کشف التعمیه فی حکم تسمیه صاحب الزمان عج الله تعالی فرجه الشریف

اشارة

سرشناسه:حرعاملی، محمدبن حسن، 1033-1104 ق.

عنوان و نام پديدآور:کشف التعمیه فی حکم تسمیه صاحب الزمان عج الله تعالی فرجه الشریف/تالیف محمد بن حسن الحرالعاملی ؛ تحقیق حمید میرزایی تبریزی.

مشخصات نشر:تهران: دارالکتب الاسلامیه، 1386.

مشخصات ظاهری:127ص.:نمونه.

شابک:15000 ریال :964-440-381-9

وضعیت فهرست نویسی:فاپا

یادداشت:کتابنامه: ص. [125] - 127؛ همچنین بصورت زیرنویس.

موضوع:محمدبن حسن (عج)، امام دوازدهم، 255 ق. - - لقبها.

موضوع:محمدبن حسن (عج)، امام دوازدهم، 255 ق. - - نامها.

شناسه افزوده:میرزایی تبریزی، حمید، 1342- ،محقق.

رده بندی کنگره:BP51/35/ح4ک5 1386

رده بندی دیویی:297/959

شماره کتابشناسی ملی:م85-39099

ص: 1

اشارة

بسم الله الرحمن الرحیم

ص: 2

ص: 3

کشف التعمیه فی حکم تسمیه صاحب الزمان عج الله تعالی فرجه الشریف

تالیف محمد بن حسن الحرالعاملی

تحقیق حمید میرزایی تبریزی.

دارالکتب الاسلامیه

ص: 4

صورة

ص: 5

صورة

ص: 6

صورة

ص: 7

صورة

ص: 8

الفهرس

مقدمه التحقیق 11

مقدمة المؤلف 13

الفصل الاول في الأحاديث الدالة على جواز التسمية 15

الفصل الثاني في ذكر بعض القرائن الدالة على ثبوت هذه الأحاديث 51

الفصل الثالث في وجه الاستدلال بالاحاديث 55

الفصل الرابع، في ذكر أحاديث النهي 63

الفصل الخامس، في بيان حال أساتیدها 69

الفصل السادس، في بيان رجحان احادیث الجواز علی احادیث النهي 73

الفصل السابع، في وجه الجمع بين الاحاديث 75

الفصل الثامن، في القرائن و الأدلة على الذي إخترناه 77

الفصل التاسع، في ذكر النظائر لما نحن بصدره 89

الفصل العاشر، في رد باقي التأويلات المحتملة لاحاديث النهي 97

الفصل الحادي عشر، في توجيه الأحاديث 105

الفصل الثاني عشر، في كلام السيدره و جوابه 109

مصادر التحقيق 125

ص: 9

ص: 10

مقدمه التحقیق

رأيت في رسالة من رسائل المرحوم آية ا... العظمى السيد ابي القاسم الخوئی المسماة بملية السائل في صفحة 234 طبع في دار المجتبی، بیروت - لبنان, موضوعا لفت نظري و كان ذلك الموضوع هو:

قد سئل من سماحته «هل تجوز شرعة تسمية الأمام الحجة عجل الله تعالی فرجه الشریف باسمه الشريف الخاص في محفل من الناس أم أن الروايات المانعة من ذلك تعم زمان الغيبة الكبرئ؟

فأجاب سماحته ولا تعم تلك لزماننا هذا».

لذا قررت على أن أحصل على إطلاعات اکثر و بین البحث و المطالعة واجهت روايات كثيرة و فتاوى الأمامية كانت تنص على الاسم الخاص و على سبيل التعرف على بعضها أقدم عليكم أمثلة منها: ..

1.سيرة الأئمة الاثني عشر، مؤلفقه: هاشم معروف الحسيني طبع في بيروت - لبنان ج 2 جاء فيه اكثر من ثمائی موارد تنص على إسم صاحب الزمان عجل الله تعالی فرجه الشریف و ذلك في صفحات: (537، 541، 545، 553، 557، 566، 579)

2. المهدی، مؤلفه: آية الله العظمى السيد صدر الدين الصدر، طبع في بيروت - لبنان في صفحة، 69، 70

3. المصباح، مؤلفه: الشيخ تقي الدين إبراهيم بن علی بن الحسن بن محمد العاملي الكفعي الكفعمی المتوفی 900 ه ق طبع في بيروت - لبنان، جاء في دعاء ليلة الثالثة و العشرين من شهر رمضان المبارك في صفحة 586 واللهم كن لوليك محمد بن الحسن...

4, إعتقادات الصدوق، مؤلفه : الشيخ الصدوق ره الطبعة الأولى في صفحة 115، 116 .

5. مفتاح الجنان، مولفه: السيد محسن الأمين طبع في بيروت - لبنان في صفحة 179.

6. موسوعة فقهية باللغة الفارسية: (يک دوره فقه کامل فارسی) مؤلفه: العلامة مولی محمد تقی المجلسي الأول، طبع فراهانی - طهران في صفحة 447، 475

7. دلائل الامامة، مؤلمه: أبو جعفر محمد بن رستم الطبري طبع مؤسسة البعثة في صفحة

8. نوادر الاخبار، مؤلفه: مولی محس ی مرتضئ الفيض الكاشانی طبع آرین - طهران في صفحة 132

9. العمدة عبون صحاح الأبرار في مناقب امام الابرار، مؤلفه: الحاقط يحيى بن الحسين الاسدي

ص: 11

الحلى المعروف بابن البطريق، طبع النشر الاسلامي التابعة لجامعة المدرسین بقم المقدسة في صفحة 437

10.رسالة معراج العباد باللغة الفارسية التي تحتوي على فتاوى الشيخ الأنصاري الأعظم طبع مؤسسة مطبوعات إسماعيليان في صفحة 16

11.منهاج الكرامة في معرفة الأمامة، مؤلفه الحسن بن یوسف بن المطهر المعروف بالعلامة الحلي في صفحة 31، 65

12. الصحيفة العلوية المباركة، مؤلفه : الحاج الميرزا حسين التورى الطبرسي طبع مکتبة نينوى في صفحة 127

وكذلك لقد لفتت نظري رسالة بعنوان كشف التعمية في حكم تسمية صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف، مؤلفه الشيخ الحر العاملی و (كان بين المرحوم السيد محمد باقر المشهور بالداماد المتوفي عام 1041، و المرحوم الشيخ بهاء الدين محمد بن حسين العاملی المتوفى عام 1031، اختلاف حول التصريح بالاسم الخاص بأمام الزمان عجل الله تعالی فرجه الشريف، والذي كان المرحوم السيد معتقدأ بعدم جواز التسمية، ولكن المرحوم الشيخ كان يعتقد بجوازها و المرحوم السيد كان قد كتب رسالة بعنوان اشرعة التسمية حول حرمه تسمية صاحب الامر عجل الله تعالی فرجه الشريف، في رد ماكان معتقد به الشيخ، و المرحوم الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملی، کتب رسالة في رد رسالة شرعة التسمية بعد البحث و التفحص الملين، وجد نسخة منها في مكتبة المجلس في طهران و نسخة اخرى في مكتبة الحرم المقدس الرضوى الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام في مشهده و قد بذلت جهدأ كثيرأ تحقيق هذه الرسالة و قمت بمقایسه الروايات بالروايات الام وبنت الاختلاف بين التسخ تقريبا. و الذي يجب أن أجلب النظر إليه هو أن ليس هد في اثبات جواز التمسية، بل إحياء كتاب خبري لمحدث کبیر. و في الختام، راجيا من ذووی العلم و القلم و الحديث أن يهدو الي عيوبي و سهوي و شاكرا لهم مسبقة مساعيهم الحميدة في طريق إصلاح هفواتي وصیقلة العلم و إظهار الحق إن شاء الله

تعالی.

حمید میرزائی تبریزی اول رجب المرجب 1437

ص: 12

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم

مقدمة المؤلف

الحمد للّه الذي اختار لنفسه أحسن الأسماء،و الصلاة و السلام على محمد و آله الذين أعلى اللّه قدرهم و أسمى و خصّهم بجميل إكرامه و الآئه (1)و اشتق لهم أسماءا من أسمائه و جعل ذكرهم شرطا لقبول الصلوات، و أسماءهم سببا لإجابة الدعوات،حتى توسّل بها الملائكة المقربون،و أقسم على اللّه بأسمائهم الأنبياء و المرسلون،بل جعلها اللّه سبحانه زينة لعرشه الكريم،و حتم على نفسه أن لا يدعوه أحد بها إلاّ أجابه،و زاده من فضله الجسيم.

و نوّه اللّه بأسمائهم في الملأ الأعلى،و شرّف قدر من تبرّك بها و أعلى،بل أوجب معرفتها على كل بالغ عاقل،و جعلها زينة للمجالس و المحافل،و بعد:فيقول سمي مولانا القائم المهدي و عبده المخلص الولي محمد بن الحسن بن علي بن محمد الحرّ العاملي عامله اللّه بلطفه الخفي:

قد وقفت في هذه الأيام على رسالة لبعض السادات الأجلاء من المتأخرين (2)،الذين يقرب زمانهم من زماننا هذا،مضمونها إثبات تحريم تسمية صاحب الزمان في المجالس مطلقا مدة زمن الغيبة،من غير تفرقة بين حال الأمن و الخوف و التقية.فحصل لي منها العجب،حيث إنها خلاف ما نطقت به الأخبار الكثيرة من تسميته عليه السّلام و الأمر بها عموما و خصوصا،و خلاف ما يعتقده كل من لقيناه من علمائنا و مشايخنا،و كل من وصل إلينا كلامه من العلماء السابقين و اللاحقين،فإنهم يذكرون اسمه عليه السّلام في كتبهم و رواياتهم و مجالسهم و محاوراتهم،و يروون الأخبار المشتملة على ذلك،و لم يقل أحد منهم بالتحريم فيما أعلم،إلاّ القليل الذي كلامه غير صريح في ذلك،كما يأتي بيانه إن شاء اللّه تعالى مع وجود المحمل الصحيح لأحاديث النهي من كلام أهل العصمة(عليهم السّلام) و من كلام ذلك القائل و هو التخصيص بوقت الخوف و التقية،و وجود النصوص الصريحة في تخصيصه بتلك الصورة،و لكلام ذلك القائل.

***

و قد وجب عليّ أن أجمع ما تيسّر جمعه من الأخبار الصريحة،و ما أشتمل على الأمر بالتسمية عموما أو خصوصا،مع أنه لا يحضرني جميع ما أحتاج إليه من الكتب في ذلك،و ما وجدته من الأحاديث الآن كاف مع معارضة أحاديث النهي،فإنه يزيد عليها و يرجح من وجوه كثيرة يأتي بعضها إن شاء اللّه تعالى.

و أنا أذكر الآن بعض الأحاديث الدالة على الجواز،ثم أذكر كيفية الاستدلال بها،ثم أورد أحاديث النهي كما أوردها السيد(رحمة اللّه)ثم أذكر تأويلها و ما يدل عليه،ثم أورد كلام السيد

ص: 13


1- في الأصل:و الآية عنه،و هو خطأ من الناسخ.
2- و هو الفيلسوف و المعلم الثالث المرجع السيد محمد باقر المشتهر بالداماد، المتوفى سنة 1041 ه،و اسم رسالته«شرعة التسمية في زمان الغيبة»،و هي رسالة فقهية استدلالية على حرمة التصريح باسم الإمام المنتظر في عصور الغيبة و الانتظار.المحقق.

و أجيب عنه إن شاء اللّه، مؤملا من اللّه سبحانه التوفيق لسلوك سبيل الإنصاف و العصمة عن الخلل و الزلل و الاعتساق على أنه لا يلزمنا الدليل،لأنا نافون للتحريم و لا دليل على النافي،و لأنّا ندّعي الجواز و هو عندهم الأصل،و لأنا متمسكون بالمشهور الذي كاد يكون إجماعا،بل لا يكاد يتحقق فيه خلاف من غير صاحب الرسالة المذكورة.

و قد سميت هذه الرسالة:«كشف التعمية في حكم التسمية».و هي مرتبة على اثني عشر فصلا تبرّكا بهذا العدد الشريف.

الأول:في الأحاديث الدالة على جواز التسمية و الأمر بها و التصريح بالاسم.

الثاني:في ذكر بعض القرائن الدالة على ثبوت هذه الأحاديث وصحة نقلها.

الثالث:في وجه الاستدلال بالأحاديث المذكورة.

الرابع:في ذكر أحاديث النهي كما أوردها السيد.

الخامس:في بيان حال أسانيدها و ما يتعلق بذلك.

السادس:في بيان رجحان أحاديث الجواز على أحاديث النهي.

السابع:في وجه الجمع بين أحاديث الجواز و المنع.

الثامن:في ذكر القوانين و الأدلة على التأويل الذي اخترناه.

التاسع:في ذكر بعض النظائر و الأشباه لما نحن بصدده ممّا يقرّب ما قلناه.

العاشر:في رد باقي التأويلات المحتملة لأحاديث النهي.

الحادي عشر:في توجيه تلك الأحاديث بوجه تفصيلي.

الثاني عشر:في ذكر كلام السيد و جوابه.

فأقول:

ص: 14

الفصل الأول: في الأحاديث الدالة على جواز التسمية

اشارة

الأحاديث الدالة على جواز التصريح باسم الإمام المنتظر عليه السّلام

فاقول: في الأحاديث الدالة على جواز التسمية و التصريح بها و الأمر بذلك خصوصا و عموما و هي كثيرة،نذكر منها ما تيسّر.

الحديث الأول:

ما رواه الشيخ الجليل رئيس المحدثين أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه رضي الله عنه في كتاب«كمال الدين و تمام النعمة»في باب ميلاد القائم عليه السّلام قال:حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال:حدثنا عبد اللّه بن جعفر الحميري قال:حدثنا محمد بن إبراهيم الكوفي:أن أبا محمد الحسن بن علي العسكري عليه السّلام بعث إلى بعض من سمّاه لي بشاة مذبوحة و قال:«هذه من عقيقة ابني محمد» (1).

الحديث الثاني:

ما رواه أيضا في الباب المذكور عن محمد بن موسى بن المتوكل،عن عبد اللّه بن جعفر الحميري،عن محمد بن أحمد العلوي،عن أبي غانم الخادم قال:ولد لأبي محمد عليه السّلام مولود فسمّاه محمدا،و عرضه على أصحابه يوم الثالث و قال:«هذا صاحبكم من بعدي و خليفتي عليكم و هو القائم»الحدیث (2).

الحديث الثالث:

ما رواه أيضا فيه قال:حدثنا محمد بن علي ماجيلويه،عن محمد بن يحيى العطار،عن الحسن بن علي النيسابوري، عن الحسن بن المنذر،عن حمزة بن أبي الفتح:أنه كان جالسا فقال لي (3):البشارة ولد البارحة مولود لأبي محمد عليه السّلام،و أمر بكتمانه.قلت:

ما اسمه؟

ص: 15


1- رواه الصدوق في كمال الدين:1/432،و [1]الحلي في العدد القوية:120/73، و [2]الحر العاملي في وسائل الشيعة:243/16 رقم:21467 و 448/21 رقم: 27547،و [3]النوري في مستدرك الوسائل:141/15 رقم:17794،و [4]المجلسي في بحار الأنوار:17/15/51. [5]
2- كمال الدين:8/431، [2]بحار الأنوار:11/5/51، [3]وسائل الشيعة:243/16 رقم:21468،و [4]العدد القوية للحلي:118/72 [5] رواه إلى قوله:«...من بعدي»، ينابيع المودة:82/460 [6] بتفاوت يسير. ,فیه و «ولد» بدل «مولودی»
3- في كمال الدين: [7]جاءني يوما فقال لي.

قال:يسمى محمد و يكنى بجعفر (1).

الحديث الرابع:

ما رواه أيضا في كتاب«كمال الدين»في باب ما روي فيه:عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليه السّلام من وقوع الغيبة بابنه الثاني عشر عليه السّلام،قال:حدثنا محمد بن محمد بن عصام الكليني رضي الله عنه،قال:حدثنا محمد بن يعقوب الكليني،عن علان(2) الرازي، عن بعض أصحابنا:أنه لمّا حملت جارية أبي محمد عليه السّلام قال:

«ستحملين ذكرا و اسمه محمد و هو القائم من بعدي» (3).

الحديث الخامس:

ما رواه الشيخ الجليل ثقة الإسلام أبو علي الطبرسي في كتاب«إعلام الورى»في الفصل الثالث في النص على المهدي عليه السّلام من أبيه قال في آخره:و روى الصدوق ابن بابويه قال:

حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحق الطالقاني،عن أبي علي محمد بن همام،عن محمد بن عثمان العمري قال:سمعت أبي يقول:سئل أبو محمد الحسن بن علي عليه السّلام و أنا عنده عن الخبر الذي روي عن آبائه عليه السّلام:«أن الأرض لا تخلوا من حجة لله على خلقه إلى يوم القيامة و أن من مات و لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية».فقال:«إن هذا حق كما أن النهار حق».فقيل:يابن رسول اللّه فمن الحجة و الإمام بعدك؟فقال:«ابني محمد هو الإمام و الحجة بعدي،فمن مات و لم يعرفه مات ميتة جاهلية» (4).

و رواه الشيخ الجليل علي بن عيسى في كتاب«كشف الغمة» .أيضا نقلا عن الطبرسي مثله.(5)

الحديث السادس:

ما رواه الشيخ الجليل أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه في كتاب«كمال الدين»في باب ميلاد القائم عليه السّلام قال:حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال:حدثنا محمد بن يحيى العطار،عن أبي علي الحيزاني عن جارية كان أهداها لأبي محمد

ص: 16


1- كمال الدين: 8/431 و فيه « جائني يوما، بدل «كان جالسا، و «ولد» بدل «مولودی و شتی جعفر» بدل «یکتی بابی جعفر»، و راجع البحار: 11/5/52 .
2- قال النجاشي: علی بن محمد بن إبراهيم بن أبان الرازي الكليني المعروف بعلآن، يكنى أبا الحسن ثقة، عين له کتاب أخبار القائم عليه السلام (رجال النجاشی: 184).
3- رواه الصدوق في كمال الدين:4/408،و [11]الخزاز القمي في كفاية الأثر:293، و [12]المجلسي في بحار الأنوار:2/2/51 و 13/161/51،و [13]موجود في الصراط المستقيم:231/2، [14]وحلية الأبرار:13/551/2 كما في كمال الدين عن ابن بابويه و فيه:«و عنه و عن محمد بن عبد اللّه الشيباني...:و هو القائم من بعده»، نقلنا عنه بالواسطة.
4- الطبرسي في إعلام الورى:253/2،و [1]الصدوق في كمال الدين:9/409، و [2]الخزاز القمي في كفاية الأثر:296،و [3]المجلسي في بحار الأنوار: 7/160/51، [4]وسائل الشيعة للحر العاملي:/246/16رقم:21475. [5]
5- كشف الغمة:451/3. [6]

عليه السّلام فلما أغار جعفر الكذاب جاءته فارة من جعفر، فتزوج بها.قال أبو علي:فحدثني أنها حضرت ولادة السيد عليه السّلام،و أن اسم أم السيد صقيل و أن أبا محمد عليه السّلام حدّثها بما يجري على عياله،فسألته أن يدعو لها أن يجعل منيتها قبله، فمات في حياة أبي محمد عليه السّلام و على قبرها لوح مكتوب عليه:هذا قبر أم محمد (1).

و روى الكيني في باب برالوالدين عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوینی عن أبي عبدالله عليه السلام قال: و من السنة و البر أن يكنى الرجل باسم إبنه.(2)

الحديث السابع:

ما رواه الصدوق ابن بابويه أيضا في كتاب«عيون الأخبار»و في كتاب«كمال الدين»قال:حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال:حدثنا الحسين بن إسماعيل،عن سعيد بن محمد بن نصر القطان،عن عبد اللّه(3) بن محمد السلمي،عن محمد بن عبد الرحمن،عن محمد بن سعيد بن محمد،عن العباس بن أبي عمیر(4)،عن صدقة بن أبي موسى،عن أبي نضره،عن أبي جعفر عليه السّلام:أنه لما حضرته الوفاة و عنده ولده الصادق عليه السّلام و أخوه زيد بعد كلام جرى بينه و بين زيد فدعا بجابر بن عبد اللّه فقال:«يا جابر حدّثنا بما عاينت من الصحيفة».فقال له جابر:نعم يا أبا جعفر،دخلت على فاطمة و معها صحيفة ؟(5)قالت:«فيها أسماء الأئمة من ولدي».-إلى أن قال جابر-:

فقرأت فإذا فيها:

أبو القاسم محمد[بن عبد اللّه]المصطفى أمه آمنة بنت وهب،أبو الحسن علي بن أبي طالب المرتضى أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف،أبو محمد الحسن بن علي البرّ،أبو عبد اللّه الحسين بن علي التقي أمهما فاطمة بنت محمد،أبو محمد علي بن الحسين العدل أمه شهربانويه (6)بنت يزدجرد بن شاهنشاه ،أبو جعفر محمد بن علي الباقر أمه أم عبد اللّه بنت الحسین بن علی بن ابیطالب أبو عبد اللّه جعفر بن محمد الصادق أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن

ص: 17


1- كمال الدين للصدوق:7/431، بحار10/5/51،و کمال الدین خیزرانی بدل حیوانی
2- راجع تمامه، کمال الدین: 7/431، البحار: 10/5/51 . و في كمال الدين، «خیزراني» بدل «حیرانی»
3- فی عیون اخبار الرضا علیه السلام«عبیدالله» بدل «عبد الله »و عبد الرحیم بدل عبد الرحمن
4- فی عیون اخبار الرضا علیه السلام ابن عمرو بدل ابن عمیر
5- و ایضا فیه دخلت علی مولاتی فاطمة بنت رسول اللّه و معها صحیفة بیضا فقلت لها یا سیدة النساء ما هذة الصحیفة لتِی اراها معک؟
6- و ایضا فیه« شهر بانو» بدل شهر بانویه

أبي بكر،أبو إبراهيم موسى بن جعفر الثقة أمه جارية اسمها حميدة،أبو الحسن علي بن موسى الرضا أمه جارية اسمها نجمة، أبو جعفر محمد بن علي الزكي أمه جارية اسمها خيزران،أبو الحسن علي بن محمد الأمين أمه جارية اسمها سوسن ،أبو محمد الحسن بن علي الرفيق أمه جارية اسمها سمانة و تكنى بأم الحسن،أبو القاسم محمد بن الحسن بن علي حجة اللّه على خلقه القائم أمه جارية اسمها نرجس صلوات اللّه عليهم (1).

قال ابن بابویه بعد إيراد هذا الحديث جاء هذا الخبر هكذا بتسمية القائم عليه السلام، و الذي أذهب إليه النهی.

أقول: انه لم يضعف الحديث ولا رده ولا تعرض لتأويله فكلامه لا يوجب عدم حجيته و مع ذلك قد روی احادیث التسمية و الاحاديث الصريحة في تخصيص النهى بحال الخوف و التقية. و وجه إجمال هذا الكلام هو أنه في أوائل زمن الغيبة وكان إحتمال تلك المفسدة الكلية قريبا كما يأتي تحقيقه إن شاء الله.

الحديث الثامن:

ما رواه الشيخ الجليل رئيس الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي رضي اللّه عنه في كتاب«الغيبة»قال:أخبرنا جماعة عن أبي عبد اللّه الحسين[بن علي]بن سفيان البزوفري (2)،عن علي بن سنان الموصلي العدل،عن علي بن الحسين،عن أحمد بن محمد بن الخليل،عن جعفر بن أحمد المصري (3)،عن عمه الحسن بن علي،عن أبيه،عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد،عن أبيه الباقر،عن أبيه[ذي الثفنات] (4)سيد العابدين(5)،عن أبيه الحسين[الزكي]الشهيد،عن أبيه أمير المؤمنين عليه السّلام قال:قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في الليلة التي كانت فيها وفاته[لعلي عليه السّلام]:«يا أبا الحسن أحضر دواة و صحيفة».فأملى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال:«يا علي إنه يكون (6)من بعدي اثنا عشر إماما[و من بعدهم اثنا عشر مهديا]فأنت يا علي أول الاثنى عشر إماما».و

ص: 18


1- عیون اخبار الرضا علیه السلام :4/1 و ایضا فیه«حمیدة المصفاة» بدل «حمیده» و ام الحسن بدل بام الحسن و هو حجة الله و راجع کمال الدین :1/308 مع الاختلاف فی المتن و السند
2- قال النجاشي:الحسين بن علي بن سفيان بن خالد بن سفيان أبو عبد اللّه البزوفري شيخ ثقة،جليل من أصحابنا.انظر ترجمته في رجال النجاشي: 162/68.
3- في كتاب الغيبة للطوسی «المصري» بدل «البصری» و هو جعفر بن أحمد بن على بين بيان بن زید بن سبابة ابو الفضل الغافقي المصري و يعرف بابن أبي العلاء مات سنه 304 و كان رافضيا (لسان المیزان). كذا في المصدر،و في الأصل:البصري و هو تحريف.و هو جعفر بن أحمد بن علي بن بيان بن زيد بن سيابة،أبو الفضل الغافقي المصري،و يعرف بابن أبي العلاء،مات سنة 304.انظر ترجمته في لسان الميزان:442/108/2.
4- زائدة عن الطوسي في غيبته.الثفنة من البعير ما يقع على الأرض من أعضائه إذا استناخ و غلط كالركبتين.و لعل وجه إطلاق«ذو التفنات»على السجاد عليه السّلام كثرة سجوده بحيث صار مواضع السجود ذا ثفنة.(حاشية البحار). [5]
5- و ایضا فيه «ابیه ذی الثفنات سید العابدین، عن ابيه الحسين الزکی الشهید»
6- و ايضا فيه « سیکون» بدل «یکون».

ذكر النص عليهم بأسمائهم و ألقابهم إلى أن انتهى إلى الحسن العسكري عليه السّلام فقال:«فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد عليه السّلام فذلك اثنا عشر إماما» (1).

الحديث التاسع:

ما رواه رئيس المحدثين محمد بن علي بن الحسين بن بابويه في كتاب«كمال الدين»في باب علامات خروج القائم عليه السّلام قال:حدثنا علي بن أحمد بن موسى قال:حدثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي قال:حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال:حدثنا إسماعيل بن مالك،عن محمد بن سنان،عن أبي الجارود زياد بن المنذر،عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السّلام،عن أبيه،عن جدّه قال:قال أمير المؤمنين عليه السّلام على المنبر:

«يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان أبيض [اللون] (2)مشرب حمرة».و ذكر صفة القائم-ج إلى أن قال:«له اسمان:اسم يخفى و اسم يعلن،فأمّا الذي يخفى فأحمد و أمّا الذي يعلن فمحمد».ثم قال في آخر الحديث:«و يتباشرون[بقيام] (3)القائم عليه السّلام» (4).

و رواه ابن طاووس في ربيع الشيعة.

الحديث العاشر:

ما رواه الطبرسي في«إعلام الورى»،عن المفضل بن عمر قال:دخلت (5) على سيدي الصادق عليه السّلام فقلت:من الخلف من بعدك؟فقال:

:الخلف. من بعدي موسى و الخلف المنتظر محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى» (6).

و رواه ابن طاووس في ربيع الشيعة(7) و نقله علي بن عيسى في كشف الغمة أيضا (8).

الحديث الحادي عشر:

ما رواه الشيخ الجليل أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب«الغيبة»بسنده عن زيد الشحام،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في حديث أنه قال له:أخبرني بعدتكم.فقال:

«نحن اثنا عشر،هكذا حول عرش ربّنا جلّ و عزّ في مبتدأ خلقنا أوّلنا محمد و أوسطنا محمد و

ص: 19


1- الطوسي في غيبته:111/150،و الحلي في مختصر بصائر الدرجات:39، و المجلسي في بحار الأنوار:81/260/36،اثبات الهداة: 376/549/1 و [1]الكلام المذكور بين المعقوفتين ساقط من الأصل أثبتناه من المصدر.
2- زائدة عن الصدوق.
3- كذا في المصدر و الذي في الأصل:بخروج.
4- كمال الدين للصدوق:17/653، و فيه «هو على المنبر» بدل «على المنبر، و ابيض اللون» بدل «أبيض» و «بقيام القائم» بدل بخروج القائم».[2]الخرائج و الجرائح للرواندي:58/1149/3، و إعلام الورى للطبرسي:294/2. [3]
5- في كتاب الغيبة للطوسی: « دخلت على سيدي جعفر بن محمد الصادق عليه السلام فقلت: يا سيدي لو عهدت إلينا من الخلف من بعدك؟ فقال: يا منضل الامام من بعدي ..
6- الطبرسي في إعلام الورى:234/2،و [1]الصدوق في كمال الدين:4/334، و [2]الحر العاملي في وسائل الشيعة:/245/16رقم:21474،و [3]النوري في خاتمة المستدرك:112/4،و المجلسي في بحار الأنوار:5/15/48 و 7/143/51، [4]الصراط المستقيم:228/2. [5]
7- إعلام الوری للطبرسی: 2/ 234، کمال الدين: 334/ 4. .. و اعلم أن كتاب ربيع الشيعة هو نفس كتاب إعلام الوری و مؤلفه هو الشيخ الطبرسي لاابن طاووس، راجع الذریعة: 2/ 240 و 75/10 .
8- لم نجد الحديث في كتاب كشف الغمة الذي بين أيدينا.

آخرنا محمد» (1).

الحديث الثاني عشر:

ما رواه الشيخ أبو جعفر بن بابويه رضي اللّه عنه في كتاب«كمال الدين»في باب من شاهد القائم عليه السّلام و رآه و كلّمه قال:

حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي اللّه عنه قال:حدثنا عبد اللّه بن جعفر الحميري،عن إبراهيم بن مهزيار ثم ذكر حديثا طويلا مضمونه:

أنه بحث عن أخبار آل أبي محمد الحسن بن علي عليه السّلام بالمدينة و لم يقع على شيء،فلمّا صار إلى مكة ترائى له في الطواف رجل أسمر جميل يطيل التوسّم فيه قال:فعدلت إليه مؤملا منه عرفان ما قصدت له،ثم سأله الرجل عن خاله و اسمه فعرفه حتى ظهر له أنه من خواص المهدي عليه السّلام و سأله عن حاجته.فقال له إبراهيم بن مهزيار:هل تعرف من أخبار آل أبي محمد الحسن بن علي عليه السّلام شيئا؟فقال:و أيم اللّه إني لأعرف الضوء في جبيني محمد و موسى ابني الحسن بن علي صلوات اللّه عليهما،ثم إني لرسولهما إليك قاصدا لأنبائك أمرهما (2)فإن أحببت لقاءهما[و الاكتحال بالتبرك بهما] (3)فارتحل معي إلى الطائف.ثم ذكر أنه ارتحل معه و ذكر ما شاهد من الأنوار و البراهين و الآيات و قال:فخرج إلي أحدهما و هو الأكبر سنا محمد بن الحسن صلوات اللّه عليه،و ذكر مجلسه معهم ثم قال إبراهيم بن مهزيار نقلا عن صاحب الزمان عليه السّلام:

«ليكن هذا المجلس مكتوما عندك (4)إلاّ عن أهل التصديق و الأخوة الصادقة في الدين» (5).

الحديث الثالث عشر:

ما رواه ابن بابويه أيضا في الباب المذكور(6) قال:حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن موسى بن إبراهيم بن محمد بن عبد اللّه بن جعفر الصادق عليه السّلام قال:

وجدت في كتاب أبي رضي اللّه عنه قال:حدثنا محمد بن أحمد بن الطوال، عن أبيه،عن الحسن بن علي الطبري،عن أبي جعفر محمد بن إبراهيم بن علي بن مهزيار قال:سمعت أبي يقول:سمعت أبي علي بن إبراهيم بن مهزيار (7).يقول:كنت نائما فرأيت قائلا يقول لي:حجّ في هذه السنة فإنك ترى صاحب زمانك.

فانتبهت و أنا فرح مسرور ثم توجهت إلى الحج و سألت بالكوفة و بالمدينة عن ذلك فلم أجد خبرا و لا أثرا،فخرجت إلى مكة و سألت عن آل أبي محمد عليه السّلام

ص: 20


1- كتاب الغيبة للنعماني:16/85،و [6]خاتمة المستدرك:126/1،و كتاب المحتضر للحلي:159،و بحار الأنوار:23/363/25 و 9/399/36. [7]
2- كذا في المصدر،و الذي في الأصل:لإيتائك أمرهما.
3- زائدة عن المصدر.
4- في المصدر:ليكن مجلسي هذا عندك مكتوما)
5- كمال الدين:19/445، [1]مدينة المعاجز:/192/8رقم:2787،جاء الخبر هنا مختصرة، راجع تمامه، كمال الدين: 19/445 ، و فيه بجبين» بدل في جبینی»، [2]بحار الأنوار: 28/32/52،و [3]ينابيع المودة:12/335/3، [4]وفيات الأئمة:420.
6- في باب من شاهد القائم عليه السلام.
7- في بعض النسخ(محمد بن على قال سمعت أبي يقول:سمعت جدي على بن مهزيار)و هو كما ترى مضطرب لأن على بن إبراهيم أبوه دون جده و في نسخة مصححة(محمد بن الحسن بن على بن إبراهيم بن مهزيار قال:سمعت أبى يقول:سمعت جدي علي بن مهزيار)و جعل(إبراهيم نسخة بدل لمهزيار.و لكن فيما يأتي بعد كلها(علي بن مهزيار)و فى البحار( [5]سمعت جدي على بن مهزيار) و كذا في ما يأتي في كل المواضع(على بن مهزيار.-

فلم أسمع خبرا،فلمّا كان بالليل و أنا بالطواف فإذا أنا بفتى مليح الوجه،ثم ذكر أنه ظهر له أنه من خواص القائم عليه السّلام و أنه قال له:أتعرف علي بن مهزيار؟فقلت:أنا علي بن مهزيار.قال:[أهلا و سهلا بك يا أبا الحسن] 1.أتعرف الصريحين؟(1)

قلت:و من هما؟قال:محمد و موسى.ثم قال:ما فعلت العلامة التي بينك و بين أبي محمد عليه السّلام؟فقلت:

معي.[فقال:أخرجها إلي فأخرجتها إليه] (2)فقال:صر إلى رحلك[و كن على أهبة من كفايتك] (3)فإذا ذهب ثلث الليل[و بقي الثلثان] 3فالحق بنا.

ثم ذكر أنه مضى معه حتى رأى صاحب الزمان عليه السّلام و ذكر مجلسه معه (4).

الحديث الرابع عشر:

ما رواه صاحب كتاب«الخرائج و الجرائح» في كتابه المذكور عن حذيفة قال:سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول و قد ذكر المهدي فقال:

«إنه يبايع بن الركن و المقام و اسمه محمد 5و عبد اللّه و المهدي فهذه أسماؤه ثلاثتها» الحديث.(5)

الحديث الخامس عشر:

ما رواه الشيخ الجليل ثقة الإسلام أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني في باب ما جاء في الاثني عشر عليه السّلام،عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين،عن الحسن بن محبوب،عن أبي الجارود،عن أبي جعفر عليه السّلام،عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري،قال:

دخلت على فاطمة عليهم السّلام و بين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها فعددت اثني عشر آخرهم القائم،ثلاثة منهم محمد و أربعة منهم علي.(6)

و رواه الصدوق ابن بابويه رضي اللّه عنه في«عيون الأخبار»عن أحمد بن محمد بن يحيى،عن أبيه،عن محمد بن الحسين،عن الحسن بن محبوب.(7)

و رواه أيضا في«الخصال»عن أبيه،عن سعد بن عبد اللّه،عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب،عن

ص: 21


1- الصريح، الخالص من كل شي (لسان العرب: 509/2 ) و المراد هنا خالص من جهت النسب. الضريح، البعيد السان العرب: 521/2 ).
2- من المصدر،و في ا [1]لأصل:و أخرجت إليه خاتما.
3- عن كمال الدين،و في ب [2]عض النسخ:و كن على أهبة السفر من لقائنا.
4- راجع تمامه، کمال الدین: 23/465 ، البحار: 22/42/52
5- راجع تمامه، الخرائج و الجرائح: 1149/3
6- الكافی: 9/532/1 . و فيه «ثلثة» بدل «اربعة.
7- عبون أخبار الرضا عليه السلام: 6/47/1 و 7.

الحسن بن محبوب مثله.(1)

و رواه في كتاب«كمال الدين»في باب ما روي عن النبي صلى اللّه عليه و سلم من النص على القائم:عن محمد بن موسى بن المتوكل،عن محمد بن يحيى العطار و عبد اللّه بن جعفر الحميري،عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن ابن محبوب.(2)و رواه أيضا عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار،عن أبيه، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب،عن ابن محبوب.(3)و رواه أيضا عن الحسين بن أحمد بن إدريس،عن أبيه،عن أحمد بن محمد بن عيسى و إبراهيم بن هاشم جميعا،عن ابن محبوب.(4)

و رواه في كتاب«من لا يحضره الفقيه»في أول كتاب الوصايا بإسناده عن الحسن بن محبوب.(5)

و رواه الشيخ المفيد في«الإرشاد»،(6)و الطبرسي في«إعلام الورى»(7) و أكثر علمائنا (8).

الحديث السادس عشر:

مارواه الشيخ الجليل رئيس المحدثين أبو جعفر بن بابویه رضی ا... في كتاب عيون الاخبار في باب النص على الرضا عليه السلام في جملة الاثني عشر عليهم السلام و في کتاب کمال الدين في باب ذكر النص على القائم في اللوح، قال: حدثنا علي بن الحسن (9)بن شاذوبه المؤدب و أحمد بن هارون الفامي(10) رضي الله عنهما قالا: حدثنا محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري عن أبيه عن جعفر بن محمد المالك (11)عن درست بن عبدالحميد عن عبدالله بن القاسم عن عبدالله بن جبله عن أبي السفائج عن جابر بن(12) یزید الجعفي، عن ابی جعفر (13) علیهما السلام عن جابر بن عبدالله الانصاري قال : دخلت على

ص: 22


1- الخصال: 42/477
2- کمال الدین: 13/269
3- کمال الدین: 3/311
4- كمال الدين: 4/312
5- من لا يحضره الفقیه، باب الوصية: 5408/10/6
6- الارشاد: 346/2 .
7- إعلام الوری: 2/ 178.
8- جاء الحديث في اكثر كتبنا منهم کتاب الغيبة للطوسی ره و غیره.
9- في عيون اخبار الرضا عليه السلام و کمال الدين، الحسین» بدل «الحسن».
10- في عيون اخبار الرضا عليه السلام العامی» بدل «الفامی» و في كمال الدين القاضی» بدل «الفامی»
11- و ایضا فيهما، مالك الفزاري عن مالك السلولی» بدل «المالك».
12- في عبون اخبار الرضا عليه السلام و كمال الدين «عن جابر الجعفی» بدل «عن جابر بن یزید الجعفی».
13- و ايضا فيهما، عن أبي جعفر محمد بن على الباقر» بدل «ابی جعفر».

فاطمة(1) عليهم السّلام[بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم] (2)و قدّامها لوح يكاد ضوؤه يغشي الأبصار فيه اثنا عشر اسما ثلاثة في ظاهره و ثلاثة في باطنه و في أوله(3) و ثلاثة أسماء في طرفه فعددتها فإذا هي اثنا عشر (4)فقلت:أسماء من هؤلاء؟قالت:(5)

«[هذه] (6)أسماء الأوصياء أولهم ابن عمّي و أحد عشر من ولدي آخرهم القائم».قال جابر:فرأيت فيه:

محمدا محمدا محمدا (7)في ثلاثة مواضع و عليا و عليا و عليا و عليا (8)في أربعة مواضع (9).

الحديث السابع عشر:

ما رواه الشيخ الجليل أبو علي الحسن ابن الشيخ الأجل رئيس الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي رضي اللّه عنه في كتاب«الأمالي»و يعرف بالمجالس أيضا قال:حدثنا أبي رضي اللّه عنه قال:حدثنا أبو محمد الفحام،عن أبي العباس أحمد بن عبيد اللّه بن علي الرأس،عن أبي عبد اللّه عبد الرحمن بن عبد اللّه العمري،عن أبي سلمة بن يحيى بن المغيرة،عن أبيه(10) يحيى بن المغيرة،عن ابن سنان،(11)عن أبي(12) عبد اللّه عليه السّلام و ذكر حديث اللوح بتمامه إلى أن قال:

«و محمد الهادي إلى سبيلي الذاب عن حريمي القيّم (13)في رعيته الاعز(14)، يخرج منه والاسمين على و الحسن الخلف محمد في آخر الزمان الى أن قال: هو المهدي من آل محمد يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.»(15).

الحديث الثامن عشر:

ما رواه الشيخ الجليل الحافظ رجب البرسي في كتاب«مشارق أنوار اليقين»قال:روى جابر،عن الزهراء حديث اللوح و نسخته،ثم أورده بتمامه إلى أن قال:

«و أكمل ذلك بابنه محمد زكي العالمين».(16)

ص: 23


1- في عيون اخبار الرضا عليه السلام، «دخلت على فاطمة بنت رسول الله» بدل «فاطمه»، و في كمال الدين «علی مولاتي فاطمه» بدل «فاطمه».
2- زائدة عن عيون الأخبار. [3]
3- و ايضأ فيهما، في آخره» بدل «قي أوله»..
4- و ايضأ فيها، «اثنی عشر إسما، بدل اثنی عشر».
5- و ایضا فيهما، قالت هذه» بدل « قالته. 5. راجع عیون اخبار الرضا عليه السلام:
6- زائدة عن عيون الأخبار. [4]
7- في عيون الأخبار: [5]محمد محمد محمد بالرفع لا بالنصب.
8- في عيون الأخبار: [6]عليا عليا عليا،دون الواو.
9- عيون أخبار الرضا عليه السّلام للصدوق:46/1، [7]كمال الدين:2/311، [8]إعلام الورى:178/2،و [9]بحار الأنوار:4/201/36. [10]
10- في الأمالی للطوسی، «عن اخيه» بدل «عن ابيه».
11- و ایضا فيه، عن محمد بن سنان» بدل «إبن سنان»
12- و ایضا فيه «عن سيدنا ابی عبدالله» بدل «عن ابی عبدالله
13- و ایضا فيه «والقيم، بدل «القيم».
14- و ایضأ فيه «حسن اعز» بدل «الاعز».
15- راجع تمامه، الأمالی للطوسی: 566/291
16- راجع تمامه مشارق انوار اليقين: 104 و لم يذكر لفظ «محمد، في هذه النسخة لا صريحا و لاكناية، ولكن في نسخة مخطوطة في مكتبة المجلس ببلدة تهران، ذکر «محمد) في ص 162. والعجب و التأسف من بعض المصححين و المؤلفين، بحذفون شيئا من الحديث لعدم موافقتة اعتقادهم.

و رواه الكليني،عن محمد بن يحيى و محمد بن عبد اللّه،عن عبد اللّه بن جعفر،عن الحسن بن طريف،و عن علي بن محمد،عن صالح بن أبي حماد،عن بكر بن صالح،عن عبد الرحمن بن سالم،عن أبي بصير،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام و ذكر حديث اللوح الذي أنزله اللّه عزّ و جلّ على نبيّه صلى اللّه عليه و سلم، إلى أن قال:

«أخرج منه الداعي إلى سبيلي و الخازن لعلمي الحسن بن علي (1)و أكمل ذلك بابنه م ح م د رحمة للعالمين»الحديث(2).و قال في آخره:«فصنه إلاّ عن أهله».

و رواه الشيخ أبو جعفر الطوسي في كتاب«الغيبة»(3)،و الشيخ أبو علي الطوسي في«مجالسه»(4)،و علي بن محمد الخزاز القمي في كتاب«الكفاية»(5)، و أورده أكثر علمائنا المحدثين و طرقه كثيرة جدا،و الاسم الشريف في أكثر تلك المواضع بحروف متصلة،و في الكافي بحروف مقطعة هكذا:م ح م د.

و رواه الصدوق في«كمال الدين»(6)،إلاّ أنه حذف الاسم بالكلية،و في «عيون الأخبار»أورده بالحروف المقطعة (7).

الحديث التاسع عشر:

ما رواه الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي رضي اللّه عنه في كتاب«الغيبة»بإسناده عن جابر بن يزيد الجعفي:أنه سأل أبا جعفر عليه السّلام عن قوله عزّ و جلّ: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ

ص: 24


1- في الكافي والحسن» بدل «الحسن بن علی».
2- الكافي: 3/527/1
3- كتاب الغيبة للطوسی: 108/143 .
4- الأمالي (المجالس) للطوسی: 566/143. كتاب (الأمالی) او (المجالس) للشيخ الطوسي عبارة عن مجالس عقدت في مشهد الامام علی بن ابیطالب علیه السلام في النجف الاشرف و هي تعطي دلالة على انتظام الوضع الدراسي و اعادة الحركة العلمية من جديد في النجف، بعد النكسة التي اصابتها في حوادث بغداد عام 448 ه و مما يبدو أن الشيخ الطوسي قد أملي على طلابه في النجف و كان من ضمنهم ولده ابو علي الذي قام هو بدوره في أملائها على تلاميذة فيما بعد، فرويت عن مؤلفها بواسطته، و لا يمنع ذلك أن يوجد من شارك ابا على في السماع من ابيه الشيخ الطوسي تلك الأمالي الا أن الذي حدث بها عن المؤلف هو ولده ابو على فحسب، مما جعل بعض الباحثين يعتقد نسبة هذه الاسالي للشيخ ابي على الطوسي، و يمكن أن يقال «إن الأمالي المتداول هو للشيخ الطوسی لا لولده، فان كان يوجد أمال أخرى لولده كما يدعيه صاحب البحار فذاك و الا فهذ المتداول لا علاقة لابي على الطوسي، الا أنه يرويه عن ابيه.» .
5- . كفاية الأثر في النص على الائمة الاثني عشر: 196
6- راجع تمامه، کمال الدین: 308/1 و بعده.
7- الكافي للكليني:528/1، [1]غيبة الطوسي:146، [2]كمال الدين:1/310،عيون أخبار الرضا:2/41/1،الجواهر السنية:204، [3]تفسير نور الثقلين:84/2، [4]الاختصاص:212.

عِنْدَ اللّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً (1)فذكر:

أن الشهور الأئمة عليه السّلام،ثم عدّهم و نصّ عليهم بأسمائهم إلى أن قال:«و إلى ابنه الحسن و إلى ابنه محمد الهادي المهدي اثنا عشر إماما الحدیث» (2).

الحديث العشرون:

ما رواه أيضا فيه بسنده عن الحسن بن عبد اللّه التميمي:أنه أراد الخروج إلى الكوفة فلمّا صار إلى الحيرة رأى شابا حسن الوجه يصلي،ثم ذكر ما رأى منه من الإعجاز و البرهان إلى أن قال:فقلت له:و من أنت؟فقال:

«أنا محمد بن الحسن».ثم ذكر مطابقة ما أخبر به من المغيّبات للواقع (3).

الحديث الحادي و العشرون:

ما رواه الشيخ الأجل الأكمل علي بن عيسى بن أبي الفتح الإربلي رحمه اللّه في كتاب«كشف الغمة في معرفة الأئمة»نقلا من كتاب ابن الخشاب رضي اللّه عنه قال:حدثني أبو القاسم طاهر بن هارون بن موسى العلوي،عن أبيه هارون،عن أبيه موسى، قال:قال سيدي جعفر بن محمد عليه السّلام:

«الخلف الصالح من ولدي و هو المهدي اسمه محمد و كنيته أبو القاسم يخرج في آخر الزمان»و ذكر الحديث إلى أن قال:«و يكنّى بأبي القاسم و هو ذو الاسمين خلف و محمد،يظهر في آخر الزمان» (4).

الحديث الثاني و العشرون:

ما رواه فيه أيضا نقلا عن ابن الخشاب قال:حدثني محمد بن موسى الطوسي قال:حدثني عبيد اللّه بن محمد،عن القاسم بن عدي قال:فقال:

«كنية الخلف الصالح أبو القاسم و هو ذو الاسمين خلف و محمد» (5).

الحديث الثالث و العشرون:

ما رواه الشيخ الجليل تقي الدين إبراهيم الكفعمي رضي اللّه عنه في كتاب«المصباح»في الفصل الخامس فيما يقال بعد كل فريضة:

«رضيت باللّه ربّا و بالإسلام دينا و بمحمد نبيّا و بعلي إماما و بالحسن و الحسين و علي و محمد و جعفر و موسى و علي و محمد و علي و الحسن و محمد الخلف الصالح-ج أئمة و سادة و

ص: 25


1- سورة التوبة:36. [5]
2- غيبة الطوسي:110/149،منتخب الأثر:48/137، [6]تفسير نور الثقلين: 140/215/2، [7]بحار الأنوار:2/240/24، [8]إثبات الهداة:375/549/1 [9] عن الغيبة بتفاوت يسير(بالواسطة. البرهان 5/123/2
3- غيبة الطوسي:234/269،الخرائج و الجرائح:471/1،إثبات الهداة: 94/684/3 [1] عن الغيبة بتفاوت يسير(بالواسطة)و تبصرة الولي:37/24/51 بتفاوت يسير(بالواسطة)،بحار الأنوار:40/318/51. [2]
4- راجع تمامه البحار: 37/24/51 و فيه م ح م د بدل «محمد». رواه ابن الخشاب في تاريخ مواليد الأئمة:45،و كشف الغمة:275/3،و [3]ينابيع المودة:37/392/3، [4]منتخب الأثر:1/214، [5]بحار الأنوار:37/24/51. [6]
5- کشف الغمة: 379/3 . و فيه ويقال، بدل رفتال، و لم يذكر فيه كلمنا خلن و محمد بعد كلمة «ذوالاسمين».

قادة بهم أتولّى و من أعدائهم أتبرّء» (1).

الحديث الرابع و العشرون:

ما رواه أيضا فيه في آخر الفصل السابع عشر منه في دعاء الساعة الثانية عشر للخلف الحجة عليه السّلام:

«يا من توحّد بنفسه-إلى أن قال:-أسألك بحق وليك الخلف الصالح بقيّتك في أرضك المنتقم لك من أعدائك و أعداء رسولك بقية آبائه الصالحين محمد بن الحسن، و أتضرع إليك به و أقدّمه بين يدي حوائجي و رغبتي إليك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تفعل بي كذا و كذا»الدعاء (2).

الحديث الخامس و العشرون:

ما رواه أيضا في آخر الفصل السادس و الثلاثين حيث قال:و ممّا يدخل في هذا الباب رقاع من الاستغاثات في الأمور المخوفة فمنها:ما روي عن الصادق عليه السّلام ثم قال:و عنه عليه السّلام أيضا:

«تكتب في بياض بعد البسملة:اللهم إني أتوجه إليك بأحبّ الأسماء إليك و أعظمها لديك و أتقرّب إليك و أتوسل إليك بمن أوجبت حقه عليك بمحمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و علي و محمد و جعفر و موسى و علي و محمد و علي و الحسن و محمد المهدي صلوات اللّه عليهم أجمعين أكفني شرّ كذا و كذا.(3)

ثم تطوي الرقعة و تجعلها في بندقة طين ثم اطرحها في ماء جار أو بئر،فإنه سبحانه يفرج عنك» (4).

الحديث السادس و العشرون:

ما رواه أيضا في الفصل المذكور حيث قال:«و منها القصة الكشمردية (5)تكتب الحمد و آية الكرسي(6) و آية العرش (7)،ثم تكتب بسم اللّه الرحمن الرحيم من العبد الذليل فلان بن فلان إلى المولى الجليل الذي لا إله إلاّ هو الحي القيوم سلام على آل يس محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و علي و محمد و جعفر و موسى و علي و محمد و علي و الحسن و محمد بن الحسن حجتك يا ربّ العالمين-إلى أن قال:

-أتوجه إليك بحق هذه الأسماء التي إذا دعيت بها استجبت و إذا سئلت[بها] (8)أعطيت،لما صليت عليهم و هوّنت عليّ خروج روحي و كنت لي قبل ذلك غياثا الدعا» (9).

ص: 26


1- المصباح للكفعمي:36،و [1]بحار الأنوار:56/51/83. [2]
2- راجع تمامه المصباح للكفعمي:193. [3]
3- المصباح للكفعمی: 530. و فيه «أعظمهم» بدل «اعظمها».
4- المصباح للكفعمي:530. [1]
5- كذا في المصدر،و الذي في الأصل:الكشبردية.
6- البقره: 255 و 256.
7- آية العرش:المقصود منها آيات من سورة الأعراف تبدأ من الآية:54 و حتى الآية 56.
8- زائدة عن المصدر.
9- الدعاء.المصباح للكفعمي:532-533.

الحديث السابع و العشرون:

ما رواه الشيخ الجليل الشيخ بهاء الدين في كتاب«مفتاح الفلاح»و ذكر أن إسناده حسن،عن أبي الحسن موسى عليه السّلام في سجدة الشكر قال:

«تقول فيها:اللهم إني أشهدك و أشهد ملائكتك و أنبيائك و رسلك و جميع خلقك أنك أنت اللّه ربّي و الإسلام ديني و محمدا نبيّي و عليا و الحسن و الحسين و عليّا و محمدا و جعفرا و موسى و عليا و محمدا و عليا و الحسن و محمدا صلوات عليهم أجمعين أئمتي و ذكر الدعاء.» (1)

الحديث الثامن و العشرون:

ما رواه أيضا فيه في جملة دعاء آخر:

«اللهم و قد أصبحت في يومي هذا[لا ثقة لي و] (2)لا مفزع و لا ملجأ غير من توسلت بهم إليك من آل رسولك علي و فاطمة و الحسن و الحسين و علي و محمد و جعفر و موسى و علي و محمد و علي و الحسن و محمد صلواتك عليهم أجمعين» (3).

فهذه الأحاديث صريحة بالتسمية و الاسم،فهنا غير مكتوب بالحروف المقطعة و يأتي التصريح بذلك أيضا في الحديث الستين برواية الكفعمي،و في الحديث الثالث و الثمانين برواية علي بن عيسى و الطبرسي، و في الحديث السابع و التسعين.

الحديث التاسع و العشرون:

ما أشار إليه الشيخ الجليل رئيس المحدثين محمد بن علي بن بابويه في كتاب«كمال الدين»في باب ما روي عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليه السّلام بعدما أورد جملة من أحاديث الخضر عليه السّلام قال ابن بابويه ما هذا لفظه:إن أكثر مخالفينا (4)يسلّمون لنا حديث الخضر عليه السّلام[و يعتقدون فيه أنه حي غائب عن الأبصار،و أنه حيث ذكر حضر،و لا ينكرون طول حياته،و لا يحملون حديثه على عقولهم و يدفعون كون القائم عليه السّلام و طول حياته في غيبته] (5)و عندهم أن قدرة اللّه تعالى تتناول بقاءه إلى يوم النفخ في الصور[و إبقاء إبليس مع لعنته إلى يوم الوقت المعلوم في غيبته،و أنها] (6)لا تتناول إبقاء حجة اللّه على عباده القائم عليه السّلام مدة طويلة في غيبته مع ورود الأخبار الصحيحة بالنص عليه و تعيينه باسمه و نسبه عن اللّه تبارك و تعالى و عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و عن الأئمة عليه السّلام (7)؛انتهى.(8)

و قال في باب حديث الدجال:و متى بطل وقوع الغيبة بالقائم[الثاني عشر من الأئمة]عليه السّلام مع الروايات الصحيحة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه أخبر بوقوعها به عليه السّلام (9)،بطلت نبوته[لأنه يكون قد أخبر بوقوع الغيبة بمن لم يقع به،و متى صح كذبه في شيء لم يكن نبيا]و كيف يصدق فيما أخبر به من قتل (10)عمار[أنه تقتله الفئة الباغية،و في أمير المؤمنين عليه السّلام أنه تخضب لحيته من دم رأسه،و في]و الحسن[بن علي عليه السّلام،أنه مقتول بالسم،و في] و الحسين[بن علي عليه السّلام،أنه مقتول بالسيف؟]و لا يصدق فيما أخبر به من أمر (11)القائم عليه السّلام (12)من وقوع الغيبة و التعيين عليه (13)باسمه و نسبه (14)؟! انتهى.(15)

ص: 27


1- مفتاح الفلاح: 318. و فيه إنك» بدل «إنك أنت» و «محمد صلى الله عليه و اله» بدل «محمد» و «سلام الله عليهم من لا يحضره الفقيه: 967/517/1 . و فيه «و الحجة بن الحسن بن علی» بدل «محمدأ و لم يذكر فيه «كلمة صلوات الله
2- زائدة عن مفتاح الفلاح.
3- مفتاح الفلاح: 221. و فيه «في يومي هذا لائقة لي و لا مفزع» بدل «في يومي هذالما مفزع»، البلد الامین: 388 مع الفرق في المتن.
4- في المصدر:أكثر المخالفين.
5- زائدة من المصدر.
6- زائدة عن المصدر.
7- كمال الدين للصدوق:7/392. [1]
8- راجع تمامه کمال الدین: 392/2
9- كذا في المصدر،و الذي في الأصل:أخبر بها.
10- في المصدر:من أمر عمار.
11- في الأصل:أخبر به عن القائم.
12- في هامش المخطوطة زيادة:(قبل ولادته و قبل وجوده و مجيئه إلى هذا العالم الناسوتي و العنصري بمائتي سنة تقريبا.
13- في بعض النسخ:و النص عليه.
14- كمال الدين للصدوق:531. [2]الكلام الموجود بين المعقوفتين سقط من الأصل، أثبتناه من المصدر.
15- راجع تمامه کمال الدین: 529/2

و قال في أوائل الكتاب المذكور (1)أيضا:كل من قال بإمامة الأحد عشر من آبائه عليه السّلام لزمه القول بإمامة الثاني عشر القائم المهدي عليه السّلام لنصوص (2)آبائه عليه السّلام عليه باسمه و نسبه و إجماع شيعتهم على القول بإمامته ثم قال نقلا عن أبي جعفر ابن قبة على وجه الارتضاء و القبول (3)...أنه قال:و أمّا قولهم (4)إذا ظهر فكيف يعلم أنه محمد بن الحسن بن علي (5)؟

فالجواب:إنه يجوز أن يعرف أنه محمد بن الحسن بن علي بنقل من تثبت بنقله الحجة إلى أن قال:و يجوز أن يظهر معجز يدل على ذلك.

ثم قال ابن بابويه لمّا ذكر قصة زرارة و عدم تحققه أمر الكاظم عليه السّلام:

إنا لم ندّع أن جميع الشيعة عرف في ذلك العصر الأئمة عليه السّلام بأسمائهم و إنما قلنا:[إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أخبر أن الأئمة بعده الاثنا عشر،الذين هم خلفاؤه و] (6)أن علماء الشيعة[قد] (7)رووا الحديث بأسمائهم عليه السّلام و لا يبعد (8)أن يكون واحد منهم أو اثنان أو أكثر لم يسمعوا الحديث (9).

ثم قال في أثناء الاحتجاج:إنّا نتمسك بالإقرار بإمامته يعني المهدي عليه السّلام بالنجباء الأبرار و الفضلاء الأخيار (10)القائلين بإمامته [و ولايته] (11)المثبتين لولادته المصدقين للنبي و الأئمة عليه السّلام[في النص عليه] (12)باسمه و نسبه من أبرار شيعته (13)؛انتهى.(14)

و قال ابن بابويه أيضا في«اعتقاداته»في باب عدد الأنبياء و الأوصياء بعد ما صرّح بأسمائهم عليه السّلام ما هذا لفظه:و نعتقد أن الأرض لا تخلو من حجة[لله على خلقه]إمّا ظاهر مشهور و إمّا خائف مغمور،و أن حجة اللّه [في أرضه،و خليفته على عباده] (15)في زماننا هذا هو[القائم المنتظر] محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السّلام و أنه هو الذي أخبر به النبي صلى اللّه عليه و سلم [عن اللّه عز و جل]باسمه و نسبه.ثم قال:و نعتقد أنه لا يجوز أن يكون القائم غيره[بقي في غيبته ما بقي،و لو بقي في غيبته عمر الدنيا لم يكن القائم غيره]،لأن النبي و الأئمة عليه السّلام قد دلوا عليه باسمه و نسبه (16)؛انتهى.(17)

و في نسخة أخرى،لم يصرح بالاسم لكن آخر الكلام صريح في اعتقاد أن النبي و الأئمة عليه السّلام قد صرحوا به،(18)

ص: 28


1- كمال الدين.
2- كذا في المصدر،و الذي في الأصل:لنص.
3- كمال الدين:45. [1]
4- أي قول المعتزلة.
5- كمال الدين:62. [2]
6- زائدة عن المصدر.
7- عن المصدر.
8- في المصدر:و لا ينكر.
9- كمال الدين:74. [3]
10- في المصدر:بالنجباء الأخيار و الفضلاء الأبرار.
11- (زائدة عن المصدر.
12- عن المصدر.
13- كمال الدين:81. [4]
14- راجع اوائل كمال الدين.
15- كذا في المصدر،و في الأصل:حجة اللّه على خلقه.
16- الاعتقادات للمفيد:94. [1]الكلام الموجود بين المعقوفتين ساقط من الأصل، فأثبتناه من المصدر.
17- الاعتقادات في دين الاماميه: 68 و 69 و 70. الهداية: 38 و 39 و 40 و فيه، وهو القائم المنتظر، بدل مهو محمد».
18- قال: و نعتقد أنه لا يجوز أن يكون القائم غيره بقي في غيبته ما بقى و لو بقي غيبته عمر الدنيا لم يكن القائم غيره لان النبي و الأئمة عليهم السلام دلوا عليه باسمه ونسبه (الاعتقادات في دين الاماميه: 70).

و قد أورد قريبا من هذه العبارات الشيخ الطبرسي في«إعلام الورى»في الفصل الأول من الباب الثالث،(1)و نقله صاحب«كشف الغمة»أيضا (2)و صرح بذلك الاسم الشريف الطبرسي في نسخة صحيحة،و علي بن عيسى في جميع النسخ،و العلامة في مواضع،و ولده في اعتقاداته،و الشيخ الشهيد في«الدروس»(3)و غيره على ما في نسخة صحيحة،و يقرب من كلام المشايخ المذكورين كلام السيد المرتضى،و الشيخ الطوسي في مواضع متعددة.(4)و إنما المراد هنا،أنهم صرحوا بوجود نصوص صحيحة صريحة في ذكر الاسم الشريف.

الحديث الثلاثون:

ما رواه الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي في كتاب«الغيبة»بإسناده:عن إسماعيل بن علي النوبختي (5)عن

أبي محمد الحسن بن علي عليه السّلام في حديث طويل أنه قال لولده:

«أبشر يا بني فأنت صاحب الزمان و أنت المهدي و أنت حجة اللّه في أرضه و أنت ولدي و أنت وصيي و أنت م ح م د ابن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب».إلى أن قال:ثم مات الحسن بن علي عليه السّلام من وقته (6).

سيأتي(7) وجه الاستدلال بهذه الاحادیث و لا يخفى أنه لا يتصور أن يقول له أنت م ح م د لان ذلك ليس باسمه قطعأ و يلزمه عدم مطابقة الكلام للواقع و القرائن على ذلك كثيرة.

الحديث الحادي و الثلاثون:

ما رواه أيضا فيه بإسناده:عن النوبختي(8) المذكور قال:

«مولد م ح م د ابن الحسن بن علي بن محمد عليه السّلام ولد بسامراء سنة ست و خمسين و مائتين» (9).

الحديث الثاني و الثلاثون:

ما رواه الشيخ الجليل ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني في باب الإشارة إلى

ص: 29


1- إعلام الوری: 253/2 .
2- کشف الغمة: 3/ 451.
3- الدروس: 16/2
4- العقائد الجعفرية، للطوسي اطبع في آخر کتاب جواهر الفقه للفقيه الاقدم ابن البزاج الطرابلسي: 250 سأله 41، الأمالی للطوسی: 566/291
5- قال النجاشي:إسماعيل بن علي بن إسحاق بن سهل بن نوبخت،كان شيخ المتكلمين من أصحابنا و غيرهم،له جلالة في الدنيا يجري مجرى الوزراء.انظر ترجمته في رجال النجاشي:68/31،و في الفهرست للطوسي:36/49. [2]
6- كتاب الغيبة للطوسی: 273، و فيه على ارضه» بدل «في ارضه» و «محمد بن الحسن» بدل «محمد بن الحسن»، البحار: 14/16/52 ، تبصرة الولی: 16 العوالم :2/297/15 الجزء 3، اثبات الهداة: 55/415/3 ورد فيه مختصرأ.
7- في الفصل الثالث.
8- قال النجاشی: اسمعيل بن علی بن اسحق بن ابی سهل بن نوبخت كان شيخ المتكلمين من أصحابنا و غيرهم (رجال النجاشی: 22).
9- كتاب الغيبة للطوسی: 237/272

صاحب الدار عليه السّلام،عن الحسين بن محمد،عن معلى بن محمد،عن أحمد بن محمد بن عبد اللّه قال:خرج عن أبي محمد حين قتل الزبيري (1).

«هذا جزاء من اجترأ على اللّه»إلى أن قال:«و ولد له ولد سماه م ح م د و ذلك في سنة ست و خمسين و مائتين».(2)

و رواه في باب مولد الصاحب عليه السّلام أيضا (3)و رواه ابن بابويه في باب ميلاد القائم عليه السّلام عن جعفر بن محمد بن سرور،عن الحسين بن محمد بن عامر مثله.(4)و رواه الشيخ في كتاب«الغيبة»،و أورد الاسم صريحا من غير تقطيع الحروف.(5)

و نقله الطبرسي في«إعلام الورى»عن محمد بن يعقوب بهذا السند،إلاّ أنه قال:«و ولد له ولد سمّاه باسم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم» (6).

الحديث الثالث و الثلاثون:

ما رواه رئيس المحدثين أبو جعفر ابن بابويه في كتاب«كمال الدين»في باب ما روي عن الصادق عليه السّلام من الأخبار بالقائم عليه السّلام:قال:حدثنا علي بن محمد بن أحمد الدقاق،عن محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي،عن موسى بن عمران النخعي،عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي،عن المفضل بن عمر قال:دخلت على سيدي الصادق عليه السّلام فقلت:لو عهدت إلينا في الخلف من بعدك؟فقال:

«الإمام بعدي ابني موسى و الخلف المأمول المنتظر م ح م د ابن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى» (7).

الحديث الرابع و الثلاثون:

ما رواه رئيس المحدثين أيضا في الكتاب المذكور في باب ما روي عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليه السّلام و وقوع الغيبة بابنه الثاني عشر قال:حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي،عن جعفر بن محمد بن مسعود،عن أبيه،عن أحمد بن علي بن كلثوم،عن علي بن أحمد الرازي قال:

خرج بعض أخواني من أهل الري مرتادا بعد مضي أبي محمد عليه السّلام فبحث حصى

ص: 30


1- قال العلامة المجلسي رحمه اللّه في مرآة العقول[ [4]5/3/4]:الزبيري كان لقب بعض الأشقياء من ولد الزبير،كان في زمانه عليه السّلام،فهدده و قتله اللّه على يد الخليفة أو غيره،و صحفه بعضهم و قرأ بفتح الزاي و كسر الباء من الزبير بمعنى الداهية كناية عن المهتدي العباسي حيث قتله الموالي:
2- الكافی: 5/329/1 مع زيادة في اولیائه» بعد «على الله.
3- الكافی: 1/514/1
4- كمال الدين: 2/431.
5- کتاب الغيبة للطوسی: 198/231
6- إعلام الوری: 2/ 251.، البحار: 4/4/51 ، اثباة المداة: 11/441/4 ، حلية الابرار: 549/2 ، کشف الغمة: 449/2 عن ارشاد المفيد باسناده عن الكلینی، تقریب المعارف: 1840
7- کمال الدين: 4/334 ، و فيه سنده هكذا «حدثنا علي بن احمد بن محمد الدقاق رضی ا... عنه قال: حدثنا محمد بن ابی عبدالله الكوفي عن موسى بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن یزید النوفلي عن المفضل بن عمر قال: دخلت على سیدی جعفر بن محمد عليهما السلام فقلت: يا سيدي لو عهدت إلينا في الخلف من بعدك؟ فقال: لي: يا مفضل...)

المسجد بيده فظهر (1)له حصاة مكتوب فيها:م ح م د.قال الرجل:فنظرت إلى الحصاة،فإذا فيها كتابة ثابتة مخلوقة غير منقوشة (2).

الحديث الخامس و الثلاثون:

ما رواه أيضا في الباب المذكور قال:حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحق قال:حدثنا أبو علي محمد بن همّام،عن محمد بن عثمان العمري،عن الحسن بن علي العسكري عليه السّلام في حديث أنه قيل له:من الحجة و الإمام بعدك؟قال:

«م ح م د ابني و هو (3)الإمام و الحجة من بعدي،من مات و لم يعرفه مات ميتة جاهلية» (4).

الحديث السادس و الثلاثون:

ما رواه أيضا في باب ذكر من شاهد القائم عليه السّلام قال:حدثنا المظفر بن محمد بن المظفر العلوي،عن جعفر بن محمد بن مسعود،عن أبيه،عن جعفر بن معروف،عن أبي عبد اللّه البلخي،عن عبد اللّه السوري قال:دخلت بستان بني عامر فرأيت صبيانا يلعبون وفتى جالس على مصلى واضعا كمّه على فيه فقلت:من هذا؟فقالوا:م ح م د ابن الحسن بن علي عليه السّلام و كان في صورة أبيه (5).

الحديث السابع و الثلاثون:

ما رواه ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني في باب الدعاء في العشر الأواخر من شهر رمضان:عن علي بن إبراهيم،عن محمد بن عيسى بإسناده عن الصالحين عليه السّلام،(6)و رواه رئيس الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي رضي اللّه عنه في كتاب«مصباح المتهجد»في أعمال شهر رمضان قال:روى محمد بن عيسى عن الصالحين عليه السّلام قال:تكرر في ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان هذا الدعاء ساجدا و قائما و قاعدا و على كل حال و في الشهر كله و كيف أمكنك و متى حضرك من دهرك تقول بعد تحميد اللّه و الصلاة على النبي صلى اللّه عليه و اله و سلم:

«اللهم كن لوليك فلان بن فلان في هذه الساعة و في كل ساعة[من ساعات الليل و النهار] (7)وليّا و

ص: 31


1- في المصدر:فظهرت.
2- كمال الدين:5/408،مع تفاوت في السند و المتن، صرح فيه باسم «محمد» بدل «م ح م د). [1]بحار الأنوار:312/51. [2]
3- في المصدر:ابني محمد هو.
4- كمال الدين:9/309، فيه ايضا صرح باسم «محمد» بدل «م ح م د». [3]إعلام الورى:253/2، [4]وسائل الشيعة:246/16 رقم: 21475، [5]بحار الأنوار:7/160/51. [6]
5- كمال الدين:13/441،و فيه جاء الحديث هكذا « حدثنا المظفر بن جعفر المظفر العلوي السمر قندی رضی ا... عنه قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه قال: حدثنا جعفر بن معروف قال: كتب إلى أبو عبدالله البلخي، حدثنی عبدالله السوري قال : صرت إلى بستان بنی عامر، فرأيت فلانا يلعبون في غدیر ما رفتی جالسا على مصلی واضعا كمه على نبه، فقلت من هذا؟ فقالو م ح م د ابن الحسن عليهما السلام و كان في صورة أبيه». [7]الخرائج و الجرائح:959/2،ينابيع المودة:/330/3 6، [8]بحار الأنوار:29/40/52. [9]
6- الكانی: 4/ 4/162و فيه المتن هكذا , اللهم كن لوليك فلان بن فلان في هذه الساعة وفي كل الساعة وليا و حافظا . ناصرا و دلیلا و قاعدا و عونا...
7- زائدة في الأصل،غير موجودة في أصل الدعاء.

حافظا و قائدا و ناصرا و دليلا و عونا حتى تسكنه أرضك طوعا و تمتعه فيها طويلا».(1)

و ذكر الدعاء (2).لایخفی ان لفظ فلان کنایة عن الاسم الصریح و هو الذی یتبادر منه الی الفهم مع الامر بالتسمیة ملاحظة الاخفا عن سلطان الوقت و عن العامة دفعا لتلک المفسده الاتی بیانها.

الحديث الثامن و الثلاثون:

ما رواه أيضا في«المصباح»قبل ذلك بكثير في صلاة الهدية قال:روي عنهم عليه السّلام أنه يصلي العبد في يوم الجمعة ثماني ركعات أربعا يهدي إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و اله و سلم و أربعا يهدي إلى أمير المؤمنين عليه السّلام إلى أن قال:ثم كذلك إلى يوم الخميس أربع ركعات تهدى إلى صاحب الزمان عليه السّلام الدعاء بعد الركعات:

«اللهم أنت السلام-إلى أن قال-:اللهم إن هذه الركعات هدية مني إلى وليك فلان ابن فلان فصل على محمد و آل محمد و بلّغه إياها»،الدعاء (3).

الحديث التاسع و الثلاثون:

ما رواه أيضا فيه قال صلاة أخرى للحاجة:روي عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام و ذكر الحديث و كيفيته و الصلاة و الدعاء إلى أن قال:قال أبو الحسن عليه السّلام:

«فإذا فعل[العبد] (4)ذلك قضى اللّه حاجته و ليتوجه في حاجته إلى اللّه بمحمد و آله عليه و عليهم و يسميهم عن آخرهم» (5).

الحديثالأربعون:

ما رواه الشيخ الجليل رئيس الطائفة محمد بن الحسن الطوسي أيضا في كتاب«تهذيب الأحكام»في أبواب الزيادات في باب تلقين المحتضرين بسنده الصحيح عن الحسين بن سعيد،عن حماد بن عيسى،عن حريز،عن زرارة،عن أبي جعفر عليه السّلام قال:

«إذا وضعت الميت في لحده فقل:بسم اللّه-إلى أن قال:

-و اقرأ آية الكرسي ثم اضرب يدك على منكبه الأيمن ثم قل:يا فلان قل رضيت باللّه ربّا و بالإسلام دينا و بمحمد نبيّا و بعلي إماما و سمّ إمام زمانه» (6).

و رواه الكليني عن علي بن إبراهيم،عن أبيه،عن حماد،عن حريز مثله.و في نسخة

ص: 32


1- المصباح المتجهد: 440 و فيه «الحجة بن الحسن» بدل «فلان بن فلان».
2- الكافي:4/162/4، [1]مصباح المتهجد:630. [2]
3- راجع تمامه المصباح المتجهد: 232، و فيه «فلان» بدل «فلان بن فلان».
4- زائدة عن المصدر.
5- المصباح المتجهد: 246.
6- راجع تمامه، التهذيب: 1/ 135/484 تحت رقم 1490، و فيه قال: قال» بدل «قال» و «واضرب، بدل ثم اضرب» و «فلان» بدل «فلان بن فلان» و «محمد رسولا» بدل «بمحمد نبيا، و تسمی» بدل «سم».

أخرى من«الكافي»:و سم حتى إمام زمانه (1).

الحديث الحادي و الأربعون:

ما رواه الشيخ أبو جعفر الكليني، و الشيخ أبو جعفر الطوسي في الباب المذكور من«التهذيب»:عن محمد بن يحيى،عن أحمد بن محمد،عن الحسين بن سعيد،عن النضر بن سويد،عن داود بن سليمان الكوفي،عن أبي بكر الحضرمي في حديث التلقين:أنه حضر رجلا عنده الموت فلقّنه الشهادتين و الولاية إلى أن قال:«ثم سمّيت (2)له الأئمة عليه السّلام رجلا رجلا فأقرّ بذلك،ثم ذكر أن ذلك التلقين كان سبب نجاته،و أنه لو لا ذلك كاد يهلك» (3).

الحديث الثاني و الأربعون:

ما رواه ثقة الإسلام في باب سلّ الميت و ما يقال عند دخول القبر من كتاب«الكافي»:عن عدة من أصحابنا،عن سهل بن زياد،عن محمد بن سنان،عن محمد بن عجلان،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:

«سله سلا رفيقا فإذا وضعته في لحده فليكن أولى الناس ممّا يلي رأسه و ليذكر اسم اللّه-إلى أن قال:- و ليتشهد و ليذكر ما يعلم حتى ينتهي إلى صاحبه».

و رواه الشيخ في«التهذيب» (4).

الحديث الثالث و الأربعون:

ما رواه ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني أيضا في الباب المذكور:عن محمد بن يحيى،عن محمد بن إسماعيل،عن علي بن الحكم،عن محمد بن سنان،عن محفوظ الإسكاف،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:

«إذا أردت أن تدفن الميت فليكن أعقل (5)من ينزل في قبره (6)عند رأسه»إلى أن قال:«و يقول:اسمع و افهم-ثلاث مرات-اللّه ربّك و محمد نبيّك و الإسلام دينك و فلان إمامك واعدها ثلاث مرات هذا التلقين» (7).

الحديث الرابع و الأربعون:

ما رواه الكليني أيضا قبل ذلك في مقام ذكر التلقين وقت الاحتضار قال:و في حديث آخر قال:

«تلقّنه كلمات الفرج و الشهادتين و تسمّي له الأئمة عليه السّلام واحدا واحدا حتى ينقطع عنه الكلام» (8).

الحديث الخامس و الأربعون:

ما رواه الشيخ في الكتاب المذكور سابقا بإسناده:عن أحمد بن محمد،عن الحسن بن

ص: 33


1- الكافي:6/196/3 و 7جاء الحديث فيه مثل ما في التهذيب الآ فيه «بمحمد نبيا، مثل ماهنا.
2- الاصح «سمی» بدل «سمیت
3- راجع تمامه، الكافی: 3/ 4/122، التهذيب: 5/303/1 . تحت رقم 837.
4- الكافي:4/195/3، [3]تهذيب الأحكام:922/317/1.
5- أعقل أي: اقرب الناس إليه.
6- أي أقرب الناس إليه.
7- الكليني في الكافي:5/195/3، [4]الطوسي في التهذيب:923/317/1، الراوندي في الدعوات:763/267.
8- الكافي: 3/ 124 و فيه فلقنه كلمات الفرج و الشهادتين و تسمي له الاقرار بالائمة واحدا بعد واحد.

محبوب،عن ابن سنان،عن إسحق بن عمار قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول:

«إذا نزلت في قبر (1)فقل:بسم اللّه»إلى أن قال:«ثم تقول يا فلان ابن فلان إذا سئلت فقل:اللّه ربّي و محمد نبيّي و الإسلام ديني و القرآن كتابي و علي إمامي حتى تستوف الأئمة عليه السّلام ثم تعيد عليه القول» (2)الحديث.(3)

الحديث السادس و الأربعون:

ما رواه أيضا في الباب المشار إليه بإسناده عن علي بن الحسين يعني ابن بابويه،عن سعد بن عبد اللّه،عن محمد بن الحسين و أحمد بن الحسن بن علي بن فضال،عن أبيه،عن علي بن عقبة و ذبيان بن حكيم،عن موسى بن أكيل النميري،عن عمرو بن شمر،عن جابر بن يزيد،عن أبي جعفر عليه السّلام قال:

«ما على أحدكم إذا دفن ميته و سوّى عليه و انصرف عن قبره (4)أن يتخلف عند قبره ثم يقول:يا فلان ابن فلان اثبت على العهد الذي عهدناك[به] (5)من شهادة أن لا إله إلاّ اللّه و أن محمدا رسول اللّه و أن عليّا أمير المؤمنين إمامك و فلان و فلان حتى تأتي على آخرهم، فإنه إذا فعل ذلك قال أحد الملكين لصاحبه:قد كفينا الوصول إليه و مسائلتنا إياه (6)،فإنه قد لقّن فينصرفان عنه(7).

و قال الشيخ في«المصباح»:يستحب أن يلقّن الميت الشهادتين و أسماء الأئمة عليه السّلام عند وضعه في القبر فيقول الملقّن:يا فلان ابن فلان اذكر العهد الذي خرجت عليه من دار الدنيا إلى أن قال:و يذكر الأئمة عليه السّلام واحدا واحدا إلى آخرهم ثم قال:فإذا انصرف الناس عن القبر تأخر وليّ الميت و ينادي بأعلى صوته إن لم يكن في موضع تقية:يا فلان ابن فلان اللّه ربّك و محمد نبيّك و عليّ إمامك و الحسن و الحسين-و يذكر الأئمة واحدا واحدا-أئمتك (8).

و قال الشيخ المفيد في«المقنعة»:و إذا حضر المسلم الوفاة،فالواجب على من يحضره من أهل الإسلام أن يوجهه إلى القبلة ثم يلقنه الشهادتين و يسمّي له الأئمة عليه السّلام واحدا واحدا إلى آخرهم ليقرّ بالإيمان باللّه و برسوله و بالأئمة عليه السّلام (9).

ص: 34


1- في الأصل:نزلت في قبره.
2- الطوسي في التهذيب:1492/457/1،ذخيرة المعاد:340/2، [2]الحدائق الناضرة:108/4.
3- راجع تمامه التهذيب: 1/ 137/485 و فيه « محمد بن سنان» بدل «ابن سنان و ایضا، وحتى تستوفي الائمة، بدل تسمى له الائمة.
4- في الأصل:و انصرف عنه.
5- زائدة عن المصدر.
6- كذا في المصدر،و الذي في الأصل:كفينا الدخول عليه فإنه...
7- التهذيب: 141/486/1 ، مع اختلاف في المتن و السند فراجع.
8- المصباح المتجهد: 34 و فيه «اولی بالمت» بدل «ولى الميت.
9- الشيخ المفيد في المقنعة:73. بعدها.

الحديث السابع و الأربعون:

ما رواه الكليني في باب من مات و ليس له إمام:عن أحمد بن إدريس،عن محمد بن عبد الجبار،عن صفوان،عن فضيل،عن الحرث بن المغيرة قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام:قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم:

«من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية».قال:

«نعم».قلت:جاهلية جهلاء أو جاهلية لا يعرف إمامه؟قال:«جاهلية كفر و نفاق و ضلال» (1).

و في معنى الحديث أحاديث كثيرة جدا.

الحديث الثامن و الأربعون:

ما رواه الكليني أيضا في باب حدوث الأسماء:عن أحمد بن إدريس،عن الحسين بن عبد اللّه،عن محمد بن عبد اللّه و موسى بن عمر بن بزيع و الحسن بن علي بن عثمان كلهم،عن ابن سنان،عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام في حديث قال:

«إن اللّه اختار لنفسه اسما لغيره يدعوه بها،لأنه إذا لم يدع باسمه لم يعرف» (2)و ذكر الحديث.(3)

الحديث التاسع و الأربعون:

ما رواه الشيخ في«المصباح»في جملة الأدعية التي تقال بعد صلاة الليل أن يقال:

«محمد بين يدي،و عليّ قدّامي،و فاطمة فوق رأسي، و الحسن عن يميني،و الحسين عن شمالي،و الأئمة- تعدّهم و تذكرهم واحدا واحدا-حولي» (4).

الحديث الخمسون:

ما رواه الكليني عن محمد بن يحيى،عن محمد بن الحسين،عن النضر بن شعيب (5)،عن محمد بن الفضل (6)، عن أبي حمزة،عن أبي جعفر عليه السّلام أنه قال:قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم:و ذكر حديثا قدسيّا في شأن عليّ عليه السّلام ثم قال:

«و لقد أخبرني (7)جبرئيل بأسمائهم و أسماء آبائهم» (8).

الحديث الحادي و الخمسون:

ما رواه أيضا بهذا الإسناد عن أبي عبد اللّه عليه السّلام،عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم و ذكر حديثا آخر في فضل عليّ و الأوصياء من بعده عليه السّلام و قال في آخره:

«و لقد أتاني جبرئيل بأسمائهم و أسماء آبائهم و أحبائهم و المسلّمين لفضلهم» (9).

الحديث الثاني و الخمسون:

ما رواه الصدوق ابن بابويه في المجالس المعروف ب«الأمالي»عن الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي، عن فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي،عن محمد بن أحمد بن علي

ص: 35


1- الكانی: 3/377/1 «فيه عن الفضيل» بدل «عن الفضل» و «عن الحارث بن المغيرة بدل عن الحرث بن...).
2- الكافي للكليني:2/113/1، [5]عيون أخبار الرضا عليه السّلام للصدوق:24/118/2، و كتاب التوحيد للصدوق 4/191 و [6]معاني الأخبار:2/2،تفسير نور الثقلين:/1 1048/262 و 472/232/3 و 84/295/5، [7]مسند الإمام الرضا عليه السّلام:/12/1 4، [8]بحار الأنوار:26/88/4. [9]
3- راجع تمامه الكانی: 1/ 2/113 و في سنده، «موسی بن عمر» بدل «موسی بن عمر بن بزیع، و ما جاء فيه لفظة «و كلهم، قبل وعن ابن سنان».
4- راجع تمامه، المصباح المتجهد: 145.
5- في بعض النسخ:عن النضر بن سويد.
6- في المصدر:محمد بن الفضيل.
7- في المصدر:لقد أنبأني.
8- لم نجد هذا الحديث في كتب التي بأيدينا.
9- لم نجد هذا الحديث في كتب التي بأيدينا. د. راجع تمامه، الكافي: 4/208/1 ، ولكن فيه «عن ابی جعفر» بدل « عن ابی عبدالله »

الهمداني،عن العباس بن عبد اللّه النجاري،عن محمد بن القاسم بن إبراهيم،عن عبد السلام بن صالح الهروي،عن علي بن موسى الرضا عليه السّلام،عن آبائه،عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم في حديث قدسي طويل في حق الأوصياء قال:

«قلت يا ربّ من أوصيائي؟قال (1):أوصياؤك المكتوبون على ساق العرش فنظرت و أنا بين يدي ربّي جلّ جلاله إلى ساق العرش فرأيت اثني عشر نورا في كل نور سطر أخضر عليه اسم وصي من أوصيائي من بعدي (2)الحديث.

و رواه في«عيون الأخبار»أيضا،و قد مرّ في الحديث الحادي عشر ما يبيّن هذا و يؤيده (3).

الحديث الثالث و الخمسون:

ما رواه ابن بابويه في كتاب«كمال الدين»،عن عبد الواحد بن محمد بن عبدوس،عن علي بن محمد بن قتيبة، عن حمدان بن سليمان،عن الصقر بن أبي دلف قال:سمعت أبا جعفر محمد بن علي الرضا عليه السّلام يقول في حديث و قد قيل له:لم سمّي القائم؟قال:

«لأنه يقوم من 2بعد موت ذكره و ارتداد أكثر القائلين بإمامته» الحديث.(4)

و ما رواه الشيخ في«التهذيب»في باب المرابطة:عن الصفار،عن محمد بن عيسى،عن يونس،عن أبي الحسن عليه السّلام في حديث قال:

«يرابط و لا يقاتل فإن خاف على بيضة الإسلام قاتل فيكون قتاله لنفسه لا للسلطان فإن في دروس الإسلام دروس ذكر محمد صلى اللّه عليه و اله و سلم» (5).

الحديث الرابع و الخمسون:

ما رواه السيد الجليل رضي الدين ابن طاووس رحمه اللّه في«مهج الدعوات»عن الرضا عليه السّلام في كتاب أصل يونس:أن الرضا عليه السّلام قال له:

«تحفظ ما أكتبه لك وادع به في كل شديدة (6)تجاب و تعطى ما تتمناه»بعد ذكر الإقرار بالنبي و أمير المؤمنين و أوصيائه عليه السّلام (7).«السند صحیح معتمد منقول من كتاب يونس(8) بن عبدالرحمن المعروض على الرضا عليه السلام و قد اجمعوا على تصحيح ما يصح عنه»

ص: 36


1- في علل الشرائع: [8]فنوديت يا محمد.
2- من بعدي:زائدة في الأصل«(لم نجد الحديث في الأمالي للصدوق،علل الشرائع للصدوق:6/1،و [9]كمال الدين للصدوق:256،و [10]الجواهر السنية: 241، [11]حلية الأبرار:12/1، [12]تأويل الآيات:878/2،ينابيع المودة:379/3،- [13]
3- راجع تمامه البحار: 345/18 و البحار: 335/26 و عيون الاخبار: 264/1، و کمال الدين: 4/254/1
4- راجع تمامه، كمال الدين: 3/378/2
5- الكافي: 2/21/5 و تهذیب الاحکام: 14/137/1 و الوسائل: 29/15 / تحت رقم 2/19942.
6- في المصدر:شدة.
7- مهج الدعوات لابن طاووس:303، [1]بحار الأنوار:4/346/91. [2]
8- في المطبوعة: «يونس بن بکیر» بدل «يونس بن عبد الرحمن» و يحتمل أن يكول الصحيح، يونس بن بكير على ما ورد في كتب الرجال، راجع جامع الزواة للاردبیلی: 356/2الی 359.

الحديث الخامس و الخمسون:

ما رواه ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني في باب سجدة الشكر:عن علي بن إبراهيم،عن أبيه، عن عبد اللّه بن جندب،عن أبي الحسن الماضي(1) عليه السّلام في دعاء سجدة الشكر يقول فيه:

«و الإسلام ديني و محمد نبيي و عليّ و فلان و فلان إلى آخرهم أئمتي» (2)الدعاء.(3)

الحديث السادس و الخمسون:

ما رواه ابن بابويه في كتاب«من لا يحضره الفقيه»و الشيخ في«التهذيب»و«المصباح»في صلاة الحاجة بإسنادهما الصحيح عن موسى بن القاسم،عن صفوان بن يحيى و محمد بن سهل،[عن أشياخهما] (4)عن أبي عبد اللّه عليه السّلام و ذكر صلاة للحاجة و دعاء بعدها من جملته:

«و أسألك بالاسم (5)الذي جعلته عند محمد و الأئمة و تسميهم إلى آخرهم أن تصلي على محمد و أهل بيته و أن تقضي لي حاجتي» (6).

الحديث السابع و الخمسون:

ما رواه الشيخ في«المصباح»،عن عاصم بن حميد،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام و ذكر صلاة للحاجة و دعاء بعدها من جملته:

«و أسألك بالحق الذي جعلته عند محمد و عند عليّ و عند الحسن و عند الحسين و عند الأئمة-و تذكرهم كلهم-» (7).الدعاء.(8)

الحديث الثامن و الخمسون:

ما رواه العلامة في«منهاج الصلاح» عن الصادق عليه السّلام و ذكر دعاء لقضاء الدين و دفع الظالم إلى أن قال:

«ثم قل:يا اللّه عشرا،ثم قل:يا محمد عشرا ثم قل:

يا عليّ عشرا،ثم تنادي بباقي الأئمة عليه السّلام بأسمائهم عشرا عشرا ثم سل حاجتك».(9)

الحديث التاسع و الخمسون:

ما رواه الشيخ الجليل أمين الإسلام أبو علي الطبرسي في كتاب«إعلام الورى»نقلا من كتاب الجليل أبي عبد اللّه جعفر بن محمد الدوريستي في كتاب الرد على الزيدية،عن المفيد مرفوعا عن عائشة أنها سئلت:كم خليفة يكون لرسول اللّه صلى اللّه عليه و اله و سلم؟ فقالت:أخبرني أنه يكون بعده اثني عشر خليفة.فقيل لها:و من هم؟ فقالت:أسماؤهم عندي مكتوبة بإملاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و اله و سلم.فقيل لها:

اعرضيها علينا،فأبت (10).

ص: 37


1- المراد من الماضي، ابوالحسن الذي مزفي حديث رقم 16 و هو ابو الحسن الأول عليه السلام.
2- الكافي للكليني:17/325/3، [3]تهذيب الأحكام:416/110/2 و 64/6،ذخيرة المعاد:297/2، [4]الحدائق الناضرة:342/8.
3- راجع نمامه ، الكافي 17/325/3
4- ساقطة من الأصل،و ما أثبتناه من المصادر.
5- في بعض المصادر:بالحق بدل بالاسم.
6- راجع تمامه، من لا يحضره الفقيه: 2/ 278 / تحت رقم 1543.،و التهذيب للطوسي:/3 416/183،و المصباح للطوسي:530، [5]جمال الأسبوع لابن طاووس:208، [6]وسائل الشيعة:133/8 رقم:10239، [7]بحار الأنوار:3/33/87. [8]
7- المصباح للطوسي:324،بحار الأنوار:2/29/87. [1]
8- المصباح المتهجد: 242 و فيه وأبان بن تغلب، بدل و عاص بن حميد».
9- منهاج الفلاح في اختصار المصباح مختصر من المصباح المتهجد تصنیف شيخ الطائفة للعلامة الحلی صاحب منهاج الكرامة - العلامة... (الذریعة: 164/23). وجدت نخ مخطوطة منها في مكتبة المجلس بطهران: 324.
10- راجع تمامه، إعلام الوری: 164/2. و کشف الغمة: 5/2 50. و البحار: 137/300/36

الحديث الستون:

ما رواه الشيخ في«التهذيب»و ابن بابويه في كتاب«من لا يحضره الفقيه»و في«عيون الأخبار»في وداع الرضا عليه السّلام إلى أن قال:

«السلام على الحسن و الحسين سيدي شباب أهل الجنة،السلام على الأئمة و تسميهم عليه السّلام و رحمة اللّه و بركاته» (1).

و رواه الكفعمي في«المصباح»و صرّح باسم القائم المهدي محمد بن الحسن عليه السّلام.(2)

الحديث الحادي و الستون:

ما رواه الصدوق أيضا في«الفقيه» و الشيخ في«التهذيب»عن الصادق عليه السّلام في وداع أمير المؤمنين عليه السّلام:

«اللهم إني أسألك بعد الصلاة و التسليم أن تصلي على محمد و آل محمد و تسميهم عليه السّلام و لا تجعله آخر العهد مني لزيارته فإن جعلته فاحشرني مع هؤلاء الأئمة المسمّين» (3).

الحديث الثاني و الستون:

ما رواه الصدوق في«الفقيه»بإسناده عن علي بن حسان و رواه في«عيون الأخبار»عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار،عن علي بن حسان.و رواه الكليني عن محمد بن يحيى و الشيخ في«التهذيب»عن محمد بن يعقوب،عن محمد بن يحيى،عن محمد بن أحمد بن يحيى،عن هارون بن مسلم، عن علي بن حسان قال:سئل الرضا عليه السّلام عن إتيان قبر أبي الحسن عليه السّلام فذكر زيارة جامعة إلى أن قال:

«السلام على الذين من والاهم فقد والى اللّه و من عاداهم فقد عادى اللّه و من عرفهم فقد عرف اللّه و من جهلهم فقد جهل اللّه»إلى أن قال:«هذا يجزي في

الزيارات كلها و تكثر من الصلاة على محمد و آله [الأئمة] (4)و تسمّي واحدا واحدا بأسمائهم و تبرأ من أعدائهم» (5).

الحديث الثالث و الستون:

ما رواه الكليني و الشيخ أيضا في كتاب «المزار»،و صورته في التهذيب:محمد بن يعقوب،عن عدة من أصحابنا،عن سهل بن زياد،عن محمد بن أورمة،عن بعض أصحابنا، عن

ص: 38


1- راجع تمامه التهذیب، باب وداع أبي الحسن الرضا: 36/1006 . و من لا يحضره الفقیه، باب الوداع: 536/3 . و عیون اخبار الرضا علیه السلام: 271/2
2- ماوجدت هذا الحديث من المصباح للكفعمي.
3- راجع، من لا يحضره الفقيه باب زيادة قبر امیرالمؤمنین علیه السلام: 591/2 و کامل الزیارات، الباب الثاني عشر: 49. و مصباح المتهجد باب زيادة اخرى لامیرالمؤمنین علیه السلام: 746. و مصباح کفعمی الفصل الحادي و الا بعون في الزيارات: 480
4- عن الصدوق في الفقيه.
5- الكافي باب القول عند ابی الحسن موسی علیه السلام: 2/578/4 . و من لا يحضره الفقیه باب ما يجزي من القول عند زيارة جميع الأئمة: 2/ 60/ تحت رقم 3213. و التهذيب باب زیارة اخرى جامعة 178/102/6. و عيون أخبار الرضا عليه السلام، باب ما يجزى من القول عند زيارة جميع الأئمة: 271/2 .

أبي الحسن صاحب العسكر عليه السّلام قال:

«تقول عند الحسين عليه السّلام:السلام عليك يا أبا عبد اللّه» إلى أن قال:«و اذكر الأئمة-ج بأسمائهم واحدا واحدا و قل أشهد أنهم حجّة اللّه و قل:اكتب لي عندك ميثاقا و عهدا إني جئتك أجدد العهد و الميثاق فاشهد لي و إنك أنت الشاهد» (1).

الحديث الرابع و الستون:

ما رواه الشيخ في«التهذيب»في آخر كتاب«المزار»حيث قال:محمد بن أحمد بن داود،عن أبي الحسن محمد بن تمام قال:حدثنا أبو الحسن علي بن الحجاج بن حفظة قال:كنّا جلوسا في مجلس فيه جماعة من أهل الكوفة من المشايخ،فبينما هم قعود يتحدثون إذ حضر المجلس إسماعيل بن عدي العباسي (2).فأحجم الجماعة عمّا كانوا فيه و أطال إسماعيل الجلوس ثم قال لهم:لعلّي قطعت عليكم حديثكم،ثم حلف إنه ما يعتقد إلاّ ولاية أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب و السادة من الأئمة عليه السّلام و عدّهم واحدا واحدا و تولى و تبرأ و لم يدع أحدا ممّن يجب أن يلعن إلاّ لعنه و سمّاه (3).الحديث.(4)

الحديث الخامس و الستون:

ما رواه الطبرسي في كتاب«إعلام الورى»نقلا عن الصدوق:أنه روى عن أبو الحسن أحمد بن ثابت (5)، عن محمد بن الفضل النحوي (6)،عن محمد بن علي بن عبد الصمد الكوفي،عن علي بن عاصم،عن محمد بن علي بن موسى الرضا عليه السّلام عن آبائه،عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و اله و سلم في حديث طويل يقول في آخره:

«إن اللّه عزّ و جلّ أنزل عليّ اثنتي عشر صحيفة باثني عشر خاتما اسم كل إمام على خاتمة و صفته في صحيفته» (7).

و قد رواه الصدوق في كتاب«كمال الدين»في باب ما روي عن النبي صلى اللّه عليه و اله و سلم في النص على القائم عليه السّلام،(8)و في كتاب«عيون الأخبار»في باب النصوص على الرضا عليه السّلام في جملة الأئمة الاثني عشر عليه السّلام (9).

الحديث السادس و الستون:

ما رواه الكليني في باب الأمور التي توجب حجية الإمام عن علي بن إبراهيم،عن

ص: 39


1- راجع تمامه، الکافی: 3/577/4 . و التهذيب: 18/127/1 . و المصباح للكفعمی باب زبارة نصف شعبان: 98.
2- كذا في المصدر،و الذي في الأصل:إسماعيل بن عيسى العباسي.
3- تهذيب الأحكام للطوسي:200/11/6،و كتاب الغارات للثقفي:870/2.
4- راجع تمامه، التهذيب: 123/6 و 16/124 .
5- كذا في المصدر،و الذي في الأصل:الحسين بن أحمد بن ثابت،و هو تحريف، و هو أحمد بن ثابت الدواليبي أبو الحسن من مشايخ الصدوق قدس سره حدثه بمدينة السلام.معجم رجال الحديث:422/65/2. [1]
6- كذا في المصدر،و الذي في الأصل:أحمد بن الفضل النحوي،و هو تحريف.
7- إعلام الورى:190/2. [2]
8- راجع كمال الدين: 11/264/1و البحار: 309/52 باب 27. و ايضا البحار: 207/36 / باب 40.
9- كمال الدين:11/268، [3]عيون أخبار الرضا عليه السّلام:29/59/1. [4]

محمد بن عيسى،عن يونس،عن أحمد بن عمر يعني الحلال،(1)عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال:سألته عن الدلالة على صاحب هذا الأمر؟فقال:

«الدلالة عليه الكبر (2)و الفضل و الوصية،إذا قدم الركب المدينة».

فقالوا:إلى من أوصى فلان؟قيل:إلى فلان ابن فلان (3).الحديث.(4)

و عن محمد بن يحيى،عن أحمد بن محمد،عن ابن أبي نصر،عن الرضا عليه السّلام مثله.(5)و عن محمد بن الحسين،عن يزيد شعر (6)،عن هارون بن حمزة،عن عبد الأعلى،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام مثله (7).

الحديث السابع و الستون:

ما رواه الكليني في باب مواليد الأئمة عليه السّلام:عن علي بن محمد،عن عبد اللّه بن إسحاق العلوي،عن محمد بن زيد الرزامي (8)،عن محمد بن سليمان الديلمي،عن علي بن أبي حمزة،عن أبي بصير،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في حديث طويل في وصف ولادة الإمام عليه السّلام قال:

«و إذا وقع على الأرض (9)من بطن أمه وقع واضعا يديه على الأرض رافعا رأسه إلى السماء»إلى أن قال:

«و أمّا رفع رأسه إلى السماء فإن مناديا ينادي به من بطنان العرش من قبل ربّ العزة[من الأفق الأعلى] (10)باسمه و اسم أبيه يقول:يا فلان ابن فلان اثبت تثبّت، فلعظيم ما خلقتك أنت صفوتي من خلقي» (11)الحديث.(12)

الحديث الثامن و الستون:

ما رواه الكليني في باب تذاكر الإخوان:عن عدة من أصحابنا،عن أحمد بن محمد بن خالد،عن أبيه،عن فضالة بن أيوب،عن علي بن أبي حمزة قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول:

«شيعتنا الرحماء (13)الذين إذا خلوا ذكروا اللّه[إن ذكرنا من ذكر اللّه] (14)إنّا إذا ذكرنا ذكر اللّه و إذا ذكر عدونا ذكر الشيطان».

و في نسخة:«إن ذكرنا من ذكر اللّه و ذكر عدونا من ذكر الشيطان».(15)

و قد روي في أحاديث كثيرة:«أن ذكر اللّه حسن على كل حال» (16).

الحديث التاسع و الستون:

ما رواه الكليني أيضا في الباب المذكور عن محمد بن يحيى،عن أحمد بن محمد،عن ابن فضال،عن ابن مسكان،عن ميسر،عن أبي جعفر عليه السّلام قال:قال لي:

«أتخلون و تتحدّثون و تقولون ما شئتم؟»فقلت:إي و اللّه إنّا لنخلو و نتحدث و نقول ما شئنا.فقال:«أما

ص: 40


1- ما جاء لفظة «يعنى الحلال» في المطبوعة.
2- الكبر:بكسر الكاف و ضمه:الشرف و الرفعة.
3- رواه الكليني في الكافي:5/285/1،و [1]الصدوق في الخصال:98/116، و مسند الإمام الرضا عليه السّلام:29/94/1،و [2]بحار الأنوار:35/166/25. [3]قال المجلسي في البيان:أي ليس فيها حجة للعوام لعدم تمييزهم بين الحق و الباطل.
4- راجع تمامه، الکافی: 1/ 5/285.
5- الکافی: 1/ 1/284.
6- هو يزيد بن إسحاق شعر بإهمال العين أو بإعجامه.
7- الكافي:2/284/1 [4] بتفاوت يسير.
8- بالراء المهمله و بعده الزاء المعجمة.
9- على الأرض:زائدة في الأصل.
10- زائدة عن الكليني.
11- الكافي:1/385/1، [5]الجواهر السنية:214، [6]مدينة المعاجز:231/4 و /6 185، [7]تفسير نور الثقلين:64/322/1، [8]تفسير كنز الدقائق:40/2، [9]بحار الأنوار:2/2/48. [10]
12- راجع تمامه، الکافی: 385/1 1/389.
13- الرحماء جمع رحیم و «لفظة، الذين إما خبر بعد خبر أو صفة للرحماء. وفي المطبوعة جاء بعد لفظة «الرحماء لفظة
14- زائدة عن الكليني.
15- راجع تمامه، الكافي: 1/186/2
16- الكليني في الكافي:1/186/2، [1]الشيعة في أحاديث الفريقين:859/577، وسائل الشيعة:345/16 رقم:21722، [2]بحار الأنوار:55/258/71، [3]مستدرك سفينة البحار:120/6.

و اللّه لوددت أني معكم في بعض تلك المواطن،أما و اللّه أني لأحب ريحكم و أرواحكم و أنكم على دين اللّه و ملائكته» (1).

الحديث السبعون:

ما رواه الكليني في باب مجالسة أهل المعاصي:عن الحسين بن محمد،عن علي بن سعد(2)،عن محمد بن مسلم،عن إسحاق بن موسى،قال:حدثني أخي و عمّي (3)عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:

«ثلاثة مجالس يمقتها اللّه و يرسل نقمه (4)على أهلها فلا تقاعدوهم و لا تجالسوهم مجلسا فيه:من يصف لسانه كذبا في فتياه،و مجلسا ذكر أعدائنا فيه جديد و ذكرنا فيه خلق (5)،و مجلسا فيه من يصدّ عنّا و أنت تعلم» (6)الحديث.(7)

الحديث الحادي و السبعون:

ما رواه الكليني في باب ما يجب من ذكر اللّه في كل مجلس:عن حميد بن زياد،عن الحسن بن محمد بن سماعة،عن وهيب بن حفص،عن أبي بصير،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:

«ما اجتمع في مجلس قوم لم يذكروا اللّه و لم يذكرونا إلاّ كان ذلك المجلس حسرة عليهم يوم القيامة».ثم قال أبو جعفر عليه السّلام:«إن ذكرنا من ذكر اللّه و ذكر عدونا من ذكر الشيطان» (8).

الحديث الثاني و السبعون:

ما رواه الكليني في باب الدعاء في إدبار الصلوات:عن عدة من أصحابنا،عن سهل بن زياد،عن بعض أصحابه،عن محمد بن الفرج قال:كتب إليّ أبو جعفر ابن علي الرضا عليه السّلام بهذا الدعاء و علمنيه (9)ثم قال:و قال إذا انصرفت من صلاة مكتوبة فقل:

«رضيت باللّه ربّا و بالإسلام دينا و بمحمد نبيّا (10)و بالقرآن كتابا و بفلان و فلان-إلى آخرهم-أئمة،اللهم وليك فلان فاحفظه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله[و من فوقه و من تحته و امدد له في عمره] (11)و اجعله القائم بأمرك و المنتصر لدينك» (12)الدعاء.(13)

الحديث الثالث و السبعون:

ما رواه الشيخ الجليل رئيس المحدثين محمد بن علي بن بابويه رضي اللّه عنه في أوائل كتاب«كمال الدين و تمام النعمة» قال:حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال:حدثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي قال:حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي،عن الحسين بن سعيد (14)قال:

ص: 41


1- االكافي: 5/187/2 . في المطبوعة وعلى دين ملائكته» بدل «على دين الله و ملائكته، وتمام الخبر:فأعينوا بورع , اجتهاد
2- في المطبوعة، على بن محمد بن سعد.
3- كأن المراد بالأخ الرضا عليه السّلام، علي بن جعفر و كأنه كان(عن أبي،عن أبي عبد اللّه)فظن الرواة أنه زائد فأسقطوه،و إن أمكن رواية علي بن جعفر عن أبيه الرضا عليه السّلام لم يحتج إلى الواسطة في الرواية.
4- في المطبوعة نقمته» بدل «نقمه.
5- في المطبوعة برث، بدل بد خلق» والمراد به الشيء البالی.
6- الكافي:12/378/2، [3]وسائل الشيعة:21519/262/16،و [4]بحار الأنوار:/71 49/215. [5]
7- راجع تمامة. الكافي: 2/ 12/378
8- الكافي:2/496/2، [6]عدة الداعي:241، [7]الفصول المهمة:331/3 رقم: 3049، [8]وسائل الشيعة:153/7 رقم:8981، [9]بحار الأنوار:20/468/72. [10]
9- كذا في المصدر،بهذا الدعاء:الباء للتقوية،و علمنيه:أي ما بعد ما لقيته مشافهة علمني معاني الدعاء و كيفية قراءته.
10- في الكافي:و [1]بمحمد نبيا و بالإسلام دينا.
11- زائدة عن الكافي. [2]
12- (الكافي:6/457/2، [3]من لا يحضره الفقيه:960/327/1،موسوعة الإمام الجواد:596/539/1، [4]بحار الأنوار:52/42/83. [5]
13- راجع تمامه، الكافي: 547/2 و 6/548
14- في كمال الدين: [6]الحسن بن سعيد.

حدثنا محمد بن زياد يعني ابن أبي عمير،عن أيمن بن محرز،عن الصادق عليه السّلام:

«إن اللّه تبارك و تعالى علّم آدم عليه السّلام أسماء حجج اللّه كلها ثم عرضهم و هم أرواح على الملائكة فقال:

أنبؤوني بأسماء هؤلاء»إلى أن قال:«فقال اللّه تعالى:يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ فَلَمّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ (1)وقفوا على عظيم منزلتهم عند اللّه،فعلموا أنهم أحق بأن يكونوا خلفاء اللّه في أرضه و حججه على بريته» (2)الحديث.(3)

الحديث الرابع و السبعون:

ما رواه الكليني في باب أن الإمامة عهد من اللّه:عن الحسين بن محمد،عن معلى بن محمد،عن علي بن محمد،عن بكر بن صالح،عن محمد بن سليمان،عن عيثم (4)بن أسلم،عن معاوية بن عمار،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:

«إن الإمامة عهد من اللّه معهود لرجال مسمّين» (5)الحديث.(6)

الحديث الخامس و السبعون:

ما رواه الشيخ الجليل رئيس الطائفة أبو جعفر الطوسي في كتاب«الغيبة»بإسناده عن مولانا القائم المهدي عليه السّلام:أنه أرسل إلى بعض الشيعة يقول:

إذا صليت على نبيّك كيف تصلي عليه (7)؟».قال:أقول:

اللهم صلى على محمد و آل محمد[و بارك على محمد و آل محمد] (8)كأفضل ما صليت و باركت و ترحمت على إبراهيم و آل إبراهيم إنك حميد مجيد.فقال عليه السّلام:

«[لا] (9)،إذا صليت عليهم فصل عليهم كلهم و سمّهم واحدا واحدا» (10).

الحديث السادس و السبعون:

ما رواه رئيس المحدثين أبو جعفر ابن بابويه في كتاب«كمال الدين»في باب ما روي عن النبي صلى اللّه عليه و اله و سلم من النص على القائم عليه السّلام قال:حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي رضي اللّه عنه قال:حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود،عن أبيه،عن محمد بن نصر (11)،عن الحسن بن موسى الخشاب،عن الحسن بن بهلول (12)،عن إسماعيل بن همام،عن عمران بن قرة،عن أبي محمد المدائني (13)،عن ابن أذينة،عن أبان بن أبي عياش،عن سليم بن قيس، عن عليّ عليه السّلام،عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و اله و سلم في حديث طويل أنه سمّى له الأئمة عليه السّلام بعد أن قال له:يا رسول اللّه سمّهم لي.فذكره أولا ثم قال:

ص: 42


1- سورة البقرة:33. [1]
2- كمال الدين:13، [2]تفسير نور الثقلين:87/54/1، [3]بحار الأنوار:15/145/11 و 38/283/26. [4]
3- كمال الدين: 1/ 13 و 14.
4- في بصائر الدرجات: [5]عثمان بدل عيثم.
5- الكافي:3/278/1، [6]بصائر الدرجات:12/492، [7]تفسير نور الثقلين:/442/3 113، [8]بحار الأنوار:7/132/14 و 15/72/23. [9]
6- راجع تمامه الكافي: 3/278/1
7- كذا في المصدر،و الذي في الأصل:كيف تقول.
8- زيادة عن الغيبة.
9- زائدة عن الغيبة.
10- راجع تمامه کتاب الغيبة للطوسي: 277.
11- في بعض النسخ:محمد بن نصير.
12- في المطبوعة والحكم بن بهلول» بدل «الحسن بن بهلول».
13- في المطبوعة «مدنی» بدل «مدائني».

«ابني هذا-و وضع يده على رأس الحسن-ثم ابني هذا-و وضع يده على رأس الحسين-ثم ابن له يقال له:عليّ ثم تكملة اثني عشر إماما».قال:فقلت:بأبي أنت و أمي فسمّهم لي.فسمّاهم لي رجلا رجلا (1).

الحديث السابع و السبعون:

ما رواه ابن بابويه أيضا في كتاب «كمال الدين»في باب علامات خروج القائم عليه السّلام:قال:حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد قال:حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان،عن الحسين بن سعيد،عن ابن أبي عمير،عن عمر بن حنظلة قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول:

«قبل قيام القائم خمس علامات[محتومات] (2):

اليماني و السفياني و الصيحة و قتل النفس الزكية و الخسف بالبيداء» (3).

و في معناه أحاديث كثيرة تدل على أن الصيحة و النداء الآتي قبل قيام القائم عليه السّلام.

و ما رواه ابن بابويه في الباب المشار إليه بالإسناد المذكور الصحيح المعوّل عليه،عن الحسين بن سعيد،عن النضر بن سويد،عن يحيى الحلبي،عن الحرث (4)بن المغيرة النضري (5)،عن ميمون البان قال:كنت عند أبي جعفر عليه السّلام فقال:

«إن أمرنا لو كان لكان أبين (6)من هذه الشمس».ثم قال:«ينادي مناد من السماء:إن فلان ابن فلان هو الإمام باسمه،و ينادي إبليس من الأرض كما نادى برسول اللّه ليلة العقبة (7)

الحديث الثامن و السبعون:

ما رواه أيضا في الباب المذكور قال:

حدثنا أبي قال:حدثنا سعد بن عبد اللّه،عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب،عن جعفر بن بشير،عن هشام بن سالم،عن زرارة،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:

«ينادي مناد باسم القائم عليه السّلام».قلنا:(8)خاص أو عام؟ قال:«عام يسمعه كل قوم بلسانهم» (9)الحديث.(10)

الحديث التاسع و السبعون:

ما رواه رئيس المحدثين أبو جعفر ابن بابويه رضي اللّه عنه أيضا في كتاب«من لا يحضره الفقيه»في آخر باب الصلاة على الميت بإسناده،عن سالم بن مكرم،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام أنه قال:

«تجعل له وسادة من تراب و يجعل خلف ظهره مدرّة لئلاّ يستلقي و يحل عقد كفنه»إلى أن قال:«و يقول:يا فلان بن فلان اللّه ربّك و محمد نبيّك[و الإسلام دينك] (11)و عليّ وليك و

ص: 43


1- راجع تمامه كمال الدين: 37/284/1 .
2- في المطبوعة والبصری، بدل بالنظرى».
3- کمال الدین: 7/650/2
4- في المطبوعة والحارث» بدل «الحرث».
5- في المطبوعة والبصری، بدل بالنظرى».
6- في المصدر:إن أمرنا قد كان أبين.
7- راجع تمامه کمال الدین: 4/650/2
8- في المطبوعة وفلت، بدل قلنا
9- كمال الدين:8/650، [1]الإمامة و التبصرة:133/129،منتخب الأثر:14/450، [2]إثبات الهداة:25/721/3( [3]بالواسطة)،بحار الأنوار:35/205/52. [4]
10- راجع تمامه كمال الدين: 8/650/2
11- زائدة عن المصدر.

إمامك و تسمّي له الأئمة-ج واحدا واحدا إلى آخرهم أئمتك أئمة الهدى أبرار،ثم تعيد عليه التلقين مرة أخرى» (1)الحديث.(2)

الحديث الثمانون:

ما رواه ابن بابويه أيضا في كتاب«كمال الدين» في باب ما روي عن أبي محمد الحسن العسكري عليه السّلام قال:حدثنا علي بن عبد اللّه الوراق قال:حدثنا سعد بن عبد اللّه قال:حدثنا أحمد بن إسحاق قال:

دخلت على أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليه السّلام فقلت:من الإمام

و الخليفة بعدك؟فنهض عليه السّلام مسرعا فدخل البيت ثم خرج و على يده (3)غلام [كان وجهه القمر ليلة البدر] (4)من أبناء ثلاث سنين،ثم قال:

«يا أحمد بن إسحق لو لا كرامتك على اللّه و[على] (5)حججه ما عرضت عليك ابني هذا إنه سمي رسول اللّه و كنيته»إلى أن قال:«يا أحمد بن إسحق هذا أمر من أمر اللّه و سرّ من سرّ اللّه و غيب من غيب اللّه فخذ ما آتيتك و اكتمه و كن من الشاكرين» (6).

الحديث الحادي و الثمانون:

ما رواه ابن بابويه أيضا في كتاب «كمال الدين»في باب ما أخبر به النبي صلى اللّه عليه و اله و سلم من وقوع الغيبة بالقائم عليه السّلام:

قال:حدثنا أبي و محمد بن الحسن و محمد بن موسى بن (7)المتوكل قالوا:

[حدثنا سعد بن عبد اللّه،و عبد اللّه بن جعفر الحميري و محمد بن يحيى العطار جميعا،قالوا:] (8)حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى[و إبراهيم بن هاشم] (9)و أحمد بن أبي عبد اللّه و محمد بن الحسين بن أبي الخطاب جميعا قالوا:حدثنا الحسن بن محبوب عن داود بن الحصين،عن أبي بصير،عن الصادق،عن آبائه،عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و اله و سلم قال:

«المهدي من ولدي اسمه اسمي و كنيته كنيتي أشبه الناس بي» (10).

الحديث الثاني و الثمانون:

ما رواه أيضا في كتاب«كمال الدين» في باب ما جاء فيمن أنكر القائم عليه السّلام،قال:حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري،عن علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري، عن حمدان بن سليمان،عن أحمد بن عبد اللّه بن جعفر المدائني (11)،عن عبد اللّه بن الفضل الهاشمي،عن هشام بن سالم،عن الصادق جعفر بن محمد عليه السّلام،عن أبيه،عن جده قال:قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و اله و سلم:

«القائم من ولدي اسمه اسمي و كنيته

ص: 44


1- من لا يحضره الفقيه:500/172/1.
2- راجع تمامه، من لا يحضره الفقيه: 500/247/1 و الدعوات فصل في دفن الميت و تلقينه: 267.
3- في المصدر:على عاتقه غلام.
4- زيادة عن الصدوق.
5- زائدة عن المصدر.
6- راجع تمامه کمال الدین: 1/384/2 .
7- ماورد لفظة «ابنه في المطبوعة.
8- ساقطة من الأصل،و المثبت عن الصدوق.
9- ساقطة من الأصل.
10- راجع تمامه، کمال الدین: 4/287/1 . مع تفاوت في سند الحديث.
11- في المطبوعة والهمدانی» بدل «المدائني».

كنيتي و شمائله شمائلي» (1)الحديث.

الحديث الثالث و الثمانون:

ما رواه أيضا في كتاب«كمال الدين»في باب ما نص اللّه على القائم عليه السّلام،قال:حدثنا غير واحد من أصحابنا،عن محمد بن همام،عن محمد بن جعفر بن مالك، عن الحسن بن محمد بن سماعة (2)،عن أحمد بن الحارث،عن المفضل بن عمر،عن يونس بن ظبيان،عن جابر بن يزيد الجعفي قال:سمعت جابر بن عبد اللّه الأنصاري يقول:لمّا نزلت هذه الآية: أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (3).قلت:يا رسول اللّه عرفنا اللّه و رسوله فمن أولوا الأمر الذين قرن اللّه طاعتهم بطاعتك؟فقال صلى اللّه عليه و اله و سلم:

«هم خلفائي من بعدي».ثم نص عليهم واحدا واحدا إلى أن قال:«ثم الحسن بن علي ثم سميي و كنيي حجة

اللّه في أرضه و بقيته في عباده ابن الحسن ابن علي ذلك الذي يفتح اللّه على يديه مشارق الأرض و مغاربها» الحديث.و قال في آخره:«يا جابر هذا من مكنون علم اللّه و مخزون سرّ اللّه (4)فاكتمه إلاّ عن أهله» (5).

و رواه الطبرسي في كتاب«إعلام الورى»،و علي بن عيسى في«كشف الغمة»،إلاّ أن فيهما محمد بن الحسن بن علي في نسخة صحيحة بالاسم الصريح (6).

الحديث الرابع و الثمانون:

ما رواه أيضا في«كمال الدين»في باب ما أخبر به النبي صلى اللّه عليه و اله و سلم من وقوع الغيبة:عن جعفر بن محمد بن مسرور،عن الحسين بن محمد بن عامر،[عن عمه عبد اللّه بن عامر] (7)عن محمد بن أبي عمير،عن أبي جميلة،(8)عن جابر بن يزيد الجعفي،عن جابر الأنصاري قال:قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و اله و سلم:

«المهدي من ولدي اسمه اسمي و كنيته كنيتي» (9).

الخامس و الثمانون:ما رواه الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان قدس سره في«الإرشاد»قال:قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و اله و سلم:

«لن تنقضي الأيام و الليالي حتى يبعث اللّه رجلا من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي يملأها قسطا و عدلا كما

ملئت جورا (10)و ظلما» (11).

الحديث السادس و الثمانون:

ما رواه المفيد أيضا في الإرشاد قال:قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و اله و سلم:

«لو لم يبق

ص: 45


1- راجع تمامه، کمال الدین: 6/411/2 .
2- كذا في المصدر،و الذي في الأصل:الحسين بن محمد بن الحارث عن سماعة، خطأ،فهو الحسن بن محمد بن سماعة الكوفي،واقفي المذهب،إلا أنه جيد التصانيف،نقي الفقه،حسن الانتقاد و له ثلاثون كتابا.انظر الفهرست للشيخ الطوسي:193/103.
3- سورة النساء:59. [5]
4- في كمال الدين:و [1]مخزون علمه.
5- كمال الدين:1/ 3/253، [2]الأنوار البهية:340، [3]تفسير نور الثقلين:331/499/1، [4]تفسير كنز الدقائق:493/2، [5]تأويل الآيات:13/135/1،بحار الأنوار:/36 67/250. [6]
6- کشف الغمة: 379/3 .
7- ساقطة من الأصل،و ما أثبتناه عن الصدوق.
8- في المطبوعة وعن ابی جملية المفضل بن صالح».
9- كمال الدين للصدوق:1/ 1/286، [8]كفاية الأثر:67، [9]إعلام الورى:226/2، [10]العدد القوية:106/70، [11]ينابيع المودة:16/386/3 و 47/395/3، [12]بحار الأنوار:148/309/36 و 13/71/51. [13]
10- في المطبوعة لفظة «ظلمة مقدم و جورأ مؤخره.
11- الإرشاد للمفيد:340/2، [1]روضة الواعظين:261، [2]كشف الغمة:244/3، [3]مدينة المعاجز:7/8. [4]

من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتى يبعث اللّه فيهم (1)رجلا من ولدي يواطىء اسمه اسمي يملأها عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا» (2).

و رواه علي بن عيسى في«كشف الغمة»في الأربعين حديثا التي جمعها الحافظ أبو نعيم بسنده عن حذيفة عنه عليه السّلام مثله،إلاّ أنه قال في خطبة خطبها على المنبر (3).

الحديث السابع و الثمانون:

ما رواه صاحب«كشف الغمة»من الأحاديث المذكورة عن عبد اللّه بن عمر قال:قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و اله و سلم:

«لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي يملأ الأرض عدلا و قسطا» (4).

الحديث الثامن و الثمانون:

ما رواه أيضا من تلك الأحاديث بسنده عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و اله و سلم قال:

«يخرج رجل من أهل بيتي بواطىء اسمه اسمي و خلقه خلقي يملأها عدلا و قسطا» (5).

الحديث التاسع و الثمانون:

ما رواه فيها بسنده عن ابن مسعود، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و اله و سلم قال:

«لو لم يبق من الدنيا إلاّ ليلة لطوّل اللّه تلك الليلة حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي يملأها عدلا كما ملئت جورا و ظلما» الحدیث (6)

الحديث التسعون:

ما رواه الكليني في باب الكتمان،عن محمد بن يحيى،عن أحمد بن محمد،عن محمد بن سنان[عن عبد الأعلى] (7)قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول:

«إنه ليس من احتمال أمرنا التصديق له و القبول فقط مع احتمال أمرنا ستره و صيانته عن غير أهله» الحديث،إلى أن قال:«فإذا عرفتم من عبد إذاعة فامشوا إليه وردوه عنها فإن هو قبل منكم و إلاّ فتحملوا عليه بمن يثقل عليه و يسمع منه،[فإن الرجل منكم يطلب الحاجة فيلطف فيها حتى تقضي له،فالطفوا في حاجتي كما تلطفون في حوائجكم] (8)فإن هو(9) قبل منكم و إلاّ فادفنوا كلامه تحت أقدامكم و لا تقولوا:إنه يقول و يقول،فإن ذلك يحمل عليّ و عليكم» (10).

و قد روي في أحاديث كثيرة عنهم عليه السّلام أنهم قالوا:

«أحيوا أمرنا رحم اللّه عبدا أحيا أمرنا» (11).

الحديث الحادي و التسعون:

ما رواه الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة في كتاب«مطالب السؤول في مناقب آل

ص: 46


1- في الإرشاد: [5]يبعث اللّه فيه.
2- الإرشاد:340/2، [6]روضة الواعظين:261، [7]مدينة المعاجز 7/8. [8]
3- كشف الغمة:368/3. وما بعدها
4- كشف الغمة:19/373/3. [9]
5- راجع کشف الغمة: 3/ 23/374 و فيه ورد لفظة قسطأ، قبل لفظة «عدلا
6- كشف الغمة:35/377/3 ، [1]بحار الأنوار:35/84/51. [2]
7- في المطبوعة بعد عن محمد بن سنان» ورد عن عبد الأعلى».
8- زائدة عن المصدر،ساقطة من الأصل.
9- مارود لفظة «هو» في المطبوعة.
10- راجع تمامه، الكافي: 2/ 222 و 5/223.
11- عيون المعجزات:5. [5]

الرسول»و نقله عنه علي بن عيسى في«كشف الغمة»في معرفة الأئمة حيث قال:الباب الثاني عشر في ذكر أبي القاسم محمد بن الحسن بن علي الرضا عليه السّلام

فهذا الخلف المهدي قد أيده اللّه

و قد قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و اله و سلم قولا قد رويناه

و ذو العلم بما قال إذا أدرك معناه

ترى الأخبار في المهدي جاءت بمسمّاه

و قد أبداه بالنسبة و الوصف و شمّاه (1).

و كذلك علي بن عيسى صرح باسمه عليه السّلام في مواضع كثيرة و المقصود هنا ذكر الحديث الذي أورده نظما.(2)

الحديث الثاني و التسعون:

ما رواه ابن طلحة أيضا و نقله علي بن عيسى،عن ابن مسعود قال:قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و اله و سلم:

«لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتى يبعث اللّه رجلا مني أو من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي» الحديث.(3)

الحديث الثالث و التسعون:

ما رواه ابن طلحة و علي بن عيسى أيضا،عن النبي صلى اللّه عليه و اله و سلم قال:

«يلي هذا الأمر رجل من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي يملأها عدلا كما ملئت جورا» (4).

الحديث الرابع و التسعون:

ما رواه الطبرسي في«مجمع البيان» قال:روى العياشي بإسناده عن علي بن الحسين عليه السّلام أنه قرأ هذه الآية:

وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ (5)فقال:«هم و اللّه شيعتنا[أهل البيت] (6)يفعل ذلك بهم على يدي رجل منّا و هو مهدي هذه الأمة و هو الذي قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و اله و سلم:لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتى يملك رجل من عترتي اسمه اسمي يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا» (7).

و روي مثل ذلك

ص: 47


1- تمام الأشعار هكذا: فهذا الخلف الحجه قد ایدّه اللَّه هداه منهج الحقّ و آتاه سجایاه و اعلی فی ذری العَلْیاء بالتأیید مرقاه وآتاه حُلَی فضل عظیم فتحلّاه و قد قال رسول اللَّه قولاً قد رَوَیناه وذوالعلم بماقال اذا ادرک معناه یری الاخبار فی المهدی جاءت بمسمّاه وقدأبداه بالنسبه و الوصف و سمّاه و یکفی قوله منّی لإشراق مُحیّاه ومن بضعته الزهراء مُرساه و مَسراه و لن یبلغ ما اوتیه امثال و أشباه فمن قالوا هو المهدیّ ما مانوا بما فاهواه
2- راجع مطالب السئول في مناقب آل الرسول: 311 و 312.
3- راجع مطالب الأول في مناقب آل الرسول: 313.
4- راجع مطالب السئول في مناقب آل الرسول: 31 و نقل عنه کشف الغمة. و ما ورد لفظة «هذالامر» في المطبوعة.
5- سورة القصص:5. [1]
6- زائدة عن الطبرسي.
7- تفسير مجمع البيان للطبرسي:267/7،و [2]تفسير جوامع الجامع:630/2، [3]تفسير الأصفى:854/2، [4]تفسير نور الثقلين:226/620/3، [5]تفسير الميزان:/15 158، [6]تأويل الآيات:23/369/1.

عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه(1) عليه السّلام.

الحديث الخامس و التسعون:

ما رواه الكليني في باب بذل العلم عن علي بن إبراهيم،عن محمد بن عيسى،(2)عن يونس،عمّن ذكره،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام أنه قال:قام عیسی خطیبا(3) فی بنی اسرائیل فقال:

«لا تحدثوا بالحكمة الجهال (4)فتظلموها (5)و لا تمنعوها أهلها فتظلموهم» (6).

رواه ابن بابويه في المجالس في المجلس الخمسين عن علي بن عبد اللّه الوراق،عن سعد بن عبد اللّه،عن إبراهيم بن مهزيار،عن أخيه علي، عن الحسين بن سعيد،عن الحرث بن محمد بن النعمان الأحول،عن جميل بن صالح،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام.

الحديث السادس و التسعون:

ما رواه ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني في باب الأسماء و الكنى من كتاب العقيقة:عن الحسين بن محمد،عن معلى بن محمد،عن محمد بن مسلم،عن الحسن (7)بن مصر عن أبيه،عن عمرو بن شمر،عن جابر قال:أراد أبو جعفر عليه السّلام الركوب إلى بعض شيعته يعوده (8)فقال:

«يا جابر الحقني».فتبعته فلما انتهى إلى باب الدار خرج علينا ابن له صغير فقال له أبو جعفر:«ما اسمك؟»قال:محمد.قال:«فبما تكنى؟»قال:بعلي.قال له أبو جعفر عليه السّلام:«لقد احتظرت (9)من الشيطان احتظارا شديدا،إن الشيطان إذا سمع مناديا ينادي يا محمد و يا علي ذاب كما يذوب الرصاص حتى إذا سمع مناديا ينادي باسم عدو من أعدائنا اهتز و اختال» (10).

و في معناه أحاديث كثيرة جدا في شرف هذا الاسم و فضله و الأمر بالتسمية و التلفظ به أعجبها:ما رواه صاحب«كشف الغمة»عن ابن عباس:أنه إذا كان يوم القيامة نادى مناد ألا ليقم كل من اسمه محمد فليدخل الجنة كرامة لسميّه صلى اللّه عليه و اله و سلم(11)،و قد نظم هذا المعنى صاحب البردة فقال:

فإن لي ذمة منه بتسميتي محمدا و هو أوفى الخلق بالذمم (12).

الحديث السابع و التسعون:

ما رواه الصدوق رئيس المحدثين محمد بن علي بن بابويه في كتاب«عيون الأخبار»في باب النص على الرضا عليه السّلام في جملة الأئمة الاثني عشر عليه السّلام قال:حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال:حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان،قال:حدثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال:حدثنا تميم بن بهلول قال:حدثني عبد اللّه بن أبي الهذيل (13)و سألته عن

ص: 48


1- ماوحدت هذا الحديث بعينه في مجمع البيان ولكن راجع مضمونه مجمع البيان: 239/7
2- في المطبوعة ومحمد بن عیسی بن عبید» و «یونس بن عبدالرحمن».
3- في المطبوعة «عیسی بن مریم» بدل «عيسى».
4- في المطبوعة ورد لفظة «بالحكمة، بعد لفظة «الجهال، و هنا عکسه
5- في الكافي:فتظلموها.
6- الكافي:4/42/1، [8]من لا يحضره الفقيه:400/4 رقم:5858،الأمالي للصدوق:486/381 و 704/507، [9]معاني الأخبار:2/196،روضة الواعظين:466، [10]منية المريد:184، [11]بحار الأنوار:7/66/2 و 8. [12]
7- في المطبوعة والحسین» بدل «الحسن».
8- في المطبوعة «ليعوده» بدل «يعوده»..
9- احتظرت:جعلت نفسك في حظيرة حجبت بها من الشيطان.
10- الكليني في الكافي:12/20/6، [3]وسائل الشيعة:393/21 رقم:27386. [4]
11- کشف الغمة: ما وجدتها في المطبوعة من كشف الغمة و لكنها موجودة في الوسائل: 10/395/21 .
12- كشف الغمة:28/1، [5]وسائل الشيعة:/395/21رقم:27393. [6]
13- هو عبد اللّه بن أبي الهذيل العنزي أبو المغيرة الكوفي عامي من التابعين،يروي عن أمير المؤمنين عليه السّلام،و عبد اللّه بن مسعود،و عمار بن ياسر،و خباب الإرث، و غيرهم امن الصحابة.و كان عثمانيا توفي في ولاية خالد القسري و روايته هذه عن الصادق عليه السّلام بعيد جدا،و إن أدرك أيامه كما أن رواية تميم عنه عليه السّلام بواسطة واحدة لم تعهد في كتب الصدوق رحمه اللّه،و احتمال تعدد عبد اللّه بن أبي الهذيل أو أن القول بعيد.و السند في البحار للعلامة المجلسي أيضا كما في المتن.

الإمامة فيمن تجب و ما علامة من تجب له الإمامة؟

فقال:إن الدليل على ذلك و الحجة[على المؤمنين]القائم بأمر (1)المسلمين[و الناطق بالقرآن و العالم بالأحكام]أخو نبي اللّه و خليفته[على أمته]و وصيه[عليهم]و وليه،الذي كان منه بمنزلة هارون من موسى إلى أن قال:و بعده الحسن بن علي ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم محمد بن الحسن عليه السّلام و ذكر الحديث.

ثم قال تميم بن بهلول:حدثني أبو معاوية،عن الأعمش،عن جعفر بن محمد عليه السّلام في الإمامة مثله سواء (2).

و رواه في كتاب المجالس في المجلس.

الحديث الثامن و التسعون:

و ما رواه الكليني في باب ورود تبّع و أصحاب الفيل البيت و حفر عبد المطلب زمزم:عن عدة من أصحابنا،

عن أحمد بن محمد،عن القاسم بن يحيى،عن جده الحسن بن راشد قال:سمعت أبا إبراهيم عليه السّلام يقول:

«لمّا احتفر عبد المطلب زمزم»إلى أن قال:«ثم حفر حتى بدا له قرن الغزال و رأسه فاستخرجه و فيه طبع لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه علي وليّ اللّه فلان خليفة اللّه».فسألته فقلت:فلان متى كان قبله أو بعده؟قال:

«لم يجىء بعد و لا جاء شيء من أشراطه».

ثم ذكر أنه استخرج من زمزم سيوفا،و أن منها واحدا من أشراط قائم آل محمد،و أنه يقع من يده أي من يد عبد المطلب و يغيب إلى أن قال:

«و إن منها واحدا في ناحية يخرج كما تخرج الحية فيتبين منه ذراع و ما أشبهه فتبرق له الأرض مرارا ثم يغيب فإذا[كان الليل] (3)فعل مثل ذلك فهذا دابة حتى يجيء صاحبه،و لو شئت أن أسمي مكانه لسميته و لكن أخاف عليكم أن أسمّيه لكم فتسموه فينسب إلى غير ما هو له (4)

أقول:فهذه جملة من الأحاديث الشريفة الواردة عنهم عليه السّلام في تسمية القائم المهدي صاحب الزمان محمد بن الحسن بن علي بن محمد عليهم الصلاة و السلام و تجويزها و الأمر بها عموما و خصوصا تصريحا و تلويحا و الأحاديث في ذلك كثيرة جدا،و لم يحضرني وقت جمعها إلاّ هذا القدر.

و فيما أوردناه من الأحاديث بل في بعضها بل في حديث واحد منها كفاية لأهل التسليم و الإنقياد،و أمر معارضاتها ظاهر واضح كما يأتي

ص: 49


1- في المطبوعة بعد لفظة «الحجة، ورد على المؤمنين».
2- راجع تمامه، عیون اخبار الرضا عليه السلام: 2/54/1 و البحار: 396/21 .
3- ساقطة من الأصل،و ما أثبتناه من المصدر.
4- أي يتغير مكانه أو يأخذه غير صاحبه)«الكافي:7/220/4، [1]بحار الأنوار: 96/164/15. [2]

إن شاء اللّه تعالى.

و هذه الأحاديث الشريفة التي ذكرناها كما رأيت متعاضدة يؤيد بعضها بعضا،و كل واحد منها مشهور بين الأصحاب و المحدثين و كثير منها صحيح السند و بعضها حسن و بعضها موثق على قاعدة الأصوليين، و جميعها صحيح معتمد ثابت على قاعدة الإخباريين لاقترانها بالقرائن الكثيرة التي يعرفها المتتبع الماهر في هذا الفن و يأتي بعضها إن شاء اللّه تعالى.

و نقول على طريقة الأصوليين:إنه لا يضر ضعف أسانيد بعضها و دلالة بعضها،فإن الصحيح الصريح فيها كثير و الباقي يؤيد،و معلوم أنهم يتساهلون و يتسامحون كثيرا في الاستدلال على الاستحباب و الكراهة عملا بأحاديث:من بلغه شيء من الثواب،فما الظن بالاستدلال على الجواز الذي هو الأصل و لا يحتاج إلى دليل أصلا و إنما الإشكال في إثبات التحريم و الوجوب مع الاحتمالات المتعددة،و اللّه الموفق.

ص: 50

الفصل الثاني: في ذكر بعض القرائن الدالة على ثبوت هذه الأحاديث

اشارة

[القرائن الدالة على صحة الأحاديث السابقة]

في ذكر بعض القرائن الدالة على ثبوت هذه الأحاديث و صحة نقلها عنهم عليه السّلام و وجوب الاعتماد عليها و لنذكر منها وجوها،إن أمكن المناقشة في بعضها فلا سبيل إلى دفع المجموع،و لنورد منها اثني عشر تبركا بهذا العدد الشريف:

[الدليل]الأول

صحة أسانيد كثير منها،فإن كون الراوي ثقة جليلا صدوقا يفيد العلم بل كثيرا ما لا يبقى عند السامع شك و ذلك أمر وجداني خصوصا إذا كان النقل عن معصوم في أمر ديني مهم.

[الدليل]الثاني

كثرتها و شهرتها بين الرواة و المحدثين،فإن شهرة الحديث الضعيف تفيد العلم فكيف الأحاديث المستفيضة التي كثير منها صحيح معتمد.

[الدليل]الثالث

تعاضد بعضها ببعض و توافقها على معنى واحد.

[الدليل]الرابع

موافقتها لظاهر القرآن في عدة آيات تقدم بعضها في تلك الأخبار كقوله تعالى: وَ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ إلى قوله: قالَ يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ فَلَمّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ قالَ أَ لَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ (1).

و معلوم أن أسماء أئمتنا هي المقصودة،أو هي داخلة بالنصوص الخاصة الموجودة في بعضها،و قد تقدم بعضها و قوله تعالى: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا (2)الآية،و قوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ (3)،و قوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (4)،و قوله: فَسْئَلُوا أَهْلَ

ص: 51


1- سورة البقرة:31-33. [1]
2- سورة المائدة:55. [2]
3- سورة النساء:59. [3]
4- سورة التوبة:119. [4]

الذِّكْرِ (1)و غير ذلك من الآيات التي ورد تفسيرها في الروايات الكثيرة،بأن المراد منها الأئمة عليه السّلام فتجب معرفتهم و معرفة أسمائهم و هو مستلزم للتسمية.

[الدليل]الخامس

موافقتها لعمل الأصحاب الذي اشتهر،بل قد وصل إلى حد الإجماع كما يأتي إن شاء اللّه تعالى.

[الدليل]السادس

من وجودها في الكتب المعتمدة من الكتب الأربعة و أمثالها ممّا قد

علم بالتتبع أنها مأخوذة من الأصول المجمع على صحتها المشهود لها بذلك.

[الدليل]السابع

أن كثيرا من رواتها ممّن قد أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنهم و تصديقهم و أقروا لهم بالعلم و الفقه،و هم ثمانية عشر مذكورون في كتب الرجال.(2)

[الدليل]الثامن

عدم احتمالها للتقية مع احتمال معارضها لها،و هو مرجح عظيم بل هو عند التحقيق أعظم المرجحات لما يأتي إن شاء اللّه.

[الدليل]التاسع

إن مضمون هذه الأخبار هو الجواز الذي هو مستغن عن الدليل.

ص: 52


1- الأنبياء: 7 سورة النحل:43. [5]
2- هم الزراة و معروف بن خربوذ و برید و ابو بصيرالاسدي و الفضيل بن يسار و محمد بن مسلم الطائفي و قال بعضهم مكان ابو بصير الأسدي ابوبصير المرادي و هو ليث البختري و هم اصحاب ابی جعفر و ابی عبدالله عليهما السلام. و جمیل بن دراج و عبدالله بن مسكان و عبد الله بن بکیر و حماد بن عثمان و حماد بن عيسى و أبان بن عثمان و هم اصحاب ابی عبدالله عليه السلام و يونس بن عبد الرحمن و صفوان بن يحيى و محمد بن ابی عمیر و عبدالله بن المغيرة و الحسن بن محبوب و احمد بن محمد بن ابی نصر و قال بعضهم مكان الحسن بن محبوب الحسن بن على بن فضال و فضالة بن ایوب و قال بعضهم: مکان فضالة بن ایوب، عثمان بن عيسى و هم من اصحاب ابي إبراهيم موسى الكاظم و ابي الحسن الرضا عليهم السلام. (راجع معجم الرجال للسيد النموئی: 60/1 .). و هم في الاشعار المنسوبة إلى العلامة السيد البحر العلوم طاب ثراه: قد اجمع الکل علی تصحیح ما یصح عن جماعه فلیعلما و هم اولو نجابه و رفعه اربعه و خمسه و تسعه فالسته الاولی من الامجاد اربعه منهم من الاوتاد زراره کذا برید قد اتی ثم محمد و لیث یا فتی کذا الفضیل بعده معروف و هو الذی ما ببینا معروف و السته الوسطی اولوالفضائل رتبتهم ادنی من الاوائل جمیل الجمیع مع ابان والعبدلان ثم حمادان و السته الاخری هم صفوان و یونس علیهم الرضوان ثم ابن محبوب کذا محمد کذاک عبدالله ثم احمد و ما ذکرناه الاصح عندنا و شد قول من به خالفنا (راجع تتمة المنتهى للمحدث القمی ره: 122).

[الدليل]العاشر

عدم تجويز العقل كونها كلها موضوعة بل يحصل منها العلم و يظهر أنها وصلت إلى حد التواتر،فلا شك في المعنى المشترك بينها مع أن لها موافقات كثيرة لم يتيسر لنا إيرادها الآن.

[الدليل]الحادي عشر

موافقتها للأدلة العقلية الدالة على وجوب معرفة الإمام و عدم الاجتزاء بالمعرفة الإجمالية،و ذلك يستلزم معرفة اسمه و الإقرار به و تجديد الاعتراف و ذكره للتبرك و التوسل و التعليم و التعلم و غير ذلك.

[الدليل]الثاني عشر

موافقتها لعبارات فقهائنا الذين صرحوا بذلك و هم كثيرون جدا و قد أشرنا إلى بعضهم سابقا(1)،و من لم يصرح بالاسم لا يعلم اعتقاده للمنع فإن الترك أعم من التحريم،بل يظهر اعتقادهم للجواز و يأتي بيانه إن شاء اللّه.

و قد أمر الأئمة عليه السّلام بالعمل بأكثر المرجحات المذكورة في أحاديث كثيرة واردة في حكم اختلاف الحديث.

فمنها ما رواه الكليني في باب ما جاء في الاثني عشر عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد البرقي عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري عن أبي جعفر الثاني عليه السلام و ذکر حديث الخضر بتمامه و فيه إقراره بالأئمة عليهم السلام بأسمائهم إلى أن قال و اشهد على رجل من ولد الحسن لايسمى ولا يكتى حتى يظهر أمره فتملأها عدلا كما ملئت جورا.

ص: 53


1- صرح باسمه الشريف في اكثر كتب الأمامية و اشرنا الى بعضها في المقدمة فراجع.

ص: 54

الفصل الثالث: في وجه الاستدلال بالاحاديث

في وجه الاستدلال بالأحاديث المذكورة و هو واضح غير أنّا نزيده توضيحا فنقول:

أمّا الأحاديث السابقة الصريحة في ذكر الاسم و هي الثمانية و العشرون(1)الأول و بعدها حديثان متفرقان بل أزيد،فلا إشكال في دلالتها على الجواز فإنهم أظهروا الاسم و تلفظوا به و أمروا بنقل هذه الأحاديث و تبليغها و روايتها عموما و خصوصا،و تلاوة تلك الأدعية و تكرارها و الاقتداء بهم لازم و امتثال أمرهم واجب،فكيف لا يدل جميع ذلك على الجواز و قد نقلتها من نسخ صحيحة،و بعض الكتب كنت أراجع منها نسختين صحيحتين،فإن اتفق في بعض الأحاديث أن نسخة أخرى غير النسخ التي وصلت إليّ خالية من الاسم فلعله نقص فيها،فإن احتمال وجود النقصان و النسيان الذي هو كالطبيعة الثانية للإنسان أقرب من احتمال وجود زيادة لا أصل لها (2)

و تصريحات علمائنا التي ذكرت بعضها في التاسع و العشرين(3) واضحة الدلالة على وجود أضعاف هذه الأحاديث مصرحة بتسميته عليه السّلام صحيحة السند و أني لأعجب من وصول هذا القدر إلينا مع شدة التقية و تركهم للتصريح به في مواضع لأجل ذلك لا يدل على التحريم بوجه،فإنه لا يخفى على أحد أن الترك أحيانا أعم من التحريم بل لا يدل على نفي الوجوب فضلا عن الجواز،لاحتمال التقية في الترك بل وجود التصريحات بها و إرادتهم للإخفاء في ذلك الوقت للخوف خصوصا في هذا الأمر.

ص: 55


1- مراده الاحاديث التي ذكر في الفصل الأول من رقم 1 الی 28.
2- في هامش المخطوط:(و لقد أفاد المصنف قدس سرّه و شكر اللّه سعيه في الفوائد الطوسية:أن كتاب سليم بن قيس الهلالي من أصحاب مولانا علي أمير المؤمنين عليه السّلام في الأصول المعتبرة المعتمدة،و نسخه كثيرة جدا بأصفهان و في مشهد و قم و قزوين و عندي منه نسختان،انتهى و الحمد لله و له المنّة أنه في زماننا طبع أواخر شهر ربيع المولود 1371.
3- راجع الفصل الاول الحديث التاسع و العشرين.

و في الحديث الخامس (1)و أمثاله دلالة على وجوب التسمية في التعليم و التعلم و الحكم بكفر من لم يعرف الاسم الشريف،و دلالة السادس(2) من حيث إن أم محمد ليس بكنية للجارية قطعا و لا نقل ذلك في حديث،و إنما هو كلام إضافي أي والدة محمد و لا يعهد في موضع أن يكون للجارية كنية،و إن وجد شاذ نادر فلا عبرة به،و حينئذ يجوز الاستدلال بكنية أبيه فإنه يكنى أبا محمد و هو متواتر إجماعي و لذلك أوردت هناك الحديث:«إن من السنّة و البرّ أن يكنى الرجل باسم ابنه» (3)فالحديثان متعاضدان دالان على أن المراد بمحمد هنا في المقامين هو صاحب الزمان عليه السّلام،و السابع(4) صريح في التسمية.

و قد دل على ذلك كلام الصدوق بعد إيراده في عيون الأخبار (5)و كمال الدين (6)و يظهر منه الحكم بصحته و عدم تأويله.

و التاسع(7) مع صراحته في التسمية دال صريحا على إعلان الاسم حتى خطب به على المنبر و ما تضمنه الثامن عشر(8) و هو حديث اللوح من كتابة الاسم بالحروف المقطعة فيه:

أولا:أنه في كثير من الكتب بحروف متصلة و تلك الرواية(9) مرجّحة لموافقتها للأحاديث الكثيرة.

و ثانيا:أنه مع كتابة الحروف المقطعة لا يمكن قراءته إلاّ متصلا و أقله أنه لا يمنع من قراءته متصلا بل يحتمل الأمرين،و الاحتمال كاف في عدم صلاحيته سندا للمنع كما ادعى الخصم.(10)

و ثالثها:أنه لو قرأ مقطعا لزم الكذب و عدم مطابقة الواقع،لأن اسمه محمد لا ميم حا ميم دال،و ذلك قطعي لا شك فيه و يلزم حينئذ تغيير الاسم.

و رابعها:أن الذي يظهر أن كتابته بالحروف المقطعة إنما هي من الكليني و بعض من تأخر عنه لإرادة الإخفاء في الكتابة للتقية،لأنه كان في أوائل زمن الغيبة (11)و كان احتمال وقوع المفسدة الكلية التي يأتي بيانها قائما قويا قريبا،و كذا في زمن ابن بابويه(12) و لا أقل من احتمال ذلك.

و خامسا:أن كتابة الحروف المقطعة مع التصريح في الخامس عشر و السادس عشر بالتسمية في اللوح،يدل على حدوثها أو قراءة الاسم متصلا و الحديثان المذكوران صريحان كما ترى،و سند الأول

ص: 56


1- في الفصل الأول.
2- في الفصل الأول.
3- رواه الكليني في الكافي:16/162/2، [1]الحدائق الناضرة:42/25،وسائل الشيعة:/397/21رقم:27398. [2]
4- في الفصل الأول.
5- راجع عیون أخبار الرضا عليه السلام: 2/ 40.
6- راجع كمال الدين: 308/1 .
7- في الفصل الاول.
8- في الفصل الاول.
9- حديث اللوح.
10- السيد محمد باقر المشتهر بالداماد في كتاب شرعة التسمية حول حرمة تسمية صاحب الامر عليه السلام.
11- توفي الكليني في سنة 329/328 و هذا قريب من زمن الغيبة.
12- توفي ابن بابویه في سنة 381 و هذا ايضا قريب من زمن الغيبة.

صحيح معتمد غاية الاعتماد إلى الحسن بن محبوب مع كثرة طرقه التي أوردنا بعضها، و الحسن بن محبوب (1)من الجماعة الذين أجمعوا على تصحيح ما يصحّ عنهم، و أبو الجارود (2)من أصحاب الأصول(3) و إن ذمّه الكشي فقد حصل منه ذم لجماعة ثقات و الوجه الأول كاف هنا فظهر صحة السند و أنه أصح من سند اللوح كما عرفت.

و كذا القول في جميع ما تضمن الأحرف المقطعة،فإنه مع هذه القرائن يظهر أنهم لم يقرأوه و لم يقرأ إلاّ متصلا بل الحديثان المذكوران نص في ذلك،و كذا الحديث الثلاثون(4) فإنه في مقام الخطاب له عليه السّلام و لا يتصور أن يقال له:أنت ميم حا ميم دال بل لا وجه له أصلا و لا يمكن صدوره من حكيم،بل و لا من فصيح بليغ بل و لا من الصبيان الذين يلعبون كما مرّ في السادس و الثلاثين.(5)

و كذلك حديث المفضل بن عمر(6) و لم ينقل و لم يعهد أن يقال ذلك في نص و لا دعاء و لا غيرهما،و إنما كتبت تلك الحروف لأجل الإخفاء عن سلطان ذلك الوقت و عن العامة لئلاّ يصل الخبر إلى السلطان الموجود في أوائل زمن الغيبة و تترتب تلك المفسدة الكلية الآتية،لأن الكتب تنقل فإذا رأى الحروف جوّز أن يكون كل حرف منها إشارة إلى شيء و لم يحصل له العلم بالاسم فعلم أنهم عليه السّلام في تلك الأحاديث قد تلفظوا بالاسم،أن كتابته بحروف مقطعة أمر حادث و يأتي توضيح ذلك أيضا إن شاء اللّه.

و بعض تلك الأحاديث يوجد في كتاب بحروف متصلة و في آخر بحروف مقطعة أو في نسخة أخرى،و هو قرينة على ما قلناه واضحة،كيف و قد عرفت العبارات السابقة في التاسع و العشرين و ظهر من الأحاديث السالفة أنه قد حصل التصريح باسمه الشريف من اللّه و من الرسول و من الملائكة و من الأئمة حتى من صاحب الاسم و من خواص الشيعة و من أكثر العلماء،و من لم يصرّح لا دلالة في كلامه على المنع كما عرفت.

و ما تضمنه السابع و الثلاثون (7)و أمثاله من لفظ فلان ابن فلان دال على الأمر بالتسمية و إرادة

ص: 57


1- راجع معجم الرجال للسيد الخوئی ره: 85/5
2- راجع معجم الرجال..: 321/7
3- قال المحقق البهباني: إن كان مؤلف الكتب الحديثي سمع الاحادیث من المعصوم علیه السلام بلاواسطة او سمع ممن هو سمع من المعصوم علیه السلام بلاواسطة فيقال لتأليفه الاصل. (راجع الذريعة إلى تصانیف الشیعة: 126/2
4- في الفصل الاول.
5- في الفصل الاول.
6- في الفصل الاول.
7- في الفصل الاول.

الاخفاء عن العامة فان هذا الاسم (1)كناية عن الاسم الصريح بغير شك كما يظهر من نص اهل اللقة و من تبادر الفهم و تتبع مواقع استعماله كما قال المعري:

و يكنى باسمه عن كل مجد و كل اسم كنايته فلان.

و معلوم أنه لا يطلق إلاّ على الاسم الأظهر الأخص الأغلب، و لذلك يطلق على الكنية إذا غلبت و اشترهت جدا كما يقال:فلان و فلان و يراد أبو بكر و عمر(2)،و قد ورد في الحديث مثله مع القرينة،لأن اسم أبي بكر قد خفي حتى لا يعلمه إلاّ القليل من الناس و صارت كنيته اسما، وليت شعري ما الذي يفهم من لفظ فلان ابن فلان فيما مرّ من أحاديث التلقين و في مواضع استعماله في الأحاديث و غيرها،كما ذكره الكليني في باب الأسماء و الكنى بسنده قال:قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و اله و سلم:

«استحسنوا أسماءكم فإنكم تدعون بها يوم القيامة، قم يا فلان ابن فلان إلى نورك و قم يا فلان ابن فلان لا نور لك» (3).

إلى غير ذلك من الأحاديث،و غيرها المتبادر منها أنه إنما يستعمل فلان عبارة عن الاسم الصريح فإذا قيل:فلان ابن فلان فالمراد زيد بن عمرو مثلا لا نجار بن صحاف و لا طويل بن قصير و لا حجة بن عسكري و لا صادق بن باقر و ذلك معلوم من مواقع استعمال لفظ فلان.

و أمّا إطلاقه على الوصف و اللقب فلم يرد و لا يعهد،و لو سلمنا و وجد عليه نص و شاهد لكان الواجب حمله على الأشهر الأغلب لا على القليل النادر،و لو تنزلنا لم يناف الجواز بوجه لإطلاقه و حصول الامتثال بالاسم الصريح على أنه صريح في الأمر بالتسمية فيقابل النهي عن التسمية،و تخصيص

ص: 58


1- المراد من الاسم لفظة «فلان».
2- محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن اسماعیل بن بزیع عن الخيبري عن الحسين بن ثوير و ابی سلمة السراج قالا: سمعنا ابا عبدالله عليه السلام و هو يلعن في دبر كل مكتوبة اربعة من الرجال و اربعة من النساء فلان و فلان و فلان و معاوية و فلانة و فلانة و هند وام الحكم اخت معاوية. (الوسائل: 6 رقم 321/8449 . و التهذيب: 2/ رقم 1313). و لا شك في أن المراد من فلان و فلان و فلان هم ابو بکر و عمر و عثمان و فلانة و فلانة هما عائشة و حفصة لعنتة ا... علیهم اجمعین. و ایضا ورد في البحار: 45/ 51 بعد عدة الاخبار و الكلمات في قتال الحسين عليه السلام: «فوقف عليه السلام يستريح ساعة و قد ضعف عن القتال، فبينما هو واقف إذا أتاه حجر فوقع في جبهته فاخذالثوب ليمسح الدم عن وجهه فأتاه سهم محدد مسوم له ثلاث شعب، فوقع السهم في صدره و في بعض الروايات على قلبه فقال الحسين عليه السلام: بسم الله و بالله و على ملة رسول الله و رفع رأسه إلى السماء و قال: الهي إنك تعلم انهم يقتلون رجلا ليس على وجه الارض ابن نبي غيره ثم اخذ الشهم فاخرجه من قفاه فانبعث الدم كالميزاب، فوضع يده على الجرح فلما امتلأت رمی به الى السماء فمارجع من ذلك الدم قطرة و ما عرفت الحمرة في الماء حتى رمي الحسين عليه السلام بدمه الى السماء ثم وضع يده ثانية فلما امتلأت لطخ بها رأسه و لحينه و قال هكذا اكون حتى القى جدي رسول الله و أنا مخضوب بدمي و اقول: يا رسول الله قتلني فلان و فلان». و لاريب في أن المراد منهما ابو بکر و عمر لعنة ا... عليهما.
3- الكليني في الكافي:10/19/6، [1]الحدائق الناضرة:39/25،عدة الداعي:78، [2]وسائل الشيعة:389/21 رقم:27375، [3]بحار الأنوار:29/131/101. [4]

الأمر بغير الاسم الصريح تحكم لصراحة الأحاديث السابقة في التسمية و هي تدفع كل شبهة،و التسيمة في المقامين مطلقة و التصريحات في هذا الجانب كثيرة جدا كما رأيت.

و في الحديث المذكور من الأمر بالتسمية في كل وقت و على كل حال ما هو ظاهر و وجه ذكر الكتابة واضح كما مرّ،و ما تضمنه الحديث التاسع و الثلاثون و الأربعون(1) و ما بعدهما من الأمر بالتسمية خصوصا و عموما،واضح في إثبات مطلوبنا و لا سبيل إلى تخصيصه بغير المهدي عليه السّلام إذ يلزم منه فساد الكلام،فإنه لا يجوز أن يقال:و تسميهم عن آخرهم أو إلى آخرهم إلاّ الأخير،كما لا يجوز أن يقال:مات الناس حتى الأنبياء إلاّ الأنبياء،إذ يلزم أن لا يكون الغاية غاية و هو تناقض واضح.

و الحديث الثلاثون (2)و أمثاله أوضح في ذلك من الأحاديث الصريحة السابقة بل لا حاجة إليها،و كذلك قوله حتى:تأتي على آخرهم،و قوله:

أحدا واحدا و غير ذلك ممّا ينافي الاستثناء قطعا.

و هذه التسمية المأمور بها معارضة لأحاديث النهي عن التسمية معارضة ظاهرة واضحة،فإن لفظ التسمية و الاسم في الموضعين واحد، فإن حملتموه هناك على العموم فهو هنا كذلك،و إن حملتموه على الخصوص فكذلك مع أن التسمية المأمور بها عموما لو خصصناها في أمر القائم عليه السّلام باللقب،لزم استعمال المشترك في معنييه أو اللفظ في الحقيقة و المجاز بغير قرينة،و ذلك لا يجوز قطعا و يلزم أيضا تأخير البيان عن وقت الخطاب، بل عن وقت الحاجة و هو غير جائز،على أن الأحاديث الخاصة الصريحة في التسمية تدفع كل احتمال و شبهة للتصريح فيها باسم محمد بن الحسن عليه السّلام و هي تزيد على أحاديث النهي فتبقى الأحاديث العامة على عمومها لا مخصص لها،و تبقى الأحاديث المطلقة على إطلاقها لا مقيد لها و تتعاضد الجميع على الدلالة حتى لا يبقى عند منصف شك و لا شبهة، و يأتي له مزيد توضيح إن شاء اللّه تعالى.

و قد عرفت أن التصريح في بعض الأدعية و النصوص بأسماء آبائه و ألقابه خاصة لا يدل على التحريم بوجه،لاحتمال التقية بل وجود دليلها الآتي و للتصريحات الكثيرة جدا.

و أحاديث التلقين و أمثالها من الأنواع المذكورة كثيرة لم أذكرها كلها.

و ما تضمنه السابع و الأربعون(3) و أمثاله و هو كثير جدا دال

ص: 59


1- في الفصل الاول.
2- في الفصل الاول.
3- في الفصل الاول.

مع الأدلة العقلية و النقلية على وجوب معرفة الإمام،و معلوم أن المعرفة الإجمالية غير كافية و ذلك يستلزم التسمية كما عرفت.

و ما تضمنه الثامن و الأربعون (1)مؤيد عظيم لذلك،فإن اللّه تعالى مع أنه لا شريك له لو لم يدع باسمه لم يعرف،فكيف الإمام فإنه لا بد من تمييزه عن غيره خصوصا مع الحديثين الدالين على أن له أخا و قد تقدما.

و ما تضمنه الثالث و الخمسون (2)من أنه لا يخرج القائم عليه السّلام إلاّ بعد موت ذكره و ارتداد أكثر القائلين بإمامته،دال على عدم جواز ترك ذكره، كما لا يجوز الارتداد عن إمامته و يدل عليه دلالة ظاهرة الحديث الذي بعده،فيلزم تكرار ذكره كما ورد الأمر به في قولهم عليه السّلام:«أحيوا أمرنا» و في غيره ممّا أشرنا سابقا.

و الذكر هنا عام على قول و مطلق على آخر فدخل الاسم،(3)و العجب من صاحب الرسالة(4) أنه أورده دليلا للمنع و سيأتي الكلام فيه إن شاء اللّه.

و كل حديث تضمن لفظ ذكرهم و الأمر به و هو كثير جدا،فإنه كما لا يخفى شامل لذكرهم بأسمائهم قطعا،و ذلك كاف في الجواز خصوصا مع التصريحات.

و ما تضمنه الحديث التاسع و الستون(5) دال بعمومه،بل يظهر من السياق أن المراد هو ذكرهم عليه السّلام بأسمائهم و نقل فضائلهم و نحوها و أقل الجمع ثلاثة.

و ما تضمنه السابع و السبعون(6) دال على المطلوب كما تقدم و كذا ما بعده،و يأتي فيهما كلام مع صاحب الرسالة إن شاء اللّه.

و ما تضمنه الحديث الثمانون(7) و أمثاله من أنه عليه السّلام سمي رسول اللّه و كنيّه،دال على المقصود من حيث إن فيه تعيينا واضحا للاسم،فهو تسمية تعارض أحاديث النهي عن التسمية معارضة ظاهرة و يحتاج إلى تأويلها خروجها عن ظاهرها و هو كاف في المقصود،فإن الذي يفهم من التسمية هو تعيين الاسم كما يقال:أجل مسمّى و مهر مسمّى و ميراث مسمّى في القرآن و نحو ذلك و هو كثير جدا،و تأتي نصوص على ذلك و توضيح له إن شاء اللّه.

و قد اعترف السيد صاحب الرسالة في أولها بأن ذلك تسمية ثم جوّزها،و يأتي ذلك في أول الفصل

ص: 60


1- في الفصل الاول.
2- في الفصل الاول.
3- یعنی الذكر عاما كان او مطلقا يشمل الاسم الشريف الخاص.
4- السيد محمد باقر المشتهر بالداماد کما اشرنا إليه سابقا
5- في الفصل الاول.
6- في الفصل الاول.
7- في الفصل الاول.

الآتي و فيه ما لا يخفى.

و يؤيد ذلك أن العلة المنصوصة و المفسدة التي هي سبب ورود النهي،شاملة لهذه التسمية باعتراف الخصم كما ستعرفه،ثم إن في الحديث الثمانين نهيا عن إظهار هذه التسمية و أمرا بكتمها،و في الثالث و الثمانين مثله و أمر بكتمه إلاّ عن أهله فكيف يقال:إنه غير داخل في أحاديث النهي،و سيأتي فيما بعد أن الخصم(1) جزم و حكم بجواز هذه التسمية لورودها في الأخبار،و أورد من ذلك خمسة أو ستة.

فيرد عليه:أن التسمية باسم محمد قد ورد بها أخبار أضعاف أضعاف ما أوردت.

و ما تضمنه الحديث التسعون(2) من لزوم قبول أمرهم و صيانته عن غير أهله و الأمر بإحياء أمرهم،دال بعمومه على قول و أطلاقه على آخر،إذ يظهر من الأحاديث المشار إليها و هي كثيرة شمولها لذكر أسمائهم،و يدل ذلك على عدم وجوب كتمه عن أهله،و أوضح من ذلك ما تضمنه الخامس و التسعون،(3)فإنه صرّح بالحكم في الموضعين.(4)

و لا شك أن تسمية المهدي عليه السّلام من جملة الحكمة،فإنها هنا بمعنى الحق و علم الشرع كما ورد في أحاديث كثيرة و لا ريب في شمولها لموضوع المسألة بعمومها.

و ما تضمنه السادس و التسعون (5)من أن الشيطان يذوب إذا سمع مناديا ينادي يا محمد مع الأحاديث المشار إليها هناك يدل على المقصود بالأولوية،فإن اسم محمد إذا كان مقصودا به غير معصوم له هذه المزية العظيمة و الشرف العالي و يطرد الشيطان و يحصل به تمام التبرك،فكيف إذا كان المقصود به المعصوم من غير تقية و لا مفسدة كما هو المفروض.

و ما تضمنه الثامن و التسعون (6)من قوله:«و لو شئت أن أسمي لسميته» دال على أن التسمية موقوفة على مشيئته عليه السّلام،لأن لفظ مكانه مقحم و لا يجوز إرادة غير ذلك كما لا يخفى على من تأمل أول الكلام و آخره،فكأنه قال:فلو شئت أن أسميه لسميته،و هو صريح في الجواز و هل يجوز أن يرد عنهم عليه السّلام مثل هذا اللفظ في المحرّمات مثل أن يقولوا:لو شئت أن أزني لزنيت،و لو شئت أن أشرب

ص: 61


1- المراد من الحضم هو صاحب رسالة شرعة التسمية السيد محمد استر آبادی المشتهر بمیرداماده.
2- في النصل الأول.
3- في النصل الأول.
4- الموضعان وجوب الكتم عن غير اهله و عدم وجوب الكتم عن اهله لان الحديث المشار اليها في المتن هكذا: قام عیسی خطيبا في بنی اسرائیل فقال: لا تحدثوا بالحكمة الجهال فتظلموها و لا تمنعوها أهلها فتظلوهم. ضمير المونث في تظلموها راجع الى الحكمة و ضمير المذكر في تظلموهم راجع الى الاهل
5- في الفصل الاول.
6- في الفصل الاول.

الخمر لشربت؟و قوله عليه السّلام فيه:«و لكني أخاف عليكم أن أسمّيه لكم فتسموه فينسب إلى غير ما هو له» (1).

الظاهر أن المراد به:أنه خاف أن ينسب إلى النبوة،لما ورد في التوراة و الإنجيل:أن نبي آخر الزمان اسمه محمد و كان الإسلام ضعيفا و النفاق كثيرا،فخاف أن ينسبه بعض اليهود و النصارى إلى ذلك و تدخل الشبهة على بعض المسلمين،و لا يخفى أن ذلك يقتضي التحريم الواقعي بل و لا الظاهري في غير وقت الخوف و المفسدة و التقية،و هو دال على مجموع ما قلناه كما مضى و يأتي إن شاء اللّه.

و العجب ممّن يتوقف بعد وجود هذه الأدلة الكثيرة في الجواز الذي لا يحتاج إلى دليل،وليت شعري كيف يجوز أن يكون التصريح بهذا الاسم الشريف محرّما ثم يصرح به اللّه و الرسول وسائر أهل العصمة و خواص الشيعة،و يأمروا به في أحاديث متواترة خاصة و عامة،و اللّه تعالى هو الموفق للصواب.

ص: 62


1- في هامش المخطوط:(و يمكن أن يكون إشارة إلى فتنة ميرزا علي محمد ياب و ادعائه المهدوية).

الفصل الرابع: في ذكر أحاديث النهي

اشارة

في ذكر أحاديث النهي و نحن نوردها كما أوردها السيد في رسالته المشار إليها سابقا بذلك الترتيب،غير أنّا نحذف منها بعض التكرار،فإنه كرر أكثر أحاديثها مع اتحادها سندا و متنا،و نحذف ما لا دخل له في الاستدلال على المطلوب،لاستلزامه زيادة التطويل،كما حذفنا ما لا دخل له في الاستدلال من أحاديث الجواز و الأمر فنقول:

قال السيد رحمه اللّه في أول رسالته ما هذا لفظه:

شرعة الدين و سبيل المذهب أنه لا يجوز لأحد من الناس في زمن الغيبة إلى حين الفرج أن يسمّيه و يكنّيه صلوات اللّه عليه في محفل و مجمع مجاهرا باسمه و كنيته،و إنما الشريعة المأثورة عنهم عليه السّلام الكناية عن ذاته بألقابه،كالخلف الصالح و القائم المهدي و المنتظر و الحجة من آل محمد، و غاية ما يجوز من ذكر التسمية أن يقال:سمي رسول اللّه و كنيّه،و على ذلك إطباق أصحابنا و الروايات متظافرة به و ليس يستنكره إلاّ ضعفاء التبصّر بالأحكام و قليلوا الإطلاع على الحقائق و الأسرار،و قد أطال المقال هنا في ذم من ينكر المنع و هو تعریض ببعض(1) من عاصرناه و قد حذفته إذ لا فائدة فيه بل لا يجوز منه.

الحديث الاول

فمنها ما رواه الكليني في باب ما جاء في الاثني عشر:عن عدة من أصحابنا،عن أحمد بن محمد البرقي (2)،عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري،عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام و

ص: 63


1- الطاهر أن المراد من البعض هو الشيخ بهاء الدین عاملی ره كما اشار إليه المحدث النور في نجم النائب: 36.
2- الظاهر أنه تصحيف،و الصحيح ما ذكره الصدوق في كمال الدين و هو:أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي،أي أحمد بن محمد بن خالد.

ذكر حديث الخضر بتمامه و فيه إقراره بالأئمة عليه السّلام بأسمائهم إلى أن قال:

«و أشهد على رجل من ولد الحسن لا يسمّى و لا يكنّى (1)حتى يظهر أمره فيملأها عدلا كما ملئت جورا» (2)إنه القائم بأمر الحسن بن علي.(3)

و رواه ابن بابويه في كتاب«كمال الدين»و في«عيون الأخبار»:عن أبيه و محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد،عن سعد بن عبد اللّه و عبد اللّه بن جعفر الحميري و محمد بن يحيى العطار و أحمد بن إدريس،عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي مثله سواء (4).

الحديث الثاني

و منها ما رواه ابن بابويه في كتاب«التوحيد»و في كتاب«كمال الدين» و«الأمالي»قال:حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق و علي بن عبد اللّه الورّاق قالا:حدثنا محمد بن هارون الصوفي قال:حدثنا أبو تراب عبد اللّه بن موسى الروباني (5)،عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني:

أنه دخل على سيدنا علي بن محمد عليه السّلام و عرض عليه اعتقاده،إلى أن قال في ذكر الإقرار بالأئمة عليه السّلام ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم أنت يا مولاي.ثم قال له عليه السّلام:

«و من بعدي ابني الحسن فكيف للناس بالخلف من بعده؟»قال:و كيف ذاك[يا مولاي] (6)؟قال:«لأنه لا يرى شخصه و لا يحلّ ذكره باسمه حتى يخرج فيملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما» الحديث.(7)

و روى نحوه الكليني في باب النص على أبي محمد عليه السّلام،و رواه الشيخ و المفيد و الطبرسي (8).

الحديث الثالث

ما رواه الكليني في باب النهي عن الاسم:عن محمد بن يحيى،عن محمد بن الحسين،عن الحسن بن محبوب،عن ابن رئاب (9)،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:

«صاحب هذا الأمر لا يسميه باسمه (10)إلاّ كافر» (11).

و رواه ابن بابويه في كتاب«كمال الدين»:عن أبيه،عن سعد بن عبد اللّه،عن يعقوب بن يزيد،عن الحسن بن محبوب،عن علي بن رئاب (12)،عن أبي

ص: 64


1- قوله:«لا يكنى»يعني بأبي القاسم.و في هذا الحديث دلالة على استمرار تحريم التسمية إلى وقت ظهوره عليه السّلام.و به قال أكثر علمائنا سيما أرباب الحديث منهم، لأن من الاختيار لا يسميه باسمه إلا كافر حتى يظهر،و ذهب صاحب كشف الغمة و نصير الدين الطوسي و بهاء الملة و الدين إلى جوازه في هذه الأعصار لعدم التقية، و حملوا أخبار النهي على أعصار الخوف و التقية،و الأول هو الأظهر من الأحاديث و موافق للأولى و الأحوط.
2- الكليني في الكافي:1/525/1، [1]الطوسي في غيبته:114/154،و الصدوق في علل الشرائع:96/1 و [2]قال:ولد الحسين بدل الحسن،وسائل الشيعة:238/16 رقم:21455. [3]
3- راجع تمامه، الكافي: 1/525/1 ، و ماورد جملة انه القائم بأمر الحسن بن على، في المطبوعة من الكافي.
4- كمال الدين باب ما أخبر به الحسن بن علی علیهماالسلام من وقوع الغيبة: 1/313 و عیون اخبار الرضا عليه السلام: 35/65/1 و علل الشرایع: 6/119 و الاحتجاج للطبرسی: 266 و اعلام الوری: 191/2 و البحار: 36/61 و مرآة العقول: 203/6 و تفسيرالقمی: 2/ 44 و دلائل الامامة: 69 و اثبات الوصية: 136 و غيبة النعمانی: 2/58 و کتاب الغيبة للطوسی ره باب روايات الخاصة في أن الأئمة عليهم السلام اثنی عشر: 114/154
5- في التوحيد: [1]عبيد اللّه بن موسى الروياني.
6- زائدة عن الصدوق في التوحيد. [2]
7- راجع تمامه التوحید باب 2/ 37/81 و كمال الدین باب ماروی عن ابی الحسن علی بن محمد الهادي في النص على القائم علیه السلام و غيبته: 1/379.
8- اعلام الوری: 2/ 244. و صفات الشيعة: 122 و البحار: 269/3و 269
9- كذا في المصدر،و الذي في الأصل:زياب.
10- في المطبوعة «بالاسم» بدل «باسمه».
11- الكافي: 333/1 / 4.
12- كذا في المصدر،و الذي في الأصل:الزيات.

عبد اللّه عليه السّلام قال:

«صاحب هذا الأمر رجل لا يسميه باسمه إلاّ كافر» (1).

الحديث الرابع

(2)

ما رواه ابن بابويه في«كمال الدين»أيضا:عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني،(3)عن علي بن إبراهيم،عن أبيه،عن أبي أحمد محمد بن زياد الأزدي قال:سألت سيدي موسى بن جعفر عليه السّلام عن قول اللّه عزّ و جلّ:

وَ أَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَ باطِنَةً وَ مِنَ النّاسِ (4).قال:

«النعمة الظاهرة الإمام الظاهر،و النعمة الباطنة الإمام الغائب».قلت[له] (5):فيكون في الأئمة من يغيب؟ قال:«نعم يغيب عن أبصار الناس شخصه و لا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره و هو الثاني عشر منّا»إلى أن قال:«تخفى على الناس ولادته و لا يحل لهم تسميته حتى يظهره اللّه عزّ و جلّ فيملأ به الأرض عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما».

قال الصدوق:لم أسمع هذا الحديث إلاّ من أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني و كان رجلا ثقة ديّنا فاضلا رضي اللّه عنه (6).

الحديث الخامس

(7)

ما رواه الطبرسي في كتاب«إعلام الورى»و ابن بابويه في كتاب «كمال الدين»:عن الحسين بن أحمد بن إدريس،عن أبيه،عن أيوب بن نوح،عن محمد بن سنان،عن صفوان بن مهران،عن الصادق جعفر بن محمد عليه السّلام أنه قيل له:من المهدي من ولدك؟قال:

«الخامس من ولد السابع يغيب عنكم شخصه و لا يحل لكم تسميته» (8).

و رواه بسند آخر عن علي بن محمد الدقاق،عن محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي،عن سهل بن زياد الأدمي،عن الحسن بن محبوب،عن عبد العزيز العبدي،عن عبد اللّه بن أبي يعفور،عن الصادق عليه السّلام مثله.(9)

الحديث السادس

(10)

ما رواه الصدوق في«كمال الدين»:عن محمد بن الحسن،عن سعد بن عبد اللّه،عن أبي جعفر محمد بن أحمد العلوي،عن أبي هاشم داود بن القسم الجعفري قال:سمعت أبا الحسن صاحب العسكر عليه السّلام يقول:

«الخلف من بعدي ابني الحسن فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف؟»

ص: 65


1- كمال الدين:1/648، [3]بحار الأنوار:11/33/51، [4]شرعة التسمية:54.
2- شرعة التسمية:55-56.
3- الهمذاني، بفتح الميم و الذال المعجمة من النسبة الى البلدة المعروفة التي بناها همذان الفتوح بن سام بن نوح لاسکین المبم و دال المهملة المنسوبة إلى قبيلة همدان. و الله العالم.
4- سورة لقمان:20. [5]
5- زائدة عن المصدر.
6- كمال الدين:6/368، [1]كفاية الأثر:27.في المطبوعة «كان رجلا ثقة دينا فاض رحمة ا... علیه و رضوانه».
7- شرعة التسمية:57.
8- إعلام الورى:234/2، [2]كمال الدين:1/333، [3]كشف الغمة:330/3، [4]وسائل الشيعة:/241/16رقم:21463، [5]بحار الأنوار:4/143/51. [6]
9- كمال الدين: 12/338
10- شرعة التسمية:58.

فقلت:و لم جعلني اللّه فداك؟قال:«لأنكم لا ترون شخصه و لا يحل لكم ذكره باسمه».قلت:

كيف نذكره؟قال:«قولوا:الحجة من آل محمد» (1).

و رواه الكليني عن علي بن محمد،عمّن ذكره،عن محمد بن أحمد العلوي،و نقله ابن طاووس في ربيع الشيعة(2) من كتاب أبي عبد اللّه بن عياش،عن أحمد بن يحيى،عن سعد بن عبد اللّه،عن محمد بن أحمد العلوي مثله (3).

الحديث السابع

(4)

ما رواه الصدوق في«كمال الدين»:عن المظفر (5)بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي،عن أبيه،عن جعفر بن محمد بن مسعود و حيدر بن محمد،عن محمد بن مسعود،عن آدم (6)بن محمد البلخي،عن علي بن الحسين الدقاق و إبراهيم بن محمد قالا:سمعنا علي بن عاصم الكوفي(7) يقول:خرج في توقيعات صاحب الزمان عليه السّلام:

«ملعون ملعون من سمّاني في محفل من الناس» (8).

الحديث الثامن

(9)

ما رواه فيه عن محمد بن إبراهيم بن إسحق،عن محمد بن همام،عن محمد بن عثمان العمري قال:خرج توقيع بخط أعرفه:

«من سمّاني في مجمع من الناس فعليه لعنة اللّه» (10).

و رواه الشيخ المفيد و الطبرسي (11).

الحديث التاسع

(12)

ما رواه الكليني في باب النهي عن الاسم:عن عدة من أصحابنا، عن جعفر بن محمد بن مالك،(13)عن ابن فضال،عن الريان بن الصلت قال:

سمعت أبا الحسن الرضا عليه السّلام يقول و سئل عن القائم فقال:

«لا يرى جسمه و لا يسمّى اسمه» (14).

و رواه الصدوق في«كمال الدين»عن أبيه و محمد بن الحسن،عن سعد بن عبد اللّه،عن جعفر بن محمد بن مالك مثله (15).

ص: 66


1- كمال الدين:5/381، [1]روضة الواعظين:262،الإرشاد:320/2، [2]غيبة الطوسي:169/202،الصراط المستقيم:/170/2 [3]مدينة المعاجز:/509/7 حديث:2504، [4]إعلام الورى:136/2، [5]كشف الغمة:202/3 و 247،وسائل الشيعة:/239/16رقم:21458 [6] باختلاف في السند،مستدرك الوسائل:/12 /281رقم:14097، [7]بحار الأنوار:2/31/51. [8]
2- ذكرنا سابقا ان كتاب ربيع الشيعة هو کتاب الاعلام الوری.
3- الكافي:13/328/1 و 1/332. [9]
4- شرعة التسمية:59.
5- المظفر بن جعفر احد الشياخ الصدوق وجده المظفر العلوي احد الشياخ التعلكبري. ذكره الشيخ في رجاله: 500.
6- آدم بن محمد الفلاني من اهل بلخ من الشيوخ المذكورين في باب من لم يرو عن الأئمة عليهم السلام
7- علي بن عاصم الكوفي ابو الحسن المحدث الذي يقال لابن اخيه ابی عبدالله احمد بن محمد بن احمد بن طلحة العاصمی نسبه إليه. راجع رجال النجاشي و الكشي و غيره.
8- كمال الدين: 284 مع اختلاف في السند.
9- شرعة التسمية:60.
10- كمال الدين:2/ 3/483، مع اختلاف في السند. و اعلام الوری: 2/ 270. [1]كشف الغمة:339/3، [2]وسائل الشيعة:/242/16رقم: 21465، [3]بحار الأنوار:10/33/51 و 14/184/53. [4]
11- لم أجده في إرشاد المفيد المطبوع،إعلام الورى:270/2. [5]
12- شرعة التسمية:61.
13- لفظة «بن مالك، ماورد في المطبوعة.
14- الكليني في الكافي:3/333/1، [6]مسند الإمام الرضا عليه السّلام:374/218/1، [7]وسائل الشيعة:239/16 رقم:21457، [8]مستدرك الوسائل:284/12 رقم: 14103، [9]بحار الأنوار:12/33/51. [10]
15- كمال الدين:2/370 و 2/ 2/648. [11]

الحديث العاشر

(1)

ما رواه الصدوق في كتاب«كمال الدين»في باب النهي عن الاسم:

عن أبيه و محمد بن الحسن،عن سعد بن عبد اللّه،عن محمد بن عيسى بن عبيد،عن إسماعيل بن أبان،عن عمرو بن شمر،عن جابر بن يزيد الجعفي قال:سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول:سأل عمر أمير المؤمنين عليه السّلام عن المهدي ما اسمه؟(2) فقال:يابن أبي طالب أخبرني عن المهدي ما اسمه؟ قال:

«أما اسمه فلا،لأن (3)حبيبي و خليلي عهد إليّ أن لا أحدّث باسمه حتى يبعثه اللّه عزّ و جلّ و هو ممّا استودع (4)اللّه عزّ و جلّ رسوله صلى اللّه عليه و اله و سلم في علمه» (5).

و رواه المفيد في إرشاده.(6)

الحديث الحادي عشر

(7)

ما رواه ابن بابويه فيه:عن محمد بن أحمد السناني،(8)عن محمد بن عبد اللّه (9)الكوفي،عن سهل بن زياد الآدمي،عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني قال:قلت لمحمد بن علي بن موسى عليه السّلام:إني لأرجو أن تكون القائم.فقال:

«ما منّا إلاّ قائم بأمر اللّه،و لكن القائم الذي يطهر اللّه به الأرض من أهل الجحود و الكفر و يملأها عدلا و قسطا هو الذي تخفى على الناس ولادته و يغيب عنهم شخصه و يحرّم عليهم تسميته و هو سمي

رسول اللّه و كنيّه» (10)الحديث.

الحديث الثاني عشر

(11)

ما رواه فيه عن عبد الواحد بن محمد بن عبدوس(12)،عن حمدان بن سليمان،عن الصقر بن أبي دلف قال:سمعت أبا جعفر محمد بن علي الرضا عليه السّلام يقول في حديث و قد سئل عن القائم المنتظر لم سمي القائم؟ قال:

«لأنه يقوم من بعد موت ذكره و ارتداد أكثر القائلين بإمامته» (13)الحديث.

الحديث الثالث عشر

(14)

ما رواه الكليني و المفيد و الطبرسي:أن عبد اللّه بن جعفر الحميري سأل أبا عمر و عثمان بن سعيد العمري عن القائم عليه السّلام فقال:أنت رأيت الخلف من بعد أبي محمد عليه السّلام؟فقال:إي و اللّه.قال:فالاسم.قال:محرّم عليكم أن تسألوا عن هذا و لا

ص: 67


1- شرعة التسمية:63.
2- ماورد لفظة , ما اسمه في المطبوعة.
3- في المطبوعة «إن» بدل «لان»
4- في المطبوعة ومما استودع» بدل «ما استودع».
5- كمال الدين:2/ 3/648، [1]الإمامة و التبصرة:111/117،بحار الأنوار:/33/51 13. [2]
6- الارشاد: 382/2
7- شرعة التسمية:68.
8- في بعض النسخ والشيبانی» بدل والسنائی». كلاهما واحد فظاهرة.
9- في المطبوعة: محمد بن ابی عبدالله » بدل «محمد بن عبدالله».
10- كمال الدين:2/ 2/377، [1]كفاية الأثر:281، [2]الاحتجاج:249/2، [3]مدينة المعاجز:/409/7رقم:2416، [4]موسوعة الإمام الجواد عليه السّلام:617/568/1، [5]وسائل الشيعة:242/16 رقم:21466،و [6]مستدرك الوسائل:283/12 رقم: 14099، [7]بحار الأنوار:6/32/51 و 4/157/51 و 10/283/52. [8]
11- شرعة التسمية:69.
12- في المطبوعة، «العبدوس» بدل «عبدوس »
13- كمال الدين:3/ 3/378، [9]كفاية الأثر:283، [10]الخرائج و الجرائح:66/1172/3، مدينة المعاجز:410/7 رقم:2417، [11]الأنوار البهية:347، [12]إعلام الورى:/2 243، [13]موسوعة الإمام الجواد:610/563/1، [14]بحار الأنوار:4/30/51. [15]
14- شرعة التسمية:70.

أقول هذا من عندي فليس لي أن أحلل و لا أحرم و لكن عنه عليه السّلام (1).

قال السيد بعد ما أورد هذه الأخبار و كرر كثيرا منها كما مرّ:فهذه جملة من الأخبار فيما نحن بسبيله و لم نظفر إلى الآن بخبر يعارض حكمه حكم هذه الأخبار لا بسند وثيق و لا ضعيف و لا مستند و لا مرسل، انتهى (2).

أقول:قد عرفت جملة من المعارضات الصحيحة الصريحة،فكيف يليق من مثل ذلك السيد الجليل أن يصدر عنه هذا الكلام الذي قاله قبل أحاديث النهي و بعدها مع أن أحاديث التسمية و الأمر بها أضعاف أضعاف أحاديث النهي،و لعل عذره في القول بالمنع،أنه لم يقف على معارض للنهي،أو عذره في الكلام الأخير(3) أنها لم تكن مجموعة بل كانت متفرقة في الأبواب،و لا يخفى ما فيه و اللّه سبحانه هو المنّان و المستعان.

ص: 68


1- الكافي:339/1، [16]إعلام الورى:218/2، [17]غيبة الطوسي:243، [18]وسائل الشيعة: 240/16 رقم:21460، [19]بحار الأنوار:347/51. [20]
2- شرعة التسمية:71.
3- المراد من الكلام بحثه تحت عنوان «تبصير» راجع ص 71.

الفصل الخامس: في بيان حال أساتیدها

اشارة

في بيان حال أسانيد أحاديث النهي

قد عرفت كثرة أحاديث التسمية الصريحة و كثرة الأوامر بها عموما و خصوصا و صحة سند كثير من تلك الأحاديث على قاعدة الأصوليين، و صحة جميعها على طريقة الإخباريين،و علمت أن الأحاديث الصحيحة في التسمية و الأمر تزيد على الصحيح من أحاديث النهي،إن صح شيء منها بل على مجموع تلك الأحاديث،مع إنّا لم نجمع جميع أحاديث الجواز،و لو أردنا الزيادة لوجدناها كثيرة،و قد عرفت أنه لا حاجة إلى صحة سند تلك الأحاديث لموافقتها للأصل و غيره،و الوجوه السابقة و مع ذلك فالصحيح منها كثير.

و قد تحققت القرائن الاثني عشر المقترنة بالأحاديث السابقة الدالة على صحتها و ثبوتها،و كل تلك القرائن دالة على تضعيف أحاديث النهي و وجوب تأويلها،و قد عرفت أن جواز التسمية ثابت بالكتاب و السنّة و الإجماع و دليل العقل،مع أنه ما كان يحتاج إلى دليل،و يأتي إن شاء اللّه تحقيق بعض ما أشرنا إليه،و أنا الآن أذكر الكلام في أسانيد أحاديث النهي،ثم أذكر تأويلها و ما يدل عليه إن شاء اللّه تعالى.

فأقول:

أمّا الحديث الأول،فصحيح السند على قول الأكثر،و إلاّ فإن في أحمد بن محمد البرقي(1) كلاما،و قد ذكر جمع من علماء الرجال:أنه كان يروي عن الضعفاء و يعتمد المراسيل،و ذكروا أن القميين طعنوا عليه حتى أن أحمد بن محمد بن عيسى أبعده عن قم و طرده منها ثم أعاده.

و في الكافي في باب ما جاء في الاثني عشر ما يدل على طعن عظيم

ص: 69


1- قال النجاشی: احمد بن خالد بن عبدالرحمن بن محمد بن على البرقی ابو جعفر، اصله کوفي و كان جده محمد بن على حبه يوسف بن عمر بعد قتل زیدره و كان خاله صغير السد فهرب مع أبيه عبد الرحمن.

فيه،و لكن الأقوى ثقته.

و في داود بن القسم أيضا طعن،و قد نسبوه إلى الارتفاع في القول يعني الغلو،و الأقوى أيضا ثقته و براءته،إلاّ أن الحديث كما يأتي ليس بصريح في النهي،بل هو نفي لا ضرورة إلى تأويله بالنهي.

و أمّا الحديث الثاني،فليس بصحيح السند بل هو ضعيف باصطلاح الأصوليين،لأن الرواة الذين نقلوه عن عبد العظيم كلهم مجهولون،لم يوجد لأحد منهم توثيق و لا مدح،بل وجد تضعيف لمحمد بن هارون و يحتمل كونه المذكور،لأنه قريب من رتبة ذلك،و الجهالة كافية في خروج الخبر من قسم الصحيح و الحسن و الموثق و دخوله في قسم الضعيف، لانحصار الأقسام فيها كما زعم الأصوليين.

و أمّا عبد العظيم فلم يوثّقه أحد من علمائنا أيضا و لا نصّوا على عدالته،نعم مدحه بعضهم،و روي حديث (1)مرسل ضعيف في أن زيارته كزيارة الحسين عليه السّلام و هو ما عرفت بمعزل عن الدلالة على العدالة، لأن التشبيه لا يوجب المساواة في جميع الأوصاف،و إلاّ لزم الاتحاد و حصول أدنى وصف كاف في جواز التشبيه،كما تقول:زيد كالأسد، و قد روى أن زيارة المؤمن بمنزله زيارة الأئمة عليه السّلام فانتفت الدلالة على التوثيق،نعم هو دال على المدح و الجلالة و الصلاح،و ذلك غير كاف في صحة الحديث.

و أمّا الحديث الثالث،فظاهر إسناد الكليني فيه الصحة،و لكن الذي وجدناه في نسختين من كتاب كمال الدين:علي بن زياد مكان علي بن رئاب،و هو يوجب الريب و الاضطراب،لاتحاد الراوي و المروي عنه و احتمال وجود التصحيف،و قد نقله السيد كما مرّ علي بن الريان،و كأنه كان كذلك في نسخته،فالتصحيف واقع لأنه قريب لاحتمال موافقته لسند الكليني بعيد،لعدم وجود علي بن رياب بالباء في شيء من نسخ كمال الدين على ما يظهر.

و ما نقله السيد من علي بن الريان بالنون،إن ثبت كونه هو المعتمد و يحتمل التصحيف و أن أصله ابن زياد،و هو مجهول الحال مهمل في الرجال،و لو تعين عدم التصحيف و أنه علي بن الريان بالنون،فهو من أصحاب أبي الحسن الثالث عليه السّلام و الراوي عنه في الرجال علي بن إبراهيم، فكيف يروي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام بغير واسطة؟و يلزم كونه مرسلا فلا يكون صحيحا على التقسيم المشهور(2).

ص: 70


1- راجع کامل الزيارات :338.
2- تقسيم المتأخرين احادیثنا إلى اربعة اقسام، صحيحة - مؤثقة . حسنة . وضعيفة.

ابن رئاب في الكليني،يحتمل كونه تصحيفا و أن أصله ابن زياد و ابن ريان،لكن سند الكليني أوثق (1)و الاحتمال لا يخلو من بعد،غير أنه لا يمكن مع ذلك الجزم بالصحة كما ذكرنا.

و أمّا الحديث الرابع،فليس بصحيح السند أيضا،بل هو حسن على المشهور و كلام ابن بابويه في آخره يدل على توقف،لأنهم ما كانوا يعملون بحديث و لا يثبتونه في كتبهم حتى يرد من طرق متعددة كما يظهر من مواضع منها هذا المقام.

و أمّا الحديث الخامس،فضعيف،لجهالة الحسين بن أحمد بن إدريس،فإنه إنما ذكر مهملا من غير توثيق و لا مدح،و لضعف محمد بن سنان فإن تضعيفه هو الأكثر الأشهر،و أمّا السند الآخر فهو أضعف،لأن علي بن محمد الدقاق مجهول غير معلوم الحال،و محمد بن أبي عبد اللّه مشترك بين ممدوح و مجهول الحال،و سهل ابن زياد ضعيف على الأقوى و الأشهر،و عبد العزيز ضعيف بلا خلاف.

و أمّا الحديث السادس،فضعيف أيضا،لجهالة محمد بن أحمد العلوي،لأنه لم يذكر بمدح و لا توثيق بل ذكر مهملا،و سند الكليني فيه مع ذلك الإرسال من غير تحقيق للواسطة الساقطة،و ما قاله السيد في الحواشي لم يثبت،لعدم انحصار الواسطة فيمن ذكره،كما يظهر بالتتبع خصوصا في كتاب قرب الإسناد للحميري.

و أمّا السند الذي في كتاب أبي عبد اللّه أحمد بن محمد بن عبيد اللّه بن عياش الجوهري،ففيه مع ضعف صاحب الكتاب و اختلاله و اشتراك أحمد بن يحيى بين مجهول مهمل و ثقة بل كونه هنا الثقة،بعيد بحسب الرتبة،بل لا وجه له عند التحقيق و معرفة الراوي و المروى عنه،و مع ذلك جهالة العلوي يزيده ضعفا.

و أمّا الحديث السابع،فهو أيضا ضعيف،لجهالة المظفر،و ضعف آدم بن محمد و جهالة الرواة الباقي كلهم أو اشتراك بعضهم و ضعف الباقي.

و أمّا الحديث الثامن،فلا يمكن الحكم بصحته أيضا،لجهالة محمد بن إبراهيم بن إسحق.

و أمّا الحديث التاسع،فضعيف جدا بجعفر بن محمد بن مالك، و جهالة العدة التي تروي عنه فيكون مرسلا،و لفساد مذهب ابن فضال.

و أمّا الحديث العاشر،فضعيف أيضا،فإن في محمد بن عيسى كلاما و ضعّفه بعضهم،و إسماعيل بن أبان مجهول الحال مهمل في الرجال،و قد وثّقه المخالفون للإمامية و ذلك يفيد ضعفه عندنا،و عمرو بن شمر ضعيف جدا،و جابر مختلف في مدحه و توثيقه و ذمّه.

و أمّا الحديث الحادي عشر،فضعيف أيضا،لأن أحمد بن محمد السناني مجهول الحال بل قد ضعفه بعض علماء الرجال،و باقي رواته قد عرفت حالهم سابقا و ضعف بعضهم.

و أمّا الثاني عشر،فضعيف أيضا،لجهالة عبد الواحد و جهالة الصقر أيضا.

أمّا

ص: 71


1- في هامش المخطوط:(لأن كتابه الشريف كفاية الأصول أضبط عند علمائنا).

الحديث الثالث عشر،فهو صحيح السند،لكن لا دلالة فيه على المطلوب لما يأتي إن شاء اللّه.

ص: 72

الفصل السادس: في بيان رجحان احادیث الجواز علی احادیث النهي

في بيان رجحان أحاديث الجواز

هنا على أحاديث النهي و وجوب تأويلها

قد عرفت جملة من القول في ذلك في صدر الفصل السابق،و قد عرفت أن أحاديث النهي التي أوردها المستدل على المنع ثلاثة عشر بعد إسقاط المكرر،و قد بذل جهده في التتبع و بالغ كل المبالغة،لكن الأول ورد بالنفي لا بالنهي و لا ضرورة إلى تأويله بالنهي،لإمكان حمله على ظاهره كما يأتي إن شاء اللّه،و كذلك التاسع.

و أمّا الثالث:فغير مخصوص بالقائم المهدي كما ترى و يأتي إن شاء اللّه بيان صحة معناه مع حمله على ظاهره و أنه لا ضرورة في تخصيصه.

و أمّا السابع و الثامن:فهما دالان على تخصيص النهي بحال الخوف و التقية من وجهين كما يأتي إن شاء اللّه،فهما حجة لنا.

و أمّا الثاني عشر:فدال على الجواز بل الرجحان،و لذلك أوردناه مع أحاديث الجواز و أقله،لأنه لا يدل على مطلوبكم سواء دل على مطلوبنا أم لا.

و أمّا الثالث عشر:فيدل على تحريم السؤال عن الاسم لو تم لا على تحريم الجواب و لا الابتداء به،و يأتي إن شاء اللّه تعالى كلام مفصل في هذا المقام.

فبقيت أحاديث النهي ستة أو سبعة ليس فيها حديث واحد صحيح يمكن الجزم بصحته للناقد البصير كما عرفت و تحققت،فهل يمكن إثبات التحريم في مثل هذا الأمر العظيم بمثل هذه الأخبار التي قد عرفت ضعفها عند الأصوليين و هي عند الإخباريين أيضا ضعيفة،لأنها معارضة بما هو أقوى منها،و ناهيك أنها ستة أحاديث معارضة بأزيد من مائة حديث،و ما لم نورده أيضا كثير فوجبت تاویل أحاديث النهي لا

ص: 73

عرفت و تأويلها ظاهر واضح جدا فان قلت: أحاديث النهى موافقة للاحتياط فهو مؤيد لها، قلت: أولا الاحتياط ليس بدليل تثبت به الأحكام الشرعية و ثانيا أنه معارض بمثله في صور الوجوب كما تقدم و يأتي و ثالث أنه لاوجه للاحتياط هنا أصلا لظهور التقنية في النهى و الكثرة الدالة على الجواز و الرجحان بل الوجوب في كثير من الصور.

ص: 74

الفصل السابع: في وجه الجمع بين الاحاديث

اشارة

في وجه الجمع بين أحاديث الجواز و المنع

و في ذلك وجوه:

الوجه الأول

و هو أقواها و أولاها،بل هو الذي يتعين و لا يجوز غيره عند المحدث الماهر،أن نحملها على حالة الخوف و التقية و نخصصها بذلك الوقت سواء كان قريبا إلى أول زمان الغيبة أو لا،فإن مدة التقية تمتد إلى خروج القائم عليه السّلام لكنها لا تستوعب كل مكان و لا كل حال،و إن كانت التقية في أوائل زمن الغيبة أشد،و يأتي ما يدل على صحة هذا الوجه إن شاء اللّه.

الوجه الثاني

أن نخصها بأوائل زمن الغيبة و ما يقرب منه،و يكون المنع في تلك المدة عامّا و المنع قبلها و بعدها خاصا بوقت الخوف و التقية،و هذا راجع عند التحقيق إلى الأول كما لا يخفى و بينهما فرق ظاهر.

الوجه الثالث

أن نحمل أحاديث النهي على اسم خاص كما تقدم في حديث الاسمين،أعني الحديث التاسع من أحاديث الجواز(1)،فإنه لم يرد ذلك الاسم إلاّ في حديث الاخفاء و في نسخة من كتاب الخرائج كما مرّ.

الوجه الرابع

أن تحمل التسمية على التعيين بمعنى الدلالة عليه و الإشارة إليه، ليقتل أو يقتل أقاربه و شيعته أو بعضهم،و قد فهم هذا المعنى بعض الأصحاب و هو راجع إلى التقية و إلى الوجه الأول في الجملة.

الوجه الخامس

أن نخص أحاديث النهي بزمان الغيبة،و أحاديث الجواز بزمان الظهور قبل

ص: 75


1- في الفصل الاول.

الغيبة و بعدها.

الوجه السادس

أن نحمل أحاديث الجواز على الاختصاص بالإمام،و النهي مخصوص بالشيعة.

الوجه السابع

أن نخص أحاديث النهي بالمجامع،و نحمل أحاديث الجواز و الأمر على الخلوة،كما يظهر من السيد صاحب الرسالة،لكنه لم يصرح بالجواز في الخلوة أيضا بل منع حتى من كتابة الاسم إلاّ بحروف مقطعة كما يأتي.

و كل هذه الوجوه فاسدة،إلاّ الأول فإنه هو الصحيح الذي يجب المصير إليه.

ص: 76

الفصل الثامن: في القرائن و الأدلة على الذي إخترناه

اشارة

في ذكر الوجوه الدالة على صحة ما اخترناه،و الأدلة التي هي نص على تعيينه و القرائن الواضحة الظاهرة على ذلك من أحاديث النهي و أحاديث الجواز و غيرهما،و إن أمكن المناقشة في بعض تلك القرائن فالمجموع لا يمكن دفعه بوجه،و لنذكر من ذلك وجوها:

[الوجه]الأول

احتمال أحاديث النهي،للحمل على حالة الخوف و التقية احتمالا ظاهرا فيتعين ذلك لعدم احتمال معارضها لهذا الحمل،و لضرورة الجمع بين الأخبار،و لعدم وجود حديث واحد منها يأبى هذا الحمل و بين ذلك:

أن المخالفين و جميع السلاطين السابقين على زمان الغيبة و السلطان الموجود في ذلك الوقت،كانوا قد علموا أن الثاني عشر من الأئمة يقوم بالسيف فيزيل دولتهم و يكسر صولتهم و يفعل بهم الأفاعيل من القتل و الأسر و السبي و النهب و غير ذلك،و علموا أن آبائه لا يخرجون،فبذلوا جهدهم في تحصيل القائم و القبض عليه و قتله فلو عرفوا اسمه أو كنيته لعلموا وجوده و ولادته،لأنه لا يتشخص الاسم و لا الكنية غالبا إلاّ بعد الولادة،و لأنه يلزم حينئذ ظهور صدق دعوى الشيعة،و لا تستلزم ذلك زيادة الطلب و القبض على السادات و الشيعة و قتل ألوف منهم،و كان أول من يقتل كل من وافق اسمه أو كنيته اسم القائم أو كنيته.

كما اتفق من فرعون في حق موسى عليه السّلام،و دلّت على ذلك الأخبار و السير و التواريخ و كتب قصص الأنبياء،و أنه قتل ألوفا من بني إسرائيل في طلب موسى،و هذه مفسدة كلية كان احتمال وقوعها قريبا متجها في أوائل زمن الغيبة كزمان الكليني و ابن بابويه و الشيخ المفيد،فلمّا طال العهد و حصل اليأس

ص: 77

من الوصول إليه و كثرت السلاطين و اختلفت الحكّام و وقعت بينهم العداوات،انتفت المفسدة الكلية و صار الطلب عبئا لا يتصورونه،لأن كل واحد منهم يجوّز كون القائم في غير بلاده.

و لغير ذلك من الأسباب،و بقيت مفاسد جزئية يجب لأجلها التقية كما كان يجب التقية هناك،و إن كانت ذلك الوقت أشد فهي بعده موجودة لكنها أخف،فقد رأينا و سمعنا في بلاد التقية أن من سمّى القائم أو أحدا من الأئمة حصل له ضرر عظيم و ربّما حصل على غيره من الشيعة أيضا،و ربّما أدّى ذلك إلى القتل خاصا لا عاما و هذه علة ظاهرة و سبب واضح يقتضي لأجله حكمة أهل العصمة عليه السّلام النهي عن التسمية ثم التصريح في مواضع أخر بالجواز،ثم التصريح بأن النهي لأجل الخوف و التقية،ثم النص على أن التقية يجب أن تكون بحسبها لا في غير محلها.

و قد فعل الأئمة عليه السّلام كل ذلك تصريحا و تلويحا و بيّنوا المقامات كلها بيانا شافيا كما مضى و يأتي،و لذلك ورد النهي عن الإخبار بولادته و الأمر بكتمها،وورد النهي عن تسمية كل واحد من الأئمة عليه السّلام لأجل المصلحة و ملاحظة الحكمة و دفع المفسدة كما يأتي بيانه إن شاء اللّه.

و قد روى ابن بابويه في كتاب«كمال الدين»عن علي بن عبد اللّه الوراق،عن محمد بن هارون الصوفي،[عن عبد اللّه بن موسى] (1)عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني،عن صفوان بن يحيى،عن إبراهيم بن أبي زياد،عن أبي حمزة الثمالي،عن أبي خالد الكابلي (2)قال:دخلت على علي بن الحسين عليه السّلام فسألته عن الذين فرض اللّه طاعتهم،فذكرهم إلى أن انتهى إلى الصادق عليه السّلام فسأله لم سمي الصادق و كلكم صادقون؟فقال:

حدثني أبي،عن أبيه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و اله و سلم قال:

«إذا ولد ابني جعفر بن محمد[بن علي بن الحسين بن أبي طالب عليهم السّلام] (3)فسمّوه الصادق،فإن الخامس من ولده الذي (4)اسمه جعفر يدّعي الإمامة افتراء على اللّه و كذبا عليه فهو عند اللّه جعفر الكذاب»إلى أن قال:ثم بكى علي بن الحسين-ج بكاء شديدا ثم قال:

كأني بجعفر الكذاب و قد حمل طاغية زمانه على تفتيش أمر ولي اللّه و المغيّب في حفظ اللّه و التوكل بحرم أبيه جهلا بولادته و حرصا على قتله،إن ظفر به طمعا في ميراث أبيه حتى يأخذه بغير حق» الحديث.(5)

ص: 78


1- ساقطة من الأصل،و المثبت عن المصدر.و في بعض النسخ:عبيد اللّه و هو الروياني بالياء ابن موسى الروباني بالباء المنقطة تحتها نقطة قبل الألف و النون بعدها.و الروبان:قرية بالكوفة،لكن لم أجده،و الرويان بالياء المثناة التحتية-
2- اسمه كنكر و قيل وردان.
3- زيادة عن الصدوق.
4- في المصدر:فإن للخامس من ولده ولدا...
5- راجع تمامه، كمال الدين: 2/319/1 و بعدها.

و روى ابن بابويه أيضا في أوائل كتاب كمال الدين بسنده في حديث الرسل المستعلنين و المستخفين إلى وقت موسى عليه السّلام،فكان فرعون يقتل أولاد بني إسرائيل في طلب موسى عليه السّلام للذي كان قد شاع من ذكره و خبر كونه،فستر اللّه ولادته ثم قذفت به أمه في اليمّ كما أخبر اللّه في كتابه، فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ (1)فكان موسى في حجر فرعون يربيه و هو لا يعرفه و فرعون يقتل أولاد بني إسرائيل في طلبه ثم قال:و المعروف بين الخاص و العام[من أهل الملة] (2)أن الحسن بن علي والد صاحب زماننا عليه السّلام كان قد وكّل به طاغية زمانه إلى وقت وفاته،فلمّا توفي عليه السّلام وكّل بحاشيته و أهله و حبست جواريه و طلب مولوده أشد الطلب،و كان أحد المتوليين (3)عليه عمّه جعفر أخو الحسن بن علي بما ادعاه لنفسه من الإمامة (4).

و روى ابن بابويه أيضا في كتاب كمال الدين في باب ما روي عن الصادق عليه السّلام من الإخبار بالقائم بسنده عن سدير الصير في،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في حديث طويل يذكر فيه القائم عليه السّلام و أحواله و ما تضمن الجفر من ذكره،و أن فيه شبها من جماعة من الأنبياء عليه السّلام و أن مولده شبيه بمولد موسى عليه السّلام يقول فيه أبو عبد اللّه عليه السّلام:

«و أمّا مولده من موسى فإن فرعون لمّا وقف على أن زوال ملكه على يده أمر بإحضار الكهنة فدلّوه على نسبه و أنه يكون من بني إسرائيل،فلم يزل يأمر أصحابه بشق بطون الحوامل من نساء بني إسرائيل حتى قتل في طلبه نيفا و عشرين ألفا (5)و تعذّر عليه الوصول إلى قتل موسى-ج[بحفظ اللّه تبارك و تعالى إياه] (6)،كذلك بنو أمية و بنوا العباس لمّا وقفوا على أن زوال ملكهم[و ملك الأمراء و الجبابرة منهم] (7)على يد القائم منّا ناصبونا العداوة و وضعوا سيوفهم في قتل آل رسول اللّه و إبادة نسله،طمعا منهم في الوصول إلى قتل القائم و يأبى اللّه[عز و جل أن يكشف أمره لواحد من الظلمة] (8)

و روى الطبرسي في مجمع البيان في تفسير سورة طه عند قوله تعالى:

وَ لَقَدْ مَنَنّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرى (9)أن فرعون كان يقتل غلمان بني إسرائيل ثم خشي أن يفنى نسلهم فكان يقتل بعد ذلك في سنة و لا يقتل في سنة،فولد موسى في السنة التي يقتل فيها الغلمان فنجاه اللّه تعالى منه (10).

و ذكر في مواضع متعددة في مجمع البيان أن فرعون كان يقتل أولاد بني إسرائيل طلبا لموسى و أورد القصة مفصلة في مواضع.

و روى ابن بابويه و الكليني أيضا

ص: 79


1- سورة القصص:7. [1]
2- زيادة عن الصدوق.
3- كذا في المصدر،و الذي في الأصل:المولين.
4- الصدوق في كمال الدين:21، [2]في هامش المخطوط زيادة قال:و رواها الشيخ أيضا في كتاب الغيبة،لكننا لم نجده في الغيبة.
5- في المصدر:عشرين ألف مولود.
6- زيادة عن المصدر.
7- زيادة عن المصدر.
8- زيادة عن المصدر،ساقطة من الأصل إِلاّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ . كمال الدين:354، [1]غيبة الطوسي:169،مجمع النورين:341،بحار الأنوار: 220/51. [2]
9- (سورة طه:37. [3]
10- الطبرسي في تفسير مجمع البيان:21/7.

حديثا طويلا في تفصيل ذلك الطلب الشديد،فقد ظهر عليك أن المفسدة الكلية كانت تترتب على تسميته عليه السّلام في أوائل زمن الغيبة و قبلها أيضا من زمن أمير المؤمنين عليه السّلام إلى زمان الغيبة،لأن الخبر بتعيين الاسم لو وصل إلى سلطان الجور لانتقل إلى أمثاله و لاستلزم ذلك قتل أكثر الشيعة،و كان أول من يقتل في أوائل زمن الغيبة كل من وافق اسمه اسم القائم عليه السّلام.

و قد عرفت أيضا أنه قد بقيت بعد ذلك مفاسد جزئية في بعض الصور تمتد إلى حين ظهوره عليه السّلام.

[الوجه]الثاني

ممّا يدل على حمل النهي على حالة الخوف و التقية و حصول المفسدة، هو أن الحمل على التقية حيث يمكن أقوى وجوه الجمع بين الأخبار،لأن سبب اختلاف الأحاديث هو ملاحظة التقية غالبا،بل ادعى بعضهم حصر سبب اختلاف كلام المعصومين عليه السّلام في التقية،و الظاهر أنه أكثري غالب و خلافه قليل نادر و الأحاديث الدالة على وجوب الجمع بهذا الوجه كثيرة جدا و الاعتبار و التتبع دالان عليه.

[الوجه]الثالث

أن أكثر أحاديث النهي وردت في أواخر مدة الأئمة عليه السّلام قريبا من زمان الغيبة عن الرضا و الجواد و الهادي و العسكري عليه السّلام و ما ورد عن غيرهم بالنسبة إلى ما ورد عنهم قليل.

و حديث الخضر إنما أخبر به الجواد عليه السّلام و الخبر المروي عن الصادق عليه السّلام عام غير خاص باسم القائم و يأتي وجهه إن شاء اللّه،و ذلك أن وقت شدة الخوف و التقية و المفسدة الكلية كان قد صار قريبا.

[الوجه]الرابع

أن أحاديث النهي كلها وردت عن الأئمة عليه السّلام لجواز التقية عليهم، و لم يرد عن الرسول صلى اللّه عليه و اله و سلم شيء من ذلك عام شامل للمكلفين،لعدم جواز التقية عليه و ما ورد في الحديث العاشر من قول علي عليه السّلام:«إن حبيبي عهد إلي أن لا أحدّث باسمه».

فالظاهر أنه مخصوص بعلي عليه السّلام كأمثاله،بل مخصوص بأخبار مثل عمر به لما يأتي إن شاء اللّه فهو أمر لعلي بالتقية لا تقية من النبي صلى اللّه عليه و اله و سلم.

[الوجه]الخامس

إنك لا تجد في شيء من أحاديث النهي ما ينافي هذا الحمل،و ما يقتضي أنه لا يجوز التسمية في تقية و خوف و لا غيرهما،و لا تجد في شيء من أحاديث الجواز ما ينافي ذلك أيضا.

و ما يدل على أنه يجوز التسمية في التقية و غيرها و في الخوف و الأمن، بل يوجد في القسمين تصريحات و تلويحات بهذا الحمل ظاهرة واضحة كما مضى و يأتي إن شاء اللّه،و ناهيك بتأويل يوجد عليه قرائن و أدلة كثيرة جدا و لا يوجد شيء واحد ينافيه فكيف لا يجب المصير إليه؟

[الوجه]السادس

أن هذا الوجه يقتضي العمل بجميع الأخبار و عدم طرح شيء منها، فنعمل

ص: 80

بأحاديث النهي وقت الخوف و التقية و بأحاديث الجواز في غيرها، و الحمل على غير هذا الوجه يقتضي طرح جملة من الأحاديث كما يأتي بيانه إن شاء اللّه،خصوصا الوجه الذي اختاره السيد.

[الوجه]السابع

أن هذا الجمع هو تمام الاحتياط في الدين و الاقتصار على العمل بالعلم و اليقين،و ذلك أن الجواز قد عرفت أنه ثابت بالكتاب و السنّة المستفيضة و الإجماع و دليل العقل فلا يعدل عنه إلاّ بمثله،و أن التسمية واجبة في كثير من الصور و أن التقية أيضا واجبة بجميع الأدلة الشرعية المذكورة،فظهر أنه لا بد من الجمع بين هذين الأصلين الثابتين قطعا،فإن الثاني يقاوم الأول فيخصصه و ذلك ما قلناه.

[الوجه]الثامن

أن أحاديث النهي تضمنت تحديد المنع بظهور القائم و خروجه،و في ذلك إشارة ظاهرة إلى أن سبب النهي هو التقية،لأن ذلك الوقت هو زمان التقية قطعا بالنص و الاجماع و الروايات بذلك كثيرة،لكن التقية معلوم أنها مخصوصة بحالة دون حالة و مكان دون مكان،فالتقية مستوعبة لمجموع ذلك الزمان،لا للأماكن و الحالات.

و ممّا يدل على ذلك ما رواه الشيخ الطبرسي في كتاب إعلام الورى:

عن علي بن إبراهيم،عن أبيه،عن علي بن معبد،عن الحسين بن خالد، عن الرضا عليه السّلام قال:

«لا دين لمن لا ورع له و لا إيمان لمن لا تقية له و أن أكرمكم عند اللّه أعلمكم بالتقية».

فقيل له:يا بن رسول اللّه إلى متى؟قال:

«إلى يوم الوقت المعلوم و هو خروج قائمنا فمن ترك التقية قبل خروج قائمنا فليس منا» .

ثم ذكر حديث القائم عليه السّلام بطوله.(1)

و روى الكليني في باب التقية:عن علي بن إبراهيم،عن أبيه،عن حماد،عن ربعي،عن زرارة،عن أبي جعفر عليه السّلام قال:

«التقية في كل ضرورة و صاحبها أعلم بها حين تنزل به» (2).

و روى الكليني أيضا في باب ما يوجب الحق لمن انتقص الإيمان:عن علي بن إبراهيم،عن هارون بن مسلم،عن مسعدة بن صدقة قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول في حديث:

«إن المؤمن إذا أظهر الإيمان ثم ظهر منه ما يدل على نقضه خرج ممّا وصف و أظهر و كان له ناقضا إلاّ أن يدعي أنه إنما عمل ذلك تقية و مع ذلك ينظر فإن كان ليس ممّا

ص: 81


1- إعلام الورى:241/2، [1]كمال الدين:5/371، [2]كشف الغمة:331/3، [3]ينابيع المودة:297/3، [4]تفسير نور الثقلين:13/47/4، [5]مسند الإمام الرضا عليه السّلام:/1 390/222، [6]وسائل الشيعة:211/16 رقم:21381، [7]بحار الأنوار:/321/52 29 و 16/395/72. [8]
2- الكافي:13/219/2، [9]من لا يحضره الفقيه:4287/363/3،مشكاة الأنوار: 88، [10]الفصول المهمة في أصول الأئمة:231/2 رقم:1719،وسائل الشيعة: 225/23 رقم:29431 و 29439، [11]بحار الأنوار:93/432/72. [12]

يمكن أن يكون التقية في مثله لم يقبل منه ذلك،لأن للتقية مواضع من أزالها عن مواضعها لم يستقم له» (1)الحديث.و مثله كثير.

و ممّا يدل على ذلك ما رواه الشيخ في التهذيب و الإستبصار في حكم ذبيحة الناصب ففي حديث قال:

«كل وقر و استقر حتى يكون يوما ما» (2)،و في حديث آخر:«حتى يكون ما يكون (3)

قد حمل الشيخ أحاديث الجواز على التقية و استدل بهذين الحديثن و جعلهما قرينة و دليلا و سندا على إرادة التقية من غيرهما،و لا يخفى أن تحديد النهي عن التسمية بظهور القائم أوضح دلالة على إرادة التقية من ذلك.

[الوجه]التاسع

أن أحاديث النهي تضمنت أن من سمّاه فهو كافر بل أنه لا يسميه إلاّ كافر (4)و معلوم قطع إتفاقا ان ذلك ليس بموجب للكفر ولايناسب لغير وقت التقنية و ترتب مفسدة كلية أو جزئية أقلها قتل مؤمن واحد و في ذلك إشارة ظاهرة و قرينة واضحة على إرادة التقنية و المبالغة في نفي تلك المفسدة ألا ترى أنه قد وردت أحاديث في أن من ترک التقنية فهو کافر یعنی محلها قطع كما مر في الحديث السابع عن الرضا عليه السلام أنه قال: الايمان لمن لا تقية له(5). وروى الكليني في باب التقية بسند صحيح عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن معمر بن خلاد عن أبي الحسن عليه السلام في حديث قال: لاإيمان لمن لا تقية له.(6) وبسند آخر صحيح عن أبي عبدالله عليه السلام في حديث قال :لا إيمان لمن لا تقية له (7) وروى ابن بابویه في كتاب من لایحضره الفقيه قال: قال الصادق عليه السلام: لو قلت إن تارك التقنية كتارک الصلوة لكنت صادقا. (8)و في عدة أحادیث، إن تارك الصلوة کافر و نحوه مماورد في بعض أحاديث التهى من اللعن فانه لا يناسب غير وقت التقنية لان التسيمة واجبة في صور كثيرة راجحة في غيرها حتى خلت من مفسدة و لايتصور مفسدة غير ما ذكرنا و يأتي تصريح و نص على ذلك إن شاء الله.

ص: 82


1- رواه الكليني في الكافي:1/168/2 [1] باختلاف،و هذا لفظه:إن الإيمان قد يتخذ على وجهين:أما أحدهما فهو الذي يظهر لك من صاحبك فإذا ظهر لك منه مثل الذي تقول به أنت حقت ولايته و إخوته إلا أن يجيء منه نقض للذي وصف من نفسه و أظهره لك،فإن جاء منه ما يستدل به على نقض الذي أظهر لك خرج عندك مما يوصف لك و أظهر،و كان لما أظهر لك ناقضا إلا أن يدعي...و ذكر باقي الحديث،و رواه المجلسي في بحار الأنوار [2]عن الكافي:15/128/69، و [3]وسائل الشيعة:216/16 رقم:2197. [4]
2- الشيخ الطوسي في الاستبصار:338/88/4.
3- أي ظهر دولة الحق)«.تهذيب الأحكام:305/72/9،الكافي:2/236/6، [5]من لا يحضره الفقيه:/329/3رقم:4179،مجمع الفائدة للأردبيلي:83/11، جواهر الكلام:/96/36 [6]مسالك الأفهام:469/11، [7]وسائل الشيعة:68/24 رقم:30020. [8]
4- راجع كمال الدين باب النهي عن تسمية القائم علیه السلام: 2/ 1/648/2. و الكافي: 333/1 / 4.
5- راجع كمال الدين: 5/371/2 . و البحار:16/395/75
6- راجع البحار: 92/431/75 .
7- راجع تمامه الکافی : 5/218/2
8- راجع البحار: 66/414/75.

[الوجه]العاشر

أن جملة من أحاديث النهي دالة على أن القائم عليه السّلام تخفى ولادته و لا تحل تسميته،و في جملة من الأحاديث أمر بإخفاء ولادته و نهي عن إظهارها و اقتران التسمية بالولادة،إشارة واضحة و قرينة ظاهرة على ما قلنا،فإن إخفاء الولادة لا وجه لها غير الخوف و التقية و دفع المفسدة عنه عليه السّلام و عن الشيعة بلا خلاف بينهم في ذلك أصلا،و كذلك التسمية لاقترانها بها في عدة أحاديث،و يأتي له مزيد توضيح إن شاء اللّه تعالى.

[الوجه]الحادي عشر

أن كثيرا من تلك الأحاديث تضمنت أن القائم عليه السّلام لا يرى جسمه و لا يسمى اسمه،و هي قرينة واضحة أيضا،لأن الأحاديث الكثيرة جدا دالة على أن سبب الغيبة الخوف و التقية،فيكون ذلك سبب ترك التسمية أيضا،فقد قرنت بها و إنما يقرن الشيء في الكلام الفصيح البليغ بنظائره و أشباهه في الحكمة غالبا،و كون الخوف و التقية سبب الغيبة ثابت،فإن نوقش في ذلك فهو مناقشة للأئمة عليه السّلام لا لنا لأنهم نصّوا على ذلك.

روى ابن بابويه في كتاب كمال الدين في باب علة الغيبة قال:

حدثني محمد بن علي ماجيلويه قال:حدثني عمي محمد بن أبي القاسم،عن أبي عبد اللّه البرقي،عن أيوب بن نوح،عن صفوان بن يحيى،عن ابن بكير،عن زرارة،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:

«للقائم قبل قيامه غيبة (1)».قلت:و لم؟قال:«يخاف على نفسه الذبح» (2).

و في معنى هذا الحديث أحاديث كثيرة جدا و يأتي في هذا المعنى كلام آخر في توجيه ما روي أن سبب الغيبة أمر لا يعلمه إلاّ اللّه و في غير ذلك إن شاء اللّه.

[الوجه]الثاني عشر

أن أحاديث النهي تضمنت النهي عن التسمية في المحافل و المجامع و ذلك أيضا قرينة ظاهرة على ما قلناه،لأن المحافل و المجامع مظنة التقية و اجتماع الشيعة و العامة و حصول المفسدة و الخوف خصوصا في ذلك الوقت لاستيلاء العامة في كل مكان و تسلطهم على الشيعة و حضورهم معهم في كل مجلس إلاّ نادرا،و هي إشارة واضحة و كم قد حضرنا في بلاد التقية في مجلس يكون فيه بعض العامة فيتكلم بعض الشيعة بما يخالف التقية غافلا عن حضور ذلك المخالف فيترتب على ذلك مفسدة عظيمة.

[الوجه]الثالث عشر

أن ما تضمن تخصيص النهي بالمحافل و المجامع،مع أن فيه تلك الإشارة لم يرد مطلقا بل ورد مقيدا كما رأيت ففي حديث عن القائم عليه السّلام:

«من سمّاني في محفل من الناس» (3).و في آخر:«من سمّاني في

ص: 83


1- في كمال الدين: [1]للقائم غيبة قبل قيامه.
2- كمال الدين:2/ 10/481، [2]دلائل الإمامة:518/535،بحار الأنوار:/97/52 18. [3]
3- مرّ تخريجه صفحة:37)هامش رقم(5).

محفل من الناس و في آخر من سمائي في مجمع من الناس» (1).

و هذه قرينة على ما قلناه واضحة جدا،بل بعد هذا القيد يكاد يصير الحديثان صريحين في تخصيص النهي بحال الخوف و التقية،لأن الناس في الأكثر الأغلب إنما يستعمل بمعنى العامة أعني المخالفين للإمامية،و قد شاع و ذاع استعماله في ذلك المعنى في الحديث و كلام القدماء،و ذلك أمر لا ينكره إلاّ قليل التتبع للأحاديث.

ففي كتاب الزكوة من الكليني و التهذيب و الاستبصار بسند معتبر:

عن عبد الرحمن بن الحجاج في حديث زكاة الإبل قال عبد الرحمن:هذا فرق بيننا و بين الناس (2).و في كتاب الطلاق من الكليني و غيره أحاديث كثيرة، أنه لايقيم الناس على الطلاق إلا السيف(3) و في أحاديث الديات و غيرها كثير من ذلك. و في أول الروضة من الكافي بأسانيده عن أبي عبدالله عليه السلام في رسالته الى أصحابه قال: دعوا رفع ایدیکم في الصلوة إلا مرة واحدة حين تفتح الصلوة لان الناس قد شهروكم بذلك إلى أن قال: حاملوا الناس ولاتحملوهم على رقابكم تجمعوا مع ذلك طاعة ربكم و إیاکم و سب أعداء الله حيث يسمعونكم الحديث.(4) وفي حديث آخر منقول في الروضة و غيرها عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال لجماعة من أهل الكوفة إن الله هداكم لامر جهله الناس.

فأحببتمونا و أبغضنا الناس و اتبعتمونا و خالفنا الناس و صدقتمونا و كذبونا الناس

الحديث.(5) و الشواهد على ذلك كثيرة جدا.

[الوجه]الرابع عشر

أن بعض أحاديث النهي مطلق عام شامل للقائم و غيره،لأنه ورد بلفظ صاحب الأمر و هو صادق على كل واحد من الأئمة عليه السّلام و له مؤيدات خاصة يأتي بعضها إن شاء اللّه تتضمن النهي عن تسمية الأئمة عليه السّلام غير القائم و ذلك مخصوص بوقت الخوف و التقية قطعا بلا خلاف أصلا (6)، فكذلك في القائم فهذه قرينة على ذلك و يأتي له مزيد توضيح إن شاء اللّه.

[الوجه]الخامس عشر

أن جملة من أحاديث النهي تدل على أنه لا يرى شخصه و لا يسمى اسمه،و هو قرينة واضحة أيضا من جهة أخرى غير ما تقدم،و هو أن امتناع رؤيته ليس بكلي بل

ص: 84


1- البحار: 9/33/51
2- راجع تمامه، التهذيب: 4/ 31.
3- راجع تمامه، الكافي: 57/56/6
4- راجع تمامه، الكافي: 7/8
5- راجع تمامه، الكافي: 38/81/8
6- في هامش المخطوط:كما سمى الصادق صريحا ابنه موسى عليهم السّلام خوفا من المنصور و أتباعه.

رؤيته أمر ممكن في غير وقت المفسدة و الخوف، فكذلك التسمية و قد أورد ابن بابويه و الكليني و غيرهما من علمائنا في باب ذكر من شاهد القائم عليه السّلام ورآه و كلّمه أحاديث كثيرة في ذلك تقدم بعضها، و هو دال على الرؤية و التسمية كما تقدم حتى ذكروا أنه رأى القائم عليه السّلام جماعة لا يحصى عددهم،فإن خصصتم الرؤية المنفية بزمان الغيبة الكبرى ففيه:

أولا:أنه لا قائل بتخصيص المنع بذلك الزمان.

و ثانيا:أن الرؤية في الغيبة الكبرى قد وقعت كثيرا كما قد نقله صاحب كشف الغمة و قد جوّز المفيد و المرتضى و الطبرسي ذلك مع معرفة القائم عليه السّلام و عدم المفسدة.

و قد روى الشيخ الجليل رئيس المحدثين في كتاب«من لا يحضره الفقيه»في باب نوادر الحج بإسناده الصحيح عن محمد بن عثمان العمري قال:

«و اللّه إن صاحب هذا الأمر ليحضر الموسم كل سنة يرى الناس و يعرفهم و يرونه و لا يعرفونه» (1).

و في معناه أحاديث كثيرة جدا تدل على إمكان الرؤية و وقوعها في زمن الغيبة الصغرى و الكبرى حيث لا خوف و لا تقية،فكذا في الشق الآخر،و إن وجهتم ذلك الطرف بتوجيهات بعيدة فلا تنكروا توجيه هذا الطرف بتوجيه قريب جدا عليه قرائن و أدلة لا تحصى.

[الوجه]السادس عشر

أن الحديث الأخير تضمن النهي عن السؤال عن الاسم و معلوم قطعا بلا خلاف أن ذلك مخصوص بوقت الخوف و التقية و لا يدّعي أحد أصلا تحريم السؤال عن الاسم في غير وقت الخوف.

أمّا في وقت التقية فلا يجوز،لأن السؤال عنه يدل على ولادته و يلزم منه زيادة تشديد العامة في طلبه و توجّه الضرر العظيم بسببه إلى شيعته و أقاربه.

[الوجه]السابع عشر

ما تضمنه حديث جابر من سؤال عمر لأمير المؤمنين عليه السّلام فإن التقية هناك لازمة لئلاّ يشيع الأمر و يوصي بعضهم بعضا،و يلزم من ذلك وصول الخبر باسمه إلى سلطان الوقت الموجود في حال وفاة العسكري عليه السّلام و يشتد الطلب و يقتل كل من وافق اسمه اسم المهدي عليه السّلام،كما صار مثله في زمان فرعون لمّا بلغه اسم موسى عليه السّلام كما مرّ و يمنعون من التسمية باسم القائم كما اتفق في زمن المتوكل،فإنه لشدة التقية غيّر جمع من الشيعة أسماء أولادهم مثل علي و حسن و حسين

ص: 85


1- من لا يحضره الفقيه:520/2،كمال الدين:8/440/2، [1]غيبة الطوسي:/363 329، [2]الاحتجاج:282/2، [3]بحار الأنوار:350/51. [4]

و امتنعوا من التسمية بمثل هذه الأسماء كما هو مروي في عيون الأخبار.فكون السائل عمر قرينة واضحة على ورود الجواب بالتقية دفعا للمفسدة كأمثاله.

[الوجه]الثامن عشر

ما تضمنه الحديث المذكور من الكلام الظاهري الاقناعي الذي خاطب به السائل في قوله:«إن حبيبي عهد إليّ أن لا أحدث باسمه حتى يبعثه اللّه».

و قد عرفت في الحديث التاسع من أحاديث الجواز أنه عليه السّلام خطب على المنبر و ذكر اسمه و ذكر أنه يعلن و لا يخفى بعد وفاة الثلاثة قطعا،لأنه لم يكن قبلها يقدر على صعود المنبر.

و الظاهر أنه كان بالكوفة و كان المجلس مخصوصا بالشيعة أو حضر معهم من لا يحصل بحضوره خوف و لا مفسدة،فعلم أنه أجاب بالتقية أو لا مجملا و في آخره ما يشعر باختصاص الرسول بمعرفة ذلك الاسم، و لا يخفى ما فيه فإن الأئمة و الشيعة كلهم يعلمونه،فعلم أنه أيضا كلام ورد للتقية و إرادة الإبهام على السائل و عدم إخباره لما قلناه من أنه أخبر الشيعة باسمه قبل أن يبعثه اللّه،فأخبر السائل بذلك دفعا لتلك المفسدة.

فهذه القرائن كلها مستفادة من أحاديث النهي وحدها،فهي وحدها كافية في الإشارة و الدلالة على بيان وجه الجمع بينها و بين أحاديث الجواز،فكيف إذا انضم إليها ما يأتي من الأحاديث الصريحة و غيرها، فقد ظهر أنه ليس هنا تناقض و لا تعارض أصلا.

[الوجه]التاسع عشر

ما رواه الكليني في باب النهي عن الاسم عن علي بن محمد،عن أبي عبد اللّه الصالحي قال:سألني أصحابنا بعد مضي أبي محمد عليه السّلام أن أسأل عن الاسم و المكان فورد:

«إن دللتهم على الاسم أذاعوه و إن دللتهم على المكان (1)دلوا عليه» (2).

أقول:فهذا دال كما ترى دلالة ظاهرة واضحة على أن سبب النهي عن التسمية و علة كتم الاسم،هو الخوف من الإذاعة و ملاحظة التقية و دفع المفسدة،و هو عين المدّعى.

[الوجه]العشرون

ما رواه الكليني أيضا في باب تسمية من رآه عليه السّلام:عن محمد بن يحيى و محمد بن عبد اللّه يعني الحميري جميعا،عن عبد اللّه بن جعفر الحميري أنه سأل العمري فقال:

أنت رأيت الخلف من بعد أبي محمد عليه السّلام؟فقال:إي و اللّه.قال:

فالاسم؟قال:محرّم عليكم أن تسألوا عن ذلك،و لا أقول هذا من عندي فليس لي أن أحلل و لا أحرّم،و لكن عنه عليه السّلام،فإن الأمر عند السلطان أن أبا محمد عليه السّلام مضى و لم يخلف ولدا و قسم ميراثه و أخذه من لا حق له فيه،و هو ذا عياله يجولون ليس أحد يجسر أن يتعرف إليهم أو ينيلهم شيئا،و إذا وقع الاسم وقع الطلب فاتقوا اللّه و أمسكوا عن ذلك.

قال الكليني:و حدثني شيخ من أصحابنا ذهب عنّي اسمه:أن أبا عمرو سئل عند أحمد بن إسحق عن هذا

ص: 86


1- في الكافي:و إن عرفوا المكان.
2- الكافي:2/333/1،في المطبوعة «خرج الجواب» بدل «ورد، و «إن عرفوا» بدل «إن دللتهم». [1]بحار الأنوار:8/33/51. [2]

فأجاب بمثل هذا.(1)

أقول:هذا صحيح السند معتمد جدا صريح الدلالة على المطلوب، و قول العمري حجة في هذا و غيره بنص المهدي عليه السّلام عليه،و ظهور الإعجاز على يده و هو يزيل كل شبهة،خصوصا قوله:و إذا وقع الاسم...

الخ.و يأتي فيه كلام مع السيد رحمه اللّه.

[الوجه]الحادي و العشرون

ما رواه الصدوق في كتاب كمال الدين في باب ذكر من شاهد القائم عليه السّلام:عن أبيه و محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد،عن عبد اللّه بن جعفر الحميري أنه سأل العمري فقال:

هل رأيت صاحبي؟فقال:نعم و اللّه.قال:فالاسم؟قال:إيّاك أن تبحث عن هذا،فإن عند القوم أن هذا النسل قد انقطع (2).

أقول:هذا أيضا صحيح معتمد جدا صريح فيما قلناه من أن معرفة الاسم و شهرته كان يقتضي شدّة الطلب و حصول المفسدة الكلية،و معلوم أنه بعد الأمن منها تبقى مفاسد جزئية خاصة ببعض الحالات كما يحكم به الاعتبار الصحيح فافهم.

[الوجه]الثاني و العشرون

ما تقدم في الحديث الثاني عشر المتضمن للتسمية الصريحة في موضعين منه نقلا عن مولانا المهدي عليه السّلام أنه قال:«ليكن هذا المجلس عندك مكتوما إلاّ عن أهل التصديق و الأخوّة الصادقة في الدين».

[الوجه]الثالث و العشرون

ما تقدم في الحديث الثامن عشر من قوله في آخره:«فصنه إلاّ عن أهله».

[الوجه]الرابع و العشرون

ما روي في بعض أحاديث التلقين من اشتراطه بعدم وجود التقية، و لم أستوفها كلها و قد تقدم في كلام الشيخ و هو متن حديث الحقيّة(3) بالحديث السادس و الأربعين.

[الوجه]الخامس و العشرون

ما روي في أحاديث التلقين الأخير،من أنه ينبغي أن يكون بعد انصراف الناس و هو قرينة قوية كما تقدم بيانه.

[الوجه]السادس و العشرون

ما تقدم في الحديث التاسع و الستين من قوله عليه السّلام:«أتخلون و تتحدثون و تقولون ما شئتم؟»فإن المراد:خلوة الشيعة و انفرادهم عن العامة و ذلك ظاهر.

[الوجه]السابع و العشرون

ما تقدم في الحديث الثالث و الثمانين من قوله عليه السّلام:«يا جابر هذا من مكنون علم اللّه و مخزون سرّ اللّه فاكتمه إلاّ عن أهله».

ص: 87


1- راجع تمامه، الكافي: 1/329/1 .
2- كمال الدين:2/ 14/441، [1]بحار الأنوار:7/33/51. [2]
3- يحتمل أن يكون الصحيح والحقته.

[الوجه]الثامن و العشرون

ما تضمنه الحديث التسعون من قول أبي عبد اللّه عليه السّلام:«ليس من احتمال أمرنا التصديق له و القبول فقط من احتمال أمرنا ستره و صيانته عن غير أهله».

[الوجه]التاسع و العشرون

ما تضمنه الحديث الخامس و التسعون من قوله عليه السّلام:«لا تحدّثوا بالحكمة الجهال فتظلموها و لا تمنعوها أهلها فتظلموهم».

[الوجه]الثلاثون

ما روي في أحاديث كثيرة تتضمن أن ما أمر بكتمانه من العلم و الحق،إنما أمر بكتمه عن غير أهله من وجود المفسدة،و هو كثير و لم أستوفه كله و هو متفرق في أماكنه.

[الوجه]الحادي و الثلاثون

ما تقدم في الثامن و التسعين من قوله عليه السّلام:«و لو شئت أن أسمي مكانه لسميته و لكني أخاف عليكم أن أسمّيه لكم فتسموه فينسب إلى غير ما هو له».

و لا يخفى أنه لا يدل على التحريم الواقعي كما مرّ،و هو صريح في اختصاصه بمجالس الخوف و المفسدة،و لا يتناول صورة عدم الخوف فيها على أنها الآن ضعيفة جدا لقوة أمر الإسلام،فلا يتصور أن ينسب إلى النبوة كما كان يخاف ذلك الوقت مع أن مطلق ذكره مظنة لتلك المفسدة،

و كذلك قوله:سمي رسول اللّه،و لا خلاف في جوازهما و إنما أراد دفع اعتراض اليهود و النصارى كما عرفت،و هو موافق لما قلناه من اشتراط الجواز بعدم الخوف و انتفاء المفسدة.

[الوجه]الثاني و الثلاثون

ما يأتي من الوجوه الدالة على فساد جميع التأويلات المحتملة غير الوجه الأول الذي اخترناه فتعين ما قلناه.

فهذه جملة من القرائن و الأدلة الدالة على صحة هذا التأويل و وجوب المصير إليه.

فبالجملة فالأمر ظاهر واضح جدا و إذا أضفت هذه الوجوه إلى الوجوه الآتية في رد ما اختاره السيد،صارت نيفا و ستين و كلها مؤيدة لما قلنا و ناهيك بذلك.

ص: 88

الفصل التاسع: في ذكر النظائر لما نحن بصدره

اشارة

[في الدلائل المستفادة من الأشباه

و النظائر على جواز التصريح بالتسمية]

في ذكر بعض النظائر و الأشباه لما نحن بصدده،هو يقرب ممّا نقلناه فإن الشيء إذا كان له نظير أو نظائر كان موجبا لترك استبعاد حكمه و لقرب حصوله و وصوله إلى الفهم و هو مؤيد عظيم للحكم،و قد شاع هذا المسلك في باب الخطابة و الكتابة و عندهم أن الشيء إنما يعرف بنظائره و يقاس بأمثاله و ما لا نظير له عندهم لا يكادون يقبلونه و ليس هذا عملا بالقياس،فإنه باطل عندنا بل هو مؤيد للنصوص المروية و الأدلة الشرعية، و هذه النظائر كلها يمكن إيرادها في مقام المعارضة للمستدل بأحاديث النهي مع احتمالها للتقية.

و لنذكر من ذلك أمورا اثني عشر:

[الأمر]الأول:

و هو من أقرب النظائر هنا ما ورد من الأحاديث الكثيرة في النهي عن الإخبار بولادة القائم عليه السّلام و الأمر بكتمانها،فإنّا لو جمعناها لزادت على أحاديث النهي عن التسمية قطعا،و لا تكاد تجد لها معارضا صريحا في الأمر بإظهارها،مع أنه لا خلاف و لا إشكال عند أحد في أن إظهارها في غير وقت التقية جائز،و إن تلك المناهي وردت بسبب الخوف و التقية و دفع المفسدة،كما وردت في الأمر الذي نحن بصدده.

[الأمر]الثاني:

الأحاديث الكثيرة الدالة على النهي عن السؤال عن الاسم و على تحريم نفس السؤال،وليت شعري أين المعارض لها الدال على جواز السؤال في غير وقت الخوف و ترتب المفسدة؟و أين القائل بتحريم السؤال عن الاسم؟هل تجد أحدا ذهب إلى ذلك؟و هو

ص: 89

أيضا نظير مرتب جدا.

[الأمر]الثالث:

ورود النهي عن تسمية مولانا الكاظم عليه السّلام و إذاعة أمره و الأمر بكتمه في عدة أحاديث،لو أردنا جمعها لكانت لا تقصر عن أحاديث النهي عن تسمية القائم عليه السّلام،و لذلك كانت الشيعة لا يصرّحون باسمه و لا كنيته،بل يكنّون عنه بكنايات كالعبد الصالح و الرجل و الفقيه و العالم و الشيخ و غير ذلك،و لمّا زال الخوف زال الحكم.

و الأحاديث المشتملة على ذلك كثيرة جدا في مقام النهي و مقام الكناية،و الذي يحضرني الآن و يخطر بخاطري منه:ما رواه محمد بن يعقوب الكليني في باب ما يفصل به بين دعوى المحق و المبطل في دعوى الإمامة:

عن محمد بن يحيى،عن أحمد بن محمد بن عيسى،عن أبي يحيى الواسطي، عن هشام بن سالم قال:

كنّا بالمدينة عند (1)وفاة أبي عبد اللّه عليه السّلام ثم ذكر أنه دخل على عبد اللّه بن جعفر و سأله فلم يجد عنده شيئا،ثم خرج هو و جماعة باكين حيارى(2) قال:فرأيت شيخا يومي إليّ بيده فخفت أن يكون عينا من عيون أبي جعفر المنصور،و ذلك أنه كان له بالمدينة جواسيس ينظرون إلى من اتفقت شيعة جعفر عليه فيضربون عنقه،ثم ذكر أنه دخل على الكاظم عليه السّلام و رأى منه برهانا واضحا و إعجازا دالا على الإمامة فقال له:أنت هو،يعني الإمام؟قال:

«ما أقول ذلك».قال:عليك إمام؟قال عليه السّلام:«لا».قال:

أسألك عمّا كنت أسأل عنه أباك.قال:«نعم سل تخبر و لا تذع فإن أذعت فهو الذبح».

قال:فسألته فإذا هو بحر لا ينزف فقلت:شيعتك و شيعة أبيك ضلاّل أفأدعوهم إليك فقد أخذت عليّ الكتمان؟قال:«من آنست منه رشدا فالق إليه و خذ عليه الكتمان،فإن أذاعوا فهو الذبح»،و أشار بيده إلى حلقه (3).الحديث.

و في معناه أحاديث أخر،فهل يجب الآن ذلك الكتمان مطلقا؟و هل تحرم تلك الإذاعة مطلقا؟و هل يشك في أن سبب ذلك النهي الخوف فيزول بزواله؟كما أنه كذلك في تسمية القائم عليه السّلام بمقتضى حكم النصوص السابقة؟

ص: 90


1- في المطبوعة بعد وفاق بدل «عند وفاة».
2- حیاری جمع حیران بمعنى المتحير في أمره لايدري كيف يهتدي فيه (لسان العرب: 222/4 ).
3- الكافي:7/351/1، [1]الخرائج و الجرائح:23/331/1،إعلام الورى:16/2، [2]كشف الغمة:13/3، [3]الإرشاد:221/2، [4]خاتمة المستدرك:109/4،بحار الأنوار:30/262/47. [5]

[الأمر]الرابع:

ما ورد من النهي عن تسمية مولانا الصادق عليه السّلام باسمه في عدة أحاديث أيضا لا حاجة لنا إلى جمعها،و يكفي واحد منها:روى الكليني في أواخر الروضة عن محمد بن يحيى،عن أحمد بن محمد بن عيسى،عن علي بن النعمان،عن القاسم شريك المفضل و كان رجل صدق قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول:

«خلق في المسجد يشهّرونا و يشهّرون أنفسهم أولئك ليسوا منّا و لا نحن منهم،أنطلق فأواري (1)و أستر فيهتكون ستري هتك اللّه ستورهم (2)يقولون:أما و اللّه ما أنا بإمام إلاّ لمن أطاعني،فأمّا من عصاني فلست له بإمام لم يتعلقون باسمي،ألا يكفّون (3)اسمي من أفواههم؟فو اللّه لا يجمعني اللّه و إياهم في دار» (4).

فهذا الحديث المشتمل على التهديد و الوعيد و النهي و المبالغة و التأكيد،مع أنه لا قائل بالتحريم مطلقا.

[الأمر]الخامس:

ما ورد من النهي عن تسمية مطلق الإمام،و هو الحديث الثالث من أحاديث النهي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«صاحب هذا الأمر لا يسميه باسمه إلاّ كافر»(5).

و معلوم أن لفظ:(صاحب هذا الأمر)صادق على كل إمام خصوصا إذا أطلق في زمن الصادق عليه السّلام.

و الحديثان السابقان(6) قرينة دالة على صحة إرادة العموم،مع أن النصوص موجودة في كل واحد منهم عليهم السّلام متفرقة في أماكنها،فهل يعتري أحدا شك في أن ذلك للخوف و التقية فيزول بزواله و هو ظاهر.

و ممّا ورد من إطلاق صاحب هذا الأمر فيه على غير القائم عليه السّلام:

ما رواه الصدوق في عيون الأخبار في باب دلائل الرضا عليه السّلام:عن العباس النجاشي قال:قلت للرضا عليه السّلام:أنت صاحب هذا الأمر؟قال:

«إي و اللّه» (7).

ص: 91


1- في بعض النسخ «فاداری » بدل «فراری».
2- في بعض النسخ «سرهم» بدل «ستورهم».
3- في بعض النسخ «ألا يلقون» بدل «ألا يكفون
4- راجع الکافی: 562/374/8 .
5- راجع الكافي: 1/ 333/ 4
6- المراد منهما الحديثان السابقان اللذان أو ردهما السيد ره في رسالته المساة بشرعة التسمية ص 25 و 45 و صاحب هذه الرسالة الشيخ الحرره سابقا فراجع.
7- عيون أخبار الرضا:/10/35/2 [1]الإمامة و التبصرة:67/77،بحار الأنوار: 106/49. [2]

[الأمر]السادس:

ما روي من الأحاديث الكثيرة في النهي عن سب أعداء الدين و لعنهم،(1)و لو أردنا جمعها لزادت على أحاديث النهي عن تسمية القائم عليه السّلام و في أكثر تلك الأحاديث مبالغة عظيمة و تهديد و وعيد،و هل يشك أحد في الجواز مع عدم الخوف و المفسدة مع أنك لا تكاد تجد لها معارضا صريحا،فكيف يشك في جواز التسمية مع ما رأيت من المعارضات الصريحة الكثيرة لأحاديث النهي؟

[الأمر]السابع:

ما روي من الأحاديث الموافقة للتقية في أكثر المسائل الشرعية و لا حاجة إلى الإشارة إلى أنواعها و أقسامها لكثرتها جدا و شهرتها،حتى لا يكاد يخلو من ذلك أمر من المهمات،و من أغرب تلك المواضع و أقربها مشابهة لما نحن فيه ما نقله الشيخ المفيد في رسالته التي ألّفها في المتعة حيث روى فيها ما مضمونه:

أن أبان بن تغلب تمتع بامرأة بمكة فلاعبته و خدعته حتى أدخلته صندوقا ثم قفلته عليه و دعت بحمّال فحمله إلى المسعى ثم دنت منه و قالت:

أتدري أين أنت؟قال:لا،قالت:أنت في المسعى بين الصفا و المروة، و نحن نريد أن نأمر مناديا ينادي عليك هذا فلان ابن فلان وجد في بيوت الفواحش يزني،فنفضحك و نسلّمك إلى القتل فبم تفدي نفسك.ففدى نفسه منها بمال كثير فوق طاقته.فأمرت حمالا أن يحمل ذلك الصندوق إلى بيتها بعد ما قبضت المال من وكيله ثم خلّت سبيله (2).

فبلغ الخبر إلى أبي عبد اللّه جعفر الصادق عليه السّلام فنهى عن المتعة في تلك المدة نهيّا بليغا لأجل ذلك،(3)حتى صرّح بتحريمها في عدة أحاديث معتبرة منها ما هو موجود في الكافي(4) و غيره و هي تزيد على

ص: 92


1- نورد واحدة منها، قال علي عليه السلام و قد سمع قوما من اصحابه يسبون أهل الشام بصقين: إني أكره لكم أن تكونوا سبابين. (نهج البلاغه خ 206).
2- رسالة المتعة للشيخ المفيد:42/15.
3- تمامه: قال جماعة من أصحابنا (رضي الله عنهم) العلة في نهی ابی عبدالله عليه السلام عنها في الحرمين إن أبان بن تغلب كان حد رجال ابی عبدالله عليه السلام و الروساء منهم، فتزوج إمرئة بمكة و كان كثير المال فخدعته المرئة حتى أدخلته صندوقأ لهم ثم بعثت إلى الحمالين فحملوه إلى باب القفا ثم قالت: يا أبان هذا باب القفا و آنا نريد أن ننادي عليك، هذا أبان بن تغلب يريد أن يفجر بأمرأة فافتدي نفسه بعشرة الآف درهم فبلغ ذلك أباعبدالله عليه السلام فقال لهم: لا تأتوهن في منازلهن و هبوها لي في الحرمین (راجع البحار: 54/311/103 و مستدرک الوسائل: 456/14 ).
4- منها ماروی علی بن محمد عن صالح بن أبي حماد، عن ابن سنان، عن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول في المتعة: دعوها أما يستحيي احدكم أن يرى في موضع العورة فيحمل ذلك على صالحی اخوانه و اصحابه. (الكافي: 4/453/5 .)

أحاديث النهي عن التسمية و كثير منها عام مطلق ظاهره:أنه يجب العمل به إلى يوم القيامة،مع أن إباحة المتعة أمر ثابت بالكتاب و السنّة و الإجماع،بل هو من ضروريات المذهب،و إنما وجه النهي عنها دفع تلك المفسدة الجزئية التي لا يترتب عليها ما يترتب على التسمية في بعض الأوقات.

[الأمر]الثامن:

و هو نظير قريب ما رواه الصدوق في كتاب كمال الدين بإسناده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:

«إن لصاحب هذا الأمر غيبة لا بدّ منها يرتاب فيها كل مبطل».قلت:و لم؟قال:«لأمر لم يؤذن لنا في كشفه إلاّ بعد ظهوره» (1).الحديث.

و في معناه غيره أيضا،فهذا ظاهره أنهم لم يؤذن لهم في ذكر علة الغيبة إلاّ بعد ظهور القائم عليه السّلام.

و قد روي في بيان تلك العلة أحاديث كثيرة أفرد لها الصدوق بابا (2)أورد فيه بعض تلك الأحاديث،و لكن هذا الكلام ورد مطابقا لمقتضى ذلك المقام كما هو شأن البلاغة و مقتضى الحكمة،فكذا حديث سؤال عمر و باقي أحاديث النهي.(3)

[الأمر]التاسع:

ما روي في عدة أحاديث من النهي عن قول:

(رمضان)بغير شهر،و تلك الأحاديث لا تقصر عن أحاديث التسمية، و قد أفرد لها الكليني بابا في كتابه (4)كما فعل هناك،و قد روى هذا المعنى ابن بابويه في كتاب من لا يحضره الفقيه،(5)و ناهيك بذلك ثم إنّا رأيناهما قد صرّحا بلفظ:(رمضان)بغير شهر في عنوان الأبواب و في أحاديث متعددة في الصوم و في الأدعية و غير ذلك.

و يفهم من بعض تلك الأحاديث أن وجه النهي:أن رمضان اسم من أسماء اللّه فإذا قيل:جاء رمضان أو ذهب رمضان،ربّما يفهم منه ذلك المعنى فيلزم تجويز ذلك على اللّه و هو مستلزم لحدوث القديم،فعلم أنه يجوز إذا قصد المعنى الصحيح لوجود التصريح بذلك،كما قلنا و لوجود إطلاق لفظ:(رمضان)بغير شهر في الأحاديث المشار إليها مع اتفاق النسخ الصحيحة،فعلم أن وجه النهي دفع هذه المفسدة التي هي إيهام خلاف المقصود.

و معلوم أنه لا نسبة لها إلى المفسدة المذكورة سابقا فورود ذلك النهي ليس بعجب.

ص: 93


1- كمال الدين:11/481، [1]الأنوار البهية:372، [2]بحار الأنوار:4/91/52. [3]
2- باب علة الغيبة، في كمال الدين.
3- راجع كمال الدين ص 648 و ذكر سابقا أن السيد المرحوم میرداماد استدل ببغض هذه الأحاديث في تحريم تسمية صاحب الزمان علیه السلام فراجع.
4- الكليني في الكافي:69/4 في باب في النهي عن قول رمضان بلا شهر.
5- من لا يحضره الفنية: 4/ 112 تحت رقم 479 و 480 - الوسائل: 10 أبواب احکام شهر رمضان تحت رقم 13504 و معانی الاخبار: 2/ 315.

[الأمر]العاشر:

ما رواه الكليني عن يونس بن يعقوب،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام أنه كتب إليه بعض أصحابه يسأله أن يدعو اللّه له أن يجعله ممّن ينتصر به لدينه.فأجابه و كتب في أسفل كتابه:«رحمك اللّه إن اللّه ينتصر لدينه بشرار خلقه» (1).

فانظر إلى عدم فعله لذلك،و أشار به إلى النهي عن إطلاق هذا الكلام،لما فيه من إيهام خلاف المطلوب مع ورود ذلك اللفظ بعينه.

و الأمر به في حديث صحيح:عن محمد بن مسلم،عن أبي جعفر عليه السّلام قال:

«قل اللهم أوسع عليّ في رزقي و امدد لي في عمري [و اغفر لي ذنبي] (2)و اجعلني ممّن تنتصر به لدينك و لا تستبدل بي غيري» (3).

و نحوه ما رواه الكاهلي قال:كتبت إلى أبي الحسن عليه السّلام في دعاء:

الحمد لله منتهى علمه.فكتب:

«لا تقول:منتهى علمه،فليس لعلمه منتهى،و لكن قل:

منتهى رضاه» (4).

[الأمر]الحادي عشر:

ما رواه الكليني بسنده عن الحسن بن محبوب،عمّن ذكره،عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:قال رجل عنده اللّه أكبر.فقال:

«اللّه أكبر من أي شيء؟».فقال:من كل شيء.فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام:«حددته (5)».فقال الرجل:كيف أقول؟قال:«قل:اللّه أكبر من أن يوصف» (6).و في معناه أحاديث أخر.

و قد روى ابن بابويه و غيره أحاديث في تفسير اللّه أكبر بأنه:أكبر من كل شيء،(7)فعلم أن الأمر بذلك و النهي عن الأمر الأول إنما هو احتراز عن إيهام خلاف المقصود.

و ما رواه في آخر نهج البلاغة عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنه قال:

«لا يقولن أحدكم:اللهم إني أعوذ بك من الفتنة،فإنه(8) ليس من أحد إلاّ و هو يشتمل على فتنة،و لكن من استعاذ فليستعذ من مضلاّت الفتن(9)،فإن (10)اللّه يقول:

وَ اعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَ أَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ (11)

و معلوم أنه قد روي في عدة أخبار عنهم عليه السّلام الاستعاذة من الفتنة مع قصد معنى صحيح أو مع قيد يدل على ذلك.

[الأمر]الثاني عشر:

ما رواه الكليني بإسناده الصحيح عن ابن أبي نصر قال:قلت للرضا عليه السّلام:ادع اللّه أن يرزقني الحلال.فقال:

«أتدري ما الحلال؟»،قلت:الذي عندنا أطيب

ص: 94


1- لم نجده في المصدر المذكور و لا في سواه.
2- زيادة عن الكافي. [1]
3- الكافي: 10/553/2 . و فيه , «و اجعل لي» بدل «و اجعلني»
4- الكافي:3/107/1، [4]الفصول المهمة:202/277/1، [5]بحار الأنوار:/57 3/319. [6]
5- حددته:بالتشديد من التحديد أي جعلت له حدا محدودا و ذلك لأنه جعله في مقابلة الأشياء و وضعه في حد و الأشياء في حد آخر و وزان بينهما مع أنه محيط بكل شيء لا يخرج عن معيته و قيوميته شيء كما أشار إليه بقوله عليه السّلام في الحديث الآتي:و كان ثم شيء يعنى مع ملاحظة ذاته الواسعة و أحاطته بكل شيء و معيته للكل لم يبق شيء تنسبه إليه بالأكبرية بل كل شيء هالك عند وجهه الكريم و كل وجود مضمحل في مرتبة ذاته و وجوده القديم.
6- الكافی: 8/1 و 117/9 و 118 باب معاني الاسماء
7- راجع التوحيد للصدوق ره باب معنی الله اکبر: 1/312 و 2.
8- في المطبوعة «لانه» بدل «فائه».
9- نهج البلاغة، كلمات القصار رقم 93
10- في المطبوعة «واعملو» بعد «فان الله يقول».
11- سورة الأنفال:28)« [4]نهج البلاغة:93/20/4،وسائل الشيعة:137/7 رقم:8940. [5]

المكسب (1).فقال:«كان علي بن الحسين-ج يقول:

الحلال قوت المصطفين».ثم قال:«قل:اللهم إني أسألك من رزقك الواسع» (2).

و في معناه أحاديث أخر صحيحة تدل على النهي،و أن الحلال قوت النبيين مع أنه قد ورد الدعاء بطلب الحلال و الأمر بطلبه في أحاديث كثيرة،لكن مع قصد المعنى الصحيح أعني الحلال الظاهري لا الواقعي الخالص الذي لم يخالطه شك و لا شبهة.

و أعجب من ذلك ما روي عنهم عليه السّلام أنهم سألوا عن القرآن أهو خالق أم مخلوق؟فقالوا:«ليس بخالق و لا مخلوق،و لكنه كلام اللّه محدث» (3).

فلم يطلقوا لفظ المخلوق على القرآن مع أنه مرادف للمحدث في المعنى،و لكن له معنى آخر لا تصح إرادته و ذلك أن المخلوق ورد بمعنى المكذوب كقوله تعالى نقلا عن الكفار: ما سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هذا إِلاَّ اخْتِلاقٌ (4)فالعجب ممّن يعلم أنهم عليه السّلام ينهون عن إطلاق لفظ يوهم خلاف المقصود و يحترزون عن ذلك ثم يستبعد.

و ورود النهي عن التسمية دفعا لتلك المفسدة العظيمة من قتل أكثر السادات و الشيعة و إذهاب المذهب بالكلية و اللّه أعلم.

ص: 95


1- في الكافي: [1]الذي عندنا فالكسب الطيب.
2- راجع الكافي: 9/553/2
3- كتاب التوحيد للصدوق ره باب «القرآن ما هو؟»: 223 و 229.
4- سورة ص:7. [9]

ص: 96

الفصل العاشر: في رد باقي التأويلات المحتملة لاحاديث النهي

اشارة

[بيان بطلان التأويلات الدالة على النهي]

في رد باقي التأويلات المحتملة لأحاديث النهي غير

[الوجه] (الأول)

الذي دلت الأدلة على صحته و تلك الأدلة كلها دالة على ضعف غيره،لكنّا نشير إلى ما يؤيدها فنقول:

أمّا الوجه الثاني:

فقريب من الأول الذي اخترناه و لا فرق بينهما في حكم هذا الزمان و نحوه،و أمّا في زمن أوائل الغيبة فلا نسلّم عموم المنع،لأن بعض الأخبار السابقة قد وردت في وقوع التسمية منه عليه السّلام و من خواص شيعته يومئذ.

و تحقيق ذلك لا فائدة فيه لنا أصلا،لكن أدلة التسمية تقتضي ما قلناه،و الوجه المذكور ضعيف و القرائن عليه لا تخلو من معارضات صريحة و النزاع بين القولين سهل،و يظهر من صاحب كشف الغمة اختيار هذا الوجه كما يأتي إن شاء اللّه.

و أمّا [الوجه] الثالث:

فضعيف جدا لذكر الاسم على المنبر و وروده في رواية أخرى،و تناول أحاديث الأمر و النهي للإسمين معا على السواء،و ضعف سند ذلك الحديث عند الأصوليين،و انفراده بهذا الحكم،و احتمال كون الاختفاء بالنسبة إلى شهرة الاسم الآخر،و قوة هذا الاحتمال جدا و غير ذلك،فهذه وجوه سبعة تدل على ضعف ذلك الوجه.

و أمّا [الوجه] الرابع:

فلا يخلو من بعد و إن كان الحكم في نفسه صحيحا و لا

ينافي ما اخترناه بوجه،لكن بعض أحاديث النهي تأباه كل الإباء.

و أمّا [الوجه] الخامس:

فضعيف جدا،بل لا وجه له أصلا لوجوه:

الأول:أن أحاديث النهي كلها وردت في زمان الظهور إلاّ نادرا.

الثاني:أن دلالتها على الوقتين سواء،و كذا دلالة أحاديث الجواز.

الثالث:وجود محمل أقرب منه و عدم الضرورة إليه مع ما فيه من البعد و التكلّف.

الرابع:وجود القرائن الكثيرة

ص: 97

على الوجه الأول و عدم وجود قرينة تدل على هذا،و على تقدير وجود شيء فمتى يقاوم جميع ما مرّ.

الخامس:يعلم بالتتبع أنه لا قائل به أصلا،بل هو خلاف قول الجميع فلا يجوز المصير إليه.

السادس:أن عدّة من أحاديث الجواز وردت في زمان الغيبة كما مرّ.

و أمّا الوجه السادس:فباطل أيضا لا وجه له لأمور:

الأول:أن بعض أحاديث النهي شامل لأمير المؤمنين عليه السّلام أو خاص به.

الثاني:إنه لا قائل بهذا الوجه أصلا على ما يظهر،و إنما أوردناه احتمالا و احتياطا كأمثاله،فكيف يجوز إحداث قول لم يقل به أحد؟

الثالث:أنك قد عرفت سابقا في أحاديث متعددة أن خواص الشيعة قد صرحوا باسمه عليه السّلام في حضور بعض أهل العصمة فلم ينكروا عليهم.

الرابع:أنه يلزم منها أن تكون أحاديث الأمر كلها متوجهة إلى الأئمة لا إلى الشيعة مع أنه من المعلوم الذي لا شك فيه أن الأمر بالعكس،و كيف يتصور أن يكون الأئمة عليه السّلام قد أمروا بذلك أنفسهم خاصة،مع أنهم خاطبوا الشيعة بتلك الأوامر و أمروهم بتلاوة تلك الأدعية في كل وقت و تلقين موتاهم في كل عصر.

الخامس:إن معرفة الإمام واجبة على الشيعة قطعا و المعرفة الإجمالية غير كافية فوجبت التسمية عليهم.

و أمّا الوجه السابع:

و هو الذي اختاره السيد من تخصيص النهي بالمجامع و الأمر بغيرها كالخلوة و نحوها،مع أنه لم يصرح بالجواز في صورة من الصور،لكن أول كلامه يقتضي ذلك،فقولنا و قول السيد واحد في جواز التسمية في الخلوة و عند حضور من لا يصدق عليه المجمع كواحد من غير تقية،و في المنع عند حضور التقية و الخوف سواء كانا اثنين أو جماعة، و إنما الخلاف في صورة حضور جماعة ثلاثة فصاعدا من غير خوف و لا تقية.

فالسيد يحمل أحاديث النهي على الصورتين الأخيرتين،و نحن نحملها على الأولى منهما خاصة،و الجمع بذلك الوجه الذي اختاره فاسد من وجوه إن نوقش في بعضها فالباقي كاف و المجموع كاف شاف:

الأول:أنه لا دليل عليه و لا قرينة غير حديثين ضعيفين أو حديث واحد ضعيف،و ذلك لاحتمال اتحاد التوقيع و روايته بالمعنى، فكيف يجوز أن ترد جميع أدلة الجواز و تخص سائر أحاديث النهي بما هذا شأنه،و إذا قبلنا ذلك من السيد و جوزّنا تخصيص جميع أحاديث النهي بذلك الحديث الضعيف أو الحديثين،فكيف لا يجوز لنا تخصيص المجامع و المحافل بما اشتمل على التقية مع وجود جميع الأدلة السابقة و النصوص على الجواز و القرائن الكثيرة جدا و التصريحات السابقة و الآتية و أكثر الأدلة الشرعية و تلك الأحاديث تزيد على مائة حديث و تلك القرائن تزيد على السبعين عند التحقيق،و ما لم نذكره أكثر ممّا ذكرناه أن هذا

ص: 98

لعجيب غريب.

الثاني:أنه ليس بصريح الدلالة بل هو محتمل للحمل على ما قلناه احتمالا قريبا و إذا قام الاحتمال بطل الاستدلال خصوصا على التحريم فإنه لا مساهلة فيه.

الثالث:أنه غير مطلق بل هو مقيد بكون المجمع من الناس أي العامة فهو دال على ما ذهبنا إليه من وجهين كما تقدم.

الرابع:أن النهي هناك لم يقع بصورة الحصر ليفيد التخصيص كما لا يخفى و دلالة المفهوم ضعيفة فلا تقاوم التصريح فيما مرّ من الوجوه الكثيرة.

الخامس:ما أورده السيد من قوله:إن الفرد لا يعارض الطبيعة إلى آخر كلامه و يأتي إن شاء اللّه مضافا إلى وجود المعارضات الخاصة الراجحة الصريحة في تناول هذه الصور كما مضى و يأتي.

السادس:أنه يحتمل كون النهي شاملا لجميع الصور و اللعن مخصوصا بهذه الصورة فليس كل منهي عنه يوجب اللعن،بل لا تصريح فيه بأكثر من اللعن فما الدليل على نفي هذا الاحتمال و كيف يتم معه و مع الاحتمالات الأخر وجه الجمع و الاستدلال عليه.

السابع:أن حديث عبد العظيم الحسني و هو الثاني(1) من أحاديث النهي يفهم منه أنه كان في خلوة و لم يذكر أن أحدا كان حاضرا،فهو مناف خاص لحديث المجمع،و أمّا على قولنا:فلا إشكال،لأنه يكون خاف من وصول الخبر إلى بعض العامة و إلى السلطان،فإن حمل السيد هذا على التقية،فهو مخالف لكلامه فيما يأتي و مناف لاستدلالاته.

و مثله غيره من أحاديث النهي على أنه إن جوّز ذلك مع تحديد المنع بالخروج و الظهور،فما المانع من حمل غيره من أحاديث النهي على التقية؟

فإنه لا يتخيل مانع إلاّ تلك الغاية و قد عرفت أنها قرينة للحمل على التقية،فلا مانع أصلا.

الثامن:الأحاديث الكثيرة الدالة على جواز رواية الحديث بل الأمر بها و وجوبها لقولهم عليه السّلام:«اكتب و بثّ علمك في إخوانك» (2).

و قولهم عليه السّلام عند قول السائل:يجيئني القوم فيسمعون مني حديثكم فأضجر و لا أقوى.فقالوا:«اقرأ عليهم من أوله حديثا و من آخره حديثا و من وسطه حديثا» (3).

و قولهم عليه السّلام:«الراوية لحديثنا يشدده في قلوب شيعتنا أو يبثّه في الناس أفضل عند اللّه من ألف عابد» (4).

و قوله عليه السّلام:«رحم اللّه خلفائي».فسئل عنهم فقال:«الذين يأتون من بعدي يروون حديثي و سنّتي و يعلمونها الناس بعدي» (5).

و الأحاديث في ذلك كثيرة جدا،فإذا ثبت ذلك فنقول:ليت شعري هل تجوز رواية أحاديثهم عليه السّلام الواردة بالتسمية أم تحرم؟

فإن كانت جائزة فالرواية غالبا لا تكون إلاّ في المجامع كما هو ظاهر،فإن كانت محرّمة فما وجه رواية جميع علماء الشيعة و محدّثيهم لها و إجماعهم

ص: 99


1- راجع شرعة التسمية: 45
2- الكافي:11/52/1، [1]كشف المحجة:35، [2]منية المريد:341، [3]وسائل الشيعة: 81/27 رقم:33263، [4]مستدرك الوسائل:292/17 رقم:21381، [5]بحار الأنوار:27/150/2. [6]
3- الكافي:5/52/1، [7]وسائل الشيعة:80/27 رقم:33257. [8]
4- الكافي:9/33/1، [9]منية المريد:112، [10]الفصول المهمة:642/466/1، [11]وسائل الشيعة:/77/27رقم:33246، [12]بصائر الدرجات:6/27 [13] بتفاوت يسير،بحار الأنوار:8/145/2 [14] عن البصائر،درر الأخبار:34/44 عن البصائر.
5- منية المريد:101، [15]من لا يحضره الفقيه:302/4 رواه مختصرا إلى قوله:.. و سنتي.و سكت،بحار الأنوار:83/25/2، [16]مستدرك سفينة البحار:153/3.

على نقلها حتى وصلت إلينا.

التاسع:أنك قد عرفت في تلك الأسانيد في أكثر الطبقات أنهم يقولون:حدثنا فلان قال:أخبرنا فلان،و في بعضها يقولون:حدثنا فلان و فلان اثنان أو ثلاثة أو أزيد،و كون النون (1)للمعظّم نفسه لا وجه له أصلا.

و القسم الثاني أيضا واضح،فعلم أنهم كانوا يروونها في المجامع و المحافل.

و اعلم أن هذا الوجه أمر كلي شامل لوجوه كثيرة جدا لا تكاد تحصى،و إنما ذكرتها مجملة اختصارا و فرارا من التطويل،و قد تركت بعض تلك المواضع من الأسانيد المنقولة فأوردت لفظة:(عن)في موضع قال:

حدثنا،أو قال:أخبرنا،اختصارا أيضا و ذلك جائز عند المحدثين،و فيما أوردناه كفاية إن شاء اللّه تعالى.

العاشر:أن التتبع و الاعتبار شاهدان بأن مجالس الأئمة و مجالس علماء الشيعة كانت مجامع و محافل،و أقله أن حضور اثنين منها مع صاحب المجلس أكثري و خلافه نادر،و قد نقلوا تلك الأحاديث الكثيرة بالتسمية.

الحادي عشر:ما تضمنه الحديث الثاني من أحاديث الجواز من قوله:و سمّاه محمدا و عرضه على أصحابه،فإن التسمية لا يتصور أن تكون في الخلوة و الوحدة أو حضور شخص واحد بحيث لا يصدق المجمع،بل لا بد فيها من الشهرة و التواتر و إلاّ لأنتفت فائدتها و لم يمكن العلم بها،و لو كان كذلك لما وصلت إلينا بطريق التواتر.

الثاني عشر:ما تضمنه الحديث المذكور من قوله:و عرضه على أصحابه يوم الثالث،و قال:«هذا صاحبكم من بعدي و خليفتي عليكم» (2).

فإن العرض عليهم حال كونهم مجتمعين بغير شك لاتحاد العبارة، وصيغة الجمع و ضميره و كون ذلك في يوم واحد و العرض من غير ذكر اسمه عبث،و النص عليه بالإمامة و الخلافة لا يكاد يتصور بغير تسميته، فإنه ولد صغير و يغيب عنهم قطعا و إذا كبر لا يعرفون شخصه،فلو لم يعرفوا اسمه لكان نصا على رجل مجهول الاسم و الشخص،و هو عبث محال من الحكيم،و لا يتخيل أن التسمية في مثله لضرورة النص،و التعيين مستثناة لانتقاضه بحديث العقيقة و هو الأول،و بأحاديث الدعاء و التلقين و الزيارة و الأوامر الكثيرة و غير ذلك ممّا هو كثير.

الثالث عشر:ما تضمنه الحديث الواقع من قوله عليه السّلام للجارية:

ستحملين ذكرا و اسمه محمد (3).

فإنه لو لم يكن أحد حاضرا أصلا لم ينقل إلينا،فلزم حضور الراوي و الجارية و الإمام،لأنه بصيغة الخطاب،و بعض أصحابنا صادق على واحد و على جماعة و على كل حال يصدق المجمع،فبطل التأويل

ص: 100


1- في هامش المخطوطة:(أي نون المتكلم مع الغير).
2- كمال الدين:8/431، [1]وسائل الشيعة:243/16 رقم:21468، [2]بحار الأنوار: 11/5/51. [3]
3- انظر تخريجه سبقا صفحة(18)هامش(6).

بذلك.

الرابع عشر:ما تضمنه الحديث الخامس من قول الشيخ الجليل محمد بن عثمان العمري:سئل أبو محمد عليه السّلام و أنا عنده.

فإن ذلك صريح في أنهم كانوا ثلاثة أو يزيدون فصاروا مجمعا قطعا.

الخامس عشر:ما تضمنه الحديث السابع من حضور جعفر بن محمد الصادق و زيد ابن علي و جابر بن عبد اللّه عند أبي جعفر الباقر عليه السّلام فقال الإمام عليه السّلام لجابر:«حدثنا بما رأيت من الصحيفة» (1).

فحدثهم بأمره و قرأها كلها و فيها تصريح باسم القائم و كنيته،و قد اعترف بذلك الصدوق كما يأتي إن شاء اللّه.

فقد حصلت التسمية بأمر المعصوم في المجامع و المحافل،مع أنه من المستبعد جدا أن لا يكون هناك جماعة أخر من الأقارب و السادات و العبيد و الخدام،سلّمنا لكن المذكورون أربعة يصدق المجمع بما دونهم.

السادس عشر:ما تضمنه الحديث التاسع من أن أمير المؤمنين عليه السّلام خطب على المنبر و ذكر أحوال القائم عليه السّلام و صرح بالإسمين الشريفين و بأن اسمه الأشهر لا يخفى بل يعلن و يظهر،فهل يمكن أن يحمل هذا على الخلوة أو حضور واحد بحيث لا يصدق المجمع؟

و ذلك محال عادي و لا يتصور عاقل صعود المنبر و الخطبة في هذا الأمر العظيم عند حضور واحد بل و لا عشرة،لأن أسماعهم من غير صعود المنبر سهل و كيف يحمل فعل المعصوم على العبث.

السابع عشر:ما تضمنه الحديث التاسع عشر من رواية جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر عليه السّلام ما يتضمن التسمية الصريحة،و حال جابر معلوم كما نقل في كتب الرجال،فإنه روي عن الباقر عليه السّلام كتابا فيه سبعون ألف حديث و قال له:«إن أخفيت حديثا واحدا منها فعليك لعنتي و لعنة آبائي».

و روى عنه كتابا آخر فيه سبعون ألف حديث و قال:«إن أظهرت حديثا واحدا منها فعليك لعنتي و لعنة آبائي».

فضاق صدره من كتمان تلك الأسرار حتى سأل الباقر عليه السّلام عن ذلك،فأمره أن يحتفر حفيرة في الجبانة و يحدث بتلك الأحاديث كلها بعد أن يدلي رأسه فيه ثم يطمّ الحفيرة،فإن ذلك يكتم عليه،ففعل فخفّ عنه ما كان يجد من ثقل الكتم،و لم يحدّث أحدا بشيء منها،فعلم أن التسمية ممّا أمر بإظهاره لا بإخفائه.

و قد روى جابر غير ذلك من الأحاديث السابقة،و الحديث الذي

رواه من أحاديث النهي،لا عموم له بل هو خاص بأمير المؤمنين عليه السّلام كما مضى و يأتي إن شاء اللّه.

الثامن عشر:ما تضمنه الحديث الثالث و العشرون من الدعاء الذي يقال بعد كل فريضة،و معلوم أن الفرائض تقع جماعة في الأغلب و في المسجد على الأكثر و في محال اجتماع الناس،و أن الدعاء جائز سرّا و جهرا،

ص: 101


1- انظر تخريجه في الحديث السابع من صفحة(5.

فهذا الاحتمال قرينة على عموم المقال لعدم تفصيل الأحوال.

التاسع عشر:ما تضمنه الحديث المذكور و بعض الأحاديث التي بعده المتضمنة للأدعية مع ما رواه الكليني و غيره من استحباب اجتماع أربعين نفرا في الدعاء،و إن لم يمكن فعشرة يدعون أربع مرات،و إن لم يمكن فأربعة يدعون عشر مرات،و أن ذلك سبب لإجابة الدعاء و تقريبه كما تقدم.

العشرون:ما تقدم في التاسع و العشرين من العبارات التي بعضها صريح في نقل أبرار الشيعة بل جميعهم لأحاديث التسمية،و أن الذي لم ينقل ذلك و لم يسمعه قليل.

الحادي و العشرون:ما تضمنه الخامس و الثلاثون من حضور العمري(1) و شخص آخر عند العسكري،و وقوع التسمية في حضور ثلاثة بل لا يبعد حضور جماعة أخر.

الثاني و العشرون:ما تضمنه السادس و الثلاثون من حضور القائم المهدي و الراوي و الصبيان و تسميتهم له و تقرير الإمام عليه السّلام و يحتمل حضور جماعة أخر،فعلم أنه كان يسمى و يشهر اسمه حتى إن الصبيان الذي يلعبون يعرفون اسمه و يسألون عنه فيجيبون بحضرته،و لا ينكر عليهم و لا على السائل السؤال و لا التصريح بالاسم في ذلك المجمع.

الثالث و العشرون:ما تضمنه السابع و الثلاثون من العموم الذي يكاد يكون صريحا في قوله:و على كل حال و متى حضرك من دهرك،فإنه

شامل للجمع و لجميع الصور لا يخرج منه إلاّ صورة التقية لقوله:و كيف أمكنك،فإنه مع الخوف و التقية لا يمكن عادة و لا شرعا،و دعوى عدم الإمكان في المجمع مصادرة،لأنها لم تثبت بخلاف التقية.

الرابع و العشرون:ما تقدم في الحديث الأربعين و أمثاله ممّا تضمن تلقين الميت عند وضعه في اللحد،و لا يخفى ما يحصل من الاجتماع و الكثرة و هو قبل انصراف الناس قطعا.

و قد روي في بعض أحاديث التلقين ما يقتضي الجهرية،و في الحديث المذكور مع صحته تصريح بالأمر بتسمية إمام الزمان على الخصوص.

الخامس و العشرون:ما تقدم من أحاديث التلقين وقت الاحتضار، و معلوم أنه محل اجتماع أقارب الميت و أهله و معارفه و حضورهم عنده، و لذلك سمي الاحتضار كما هو معلوم و هو أحد الوجوه التي ذكرها العلماء.

السادس و العشرون:ما روي من أحاديث التلقين عند انصراف الناس،فإنه إذا بقي اثنان مع الملقن يصدق انصراف الناس و يصدق المجمع على الباقين،و من القرائن على ذلك قول الشيخ فيما تقدم:إن لم

ص: 102


1- هو عثمان بن سعيد العمری

يكن في موضع تقية،و ليت شعري إذا حضر دفن الميت ألف رجل أو أقل أو أكثر ثم انصرفوا و بقي ولي الميت و بقي اثنان من الشيعة يقرآن القرآن أو يبنيان القبر أو لغير ذلك،فهل يكون التلقين مشروعا أو يترك الميت يعذّب بذلك العذاب الشديد،أو ينبغي طرد أحد الاثنين و ضربه لينصرف أو قتله،أو يكفي حينئذ المعرفة الإجمالية من غير تعيين و تبيين،و ما الدليل على هذه التفاصيل؟و كذا القول في التلقين عند الاحتضار.

السابع و العشرون:ما تضمنه الحديث السابع و الأربعون و أمثاله من وجوب معرفة الإمام و كفر من لا يعرفه،و تضمن ما بعده وجوب معرفته باسمه بطريق الأولوية كما مرّ،و معلوم أن التعلم و التعليم إنما يكون في مجلس الدرس و مجمع طلبة العلم غالبا،سلّمنا فإذا جاء اثنان إلى واحد فسألاه عن ذلك،فليت شعري هل يجب تعليمهما و هو مستلزم للتسمية في مجمع أم يحرم و ينبغي أن يموتا على ضلالهما و كفرهما؟أم يجب طرد أحدهما و إخراجه من المجلس؟فإن لم يخرج جاز قتله؟

و كيف يجوز من الأئمة عليه السّلام الإجمال و الإبهام علينا إلى هذه الغاية لو كان التحريم في المجامع.

ثانيا:و ما الدليل على جميع ذلك و هو يجوّز الاعتماد في مثله على حديث واحد ضعيف أو حديثين ضعيفين معارضين بأحاديث صريحة لا تحصى.

الثامن و العشرون:ما تضمنه الحديث الستون و ما بعده من الأمر بالتسمية عند وداع الأئمة عليه السّلام بعد الزيارة و التصريح بأسمائهم عليه السّلام في رواية الكفعمي و غيره و لا يخفى ما يحصل في المشاهد الشريفة من الاجتماع و الكثرة،و هو صريح في منافاة الجمع الذي اختاره السيد.

التاسع و العشرون:ما تضمنه الحديث الثاني و الستون و أمثاله من الأمر بالتسمية في الزيارة،و معلوم أن ذلك محل اجتماع الشيعة و متى تتيسر الزيارة في الخلوة أو حضور واحد؟

الثلاثون:ما تضمنه الحديث الرابع و الستون من التصريح بالتسمية في مجلس يشتمل على جماعة كثيرة من مشايخ الشيعة فلم ينكر أحد منهم ذلك.

الحادي و الثلاثون:ما تضمنه السادس و الستون من وجوب شيوع اسمه و اسم أبيه و ظهوره عند أهل المدينة.

الثاني و الثلاثون:ما تضمنه التاسع و الستون من قوله عليه السّلام:«أتخلون و تتحدثون و تقولون ما شئتم».

و قوله:«أما و اللّه لوددت أني معكم»الحديث،فإن ضمير الجمع و غيره من القرائن دال على صدق المجمع.

الثالث و الثلاثون:ما تضمنه الحديث السبعون من لفظ المجلس، و الذي بعده من ضمير الجمع و لفظ المجلس و القوم و غير ذلك.

الرابع و الثلاثون:ما تضمنه الثالث و

ص: 103

السبعون و غيره من وقوع التسمية في مجمع عظيم.

الخامس و الثلاثون:ما تضمنه السادس و السبعون من وقوع التسمية من رسول اللّه صلى اللّه عليه و اله و سلم في مجلس فيه رسول اللّه و عليّ و الحسن و الحسين عليه السّلام و لا يبعد حضور جماعة غيرهم أيضا و حضورهم كاف في ذلك.

السادس و الثلاثون:ما تضمنه السابع و السبعون و ما بعده و ما في معناهما من التسمية العامة التي تقع قبل خروج القائم عليه السّلام بحيث يسمعها كل قوم بلسانهم.

السابع و الثلاثون:ما تقدم من الأدلة الدالة على صحة الوجه الذي اخترناه فإنها دالة على فساد جميع ما عداه كما أشرنا إليه سابقا،فصارت الوجوه الدالة على صحة ما اخترناه و فساد ما اختاره السيد تقارب سبعين وجها كما مرّ.

فهذه جملة من الوجوه في ردّ هذا الجمع لا تبقى عند منصف شكا و لا شبهة،فأي وجه من وجوه الجمع بين الأحاديث المختلفة الموجودة في التهذيب و الاستبصار و غيرهما أقوى و أوضح و أكثر قرائن و شواهد و أدلة من هذا الوجه الذي اخترناه.

و انظر أيضا إلى كثرة الأشباه و النظائر لما ذكرناه التي قد أوردنا بعضها و أشرنا إلى الباقي و هي في الحقيقة لا تعد و لا تحصى.

و من العجب أن يكون أسماء اللّه و أسماء الأنبياء و المرسلين و الأوصياء و الأئمة و العلماء و الصلحاء كلها مباحة يجوز التلفظ بها و إيرادها على وجه التبرك و التوسل و نحوهما بل مطلقا،و قد ورد أن أسماء اللّه عزّ و جلّ ألف اسم و أن الأنبياء عليه السّلام عددهم مائة ألف و أربعة و عشرون ألفا،و أمّا الأوصياء و الأئمة فلا يحصى عددهم،و كل واحد من الأنبياء و الأوصياء و الأئمة له اسم بل أسماء متعددة لا بأس بذكر شيء منها،و كل ذلك من جملة النظائر و الأشباه لما قلناه،ثم يكون اسم حجة اللّه الذي انحصرت فيه الحجج و انتهت إليه الوصية و الإمامة (1)محرّما لا يجوز ذكره و لا التلفظ به من غير مانع،كما هو المفروض و لا مفسدة ظاهرة واضحة كما ذكرناه،ثم مع ذلك يصرح باسمه كل آبائه و شيعته و يأمروا بذكره و تسميته.

أليس قول السيد قولا بما لا نظير له كما ترى؟

و ذلك لا يجوز المصير إليه و العدول عمّا لا تحصى أدلته و لا تعد نظائره و أمثاله،و ليت شعري أي حجة من حجج اللّه كان ذكر اسمه محرما من غير خوف و تقية؟و أي محرّم من المحرمات يجوز فعله على أهله العصمة و يقع منهم و من خواصهم في مواضع لا تحصى و اللّه الهادي.

ص: 104


1- في هامش المخطوط:هو عليه السّلام و عجل اللّه فرجه خاتم الأوصياء كما أن جدّه و سميه و كنيّه خاتم الأنبياء صلى اللّه عليهم أجمعين.

الفصل الحادي عشر: في توجيه الأحاديث

اشارة

في توجيه أحاديث النهي بوجه تفصيلي

فقد تقدم تأويل إجمالي شامل للجميع،و نذكر الآن ما يخص كل واحد منها فنقول:

أمّا الحديث الأول:

أمّا الحديث الأول:(1)

و ما تضمنه من قول الخضر عليه السّلام و أشهد على رجل من ولد الحسن لا يسمّى و لا يكنّى حتى يظهر أمره فيملاها عدلا...

الخ فقد عرفت أنه خبر لا إنشاء و نفي لا نهي،و لا يصير دالا على المراد إلاّ بتأويل الخبر بالإنشاء و لا ضرورة إليه،فإن الأخبار بالنفي بناء على الغالب معنى صحيح،لأن الخوف و التقية غالبان في مدة الغيبة في أكثر الحالات و الأماكن.

و أمّا المجالس و البلاد التي يمكن فيها التسمية بالنسبة إلى غيرها قليلة جدا،فهو لا يسمّى و لا يكنّى غالبا لعدم الإمكان لا للتحريم الثابت بأصل الشرع،و نظيره أن يقال:العاشق لا ينام حتى يرى معشوقه، و المسافر لا يستريح حتى يرجع إلى منزله،مع أن نفي النوم و الراحة إلى تلك الغاية معنى صحيح و كلام فصيح من غير احتياج إلى ثبوت التحريم أو استيعاب نفي جميع الأوقات و الحالات،و إذا كان الحمل على الظاهر ممكنا من غير تكلف فما الداعي إلى التأويل؟

و فيه أيضا:أن الغاية في كلام السيد مخالفة للغاية (2)في الحديث و أمثاله كما يأتي إن شاء اللّه.

و أمّا الحديث الثاني:

و أمّا الحديث الثاني:(3)

و ما فيه من قوله عليه السّلام:«لا يرى شخصه و لا يحل ذكره باسمه حتى يخرج فيملأ الأرض عدلا».

فقد عرفت أن رؤية شخصه غير محرّمة و لا نفيها مستوعبا

ص: 105


1- راجع شرعة التسمية:26.
2- في هامش المخطوط:(للمعيّن).
3- راجع شرعة التسمية: 47.

للأوقات و الحالات فكذا ذكر اسمه،و قد تقدم بيان ذلك مع أن نفي الحل يحتمل الحمل على غير الحل الشرعي،فإن كل شيء منع منه الإنسان يجوز أن يقال إنه محرّم عليه و لا يحل له و إن لم يكن المنع شرعيا ثابتا بأصل الشرع كما يقال:النوم حرام على العاشق،لا يحل له و الراحة حرام على المسافر لا تباح له،و لذلك شواهد من كلام البلغاء كثيرة منها:قول الشاعر:

حرمت منذ أحرمت نوم عيني و استباحت حماي باللحظات.

و قال الآخر:

أحللت دمي من غير جرم و حرمت بلا سبب يوم اللقاء كلامي

فليس الذي أحللته بمحلل و ليس الذي حرمته بحرام.

و قال بعض العلويين (1):

عتبت على الدنيا و قلت إلى متى أكابد غمّا ضره ليس ينجلي

أكل شريف قد علا بجدوده حرام عليه الرزق غير محلل

فقالت نعم يا بن الحسين رميتكم بسهم عناد حين طلقني علي.

و مثل هذا كثير و معلوم أنه ليس المراد الفتوى بالإباحة و التحريم الشرعيين و لا اعتقادهما،بل المراد من الحل التخلية و من التحريم المنع، بمعنى كونه محروما من الشيء ممنوعا منه و إن لم يكن المنع شرعيا.

و أمّا الحديث الثالث:

و أمّا الحديث الثالث:(2)

فقد تقدم ما فيه و أنه غير خاص بالقائم المهدي،و أن الكفر فيه مؤول قطعا محمول على المبالغة في المنع وقت المفسدة لا مطلقا فهو مجاز لا حقيقة اتفاقا.

و أمّا الأحاديث الثلاثة التي تليه:

و أمّا الأحاديث الثلاثة(3)

فقد تضمنت نفي الحل،و وجهها ما تقدم في الثاني أو الوجه الإجمالي السابق من الحمل على وقت التقية.

و أمّا الحديث السابع و الثامن:

و أمّا الحديث السابع(4) و الثامن:(5)

فقد عرفت أنهما حجة لنا،و أن لفظ المحفل و المجمع

ص: 106


1- في هامش المخطوط:هو السيد الشريف الرضي محمد بن حسين عن لسان حال مولانا سيد الساجدين سلام اللّه عليه حين وروده بالكوفة لعن الظالمين.
2- راجع شرعة التسمية: 53
3- راجع شرعة التسمية: 56-55-54
4- راجع شرعة التسمية: 58
5- راجع شرعة التسمية: 58

إشارة إلى التقية،حيث إنه مظنّة وجودها و لفظ الناس أوضح من ذلك،و أنه لا يمكن تخصيص أحاديث النهي و الجواز بمضمونها لكثرة المعارضات الصريحة.

و أمّا [الحديث] التاسع:

و أمّا [الحديث] التاسع(1):

فقد عرفت أنه خبر نفي لا نهي،و إن جعلناه بمعنى النهي في التسمية فلا يمكن ذلك في الروية كما مرّ و يبقى الكلام غير متناسب الأجزاء.

و أمّا [الحديث] العاشر:

و أمّا [الحديث] العاشر:(2)

فيحتمل الاختصاص بأمير المؤمنين عليه السّلام أو بوقت خاص كما مرّ و قد عرفت أنه لمّا تمكن من التسمية خطب باسم القائم على المنبر.

و أمّا [الحديث] الحادي عشر:

و أمّا [الحديث] الحادي عشر(3):

فهو كالثاني،بل تلك الشواهد بلفظه أنسب و إليه أقرب و لا يخفى أنه مشتمل على فعل التسمية لما مرّ،و على تحريمها و هو قرينة على ما قلنا سابقا و إشارة إلى عدم التحريم الحقيقي.

و أمّا [الحديث] الثاني عشر:

و أمّا [الحديث] الثاني عشر(4)

فإيراده دليلا على التحريم عجيب،و قد عرفت أنه دال على الجواز و ظهرت لك عن ذلك قرينة و شاهد،و ليت شعري هل يمكن أن يقال:إن ذكره محرّم مطلقا و إن ترك ذكره واجب؟

و إن قيل ذلك فكيف يمكن أن يقال:إن ارتداد أكثر القائلين بإمامته أيضا واجب أو جائز؟لأن خروجه و ظهوره موقوف عليهما،و هو معارض بالأحاديث الدالة على أن المهدي عليه السّلام لا يخرج حتى يخرج قبله ستون كذّابا كلهم يدّعي النبوة.

و في حديث آخر:حتى يخرج اثنا عشر كلهم يدّعي الإمامة،و في كثير من الأحاديث:أنه لا يخرج حتى تخرج قبله بدع كثيرة و قبائح متعددة قد سمّاها الأئمة عليه السّلام و عدّوا بعضها.

و في أحاديث كثيرة:حتى تمتلي الأرض ظلما و جورا،فإذا كان قيامه موقوفا على جميع هذه المفاسد المحرّمة بغير شك فكيف يبقى شك في حكم موت ذكره؟

و أنه أيضا محرّم من هذا القبيل،و هذه الموقوفية ليست بحكم شرعي لا بد منه و لا تحصيل تلك الأشياء واجبا علينا و لا جائزا لنا،بل بسبب غيبته و تسلط أعدائه تحصل تلك المفاسد من فعلهم و اختيارهم،و بعد ذلك يتعين ظهوره و تحصل المصلحة التامة.

و إذا عرفت ذلك تبيّن لك ما وقع من التسامح العظيم و التساهل البليغ في الاستدلال على التحريم الذي ليس بمحل للتسامح.

ص: 107


1- راجع شرعة التسمية:59
2- راجع شرعة التسمية:60
3- راجع شرعة التسمية:61
4- راجع شرعة التسمية:61

و أمّا الحديث الثالث عشر:

و أمّا الحديث الثالث عشر(1)

فقد عرفت أنه لا دلالة فيه على أكثر من حكم نفس السؤال،و أنه محمول على التقية اتفاقا من الجميع كخفاء الولادة و أمثاله و اللّه تعالى أعلم.

ص: 108


1- راجع شرعة التسمية:63

الفصل الثاني عشر: في كلام السيدره و جوابه

اشارة

[في مناقشة السيد الداماد]

في ذكر كلام السيد الذي ألّف الرسالة في التحريم و جميع أحاديث النهي مستدلا بها،و كان ذلك سببا لتأليف هذه الرسالة في جوابه،و أنا أذكر كلامه ملخصا تاركا منه ما لا دخل له في الاستدلال و بعض التطويلات أيضا،ثم أذكر الجواب إن شاء اللّه تعالى فأقول:

قال السيد الجليل بعد ما أورد أحاديث النهي السابقة ما هذا لفظه (شرعة التسمية:71 و ما بعدها):فهذه جملة من الأخبار فيما نحن بسبيله، و لم نظفر إلى الآن بخبر يعارض حكمة حكم هذه الأخبار بسند وثيق و لا ضعيف و لا مسند و لا مرسل،بل وردت النصوص على الحجة القائم بإمامته و ذكره بالأوصاف و الألقاب دون التصريح بالاسم،بل ورد النهي عن التسمية و التكنية إلى وقت الخروج،و علة ذلك و الحكمة فيه من الأسرار التي لا يظهر وجهها.

و قد تقرر أن التكليفات إذا لم تعرف علتها تكون مضاعفة الأجر،و لذلك لم يبث هذا السرّ مشيختنا الأقدمون بل حكموا بالنهي و التحريم.

و الصدوقان ابنا بابويه منعا من ذلك كل المنع،و إذا أردنا حديثا فيه التصريح بالاسم قالا:هكذا ورد الحديث،و الذي نذهب إليه النهي.

هذا و مقتضى النهي:أن ما ورد من ذكر اسم المهدي في الأحاديث كتب بالحروف المقطعة هكذا:م ح م د،في النسخ السابقة التي كانت انتساخها قبل السنين المتأخرة.

أما تنظر إلى الأدعية المأثورة عنهم عليه السّلام فيها ذكره عليه السّلام باللقب و النسب لا بالاسم،و هذه سنّتهم المستمرة في

ص: 109

أدعيتهم و أحاديثهم،فمن ذلك دعاء الوسائل،و دعاء الصلاة على محمد و آله،و دعاء الساعات، و أورد السيد الأدعية المذكورة ثم نقل حديث الصحيفة،و هو الحديث السابع من أحاديث الجواز و كتب الاسم فيه بالحروف المقطعة ثم قال:

قال الصدوق:جاء الخبر هكذا بتسمية القائم عليه السّلام و الذي أذهب إليه النهي عن تسميته عليه السّلام.

ثم نقل حديث اللوح من طرق متعددة ثم قال:و طرق اللوح و الصحيفة كادت أن تكون غير محصاة و في أكثرها ذكر القائم بالنسب و اللقب لا بصريح التسمية و الكنية.

و في طريق الكليني تصريح بالاسم،و لكن بحروف مقطعة كتبه كذلك تنبيها على عدم الإجهار به في القراءة،و لا يخفى أن اللوح إنما كانت كتابته هكذا و هكذا نزل و قوبل فلم يخالف حرف حرفا،و قد كتب فيه اسم القائم عليه السّلام بخلاف أسماء آبائه و ليس ذلك بأمر يجري على الجزاف و اللغو،بل إنما هو لحكمة لا يعلمها إلاّ اللّه.

قالوا:بل لمن غيّر سنّة اللّه.

و في أمالي ابن بابويه في وصف دين الإمامية لم يصرح بالاسم،و كذا ما في مهج الدعوات في حرز لمولانا زين العابدين عليه السّلام(1) و دعاء عن الرضا عليه السّلام و أورد ذلك ثم قال:و كذلك كل دعاء فيه ذكره و ذكرهم، فلو لا أن ذكر الاسم منهي عنه نهيّا مؤكدا في الدين لم يكن يهمل و يترك، و حكم التحريم الذي هو موجب النصوص يختص بالتلفظ في المحاورات و النطق و لا يشمل مجرد الكتابة من دون التلفظ،فإنه لا يعد تسمية و لا تكنية بحسب العرف و لا بسبب اللغة،و لذلك أتى بعض العلماء في بعض المصنفات في أصول الاعتقادات للتعيين و التعليم،كما في الدروس من ذكر الكنية فقط دون الاسم،(2)و لكن الأولى بل المحكوم عليه بالوجوب، و على ضده بالتحريم كتابة الاسم بحروف مقطعة عملا بنصوص جملة الوحي و متابعة للرسم في اللوح السماوي الإلهي و أمور غيبته عليه السّلام مستورة الأسرار،و هي من سر اللّه المطوية علته كما نطقت به الأخبار.

و لكن يظهر لي أن من جملة الحكم في عدم تسمية القائم،أن يكون أول من يعلن بذلك الاسم منادى من السماء باسمه و اسم أبيه ثم يظهر عليه السّلام.

و ليست التسمية و التكنية المنهي عنها إلاّ ذكر الاسم الصراح و الكنية،فأما قولنا:سمي رسول اللّه و كنيّه فكناية عنهما،

ص: 110


1- الامالی: 379 و 380. و مهج الدعوات: 232.
2- الدروس: 154. 155.

و كذلك النطق بالحروف المقطعة و لذلك قد شاع ذلك بين الأصحاب.

ثم أورد خمسة أحاديث في أنه عليه السّلام سمي رسول اللّه و كنيّه ثم قال:

و هذه الأخبار وردت بالكناية عن الاسم و الكنية،و لم يرد خبر بالنهي عن ذلك كما وردت الأخبار الجمة ناطقة بالنهي عن التسمية و التكنية أي بصريح الاسم و الكنية،و على ذلك جرت طريقة الأصحاب.

قال الطبرسي:هو المسمّى باسم رسول اللّه المكنّى بكنيته،و في الأخبار:أنه لا يحل لأحد أن يسمّيه باسمه و لا يكنّيه بكنيته إلى أن يزين اللّه الأرض بظهور دولته،و كانوا يكنّون عنه و يعبرون عن جهته بالناحية المقدسة،و كان ذلك رمزا بين الشيعة يعرفونه،و كانوا يقولون أيضا على سبيل الرمز و التقية الغريم(1) و صاحب الأمر و يعنونه عليه السّلام.

و نحوه في«ربيع الشيعة»لابن طاووس(2):قال علي بن عيسى:من العجب أن الشيخ الطبرسي و الشيخ المفيد قالا في الأخبار:لا يجوز ذكر اسمه و لا كنيته،ثم يقولان:اسمه اسم رسول اللّه و كنيته كنيته،و هما يظنان أنهما لم يذكرا اسمه و لا كنيته(3)،و هذا عجيب.

و الذي أراه أن المنع من ذلك إنما كان في وقت الخوف عليه و الطلب له و السؤال عنه،فأمّا الآن فلا.

و نحن نقول:ليس هذا بعجيب بل العجيب عدم الفرق بين التسمية و التكنية و الكناية عن الاسم و الكنية،و لو كانت الكناية تصريحا بهما فما الكناية عنهما؟و من العجب توقيت المنع بوقت الخوف و الطلب و النصوص منادية بالتحريم إلى أن يظهر عليه السّلام بشخصه و يخرج.

فرفع هذا التحريم في هذه الأوقات تشريع بمجرد الأهواء و الآراء.

و العجب أنه وقّت المنع بذلك،مع أنه أورد جملة من النصوص الدالة على تحديد النهي بوقت الخروج و الظهور.

ثم ما معنى الخوف عليه في زمان الطلب له دون هذا الزمان؟أكان للطالبين و السائلين أن يظفروا به في غيبته إذا أرادوه؟و ما الفرق بين الغيبة الصغرى و الكبرى في ذلك؟و كيف يرتفع هذا الخوف بمجرد ترك ذكر الاسم و الكنية مع تجويز ذكر النسب و اللقب؟

و ما حقيقة ذلك الخوف و تلك التقية قبل ولادته في زمان آبائه حتى نهوا عن تسميته حتى إن اللّه عزّ و جلّ يترك لوحا مكتوبا فيه اسمه بحروف مقطعة فما لكم لا تعقلون؟

ثم إن أصل غيبته من أسرار اللّه المطوية علتها عن عباده و هذا فرع من فروعها،فما لكم تخوضون فيما

ص: 111


1- يحتمل أن يكون الضحيح والعزيم» بالزاء المعجمة.
2- فذمر أنه بعينه إعلام الوری للطبرسی.
3- کشف الغمة: 309/3 و 310.

منهاكم اللّه و رسوله و أوصياؤه عن الخوض فيه و الفحص عن علته و أنتم مؤمنون.

ثم أورد ما روي:أن علة الغيبة أمر لم يؤذن لهم في كشفه إلاّ بعد ظهوره،ثم روى حديث عبد اللّه بن جندب و هو الخامس و الخمسون،(1) و الأحاديث الثلاثة التي بعده المتضمنة للأمر بتسمية الأئمة عليه السّلام إلى آخرهم.

و ذكر أن بعض تلك الأدعية موجودة في رواية أخرى بأسمائهم عليه السّلام و لقّب القائم الحجة عليه السّلام و قال قوله و تسميهم إلى آخرهم المراد به تسميتهم على القاعدة المعهودة المأخوذة عنهم عليه السّلام و هي ذكرهم إلى القائم بأسمائهم و ذكره عليه السّلام بألقابه على ما ورد التصريح به في مواضع أخر.

و لعلك تقول:روى الكليني توقيعا فيه إشعار بأن النهي عن الاسم للخوف و التقية،ثم أورد حديث أبي عبد اللّه الصالحي و حديث العمري و قد تقدما في أواخر الفصل الثامن.

ثم قال:فنقول:ليس منطوق الأول التعرض لتحريم التسمية بل النهي عن دلالتهم على الاسم و تعريفهم إياه بأي وجه كان و لو بالكناية أو الكتابة،لأنهم متى عرفوه أذاعوه،و من البيّن أنه لا يكون له مكان يظفر به القاصدون و يخاف عليه هناك،بل المراد المكان الذي وقعت فيه الغيبة و تختلف إليه السفراء هناك بقية من عيال أبي محمد و أصحابه.

فخرج الجواب بالنهي عن إعلام السائلين،لأنهم إذا علموه أفشوه، و كان يبلغ الخبر إلى السلطان فيحصل لهم الضرر.

فهذا مطلق سواء كان بالتعريض أم بالتصريح بالقياس إلى طائفة بخصوصها و وقت بخصوصه،و ذلك أمر آخر غير ما نطقت به الروايات.

و أمّا قول العمري فصريح منطوقه،ردع أصحابه عن ذكر القائم باسمه النسبي ما دامت الغيبة سواء كان بالتصريح أو بالكناية باللفظ أو بالكتابة للعلة المذكورة،و اختصاص علة الحكم ببعض أفراد الموضوع لا يوجب تخصيص الحكم بذلك الفرد،بل تعميم الحكم المعلل بعلة بالنسبة إلى أفراد الموضوع على العموم يكفي فيه وجود العلة في بعض الأفراد و لا يتخصص الحكم بذلك،اللهم إلاّ أن يرد نص آخر يخصص الحكم بذلك الفرد الموجود فيه العلة بخصوصه،و ذلك كما حكم بالتحريم على الخمر فإنه معلل بالإسكار و الإسكار في قدر يعتد به،و الحكم يعم جميع الأقدار و يستوعب القليل و الكثير.

و أيضا الفرد لا يعارض الطبيعة بل يحققها،و المقيد لا يعارض المطلق بل يحققه و ربّما يكون

ص: 112


1- الفصل الأول: 47 و بعدها.

الحكم المستوعب للطبيعة في بعض الأفراد آكد،و لا يرتفع الاستيعاب إلاّ أن يكون هناك معارض و مناف،فيخصص الحكم بذلك الفرد الخاص بخصوصه توفيقا بين المدارك و جمعا بين الأدلة.

و لا يتوهم أن الأدلة هنا متعارضة،إذ الأصل جواز تسمية المهدي عليه السّلام بالتصريح باسمه كغيره من الأئمة عليه السّلام فيسوغ لنا تخصيص أحاديث النهي،لأن الأصل لا حكم له بعد ورود النص و هو أضعف الأدلة فلا يعارض نصا،بل غايته أن يؤيد بعض النصوص المتدافعة و ترجح بعض الأدلة المتعارضة.

و في مسألتنا هذه نصوص على التحريم غير معارضة بما يدافعها من الأدلة أصلا،فلا وجه للتخصيص.

ثم أورد حديث الاسمين و قد تقدم،و هو التاسع(1) من أحاديث الجواز و كتب الاسم فيه بالحروف المقطعة ثم قال:هذا يصلح أن يخرج شاهدا لمتواتر مضمون الأحاديث أن اسمه اسم النبي و كنيته كنيته،و معلوم أن كان له اسمان أحدهما أشهر و أظهر و الآخر دونه في الظهور و الشهرة و هو أحمد.

ثم أورد عدة أحاديث في ذكر اسم القائم عليه السّلام بالحروف المقطعة (2)ثم أورد عدة أحاديث في الدعاء في زمن الغيبة و من جملته:«اللهم عرّفني حجتك فإنك إن لم تعرّفني حجتك ضللت عن ديني» (3).

فهذا ما أوردته من كلام السيد رحمه اللّه في الرسالة ملخصا،(4)متروكا منه ما لا دخل له بالمقصود،محذوفا منه التكرار و التطويلات،و نحن الآن نشرع في جواب ما يحتاج إلى الجواب في الجملة،و إن كان ذلك قد صار ظاهرا بعد ما تقدم من النصوص و الأدلة فنقول:

فلم نظفر إلى الآن بخبر يعارض حكمه...الخ.

لا يخفى غرابة هذا الكلام من مثل ذلك الفاضل،فقد عرفت كثرة المعارضات جدا و قد اشتملت رسالته على ما هو صريح في التسمية، كحديث الصحيفة في جميع النسخ،و حديث الإسمين،و حديث اللوح في بعض الروايات،و أحاديث الأمر بالتسمية عموما و خصوصا فقد أورد جملة من ذلك بعنوان المنافاة،و تعرض لتأويل البعض،و أمّا ما جمعناه فإنه يزيل كل شبهة،و ليت شعري أي مسألة نظرية يوجد عليها من النصوص و الأدلة أكثر من هذه المسألة؟

قوله:بل وردت النصوص عليه بالأوصاف و الألقاب دون التصريح بالاسم (5).

أقول:إن أراد الجميع فهو ممنوع و سند المنع ما مرّ في النصوص، و في

ص: 113


1- راجع الفصل الأول: 12.
2- شرعة التسمية:75 و ما بعدها.
3- الكافي:5/337/1، [1]كمال الدين:24/342 و 43/512، [2]إعلام الورى:/2 237، [3]بحار الأنوار:70/146/52 و 18/187/53. [4]
4- راجع شرعة التسمية: 90 و بعدها.
5- شرعة التسمية:71.

عبارات الأصحاب التي نقلنا بعضها في التاسع و العشرين(1)،و إن أراد البعض فلا دلالة فيه،لأن الترك أعم من التحريم،و وجهه ملاحظة التقية و دفع تلك المفسدة الكلية و التصريحات بذلك كثيرة كما رأيت.

قوله:بل ورد النهي عن التسمية و التكنية إلى وقت الخروج (2).

أقول:فيه تسامح،لأنه ورد إلى أن يخرج و يملأ الأرض عدلا و قسطا،و لعل ذلك لا يكون إلاّ بعد الخروج بمدة طويلة و سنين متعددة، فالدليل لا يطابق الدعوى و قد عرفت أن ذلك محمول على التقية،و أن هذا التحديد من جملة القرائن و الأدلة الكثيرة،و أن النهي عن الكنية لم يرد إلاّ في حديث واحد.

قوله:و الحكمة فيه من الأسرار التي لا يظهر وجهها (3).

أقول:قد عرفت وجه الحكمة و العلة المنصوصة الموافقة للاعتبار و لتصريحات الأخبار،و معلوم أنه لا يوجد ما يدل على شمول النهي لغير وقت التقية و لا ما يدل على شمول الجواز لوقت التقية،فتلك الحكمة منصوصة ظاهرة واضحة جدا و ناهيك أن ذلك الإخفاء و النهي كان سببا في دفع مفسدة كلية و رفعا للقتل عن ألوف من السادات و الشيعة،و لذلك لم يقع قرب ولادته كما وقع من فرعون قرب ولادة موسى لمّا عرف اسمه و قد تقدم ذلك،و في هذا الزمان هو سبب في دفع مفاسد جزئية كما مرّ.

قوله:و لذلك لم يثبت هذا السرّ مشيختنا الأقدمون،بل حكموا بالتحريم و النهي و الصدوقان ابنا بابويه منعا من ذلك كل المنع (4).

أقول:قد عرفت جملة من عباراتهم و تصريحاتهم بورود الأحاديث الصحيحة الصريحة عن النبي و الأئمة عليه السّلام بالتسمية في التاسع و العشرين، و قد رأيت بعض الأحاديث التي رواها أكثر محدثينا و علمائنا و رواة حديثنا خلفا عن سلف الصريحة في الجواز بل الأمر و الرجحان،و ذلك يدل على اتفاقهم و إطباقهم على الجواز.

و هذا الشيخ ثقة الإسلام أبو جعفر الكليني قد أورد باب النهي عن الاسم في كتابه (5)و روى فيه ثلاثة أحاديث أحدها صريح في أن النهي بسبب الخوف و التقية (6)،فعلم أن مذهبه موافق لما اخترناه،و كذلك ابن بابويه فإنه كما روى بعض أحاديث النهي كذلك روى أكثر أحاديث التصريح و الجواز و الأمر بالتسمية و اختصاص النهي بالتقية في كتاب «كمال الدين» (7)و«عيون الأخبار»و«المجالس»و«العلل»و غيرها من كتبه، بل روى جملة منها في كتاب من لا يحضره

ص: 114


1- راجع الفصل الأول: 28 و بعدها.
2- شرعة التسمية:71.
3- شرعة التسمية:71.
4- شرعة التسمية:71.
5- الكافي:332/1.
6- معنى التقية لغة و اصطلاحا الظاهر أن التقية لغة مصدر من اتقى يتقى،لا أنها اسم مصدر كما ذكره شيخنا العلامة الأنصاري قدس اللّه سره الشريف.قال المحقق الفيروز آبادي في القاموس: [1]اتقيت الشيء و تقيته اتقيه و اتقيه،تقي و تقية و تقاء ككساء،حذرته،و الاسم التقوى قلبوه للفرق بين الاسم و الصفة.و ظاهره أن اتقى و تقي بمعنى واحد-كما ذكره غيره أيضا-و المصدر منه هو التقية و التقى و التقاء،و اسم المصدر هو التقوى،و الأمر فيه سهل.و من الواضح أن معناه المصطلح في الفقه و الأصول و الكلام اخص من معناها اللغوي،كما في غيرها من الألفاظ المستعملة في معانيها المصطلحة غالبا.و قد ورثنا عن الأصحاب في-
7- كمال الدين:56/648.

الفقيه الذي لا يورد فيه إلاّ ما يفتي به و يحكم بصحته و يعتقد أنه حجة فيما بينه و بين ربّه.

و قد نقلنا بعض ذلك مع أنه لا يوجد في تلك الأخبار تخصيص و لا استثناء،و قد صرح في العبارات المشار إليها بما صرّح و لم يضعّف حديثا واحدا من الأحاديث الدالة على التسمية،و لا تعرض لتأويل شيء منها، لأنه روى ما هو صحيح صريح في اختصاص النهي بالخوف و التقية،بل حكم بصحة جميع تلك الأحاديث و صرح به في العبارات المذكورة سابقا، فعلم أنه يعتقد مضمونها،نعم قال عند إيراد حديث واحد منها:جاء هذا الحديث هكذا بتسمية القائم و الذي أذهب إليه النهي،فلم يضعف الحديث و لا أوّله،و ذهابه إلى النهي أعم من اعتقاد التحريم،بل أعم من أن يكون يعتقد اختصاصه بوقت التقية و حصول المفسدة أو يعتقد عدم الاختصاص، لكن الثاني لا وجه له لكثرة رواياته و تصريحاته الدالة على الأول مع أن زمانه كان في أوائل زمن الغيبة الكبرى،و كانت التقية شديدة و الخوف أكثريا غالبا و احتمال وقوع المفسدة الكلية غير بعيد،فلذلك أجمل كلامه و أبهم مرامه إرادة للإخفاء و المنع من الشهرة و وصول الخبر إلى سلطان ذلك الوقت.

و هذا هو السر أيضا في إجمال بعض أحاديث النهي و التصريحات في مواضع أخر،ألا ترى أنهم أفردوا بابا للنهي عن الاسم و لم يجمعوا أحاديث التسمية،بل تركوها متفرقة في الأبواب لأجل ذلك المطلب،و قد عرفت بقية الكلام في الفصل الثامن،و إذا كان الأمر كذلك فكيف يجوز أن ينسب إلى رئيس المحدثين(1) القول بما يخالف الأحاديث المتواترة التي رواها هو و غيره و حكموا بصحتها،و لم يؤولوا شيئا منها و لا أقل من الاحتمال و معه كيف يتم الجزم؟

و نسبة مثل هذا القول إلى ابن بابويه بغير تحقيق،نظير ما اشتهر من نسبة القول إليه بتحريم نافلة شهر رمضان و عدم مشروعيتها مع نقل جماعة من الأصحاب الإجماع على المشروعية و الاستحباب و ورود الأحاديث الكثيرة بذلك،لكن كلامه في الفقيه صريح في ذلك،و أنه إنما نفى تأكد

الاستحباب،و قد صرّح في آخر كلامه بذلك حيث قال:إنما أوردت هذا الحديث في هذا الكتاب مع عدولي عنه و تركي لاستعماله،ليعلم الناظر في كتابي هذا كيف يروى و من رواه،و ليعلم من اعتقادي فيه أني لا أرى بأسا في استعماله.انتهى.

فليت شعري هل

ص: 115


1- هو الشيخ الصدوق ره.

يفهم من هذا أنه قائل بالتحريم أم بالإباحة أم بالاستحباب؟مع أن نفي البأس صريح في نفي التحريم،و العبادة لا تكون مباحة متساوية الطرفين.

و مثل ذلك القول في مذهب الشيخ المفيد و الطبرسي،بل أوضح من ذلك فإنهم إنما قالوا:و في الأخبار أنه لا يحل تسميته،فأوردوه رواية لا فتوى و الترك أعم من التحريم،و ذلك مجمل تفصيله ما تقدم.

ألا ترى أنهم نقلوا كثيرا من أحاديث الجواز و قد كانا أيضا قريبا من أوائل زمن الغيبة و كانت التقية شديدة و تلك المفسدة محتملة.

ألا ترى أن الطبرسي و ابن طاووس قد صرحا بالتقية في العبارة السابقة التي نقلها السيد و لم نطلع على كلام علي بن بابويه في ذلك، و الوجه فيه إن ثبت هو ما قلناه و قد وجد التصريح باسم القائم عليه السّلام من الطبرسي في نسخة صحيحة من كتاب«إعلام الورى»و من ابن بابويه في مواضع كما تقدم في التاسع و العشرين،و ذلك قرينة صريحة فيما قلناه.

و بالجملة لا ترى أحد أصرح بخلاف ما ذهبنا إليه،لأنه لم يقل أحد منهم بتحريم التسمية في وقت التقية و غيرها و عند توقع المفسدة و عند الأمن مع رواياتهم لما هو صريح في التفصيل و غير ذلك من القرائن السابقة و غيرها.

قوله:و إذا رويا حديثا...الخ أقول:إنما وقع ذلك من الصدوق عند حديث واحد كما عرفت و لم يضعفه و لا تعرض لتأويله،و إنما يفيد كلامه أنه يميل إلى النهي لأجل التقية في ذلك الوقت لا مطلقا،و إلاّ فما وجه فعل أهل العصمة عليه السّلام لهذا المحرم على قولكم؟و ما وجه رواية ابن بابويه لجميع تلك الأحاديث و قراءتها و مقابلتها.

قوله:و مقتضى النهي إنما ورد في التسمية كتب بالحروف المقطعة هكذا م ح م د في النسخ السابقة أقول:هذا ليس بشيء،لأن النسخ الصحيحة متفقة في أكثر المواضع و الاختلاف فيها قليل جدا،و هذا هو الحجة و الدليل في مثل هذه التفاصيل كما في القرآن،و لا نسلّم دلالة النهي على ذلك لما عرفت من التصريحات بأنه مخصوص بوقت الخوف،ثم نقول الحروف المقطعة إمّا أن تكون تسمية أو لا،فإن كان الأول عارضت أحاديث النهي عن التسمية، و إن كان الثاني عارضت تصريحات ابن بابويه و غيره من علمائنا كما أشرنا إليه في هذا الفصل سابقا.

و قد تقدم في الفصل الثالث إشارة إلى بعض تحقيق الحال و لا يخفى أن الجزم بأن النسخ السابقة كلها كانت بالحروف المقطعة رجم بالغيب و قول بغير تحقيق و لا دليل بل الأدلة قائمة على خلافه كما رأيت، و العجب أنه نقل حديث الصحيفة و حديث الاسمين و كتب الاسم

ص: 116

فيهما بالحروف المقطعة،مع تصريح ابن بابويه بوقوع التسمية في حديث الصحيفة.

قوله:أما تنظر إلى الأدعية المأثورة (1).

أقول:إن أردت الجميع فممنوع و سند المنع ما مرّ و إن أردت البعض فلا دلالة فيه على التحريم بوجه مع احتمال التقية في الترك على تقدير عمومه فضلا عن خصوصه.

قوله:و لا يخفى أن اللوح إنما كانت كتابته هكذا م ح م د (2).

أقول:قد سبق الكلام فيه في الفصل الثالث،و فيه كفاية إن شاء اللّه.

قوله:و في أكثرها ذكر القائم بالنسب و اللقب لا بصريح التسمية و الكنية (3).

أقول:نحن نمنع الأكثرية و سند المنع ما مرّ من التصريحات في الأحاديث و في عبارات العلماء السابقة في التاسع و العشرين،و لو سلّمنا لقلنا:الفعل يدل على الجواز و الترك لا يدل على التحريم لكثرة الاحتمالات.

قوله:فالويل لمن غيّر سنّة اللّه (4).

أقول:هذا تعارض بالصحيفة و غيرها من الأحاديث السابقة الكثيرة جدا،و بوقوع الكناية في القرآن عن أسماء أعداء الدين بالجبت و الطاغوت و اللات و العزى و فلان و فلان،و كذا في الأحاديث فما أجبتم به فهو جوابنا،فكيف يصدق تغيير سنّة اللّه على مثل هذا الأمر المنصوص على العموم و الخصوص من اللّه و الرسول و الأئمة عليه السّلام.

قوله:و في أمالي ابن بابويه...الخ (5).

قد عرفت أن الترك لا يدل على التحريم بوجه،خصوصا مع التصريحات في مواضع أخر و احتمال الترك للتقية،فقد ذكر في أول ذلك المجلس أنه كان اجتمع فيه جماعة كثيرون،و يفهم أنه كان فيه بعض العامة و لا أقل من الاحتمال،و لا يخفى عليك أن التقية في هذا أشد من التقية في غيره لما تقدم بيانه.

ثم إن المعلوم من ابن بابويه أنه كان يأتي بمتن الحديث،و قد اتفق أنه أتى في هذا المقام بمتن حديث الرضا عليه السّلام فيما كتبه إلى المأمون لمّا سأله ذلك كما رواه في«عيون الأخبار»،و لم يغيّر شيئا من عبارة الحديث السابقة على محل التسمية و لا المتأخرة عنه،و حال المأمون معلومة و التقية في ذلك المقام لازمة،فهو كحديث سؤال عمر و القرينة على ذلك ظاهرة جدا.

قوله:و لا يشمل مجرد الكتابة من دون تلفظ (6).

أقول:أول هذا الكلام مناقض لآخره مناقضة ظاهرة،لأنه نفى التحريم عن الكتابة ثم حكم بتحريم الكتابة،و قد استدل في أثناء كلامه على التحريم بترك الكتابة،مع أنها تدل على الجواز لاستلزامها للقراءة و المقابلة و الرواية و السماع غالبا،و تنافي القول بالتحريم في الجملة،و تركها لا يدل على التحريم

ص: 117


1- شرعة التسمية:72.
2- شرعة التسمية:76.
3- شرعة التسمية:78.
4- شرعة التسمية:86.
5- شرعة التسمية:87.
6- شرعة التسمية:90.

لما مرّ.

هذا و الذي وجدناه في نسخة صحيحة من الدروس (1)ذكر الاسم و الكنية و الأمر سهل،فإن ذكر الكنية وحدها كاف هنا،ثم لا يخفى عليك أن هذا ينافي دعواه سابقا،للإطباق و الاتفاق على عدم التصريح بالاسم كما قاله قبل إيراد أحاديث النهي و بعده،فإن العلماء قد كانوا يقرأون تلك الكتب و الأحاديث و يروونها و يدرسونها و يقابلونها،فهذا اتفاق على ضد ما ادعاه من ذلك الاتفاق.

قوله:و لكن يظهر لي أن من جملة الحكم في عدم تسمية القائم،أن يكون أول من يعلن بذلك الاسم المنادي من السماء باسمه و اسم أبيه (2).

أقول فيه:

أو لا:أن تسمية القائم عليه السّلام قد عرفت ثبوتها و وقوعها و شهرتها و أدلة جوازها.

و ثانيا:أنه لو لم يكن اسمه معلوما من قبل لم يكن لذلك النداء فائدة.

و ثالثا:أنه معارض بما تضمنه الحديث السابع و الستون،من أن مناديا قد نادى باسمه و اسم أبيه عند ولادته معلنا بذلك و كذلك عند ولادة كل إمام.

و رابعا:أنه معارض بما رواه الطبرسي في إعلام الورى عن علي بن إبراهيم،عن أبيه،عن علي بن معبد،عن الحسين بن خالد،عن الرضا عليه السّلام في حديث يذكر فيه أحوال القائم عليه السّلام إلى أن قال:

«و هو الذي ينادي مناد من السماء يسمعه جميع أهل الأرض بالدعاء إليه يقول:ألا إن حجة اللّه قد ظهر» (3).الحديث.

فينبغي أن يكون أول من يعلن بلقبه أيضا ذلك المنادي،مع أنه لم يرد رخصة صريحة كما ذكرتم في شيء من ألقابه سوى لفظ الحجة من آل محمد (4)كما تقدم.

و خامسا:أنه لا دليل على أنه يجب أن يكون أول من يعلن به ذلك المنادي و لا يجب علينا تسليمه بغير دليل.

و سادسا:أن الأحاديث المعتبرة دالة على أن ذلك النداء يكون قبل قيام القائم عليه السّلام كما تضمنه الحديث السابع و السبعون،و هو ينقض قولكم:إنه لا يجوز الإعلان باسمه حتى يظهر أو حتى يملأ الأرض عدلا، و لعل ذلك النداء قبل ظهوره عليه السّلام بمدة طويلة،و كونه قبله بمدة يسيرة كاف في انتقاض الغاية الذي ذكرتموها،فليت شعري ما الداعي إلى العدول عن العلة الصحيحة الشرعية المنصوصة المروية إلى علة مستنبطة ضعيفة غير تامة يرد عليها هذه الاعتراضات الواضحة و غيرها ممّا لا يخفى؟

قوله:و على ذلك جرت طريقة الأصحاب.قال الطبرسي...الخ (5).

أقول:لا يخفى أن ذلك إنما جرى من الطبرسي و المفيد

ص: 118


1- ذكر في الفصل الاول.
2- شرعة التسمية:91.
3- إعلام الورى:241/2، [1]كمال الدين:5/371، [2]كفاية الأثر:275، [3]ينابيع المودة:8/297/3، [4]كشف الغمة:331/3، [5]مسند الإمام الرضا عليه السّلام:/223/1 390، [6]بحار الأنوار:29/321/52، [7]مستدرك سفينة البحار:321/5.
4- في هامش المخطوط زيادة:(و بقية اللّه).
5- شرعة التسمية:101.

خاصة مع تصريحهما في العبارة المنقولة بالتقية،إشارة إلى تأويل أخبار النهي المذكورة فذلك حجة لنا لا لكم.

قوله:بل العجيب عدم الفرق بين التسمية و التكنية و بين الكناية عن الاسم و الكنية (1).

أقول:قد تقدم في ذلك كلام في الفصل الثالث،و أن السيد اعترف بأن ذلك تسمية،و العجب أنه تسامح و تساهل في معنى التسمية المأمور بها في الأحاديث،و ذكر أن الاسم و التسمية هناك شاملان للوصف و اللقب، بل مخصوصان بهما على قوله.

و قال في هذا المقام ما قال،و الحق أن الأحاديث الصريحة في التسمية باسم محمد دالة على أن ذلك داخل في التسمية المأمور بها أو هي خاصة بذلك،و أن التسمية المنهي عنها أيضا بذلك المعنى،و أن المقامين مختلفان بالتقية و عدمها فلا تناقض كما مرّ.

و أن المفهوم من التسمية تعيين الاسم و أنه شامل لقولنا:سمي رسول اللّه في مقامي الأمر و النهي،فاعتراض علي بن عيسى لا يخلو من وجه، مع أن له أن يقول:إنهما قد رويا من الأحاديث ما يدل على التسمية كحديث اللوح و أن فيه محمدا محمدا محمدا في ثلاثة مواضع و غير ذلك، و عذرهما في الإجمال و الإبهام ما قلناه سابقا.

و قد قال الشيخ الجليل البليغ محمد بن طلحة في كتابه:إن لفظة الاسم تطلق على الكنية و الصفة و قد استعملها الفصحاء و وردت في الأحاديث،ثم روى عن سهل بن سعد،عن علي عليه السّلام أن رسول اللّه سمّاه بأبي تراب و لم يكن له اسم أحبّ إليه منه،فأطلق لفظ الاسم على الكنية.

و مثله قول الشاعر و هو المتنبي:

أجلّ قدرك إن تدعي مونبة و من كنّاك فقد سمّاك للعرب(2).

و يروى:و من يصفك،فأطلق الاسم على الكنية و الصفة و هذا شائع ذائع في كلام العرب،انتهى.

و في«مجمع البيان»في آخر سورة طه عند قوله تعالى: وَ أَجَلٌ مُسَمًّى (3).قال قتادة:هو قيام الساعة.

و قال غيره:هو الأجل الذي كتبه اللّه للإنسان (4).

و هذا يقتضي إطلاق التسمية على كتابة الاسم أو التعيين بالكتابة.

و روى ابن بابويه بسنده الصحيح عن زرارة

ص: 119


1- شرعة التسمية:102.
2- قبله: با تخت خير اخ با بنت خیر آب كناية بهما عن اشرف التسب أجل ندرك نسنی مؤنة و من بمفك فقد سماك للعرب راجع ديوان المتبی: 278. ط دار صادر - بیروت و كما رأيت في المطبوعة وتسمى» بدل «تدعي».
3- سورة طه:129. [1]
4- تفسير مجمع البيان:66/7.

أنه قال لأبي جعفر عليه السّلام:أخبرني عمّا فرض اللّه تعالى؟قال:

«خمس صلوات[في الليل و النهار]» (1).قلت:هل سمّاهن اللّه و بينهن في كتابه؟قال:«نعم قال اللّه عزّ و جلّ: أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ (2)[و دلوكها زوالها] (3)ففيما بين دلوك الشمس إلى غسق الليل (4)أربع صلوات سماهن اللّه و بيّنهن» (5)الحديث.

و بإسناده الصحيح عن منصور بن حازم عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:

«المعتكف بغيرها-يعني بغير مكة-لا يصلي إلاّ في المسجد الذي سمّاه» (6)الحديث.

فقد ظهر لك أن التسمية قد استعملت بمعنى التعيين و التبيين،لكن لا يخفى أن ذلك خلاف المتبادر من لفظ التسمية لشخص له اسم،بل يفهم منه تعيين ذلك الاسم في المقامين كما قلنا،و الظاهر أن ذلك الاستعمال مجاز مع القرينة لا حقيقة فلا يحمل الإطلاق عليه و لا ينافي ما ذكرناه سابقا،و لا يبطل الاستدلال بأحاديث الأمر بالتسمية خصوصا مع التصريحات الكثيرة جدا،و مقابلة الأمر بالتسمية للنهي عنها و لزوم التحكم في توجيه السيد الذي يرده التصريحات السابقة.

قوله:و العجب أنه وقّت المنع بذلك،مع أنه أورد جملة من النصوص الدالة على تحديد النهي بوقت الخروج و الظهور (7).أقول:هذا وارد على ظاهر كلام علي بن عيسى،لكن يفهم منه أنه اختار التأويل الثاني من التأويلات السبعة السابقة فيندفع الإيراد.

قوله:ثم ما معنى الخوف عليه في زمان الطلب له (8).

أقول:قد روي في أحاديث علة الغيبة أنه يخاف على نفسه من الذبح،و إذا كان بعد الغيبة استحال قتله،فمعنى الخوف عليه الخوف على أهله و أقاربه و شيعته كما مرّ.

قوله:و كيف يرتفع هذا الخوف بمجرد ترك ذكر الاسم و الكنية،مع تجويز ذكر النسب و القب (9).

أقول:قد تقدم وجه ذلك و أنه إذا لم يذكر اسمه و كنيته لم يعرف أنه ولد و وجد فينقطع الطلب و يحصل اليأس و لا يقتل أحد ممّن وافق اسمه اسمه أو كنيته كنيته،و إذا سمّي علم وجوده و ولادته و اشتد الطلب و زاد أو تحدد إن كان زال و حصلت تلك المفاسد،و إنما يكون ذلك قريبا من أوائل الغيبة كما هو معلوم.

و أمّا النسب فلا محذور فيه،لما تقدم من أن عند القوم أن هذا النسل قد انقطع و قد كذّبوا الشيعة في إخباراتهم السابقة،لما أخفوا اسمه و ولادته و

ص: 120


1- زيادة عن الصدوق.
2- سورة الإسراء:78. [1]
3- زيادة عن الصدوق.
4- دلكت الشمس دلوكا غربت أو اصفرت أو مالت،أو زالت عن كبد السماء، و غسق الليل شدة ظلمته.القاموس.
5- علل الشرائع:1/354/2، [2]من لا يحضره الفقيه:600/285/1،معاني الأخبار:5/332،تهذيب الأحكام:954/240/2،تفسير نور الثقلين:/3 370/200، [3]وسائل الشيعة:10/4 رقم:4385، [4]بحار الأنوار:3/282/79. [5]
6- الكافي:5/177/4، [6]من لا يحضره الفقيه:185/2 رقم:2093،الاستبصار: 417/128/2،تهذيب الأحكام:892/293/4،وسائل الشيعة:551/10 رقم:14096. [7]
7- شرعة التسمية:103.
8- شرعة التسمية:103.
9- شرعة التسمية:103.

تركوا الطلب لذلك،و اللقب قد وافق عليه العامة و ذكروا أنه سيولد فيما بعد،فلا محذور في ذكره أيضا مع أنه لم يكن أحد يسمّى بذلك اللقب مثل القائم و المنتظر و الحجة ليقتل،و لعدم اختصاص الأوصاف و عدم دلالتها على الولادة أو علمهم بعدم ترتب المفسدة على ذلك كما هو واقع.

قوله:و ما حقيقة ذلك الخوف و تلك التقية قبل ولادته في زمان آبائه حتى نهوا عن التسمية (1).أقول:قد عرفت جوابه،و أن وجهه إرادة الإخفاء عن سلطان الجور الموجود في زمان كل واحد من الأئمة عليه السّلام و عن العامة لئلاّ يصل الخبر إلى السلطان الموجود في وقت الولادة،دفعا لتلك المفاسد العظيمة التي قد حصل مثلها من فرعون لمّا عرف اسم موسى،و قد تم ذلك و اندفعت عن السادات و الشيعة.

قوله:ثم إن أصل غيبته من أسرار اللّه المطوية علتها...الخ (2).

أقول:قد تقدم أنها إنما طويت و كتمت في بعض المواقف،لعدم اقتضاء المقام و قد بيّنوا ذلك في مقامات أخر متعددة و هو قرينة لما قلنا، و لا نسلّم النهي المذكور عن الخوض في ذلك إذا كان مستندا إلى أحاديثهم عليه السّلام و أوامرهم و الأدلة الشرعية.

قوله:المراد به تسميتهم على القاعدة المعهودة...الخ (3).

أقول:إن ادعى أن القاعدة كلية،ففساده ظاهر لما مرّ من التصريحات الكثيرة،و إن ادعى أنها جزئية لم تفد شيئا،و ورود التصريح في البعض حجة و عدمه في البعض ليس بحجة إرادة الإخفاء و ملاحظة التقية و الحصر لم يثبت بدليل و إنما هذا تأويل منه لأحاديث الأمر بالتسمية مع أنه ظاهر المعارضة للنهي عنها،فأما أن يكون في الموضعين عامه أو خاصه،و وجه الجمع ما وقعت به التصريحات السابقة فظهرت علته و حكمته.

قوله:بل النهي عن دلالتهم على الاسم و تعريفهم إياه بأي وجه كان (4).

أقول:الحق أن هذا تأويل منه،و لعل هذا هو المراد من أحاديث النهي أيضا و التوقيع المذكور و جميع ما في معناه دال على توجيه النهي و اختصاصه بوقت التقية كما مرّ.

قوله:بالقياس إلى طائفة بخصوصها و وقت بخصوصه (5).

أقول:نحن نمنع الخصوص،فلا بد له من دليل مع أن الظاهر العموم و لو ثبت فهو مخصوص بوقت الخوف و التقية و هي تختلف بالشدة و الضعف،لكنها لا تزول بالكلية إلى وقت الخروج و الظهور و امتلاء الأرض عدلا،فالتحديد بتلك الغاية صحيح و ليس شيء من أحاديث النهي يأبى ذلك الحمل مع كثرة القرائن و الأدلة و التصريحات به.

قوله:و ذلك أمر آخر...الخ.

أقول:جعله أخص من وقت التقية بعيد

ص: 121


1- شرعة التسمية:103.
2- شرعة التسمية:103.
3- شرعة التسمية:110.
4- شرعة التسمية:120.
5- شرعة التسمية:120-121.

جدا بل لا وجه له و لا دليل عليه،و هو معارض بحديث المجامع و المحافل،فكيف خصصتم أحاديث النهي به مع أنه من جملة القرائن على إرادة التقية،و لم يخصصوها بهذه الأحاديث الكثيرة و القرائن التي لا تحصى و لا يعارضها شيء عند التحقيق إن لم يخصصوا أحاديث النهي بجميع ما أوردناه،فخصصوا به حديث المجامع الذي ليس بصحيح و لا صريح.

قوله:و اختصاص علة الحكم ببعض أفراد الموضوع لا يوجب تخصيص الحكم بذلك الفرد (1).

أقول:هذا البحث...الخ تحقيق حسن جيد،لكن لا ينافي ما قلناه بوجه بل يؤيده و يؤكده لوجود النصوص من الطرفين،ثم إنّا نعارضه بجملة لأحاديث النهي على المجامع و المحافل لورود هذا اللفظ في حديثين ضعيفين أو حديث واحد ضعيف و تخصيص أحاديث النهي كلها بذلك كما فعله السيد،ثم يتوقف في الحمل على التقية الذي دلت عليه التصريحات و القرائن التي ذكرنا من جملتها خمسة و ستين و لا يظهر لها مناف،و مهما أجاب به فهو جوابنا بعينه.

قوله:إلاّ أن يرد نص آخر يخصص الحكم (2).

أقول:قد عرفت النصوص الكثيرة الدالة على ذلك (3).

قوله:إلاّ أن يكون هناك معارض و مناف (4).

أقول:قد عرفت المعارضات المتواترة و المنافيات التي لا تحصى (5).

قوله:و لا يتوهم أن الأدلة هنا متعارضة (6).

أقول:بل يجب أن يتيقن ذلك و يجزم به و يرجح ذلك الجانب أيضا لما تقدم تحقيقه.

قوله:لأن الأصل إلى آخره (7).

أقول:الأدلة غير منحصرة في الأصل،بل هو مؤيد و مؤكد لها مع أنها لا تحتاج إلى تأييد و لا تأكيد،لأنها كما عرفت في غاية الكثرة و الظهور و الوضوح.

قوله:و في مسألتنا هذه نصوص على التحريم غير معارضة بما يدافعها من الأدلة (8).

أقول:قد ظهر عليك فساد هذه الدعوى التي قد كررها و أكثر من ذكرها.

قوله:هذا يصلح أن يخرج شاهد المتواتر مضمون الأحاديث أن اسمه اسم النبي و كنيته كنيته (9).

أقول:هذا لا ينافي ما قلناه بوجه،و إذا كانت الأحاديث المشار إليها متواترة كانت أحاديث التصريح بالاسم متواترة بطريق الأولوية، لأنها أضعاف أضعافها كما لا رأيت.(10)

قوله:اللهم عرّفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني (11)يفهم من هذا الدعاء أن معرفته عليه السّلام بهذا العنوان أعني لفظ الحجة غير كاف،فلا بد من معرفته

ص: 122


1- شرعة التسمية:122.
2- شرعة التسمية:122.
3- شرعة التسمية:122.
4- شرعة التسمية:122.
5- شرعة التسمية:122.
6- شرعة التسمية:123.
7- شرعة التسمية:123.
8- شرعة التسمية:123.
9- شرعة التسمية:133.
10- یحتمل ان یکون الصحیح «کما رایت»
11- شرعة التسمية:137.

بتعيينه باسمه و نسبه خصوصا مع ما روي سابقا من أن له أخا،مع أن اللفظ الذي أذن في إطلاقه عليه على قولكم هو لفظ الحجة لا غير،و هو الذي دل عليه حديث واحد ضعيف من الأحاديث التي أوردتموها على الإذن فيه،فتجويزكم له و للألقاب الباقية ليس إلاّ لورودها في بعض الأخبار،و قد ورد الاسم الشريف في أخبار لا تقصر عن أخبار لقب واحد من تلك الألقاب،و قد أوردنا منها ما فيه بل في بعضه كفاية لأولي الألباب،و اللّه سبحانه هو الموفّق لسلوك سبيل الصواب،و العاصم من الخلل و الزلل و الاضطراب،و هو المسؤول و المأمول في الدنيا و يوم المآب.

تمت الرسالة الموسومة ب(كشف التعمية في حكم التسمية)بقلم مؤلفها سمي مولانا المهدي،و عبده المخلص الولي محمد بن الحسن الحر العاملي،عامله اللّه بلطفه الخفي،و فرغ منها في العشر الأوسط من ذي الحجة سنة 1077 و الحمد لله وحده و صلى اللّه على محمد و آله.

ص: 123

ص: 124

مصادر الكتاب

1. قرآن مجید

2. نهج البلاغه.

3. کمال الدین، مؤلفه: ابوجعفر محمد بن على بن الحسين بن بابويه القمي المتوفى سنه 381 طبع في مؤسسة النشر الاسلامي التابعة لجامعة المدرسین بقم المشرقة.

4. إعلام الوری بأعلام الهدى، مؤلفه: ابوعلى الفضل بن الحسن الطبرسي من أعلام القرن السادس الهجري، تحقيق مؤسسة آل البيت لاحياء التراث. طبع في مطبعة ستاره قم.

5. کشف الغمة في معرفة الائمة. مؤلفة: العلامة المحقق ابوالحسن علی بن عیسی بن ابوالفتح الاربلي طبع في نشر أدب الحوزه و اسلامية

6. الكافي، مؤلفه: ثقه الاسلام أبو جعفر محمد بن یعقوب بن اسحق الكليني الرازی المتوفی 329/328 هق طبع في بيروت - لبنان، دار صعب، دار التعارف.

7. عيون أخبار الرضا عليه السلام مؤلفه: محمد بن علی بن الحسين بن بابويه القمي المتوفى سنة 381 طبع في مطبعة زندگی

8. كتاب الغيبة ، مؤلفه: شيخ الطائفة أبوجعفر محمد بن الحسن الطوسي المتوفى سنه 460 طبع في مؤسسة المعارف الاسلامية قم المقدسة.

9. الخرائج و الجرائد مؤلفه: المحدث و المفسر الكبير قطب الدین راوندی طبع في مؤسسة الامام المهدی قم المقدسة.

ص: 125

10.کتاب الحضال، مؤلفه:ابو جعفر محمد بن على بن الحسين بن بابويه القمي المتوفي 381 هق طبع في مؤسسة النشر الاسلامي.

11.من لا يحضره الفقیه، مؤلفه: أبو جعفر محمد بن على بن الحسين بن بابويه القمي المتوفي 381 ه طبع في نشر الصدوق.

12. الامالي، مؤلفه: شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي المتوفی 160 طبع في دار الثقافة بقم المشرفة.

13. مشارق انوار اليقين، مؤلفه: الحاقط رجب البرسي طبع في نشر اهل البيت.

14.كفاية الأثر في النص على الائمة الاثني عشر، مؤلفه: علی بن محمد بن على الخراز القمي. طبع في مطبعة بيدار.

15. البحار مؤلفه: العلامة شيخ الاسلام محمد الباقر المجلسي المتوفى سنة 111 طبع في مكتبة الاسلامية طهران.

16. المصباح، مؤلفه: الشيخ تقي الدين إبراهيم بن على بن الحسن بن محمد العاملی الكفعمي المتوفي 900. طبع في مؤسسة الأعملی، بیروت - لبنان.

17.مفتاح الفلاح، مؤلفه: الشيخ بهاء الدين محمد بن الحسين الحارثي العاملي طبع في مؤسسة النشر الاسلامي التابعة لجامعة المدرسین بقم المقدسة.

18.الاعتقادات في دين الامامية ، مؤلفه: رئيس المحدثین ابوجعفر محمد بن على بن الحسین بن بابويه القمي الصدوق المتوفى سنة 381 طبع في مطبعة العلمية قم المقدسة.

19. الدروس الشرعية في فقه الامامية، مؤلفه: الشيخ شمس الدين محمد بن متى العاملی الشهيد الاول» المتوفى سنه 786 هق طبع في مؤسسة النشر الاسلامي.

20. العقائد الجعفرية مؤلفه: شيخ الطائفة ابوجعفر محمد بن الحسن الطوسي المتوفي 460. جاء في آخر کتاب جواهر الفقه مؤلفه: الفقيه الاقدام القاضي عبدالعزيز بن البراج الطرابلسي المتوفی 460 طبع في موسسة النشر الاسلامي التابعة لجامعة المدرسین بقم المشرفة.

21. تهذیب الاحکام، مؤلفه: الشيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن بن على الطوسی المتوفی 460 طبع في مكتبة الصدوق.

22. المقنعة، مؤلفه: فخرالشيعة أبوعبدالله محمد بن النعمان العكبري البغدادي الملقب

ص: 126

بالشيخ المفيد المتوفى سنه 413 ه ق طبع في مؤسسة النشر الاسلامي التابعة لجامعة المدرسین بقم المشرقة.

23. مهج الدعوات و منهج العبادات، مؤلفه: رضى الذين ابوالقاسم علی بن موسی بن جعفر بن طاووس الحسني الحسيني المتوفى سنه 664 ه ق طبع في دار الکتب الاسلامية طهران.

24. منهاج الصلاح في إختصار المصباح مؤلفه: الشيخ الطائفة العلامة الحلي، وجدت نسخة مخطوطة في مكتبة المجلس بطهران.

25. مصباح المتجهد، مؤلفه: شیخ الطائفة ابوجعفر محمد بن الحسن الطوسي المتوفي 1460 في طبع في مؤسسة الأعلمی بیروت.

26.الارشاد، مؤلفه: الشيخ المفيد ابوعبدالله محمد بن محمد بن النعمان العكبري المتوفي 1413ق طبع في مؤسسة آل البيت عليهم السلام لاحياء التراث.

27. مطالب السئول في مناقب آل الرسول، مؤلفه: الشيخ ابوسالم محمد بن طلحة بن محمد بن الحسن القرشي العدوى النصيبي الشافعي المتوفي سنه 652 طبع في مؤسسة البلاغ بیروت لبنان.

28. التوحيد، مؤلفه : الشيخ أبو جعفر محمد بن على بن الحسين بن بابويه القمي المتوفي سنه 381 طبع في مؤسسة النشر الاسلامي التابعة لجامعة المدرسین بقم المشرفة

29. ديوان المتنبي، طبع في دار صادر - بيروت - لبنان.

30.شرعة التسمية، حول حرمة تسمية صاحب الامر مؤلفه: السيد محمد باقر المشتهر بالداماد المتوفی 1041 طبع في مؤسسة مهدیه میرداماد - اصفهان.

31. الوسائل، مؤلفه: المحدث محمد بن الحسن الحر العاملي المتوفي سنه 1104 مؤسسة آل البيت عليهم السلام لاحياء التراث.

32.کامل الزیارات، مؤلفه: ابوالقاسم جعفر بن محمد بن جعفر بن موسی بن قولويه القمي المتوفی 368 ه. ق. طبع مكتبة الصدوق.

ص: 127

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.