رسالةٌ في نجاسة المخالفين و عدمها

اشارة

رسالةٌ في نجاسة المخالفين و عدمها

تأليف العلّامة المحقّق و الفقيه المتتبّع

الحاجّ السيّد محمّد باقر الشفتيّ قدس سره

المعروف بحجّة الإسلام ( 1180 - 1260 ه )

تحقيق: السيّد محمّد الرضا الشفتيّ

ص: 1

اشارة

ص: 2

ص: 3

ص: 4

مقدّمة التحقيق

1-لمحةٌ من حياة المؤلّف قدس سره

اشارة

لمحةٌ من حياة المؤلّف قدس سره (1)

اسمه و نسبه

هو السيّد محمّد باقر بن السيّد محمّد نقي ( بالنون ) الموسويّ النسب، الشفتي الرشتيّ الجيلانيّ الأصل واللقب، الغرويّ الحائريّ الكاظميّ العلم والأدب،

ص: 5


1- لاحظ ترجمته في : بيان المفاخر : المجلّد الأوّل والثاني ؛ روضات الجنّات : 2 / 100 ؛ الفوائد الرضويّة : 2 / 426 ؛ تاريخ اصفهان : 97 ؛ طبقات أعلام الشيعة (ق 13) : 2 / 193 ؛ قصص العلماء : 135؛ الروضة البهيّة في الطرق الشفيعيّة : 19 ؛ مستدرك الوسائل : 3 / 399 ؛ أعيان الشيعة : 9 / 188 ؛ ريحانة الأدب : 1 / 312 ؛ الكنى والألقاب: 2 / 155 ؛ لباب الألقاب: 70 ؛ الكرام البررة : 1 / 192 ؛ معارف الرجال : 2 / 196 ؛ مكارم الآثار: 5 / 1614 ؛ نجوم السماء: 63 ؛ بغية الراغبين (المطبوع ضمن موسوعة الإمام شرف الدين): 7 / 2949 ؛ تكملة أمل الآمل : 5 / 238 ؛ موسوعة طبقات الفقهاء : 13 / 533 ؛ دانشمندان وبزرگان اصفهان: 1 / 373؛ تذكرة القبور: 149 ؛ رجال ومشاهير اصفهان: 255 ؛ وفيات العلماء: 162 ؛ غرقاب: 210 ؛ بغية الطالب: 171 ؛ هدية الأحباب: 140 ؛ مزارات اصفهان: 163 ؛ تذكرة العلماء: 213؛ أعلام اصفهان: 2 /141.

العراقي، الأصفهاني البيدآبادي المنشأ والموطن والمدفن والمآب، الشهير في الآفاق بحجّة الإسلام على الإطلاق، من فحول علماء الإمامية في القرنين الثاني عشر والثالث عشر، و من كبار زعماء الدين وأعلام الطائفة .

و أمّا نسبه الشريف هكذا :

محمّد باقر بن محمّد نقي بن محمّد زكي بن محمّد تقي بن شاه قاسم بن مير أشرف بن شاه قاسم بن شاه هدايت بن الأمير هاشم بن السلطان السيّد عليّ قاضي بن السيّد عليّ بن السيّد محمّد بن السيّد علي بن السيّد محمّد بن السيّد موسى بن السيّد جعفر بن السيّد إسماعيل بن السيّد أحمد بن السيّد محمّد بن السيّد أحمد بن السيّد محمّد بن السيّد أبي القاسم بن السيّد حمزة بن الإمام موسى الكاظم عليه السلام (1).

ولادته و نشأته

ولد على أصحّ القولين في سنة 1180 أو 1181 ه (2) في قرية من قرى : « طارم العُليا »، وانتقل إلى شفت و هو ابن سبع سنين (3).

ثمّ هاجر إلى العراق لطلب العلوم الدينيّة والكمالات النفسانيّة في حدود سنة

ص: 6


1- هكذا ذكره صاحب الترجمة في ديباجة كتابه « مطالع الأنوار : 1 / 1 ».
2- روضات الجنّات : 2 / 102 ؛ تاريخ اصفهان : 97 .
3- بيان المفاخر : 1 / 24 و 25 .

1197 ه أو قريبًا من ذلك، و هو ابن ستّ أو سبع عشرة سنة (1)، فحضر في أوّل أمره على الأستاذ الأكبر الآقا محمّد باقر الوحيد البهبهاني قدس سره في كربلاء (2)، ثمّ على أستاذه العلّامة المير سيّد عليّ الطباطبائيّ قدس سره صاحب الرياض .

ثمّ رحل إلى النجف الأشرف و أقام فيها سبع سنين، و حضر فيها على العلّامة الطباطبائيّ بحر العلوم قدس سره، والشيخ الأكبر صاحب كشف الغطاء رحمه الله.

ثمّ سافر إلى الكاظميّة، فحضر فيها على السيّد المحقّق المُحسن البغداديّ المقدّس الأعرجي رحمه الله قليلًا، فقد قرأ عليه القضاء والشهادات، وأقام عنده مدّة من الزمان .

ولمّا حلّت سنة 1205 ه و قد تمّ بها على المترجم في العراق ثمان سنين بلغ فيها درجة سامية و مكانة عالية، رجع إلى ديار العجم (3) و توطّن في أصفهان (4)

ص: 7


1- روضات الجنّات : 2 / 102 .
2- صرّح بذلك صاحب الترجمة قدس سره في بعض إجازاته، حيث قال : ... عن المولى الساطع ... الّذي فزنا بالاستفادة من جنابه في أوائل التحصيل في علم الأصول، و قرأنا عليه من مصنّفاته ما هو مشهور بالفوائد العتيق ... مولانا آقا محمّد باقر البهبهاني ( كتاب الإجازات : مخطوط ).
3- كما نصّ عليه نفسه قدس سره في حواشي بعض إجازاته، قال : قد حُرِمنا من شرافة مجاورة العتبات العاليات - على مشرفها آلاف التحيّة و الصلوات - و انتقلنا منها إلى ديار العجم في سنة خمس ومائتين بعد الألف، وكان مولانا مولى الكلّ آقا محمّد باقر البهبهاني في الحيات، ثمّ انتقل إلى الفردوس الأعلى في سنة ستّ ومائتين بعد الألف - قدّس اللَّه تعالى روحه السعيد ( كتاب الإجازات : مخطوط ).
4- قال المترجم له قدس سره في حاشية بعض إجازاته ما هذا كلامه : انتقل المرحوم المغفور مير عبدالباقي إلى دار الآخرة - قدّس اللَّه تعالى روحه - في أوائل ورودي في اصبهان في سنة سبع و مائتين بعد الألف من الهجرة (كتاب الإجازات : مخطوط ).

مع الحاجّ محمّد ابراهيم الكلباسي قدس سره، وكانا صديقين رفيقين شفيقين .

ثمّ اتّفق له في سنة 1215 ه الارتحال من أصفهان إلى قم أيّام زعامة المحقّق القمّي رحمه الله، فحضر مجلسه بما ينيف على ستّة أشهر (1)، وكان يقول : « أرى لنفسي الترقّي الكامل في هذه المدّة القليلة بقدر تمام ما حصل لي في مدّة مقامي بالعتبات العاليات » (2) ؛ فكتب له الميرزا قدس سره إجازة مبسوطة مضبوطة كان يغتنم بها من ذلك السفر المبارك .

ثمّ سافر بعدها إلى كاشان، فحضر على المولى محمّد مهدي النراقي رحمه الله، وتلمّذ عليه مدّة قليلة (3).

نقل من بعض المشايخ أنّه بعد وروده إلى أصفهان ليس له شي ء من الكتب إلّا مجلّدًا واحدًا من المدارك، و كان مجرّدًا من الأموال، قليل البضاعة، بل عديمها، إلّا منديلًا لمحلّ الخبز، ويسمّى بالفارسية : سفره (4).

و سكن في مدرسة السلطان - المفتوح بابه إلى چهارباغ العبّاسي - المعروفة

ص: 8


1- قال سيّدنا المترجم رحمه الله في حاشية كتابه « مطالع الأنوار : ج 1 » : « اعلم : أنّه اتّفق لي في سنة مائتين و خمس عشر بعد الألف ( 1215 ) الارتحال من اصبهان إلى بلدة قم، و مكثت فيها أربعة أشهر أو أكثر، وكنت مشتغلًا بكتابة هذا المجلّد من الشرح » .
2- انظر روضات الجنّات : 2 / 100 .
3- الروضة البهيّة في الطرق الشفيعيّة : 19 .
4- الروضة البهيّة في الطرق الشفيعيّة : 19 .

في اصفهان بمدرسة چهارباغ، واجتمع الطلّاب والمشتغلون عنده للتحصيل والتعليم، و أخرجه المدرّس من المدرسة و لم يتعرّض له و لم يعارضه، فإذا اطّلع على انّه أمر بالخروج، خرج من غير إظهار للكراهة (1).

فبعد قليل من الزمان إجتمع عليه أهل العلم والمحصّلون، وانتقلت إليه رياسة الإماميّة في أغلب الأقطار بعد ذهاب المشايخ - رحمهم اللَّه - فصار مرجعًا للفتوى، و أقبلت له الدنيا بحيث انتهت إليه الرياسة الدينيّة والدنيويّة، وملكت أموالًا كثيرة من النقود والعروض والعقار والقرى والدور الكثيرة في محلّة بيدآباد، و كان له أموال كثيرة في التجارة إلى بلدة رشت يدور من اصفهان إلى رشت، و يربح كثيرًا .

و كان الباعث على ترويج أمره في أصفهان و في غيره من البلاد، العالم الربّاني والمحقّق الصمداني ميرزا أبوالقاسم الجيلاني القمّي قدس سره، المقبول قوله عند العوام والخواص، و عند السلطان والرعيّة .

و أيضًا يقدّمه العالم الزعيم الحاج محمّد إبراهيم الكرباسي رحمه الله في المشي والحكم و غيرهما، فكلّ هذه الأمور كانت ترفع شأنه، إلّا انّ يده - تعالى - فوق الأيدي، ترفع و تضع طبق المصالح الربّانيّة (2).

وكانت بينه و بين الحاج محمّد إبراهيم المذكور صلة متينة و صداقة تامّة من بدء أمرهما، فقد كانا زميلين كريمين في النجف، تجمع بينهما معاهد العلم، وشاء

ص: 9


1- انظر طرائف المقال : 2 / 377 .
2- الكرام البررة : 1 / 194 .

اللَّه أن تنمو هذه المودّة شيئًا فشيئًا، و يبلغ كلّ منهما في الزعامة مبلغًا لم يكن يحدث له في البال، وأن يسكنا معًا بلدة أصفهان، ويتزعّما بها في وقت واحد، ولم تكن الرياسة لتكدّر صفو ذلك الودّ الخالص، أو تؤثّر مثقال ذرّة، فكلّما زادت سطوة أحدهما زاد اتّصالًا و رغبة بصاحبه، فاعتبروا يا أولى الأبصار .

و حجّ بيت اللَّه الحرام في سنة 1231 ه (1) من طريق البحر، و كان ذلك أيّام محمّد عليّ باشا المصريّ، و كانت له زيارة خاصّة له، فأخذ منه « فدك » وكفّل بها سادات المدينة (2) ؛ و كذلك حدّد المطاف على مذهب الشيعة للمسلمين في مكّة المكرّمة (3).

و في سنة 1243 (4) أخذ في بناء المسجد الأعظم باصبهان (5) وأنفق عليه ما يقرب من مائة ألف دينار شرعيّ تقريبًا من أمواله الخالصة، ومال بقبلته إلى يمين قبلة سائر المساجد يسيرًا، و جعل له مدارس و حجرات للطلبة، و أسّس أساسًا

ص: 10


1- صرّح بذلك نفسه قدس سره في مناسكه ( مناسك الحجّ : مخطوط ).
2- قصص العلماء : 145 ؛ وقد أشار بذلك الميرزا حبيب اللَّه نيّر رحمه الله ضمن مرثيته للمترجم قدس سره ( معادن الجواهر : 1 / 23 ) بقوله : ميراث أولاد الزهراء استرد لهم من غاصبي فدك في طوفه الحرما
3- تاريخ اصفهان : 97 .
4- صرّح بهذا التاريخ معاصره الأديب الفاضل الميرزا محمّد عليّ الطباطبائي الزوّاري، المتخلّص بوفا (المتوفّى سنة 1248 ه) في تذكرته الموسومة بالمآثر الباقريّة : ص 232، الّتي جمع فيها بعض من القصائد والمقطّعات الّتي أنشدها الشعراء في مدح حجّة الإسلام قدس سره ووصف مسجده الأعظم .
5- أنشأه في محلّة «بيدآباد»، وهي من محلّات أصفهان العظيمة .

لم يعهد مثله من أحد العلماء والمجتهدين، و بنى فيه قبّة لمدفن نفسه، و هي الآن بمنزلة مشهد من مشاهد الأنبياء والأئمّة عليهم السلام، مطاف للخلايق في خمسة أوقات الصلوات .

إطراء العلماء له

1 - الفقيه المحقّق ميرزا أبوالقاسم القمّي قدس سره

هو من أساتذته و مشايخه، قال في إجازته الكبيرة له :

«... فقد استجازني الولد الأعزّ الأمجد، والخل الأسعد الأرشد العالم العامل الزكي الذكي، والفاضل الكامل الألمعيّ اللوذعيّ، بل المحقّق المدقّق التقي النقي، ابن المرحوم المبرور السيّد محمّد نقي، محمّد باقر الموسويّ الجيلانيّ، أسبل اللَّه عليه نواله، و كثّر في الفرقة الناجية أمثاله » (1).

2 - الحكيم المولى عليّ النوريّ قدس سره

هو من أساتذته، قد أطرى عليه بقوله :

« علّامة العهد، فقيه العصر، حجّة الطائفة المحقّة، قبلة الكرام البررة،

ص: 11


1- بيان المفاخر : 2 / 7 .

الفريد الدهريّ، والوحيد العصريّ، مطاع، واجب الإتّباع، معظّم، مجموعة المناقب والمفاخر، آقا سيّد محمّد باقر، دامت بركات فضائله الإنسيّة و شمائله القدسيّة » (1).

زهده و عبادته

قال المحدّث القمّي رحمه الله في الفوائد الرضويّة، نقلًا عن صاحب التكملة :

« حجّة الإسلام السيّد محمّد باقر كان عالمًا ربّانيًّا روحانيًّا ممّن عرف حلال آل محمّد عليهم السلام و حرامهم، و شيّد أحكامهم، و خالف هواه، واتّبع أمر مولاه، كان دائم المراقبة لربّه، لا يشغله شي ء عن الحضور والمراقبة. و قال : حدّثني والدي رحمه الله انّ آماق عين السيّد كانت مجروحة من كثرة بكائه في تهجّده .

و حدّثني بعض خواصّه، قال: خرجت معه إلى بعض قراه، فبتنا في الطريق، فقال لي: ألا تنام؟! فأخذت مضجعي فظنّ أني نمت، فقام يصلّي، فواللَّه إنّي رأيت فرائصه وأعضائه يرتعد بحيث كان يكرّر الكلمة مرارًا من شدّة حركة فكّيه وأعضائه، حتّى ينطق بها صحيحة » (2).

ص: 12


1- رسالة في أحكام القناة للمترجم له : مخطوط .
2- الفوائد الرضويّة : 2 / 429 .

إقامته الحدود الشرعيّة

يعتقد السيّد حجّة الإسلام أنّ إقامة الحدود واجبة على الفقيه الجامع لشرائط الفتوى في عصر الغيبة عند التمكّن من الإقامة والأمن من مضرّة أهل الفساد، وألّف قدس سره في إثبات هذا الاعتقاد رسالة ؛ و بهذا كان يقيم الحدود الشرعيّة ويجريها بيده أو يد من يأمره بلا خشية و لا خوف .

قال صاحب الروضات رحمه الله :

يقدم إلى إجرائه بالمباشرة أو الأمر بحيث بلغ عدد من قتله رحمه الله في سبيل ربّه - تبارك و تعالى - من الجناة والجفاة أو الزناة أو المحاربين اللاطين زمن رئاسته ثمانين أو تسعين، و قيل : مائة و عشرين (1).

أساتذته و مشايخ روايته

1 - الأستاذ الأكبر الآقا محمّد باقر الوحيد البهبهاني قدس سره ( المتوفّى 1206 ه )

2 - الميرزا محمّد مهدي الموسويّ الشهرستانيّ قدس سره ( المتوفّى سنة 1216 ه )

3 - الشيخ الأكبر الشيخ جعفر كاشف الغطاء قدس سره ( المتوفّى سنة 1227 ه )

4 - الشيخ سليمان بن معتوق العامليّ قدس سره ( المتوفّى سنة 1227 ه )

ص: 13


1- روضات الجنّات : 2 / 101 .

5 - السيّد محسن الأعرجيّ البغداديّ قدس سره ( المتوفّى سنة 1227 ه )

6 - الأمير السيّد عليّ الطباطبائي الحائريّ قدس سره ( المتوفّى سنة 1231 ه )

7 - الميرزا أبوالقاسم الجيلاني القمّي قدس سره ( المتوفّى سنة 1231 ه )

أولاده

اشارة

له قدس سره أولاد متعدّدون، كلّهم علماء أجلّاء، و سادة فضلاء، إنتهت إليهم الرياسة الدينيّة والعلميّة بعد أبيهم في أصفهان، و هم :

1 - السيّد أسد اللَّه ( 1228 - 1290 ق )

1 - السيّد أسد اللَّه ( 1228 - 1290 ق ) (1)

قال الإمام السيّد عبدالحسين شرف الدين في ترجمة والده قدس سره ما هذا كلامه :

ص: 14


1- ترجمته في : روضات الجنّات : 2 / 103 ( ذيل ترجمة أبيه ) ؛ أعيان الشيعة : 11 / 109 ؛ بيان المفاخر : 2 / 245 - 351 ؛ الكنى والألقاب : 2 / 156 ؛ الفوائد الرضويّة : 1 / 42 ؛ أحسن الوديعة : 1 / 78 ؛ المآثر والآثار : 138 ؛ الروضة البهيّة في الطرق الشفيعيّة : 22 ؛ ماضي النجف وحاضرها : 1 / 133 ؛ معارف الرجال: 1 / 94 ؛ مكارم الآثار: 3 / 836؛ لباب الألقاب: 71؛ ريحانة الأدب: 2 / 26؛ قصص العلماء: 122؛ الكرام البررة: 1/124؛ نجوم السماء: 332 ؛ بغية الراغبين ( المطبوع ضمن موسوعة الإمام شرف الدين ) : 7 / 2950 ؛ تكملة أمل الآمل : 2 / 165 ؛ مرآة الشرق : 1 / 146 ؛ رجال ومشاهير اصفهان : 153 ؛ تاريخ اصفهان و رى : 262؛ تاريخ اصفهان : 305 ؛ دانشمندان وبزرگان اصفهان : 1 / 253 ؛ أعلام اصفهان: 1 / 519 ؛ منتخب التواريخ: 718 ؛ ناسخ التواريخ : (تاريخ قاجار) 3 / 103 ؛ علماى معاصرين: 331 ؛ روضة الصفا: 10 / 458.

« و خَلَفَه ولده الأبرّ الأغرّ، الفقيه الأصولي، المحقّق البحّاثة، العلّامة السيّد أسد اللَّه . كان رحمه الله على شاكلة أبيه في العلم والعمل والجهاد لنفسه و المراقبة عليها آناء الليل، و أطراف النهار . و قد انتهت إليه رئاسة الدين في ايران، وانقادت لأمره عامّة الناس وخاصّتها حتّى السلطان ناصر الدين شاه ... » (1).

2 - السيّد محمّد مهديّ (2)

3 - السيّد محمّد عليّ ( حدود 1227 - 1282 ه ) (3)

4 - السيّد مؤمن ( 1294 ه ) (4)

5 - السيّد محمّد جعفر ( المتوفّى عاشوراء 1320 ه ) (5)

ص: 15


1- بغية الراغبين ( المطبوع ضمن موسوعة الإمام شرف الدين ): 7 / 2950 .
2- ترجمته في : رجال اصفهان : 146 ؛ تذكرة القبور : 81 ؛ بيان المفاخر : 2 / 161 ؛ دانشمندان وبزرگان اصفهان: 1 / 381 .
3- ترجمته في : غرقاب : ص 222 ؛ الكرام البررة (القسم الثالث): 119 ؛ تذكرة القبور : 81 ؛ بيان المفاخر : 2 / 159 و 160 ؛ مكارم الآثار : 7 / 2490 - 2487 ؛ بزرگان ودانشمندان اصفهان : 1 / 379.
4- ترجمته في تذكرة القبور : 81 ؛ بيان المفاخر : 2 / 160 ؛ دانشمندان وبزرگان اصفهان: 1 / 380 ؛ رجال اصفهان : 147 ؛ تكملة أمل الآمل : 6 / 96 ؛ المآثر والآثار : 184 ؛ تكملة نجوم السماء : 1 / 400.
5- ترجمته في: بيان المفاخر: 2 / 155 - 157؛ نقباء البشر: 1/279؛ دانشمندان وبزرگان اصفهان: 1/377 تاريخ اصفهان : 324 ؛ المآثر والآثار : 1 / 249 ؛ معجم رجال الفكر والأدب : 1 / 398 ؛ اعلام اصفهان : 2 / 288.

6 - السيّد زين العابدين ( المتوفّى قبل 1290 ه ) (1)

7 - السيّد أبو القاسم ( المتوفّى 1262 ه ) (2)

8 - السيّد هاشم ( المتوفّى قبل 1293 ه ) (3)

تآليفه القيّمة

اشارة

له مؤلّفات كثيرة، و رسائل متعدّدة، كلّها تفصح عن تضلّعه في شتّى العلوم المختلفة خصوصًا الفقه والرجال، و تظهر منها جامعيّته من المعقول والمنقول، وإليك أسماء بعضها :

الكتب و الرسائل الفقهيّة

1 - مطالع الأنوار المقتبسة من آثار الأئمّة الأطهار عليهم السلام ( شرح شرائع الإسلام )

ص: 16


1- ترجمته في : بيان المفاخر : 2 / 157 و 158 ؛ الكرام البررة : 2 / 589 ؛ دانشمندان وبزرگان اصفهان : 1 / 378 ؛ تكملة نجوم السماء : 1 / 368 ؛ المآثر والآثار : 1 / 221 ؛ تذكرة القبور : 146 ؛ اعلام اصفهان : 3 / 261 .
2- ترجمته في : دانشمندان وبزرگان اصفهان : 1 / 376 ؛ الكرام البررة : 1 / 51 ؛ بيان المفاخر : 2 / 154؛ مكارم الآثار : 5 / 1619 .
3- ترجمته في : بيان المفاخر : 2 / 162 ؛ آثار ملّى اصفهان : 193 .

2 - تحفة الأبرار الملتقط من آثار الأئمّة الأطهار ( في أحكام الصلاة )

3 - المصباح الشارقة في الصلاة

4 - السؤال و الجواب

5 - كتاب القضاء و الشهادات

6 - مناسك الحجّ

7 - رسالة في آداب صلاة الليل و فضلها

8 - رسالة في إبراء الوليّ مدّة المتعة عن المولى عليه

9 - رسالة في حرمة محارم الموطوء على الواطي

10 - رسالة في الردّ على رسالة تعيين السلام الأخير في النوافل للمولى الإيجهي

11 - رسالة في الردّ على ردّ المولى الإيجهي رحمه الله

12 - إقامة الحدود في زمن الغيبة

13 - رسالة في أنّ يد الواقف كاف في القبض لو كان هو المتولّي

14 - رسالة في مسألة الغُسالة

15 - رسالة في تطهير العجين بالماء النجس بتخبيزه و عدمه

16 - رسالة في أنّ اللبن المضروب بماءٍ نجسٍ هل يطهّر بطبخه آجرًا أو خزفًا أم لا؟

17 - رسالة في الأراضي الخراجيّة

18 - رسالة في أحكام الشكّ والسهو في الصلاة

19 - رسالة في طهارة عرق الجنب من الحرام

ص: 17

20 - رسالة في صلاة الجمعة

21 - رسالة في العقد على أخت الزوجة المطلّقة

22 - رسالة في حكم صلح حقّ الرجوع في الطلاق الرجعيّ

23 - رسالة في جواز الإتّكال بقول النساء في انتفاء موانع النكاح فيها

24 - رسالة في حكم الصلاة في جلد الميتة المدبوغ

25 - رسالة في ثبوت الزنا واللواط بالإقرار

26 - رسالة في شرح جواب المحقّق القمّي رحمه الله

27 - رسالة في أحكام القناة

28 - رسالة في ولاية الحاكم على البالغة غير الرشيدة

29 - رسالة في حكم الصلاة عن الميّت

30 - رسالة في تحديد آية الكرسي

31 - رسالة في كيفيّة زيارة عاشوراء

32 - رسالة في حكم أكل التربة الحسينيّة و تعيين الحائر

33 - رسالة في صيغ النكاح

34 - رسالة في العصير العنبيّ والزبيبيّ والتمريّ

35 - رسالة في نجاسة المخالفين

36 - رسالة في أنّه هل يجوز نيّة الوجوب في الوضوء قبل دخول الوقت مع

اشتغال الذمّة بالقضاء و عدم إرادة الإتيان بها بذلك الوضوء، أم لا ؟

ص: 18

37 - رسالة في تعريف البيع وأقسامه و شروطه

38 - رسالة في توكيل الصبيّ المميّز

39 - رسالة في أنّه هل ينفسخ المبايعة الخياريّة بمجرّد ردّ مثل الثمن و إرادة الفسخ من غير أن يتلفّظ بصيغة الفسخ، أم لا ؟

40 - رسالة في أنّه إذا وقع عقد النكاح من الأب وكالة للابن المريض فمات قبل الدخول ما حكمه من العدّة والصداق والميراث و تزويج المرأة في العدّة ؟

41 - رسالة في أنّه إذا انهدم بنيان لمالكين، هل يجوز لمالك بناء التحت بعد الإحياء منع مالك الفوق من الإحياء، أم لا ؟

42 - رسالة في أنّه إذا قتل عبد حرًّا ما حكمه

43 - رسالة في ميراث الغائب و بيان زمان التربّص

44 - رسالة في جواز الوصل بين اسطوانين أو أسطوانات المسجد لجدار ضعيف البنيان لمصلحة إقامة الجماعة

45 - رسالة في سلام التحيّة في الصلاة

46 - الرسالة العمليّة

الكتب و الرسائل الحديثيّة

47 - الحاشية على الكافي

ص: 19

48 - الحاشية على الوافي

49 - شرح الحديثين المرويّين عن العترة الطاهرة عليهم السلام

الكتب و الرسائل الأصوليّة

50 - الزهرة البارقة لمعرفة أحوال المجاز والحقيقة

51 - رسالة في الاستصحاب

52 - الحاشية على تهذيب الوصول

53 - الحاشية على أصول معالم الدين

54 - رسالة في الاجتهاد والتقليد

الكتب و الرسائل الرجاليّة

55 - الحاشية على رجال الطوسي

56 - الحاشية على الفهرست

57 - الحاشية على خلاصة الأقوال

58 - رسالة في تحقيق حال أبان بن عثمان و أصحاب الإجماع

ص: 20

59 و 60 - رسالتان في تحقيق حال إبراهيم بن هاشم القمّي (1)

61 - الإرشاد الخبير البصير إلى تحقيق الحال في أبي بصير

62 - رسالة في تحقيق حال أحمد بن محمّد بن خالد البرقي

63 - رسالة في تحقيق حال أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري

64 و 65 - رسالتان في تحقيق حال إسحاق بن عمّار الساباطي

66 - رسالة في تحقيق حال حسين بن خالد

67 - رسالة في تحقيق حال حماد بن عيسى الجهني

68 - رسالة في تحقيق حال سهل بن زياد الآدمي الرازي

69 - رسالة في تحقيق حال شهاب بن عبد ربّه

70 - رسالة في تحقيق حال عبد الحميد بن سالم العطّار وولده محمّد

71 - رسالة في تحقيق حال عمر بن يزيد

72 - رسالة في تعيين محمّد بن اسماعيل الواقع في صدر بعض أسانيد الكافي (2)

ص: 21


1- صرّح السيّد حجّة الإسلام قدس سره في الرسالة الثانية بأنّه كتب في تحقيق أحواله رسالتان، حيث قال في أوّلها : لمّا كتبت في سالف الزمان رسالة في تحقيق الحال في إبراهيم بن هاشم وأغفلت فيها بعض ما ينبغي التنبيه عليه، أبرزت هذه الكلمات في ذلك المرام ( الرسائل الرجاليّة : 61 ).
2- قال صاحب الذريعة قدس سره : ترجمة محمّد بن اسماعيل الواقع في صدر بعض أسانيد الكافي، للسيّد حجّة الإسلام الاصفهاني، طبعت مع رسائله، فرغ من أصله سنة 1206، ثمّ بعد مدّة كتب عليه حاشية منه سنة 1232 ( الذريعة : 4 / 162 الرقم 801 ).

73 - رسالة في تحقيق حال محمّد بن أحمد الراوي عن العمركي

74 - رسالة في تحقيق حال محمّد بن خالد البرقي

75 و 76 - رسالتان في تحقيق حال محمّد بن سنان

77 - رسالة في تحقيق حال محمّد بن الفضيل

78 - رسالة في تحقيق حال محمّد بن عيسى اليقطيني

79 - رسالة في بيان أشخاص الّذين لقّبوا بما جيلويه

80 - رسالة في تحقيق حال معاوية بن شريح و معاوية بن ميسرة و أنّهما واحد

81 - رسالة في بيان العدّة المتكرّرة في أسانيد الكافي (1)

الكتب و الرسائل المتفرّقة

82 - رسالة في أصول الدين

83 - سؤال و جواب عن بعض عقائد الشيخيّة

84 - رسالة في أنّ المراد من الطعام في قوله تعالى : « و طعام الّذين أوتوا الكتاب حلّ لكم » ماذا ؟

85 - الحلية اللامعة للبهجة المرضيّة

ص: 22


1- طبعت أكثر هذه الرسائل في مجلّد واحد بتحقيق الحجّة الحاج السيّد مهدي الرجائي - دامت بركاته - سنة 1417 ه ، قامت بطبعها مكتبة مسجد السيّد حجّة الإسلام الشفتي قدس سره باصفهان .

وفاته و مرقده

عاش - قدّس اللَّه نفسه الزكيّة - ثمانين سنة تقريبًا، ثمّ أجاب دعوة الإلهيّة في عصيرة يوم الأحد، الثاني من شهر ربيع الثاني سنة 1260 ه (1) - على أصحّ الأقوال ؛ و دفن بعد ثلاثة أيّام من وفاته في البقعة الّتي بناها لنفسه في جانب مسجده الكبير باصبهان، و هي الآن مشهد معروف و مزار متبرّك .

قال المحقّق الچهارسوقي قدس سره في الروضات :

و لم ير مثل يوم وفاته، يوم عظيم، ملأت زقاق البلد من أفواج الأنام رجالًا و نساءًا، يبكون عليه بكاء الفاقد والده الرحيم و مشفقه الكريم، بحيث كان همهمة الخلائق تسمع من وراء البلد، و غسل في بيته الشريف، ثمّ أتى به إلى المسجد، فصلّى عليه ولده الأفضل و خلفه

ص: 23


1- هذا التاريخ مطابق لما كتبه صاحب الروضات رحمه الله في بياضه ( انظر مقدّمة النهريّة : 20 ) ؛ وكذا مطابق لما كتبه العلّامة الشيخ محمّد جعفر بن محمّد إبراهيم الكرباسي (المتوفّى 1292 ه) في ظهر كتابه : منهج الرشاد في شرح إرشاد الأذهان ( انظر فهرس مخطوطات مكتبة مركز إحياء التراث الإسلامي: 6 / 79 الرقم 90 ). وضبطه كذلك العالم الفاضل الشاعر رضا قليخان هما الشيرازيّ ( المتوفّى 1290 ه ) فقال في « ديوانه : ص 104 » في تاريخ وفاته : در اول حمل و دويم ربيع دويم زدامگاه جهان شد بسوى دار سلام بلفظ تازى تاريخ رحلتش گفتم چو بشمرى مأتين است و ألف و ستّين عام

الأسعد الأرشد و الفقيه الأوحد والحبر المؤيّد ... مولانا و سيّدنا السيّد أسد اللَّه ... ؛ و من العجائب اتّفاق فراغه من التحصيل و مراجعته من النجف الأشرف بإصرار والده الجليل في سنة وفاته، و مسارعة روحه المطهّر إلى جنّاته (1).

ص: 24


1- روضات الجنّات : 2 / 104 .

2 - تعريف الكتاب

لا إشكال و لا ترديد في نسبة هذا الأثر النفيس إلى مؤلّفنا الجليل صاحب الكتاب الحاضر .

و هذا الكتاب المستطاب الّذي أحاط بدقائق الفقه هو : رسالة في نجاسة المخالفين ؛ من تأليفات فخر الشيعة و ركن الشريعة : العلّامة الحاجّ السيّد محمّد باقر بن محمّد نقي الموسويّ الشفتيّ الرشتيّ الجيلانيّ الأصفهانيّ، المعروف بحجّة الإسلام - أعلى اللَّه مقامه في دار السلام - اشتمل على تحقيقات لطيفة و نوادر فقهيّة رائعة .

رتّب المصنّف قدس سره هذه الرسالة على ثلاثة مباحث :

الأوّل : في نجاسة المجبّرة .

والثاني : في نجاسة الناصب و كفره .

والثالث : في بيان النصوص الدالّة على كفرهم، و بيان مَن قال به من الأصحاب الّذين وصل إلينا كلامهم .

ص: 25

3 - منهجيّة التحقيق

مع الأسف لم نجد من هذه الرسالة في المكتبات المختلفة إلّا نسخة واحدة ناقصة الآخر، و هي ضمن مجموعة لطيفة من رسائل المصنّف قدس سره المسمّاة ب : « زبدة الرسائل و نخبة المسائل، الموجودة في مكتبة أميرالمؤمنين عليه السلام بأصفهان برقم 515 ؛ كتبها : ميرزا أحمد بن محمّد تقي الخوانساري ؛ و فرغ من الكتابة في شهر شعبان المعظّم سنة 1303 ه .

واعتمدت في تحقيقي لهذه الرسالة على هذه النسخة الوحيدة الّتي عثرت عليها، و كان عملي فيها كالآتي :

1 - بعد نسخ الكتاب من نسخته الوحيدة قمت بمراجعها مرّة أخرى و تصحيح النصّ وإثبات النقص بها ؛ و قد حاولت جهد الطاقة تصحيح النصّ بالاعتماد على الأصول الحديثيّة، و كتب الفقه .

2 - خرّجت ما يحتاج إلى تخريجٍ من آياتٍ قرآنيّة كريمة، و أحاديثٍ شريفة، و أقوالٍ من مصادرها على قدر المستطاع .

3 - أوضحت المواضع المشكلة و العبارات المبهمة، و شرحت بعض اللغات الغريبة الواردة في المتن مع الاستعانة بكتب اللغة و معاجم العربيّة .

4 - أضفت عناوين فرعيّة في المتن بين قوسين معقوفين كي يسهّل الوصول إلى تفاصيل الموضوع .

ص: 26

و لقد بذلت قصارى جهدي في تحقيق هذا السفر القيّم و إخراجه إلى عالم النور، فما وجد فيه من خلل أو خطأ فهو عن قصور لا تقصير .

و نسأل اللَّه - تعالى - أن يتقبّل منّا هذا القليل بقبول حسن ؛ و نسأله أن يوفّقنا لإحياء تراث أهل البيت عليهم السلام و علمائنا الأبرار، خصوصًا بقيّة آثار جدّنا الأمجد الأسعد العلّامة المحقّق والفقيه الأصوليّ الأوحد السيّد محمّد باقر الشفتيّ المعروف بحجّة الإسلام - أعلى اللَّه مقامه في دار السلام - و سلفه الصالح .

و آخر دعوانا أن الحمد للَّه ربّ العالمين، والصلاة والسلام على محمّد وأهل بيته الطيّبين الطاهرين .

السيّد محمّد الرضا الشفتيّ

22 ربيع الأوّل 1443 ه

أصفهان - صانها اللَّه عن الحدثان

ص: 27

ص: 28

ص: 29

ص: 30

ص: 31

ص: 32

ص: 33

ص: 34

بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم

الحمد للَّه الّذي طهّر قلوب المؤمنين عن دنس الشرك والطغيان، و أزال عن صدورهم وسوسة الشيطان، و جعل الرجس على الجاهدين والمنكرين من الإنس والجنّ .

والصلاة والسلام على سيّد الإنس والجانّ و على آله و أولاده الطاهرين المعصومين عن رائحة الريب و النقصان، المنزّهين عن شائبة الشين والعصيان، المخصوصين بتطهير اللَّه الملك المنّان .

نسأل اللَّه أن يعصمنا بعصمتهم عن الأرجاس والأدناس الباطنيّة الطارئة من نفثان الشيطان .

الرسالة الأولى : في نجاسة المخالفين

اشارة

و تنقيح المقام يحتاج إلى بسط الكلام في مباحث :

ص: 35

[ الوجه ] الأوّل : في تفسيرهم

اشارة

أقول : المجبّرة هم الّذين سلبوا الاختيار عن العبد في جميع الأفعال على الخير والشرّ ؛ بل اعتقدوا أنّ كلّ ما يصدر عن العبد من الحركات والسكنات من المحبوبات والمستقبحات كلّها من اللَّه تعالى .

و لابن طاوس كلامٌ في المقام لا بأس بذكره وإن طال به زمام الكلام ؛ و هو المنقول عنه في الطرائف، و هو هذا :

و أمّا أصحاب مالك و أصحاب الشافعي و أصحاب أحمد بن حنبل ومَن وافقهم على اعتقاد المجبرة، فإنّهم اتّفقوا جميعًا على أن جميع

ص: 36

الأفعال في العالم من حركات و سكنات و مكروهات و محبوبات ومستحسنات و مستقبحات فإنّها من فعل اللَّه تعالى في العباد .

و قومٌ منهم ذكروا أنّ اللَّه سبحانه قهرهم و منعهم من الاختيار في كلّ مكروه أو مراد ؛ و يلحق بهؤلاء من كان منهم يقول : إنّ اللَّه يخلق الأعمال والعبد يكتسبها منه، لأنّ الكسب عندهم لا يوجبها ولا يوجدها، وإنّما يوجبها ويوجدها على قولهم اللَّه و هي صادرة عنه ؛ ويقال لهم : هل يقدر العبد على ترك الكسب ؟ فإن قالوا : نعم، فقد قالوا بالاختيار و حصل الوفاق ؛ و إن قالوا : لا يقدر على ترك الكسب فقد ساووا المجبرة في تصريحهم بأنّ العباد مجبورون و مقهورون .

ثمّ يقال لمن قال منهم : إنّ العباد مجبرون، ما معنى قولكم : إنّهم مجبرون ؟ فإنّ العقلاء ما يعرفون حقيقة الجبر للعبد الّا إذا كان العبد مختارًا فجبره غيره و منعه من اختياره و أنتم تزعمون أنّ العبد ما كان مختارًا قطّ و لا كان له فعل على الحقيقة، فما معنى قولكم : إنّ العباد مجبرون ؟ أفلا يتفكّرون فيما تقولون (1) ؟!

و يدلّ على بطلانه أيضًا (2) أنّ الإنسان إذا رماه إنسان بحجر، فإنّه يذمّ الرامي متى علم منه القصد لأذاه و يذمّه كلّ من علم ذلك منه من العقلاء و لو كان يعلم أحد من العقلاء أو يجوز أنّ اللَّه قد أكره الرامي كما أنّ

ص: 37


1- في المصدر : يقولون .
2- في المصدر : و يدلّ على أنّ الجاحدين لما قلناه مكابرون .

الحجر مكره على الرمي لكان الحجر والرامي سواء ؛ والمعلوم عند جميع العقلاء خلاف ذلك .

و لو كان الأمر كما ذكروه من أنّه لا فاعل في العالم سوى اللَّه تعالى كان يلزمهم أن يكون اللَّه قد أرسل الرسل إلى نفسه وأنزل الكتب على نفسه و كان كلّ وعد ووعيد و تهديد صدر على لسان الملائكة والأنبياء والأوصياء و في كتبه، فإنّه يكون على قول المجبرة قد وعد بذلك نفسه و توعد لنفسه و تهدد نفسه ... .

و من عجيب ما يقال لهم أيضًا : إذا كانت الأفعال كلّها الّتي تقع منكم هي فعل اللَّه على التحقيق، فقد صار كلامكم و أمركم و نهيكم كالقرآن وكالوحي و ككلام اللَّه تعالى لموسى عليه السلام من الشجرة و ككلام الأنبياء عن اللَّه و ما بقي بينهم و بينكم فرق (1).

و عن عليّ بن إبراهيم :

المجبرة الّذين قالوا ليس لنا صنع و نحن مجبرون يحدث اللَّه لنا الفعل عند الفعل و إنّما الأفعال هي منسوبة إلى الناس على المجاز، لا على الحقيقة (2).

و يلزم على قولهم - مضافًا إلى ما مرّ - نسبة الجور إلى اللَّه تعالى على العباد، لأنّه لو كان الأمر كما ذكروه كيف يعذّبهم اللَّه بفعل المعاصي ؟! و لأيّ شي ء يدخلهم

ص: 38


1- الطرائف : 2 / 309 و 310 و 342 .
2- تفسير القمّي : 1 / 22 .

النار لارتكاب المناهي ؟! و هل هذا إلّا ظلم واضح ؟! تعالى اللَّه عن ذلك، و هو بري منه . أما سمعوا قول اللَّه - عزّوجلّ - : « إنّ اللَّه لا يظلم الناس شيئًا » (1)، و غيرها من الآيات النافية للظلم منه - تعالى - الثابتة عدالته ؟!

و آيات القرآن كثيرة في الردّ عليهم، كقوله - تعالى - : « ليجزي اللَّه كلّ نفس ما كسبت » (2) ؛ و « لا يكلّف اللَّه نفسًا إلّا وسعها » (3)، و « فمن يعمل مثقال ذرّة خيرًا يره * و من يعمل مثقال ذرّة شرًّا يره » (4)، و قوله : « كلّ نفس بما كسبت رهينة » (5) ؛ و قوله : « ذلك بما قدّمت أيديكم » (6) ؛ و قوله : « و أمّا ثمود فهديناهم فاستحبّوا العمى على الهدى » (7)، و غير ذلك من الآيات .

و أيضًا قوله عليه السلام : « لا جبر و لا تفويض » أيضًا نصٌّ في ذلك، فقال : « ولكن أمرٌ بين الأمرين » ؛ و سئل : « ما الأمر بين الأمرين ؟ قال : مثل ذلك رجل رأيته على معصية فنهيته فلم ينته فتركته ففعل تلك المعصية، فليس حيث لم يقبل منك، فتركته كنت أنت الّذي أمرته بالمعصية » (8).

ص: 39


1- يونس : 44 .
2- إبراهيم : 51 .
3- البقرة : 286 .
4- الزلزلة : 7 و 8 .
5- المدّثر : 38 .
6- آل عمران : 182 .
7- فصّلت : 17 .
8- الكافي : 1 / 160 ح 13 ؛ التوحيد، للشيخ الصدوق : 362 ح 8 .

[ البحث ] الأوّل : في نجاسة المجبّرة

والنظر فيه يقع من وجهين :

و [ الوجه ] الثاني : في بيان أنّهم

و [ الوجه ] الثاني : في بيان أنّهم (1) كافرون أم لا ؟

والحقّ : الأوّل، وفاقًا لجماعة من الأعاظم، كالشيخ والسيّد وابن إدريس وكشف اللثام والحدائق ؛ و عن ثاني الشهيدين والفاضل المجلسيّ و مولانا الصالح المازندراني في شرحه على أصول الكافي، و غيرهم (2).

و نقل عن صاحب الكشّاف أنّه استدلّ بنجاستهم بقوله تعالى : « الّذين أشركوا لو شاء اللَّه ما أشركنا و لا آباؤنا و لا حرّمنا من شي ء كذلك كذّب الّذين من قبلهم » الآية (3) ؛ و إذا ثبت كفرهم تناولهم دليل نجاسة الكافر .

ثمّ ذكر أنّه ذكر في توجيه دلالة الآية على ذلك :

أنّها إخبار بما سوف بقوله : « المشركون »، ثمّ لمّا قالوه قال - سبحانه - : « و قال الّذين أشركوا لو شاء اللَّه ما عبدنا من دونه من شي ء » يعنون بكفرهم و تمرّدهم أنّ شركهم شرك آبائهم و تحريمهم ما أحلّ اللَّه - عزّ

ص: 40


1- يعني : المجبّرة .
2- انظر المبسوط : 1 / 14 ؛ والسرائر : 1 / 14 ؛ و المقاصد العليّة : 142 ؛ و كشف اللثام : 1 / 403 و 404 ؛ و مرآة العقول : 2 / 179 ؛ و شرح أصول الكافي : 5 / 11 و 33 ؛ و الحدائق الناضرة : 5 / 203 و 204 .
3- الأنعام : 148 .

وعلا - بمشيئة اللَّه وإرادته، ولو لا مشيئته لم يكن شي ء من ذلك كمذهب المجبرة بعينه « كذلك كذّب الّذين من قبلهم »، أي : جاءوا بالتكذيب المطلق، لأنّ اللَّه - عزّوجلّ - ركب في العقول و أنزل في الكتاب ما دلّ على غناه و براءته من مشيئة القبائح و إرادتها والرسل أخبروا بذلك، فمن علّق وجود القبائح من الكفر والمعاصي بمشيئة اللَّه و إرادته فقد كذب التكذيب كلّه، و هو تكذيب اللَّه و كتبه و رسله، و نبذ أدلّة العقل والسمع وراء ظهره، انتهى (1).

و قال في كشف اللثام بعد نقله استدلال الكشّاف :

و يدلّ عليه استتباعه لإبطال النبوات والتكاليف رأسًا، فكفرهم أوضح من كفر المشبّهة و المجسّمة، بل أكثر الكفّار، إلّا أن يكونوا من الحمق بحيث لا يتفطّنون لذلك، فهم ليسوا من الناس في شي ء، انتهى (2).

و يدلّ عليه المرويّ عن الاحتجاج عن معاوية الشامي قال : دخلت على عليّ بن موسى الرضا عليه السلام بمرو، فقلت له : يابن رسول اللَّه، روي لنا عن الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام أنّه قال : « لا جبر و لا تفويض، بل أمر بين الأمرين »، ما معناه ؟ قال: من زعم أنّ اللَّه يفعل أفعالنا ثمّ يعذّبنا عليها، فقد قال بالجبر، و من زعم أنّ اللَّه فوّض أمر الخلق والرزق إلى حججه عليهم السلام فقد قال بالتفويض ؛ والقائل بالجبر كافر والقائل بالتفويض مشرك (3).

ص: 41


1- الكشّاف : 2 / 59 .
2- كشف اللثام : 1 / 404 .
3- الاحتجاج : 2 / 198 .

و ما روي عنه أيضًا عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : قلت: يابن رسول اللَّه، أنّ الناس ينسبوننا إلى القول بالتشبيه والجبر، لما روي من الأخبار في ذلك عن آبائك عليهم السلام .

إلى أن قال : من قال بالتشبيه والجبر فهو كافر مشرك، و نحن براء منه في الدنيا والآخرة ؛ يابن خالد إنّما وضع الأخبار عنّا في التشبيه والجبر الغلاة الّذين صغروا عظمة اللَّه، فمن أحبّهم فقد أبغضنا، و من أبغضهم فقد أحبّنا، و من والاهم فقد عادانا، و من عاداهم فقد والانا، و من وصلهم فقد قطعنا، و من قطعهم فقد وصلنا، و من جفاهم فقد برّنا، و من برّهم فقد جفانا، و من أكرمهم فقد أهاننا، و من أهانهم فقد أكرمنا، و من قبلهم فقد ردّنا، و من ردّهم فقد قبلنا، و من أحسن إليهم فقد أساء إلينا، و من أساء إليهم فقد أحسن إلينا، و من صدقهم فقد كذبنا، و من كذبهم فقد صدقنا، و من أعطاهم فقد حرمنا، و من حرمهم فقد أعطانا ؛ يابن خالد، من كان من شيعتنا فلا يتّخذنّ منهم وليًّا و لا نصيرًا (1).

و ما روي عنه أيضًا عن العبّاس بن هلال عن أبي الحسن عليّ بن محمّد في رسالته إلى أهل الأهواز في حديث طويل : فأمّا الجبر فهو قول من زعم أنّ اللَّه - عزّوجلّ - جبر العباد على المعاصي و عاقبهم عليها، و من قال بهذا القول فقد ظلم اللَّه و كذبه و ردّ عليه قوله : « و لا يظلم ربّك أحدًا » (2)، و قوله - جلّ ذكره - : « بما قدّمت يداك و أنّ اللَّه ليس بظلّام للعبيد » (3) مع آي كثيرة فيه، فمن زعم أنّه

ص: 42


1- الاحتجاج : 2 / 198 .
2- الكهف : 50 .
3- الحجّ : 10 .

مجبور على المعاصي فقد أحال بذنبه على اللَّه و ظلمه في عقوبته له، و من ظلم ربّه فقد كذب كتابه، و من كذب كتابه لزمه الكفر بإجماع الأمّة، الحديث (1).

و يدلّ عليه أيضًا ما سيأتي في البحث الآتي إن شاء اللَّه تعالى .

و منها : ما هو المرويّ عن الاحتجاج عن الرضا عليه السلام أنّه قال : من زعم أنّ اللَّه يجبر عباده على المعاصي أو (2) يكلّفهم ما لا يطيقون، فلا تأكلوا ذبيحته و لا تقبلوا شهادته، الحديث (3).

ص: 43


1- الاحتجاج : 2 / 253 .
2- كذا في العيون، و في المصدر : و يكلّفهم .
3- الاحتجاج : 2 / 197 ؛ عيون أخبار الرضا عليه السلام : 1 / 113 ح 16 ؛ الوسائل : 8 / 312 ح 10760 .

البحث الثاني : في نجاسة الناصب و كفره

اشارة

والنظر فيه أيضًا يقع من وجهين :

[ الوجه ] الأوّل : في تفسير الناصب و بيان كون المخالف ناصبًا

اشارة

أقول : قال المحقّق الثاني :

النواصب جمع ناصب، و هم الّذين ينصبون العداوة لأهل البيت عليهم السلام (1).

و زعم آخرون أنّه من نصب العداوة لشيعتهم (2).

و في الأحاديث ما يصرّح بالثاني، ففي الصحيح أنّه : ليس الناصب من نصب

ص: 44


1- جامع المقاصد : 1 / 164 .
2- انظر الحاشية الأولى على الألفيّة، للشهيد الثاني : 463 ؛ والمقاصد العليّة : 141 ؛ والوافي : 17 / 429 ؛ و ملاذ الأخيار : 6 / 343 ؛ و مجمع البحرين : 2 / 173 ؛ والشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب : 109 .

لنا أهل البيت، لأنّك لا تجد رجلًا يقول : أنا أبغض محمّدًا و آل محمّد صلى الله عليه وآله، ولكنّ الناصب من نصب لكم العداوة و هو يعلم أنّكم تولّونا (1) و أنتم من شيعتنا (2).

و في الروض :

والمراد بالناصب مَن نصب العداوة لأهل البيت عليهم السلام أو لأحدهم، و أظهر البغضاء لهم صريحًا أو لزومًا، ككراهة ذكرهم و نشر فضائلهم والإعراض عن مناقبهم من حيث انّها مناقبهم، والعداوة لمحبّيهم بسبب محبّتهم . و روى الصدوق عن عبداللَّه بن سنان عن الصادق عليه السلام .

- ثمّ ذكر الحديث فقال : - و ألحق ابن إدريس كلّ من خالف الحقّ . و في بعض الأخبار : أنّ من قدّم الجبت والطاغوت فهو ناصب . واختاره بعض الأصحاب، إذ لا عداوة أعظم ممّن قدّم المنحطّ عن مراتب الكمال، و فضّل المنخرط في سلك الأغبياء والجهّال على من تسنّم أوج الجلال حتّى شكّ في أنّه اللَّه المتعال (3).

و عن شرح الجعفريّة :

والنواصب جمع : ناصب، و هو مَن نصب العداوة لأهل البيت عليهم السلام، أو لأحدهم، نطقًا أو تصريحًا أو لزومًا، لكراهيّة ذكرهم و نشر فضائلهم، أو

ص: 45


1- في ثواب الأعمال : تتوالونا .
2- صفات الشيعة : 9 ؛ ثواب الأعمال : 207 ؛ علل الشرائع : 2 / 601 ح 60 ؛ معاني الأخبار : 365 ح 1 ؛ وسائل الشيعة : 9 / 486 ح 12548 .
3- روض الجنان : 1 / 420 و 421 .

العداوة لمحبّيهم من حيث المحبّة، فإنّها تدلّ على بغض المحبوب ؛ و في صحيحة عبداللَّه بن سنان عن الصادق عليه السلام قال : ليس الناصب، الحديث (1).

و مثله عن الشهيد في شرح الألفيّة (2).

و قال في السرائر بعد تقسيمه الأسآر على ثلاثة أقسام : سؤر مؤمن و من حكمه حكم مؤمن، و سؤر مستضعف و من حكمه حكم المستضعف، و سؤر كافر و من حكمه حكم الكافر، فقال :

والأوّل والثاني طاهر مطهّر، والثالث نجس منجّس ؛ فالمؤمن في عرف الشرع هو المصدّق باللَّه و برسله و بكلّ ما جاءت به ؛ والمستضعف من لا يعرف اختلاف الناس في الآراء والمذاهب، ولا يبغض أهل الحقّ، بل لا إلى هؤلاء، و لا إلى هؤلاء، كما قال اللَّه تعالى (3).

فكلّ من أبغض المحقّ على اعتقاده و مذهبه فليس بمستضعف، بل هو الّذي ينصب العداوة لأهل الإيمان . و أمّا الكافر فهو من خالف المؤمن والمستضعف، وهو الّذي يستحقّ العقاب الدائم، والخلود في نار جهنّم طول الأبد (4).

ص: 46


1- الفوائد العليّة في شرح الجعفريّة، للفاضل الجواد ( مخطوط ) : ص 164 .
2- المقاصد العليّة : 141 .
3- النساء : 143 ؛ « مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء و لا إلى هؤلاء ».
4- السرائر : 1 / 84 .

و عبارات هذه الأعلام - كما ترى - صريحةٌ في أنّ الناصب أعمٌّ من أن يكون نصب العداوة لأحد من الأئمّة، أو لشيعتهم و مواليهم .

والظاهر من العلّامة و ولده في شرحه على الإرشاد، و عن السيّد عميد الدين في شرح القواعد : اختصاصهم بمن نصب العداوة لآل محمّد صلى الله عليه وآله و تظاهر ببغضهم، كما هو الموجود في الخوارج (1).

و قد سمعتُ عن بعض أهل السنّة أنّه كان يقول : لو كان عليّ عليه السلام أعطاني يوم القيامة كأسًا من شراب، لما أخذ منه و لا أشرب من الشراب .

و عن السيّد نعمة اللَّه الجزائريّ في كتاب أنوار النعمانيّة أنّه قال :

و أمّا الناصبيّ و أحواله و أحكامه فإنّما يتمّ (2) ببيان أمرين، الأوّل : في بيان معنى الناصب الّذي وردت الروايات (3) أنّه نجس، و أنّه شرٌّ من اليهوديّ والنصرانيّ والمجوسيّ، و أنّه كافر نجس بإجماع الإماميّة (4)، فالّذي ذهب إليه أكثر الأصحاب هو أنّ المراد به مَن نصب العداوة لآل محمّد صلى الله عليه وآله و تظاهر ببغضهم، كما هو الموجود في الخوارج و بعض ما وراء النهر ؛ و رتّبوا الأحكام في باب الطهارة والنجاسة والكفر والإيمان و جواز النكاح و عدمه على الناصبيّ بهذا المعنى .

ص: 47


1- انظر نهاية الأحكام : 1 / 274 ؛ و تذكرة الفقهاء : 1 / 68 ؛ و مختلف الشيعة : 4 / 322 ؛ وكنز الفوائد في حلّ مشكلات القواعد، للسيّد عميد الدين الأعرج : 1 / 42 .
2- في المصدر : فهو ممّا يتمّ .
3- في المصدر : ورد في الأخبار .
4- في المصدر : علماء الإماميّة .

و قد تفطّن شيخنا الشهيد الثاني - قدّس اللَّه روحه - من الاطّلاع على غرائب الأخبار، فذهب إلى أنّ الناصبيّ هو الّذي نصب العداوة لشيعة أهل البيت عليهم السلام و تظاهر بالقدح (1) فيهم، كما هو حال أكثر المخالفين لنا في هذه الأعصار في كلّ الأمصار، انتهى (2).

و ربّما يظهر من مجمع البحرين اختصاصهم بمن تديّن ببغض عليّ عليه السلام و إن كان الظاهر التلازم حيث قال :

أهل النصب المتديّنون ببغض عليّ عليه السلام، لأنّهم نصبوا له، أي : عادوه (3)، انتهى (4).

[ رأي المؤلّف قدس سره ]

والّذي يقتضيه النظر القاصر هو الأوّل، لأنّه المدلول عليه بجملة من النصوص الواردة عن أهل الخصوص، منها : الصحيح المرويّ عن العلل عن عبداللَّه بن سنان عن الصادق عليه السلام قال : ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت، لأنّك لا تجد أحدًا (5) يقول : أنا أبغض محمّدًا و آل محمّد، ولكنّ الناصب من نصب لكم و هو يعلم أنّكم

ص: 48


1- في المصدر : بالوقوع .
2- الأنوار النعمانيّة : 2 / 227 .
3- في المصدر : أعادوه .
4- مجمع البحرين : 2 / 173 .
5- في المصدر : رجلًا .

تتولّونا و تتبرّؤون (1) من أعدائنا (2).

و منها : ما روي أيضًا عن معاني الأخبار في باب معنى المستضعف عن عبدالغفّار الجازي عن الصادق عليه السلام أنّه ذكر : أنّ المستضعفين ضروب يخالف بعضهم بعضًا، و من لم يكن من أهل القبلة ناصبًا فهو مستضعف (3).

و منها : ما روي عن الصادق عليه السلام أنّه قال : الناصب شرٌّ من اليهوديّ، فقيل له : وكيف ذلك يابن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ؟ فقال : إنّ الناصب يمنع لطف الإمامة (4).

و دلالتها على ما ذكرنا من كون المخالفين بأصرها ناصبين واضحة، بل قد صرّح في بعض الأخبار بأنّ من قدّم الجبت والطاغوت فهو ناصب، كالمرويّ عن السرائر من كتاب مسائل الرجال و مكاتباتهم إلى مولانا أبي الحسن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى الرضا عليه السلام، فجملة مسائل محمّد بن عليّ بن عيسى قال : كتبت إليه أسأله عن الناصب هل احتاج في امتحانه إلى أكثر من تقديمه الجبت والطاغوت واعتقاد إمامتهما ؟ فرجع الجواب : مَن كان على هذا فهو ناصب (5).

ص: 49


1- في المصدر بدل « و تتبرّؤون من أعدائنا » : و أنّكم من شيعتنا .
2- علل الشرائع : 2 / 601 ح 60 ؛ صفات الشيعة : 9 ؛ ثواب الأعمال : 207 ؛ معاني الأخبار : 365 ح 1 ؛ وسائل الشيعة : 9 / 486 ح 12548 .
3- معاني الأخبار : 200 ح 1 .
4- عوالي اللألي : 4 / 11 ح 19 .
5- مستطرفات السرائر : 126 ح 13 ؛ و عنه في الوسائل : 9 / 490 ح 12559 و 29 / 133 ح 35326 .

الوجه الثاني : في بيان ما يدلّ على نجاسة الناصب من النصوص

منها : الرواية المذكورة، و هي قوله عليه السلام : « الناصب شرٌّ من اليهوديّ » (1)، بناءً على أنّ ثبوت نجاسة اليهوديّ يستلزم ثبوتها في الناصب بطريق أولى، لكونه شرًّا منه .

و منها : ما رواه في الكافي عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال : لا تغتسل من البئر الّتي تجتمع فيها غسالة الحمّام، فإنّ فيها غسالة ولد الزنا و هو لا يطهر إلى سبعة آباء، و فيها غسالة الناصب و هو شرّهما، إنّ اللَّه لم يخلق خلقًا شرًّا من الكلب وإنّ الناصب أهون على اللَّه من الكلب (2).

و روى فيه عن خالد القلانسي عن الصادق عليه السلام : ألقى الذمّيّ فيصافحني، قال : امسحها بالتراب و بالحائط ؛ قلت : والناصب (3) ؟ قال : اغسلها (4).

و منها : ما روي عن الصدوق في العلل في الموثّق عن عبداللَّه بن أبي يعفور

ص: 50


1- عوالي اللألي : 4 / 11 ح 19 .
2- الكافي : 3 / 14 ح 1 ؛ الوسائل : 1 / 219 ح 559 .
3- في المصدر : فالناصب .
4- الكافي : 2 / 650 ح 11 ؛ الوسائل : 3 / 420 ح 4043 .

عن الصادق عليه السلام - في حديث - قال بعد أن ذكر اليهوديّ والنصرانيّ والمجوسيّ : والناصب لنا أهل البيت و هو شرّهم، فإنّ اللَّه لم يخلق خلقًا أنجس من الكلب وانّ الناصب لنا أهل البيت أنجس منه (1).

و منها : النصوص المروية في الكافي في باب مناكحة النصاب والشكاك، و منها : الصحيح عن فضيل بن يسار عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال : لا يتزوّج المؤمن الناصبة المعروفة بذلك (2).

و منها : الصحيح الآخر عنه عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال : قال له الفضيل : أتزوّج الناصبة ؟ قال : لا و لا كرامة ؛ قلت : جعلت فداك واللَّه إنّي لأقول لك هذا ولو جاءني ببيت ملآن دراهم لما (3) فعلت (4).

و منها : الحسن عن جميل بن درّاج عن زرارة قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : إنّي أخشى أن لا يحلّ لي أن أتزوّج مَن لم يكن على أمري، فقال : ما يمنعك من البُلْه من النساء ؟ قلت : و ما البُلْه ؟ قال : هنّ المستضعفات من اللّاتي لا ينصبن و لا يعرفن ما أنتم عليه (5).

و منها : صحيحة عبداللَّه بن سنان قال : سألت الصادق عليه السلام عن الناصب الّذي

ص: 51


1- علل الشرائع : 1 / 292 ح 1 ؛ الوسائل : 1 / 220 ح 560 .
2- الكافي : 5 / 348 ح 3 ؛ الاستبصار : 3 / 183 ح 664 ؛ الوسائل : 20 / 549 ح 26317 .
3- في المصدر : ما .
4- الكافي : 5 / 349 ح 5 ؛ الوسائل : 20 / 549 ح 26318 .
5- الكافي : 5 / 349 ح 7 ؛ التهذيب : 7 / 305 ح 1269 ؛ الوسائل : 20 / 539 ح 26286 .

قد عرف نصبه و عداوته هل زوّجه (1) المؤمنة ؟ - إلى أن قال عليه السلام : - لا يزوّج المؤمن الناصبة و لا يتزوّج الناصب المؤمنة ولا يتزوّج المستضعف مؤمنة (2).

البحث الثالث : في بيان نصوص الدالّة على كفرهم و بيان مَن قال به من الأصحاب الّذين وصل إلينا كلامهم

اشارة

فأقول : قال في المقنعة :

لا يجوز لأحد من أهل الإيمان أن يغسل مخالفًا للحقّ في الولاية (3).

و مثله نقل عن ابن البرّاج (4).

واستدلّ عليه الشيخ فقال :

ص: 52


1- في المصدر : نزوّجه .
2- الكافي : 5 / 349 ح 8 ؛ التهذيب : 7 / 302 ح 1261 ؛ و رواه في « الاستبصار : 3 / 183 ح 665 » عن عبد اللَّه بن مسكان مثله ؛ الوسائل : 20 / 550 ح 26319 .
3- المقنعة : 85 .
4- انظر المهذّب : 1 / 129 .

فالوجه فيه أنّ المخالف لأهل الحقّ كافر، فيجب عليه أن يكون حكمه حكم الكفّار إلّا ما خرج بالدليل (1).

أقول : و من حكم الكفّار النجاسة، فيجب أن تكون ثابتة له إلى أن يخرج بالدليل .

و حكم ابن إدريس بنجاسة مَن لم يعتقد الحقّ عدا المستضعف (2).

و مذهب السيّد في الحكم بنجاستهم مشهور (3).

و نقل عن ابن إدريس أنّه قال أيضًا - بعد اختياره مذهب المفيد في عدم جواز الصلاة على المخالف - ما لفظه :

و يعضده القرآن، و هو قوله تعالى : « و لا تصلّ على أحد منهم مات أبدًا » (4)، يعني الكفّار والمخالف لأهل الحقّ (5) كافر، بلا خلاف بيننا (6).

و عن مولانا الصالح المازندرانيّ في شرح أصول الكافي :

و من أنكر الولاية فهو كافر من حيث أنكر أعظم ما جاء به الرسول (7).

ص: 53


1- تهذيب الأحكام : 1 / 335 .
2- انظر السرائر : 1 / 356 .
3- انظر رسائل الشريف المرتضى : 1 / 400 و 4 / 39 ؛ و الحدائق الناضرة : 5 / 176 ؛ و رياض المسائل : 2 / 359 .
4- التوبة : 84 .
5- في المصدر : والمخالف للحقّ .
6- السرائر : 1 / 356 .
7- شرح أصول الكافي : 5 / 156 .

و عن المنتهى في كتاب الزكاة في بيان اشتراط وصف المستحقّ بالإيمان ما صورته :

لأنّ الإمامة من أركان الدين و أصوله و قد علم ثبوتها من النبيّ صلى الله عليه وآله ضرورةً، فالجاحد بها لا يكون مصدّقًا للرسول في جميع ما جاء به، فيكون كافرًا، انتهى (1).

و عن الشريف القاضي في كتاب إحقاق الحقّ :

من المعلوم أنّ الشهادتين بمجرّدهما (2) غير كافيتين إلّا مع الإلتزام بجميع ما جاء به النبيّ صلى الله عليه وآله من أحوال المعاد والإمامة، كما يدلّ عليه ما اشتهر من قوله صلى الله عليه وآله : « من مات و لم يعرف إمام زمانه فقد مات ميتةً جاهليّة » (3) ؛ و لا شكّ أنّ المنكر بشي ء من ذلك ليس بمؤمن و لا مسلم، فإنّ الغلاة والخوارج وإن كانا من فرق المسلمين نظرًا إلى الإقرار بالشهادتين، إلّا أنّهما من الكافرين (4) نظرًا إلى جحودهما ما علم من الدين وليكن منه، بل من أعظم أصوله إمامة أميرالمؤمنين عليه السلام (5).

قال في الحدائق :

ص: 54


1- منتهى المطلب ( ط. ق ) : 1 / 522 .
2- في المصدر : بمجرّدها .
3- كمال الدين : 409 ح 9 ؛ إعلام الورى : 442 ؛ وسائل الشيعة : 16 / 246 ح 21475 ؛ وفي الكافي : 2 / 20 ح 6 : « من مات و لا يعرف إمامه » الحديث .
4- في المصدر بدل « إلّا أنّهما من الكافرين » : فهما من قبل الكافرين .
5- إحقاق الحقّ : 197 .

المشهور بين متأخّري الأصحاب هو الحكم بإسلام المخالفين وطهارتهم وخصّوا الكفر والنجاسة بالناصب، و هو عندهم مَن أظهر عداوة أهل البيت عليهم السلام ؛ والمشهور في كلام أصحابنا المتقدّمين هو الحكم بكفرهم و نصبهم و نجاستهم .

ثمّ قال :

قال الشيخ ابن نوبخت قدس سره - و هو من متقدّمي أصحابنا - في كتابه المسمّى فصّ الياقوت : دافعوا النص كفرة عند جمهور أصحابنا و من أصحابنا مَن يفسقهم، إلى آخره .

ثمّ قال :

و قال العلّامة في شرحه : أما دافعوا النصّ على أميرالمؤمنين عليه السلام بالإمامة، فقد ذهب أكثر أصحابنا إلى تكفيرهم، لأنّ النصّ معلوم بالتواتر من دين محمّد صلى الله عليه وآله، فيكون ضروريًّا، أي : معلومًا من دينه ضرورةً، فجاحده يكون كافرًا كمن يجحد وجوب الصلاة و صوم شهر رمضان، انتهى (1).

و تفصيل المقام يقتضي بسط الكلام في مواضع :

ص: 55


1- الحدائق الناضرة : 5 / 175 .

الموضع الأوّل : في نجاسة الثلاثة المعلومة و كفرهم

فأقول : إنّ نجاستهم و كفرهم من أوضح الواضحات، لتكذيبهم الرسول صلى الله عليه وآله في مواضع معلومة، أهمّها في أمر الولاية حيث بلغهم الرسول صلى الله عليه وآله ولاية مولى الأمّة، فبايعوا ثمّ خالفوا و كذبوا الرسول ؛ و من الضروريّات أنّ مَن كذب الرسول وخالفه فهو كافر .

والدليل عليه كثيرة، تغنينا عن تعرّضها بداهة هذه المسألة، منها : قوله تعالى : « إن هو إلّا وحي يوحى » (1)، فأمره جميعًا أمر اللَّه و نهيه كذلك، فمن خالفه صلى الله عليه وآله فقد خالف اللَّه، فيكون مِن أكفر الكفرة و أنجس من الكلاب الممطورة .

و يدلّ على مخالفتهم الرسول صلى الله عليه وآله و كفرهم نصّ الآية الشريفة : « إنّ الّذين ارتدّوا على أدبارهم بعد ما تبيّن لهم الهدى » (2)، والمراد بهم الثلاثة لما رواه في الكافي في باب : فيه نكت و نتف من التنزيل في الولاية، عن الصادق عليه السلام في قوله

ص: 56


1- النجم : 4 .
2- محمّد : 25 .

تعالى : « إنّ الّذين ارتدّوا على أدبارهم بعد ما تبيّن لهم الهدى » : فلان و فلان وفلان، ارتدّوا عن الإيمان في ترك ولاية أميرالمؤمنين عليه السلام (1).

والأخبار المتواترة الواردة في تفسير الآيات القرآنيّة و غيرها تدلّ على كفرهم، منها : ما رواه في الكافي في الباب المذكور عن الصادق عليه السلام في قول اللَّه عزّوجلّ : « إنّ الّذين آمنوا ثمّ كفروا ثمّ آمنوا ثمّ كفروا ثمّ ازدادوا كفرًا » (2) « لن تقبل توبتهم » (3)، قال : نزلت في فلان و فلان و فلان، آمنوا بالنبيّ صلى الله عليه وآله في أوّل الأمر وكفروا حيث عرضت عليهم الولاية حين قال النبيّ صلى الله عليه وآله : « من كنت مولاه فعليّ مولاه »، ثمّ آمنوا بالبيعة لأميرالمؤمنين عليه السلام، ثمّ كفروا حين مضى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، فلم يقرّوا بالبيعة، ثمّ ازدادوا كفرًا بأخذهم مَن بايعه بالبيعة لهم، فهؤلاء لم يبق فيهم من الإيمان شي ء (4).

و منها : ما رواه أيضًا في الباب المذكور عن أبي عبداللَّه عليه السلام في قول اللَّه عزّوجلّ : « و مَن يُرِد فيه بإلحاد بظلم » (5)، قال : نزلت فيهم حيث دخلوا الكعبة وتعاهدوا و تعاقدوا على كفرهم و جحودهم بما نزل في أميرالمؤمنين عليه السلام، فألحدوا في البيت بظلمهم الرسول صلى الله عليه وآله و وليّه، فبعدًا للقوم الظالمين (6).

ص: 57


1- الكافي : 1 / 420 ح 43 .
2- النساء : 136 ؛ بقيّة الآية هكذا : « لم يكن اللَّه ليغفر لهم و لا ليهديهم سبيلًا ».
3- آل عمران : 90 ؛ أوّل الآية هكذا : « إنّ الّذين كفروا بعد إيمانهم ».
4- الكافي : 1 / 420 ح 42 .
5- الحجّ : 25 .
6- الكافي : 1 / 421 ح 44 .

و منها : ما رواه في الباب أيضًا عن الصادق عليه السلام في قوله تعالى : « فلنذيقنّ الّذين كفروا » بتركهم ولاية أميرالمؤمنين عليه السلام « عذابًا شديدًا » في الدنيا والآخرة « ولنجزينّهم أسوأ الّذي كانوا يعملون » (1).

و منها : ما رواه أيضًا في الباب عن الصادق عليه السلام في قوله تعالى : « سأل سائل بعذاب واقع * للكافرين » بولاية عليّ « ليس له دافع » (2)، ثمّ قال : هكذا واللَّه نزل بها جبرئيل عليه السلام على محمّد صلى الله عليه وآله (3).

و منها : ما رواه أيضًا في الباب عن أبي جعفر عليه السلام قال : نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا : « و قل الحقّ من ربّكم » في ولاية عليّ عليه السلام « فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر إنّا أعتدنا للظالمين » آل محمّد « نارًا » (4).

و منها : ما رواه أيضًا في الباب عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى : « إنّكم لفي قولٍ مختلفٍ » في أمر الولاية « يؤفك عنه مَن أفك » (5) عن الجنّة (6).

و منها : ما رواه أيضًا في الباب عن الصادق عليه السلام في قوله تعالى : « و هدوا إلى الطيّب من القول و هدوا إلى صراط الحميد » (7) قال : ذاك حمزة و جعفر و عبيدة

ص: 58


1- الكافي : 1 / 421 ح 45 ؛ والآية في سورة فصّلت : 27 .
2- المعارج : 1 و 2 .
3- الكافي : 1 / 422 ح 47 .
4- الكافي : 1 / 425 ح 64 ؛ والآية في سورة الكهف : 29 .
5- الذاريات : 8 و 9 .
6- الكافي : 1 / 422 ح 48 .
7- الحجّ : 24 .

وسلمان و أبوذرّ والمقداد بن الأسود و عمّار هدوا إلى أميرالمؤمنين عليه السلام ؛ و قوله : « حبّب إليكم الإيمان و زيّنه في قلوبكم » - يعني أميرالمؤمنين عليه السلام - « و كَرّهَ إليكم الكفر والفسوق والعصيان » (1) الأوّل والثاني والثالث (2).

و منها : ما رواه أيضًا في الباب عنه عليه السلام عن قوله : « فمنكم كافر و منكم مؤمن » (3)، فقال : عرّف اللَّه عزّوجلّ إيمانهم بموالاتنا و كفرهم بها يوم أخذ عليهم الميثاق و هم ذرّ في صلب آدم (4).

و منها : ما رواه أيضًا في الباب عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليهم السلام في قوله تعالى : « يعرفون نعمة اللَّه ثمّ يُنكِرونها » (5)، قال : لمّا نزلت : « إنّما وليّكم اللَّه و رسوله والّذين آمنوا الّذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون » (6) اجتمع نفرٌ من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وآله في مسجد المدينة، فقال بعضهم لبعض : ما تقولون في هذه الآية ؟ فقال بعضهم : إن كفرنا بهذه الآية نكفر بسائرها، وإن آمنّا فإنّ هذا ذلّ حين يسلّط علينا ابن أبي طالب، فقالوا : قد علمنا أنّ محمّدًا صادقٌ فيما يقول، و لكنّا نتولّاه و لا نطيع عليًّا فيما أمرنا ؛ قال : فنزلت هذه الآية : « يعرفون نعمة اللَّه ثمّ يكفرونها » يعرفون يعني ولاية عليّ و أكثرهم الكافرون

ص: 59


1- الحجرات : 7 .
2- الكافي : 1 / 426 ح 71 .
3- التغابن : 2 .
4- الكافي : 1 / 426 ح 74 .
5- النحل : 83 .
6- المائدة : 55 .

بالولاية (1).

و منها : ما رواه أيضًا في الباب عن أبي الحسن الماضي عليه السلام حيث سئل عن قول اللَّه عزّوجلّ : « يريدون ليطفئوا » ولاية أميرالمؤمنين عليه السلام « بأفواههم »، قلت : « واللَّه متمّ نوره » (2)، قال : واللَّه متمّ الإمامة لقوله عزّوجلّ : « الّذين آمنوا باللَّه و رسوله والنور الّذي أنزلنا » (3)، فالنور هو الإمام .

قلت : « هو الّذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحقّ » قال : هو الّذي أمر رسوله بالولاية لوصيّه والولاية هي دين الحقّ ؛ قلت : « ليظهره على الدين كلّه » (4) قال : يظهره على جميع الأديان عند قيام القائم، قال : يقول اللَّه : « واللَّه متمّ نوره » بولاية (5) القائم « ولو كره الكافرون » بولاية عليّ عليه السلام ؛ قلت : هذا تنزيل ؟ قال : نعم، أمّا هذا الحروف (6) فتنزيل و أمّا غيره فتأويل .

قلت : « ذلك بأنّهم آمنوا ثمّ كفروا » (7)، قال : إنّ اللَّه تبارك و تعالى سمّى مَن لم يتّبع رسوله في ولاية وصيّه : منافقين، و جعل مَن جحد وصيّه إمامته كمن جحد محمّدًا .

ص: 60


1- الكافي : 1 / 427 ح 77 .
2- الصف : 8 .
3- التغابن : 8 .
4- الصف : 9 .
5- في المصدر : ولاية .
6- في المصدر : الحرف .
7- المنافقون : 3 .

إلى أن قال عليه السلام : قالوا : إنّ محمّدًا كذب (1) على ربّه و ما أمره اللَّه بهذا في عليّ عليه السلام، فأنزل اللَّه بذلك قرآنًا فقال : إنّ ولاية عليّ « تنزيلٌ من ربّ العالمين * ولو تقوّل علينا » محمّد « بعضَ الأقاويل * لأخذنا منه باليمين » (2)، الحديث (3).

و منها : ما رواه في الكافي في باب مَن ادّعى الإمامة و ليس لها بأهل، عن أبي عبداللَّه عليه السلام : مَن ادّعى الإمامة وليس من أهلها فهو كافر (4).

أقول : إطلاق الكفر عليهم إمّا بعنوان الحقيقة، كما ربّما يشعر به بعض الأخبار المتقدّمة، فيشملهم ما دلّ على نجاسة الكافر و قد مرّ ؛ و إمّا لم يكن كذلك، فيحكم أيضًا بنجاستهم، لأنّ اللفظ عند تعذّر الحمل على الحقيقة يحمل على أقرب المجازات بالنسبة إلى الحقيقة من الأمور المبيّنة، و هو كون جميع أحكام الكفر ثابتًا لهم، منهم : النجاسة والخلود في جهنّم .

فيا ذووا العقول ! كيف يمكن الحكم بعدم كفرهم و نجاستهم مع أنّهم فعلوا ما فعلوا حتّى أخرجوا أميرالمؤمنين عليه السلام قهرًا من بيته و أداروا الحطب في بيته ليحرقوه عليه، مع أنّه - سبحانه و تعالى - عدّه في كتابه الشريف نفس النبيّ صلى الله عليه وآله في آية المباهلة (5)، فيجب أن يكون جميع ما ثبت للنبيّ صلى الله عليه وآله يكون ثابتًا له، إلّا ما خرج .

ص: 61


1- في المصدر : كذّاب .
2- الحاقّة : 43 - 45 .
3- الكافي : 1 / 432 ح 91 .
4- الكافي : 1 / 372 ح 2 .
5- آل عمران : 61 .

الموضع الثاني : في نجاسة من اطّلعوا من النبيّ صلى الله عليه وآله تبليغ الولاية من الّذين كانوا حاضرين في زمن الخطاب أو وصل إليهم بالتواتر، ثمّ أنكروا

و نجاسة هؤلاء الكفرة أيضًا ممّا لا يدخل فيه ريبة، لأنّهم حينئذٍ مكذّبون للنبيّ صلى الله عليه وآله، و مكذّبه مكذّب اللَّه، فيكون كافرًا و نجسًا .

و أيضًا هؤلاء الفجرة يكونون مبغضين لأهل العصمة و ناصبين لهم، فعلى هذا الأدلّة الدالّة على نجاسة مبغضيهم و كفرهم شاملة عليهم، والأدلّة في ذلك كثيرة، منها : ما مرّ في نجاسة الناصب .

و منها : ما رواه في الكافي في باب فرض طاعة الأئمّة عليهم السلام، عن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال : حبّنا إيمان و بغضنا كفر (1).

و منها : ما روي عن علل الشرائع في باب علّة الّتي من أجلها صار عليّ أبي طالب عليه السلام قسيم الجنّة والنار (2)، عن الصادق عليه السلام، حيث قيل له : لِمَ صار

ص: 62


1- الكافي : 1 / 187 ح 12 .
2- في المصدر : قسيم اللَّه بين الجنّة والنار .

أميرالمؤمنين عليه السلام قسيم الجنّة والنار ؟ قال : لأنّ حبّه إيمان و بغضه كفر، وإنّما خلقت الجنّة لأهل الإيمان، و خلقت النار لأهل الكفر، فهو عليه السلام قسيم الجنّة والنار لهذه العلّة .

- إلى أن قال : - فقد ثبت أنّ جميع أنبياء اللَّه و رسله و جميع المؤمنين كانوا لعليّ بن أبي طالب عليه السلام محبّين (1)، و ثبت أنّ أعدائهم والمخالفين لهم كانوا لهم ولجميع أهل محبّتهم مبغضين .

قلت : نعم ؛ قال : فلا يدخل الجنّة إلّا مَن أحبّه اللَّه من الأوّلين والآخرين، ولا يدخل النار إلّا مَن أبغضه من الأوّلين والآخرين، فهو إذن قسيم الجنّة والنار، الحديث (2).

و غيرها ؛ و يدلّ عليه أيضًا في الموضع الرابع إن شاء اللَّه تعالى .

الموضع الثالث : في نجاسة الناصب

أقول : الناصب لا يخلو إمّا أن يكون ناصبًا لأحدٍ من الأئمّة عليهم السلام، فنجاسته

ص: 63


1- من قوله : « فقد ثبت » إلى هنا لم يرد في المصدر .
2- علل الشرائع : 1 / 161 ح 1 .

وكفره أيضًا ممّا لا إشكال فيه، لكثيرٍ من الأدلّة، و قد مرّ بعضها في تفسير الناصب و غيره .

و إمّا أن يكون ناصبًا لشيعتهم، لموالاتهم عليهم السلام، أو للتبرّي من أعدائهم، كما نشاهد الآن في كثير من المخالفين، حيث انّهم لا ينصبوا أهل البيت، بل يقولون : إنّهم من المكرمين، لكن ينصبون شيعتهم لكونهم قائلين بإمامتهم عليهم السلام و متبرّئين من أعدائهم، فينبغي أيضًا الحكم بنجاستهم، لما مرّ من أنّ المراد بالناصب من نصب شيعتهم حيث دلّت عليه أخبارهم، فيدخلون تحت الأدلّة الدالّة على نجاسة الناصب مطلقًا، و يدلّ عليه أيضًا ما سيجي ء .

الموضع الرابع : في ذكر الأدلّة الدالّة على نجاسة الجميع من التابعين للثلاثة

أقول : من الأدلّة الدالّة على نجاستهم قول اللَّه الكريم في آية المباهلة : « قل تعالوا ندع أبنائنا و أبنائكم و نسائنا و نسائكم و أنفسنا وأنفسكم » (1)، حيث انّه تعالى عدّ مولى المؤمنين نفس النبيّ صلى الله عليه وآله، والحمل على الحقيقة غير ممكن كما

ص: 64


1- آل عمران : 61 .

لا يخفى، فيجب حمل اللفظ على أقرب المجازات، و هو أن يكون جميع ما ثبت للنبيّ صلى الله عليه وآله ثابتًا للوليّ، إلّا ما خرج بالدليل، أو بلغ بالندرة غايتها حيث لم ينصرف الذهن عند إطلاق اللفظ عليه .

فحينئذٍ كما يكون منكر النبيّ صلى الله عليه وآله و مقدّم غيره عليه كافرًا و نجسًا، فكذا منكر الوليّ و مقدّم غيره عليه، كما أشرنا إليه سابقًا .

و منها : ما رواه في الكافي في باب : أنّ الأئمّة هم أركان الأرض، عن الصادق عليه السلام قال : ما جاء به عليّ عليه السلام آخذ به و ما نهى عنه أنتهي عنه، جرى له من الفضل مثل ما جرى لمحمّد صلى الله عليه وآله و لمحمّد صلى الله عليه وآله الفضل على جميع من خلق اللَّه عزّوجلّ، المتعقّب عليه في شي ء من أحكامه كالمتعقّب على اللَّه و على رسوله، والرادّ عليه في صغيرة أو كبيرة على حدّ الشرك باللَّه (1).

و منها : ما رواه أيضًا في الباب عنه عليه السلام : المعيّب على أميرالمؤمنين عليه السلام في شي ء من أحكامه كالمعيّب على اللَّه عزّوجلّ و على رسوله صلى الله عليه وآله، والرادّ عليه في صغيرة أو كبيرة على حدّ الشرك باللَّه (2).

و منها : ما رواه أيضًا في الباب عن أبي جعفر عليه السلام : المتقدّم بين يدي أميرالمؤمنين عليه السلام (3) كالمتقدّم بين يدي اللَّه و رسوله، والمتفضّل عليه كالمتفضّل

ص: 65


1- الكافي : 1 / 196 ح 1 .
2- الكافي : 1 / 197 ح 2 .
3- في المصدر : المتقدّم بين يديه .

على رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، الحديث (1).

و منها : ما تقدّم : من جحد إمامة عليّ عليه السلام كمن جحد محمّدًا صلى الله عليه وآله (2).

و منها : ما رواه في الكافي في باب : معرفة الإمام والردّ عليه، عن جابر أنّه قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : إنّما يعرف اللَّه - عزّوجلّ - و يعبده من عرف اللَّه و عرف إمامه منّا أهل البيت (3).

و منها : ما رواه في باب : فيه نتف من جوامع الكلم من الرواية في الولاية، عن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال : إنّ اللَّه - عزّوجلّ - نصب عليًّا علمًا بينه و بين خلقه، فمن عرفه كان مؤمنًا، و من أنكره كان كافرًا، و من جهله كان ضالًّا (4).

و منها : ما رواه أيضًا في الباب عنه عليه السلام أنّه يقول : إنّ عليًّا بابٌ فتحه اللَّه، فمن دخله كان مؤمنًا، و من خرج منه كان كافرًا (5).

و منها : ما رواه في الكتاب في باب : مَن ادّعى الإمامة و ليس لها بأهل، عن الصادق عليه السلام أنّه قال : مَن أشرك مع إمام إمامته من عند اللَّه من ليست إمامته من اللَّه كان كافرًا مشركًا باللَّه (6).

ص: 66


1- الكافي : 1 / 197 ح 3 .
2- الكافي : 1 / 432 ح 91 ؛ و فيه : « و جعل من جحد وصيّه إمامته كمن جحد محمّدًا ».
3- الكافي : 1 / 181 ح 4 .
4- الكافي : 1 / 437 ح 7 .
5- الكافي : 2 / 437 ح 8 .
6- الكافي : 1 / 373 ح 6 .

و منها : ما رواه في باب : مَن دان اللَّه - عزّوجلّ - بغير إمام، عن أبي عبداللَّه عليه السلام في حديث طويل، إلى أن قال : ألا تسمع لقول اللَّه - عزّوجلّ - : « اللَّه وليّ الّذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور » (1) يعني : من ظلمات الذنوب إلى نور التوبة والمغفرة لولايتهم كلّ إمام عادل من اللَّه ؛ و قال : « والّذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات » إنّما عنى بهذا أنّهم كانوا على نور الإسلام، فلمّا أن تولّوا كلّ إمام جائر ليس من اللَّه - عزّوجلّ - خرجوا بولايتهم من نور الإسلام إلى ظلمات الكفر، فأوجب اللَّه لهم النار مع الكفّار، ف « أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون » (2).

و منها : ما روي عن أمالي الصدوق عن مقاتل بن سليمان عن الصادق عليه السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله لعليّ بن أبي طالب عليه السلام : يا عليّ، أنت قسيم الجنّة والنار، بمحبّتك يعرف الأبرار من الفجّار، و يميّز بين الأشرار والأخيار، و بين المؤمنين والكفّار (3).

و منها : ما روي عنه أيضًا عن أبي حمزة عن عليّ بن الحسين عليهما السلام عن آبائه عليهم السلام، عن أميرالمؤمنين عليه السلام : أنّه جاء رجل إليه فقال له : يا أبا الحسن، إنّك تدعى أميرالمؤمنين، فمن أمرك عليهم ؟ قال عليه السلام : اللَّه - جلّ جلاله - أمرني عليهم . فجاء الرجل إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فقال : يا رسول اللَّه، أيصدق عليّ فيما يقول : إنّ اللَّه أمره على خلقه ؟ فغضب النبيّ صلى الله عليه وآله و قال : إنّ عليًّا أمير المؤمنين بولاية من اللَّه

ص: 67


1- البقرة : 259 .
2- الكافي : 1 / 376 ح 3 .
3- الأمالي، للشيخ الصدوق : 101 ح 77 .

عزّوجلّ، عقدها له فوق عرشه، و أشهد على ذلك ملائكته، أنّ عليًّا خليفة اللَّه وحجّة اللَّه، وأنّه إمام المسلمين، طاعته مقرونة بطاعة اللَّه، و معصيته مقرونة بمعصية اللَّه، فمن جهله فقد جهلني، و من عرفه فقد عرفني، و من أنكر إمامته فقد أنكر نبوّتي، و من جحد إمرته فقد جحد رسالتي، الحديث (1).

و منها : ما روي عنه أيضًا عن حذيفة بن أسيد الغفّاريّ قال : قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله : يا حذيفة، إنّ حجّة اللَّه عليكم بعدي عليّ بن أبي طالب، الكفر به كفر باللَّه، والشرك به شرك باللَّه، والشكّ فيه شكّ في اللَّه، والإلحاد فيه إلحاد في اللَّه، والإنكار له إنكار في اللَّه (2).

- إلى أن قال : - يا حذيفة، لا تفارقن عليًّا فتفارقني، ولا تخالفن عليًّا فتخالفني، إنّ عليًّا منّي و أنا منه، من أسخطه فقد أسخطني، و من أرضاه فقد أرضاني (3).

و منها : ما روي عنه عن الباقر عليه السلام أنّه قال : أيّها الناس من أبغضنا أهل البيت بعثه اللَّه يهوديًّا . قيل : يا رسول اللَّه، و إن أشهد الشهادتين ؟ قال : نعم إنّما احتجز بهاتين الكلمتين عن سفك دمه، أو يؤدّي الجزية عن يد و هو صاغر، الحديث (4).

و منها : ما روي عنه عن الرسول صلى الله عليه وآله أنّه قال : من أنكر إمامة عليّ بعدي كمن

ص: 68


1- الأمالي، للشيخ الصدوق : 194 ح 205 .
2- في المصدر : للَّه .
3- الأمالي، للشيخ الصدوق : 264 ح 282 .
4- الأمالي، للشيخ الصدوق : 681 ح 929 .

أنكر نبوّتي في حياتي، و من أنكر نبوّتي كان كمن أنكر ربوبيّة ربّي عزّوجلّ .

و منها : ما روي عنه عن جابر بن عبداللَّه الأنصاريّ أنّه قال : قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله : مَن فضّل أحدًا من أصحابي على عليّ فقد كفر (1).

و منها : ما روي عن معاني الأخبار عن مجاهد عن ابن عبّاس أنّه قال : قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله في حديث طويل : أيّها الناس من اختار منكم على عليّ إمامًا فقد اختار على نبيّنا، و من اختار على نبيًّا فقد اختار على اللَّه - عزّوجلّ - ربًّا (2).

و منها : ما روي عن العيون (3) عن أبي حمزة الثمالي عن الصادق عليه السلام عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله : حدّثني جبرئيل عن ربّ العزّة - جلّ جلاله - إلى أن قال : و من لم يشهد أن لا إله إلّا أنا وحدي (4)، أو شهد بذلك ولم يشهد أنّ محمّدًا رسول اللَّه (5)، أو شهد بذلك و لم يشهد أنّ عليّ بن أبي طالب خليفتي، أو شهد بذلك و لم يشهد أنّ الأئمّة من ولده حججي، فقد جحد نعمتي، و صغر عظمتي، و كفر بآياتي و كتبي، إن قصدني حجبته، وإن سألني حرمته، وإن ناداني لم أسمع نداءه، وإن دعاني لم أستجب دعاءه، وإن رجاني خيّبته، و ذلك جزاؤه منّي و ما أنا بظلّام للعبيد (6).

ص: 69


1- الأمالي، للشيخ الصدوق : 771 ح 1045 .
2- معاني الأخبار : 373 ح 1 .
3- لم نجده في العيون .
4- في المصدر : إلّا اللَّه .
5- في المصدر : عبدي و رسولي .
6- كمال الدين : 258 ح 3 ؛ كفاية الأثر : 143 ؛ الاحتجاج : 1 / 87 .

و منها : ما روي عنه أيضًا عن أبي حمزة، عن أبيه، عن يحيى بن أبي القاسم، عن الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله : الأئمّة بعدي اثنا عشر، أوّلهم عليّ بن أبي طالب، و آخرهم القائم، هم خلفائي و أوصيائي و أوليائي و حجج اللَّه على أمّتي بعدي، المقرّ بهم مؤمن، والمنكر لهم كافر (1).

[ إلى هنا تمّت الرسالة الشريفة ]

ص: 70


1- عيون أخبار الرضا عليه السلام : 1 / 61 ح 28 ؛ كمال الدين : 259 ح 4 ؛ كتاب من لايحضره الفقيه : 4 / 179 ح 5406 .

فهرس مصادر التحقيق

1 - القرآن الكريم

2 - الاحتجاج على أهل اللجاج، لأبي منصور أحمد بن عليّ بن أبي طالب الطبرسي ( ق 6 )، تحقيق السيّد محمّد باقر الخراسان، دار النعمان للطباعة والنشر، النجف الأشرف، 1386 .

3 - إحقاق الحقّ، القاضي الشهيد نور اللَّه التستريّ ( م 1019 ه )، برنامج مكتبة أهل البيت عليهم السلام .

4 - الاستبصار فيما اختلف من الأخبار ، لشيخ الطائفة محمّد بن الحسن الطوسي (385 - 460 ه )، تحقيق السيّد حسن الخرسان، دار الكتب الإسلاميّة تهران، 1363 .

5 - إعلام الورى بأعلام الهدى، للشيخ الطبرسي ( م 548 ه )، مؤسّسة آل البيت عليهم السلام، قم، 1417 ه .

6 - الأمالي، لأبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق (م 381 ه )، مؤسّسة البعثة، قم، 1417 ه .

ص: 71

7 - الأنوار النعمانيّة، للسيّد نعمة اللَّه الجزائريّ ( المتوفّى 1112 ه )، منشورات الفجر، بيروت، 1432 ه .

8 - تذكرة الفقهاء ، للعلّامة الحلّي جمال الدّين حسن بن يوسف بن المطهّر ( 648 - 726 ه )، تحقيق و نشر مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث، قم، 1414 ه .

9 - تفسير عليّ بن إبراهيم ( تفسير القمّي ) ، لأبي الحسن عليّ بن إبراهيم القمّي ( م 217 ه )، تحقيق السيّد طيب الموسويّ الجزائري، مؤسّسة دار الكتاب، قم، 1404 ه .

10 - التوحيد، للشيخ أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي (ت 381)، تحقيق السيّد هاشم الحسيني الطهراني، منشورات جماعة المدرّسين، قم .

11 - تهذيب الأحكام ، لأبي جعفر شيخ الطائفة محمّد بن الحسن المعروف بالشيخ الطوسي ( 385 - 460 ه )، تحقيق السيّد حسن الموسويّ الخرسان، دار الكتب الإسلامية، تهران، 1365 ه.

12 - ثواب الأعمال و عقاب الأعمال ، لأبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق ( م 381 ه )، تحقيق السيّد محمّد مهدي السيّد حسن الخرسان، منشورات الشريف الرضي، قم 1368 ش .

13 - جامع المقاصد في شرح القواعد، للمحقّق الثاني عليّ بن الحسين بن عبدالعالي الكركي ( 868 - 940 ه ) ، نشر و تحقيق مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث، قم، 1408 ه .

ص: 72

14 - الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، للشيخ يوسف البحراني ( 1186 ه )، تحقيق محمّد تقي الإيرواني، مؤسّسة النشر الإسلامي، قم، 1408 - 1409 ه .

15 - رسائل الشريف المرتضى ، لأبي القاسم علي بن الحسين الموسوي المعروف بعلم الهدى ( 355 - 436 ه )، تحقيق السيّد مهدي الرجائي، نشر دار القرآن الكريم مدرسة آية اللَّه الگلپايگاني، 1405 ه .

16 - روض الجنان في شرح إرشاد الأذهان، للشهيد الثاني زين الدّين بن عليّ بن أحمد العاملي ( 911 - 965 ه )، الطبعة الحجرية، مؤسّسة آل البيت عليهم السلام، قم، 1404 ه .

17 - السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي ، لمحمّد بن منصور بن أحمد بن إدريس العجلي الحلّي ( 543 - 598 ه )، تحقيق و نشر مؤسسة النشر الإسلامي، قم، 1410 ه .

18 - شرح أصول الكافي، للمولى محمّد صالح المازندرانيّ ( 1081 ه )، تحقيق الميرزا أبوالحسن الشعرانيّ، ضبط وتصحيح السيّد عليّ عاشور، دار احياء التراث العربيّ، بيروت، 1421 ه .

19 - الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب، للمحقّق البحراني ( م 1186 )، تحقيق السيّد مهدي الرجائي، نشر المحقّق، أمير، قم، 1419 ه .

20 - صفات الشيعة، لأبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق ( م 381 ه )، كانون انتشارات عابدي، تهران .

ص: 73

21 - الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف : رضي الدين أبي القاسم عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن طاووس الحسنيّ الحسينيّ ( المتوفّى 664 ق )، تحقيق السيّد علي عاشور، مؤسسّة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، الطبعة الأولى، 1420 ق .

22 - علل الشرائع، لأبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق ( م 381 ه )، نشر المكتبة الحيدريّة، النجف الأشرف، 1386 .

23 - عوالي اللّألئ الحديثيّة، لابن أبي جمهور الأحسائي ( 880 ه )، تحقيق الحاج آقا مجتبى العراقي، سيّد الشهداء، قم، 1403 ه .

24 - عيون أخبار الرضا عليه السلام، لأبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق ( م 381 ه )، تحقيق الشيخ حسين الأعلمي، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، 1404 ه .

25 - الفوائد العليّة في شرح الجعفريّة، للفاضل الجواد الشيخ جواد بن سعد بن جواد الكاظميّ البغداديّ، من مخطوطات مكتبة مجلس الشورى، تحت الرقم 7134 .

26 - الكافي، لأبي جعفر ثقة الإسلام محمّد بن يعقوب بن إسحاق الكليني ( م 329 ه )، تحقيق علي أكبر الغفاري، دار الكتب الإسلاميّة، طهران، 1388 .

27 - كتاب من لا يحضره الفقيه ، لأبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق ( م 381 ه )، تحقيق علي أكبر الغفاري، نشر جامعة المدرّسين، قم، 1404 ه .

ص: 74

28 - الكشّاف عن حقائق غوامض التنزيل و عيون الأقاويل في وجوه التأويل، لأبي القاسم جار اللَّه محمود بن عمر الزمخشري ( 467 - 538 ه )، دار الكتب العربي، بيروت، 1366 .

29 - كشف اللّثام عن قواعد الأحكام ، للشيخ بهاء الدّين محمّد بن الحسن الإصفهاني المعروف بالفاضل الهندي ( 1062 - 1137 ه )، تحقيق مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة، 1416 ه .

30 - كفاية الأثر في النصّ على الاثني عشر، لأبي القاسم عليّ بن محمّد بن عليّ الخزّاز القمّي الرازي ( م 400 ه )، تحقيق السيّد عبداللطيف الحسيني الكوهكمريّ، نشر بيدار، قم، 1401 ه.

31 - كمال الدين و تمام النعمة، لأبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق ( م 381 ه )، تصحيح علي أكبر الغفّاري، مؤسّسة النشر الإسلاميّ، قم، 1405 ه .

32 - كنز الفوائد في حلّ مشكلات القواعد، للسيّد عميد الدين الأعرج ( م 754 ه )، مؤسّسة النشر الإسلاميّ، قم، 1416 ه .

33 - المبسوط، لشيخ الطائفة محمّد بن الحسن الطوسي ( 385 - 460 ه )، تحقيق محمّد تقي الكشفي، نشر المكتبة المرتضويّة، طهران، 1387 .

34 - مجمع البحرين و مطلع النيّرين ، للشيخ فخر الدّين محمّد الطريحي ( م 1085 ه )، تحقيق السيّد أحمد الحسيني، مكتبة نشر الثقافة الإسلاميّة، 1408 ه .

35 - مختلف الشيعة في أحكام الشريعة ، للعلّامة الحلّي الحسن بن يوسف ب

ص: 75

المطهّر ( 648 - 726 ه )، لجنة التحقيق، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، قم، 1412 ه .

36 - مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، للعلّامة محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي ( 1037 - 1110 ه )، تحقيق السيّد هاشم الرسوليّ، دار الكتب الإسلاميّة، تهران، 1404 ق - 1363 ش .

37 - مستطرفات السرائر ( النوادر ) : للشيخ الفقيه أبي عبداللَّه محمّد بن أحمد بن إدريس الحلّي ( م 598 )، لجنة التحقيق، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، 1411 ه.

38 - معاني الأخبار، للشيخ محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي ( 381 ه )، تحقيق علي أكبر الغفّاري، مؤسّسة النشر الإسلاميّ، قم، 1379 - 1338 ش .

39 - المقاصد العليّة في شرح الرسالة الألفيّة، للشهيد الثاني زين الدّين بن عليّ بن أحمد العاملي ( 911 - 965 ه )، المطبوعة مع حاشيتا الألفيّة، تحقيق مركز الأبحاث والدراسات الإسلاميّة، قم، 1420 ه .

40 - المقنعة، لأبي عبداللَّه محمّد بن محمّد بن النعمان البغدادي، المعروف بالشيخ المفيد ( 336 - 413 ه )، تحقيق و نشر مؤسسة النشر الإسلامي، قم، 1410 ه .

41 - ملاذ الأخيار في فهم تهذيب الأخبار، للعلّامة الشيخ محمّد باقر المجلسيّ ( 1110 ق )، تحقيق السيّد مهدي الرجائي، مكتبة آية اللَّه المرعشيّ، قم، 1406 ق.

ص: 76

42 - منتهى المطلب في تحقيق المذهب : للعلّامة الحلّي جمال الدّين حسن بن يوسف بن المطهّر (726)، تحقيق ونشر قسم الفقه في مجمع البحوث الإسلامية، مشهد، 1412 ه .

43 - المهذّب، للقاضي إبن البرّاج أبي القاسم عبدالعزيز بن نحرير بن عبدالعزيز (حوالي 400 - 481 ه )، تحقيق بإشراف الشيخ جعفر السبحاني، نشر جامعة المدرّسين، قم، 1406 ه .

44 - نهاية الإحكام في معرفة الأحكام ، للعلّامة الحلّي الحسن بن يوسف بن المطهّر (648 - 726 ه )، تحقيق السيّد مهدي الرجائي، مؤسسة إسماعيليان، قم، 1410 ه .

45 - الوافي، للمولى محمّد محسن بن الشاه مرتضى المشهور بالفيض الكاشاني (م 1091 ه )، تحقيق ضياء الدين الحسيني الاصفهاني، اصفهان، 1406 ه .

46 - وسائل الشيعة ( تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة )، للشيخ محمّد بن الحسن الحرّ العاملي ( 1033 - 1104 ه )، تحقيق و نشر مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث، قم، 1414 ه .

ص: 77

ص: 78

فهرس المطالب

مقدّمة التحقيق 5

1 - لمحةٌ من حياة المؤلّف 5

اسمه و نسبه 5

ولادته و نشأته 6

إطراء العلماء له 11

زهده و عبادته 12

إقامته الحدود الشرعيّة 13

أساتذته و مشايخ روايته 13

أولاده 14

تآليفه القيّمة 16

الكتب و الرسائل الفقهيّة 16

ص: 79

الكتب و الرسائل الحديثيّة 19

الكتب و الرسائل الأصوليّة 20

الكتب و الرسائل الرجاليّة 20

الكتب و الرسائل المتفرّقة 22

وفاته و مرقده 23

2 - تعريف الكتاب 25

3 - منهجيّة التحقيق 26

رسالة في نجاسة المخالفين / 35

البحث الأوّل :

في نجاسة المجبّرة / 36

الوجه الأوّل : في تفسير المجبّرة 36

الوجه الثاني : في بيان أنّهم كافرون أم لا ؟ 40

ص: 80

البحث الثاني :

في نجاسة الناصب و كفره / 44

الوجه الأوّل : في تفسير الناصب و بيان كون المخالف ناصبًا 44

رأي المؤلّف قدس سره 48

الوجه الثاني : في بيان ما يدلّ على نجاسة الناصب من النصوص 50

البحث الثالث :

في بيان نصوص الدالّة على كفرهم

و بيان مَن قال به من الأصحاب الّذين وصل إلينا كلامهم / 52

الموضع الأوّل : في نجاسة الثلاثة المعلومة و كفرهم 56

الموضع الثاني : في نجاسة من اطّلعوا من النبيّ صلى الله عليه وآله تبليغ الولاية من الّذين

كانوا حاضرين في زمن الخطاب أو وصل إليهم بالتواتر، ثمّ أنكروا 62

الموضع الثالث : في نجاسة الناصب 63

ص: 81

الموضع الرابع : في ذكر الأدلّة الدالّة على نجاسة الجميع من التابعين للثلاثة 64

فهرس مصادر التحقيق 71

فهرس المطالب 79

ص: 82

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.