصين جمع موصي وبنو سهوان ضرته مثلا أي لا تكونوا ممن تقدم إليهم فسهوا وأعرضوا عن الوصية .

قال : إنه يضرب هذا المثل للرجل الموثوق به ومعناه إن الذين يحتاجون أن يوصوا بحوائج إخوانهم هم الذين يسهون عنها لقلة عنايتهم، وأنت غير غافل ولا ساه عن حاجتي .

وقوله : «فارحبوا» أي وسعوا والرحب السعة والروح الراحة وقوله في الشعر .

ص: 237

«ورب غيل» فالقيل الساعد الممتلئ، والمعصم موضع السوار من اليد (1) .

145- دريد بن الصمة الجشمي :

عاش دهرا طويلا وسقط حاجباه علي عينيه . وقيل: إنه لم يتجاوز مائتي سنة، وأدرك الإسلام فلم يسلم، وكان أحد قواد المشركين يوم حنين مع هوازن وقتل بها وهو القائل :

فإن يك رأسي كالنعامة نسله *** يطيف بي الولدان أحدب كالقرد

رهينة قعر البيت كل عشية *** كأني أرقي أو أصوب في المهد

فمن بعد فضل من شباب وقوة *** وشعر أثيت حالك اللون مسود (2)

ص: 238


1- أمالي المرتضي : 236/1 - 237، كنز الفوائد : 2/ 125 ، إعلام الوري بأعلام الهدي : 518 ، كتاب الغيبة : 121 ، كمال الدين : 508/2 ، كتاب المعمرين : 42-43.
2- كنز الفوائد : 126/2، كتاب الغيبة : 117 ، كتاب المعمرين : 43 -46.

حرف الذال

146- ذو القرنين :

في التوراة إن ذا القرنين عاش ثلاثة ألاف سنة (1).

147- ذو القلاقل :

عن الرئيس أبي الحسن الكاتب البصري وكان من الأدباء قال : في سنة اثنين وتسعين وثلاثمائة أسنت البر سنين عدة وبعثت السماء درها في أكناف البصرة، فتسامع العرب بذلك فوردوها من الأقطار البعيدة علي اختلاف لغاتهم، فخرجت مع جماعة نتصفح أحوالهم ولغاتهم ونتلمس فائدة ربما وجدناها عند أحدهم فارتفع لنا بيت عال فقصدناه فوجدنا في كسره شيخا جالسا قد سقط حاجباه علي عينيه كبرا وحوله جماعة من عبيده وأصحابه فسلمنا عليه فرد التحية وأحسن التلقيه .

فقال له رجل منا : هذا السيد - وأشار إلي - وهو الناظر في معاملة الدرب وهو من الفصحاء وأولاد العرب وكذلك الجماعة ما منهم إلا من ينسب إلي قبيلة ويختص بسداد وفصاحة، وقد خرج وخرجنا معه حين وردتم نلتمس الفائدة المستطرفة من أحدكم رجونا ما نبغيه عندك لعلو سنك .

ص: 239


1- تذكرة الخواص : 453.

فقال الشيخ : [والله يا بني أخي حياكم الله إن الدنيا شغلتنا عما تبغونه مني فإن أردتم الفائدة فاطلبوها عند أبي، وها بيته] .

وأشار إلي خباء كبير بإزائه فقصدنا البيت فوجدنا فيه شيخا متضجعا وحوله من الخدم والأمر أوفي مما شاهدناه أولا فسلمنا عليه وأخبرناه بخبر ابنه .

فقال : [يا بني أخي حياكم الله إن الذي شغل ابني عما التمستموه منه هو الذي شغلني عما هذه سبيله ولكن الفائدة تجدونها عند والدي وها هو بيته].

وأشار إلي بيت منيف، فقلنا فيما بيننا حسبنا من الفوائد مشاهدة والد هذا الشيخ الفاني فإن كانت منة فائدة فهي ربح لم نحتسب .

فقصدنا ذلك الخباء فوجدنا حوله عددا كثيرا من الإماء والعبيد فحين رأونا تسرعوا إلينا وبدأوا بالسلام علينا .

وقالوا : [ما تبغون حياكم الله] ؟.

فقلنا نبغي السلام علي سيدكم وطلب الفائدة من عنده

فقالوا الفوائد كلها عند سيدنا ودخل منهم من يستأذن ثم خرج بالإذن لنا، فدخلنا فإذا سرير في صدر البيت وعليه مخاد من جانبيه، ووسادة في أوله، وعلي الوسادة رأس شيخ قد بلي وطار شعره، فجهرنا بالسلام فأحسن الرد .

وقال قائلنا مثل ما قال لولده، وأعلمناه أنه أرشدنا إليك وبشرنا بالفائدة منك .

ففتح الشيخ عينين قد غارتا في أم رأسه . وقال للخدم : أجلسوني.

ص: 240

ثم قال لنا : [يا بني أخي لأحدثتكم بخبر تحفظونه عني، كان والدي لا يعيش له ولد ويحب أن يكون له عاقبة، فولدت له علي كبر، ففرح بي وابتهج بموردي ثم قضي ولي سبع سنين فكفلني عمي بعده وكان مثله في الحذر علي فدخل بي يوما علي رسول الله صلي الله عليه واله وسلم .

فقال له : يا رسول الله إن هذا ابن أخي وقد مضي أبوه لسبيله وأنا كفيل بتربيته وإنني أنفس به علي الموت، فعلمني عوذة أتعوذ بها اليسلم ببركتها] .

فقال صلي الله عليه واله وسلم : « أين أنت عن ذات القلاقل » ؟ (1).

فقال: يا رسول الله وما ذات القلاقل ؟

قال : «أن تعوذه فتقرأ سورة الجحد وسورة الإخلاص وسورة الفلق وسورة الناس».

وأنا إلي اليوم أتعوذ بها كل غداة فما أصبت , ولا أصيب لي مال ولا مرضت, ولا افتقرت, وقد انتهي بي السن إلي ما ترون , فحافظوا عليها واستكثروا من التعوذ بها ]، ثم انصرفنا من عنده (2) .

ص: 241


1- تسمي السور القرآنية الأربعة التالية بالقلاقل الأربعة ، و هي: 1- سورة الكافرون ، و رقمها حسب ترتيب المصحف الشريف هو : (109) 2- سورة الإخلاص ، و رقمها حسب ترتيب المصحف الشريف هو : (112) 3- سورة الفلق ، و رقمها حسب ترتيب المصحف الشريف هو : ( 113) 4- سورة الناس ، و رقمها حسب ترتيب المصحف الشريف هو : (114) أما سبب تسميتها بالقلاقل الأربعة فيعود إلي أن هذه السور تبتدأ بكلمة " قل ."
2- منتخب الأنوار المضيئة : 98 - 102.

حرف الراء

148- ربيع بن ربيعة سطيح الكاهن الأزدي :

ابن مسعود بن عدي بن الذيب بن حارثة بن عدي ابن عمرو بن مازن بن الأزد من بني مازن من الأزد. عاش ستمائة سنة.

كاهن جاهلي غساني. كان العرب يحتكمون إليه يعرف بسطيح , ويرضون بقضائه، حتي أن عبد المطلب بن هاشم، علي جلالة قدره في أيامه، رضي به حكما بينه وبين جماعة من قيس عيلان، في خلاف علي ماء بالطائف، كانوا يقولون أنه لهم . وكان يضرب المثل بجودة رأيه، قال ابن الرومي :

تبدي له سر العيون كهانة *** يوحي بها رأي كراي سطيح

كاهن بن ذئب، ما كان فيه عظم سوي رأسه .

كان أبدا مقعدا لا يقدر علي قيام ولا قعود، ويقال : كان يطوي كما تطوي الحصيرة ، ويتكلم بكل أعجوبة. وهو من أهل الجابية، من مشارف الشام، مات فيها بعد مولد النبي صلي الله عليه واله وسلم بقليل . وكان الناس يأتونه فيقولون : جئناك بأمر، فما هو؟ فيجيبهم علي ما في أنفسهم (1) .

ص: 242


1- جمهرة أنساب العرب : 374-375 ، الأعلام : 14/3 ، تذكرة الخواص : 454 ، كتاب المعمرين : 15 - 16.

149- الربيع بن ضبع الفزاري :

ابن وهب بن بغيض بن مالك بن سعد بن عدي (عبس) ابن فزارة عاش مائتي وأربعين سنة وقيل ثلاثمائة سنة وأربعين وقيل أربعمائة وستون سنة ، وأدرك الإسلام فلم يسلم .

وأدرك النبي صلي الله عليه واله وسلم وهو الذي يقول : [ها أنا ذا آمل الخلود فقد أدرك عمري ومولدي حجرا ].

وهو القائل :

اذا عاش الفتي مائتين عاما *** فقد ذهب المسرة والغناء

لما وفد الناس علي عبد الملك بن مروان قدم فيمن قدم عليه الربيع ابن الضبع الفزاري وكان أحد المعمرين ومعه ابن ابنه وهب بن عبد الله الربيع شيخا فانيا قد سقط حاجباه علي عينيه وقد عصبهما فلما رآه الآذن وكانوا يأذنون للناس علي أسنانهم قال له : ادخل أيها الشيخ، فدخل يدب علي العصا يقيم بها صلبه ولحيته علي ركبتيه .

قال : فلما رآه عبد الملك رق له، وقال له : اجلس أيها الشيخ.

فقال : يا أمير المؤمنين أيجلس الشيخ وجده علي الباب .

فقال : أنت إذا من ولد الربيع بن ضبع .

قال : نعم، أنا وهب بن عبد الله بن الربيع .

قال للأذن : ارجع فأدخل الربيع فخرج الآذن فلم يعرفه حتي نادي أين الربيع ؟.

قال : ها أنا ذا فقام يهرول في مشيته فلما دخل علي عبد الملك سلم فقال عبد الملك : وأبيكم إنه لأشب الرجلين يا ربيع أخبرني عما

ص: 243

أدركت من العمر والمدي ورأيت من الخطوب الماضية قال أنا الذي أقول :

ها أنا ذا آمل الخلود وقد *** أدرك عمري ومولدي حجرا

أما امرء القيس قد سمعت به *** هيهات هيهات طال ذا عمرا

وقال عبد الملك له إنما كان في أيام معاوية لا في ولايته لأن الربيع يقول في الخبر : عشت [في الإسلام] ستين سنة وعبد الملك ولي في سنة خمس وستين من الهجرة فإن كان صحيحا فلا بد مما ذكرناه .

وقد روي أن الربيع أدرك أيام معاوية ويقال : إن الربيع لما بلغ مائتي سنة قال :

ألا بلغ بني بني ربيع *** فأشرار البنين لكم فداء

بأني قد كبرت ودق عظمي *** فلا تشغلكم عني النساء

وإن كنائني لنساء صدق *** وما إلي بني ولا أساؤوا

إذا كان الشتاء فأدفئوني *** فإن الشيخ يهدمه الشتاء

وأما حين يذهب كل قر *** فسربال خفيف أو رداء

إذا عاش الفتي مائتين عاما *** فقد ذهب اللذاذة والفناء

وقال حين بلغ مائتين وأربعين سنة :

أصبح عني الشباب قد حسرا *** إن بان عني فقد ثوي عصرا

ودعنا قبل أن نودعه *** لما قضي من جماعنا وطرا

ها أنا ذا أمل الخلود وقد *** أدرك سني ومولدي حجرا

أبا امرئ القيس هل سمعت به *** هيهات هيهات طال ذا عمرا

أصبحت لا أحمل السلاح ولا *** أملك رأس البعير إن نفرا

ص: 244

والذئب أخشاه إن مررت به *** وحدي وأخشي الرياح والمطرا

من بعد ما قوة أنوء بها *** أصبحت شيخا أعالج الكبرا

قوله : (عطاء جذم) أي سريع وكل شيء أسرعت فيه فقد جذمته وفي الحديث . [إذا أذنت فرتل وإذا أقمت فأجذم] أي أسرع والمقري الإناء الذي يقري فيه .

وقوله: (ما إلي بني ولا أساؤوا) أي لم يقصروا والآلي المقصر (1) .

150- ربيعة بن عبد الله البجلي :

عاش تسعين ومائة سنة (2)

151- ربيعة بن كعب :

ابن زيد مناة بن تميم، عاش ثلاثمائة سنة وثلاثين سنة. وأدرك الإسلام فأسلم وكان شاعرا (3) .

152- رداءة بن كعب بن ذهل بن قيس النخعي :

عاش ثلاثمائة سنة وقال :

لم يبق يا خذيه من لداتي *** أبو بنين لا ولا بنات

ص: 245


1- كمال الدين : 497/2 - 499 و 508 ، في المصدر المطبوع بمصر 254/1 : « لقد طالبك »، بحار الأنوار : 235/51 - 236 ، إعلام الوري بأعلام الهدي:518 ، أمالي المرتضي : 253/1 - 256، كنز الفوائد : 123/2، كتاب المعمرين : 20 -22.
2- كتاب المعمرين : 135 .
3- كنز الفوائد : 146/2

ولا عقيم غير ذي سبات *** إلا بعد اليوم في الأموات

هل مشتر أبيعه حياتي ؟ (1)

153- ريان بن دومع ( دومغ ) والد عزيز مصر :

وقد عاش 1700 سنة (2) .

ص: 246


1- كمال الدين : 505/2
2- منتخب الأنوار المضية : 107

حرف الزاء

154- زر بن حبيش :

ابن حباشة الأسدي الكوفي، ثقة جليل، مخضرم، مات سنة إحدي، أو اثنين، أو ثلاث وثمانين، وهو ابن مائة وسبع وعشرين سنة (1).

155- زهير بن أبي سلمي :

الشاعر : زهير بن ربيعة بن عمرو، ويقال أنه من مزينة، وكذلك قال ابنه كعب في شعره، ويقال له أنه من عبد الله ابن غطفان. عاش مائة وعشرين سنة، وقال حين بلغ الثمانين :

سئمت تكاليف الحياة، ومن يعش *** ثمانين حولا، لا أبا لك يسأم (2)

156- زهير بن حباب (جناب):

ابن هبل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات ابن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن [عمران ابن] ألحاف بن قضاعة بن ملك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالد بن حمير .

ص: 247


1- تقريب التهذيب : 259/1 , رقم : 33.
2- كتاب المعمرين : 119 - 120.

عاش أربعمائة سنة وكان سيدا مطاعا شريفا في قومه. وكانت فيه عشرة خصال لم يجتمعن في غيره من أهل زمانه .

كان سيد قومه، وشريفهم، وخطيبهم، وشاعرهم، ووافدهم إلي الملوك، وطبيبهم، وفارسهم، وكاهنهم وله البيت فيهم، والعدد منهم .

قال أبو حاتم : عاش زهير بن جناب مائتي سنة وعشرين سنة وواقع مائتي وقعة .

قال المرتضي رحمه الله وقد أتي لابن الرومي معني قول زهير بن جناب : الإنسان في الدنيا غرض تعاوره الرماة، فمقصر دونه، ومجاوز له، وواقع عن يمينه وشماله ثم لا بد أن يصيبه، في أبيات له فأحسن فيها كل الإحسان والأبيات لابن الرومي : كفي بسراج الشيب في الرأس *** هاديا لمن قد أضلته المنايا لياليا

أمن بعد إبداء المسيب مقاتلي *** لرامي المنايا تحسبيني راجيا

غدا الدهر يرميني فتدنو سهامه *** لشخصي أخلق أن يصبن سواديا

وكان كرامي الليل يرمي ولاي *** فلما أضاء الشيب شخصي رمانيا

أما البيت الأخير فإنه أبدع فيه وغرب، وما علمت أنه سبق إلي معناه لأنه جعل الشباب كالليل الساتر علي الإنسان الحاجز بينه وبين من أراد رميه لظلمته، والشيب مبديا لمقابلته هاديا إلي إصابته لضوئه وبياضه، وهذا في نهاية حسن المعني وأراد بقوله «رماني» أصابني ومثله قول الشاعر :

فلما رمي شخصي رميت سواده *** ولا بد أن يرمي سواد الذي يرمي

وكان زهير بن جناب علي عهد كليب وائل ولم يك في العرب أنطق من زهير ولا أوجه عند الملوك، وكان لسداد رأيه يسمي كاهنا ولم

ص: 248

تجتمع قضاعة إلا عليه وعلي رزاح بن ربيعة وسمع زهير بعض نسائه تتكلم بما لا ينبغي لامرأة أن تتكلم به عند زوجها فنهاها فقالت له : اسكت عني وإلا ضربتك بهذا العمود فوالله ما كنت أراك تسمع شيئا ولا تعقله فقال عند ذلك :

ألا يا لقوم لا أري النجم طالعا *** ولا الشمس إلا حاجبي بيميني

معزبتي عند القفا بعمودها *** يكون نكيري أن أقول ذريني

أمينا علي سر النساء وربما *** أكون علي الأسرار غير أمين

فللموت خير من حداج موطأ *** مع الظعن لا يأتي المحل لحيني

وهو القائل :

أبني إن أهلك فقد أورثتكم مجد بنيه *** وتركتكم أبناء سادات زنادكم وريه

من كل ما نال الفتي قد نلته إلا التحية *** ولقد رحلت البازل الكوماء ليس لها وليه

وخطبت خطبة حازم غير الضعيف *** ولا العبية والموت خير للفتي فليهلكن وبه بقية

من أن يري الشيخ البجال وقد يهادي بالعشية

وهو القائل :

ليت شعري والدهر ذو حدثان *** أي حين منيتي تلقاني

أسبات علي الفراش خفات *** أم بكفي مفجع حران

وقال حين مضت له مائتا سنة من عمره :

لقد عمرت حتي ما أبالي *** أحتفي في صباحي أو مسائي

ص: 249

وحق لمن أتت مائتان عاما *** عليه أن يمل من الثواء

قوله : معزبتي [يعني امرأته] يقال : معزبة الرجل وطلته وحنته كل ذلك امرأته وقوله: «أمينا علي سر النساء» فالسر خلاف العلانية والسر أيضا النكاح، قال الحطيئة :

ويحرم سر جارهم عليهم *** ويأخذ (1) جارهم أنف القصاع

وقال امرؤ القيس :

ألا زعمت بسباسة اليوم أنني *** كبرت وأن لا يحسن السر أمثالي

وكلام زهير يحتمل الوجهين جميعا لأنه إذا كبر وهرم لم تتهيبه النساء أن يتحدثن بحضرته بأسرارهن تهاونا وتعويلا علي ثقل سمعه، وكذلك هرمه وكبره يوجبان كونه أمينا علي نكاح النساء لعجزه عنه .

وقوله : «حداج موطأ» الحداج مركب من مراكب النساء والجمع أحداج وحدوج، والظعن والأظعان الهوادج، والظعينة المرأة في الهودج ولا تسمي ظعينة حتي تكون في هودج، والجمع ظعائن وإنما أخبر عن هرمه، وأن موته خير من كونه مع الظعن في جملة النساء .

وقوله : «زنادكم وريه» الزناد جمع زند وزندة، وهما عودان يتقدح بهما النار، وفي أحدهما فروض، وهي ثقب فالتي فيها الفروض هي الأنثي، والذي يقدح بطرفه هو الذكر، ويسمي الزند الأب، والزندة الأم، وكني بزنادكم ورية عن بلوغهم مآربهم، تقول العرب «وريت بك زنادي» أي نلت بك ما أحب من النجع والنجاة. ويقال للرجل الكريم : وادي الزناد .

ص: 250


1- في المصدر : ويأكل .

فأما التحية فهي الملك فكأنه قال : من كل ما نال الفتي قد نلته إلا الملك وقيل التحية ههنا الخلود والبقاء .

والبازل الناقة التي قد بلغت تسع سنين وهي أشد ما تكون ولفظ البازل في الناقة والجمل سواء .

«الكوماء» العظيمة السنام .

و«الوليمة» برذعة تطرح علي ظهر البعير تلي جلده .

و«البجال» الذي يبجله قومه ويعظمونه .

ومعني «يهادي بالعشية» أي تماشيه الرجال فيسندونه لضعفه والتهادي المشي الضعيف .

وقوله : «أسبات» فالسبات سكون الحركة ورجل «مسبوت».

و «الخفات» الضعف. يقال : خفت الرجل إذا أصابه ضعف من مرض أو جوع والمفجع الذي قد فجع بولد له أو قرابة .

والحران العطشان الملتهب وهو ههنا المحترق علي قتلاه. ومما يروي لزهير بن جناب :

إذا ما شئت أن تسلي خليلا *** فأكثر دونه عدد الليالي

فما سلي حبيبك مثل ناي *** ولا بلي جديدك كابتذال (1)

ص: 251


1- إعلام الوري بأعلام الهدي 520 ، الأغاني : 18/19 - 32 ، أمالي المرتضي: 238/1 -243، كنز الفوائد: 127/2، كتاب الغيبة : 120 ،كمال الدين : 507/2 ، كتاب المعمرين : 50-56 ، الأغاني : 217/4 -218 و 18/19 -32.

157- زهير بن مرحة ( مرخة ):

من بني وابش بن عدوان عمرو بن قيس بن عيلان مائة وسبعين سنة (1).

158- زياد بن علاقة الثعلبي :

أبو مالك الكوفي، ثقة، رمي بالنصب، من الثالثة، مات سنة خمس وثلاثين، وقد جاوز المائة (2) .

159- زيد بن تميم الكلابي :

أبو عبد الله زيد بن تميم الكلابي الأشج (بالأشبح) ركابي رأي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام . هكذا رأيته في نسخة أبي الحسن الرشداني، صاحب الهداية علي مذهب الحنفية، فذكر مخرجها في آخرها أن شمس الدين الكردري نزيل بخاري أنه حدثه سنة سبع ثمانين وخمسمائة وعمره إذ ذاك ستون ومائة سنة , قال : رأيت الشيخ وأنا ابن سبع وعشرين سنة وصحبته ستة عشر يوما أو سبعة عشر يوما وكان عمره يومئذ خمس مائة سنة و عشر سنين في الإسلامخاصة بعد الجاهلية وقال :

أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام (3) .

ص: 252


1- كتاب المعمرين : 116 .
2- تقريب التهذيب : 269/1 , رقم : 125.
3- لسان الميزان : 502/2 - 503، رقم 2017.

حرف السين

160- أبو عمرو سعد بن أياس الشيباني الكوفي :

من بني شيبان بن ثعلبة بن عكابة ، عاش مائة وعشرين سنة . ثقة مخضرم ، من الثانية ، مات سنة خمس أو ست وتسعين وهو ابن عشرين ومائة سنة.

قال : بعث رسول الله صلي الله عليه واله وسلم . وأنا أرعي إبلا بكاظمة .

وقال : كنت يوم القادسية ابن أربعين سنة . حدث عن علي عليه السلام ، وابن مسعود، وحذيفة، وعن منصور، والأعمش، وابن أبي خالد، وسليمان التيمي، والوليد بن العيزار، وعمرو بن عبد الله، وأبو معاوية النخعي وعدة .

قال عاصم : كان أبو عمرو الشيباني يقرأ القرآن في المسجد الأعظم، فقرأت عليه ثم سألته يوما عن أية ؟ فاتهمني بهوي، قلت : مات سنةثمان وتسعين (1) .

161- سلمان الفارسي المحمدي رحمه الله :

وأنه عاش مائتين من السنين، وقيل مائتين وخمسين، وقيل ثلاثمائة، وقيل أربعمائة.

ص: 253


1- تذكرة الحفاظ : 68/1 ، رقم : 62، تقريب التهذيب : 286/1، رقم : 79.

وروي أن منهم عمروبن العاص، وأنه عاش في الجاهلية والإسلام مائتي سنة وأنه قال حين أحس الموت :

مضت مائتا حول لعمرو وبعدها *** رمته المنايا بالسهام القواصد

فمات وما حي وإن طال عمره *** علي مر أيام السنين بخالد (1)

162- أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي الطبراني :

الحافظ الثبت المعمر، لا ينكر له التفرد في سعة ما روي، لينه الحافظ أبو بكر بن مردويه لكونه غلط أو نسي . فمن ذلك أنه وهم وحدث بالمغازي عن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي وإنما أراد عبد الرحيم أخاه فتوهم أن شيخه عبد الرحيم اسمه أحمد واستمر علي هذا يروي عنه ويسميه أحمد وقد مات أحمد قبل دخول الطبراني مصر بعشر سنين أو أكثر وإلي الطبراني المنتهي في كثرة الحديث وعلوه . فإنه عاش مائة سنة وسمع وهو ابن ثلاث عشرة سنةوبقي إلي سنة ستين وثلاثمائة وبقي صاحبه ابن ريذه إلي سنة أربعين وأربعمائة فلذلك العلو (2) .

163- سليمان بن صالح الليثي مولاهم :

أبو صالح المروزي، يلقب سلمويه، ثقة، من العاشرة، مات قبل سنة عشر ومائتين، وقد بلغ المائة سنة (3) .

ص: 254


1- كنز الفوائد : 142/2 ، إعلام الوري بأعلام الهدي : 517 ، تذكرة الخواص: 454.
2- لسان الميزان : 3/ 75 ، رقم 275.
3- تقريب التهذيب : 326/1, رقم : 451 .

164- سليمان بن نافع العبدي :

القيه إسحاق بن راهويه بحلب فيما رواه أبو القاسم ابن بشران ثنا دعلج ثنا موسي بن هارون حدثنا إسحاق أخبرني سليمان بن نافع بحلب قال : قال أبي : وفد المنذر بن ساوي من البحرين حتي أتي المدينة مدينة النبي صلي الله عليه واله وسلم : ومعه أناس وانا غليم أمسك جمالهم فسلموا علي النبي صلي الله عليه واله وسلم ووضع المنذر سلاحه ولبس ثيابه ومسح لحيته بدهن وأنا مع الجمال أنظر إلي نبي الله صلي الله عليه واله وسلم كما أنظر إليك، قال : ومات أبي وهو ابن عشرين ومائة سنة .

قال موسي ليس عند ابن راهويه أعلي منه (1).

165- سليمان بن هرم :

قال الأزدي : لا يصح حديثه

وقال العقيلي : مجهول وحديثه غير محفوظ .

حدثنا عبد الله بن صالح حدثني سليمان بن هرم وحدثنا بكر بن سهل .

كتب إلي الليث بن سعد يقول : حدثني سليمان بن هرم القرشي .

قلت : ورواه الحاكم في المستدرك من طريق يحيي بن بكير حدثنا الليث عن سليمان بن هرم .

ص: 255


1- لسان الميزان : 107/3، رقم : 354 .

ثنا أبو صالح كاتب الليث ثنا ليث ثنا سليمان بن هرم عن ابن المنكدر عن جابر رضي الله عنه قال : خرج إلينا رسول الله صلي الله عليه واله وسلم . فقال : << خرج من عندي خليلي جبرائيل >>.

فقال : [ يا محمد إن عبد الله عبد الله خمسمائة سنة . علي رأس جبل عرضه وطوله ثلاثون ذراعا في ثلاثين ذراعا والبحر محيط به أربعة آلاف فرسخ من كل ناحية، أخرج الله سبحانه له عينا بعرض الإصبع وشجرة رمان تخرج كل ليلة رمانه فإذا أمسي نزل فتوضأ وأخذ بتلك الرمانة فأكلها ، ثم قام لصلاته فسأل ربه عند وقت الأجل أن يقبضه ساجدا وألا يجعل للأرض ولا لشيء يفسده عليه سبيلا حتي يبعثه وهو ساجد ، ففعل فنحن نمر عليه إذا هبطنا فنجد في العلم أنه يبعث فيوقف بين يدي الله سبحانه ، فيقول الله سبحانه : ادخلوا عبدي الجنة برحمتي فنعم العبد كان] .

فيقول : بل بعملي .

فيقول الله لملائكته : [ قائسو عبدي بنعمتي وبعمله ]، فيجدوا نعمة الجسد وباقي الجوارح له .

فيقول : [ أدخلوا عبدي النار ]، فيجر إلي النار فينادي رب برحمتك أدخلني الجنة .

فيقول: [ ردوا عبدي ، فيوقف .

فيقول : [ يا عبدي من خلقك ولم تك شيئا ] ؟.

فيقول : أنت يا رب .

ص: 256

فيقول : [ من أنزلك الجبل وسط اللجة فأخرج لك الماء العذب من الماء المالح وأخرج لك كل ليلة رمانة وإنما تخرج في السنة مرة وسألته أن يقبضك ساجدا ففعل ].

فيقول : أنت يا رب .

قال : [ فذلك برحمتي أدخلوا عبدي الجنة ].

قال جبرائيل : [ إنما الأشياء برحمة الله يا محمد ] (1).

166- سمعان بن هبيرة :

وهو السمال الأسدي عاش سبعا وستين ومائة سنة (2).

167- سمنة (سغفة) بن سلامة :

ابن الحارث بن امرئ القيس بن زهير بن جناب حتي كبر واختلط عقله . فترك الغزو بهم، وكان يظعن معه قومه إذا ظعن، ويقيمون إذا أقام (3).

168- سنان بن وهب :

اين تيم الأردم بن غالب بن فهر عاش دهرا طويلا فيما ذكروا عن معروف الخربوذ (4).

ص: 257


1- لسان الميزان : 3/ 108 - 109، رقم : 357.
2- كتاب المعمرين : 94 -96.
3- كتاب المعمرين : 140.
4- كتاب المعمرين : 140-141 .

169- أبو حكيم سنان بن يزيد التميمي الرهاوي :

والد أبي فروة، مجهول، من الثالثة، رأي عليا عليه السلام ثم عمر حتي بلغ ستا وعشرين ومائة سنة (1) .

مولي بني طهية من بني تميم. سمع علي بن أبي طالب عليه السلام وورد المدائن معه حين توجه إلي صفين. روي عنه ابن ابنه محمد بن يزيد بن سنان .

قال : ولما وصلت إلي المدائن قال جرير :

عفت الرياح علي رسوم ديارهم *** فكأنما كانوا علي ميعاد

فقال له علي بن أبي طالب عليه السلام : « كيف قلت يا أخا بني تميم » ؟. قال : فردد عليه البيت .

قال : « أفلا قلت : كم تركوا من جنات وعيون، وزروع ومقام كريم ، ونعمة كانوا فيها فاكهين، كذلك وأورثناها قوما آخرين »

ثم قال عليه السلام : « إياكم وكفر النعم - قالها ثلاثا - فتحل بكم النقم »، فنزل وقال : هيئوا ماء أصب علي قال : فهيأوا له ماء، فدخل فإذا صور في الحائط ، قال : كأن هذه كانت كنيسة ؟.

قالوا : نعم .

قال أبو حاتم : قلت لمحمد ابن يزيد كان جدك كبير السن، أدرك عليا

ص: 258


1- تقريب التهذيب : 334/1 ،رقم : 542.

عليه السلام ، ما كانت كنيته، وكم أتت عليه من سنة ؟ قال : كان جدي يكني أبا حكيم، أتت عليه ست وعشرون ومائة سنة (1) .

170- سهل بن سعد بن مالك بن خالد الأنصاري

الخزرجي الساعدي، أبو العباس، له ولأبيه صحبة مشهورة مات سنة ثمان وثمانين، وقيل بعدها، وقد جاوز المائة (2) .

171- سويد بن خذاق العبدي :

ابن عبد القيس بن أفصي بن دعمي بن أسدبن ربيعة بن نزار مائتي سنة

حتي مني الجعشم في الأحياء *** ليس بذي أيد ولا غناء

هيهات ما للموت من دواء (3)

172- سويد بن سعيد بن سهل الهروي الأصل :

ثم الحدثاني: بفتح المهملة والمثلثة ويقال له الأنباري، أبو محمد، صدوق في نفسه إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه، وأفحش فيه ابن معين القول، من قدماء العاشرة مات سنة أربعين وله مائة سنة (4).

ص: 259


1- تاريخ بغداد : 213/9 - 214، رقم 4790.
2- تقريب التهذيب : 336/1, رقم : 555.
3- كتاب المعمرين : 62، كمال الدين : 2/ 504.
4- تقريب التهذيب : 340/1, رقم : 596.

173۔ سويد بن غفلة :

أبو أمية الجعفي، مخضرم، من كبار التابعين قدم المدينة يوم دفن النبي صلي الله عليه واله وسلم، وكان مسلما في حياته، ثم نزل الكوفة، وما سنة ثمانين، وله مائة وثلاثون سنة (1) .

174- سيف بن وهب الطائي :

سيف بن وهب بن جذيمة بن عمرو بن ثعلبة بن حيان بن ثعلبة ، عاش مائتي سنة وقيل ثلاثمائة سنة .

وقال :

ألا إنني عاجلا ذاهب *** فلا تحسبوا أنني كاذب

لبست شبابي فأفنيته *** وأدركني القدر الغالب

وخصم دفعت ومولي نفعت *** حتي يثوب له نائب (2)

ص: 260


1- تقريب التهذيب :341/1 , رقم : 603.
2- كمال الدين : 505/2 - 506 ، كنز الفوائد : 146/2 ، كتاب المعمرين : 79

حرف الشين

175- شداد بن عاد :

ابن عوص بن ارم بن سام بن النبي نوح عليه السلام ، وكان كثير الأولاد قيل : كان له أربعة آلاف ولد، وتزوج بألف امرأة، وعاش من العمر ألف سنة .

قال الكسائي : لما مات عاد بن شداد استخلف أكبر أولاده، فخضعت له الرقاب لما ملك بعد أبيه. فلما تزايدت عظمته قهر ملوك الأرض في الطول والعرض، قتلهم وملك أرضهم وديارهم وصار ملك الدنيا من مشرقها إلي مغربها في قبضته .

قال وهب بن منبه : لم يملك الدنيا بأسرها غير أربعة. مؤمنين، وكافرين . فأما المؤمنان : فهما سليمان بن داوود ، والإسكندر ذو القرنين ، وأما الكافران : فهما شداد بن عاد، والنمرود بن كنعان. وقيل بختنصر (1).

عن أبي وائل قال : إن رجلا يقال له : عبد الله بن قلابة خرج في طلب إبل له قد شردت فبينا هو في صحاري عدن في تلك الفلوات إذ هو وقع علي مدينة عليها حصن حول ذلك الحصن قصور كثيرة وأعلام طوال ، فلما دنا منها ظن أن فيها من يسأله عن إبله فلم ير داخلا ولا

ص: 261


1- بدائع الزهور : 69 .

خارجا، فنزل عن ناقته وعقلها وسل سيفه ودخل من باب الحصن، فإذا هو ببابين عظيمين لم ير في الدنيا بناء أعظم منهما ولا أطول، وإذا خشبها من أطيب عود وعليها نجوم من ياقوت أصفر وياقوت أحمر، ضوؤها قد ملأ المكان، فلما رأي ذلك أعجبه ففتح أحد البابين ودخل فإذا هو بمدينة لم ير الراؤون مثلها قط، وإذا هو بقصور، كل قصر منها معلق تحته أعمدة من زبرجد وياقوت، وفوق كل قصر منها غرف، وفوق الغرف غرف مبنية بالذهب والفضة واللؤلؤ والياقوت والزبرجد، وعلي كل باب من أبواب تلك القصور مصاريع مثل مصاريع باب المدينة من عود طيب، قد نضدت عليه اليواقيت وقد فرشت تلك القصور باللؤلؤ وبنادق المسك والزعفران، فلما رأي ذلك أعجبه ولم ير هناك أحدا فأفزعه ذلك .

ثم نظر إلي الأزقة فإذا في كل زقاق منها أشجار قد أثمرت، تحتها أنهار تجري، فقال : هذه الجنة التي وصف الله عز وجل لعباده في الدنيا والحمد لله الذي أدخلني الجنة، فحمل من لؤلؤها ومن بنادق المسك والزعفران ولم يستطع أن يقلع من زبرجدها ومن ياقوتها لأنه كان مثبتا في أبوابها وجدرانها، وكان اللؤلؤ وبنادق المسك والزعفران منثورا بمنزلة الرمل في تلك القصور والغرف كلها، فأخذ منها ما أراد وخرج حتي أتي ناقته وركبها، ثم سار يقفو أثر ناقته حتي رجع إلي اليمن وأظهر ما كان معه وأعلم الناس أمره، وباع بعض ذلك اللؤلؤ، وكان قد اصفار وتغير من طول ما مر عليه من الليالي والأيام، فشاع خبره وبلغ معاوية بن أبي سفيان، فأرسل رسولا إلي صاحب صنعاء وكتب بأشخاصة، حتي قدم علي معاوية فخلا به وسأله فيما عاين فقص عليه

ص: 262

أمر المدينة، وما رأي فيها وعرض عليه ما حمله منها من اللؤلؤ وبنادق المسك والزعفران .

فقال : والله ما أعطي سليمان بن داود مثل هذه المدينة، فبعث معاوية إلي كعب الأحبار فدعاه وقال له : يا أبا إسحاق هل بلغك أن في الدنيا مدينة مبنية بالذهب والفضة وعمدها من الزبرجد والياقوت وحصاء قصورها وغرفها اللؤلؤ، وأنهارها في الأزقة تجري تحت الأشجار .

قال كعب : أما هذه المدينة فصاحبها شداد بن عاد الذي بناها وأما المدينة فهي إرم ذات العماد وهي التي وصف الله عز وجل في كتابه المنزل علي نبيه محمد صلي الله عليه واله وسلم وذكر أنه لم يخلق مثلها في البلاد.

قال معاوية : حدثنا بحديثها .

فقال : إن عادة الأولي - وليس بعاد قوم هود عليه السلام - كان له ابنان سمي أحدهما شديدا والآخر شدادا فهلك عاد وبقيا وملكا وتجبرا وأطاعهما الناس في الشرق والغرب، فمات شديدا وبقي شداد فملك وحده ولم ينازعه أحد .

وكان مولعا بقراءة الكتب، وكان كلما سمع بذكر الجنة وما فيها من البنيان والياقوت والزبرجد واللؤلؤ رغب أن يفعل مثل ذلك في الدنيا عتوا علي الله عز وجل فجعل علي صنعتها مائة رجل تحت كل واحد منهم ألف من الأعوان، فقال : انطلقوا إلي أطيب فلاة في الأرض وأوسعها، فاعملوا لي فيها مدينة من ذهب وفضة وياقوت وزبرجد ولؤلؤ واصنعوا تحت تلك المدينة أعمدة من زبرجد وعلي المدينة قصورا وعلي القصور غرفا، وفوق الغرف غرفا، واغرسوا تحت القصور في

ص: 263

أزقتها أصناف الثمار كلها وأجروا فيها الأنهار حتي تكون تحت أشجارها، فإني قرأت في الكتب صفة الجنة وأنا أحب أن أجعل مثلها في الدنيا .

قالوا : له كيف نقدر علي ما وصفت لنا من الجواهر والذهب والفضة حتي يمكننا أن نبني مدينة كما وصفت ؟.

قال شداد : ألا تعلمون أن ملك الدنيا بيدي ؟.

قالوا : بلي .

قال : فانطلقوا إلي كل معدن من معادن الجواهر والذهب والفضة فوكلوا بها حتي تجمعوا ما تحتاجون إليه، وخذوا ما تجدونه في أيدي الناس من الذهب والفضة .

فكتبوا إلي كل ملك في الشرف والغرب فجعلوا يجمعون أنواع الجواهر عشر سنين فبنوا له المدينة في مدة ثلاثمائة سنة، وعمر شداد تسعمائة سنة فلما أتوه وأخبروه بفراغهم منها قال : انطلقوا فاجعلوا عليها حصنا، واجعلوا حول الحصن ألف قصر، عند كل قصر ألف علم، يكون في كل قصر من تلك القصور وزير من وزرائي فرجعوا وعملوا ذلك كله له، ثم أتوه فأخبروه بالفراغ منها كما أمرهم به، فأمر الناس بالتجهيز إلي إرم ذات العماد فأقاموا في جهازهم إليها عشر سنين .

ثم سار الملك يريد إرم فلما كان من المدينة علي مسيرة يوم وليلة بعث الله عز وجل عليه وعلي جميع من كان صيحة من السماء فأهلكتهم جميعا وما دخل إرم ولا أحد ممن كان معه، فهذه صفة إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد.

ص: 264

وإني لأجد في الكتب أن رجلا يدخلها ويري ما فيها ثم يحرج ويحدث الناس بما يري فلا يصدق، وسيدخلها أهل الدين في آخر الزمان.

عن هشام بن سعيد الرحال قال : إنا وجدنا حجرا بالإسكندرية مكتوبا فيه : [ أنا شداد بن عاد وأنا الذي شيدت العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد، وجندت الأجناد، وشيدت بساعدي الواد فبنيتهن إذ لا شيب ولا موت، وإذ الحجارة في اللين مثل الطين، وكنزت كنزا في البحر علي اثني عشر منزلا لم يخرجه حتي تخرجه أمة محمد ] (1).

176- شرية بن عبد الله الجعفي :

عاش ثلاثمائة سنة فقدم علي عمر بن الخطاب المدينة فقال : لقد رأيت هذا الوادي الذي أنتم به وما به قطرة ولا هضبة ولا شجرة ولقد أدركت أخريات قوم يشهدون بشهادتكم هذه يعني لا إله إلا الله، ومعه ابن له يتهادي قد خرف فقال : يا شربة هذا أبيك قد خرف وبك بقية فقال : ما تزوجت أمة حتي أتت علي سبعون سنة ولكني تزوجتها عفيفة ستيرة إن رضيت رأيت ما تقر به عيني وإن سخطت أتتني حتي أرضي، وإن ابني هذا تزوج امرأة بذية فاحشة إن رأي ما تقر به عينه تعرضت له حتي يسخط وإن سخط تلقته حتي يهلك (2) .

ص: 265


1- كمال الدين : 2/ 500 - 503.
2- كمال الدين : 2/ 508 ، كنز الفوائد : 146/2 ، كتاب المعمرين : 74 -.75

177- شريح بن الحارث بن قيس الكوفي النخعي:

القاضي أبو أمية، مخضرم، ثقة، وقيل له صحبة، مات قبل الثمانين أو بعدها، وله مائة وثمان سنين، أو أكثر، قال بعضهم : حكم سبعين سنة (1).

178- شريح بن هانيء :

عاش عشرون ومائة سنة حتي قتل في زمن الحجاج بن يوسف مع أبي بكرة فقال في كبره وضعفه :

أصبحت ذا بث أقاصي الكبرا *** قد عشت بين المشركين أعصرا

ثمت أدركت النبي المنذرا *** وبعده صديقه وعمرا

ويوم مهران ويوم تسترا *** والجمع في صفينهم والنهرا

هيهات ما أطول هذا عمرا (2)

179- شق الكاهن :

عن ابن الكلبي. عن أبيه قال : سمعت : شيوخا من بجيلة ما رأيت علي سروهم وحسن هيئتهم يخبرون أنه عاش [شق] الكاهن ثلاثمائة سنة فلما حضرته الوفاة اجتمع إليه قومه فقالوا له : أوصنا فقد آن أن يفوتنا بك الدهر .

فقال : تواصلوا ولا تقاطعوا، وتقابلوا ولا تدابروا وأوصلوا الأرحام، واحفظوا الذمام، وسودوا الحليم، وأجلوا الكريم، ووقروا ذا

ص: 266


1- تقريب التهذيب : 349/1, رقم : 51.
2- كمال الدين: 506/2 ، كتاب المعمرين: 73 - 74.

الشيبة، وأذلوا اللئيم، وتجنبوا الهزل في مواضع الجد، ولا تكدروا الإنعام بالمن، واعفوا إذا قدرتم، وهادنوا إذا عجزتم ، وأحسنوا إذا كوبدتم ، واسمعوا من مشايخكم، واستبقوا دواعي الصلاح عند إحن العداوة، فان بلوغ الغاية في النكاية جرح بطيء الاندمال .

وإياكم والطعن في الأنساب ولا تفحصوا عن مساويكم، ولا تودعوا عقايلكم (1). غير مساويكم، فإنها وصمة فادحة، وضمه علي إيقاف فاضحة، الرفق الرفق لا الخرق فإن الخرق مندمة في العواقب مكسبة للعوايب، الصبر أنفذ عتاب، والقناعة خير مال، والناس أتباع الطمع، وقرائن الهلع، ومطايا الجزع، وروح الذل التخاذل، ولا تزالون ناظرين بعيون نائمة ما إتصل الرجاء بأموالكم، والخوف بمحالكم .

ثم قال : يا لها نصيحة زلت عن عذبة فصيحة، إن كان وعاؤها وكيعة ومعدنها منيعا، ثم مات (2).

180- شقيق بن سلمة الأسدي :

أبو وائل، الكوفي، ثقة مخضرم، مات في خلافة عمر بن عبد العزيز، وله مائة سنة (3).

ص: 267


1- «العقايل» جمع العقيلة وهي كريمة الحي أي لا تزوجوا بناتكم إلا ممن يساويكم في الشرف «الوصمة» العيب والعار و «الفادحة» الثقيلة ويقال : فيه «قضاءة» ويضم: عيب وفساد وتقضؤوا منه أن يزوجوه استحسنوا حسبه ووعاء وكيع شديد متين .
2- كمال الدين : 499/2 -500
3- تقريب التهذيب : 354/1 , رقم : 96.

حرف الصاد

181- صالح بن كيسان :

الحافظ أحد علماء المدينة وكان مؤدب أولاد عمر بن عبد العزيز رأي عبد الله بن عمر ولم يسمع منه، وحدث عن عروة بن الزبير، ونافع وسالم [ونافع من المكية] مولي أبي قتادة، وعبيد الله بن عبد الله، والزهري، وجماعة .

وكان رفيق الزهري في طلب العلم وانما طلب في الكهولة .

حدث عنه ابن جريج ، ومالك ، وسليمان بن بلال ، وإبراهيم بن سعد [ فأكثر ]، وسفيان بن عيينة .

سئل احمد بن حنبل عنه ؟ فقال : بخ بخ .

ويقال أنه جاوز المائة .

قال الواقدي : مات بعد أربعين (1).

182- صدقة بن الحسين البغدادي :

الحنبلي الناسخ متأخر ، سيء الاعتقاد .

قال ابن الدبيثي : كان شيخنا ابن الجوزي سيء الرأي فيه يطلق القول بفساد معتقده ورداءة مذهبه .

ص: 268


1- تذكرة الحفاظ : 149/1، رقم 142.

قلت : وذكره في المنتظم فقال : ناظر وأفتي إلا أنه كان في فلتات لسانه ما يدل علي سوء عقيدته وكان لا ينضبط فكل من يجالسه يعثر منه علي ذلك .

فكان تارة يميل إلي مذهب الفلاسفة وتارة يعترض علي القدر .

وقال القاضي أبو يعلي بن الفداء : منذ كتب صدقة الشفاء لابن سينا تغير .

وحكي ابن الجوزي من سوء اعتقاده أشياء إلي أن قال : ولما كثر عثوري منه علي هذا هجرته . ولم أصل عليه وكان قد سمع من أبي الحسن بن الزاغوني، وسعيد ابن البناء، وأبي طالب اليوسفي، وأبي عثمان بن ملة .

وكان مليح الخط نسخ الكتب وأورد له ابن الجوزي من الشعر الدال علي سوء معتقده :

لا توطها فليست بمقام *** واجتنبها فهي دار الانتعام

أتراها صنعة من صانع *** أو تراها رمية من غير رام

مات سنة ثلاث وسبعين وخمس مائة، وقد عاش مائة وخمس سنين (1).

183- صرم ويقال صوم الحضرمي :

ابن مالك الحضرمي عاش قريبا من مائتي سنة فيما ذكروا عن سعيد بن عبد الجبار بن وائل الحضرمي (2).

ص: 269


1- لسان الميزان : 3/ 184 - 186 ، رقم : 740.
2- كتاب المعمرين : 143.

184- صلاءة بن عمرو الأفوه الأودي:

ابن مالك ، والأفوه لقب كان من سادات العرب في الجاهلية ، وكان شاعرا فحلا وفارسا مغوارا ، وذا رأي وحزم ومات سنة 570 م .

عاش مائتين وثلاثين سنة، وله وصية لقومه، وقصيدته المشهورة عنه المعروفة (1) :

فينا معاشر لن يبنوا لقومهم *** وإن بني قوم ما أفسدوا عادوا

لا يرشدون لن يرعوا لمرشدهم *** فالجهل منهم معا والغي ميعاد

أضحوا كفيل ابن عتر في عشيرته *** إذا أهلكت بالذي باءت به عاد

وبعده كقدار حين تابعه *** علي الغواية أقوام فقد بادوا

والبيت لا يبتني إلا به عمد *** ولا عماد إذا لم ترس أو تاد

وإن تجمع أوتاد وأعمدة *** وساكن بلغوا الأمر الذي كادوا

لا يصلح الناس فوضي لا سراة *** لهم ولا سراة إذا جهالهم سادوا

إذا تولي سراة القوم أمرهم *** (نما) علي ذاك أمر القوم فازدادوا

يلقي الأمور بأهل الرأي ما صلحت *** فإن تولت فبالأشرار تنقاد

إمارة الغي أن نلقي الجميع لدي *** الابرام ...................

كيف الرشاد إذا ما كنت في نفر *** لهم الرشد أغلال وأقياد

أعطوا غواتهم جهلا مقادهم *** فكلهم في حبال الغي منقاد

حان الرحيل إلي قوم وإن بعدوا *** فيهم صلاح لمرتاد وإرشاد

فسوف أجعل بعد الأرض دونكم *** وإن دنت رحم منكم وميلاد

ص: 270


1- في النسحة اغلاط كثيرة ونقص كلمات .

وروي في قوله : ( أضحوا كفيل بن عتر في عشيرته-)، إنهم كانوا وقد عادوا، وأنهم خرجوا إلي البيت الحرام ليستسقوا لقومهم، وكانوا : قيل، ولقمان، ومريد، وعارق .

فهم نزلوا علي رجل من جرهم، فاشتغلوا عنده باللهو والطرب عن الاستسقاء، فما أفاقوا من لهوهم إلا وقد رفع الله علي قومهم سحابة سوداء، فهبت عليهم الريح العقيم فأهلكتهم، وإن قيلا ضربه الصر فقتله ولحق بهم، وإن الثلاثة الباقين مروا فكان أطولهم عمرا لقمان بن عاد صاحب النسور (1).

ص: 271


1- كنز الفوائد : 128/2 -129 .

حرف الضاد

185- ضبيرة بن سعيد السهمي القرشي :

ابن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص، عاش مائة وثمانين سنة وقيل مائتي سنة وقيل مائتين وعشرين سنة، ولم يشب قط ، صحيح الأسنان، وأدرك ولم يسلم، فهلك فجأة بلا سبب فرثاه ابن عمه قيس بن عدي فقال :

من يأمن الحدثان بع- *** --د ضبيرة السهمي ماتا

سبقت منيته المشيب *** وكان ميتته افتلانا

فتزودوا ولا تهلكوا *** من دون أهلكم خفاتا (1)

ص: 272


1- كتاب الغيبة : 116 ، كنز الفوائد : 125/2 ، كمال الدين : 511/2 كتاب المعمرين : 41 -42.

حرف الطاء

186- طابخة المعروف بعامر :

ابن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة عاش خمسمائة سنة وعشرين سنة، ولا أعمله قال شعرا , وهو معروف بطول العمر (1).

187- طيء بن أدد :

عاش خمسمائة سنة، وذكر هشام أنه سمع أشياخا من طيء يذكرون ذلك، وأنه حمل من جبله باليمن، وكان يقال له (ظريب) إلي جبل طيء، فنسبا إليه، وأقام بهما حينا، وقتل العادي الذي كان بالجبلين (2).

188- طمهورث :

عاش ألف سنة (3).

ص: 273


1- كتاب المعمرين : 103.
2- كتاب المعمرين : 128-129 .
3- تذكرة الخواص : 454.

حرف العين

189- عامر بن جوين :

ابن عبد رضاء بن قمران بن ثعلبة بن عمرو بن حيان ابن ثعلبة، وهو جرم بن عمرو بن الغوث بن طيء عاش مائتي سنة (1) .

190- عامر بن الظرب العدواني :

عاش مائتي سنة، وكان من حكماء العرب، وفيه يقول ذو الإصبع العدواني : ومنا حكم يقضي *** فلا ينقض ما يقضي (2)

191- عامر بن وائلة :

أبو الطفيل عامر (عمر) ابن وائلة بن عبد الله بن عمرو بن جحيش الليثي، وقيل : عمير بن جحش وقيل : حميس بن جزي وقيل : حدي بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .

ولد عام أحد : وأدرك الإسلام وعاش مع النبي صلي الله عليه واله وسلم ثمان سنين،

ص: 274


1- كتاب المعمرين : 79.
2- السيرة النبوية (سيرة ابن هشام): 129/1 ، كنز الفوائد :127/2 ،كمال الدين : 513/2 ، تذكرة الخواص : 454، كتاب المعمرين : 84 - 94.

وذكر أنه رأي رسول الله صلي الله عليه واله وسلم يطوف بالبيت .

وروي في عمر وعلي عليه السلام وأبو بكر ونزل الكوفة، وورد المدائن في حياة حذيفة بن اليمان، وبعد ذلك بقي في صحبة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام . وعاد إلي مكة ومات فيها .

وهو آخر من توفي من الصحابة . مات سنة عشر ومائة (1).

192- عباد بن أنف الكلب الصيداوي :

من بني أسد عاش عشرين ومائة سنة (2).

193- عباد بن سعيد :

أبو سعيد بن أحمر بن ثور بن خدائن بن السكسك ابن أشرس بن كندة عاش ثلاثمائة سنة (3).

194- عباد بن شداد اليربوعي :

عاش مائة وثمانين سنة (4).

195- العباس بن علي العمري :

رأيت بالرملة في جمادي الأخرة من سنة اثنتي عشرة واربعمائة شريفا من أهل السند يعرف بأبي القاسم عيسي بن علي العمري من ولد عمر ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، وسألته عن ذلك ؟

ص: 275


1- تاريخ بغداد : 198/1 ، رقم 37 ، تقريب التهذيب : 389/1, رقم : 69.
2- كتاب المعمرين : 82-83.
3- كتاب المعمرين : 137- 138 .
4- كمال الدين : 515/2 ، كتاب المعمرين: 105-106.

فقال لي هو صحيح وذكر أن الهرم عندهم قليل .

وحدثني أن ببلاد السند عندهم رجلا شريفا عمريا، وهو أمير من أمرائهم، أنه عاش مذ أن فارقه مائة وستين سنة .

قال : وهذا الشريف هو العباس بن علي بن عمر بن أحمد بن حمزة بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه السلام (1).

196- العباس بن الوليد بن مزيد :

العذري البيروتي, صدوق عابد من الحادية عشرة، مات سنة تسع وستين، وله مائة سنة (2).

197- عبد الرحمن بن سليمان :

ابن عبد الله بن حنظلة الأنصاري، أبو سليمان المدني، المعروف بابن الغسيل (3) صدوق فيه لين . من السادسة، مات سنة اثنتين وسبعين، وهو ابن مائة وست سنين. (4)

198- عبد الرحمن بن مل :

أبو عثمان النهدي، مشهور بكنيته، مخضرم، من كبار الثانية، ثقة

ص: 276


1- كنز الفوائد : 120/2- 121.
2- تقريب التهذيب : 399/1 , رقم : 164.
3- جد أبيه غسيل الملائكة : حنظلة بن أبي عامر ، كما في التهذيب .
4- تقريب التهذيب : 483/1, رقم : 964.

ثبت عابد، مات سنة خمس وتسعين، وقيل بعدها، عاش مائة وثلاثين سنة وقيل أكثر (1).

199- عبد السلام بن يحيي بن القاسم التكريتي :

1174/570 - 675 ه-/ 1276م : ابن المفرج . التكريتي: فاضل، له علم بالأدب، وتصانيف، وشعر، وخطب , ورسائل . عاش مائة سنة وسنتين (2) .

200- كريم الدين عبد الكريم البرموني المصراتي :

الشيخ : عبد الكريم بن ناصر الدين ، المولود بمصراته 893 ه- / 1488م، كان حيا بمكة سنة 998ه-/1590م.

عالم بفقه المالكية . تفقه بها وبمصر . له تصانيف، منها :

1- روضة الأزهار: (في مناقب شيخه عبد السلام بن سليم الطرابلسي، المتوفي 981ه-).

2- شرح المختصر : (حاشية علي مختصر خليل)

نسخة مخطوطة بخطه في خزانة الرباط عدة مجلدات ضخام .

واختصره صاحب شجرة النور، وسمي المختصر (مواهب الرحيم) (3).

201- عبد الله بن بريدة بن الحصيب :

الحافظ : أبو سهل الأسلمي المروزي .

ص: 277


1- تقريب التهذيب : 499/1 , رقم : 1123.
2- الأعلام : 10/4.
3- الأعلام : 57/4 ، شجرة النور الزكية : 281 ، رقم 1059.

قاضي مرو وعالم خراسان حدث عن أبيه وعائشة وسمرة بن جندب و عمران بن حصين وأبي موسي الأشعري وأبي الأسود ظالم الدولي والمغيرة بن شعبة وعبد الله بن مغفل. وقيل أنه لقي ابن مسعود.

مولده في خلافة عمر .

حدث عنه الجريري وحسين المعلم ومقاتل بن حيان واجلح الكندي وكهمس ابن الحسن ومعاوية بن عبد الكريم الثقفي ومالك بن مغول وقاضي مروالحسين بن واقد وخلق كثير .

وهو متفق علي الإحتجاج به، وقد نشر علما كثيرا .

وقد عاش مائة سنة . وتوفي سنة خمس عشرة ومائة (1).

202- عبد الله بن بسر :

المازني، صحابي صغير، ولأبيه صحبة، مات سنة ثمان وثمانين، وقيل ست وتسعين، وله مائة سنة (2).

203- عبد الله بن سبيع الحميري :

عاش مائة وخمسين سنة (3).

204- عبد الله بن شيخ العيدروسي :

الشريف : عبد الله بن شيخ بن عبد الله العيدروسي، ولد سنة 807 ه- وتوفي في تريم سنة 944 ه، فيكون عمره مائة وسبع وثلاثين

ص: 278


1- تذكرة الحفاظ : 102/1 ، تقريب التهذيب : 404/1 - 405, رقم : 203.
2- تقريب التهذيب : 1/ 404 , رقم : 204.
3- كتاب المعمرين : 66.

سنة، من أكبر أهل تريم، ومن كبار الأولياء صحب عمه الشيخ الكبير فخر الدين أبا بكر بن عبد الله العيدروس صاحب عدن، واختص به وكذا صحب عمه الشيخ حسين وأباه الشيخ وغيرهما من الأكابر .

وأخذ عنهم، وتخرج بهم إلي أن بلغ المرتبة التي تعقد عليها الخناصر، وكان له جاه عظيم في قطر اليمن، وقبول كثير عند الخاص والعام خصوصا في ثغر عدن، ولبس منه الخرقة جماعة من أعيان مكة وغيرها (1) .

205- عبد الله بن معاوية بن موسي الجمحي:

أبو جعفر البصري، ثقة معمر من العاشرة مات سنة ثلاث وأربعين وقد جاوز المائة سنة.

206- عبد المسيح بن بقيلة الغساني :

ابن عبد المسيح بن عمرو بن قيس بن حيان بن بقيلة، وبقيلة اسمه ثعلبة وقيل الحارث، ويقال أن عبد المسيح لما بني بالحيرة قصره المعروف بقصر بني بقيلة، قال :

لقد بنيت للحدثان حصنا *** لو أن المرء تنفعه الحصون

طويل الرأس اقمش مشمخرا *** لأنواع الرياح به حنين

وذكر أن بعض مشايخ أهل الحيرة خرج إلي ظهرها يختط ديرا، فلما حفر موضع الأساس، وأمعن في الحفر أصاب كهيئة البيت، فدخله

ص: 279


1- تاريخ النور السافر عن أخبار القرن العاشر : 190.

فإذا رجل علي سرير من رخام وعند رأسه كتابة : أنا عبد المسيح بن بقيلة .

حلبت الدهر أشطره حياتي *** ونلت من المني بلغ المزيد

وكافحت الأمور وكافحتني *** فلم أحفل بمعضلة كوؤد

وكدت أنال من الشرف الثريا *** ولكن لا سبيل إلي الخلود

وروي أن خالد بن الوليد لما نزل علي الحيرة وتحصن منه أهلها أرسل إليهم : ابعثوا إلي رجلا من عقلائكم وذوي أنسابكم، فبعثوا إليه عبد المسيح بن بقيلة فأقبل يمشي حتي دنا من خالد فقال [له] : أنعم صباحا أيها الملك .

قال : قد أغنانا الله عن تحيتك هذه فمن أين أقصي أثرك أيهاالشيخ ؟.

قال : من ظهر أبي .

قال : فمن أين خرجت ؟.

قال : من بطن أمي .

قال : فعلي ما أنت ؟.

قال : علي الأرض .

قال : ففيم أنت .

قال : في ثيابي .

قال : أتعقل لا عقلت .

قال إي والله وأقيد .

قال أبن كم أنت ؟.

ص: 280

قال ابن رجل واحد.

قال خالد: ما رأيت كاليوم قط إني أسأله عن الشيء وينحو في غيره.

قال : ما أجبتك إلا عما سألت فسل عما بدا لك .

قال : أعرب أنتم أم نبيط ؟.

قال : عرب استنبطنا ونبيط استعربنا .

قال : [أ] فحرب أنتم أم سلم .

قال : بل سلم .

قال : فما هذه الحصون .

قال : بنيناها لسفيه نحذر منه حتي يجئ الحليم ينهاه .

قال : كم أتي لك ؟.

قال : خمسون وثلاث مائة سنة .

قال : فما أدركت ؟.

قال : أدركت سفن البحر ترفا إلينا في هذا الجرف، ورأيت المرأة من أهل الحيرة تخرج وتضع مكتلها علي رأسها لا تزود إلا رغيفا واحدا حتي تأتي الشام ثم قد أصبحت اليوم خرابا يبابا وذلك دأب الله في العباد والبلاد .

قال : ومعه سم ساعة يقلبه في كفه .

فقال له خالد : ما هذا في كفك ؟.

قال : هذا سم .

قال : وما تصنع به ؟.

قال : إن كان عندك ما يوافق قومي وأهل بلدي حمدت الله تعالي

ص: 281

وقبلته، وإن كانت الأخري لم أكن أول من ساق إليهم ذلا وبلاء أشربه وأستريح من الحياة فإنما بقي من عمري اليسير .

قال خالد : هاته فأخذه [ثم] قال : بسم الله وبالله رب الأرض والسماء الذي لا يضر مع اسمه شيء ثم أكله فتجللته عشية ثم ضرب بذقنه طويلا ثم عرق وأفاق كأنما نشط من عقال .

فرجع ابن بقيلة إلي قومه فقال : قد جئتكم من عند شيطان أكل سم ساعة فلم يضره، صانعوا القوم وأخرجوهم عنكم فإن هذا أمر مصنوع لهم، فصالحوهم علي مائة ألف درهم، وأنشأ ابن بقيلة يقول :

أبعد المنذرين أري سواما *** تروح بالخورنق والسدير

تحاماه فوارس كل قوم *** مخافة ضيغم عالي الزئير

وصرنا بعد هلك أبي قبيس *** كمثل الشاء في اليوم المطير

يريد أبا قابوس، فصغره ويروي كمثل المعز :

تقسمنا القبائل من معد *** علانية كايسار الجزور

نؤدي الخرج بعد خراج كسري *** وخراج من قريظة والنضير

كذاك الدهر دولته سجال *** فيوم من مساة أو سرور

ومما يروي لعبد المسيح بن بقيلة :

والناس أبناء علات فمن علموا *** أن قد أقل فمجفو ومحقور

وهم بنون لأم إن رأوا نشبا *** فذاك بالغيب محفوظ ومخفور

وهذا يشبه قول أوس بن حجر :

بني أم ذي المال الكثير يرونه *** وإن كان عبدا سيد الأمر جحفلا

ص: 282

وهم لقليل المال أولاد علة *** وإن كان محضا في العمومة مخو (1)

207- عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف :

واسمه عامر وسمي شيبة الحمد لأنه ولد وكان في رأسه شيب أي شعر أبيض، ومن كثرة محامده اشتهر بشيبة الحمد. وأما غلبة عبد المطلب علي اسمه الأصلي فسنذكر سببه، وكانت كنيته أبا الحارث. أبوه هاشم وأمه سلمي النجارية وأخوه لأبيه أسد أبو فاطمة بنت أسد والدة سيدنا الإمام علي عليه السلام وأخوه لأمه عمر بن أحيحة، ويظهر أن ولادته كانت بعد وفاة والده هاشم .

وهو صاحب النور المقدس النبوي وحامل الولاية والوصاية وأحد السلسلة المباركة الميمونة، ولد في يثرب في أهل أمه من بني النجار ونشأ فيهم وكان بينهم عزيزا مكرما إلي أن بلغ من العمر سبع سنين .

ثم أن رجلا من بني الحارث بن عبد مناف مر بيثرب فرأي غلمانا ينتضلون في الطريق وفيهم شيبة الحمد. وكان إذا أصاب . قال : [ أنا ابن هاشم أنا ابن سيد البطحاء ].

فقال له الرجل من أنت ؟

قال : [ أنا شيبة بن هاشم بن عبد مناف ].

فلما أتي الرجل مكة أدرك المطلب في الحجر جالسا.

فقال له : [ يا أبا الحارث تعلم أني وجدت غلمانا ينتضلون بيثرب وفيهم غلام إذا غلب قال : أنا ابن هاشم أنا ابن سيد البطحاء وهو

ص: 283


1- أمالي المرتضي : 260/1 -263.

ابن أخيك، لا يحسن ترك مثله في الغربة ].

فقال عبد المطلب : [ والله لا أرجع إلي أهلي حتي آتي به ]. فقال له الحارث : [ هذه ناقتي بالفناء ].

فركبها المطلب عن فوره وقدم المدينة عشاء حتي أتي حي بني النجار . فإذا غلمان يضربون بالكرة فعرف ابن أخيه.

فقال لقوم جالسين : [ أهذا ابن هاشم ] ؟

قالوا : [ نعم هذا ابن أخيك، فإن كنت تريد أخذه ؟ فالساعة قبل أن تعلم أمه، فإنها إن علمت لم تدعه ].

فدعاه إليه فقال : [ يا ابن أخي أنا عمك وقد أردت الذهاب بك إلي قومك ]، فأناخ راحلته فانطلق به ولم تعلم أمه. وقيل بل أخذه بإذن أمه ثم سار به المطلب طول الليل حتي قدم به ضحوة النهار والناس في مجالسهم يقولون : [ من هذا وراءك ] ؟

فيقول : [ هذا عبدي ] ، وخجل أن يقول ابن أخي لأنه كان رث الثياب . إلي أن دخل بيته.

فقالت خديجة : [ من هذا ] ؟

فقال : [ عبد لي ] ، ثم خرج المطلب واشتري له حلة فألبسها شيبة وأخذه إلي مجلس بني عبد مناف، فأعلمهم أنه ابن أخيه فكان بعد ذلك يطوف في سكك مكة في تلك الحلة فيقال : هذا عبد المطلب، وغلب عليه هذا الاسم علي عامر وشيبة، لقول عمه المطلب حين قدم مكة هذا عبدي في جواب من سأله من هذا ؟.

ص: 284

ثم سلم المطلب إلي ابن أخيه ملك أبيه، ونقل عليه كل ما كان يختص به، فقام بواجبه فيه حق القيام ثم توفي المطلب، وانتقل إليه السقاية والرفادة.

ولقد جاء عبد المطلب بسنن أثرها الإسلام منها أول من اتخذ للكعبة بابا وأول من سن دية النفس مائة من الإبل وأول من جعل سقاية الحاج من بئر زمزم وأول من عين الخمس لله في الكنوز وأول من حدد أشوط الطوف حول البيت سبعة أشوط، حيث لم يكن عند قريش للطواف حد محدود و أول من حرم علي الأولاد منكوحات آبائهم، وكل ذلك قرر في الإسلام .

وكان في جبهته نور النبوة . وهناك قصة طريفة، دخل دغفل علي معاوية وكان نسابة. وكان قد أصبح ضريرا. فقال له : يا دغفل أخبرني عمن رأيت من عليا قريش ؟.

فقال : رأيت عبد المطلب بن هاشم، وأمية بن عبد شمس .

قال : كيف رأيتهما ؟ صفهما لي .

فقال : رأيت عبد المطلب أبيض اللون، طويل القامة، في جبهته نور النبوة وعز الملك، يطوف حوله عشرة من بنيه كأنهم أسد غاب .

قال : كيف رأيت أمية ؟.

فقال : رأيته رجلا قصيرا، دميما، ضريرا، يقوده عبده ذكوان .

قال : مه ذاك ابنه أبو عمرو، فقال دغفل : هذا قول قلتموه بعد وأحدثتموه أما الصحيح ما أخبرتك .

ص: 285

فعاش عبد المطلب، مائة وعشرين عاما وقيل مائة وأربعين عام (1) .

208- عبد الملك اللخمي الكوفي :

الإمام : أبو عمرو عبد الملك بن عمير بن سويد ، حليف بني عدي ، ويقال له الفرسي، نسبة إلي فرس له سابق، كان يقال له القبطي حدث عن جابر بن سمرة، وجندب ابن عبد الله، وعدي بن حاتم، وابن الزبير، وربعي بن حراش وخلق .

وعنه زائدة ، والسفيانات ، وإسرائيل ، وعبيدة بن حميدة ، وزياد البكائي وآخرون .

ولي قضاء الكوفة بعد الشعبي وكان من العلماء الأعلام .

قال النسائي وغيره : ليس به بأس، واحتج به الشيخان وقال أبو حاتم : ليس بحافظ وقال يحي بن معين : هو مختلط قلت : ما اختلط الرجل ولكنه تغير غيره الكبر، وضعفه أحمد بن حنبل لغلطه، عاش أزيد من مائة سنة . مات في ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومائة . بلا نزاع.

ثقة فقيه، تغير حفظه، وربما دلس، من الثالثة، وله مائة وثلاث سنين (2).

209- عبد يغوث بن كعب :

ابن الردة بن ذهل بن كعب بن قعين بن مالك بن النخع بن عمرو ابن علة بن جلد بن مالك بن أدد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان

ص: 286


1- سلسلة أباء النبي صلي الله عليه واله وسلم : 277-279 و 291-292.
2- تقريب التهذيب : 521/1 , رقم : 1330 ، تذكرة الحفاظ : 136/1 .

بن سبا عاش سبعين ومائة سنة (1).

210- عبيد الله بن رماجس القيسي الرملي :

عن زياد بن طارق عن زهير بن صرد أنه أنشد النبي صلي الله عليه واله وسلم : بعد غزوة حنين وأسر النبي أهلها . قال زهير :

أمنن علينا رسول الله في الكرم *** فإنك المرء نرجوه وننتظر

أمنن علي بيضة قد عاضها قدر *** مشتت شملها في دهرها غير

إن لم تداركهم نعماء تنشرها *** يا أرجح الناس حلما حين يختبر

امنن علي نسوة قد كنت ترضعها *** إذ فوك يعلوه من مخضها الدرر

لا تجلنا كمن شالت نعامته *** واستبق منا فانا معشر زهر

إنا لنشكر للنعماء اذ كفرت *** وعندنا بعد هذا اليوم مدخر

فالبس العفومن قد كنت ترضعه *** من أمهاتك أن العفو مشتهر

يا خير من مرحت كمت الجياد به *** عند الهياج اذا ما استوقد الشرر

إنا نؤمل عفوا منك تلبسه *** هذي البرية إذ تعفو وتنتصر

فاعف عفا الله عما أنت راهبه *** يوم القيامة اذ يهتدي لك الظفر

فلما سمع النبي صلي الله عليه واله وسلم هذا الشعر قال : << ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم >> .

فقالت قريش : [ ما كان لنا فهو لله ورسوله ].

وقالت الأنصار : [ ما كان لنا فهو لله ولرسوله ].

ص: 287


1- كتاب المعمرين : 132.

ورجعت حنين بأهلها وأموالها، ببركة رسول الله صلي الله عليه واله وسلم ومنانة إذا فرش رداءه لأخته من الرضاع ابنة حليمة السعدية وأخذ يلاطفها ورد ما غنم علي من جاء مسلما .

عن زياد بن طارق قال : حدثني فذكر مختصرا عبيد الله هو ابن رماجس، وكان رماجس لقب أبيه أو جده والله أعلم، وهكذا سمي الأمير بدر المعتضدي أباه في هذا الحديث، قرأت علي علي بن محمد الخطيب عن أحمد بن يوسف بن محمد المؤدب أن يوسف بن خليل أخبره أنا مسعود الجمال أنا الحداد أنا أبو نعيم ثنا أبو بكر محمد الأمير ببغداد ثنا أبي أبو النجم بدر الكبير ثنا عبيد الله بن محمد بن رماجس القيسي في رملة فلسطين ثنا أبو عمرو زياد بن طارق وكان قد أتت عليه مائة وعشرون سنة. وهو يصعد يلتقط التين . وله ترجمة اختصرتها (1).

211- عبيد بن الأبرص الأسدي :

عبيد بن عوف بن جشم بن عامر بن مالك بن زهير بن مالك بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد، عاش مائتي سنة وعشرين سنة ويقال : بل ثلاثمائة سنة :

فنيت وافناني الزمان وأصبحت *** لداتي بنو نعش وزهر الفراقد

وكان عبيد شاعرا جاهليا قديما من المعمرين، وشهد مقتل حجر أبي امرئ القيس ، وهو القائل لامرئ القيس :

ص: 288


1- لسان الميزان : 99/4 ، رقم : 199.

ياذا المخوفنا بقتيل *** أبيه اذلالا وحين (1)

ازعمت أنك قد قت *** لت سراتنا كذبا وفينا (2)

هلا حجر بن أ *** م قطام نبكي لا علينا

إنا إذا عض الثقا *** في برأس صعدتنا لوينا (3)

نحمي حقيقتنا وبعض *** القوم يسقط بين بينا (4)

هلا سألت جموع كندة *** يوم ولوا أين أينا

أيام نضرب هامهم *** ببواتر حتي إنحنينا

وقتله النعمان بن المنذر يوم بؤسه ويقال : أنه لقيه يومئذ وله أكثر من ثلاثمائة سنة فلما رأه النعمان قال : [ هلا كان هذا لغيرك يا عبيد، أنشدني فربما أعجبني شعرك ].

فقال له عبيد : [ حال الجريض دون القريض ].

قال أنشدني: أقفر من أهله ملحوب (5). فأنشده :

أقفر من أهله عبيد *** فاليوم لا يبدي ولا يعيد

ص: 289


1- الحين : الموت والهلاك .
2- السراة : السادة , والمين : الكذب ..
3- الثقاف : آلة تقوم بها الرماح ، والصعدة : الرمح ، ولوينا : لعلها من لوي فلان بحق فلان أي جحده إياه .
4- الحقيقة : ما يجب علي الإنسان أن يحميه ويدافع عنه . ويسقط بين بين : أي يتساقط ضعيفا لا يعتد .
5- الملحوب : اسم ماء لبني أسد .

فسأله: أي قتلة يختار ؟.

قال عبيد : اسقني من الراح حتي أثمل ثم اقصدني الأكحل، ففعل

ذلك به ولطخ بدمه الغريين .

قال أبو محمد : الغريين طربالان كان يلطخهما بدماء القتلي يوم بؤسه، وكان بناهما علي نديمين له هما خالد بن نضلة الفقعسي، وعمرو بن مسعود، وهو موضع معروف بالكوفة يقال له الغريين (1).

212- غبيد بن شرية ( شريد ) الجرهمي :

عاش ثلثمائة سنة وقيل ثلاثمائة سنة وخمسين سنة، ولحق أيضا أيام معاوية بن أبي سفيان . فروي أنه قدم عليه يوما إلي الشام، فقال معاوية : أخبرني من أعجب ما رأيت، قال : نعم , انتهيت إلي قوم يدفنون ميتا لهم، فلما فرغوا منه أغرورقت عيناي وتمثلت بهذه الأبيات:

يا قلب أنك في أسماء مغرور *** أذكر وهل ينفعتك اليوم تذكير

قد بحت بالحب ما تخفيه من أحد *** حتي جرت بك إطلاقا محاضير

تبغي أمورا فما تدري أعاجلها *** خير لنفسك أم ما فيه تأخير

فاستقدر الله خيرا وارضين به *** فبينما العسر إذ دارت مياسير

وبينما المرء في الأحياء مغتبطا *** إذ صار في الرمس تعفوه الأعاصير

حتي كأن لم يكن إلا تذكره *** والدهر أيتما حال دهارير

يبكي الغريب عليه ليس يعرفه *** وذو قرابته في الحي مسرور

ص: 290


1- الشعر والشعراء: 143-145 ، كمال الدين : 506/2 ، كتاب المعمرين : .110-109

وذاك آخر عهد من أخيك إذا *** ما المرء ضمنه اللحد الخناسير

فقال لي رجل منهم هل تدري من قال هذه الأبيات ؟.

قلت : لا .

قال : هو الذي دفناه .

فأدرك النبي وحسن إسلامه وعمر بعد ما قبض النبي صلي الله عليه واله وسلم حتي قدم علي معاوية في أيام تغلبه و ملكه فقال له معاوية : أخبرني يا عبيد عما رأيت وسمعت ومن أدركت وكيف رأيت الدهر ؟.

قال : أما الدهر فرأيت ليلا يشبه ليلا ونهارا يشبه نهارا ومولودا يولد وميتا يموت ولم أدرك أهل زمان إلا وهم يذمون زمانهم .

وأدركت من قد عاش ألف سنة فحدثني عمن قد كان قبله قد عاش ألفي سنة وأما ما سمعت منه حدثني ملك من ملوك حمير أن بعض ملوك التبابعة ممن دانت له البلاد كان يقال له ذوسرح , كان أعطي الملك في عنفوان شبابه، وكان حسن السيرة في أهل مملكته سخيا فيهم مطاعا فملكهم سبعمائة سنة وكان كثيرا ما يخرج في خاصته إلي الصيد والنزهة .

فخرج يوما إلي بعض منتزهه فأتي إلي حيتين أحدهما كأنها سبيكة فضة والأخري سوداء كأنها حممة وهما يقتتلان وقد غلبت السوداء البيضاء وكادت تأتي علي نفسها فأمر الملك بالسوداء فقتلت وأمر بالبيضاء فاحتملت حتي انتهي بها إلي عين من ماء بقي عليها شجرة فأمر فصب عليها من الماء وسقيت حتي رجع إليها نفسها فأفاقت فخلي

ص: 291

سبيلها فانسابت الحية ومضت لسبيلها ومكث الملك يومئذ في متصيده ونزهته.

فلما أمسي ورجع إلي منزله وجلس علي سريره في موضع لايصل إليه حاجب ولا أحد فبينما هو كذلك إذ رأي شابا أخذا بعضادتي الباب، وبه من الثياب والجمال شيء لا يوصف فسلم علي الملك فذعر منه الملك .

وقال له : من أنت ومن أدخلك وأذن لك في الدخول علي في هذا الموضع الذي لا يصل فيه حاجب ولا غيره ؟.

فقال له الفتي : لا ترع أيها الملك إني لست بإنسي ولكني فتي من الجن أتيتك لأجازيك علي بلائك الحسن الجميل عندي .

قال الملك : وما بلائي عندك ؟.

قال : أنا الحية التي أحييتني في يومك هذا والأسود الذي قتلته وخلصتني منه كان غلاما لنا تمرد علينا وقد قتل من أهل بيتي عدة كان إذا خلا بواحد منا قتله، فقتلت عدوي وأحييتني فجئت لأكافيك ببلائك عندي (1).

213- عثمان بن الخطاب البلوي الأشج المعمر المغربي :

أبو عمرو عثمان بن الخطاب بن عبد الله بن العوام البلوي الأشج المعروف بابي الدنيا .

ص: 292


1- المحاسن والمساوئ : 248، كنز الفوائد : 145/2-146 ، كمال الدين: 497-496 ، بحار الأنوار: 233/51 - 234، كتاب المعمرين : 75-78.

عن المفيد, عن إبراهيم بن الحسن بن جمهور قال : حدثني أبو بكر المفيد الجرجرائي في شهر رمضان سنة ستة وسبعين وثلاثمائة قال: اجتمعت مع أبي عمرو عثمان بن الخطاب بن عبد الله بن العوام بمصر سنة ستة عشر وثلاثمائة وقد ازدحم الناس عليه حتي رقي به إلي سطح دار كبيرة كان فيها ومضيت إلي مكة ولم أزل أتبعه إلي مكة إلي أن كتبت عنه خمسة عشر حديثا وذكر انه ولد في خلافة أبي بكر عتيق بن أبي قحافة وانه لما كان في زمن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام خرجت ووالدي معي أريد لقاءه فلما صرنا قريبا من الكوفة أو الأرض التي كان بها عطشنا عطشا شديدا في طريقنا وأشرفنا علي التلف وكان والدي شيخا كبيرا فقلت له : اجلس حتي أدور الصحراء أو البرية فلعلي أقدر علي ماء أو من يدلني عليه أو ماء مطر .

فقصدت أطلب ذلك فلم ألبث عنه غير بعيد إذ لاح لي ماء فصرت إليه فإذا أنا ببئر شبه الركية أو الوادي فنزعت ثيابي واغتسلت من ذلك وشربت حتي رويت وقلت : أمضي وأجيء بأبي فإنه قريب مني فجئت إليه فقلت : قم فقد فرج الله عز وجل عنا وهذه عين ماء قريب منا فقام فلم نر شيئا ولم نقف علي الماء وجلس وجلست معه ولم يضطرب إلي أن مات واجتهدت إلي أن واريته وجئت إلي مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه ولقيته وهو خارج إلي صفين وقد أخرجت له البغلة فجئت له وأمسكت فالتفت إلي فانكببت أقبل الركاب فشجني في وجهي شجة .

قال أبو بكر المفيد : ورأيت الشجة في وجهه واضحة . ثم سألني عن خبري فأخبرته بقصتي وقصة العين فقال : عين لم يشرب منها أحد

ص: 293

إلا وعمر عمرا طويلا فابشر فإنك تعمر وما كنت لتجدها بعد شربك منها وسماني بالمعتمر .

قال أبو بكر المفيد : فحدثنا عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام بالأحاديث وجمعتها ولم تجتمع لغيري منه وكان معه جماعة مشايخ من بلده وهو طنجة .

فسألتهم عنه فذكروا أنهم من بلده وأنهم يعرفونه بطول العمر وآباؤهم وأجدادهم بمثل ذلك واجتماعه مع مولانا أمير المؤمنين عليه السلام وأنه توفي فيسنة سبع عشر وثلاث مائة (1).

عن علي بن عثمان بن الخطاب بن عبد الله بن عوام البلوي من مدينة بالمغرب يقال لها : مزيدة، يعرف بأبي الدنيا الأشج المعتمر (2).

المعروف بأبي الدنيا عن أبي الحسن بن حمكا الملاشي، قالا : لقينا بمكة رجلا من أهل المغرب، فدخلنا عليه مع جماعة من أصحاب الحديث ممن كان حاضرا الموسم في تلك السنة، وهي سنة (309) فرأينا رجلا أسود الرأس واللحية كأنه شيء بالي، وحوله جماعة من أولاده وأولاد أولاده، ومشايخ من أهل بلده، ذكروا : أنهم من أقصي بلاد المغرب من بلاد تعرف ب (باهرة العليا) وشهدوا هؤلاء المشايخ أنهم سمعوا آباءهم عن آبائهم وأجدادهم أنهم عهدوا هذا الشيخ المعروف بأبي الدنيا، واسمه علي بن عثمان .

وذكروا أنه همداني وأنه من صنعاء اليمن .

ص: 294


1- بحار الأنوار : 258/51 -261.
2- كنز الفوائد: 147/2 - 154.

فقلت له : أنت رأيت الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ؟.

فقال مشيرا بيده : نعم ففتح عينيه وقد وقعت حاجباه علي عينيه، ففتحهما كأنهما سراجان .

فقال : رأيته بعيني هاتين، وكنت خادما له وكنت معه في وقعة صفين وهذه الشجة من دابة علي عليه السلام . وأرانا أثرها علي حاجبه الأيمن وشهد الجماعة الذين كانوا حوله من المشايخ ومن حفدته بطول عمره وإنهم منذ ولدوا عهدوه علي هذه الحالة , وكذا سمعنا من آبائنا وأجدادنا.

ثم أنا سألناه عن قصته وحاله وسبب طول عمره، فوجدناه ثابت العقل، يفهم ما يقال له ويجيب عنه بلب وعقل . فذكر أنه كان له والد نظر في كتب الأوائل وقرأها .

وقد كان وجد فيها ذكر نهر الحياة، وإنه يجري في الظلمات . وإنه من شرب منه طال عمره .

فحمله الحرص علي دخول الظلمات، وتزود وحمل معه ما يكفيه في مسيره، وأخرجني معه وأخرجنا معنا خادمين، وعدة جمال لبون، وروايا وزاد . وأنا يومئذ ابن ثلاث عشرة سنة . فسار بنا إلي أن وافينا الظلمات، ثم دخلناها فسرنا فيها نحو ستة أيام بلياليها، وكنا لم نميز بين الليل والنهار . إلا ببعض خفة الظلام .

وكان والدي يطوف في تلك البقعة في طلب النهر، لأنه وجد في الكتب التي قرأها . أن مجري نهر الحيوان في ذلك الموضع، فأقمنا في تلك البقعة أياما حتي نفد الماء الذي كان معنا، وأسقيناه جمالنا ولولا أن جمالنا كانت ليونا لهلكنا، وأتلفنا العطش، وكان والدي يطوف في تلك البقعة في طلب النهر. ويأمرنا أن نوقد نارا ليهتدي بضوئها إذا أراد الرجوع إلينا. فصار لنا في تلك البقعة نحو خمسة أيام، ووالدي يطلب النهر فلم يجده. وبعد اليأس عزم علي الانصراف حذرا من الموت.

ص: 295

فألحوا علي والدي بالخروج من الظلمات فقمت يوما من الرحل لحاجتي، فتباعدت عن الرحل قدر رمية سهم فعثرت علي نهر ماء أبيض من اللبن عذب لذيذ. لا بالصغير ولا بالكبير يجري جريا لينا فدنوت منه وغرفت منه بيدي غرفتين أو ثلاث غرف وشربت فوجدته عذبا باردا لذيذا، فبادرت مسرعا إلي الرحل فبشرت الخدم بأني قد وجدت الماء، فحملوا ما كان معنا من القرب والأدوات النملأها . ولما أتي والدي في طلب النهر لم نهتدي إليه . حتي أن الخدم كذبوني وقالوا : لم نصدق .

فلما انصرفنا راجعين، أخبرت والدي بالقصة .

فقال لي : يا بني إن الذي أخرجني إلي ذلك المكان وتحمل الخطر هو العثور علي ذلك النهر. ولم أرزق أنا ولكن رزقته أنت، وسوف يطول عمرك حتي تمل الحياة. ورحلنا منصرفين إلي أوطاننا وبلادنا. وعاش بعد ذلك والدي سنينا ثم مات.

وحدثنا أبو الدنيا معمر قال: حدثني علي بن أبي طالب عليه السلام قال : قال رسول الله صلي الله عليه واله وسلم : من أعان ملهوفا كتب الله له عشر حسنات ومحي عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات.

ثم قال : قال رسول الله صلي الله عليه واله وسلم : من سعي في حاجة أخيه المسلم الله فيها رضا وله فيها صلاح فكأنما خدم الله ألف سنة ولم يقع في معصيته طرفة عين .

حدثنا أبو الدنيا معمر المغربي قال : سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام يقول : أصاب النبي صلي الله عليه واله وسلم جوع شديد وهوفي منزل فاطمة قال علي فقال لي النبي: يا علي هات المائدة فقدمتها فإذا عليها خبز ولحم مشوي.

حدثنا أبو الدنيا معمر قال : سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي

ص: 296

طالب عليه السلام يقول : « جرحت في وقعة خيبر خمسا وعشرين جراحة فجئت إلي النبي صلي الله عليه واله وسلم فلما رأي ما بي بكي وأخذ من دموع عينيه فجعلها علي الجراحات فاسترحت من ساعتي ».

وحدثنا أبو الدنيا قال : حدثني علي بن أبي طالب عليه السلام قال : قال رسول الله صلي الله عليه واله وسلم : « من قرأ قل هو الله أحد مرة فكأنما قرأ ثلث القرآن ومن قرأها مرتين فكأنما قرأ ثلثي القرآن ومن قرأها ثلاث مرات فكأنما قرأ القرآن كله » .

فحدثنا علي بن عثمان بن خطاب قال : حدثني علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه واله وسلم : << من أحب أهل اليمن فقد أحبني ومن أبغضهم فقد أبغضني >>.

حدثني الشريف طاهر بن موسي بن جعفر الحسيني بمصر سنة سبع وأربعمائة, قال : أخبرنا الشريف أبو القاسم ميمون بن حمزة الحسيني, قال : رأيت المعمر المغربي ، وقد أتي به إلي الشريف أبي عبد الله محمد بن إسماعيل سنة عشر وثلاثمائة، وأدخل داره ومن معه وهم خمسة رجال، وأغلقت الدار، وازدحم الناس، وحرصت في الوصول إلي الباب فما قدرت لكثره الزحام، فرأيت بعض غلمان الشريف أبي عبد الله محمد بن اسماعيل، وهما قنبر وفرح، فعرفتهما أني أشتهي أنظره، فقالا لي: در إلي باب الحمام بحيث لا يدري بك، فصرت إليه، ففتحا لي سرا ودخلت، وأغلق الباب، وحصلت في مسلح الحمام، وإذا قد فرش له ليدخل الحمام، فجلست يسيرا، فإذا به قد دخل، رجل نحيف الجسم ربع من الرجال، خفيف العارضين، آدم اللون، إلي القصر

ص: 297

أقرب ما هو، أسود الشعر، يقدر الإنسان أنه له نحوا من أربعين سنة، وفي صدغه أثر، كأنه ضربة. فلما تمكن من الجلوس، والنفر معه وأراد خلع ثيابه، قلت: ما هذه الضربة ؟.

قال : أردت أناول مولاي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام السوط يوم النهروان، فنفض الفرس رأسه فضربني اللجام، وكان مخا (كذا) فشجني .

فقلت له: أدخلت هذه البلدة قديما ؟ قال : نعم، وكان موضع جامعكم الفلاني مقبلة , وفيها قبر. فقلت هؤلاء أصحابك ؟

فقال: ولدي وولد ولدي . ثم دخل الحمام، فجلست حتي خرج ولبس ثيابه، فرأيت عنفقته قد ابيضت .

فقلت له كان بها صباغ ؟.

قال : لا، ولكن إذا جعت ابيضت، وإذا شبعت اسودت . فقلت : قم أدخل الدار حتي تأكل فدخل الباب (1).

ومن ذلك حديث أبي الدنيا المعمر المغربي، بالطريق المذكور يرفعه إلي محمد بن أبي الفتح الزكي قال : لقينا بمكة رجلا من أهل المغرب، فدخلنا عليه مع جماعة من أصحاب الحديث ممن حضر الموسم في تلك السنة وهي سنة تسع وثلاثمائة، قال فرأينا رجلا أسود الرأس واللحية كأنه شن بال وحوله جماعة من أولاده وأولاد أولاده ومشايخ من أهل بلده، ذكروا أنهم من أقصي بلاد المغرب بقرب باهرة العليا وشهد المشايخ أنا سمعنا آباعنا يحكون عن آبائهم أنهم عهدوا هذا الشيخ المسمي .

ص: 298


1- بحار الأنوار :225/51 - 233 .

قال : ففاتحناه وسألناه عن حاله وقصة سبب طول تعميره .

قال : حدثنا علي بن عثمان بن الخطاب بن عبد الله بن عوام البلدي من مدينة بالمغرب يقال لها مزيدة، يعرف بأبي الدنيا الأشبح قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول : سمعت رسول الله صلي الله عليه واله وسلم يقول : «أحبب حبيبك هونا ما عسي أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما عسي أن يكون حبيبك يوما ما» .

وقال : حدثنا الأشج قال : سمعت علي بن أبي طالب يقول : قال النبي صلي الله عليه واله وسلم : «طوبي لمن رآني أورأي من رآني» (1) .

وقال حدثنا الأشج قال : سمعت عليا عليه السلام يقول : «إنه عهد إلي النبي الأمي صلي الله عليه واله وسلم أنه لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق».

وقال : حدثنا الأشج قال سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام يقول : قال النبي صلي الله عليه واله وسلم : «في الزنا ست خصال : ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة . فأما اللواتي في الدنيا فيذهب بنور الوجه، ويقطع الرزق، ويسرع الفناء . وأما اللواتي في الآخرة فغضب الرب جل وعز، وسوء الحساب، والدخول في النار».

وقال حدثنا الأشج قال : سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام يقول: سمعت النبي صلي الله عليه واله وسلم يقول : «من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار».

وقال : حدثنا الأشج قال : سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام يقول : لما نزلت « وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ » (2) ، قال النبي صلي الله عليه واله وسلم : « سألت الله أن

ص: 299


1- ذيل الأمالي: 171 ، الامالي للطوسي : 364 ، رقم 767 المجلس 29 و 622، رقم 1285 ، المجلس 13 ، مصادر نهج البلاغة : 297.
2- سورة الحاقة ، الآية : 12

يجعلها أذنك يا علي ففعل (1) ».

وقال : حدثنا الأشج قال : سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام يقول : قال رسول الله صلي الله عليه واله وسلم : « لا تتخذوا قبري مسجدا، ولا تتخذوا قبوركم مساجد، ولا بيوتكم قبورا، وصلوا علي حيث كنتم، فإن صلواتكم تبلغني، وتسليمكم يبلغني ».

وقال : حدثنا الأشج قال : سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام يقول : « ما رمدت ولا صدعت منذ دفع إلي رسول الله صلي الله عليه واله وسلم الراية يوم خيبر »

وقال : حدثنا الأشج قال : سمعت عليا عليه السلام يقول : «من جلس في مجلسه ينتظر الصلاة فهو في صلاة، وصلت عليه الملائكة، وصلواتهم عليه : اللهم اغفر له، اللهم ارحمه».

وقال : حدثنا الأشج قال: سمعت عليا عليه السلام يقول : سمعت رسول الله صلي الله عليه واله وسلم يقول : الحرب خدعة» .

وقال : حدثنا الأشج قال : سمعت عليا عليه السلام يقول : « قضي رسول الله صلي الله عليه واله وسلم في الوتر قبل الوصية، وأنتم تقرأون من بعد وصية توصون بها أودين، وإن أعيان بني الأم يتوارثون دون بني العلات، يرث الرجل أخاه لأبيه وأمه دون أخيه لأبيه ».

وقال أبو بكر المعروف بالمفيد : رأيت أثر الشجة في وجهه، وقال: أخبرت أمير المؤمنين عليه السلام بحديثي وقصتي في سفري وموت أبي وعمي، و (عين) الماء التي شربت منها وحدي , فقال عليه السلام : « هذه عين لم يشرب منها أحد إلا عمر عمرا طويلا، فابشر، فإنك تعمر، ما كنت

ص: 300


1- فضائل الخمسة : 321.319/1 ، نور الأبصار : 119.

التجدها بعد شريك منها » .

قال : وحدثني أمير المؤمنين عليه السلام قال : «قال لي رسول الله صلي الله عليه واله وسلم : أنا وأنت يا علي أبوا هذا الخلق، فمن عقنا فعليه لعنة الله، أمن يا

علي.

فقلت : آمين يا رسول الله .

فقال : يا علي، أنا وأنت موليا هذا الخلق، فمن جحدنا ولاءنا، وأنكرنا حقنا فعليه لعنة الله، أمن يا علي .

فقلت : آمين يا رسول الله » .

حدثني الشريف طاهر بن موسي بن جعفر الحسيني بمصر سنة سبع وأربعمائة, قال : أخبرنا الشريف أبوالقاسم ميمون بن حمزة الحسيني, قال : رأيت المعمر المغربي، وقد أتي به إلي الشريف أبي عبد الله محمد بن إسماعيل سنة عشر وثلاثمائة، وأدخل داره ومن معه وهم خمسة رجال، وأغلقت الدار، وازدحم الناس، وحرصت في الوصول إلي الباب فما قدرت لكثره الزحام، فرأيت بعض غلمان الشريف أبي عبد الله محمد بن اسماعيل، وهما قنبر وفرح، فعرفتهما أني أشتهي أنظره، فقالا لي: در إلي باب الحمام بحيث لا يدري بك، فصرت إليه، ففتحا لي سرا ودخلت، وأغلق الباب، وحصلت في مسلح الحمام، وإذا قد فرش له ليدخل الحمام، فجلست يسيرا، فإذا به قد دخل، رجل نحيف الجسم ربع من الرجال، خفيف العارضين، آدم اللون، إلي القصر أقرب ما هو، أسود الشعر، يقدر الإنسان أنه له نحوا من أربعين سنة، وفي صدغه أثر، كأنه ضربة. فلما تمكن من الجلوس والنفر معه وأراد

ص: 301

خلع ثيابه قلت: ما هذه الضربة ؟

قال : أردت أناول مولاي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام السوط يوم النهروان، فنفض الفرس رأسه فضربني اللجام، وكان مخا (كذا) فشجني.

فقلت له: أدخلت هذه البلدة قديما ؟ قال : نعم، وكان موضع جامعكم الفلاني مقبلة , وفيها قبر. فقلت هؤلاء أصحابك ؟.

فقال: ولدي وولد ولدي . ثم دخل الحمام، فجلست حتي خرج ولبس ثيابه، فرأيت عنفقته قد ابيضت .

فقلت له كان بها صباغ ؟.

قال : لا، ولكن إذا جعت ابيضت، وإذا شبعت اسودت . فقلت : قم أدخل الدار حتي تأكل فدخل الباب (1).

ومن ذلك حديث أبي الدنيا المعمر المغربي، بالطريق المذكور يرفعه إلي محمد بن أبي الفتح الزكي قال : لقينا بمكة رجلا من أهل المغرب، فدخلنا عليه مع جماعة من أصحاب الحديث ممن حضر الموسم في تلك السنة وهي سنة تسع وثلاثمائة، قال فرأينا رجلا أسود الرأس واللحية كأنه شن بالوحوله جماعة من أولاده وأولاد أولاده ومشايخ من أهل بلده، ذكروا أنهم من أقصي بلاد المغرب بقرب باهرة العليا وشهد المشايخ أنا سمعنا آباءنا يحكون عن آبائهم أنهم عهدوا هذا الشيخ المسمي .

قال : ففاتحناه وسألناه عن حاله وقصة سبب طول تعميره .

قال : حدثنا علي بن عثمان بن الخطاب بن عبد الله بن عوام البلدي من

ص: 302


1- بحار الأنوار : 225/51 - 233 .

مدينة بالمغرب يقال لها مزيدة، يعرف بأبي الدنيا الأشبح قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول : سمعت رسول الله صلي الله عليه واله وسلم يقول : «أحبب حبيبك هونا ما عسي أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما عسي أن يكون حبيبك يوما ما» .

وقال : حدثنا الأشج قال : سمعت علي بن أبي طالب يقول : قال النبي صلي الله عليه واله وسلم : «طوبي لمن رآني أورأي من رآني» (1).

وقال حدثنا الأشبح قال : سمعت عليا عليه السلام يقول : «إنه عهد إلي النبي الأمي صلي الله عليه واله وسلم أنه لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق».

وقال : حدثنا الأشج قال سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام يقول : قال النبي صلي الله عليه واله وسلم : «في الزنا ست خصال : ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة . فأما اللواتي في الدنيا فيذهب بنور الوجه، ويقطع الرزق، ويسرع الفناء . وأما اللواتي في الآخرة فغضب الرب جل وعز، وسوء الحساب، والدخولفي النار».

وقال حدثنا الأشج قال: سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام يقول: سمعت النبي صلي الله عليه واله وسلم يقول : «من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار».

وقال : حدثنا الأشج قال : سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام يقول : لما نزلت « وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ » (2)، قال النبي صلي الله عليه واله وسلم : « سألت الله أن يجعلها أذنك يا علي » (3) .

ص: 303


1- ذيل الأمالي: 171 ، الامالي للطوسي : 364 ، رقم 767 المجلس 29 و 622، رقم 1285 ، المجلس 13 ،مصادر نهج البلاغة : 297.
2- سورة الحاقة ، الآية : 12 .
3- فضائل الخمسة : 321-319/1 ، نور الأبصار : 119.

وقال : حدثنا الأشج قال : سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام يقول : قال رسول الله صلي الله عليه واله وسلم : « لا تتخذوا قبري مسجدا، ولا تتخذوا قبوركم مساجد، ولا بيوتكم قبورا، وصلوا علي حيث كنتم، فإن صلواتكم تبلغني، وتسليمكم يبلغني ».

وقال : حدثنا الأشج قال : سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام يقول : «ما رمدت ولا صدعت منذ دفع إلي رسول الله صلي الله عليه واله وسلم الراية يوم خيبر »

وقال : حدثنا الأشج قال : سمعت عليا عليه السلام يقول : «من جلس في مجلسه ينتظر الصلاة فهو في صلاة، وصلت عليه الملائكة، وصلواتهم عليه : اللهم اغفر له، اللهم ارحمه». .

وقال: حدثنا الأشج قال : سمعت عليا عليه السلام يقول : سمعت رسول الله صلي الله عليه واله وسلم يقول : الحرب خدعة» .

وقال: حدثنا الأشج قال : سمعت عليا عليه السلام يقول : « قضي رسول الله صلي الله عليه واله وسلم في الوتر قبل الوصية، وأنتم تقرأون من بعد وصية توصون بها أودين، وإن أعيان بني الأم يتوارثون دون بني العلات، يرث الرجل أخاه لأبيه وأمه دون أخيه لأبيه ».

وقال أبو بكر المعروف بالمفيد : رأيت أثر الشجة في وجهه، وقال: أخبرت أمير المؤمنين عليه السلام بحديثي وقصتي في سفري وموت أبي وعمي، و (عين) الماء التي شربت منها وحدي , فقال عليه السلام : «هذه عين لم يشرب منها أحد إلا عمر عمرا طويلا، فابشر، فإنك تعمر، ما كنت التجدها بعد شريك منها »

قال : وحدثني أمير المؤمنين عليه السلام قال : «قال لي رسول الله صلي الله عليه واله وسلم :

ص: 304

أنا وأنت يا علي أبوا هذا الخلق، فمن عقنا فعليه لعنة الله، أمن يا علي.

فقلت : آمين يا رسول الله .

فقال : يا علي، أنا وأنت موليا هذا الخلق، فمن جحدنا ولاءنا، وأنكرنا حقنا فعليه لعنة الله، أمن يا علي .

فقلت : آمين يا رسول الله » (1).

214- عدوان بن عمرو بن قيس :

عاش مائتين وخمسين سنة. وكف بصره (2).

215- أبو طريف عدي بن حاتم الطائي :

كان طويلا، إذا ركب الفرس كادت رجلاه تخطان في الأرض. قدم علي عمر بن الخطاب فكأنه رأي منه جفاء .

فقال : أما تعرفني يا أمير المؤمنين ؟.

فقال : [ بلي والله أعرفك، أكرمك الله بأحسن المعرفة . أسلمت إذا كفروا، وعرفت إذ نكروا، ووفيت إذ غدروا، وأقبلت إذ أدبروا ].

فقال : [ حسبي يا أمير المؤمنين حسبي ] .

ص: 305


1- انظر : كمال الدين : 220/2 و 488 - 496 و 502 - 508، لسان الميزان : 134/4 - 140، كنز الفوائد : 147/2 - 154، الأمالي للطوسي : 364، رقم 767 المجلس 29 و 622، رقم 1285 المجلس 13 ، ذيل الأمالي 171 ، نور الأبصار : 119، فضائل الخمسة: 319/1 ، بحار الأنوار : 258/51- 261 ، منتخب الأنوار : 95 - 102
2- كنز الفوائد : 146/2

وشهد مع الإمام علي عليه السلام يوم الجمل، ففقئت عينه في ذلك اليوم وقتل ابنه محمد . وقتل ابنه الآخر في قتال الخوارج . وشهد عدي مع الإمام علي عليه السلام صفين، ومات في زمن المختار وهو ابن مائة وعشرين سنة، وأوصي أن يصلي عليه المختار (1).

216- عدي بن وداع بن العقي :

الحارث بن مالك بن فهم بن غنم ابن دوس بن عبد الله، من الأزد , عاش ثلاثمائة سنة، فأدرك الإسلام، وأسلم، وغزا . وقال في ذلك :

لا عيش إلا الجنة المخضرة *** من يدخل النار يلاق ضره (2)

217- العرام بن المنذر :

ابن زيد (زبيد) ابن قيس بن حارثة بن لأم عاش دهرا طويلا في الجاهلية وأدرك عمر بن عبد العزيز فأدخل عليه وقد اختلف ترقوتاه وسقط حاجباه فقيل له ما أدركت ؟ فقال :

فوالله ما أدري أ أدركت أمة *** علي عهد ذي القرنين أم كنت أقدما

متي ينزعا عني القميص تبينا *** جآجئ لم يكسين لحما ولا دما (3)

218- عزيز مصر:

وقد عاش 700 سنة (4).

ص: 306


1- الحور العين :167- 168، كمال الدين : 2/ 505، كتاب المعمرين: 70-71.
2- كتاب المعمرين : 73.
3- كمال الدين: 505/2 ، كتاب المعمرين: 126-127.
4- منتخب الأنوار المضية : 107

219- عطية بن قيس الكلابي :

أبو يحيي، الشامي، ثقة مقرئ، من الثالثة، مات سنة إحدي وعشرين وقد جاوز المائة (1) .

220- عكراش :

ابن ذأيب السعدي أبو الصهباء، صحابي قليل الحديث، عاش مائة سنة .

221- علس بن زيد بن الحارث ذو جدن الحميري :

وكان ملكا يروي أنه عاش ثلاثمائة سنة، وهو القائل :

لكل جنب واقع مضطجع *** والموت لا ينفع منه الجزع

اليوم تجزون بأعمالكم *** وكل امرئ يحصد ما قد زرع

لو كان شيئا مفلتا حتفه *** أخلت منه في الجبال الصدع

له سماء وله أرضه *** يرفع من شاء ومن شاء وضع (2)

222- علي بن حجر السعدي :

ابن إياس السعدي المروزي، نزيل بغداد ثم مرو، ثقة حافظ، من صغار التاسعة، مات سنة أربع وأربعين, وقد قارب المائة أو جاوزها (3) .

ص: 307


1- تقريب التهذيب : 25/2 , رقم : 222.
2- الأغاني : 216/4 -218، كنز الفوائد : 132/2 - 133 .
3- تقريب التهذيب : 33/2 , رقم : 305.

223- علي بن حسان الواسطي :

أبو الحسن القصير المعروف بالمنمس . عاش أكثر من مائة سنة ثقة ثقة (1).

224- علي بن عبد الله بن أبي مطر الإسكندراني :

صدوق مشهور، قد ذكره النباتي أبو العباس في تذييله لكونه ذكر في سنده ضعيف وهذا لا يضره .

وقد قال الدارقطني في فرائد مالك : أنه ضعيف وأورد له خبرا باطلا، ومضي له ذكر في الحسن بن الليث وكان شيخه في الفقه ابن المرار علي من عنده احمد بن محمد بن عبدويه حدثه عن ابن عيينة ومحمد بن عبد الله بن ميمون حديثه عن الوليد بن مسلم . روي عنه منير بن أحمد الحساب وجماعة، وقال مسلمة بن قاسم مكان قاضي الإسكندرية وهو ثقة، فقيه البدن وكان أعلم الناس بمذهب مالك ومات في صفر سنة سبع وثلاثين ومائة وهو ابن تسع وتسعين سنة وقال غيره عاش مائة سنة (2).

225- علي بن عبد الله بن العباس بن المغيرة الجوهري :

قال ابن أبي الفوارس : كان عنده عن الفريابي وغيره وفيه تساهل شديد ، توفي سنة خمس وستين وثلاث مائة وكان مولده سنة تسع

ص: 308


1- الرجال : 136 ، رقم 1029.
2- لسان الميزان : 237/4 ، رقم : 638.

ومائتين (1). فيكون عمره ست وخمسون سنة ومائة سنة.

226- عامر بن الطفيل العدواني :

عاش مائتي عام وكان حليما من حكماء العرب وله يقول ذي الأصبع :

ومنا حكم يقضي *** ولا ينتقض ما يقضي (2)

227- عمران بن ملحان البصري :

ويقال ابن تيم أبو رجاء العطاردي مشهور بكنيته ، وقيل غير ذلك في اسم أبيه ، مخضرم ثقة معمر من كبار علماء التابعين، أسلم زمن الفتح ولم ير النبي صلي الله عليه واله وسلم ثم رحل وسمع من عمر وعلي عمران بن حصين وابي موسي وطائفة ، مات سنة خمس ومائة وله مائة وعشرين سنة (3).

228- عمرو بن كلثوم التغلبي :

ابن مالك، المنتهي نسبه إلي تغلب بن وائل، وهو فارس شاعر، توفي عام 53 قبل هجرة النبي الشريفة، سنة 570 ميلادية . كنيته أبو الأسود، وكان مقداما، يضرب به المثل في الفتك. فيقال : افتك من عمرو بن كلثوم، وذلك لأنه فتك بالملك عمرو بن هند . في رواية ذكرها بعضهم، قائلا: إن عمرو بن هند قال مرة لندمائه : هل تعلمون

ص: 309


1- لسان الميزان : 237/4 ، رقم : 640.
2- لا ينقض ما يقضي أي لا يرد ما يحكم به، إعلام الوري بأعلام الهدي: 520.
3- تقريب التهذيب : 2/ 85، رقم 743 ، تذكرة الحفاظ : 66/1 .

أحدا من العرب تأنف أمه عن خدمة أمي ؟!، قالوا : نعم، أم عمرو بن كلثوم، لأن أباها مهلهل ربيعة، وعمها كليب وائل أعز العرب، وبعلها كلثوم بن مالك أفرس العرب، وابنها عمرو سيد قومه .

فما كان من عمرو بن هند إلا أن أرسل إلي عمرو بن كلثوم يستزيره ، ويطلب منه أن يزير أمه. فأقبل وأمه، في جماعة من التغلبيين ودخل عمرو بن كلثوم علي عمرو بن هند في رواقه , ودخلت أمه علي رواق أم عمرو بن هند الذي كان قد أمر أمه بأن تنحي الخدم، وأن تستخدم ليلي بنت مهلهل، والدة عمرو بن كلثوم، فلما فعلت، أجابتها ليلي: وأذلاه يالتغلب !، فلما سمعها عمرو بن كلثوم ابنها، وعلم ما في الأمر، نهض إلي سيف معلق بالرواق، وقطع رأس عمرو بن هند، ونادي في التغلبيين، فانتهبوا ما بالرواق وساروا نحو الجزيرة . وبعد ذلك نظم قصيدته بل معلقته الشهيرة، وألقاها في سوق عكاظ، وفي موسم مكة، وهي تعتبر ذروة الفخر، في الأدب العربي .

ويقال : أن عمرو بن كلثوم ساد قومه وهو في الخامس عشر من عمره ومات وهو ابن، مائة وخمسين سنة، ولما قربت الوفاة جمع أبناءه وأحفاده وقال لهم فيما قاله :

[ يا بني قد بلغت من العمر ما لم يبلغه أحد من آبائي، ولا بد أن ينزل بي الموت، وأني والله ما عيرت أحدا بشيء إلا عيرت بمثله، إن كان حقا فحقا، وإن باطلا فباطلا، من سب سب، فكفوا عن الشتم فإنه أسلم لكم، وأحسنوا جواركم، يحسن ثناؤكم، وأمنعوا من الضيم الغريب فرب رجل خير من ألف . وإذا حدثتم فعوا ، وإذا حدثتم فأوجزوا ، فإن

ص: 310

مع الإكثار يكون الإحذار ] (1).

229- عمرو بن حممة الدوسي :

عاش أربعمائة سنة وهو يفتي الناس، فقام إليه رجل فقال له: أفتيت أهل الفتوي، فأنت أهل الشعر، قال : قل، قال : ما معني قول الشاعر :

الذي الحلم قبل اليوم ما يقرع العصا *** وما علم الإنسان إلا ليعلما

فقال : ذاك عمرو بن حممة الدوسي قضي علي العرب ثلاثمائة سنة، فلما ألزموه، وقد رأي السادس والسابع من ولد ولده، قال : إن فؤادي بضعة مني، فربما تغير علي اليوم والليلة مرارا، وأمثل ما أكون فيهما في صدر النهار، فإذا رأيتني قد تغيرت فاقرع العصا، فكان إذا رأي منه تغيرا قرع العصا فيراجعه فهمه، فقال المتلمس (2) :

لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع *** وما علم الإنسان إلا ليعلما (3)

230- عمرو بن ثعلبة من عبد القيس :

عاش مائتي سنة (4).

ص: 311


1- شعر عمرو بن كلثوم : 5 - 10.
2- هو جرير بن عبد المسيح أو (عبد العزي). شاعر جاهلي من شعراء البحرين مات سنة 580م والبيت من قصيدة يهجو بها عمرو بن هند ملك الحيرة أولها يعيرني أمي رجال ولا أري *** أخا كرم إلا بأن يتكرما ومن كان ذا عرض كريم فلم يصن *** له حبسا كان اللئيم المذمما
3- كنز الفوائد : 126/2 -127، تذكرة الخواص: 454، كتاب المعمرين : 46 - 47
4- كتاب المعمرين : 63 -64.

231- عمرو بن ربيعة اللخمي ( مزيقيا ):

وقيل هو لخم (لحي) ابن حارثة بن عمرو بن عامر بن حارثة القطريف بن ثعلبة بن امرؤ القيس بن ثعلبة بن مازد ( مازن ) ابن الأزد ، وعمرو بن لحي هذا هو أبو خزاعة ، غير ولد أفصي بن حارثة بن عمرو بن عامر ، عاش ثلاثمائة وأربعين سنة .

قالوا : وقد يقال أنه لحي بن قمعة بن خندف بن مضر .

كان رئيس خزاعة في حرب خزاعة وجرهم وهو الذي سن السائبة والوصيلة ونقل صنمين وهما هبل ومناة من الشام إلي مكة فوضعهما للعتادة فسلم هبل إلي خزيمة بن مدركة فقيل هبل خزيمة، وصعد علي أبي قبيس ووضع مناة بالمشلل ، وقدم بالنرد وهو أول من أدخله مكة فكانوا يلعبون بها في الكعبة غدوة و عشية.

قالوا وبلغنا أن رسول الله صلي الله عليه واله وسلم قال : << أول من بحر البحيرة

ووصل الوصيلة، وحمي الحامي، وغير دين أبيه إسماعيل عليه السلام عمرو بن لحي ابن قمعة بن خندف أبو خزاعة، فكأني أنظر إليه يجر قصبة في النار >>. وأشبه ولده به أكثم بن الجوت .

فقال أكثم وقد كان قاعدا : يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، هل يضرني الشبه ؟.

قال : << لا يضرك ، كان كافرا، وأنت مسلم >>.

فروي عن النبي صلي الله عليه واله وسلم أنه قال : « رفعت إلي النار فرأيت عمرو بن لحي رجلا قصيرا أحمر أزرق يجر قصبه (1) في النار، فقلت: من هذا ؟.

ص: 312


1- القصب : الأمعاء .

قيل : عمرو بن لحي، وكان يلي من أمر الكعبة ما كان يليه جرهم قبله حتي هلك».

فكثر ماله وولده، حتي بلغنا - والله أعلم - أنه كان يقاتل معه من ولده ألف مقاتل وهو ابن ثلاث مائة سنة وخمس وأربعين سنة (1).

232- عمرو بن مسبح (مسيج) الطائي :

ثم أحد بني معن فيما زعموا حتي أدرك النبي صلي الله عليه واله وسلم و هو ابن خمسين ومائة سنة (2) .

233- عميرة بن هاجر :

عميرة بن هاجر بن عمير بن عبد العزي بن قمير الخزاعي، وهو جد عبد الله بن مالك بن الهيثم بن عوف بن وهب بن عميرة بن هاجر بن عبد العزي بن عمير الخزاعي عاش سبعين ومائة سنة .

بليت وأفناني الزمان وأصبحت *** هنيدة قد أبقيت من بعدها عشرا

وأصبحت مثل الفرخ لا أنا ميت *** فأبكي ولا حي فاصدر لي أمرا

وقد عشت دهرا ماتجن عشيرتي *** لها ميتا حتي تخط له قبرا (3)

ص: 313


1- كنز الفوائد: 147/2 ، كتاب المعمرين: 67-68 ، كتاب الغيبة : 124-125 ، بحار الأنوار : 290/51 -291.
2- كتاب المعمرين : 136-137 .
3- كمال الدين : 2/ 505 ، كتاب المعمرين : 130-131.

234 - العوام بن المنذر الطائي :

عاش دهرا طويلا في الجاهلية، وبقي إلي أن أدرك خلافة عمر أبن عبد العزيز، فأدخل عليه، وقد اختلفت ترقوتاه وسقط حاجباه، فقيل: ما أدركت ؟ فقال :

والله ما أدري أأدركت أمة *** علي عهد ذي القرنين أم كنت أقدما

متي تنزعوا عني اللباس تبينوا *** أجاجي لم يكسين لحما ولا دما (1)

235- عوج بن عناق :

عاش ثلاثة ألاف سنة وستمائة سنة، ولد في حجر آدم، أبوه سيحان وأمه عناق، قتله موسي بن عمران عليه السلام (2).

236- عوف بن الأردم (الأدرم):

ابن غالب عاش دهرا طويلا ثم أدرك الفجار وبعد ذلك (3) .

237- عوف بن سبيع :

ابن عميرة بن الهون بن أعجب بن قدامة بن جرم بن ربان بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة عاش مائة سنة وثمانين سنة (4).

238- عوف بن كنانة الكلبي :

عوف بن كنانة بن عوف بن عذرة بن زيد بن ثور بن كلب، عاش

ص: 314


1- كنز الفوائد : 146/2 .
2- تذكرة الخواص : 454.
3- كتاب المعمرين : 138-139 .
4- تاب المعمرين :102 - 103.

ثلاثمائة سنة، فلما حضرته الوفاة جمع بنيه فأوصاهم . فقال :

[ يابني احفظوا وصيتي فإنكم إن حفظتموها سدتم قومكم بعدي . الهكم فاتقوه ولا تخونوا ولا تحزنوا، ولا تثيروا السباع من مرابضها فتندموا ، وجاوزوا الناس بالكف عن مساويهم تسلموا وتصلحوا وعفوا عن الطلب إليهم ولا تستقلوا . والزموا الصمت إلا من حق تحمدوا، وابذلوا لهم المحبة تسلم لكم الصدور، ولا تحرموهم المنافع فيظهروا الشكاة، وكونوا منهم في ستر ينعم بالكم، ولا تكثروا مجالستهم فيستخف بكم، وإذا نزلت بكم معضلة فاصبروا لها، والبسوا للدهر أثوابه، فإن لسان الصدق مع النكبة خير من سوء الذكر مع المسرة ، ووطنوا أنفسكم علي الذلة لمن تذلل لكم، فإن أقرب المسائل المودة وإن أبعد النسب البغضة، وعليكم بالوفاء وتنكبوا الغدر يأمن سربكم وأحيوا الحسب بترك الكذب فإن آفة المروءة الكذب والخلف، لا تعلموا الناس إقتاركم فتهونوا عليهم وتخملوا ,وإياكم والغربة فإنها ذلة ولا تضعوا الكرائم إلا عند الأكفاء، وابتغوا بأنفسكم المعالي، ولا يختلجنكم جمال نسائكم عن الصحة، فإن نكاح الكرائم مدارج الشرف، واخضعوا لقومكم ولا تبغوا عليهم لتنالوا المنافس، ولا تخالفوهم فيما اجتمعوا عليه، فان الخلاف يزري بالرجل ( بالرئيس ) المطاع ، وليكن معروفكم لغير قومكم من بعدهم ، ولا توحشوا أفنيتكم من أهلها فإن إيحاشها إخماد النار ودفع الحقوق ، وارفضوا النمائم بينكم تكونوا أعوانا عند الملمات تغلبوا ، واحذروا النجعة إلا في منفعة لا تصابوا ، أكرموا الجار يخصب جنابكم ، وآثروا حق الضيف علي أنفسكم ، والزموا مع السفهاء الحلم تقل همومكم .

ص: 315

وإياكم والفرقة فإنها ذلة ولا تكلفوا أنفسكم فوق طاقتها إلا المضطر فإنكم إن تلاموا عند إيضاح العذر وبكم قوة خير من أن تعانوا في الإضطرار منكم إليهم بالمعذرة ويرهف حدكم، ولا تبذلوا الوجوه الغير مكرمة فتخلقوها، ولا تجشموا أهل الدناءة فتقصروا يها، ولا تحاسدوا فتبوروا، واجتنبوا البخلفإنه داء وابنوا المعالي بالجود والأدب، ومصافات أهل الفضل والحياء، وابتاعوا المحبة بالبذل، ووقروا أهل الفضيلة، وخذوا من أهل التجارب، ولا يمنعنكم من معروف صغره فإن له ثوابا، ولا تحقروا الرجال فتزدروها فإنما المرء بأصغريه ذكاء قلبه ولسان يعبر عنه .

فإذا خوفتم داهية فالبث قبل العجلة، والتمسوا بالتودد المنزلة عند الملوك فإنهم من وضعوه اتضع، ومن رفعوه ارتفع، وتبسلوا بالفعال تسم إليكم الأبصار وتواضعوا بالوفاء وليحبكم ربكم ] . ثم قال :

وما كل ذي لب بمؤتيك نصحه *** ولا كل موف نصحه بلبيب

ولكن إذا ما استجمعا عند واحد *** فحق له من طاعة بنصيب

عن أحمد بن محمد بن عبد الله بن يزيد الشعراني من ولد عمار ابن ياسر رضي الله عنه عنه يقول : حكي أبو القاسم محمد بن القاسم البصري أن أبا الحسن حمارويه بن أحمد بن طولون كان قد فتح عليه من كنوز مصر ما لم يرزق أحد قبله فأغري بالهرمين فأشار تعله ثقاته وحاشيته وبطانته أن لا يتعرض لهدم الأهرام فإنه ما تعرض أحد لها فطال عمره فلج في ذلك وأمر ألفا من الفعلة أن يطلبوا الباب وكانوا يعملون سنة حواليه حتي ضجروا وكلوا .

فلما هموا بالانصراف بعد الإياس منه، وترك العمل، وجدوا سربا

ص: 316

فقدروا أنه الباب الذي يطلبونه، فلما بلغوا آخره وجدوا بلاطة قائمة من مرمر فقدروا أنها الباب فاحتالوا فيها إلي أن قلعوها وأخرجوها، فإذا عليها كتابة يونانية فجمعوا حكماء مصر وعلماؤها فلم يهتدوا لها وكان في القوم رجل يعرف بأبي عبد الله المديني أحد حفاظ الدنيا وعلمائها فقال لأبي الحسن حمارويه بن أحمد : أعرف في بلد الحبشة أسقفا قد عمر، وأتي عليه ثلاث مائة وستون سنة يعرف هذا الخط وقدكان عزم علي أن يعلمنيه فلحرصيعلي علم العرب لم أقم عليه وهو باق .

فكتب أبو الحسن إلي ملك الحبشة يسأله أن يحمل هذا الأسقف إليه فأجابه أن هذا قد طعن في السن وحطمه الزمان وإنما يحفظه هذا الهواء ويخاف عليه إن نقل إلي هواء آخر وإقليم آخر ولحقته حركة وتعب ومشقة السفر أن يتلف وفي بقائه لنا شرف وفرج وسكينة، فإن كان لكم شيء يقرأه ويفسره ومسألة تسألونه فاكتب بذلك فحملت البلاطة في قارب إلي بلد أسوان من الصعيد الأعلي وحملت من أسوان علي العجلة إلي بلاد الحبشة وهي قريبة من أسوان فلما وصلت قرأها الأسقف وفسر ما فيها بالحبشية ثم نقلت إلي العربية فإذا فيها مكتوب : أنا الريان بن دومغ. فسأل أبو عبد الله عن الريان من كان هو قال : هو والد العزيز ملك يوسف عليه السلام واسمه الريان بن دومغ وقد كان عمر العزيز سبعمائة سنة وعمر الريان والده ألفا وسبعمائة سنة وعمر دومغ ثلاثة آلاف سنة.

فإذا فيها أنا الريان بن دومغ خرجت في طلب علم النيل لأعلم فيضه ومنبعه إذ كنت أري مفيضه فخرجت ومعي ممن صحبت أربعة آلاف رجل فسرت ثمانين سنة إلي أن انتهيت إلي الظلمات والبحر

ص: 317

المحيط بالدنيا . فرأيت النيل يقطع البحر المحيط ويعبر فيه ولم يكن لي منفذ وتماوت أصحابي وبقيت في أربعة آلاف رجل فخشيت علي ملكي فرجعت إلي مصر وبنيت الأهرام والبراني وبنيت الهرمين وأودعتهما كنوزي وذخائري وقلت في ذلك شعرا :

وأدرك علمي بعض ما هو كائن *** ولا علم لي بالغيب والله أعلم

وأتقنت ما حاولت إتقان صنعة *** وأحكمته والله أقوي وأحكم

وحاولت علم النيل من بدء فيضه *** فأعجزني والمرء بالعجز ملجم

ثمانين شاهورا قطعت مسايحا *** وحولي بنوحجر وجيش عرمرم

إلي أن قطعت الجن والإنس كلهم *** وعارضني لج من البحر مظم

فأيقنت أن لا منفذا بعد منزلي *** لذي همة بعدي ولا متقدم

فأبت إلي ملكي وأرسيت ناديا *** بمصر وللأيام بؤس وانعم

أنا صاحب الأهرام في مصر كلها *** وباني برانيها بها والمقدم

تركت بها آثار كفي وحكمتي *** علي الدهر لا تبلي ولا تتهدم

وفيها كنوز جمة وعجائب *** وللدهر إمر مرة وتهجم

سيفتح أقفالي ويبدي عجائبي *** ولي لربي آخر الدهر ينجم

بأكناف بيت الله تبدوأموره *** ولا بد أن يعلو ويسمو به السم

ثمان وتسع واثنتان وأربع *** وتسعون أخري من قتيل وملجم

ومن بعد هذا كر تسعون تسعة *** وتلك البراني تستخر وتهدم

وتبدي كنوزي كلها غير أنني *** أري كل هذا أن يفرقها الدم

رمزت مقالي في صخور قطعتها *** ستبقي وأفني بعدها ثم أعدم

ص: 318

فحينئذ قال أبو الحسن حمارويه بن أحمد : هذا شيء ليس لأحد فيها حيلة إلا للقائم من آل محمد وردت البلاطة كما كانت مكانها.

ثم إن أبا الحسن بعد ذلك بسنة قتله طاهر الخادم [ذبحه] علي فراشه وهوسكران ومن ذلك الوقت عرف خبر الهرمين ومن بناهما فهذا أصح ما يقال في خبر النيل والهرمين (1).

ص: 319


1- كمال الدين : 247/2 و 513- 515 ، كنز الفوائد : 146/2

حرف الفاء

239- فالج بن خلاوة :

ابن سبيع بن بكر بن أشجع بن ريث بن غطفان عاش ثمانين ومائة سنة .

وكان فارسا وكان عريضا ، يعرض فيما ليس يعنيه وهو الذي تضرب العرب به المثل ، يقال للرجل إذا عرض فيما لا يعنيه انت من هذا الأمر : [ فالج بن خلاوة ] (1).

ص: 320


1- كتاب المعمرين : 96-97.

حرف القاف

240- القاسم بن غانم بن حموية :

الطبيب المعمر الصيدلاني: سمع الموشحي وحسين بن محمد القبائي وجماعة، قال الحاكم لم يعجبني روايته لتاريخ يحيي بن بكير، توفي في سنة ست وستين وثلاث مائة، وله أزيد من مائة سنة (1) .

241- قردة بن ثعلبة بن نفاثة (نفاية) السلولي :

عاش مائة وثلاثين سنة في الجاهلية ثم أدرك الإسلام فأسلم (2) .

242- قس بن ساعدة الأيادي :

عاش دهرا طويلا, فروي أنه عاش ستمائة سنة , وروي أقل من ذلك . وكان من عقلاء العرب وحكمائهم، وهو أول من كتب من فلان بن فلان إلي فلان. وهو أول من وحد الله تعالي، وآمن به وأقر بعدله وحكمته، وأنه خلق العباد وينشرهم بعد الممات .

وهو أول من قال : أما بعد، وأول من خطب بعصا، وفيه يقول الأعشي قيس بن ثعلبة :

وأحكم من قس وأجرا من الذي *** بذي الفيل من خفان أصبح خادرا

ص: 321


1- لسان الميزان : 4/ 464 ، رقم : 1439.
2- كمال الدين : 519/2 ، كتاب المعمرين : 118-119 .

ويقول الحطيئة :

وأقول من قس وأمضي إذا مضي *** من الريح إن مس النفوس نكالها

وقس الذي يقول :

هل الغيث معطي الأمن عند نزوله *** بحال مسي في الأمور ومحسن

وما قد تولي وهو قد فات ذاهب *** فهل ينفعني ليتني ولو أنني

وكذلك يقول لبيد :

وأخلف قسا ليتني ولو أنني *** وأعيا علي لقمان حكم التدبر

وكان قس أحسن الناس في زمانه عبادة، وأفصحهم خطابة وأبلغهم عظة .

وكان كثيرا ما يذكر رسول الله صلي الله عله واله وسلم، ويبشر الناس به، وآمن به

قبل مبعثه . وكان النبي صلي الله عله واله وسلم : يستعلم أخباره، ويستعيد من الناس مواعظه، ويترحم عليه، ويقول : «إن قسا أمة وحده» (1).

خبر قس وما قاله بسوق عكاظ.

عن ابن عباس قال : لما قدم وفد عبد القيس علي رسول الله صلي الله عله واله وسلم قال : أيكم يعرف قس بن ساعدة الأيادي ؟.

قالوا : كلنا نعرفه يا رسول الله .

قال : لست أنساه بعكاظ علي جمل أحمر يخطب الناس وهو يقول: [ أيها الناس اجتمعوا، فإذا اجتمعتم فاسمعوا، فإذا سمعتم فعوا، قال وعيتم فقولوا : فإذا قلتم فاصدقوا من عاش مات ، ومن مات فات ،

ص: 322


1- كمال الدين : 519/2 - 520 ، تذكرة الخواص : 454، كتاب المعمرين: 123- 126 ، كنز الفوائد : 133/2 .

وكل ما هو آت آت . إن في السماء لخبرا، وإن في الأرض لعبرا. مهاد موضوع، وسقف مرفوع، ونجوم تمور، وبحار لا تغور .

أقسم قس بالله قسما حقا، لا كاذبا فيه ولا آثما، إن كان في الأرض رضا ليكونن سخط، إن الله دينا هوأحب إليه من دينكم الذي أنتم عليه . ما لي أري الناس يذهبون فلا يرجعون، أرضوا بالإقامة فأقاموا أم تركوا فناموا . ثم قال : أيكم يروي شعره ] ؟ فأنشدوه :

في الذاهبين الأولين *** من القرون لنا بصائر

لما رأيت مواردا *** للموت ليس لها مصادر

ورأيت قومي نحوها *** يسعي الأصاغر والأكابر

لا يرجع الماضي ولا *** يبقي من الباقين غابر

أيقنت أني لا محالة *** حيث صار القوم صائر (1)

وروي أن رجلا حدث رسول فقال في حديثه: خرجت في طلب بعير لي ضل، فوجدته في ظل شجرة ينهش من ورقها , فدنوت منه، فزممته واستويت علي كوره ثم اقتحمت واديا، فإذا أنا بعين خراره، وروضة مدهامة، وشجرة عادية، وإذا أنا بقس قائما بين قبرين، قد اتخذ له بينهما مسجدا. قال فلما انفتل من صلاته، قلت له : ما هذان القبران ؟

فقال : هذان قبرا أخوين لي كانا يعبدان الله معي في هذا المكان، فأنا أعبد الله بينهما إلي أن ألحق بهما.

قال ثم التفت إلي القبرين فجعل يبكي ويقول :

خليلي هنا طال ما قد رقدتكما *** أجدكما أم تقضيان كراكما

ص: 323


1- البيان والتبيين : 209/1 -210.

أري خللا في العظم والجلد منكما *** كان الذي يسقي العقار سقاكما

ألم تعلما أني بسمعان مفرد *** ومالي بسمعان حبيب سواكما

أقيم علي قبريكما لست بارحا *** طوال الليالي أو يجيب صداكما

فلو جعلت نفس لنفس فداءها *** لجدت بنفسي أن أكون فداكما (1)

قال : فقلت له : لم لا تلحق بقومك، فتكون معهم في خيرهم وشرهم؟

فقال : ثكلتك أمك، أما علمت أن ولد إسماعيل تركوا دين أبيهم، واتبعوا الأضداد، وعظموا الأنداد .

قلت : وما هذه الصلاة التي لا تعرفها العرب ؟

فقال : أصليها لإله السماء .

فقلت : وللسماء إله غير اللات والعزي ؟، فامتعظ وامتقع لونه .

وقال : إليك عني يا أخا أياد. إن للسماء إلها هو الذي خلقها، وبالكواكب زينها، وبالقمر المنير أشرقها . أظلم ليلها، وأضحي نهارها، وسوف تعمهم من هذه الرحمة، وأومي بيده نحو مكة، برجل أتلج من ولد لؤي بن غالب، يقال له محمد صلي الله عليه واله وسلم ، يدعو إلي كلمة الإخلاص، ما أظن أني أدركه . ولو أدركت أيامه لصفقت بكفي علي كفه وسعيت معه حيث يسعي وحملت نعله .

فقال رسول الله صلي الله عليه واله وسلم : «رحم الله أخي قسا، يحشر يوم القيامة

أمة وحده» .

ص: 324


1- أمالي المفيد : 343-344 (مختصرا) ، كنز الفوائد : 2/ 134 .

عن الجارود بن المنذر العبدي وكان نصرانيا فأسلم عام الحديبية (1) ، وحسن إسلامه، وكان قارئا للكتب، عالما بتأويلها علي وجه الدهر وسالف العصر، بصيرا بالفلسفة والطب، ذا رأي أصيل ووجه جميل، أنشأ يحدثنا في أيام عمر بن الخطاب، قال : وفدت علي رسول الله صلي الله عليه واله وسلم في رجال من عبد القيس، ذوي أحلام وأسنان , وفصاحة وبيان وحجة وبرهان ، فلما بصروا به صلي الله عليه واله وسلم راعهم منظره ومحضره عن بيانهم، واعتراهم الرعداء في أبدانهم .

فقال زعيم القوم لي : [ دونك من أممت بنا أممه ، فما نستطيع أن نكلمه ] . فاستقدمت دونهم إليه ، فوقفت بين يديه ، فقلت سلام عليك يا رسول الله . بأبي أنت وأمي , ثم أنشأت أقول :

يا نبي الهدي أتتك رجال *** قطعت قرددا وألا فالا

جابت البيد والمهامة حتي *** غالها من طوي السري ما غالا

قطعت دونك الصحاح تهوي *** لا تعد الكلال فيك كلالا

كل دهناء يقصر الطرق عنها *** أرقلتها قلاصا إرقالا

وطوتها العتاق تجمع فيها *** بكماة مثل النجوم تلالا

ثم لما رأتك أحسن مرأي *** أفحمت عنك هيبة وجلالا

تتقي شر بأس يوم عصيب *** هائل أوجل القلوب وهالا

ونداء لمحشر الناس طرا *** وحسابا لمن تمادي ضلالا

ص: 325


1- هي مكان بعيد عن مكة المكرمة علي بعد تسعة أميال مما يلي طرف الحرم ، وفيه كان الموادعة بين رسول الله صلي الله عليه واله وسلم وبين المشركين وذلك في ذي القعدة من السنة السادسة للهجرة .

نحو نور من الإله وبرهان *** وبر ونعمة لن تنالا

وأمان منه لدي الحشر ونشر *** إذ الخلق لا يطيق سؤالا

فلك الحوض والشفاعة والكو *** ثر والفضل إذ ينص السؤالا

خصك الله يا ابن آمنة الخير *** إذا ما بكت سجال سجالا

أنبا الأولون باسمك فينا *** وباسمك بعده تتلالا

قال : فأقبل علي رسول الله صلي الله عليه واله وسلم بصفحة وجهة المبارك ، شمت منه ضياء لامعا ساطعا كوميض البرق .

فقال : « يا جارود، لقد تأخر بقومك الموعد » ، وقد كنت وعدته قبل عامي ذلك ، أفد إليه بقومي فلم آته ، وأتيته في عام الحديبية .

فقلت : ما كان إبطائي عنك إلا أن جلة قومي أبطأوا عن إجابتي حتي ساقها الله إليك لما أراد لها به من الخير لديك . وأما من تأخر عنه فحظه فات منك، فتلك أعظم حوبة، وأكبر عقوبة، ولوكانوا ممن رآك لما تخلفوا عنك، وكان عنده رجل لا أعرفه . قلت : ومن هو ؟.

قالوا : هو سلمان الفارسي ذو البرهان العظيم والشأن القديم .

فقال سلمان : وكيف عرفته أخا عبد القيس من قبل إتيانه ؟ فأقبلت علي رسول الله صلي الله عليه واله وسلم وهو يتلألأ ويشرق وجهه نورا وسرورا، فقلت يا رسول الله، إن قسا كان ينتظر زمانك، ويتوكف إبانك، ويهتف باسمك وأبيك وأمك، باسماء لست أصيبها معك، ولا فيمن اتبعك .

قال سلمان : فأخبرنا، فأنشأت أحدثهم، ورسول الله صلي الله عليه واله وسلم يسمع والقوم سامعون راعون . قلت : يا رسول الله، لقد شهدت قسا وقد خرج من ناد من أندية أياد إلي صحصح ذي قتاد وسمر وعتاد، وهو مشتمل

ص: 326

بنجاد، فوقف في اضحيان ليل كالشمس رافعا إلي السماء وجهه رافعا إصبعه فدنوت منه فسمعته يقول :

اللهم رب هذه السبعة الأرقعة، والأرضين الممرعة، وبمحمد والثلاثة المحامدة معه، والعليين الأربعة، وسبطيه التبعة الأرفعة، والسري الألمعة، وسمي الكليم الضرعة، والحسن ذي الرفعة، أولئك النقباء الشفعة، والطريق المهيعة، درسة الإنجيل وحفظة التنزيل علي عدد النقباء، من بني إسرائيل، محاة الأضاليل، نفاة الأباطيل، الصادقو القيل , عليهم تقوم الساعة، وبهم تنال الشفاعة، ولهم من الله فرض الطاعة . ثم قال : اللهم ليتني مدركهم ولوبعد لأي من عمري ومحياي، ثم أيشأ يقول : متي أنا قبل الموت للحق مدرك *** وإن كان لي من بعد هاتيك مهلك

وإن غالني الدهر الحرون بقولة *** فقد غال من قبلي ومن بعد يوشك

فلا غرو أني سالك مسلك الأولي *** وشيكا ومن ذا للردي ليس يسلك

ثم آب يكفكف دمعه ويرن رنين البكرة قد بريت ببراة وهو يقول :

أقسم قس قسما *** ليس به مكتتما

لو عاش ألفي عمر *** لم يلق منها ساما

حتي يلاقي أحمدا *** والنقباء الحكما

هم أوصياء أحمد *** أكرم من تحت السما

يعمي العباد عنهم *** وهم جلاء للعمي

لست بناس ذكرهم *** حتي أحل الرجما

ثم قلت : يا رسول الله أنبئني أنبأك الله بخير عن هذه الأسماء التي لم نشهدها، وأشهدنا قس ذكرها .

ص: 327

فقال رسول الله صلي الله عليه واله وسلم : « يا جارود ليلة أسري بي إلي السماء، أوحي الله عز وجل إلي أن سل من أرسلنا قبلك من رسلنا، علي ما بعثوا >> ؟!.

فقلت لهم : << علي ما بعثتم >> ؟.

فقالوا : << علي نبوتك وولاية علي بن أبي طالب والأئمة منكما >>.

« ثم أوحي إلي ، أن التفت عن يمين العرش ، فالتفت ، فإذا علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين ، ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسي بن جعفر، وعلي بن موسي، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن علي، والمهدي في ضحضاح من نور يصلون » .

فقال لي الرب تعالي : « هؤلاء الحجج لأوليائي، وهذا المنتقم من أعدائي ».

قال الجارود : فقال سلمان : يا جارود هؤلاء المذكورون في التوراة والإنجيل والزبور، فانصرفت بقومي , أنا أقول :

أتيتك يا ابن آمنة الرسولا *** لكي بك أهتدي النهج السبيلا

فقلت فكان قولك قول حق *** وصدق ما بدا لك أن تقولا

وبصرت العمي من عبد شمس *** وكل كان من عمه ضليلا

وأنبأناك عن قس الأيادي *** مقالا فيك ظلت به جديلا

وأسماء عمت عنا فآلت *** إلي علم وكنت به جهولا (1)

ص: 328


1- مقتضب الأثر: 37-43، بحار الأنوار: 247/15 مع بعض الاختلاف، كنز الفوائد : 133/2 -139.

243- قيس بن أبي حازم البجلي :

أبو عبد الله الكوفي ويقال له رؤية، ثقة، من الثانية، مخضرم، وهو الذي يقال إنه اجتمع له أن يروي عن العشرة، مات بعد التسعين، أو قبلها، وقد جاوز المائة وتغير (1).

244- أبو ليلي قيس بن كعب النابغة الجعدي :

ابن عبد الله بن (عامر) بن عدس بن ربيعة ابن جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة .

ويقال : إن النابغة الجعدي غبر ثلاثين سنة لا يتكلم، ثم تكلم بالشعر ومات وهو ابن مائة وعشرين سنة وقيل مائة وثمانين سنة وقيل مائتي سنة بأصبهان .

وأدرك الاسلام واسلم، وهو احسن الناس ثغرا ؟ (2) .

كان النابغة الجعدي أسن من النابغة الذبياني والدليل علي ذلك قوله :

تذكرت والذكري تهيج علي الهوي *** ومن هاجة المحزون أن يتذكرا

نداماي عند المنذر بن محرق *** أري اليوم منهم ظاهر الأرض مقفرا

كهول وشبان كأن وجوههم *** دنانير مما شيف في أرض قيصرا

فهذا يدل علي أنه كان مع المنذر بن محرق والنابغة الذبياني كان مع النعمان بن المنذر بن محرق .

وقوله : ( شيف ) يعني جلي والمشرف المجلو ، وكان ديوانه بها

ص: 329


1- تقريب التهذيب : 127/2, رقم : 132 .
2- أمالي المرتضي: 266/1 ، كتاب الغيبة : 118 ، العقد الفريد : 68/7 - 69

وهو الذي يقول :

فمن يك سائلا عني فإني *** من الفتيان أيام الخنان

مضت مائة لعام ولدت فيه *** وعشر بعد ذاك وحجتان

فأبقي الدهر والأيام مني *** كما أبقي من السيف اليماني

تفلل وهو مأثور جراز *** إذا جمعت بقائمة اليدان

وأيام الفنان أيام كانت للعرب قديمة هاج بها فيهم مرض فيانوفهم وحلوقهم .

وقال أيضا في طول عمره :

لبست أناسا فأفنيتهم *** وأفنيت بعد أناس أناسا

ثلاثة أهلين أفنيتهم *** وكان الإله هو المستآسا

معني المستآس المستعاض :

قالت أمامة كم عمرت زمانة *** وذبحت من عتر علي الأوثان

ولقد شهدت عكاظ قبل محلها *** فيها وكنت أعد مل فتيان

والمنذر بن محرق في ملكه *** وشهدت يوم هجائن النعمان

وعمرت حتي جاء أحمد بالهدي *** وقوارع تتلي من القرآن

ولبست مل إسلام ثوبا واسعا *** من سيب لاحرم ولا منان

العتيرة شاة تذبح لأصنامهم في رجب في الجاهلية .

وله أيضا في طول عمره :

المرء يهوي أن يعيش *** وطول عيش ما يضره

تفني بشاشته ويبقي *** بعد حلول العيش مره

وتتابع الأيام حتي *** لا يري شيئا يسره

ص: 330

كم شامت بي إن *** هلكت وقائل لله دره

وفي رواية أخري لا يفضض فوك، فيقال : إن النابغة لم تسقط له سن ولا ضرس، وكانت كلما سقطت له ثنية نبتت له أخري مكانها، و هومن أحسن الناس ثغرا .

خليلي غضا ساعة وتهجرا *** ولوما علي ما أحدث الدهر أو ذرا

ولا تسألا إن الحياة قصيرة *** فطيرا لروعات الحوادث أوقرا

وإن كان أمر لا تطيقان دفعه *** فلا تجزعا مما قضي الله واصبرا

ألم تعلما أن الملامة نفعها *** قليل إذا ما الشيء ولي فأدبرا

يهيج اللحاء في الملامة ثم ما *** يقرب منا غير ما كان قدرا

وفيها يقول :

لوي الله علم الغيب عمن سواءه *** ويعلم منه ما مضي وتأخرا

وجاهدت حتي ما أحس ومن معي *** سهيلا إذا ما لاح ثم تغورا

يريد أني كنت بالشام وسهيل لا يكاد يري هناك وهذا بيت معني وفيها يقول :

ونحن أناس لا نعود خيلنا *** إذا ما التقينا أن تحيد وتنفرا

وننكر يوم الروع ألوان خيلنا *** من الطعن حتي تحسب الجون أشقرا

وليس بمعروف لنا أن نردها *** صحاحا ولا مستنكرا أن تعقرا

وله :

تلوم علي هلك البعير ظعينتي *** وكنت علي لوم العواذل زاريا

ألم تعلمي أني رزئت محاربا *** فما لك منه اليوم شيئا ولا ليا

ومن قبله ما قد رزئت بوحوح *** وكان ابن أمي والخليل المصافيا

ص: 331

فتي كملت خيراته غير أنه *** جواد فما يبقي من المال باقيا

فتي تم فيه ما يسر صديقه *** علي أن فيه ما يسوء الأعاديا

أشم طويل الساعدين سميدع *** إذا لم يرح للمجد أصبح غاديا

وله السميدع السيد :

عقيلية أومن هلال ابن عامر *** بذي الرمت من وادي المنار خيامها

إذا ابتسمت في البيت والليل دونها *** أضاء دجي الليل البهيم ابتسامها

وذكر الأصمعي عن أبي عمروبن العلاء قال : سئل الفرزدق بن غالب عن النابغة الجعدي فقال : صاحب خلقان : يكون عنده مطرف بألف [دينار] وخمار بواف قال الأصمعي : وصدق الفرزدق بينا النابغة في كلام أسهل من الزلال وأشد من الصخر إذلان وذهب ثم أنشد له :

سما لك هم ولم تطرب *** وبت ببث ولم تنصب

وقالت سليمي أري رأسه *** كناصية الفرس الأشهب

وذلك من وقعات المنون *** ففيئي إليك ولا تعجبي

قال ثم يقول بعدها :

أتين علي إخوة سبعة *** وعدن علي ربعي الأقرب

[ثم يقول بعدها] :

فأدخلك الله برد الجنان *** جذلان في مدخل طيب

فإن كلامه حتي لو أن أبا الشمقمق قال هذا البيت رديئا ضعيفا .

ص: 332

قال الأصمعي : وطريق الشعر إذا أدخلته في باب الخير لأن ألا تري أن حسان بن ثابت كان علا في الجاهلية والإسلام فلما أدخل شعره في باب الخير من مراثي النبي صلي الله عليه واله وسلم وحمزة وجعفر وغيرهما لان شعره (1).

حرف الكاف

ص: 333


1- بحار الأنوار : 282/51 -288، كتاب المعمرين : 116-118.

245- كعب بن الردار (رادة) ابن هلال بن كعب النخعي :

عاش ثلاثمائة سنة، حتي مل من حياته فقال في ذلك :

لقد ملني الأدني وأبغض رؤيتي *** وأبنائي كذا الا يحب كلامي

علي الراحتين مرة وعلي العصا *** أكون مليا ما أقل عظامي

فياليتني قد سخت في الأرض قامة *** وليت طعامي كان فيه حمامي (1)

246- همس بن شعيب الدوسي :

عاش أربعين ومائة سنة، فقتله تأبط شرا الفهمي (2).

حرف اللام

247- أبو عقيل لبيد بن ربيعة الجعفري :

ص: 334


1- كنز الفوائد: 131/2، كتاب المصرين: 131- 132.
2- كتاب المعمرين : 47 -48.

ابن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة عاش مائة وعشرين سنة وقيل ثلاثين ومائة .

وامه تامرة بنت زنباغ من بني عبس. ولد لبيد حولي عام 530 ميلادي وتوفي حوالي عام 660 ميلادي الموافق 40 للهجرة النبوية علي صاحبها الصلاة والسلام وعلي آله .

وأدرك الإسلام فأسلم، وكان يوم جبلة ابن تسع سنين ، وقد روي عن رسول الله صلي الله عليه واله وسلم أنه قال : أصدق كلمة قالها شاعر، كلمة لبيد بن ربيعة :

( ألا كل شيء ما خلا الله باطل )

وقيل عاش مائة وأربعين سنة، وأدرك الإسلام فأسلم، فلما بلغ سبعون سنة من عمره أنشأ يقول في ذلك :

كأني وقد جاوزت سبعين حجة *** خلعت بها عن منكبي ردائيا

فلما بلغ سبعا وسبعين سنة أنشأ يقول :

باتت تشكي إلي النفس مجهشة *** وقد حملتك سبعا أبعد سبعينا

فإن تزيدي ثلاثا تبلغي أملا *** وفي الثلاث وفاء للثمانينا

فلما بلغ تسعين سنة أنشأ يقول :

كأني وقد جاوزت تسعين حجة *** خلعت بها عني عذار لثامي

رمتني بنات الدهر من حيث لا أري *** فكيف بمن يرمي وليس برام

فلو أنني أرمي بنبل رأيتها *** ولكنني أرمي بغير سهام

فلما بلغ مائة وعشرين سنة أنشأ يقول :

ص: 335

قد عشت دهرا قبل مجري داحس *** لو كان للنفس اللجوج خلود

فلما بلغ مائة وأربعين سنة أنشأ يقول :

ولقد سئمت من الحياة وطولها *** وسؤال هذا الناس كيف لبيد

غلب الرجال وكان غير مغلب *** دهر طويل دائم ممدود

يوما إذا يأتي علي وليلة *** وكلاهما بعد المضي يعود

فلما حضرته الوفاة قال لابنه : يا بني إن أباك لم يمت ولكنه فني فإذا قبض أبوك فأغمضه وأقبل به القبلة وسجه بثوبه، ولا أعلمن ما صرخت عليه صارخة أوبكت عليه باكية، وانظر جفنتي التي كنت أضيف بها فأجد صنعتها، ثم احملها إلي مسجدك وإلي من كان يغشاني عليها فإذا قال الإمام : " سلام عليكم " فقدمها إليهم يأكلون منها فإذا فرغوا فقل : احضروا جنازة أخيكم لبيد بن ربيعة فقد قبضه الله عز وجل ثم أنشأ يقول :

وإذا دفنت أباك فاجعل *** فوقه خشبا وطينا

وصفائحا صما روا *** شنها تسددن الغصونا

ليقين حر الوجه سفساف *** التراب ولن يقينا

وقد ورد في الخبر في حديث لبيد بن ربيعة في أمر الجفنة غير هذا، ذكروا أن لبيد بن ربيعة جعل علي نفسه أن كلما هبت الشمال أن ينحر جزورا فيملا الجفنة التي حكي عنها في أول حديثه .

فلما ولي الوليد بن عقبة بن أبي معيط الكوفة خطب الناس فحمد الله عز وجل وأثني عليه وصلي علي النبي صلي الله عليه واله وسلم ثم قال : أيها الناس قد

ص: 336

علمتم حال لبيد بن ربيعة الجعفري وشرفه ومروعته، وما جعل علي نفسه كلما هبت الشمال أن ينحر جزورا فأعينوا أبا عقيل علي مروعته.

ثم نزل وبعث إليه بخمسة من الجزر، ثم أنشأ يقول فيها :

أري الجزار يشحذ شفرتيه *** إذا هبت رياح أبي عقيل

طويل الباع أبلج جعفري *** كريم الجد كالسيف الصقيل

وفي ابن الجعفري بما لديه *** علي العلات والمال القليل

وقد ذكروا أن الجزر كانت عشرين، فلما أتته قال : جزي الله الأمير خيرا قد عرف أني لا أقول الشعر ولكن أخرجي يا بنية، فخرجت إليه بنية له خماسية، فقال لها: أجيبي الأمير، فأقبلت وأدبرت، ثم قالت: نعم وأنشأت تقول :

إذا هبت رياح أبي عقيل *** دعونا عند هبتها الوليدا

طويل الباع أبلج عبشميا *** أعان علي مروعته لبيدا

بأمثال الهضاب كن ركبا *** عليها من بني حام قعودا

أبا وهب جزاك الله خيرا *** نحرناها أطعمنا التريدا

فعد إن الكريم له معاد *** وعهدي يا بن أروي أن تعودا

فقال لها : أحسنت يا بنية لولا أنك سألت، قالت : إن الملوك لا يستحيا من مسألتهم، قال : وأنت يا بنية أشعر (1) .

وقال له النابغة الذبياني بعد أن استنشده - وهو شاب - عند باب النعمان بن المنذر : اذهب فأنت أشعر العرب .

ولكن لبيد لما سئل مرة، من أشعر العرب ؟.

ص: 337


1- كمال الدين : 511/2 -513 ، كتاب المعمرين : 110 - 114

قال : الملك الضليل، أي امرئ القيس .

فقيل له ثم من ؟.

فقال : الغلام القتيل , أي طرفة بن العبد .

فقيل له : ثم من ؟.

فقال : الشيخ أبو عقيل، أي هو بالذات .

وهكذا قدم كلا من امرئ القيس وطرفة علي نفسه. وكانت قبيلة بني عامر قبيلة والده، وقبيلة بني عبس قبيلة أمه. وبين القبيلتين خلافات ومناوشات . وقد استغل الربيع بن زياد العبسي صداقته للملك النعمان ليوغر صدره علي بني عامر الذين كان النعمان يكرمهم ويحسن وفادتهم.

فلما جاء العامريون النعمان، ذات يوم، فلمسوا منه جفاء، فعلموا حقيقة الأمر (1).

وفيما هم يتشاورون، جاءهم لبيد الذي كان يحفظ أمتعتهم . ويرعي إبلهم. وسألهم عما هم فيه يتذاكرون، فكتموه الخبر، لأنه ما يزال صغيرا. وبعد أن ألح عليهم، أخبروه بما كان من جفاء النعمان بسبب حيلة الربيع بن زياد العبسي، وسرعان ما طلب لبيد أن يسمحوا له بهجاء الربيع، قريب والدته العبسية، فلم يقبلوا منه بذلك إلا بعد تردد ولأي، وهكذا هجا الربيع أمام النعمان هجاء مقذعا، كره النعمان به، وحرمه أن يجالسه أو ينادمه أو يواكله بعد ذلك اليوم، وجعله يكره العامريين ويعيد إليهم سابق مكانتهم لديه .

ص: 338


1- المعلقات العشر :

وكان لبيد بن ربيعة من الأجواد المشهورين عند العرب . فقد نذر أن لا تهب الصبا إلا أطعم، وكان نذره في أيام الجاهلية .

وكان فارسا من فرسان هوازن. يقال : أن لبيد عاش عمرا طويلا، حتي بلغت سنه، مائة وأربعين سنة (1) .

وفي آخر حياته أدرك لبيد الإسلام وقدم علي رسول الله صلي الله عليه واله وسلم في وفد من كلاب فأسلموا ورجعوا إلي بلادهم .

ثم قدم لبيد الكوفة وبنوه فرجع بنوه إلي البادية، بعد ذلك فأقام لبيد إلي أن مات بها . وهو ابن مائة وسبع وخمسين سنة (2).

248- لقمان بن عاد الكبير :

أطول الناس عمرا بعد الخضر عليه السلام . وذلك أنه عاش الفا وخمسمائة سنة .

وأنه عاش ثلاثة آلاف وخمسمائة سنة، ويقال : أنه عاش عمر سبعة أنسر حتي كان آخرها لبد وكان أطولها عمرا فقيل : أتي أبد علي البد عاش خمسمائة سنة وستين سنة .

كل نسر منها ثمانين عاما وكان من بقية عاد الأولي .

وكان من ولد عاد الذين بعثهم قومهم إلي الحرم ليستسقوا لهم وسبعة أنسر فكان يأخذ فرخالنسر الذكر فيجعله في الجبل الذي هو في أصله فيعيش النسر منها ما عاش فإذا مات أخذ آخر فرباه حتي كان آخرها لبد وكان أطولها عمرا فقيل فيه : [ طال الأبد علي لبد ].

ص: 339


1- المعلقات العشر :
2- الشعر والشعراء : 148 - 156 .

وقد قيل فيه أشعار معروفة وأعطي من القوة والسمع والبصر علي قدر ذلك وله أحاديث كثيرة (1) .

ولما رأي هلاكه قال : [ يا لبد ، أهلكتني نفسك ].

وهو الذي أراده القائل بقوله (2) :

أخني عليها الذي أخني علي لبد (3) .

وفيه يقول الأعشي :

لنفسك إذ تختار سبعة أنسر *** إذا ما مضي نسر خلدت إلي نسر

فعمر حتي خال أن نسوره *** خلود وهل تبقي النفوس علي الدهر

وقال لأدناهن إذ حل ريشه *** هلكت وأهلكت ابن عاد وما تدري (4)

حرف الميم

ص: 340


1- كمال الدين : 507/2 ، إعلام الوري باعلام الهدي :517
2- هو : النابغة الذبياني .
3- أوله : أضحت خلاة وأضحي أهلها احتملوا *** أخني عليها الذي أخني علي بلد
4- كنز الفوائد : 2/ 122، كتاب المعمرين : 13 - 15.

249- ماريا بن أوس :

وهو رجل كان يعيش في عهد خليل الله إبراهيم عليه السلام ، وقد أتت عليه ستمائة وستون سنة .

وكان يعيش في غيضة له بينه وبين الناس خليج .

وكان يخرج إلي الناس كل ثلاث سنين، فيقيم في الصحراء في محراب يصلي فيه، وكان من كثرة تقواه يمشي علي الماء (1) .

250- أبو الغرائم ماضي بن سلطان :

وكان من أعيان أصحاب الإمام الشاذلي ومن العلماء الفضلاء الأخبار المتوفي سنة 710 وسنه يقرب من مائة وعشرين سنة (2) .

251- المثرم بن دعيب بن الشقبان

عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : إنه كان راهب يقال له المثرم بن دعيب قد عبد الله مائة وتسعين سنة ولم يسأله حاجة، فسأل ربه أن يريه وليا له، فبعث الله بأبي طالب إليه فسأله عن مكانه وقبيلته، فلما أجابه وثب إليه وقبل رأسه وقال : [ الحمد لله الذي لم يمتني حتي أراني وليه، - ثم قال -: أبشر يا هذا إن الله ألهمني أن ولدا يخرج من صلبك هو ولي الله اسمه علي، فإن أدركته فأقرئه مني السلام ].

فقال : ما برهانه ؟

قال : ما تريد ؟

ص: 341


1- النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين : 107
2- شجرة النور الزكية : 205، رقم 713

قال : [طعام من الجنة في وقتي هذا].

فدعا الراهب بذلك فما إستتم كلامه حتي أتي بطبق عليه من فاكهة الجنة رطب وعنب ورمان، فتناول رمانه فتحولت ماء في صلبه فجامع فاطمة فحملت بعلي، وارتجت الأرض وزلزلت بهم أياما، وعلت قريش الأصنام إلي ذروة أبي قبيس، فجعل يرتج ارتجاجا حتي تدكدكت بهم صم الصخور، وتناثرت وتساقطت الآلهة علي وجوهها .

فصعد أبو طالب الجبل وقال : [ أيها الناس إن الله قد أحدث في هذه الليلة حادثة، وخلق فيها خلقا إن لم تطيعوه وتقروا بولايته وتشهدوا بإمامته لم يسكن ما بكم، - فأقروا به فرفع يده وقال -: إلهي وسيدي أسألك بالمحمدية المحمودية وبالعلوية العالية، وبالفاطمية البيضاء، إلا تفضلت علي تهامة بالرأفة والرحمة ].

فكانت العرب تدعو بها في شدائدها في الجاهلية وهي لا تعلمها، فلما قربت ولادته أتت فاطمة إلي بيت الله وقالت : [ رب إني مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب، مصدقة بكلام جدي إبراهيم، فبحق الذي بني هذا البيت، وبحق المولود الذي في بطني لما يسرت علي ولادتي ].

فانفتح البيت ودخلت فيه، فإذا هي بحواء ومريم وآسية وأم موسي، وغيرهن فصنعن مثل ما صنعن برسول الله وقت ولادته، فلما ولد سجد علي الأرض يقول :

ص: 342

[ أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، وأشهد أن عليا وصي محمد رسول الله، بمحمد يختم الله النبوة، وبي تتم الوصية، وأنا أمير المؤمنين ].

ثم سلم علي النساء وسأل عن أحوالهن وأشرقت السماء بضيائه، فخرج أبو طالب يقول : [ أبشروا فقد ظهر ولي الله يختم به الوصيين، وهو وصي نبي رب العالمين ].

ثم أخذ عليا فسلم علي عليه فسأله عن النسوة فذكر له ثم قال : [ فالحق بالمثرم وخبره بما رأيت فإنه في كهف كذا من ابل أكام ].

فخرج حتي أتاه فوجده ميتا جسدا ملفوفة في مدرعة مسجي، فإذا هناك حيتان فلما بصرتا به غربتا في الكهف ودخل أبو طالب فقال :[ السلام عليك يا ولي الله ورحمة الله وبركاته].

فأحيا الله المثرم فقام يمسح وجهه ويقول : [ أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وأن عليا ولي الله والإمام بعد نبي الله ].

فقال أبو طالب : أبشر فإن عليا قد طلع إلي الأرض .

فسأل عن ولادته فقص عليه القصة فبكي المثرم، ثم سجد شكرا ثم تمطي فقال : [غطني بمدرعتي].

ص: 343

فغطاه فإذا هو ميت كما كان، فأقام أبو طالب ثلاثا وخرجت الحيتان وقالتا : [ السلام عليك يا أبا طالب الحق بولي الله فإنك أحق بصيانته وحفظه من غيرك ].

فقال : من أنتما ؟

قالتا : [ نحن عمله نذب عنه الأذي إلي أن تقوم الساعة، فحينئذ يكون أحدنا سائقه والآخر قائده إلي الجنة ].

فانصرف أبو طالب - و - لما كانت الليلة التي ولد فيها علي عليه السلام أشرقت الارض بنور ربها .

فخرج أبو طالب وهو يقول: [ أيها الناس ولد في الكعبة ولي الله ].

فلما اصبح دخل الكعبة وهو يقول :

يا رب هذا الغسق الدجي *** والقمر المنبلج المضي

بين لنا من أمرك الخفي *** ماذا تري في اسم ذا الصبي

قال : فسمع صوت هاتف يقول :

يا أهل بيت المصطفي النبي *** خصصتم بالولد الزكي

إن اسمه من شامخ العلي *** علي اشتق من العلي (1)

252۔ المجزم بن بكر :

ابن عمرو بن عوف بن عباد بن الحارث بن سامة بن لؤي .

عاش دهرا طويلا، وكان من دعاميص العرب، أي يهتدي إلي الأمور الخفية الدقيقة ويحتال لها (2) .

ص: 344


1- مناقب آل أبي طالب: 197/2 -198، الغدير: 347/7 ، كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام :405 - 406 (مختصر)، علي وليد الكعبة: 27.
2- كتاب المعمرين : 141 .

253- مجمع بن هلال :

ابن خالد بن مالك بن هلال بن الحارث بن هلال بن تيم الله بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل مائة سنة وتسع عشرة سنة (1).

254- محصن بن غسان بن ظالم الزبيدي :

محصن بن عبان (غسان) ابن ظالم بن عمرو بن قطيعة بن الحارث بن سلمة بن مازن الزبيدي عاش مائتين وخمسين سنة، وقال في ذلك :

ألا يا أسم إني لست منكم *** ولكني امرؤ قوتي شعوب

دعاني الداعيان فقلت : إيها *** فقالا : كل من ندعو يجيب

ألا يا أسم أعياني قيامي الركوب *** وأعيتني المكاسب والذهوب

وصرت ردية في البيت كلا *** تأذي بي الأباعد والقريب

كذاك الدهر والأيام غول *** لها في كل سائمة نصيب (2)

255- محمد بن الحسن بن شمون :

وقف ثم غلا، ضعيف مهافت لا يلتفت إلي مصنفاته وسائر ما ينسب إليه. عاش مائة وأربع عشرة سنة ومات سنة ثمان وخمسين ومائتين (3) .

ص: 345


1- كتاب المعمرين : 63 .
2- كمال الدين : 513/2 و 515 ، كتاب الغيبة : 117 ، كتاب المعمرين : 43
3- الرجال : 272 ، رقم 443.

256- محمد بن سليمان بن حبيب الأسدي :

أبوجعفر العلاف الكوفي، ثم المصيصي، لقبه لوين بالتصغير، ثقة، من العاشرة، مات سنة خمس أوست واربعين وقد جاوز المائة (1) .

257- محمد بن سماعة التميمي :

أبو عبد الله محمد بن سماعة بن (عبد الله-) عبيد الله بن هلال بن وكيع التميمي .

الكوفي، القاضي، الحنفي، صدوق، من العاشرة، مات سنة ثلاث ثلاثين، وقد جاوز المائة .

كان أحد أصحاب الرأي وولي القضاء ببغداد .

وحدث عن الليث بن سعد، وأبي يوسف القاضي، ومحمد بن الحسن، والمسيب بن شريك، ويعلي بن خالد الرازي .

روي عنه الحسن بن محمد بن عنبر الوشا .

وولي بن سماعة قضاء مدينة المنصور سنة اثنتين وتسعين ومائة بعد موت يوسف بن أبي يوسف، فلم يزل علي القضاء إلي أن ضعف بصره، لكن المأمون عزله لا المعتصم .

فضم عمله إلي إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة، وتوفي بعد تركه القضاء بمدة طويلة، وله من العمر، مائة وثلاث سنين . وكان يصلي كل يوم مائتي ركعة (2) .

258- محمد صالح بن محمد البرغاني القزويني :

مفسر من فقهاء الإمامية. ولد في برغان 1758/1171 (من قري

ص: 346


1- تقريب التهذيب : 166/2, رقم : 269.
2- تاريخ بغداد : 341/5 -343 ، رقم 2859 ، تقريب التهذيب : 167/2 ،رقم 278

طهران) وانتقل إلي قزوين. ثم إستقر وتوفي في كربلاء 1281ه- / 1864م

له :

1- تفسير القرآن : يعرف بتفسير البرغاني

مطبوع

2- غنيمة المعاد في شرح الإرشاد : في الفقه

مطبوع

3- مخزن البكاء : في فاجعة كربلاء

مطبوع

وله كتب بالفارسية . عاش مائة وست سنين (1).

259- محمد بن عبد المؤمن القرطبي :

ابن بنت أصبغ بن مالك كان عنده أصول جيدة بل غرائب سمعها ويدعي أنه سمع من محمد بن وضاح .

وكان لا معرفة له، كتب عنه يوم حدثهم عن جده ولو أرادوا لحدثهم عن نوح .

مات في المحرم سنة خمس وثمانين وثلاث مائة، وقيل أنه جاوز المائة سنة (2) .

260- أبو جعفر محمد بن عبيد بن المنادي :

أبو جعفر محمد بن أبي داوود عبيد (عبيد الله-) بن يزيد بن المنادي.

ص: 347


1- الأعلام : 164/6 .
2- لسان الميزان : 267/5 ، رقم : 920.

سمع أبا بدر شجاع بن الوليد، وحفص بن غياث، وأبا أسامة، ويزيد بن هارون، وإسحاق بن يوسف الأزرق، ويونس بن محمد المؤدب، وروح بن عبادة، وأبا النضر هاشم بن القاسم، وعبد الله بن بكر السهمي، ومكي بن إبراهيم، وعفان بن مسلم، ومن في طبقتهم .

روي عنه محمد بن إسماعيل البخاري، وأبو داوود السجستاني، ومحمد البغوي، ومحمد بن عمر الرازي وأبو عمر بن السماك، وأبو سهل بن القطان، وغيرهم .

وقال أبو حاتم الرازي : سمعت منه مع أبي. وسئل أبي عنه، فقال:صدوق .

وتوفي وله من العمر، مائة سنة وسنة وأربعة أشهر واثني عشر ليلة ويوما (1) .

261- محمد بن علي بن الحسن بن علي بن محمود الحمصي :

الرازي يلقب الشيخ السديد، أخذ عن مذهب الإمامية ومهر فيه وناظر عليه، وله قصة في مناظرته مع بعض الأشعرية ذكرها ابن أبي طي وبالغ في تقريظه وقال : له مصنفات كثيرة منها :

1- التعيين والتنقيح في التحسين والتقبيح .

قال : وذكره ابن بابويه في الذيل وأثني عليه وذكر أنه كان يتعاطي بيع الحمص المسلوق فيما روي عنه مع فقيه فاستطال عليه فترك حرفته واشتغل بالعلم، وله حينئذ خمسون سنة .

ص: 348


1- تاريخ بغداد : 326/2 -329، رقم 816 ، تقريب التهذيب : 188/2 , رقم : 498.

فمهر حتي صار انظر اهل زمانه .

وأخذ عنه الإمام فخر الدين الرازي وغيره وعاش مائة سنة وهو صحيح السمع والبصر شديد الأمل ومات بعد الست مائة (1).

262- محمد بن عمرو السوسي :

عن عبد الله بن نمير، قال العقيلي : كان بمصر يذهب إلي الرفض وحدث بمناكير حدث عنه جماعة .

وقال انه كوفي واخرج له من روايته عن ابن نمير عن عبد الله بن عمر عن الزهري عن سنين بن جميلة عن أبي بكر الصديق عن النبي صلي الله عليه واله وسلم قال : لا وصية لوارث وهو محدث مكثر .

وروي عن عبد الله بن نمير، وأبي معاوية، وعيسي بن عيسي الرملي، ويعلي بن عبيد ووكيع، وأسباط بن محمد وغيرهم .

وروي عنه الطحاوي كثيرا، ومحمد بن الربيع الجيزي، وأبو الجهم بن طلاب، وأبو الأحمد الإمام، وأبو العباس بن ملاس، وأبو الحسن بن جوصا وآخرون .

وذكره ابن يونس في الغرباء فقال : كوفي قدم مصر وحدث وكان انصرافه من الحج فمات في الطريق في بعض المناهل بين مكة ومصر في أول المحرم سنة تسع وخمسين ومائتين .

وقال ابوسليمان بن زبر حدثنا أبو جعفر الطحاوي قال : مات ساجدا وقد استوفي مائة سنة .

وقال : الطحاوي أيضا حدثني أبو علي بن الأشعث أنه كان معه

ص: 349


1- لسان الميزان : 317/5 ، رقم : 1044.

وأنه قال له : انظر هل تري الهلال ؟.

قال : فنظرت فقلت له : رأيته .

فقال : لي استوفيت مائة سنة : ثم نزل فقال: وضئني لصلاة المغرب فوضأته فدخل فيها فسجد سجدة فطال علي أمره فيها فوجدته ميتا (1) .

263- أبو جعفر محمد بن معروف الهلالي

كان ينزل في عبد القيس - وهو الخزاز - وكان قد أتي عليه من السنين مائة وثمان وعشرون سنة .

قال مضيت إلي أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام إلي الحيرة ثلاثة أيام فما قدرت عليه من كثرة الناس، فحيث كان اليوم الرابع أدناني ومضي إلي قبر أمير المؤمنين عليه السلام فمضيت معه فحيث صار في بعض الطرق غمزه البول فاعتزل عن الجادة فبال ثم نبش الرمل فخرج له ماء فتطهر للصلاة وقام فصلي ركعتين ودعا ربه .

وكان من دعائه : «اللهم لا تجعلني ممن تقدم فمرق، ولا ممن تخلف فمحق، واجعلني من النمط الأوسط » .

وقال لي : «يا غلام لا تحدث بما رأيت» .

وقال : «ليس للبحر جار، ولا للملك صديق، ولا للعافية ثمن، وكم من نائم وهو لا يعلم ما يلقي» (2) .

ص: 350


1- لسان الميزان : 328/5 ، رقم : 1084.
2- دلائل الامامة : 252-253، رقم 12/176 .

264- محمد بن هشام بن عون أبو محلم التميمي السعدي ويسمي بمحمد بن أحمد اللغوي :

ويقال أصله من الفرس، مشهور بكنيته، قال محمد بن إسحاق وكان تبالغ في تثبيت نسبه ببني سعد حتي أن عمه النديم : كان رافضيا، كان عالما باللغة العربية والشعر وأيام الناس، وأصله من الأهواز ورحل في الحديث مرارا إلي مكة المكرمة، والبصرة، والكوفة وغيرها .

وسمع من ابن عيينة، وجرير، وخالد بن الحارث، وأبي فضيل وغيرهم .

وأقام بالبادية مدة وكان يناوي ابن الأعرابي ويبين خطاءه .

روي عنه الزبير بن بكار، والمبرد، وثعلبة .

وقال ابن السكيت : أصله من الفرس ومولده بفارس ثم انتمي إلي خليل بن اوس مات وخلف مالا علي أنه لا يرثه غير أبي محلم فطلب ليأخذ المال فامتنع وقال : ليس هو ابن عمي .

فقال له العيناء : رغبت في الدعوة حين زهد الناس فيها، وزهدت في المال حين رغب الناس فيه، قال ابن النجار: وسمع أيضأ من ابن علية وأبي نعيم وحدث عنه أيضا علي بن الصباح الشيرازي .

ويقال : أن الواثق، راسله يسأله ؟ عن المرت ؟ فأنشد مائة بيت المائة شاعر في كل منها ذكر المرت وهو الفقر .

ويقال ابن سعد، ويقال ابن شيبان، ويقال : أصله من الفرس .

وقال الصولي في الأوراق : كان أعلم الناس بالشعر ومات سنة ثمان وأربعين وفيها أرخه أحمد بن كامل، وقال المرزباني : مات سنة خمس وأربعين وقال ابن النجار : قرأت بخط ابن السكيت قال : قال أبو محلم

ص: 351

ولدت سنة حج فيها المنصور سنة ثمان وأربعين فعلي أحد القولين بلغ مائة سنة (1) .

265- محمد بن يوسف بن علي بن محمد الحسيني :

أبو الفتح صدر الدين الدهلوي، زاهد من العلماء، ولد وتعلم في دلهي (دهلي) بالهند واستقدمه فيروزشاه البهمني إلي كلبركة (سنة 815) فسكن فيها يدرس إلي أن توفي . له نحو 125 مصنفا بالعربية والفارسية . منها :

1- المعارف : شرح العوارف للشهاب الشهروردي بالعربية.

2- تفسير القرآن : علي منوال الكشاف .

3- شرح الفصوص.

4- شرح آداب المريدين : (بالعربية والفارسية) وغير ذلك.

وللشيخ محمد علي السامانوي كتاب في سيرته سماه السير المحمدي . عاش مائة سنة وسنتين (2).

266- مزداس بن صبيح ( ضييم ) ابن الحكم بن سعد ( زيد ) العشيرة :

ابن مالك بن أدد من مذحج عاش مائتي سنة وثلاثين سنة (3)

ص: 352


1- لسان الميزان : 414/5 -415 ، رقم : 1367.
2- الأعلام : 145/7 عن نزهة الخواطر : 152/3 -165 .
3- كتاب المعمرين : 66-67 ، كنز الفوائد : 146/2

267- مسافع بن عبد العزي الضميري :

عاش ستين ومائة سنة (1) .

268- المستوغر (المستوعر) ابن ربيعة :

ابن كعب بن زيد عاش ثلاثمائة سنة وثلاثا وثلاثون سنة وهو الذي يقول :

ولقد سئمت من الحياة وطولها *** و عمرتذ من بعد السنين مئينا

مأة أتت من بعدها مأتان لي *** وعمرت وأزددت من بعد الشهور سنينا

هل ما بقي إلا كما قد فاتنا *** يوم يكر وليلة تحدونا

وهو القائل :

إذا ما المرء صم فلم يكلم *** وأودي سمعه إلاندايا

ولاعب بالعشي بني بنيه *** كفعل الهر يحترش العظايا

يلاعبهم وودوا لوسقوه *** من الذيفان مترعة ملايا

فلا ذاق النعيم ولا شرابا *** ولا يشفي من المرض الشفايا

أراد بقوله صم فلم يكلم أي لم يسمع ما يكلم به، فاختصر ويجوز أن يريد أنه لم يكلم لليأس من استماعه فأعرض عن خطابه لذلك .

ص: 353


1- كتاب المعمرين : 49-50 .

وقوله: «و أودي سمعه إلا ندايا» إنما أراد أن سمعه هلك إلا أنه يسمع الصوت العالي الذي ينادي به .

وقوله: «ولاعب بالعشي بني بنيه» فإنه مبالغة في وصفه بالهرم والخرف، وأنه قد انتهي إلي ملاعبة الصبيان وأنسهم به ويشبه أن يكون خص العشي بذلك لأنه وقت رواح الصبيان إلي بيوتهم واستقرارهم فيها.

وقوله: «يحترش العظايا» أي يصيدها والاحتراش أن يقصد الرجل إلي جحر الضب فيضربه بكفه ليحسبه الضب أفعي فيخرج إليه فيأخذه يقال : حرشت الضب واحترشته ومن أمثالهم هذا [ أجل من الحرش ] يضرب هذا الأمر يستعظم ويتكلم بذلك علي لسان الضب .

قال ابن دريد : قال الضب لابنه : اتق الحرش .

قال : وما الحرش ؟.

قال : إذا سمعت حركة بباب الجحر فلا تخرج.

فسمع يوما وقع المحفار .

فقال : يا أبه أهذا الحرش ؟ .

فقال هذا أجل من الحرش.

فجعل مثلا للرجل إذا سمع الشيء الذي هو أشد مما كان يتوقعه .

والذيفان السم والعظايا جمع عظاية وهي دويبة معروفة (1) .

ص: 354


1- دويبة ملساء تعدووتردد كثيرا تشبه سام أبرص وتسمي شحمة الأرض وشحمة الرمل. وهي أنواع كثير وكلها منقطة بالسواد ومن طبعها أنها تمشي مشيا سريعا ثم تقف .

269- المسجاح بن سباع الضبي :

المسجاح بن خالد بن الحارث بن قيس بن نصر بن عائذة بن ذهل ابن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة.

عاش دهرا طويلا حتي هرم ومل الحياة فقال :

لقد طوفت في الآفاق حتي *** بليت وقد جنا لي أن أبيد

وأفناني ولا يفني نهار *** وليل كل ما يمضي يعود

وشهر مستهل بعد شهر *** وحول بعده حول جديد (1)

270- مسعود بن الحسن بن القاسم بن الفضل :

ابن أحمد بن أحمد بن محمود الثقفي الرئيس المعمر أبو الفرج الأصبهاني مسند الوقت، سمع من جده، وأبي عمرو ابن مندة، وإبراهيم ابن محمد الكتاني، وسليمان بن إبراهيم الحافظ، وأبي الخير بن زر، والمطهر بن عبد الواحد البرزالي وغيرهم .وروي عنه عبد القادر، والرهاوي، وعبد الله بن أبي الفرج الحنائي، ومحمد بن مكي الحافظ الحنبلي، وأبو الوفاء محمود بن إبراهيم ابن محمد وآخرون .

وروي عنه بالإجازة ابن المثني، وكريمة .

وضعفه ابنا عبد الوهاب، وعجيبة بنت الباقداري .

قال ابن السمعاني : لم يتفق لي أن أسمع منه شيئا لاشتغالي بغيره

ص: 355


1- كمال الدين : 507/2 ، كتاب المعمرين : 134

وما كانوا يحسنون الثناء عليه .

قال : وحدثني محمد بن عبد الرحمن أنه قرأ عليه جميع تاريخ الخطيب سنة ستين وخمس مائة .

قلت : إجازة له اختلف فيها فنقلها أبو الخير عبد الرحيم بن محمد ابن موسي ومع الخطيب فيها أبو الحسين بن النقور، وأبو الغنائم بن المأمون، وأبو الحسن ابن الهدي وغيرهم، ومات سنة اثنتين وستين وخمس مائة، وله مائة سنة سواء (1) .

271- مسعود بن مصاد بن محصن :

ابن كعب بن غليم بن جناب بن هبل . من كلب، مائة سنة وأربعين سنة (2).

272- أبو معاوية معاوية بن عمار بن خباب بن عبد الله الدهني البجيلي :

مولاهم كوفي. ودهن من بني بجيلة، كان وجيها في أصحابنا مقدما كبير الشأن، عاش مائة وخمسا وسبعين سنة. وأبوه عمار أيضا ثقة يكني أبا معاوية، وأبا القاسم وأبا حكيم وكان لمعاوية من الولد القاسم وحكيم ومحمد لم يكن مستقيما كان ضعيف العقل مأمون في حديثه .

ص: 356


1- لسان الميزان : 24/6-25 ، رقم : 89.
2- كتاب المعمرين : 101-102

مات سنة خمس وسبعين ومائة (1) .

273- معد كرب الحميري :

من آل ذي رعين . قال ابن سلام : قال، معد كرب الحميري , عاش مائتي وخمسين سنة، وبعد طول عمره قال :

أراني كلما أفنيت يوما *** أتاني بعده يوم جديد

يعود بياضه في كل فخر *** ويأبي لي شبابي ما يعود (2)

274- معرور بن سويد الأسدي :

أبو أمية الكوفي، ثقة، من الثانية، عاش مائة وعشرين سنة (3) .

275- معروف بن عبد الله الخياط :

أبو الخطاب الدمشقي، ضعيف، من الخامسة، وكان معمرا، عاش مائة وثلاثين سنة أو أزيد (4).

276- معمر بن بريك :

عن علي بن إسماعيل السنجاري يقول بسنجار : في سنة تسع وعشرين وستمائة قال : سمعت معمر بن بريك سمع النبي محمد صلي الله عليه واله وسلم

ص: 357


1- الرجال : 191 ، 1588.
2- كمال الدين : 508/2 ، كنز الفوائد : 146/2 .
3- تقريب التهذيب : 263/2 , رقم : 1265.
4- تقريب التهذيب : 264/2 , رقم : 1269.

يقول : « يشيب المرء يشيب معه خصلتان الحرص وطول الأمل »

قال : قال رسول الله صلي الله عليه واله وسلم : « أربعة يصلبون علي شفير جهنم:

الجائر في حكمه والمعتدي علي رعيته، والمكذب بالقدر، وباغض آل محمد ».

« من شم الورد ولم يصلي علي فقد جفاني ».

قال المحدث المغربي الشيخ أبو عبد الله محمد الصقلي قال : صافحني شيخي أبو عبد الله معمر وذكر أنه صافح النبي صلي الله عليه واله وسلم وأنه دعا له، فقال : «عمرك الله يا معمر»، فعاش أربع مائة سنة. وأجاز لي محمد بن عبد الرحمن المكناسي من المغرب بضع عشرة وثمان مائة أنه صافح أباه وأن أباه صافح شيخا يقال له: الشيخ علي بن الخطاب بتونس وذكر له أن له مائة وثلاثة وثلاثين سنة. وأن الخطاب صافح الصقلي وذكر أنه عاش مائة وستين سنة. قال الصقلي : صافحني شيخي أبو عبد الله معمر وذكر أنه صافح النبي صلي الله عليه واله وسلم . وأنه دعا له . فقال : عمرك الله يا معمر فعاش أربع مائة سنة (1).

277- المعمر المشرقي :

ووجوده بمدينة من أرض المشرق يقال لها سهرورد إلي الآن ورأينا جماعة رأوه وحدثوا حديثه، وأنه أيضا كان خادما لأمير المؤمنين عليه السلام ، والشيعة تقول : إنهما يجتمعان عند ظهور الإمام المهدي عليه وعلي آبائه أفضل السلام .

هذا رجل مقيم ببلاد العجم من أرض الجبل، يذكر أنه رأي أمير

ص: 358


1- لسان الميزان : 68/6 -69 ، رقم : 265.

المؤمنين عليه السلام . ويعرفه الناس بذلك علي مر السنين والأعوام، ويقول إنه الحقه مثل ما لحق المغربي من الشجة في وجهه، وإنه صحب أمير المؤمنين عليه السلام، وخدمه .

وحدثني جماعة مختلفو المذاهب بحديثه، وأنهم رأوه وسمعوا كلامه . منهم : أبو العباس أحمد بن نوح بن محمد الحنبلي الشافعي . حدثني بمدينة الرملة في سنة إحدي عشرة وأربعمائة. قال: كنت متوجها إلي العراق (لتفقه-) (1) فمررت بمدينة يقال لها سهرورد من أعمال الجبل، قريبة من زنجان، وذلك في سنة خمسين وثلاثمائة (2) ، فقيل لي إن ههنا شيخا يزعم أنه لقي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، فلو صرت إليه ورأيته لكان ذلك فائدة عظيمة .

قال: فدخلنا عليه، فإذا هو في بيته يعمل النوار، وإذا هو شيخ نحيف الجسم، مدور اللحية، كبيرها، وله ولد صغير ولد له منذ سنة .

فقيل له : إن هؤلاء القوم من أهل العلم متوجهون إلي العراق، يحبون أن يسمعوا من الشيخ ما قد لقي من أمير المؤمنين عليه السلام . فقال : نعم، كان السبب في لقائي له، أني كنت قائما في موضع من المواضع، فإذا أنا بفارس مجتاز، فرفعت رأسي فجعل الفارس يمر يده علي رأسي ويدعو لي، فلما أن عبر، أخبرت بأنه علي بن أبي طالب عليه السلام ، فهرولت حتي لحقته وصاحبته .

وذكر أنه كان معه في تكريت، وموضع من العراق، يقال له تل

ص: 359


1- في النسخة : للنفقة
2- في النسخة : سنة خمسين وأربعمائة ، وهو خطا من الناسخ بقرينة ما سبق ، وبقرينة أن المؤلف توفي سنة 449ه- .

فلان بعد ذلك، وكان بين يديه يخدمه إلي أن قبض عليه السلام ، فخدم أولاده .

قال لي أحمد بن نوح : رأيت جماعة من أهل البلد ذكروا ذلك عنه، وقالوا سمعنا آباءنا يخبرونا عن أجدادنا بحال هذا الرجل، وأنه علي هذه الصفة، وكان قد مضي فأقام بالأهواز.

ثم انتقل عنها لأذية الديلم له وهو مقيم بسهرورد .

وحدثني أبو عبد الله الحسين بن محمد بن أحمد القمي رحمه الله : أن جماعة حدثوه بأنهم رأوا هذا المعمر وشاهدوه، وسمعوا ذلك عنه، وحدثني بحديثه أيضا قوم من أهل سهرورد، وصفوا لي صفته، وقالوا : هو يعمل الزنانير (1).

278- مصاد ( مضاد ) ابن جناب بن مرارة :

مضاد بن جناب بن مرارة من بني عمرو بن يربوع بن حنظلة بن زيد مناة أربعين ومائة سنة (2) .

279- المقداد (القدار) العنزي :

عاش مائتي سنة عن خراش قال : حدثني به قوم من عنزة (3) .

280- أبو زبيد المنذر بن حرملة الطائي :

من بني حية عاش خمسين ومائة سنة , وكان نصرانيا بالرقة، وكان يجعل له في كل أحد طعام كثير، يهيا له شراب كثير، ويذهب

ص: 360


1- كنز الفوائد : 2/ 117 و 154- 155 ، بحار الأنوار : 261/51 -262.
2- كمال الدين: 519/2 ، كتاب المعمرين: 48-49.
3- كتاب المعمرين : 135 .

أصحابه يتفرقون في البيعة ويحملنه النساء فيضعنه في ذلك المجلس، فجعل له طعام في أحد من تلك الأحاد وقدمت أباريقه وحملنه النساء فجاءه الموت (1) .

281- موسي بن موسي الجرمي :

عن ابن أيوب عنه وعن غيره وذكر انه سمع منه سنة سبع وعشرين وذكر أنه ابن ثمان وأربعين ومائة سنة .

وقد اسود شعره بعد بياضه. ونبتت أسنانه وأنيابه وأضراسه نباتا ثانيا (2) .

282- مؤمن آل فرعون :

الذي كان يكتم إيمانه مدة ست مائة سنة .

وكان عينا لموسي عليه السلام . هو حزقيل .

قال : « رَجُلٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ » (3) .

قال : كتم إيمانه ستمائة سنة. وكان مجذوما مكنعا (4) وهو الذي وقعت أصابعه وكان يشير إلي قومه بيديه المكنوعتين.

ويقول « يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ » (5) .

ص: 361


1- كمال الدين: 2/ 504 - 505 ، كتاب المعمرين : 150-151.
2- لسان الميزان : 132/6 -133 ، رقم : 456.
3- سورة غافر ، الآية : 28 .
4- كنع يده : أشلها وأيبسها .
5- سورة غافر ، الآية : 38.

وقوله تعالي : « فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا » (1). يعني مؤمن آل فرعون .

قال أبو عبد الله عليه السلام : «ولقد قطعوه إربا إربا ولكن وقاه الله أن يفتنوه عن دينه» (2) .

وقال الثعلبي : قالت الرواة : كان حزقيل من أصحاب فرعون نجارة وهو الذي نجر التابوت لأم موسي حين قذفته في البحر .

وقيل أنه كان خازنا لفرعون مائة سنة وكان مؤمنا مخلصا يكتم إيمانه إلي أن ظهر موسي عليه السلام علي السحرة . فأظهر حزقيل يومئذ إيمانه، فأخذ وقتل مع السحرة صلبا .

وقال رسول الله صلي الله عليه واله وسلم : «سباق الأمم ثلاثة لم يكفروا بالله طرفة عين حبيب النجار مؤمن آل ياسين، وحزقيل مؤمن آل فرعون، وعلي مؤمن آل محمد وهو أفضلهم » (3) .

ص: 362


1- سورة غافر ، الآية : 45.
2- النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين : الفصل الخامس 317.
3- النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين : 317-318 ، عرائس المجالس: 167-168.

حرف النون

283- أبو الفتح نصر بن ابراهيم :

ابن نصر بن ابراهيم ابن داود النابلسي المقدسي، 987/377 -490 ه- 1096م :

شيخ الشافعية في عصره بالشام. أصله من نابلس. كان يعرف بابن أبي حافظ. وقام برحلة، وعمره نحو عشرين عاما, فتفقه بصور، وصيدا، وغزة، وديار بكر، ودمشق، والقدس، ومكة، وبغداد .

وأقام عشر سنين في صور ثم تسع سنين في دمشق. واجتمع فيها بالإمام الغزالي وتوفي فيها وكان يعيش من غلة أرضه التي في نابلس . ولا يقبل من أحد شيئا، من كتبه :

1- الحجة علي تارك المحجة : في الحديث.

2- الأمالي : (قطعة منه-) .

مخطوط .

3- التهذيب : في الفقه، في عشر مجلدات .

4- الكافي : فقه في مجلد .

5- التقريب.

6- الفصول .

ص: 363

عاش مائة وثلاث وعشر سنة (1).

284- نصر بن دهمان :

عاوده شبابه، وسواد شعره، وصحة عقله بعد ما مضي، وفيه يقول العباس بن مرداس السلمي :

لنضر بن دهمان (الهنيدة) عاشها *** وتسعين حولا ثم قوم فانصاتا (2)

وعاد سواد الشعر بعد بياضه *** وراجعه شرخ الشباب الذي فاتا

وراجع عقلا بعد ما فات عقله *** ولكنه من بعد ذا كله ماتا

أتت ... الخيل من أرض حمير *** غرابيب دهما حالكات وكمتاتا

نصر بن دهمان بن [بصار بن بكر بن] سليم (سليمان) ابن أشجع ابن الريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان .

عاش مائة وتسعين سنة حتي سقطت أسنانه وخرف عقله ابيض رأسه فحزب (فحرب) قومه أمرا فاحتاجوا فيه إلي رأيه، ودعوا الله عز وجل أن يرد إليه عقله وشبابه، فعاد عقله وشبابه واسود شعره .

فقال فيه سلمة بن الخرشب الأنماري من أنمار بن بغيض، ويقال : بل عباس مرداس السلمي (3).

ص: 364


1- الأعلام : 20/8 .
2- فانصاتا أي استوت قامته .
3- كنز الفوائد : 129/2 ، كمال الدين : 504/2 ، إعلام الوري بأعلام الهدي : 519 ، كتاب المعمرين : 115-116 .

285- نفيل بن عبد الله :

عاش سبعمائة سنة (1) .

286- نوفل بن معاوية :

ابن عروة بن صخر الديلي، أبو معاوية، صحابي، من مسلمة الفتح، وعاش إلي خلافة يزيد، وعمر مائة وعشرين سنة (2) .

ص: 365


1- تذكرة الخواص : 454.
2- تقريب التهذيب : 309/2 , رقم : 178.

حرف الواو

287- واثلة بن الأسقع :

ابن كعب الليثي، صحابي مشهور نزل الشام، وعاش إلي سنة خمس وثمانين، له مائة وخمس سنين (1) .

ص: 366


1- تقريب التهذيب : 328/2 , رقم : 2.

حرف الهاء

288- هبل بن عبد الله بن كنانة الكلبي :

عاش مائتين وخمسين سنة، وقيل ستمائة سنة، وقيل سبعمائة سنة حتي خرف، وغرض منه أهله .

وهو جد زهير بن جناب بن هبل بن عبد الله سبعمائة سنة حتي خرف، وغرض منه أهله (1) .

289- همام بن رياح :

ابن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تيم عاش وثمانين سنة (2) .

290- همام بن غالب التميمي الحنظلي الفرزدق :

ابن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع ابن دارم الشاعر المشهور، وأبوه غالب له إدراك .

له صحبة ورواية قليلة .

ولد الفرزدق في خلافة عمر فتولع بالشعر، فلما ترعرع فاق

ص: 367


1- كنز الفوائد : 146/2 ، كمال الدين : 507/2 ، كتاب المعمرين : 58-56
2- كتاب المعمرين : 106.

الأقران وأدخله أبوه علي علي بن أبي طالب عليه السلام فقال : علمه القرآن، وأخباره شهيرة وله رواية عن أبي هريرة و غيره .

مات سنة عشر ومائة وقد قارب المائة سنة. وقيل عاش مائة وثلاثين سنة. ولم يثبت . قال : وصح أنه قال الشعر أربعا وستين سنة . قال : وكان سيدا جوادا فاضلا وجيها .

وذكر قصته مع الامام علي عليه السلام قال : فلم يزل ذلك في نفس الفرزدق حتي حفظ القرآن .

وروينا في كتاب حسن الظن لابن أبي الدنيا عن أزهر بن مروان عن ابن هزال . قال : لا والله ما أعددت إلا شهادة أن لا اله إلا الله منذ ثمانين سنة . فقال : الحسن : أثبت عليها (1).

291- الهيثم بن سهل التستري :

ابن عبد الله بن بحر ابن مستنير بن مدرك بن صعصعة بن صخر الزبيدي صاحب رسول الله صلي الله عليه واله وسلم ، يكني أبا بشر .

ولد سنة اثنتين وخمسين ومائة ولقيه ابن الأعرابي سنة اثنتين وسبعين ومائتين ، وهو ابن عشرين ومائة سنة.

حدث ببغداد عن حماد بن زيد ، وأبي عوانة وكثير .

وعنه محمد بن يوسف الزيات، وأبو سعيد بن الأعرابي وجماعة.

ضعفه الدارقطني ، وقال الحافظ : عبد الغني بن سعيد ضرب إسماعيل القاضي علي حديث الهيثم بن سهل، عن حماد وأنكر عليه .

ص: 368


1- لسان الميزان : 198/6 -199، رقم : 709.

وقال مسلمة بن قاسم : كتب الناس عنه وهو جائز الحديث . قال مسلمة : وسمعت ابن الأعرابي يقول : [ لما كتبت عن الهيثم هذا لم اجترئ أن أحدث عنه لعلو إسناده، وخشيت أن أحدث حتي حدث أصحابنا عنه فلما رأيتهم حدثوا عنه ولم ينكر عليهم حدثت عنه ].

قلت : وقع لنا من عواليه في معجم ابن جميع والخامات .

روي عن حماد بن زيد ، وابن المبارك وغيرهما وروي عن رجل عن أنس ولم يلق ابن الأعرابي شيخا أسند من هذا الشيخ ولا أعلي درجة منه (1) .

ص: 369


1- لسان الميزان : 207/6 ، رقم : 735.

حرف الياء

292- يزيد بن جابر بن حرنان :

ابن جزء بن كعب بن الحارث بن معاوية بن وائل بن مران بن جعفي عاش خمسين ومائة سنة (1).

293- يزيد بن عبد الله الشخير :

أبو العلاء العامري البصري .

ثقة ، من الثانية ، مات سنة إحدي عشرة ومائة ، أو قبلها .

وكان مولده في خلافة عمر ، فوهم من زعم أن له رؤية , علي هذا يكون عمره فوق المائة (2) .

294- يزيد بن أبي يزيد الضبعي :

مولاهم، أبو الأزهر البصري , يعرف بالرشك ، ثقة عبد ، وهم من لينه ، من السادسة ، مات سنة ثلاثين وهو ابن مائة سنة (3) .

ص: 370


1- كتاب المعمرين : 129-130 .
2- تقريب التهذيب : 367/2 , رقم : 280.
3- تقريب التهذيب : 372/2 , رقم : 344.

295- يعقوب الواسطي :

أبو يوسف يعقوب بن إسحاق بن نجية (تحية) الواسطي البغدادي . عاش مائة واثنتي عشرة سنة، ومات سنة ست وثمانين ومائتين . نزل بغداد وحدث بها عن سهل بن هارون.

روي عنه بكر بن أحمد بن محمود، وجعفر بن محمد بن الحكم الواسطي .

عن الشيخ : أبو القاسم بكر بن أحمد (محمد) ابن محمي ابن كثير ابن صالح السباح البغدادي الواسطي .

قال : كان بجوارنا ببغداد وكان قد جاوز المائة سنة، فسأله جماعة أن يحدثهم فحدثهم بأربعة أحاديث ووعدهم أن يحدثهم في غد فاعتل ومات (1).

ص: 371


1- لسان الميزان : 46/2 ، رقم : 169، و 303/6 ، رقم : 1087.

ص: 372

القسم الخامس : المعمرون المعاصرون في لبنان

ص: 373

ص: 374

حرف الألف

296 - الحاج : إبراهيم حسن شرف الدين الملقب بالآغا

عاش 106 سنين كامل الوعي والسمع والنظر.

297 - الحاج : أحمد بلوق المعروف بأبي صادق

عاش 103 سنوات وكان لم يزل بوعي كامل.

298 - الحاج : أسعد إسماعيل البزال

كان شيخ البلدة يقوم بشؤونها كعقود الزواج وصلاة الأعياد والأموات وكان مجازا من قبل المرحوم العلامة الشيخ حبيب آل إبراهيم وكان وعيه معه لآخر حياته .

299 - السيد : إسماعيل محمد أمين السيد عميد السادة الهاشميين

ولد سنة 1897 - وتوفي عام 1998. لقد كان المرحوم السيد إسماعيل أمين السيد عالم بلدة النبي أيلا وفقيهها، كان إمام جماعتهم يصلي علي جنائزهم، وكان مرشدا ومعرفا علي طريق الحاج إلي بيت الله الحرام، وزيارة الرسول الأكرم صلي الله عليه واله وسلم وزيارة العتبات المقدسة في العراق وإيران . لقد حج 65 حجة وزيارة . حضر الحرب العالمية الأولي والثانية وكانت له صلة وثيقة مع مراجع العراق وكان له علاقة مع المرحوم العلامة الشيخ حبيب آل إبراهيم، علاقة عمل كان يذهب إلي جبال العلويين مرشدا

ص: 375

ومبلغا، وكان طيلة عمره يعمل، كان يعتبر أن العمر رأس مال يجب أن يتجر به. عاش المرحوم طيلة حياته يتمتع بالسمع والبصر ويقرأ بدون نظارات. عاش 101 سنة .

300- أمينة جمال الدين سليم

من بلدة رأس نحاش، قضاء البترون ولدت سنة 1897 في بلدة بشمزين الكورة وتوفيت سنة 1999م وعمرها 102 سنة .

301- العلامة: أنيستاس الكرملي، 1846/1263 -1366ه-/ 1947م واسمه عند الولادة بطرس بن جبرائيل بن يوسف عواد .

عالم بالأدب ومفردات العربية وفلسفتها وتاريخها . أصله من بحر صاف من بكفيا بلبنان، انتقل أبوه إلي بغداد فولد بها، وتعلم بمدرسة الآباء الكرملين، ثم بمدرسة الأباء اليسوعيين ببيروت وترهب في شيفرمون من مدن بلجيكا . وتعلم اللاهوت في مونبليه بفرنسة . وسيم كاهنا باسم الأب أنستاس ماري الألياوي . سنة 1312 ه 1894م , وعاد إلي بغداد فأدار مدرسة الكرملين، وعلم فيها العربية والفرنسية، ونشر مقالات كثيرة في مجلات مصر والشام والعراق، موقعة بأسماء مستعارة : ساتسنا، أمكح، كلدة، فهر الجابري الشيخ يعيث الخضري منتهل، متطفل، ونتهل، مبتدئ، ابن الخضراء وبعضها باسمه الصريح أنستانس ، وكان قد تعلم اللاتينية واليونانية وألم بطرف من اللغات الآرامية والعبرية والحبشية والفارسية والتركية والصابئية ، عاش مائة سنة وسنة (1).

ص: 376


1- الأعلام : 25/2 .

حرف الباء

302- سماحة الشيخ العلامة : بدر الدين الصائغ

عاش مائة وثلاث سنين ودفن بجوار أمير المؤمنين عليه السلام في النجف الأشرف (1) .

303- الحاجة : بهية اسماعيل شاهين

عاشت مائة وسنتين.

ص: 377


1- فضائية المنار ، بتاريخ : 2008/11/30 م .

حرف الجيم

304 - الشاعر الأديب : جودت رستم حيدر

من مواليد بعلبك، عاش 102 سنة .

ص: 378

حرف الحاء

305- الحاج : حسن خليل شقير:

من مواليد بعلبك، عاش 110 سنين كانت وفاته 1997/6/17 .

306- الحاج : حسين أحمد الشل

عاش مائة وخمس سنوات وكان يتمتع بعقل رزين ونظر وسمع سالمين، وكان يدخل الخيط في سم الخياط في آخر حياته، وكان من أهل البر والإحسان وكان مصلحا بين المتخاصمين ، وكان (مجبرا) وكان صاحب أكبر عدد من الماشية في بعلبك.

307- الحاج : حسين حامد

من مواليد مقنة، عاش مائة سنة .

308- الحاج : حسين شحادة رعد

من مواليد بعلبك عاش 112 سنة وتوفي في مسقط رأسه بعلبك.

309- الحاج : حسين محمد يونس البزال

عاش مائة وخمس وعشرون سنة كان مؤذنا ويقرأ مجالس أبي عبد الله الحسين عليه السلام ، كامل الوعي وفي آخر حياته فقد بصره.

ص: 379

310- الحاج : حسين مسعود الطفيلي

من وادي طفيل، ووادي طفيل يقع بين بلدة نحلة وبلدة مقنة، توفي سنة 1995، عاش 107.

31- حسين نكد :

من علماء قضاء جبيل، عاش 127 سنة توفي سنة 1996 كان شرطيا في الدولة اللبنانية وفي آخر حياته كان يعمل في بستانه من نكش وزراعة، إلي غير ذلك .

312- الحاجة : حمدة فايز عباس

من مواليد بعلبك عاشت مائة وثلاث سنين

313- الحاج : حمد ملحم يزبك

من بلدة نحلة . عاش مائة وأربع عشرة سنة وكان وعيه معه إلي آخر حياته .

وكان يقرأ القرآن الكريم بدون نظارات وكان مرجعا تاريخية لأبناء بلدته .

314- الحاجة : حميدة البرجي

زوجة قاسم يونس البرجي، عاشت 110 سنوات .

315- الحاجة : حميدة مسلماني

من بلدة الشعيتية في مدينة صور جنوب لبنان عاشت 128 سنة حضرت الحرب العالمية الأولي والدولة العثمانية وجميع الأحداث التي مرت وكانت تتحدث إلي الصحافية بوعي كامل وجرأة

ص: 380

ورباطة جأش كأنها في العقد الثامن من عمرها لولا أن إزميل السنون الطوال قد حفر علي جبينها وحديها أخاديد نحات ماهر. وكان يمسك يدها أحد أحفادها وهي تمشي بخطي ثابتة (1) .

ص: 381


1- جريدة البلد : 22 / آذار ، 2006م .

حرف الخاء

316- السيدة : خاتون مرتضي

ابنة العالم الفاضل السيد علوان مرتضي من مواليد بعلبك عاشت مائة سنة وست سنوات توفيت في 2000/7/28 .

317- السيدة : خديجة عباس الموسوي

من بلدة مقنة قضاء بعلبك وأخبرني من أثق بقوله، أن المرحومة طلع لها أسنان وأضراس بعد المائة عام. عاشت 116 سنة وكانت وفاتها سنة 1993 .

ص: 382

حرف الدال

318- الحاج : ديب أحمد بيان

من مواليد بعلبك، عاش 118 سنة وزوجته عدلا حسن الشل 116 سنة.

ص: 383

حرف الراء

319- رجل من النميرية

من جنوب لبنان عاش مائة سنة وعشرون سنة وكان متزوج من ثلاثة نسوة وله من الأولاد والأحفاد 136 وكان يعمل مكاري من الجنوب إلي بيروت وبالعكس . ومن قصصه الطريفة، أنه مرة أخذ معه من بيروت زيت كاز ولما وصل إلي الضيعة جمع حوله الحجاج الكبار بالعمر وأشعل أمامهم شيء من زيت الكاز فتعجبوا وقالوا هذا آخر الزمان , شيء مثل الماء يشعل عجيب غريب .

320- رفعة أسعد ناصر الدين

من مواليد الهرمل وسكان بلدة مقنة عاشت مائة وسنتان بوعي كامل.

321- رقية حسن شومان

في ليلة 21 آذار ظهرت علي شاشة تلفزيون المنار من مواليد بعلبك وعمرها 105 سنوات ولها ذاكرة قوية حيث أنها تحفظ كثير من آيات القرآن الكريم وأخبار الماضين ومنزلها قرب مقام السيدة خولة عليها السلام .

ص: 384

حرف الزاء

322 - الحاجة : زينب عبد الكريم شقير

من بلدة نحلة عاشت مائة سنة وخمسة عشر سنة توفيت في .2000/7/13

323- زينب الحاج علي مصطفي عبد الساتر

زوجة المرحوم حسن عبد الساتر شهيد الوطن الأول استشهد عندما كان ينزل العلم الفرنسي عن سرايا بيروت ليضع مكانه العلم اللبناني. عاشت 107 سنوات.

326- الحاج : زين العابدين

من بلدة المالكية، عاش 110 سنوات سمعته وهو يتحدث لمندوبة المنار في 1999/2/22 عن جهاده ضد الصهاينة مع النقيب محمد زغيب سنة 1948 . وقال لها : إنه اشتري بندقية لمجاهدة العدو ودفع قيمتها 16 رأس من الغنم وبقرة حلابة . وقال لها : إن هذا المكان كان فيه 90 قتيلا إسرائيليا كل هذا بفضل جهاد النقيب محمد زغيب من بلدة يونين بعلبك .

ص: 385

حرف السين

325 - الحاج : سلمان حمية

والد الشيخ سعدون عاش 103 سنوات وكان بوعي كامل.

326- الحاجة : سورية شقير

من بلدة نحلة عاشت مائة سنة وخمس سنين ولم تزل في وعيها التام وكانت تفرأ القرآن الكريم بدون نظارات .

ص: 386

حرف الشين

327- شملكان رشيد دندش

من مواليد الهرمل 1904 توفيت 2004/5/1 .

ص: 387

حرف الظاء

328- الحاجة : ظريفة علي بلوق

زوجة مصطفي ديب اللقيس، من مواليد بعلبك عاشت 113 سنة . توفيت في

1999/2/11 في بعلبك .

ص: 388

حرف العين

329- الشيخ : أبو حسن عارف حلاوي

كان مرجعا دينيا للطائفة الدرزية، ولد سنة 1899 وتوفي عن عمر يناهز المائة. توفي يوم الأربعاء 2003/11/26 .

330 - الحاج : عبد عباس

عون من مواليد بلدة صلحا المحتلة من القري السبعة المحتلة. أخبرني نجله جميل أن عمره مائة وسبع سنوات، ولم يزل حيا يرزق في صحة جيدة ووعي كامل ، وذلك عام 1430 ه- /2009م أخبرني بذلك ابنه الحاج عون، بشهر 2009/10 م

331- الحاج : عبد المنعم

من جنوب لبنان عاش مائة سنة وست سنوات (1) .

332- الحاج : عبد الله

من جنوب لبنان عاش مائة وخمس وعشرون سنة، وكان يعتمد علي طعام واحد في الصباح يشرب الحليب ويذهب إلي الحقل يعمل حتي المساء، ولما يرجع إلي البيت يأكل لبن رائب فقط، وكان في صحة جيدة ووعي كامل .

ص: 389


1- شاشة فضائية المنار برنامج تحت عنوان نافذة علي المجتمع .

333 - الحاج : علي بن عباس حجازي

مواليد 1902 حورتعلا لم يزل في حالة جيدة ووعي كامل وهذه المعلومات أخذت سنة 2006.

334- علي حسن

من جنوب لبنان : عاش 130 سنة .

335- أبو مرعي علي حسن مشيك

عاش 125 سنة، وكان من الأخبار الكرام وكان وجيها يصلح بين المتخاصمين وينفق من ماله في سبيل الإصلاح .

336 - الحاج : علي حمد شمص

من مواليد شعث عاش 112 سنة.

337 - الحاج : علي شمص

من مواليد مشان جبيل عاش 115 سنة وكان وجيها في قومه بقي بوعي كامل إلي آخر حياته.

338- علي بن محمد حسين (علي الزلم)

أكبر معمر في عكار : منذ فترة يبدو العالم بأجهزته الإعلامية المرئية والمسموعة والمكتوبة مشغولا بتسليط الضوء علي الرجل الأكبر والسيدة الأكبر في العالم، مع موت الفرنسية جان كالمان التي حاطتها موجة من العاطفة والإهتمام من الفرنسيين وغيرهم من مختلف البلدان. ونشطت الدول لتقديم معمريها علي أنهم الأكبر سنا وتوجهت وسائل الإعلام في كل بلد نحو هؤلاء ويعتبرون مصدر إعتزاز لبلدهم ولشعبهم .

ص: 390

ووحده علي بن محمد حسين الذي يعيش في بلدته قنية، أقصي قري عكار في جبل أكروم علي الحدود اللبنانية السورية والذي تثبت كل القيود الرسمية أنه من مواليد 1862، لم يكن في عداد المعمرين في العالم .

ووحده بقي مهمشا علي صعيد أرقام موسوعة المعمرين غينيس الدولية، برغم أن المؤسسات الإعلامية اللبنانية والعالمية تحدثت عن المعمر الأول في العالم وعميد المعمرين بدون منازع حتي في الآونة الأخيرة ذكرت الصحف اللبنانية كافة أسماء المعمرين في العالم وسقط علي الزلم من هذه اللائحة، وتصويبا للواقع ولحقيقة وجود هذا الرجل، هل تتقدم الدولة فتتبني علي الزلم الذي بلغ عمره 135 سنة، وتطالب به علي لائحة كبار المعمرين في العالم والإهتمام به بما يليق إحتراما لسنواته المديدة، ومنهم من اقترح إدراجه علي لائحة التراث العالمي .

وتعيد اليوم تذكير كل من يعنيه الأمر بأن علي الزلم حي يرزق وهو علي عتبة ال-

136 سنة ينظر إلي الأمام محوطا بأولاده وأحفاده وأبناء أحفاده وأولادهم الذين أصبحوا 94 شخصا بولادة مريم، ثلاثة أشهر وهي الأصغر في ذرية علي الزلم (1) .

ص: 391


1- جريدة النهار : ع1991/4/5 م و ع3 ، نيسان ، 1997م .

حرف الغين

339 - الحاجة : غزالة حسين علي حسن شقير

من مواليد بلدة نحلة توفيت في الدانمارك عن عمر يناهز المائة سنة .

ص: 392

حرف الفاء

340- الحاجة : فاطمة إبراهيم زعيتر

زوجة مصطفي رستم حيدر من مواليد بلدة الكنيسة كانت حازمة قوية، وكانت تحاول أن تطاع ولا يعصي لها أمرا، وكانت أخت الرجال تركب الخيل وعندها عنفوان وشكيمة . ولها قصة عجيبة يقال : أن بعض أبنائها كان عاقا لها فاستنجدت بالدرك وطلبت منهم أن يضربوه أمام عينيها، وبالفعل كان الدرك ينهالون عليه ضربا وهي تنظر إليه كالشامته، وهو يصرخ ويستغيث بها . فما كان منها إلا أن تمد له رجلها ليقبلها من غيظها منه . ماتت في 1998/6/7 . في بلدة مقنة، ونقل جثمانها إلي بعلبك ودفنت في مقبرة العائلة . عاشت 106 .

341- فاطمة اسماعيل المقداد

من مواليد بلدة مقنة عاشت مائة سنة وسنة .

362 - فاطمة جمال الدين

ابنة عبد الله قاسم جمال الدين من مواليد بلدة مقنة عاشت مائة سنة وسبع سنوات .

ص: 393

343- الحاجة : فاطمة محمد المنيني

من مواليد 1885 توفيت في 1998/3/4 وبقيت في وعيها إلي قبل وفاتها بشهرين تقريبا عاشت 113 سنة .

344- فرجه علي فرج

من مواليد بعلبك عاشت مائة وعشر سنوات وكانت في صحة جيدة ووعي كامل .

ص: 394

حرف القاف

345- الحاج : قاسم محمد حسين البزال

عاش مائة وثلاث سنوات وفي آخر حياته كان مقعدا ولكنه كامل الوعي والسمع النظر.

ص: 395

حرف الميم

346- محمد حسن الضيقة

من مواليد بلدة حزين، عاش 100 سنة .

347- الحاج : محمد حمدان

من حومين التحتا جنوب لبنان عاش مائة سنة وسنتين غير أنه كان يتكلم عن الوحدة وقساوتها بمرارة (1) .

348- الحاج : محمد مفلح

من مواليد مدينة بعلبك . وكان قديسا عابدا زاهدا تقيا قضي أكثر عمره في خدمة السيدة خولة بنت الحسين عليه السلام . عاش مائة وخمس عشرة سنة .

349 - الحاج : محمد يونس رعد

من بدنايل ، عاش 110 سنوات .

350- الحاج : محمود عطية

عاش مائة وتسع سنين توفي في 2001/5/2 .

351 - السيد : محمود مرتضي المعروف بأبي رشيد

عاش مائة وثلاث سنين، وكان في صحة جيدة ووعي كامل .

ص: 396


1- شاشة فضائية المنار برنامج تحت عنوان نافذة علي المجتمع .

352- أبو علي ملحم قاسم

سلطان البر الذي يعجز القلم عن سرد مواقفه المشرفة المليئة بالمغامرات العجيبة، تحتاج وحدها إلي كتاب مفرد، عاش 110سنوات .

353- الحج : موسي كنعان أبو ناظم

من مواليد 1888، توفي في 1998/4/11، وبقي وعيه معه حتي آخر حياته .

ص: 397

حرف النون

354- نجلاء عبد الله النجار

من مواليد بلدة شمسطار عاشت مائة وخمس سنوات، وكانت في صحة جيدة ووعي كامل .

355 - السيدة : نجلاء مرتضي

من مواليد بعلبك سنة 1890، وهي والدة السيد عبد المحسن مرتضي عاشت مائة وثمان سنوات وكانت إلي أن توفيت صحيحة العقل.

356- نور الصباح سيد أحمد

من مواليد قصرنبا عاشت 112 سنة، وكانت في صحة جيدة ووعي كامل .

357- نوف الحاج حسن

من مواليد شعث، عاشت 107 سنوات .

ص: 398

حرف الهاء

358- الحاجة : هيفا جمال الدين

من بلدة مقنة عاشت مائة وثمان سنوات وزوجها من قبل علي جمال الدين عاش مائة وأربع سنوات .

ص: 399

حرف الواو

359- الحاجة : وسيلة حسن خزعل

من مواليد بعلبك عاشت 104 سنوات وتوفيت في 2004/5/4 .

360- الحاجة : وطفة الأطرش

من بلدة يونين قضاء بعلبك، توفيت عام 1997 ولها من العمر 129 سنة .

361- الحاجة : وهيبة عساف

من مواليد بلدة بوداي وسكان بلدة دورس، عاشت 108 سنوات.

ص: 400

حرف الياء

362- المونسنيور : يوحنا رزق

كاهن ماروني لبناني، من الكتاب، ولدوتعلم في جزين وسيم كاهنا (1893) . وأجاد معرفة عدة لغات . من مؤلفاته :

1- أنشأ جريدة الشلال في بلده

2- النفائس : كلمات تاريخية واجتماعية

مطبوع

3- تاريخ الحرب الكبري : ترجمه عن الفرنسية

مطبوع

عاش مائة وثمانية عشر سنة (1) .

363- الحاج : يوسف يعقوب

من مواليد بلدة مقنة، عاش مائة وخمس سنوات توفي في .1999/7/2

ص: 401


1- الأعلام : 210/8 .

ص: 402

القسم السادس : المعمرون من بلدان أخري

ص: 403

ص: 404

إن عدد الذين تجاوز عمرهم المائة عام في الاتحاد السوفيتي هم في حدود 30 ألف شخص.

ونلاحظ علي مدي التاريخ أن المعمرين احتفظوا بحيويتهم ونشاطهم إلي فترة أو إلي فترات متأخرة من عمرهم الطويل، ولا يختلف عنهم معمرو زماننا الحاضر (1) .

ولقد احتفل مؤخرا - عام 2011م - بعض المعمرين في كوبا ، وكان هذا الاحتفال هو الأول من نوعه بالنسبة للمعمرين في العالم .

وذكر هؤلاء المعمرون بعض الأسباب التي ساعدت علي تعميرهم منها :

1- الجو المعتدل

2- توفر العلاج عند المرض

3- الطعام الطازج

وقد يتناسي هؤلاء وغيرهم أن الأعمار بيد الله سبحانه وتعالي .

ص: 405


1- ذكر ذلك العالم الروسي المعروف مجيكوف ، انظر كتاب عمر المهدي بين العلم والأديان : 22 - 23 .

ص: 406

حرف الألف

364- آرام أحمد أف، والسيدة مانا اليوا :

قد حطما الرقم القياسي للحياة الزوجية في الاتحاد السوفيتي حيث بدأ القرن الثاني من حياتهما الزوجية (1) .

365- أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن محمد الدرعي الشهير بالسباعي1624/1034 - 1138ه-/1725م :

مقري، رحالة من الحفاظ. من أهل درعة في المغرب، جاور بالمدينة المنورة مدة وإستقر في الزاوية الناصرية بدرعة، يدرس ويقرأ إلي أن توفي .

له كتاب: الشموس المشرقة بأسانيد المغاربة والمشارقة.

(ذكر فيه من لقيهم وأخذ عنهم من علماء المغرب ومصر والحرمين والشام وفيه إجازاتهم له بخطوطهم) .

واقتني كتبا وقفها علي من ينتفع بها عاش مائة وأربع سنين(2) .

ص: 407


1- عمر المهدي بين العلم والأديان: 21، عن مجلة مكتب إسلام الإيرانية: س 8ع/10/ص70، عن وكالة أنباء (يونايتد برس) من موسكو قبل خمسة عشر عاما .
2- الأعلام : 54/1

366- السيد : أبو طالب الموسوي :

له من العمر 191 سنة، يترأس حاليا قبيلة تتكون من مئات الأشخاص كلهم من أولاده وأحفاده (1) .

367- الإسباني :

الذي عاش 114 سنة وهويأمل أن يعيش سنة أخري ليصبح عمره 110 سنة (2) .

368- أكزر ، ونال :

من أتوسيا قارب كل منهما 180 سنة (3) .

369- اليس ستيفنوس :

من المملكة المتحدة عاش مائة واثنين وعشرين سنة و 360 يوما (4) .

370- امرأة برازيلية :

تعيش في إحدي ولايات ( البرازيل ) عمرها (116) سنة قد ولدت في العام الذي سبق هجوم نابليون علي روسيا سنة (1813) (5) .

371- إمرأة كينية :

عاشت 143 سنة . وهي من كينيا وعند روايتها تري وجهها وقد لعبت به السنون ورسمت عليه خطوطا وتجاعيد توحي إليك أنها

ص: 408


1- عمر المهدي بين العلم والأديان : 21- 22، عن سالنامه بارس الفارسية : 1311 ق 2/ص 100 .
2- قناة المنار ، الفترة الصباحية : 2004/1/1 .
3- مجلة الضياء : س 470/2
4- صندوف الدنيا وعجائب العالم .
5- عمر المهدي بين العلم والأديان : 22، عن صحيفة خراسان الإيرانية: 6734.

من المعمرين النوادر . ولم يزل وعيها معها، إلي أنها فقدت بصرها . وكانت تطرف محدثيها بأنواع الطرائف والظرائف وهي تعيش علي ماء الشعير العادي وصحتها جيدة (1) .

372- أمرأة ماليزية :

تبلغ من العمر في عام 2009م مائة وسبعة أعوام، وهي ترغب بالزواج من الزوج الثالث والعشرين (2).

ص: 409


1- تلفزيون ال- أم تي في 1999/3/18 .
2- قناة العربية الفضائية - الشريط الأخباري - بتاريخ 2009/9/15 م عصر يوم الثلاثاء.

حرف الباء

373- بير حسين علوي :

وله من العمر (135 سنة) ويعمل يوميا (14) ساعة في مزرعته، ويتناول طعامه بأسنانه الطبيعية (1) .

374- بي يرارا:

من أهالي كولومبيا احتفظ بسلامة عظامه ومفاصله إلي حد عمر167 سنة .

375- بيير جوبرت:

من كندا , عاش مائة وثلاثة عشرة سنة و 124 يوما (2) .

ص: 410


1- عمر المهدي بين العلم والأديان: 20، عن صحيفة كيهان الإيرانية ، العدد:6310 .
2- صندوف الدنيا وعجائب العالم :

حرف التاء

376- تماس بار :

وكان حيا في القرن السادس عشر في لندن وعندما توفي كان عمره 207 سنة (1).

377- توماس بار :

عاش 152 سنة (2) .

ص: 411


1- عمر المهدي بين العلم والأديان: 22، عن سالنامه شهرت الفارسية : سنة 1342ه. ش، الصفحة 289 نقلا عن مجلة كنستلاسيون ومقالة روستين كلاس .
2- مجلة الضياء : س 470/2

حرف الجيم

378- جان دمين:

فرنسية الجنسية توفيت في مأوي العجزة في ضاحية من ضواحي باريس عن عمر ناهز 112 سنة بعد أن أصيبت بعارض في عروق المخ وكان عمرها يوم ذاك 108 سنوات وبقيت إلي أن أصبح عمرها 112 سنة (1) .

379- جان راول :

توفي عن عمر ناهز 170 عاما، وكان عمر زوجته حين وفاته 164 عاما، حيث قضيا 130 سنة حياة زوجية مشتركة (2) .

380- جان كالمان:

من مواليد فرنسا 1876م عاش 122 سنة وتوفيت في نيسان 1998م (3) .

381- جوهنا بوويسول:

من جنوب إفريقيا، عاشت مائة واحد عشرة سنة و151 يوما (4) .

ص: 412


1- جريدة النهار : 1999/1/9 .
2- عمر المهدي بين العلم والأديان: 22، عن مجله دانشمند الإيرانية:س 6/ع1/ ص44 .
3- جريدة النهار : 1998/3/7
4- صندوق الدنيا و عجائب العالم :

حرف الحاء

382- السيد : حبيب المعاضي:

من مراكش كان يؤدي جميع أعماله الشخصية بنفسه وعمره 147 سنة .

383- حسين شاذلي :

ولد سنة 1851. أن أكبر معمر سوري بلغ من العمر 148 سنة توفي في مدينة درعا السورية وأوضحت الصحف أن حسين شاذلي الذي توفي هذا الأسبوع ولد سنة 1851م إستنادا إلي صديقه أحمد زغبي، وقد شارك في الحروب ضد الاحتلال العثماني والفرنسي وأشارت الصحيفة إلي أن شاذلي الذي توفي الأربعاء الماضي 1999/4/2 م.

كان مرجعا تاريخيا للعديد من الباحثين، لأن ذاكرته كانت قوية جدا إلي أن مات. وافته المنية يوم الأربعاء بالتاريخ نفسه وقد كان قادرا علي القراءة من دون نظارات ونادرا ما اضطر إلي مراجع أخبار خلال حياته الطويلة (1) .

ص: 413


1- جريدة الثورة السورية : 1999/4/2 .

384- حسين مبارك.

مقابلة علي التلفاز له من العمر 115 سنة وله 60 حفيدا .

385- حنا سور فكنون

من النرويج، عاش 160 سنة وكان له ابن عمره 103 اسنوات وآخر 9 سنوات (1).

ص: 414


1- مجلة الضياء : س 470/2

حرف الدال

386- دلجينك :

أحد رجال الصين عاش 253 سنة وقد احتفظ إلي أواخر عمره بشعره الأسود وقوة شبابه، وقد دفن بيده ثلاث وعشرين زوجة .

387- دوا كنبرغ

عاش 146 سنة ويقال أنه تزوج في سن 111 سنة (1) .

388- ديلينا ميلكنز:

من الولايات المتحدة، عاشت، مائة وثلاث عشرة سنة ومائتين وأربعة عشر يوما (2) .

ص: 415


1- مجلة الضياء : س 2/ 470 .
2- صندوق الدنيا وعجائب العالم .

حرف الذال

389- ذهب وفضة : حيث أقامت الصين حفل عيد ميلاد توأم من النساء اسم إحداهن ذهب والثانية فضة، وقد بلغ عمرهما 117 سنة لغاية 1999/8/1 وقد قامت الصين بعرضهما علي عربات، يخيل لمن شاهدهما أنهما أكبر من عمرهما بكثير حيث أن الخطوط والتجاعيد التي رسمتها السنون الطوال توحي لمن شاهدهما أنهن عشن في هموم متراكمة .

ص: 416

حرف الراء

390- رابحة الجزائرية :

عاشت 141 سنة شاهدتها علي شاشة التلفزيون وهي تمشي إلي صندوق الإقتراع بخطي ثابتة وذلك في 1997/11/12.

391- رجل أردني الجنسية:

بلغ من العمر 125 سنة (1) .

392- رجل إيراني :

حضر إلي صندوق الإقتراع وهو أكبر معمر في العالم بلغ عمره عند اقتراعه 151 سنة وكانت زوجته بصحبته لها من العمر 138 سنة .

393- رجل بولوني :

عاش 163 سنة وتزوج وله من العمر 93 سنة وولد له (2) .

394- رجل زنجباري :

تجاوز عمره 200 سنة ويعتبر أسن رجل (3) .

ص: 417


1- إذاعة الأردن، أيار 1997.
2- مجلة الضياء : س 470/2 .
3- عمر المهدي بين العلم والأديان : 22، عن تفسير الطنطاوي :231/17 نقلا عن كتاب فن طول العمر .

395- رجل كيني:

عاش 158 سنة وقد أجري له الدكتور أفانديس عملية جراحية وعاد بعدها بكامل الحيوية والنشاط .

396- رجل يوناني:

عمره 140 سنة يعمل في مزرعته بقدر ما يعمل أي شاب، ويقول هذا الرجل أنه لم يمرض طوال حياته أبدا.

ص: 418

حرف الزاء

397- زارو آغا التركي :

عاش زارو آغا التركي (مائة وثلاث وخمسون سنة) وهو في الوقت الحاضر أكبر أهل زمانه، وكان شديد البنية وشديد الذاكرة، حيث أنه كان يتذكر أشياء تعد من الحوادث التاريخية الماضية . ومنها أنه كان جنديا في مصر أثناء حملة نابليون عليها. والأعجب من كبر سنه، أنه بقي قوي البنيه لا مرضا أو ضعفا، وقد تزوج وهو في الثالثة والخمسين بعد المائة، من فتاة لا تعدو أن تكون مشابهة الحفيدة حفيدته، وكان من قبل قد تزوج عشر زوجات، وقد ماتوا جميعا وكانت الحكومة التركية تعتز به وتفاخر به الأمم حتي أن محافظ استامبول عينه بوابا لبلدته مدي الحياة، بالإضافة إلي المنح المالية التي كان يعطيها له مصطفي كمال أتاتورك . كلما زاره في قصره (1) .

ص: 419


1- غرائب العالم .

حرف السين

398- سلجوق التركي:

وهو سلجوق بن دقاق ( تقاق ) من مدينة جند عاش بها بعد أن عمر مئة سنة وسبع سنين. ومات في مدينة جند (1) .

399- سيك بي الكمبودي:

وهو من أشد محبي الفنون القتالية وكان يعتقد أنه أكبر معمر علي وجه الأرض بسبب التدخين والصلاة توفي أثناء نومه بعد مرض قصير عن عمر 112 سنة. ولا تزال زوجته علي قيد الحياة ولها من العمر 108 سنوات أثناء وفاة زوجها.

ص: 420


1- الوطن الاسلامي : 19

حرف الشين

400- شير علي مسلم أف :

توفي قبل 10 سنوات في أذربيجان السوفيتية وله من العمر 168 سنة (1) .

401 - شيفيشيون ايزوي الياباني:

من توكونوشيما، عاش مائة وست عشرة سنة (2).

ص: 421


1- عمر المهدي بين العلم والأديان: 22، عن صحيفة إطلاعات الإيرانية: ع 13803
2- صندوق الدنيا وعجائب العالم .

حرف العين

402- عباس طاهري :

احتفل قبل (30) عاما بذكري ميلاده الواحد والثلاثين بعد المائة، وقد تكلم في سر طول عمره لأهالي مدينة (لنجان) في محافظة اصفهان الإيرانية (1) .

403- عطوة موسي :

توفي عن عمر يناهز 153 سنة أكبر معمر في الدنيا في هذا العام سنة 1998 . أن صيادا مصريا كان يؤكد أنه بلغ الثالثة والخمسين بعد المائة توفي الثلاثاء في بلدة الفيوم أو في محافظة الفيوم شمال غرب القاهرة .

وقالت الصحيفة : إن عطوة موسي سعيد العيشي ظل يتمتع بصحة جيدة حتي آخر أيامه رغم كونه مدخنا وكان يحرص علي أداء الصلاة في مسجد القرية أبو شنب القريبة من بحيرة قارون في الفيوم . وكان عطوة في مقابلة أجرتها معه الصحيفة نفسها في سنة 1990.

قال : أنه كان حيا أثناء بناء قناة السويس في 1859 وأنه لم يتمكن

ص: 422


1- عمر المهدي بين العلم والأديان: 20، عن صحيفة اطلاعات الإيرانية ، العدد: 10989

من العمل فيها لأنه كان صغيرا جدا .

ولم يكن لعطوة بطاقة هوية تؤكد ميلاده . وإن دافعه للحياة حبه الكبير لزوجته الأولي صبحية التي عاش معها ستين عاما دون أن ينجب منها ولم يتزوج ثانية إلا بعد وفاتها وتزوج عطوة أربع نساء بعد صبحية أنجب منهن خمسة أبناء وبنتين وكان له 39 حفيدا . ويعتبر أكبر المعمرين رسميا علي الأرض اليوم (1) .

404- الشيخ : علي بن عبد الله :

أحد حكام قطر السابقين عمر 150 عاما (2).

405- السيد : علي الفريدني :

خرجت في فمه أسنان جديدة وعمره 155 سنة , وعاش بكامل نشاطه حتي عمر 185 سنة . وقد كثرت التقارير الطبية التي تتحدث عن قوته وحيويته في صحف تلك الأيام .

406- علي كوتاهي :

كان حيا قبل عشرين عاما، له من العمر (185) سنة (3) .

407 - عيسي الحروق:

من مواليد 1872 عاش 131 سنة (4) .

ص: 423


1- صحيفة الأخبار المصرية: 1998/9/19 ، جريدة النهار : ع 20034 / 1998/4/20 م
2- عمر المهدي بين العلم والأديان: 21 ، عن صحيفة إطلاعات الإيرانية ، العدد: 9303.
3- عمر المهدي بين العلم والأديان : 21 ، عن باسخ ما الفارسي : 6 .
4- مجلة الأفكار .

408 - عيسي مظلوم وعبد الله الشماط :

لقد حضرا جميعا عند المرحوم الحاج : يوسف رعد في محله الموجود في السوق، طرح الحاج : يوسف سؤال علي الشماط قال له : أنت أكبر أو عيسي مظلوم ؟ قال : أنا أكبر، قال عيسي للشماط: أنت أكبر قال نعم، قال له هل تذكر عندما كنت أنا حارس في بعلبك، وكان والدك ينشدك فاستعان بي وقبضت عليك وأرسلتك إليه، فقال الشماط أذكر ذلك إذا، انت أكبر مني .

قال الحاج : يوسف العيسي مظلوم : كم سنك ؟ قال مائة وخمسون سنة !!!.

ثم إن عيسي طلب من الحاج يوسف ثلاثة أمداد من الشعير، فدفع له الثمن ثم طلب معاونته علي رفع الكيس فوضعه علي ظهره ومضي وهو ابن 150سنة ! سبحان الله .

409 - عيوض أوف :

من الاتحاد السوفياتي بلغ عمره 147 سنة يعمل في اليوم كما يعمل أي شاب آخر .

ص: 424

حرف الغين

41 - غطاس اللولو:

من آل طوق عاش 129 سنة توفي سنة 1996 .

ص: 425

حرف الفاء

411- فرجيني دوهيم:

من فرنسا، عاشت، مائة واحد عشرة سنة و 210 أيام (1) .

412 - فريد هيل :

عاش 113 سنة .

413 - فضل الرحمن بن هل الله الصديقي النقشبندي الهندي :

1794/1208 - 1313ه- / 1895م

محدث الديار الهندية في عصره . جمعت أسانيده في كتاب: إتحاف الإخوان باسنانيد مولانا فضل الرحمن ، للشيخ : أحمد أبو الخير العطار ، مخطوط

عاش مائة وخمس سنوات (2) .

ص: 426


1- صندوق الدنيا وعجائب العالم .
2- الأعلام : 152/5 ، فهرس الفهارس والإثبات : 170/1 ، رقم 19.

حرف الكاف

414- كاثرين بلانكت، نبيلة ايرلندية:

عاشت، مائة واحد عشرة سنة و 327 يوما (1).

415 - كد خدا قنبرعلي رستم آبادي :

كان يعيش حياة شابة وهو في عمر (156) سنة (2) .

416- كربلائي علي شاه :

رجل عجوز كان يعيش في قرية (توران) إحدي قري مدينة (كركان) الإيرانية وكان عمره (125) وله 35 حفيدا، وهو يعيش بكامل النشاط ويمارس مهنة الزراعة، وكان ذلك في سنة 1962 (3) .

417- كريستيان مورتنس :

عاش 115 سنة وتوفي نهار الاثنين في كاليفورنيا في الولايات المتحدة (4).

ص: 427


1- صندوق الدنيا وعجائب العالم .
2- عمر المهدي بين العلم والأديان: 21 ، عن صحيفة إطلاعات الإيرانية ،العددان : 9763 و 9873.
3- عمر المهدي بين العلم والأديان: 20، عن صحيفة كيهان الإيرانية، العدد: .6119
4- جريدة النهار : ع 1998/4/20/20034 .

418- كوموكابيرزن الروسي:

له من العمر 147 سنة وهو يحتفل بذكري مولده مع كامل قدرته علي السمع والنظر وحيوية .

ص: 428

حرف اللام

419- لي تي كو:

من موليد 1880 فيتنامية من هوشي منه، عاشت 118سنة (1) .

420- ليني رفيشتال :

مصورة هتلر عاشت 101 سنة (2) .

ص: 429


1- جريدة النهار : 1998/3/7 .
2- جريدة السفير : 2003/9/15

حرف الميم

421 - ماريا دوكار موحيرونيمو:

من البرازيل عاشت 127 سنة (1) .

422 - ماري الويس فيبروني ميير :

عاشت 117 سنة (2) .

423- ماري بيرنا ثكوفا:

من تشيكوسلوفاكيا، عاشت مائة واحد عشرة سنة (3) .

426 - ماري لويز مايور :

من مواليد كندا عاشت 117 سنة (4) .

425 - الحاج : محمد المقري:

من المغرب ، عاش مائة واثني عشرة سنة (5) .

ص: 430


1- جريدة النهار : 1998/3/7 .
2- مجلة الطب العربي : تحت عنوان من هي ملكة المعمرين ؟
3- صندوق الدنيا و عجائب العالم .
4- جريدة النهار : 1998/3/7
5- صندوق الدنيا وعجائب العالم .

426- آية الله الشيخ : الأراكي

المرجع الديني آية الله العظمي الشيخ : محمد علي بن أحمد ابن فتح الله الأراكي، مدينة أراك 1312 - قم 1415ه.

أحد مراجع التقليد في زمانه ومن أعلام الطائفة الجعفرية الإمامية.

درس علي :

1- الشيخ : عبد الكريم الحائري اليزدي

2- السيد : محمد تقي الخوانساري، وغيرهما

ودرس عليه الكثير من العلماء منهم :

1- الشيخ محمد المحمدي الري شهري

2- السيد : محمد باقر الموحد الأبطحي

3- الشيخ : يوسف الصانعي

- الشيخ : محسن الخرازي

5- الشيخ : رضا الأستادي، وغيرهم

من مؤلفاته :

1- تعليقة علي درر الفوائد الأستاذه الشيخ : عبد الكريم الحائري

2- زبدة الأحكام

3- رسالة في خمس

4- المسائل الواضحة (1) .

ص: 431


1- علماء في رضوان الله : 575

427 - الشيخ : أبو عبد الله محمد المهدي بن محمد بن خضر الحسني الوزاني الفاسي :

مفتي فاس العلامة الفقيه الفهامة. أستاذ الأساتذة وخاتمة العلماء المحققين الجهابذة . صاحب التأليف المفيدة والرسائل العديدة العمدة الفاضل العارف بمدارك الأحكام والنوازل ومسائل المذهب. والمنقول والمعقول .

وفد علي تونس سنة 1323 وبالغ في إكرامه الكثير من الفضلاء ونزل ضيفا كريما بدار الشيخ محمد الطاهر النيفر وانتفع به ابنه محمد الصادق وأقرأ العلوم، وانتفع به الكثير .

أخذ عنه أعلام : محمد جنون ومحمد كنون والطالب حمدون ابن الحاج ومحمد بن عبد الرحمن الفلالي واحمد بنائي وعمر وأحمد والمهدي أبناء سودة , والحاج صالح المقطي والقادري وماء العينين. وغالبهم أجازه .

له تأليف كثيرة منها :

1- حاشية علي شرح التاودي علي التحفة

2- نوازل : (في مجلدات جمع فيها فتاوي المتأخرين من علماءالمغرب).

3- معيار : (جمع فيه فتاوي المتأخرين والمتقدمين في مجلدات).

4- شرح العمل الفاسي، وغير ذلك .

ص: 432

كان مفتيا مقصودا في المهمات من سائر الجهات . توفي عن سن عال في المحرم سنة 1342 (1).

428- مس يير :

عاشت 117 سنة .

429- ملك بوك شريان :

عاشت 117 سنة أميركية الجنسية ولدت في إرمينية وتوفيت سنة 1997 .

430 - ميمي جاسنوفا :

من بلغاريا عاشت 117 سنة .

ص: 433


1- شجرة النور الزكية : 435 - 436 ، رقم 1715.

حرف النون

431 - ناصر محمد جيدة

عاش 140 سنة شوهد علي التلفاز .

432- نردوول :

من المعمرين الأفغانيين في الكهف الذي من حوالي كابل من بلاد أفغانستان (1) .

433- نعيمة :

شوهدت علي شاشة التلفاز وحولها أولادها وأحفادها وأحفاد أحفادها وهي تحتضن حفيدها الصغير عاشت 127 سنة ولم تزل بوعي كامل (2).

434- ني ثوكو:

فيتنامية المولد عاشت 117 سنة . ولم تزل ذاكرتها قوية وتقول : أنها كانت تعمل في الحقل، ولا تدخن ولا تشرب الشاي (3) .

ص: 434


1- ماذا في التاريخ : 332/14 .
2- قناة المنار : 2004/6/17
3- مجلة الطب العربي :ع 51 ، ص 114 .

حرف الواو

435 - والد خلف الكحم :

من مواليد سورية عاش 125 سنة . وشقيقتها عاشت 111 سنة .

ص: 435

حرف الهاء

436 - السيد هادي محمد :

ولد في زمان نابليون وكان عمره في سنة (1961)، (163) سنة وله ولد بعمر (110) سنوات، وله أيضا (150) حفيدا، وكان يعيش في مدينة (كازابلانكا) ولم يدخل فمه أي مشروب أو سيكارة طول عمره (1).

437- هنري جنز :

الإنكليزي عاش 169 سنة وقد شارك في حرب فلورفيد وعمره 113 سنة .

438 - هيف بن زايد عريدة الأكلبي :

من أكبر المعمرين في السعودية إذ أنه عاش 160 عاما في محافظة بيشة، وقد كان وعلي مدي 50 عاما مؤذنا في أحد مساجد الجنينة، ومأذونا شرعيا لأهالي القرية، ويعد مرجعا في تاريخ المملكة، وتوفي عام 2008م (2).

ص: 436


1- عمر المهدي بين العلم والأديان : 21 ، عن صحيفة كيهان الإيرانية ، العدد: 5991
2- جريدة البلد : 23/آذار ، 2008م .

المصادر

- نتشرف بذكر القرآن الكريم ونهج البلاغة .

1- إبراهيم الخليل عليه السلام، (كتيب)

ط1، بيروت

2- أخبار الدول

القرماني

3- الإصابة في تمييز الصحابة، (معه: الإستيعاب في أسماء الأصحاب، للقرطبي).

شهاب الدين أحمد بن علي بن محمد بن حجر العسقلاني الكناني الشافعي، ت 852 ه-.

ط1، بيروت، دار الكتاب العربي.

4- الأعلام : قاموس تراجم الأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين .

خير الدين الزركلي

ط6، بيروت، دار العلم للملايين، 1984م.

5- إعلام الوري بأعلام الهدي

الشيخ : أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي.

ط1 (جديدة منقحة بإشراف لجنة من العلماء)، بيروت، منشورات دار ومكتبة الحياة، 1985م

ص: 437

6- الأغاني

أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد الأموي الأصفهاني، ت 356ه- شرحه وكتب هوامشه الأستاذ : عبد علي مهنا، الأستاذ : سمير جابر ط2 (جديدة مصححة ومنقحة)، بيروت، دار الكتب العلمية، 1412ه/1992م.

7- الأمالي

الشيخ : أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الكبري البغدادي المفيد ، ت 413ه- .

تحقيق : علي أكبر الغفاري، حسين الاستاد ولي .

ط1 ، قم ، الناشر مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم ، 1412ه- .

8- امالي المرتضي، (غرر الفوائد ودرر القلائد)

الشريف : المرتضي علم الهدي علي بن الحسين الموسوي العلوي، 355 - 436 ه-

تحقيق : محمد أبو الفضل إبراهيم

طلا، بيروت، دار الكتاب العربي، 1387ه/1967م

9- كتاب الأمالي

الشيخ : أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي

تحقيق : قسم الدراسات الإسلامية ، مؤسسة البعثة

ط1 ، قم ، نشر دار الثقافة ، 1414ه

10- كتاب الأمالي وذيل الأمالي والنوادر

أبو علي إسماعيل بن القاسم القالي البغدادي

ص: 438

ط1 ، بيروت ، الناشر دار الكتاب العربي

11 - الإنتصار

الشريف : المرتضي علم الهدي علي بن الحسين الموسوي العلوي، 355 - 436 ه-

تقديم السيد : محمد مهدي الخرسان

ط1، بيروت، دار الأضواء .

12- أولبن دانشگاه، (فارسي)

ط1، إيران

13- بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار عليهم السلام

الشيخ : محمد باقر بن محمد تقي المجلسي

ط1 ، بيروت، مؤسسة الوفاء

14- بدائع الزهور في وقائع الدهور

محمد بن أحمد بن اياس الحنفي

شرح ومراجعة : سعيد اللحام

ط1 ، بيروت، المكتبة الحديثة / دمشق ، مكتبة الغن

15 - البيان والتبيين

أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ البصري ، ت 255 ه-

وضع حواشيه : موفق شهاب الدين

ط2، بيروت، دار الكتب العلمية، 1424ه/ 2002م

16- تاريخ بغداد أو مدينة السلام منذ تأسيسها حتي سنة 463ه

أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي، ت 463ه

ط1 ، بيروت، دار الفكر

ص: 439

17 - تاريخ الطبري : تاريخ الأمم والملوك

أبوجعفر محمد بن جرير الطبري

ط، بيروت، مؤسسة عز الدين، 1407ه/1987م

18 - تاريخ النور السافر عن أخبار القرن العاشر

شمس الشموس محي الدين عبد القادر بن شيخ بن عبد الله العيدروسي

ط1، بيروت، دار الكتب العلمية , 1405ه/ 19859م

19- تاريخ اليعقوبي

أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب الكاتب المعروف بابن واضح الاخباري ,ت بعد 292 ه-

قدم له ووضع حواشيه الأستاذ : خليل المنصور

ط1 ، بيروت، دار الكتب العلمية، 1423ه/2002م

20 - تذكرة الحفاظ

أبو عبد الله شمس الدين الذهبي ، ت 748ه

صحح علي نسخة مكتبة الحرم المكي تحت اعانة وزارة معارف الحكومة الهندية

بيروت، دار إحياء التراث العربي

21 - تذكرة الخواص

أبو المظفر شمس الدين يوسف بن فرغلي بن عبد الله البغدادي المعروف بسبط بن الجوزي

قدم له السيد : محمد صادق بحر العلوم

ط1 ، بيروت، دار العلوم، 1425ه/2004م

ص: 440

22 - تقريب التهذيب

شهاب الدين أحمد بن علي بن محمد بن حجر العسقلاني الكناني الشافعي، ت 852 ه-

حققه وعلق حواشيه وقدم له : عبد الوهاب عبد اللطيف

طلا، بيروت، دار المعرفة، 1395ه/1975م

23 - التنبيه والإشراف

أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي، ت 346ه

ط1 , بيروت , دار التراث , 1388 ه / 1968م

24- تهذيب الأسماء واللغات

أبو زكريا محيي الدين بن شرف النووي ت 676 ه

ط1 ، ( اوفست علي طبعة ادارة المطبعة المنيرية بالقاهرة )، بيروت ، دار الكتب العلمية

25- تواريخ الأنبياء

السيد : حسن اللواساني

ط1، بيروت

26 - جامع الصور للعلماء والأدباء والكتاب

السيد : أبو أحمد عبد الله عدنان الموسوي المعروف بالمنتفكي

ط1 (ج1)، بيروت، دار المودة، 1993م

27 - جمهرة أنساب العرب

أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي 384 - 456ه

راجع النسخة وضبط أعلامها : عبد المنعم خليل إبراهيم

ص: 441

ط5 ، بيروت، دار الكتب العلمية، 2009/1430 م

28 - الحور العين

أبو سعيد نشوان بن سعيد بن نشوان الحميري، ت 573 ه

تحقيق : كمال مصطفي

ط2، بيروت، دار آزال / صنعاء، المكتبة اليمنية، 1985م

29 - حياة الحيوان الكبري

كمال الدين محمد بن موسي بن عيسي الدميري، ت 808ه اعتني بتصحيحه الشيخ : عبد اللطيف سامر بيتية

ط1 (ويليه عجائب المخلوقات للقزويني)، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1416ه/1995م

30 - دلائل الإمامة

الشيخ: أبو جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري الصغير، ق 5 ه- تحقيق : قسم الدراسات الإسلامية في مؤسسة البعثة بقم

ط1 ، طهران، مؤسسة البعثة، 1413ه

31 - ديوان حسان بن ثابت

شرحه وكتب هوامشه وقدم له الأستاذ : عبد .أ. مهنا

ط4، بيروت، دار الكتب العلمية، 1425ه/2004م

32 - الذريعة إلي تصانيف الشيعة

الشيخ : آغا بزرك محمد محسن بن محمد الطهراني ، ت 1389ه نقحه وعلق عليه الدكتور : أحمد المنزوي

ط1، قم، مؤسسة مطبوعات إسماعيليان

ص: 442

33 - كتاب الرجال

الشيخ : تقي الدين الحسن بن علي بن داود الحلي، ت 707ه ط، النجف الأشرف، المطبعة الحيدرية، 1972م

ط1 (أوفست)، قم، منشورات الرضي

34 - سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب

الشيخ : أبو الفوز محمد أمين البغدادي السويدي

ط1، بيروت، دار صعب

35 - سعد السعود

السيد : ابو القاسم رضي الدين بن سعد الدين إبراهيم بن طاووس الحسني الحسيني ، ت 664 ه

ط1 ( أوفست علي طبعة النجف ) ، قم ، دار الذخائر

36 - سلسلة أباء النبي صلي الله عليه واله وسلم

السيد : أحمد الواحدي

ط2 ، بيروت، مؤسسة الوفاء، 1402ه/ 1982م

37 - السيرة النبوية

ابن هشام

حققها وضبطها وشرحها وصنع فهارسها : مصطفي السقاء إبراهيم الإبياري، عبد الحفيظ شلبي

ط1، القاهرة، مطبعة مصطفي البابي الحلبي وأولاده، 1355ه/ 1936م

38 - شجرة النور الزكية في طبقات المالكية

الشيخ : محمد بن محمد مخلوف

ص: 443

ط (بالأوفست عن الطبعة الأولي 1349ه-)، بيروت، دار الكتاب العربي .

39 - شرح نهج البلاغة

الشيخ : محمد عبده ، مفتي الديار المصرية

خرج مصادره : فاتن محمد خليل اللبون

ط1 ( منقحة مصلحة ) ، بيروت ، مؤسسة التاريخ العربي ، البحرين ، توزيع دار كميل

40- شعر عمرو بن كلثوم

إعداد : طلال حرب

ط1 ، بيروت ، الدار العالمية ، 1413ه/1993م

41 - الشعر والشعراء، (طبقات الشعراء)

أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة

ط1 (أوفسيت)، بيروت، عن مطبعة بريل في ليدن، 1902م

42 - صندوق الدنيا وعجائب العالم

43 - عرائس المجالس، (في قصص الأنبياء عليهم السلام)

أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، ت 427ه

ضبطه وصححه وخرج أياته : عبد اللطيف حسن عبد الرحمن

ط 2، بيروت، دار الكتب العلمية، 1427ه/2006م

44 - العقد الفريد

أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي

ص: 444

شرحه وضبطه وصححه وعنون موضوعاته ورتب فهارسه : أحمد أمين ، وأحمد الزين ، وإبراهيم الأبياري

ط3 ، القاهرة ، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر ، 1384ه/1965م

45 - علماء في رضوان الله

محمد أمين نجف

ط2 ( مصححة مزودة ) ، قم ، انتشارات الإمام الحسين ، 2009/1430 م

46 - علي عليه السلام وليد الكعبة

الشيخ : محمد علي الغروي الأوردبادي

ط1 (أوفست علي طبع النجف)، قم، منشورات مكتبة الرضوي

47 - عمر المهدي عليه السلام بين العلم والأديان

الشيخ : علي أكبر مهدي بور

تعريب السيد : باسم الهاشمي

ط1، بيروت، دار المحجة البيضاء / دار مكتبة الرسول الأكرم صلي الله عليه واله وسلم ، 1414 ه 1993م

48 - الغدير في الكتاب والسنة والتاريخ

الشيخ : عبد الحسين بن أحمد الأميني النجفي

ط1، طهران، المطبعة الحيدرية، 1372ه

49 - غرائب العالم

50 - كتاب الغيبة

الشيخ : أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي، ت 460ه

ص: 445

تحقيق الشيخ : عباس الله الطهراني، والشيخ : علي أحمد ناصح

ط1، بيروت، منشورات الرياض، توزيع دار ومكتبة المجتبي، 2008/1429 م

51 - فضائل الخمسة من الصحاح الستة

السيد : مرتضي الحسيني الفيروز آبادي النجفي

ط4 ، بيروت ، مؤسسة الأعلمي ، 1402ه/ 1982م

52 - الفهرست

الشيخ : أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي، ت 460ه

ط1 ، بيروت ، مؤسسة الوفاء

53- فهرس الفهارس والإثبات ومعجم المعاجم والمشيخات

والمسلسلات

السيد : عبد الحي محمد بن عبد الكبير الكتاني ، ت 1382ه باعتناء الدكتور : احسان عباس

ط2 ، بيروت ، دار الغرب الإسلامي ، 1402ه- /1982م

54 - قصص الأنبياء عليهم السلام

الشيخ : قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي، ت 573 ه- تحقيق الميرزا : غلام رضا عرفانيان اليزدي الخراساني

ط1، قم، الناشر الهادي، 1418ه

55- قصص الأنبياء

أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن كثير القرشي ، ت 774ه

ص: 446

تحقيق : أبي الفداء أحمد بن بدر الدين بن عبد العزيز

ط1 ، القاهرة ، المكتبة الإسلامية ، 1423ه-/2002م

56 - الكافي، (أصول الكافي)

الشيخ : محمد بن يعقوب الكليني، ت 382ه

ط1، بيروت، دار المرتضي، 1426ه/ 2005م

57 - كتاب المعمرين

أبي حاتم سهل بن محمد بن عثمان السجستاني البصري ، ت حدود 250ه-

تحقيق : مصطفي عبد القادر عطا

ط1 ، بيروت ، مؤسسة المعارف ، 1417ه/1997م

58 - كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام

أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد القرشي الكنجي الشافعي ، ت 658 ه-

تحقيق وتصحيح وتعليق الدكتور الشيخ: محمد هادي الأميني

ط3، طهران، الناشر دار إحياء تراث أهل البيت، 1404ه

59 - كمال الدين وتمام النعمة

الشيخ : أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه الصدوق القمي، ت 381ه

صححه وقدم له وعلق عليه الشيخ : حسين الأعلمي

ط1، بيروت، مؤسسة الأعلمي،1991/1412 م

ص: 447

60 - الكني والألقاب

الشيخ: عباس بن محمد رضا بن أبي قاسم القمي، قم 1294 - النجف الأشرف 1359ه

ط2 (منقحة)، بيروت، مؤسسة الوفاء ،1403ه/1983م

61 - كنز الفوائد

الشيخ: أبوالفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي الطرابلسي، ت 449 ه-

حققه وعلق عليه الشيخ : عبد الله نعمة

ط1، قم، المطبعة أمير، منشورات دار الذخائر ،1410ه

62 - لسان الميزان

شهاب الدين أحمد بن علي بن محمد بن حجر العسقلاني الكناني الشافعي، ت 852 ه-

ط3، (أوفسيت علي الطبعة الأولي حيدر آباد 1330ه-)

بيروت، مؤسسة الأعلمي، 1406ه/1986م

63 - لؤلؤة البحرين : (في الإجازات وتراجم رجال الحديث)

الشيخ : يوسف بن أحمد آل عصفور البحراني، ت 1186ه

حققه وعلق عليه السيد : محمد صادق بحر العلوم

ط2، بيروت، دار الأضواء، 1406ه/1986م

64 - ماذا في التاريخ

الشيخ : محمد حسن القبيسي العاملي

ط1 (ج13) ، بيروت ، دار التعارف ، 1978/1398م

ط1 (ج14) ، بيروت ، دار التعارف ، 1398ه/1978م

ص: 448

65 - المحاسن والمساوئ

الشيخ : إبراهيم بن محمد البيهقي، ت بعد 320ه

وضع حواشيه الأستاذ : عدنان علي

ط1 ، بيروت، دار الكتب العلمية، 1420ه/1999م

66 - مروج الذهب ومعادن الجوهر

أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي، ت 346ه

شرحه وقدم له الدكتور : مفيد محمد قميحة

ط2، بيروت، دار الكتب العلمية، 1425ه/2004م

67 - المعلقات العشر

فوزي عطوي

ط1، بيروت

68 - مناقب آل أبي طالب

الشيخ : زين الدين محمد بن علي بن شهر آشوب المازندراني، ت 588 ه-

تحقيق وفهرست الدكتور : يوسف البقاعي

ط2، قم، المطبعة سليمان زاده، إنتشارات ذوي القربي، 1427ه

69 - منتخب الأنوار المضية، (سلسلة المختار من التراث، رقم 5)

السيد : علي بن عبد الكريم النيلي النجفي، ق 7ه

تحقيق السيد : عبد اللطيف الكوهكمري

ط1، قم، مطبعة الخيام، 1401ه

70 - النظرة الرشيدة في المباهلة السعيدة

الشيخ : منصور بن عبد الله البيات

ص: 449

ط1 ، بيروت ، دار الزهراء، 1979ه-/1399 م

71 - نور الأبصار في مناقب آل بيت النبي المختار صلي الله عليه واله وسلم

الشيخ : مؤمن بن حسن بن مؤمن الشبلنجي

خرج أحاديث ووضع حواشية الشيخ : عبد الوارث محمد علي

ط3، بيروت، دار الكتب العلمية، 1418ه/1997م

72 - النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين عليهم السلام

السيد : نعمة الله الجزائري، ت 1112ه

ط1، بيروت، دار القارئ / بغداد، دار الكتاب العربي ، 1426ه /2005م

73- الوطن الاسلامي بين السلاجقة والصليبيين

السيد : حسن بن محسن بن عبد الكريم الامين

طا، بيروت، مركز الغدير ، 1417ه/1996م

74- يوم الخلاص في ظل القائم عليه السلام

الأستاذ : كامل سليمان العاملي ، ت 2011م

ط2، قم، مؤسسة دار المجتبي،1428ه/2007م

ص: 450

الصحف والمجلات والقنوات الفضائية

75- جريدة البلد : 22 / آذار، 2006م و 23/ آذار، 2008م

76- جريدة الثورة السورية : 1999/4/2

77- جريدة السفير : 2003/9/15

78- جريدة النهار : 1998/3/7 وع 1998/4/20/20034 و 1/9/ 19990.

79- صحيفة الأخبار المصرية : 1998/6/19

80- صحيفة إطلاعات الإيرانية : العدد : 9303 و 9763 و 9873 و 10989

81- صحيفة كيهان الإيرانية : العدد : 5991 و 6119 و 6310

82- سالنامه بارس الفارسية : 1311/ق 2/ص100

83- مجلة الأفكار .

84- مجلة الطب العربي :ع 51 / ص 114.

85- مجلة الضياء :س 2/ص470

86- مجلة مكتب إسلام الإيرانية : س 10/ع8/ ص 70

87- إذاعة الأردن : أيار 1997

ص: 451

88- تلفزيون ال أم تي في : 1999/3/18

89- قناة العربية الفضائية : الشريط الأخباري، بتاريخ 2009/9/15 م عصر يوم الثلاثاء. .

90- قناة المنار : الفترة الصباحية،2004/1/1 و 2004/6/17 م

ص: 452

الفهرس

الإهداء : ...5

كلمة شكر وامتنان : ...7

تقديم الدكتور : حسن عباس نصر الله ...9

المقدمة ...13

التمهيد : مناقشة العلماء لمسألة طول العمر ...27

سيد المعمرين الإمام المهدي عليه السلام ...69

القسم الأول :

من أعمار الأنبياء والمرسلين عليهم السلام ...79

القسم الثاني :

من أعمار الملوك والسلاطين ...115

القسم الثالث :

المعمرون في العصور الأولي ...139

القسم الرابع :

المعمرون عبر التاريخ ...165

ص: 453

القسم الخامس :

المعمرون المعاصرون في لبنان ...373

القسم السادس :

المعمرون من بلدان أخري ...403

المصادر ...437

الفهرس ...453

ص: 454

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَالَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ
الزمر: 9

عنوان المکتب المرکزي
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.