نبراس الزائرین في زیارة العتبات المقدّسة

هویة البرنامج

نبراس الزائرین في زیارة العتبات المقدّسة

مرکز الفرودس للثقافة و الإعلام

ص: 1

من نحن؟

بین أیدیکم الإصدارالأول من تطبیق نبراس الزیارات التي تشمل مجموعة من کتب الزیارات للمراقد المشرفة و العتبات المقدسة في العراق کالتالي :

1- نبراس الفائزین بزیارة أمیرالمؤمنین علیه السلام

2- نبراس الزائر في زیارة الحائر و الذي تم إعدادهما في هذا المرکز و من تالیف العلامة الشیخ علي اکبر مهدي بور

3- انوارسامراء من تالیف العلامة السید محمد بني هاشمي

4- نبراس الدارين في زيارة الكاظمين

الذي جمع فیه کل ما یحتاجه الزائر في تلک البقاع المتبرکة من زیارات و أعمال و صلوات

و نظرا إلی سعة حاجة المؤمنین لما تضمنه تلک الکتب و لتسهیل الأمر للزائرین قمنا بإصدار هذا التطبیق بما یناسب التقنیات الحدیثة فخرج بحمدالله تعالی هذه الحلة المبارکة و مع الإمکانیات الممیزة. نذکر بعض منها؛

*فهرسة الزیارات

*البحث السریع في کل نصوص الکتاب

*إضافة صوت المقاطع التي یجب أن یذکر في حالة السجود

و في الختام نتقدم بالشکر الجزیل لموسسة القائمیة لتعاونهم معنا في إنتاج هذا التطبیق کما نشکر أسرة و أحفاد آیة الله السید احمد الفالي رحمه الله علی ما أنفقوه لهذا المشروع و نتمنی من المومنین أن لا ینسونا من صالح الدعاء فی مضان الاستجابة و الحمد لله رب العالمین .

مرکز الفرودس للثقافة و الإعلام

Alferdaus1971@gmail.com

+964-7801301023

السور من القرآن

سُورُةُ یس

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5) لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6) لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (7) إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (8) وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (9) وَسَوَاءٌ عَلَیْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (10) إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (11) إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ (12) وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ

ص: 2

فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14) قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ (15) قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) وَمَا عَلَیْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (17) قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (19) وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21) وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ (23) إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24) إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25) قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27) وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ (28) إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ

ص: 3

مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ (31) وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32) وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (34) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (35) سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ (36) وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ (37) وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (41) وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ (42) وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنْقَذُونَ (43) إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ (44) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ

ص: 4

اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (45) وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (46) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (47) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (48) مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49) فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (50) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ (51) قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52) إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (53) فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (54) إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ (55) هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ (56) لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ (57) سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (58) وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (59) أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا

ص: 5

الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (63) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (64) الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (65) وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ (66) وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ (67) وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ (68) وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (69) لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ (70) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ (71) وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ (72) وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (73) وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ (74) لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ (75) فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا

ص: 6

يُعْلِنُونَ (76) أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (77) وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79) الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ (80) أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (81) إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83)

سُورُةُ الرَّحمَن

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4) الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5) وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (6) وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلَّا تَطْغَوْا

ص: 7

فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9) وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ (10) فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ (11) وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ (12) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (13) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14) وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ (15) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (16) رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (17) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (18) مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ (20) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (21) يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ (22) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (23) وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ (24) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (25) كُلُّ مَنْ عَلَیْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (28) يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (29) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (30) سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّةَ الثَّقَلَانِ (31) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (32) يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ

ص: 8

تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (34) يُرْسَلُ عَلَیْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ (35) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (36) فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ (37) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (38) فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ (39) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (40) يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ (41) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (42) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ (43) يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ (44) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (45) وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (47) ذَوَاتَا أَفْنَانٍ (48) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (49) فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ (50) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (51) فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ (52) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (53) مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ (54) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (55) فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ

ص: 9

لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (56) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (57) كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ (58) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (59) هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (60) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (61) وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (62) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (63) مُدْهَامَّتَانِ (64) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (65) فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ (66) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (67) فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (68) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (69) فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ (70) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (71) حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (73) لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (74) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (75) مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ (76) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (77) تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (78)

ص: 10

سُورُةُ الفَتحِ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَیْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (2) وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا (3) هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (4) لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا (5) وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَیْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (6) وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (7) إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8) لِتُؤْمِنُوا

ص: 11

بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9) إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَیْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10) سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (11) بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا (12) وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا (13) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (14) سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا

ص: 12

قَلِيلًا (15) قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (16) لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا (17) لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَیْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18) وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (19) وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (20) وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَیْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (21) وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (22) سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (23) وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَ

ص: 13

أَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَیْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (24) هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (25) إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (26) لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا (27) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (28) مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَ

ص: 14

رِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29)

سُورُةُ العَادیَاتِ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5) إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8) أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10) إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11)

ص: 15

سُورُةُ المُلكِ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْ ءٍ قَدِيرٌ 1 الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ 2 الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَانِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ 3 ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ4 وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَآءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ 5 وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ 6 إِذَآ أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ 7 تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَآ أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَآ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ8 قَالُوا بَلَى قَدْ جَآءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَىْ ءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ كَبِيرٍ9 وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ 10 فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ 11 إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ 12 وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ 13 أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ 14 هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ15 أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَآءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ16 أَمْ أَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَآءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ17 وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ 18 أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَآفَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ الرَّحْمَانُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَىْ ءٍ بَصِيرٌ19 أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَكُمْ يَنصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَانِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلاَّ فِي غُرُورٍ 20 أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ21 أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ22 قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ 23 قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ 24 وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ 25 قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَآ أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ 26 فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ27 قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ 28 قُلْ هُوَ الرَّحْمَانُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ29 قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَآؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَآءٍ مَعِينٍ 30

* * *

سُورُةُ القَدر

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)

سُورُةُ الزّلزلة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)

ص: 16

سُورُةُ النَّصرِ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2)فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)

ص: 17

فی زيارة أميرالمؤمنين عليه السلام

اشارة

من دعاء للامام المهدي عليه السّلام

كان يدعو به في حرم الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام :

اللّهمّ هذا دينك أصبح باكياً لفقد وليّك ، فصلّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرج وليّك رحمة لدينك .

اللّهمّ هذا كتابك أصبح باكياً لفقد وليّك ، فصلّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرج وليّك رحمة لكتابك .

اللّهمّ و هذه أعين المؤمنين أصبحت باكية لفقد وليّك، فصلّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرج وليّك رحمة للمؤمنين .

اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد(1).

ص: 18


1- أرويه عن العلامة آيةاللَّه السيد محمّد مهدي الخرسان، يرويه عن المرحوم الشيخ عبد علي البحراني الكوفي رحمه الله، وهو قد سمعه عن الحجة عليه السلام يدعو به عند رأس الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام .

قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله :

1 ) شيعة عليّ هم الفائزون يوم القيامة(1)

2 ) عليّ و شيعته هم الفائزون يوم القيامة(2)

3 ) إنَّ علياً و شيعته هم الفائزون يوم القيامة(3)

4 ) هذا و شيعته هم الفائزون يوم القيامة(4)

5 ) إنَّ هذا و شيعته هم الفائزون يوم القيامة(5)

6 ) أنت و شيعتك هم الفائزون يوم القيامة(6)

7 ) والذي نفسي بيده إنَّ هذا و شيعته هم الفائزون يوم القيامة(7)

كلمات مضيئة

قال اللَّه تعالى : « قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَ لَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً » .(8)

وقال رسوله صلّى اللَّه عليه وآله : لو أن الغياض أقلام، والبحر مداد، والجنّ حُسّاب، والإنس كُتّاب، ما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب .(9)

وقال صلّى اللَّه عليه وآله : إنّ اللَّه جعل لأخي عليّ فضائل لا تحصى كثرة .(10)

قال رجل لإبن عباس : سبحان اللَّه ما أكثر مناقب علي وفضائله، إنّي لأحسبها ثلاثة آلاف، فقال إبن عباس : أولا تقول : إنّها إلى ثلاثين ألف أقرب .(11)

روى السيد مرتضى علم الهدى عن « أبي حفص عمر بن شاهين » ( 385 - 297 ه- . ( انّه قال : إنّي جمعت من فضائل عليٍّ عليه السلام - خاصة - ألف جزء .(12)

وقال الصادق عليه السلام في حديث مستفيض : من حفظ من أحاديثنا أربعين حديثاً بعثه اللَّه يوم القيامة عالماً فقيهاً .(13)

قد صرح فطاحل العلماء أنّ هذا الحديث مستفيض بل متواتر .(14)

وقال الشافعي وأحمد بن حنبل من أئمة أهل السّنة، أنّه يجب أن يكون أربعون حديثاً من أحاديث الرسول في مناقب الائمة الطاهرين صلوات اللَّه عليهم أجمعين .(15)

ولمّا كان كتابنا هذا : « نبراساً للفائزين بزيارة أميرالمؤمنين عليه السلام »، إقتطفنا أربعين كلمة من أربعين كتاباً، حتى يكون أربعين قطرة من بحار فضائل أميرالمؤمنين عليه

ص: 19


1- الحافظ شيرويه، فردوس الاخبار، تحقيق فؤاد احمد، ط 1، بيروت، 1407 ه- .، ج 2، ص 504 .
2- عبدالرؤوف المناوي، كنوز الحقايق، ط مصر، ج 1، ص 150 ؛ ج 2، ص 17 .
3- ابن عساكر، تاريخ دمشق، تحقيق علي عاشور الجنوبي، ط 1، بيروت، 1407 ه- .، ج 45، ص 254 .
4- إبن جوزي، تذكرة الخواص، تحقيق حسين تقي زاده، ط 1، طهران، 1426 ه- .، ج 1، ص 344 .
5- الگنجى، كفاية الطالب، تحقيق محمد هادي الأميني، ط 3، طهران، 1404 ه- .، ص 245 .
6- إبن عساكر، تاريخ دمشق، ج 45، ص 252 .
7- الحمويني، فرائد السمطين، تحقيق محمّد باقر المحمودي، ط 1، بيروت، 1398 ه- .، ج 1، ص 156 .
8- الكهف : 109 .
9- الحمويني، فرائد السمطين، ج 1، ص 16 .
10- الخوارزمي، المناقب، تحقيق مالك المحمودي، ط 4، قم، 1400 ه- .، ص 32 .
11- الكنجي، كفاية الطالب، ص 252 .
12- الطبرسي، إعلام الورى، تحقيق آل البيت، ط 1، قم، 1417 ه- .، ج 1، ص 358 .
13- الكليني، الكافي، تحقيق علي اكبر الغفاري، ط 1، بيروت، 1405 ه- .، ج 1، ص 49 .
14- الشيخ البهائي، الأربعون، ط 6، قم، 1427 ه- .، ص 10 .
15- الخاتون آبادي، كشف الحق، مؤسسة الإمام المهدي عليه السلام، طهران، 1402 ه- .، ص 14 .

السلام ولمّا كان من المتعذّر جدّاً الإشارة إلى كلّ فضائله، إقتصرنا بفضائله الّتي لم يسبقه اليها أحدٌ من الامّة، بل هو الذي سبق الامة جميعاً :

1 - أوّل مولود ولد في الكعبة عليّ بن أبي طالب عليه السلام .(1)

2 - أوّل من أخذ عليّ بن أبي طالب عليه السلام أخاً من أهل السماء إسرافيل، ثم ميكائيل، ثم جبرائيل .(2)

3 - يا علي، فانّه كان الروح الأمين جبرائيل، وهو اوّل من سلّم عليك بإمرة المؤمنين .(3)

4 - أوّل من سمّي بأميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام .(4)

5 - أوّل من أسلم عليّ عليه السلام قبل الناس بسبع سنين، وكان أوّل من جمع القرآن .(5)

6 - عليّ عليه السلام أوّل من آمن بي وصدقني .(6)

7 - يا علي أنت أوّل المؤمنين ايماناً، وأوّل المسلمين إسلاماً، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى .(7)

8 - يا علي، أنت أول هذه الامة ايماناً باللَّه ورسوله، وأولهم هجرة إلى اللَّه ورسوله .(8)

9 - أنت أوّل من آمن بي وأنت أوّل من صدقني .(9)

10 - هذا أوّل من آمن بي، وأوّل من يصافحني يوم القيامة .(10)

11 - يا أيها الناس من آذى علياً فقد آذاني، إنّ علياً أوَّلكم ايماناً وأوفاكم بعهداللَّه، يا أيها الناس من آذى علياً بعث يوم القيامة يهودياً أو نصرانياً .(11)

12 - فكان أبي عليه السلام أوّل من استجاب للَّه تعالى ولرسوله صلّى اللَّه عليه وآله، وأوّل من آمن وصدّق اللَّه ورسوله .(12)

13 - أوّل من صلّى مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله عليّ بن أبي طالب عليه السلام .(13)

14 - أوّل من صلّى معي عليٌّ .(14)

15 - أنا أوّل رجل صلّى مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله .(15)

16 - أنا الاوّل، فأنا أوّل من آمن باللَّه وأسلم، و - أما قولي

ص: 20


1- شاكر هادي شُكر، اوليّات أميرالمؤمنين، ط 1، بيروت، 1422 ه- .، ص 14 .
2- الخوارزمي، مقتل الحسين، تحقيق السماوي، ط 1، قم، 1418 ه- .، ج 1 ص 71 .
3- التستري، إحقاق الحق، ط 1، قم، ج 4، ص 276 .
4- المقدس الاصفهاني، كتاب الأوائل، ط 1، اصفهان، 1381 ه- .، ص 50 .
5- الكوفي، مناقب الإمام أميرالمؤمنين، ط 1، قم، 1423 ه- .، ج 1، ص 350 .
6- إبن عساكر، تاريخ دمشق ،ج 45 ،ص 28 .
7- ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق، ط 1، دمشق، 1404 ه- .، ج 17، ص 346 .
8- الشيخ الطوسي، الأمالي، ط 1، قم، 1414 ه- .، ص 472 .
9- ابن ابي الحديد، شرح نهج البلاغة، ط 1، القاهرة، 1378 ه- .، ج 13، ص 233 .
10- الشيخ الصدوق، معاني الاخبار، ط 1، قم، 1379 ه- .، ص 402 .
11- ابن المغازلي، مناقب علي بن أبي طالب ، ط 2، طهران، 1403 ه- .، ص 52 .
12- الشيخ الطوسي، مصباح المتهجد، ط 1، بيروت، 1411 ه- .، ص 562 .
13- أحمد بن حنبل، فضائل أميرالمؤمنين، ط 1، قم، 1425 ه- .، ص 224 .
14- اسماعيل المعزّي، جامع الأحاديث، ط 1، قم، 1399 ه- .، ج 3، ص 319 .
15- إبن أبي شيبة، المصنَّف، ط 1 ، بيروت، 1409 ه- .، ج 8، ص 332 .

- أنا الآخر، فأنا آخر من سجّى على النّبي ثوبه ودفنه .(1)

17 - أنا يعسوب المؤمنين وأوّل السابقين وإمام المتقين .(2)

18 - أنشدكم باللَّه أتعلمون أنّ علياً أوّل من حرّم الشهوات كلّها على نفسه من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله .(3)

19 - كنت أوّل من ناجى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله، فكنت أوّل من عمل بها، فلم يعمل بها أحد قبلي ولا بعدي .(4)

20 - أوّل من عمل بآية النجوى علي عليه السلام .(5)

21 - الائمة بعدي إثنا عشر، أوَّلهم عليّ بن أبي طالب ، وآخرهم القائم .(6)

22 - يا علي، أنا أوّل من ينفض التّراب عن رأسه وأنت معي .(7)

23 - فأوّل من يقوم من قبره أميرالمؤمنين، ويكسوه جبرئيل حُلَلاً من الجنّة، ويضع على رأسه تاج الوقار ورداء الكرامة .(8)

24 - يا علي أوّل من تنشق عنه الارض محمّد ثمّ أنت، وأوّل من يُحبى محمّد ثم أنت، وأوّل من يكسى محمّد ثم أنت .(9)

25 - ثم أنت أوّل من يدعى بك، لقرابتك منّي ومنزلتك عندي، ويدفع اليك لوائي وهو لواء الحمد، فتسير به بين السماطين، آدم ومن دونه .(10)

26 - إنك أوّل من يرد عليّ الحوض، وإنك أوّل من يدخل الجنة من أمتي .(11)

27 - أوّل هذه الأمّة وروداً على نبيها، أوَّلها إسلاماً، عليّ بن أبي طالب .(12)

28 - أولكم وروداً عليّ الحوض، أولكم إسلاماً عليّ بن أبي طالب .(13)

29 - يا علي ... أنت أوّل من يقف معي عن يمين العرش وأوّل من يقرع معي باب الجنة، وأوّل من يسكن معي عليين .(14)

30 - يا علي أنت أوّل من يجوز الصراط معي، وإنّ ربّي جل جلاله أقسم بعزّته لا يجوز عقبة الصراط إلّا من كان معه براءة بولايتك وولاية الائمة من بعدك .(15)

31 - يا علي

ص: 21


1- الشيخ المفيد، الاختصاص، ط 1، قم المقدّسة، ص 163 .
2- الهلالي، كتاب سليم بن قيس، ط 1، قم . 1407 ه- .، ص 119 .
3- محمّد حسن الميرجهاني، كنوز الحكم وفنون الكلم، ط 1، اصفهان، 1413 ه- .، ص 61 .
4- السيّد شرف الدين، تأويل الآيات الظاهرة، ط 1، قم، 1409 ه- .، ص 648 .
5- ابوهلال العسكري، الاوائل، ط 1 ،المدينة، 1385 ه- .، ص 166 .
6- الخزاز، كفاية الأثر، ط 1، قم، 1401 ه- .، ص 146 .
7- بحارالانوار، ج 7، ص 179 .
8- ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب ، ط 2، بيروت، 1412 ه- .، ج 3، ص 260 .
9- الحمويني، فرائد السمطين، ج 1، ص 184 .
10- تذكرة الخواص، ج 1، ص 218 .
11- الخوارزمي، المناقب، ص 76 .
12- الطبراني، كتاب الاوائل، ط 1، بيروت، 1413 ه- .، ص 136 .
13- الحاكم النيشابوري، المستدرك على الصحيحين، ط 1، بيروت، 1398 ه- .، ج 3، ص 136 .
14- الشيخ الصدوق، الخصال، ط 1، قم، 1403 ه- .، ج 2، ص 342 .
15- الشيخ الصدوق، عيون الاخبار، ط 1، النجف الأشرف، 1390 ه- .، ج 1، ص 237 .

انك أوّل من يقرع باب الجنة، فتدخلها بغير حساب .(1)

32 - أوّل من يدخل الجنة من النبيين والصديقين عليّ بن أبي طالب عليه السلام .(2)

33 - يا علي، إنك أوّل من يدخل الجنة معي، فتدخلها بغير حساب .(3)

34 - أوّل شخص يدخل الجنة عليّ وفاطمة بنت محمّد .(4)

35 - إن أوّل من يدخل الجنة أنا وأنت وفاطمة والحسن والحسين .(5)

36 - حبك ايمان وبغضك نفاق، وأوّل من يدخل الجنة محبّك وأوّل من يدخل النار مبغضك .(6)

37 - أنا أوّل من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة .(7)

38 - أشهد أنك أوّل مظلوم وأوّل من غصب حقّه .(8)

39 - السلام عليك يا ولي اللَّه، أنت أوّل مظلوم، وأوّل من غصب حقه .(9)

40 - أوّل ثلمة في الاسلام مخالفة عليّ .(10)

فهذه أربعون كلمة من الكلمات المضيئة الصّادرة من اهل بيت العصمة حول أوليات أبي الائمة، سيد العترة، قائد الامة، أمير البررة، قاتل الفجرة، المنصور من نصره، والمخذول من خذله، على حدّ تعبير نبيّ الرّحمة صلّى اللَّه عليه وآله، نهديها إلى أشرف الانبياء والمرسلين، خاتم السّفراء والنبيين صلّى اللَّه عليه وآله، وأخيه يعسوب الدين، قائد الغرّ المحجّلين، أميرالمؤمنين عليه السلام، وآله الهداة المهديين، المنتخبين المنتجبين عليهم السّلام لا سيّما الإمام المبين والكهف الحصين وغياث المضطر المستكين وملجأ الهاربين ومنجى الخائفين وعصمة المعتصمين، حبيبنا وحبيب رب العالمين عجل اللَّه تعالى فرجه الشريف وجعلنا اللَّه من أعوانه وأنصاره ومقوّية سلطانه.

« يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنا وَ أَهْلَنَا الضُّرُّ وَ جِئْنا بِبِضاعَةٍ مُزْجاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَ تَصَدَّقْ عَلَيْنا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ » .

أقل خدمة أهل العلم - قم المقدسة

علي اكبر مهدي پور - 13 / رجب / 1428 ه-.

الباب الأوّل : فضل تربة أميرالمؤمنين عليه السلام

فضل النّجف الأشرف:

1 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام : يحشر من

ص: 22


1- الطبري، ذخائر العقبى، ط 1، قم، 1403 ه- .، ص 61 .
2- التستري، الاوائل، ط 1، طهران، 1405 ه- .، ص 29 .
3- القندوزي، ينابيع المودة، ط 1، قم، 1416 ه- .، ج 1، ص 150 .
4- الشبلنجي، نورالابصار، ط 1، بيروت، 1418 ه- .، ص 42 .
5- المتقي الهندي، كنز العمال ط 1، بيروت، 1409 ه- .، ج 12، ص 98 .
6- ابن الصباغ، الفصول المهمة، ط 1، النجف الأشرف، 1381 ه- .، ص 127 .
7- البخاري، الصحيح، الطبعة السلطانية، بولاق، 1313 ه- .، ج 5، ص 95 .
8- إبن قولويه، كامل الزيارات، ط 1، بيروت، 1418 ه- .، ص 41 .
9- إبن المشهدي، المزار الكبير، ط 1، قم، 1419 ه- .، ص 230 .
10- الهمداني، مودة القربى، مجلة الموسم، 1990 م .، ص 91 .

ظهر الكوفة سبعون ألفاً على غُرّة الشّمس ،(1) يدخلون الجنّة بغير حساب .(2)

2 - أتى إبراهيم الخليل عليه السلام أرض النّجف واشتراها بغُنَيماتٍ كنّ معه وقال : يحشر من ولده من ذلك الموضع سبعون ألف شهيد .(3)

3 - إشترى أميرالمؤمنين عليه السلام ما بين النجف والحيرة بأربعين ألف درهم وقال : يحشر من ظهرها سبعون ألفاً يدخلون الجنّة بغير حساب، فاشتهيت أن يحشروا في ملكي .(4)

4 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام : أوّل بقعة عبداللَّه عليها ظهر الكوفة، لمّا أمر اللَّه الملائكة أن يسجدوا لآدم، سجدوا على ظهر الكوفة .(5)

5 - قال الصادق عليه السلام : في قوله تعالى : « وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين » : الربوة نجف الكوفة، والمعين الفرات .(6)

فضل موضع قبر أميرالمؤمنين عليه السّلام:

6 - قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله لعليّ عليه السلام : يا أباالحسن، إن اللَّه جعل قبرك وقبر ولدك بقاعاً من بقاع الجنّة، وعرصة من عرصاتها .(7)

7 - قال أبوقرة - من أصحاب زيد بن عليّ - إنطلقت أنا وزيد بن عليّ عليه السلام على نحو الجبّانة(8) فصلّى ليلاً طويلاً، ثمّ قال لي : أبا قرّة أتدري أيّ موضع هذا ؟ قلت : لا، قال : نحن بقرب أميرالمؤمنين عليه السلام، يا أبا قرّة نحن في روضة من رياض الجنّة .(9)

8 - قال الصادق عليه السلام : وأما البقعة الّتي فيها قبر أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه، فإنّ نوحاً لمّا طافت السّفينة، هبط جبرئيل على نوح فقال :

إنّ اللَّه يأمرك أن تنزل مابين السّفينة والرّكن اليماني، فإذا إستقرّت قدماك على الأرض فأبحث تابوت آدم، فأحمله معك في السّفينة، فإذا غاص فابحث بيدك الماء، فادفنه بظهر النّجف، بين الذّكوات البيض والكوفة، فإنّها بقعة إخترتها له ولك يا

ص: 23


1- أى مطلعها .
2- نصر بن مزاحم، وقعة صفّين، ط 2، القاهرة 1382 ه- .، ص 127 .
3- الحموى، معجم البلدان، ط 1، بيروت، 1399 ه- .، ج 1، ص 331 .
4- السيد إبن طاووس، فرحة الغريّ، ط 1، قم، 1419 ه- .، ص 58 .
5- العياشي، التفسير، ط 1، قم، 1421 ه- .، ج 1، ص 120 .
6- ابن قولويه، كامل الزيارات، ص 47، ب 13، ح 5 .
7- الشبخ الطوسي، تهذيب الأحكام، ط 3، بيروت، 1406 ه- .، ج 6، ص 22، ح 50 .
8- الجبّانة : الصّحراء، المقابر وما إستوى من الأرض في إرتفاع ؛ وكان تعرف في الكوفة إحدى عشرة جبّانة ] هشام جعيط، الكوفة [ .
9- الشيخ المفيد، المزار، ط 1، قم، 1409 ه- .، ص 193 .

نوح ولعليّ بن أبي طالب صلوات اللَّه عليه، وصيّ محمّد صلّى اللَّه عليه وآله.

ففعل نوح ذلك، ووصّى إبنه ساماً أن يدفنه في البقعة مع التّابوت الّذي لآدم .

فإذا زرتم مشهد أميرالمؤمنين، فزوروا آدم ونوح وعليّ بن أبي طالب عليهم السّلام .(1)

9 - قال المسعودي : إن آدم ونوح وأميرالمؤمنين عليهم السّلام في قبر واحد .(2)

10 - وروي عن الصادق عليه السلام أنّه قال : قبر علي عليه السلام هو في الغريّ، مابين صدر نوح ومفرق رأسه ممّا يلي القبلة .(3)

11 - قال الصادق عليه السلام : إني لمّا كنت بالحيرة عند أبي العباس، كنت آتي قبر أميرالمؤمنين عليه السلام ليلاً وهو بناحية النّجف إلى جانب الغريّ النّعمان، فاصلّي عنده صلاة اللّيل وأنصرف .(4)

12 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام : إذا وقعت النّار في حجازكم وجرى الماء بنجفكم، فتوقّعوا ظهور قائمكم .(5)

13 - قال علي بن الحسين عليه السلام : إذا ملأ هذا نجفكم السّيل والمطر، وظهرت النّار في الحجارة والمدر، وملكت بغداد التّتر، فتوقّعوا ظهور القائم المنتظر .(6)

14 - قال الباقر عليه السلام : إذا خرج القائم عليه السلام من مكّة، ينادي مناديه : ألا لايحملنّ أحدكم طعاماً ولاشراباً، وحمل معه حجر موسى بن عمران عليه السلام، وهو وِقر بعير، فلا ينزل منزلاً إلاّ إنفجرت منه عيون، فمن كان جائعاً شبع، ومن كان ظمآناً رَوِىَ، وَرَوِيَت دوابّهم، حتّى ينزلوا النّجف من ظهر الكوفة .(7)

15 - قال الباقر عليه السلام : كأنّى بالقائم عليه السلام على نجف الكوفة، قدسار إليها من مكّة في خمسة آلاف من الملائكة، جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن شماله، والمؤمنون بين يديه، وهو يفرّق الجنود في البلاد .(8)

16 - قال الباقر عليه السلام : ينزل في سبع قِباب من نور،

ص: 24


1- الخصيبي، الهداية الكبرى، ط 2، بيروت، 1426 ه- .، ص 94 .
2- المسعودي، اثبات الوصية، ط 1404 2 ه- .، ص 132 .
3- السيد إبن طاووس، فرحة الغريّ، ص 99 .
4- إبن قولويه، كامل الزيارات، ص 37 .
5- البياظي، الصراط المستقيم، ط 1، طهران، 1384 ه- .، ج 2، ص 258 .
6- المصدر، ص 259 .
7- الشيخ الصدوق، كمال الدين، ط 1، قم، 1405 ه- .، ج 2، ص 670 .
8- الشيخ المفيد، الارشاد، ط 1، قم، 1413 ه- .، ج 2، ص 379 .

لا يعلم في أيّها هو، حين ينزل في ظهر الكوفة .(1)

17 - قال الباقر عليه السلام : إنّه نازل في قباب من نور، حين ينزل بظهر الكوفة على الفاروق .(2)

18 - قال الباقر عليه السلام : كأنّى أنظر إلى القائم عليه السلام قدظهر على نجف الكوفة، فإذا ظهر على النّجف نشر راية رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله .(3)

19 - قال الحسن العسكري عليه السلام : أما إنّ له غيبة يحار فيها الجاهلون، ويهلك فيها المبطلون، ويكذب فيها الوقّاتون، ثمّ يخرج، فكأنّي أنظر إلى الأعلام البيض تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة .(4)

20 - قال علي بن الحسين عليه السلام : كأنّي بصاحبكم قد علا فوق نجفكم بظهر كوفان، في ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً، جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن شماله، وإسرافيل أمامه، معه راية رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله قد نشرها، لايهوي بها إلى قوم إلاّ أهلكهم اللَّه عزّوجلّ .(5)

21 - قال الباقر عليه السلام في شأن أنصار المهدى عليه السلام : لكأنّي أنظر اليهم مصعدين من نجف الكوفة، ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً، كأنّ قلوبهم زبر الحديد ...

حتّى إذا صعد النّجف قال لأصحابه : تعبّدوا ليلتكم هذه . فيبيتون بين راكع وساجد، يتضرّعون إلى اللَّه، حتى إذا أصبح قال : خذوا بنا طريق النّخيلة، وعلى الكوفة جند مجنّد .(6)

22 - قال الصادق عليه السلام : دار ملكه الكوفة، ومجلس حكمه جامعها، وبيت ماله ومقسم غنائم المسلمين مسجد السّهلة، وموضع خلواته الذّكوات البيض من الغريّين .(7)

23 - قال الصادق عليه السلام : كأنّى أنظر إلى القائم عليه السلام على ظهر النّجف، فإذا إستوى على ظهر النّجف، ركب فرساً أدهم أبلق بين عينيه شمراخ، ثم ينتفض به فرسه، فلا يبقى أهل بلدة إلاّ

ص: 25


1- العياشي التفسير، ج 1، ص 214، ح 405 .
2- نفس المصدر، ص 215، ح 407 .
3- كمال الدين، ج 2، ص 672 .
4- كمال الدين، ج 2، ص 409 .
5- الشيخ المفيد، الاختصاص، ص 45 .
6- العيّاشي، التّفسير، ج 2، ص 197 .
7- بحارالأنوار، ج 53، ص 11 .

وهم يظنّون أنّه معهم في بلادهم .(1)

24 - قال الباقر عليه السلام : يدخل المهدي الكوفة ... فيخرج إلى الغريّ، فيخطّ مسجداً له ألف باب، يسع النّاس، عليه أصيص، ويبعث فيحفر من خلف قبر الحسين عليه السلام لهم نهراً يجري إلى الغريّين، حتى ينبذ في النّجف، ويعمل على فوّهته قناطر وأرحاء في السّبيل .(2)

25 - قال الصادق عليه السلام : إنّ قائمنا إذا قام ... يبنى له في ظهر الكوفة مسجد له ألف باب، وتتّصل بيوت الكوفة بنهر كربلاء وبالحيرة، حتّى يخرج الرّجل يوم الجمعة على بغلة سفواء يريد الجمعة فلا يدركها .(3)

الشّرف كلّ الشّرف:

26 - قال الصادق عليه السلام في تفسير قوله تعالى : « فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ »(4) : هي كرّة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله، فيكون ملكه في كرّته خمسين ألف سنة، ويملك أميرالمؤمنين عليه السلام في كرّته أربعا وأربعين ألف سنة .(5)

27 - قال الصادق عليه السلام : لاتنقضى الدّنيا ولاتذهب حتّى يجتمع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وعليّ عليه السلام بالثّويّة(6) ويبنيان بالثّويّة مسجداً له إثنا عشر ألف باب .(7)

28 - قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله لعليّ عليه السلام : أنت أخي، وميعاد مابيني وبينك وادي السّلام .(8)

29 - قال الصادق عليه السلام : يخرج القائم عليه السلام من ظهر الكوفة سبعة وعشرين رجلاً ... فيكونون بين يديه أنصاراً وحكّاماً .(9)

فضل المدفونين في النّجف الأشرف

30 - قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله لعليّ عليه السلام : إنّ اللَّه عرض مودّتنا أهل البيت على السّماوات والأرض، فأوّل من أجاب منها السّماء السّابعة ... ثمّ أرض كوفان، فشرّفها بقبرك يا علي .(10)

31 - نظر علي عليه السلام إلى ظهر الكوفة، فقال : ما أحسن ظهرك وأطيب

ص: 26


1- الشيخ الصدوق، كمال الدين، ج 2، ص 671 .
2- الشيخ الطوسي، الغيبة، ط 1، قم، 1411 ه- .، ص 469 .
3- النّيلي، منتخب الأنوار المضيئة، ط 1، قم، 1420 ه- .، ص 334 .
4- المعارج : 70 .
5- الشيخ الحرّ العاملي، الايقاظ من الهجعة، ط 1، قم، 1422 ه- .، ص 338 .
6- موضع بالكوفة وهي اليوم تلّ قرب مسجد الحنّانة ] آل محبوبة، ماضى النّجف وحاضرها، ج 1، ص 246 ] .
7- السيّد هاشم البحراني، تفسير البرهان، ط 1، بيروت، 1419 ه- .، ج 7، ص 377 .
8- الكليني، الكافي، ج 3، ص 132 .
9- الشيخ المفيد، الارشاد، ج 2، ص 386 .
10- السيد إبن طاوس، فرحة الغريّ، ص 56 .

قعرك، اللّهم اجعل قبرى بها .(1)

32 - ومن خواص تربته إسقاط عذاب القبر، وترك محاسبة منكر ونكير للمدفون هناك.(2)

33 - ومن خواصّ ذلك الحرم الشّريف، أنّ جميع المؤمنين يحشرون فيه .(3)

34 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام : ما من مؤمن يموت في بقعة من بقاع الأرض، الاّ قيل لروحه : إلحقى بوادي السّلام، وإنّها لبقعة من جنّة عدن .(4)

35 - قال الصادق عليه السلام : لايبقى مؤمن في شرق الأرض وغربها، إلاّ حشراللَّه روحه إلى وادي السّلام .

قال الرّاوي : وأين وادي السّلام ؟ قال : ظهر الكوفة، أما إنّي كأني بهم حلق حلق قعود يتحدّثون .(5)

36 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام لأصبغ بن نباتة : يابن نباتة، لو كشف لكم لرأيتم أرواح المؤمنين في هذا الظّهر حلقاً يتزاورون ويتحدّثون، إنّ في هذا الظّهر روح كلّ مؤمن .(6)

37 - روي عن أميرالمؤمنين عليه السلام أنه إذا كان أراد الخلوة بنفسه، أتى إلى طرف الغريّ، فبينما هو ذات يوم هناك مشرف على النّجف، وإذا برجل قد أقبل من البريّة راكباً على ناقة وقدّامه جنازة، فحين رأى عليّاً عليه السلام قصده، حتّى وصل إليه وسلّم عليه.

فردّ عليّ عليه السلام وقال : من أين ؟ قال : من اليمن .

قال : وما هذه الجنازة الّتي معك ؟ قال : جنازة أبي، أتيت لأدفنها في هذه الأرض . فقال له عليّ عليه السلام : لِمَ لادفنته في أرضكم ؟ قال : أوصى إليّ بذلك وقال :

إنّه يدفن هناك رجل يدخل في شفاعته مثل ربيعة ومضر . فقال له عليّ عليه السلام : أتعرف ذلك الرّجل ؟ قال : لا . فقال عليه السلام : أنا واللَّه ذلك الرّجل، أنا واللَّه ذلك الرّجل،

ص: 27


1- نفس المصدر، ص 61 .
2- الديلمي، ارشاد القلوب، ط 2، قم، 1409 ه- .، ج 2، ص 439 .
3- نفس المصدر، ص 440 .
4- الكليني، الكافي، ج 3، ص 243 .
5- نفس المصدر .
6- بحارالأنوار، ج 27، ص 307 .

قم فأدفن أباك . فقام فدفن أباه.(1)

38 - كان أوّل من دفن بظهر الكوفة ودفن النّاس جنبه « خباب بن الارتّ » وقد شهد بدراً وما بعدها، وشهد صفّين مع أميرالمؤمنين عليه السلام(2) ومات سنة 37 أو 39 من الهجرة .(3)

39 - تواترت الأخبار في فضل هذه البقعة المقدّسة عن أهل البيت عليهم السّلام، وثبت لها مزيّة على سائر بقاع الأئمّة عليهم السّلام، مِن رفع عذاب القبر عمّن دفن بها وعدم سؤال منكر ونكير في البرزخ، وأنّها محشر أرواح المؤمنين .(4)

فضل تعمير قبر أميرالمؤمنين عليه السّلام

40 - قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله لعليّ عليه السلام : إنّ اللَّه جعل قلوب نجباءَ من خلقه وصفوته من عباده، تحنّ إليكم وتحتمل المذلّة والأذى فيكم، فيعمرون قبوركم ويكثرون زيارتها، تقرّباً منهم إلى اللَّه، مودّةً منهم لرسوله، أولئك ياعلي، المخصوصون بشفاعتي والواردون حوضي، وهم زوّاري غداً في الجنّة .

يا علي من عمّر قبوركم وتعاهدها، فكأنّما أعان سليمان بن داود على بناء بيت المقدس .(5)

تتمة :

وصف صفوان الجمّال زيارة الإمام جعفر الصّادق عليه السلام قبر أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه، ثمّ قال : وأعطانى دراهم وأصلحتُ القبر .(6)

الباب الثّاني: فضل زيارة أميرالمؤمنين عليه السلام

آثار زيارة أميرالمؤمنين عليه السلام في الدّنيا

1 - قال الصادق عليه السلام : نحن نقول : بظهر الكوفة قبر لايلوذ به ذو عاهة إلاّ شفاه اللَّه(7).

2 - قال الصادق عليه السلام : إنّ اللَّه عزّ إسمه عرض ولايتنا على السّماوات والأرض والجبال والأمصار، فلم يقبلها قبول أهل الكوفة، وإنّ إلى جانبهم لقبراً، ما لقاه مكروب إلاّ نفّس اللَّه كربته، وأجاب دعوته، وقلّبه إلى أهله مسروراً .(8)

3 - قال الصادق عليه السلام : إنّ إلى جانب كوفان قبراً ما أتاه مكروب قطّ، فصلّى عنده ركعتين أو أربع ركعات، إلاّ نفّس اللَّه عنه كربته وقضى حاجته.

قال الرّاوى : قلت

ص: 28


1- الدّيلمي، ارشاد القلوب، ج 2، ص 440 .
2- الكامل، إبن الأثير، ط 1، بيروت، 1385 ه- .، ج 3، ص 324 و 351 .
3- المامقاني، تنقيح المقال، ط 1، قم، 1423 ه- .، ج 25، ص 241 .
4- آل محبوبة، ماضي النّجف وحاضرها، ط 2، بيروت، 1406 ه- .، ج 1، ص 234 .
5- تهذيب الاحكام، ج 6، ص 22 .
6- ابن المشهدي، المزار الكبير، ص 242 .
7- تهذيب الأحكام، ج 6، ص 34، ح 70 .
8- الشيخ المفيد، الأمالى، ط 1، قم، 1403 ه- .، ص 142، م . 17، ح 9 .

: قبر الحسين بن علي عليهما السلام ؟ فقال لى برأسه : لا . فقلت : فقبر أميرالمؤمنين عليه السلام ؟ فقال برأسه : نعم .(1)

4 - قيل لأبي الحسن الرّضا عليه السلام : أيّما أفضل، زيارة قبر أميرالمؤمنين، أو زيارة الحسين عليهما السلام ؟ قال : إنّ الحسين قتل مكروباً، فحقّاً على اللَّه - جلّ ذكره - أن لا يأتيه مكروب إلاّ فرّج اللَّه كربه. وفضل زيارة أميرالمؤمنين على زيارة قبر الحسين كفضل أميرالمؤمنين على الحسين عليهما السلام .(2)

5 - قال الصّادق عليه السلام : إن أبواب السّماء لتفتح عند دعاء الزّائر لأميرالمؤمنين عليه السلام، فلا تكن عن الخير نوّاماً .(3)

6 - قال الصادق عليه السلام : إذا زرت أميرالمؤمنين عليه السلام، فأعلم أنّك زائر عظام آدم وبدن نوح وجسم عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام . فإذا زرت جانب النّجف، فزر عظام آدم و بدن نوح و جسم عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام، فإنّك زائر الآباء الأوّلين ومحمّداً خاتم النّبيّين وعليّاً سيّد الوصيّين، وإنّ زائره تفتح له أبواب السّماء عند دعوته، فلا تكن عن الخير نوّاماً .(4)

آثار زيارة أميرالمؤمنين عليه السلام في الآخرة

7 - قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله : من زار عليّاً بعد وفاته فله الجنّة .(5)

8 - قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله لعليّ عليه السلام : ومن زار قبوركم عدل ذلك له ثواب سبعين حجّة بعد حجّة الإسلام، وخرج من ذنوبه حتّى يرجع من زيارتكم كيوم ولدته امّه .

فأبشر وبشّر أولياءك ومحبّيك من النّعيم وقرّة العين بما لاعين رأت ولا اذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر .(6)

9 - قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله : يا علي، من زارني في

ص: 29


1- تهذيب الأحكام، ج 6، ص 35، ح 73 .
2- فرحة الغريّ، ص 130 .
3- الشيخ المفيد، المقنعة، ط 1، قم، 1413 ه- .، ص 462 .
4- تهذيب الأحكام، ج 6، ص 23، ح 51 .
5- الشيخ المفيد، المقنعة، ص 462 .
6- الشيخ الطوسي، تهذيب الأحكام، ج 6، ص 22 .

حياتي أو بعد موتي، أو زارك في حياتك أو بعد موتك، أو زار إبنيك في حياتهما أو بعد موتهما، ضمنت له يوم القيامة أن اُخلّصه من أهوالها وشدائدها، حتّى اصيرّه معي في درجتي ...(1)

10 - قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله : من زار عليّاً فقد زارني، ومن أحبّه فقد أحبّني، ومن أبغضه فقد أبغضني، أبلغ قومك هذا عنّى، ومن أتاه زائراً فقد أتاني، وأنا المجازي له يوم القيامة، وجبريل وصالح المؤمنين .(2)

11 - قال الحسن المجتبى عليه السلام لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله : يا أبه مالمن زارك بعد موتك ؟ فقال :

يا بنيّ من أتاني زائراً بعد موتي فله الجنّة، ومن أتى أباك زائراً بعد موته فله الجنّة، ومن أتى أخاك زائراً بعد موته فله الجنّة، ومن أتاك زائراً بعد موتك فله الجنّة .(3)

12 - قال رسول اللَّه للحسن المجتبى عليهما السلام : من زارني، أو زار أباك، أو زارك، أو زار أخاك، كان حقّاً عليّ أن أزوره يوم القيامة حتّى اخلّصه من ذنوبه.(4)

13 - قال الحسين لرسول اللَّه عليهما السلام : ما لمن أتاك بعد وفاتك زائراً لا يريد إلاّ زيارتك ؟ قال : يا بنيّ من أتاني بعد وفاتي زائراً لايريد الاّ زيارتي، فله الجنّة، ومن أتى أباك بعد وفاته زائراً لايريد الاّ زيارته، فله الجنّة، ومن أتى أخاك بعد وفاته لايريد الاّ زيارته، فله الجنّة، ومن أتاك بعد وفاتك زائراً لايريد الاّ زيارتك، فله الجنّة .(5)

14 - قال الصادق عليه السلام : من زار ] قبر [ أميرالمؤمنين عليه السلام عارفاً بحقّه، غير متجبّر ولا متكبّر، كتب اللَّه له أجر ألف شهيد، وغفر اللَّه ] له [ ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر،

ص: 30


1- الكليني، الكافي، ج 4، ص 579 .
2- إبن المشهدي، المزار الكبير، ص 38 .
3- تهذيب الأحكام، ج 6، ص 20، ح 44 .
4- الشيخ الصّدوق ثواب الأعمال، ص 82 .
5- تهذيب الأحكام، ج 6، ص 21، ح 48 .

وبعث من الآمنين، وهوّن عليه الحساب، واستقبلته الملائكة، فإذا إنصرف شيّعته إلى منزله، فإن مرض عادوه، وإن مات تبعوه بالإستغفار إلى قبره .(1)

15 - قال الصادق عليه السلام لصفوان الجمّال : يا صفوان، من زار أميرالمؤمنين بهذه الزّيارة وصلّى بهذه الصّلاة، رجع إلى أهله مغفوراً ذنبه، مشكوراً سعيه، ويكتب له ثواب كلّ من زاره من الملائكة .

قلت : ثواب كلّ من يزوره من الملائكة ؟ قال : يزوره في كلّ ليلة سبعون قبيلة .

قلت : كم القبيلة ؟ قال : مائة ألف .(2)

16 - زار الإمام الصادق عليه السلام قبر الإمام أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه ثم زار الحسين بن علي عليهما السلام من عند رأس أميرالمؤمنين عليه السلام، ثم قال لصفوان :

يا صفوان تعاهد هذه الزّيارة وادع بهذا الدّعاء، وزرهما بهذه الزّيارة، فإنّي ضامن على اللَّه لكلّ من زارهما بهذه الزّيارة ودعا بهذا الدّعاء من قرب أو بعد، أنّ زيارته مقبولة، وأنّ سعيه مشكور، وسلامه واصل غير محجوب، وحاجته مقضيّة من اللَّه بالغاً ما بلغت وأنّ اللَّه يجيبه .(3)

17 - قال الصّادق عليه السلام في ثواب زيارة قبر الحسين عليه السلام : إنّ زيارته تعدل حجّة وعمرة . وزيارة أبي ؛ عليّ عليه السلام تعدل حجّتين وعمرتين .(4)

18 - قال الصادق عليه السلام : إنّ أميرالمؤمنين عليه السلام أفضل عند اللَّه من الأئمة كلّهم، وله ثواب أعمالهم، وعلى قدر أعمالهم فضّلوا .(5)

فضل زيارة أميرالمؤمنين عليه السلام ماشياً

19 - قال الصّادق عليه السلام : من زار أميرالمؤمنين عليه السلام ماشياً، كتب اللَّه له بكلّ خطوة حجّة وعمرة، فإن رجع ماشياً، كتب اللَّه له بكلّ خطوة حجّتين وعمرتين .(6)

20 - قال الصادق عليه السلام لصفوان الجمّال : قصّر خُطاك وألق ذقنك إلى الأرض،

ص: 31


1- الشيخ الطوسي، الأمالى، ج 1، ص 214، ح 372 .
2- إبن المشهدى، المزار الكبير، ص 242 .
3- المزار الكبير، ص 214 .
4- تهذيب الاحكام، ج 4، ص 21، ح 47 .
5- الكافي ج 4، ص 580 .
6- تهذيب الاحكام، ج 6، ص 20، ح 46 .

فإنّه يكتب لك بكلّ خطوة مائة ألف حسنة، ويمحي عنك مائة ألف سيّئة، ويرفع لك مائة ألف درجة، ويقضي لك مائة ألف حاجة، ويكتب لك ثواب كلّ صدّيق وشهيد مات أو قتل .(1)

21 - قال إبن مارد لأبى عبداللَّه عليه السلام : ما لمن زار جدّك أميرالمؤمنين عليه السلام؟ فقال: يا إبن مارد، من زار جدّي عارفاً بحقّه، كتب له بكلّ خطوة حجة مقبولة وعمرة مبرورة .

واللَّه يابن مارد، مايطعم اللَّه النّار قدماً إغبرّت في زيارة أميرالمؤمنين عليه السلام، ماشياً كان أو راكباً .

يأبن مارد، اكتب هذا الحديث بماء الذّهب .(2)

آثار ترك زيارة أميرالمؤمنين عليه السلام

22 - من ترك زيارة أميرالمؤمنين عليه السلام لم ينظر اللَّه إليه .(3)

23 - قال يونس بن أبي وهب القصري : دخلت المدينة، فأتيت أبا عبداللَّه عليه السلام، فقلت : جعلت فداك، أتيتك ولم أزر أميرالمؤمنين عليه السلام، قال : بئس ما صنعت، لولا أنّك من شيعتنا ما نظرت إليك .(4)

24 - قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله لعلي عليه السلام : ولكنّ حثالة من النّاس يعيّرون زوّار قبوركم بزيارتكم، كما تعيّر الزّانية بزناها، أولئك شرار أمّتي، لا نالتهم شفاعتي ولايردون حوضي .(5)

فضل زيارة الأمير عليه السلام في يوم الغدير

25 - قال الرّضا عليه السلام لأحمد بن محمّد بن أبي نصر : يا إبن أبي نصر، أين ما كنت فأحضر يوم الغدير عند أميرالمؤمنين عليه السلام، فإنّ اللَّه يغفر لكلّ مؤمن ومؤمنة ومسلم ومسلمة ذنوب ستّين سنة، ويعتق من النّار ضعف ما أعتق في شهر رمضان وليلة القدر وليلة الفطر .

والدّرهم فيه بألف درهم لإخوانك العارفين، فأفضل على إخوانك في هذا اليوم، وسرّ فيه كلّ مؤمن ومؤمنة .(6)

النوادر:

26 - قال الصادق عليه السلام : ما خلق اللَّه خلقاً أكثر

ص: 32


1- فرحة الغريّ، ص 121، ح 65 .
2- تهذيب الأحكام، ج 6، ص 21، ح 49 .
3- الشيخ المفيد، المقنعة، ص 462 .
4- الكلينى، الكافي، ج 4، ص 580 .
5- الشيخ الطوسي، تهذيب الأحكام، ج 6، ص 22 .
6- تهذيب الأحكام، ج 6، ص 24، ح 52 .

من الملائكة، وإنّه لينزل كلّ يوم سبعون ألف ملك، فيأتون بيت المعمور فيطوفون به، فإذا هم طافوا به نزلوا فطافوا بالكعبة، فإذا طافوا بها أتوا قبر النّبي صلّى اللَّه عليه وآله فسلّموا عليه، ثمّ أتوا قبر أميرالمؤمنين عليه السلام فسلّموا عليه، ثمّ أتوا قبر الحسين فسلّموا عليه، ثمّ عرجوا، وينزل مثلهم أبداً إلى يوم القيامة .(1)

27 - قال الباقر عليه السلام لجابر بن يزيد الجعفي، بعد زيارة أمين اللَّه : ما قاله أحد من شيعتنا عند قبر أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه، أو عند قبر أحد من الأئمّة عليهم السّلام، إلاّ وُقِّع في درج من نور وطبع عليه بطابع محمّد صلّى اللَّه عليه وآله، حتّى يسلّم إلى القائم عليه السلام، فيلقي صاحبه بالبشرى والتّحيّة والكرامة، إن شاء اللَّه تعالى .(2)

28 - قال مبارك الخبّاز : قال لي أبو عبداللَّه عليه السلام : أسرجوا البغل والحمار، في وقت ما قدم وهو في الحيرة .

قال : فركب وركبت حتّى دخل الجرف، ثمّ نزل فصلّى ركعتين، ثمّ تقدّم قليلاً آخر فصلّى ركعتين، ثمّ تقدّم قليلاً آخر فصلّى ركعتين، ثم ركب ورجع .

فقلت له : جعلت فداك، ما الأوَّلتين والثّانيتين والثّالثتين ؟ قال : الرّكعتين الأوَّلتين موضع قبر أميرالمؤمنين عليه السلام، والرّكعتين الثّانيتين موضع رأس الحسين عليه السلام، والرّكعتين الثّالثتين موضع منبر القائم عليه السلام .(3)

29 - ورد الإمام زين العابدين عليه السلام إلى الكوفة ودخل مسجدها، فسأله ابوحمزة الثّمالى : ما أقدمك إلينا ؟ قال : ما رأيت، ولو علم النّاس ما فيه من الفضل، لأتوه ولو حبواً . هل لك أن تزور معي جدّي عليّ بن أبي طالب ؟

قال أبوحمزة : قلت أجل، فسرت في ظلّ ناقته يحدّثنى حتّى

ص: 33


1- الشيخ الطوسي، الأمالى، ج 1، ص 214، ح 372 .
2- الشيخ الطوسي، مصباح المتهجّد، ص 739 .
3- تهذيب الأحكام، ج 6، ص 35، ح 71 .

أتينا الغريّين، وهي بقعة بيضاء تلمع نوراً . فنزل عن ناقته، ومرّغ خدّيه عليها : وقال : يا أبا حمزة : هذا قبر جدّي عليّ بن أبي طالب عليه السلام .(1)

30 - قال الصادق عليه السلام لحسّان بن مهران الجمّال : يا حسّان أتزور قبور الشّهداء قِبَلَكم ؟ قلت : أيّ الشّهداء ؟ قال : عليّ وحسين . قلت : إنّا نزورهما فنكثر . قال : اولئك الشّهداء المرزوقين، فزوروهم وافزعوا عندهم بحوائجكم، فلو يكونون منّا كموضعهم منكم، لاتّخذناهم هجرة .(2)

وقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله للحسين عليه السلام : لا يزورني ويزور أباك وأخاك وأنت إلاّ الصّديقون من امّتي .(3)

تذنيب :

قال العلامة السيد مهدي القزويني ( 1300 - 1222 ق ( :

ويستحبّ زيارة النّبي صلّى اللَّه عليه وآله ممّا يلي الخلف من عند الرأس، وزيارة آدم ونوح معه .(4)

وفي بعض الروايات : إنّ الهجمة(5) على علىٍّ تمحو سبعين كبيرة .

وفي اخرى : إنّ المبيت عند عليٍّ يعدل عبادة سبعين سنة .

وسمعت من بعض مشايخنا الثّقات : أنّ النَّفَس عند عليّ عليه السلام يعدل عبادة أربعمائة سنة .(6)

اقول : ولا غرو في ذلك، فإنّ ثواب نَفَسٍ واحد من أنفاس أمير المؤمنين عليه السلام ليلة المبيت، الّذي يهبه عوضاً من ظلامات بعض الشيعة يوم القيامة، يُرضي خصمائه ويظهر لهم من عجائب قصور الجنان وخيراتها، ثمّ يريهم بعد ذلك من الدّرجات والمنازل ما لا عين رأت، ولا اذن سمعت، ولا خطر على بال بشر، كما هو المروي عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله في حديث طويل .(7)

الباب الثّالث: أدب الزائر

لزيارة أميرالمؤمنين عليه السلام آداب، منها :

1 - الدّعاء عند الخروج من بلد الإقامة بالمأثور .(8)

2 - الغسل قبل دخول الكوفة .(9)

3

ص: 34


1- فرحة الغرىّ، ص 76 .
2- فرحة الغرىّ، ص 106، ح 58 .
3- إبن قولويه، كامل الزّيارات، ص 70 .
4- القزويني، المزار، ص 58 .
5- هَجَم على القوم : دخل عليهم وهجمتِ العينُ : دمعتْ . لسان العرب، ج 15، ص 40.
6- القزويني، المزار، ص 59 .
7- العلامة المجلسي، بحارالأنوار، ج 8، ص 60 .
8- بحارالأنوار، ج 100، ص 323 .
9- الشيخ الطوسي، مصباح المتهجّد، ص 739 .

- الغسل من الشّريعة .(1)

4 - الدّعاء عند الغسل بالمأثور .(2)

5 - الحفاظ على الوضوء والغسل .(3)

6 - لبس أطهر الثّياب .(4)

7 - لبس الثّياب البيض .(5)

8 - نزع لباس المعصية بالتوبة والإنابة .(6)

9 - لبس ثياب الطّاعة .(7)

10 - التوجّه إلى الحرم الشّريف بالتّسبيح والتّحميد والتّهليل .(8)

11 - المشي ماشياً من حيث أمكن السّعي .(9)

12 - المشي حافياً .(10)

13 - قصد القربة في الزّيارة .(11)

14 - الإخلاص في تعظيم صاحب القبر .(12)

15 - تقصير الخطوات .(13)

16 - إلقاء الذَّقن إلى الأرض .(14)

17 - إشعار القلب بأنّه متوجّه إلى مولىً كريم قرن اللَّه حبّه بحبّه .(15)

18 - إحضار القلب في جميع أحواله .(16)

19 - الإكثار من الإستغفار .(17)

20 - الإكثار من الصّلوات .(18)

21 - البكاء وإرسال الدّموع على الخدّ عند مشاهدة الحرم .(19)

22 - الدّعاء بالمأثور، عند ترائي القبّة الشّريفة .(20)

23 - الدّعاء بالمأثور، عند العَلَم وهي الحنانة .(21)

24 - الصّلاة والدّعاء بالمأثور عند الوصول إلى الثّوية بقرب الحنانة .(22)

25 - الدّعاء بالمأثور عند البلوغ إلى باب الصّحن الشّريف .(23)

26 - الدّعاء بالمأثور عند الباب الاوّل .(24)

27 - الدّعاء بالمأثور عند دخول الصّحن .(25)

28 - الوقوف عند باب السلام و إستقبال القبلة والتكبير ثلاثين مرّة والتّسليم .(26)

29 - تقديم الرّجل اليمنى عند الدّخول .(27)

30 - تقبيل العتبة إقتداءاً بالسّلف الصّالح .(28)

31 - الدّعاء بالمأثور في مدخل الحرم الشريف .(29)

32 - التّوجّه إلى القبر الشّريف والوقوف في محاذاته وإستقباله بالوجه والدّعاء .(171)

33 - إستقبال القبر وإستدبار القبلة .(30)

34 - تقبيل الضّريح والإنكباب عليه .(31)

35 - الوقوف ممايلي الرأس الشّريف .(174)

36 - التوجّه إلى كربلا وزيارة الحسين عليه السلام بالمأثور من عند قبر أميرالمؤمنين عليه السلام، مستدبر القبلة .(32)

37 - التحوّل إلى عند الرِّجلين والدّعاء بالمأثور .(33)

38 - الصّلاة على أميرالمؤمنين عليه السلام .(34)

39 - التّحول إلى عند الرأس وزيارة آدم ونوح عليهما السلام .(35)

40 - وضع الخدّ الأيمن على

ص: 35


1- السيد إبن طاووس، مصباح الزائر، ص 74 .
2- الشيخ المفيد، المزار، ص 74 .
3- إبن المشهدي، المزار الكبير، ص 181 .
4- نفس المصدر، ص 205 .
5- المحدث النوري، مستدرك الوسائل، ط 1، قم، 1407 ه- .، ج10، ص 221 .
6- السيد إبن طاووس، مصباح الزائر، ص 117 .
7- نفس المصدر .
8- الشهيد، المزار، ط 1، قم، 1416 ه- .، ص 67 .
9- إبن المشهدي، المزار الكبير، ص 252 .
10- نفس المصدر، ص 240 .
11- السيد إبن طاوس، مصباح الزائر، ط 1، قم، 1417 ه- .، ص 117 .
12- السيد إبن طاوس، مصباح الزائر، ط 1، قم، 1417 ه- .، ص 117 .
13- إبن المشهدي، المزار الكبير، ص 240 .
14- إبن المشهدي، المزار الكبير، ص 240 .
15- مصباح الزائر، ص 117 .
16- القزوينى، المزار، ط 1، بيروت، 1426 ه- .، ص 283 .
17- الشيخ الطوسي، مصباح المتهجّد، ص 746 .
18- إبن المشهدي، المزار الكبير، ص 252 .
19- نفس المصدر، ص 241 .
20- مصباح الزائر، ص 119 .
21- نفس المصدر .
22- مصباح الزائر، ص 119 .
23- الشهيد، المزار، ص 70 .
24- نفس المصدر .
25- نفس المصدر .
26- إبن المشهدي، المزار الكبير، ص 205 .
27- الشهيد، المزار، ص 72 .
28- المامقاني، إزاحة الوسوسة عن تقبيل الأعتاب المقدسة، ط 1، النجف الأشرف، 1345 ه- .
29- و (171) . مصباح الزائر، ص 121 .
30- الشيخ المفيد، المقنعة، ص 462 .
31- (174) . الشهيد، المزار، ص 77 .
32- مصباح الزّائر، ص 125 .
33- نفس المصدر .
34- نفس المصدر.
35- نفس المصدر.

القبر بعد الفراغ من الزّيارة، ثم الأيسر، والدّعاء والتماس قضاء الحاجة والشّفاعة من صاحب القبر .(1)

41 - صلاة ركعتي الزّيارة ممّا يلي الرأس ولايجوز التقدّم عليه ولا مساواته .(2)

42 - قرائة فاتحة الكتاب والرّحمن في الركعة الأولى، وفاتحة الكتاب ويس في الثانية، ثمّ تسبيح فاطمة الزّهراء، والإستغفار والدّعاء بعد التّسليم .(3)

43 - الدّعاء بالمأثور بعد ركعتى الزيارة .(4)

44 - ثمّ أربع ركعات هدية إلى آدم ونوح عليهماالسّلام، وتسبيح فاطمة الزّهراء عليهاالسّلام والإستغفار والدّعاء بما تيسّر .(5)

45 - يجزى في ركعتي آدم و نوح سورتي القدر والإخلاص .(6)

46 - سجدة الشكر والدّعاء بالمأثور .(7)

47 - الدّعاء بعد كلّ صلاة يصلّيها في مشهد أميرالمؤمنين عليه السلام بالمأثور .(8)

48 - لثم الضّريح والإنكباب عليه .(9)

49 - التّوديع بالمأثور عند الإنصراف .(10)

50 - المشي عند الخروج بالقهقرى حتّى يتواري .(11)

51 - مع كثرة الزّوار، يخفّف السّابقون إلى الضّريح الزّيارة، وينصرفون، فيحضر من بعدهم ويفوز من إستلام الضّريح .(12)

52 - يستحب الزّيارة بالنّيابة عن الوالدين والأحبّاء والإخوان والجيران من المؤمنين .(13)

53 - يستحب العود إلى الزّيارة بعد الإنصراف إلى المنزل .(14)

54 - الدّعاء عند الخروج من المنزل بالمأثور .(15)

55 - ينبغي أن يكون الزّائر بعد الزّيارة خيراً منه قبلها، فانّه محط الأوزار .(16)

56 - يستحب الزيارة في المواسم المشهورة والايّام المخصوصة وايّام الجمعات والأعياد .(17)

57 - الصّدقة على المحاويج بتلك البقعة من الزوّار والسكّان وصلة الاخوان(18) والتصدّق على السّدنة والحفظة والخدّام، إكراماً لصاحب القبر .(19)

58 - البداية بالصلاة إذا دخل المشهد والإمام يصلّي، وإلاّ فالبداية بالزّيارة أولى، ولو اقيمت الصلاة، إستحب للزّائر قطع الزيارة والاقبال على الصلاة .(20)

59 - الاتيان بصلاة جعفر في الحرم الشريف .(21)

60 - إتيان الفرائض والنّوافل في الحرم الشريف، لما روى أنّ من زار اماماً مفترض الطاعة وصلّى عنده أربع ركعات، كتب اللَّه له حجة وعمرة .(22)

× ×

ص: 36


1- مصباح المتهجّد، ص 744 .
2- القزويني، المزار، ص 283 .
3- و10 . الشهيد، المزار، ص 81 .
4- نفس المصدر.
5- نفس المصدر.
6- الشيخ الطوسي، مصباح المتهجّد، ص 745 .
7- مصباح الزائر، ص 129 .
8- مصباح الزائر، ص 129 .
9- إبن المشهدي، المزار الكبير، ص 260 .
10- فرحة الغرىّ، ص 123 .
11- فرحة الغرىّ، ص 123 .
12- القزويني، المزار، ص 285 - 283 .
13- القزويني، المزار، ص 285 - 283 .
14- القزويني، المزار، ص 285 - 283 .
15- الشهيد، المزار، ص 67 .
16- الشهيد، المزار، ص 67 .
17- القزويني، المزار، ص 284 .
18- الشهيد، الدّروس الشّرعية، ج 2، ص 24 .
19- بحارالانوار، ج 100، ص 135 .
20- الشهيد، الدّروس الشّرعية، ج 2، ص 25 .
21- بحارالانوار، ج 100، ص 137 .
22- الشيخ المفيد، المقنعة، ص 75 .

×

كما ينبغي للفائزين بزيارة أميرالمؤمنين عليه السلام التشرف بالأماكن المقدسة والمشاهد المشرفة الآتية (1):

1 . مسجد الجامع بالكوفة، والصلاة والدّعاء في مقاماته وزواياه.

2 . مسجد السّهلة، والصلاة والدّعاء في زواياه ومقاماته.

3 . المساجد المباركة في الكوفة : مسجد غني، مسجد جعفي، مسجد زيد بن صوحان، مسجد صعصعة بن صوحان و مسجد بني كاهل.

4 . مشهد رأس الحسين عليه السلام بالثوية.

5 . مسجد الحنانه.

6 . مقام يونس بن متى عليه السلام.

7 . مقام هود وصالح عليهماالسّلام.

8 . مقام الإمام المهدي عليه السلام.

9 . مشهد مسلم بن عقيل عليه السلام.

10 . مشهد هاني بن عروة رحمه الله .

الباب الرّابع: الاستئذان

قرأ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله، « فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ »(2).

فقام رجل فقال:

أيّ بيوت هذه يا رسول اللَّه ؟

قال : «بيوت الأنبياء».

فقام اليه أبوبكر، فأشار إلى بيت عليّ وفاطمة وقال : هذا البيت منها ؟

قال : «نعم من أفاضلها»(3).

« يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ »(4).

× × ×

الاستئذان

[ 1 ]

فإذا أردت زيارته عليه السلام فاغتسل، وألبس أطهر ثيابِكَ، فإذا وصلت إلى المشهد المقدّس، وقفت على باب القبّة، وعاينت الجدث، إستأذن للدخول فقل :

اَللّهُمَّ إِنّي وَقَفْتُ عَلَى بَابِ بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَالِهِ وَقَدْ مَنَعْتَ النَّاسَ الدُّخُولَ إلَى بُيُوتِهِ اِلاَّ بِاِذْنِ نَبِيِّك، فَقُلْتَ : « يا اَيُّهَا الَّذينَ امَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِّي اِلاَّ اَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ »، وَإِنّي اَعْتَقِدُ حُرْمَةَ نِبِيِّكَ في غَيْبَتِهِ كَما اَعْتَقِدُ في حَضْرَتِهِ، وَاَعْلَمُ اَنَّ رَسُولَكَ وَخُلَفآءَكَ اَحْيآءٌ عِنْدَكَ يُرْزَقُونَ يَرَوْنَ مَقَامي، وَيَسْمَعُونَ كَلامي،

ص: 37


1- كما يأتي في الباب العاشر تفصيلاً انشاء اللَّه تعالى .
2- النور : 36 .
3- تفسير الثّعلبي، الكشف والبيان، ط 1، بيروت، 1422 ه- .، ج 7، ص 107 .
4- الاحزاب : 53 .

وَأَ نَّكَ حَجَبْتَ عَنْ سَمْعي كَلامَهُمْ وَفَتَحْتَ بابَ فَهْمي بِلَذيذِ مُناجاتِهِمْ، فَاِنّي أَسْتَاذِنُكَ يا رَبِّ اوَّلاً، وَأَسْتَاْذِنُ رَسُولَكَ ثانِياً، وَأَسْتَاْذِنُ خَليفَتَكَ الْأِمامَ الْمَفْروُضَ عَلَيَّ طاعَتُهُ في الدُّخُولِ فِي سَاعَتي هذِهِ، وَأَسْتَأْذِنُ مَلاَئِكَتَكَ المُوكَّلِينَ بِهذِهِ الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ المُطِيَعةِ لَكَ السَّامِعَةِ، السَّلاَمُ عَلَيْكُم ايُّهَا الْمَلاَئِكَةُ الْمُوَكَّلُونَ بِهذَا الْمَشْهِدِ الْمُبَارِكِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُه .

بِإِذْنِ اللَّهِ ،وَإِذْنِ رَسُولِهِ، وَإِذْنِ خُلَفَائِهِ، وَإِذْنِ هذَا الإِمَامِ وَإذْنِكُمُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ أَجْمَعِينَ، أَدْخُلُ هذَا الْبَيْتَ مُتَقَرِّباً إلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ، وَكُونُوا مَلاَئِكَةَ اللَّهِ أَعْوانِي، وكُونُوا أَنْصَاري حَتَّى أَدْخُلُ هذَا البَيْتَ، وأَدْعُوَ اللَّهَ بِفُنُوِنِ الدَّعَوَاتِ، وَأَعْتَرِفَ للَّهِِ بِالْعُبُودِيَّةِ، وَلِهَذَا الإِمَامِ وَأَبْنائِهِ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ بِالطَّاعَةِ .(1)

[ 2 ]

ثمّ امش حتّى تقف على الباب في الصّحن وقل:

اَلسَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، أَمِينِ اللَّهِ عَلَى وَحْيِهِ، وَعَزَائِمِ أَمْرِهِ، اَلْخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ، وَالْفَاتِحِ لِمَا اسْتُقْبِلَ، وَالْمُهَيْمِنِ عَلَى ذلِكَ كُلِّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَى صَاحِبِ السَّكِينَةِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمَدْفُونِ بِالْمَدِينَةِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمَنْصُورِ الْمُؤَيَّدِ، اَلسَّلامُ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .

ثمّ ادخل وقدّم رجلك اليمنى قبل اليسرى وقف على باب القبّة وقل:

أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، جَاءَ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِهِ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ اللَّهِ وَخِيَرَتَهُ مِنْ خَلْقِهِ، اَلسَّلامُ عَلَى أَمِيرِالْمُؤْمِنِينَ، عَبْدِ اللَّهِ وأَخِي رَسُولِ اللَّهِ، يَا مَوْلايَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ، جَاءَكَ مُسْتَجِيراً بِذِمَّتِكَ، قَاصِداً إِلَى حَرَمِكَ، مُتَوَجِّهاً إِلَى مَقَامِكَ، مُتَوَسِّلاً إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِكَ ،

أَ أَدْخُلُ يَا مَوْلايَ، أَأَدْخُلُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَأَدْخُلُ يَا حُجَّةَ اللَّهِ، أَأَدْخُلُ يَا أَمِينَ اللَّهِ، أَأَدْخُلُ يَا مَلائِكَةَ اللَّهِ

ص: 38


1- الشّهيد، المزار، ص 108 .

الْمُقِيمِينَ فِي هذَا الْمَشْهَدِ، يَا مَوْلايَ أَتَأْذَنُ لِي بِالدُّخُولِ أَفْضَلَ مَا أَذِنْتَ لِأَحَدٍ مِنْ أَوْلِيَائِكَ، فَإِنْ لَمْ أَكُنْ لَهُ أَهْلاً فَأَنْتَ أَهْلٌ لِذلِكَ .

ثمّ قبّل العتبة وقدّم رجلك اليمنى قبل اليسرى وادخل وأنت تقول:

بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ، وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه . اَللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ .(1)

[ 3 ]

ثمّ امش وعليك السّكينة والوقار حتى تأتي باب الحرم فقم على الباب وقل:

اَللَّهُمَّ إنِّي أُرِيدُكَ فَأَرِدْنِي، وَأَقْبَلْتُ بِوَجْهِي إِلَيْكَ فَلا تُعْرِضْ بِوَجْهِكَ عَنِّي، وَإِنِّي قَصَدْتُ إِلَيْكَ فَتَقَبَّلْ مِنِّي، وَإِنْ كُنْتَ مَاقِتاً فَارْضَ عَنِّي، وَإِنْ كُنْتَ سَاخِطاً عَلَيَّ فَاعْفُ عَنِّي، وَارْحَمْ مَسِيرِي إِلَيْكَ بِرَحْمَتِكَ، أَبْتَغِي بِذلِكَ رِضَاكَ، فَلا تَقْطَعْ رَجَائِي، وَلا تُخَيِّبْنِي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

اَللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ وَمِنْكَ السَّلامُ وَإِلَيْكَ يَعُودُ السَّلَامُ، وَأَنْتَ مَعْدِنُ السَّلَامِ، حَيِّنَا رَبَّنَا مِنْكَ بِالسَّلَامِ، وَالْحَمْدُ للَّهِِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَلَا وَلَداً، وَالْحَمْدُ للَّهِِ الَّذِي خَلَقَ كُلَّ شَيْ ءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً .

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ مَا أَمَرَكَ بِهِ، وَوَفَيْتَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَتَمَّتْ بِكَ كَلِمَاتُ اللَّهِ، وَجَاهَدْتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضِيَ عَنْهُ، أَنَا بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي وَلِيٌّ لِمَنْ وَالَاكَ، وَعَدُوٌّ لِمَنْ عَادَاكَ، أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ مِمَّنْ بَرِئْتَ مِنْهُ وَبَرِئَ مِنْكُمْ . ثمّ تقول:

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه، أَشْهَدُ أَنَّكَ تَسْمَعُ صَوْتِي، أَتَيْتُكَ مُتَعَاهِداً لِدِينِي وَبَيْعَتِي، ائْذَنْ لِي فِي بَيْتِكَ، أَشْهَدُ أَنَّ رُوحَكَ مُقَدَّسَةٌ أُعِينَتْ بِالْقُدْسِ وَالسَّكِينَةِ، جُعِلْتَ لَهَا بَيْتاً، تَنْطِقُ عَلَى لِسَانِكَ .(2)

[ 4 ]

تقف على الباب وتقول :

ائْذَنْ لِي عَلَيْكَ يَا

ص: 39


1- الشهيد، المزار، ص 72 .
2- إبن المشهدى، المزار الكبير، ص 226 .

أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَفْضَلَ مَا أَذِنْتَ لِمَنْ أَتَاكَ عَارِفاً بِحَقِّكَ، فَإِنْ لَمْ أَكُنْ لِذلِكَ أَهْلاً فَأَنْتَ لَهُ أَهْلٌ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكَ .(1)

[ 5 ]

فإذا أتيته فقف على بابه وقل :

اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ الْحَمْدُ للَّهِِ عَلَى هِدَايَتِهِ لِدِينِهِ وَتَوْفِيقِهِ لِمَا دَعَا إِلَيْهِ مِنْ سَبِيلِهِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْ مَقَامِي هَذَا مَقَامَ مَنْ لَطُفْتَ لَهُ بِمَنِّكَ فِي إِيقَاعِ مُرَادِكَ فَارْتَضَيْتَ لَهُ قُرُبَاتِهِ فِي طَاعَتِكَ وَأَعْطَيْتَهُ بِهِ غَايَةَ مَأْمُولِهِ وَنِهَايَةَ سُؤْلِهِ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ قَرِيبٌ مُجِيبٌ .

اللَّهُمَّ ! إِنَّكَ أَفْضَلُ مَقْصُودٍ وَأَكْرَمُ مَأْتِيٍّ وَقَدْ أَتَيْتُكَ مُتَقَرِّباً إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ وَبِأَخِيهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليهماالسّلام، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَلاَ تُخَيِّبْ سَعْيِي وَانْظُرْ إِلَيَّ نَظْرَةً تَنْعَشُنِي بِهَا وَاجْعَلْنِي عِنْدَكَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ .(2)

الباب الخامس: صفة زيارة أميرالمؤمنين عليه السلام

زيارة الامام علىّ بن أبى طالب عليه االسّلام

قال أبو شعيب للرّضعليه السلام: أيّهما أفضل؛ زيارة قبر أميرالمؤمنين عليه السلام أو زيارة الحسين عليه السلام؟ قال: إنّ الحسين عليه السلام قُتل مكروباً فحقيق على اللَّه عزّ وجلّ أن لا يأتيه مكروب إلّا فرّج اللَّه كربه، وفضل زيارة قبر أميرالمؤمنين عليه السلام على زيارة الحسين عليه السلام كفضل أميرالمؤمنين عليه السلام على الحسين عليه السلام.(3)

وروى محمّد بن مسلم عن الإمام الصّادق عليه السلام قال: من زار قبر أميرالمؤمنين عليه السلام عارفاً بحقّه غير متجبّر ولا متكبّر كتب اللَّه له أجر مئة ألف شهيد، وغفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، وبُعث من الآمنين، وهُوّن عليه الحساب، واستقبلته الملائكة، فإذا إنصرف شيّعته إلى منزله، فإن مرض عادوه، وإن مات شيّعوه بالإستغفار إلى قبره.(4)

وقال إبن مارد لأبي عبد اللَّه عليه السلام : ما لمن زار جدّك أميرالمؤمنين

ص: 40


1- إبن المشهدى، المزار الكبير، ص 244 .
2- الشيخ الطوسي، مصباح المتهجد، ص 740 .
3- بحارالأنوار، ج 97، ص 262 .
4- الشهيد، المزار، ص 30 .

عليه السلام ؟ فقال: يابن مارد من زار جدّي عارفاً بحقّه كتب اللَّه له بكلّ خطوة حجّة مقبولة وعمرة مبرورة، واللَّه يابن مارد ما تطعم النّار قدماً تغيّرت في زيارة أميرالمؤمنين ماشياً كان أو راكباً، يأبن مارد اُكتب هذا الحديث بماء الذّهب.(1)

أقول: لعلّ زيارته عليه السلام ماشياً أفضل لما رواه الصّيمريّ عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: من زار أميرالمؤمنين عليه السلام ماشياً كتب اللَّه له بكل خطوة حجّة وعمرة، فإن رجع ماشياً كتب اللَّه له بكل خطوة حجّتين وعمرتين.

زياراته عليه السلام المطلقة الّتي لا تختصّ بوقت

الزّيارة الأُولى [زيارة أمين اللَّه]

زار الإمام زين العابدين عليه السلام قبر أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه فوقف على القبر ثمّ بكى وقال:

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِينَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ، وَحُجَّتَهُ عَلَى عِبَادِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ جَاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ، وَعَمِلْتَ بِكِتَابِهِ، وَاتَّبَعْتَ سُنَنَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، حَتَّى دَعَاكَ اللَّهُ إِلَى جِوَارِهِ، فَقَبَضَكَ إِلَيْهِ بِاخْتِيَارِهِ، وَأَلْزَمَ أَعْدَاءَكَ الْحُجَّةَ مَعَ مَالَكَ مِنَ الْحُجَجِ الْبَالِغَةِ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِه .

اَللَّهُمَّ فَاجْعَلْ نَفْسِي مُطْمَئِنَّةً بِقَدَرِكَ، رَاضِيةً بِقَضَائِكَ، مُولِعَةً بِذِكْرِكَ وَدُعَائِكَ، مُحِبَّةً لِصَفْوَةِ أَوْلِيَائِكَ، مَحْبُوبَةً فِي أَرْضِكَ وَسَمَائِك، صَابِرَةً عَلَى نُزُولِ بَلَائِكَ، ] شَاكِرَةً لِفَوَاضِلِ نَعْمَائِكَ، ذَاكِرَةً لِسَوَابِغِ آلَائِكَ [، مُشْتَاقَةً إِلَى فَرْحَةِ لِقَائِكَ، مُتَزَوِّدةً نِ التَّقْوَى لِيَوْمِ جَزَائِكَ، مُسْتَنَّةً بِسُنَنِ أَوْلِيَائِكَ، مُفَارِقَةً لِأَخْلَاقِ أَعْدَائِكَ، مَشْغُولَةً عَنِ الدُّنْيَا بِحَمْدِكَ وَثَنَائِكَ .

ثمّ وضع خدّه على القبر وقال:

اَللَّهُمَّ إِنَّ قُلُوبَ الْمُخْبِتِينَ إِلَيْكَ وَالِهَةٌ، وَسُبُلَ الرَّاغِبِينَ إِلَيْكَ شَارِعَةٌ، وَأَعْلَامَ الْقَاصِدِينَ إِلَيْكَ وَاضِحَةٌ، وَأَفْئِدَةَ الْعَارِفِينَ مِنْكَ فَازِعَةٌ، وَأَصْوَاتَ الدَّاعِينَ إِلَيْكَ صَاعِدَةٌ، وَأَبْوَابَ الْإِجَابَةِ لَهُمْ مُفَتَّحَةٌ، وَدَعْوَةَ مَنْ نَاجَاكَ مُسْتَجَابَةٌ، وَتَوْبَةَ مَنْ أَنَابَ إِلَيْكَ مَقْبُولَةٌ، وَعَبْرَةَ مَنْ بَكَى مِنْ خَوْفِكَ مَرْحُومَةٌ، وَالْإِغَاثَةَ لِمَنِ اسْتَغَاثَ بِكَ مَوْجُودَةٌ، وَالْإِعَانَةَ لِمَنِ اسْتَعَانَ بِكَ مَبْذُولَةٌ، وَعِدَاتِكَ

ص: 41


1- وسائل الشيعة، ج 14، ص 377 .

لِعِبَادِكَ مُنْجَزَةٌ، وَزَلَلَ مَنِ اسْتَقَالَكَ مُقَالَةٌ، وَأَعْمَالَ الْعَامِلِينَ لَدَيْكَ مَحْفُوظَةٌ، وَأَرْزَاقَ الْخَلَائِقِ مِنْ لَدُنْكَ نَازِلَةٌ، وَعَوَائِدَ الْمَزِيدِ إِلَيْهِمْ وَاصِلَةٌ، وَذُنُوبَ الْمُسْتَغْفِرِينَ مَغْفُورَةٌ، وَحَوَائِجَ خَلْقِكَ عِنْدَكَ مَقْضِيَّةٌ، وَجَوَائِزَ السَّائِلِينَ عِنْدَكَ مُوَفَّرَةٌ، وَعَوَائِدَ الْمَزِيدِ مُتَوَاتِرَةٌ، وَمَوَائِدَ الْمُسْتَطْعِمِينَ مُعَدَّةٌ، وَمَنَاهِلَ الظِّمَاءِ لَدَيْكَ مُتْرَعَةٌ .

اَللَّهُمَّ فَاسْتَجِبْ دُعَائِي، وَاقْبَلْ ثَنَائِي، وَاجْمَعْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَوْلِيَائِي، بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ ] عليهم السّلام [، إِنَّكَ وَلِيُّ نَعْمَائِي، وَمُنْتَهَى مُنَايَ، وَغَايَةُ رَجَائِي فِي مُنْقَلَبِي وَمَثْوَايَ .

أَنْتَ إِلهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلَايَ، اِغْفِرْ لِأَوْلِيَائِنَا، وَكُفَّ عَنَّا أَعْدَاءَنَا، وَاشْغَلْهُمْ عَنْ أَذَانَا، وَأَظْهِرْ كَلِمَةَ الْحَقِّ وَاجْعَلْهَا الْعُلْيَا، وَاَدْحِضْ كَلِمَةَ الْبَاطِلِ وَاجْعَلْهَا السُّفْلَى، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ .

قال الباقرعليه السلام : ما قاله أحد من شيعتنا عند قبر أميرالمؤمنين عليه السلام أو عند قبر أحد من الأئمّة عليهم السّلام إلاّ وقّع في درج من نور وطُبع عليه بخاتم محمّد صلّى اللَّه عليه وآله حتّى يسلّم إلى القائم عليه السلام فيلقّى صاحبه بالبشرى والتّحيّة والكرامة إن شاء اللَّه تعالى.(1)

الزّيارة الثّانية

قال الإمام الهادي عليه السلام : تقول عند قبر أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه:

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللَّهِ، أَنْتَ أَوَّلُ مَظْلُومٍ، وَأَوَّلُ مَنْ غُصِبَ حَقُّهُ، صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ لَقِيتَ اللَّهَ وَأَنْتَ شَهِيدٌ، عَذَّبَ اللَّهُ قَاتِلَكَ بِأَنْوَاعِ الْعَذَابِ، وَجَدَّدَ عَلَيْهِ الْعَذَابَ، جِئْتُكَ عَارِفاً بِحَقِّكَ، مُسْتَبْصِراً بِشَأْنِكَ، مُعَادِياً لِأَعْدَائِكَ وَمَنْ ظَلَمَكَ، أَلْقَى عَلَى ذلِكَ رَبِّي، إِنْ شَاءَ اللَّه .

يَا وَلِيَّ اللَّهِ، إِنَّ لِي ذُنُوباً كَثِيرةً فَاشْفَعْ لِي إِلَى رَبِّكَ، فَإِنَّ لَكَ عِنْدَ اللَّهِ مَقَاماً ] مَحْمُوداً [ مَعْلُوماً، وَإِنَّ لَكَ عِنْدَ اللَّهِ جَاهاً وَشَفَاعَةً، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : « وَلَا يَشْفَعُونَ إِلاّ لِمَنِ ارْتَضَى » .(2)

الزّيارة الثّالثة

روى الشيخ المفيد رحمه الله و

ص: 42


1- الشيخ الطوسي، مصباح المتهجّد، ص 738 وما جعلناه بين المعقوفين فهو من كامل الزيارات، ص 40 .
2- الكليني، الكافي، ج 4، ص 569 .

قال : تأتي مشهده - وأنت على غسل - فتقف على القبر وتستقبله بوجهك وتجعل القبلة بين كتفيك وتقول :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا صَفْوَةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدَ الْوَصِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ مَا حَمَّلَكَ، وَحَفِظْتَ مَا اسْتَوْدَعَكَ، وَحَلَّلْتَ حَلاَلَ اللَّهِ، وَحَرَّمْتَ حَرَامَ اللَّهِ، وَتَلَوْتَ كِتَابَ اللَّهِ، وَصَبَرْتَ عَلَى الْأَذى فِي جَنْبِ اللَّهِ مُحْتَسِباً حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ .

لَعَنَ اللَّهُ مَنْ خَالَفَكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ بَلَغَهُ ذَلِكَ فَرَضِيَ بِهِ، أَنَا إِلَى اللَّهِ مِنْهُمْ بُرَاءٌ .

ثمّ انكبّ على القبر وقبّله، وضَع خدّك الأيمن عليه ثمّ الأيسر، وتحوّل إلى عند الرأس فقف عليه وقل :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَصِيَّ الْأَوْصِيَاءِ، وَوَارِثَ عِلْمِ الْأَنْبِيَاءِ، أَشْهَدُ لَكَ يَا وَلِيَّ اللَّهِ بِالْبَلاَغِ وَالْأَدَاءِ، أَتَيْتُكَ بِأبي أنتَ وَأُمِّي زَائِراً عَارِفاً بِحَقِّكَ، مُسْتَبْصِراً بِشَأْنِكَ، مُوَالِياً لِأَوْلِيَائِكَ، مُعَادِياً لِأَعْدَائِكَ، مُتَقَرِّباً إِلَى اللَّهِ بِزِيَارَتِكَ فِي خَلاَصِ نَفْسِي، وَفَكَاكِ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ، وَقَضَاءِ حَوَائِجِي لِلْآخِرَةِ وَالدُّنْيَا، فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحمَةُ اللَّهِ وبَرَكاتُه .

ثمّ قبّل القبر وضع خدّيك عليه، وأرفع رأسك وصلّ ستّ ركعات، وسلّم في كلّ إثنتين منها، وأدعُ بما أحببت إن شاء اللَّه، ثمّ تحوّل إلى عند الرجلين وقُل :

السَّلامُ عَلَيكَ يا مَولاي وَرَحمَةُ اللَّهِ وَبَركاتُه .

وادعُ هناك بما أحببت فإنّه يقضى إن شاء اللَّه .(1)

الزّيارة الرّابعة

روى صفوان الجمّال قال: لمّا وافيتُ مع جعفر الصّادق عليه السلام الكوفة نريد أبا جعفر المنصور قال

ص: 43


1- الشيخ المفيد، المقنعة، ص 462 .

لي: يا صفوان أنخ الرّاحلة فهذا قبر جدّي أميرالمؤمنين فأنختها، ثمّ نزل فاغتسل وغيّر ثوبه وتحفّى وقال لي: إفعل مثل ما أفعلُه، ثمّ أخذ نحو الذّكوات، وقال لي: قصّر خطاك وألق ذقنك الأرض فإنّه يُكتب لك بكلّ خطوة مئة ألف حسنة، ويُمحى عنك مِئة ألف سيّئة، وتُرفع لك مئة ألف درجة، وتُقضى لك مئة ألف حاجة، ويُكتب لك ثواب كلّ صدّيق وشهيد مات أو قُتل.

ثمّ مشى ومشيت معه وعلينا السّكينة والوقار نسبّح ونقدّس ونهلّل إلى أن بلغنا الذّكوات فوقف عليه السلام ونظر يمنة ويسرة وخطّ بعكّازته فقال لي: اُطلب فطلبت فإذا أثر القبر، ثمّ أرسل دموعه على خدّه وقال: إِنَّا للَّهِِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ وقال:

اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْوَصِيُّ الْبَرُّ التَّقِيُّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبَأُ الْعَظِيمُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ الشَّهِيدُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْبَرُّ الزَّكِيُّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَصِيَّ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا خِيَرَةَ اللَّهِ عَلَى الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ حَبِيبُ اللَّهِ وَخَاصَّتُةُ وَخَالِصَتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللَّهِ، وَمَوْضِعَ سِرِّهِ، وَعَيْبَةَ عِلْمِهِ، وَخَازِنَ وَحْيِه .

ثمّ انكبّ على قبره وقال:

بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا حُجَّةَ الْخِصَامِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا بَابَ الْمَقَامِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا نُورَ اللَّهِ التَّمَامَّ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ اللَّهِ، وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ مَا حُمِّلْتَ، وَرَعَيْتَ مَا اسْتُحْفِظْتَ، وَحَفِظْتَ مَا اسْتُودِعْتَ، وَحَلَّلْتَ حَلَالَ اللَّهِ، وَحَرَّمْتَ حَرَامَ اللَّهِ، وَأَقَمْتَ أَحْكَامَ اللَّهِ، وَلَمْ تَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ، وَعَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى الْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِكَ .

ثمّ قام فصلّى عند الرّأس ركعات وقال: يا صفوان من زار أميرالمؤمنين عليه السلام بهذه الزّيارة وصلّى بهذه الصّلاة، رجع إلى أهله مغفوراً ذنبه،

ص: 44

مشكوراً سعيه ويكتب له ثواب كلّ من زاره من الملائكة، قلت: ثواب كلّ من يزوره من الملائكة؟ قال: يزوره في كلّ ليلة سبعون قبيلة، قلت: كم القبيلة؟ قال: مئة ألف؛ ثمّ خرج من عنده القهقرى وهو يقول:

يَا جَدَّاهُ، يَا سَيِّدَاهُ، يَا طَيِّبَاهُ، يَا طَاهِرَاهُ، لا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْكَ، وَرَزَقَنِي الْعَوْدَ إِلَيْكَ، وَالْمَقَامَ فِي حَرَمِكَ، وَالْكَوْنَ مَعَكَ وَمَعَ الْأَبْرَارِ مِنْ وُلْدِكَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى الْمَلَائِكَةِ الْمُحْدِقِينَ بِكَ .

قلت: يا سيّدي تأذن لي أن أُخبر أصحابنا من أهل الكوفة به؟ فقال: نعم وأعطاني دراهم وأصلحت القبر.(1)

الزّيارة الخامسة

روَى الشيخ المفيد رحمه الله عن صفوان أنّه سأل الصّادق عليه السلام : كيف نزور أميرالمؤمنين عليه السلام ؟ فقال: يا صفوان إذا أردت ذلك فاغتسل والبس ثوبين طاهرين ونَلْ شيئاً من الطّيب وإن لم تنل أجزاك، فإذا خرجت من منزلك فقل:

اَللَّهُمَّ إِنِّي خَرَجْتُ مِنْ مَنْزِلِي أَبْغِي فَضْلَكَ وَأَزُورُ وَصِيَّ نَبِيِّكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِمَا، اَللَّهُمَّ فَيَسِّرْ ذلِكَ لِي وَسَبِّبِ الْمَزَارَ لَهُ، وَاخْلُفْنِي فِي عَاقِبَتِي وَحُزَانَتِي بِأَحْسَنِ الْخِلاَفَةِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

فسر وأنت تحمد اللَّه وتسبّحه وتهلّله فإذا بلغت الخندق فقف عنده وقل:

اَللَّهُ أَكْبَرُ، اَللَّهُ أَكْبَرُ أَهْلَ الْكِبْرِيَاءِ وَالْمَجْدِ وَالْعَظَمَةِ، اَللَّهُ أَكْبَرُ أَهْلَ التَّكْبِيرِ وَالتَّقْدِيسِ وَالتَّسْبِيحِ وَالْآلَاءِ، اَللَّهُ أَكْبَرُ مِمَّا أَخَافُ وَأَحْذَرُ، اَللَّهُ أَكْبَرُ عِمَادِي وَعَلَيْهِ أَتَوَكَّلُ، اَللَّهُ أَكْبَرُ رَجَائِي وَإِلَيْهِ أُنِيبُ . اَللَّهُمَّ أَنْتَ وَلِيُّ نِعْمَتِي، وَالْقَادِرُ عَلَى طَلِبَتِي، تَعْلَمُ حَاجَتِي وَمَا تُضْمِرُهُ هَوَاجِسُ الصُّدُورِ وَخَوَاطِرُ النُّفُوسِ، فَأَسْأَلُكَ بِمُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَى الَّذِي قَطَعْتَ بِهِ حُجَجَ الْمُحْتَجِّينَ، وَعُذْرَ الْمُعْتَذِرِينَ، وَجَعَلْتَهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، أَنْ لا تَحْرِمَنِي زِيَارَةَ وَلِيِّكَ وَأَخِي نَبِيِّكَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَقَصْدَهُ، وَتَجْعَلَنِي مِنْ وَفْدِهِ الصَّالِحِينَ، وَشِيعَتِهِ الْمُتَّقِينَ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

فإذا تراءت لك القبّة

ص: 45


1- إبن المشهدي، المزار الكبير، ص 240 .

الشّريفة فقل:

اَلْحَمْدُ للَّهِِ عَلَى مَا اخْتَصَّنِي بِهِ مِنْ طِيبِ الْمَوْلِدِ، وَاسْتَخْلَصَنِي إِكْرَاماً بِهِ مِنْ مُوَالاةِ الْأَبْرَارِ، اَلسَّفَرَةِ الْأَطْهَارِ، وَالْخِيَرَةِ الْأَعْلَامِ . اَللَّهُمَّ فَتَقَبَّلْ سَعْيِي إِلَيْكَ، وَتَضَرُّعِي بَيْنَ يَدَيْكَ، وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي لا تَخْفَى عَلَيْكَ، إِنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الْمَلِكُ الْغَفَّارُ .

فإذا نزلت الثّوية - وهي الآن تلّ بقرب الحنّانة عن يسار الطّريق لمن يقصد من الكوفة إلى المشهد - فصلّ عندها ركعتين لما رُوي أنّ جماعة من خوّاص مولانا أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه دُفنوا هناك، وقل ما تقول عند رؤية القبّة الشّريفة، فإذا بلغت العَلَم - وهي الحنّانة - فصلّ هناك ركعتين فقد روى محمّد بن أبي عمير عن المفضّل بن عمر قال: جاز الصّادق عليه السلام بالقائم المائل في طريق الغريّ فصلّى ركعتين فقيل له: ما هذه الصلاة؟ فقال: هذا موضع رأس جدّي الحسين بن عليّ عليه السلام وضعوه هنا لمّا توجّهوا من كربلاء ثمّ حملوه إلى عبيد اللَّه بن زياد )لعنه اللَّه( فقل هناك:

اَللَّهُمَّ إِنَّكَ تَرَى مَكَانِي، وَتَسْمَعُ كَلَامِي، وَلَا يَخْفَى عَلَيْكَ شَيْ ءٌ مِنْ أَمْرِي، وَكَيْفَ يَخْفَى عَلَيْكَ مَا أَنْتَ مُكَوِّنُهُ وَبَارِئُهُ، وَقَدْ جِئْتُكَ مُسْتَشْفِعاً بِنَبِيِّكَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، وَمُتَوَسِّلاً بِوَصِيِّ رَسُولِكَ، فَأَسْأَلُكَ بِهِمَا ثَبَاتَ الْقَدَمِ، وَالْهُدَى وَالْمَغْفِرَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ .

فإذا بلغت باب الحِصن فقل:

اَلْحَمْدُ للَّهِِ الَّذِي هَدَانَا لِهذَا، وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ، اَلْحَمْدُ للَّهِِ الَّذِي صَيَّرَنِي فِي بِلَادِهِ، وَحَمَلَنِي عَلَى دَوَابِّهِ، وَطَوَى لِيَ الْبَعِيدَ، وَصَرَفَ عَنِّي الْمَحْذُورَ، وَدَفَعَ عَنِّي الْمَكْرُوهَ، حَتَّى أَقْدَمَنِي أَخَا رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه .

ثمّ ادخل وقل:

اَلْحَمْدُ للَّهِِ الَّذِي أَدْخَلَنِي هذِهِ الْبُقْعَةَ الْمُبَارَكَةَ الَّتِي بَارَكَ اللَّهُ فِيهَا، وَاخْتَارَهَا لِوَصِيِّ نَبِيِّه . اَللَّهُمَّ فَاجْعَلْهَا شَاهِدَةً لِي .

فإذا بلغت

ص: 46

إلى الباب الأوّل فقل:

اَللَّهُمَّ لِبَابِكَ وَقَفْتُ، وَبِفِنَائِكَ نَزَلْتُ، وَبِحَبْلِكَ اعْتَصَمْتُ، وَبِرَحْمَتِكَ تَعَرَّضْتُ، وَبِوَلِيِّكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ تَوَسَّلْتُ، فَاجْعَلهَا زِيَارَةً مَقْبُولَةً، وَدُعَاءً مُسْتجَاباً .

فإذا بلغت باب الصّحن فقل:

اَللَّهُمَّ إِنَّ هذَا الْحَرَمَ حَرَمُكَ، وَالْمَقَامَ مَقَامُكَ، وَأَنَا أَدْخُلُ إِلَيْهِ أُنَاجِيكَ بِمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي وَمِنْ سِرِّي وَنَجْوَايَ، اَلْحَمْدُ للَّهِِ الْحَنَّانِ الْمَنَّانِ الْمُتَطوِّلِ، الَّذِي مِنْ تَطَوُّلِهِ سَهَّلَ لِي زِيَارَةَ مَوْلَايَ بِإِحْسَانِهِ، وَلَمْ يَجْعَلْنِي عَنْ زِيَارَتِهِ مَمْنُوعاً، وَلَا عَنْ وِلَايَتِهِ مَدْفُوعاً، بَلْ تَطَوَّلَ وَمَنَحَ . اَللَّهُمَّ كَمَا مَنَنْتَ عَلَيَّ بِمَعْرِفَتِهِ، فَاجْعَلْنِي مِنْ شِيعَتِهِ، وَأَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

ثمّ ادخل الصّحن وقل:

اَلْحَمْدُ للَّهِِ الَّذِي أَكْرَمَنِي بِمَعْرِفَتِهِ، وَمَعْرِفَةِ رَسُولِهِ، وَمَنْ فَرَضَ عَلَيَّ طَاعَتَهُ رَحْمَةً مِنْهُ لِي، وَتَطَوُّلاً مِنْهُ عَلَيَّ، وَمَنَّ عَلَيَّ بِالْإِيمَانِ، اَلْحَمْدُ للَّهِِ الَّذِي أَدْخَلَنِي حَرَمَ أَخِي رَسُولِهِ، وَأَرَانِيهِ فِي عَافِيَةٍ، اَلْحَمْدُ للَّهِِ الَّذِي جَعَلَنِي مِنْ زُوَّارِ قَبْرِ وَصِيِّ رَسُولِهِ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، جَاءَ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيّاً عَبْدُ اللَّهِ وَأَخْو رَسُولِ اللَّهِ، اَللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، لا إِلهَ إِلاّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَالْحَمْدُ للَّهِِ عَلَى هِدَايَتِهِ وَتَوْفِيقِهِ لِمَا دَعَا إِلَيْهِ مِنْ سَبِيلِه .

اَللَّهُمَّ إِنَّكَ أَفْضَلُ مَقْصُودٍ، وَأَكْرَمُ مَأْتِيٍّ، وَقَدْ أَتَيْتُكَ مُتَقَرِّباً إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، وَبِأَخِيهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَلَا تُخَيِّبْ سَعْيِي، وَانْظُرْ إِلَيَّ نَظْرَةً رَحِيمَةً، تَنْعَشُنِي بِهَا، وَاجْعَلْنِي عِنْدَكَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ .

ثمّ امش حتّى تقف على الباب في الصّحن وقل:

اَلسَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، أَمِينِ اللَّهِ عَلَى وَحْيِهِ، وَعَزَائِمِ أَمْرِهِ، اَلْخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ، وَالْفَاتِحِ لِمَا اسْتُقْبِلَ، وَالْمُهَيْمِنِ عَلَى ذلِكَ كُلِّهِ

ص: 47

وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَى صَاحِبِ السَّكِينَةِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمَدْفُونِ بِالْمَدِينَةِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمَنْصُورِ الْمُؤَيَّدِ، اَلسَّلامُ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .

ثمّ ادخل وقدّم رجلك اليمنى قبل اليسرى وقف على باب القبّة وقل:

أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، جَاءَ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِهِ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ اللَّهِ وَخِيَرَتَهُ مِنْ خَلْقِهِ، اَلسَّلامُ عَلَى أَمِيرِالْمُؤْمِنِينَ، عَبْدِ اللَّهِ وأَخِي رَسُولِ اللَّهِ، يَا مَوْلَايَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمِتِكَ، جَاءَكَ مُسْتَجِيراً بِذِمَّتِكَ، قَاصِداً إِلَى حَرَمِكَ، مُتَوَجِّهاً إِلَى مَقَامِكَ، مُتَوَسِّلاً إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِكَ .

أَ أَدْخُلُ يَا مَوْلَايَ، أَأَدْخُلُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَأَدْخُلُ يَا حُجَّةَ اللَّهِ، أَأَدْخُلُ يَا أَمِينَ اللَّهِ، أَأَدْخُلُ يَا مَلَائِكَةَ اللَّهِ الْمُقِيمِينَ فِي هذَا الْمَشْهَدِ، يَا مَوْلَايَ أَتَأْذَنُ لِي بِالدُّخُولِ أَفْضَلَ مَا أَذِنْتَ لِأَحَدٍ مِنْ أَوْلِيَائِكَ، فَإِنْ لَمْ أَكُنْ لَهُ أَهْلاً فَأَنْتَ أَهْلٌ لِذلِكَ .

ثمّ قبّل العتبة وقدّم رجلك اليمنى قبل اليسرى وادخل وأنت تقول:

بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ، وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه . اَللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ .

ثمّ امش حتّى تحاذي القبر واستقبله بوجهك وقف قبل وصولك إليه وقل:

اَلسَّلامُ مِنَ اللَّهِ عَلَى مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ، أَمِينِ اللَّهِ عَلَى وَحْيِهِ وَرِسَالَاتِهِ، وَعَزَائِمِ أَمْرِهِ وَمَعْدِنِ الْوَحْىِ وَالتَّنْزِيلِ، الْخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ، وَالْفَاتِحِ لِمَا اسْتُقْبِلَ، وَالْمُهَيْمِنِ عَلَى ذلِكَ كُلِّهِ، الشَّاهِدِ عَلَى الْخَلْقِ، السِّرَاجِ الْمُنِيرِ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ. اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الْمَظْلُومِينَ، أَفْضَلَ وَأَكْمَلَ وَأَرْفَعَ وَأَشْرَفَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَنْبِيَائِكَ وَرُسُلِكَ وَأَصْفِيَائِكَ .

ص: 48

َللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَبْدِكَ وَخَيْرِ خَلْقِكَ بَعْدَ نَبِيِّكَ، وَأَخِي رَسُولِكَ، وَوَصِيِّ حَبِيبِكَ، الَّذِي انْتَجَبْتَهُ مِنْ خَلْقِكَ، وَالدَّلِيلِ عَلَى مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسَالَاتِكَ، وَدَيَّانِ الدِّينِ بِعَدْلِكَ، وَفَصْلِ قَضَائِكَ بَيْنَ خَلْقِكَ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ. اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ، الْقَوَّامِينَ بِأَمْرِكَ مِنْ بَعْدِهِ، الْمُطَهَّرِينَ الَّذِينَ ارْتَضَيْتَهُمْ أَنْصَاراً لِدِينِكَ، وَحَفَظَةً لِسِرِّكَ، وَشُهَدَاءَ عَلَى خَلْقِكَ، وَأَعْلَاماً لِعِبَادِكَ، صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ .

اَلسَّلامُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَصِيِّ رَسُولِ اللَّهِ وَخَلِيفَتِهِ، وَالْقَائِمِ بِأَمْرِهِ مِنْ بَعْدِهِ، سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنَ الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ، اَلسَّلامُ عَلَى الْأَئِمَّةِ الرَّاشِدِينَ، اَلسَّلامُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ، اَلسَّلامُ عَلَى الْأَئِمَّةِ الْمُسْتَوْدَعِينَ، اَلسَّلامُ عَلَى خَاصَّةِ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمُتَوَسِّمِينَ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ قَامُوا بِأَمْرِهِ، وَوَازَرُوا أَوْلِيَاءَ اللَّهِ، وَخَافُوا بِخَوْفِهِمْ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ .

ثمّ امش حتّى تقف على القبر واستقبله بوجهك واجعل القبلة بين كتفيك وقل:

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا صَفْوَةَ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا إِمَامَ الْهُدَى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا عَلَمَ التُّقَى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْوَصِيُّ الْبَرُّ التَّقِيُّ النَّقِيُّ الْوَفِيُّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا عَمُودَ الدِّينِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدَ الْوَصِيِّينَ، وأَمِينَ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَدَيَّانَ يَوْمِ الدِّينِ، وَخَيْرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَسَيِّدَ الصِّدِّيقِينَ، وَالصَّفْوَةَ مِنْ سُلَالَةِ النَّبِيِّينَ، وَبَابَ حِكْمَةِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَخَازِنَ وَحْيِهِ، وَعَيْبَةَ عِلْمِهِ، وَالنَّاصِحَ لِأُمَّةِ نَبِيِّهِ، وَالتَّالِيَ لِرَسُولِهِ، وَالْمُوَاسِيَ لَهُ بِنَفْسِهِ، وَالنَّاطِقَ بِحُجَّتِهِ، وَالدَّاعِيَ إِلَى

ص: 49

شَرِيعَتِهِ، وَالْمَاضِيَ عَلَى سُنَّتِه .

اَللَّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ عَنْ رَسُولِكَ مَا حُمِّلَ، وَرَعَى مَا اسْتُحْفِظَ، وَحَفِظَ مَا اسْتُودِعَ، وَحَلَّلَ حَلَالَكَ، وَحَرَّمَ حَرَامَكَ، وَأَقَامَ أَحْكَامَكَ، وَجَاهَدَ النَّاكِثِينَ فِي سَبِيلِكَ، وَالْقَاسِطِينَ فِي حُكْمِكَ، وَالْمَارِقِينَ عَنْ أَمْرِكَ، صَابِراً مُحْتَسِباً، لا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ . اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ أَفْضَلَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَوْلِيَائِكَ وَأَصْفِيَائِكَ وَأَوْصِيَاءِ أَنْبِيَائِكَ .

اَللَّهُمَّ هذَا قَبْرُ وَلِيِّكَ الَّذِي فَرَضْتَ طَاعَتَهُ، وَجَعَلْتَ فِي أَعْنَاقِ عِبَادِكَ مُتَابَعَتَهُ، وَخَلِيفَتِكَ الَّذِي بِهِ تَأْخُذُ وَتُعْطِي، وَبِهِ تُثِيبُ وَتُعَاقِبُ، وَقَدْ قَصَدْتُهُ طَمَعاً لِمَا أَعْدَدْتَهُ لِأَوْلِيَائِكَ، فَبِعَظِيمِ قَدْرِهِ عِنْدَكَ، وَجَلِيلِ خَطَرِهِ لَدَيْكَ، وَقُرْبِ مَنْزِلَتِهِ مِنْكَ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْعَلْ بِي مَا أَنْتَ أَهْلُهُ، فَإِنَّكَ أَهْلُ الْكَرَمِ وَالْجُودِ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى ضَجِيعَيْكَ آدَمَ وَنُوحٍ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .

ثمّ قبّل الضّريح وقف ممّا يلي الرّأس وقل:

يَا مَوْلَايَ إِلَيْكَ وُفُودِي، وَبِكَ أَتَوَسَّلُ إِلَى رَبِّي فِي بُلُوغِ مَقْصُودِي، وَأَشْهَدُ أَنَّ الْمُتَوَسِّلَ بِكَ غَيْرُ خَائِبٍ، وَالطَّالِبَ بِكَ عَنْ مَعْرِفَةٍ غَيْرُ مَرْدُودٍ إِلاّ بِقَضَاءِ حَوَائِجِهِ، فَكُنْ لِي شَفِيعاً إِلَى اللَّهِ رَبِّكَ وَرَبِّي فِي قَضَاءِ حَوَائِجِي، وَتَيْسِير أُمُورِي، وَكَشْفِ شِدَّتِي، وَغُفْرَانِ ذَنْبِي، وَسَعَةِ رِزْقِي، وَتَطْوِيلِ عُمْرِي، وَإِعْطَاءِ سُؤْلِي فِي آخِرَتِي وَدُنْيَايَ .

اَللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ . اَللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ . اَللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ الْأَئِمَّةِ، وَعَذِّبْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً لا تُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ، عَذَاباً كَثِيراً لا انْقِطَاعَ لَهُ وَلَا أَجَلَ وَلَا أَمَدَ بِمَا شَاقُّوا وُلَاةَ أَمْرِكَ، وَأَعِدَّ لَهُمْ عَذَاباً لَمْ تُحِلَّهُ بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ . اَللَّهُمَّ وَأَدْخِلْ عَلَى قَتَلَةِ أَنْصَارِ رَسُولِكَ، وَعَلَى قَتَلَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَعَلَى قَتَلَةِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، وَعَلَى قَتَلَةِ أَنْصَارِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، وَقَتَلَةِ مَنْ قُتِلَ فِي ولَايَةِ آلِ مُحَمَّدٍ أَجْمَعِينَ، عَذَاباً أَلِيماً مُضَاعَفاً

ص: 50

فِي أَسْفَلِ دَرَكٍ مِنَ الْجَحِيمِ، وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ، وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ مَلْعُونُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ، قَدْ عَايَنُوا النَّدَامَةَ وَالْخِزْيَ الطَّويلَ، لِقَتْلِهِمْ عِتْرَةَ أَنْبِيَائِكَ وَرُسُلِكَ وَأَتْبَاعَهُمْ مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ . اَللَّهُمَّ الْعَنْهُمْ فِي مُسْتَسِرِّ السِّرِّ وَظَاهِرِ الْعَلَانِيَةِ، فِي أَرْضِكَ وَسَمَائِكَ .

اَللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي قَدَمَ صِدْقٍ فِي أَوْلِيَائِكَ، وَحَبِّبْ إِلَيَّ مَشَاهِدَهُمْ وَمُسْتَقَرَّهُمْ، حَتَّى تُلْحِقَنِي بِهِمْ، وَتَجْعَلَنِي لَهُمْ تَبَعاً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

ثمّ قبّل الضّريح واستقبل قبر الحسين بن علي عليهما السلام بوجهك واجعل القبلة بين كتفيك وقل:

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْأَئِمَّةِ الْهَادِينَ الْمَهْدِيِّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا صَرِيعَ الدَّمْعَةِ السَّاكِبَةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا صَاحِبَ الْمُصِيبَةِ الرَّاتِبَةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى جَدِّكَ وَأَبِيكَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمِّكَ وَأَخِيكَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الْأَئِمَّةِ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ وَبَنِيكَ .

أَشْهَدُ لَقَدْ طَيَّبَ اللَّهُ بِكَ التُّرَابَ، وَأَوْضَحَ بِكَ الْكِتَابَ، وَجَعَلَكَ وَأَبَاكَ وَجَدَّكَ وَأَخَاكَ وَبَنِيكَ عِبْرَةً لِأُولِي الْأَلْبَابِ، يَابْنَ الْمَيَامِينِ الْأَطْيَابِ، التَّالِينَ الْكِتَابَ، وَجَّهْتُ سَلَامِي إِلَيْكَ، صَلَواتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْكَ، وَجَعَلَ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوي إِلَيْكَ، مَا خَابَ مَنْ تَمَسَّكَ بِكَ، وَلَجَأَ إِلَيْكَ .

ثمّ تحوّل إلى عند الرّجلين وقل:

اَلسَّلامُ عَلَى أَبِي الْأَئِمَّةِ، وَخَلِيلِ النُّبُوَّةِ، وَالْمَخْصُوصِ بِالْأُخُوَّةِ، اَلسَّلامُ عَلَى يَعْسُوبِ الدِّينِ وَالْإِيمَانِ، وَكَلِمَةِ الرَّحْمنِ، اَلسَّلامُ عَلَى مِيزَانِ الْأَعْمَالِ، وَمُقَلِّبِ الْأَحْوَالِ، وَسَيْفِ ذِي الْجَلَالِ، وَسَاقِي السَّلْسَبِيلِ الزُّلَالِ، اَلسَّلامُ عَلَى صَالِحِ الْمُؤْمِنِينَ، وَوَارِثِ عِلْمِ النَّبِيِّينَ، وَالْحَاكِمِ يَوْمَ الدِّينِ، اَلسَّلامُ عَلَى شَجَرَةِ التَّقْوَى، وَسَامِعِ السِّرِّ وَالنَّجْوَى، اَلسَّلامُ عَلَى حُجَّةِ اللَّهِ الْبَالِغَةِ، وَنِعْمَتِهِ السَّابِغَةِ، وَنِقْمَتِهِ الدَّامِغَةِ، اَلسَّلامُ عَلَى الصِّرَاطِ الْوَاضِحِ، وَالنَّجْمِ اللَّائِحِ، وَالْإِمَامِ النَّاصِحِ، وَالزِّنَادِ الْقَادِحِ،

ص: 51

وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ. ثمّ قل:

اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَخِي نَبِيِّكَ وَوَلِيِّهِ، وَنَاصِرِهِ وَوَصِيِّهِ وَوَزِيرِهِ، وَمُسْتَوْدَعِ عِلْمِهِ، وَمَوْضِعِ سِرِّهِ، وَبَابِ حِكْمَتِهِ، وَالنَّاطِقِ بِحُجَّتِهِ، وَالدَّاعِي إِلَى شَرِيعَتِهِ، وَخَلِيفَتِهِ فِي أُمَّتِهِ، وَمُفَرِّجِ الْكَرْبِ عَنِ وَجْهِهِ، قَاصِمِ الْكَفَرَةِ، وَمُرْغِمِ الْفَجَرَةِ، الَّذِي جَعَلْتَهُ مِنْ نَبِيِّكَ بِمَنْزِلَةِ هرُونَ مِنْ مُوسَى .

اَللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَالْعَنْ مَنْ نَصَبَ لَهُ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، وَصَلِّ عَلَيْهِ أَفْضَلَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَوْصِيَاءِ أَنْبِيَائِكَ، يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ .

ثمّ عد إلى عند الرّأس لزيارة آدم ونوح عليهما السلام وقل في زيارة آدم عليه السلام :

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا صَفِيَّ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِينَ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا خَلِيفَةَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْبَشَرِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ، وَعَلَى الطَّاهِرِينَ مِنْ وُلْدِكَ وَذُرِّيَّتِكَ، ] وَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ [ صَلَاةً لا يُحْصِيهَا إِلاّ هُوَ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .

وقل في زيارة نوح عليه السلام :

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا صَفِيَّ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا شَيْخَ الْمُرْسَلِينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِينَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ، صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْكَ وَعَلَى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ وَعَلَى الطَّاهِرِينَ مِنْ وُلْدِكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .

ثمّ صلّ ست ركعات؛ ركعتان منها لزيارة أميرالمؤمنين عليه السلام تقرأ في الرّكعة الأولى فاتحة الكتاب وسورة الرّحمن، وفي الثّانية الحمد وسورة يس وتشهّد وسلّم وسبّح تسبيح الزّهراءعليهاالسّلام واستغفر اللَّه عزّ وجلّ وادع لنفسك ثمّ قل:

اَللَّهُمَّ إنِّي صَلَّيْتُ هَاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ، هَدِيَّةً مِنِّي

ص: 52

إِلَى سَيِّدِي وَمَوْلَايَ، وَلِيِّكَ وَأَخِي رَسُولِكَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَسَيِّدِ الْوَصِيِّينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِه . اَللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَتَقَبَّلْهَا مِنِّي، وَاجْزِنِي عَلَى ذلِكَ جَزَاءَ الْمُحْسِنِينَ . اَللَّهُمَّ لَكَ صَلَّيْتُ، وَلَكَ رَكَعْتُ، وَلَكَ سَجَدْتُ، وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ، لِأَنَّهُ لا تَكُونُ الصَّلَاةُ وَالرُّكُوعُ وَالسُّجُودُ إِلاّ لَكَ، لِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ . اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَتَقَبَّلْ مِنِّي زِيَارَتِي، وَأَعْطِنِي سُؤْلِي، بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ .

وتهدي الركعات الأربع الأُخر إلى آدم ونوح عليهما السلام ثمّ تسجد سجدة الشّكر وقل فيها:

اَللَّهُمَّ إِلَيْكَ تَوَجَّهْتُ، وَبِكَ اعْتَصَمْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ . اَللَّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِي وَرَجَائِي، فَاكْفِنِي مَا أَهَمَّنِي وَمَا لا يُهِمُّنِي، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، عَزَّ جَارُكَ، وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ، وَلَا إِلهَ غَيْرُكَ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَقَرِّبْ فَرَجَهُمْ .

ثمّ ضع خدّك الأيمن على الأرض وقل:

اِرْحَمْ ذُلِّي بَيْنَ يَدَيْكَ، وَتَضَرُّعِي إِلَيْكَ، وَوَحْشَتِي مِنَ النَّاسِ، وَأُنْسِي بِكَ، يَا كَرِيمُ يَا كَرِيمُ يَا كَرِيمُ .

ثمّ ضع خدّك الأيسر على الأرض وقل:

لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ رَبِّي حَقّاً حَقّاً، سَجَدْتُ لَكَ يَارَبِّ تَعَبُّداً وَرِقّاً . اَللَّهُمَّ إِنَّ عَمَلِي ضَعِيفٌ فَضَاعِفْهُ لِي، يَا كَرِيمُ يَا كَرِيمُ يَاكَرِيمُ .

ثمّ عد إلى السّجود وقل : شكراً مئة مرّة واجتهد في الدّعاء فإنّه موضع مسألة، وأكثر من الإستغفار فإنّه موضع مغفرة، واسأل الحوائج فإنّه مقام إجابة.(1)

وقل في زيارة الحسين عليه السلام من عند رأس أميرالمؤمنين عليه السلام :

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الصِّدِّيقَةِ الطَّاهِرَةِ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَوْلَايَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ

ص: 53


1- المجلسي، البحار، ج 100، ص 280، عن المفيد .

الصَّلَاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَتَلَوْتَ الْكِتَابَ حَقَّ تِلَاوَتِهِ، وَجَاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ، وَصَبَرْتَ عَلَى الْأَذَى فِي جَنْبِهِ مُحْتَسِباً حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ الَّذِينَ خَالَفُوكَ وَحَارَبُوكَ، وَأَنَّ الَّذِينَ خَذَلُوكَ وَالَّذِينَ قَتَلُوكَ مَلْعُونُونَ عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ، وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى، لَعَنَ اللَّهُ الظَّالِمِينَ لَكُمْ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، وَضَاعَفَ عَلَيْهِمُ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ، أَتَيْتُكَ يَا مَوْلَايَ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ زَائِراً عَارِفاً بِحَقِّكَ، مُوَالِياً لِأَوْلِيَائِكَ، مُعَادِياً لِأَعْدَائِكَ، مُسْتَبْصِراً بِالْهُدَى الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ، عَارِفاً بِضَلَالَةِ مَنْ خَالَفَكَ، فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ .(1)

الزّيارة السّادسة

روَى صفوان عن الصّادق عليه السلام هذه الزّيارة للإمام أميرالمؤمنين عليه السلام قال: إذا أردت ذلك فقف متوجّهاً إلى قبر أميرالمؤمنين عليه السلام وقل:

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا صَفْوَةَ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِينَ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَى مَنِ اصْطَفَاهُ اللَّهُ، وَاخْتَصَّهُ وَاخْتَارَهُ مِنْ بَرِيَّتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا خَلِيلَ اللَّهِ، مَا دَجَا اللَّيْلُ وَغَسَقَ، وَأَضَاءَ النَّهَارُ وَأَشْرَقَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ مَا صَمَتَ صَامِتٌ، وَنَطَقَ نَاطِقٌ، وَذَرَّ شَارِقٌ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .

اَلسَّلامُ عَلَى مَوْلَانَا أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، صَاحِبِ السَّوَابِقِ وَالْمَنَاقِبِ وَالنَّجْدَةِ، وَمُبِيدِ الْكَتَائِبِ، الشَّدِيدِ الْبَأْسِ، الْعَظِيمِ الْمِرَاسِ، اَلْمَكِينِ الْأَسَاسِ، سَاقِي الْمُؤْمِنِينَ بِالْكَأْسِ، مِنْ حَوْضِ الرَّسُولِ الْمَكِينِ الْأَمِينِ . اَلسَّلامُ عَلَى صَاحِبِ النُّهَى وَالْفَضْلِ وَالطَّوَائِلِ، وَالْمَكْرُمَاتِ وَالنَّوَائِلِ . اَلسَّلامُ عَلَى فَارِسِ الْمُؤْمِنِينَ، وَلَيْثِ الْمُوَحِّدِينَ، وَقَاتِلِ الْمُشْرِكِينَ، وَوَصِيِّ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .

اَلسَّلامُ عَلَى مَنْ أَيَّدَهُ اللَّهُ بِجَبْرَئِيلَ، وَأَعَانَهُ بِمِيكَائِيلَ، وَأَزْلَفَهُ فِي الدَّارَيْنِ، وَحَبَاهُ بِكُلِّ مَا تَقِرُّ بِهِ الْعَيْنُ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ الطَّاهِرِينَ، وَعَلَى أَوْلَادِهِ الْمُنْتَجَبِينَ، وَعَلَى الْأَئِمَّةِ الرَّاشِدِينَ، الَّذِينَ أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ، وَفَرَضُوا عَلَيْنَا الصَّلَوَاتِ، وَأَمَرُوا بِإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَعَرَّفُونَا صِيَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ،

ص: 54


1- إبن المشهدى، المزار الكبير، ص 517 .

وَقِرَاءَةَ الْقُرْآنِ .

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، وَيَعْسُوبَ الدِّينِ، وَقَائِدَ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ . اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بَابَ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا عَيْنَ اللَّهِ النَّاظِرَةَ، وَيَدَهُ الْبَاسِطَةَ، وَأُذُنَهُ الْوَاعِيَةَ، وَحِكْمَتَهُ الْبَالِغَةَ، وَنِعْمَتَهُ السَّابِغَةَ . اَلسَّلامُ عَلَى قَسِيمِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ . اَلسَّلامُ عَلَى نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَى الْأَبْرَارِ، وَنِقْمَتِهِ عَلَى الْفُجَّارِ . اَلسَّلامُ عَلَى سَيِّدِ الْمُتَّقِينَ الْأَخْيَارِ . اَلسَّلامُ عَلَى أَخِي رَسُولِ اللَّهِ، وَابْنِ عَمِّهِ، وَزَوْجِ ابْنَتِهِ، وَالْمَخْلُوقِ مِنْ طِينَتِه . اَلسَّلامُ عَلَى الْأَصْلِ الْقَدِيمِ، وَالْفَرْعِ الْكَرِيمِ، اَلسَّلامُ عَلَى الثَّمَرِ الْجَنِيِّ . اَلسَّلامُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيٍّ . اَلسَّلامُ عَلَى شَجَرَةِ طُوبى، وَسِدْرَةِ الْمُنْتَهَى .

اَلسَّلامُ عَلَى آدَمَ صَفْوَةِ اللَّهِ، وَنُوحٍ نَبِيِّ اللَّهِ، وَإِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ، وَمُوسَى كَلِيمِ اللَّهِ، وَعِيسَى رُوحِ اللَّهِ، وَمُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللَّهِ، وَمَنْ بَيْنَهُمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً . اَلسَّلامُ عَلَى نُورِ الْأَنْوَارِ، وَسَلِيلِ الْأَطْهَارِ، وَعَنَاصِرِ الْأَخْيَارِ. اَلسَّلامُ عَلَى وَالِدِ الْأَئِمَّةِ الْأَطْهَارِ. اَلسَّلامُ عَلَى حَبْلِ اللَّهِ الْمَتِينِ، وَجَنْبِهِ الْمَكِينِ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .

اَلسَّلامُ عَلَى أَمِينِ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ، وَخَلِيفَتِهِ، وَالْحَاكِمِ بِأَمْرِهِ، وَالْقَيِّمِ بِدِينِهِ، وَالنَّاطِقِ بِحِكْمَتِهِ، وَالْعَامِلِ بِكِتَابِهِ، أَخِي الرَّسُولِ، وَزَوْجِ الْبَتُولِ، وَسَيْفِ اللَّهِ الْمَسْلُولِ . اَلسَّلامُ عَلَى صَاحِبِ الدَّلَالَاتِ، وَالْآيَاتِ الْبَاهِرَاتِ، وَالْمُعْجِزَاتِ الْقَاهِرَاتِ وَالْمُنْجِي مِنَ الْهَلَكَاتِ، الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ فِي مُحْكَمِ الْآيَاتِ، فَقَالَ تَعَالَى: « وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ » .

اَلسَّلامُ عَلَى اسْمِ اللَّهِ الرَّضِيِّ، وَوَجْهِهِ الْمُضِي ءِ، وَجَنْبِهِ الْعَلِيِّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه . اَلسَّلامُ عَلَى حُجَجِ اللَّهِ وَأَوْصِيَائِهِ، وَخَاصَّةِ اللَّهِ وأَصْفِيَائِهِ، وَخَالِصَتِهِ وَأُمَنَائِهِ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه . قَصَدْتُكَ يَا مَوْلَايَ، يَا أَمِينَ اللَّهِ وَحُجَّتَهُ، زَائِراً عَارِفاً بِحَقِّكَ، مُوَالِياً لِأَوْلِيَائِكَ، مُعَادِياً لِأَعْدَائِكَ، مُتَقَرِّباً إِلَى اللَّهِ بِزِيَارَتِكَ، فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكَ فِي خَلَاصِ رَقَبَتِي مِنَ

ص: 55

النَّارِ، وَقَضَاءِ حَوَائِجِي، حَوَائِجِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ .

ثمّ انكبّ على القبر فقبّله وقل:

سَلَامُ اللَّهِ وَسَلَامُ مَلَائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ، وَالْمُسَلِّمِينَ لَكَ بِقُلُوبِهِمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَالنَّاطِقِينَ بِفَضْلِكَ، وَالشَّاهِدِينَ عَلَى أَنَّكَ صَادِقٌ أَمِينٌ صِدِّيقٌ، عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، أَشْهَدُ أَنَّكَ طُهْرٌ طَاهِرٌ مُطَهَّرٌ، مِنْ طُهْرٍ طَاهِرٍ مُطَهَّرٍ، أَشْهَدُ لَكَ يَا وَلِيَّ اللَّهِ وَوَلِيَّ رَسُولِهِ، بِالْبَلَاغِ وَالْأَدَاءِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ جَنْبُ اللَّهِ وَبَابُهُ، وَأَنَّكَ حَبِيبُ اللَّهِ، وَوَجْهُهُ الَّذِي يُؤْتَى مِنْهُ، وَأَنَّكَ سَبِيلُ اللَّهِ، وَأَنَّكَ عَبْدُ اللَّهِ، وَأَخُو رَسُولِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه .

أَتَيْتُكَ مُتَقَرِّباً إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِزِيَارَتِكَ، رَاغِباً إِلَيْكَ فِي الشَّفَاعَةِ، أَبْتَغِي بِشَفَاعَتِكَ خَلَاصَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ، مُتَعَوّذاً بِكَ مِنَ النَّارِ، هَارِباً مِنْ ذُنُوبِيَ الَّتِي احْتَطَبْتُهَا عَلَى ظَهْرِي، فَزِعاً إِلَيْكَ رَجَاءَ رَحْمَةِ رَبِّي، أَتَيْتُكَ أَسْتَشْفِعُ بِكَ يَا مَوْلَايَ، وَأَتَقَرَّبُ بِكَ إِلَى اللَّهِ لِيَقْضِيَ بِكَ حَوَائِجِي، فَاشْفَعْ لِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى اللَّهِ، فَإِنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَمَوْلَاكَ وَزَائِرُكَ، وَلَكَ عِنْدَ اللَّهِ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ، وَالْجَاهُ الْعَظِيمُ، وَالشَّأْنُ الْكَبِيرُ، وَالشَّفَاعَةُ الْمَقْبُولَةُ .

اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مَحَمَّدٍ، وَصَلِّ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَبْدِكَ الْمُرْتَضَى، وَأَمِينِكَ الْأَوْفَى، وَعُرْوَتِكَ الْوُثْقَى، وَيَدِكَ الْعُلْيَا، وَجَنْبِكَ الْأَعْلَى، وَكَلِمَتِكَ الْحُسْنَى، وَحُجَّتِكَ عَلَى الْوَرَى، وَصِدِّيقِكَ الْأَكْبَرِ، وَسَيِّدِ الْأَوْصِيَاءِ، وَرُكْنِ الْأَوْلِيَاءِ، وَعِمَادِ الْأَصْفِيَاءِ، أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَيَعْسُوبِ الدِّينِ، وَقُدْوَةِ الصَّالِحِينَ، وَإِمَامِ الْمُخْلِصِينَ، وَالْمَعْصُومِ مِنَ الْخَلَلِ، الْمُهَذَّبِ مِنَ الزَّلَلِ، الْمُطَهَّرِ مِنَ الْعَيْبِ، الْمُنَزَّهِ مِنَ الرَّيْبِ، أَخِي نَبِيِّكَ، وَوَصِيِّ رَسُولِكَ، الْبَائِتِ عَلَى فِرَاشِهِ، وَالْمُوَاسِي لَهُ بِنَفْسِهِ، وَكَاشِفِ الْكَرْبِ عَنْ وَجْهِهِ، الَّذِي جَعَلْتَهُ سَيْفاً لِنُبُوَّتِهِ، وَآيةً لِرِسَالَتِهِ، وَشَاهِداً عَلَى أُمَّتِهِ، وَدِلَالةً لِحُجَّتِهِ، وَحَامِلاً لِرَايَتِهِ، وَوِقَايةً لِمُهْجَتِهِ، وَهَادِياً لِأُمَّتِهِ، وَيَداً لِبَأْسِهِ، وَتَاجاً لِرَأْسِهِ، وَبَاباً لِسِرِّهِ، وَمِفْتَاحاً لِظَفَرِهِ، حَتَّى هَزَمَ جُيُوشَ الشِّرْكِ بِإِذْنِكَ، وَأَبَادَ عَسَاكِرَ الْكُفْرِ بِأَمْرِكَ، وَبَذَلَ نَفْسَهُ فِي مَرْضَاةِ رَسُولِكَ، وَجَعَلَهَا

ص: 56

وَقْفاً عَلَى طَاعَتِهِ، فَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَيْهِ صَلَاةً دَائِمَةً بَاقِيَةً . ثمّ قل:

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللَّهِ، وَالشِّهَابَ الثَّاقِبَ، وَالنُّورَ الْعَاقِبَ، يَا سَلِيلَ الْأَطَائِبِ، يَا سِرَّ اللَّهِ، إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ اللَّهِ تَعَالَى ذُنُوباً قَدْ أَثْقَلَتْ ظَهْرِي، وَلَا يَأْتِي عَلَيْهَا إِلاّ رِضَاهُ، فَبِحَقِّ مَنِ ائْتَمَنَكَ عَلَى سِرِّهِ، وَاسْتَرْعَاكَ أَمْرَ خَلْقِهِ، كُنْ لِي إِلَى اللَّهِ شَفِيعاً، وَمِنَ النَّارِ مُجِيراً، وَعَلَى الدَّهْرِ ظَهِيراً، فَإِنِّي عَبْدُاللَّهِ وَوَلِيُّكَ وَزَائِرُكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً .(1)

ثمّ صلّ ستّ ركعات صلاة الزّيارة وادعُ بما أحببت وقل:

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، عَلَيْكَ مِنِّي سَلَامُ اللَّهِ أَبَداً مَا بَقِيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ .

ثمّ أومئ إلى الحسين عليه السلام وقل:

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِاللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، أَتَيْتُكُمَا زَائِراً وَمُتَوَسِّلاً إِلَى اللَّهِ تَعَالَى رَبِّي وَرَبِّكُمَا، وَمُتَوَجِّهاً إِلَى اللَّهِ بِكُمَا، مُسْتَشْفِعاً بِكُمَا إِلَى اللَّهِ فِي حَاجَتِي هذِهِ، فَاشفَعا لِي فَإِنَّ لَكُمَا عِندَاللَّهِ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ، وَالْجَاهَ الْوَجِيهَ، وَالْمَنْزِلَ الرَّفِيعَ وَالْوَسِيلَةَ، إِنِّي أَنْقَلِبُ عَنْكُمَا مُنْتَظِراً لِتَنَجُّزِ الْحَاجَةِ وَقَضَائِهَا وَنَجَاحِهَا مِنَ اللَّهِ بِشَفاعَتِكُمَا لِي إِلَى اللَّهِ فِي ذلِكَ، فَلَا أَخِيبُ، وَلَا يَكُونُ مُنْقَلَبِي عَنْكُمَا مُنْقَلَباً خَاسِراً بَلْ يَكُونُ مُنْقَلَبِي مُنْقَلَباً رَاجِحاً مُفْلِحاً مُنْجِحاً مُسْتَجَاباً لِي بِقَضَاءِ جَمِيعِ الْحَوائِجِ فَاشْفَعَا لِي .

أَنْقَلِبُ عَلَى مَا شَاءَ اللَّهُ، لا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلّا بِاللَّهِ، مُفَوِّضاً أَمْرِي إِلَى اللَّهِ، مُلْجِئاً ظَهْرِي إِلَى اللَّهِ، مُتَوَكِّلاً عَلَى اللَّهِ، وَأَقُولُ حَسْبِيَ اللَّهُ وَكَفَى، سَمِعَ اللَّهُ لِمَن دَعَا، لَيْسَ وَرَاءَ اللَّهِ وَوَرَاءَكُم يَا سَادَتِي مُنْتَهَى، مَا شَاءَ اللَّهُ رَبِّي كَانَ، وَمَا لَم يَشَأْ لَم يَكُن، يَا سَيِّدِي يَا أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ، وَمَوْلَايَ، وَأَنْتَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، سَلَامِي عَلَيْكُمَا مُتَّصِلٌ مَا اتَّصَلَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَاصِلٌ إِلَيْكُمَا، غَيْرُ مَحْجُوبٍ عَنْكُمَا سَلَامِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَأَسْأَلُهُ بِحَقِّكُمَا أَنْ

ص: 57


1- السيّد إبن طاووس، مصباح الزائر، ص 149 .

يَشَاءَ ذلِكَ وَيَفْعَلَ، فَإِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ .

أَنْقَلِبُ يَا سَيِّدَيَّ عَنْكُمَا تَائِباً، حَامِداً للَّهِِ شَاكِراً، رَاضِياً مُسْتَيْقِناً لِلْإِجَابَةِ، غَيْرَ آيِسٍ وَلَا قَانِطٍ، عَائِداً رَاجِعاً إِلَى زِيَارَتِكُمَا، غَيْرَ رَاغِبٍ عَنْكُمَا، بَلْ رَاجِعٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالى إِلَيْكُمَا، يَا سَادَاتِي رَغِبْتُ إِلَيْكُمَا بَعْدَ أَنْ زَهِدَ فِيكُمَا وَفِي زِيَارَتِكُمَا أَهلُ الدُّنْيَا، فَلا خَيَّبَنِيَ اللَّهُ فِيمَا رَجَوْتُ وَمَا أَمَّلْتُ فِي زِيَارَتِكُمَا، إِنَّهُ قَرِيبٌ مُجِيبٌ .

ثمّ استقبل القبلة وقل:

يَا اَللَّهُ يَا اَللَّهُ يَا اَللَّهُ يَا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ، وَيَا كَاشِفَ كُرَبِ الْمَكْرُوبِينَ، وَيَا غِيَاثَ الْمُسْتَغيثينَ، وَيَا صَرِيخَ الْمُسْتَصْرِخِينَ، وَيَا مَنْ هُوَ أَقْرَبُ إِلَىَّ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ، يَا مَنْ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ، وَيَا مَنْ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحيمُ، يَا مَنْ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى، يَا مَنْ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ، وَيَا مَنْ لا تَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ، يَا مَنْ لا تَشْتَبِهُ عَلَيْهِ الْأَصْوَاتُ، يَا مَنْ لا تُغَلِّطُهُ الْحَاجَاتُ، يَا مَنْ لا يُبْرِمُهُ إِلْحَاحُ الْمُلِحّينَ، يَا مُدْرِكَ كُلِّ فَوْتٍ، يَا جَامِعَ كُلِّ شَمْلٍ، يَا بَارِئَ النُّفُوسِ بَعْدَ الْمَوْتِ، يَا مَنْ هُوَ كُلَّ يَوْمٍ فِي شَأْنٍ، يَا قَاضِيَ الْحَاجَاتِ، يَا مُنَفِسَّ الْكُرُبَاتِ، يَا مُعْطِيَ السُّؤُلَاتِ، يَا وَلِيَّ الرَّغَبَاتِ، يَا كَافِيَ الْمُهِمَّاتِ، يَا مَنْ يَكْفِي كُلَّ شَيْ ءٍ وَلَا يَكْفِي مِنْهُ شَيْ ءٌ فِي السَّموَاتِ وَالْأَرْضِ .

أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنينَ، وَبِحَقِّ فَاطِمَةَ بِنْتِ نَبِيِّكَ، وَبِحَقِّ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، فَإِنِّي بِهِمْ أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ فِي مَقَامِي هذَا، وَبِهِمْ أَتَوَسَّلُ، وَبِهِمْ أَسْتَشْفِعُ إِلَيْكَ، وَبِحَقِّهِمْ أَسْأَلُكَ وَأُقْسِمُ وَأَعْزِمُ عَلَيْكَ، وَبِالشَّأْنِ الَّذِي لَهُمْ عِنْدَكَ، وَبِالَّذِي فَضَّلْتَهُمْ عَلَى الْعَالَمينَ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي جَعَلْتَهُ عِنْدَهُمْ، وَبِهِ خَصَصْتَهُمْ دُونَ الْعَالَمِينَ، وَبِهِ أَبَنْتَهُمْ وَأَبَنْتَ فَضْلَهُمْ مِنْ كُلِّ فَضْلٍ، حَتَّى فَاقَ فَضْلُهُمْ فَضْلَ الْعَالَمِينَ جَمِيعاً .

وَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ،

ص: 58

وَأَنْ تَكْشِفَ عَنِّي غَمِّي وَهَمِّي وكَرْبِي، وَأَنْ تَكْفِيَنِي الْمُهِمَّ مِنْ أَمْرِي، وَتَقْضِي عَنِّي دَيْنِي، وَتُجِيرَنِي مِنَ الْفَقْرِ وَالْفَاقَةِ، وَتُغْنِيَنِي عَنِ الْمَسْأَلَةِ إِلَى الْمَخْلُوقِينَ، وَتَكْفِيَنِي هَمَّ مَنْ أَخَافُ هَمَّهُ، وَعُسْرَ مَنْ أَخَافُ عُسْرَهُ، وَحُزُونَةَ مَنْ أَخَافُ حُزُونَتَهُ، وَشَرَّ مَنْ أَخَافُ شَرَّهُ، وَمَكْرَ مَنْ أَخَافُ مَكْرَهُ، وَبَغْيَ مَنْ أَخَافُ بَغْيَهُ، وَجَوْرَ مَنْ أَخَافُ جَوْرَهُ، وَسُلْطَانَ مَنْ أَخَافُ سُلْطَانَهُ، وَكَيْدَ مَنْ أَخَافُ كَيْدَهُ، وَاصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُ وَمَكْرَهُ، وَمَقْدُرَةَ مَنْ أَخَافُ مَقْدُرَتَهُ عَلَيَّ، وَتَرُدَّ عَنِّي كَيْدَ الْكَيَدَةِ، وَمَكْرَ الْمَكَرَةِ .

اَللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنِي بِسُوءٍ فَأَرِدْهُ، وَمَنْ كَادَنِي فَكِدْهُ، وَاصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُ وَبَأْسَهُ وَأَمَانِيَّهُ، وَامْنَعْهُ عَنِّي كَيْفَ شِئْتَ، وَأَنّى شِئْتَ . اَللَّهُمَّ اشْغَلْهُ عَنِّي بِفَقْرٍ لا تَجْبُرُهُ، وَبَلَاءٍ لا تَسْتُرُهُ، وَبِفَاقَةٍ لا تَسُدُّهَا، وَبِسُقْمٍ لا تُعَافِيهِ، وَبِذُلٍّ لا تُعِزُّهُ، وَمَسْكَنَةٍ لا تَجْبُرُهَا. اَللَّهُمَّ اجْعَلِ الذُّلَّ نَصْبَ عَيْنَيْهِ، وَأَدْخِلِ الْفَقْرَ فِي مَنْزِلِهِ، وَالسُّقْمَ فِي بَدَنِهِ، حَتّى تَشْغَلَهُ عَنِّي بِشُغْلٍ شَاغِلٍ لا فَرَاغَ لَهُ، وَأَنْسِهِ ذِكْرِي كَمَا أَنْسَيْتَهُ ذِكْرَكَ، وَخُذْ عَنِّي بِسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَلِسَانِهِ وَيَدِهِ وَرِجْلِهِ وَقَلْبِهِ وَجَمِيعِ جَوَارِحِهِ، وَأَدْخِلْ عَلَيْهِ فِي جَمْيعِ ذلِكَ السُّقْمَ وَلَاَ تُشْفِهِ حَتّى تَجْعَلَ لَهُ ذلِك شُغْلاً شَاغِلاً عَنِّي وَعَنْ ذِكْرِي، وَاكْفِنِي يَا كَافِيَ مَا لا يَكْفِي سِوَاكَ .

يَا مُفَرِّجَ مَنْ لا مُفَرِّجَ لَهُ سِوَاكَ، وَمُغِيثَ مَنْ لا مُغِيثَ لَهُ سِوَاكَ، وَجَارَ مَنْ لا جَارَ لَهُ سِوَاكَ، وَمَلْجَأَ مَنْ لا مَلْجَأَ لَهُ غَيْرُكَ، أَنْتَ ثِقَتِي وَرَجَائِي وَمَفْزَعِي وَمَهْرَبِي وَمَلْجَإِي وَمَنْجَايَ، فَبِكَ أَسْتَفْتِحُ، وَبِكَ أَسْتَنْجِحُ، وَبِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ، وَأَتَوَسَّلُ وَأَتَشَفَّعُ يَا اَللَّه يَا اَللَّهُ يَا اَللَّهُ، وَلَكَ الْحَمْدُ، وَلَكَ الْمِنَّةُ، وَإِلَيْكَ الْمُشْتَكى وَأَنْتَ الْمُسْتَعَانُ .

فَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَكْشِفَ عَنِّي غَمِّي وَهَمِّي وَكَرْبِي فِي مَقَامِي هذَا، كَمَا

ص: 59

كَشَفْتَ عَنْ نَبِيِّكَ غَمَّهُ وَكَرْبَهُ وَهَمَّهُ، وَكَفَيْتَهُ هَوْلَ عَدُوّهِ، فَاكْشِفْ عَنِّي كَمَا كَشَفْتَ عَنْهُ، وَفَرِّجْ عَنِّي كَمَا فَرَّجْتَ عَنْهُ، وَاكْفِنِي كَمَا كَفَيْتَهُ، وَاصْرِفْ عَنِّي هَوْلَ مَا أَخَافُ هَوْلَهُ، وَمَؤُنَةَ مَنْ أَخَافُ مَؤُنَتَهُ، وَهَمَّ مَنْ أَخَافُ هَمَّهُ، بِلَا مَؤُنَةٍ عَلَى نَفْسِي مِنْ ذلِكَ، وَاصْرِفْنِي بِقَضَاءِ حَاجَتِي، وَكِفَايَةِ مَا أَهَمَّنِي هَمُّهُ، مِنْ أَمْرِ دُنْيَايَ وَآخِرَتي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

ثمّ تلتفت إلى أميرالمؤمنين عليه السلام وتقول:

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَالسَّلامُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ، مَا بَقِيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّي لِزِيَارَتِكُمَا، وَلَا فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمَا .

ثمّ تنصرف.

الزّيارة السّابعة

قال الإمام الصادق عليه السلام : إذا أردت الزّيارة لأمير المؤمنين عليه السلام فأغتسل حيث تيسّر لك وقل حين تعزم:

اَللَّهُمَّ اجْعَلْ سَعْيِي مَشْكُوراً، وَذَنْبِي مَغْفُوراً، وَعَمَلِي مَقْبُولاً، وَاغْسِلْنِي مِنَ الْخَطَايَا وَالذُّنُوبِ، وَطَهِّرْ قَلْبِي مِنْ كُلِّ آفَةٍ، وَزَكِّ عَمَلِي، وَتَقَبَّلْ سَعْيِي، وَاجْعَلْ مَا عِنْدَكَ خَيْراً لِي، اَللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابِينَ، وَاجْعَلْنِي مِنَ الْمُتَطَهِّرِينَ، وَالْحَمْدُ للَّهِِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .

ثمّ امش وعليك السّكينة والوقار حتى تأتي باب الحرم فقم على الباب وقل:

اَللَّهُمَّ إنِّي أُرِيدُكَ فَأَرِدْنِي، وَأَقْبَلْتُ بِوَجْهِي إِلَيْكَ فَلَا تُعْرِضْ بِوَجْهِكَ عَنِّي، وَإِنِّي قَصَدْتُ إِلَيْكَ فَتَقَبَّلْ مِنِّي، وَإِنْ كُنْتَ مَاقِتاً فَارْضَ عَنِّي، وَإِنْ كُنْتَ سَاخِطاً عَلَيَّ فَاعْفُ عَنِّي، وَارْحَمْ مَسِيرِي إِلَيْكَ بِرَحْمَتِكَ، أَبْتَغِي بِذلِكَ رِضَاكَ، فَلَا تَقْطَعْ رَجَائِي، وَلَا تُخَيِّبْنِي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

اَللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ وَمِنْكَ السَّلامُ وَإِلَيْكَ يَعُودُ السَّلَامُ، وَأَنْتَ مَعْدِنُ السَّلَامِ، حَيِّنَا رَبَّنَا مِنْكَ بِالسَّلَامِ، وَالْحَمْدُ للَّهِِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَلَا وَلَداً، وَالْحَمْدُ للَّهِِ الَّذِي خَلَقَ كُلَّ شَيْ ءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً .

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ مَا أَمَرَكَ

ص: 60

بِهِ، وَوَفَّيْتَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَتَمَّتْ بِكَ كَلِمَاتُ اللَّهِ، وَجَاهَدْتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضِيَ عَنْهُ، أَنَا بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي وَلِيٌّ لِمَنْ وَالَاكَ، وَعَدُوٌّ لِمَنْ عَادَاكَ، أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ مِمَّنْ بَرِئْتَ مِنْهُ وَبَرِئَ مِنْكُمْ . ثمّ تقول:

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه، أَشْهَدُ أَنَّكَ تَسْمَعُ صَوْتِي، أَتَيْتُكَ مُتَعَاهِداً لِدِينِي وَبَيْعَتِي، ائْذَنْ لِي فِي بَيْتِكَ، أَشْهَدُ أَنَّ رُوحَكَ مُقَدَّسَةٌ أُعِينَتْ بِالْقُدْسِ وَالسَّكِينَةِ، جُعِلْتَ لَهَا بَيْتاً، تَنْطِقُ عَلَى لِسَانِكَ .

ثمّ ادخل وقل:

اَلسَّلامُ عَلَى مَلَائِكَةِ اللَّهِ الْمُقَرَّبِينَ . السَّلامُ عَلَى مَلَائِكَةِ اللَّهِ الْمُرْدِفِينَ السَّلامُ عَلَى حَمَلَةِ الْعَرْشِ الْكَرُوبِيِّينَ، السَّلامُ عَلَى مَلَائِكَةِ اللَّهِ الْمُنْتَجَبِينَ، السَّلامُ عَلَى مَلَائِكَةِ اللَّهِ الْمُسَوّميِنَ، السَّلامُ عَلَى مَلَائِكَةِ اللَّهِ الَّذِينَ هُمْ فِي هذَا الْحَرَمِ بِإِذْنِ اللَّهِ مُقِيمُونَ .

اَلْحَمْدُ للَّهِِ الَّذِي أَكْرَمَنِي بِمَعْرِفَتِهِ وَمَعْرِفَةِ رَسُولِهِ وَمَنْ فَرَضَ طَاعَتَهُ، رَحْمَةً مِنْهُ وَتَطَوُّلاً مِنْهُ عَلَيَّ بِذلِكَ . اَلْحَمْدُ للَّهِِ الَّذِي سَيَّرَنِي فِي بِلَادِهِ، وَحَمَلَنِي عَلَى دَوَابِّهِ، وَطَوَى لِيَ الْبَعِيدَ، وَدَفَعَ عَنِّيَ الْمَكَارِهِ حَتَّى أَدْخَلَنِي حَرَمَ وَلِيِّ اللَّهِ، وَأَرَانِيهِ فِي عَافِيَةٍ . اَلْحَمْدُ للَّهِِ الَّذِي هَدَانَا لِهذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّه .

أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، جَاءَ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيّاً عَبْدُ اللَّهِ وَأَخُو رَسُولِه . اَللَّهُمَّ عَبْدُكَ وَزَائِرُكَ مُتَقَرِّبٌ إِلَيْكَ بِزِيَارَةِ أَخِي رَسُولِكَ، وَعَلَى كُلِّ مَزُورٍ حَقٌّ عَلى أَتَاهُ وَزَارَهُ، وَأَنْتَ أَكْرَمُ مَزُورٍ وَخَيْرُ مَأْتِيٍّ .

فَأَسْأَلُكَ يَا رَحْمنُ يَا رَحِيمُ يَا وَاحِدُ يَا أَحَدُ يَا فَرْدُ يَا صَمَدُ، يَا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ،

ص: 61

وَأَنْ تَجْعَلَ تُحْفَتَكَ إِيَّايَ مِنْ زِيَارَتِي فِي مَوْقِفِي هذَا فَكَاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ، وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ يُسَارِعُ فِي الْخَيْرَاتِ رَغَباً وَرَهَباً، وَاجْعَلْنِي مِنَ الْخَاشِعِينَ .

اَللَّهُمَّ إِنَّكَ بَشَّرْتَنِي عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ فَقُلْتَ: « وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ » . اَللَّهُمَّ فَإِنِّي بِكَ مُؤْمِنٌ وَبِجَمِيعِ آيَاتِكَ مُوقِنٌ، فَلَا تُوقِفْنِي بَعْدَ مَعْرِفَتِهِمْ مَوْقِفاً تَفْضَحُنِي عَلَى رُؤُوسِ الْخَلَائِقِ، بَلْ أَوقِفْنِي مَعَهُمْ وَتَوَفَّنِي عَلَى تَصْدِيقِي، فَإِنَّهُمْ عَبِيدُكَ خَصَصْتَهُمْ بِكَرَامَتِكَ وَأَمَرْتَنِي بِاتِّبَاعِهِمْ .

ثمّ تدنو من القبر وتقول:

اَلسَّلامُ مِنَ اللَّهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ وَإِمَامِ الْمُتَّقِينَ . اَلسَّلامُ عَلَى أَمِينِ اللَّهِ عَلَى رِسَالَاتِهِ، وَعَزَائِمِ رُسُلِهِ، وَمَعْدِنِ الْوَحْيِ وَالتَّنْزِيلِ، الْخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ، وَالْفَاتِحِ لمَا اسْتُقْبِلَ، وَالْمُهَيْمِنِ عَلَى ذلِكَ كُلِّهِ، وَالشَّاهِدِ عَلَى الْخَلْقِ وَالسِّراجِ الْمُنِيرِ، وَاَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .

اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الْمَظْلُومِينَ أَفْضَل َوَأَكْمَلَ وَأَرْفَعَ وَأَنْفَعَ وَأَشْرَفَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَنْبِيَائِكَ وَأَصْفِيَائِكَ .

اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ عَبْدِكَ وَخَيْرِ خَلْقِكَ بَعْدَ نَبِيِّكَ، وَأَخِي نَبِيِّكَ وَوَصِيِّ رَسُولِكَ، الَّذِي انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِكَ، وَجَعَلْتَهُ هَاِدياً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ، وَالدَّلِيلَ عَلَى مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسَالَاتِكَ، وَدَيَّانَ الدِّينِ بِعَدْلِكَ، وَفَصْلَ خِطَابِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَالْمُهَيْمِنَ عَلَى ذلِكَ كُلِّهِ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .

اَللَّهُمَّ وَصَلِّ عَلَى الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ، الْقَوَّامِينَ بِأَمْرِكَ مِنْ بَعْدِ نَبِيِّكَ، الْمُطَهَّرِينَ الَّذِينَ ارْتَضَيْتَهُمْ أَنْصَاراً لِدِينِكَ وَأَعْلَاماً لِعِبَادِكَ. ثمّ تقول:

اَلسَّلامُ عَلَى الْأَئِمَّةِ الْمُسْتَوْدَعِينَ، السَّلامُ عَلَى خَالِصَةِ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ أَجْمَعِينَ، السَّلامُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ قَامُوا بِأَمْرِ اللَّهِ، وَخَالَفُوا لِخَوْفِهِ الْعَالَمِينَ . السَّلامُ عَلَى مَلَائِكَةِ اللَّهِ الْمُقَرَّبِينَ . ثمّ تقول:

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِينَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ولِيَّ اللَّهِ، السَّلامُ

ص: 62

عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا إِمَامَ الْهُدَى، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا عَلَمَ التُّقَى، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْبَرُّ التَّقِيُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا السِّرَاجُ الْمُنِيرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَصِيَّ الرَّسُولِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا عَمُودَ الدِّينِ، وَوَارِثَ عِلْمِ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، وَصَاحِبَ الْمَيْسَمِ وَالصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللَّه .

أَنْتَ أَوَّلُ مَظْلُومٍ وَأَوَّلُ مَنْ غُصِبَ حَقُّهُ، صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ لَقِيتَ اللَّهَ وَأَنْتَ شَهِيدٌ، عَذَّبَ اللَّهُ قَاتِلَكَ بِأَنْوَاعِ الْعَذَابِ . جِئْتُكَ يَا وَلِيَّ اللَّهِ عَارِفاً بِحَقِّكَ، مُسْتَبْصِراً بِشَأْنِكَ، مُعَادِياً لِأَعْدَائِكَ وَمَنْ ظَلَمَكَ، أَلْقَى عَلَى ذلِكَ رَبِّي إِنْ شَاءَ اللَّه . إِنَّ لِي ذُنُوباً كَثِيرَةً فَاشْفَعْ لِي فِيهَا عِنْدَ رَبِّكَ ّ فَإِنَّ لَكَ عِنْدَ اللَّهِ مَقَاماً مَحْمُوداً، وَإِنَّ لَكَ عِنْدَهُ جَاهاً وَشَفَاعَةً، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: « وَلَا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى » .

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا نُورَ اللَّهِ فِي سَمَائِهِ وَأَرْضِهِ، وَأُذُنَهُ السَّامِعَةُ وَذِكْرَهُ الْخَالِصَ وَنُورَهُ السَّاطِعَ، أَشْهَدُ أَنَّ لَكَ مِنَ اللَّهِ الْمَزِيدَ، وَأَنَّ وَجْهَكَ إِلَى قِبَلِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَنَّ لَكَ مِنَ اللَّهِ رِزْقاً جَدِيداً، تَغْدُو عَلَيْكَ الْمَلَائِكَةُ فِي كُلِّ صَبَاحٍ، رَبِّ اغْفِرْ لِي، وَتَجَاوَزْ عَنْ سَيِّئَاتِي، وَارْحَمْ طُولَ مَكْثِي فِي الْقِيَامَةِ بِهِ، فَإِنَّكَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ . ثمّ تقول:

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللَّه . اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ نِوحٍ نَبِيِّ اللَّه . اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّه . اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ هُودٍ نَبِيِّ اللَّه . اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ دَاوُدَ خَلِيفَةِ اللَّه . اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عِيسَى رُوحِ اللَّهِ. اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللَّه .

ص: 63

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ الشَّهِيدُ . اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الْأَرْوَاحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنَائِكَ وَأَنَاخَتْ بِرَحْلِكَ. اَلسَّلامُ عَلَى مَلَائِكَةِ اللَّهِ الْمُحْدِقِينَ بِكَ.

أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلَاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَاتَّبَعْتَ الرَّسُولَ، وَتَلَوْتَ الْكِتَابَ حَقَّ تِلَاوَتِهِ، وَبَلَّغْتَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ، وَوَفَيْتَ بِعَهْدِ اللَّهِ، وَتَمَّتْ بِكَ كَلِمَاتُ اللَّهِ، وَجَاهَدْتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ، وَنَصَحْتَ للَّهِِ وَلِرَسُولِهِ، وَجُدْتَ بِنَفْسِكَ صَابِراً مُحْتَسِباً وَمُجَاهِداً عَنْ دِينِ اللَّهِ، مُوقِياً لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، طَالِباً مَا عِنْدَ اللَّهِ، رَاغِباً فِيمَا وَعَدَ اللَّهُ، وَمَضَيْتَ لِلَّذِي كُنْتَ عَلَيْهِ شَاهِداً وَمَشْهُوداً . فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنْ رَسُولهِ وَعَنِ الْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ أَفْضَلَ الْجَزَاءِ .

وَكُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلَاماً وَأَخْلَصَهُمْ إِيمَاناً وَأَشَدَّهُمْ يَقِيناً، وَأَخْوَفَهُمْ للَّهِِ، وَأَعْظَمَهُمْ عَنَاءً، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَأَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَكْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَكْرَمَهُمْ عَلَيْهِ. قَوَيْتَ حِينَ ضَعُفَ أَصْحَابُهُ، وَبَرَرْتَ حِينَ اسْتَكَانُوا، وَنَهَضْتَ حِينَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه .

وَكُنْتَ خَلِيفَتَهُ حَقّاً بِرَغْمِ الْمُنَافِقِينَ وَغَيْظِ الْكَافِرِينَ وَكَيْدِ الْحَاسِدِينَ وَضِغْنِ الْفَاسِقِينَ، فَقُمْتَ بِالْأَمْرِ حِينَ فَشِلُوا، وَنَطَقْتَ حِينَ تَتَعْتَعُوا، وَمَضَيْتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ وَقَفُوا، فَمَنِ اتَّبَعَكَ فَقَدْ هُدِيَ، كُنْتَ أَقَلَّهُمْ كَلَاماً، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقاً، وَأَكْثَرَهُمْ رَأْياً، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْباً، وَأَشَدَّهُمْ يَقِيناً، وَأَحْسَنَهُمْ عَمَلاً، وَأَعْرَفَهُمْ بِاللَّه . كُنْتَ لِلدِّينِ يَعْسُوباً، أَوَّلاً حِينَ تَفَرَّقَ الَنَاسُ، وَآخِراً حِينَ فَشِلُوا، كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَباً رَحِيماً ؛ إِذْ صَارُوا عَلَيْكَ عِيَالاً، فَحَمَلْتَ أَثْقَالَ مَا عَنْهُ ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، وَرَعَيْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَشَهَّرْتَ إِذْ خَنَعُوا، وَعَلَوْتَ إِذْ هَلَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزَعُوا .

كُنْتَ عَلَى الْكَافِرِينَ عَذَاباً صَبّاً، وَغِلْظَةً وَغَيْظاً، وَلِلْمُؤْمِنِينَ عَيْناً وَحِصْناً وَعِلْماً، لَمْ تَفْلُلْ حُجَّتُكَ، وَلَمْ يَرْتَبْ قَلْبُكَ، وَلَمْ تَضْعُفْ بَصِيرَتُكَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُكَ، وَكُنْتَ

ص: 64

كَالْجَبَلِ لا تُحَرِّكُهُ الْعوَاَصِفُ، وَلَا تُزِيلُهُ الْقَوَاصِفُ، وَكُنْتَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، قَويّاً فِي أَمْرِ اللَّهِ، وَضِيعاً فِي نَفْسِكَ، عَظِيماً عِنْدَ اللَّهِ، كَبِيراً فِي الْأَرْضِ، جَلِيلاً عِنْدَ الْمُؤْمِنيِنَ، لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ فِيكَ مَهْمَزٌ، وَلَا لِقَائِلٍ فِيكَ مَغْمَزٌ، وَلَا لِأَحَدٍ عِنْدَكَ هَوَادَةٌ .

الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ عِنْدَكَ قَويٌّ عَزِيزٌ حَتَّى تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، وَالْقَويُّ الْعَزِيزُ عِنْدَكَ ضَعِيفٌ ذَلِيلٌ حَتَّى تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، وَالْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ عِنْدَكَ فِي ذلِكَ سَوَاءٌ، شَأْنُكَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، وَقَوْلُكَ حُكْمٌ وَحَتْمٌ، وَأَمْرُكَ حِلْمٌ وَحَزْمٌ، وَرأَيُكَ عِلْمٌ وَعَزْمٌ، إعْتَدَلَ بِكَ الدِّينُ، وَسَهُلَ بِكَ الْعَسِيرُ، وَأُطْفِئَتْ بِكَ النِّيرَانُ، وَقَوِىَ بِكَ الْإِسْلَامُ وَالْمُؤْمِنُونَ، وَسَبَقْتَ سَبْقاً بَعِيداً وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَكَ تَعَباً شَدِيداً، فَعَظُمَتْ رَزِيَّتُكَ فِي السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِيبَتُكَ الْأَنَامَ، فَإِنَّا للَّهِِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ .

وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ شَايَعَ عَلَى قَتْلِكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ خَالَفَكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ ظَلَمَكَ حَقَّكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَصَاكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ غَصَبَكَ حَقَّكَ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضِيَ بِهِ، أَنَا إِلَى اللَّهِ مِنْهُمْ بَرِي ءٌ، لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً خَالَفَتْكَ وَأُمَّةً جَحَدَتْ ولَايَتَكَ، وَأُمَّةً حَادَتْ عَنْكَ، وَأُمَّةً قَتَلَتْكَ . الْحَمْدُ للَّهِِ الَّذِي جَعَلَ النَّارَ مَثْوَاهُمْ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ . اَللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ أَنْبِيَائِكَ وَأَوْصِياءِ أَنْبِيَائِكَ بِجَمِيعِ لَعَنَاتِكَ، وَأَصْلِهِمْ حَرَّ نَارِكَ . اَللَّهُمَّ الْعَنِ الْجَوَابِيتَ وَالطَّوَاغِيتَ وَكُلَّ نِدٍّ يُدْعَى مِنْ دُونِ اللَّهِ، وَكُلَّ مُلْحِدٍ مُفْتَرٍ، اَللَّهُمَّ الْعَنْهُمْ وَأَشْيَاعَهُمْ وَأَتْبَاعَهُمْ وَأَوْلِيَاءَهُمْ وَأَعْوَانَهُمْ وَمُحِبِّيهِمْ لَعْناً كَثِيراً .

اَللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، اَللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، اَللَّهُمَّ عَذِّبْهُمْ عَذَاباً لا تُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ، وَضَاعِفْ عَلَيْهِمْ عَذَابَكَ بِمَا شَاقُّوا وُلَاةَ أَمْرِكَ، وَعَذِّبْهُمْ عَذَاباً لَمْ تُحِلَّهُ بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ، اَللَّهُمَّ أَدْخِلْ عَلَى قَتَلَةِ رَسُولِكَ وَأَوْلَادِ رَسُولِكَ وَعَلَى

ص: 65

قَتَلَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَقَتَلَةِ أَنْصَارِهِ وَقَتَلَةِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَأَنْصَارِهُمَا، وَمَنْ نَصَبَ لِآلِ مُحَمَّدٍ وَشِيعَتِهِمْ حَرْباً مِنَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ عَذَاباً مُضَاعَفاً فِي أَسْفَلِ الدَّرَكِ مِنَ الْجَحِيمِ، لا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ، مَلْعُونُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَدْ عَايَنُوا النَّدَامَةَ وَالْخِزْيَ الطَّوِيلَ ؛ بِقَتْلِهِمْ عِتْرَةَ أَنْبِيَائِكَ وَرُسُلِكَ وَأَتْبَاعَهِمْ مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ، اَللَّهُمَّ الْعَنْهُمْ فِي مُسْتَسِرِّ السِّرِّ وَظَاهِرِ الْعَلَانِيَةِ فِي سَمَائِكَ وَأَرْضِكَ، اَللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي أَوْلِيَائِكَ، وَحَبِّبْ إِلَيَّ مَشَاهِدَهُمْ حَتَّى تُلْحِقَنِي بِهِمْ، وَتَجْعَلَنِي لَهُمْ تَبِعاً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

ثمّ انكبّ على القبر وأنت تقول:

يَا سَيِّدِي تَعَرَّضْتُ لِرَحْمَتِكَ بِلُزُومِي لِقَبْرِ أَخِي رَسِولِكَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ، عَائِذاً لِتُجِيرَنِي مِنْ نِقْمَتِكَ وَسَخَطِكَ، وَمِنْ زَلَازِلِ يَوْمٍ تَكْثُرُ فِيهِ الْعَثَرَاتُ، يَوْمَ تُقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ، يَوْمَ تَبْيَضُّ فِيهِ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ فِيهِ وُجُوهٌ، يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ، يَوْمَ الْحَسْرَةِ وَالنَّدَامَةِ .(220)

يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ، يَوْمَ مِقْدَارُهُ خَمْسُونَ أَلْفَ سَنَةٍ، يَوْم يَشِيبُ فِيهِ الْوَلِيدُ، وَتَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ، يَوْمَ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ، وَتَشْغَلُ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا قَدَّمَتْ، وَتُجَادِلُ كُلُّ نَفْسٍ عَنْ نَفْسِها، وَيَطْلُبُ كُلُّ ذِي جُرْمٍ الْخَلَاصَ .

ثمّ ارفع رأسك وقل:

اَللَّهُمَّ إِنْ تَرْحَمْنِي الْيَوْمَ وَفِي يَوْمٍ مِقْدَارُهُ خَمْسُونَ أَلْفَ سَنَةٍ فَلَا خَوْفَ وَلَا حُزْنَ، وَإِن تُعَاقِبْ فَمَوْلِيٌّ لَهُ الْقُدْرَةُ عَلَى عَبْدِهِ، وَجَزَاهُ بِسُوءِ فِعْلِهِ، إِنْ لَمْ أَرْحَمْ نَفْسِي فَكُنْ أَنْتَ رَحِيمَهَا، الْحُجَجُ كُلُّهَا لَكَ وَلَا حُجَّةَ لِي وَلَا عُذْرَ . هَا أَنَا ذَا عَبْدُكَ الْمُقِرُّ بِذَنْبِي، فَيَا خَيْرَ مَنْ رَجَوْتُ عِنْدَه الْمَغْفِرَةَ بِالْإِقْرَارِ وَالاِعْتِرافِ، هذِهِ نَفْسِي بِمَا جَنَتْ مُعْتَرِفَةٌ، وَبِذَنْبِي مُقِرَّةٌ، وَبِظُلْمِ نَفْسِي مُعْتَرِفَةٌ، وَذُنُوبِي أَكْثَرُ مِمَّا أُحْصِيهَا، وَإِنَّمَا يَخْضَعُ الْعَبْدُ الْعَاصِي لِسَيِّدِهِ، وَيَخْشَعُ

ص: 66

لِمَوْلَاهُ بِالذُّلِّ، فَيَا مَنْ أُقِرُّ لَهُ بِالذُّنُوبِ، مَا أَنْتَ صَانِعٌ بِمُقِرٍّ لَكَ بِذَنْبِهِ ؟ مُتَقَرِّبٍ إِلَيْكَ بِرَسُولِكَ وَعِتْرَةِ نَبِيِّكَ، لَائِذٍ بِقَبْرِ أَخِي رَسُولِكَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا .

يَا مَنْ يَمْلِكُ حَوَائِجَ السَّائِلِينَ، وَيَعْرِفُ ضَمِيرَ الصَّامِتِينَ، كَمَا وَفَّقْتَنِي لِزِيَارَتِي وَوَفَادَتِي وَمَسْأَلَتِي وَرَحِمْتَنِي بِذلِكَ، فَأَعْطِنِي مُنَايَ فِي آخِرَتِي وَدُنْيَايَ، وَوَفِّقْنِي لِكُلِّ مَقَامٍ مَحْمُودٍ تُحِبُّ أَنْ تُدْعَى فِيهِ بِأَسْمَائِكَ وَتُسْأَلُ فِيهِ مِنْ عَطَائِكَ . اَللَّهُمَّ إنِّي لُذْتُ بِقَبْرِ أَخِي رَسُولِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِكَ، فَانْظُرِ الْيَوْمَ إلَى تَقَلُّبِي فِي هذَا الْقَبْرِ وَبِهِ فُكَّنِي مِنَ النَّارِ، وَلَا تَحْجُبْ عَنْكَ صَوْتِي، وَلَا تَقْلِبْنِي بِغَيْرِ قَضَاءِ حَوَائِجِي، وَارْحَمْ تَضَرُّعِي وَتَمَلُّقِي وَعَبْرَتِي، وَاقْلِبْنِي الْيَوْمَ مُفْلِحاً مُنْجِحاً، وَأَعْطِنِي أَفْضَلَ مَا أَعْطَيْتَ مَنْ زَارَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِكَ .

ثمّ إجلس عند رأسه وقل:

سَلَامُ اللَّهِ وَسَلَامُ مَلَائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ، وَالْمُسَلِّمِينَ لَكَ بِقُلُوبِهِمْ، وَالنَّاطِقِينَ بِفَضْلِكَ، وَالشَّاهِدِينَ عَلَى أَنَّكَ صَادِقٌ صِدِّيقٌ عَلَيْكَ يَا مَوْلَايَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ طُهْرٌ طَاهِرٌ مُطَهَّرٌ، مِنْ طُهْرٍ طَاهِرٍ مُطَهَّرٍ، أَشْهَدُ لَكَ يَا وَلِيَّ اللَّهِ وَوَلِيَّ رَسُولِهِ بِالْبَلَاغِ وَالْأَدَاءِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ حَبِيبُ اللَّهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ بَابُ اللَّهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ وَجْهُ اللَّهِ الَّذِي مِنْهُ يُؤْتَى، وَأَنَّكَ سَبِيلُ اللَّهِ وَأَنَّكَ عَبْدُ اللَّه .

أَتَيْتُكَ وَافِداً لِعَظِيمِ حَالِكَ وَمَنْزِلَتِكَ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، أَتَيْتُكَ مُتَقَرِّباً إِلَى اللَّهِ بِزِيَارَتِكَ، رَاغِباً إِلَيْكَ فِي الشَّفَاعَةِ، أَبْتَغِي بِزِيَارَتِكَ خَلَاصَ نَفْسِي، مُتَعَوِّذاً بِكَ مِنْ نَارٍ اسْتَحَقَّهَا مِثْلِي بِمَا جَنَيْتُ عَلَى نَفْسِي، هَارِباً مِنْ ذُنُوبِيَ الَّتِي احْتَطَبْتُها عَلَى ظَهْرِي، فَزِعاً إِلَيْكَ رَجَاءَ رَحْمَةِ رَبِّي، أَتَيْتُكَ أَسْتَشْفِعُ بِكَ يَا مَوْلَايَ إِلَى اللَّهِ لِيَقْضِيَ بِكَ حَاجَتِي، فَاشْفَعْ لِي يَا مَوْلَايَ، أَتَيْتُكَ مَكْرُوباً مَغْمُوماً قَدْ أَوْقَرْتُ ظَهْرِي ذُنُوباً فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ .

أَتَيْتُكَ زَائِراً عَارِفاً بِحَقِّكَ، مُقِرّاً بِفَضْلِكَ،

ص: 67

مُسْتَبْصِراً بِضَلَالَةِ مَنْ خَالَفَكَ، أَتَيْتُكَ انْقِطَاعاً إِلَيْكَ وَإِلَى وُلْدِكَ الْخَلَفِ مِنْ بَعْدِكَ عَلَى الْحَقِّ، فَقَلْبِي لَكُمْ مُسَلِّمٌ، وَأَمْرِي لَكُمْ مُتَّبِعٌ، وَنُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ حَتَّى يُحْيِيَ اللَّهُ بِكُمْ دِينَهُ وَيَرُدَّكُمْ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَع غَيْرِكُمْ، إِنِّي مِنَ الْمُؤمِنِينَ بِرَجْعَتِكُمْ، لا مُنْكِرٌ للَّهِِ قُدْرَةً وَلَا مُكَذِّبٌ مِنْهُ مَشِيَّةً . أَتَيْتُكَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي وَمَالِي وَنَفْسِي زَائِراً وَمُتَقَرِّباً إِلَى اللَّهِ بِزِيَارَتِكَ، مُتَوَسِّلاً إِلَيْكَ بِكَ ؛ إِذْ رَغِبَ عَنْكُمْ مُخَالِفُوكُمْ، وَاتَّخَذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُواً، وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا .

وَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَمَوْلَاكَ فِي طَاعَتِكَ، الْوَافِدُ إِلَيْكَ، أَلْتَمِسُ بِذلِكَ كَمَالَ الْمَنْزِلَةِ عِنْدَ اللَّهِ، وَأَنْتَ مَوْلَايَ مِمَّنْ حَثَّنِي اللَّهُ عَلَى بِرِّهِ، وَدَلَّنِي عَلَى فَضْلِهِ، وَهَدَانِي لِحُبِّهِ، وَرَغَّبَنِي فِي الْوِفَادَةِ إِلَيْهِ، وَأَلْهَمَنِي طَلَبَ الْحَوَائِجِ عِنْدَه . أَنْتُمْ أَهْلُ بَيْتٍ لا يَشْقَى مَنْ تَوَّلَاكُمْ، وَلَا يَخِيبُ مَنْ نَادَاكُمْ، وَلَا يَخْسَرُ مَنْ يَهْوَاكُمْ، وَلَا يَسْعَدُ مَنْ عَاَداكُمْ، لا أَجِدُ أَحَداً أَفْزَعُ إِلَيْهِ خَيْراً لِي مِنْكُمْ، أَنْتُمْ أَهْلُ بَيْتِ الرَّحْمَةِ، وَدَعَائِمُ الدِّينِ وَأَرْكَانُ الْأَرْضِ، وَالشَّجَرَةُ الطَّيِّبَةُ، أَتَيْتُكُمْ زَائِراً، وَبِكُمْ مُتَعَوِّذاً، لِمَا سَبَقَ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنَ الْكَرَامَةِ .

اَللَّهُمَّ لا تُخَيِّبْ تَوَجُّهِي إِلَيْكَ بِرَسُولِكَ وَآلِ رَسُولِكَ، وَاسْتَنْقِذْنَا بِحُبِّهِمْ، يَا مَنْ لا يَخِيبُ سَائِلُه . اَللَّهُمَّ إِنَّكَ مَنَنْتَ عَلَيَّ بِزِيَارَةِ مَوْلَايَ وَوِلَايَتِهِ وَمَعْرِفَتِهِ فَاجْعَلْنِي مِمَّنْ يَنْصُرُهُ وَيَنْتَصِرُ بِهِ، وَمُنَّ عَلَيَّ بِنَصْرِي لِدِينِكَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ . اَللَّهُمَّ تَوَفَّنِي عَلَى دِينِه .

اَللَّهُمَّ أَوْجِبْ لِي مِنَ الرَّحْمَةِ وَالرِّضْوَانِ وَالْمَغْفِرَةِ وَالرِّزْقِ الْوَاسِعِ الْحَلَالِ مَا أَنْتَ أَهْلُه . اَللَّهُمَّ افْعَلْ بِي مَا أَنْتَ أَهْلُه . اَللَّهُمَّ إنِّي أَحْيَا عَلَى مَا حَيَّ عَلَيْهِ مَوْلَايَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَأَمُوتُ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْه . اَللَّهُمَّ اخْتِمْ لِي بِالسَّعَادَةِ وَالْمَغْفِرَةِ وَالْخَيْرِ .(1)

الزّيارة الثامنة

تقف على الباب و تقول :

إِئْذَنْ لِي

ص: 68


1- إبن المشهدى، المزار الكبير، ص 225 .

عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَفْضَلَ مَا أَذِنْتَ لِمَنْ أَتَاكَ عَارِفاً بِحَقِّكَ، فَإِنْ لَمْ أَكُنْ لِذلِكَ أَهْلاً فَأَنْتَ لَهُ أَهْلٌ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكَ .

ثمّ تقف على المشهد وتقول:

اَلسَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ الْبَشِيرِ النَّذِيرِ، السِّراجِ الْمُنِيرِ، الرَؤُوفِ الرَّحِيمِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدَ الْوَصِيِّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا إِمَامَ الْمُتَّقِينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا يَعْسُوبَ الْمُؤْمِنِينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا قَائِدَ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْإِمَامُ الْبَرُّ التَّقِيُّ النَّقِيُّ الرَّضِيُّ الْمَرْضِيُّ الْوَفِيُّ الصِدِّيقُ الْأَكْبَرُ الطُّهْرُ الطَّاهِرُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .

أَشْهَدُ أَنَّكَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ بَعْدَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَعَيْبَةُ عِلْمِهِ وَمِيزَانُ قِسْطِهِ وَمِصْبَاحُ نُورِهِ الَّذِي يَقْطَعُ بِهِ الرَّاكِبُ مِنْ عَرْضِ الظُّلْمَةِ إِلَى ضِيَاءِ النُّورِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ الْفَارِقُ بَيْنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ، وَالْأَمِينُ عَلَى بَاطِنِ السِّرِّ، وَمُسْتَوْدَعُ الْعِلْمِ وَخَازِنُ الْوَحْيِ، وَالْعَالِمُ بِكُلِّ سِفْرٍ، وَالْمُبْتَدِي بِشَرَائِعِ الْحَقِّ وَمِنْهَاجِ الصِّدْقِ، وَالْمُوَضِّحُ سُبُلَ النَّجَاةِ، وَالذَّائِدُ عَنْ سُبُلِ الْهَلَكَاتِ . وَأَشْهَدُ أَنَّكَ خَيْرُ الدَّهْرِ وَنَامُوسُهُ، وَحُجَّةُ الْمَعْبُودِ وَتَرْجُمَانُهُ، وَالشَّاهِدُ لَهُ وَالدَّالُّ عَلَيْهِ، وَالْحَبْلُ الْمَتِينُ وَالنَّبَأُ الْعَظِيمُ، وَصِراطُ اللَّهِ الْمُسْتَقيمُ .

وَأَشْهَدُ أَنَّكَ وَالْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ سَفِينَةُ النَّجَاةِ، وَدَعَائِمُ الْأَوْتَادِ، وَأَرْكَانُ الْبِلَادِ وَسَاسَةُ الْعِبَادِ، وَحُجَّةُ اللَّهِ عَلَى جَمِيعِ الْبِلَادِ، وَالسَّبِيلُ إِلَيْهِ وَالْمَسْلَكُ إِلَى جَنَّتِهِ، وَالْمَفْزَعُ إِلَى طَاعَتِهِ، وَالْوَجْهُ وَالْبَابُ الَّذِي مِنْهُ يُؤْتَى، وَالْمَفْزَعُ وَالرُّكْنُ وَالْكَهْفُ وَالْحِصْنُ وَالْمَلْجَأُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ الْمُتَمَسِّكُ بِوِلَايَتِكُمْ مِنَ الْفَائِزِينَ بِالْكَرَامَةِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ عَدَلَ عَنْكُمْ لَنْ يَقْبَلَ اللَّهُ لَهُ عَمَلاً، وَلَمْ يُقِمْ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً، وَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .

ثمّ تنكبّ على القبر وتقول:

إِلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وُفُودِي، وَبِكَ أَتَوَسَّلُ إِلَى رَبِّكَ

ص: 69

وَربِّي، وَأَشْهَدُ أَنَّ الْمُتَوَسِّلَ بِكَ غَيْرُ خَائِبٍ، وَأَنَّ الطَّالِبَ بِكَ غَيرُ مَرْدُودٍ إِلاّ بِنَجَاحِ طَلِبَتِهِ، فَكُنْ شَفِيعاً إِلَى رَبِّكَ وَرَبِّي فِي فَكَاكِ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ وَغُفْرَانِ ذُنُوبِي وَكَشْفِ شِدَّتِي وَإِعْطَاءِ سُؤْلِي فِي دُنْيَايَ وَآخِرَتِي إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ .

ثمّ تصلّي عند الرّأس أربع ركعات ندباً وتقول بعد صلاتك:

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّه . اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللَّه . اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ اللَّه . اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّه . اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُوسَى كَلِيمِ اللَّه . اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عِيسَى رُوحِ اللَّه . اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ اللَّهِ وَخِيَرَتَهُ. اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا سَفِيرَ اللَّهِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَلْقِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا خَلِيفَة اللَّهِ فِى أَرْضِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ وَسَيْفَه . اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.

اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يَا فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءُ وَالطُّهْرُ الْبَتُولُ سَيِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ الزَّكِيُّ رُكْنَ الدِّينِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ النُّورُ الْمُبِينُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ زَيْنَ الْعَابِدِينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ بَاقِرَ كِتَابِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِاللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقُ سَيِّدَالصَّادِقِينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا إِبْرَاهِيمَ حَبِيسَ الظَّالِمِينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا فِي الْمَرْضِيِّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الرِّضَا فِي الْمُؤْمِنِينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بِنِ عَلِيٍّ هَادِي الْمُسْتَرْشِدِينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ الْمَيْمُونُ خُزَانَةَ الْوَصِيِّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةُ بْنُ الْحَسَنِ الْهَادِي الْمَهَدِيُّ حُجَّةَ اللَّهِ عَلَى الْعَالَمِينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ

ص: 70

يَا سَادَاتِي، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .

اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا خُزَّانَ عِلْمِ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا تَرَاجِمَةَ وَحْيِ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا صَادِقِينَ عَنِ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا عِتْرَةَ رَسُولِ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا نَاصِرِي دِينِ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الْحَاكِمُونَ بِحُكْمِ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا سَادَةَ الْوَرَى وَالْآيَةَ الْكُبْرَى وَالْحُجَّةَ الْعُظْمَى وَالدَّعْوَةَ الْحُسْنَى وَالْمَثَلَ الْأَعَلَى وَشَجَرَةَ الْمُنْتَهَى وَبَابَ الْهُدَى وَكَلِمَةَ التَّقْوَى وَالْعُرْوَةَ الْوُثْقَى . اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا مَنِ اتَّخَذَهُمُ اللَّهُ رَحْمَةً لِخَلْقِهِ وَأَنْصَاراً لِدِينِهِ وَقُوَّاماً بِأَمْرِهِ وَخُزَّاناً لِعِلْمِهِ وَحُفَّاظاً لِسِرِّهِ، وَتَرَاجِمَةً لِوَحْيِهِ، وَمَعَادِنَ كَلِمَاتِهِ، وَأَوْرَثَكُمْ كِتَابَهُ، وَخَصَّكُمْ بِكَرَائِمِ التَّنْزِيلِ، وَضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ نُورِهِ، وَأَجْرَى فِيكُمْ مِنْ رُوحِه .

اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الْأَئِمَّةُ الْهُدَاةُ، وَالسَّادَةُ الْوُلَاةُ، وَالْقَادَةُ الْحُمَاةُ، وَالذَّادَةُ السُّعَاةُ . اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أُولِي الذِّكْرِ وَخُزَّانَ الْعِلْمِ وَمُنْتَهَى الْحِلْمِ وَقَادَةَ الْأُمَمِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا بَقِيَّةَ اللَّهِ وَخِيَرَتَهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا سُفَرَاءَ اللَّهِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَلْقِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا خُلَفَاءَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ الْأَئِمَّةُ الرَّاشِدُونَ الْمَهْدِيُّونَ النَّاطِقُونَ الصَّادِقُونَ الْمُقَرَّبُونَ الْمُطَهَّرُونَ الْمَعْصُومُونَ، عَصَمَكُمُ اللَّهُ مِنَ الذُّنُوبِ، وَبَرَّأَكُمْ مِنَ الْعُيُوبِ، وَائْتَمَنَكُمْ عَلَى الغُيُوبِ، وَآمَنَكُمْ مِنَ الْفِتَنِ، وَاسْتَرْعَاكُمُ الْأَنَامَ، وَفَوَّضَ إِلَيْكُمُ الْأُمُورَ، وَجَعَلَ إِلَيْكُمُ التَّدْبِيرَ، وَعَرَّفَكُمُ الْأَسْبَابَ وَالْأَنْسَابَ، وَأَوْرَثَكُمُ الْكِتَابَ، وَأَعْطَاكُمُ الْمَقَالِيدَ، وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا خَلَقَ .

فَعَظَّمْتُمْ جَلَالَهُ، وَأَكْبَرْتُمْ شَأْنَهُ، وَمَجَّدْتُمْ كَرَمَهُ، وَأَدَمْتُمْ ذِكْرَهُ، وَتَلَوْتُمْ كِتَابَهُ، وَحَلَّلْتُمْ حَلَالَهُ، وَحَرَّمْتُمْ حَرَامَهُ، وَأَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ، وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ، وَأَمَرْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَمِيرَاثُ النُّبُوَّةِ عِنْدَكُمْ، وَإِيَابُ الْخَلْقِ إِلَيْكُمْ، وَحِسَابُهُمْ عَلَيْكُمْ، وَفَصْلُ الْخِطَابِ عِنْدَكُمْ، وَبُرْهَانُهُ مَعَكُمْ، وَنُورُهُ مِنْكُمْ، وَأَمْرُهُ إِلَيْكُمْ، مَنْ وَالَاكُمْ يَا سَادَاتِي فَقَدْ وَالَى اللَّهَ، وَمَنْ عَادَاكُمْ فَقَدْ عَادَى اللَّه .

أَنْتُمْ أُمَنَاءُ اللَّهِ وَأَنْتُمْ آلَاءُ اللَّهِ وَأَنْتُمْ دَلَائِلُ اللَّهِ وَأَنْتُمْ خُلَفَاءُ اللَّهِ، وَأَنْتُمْ حُجَجُ اللَّهِ عَلَى

ص: 71

خَلْقِهِ، فَبِكُمْ يَعْرِفُ اللَّهَ الْخَلاَئِقُ وَبِكُمْ يُتْحِفُهُمْ، أَنْتُمْ يَا سَادَاتِي السَّبِيلُ الْأَعْظَمُ وَالصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ وَالنَّبَأُ الْعَظِيمُ وَالْحَبْلُ الْمَتِينُ وَالسَّبَبُ الْمَمْدُودُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ دَارِ الْفَنَاءِ وَشُفَعَاءُ دَارِ الْبَقَاءِ، أَنْتُمْ الرَّحْمَةُ الْمَوُصُولَةُ وَالْآيَةُ المَخْزُونَةُ وَالْبَابُ الْمُمْتَحَنُ بِهِ النَّاسُ، مَنْ أَتَاكُمْ نَجَا وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْكُمْ هَوَى .

أَشْهَدُ أَنَّكُمْ يَا سَادَاتِي إِلَى اللَّهِ تَدْعُونَ، وَإِلَيْهِ تُرْشِدُونَ، وَبِقَوْلِهِ تَحْكُمُونَ، لَمْ تَزَالُوا بِعَيْنِهِ وَعِنْدَه فِي مَلَكُوتِهِ تَأْمُرُونَ، وَلَهُ تُخْلِصُونَ، وَبِعَرْشِهِ مُحْدِقُونَ، وَلَهُ تُسَبِّحُونَ وَتُقَدِّسُونَ وَتُمَجِّدُونَ وَتُهَلِّلُونَ وَتُعَظِّمُونَ، وَبِهِ حَافُّونَ، حَتَّى مَنَّ عَلَيْنَا فَجَعَلَكُمْ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ، فَتَوَلَّى جَلَّ ذِكْرُهُ تَطْهِيرَ بُيُوتٍ خَلْقَهَا بِتَعْظِيمِها، فَرَفَعَهَا عَلَى كُلِّ بَيْتٍ طَهَّرَهُ فِي الْأَرْضِ، وَعَلَّاهَا عَلَى كُلِّ بَيْتٍ قَدَّسَهُ فِي السَّمَاءِ، لا يُوَازِيهَا خَطَرٌ، وَلَا يَسْمُو إِلَيْهَا الْفِكْرُ، يَتَمَنَّى كُلُّ أَحَدٍ أَنَّهُ مِنْكُمْ، وَلَا تَتَمَنُّونَ أَنْتُمْ أَنَّكُمْ مِنْ غَيْرِكُمْ .

إِلَيْكُمُ انْتَهَتِ الْمَكَارِمُ وَالشَّرَفُ، وَفِيكُمُ اسْتَقَرَّتِ الْأَنْوَارُ وَالْمَجْدُ وَالْسُؤْدَدُ، فَلَيْسَ فَوْقَكُمْ أَحَدٌ إِلاّ اللَّهُ، وَلَا أَقْرَبَ إِلَيْهِ مِنْكُمْ، وَلَا أَكْرَمَ عَلَيْهِ مِنْكُمْ، وَلَا أَحْظَى لَدَيْه . أَنْتُمْ سُكَّانُ الْبِلَادِ وَنُورُ الْعِبَادِ، وَعَلَيْكُمُ الْاِعْتِمَادُ فِي يَوْمِ الْمَعَادِ، كُلَّمَا غَابَ مِنْكُمْ حُجَّةٌ أَوْ أَفَلَ مِنْكُمْ نَجْمٌ أَطْلَعَ اللَّهُ خَلَفَهُ مِنْكُمْ، خَلَفاً نَيِّراً وَنُوراً بَيِّناً خَلَفاً عَنْ سَلَفٍ، لا تَنْقَطِعُ عَنْكُمْ مَوَادُّهُ، وَلَا يُسْلَبُ مِنْكُمْ أَمْرُهُ، سَبَبٌ مَوُصُولٌ مِنَ اللَّهِ، وَجَعَلَ مَا خَصَّنَا بِهِ مِنْ مَعْرِفَتِكُمْ تَطْهِيرًا لِذُنُوبِنَا، وَتَزْكِيَةً لِأَنْفُسِنَا ؛ إِذْ كُنَّا عِنْدَهُ مُعْتَرِفِينَ بِحَقِّكُمْ، فَبَلَغَ اللَّهُ بِكُمْ يَا سَادَاتِي نِهَايَةَ الشَّرَفِ، وَزَادَكُمْ مَا أَنْتُمْ أَهُلُهُ وَمُسْتَحِقُّوهُ مِنْه .

وَأَشْهَدُ يَا مَوَالِيَّ - وَطُوبَى لِي إِنْ كُنْتُمْ مَوَالِيَّ - أَنِّي عَبْدُكُمْ، وَطُوبَى لِي إِنْ قَبِلْتُمُونِي عَبْداً، وَأَنِّي مُقِرٌّ بِكُمْ، مُعْتَصِمٌ بِحَبْلِكُمْ، مُتَوَقِّعٌ لِدَوْلَتِكُمْ، مُنْتَظِرٌ لِرَجْعَتِكُمْ، عَامِلٌ

ص: 72

بِأَمْرِكُمْ، آخِذٌ بِقَوْلِكُمْ، لَائِذٌ بِحَرَمِكُمْ، مُتَقَرِّبٌ إِلَى اللَّهِ بِكُمْ . يَا سَادَاتِي بِكُمْ يُمْسِكُ اللَّهُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلاّ بإِذْنِهِ، وَبِكُمْ يُنَزِّلُ الْغَيْثَ، وَيَكْشِفُ الْكَرْبَ، وَيُغْنِي الْمُعْدِمَ، وَيَشْفِي السَّقِيمَ . لَبَّيْكُمْ وَسَعْدَيْكُمْ يَا مَنِ اصْطَفَاهُمُ اللَّهُ فَقَالَ تَعَالَى ذِكْرُهُ : « إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى مِنَ الْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ » .

فَأَنْتُمُ السَّفَرَةُ الْكِرَامُ الْبَرَرَةُ، أَنْتُمُ الْعِبَادُ الْمُكْرَمُونَ، الَّذِينَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ، وَأَنْتُمْ الصَّفْوَةُ الَّتِي اصْطَفَاهَا اللَّهُ، وَصَفَّاهَا وَوَصَفَهَا فِي كِتَابِهِ فَقَالَ: « إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ × ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ »، فَأَنْتُمُ الذُّرِّيَّةُ الْمُخْتَارَةُ، وَالْأَنْفُسُ الْمُجَرَّدَةُ، وَالْأَرْوَاحُ الْمُطَهَّرَةُ . يَا مُحَمَّدُ يَا عَلِيُّ يَا فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءُ يَا حَسَنُ يَا حُسَيْنُ سَيِّدَيْ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، يَا مَوَالِيَّ الطَّاهِرِينَ، يَا ذَوِي النُّهَى وَالتُّقَى، يَا أَنْوَارَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ الَّتِي لا تُطْفَأُ، يَا عُيُونَ اللَّهِ فِي خَلْقِهِ، أَنَا مُنْتَظِرٌ لِأَمْرِكُمْ، مُتَرَقِّبٌ لِدَوْلَتِكُمْ، مَعَكُمْ لا مَعَ غَيْرِكُمْ، إِلَيْكُمْ لا إِلَى عَدِوِّكُمْ، آمَنْتُ بِكُمْ وَبِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ، وَأَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ مِنْ عَدِوِّكُمْ.

وَأَشْهَدُ يَا مَوَالِيَّ أَنَّكُمْ تَسْمَعُونَ كَلَامِي، وَتَرَوْنَ مَقَامِي، وَتَعْرِفُونَ مَكَانِي، وَتَرُدُّونَ سَلَامِي، وَأَنَّكُمْ حُجَجُ اللَّهِ الْبَالِغَةُ، وَنِعَمُهُ السَّابِغَةُ، فَاذْكُرُونِي عِنْدَ رَبِّكُمْ، وَأَوْرِدُونِي حَوْضَكُمْ، وَاسْقُونِي بِكَأْسِكُمْ، وَاحْشُرُونِي فِي جُمْلَتِكُمْ، وَاحْرُسُونِي مِنْ مَكَارِهِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فَإِنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ مَقَاماً مَحْمُوداً، وَجَاهاً عَرِيضاً، وَشَفَاعَةً مَقْبُولَةً .

فَإِنِّي قَصَدْتُ إِلَيْكُمْ، وَرَجَوْتُ بِسَلاَمِي عَلَيْكُمْ، وَوُقُوفِي بِعَرْصَتِكُمْ، وَاسْتِشْفَاعِي بِكُمْ إِلَى اللَّهِ أَنْ يَعْفُوَ عَنِّي وَيَغْفِرَ ذَنْبِي، وَيُعِزَّ ذُلِّي، وَيَرْفَعَ ضَرْعَتِي، وَيُقَوِّيَ ضُعْفِي، وَيَسُدَّ فَقْرِي، وَيُبَلِّغَنِي أَمَلِي، وَيُعْطِيَنِي مُنْيَتِي، وَيَقْضِيَ حَاجَتِي فِيمَا ذَكَرْتُهُ مِنْ حَوَائِجي وَمَا لَمْ أَذْكُرْهُ، مَا عُلِمَ أَنَّ فِيهِ الْخِيَرَةَ لِي حَتَّى يُوصِلَنِي بِذلكَ

ص: 73

إِلَى رِضَاهُ وَالْجَنَّةَ .

اَللَّهُمَّ شَفِّعْهُمْ فِيَّ وَشَفِّعْنِي بِهِمْ، وَبَلِّغْنِي مَا سَأَلْتُ وَتَوَسَّلْتُ بِهِمْ، وَلَا تُخَيِّبْنِي مِمَّا رَجَوْتُهُ فِيهِمْ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

فإذا أردت الوداع فقل:

لا جَعَلَهُ اللَّهُ يَا مَوْلَايَ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيَارَتِكَ، وَرَزَقَنِي الْعَوْدَ إِلَيْكَ وَالْمَقَامَ فِي حَرَمِكَ، وَالْكَوْنَ مَعَكَ وَمَعَ الْأَبْرَارِ مِنْ وُلْدِكَ .

ثمّ اخرج القهقرى وقل:

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدَ الْوَصِيِّينَ، وَالسَّلامُ عَلَى الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ .

وقل في مسيرك إلى أن تبعد عن القبر:

إِنَّا للَّهِِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، وَحَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ .(1)

الزّيارة التّاسعة

رُوي عن مولانا محمّد الباقرعليه السلام أنّه قال: مضيتُ مع والدي عليّ بن الحسين عليهما السلام إلى قبر جدّي أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام بالنّجف بناحية الكوفة فوقف عليه ثمّ بكى وقال:

اَلسَّلامُ عَلَى أَبِي الْأَئِمَّةِ، وَخَلِيلِ النُّبُوَّةِ، وَالْمَخْصُوصِ بِالْأُخُوَّةِ، اَلسَّلامُ عَلَى يَعْسُوبِ الْإِيمَانِ، وَمِيزَانِ الْأَعْمَالِ، وَسَيْفِ ذِي الْجَلَالِ، اَلسَّلامُ عَلَى صَالِحِ الْمُؤْمِنِينَ، وَوَارِثِ عِلْمِ النَّبِيِّينَ، الْحَاكِمِ فِي يَوْمِ الدِّينِ، اَلسَّلامُ عَلَى شَجَرَةِ التَّقْوَى، اَلسَّلامُ عَلَى حُجَّةِ اللَّهِ الْبَالِغَةِ، وَنِعْمَتِهِ السَّابِغَةِ، وَنِقْمَتِهِ الدَّامِغَةِ، اَلسَّلامُ عَلَى الصِّرَاطِ الْوَاضِحِ، وَالنَّجْمِ اللَّائِحِ، وَالْإِمَامِ النَّاصِحِ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه . ثمّ قال:

أَنْتَ وَسِيلَتِي إِلَى اللَّهِ وَذَرِيعَتِي، وَلِي حَقُّ مُوَالَاتِي وَتَأْمِيلِي، فَكُنْ لِي شَفِيعِي إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْوُقُوفِ عَلَى قَضَاءِ حَاجَتِي، وَهِيَ فَكَاكُ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ، وَاصْرِفْنِي فِي مَوْقِفِي هذَا بِالنُّجْحِ، وَبِمَا سَأَلْتُهُ كُلِّهِ، بِرَحْمَتِهِ وَقُدْرَتِه . اَللَّهُمَّ ارْزُقْنِي عَقْلاً كَامِلاً، وَلُبّاً رَاجِحاً، وَقَلْباً زَاكِياً، وَعَمَلاً كَثِيراً، وَأَدَباً بَارِعاً، وَاجْعَلْ ذلِكَ كُلَّهُ لِي، وَلَا تَجْعَلْهُ عَلَيَّ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ(2).

الزيارة العاشرة

قال الصادق عليه السلام: إذا أردت زيارة قبر أميرالمؤمنين عليه السلام فتوضّأ واغتسل وامش على هُنيئتك وقل:

ص: 74


1- إبن المشهدي، المزار الكبير، ص 244 .
2- المحدّث النوري، مستدرك الوسائل، ط 1، قم، 1407 ه- .، ج 10، ص 222 .

َلْحَمْدُ للَّهِِ الَّذِي أَكْرَمَنِي بِمَعْرِفَتِهِ وَمَعْرِفَةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَمَنْ فَرَضَ طَاعَتَهُ رَحْمَةً مِنْهُ لِي، وَتَطَوُّلاً مِنْهُ عَلَيَّ بِالْإِيمَانِ . اَلْحَمْدُ للَّهِِ الَّذِي سَيَّرَنِي فِي بِلَادِهِ، وَحَمَلَنِي عَلَى دَوَابِّهِ، وَطَوَى لِيَ الْبَعِيدَ، وَدَفَعَ عَنِّيَ الْمَكْرُوهَ حَتَّى أَدْخَلَنِي حَرَمَ أَخِي رَسُولِهِ، فَأَرَانِيهِ فِي عَافِيَةٍ . اَلْحَمْدُ للَّهِِ الَّذِي جَعَلَنِي مِنْ زُوَّارِ قَبْرِ وَصِيِّ رَسُولِهِ، اَلْحَمْدُ للَّهِِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّه .

أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، جَاءَ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيّاً عَبْدُ اللَّهِ وَأَخُو رَسُولِهِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، ] اَللَّهُمَّ عَبْدُكَ وَزَائِرُكَ يَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِزِيَارَةِ قَبْرِ أَخِي رَسُولِكَ، وَعَلَى كُلِّ مَأْتِيٍّ حَقٌّ لِمَنْ أَتَاهُ وَزَارَهُ، وَأَنْتَ خَيْرُ مَأْتِيٍّ وَأَكْرَمُ مَزُورٍ، فَأَسْأَلُكَ يَا اَللَّهُ يَا رَحْمنُ يَا رَحِيمُ يَا جَوَادُ يَا وَاحِدُ يَا أَحَدُ يَا فَرْدُ يَا صَمَدُ يَا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَأَنْ تَجْعَلَ تُحْفَتَكَ إِيَّايَ مِنْ زِيَارَتِي فِي مَوْقِفِي هذَا فَكَاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ، وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ يُسَارِعُ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُوكَ رَغَباً وَ رَهَباً، وَاجْعَلْنِي لَكَ مِنَ الْخَاشِعِينَ .

اَللَّهُمَّ إِنَّكَ بَشَّرْتَنِي عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فَقُلْتَ: « فَبَشِّرِ عِبادِى الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ » وَ قُلْتَ : « وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ » . اَللَّهُمَّ فَإِنِّي بِكَ مُؤْمِنٌ وَبِجَمِيعِ أَنْبِيَائِكَ، فَلَا تُوقِفْنِي بَعْدَ مَعْرِفَتِهِمْ مَوْقِفاً تَفْضَحُنِي بِهِ عَلَى رُؤُوسِ الْخَلَائِقِ، بَلْ أَوقِفْنِي مَعَهُمْ، وَتَوَفَّنِي عَلَى التَّصْدِيقِ بِهِمْ، فَإِنَّهُمْ عَبِيدُكَ وَأَنْتَ خَصَصْتَهُمْ بِكَرَامَتِكَ، وَأَمَرْتَنِي بِاتِّبَاعِهِمْ [.(1)

ثمّ تَدنو من القبر وتقول:

اَلسَّلامُ مِنَ اللَّهِ، وَالسَّلامُ عَلَى مُحَمَّدٍ

ص: 75


1- ما بين المعقوفتين عن إبن قولويه، في كامل الزيارات، ص 41 .

أَمِينِ اللَّهِ عَلَى رَسَالَاتِهِ، وَعَزَائِمِ أَمْرِهِ، وَمَعْدِنِ الْوَحْيِ وَالتَّنْزِيلِ، الْخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ، وَالْفَاتِحِ لِمَا اسْتُقْبِلَ، وَالْمُهَيْمِنِ عَلَى ذلِكَ كُلِّهِ، وَالشَّاهِدِ عَلَى الخَلْقِ، السِّرَاجِ الْمُنِيرِ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه . اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الْمَظْلُومِينَ أَفْضَلَ وَأَكْمَلَ وَأَرْفَعَ وَأَنْفَعَ وَأَشْرَفَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَنْبِيَائِكَ وَأَصْفِيَائِكَ .

اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَبْدِكَ وَخَيْرِ خَلْقِكَ بَعْدَ نَبِيِّكَ، وَأَخِي رَسُولِكَ، وَوَصِيِّ رَسُولِكَ، الَّذِي بَعَثْتَهُ بِعِلْمِكَ، وَجَعَلْتَهُ هَادِياً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ، وَالدَّلِيلِ عَلَى مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسَالَاتِكَ، وَدَيَّانِ الدِّينِ بِعَدْلِكَ، وَفَصْلِ قَضَائِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .

اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ، الْقَوَّامِينَ بِأَمْرِكَ مِنْ بَعْدِهِ، الْمُطَهَّرِينَ الَّذِينَ ارْتَضَيْتَهُمْ أَنْصَاراً لِدِينِكَ، وَأَعْلَاماً لِعِبَادِكَ، وَشُهَدَاءَ عَلَى خَلْقِكَ، وَحَفَظَةً لِسِرِّكَ .

وتصلّي عليهم جميعاً ما استطعت وتقول :

اَلسَّلامُ عَلَى الْأَئِمَّةِ الْمُسْتَوْدَعِينَ، اَلسَّلامُ عَلَى خَالِصَةِ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ أَقَامُوا أَمْرَكَ وَآزَرُوا أَوْلِيَاءَ اللَّهِ، وَخَافُوا لِخَوْفِهِمْ. اَلسَّلامُ عَلَى مَلَائِكَةِ اللَّهِ الْمُقَرَّبِينَ . ثُمَّ تَقُولُ:

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ حَبِيبِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا صَفْوَةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا عَمُودَ الدِّينِ وَوَارِثَ عِلْمِ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، وَصَاحِبَ الْمَيسَمِ وَالصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلَاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَاتَّبَعْتَ الرَّسُولَ، وَتَلَوْتَ الْكِتَابَ حَقَّ تِلَاوَتِهِ، وَوَفَيْتَ بِعَهْدِ اللَّهِ، وَجَاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ، وَنَصَحْتَ للَّهِِ وَلِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَجُدْتَ بِنَفْسِكَ صَابِراً مُجَاهِداً عَنْ دِينِ اللَّهِ، مُوقِياً لِرَسُولِ اللَّهِ، طَالِباً مَا عِنْدَ اللَّهِ، رَاغِباً فِيمَا وَعَدَ اللَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ مِنْ رِضْوَانِهِ، وَمَضَيْتَ لِلَّذِي كُنْتَ عَلَيْهِ شَاهِداً وَشَهِيداً وَمَشْهُوداً، ] فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنْ رَسُولِهِ وَعَنِ

ص: 76

الْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ أَفْضَلَ الْجَزَاءِ [.

وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ تَابَعَ عَلى قَتْلِكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ خَالَفَكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنِ افْتَرَى عَلَيْكَ وَظَلَمَكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ غَصَبَكَ، وَمَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضِيَ بِهِ، أَنَا إِلَى اللَّهِ مِنْهُمْ بَرِي ءٌ، وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً خَالَفَتْكَ وَأُمَّةً جَحَدَتْ وِلَايَتَكَ، وَأُمَّةً تَظَاهَرَتْ عَلَيْكَ، وَأُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَأُمَّةً خَذَلَتْكَ وَحَادَتْ عَنْكَ. اَلْحَمْدُ للَّهِِ الَّذِي جَعَلَ النَّارَ مَثْوَاهُمْ وَبِئْسَ وِرْدُ الْوَارِدِينَ .

اَللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ أَنْبِيَائِكَ وَأَوْصِيَاءِ أَنْبِيَائِكَ بِجَمِيعِ لَعَنَاتِكَ، وَأَصْلِهِمْ حَرَّ نَارِكَ. اَللَّهُمَّ الْعَنِ الْجَوَابِيتَ وَالطَّوَاغِيتَ وَالفْرَاَعِنَةَ وَاللَّاتَ وَالْعُزَّى وَالْجِبْتَ وَالطَّاغُوتَ، وَكُلَّ نِدٍّ يُدْعى مِنْ دُونِ اللَّهِ، وَكُلَّ مُحْدِثٍ مُفْتَرٍ، اَللَّهُمَّ الْعَنْهُمْ وَأَشْيَاعَهُمْ وَأَتْبَاعَهُمْ وَمُحِبِّيهِمْ وَأَوْلِيَاءَهُمْ وَأَعْوَانَهُمْ لَعْناً كَثِيراً .

اَللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ )ثلاثاً / سه بار.

اَللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ )ثلاثاً / سه بار.

اَللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَة الْأَئِمَةِ )ثلاثاً / سه بار.

اَللَّهُمَّ عَذِّبْهُمْ عَذَاباً لا تُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ، وَضَاعِفْ عَلَيْهِمْ عَذَابَكَ بِمَا شَاقُّوا وُلَاةَ أَمْرِكَ، وَأَعِدَّ لَهُمْ عَذَاباً لَمْ تُحِلَّهُ بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ. اَللَّهُمَّ وَأَدْخِلْ عَلى قَتَلَةِ أَنْصَارِ رَسُولِكَ وَقَتَلَةِ أَنْصَارِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَعَلَى قَتَلَةِ أَنْصَارِ الْحَسَنِ وَأَنْصَارِ الْحُسَيْنِ، وَقَتَلَةِ مَنْ قُتِلَ فِي وِلَايَةِ آلِ مُحَمَّدٍ أَجْمَعِينَ، عَذَاباً مُضَاعَفاً فِي أَسْفَلِ دَرَكٍ مِنَ الْجَحِيمِ، لا تُخَفِّفْ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ مَلْعُونُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ، عِنْدَ رَبِّهِمْ قَدْ عَايَنُوا النَّدَامَةَ وَالْخِزْيَ الطَّوِيلَ، بِقَتْلِهِمْ عِتْرَةَ أَنْبِيَائِكَ وَرُسُلِكَ وَأَتْبَاعَهُمْ مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ. اَللَّهُمَّ الْعَنْهُمْ فِي مُسْتَسِرِّ السِّرِّ، وَظَاهِرِ الْعَلَانِيَةِ فِي سَمَائِكَ وَأَرْضِكَ.

اَللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي أَوْلِيَائِكَ، وَحَبِّبْ إِلَيَّ مَشْهَدَهُمْ وَمَشَاهِدَهُمْ حَتَّى تُلْحِقَنِي بِهِمْ وَتَجْعَلَنِي لَهُمْ تَبَعاً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

واجلس عند رأسه وقل:

سَلَامُ اللَّهِ وَسَلَامُ مَلَائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ، وَالْمُسَلِّمِينَ لَكَ بِقُلُوبِهِمْ،

ص: 77

وَالنَّاطِقِينَ بِفَضْلِكَ، وَالشَّاهِدِينَ عَلَى أَنَّكَ صَادِقٌ أَمِينٌ صِدِّيقٌ، عَلَيْكَ يَا مَوْلَايَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ طُهْرٌ طَاهِرٌ مُطَهَّرٌ مِنْ طُهْرٍ طَاهِرٍ مُطَهَّرٍ. أَشْهَدُ لَكَ يَا وَلِيَّ اللَّهِ وَوَلِيَّ رَسُولِهِ بِالْبَلَاغِ وَالْأَدَاءِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ جَنْبُ اللَّهِ، وَأَنَّكَ بَابُ اللَّهِ، وَأَنَّكَ وَجْهُ اللَّهِ الَّذِي مِنْهُ يُؤْتى، وَأَنَّكَ سَبِيلُ اللَّهِ، وَأَنَّكَ عَبْدُ اللَّهِ وَأَخُو رَسُولِهِ، أَتَيْتُكَ وَافِداً لِعَظِيمِ حَالِكَ وَمَنْزِلَتِكَ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ، مُتَقَرِّباً إِلَى اللَّهِ بِزِيَارَتِكَ، طَالِباً خَلَاصَ نَفْسِي مِنَ النَّارِ، مُتَعَوِّذاً بِكَ مِنْ نَارٍ اسْتَحْقَقْتُهَا بِمَا جَنَيْتُ عَلى نَفْسِي .

أَتَيْتُكَ انْقِطَاعاً إِلَيْكَ وَإِلى وَلَدِكَ الْخَلَفِ مِنْ بَعْدِكَ عَلى بَرَكَةِ الْحَقِّ، فَقَلْبِي لَكُمْ مُسَلِّمٌ، وَأَمْرِي لَكُمْ مُتَّبِعٌ، وَنُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَمَوْلَاكَ وَفِي طَاعَتِكَ، الْوَافِدُ إِلَيْكَ، أَلْتَمِسُ بِذلِكَ كَمَالَ الْمَنْزِلَةِ عِنْدَ اللَّهِ، وَأَنْتَ مَنْ أَمَرَنِيَ اللَّهُ بِصِلَتِهِ، وَحَثَّنِي عَلى بِرِّهِ، وَدَلَّنِي عَلى فَضْلِهِ، وَهَدَانِي لِحُبِّهِ، وَرَغَّبَنِي فِي الْوِفَادَةِ إِلَيْهِ، وَأَلْهَمَنِي طَلَبَ الْحَوَائِجِ عِنْدَه .

أَنْتُمْ أَهْلُ بَيْتٍ سَعِدَ مَنْ تَوَلَّاكُمْ، وَلَا يَخِيبُ مَنْ أَتَاكُمْ، وَلاَ يَسْعَدُ مَنْ عَادَاكُمْ، وَلَا أَجِدُ أَحَداً أَفْزَعُ إِلَيْهِ خَيْراً لِي مِنْكُمْ، أَنْتُمْ أَهْلُ بَيْتِ الرَّحْمَةِ، وَدَعَائِمُ الدِّينِ، وَأَرْكَانُ الْأَرْضِ، وَالشَّجَرَةُ الطَّيِّبَةُ. اَللَّهُمَّ لا تُخَيِّبْ تَوَجُّهِي إِلَيْكَ بِرَسُولِكَ وَآلِ رَسُولِكَ، وَلَا تَرُدَّ اسْتِشْفَاعِي بِهِمْ. اَللَّهُمَّ إِنَّكَ مَنَنْتَ عَلَيَّ بِزِيَارَةِ مَوْلَايَ وَوِلَايَتِهِ وَمَعْرِفَتِهِ، فَاجْعَلْنِي مِمَّنْ تَنْصُرُهُ وَمِمَّنْ تَنْتَصِرُ بِهِ، وَمُنَّ عَلَيَّ بِنَصْرِهِ لِدِينِكَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. اَللَّهُمَّ إِنِّي أَحْيى عَلى مَا حَيَّ عَلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَأَمُوتُ عَلى مَا مَاتَ عَلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ .(1)

الزيارة الحادية عشرة

إذا أتيت الكوفة فاغتسل، ثمّ امش إلى مشهد أميرالمؤمنين عليه السلام وأنت على غسلك، حتّى تقف بالباب الّذي هو محاذي الرأس، واسجد إذا ما لاحظته إعظاماً للَّهِ

ص: 78


1- السيد إبن طاووس، فرحة الغريّ، ص 107 .

تعالى وحده ولوليّه، ثمّ ارفع رأسك والتفت يَسرَة القبلة إلى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وقل :

السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسولَ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُه .

وأقبل إلى الإمام بوجهك وقُل :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَوْلاَيَ وَمَوْلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللَّهِ وَحُجَّتَهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا خَلِيفَةَ الرَّسُولِ عَلَى أُمَّتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا صِهْرَ النَّبِيِّ وَزَوْجَ ابْنَتِهِ، ] السَّلامُ عَلَيْكَ يَا قَائِلَ الْحَقِّ فِي قَضِيَّتِهِ [، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا صَاحِبَ الزُّهْدِ فِي إِمَامَتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَاضِحَ السَّبِيلِ فِي دَلاَلَتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا خَلِيفَةَ الطُّهْرِ فِي نُبُوَّتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا نَاصِرَ الْحَقِّ فِي شَرِيعَتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَوْحَدَ الْخَلْقِ فِي شَجَاعَتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا شِبْهَ الْأَمِينِ فِي سَمَاحَتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمَقْبُولُ فِي شَفَاعَتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْعَادِلُ فِي خِلاَفَتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْأَمِينُ فِي إِمَارَتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الطَّيِّبُ فِي وِلاَدَتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا صَاحِبَ الْحَوْضِ وَسِقَايَتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حَامِلَ اللِّوَاءِ لِعِظَمِ مَنزِلَتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا خَائِفَ اللَّهِ فِي سَرِيرَتِه .

] السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللَّهِ مِنْ بَرِيَّتِهِ [، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ اللَّهِ وَخِيَرَتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ فِي نُبُوَّتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُوسَى كَلِيمِ اللَّهِ فِي رِسَالَتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عِيسَى الرُّوحِ فِي بَلاَغَتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ ] مُحَمَّدٍ [ النَّبِيِّ فِي أَمَانَتِهِ.

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا السِّبْطَيْنِ، وَقَاضِيَ الدِّينِ، وَمَنْبَعَ الْعَيْنِ . السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَخَا الرَّسُولِ، وَزَوْجَ الْبَتُولِ، وَ رَادَّ الْغُلُولِ . السَّلامُ عَلَيْكَ يَا قَاتِلَ النَّاكِثِينَ، وَالْقَاسِطِينَ، وَالْمَارِقِينَ . السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ الْعِلْمِ، وَصَاحِبَ الْحِلْمِ، ] وَمَوْضِعَ الْحُكْمِ [. السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْأَيتَامِ

ص: 79

وَكَاسِرَ الْأَصْنَامِ، وَكَلِيمَ الْأَقْوَامِ . السَّلامُ عَلَيْكَ يَا كَاشِفَ الْمَحْلِ، وَخَاصِفَ النَّعْلِ، وَسَيِّدَ الْأَهْلِ .

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حَامِلَ الرَّايَةِ، وَبَالِغَ الْغَايَةِ، وَصَاحِبَ الْآيَةِ . السَّلامُ عَلَيْكَ يَا عَلَمَ الْهُدَى، وَمَنَارَ التُّقَى، وَالْعُرْوَةَ الْوُثْقَى . السَّلامُ عَلَيْكَ يَا قَاسِمَ النَّارِ، وَحَافِظَ الْجَارِ، وَمُدْرِكَ الثَّارِ . السَّلامُ عَلَيْكَ يَا دَاحِضَ الْإِفْكِ، وَمُبْطِلَ الشِّرْكِ، وَمُزِيلَ الشَّكِّ . السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ الْأَنْبِيَاءِ، وَخَاتَمَ الْأَوْصِيَاءِ، وَقَاتِلَ الْأَشْقِيَاءِ . السَّلامُ عَلَيْكَ يَا هَاجِرَ اللَّذَّاتِ، وَتَارِكَ الشَّهَوَاتِ، وَكَاشِفَ الْغَمَرَاتِ .

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا فَاضِحَ الْأَقْرَانِ، وَقَاتِلَ الشُّجْعَانِ، وَمُبْطِلَ كَيْدِ الشَّيْطَانِ . السَّلامُ عَلَيْكَ يَا فَاكَّ الْأَسِيرِ، وَمُغْنِيَ الْفَقِيرِ، وَنِعْمَ النَّصِيرُ .

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا هَازِمَ الْأَحْزَابِ، وَمُذِلَّ الرِّقَابِ، وَمُجَلِّيَ الْخِطَابِ . السَّلامُ عَلَيْكَ يَا طَودَ مَنَافٍ، وَسَيِّدَ الْأَشْرَافِ، وَصَاحِبَ الْحَوْضِ الصَّافِ، السَّلامُ عَلَى الْعَادِلِ فِي الرَّعِيَّةِ، الْحَاكِمِ بِالْقَضِيَّةِ، الْقَاسِمِ بِالسَّوِيَّةِ .

أَشْهَدُ عِنْدَ اللَّهِ - وَكَفَى بِهِ شَهِيداً وَسَائِلاً عَنِ الشَّهَادَةِ - أَنَّكَ أَقَمْتَ الصَّلاَةَ، وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَجَاهَدْتَ الْمُلْحِدِينَ، وَعَبَدْتَ اللَّهِ حَقَّ عِبَادَتِهِ، وَصَبَرْتَ عَلَى مَا أَصَابَكَ طَالِباً لِمَرْضَاتِهِ حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ .

لَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ ظَلَمَكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنِ اعْتَدَى عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدِ وَذُرِّيَّتِكَ، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَعَلَى الْمَلاَئِكَةِ الْحَافِّينَ بِكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .

أَنَا عَبْدُكَ يَا مَوْلاَيَ وَابْنُ عَبْدِكَ، أَتَيْتُكَ زَائِراً مُعْتَرِفاً بِحَقِّكَ، وَلِيّاً لِمَنْ وَالَيْتَ، عَدُوّاً لِمَنْ عَادَيْتَ، سِلْماً لِمَنْ سَالَمْتَ، حَرْباً لِمَنْ حَارَبْتَ، مُتَقَرِّباً بِمَحَبَّتِكَ وَوَلاَيَتِكَ إِلَى اللَّهِ تَعالى، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ، وَعَلَى ضَجِيعَيْكَ آدَمَ وَنُوحٍ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .

ثمّ تنكبّ على القبر وتُقبّله وتلوذ به وتسأل اللَّه تعالى ما أحببت يُجبك بفضله وكرمه، وتُصلّي عند الرأس ستّ ركعات : ركعتين لآدم عليه السلام، وركعتين لنوح

ص: 80

عليه السلام، وركعتين لأميرالمؤمنين عليه السلام، وتدعو لنفسك ولوالديك وللمؤمنين، تُجب إن شاء اللَّه .(1)

الزيارة الثانية عشرة

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا خَلِيفَةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا عَمُودَ الدِّينِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ النَّبِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا قَسِيمَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَصَاحِبَ الْعَصَا وَالْمِيسَمِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ .

أَشْهَدُ أَنَّكَ كَلِمَةُ التَّقْوَى، وَبَابُ الْهُدَى، وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقَى، وَالْحَبْلُ الْمَتِينُ، وَالصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ. وَأَشْهَدُ أَنَّكَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ، وَشَاهِدُهُ عَلَى عِبَادِهِ، وَأَمِينُهُ عَلَى عِلْمِهِ، وَخَازِنُ سِرِّهِ، وَمَوْضِعُ حِكْمَتِهِ، وَأَخُو رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه . وَأَشْهَدُ أَنَّ دَعْوَتَكَ حَقٌّ، وَكُلَّ دَاعٍ مَنْصُوبٍ دُونَكَ بَاطِلٌ مَدْحُوضٌ . أَنْتَ أَوَّلُ مَظْلُومٍ، وَأَوَّلُ مَغْصُوبٍ حَقُّهُ ؛ فَصَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ .

لَعَنَ اللَّهُ مَنْ ظَلَمَكَ وَاعْتَدَى عَلَيْكَ وَصَدَّ عَنْكَ لَعْناً كَثِيراً، يَلْعَنُهُمْ بِهِ كُلُّ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ، وَكُلُّ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ، وَكُلُّ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ مُمْتَحَنٍ . صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ .

أَشْهَدُ أَنَّكَ عَبْدُ اللَّهِ وَأَمِينُهُ، بَلَّغْتَ نَاصِحاً، وَأَدَّيْتَ أَمِيناً، وَقُتِلْتَ صِدِّيقاً، وَمَضَيْتَ عَلَى يَقِينٍ ؛ لَمْ تُؤْثِرْ عَمًى عَلَى هُدًى، وَلَمْ تَمِلْ مِنْ حَقٍّ إِلَى بَاطِلٍ . أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاَةَ، وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَاتَّبَعْتَ الرَّسُولَ، وَنَصَحْتَ لِلْأُمَّةِ، وَتَلَوْتَ الْكِتَابَ حَقَّ تِلاَوَتِهِ، وَجَاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ، وَدَعَوْتَ إِلَى سَبِيلِهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ .

أَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ، وَدَعَوْتَ إِلَيْهِ عَلَى بَصِيرَةٍ، وَبَلَّغْتَ مَا أُمِرْتَ بِهِ، وَقُمْتَ بِحَقِّ اللَّهِ غَيْرَ وَاهِنٍ وَلاَ مُوهِنٍ ؛ فَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ صَلاَةً مُتَّبَعَةً مُتَوَاصِلَةً مُتَرَادِفَةً يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضاً، لاَ انْقِطَاعَ لَهَا وَلاَ أَمَدَ وَلاَ أَجَلَ ؛ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .

ص: 81


1- إبن المشهدي، المزار الكبير، ص 253 وما جعلناه بين المعقوفتين فهو من العلامة المجلسي في البحار، ج 100، ص 331 واعتمدنا في تقويم النّصّ عليه.

وَجَزَاكَ اللَّهُ مِنْ صِدِّيقٍ خَيْراً عَنْ رَعِيَّتِه . أَشْهَدُ أَنَّ الْجِهَادَ مَعَكَ جِهَادٌ، وَأَنَّ الْحَقَّ مَعَكَ وَإِلَيْكَ، وَأَنْتَ أَهْلُهُ وَمَعْدِنُهُ، وَمِيرَاثَ النُّبُوَّةِ عِنْدَكَ، فَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً، وَعَذَّبَ اللَّهُ قَاتِلَكَ بِأَنْوَاعِ الْعَذَابِ . أَتَيْتُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَارِفاً بِحَقِّكَ، مُسْتَبْصِراً بِشَأْنِكَ، مُعَادِياً لِأَعْدَائِكَ، مُوَالِياً لِأَوْلِيَائِكَ .

بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي، أَتَيْتُكَ عَائِذاً بِكَ مِنْ نَارٍ اسْتَحَقَّهَا مِثِلِي بِمَا جَنَيْتُ عَلَى نَفْسِي، أَتَيْتُكَ زَائِراً أَبْتَغِي بِزِيَارَتِكَ فَكَاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ، أَتَيْتُكَ هَارِباً مِنْ ذُنُوبِيَ الَّتِي احْتَطَبْتُهَا عَلَى ظَهْرِي، أَتَيْتُكَ وَافِداً لِعَظِيمِ حَالِكَ وَمَنْزِلَتِكَ عِنْدَ رَبِّي ؛ فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ، فَإِنَّ لِي ذُنُوباً كَثِيرَةً، وَإِنَّ لَكَ عِنْدَ اللَّهِ مَقَاماً مَعْلُوماً، وَجَاهاً عَظِيماً، وَشَأْناً كَبِيراً، وَشَفَاعَةً مَقْبُولَةً، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ : « وَ لا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضى » .

اللَّهُمَّ رَبَّ الْأَرْبَابِ، صَرِيخَ الْأَحْبَابِ، إِنِّي عُذْتُ بِأَخِي رَسُولِكَ مَعَاذاً، فَفُكَّ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ . آمَنْتُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ، وَأَتَوَلَّى آخِرَكُمْ بِمَا تَوَلَّيْتُ بِهِ أَوَّلَكُمْ، وَكَفَرْتُ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَاللاَّتِ وَالْعُزَّى .(1)

الزيارة الثالثة عشرة

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُوسَى كَلِيمِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عِيسَى رُوحِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ جَمِيعِ أَوْصِيَاءِ أَنْبِيَاءِ اللَّه .

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا زَوْجَ الْبَتُولِ، وَوَارِثَ عِلْمِ الرَّسُولِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا سِبْطَيْ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَخَا رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِينَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ، وَحُجَّتَهُ عَلَى عِبَادِهِ، وَنُورَهُ فِي بِلاَدِهِ، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، جَاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ، وَعَمِلْتَ بِكِتَابِهِ، وَاتَّبَعْتَ سُنَنَ نَبِيِّهِ حَتَّى دَعَاكَ اللَّهُ

ص: 82


1- الكليني، الكافي، ج 4، ص 570 .

إِلَى جِوَارِهِ، فَقَبَضَكَ إِلَيْهِ بِاخْتِيَارِهِ، وَأَلْزَمَ أَعْدَاءَكَ الْحُجَّةَ فِي قَتْلِهِمْ إِيَّاكَ مَعَ مَالَكَ مِنَ الْحُجَجِ الْبَالِغَةِ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِه .

اللَّهُمَّ فَاجْعَلْ نَفْسِي مُطْمَئِنَّةً بِقُرْبِكَ، رَاضِيَةً بِقَضَائِكَ، مُولَعَةً بِذِكْرِكَ وَدُعَائِكَ، مُحِبَّةً لِصَفْوَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ وَأَوْلِيَائِكَ، مَحْبُوبَةً فِي أَرْضِكَ وَسَمَائِكَ، صَابِرَةً عِنْدَ نُزُولِ بَلاَئِكَ، شَاكِرَةً لِفَوَاضِلِ نَعْمَائِكَ، ذَاكِرَةً لِسَوَابِغِ آلاَئِكَ، مُشْتَاقَةً إِلَى فَرْحَةِ لِقَائِكَ، مُتَزَوِّدَةً التَّقْوَى لِيَوْمِ جَزَائِكَ، مُسْتَنَّةً بِسُنَنِ أَوْلِيَائِكَ، مُفَارِقَةً لِأَخْلاَقِ أَعْدَائِكَ، مَشْغُولَةً عَنِ الدُّنْيَا بِحَمْدِكَ وَ ثَنَائِكَ .

ثمّ تضع خدّك على القبر وتقول :

اللَّهُمَّ إِنَّ قُلُوبَ الْمُخْبِتِينَ إِلَيْكَ وَالِهَةٌ، وَسَبِيلَ الرَّاغِبِينَ إِلَيْكَ شَارِعَةٌ، وَأَعْلاَمَ الْقَاصِدِينَ إِلَيْكَ وَاضِحَةٌ، وَأَفْئِدَةَ الْعَارِفِينَ مِنْكَ فَازِعَةٌ، وَأَصْوَاتَ الدَّاعِينَ إِلَيْكَ صَاعِدَةٌ، وَأَبْوَابَ الْإِجَابَةِ لَهُمْ مُفَتَّحَةٌ، وَدَعْوَةَ مَنْ نَاجَاكَ مُسْتَجَابَةٌ، وَتَوْبَةَ مَنْ أَنَابَ إِلَيْكَ مَقْبُولَةٌ، وَعَبْرَةَ مَنْ بَكَى مِنْ خَوْفِكَ مَرْحُومَةٌ، وَالْإِغَاثَةَ لِمَنِ اسْتَغَاثَ بِكَ مَبْذُولَةٌ، وَعِدَاتِكَ لِعِبَادِكَ مُنْجَزَةٌ، وَزَلَلَ مَنِ اسْتَقَالَكَ مُقَالَةٌ، وَأَعْمَالَ الْعَامِلِينَ لَكَ مَحْفُوظَةٌ، وَأَرْزَاقَ الْخَلاَئِقِ مِنْ لَدُنْكَ نَازِلَةٌ، وَعَوَائِدَ الْمَزِيدِ إِلَيْهِمْ وَاصِلَةٌ، وَذُنُوبَ الْمُسْتَغْفِرِينَ مَغْفُورَةٌ، وَحَوَائِجَ الْخَلْقِ عِنْدَكَ مَقْضِيَّةٌ، وَجَوَائِزَ السَّائِلِينَ عِنْدَكَ مَوْفُورَةٌ، وَعَوَائِدَ الْمَزِيدِ مُتَوَاتِرَةٌ، وَمَوَائِدَ الْمُسْتَطْعِمِينَ مُعَدَّةٌ، وَمَنَاهِلَ الظِّمَاءِ لَدَيْكَ مُتْرَعَةٌ.

اللَّهُمَّ فَاسْتَجِبْ دُعَائِي، وَاقْبَلْ ثَنَائِي، وَأَعْطِنِي جَزَائِي، وَاجْمَعْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَوْلِيَائِي، بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، إِنَّكَ وَلِيُّ نَعْمَائِي، وَمُنْتَهَى مُنَايَ، وَغَايَةُ رَجَائِي فِي مُنْقَلَبِي وَمَثْوَايَ .

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِي وَمَوْلاَيَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، الْوَصِيِّ الْمُرْتَضَى الْخَلِيفَةِ، وَالدَّاعِي إِلَيْكَ وَإِلَى دَارِ السَّلاَمِ، صِدِّيقِكَ الْأَكْبَرِ، وَفَارُوقِكَ بَيْنَ الْحَلاَلِ وَالْحَرَامِ، وَنُورِكَ الزَّاهِرِ الْجَمِيلِ، وَلِسَانِكَ النَّاطِقِ بِأَمْرِكَ، الْحَقِّ الْمُبِينِ، وَعَيْنِكَ عَلَى الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ، وَيَدِكَ الْعُلْيَا الْيَمِينِ، وَحَبْلِكَ الْمَتِينِ، وَعُرْوَتِكَ الْوُثْقَى، وَكَلِمَتِكَ الْعُلْيَا، وَوَصِيِّ رَسُولِكَ الْمُرْتَضَى، وَعَلَمِ الدِّينِ، وَمَنَارِ الْيَقِينِ، وَخَاتَمِ الْوَصِيِّينَ، وَسَيِّدِ الْمُؤْمِنِينَ، وَإِمَامِ الْمُتَّقِينَ بَعْدَ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ الْأَمِينِ،

ص: 83

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ، صَلاَةً تَرْفَعُ بِهَا ذِكْرَهُ، وَتُحَسِّنُ بِهَا أَمْرَهُ، وَتُشَرِّفُ بِهَا نَفْسَهُ، وَتُظْهِرُ بِهَا دَعْوَتَهُ، وَتَنْصُرُ بِهَا ذُرِّيَّتَهُ، وَتُفْلِجُ بِهَا حُجَّتَهُ، وَتُعِزُّ بِهَا نَصْرَهُ، وَتُكْرِمُ بِهَا صُحْبَتَهُ، سَيِّدِ الْمُؤْمِنِينَ، وَمُعْلِنِ الْحَقِّ بِالْحَقِّ، وَدَامِغِ جُيُوشِ الْأَبَاطِيلِ، وَنَاصِرِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه كَثِيراً .

اللَّهُمَّ كَمَا اسْتَعْمَلْتَهُ عَلَى خَلْقِكَ فَعَمِلَ فِيهِمْ بِأَمْرِكَ، وَعَدَلَ فِي الرَّعِيَّةِ، وَقَسَّمَ بِالسَّوِيَّةِ، وَجَاهَدَ عَدُوَّكَ بِنيَّةٍ، وَذَبَّ عَنْ حَرِيمِ الْإِسْلاَمِ، وَحَجَزَ بَيْنَ الْحَلاَلِ وَالْحَرَامِ، مُسْتَبْصِراً فِي رِضْوَانِكَ، دَاعِياً إِلَى إِيمَانِكَ، غَيْرَ نَاكِلٍ عَنْ جِهادٍ، وَلاَ مُنْثَنٍ عَنْ عَزْمٍ، حَافِظاً لِعَهْدِكَ، قَاضِياً بِنَفَاذِ وَعْدِكَ، هَادِياً لِدِينِكَ، مُقِرّاً بِرُبُوبِيَّتِكَ، وَمُصَدِّقاً لِرَسُولِكَ، وَمُجَاهِداً فِي سَبِيلِكَ، وَرَاضِياً لِقَوْلِكَ ؛ فَهُوَ أَمِينُكَ الْمَأْمُونُ، وَخَازِنُ عِلْمِكَ الْمَكْنُونِ، وَشَاهِدُ يَوْمِ الدِّينِ، وَوَلِيُّكَ فِي الْعَالَمِينَ .

اللَّهُمَّ وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْسَحْ لَهُ فَسْحاً عِنْدَكَ، وَأَعْطِهِ الرِّضَا مِنْ ثَوَابِكَ الْجَزِيلِ، وَعَظِيمِ جَزَائِكَ الْجَلِيلِ .

اللَّهُمَّ وَاجْعَلْنَا لَهُ سَامِعِينَ مُطِيعِينَ، وَجُنْداً غَالِبِينَ، وَحِزْباً مُسْلِمِينَ، وَأَتْبَاعاً مُصَدِّقِينَ، وَشِيعَةً مُتَأَلِّفِينَ، وَصَحْباً مُؤَازِرِينَ، وَأَوْلِيَاءَ مُخْلِصِينَ، وَوُزَرَاءَ مُنَاصِحِينَ، وَرُفَقَاءَ مُصَاحِبِينَ، آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ .

اللَّهُمَّ اجْزِهِ أَفْضَلَ جَزَاءِ الْمُكْرَمِينَ، وَأَعْطِهِ سُؤْلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ . وَأَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ نَاصَحَ لِرَسُولِكَ، وَهَدَى إِلَى سَبِيلِكَ، وَجَاهَدَ حَقَّ الْجِهَادِ، وَدَعَا إِلَى سَبِيلِ الرَّشَادِ، وَقَامَ بِحَقِّكَ فِي خَلْقِكَ، وَصَدَعَ بِأَمْرِكَ، وَأَنَّهُ لَمْ يَجُرْ فِي حُكْمٍ، وَلاَ دَخَلَ فِي ظُلْمٍ، وَلَمْ يَسْعَ فِي إِثْمٍ ؛ وَأَنَّهُ أَخُو رَسُولِكَ، وَأَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِهِ وَصَدَّقَهُ وَاتَّبَعَهُ وَنَصَرَهُ، وَأَنَّهُ وَصِيُّهُ، وَوَارِثُ عِلْمِهِ، وَمَوْضِعُ سِرِّهِ، وَأَحَبُّ الْخَلْقِ إِلَيْهِ ؛ وَأَنَّهُ قَرِينُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَأَبُو سَيِّدَيْ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، الْحَسَنِ وَالْحُسَيْن . اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ الْأَئِمَّةِ الرَّاشِدِينَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِين، وَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ سَلاماً دائِماً إِلى

ص: 84

يَوْمِ الدِّينِ .(1)

الزيارة الرابعة عشرة

روى يونس بن ضبيان عن الصادق عليه السلام ، انه قال :

تقف على قبره الشريف وتقول:

السَّلامُ مِنَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَى مُحَمَّدٍ أَمِينِ اللَّهِ عَلَى رَسالاتِهِ وَعَزَائِمِ أَمْرِهِ، وَمَعْدِنِ الْوَحْيِ وَالتَّنْزِيلِ، الْخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ، وَالْفَاتِحِ لِمَا اسْتُقْبِلَ، وَالْمُهَيْمِنِ عَلَى ذَلِكَ كُلِّهِ، وَالشَّاهِدِ عَلَى الخَلقِ، وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ عَلى أَهْلِ بَيْتِهِ الطاهِرِينَ، أَفْضَلَ وَأَكْمَلَ وَأَرْفَعَ وَأَنْفَعَ وَأَشْرَفَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَنْبِيَائِكَ وَأَصْفِيَائِكَ .

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَبْدِكَ، وَخَيْرِ خَلْقِكَ بَعْدَ نَبِيِّكَ، وَأَخِي رَسُولِكَ، وَوَصِيِّهِ الَّذي بَعَثْتَهُ بِعِلْمِكَ، وَجَعَلتَهُ هادِياً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلقِكَ، وَالدَّليلَ عَلى مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسَالاَتِكَ، وَدَيَّانِ الدِّينِ بِعَدْلِكَ، وَفَصْلِ قَضَائِكَ بَيْنَ خَلْقِكَ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ، الْقَوَّامِينَ بِأَمْرِكَ مِنْ بَعْدِهِ، الْمُطَهَّرِينَ الَّذِينَ ارْتَضَيْتَهُمْ أَنْصَاراً لِدِينِكَ، وَحَفَظَةً عَلى سِرِّكَ، وَشُهَدَاءَ عَلَى خَلْقِكَ، وَأَعْلاَماً لِعِبَادِكَ .

السَّلامُ عَلَى خَالِصَةِ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ، السَّلامُ عَلَى مَلاَئِكَةِ اللَّهِ. السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَالْمُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا صَفْوَةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَاللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا خَلِيفَةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا عَمُودَ الدِّينِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا قَسِيمَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ .

أَشْهَدُ أَنَّكُمْ كَلِمَةُ التَّقْوَى، وَبَابُ الْهُدَى، وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقَى، وَالْحَبْلُ الْمَتِينُ، وَالصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ . وَأَشْهَدُ أَنَّكَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ، وَشَاهِدُهُ عَلَى عِبَادِهِ، وَأَمِينُهُ عَلَى عِلْمِهِ، وَخَازِنُ سِرِّهِ، وَمَوْضِعُ حِكْمَتِهِ، وَ أَخُو رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه .

وَأَشْهَدُ أَنَّ دَعْوَتَكَ حَقٌّ، وَكُلَّ دَاعٍ مَنْصُوبٍ دُونَكَ بَاطِلٌ مَدْحُوضٌ، أَنْتَ أَوَّلُ مَظْلُومٍ، وَأَوَّلُ مَغْصُوبٍ حَقُّهُ، صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ ظَلَمَكَ وَتَقَدَّمَ عَلَيْكَ وَصَدَّ عَنْكَ، لَعْناً كَثِيراً

ص: 85


1- العلامة المجلسي، بحارالانوار، ج 100، ص 328 .

يَلْعَنُهُمْ بِهِ كُلُّ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَ] كُلُّ [نَبِيٍّ ] مُرْسَلٍ [، وَكُلُّ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ مُمْتَحَنٍ .

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَعَلَى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ . أَشْهَدُ أَنَّكَ عَبْدُ اللَّهِ وَأَمِينُهُ، بَلَّغْتَ نَاصِحاً، وَأَدَّيْتَ أَمِيناً، وَقُتِلْتَ صِدِّيقاً مَظْلُوماً، وَمَضَيْتَ عَلَى يَقِينٍ ؛ لَمْ تُؤْثِرْ عَمىً عَلَى هُدًى، وَلَمْ تَمِلْ مِنْ حَقٍّ إِلَى بَاطِلٍ .

وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاَةَ، وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَاتَّبَعْتَ الرَّسُولَ، وَنَصَحْتَ لِلْأُمَّةِ، وَتَلَوْتَ الْكِتَابَ حَقَّ تِلاَوَتِهِ، وَجَاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ، وَدَعَوْتَ إِلَى سَبِيلِهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ .

أَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ، دَعَوْتَ إِلَيْهِ عَلَى بَصِيرَةٍ، وَبَلَّغْتَ مَا أُمِرْتَ بِهِ، وَقُمْتَ بِحَقِّ اللَّهِ غَيْرَ وَاهِنٍ وَلاَ مُوهِنٍ ؛ فَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ صَلاَةً مُتَتَابِعَةً مُتَوَاصِلَةً مُتَرَادِفَةً يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضاً، لاَ انْقِطَاعَ لَهَا وَلاَ أَمَدَ وَلاَ أَجَلَ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، وَجَزَاكَ اللَّهُ مِنْ صِدِّيقٍ خَيْراً عَنْ رَعِيَّتِه .

أَشْهَدُ أَنَّ الْجِهَادَ مَعَكَ حَقٌّ، وَأَنَّ الْحَقَّ مَعَكَ وَإِلَيْكَ، وَأَنْتَ أَهْلُهُ وَمَعْدِنُهُ، وَمِيرَاثُ النُّبُوَّةِ عِنْدَكَ، فَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً، وَعَذَّبَ اللَّهُ قَاتِلَكَ بِأَنْوَاعِ الْعَذَابِ .

أَتَيْتُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَارِفاً بِحَقِّكَ، مُسْتَبْصِراً بِشَأْنِكَ، مُعَادِياً لِأَعْدَائِكَ، مُوَالِياً لِأَوْلِيَائِكَ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، أَتَيْتُكَ عَائِذاً ] بِكَ [ مِنْ نَارٍ اسْتَحَقَّهَا مِثْلِي بِمَا جَنَيْتُ عَلَى نَفْسِي، أَتَيْتُكَ وَافِداً لِعَظِيمِ حَالِكَ وَمَنْزِلَتِكَ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ وَعِنْدِي، فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ ؛ فَإِنَّ لِيَ ذُنُوباً كَثِيرَةً وَإِنَّ لَكَ عِنْدَ اللَّهِ مَقَاماً مَعْلُوماً، وَجَاهاً عَظِيماً، وَشَأْناً كَبِيراً، وَشَفَاعَةً مَقْبُولَةً، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ : « وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضى » .

اللَّهُمَّ رَبَّ الْأَرْبَابِ، صَرِيخَ الْمُسْتَصْرِخِينَ، جَبَّارَ الْجَبَابِرَةِ، وَعِمَادَ الْمُؤْمِنِينَ ؛ إِنِّي عُذْتُ بِأَخِي

ص: 86

رَسُولِكَ مَعَاذاً، فَبِحَقِّهِ عَلَيْكَ فُكَّ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ، آمَنْتُ بِاللَّهِ وَبِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكُمْ، وَأَتَوَلَّى آخِرَكُمْ بِمَا تَوَلَّيْتُ بِهِ أَوَّلَكُمْ، وَكَفَرْتُ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى، وَكُلِّ نِدٍّ يُدْعَى مِنْ دُونِ اللَّهِ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَوْلاَيَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .

ثمّ قبّل الضريح وعُد إلى عند الرأس وقل :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَنَا عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ، جِئْتُكَ زَائِراً لاَئِذاً بِحَرَمِكَ، مُتَوَسِّلاً إِلَى اللَّهِ بِكَ فِي مَغْفِرَةِ ذُنُوبِي كُلِّهَا، مُتَضَرِّعاً إِلَى اللَّهِ تَعَالَى وَإِلَيْكَ لِمَنْزِلَتِكَ عِنْدَ اللَّهِ، عَارِفاً عَالِماً أَنَّكَ تَسْمَعُ كَلاَمِي وَتَرُدُّ سَلاَمِي، لِقَوْلِهِ تَعَالَى : « وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ » .

فَيَا مَوْلاَيَ، إِنِّي لَوْ وَجَدْتُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى شَفِيعاً أَقْرَبَ مِنْكَ لَقَصَدْتُ إِلَيْهِ، فَمَا خَابَ رَاجِيكُمْ، وَلاَ ضَلَّ دَاعِيكُمْ ؛ أَنْتُمُ الْحُجَّةُ وَالْمَحَجَّةُ إِلَى اللَّهِ، فَكُنْ لِي إِلَى اللَّهِ شَفِيعاً ؛ فَمَا لِي وَسِيلَةٌ أَوْفَى مِنْ قَصْدِي إِلَيْكَ، وَتَوَسُّلِي بِكَ إِلَى اللَّهِ، فَأَنْتَ كَلِمَةُ اللَّهِ وَكَلِمَةُ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه، وَأَنْتَ خَازِنُ وَحْيِهِ، وَعَيْبَةُ عِلْمِهِ، وَمَوْضِعُ سِرِّهِ، وَالنَّاصِحُ لِعَبِيدِه، وَالتَّالِي لِرَسُولِهِ، وَالْمُوَاسِي لَهُ بِنَفْسِهِ، وَالنَّاطِقُ بِحُجَّتِهِ، وَالدَّاعِي إِلَى شَرِيعَتِهِ، وَالْمَاضِي عَلَى سُنَّتِه .

فَلَقَدْ بَلَّغْتَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه مَا حُمِّلْتَ، وَرَعَيْتَ مَا اسْتُحْفِظْتَ، وَحَفِظْتَ مَا اسْتُودِعْتَ، وَحَلَّلْتَ حَلاَلَهُ، وَحَرَّمْتَ حَرَامَهُ، وَأَقَمْتَ أَحْكَامَهُ، لَمْ تَأْخُذْكَ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لاَئِمٍ، فَجَاهَدْتَ الْقَاسِطِينَ فِي حُكْمِهِ، وَالْمَارِقِينَ عَنْ أَمْرِهِ، وَالنَّاكِثِينَ لِعَهْدِهِ، صَابِراً مُحْتَسِباً .

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَسَلَّمَ، أَفْضَلَ مَا صَلَّى عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَصْفِيَائِهِ وَأَنْبِيَائِهِ، وَأَوْلِيَائِهِ، إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ .

ثمّ قبّل الضريح من كلّ جوانبه، وصلّ صلاة الزيارة وما بدا لك، وادعُ وقل :

يَا مَنْ عَفَا عَنِّي وَعَمّا خَلَوْتُ بِهِ مِنَ

ص: 87

السَّيِّئَاتِ، يَا مَنْ رَحِمَنِي بِأَنْ سَتَرَ ذَلِكَ عَلَيَّ وَلَمْ يَفْضَحْنِي بِهِ، يَا مَنْ سَوَّى خَلْقِي وَلَهُ عَلَى مَا أَعْمَلُ شَاهِدٌ مِنِّي، يَا مَنْ يُنْطِقُ لِسَانِي وَتَنْطِقُ لَهُ أَرْكَانِي، يَا مَنْ قَلَّ حَيَائِي مِنْهُ حَتَّى قَدْ خَشِيتُ أَنْ يَمْقُتَنِي، يَا مَنْ لَوْ عَلِمَ النَّاسُ مِنِّي بَعْضَ عِلْمِهِ لَعَاجَلُونِي، يَا مَنْ سَتَرَ عَوْرَتِي، وَلَمْ يُبْدِ لِخَلْقِهِ سَوْءَتِي، يَا مَنْ أَمْهَلَنِي عِنْدَ خَلْوَتِي فِي مَعَاصِيهِ بِلَذَّتِي .

أَعُوذُ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ أَنْ أَكُونَ مِمَّنْ يُنَادِي : « يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ » . وَأَعُوذُ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ أَنْ أَكُونَ مِمَّنْ يُنَادِي : « رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا وَكُنَّا قَوْماً ضالِّينَ × رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها فَإِنْ عُدْنا فَإِنَّا ظالِمُونَ » . وَأَعُوذُ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ أَنْ أَكُونَ مِمَّنْ يُنَادِي : « فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ × وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ × فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ » . وَأَعُوذُ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ يَا سَيِّدِي أَنْ أَكُونَ مِمَّنْ يُنَادِي : « يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ » . وَأَعُوذُ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ يَا سَيِّدِي أَنْ أَكُونَ مِمَّنْ « يَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَما هُوَ بِمَيِّتٍ » . وَأَعُوذُ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ يَا سَيِّدِي أَنْ أَكُونَ مِمَّنْ يُغَلُّ « فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً » . وَأَعُوذُ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ يَا سَيِّدِي أَنْ يَكُونَ طَعَامِي مِنَ الضَّرِيعِ . وَأَعُوذُ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ يَا سَيِّدِي أَنْ يَكُونَ غُدُوِّي وَرَوَاحِي إِلَى النَّارِ .

اللَّهُمَّ تَجَاوَزْ عَنْ سَيِّئَاتِي، وَأَبْدِلْ ذَلِكَ بِالْحَسَنَاتِ، وَلاَ تُخَفِّفْ بِذَلِكَ مِيزَانِي، وَلاَ تُسَوِّدْ بِهِ وَجْهِي، وَلاَ تَفْضَحْ بِهِ مَقَامِي، وَلاَ تُنَكِّسْ بِهِ رَأْسِي يَا رَبِّ، وَلاَ تَمْقُتْنِي عَلَى طُولِ مَا أَبْقَيْتَنِي، وَتَجَاوَزْ عَنِّي فِيمَنْ تَجَاوَزْتَ عَنْهُ « فِي أَصْحابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ

ص: 88

الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ » . اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي اسْتِجَابَةَ مَا سَأَلْتُكَ، وَأَمَّلْتُهُ فِيكَ، وَطَلَبْتُهُ مِنْكَ، بِحَقِّ مَوْلاَيَ وَبِقَبْرِهِ، وَبِمَا سَعَيْتُ فِيهِ مِنْ زِيَارَتِهِ عَلَى مَعْرِفَةٍ مِنِّي بِحَقِّهِ، وَمَنْزِلَتِهِ مِنْكَ، وَمَحَبَّتِهِ وَمَوَدَّتِهِ، عَلَى مَا أَوْجَبْتَهُ عَلَيَّ فِي كِتَابِكَ ؛ وَلاَ تَرُدَّنِي خَائِباً وَلاَ خَائِفاً، وَاقْلِبْنِي مُفْلِحاً مُنْجِحاً، بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَفاطِمَةَ وَالْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهَا، وَبِالشَّأْنِ وَالْجَاهِ وَالْقَدْرِ الَّذِي لَهُمْ عِنْدَكَ ؛ فَإِنَّ لَهُمْ عِنْدَكَ شَأْناً مِنَ الشَّأْنِ، وَقَدْراً مِنَ الْقَدْرِ، ] بِرَحْمَتِكَ [ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

ثمّ ادع بما أحببت لنفسك وإخوانك .(1)

الزيارة الخامسة عشرة

تقصد باب السلام وتكبّر اللَّه أربعاً وثلاثين تكبيرة، وتُحمّده ثلاثاً وثلاثين تحميده، وتُسبّحه ثلاثاً وثلاثين تسبيحةً، وتُهلّله أربعاً وثلاثين تهليلةً، ثمّ تدخل إلى الضريح وتقول :

سَلاَمُ اللَّهِ وَسَلاَمُ مَلاَئِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ وَأَنْبِيَائِهِ الْمُرْسَلِينَ وَعِبَادِهِ الصَّالِحِينَ، عَلَيْكَ يَا مَوْلاَيَ يا أَميرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .

السَّلامُ عَلَيكَ يَا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يَا وارِثَ نُوحٍ نَبِىِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يَا وارِثَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يَا وارِثَ مُوسَى كَلِيمِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يَا وارِثَ عِيسَى رُوحِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يَا وارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يَا مَوْلاَىَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .

السَّلامُ عَلَى اسْمِ اللَّهِ الرَّضِيِّ، السَّلامُ عَلى وَجْهِ اللَّهِ المُضي ءِ، السَّلامُ عَلى حَبيبِ اللَّهِ العَلِيِّ، السَّلامُ عَلى صِراطِ اللَّهِ السَّوِيِّ، السَّلامُ عَلَى الْإِمامِ الزَّكِيِّ المُهَذَّبِ الصَّفِيِّ، السَّلامُ عَلَى الْإِمامِ أَبي الحَسَنِ عَلِيٍّ .

السَّلامُ عَلى سَيِّدِ الْأَصْفِياءِ، السَّلامُ عَلَى خَالِصِ الْأَخِلاَّءِ، السَّلامُ عَلَى المَولُودِ في الكَعبَةِ وَالمُزَوَّجِ في السَّماءِ، السَّلامُ عَلَى الْمَخْصُوصِ بالطّاهِرَةِ سَيِّدَةِ النِّسَاءِ، السَّلامُ عَلَى أَسَدِ اللَّهِ فِي الْوَغَى، السَّلامُ عَلَى مَنْ شُرِّفَتْ بِهِ مَكَّةُ وَمِنى، السَّلامُ عَلَى صَاحِبِ الْحَوْضِ وَحَامِلِ اللِّوَاءِ، السَّلامُ عَلَى قالِعِ بابِ

ص: 89


1- السيد إبن طاووس، مصباح الزائر، ص 134 ؛ وما جعلناه بين المقوفتين من الكليني في الكافي، ج 4، ص 570 والشيخ الطوسي في تهذيب الأحكام، ج 6، ص 25 .

خَيبَرَ وَالدّاحِي بِها في الهَواءِ، السَّلامُ عَلى مُكَلِّمِ الفِتيَةِ في كَهفِهِم بِلِسانِ الْأَنبِياءِ، السَّلامُ عَلى خاتِمِ الحَصى، السَّلامُ عَلَى مُنْبِغِ الْقَلِيبِ فِي الْفَلاَ، السَّلامُ عَلَى قَالِعِ الصَّخْرَةِ - وَقَدْ امتَنَعَتْ عَنِ الرِّجالِ الْأَشِدَّاءُ - السَّلامُ عَلَى مُخَاطِبِ الثُّعْبَانِ عَلَى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ بِلِسَانِ الْفُصَحَاءِ، السَّلامُ عَلى مُكَلِّمِ الذِّئبِ في الفَلا، السَّلامُ عَلى مُكَلِّمِ الجُمجُمَةِ بِالنَّهرَوانِ، وَقَدْ نَخِرَتِ العِظامُ بِالبِلى .

السَّلامُ عَلَى الْإِمَامِ الزَّكِيِّ حَلِيفِ الْمِحْرَابِ، السَّلامُ عَلَى صاحِبِ الْمُعْجِزِ الْبَاهِرِ وَالنَّاطِقِ بِالصَّوَابِ، السَّلامُ عَلَى مَنْ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ، السَّلامُ عَلَى مَنْ رُدَّتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ بَعْدَ أَنْ تَوارَتْ بِالحِجابِ، السَّلامُ عَلَى صاحِبِ المُعْجِزَةِ في جَميعِ الأسبابِ، السَّلامُ عَلى قاطِعِ اللَّيلِ بِالتَّهَجُّدِ وَالْاِكْتِسَابِ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .

السَّلامُ عَلَى سَيِّدِ السَّادَاتِ، السَّلامُ عَلَى مَنْ عَجِبَتْ مِنْ حَمَلاَتِهِ مَلآئِكَةُ السَّماواتِ، السَّلامُ عَلَى مَنْ نَاجَى الرَّسُولَ، فَقَدَّمَ بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاهُ صَدَقَاتٍ . السَّلامُ عَلَى صَاحِبِ الْغَزَوَاتِ، السَّلامُ عَلَى مُخَاطِبِ ذِئْبِ الْفَلَوَاتِ، السَّلامُ عَلَى نُورِ اللَّهِ فِي الظُّلُمَاتِ. السَّلامُ عَلَى صاحِبِ الآياتِ . السَّلامُ على مَنْ ضَجِيعاهُ آدَمُ وَنُوحٌ خَيرُ البَريّاتِ، السَّلامُ عَلى مَنِ ابتَهَلَ إلَى اللَّهِ بِهِ آدَمُ فَاستَجابَ لَهُ فَتَلَقّى مِنْ رَبِّهِ كلِماتٍ، السَّلامُ عَلَى مَنْ رُدَّتْ لَهُ الشَّمسُ فَقَضى ما فاتَهُ مِنَ الصَّلاةِ، السَّلامُ عَلَيهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُه .

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدَ الْوَصِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا إِمَامَ الْمُتَّقِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عِلْمِ النَّبِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا يَعْسُوبَ الدِّينِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا عِصْمَةَ الْمُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا قُدْوَةَ الصِّدِّيقِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا قَسيمَ الجَنَّةِ وَالنّارِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا والِدَ الْأَئِمَّةِ الْأَبْرارِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا نِعمَةَ اللَّهِ عَلَى المُخلِصينَ الْأَخيارِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا نِقْمَةَ اللَّهِ عَلَى الفُجّارِ، السَّلامُ عَلَيكَ يَا

ص: 90

مُنبِعَ العَينِ في السَّباسِبِ وَالقِفارِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَخصوصاً بِسَيفِ اللَّهِ ذي الفَقارِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ساقِيَ أولِيائِهِ مِنْ حَوضِ النَّبِيِّ الْمُخْتارِ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُه .

السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها النَّبَأُ الْعَظِيمُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ « وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ »، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا صِرَاطَ اللَّهِ الْمُسْتَقِيمِ، السَّلامُ عَلَى الْمَنْعُوتِ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .

ثمّ تنكبّ على القبر وتقبّله وتقول :

يَا أَمِينَ اللَّهِ، يَا حُجَّةَ اللَّهِ، يَا صِرَاطَ اللَّهِ الْمُسْتَقِيمَ، زَارَكَ عَبْدُكَ وَوَلِيُّكَ وَمَولاكَ اللاَّئِذُ بِقَبْرِكَ، الْمُنِيخُ رَحْلَهُ بِفِنَائِكَ، الْمُتَقَرِّبُ إِلَى اللَّهِ سُبحانَهُ بِوِلايَتِكَ، يَسْتَشفِعُ إِلَيهِ بِكَ، زِيَارَةَ مَنْ هَجَرَ فِيكَ صُحْبَتَهُ، وَأتعَبَ فِيكَ قَلبَهُ، وَجَعَلَكَ بَعْدَ اللَّهِ حَسَبَهُ، أَشْهَدُ أَنَّكَ الطُّورُ، وَالْكِتَابُ الْمَسْطُورُ، فِي الرَّقِّ الْمَنْشُورِ، وَبَحْرُ الْعِلْمِ الْمَسْجُورُ .

يَا مَولايَ، إِنَّ كُلَّ مَزُورٍ يَجِبُ عَلَيهِ حَقٌّ لِمَنْ زَارَهُ وَقَصَدَهُ، وَأَنَا وَلِيُّكَ وَقَدْ حَطَطْتُ رَحْلِي بِفِنَائِكَ، وَلَجَأْتُ إِلَى حَرَمِكَ، وَلُذْتُ بِضَرِيحِكَ ؛ لِعِلْمِي بِعَظِيمِ مَنْزِلَتِكَ وَشَرَفِ حَضْرَتِكَ، وَقَدْ أَثْقَلَتِ الذُّنُوبُ ظَهْرِي وَمَنَعَتْنِي مِنَ الرُّقَادَ، وَذِكْرُها يُقَلقِلُ أَحْشائي وَيَمْنَعُني لَذِيذَ الرُّقادِ، وَلاَ أَجِدُ حِرْزاً وَلاَ مَعْقِلاً وَلاَ كَهْفاً وَلاَ لَجَأً أَلْجَأُ إِلَيْهِ سِوى تَوَسُّلِي بِكَ إِلى خَالِقِي، وَاسْتِشْفَاعِي لَدَيْكَ، فَها أَنَا ذَا نَازِلٌ بِفِنَائِكَ، وَلَكَ عِنْدَ اللَّهِ الْمَنْزِلَةُ الرَّفيعَةُ وَالْوَسيلَةُ الشَّريفَةُ .

ثمّ تلثم الضريح وتتوجّه إلى القبلة وتقول :

اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ يَا أَسْمَعَ السَّامِعِينَ، وَيَا أَبْصَرَ النَّاظِرِينَ، وَيَا أَسْرَعَ الْحَاسِبِينَ، وَيَا أَجْوَدَ الْأَجْوَدِينَ، بِمُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ، رَسُولِكَ إِلَى الْعَالَمِينَ، وَبِأَخِيهِ وَابْنِ عَمِّهِ الْأَنْزَعِ الْبَطِينِ، الْعَلَمِ الْمَكِينِ، عَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَبِالْحَسَنِ الزَّكِيِّ عِصْمَةِ الْمُتَّقِينَ، وَبِأَبِي عَبدِاللَّهِ أَكرَمِ الْمُسْتَشْهَدِينَ، وَبِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ زَيْنِ الْعَابِدِينَ، وَبِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ البَاقِرِ

ص: 91

لِعِلْمِ النَّبِيِّينَ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ زَكِيِّ الصِّدِّيقِينَ، وَبِمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ حَبِيسِ الظَّالِمِينَ، وَبِعَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا الْأَمِينِ، وَبِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَزْهَدِ الزَّاهِدِينَ، وَبِعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ قُدْوَةِ الْمُهْتَدِينَ، وَبِالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَارِثِ الْمُسْتَخْلِفِينَ، وَبِالْحُجَّةِ عَلَى الْعَالَمِينَ مَوْلاَنَا صَاحِبِ الزَّمَانِ مُظْهِرِ الْبَرَاهِينِ، أَنْ تَكْشِفَ مَا بِي مِنَ الْغُمُومِ، وَتَكْفِيَنِي شَرَّ الْقَدَرِ الْمَحْتُومِ، وَتُجِيرَنِي مِنَ النَّارِ ذَاتِ السُّمُومِ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

ثمّ تُصلّي صلاة الزيارة ستّ ركعات، كلّ ركعتين بتسليمة، وتسجد بعدها فتقول في سجودك ما كان يقول أميرالمؤمنين عليه السلام وهو :

أُنَاجِيكَ يَا سَيِّدِي كَمَا يُنَاجِي الْعَبْدُ الذَّلِيلُ مَوْلاَهُ، وَأَطْلُبُ إِلَيْكَ طَلَبَ مَنْ يَعْلَمُ أَنَّكَ تُعْطِي وَلاَ يَنْقُصُ مَا عِنْدَكَ، وَأَسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفَارَ مَنْ يَعْلَمُ أَنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ، وَأَتَوَكَّلُ عَلَيْكَ تَوَكُّلَ مَنْ يَعْلَمُ أَنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِير .

ثمّ تقول : العَفْوَ، العَفْوَ - مائة مرّة - .(1)

الزيارة السادسة عشرة

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا صَفْوَةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا إِمَامَ الْهُدَى، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا عَلَمَ التُّقَى، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْوَصِيُّ الْبَارُّ التَّقِيُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا عَمُودَ الدِّينِ، وَوَارِثَ عِلْمِ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، وَصَاحِبَ الْمِيسَمِ، وَالصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ.

أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاَةَ، وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَاتَّبَعْتَ الرَّسُولَ، وَتَلَوْتَ الْكِتَابَ حَقَّ تِلاَوَتِهِ، وَبَلَّغْتَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَوَفَيْتَ بِعَهْدِ اللَّهِ، وَتَمَّتْ بِكَ كَلِمَاتُ اللَّهِ، وَجَاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ، وَنَصَحْتَ للَّهِِ وَلِرَسُولِهِ، وَجُدْتَ بِنَفْسِكَ صَابِراً وَمُجَاهِداً عَنْ دِينِ اللَّهِ، مُؤْمِناً بِرَسُولِ اللَّهِ، طَالِباً مَا عِنْدَ اللَّهِ، رَاغِباً فِيمَا وَعَدَ اللَّهُ، وَمَضَيْتَ لِلَّذِي كُنْتَ عَلَيْهِ شَاهِداً وَشَهِيداً وَمَشْهُوداً، فَجَزَاكَ

ص: 92


1- إبن المشهدي، المزار الكبير، ص 256 .

اللَّهُ عَنْ رَسُولِهِ وَعَنِ الْإِسْلاَمِ وَأَهْلِهِ مِنْ صِدِّيقٍ أَفْضَلَ الْجَزَاءِ .

كُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلاَماً، وَأَخْلَصَهُمْ إِيمَاناً، وَأَشَدَّهُمْ يَقِيناً، وَأَخْوَفَهُمْ للَّهِِ، وَأَعْظَمَهُمْ عَنَاءً، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَى رَسُولِهِ، وَأَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَكْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَكْرَمَهُمْ عَلَيْه .

قَوِيتَ حِينَ ضَعُفَ أَصْحَابُهُ، وَبَرَزْتَ حِينَ اسْتَكَانُوا، وَنَهَضْتَ حِينَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه . كُنْتَ خَلِيفَتَهُ حَقّاً، لَمْ تُنَازَعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِينَ، وَغَيْظِ الْكَافِرِينَ، وَكُرْهِ الْحَاسِدِينَ، وَضِغْنِ الْفَاسِقِينَ ؛ فَقُمْتَ بِالْأَمْرِ حِينَ فَشِلُوا، وَنَطَقْتَ حِينَ تَتَعْتَعُوا، وَمَضَيْتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ وَقَفُوا ؛ فَمَنِ اتَّبَعَكَ فَقَدْ هُدِيَ .

كُنْتَ أَقَلَّهُمْ كَلاَماً، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقاً، وَأَكْثَرَهُمْ رَأْياً، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْباً، وَأَشَدَّهُمْ يَقِيناً، وَأَحْسَنَهُمْ عَمَلاً، وَأَعْنَاهُمْ بِالْأُمُورِ . كُنْتَ لِلدِّينِ يَعْسُوباً، أَوَّلاً حِينَ تَفَرَّقَ النَّاسُ، وَأَخِيراً حِينَ فَشِلُوا . كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَباً رَحِيماً إِذْ صَارُوا عَلَيْكَ عِيَالاً، فَحَمَلْتَ أَثْقَالَ مَا عَنْهُ ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، وَرَعَيْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَشَمَّرْتَ إِذَا اجْتَمَعُوا، وَشَهِدْتَ إِذْ جَمَعُوا، وَعَلَوْتَ إِذْ هَلِعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزِعُوا .

كُنْتَ عَلَى الْكَافِرِينَ عَذَاباً صَبّاً، وَلِلْمُؤْمِنِينَ غَيْثاً وَخِصْباً، لَمْ تُفْلَلْ حُجَّتُكَ، وَلَمْ يَزِغْ قَلْبُكَ، وَلَمْ تَضْعُفْ بَصِيرَتُكَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُكَ، وَلَمْ تَهِنْ . كُنْتَ كَالْجَبَلِ لاَ تُحَرِّكُهُ الْعَوَاصِفُ، وَلاَ تُزِيلُهُ الْقَوَاصِفُ .

وَكُنْتَ - كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه - ضَعِيفاً فِي بَدَنِكَ، قَوِيّاً فِي أَمْرِ اللَّهِ، مُتَوَاضِعاً فِي نَفْسِكَ، عَظِيماً عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، كَبِيراً فِي الْأَرْضِ، جَلِيلاً عِنْدَ الْمُؤْمِنِينَ، لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ فِيكَ مَهْمَزٌ، وَلاَ لِقَائِلٍ فِيكَ مَغْمَزٌ، وَلاَ لِأَحَدٍ فِيكَ مَطْمَعٌ، وَلاَ لِأَحَدٍ عِنْدَكَ هَوَادَةٌ، الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ عِنْدَكَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ حَتَّى تَأْخُذَ بِحَقِّهِ، وَالْقَوِيّ الْعَزِيزُ عِنْدَكَ ضَعِيفٌ ذَلِيلٌ حَتَّى تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، وَالْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ عِنْدَكَ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ، شَأْنُكَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، وَقَوْلُكَ

ص: 93

حُكْمٌ وَحَتْمٌ، وَأَمْرُكَ حِلْمٌ وَحَزْمٌ، وَرَأْيُكَ عِلْمٌ وَعَزْمٌ .

اِعْتَدَلَ بِكَ الدِّينُ، وَسَهُلَ بِكَ الْعَسِيرُ، وَأُطْفِئَتْ بِكَ النِّيرَانُ، وَقَوِيَ بِكَ الْإِيمَانُ، وَثَبَتَ بِكَ الْإِسْلاَمُ وَالْمُؤْمِنُونَ، سَبَقْتَ سَبْقاً بَعِيداً، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَكَ تَعَباً شَدِيداً، فَجَلَلْتَ عَنِ البُكاء، وَعَظُمَتْ رَزِيَّتُكَ فِي السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِيبَتُكَ الْأَنَامَ ؛ فَإِنَّا للَّهِِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ .

رَضِينَا عَنِ اللَّهِ قَضَاءَهُ، وَسَلَّمْنَا للَّهِِ أَمْرَهُ ؛ فَوَ اللَّهِ لَنْ يُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بِمِثْلِكَ أَبَداً . كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِينَ كَهْفاً وَحِصْناً، وَعَلَى الْكَافِرِينَ غِلْظَةً وَغَيْظاً، فَأَلْحَقَكَ اللَّهُ بِنَبِيِّهِ، وَلاَ حَرَمَنَا أَجْرَكَ، وَلاَ أَضَلَّنَا بَعْدَكَ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه.

ثمّ تُصلّي عنده عليه السلام ستّ ركعات، تسلّم في كلّ ركعتين ؛ لأنّ في قبره عظام آدم، وجسد نوح، وأميرالمؤمنين عليه السلام، فمن زار قبره فقد زار آدم ونوحاً وأميرالمؤمنين عليهم السّلام فتُصلِّي لكلّ زيارة ركعتين .(1)

الزيارة السابعة عشرة

زيارة صفوان الجمّال لأميرالمؤمنين عليه السلام:

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْأَئِمَّةِ، وَمَعْدِنَ الْوَحْيِ وَالنُّبُوَّةِ، وَالْمَخْصُوصَ بِالْأُخُوَّةِ . السَّلامُ عَلَى يَعْسُوبِ الدِّينِ وَالْإِيمَانِ، وَكَلِمَةِ الرَّحْمَنِ، وَكَهْفِ الْأَنَامِ . السَّلامُ عَلَى مِيزَانِ الْأَعْمَالِ، وَمُقَلِّبِ الْأَحْوَالِ، وَسَيْفِ ذِي الْجَلاَلِ . السَّلامُ عَلَى صَالِحِ الْمُؤْمِنِينَ، وَوَارِثِ عِلْمِ النَّبِيِّينَ، وَالْحَاكِمِ يَوْمَ الدِّينِ . السَّلامُ عَلَى شَجَرَةِ التَّقْوَى، وَسَامِعِ السِّرِّ وَالنَّجْوَى، وَمُنْزِلِ الْمَنِّ وَالسَّلْوَى . السَّلامُ عَلَى حُجَّةِ اللَّهِ الْبَالِغَةِ، وَنِعْمَتِهِ السَّابِغَةِ، وَنَقِمَتِهِ الدَّامِغَةِ . السَّلامُ عَلَى إِسْرَائِيلِ الْأُمَّةِ، وَبَابِ الرَّحْمَةِ، وَأَبِي الْأَئِمَّةِ . السَّلامُ عَلَى صِرَاطِ اللَّهِ الْوَاضِحِ، وَالنَّجْمِ اللاَّئِحِ، وَالْإِمَامِ النَّاصِحِ، وَالزِّنَادِ الْقَادِحِ . السَّلامُ عَلَى وَجْهِ اللَّهِ الَّذِي مَنْ آمَنَ بِهِ أَمِنَ . السَّلامُ عَلَى نَفْسِ اللَّهِ تَعَالَى الْقَائِمَةِ فِيهِ بِالسُّنَنِ، وَعَيْنِهِ الَّتِي مَنْ عَرَفَهَا يَطْمَئِنُّ . السَّلامُ عَلَى أُذُنِ اللَّهِ الْوَاعِيَةِ فِي الْأُمَمِ، وَيَدِهِ الْبَاسِطَةِ بِالنِّعَمِ، وَجَنْبِهِ الَّذِي مَنْ فَرَّطَ فِيهِ نَدِمَ .

ص: 94


1- الشيخ الصدوق، الفقيه، ج 2، ص 356 .

َشْهَدُ أَنَّكَ مُجَازِي الْخَلْقِ، وَشَافِعُ الرِّزْقِ، وَالْحَاكِمُ بِالْحَقِّ ؛ بَعَثَكَ اللَّهُ عَلَماً لِعِبَادِهِ، فَوَفَيْتَ بِمُرَادِهِ، وَجَاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ، فَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْكُمْ، وَجَعَلَ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْكُمْ، فَالْخَيْرُ مِنْكَ وَإِلَيْكَ، عَبْدُكَ الزَّائِرُ لِحَرَمِكَ، اللاَّئِذُ بِكَرَمِكَ، الشَّاكِرُ لِنِعَمِكَ، قَدْ هَرَبَ إِلَيْكَ مِنْ ذُنُوبِهِ، وَرَجَاكَ لِكَشْفِ كُرُوبِهِ ؛ فَأَنْتَ سَاتِرُ عُيُوبِهِ، فَكُنْ لِي إِلَى اللَّهِ سَبِيلاً، وَمِنَ النَّارِ مَقِيلاً، وَلِمَا أَرْجُو فِيكَ كَفِيلاً، أَنْجُو نَجَاةَ مَنْ وَصَلَ حَبْلَهُ بِحَبْلِكَ، وَسَلَكَ بِكَ إِلَى اللَّهِ سَبِيلاً، فَأَنْتَ سَامِعُ الدُّعَاءِ، وَوَلِيُّ الْجَزَاءِ، عَلَيْكَ مِنَّا السَّلامُ، وَأَنْتَ السَّيِّدُ الْكَرِيمُ وَالْإِمَامُ الْعَظِيمُ، فَكُنْ بِنَا رَحِيماً يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .(1)

الزيارة الثامنة عشرة

تقف على باب السّلام وتقول :

اللَّهُمَّ إِلَيْكَ وَجَّهْتُ وَجْهِي، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ رَبِّي، اللَّهُ أَكْبَرُ كَمَا بِمَنِّهِ هَدَانَا، اللَّهُ أَكْبَرُ إِلَهُنَا وَمَوْلاَنَا، اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِيُّنَا الَّذِي أَحْيَانَا، الْحَمْدُ للَّهِِ الَّذِي بِمَنِّهِ هَدَانَا . اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ - وَالشَّهَادَةُ حَظِّي، وَالْحَقُّ عَلَيَّ، وَأَدَاءٌ لِمَا كَلَّفْتَنِي - أَنَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه عَبْدُكَ، وَرَسُولُكَ، وَنَبِيُّكَ، وَصَفِيُّكَ، وَخَلِيلُكَ، وَخَاصَّتُكَ، وَخِيَرَتُكَ مِنْ بَرِيَّتِكَ .

اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَيْهِ بِصَلَوَاتِكَ، وَاحْبُ بِكَرَامَاتِكَ، وَوَفِّرْ بِبَرَكَاتِكَ، وَحَيِّ بِتَحِيَّاتِكَ الْعَالِمَ، مُقِيمَ الدَّعَائِمِ، وَمُجَلِّيَ الظَّلْمَاءِ، وَمَاحِيَ الطَّخْيَاءِ، رَسُولَكَ الشَّاهِدَ، وَدَلِيلَكَ الرَّاشِدَ، الَّذِي اخْتَصَصْتَهُ، وَلَكَ أَخْلَصْتَهُ، وَبِهِدَايَتِكَ بَعَثْتَهُ، وَآيَاتِكَ أَوْرَثْتَهُ ؛ فَتَلاَ وَبَيَّنَ، وَدَعَا وَأَعْلَنَ، وَطَمَسْتَ بِهِ أَعْيُنَ الطُّغْيَانِ، وَأَخْرَسْتَ بِهِ أَلْسُنَ الْبُهْتَانِ، وَكَتَبْتَ الْعِزَّةَ لِأَوْلِيَائِهِ، وَضَرَبْتَ الذِّلَّةَ عَلَى أَعْدَائِه .

وَأَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُكَ وَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ، جاءَ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِ الْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ، وَأَنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوهُ ذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ، وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ الْمُفْلِحُونَ . ثمّ تقول :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَالْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أبي طالب وَسَيِّدَ الْوَصِيِّينَ، وَحُجَّةَ رَبِّ

ص: 95


1- العلامة المجلسي، بحارالانوار، ج 100، ص 330 .

الْعَالَمِينَ عَلَى الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ . السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَوَارِثَ عِلْمِ النَّبِيِّينَ، وَإِمَامَ الْمُتَّقِينَ، وَقَائِدَ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ .

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، يَا إِمَامَ الْهُدَى، وَمَصَابِيحَ الدُّجَى، وَكَهْفَ أُولِي الْحِجَا، وَمَلْجَأَ ذَوِي النُّهَى . السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حِجَابَ الْوَرَى، وَالدَّعْوَةَ الْحُسْنَى، وَالْآيَةَ الْكُبْرَى، وَالْمَثَلَ الْأَعْلَى . السَّلامُ عَلَيْكَ يَا شَجَرَةَ النَّدَى، وَصَاحِبَ الدُّنْيَا، وَالْحُجَّةَ عَلَى جَمِيعِ الْوَرَى، فِي الْآخِرَةِ وَالْأُولَى . السَّلامُ عَلَيْكَ يَا صَفِيَّ اللَّهِ وَخِيَرَتَهُ، وَوَلِيَّ اللَّهِ وَحُجَّتَهُ، وَبَابَ اللَّهِ وَحِطَّتَهُ، وَعَيْنَ اللَّهِ وَآيَتَه . السَّلامُ عَلَيْكَ يَا عَيْبَةَ غَيْبِ اللَّهِ، وَمِيزَانَ قِسْطِ اللَّهِ، وَمِصْبَاحَ نُورِ اللَّهِ، وَمِشْكَاةَ ضِيَاءِ اللَّه .

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حَافِظَ سِرِّ اللَّهِ، وَمُمْضِيَ حُكْمِ اللَّهِ، وَمُجَلِّيَ إِرَادَةِ اللَّهِ، وَمَوْضِعَ مَشِيَّةِ اللَّه . السَّلامُ عَلَيْكَ يَا غَايَةَ مَنْ بَرَأَهُ اللَّهُ، وَنِهَايَةَ مَنْ ذَرَأَ اللَّهُ، وَأَوَّلَ مَنِ ابْتَدَعَ اللَّهُ، وَالْحُجَّةَ عَلَى جَمِيعِ مَنْ خَلَقَ اللَّه . السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبَأُ الْعَظِيمُ، وَالْخَطْبُ الْجَسِيمُ، وَالذِّكْرُ الْحَكِيمُ، وَالصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ .

السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْحَبْلُ الْمَتِينُ، وَالْإِمَامُ الْأَمِينُ، وَالْبَابُ الْيَقِينُ، وَالشَّافِعُ يَوْمَ الدِّينِ . السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَهادِيَ الْمُضِلِّينَ، وَمُرْشِدَ الوَلِيِّينَ، وَصالِحَ الْمُؤْمِنينَ . السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ الْأَكْبَرُ، وَالنَّامُوسُ الْأَنْوَرُ، وَالسِّرَاجُ الْأَزْهَرُ، وَالزُّلْفَةُ وَالْكَوْثَرُ . السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بَابَ الْإِيمَانِ، وَعَيْنَ الْمُهَيْمِنِ الْمَنَّانِ، وَوَلِيَّ الْمَلِكِ الدَّيَّانِ، وَقَسِيمَ الْجِنَانِ وَالنِّيرَانِ .

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَعْدِنَ الْكَرَمِ، وَمَوْضِعَ الْحِكَمِ، وَقَائِدَ الْأُمَمِ إِلَى الْخَيْرَاتِ وَالنِّعَمِ . السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْإِمَامُ التَّقِيُّ، وَالْعَدْلُ الْوَفِيُّ، وَالْوَصِيُّ الرَّضِيُّ، وَالْوَلِيُّ الزَّكِيُّ . السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النُّورُ الْمُصْطَفَى، وَالْوَلِيُّ الْمُرْتَجَى، وَالْكَرِيمُ الْمُرْتَضَى . السَّلامُ عَلَيْكَ يَا نُورَ الْأَنْوَارِ، وَمَحَلَّ سِرِّ الْأَسْرَارِ، وَعُنْصُرَ الْأَبْرَارِ، وَمُعْلِنَ الْأَخْيَارِ .

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا لِسَانَ الْحَقِّ، وَبابَ الاُفُقِ، وَبَيْتَ الصِّدْقِ، وَمَحَلَّ

ص: 96

الرِّفْقِ . السَّلامُ عَلَيْكَ يَا نُورَ الْهِدَايَاتِ، وَمُرْشِدَ الْبَرِيَّاتِ، وَعَالِمَ الْخَفِيَّاتِ . السَّلامُ عَلَيْكَ يَا صَاحِبَ الْعِلْمِ الْمَخْزُونِ، وَعَارِفَ الْغَيْبِ الْمَكْنُونِ، وَحَافِظَ السِّرِّ الْمَصُونِ، وَالْعَالِمَ بِمَا كَانَ وَيَكُونُ .

السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْعَارِفُ بِفَصْلِ الْخِطَابِ، وَمُثِيبُ أَوْلِيَائِهِ يَوْمَ الْحِسَابِ، وَالْمُحِيطُ بِجَوَامِعِ عِلْمِ الْكِتَابِ، وَمُهْلِكُ أَعْدَائِهِ بِأَلِيمِ الْعَذَابِ . السَّلامُ عَلَيْكَ يَا صَاحِبَ عِلْمِ الْمَعَانِي، وَعِلْمِ الْمَثَانِي، وَالنُّورِ الشَّعْشَعَانِيِّ، وَالْبَشَرِ الثَّانِي . السَّلامُ عَلَيْكَ يَا عِمَادَ دِينِ الْجَبَّارِ، وَهَادِيَ الْأَخْيَارِ، وَأَبَا الْأَئِمَّةِ الْأَطْهَارِ، وَقَاصِمَ الْمُعَانِدِينَ الْأَشْرَارِ . السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَشْهُوراً فِي السَّمَاوَاتِ الْعُلْيَا، وَمَعْرُوفاً فِي الْأَرَضِينَ السَّابِعَةِ السُّفْلَى، وَمُظْهِرَ الْآيَةِ الْكُبْرَى، وَعَارِفَ السِّرِّ وَأَخْفَى .

السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّازِلُ مِنْ عِلِّيِّينَ، وَالْعَالِمُ بِمَا فِي أَسْفَلِ السَّافِلِينَ، وَمُهْلِكُ مَنْ طَغَى مِنَ الْأَوَّلِينَ، وَمُبِيدُ مَنْ جَحَدَ مِنَ الْآخِرِينَ . السَّلامُ عَلَيْكَ يَا صَاحِبَ الْكَرَّةِ وَالرَّجْعَةِ، وَإِمَامَ الْخَلْقِ، وَوَلِيَّ الدَّعْوَةِ، وَمَنْطِقَ الْبَرَايَا، وَمِحْنَةَ الْأُمَّةِ . السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مُثْبِتَ التَّوْحِيدِ بِالشَّرْحِ وَالتَّجْرِيدِ، وَمُقَرِّرَ التَّمْجِيدِ بِالْبَيَانِ وَالتَّأْكِيدِ . السَّلامُ عَلَيْكَ يَا سَامِعَ الْأَصْوَاتِ، وَمُبِينَ الدَّعَوَاتِ، وَمُجْزِلَ الْكَرَامَاتِ بِجَزِيلِ الْعَطِيَّاتِ .

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ حَظِيَ بِكَرَامَةِ رَبِّهِ فَجَلَّ عَنِ الصِّفَاتِ، وَاشْتُقَّ مِنْ نُورِهِ فَلَمْ تَقَعْ عَلَيْهِ الْأَدَوَاتُ، وَأَزْلَفَ بِالْقُرْبِ مِنْ خَالِقِهِ فَقَصُرَ دُونَهُ الْمَقَالاَتُ، وَعَلاَ مَحَلُّهُ فَعَلاَ كُلَّ الْبَرِيَّاتِ . السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ أَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ فَحَبَاهُ بِأَنْوَاعِ الْكَرَامَاتِ، وَاجْتَهَدَ فِي النُّصْحِ وَالطَّاعَةِ فَخَوَّلَهُ جَمِيعَ الْعَطِيَّاتِ، وَاسْتَفْرَغَ الْوُسْعَ فِي فِعالِهِ فَأَسْدَاهُ جَزِيلَ الطَّيِّبَاتِ، وَبَالَغَ فِي النُّصْحِ وَالطَّاعَةِ فَمَنَحَهُ الْحَوْضَ وَالشَّفَاعَةَ .

أَشْهَدُ بِذَلِكَ يَا مَوْلاَيَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ - وَأَنَا عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ، وَوَلِيُّكَ وَابْنُ وَلِيِّكَ - أَنَّكَ سَيِّدُ الْخَلْقِ، وَإِمَامُ الْحَقِّ، وَبَابُ الْأُفُقِ، اجْتَبَاكَ اللَّهُ لِقُدْرَتِهِ، فَجَعَلَكَ عَصَا عِزِّهِ وَتَابُوتَ حِكْمَتِهِ، وَأَيَّدَكَ بِتَرْجِمَةِ وَحْيِهِ، وَأَعَزَّكَ بِنُورِ هِدَايَتِهِ،

ص: 97

وَخَصَّكَ بِبُرْهَانِهِ ؛ فَأَنْتَ عَيْنُ غَيْبِهِ وَمِيزَانُ قِسْطِهِ، وَبَيَّنَ فَضْلَكَ فِي فُرْقَانِهِ، وَأَظْهَرَكَ عَلَماً لِعِبَادِهِ وَأَمِيناً فِي بَرِيَّتِهِ، وَانْتَجَبَكَ لِنُورِهِ فَجَعَلَكَ مَنَاراً فِي بِلاَدِهِ، وَحُجَّتَهُ عَلَى خَلِيقَتِهِ، وَأَيَّدَكَ بِرُوحِهِ فَصَيَّرَكَ نَاصِرَ دِينِهِ وَرُكْنَ تَوْحِيدِهِ، وَاخْتَصَّكَ بِفَضْلِه .

فَأَنْتَ تِبْيَانٌ لِعِلْمِهِ وَحُجَّةٌ عَلَى خَلِيقَتِهِ، وَاشْتَقَّكَ مِنْ نُورِهِ، فَصَيَّرَكَ دَلِيلاً عَلَى صِرَاطِهِ وَسَبِيلاً لِقَصْدِهِ، وَأَوْرَثَكَ كِتَابَهُ فَحَفِظْتَ سِرَّهُ وَرَعَيْتَ خَلْقَهُ، وَخَصَّكَ بِكَرَائِمِ التَّنْزِيلِ، فَخَزَنْتَ غَيْبَهُ وَعَرَفْتَ عِلْمَهُ، وَجَعَلَكَ نِهَايَةَ مَنْ خَلَقَ، فَسَبَقْتَ الْعَالَمِينَ وَعَلَوْتَ السَّابِقِينَ، وَصَيَّرَكَ غَايَةَ مَنِ ابْتَدَعَ، فَفُقْتَ بِالتَّقْدِيمِ كُلَّ مُبْتَدِعٍ، وَلَمْ تَأْخُذْكَ فِي هَوَاهُ لَوْمَةٌ وَلَمْ تُخْدَعْ .

فَكُنْتَ أَوَّلَ مَنْ فِي الذَّرِّ بَرَأَ، فَعَلِمْتَ مَا عَلاَ وَدَنَا وَقَرُبَ وَنَأَى، فَأَنْتَ عَيْنُهُ الْحَفِيظَةُ الَّتِي لاَ يَخْفَى عَلَيْهَا خَافِيَةٌ، وَأُذُنُهُ السَّمِيعَةُ الَّتِي حَازَتِ الْمَعَارِفُ الْعَلَوِيَّةُ، وَقَلْبُهُ الْوَاعِي الْبَصِيرُ الْمُحِيطُ بِكُلِّ شَيْ ءٍ، وَنُورُهُ الَّذِي أَضَاءَ بِهِ الْبَرِيَّةَ وَحَوَتْهُ الْعُلُومُ الْحَقِيقِيَّةُ، وَلِسَانُهُ النَّاطِقُ بِكُلِّ مَا كَانَ مِنَ الْأُمُورِ، وَالْمُبَيِّنُ عَمَّا كَانَ أَوْ يَكُونُ فِي سَالِفِ الْأَزْمَانِ وَغَابِرِ الدُّهُورِ .

كَلَّ يَا مَوْلاَيَ عَنْ نَعْتِكَ أَفْهَامُ النَّاعِتِينَ، وَعَجَزَ عَنْ وَصْفِكَ لِسَانُ الْوَاصِفِينَ، لِسَبْقِكَ بِالْفَضْلِ الْبَرَايَا، وَعِلْمِكَ بِالنُّورِ وَالْخَفَايَا؛ فَأَنْتَ الْأَوَّلُ الْفَاتِحُ بِالتَّسْبِيحِ حَتَّى سَبَّحَ لَكَ الْمُسَبِّحُونَ، وَالْآخِرُ الْخَاتِمُ بِالتَّمْجِيدِ حَتَّى مَجَّدَ بِوَصْفِكَ الْمُمَجِّدُونَ .

كَيْفَ أَصِفُ يَا مَوْلاَيَ حُسْنَ ثَنَائِكَ، أَمْ أُحْصِي جَمِيلَ بَلاَئِكَ، وَعرَفَتِ الْأَفْهامُ الْآياتِ الْمَعْرُوفَةَ في آفاقِ الْبِلادِ - وَهي فِعلُكَ -، وَعَجَزَتِ الْأَعيُنُ عَنِ الْإِحاطَةِ بِالْأَنْوارِ المَرئِيَّةِ بَينَ العِبادِ - وَهي فَرعُكَ -، الْأَوْهَامُ عَنْ مَعْرِفَةِ كَيْفِيَّتِكَ عَاجِزَةٌ، وَالْأَذْهَانُ عَنْ بُلُوغِ حَقِيقَتِكَ قَاصِرَةٌ، وَالنُّفُوسُ تَقْصُرُ عَمَّا تَسْتَحِقُّ فَلاَ تَبْلُغُهُ، وَتَعْجِزُ عَمَّا تَسْتَوْجِبُ فَلاَ تُدْرِكُه .

بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي - يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ - وَأَعِزَّائِي وَأَهْلِي وَأَحِبَّائِي، أُشْهِدُ اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّ كُلِّ شَيْ ءٍ وَأَنْبِيَاءَهُ الْمُرْسَلِينَ،

ص: 98

وَحَمَلَةَ الْعَرْشِ وَالْكَرُوبِيِّينَ، وَرُسُلَهُ الْمَبْعُوثِينَ، وَمَلاَئِكَتَهُ الْمُقَرَّبِينَ، وَعِبَادَهُ الصَّالِحِينَ، وَرَسُولَهُ الْمَبْعُوثَ بِالْكَرَامَةِ، الْمَحْبُوَّ بِالرِّسَالَةِ، السَّيِّدَ الْمُنْذِرَ، وَالسِّرَاجَ الْأَنْوَرَ، وَالْبَشِيرَ الْأَكْبَرَ، وَالنَّبِيَّ الْأَزْهَرَ، وَالْمُصْطَفَى الْمَخْصُوصَ بِالنُّورِ الْأَعْلَى، الْمُكَلَّمَ مِنْ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى .

أَنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ، وَمَوْلاَكَ وَابْنُ مَوْلاَكَ، مُؤْمِنٌ بِسِرِّكَ وَعَلاَنِيَتِكَ، كَافِرٌ بِمَنْ أَنْكَرَ فَضْلَكَ وَجَحَدَ حَقَّكَ، مُوَالٍ لِأَوْلِيَائِكَ، مُعَادٍ لِأَعْدَائِكَ، عَارِفٌ بِحَقِّكَ، مُقِرٌّ بِفَضْلِكَ، مُحْتَمِلٌ لِعِلْمِكَ، مُحْتَجِبٌ بِذِمَّتِكَ، مُوقِنٌ بِآيَاتِكَ، مُؤْمِنٌ بِرَجْعَتِكَ، مُنْتَظِرٌ لِأَمْرِكَ مُتَرَقِّبٌ لِدَوْلَتِكَ، آخِذٌ بِقَوْلِكَ، عَامِلٌ بِأَمْرِكَ .

مُسْتَجِيرٌ بِكَ، مُفَوِّضٌ أَمْرِي إِلَيْكَ، مُتَوَكِّلٌ فِيهِ عَلَيْكَ، زَائِرٌ لَكَ، لاَئِذٌ بِبَابِكَ الَّذِي فِيهِ غِبْتَ وَمِنْهُ تَظْهَرُ، حَتَّى تَمَكَّنَ دِينُهُ الَّذِي ارْتَضَى، وَتَبَدَّلَ بَعْدَ الْخَوْفِ أَمْناً، وَتَعْبُدُ الْمَوْلَى حَقّاً وَلاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً، وَيَصِيرُ الدِّينُ كُلُّهُ للَّهِِ، « وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها وَوُضِعَ الْكِتابُ وَجِي ءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ » وَالْحَمْدُ للَّهِِ رَبِّ الْعالَمِينَ .

فَعِنْدَهَا يَفُوزُ الْفَائِزُونَ بِمَحَبَّتِكَ، وَيَأْمَنُ الْمُتَّكِلُونَ عَلَيْكَ، وَيَهْتَدِي الْمُلْتَجِئُونَ إِلَيْكَ، وَيُرْشَدُ الْمُعْتَصِمُونَ بِكَ، وَيَسْعَدُ الْمُقِرُّونَ بِفَضْلِكَ، وَيُشْرَّفُ الْمُؤْمِنُونَ بِأَيَّامِكَ، وَيُحْظَى الْمُوقِنُونَ بِنُورِكَ، وَيُكْرَمُ الْمُزْلِفُونَ لَدَيْكَ، وَيَتَمَكَّنُ الْمُتَّقُونَ مِنْ أَرْضِكَ، وَتَقَرُّ الْعُيُونُ بِرُؤْيَتِكَ، وَيُجَلَّلُ بِالْكَرَامَةِ شِيعَتُكَ، وَيَشْمَلُهُمْ بَهَاءُ زُلْفَتِكَ .

وَتُقْعِدُهُمْ فِي حِجَابِ عِزِّكَ وَسُرَادِقِ مَجْدِكَ، فِي نِعِيمٍ مُقِيمٍ، وَعَيْشٍ سَلِيمٍ وَ « سِدْرٍ مَخْضُودٍ، وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ، وَظِلٍّ مَمْدُودٍ، وَماءٍ مَسْكُوبٍ »، وَنَجِدُ ما وَعَدَنا رَبُّنا حَقًّا وَصِدْقاً، وَنُنَادِي : هَلْ وَجَدْتُمْ مَا سَوَّلَ لَكُمُ الشَّيْطَانُ حَقّاً، فَتَكْثُرُ الْحَيرَةُ وَالْفَظَاظَةُ وَالْعَثْرَةُ وَالْحَمِيقَةُ وَيُقَالُ : « يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ » .

شَقِيَ مَنْ عَدَلَ عَنْ قَصْدِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَهَوَى مَنِ اعْتَصَمَ بِغَيْرِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَزَاغَ مَنْ آمَنَ بِسِوَاكَ، وَجَحَدَ مَنْ خَالَفَكَ، وَهَلَكَ مَنْ عَادَاكَ، وَكَفَرَ

ص: 99

مَنْ أَنْكَرَكَ، وَأَشْرَكَ مَنْ أَبْغَضَكَ، وَضَلَّ مَنْ فَارَقَكَ، وَمَرَقَ مَنْ نَاكَثَكَ، وَظَلَمَ مَنْ صَدَّ عَنْكَ، وَأَجْرَمَ مَنْ نَصَبَ لَكَ، وَفَسَقَ مَنْ دَفَعَ حَقَّكَ، وَنَافَقَ مَنْ قَعَدَ عَنْ نُصْرَتِكَ، وَخَابَ مَنْ أَنْكَرَ بَيْعَتَكَ، وَخَزِيَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْ فُلْكِكَ، وَخَسِرَ خُسْرَاناً مُبِيناً .

أُشْهِدُكَ أَيُّهَا النَّبَأُ الْعَظِيمُ وَالْعَلِيُّ الْحَكِيمُ، أَنِّي مُوفٍ بِعَهْدِكَ، مُقِرٌّ بِمِيثَاقِكَ، مُطِيعٌ لِأَمْرِكَ، مُصَدِّقٌ لِقَوْلِكَ، مُكَذِّبٌ لِمَنْ خَالَفَكَ، مُحِبٌّ لِأَوْلِيَائِكَ، مُبْغِضٌ لِأَعْدَائِكَ، حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبْتَ، سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمْتَ، مُحَقِّقٌ لِمَا حَقَّقْتَ، مُبْطِلٌ لِمَا أَبْطَلْتَ، مُؤْمِنٌ بِمَا أَسْرَرْتَ، مُوقِنٌ بِمَا أَعْلَنْتَ، مُنْتَظِرٌ لِمَا وَعَدْتَ، مُتَوَقِّعٌ لِمَا قُلْتَ، حَامِدٌ لِرَبِّي عَزَّ وَجَلَّ عَلَى مَا أَوْزَعَنِي مِنْ مَعْرِفَتِكَ، شَاكِرٌ لَهُ عَلَى مَا طَوَّقَنِي مِنِ احْتِمَالِ فَضْلِكَ .

بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ تَرَانِي وَتُبْصِرُنِي، وَتَعْرِفُ كَلاَمِي وَتُجِيبُنِي، وَتَعْرِفُ مَا يَجِنُّهُ قَلْبِي وَضَمِيرِي، فَاشْهَدْ يَا مَوْلاَيَ، وَاشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ فِي قَضَاءِ حَوَائِجِي .

اللَّهُمَّ بِحَقِّهِ الَّذِي أَوْجَبْتَ لَهُ عَلَيْكَ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَسَلِّمْ مَنَاسِكِي، وَتَقَبَّلْ مِنِّي، وَتَفَضَّلْ عَلَيَّ، وَارْحَمْنِي وَارْحَمْ فَاقَتِي، وَاكْشِفْ ضُرِّي وَذُلِّي، وَتَعَطَّفْ بِجُودِكَ عَلَى مَسْكَنَتِي، وَتُبْ عَلَيَّ وَأَقِلْنِي عَثْرَتِي، ] وَتَجَاوَزْ عَنِّي، وَامْحُ خَطِيئَتِي، وَانْظُرْ إِلَيَّ، وَاغْفِرْ ذَنْبِي، وَجُدْ عَلَيَّ، وَاقْبَلْ تَوْبَتِي [، وَحُطَّ وِزْرِي، وَارْفَعْ دَرَجَتِي، وَاقْضِ دَيْنِي، وَاجْبُرْ كَسْرِي، وَاصْفَحْ عَنْ جُرْمِي، وَأَقِمْ صَرْعَتِي، وَأَسْقِطْ ذَنْبِي، وَأَثْبِتْ حَسَنَاتِي، وَاشْفِ سُقْمِي، وَفَرِّجْ غَمِّي، وَأَذْهِبْ هَمِّي، وَنَفِّسْ كُرْبَتِي، وَاقْلِبْنِي بِالنُّجْحِ مُسْتَجَاباً لِي دَعْوَتِي، وَاشْكُرْ سَعْيِي، وَأَدِّ أَمَانَتِي، وَبَلِّغْنِي أَمَلِي، وَأَعْطِنِي مُنْيَتِي، وَاكْبِتْ عَدُوِّي، وَأَفْلِجْ حُجَّتِي، بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ - .

يَا مَوْلاَيَ اشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ، فَلَكَ عِنْدَ اللَّهِ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ، وَالْجَاهُ الْعَرِيضُ، وَالشَّفَاعَةُ الْمَقْبُولَةُ، وَالْمَحَلُّ الرَّفِيعُ . رَبَّنا آمَنَّا بِما أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ وَالنُّورَ

ص: 100

الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ . « رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ » .

اللَّهُمَّ رَبَّ الْأَخْيَارِ، إِلَهَ الْأَبْرَارِ، الْعَزِيزَ الْجَبَّارَ، الْعَظِيمَ الْغَفَّارَ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الْأَخْيَارِ، صَلاَةً تُزْلِفُهُمْ ] وَتُحظِيهِمْ [ وَتَمْنَحُهُمْ وَتُكْرِمُهُمْ وَتَحْبُوهُمْ وَتُقَرِّبُهُمْ وَتُدْنِيهِمْ، وَتُقَوِّيهِمْ وَتُسَدِّدُهُمْ، وَتَجْعَلُنِي وَجَمِيعَ مُحِبِّيهِمْ فِي مَوْقِفِي هَذَا مِمَّنْ تَنَالُهُ مِنْكَ رَحْمَةً وَرَأْفَةً وَكَرَامَةً وَمَغْفِرَةً وَنَظْرَةً وَمَوْهِبَةً، وَتُعْطِينِي جَمِيعَ مَا سَأَلْتُكَ وَمَا لَمْ أَسْأَلْكَ، مِمّا فِيهِ صَلاَحُ آخِرَتِي وَدُنْيَايَ، وَلِإِخْوَانِي وَأَهْلِي وَوُلْدِي وَأَهْلِ بَيْتِي، وَارْحَمْهُمْ، وَارْحَمْ وَالِدَيَّ، وَتَجَاوَزْ عَنْهُمَا وَنَوِّرْ قَبْرَيْهِمَا، وَجَمِيعَ مَنْ أَحَبَّنِي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَمَنْ عَرَفْتُهُ وَمَنْ لَمْ أَعْرِفْهُ، إِنَّكَ تَعْلَمُ مُنَقَلَبَهُمْ وَمَثْوَاهُمْ، وَارْزُقْنِي الْوَفَاءَ بِعَهْدِكَ، وَثَبِّتْنِي عَلَى مُوَالاَةِ أَوْلِيَائِكَ وَمُعَادَاةِ أَعْدَائِكَ، وَلاَ تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّي وَمِنْ مَوْقِفِي هَذَا، إِنَّكَ جَوَادٌ كَرِيمٌ .

اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، وَإِلَيْكَ الْمُشْتَكَى، وَأَنْتَ الْمُسْتَعَانُ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ، وَلا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ، وَثَبِّتْنَا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ . إِلَهِي إِنْ كَانَتْ ذُنُوبِي قَدْ حَالَتْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَنْ تَرْفَعَ لِي صَوْتاً أَوْ تَسْتَجِيبَ لِي دَعْوَةً، فَهَا أَنَا ذَا بَيْنَ يَدَيْكَ، مُتَوَجِّهٌ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ .

وَأَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ يَا مَوْلاَيَ لَمَّا قَبِلْتَ عُذْرِي وَغَفَرْتَ ذُنُوبِي، بِتَوَسُّلِي إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُكَ وَرَحْمَتُكَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ ؛ فَإِنَّكَ قُلْتَ الْأَعْمَالُ بِخَوَاتِيمِهَا، وَجَعَلْتَ لِكُلِّ عَامِلٍ أَجْراً .

فَأَسْأَلُكَ يَا إِلَهِي أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِ مُحَمَّدٍ، وَتَجْعَلَ جَزَائِي مِنْكَ عِتْقِي مِنَ النَّارِ، وَأَنْ تَنْظُرَ إِلَيَّ نَظْرَةً رَحِيمَةً لاَ أَشْقَى بَعْدَهَا أَبَداً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .(1)

ثمّ تصلّي للزّيارة وتدعو

ص: 101


1- إبن المشهدي، المزار الكبير، ص 302 وما جعلناه بين المعقوفتين، فهو من العلامة المجلسي في البحار، ج 100، ص 374 .

بعدها فتقول :

يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ، يَا مُجِيبَ دَعْوَةِ ... إلى آخر الدعاء و قد مرّ في الزيارة السادسة ص 80 .

الزيارة التاسعة عشرة

فإذا صرت إلى الغريّ وقربت من القبر فقُل حين تراه :

اللَّهُمَّ إِنِّي أُرِيدُكَ فَأَرِدْنِي، وَإِنِّي أَقْبَلْتُ إِلَيْكَ بِوَجْهِي فَلاَ تُعْرِضْ بِوَجْهِكَ عَنِّي، وَ إِنِّي قَصَدْتُ إِلَيْكَ فَتَقَبَّلْ مِنِّي، وَإِنْ كُنْتَ عَلَيَّ سَاخِطاً فَارْضَ عَنِّي، وَإِنْ كُنْتَ لِي مَاقِتاً فَتُبْ عَلَيَّ، اِرْحَمْ مَسِيرِي إِلَى وَصِيِّ رَسُولِكَ أَبْتَغِي بِذَلِكَ رِضَاكَ عَنِّي فَلاَ تُخَيِّبْنِي . - وعليك السكينة والوقار - . وقل :

السَّلامُ مِنَ اللَّهِ، وَالسَّلامُ إِلَى اللَّهِ، وَالسَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللَّه . اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ، وَمِنْكَ السَّلامُ، وَإِلَيْكَ يَرْجِعُ السَّلامُ، وَعَلَى رَسُولِ اللَّهِ وَأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْأَئِمَّةِ أَجْمَعِينَ السَّلامُ .

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَأَمِينِكَ وَخَازِنِ عِلْمِكَ، الْفَاتِحِ لِمَا اُغْلِقَ، وَالْخَاتِمِ لِمَا قَدْ سَبَقَ، وَالْمُهَيْمِنِ عَلَى ذَلِكَ كُلِّه . السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ وَأَمِينَهُ، وَخَازِنَ عِلْمِهِ، وَوَارِثَ أَنْبِيَائِهِ، وَمَعْدِنَ حِكْمَتِه . السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدَ الْوَصِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عِلْمِ الْأَوَّلِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بَابَ الْهُدَى، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا إِمَامَ التَّقْوَى.

ثمّ اخطُ عشر خُطوات، ثمّ قف وكبّر ثلاثين تكبيرة وقل :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُوسَى كَلِيمِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عِيسَى رُوحِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الشَّهِيدُ الْوَصِيُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْبَارُّ التَّقِيُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْإِمَامُ الزَّكِيُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْهَادِي الْمُهْتَدِي، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِينَ اللَّهِ وَحَجَّتَهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ

ص: 102

يَا خَازِنَ الْعِلْمِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَصِيَّ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بَابَ اللَّهِ الْهُدَى، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا عُرْوَةَ اللَّهِ الْوُثْقَى، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا صَاحِبَ النَّجْوَى، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا صَاحِبَ الْمِيسَمِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ عَلَى الْعَالَمِينَ .

السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِينَ رَبِّ الْعَالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حَبْلَ اللَّهِ الْمَتِينَ، وَصِرَاطَهُ الْمُسْتَقِيمَ، وَعُرْوَتَهُ الْوُثْقَى، وَيَدَهُ الْعُلْيَا، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا قَسِيمَ النَّارِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ذَائِداً عَنِ الْحَوْضِ أَعْدَاءَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَجْهَ اللَّهِ الَّذِي مِنْهُ يُؤْتَى، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الرُّكْنُ وَالْمَلْجَأُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْكَهْفُ الْحَصِينُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا صَاحِبَ اللِّوَاءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِكَ وَذُرِّيَّتِكَ، الَّذِينَ حَبَاهُمُ اللَّهُ بِالْحُجَجِ الْبَالِغَةِ وَالنُّورِ وَالصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ .

أَشْهَدُ أَنَّكَ حُجَّةُ اللَّهِ وَأَمِينُهُ، وَوَصِيُّ رَسُولِهِ، وَخَازِنُ عِلْمِه . وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَنَصَحْتَ وَصَبَرْتَ فِي جَنْبِ اللَّهِ عَلَى الْأَذَى . وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ قُوتِلْتَ وَحُرِمْتَ وَغُصِبْتَ وَحُقِرْتَ وَظُلِمْتَ وَجُحِدْتَ فَصَبَرْتَ فِي ذَاتِ اللَّه . وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ كُذِّبْتَ وَأُسِي ءَ إِلَيْكَ فَغَفَرْتَ . وَأَشْهَدُ أَنَّكَ الْإِمَامُ الرَّاشِدُ الْهَادِي الْمَهْدِيُّ، هُدِيْتَ وَقُمْتَ بِالْحَقِّ وَعَدَلْتَ بِه . وَأَشْهَدُ أَنَّ طَاعَتَكَ مُفْتَرَضَةٌ .

وَأَشْهَدُ أَنَّ قَوْلَكَ الصِّدْقُ، وَأَنَّ دَعْوَتَكَ الْحَقُّ . وَأَشْهَدُ أَنَّكَ دَعَوْتَ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ فَلَمْ تُجَبْ، وَأَمَرْتَ بِطَاعَةِ اللَّهِ فَلَمْ تُطَعْ . وَأَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ دَعَائِمِ الدِّينِ وَعِمَادِهِ، وَرُكْنِ الْأَرْضِ وَعِمَادِهَا . وَأَشْهَدُ أَنَّكَ الشَّجَرَةُ الطَّيِّبَةُ لَمْ تَزَلْ بِعَيْنِ اللَّهِ تَتَنَاسَخُ فِي أَصْلاَبِ الْمُطَهَّرِينَ، وَتَنْتَقِلُ فِي أَرْحَامِ الطَّاهِرَاتِ الْمُطَهَّرَاتِ .

لَمْ تُدَنِّسْكَ الْجَاهِلِيَّةُ الْجَهْلاَءُ، وَلَمْ تَشْرَكْ فِيكَ فِتَنُ الْأَهْوَاءِ، طِبْتَ وَطَابَ مَنْبِتُكَ، لَمْ تَزَلْ بِالْعَرْشِ مُحْدِقاً حَتَّى مَنَّ اللَّهُ بِكَ عَلَيْنَا، فَجَعَلَكَ اللَّهُ « فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ

ص: 103

تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ »، وَجَعَلَ صَلَوَاتَنَا عَلَيْكَ رَحْمَةً لَنَا، فَطَيَّبَ خَلْقَنَا بِمَا خَصَّنَا بِهِ مِنْ وَلاَيَتِكَ، وَكُنَّا مُسْلِمِينَ بِفَضْلِهِ، وَكُنَّا عِنْدَهُ مَعْرُوفِينَ بِتَصْدِيقِنَا إِيَّاكَ، فَصَلَّى اللَّهُ وَمَلاَئِكَتُهُ وَأَنْبِيَاؤُهُ وَرُسُلُهُ عَلَيْكَ، وَجَزَاكَ عَنْ رَعِيَّتِكَ خَيْراً .

ثمّ انكبَّ على القبر فقل :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ وَسَيِّدَ الْوَصِيِّينَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ حُجَّةُ اللَّهِ، قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ اللَّهِ مَا أُمِرْتَ، وَنَصَحْتَ وَوَفَيْتَ، وَجَاهَدْتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَمَضَيْتَ عَلَى الْيَقِينِ شَاهِداً وَشَهِيداً وَمَشْهُوداً، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُه . أَنَا عَبْدُكَ وَمَوْلاَكَ وَفِي طَاعَتِكَ، الْوَافِدُ إِلَيْكَ، أَلْتَمِسُ ثَبَاتَ الْقَدَمِ فِي الْهِجْرَةِ إِلَيْكَ، وَكَمَالَ الْمَنْزِلَةِ فِي الْآخِرَةِ ؛ أَتَيْتُكَ - بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي وَنَفْسِي وَوُلْدِي وَأَهْلِي وَمَالِي - بِحَقِّكَ عَارِفاً، مُقِرّاً بِالْهُدَى الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ، عَالِماً بِهِ مُسْتَقِيماً، مُوجِباً لِطَاعَتِكَ، مُقِرّاً بِفَضْلِكَ، مُسْتَبْصِراً بِضَلاَلَةِ مَنْ خَالَفَكَ، لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً جَحَدَتْكَ وَجَحَدَتْ حَقَّكَ، وَأَنْكَرَتْ طَاعَتَكَ، وَظَلَمَتْكَ وَكَذَّبَتْكَ وَحَارَبَتْكَ .

السَّلامُ عَلَيْكَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه . الْحَمْدُ للَّهِِ الَّذِي جَعَلَنِي مِنْ زُوَّارِ حُجَّتِهِ وَوَصِيِّ رَسُولِهِ، وَرَزَقَنِي مَعْرِفَةَ فَضْلِهِ، وَالْإِقْرَارَ بِطَاعَتِهِ وَحَقِّهِ « رَبَّنا آمَنَّا فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ »، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا إِمَامَ الْهُدَى وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .

ثمّ استوِ جالساً وقُل :

أَشْهَدُ أَنَّكَ عَبْدُ اللَّهِ، وَوَصِيُّ رَسُولِهِ، وَحُجَّتُهُ عَلَى خَلْقِهِ، وَأَمِينُهُ عَلَى خَزَائِنِ عِلْمِهِ ؛ وَأَنَّكَ أَدَّيْتَ عَنِ اللَّهِ وَعَنْ رَسُولِهِ صِدْقاً، وَكُنْتَ أَمِيناً، وَنَصَحْتَ للَّهِِ وَلِرَسُولِهِ مُجْتَهِداً، وَمَضَيْتَ عَلَى يَقِينٍ، لَمْ تُؤْثِرْ عَمًى عَلَى هُدًى، وَلَمْ تَمِلْ مِنْ حَقٍّ إِلَى بَاطِلٍ . وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاَةَ، وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَقُمْتَ بِالْحَقِّ غَيْرَ وَاهِنٍ وَلاَ مُوهِنٍ، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ، وَجَزَاكَ اللَّهُ عَنْ رَعِيَّتِكَ خَيْراً .

اللَّهُمَّ

ص: 104

إِنِّي أُصَلِّي عَلَيْهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَيْهِ وَصَلَّتْ مَلاَئِكَتُكَ وَرُسُلُكَ، صَلاَةً كَثِيرَةً مُتَتَابِعَةً مُتَوَاصِلَةً مُتَرَادِفَةً يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضاً فِي مَحْضَرِنَا هَذَا، وَإِذَا غِبْنَا، وَ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَبَداً، صَلاَةً لاَ انْقِطَاعَ لَهَا وَلاَ نَفَادَ .

اللَّهُمَّ أَبْلِغْ رُوحَهُ وَجَسَدَهُ مِنِّي فِي سَاعَتِي هَذِهِ، تَحِيَّةً كَثِيرَةً وَسَلاَماً، وَفِي كُلِّ سَاعَةٍ . اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَالْآمِرِينَ بِذَلِكَ، وَالرَّاضِينَ بِهِ، وَالْمُجَوِّزِينَ لَهُ، وَالْفَرِحِينَ بِهِ، لَعْناً كَثِيراً ؛ وَعَذِّبْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً لَمْ تُعَذِّبْ بِهِ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ .

اللَّهُمَّ الْعَنْ جَوَابِيتَ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَفَرَاعِنَتَهَا، الرُّؤَسَاءَ مِنْهُمْ وَالْأَتْبَاعَ، مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، وَاحْشُ قُبُورَهُمْ وَ أَجْوَافَهُمْ نَاراً، وَأَصْلِهِمْ مِنْ جَهَنَّمَ أَشَدَّهَا نَاراً، وَاحْشُرْهُمْ إِلَى جَهَنَّمَ زُرْقاً . أَتَيْتُكَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي وَافِداً إِلَيْكَ، مُتَوَجِّهاً بِكَ إِلَى اللَّهِ رَبِّكَ وَرَبِّي لِيُنْجِحَ بِكَ طَلِبَتِي، وَيَقْضِيَ بِكَ حَوَائِجِي، وَيُعْطِيَنِي بِكَ سُؤْلِي ؛ فَاشْفَعْ عِنْدَهُ وَكُنْ لِي شَفِيعاً . ثمّ قل :

يَا رَبِّي وَسَيِّدِي، وَيَا إِلَهِي وَمَوْلاَيَ، شَفِّعْ وَلِيَّكَ فِي حَوَائِجِي، فَقَدْ وَفَدْتُ إِلَيْكَ، وَجِئْتُ إِلَى قَبْرِهِ زَائِراً، مُتَقَرِّباً بِذَلِكَ إِلَيْكَ، فَلاَ تَجْبَهْنِي بِغَيْرِ مَنٍّ مِنِّي عَلَيْكَ، بَلْ لَكَ الْمَنُّ عَلَيَّ إِذْ وَفَّقْتَنِي لِذَلِكَ وَهَدَيْتَنِي لَه .

وَقَدْ جِئْتُكَ هَارِباً مِنْ ذُنُوبِي، مُتَنَصِّلاً إِلَيْكَ مِنْ سَيِّئِ عَمَلِي، رَاجِياً لَكَ فِي مَوْقِفِي، مُبْتَهِلاً إِلَيْكَ فِي الْعَفْوِ عَنْ مَعَاصِيَّ، مُسْتَغْفِراً مِنْ ذُنُوبِي، رَاجِياً بِزِيَارَةِ وَلِيِّكَ وَإِقَامَتِي عِنْدَ قَبْرِهِ وَوُقُوفِي عَلَيْهِ الْخَلاَصَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، طَمَعاً أَنْ تَسْتَنْقِذَنِي مِنَ الرَّدَى بِزِيَارَتِي إِيَّاهُ مَعْرِفَةً بِحَقِّهِ، فَوَرَدْتُ إِلَيْهِ إِذْ رَغِبَ عَنْ زِيَارَتِهِ أَهْلُ الدُّنْيَا، وَاتَّخَذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُواً، وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا، فَلَكَ الْمَنُّ يَا سَيِّدِي عَلَى مَا عَرَّفْتَنِي مِمَّا جَهِلَهُ أَهْلُ الدُّنْيَا وَمَالُوا إِلَى سِوَاهُ ؛ فَكَمَا عَرَّفْتَنِي وَبَصَّرْتَنِي وَهَدَيْتَنِي، فَأَلْهِمْنِي شُكْرَكَ، وَزِدْنِي مِنْ فَضْلِكَ، وَتَقَبَّلْ مِنِّي، فَإِنَّكَ تَتَقَبَّلُ

ص: 105

مِنَ الْمُتَّقِينَ .

ثمّ ادعُ لنفسك بما بدا لك وازدد، وصلّ واجتهد في الدعاء لأمر آخرتك ودُنياك .(1)

الزيارة العشرون

تقف على ضريحه صلّى اللَّه عليه وتقول :

السَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَى نَبِيِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَى خِيَرَةِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّه . السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا يَعْسُوبَ الدِّينِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَا سَيِّدَ الْوَصِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْإِمَامُ التَّقِيُّ النَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ الْوَلِيُّ، الصِّدِّيقُ الْأَكْبَرُ، الطُّهْرُ الطَّاهِرُ المُطَهَّرُ، الفارُوقُ الْأَعْظَمُ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .

أَشْهَدُ أَنَّكَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ بَعْدَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه، وَعَيْبَةُ عِلْمِهِ، وَمِيزَانُ حُكمِهِ، وَمِصْبَاحُ نُورِهِ، الَّذِي تُقْطَعُ بِهِ الظُّلمَةُ، وَيَقْطَعُ بِهِ الرّامِي غرَضَ الظُّلْمَةِ.

أَشْهَدُ يَا مَوْلايَ أَنَّكَ المُفَرِّقُ بَيْنَ الْحَلاَلِ وَالْحَرَامِ، وَالْأَمِينُ عَلى بَاطِنِ السِّرِّ وَمُسْتَوْدَعُ الْعِلْمِ، وَخَازِنُ الْوَحْيِ، وَالْعَالِمُ بِكُلِّ سِرٍّ، وَالْمُبْدِي بِشَرَائِعِ الْحَقِّ، وَمِنْهَاجِ الصِّدْقِ، وَالْمُتَّبِعُ سُبُلَ النَّجَاةِ، وَالذَّائِدُ عَنِ الْهَلَكَاتِ . وَأَشْهَدُ أَنَّكَ حُجَّةُ الْمَعْبُودِ، وَالشَّاهِدُ عَلَى العِبادِ، وَالدّالُّ عَلى صِراطِ اللَّهِ الْمُسْتَقِيمِ، وَقَسيمُ الجَنَّةِ وَالنّارِ .

وَأَشْهَدُ أَنَّكَ وَالْأَئِمَّةَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ سَفِينَةُ النَّجَاةِ، وَدَعَائِمُ الْأَوْتَادِ، وَأَرْكَانُ الْبِلاَدِ، وَسَاسَةُ الْعِبَادِ، وَحُجَجُ اللَّهِ عَلَى العالَمينَ، وَالسَّبَبُ إِلَيْهِ، وَالطَّريقُ إِلى حُسنِهِ، وَالمَلْجَأُ وَالْكَهفُ الْحَصِينُ .

وَأَشْهَدُ أَنَّ الْمُتَوَسِّلَ بِوَلاَيَتِكَ مِنَ الْفَائِزِينَ بِالْكَرَامَةِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ يَعْدِلْ عَنْكُمْ لاَ يَقْبَلُ اللَّهُ لَهُ عَمَلاً، وَلا يُقِيمُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً، وهوَ في الْآخِرةِ مِنَ الخاسِرِينَ في دَرَكِ الجَحيمِ، إِنَّ هذا جارٍ لَكُمْ، وإِنَّ مُحِبَّكم مِنَ الْفائِزيِنَ .

ثمّ تنكبّ على القبر وقبّله وقُل:

يا سَيِّدي، إِلَيْكَ وُفودي يَا سَيِّدي، وَأَنَا اللاَّئِذُ بِقَبرِكَ، وَالحالُّ بِفِنائِكَ، وَبِكَ أَتَوَسَّلُ إِلَى اللَّهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ المُتَوَسِّلَ بِكَ غَيرُ خائِبٍ، وَالطّالِبَ بِكَ غَيرُ مَردُودٍ

ص: 106


1- العلامة المجلسي، بحارالانوار، ج 100، ص 323 .

إلاّ بِنَجاحِ طَلِبَتِهِ ؛ فَكُنْ لي يا مَولاي إلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكَ شَفيعاً في فَكاكِ رَقَبَتي مِنَ النّارِ، وَالمُتَفَضِّلَ عَلَيَّ بِالجَنَّةِ، وَتَيسيرِ أُموري، وغُفرانِ ذُنوبي، وَسِعَةِ رِزقي، وَإصلاحِ شأني في الدُّنيا وَالْآخِرَةِ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَولايَ وَرَحمَةُ اللَّهُ وَبَركاتُه .

ثمّ صلّ عنده ما بدا لك، وادع ما شئت، وانصرف راشداً .(1)

الباب السّادس: زياراته المختصّة بوقت معيّن

زيارته عليه السلام في يوم الغدير

روَى البزنطيّ عن الرّضاعليه السلام قال: قال لي يابن أبي نصر أينما كنت فاحضر يوم الغدير عند أميرالمؤمنين عليه السلام فإنّ اللَّه تبارك وتعالى يغفر لكلّ مؤمن ومؤمنة ومسلم ومسلمة ذنوب ستّين سنة ويُعتق من النّار ضعف ما أعتق في شهر رمضان وليلة القدر وليلة الفطر، والدّرهم فيه بألف درهم لإخوانك العارفين، وأفضِل على إخوانك في هذا اليوم وسرّ فيه كلّ مؤمن ومؤمنة.

ثمّ قال: يا أهل الكوفة لقد أُعطيتم خيراً كثيراً وإنّكم لمن امتحن اللَّه قلبه للإيمان مستذلّون مقهورون ممتحنون، يُصبّ عليكم البلاء صبّاً ثمّ يكشفه كاشف الكرب العظيم، واللَّه لو عرف النّاس فضل هذا اليوم بحقيقته لصافحتهم الملائكة في كلّ يوم عشر مرّات.(2)

[ 1 ]

روي الإمام العسكريّ عن أبيه الإمام الهادي عليهما السلام أنّه زار بهذه الزّيارة في يوم الغدير في السّنة الّتي أشخصه المعتصم. فإذا أردت ذلك فقف على باب القبّة الشّريفة واستأذن وادخل مقدِّماً رجلك اليمنى على اليسرى، وامش حتّى تقف على الضّريح واستقبله واجعل القبلة بين كتفيك وقل:

اَلسَّلامُ عَلَى مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ، خَاتَمِ النَّبِيِّينَ، وَسَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ، وَصَفْوَةِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، أَمِينِ اللَّهِ عَلَى وَحْيِهِ، وَعَزَائِمِ أَمْرِهِ، وَالْخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ، وَالْفَاتِحِ لِمَا اسْتُقْبِلَ، وَالْمُهَيْمِنِ عَلَى ذلِكَ كُلِّهِ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، وَصَلَوَاتُهُ وَتَحِيَّاتُه . اَلسَّلامُ عَلَى أَنْبِيَاءِ اللَّهِ وَرُسُلِهِ، وَمَلَائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ، وَعِبَادِهِ الصَّالِحِينَ .

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَسَيِّدَ

ص: 107


1- إبن المشهدي، المزار الكبير، ص 212 .
2- الشيخ الطوسي، مصباح المتهجد، ص 737 .

الْوَصِيِّينَ، وَوَارِثَ عِلْمِ النَّبِيِّينَ، وَوَلِيَّ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَمَوْلَايَ وَمَوْلَى الْمُؤْمِنِينَ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه . اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَوْلَايَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، يَا أَمِينَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ، وَسَفِيرَهُ فِي خَلْقِهِ، وَحُجَّتَهُ الْبَالِغَةَ عَلَى عِبَادِه . اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا دِينَ اللَّهِ الْقَوِيمَ، وَصِرَاطَهُ الْمُسْتَقِيمَ . اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبَأُ الْعَظِيمُ، الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ، وَعَنْهُ يُسْأَلُونَ . اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، آمَنْتَ بِاللَّهِ وَهُمْ مُشْرِكُونَ، وَصَدَّقْتَ بِالْحَقِّ وَهُمْ مُكَذِّبُونَ، وَجَاهَدْتَ وَهُمْ مُحْجِمُونَ، وَعَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ، صَابِراً مُحْتَسِباً حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ، أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ . اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدَ الْمُسْلِمِينَ، وَيَعْسُوبَ الْمُؤْمِنِينَ، وَإِمَامَ الْمُتَّقِينَ، وَقَائِدَ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .

أَشْهَدُ أنَّكَ أَخُو رَسُولِ اللَّهِ وَوَصِيُّهُ، وَوَارِثُ عِلْمِهِ، وَأَمِينُهُ عَلَى شَرْعِهِ، وَخَلِيفَتُهُ فِي أُمَّتِهِ، وَأَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ، وَصَدَّقَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى نَبِيِّهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ عَنِ اللَّهِ مَا أَنْزَلَهُ فِيكَ، فَصَدَعَ بِأَمْرِهِ، وَأَوْجَبَ عَلَى أُمَّتِهِ فَرْضَ طَاعَتِكَ وَوِلَايَتِكَ، وَعَقَدَ عَلَيْهِمُ الْبَيْعَةَ لَكَ، وَجَعَلَكَ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، كَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ كَذلِكَ، ثُمَّ أَشْهَدَ اللَّهَ تَعَالَى عَلَيْهِمْ فَقَالَ: أَلَسْتُ قَدْ بَلَّغْتُ؟ فَقَالُوا: اَللَّهُمَّ بَلَى . فَقَالَ: اَللَّهُمَّ اشْهَدْ، وَكَفَى بِكَ شَهِيداً وَحَاكِماً بَيْنَ الْعِبَادِ .

فَلَعَنَ اللَّهُ جَاحِدَ وِلَايَتِكَ بَعْدَ الْإِقْرَارِ، وَنَاكِثَ عَهْدِكَ بَعْدَ الْمِيثَاقِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ وَفَيْتَ بِعَهْدِ اللَّهِ تَعَالَى، وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى مُوفٍ لَكَ بِعَهْدِهِ، وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهِ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، الْحَقُّ الَّذِي نَطَقَ بِوِلَايَتِكَ التَّنْزِيلُ، وَأَخَذَ لَكَ الْعَهْدَ عَلَى الْأُمَّةِ بِذلِكَ الرَّسُولُ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ وَعَمَّكَ وَأَخَاكَ الَّذِينَ تَاجَرْتُمُ اللَّهَ بِنُفُوسِكُمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيكُمْ: « إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ، يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ، وَعْداً

ص: 108

عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ . وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ × اَلتَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ » .

أَشْهَدُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّ الشَّاكَّ فِيكَ مَا آمَنَ بِالرَّسُولِ الْأَمِينِ، وَأَنَّ الْعَادِلَ بِكَ غَيْرَكَ عَانِدٌ عَنِ الدِّينِ الْقَوِيمِ، الَّذِي ارْتَضَاهُ لَنَا رَبُّ الْعَالَمِينَ، وَأَكْمَلَهُ بِوِلَايَتِكَ يَوْمَ الْغَدِيرِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ الْمَعْنِيُّ بِقَوْلِ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ : « وَأَنَّ هذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ، وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ »، ضَلَّ وَاللَّهِ وَأَضَلَّ مَنِ اتَّبَعَ سِوَاكَ، وَعَنَدَ عَنِ الْحَقِّ مَنْ عَادَاكَ . اَللَّهُمَّ سَمِعْنَا لِأَمْرِكَ وَأَطَعْنَا، وَاتَّبَعْنَا صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ، فَاهْدِنَا رَبَّنَا وَلَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا إِلَى طَاعَتِكَ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الشَّاكِرِينَ لِأَنْعُمِكَ .

وَأَشْهَدُ أَنَّكَ لَمْ تَزَلْ لِلْهَوَى مُخَالِفاً، وَلِلتُّقَى مُحَالِفاً، وَعَلَى كَظْمِ الْغَيْظِ قَادِراً، وَعَنِ النَّاسِ عَافِياً غَافِراً، وَإِذَا عُصِيَ اللَّهُ سَاخِطاً، وَإِذا أُطِيعَ اللَّهُ رَاضِياً، وَبِمَا عَهِدَ إِلَيْكَ عَامِلاً، رَاعِياً لِمَا اسْتُحْفِظْتَ، حَافِظاً لِمَا اسْتُودِعْتَ، مُبَلِّغاً مَا حُمِّلْتَ، مُنْتَظِراً مَا وُعِدْتَ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ مَا اتَّقَيْتَ ضَارِعاً، وَلَا أَمْسَكْتَ عَنْ حَقِّكَ جَازِعاً، وَلَا أَحْجَمْتَ عَنْ مُجَاهَدَةِ عَاصِيكَ نَاكِلاً، وَلَا أَظْهَرْتَ الرِّضَى بِخِلَافِ مَا يُرْضِي اللَّهَ مُدَاهِناً، وَلَا وَهَنْتَ لِمَا أَصَابَكَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَلَا ضَعُفْتَ وَلَا اسْتَكَنْتَ عَنْ طَلَبِ حَقِّكَ مُرَاقِباً، مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ تَكُونَ كَذلِكَ، بَلْ إِذْ ظُلِمْتَ احْتَسَبْتَ رَبَّكَ، وَفَوَّضْتَ إِلَيْهِ أَمْرَكَ، وَذَكَّرْتَهُمْ فَمَا ادَّكَرُوا، وَوَعَظْتَهُمْ فَمَا اتَّعَظُوا، وَخَوَّفْتَهُمُ اللَّهَ فَمَا تَخَوَّفُوا .

وَأَشْهَدُ أَنَّكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ جَاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ، حَتَّى دَعَاكَ اللَّهُ إِلَى جِوَارِهِ، وَقَبَضَكَ إِلَيْهِ بِاخْتِيَارِهِ، وَأَلْزَمَ أَعْدَاءَكَ الْحُجَّةَ بِقَتْلِهِمْ إِيَّاكَ، لِتَكُونَ الْحُجَّةُ لَكَ عَلَيْهِمْ مَعَ مَا

ص: 109

لَكَ مِنَ الْحُجَجِ الْبَالِغَةِ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِه . اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، عَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً، وَجَاهَدْتَ فِي اللَّهِ صَابِراً، وَجُدْتَ بِنَفْسِكَ مُحْتَسِباً، وَعَمِلْتَ بِكِتَابِهِ، وَاتَّبَعْتَ سُنَّةَ نَبِيِّهِ، وَأَقَمْتَ الصَّلَاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ مَا اسْتَطَعْتَ، مُبْتَغِياً مَا عِنْدَ اللَّهِ، رَاغِباً فِيمَا وَعَدَ اللَّهُ، لا تَحْفِلُ بِالنَّوَائِبِ، وَلَا تَهِنُ عِنْدَ الشَّدَائِدِ، وَلَا تُحْجِمُ عَنْ مُحَارِبٍ، أَفِكَ مَنْ نَسَبَ غَيْرَ ذلِكَ إِلَيْكَ، وَافْتَرَى بَاطِلاً عَلَيْكَ، وَأَوْلَى لِمَنْ عَنَدَ عَنْكَ . لَقَدْ جَاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ الْجِهَادِ، وَصَبَرْتَ عَلَى الْأَذى صَبْرَ احْتِسَابٍ .

وَأَنْتَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ، وَصَلَّى لَهُ وَجَاهَدَ، وَأَبْدَى صَفْحَتَهُ فِي دَارِ الشِّرْكِ، وَالْأَرْضُ مَشْحُونَةٌ ضَلَالَةً، وَالشَّيْطَانُ يُعْبَدُ جَهْرَةً، وَأَنْتَ الْقَائِلُ: لا تَزِيدُنِي كَثْرَةُ النَّاسِ حَوْلِي عِزَّةً، وَلَا تَفَرُّقُهُمْ عَنِّي وَحْشَةً، وَلَوْ أَسْلَمَنِيَ النَّاسُ جَمِيعاً لَمْ أَكُنْ مُتَضَرِّعاً . اِعْتَصَمْتَ بِاللَّهِ فَعَزَزْتَ، وَآثَرْتَ الْآخِرَةَ عَلَى الْأُولَى فَزَهِدْتَ، وَأَيَّدَكَ اللَّهُ وَهَدَاكَ، وَأَخْلَصَكَ وَاجْتَبَاكَ، فَمَا تَنَاقَضَتْ أَفْعَالُكَ، وَلَا اخْتَلَفَتْ أَقْوَالُكَ، وَلَا تَقَلَّبَتْ أَحْوَالُكَ، وَلَا ادَّعَيْتَ، وَلَا افْتَرَيْتَ عَلَى اللَّهِ كَذِباً، وَلَا شَرِهْتَ إِلَى الْحُطَامِ، وَلَا دَنَّسَكَ الْآثَامُ، وَلَمْ تَزَلْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ، وَيَقِينٍ مِنْ أَمْرِكَ، تَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ .

أَشْهَدُ شَهَادَةَ حَقٍّ، وَأُقْسِمُ بِاللَّهِ قَسَمَ صِدْقٍ، أَنَّ مُحَمَّداً وَآلَهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ، سَادَاتُ الْخَلْقِ، وَأَنَّكَ مَوْلَايَ وَمَوْلَى الْمُؤْمِنِينَ، وَأَنَّكَ عَبْدُ اللَّهِ وَوَلِيُّهُ، وَأَخُو الرَّسُولِ وَوَصِيُّهُ وَوَارِثُهُ، وَأَنَّهُ الْقَائِلُ لَكَ : وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ مَا آمَنَ بِي مَنْ كَفَرَ بِكَ، وَلَا أَقَرَّ بِاللَّهِ مَنْ جَحَدَكَ، وَقَدْ ضَلَّ مَنْ صَدَّ عَنْكَ، وَلَمْ يَهْتَدِ إِلَى اللَّهِ وَلَا إِلَيَّ مَنْ لا يَهْتَدِي بِكَ، وَهُوَ قَوْلُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ : « وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى » إِلَى وِلَايَتِكَ .

ص: 110

َوْلَايَ فَضْلُكَ لا يَخْفَى، وَنُورُكَ لا يُطْفَأُ، وَأَنَّ مَنْ جَحَدَكَ الظَّلُومُ الْأَشْقَى، مَوْلَايَ أَنْتَ الْحُجَّةُ عَلَى الْعِبَادِ، وَالْهَادِي إِلَى الرَّشَادِ، وَالْعُدَّةُ لِلْمَعَادِ، مَوْلَايَ لَقَدْ رَفَعَ اللَّهُ فِي الْأُولَى مَنْزِلَتَكَ، وَأَعْلَى فِي الْآخِرَةِ دَرَجَتَكَ، وَبَصَّرَكَ مَا عَمِيَ عَلَى مَنْ خَالَفَكَ، وَحَالَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ مَوَاهِبِ اللَّهِ لَكَ، فَلَعَنَ اللَّهُ مُسْتَحِلِّي الْحُرْمَةِ مِنْكَ، وَذَائِدِي الْحَقِّ عَنْكَ، وَأَشْهَدُ أَنَّهُمُ الْأَخْسَرُونَ الَّذِينَ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ، وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ .

وَأَشْهَدُ أَنَّكَ مَا أَقْدَمْتَ وَلَا أَحْجَمْتَ وَلَا نَطَقْتَ وَلَا أَمْسَكْتَ إِلاّ بِأَمْرٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، قُلْتَ: « وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ نَظَرَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، أَضْرِبُ بِالسَّيْفِ قُدُماً، فَقَالَ: " يَا عَلِيُّ أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، إِلاّ أَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدِي، وَأُعْلِمُكَ أَنَّ مَوْتَكَ وَحَيَاتَكَ مَعِي، وَعَلَى سُنَّتِي "، فَوَاللَّهِ مَا كَذِبْتُ وَلَا كُذِّبْتُ، وَلَا ضَلَلْتُ وَلَا ضُلَّ بِي، وَلَا نَسِيتُ مَا عَهِدَ إِلَيَّ رَبِّي، وَإِنِّي لَعَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي بَيَّنَهَا لِنَبِيِّهِ، وَبَيَّنَهَا النَّبِيُّ لِي، وَإِنِّي لَعَلَى الطَّرِيقِ الْوَاضِحِ، أَلْفِظُهُ لَفْظاً » . صَدَقْتَ وَاللَّهِ وَقُلْتَ الْحَقَّ .

فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ سَاوَاكَ بِمَنْ نَاوَاكَ، وَاللَّهُ جَلَّ اسْمُهُ يَقُولُ: « هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ » . فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَدَلَ بِكَ مَنْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِ وِلَايَتَكَ، وَأَنْتَ وَلِيُّ اللَّهِ، وَأَخُو رَسُولِهِ، وَالذَّابُّ عَنْ دِينِهِ، وَالَّذِي نَطَقَ الْقُرْآنُ بِتَفْضِيلِهِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: « وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً × دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً » .

وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : « أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ × اَلَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا

ص: 111

وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ × يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ × خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ » .

أَشْهَدُ أَنَّكَ الْمَخْصُوصُ بِمِدْحَةِ اللَّهِ، اَلْمُخْلِصُ لِطَاعَةِ اللَّهِ، لَمْ تَبْغِ بِالْهُدَى بَدَلاً، وَلَمْ تُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّكَ أَحَداً، وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى اسْتجَابَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فِيكَ دَعْوَتَهُ، ثُمَّ أَمَرَهُ بِإِظْهَارِ مَا أَوْلَاكَ لِاُمَّتِهِ، إِعْلَاءً لِشَأْنِكَ، وَإِعْلَاناً لِبُرْهَانِكَ، وَدَحْضاً لِلْأَبَاطِيلِ، وَقَطْعاً لِلْمَعَاذِيرِ . فَلَمَّا أَشْفَقَ مِنْ فِتْنَةِ الْفَاسِقِينَ، وَاتَّقَى فِيكَ الْمُنَافِقِينَ، أَوْحَى اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ : « يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ، وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ » .

فَوَضَعَ عَلَى نَفْسِهِ أَوْزَارَ الْمَسِيرِ، وَنَهَضَ فِي رَمْضَاءِ الْهَجِيرِ، فَخَطَبَ فَأَسْمَعَ، وَنَادَى فَأَبْلَغَ، ثُمَّ سَأَلَهُمْ أَجْمَعَ، فَقَالَ: هَلْ بَلَّغْتُ؟ فَقَالُوا: اَللَّهُمَّ بَلَى . فَقَالَ: اَللَّهُمَّ اشْهَدْ . ثُمَّ قَالَ: أَلَسْتُ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ؟ فَقَالُوا: بَلَى . فَأَخَذَ بِيَدِكَ وَقَالَ: «مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَهذَا عَلِيٌّ مَوْلَاهُ، اَللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ» .

فَمَا آمَنَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيكَ عَلَى نَبِيِّهِ إِلاّ قَلِيلٌ، وَلَا زَادَ أَكْثَرَهُمْ غَيْرَ تَخْسِيرٍ، وَلَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِيكَ مِنْ قَبْلُ وَهُمْ كَارِهُونَ: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ، أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ × يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ . ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ × إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ × وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ

ص: 112

آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ × رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ × رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ » .

اَللَّهُمَّ إِنَّا نَعْلَمُ أَنَّ هذَا هُوَ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِكَ، فَالْعَنْ مَنْ عَارَضَهُ وَاسْتَكْبَرَ، وَكَذَّبَ بِهِ وَكَفَرَ، وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ . اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَسَيِّدَ الْوَصِيِّينَ، وَأَوَّلَ الْعَابِدِينَ، وَأَزْهَدَ الزَّاهِدِينَ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، وَصَلَوَاتُهُ وَتَحِيَّاتُه . أَنْتَ مُطْعِمُ الطَّعَامِ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً لِوَجْهِ اللَّهِ، لا تُرِيدُ مِنْهُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُوراً، وَفِيكَ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: « وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ . وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ » .

وَأَنْتَ الْكَاظِمُ لِلْغَيْظِ، وَالْعَافِي عَنِ النَّاسِ، وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ، وَأَنْتَ الصَّابِرُ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ، وَأَنْتَ الْقَاسِمُ بِالسَّوِيَّةِ، وَالْعَادِلُ فِي الرَّعِيَّةِ، وَالْعَالِمُ بِحُدُودِ اللَّهِ مِنْ جَمِيعِ الْبَرِيَّةِ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَخْبَرَ عَمَّا أَوْلَاكَ مِنْ فَضْلِهِ بِقَوْلِهِ: « أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لا يَسْتَوُونَ . أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلاً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ».

وَأَنْتَ الْمَخْصُوصُ بِعِلْمِ التَّنْزِيلِ، وَحُكْمِ التَّأْوِيلِ وَنَصِّ الرَّسُولِ، وَلَكَ الْمَوَاقِفُ الْمَشْهُودَةُ، وَالْمَقَامَاتُ الْمَشْهُورَةُ، وَالْأَيَّامُ الْمَذْكُورَةُ، يَوْمَ بَدْرٍ، وَيَوْمَ الْأَحْزَابِ « إِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ، وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ، وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا × هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً × وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ: مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاّ غُرُورَاً × وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ: يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا، وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ، يَقُولُونَ: إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ، وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ، إِنْ يُرِيدُونَ إِلاّ فِرَاراً ».

وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: « وَلَمَّا رَأَى

ص: 113

الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُه . وَمَا زَادَهُمْ إِلاّ إِيمَانَا وَتَسْلِيماً » . فَقَتَلْتَ عَمْرَهُمْ، وَهَزَمْتَ جَمْعَهُمْ، وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ، لَمْ يَنَالُوا خَيْراً، وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ، وَكَانَ اللَّهُ قَوِياً عَزِيزاً .

وَيَوْمَ أُحُدٍ إِذْ يُصْعِدُونَ وَلَا يَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ، وَالرَّسُولُ يَدْعُوهُمْ فِي أُخْرَاهُمْ، وَأَنْتَ تَذُودُ بُهَمَ الْمُشْرِكِينَ عَنِ النَّبِيِّ، ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ، حَتَّى رَدَّهُمُ اللَّهُ تَعَالَى عَنْكُمَا خَائِفِينَ، وَنَصَرَ بِكَ الْخَاذِلِينَ .

وَيَوْمَ حُنَيْنٍ عَلَى مَا نَطَقَ بِهِ التَّنْزِيلُ: « إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ × ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ »، وَالْمُؤْمِنُونَ أَنْتَ وَمَنْ يَلِيكَ، وَعَمُّكَ الْعَبَّاسُ يُنَادِي الْمُنْهَزِمِينَ: يَا أَصْحَابَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، يَا أَهْلَ بَيْعَةِ الشَّجَرَةِ، حَتَّى اسْتَجَابَ لَهُ قَوْمٌ قَدْ كَفَيْتَهُمُ الْمَؤُونَةَ، وَتَكَفَّلْتَ دُونَهُمُ الْمَعُونَةَ، فَعَادُوا آيِسِينَ مِنَ الْمَثُوبَةِ، رَاجِينَ وَعْدَ اللَّهِ تَعَالَى بِالتَّوْبَةِ، وَذلِكَ قَوْلُ اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: « ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عَلَى مَنْ يَشَاءُ »، وَأَنْتَ حَائِزٌ دَرَجَةَ الصَّبْرِ، فَائِزٌ بِعَظِيمِ الْأَجْرِ .

وَيَوْمَ خَيْبَرَ، إِذْ أَظْهَرَ اللَّهُ خَوَرَ الْمُنَافِقِينَ، وَقَطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ، وَالْحَمْدُ للَّهِِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، « وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ، لا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ، وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُولاً »، مَوْلَايَ أَنْتَ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ، وَالْمَحَجَّةُ الْوَاضِحَةُ، وَالنِّعْمَةُ السَّابِغَةُ، وَالْبُرْهَانُ الْمُنِيرُ، فَهَنِيئاً لَكَ بِمَا آتَاكَ اللَّهُ مِنْ فَضْلٍ، وَتَبّاً لِشَانِئِكَ ذِي الْجَهْلِ .

شَهِدْتَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ جَمِيعَ حُرُوبِهِ وَمَغَازِيهِ، تَحْمِلُ الرَّايَةَ أَمَامَهُ، وَتَضْرِبُ بِالسَّيْفِ قُدَّامَهُ، ثُمَّ لِحَزْمِكَ الْمَشْهُورِ، وَبَصِيرَتِكَ فِي الْأُمُورِ، أَمَّرَكَ فِي الْمَوَاطِنِ، وَلَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ أَمِيرٌ، وَكَمْ مِنْ أَمْرٍ صَدَّكَ عَنْ إِمْضَاءِ عَزْمِكَ فِيهِ التُّقَى، وَاتَّبَعَ غَيْرُكَ

ص: 114

فِي مِثلِهِ الْهَوى، فَظَنَّ الْجَاهِلُونَ أَنَّكَ عَجَزْتَ عَمَّا إِلَيْهِ انْتَهَى، ضَلَّ وَاللَّهِ الظَّانُّ لِذلِكَ وَمَا اهْتَدى .

وَلَقَدْ أَوْضَحْتَ مَا أَشْكَلَ مِنْ ذلِكَ لِمَنْ تَوَهَّمَ وَامْتَرَى، بِقَوْلِكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ: «قَدْ يَرَى الْحُوَّلُ الْقُلَّبُ وَجْهَ الْحِيلَةِ وَدُونَهَا حَاجِزٌ مِنْ تَقْوَى اللَّهِ فَيَدَعُهَا رَأْيَ الْعَيْنِ، وَيَنْتَهِزُ فُرْصَتَهَا مَنْ لا حَرِيجَةَ لَهُ فِي الدِّينِ»، صَدَقْتَ وَخَسِرَ الْمُبْطِلُونَ .

وَإِذْ مَاكَرَكَ النَّاكِثَانِ فَقَالَا : نُرِيدُ الْعُمْرَةَ . فَقُلْتَ لَهُمَا: «لَعَمْرُكُمَا مَا تُرِيدَانِ الْعُمْرَةَ، لكِنْ تُرِيدَانِ الْغَدْرَةَ»، فَأَخَذْتَ الْبَيْعَةَ عَلَيْهِمَا، وَجَدَّدْتَ الْمِيثَاقَ، فَجَدَّا فِي النِّفَاقِ، فَلَمَّا نَبَّهْتَهُمَا عَلَى فِعْلِهِمَا، أَغْفَلَا وَعَادَا، وَمَا انْتَفَعَا، وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهِمَا خُسْراً .

ثُمَّ تَلَاهُمَا أَهْلُ الشَّامِ، فَسِرْتَ إِلَيْهِمْ بَعْدَ الْإِعْذَارِ، وَهُمْ لا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ، وَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ، هَمَجٌ رَعَاعٌ ضَالُّونَ، وَبِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ فِيكَ كَافِرُونَ، وَلِأَهْلِ الْخِلَافِ عَلَيْكَ نَاصِرُونَ، وَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِاتِّبَاعِكَ، وَنَدَبَ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى نَصْرِكَ، وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ » .

مَوْلَايَ بِكَ ظَهَرَ الْحَقُّ، وَقَدْ نَبَذَهُ الْخَلْقُ، وَأَوْضَحْتَ السُّنَنَ بَعْدَ الدُّرُوسِ وَالطَّمْسِ، فَلَكَ سَابِقَةُ الْجِهَادِ عَلَى تَصْدِيقِ التَّنْزِيلِ، وَلَكَ فَضِيلَةُ الْجِهَادِ عَلَى تَحْقِيقِ التَّأْوِيلِ، وَعَدُوُّكَ عَدُوُّ اللَّهِ، جَاحِدٌ لِرَسُولِ اللَّهِ، يَدْعُو بَاطِلاً، وَيَحْكُمُ جَائِراً، وَيَتَأَمَّرُ غَاصِباً، وَيَدْعُو حِزْبَهُ إِلَى النَّارِ، وَعَمَّارٌ يُجَاهِدُ وَيُنَادِي بَيْنَ الصَّفَّيْنِ: اَلرَّوَاحَ الرَّوَاحَ إِلَى الْجَنَّةِ، وَلَمَّا اسْتَسْقَى فَسُقِيَ اللَّبَنَ كَبَّرَ وَقَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: «آخِرُ شَرَابِكَ مِنَ الدُّنْيَا ضَيَاحٌ مِنْ لَبَنٍ، وَتَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ»، فَاعْتَرَضَهُ أَبُو الْعَادِيَةِ الْفَزَارِيُّ فَقَتَلَهُ.

فَعَلَى أَبِي الْعَادِيَةِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَلَعْنَةُ مَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى مَنْ سَلَّ سَيْفَهُ عَلَيْكَ، وَسَلَلْتَ سَيْفَكَ عَلَيْهِ، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَعَلَى مَنْ رَضِيَ بِمَا

ص: 115

سَاءَكَ وَلَمْ يَكْرَهْهُ، وَأَغْمَضَ عَيْنَهُ وَلَمْ يُنْكِرْ، أَوْ أَعَانَ عَلَيْكَ بِيَدٍ أَوْ لِسَانٍ، أَوْ قَعَدَ عَنْ نَصْرِكَ، أَوْ خَذَلَ عَنِ الْجِهَادِ مَعَكَ، أَوْ غَمَطَ فَضْلَكَ، وَجَحَدَ حَقَّكَ، أَوْ عَدَلَ بِكَ مَنْ جَعَلَكَ اللَّهُ أَوْلَى بِهِ مِنْ نَفْسِهِ، وَصَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، وَسَلَامُهُ وَتَحِيَّاتُهُ، وَعَلَى الْأَئِمَّةِ مِنْ آلِكَ الطَّاهِرِينَ، إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ .

وَالْأَمْرُ الْأَعْجَبُ، وَالْخَطْبُ الْأَفْظَعُ بَعْدَ جَحْدِكَ حَقَّكَ، غَصْبُ الصِّدِّيقَةِ الطَّاهِرَةِ الزَّهْرَاءِ سَيِّدَةِ النِّسَاءِ فَدَكاً، وَرَدُّ شَهَادَتِكَ وَشَهَادَةِ السَّيِّدَيْنِ سُلَالَتِكَ، وَعِتْرَةِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكُمْ، وَقَدْ أَعْلَى اللَّهُ تَعَالَى عَلَى الْأُمَّةِ دَرَجَتَكُمْ، وَرَفَعَ مَنْزِلَتَكُمْ، وَأَبَانَ فَضْلَكُمْ، وَشَرَّفَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ، فَأَذْهَبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَكُمْ تَطْهِيراً، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: « إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً × إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً × وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً × إِلّاَ الْمُصَلِّينَ »، فَاسْتَثْنَى اللَّهُ تَعَالَى نَبِيَّهُ الْمُصْطَفَى، وَأَنْتَ يَا سَيِّدَ الْأَوْصِيَاءِ، مِنْ جَمِيعِ الْخَلْقِ، فَمَا أَعْمَهَ مَنْ ظَلَمَكَ عَنِ الْحَقِّ، ثُمَّ أَفْرَضُوكَ سَهْمَ ذَوِي الْقُرْبَى مَكْراً، وَأَحَادُوهُ عَنْ أَهْلِهِ جَوْراً .

فَلَمَّا آلَ الْأَمْرُ إِلَيْكَ أَجْرَيْتَهُمْ عَلَى مَا أَجْرَيَا، رَغْبَةً عَنْهُمَا بِمَا عِنْدَ اللَّهِ لَكَ، فَأَشْبَهَتْ مِحْنَتُكَ بِهِمَا مِحَنَ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، عِنْدَ الْوَحْدَةِ وَعَدَمِ الْأَنْصَارِ، وَأَشْبَهْتَ فِي الْبَيَاتِ عَلَى الْفِرَاشِ، اَلذَّبِيحَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، إِذْ أَجَبْتَ كَمَا أَجَابَ، وَأَطَعْتَ كَمَا أَطَاعَ إِسْمَاعِيلُ صَابِراً مُحْتَسِباً، إِذْ قَالَ لَهُ: « يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ، فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى؟ قَالَ: يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ، سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ » .

وَكَذلِكَ أَنْتَ لَمَّا أَبَاتَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَأَمَرَكَ أَنْ تَضْجَعَ فِي مَرْقَدِهِ، وَاقِياً لَهُ بِنَفْسِكَ، أَسْرَعْتَ إِلَى إِجَابَتِهِ مُطِيعاً، وَلِنَفْسِكَ عَلَى الْقَتْلِ مُوَطِّناً، فَشَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى طَاعَتَكَ، وَأَبَانَ عَن جَمِيلِ فِعْلِكَ بِقَوْلِهِ

ص: 116

جَلَّ ذِكْرُهُ : « وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ » .

ثُمَّ مِحْنَتُكَ يَوْمَ صِفِّينَ، وَقَدْ رُفِعَتِ الْمَصَاحِفُ حِيلَةً وَمَكْراً، فَأَعْرَضَ الشَّكُّ، وَعُرِفَ الْحَقُّ، وَاتُّبِعَ الظَّنُّ، أَشْبَهَتْ مِحْنَةَ هرُونَ، إِذْ أَمَّرَهُ مُوسَى عَلَى قَوْمِهِ فَتَفَرَّقُوا عَنْهُ، وَهرُونُ يُنَادِي بِهِمْ وَيَقُولُ: « يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي × قَالُوا: لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى » .

وَكَذلِكَ أَنْتَ لَمَّا رُفِعَتِ الْمَصَاحِفُ قلْتَ: يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهَا وَخُدِعْتُمْ . فَعَصَوْكَ وَخَالَفُوا عَلَيْكَ، وَاسْتَدْعَوْا نَصْبَ الْحَكَمَيْنِ، فَأَبَيْتَ عَلَيْهِمْ، وَتَبَرَّأْتَ إِلَى اللَّهِ مِنْ فِعْلِهِمْ، وَفَوَّضْتَهُ إِلَيْهِمْ، فَلَمَّا أَسْفَرَ الْحَقُّ وَسَفِهَ الْمُنْكَرُ، وَاعْتَرَفُوا بِالزَّلَلِ وَالْجَوْرِ عَنِ الْقَصْدِ، وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِهِ، وَأَلْزَمُوكَ عَلَى سَفَهٍ التَّحْكِيمَ الَّذِي أَبَيْتَهُ وَأَحَبُّوهُ، وَحَظَرْتَهُ وَأَبَاحُوا ذَنْبَهُمُ الَّذِي اقْتَرَفُوه .

وَأَنْتَ عَلَى نَهْجِ بَصِيرَةٍ وَهُدىً، وَهُمْ عَلَى سُنَنِ ضَلَالَةٍ وَعَمىً، فَمَا زَالُوا عَلَى النِّفَاقِ مُصِرِّينَ، وَفِي الْغَيِّ مُتَرَدِّدِينَ، حَتَّى أَذَاقَهُمُ اللَّهُ وَبَالَ أَمْرِهِمْ، فَأَمَاتَ بِسَيْفِكَ مَنْ عَانَدَكَ فَشَقِيَ وَهَوى، وَأَحْيَى بِحُجَّتِكَ مَنْ سَعَدَ فَهُدِيَ، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْكَ غَادِيَةً وَرَائِحَةً، وَعَاكِفَةً وَذَاهِبَةً، فَمَا يُحِيطُ الْمَادِحُ وَصْفَكَ، وَلَا يُحِيطُ الطَّاعِنُ فَضْلَكَ .

أَنْتَ أَحْسَنُ الْخَلْقِ عِبَادَةً، وَأَخْلَصُهُمْ زَهَادَةً، وَأَذَبُّهُمْ عَنِ الدِّينِ، أَقَمْتَ حُدُودَ اللَّهِ بِجُهْدِكَ، وَفَلَلْتَ عَسَاكِرَ الْمَارِقِينَ بِسَيْفِكَ، تُخْمِدُ لَهَبَ الْحُرُوبِ بِبَنَانِكَ، وَتَهْتِكُ سُتُورَ الشُّبَهِ بِبَيَانِكَ، وَتَكْشِفُ لَبْسَ الْبَاطِلِ عَنْ صَرِيحِ الْحَقِّ، لا تَأْخُذُكَ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ .

وَفِي مَدْحِ اللَّهِ تَعَالَى لَكَ غِنىً عَنْ مَدْحِ الْمَادِحِينَ، وَتَقْرِيظِ الْوَاصِفِينَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : « مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً » .

وَلَمَّا رَأَيْتَ أَنْ قَتَلْتَ النَّاكِثِينَ، وَالْقَاسِطِينَ، وَالْمَارِقِينَ، وَصَدَقَكَ رَسُولُ اللَّهِ

ص: 117

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَعْدَهُ، فَأَوْفَيْتَ بِعَهْدِهِ، قُلْتَ: أَمَا آنَ أَنْ تُخْضَبَ هذِهِ مِنْ هذِهِ، أَمْ مَتَى يُبْعَثُ أَشْقَاهَا، وَاثِقاً بِأَنَّكَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِن رَبِّكَ، وَبَصِيرَةٍ مِنْ أَمْرِكَ، قَادِمٌ عَلَى اللَّهِ، مُسْتَبْشِرٌ بِبَيْعِكَ الَّذِي بَايَعْتَهُ بِهِ، وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ.

اَللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ أَنْبِيَائِكَ وَأَوْصِيَاءِ أَنْبِيَائِكَ، بِجَمِيعِ لَعَنَاتِكَ، وَأَصْلِهِمْ حَرَّ نَارِكَ، وَالْعَنْ مَنْ غَصَبَ وَلِيَّكَ حَقَّهُ، وَأَنْكَرَ عَهْدَهُ، وَجَحَدَهُ بَعْدَ الْيَقِينِ وَالْإِقْرَارِ بِالْوِلَايَةِ لَهُ، يَوْمَ أَكْمَلْتَ لَهُ الدِّينَ . اَللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَمَنْ ظَلَمَهُ، وَأَشْيَاعَهُمْ وَأَنْصَارَهُمْ . اَللَّهُمَّ الْعَنْ ظَالِمِي الْحُسَيْنِ وَقَاتِلِيهِ، وَالْمُتَابِعِينَ عَدُوَّهُ وَنَاصِرِيهِ، وَالرَّاضِينَ بِقَتْلِهِ، وَخَاذِلِيهِ، لَعْناً وَبِيلاً .

اَللَّهُمَّ الْعَنْ أَوَّلَ ظَالِمٍ ظَلَمَ آلَ مُحَمَّدٍ، وَمَانِعِيهِمْ حُقُوقَهُمْ . اَللَّهُمَّ خُصَّ أَوَّلَ ظَالِمٍ وَغَاصِبٍ لِآلِ مُحَمَّدٍ بِاللَّعْنِ، وَكُلَّ مُسْتَنٍّ بِمَا سَنَّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ . اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ، وَعَلَى عَلِيٍّ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ، وَآلِهِ الطَّاهِرينَ، وَاجْعَلْنَا بِهِمْ مُتَمَسِّكِينَ، وَبِوِلَايَتِهِمْ مِنَ الْفَائِزِينَ الْآمِنِينَ، الَّذِينَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ .(1)

[ 2 ]

روَى الصّفوانيّ عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: إذا كنت في يوم الغدير في مشهد مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام فادنُ من قبره بعد الصّلاة واقرأ هذا الدّعاء، وإن كنت في بعد منه فأومئ بعد الصّلاة واقرأ هذا الدّعاء:

اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى وَلِيِّكَ، وَأَخِي نَبِيِّكَ، وَوَزِيرِهِ وَحَبِيبِهِ وَخَلِيلِهِ وَمَوْضِعِ سِرِّهِ، وَخِيَرَتِهِ مِنْ أُسْرَتِهِ، وَوَصِيِّهِ وَصَفْوَتِهِ وَخَالِصَتِهِ، وَأَمِينِهِ وَوَلِيِّهِ، وَأَشْرَفِ عِتْرَتِهِ الَّذِينَ آمَنُوا بِهِ، وَأَبِي ذُرِّيَّتِهِ، وَبَابِ حِكْمَتِهِ، وَالنَّاطِقِ بِحُجَّتِهِ، وَالدَّاعِي إِلَى شَرِيعَتِهِ، وَالْمَاضِي عَلَى سُنَّتِهِ، وَخَلِيفَتِهِ عَلَى أُمَّتِهِ، سَيِّدِ الْمُسْلِمِينَ، وَأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ، أَفْضَلَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ وَأَصْفِيَائِكَ، وَأَوْصِيَاءِ أَنْبِيَائِكَ .

اَللَّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ عَنْ نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ

ص: 118


1- العلامة المجلسي، بحارالانوار، ج 100، ص 368 - 359 .

عَلَيْهِ وَآلِهِ مَا حُمِّلَ، وَرَعَى مَا اسْتُحْفِظَ، وَحَفِظَ مَا اسْتُودِعَ، وَحَلَّلَ حَلَالَكَ، وَحَرَّمَ حَرَامَكَ، وَأَقَامَ أَحْكَامَكَ، وَدَعَا إِلَى سَبِيلِكَ، وَوَالَى أَوْلِيَاءَكَ، وَعَادى أَعْدَاءَكَ، وَجَاهَدَ النَّاكِثِينَ عَنْ سَبِيلِكَ، وَالْقَاسِطِينَ وَالْمَارِقِينَ عَنْ أَمْرِكَ، صَابِراً مُحْتَسِباً، ] مُقْبِلاً [ غَيْرَ مُدْبِرٍ، لا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ، حَتَّى بَلَغَ فِي ذلِكَ الرِّضَا، وَسَلَّمَ إِلَيْكَ الْقَضَاءَ، وَعَبَدَكَ مُخْلِصاً، وَنَصَحَ لَكَ مُجْتَهِداً حَتَّى أَتَاهُ الْيَقِينُ، فَقَبَضْتَهُ إِلَيْكَ شَهِيداً سَعِيداً، وَلِيّاً تَقِيّاً، رَضِيّاً زَكِيّاً، هَادِياً مَهْدِيّاً . اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ أَفْضَلَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَنْبِيَائِكَ وَأَصْفِيَائِكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ .(1)

[ 3 ]

فإذا أردت زيارته عليه السلام في هذا اليوم، فأغتسل والبس أطهر ثيابك، فإذا وصلت المشهد المقدس، فقف على باب القبة الشريفة وقل :

اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ الْحَمْدُ للَّهِِ عَلَى هِدَايَتِهِ لِدِينِهِ وَتَوْفِيقِهِ لِمَا دَعَا إِلَيْهِ مِنْ سَبِيلِهِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْ مَقَامِي هَذَا مَقَامَ مَنْ لَطُفْتَ لَهُ بِمَنِّكَ فِي إِيقَاعِ مُرَادِكَ فَارْتَضَيْتَ لَهُ قُرُبَاتِهِ فِي طَاعَتِكَ وَأَعْطَيْتَهُ بِهِ غَايَةَ مَأْمُولِهِ وَنِهَايَةَ سُؤْلِهِ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ قَرِيبٌ مُجِيبٌ .

اللَّهُمَّ ! إِنَّكَ أَفْضَلُ مَقْصُودٍ وَأَكْرَمُ مَأْتِيٍّ وَقَدْ أَتَيْتُكَ مُتَقَرِّباً إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ وَبِأَخِيهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليهماالسّلام، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَلاَ تُخَيِّبْ سَعْيِي وَانْظُرْ إِلَيَّ نَظْرَةً تَنْعَشُنِي بِهَا وَاجْعَلْنِي عِنْدَكَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ .

ثمّ ادخل، وقدِّم رجلك اليمنى على اليسرى، وقل :

بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي .

ثمّ امش حتّى تحاذي القبر، واستقبله بوجهك، وقل :

السَّلاَمُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ أَمِينِ اللَّهِ عَلَى وَحْيِهِ وَعَزَائِمِ

ص: 119


1- السيد إبن طاووس، الاقبال، ج 2، ص 307 .

أَمْرِهِ وَالْخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ وَالْفَاتِحِ لِمَا اسْتَقْبَلَ وَالْمُهَيْمِنِ عَلَى ذَلِكَ كُلِّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ بَرَكَاتُهُ، السَّلاَمُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَصِيِّ رَسُولِ اللَّهِ وَخَلِيفَتِهِ وَالْقَائِمِ بِالْأَمْرِ مِنْ بَعْدِهِ وَسَيِّدِ الْوَصِيِّينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلاَمُ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ، السَّلاَمُ عَلَى الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنَ الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ، السَّلاَمُ عَلَى الْأَئِمَّةِ الرَّاشِدِينَ، السَّلاَمُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِالْمُرْسَلِينَ، السَّلاَمُ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ، السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ .

ثمّ امش حتّى تقف على القبر وتستقبله بوجهك، وتجعل القبلة بين كتفيك وتقول :

السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللَّهِ ! السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا صَفْوَةَ اللَّهِ ! السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ اللَّهِ ! السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا عَمُودَ الدِّينِ ! السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَصِىَّ رَسُولِ اللَّهِ وَخَاتِمِ النَّبِيِّينَ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدَ الْوَصِيِّينَ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ عَلَى الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبَأُ الْعَظِيمُ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ وَعَنْهُ مَسْئُولُونَ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ الْأَكْبَرُ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْفَارُوقُ الْأَعْظَمُ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَمِينَ اللَّهِ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا خَلِيلَ اللَّهِ وَمَوْضِعَ سِرِّهِ وَعَيْبَةَ عِلْمِهِ وَخَازِنَ وَحْيِهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا مَوْلاَيَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَا حُجَّةَ الْخِصَامِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا بَابَ الْمَقَامِ .

أَشْهَدُ أَنَّكَ حَبِيبُ اللَّهِ وَخَاصَّةُ اللَّهِ وَخَالِصَتُهُ، أَشْهَدُ أَنَّكَ عَمُودُ الدِّينِ وَوَارِثُ عِلْمِ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ وَصَاحِبُ الْمَيسَمِ وَالصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه مَا اسْتُودِعْتَ وَحَلَّلْتَ حَلاَلَهُ وَحَرَّمْتَ حَرَامَهُ وَأَقَمْتَ أَحْكَامَ اللَّهِ وَلَمْ تَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ وَعَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاَةَ وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ وَأَمَرْتَ

ص: 120

بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاتَّبَعْتَ الرَّسُولَ وَتَلَوْتَ الْكِتَابَ حَقَّ تِلاَوَتِهِ وَجَاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ وَنَصَحْتَ للَّهِِ وَلِرَسُولِهِ وَجُدْتَ بِنَفْسِكَ صَابِراً مُحْتَسِباً وَعَنْ دِينِ اللَّهِ مُجَاهِداً وَلِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه مُوَقِّياً وَلِمَا عِنْدَ اللَّهِ طَالِباً وَفِيمَا وَعَدَ رَاغِباً وَمَضَيْتَ لِلَّذِي كُنْتَ عَلَيْهِ شَهِيداً وَشَاهِداً وَمَشْهُوداً فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنْ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه وَعَنِ الْإِسْلاَمِ وَأَهْلِهِ أَفْضَلَ الْجَزَاءِ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ خَالَفَكَ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ ظَلَمَكَ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنِ افْتَرَى عَلَيْكَ وَغَضَبَكَ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ بَايَعَ عَلَى قَتْلِكَ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ بَلَغَهُ ذَلِكَ فَرَضِيَ بِهِ أَنَا إِلَى اللَّهِ مِنْهُمْ بُرَءَآءُ، لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً خَالَفَتْكَ وَأُمَّةً جَحَدَتْ وَلاَيَتَكَ وَأُمَّةً تَظَاهَرَتْ عَلَيْكَ وَأُمَّةً قَتَلَتْكَ وَأُمَّةً حَادَتْ عَنْكَ وَأُمَّةً خَذَلَتْكَ، الْحَمْدُ للَّهِِ الَّذِي جَعَلَ النَّارَ مَثْوَاهُمْ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ .

اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ أَنْبِيَائِكَ وَأَوْصِيَاءِ أَنْبِيَائِكَ بِجَمِيعِ لَعَنَاتِكَ وَأَصْلِهِمْ حَرَّ نَارِكَ، اللَّهُمَّ الْعَنِ الْجَوَابِيتَ وَالطَّوَاغِيتَ وَالْفَرَاعِنَةَ وَاللاَّتَ وَالْعُزَّى وَكُلَّ نِدٍّ يُدْعَى مِنْ دُونِكَ وَكُلَّ مُلْحِدٍ مُفْتَرٍ، اللَّهُمَّ الْعَنْهُمْ وَأَشْيَاعَهُمْ وَأَتْبَاعَهُمْ وَأَوْلِيَاءَهُمْ وَأَعْوَانَهُمْ وَمُحِبِّيهِمْ لَعْناً كَثِيراً لاَ انْقِطَاعَ لَهُ وَلاَ أَجَلَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنْ جَمِيعِ أَعْدَائِكَ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي أَوْلِيَائِكَ وَتُحَبِّبَ إِلَيَّ مَشَاهِدَهُمْ حَتَّى تُلْحِقَنِي بِهِمْ وَتَجْعَلَنِي لَهُمْ تَبَعاً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ! .

ثمّ تحوّل إلى عند رأسه عليه السلام، فقل :

سَلاَمُ اللَّهِ وَسَلاَمُ مَلاَئِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ وَالْمُسَلِّمِينَ لَكَ بِقُلُوبِهِمْ وَالنَّاطِقِينَ بِفَضْلِكَ وَالشَّاهِدِينَ عَلَى أَنَّكَ صَادِقٌ صِدِّيقٌ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ طُهْرٌ طَاهِرٌ مُطَهَّرٌ، وَأَشْهَدُ لَكَ يَا وَلِيَّ اللَّهِ وَوَلِيَّ رَسُولِهِ بِالْبَلاَغِ وَالْأَدَاءِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ جَنْبُ اللَّهِ

ص: 121

وَأَنَّكَ وَجْهُ اللَّهِ الَّذِي يُؤْتَى مِنْهُ وَأَنَّكَ سَبِيلُ اللَّهِ وَأَنَّكَ عَبْدُ اللَّهِ وَأَخُو رَسُولِهِ أَتَيْتُكَ وَافِداً لِعَظِيمِ حَالِكَ وَمَنْزِلَتِكَ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه أَتَيْتُكَ مُتَقَرِّباً إِلَى اللَّهِ بِزِيَارَتِكَ فِي خَلاَصِ نَفْسِي مُتَعَوِّذاً مِنْ نَارٍ اسْتَحَقَّهَا مِثْلِي بِمَا جَنَيْتُ عَلَى نَفْسِي .

أَتَيْتُكَ انْقِطَاعاً إِلَيْكَ وَإِلَى وَلِيِّكَ الْخَلَفِ مِنْ بَعْدِكَ عَلَى الْحَقِّ فَقَلْبِي لَكَ مُسَلِّمٌ وَأَمْرِي لَكَ مُتَّبِعٌ وَنُصْرَتِي لَكَ مُعَدَّةٌ، وَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَمَوْلاَكَ فِي طَاعَتِكَ الْوَافِدُ إِلَيْكَ أَلْتَمِسُ بِذَلِكَ كَمَالَ الْمَنْزِلَةِ عِنْدَ اللَّهِ، وَأَنْتَ يَا مَوْلاَيَ مَنْ أَمَرَنِي اللَّهُ بِصِلَتِهِ وَحَثَّنِي عَلَى بِرِّهِ وَدَلَّنِي عَلَى فَضْلِهِ وَهَدَانِي لِحُبِّهِ وَرَغَّبَنِي فِي الْوِفَادَةِ إِلَيْهِ وَأَلْهَمَنِي طَلَبَ الْحَوَائِجِ عِنْدَه .

أَنْتُمْ أَهْلُ بَيْتٍ يَسْعَدُ مَنْ تَوَلاَّكُمْ وَلاَ يَخِيبُ مَنْ يَهْوَاكُمْ وَلاَ يَسْعَدُ مَنْ عَادَاكُمْ، وَلاَ أَجِدُ أَحَداً أَفْزَعُ إِلَيْهِ خَيْراً لِي مِنْكُمْ، أَنْتُمْ أَهْلُ بَيْتِ الرَّحْمَةِ وَدَعَائِمُ الدِّينِ وَأَرْكَانُ الْأَرْضِ وَالشَّجَرَةُ الطَّيِّبَةُ، اللَّهُمَّ لاَ تُخَيِّبْ تَوَجُّهِي إِلَيْكَ بِرَسُولِكَ وَآلِ رَسُولِكَ وَاسْتِشْفَاعِي بِهِمْ إِلَيْكَ، أَنْتَ مَنَنْتَ عَلَيَّ بِزِيَارَةِ مَوْلاَيَ أَمِيرِالْمُؤْمِنينَ وَوِلاَيَتِهِ وَمَعْرِفَتِهِ فَاجْعَلْنِي مِمَّنْ يَنْصُرُهُ وَيَنْتَصِرُ بِهِ، وَمُنَّ عَلَيَّ بِنَصْرِكَ لِدِينِكَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَحْيَا عَلَى مَا حَيِيَ عَلَيْهِ مَوْلاَىَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام وَأَمُوتُ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْه .

ثمّ انكبّ على القبر وقبِّله وضَعْ خدّك الأيمن عليه ثمّ الأيسر، ثمّ انفتل إلى القبلة وتوجّه إليها وأنت في مقامك عند الرّأس، فصلِّ ركعتين تقرأ في الأولى منهما فاتحة الكتاب، وسورة الرّحمن، وفي الثّانية فاتحة الكتاب، وسورة يس، ثمّ تَشَهَّد وتسلّم، فإذا سلّمت فسبّح تسبيح الزّهراء عليهاالسّلام واستغفرْ وادعُ ثمّ اسجد للَّه شكراً .

وقل في سجودك :

اللَّهُمَّ إِلَيْكَ تَوَجَّهْتُ وَبِكَ اعْتَصَمْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِي وَرَجَائِي فَاكْفِنِي

ص: 122

مَا أَهَمَّنِي وَمَا لاَ يُهِمُّنِي وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي عَزَّ جَارُكَ وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَقَرِّبْ فَرَجَهُمْ .

ثمّ ضع خدّك الأيمن على الأرض، وقل :

ارْحَمْ ذُلِّي بَيْنَ يَدَيْكَ وَتَضَرُّعِي إِلَيْكَ وَوَحْشَتِي مِنَ الْعَالَمِ وَأُنْسِي بِكَ يَا كَرِيمُ ! - ثَلاَثاً - .

ثمّ ضع خدّك الأيسر على الأرض وقل :

لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ رَبِّي حَقّاً حَقّاً سَجَدْتُ لَكَ يَا رَبِّ تَعَبُّداً وَرِقّاً، اللَّهُمَّ إِنَّ عَمَلِي ضَعِيفٌ فَضَاعِفْهُ لِي يَا كَرِيمُ ! - ثَلاَثاً - .

ثمّ عد إلى السّجود فقل : شُكْراً شُكْراً مائة مرّة، وتقوم فتصلّي أربع ركعات تقرأ فيها بمثل ما قرأت به في الرّكعتين، ويجزئك أن تقرأ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِى لَيْلَة الْقَدْرِ، وسورة الإخلاص، ويجزيك إذا عدلت عن ذلك ما تيسّر لك من القرآن، تكمل بالأربع ستّ ركعات، الرّكعتان الأوّلتان منها لزيارة اميرالمؤمنين عليه السلام والأربع لزيارة آدم ونوح عليهماالسّلام، ثمّ تسبّح تسبيح الزّهرآء فاطمة عليهاالسّلام وتستغفر لذنبك وتدعو بما بدالك .

وتحوّل إلى الرّجلين فتقف، وتقول :

السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، أَنْتَ أَوَّلُ مَظْلُومٍ وَأَوَّلُ مَغْصُوبٍ حَقُّهُ صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ، أَشْهَدُ أَنَّكَ لَقِيتَ اللَّهَ وَأَنْتَ شَهِيدٌ عَذَّبَ اللَّهُ قَاتِلَكَ بِأَنْوَاعِ الْعَذَابِ، جِئْتُكَ زَائِراً عَارِفاً بِحَقِّكَ مُسْتَبْصِراً بِشَأْنِكَ مُعَادِياً لِأَعْدَائِكَ أَلْقَى اللَّهَ عَلَى ذَلِكَ رَبِّي إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَلِي ذُنُوبٌ كَثِيرَةٌ فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ فَإِنَّ لَكَ عِنْدَ اللَّهِ مَقَاماً مَعْلُوماً وَ جَاهاً وَاسِعاً وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : « وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ » صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ وَعَلَى الْأَئِمَّةِ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ صَلاَةً لاَ يُحْصِيهَا إِلاَّ هُوَ وَعَلَيْكُمْ

ص: 123

أَفْضَلُ السَّلاَمِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .(1)

واجتهد في الدّعاء فإنّه موضع مسألة، وأكثِر من الإستغفار فإنّه موضع مغفرة واسأل الحوآئج فإنّه مقام إجابة . فإن أردت المقام في المشهد يومك أو ليلتك فأقِم فيه وأكثِرْ من الصّلاة والزّيارة والتّحميد والتّسبيح، والتّكبير والتّهليل وذكر اللَّه تعالى وتلاوة القرآن والدّعاء والإستغفار، فإذا أردت الانصراف فودِّعه عليه السّلام .

زيارة الوداع فى يوم الغدير

تقف على القبر كوقوفك في ابتدآء زيارتك تستقبله بوجهك وتجعل القبلة بين كتفيك . وتقول :

السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَالْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ وَأَسْتَرْعِيكَ وَأَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلاَمَ، آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَبِمَا جَاءَتْ بِهِ وَدَلَّتْ عَلَيْهِ « فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ »، اللَّهُمَّ إِنِّى أَشْهَدُ فِي مَمَاتِي عَلَى مَا شَهِدْتُ عَلَيْهِ فِي حَيَاتِي، أَشْهَدُ أَنَّكُمُ الْأَئِمَّةُ .

وتذكر واحداً بعد واحد .

وَأَشْهَدُ أَنَّ مَنْ قَتَلَكُمْ وَحَارَبَكُمْ مُشْرِكُونَ، وَمَنْ رَدَّ عَلَيْكُمْ فِي أَسْفَلِ دَرْكٍ مِنَ الْجَحِيمِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مَنْ حَارَبَكُمْ لَنَا أَعْدَاءُ وَنَحْنُ مِنْهُمْ بُرَآءُ وَأَنَّهُمْ حِزْبُ الشَّيْطَانِ، وَعَلَى مَنْ قَتَلَكُمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ وَمَنْ شَرِكَ فِيهِ وَمَنْ سَرَّهُ قَتْلُكُمْ .

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بَعْدَ الصَّلاَةِ وَالتَّسْلِيمِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وتسمّيهم .

وَلاَ تَجْعَلْ هذَا آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيَارَتِهِ، فَإِنْ جَعَلْتَهُ فَاحْشُرْنِي مَعَ هَؤُلاَءِ الْأَئِمَّةِ المُسَمَّيْنَ .

اللَّهُمَّ وَذَلِّلْ قُلُوبَنَا لَهُمْ بِالطَّاعَةِ وَالْمُنَاصَحَةِ وَالْمَحَبَّةِ وَحُسْنِ الْمُؤَازَرَةِ وَالتَّسْلِيمِ .(2)

ومن زياراته عليه السلام في يوم الغدير، زيارة « أمين اللَّه » المتقدمة في الباب الخامس، الزيارة الأولى، من الزيارات المطلقة . فقد روى السيد إبن طاووس عن الشيخ الطوسي أن الإمام زين العابدين عليه السلام زار الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام بهذه الزيارة في يوم الغدير .(3)

من أعمال يوم الغدير

[ 1 ]

عوذة تعوّذ بها النبي صلّى اللَّه عليه وآله في يوم الغدير ؛ فتعوّذ

ص: 124


1- الشيخ الطوسي، مصباح المتهجّد، ص 740 .
2- الشيخ الطوسي، مصباح المتهجّد، ص 746 .
3- السيد إبن طاووس، الإقبال، ج 2، ص 275 .

بها أنت ايضاً قبل شروعك في عمل اليوم المذكور ليكون حرزاً لك من المحذور، وهي :

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، بِسْمِ اللَّهِ خَيْرِ الْأَسْمَاءِ، بِسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى، وَرَبِّ الْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ، الَّذِي لاَ يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ كَيْدُ الْأَعْدَاءِ، وَبِهَا تُدْفَعُ كُلُّ الْأَسْوَاءِ، وَبِالْقِسَمِ بِهَا يَكْفِي مَنِ اسْتَكْفَى .

اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبُّ كُلِّ شَيْ ءٍ وَخَالِقُهُ، وَبَارِي ءُ كُلِّ مَخْلُوقٍ وَرَازِقُهُ، وَمُحْصِي كُلِّ شَيْ ءٍ وَعَالِمُهُ، وَكَافِي كُلِّ جَبَّارٍ وَقَاصِمُهُ، وَمُعِينُ كُلِّ مُتَوَكِّلٍ عَلَيْهِ وَعَاصِمُهُ، وَبِرُّ كُلِّ مَخْلُوقٍ وَرَاحِمُهُ، لَيْسَ لَكَ ضِدٌّ فَيُعَانِدُكَ، وَلاَ نِدٌّ فَيُقَاوِمُكَ، وَلاَ شَبِيهٌ فَيُعَادِلُكَ، تَعَالَيْتَ عَنْ ذَلِكَ عُلُوّاً كَبِيراً .

اللَّهُمَّ بِكَ اِعْتَصَمْتُ وَاسْتَقَمْتُ وَاِلَيْكَ تَوَجَّهْتُ وَعَلَيْكَ اعْتَمَدْتُ، يَا خَيْرَ عَاصِمٍ وَاَكْرَمَ رَاحِمٍ وَاَحْكَمَ حَاكِمٍ وَاَعْلَمَ عَالِمٍ، مَنِ اعْتَصَمَ بِكَ عَصَمْتَهُ، وَمَنِ اسْتَرْحَمَكَ رَحِمْتَهُ، وَمَنِ اسْتَكْفَاكَ كَفَيْتَهُ، وَمَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْكَ اَمِنْتَهُ وَهَدَيْتَهُ، سَمْعاً لِقَوْلِكَ يَا رَبِّ وَطَاعَةً لِاَمْرِكَ .

اللَّهُمَّ اَقُولُ وَبِتَوْفِيقِكَ اَقُولُ، وَعَلَى كِفَايَتِكَ اُعَوِّلُ، وَبِقُدْرَتِكَ اَطُولُ، وَبِكَ أَسْتَكْفِي وَاَصُولُ، فَاكْفِنِي اللَّهُمَّ وَاَنْقِذنِي وَتَوَلَّنِي وَاعْصِمْنِي وَعَافِنِي، وَامْنَعْ مِنِّي وَخُذْ لِي وَكُنْ لِي بِعَيْنِكَ وَلاَ تَكُنْ عَلَيَّ، اللَّهُمَّ اَنْتَ رَبِّي عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَاِلَيْكَ اَنَبْتُ وَاِلَيْكَ الْمَصِيرُ وَاَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ .(1)

[ 2 ] الصوم

قال عمار بن حريز العبدي : دخلت على أبي عبداللَّه عليه السلام في يوم الثامن عشر من ذي الحجة، فوجدته صائماً، فقال لى : هذا يوم عظيم، عظّم اللَّه حرمته على المؤمنين، وأكمل لهم فيه الدين، وتمم عليهم النعمة، وجدّد لهم ما أخذ عليهم من العهد والميثاق .

فقيل له : ما ثواب صوم هذا اليوم ؟ قال : إنّه يوم عيد وفرح وسرور، ويوم صومٍ شكراً للَّه تعالى، وإنّ صومه يعدل ستين شهراً من أشهر الحرم .(2)

[ 3 ] الصلاة

من صلّى فيه

ص: 125


1- السيد إبن طاووس، الإقبال، ج 2، ص 275 .
2- الشيخ الطوسي، مصباح المتهجد، ص 737 .

ركعتين أيّ وقت شاء، وأفضل ذلك قرب الزّوال، وهي السّاعة الّتي أُقيم فيها أميرالمؤمنين عليه السلام بغدير خم علماً للنّاس، فمن قال الصادق عليه السلام صلّى ركعتين، ثمّ سجد وشكراللَّه عزَّوجَلَّ مائة مرَّة، ودعا بهذا الدُّعاء بعد رفع رأسه من السّجود، الدُّعاء :

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ، وَأَنَّكَ وَاحِدٌ أَحَدٌ صَمَدٌ، لَمْ تَلِدْ وَلَمْ تُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَكَ كُفُواً أَحَدٌ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَآلِه .

يَا مَنْ هُوَ كُلَّ يَوْمٍ فِي شَأْنٍ، كَمَا كَانَ مِنْ شَأْنِكَ أَنْ تَفَضَّلْتَ عَلَيَّ بِأَنْ جَعَلْتَنِي مِنْ أَهْلِ إِجَابَتِكَ وَأَهْلِ دِينِكَ وَأَهْلِ دَعْوَتِكَ، وَوَفَّقْتَنِي لِذَلِكَ فِي مُبْتَدَءِ خَلْقِي تَفَضُّلاً مِنْكَ وَكَرَماً وَجُوداً، ثُمَّ أَرْدَفْتَ الْفَضْلَ فَضْلاً، وَالْجُودَ جُوداً، وَالْكَرَمَ كَرَماً، رَأْفَةً مِنْكَ وَرَحْمَةً إِلَى أَنْ جَدَّدْتَ ذَلِكَ الْعَهْدَ لِي تَجْدِيداً بَعْدَ تَجْدِيدِكَ خَلْقِي، وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيّاً نَاسِياً سَاهِياً غَافِلاً .

فَأَتْمَمْتَ نِعْمَتَكَ بِأَنْ ذَكَّرْتَنِي ذَلِكَ وَمَنَنْتَ بِهِ عَلَيَّ وَهَدَيْتَنِي لَهُ فَلْيَكُنْ مِنْ شَأْنِكَ يَا إِلَهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلاَيَ، أَنْ تُتِمَّ لِي ذَلِكَ وَلاَ تَسْلُبَنِيهِ حَتَّى تَتَوَفَّانِي عَلَى ذَلِكَ، وَأَنْتَ عَنِّي رَاضٍ، فَإِنَّكَ أَحَقُّ الْمُنْعِمِينَ أَنْ تُتِمَّ نِعْمَتَكَ عَلَيَّ .

اللَّهُمَّ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأَجَبْنَا دَاعِيَكَ بِمَنِّكَ فَلَكَ الْحَمْدُ، غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ، آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَبِرَسُولِهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه وَصَدَّقْنَا وَأَجَبْنَا دَاعِيَ اللَّهِ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فِي مُوَالاَةِ مَوْلاَنَا وَمَوْلَى الْمُؤْمِنِينَ، أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَبْدِ اللَّهِ وَأَخِي رَسُولِهِ، وَالصِّدِّيقِ الْأَكْبَرِ، وَالْحُجَّةِ عَلَى بَرِيَّتِهِ، الْمُؤَيَّدِ بِهِ نَبِيُّهُ وَدِينُهُ الْحَقُّ الْمُبِينُ، عَلَماً لِدِينِ اللَّهِ، وَخَازِناً لِعِلْمِهِ، وَعَيْبَةِ غَيْبِ اللَّهِ، وَمَوْضِعِ سِرِّ اللَّهِ، وَأَمِينِ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ، وَشَاهِدِهِ فِي بَرِيَّتِه .

اللَّهُمَّ إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا

ص: 126

بِرَبِّكُمْ، فَآمَنَّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ، رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ .

فَإِنَّا يَا رَبَّنَا بِمَنِّكَ وَلُطْفِكَ أَجَبْنَا دَاعِيَكَ، وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ وَصَدَّقْنَاهُ وَصَدَّقْنَا مَوْلَى الْمُؤْمِنِينَ، وَكَفَرْنَا بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ، فَوَلِّنَا مَا تَوَلَّيْنَا، وَاحْشُرْنَا مَعَ أَئِمَّتِنَا فَإِنَّا بِهِمْ مُؤْمِنُونَ مُوقِنُونَ وَلَهُمْ مُسَلِّمُونَ .

آمَنَّا بِسِرِّهِمْ وَعَلاَنِيَتِهِمْ، وَشَاهِدِهِمْ وَغَائِبِهِمْ، وَحَيِّهِمْ وَمَيِّتِهِمْ، وَرَضِينَا بِهِمْ أَئِمَّةً وَقَادَةً وَسَادَةً، وَحَسْبُنَا بِهِمْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ اللَّهِ دُونَ خَلْقِهِ لاَ نَبْتَغِي بِهِمْ بَدَلاً، وَلاَ نَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِمْ وَلِيجَةً، وَبَرِئْنَا إِلَى اللَّهِ مِنْ كُلِّ مَنْ نَصَبَ لَهُمْ حَرْباً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، وَكَفَرْنَا بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَالْأَوْثَانِ الْأَرْبَعَةِ وَأَشْيَاعِهِمْ وَأَتْبَاعِهِمْ وَكُلِّ مَنْ وَالاَهُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ مِنْ أَوَّلِ الدَّهْرِ إِلَى آخِرِه .

اللَّهُمَّ إِنَّا نُشْهِدُكَ أَنَّا نُدِينُ بِمَا دَانَ بِهِ مُحَمَّدٌ وَآلُ مُحَمَّدٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِم وَقَوْلُنَا مَا قَالُوا، وَدِينُنَا مَا دَانُوا بِهِ، مَا قَالُوا بِهِ قُلْنَا، وَمَا دَانُوا بِهِ دِنَّا، وَمَا أَنْكَرُوا أَنْكَرْنَا، وَمَنْ وَالَوْا وَالَيْنَا، وَمَنْ عَادَوْا عَادَيْنَا، وَمَنْ لَعَنُوا لَعَنَّا، وَمَنْ تَبَرَّءُوا مِنْهُ تَبَرَّأْنَا مِنْهُ، وَمَنْ تَرَحَّمُوا عَلَيْهِ تَرَحَّمْنَا عَلَيْهِ، آمَنَّا وَسَلَّمْنَا وَرَضِينَا وَاتَّبَعْنَا مَوَالِيَنَا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ .

اللَّهُمَّ فَتَمِّمْ لَنَا ذَلِكَ وَلاَ تَسْلُبْنَاهُ، وَاجْعَلْهُ مُسْتَقَرّاً ثَابِتاً عِنْدَنَا، وَلاَ تَجْعَلْهُ مُسْتَعَاراً، وَأَحْيِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا عَلَيْهِ وَأَمِتْنَا إِذَا أَمَتَّنَا عَلَيْهِ، آلُ مُحَمَّدٍ أَئِمَّتُنَا، فَبِهِمْ نَأْتَمُّ وَإِيَّاهُمْ نُوَالِي، وَعَدُوَّهُمْ عَدُوَّ اللَّهِ نُعَادِي، فَاجْعَلْنَا مَعَهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ، فَإِنَّا بِذَلِكَ رَاضُونَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

ثمَّ تسجد وتحمد اللَّه مائة مرَّة وتشكر اللَّه عزَّوجلَّ مائة مرَّة وأنت ساجد، فانّه من فعل ذلك كان كمن حضر ذلك اليوم وبايع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله على

ص: 127

ذلك، وكانت درجته مع درجة الصّادقين الّذين صدقوا اللَّه ورسوله في موالاة مولاهم ذلك اليوم، وكان كمن استشهد مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وأميرالمؤمنين صلّى اللَّه عليه ومع الحسن والحسين صلّى اللَّه عليهما، وكمن يكون تحت راية القائم صلّى اللَّه عليه وفي فسطاطه من النّجباء والنّقباء .(1)

[ 4 ] الغسل في صدر النهار
[ 5 ] الدعاء في صدر النهار

قال الصادق عليه السلام : فاذا كان صبيحة ذلك اليوم، وجب الغسل في صدر نهاره، وأن يلبس المؤمن أنظف ثيابه وأفخرها، ويتطيّب إمكانه وإنبساط يده ثم يقول :

اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا الْيَوْمَ شَرَّفْتَنَا فِيهِ بِوَلاَيَةِ وَلِيِّكَ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَجَعَلْتَهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَأَمَرْتَنَا بِمُوَالاَتِهِ وَطَاعَتِهِ وَأَنْ نَتَمَسَّكَ بِمَا يُقَرِّبُنَا إِلَيْكَ، وَيُزْلِفُنَا لَدَيْكَ أَمْرُهُ وَنَهْيُه . اللَّهُمَّ قَدْ قَبِلْنَا أَمْرَكَ وَنَهْيَكَ، وَسَمِعْنَا وَأَطَعْنَا لِنَبِيِّكَ، وَسَلَّمْنَا وَرَضِينَا، فَنَحْنُ مَوَالِي عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَأَوْلِيَاؤُهُ كَمَا أَمَرْتَ، نُوَالِيهِ وَنُعَادِي مَنْ يُعَادِيهِ، وَنَبْرَأُ مِمَّنْ تَبَرَّأَ مِنْهُ، وَنُبْغِضُ مَنْ أَبْغَضَهُ، وَنُحِبُّ مَنْ أَحَبَّهُ، وَعَلِيٌّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ مَوْلاَنَا كَمَا قُلْتَ، وَإِمَامُنَا بَعْدَ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه كَمَا أَمَرْتَ .(2)

[ 6 ] الدعاء عند الزوال

فإذا كان وقت الزّوال أخذت مجلسك بهدوء وسكون ووقار وهيبة وإخبات وتقول :

الْحَمْدُ للَّهِِ رَبِّ الْعالَمِينَ كَمَا فَضَّلَنَا فِي دِينِهِ عَلَى مَنْ جَحَدَ وَعَنَدَ، وَفِي نَعِيمِ الدُّنْيَا عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ عَمَدَ، وَهَدَانَا بِمُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه وَشَرَّفَنَا بِوَصِيِّهِ وَخَلِيفَتِهِ فِي حَيَاتِهِ وَبَعْدَ مَمَاتِهِ، أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه .

اللَّهُمَّ إِنَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه نَبِيُّنَا كَمَا أَمَرْتَ، وَعَلِيّاً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ مَوْلاَنَا كَمَا أَقَمْتَ، وَنَحْنُ مَوَالِيهِ وَأَوْلِيَاؤُه .

ثمّ تقوم وتصلّي شكراً للَّه تعالى ركعتين، تقرء في الاُولى الحمد، و«إنّا أنزَلناهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ»، و«قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»، ثمّ تقنت وتركع وتتمُّ الصّلاة وتسلّم وتخرُّ

ص: 128


1- السيد إبن طاووس، الإقبال، ج 2، ص 277 .
2- السيد إبن طاووس، الإقبال، ج 2، ص 280 .

ساجداً، وتقول في سجودك :

اللَّهُمَّ إِنَّا إِلَيْكَ نُوَجِّهُ وُجُوهَنَا فِي يَوْمِ عِيدِنَا الَّذِي شَرَّفْتَنَا فِيهِ بِوَلاَيَةِ مَوْلاَنَا أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، عَلَيْكَ نَتَوَكَّلُ وَبِكَ نَسْتَعِينُ فِي أُمُورِنَا، اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدَتْ وُجُوهُنَا، وَأَشْعَارُنَا وَأَبْشَارُنَا، وَجُلُودُنَا وَعُرُوقُنَا، وَأَعْظُمُنَا وَأَعْصَابُنَا، وَلُحُومُنَا وَدِمَاؤُنَا .

اللَّهُمَّ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَلَكَ نَخْضَعُ وَلَكَ نَسْجُدُ، عَلَى مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَدِينِ مُحَمَّدٍ وَوَلاَيَةِ عَلِيٍّ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، حُنَفَاءَ مُسْلِمِينَ وَمَا نَحْنُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَلاَ مِنَ الْجَاحِدِينَ .

اللَّهُمَّ الْعَنِ الْجَاحِدِينَ الْمُعَانِدِينَ الْمُخَالِفِينَ لِأَمْرِكَ وَأَمْرِ رَسُولِكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه، اللَّهُمَّ الْعَنِ الْمُبْغِضِينَ لَهُمْ لَعْناً كَثِيراً، لاَ يَنْقَطِعُ أَوَّلُهُ وَلاَ يَنْفَدُ آخِرُه .

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَثَبِّتْنَا عَلَى مُوَالاَتِكَ وَمُوَالاَةِ رَسُولِكَ وَآلِ رَسُولِكَ وَمُوَالاَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ، اللَّهُمَّ آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَأَحْسِنْ مُنْقَلَبَنَا يَا سَيِّدَنَا وَمَوْلاَنَا .

ثمّ كل واشرب وأظهر السّرور وأطعم إخوانك وأكثر برّهم واقض حوائج إخوانك، إعظاماً ليومك، وخلافاً على من أظهر فيه الاغتمام والحزن ضاعف اللَّه حزنه وغمّه .(1)

[ 7 ] القول عند لقاء الإخوان :

قال الصادق عليه السلام : وليكن من قولكم إذا التقيتم ان تقوموا :

الْحَمْدُ للَّهِِ الَّذِي أَكْرَمَنَا بِهَذَا الْيَوْمِ، وَجَعَلَنَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَجَعَلَنَا مِنَ الْمُوفِينَ بِعَهْدِهِ الَّذِي عَهِدَهُ إِلَيْنَا، وَمِيثَاقِهِ الَّذِي وَاثَقَنَا بِهِ مِنْ وِلاَيَةِ وُلاَةِ أَمْرِهِ، وَالْقُوَّامِ بِقِسْطِهِ، وَلَمْ يَجْعَلْنَا مِنَ الْجَاحِدِينَ وَالْمُكَذِّبِينَ بِيَوْمِ الدِّينِ .(2)

[ 8 ] الصلاة قبل الزوال

قال الصادق عليه السلام : صوم يوم غدير خمّ يعدل صيام عمر الدُّنيا، لو عاش إنسان عمر الدُّنيا، ثمّ لو صام ما عمرت الدُّنيا لكان له ثواب ذلك وصيامه يعدل عند اللَّه عزّوجلّ مائة حجّة ومائة عمرة، وهو عيد اللَّه الأكبر، وما بعث اللَّه عزّوجلّ نبيّاً إلاّ وتعيّد في هذا اليوم، وعرف

ص: 129


1- السيد إبن طاووس، الإقبال، ج 2، ص 281 .
2- الشيخ الطوسي، تهذيب الأحكام، ج 3، ص 144 .

حرمته، واسمه في السّماء يوم العهد المعهود، وفي الأرض يوم الميثاق المأخوذ والجمع المشهود .

من صلّى فيه ركعتين من قبل أن تزول الشّمس بنصف ساعة شكراً للَّه عزّوجلّ، ويقرء في كلّ ركعة سورة الحمد عشراً و«قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» عشراً، و«إِنّا اَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ» عشراً، وآيةالكرسي عشراً، عدلت عند اللَّه عزّوجلّ مائة ألف حجّة ومائة ألف عمرة .

وماسأل اللَّه عزّوجلّ حاجة من حوائج الدُّنيا والآخرة كائنة ما كانت إلاّ أتى اللَّه عزّوجلّ على قضائها في يسر وعافية .

وليكن من دعائك في دبر الركعتين أن تقول :

رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا، رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ، رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ .

اللَّهُمَّ إِنِّي اُشْهِدُكَ وَكَفَى بِكَ شَهِيداً، وَأُشْهِدُ مَلاَئِكَتَكَ وَحَمَلَةَ عَرْشِكَ وَسُكَّانَ سَمَاوَاتِكَ وَأَرْضِكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، الْمَعْبُودُ الَّذِي لَيْسَ مِنْ لَدُنْ عَرْشِكَ إِلَى قَرَارِ أَرْضِكَ مَعْبُودٌ يُعْبَدُ سِوَاكَ إِلاَّ بَاطِلٌ مُضْمَحِلٌّ غَيْرُ وَجْهِكَ الْكَرِيمِ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الْمَعْبُودُ لاَ مَعْبُودَ سِوَاكَ، تَعَالَيْتَ عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوّاً كَبِيراً .

وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيّاً أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَوَلِيُّهُمْ وَمَوْلاَهُمْ وَمَوْلاَيَ، رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا النِّدَاءِ، وَصَدَّقْنَا الْمُنَادِيَ، رَسُولَكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه، إِذْ نَادَى نِدَاءً عَنْكَ بِالَّذِي أَمَرْتَهُ أَنْ يُبَلِّغَ عَنْكَ مَا أَنْزَلْتَ إِلَيْهِ مِنْ مُوَالاَةِ وَلِيِّ الْمُؤْمِنِينَ وَحَذَّرْتَهُ وَأَنْذَرْتَهُ إِنْ لَمْ يُبَلِّغْ أَنْ تَسْخَطَ عَلَيْهِ، وَأَنَّهُ إِذَا بَلَّغَ رِسَالاَتِكَ عَصَمْتَهُ مِنَ النَّاسِ .

فَنَادَى مُبَلِّغاً وَحْيَكَ وَرِسَالاَتِكَ : أَلاَ مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ، وَمَنْ كُنْتُ وَلِيَّهُ فَعَلِيٌّ وَلِيُّهُ، وَمَنْ كُنْتُ نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ أَمِيرُه

ص: 130

.

رَبَّنَا قَدْ أَجَبْنَا دَاعِيَكَ النَّذِيرَ الْمُنْذِرَ مُحَمَّداً عَبْدَكَ الَّذِي أَنْعَمْتَ عَلَيْهِ، وَجَعَلْتَهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، رَبَّنَا آمَنَّا وَاتَّبَعْنَا مَوْلاَنَا وَوَلِيَّنَا وَهَادِيَنَا وَدَاعِيَنَا وَدَاعِيَ الْأَنَامِ وَصِرَاطَكَ السَّوِيَّ الْمُسْتَقِيمَ، مَحَجَّتَكَ الْبَيْضَاءَ، وَسَبِيلَكَ الدَّاعِيَ إِلَيْكَ عَلَى بَصِيرَةٍ هُوَ وَمَنِ اتَّبَعَهُ، وَسُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ بِوَلاَيَتِهِ وَبِأَمْرِ رَبِّهِمْ بِاتِّخَاذِ الْوَلاَئِجِ مِنْ دُونِه .

فَاشْهَدْ يَا إِلَهِي أَنَّ الْإِمَامَ الْهَادِيَ الْمُرْشِدَ الرَّشِيدَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهُ عَلَيْهِ اََمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، الَّذِي ذَكَرْتَهُ فِي كِتَابِكَ فَقُلْتَ : « وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ » .

اللَّهُمَّ فَإِنَّا نَشْهَدُ بِأَنَّهُ عَبْدُكَ الْهَادِي مِنْ بَعْدِ نَبِيِّكَ النَّذِيرِ الْمُنْذِرِ، وَالصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ وَإِمَامُ الْمُؤْمِنِينَ، وَقَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ، وَحُجَّتُكَ الْبَالِغَةُ، وَلِسَانُكَ الْمُعَبِّرُ عَنْكَ فِي خَلْقِكَ، وَالْقَائِمُ بِالْقِسْطِ بَعْدَ نَبِيِّكَ، وَدَيَّانُ دِينِكَ، وَخَازِنُ عِلْمِكَ، وَعَيْبَةُ وَحْيِكَ، وَعَبْدُكَ وَأَمِينُكَ، الْمَأْمُونُ الْمَأْخُوذُ مِيثَاقُهُ مَعَ مِيثَاقِكَ وَمِيثَاقِ رُسُلِكَ مِنْ خَلْقِكَ وَبَرِيَّتِكَ بِالشَّهَادَةِ وَالْإِخْلاَصِ بِالْوَحْدَانِيَّةِ . بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، وَمُحَمَّدٌ عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ وَعَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، وَجَعَلْتَ الْإِقْرَارَ بِوَلاَيَتِهِ تَمَامَ تَوْحِيدِكَ وَالْإِخْلاَصَ لَكَ بِوَحْدَانِيَّتِكَ وَإِكْمَالَ دِينِكَ وَتَمَامَ نِعْمَتِكَ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِكَ، فَقُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ : « الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً » .

فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا مَنَنْتَ بِهِ عَلَيْنَا مِنَ الْإِخْلاَصِ لَكَ بِوَحْدَانِيَّتِكَ، وَجُدْتَ عَلَيْنَا بِمُوَالاَةِ وَلِيِّكَ الْهَادِي مِنْ بَعْدِ نَبِيِّكَ النَّذِيرِ الْمُنْذِرِ، وَرَضِيتَ لَنَا الْإِسْلاَمَ دِيناً بِمَوْلاَنَا وَأَتْمَمْتَ عَلَيْنَا نِعْمَتَكَ بِالَّذِي جَدَّدْتَ لَنَا عَهْدَكَ وَمِيثَاقَكَ، وَذَكَّرْتَنَا ذَلِكَ .

وَجَعَلْتَنَا مِنْ أَهْلِ الْإِخْلاَصِ وَالتَّصْدِيقِ لِعَهْدِكَ وَمِيثَاقِكَ، وَمِنْ أَهْلِ الْوَفَاءِ بِذَلِكَ، وَلَمْ تَجْعَلْنَا مِنَ النَّاكِثِينَ وَالْمُكَذِّبِينَ بِيَوْمِ الدِّينِ، وَلَمْ تَجْعَلْنَا مِنَ الْمُغَيِّرِينَ وَالْمُبَدِّلِينَ وَالْمُحَرِّفِينَ وَالْمُبَتِّكِينَ آذَانَ الْأَنْعَامِ، وَالْمُغَيِّرِينَ خَلْقَ اللَّهِ، وَمِنَ الَّذِينَ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ،

ص: 131

وَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَالصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ .

واَكْثِر من قولك :

اللَّهُمَّ الْعَنِ الْجَاحِدِينَ وَالنَّاكِثِينَ وَالْمُغَيِّرِينَ وَالْمُبَدِّلِينَ والْمُكَذِّبِينَ، الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ . ثمَّ قل :

اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى نِعْمَتِكَ عَلَيْنَا بِالَّذِي هَدَيْتَنَا إِلَى مُوَالاَةِ وُلاَةِ أَمْرِكَ مِنْ بَعْدِ نَبِيِّكَ، وَالْأَئِمَّةِ الْهَادِينَ الَّذِينَ جَعَلْتَهُمْ أَرْكَاناً لِتَوْحِيدِكَ، وَأَعْلاَمَ الْهُدَى وَمَنَارَ التَّقْوَى، وَالْعُرْوَةَ الْوُثْقَى، وَكَمَالَ دِينِكَ، وَتَمَامَ نِعْمَتِكَ، وَمَنْ بِهِمْ وَبِمُوَالاَتِهِمْ رَضِيتَ لَنَا الْإِسْلاَمَ دِيناً، رَبَّنَا فَلَكَ الْحَمْدُ .

آمَنَّا بِكَ وَصَدَّقْنَا بِنَبِيِّكَ الرَّسُولِ النَّذِيرِ الْمُنْذِرِ، وَاتَّبَعْنَا الْهَادِيَ مِنْ بَعْدِ النَّذِيرِ الْمُنْذِرِ، وَوَالَيْنَا وَلِيَّهُمْ وَعَادَيْنَا عَدُوَّهُمْ، وَبَرِئْنَا مِنَ الْجَاحِدِينَ وَالنَّاكِثِينَ وَالْمُكَذِّبِينَ بِيَوْمِ الدِّينِ .

اللَّهُمَّ فَكَمَا كَانَ مِنْ شَأْنِكَ يَا صَادِقَ الْوَعْدِ، يَا مَنْ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ، يَا مَنْ هُوَ كُلَّ يَوْمٍ فِي شَأْنٍ، أَنْ أَتْمَمْتَ عَلَيْنَا نِعْمَتَكَ بِمُوَالاَةِ أَوْلِيَائِكَ، الْمَسْئُولِ عَنْهُمْ عِبَادُكَ، فَإِنَّكَ قُلْتَ : « ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ »، وَقُلْتَ : « وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ » .

وَمَنَنْتَ بِشَهَادَةِ الْإِخْلاَصِ لَكَ بِوَلاَيَةِ أَوْلِيَائِكَ الْهُدَاةِ مِنْ بَعْدِ النَّذِيرِ الْمُنْذِرِ، السِّرَاجِ الْمُنِيرِ، وَأَكْمَلْتَ لَنَا الدِّينَ بِمُوَالاَتِهِمْ وَالْبَرَاءَةِ مِنْ عَدُوِّهِمْ، وَأَتْمَمْتَ عَلَيْنَا النِّعَمَ بِالَّذِي جَدَّدْتَ لَنَا عَهْدَكَ، وَذَكَّرْتَنَا مِيثَاقَكَ الْمَأْخُوذَ مِنَّا فِي مُبْتَدَءِ خَلْقِكَ إِيَّانَا .

وَجَعَلْتَنَا مِنْ أَهْلِ الْإِجَابَةِ، وَذَكَّرْتَنَا الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ، وَلَمْ تُنْسِنَا ذِكْرَكَ، فَإِنَّكَ قُلْتَ : « وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى » .

شَهِدْنَا بِمَنِّكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ رَبُّنَا وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ نَبِيُّنَا، وَأَنَّ عَلِيّاً أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيُّنَا وَمَوْلاَنَا، وَشَهِدْنَا بِالْوَلاَيَةِ لِوَلِيِّنَا وَمَوْلاَنَا مِنْ ذُرِّيَّةِ نَبِيِّكَ مِنْ صُلْبِ وَلِيِّنَا وَمَوْلاَنَا عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَبْدِكَ الَّذِي أَنْعَمْتَ عَلَيْه .

وَجَعَلْتَهُ فِي

ص: 132

أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْكَ عَلِيّاً حَكِيماً، وَجَعَلْتَهُ آيَةً لِنَبِيِّكَ وَآيَةً مِنْ آيَاتِكَ الْكُبْرَى، وَالنَّبَأَ الْعَظِيمَ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ، وَالنَّبَأَ الْعَظِيمَ الَّذِي هُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ، وَعَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَسْئُولُونَ، وَتَمَامَ نِعْمَتِكَ الَّتِي عَنْهَا يُسْأَلُ عِبَادُكَ إِذْ هُمْ مَوْقُوفُونَ، وَعَنِ النَّعِيمِ مَسْئُولُونَ .

اللَّهُمَّ وَكَمَا كَانَ مِنْ شَأْنِكَ مَا أَنْعَمْتَ عَلَيْنَا بِالْهِدَايَةِ إِلَى مَعْرِفَتِهِمْ، فَلْيَكُنْ مِنْ شَأْنِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تُبَارِكَ لَنَا فِي يَوْمِنَا هَذَا الَّذِي ذَكَّرْتَنَا فِيهِ عَهْدَكَ وَمِيثَاقَكَ، وَأَكْمَلْتَ لَنَا دِينَنَا وَأَتْمَمْتَ عَلَيْنَا نِعْمَتَكَ، وَجَعَلْتَنَا بِنِعْمَتِكَ مِنْ أَهْلِ الْإِجَابَةِ وَالْإِخْلاَصِ بِوَحْدَانِيَّتِكَ، وَمِنْ أَهْلِ الْإِيمَانِ وَالتَّصْدِيقِ بِوَلاَيَةِ أَوْلِيَائِكَ وَالْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِكَ وَأَعْدَاءِ أَوْلِيَائِكَ الْجَاحِدِينَ الْمُكَذِّبِينَ بِيَوْمِ الدِّينِ .

فَأَسْأَلُكَ يَا رَبِّ تَمَامَ مَا أَنْعَمْتَ عَلَيْنَا وَلاَ تَجْعَلْنَا مِنَ الْمُعَانِدِينَ، وَلاَ تُلْحِقْنَا بِالْمُكَذِّبِينَ بِيَوْمِ الدِّينِ، وَاجْعَلْ لَنَا قَدَمَ صِدْقٍ مَعَ الْمُتَّقِينَ .

وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَاجْعَلْ لَنَا مِنَ الْمُتَّقِينَ إِمَاماً إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، يَوْمَ يُدْعَى كُلُّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ، وَاجْعَلْنَا فِي ظِلِّ الْقَوْمِ الْمُتَّقِينَ الْهُدَاةِ بَعْدَ النَّذِيرِ الْمُنْذِرِ وَالْبَشِيرِ، الْأَئِمَّةِ الدُّعَاةِ إِلَى الْهُدَى، وَلاَ تَجْعَلْنَا مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الدُّعَاةِ إِلَى النَّارِ، وَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَأَوْلِيَاؤُهُمُ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ .

رَبَّنَا فَاحْشُرْنَا فِي زُمْرَةِ الْهَادِي الْمَهْدِيِّ وَأَحْيِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا عَلَى الْوَفَاءِ بِعَهْدِكَ وَمِيثَاقِكَ الْمَأْخُوذِ مِنَّا عَلَى مُوَالاَةِ أَوْلِيَائِكَ، وَالْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِكِ الْمُكَذِّبِينَ بِيَوْمِ الدِّينِ، وَالنَّاكِثِينَ بِمِيثَاقِكَ، وَتَوَفَّنَا عَلَى ذَلِكَ، وَاجْعَلْ لَنَا مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً، أَثْبِتْ لَنَا قَدَمَ صِدْقٍ فِي الْهِجْرَةِ إِلَيْهِمْ .

وَاجْعَلْ مَحْيَانَا خَيْرَ الْمَحْيَا وَمَمَاتَنَا خَيْرَ الْمَمَاتِ وَمُنْقَلَبَنَا خَيْرَ الْمُنْقَلَبِ، عَلَى مُوَالاَةِ أَوْلِيَائِكَ وَالْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِكَ، حَتَّى تَتَوَفَّانَا وَأَنْتَ عَنَّا رَاضٍ، قَدْ أَوْجَبْتَ لَنَا الْخُلُودَ فِي جَنَّتِكَ بِرَحْمَتِكَ وَالْمَثْوَى فِي جِوَارِكَ وَالْإِنَابَةَ إِلَى دَارِ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِكَ، لاَ يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلاَ يَمَسُّنَا

ص: 133

فِيهَا لُغُوبٌ .

رَبَّنَا إِنَّكَ أَمَرْتَنَا بِطَاعَةِ وُلاَةِ أَمْرِكَ، وَأَمَرْتَنَا أَنْ نَكُونَ مَعَ الصَّادِقِينَ، فَقُلْتَ : « أَطِيعُوا اللَّهِ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ »، وَقُلْتَ : « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ » .

رَبَّنَا سَمِعْنا وَأَطَعْنا رَبَّنَا ثَبِّتْ أَقْدامَنا وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ، مُسْلِمِينَ مُسَلِّمِينَ مُصَدِّقِينَ لِأَوْلِيَائِكَ، وَلا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ، رَبَّنَا آمَنَّا بِكَ وَصَدَّقْنَا نَبِيَّكَ، وَوَالَيْنَا وَلِيَّكَ وَالْأَوْلِيَاءَ مِنْ بَعْدِ نَبِيِّكَ، وَوَلِيَّكَ مَوْلَى الْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَالْإِمَامَ الْهَادِيَ مِنْ بَعْدِ الرَّسُولِ النَّذِيرِ الْمُنْذِرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ .

رَبَّنَا فَكَمَا كَانَ مِنْ شَأْنِكَ أَنْ جَعَلْتَنَا مِنْ أَهْلِ الْوَفَاءِ بِعَهْدِكَ بِمَنِّكَ عَلَيْنَا وَلُطْفِكَ لَنَا، فَلْيَكُنْ مِنْ شَأْنِكَ أَنْ تَغْفِرَ لَنَا ذُنُوبَنَا وَتُكَفِّرَ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ، رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ .

رَبَّنَا آمَنَّا بِكَ، وَوَفَيْنَا بِعَهْدِكَ، وَصَدَّقْنَا رُسُلَكَ، وَاتَّبَعْنَا وُلاَةَ الْأَمْرِ مِنْ بَعْدِ رُسُلِكَ، وَوَالَيْنَا أَوْلِيَاءَكَ، وَعَادَيْنَا أَعْدَاءَكَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ، وَاحْشُرْنَا مَعَ الْأَئِمَّةِ الْهُدَاةِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ الرَّسُولِ الْبَشِيرِ النَّذِيرِ .

آمَنَّا يَا رَبِّ بِسِرِّهِمْ وَعَلاَنِيَتِهِمْ، وَشَاهِدِهِمْ وَغَائِبِهِمْ، وَبِحَيِّهِمْ وَمَيِّتِهِمْ، وَرَضِينَا بِهِمْ أَئِمَّةً وَسَادَةً وَقَادَةً لاَ نَبْتَغِي بِهِمْ بَدَلاً وَلاَ نَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِمْ وَلاَئِجَ أَبَداً .

رَبَّنَا فَأَحْيِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا عَلَى مُوَالاَتِهِمْ، وَالْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِهِمْ، وَالتَّسْلِيمِ لَهُمْ وَالرَّدِّ إِلَيْهِمْ، وَتَوَفَّنَا إِذَا تَوَفَّيْتَنَا عَلَى الْوَفَاءِ لَكَ وَلَهُمْ بِالْعَهْدِ وَالْمِيثَاقِ، وَالْمُوَالاَةِ لَهُمْ وَالتَّصْدِيقِ وَالتَّسْلِيمِ لَهُمْ، غَيْرَ جَاحِدِينَ وَلاَ نَاكِثِينَ وَلاَ مُكَذِّبِينَ .

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِالْحَقِّ الَّذِي جَعَلْتَهُ عِنْدَهُمْ، وَبِالَّذِي فَضَّلْتَهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ جَمِيعاً، أَنْ تُبَارِكَ لَنَا فِي يَوْمِنَا هَذَا الَّذِي أَكْرَمْتَنَا فِيهِ بِالْوَفَاءِ لِعَهْدِكَ، الَّذِي عَهِدْتَ

ص: 134

إِلَيْنَا وَالْمِيثَاقِ الَّذِي وَاثَقْتَنَا بِهِ مِنْ مُوَالاَةِ أَوْلِيَائِكَ وَالْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِكَ .

وَتَمُنَّ عَلَيْنَا بِنِعْمَتِكَ، وَتَجْعَلَهُ عِنْدَنَا مُسْتَقَرّاً ثَابِتاً وَلاَ تَسْلُبْنَاهُ أَبَداً، وَلاَ تَجْعَلْهُ عِنْدَنَا مُسْتَوْدَعاً فَإِنَّكَ قُلْتَ : « فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ »، فَاجْعَلْهُ مُسْتَقَرّاً ثَابِتاً .

وَارْزُقْنَا نَصْرَ دِينِكَ مَعَ وَلِيٍّ هَادٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ قَائِماً رَشِيداً هَادِياً مَهْدِيّاً مِنَ الضَّلاَلَةِ إِلَى الْهُدَى، وَاجْعَلْنَا تَحْتَ رَايَتِهِ وَفِي زُمْرَتِهِ شُهَدَاءَ صَادِقِينَ، مَقْتُولِينَ فِي سَبِيلِكَ وَعَلَى نُصْرَةِ دِينِكَ .

ثمّ سل بعد ذلك حوائجك للآخرة والدُّنيا، فانّها واللَّه واللَّه واللَّه مقضيّة في هذا اليوم، ولا تقعد عن الخير، وسارع إلى ذلك إن شاء اللَّه تعالى .(1)

[ 9 ] من أدعية يوم الغدير :

اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَرَبَّ النُّورِ الْعَظِيمِ، وَرَبَّ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ، وَرَبَّ الشَّفْعِ الْكَبِيرِ، وَرَبَّ الْوَتْرِ الرَّفِيعِ، سُبْحَانَكَ مُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ وَالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، إِلَهَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ، وَإِلَهَ مَنْ فِي الْأَرْضِ لاَ إِلَهَ فِيهِمَا غَيْرُكَ، جَبَّارُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، لاَ جَبَّارَ فِيهِمَا غَيْرُكَ، مَلِكُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لاَ مَلِكَ فِيهِمَا غَيْرُكَ.

أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظِيمِ وَبِنُورِ وَجْهِكَ الْكَرِيمِ، وَبِمُلْكِكَ الْقَدِيمِ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرَضُونَ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي أَصْلَحْتَ بِهِ أُمُورَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ .

يَا حَيُّ قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ، يَا حَيُّ بَعْدَ كُلِّ حَيٍّ، يَا حَيُّ حِينَ لاَ حَيَّ إِلاَّ أَنْتَ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، يَا أَحَدُ يَا صَمَدُ يَا فَرْدُ يَا وَتْرُ يَا رَحْمَانُ يَا رَحِيمُ، اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا، وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ أُمُورِنَا فَرَجاً وَمَخْرَجاً، وَاسْتَقْبِلْنَا عَلَى هُدَى نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه، وَاجْعَلْ عَمَلَنَا فِي الْمَرْفُوعِ الْمُتَقَبَّلِ .

وَهَبْ لَنَا مَا وَهَبْتَ لِأَوْلِيَائِكَ وَأَهْلِ طَاعَتِكَ وَعِبَادِكَ الصَّالِحِينَ مِنْ خَلْقِكَ، فَإِنَّا بِكَ مُؤْمِنُونَ، وَعَلَيْكَ مُتَوَكِّلُونَ، وَمَصِيرُنَا إِلَيْكَ، وَاجْمَعْ لَنَا الْخَيْرَ كُلَّهُ بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ، وَاصْرِفْ عَنَّا

ص: 135


1- السيد إبن طاووس، الإقبال، ج 2، ص 283 .

الشَّرَّ كُلَّهُ بِمَنِّكَ وَرَحْمَتِكَ .

يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ، يَا بَدِيعَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَ الْإِكْرَامِ، تُعْطِي الْخَيْرَ مَنْ تَشَاءُ، وَتَصْرِفُ الشَّرَّ عَمَّنْ تَشَاءُ، أَعْطِنَا جَمِيعَ مَا سَأَلْنَاكَ مِنَ الْخَيْرِ، وَامْنُنْ بِهِ عَلَيْنَا بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، إِنَّا إِلَيْكَ رَاغِبُونَ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ .

اللَّهُمَّ اشْرَحْ بِالْقُرْآنِ صَدْرِي، وَأَنْطِقْ بِالْقُرْآنِ لِسَانِي، وَنَوِّرْ بِالْقُرْآنِ بَصَرِي وَاسْتَعْمِلْ بِالْقُرْآنِ بَدَنِي، وَأَعِنِّي عَلَيْهِ أَبَداً مَا أَبْقَيْتَنِي، فَإِنَّهُ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِكَ .

اللَّهُمَّ يَا دَاحِيَ الْمَدْحُوَّاتِ، وَيَا بَانِيَ الْمَبْنِيَّاتِ وَيَا مُرْسِيَ الْمَرْسِيَّاتِ، وَيَا جَبَّارَ الْقُلُوبِ عَلَى فِطْرَتِهَا، شَقِيِّهَا وَسَعِيدِهَا، وَيَا بَاسِطَ الرَّحْمَةِ لِلْمُتَّقِينَ، اجْعَلْ شَرَائِفَ صَلَوَاتِكَ وَنَوَامِيَ بَرَكَاتِكَ وَرَأْفَتَكَ، وَتَحِيَّتَكَ وَرَحْمَتَكَ، عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، الْفَاتِحِ لِمَا انْغَلَقَ، وَالْخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ، وَفَاتِحِ الْحَقِّ بِالْحَقِّ، وَدَافِعِ جَيْشَاتِ الْأَبَاطِيلِ .

كَمَا حَمَّلْتَهُ فَاضْطَلَعَ بِأَمْرِكَ مُسْتَبْصِراً فِي رِضْوَانِكَ، غَيْرَ نَاكِلٍ عَنْ قُدُمٍ، وَلاَ مُنْثَنٍ عَنْ كَرَمٍ، حَافِظاً لِعَهْدِكَ، قَاضِياً لِنَفَاذِ أَمْرِكَ، فَهُوَ أَمِينُكَ الْمَأْمُونُ، وَشَهِيدُكَ يَوْمَ الدِّينِ، وَبَعِيثُكَ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ .

اللَّهُمَّ فَافْسَحْ لَهُ مَفْسَحاً عِنْدَكَ، وَأَعْطِهِ مِنْ بَعْدِ رِضَاهُ الرِّضَا، مِنْ نُورِ ثَوَابِكَ الْمَحْلُولِ وَعَطَاءِ جَزَائِكَ الْمَعْلُولِ، اللَّهُمَّ أَتْمِمْ لَهُ وَعْدَهُ بِانْبِعَاثِكَ إِيَّاهُ مَقْبُولَ الشَّفَاعَةِ عِنْدَكَ مَرْضِيَّ الْمَقَالَةِ، ذَا مَنْطِقِ عَدْلٍ، وَخُطْبَةِ فَصْلٍ، وَحُجَّةٍ وَبُرْهَانٍ عَظِيمٍ . اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا سَامِعِينَ مُطِيعِينَ وَأَوْلِيَاءَ مُخْلِصِينَ، وَرُفَقَاءَ مُصَاحِبِينَ .

اللَّهُمَّ أَبْلِغْهُ مِنَّا السَّلاَمَ، وَارْدُدْ عَلَيْنَا مِنْهُ السَّلاَمَ، اللَّهُمَّ إِنِّي ضَعِيفٌ فَقَوِّ فِي رِضَاكَ ضَعْفِي وَخُذْ إِلَى الْخَيْرِ بِنَاصِيَتِي، وَاجْعَلِ الْإِسْلاَمَ مُنْتَهَى رِضَاكَ، اللَّهُمَّ إِنِّي ضَعِيفٌ فَقَوِّنِي، وَإِنِّي ذَلِيلٌ فَأَعِزَّنِي، وَإِنِّي فَقِيرٌ فَارْزُقْنِي .

ثمّ تقول مائة مرّة :

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ . ثمّ تقول :

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ

ص: 136

بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ، وَبِأَنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، وَأَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ أَحَدٌ صَمَدٌ لَمْ تَلِدْ وَلَمْ تُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَكَ كُفُواً أَحَدٌ، أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي كُلَّهَا، صَغِيرَهَا وَكَبِيرَهَا، مَغْفِرَةً تَامَّةً يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

ثمّ تقول أربع مرَّات :

اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ وَأُشْهِدُ حَمَلَةَ عَرْشِكَ وَمَلاَئِكَتَكَ وَجَمِيعَ خَلْقِكَ أَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ، وَأُومِنُ بِكَ وَأَتَوَكَّلُ عَلَيْكَ، وَأَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ . ثمّ تقول :

اللَّهُمَّ إِنِّي أَصْبَحْتُ فِي دِينِي وَأَمَانَتِي وَنَفْسِي وَوَلَدِي وَمَالِي وَجَمِيعِ أَهْلِ عِنَايَتِي فِي حِمَاكَ الَّذِي لاَ يُسْتَبَاحُ، وَفِي عِزِّكَ الَّذِي لاَ يُرَامُ، وَفِي سُلْطَانِكَ الَّذِي لاَ يُسْتَضَامُ، وَفِي مُلْكِكَ الَّذِي لاَ يَبْلَى، وَفِي نِعَمِكَ الَّتِي لاَ تُحْصَى، وَفِي ذِمَّتِكَ الَّتِي لاَ تُخْفَرُ، وَفِي رَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ ءٍ، وَجَارُ اللَّهِ آمِنٌ مَحْفُوظٌ .

وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي كُلَّهَا بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

اللَّهُمَّ افْتَحْ لَنَا بِطَاعَتِكَ، وَاخْتِمْ لَنَا بِرِضْوَانِكَ، وَأَعِذْنَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، السَّلاَمُ عَلَى الْحَافِظِينَ الْكِرَامِ الْكَاتِبِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه، إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي للَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ، لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ .

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ يَوْمِي هَذَا، وَخَيْرَ مَا فِيهِ، وَخَيْرَ مَا أَمَرْتَ بِهِ وَخَيْرَ مَا قَبْلَهُ، وَخَيْرَ مَا بَعْدَهُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ يَوْمِي هَذَا وَشَرِّ مَا فِيهِ وَشَرِّ مَا قَبْلَهُ وَشَرِّ مَا بَعْدَه .

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فَتْحَهُ وَنَصْرَهُ وَنُورَهُ وَهُدَاهُ، اللَّهُمَّ افْتَحْ

ص: 137

لِي بِخَيْرٍ وَاخْتِمْ لِي بِخَيْرٍ، وَاخْتِمْهُ عَلَىَّ بِخَيْرٍ، اللَّهُمَّ افْتَحْهُ عَلَيَّ بِرَحْمَتِكَ، وَاخْتِمْهُ عَلَيَّ بِرِضْوَانِكَ، اللَّهُمَّ مَنْ كَادَنِي فِي يَوْمِي هَذَا بِسُوءٍ فَاكْفِنِيهِ، وَقِنِي شَرَّهُ، وَارْدُدْ كَيْدَهُ فِي نَحْرِه .

اللَّهُمَّ مَا أَنْزَلْتَ فِي يَوْمِي هَذَا مِنْ خَيْرٍ أَوْ رَحْمَةٍ أَوْ شِفَاءٍ، أَوْ فَرَجٍ أَوْ عَافِيَةٍ أَوْ رِزْقٍ، فَاجْعَلْ لِي فِيهِ نَصِيباً وَافِراً حَسَناً، وَمَا أَنْزَلْتَ فِيهِ مِنْ مَحْذُورٍ أَوْ مَكْرُوهٍ أَوْ بَلِيَّةٍ أَوْ شَقَاءٍ فَاصْرِفْهُ عَنِّي .

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ بَدْوَ يَوْمِي هَذَا فَلاَحاً وَأَوْسَطَهُ صَلاَحاً وَآخِرَهُ نَجَاحاً، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ يَوْمٍ أَوَّلُهُ فَزَعٌ، وَأَوْسَطُهُ جَزَعٌ، وَآخِرُهُ وَجَعٌ، اللَّهُمَّ بِرَأْفَتِكَ أَرْجُو رَحْمَتَكَ، وَبِرَحْمَتِكَ أَرْجُو رِضْوَانَكَ، وَبِرِضْوَانِكَ أَرْجُو الْجَنَّةَ فَلاَ تُؤَاخِذْنِي بِذَنْبِي، وَلاَ تُعَاقِبْنِي بِسُوءِ عَمَلِي .

اللَّهُمَّ اجْعَلْ حَيَاتِي مَا أَحْيَيْتَنِي زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلْ وَفَاتِي إِذَا تَوَفَّيْتَنِي رَاحَةً مِنْ كُلِّ شَرٍّ، وَنَجَاةً لِي مِنْ كُلِّ سُوءٍ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي أَخْشَاكَ كَأَنِّي أَرَاكَ، وَأَرْجُوكَ وَلاَ أَرْجُو غَيْرَكَ وَأَذْكُرُكَ وَلاَ أَنْسَاكَ .

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي كُلَّ ذَنْبٍ سَلَفَ مِنِّي فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مُنْذُ خَلَقْتَنِي وَكَفِّرْهُ عَنِّي وَأَبْدِلْنِي بِهِ حَسَنَاتٍ وَتَقَبَّلْ مِنِّي كُلَّ خَيْرٍ عَمِلْتُهُ لَكَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مُنْذُ خَلَقْتَنِي، وَارْفَعْهُ لِي عِنْدَكَ فِي الرَّفِيعِ الْأَعْلَى، وَأَعْطِنِي عَلَيْهِ الثَّوَابَ الْكَثِيرَ بِرَحْمَتِكَ إِنَّكَ جَوَادٌ لاَ يَبْخَلُ .

اللَّهُمَّ إِنِّي أَصْبَحْتُ مُتَوَكِّلاً عَلَيْكَ فَاكْفِنِي، وَأَصْبَحْتُ فَقِيراً إِلَيْكَ فَأَغْنِنِي، وَأَصْبَحْتُ لاَ أَعْرِفُ رَبّاً غَيْرَكَ فَاغْفِرْ لِي، وَأَصْبَحْتُ مُقِرّاً لَكَ بِالرُّبُوبِيَّةِ مُعْتَرِفاً لَكَ بِالْعُبُودِيَّةِ .

وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، إِلَهاً وَاحِداً أَحَداً صَمَداً لَم يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَلاَ وَلَداً، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَرْسَلَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، فَبَلَّغَ رِسَالاَتِهِ وَنَصَحَ لِاُمَّتِهِ، وَجَاهَدَ فِي

ص: 138

اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ، وَعَبَدَهُ حَتَّى أَتَاهُ الْيَقِينُ .

وَأَشْهَدُ أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَأَنَّ اللَّهِ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَالنَّارَ حَقٌّ وَالْبَعْثَ حَقٌّ وَأَنِّي أُومِنُ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه وَبِمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِه .

اللَّهُمَّ فَاكْتُبْ لِي هَذِهِ الشَّهَادَةَ عِنْدَكَ، وَلَقِّنِيهَا عِنْدَ حَاجَتِي إِلَيْهَا وَأَحْيِنِي عَلَيْهَا وَابْعَثْنِي عَلَيْهَا وَاحْشُرْنِي عَلَيْهَا وَاجْزِنِي جَزَاءَ مَنْ لَقِيَكَ بِهَا مُخْلِصاً، غَيْرَ شَاكٍّ فِيهَا وَلاَ مُرْتَدٍّ عَنْهَا وَلاَ مُبَدِّلٍ لَهَا آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ الْأَخْيَارِ وَسَلَّمَ كَثِيراً، سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ للَّهِِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ، غَفَّارُ الذُّنُوبِ وَأَتُوبُ إِلَيْه . وَأَسْأَلُهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيَّ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، الْأَوَّلِ فَلَيْسَ قَبْلَهُ شَيْ ءٌ، وَالْآخِرِ فَلَيْسَ بَعْدَهُ شَيْ ءٌ، وَالظَّاهِرِ فَلَيْسَ فَوْقَهُ شَيْ ءٌ، وَالْبَاطِنِ فَلَيْسَ دُونَهُ شَيْ ءٌ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ .

الْحَمْدُ للَّهِِ الَّذِي لاَ تَبْدِيلَ لِقَوْلِهِ، وَلاَ مُعَادِلَ لِحُكْمِهِ، وَلاَ رَادَّ لِقَضَائِهِ، الْحَمْدُ للَّهِِ الْأَوَّلِ قَبْلَ كُلِّ شَيْ ءٍ، وَالْخَالِقِ لَهُ، وَالْآخِرِ بَعْدَ كُلِّ شَيْ ءٍ، وَالْوَارِثِ لَه .

وَالظَّاهِرِ عَلَى كُلِّ شَيْ ءٍ وَالْوَكِيلِ عَلَيْهِ، وَالْبَاطِنِ دُونَ كُلِّ شَيْ ءٍ وَالْمُحِيطِ بِهِ، الَّذِي عَلاَ فَقَهَرَ، وَمَلَكَ فَقَدَرَ، وَبَطَنَ فَخَبَرَ، دَيَّانِ الدِّينِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الْحَمْدُ للَّهِِ عَلَى حِلْمِهِ بَعْدَ عِلْمِهِ، وَالْحَمْدُ للَّهِِ عَلَى عَفْوِهِ بَعْدَ قُدْرَتِه .

اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ فِي اللَّيْلِ إِذا يَغْشى، وَفِي النَّهارِ إِذا تَجَلَّى، وَلَكَ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَالْإِولَى، وَلَكَ الْحَمْدُ كَمَا حَمِدْتَ نَفْسَكَ وَكَمَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَكَمَا حَمِدَكَ الْحَامِدُونَ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ مَا أَحْصَى كِتَابُكَ وَأَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ، وَلَكَ

ص: 139

الْحَمْدُ زِنَةَ عَرْشِكَ وَمِدَادَ كَلِمَاتِكَ، وَلَكَ الْحَمْدُ كَمَا يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِكَ وَعِزِّ جَلاَلِكَ، وَعِظَمِ سُلْطَانِكَ .

اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً خَالِداً بِخُلُودِكَ، وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً دَائِماً بِدَوَامِكَ، وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً لاَ أَمَدَ لَهُ دُونَ بُلُوغِ مَشِيَّتِكَ، وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً لاَ يَتَنَاهَى دُونَ مُنْتَهَى عِلْمِكَ، وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً يَبْلُغُ رِضَاكَ وَيُوجِبُ مَزِيدَكَ، وَيُؤْمِنُ مِنْ غَيْرِكَ، فَسُبْحانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ، وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ .

يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ، وَيُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ، سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ للَّهِِ رَبِّ الْعالَمِينَ.

سُبْحَانَ الدَّائِمِ الْقَائِمِ، سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْحَقِّ، سُبْحَانَ الْعَلِيِّ الْأَعْلَى، سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْحَيِّ الْقَيُّومِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِي لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ، سُبْحَانَ مَنْ تَوَاضَعَ كُلُّ شَيْ ءٍ لِعَظَمَتِهِ، سُبْحَانَ مَنْ ذَلَّ كُلُّ شَيْ ءٍ لِعِزَّتِهِ، سُبْحَانَ مَنْ خَضَعَ كُلُّ شَيْ ءٍ لِمُلْكَتِهِ، سُبْحَانَ مَنِ اسْتَسْلَمَ كُلُّ شَيْ ءٍ لِقُدْرَتِهِ، سُبْحَانَ مَنِ انْقَادَتْ لَهُ الْاُمُورُ بِأَزِمَّتِهَا، سُبْحَانَهُ وَ بِحَمْدِه .

لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ .

لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ إِلَهاً وَاحِداً أَحَداً فَرْداً صَمَداً، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَلاَ وَلَداً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ الْأَوَّلُ قَبْلَ كُلِّ شَيْ ءٍ، وَالْبَاقِي بَعْدَ كُلِّ شَيْ ءٍ، وَالْقَادِرُ عَلَيْهِ

ص: 140

وَالْمُحِيطُ بِكُلِّ شَيْ ءٍ .

لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ، يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ .

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَدْعُوكَ وَأَنْتَ قُلْتَ : « قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى »، إِنَّكَ أَمَرْتَنِي بِدُعَائِكَ وَوَعَدْتَ إِجَابَتَكَ وَلاَ خُلْفَ لِوَعْدِكَ، فَإِنِّي أَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَنِي فَاسْتَجِبْ لِي كَمَا وَعَدْتَنِي .

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، كَمَا سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ ذَكَرْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ، يَا رَحْمَانُ يَا رَحِيمُ، يَا بَدِي ءُ لاَ بَدْءَ لَكَ، يَا دَائِمُ لاَ نَفَادَ لَكَ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، يَا مُحْيِي يَا مُمِيتُ، يَا قَائِماً عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ . يَا أَحَدُ يَا وَتْرُ يَا فَرْدُ يَا صَمَدُ، يَا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ، يَا مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ .

يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالْإِكْرَامِ، يَا رَبَّ الْأَرَضِينَ وَمَا أَقَلَّتْ، وَالسَّمَاوَاتِ وَمَا أَظَلَّتْ، وَالرِّيَاحِ وَمَا ذَرَأَتْ، يَا خَالِقَ كُلِّ شَيْ ءٍ، يَا زَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرَضِينَ يَا عِمَادَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرَضِينَ، يَا قَيُّومَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.

وَيَا غِيَاثَ الْمُسْتَغِيثِينَ، وَيَا صَرِيخَ الْمُسْتَصْرِخِينَ، وَيَا مَعَاذَ الْعَائِذِينَ، وَيَا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ، وَيَا مُنَفِّساً عَنِ الْمَكْرُوبِينَ، وَيَا مُفَرِّجاً عَنِ الْمَغْمُومِينَ، وَيَا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ، وَيَا مُجِيبَ دَعْوَةِ الدَّاعِينَ، وَيَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَيَا أَوَّلَ الْأَوَّلِينَ وَيَا آخِرَ الْآخِرِينَ .

أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْأَجَلِّ الْأَعَزِّ

ص: 141

الْأَكْرَمِ، الظَّاهِرِ الْبَاطِنِ الطَّاهِرِ الْمُطَهَّرِ الْمُقَدَّسِ الْأَحَدِ الصَّمَدِ الْفَرْدِ، الَّذِي مَلَأَ الْأَرْكَانَ كُلَّهَا، الَّذِي إِذَا دُعِيتَ بِهِ أَجَبْتَ، وَإِذَا سُئِلْتَ بِهِ أَعْطَيْتَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَأَفْضَلِ وَأَكْرَمِ، وَأَعْلَى وَأَكْمَلِ، وَأَعَزِّ وَأَعْظَمِ، وَأَشْرَفِ وَأَزْكَى، وَأَنْمَى وَأَطْيَبِ، مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَنْبِيَائِكَ الْمُصْطَفَيْنَ وَمَلاَئِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ وَعِبَادِكَ الصَّالِحِينَ .

اللَّهُمَّ شَرِّفْ بُنْيَانَهُ، وَعَظِّمْ بُرْهَانَهُ، وَثَقِّلْ مِيزَانَهُ، وَابْعَثْهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ الَّذِي وَعَدْتَهُ، وَتَقَبَّلْ شَفَاعَتَهُ، وَاجْزِهِ عَنَّا أَفْضَلَ مَا جَزَيْتَ نَبِيّاً عَنْ أُمَّتِهِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ .

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى أَنْبِيَائِكَ الْمُرْسَلِينَ، وَمَلاَئِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ، وَعِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَصَلِّ عَلَيْنَا مَعَهُمْ إِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ .

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَمَا وَلَدَا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، حَيِّهِمْ وَمَيِّتِهِمْ، شَاهِدِهِمْ وَغَائِبِهِمْ، إِنَّكَ تَعْلَمُ مُنْقَلَبَهُمْ وَمَثْوَاهُمْ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ، وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا، رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ .

اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا أَئِمَّتَنَا وَقُضَاتَنَا وَوُلاَةَ أُمُورِنَا وَجَمَاعَتَنَا وَدِينَنَا الَّذِي ارْتَضَيْتَ لَنَا، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلاَمَ وَأَهْلَهُ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَأَهْلَه .

اللَّهُمَّ إِنِّي مِنْ عِبَادِكَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَسْرَفُوا عَلَيْهَا وَاسْتَوْجَبُوا الْعَذَابَ بِالْحُجَجِ اللاَّزِمَةِ، وَالذُّنُوبِ الْمُوبِقَةِ، وَالْخَطَايَا الْمُحِيطَةِ بِهِمْ، وَقَدْ قُلْتَ : « يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ »، لاَ خُلْفَ لِوَعْدِكَ، وَلاَ مُبَدِّلَ لِقَوْلِكَ .

اللَّهُمَّ لاَ تُقَنِّطْنِي مِنْ رَحْمَتِكَ، وَلاَ تُؤْيِسْنِي مِنْ عَفْوِكَ وَمَغْفِرَتِكَ، وَاجْعَلْنِي مِنْ عِبَادِكَ الَّذِينَ تَغْفِرُ لَهُمْ ذُنُوبَهُمْ، وَتُكَفِّرُ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ، وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ، وَخُذْ بِسَمْعِي وَبَصَرِي وَقَلْبِي وَجَوَارِحِي كُلِّهَا إِلَى طَاعَتِكَ وَطَاعَةِ

ص: 142

رَسُولِكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه، وَإِلَى أَحَبِّ الْأَعْمَالِ إِلَيْكَ .

وَارْزُقْنِي تَوْبَةً نَصُوحاً أَسْتَوْجِبُ بِهَا مَحَبَّتَكَ، وَأَسْتَحِقُّ مَعَهَا جَنَّتَكَ، وَتُوَقِّينِي مِنْ عَذَابِكَ، فَإِنَّهُ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِكَ، وَاجْعَلْنِي مِنْ أَوْلِيَائِكَ وَأَنْصَارِكَ الَّذِينَ تُعِزُّ بِهِمْ دِينَكَ، وَتَنْتَقِمُ بِهِمْ مِنَ عَدُوِّكَ، وَتَخْتِمُ لَهُمْ بِالسَّعَادَةِ وَالشَّهَادَةِ، تُحْيِيهِمْ حَيَاةً طَيِّبَةً، وَتُقَلِّبُهُمْ مُنْقَلَباً كَرِيماً وَتُؤْتِيهِمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَتَقِيهِمْ عَذَابَ النَّارِ .

اللَّهُمَّ إِنَّ ذُنُوبِي عَظِيمَةٌ كَثِيرَةٌ، وَرَحْمَتُكَ وَعَفْوُكَ وَفَضْلُكَ أَعْظَمُ مِنْهَا وَأَكْثَرُ وَأَوْسَعُ، فَانْشُرْ عَلَيَّ مِنْ سَعَةِ رَحْمَتِكَ وَعِظَمِ عَفْوِكَ وَمَغْفِرَتِكَ مَا تُنْجِينِي بِهِ مِنَ النَّارِ وَتُدْخِلُنِي بِهِ الْجَنَّةَ .

اللَّهُمَّ بِرَحْمَتِكَ اسْتَغَثْتُ مِنْ ذُنُوبِي وَاسْتَجَرْتُ فَأَغِثْنِي، وَأَجِرْنِي مِنْ ذُنُوبِي، وَامْنُنْ عَلَيَّ بِمَغْفِرَتِكَ وَعَفْوِكَ عَمَّا ظَلَمْتُ بِهِ نَفْسِي خَاصَّةً، يَا إِلَهِي، وَخَلِّصْنِي مِمَّنْ لَهُ حَقٌّ قِبَلِي، وَاسْتَوْهِبْنِي مِنْهُ وَاغْفِرْ لِي وَعَوِّضْهُ مِنْ فَضْلِكَ وَطَوْلِكَ وَجَزِيلِ ثَوَابِكَ عَلَيَّ وَعَلَيْهِ بِذَلِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

اللَّهُمَّ اجْعَلْ مَا مَضَى مِنْ حُسْنِ عَمَلِي مَقْبُولاً وَمَا فَرَطَ مِنِّي مِنْ سَيِّئَةٍ مَغْفُوراً، وَمَا أَسْتَأْنِفُ مِنْ عُمُرِي أَوَّلُهُ صَلاَحاً وَأَوْسَطُهُ فَلاَحاً وَآخِرُهُ نَجَاحاً، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَهْدِ الْبَلاَءِ وَسُوءِ الْقَضَاءِ وَشَرِّ الْعَمَلِ وَدَرْكِ الشَّقَاءِ وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ وَالْوَلَدِ .

اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبٍ لاَ يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لاَ تَشْبَعُ، وَعَمَلٍ لاَ يَنْفَعُ وَدُعَاءٍ لاَ يُسْمَعُ، اللَّهُمَّ سَلِّمْنِي وَسَلِّمْ مِنِّي، وَعَافِنِي وَاعْفُ عَنِّي، وَلاَ تُؤَاخِذْنِي بِذُنُوبِي، وَلاَ تُقَايِسْنِي بِعَمَلِي، وَلاَ تَفْضَحْنِي بِسَرِيرَتِي، وَأَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ وَعَافِنِي مِنَ النَّارِ بِقُدْرَتِكَ .

اللَّهُمَّ أَقِلْنِي عَثْرَتِي، وَاسْتُرْ عَوْرَتِي وَآمِنْ رَوْعَتِي، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعِفَافَ وَالْكِفَافَ وَالْغِنَى، وَالْعَمَلَ بِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ أَوْ لاَ أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا

ص: 143

أَعْلَمُ وَلِمَا لاَ أَعْلَمُ .

اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّي وَلاَ تَجْعَلْ مُصِيبَتِي فِي حَدٍّ، وَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيَّ مَنْ لاَ يَرْحَمُنِي، وَلاَ تُسَلِّطْنِي عَلَى أَحَدٍ بِظُلْمٍ فَتُهْلِكَنِي، اللَّهُمَّ اجْعَلْ حَيَاتِي زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلْ وَفَاتِي رَاحَةً مِنْ كُلِّ سُوءٍ .

اللَّهُمَّ إِنَّ ذُلِّي أَصْبَحَ وَأَمْسَى مُسْتَجِيراً بِعِزَّتِكَ وَفَقْرِي مُسْتَجِيراً بِغِنَاكَ، وَذُنُوبِي مُسْتَجِيرَةً بِرَحْمَتِكَ، وَوَجْهِيَ الْبَالِيَ الْفَانِيَ مُسْتَجِيرَةً بِوَجْهِكَ الْبَاقِي الدَّائِمِ الْكَرِيمِ، فَكُنْ لِي جَاراً مِنْ كُلِّ سُوءٍ بِرَحْمَتِكَ .

اللَّهُمَّ مَا أَعْطَيْتَنِي مِنْ عَطَاءٍ أَوْ قَضَيْتَ عَلَيَّ مِنْ قَضَاءٍ، فَاجْعَلِ الْخِيَرَةَ لِي فِي بَدْئِهِ وَعَاقِبَتِهِ، وَارْزُقْنِي الْعَافِيَةَ وَالسَّلاَمَةَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ وَإِلَيْكَ الْمُشْتَكَى وَأَنْتَ الْمُسْتَعَانُ وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مَلاَئِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ، وَأَنْبِيَائِهِ الْمُرْسَلِينَ وَعَلَى مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ، وَرَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَإِمَامِ الْمُتَّقِينَ، وَسَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ، وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً .

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا رَبِّ حُسْنَ الظَّنِّ بِكَ، وَالصِّدْقَ فِي التَّوَكُّلِ عَلَيْكَ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ تُدْخِلَنِي النَّارَ، وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ تَبْتَلِيَنِي بِبَلِيَّةٍ تَحْمِلُنِي ضَرُورَتُهَا عَلَى التَّعَرُّضِ لِشَيْ ءٍ مِنْ مَعَاصِيكَ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ تُدْخِلَنِي فِي حَالٍ كُنْتُ أَوْ أَكُونُ فِيهَا فِي يُسْرٍ أَوْ عُسْرٍ أَظُنُّ أَنَّ مَعَاصِيَكَ أَنْجَحُ لِي مِنْ طَاعَتِكَ .

وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَقُولَ قَوْلاً مِنْ طَاعَتِكَ أَلْتَمِسُ بِهِ رِضَا سِوَاكَ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَكُونَ أَحَدٌ أَسْعَدَ بِمَا آتَيْتَنِي مِنِّي، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَتَكَلَّفَ طَلَبَ مَا لَيْسَ لِي وَمَا لَمْ تَقْسِمْهُ لِي، وَمَا قَسَمْتَ لِي مِنْ قِسْمٍ أَوْ رَزَقْتَنِي مِنْ رِزْقٍ فَأْتِنِي بِهِ فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَعَافِيَةٍ حَلاَلاً طَيِّباً .

وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ شَيْ ءٍ زَحْزَحَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ، أَوْ بَاعَدَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَوْ تَصْرِفُ بِهِ حَظِّي أَوْ

ص: 144

صَرَفَ وَجْهَكَ الْكَرِيمَ عَنِّي، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ تَحُولَ خَطِيئَتِي أَوْ ظُلْمِي أَوْ جُرْمِي أَوْ إِسْرَافَي عَلَى نَفْسِي أَوْ اِتِّبَاعِي هَوَايَ أَوْ اِسْتِعْمَالِي شَهْوَتِي دُونَ مَغْفِرَتِكَ وَثَوَابِكَ وَرِضْوَانِكَ وَنَائِلِكَ، وَبَرَكَاتِكَ وَمَوْعِدِكَ الْحَسَنِ الْجَمِيلِ .

اللَّهُمَّ إِنَّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الضَّرَرِ فِي الْمَعِيشَةِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ تَبْتَلِيَنِي بِبَلاَءٍ لاَ طَاقَةَ لِي بِهِ، أَوْ تُسَلِّطَ عَلَيَّ طَاغِياً أَوْ تَهْتِكَ لِي سِتْراً، أَوْ تُبْدِيَ لِي عَوْرَةً، أَوْ تُحَاسِبَنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُنَاقَشَةً أَحْوَجَ مَا أَكُونُ إِلَى تَجَاوُزِكَ وَعَفْوِكَ عَنِّي .

وَأَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ وَكَلِمَاتِكَ التَّامَّاتِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَتُعْطِيَ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ أَفْضَلَ مَا سَأَلَكَ وَأَفْضَلَ مَا سُئِلْتَ لَهُ وَأَفْضَلَ مَا أَنْتَ مَسْئُولٌ لَهُ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَنِي مِنْ عُتَقَائِكَ وَطُلَقَائِكَ مِنَ النَّارِ .

يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَيَا أَجْوَدَ الْأَجْوَدِينَ، وَيَا إِلَهَ الْعَالَمِينَ، وَيَا سَيِّدَ السَّادَاتِ، وَيَا جَبَّارَ الْجَبَابِرَةِ، وَيَا أَفْضَلَ مَنْ سُئِلَ وَأَكْرَمَ مَنْ أَعْطَى وَأَحَقَّ مَنْ تَجَاوَزَ وَعَفَا وَرَحِمَ وَتَفَضَّلَ بِإِحْسَانِهِ الْقَدِيمِ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ .

لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ سُبْحَانَهُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ أَفْلَحَ سَائِلُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَامْتَنَعَ عَائِذُكَ، أَعِذْنِي بِرَحْمَتِكَ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقْتَ وَذَرَأْتَ وَبَرَأْتَ، حَسْبِيَ اللَّهُ وَكَفَى، سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ دَعَا، لَيْسَ وَرَاءَ اللَّهِ مُنْتَهًى .

اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي وَرَبُّ مَنْ كَادَنِي وَبَغَى عَلَيَّ، مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، نَاصِيَتِي وَنَاصِيَتُهُ بِيَدِكَ، فَادْفَعْ فِي نَحْرِهِ وَأَعِذْنِي مِنْ شَرِّهِ، بِعِزَّتِكَ الَّتِي لاَ تُرَامُ وَبِقُدْرَتِكَ الَّتِي لاَ يَمْتَنِعُ مِنْهَا بَرٌّ وَلاَ فَاجِرٌ، وَبِكَلِمَاتِكَ الْحُسْنَى .

الْحَمْدُ للَّهِِ الَّذِي خَلَقَنِي وَلَمْ أَكُ شَيْئاً، اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى هَوْلِ الدُّنْيَا وَبَوَائِقِ الْآخِرَةِ، وَمُصِيبَاتِ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامِ، اللَّهُمَّ اصْحَبْنِي فِي سَفَرِي وَاخْلُفْنِي فِي أَهْلِي

ص: 145

وَبَارِكْ لِي فِيمَا رَزَقْتَنِي، وَلَكَ فَذَلِّلْنِي وَعَلَى خُلُقٍ حَسَنٍ صَالِحٍ فَقَوِّمْنِي، وَإِلَيْكَ فَحَبِّبْنِي وَإِلَى النَّاسِ فَلاَ تَكِلْنِي، رَبَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ .

وَأَنْتَ رَبِّي أَعُوذُ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ، وَكَشَفْتَ بِهِ الظُّلُمَاتِ وَصَلَحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، أَنْ يَنْزِلَ بِي سَخَطُكَ، أَوْ يَحِلَّ عَلَيَّ غَضَبُكَ وَمِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَمِنْ جَمِيعِ سَخَطِكَ، لَكَ الْعُتْبَى عِنْدِي فِيمَا اسْتَطَعْتُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِكَ .

اللَّهُمَّ إِنَّكَ لَسْتَ بِرَبٍّ اسْتَحْدَثْنَاكَ، وَلاَ كَانَ مَعَكَ إِلَهٌ أَعَانَكَ، تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يَقُولُ الْقَائِلُونَ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ وَبَارِكْ لِي فِي الْمَوْتِ إِذَا نَزَلَ بِي، وَاجْعَلْ لِي فِيهِ رَاحَةً وَفَرَجاً، اللَّهُمَّ فَكَمَا حَسَّنْتَ خَلْقِي فَحَسِّنْ خُلُقِي، اللَّهُمَّ إِنِّي ضَعِيفٌ فَقَوِّ فِي رِضَاكَ ضَعْفِي، وَخُذْ إِلَى الْخَيْرِ بِنَاصِيَتِي، وَاجْعَلِ الْإِسْلاَمَ مُنْتَهَى رِضَايَ .

اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ وَأُشْهِدُ مَلاَئِكَتَكَ وَكَفَى بِكَ شَهِيداً، إِنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ وَخِيَرَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَأَنَّ كُلَّ مَعْبُودٍ مِنْ دُونِ عَرْشِكَ إِلَى قَرَارِ أَرْضِكَ السَّابِعَةِ بَاطِلٌ مَا خَلاَ وَجْهَكَ الْكَرِيمَ، الدَّائِمَ الَّذِي لاَ يَزُولُ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، وَاكْشِفْ مَا بِي مِنْ ضُرٍّ، وَحَوِّلْهُ عَنِّي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ، وَإِنَّكَ تَفْعَلُ مَا تَشَاءُ وَإِنَّ مَيْسُورَ الْعَسِيرِ عَلَيْكَ يَسِيرٌ .

اللَّهُمَّ يَسِّرْ مِنْ أَمْرِي مَا عَسُرَ، وَسَهِّلْ مَا صَعُبَ، وَلَيِّنْ مَا غَلُظَ، وَفَرِّجْ مَا لاَ يُفَرِّجُهُ أَحَدٌ غَيْرُكَ، بِنُورِ وَجْهِكَ الْكَرِيمِ الدَّائِمِ التَّامِّ، وَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَبِحَقِّ الرُّوحَانِيِّينَ الَّذِينَ لا يَفْتُرُونَ إِلاَّ بِتَعْظِيمِ عِزِّ جَلاَلِكَ، وَ بِالثَّنَاءِ عَلَيْكَ، وَلاَ يَبْلُغُونَ مَا أَنْتَ مُسْتَحِقُّهُ مِنْ عَظِيمِ عِزِّكَ وَعُلُوِّ شَأْنَكِ .

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي تَجَلَّيْتَ بِهِ لِلْجَبَلِ فَجَعَلْتَهُ دَكّاً وَخَرَّ

ص: 146

مُوسى صَعِقاً، وَبِالْإِسْمِ الْمَخْزُونِ الْمَكْنُونِ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي فَلَقْتَ بِهِ الْبَحْرَ لِمُوسَى بْنِ عِمْرَانَ فَصَارَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي ذَلَّ لَهُ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ .

وَبِاسْمِكَ الَّذِي وَضَعْتَهُ عَلَى النَّهَارِ فَأَضَاءَ وَعَلَى اللَّيْلِ فَأَظْلَمَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَجْعَلَنِي مِنَ التَّوَّابِينَ الْمُتَطَهِّرِينَ وَتَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ، وَتَغْفِرَ لِوَالِدَيَّ كَما رَبَّيانِي صَغِيراً، وَعَلَّمَانِي كِتَابَكَ وَسُنَّةَ نَبِيِّكَ، وَتُدْخِلَ عَلَيْهِمَا رَأْفَةً مِنْكَ وَرَحْمَةً، وَبَدِّلْ سَيِّئَاتِهِمَا حَسَنَاتٍ وَتَقَبَّلْ مِنْهُمَا مَا أَحْسَنَا، وَتَجَاوَزْ عَنْهُمَا مَا أَسَاءَا، فَإِنَّكَ أَوْلَى بِالْجُودِ، وَاجْعَلْهُمَا مِنَ الَّذِينَ رَضِيتَ عَنْهُمْ، وَأَسْكَنْتَهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمَ بِرَحْمَتِكَ لاَ بِأَعْمَالِهِمْ، تَفَضُّلاً مِنْكَ عَلَيْهِمْ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ وَعِزَّتِكَ وَسُلْطَانِكَ .

يَا مَنْ لَهُ الْحَمْدُ وَلاَ يَنْبَغِي الْحَمْدُ إِلاَّ لَهُ، يَا كَرِيمَ الْإِحْسَانِ، يَا مَنْ يَبْقَى وَ يَفْنَى كُلُّ شَيْ ءٍ، يَا مَنْ يَرَى وَلاَ يُرَى وَهُوَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَى، وَمَنْ هُوَ عَلَى كُلِّ شَيْ ءٍ رَقِيبٌ، وَبِكُلِّ شَيْ ءٍ رَءُوفٌ وَعَلَى كُلِّ شَيْ ءٍ قَابِلٌ شَهِيدٌ، يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ، تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ .

وَأَسْأَلُكَ بِالْإِسْمِ الَّذِي وَضَعْتَ بِهِ الْجِبَالَ عَلَى الْأَرْضِ فَاسْتَقَرَّتْ، وَبِالْإِسْمِ الَّذِي وَضَعْتَهُ عَلَى السَّمَاوَاتِ فَاسْتَقَلَّتْ، أَنْ تُنْجِيَنِي مِنَ النَّارِ، وَتُجِيزَنِي الصِّرَاطَ بِقُدْرَتِكَ، وَوَالِدَيَّ وَحَامَّتِي وَقَرَابَتِي وَجِيرَانِي وَمَنْ أَحَبَّنِي، وَكُلَّ ذِي رَحِمٍ فِي الْإِسْلاَمِ دَخَلَ إِلَيَّ، بِنُورِكَ الَّذِي لاَ يُطْفَأُ، وَبِعِزَّتِكَ الَّتِي لاَ تُرَامُ، وَاكْفِنِي مَا لاَ يَكْفِيهِ أَحَدٌ سِوَاكَ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، وَاسْتُرْنِي بِسَتْرِكَ الْجَمِيلِ، وَعَافِنِي بِقُدْرَتِكَ مِنْ عَذَابِكَ وَعِقَابِكَ .

اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَالِمٌ غَيْرُ مُتَعَلِّمٍ، وَأَنْتَ عَالِمٌ بِحَالِي وَأَمْرِي، فَاجْعَلْ لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ نَصِيباً وَإِلَى كُلِّ خَيْرٍ سَبِيلاً، اللَّهُمَّ وَاجْعَلْ لِي سَهْماً فِي دُعَاءِ مَنْ دَعَاكَ رَجَاءَ الثَّوَابِ مِنْكَ فِي مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ

ص: 147

وَالْمُسْلِمَاتِ، وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَتَقَبَّلْ دُعَاءَهُمْ وَأَعِنْهُمْ عَلَى عَدُوِّكَ وَعَدُوِّهِمْ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلاَ يُقْدَرُ عَلَيْكَ، وَلاَ يَدْفَعُ الْبَلاَءَ غَيْرُكَ .

يَا مَعْرُوفاً بِالْإِحْسَانِ وَالرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ أَنْتَ مُقَلِّبُ الْقُلُوبِ، ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ، وَأَنْتَ مُدَبِّرُ الْإِمُورِ وَأَنْتَ تَخْتَارُ لِعِبَادِكَ، فَاجْعَلْنِي مِمَّنِ اخْتَرْتَهُ لِطَاعَتِكَ، وَأَمِنْتَهُ مِنَ عَذَابِكَ يَوْمَ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ، وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ .

وَاخْتَرْنِي وَاخْتَرْ وُلْدِي فَقَدْ خَلَقْتَهُمْ فَأَحْسَنْتَ، وَرَزَقْتَ فَأَفْضَلْتَ، فَتَمِّمْ نِعْمَتَكَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَهْلِ عِنَايَتِي، وَأَوْسِعْ عَلَيْنَا فِي رِزْقِكَ، وَلاَ تُشْمِتْ بِنَا عَدُوّاً وَلاَ حَاسِداً، وَ لاَ بَاغِياً وَلاَ طَاغِياً، وَاحْرُسْنَا بِعَيْنِكَ الَّتِي لاَ تَنَامُ.

اللَّهُمَّ هَذَا الدُّعَاءُ وَعَلَيْكَ الْإِجَابَةُ، وَأَنْتَ الْمُسْتَعَانُ وَعَلَيْكَ التَّكِلاَنُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِكَ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ، وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً، وَحَسْبُنَا اللَّهِ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ .(1)

[ 10 ]

ومن الدّعوات في يوم الغدير :

اللَّهُمَّ بِنُورِكَ اهْتَدَيْتُ، وَبِفَضْلِكَ اسْتَغْنَيْتُ، وَقُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ : « وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً »، وَقُلْتَ : « ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُمْ »، وَقُلْتَ : « وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ » .

اللَّهُمَّ فَإِنِّي أَسْأَلُكَ وَأُشْهِدُكَ وَأُشْهِدُ مَلاَئِكَتَكَ أَنَّكَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ نَبِيِّي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه، وَأَنَّ عَلِيّاً أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَوْلاَيَ وَوَلِيِّي عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلاَمُ، أَسْأَلُكَ أَنْ تَغْفِرَ لِي فِي هَذَا الْيَوْمِ، وَفِي هَذَا الْوَقْتِ، مَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِي وَتُصْلِحَنِي فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِي .

اللَّهُمَّ إِيمَاناً بِكَ وَتَصْدِيقاً بِوَعْدِكَ، حَتَّى أَكُونَ عَلَى النَّهْجِ الَّذِي تَرْضَاهُ، وَالطَّرِيقِ الَّذِي تُحِبُّهُ، فَإِنَّكَ عُدَّتِي عِنْدَ شِدَّتِي وَوَلِيُّ نِعْمَتِي .

ص: 148


1- السيد إبن طاووس، الاقبال، ج 2، ص 289 .

للَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ نَفْحَةً مِنْ نَفَحَاتِكَ كَرِيمَةً تُلِمُّ بِهَا شَعَثِي، وَتُصْلِحُ بِهَا شَأْنِي، وَتُوَسِّعُ بِهَا رِزْقِي، وَتَقْضِي بِهَا دَيْنِي، وَتُعِينُنِي بِهَا عَلَى جَمِيعِ أُمُورِي، فَإِنَّكَ عِنْدَ شِدَّتِي، فَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُصْلِحَ لِي أَحْوَالَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ .

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَلَمْ يَسْأَلِ السَّائِلُونَ أَكْرَمَ مِنْكَ، وَأَطْلُبُ إِلَيْكَ وَلَمْ يَطْلُبِ الطَّالِبُونَ إِلَى أَحَدٍ أَجْوَدَ مِنْكَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُبَلِّغَنِي فِي هَذَا الْيَوْمِ أُمْنِيَّةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ فَارِجَ الْغَمِّ وَمُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ، اللَّهُمَّ فَارِجَ الْغَمِّ إِنِّي مَغْمُومٌ فَفَرِّجْ عَنِّي، اللَّهُمَّ إِنِّي مَهْمُومٌ فَاكْشِفْ هَمِّي .

اللَّهُمَّ إِنِّي مُضْطَرٌّ فَسَهِّلْ لِي، اللَّهُمَّ إِنِّي مَدْيُونٌ فَاقْضِ دَيْنِي، اللَّهُمَّ إِنِّي ضَعِيفٌ فَقَوِّ ضَعْفِي، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ رِزْقِكَ رِزْقاً وَاسِعاً حَلاَلاً طَيِّباً، أَسْتَعِينُ بِهِ وَأَعِيشُ بِهِ بَيْنَ خَلْقِكَ، رِزْقاً مِنْ عِنْدِكَ لاَ أَبْذُلُ فِيهِ وَجْهِي لِأَحَدٍ مِنْ عِبَادِكَ، أَنْتَ حَسْبِي وَنِعْمَ الْوَكِيلُ .

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَمَا وَلَدَا وَأَهْلِ قَرَابَتِي وَإِخْوَانِي مَنْ عَرَفْتُ وَمَنْ لَمْ أَعْرِفْ، اللَّهُمَّ اجْزِهِمْ بِأَحْسَنِ أَعْمَالِهِمْ وَأَوْصِلْ إِلَيْهِمُ الرَّحْمَةَ وَالسُّرُورَ، وَاحْشُرْهُمْ مَعَ رَسُولِكَ وَأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَأَوْلِيَائِهِمْ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ .

اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ، وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَسَلَّمَ .(1)

[ 11 ]

ومن الدعوات في يوم الغدير :

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ وَعَلِيٍّ وَلِيِّكَ، وَالشَّأْنِ وَالْقَدْرِ الَّذِي خَصَصْتَهُمَا بِهِ دُونَ خَلْقِكَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَأَنْ تَبْدَأَ بِهِمَا فِي كُلِّ خَيْرٍ عَاجِلٍ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الْأَئِمَّةِ الْقَادَةِ، وَالدُّعَاةِ السَّادَةِ، وَالنُّجُومِ الزَّاهِرَةِ، وَالْأَعْلاَمِ الْبَاهِرَةِ، وَسَاسَةِ

ص: 149


1- السيد إبن طاووس، الإقبال، ج 2، ص 303 .

الْعِبَادِ، وَأَرْكَانِ الْبِلاَدِ، وَالنَّاقَةِ الْمُرْسَلَةِ، وَالسَّفِينَةِ النَّاجِيَةِ الْجَارِيَةِ فِي اللُّجَجِ الْغَامِرَةِ .

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، خُزَّانِ عِلْمِكَ وَأَرْكَانِ تَوْحِيدِكَ، وَدَعَائِمِ دِينِكَ وَمَعَادِنِ كَرَامَتِكَ وَصَفْوَتِكَ مِنْ بَرِيَّتِكَ، وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، الْأَتْقِيَاءِ النُّجَبَاءِ الْأَبْرَارِ، وَالْبَابِ الْمُبْتَلَى بِهِ النَّاسُ، مَنْ أَتَاهُ نَجَا وَمَنْ أَبَاهُ هَوَى .

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، أَهْلِ الذِّكْرِ الَّذِينَ أَمَرْتَ بِمَسْأَلَتِهِمْ، وَذَوِي الْقُرْبَى الَّذِينَ أَمَرْتَ بِمَوَدَّتِهِمْ، وَفَرَضْتَ حَقَّهُمْ، وَجَعَلْتَ الْجَنَّةَ مَعَادَ مَنِ اقْتَفَى آثَارَهُمْ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَمَا أَمَرُوا بِطَاعَتِكَ، وَنَهَوْا عَنْ مَعْصِيَتِكَ، وَدَلُّوا عِبَادَكَ عَلَى وَحْدَانِيَّتِكَ .

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ وَنَجِيبِكَ وَصِفْوَتِكَ وَأَمِينِكَ وَرَسُولِكَ إِلَى خَلْقِكَ، وَبِحَقِّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَيَعْسُوبِ الدِّينِ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ، الْوَصِيِّ الْوَفِيِّ، وَالصِّدِّيقِ الْأَكْبَرِ، وَالْفَارُوقِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ وَالشَّاهِدِ لَكَ، وَالدَّالِّ عَلَيْكَ، وَالصَّادِعِ بِأَمْرِكَ، وَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِكَ، لَمْ تَأْخُذْهُ فِيكَ لَوْمَةُ لاَئِمٍ .

أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَجْعَلَنِي فِي هَذَا الْيَوْمِ الَّذِي عَقَدْتَ فِيهِ لِوَلِيِّكَ الْعَهْدَ فِي أَعْنَاقِ خَلْقِكَ وَأَكْمَلْتَ لَهُمُ الدِّينَ مِنَ الْعَارِفِينَ بِحُرْمَتِهِ وَالْمُقِرِّينَ بِفَضْلِهِ، مِنْ عُتَقَائِكَ وَطُلَقَائِكَ مِنَ النَّارِ، وَلاَ تُشْمِتْ بِي حَاسِدِي النِّعَمِ .

اللَّهُمَّ فَكَمَا جَعَلْتَهُ عِيدَكَ الْأَكْبَرَ وَسَمَّيْتَهُ فِي السَّمَاءِ يَوْمَ الْعَهْدِ الْمَعْهُودِ، وَفِي الْأَرْضِ يَوْمَ الْمِيثَاقِ الْمَأْخُوذِ، وَالْجَمْعِ الْمَسْئُولِ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَقْرِرْ بِهِ عُيُونَنَا، وَاجْمَعْ بِهِ شَمْلَنَا، وَلاَ تُضِلَّنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، وَاجْعَلْنَا لِأَنْعُمِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

الْحَمْدُ للَّهِِ الَّذِي عَرَّفَنَا فَضْلَ هَذَا الْيَوْمِ، وَبَصَّرَنَا حُرْمَتَهُ، وَكَرَّمَنَا بِهِ، وَشَرَّفَنَا بِمَعْرِفَتِهِ، وَهَدَانَا بِنُورِهِ، يَا رَسُولَ اللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْكُمَا وَعَلَى عِتْرَتِكُمَا وَعَلَى مُحِبِّيكُمَا مِنِّي أَفْضَلُ السَّلاَمِ، مَا بَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَبِكُمَا أَتَوَجَّهُ إِلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمَا فِي نَجَاحِ طَلِبَتِي وَقَضَاءِ حَوَائِجِي وَتَيْسِيرِ

ص: 150

أُمُورِي .

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَلْعَنَ مَنْ جَحَدَ حَقَّ هَذَا الْيَوْمِ وَأَنْكَرَ حُرْمَتَهُ، فَصَدَّ عَنْ سَبِيلِكَ لِإِطْفَاءِ نُورِكَ، فَأَبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَه .

اللَّهُمَّ فَرِّجْ عَنْ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ، وَاكْشِفْ عَنْهُمْ وَبِهِمْ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ الْكُرُبَاتِ، اللَّهُمَّ امْلَإِ الْأَرْضَ بِهِمْ عَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً، وَأَنْجِزْ لَهُمْ مَا وَعَدْتَهُمْ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ .(1)

× × ×

خطبة الأمير عليه السلام فى يوم الغدير

روى شيخ الطائفة المحقّة، أبوجعفر محمّد بن الحسن الطوسي، باسناده، عن الفياض بن محمّد بن عمر الطرسوسي، أنه شهد أباالحسن علىّ بن موسى الرّضا عليهما السلام في يوم الغدير وبحضرته جماعة من خاصّته قد أحتبسهم للإفطار وقد قدّم إلى منازلهم الطّعام والبرّ والصّلات والكسوة حتّى الخواتيم والنّعال وقد غيّر من أحوالهم وأحوال حاشيته وجُددّت له آلة غير الآلة الّتي جرى الرّسم بابتذالها قبل يومه وهو يذكر فضل اليوم وقدمه فكان من قوله عليه السلام : حدّثني الهادي أبي قال : حدّثني جدّي الصّادق قال : حدّثني الباقر قال : حدّثني سيّد العابدين قال : حدّثني أبي الحسين قال : أتّفق في بعض سني أميرالمؤمنين عليه السلام الجمعة والغدير، فصعد المنبر على خمس ساعات من نهار ذلك اليوم .

فحمداللَّه وأثنى عليه حمداً لم يسمع بمثله وأثنى عليه ثنآء لم يتوجّه إليه غيره فكان ما حفظ من ذلك :

نصّ خطبة الأمير عليه السلام فى يوم الغدير

الْحَمْدُ للَّهِِ الَّذِي جَعَلَ الْحَمْدَ مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ مِنْهُ إِلَى حَامِدِيهِ طَرِيقاً مِنْ طُرُقِ الاِعْتِرَافِ بِلاَهُوتِيَّتِهِ وَصَمَدَانِيَّتِهِ وَرَبَّانِيَّتِهِ وَفَرْدَانِيَّتِهِ، وَسَبَباً إِلَى الْمَزِيدِ مِنْ رَحْمَتِهِ، وَمَحَجَّةً لِلطَّالِبِ مِنْ فَضْلِهِ، وَكَمَّنَ فِي إِبْطَانِ اللَّفْظِ حَقِيقَةَ الاِعْتِرَافِ لَهُ بِأَنَّهُ الْمُنْعِمُ عَلَى كُلِّ حَمْدٍ بِاللَّفْظِ وَإِنْ عَظُمَ .

وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ

ص: 151


1- السيد إبن طاووس، الإقبال، ج 2، ص 303 .

اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ شَهَادَةً نُزِعَتْ عَنْ إِخْلاَصِ الطَّوِيِّ وَنُطْقُ اللِّسَانِ بِهَا عِبَارَةٌ عَنْ صِدْقٍ خَفِيٍّ، أَنَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِي ءُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ ءٌ إِذْ كَانَ الشَّيْ ءُ مِنْ مَشِيَّتِهِ، فَكَانَ لاَ يُشْبِهُهُ مُكَوَّنُه .

وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اسْتَخْلَصَهُ فِي الْقِدَمِ عَلَى سَائِرِ الْأُمَمِ، عَلَى عِلْمٍ مِنْهُ بِهِ انْفَرَدَ عَنِ التَّشَاكُلِ وَالتَّمَاثُلِ مِنْ أَبْنَاءِ الْجِنْسِ، وَاْنْتَجَبَهُ آمِراً وَنَاهِياً عَنْهُ، أَقَامَهُ فِي سَائِرِ عَالَمِهِ فِي الْأَدَاءِ مَقَامَهُ، إِذْ كَانَ لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَلاَ تَحْوِيهِ خَوَاطِرُ الْأَفْكَارِ، وَلاَ تُمَثِّلُهُ غَوَامِضُ الظِّنَنِ فِي الْأَسْرَارِ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْجَبَّارُ .

قَرَنَ الاِعْتِرَافَ بِنُبُوَّتِهِ بِالاِعْتِرَافِ بِلاَهُوتِيَّتِهِ، وَاخْتَصَّهُ مِنْ تَكْرِمَتِهِ بِمَا لَمْ يَلْحَقْهُ فِيهِ أَحَدٌ مِنْ بَرِيَّتِهِ، فَهُوَ أَهْلُ ذَلِكَ بِخَاصَّتِهِ وَخَلَّتِهِ، إِذْ لاَ يَخْتَصُّ مَنْ يَشُوبُهُ التَّغْيِيرُ وَلاَ يُخَالِلُ مَنْ يَلْحَقُهُ التَّظْنِينُ .

وَأَمَرَ بِالصَّلاَةِ عَلَيْهِ مَزِيداً فِي تَكْرِمَتِهِ، وَتَطْرِيقاً لِلدَّاعِي إِلَى إِجَابَتِهِ، فَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَكَرَّمَ وَ شَرَّفَ وَعَظَّمَ مَزِيداً لاَ يَلْحَقُهُ التَّنْفِيدُ وَلاَ يَنْقَطِعُ عَلَى التَّأْبِيدِ .

وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى اخْتَصَّ لِنَفْسِهِ بَعْدَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه مِنْ بَرِيَّتِهِ، خَاصَّةً عَلاَّهُمْ بِتَعْلِيَتِهِ وَسَمَا بِهِمْ إِلَى رُتْبَتِهِ، وَجَعَلَهُمُ الدُّعَاةَ بِالْحَقِّ إِلَيْهِ، وَالْأَدِلاَّءَ بِالْإِرْشَادِ عَلَيْهِ، لِقَرْنٍ قَرْنٍ وَزَمَنٍ زَمَنٍ .

أَنْشَأَهُمْ فِي الْقِدَمِ قَبْلَ كُلِّ مَذْرُوٍّ وَمَبْرُوٍّ أَنْوَاراً أَنْطَقَهَا بِتَحْمِيدِهِ، وَأَلْهَمَهَا شُكْرَهُ وَتَمْجِيدَهُ، وَجَعَلَهَا الْحُجَجَ عَلَى كُلِّ مُعْتَرِفٍ لَهُ بِمَلَكَةِ الرُّبُوبِيَّةِ وَسُلْطَانِ الْعُبُودِيَّةِ وَاسْتَنْطَقَ بِهَا الْخَرَسَاتِ بِأَنْوَاعِ اللُّغَاتِ، بُخُوعاً لَهُ، فَإِنَّهُ فَاطِرُ الْأَرَضِينَ وَالسَّمَاوَاتِ .

وَأَشْهَدَهُمْ خَلْقَهُ وَوَلاَّهُمْ مَا شَاءَ مِنْ أَمْرِهِ، جَعَلَهُمْ تَرَاجِمَةَ مَشِيَّتِهِ وَأَلْسُنَ إِرَادَتِهِ، عَبِيداً « لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ × يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ » يَحْكُمُونَ

ص: 152

بِأَحْكَامِهِ وَيَسُنُّونَ سُنَّتَهُ وَيَعْتَمِدُونَ حُدُودَهُ وَيُؤَدُّونَ فَرْضَهُ، وَ لَمْ يَدَعِ الْخَلْقَ فِي بُهَمٍ صُمًّاءَ وَلاَ فِي عَميَاءَ بُكْمًا، بَلْ جَعَلَ لَهُمْ عَقُولاً مَازَجَتْ شَوَاهِدَهُمْ وَتَفَرَّقَتْ فِي هَيَاكِلِهِمْ، وَحَقَّقَهَا فِي نُفُوسِهِمْ وَاسْتَعْبَدَ لَهَا حَوَاسَّهُمْ، فَقَرَّرَ بِهَا عَلَى أَسْمَاعٍ وَنَوَاظِرَ وَأَفْكَارٍ وَخَوَاطِرَ، أَلْزَمَهُمْ بِهَا حُجَّتَهُ وَأَرَاهُمْ بِهَا مَحَجَّتَهُ وَأَنْطَقَهُمْ عَمَّا تَشْهَدُ بِأَلْسُنٍ ذَرِبَةٍ بِمَا قَامَ فِيهَا مِنْ قُدْرَتِهِ وَحِكْمَتِهِ وَبَيَّنَ عِنْدَهُمْ بِهَا « لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ » بَصِيرٌ شَاهِدٌ خَبِيرٌ .

ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَمَعَ لَكُمْ مَعْشَرَ الْمُؤْمِنِينَ، فِي هَذَا الْيَوْمِ عِيدَيْنِ عَظِيمَيْنِ كَبِيرَيْنِ، لاَ يَقُومُ أَحَدُهُمَا إِلاَّ بِصَاحِبِهِ، لِيُكْمِلَ عِنْدَكُمْ جَمِيلَ صَنِيعَتِهِ وَيَقِفَكُمْ عَلَى طَرِيقِ رُشْدِهِ وَيَقْفُوَ بِكُمْ آثَارَ الْمُسْتَضِيئِينَ بِنُورِ هِدَايَتِهِ وَيَشْمِلَكُمْ مِنْهَاجَ قَصْدِهِ وَيُوَفِّرَ عَلَيْكُمْ هَنِي ءَ رِفْدِه .

فَجَعَلَ الْجُمُعَةَ مَجْمَعاً نَدَبَ إِلَيْهِ لِتَطْهِيرِ مَا كَانَ قَبْلَهُ وَغَسْلِ مَا ] كَانَ [أَوْ قَعَتْهُ مَكَاسِبُ السَّوْءِ مِنْ مِثْلِهِ إِلَى مِثْلِهِ، وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ وَتِبْيَانَ خَشْيَةِ الْمُتَّقِينَ، وَوَهَبَ مِنْ ثَوَابِ الْأَعْمَالِ فِيهِ أَضْعَافَ مَا وَهَبَ لِأَهْلِ طَاعَتِهِ فِي الْأَيَّامِ قَبْلَهُ، وَجَعَلَهُ لاَ يَتِمُّ إِلاَّ بِالاِيْتِمَارِ لِمَا أَمَرَ بِهِ وَالاِنْتِهَاءِ عَمَّا نَهَى عَنْهُ وَالْبُخُوعِ بِطَاعَتِهِ فِيمَا حَثَّ عَلَيْهِ وَنَدَبَ إِلَيْهِ فَلاَ يَقْبَلُ تَوْحِيدَهُ إِلاَّ بِالاِعْتِرَافِ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه بِنُبُوَّتِهِ، وَلاَ يَقْبَلُ دِيناً إِلاَّ بِوَلاَيَةِ مَنْ أَمَرَ بِوَلاَيَتِهِ، وَلاَ تَنْتَظِمُ أَسْبَابُ طَاعَتِهِ إِلاَّ بِالتَّمَسُّكِ بِعِصَمِهِ وَعِصَمِ أَهْلِ وَلاَيَتِه .

فَأَنْزَلَ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه فِي يَوْمِ الدَّوْحِ مَا بَيَّنَ بِهِ عَنْ إِرَادَاتِهِ فِي خُلَصَائِهِ وَذَوِي اجْتِبَائِهِ، وَأَمَرَهُ بِالْبَلاَغِ وَتَرْكِ الْحَفْلِ بِأَهْلِ الزَّيْغِ وَالنِّفَاقِ، وَضَمِنَ لَهُ عِصْمَتَهُ مِنْهُمْ، وَكَشَفَ مِنْ خَبَايَا أَهْلِ الرَّيْبِ وَضَمَائِرِ أَهْلِ الاِرْتِدَادِ، مَا رَمَزَ فِيهِ، فَعَقَلَهُ الْمُؤْمِنُ وَالْمُنَافِقُ، فَأَعَزَّ مُعِزٌّ

ص: 153

وَثَبَتَ عَلَى الْحَقِّ ثَابِتٌ، وَازْدَادَتْ جَهَالَةُ الْمُنَافِقِ وَحَمِيَّةُ الْمَارِقِ وَوَقَعَ الْعَضُّ عَلَى النَّوَاجِدِ وَالْغَمْزُ عَلَى السَّوَاعِدِ، وَنَطَقَ نَاطِقٌ وَنَعَقَ نَاعِقٌ وَنَشِقَ نَاشِقٌ، وَاسْتَمَرَّ عَلَى مَا رِقِيَّتِهِ مَارِقٌ وَوَقَعَ الْإِذْعَانُ مِنْ طَائِفَةٍ بِاللِّسَانِ دُونَ حَقَائِقِ الْإِيمَانِ وَمِنْ طَائِفَةٍ بِاللِّسَانِ وَصِدْقِ الْإِيمَانِ، وَكَمَّلَ اللَّهُ دِينَهُ وَأَقَرَّ عَيْنَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُتَابِعِينَ، وَكَانَ مَا قَدْ شَهِدَهُ بَعْضُكُمْ وَبَلَغَ بَعْضَكُمْ، وَتَمَّتْ كَلِمَةُ اللَّهِ الْحُسْنَى الصَّابِرِينَ وَدَمَّرَ اللَّهُ مَا صَنَعَ فِرْعَوْنُ وَهَامَانُ وَقَارُونُ وَجُنُودُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ .

وَبَقِيَتْ حُثَالَةٌ مِنَ الضُّلاَّلِ لاَ يَأْلُونَ النَّاسَ خَبَالاً، يَقْصِدُهُمُ اللَّهُ فِي دِيَارِهِمْ وَيَمْحُو اللَّهُ آثَارَهُمْ وَيَبِيدُ مَعَالِمَهُمْ وَيُعَقِّبُهُمْ عَنْ قُرْبِ الْحَسَرَاتِ، وَيُلْحِقُهُمْ بِمَنْ بَسَطَ أَكُفَّهُمْ وَمَدَّ أَعْنَاقَهُمْ وَمَكَّنَهُمْ مِنْ دِينِ اللَّهِ حَتَّى بَدَّلُوهُ وَمِنْ حُكْمِهِ حَتَّى غَيَّرُوهُ وَسَيَأْتِي نَصْرُ اللَّهِ عَلَى عَدُوِّهِ لِحِينِهِ وَاللَّهُ لَطِيفٌ خَبِيرٌ، وَفِي دُونِ مَا سَمِعْتُمْ كِفَايَةٌ وَبَلاَغٌ فَتَأَمَّلُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ مَا نَدَبَكُمُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَحَثَّكُمْ عَلَيْهِ وَاقْصِدُوا شَرْعَهُ وَاسْلُكُوا نَهْجَهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِه .

إِنَّ هَذَا يَوْمٌ عَظِيمُ الشَّأْنِ، فِيهِ وَقَعَ الْفَرَجُ وَرُفِعَتِ الدَّرَجُ وَوَضَحَتِ الْحُجَجُ، وَهُوَ يَوْمُ الْإِيضَاحِ وَالْإِفْصَاحِ عَنِ الْمَقَامِ الصُّرَاحِ، وَيَوْمُ كَمَالِ الدِّينِ، وَيَوْمُ الْعَهْدِ الْمَعْهُودِ، وَيَوْمُ الشَّاهِدِ وَالْمَشْهُودِ، وَيَوْمُ تِبْيَانِ الْعُقُودِ عَنِ النِّفَاقِ وَالْجُحُودِ، وَيَوْمُ الْبَيَانِ عَنْ حَقَائِقِ الْإِيمَانِ، وَيَوْمُ دَحْرِ الشَّيْطَانِ، وَيَوْمُ الْبُرْهَانِ، هذا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ، هَذَا يَوْمُ الْمَلَإِ الْأَعْلَى الَّذِي أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ، هَذَا يَوْمُ الْإِرْشَادِ، وَيَوْمُ مِحْنَةِ الْعِبَادِ، وَيَوْمُ الدَّلِيلِ عَلَى الْرُوَّادِ، هَذَا يَوْمُ إِبْدَاءِ خَفَايَا الصُّدُورِ وَمُضْمَرَاتِ الْأُمُورِ، هَذَا يَوْمُ النُّصُوصِ عَلَى أَهْلِ الْخُصُوصِ، هَذَا يَوْمُ شَيْثٍ، هَذَا يَوْمُ إِدْرِيسَ، هَذَا يَوْمُ يُوشَعَ، هَذَا يَوْمُ شَمْعُونَ، هَذَا يَوْمُ الْأَمْنِ وَالْمَأْمُونِ، هَذَا يَوْمُ إِظْهَارِ الْمَصُونِ مِنَ الْمَكْنُونِ، هَذَا يَوْمُ إِبْلآءِ

ص: 154

السَّرَائِرِ .

فلم يزل عليه السلام يقول هذا يومٌ هذا يومٌ :

فَرَاقِبُوا اللَّهَ عَزَّوَجَلَّ واتَّقُوهُ وَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوهُ وَاحْذَرُوا الْمَكْرَ وَلاَ تُخَادِعُوهُ، وَفَتِّشُوا ضَمَائِرَكُمْ وَلاَ تُوَارِبُوهُ، وَتَقَرَّبُوا إِلَى اللَّهِ بِتَوْحِيدِهِ وَطَاعَةِ مَنْ أَمَرَكُمْ أَنْ تُطِيعُوهُ، وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ، وَلاَ يَجْنَحْ بِكُمُ الْغَيُّ فَتَضِلُّوا عَنْ سَبِيلِ الرَّشَادِ بِاتِّبَاعِ أُولَئِكَ الَّذِينَ ضَلُّوا وَأَضَلُّوا .

قَالَ اللَّهُ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ فِي طَائِفَةٍ ذَكَرَهُمْ بِالذَّمِّ فِي كِتَابِهِ « إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا، فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ، رَبَّنا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً » وَقَالَ تَعَالَى : « وَإِذْ يَتَحاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً » ؛ « فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذابِ اللَّهِ مِنْ شَيْ ءٍ قالُوا لَوْ هَدانَا اللَّهُ لَهَدَيْناكُمْ » .

أَفَتَدْرُونَ الاِسْتِكْبَارَ مَا هُوَ، هُوَ تَرْكُ الطَّاعَةِ لِمَنْ أُمِرُوا بِطَاعَتِهِ وَالتَّرَفُّعُ عَلَى مَنْ نُدِبُوا إِلَى مُتَابَعَتِهِ، وَالْقُرْآنُ يَنْطِقُ مِنْ هَذَا عَنْ كَثِيرٍ إِنْ تَدَبَّرَهُ مُتَدَبِّرٌ زَجَرَهُ وَوَعَظَهُ، وَاعْلَمُوا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ : « إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ » .

أَتَدْرُونَ مَا سَبِيلُ اللَّهِ وَمَنْ سَبِيلُهُ ؟ وَمَنْ صِرَاطُ اللَّهِ وَمَنْ طَرِيقُهُ ؟ أَنَا صِرَاطُ اللَّهِ الَّذِي مَنْ لَمْ يَسْلُكْهُ بِطَاعَةِ اللَّهِ فِيهِ هُوِيَ بِهِ إِلَى النَّارِ، وَأَنَا سَبِيلُهُ الَّذِي نَصَبَنِي لِلاِتِّبَاعِ بَعْدَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه، أَنَا قَسِيمُ الجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَأَنَا حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى الْفُجَّارِ وَنُورُ الْأَنْوَارِ، فَانْتَبِهُوا مِنْ رَقْدَةِ الْغَفْلَةِ وَبَادِرُوا بِالْعَمَلِ قَبْلَ حُلُولِ الْأَجَلِ، وَسابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ قَبْلَ أَنْ يُضْرَبَ بِالسُّورِ بِبَاطِنِ الرَّحْمَةِ، وَظَاهِرِ الْعَذَابِ، فَتُنَادُونَ فَلاَ يُسْمَعُ نِدَاؤُكُمْ، وَتَضِجُّونَ فَلاَ يُحْفَلُ بِضَجِيجِكُمْ، وَقَبْلَ أَنْ تَسْتَغِيثُوا فَلاَ تُغَاثُوا .

سَارِعُوا إِلَى الطَّاعَاتِ قَبْلَ

ص: 155

فَوْتِ الْأَوْقَاتِ، فَكَأَنْ قَدْ جَاءَكُمْ هَادِمُ اللَّذَّاتِ، فَلاَ مَنَاصَ نَجَاءٍ وَلاَ مَحِيصَ تَخْلِيصٍ، عُودُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ بَعْدَ انْقِضَاءِ مَجْمَعِكُمْ، بِالتَّوْسِعَةِ عَلَى عِيَالِكُمْ وَالْبِرِّ بِإِخْوَانِكُمْ وَالشُّكْرِ للَّهِِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى مَا مَنَحَكُمْ، وَاجْمَعُوا يَجْمَعِ اللَّهُ شَمْلَكُمْ، وَتَبَارُّوا يَصِلِ اللَّهُ أُلْفَتَكُمْ، وَتَهَانُوا نِعَمَ اللَّهِ كَمَا مَنَّاكُمْ بِالثَّوَابِ فِيهِ عَلَى أَضْعَافِ الْأَعْيَادِ قَبْلَهُ وَبَعْدَهُ إِلاَّ فِي مِثْلِهِ، وَالْبِرُّ فِيهِ يُثْمِرُ الْمَالَ وَيَزِيدُ فِي الْعُمُرِ، وَالتَّعَاطُفُ فِيهِ يَقْتَضِي رَحْمَةَ اللَّهِ وَعَطْفَهُ وَهَيِّؤُا لِإِخْوَانِكُمْ وَعِيَالِكُمْ عَنْ فَضْلِهِ بِالْجَهْدِ مِنْ جُودِكُمْ وَبِمَا تَنَالُهُ الْقُدْرَةُ مِنِ اسْتِطَاعَتِكُمْ، وَأَظْهِرُوا الْبُشْرَ فِيمَا بَيْنَكُمْ وَالسُّرُورَ فِي مُلاَقَاتِكُمْ، وَالْحَمْدَ للَّهِِ عَلَى مَا مَنَحَكُمْ وَعُودُوا بِالْمَزِيدِ مِنَ الْخَيْرِ عَلَى أَهْلِ التَّأْمِيلِ لَكُمْ، وَسَاوُوا بِكُمْ ضُعَفَاءَكُمْ فِي مَآكِلِكُمْ وَمَا تَنَالُهُ الْقُدْرَةُ مِنِ اسْتِطَاعَتِكُمْ وَعَلَى حَسَبِ إِمْكَانِكُمْ، فَالدِّرْهَمُ فِيهِ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَالْمَزِيدُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ .

وَصَوْمُ هَذَا الْيَوْمِ مِمَّا نَدَبَ اللَّهُ إِلَيْهِ وَجَعَلَ الْجَزَاءَ الْعَظِيمَ كَفَالَةً عَنْهُ، حَتَّى لَوْ تَعَبَّدَ لَهُ عَبْدٌ مِنَ الْعَبِيدِ فِي الشَّبِيبَةِ مِنِ ابْتِدَاءِ الدُّنْيَا إِلَى تَقَضِّيهَا صَائِماً نَهَارُهَا قَائِماً لَيْلُهَا، إِذَا أَخْلَصَ الْمُخْلِصُ فِي صَوْمِهِ لَقَصُرَتْ إِلَيْهِ أَيَّامُ الدُّنْيَا عَنْ كِفَايَتِه .

وَمَنْ أَسْعَفَ أَخَاهُ مُبْتَدِئاً وَبَرَّهُ رَاغِباً فَلَهُ كَأَجْرِ مَنْ صَامَ هَذَا الْيَوْمَ وَقَامَ لَيْلَتَهُ وَمَنْ فَطَّرَ مُؤْمِناً فِي لَيْلَتِهِ فَكَأَنَّمَا فَطَّرَ فِئَاماً وَفِئَاماً . يَعُدُّهَا بِيَدِهِ عَشَرَةً .

فَنَهَضَ نَاهِضٌ فَقَالَ : «يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَمَا الْفِئَامُ ؟» قَالَ : «مِائَةُ أَلْفِ نَبِيٍّ وَصِدِّيقٍ وَشَهِيدٍ» .

فَكَيْفَ بِمَنْ تَكَفَّلَ عَدَداً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَأَنَا ضَمِينُهُ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى الْأَمَانَ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفَقْرِ، وَإِنْ مَاتَ فِي لَيْلَتِهِ أَوْ يَوْمِهِ أَوْ بَعْدَهُ إِلَى مِثْلِهِ مِنْ غَيْرِ ارْتِكَابِ كَبِيرَةٍ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ تَعالى، وَمَنِ اسْتَدَانَ لِإِخْوَانِهِ وَأَعَانَهُمْ فَأَنَا الضَّامِنُ عَلَى اللَّهِ إِنْ

ص: 156

بَقَّاهُ قَضَاهُ وَإِنْ قَبَضَهُ حَمَلَهُ عَنْه .

وَإِذَا تَلاَقَيْتُمْ فَتَصَافَحُوا بِالتَّسْلِيمِ وَتَهَانُوا النِّعْمَةَ فِي هَذَا الْيَوْمِ وَلْيُبَلِّغِ الْحَاضِرُ الْغَائِبَ وَالشَّاهِدُ الْبَائِنَ وَلْيَعُدِ الْغَنِيُّ عَلَى الْفَقِيرِ وَالْقَوِيُّ عَلَى الضَّعِيفِ، أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه بِذَلِك .(1)

ثمّ أخذ صلّى اللَّه عليه وآله في خطبة الجمعة وجعل صلاة جمعته صلاة عيده وأنصرف بولده وشيعته إلى منزل أبي محمّد الحسن بن عليّ عليه السلام بما أعدّ له من طعامه، وانصرف غنيّهم وفقيرهم برفده إلى عياله .

زيارته عليه السلام فى يوم المولد النّبوى

ولادة النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله يوم السّابع عشر من شهر ربيع الأوّل، ويُستحبّ فيه زيارة الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام ، فقد رُوي أنّ جعفر بن محمّد الصّادق عليهما السلام زار أميرالمؤمنين عليه السلام في هذا اليوم بهذه الزّيارة عند طلوع الشمس(2) وعلّمها محمّد بن مسلم الثّقفيّ فقال: إذا أتيت مشهد أميرالمؤمنين )صلوات اللَّه عليه( فاغتسل للزّيارة والبس أنظف ثيابك وشمّ شيئاً من الطّيب وعليك السّكينة والوقار، فإذا وصلت إلى باب السّلام فاستقبل القبلة وكبّر اللَّه ثلاثين تكبيرة وقل:

اَلسَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَى خِيَرَةِ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ، السِّرَاجِ الْمُنِيرِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه . اَلسَّلامُ عَلَى الطُّهْرِ الطَّاهِرِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْعَلَمِ الزَّاهِرِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمَنْصُورِ الْمُؤَيَّدِ، اَلسَّلامُ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ مُحَمَّدٍ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه . اَلسَّلامُ عَلَى أَنْبِيَاءِ اللَّهِ الْمُرْسَلِينَ، وَعِبَادِهِ الصَّالِحِينَ، اَلسَّلامُ عَلَى مَلَائِكَةِ اللَّهِ الْحَافِّينَ بِهذَا الْحَرَمِ، وَبِهذَا الضَّرِيحِ، اَللَّائِذِينَ بِه .

ثمّ ادنُ من القبر وقل:

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَصِيَّ الْأَوْصِيَاءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا عِمَادَ الْأَتْقِيَاءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ الْأَوْلِيَاءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدَ الشُّهَدَاءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا آيَةَ اللَّهِ الْعُظْمَى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا خَامِسَ أَهْلِ الْعَبَاءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا قَائِدَ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ الْأَتْقِيَاءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا

ص: 157


1- الشيخ الطوسي، مصباح المتهجدص 752 .
2- إبن المشهدي، المزار الكبير، ص 205 .

عِصْمَةَ الْأَوْلِيَاءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا زَيْنَ الْمُوَحِّدِينَ النُّجَبَاءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا خَالِصَ الْأَخِلَّاءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَالِدَ الْأَئِمَّةِ الْأُمَنَاءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا صَاحِبَ الْحَوْضِ وَحَامِلَ اللِّوَاءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا قَسِيمَ الْجَنَّةِ وَلَظى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ شُرِّفَتْ بِهِ مَكَّةُ وَمِنَى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بَحْرَ الْعُلُومِ وَكَنَفَ الْفُقَرَاءِ .

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ وُلِدَ فِي الْكَعْبَةِ وَزُوِّجَ فِي السَّمَاءِ بِسَيِّدَةِ النِّسَاءِ، وَكَانَ شُهُودَهُ الْمَلَائِكَةُ الْأَصْفِيَاءُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا مِصْبَاحَ الضِّيَاءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ خَصَّهُ النَّبِيُّ بِجَزِيلِ الْحِبَاءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ بَاتَ عَلَى فِرَاشِ خَاتَمِ الْأَنْبِيَاءِ، وَوَقَاهُ بِنَفْسِهِ شَرَّ الْأَعْدَاءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ رُدَّتْ لَهُ الشَّمْسُ فَسَامَى شَمْعُونَ الصَّفَا، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ أَنْجَى اللَّهُ سَفِينَةَ نُوحٍ بِاسْمِهِ وَاسْمِ أَخِيهِ، حَيْثُ الْتَطَمَ الْمَاءُ حَوْلَهَا وَطَمَى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ تَابَ اللَّهُ بِهِ وَبِأَخِيهِ عَلَى آدَمَ إِذْ غَوى .

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا فُلْكَ النَّجَاةِ الَّذِي مَنْ رَكِبَهُ نَجَا، وَمَنْ تَأَخَّرَ عَنْهُ هَوى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ خَاطَبَ الثُّعْبَانَ وَذِئْبَ الْفَلَا، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَركَاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ عَلَى مَنْ كَفَرَ وَأَنَابَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا إِمَامَ ذَوِي الْأَلْبَابِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَعْدِنَ الْحِكْمَةِ وَفَصْلَ الْخِطَابِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا مِيزَانَ يَوْمِ الْحِسَابِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا فَاصِلَ الْحُكْمِ النَّاطِقَ بِالصَّوَابِ .

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمُتَصَدِّقُ بِالْخَاتَمِ فِي الْمِحْرَابِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ كَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ بِهِ فِي يَوْمِ الْأَحْزَابِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ أَخْلَصَ للَّهِِ الْوَحْدَانِيَّةَ وَأَنَابَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا قَالِعَ بَابِ خَيْبَرَ الصَّيْخُودَ مِنَ الصَّلاَبِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ دَعَاهُ خَيْرُ الْأَنَامِ لِلْمَبِيتِ عَلَى فِرَاشِهِ، فَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لِلْمَنِيَّةِ وَأَجَابَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ لَهُ

ص: 158

طُوبَى وَحُسْنُ مَآبٍ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ عِصْمَةِ الدِّينِ، وَيَا سَيِّدَ السَّادَاتِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا صَاحِبَ الْمُعْجِزَاتِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ نَزَلَتْ فِي فَضْلِهِ سُورَةُ الْعَادِيَاتِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ كُتِبَ اسْمُهُ فِي السَّمَاءِ عَلَى السُّرَادِقَاتِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا مُظْهِرَ الْعَجَائِبِ وَالْآيَاتِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْغَزَوَاتِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا مُخْبِراً بِمَا غَبَرَ وَبِمَا هُوَ آتٍ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا مُخَاطِبَ ذِئْبِ الْفَلَوَاتِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا خَاتِمَ الْحَصَى، وَمُبَيِّنَ الْمُشْكِلَاتِ .

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ عَجِبَتْ مِنْ حَمَلَاتِهِ فِي الْوَغَى مَلَائِكَةُ السَّموَاتِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ نَاجَى الرَّسُولَ فَقَدَّمَ بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاهُ الصَّدَقَاتِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَالِدَ الْأَئِمَّةِ الْبَرَرَةِ السَّادَاتِ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه . اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا تَالِيَ الْمَبْعُوثِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عِلْمِ خَيْرِ مَوْرُوثٍ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدِ الْمُؤْمِنِينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا إِمَامَ الْمُتَّقِينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا غِيَاثَ الْمَكْرُوبِينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا عِصْمَةَ الْمُؤْمِنِينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا مُظْهِرَ الْبَرَاهِينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا طه وَيس، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا حَبْلَ اللَّهِ الْمَتِينِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ تَصَدَّقَ فِي صَلَاتِهِ بِخَاتَمِهِ عَلَى الْمِسْكِينِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا قَالِعَ الصَّخْرَةِ عَنْ فَمِ الْقَلِيبِ، وَمُظْهِرَ الْمَاءِ الْمَعِينِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا عَيْنَ اللَّهِ النَّاظِرَةَ فِي الْعَالَمِينَ، وَيَدَهُ الْبَاسِطَةَ، وَلِسَانَهُ الْمُعَبِّرَ عَنْهُ فِي بَرِيَّتِهِ أَجْمَعِينَ .

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عِلْمِ النَّبِيِّينَ، وَمُسْتَوْدَعَ عِلْمِ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، وَصَاحِبَ لِوَاءِ الْحَمْدِ، وَسَاقِيَ أَوْلِيَائِهِ مِنْ حَوْضِ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا يَعْسُوبَ الدِّينِ، وَقَائِدَ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ، وَوَالِدَ الْأَئِمَّةِ الْمَرْضِيِّينَ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .

اَلسَّلامُ عَلَى اسْمِ اللَّهِ الرَّضِيِّ، وَوَجْهِهِ الْمُضِي ءِ، وَجَنْبِهِ الْقَوِيِّ، وَصِرَاطِهِ السَّوِيِّ . اَلسَّلامُ عَلَى الْإِمَامِ التَّقِيِّ، الْمُخْلِصِ الصَّفِيِّ . اَلسَّلامُ عَلَى الْكَوْكَبِ الدُّرِيِّ، اَلسَّلامُ عَلَى

ص: 159

الْإِمَامِ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيٍّ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .

اَلسَّلامُ عَلَى أَئِمَّةِ الْهُدَى، وَمَصَابِيحِ الدُّجَى، وَأَعْلَامِ التُّقَى، وَمَنَارِ الْهُدَى، وَذَوِي النُّهَى، وَكَهْفِ الْوَرَى، وَالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى، وَالْحُجَّةِ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه . اَلسَّلامُ عَلَى نُورِ الْأَنْوَارِ، وحُجَجِ الْجَبَّارِ، وَوَالِدِ الْأَئِمَّةِ الْأَطْهَارِ، وَقَسِيمِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، اَلْمُخْبِرِ عَنِ الْآثَارِ، اَلْمُدمِّرِ عَلَى الْكُفَّارِ، مُسْتَنْقِذِ الشِّيعَةِ الْمُخْلِصِينَ مِنْ عَظِيمِ الْأَوْزَارِ .

اَلسَّلامُ عَلَى الْمَخْصُوصِ بِالطَّاهِرَةِ التَّقِيَّةِ اِبْنَةِ الْمُخْتَارِ، اَلْمَوْلُودِ فِي الْبَيْتِ ذِي الْأَسْتَارِ، اَلْمُزَوَّجِ فِي السَّمَاءِ بِالْبَرَّةِ الطَّاهِرَةِ الرَّضِيَّةِ الْمَرْضِيَّةِ ابْنَةِ خَيْرِ الْأَطْهَارِ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه . اَلسَّلامُ عَلَى النَّبَأِ الْعَظِيمِ، الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ، وَعَلَيْهِ يُعْرَضُونَ، وَعَنْهُ يُسْأَلُونَ . اَلسَّلامُ عَلَى نُورِ اللَّهِ الْأَنْوَرِ، وَضِيَائِهِ الْأَزْهَرِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللَّهِ وَحُجَّتَهُ، وَخَالِصَةَ اللَّهِ وَخَاصَّتَهُ، أَشْهَدُ ] أَنَّكَ [يَا وَلِيَّ اللَّهِ وَوَلِىَّ رَسُولِهِ لَقَدْ جَاهَدْتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ، وَاتَّبَعْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَحَلَّلْتَ حَلَالَ اللَّهِ، وَحَرَّمْتَ حَرَامَ اللَّهِ، وَشَرَعْتَ أَحْكَامَهُ، وَأَقَمْتَ الصَّلَاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَجَاهَدْتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ صَابِراً نَاصِحاً مُجْتَهِداً، مُحْتَسِباً عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمَ الْأَجْرِ حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ، فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ دَفَعَكَ عَنْ ، مَقَامِكَ وَأَزَالَكَ عَنْ مَرَاتِبِكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضِيَ بِهِ، ] أُشْهِدُ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَنْبِيَاءَهُ وَرُسُلَهُ أَنِّي وَلِيٌّ لِمَنْ وَالَاكَ، وَعَدُوٌّ لِمَنْ عَادَاكَ . اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ [. أَنَا إِلَى اللَّهِ مِنْ أَعْدَائِكَ بَرَاءٌ .

ثمّ انكبّ عليه السلام على القبر فقبّله وقال:

أَشْهَدُ أَنَّكَ تَسْمَعُ كَلَامِي، وَتَشْهَدُ مَقَامِي، وَأَشْهَدُ لَكَ يَا وَلِيَّ اللَّهِ بِالْبَلَاغِ وَالْأَدَاءِ، يَا مَوْلَايَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ، يَا أَمِينَ اللَّهِ، يَا وَلِيَّ اللَّهِ، إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ذُنُوباً قَدْ

ص: 160

أَثْقَلَتْ ظَهْرِي، وَمَنَعتْنِي مِنَ الرُّقَادِ، وَذِكْرُهَا يُقَلْقِلُ أَحْشَائِي، وَقَدْ هَرَبْتُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَإِلَيْكَ، فَبِحَقِّ مَنِ ائْتَمَنَكَ عَلَى سِرِّهِ، وَاسْتَرْعَاكَ أَمْرَ خَلْقِهِ، وَقَرَنَ طَاعَتَكَ بِطَاعَتِهِ، وَمُوَالَاتَكَ بِمُوَالَاتِهِ، كُنْ لِي إِلَى اللَّهِ شَفِيعاً، وَمِنَ النَّارِ مُجِيراً، وَعَلَى الدَّهْرِ ظَهِيراً .

ثمّ انكبّ أيضاً على القبر فقبّله وقل:

يَا وَلِيَّ اللَّهِ، يَا حُجَّةَ اللَّهِ، يَا بَابَ حِطَّةِ اللَّهِ، وَلِيُّكَ وَزَائِرُكَ وَاللَّائِذُ بِقَبْرِكَ، وَالنَّازِلُ بِفِنَائِكَ، وَالْمُنِيخُ رَحْلَهُ فِي جِوَارِكَ يَسْأَلُكَ أَنْ تَشْفَعَ لَهُ إِلَى اللَّهِ فِي قَضَاءِ حَاجَتِهِ، وَنُجْحِ طَلِبَتِهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فَإِنَّ لَكَ عِنْدَ اللَّهِ الْجَاهَ الْعَظِيمَ، وَالشَّفَاعَةَ الْمَقْبُولَةَ، فَاجْعَلْنِي يَا مَوْلَايَ مِنْ هَمِّكَ، وَأَدْخِلْنِي فِي حِزْبِكَ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى ضَجِيعَيْكَ آدَمَ وَنُوحٍ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى وَلَدَيْكَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، وَعَلَى الْأَئِمَّةِ الطَّاهِرِينَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .(1)

ثمّ صلّ ستّ ركعات لأمير المؤمنين عليه السلام ركعتين للزّيارة، ولآدم عليه السلام ركعتين كذلك، وكذلك لنوح عليه السلام وادعُ اللَّه كثيراً يجاب إن شاء اللَّه تعالى.

× × ×

زيارته عليه السلام فى يوم ولادته

تاريخ ولادته ومحل ولادته :

1 ) ولد علي أميرالمؤمنين عليه السلام بمكة في البيت الحرام، يوم الجمعة لثلاث عشرة خلت من رجب، بعد عام الفيل بثلاثين سنة .(2)

2 ) ولد أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام بمكة في بيت اللَّه الحرام، ليلة الجمعة، لثلاث عشر ليلة خلت من رجب، سنة ثلاثين من عام الفيل، ولم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت اللَّه الحرام سواه، إكراماً له بذلك وإجلالاً لمحلّه في التعظيم .(3)

3 ) تواترت الأخبار أنّ فاطمة بنت أسد ولدت أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام في جوف الكعبة .(4)

قال الصادق عليه السلام :

1 ) السلام عليك يا من ولد في الكعبة .(5)

2 ) السلام عليك يا من

ص: 161


1- السيد إبن طاووس، الاقبال، ج 3، ص 130 واعتمدنا في تقويم النّص على مزار، ص 131 .
2- تهذيب الأحكام، ج 6، ص 19 .
3- الگنجي الشافعي، كفاية الطالب، ط 1، طهران، 1404 ه- .، ص 407 .
4- مستدرك الصّحيحين، ط بيروت، 1398 ه- .، ج 3، ص 483 .
5- إبن المشهدي، المزار الكبير، ص 207 .

شرّفت به مكة ومنى .(1)

3 ) السلام على المولود في البيت ذي الأستار .(2)

قال ابوطالب عليه السلام : أيها الناس ! ولد اللّيلة في الكعبة حجة اللَّه تعالى وولي اللَّه .(3)

كان السائل يسأل : ايّكم المولود في الحرم ؟ والعالي في الشّيم ؟ والموصوف بالكرم ؟(4)

وكان المولى يقول : أنا ولدت في المحلّ البعيد المرتقى .(5)

فينبغي زيارته في أيام وليالي رجب، لا سيّما في يوم ميلاده وليلة ميلاده بالزيارات المطلقة ولا سيّما الزيارة الرجبيّة الواردة من الناحية المقدسة :

قال ابوالقاسم الحسين بن روح النوبختي : زُر أيّ المشاهد كنت بحضرتها في رجب :

يأتي نص الزيارة الرجبيّه في عداد زياراته المختصّة بليلة المبعث ان شاء اللَّه .

زيارة أميرالمؤمنين عليه السلام فى ليلة المبعث

اشارة

الليلة السابعة والعشرون من رجب، ليلة بعثة النبى صلّى اللَّه عليه وآله وهي من الليالي المتبرّكة .(264)

قال الإمام الجواد عليه السلام : إنّ في رجب ليلة خيرٌ ممّا طلعت عليه الشمس وهي ليلة سبع وعشرين من رجب، فيها نُبِّى ءَ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله في صبيحتها، وإنّ للعامل فيها من شيعتنا أجر عمل ستين سنة .(6)

أفضل أعمال هذه الليلة زيارة أميرالمؤمنين عليه السلام وتسمّى «ليلة المحيا» .

قال الرّحالة الشّهير، أبوعبداللَّه محمّد بن بطوطة ( 779 - 703 ه . ( وهو من علماء أهل السنة، وقد عاش قبل سبعة قرون، قد أتى بذكر المرقد المطهر لمولانا أميرالمؤمنين عليه السلام، عند ما ذكر دخوله مدينة النجف الأشرف، في عودته من مكة المكرّمة، فقال :

وأهل هذه المدينة كلهم رافضي وهذه الروضة ظهرت لها كرامات، منها : إنّ في ليلة السابع والعشرين من رجب، وتسمّى عندهم : «ليلة المحيا» يؤتى إلى تلك الرّوضة بكلّ مُقعد من العراقين وخراسان وبلاد فارس والروم، فيجتمع

ص: 162


1- الاقبال، ج 3، ص 131 .
2- العلامة المجلسي، بحارالانوار، ج 100، ص 375 .
3- شاذان بن جبرئيل، الفضائل، ط قم، 1422 ه- .، ص 133 .
4- المصدر، ص 4 .
5- نفس المصدر، ص 204 .
6- الشيخ الطوسي، مصباح المتهجد، ص 813 .

منهم الثّلاثون والأربعون ونحو ذلك، فإذا كان بعد العشاء الآخرة جُعلوا فوق الضريح المقدس، والناس ينتظرون قيامهم، وهم بين مصلِّ وذاكر وتالٍ وزائر .

فإذا مضى من اللّيل نصفه أو ثلثاه أو نحو ذلك، قام الجميع أصحّاء من غير سوء، وهم يقولون : «لا اله الاّ اللَّه، محمّد رسول اللَّه، عليّ ولىّ اللَّه» .

وهذا أمر مستفيض عندهم، سمعته من الثقات ولم أحضر تلك الليلة، ولكنّي رأيت بمدرسة الضّياف ثلاثة من الرجال، أحدهم من أرض الروم، والثاني من إصفهان، والثالث من خراسان وهم مُقعدون، فاستخبرتهم عن شأنهم، فأخبروني أنّهم لم يدركوا «ليلة المحيا» وأنّهم منتظرون أوانها من عام آخر .

وهذه الليلة يجتمع لها الناس من البلاد خلق كثير ويقيمون سوقاً عضيمة مدة عشرة أيام .(1)

زيارة أميرالمؤمنين عليه السلام فى ليلة المبعث

قد وردت فيها ثلاث زيارات :

[ 1 ] الزيارة الرجبيّة

الْحَمْدُ للَّهِِ الَّذِي أَشْهَدَنا مَشْهَدَ أَوْلِيائِهِ فِي رَجَبٍ، وَأَوْجَبَ عَلَيْنا مِنْ حَقِّهِمْ مَا قَدْ وَجَبَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ الْمُنْتَجَبِ، وَعَلَى أَوْصِيائِهِ الْحُجُبِ.

اللَّهُمَّ فَكَما أَشْهَدْتَنا مَشْهَدَهُمْ فَأَنْجِزْ لَنا مَوْعِدَهُمْ، وَأَوْرِدْنا مَوْرِدَهُمْ، غَيْرَ مُحَلَّئِينَ عَنْ وِرْدٍ فِي دارِ الْمُقامَةِ وَالْخُلْدِ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ.

إِنِّي قَدْ قَصَدْتُكُمْ وَاعْتَمَدْتُكُمْ بِمَسْأَلَتِي وَحَاجَتِي وَهِيَ فَكَاكُ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ، وَالْمَقَرُّ مَعَكُمْ فِي دَارِ الْقَرارِ، مَعَ شِيعَتِكُمُ الْأَبْرَارِ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ.

أَنَا سائِلُكُمْ وَآمِلُكُمْ فِيمَا إِلَيْكُمُ التَّفْوِيضُ، وَعَلَيْكُمُ التَّعْوِيضُ، فَبِكُمْ يُجْبَرُ الْمَهِيضُ، وَيُشْفَى الْمَرِيضُ، وَمَا تَزْدَادُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَغِيضُ .

إِنِّي بِسِرِّكُمْ مُؤْمِنٌ، وَ لِقَوْلِكُمْ مُسَلِّمٌ، وَعَلَى اللَّهِ بِكُمْ مُقْسِمٌ فِي رَجْعِي بِحَوَائِجِي وَقَضَائِها وَ إِمْضَائِها وَ إِنْجَاحِها وَ إِبْراحِها وَبِشُؤُونِي لَدَيْكُمْ وَصَلَاحِها، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ سَلَامَ مُوَدِّعٍ، وَلَكُمْ حَوائِجَهُ مُودِعٌ، يَسْأَلُ اللَّهَ إِلَيْكُمُ الْمَرْجِعَ، وَسَعْيُهُ إِلَيْكُمْ غَيْرَ مُنْقَطِعٍ، وَأَنْ يَرْجِعَنِي مِنْ

ص: 163


1- إبن بطوطة، رحلة تحفة النظّار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار .

حَضْرَتِكُمْ خَيْرَ مَرْجِعٍ إِلَى جَنَابٍ مُمْرِعٍ، وَخَفْضٍ مُوَسَّعٍ، وَدَعَةٍ وَمَهَلٍ إِلَى حِينِ الْأَجَلِ، وَخَيْرِ مَصِيرٍ وَمَحَلٍّ فِي النَّعِيمِ الْأَزَلِ، وَالْعَيْشِ الْمُقْتَبَلِ، وَدَوامِ الْأُكُلِ، وَشُرْبِ الرَّحِيقِ وَالسَّلْسَلِ، وَعَلٍّ وَنَهَلٍ لا سَأَمَ مِنْهُ وَلَا مَلَلَ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ وَتَحِيَّاتُهُ حَتَّى الْعَوْدِ إِلَى حَضْرَتِكُمْ، وَالْفَوْزِ فِي كَرَّتِكُمْ، وَالْحَشْرِ فِي زُمْرَتِكُمْ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ وَصَلَواتُهُ وَتَحيّاتُه . وهُوَ حسبنا ونعم الوكيل .

روها ابوالقاسم الحسين بن روح النوبختي، النائب الخاص الثالث للامام الحجة عليه السلام وقال : زُر أيّ المشاهد كنت بحضرتها في رجب .(1)

وقد عدّها، صاحب المزار القديم وصاحب المزار الكبير من الزيارات المختصّة بليلة المبعث .(2)

[ 2 ]

زيارة «السلام على أبي الأئمّة» الّتي جعلها العلامة المجلسي، الزيارة السابعة من الزيارات المطلقة في كتاب «تحفة الزائر»، قال صاحب «المزار القديم» إنها تختص اللّيلة السابعة والعشرين من رجب وجرى عليه المحدّث القمي في كتاب «هدية الزائر» ودونك نصّ الزيارة :

فإذا وقفت على باب السّلام فقل :

السَّلاَمُ عَلَى أَبي الْأَئِمَّةِ، وَمَعْدِنِ النُّبُوَّةِ، وَالْمَخْصُوصِ بِالْأُخُوَّةِ، السَّلاَمُ عَلَى يَعْسُوبِ الْإِيمَانِ، وَكَلِمَةِ الرَّحْمَنِ، وَكَهْفِ الْأَنَامِ .

وَسَلاَمٌ عَلَى مِيزَانِ الْأَعْمَالِ، وَمُقَلِّبِ الْأَحْوَالِ، وَسَيْفِ ذِي الْجَلاَلِ .

وَسَلاَمٌ عَلَى صَالِحِ الْمُؤْمِنِينَ، وَوَارِثِ عِلْمِ النَّبِيِّينَ، وَالْحَاكِمِ في يَوْمِ الدِّينِ.

سَلاَمٌ عَلَى شَجَرَةِ التَّقْوَى، وَسَامِعِ السِّرِّ وَالنَّجْوَى، وَمُنْزِلِ الْمَنِّ وَالسَّلْوَى .

سَلاَمٌ عَلَى حُجَّةِ اللَّهِ الْبَالِغَةِ، وَنِعْمَتِهِ السَّابِغَةِ، وَنَقِمَتِهِ الدَّامِغَةِ .

سَلاَمٌ عَلَى إِسْرَائِيلِ الْأُمَّةِ، وَبَابِ الرَّحْمَةِ، وَأَبِي الْأَئِمَّةِ .

سَلاَمٌ عَلَى صِرَاطِ اللَّهِ الْوَاضِحِ، وَالنَّجْمِ اللاَّئِحِ، وَالْإِمَامِ النَّاصِحِ .

سَلاَمٌ عَلَى وَجْهِ اللَّهِ الَّذِي مَنْ آمَنَ بِهِ أَمِنَ، سَلاَمٌ عَلَى نَفْسِهِ الْقَائِمَةِ فِيهِ بِالسُّنَنِ، وَعَيْنِهِ الَّتِي مَنْ رَعَتْهُ اطْمَأَنَّ .

سَلاَمٌ عَلَى أُذُنِ اللَّهِ الْوَاعِيَةِ فِي الْأُمَمِ، وَيَدِهِ الْبَاسِطَةِ بِالنِّعَمِ، وَجَنْبِهِ الَّذِي مَنْ

ص: 164


1- الشيخ الطوسي، مصباح المتهجد، ص 821 .
2- إبن المشهدي، المزار الكبير، ص 203 .

فَرَّطَ فِيهِ نَدِمَ .

أَشْهَدُ أَنَّكَ مُجَازِي الْخَلْقِ، وَمالِكُ الرِّزقِ، وَالْحَاكِمُ بِالْحَقِّ . بَعَثَكَ اللَّهُ عَلَماً لِعِبَادِهِ، فَوَفَيْتَ بِمُرَادِهِ، وَجَاهَدْتَ فِيهِ حَقَّ جِهَادِهِ ؛ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ، وَجَعَلَ أَفْئِدَةً مِنَ الْمُؤْمِنينَ تَهْوِي إِلَيْكَ، وَالْخَيْرُ مِنْكَ وَفِي يَدَيْكَ .

عَبْدُكَ الزَّائِرُ بِحَرَمِكَ، اللاَّئِذُ بِكَرَمِكَ، الشَّاكِرُ لِنِعَمِكَ، قَدْ هَرَبَ إِلَيْكَ مِنْ ذُنُوبِهِ، وَرَجَاكَ لِكَشْفِ كُرُوبِهِ، فَأَنْتَ سَاتِرُ عُيُوبِهِ، فَكُنْ لِي إِلَى اللَّهِ سَبِيلاً، وَمِنَ اللَّهِ مَقِيلاً، وَلِمَا آمُلُ فِيكَ كَفِيلاً، نَجِّني نَجَاةَ مَنْ وَصَلَ حَبْلَهُ بِحَبْلِكَ، وَسَلَكَ إِلَى اللَّهِ بِسُبُلِكَ، وَأَنْتَ سَامِعُ الدُّعَاءِ، وَلِيُّ الْجَزَاءِ، عَلَيْكَ مِنَّا التَّسلِيمُ، وَأَنْتَ السَّيِّدُ الْكَرِيمُ، وَأَنْتَ بِنَا رَحِيمٌ، مِنْكَ النَّوالُ، وَعَليْكَ بَعْدَ اللَّهِ التِّكلانُ، وَالْحَمْدُ للَّهِِ وَحْدَه .

السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللَّهِ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا صَفْوَةَ اللَّهِ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ اللَّهِ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَصِيَّ رَسُولِ رَبِّ االْعَالَمِينَ وَخاتَمِ النَّبِيِّينَ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ عَلَى الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ .

السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبَأُ الْعَظِيمُ، الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ، وَ عَنْهُ مَسْئُولُونَ.

السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْفَارُوقُ الْأَعْظَمُ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَالْمُؤْمِنينَ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَمِينَ اللَّهِ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا حَبْلَ اللَّهِ، وَمَوْضِعَ سِرِّهِ، وَعَيْبَةَ عِلْمِهِ، وَخَازِنَ وَحْيِه .

بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا مَوْلاَيَ، يَا حُجَّةَ الْخِصَامِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا بَابَ الْمَقَامِ.

أَشْهَدُ أَنَّكَ حَبِيبُ اللَّهِ، وَخَاصَّةُ اللَّهِ وَخَالِصَتُه . أَشْهَدُ أَنَّكَ عَمُودُ الدِّينِ، وَوَارِثُ عِلْمِ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، وَصَاحِبُ الْمِيسَمِ، وَالصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ .

أَشْهَدُ أَنَّكَ بَلَّغْتَ عَنِ اللَّهِ وَعَنْ رَسُولِهِ، وَرَعَيْتَ مَا اسْتُحفِظْتَ، وَحَفِظْتَ مَا اسْتَوْدَعَكَ، وَحَلَّلْتَ حَلاَلَ اللَّهِ، وَحَرَّمْتَ حَرَامَ اللَّهِ، وَأَقَمْتَ أَحْكَامَ اللَّهِ، وَلَمْ تَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ، وَعَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ .

أَشْهَدُ أَنَّكَ

ص: 165

قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاَةَ، وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَاتَّبَعْتَ الرَّسُولَ، وَتَلَوْتَ الْكِتَابَ حَقَّ تِلاَوَتِهِ، وَجَاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ، وَنَصَحْتَ للَّهِِ وَلِرَسُولِهِ، وَجُدْتَ بِنَفْسِكَ صَابِراً مُحْتَسِباً، وَعَنْ دِينِ اللَّهِ مُجَاهِداً، وَلِرَسُولِ اللَّهِ مُوفِياً، وَلِمَا عِنْدَ اللَّهِ طَالِباً، وَفِيمَا وَعَدَ رَاغِباً، وَمَضَيْتَ لِلَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ شَاهِداً وَشَهِيداً وَمَشْهُوداً ؛ فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَعَنِ الْإِسْلاَمِ وَأَهْلِهِ أَفْضَلَ الْجَزَاءِ .

لَعَنَ اللَّهُ مَنِ افْتَرَى عَلَيْكَ وَغَضَبَكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ بَايَعَ عَلَى قَتْلِكَ، وَلَعَنَ مَنْ بَلَغَهُ ذَلِكَ فَرَضِيَ بِهِ، أَنَا إِلَى اللَّهِ مِنْهُمْ بَري ءٌ، وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً خَالَفَتْكَ، وَأُمَّةً جَحَدَتْ وَلاَيَتَكَ، وَأُمَّةً تَظَاهَرَتْ عَلَيْكَ، وَأُمَّةً قَاتَلَتْكَ، وَأُمَّةً جارَتْ عَلَيْكَ، وَحَادَتْ عَنْكَ وَخَذَلَتْكَ . الْحَمْدُ للَّهِِ الَّذِي جَعَلَ النَّارَ مَثْوَاهُمْ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ .

اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ أَنْبِيَائِكَ وَأَوْصِيَاءِ أَنْبِيَائِكَ بِجَمِيعِ لَعَنَاتِكَ، وَأَصْلِهِمْ حَرَّ نَارِكَ . اللَّهُمَّ الْعَنِ الْجَوَابِيتَ وَالطَّوَاغِيتَ وَالْفَرَاعِنَةَ، وَاللاَّتَ وَالْعُزَّى، وَكُلَّ نِدٍّ يُدْعَى مِنْ دُونِ اللَّهِ، وَكُلَّ مُلْحِدٍ مُفْتَرٍ . اللَّهُمَّ الْعَنْهُمْ، وَأَشْيَاعَهُمْ، وَأَتْبَاعَهُمْ، وَأَوْلِيَاءَهُمْ، وَأَعْوَانَهُمْ، وَمُحِبِّيهِمْ، لَعْناً كَثِيراً لاَ انْقِطَاعَ لَهُ وَلاَ أَجَلَ . اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنْ جَمِيعِ أَعْدَائِكَ، وَأَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَنْ تَجْعَلَ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي أَوْلِيَائِكَ، وَتُحَبِّبَ إِلَيَّ مَشَاهِدَهُمْ، حَتَّى تُلْحِقَنِي بِهِمْ، وَتَجْعَلَنِي لَهُمْ تَبَعاً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

ثمّ تتحوّل إلى عند رأسه صلوات اللَّه عليه وتقول :

سَلاَمُ اللَّهِ وَسَلاَمُ مَلاَئِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ، وَالْمُسَلِّمِينَ لَكَ بِقُلُوبِهِمْ، وَالنَّاطِقِينَ بِفَضْلِكَ، وَالشَّاهِدِينَ عَلَى أَنَّكَ صَادِقٌ صِدِّيقٌ، عَلَيْكَ يَا مَولاَيَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ، وَعَلَى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ .

أَشْهَدُ ] أَنَّكَ [ طُهْرٌ طَاهِرٌ مُطَهَّرٌ، مِنْ طُهْرٍ طاهِرٍ مُطَهَّرٍ .

أَشْهَدُ لَكَ يَا وَلِيَّ اللَّهِ وَوَلِيَّ رَسُولِهِ

ص: 166

بِالْبَلاَغِ وَالْأَدَاءِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ حَبِيبُ اللَّهِ، وَأَنَّكَ بَابُ اللَّهِ الَّذِي يُؤْتَى مِنْهُ، وَأَنَّكَ سَبِيلُ اللَّهِ، وَأَنَّكَ عَبْدُ اللَّهِ، وَأَخُو رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه .

أَتَيْتُكَ مُتَقَرِّباً إِلَى اللَّهِ بِزِيَارَتِكَ فِي خَلاَصِ نَفْسِي، مُتَعَوِّذاً بِكَ مِنْ نَارٍ اسْتَحَقَّهَا مِثْلِي بِمَا جَنَيْتُ عَلَى نَفْسِي، أَتَيْتُكَ انْقِطَاعاً إِلَيْكَ وَإِلَى وَلَدِكَ الْخَلَفِ مِنْ بَعْدِكَ عَلَى بَرَكَةِ الْحَقِّ، فَقَلْبِي لَكُمْ مُسَلِّمٌ، وَأَمْرِي لَكُمْ مُتَّبِعٌ، وَنُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ .

أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَمَوْلاَكَ وَفِي طَاعَتِكَ، وَالْوَافِدُ إِلَيْكَ، أَلْتَمِسُ كَمَالَ الْمَنْزِلَةِ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى، وَأَنْتَ يَا مَوْلاَيَ مِمَّنْ أَمَرَنِي اللَّهُ بِصِلَتِهِ، وَحَثَّنِي عَلَى بِرِّهِ، وَدَلَّنِي عَلَى فَضْلِهِ، وَهَدَانِي لِحُبِّهِ، وَرَغَّبَنِي فِي الْوِفَادَةِ إِلَيْهِ، وَأَلْهَمَنِي طَلَبَ الْحَوَائِجِ عِنْدَه .

أَنْتُمْ أَهْلُ بَيْتٍ يَسْعَدُ مَنْ تَوَلاَّكُمْ، وَلاَ يَخِيبُ مَنْ أَتَاكُمْ، وَلاَ يَخْسَرُ مَنْ يَهْوَاكُمْ، وَلاَ يَسْعَدُ مَنْ عَادَاكُمْ، لاَ أَجِدُ أَحَداً أَفْزَعُ إِلَيْهِ خَيْراً لِي مِنْكُمْ، أَنْتُمْ أَهْلُ بَيْتِ الرَّحْمَةِ، وَدَعَائِمُ الدِّينِ، وَأَرْكَانُ الْأَرْضِ، وَالشَّجَرَةُ الطَّيِّبَةُ .

اللَّهُمَّ لاَ تُخَيِّبْ تَوَجُّهِي إِلَيْكَ بِرَسُولِكَ وَآلِ رَسُولِكَ، وَاسْتِشْفَاعِي بِهِمْ .

اللَّهُمَّ أنْتَ مَنَنْتَ عَلَيَّ بِزِيَارَةِ مَوْلاَيَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَوِلاَيَتِهِ وَمَعْرِفَتِهِ، فَاجْعَلْنِي مِمَّنْ يَنْصُرُهُ وَيَنْتَصِرُ بِهِ، وَمُنَّ عَلَيَّ بِنَصْرِكَ لِدِينِكَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ .

اللَّهُمَّ إِنِّي أَحْيَا عَلَى مَا حَيِيَ عَلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَذُرِّيَّتُهُ الطَّاهِرُونَ .

ثمّ انكبّ على القبر فقبّله وضع خدّيك عليه، ثمّ انفتل إلى القبلة وأنت مقامك عند الرأس، فصلّ ركعتين، تقرأ في الاُولى فاتحة الكتاب، وسورة الرّحمن ؛ وفي الثانية فاتحة الكتاب، وسورة يس، ثمّ تتشهّد وتسلّم .

فإذا سلّمت فسبّح تسبيح الزّهراء فاطمة عليهاالسّلام واستغفر وادعُ، ثمّ اسجد وقل في سجودك :

اللَّهُمَّ إِنِّى إِلَيْكَ تَوَجَّهْتُ، وَبِكَ اعْتَصَمْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ .

اللَّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِي وَرَجَائِي، فَاكْفِنِي مَا أَهَمَّنِي وَمَا

ص: 167

لاَ يُهِمُّنِي، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، عَزَّ جَارُكَ، وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ، وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَقَرِّبْ فَرَجَهُمْ .

ثمّ ضع خدّك الأيمن على الأرض وقل :

اللَّهُمَّ ارْحَمْ ذُلِّي بَيْنَ يَدَيْكَ، وَتَضَرُّعِي إِلَيْكَ، وَوَحْشَتِي مِنَ النَّاسِ، وَأُنْسِي بِكَ يَا كَرِيمُ .

ثمّ ضع خدّك الأيسر على الأرض وقل :

لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ حَقّاً حَقّاً، سَجَدْتُ لَكَ يَا رَبِّ تَعَبُّداً وَرِقّاً . اللَّهُمَّ إِنَّ عَمَلِي ضَعِيفٌ، فَضَاعِفْهُ لِي يَا كَرِيمُ . - تقول ذلك ثلاثاً - .

ثمّ عُد إلى السجود وقل : شُكْراً شُكْراً - مائة مرّة - .

وتقوم فصلّ أربع ركعات كما صلّيت، ويجزيك إن عدلت عن ذلك إلى ما تيسّر من القرآن، تكمل بالأربع ستّ ركعات، الاُوليان منها لزيارة أميرالمؤمنين عليه السلام، والأربع لزيارة آدم ونوح عليهماالسّلام، وتُسبّح تسبيح الزّهراء عليهاالسّلام، وتستغفر لذنبك وتدعو بما شئت .

ثمّ تحوّل إلى عند الرجلين وقل :

السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، أَنْتَ أَوَّلُ مَظْلُومٍ، وَأَوَّلُ مَغْصُوبٍ حَقُّهُ، صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ .

أَشْهَدُ أَنَّكَ لَقِيتَ اللَّهَ وَأَنْتَ شَهِيدٌ، عَذَّبَ اللَّهُ قَاتِلَكُمْ بِأَنْوَاعِ الْعَذَابِ .

جِئْتُكَ زَائِراً، عَارِفاً بِحَقِّكَ، مُسْتَبْصِراً بِشَأْنِكَ، مُعَادِياً لِأَعْدَائِكَ، مُوَالِياً لِأَوْلِيَائِكَ، أَلْقَى عَلَى ذَلِكَ رَبِّي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، وَلِي ذُنُوبٌ كَثِيرَةٌ، فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ، فَإِنَّ لَكَ عِنْدَ اللَّهِ مَقَاماً مَعْلُوماً، وَجَاهاً وَشَفَاعَةً، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :« وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ » .

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ، وَعَلَى الْأَئِمَّةِ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ، صَلاَةً لاَ يُحْصِيهَا إِلاَّ هُوَ، وَعَلَيْكُمْ أَفْضَلُ السَّلاَمِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .

وإجتهد في الدعاء فإنّه موضع مسألة، وأكثِر من الإستغفار فإنّه

ص: 168

موطن مغفرة، وأسأله الحوائج فإنّه مقام إجابة، وأكثِر من الصلاة والدعاء والزيارة والتحميد والتسبيح والتهليل، وذكر اللَّه تعالى، وتلاوة القرآن، والإستغفار، ما استطعت .

زيارة أبي البشر آدم عليه السلام في ليلة المبعث

اشارة

تقف على ضريح أميرالمؤمنين عليه السلام وتقول :

السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا صَفِيَّ اللَّهِ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ اللَّهِ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَمِينَ اللَّهِ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا خَلِيفَةَ اللَّهِ فِي أَرْضِه .

السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْبَشَرِ، سَلاَمُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَعَلَى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ، وَعَلَى الطَّاهِرِينَ مِنْ وُلْدِكَ وَذُرِّيَّتِكَ، صَلاَةً لاَ يُحْصِيهَا إِلاَّ هُوَ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .(1)

[ 3 ]

ذكر الشهيد قدس سره إستحباب زيارة الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام في ليلة المبعث بهذه الزيارة فقال : إذا أردت ذلك، فقف على باب القبة، مقابل ضريحه عليه السلام وقل :

أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ عَبْدُ اللَّهِ وَأَخُو رَسُولِهِ، وَأَنَّ الْأَئِمَّةَ الطَّاهِرِينَ مِنْ وُلْدِهِ حُجَجُ اللَّهِ عَلَى خَلْقِه .

ثمّ ادخل وقف على ضريحه عليه السلام مستقبلاً له بوجهك والقبلة وراء ظهرك ثمّ كبّر اللَّه مئة مرّة وقل:

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ آدَمَ خَلِيفَةِاللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ نُوحٍ صَفَوَةِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُوسَى كَلِيمِ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عِيسَى رُوحِ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُحَمَّدٍ سَيِّدِ رُسُلِ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا إِمَامَ الْمُتَّقِينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدَ الْوَصِيِّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَصِيَّ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عِلْمِ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبَأُ الْعَظِيمُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمُهَذَّبُ

ص: 169


1- إبن المشهدي، المزار الكبير، ص 192 - 184 .

الْكَرِيمُ .

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْوَصِيُّ التَّقِيُّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْبَدْرُ الْمُضِي ءُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ الْأَكْبَرُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْفَارُوقُ الْأَعْظَمُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا السِّرَاجُ الْمُنِيرُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا إِمَامَ الْهُدَى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا عَلَمَ التُّقَى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ الْكُبْرَى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا خَاصَّةَ اللَّهِ وَخَالِصَتَهُ، وَأَمِينَ اللَّهِ وَصَفْوَتَهُ، وَبَابَ اللَّهِ وَحُجَّتَهُ، وَمَعْدِنَ حُكْمِ اللَّهِ وَسِرَّهُ، وَعَيْبَةَ عِلْمِ اللَّهِ وَخَازِنَهُ، وَسَفِيرَ اللَّهِ فِي خَلْقِه .

أَشْهَدُ أَنَّكَ أَقَمْتَ الصَّلَاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَاتَّبَعْتَ الرَّسُولَ، وَتَلَوْتَ الْكِتَابَ حَقَّ تِلَاوَتِهِ، وَبَلَّغْتَ عَنِ اللَّهِ، وَوَفَيْتَ بِعَهْدِ اللَّهِ، وَتَمَّتْ بِكَ كَلِمَاتُ اللَّهِ، وَجَاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ، وَنَصَحْتَ للَّهِِ وَلِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَجُدْتَ بِنَفْسِكَ صَابِراً مُحْتَسِباً مُجَاهِداً عَنْ دِينِ اللَّهِ، مُوقِياً لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، طَالِباً مَا عِنْدَ اللَّهِ، رَاغِباً فِيمَا وَعَدَ اللَّهُ، وَمَضَيْتَ لِلَّذِي كُنْتَ عَلَيْهِ شَهِيداً، وَشَاهِداً وَمَشْهُوداً، فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنْ رَسُولِهِ، وَعَنِ الْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ، مِنْ صِدِّيقٍ أَفْضَلَ الْجَزَاءِ .

أَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلَاماً، وَأَخْلَصَهُمْ إِيمَاناً، وَأَشَدَّهُمْ يَقِيناً، وَأَخْوَفَهُمْ للَّهِِ، وَأَعْظَمَهُمْ عَنَاءً، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَأَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَكْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَكْرَمَهُمْ عَلَيْه . فَقَوِيتَ حِينَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ خَلِيفَتَهُ حَقّاً، لَمْ تُنَازَعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِينَ، وَغَيْظِ الْكَافِرِينَ، وَضِغْنِ الْفَاسِقِينَ، وَقُمْتَ بِالْأَمْرِ حِينَ فَشِلُوا، وَنَطَقْتَ حِينَ تَتَعْتَعُوا، وَمَضَيْتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ وَقَفُوا، فَمَنِ اتَّبَعَكَ فَقَدِ اهْتَدى .

كُنْتَ أَوَّلَهُمْ كَلَاماً، وَأَشَدَّهُمْ خِصَاماً، وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقاً، وَأَسَدَّهُمْ رَأْياً، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْباً، وَأَكْثَرَهُمْ يَقِيناً، وَأَحْسَنَهُمْ عَمَلاً، وَأَعْرَفَهُمْ بِالْأُمُورِ، كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَباً رَحِيماً، إِذْ صَارُوا عَلَيْكَ عِيَالاً، فَحَمَلْتَ أَثْقَالَ

ص: 170

مَا عَنْهُ ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، وَرَعَيْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَشَمَّرْتَ إِذْ جَبُنُوا، وَعَلَوْتَ إِذْ هَلَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزِعُوا، كُنْتَ عَلَى الْكَافِرِينَ عَذَاباً صَبّاً، وَغِلْظَةً وَغَيْظاً، وَلِلْمُؤْمِنِينَ غَيْثاً وَخِصْباً وَعِلْماً، لَمْ تُفْلَلْ حُجَّتُكَ، وَلَمْ يَزِغْ قَلْبُكَ، وَلَمْ تَضْعُفْ بَصِيرَتُكَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُكَ .

كُنْتَ كَالْجَبَلِ لا تُحَرِّكُهُ الْعَوَاصِفُ، وَلَا تُزِيلُهُ الْقَوَاصِفُ، كُنْتَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، قَوِيّاً فِي بَدَنِكَ، مُتَوَاضِعاً فِي نَفْسِكَ، عَظِيماً عِنْدَ اللَّهِ، كَبِيراً فِي الْأَرْضِ، جَلِيلاً فِي السَّمَاءِ، لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ فِيكَ مَهْمَزٌ، وَلَا لِقَائِلٍ فِيكَ مَغْمَزٌ، وَلَا لِخَلْقٍ فِيكَ مَطْمَعٌ، وَلَا لِأَحَدٍ عِنْدَكَ هَوَادَةٌ .

يُوجَدُ الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ عِنْدَكَ قَوِيّاً عَزِيزاً، حَتَّى تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، وَالْقَوِيُّ الْعَزِيزُ عِنْدَكَ ضَعِيفاً ذَلِيلاً حَتَّى تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، اَلْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ عِنْدَكَ فِي ذلِكَ سَوَاءٌ، شَأْنُكَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، وَقَوْلُكَ حُكْمٌ وَحَتْمٌ، وَأَمْرُكَ حِلْمٌ وَعَزْمٌ، وَرَأْيُكَ عِلْمٌ وَجَزْمٌ، اِعْتَدَلَ بِكَ الدِّينُ، وَسَهُلَ بِكَ الْعَسِيرُ، وَأُطْفِئَتْ بِكَ النِّيرَانُ، وَقَوِيَ بِكَ الْإِيمَانُ، وَثَبَتَ بِكَ الْإِسْلَامُ، وَهَدَّتْ مُصِيبَتُكَ الْأَنَامَ، فَإِنَّا للَّهِِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ .

لَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ خَالَفَكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنِ افْتَرَى عَلَيْكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ ظَلَمَكَ، وَغَصَبَكَ حَقَّكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضِيَ بِهِ، إِنَّا إِلَى اللَّهِ مِنْهُمْ بُرَآءُ، لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً خَالَفَتْكَ، وَجَحَدَتْ وِلَايَتَكَ، وَتَظَاهَرَتْ عَلَيْكَ وَقَتَلَتْكَ، وَحَادَتْ عَنْكَ وَخَذَلَتْكَ، اَلْحَمْدُ للَّهِِ الَّذِي جَعَلَ النَّارَ مَثْوَاهُمْ، وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ .

أَشْهَدُ لَكَ يَا وَلِيَّ اللَّهِ، وَوَلِيَّ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِالْبَلَاغِ وَالْأَدَاءِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ جَنْبُ اللَّهِ وَبَابُهُ، وَأَنَّكَ حَبِيبُ اللَّهِ، وَوَجْهُهُ الَّذِي مِنْهُ يُؤْتَى، وَأَنَّكَ سَبِيلُ اللَّهِ، وَأَنَّكَ عَبْدُ اللَّهِ، وَأَخُو رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه .

أَتَيْتُكَ زَائِراً لِعَظِيمِ حَالِكَ وَمَنْزِلَتِكَ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ، مُتَقَرِّباً

ص: 171

إِلَى اللَّهِ بِزِيَارَتِكَ، رَاغِباً إِلَيْكَ فِي الشَّفَاعَةِ، أَبْتَغِي بِشَفَاعَتِكَ خَلَاصَ نَفْسِي، مُتَعَوِّذاً بِكَ مِنَ النَّارِ، هَارِباً مِنْ ذُنُوبِي الَّتِي احْتَطَبْتُهَا عَلَى ظَهْرِى، فَزِعاً إِلَيْكَ رَجَاءَ رَحْمَةِ رَبِّي، أَتَيْتُكَ أَسْتَشْفِعُ بِكَ يَا مَوْلَايَ إِلَى اللَّهِ وَأَتَقَرَّبُ بِكَ إِلَيْهِ، لِيَقْضِيَ بِكَ حَوَائِجِي، فَاشْفَعْ لِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى اللَّهِ، فَإِنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَمَوْلَاكَ وَزَائِرُكَ، وَلَكَ عِنْدَ اللَّهِ الْمَقَامُ الْمَعْلُومَ، وَالْجَاهُ الْعَظِيمُ، وَالشَّأْنُ الْكَبِيرُ، وَالشَّفَاعَةُ الْمَقْبُولَةُ .

اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَصَلِّ عَلَى عَبْدِكَ، وَأَمِينِكَ الْأَوْفَى، وَعُرْوَتِكَ الْوُثْقَى، وَيَدِكَ الْعُلْيَا، وَكَلِمَتِكَ الْحُسْنَى، وَحُجَّتِكَ عَلَى الْوَرى، وَصِدِّيقِكَ الْأَكْبَرِ، سَيِّدِ الْأَوْصِيَاءِ، وَرُكْنِ الْأَوْلِيَاءِ، وَعِمَادِ الْأَصْفِيَاءِ، أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَيَعْسُوبِ الْمُتَّقِينَ، وَقُدْوَةِ الصِّدِّيقِينَ، وَإِمَامِ الصَّالِحِينَ، اَلْمَعْصُومِ مِنَ الزَّلَلِ، الْمَفْطُومِ مِنَ الْخَلَلِ، وَالْمُهَذَّبِ مِنَ الْعَيْبِ، وَالْمُطَهَّرِ مِنَ الرَّيْبِ، أَخِي نَبِيِّكَ، وَوَصِيِّ رَسُولِكَ، وَالْبَائِتِ عَلَى فِرَاشِهِ، وَالْمُوَاسِي لَهُ بِنَفْسِهِ، وَكَاشِفِ الْكَرْبِ عَنْ وَجْهِه . اَلَّذِي جَعَلْتَهُ سَيْفاً لِنُبوَّتِهِ، وَمُعْجِزاً لِرِسَالَتِهِ، وَدَلَالَةً وَاضِحَةً لِحُجَّتِهِ، وَحَامِلاً لِرَايَتِهِ، وَوِقَايَةً لِمُهْجَتِهِ، وَهَادِياً لِأُمَّتِهِ، وَيَداً لِبَأْسِهِ، وَتَاجاً لِرَأْسِهِ، وَبَاباً لِنَصْرِهِ، وَمِفْتَاحاً لِظَفَرِهِ، حَتَّى هَزَمَ جُنُودَ الشِّرْكِ بِأَيْدِيكَ، وَأَبَادَ عَسَاكِرَ الْكُفْرِ بِأَمْرِكَ، وَبَذَلَ نَفْسَهُ فِي مَرْضَاةِ رَسُولِكَ، وَجَعَلَهَا وَقْفاً عَلَى طَاعَتِهِ، وَمِجَنّاً دُونَ نَكْبَتِهِ، حَتَّى فَاضَتْ نَفْسُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فِي كَفِّهِ، وَاسْتَلَبَ بَرْدَهَا، وَمَسَحَهُ عَلَى وَجْهِهِ، وَأَعَانَتْهُ مَلَائِكَتُكَ عَلى غُسْلِهِ وَتَجْهِيزِهِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ وَوَارَى شَخْصَهُ، وَقَضَى دَيْنَهُ، وَأَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَلَزِمَ عَهْدَهُ، وَاحْتَذَى مِثَالَهُ، وَحَفِظَ وَصِيَّتَهُ، وَحِينَ وَجَدَ أَنْصَاراً نَهَضَ مُسْتَقِلّاً بِأَعْبَاءِ الْخِلَافَةِ، مُضْطَلِعاً بِأَثْقَالِ الْإِمَامَةِ .

فَنَصَبَ رَايَةَ الْهُدَى فِي عِبَادِكَ، وَنَشَرَ ثَوْبَ الْأَمْنِ فِي بِلَادِكَ، وَبَسَطَ الْعَدْلَ فِي بَرِيَّتِكَ، وَحَكَمَ بِكِتَابِكَ فِي خَلِيقَتِكَ، وَأَقَامَ الْحُدُودَ، وَقَمَعَ الْجُحُودَ، وَقَوَّمَ الزَّيْغَ، وَسَكَّنَ الْغَمْرَةَ، وَأَبَادَ الْفَتْرَةَ، وَسَدَّ الْفُرْجَةَ، وَقَتَلَ النَّاكِثَةَ وَالْقَاسِطَةَ وَالْمَارِقَةَ، وَلَمْ يَزَلْ عَلَى مِنْهَاجِ رَسُولِ اللَّهِ

ص: 172

وَوَتِيرَتِهِ ] وَسِيرَتِهِ [، وَلُطْفِ شَاكِلَتِهِ، وَجَمَالِ سِيرَتِهِ، مُقْتَدِياً بِسُنَّتِهِ، مُتَعَلِّقاً بِهِمَّتِهِ، مُبَاشِراً لِطَرِيقَتِهِ، وَأَمْثِلَتُهُ نَصْبَ عَيْنَيْهِ، يَحْمِلُ عِبَادَكَ عَلَيْهَا، وَيَدْعُوهُمْ إِلَيْهَا، إِلَى أَنْ خُضِبَتْ شَيْبَتُهُ مِنْ دَمِ رَأْسِه .

اَللَّهُمَّ فَكَمَا لَمْ يُؤْثِرْ فِي طَاعَتِكَ شَكّاً عَلَى يَقِينٍ، وَلَمْ يُشْرِكْ بِكَ طَرْفَةَ عَيْنٍ، صَلِّ عَلَيْهِ صَلَاةً زَاكِيَةً نَامِيَةً يَلْحَقُ بِهَا دَرَجَةَ النُّبُوَّةِ فِي جَنَّتِكَ، وَبَلِّغْهُ مِنَّا تَحِيَّةً وَسَلَاماً، وَآتِنَا مِنْ لَدُنْكَ فِي مُوَالَاتِهِ فَضْلاً وَإِحْسَاناً، وَمَغْفِرَةً وَرِضْوَاناً، إِنَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْجَسِيمِ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

ثمّ قبّل الضّريح وضع خدّك الأيمن عليه ثمّ الأيسر وملْ إلى القبلة وصلّ صلاة الزّيارة وادعُ بما يختصّ بهذه الزيارة في ليلة السابع والعشرين من رجب ويومه، أن تقول بعد صلاة الزيارة وبعد تسبيح الزّهراءعليهاالسّلام:

اَللَّهُمَّ إِنَّكَ بَشَّرْتَنِي عَلَى لِسَانِ نَبِّيّكَ وَرَسُولِكَ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، فَقُلْتَ: « وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ »، اَللَّهُمَّ وَإِنِّي مُؤْمِنٌ بِجَمِيعِ أَنْبِيَائِكَ وَرُسُلِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِمْ، فَلَا تَقِفْنِي بَعْدَ مَعْرِفَتِهِمْ مَوْقِفاً تَفْضَحُنِي فِيهِ عَلَى رُؤُوسِ الْأَشْهَادِ، بَلْ قِفْنِي مَعَهُمْ، وَتَوَفَّنِي عَلَى التَّصْدِيقِ بِهِمْ . اَللَّهُمَّ وَأَنْتَ خَصَصْتَهُمْ بِكَرَامَتِكَ، وَأَمَرْتَنِي بِاتِّبَاعِهِمْ .

اَللَّهُمَّ وَإِنِّي عَبْدُكَ وَزَائِرُكَ، مُتَقَرِّباً إِلَيْكَ بِزِيَارَةِ أَخِي رَسُولِكَ، وَعَلَى كُلِّ مَأْتِيٍّ وَمَزُورٍ حَقٌّ لِمَنْ أَتَاهُ وَزَارَهُ، وَأَنْتَ خَيْرُ مَأْتِيٍّ وَأَكْرَمُ مَزُورٍ، فَأَسْأَلُكَ يَا اَللَّهُ، يَا رَحْمنُ، يَا رَحِيمُ، يَا جَوَادُ، يَا مَاجِدُ، يَا أَحَدُ، يَا صَمَدُ، يَا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ، وَلَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَلَا وَلَداً، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَجْعَلَ تُحْفَتَكَ إِيَّايَ مِنْ زِيَارَتِي أَخَا رَسُولِكَ فَكَاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ، وَأَنْ تَجْعَلَنِي مِمَّنْ يُسَارِعُ فِي الْخَيْرَاتِ، وَيَدْعُوكَ رَهَباً وَرَغَباً، وَتَجْعَلَنِي لَكَ مِنَ الْخَاشِعِينَ .

اَللَّهُمَّ إِنَّكَ

ص: 173

مَنَنْتَ عَلَيَّ بِزِيَارَةِ مَوْلَايَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَوِلَايَتِهِ وَمَعْرِفَتِهِ، فَاجْعَلْنِي مِمَّنْ يَنْصُرُهُ، وَيَنْتَصِرُ بِهِ، وَمُنَّ عَلَيَّ بِنَصْرِكَ لِدِينِكَ . اَللَّهُمَّ وَاجْعَلْنِي مِنْ شِيعَتِهِ، وَتَوَفَّنِي عَلَى دِينِه . اَللَّهُمَّ أَوْجِبْ لِي مِنَ الرَّحْمَةِ وَالرِّضْوَانِ وَالْمَغْفِرَةِ وَالْإِحْسَانِ وَالرِّزْقِ الْوَاسِعِ الْحَلَالِ الطَّيِّبِ، مَا أَنْتَ أَهْلُهُ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَالْحَمْدُ للَّهِِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .

فإذا أردت وداعه عليه السلام فقف عليه وقل:

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنيِنَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا تَاجَ الْأَوْصِيَاءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عِلْمِ الْأَنْبِيَاءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَأْسَ الصِّدِّيقِينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بَابَ الْأَحْكَامِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا رُكْنَ الْمَقَامِ، أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ وَأَسْتَرْعِيكَ وَأَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامُ، آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَبِمَا جَاءَ بِهِ وَدَعَا إِلَيْهِ وَدَلَّ عَلَيْهِ، اَللَّهُمَّ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ .

اَللَّهُمَّ فَلَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيَارَتِي إيَّاهُ، وَلَا تَحْرِمْنِي ثَوَابَ مَنْ زَارَهُ، وَاسْتَعْمِلْنِي بِالَّذِي افْتَرَضْتَ لَهُ عَلَيَّ، وَارْزُقْنِي الْعَوْدَ إِلَيْهِ، فَإِنْ تَوَفَّيْتَنِي قَبْلَ ذلِك فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُمْ أَعْلَامُ الْهُدَى، وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقَى، وَالْكَلِمَةُ الْعُلْيَا، وَالْحُجَّةُ الْعُظْمَى، وَالنُّجُومُ الْعُلَى، وَالْعُذْرُ الْبَالِغُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ خَلْقِكَ . وَأَشْهَدُ أَنَّ مَنْ رَدَّ ذلِك فِي أَسْفَلِ دَرَكِ الْجَحِيمِ .

اَللَّهُمَّ وَاجْعَلْنِي مِنْ وَفْدِهِ الْمُبَارَكِينَ، وَزُوَّارِهِ الْمُخْلَصِينَ، وَشِيعَتِهِ الصَّادِقِينَ، وَمَوَالِيهِ الْمَيَامِينِ، وَأَنْصَارِهِ الْمُكَرَّمِينَ، وَأَصْحَابِهِ الْمُؤَيَّدِينَ . اَللَّهُمَّ اجْعَلْنِي أَكْرَمَ وَافِدٍ، وَأَفْضَلَ وَارِدٍ، وَأَنْبَلَ قَاصِدٍ قَصَدَكَ إِلَى هذَا الْحَرَمِ الْكَرِيمِ، وَالْمَقَامِ الْعَظِيمِ، وَالْمَنْهَلِ الْجَلِيلِ الَّذِي أَوْجَبْتَ فِيهِ غُفْرَانَكَ وَرَحْمَتَكَ .

اَللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ وَأُشْهِدُ مَنْ حَضَرَ مِنْ مَلَائِكَتِكَ أَنَّ الَّذِي سَكَنَ هذَا الرَّمْسَ، وَحَلَّ هذَا الضَّرِيحَ طُهْرٌ مُقَدَّسٌ مُنْتَجَبٌ وَصِيٌّ مَرْضِيٌّ، طُوبَى لَكِ مِنْ تُرْبَةٍ ضَمِنَتْ كَنْزاً مِنَ الْخَيْرِ، وَشَهَاباً مِنَ النُّورِ، وَيَنْبُوعَ الْحِكْمَةِ، وَعَيْناً مِنَ الرَّحْمَةِ، وَمُبَلِّغَ الْحُجَّةِ، أَنَا أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ مِنْ قَاتِلِكَ، وَالنَّاصِبِينَ وَالْمُعِينِينَ عَلَيْكَ، وَالْمُحَارِبِينَ لَكَ .

ص: 174

اَللَّهُمَّ ذَلِّلْ قُلُوبَنَا لَهُمْ بِالطَّاعَةِ وَالْمُنَاصَحَةِ وَالْمُوَالَاةِ، وَحُسْنَ الْمُوَازَرَةِ وَالتَّسْلِيمِ، حَتَّى نَسْتَكْمِلَ بِذلِكَ طَاعَتَكَ، وَنَبْلُغَ بِهِ مَرْضَاتَكَ، وَنَسْتَوْجِبَ ثَوَابَكَ وَرَحْمَتَكَ .

اَللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِكُلِّ مَقَامٍ مَحْمُودٍ، وَاقْلِبْنِي مِنْ هذَا الْحَرَمِ بِكُلِّ خَيْرٍ مَوْجُودٍ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ . أُوَدِّعُكَ يَا مَوْلَايَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَدَاعَ مَحْزُونٍ عَلَى فِرَاقِكَ، لا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ عَهْدِي مِنْكَ، وَلَا زِيَارَتِي لَكَ، إِنَّهُ قَرِيبٌ مُجِيبٌ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .

ثمّ استقبل القبلة وابسط يديك وقل:

اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَبْلِغْ عَنَّا الْوَصِيَّ الْخَلِيفَةَ، وَالدَّاعِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى دَارِ السَّلَامِ، صِدِّيقَكَ الْأَكْبَرَ فِي الْإِسْلَامِ، وَفَارُوقَكَ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَنُورَكَ الظَّاهِرَ، وَلِسَانَكَ النَّاطِقَ بِأَمْرِكَ بِالْحَقِّ الْمُبِينِ، وَعُرْوَتَكَ الْوُثْقَى، وَكَلِمَتَكَ الْعُلْيَا، وَوَصِيَّ رَسُولِكَ الْمُرْتَضى، عَلَمَ الدِّينِ، وَمَنَارَ الْمُسْلِمِينَ، وَخَاتَمَ الْوَصِيِّينَ، وَسَيِّدَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَإِمَامَ الْمُتَّقِينَ، وَقَائِدَ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ، صَلَاةً تَرْفَعُ بِهَا ذِكْرَهُ، وَتُحْيِي بِهَا أَمْرَهُ، وَتُظْهِرُ بِهَا دَعْوَتَهُ، وَتَنْصُرُ بِهَا ذُرِّيَّتَهُ، وَتُفْلِجُ بِهَا حُجَّتَهُ، وَتُعْطِيهِ بَصِيرَتَه .

اَللَّهُمَّ وَاجْزِهِ عَنَّا خَيْرَ جَزَاءِ الْمُكْرَمِينَ، وَأَعْطِهِ سُؤْلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، فَإِنَّا نَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ نَصَحَ لِرَسُولِكَ، وَهَدَى إِلَى سَبِيلِكَ، وَقَامَ بِحَقِّكَ، وَصَدَعَ بِأَمْرِكَ، وَلَمْ يَجُرْ فِي حُكْمِكَ، وَلَمْ يَدْخُلْ فِي ظُلْمٍ، وَلَمْ يَسْعَ فِي إِثْمٍ، وَأَخُو رَسُولِكَ وَأَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِهِ، وَصَدَّقَهُ وَاتَّبَعَهُ وَنَصَرَهُ، وَأَنَّهُ وَصِيُّهُ وَوَارِثُ عِلْمِهِ، وَمَوْضِعُ سِرِّهِ، وَأَحَبُّ الْخَلْقِ إِلَيْهِ، فَأَبْلِغْهُ عَنَّا السَّلَامَ، وَرُدَّ عَلَيْنَا مِنْهُ السَّلَامَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .(1)

زيارته عليه السلام فى يوم استشهاده

رُوي في الكافي عن اُسَيد بن صفوان صاحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله قال: لما كان اليوم الّذي قُبض فيه أميرالمؤمنين عليه السلام ارتجّ المواضع بالبكاء ودهش النّاس كيوم قُبض النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله، وجاء رجل باكياً وهو مسرع مسترجع وهو يقول: اليوم

ص: 175


1- السيد إبن طاووس، مصباح الزّانر، ص 176 .

إنقطع خلافة النّبوّة، حتّى وقف على البيت الّذي فيه أميرالمؤمنين عليه السلام فقال :

رَحِمَكَ اللَّهُ يَا أَبَا الْحَسَنِ، كُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلَاماً، وَأَخْلَصَهُمْ إِيمَاناً، وَأَشَدَّهُمْ يَقِيناً، وَأَخْوَفَهُمْ للَّهِِ، وَأَعْظَمَهُمْ عَنَاءً، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَآمَنَهُمْ عَلَى أَصْحَابِهِ، وَأَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَكْرَمَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْياً وَخَلْقاً وَسَمْتاً وَفِعْلاً، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَكْرَمَهُمْ عَلَيْهِ، فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنِ الْإِسْلَامِ وَعَنْ رَسُولِهِ وَعَنِ الْمُسْلِمِينَ خَيْراً . قَوِيْتَ حِينَ ضَعُفَ أَصْحَابُهُ، وَبَرَزْتَ حِينَ اسْتَكَانُوا، وَنَهَضْتَ حِينَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ إِذْ هَمَّ أَصْحَابُهُ، وَكُنْتَ خَلِيفَتَهُ حَقّاً، لَمْ تُنَازَعْ وَلَمْ تَضْرَعْ بِرَغْمِ الْمُخَالِفِينَ، وَغَيْظِ الْكَافِرِينَ وَكُرْهِ الْحَاسِدِينَ وَصِغَرِ الْفَاسِقِينَ، فَقُمْتَ بِالْأَمْرِ حِينَ فَشِلُوا، وَنَطَقْتَ حِينَ تَتَعْتَعُوا، وَمَضَيْتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ وَقَفُوا، فَاتَّبَعُوكَ فَهُدُوا، وَكُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتاً، وَ أَعْلَاهُمْ قُنُوتاً، وَأَقَلَّهُمْ كَلَاماً، وَأَصْوَبَهُمْ نُطْقاً، وَأَكْبَرَهُمْ رَأْياً، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْباً، وَأَشَدَّهُمْ يَقِيناً، وَأَحْسَنَهُمْ عَمَلاً، وَأَعْرَفَهُمْ بِالْأُمُورِ . كُنْتَ وَاللَّهِ يَعْسُوباً لِلدِّينِ أَوَّلاً وَآخِراً، اَلْأَوَّلَ حِينَ تَفَرَّقَ النَّاسُ، وَالْآخِرَ حِينَ فَشِلُوا . كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَباً رَحِيماً ؛ إِذْ صَارُوا عَلَيْكَ عِيَالاً، فَحَمَلْتَ أَثْقَالَ مَا عَنْهُ ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، وَرَعَيْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَشَمَّرْتَ إِذِ اجْتَمَعُوا، وَعَلَوْتَ إِذْ هَلَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ أَسْرَعُوا، وَأَدْرَكْتَ أَوْتَارَ مَا طَلَبُوا، وَنَالُوا بِكَ مَا لَمْ يَحْتَسِبُوا . كُنْتَ عَلَى الْكَافِرِينَ عَذَاباً صَبّاً وَنَهْباً، وَلِلْمُؤْمِنِينَ عَمَداً وَحِصْناً . فَطِرْتَ وَاللَّهِ بِنَعْمَائِهَا، وَفُزْتَ بِحِبَائِهَا، وَأَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، وَذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا . لَمْ تَقْلَلْ حُجَّتُكَ، وَلَمْ يَزِغْ قَلْبُكَ، وَلَمْ تَضْعُفْ بَصِيرَتُكَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُكَ، وَلَمْ تَخُنْ . كُنْتَ كَالْجَبَلِ لا تُحَرِّكُهُ الْعَوَاصِفُ، وَكُنْتَ كَمَا قَالَ عليه السلام: آمَنَ النَّاسِ فِي صُحْبَتِكَ وَذَاتِ يَدِكَ، وَكُنْتَ كَمَا قَالَ عَلَيْهِ

ص: 176

السَّلَامُ: ضَعِيفاً فِي بَدَنِكَ، قَوِيّاً فِي أَمْرِ اللَّهِ، مُتَوَاضِعاً فِي نَفْسِكَ، عَظِيماً عِنْدَاللَّهِ، كَبِيراً فِي الْأَرْضِ، جَلِيلاً عِنْدَ الْمُؤْمِنِينَ . لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ فِيكَ مَهْمَزٌ، وَلَا لِقَائِلٍ فِيكَ مَغْمَزٌ، وَلَا لِأَحَدٍ فِيكَ مَطْمَعٌ، وَلَا لِأَحَدٍ عِنْدَكَ هَوَادَةٌ. اَلضَّعِيفُ الذَّلِيلُ عِنْدَكَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ حَتَّى تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، وَالْقَوِيُّ الْعَزِيزُ عِنْدَكَ ضَعِيفٌ ذَلِيلٌ حَتَّى تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، وَالْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ عِنْدَكَ فِي ذلِكَ سَوَاءٌ . شَأْنُكَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، وَقَوْلُكَ حُكْمٌ وَحَتْمٌ، وَأَمْرُكَ حِلْمٌ وَحَزْمٌ، وَرَأْيُكَ عِلْمٌ وَعَزْمٌ فِيمَا فَعَلْتَ، قَدْ نَهَجَ السَّبِيلُ، وَسَهُلَ الْعَسِيرُ، وَأُطْفِئَتِ النِّيرَانُ، وَاعْتَدَلَ بِكَ الدِّينُ، وَقَوِيَ بِكَ الْإِسْلَامُ، وَالْمُؤْمِنُونَ، وَسَبَقْتَ سَبْقاً بَعِيداً، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَكَ تَعَباً شَدِيداً، فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُكَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِيَّتُكَ فِي السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِيبَتُكَ الْأَنَامَ، فَإِنَّا للَّهِِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، رَضِينَا عَنِ اللَّهِ قَضَاءَهُ، وَسَلَّمْنَا للَّهِِ أَمْرَهُ، فَوَاللَّهِ لَنْ يُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بِمِثْلِكَ أَبَداً . كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِينَ كَهْفاً وَحِصْناً وَقُلَّةً رَاسِياً، وَعَلَى الْكَافِرِينَ غِلْظَةً وَغَيْظاً، فَأَلْحَقَكَ اللَّهُ بِنَبِيِّهِ، وَلَا أَحْرَمَنَا أَجْرَكَ، وَلَا أَضَلَّنَا بَعْدَكَ .(1)

وسكت القوم حتّى إنقضى كلامه وبكى، وبكى أصحاب رسول ا للَّه صلّى اللَّه عليه وآله ثمّ طلبوه فلم يصادفوه .

زيارته عليه السلام يوم الأحد

اشارة

قال الإمام الهادي عليه السلام في تفسير قوله صلّى اللَّه عليه وآله :

«لا تعادوا الايّام فتعاديكم » أنّ السّبت إسم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله والأحد كناية عن أميرالمؤمنين عليه السلام .(2)

فينبغي زيارته عليه السلام في يوم الأحد بالزّيارات المطلقة والزيارات الواردة عن المعصومين عليهم السّلام في خصوص يوم الأحد :

[ 1 ]

قال السيد إبن طاووس قدس سره :

زيارة أميرالمؤمنين عليه السلام برواية من شاهد صاحب الزّمان عليه السلام وهو يزور بها في اليقظة لا في النّوم، يوم الأحد وهو يوم أميرالمؤمنين عليه الصلاة والسّلام :

السَّلاَمُ عَلَى الشَّجَرَةِ النَّبَوِيَّةِ، وَالدَّوْحَةِ الْهَاشِمِيَّةِ الْمُضِيئَةِ،

ص: 177


1- الكليني، الكافي، ج 1، ص 454 .
2- الشيخ الصدوق، الخصال، ط قم، 1403 ه- .، ج 2، ص 396 .

الْمُثْمِرَةِ بِالنُّبُوَّةِ، الْمُونِعَةِ بِالْإِمَامَةِ . ] السَّلاَمُ عَلَيْكَ [ وَعَلَى ضَجِيعَيْكَ آدَمَ وَنُوحٍ عليهماالسّلام، السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَعَلَى الْمَلاَئِكَةِ الْمُحْدِقِينَ بِكَ، وَالْحَافِّينَ بِقَبْرِكَ .

يَا مَوْلاَيَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَذَا يَوْمُ الْأَحَدِ، وَهُوَ يَوْمُكَ وَبِاسْمِكَ، وَأَنَا ضَيْفُكَ فِيهِ وَجَارُكَ، فَأَضِفْنِي يَا مَوْلاَيَ وَأَجِرْنِي، فَإِنَّكَ كَرِيمٌ تُحِبُّ الضِّيَافَةَ، وَمَأْمُورٌ بِالْإِجَارَةِ، فَافْعَلْ مَا رَغِبْتُ إِلَيْكَ فِيهِ، وَرَجَوْتُهُ مِنْكَ، بِمَنْزِلَتِكَ وَآلِ بَيْتِكَ عِنْدَ اللَّهِ، وَمَنْزِلَتِهِ عِنْدَكُمْ، وَبِحَقِّ ابْنِ عَمِّكَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَعَلَيْكُمْ أَجْمَعِينَ .(1)

زيارته عليه السلام فى ساير الايّام الشريفة

قال العلامة المجلسي قدس سره : الاتيان بالأعمال الحسنة في الأزمان الشّريفة موجب لمزيد المثوبة، فزيارته صلوات اللَّه عليه في ساير الايام الشريفة أفضل، لا سيّما الايّام الّتي لها إختصاص به وظهر له فيها كرامة وفضيلة ومنقبة :

1 ) كيوم ولادته : الثالث عشر من رجب

2 ) يوم وفاته : الحادي عشر من رمضان

3 ) ليلة مبيته على فراش النبيّ : الليلة الأولى من ربيع الاول

4 ) يوم فتح بدر على يديه : السابع عشر من رمضان

5 ) يوم مواساته في اُحُد : السابع عشر من شوال

6 ) يوم فتح خيبر على يديه : الرابع عشر من رجب(2)

7 ) يوم صعوده على كتف النّبى صلّى اللَّه عليه وآله لحطّ الأصنام : العشرون من شهر رمضان

8 ) يوم فتح البصرة : الخامس عشر من جمادي الأولى

9 ) يوم ردّت عليه الشمس : السابع عشر من شوال

10 ) يوم نصبه لتبليغ آيات البرائة وعزل أبي بكر : أوّل ذى الحجة(3)

11 ) يوم سدّ الأبواب وفتح بابه : التاسع من ذى الحجة

12 ) يوم تصدقه بالخاتم : الرابع والعشرون من

ص: 178


1- السيد إبن طاووس، جمال الأسبوع، الطبعة الحجري، 1330 ه- .، ص 31 .
2- الشيخ الطوسي، مصباح المتهجد، ص 112 .
3- السيد إبن طاووس، الإقبال، ج 2، ص 36 .

ذى الحجة

13 ) يوم نزول هل أتى في شأنه : الخامس والعشرون من ذى الحجة

14 ) يوم تزوّجه فاطمة عليهاالسّلام : أوّل ذي الحجة الحرام(1)

15 ) ليلة زفافها اليه : التاسعة عشرة من ذى الحجة(2)

16 ) بدء خلافته : الثامن والعشرون من صفر

17 ) يوم بويع بالخلافة : الثامن عشر من ذى الحجة(3)

18 ) يوم وفاة والده أبي طالب عليه السلام : السادس والعشرون من رجب(4)

الباب السّابع: من الآداب بعد الزّيارة

صلاة الزيارة

قال الصادق عليه السلام : إنّ صلاة الزيارة في حرم أميرالمؤمنين عليه السلام ستّ ركعات، عند رأس الإمام عليه السلام مستقبل القبلة، غير متقدم على الإمام ولا مساوياً له .

ركعتان منها لاميرالمؤمنين عليه السلام، تقرأ في الأولى فاتحة الكتاب وسورة « الرحمن » وفي الثانية الحمد وسورة « يس » وركعتان لآدم وركعتان لنوح عليهماالسّلام، تقرأ فيهما كما قرأت في الاوليين .(5)

ويجزيك أن تقرأ سورتي القدر والاخلاص، أو أىّ سورة تيسّر من القرآن .(6)

ثمّ صلّ ست ركعات؛ ركعتان منها لزيارة أميرالمؤمنين عليه السلام تقرأ في الرّكعة الأولى فاتحة الكتاب وسورة الرّحمن، وفي الثّانية الحمد وسورة يس وتشهّد وسلّم وسبّح تسبيح الزّهراءعليهاالسّلام واستغفر اللَّه عزّ وجلّ وادع لنفسك ثمّ قل:

اَللَّهُمَّ إنِّي صَلَّيْتُ هَاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ، هَدِيَّةً مِنِّي إِلَى سَيِّدِي وَمَوْلَايَ، وَلِيِّكَ وَأَخِي رَسُولِكَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَسَيِّدِ الْوَصِيِّينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِه . اَللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَتَقَبَّلْهَا مِنِّي، وَاجْزِنِي عَلَى ذلِكَ جَزَاءَ الْمُحْسِنِينَ .

اَللَّهُمَّ لَكَ صَلَّيْتُ، وَلَكَ رَكَعْتُ، وَلَكَ سَجَدْتُ، وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ، لِأَنَّهُ لا تَكُونُ الصَّلَاةُ وَالرُّكُوعُ وَالسُّجُودُ إِلاّ لَكَ، لِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ . اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَتَقَبَّلْ مِنِّي زِيَارَتِي، وَأَعْطِنِي سُؤْلِي، بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ

ص: 179


1- الشيخ الطوسي، مصباح المتهجد، ص 671 .
2- العلّامة المجلسي، بحارالأنوار، ج 100، ص 202 .
3- نفس المصدر، ص 383 .
4- الشيخ الطوسي، مصباح المتهجد، ص 812 .
5- أقول : المأثور في صلاة زيارة الأئمة المعصومين عليهم السّلام قراءة سورة يس في الركعة الأولى، وسورة الرحمن في الركعة الثانية، إلاّ أن المأثور في صلاة زيارة أميرالمؤمنين عليه السلام العكس، فتقرأ سورة الرحمن في الركعة الأولى، و سورة يس في الركعة الثانية .
6- الشيخ المفيد، المزار، ص 80 .

.

وتهدي الأربع ركعات الأُخر إلى آدم ونوح عليهما السلام ثمّ تسجد سجدة الشّكر وقل فيها:

اَللَّهُمَّ إِلَيْكَ تَوَجَّهْتُ، وَبِكَ اعْتَصَمْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ .

اَللَّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِي وَرَجَائِي، فَاكْفِنِي مَا أَهَمَّنِي وَمَا لا يُهِمُّنِي، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، عَزَّ جَارُكَ، وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ، وَلَا إِلهَ غَيْرُكَ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَقَرِّبْ فَرَجَهُمْ .

ثمّ ضع خدّك الأيمن على الأرض وقل:

اِرْحَمْ ذُلِّي بَيْنَ يَدَيْكَ، وَتَضَرُّعِي إِلَيْكَ، وَوَحْشَتِي مِنَ النَّاسِ، وَأُنْسِي بِكَ، يَا كَرِيمُ يَا كَرِيمُ يَا كَرِيمُ .

ثمّ ضع خدّك الأيسر على الأرض وقل:

لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ رَبِّي حَقّاً حَقّاً، سَجَدْتُ لَكَ يَارَبِّ تَعَبُّداً وَرِقّاً .

اَللَّهُمَّ إِنَّ عَمَلِي ضَعِيفٌ فَضَاعِفْهُ لِي، يَا كَرِيمُ يَا كَرِيمُ يَاكَرِيمُ .

ثمّ عد إلى السّجود وقل شكراً مئة مرّة واجتهد في الدّعاء فإنّه موضع مسألة، وأكثر من الإستغفار فإنّه موضع مغفرة، واسأل الحوائج فإنّه مقام إجابة.(1)

في زيارة ائمة البقيع عليهم السّلام إن جعلت الزيارة للائمة الاربعة فصلّ ثمانى ركعات(2) تصلى لكل امام ركعتين .(3)

وفي زيارة أميرالمؤمنين عليه السلام ستّ ركعات، ركعتان لأميرالمؤمنين، ركعتان لآدم وركعتان لنوح عليهم السّلام .(4)

وفي زيارة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله والمعصومين عليهم السّلام الأفضل ست ركعات، ثم أربع ركعات، ثم ركعتان .(5)

وسيوافيك في زيارة أميرالمؤمنين عليه السلام من البُعد، أن الزّيارة لو كانت من البعد قدمت صلاة الزيارة على الزيارة .

الدعاء بعد صلاة الزيارة

[ 1 ]

قال الصادق عليه السلام : تصلي صلاة الزيارة، ثم تسبّح تسبيح الزهرا عليهاالسّلام، تستغفر وتدعو لنفسك ثمّ تقول :

اَللَّهُمَّ إنِّي صَلَّيْتُ هَاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ ... إلى آخر الدّعاء، ولقد قدّمناه دعاءً تحت عنوان : « صلاة الزيارة » ذكره الشهيد بعد صلاة زيارة آدم ونوح عليهماالسّلام(6) وذكره المفيد عقيب صلاة زيارة أميرالمؤمنين عليه السلام .(7)

[ 2

ص: 180


1- الشهيد، المزار، ص 81 .
2- الشيخ المفيد، المقنعة، ص 475 .
3- إبن المشهدي، المزار الكبير، ص 90 .
4- الشيخ المفيد، المزار، ص 80 .
5- الداماد، السيد محمّد باقر، اربعة ايام، ط قم، 1426 ه- .، ص 54 .
6- المصدر، ص 82 .
7- المفيد، المزار، ص 79 .

]

ثم تستقبل القبلة وتقول :

يَا اَللَّهُ يَا اَللَّهُ يَا اَللَّهُ يَا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ ... إلى آخر الدعاء و قد مرّ في ضمن الزيارة السادسة ص 80 .

[ 3 ]

ثم تدعو بما كنت تدعو بعد كل صلاة تصليها عند قبر أميرالمؤمنين عليه السلام، كما سيوافيك . بُعَيد هذا بنفس العنوان، اوّله:

دعاء عالية المضامين

[ 4 ]

دعاء يعرف بدعاء « عالية المضامين » يدعى به عقيب زيارة سائر الائمة عليهم السّلام :

اللَّهُمَّ إِنِّي زُرْتُ هَذَا الْإِمَامَ مُقِرّاً بِإِمَامَتِهِ، مُعْتَقِداً لِفَرْضِ طَاعَتِهِ، فَقَصَدْتُ مَشْهَدَهُ بِذُنُوبِي وَعُيُوبِي، وَمُوبِقَاتِ آثَامِي، وَكَثْرَةِ سَيِّئَاتِي وَخَطَايَايَ، وَمَا تَعْرِفُهُ مِنِّي، مُسْتَجِيراً بِعَفْوِكَ، مُسْتَعِيذاً بِحِلْمِكَ، رَاجِياً رَحْمَتَكَ، لَاجِئاً إِلَى رُكْنِكَ، عَائِذاً بِرَأْفَتِكَ، مُسْتَشْفِعاً بِوَلِيِّكَ وَابْنِ أَوْلِيَائِكَ، وَصَفِيِّكَ وَابْنِ أَصْفِيَائِكَ، وَأَمِينِكَ وَابْنِ أُمَنَائِكَ، وَخَلِيفَتِكَ وَابْنِ خُلَفَائِكَ، الَّذِينَ جَعَلْتَهُمُ الْوَسِيلَةَ إِلَى رَحْمَتِكَ وَرِضْوَانِكَ، وَالذَّرِيعَةَ إِلَى رَأْفَتِكَ وَغُفْرَانِكَ .

اللَّهُمَّ وَأَوَّلُ حَاجَتِي إِلَيْكَ أَنْ تَغْفِرَ لِي مَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِي عَلَى كَثْرَتِهَا، وَأَنْ تَعْصِمَنِي فِي مَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِي، وَتُطَهِّرَ دِينِي مِمَّا يُدَنِّسُهُ وَيَشِينُهُ وَيُزْرِي بِهِ، وَتَحْمِيَهُ مِنَ الرَّيْبِ وَالشَّكِّ وَالْفَسَادِ وَالشِّرْكِ، وَتُثَبِّتَنِي عَلَى طَاعَتِكَ وَطَاعَةِ رَسُولِكَ وَذُرِّيَّتِهِ النُّجَبَاءِ السُّعَدَاءِ، صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِمْ وَرَحْمَتُكَ وَسَلَامُكَ وَبَرَكَاتُكَ، وَتُحْيِيَنِي مَا أَحْيَيْتَنِي عَلَى طَاعَتِهِمْ، وَتُمِيتَنِي إِذَا أَمَتَّنِي عَلَى طَاعَتِهِمْ، وَأَنْ لا تَمْحُوَ مِنْ قَلْبِي مَوَدَّتَهُمْ وَمَحَبَّتَهُمْ، وَبُغْضَ أَعْدَائِهِمْ، وَمُرَافَقَةَ أَوْلِيَائِهِمْ، وَبِرَّهُمْ .

وَأَسْأَلُكَ يَا رَبِّ أَنْ تَقْبَلَ ذَلِكَ مِنِّي، وَتُحَبِّبَ إِلَيَّ عِبَادَتَكَ وَالْمُوَاظَبَةَ عَلَيْهَا وَتُنَشِّطَنِي لَهَا، وَتُبَغِّضَ إِلَيَّ مَعَاصِيَكَ وَمَحَارِمَكَ وَتَدْفَعَنِي عَنْهَا، وَتُجَنِّبَنِي التَّقْصِيرَ فِي صَلَاتِي وَالاِسْتِهَانَةَ بِهَا وَالتَّرَاخِيَ عَنْهَا، وَتُوَفِّقَنِي لِتَأْدِيَتِهَا، كَمَا فَرَضْتَ وَأَمَرْتَ بِهِ عَلَى سُنَّةِ رَسُولِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَرَحْمَتُكَ وَبَرَكَاتُكَ، خُضُوعاً وَخُشُوعاً، وَتَشْرَحَ صَدْرِي لإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَإِعْطَاءِ الصَّدَقَاتِ، وَبَذْلِ الْمَعْرُوفِ، وَالْإِحْسَانِ إِلَى شِيعَةِ آلِ

ص: 181

مُحَمَّدٍ عليهم السّلام، وَمُوَاسَاتِهِمْ، وَلَا تَتَوَفَّانِي إِلاَّ بَعْدَ أَنْ تَرْزُقَنِي حَجَّ بَيْتِكَ الْحَرَامِ، وَزِيَارَةَ قَبْرِ نَبِيِّكَ عليه السلام، وَقُبُورِ الْأَئِمَّةِ عليهم السّلام .

وَأَسْأَلُكَ يَا رَبِّ تَوْبَةً نَصُوحاً تَرْضَاهَا، وَنِيَّةً تَحْمَدُهَا، وَعَمَلاً صَالِحاً تَقْبَلُهُ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِي وَتَرْحَمَنِي إِذَا تَوَفَّيْتَنِي، وَتُهَوِّنَ عَلَيَّ سَكَرَاتِ الْمَوْتِ، وَتَحْشُرَنِي فِي زُمْرَةِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ، وَتُدْخِلَنِي الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ، وَتَجْعَلَ دَمْعِي غَزِيراً فِي طَاعَتِكَ، وَعَبْرَتِي جَارِيَةً فِيمَا يُقَرِّبُنِي مِنْكَ، وَقَلْبِي عَطُوفاً عَلَى أَوْلِيَائِكَ، وَتَصُونَنِي فِي هَذِهِ الدُّنْيَا مِنَ الْعَاهَاتِ وَالْآفَاتِ، وَالْأَمْرَاضِ الشَّدِيدَةِ وَالْأَسْقَامِ الْمُزْمِنَةِ، وَجَمِيعِ أَنْوَاعِ الْبَلَاءِ وَالْحَوَادِثِ، وَتَصْرِفَ قَلْبِي عَنِ الْحَرَامِ، وَتُبَغِّضَ إِلَيَّ مَعَاصِيَكَ، وَتُحَبِّبَ إِلَيَّ الْحَلَالَ، وَتَفْتَحَ لي أَبْوَابَهُ، وَتُثَبِّتَ نِيَّتِي وَفِعْلِي عَلَيْهِ، وَتَمُدَّ فِي عُمُرِي، وَتُغْلِقَ أَبْوَابَ الْمِحَنِ عَنِّي، وَلَا تَسْلُبَنِي مَا مَنَنْتَ بِهِ عَلَيَّ، وَلَا تَسْتَرِدَّ شَيْئاً مِمَّا أَحْسَنْتَ بِهِ إِلَيَّ، وَلَا تَنْزِعَ مِنِّي النِّعَمَ الَّتِي أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَيَّ، وَتَزِيدَ فِي مَا خَوَّلْتَنِي وَتُضَاعِفَهُ أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً، وَتَرْزُقَنِي مَالاً كَثِيراً وَاسِعاً، سَائِغاً هَنِيئاً، نَامِياً وَافِياً، وَعِزّاً بَاقِياً كَافِياً، وَجَاهاً عَرِيضاً مَنِيعاً، وَنِعْمَةً سَابِغَةً عَامَّةً، وَتُغْنِيَنِي بِذَلِكَ عَنِ الْمَطَالِبِ الْمُنَكَّدَةِ، وَالْمَوَارِدِ الصَّعْبَةِ، وَتُخَلِّصَنِي مِنْهَا مُعَافى فِي دِينِي وَنَفْسِي وَوُلْدِي وَمَا أَعْطَيْتَنِي وَمَنَحْتَنِي، وَتَحْفَظَ عَلَيَّ مَالِي وَجَمِيعَ مَا خَوَّلْتَنِي، وَتَقْبِضَ عَنِّي أَيْدِيَ الْجَبَابِرَةِ، وَتَرُدَّنِي إِلَى وَطَنِي، وَتُبَلِّغَنِي نِهَايَةَ أَمَلِي فِي دُنْيَايَ وَآخِرَتِي، وَتَجْعَلَ عَاقِبَةَ أَمْرِي مَحْمُودَةً حَسَنَةً سَلِيمَةً، وَتَجْعَلَنِي رَحِيبَ الصَّدْرِ، وَاسِعَ الْحَالِ، حَسَنَ الْخُلُقِ، بَعِيداً مِنَ الْبُخْلِ وَالْمَنْعِ، وَالنِّفَاقِ وَالْكَذِبِ، وَالْبُهْتِ وَقَوْلِ الزُّورِ، وَتُرُسِّخَ فِي قَلْبِي مَحَبَّةَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَشِيعَتِهِمْ، وَتَحْرُسَنِي يَا رَبِّ فِي نَفْسِي وَمَالِي وَأَهْلِي وَوُلْدِي وَأَهْلِ حُزَانَتِي وَإِخْوَانِي وَأَهْلِ مَوَدَّتِي وَذُرِّيَّتِي، بِرَحْمَتِكَ وَجُودِكَ .

اللَّهُمَّ هَذِهِ حَاجَتِي عِنْدَكَ وَقَدِ اسْتَكْثَرْتُهَا لِلُؤْمِي وَشُحِّي، وَهِيَ عِنْدَكَ صَغِيرَةٌ حَقِيرَةٌ، وَعَلَيْكَ سَهْلَةٌ يَسِيرَةٌ، فَأَسْأَلُكَ بِجَاهِ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ

ص: 182

عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ عِنْدَكَ، وَبِحَقِّهِمْ عَلَيْكَ، وَ بِمَا أَوْجَبْتَ لَهُمْ، وَبِسَائِرِ أَنْبِيَائِكَ وَرُسُلِكَ، وَأَصْفِيَائِكَ وَأَوْلِيَائِكَ الْمُخْلَصِينَ مِنْ عِبَادِكَ، وَبِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ، لَمَّا قَضَيْتَهَا كُلَّهَا، وَأَسْعَفْتَنِي بِهَا، وَلَمْ تُخَيِّبْ أَمَلِي وَرَجَائِي.

اللَّهُمَّ وَشَفِّعْ صَاحِبَ هَذَا الْقَبْرِ فِيَّ يَا سَيِّدِي، يَا وَلِيَّ اللَّهِ، يَا أَمِينَ اللَّهِ، أَسْأَلُكَ أَنْ تَشْفَعَ لِي إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي هَذِهِ الْحَاجَاتِ كُلِّهَا، بِحَقِّ آبَائِكَ الطَّاهِرِينَ، وَبِحَقِّ أَوْلَادِكَ الْمُنْتَجَبِينَ، فَإِنَّ لَكَ عِنْدَ اللَّهِ - تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ - الْمَنْزِلَةَ الشَّرِيفَةَ، وَالْمَرْتَبَةَ الْجَلِيلَةَ، وَالْجَاهَ الْعَرِيضَ .

اللَّهُمَّ لَوْ عَرَفْتُ مَنْ هُوَ أَوْجَهُ عِنْدَكَ مِنْ هَذَا الْإِمَامِ، وَمِنْ آبَائِهِ وَأَبْنَائِهِ الطَّاهِرِينَ عَلَيْهِمُ السَّلامُ وَالصَّلَاةُ، لَجَعَلْتُهُمْ شُفَعَائِي، وَقَدَّمْتُهُمْ أَمَامَ حَاجَتِي وَطَلِبَاتِي هَذِه . فَاسْمَعْ مِنِّي، وَاسْتَجِبْ لِي، وَافْعَلْ بِي مَا أَنْتَ أَهْلُهُ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

اللَّهُمَّ وَمَا قَصُرَتْ عَنْهُ مَسْأَلَتِي، وَلَمْ تَبْلُغْهُ فِطْنَتِي، مِنْ صَالِحِ دِينِي وَدُنْيَايَ وَآخِرَتِي، فَامْنُنْ بِهِ عَلَيَّ وَاحْفَظْنِي، وَاحْرُسْنِي، وَهَبْ لِي، وَاغْفِرْ لِي .

اللَّهُمَّ وَمَنْ أَرَادَنِي بِسُوءٍ أَوْ مَكْرُوهٍ، مِنْ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ، أَوْ سُلْطَانٍ عَنِيدٍ، أَوْ مُخَالِفٍ فِي دَيْنٍ، أَوْ مُنَازِعٍ فِي دُنْيَا، أَوْ حَاسِدٍ عَلَيَّ نِعْمَةً، أَوْ ظَالِمٍ، أَوْ بَاغٍ، فَاقْبِضْ عَنِّي يَدَهُ، وَاصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُ، وَاشْغَلْهُ بِنَفْسِهِ، وَاكْفِنِي شَرَّهُ وَشَرَّ أَتْبَاعِهِ وَشَيَاطِينِهِ، وَأَجِرْنِي مِنْ كُلِّ مَا يَضُرُّنِي وَيُجْحِفُ بِي، وَأَعْطِنِي جَمِيعَ الْخَيْرِ كُلَّهُ، مِمَّا أَعْلَمُ وَمِمَّا لا أَعْلَمُ .

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ، وَلِإِخْوَانِي وَأَخَوَاتِي، وَأَعْمَامِي وَعَمَّاتِي، وَأَخْوَالِي وَخَالَاتِي، وَأَجْدَادِي وَجَدَّاتِي، وَأَوْلَادِهِمْ وَذَرَارِيِهِمْ . وَأَزْوَاجِي وَذُرِّيَّاتِي، وَأَقْرِبَائِي وَأَصْدِقَائِي، وَجِيرَانِي وَإِخْوَانِي فِيكَ مِنْ أَهْلِ الشَّرْقِ وَالْغَرْبِ، وَ لِجَمِيعِ أَهْلِ مَوَدَّتِي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ، وَلِجَمِيعِ مَنْ عَلَّمَنِي خَيْراً أَوْ تَعَلَّمَ مِنِّي عِلْماً . اللَّهُمَّ أَشْرِكْهُمْ فِي صَالِحِ دُعَائِي وَزِيَارَتِي لِمَشْهَدِ حُجَّتِكَ وَوَلِيِّكَ،

ص: 183

وَأَشْرِكْنِي فِي صَالِحِ أَدْعِيَتِهِمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَبَلِّغْ وَلِيَّكَ مِنْهُمُ السَّلَامَ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .

يَا سَيِّدِي يَا مَوْلَايَ، يَا عَلِيَّ بْنَ أبي طالب ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ، أَنْتَ وَسِيلَتِي إِلَى اللَّهِ وَذَرِيعَتِي إِلَيْهِ، وَلِي حَقُّ مُوَالَاتِي وَتَأْمِيلِي، فَكُنْ شَفِيعِي إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْوُقُوفِ عَلَى قَضَاءِ حَاجَتِي، وَاصْرِفْنِي عَنْ مَوْقِفِي هَذَا بِالنُّجْحِ، وَبِمَا سَأَلْتُهُ كُلَّهُ بِرَحْمَتِهِ وَقُدْرَتِه .

اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي عَقْلاً كَامِلاً، وَلُبّاً رَاجِحاً، وَعِزّاً بَاقِياً، وَقَلْباً زَكِيّاً وَعَمَلاً كَثِيراً، وَأَدَباً بَارِعاً، وَاجْعَلْ ذَلِكَ كُلَّهُ لِي، وَلَا تَجْعَلْهُ عَلَيَّ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .(1)

[ 5 ]

يستحب أن يدعى بهذا الدعاء أيضاً عقيب الزيارة لهم عليهم السّلام :

اللَّهُمَّ إِنْ كَانَتْ ذُنُوبِي قَدْ أَخْلَقَتْ وَجْهِي عِنْدَكَ، وَحَجَبَتْ دُعَائِي مِنْكَ، وَحَالَتْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ، فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُقْبِلَ عَلَيَّ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ، وَتَنْشُرَ عَلَيَّ رَحْمَتَكَ، وَتُنَزِّلَ عَلَيَّ بَرَكَاتِكَ، وَإِنْ كَانَتْ قَدْ مَنَعَتْ أَنْ تَرْفَعَ لِي إِلَيْكَ صَوْتاً، أَوْ تَغْفِرَ لِي ذَنْباً، أَوْ تَتَجَاوَزَ عَنْ خَطِيئَةٍ مُهْلِكَةٍ، فَهَا أَنَا ذَا مُسْتَجِيرٌ بِكَرَمِ وَجْهِكَ، وَعِزِّ جَلَالِكَ، مُتَوَسِّلٌ إِلَيْكَ بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَيْكَ، وَأَكْرَمِهِمْ عَلَيْكَ، وَأَوْلَاهُمْ بِكَ، وَأَطْوَعِهِمْ لَكَ، وَأَعْظَمِهِمْ مَنْزِلَةً وَمَكَاناً عِنْدَكَ، مُحَمَّدٍ وَبِعِتْرَتِهِ الطَّاهِرِينَ، الْأَئِمَّةِ الْهُدَاةِ الْمَهْدِيِّينَ، الَّذِينَ فَرَضْتَ عَلَى خَلْقِكَ طَاعَتَهُمْ، وَأَمَرْتَ بِمَوَدَّتِهِمْ، وَجَعَلْتَهُمْ وُلَاةَ الْأَمْرِ مِنْ بَعْدِ رَسُولِكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه .

يَا مُذِلَّ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، وَيَا مُعِزَّ الْمُؤْمِنِينَ، بَلَغَ مَجْهُودِي، فَهَبْ لِي نَفْسِيَ السَّاعَةَ، وَرَحْمَةً مِنْكَ تَمُنُّ بِهَا عَلَيَّ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

ثمّ قبِّل الضريح ومرِّغ خديك عليه وقل :

اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا مَشْهَدٌ لا يَرْجُو مَنْ فَاتَتْهُ فِيهِ رَحْمَتُكَ أَنْ يَنَالَهَا فِي غَيْرِهِ، وَلَا أَحَدٌ أَشْقَى مِنِ امْرِئٍ قَصَدَهُ مُؤَمِّلاً فَآبَ عَنْهُ خَائِباً .

اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ

ص: 184


1- السيد إبن طاووس، مصباح الزائر، ص 468 .

مِنْ شَرِّ الْإِيَابِ، وَخَيْبَةِ الْمُنْقَلَبِ، وَالْمُنَاقَشَةِ عِنْدَ الْحِسَابِ، وَحَاشَاكَ يَا رَبِّ أَنْ تَقْرُنَ طَاعَةَ وَلِيِّكَ بِطَاعَتِكَ، وَمُوَالَاتَهُ بِمُوَالَاتِكَ، وَمَعْصِيَتَهُ بِمَعْصِيَتِكَ، ثُمَّ تُؤْيِسَ زَائِرَهُ، وَالْمُتَحَمِّلَ مِنْ بُعْدِ الْبِلَادِ إِلَى قَبْرِه . وَعِزَّتِكَ يَا رَبِّ لا يَنْعَقِدُ عَلَى ذَلِكَ ضَمِيرِي إِذْ كَانَتِ الْقُلُوبُ إِلَيْكَ بِالْجَمِيلِ تُشِيرُ .(1)

الزيارة الجامعة الكبيرة

زيارة جامعة لسائر مشاهد الأئمة عليهم السّلام رواها الصدوق عن الإمام الهادي عليه السلام في الفقيه والعيون(2) ورواها الشيخ الطوسي في التهذيب .(3)

قال المولى محمّدتقي المجلسي في شرح الفقيه : أنها اكمل الزيارات وأحسنها .(4)

قال العلامة الملجسي : إنّها أصحّ الزيارات سنداً وأعمّها مورداً وأفصحها لفظاً وأبلغها معنى وأعلاها شأناً .(5)

قال العلامة السيد عبداللَّه الشّبّر : وأعلم أنّ هذه الزيارة لاتحتاج إلى ملاحظة سند، فإن فصاحة مشحونها وبلاغة مضمونها تغني عن ذلك، فهي كالصحيفة السجادية ونهج البلاغة .(6)

ذكر المحدث النوري حكاية السيد أحمد الرشتي وتشرّفه إلى لقيا الإمام الحجة - عجّل اللَّه فرجه - وأمره عليه السلام بمداومة زيارة الجامعة .(7)

قال العلامة القزويني : إن الزيارة الجامعة تعتبر بمنزلة بطاقة الهوية، أو تعريف الشخصية لأئمة أهل البيت عليهم السّلام، وحيث إنّها مشتملة على ذكر المواهب والمزايا الراقية الّتي يتمتع بها الأئمة الطاهرون عليهم السّلام كثرت الأقوال والأقلام حول هذه الزيارة بصورة خاصة، لانّها على مستوى عال في المعاني والمضامين .(8)

وقد رواها شيخ الإسلام الحمويني من أعلام العامة ) المتوفي سنة 730 ه . ( بأسناده المتصلة إلى الإمام الهادي عليه السلام .(9)

إذا صرت إلى الباب فقف وأشهد الشهادتين وأنت على غُسل، فإذا دخلت ورأيت القبر فقف وقُل : اللَّه أكبر ثلاثين مرّة، ثمّ امش قليلاً وعليك السكينة والوقار، وقارب بين خُطاك، ثمّ قف وكبّر اللَّه عزّوجلّ ثلاثين مرّة، ثمّ ادنُ من القبر وكبّر اللَّه أربعين مرّة - تمام مائة تكبيرة - ثمّ

ص: 185


1- مصباح الزائر، ص 471 .
2- الفقيه، ج 2، ص 370 ؛ العيون، ج 2، ص 277 .
3- تهذيب الاحكام، ج 6، ص 95 .
4- المجلسي الاول، روضة المتقين، ج 5، ط2، قم، ص 452 .
5- بحارالأنوار، ج 102، ص 144 .
6- السيد الشبّر، الأنوار اللامعة، ط مشهد، 1407 ه- .، ص 30 .
7- الحسين النوري، النجم الثاقب، ط قم، 1415 ه- .، ج 2، ص 275 ) الحكاية السبعون ( .
8- القزويني، الإمام الهادي من المهد إلى اللحد، ط قم، 1413 ه- .، ص 413 .
9- الحمويني، فرائد السمطين، ط بيروت، 1398 ه- .، ج 2، ص 179 .

قُل :

السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ بَيْتِ النُّبُوَّةِ، وَمَوْضِعَ الرِّسَالَةِ، وَمُخْتَلَفَ الْمَلَائِكَةِ، وَمَهْبِطَ الْوَحْيِ، وَمَعْدِنَ الرَّحْمَةِ، وَخُزَّانَ الْعِلْمِ، وَمُنْتَهَى الْحِلْمِ، وَأُصُولَ الْكَرَمِ، وَقَادَةَ الْأُمَمِ، وَأَوْلِيَاءَ النِّعَمِ، وَعَنَاصِرَ الْأَبْرَارِ، وَدَعَائِمَ الْأَخْيَارِ، وَسَاسَةَ الْعِبَادِ، وَأَرْكَانَ الْبِلَادِ، وَأَبْوَابَ الْإِيمَانِ، وَأُمَنَاءَ الرَّحْمَنِ، وَسُلَالَةَ النَّبِيِّينَ، وَصَفْوَةَ الْمُرْسَلِينَ، وَعِتْرَةَ خِيَرَةِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .

السَّلامُ عَلَى أَئِمَّةِ الْهُدَى، وَمَصَابِيحِ الدُّجَى، وَأَعْلَامِ التُّقَى، وَذَوِي النُّهَى، وَأُولِي الْحِجَى، وَكَهْفِ الْوَرَى، وَوَرَثَةِ الْأَنْبِيَاءِ، وَالْمَثَلِ الْأَعْلَى، وَالدَّعْوَةِ الْحُسْنَى، وَحُجَجِ اللَّهِ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَالْأُولَى، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .

السَّلامُ عَلَى مَحَالِّ مَعْرِفَةِ اللَّهِ، وَمَسَاكِنِ بَرَكَةِ اللَّهِ، وَمَعَادِنِ حِكْمَةِ اللَّهِ، وَحَفَظَةِ سِرِّ اللَّهِ، وَحَمَلَةِ كِتَابِ اللَّهِ، وَأَوْصِيَاءِ نَبِيِّ اللَّهِ، وَذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .

السَّلامُ عَلَى الدُّعَاةِ إِلَى اللَّهِ، وَالْأَدِلاَّءِ عَلَى مَرْضَاةِ اللَّهِ، وَالْمُسْتَقِرِّينَ فِي أَمْرِ اللَّهِ وَالتَّامِّينَ فِي مَحَبَّةِ اللَّهِ، وَالْمُخْلِصِينَ فِي تَوْحِيدِ اللَّهِ، وَالْمُظْهِرِينَ لِأَمْرِ اللَّهِ وَنَهْيِهِ، وَعِبَادِهِ الْمُكْرَمِينَ الَّذِينَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .

السَّلامُ عَلَى الْأَئِمَّةِ الدُّعَاةِ، وَالْقَادَةِ الْهُدَاةِ، وَالسَّادَةِ الْوُلَاةِ، وَالذَّادَةِ الْحُمَاةِ، وَأَهْلِ الذِّكْرِ، وَأُولِي الْأَمْرِ، وَبَقِيَّةِ اللَّهِ، وَخِيَرَتِهِ وَحِزْبِهِ، وَعَيْبَةِ عِلْمِهِ، وَحُجَّتِهِ وَصِرَاطِهِ وَنُورِهِ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .

أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، كَمَا شَهِدَ اللَّهُ لِنَفْسِهِ وَشَهِدَتْ لَهُ مَلَائِكَتُهُ وَأُولُو الْعِلْمِ مِنْ خَلْقِهِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ .

وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ الْمُنْتَجَبُ، وَرَسُولُهُ الْمُرْتَضَى، أَرْسَلَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ .

وَأَشْهَدُ أَنَّكُمُ الْأَئِمَّةُ الرَّاشِدُونَ، الْمَهْدِيُّونَ، الْمَعْصُومُونَ، الْمُكَرَّمُونَ، الْمُقَرَّبُونَ، الْمُتَّقُونَ، الصَّادِقُونَ، الْمُصْطَفَوْنَ، الْمُطِيعُونَ للَّهِِ، الْقَوَّامُونَ بِأَمْرِهِ، الْعَامِلُونَ بِإِرَادَتِهِ، الْفَائِزُونَ بِكَرَامَتِه .

اصْطَفَاكُمْ بِعِلْمِهِ، وَارْتَضَاكُمْ لِغَيْبِهِ، وَاخْتَارَكُمْ لِسِرِّهِ، وَاجْتَبَاكُمْ بِقُدْرَتِهِ، وَأَعَزَّكُمْ بِهُدَاهُ، وَخَصَّكُمْ

ص: 186

بِبُرْهَانِهِ، وَانْتَجَبَكُمْ بِنُورِهِ، وَأَيَّدَكُمْ بِرُوحِهِ، وَرَضِيَكُمْ خُلَفَاءَ فِي أَرْضِهِ، وَحُجَجاً عَلَى بَرِيَّتِهِ، وَأَنْصَاراً لِدِينِهِ، وَحَفَظَةً لِسِرِّهِ، وَخَزَنَةً لِعِلْمِهِ، وَمُسْتَوْدَعاً لِحِكْمَتِهِ، وَتَرَاجِمَةً لِوَحْيِهِ، وَأَرْكَاناً لِتَوْحِيدِهِ، وَشُهَدَاءَ عَلَى خَلْقِهِ، وَأَعْلَاماً لِعِبَادِهِ، وَمَنَاراً فِي بِلَادِهِ، وَأَدِلاَّءَ عَلَى صِرَاطِه .

عَصَمَكُمُ اللَّهُ مِنَ الزَّلَلِ، وَآمَنَكُمْ مِنَ الْفِتَنِ، وَطَهَّرَكُمْ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَذْهَبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ ) أَهْلَ الْبَيْتِ ( وَطَهَّرَكُمْ تَطْهِيراً ؛ فَعَظَّمْتُمْ جَلَالَهُ، وَأَكْبَرْتُمْ شَأْنَهُ، وَمَجَّدْتُمْ كَرَمَهُ، وَأَدْمَنْتُمْ ذِكْرَهُ، وَوَكَّدْتُمْ مِيثَاقَهُ، وَأَحْكَمْتُمْ عَقْدَ طَاعَتِهِ، وَنَصَحْتُمْ لَهُ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ، وَدَعَوْتُمْ إِلَى سَبِيلِهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَبَذَلْتُمْ أَنْفُسَكُمْ فِي مَرْضَاتِهِ، وَصَبَرْتُمْ عَلَى مَا أَصَابَكُمْ فِي جَنْبِهِ، وَأَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ، وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ، وَأَمَرْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَجَاهَدْتُمْ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ، حَتَّى أَعْلَنْتُمْ دَعْوَتَهُ، وَبَيَّنْتُمْ فَرَائِضَهُ، وَأَقَمْتُمْ حُدُودَهُ، وَنَشَرْتُمْ شَرَائِعَ أَحْكَامِهِ، وَسَنَنْتُمْ سُنَّتَهُ، وَصِرْتُمْ فِي ذَلِكَ مِنْهُ إِلَى الرِّضَا، وَسَلَّمْتُمْ لَهُ الْقَضَاءَ، وَصَدَّقْتُمْ مِنْ رُسُلِهِ مَنْ مَضَى .

فَالرَّاغِبُ عَنْكُمْ مَارِقٌ، وَاللاَّزِمُ لَكُمْ لَاحِقٌ، وَالْمُقَصِّرُ فِي حَقِّكُمْ زَاهِقٌ، وَالْحَقُّ مَعَكُمْ، وَفِيكُمْ، وَمِنْكُمْ، وَإِلَيْكُمْ، وَأَنْتُمْ أَهْلُهُ وَمَعْدِنُهُ، وَمِيرَاثُ النُّبُوَّةِ عِنْدَكُمْ، وَإِيَابُ الْخَلْقِ إِلَيْكُمْ، وَحِسَابُهُمْ عَلَيْكُمْ، وَفَصْلُ الْخِطَابِ عِنْدَكُمْ، وَآيَاتُ اللَّهِ لَدَيْكُمْ، وَعَزَائِمُهُ فِيكُمْ، وَنُورُهُ وَبُرْهَانُهُ عِنْدَكُمْ وَأَمْرُهُ إِلَيْكُمْ .

مَنْ وَالَاكُمْ فَقَدْ وَالَى اللَّهَ، وَمَنْ عَادَاكُمْ فَقَدْ عَادَى اللَّهَ، وَمَنْ أَحَبَّكُمْ فَقَدْ أَحَبَّ اللَّهَ، وَمَنْ أَبْغَضَكُمْ فَقَدْ أَبْغَضَ اللَّهَ، وَمَنِ اعْتَصَمَ بِكُمْ فَقَدِ اعْتَصَمَ بِاللَّهِ، أَنْتُمُ ] السَّبِيلُ الْأَعْظَمُ، وَ [ الصِّرَاطُ الْأَقْوَمُ، وَشُهَدَاءُ دَارِ الْفَنَاءِ، وَشُفَعَاءُ دَارِ الْبَقَاءِ، وَالرَّحْمَةُ الْمَوْصُولَةُ، وَالْآيَةُ الْمَخْزُونَةُ، وَالْأَمَانَةُ الْمَحْفُوظَةُ، وَالْبَابُ الْمُبْتَلَى بِهِ النَّاسُ .

مَنْ أَتَاكُمْ نَجَا، وَمَنْ لَمْ يَأْتِكُمْ هَلَكَ ؛ إِلَى اللَّهِ تَدْعُونَ وَعَلَيْهِ تَدُلُّونَ، وَبِهِ تُؤْمِنُونَ، وَلَهُ تُسَلِّمُونَ، وَبِأَمْرِهِ تَعْمَلُونَ، وَإِلَى سَبِيلِهِ تُرْشِدُونَ، وَبِقَوْلِهِ تَحْكُمُونَ، سَعِدَ مَنْ وَالَاكُمْ، وَهَلَكَ مَنْ عَادَاكُمْ، وَخَابَ مَنْ جَحَدَكُمْ،

ص: 187

وَضَلَّ مَنْ فَارَقَكُمْ، وَفَازَ مَنْ تَمَسَّكَ بِكُمْ . وَأَمِنَ مَنْ لَجَأَ إِلَيْكُمْ، وَسَلِمَ مَنْ صَدَّقَكُمْ، وَهُدِيَ مَنِ اعْتَصَمَ بِكُمْ .

مَنِ اتَّبَعَكُمْ فَالْجَنَّةُ مَأْوَاهُ، وَمَنْ خَالَفَكُمْ فَالنَّارُ مَثْوَاهُ، وَمَنْ جَحَدَكُمْ كَافِرٌ، وَمَنْ حَارَبَكُمْ مُشْرِكٌ، وَمَنْ رَدَّ عَلَيْكُمْ فِي أَسْفَلِ دَرْكٍ مِنَ الْجَحِيمِ .

أَشْهَدُ أَنَّ هَذَا سَابِقٌ لَكُمْ فِيمَا مَضَى، وَجَارٍ لَكُمْ فِيمَا بَقِيَ ؛ وَأَنَّ أَرْوَاحَكُمْ وَنُورَكُمْ وَطِينَتَكُمْ وَاحِدَةٌ، طَابَتْ وَطَهُرَتْ، بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ، خَلَقَكُمُ اللَّهُ أَنْوَاراً فَجَعَلَكُمْ بِعَرْشِهِ مُحْدِقِينَ، حَتَّى مَنَّ عَلَيْنَا بِكُمْ، فَجَعَلَكُمْ « فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ »، وَجَعَلَ صَلَوَاتِنَا عَلَيْكُمْ، وَمَا خَصَّنَا بِهِ مِنْ وَلَايَتِكُمْ طِيباً لِخَلْقِنَا، وَطَهَارَةً لِأَنْفُسِنَا، وَتَزْكِيَةً لَنَا، وَكَفَّارَةً لِذُنُوبِنَا، فَكُنَّا عِنْدَهُ مُسَلِّمِينَ بِفَضْلِكُمْ، وَمَعْرُوفِينَ بِتَصْدِيقِنَا إِيَّاكُمْ، فَبَلَغَ اللَّهُ بِكُمْ أَشْرَفَ مَحَلِّ الْمُكَرَّمِينَ، وَأَعْلَى مَنَازِلِ الْمُقَرَّبِينَ، وَ أَرْفَعَ دَرَجَاتِ الْمُرْسَلِينَ، حَيْثُ لا يَلْحَقُهُ لَاحِقٌ، وَلَا يَفُوقُهُ فَائِقٌ، وَلَا يَسْبِقُهُ سَابِقٌ، وَلَا يَطْمَعُ فِي إِدْرَاكِهِ طَامِعٌ ؛ حَتَّى لا يَبْقَى مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، وَلَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، وَلَا صِدِّيقٌ وَلَا شَهِيدٌ، وَلَا عَالِمٌ وَلَا جَاهِلٌ، وَلَا دَنِيٌّ وَلَا فَاضِلٌ، وَلَا مُؤْمِنٌ صَالِحٌ وَلَا فَاجِرٌ طَالِحٌ، وَلَا جَبَّارٌ عَنِيدٌ، وَلَا شَيْطَانٌ مَرِيدٌ، وَلَا خَلْقٌ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ شَهِيدٌ، إِلاَّ عَرَّفَهُمْ جَلَالَةَ أَمْرِكُمْ، وَعِظَمَ خَطَرِكُمْ وَكِبَرَ شَأْنِكُمْ، وَتَمَامَ نُورِكُمْ، وَصِدْقَ مَقَاعِدِكُمْ، وَثَبَاتَ مَقَامِكُمْ، وَشَرَفَ مَحَلِّكُمْ، وَمَنْزِلَتِكُمْ عِنْدَهُ، وَكَرَامَتَكُمْ عَلَيْهِ، وَخَاصَّتَكُمْ لَدَيْهِ، وَقُرْبَ مَنْزِلَتِكُمْ مِنْه .

بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي وَأَهْلِي وَمَالِي وَأُسْرَتِي .

أُشْهِدُ اللَّهَ وَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي مُؤْمِنٌ بِكُمْ وَبِمَا آمَنْتُمْ بِهِ، كَافِرٌ بِعَدُوِّكُمْ وَبِمَا كَفَرْتُمْ بِهِ، مُسْتَبْصِرٌ بِشَأْنِكُمْ وَبِضَلَالَةِ مَنْ خَالَفَكُمْ، مُوَالٍ لَكُمْ وَلِأَوْلِيَائِكُمْ، مُبْغِضٌ لِأَعْدَائِكُمْ وَمُعَادٍ لَهُمْ، سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَكُمْ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكُمْ، مُحَقِّقٌ لِمَا حَقَّقْتُمْ، مُبْطِلٌ لِمَا أَبْطَلْتُمْ، مُطِيعٌ لَكُمْ، عَارِفٌ بِحَقِّكُمْ، مُقِرٌّ بِفَضْلِكُمْ، مُحْتَمِلٌ

ص: 188

لِعِلْمِكُمْ، مُحْتَجِبٌ بِذِمَّتِكُمْ، مُعْتَرِفٌ بِكُمْ، مُؤْمِنٌ بِإِيَابِكُمْ، مُصَدِّقٌ بِرَجْعَتِكُمْ، مُنْتَظِرٌ لِأَمْرِكُمْ، مُرْتَقِبٌ لِدَوْلَتِكُمْ، آخِذٌ بِقَوْلِكُمْ، عَامِلٌ بِأَمْرِكُمْ، مُسْتَجِيرٌ بِكُمْ، زَائِرٌ لَكُمْ، لَائِذٌ عَائِذٌ بِقُبُورِكُمْ، مُسْتَشْفِعٌ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِكُمْ، وَمُتَقَرِّبٌ بِكُمْ إِلَيْهِ، وَمُقَدِّمُكُمْ أَمَامَ طَلِبَتِي وَحَوَائِجِي وَإِرَادَتِي فِي كُلِّ أَحْوَالِي وَأُمُورِي، مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَعَلَانِيَتِكُمْ، وَشَاهِدِكُمْ وَغَائِبِكُمْ، وَأَوَّلِكُمْ وَآخِرِكُمْ، وَمُفَوِّضٌ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ إِلَيْكُمْ، وَمُسَلِّمٌ فِيهِ مَعَكُمْ، وَقَلْبِي لَكُمْ سِلْمٌ، وَرَأْيِي لَكُمْ تَبَعٌ، وَنُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ، حَتَّى يُحْيِيَ اللَّهُ دِينَهُ بِكُمْ، وَيَرُدَّكُمْ فِي أَيَّامِهِ، وَيُظْهِرَكُمْ لِعَدْلِهِ، وَيُمَكِّنَكُمْ فِي أَرْضِهِ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ، لا مَعَ عَدُوِّكُمْ، آمَنْتُ بِكُمْ، وَتَوَلَّيْتُ آخِرَكُمْ بِمَا تَوَلَّيْتُ بِهِ أَوَّلَكُمْ، وَبَرِئْتُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ أَعْدَائِكُمْ، وَمِنَ الْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ، وَالشَّيَاطِينِ وَحِزْبِهِمُ، الظَّالِمِينَ لَكُمْ، الْجَاحِدِينَ لِحَقِّكُمْ، وَالْمَارِقِينَ مِنْ وَلَايَتِكُمْ، وَالْغَاصِبِينَ لِا ِرْثِكُمْ، الشَّاكِّينَ فِيكُمْ، الْمُنْحَرِفِينَ عَنْكُمْ ؛ وَمِنْ كُلِّ وَلِيجَةٍ دُونَكُمْ، وَكُلِّ مُطَاعٍ سِوَاكُمْ، وَمِنَ الْأَئِمَّةِ الَّذِينَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ .

فَثَبَّتَنِي اللَّهُ أَبَداً مَا حَيِيتُ عَلَى مُوَالَاتِكُمْ وَمَحَبَّتِكُمْ وَدِينِكُمْ، وَوَفَّقَنِي لِطَاعَتِكُمْ، وَرَزَقَنِي شَفَاعَتَكُمْ، وَجَعَلَنِي مِنْ خِيَارِ مَوَالِيكُمُ التَّابِعِينَ لِمَا دَعَوْتُمْ إِلَيْهِ، وَجَعَلَنِي مِمَّنْ يَقْتَصُّ آثَارَكُمْ، وَيَسْلُكُ سَبِيلَكُمْ، وَيَهْتَدِي بِهُدَاكُمْ، وَيُحْشَرُ فِي زُمْرَتِكُمْ، وَيُكَرُّ فِي رَجْعَتِكُمْ، وَيُمَلَّكُ فِي دَوْلَتِكُمْ، وَيُشَرَّفُ فِي عَافِيَتِكُمْ، وَيُمَكَّنُ فِي أَيَّامِكُمْ، وَتَقَرُّ عَيْنُهُ غَداً بِرُؤْيَتِكُمْ .

بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي وَنَفْسِي وَأَهْلِي وَمَالِي . مَنْ أَرَادَ اللَّهَ بَدَأَ بِكُمْ، وَ مَنْ وَحَّدَهُ قَبِلَ عَنْكُمْ، وَمَنْ قَصَدَهُ تَوَجَّهَ بِكُمْ .

مَوَالِيَّ، لا أُحْصِي ثَنَاءَكُمْ، وَلَا أَبْلُغُ مِنَ الْمَدْحِ كُنْهَكُمْ، وَمِنَ الْوَصْفِ قَدْرَكُمْ، وَأَنْتُمْ نُورُ الْأَخْيَارِ، وَهُدَاةُ الْأَبْرَارِ، وَحُجَجُ الْجَبَّارِ .

بِكُمْ فَتَحَ اللَّهُ، وَبِكُمْ يَخْتِمُ، وَبِكُمْ يُنَزِّلُ الْغَيْثَ، وَبِكُمْ « يُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ »، وَبِكُمْ يُنَفِّسُ الْهَمَّ، وَيَكْشِفُ الضُّرَّ، وَعِنْدَكُمْ مَا نَزَلَتْ بِهِ رُسُلُهُ، وَهَبَطَتْ بِهِ

ص: 189

مَلَائِكَتُهُ، وَإِلَى أَخِيكَ بُعِثَ الرُّوحُ الْأَمِينُ . آتَاكُمُ اللَّهُ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ، طَأْطَأَ كُلُّ شَرِيفٍ لِشَرَفِكُمْ، وَبَخَعَ كُلُّ مُتَكَبِّرٍ لِطَاعَتِكُمْ، وَخَضَعَ كُلُّ جَبَّارٍ لِفَضْلِكُمْ، وَذَلَّ كُلُّ شَيْ ءٍ لَكُمْ، وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِكُمْ، وَفَازَ الْفَائِزُونَ بِوَلَايَتِكُمْ، بِكُمْ يُسْلَكُ إِلَى الرِّضْوَانِ، وَعَلَى مَنْ جَحَدَ وَلَايَتَكُمْ غَضَبُ الرَّحْمَنِ .

بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي وَنَفْسِي وَأَهْلِي وَمَالِي، ذِكْرُكُمْ فِي الذَّاكِرِينَ، وَأَسْمَاؤُكُمْ فِي الْأَسْمَاءِ، وَأَجْسَادُكُمْ فِي الْأَجْسَادِ، وَأَرْوَاحُكُمْ فِي الْأَرْوَاحِ، وَأَنْفُسُكُمْ فِي النُّفُوسِ، وَآثَارُكُمْ فِي الْآثَارِ، وَقُبُورُكُمْ فِي الْقُبُورِ ؛ فَمَا أَحْلَى أَسْمَاءَكُمْ، وَأَكْرَمَ أَنْفُسَكُمْ، وَأَعْظَمَ شَأْنَكُمْ، وَأَجَلَّ خَطَرَكُمْ، وَأَوْفَى عَهْدَكُمْ .

كَلَامُكُمْ نُورٌ، وَأَمْرُكُمْ رُشْدٌ، وَوَصِيَّتُكُمُ التَّقْوَى، وَفِعْلُكُمُ الْخَيْرُ، وَعَادَتُكُمُ الْإِحْسَانُ، وَسَجِيَّتُكُمُ الْكَرَمُ، وَشَأْنُكُمُ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، وَقَوْلُكُمْ حُكْمٌ وَحَتْمٌ، وَرَأْيُكُمْ عِلْمٌ وَحِلْمٌ وَحَزْمٌ ؛ إِنْ ذُكِرَ الْخَيْرُ كُنْتُمْ أَوَّلَهُ وَأَصْلَهُ وَفَرْعَهُ وَمَعْدِنَهُ وَمَأْوَاهُ وَمُنْتَهَاه .

بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي وَنَفْسِي، كَيْفَ أَصِفُ حُسْنَ ثَنَائِكُمْ، وَأُحْصِي جَمِيلَ بَلَائِكُمْ، وَبِكُمْ أَخْرَجَنَا اللَّهُ مِنَ الذُّلِّ، وَفَرَّجَ عَنَّا غَمَرَاتِ الْكُرُوبِ، وَأَنْقَذَنَا مِنْ شَفَا جُرُفِ الْهَلَكَاتِ وَمِنَ النَّارِ .

بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي وَنَفْسِي، بِمُوَالَاتِكُمْ عَلَّمَنَا اللَّهُ مَعَالِمَ دِينِنَا، وَأَصْلَحَ مَا كَانَ فَسَدَ مِنْ دُنْيَانَا، وَبِمُوَالَاتِكُمْ تَمَّتِ الْكَلِمَةُ، وَعَظُمَتِ النِّعْمَةُ، وَائْتَلَفَتِ الْفُرْقَةُ، وَبِمُوَالَاتِكُمْ تُقْبَلُ الطَّاعَةُ الْمُفْتَرَضَةُ، وَلَكُمُ الْمَوَدَّةُ الْوَاجِبَةُ، وَالدَّرَجَاتُ الرَّفِيعَةُ، وَالْمَقَامُ الْمَحْمُودُ، وَالْمَقَامُ الْمَعْلُومُ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالْجَاهُ الْعَظِيمُ، وَالشَّأْنُ الْكَبِيرُ، وَالشَّفَاعَةُ الْمَقْبُولَةُ .

« رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ »، « رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ »، « سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً » .

يَا وَلِيَّ اللَّهِ، إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ذُنُوباً لا يَأْتِي عَلَيْهَا إِلاَّ رِضَاكُمْ ؛ فَبِحَقِّ مَنِ ائْتَمَنَكُمْ عَلَى

ص: 190

سِرِّهِ، وَاسْتَرْعَاكُمْ أَمْرَ خَلْقِهِ، وَقَرَنَ طَاعَتَكُمْ بِطَاعَتِهِ، لَمَّا اسْتَوْهَبْتُمْ ذُنُوبِي، وَكُنْتُمْ شُفَعَائِي ؛ فَإِنِّي لَكُمْ مُطِيعٌ، مَنْ أَطَاعَكُمْ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَمَنْ عَصَاكُمْ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ، وَمَنْ أَحَبَّكُمْ فَقَدْ أَحَبَّ اللَّهَ، وَمَنْ أَبْغَضَكُمْ فَقَدْ أَبْغَضَ اللَّه .

اللَّهُمَّ إِنِّي لَوْ وَجَدْتُ شُفَعَاءَ أَقْرَبَ إِلَيْكَ مِنْ مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الْأَخْيَارِ الْأَئِمَّةِ الْأَبْرَارِ، لَجَعَلْتُهُمْ شُفَعَائِي ؛ فَبِحَقِّهِمُ الَّذِي أَوْجَبْتَ لَهُمْ عَلَيْكَ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُدْخِلَنِي فِي جُمْلَةِ الْعَارِفِينَ بِهِمْ وَبِحَقِّهِمْ، وَفِي زُمْرَةِ الْمَرْحُومِينَ بِشَفَاعَتِهِمْ، إِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً، وَحَسَبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ .(1)

زيارة جامعة ائمة المؤمنين عليه السلام

من الزّيارات المرويّة عن الأئمّة عليهم السّلام، الزيارة المعروفة بزيارة جامعة أئمّة المؤمنين عليهم السّلام .

فإذا دنوت من باب المشهد فقل :

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَفَّقَنِي لِقَصْدِ وَلِيِّهِ وَزِيَارَةِ حُجَّتِهِ، وَأَوْرَدَنِي حَرَمَهُ، وَلَمْ يَبْخَسْ حَظِّي مِنْ زِيَارَةِ قَبْرِهِ، وَالنُّزُولِ بِعَقْوَةِ مُغَيَّبِهِ، وَسَاحَةِ تُرْبَتِهِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَسِمْنِي بِحِرْمَانِ مَا أَمَّلْتُهُ، وَلاَ صَرَفَ عَنِّي مَا رَجَوْتُهُ، وَلاَ قَطَعَ رَجَائِي فِيمَا تَوَقَّعْتُهُ، بَلْ أَلْبَسَنِي عَافِيَتَهُ، وَأَفَادَنِي نِعْمَتَهُ، وَآتَانِي كَرَامَتَه .

فإذا دخلت المشهد فقف على الضريح الطّاهر وقل :

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ أَئِمَّةَ الْمُؤْمِنِينَ، وَسَادَةَ الْمُتَّقِينَ، وَكُبَرَاءَ الصِّدِّيقِينَ، وَأُمَرَاءَ الصَّالِحِينَ، وَقَادَةَ الْمُحْسِنِينَ، وَأَعْلاَمَ الْمُهْتَدِينَ، وَأَنْوَارَ الْعَارِفِينَ، وَوَرَثَةَ الْأَنْبِيَاءِ، وَصَفْوَةَ الْأَوْصِيَاءِ، وَشُمُوسَ الْأَتْقِيَاءِ، وَبُدُورَ الْخُلَفَاءِ، وَعِبَادَ الرَّحْمَنِ، وَشُرَكَاءَ الْقُرْآنِ، وَمَنْهَجَ الْإِيمَانِ، وَمَعَادِنَ الْحَقَائِقِ، وَشُفَعَاءَ الْخَلاَئِقِ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .

أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَبْوَابُ اللَّهِ، وَمَفَاتِيحُ رَحْمَتِهِ، وَمَقَالِيدُ مَغْفِرَتِهِ، وَسَحَائِبُ رِضْوَانِهِ، وَمَصَابِيحُ جِنَانِهِ، وَحَمَلَةُ فُرْقَانِهِ، وَخَزَنَةُ عِلْمِهِ، وَحَفَظَةُ سِرِّهِ، وَمَهْبِطُ وَحْيِهِ، وَأَمَانَاتُ النُّبُوَّةِ، وَوَدَائِعُ الرِّسَالَةِ .

أَنْتُمْ أُمَنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ، وَعِبَادُهُ وَأَصْفِيَاؤُهُ، وَأَنْصَارُ تَوْحِيدِهِ، وَأَرْكَانُ تَمْجِيدِهِ، وَدُعَاتُهُ إِلَى كُتُبِهِ، وَحَرَسَةُ خَلاَئِقِهِ، وَحَفَظَةُ وَدَائِعِهِ، لاَ يَسْبِقُكُمْ ثَنَاءُ الْمَلاَئِكَةِ فِي الْإِخْلاَصِ وَالْخُشُوعِ، وَلاَ يُضَادُّكُمْ

ص: 191


1- الشيخ الصدوق، الفقيه، ج 2، ص 370 وما جعلناه بين المقوفتين فهو من عيون أخبار الرّضا، ج 2، ص 277 .

ذُو ابْتِهَالٍ وَخُضُوعٍ .

أَنَّى وَلَكُمُ الْقُلُوبُ الَّتِي تَوَلَّى اللَّهُ رِيَاضَتَهَا بِالْخَوْفِ وَالرَّجَاءِ، وَجَعَلَهَا أَوْعِيَةً لِلشُّكْرِ وَالثَّنَاءِ، وَآمَنَهَا مِنْ عَوَارِضِ الْغَفْلَةِ، وَصَفَّاهَا مِنْ شَوَاغِلِ الْفَتْرَةِ، بَلْ يَتَقَرَّبُ أَهْلُ السَّمَاءِ بِحُبِّكُمْ، وَبِالْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِكُمْ، وَتَوَاتُرِ الْبُكَاءِ عَلَى مُصَابِكُمْ، وَالاِسْتِغْفَارِ لِشِيعَتِكُمْ وَمُحِبِّيكُمْ .

فَأَنَا أُشْهِدُ اللَّهَ خَالِقِي، وَأُشْهِدُ مَلاَئِكَتَهُ وَأَنْبِيَاءَهُ، وَأُشْهِدُكُمْ يَا مَوَالِيَّ، أَنِّي مُؤْمِنٌ بِوِلاَيَتِكُمْ، مُعْتَقِدٌ لِإِمَامَتِكُمْ، مُقِرٌّ بِخِلاَفَتِكُمْ، عَارِفٌ بِمَنْزِلَتِكُمْ، مُوقِنٌ بِعِصْمَتِكُمْ، خَاضِعٌ لِوِلاَيَتِكُمْ، مُتَقَرِّبٌ إِلَى اللَّهِ بِحُبِّكُمْ، وَبِالْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِكُمْ، عَالِمٌ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ طَهَّرَكُمْ مِنَ الْفَوَاحِشِ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَمِنْ كُلِّ رِيبَةٍ وَنَجَاسَةٍ، وَدَنِيَّةٍ وَرَجَاسَةٍ، وَمَنَحَكُمْ رَايَةَ الْحَقِّ الَّتِي مَنْ تَقَدَّمَهَا ضَلَّ، وَمَنْ تَأَخَّرَ عَنْهَا زَلَّ، وَفَرَضَ طَاعَتَكُمْ عَلَى كُلِّ أَسْوَدَ وَأَبْيَضَ .

وَأَشْهَدُ أَنَّكُمْ قَدْ وَفَيْتُمْ بِعَهْدِ اللَّهِ وَذِمَّتِهِ، وَبِكُلِّ مَا اشْتَرَطَ عَلَيْكُمْ فِي كِتَابِهِ، وَدَعَوْتُمْ إِلَى سَبِيلِهِ، وَأَنْفَذْتُمْ طَاقَتَكُمْ فِي مَرْضَاتِهِ، وَحَمَلْتُمُ الْخَلاَئِقَ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، وَمَسَالِكِ الرِّسَالَةِ، وَسِرْتُمْ فِيهِ بِسِيرَةِ الْأَنْبِيَاءِ، وَمَذَاهِبِ الْأَوْصِيَاءِ، فَلَمْ يُطَعْ لَكُمْ أَمْرٌ، وَلَمْ تُصْغَ إِلَيْكُمْ أُذُنٌ، فَصَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَى أَرْوَاحِكُمْ وَأَجْسَادِكُمْ .

ثمّ تنكبّ على القبر وتقول :

بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا حُجَّةَ اللَّهِ، لَقَدْ أُرْضِعْتَ بِثَدْيِ الْإِيمَانِ، وَفُطِمْتَ بِنُورِ الْإِسْلاَمِ، وَغُذِّيتَ بِبَرْدِ الْيَقِينِ، وَأُلْبِسْتَ حُلَلَ الْعِصْمَةِ، وَاصْطُفِيتَ وَوُرِّثْتَ عِلْمَ الْكِتَابِ، وَلُقِّنْتَ فَصْلَ الْخِطَابِ، وَأُوضِحَ بِمَكَانِكَ مَعَارِفُ التَّنْزِيلِ، وَغَوَامِضُ التَّأْوِيلِ، وَسُلِّمَتْ إِلَيْكَ رَايَةُ الْحَقِّ، وَكُلِّفْتَ هِدَايَةَ الْخَلْقِ، وَنُبِذَ إِلَيْكَ عَهْدُ الْإِمَامَةِ، وَأُلْزِمْتَ حِفْظَ الشَّرِيعَةِ .

وَأَشْهَدُ يَا مَوْلاَيَ أَنَّكَ وَفَيْتَ بِشَرَائِطِ الْوَصِيَّةِ، وَقَضَيْتَ مَا لَزِمَكَ مِنْ حَدِّ الطَّاعَةِ، وَنَهَضْتَ بِأَعْبَاءِ الْإِمَامَةِ، وَاحْتَذَيْتَ مِثَالَ النُّبُوَّةِ فِي الصَّبْرِ وَالاِجْتِهَادِ، وَالنَّصِيحَةِ لِلْعِبَادِ وَكَظْمِ الْغَيْظِ وَالْعَفْوِ عَنِ النَّاسِ، وَعَزَمْتَ عَلَى الْعَدْلِ فِي الْبَرِيَّةِ، وَالنَّصَفَةِ فِي الْقَضِيَّةِ، وَوَكَّدْتَ الْحُجَجَ عَلَى الْأُمَّةِ بِالدَّلاَئِلِ الصَّادِقَةِ، وَالشَّوَاهِدِ النَّاطِقَةِ، وَدَعَوْتَ إِلَى اللَّهِ

ص: 192

بِالْحِكْمَةِ الْبَالِغَةِ، وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، فَمُنِعْتَ مِنْ تَقْوِيمِ الزَّيْغِ، وَسَدِّ الثُّلَمِ، وَإِصْلاَحِ الْفَاسِدِ، وَكَسْرِ الْمُعَانِدِ، وَإِحْيَاءِ السُّنَنِ، وَإِمَاتَةِ الْبِدَعِ، حَتَّى فَارَقْتَ الدُّنْيَا وَأَنْتَ شَهِيدٌ، وَلَقِيتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَأَنْتَ حَمِيدٌ، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْكَ تَتَرَادَفُ وَتَزِيدُ .

ثمّ صر إلى عند الرّجلين وقل :

يَا سَادَتِي يَا آلَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّي بِكُمْ أَتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ جَلَّ وَعَلاَ، وَبِالْخِلاَفِ عَلَى الَّذِينَ غَدَرُوا بِكُمْ، وَنَكَثُوا بَيْعَتَكُمْ، وَجَحَدُوا وِلاَيَتَكُمْ، وَأَنْكَرُوا مَنْزِلَتَكُمْ، وَخَلَعُوا رِبْقَةَ طَاعَتِكُمْ، وَهَجَرُوا أَسْبَابَ مَوَدَّتِكُمْ، وَتَقَرَّبُوا إِلَى فَرَاعِنَتِهِمْ بِالْبَرَاءَةِ مِنْكُمْ، وَالْإِعْرَاضِ عَنْكُمْ، وَمَنَعُوكُمْ مِنْ إِقَامَةِ الْحُدُودِ، وَاسْتِيصَالِ الْجُحُودِ، وَشَعْبِ الصَّدْعِ، وَلَمِّ الشَّعَثِ، وَسَدِّ الْخَلَلِ، وَتَثْقِيفِ الْأَوَدِ، وَإِمْضَاءِ الْأَحْكَامِ، وَتَهْذِيبِ الْإِسْلاَمِ، وَقَمْعِ الْآثَامِ، وَأَرْهَجُوا عَلَيْكُمْ نَقْعَ الْحُرُوبِ وَالْفِتَنِ، وَأَنْحَوْا عَلَيْكُمْ سُيُوفَ الْأَحْقَاِد، وَهَتَكُوا مِنْكُمُ السُّتُورَ، وَابْتَاعُوا بِخُمْسِكُمُ الْخُمُورَ، وَصَرَفُوا صَدَقَاتِ الْمَسَاكِينِ إِلَى الْمُضْحِكِينَ وَالسَّاخِرِينَ، وَذَلِكَ بِمَا طَرَّقَتْ لَهُمُ الْفَسَقَةُ الْغُوَاةُ، وَالْحَسَدَةُ الْبُغَاةُ، أَهْلُ النَّكْثِ وَالْغَدْرِ، وَالْخِلاَفِ وَالْمَكْرِ، وَالْقُلُوبِ الْمُنْتِنَةِ مِنْ قَذَرِ الشِّرْكِ، وَالْأَجْسَادِ الْمُشْحَنَةِ مِنْ دَرَنِ الْكُفْرِ، الَّذِينَ أَضَبُّوا عَلَى النِّفَاقِ، وَأَكَبُّوا عَلَى عَلاَئِقِ الشِّقَاقِ .

فَلَمَّا مَضَى الْمُصْطَفَى صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَآلِهِ اخْتَطَفُوا الْغِرَّةَ، وَانْتَهَزُوا الْفُرْصَةَ، وَانْتَهَكُوا الْحُرْمَةَ، وَغَادَرُوهُ عَلَى فِرَاشِ الْوَفَاةِ، وَأَسْرَعُوا لِنَقْضِ الْبَيْعَةِ، وَمُخَالَفَةِ الْمَوَاثِيقِ الْمُؤَكَّدَةِ، وَخِيَانَةِ الْأَمَانَةِ الْمَعْرُوضَةِ عَلَى الْجِبَالِ الرَّاسِيَةِ وَأَبَتْ أَنْ تَحْمِلَهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ الظَّلُومُ الْجَهُولُ، ذُو الشِّقَاقِ وَالْعِزَّةِ بِالْآثَامِ الْمُولِمَةِ، وَالْأَنَفَةِ عَنِ الاِنْقِيَادِ لِحَمِيدِ الْعَاقِبَةِ .

فَحُشِرَ سِفْلَةُ الْأَعْرَابِ، وَبَقَايَا الْأَحْزَابِ، إِلَى دَارِ النُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ، وَمَهْبِطِ الْوَحْيِ وَالْمَلاَئِكَةِ، وَمُسْتَقَرِّ سُلْطَانِ الْوِلاَيَةِ، وَمَعْدِنِ الْوَصِيَّةِ وَالْخِلاَفَةِ وَالْإِمَامَةِ، حَتَّى نَقَضُوا عَهْدَ الْمُصْطَفَى فِي أَخِيهِ عَلَمِ الْهُدَى، وَالْمُبَيِّنِ طَرِيقَ النَّجَاةِ مِنْ طُرُقِ الرَّدَى، وَجَرَحُوا كَبِدَ خَيْرِ الْوَرَى فِي ظُلْمِ ابْنَتِهِ، وَاضْطِهَادِ حَبِيبَتِهِ، وَاهْتِضَامِ عَزِيزَتِهِ، بَضْعَةِ لَحْمِهِ، وَفِلْذَةِ كَبِدِهِ، وَخَذَلُوا بَعْلَهَا، وَصَغَّرُوا قَدْرَهُ، وَاسْتَحَلُّوا

ص: 193

مَحَارِمَهُ، وَقَطَعُوا رَحِمَهُ، وَأَنْكَرُوا أُخُوَّتَهُ، وَهَجَرُوا مَوَدَّتَهُ، وَنَقَضُوا طَاعَتَهُ، وَجَحَدُوا وِلاَيَتَهُ، وَأَطْمَعُوا الْعَبِيدَ فِي خِلاَفَتِه .

وَقَادُوهُ إِلَى بَيْعَتِهِمْ مُصْلِتَةً سُيُوفَهَا، مُقْذِعَةً أَسِنَّتَهَا، وَهُوَ سَاخِطُ الْقَلْبِ، هَائِجُ الْغَضَبِ، شَدِيدُ الصَّبْرِ، كَاظِمُ الْغَيْظِ، يَدْعُونَهُ إِلَى بَيْعَتِهِمُ الَّتِي عَمَّ شُومُهَا الْإِسْلاَمَ، وَزَرَعَتْ فِي قُلُوبِ أَهْلِهَا الْآثَامَ، وَعَقَّتْ سَلْمَانَهَا، وَطَرَدَتْ مِقْدَادَهَا، وَنَفَتْ جُنْدُبَهَا، وَفَتَقَتْ بَطْنَ عَمَّارِهَا، وَحَرَّفَتِ الْقُرْآنَ، وَبَدَّلَتِ الْأَحْكَامَ، وَغَيَّرَتِ الْمَقَامَ، وَأَبَاحَتِ الْخُمُسَ لِلطُّلَقَاءِ، وَسَلَّطَتْ أَوْلاَدَ اللُّعَنَاءِ عَلَى الْفُرُوجِ وَالدِّمَاءِ، وَخَلَّطَتِ الْحَلاَلَ بِالْحَرَامِ، وَاسْتَخَفَّتْ بِالْإِيمَانِ وَالْإِسْلاَمِ، وَهَدَمَتِ الْكَعْبَةَ، وَأَغَارَتْ عَلَى دَارِ الْهِجْرَةِ يَوْمَ الْحَرَّةِ، وَأَبْرَزَتْ بَنَاتِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ لِلنَّكَالِ وَالسَّوْءَةِ، وَأَلْبَسَتْهُنَّ ثَوْبَ الْعَارِ وَالْفَضِيحَةِ، وَرَخَّصَتْ لِأَهْلِ الشُّبْهَةِ فِي قَتْلِ أَهْلِ بَيْتِ الصَّفْوَةِ، وَإِبَادَةِ نَسْلِهِ، وَاسْتِيصَالِ شَأْفَتِهِ، وَسَبْيِ حَرَمِهِ، وَقَتْلِ أَنْصَارِهِ، وَكَسْرِ مِنْبَرِهِ، وَقَلْبِ مَفْخَرِهِ، وَإِخْفَاءِ دِينِهِ، وَقَطْعِ ذِكْرِه .

يَا مَوَالِيَّ فَلَوْ عَايَنَكُمُ الْمُصْطَفَى وَسِهَامُ الْأُمَّةِ مُغْرَقَةٌ فِي أَكْبَادِكُمْ، وَرِمَاحُهُمْ مُشْرَعَةٌ فِي نُحُورِكُمْ، وَسُيُوفُهَا مُولَعَةٌ فِي دِمَائِكُمْ، يَشْفِي أَبْنَاءُ الْعَوَاهِرِ غَلِيلَ الْفِسْقِ مِنْ وَرَعِكُمْ، وَغَيْظَ الْكُفْرِ مِنْ إِيمَانِكُمْ، وَأَنْتُمْ بَيْنَ صَرِيعٍ فِي الْمِحْرَابِ قَدْ فَلَقَ السَّيْفُ هَامَتَهُ، وَشَهِيدٍ فَوْقَ الْجَنَازَةِ قَدْ شُكَّتْ أَكْفَانُهُ بِالسِّهَامِ، وَقَتِيلٍ بِالْعَرَاءِ قَدْ رُفِعَ فَوْقَ الْقَنَاةِ رَأْسُهُ، وَمُكَبَّلٍ فِي السِّجْنِ قَدْ رُضَّتْ بِالْحَدِيدِ أَعْضَاؤُهُ، وَمَسْمُومٍ قَدْ قُطِّعَتْ بِجُرَعِ السَّمِّ أَمْعَاؤُهُ، وَشَمْلُكُمْ عَبَادِيدُ تُفْنِيهِمُ الْعَبِيدُ وَأَبْنَاءُ الْعَبِيدِ .

فَهَلِ الْمِحَنُ يَا سَادَتِي إِلاَّ الَّتِي لَزِمَتْكُمْ، وَالْمَصَائِبُ إِلاَّ الَّتِي عَمَّتْكُمْ، وَالْفَجَائِعُ إِلاَّ الَّتِي خَصَّتْكُمْ، وَالْقَوَارِعُ إِلاَّ الَّتِي طَرَقَتْكُمْ، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَعَلَى أَرْوَاحِكُمْ وَأَجْسَادِكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .

ثمّ قبِّله وقل :

بِأَبِي وَأُمِّي يَا آلَ الْمُصْطَفَى، إِنَّا لاَ نَمْلِكُ إِلاَّ أَنْ نَطُوفَ حَوْلَ مَشَاهِدِكُمْ، وَنُعَزِّيَ فِيهَا أَرْوَاحَكُمْ عَلَى هَذِهِ الْمَصَائِبِ الْعَظِيمَةِ الْحَالَّةِ بِفِنَائِكُمْ، وَالرَّزَايَا الْجَلِيلَةِ النَّازِلَةِ بِسَاحَتِكُمُ، الَّتِي أَثْبَتَتْ فِي قُلُوبِ شِيعَتِكُمُ الْقُرُوحَ، وَأَوْرَثَتْ

ص: 194

أَكْبَادَهُمُ الْجُرُوحَ، وَزَرَعَتْ فِي صُدُورِهِمُ الْغُصَصَ .

فَنَحْنُ نُشْهِدُ اللَّهَ أَنَّا قَدْ شَارَكْنَا أَوْلِيَاءَكُمْ وَأَنْصَارَكُمُ الْمُتَقَدِّمِينَ فِي إِرَاقَةِ دِمَاءِ النَّاكِثِينَ وَالْقَاسِطِينَ وَالْمَارِقِينَ، وَقَتَلَةِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ سَيِّدِ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ عليه السلام يَوْمَ كَرْبَلاَءَ، بِالنِّيَّاتِ وَالْقُلُوبِ، وَالتَّأَسُّفِ عَلَى فَوْتِ تِلْكَ الْمَوَاقِفِ الَّتِي حَضَرُوا لِنُصْرَتِكُمْ، وَعَلَيْكُمْ مِنَّا السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.

ثمّ اجعل القبر بينك وبين القبلة وقل :

اللَّهُمَّ يَا ذَا الْقُدْرَةِ الَّتِي صَدَرَ عَنْهَا الْعَالَمُ مُكَوَّناً مَبْرُوءاً عَلَيْهَا، مَفْطُوراً تَحْتَ ظِلِّ الْعَظَمَةِ، فَنَطَقَتْ شَوَاهِدُ صُنْعِكَ فِيهِ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ مُكَوِّنُهُ وَبَارِئُهُ وَفَاطِرُهُ، ابْتَدَعْتَهُ لاَ مِنْ شَيْ ءٍ، وَلاَ عَلَى شَيْ ءٍ، وَلاَ فِي شَيْ ءٍ، وَلاَ لِوَحْشَةٍ دَخَلَتْ عَلَيْكَ، إِذْ لاَ غَيْرُكَ، وَلاَ حَاجَةٍ بَدَتْ لَكَ فِي تَكْوِينِهِ، وَلاَ لاِسْتِعَانَةٍ مِنْكَ عَلَى الْخَلْقِ بَعْدَهُ، بَلْ أَنْشَأْتَهُ لِيَكُونَ دَلِيلاً عَلَيْكَ بِأَنَّكَ بَائِنٌ مِنَ الصُّنْعِ، فَلاَ يُطِيقُ الْمُنْصِفُ لِعَقْلِهِ إِنْكَارَكَ، وَالْمَوْسُومُ بِصِحَّةِ الْمَعْرِفَةِ جُحُودَكَ .

أَسْأَلُكَ بِشَرَفِ الْإِخْلاَصِ فِي تَوْحِيدِكَ، وَحُرْمَةِ التَّعَلُّقِ بِكِتَابِكَ، وَأَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى آدَمَ بَدِيعِ فِطْرَتِكَ، وَبِكْرِ حُجَّتِكَ، وَلِسَانِ قُدْرَتِكَ، وَالْخَلِيفَةِ فِي بَسِيطَتِكَ، وَعَلَى مُحَمَّدٍ الْخَالِصِ مِنْ صَفْوَتِكَ، وَالْفَاحِصِ عَنْ مَعْرِفَتِكَ، وَالْغَائِصِ الْمَأْمُونِ عَلَى مَكْنُونِ سَرِيرَتِكَ، بِمَا أَوْلَيْتَهُ مِنْ نِعْمَتِكَ بِمَعُونَتِكَ، وَعَلَى مَنْ بَيْنَهُمَا مِنَ النَّبِيِّينَ وَالْمُكَرَّمِينَ وَالْأَوْصِيَاءِ وَالصِّدِّيقِينَ، وَأَنْ تَهَبَنِي لِإِمَامِي هَذَا .

ثمّ ضع خدّك على سطح القبر وقل :

اللَّهُمَّ بِمَحَلِّ هَذَا السَّيِّدِ مِنْ طَاعَتِكَ، وَبِمَنْزِلَتِهِ عِنْدَكَ، لاَ تُمِتْنِي فُجَاءَةً، وَلاَ تَحْرِمْنِي تَوْبَةً، وَارْزُقْنِي الْوَرَعَ عَنْ مَحَارِمِكَ دِيناً وَدُنْيَا، وَاشْغَلْنِي بِالْآخِرَةِ عَنْ طَلَبِ الْأُولَى، وَوَفِّقْنِي لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَجَنِّبْنِي اتِّبَاعَ الْهَوَى، وَالاِعْتِرَافَ بِالْأَبَاطِيلِ وَالْمُنَى .

اللَّهُمَّ اجْعَلِ السَّدَادَ فِي قَوْلِي، وَالصَّوَابَ فِي فِعْلِي، وَالصِّدْقَ وَالْوَفَاءَ ] فِي [ضَمَانِي وَوَعْدِي، وَالْحِفْظَ وَالْإِينَاسَ مَقْرُونَيْنِ بِعَهْدِي وَوَعْدِي، وَالْبِرَّ وَالْإِحْسَانَ

ص: 195

مِنْ شَأْنِي وَخُلُقِي، وَاجْعَلِ السَّلاَمَةَ لِي شَامِلَةً، وَالْعَافِيَةَ بِي مُحِيطَةً مُلْتَفَّةً، وَلَطِيفَ صُنْعِكَ وَعَوْنِكَ مَصْرُوفاً إِلَيَّ، وَحُسْنَ تَوْفِيقِكَ وَيُسْرِكَ مَوْفُوراً عَلَيَّ، وَأَحْيِنِي يَا رَبِّ سَعِيداً، وَتَوَفَّنِي شَهِيداً، وَطَهِّرْنِي لِلْمَوْتِ وَمَا بَعْدَه .

اللَّهُمَّ وَاجْعَلِ الصِّحَّةَ وَالنُّورَ فِي سَمْعِي وَبَصَرِي، وَالْجِدَةَ وَالْخَيْرَ فِي طَرَفِي، وَالْهُدَى وَالْبَصِيرَةَ فِي دِينِي وَمَذْهَبِي، وَالْمِيزَانَ أَبَداً نَصْبَ عَيْنِي، وَالذِّكْرَ وَالْمَوْعِظَةَ شِعَارِي وَدِثَارِي، وَالْفِكْرَةَ وَالْعِبْرَةَ أُنْسِي وَعِمَادِي، وَمَكِّنِ الْيَقِينَ فِي قَلْبِي، وَاجْعَلْهُ أَوْثَقَ الْأَشْيَاءِ فِي نَفْسِي، وَاغْلِبْهُ عَلَى رَأْيِي وَعَزْمِي، وَاجْعَلِ الْإِرْشَادَ فِي عَمَلِي، وَالتَّسْلِيمَ لِأَمْرِكَ مِهَادِي وَسَنَدِي، وَالرِّضَا بِقَضَائِكَ وَقَدَرِكَ أَقْصَى عَزْمِي وَنِهَايَتِي، وَأَبْعَدَ هَمِّي وَغَايَتِي، حَتَّى لاَ أَتَّقِيَ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ بِدِينِي، وَلاَ أَطْلُبَ بِهِ غَيْرَ آخِرَتِي، وَلاَ أَسْتَدْعِيَ مِنْهُ إِطْرَائِي وَمَدْحِي، وَاجْعَلْ خَيْرَ الْعَوَاقِبِ عَاقِبَتِي، وَخَيْرَ الْمَصَايِرِ مَصِيرِي، وَأَنْعَمَ الْعَيْشِ عَيْشِي، وَأَفْضَلَ الْهُدَى هُدَايَ، وَأَوْفَرَ الْحُظُوظِ حَظِّي، وَأَجْزَلَ الْأَقْسَامِ قَسَمِي وَنَصِيبِي .

وَكُنْ لِي يَا رَبِّ مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَلِيّاً، وَإِلَى كُلِّ خَيْرٍ دَلِيلاً وَقَائِداً، وَمِنْ كُلِّ بَاغٍ وَحَسُودٍ ظَهِيراً وَمَانِعاً، اللَّهُمَّ بِكَ اعْتِدَادِي وَعِصْمَتِي، وَثِقَتِي وَتَوْفِيقِي، وَحَوْلِي وَقُوَّتِي، وَلَكَ مَحْيَايَ وَمَمَاتِي وَفِي قَبْضَتِكَ سُكُونِي وَحَرَكَتِي، وَبِعُرْوَتِكَ الْوُثْقَى اسْتِمْسَاكِي وَوُصْلَتِي، وَعَلَيْكَ فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا اعْتِمَادِي وَتَوَكُّلِي، وَمِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ وَمَسِّ سَقَرَ نَجَاتِي وَخَلاَصِي، وَفِي دَارِ أَمْنِكَ وَكَرَامَتِكَ مَثْوَايَ وَمُنْقَلَبِي، وَعَلَى أَيْدِي سَادَتِي وَمَوَالِيَّ آلِ الْمُصْطَفَى فَوْزِي وَفَرَجِي .

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَاغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَمَا وَلَدَا، وَأَهْلِ بَيْتِي وَجِيرَانِي، وَلِكُلِّ مَنْ قَلَّدَنِي يَداً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، إِنَّكَ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ] وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ (1)]

زيارة آدم عليه السلام

المشهور بين المحدثين والمورّخين أن آدم عليه السلام دفن بمكة(2) وفي الحديث : وإنّ آدم لفي حرم اللَّه عزّوجلّ(3) وذكر السيد إبن طاووس عن صحف ادريس

ص: 196


1- مصباح الزائر، ص 460 .
2- الشيخ الصدوق، كتاب النبوة، ط 1، طهران، 1423 ه- .، ص 50 .
3- الكليني، الكافي، ج 4، ص 214 .

وفاته يوم الجمعة لأحد عشر يوماً خلت من المحرم وصفة غسله وتكفينه ودفنه في غار في جبل أبي قبيس .(1)

قال الصادق عليه السلام إن اللَّه تبارك وتعالى أوحى إلى نوح عليه السلام وهو في السفينة أن يطوف بالبيت اسبوعاً فطاف كما أوحى اللَّه إليه، ثمّ نزل في الماء إلى ركبتيه فاستخرج تابوتاً فيه عظام آدم ... فأخذ نوح التابوت فدفنه في الغريّ ... فإذا أردت جانب النجف فزر عظام آدم وبدن نوح وجسم عليّ بن أبي طالب عليه السلام .(2)

فمن زاره فقد زار آدم ونوحاً وأميرالمؤمنين عليهم السّلام .(3)

فإذا فرغت من زيارة أميرالمؤمنين عليه السلام عد إلى عند الرّأس لزيارة آدم ونوح عليهما السلام وقل في زيارة آدم عليه السلام :

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا صَفِيَّ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِينَ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا خَلِيفَةَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْبَشَرِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ، وَعَلَى الطَّاهِرِينَ مِنْ وُلْدِكَ وَذُرِّيَّتِكَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ صَلَاةً لا يُحْصِيهَا إِلاّ هُوَ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .(4)

زيارة نوح عليه السلام

النبيّ نوح من ذرية شيث بن آدم، بعث بالعراق سنة 3650 قبل الميلاد، ذكره القرآن في 43 موضعاً وقد تعددت الاقوال في وفاته ومدفنه، فقيل : انّه توفى باحدى القرى القريبة من الموصل وقيل بمكة، أو الهند، أو بابل .(5)

وله مشهد وقبر في منطقة « كَرَك » وهي قرية في جنوب لبنان، يقال لها : « كَرَك نوح » تمييزاً لها عن غيرها وهي قريبة من بعلبك، وقد منحها مشهد النبيّ نوح شهرة في العهود الاسلامية فنشأت فيها مدرسة للفقه، قصدها الأوزاعي ( 157- 88 ه- . ( في صباه، وارتحل اليها الشهيد الثانى (

ص: 197


1- السيد إبن طاووس، سعد السعود، ط نجف الأشرف، 1369 ه- .، ص 37 .
2- إبن قولويه، كامل الزيارات، ص 39 .
3- الشيخ الصدوق، الفقيه، ج 2، ص 358 .
4- ابن المشهدي، المزار الكببير، ص 192 .
5- القزوينى، المزار، ط بيروت، 1426 ه- .، ص 79 .

966 - 911 ه- . ( لطلب العلم .(1)

ولكن ذكر ابوالمجد الحلبي - من أعلام القرن السادس الهجري - أنّ آدم ونوح مدفونان عند الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام .(2)

قال أميرالمؤمنين عليه السلام في وصيته : ثم اكشف التراب عنه، فترى قبراً محفوراً ولحداً مثقوباً وساجة منقوبة، فأضجعني فيها .(3)

فكشف الحسن والحسين عليهما السلام التراب ووجدا قبراً محفوراً، فإذا ساجة مكتوب عليها : « ممّا ادّخر نوح لعليّ بن أبي طالب عليه السلام » فدفناه فيها .(4)

فقل في زيارة نوح عليه السلام :

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا صَفِيَّ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا شَيْخَ الْمُرْسَلِينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِينَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ، صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْكَ وَعَلَى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ وَعَلَى الطَّاهِرِينَ مِنْ وُلْدِكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .(5)

ثم تصلي أربع ركعات وتهديها إلى آدم ونوح وتسجد وتدعو كما قدمناه في الزيارة الخامسة من الزيارات المطلقة .

قال في السرائر : واذا كانت الزيارة لأميرالمؤمنين عليه السلام فليبدأ بالتسليم عليه ثم على آدم ونوح، لكون المجموع مدفوناً هناك على ما رواه اصحابنا .(6)

زيارة الحسين من عند رأس أميرالمؤمنين عليهما السلام

روى الشيخ الطوسي عن سيف بن عميرة قال : خرجت مع صفوان بن مهران الجمّال وعندنا جماعة من أصحابنا إلى الغريّ بعد ماخرج ابوعبداللَّه عليه السلام من الحيرة إلى المدينة، فلمّا فرغنا من الزيارة صرف صفوان وجهه إلى ناحية أبي عبداللَّه الحسين عليه السلام فقال لنا :

تزورون الحسين عليه السلام من هذا المكان من عند رأس أميرالمؤمنين عليه السلام، من هاهنا أومأ أبوعبداللَّه الصادق عليه السلام وأنا معه .

قال : فدعا صفوان بالزّيارة التي رواها علقمة بن محمّد الحضرمى عن أبي جعفر عليه السلام في يوم

ص: 198


1- السيد حسن الأمين، دائرة المعارف الاسلامية الشيعية، ط 6، بيروت، 1428 ه- .، ج9، ص 362 .
2- ابوالمجد، إشارة السبق إلى معرفة الحق، ص 107 .
3- المجلسي، بحارالأنوار، ج 42، ص 292 .
4- الشيخ المفيد، الارشاد، ط قم، 1413 ه- .، ج 1، ص 24 .
5- الشهيد، المزار، ص 81 .
6- إبن إدريس، السرائر - سلسلة الينابيع الفقهية - ط بيروت، 1410 ه- .، ج 8، ص 596 .

عاشوراء ...(1)

ذكر السيد إبن طاووس في المصباح خمسة زيارات مطلقة وبعد الزيارة الخامسة قال : ثمّ قم فزر الحسين عليه السلام من عند رأس أميرالمؤمنين عليه السلام بالزيارة الثانية من زيارة عاشوراء ) اى بزيارة عاشوراء المعروفة ( .(2)

قال العلامة المفضال الشيخ نصر اللَّه الشبستري قدس سره :

كلامه في الموضعين ظاهر في أنّ هاتين الزيارتين الشريفتين أعني زيارة أميرالمؤمنين عليه السلام المعروفة وزيارة عاشوراء المعروفة، المشتملة على دعاء صفوان، وردتا من طريق صفوان عن الصادق عليه السلام بسند واحد .(3)

ثم استظهر العلامة الشبستري أنّ الزيارة المعروفة بالزيارة السادسة جزء من الرواية المذكورة في المصباح .(4)

والسرّ في ورود زيارة الحسين عليه السلام من عند رأس أميرالمؤمنين عليه السلام، مع عدم ورود زيارة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله في المشاهد الشريفة، إلّا في مشهده ومايلي رأس أميرالمؤمنين عليه السلام، هو ما ورد في طائفة من الأحاديث المعتبرة من أنّ رأس الحسين عليه السلام مدفون عند قبر أميرالمؤمنين عليه السلام(5) وظاهر بعض الأخبار كون أثر القبر ظاهراً في زمن الائمة عليهم السّلام .(6)

ولكن سيوافيك نصّ كلمات الأعلام في أنّ رأس الحسين عليه السلام ردّ إلى بدنه بكربلا من الشّام ودفن معه .(7)

ومن ثمّ قال صاحب الجواهر : فالرأس مع الجسد والجسد مع الرأس، لكن عن إبن طاووس أنّ رأس الحسين عليه السلام اعيد فدفن مع بدنه بكربلا وذكر أنّ عمل العصابة على ذلك ولعلّه لامنافاة، لإمكان دفنه مدة ثم نقله إلى كربلا ولابأس بالصلاة وزيارته بمكان وضعه .(8)

فينبغي للفائزين بزيارة أميرالمؤمنين عليه السلام أن يزوروا الإمام الحسين عليه السلام من عند رأس أميرالمؤمنين عليه السلام بعد الزيارة المشهورة بالزيارة السادسة ،(9) وهي الزيارة السادسة من الزيارات المطلقة في كتابنا هذا، بزيارة عاشوراء كمايلي :

زيارة عاشوراء

زيارة عاشوراء(10)

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا

ص: 199


1- الشيخ الطوسي، مصباح المتهجد، ص 777 .
2- السيد إبن طاووس، مصباح الزائر، ص 152 .
3- الشبستري، اللؤلؤ النضيد، ط 2، طهران، 1405 ه- .، ص 168 .
4- المصدر، ص 170 .
5- الكليني، الكافي، ج 4، ص 571 .
6- السيد إبن طاووس، فرحة الغريّ، ص 88 .
7- راجع الباب الثّامن، قسم الملاحق .
8- جواهر الكلام، ط 7، طهران، 1392 ه- .، ج 2، ص 93 .
9- ذكرها المشهدي في المزار الكبير، ص 215 و السيد إبن طاووس في مصباح الزائر، ص 149 والمجلسي في البحار، ج 100، ص 305 وجعلها سادس زياراته عليه السلام في « تحفة الزائر » فاشتهر بالزيارة السادسة وتبعه المحدث القمى في المفاتيح .
10- المعتبر في زيارة عاشوراء هو الايماء اوّلاً الى ناحية القبر الشريف، مع السلام المطلق واللّعن على قاتليه عليه السلام واتيان ركعتين بعد ذلك، والتكبير )مرّة أو مائة مرّة( ثمّ الشروع في الزيارة، ثم اتيان ركعتين )احتياطاً( بعد سجدة الزيارة، ثم دعاء العلقمة، ومقتضى رواية صفوان تقديم زيارةٍ لأمير المؤمنين عليه السلام على ذلك كلّه، والأفضل الزيارة التي جعلها العلامة المجلسي سادس زياراته عليه السلام في « تحفة الزائر، ص98 « و هي الزيارة السادسة من الزيارات المطلقة في هذا الكتاب .

أَبا عَبْدِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ ،السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ثارَاللَّهِ وَابْنَ ثارِهِ وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الْأَرْواحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنائِكَ، عَلَيْكُمْ مِنِّي جَمِيعاً سَلامُ اللَّهِ أَبَداً مَا بَقِيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ، يَا أَبا عَبْدِ اللَّهِ، لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ وَجَلَّتْ وَعَظُمَتِ الْمُصِيبَةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلَى جَمِيعِ أَهْلِ الْإِسْلامِ، وَجَلَّتْ وَعَظُمَتْ مُصِيبَتُكَ فِي السَّمَاوَاتِ عَلَى جَمِيعِ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ، فَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً أَسَّسَتْ أَسَاسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ، وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً دَفَعَتْكُمْ عَنْ مَقامِكُمْ وَأَزالَتْكُمْ عَنْ مَراتِبِكُمُ الَّتِي رَتَّبَكُمُ اللَّهُ فِيها، وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكُمْ، وَلَعَنَ اللَّهُ الْمُمَهِّدِينَ لَهُمْ بِالتَّمْكِينِ مِنْ قِتالِكُمْ، بَرِئْتُ إِلَى اللَّهِ وَ إِلَيْكُمْ مِنْهُمْ وَمِن أَشْياعِهِمْ وَأَ تْباعِهِمْ وَأَوْلِيائِهِمْ، يَا أَبا عَبْدِ اللَّهِ، إِنِّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ، وَلَعَنَ اللَّهُ آلَ زِيادٍ وَآلَ مَرْوانَ، وَلَعَنَ اللَّهُ بَنِي أُمَيَّةَ قاطِبَةً، وَلَعَنَ اللَّهُ ابْنَ مَرْجانَةَ، وَلَعَنَ اللَّهُ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ، وَلَعَنَ اللَّهُ شِمْراً، وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً أَسْرَجَتْ وَأَلْجَمَتْ وَتَنَقَّبَتْ لِقِتالِكَ، بِأَبِي أَ نْتَ وَأُمِّي، لَقَدْ عَظُمَ مُصابِي بِكَ، فَأَسْأَلُ اللَّهَ الَّذِي أَكْرَمَ مَقامَكَ، وَأَكْرَمَنِي بِكَ، أَنْ يَرْزُقَنِي طَلَبَ ثارِكَ مَعَ إِمامٍ مَنْصُورٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه .

اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي عِنْدَكَ وَجِيهاً بِالْحُسَيْنِ عَلَيه السَّلام فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، يَا أَبا عَبْدِ اللَّهِ، إِنِّي أَ تَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ، وَ إِلى رَسُولِهِ، وَ إِلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَ إِلى فاطِمَةَ، وَ إِلَى الْحَسَنِ، وَ إِلَيْكَ بِمُوَالاتِكَ، وَبِالْبَراءَةِ مِمَّنْ قَاتَلَكَ، وَنَصَبَ لَكَ الْحَرْبَ، وَبِالْبَراءَةِ مِمَّنْ أَسَّسَ أَسَاسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ عَلَيْكُمْ وَأَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ وَإِلى رَسُولِهِ مِمَّنْ أَسَّسَ أَساسَ ذلِكَ وَبَنى عَلَيْهِ بُنْيانَهُ، وَجَرى

ص: 200

فِي ظُلْمِهِ وَجَوْرِهِ عَلَيْكُمْ وَعَلَى أَشْياعِكُمْ، بَرِئْتُ إِلَى اللَّهِ وَ إِلَيْكُمْ مِنْهُمْ، وَأَ تَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ إِلَيْكُمْ بِمُوالاتِكُمْ وَمُوالاةِ وَ لِيِّكُمْ، وَبِالْبَراءَةِ مِنْ أَعْدائِكُمْ، وَالنَّاصِبِينَ لَكُمُ الْحَرْبَ، وَبِالْبَراءَةِ مِنْ أَشْيَاعِهِمْ وَأَ تْبَاعِهِمْ، إِنِّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ، وَوَ لِيٌّ لِمَنْ والاكُمْ، وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداكُمْ .

فَأَسْأَلُ اللَّهَ الَّذِي أَكْرَمَنِي بِمَعْرِفَتِكُمْ، وَمَعْرِفَةِ أَوْ لِيَائِكُمْ، وَرَزَقَنِي الْبَراءَةَ مِنْ أَعْدائِكُمْ، أَنْ يَجْعَلَنِي مَعَكُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، وَأَنْ يُثَبِّتَ لِي عِنْدَكُمْ قَدَمَ صِدْقٍ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، وَأَسْأَلُهُ أَنْ يُبَلِّغَنِي الْمَقامَ الْمَحْمُودَ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ، وَأَنْ يَرْزُقَنِي طَلَبَ ثارِكُم مَعَ إِمامٍ مَهِدِىٍّ ظَاهِرٍ نَاطِقٍ بِالْحَقِّ مِنْكُمْ، وَأَسْأَلُ اللَّهَ بِحَقِّكُمْ وَبِالشَّأْنِ الَّذِي لَكُمْ عِنْدَهُ أَنْ يُعْطِيَنِي بِمُصابِي بِكُمْ أَفْضَلَ مَا يُعْطِي مُصاباً بِمُصِيبَتِهِ، مُصِيبَةً مَا أَعْظَمَها وَأَعْظَمَ رَزِيَّتَها فِي الْإِسْلامِ وَفِي جَمِيعِ السَّموَاتِ وَالْأَرْضِ . اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي فِي مَقَامِي هذَا مِمَّنْ تَنالُهُ مِنْكَ صَلَواتٌ وَرَحْمَةٌ وَمَغْفِرَةٌ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ مَحْيايَ مَحْيا مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَمَماتِي مَماتَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ .

اللَّهُمَّ إِنَّ هذَا يَوْمٌ تَبَرَّكَتْ بِهِ بَنُو أُمَيَّةَ وَابْنُ آكِلَةِ الْأَكْبادِ، اللَّعِينُ ابْنُ اللَّعِينِ عَلَى لِسانِكَ وَ لِسانِ نَبِيِّكَ صلّى اللَّه عليه وآلِه فِي كُلِّ مَوْطِنٍ وَمَوْقِفٍ وَقَفَ فِيهِ نَبِيُّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه . اللَّهُمَّ الْعَنْ أَبا سُفْيانَ وَمُعَاوِيَةَ وَيَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ عَلَيْهِمْ مِنْكَ اللَّعْنَةُ أَبَدَ الْآبِدِينَ، وَهذَا يَوْمٌ فَرِحَتْ بِهِ آلُ زِيادٍ وَآلُ مَرْوانَ بِقَتْلِهِمُ الْحُسَيْنَ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِ، اللَّهُمَّ فَضاعِفْ عَلَيْهِمُ اللَّعْنَ مِنْكَ وَالْعَذابَ الْأَلِيمَ . اللَّهُمَّ إِنِّي أَ تَقَرَّبُ إِلَيْكَ فِي هذَا الْيَوْمِ، وَفِي مَوْقِفِي هذَا، وَأَيَّامِ حَيَاتِي بِالْبَرَاءَةِ مِنْهُمْ، وَاللَّعْنَةِ عَلَيْهِمْ، وَبِالْمُوَالاةِ لِنَبِيِّكَ وَآلِ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ .

ثمّ تقول مائة مرّة :

اللَّهُمَّ الْعَنْ أَوَّلَ ظَالِمٍ ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَآخِرَ تَابِعٍ

ص: 201

لَهُ عَلَى ذلِكَ . اللَّهُمَّ الْعَنِ الْعِصَابَةَ الَّتِي جاهَدَتِ الْحُسَيْنَ وَشايَعَتْ وَبايَعَتْ وَتابَعَتْ عَلَى قَتْلِهِ، اللَّهُمَّ الْعَنْهُمْ جَمِيعاً .

ثمّ قل مائة مرّة :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبا عَبْدِ اللَّهِ وَعَلَى الْأَرْواحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنائِكَ، عَلَيْكَ مِنِّي سَلامُ اللَّهِ أَبَداً مَا بَقِيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ، وَلَا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّي لِزِيارَتِكُمْ، السَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ، وَعَلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَعَلَى أَوْلادِ الْحُسَيْنِ، وَعَلَى أَصْحابِ الْحُسَيْنِ .

ثمّ تقول مرّة :

اللَّهُمَّ خُصَّ أَ نْتَ أَوَّلَ ظالِمٍ بِاللَّعْنِ مِنِّي، وَابْدَأْ بِهِ أَوَّلاً، ثُمَّ الْعَن الثَّانِيَ وَالثَّالِثَ وَالرَّابِعَ . اللَّهُمَّ الْعَنْ يَزِيدَ خامِساً، وَالْعَنْ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيادٍ وَابْنَ مَرْجانَةَ وَعُمَرَ بْنَ سَعْدٍ وَشِمْراً وَآلَ أَبِي سُفْيانَ وَآلَ زِيادٍ وَآلَ مَرْوَانَ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ .

ثمّ تسجد سجدة تقول فيها :

اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْدَ الشَّاكِرِينَ لَكَ عَلَى مُصَابِهِمْ، الْحَمْدُ للَّهِِ عَلَى عَظِيمِ رَزِيَّتِي، اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي شَفاعَةَ الْحُسَيْنِ يَوْمَ الْوُرُودِ، وَثَبِّتْ لِي قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَكَ مَعَ الْحُسَيْنِ وَأَصْحابِ الْحُسَيْنِ الَّذِينَ بَذَلُوا مُهَجَهُمْ دُونَ الْحُسَيْنِ عليه السلام .

قال : يا علقمة إن استطعت أن تزوره في كلّ يوم بهذه الزيارة من دهرك فافعل فلك ثواب جميع ذلك إن شاء اللَّه تعالى .

روى صفوان أنّ الإمام الصادق عليه السلام زار بهذه الزيارة الإمام الحسين عليه السلام من عند رأس أمير المؤمنين عليه السلام ثمّ صلّى ركعتين ثمّ أومأ إلى الحسين عليه السلام بالسلام منصرفاً بوجهه نحوه ودعا بهذا الدعاء :

يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ، يَا مُجِيبَ دَعْوَةِ ... إلى آخر الدعاء و قد مرّ في الزيارة السادسة ص 80 .

الصلاة عند قبر أميرالمؤمنين عليه السلام

قال الصادق عليه السلام : إنّ اللَّه عرض ولايتنا على أهل الأمصار فلم يقبلها إلاّ

ص: 202

أهل الكوفة، وإنّ إلى جانبها قبراً، لا يأتيه مكروب فيصلّي عنده أربع ركعات، الاّ رجعه اللَّه مسروراً بقضاء حاجته .(1)

صلاة أميرالمؤمنين عليه السلام و تسبيحه

قال الصادق عليه السلام : من صلّى اربع ركعات يقرأ في كل ركعة : « قل هو اللَّه أحد » خمسين مرة، لم ينفتل وبينه وبين اللَّه ذنب .(2)

وفي حديث آخر : من صلّى منكم أربع ركعات : صلاة أميرالمؤمنين عليه السلام خرج من ذنوبه كيوم ولدته امّه وقضيت حوائجه، يقرأ في كل ركعة الحمد مرة وخمسين مرّة قل هو اللَّه احد .(3)

فإذا فرغ منها دعا بهذا الدّعاء وهو تسبيحه عليه السلام :

سُبْحَانَ مَنْ لا تَبِيدُ مَعَالِمُهُ، سُبْحَانَ مَنْ لا تَنْقُصُ خَزَائِنُهُ، سُبْحَانَ مَنْ لا اضْمِحْلَالَ لِفَخْرِهِ، سُبْحَانَ مَنْ لا يَنْفَدُ مَا عِنْدَهُ، سُبْحَانَ مَنْ لا انْقِطَاعَ لِمُدَّتِهِ، سُبْحَانَ مَنْ لا يُشَارِكُ أَحَداً فِي أَمْرِهِ، سُبْحَانَ مَنْ لا إِلَهَ غَيْرُه .

ويدعو بعد ذلك، فيقول :

يَا مَنْ عَفَا عَنِ السَّيِّئَاتِ وَلَمْ يُجَازِ بِهَا ارْحَمْ عَبْدَكَ يَا اللَّهُ ! نَفْسِي نَفْسِي، أَنَا عَبْدُكَ يَا سَيِّدَاهْ ! أَنَا عَبْدُكَ بَيْنَ يَدَيْكَ يَا رَبَّاهْ ! إِلَهِي بِكَيْنُونَتِكَ يَا أَمَلَاهْ ! يَا رَحْمَانَاهْ ! يَا غِيَاثَاهْ ! عَبْدَكَ عَبْدَكَ لا حِيلَةَ لَهُ، يَا مُنْتَهَى رَغْبَتَاهْ ! يَا مُجْرِيَ الدَّمِ فِي عُرُوقِي ! عَبْدَكَ يَا سَيِّدَاهْ ! يَا مَالِكَاهْ ! أَيَا هُوَ أَيَا هُوَ يَا رَبَّاهْ ! عَبْدُكَ عَبْدُكَ لا حِيلَةَ لِي وَلَا غِنَآءَ عَنْ نَفْسِي، وَلَا أَسْتَطِيعُ لَهَا ضَرّاً وَلَا نَفْعاً، وَلَا أَجِدُ مَنْ أُصَانِعُهُ، تَقَطَّعَتْ أَسْبَابُ الْخَدَائِعِ عَنِّي، وَاضْمَحَلَّ كُلُّ مَظْنُونٍ عَنِّي، أَفْرَدَنِي الدَّهْرُ إِلَيْكَ، فَقُمْتُ بَيْنَ يَدَيْكَ هَذَا الْمَقَامَ يَا إِلَهِي ! بِعِلْمِكَ كَانَ هَذَا كُلُّهُ، فَكَيْفَ أَنْتَ صَانِعٌ بِي وَلَيْتَ شِعْرِي كَيْفَ تَقُولُ لِدُعَائِي أَتَقُولُ نَعَمْ

ص: 203


1- إبن قولويه، كامل الزيارات، ص 168 .
2- الكليني، الكافي، ج 3، ص 428 .
3- الشيخ الطوسي، مصباح المتهجد، ص 292 .

؟ أَمْ تَقُولُ لا ؟

فَإِنْ قُلْتَ لَا، فَيَا وَيْلِي يَا وَيْلِي يَا وَيْلِي، يَا عَوْلِي يَا عَوْلِي، يَا شِقْوَتِي يَا شِقْوَتِي، يَا ذُلِّي يَا ذُلِّي إِلَى مَنْ وَمِمَّنْ أَوْ عِنْدَ مَنْ أَوْ كَيْفَ أَوْ مَا ذَا أَوْ إِلَى أَيِّ شَيْ ءٍ أَلْجَأُ وَمَنْ أَرْجُو وَمَنْ يَجُودُ عَلَيَّ بِفَضْلِهِ حِينَ تَرْفُضُنِي يَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ ! وَإِنْ قُلْتَ نَعَمْ كَمَا الظَّنُّ بِكَ وَالرَّجَاءُ لَكَ فَطُوبَى لِي أَنَا السَّعِيدُ وَأَنَا الْمَسْعُودُ فَطُوبَى لِي وَأَنَا الْمَرْحُومُ، يَا مُتَرَحِّمُ ! يَا مُتَرَءِّفُ ! يَا مُتَعَطِّفُ ! يَا مُتَجَبِّرُ ! يَا مُتَمَلِّكُ ! يَا مُقْسِطُ ! لا عَمَلَ لِي مَعَ نَجَاحِ حَاجَتِي ،

أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي جَعَلْتَهُ فِي مَكْنُونِ غَيْبِكَ وَاسْتَقَرَّ عِنْدَكَ فَلَا يَخْرُجُ مِنْكَ إِلَى شَيْ ءٍ سِوَاكَ، أَسْأَلُكَ بِهِ وَبِكَ وَبِكَ وَبِهِ، فَإِنَّهُ أَجَلُّ وَأَشْرَفُ أَسْمَائِكَ لا شَيْ ءَ لِي غَيْرُ هَذَا، وَلَا أَجِدَ أَعْوَدُ مِنْكَ يَا كَيْنُونُ ! يَا مُكَوِّنُ ! يَا مَنْ عَرَّفَنِي نَفْسَهُ ! يَا مَنْ أَمَرَنِي بِطَاعَتِهِ ! يَا مَنْ نَهَانِي عَنْ مَعْصِيَتِهِ ! وَيَا مَدْعُوُّ ! يَا مَسْئُولُ ! يَا مَطْلُوباً إِلَيْهِ رَفَضْتُ وَصِيَّتَكَ الَّتِي أَوْصَيْتَنِي وَلَمْ أُطِعْكَ فِيهَا وَلَوْ أَطَعْتُكَ فِيمَا أَمَرْتَنِي لَكَفَيْتَنِي مَا قُمْتُ إِلَيْكَ فِيهِ، وَأَنَا مَعَ مَعْصِيَتِي لَكَ رَاجٍ، فَلَا تَحُلْ بَيْنِي وَبَيْنَ مَا رَجَوْتُ يَا مُتَرَحِّمُ ! لِي أَعِذْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَ مِنْ فَوْقِي وَمِنْ تَحْتِي وَمِنْ كُلِّ جِهَاتِ الْإِحَاطَةِ بِي، اللَّهُمَّ ! بِمُحَمَّدٍ سَيِّدِي وَبِعَلِيٍّ وَلِيِّي وَبِالْأَئِمَّةِ الرَّاشِدِينَ عليهم السّلامُ اجْعَلْ عَلَيْنَا صَلَوَاتِكَ وَرَأْفَتَكَ وَرَحْمَتَكَ وَأَوْسِعْ عَلَيْنَا مِنْ رِزْقِكَ وَاقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ وَجَمِيعَ حَوَائِجِنَا يَا اللَّهُ ! يَا اللَّهُ ! يَا اللَّهُ ! إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِير .

ثمّ قال عليه السلام من صلّى بهذه الصّلاة، ودعَا

ص: 204

بهذا الدّعاء انفتل ولم يبقَ بينه وبين اللَّه تعالى ذنبٌ إلاّ غفره له .(1)

قد ذكر الشيخ الطوسي دعاءً آخر عقيبها، تركناه روماً للاختصار .(2)

صلاة جعفر

قال العلامة المجلسي : وجدت بخط الشيخ حسين بن عبدالصمد، اى والد الشيخ البهائي، ما هذا لفظه :

ذكر الشيخ ابوالطيب الحسين بن احمد الفقيه : من زار الرضا عليه السلام أو واحداً من الائمة عليهم السّلام، فصلّى عنده صلاة جعفر فانّه يكتب له بكل ركعة ثواب من حج ألف حجة واعتمر ألف عمرة وأعتق الف رقبة ووقف الف وقفة في سبيل اللَّه مع نبىّ مرسل، وله بكل خطوة ثواب مائة حجة ومائة عمرة وعتق مائة رقبة في سبيل اللَّه، وكتب له مائة حسنة وحطّ عنه مائة سيئة .(3)

قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله لجعفر بن أبي طالب عليهما السلام : إنّى اعطيك شيئاً إن أنت صنعته في كل يوم كان خيراً لك من الدنيا وما فيها .(4)

قال : صلّ أربع ركعات، تفتتح الصلاة ثم تقرأ ثم تقول خمس عشرة مرة وأنت قائم : « سبحان اللَّه والحمد للَّه ولا اله الاّ اللَّه واللَّه اكبر »، فإذا ركعت قلت ذلك عشراً، واذا رفعت رأسك فعشراً، واذا سجدت فعشراً، فإذا رفعت رأسك فعشراً، واذا سجدت الثانية عشراً، واذا رفعت رأسك عشراً، فذلك خمس وسبعون، يكون ثلاثمائة في اربع ركعات .(5)

قيل لموسى الكاظم عليه السلام : أىّ شى ء لمن صلّى صلاة جعفر ؟ قال : لو كان عليه مثل رمل عالج وزبد البحر ذنوباً لغفرها اللَّه له .(6)

يقرأ في الأولى - بعد الحمد - اذا زلزلت، وفي الثانية والعاديات، وفي الثالثة اذا جاء نصر اللَّه وفي الرابعة قل هو اللَّه احد .(7)

قال الصادق عليه السلام : من كان مستعجلاً

ص: 205


1- الشيخ الطوسي، مصباح المتهجد، ص 292 .
2- المصدر، ص 298 - 293 .
3- المجلسي، بحارالأنوار، ج 100، ص 137 .
4- الكليني، الكافي، ج 3، ص 465 .
5- الشيخ الطوسي، تهذيب الاحكام، ج 3، ص 186 .
6- الشيخ الصدوق، الفقيه، ج 1، ص 348 .
7- الشيخ الطوسي، تهذيب الاحكام، ج 3، ص 187 .

يصلّي صلاة جعفر مجردة - عن التسبيح - ثم يقضي التسبيح وهو ذاهب في حوائجه .(1)

قال الإمام الحجة عجّل اللَّه تعالى فرجه : أفضل أوقاتها صدر النهار من يوم الجمعة، ثم في أى الايام شئت واىّ وقت صلّيتها من ليل أو نهار فهو جائز .(2)

ينبغي للفائزين بزيارة أميرالمؤمنين عليه السلام المداومة على صلاة جعفر، لاسيّما في حرم أميرالمؤمنين عليه السلام .

الدعاء عند قبر أميرالمؤمنين بعد كل صلاة يصليها

قال الشهيد قدس سره : كلّما صلّيت صلاة - فرضاً كانت أو نفلاً - مدّة مُقامك بمشهد أميرالمؤمنين عليه السلام، ادع بهذا الدّعاء :

اَللَّهُمَّ لَابُدَّ مِنْ أَمْرِكَ، وَلَابُدَّ مِنْ قَدَرِكَ، وَلَابُدَّ مِنْ قَضَائِكَ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلاّ بِكَ . اَللَّهُمَّ فَمَا قَضَيْتَ عَلَيْنَا مِنْ قَضَاءٍ، اَوْ قَدَّرْتَ عَلَيْنَا مِنْ قَدَرٍ، فَأَعْطِنَا مَعَهُ صَبْراً يَقْهَرُهُ وَيَدْمَغُهُ، وَاجْعَلْهُ لَنَا صَاعِداً فِي رِضْوَانِكَ يُنْمِي فِي حَسَنَاتِنَا وَتَفْضِيلِنَا وَسُؤْدَدِنَا وَشَرَفِنَا وَمَجْدِنَا وَنَعْمَائِنَا وَكَرَامَتِنَا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَلَا تَنْقُصْ مِنْ حَسَنَاتِنَا .

اَللَّهُمَّ وَمَا أَعْطَيْتَنَا مِنْ عَطَاءٍ، أَوْ فَضَّلْتَنَا بِهِ مِنْ فَضِيلَةٍ، أَوْ أَكْرَمْتَنَا بِهِ مِنْ كَرَامَةٍ، فَأَعْطِنَا مَعَهُ شُكْراً يَقْهَرُهُ وَيَدْمَغُهُ، وَاجْعَلْهُ لَنَا صَاعِداً إلى رِضْوَانِكَ وَفِي حَسَنَاتِنَا وَسُؤْدَدِنَا وَشَرَفِنَا وَنَعْمَائِكَ وَكَرَامَتِكَ فِي الدُّنْيَا وَالآْخِرَةِ، وَلَا تَجْعَلْهُ لَنَا أَشَراً وَلَا بَطَراً وَلَا فِتْنَةً وَلَا عَذَاباً وَلَا خِزْياً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ . اَللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ عَثْرَةِ اللِّسَانِ، وَسُوءِ الْمَقَامِ، وَخِفَّةِ الْمِيزَانِ.

اَللَّهُمَّ لَقِّنَّا حَسَنَاتِنَا فِي الْمَمَاتِ، وَلَا تُرِنَا أَعْمَالَنَا حَسَرَاتٍ، وَلَا تُخْزِنَا عِنْدَ قَضَائِكَ، وَلَا تَفْضَحْنَا بِسَيِّئَاتِنَا يَوْمَ نَلْقَاكَ، وَاجْعَلْ قُلُوبَنَا تَذْكُرُكَ وَلَاتَنْسَاكَ، وَتَخْشَاكَ كَأَنَّهَا تَرَاكَ حَتَّى تَلْقَاكَ، وَبَدِّلْ سَيِّئَاتِنَا حَسَنَاتٍ، وَاجْعَلْ حَسَنَاتِنَا دَرَجَاتٍ، وَاجْعَلْ دَرَجَاتِنَا غُرُفَاتٍ، وَاجْعَلْ غُرُفَاتِنَا عَالِيَاتٍ . اَللَّهُمَّ أَوْسِعْ لِفَقِيرِنَا مِنْ سَعَةِ مَا قَضَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ .

اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ

ص: 206


1- الكليني، الكافي، ج 3، ص 466 .
2- الطبرسي، الاحتجاج، ط بيروت، 1401 ه- .، ج 2، ص 491 .

وَمُنَّ عَلَيْنَا بِالْهُدَى مَا أَبْقَيْتَنَا، وَالْكَرَامَةِ إِذَا تَوَفَّيْتَنَا، وَالْحِفْظِ فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِنَا، وَالْبَرَكَةِ فِيمَا رَزَقْتَنَا، وَالْعَوْنِ عَلَى مَا حَمَّلْتَنَا، وَالثَّبَاتِ عَلَى مَا طَوَّقْتَنَا، وَلَا تُؤَاخِذْنَا بِظُلْمِنَا، وَلَا تُعَاقِبْنَا بِجَهْلِنَا، وَلَا تَسْتَدْرِجْنَا بِخَطَايَانَا، وَاجْعَلْ أَحْسَنَ مَا نَقُولُ ثَابِتاً فِي قُلُوبِنَا، وَاجْعَلْنَا عُظَمَاءَ عِنْدَكَ، أَذِلَّةً فِي أَنْفُسِنَا، وَانْفَعْنَا بِمَا عَلَّمْتَنَا، وَزِدْنَا عِلْماً نَافِعاً . أَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَ مِنْ عَيْنٍ لا تَدْمَعُ، وَمِنْ صَلَاةٍ لا تُقْبَلُ، أَجِرْنَا مِنْ سُوءِ الْفِتَنِ يَا وَلِيَّ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.(1)

الصلاة على أميرالمؤمنين عليه السلام

[ 1 ]

زار ابومحمّد عبداللَّه بن محمّد العابد، الإمام العسكري عليه السلام في منزله بسُرَّ من رأى، سنة خمس وخمسين ومأتين، وسأله أن يملي عليه من الصّلاة على النبيّ وأوصيائه صلوات اللَّه عليهم فأملى عليه : الصلاة على أميرالمؤمنين عليه الصلاة والسلام :

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَخِي نَبِيِّكَ، وَوَصِيِّهِ، وَوَلِيِّهِ، وَصَفِيِّهِ، وَوَزِيرِهِ، وَمُسْتَوْدَعِ عِلْمِهِ، وَمَوْضِعِ سِرِّهِ، وَبَابِ حِكْمَتِهِ، وَالنَّاطِقِ بِحُجَّتِهِ، وَالدَّاعِي إِلَى شَرِيعَتِهِ، وَخَلِيفَتِهِ فِي أُمَّتِهِ، وَمُفَرِّجِ الْكُرَبِ عَنْ وَجْهِهِ، قَاصِمِ الْكَفَرَةِ وَمُرْغِمِ الْفَجَرَةِ، الَّذِي جَعَلْتَهُ مِنْ نَبِيِّكَ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى .

اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَالْعَنْ مَنْ نَصَبَ لَهُ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ . وَصَلِّ عَلَيْهِ أَفْضَلَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَوْصِيَاءِ أَنْبِيَائِكَ، يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ .(2)

[ 2 ]

ذكر العلامة المجلسي صلاة جامعة على سادات البشر الائمة الغرر، عن كتاب عتيق سماه : « العتيق الغروى » فذكر الصلاة على أميرالمؤمنين عليه السلام بما نصه :

السلام والصلاة على أبي الائمة عليه أفضل السلام والرحمة :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَصِيَّ رَسُولِ

ص: 207


1- الشهيد، المزار، ص 83 .
2- الشيخ الطوسي، مصباح المتهجد، ص 400 .

اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ النَّبِيِّينَ، وَأَفْضَلَ الْوَصِيِّينَ، وَوَصِيَّ خَيْرِ الْمُرْسَلِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مُعِزَّ الْمُؤْمِنِينَ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، الْوَصِيِّ الْمُرْتَضَى، الْخَلِيفَةِ الْمُجْتَبَى، وَالدَّاعِي إِلَيْكَ وَ إِلَى دَارِ السَّلَامِ، صِدِّيقِكَ الْأَكْبَرِ، وَفَارُوقِكَ بَيْنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ، وَنُورِكَ الظَّاهِرِ الْجَمِيلِ، وَلِسَانِكَ النَّاطِقِ بِأَمْرِكَ الْحَقِّ الْمُبِينِ، وَعَيْنِكَ عَلَى الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ، وَيَدِكَ الْعُلْيَا الْيَمِينِ، وَحَبْلِكَ الْمَتِينِ، وَعُرْوَتِكَ الْوُثْقَى، وَكَلِمَتِكَ الْعُلْيَا، وَوَصِيِّ رَسُولِكَ الْمُرْتَضَى، وَعَلَمِ الدِّينِ، وَمَنَارِ الْمُتَّقِينَ، وَخَاتَمِ الْوَصِيِّينَ، وَسَيِّدِ الْمُؤْمِنِينَ، وَإِمَامِ الْمُتَّقِينَ بَعْدَ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ الْأَمِينِ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ، صَلَاةً تَرْفَعُ بِهَا ذِكْرَهُ، وَتُحَسِّنُ بِهَا أَمْرَهُ، وَتُشَرِّفُ بِهَا نَفْسَهُ، وَتُظْهِرُ بِهَا دَعْوَتَهُ، وَتَنْصُرُ بِهَا ذُرِّيَّتَهُ، وَتُفْلِجُ بِهَا حُجَّتَهُ، وَتُعِزُّ بِهَا نَصْرَهُ، وَتُكْرِمُ بِهَا صُحْبَتَهُ ؛ سَيِّدِ الْمُؤْمِنِينَ، وَمُعْلِنِ الْحَقِّ بِالْحَقِّ، وَدَافِعِ جُيُوشِ الْأَبَاطِيلِ، وَنَاصِرِ اللَّهِ وَ رَسُولِه .

اللَّهُمَّ كَمَا اسْتَعْمَلْتَهُ عَلَى خَلْقِكَ فَعَمِلَ فِيهِمْ بِأَمْرِكَ، وَعَدَلَ فِي الرَّعِيَّةِ، وَقَسَّمَ بِالسَّوِيَّةِ، وَجَاهَدَ عَدُوَّ نَبِيِّكَ، وَذَبَّ عَنْ حَرِيمِ الْإِسْلَامِ، وَحَجَزَ بَيْنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ، مُسْتَبْصِراً فِي رِضْوَانِكَ، دَاعِياً إِلَى إِيمَانِكَ، غَيْرَ نَاكِلٍ عَنْ حَزْمٍ، وَ لا مُنْثَنٍ عَنْ عَزْمٍ، حَافِظاً لِعَهْدِكَ، قَاضِياً بِنَفَادِ وَعْدِكَ، هَادِياً لِدِينِكَ، مُقِرّاً بِرُبُوبِيَّتِكَ، وَمُصَدِّقاً لِرَسُولِكَ، وَمُجَاهِداً فِي سَبِيلِكَ، وَرَاضِياً بِقَوْلِكَ ؛ فَهُوَ أَمِينُكَ الْمَأْمُونُ، وَخَازِنُ عِلْمِكَ الْمَكْنُونِ، وَشَاهِدُ يَوْمِ الدِّينِ، وَوَلِيُّكَ فِي الْعَالَمِينَ .

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، وَافْسَحْ لَهُ فَسْحاً عِنْدَكَ، وَأَعْطِهِ الرِّضَا مِنْ ثَوَابِكَ الْجَزِيلِ، وَعَظِيمِ جَزَائِكَ الْجَلِيلِ .

اللَّهُمَّ وَاجْعَلْنَا لَهُ سَامِعِينَ مُطِيعِينَ، وَجُنْداً غَالِبِينَ، وَحِزْباً مُسْلِمِينَ، وَأَتْبَاعاً مُصَدِّقِينَ، وَشِيعَةً مُتَأَلِّفِينَ، وَصَحْباً مُؤَازِرِينَ، وَأَوْلِيَاءَ مُخْلِصِينَ، وَوُزَرَاءَ مُنَاصِحِينَ، وَرُفَقَاءَ مُصَاحِبِينَ، آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ .

اللَّهُمَّ اجْزِهِ أَفْضَلَ جَزَاءِ الْمُكْرَمِينَ، وَأَعْطِهِ سُؤْلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ .

وَأَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ نَاصَحَ لِرَسُولِكَ، وَهَدَى إِلَى

ص: 208

سَبِيلِكَ، وَجَاهَدَ حَقَّ الْجِهَادِ، وَدَعَا إِلَى سَبِيلِ الرَّشَادِ، وَقَامَ بِحَقِّكَ فِي خَلْقِكَ، وَصَدَعَ بِأَمْرِكَ، وَأَنَّهُ لَمْ يَجُرْ فِي حُكْمٍ، وَلَا دَخَلَ فِي ظُلْمٍ، وَلَمْ يَسْعَ فِي إِثْمٍ، وَأَنَّهُ أَخُو رَسُولِكَ، وَأَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِهِ وَصَدَّقَهُ بِرِسَالَاتِهِ وَنَصَرَهُ، وَأَنَّهُ وَصِيُّهُ وَوَارِثُ عِلْمِهِ، وَمَوْضِعُ سِرِّهِ، وَأَحَبُّ الْخَلْقِ إِلَيْهِ، وَأَنَّهُ قَرِينُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَأَبُو سَيِّدَيْ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ .

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَبْلِغْهُ عَنَّا التَّحِيَّةَ وَالسَّلَامَ، وَارْدُدْ عَلَيْنَا مِنْهُ التَّحِيَّةَ وَالسَّلَامَ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .(1)

تكميل

اشارة

ينبعي للفائزين بزيارة أميرالمؤمنين عليه السلام أن يتبرّكوا بأدعيته ومناجاته عليه السلام نذكر منها ما يلى :

1 - دعاء كميل

دعاء علّمه أميرالمؤمنين عليه السلام لكميل بن زياد النخعى، فعرف باسمه ويدعى به في كل ليلة جمعة، فينبغى للفائزين بزيارة أميرالمؤمنين عليه السلام أن لا يتركوها عند قبر أميرالمؤمنين عليه السلام .

روى أنّ كميل بن زياد النخعى رأى أميرالمؤمنين عليه السلام ساجداً يدعو بهذا الدّعاء في ليلة النصف من شعبان .(2)

قال كميل : طرقته ليلاً، فقال عليه السلام ماجاء بك يا كميل ؟ قلت : يا أميرالمؤمنين الدعاء، فقال : إجلس يا كميل، اذا حفظت هذا الدعاء فادع به كلّ ليلة جمعة :(3)

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ ءٍ، وَبِقُوَّتِكَ الَّتِي قَهَرْتَ بِهَا كُلَّ شَيْ ءٍ، وَخَضَعَ لَهَا كُلُّ شَيْ ءٍ، وَذَلَّ لَهَا كُلُّ شَيْ ءٍ، وَبِجَبَرُوتِكَ الَّتِي غَلَبْتَ بِهَا كُلَّ شَيْ ءٍ، وَبِعِزَّتِكَ الَّتِي لاَ يَقُومُ لَهَا شَيْ ءٌ، وَبِعَظَمَتِكَ الَّتِي مَلَأَتْ كُلَّ شَيْ ءٍ، وَبِسُلْطَانِكَ الَّذِي عَلاَ كُلَّ شَيْ ءٍ، وَبِوَجْهِكَ الْبَاقِي بَعْدَ فَنَاءِ كُلِّ شَيْ ءٍ، وَبِأَسْمَائِكَ الَّتِي غَلَبَتْ أَرْكَانَ كُلِّ شَيْ ءٍ، وَبِعِلْمِكَ الَّذِي أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْ ءٍ، وَبِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَضَاءَ لَهُ كُلُّ شَيْ ءٍ، يَا نُورُ يَا قُدُّوسُ، يَا أَوَّلَ الْأَوَّلِينَ، وَيَا آخِرَ

ص: 209


1- بحارالأنوار، ج 102، ص 218 .
2- الشيخ الطوسي، مصباح المتهجد، ص 844 .
3- السيد إبن طاووس، الاقبال، ج 3، ص 331 .

الْآخِرِينَ .

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَهْتِكُ الْعِصَمَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُنْزِلُ النِّقَمَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُغَيِّرُ، النِّعَمَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَحْبِسُ الدُّعَاءَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُنْزِلُ الْبَلاَءَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي كُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ، وَكُلَّ خَطِيئَةٍ أَخْطَأْتُهَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِذِكْرِكَ، وَأَسْتَشْفِعُ بِكَ إِلَى نَفْسِكَ، وَأَسْأَلُكَ بِجُودِكَ أَنْ تُدْنِيَنِي مِنْ قُرْبِكَ، وَأَنْ تُوزِعَنِي شُكْرَكَ، وَأَنْ تُلْهِمَنِي ذِكْرَكَ .

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ سُؤَالَ خَاضِعٍ مُتَذَلِّلٍ خَاشِعٍ، أَنْ تُسَامِحَنِي وَتَرْحَمَنِى وَتَجْعَلَنِى بِقِسْمِكَ رَاضِياً قَانِعاً، وَفِي جَمِيعِ الْأَحْوَالِ مُتَوَاضِعاً، اللَّهُمَّ وَأَسْأَلُكَ سُؤَالَ مَنِ اشْتَدَّتْ فَاقَتُهُ، وَأَنْزَلَ بِكَ عِنْدَ الشَّدَائِدِ حَاجَتَهُ، وَعَظُمَ فِيمَا عِنْدَكَ رَغْبَتُهُ، اللَّهُمَّ عَظُمَ سُلْطَانُكَ، وَعَلاَ مَكَانُكَ، وَخَفِيَ مَكْرُكَ، وَظَهَرَ أَمْرُكَ، وَغَلَبَ قَهْرُكَ، وَجَرَتْ قُدْرَتُكَ، وَلاَ يُمْكِنُ الْفِرَارُ مِنْ حُكُومَتِكَ، اللَّهُمَّ لاَ أَجِدُ لِذُنُوبِي غَافِراً، وَلاَ لِقَبَائِحِي سَاتِراً، وَلاَ لِشَيْ ءٍ مِنْ عَمَلِيَ الْقَبِيحِ بِالْحَسَنِ مُبَدِّلاً غَيْرَكَ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ، وَبِحَمْدِكَ ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَتَجَرَّأْتُ بِجَهْلِي وَسَكَنْتُ إِلَى قَدِيمِ ذِكْرِكَ لِي وَمَنِّكَ عَلَيَّ .

اللَّهُمَّ مَوْلاَيَ كَمْ مِنْ قَبِيحٍ سَتَرْتَهُ، وَكَمْ مِنْ فَادِحٍ مِنَ الْبَلاَءِ أَقَلْتَهُ، وَكَمْ مِنْ عِثَارٍ وَقَيْتَهُ، وَكَمْ مِنْ مَكْرُوهٍ دَفَعْتَهُ، وَكَمْ مِنْ ثَنَاءٍ جَمِيلٍ لَسْتُ أَهْلاً لَهُ نَشَرْتَهُ.

اللَّهُمَّ عَظُمَ بَلاَئِي، وَأَفْرَطَ بِى سُوءُ حَالِي، وَقَصُرَتْ بِي أَعْمَالِي، وَقَعَدَتْ بِي أَغْلاَلِي، وَحَبَسَنِي عَنْ نَفْعِي بُعْدُ أَمَلِي، وَخَدَعَتْنِي الدُّنْيَا بِغُرُورِهَا، وَنَفْسِي بِجِنَايَتِهَا وَمِطَالِي يَا سَيِّدِي، فَأَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ أَنْ لاَ يَحْجُبَ عَنْكَ دُعَائِي سُوءُ عَمَلِي وَفِعَالِي، وَلاَ تَفْضَحْنِي بِخَفِيِّ مَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنْ سِرِّي، وَلاَ تُعَاجِلْنِي بِالْعُقُوبَةِ عَلَى مَا عَمِلْتُهُ فِي خَلَوَاتِي، مِنْ سُوءِ فِعْلِي وَإِسَاءَتِي، وَدَوَامِ تَفْرِيطِي وَجَهَالَتِي، وَكَثْرَةِ شَهَوَاتِي وَغَفْلَتِي .

وَكُنِ اللَّهُمَّ بِعِزَّتِكَ لِي فِي كُلِّ الْأَحْوَالِ رَؤُوفاً، وَعَلَيَّ فِي جَمِيعِ

ص: 210

الْأُمُورِ عَطُوفاً، إِلَهِي وَرَبِّي مَنْ لِي غَيْرُكَ أَسْأَلُهُ كَشْفَ ضُرِّي وَالنَّظَرَ فِي أَمْرِي، إِلَهِي وَمَوْلاَيَ أَجْرَيْتَ عَلَيَّ حُكْماً اتَّبَعْتُ فِيهِ هَوَى نَفْسِي، وَلَمْ أَحْتَرِسْ فِيهِ مِنْ تَزْيِينِ عَدُوِّي، فَغَرَّنِي بِمَا أَهْوَى، وَأَسْعَدَهُ عَلَى ذَلِكَ الْقَضَاءُ، فَتَجَاوَزْتُ بِمَا جَرَى عَلَيَّ مِنْ ذَلِكَ بَعْضَ حُدُودِكَ، وَخَالَفْتُ بَعْضَ أَوَامِرِكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَيَّ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ، وَلاَ حُجَّةَ لِي فِيمَا جَرَى عَلَيَّ فِيهِ قَضَاؤُكَ، وَأَلْزَمَنِي حُكْمُكَ وَبَلاَؤُكَ، وَقَدْ أَتَيْتُكَ يَا إِلَهِي بَعْدَ تَقْصِيرِي وَإِسْرَافِي عَلَى نَفْسِي، مُعْتَذِراً نَادِماً مُنْكَسِراً مُسْتَقِيلاً مُسْتَغْفِراً مُنِيباً مُقِرّاً مُذْعِناً مُعْتَرِفاً، لاَ أَجِدُ مَفَرّاً مِمَّا كَانَ مِنِّي، وَلاَ مَفْزَعاً أَتَوَجَّهُ إِلَيْهِ فِي أَمْرِي، غَيْرَ قَبُولِكَ عُذْرِي، وَإِدْخَالِكَ إِيَّايَ فِي سَعَةٍ مِنْ رَحْمَتِكَ .

اللَّهُمَّ فَاقْبَلْ عُذْرِي، وَارْحَمْ شِدَّةَ ضُرِّي، وَفُكَّنِي مِنْ شَدِّ وَثَاقِي، يَا رَبِّ ارْحَمْ ضَعْفَ بَدَنِي، وَرِقَّةَ جِلْدِي، وَدِقَّةَ عَظْمِي، يَا مَنْ بَدَأَ خَلْقِي وَذِكْرِي وَتَرْبِيَتِي وَبِرِّي وَتَغْذِيَتِي، هَبْنِي لاِبْتِدَاءِ كَرَمِكَ وَسَالِفِ بِرِّكَ بِي، يَا إِلَهِي وَسَيِّدِي وَرَبِّي، أَتُرَاكَ مُعَذِّبِي بِنَارِكَ بَعْدَ تَوْحِيدِكَ، وَبَعْدَ مَا انْطَوَى عَلَيْهِ قَلْبِي مِنْ مَعْرِفَتِكَ، وَلَهِجَ بِهِ لِسَانِي مِنْ ذِكْرِكَ، وَاعْتَقَدَهُ ضَمِيرِي مِنْ حُبِّكَ، وَبَعْدَ صِدْقِ اعْتِرَافِي وَدُعَائِي خَاضِعاً لِرُبُوبِيَّتِكَ .

هَيْهَاتَ أَنْتَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ تُضَيِّعَ مَنْ رَبَّيْتَهُ، أَوْ تُبَعِّدَ مَنْ أَدْنَيْتَهُ، أَوْ تُشَرِّدَ مَنْ آوَيْتَهُ، أَوْ تُسَلِّمَ إِلَى الْبَلاَءِ مَنْ كَفَيْتَهُ وَرَحِمْتَهُ، وَلَيْتَ شِعْرِي يَا سَيِّدِي وَإِلَهِي وَمَوْلاَيَ، أَتُسَلِّطُ النَّارَ عَلَى وُجُوهٍ خَرَّتْ لِعَظَمَتِكَ سَاجِدَةً، وَعَلَى أَلْسُنٍ نَطَقَتْ بِتَوْحِيدِكَ صَادِقَةً، وَبِشُكْرِكَ مَادِحَةً، وَعَلَى قُلُوبٍ اعْتَرَفَتْ بِإِلَهِيَّتِكَ مُحَقِّقَةً، وَعَلَى ضَمَائِرَ حَوَتْ مِنَ الْعِلْمِ بِكَ حَتَّى صَارَتْ خَاشِعَةً، وَعَلَى جَوَارِحَ سَعَتْ إِلَى أَوْطَانِ تَعَبُّدِكَ طَائِعَةً، وَأَشَارَتْ بِاسْتِغْفَارِكَ مُذْعِنَةً، مَا هَكَذَا الظَّنُّ بِكَ، وَلاَ أُخْبِرْنَا بِفَضْلِكَ عَنْكَ يَا كَرِيمُ .

يَا رَبِّ وَأَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفِي عَنْ قَلِيلٍ مِنْ بَلاَءِ

ص: 211

الدُّنْيَا وَعُقُوبَاتِهَا، وَمَا يَجْرِي فِيهَا مِنَ الْمَكَارِهِ عَلَى أَهْلِهَا، عَلَى أَنَّ ذَلِكَ بَلاَءٌ وَمَكْرُوهٌ، قَلِيلٌ مَكْثُهُ، يَسِيرٌ بَقَاؤُهُ، قَصِيرٌ مُدَّتُهُ، فَكَيْفَ احْتِمَالِي لِبَلاَءِ الْآخِرَةِ، وَجَلِيلِ وُقُوعِ الْمَكَارِهِ فِيهَا، وَهُوَ بَلاَءٌ تَطُولُ مُدَّتُهُ، وَيَدُومُ مَقَامُهُ، وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْ أَهْلِهِ، لِأَنَّهُ لاَ يَكُونُ إِلاَّ عَنْ غَضَبِكَ وَانْتِقَامِكَ وَسَخَطِكَ، وَهَذَا مَا لاَ تَقُومُ لَهُ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ، يَا سَيِّدِي فَكَيْفَ لِي وَأَنَا عَبْدُكَ الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ الْحَقِيرُ الْمِسْكِينُ الْمُسْتَكِينُ .

يَا إِلَهِي وَرَبِّي وَسَيِّدِي وَمَوْلاَيَ، لِأَيِّ الْأُمُورِ إِلَيْكَ أَشْكُو، وَلِمَا مِنْهَا أَضِجُّ وَأَبْكِي، لِأَلِيمِ الْعَذَابِ وَشِدَّتِهِ، أَمْ لِطُولِ الْبَلاَءِ وَمُدَّتِهِ، فَلَئِنْ صَيَّرْتَنِي لِلْعُقُوبَاتِ مَعَ أَعْدَائِكَ، وَجَمَعْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَهْلِ بَلاَئِكَ، وَفَرَّقْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَحِبَّائِكَ وَأَوْلِيَائِكَ، فَهَبْنِي يَا إِلَهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلاَيَ وَرَبِّي، صَبَرْتُ عَلَى عَذَابِكَ، فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَلَى فِرَاقِكَ، وَهَبْنِي صَبَرْتُ عَلَى حَرِّ نَارِكَ، فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَنِ النَّظَرِ إِلَى كَرَامَتِكَ، أَمْ كَيْفَ أَسْكُنُ فِي النَّارِ وَرَجَائِي عَفْوُكَ .

فَبِعِزَّتِكَ يَا سَيِّدِي وَمَوْلاَيَ، أُقْسِمُ صَادِقاً، لَئِنْ تَرَكْتَنِي نَاطِقاً، لَأَضِجَّنَّ إِلَيْكَ بَيْنَ أَهْلِهَا ضَجِيجَ الْآمِلِينَ، وَلَأَصْرُخَنَّ إِلَيْكَ صُرَاخَ الْمُسْتَصْرِخِينَ، وَلَأَبْكِيَنَّ عَلَيْكَ بُكَاءَ الْفَاقِدِينَ، وَلَأُنَادِيَنَّكَ أَيْنَ كُنْتَ يَا وَلِيَّ الْمُؤْمِنِينَ، يَا غَايَةَ آمَالِ الْعَارِفِينَ، يَا غِيَاثَ الْمُسْتَغِيثِينَ، يَا حَبِيبَ قُلُوبِ الصَّادِقِينَ، وَيَا إِلَهَ الْعَالَمِينَ .

أَفَتُرَاكَ سُبْحَانَكَ يَا إِلَهِي وَبِحَمْدِكَ تَسْمَعُ فِيهَا صَوْتَ عَبْدٍ مُسْلِمٍ سُجِنَ فِيهَا بِمُخَالَفَتِهِ ،وَذَاقَ طَعْمَ عَذَابِهَا بِمَعْصِيَتِهِ، وَحُبِسَ بَيْنَ أَطْبَاقِهَا بِجُرْمِهِ وَجَرِيرَتِهِ، وَهُوَ يَضِجُّ إِلَيْكَ ضَجِيجَ مُؤَمِّلٍ لِرَحْمَتِكَ، وَيُنَادِيكَ بِلِسَانِ أَهْلِ تَوْحِيدِكَ، وَيَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِرُبُوبِيَّتِكَ ،يَا مَوْلاَيَ فَكَيْفَ يَبْقَى فِي الْعَذَابِ وَهُوَ يَرْجُو مَا سَلَفَ مِنْ حِلْمِكَ، أَمْ كَيْفَ تُؤْلِمُهُ النَّارُ وَهُوَ يَأْمُلُ فَضْلَكَ وَرَحْمَتَكَ، أَمْ كَيْفَ يُحْرِقُهُ لَهِيبُهَا وَأَنْتَ تَسْمَعُ صَوْتَهُ وَتَرَى مَكَانَهُ، أَمْ كَيْفَ يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ زَفِيرُهَا وَأَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفَهُ، أَمْ كَيْفَ يَتَقَلْقَلُ بَيْنَ أَطْبَاقِهَا وَأَنْتَ تَعْلَمُ

ص: 212

صِدْقَهُ، أَمْ كَيْفَ تَزْجُرُهُ زَبَانِيَتُهَا وَهُوَ يُنَادِيكَ يَا رَبَّهْ، أَمْ كَيْفَ يَرْجُو فَضْلَكَ فِي عِتْقِهِ مِنْهَا فَتَتْرُكُهُ فِيهَا، هَيْهَاتَ مَا ذَلِكَ الظَّنُّ بِكَ، وَلاَ الْمَعْرُوفُ مِنْ فَضْلِكَ، وَلاَ مُشْبِهٌ لِمَا عَامَلْتَ بِهِ الْمُوَحِّدِينَ مِنْ بِرِّكَ وَإِحْسَانِكَ.

فَبِالْيَقِينِ أَقْطَعُ لَوْ لاَ مَا حَكَمْتَ بِهِ مِنْ تَعْذِيبِ جَاحِدِيكَ، وَقَضَيْتَ بِهِ مِنْ إِخْلاَدِ مُعَانِدِيكَ، لَجَعَلْتَ النَّارَ كُلَّهَا بَرْداً وَسَلاَماً، وَمَا كَانَ لِأَحَدٍ فِيهَا مَقَرّاً وَلاَ مُقَاماً، لَكِنَّكَ تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُكَ أَقْسَمْتَ أَنْ تَمْلَأَهَا مِنَ الْكَافِرِينَ، مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، وَأَنْ تُخَلِّدَ فِيهَا الْمُعَانِدِينَ، وَأَنْتَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ قُلْتَ مُبْتَدِئاً، وَتَطَوَّلْتَ بِالْإِنْعَامِ مُتَكَرِّماً، أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لاَ يَسْتَوُونَ .

إِلَهِي وَسَيِّدِي فَأَسْأَلُكَ بِالْقُدْرَةِ الَّتِي قَدَّرْتَهَا، وَبِالْقَضِيَّةِ الَّتِي حَتَمْتَهَا وَحَكَمْتَهَا، وَغَلَبْتَ مَنْ عَلَيْهِ أَجْرَيْتَهَا، أَنْ تَهَبَ لِي فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَفِي هَذِهِ السَّاعَةِ، كُلَّ جُرْمٍ أَجْرَمْتُهُ، وَكُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ، وَكُلَّ قَبِيحٍ أَسْرَرْتُهُ، وَكُلَّ جَهْلٍ عَمِلْتُهُ، كَتَمْتُهُ أَوْ أَعْلَنْتُهُ، أَخْفَيْتُهُ أَوْ أَظْهَرْتُهُ، وَكُلَّ سَيِّئَةٍ أَمَرْتَ بِإِثْبَاتِهَا الْكِرَامَ الْكَاتِبِينَ، الَّذِينَ وَكَّلْتَهُمْ بِحِفْظِ مَا يَكُونُ مِنِّي، وَجَعَلْتَهُمْ شُهُوداً عَلَيَّ مَعَ جَوَارِحِي، وَكُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيَّ مِنْ وَرَائِهِمْ، وَالشَّاهِدَ لِمَا خَفِيَ عَنْهُمْ، وَبِرَحْمَتِكَ أَخْفَيْتَهُ وَبِفَضْلِكَ سَتَرْتَهُ، وَأَنْ تُوَفِّرَ حَظِّي مِنْ كُلِّ خَيْرٍ أَنْزَلْتَهُ، أَوْ إِحْسَانٍ فَضَّلْتَهُ، أَوْ بِرٍّ نَشَرْتَهُ، أَوْ رِزْقٍ بَسَطْتَهُ، أَوْ ذَنْبٍ تَغْفِرُهُ، أَوْ خَطَإٍ تَسْتُرُهُ، يَا رَبِّ يَا رَبِّ يَا رَبِّ، يَا إِلَهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلاَيَ وَمَالِكَ رِقِّي، يَا مَنْ بِيَدِهِ نَاصِيَتِي، يَا عَلِيماً بِضُرِّي وَمَسْكَنَتِي، يَا خَبِيراً بِفَقْرِي وَفَاقَتِي، يَا رَبِّ يَا رَبِّ يَا رَبِّ .

أَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ وَقُدْسِكَ وَأَعْظَمِ صِفَاتِكَ وَأَسْمَائِكَ، أَنْ تَجْعَلَ أَوْقَاتِي مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ بِذِكْرِكَ مَعْمُورَةً، وَبِخِدْمَتِكَ مَوْصُولَةً، وَأَعْمَالِي عِنْدَكَ مَقْبُولَةً، حَتَّى تَكُونَ أَعْمَالِي وَأَوْرَادِي كُلُّهَا وِرْداً وَاحِداً، وَحَالِي فِي خِدْمَتِكَ سَرْمَداً، يَا سَيِّدِي يَا مَنْ

ص: 213

عَلَيْهِ مُعَوَّلِي، يَا مَنْ إِلَيْهِ شَكَوْتُ أَحْوَالِي، يَا رَبِّ يَا رَبِّ يَا رَبِّ، قَوِّ عَلَى خِدْمَتِكَ جَوَارِحِي، وَاشْدُدْ عَلَى الْعَزِيمَةِ جَوَانِحِي، وَهَبْ لِيَ الْجِدَّ فِي خَشْيَتِكَ، وَالدَّوَامَ فِي الاِتِّصَالِ بِخِدْمَتِكَ، حَتَّى أَسْرَحَ إِلَيْكَ فِي مَيَادِينِ السَّابِقِينَ، وَأُسْرِعَ إِلَيْكَ فِي الْبَارِزِينَ، وَأَشْتَاقَ إِلَى قُرْبِكَ فِي الْمُشْتَاقِينَ، وَأَدْنُوَ مِنْكَ دُنُوَّ الْمُخْلِصِينَ، وَأَخَافَكَ مَخَافَةَ الْمُوقِنِينَ، وَأَجْتَمِعَ فِي جِوَارِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ .

اللَّهُمَّ وَمَنْ أَرَادَنِي بِسُوءٍ فَأَرِدْهُ، وَمَنْ كَادَنِي فَكِدْهُ، وَاجْعَلْنِي مِنْ أَحْسَنِ عَبِيدِكَ نَصِيباً عِنْدَكَ، وَأَقْرَبِهِمْ مَنْزِلَةً مِنْكَ، وَأَخَصِّهِمْ زُلْفَةً لَدَيْكَ، فَإِنَّهُ لاَ يُنَالُ ذَلِكَ إِلاَّ بِفَضْلِكَ، وَجُدْ لِي بِجُودِكَ، وَاعْطِفْ عَلَيَّ بِمَجْدِكَ، وَاحْفَظْنِي بِرَحْمَتِكَ، وَاجْعَلْ لِسَانِي بِذِكْرِكَ لَهِجاً، وَقَلْبِي بِحُبِّكَ مُتَيَّماً، وَمُنَّ عَلَيَّ بِحُسْنِ إِجَابَتِكَ، وَأَقِلْنِي عَثْرَتِي، وَاغْفِرْ زَلَّتِي، فَإِنَّكَ قَضَيْتَ عَلَى عِبَادِكَ بِعِبَادَتِكَ، وَأَمَرْتَهُمْ بِدُعَائِكَ، وَضَمِنْتَ لَهُمُ الْإِجَابَةَ .

فَإِلَيْكَ يَا رَبِّ نَصَبْتُ وَجْهِي، وَإِلَيْكَ يَا رَبِّ مَدَدْتُ يَدِي، فَبِعِزَّتِكَ اسْتَجِبْ لِي دُعَائِي، وَبَلِّغْنِي مُنَايَ، وَلاَ تَقْطَعْ مِنْ فَضْلِكَ رَجَائِي، وَاكْفِنِي شَرَّ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ مِنْ أَعْدَائِي، يَا سَرِيعَ الرِّضَا، اغْفِرْ لِمَنْ لاَ يَمْلِكُ إِلاَّ الدُّعَاءَ، فَإِنَّكَ فَعَّالٌ لِمَا تَشَاءُ، يَا مَنِ اسْمُهُ دَوَاءٌ، وَذِكْرُهُ شِفَاءٌ، وَطَاعَتُهُ غِنًى، ارْحَمْ مَنْ رَأْسُ مَالِهِ الرَّجَاءُ، وَسِلاَحُهُ الْبُكَاءُ، يَا سَابِغَ النِّعَمِ، يَا دَافِعَ النِّقَمِ، يَا نُورَ الْمُسْتَوْحِشِينَ فِي الظُّلَمِ، يَا عَالِماً لاَ يُعَلَّمُ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْعَلْ بِي مَا أَنْتَ أَهْلُهُ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَالْأَئِمَّةِ الْمَيَامِينِ مِنْ آلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً .(1)

2 - مناجاة أميرالمؤمنين عليه السلام

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْأَمَانَ « يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ × إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ » . وَأَسْأَلُكَ الْأَمَانَ « يَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً » . وَأَسْأَلُكَ الْأَمَانَ « يَوْمَ يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ

ص: 214


1- الشيخ الطوسي، مصباح المتهجّد، ص 844 .

بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ » . وَأَسْأَلُكَ الْأَمَانَ « يَوْمَ لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ » . وَأَسْأَلُكَ الْأَمَانَ « يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ » . وَأَسْأَلُكَ الْأَمَانَ « يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ للَّهِِ » . وَأَسْأَلُكَ الْأَمَانَ « يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ × وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ × وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ × لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ » . وَأَسْأَلُكَ الْأَمَانَ « يَوْمَ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ × وَصاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ × وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ × وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ كَلاَّ إِنَّها لَظى × نَزَّاعَةً لِلشَّوى » . مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ، أَنْتَ الْمَوْلَى وَأَنَا الْعَبْدُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الْعَبْدَ إِلاَّ الْمَوْلَى ؟ مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ، أَنْتَ الْمَالِكُ وَأَنَا الْمَمْلُوكُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الْمَمْلُوكَ إِلاَّ الْمَالِكُ ؟ مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ، أَنْتَ الْعَزِيزُ وَأَنَا الذَّلِيلُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الذَّلِيلَ إِلاَّ الْعَزِيزُ ؟ مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ، أَنْتَ الْخَالِقُ وَأَنَا الْمَخْلُوقُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الْمَخْلُوقَ إِلاَّ الْخَالِقُ ؟ مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ، أَنْتَ الْعَظِيمُ وَأَنَا الْحَقِيرُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الْحَقِيرَ إِلاَّ الْعَظِيمُ ؟ مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ، أَنْتَ الْقَوِيُّ وَ أَنَا الضَّعِيفُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الضَّعِيفَ إِلاَّ الْقَوِيُّ ؟ مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ، أَنْتَ الْغَنِيُّ وَأَنَا الْفَقِيرُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الْفَقِيرَ إِلاَّ الْغَنِيُّ ؟ مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ، أَنْتَ الْمُعْطِي وَأَنَا السَّائِلُ، وَ هَلْ يَرْحَمُ السَّائِلَ إِلاَّ الْمُعْطِي ؟ مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ، أَنْتَ الْحَيُّ وَأَنَا الْمَيِّتُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الْمَيِّتَ إِلاَّ الْحَيُّ ؟ مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ، أَنْتَ الْبَاقِي وَأَنَا الْفَانِي، وَهَلْ يَرْحَمُ الْفَانِيَ إِلاَّ الْبَاقِي ؟ مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ، أَنْتَ الدَّائِمُ وَأَنَا الزَّائِلُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الزَّائِلَ إِلاَّ

ص: 215

الدَّائِمُ ؟ مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ، أَنْتَ الرَّازِقُ وَأَنَا الْمَرْزُوقُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الْمَرْزُوقَ إِلاَّ الرَّازِقُ ؟ مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ، أَنْتَ الْجَوَادُ وَأَنَا الْبَخِيلُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الْبَخِيلَ إِلاَّ الْجَوَادُ ؟ مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ، أَنْتَ الْمُعَافِي وَأَنَا الْمُبْتَلَى، وَهَلْ يَرْحَمُ الْمُبْتَلَى إِلاَّ الْمُعَافِي ؟ مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ، أَنْتَ الْكَبِيرُ وَأَنَا الصَّغِيرُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الصَّغِيرَ إِلاَّ الْكَبِيرُ ؟ مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ، أَنْتَ الْهَادِي وَأَنَا الضَّالُّ، وَهَلْ يَرْحَمُ الضَّالَّ إِلاَّ الْهَادِي ؟ مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ، أَنْتَ الرَّحْمَنُ وَأَنَا الْمَرْحُومُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الْمَرْحُومَ إِلاَّ الرَّحْمَنُ ؟ مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ، أَنْتَ السُّلْطَانُ وَأَنَا الْمُمْتَحَنُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الْمُمْتَحَنَ إِلاَّ السُّلْطَانُ ؟ مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ، أَنْتَ الدَّلِيلُ وَأَنَا الْمُتَحَيِّرُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الْمُتَحَيِّرَ إِلاَّ الدَّلِيلُ، مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ، أَنْتَ الْغَفُورُ وَأَنَا الْمُذْنِبُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الْمُذْنِبَ إِلاَّ الْغَفُورُ ؟ مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ، أَنْتَ الْغَالِبُ وَأَنَا الْمَغْلُوبُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الْمَغْلُوبَ إِلاَّ الْغَالِبُ ؟ مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ، أَنْتَ الرَّبُّ وَأَنَا الْمَرْبُوبُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الْمَرْبُوبَ إِلاَّ الرَّبُّ ؟ مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ، أَنْتَ الْمُتَكَبِّرُ وَأَنَا الْخَاشِعُ، وَهَلْ يَرْحَمُ الْخَاشِعَ إِلاَّ الْمُتَكَبِّرُ ؟ مَوْلَايَ يَا مَوْلَايَ، ارْحَمْنِي بِرَحْمَتِكَ، وَارْضَ عَنِّي بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ وَفَضْلِكَ، يَا ذَا الْجُودِ وَالْإِحْسَانِ وَالطَّوْلِ وَالاِمْتِنَانِ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .(1)

ذكرها إبن المشهدي في أعمال مسجد الكوفة، فلا يترك فيه وفي الحرم العلوي عليه السلام .

3 - دعاء الساعة الخاصة لأميرالمؤمنين عليه السلام

قال الشيخ الطوسي قدس سره : أدعية الساعات : الساعة الأولى، وهي من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، لاميرالمؤمنين عليه السلام :

اللَّهُمَّ ! رَبَّ الْبَهَاءِ وَالْعَظَمَةِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالسُّلْطَانِ أَظْهَرْتَ الْقُدْرَةَ كَيْفَ شِئْتَ، وَمَنَنْتَ عَلَى عِبَادِكَ بِمَعْرِفَتِكَ وَتَسَلَّطْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَرُوتِكَ وَعَلَّمْتَهُمْ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، اللَّهُمَّ ! فَبِحَقِّ وَلِيِّكَ عَلِيٍّ الْمُرْتَضَى لِلدِّينِ وَالْعَالِمِ بِالْحُكْمِ وَمَجَارِي التُّقَى إِمَامِ الْمُتَّقِينَ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ فِي الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ،

ص: 216


1- إبن المشهدي، المزار الكبير، ص 173 .

وَأُقَدِّمُهُ بَيْنَ يَدَيْ حَوَائِجِي أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَفْعَلَ بِي كَذَا وَكَذَا .(1)

الباب الثامن: كيفية وداع أميرالمؤمنين عليه السلام

اشارة

قال الشيخ المفيد :

تقف على القبر كوقوفك في ابتداء زيارتك، تستقبله بوجهك، وتجعل القبلة بين كتفيك وتقول ...(2)

قال السيد إبن طاووس :

إذا أردت ذلك، فاستأنف الزيارة وأصنع فيها من أوّل الدخول إلى آخره كما قدمناه، ثم ودّعه في آخرها وقل ...(3)

فإذا أردت الوداع فاغتسل وزر بزيارته عليه السلام ثم قل ...(4)

قال إبن المشهدي :

فإذا قضيت نسكك وأردت الانصراف، فقف على القبر كوقوفك عليه في إبتداء زيارتك واستقبله بوجهك وإجعل القبلة بين كتفيك وقل ...(5)

كيفية وداعه عليه السلام

[ 1 ]

أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ وَأَسْتَرْعِيكَ وَأَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ يَا مَوْلَايَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ وَدَلَلْتَ عَلَيْهِ، اللَّهُمَّ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ .

اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيَارَةِ قَبْرِ وَلِيِّكَ، الْهَادِي بَعْدَ نَبِيِّكَ النَّذِيرِ الْمُنْذِرِ، وَارْزُقْنِي الْعَوْدَ إِلَيْهِ أَبَداً مَا أَبْقَيْتَنِي، فَإِذَا تَوَفَّيْتَنِي فَاحْشُرْنِي مَعَهُ، وَفِي زُمْرَتِهِ، وَتَحْتَ لِوَائِهِ، وَلَا تُفَرِّقْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَلَا أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .(6)

[ 2 ]

السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ وَأَسْتَرْعِيكَ وَأَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلاَمَ، آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالرَّسُولِ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ وَدَلَلْتَ عَلَيْهِ، اللَّهُمَّ اكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ .

اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ لِزِيَارَةِ وَلِيِّكَ وَارْزُقْنِي الْعَوْدَ إِلَيْهِ أَبَداً مَا أَبْقَيْتَنِي فَإِذَا تَوَفَّيْتَنِي فَاحْشُرْنِي مَعَهُ وَمَعَ ذُرِّيَّتِهِ الْأَئِمَّةِ الرَّاشِدِينَ، عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .(7)

[ 3 ]

لا جَعَلَهُ اللَّهُ يَا مَوْلَايَ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيَارَتِكَ، وَرَزَقَنِي الْعَوْدَ إِلَيْكَ وَالْمُقَامَ فِي حَرَمِكَ، وَالْكَوْنَ مَعَكَ، وَمَعَ الْأَبْرَارِ مِنْ وُلْدِكَ .

ثمّ اخرج القهقرى وقل :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدَ الْوَصِيِّينَ، وَالسَّلامُ عَلَى

ص: 217


1- الشيخ الطوسي، مصباح المتهجد، ص 512 .
2- الشيخ المفيد، المزار، ص 81 .
3- السيد إبن طاووس، مصباح الزائر، ص 133 .
4- المصدر، ص 521 .
5- إبن المشهدي، المزار الكبير، ص 192 .
6- إبن المشهدي، المزار الكبير، ص 261 .
7- نفس المصدر، ص 252

الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ .

وقل في مسيرك إلى أن تبعد عن القبر :

إِنَّا للَّهِِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، وَحَسبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلِ .(1)

[ 4 ]

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَالْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ وَأَسْتَرْعِيكَ وَأَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ، آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرُّسُلِ وَبِمَا جَاءَتْ بِهِ وَدَلَّتْ عَلَيْهِ، فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ .

اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ فِي مَمَاتِي عَلَى مَا شَهِدْتُ عَلَيْهِ فِي حَيَاتِي .

أَشْهَدُ أَنَّكُمُ الْأَئِمَّةُ ،

تسمّيهم واحداً بعد واحد :

وَأَشْهَدُ أَنَّ مَنْ قَتَلَكُمْ وَحَارَبَكُمْ مُشْرِكُونَ، وَمَنْ رَدَّ عَلَيْكُمْ فِي أَسْفَلِ دَرَكِ الْجَحِيمِ .

أَشْهَدُ أَنَّ مَنْ حَارَبَكُمْ لَنَا أَعْدَاءٌ، وَنَحْنُ مِنْهُمْ بُرَآءُ، وَأَنَّهُمْ حِزْبُ الشَّيَاطِينِ، وَعَلَى مَنْ قَتَلَهُمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، وَمَنْ شَرِكَ فِيهِ، وَمَنْ سَرَّهُ قَتْلُكُمْ .

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بَعْدَ الصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيمِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ - وتُسَمّيهم - وَلَا تَجْعَلْ هَذَا آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيَارَتِهِ، فَإِنْ جَعَلْتَهُ فَاحْشُرْنِي مَعَ هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّةِ الْمُسَمَّيْنَ .

اللَّهُمَّ وَذَلِّلْ قُلُوبَنَا لَهُمْ بِالطَّاعَةِ وَالْمُنَاصَحَةِ وَالْمَحَبَّةِ وَحُسْنِ الْمُوَازَرَةِ وَالتَّسْلِيمِ .(2)

[ 5 ]

يَا سَيِّدِي وَمَوْلَايَ، وَمُعْتَمَدِي فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَآخِرَتِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَذَا أَوَانُ انْصِرَافِي عَنْ حَرَمِكَ مِنْ غَيْرِ جَفَاءٍ وَلَا قِلىً مِنْ بَعْدِ مَا قَضَيْتُ أَوْطَارِي، وَتَمَتَّعْتُ بِزِيَارَتِكَ، وَلُذْتُ بِحَرَمِكَ وَضَرِيحِكَ، وَسَأَلْتُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَغْفِرَ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِا ِخْوَانِيَ الْمُؤْمِنِينَ، وَقَدْ عَوَّلْتُ عَلَى الاِنْصِرَافِ وَأَنَا أَسْأَلُكَ أَنْ تَسْأَلَ اللَّهَ تَعَالَى لِأَجْلِ مَسْأَلَتِي بِكَ أَنْ يَرُدَّنِي إِلَى أَهْلِي سَالِماً غَانِماً، وَجَمِيعَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَقَدْ قَبِلَ اللَّهُ سَعْيَنَا وَزِيَارَتَنَا، وَقَدْ مَحَّصَ اللَّهُ جَمِيعَ ذُنُوبِنَا وَ جَرَائِمِنَا وَخَطَايَانَا، وَأَنْ نَعُودَ إِلَى أَهْلِنَا بِسَعْيٍ مَشْكُورٍ، وَذَنْبٍ مَغْفُورٍ، وَعَمَلٍ مَبْرُورٍ .

اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيَارَةِ مَوْلَانَا

ص: 218


1- المصدر، ص 263 . ..
2- الشيخ المفيد، المزار، ص 81 .

وَإِمَامِنَا أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَلَا مِنْ زِيَارَةِ قَبْرِهِ فِي كُلِّ مِيقَاتٍ، وَتَقَبَّلْ ذَلِكَ مِنَّا بِأَحْسَنِ قَبُولٍ .

أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ وَنَفْسِي وَأَهْلِي وَوُلْدِي وَمَا أَنْقَلِبُ إِلَيْهِ فِي جَمِيعِ أَحْوَالِي .(1)

[ 6 ]

السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ بَيْتِ النُّبُوَّةِ، وَمَعْدِنَ الرِّسَالَةِ، سَلَامَ مُوَدِّعٍ لا سَئِمٍ وَلَا قَالٍ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ، إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ . سَلَامَ وَلِيٍّ غَيْرِ رَاغِبٍ عَنْكُمْ، وَلَا مُنْحَرِفٍ عَنْكُمْ، وَلَا مُسْتَبْدِلٍ بِكُمْ، وَلَا مُؤْثِرٍ عَلَيْكُمْ، وَلَا زَاهِدٍ فِي قُرْبِكُمْ، لا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيَارَةِ قُبُورِكُمْ، وَإِتْيَانِ مَشَاهِدِكُمْ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، وَحَشَرَنِي اللَّهُ فِي زُمْرَتِكُمْ، وَأَوْرَدَنِي حَوْضَكُمْ، وَأَرْضَاكُمْ عَنِّي، وَمَكَّنَنِي فِي دَوْلَتِكُمْ، وَأَحْيَانِي فِي رَجْعَتِكُمْ، وَمَلَّكَنِي فِي أَيَّامِكُمْ، وَشَكَرَ سَعْيِي لَكُمْ، وَغَفَرَ ذُنُوبِي بِشَفَاعَتِكُمْ، وَأَقَالَ عَثْرَتِي بِحُبِّكُمْ، وَأَعْلَى كَعْبِي بِمُوَالَاتِكُمْ، وَشَرَّفَنِي بِطَاعَتِكُمْ، وَأَعَزَّنِي بِهُدَاكُمْ، وَجَعَلَنِي مِمَّنِ يَنْقَلِبُ مُفْلِحاً مُنْجِحاً، سَالِماً غَانِماً، مُعَافاً غَنِيّاً، فَائِزاً بِرِضْوَانِ اللَّهِ وَفَضْلِهِ وَكِفَايَتِهِ، بِأَفْضَلِ مَا يَنْقَلِبُ بِهِ أَحَدٌ مِنْ زُوَّارِكُمْ وَمَوَالِيكُمْ، وَمُحِبِّيكُمْ وَشِيعَتِكُمْ، وَرَزَقَنِيَ اللَّهُ الْعَوْدَ ثُمَّ الْعَوْدَ ثُمَّ الْعَوْدَ، مَا أَبْقَانِي رَبِّي، بِنِيَّةٍ صَادِقَةٍ وَإِيمَانٍ وَتَقْوَى وَإِخْبَاتٍ وَرِزْقٍ وَاسِعٍ حَلَالٍ طَيِّبٍ .

اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيَارَتِهِمْ وَذِكْرِهِمْ وَالصَّلَاةِ عَلَيْهِمْ، وَأَوْجِبْ لِيَ الْمَغْفِرَةَ وَالرَّحْمَةَ، وَالْخَيْرَ وَالْبَرَكَةِ، وَالنُّورَ وَالْإِيمَانَ، وَحُسْنَ الْإِجَابَةِ كَمَا أَوْجَبْتَ لِأَوْلِيَائِكَ الْعَارِفِينَ بِحَقِّهِمْ، الْمُوجِبِينَ طَاعَتَهُمْ، وَالرَّاغِبِينَ فِي زِيَارَتِهِمُ، الْمُقَرِّبِينَ إِلَيْكَ وَإِلَيْهِمْ .

بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي وَنَفْسِي وَمَالِي وَأَهْلِي، اجْعَلُونِي فِي هَمِّكُمْ، وَصَيِّرُونِي فِي حِزْبِكُمْ، وَأَدْخِلُونِي فِي شَفَاعَتِكُمْ، وَاذْكُرُونِي عِنْدَ رَبِّكُمْ .

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَبْلِغْ أَرْوَاحَهُمْ وَأَجْسَادَهُمْ عَنِّي تَحِيَّةً كَثِيرَةً وَسَلَاماً، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .(2)

[ 7 ]

آمَنْتُ بِاللَّهِ وَبِالرُّسُلِ، وَبِمَا جِئْتَ بِهِ وَدَلَلْتَنِي عَلَيْهِ وَدَعَوْتَنِي إِلَيْهِ ، رَبَّنا آمَنَّا بِما أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ وَآلَ الرَّسُولِ

ص: 219


1- السيد إبن طاووس، مصباح الزائر، ص 138 .
2- المصدر، ص 472 .

فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ .

اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيَارَةِ مَوْلَايَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَأَخِي رَسُولِ اللَّهِ، وَارْزُقْنِي زِيَارَتَهُ أَبَداً مَا أَحْيَيْتَنِي .

اللَّهُمَّ لا تَحْرِمْنِي ثَوَابَ زِيَارَتِهِ، وَارْزُقْنِي الْعَوْدَ، ثُمَّ الْعَوْدَ .

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَوْلَايَ سَلَامَ مُوَدِّعٍ لا سَئِمٍ وَلَا قَالٍ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَبَلِّغْ أَرْوَاحَهُمْ وَأَجْسَادَهُمْ مِنِّي أَفْضَلَ التَّحِيَّةِ وَالسَّلَامِ، وَالسَّلامُ عَلَى مَلَائِكَةِ اللَّهِ الْحَافِّينَ بِهَذَا الْمَشْهَدِ الشَّرِيفِ . السَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَى فَاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ، السَّلامُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَى الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، وَعَلِيِّ بْنِ مُوسَى، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَالْحُجَّةِ الْقَائِمِ بِأَمْرِ اللَّهِ، الْمُنْتَقِمِ مِنْ أَعْدَائِه .

السَّلامُ عَلَى سَمِيِّ رَسُولِ اللَّهِ، مُظْهِرِ دِينِ اللَّهِ، سَلَاماً وَاصِلاً دَائِماً سَرْمَداً لا انْقِطَاعَ لَهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .

الْحَمْدُ للَّهِِ الَّذِي أَنْقَذَنَا ] بِكُمْ [ مِنَ الشِّرْكِ وَالضَّلَالَةِ .

اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِمَّنْ تَنَالُهُ مِنْكَ صَلَوَاتٌ وَرَحْمَةٌ، وَاحْفَظْنِي بِحِفْظِ الْإِيمَانِ، وَلَا تُشْمِتْ بِي مَنْ عَادَيْتُهُ فِيكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ .(1)

[ 8 ]

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا تَاجَ الْأَوْصِيَاءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عِلْمِ الْأَنْبِيَاءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَأْسَ الصِّدِّيقِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بَابَ الْأَحْكَامِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رُكْنَ الْمَقَامِ، أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ وَأَسْتَرْعِيكَ، وَأَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ، آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَبِمَا جَاءَ بِهِ وَدَعَا إِلَيْهِ وَ دَلَّ عَلَيْهِ، اللَّهُمَّ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ .

اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيَارَتِي إِيَّاهُ، وَلَا تَحْرِمْنِي ثَوَابَ مَنْ زَارَهُ، وَاسْتَعْمِلْنِي بِالَّذِي افْتَرَضْتَ لَهُ عَلَيَّ، وَارْزُقْنِي الْعَوْدَ إِلَيْهِ، فَإِنْ تَوَفَّيْتَنِي قَبْلَ ذَلِكَ فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُمْ أَعْلَامُ الْهُدَى،

ص: 220


1- الشهيد، المزار، ص 91 .

وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقَى، وَالْكَلِمَةُ الْعُلْيَا، وَالْحُجَّةُ الْعُظْمَى، وَالنُّجُومُ الْعُلَى، وَالْعُذْرُ الْبَالِغُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ خَلْقِكَ . وَأَشْهَدُ أَنَّ مَنْ رَدَّ ذَلِكَ فِي أَسْفَلِ دَرْكِ الْجَحِيمِ .

اللَّهُمَّ وَاجْعَلْنِي مِنْ وَفْدِهِ الْمُبَارَكِينَ، وَزُوَّارِهِ الْمُخْلَصِينَ، وَشِيعَتِهِ الصَّادِقِينَ، وَمَوَالِيهِ الْمَيَامِينِ، وَأَنْصَارِهِ الْمُكَرَّمِينَ، وَأَصْحَابِهِ الْمُؤَيَّدِينَ .

اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي أَكْرَمَ وَافِدٍ وَأَفْضَلَ وَارِدٍ وَأَنْبَلَ قَاصِدٍ قَصَدَكَ إِلَى هَذَا الْحَرَمِ الْكَرِيمِ، وَالْمَقَامِ الْعَظِيمِ، وَالْمَنْهَلِ الْجَلِيلِ، الَّذِي أَوْجَبْتَ فِيهِ غُفْرَانَكَ وَرَحْمَتَكَ.

اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ وَأُشْهِدُ مَنْ حَضَرَ مِنْ مَلَائِكَتِكَ، أَنَّ الَّذِي سَكَنَ هَذَا الرَّمْسَ وَحَلَّ هَذَا الضَّرِيحَ طُهْرٌ مُقَدَّسٌ مُنْتَجَبٌ رَضِيٌّ مَرْضِيٌّ .

طُوبَى لَكِ مِنْ تُرْبَةٍ ضُمِّنْتِ كَنْزاً مِنَ الْخَيْرِ، وَشِهَاباً مِنَ النُّورِ، وَيَنْبُوعَ الْحِكْمَةِ، وَعَيْناً مِنَ الرَّحْمَةِ، وَمُبَلِّغَ الْحُجَّةِ .

أَنَا أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ مِنْ قَاتِلِكَ، وَالنَّاصِبِينَ لَكَ، وَالْمُعِينِينَ عَلَيْكَ، وَالْمُحَارِبِينَ لَكَ .

اللَّهُمَّ ذَلِّلْ قُلُوبَنَا لَهُمْ بِالطَّاعَةِ وَالْمُنَاصَحَةِ وَالْمُوَالَاةِ وَحُسْنِ الْمُوَازَرَةِ وَالتَّسْلِيمِ، حَتَّى نَسْتَكْمِلَ بِذَلِكَ طَاعَتَكَ، وَنَبْلُغَ بِهِ مَرْضَاتَكَ، وَنَسْتَوْجِبَ بِهِ ثَوَابَكَ وَرَحْمَتَكَ .

اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِكُلِّ مَقَامٍ مَحْمُودٍ، وَاقْلِبْنِي مِنْ هَذَا الْحَرَمِ بِكُلِّ خَيْرٍ مَوْجُودٍ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ .

أُوَدِّعُكَ - يَا مَوْلَايَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ - وَدَاعَ مَحْزُونٍ عَلَى فِرَاقِكَ، لا جَعَلَهُ اللَّهُ آخَرَ عَهْدِي مِنْكَ، وَلَا مِنْ زِيَارَتِي لَكَ، إِنَّهُ قَرِيبٌ مُجِيبٌ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .

ثمّ استقبل القبلة وابسط يديك وقل :

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَبْلِغْ عَنَّا الْوَصِيَّ الْخَلِيفَةَ، الدَّاعِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى دَارِكَ دَارِ السَّلَامِ، صَدِيقَكَ الْأَكْبَرَ فِي الْإِسْلَامِ، وَفَارُوقَكَ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَنُورَكَ الزَّاهِرَ، وَلِسَانَكَ النَّاطِقَ بِأَمْرِكَ بِالْحَقِّ الْمُبِينِ، وَعُرْوَتَكَ الْوُثْقَى، وَكَلِمَتَكَ الْعُلْيَا، وَوَصِيَّ رَسُولِكَ الْمُرْتَضَى، عَلَمَ الدِّينِ، وَمَنَارَ الْمُسْلِمِينَ، وَخَاتَمَ الْوَصِيِّينَ، وَسَيِّدَ الْمُؤْمِنِينَ، عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَإِمَامَ الْمُتَّقِينَ، وَقَائِدَ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ، صَلَاةً تَرْفَعُ بِهَا ذِكْرَهُ، وَتُحْيِي

ص: 221

بِهَا أَمْرَهُ، وَتُظْهِرُ بِهَا دَعْوَتَهُ، وَتَنْصُرُ بِهَا ذُرِّيَّتَهُ، وَتُفْلِجُ بِهَا حُجَّتَهُ، وَتُعْطِيهِ نُصْرَتَه .

اللَّهُمَّ وَاجْزِهِ عَنَّا خَيْرَ الجَزَاءِ جَزَاءِ الْمُكْرَمِينَ، وَأَعْطِهِ سُؤْلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ ؛ فَإِنَّا نَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ نَاصَحَ لِرَسُولِكَ، وَهَدَى إِلَى سَبِيلِكَ، وَقَامَ بِحَقِّكَ، وَصَدَعَ بِأَمْرِكَ، وَلَمْ يَجُرْ فِي حُكْمِكَ، وَلَمْ يَدْخُلْ فِي ظُلْمٍ، وَلَمْ يَسْعَ فِي إِثْمٍ ؛ وَأَنَّهُ أَخُو رَسُولِكَ، وَأَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِهِ وَصَدَّقَهُ وَاتَّبَعَهُ وَنَصَرَهُ ؛ وَأَنَّهُ وَصِيُّهُ، وَوَارِثُ عِلْمِهِ، وَمَوْضِعُ سِرِّهِ، وَأَحَبُّ الْخَلْقِ إِلَيْهِ فَأَبْلِغْهُ عَنَّا السَّلَامَ وَرُدَّ عَلَيْنَا مِنْهُ السَّلَامَ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .(1)

[ 9 ]

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَيَعْسُوبَ الدِّينِ، وَقَائِدَ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ، وَحُجَّةَ اللَّهِ عَلَى أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرَضِينَ، سَلَامَ مُوَدِّعٍ لا سَئِمٍ وَلَا قَالٍ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، سَلَامَ وَلِيٍّ غَيْرِ زَائِغٍ عَنْكَ، وَلَا مُنْحَرِفٍ مِنْكَ، وَلَا مُسْتَبْدِلٍ بِكَ، وَلَا مُؤْثِرٍ عَلَيْكَ، وَلَا زَاهِدٍ فِيكَ .

لا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيَارَتِكَ - يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ - وَإِتْيَانِ مَشْهَدِكَ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ، وَحَشَرَنِي اللَّهُ فِي زُمْرَتِكَ، وَأَوْرَدَنِي حَوْضَكَ، وَجَعَلَنِي مِنْ حِزْبِكَ، وَأَرْضَاكَ عَنِّي، وَمَكَّنَنِي فِي دَوْلَتِكَ، وَأَحْيَانِي فِي رَجْعَتِكَ، وَمَلَّكَنِي فِي أَيَّامِكَ، وَشَكَرَ سَعْيِي ] بِكَ [، وَغَفَرَ ذَنْبِي بِشَفَاعَتِكَ، وَأَقَالَ عَثْرَتِي بِحُبِّكَ، وَأَعْلَى كَعْبِي بِمُوَالَاتِكَ، وَشَرَّفَنِي بِطَاعَتِكَ، وَأَعَزَّنِي بِهِدَايَتِكَ، وَجَعَلَنِي مِمَّنْ أَنْقَلِبُ مُفْلِحاً مُنْجِحاً غَانِماً سَالِماً مُعَافاً غَنِيّاً، فَائِزاً بِرِضْوَانِ اللَّهِ وَفَضْلِهِ وَكِفَايَتِهِ وَنُصْرَتِهِ وَأَمْنِهِ وَنُورِهِ وَهِدَايَتِهِ وَحِفْظِهِ وَكِلَاءَتِهِ ؛ بِأَفْضَلِ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ أَحَدٍ مِنْ زُوَّارِكَ وَوَافِدِيكَ وَمَوَالِيكَ وَشِيعَتِكَ، وَرَزَقَنِيَ اللَّهُ الْعَوْدَ مَا أَبْقَانِي رَبِّي بِإِيمَانٍ وَبَرٍّ وَتَقْوَى وَإِخْبَاتٍ، وَرِزْقٍ حَلَالٍ وَاسِعٍ، وَعَافِيَةٍ شَامِلَةٍ فِي النَّفْسِ وَالْإِخْوَانِ وَالْأَهْلِ وَالْوَلَدِ .

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَلَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيَارَةِ مَوْلَايَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَذِكْرِهِ وَالصَّلَاةِ عَلَيْهِ،

ص: 222


1- السيد إبن طاووس، مصباح الزائر، ص 181 .

وَأَوْجِبْ لِي مِنَ الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ وَالنُّورِ وَالْإِيمَانِ وَحُسْنِ الْإِجَابَةِ، مِثْلَ مَا أَوْجَبْتَ لِأَوْلِيَائِكَ، الْعَارِفِينَ بِحَقِّكَ، الْمُوجِبِينَ لِطَاعَتِكَ، الْمُدِيمِينَ لِذِكْرِكَ، الرَّاغِبِينَ فِي زِيَارَتِكَ، الْمُتَقَرِّبِينَ إِلَيْكَ بِذَلِكَ .

بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي - يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ - وَنَفْسِي وَأَحِبَّتِي، اجْعَلْنِي يَا مَوْلَايَ مِنْ حِزْبِكَ، وَأَدْخِلْنِي فِي شَفَاعَتِكَ، وَاذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ .

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، وَبَلِّغْ أَرْوَاحَهُمْ وَأَجْسَادَهُمْ مِنِّي السَّلَامَ، وَأَعْمُمْ بِمَا سَأَلْتُكَ جَمِيعَ أَهْلِي وَوُلْدِي وَإِخْوَانِي، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ وَأُشْهِدُ مُحَمَّداً وَعَلِيّاً، وَالثَّمَانِيَةَ حَمَلَةَ عَرْشِكَ، وَالْأَرْبَعَةَ أَمْلَاكٍ خَزَنَةَ عِلْمِكَ، أَنَّ فَرْضَ صَلَوَاتِي لِوَجْهِكَ، وَنَوَافِلِي وَزَكَوَاتِي وَمَا طَابَ مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ عِنْدَكَ، فَعَلى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِه .

فَأَسْأَلُكَ يَا إِلَهِي أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَتُوصِلَنِي بِهِ إِلَيْهِ، وَتُقَرِّبَنِي بِهِ لَدَيْهِ، كَمَا أَمَرْتَنَا بِالصَّلَاةِ عَلَيْه . وَأَشْهَدُ أَنِّي مُسَلِّمٌ ] لَهُ [وَلِأَهْلِ بَيْتِهِ غَيْرَ مُسْتَنْكِفٍ وَلَامُسْتَكْبِرٍ، فَسَلِّمْنَا بِصَلَاتِهِ وَصَلَاةِ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَاجْعَلْ مَا أَتَيْنَا مِنْ عَمَلٍ أَوْ مَعْرِفَةٍ مُسْتَقَرّاً لا مُسْتَوْدَعاً، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

ثمّ تنكبّ على القبر وتقول :

وَلِيُّكَ - يَا مَوْلَايَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ - بِكَ عَائِذٌ، وَبِحَرَمِكَ لَائِذٌ، وَبِحَبْلِكَ آخِذٌ، وَبِأَمْرِكَ نَافِذٌ، فَكُنْ لِي - يَا مَوْلَايَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ - إِلَى اللَّهِ سَفِيراً، وَمِنَ النَّارِ مُجِيراً، وَعَلَى الدَّهْرِ ظَهِيراً، وَلِزِيَارَتِي شَكُوراً ؛ فَمَنْ تَعَلَّقَ بِكَ سَلِمَ، وَمَنْ تَأَخَّرَ عَنْكَ نَدِمَ، وَأَنْتَ مَوْلَى الْأُمَمِ وَكَاشِفُ النِّقَمِ، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْكَ، عَبْدُكَ بَيْنَ يَدَيْكَ، يَدْعُوكَ وَيَشْكُو إِلَيْكَ، وَيَتَّكِلُ فِي أَمْرِهِ عَلَيْكَ، وَأَنْتَ مَالِكُ جَنَّتِهِ، وَمُنَفِّسُ كُرْبَتِهِ، وَرَاحِمُ عَبْرَتِهِ، وَمُحْيِي قَلْبِهِ، عَلَيْكَ مِنَّا السَّلَامُ، وَبِكَ بَعْدَ اللَّهِ الاِعْتِصَامُ إِذَا حَلَّ الْحِمَامُ وَسَكَنَ الزِّحَامُ، فَإِلَيْكَ الْمَآبُ وَأَنْتَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الْوَكِيلُ .(1)

[

ص: 223


1- إبن المشهدي، المزار الكبير، ص 317 .

10 ]

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِينَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَصِيَّ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا إِمَامَ الْهُدَى، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بَابَ الرَّحْمَةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ الْعِلْمِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا قَسِيمَ النَّارِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا صَاحِبَ الْحَوْضِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ذَابَّ عَنْ دِينِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا نَاصِرَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ .

لَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ شَرِكَ فِي دَمِكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ بَلَغَهُ ذَلِكَ فَرَضِيَ بِهِ، أَنَا إِلَى اللَّهِ مِنْ أَعْدَائِكَ بَرِي ءٌ . ثمّ تقول :

اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَرَى مَكَانِي، وَتَسْمَعُ كَلَامِي، وَتَرَى تَضَرُّعِي وَلِوَاذِي بِقَبْرِ وَلِيِّكِ وَحُجَّتِكَ، وَأَنْتَ تَعْرِفُ حَوَائِجِي، وَلَا يَخْفَى عَلَيْكَ شَيْ ءٌ مِنْ أَمْرِي، وَقَدْ تَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ بِوَصِيِّ رَسُولِكَ، وَأَمِينِكَ وَحُجَّتِكَ عَلَى خَلْقِكَ، وَجِئْتُ زَائِراً لِقَبْرِهِ، مُتَقَرِّباً بِذَلِكَ إِلَيْكَ وَإِلَى رَسُولِكَ ؛ فَاجْعَلْنِي بِهِ عِنْدَكَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ، وَأَعْطِنِي بِزِيَارَتِي لَهُ أَمَلِي وَرَجَائِي وَمُنَايَ وَسُؤْلِي، وَاقْضِ لِي جَمِيعَ حَوَائِجِي، وَلَا تَرُدَّنِي خَائِباً، وَلَا تَقْطَعْ رَجَائِي، وَلَا تُخَيِّبْ دُعَائِي وَعَرِّفْنِي الْإِجَابَةَ، وَلَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيَارَتِي إِيَّاهُ، وَارْزُقْنِي ذَلِكَ أَبَداً مَا أَبْقَيْتَنِي، وَارْدُدْنِي إِلَيْهِ بِبِرٍّ وَتَقْوَى وَإِخْبَاتٍ، وَأَعْطِنِي عَلَى ذَلِكَ مِنَ الْأَجْرِ وَالرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ وَالثَّوَابِ وَحُسْنِ الْإِجَابَةِ، أَفْضَلَ مَا أَعْطَيْتَهُ وَأَنْتَ مُعْطِيهِ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ مِمَّنْ أَتَاهُ زَائِراً، وَبِحَقِّهِ عَارِفاً، رَاغِباً فِي زِيَارَتِهِ، مُتَقَرِّباً فِي ذَلِكَ إِلَيْكَ وَإِلَى رَسُولِكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُه .

ثمّ قم عند رجليه وقل مثل ذلك، وقُل وأنت مُوَلٍّ للخروج :

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَبِحُرْمَةِ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَبِالشَّأْنِ الَّذِي جَعَلْتَهُ لِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ،

ص: 224

وَأَنْ تُبَلِّغَ رُوحَهُ وَجَسَدَهُ مِنِّي فِي سَاعَتِي هَذِهِ، وَفِي كُلِّ سَاعَةٍ، تَحِيَّةً كَثِيرَةً وَسَلَاماً، وَأَسْأَلُكَ أَنْ لا تَجْعَلَهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيَارَتِي، وَارْزُقْنِي ذَلِكَ أَبَداً مَا أَبْقَيْتَنِي، وَاجْعَلْنِي مَعَهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فَإِنِّي بِذَلِكَ رَاضٍ، وَارْضَ عَنِّي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

ثمّ قم على باب الخير واستقبل القبلة وقُل :

اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي الْعَوْدَ إِلَيْهِ أَبَداً مَا أَبْقَيْتَنِي بِبِرٍّ وَتَقْوَى، فِي عَامِي هَذَا وَفِي كُلِّ عَامٍ أَبَداً، وَاجْعَلْ ذَلِكَ فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَعَافِيَةٍ، وَعَرِّفْنِي مِنْ بَرَكَةِ زِيَارَتِي إِيَّاهُ مَا تَقَرُّ بِهِ عَيْنِي، وَتُبَشِّرُ بِهِ نَفْسِي، وَلَا تَقْطَعْ رَجَائِي، وَلَا تُخَيِّبْ دُعَائِي، وَارْحَمْ ضَعْفِي وَقِلَّةَ حِيلَتِي، وَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي، وَلَا إِلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ طَرْفَةَ عَيْنٍ يَا سَيِّدِي .

ثمّ امض وأنت تقول :

حَسْبِيَ اللَّهُ وَكَفَى، سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ دَعَا، لَيْسَ وَرَاءَ اللَّهِ مُنْتَهَى .

حتّى ترد الكوفة إن شاء اللَّه، ولا قوّة إلاّ باللَّه العليّ العظيم، وصلّى اللَّه على محمّد وعلى آله وطاهرين .(1)

[ 11 ]

السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ وَأَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ، آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَبِمَا جَاءَ بِهِ وَدَعَا إِلَيْهِ وَدَلَّ عَلَيْه .

اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيَارَتِي إِلَيْه .

اللَّهُمَّ لا تَحْرِمْنَا ثَوَابَ مَزَارِهِ، وَارْزُقْنَا الْعَوْدَ ؛ فَإِنْ تَوَفَّيْتَنِي قَبْلَ ذَلِكَ فَإِنِّي أَشْهَدُ فِي مَمَاتِي بِمَا شَهِدْتُ عَلَيْهِ فِي حَيَاتِي، وَأَشْهَدُ أَنَّهُمْ أَعْلَامُ الْهُدَى، وَنُجُومُ الْعُلَى، وَالْقَدْرُ الْبَالِغُ، ] وَكُهُوفُ الْوَرَى، وَوَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، وَالْمَثَلُ الْأَعْلَى، وَالدَّعْوَةُ الْحُسْنَى، وَحُجَجُكَ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا، وَالسَّبَبُ الْأَطْوَلُ [ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ خَلْقِكَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مَنْ رَدَّ ذَلِكَ فَهُوَ فِي دَرْكِ الْجَحِيمِ.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ

وتُسمّي الائمّة واحداً واحداً

وَأَنْ لا تَجْعَلَهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ وِفَادَتِهِ، وَالاِنْقِضَاءِ

ص: 225


1- العلامة المجلسي، بحارالأنوار، ج 100، ص 327 .

مِنْ زِيَارَتِهِ، وَإِنْ جَعَلْتَهُ فَاجْعَلْنِي مَعَ هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّةِ أَئِمَّةِ الْهُدَى .

اللَّهُمَّ ذَلِّلْ قَلْبِي لَهُمْ بِالطَّاعَةِ وَالْمُنَاصَحَةِ وَالْمُوَالَاةِ وَحُسْنِ الْمُوَازَرَةِ وَالْمَوَدَّةِ وَالتَّسْلِيمِ، حَتَّى نَسْتَكْمِلَ بِذَلِكَ طَاعَتَكَ، وَنَبْلُغَ بِهَا مَرْضَاتَكَ، وَنَسْتَوْجِبَ بِهَا ثَوَابَكَ بِرَحْمَتِكَ .

اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ بِالْوَلَايَةِ لِمَنْ وَالَيْتَ، وَوَالَتْ رُسُلُكَ وَأَنْبِيَاؤُكَ وَمَلَائِكَتُكَ، وَأُشْهِدُكَ بِالْبَرَاءَةِ مِمَّنْ بَرِئْتَ أَنْتَ مِنْهُ، وَبَرِئَتْ مِنْهُ رُسُلُكَ وَأَنْبِيَاؤُكَ وَمَلَائِكَتُكَ الْمُقَرَّبُونَ، وَالسَّفَرَةُ الْأَبْرَارُ الْمُطَهَّرُونَ، وَوَفِّقْنِي لِكُلِّ مَقَامٍ مَحْمُودٍ، وَاقْلِبْنِي مِنْ هَذَا الْحَرَمِ بِخَيْرٍ مَوْجُودٍ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ.

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا تَاجَ الْأَوْصِيَاءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَأْسَ الصِّدِّيقِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ الْأَحْكَامِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رُكْنَ الْمَقَامِ .

اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ وَفْدِهِ الْمُبَارَكِينَ، وَزُوَّارِهِ الْمُخْلَصِينَ، وَشِيعَتِهِ الصَّادِقِينَ، وَمُوَالِيهِ النَّاصِحِينَ، وَأَنْصَارِهِ الْمُكَرَّمِينَ، وَأَصْحَابِهِ الْمُؤَيَّدِينَ .

وَاجْعَلْنِي أَكْرَمَ وَافِدٍ وَأَفْضَلَ وَارِدٍ وَأَنْبَلَ قَاصِدٍ، فِي هَذَا الْحَرَمِ الْكَرِيمِ، وَالْمَقَامِ الْعَظِيمِ، وَالْمَوْرِدِ النَّبِيلِ، وَالْمَنْهَلِ الْجَلِيلِ، الَّذِي أَوْجَبْتَ فِيهِ غُفْرَانَكَ وَرَحْمَتَكَ .

وَأُشْهِدُ اللَّهَ وَمَنْ حَضَرَ مِنْ مَلَائِكَتِهِ فِي هَذَا الْحَرَمِ، الَّذِينَ هُمْ بِهِ مُحْدِقُونَ حَافُّونَ، أَنَّ مَنْ سَكَنَ بِرَمْسِهِ وَحَلَّ ضَرِيحَهُ مُقَدَّسٌ صِدِّيقٌ مُنْتَجَبٌ، وَوَصِيٌّ مُرْتَضًى ؛ وَاهاً لَكَ مِنْ تُرْبَةٍ ضَمِنَتْ نُوراً مِنَ الْخَيْرِ، وَشِهَاباً مِنَ النُّورِ، وَيَنْبُوعَ الْحِكْمَةِ، وَعَيْناً مِنَ الرَّحْمَةِ، وَإِبْلَاغَ الْحُجَّةِ .

أَنَا أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ مِنْ قَاتِلِيكَ وَظَالِمِيكِ، وَالنَّاصِبِينَ لَكَ، وَالْمُعِينِينَ عَلَيْكَ، وَالْمُحَارِبِينَ لَكَ، وَأُوَدِّعُكَ - يَا مَوْلَايَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ - وَدَاعَ الْمَحْزُونِ لِفِرَاقِكَ، الْمُكْتَئِبِ بِالزَّوَالِ عَنْ حَرَمِكَ، الْمُتَفَجِّعِ عَلَيْكَ ؛ لا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيَارَتِكَ، وَلَا مِنْ رُجُوعِنَا إِلَيْكَ، إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ .(1)

×××

[ 12 ]

قال صفوان : ثمّ خرج الإمام الصادق عليه السلام من عنده القهقرى وهو يقول :

يَا جَدَّاهْ يَا سَيِّدَاهْ يَا طَيِّبَاهْ يَا طَاهِرَاهْ لاَ جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْكَ وَرَزَقَنِي

ص: 226


1- السيد إبن طاووس، مصباح الزائر، ص 143 وما جعلناه بين المعقوفتين فهو من البحار، ج 100، ص 300 .

الْعَوْدَ إِلَيْكَ وَ الْمُقَامَ فِي حَرَمِكَ وَ الْكَوْنَ مَعَكَ وَمَعَ الْأَبْرَارِ مِنْ وُلْدِكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى الْمَلاَئِكَةِ الْمُحْدِقِينَ بِكَ .(1)

الباب التاسع: ما يتبع الزيارة من كرامات أميرالمؤمنين عليه السلام

قصة مرّة بن قيس وموضع الإصبعين

الانبياء والأئمّة صلوات اللَّه عليهم أجمعين حيّهم وميّتهم سواء، ولهذا ورد في زيارة أميرالمؤمنين عليه السّلام :

أشهد يا موالىّ أنكم تسمعون كلامي وترون مقامي وتعرفون مكاني وتردّون سلامي .(2)

فكما ثبت لهم الكثير من الكرامات والمعجزات في حياتهم الشّريفة، كذلك هي ثابتة ومستمرة بعد وفاتهم أيضاً .

القصص والتواريخ والأحاديث الصحيحة في جزئيات هذه الامور ومصاديقها فوق حدّ التواتر .

شوهد لأميرالمؤمنين عليه السلام معجزات كثيرة في حياته، كما شوهد له كرامات كثيرة بعد وفاته عليه السلام .(3)

نذكر هنا كرامة باهرة له عليه السلام تعرف بقصة « مرّة بن قيس » شاهدة على أنهم صلوات اللَّه عليهم « أحياء عند ربّهم يرزقون » يسمعون الكلام ويردّون السلام ويقضون الحوائج باذن اللَّه تعالى .

نقل العلامة الشيخ جعفر النقدي قدس سره عن السيد محمّد صالح الحسيني الترمذي، المتخلّص ب : « كشفي » في كتابه : « المناقب المرتضوى » المتوفى سنة 1160 ه- . فقال :

ثبت بالأسانيد الصحيحة أنّ « مرة بن قيس » كان رجلاً كافراً، ذامالٍ وخدم وحشم . فتذاكر يوماً مع قومه في أحوال آبائه وأجداده، فقيل له : إنّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام قتل منهم الوفاً، فسأل عن مدفنه، فدلّوه على النجف، فأخذ معه ألفى فارس والوفاً من الرجل .

ولمّا وصل إلى نواحى النجف إطَّلع أهله، فتحصّنوا وقام الحرب بينهم إلى ستّة أيام . فهدموا موضعاً من حصار البلد، فانهزم المسلمون، ودخل الخبيث في الروضة وقال : « يا علي أنت قتلت آبائي وأجدادي » .

وأراد ان

ص: 227


1- إبن المشهدي، المزار الكبير، ص 242 .
2- إبن المشهدي، المزار الكبير، ص 251 .
3- الامور الخارقة للعادة اذا كانت مقرونة بالتحدّي ومطابقة للدّعوى تسمّى « معجزة » وإذا لم تكن مقرونة بالتحدي تسمّى « كرامة » . ] انظر : « الكرامات المعصومية » للمؤلف، ، ط 3، قم، 1427 ه- .، ص 15 - 9 ] .

ينبش القبر المطهر، فخرج من القبر إصبعان، كأنهما لسانا سيفه « ذي الفقار » وضربت وسط اللعين، فقطع نصفين وصار النصفان من حينهما حجراً أسوداً، وأتوا بهما إلى خلف باب البلد وكان كل من زار البلد المشرف مدفن أميرالمؤمنين عليه السلام رفس ذلك الحجر برجله ...(1)

ثم نقل العلامة النقدي عن كتاب « تبصرة المؤمنين » أن السلطان مراد من سلاطين آل عثمان إذا تشرف بزيارة أميرالمؤمنين عليه السلام وشاهد الموضع المعروف بموضع الاصبعين في الضريح المقدس، سأل عن حكايته، فذكروا له قصة مرّة بن قيس، فقال رجل : هذا من موضوعات الروافض، فسأل من الحضرة العلوية فلما تبيّن له صدق هذه الواقعة أمر بقطع لسان الرجل المذكور .(2)

قلت : أظن أن المراد من « السلطان مراد » المذكور، السلطان مراد الثاني، سادس سلاطين آل عثمان، المتوفي سنة 855 ه- . المدفون في « بورسا » من مدن تركيا، قد رأيت على قبره لوحة منحوتة عليها أسامي الخمسة النّجباء أصحاب الكساء عليهم السّلام، إذ كنت مقيماً في استانبول قبل ثلاثين سنة .

ويظهر من صاحب الجواهر في بحث اللّعان خصوصية لهذا المكان من الروضة المقدسة، حيث قال في شرح قول المحقق : « وقد يغلظ اللعان بالقول والمكان » ما نصه :

بأن يلاعن بينهما في البقاع المشرفة، مثل ما بين الركن والمقام - اى الحطيم - ان كان في مكة، وفي المسجد عند الصخرة إن كان في بيت المقدس، وعند قبر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله إن كان في المدينة، وعند المكان المعروف بالإصبعين في مشهد أميرالمؤمنين عليه السلام، قريباً من مكان رأسه المعظم .(3)

وهذا المكان معلوم اليوم وعلامته الثقبة الواقعة في طرف الصندوق الخاتم، ممايلي القبلة من

ص: 228


1- النقدى، الأنوار العلوية، ط 2، النجف الأشرف، 1382 ه- .، ص 423 .
2- المصدر، ص 424 .
3- الشيخ محمّدحسن النجفي، جواهر الكرام، ج 34، ص 62 .

جهة الرأس الشريف .

والصندوق من آثار السلطان محمّدخان، المؤسس للدولة القاجارية، المتوفي سنة 1211 ه- .(1)

× × ×

والكرامات الصادرة عن قبره الشريف كثيرة جداً، قد نقل شطراً منها الحسن بن أبي الحسن الديلمي في الارشاد(2) وقد نقل شطراً منها العلامة المجلسي قدس سره، ثم قال : ولظهور امثال تلك القصص والامور الغريبة في كل عصر وزمان، لايحتاج إلى ذكر ما سنح في الازمنة السالفة . ولقد شاع وذاع في زماننا من شفاء المرضى ومعافات أصحاب البلوى وشفاء العميان والزمنى اكثر من ان تحصى . ثم ذكر بعض ما شاع واشتهر في زمانه من الامور الغريبة والقصص الخارقة للعادة من كرامات أبي الائمّة أميرالمؤمنين عليه السلام .(3) وذكر كرامة باهرة اخرى الشيخ الطوسي قدس سره .(4)

التختم بدرّة النجف

ربما يعدّ من كرامات أميرالمؤمنين عليه السلام أن يصير حصيات وادى النجف من الأحجار الكريمة وتتوفر فيها الصفات الّتي يجب توافرها في الجواهر من الجمال وقوة الاحتمال والخواص الضوئية التي تضفي عليها البريق واللّون والتوهج وتشمل الخصائص الاخرى للجواهر من الشكل البلورى ومعامل الانكسار ومع ذلك كله يكون مبذولاً يتختم بها الأغنياء والفقراء .

قال الصادق عليه السلام : أحبّ لكل مؤمن أن يتختم بخمسة خواتيم : بالياقوت وهو أفخرها ؛ وبالعتيق وهو أخلصها للَّه ولنا ؛ وبالفيروزج وهو نزهة الناظر من المؤمنين والمؤمنات، وهو يقوى البصر ويوسع الصدر ويزيد في قوة القلب ؛ وبالحديد الصينى وما احب التختم به ولا اكره لبسه عند لقاء اهل الشرّ ليطفى ء شرهم واحبّ إتخاذه فانه يشرد المردة من الجن والانس ؛ وما يظهره اللَّه بالذكوات البيض بالغريّين . قال : من تختم به وينظر إليه كتب اللَّه له بكل نظرة ثواب زورة، أجرها أجر

ص: 229


1- السيد جعفر آل بحرالعلوم، تحفة العالم، ط النجف الأشرف، 1354 ه- .، ج 1، ص 268 .
2- الديلمي، ارشاد القلوب، ط 2، قم، 1409 ه- .، ج 2، ص 445 - 432 .
3- بحارالأنوار، ج 100، ص 257 - 252 .
4- تهذيب الاحكام، ج 6، ص 111، ح 200 .

النّبيين والصالحين، ولولا رحمة اللَّه لشيعتنا لبلغ الفصّ منه ما لا يوجد بالثمن، ولكن اللَّه أرخصه عليهم ليتختم به غنيهم وفقيرهم .(1)

تسبيح أميرالمؤمنين عليه السلام

سُبْحَانَ مَنْ لا تَبِيدُ مَعَالِمُهُ، سُبْحَانَ مَنْ لا تَنْقُصُ خَزَائِنُهُ، سُبْحَانَ مَنْ لا اضْمِحْلَالَ لِفَخْرِهِ، سُبْحَانَ مَنْ لا يَنْفَدُ مَا عِنْدَهُ، سُبْحَانَ مَنْ لا انْقِطَاعَ لِمُدَّتِهِ، سُبْحَانَ مَنْ لا يُشَارِكُ أَحَداً فِي أَمْرِهِ، سُبْحَانَ مَنْ لا إِلَهَ غَيْرُه .(2)

تسبيح فاطمة الزهرا عليهاالسّلام

روى الصادق أنّ علياً وفاطمة عليهما السلام أتيا النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسألا خادماً يعينها في امور البيت، فقال صلّى اللَّه عليه وآله : أفلا اعلّمكما ما هو خير لكما من الخادم ؟

إذا أخذتما منامكما فكبِّرا أربعاً وثلاثين تكبيرة، وسبِّحا ثلاثاً وثلاثين تسبيحة وأحمدا ثلاثاً وثلاثين تحميدة .(3)

قال الباقر عليه السلام : ما عبداللَّه بشى ء من التحميد أفضل من تسبيح فاطمة، ولو كان شى ء افضل منه لنحله رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله فاطمة عليهاالسّلام .(4)

قال الباقر عليه السلام : إنّا نأمر صبياننا بتسبيح فاطمة عليهاالسّلام كما نأمرهم بالصلاة، فالزمه فانّه لم يلزمه عبد فشقي .(5)

قال الصادق عليه السلام : تسبيح فاطمه عليهاالسّلام في كلّ يوم في دبر كلّ صلاة، أحبّ إلىّ من صلاة ألف ركعة في كل يوم .(6)

من المؤكَّد جدّاً تسبيح فاطمة الزهراء عليهاالسّلام عند المنام ودبر الصلوات المكتوبة، والمروى في تسبيح فاطمة عند المنام : التكبير والتسبيح والتحميد(7) وفي تسبيح فاطمة بعد الصلوات المكتوبة : التكبير والتحميد ثم التسبيح .(8)

وللشيخ البهائي قدس سره تحقيق رشيق، أثبت أنّ صفة تسبيح فاطمة عليهاالسّلام : التكبير، ثم التحميد، ثم التسبيح في المقامين، أى بعد الصلاة وقبل النّوم .(9)

تسبيح آخر لفاطمة عليهاالسّلام

ولفاطمة عليهاالسّلام تسبيح آخر ذكره الشيخ الصدوق بعد وداع أميرالمؤمنين عليه السلام، حيث قال : وسبِّح تسبيح فاطمة الزهراء عليهاالسّلام وهو :

ص: 230


1- الشيخ الطوسي، تهذيب الأحكام، ج 6، ص 37 .
2- الشيخ الطوسي، مصباح المتهجد، ص 292 .
3- الشيخ الصدوق، الفقيه، ج 1، ص 211 .
4- الكليني، الكافي، ج 3، ص 343 .
5- نفس المصدر .
6- نفس المصدر .
7- الشيخ الصدوق، الفقيه، ج 1، ص 211 .
8- الشيخ الطوسي، تهذيب الاحكام، ج 2، ص 106 .
9- الشيخ البهائي، مفتاح الفلاح ط قم، 1415 ه- .، ص 595 - 587 .

ُبْحَانَ ذِي الْجَلاَلِ الْبَاذِخِ الْعَظِيمِ، سُبْحَانَ ذِى الْعِزِّ الشَّامِخِ الْمُنِيفِ، سُبْحَانَ ذِي الْمُلْكِ الْفَاخِرِ الْقَدِيمِ، سُبْحَانَ ذِي الْبَهْجَةِ وَالْجَمَالِ، سُبْحَانَ مَنْ تَرَدّى بِالنُّورِ وَالْوَقَارِ، سُبْحَانَ مَنْ يَرَى اَثَرَ النَّمْلِ فِي الصَّفَا وَوَقْعَ الطَّيْرِ فِي الْهَوَاءِ .(1)

قال المحقق الداماد : للفظ تسبيح فاطمة عليهاالسّلام اطلاقان :

أحدهما : التسبيح المعروف المؤكّد إتيانه عقيب الصلوات ،

الثانى : التسبيح العظيم المنزلة، الوارد عن سيدة النساء عليهاالسّلام بالأسناد الصحيحة، المؤكّد إتيانه عقيب الزيارات . ثم ذكر التسبيح السّالف ذكره .(2)

ثم قال : إن أبناء عصرنا لقلّة تتبّعهم وقصور تمهّرهم قد غفلوا عن هذا الاصطلاح وكلّما ورد لفظ تسبيح فاطمه حملوه على التسبيح المشهور .(3)

قلت : قد ذكر السيد إبن طاووس هذا التسبيح بشكل أبسط وقال : إن فاطمة عليهاالسّلام كانت تدعو به عقيب فريضة الظهر .(4)

× × ×

رقعة الاستغاثة بأميرالمؤمنين عليه السلام

قد ورد عن الأئمة عليهم السّلام نسخ الرقاع للحوائج إلى الأئمة صلوات اللَّه عليهم والتوسل والاستشفاع بهم في روضاتهم المقدسة، منها نسخة رقعة تكتب ويوجّه بها إلى مشهد مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام :

عَبْدُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ - فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ - بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، وَالْحَمْدُ للَّهِِ رَبِّ الْعالَمِينَ كَثِيراً كَمَا هُوَ أَهْلُهُ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى السَّادَةِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَآلِهِ الصَّادِقِينَ الْفَاضِلِينَ، وَسَلَّمَ تَسْلِيماً، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، وَحَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، أَقْوَى مُعِينٍ، وَأَهْدَى دَلِيلٍ، يَا مَوْلاَيَ وَإِمَامِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى أَخِيكَ رَسُولِهِ وَنَبِيِّهِ، وَابْنَيْكَ السِّبْطَيْنِ الْفَاضِلَيْنِ، سَيِّدَيْ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِمَّنْ خَلَقَ اللَّهُ، وَعِرْسِكَ الْبَتُولِ الطَّاهِرَةِ الزَّكِيَّةِ، سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، عَلَيْكُمُ السَّلامُ .

أَشْكُو إِلَيْكَ يَا مَوْلاَيَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا أَنَا فِيهِ - مِنْ كَذَا وَكَذَا - وَأَسْأَلُكَ

ص: 231


1- الشيخ الصدوق، الفقيه، ج 2، ص 356 .
2- الداماد، رسالة اربعة ايام، ص 61 .
3- المصدر، ص 62 .
4- السيد إبن طاووس، فلاح السائل، ط قم - بلا تاريخ - ص 173 .

بِحَقِّ مَوْلاَكَ عَلَيْكَ، وَبِحَقِّ أَخِيكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكُمَا، وَبِحَقِّكَ وَمَوْضِعِكَ مِنَ اللَّهِ، وَبِحَقِّ أَبْنَائِكَ أَئِمَّةِ الْهُدَى، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ أَجْمَعِينَ، وَبِحَقِّ الزَّهْرَاءِ الطَّاهِرَةِ، أَنْ تَشْفَعَ لِي إِلَى اللَّهِ الْكَرِيمِ، فِي كَشْفِ ذَلِكَ، وَتَفْرِيجِهِ وَإِغْنَائِي عَنْ - كَذَا وَكَذَا - وَرَدِّي إِلَى كَذَا وَكَذَا، وَ أَنْ يُبَارِكَ لِي فِي نَفْسِي وَوُلْدِي وَأَخِي وَأُخْتِي وَزَوْجَتِي، وَمَا تَحْوِيهِ يَدِي، وَأَنْ يَرْحَمَنِي وَيَغْفِرَ لِي، وَيَرْضَى عَنِّي وَيُلْحِقَنِي بِكُمْ، وَلاَ يُفَرِّقَ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، وَيُمِيتَنِي عَلَى طَاعَتِكُمْ، وَمُوَالاَتِي إِيَّاكُمْ وَيُخْرِجَ أَوْلاَدِي مُؤْمِنِينَ قَائِلِينَ بِكُمْ، وَأَنْ يُبَلِّغَنِي مَحَابِّي فِي نَفْسِي، وَجَمِيعِ إِخْوَانِي وَأَنْ يَرْحَمَنِي وَوَالِدَيَّ وَأَهْلِي وَوُلْدِي، وَيَرْضَى عَنِّي وَعَنْهُمْ، وَيُدْخِلَ عَلَيَّ وَعَلَيْهِمْ فِي قُبُورِنَا الضِّيَاءَ وَالنُّورَ، وَالْفُسْحَةَ وَالسُّرُورَ، وَأَنْ يَبْتَدِئَ فِي كُلِّمَا دَعَوْتُ لِنَفْسِي وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ .

سَمِعَ اللَّهُ ذَلِكَ مِنْكَ فِي وَلِيِّكَ، وَشَفَّعَكَ فِيهِ، وَحَشَرَهُ مَعَكَ، وَلاَ فَرَّقَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ، وَالْحَمْدُ للَّهِِ رَبِّ الْعالَمِينَ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى الْحَيِّ الدَّائِمِ .

أُشْهِدُكَ أَنِّي أُوَالِي مَنْ وَالاَكَ، وَأَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ مِنْ أَعْدَائِكَ، وَمِمَّنْ ظَلَمَكَ وَابْتَزَّكَ حَقَّكَ، وَقَدَّمَ غَيْرَكَ عَلَيْكَ وَمَنْ قَتَلَكَ، اللَّهُمَّ فَاكْتُبْ لِي هَذِهِ الشَّهَادَةَ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، أَهْلَ الْبَيْتِ الْمُبَارَكِ وَحَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ .(1)

الزيارة بالنيابة

تجوز النيابة في العبادات المندوبة عن الحيّ والميت وفي العبادات الواجبة عن الميت مطلقا وعن الحىّ في بعض الأحيان، بالاجرة وبغير الاجرة .

[ 1 ]

فإذا خرجت زائراً عن أخٍ لك فقل بعد الزيارة :

السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا مَوْلَايَ من - فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ -، فَإِنِّي أَتَيْتُكَ زَائِراً عَنْهُ، فَاشْفَعْ لِي وَلَهُ عِنْدَ رَبِّكَ .

اللَّهُمَّ أَوْصِلْ إِلَيْهِ مِنْ رَحْمَتِكَ مَا يَسْتَغْنِي بِهِ عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِوَاكَ .

وإن كان ميّتاً قال النائب

ص: 232


1- العلامة المجلسي، بحارالأنوار، ج 102، ص 237 .

عنه بعد ذلك :

اللَّهُمَّ جَافِ الْأَرْضَ عَنْ جَنْبَيْهِ، وَاجْعَلْ رَحْمَتَكَ وَاصِلَةً إِلَيْهِ، وَاجْعَلْ مَا أفْعَلُهُ مِنَ المَنَاسِكِ شَاهِداً لَهُ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .(1)

[ 2 ]

وإذا زرت عن أخيك أو أبيك وأُمّك تطوّعاً، فسلّم على الإمام عليه السلام على نسق التسليم، ثمّ قل :

اللَّهُمَّ كُنْ لِفُلَانِ بْنِ فُلَانٍ عَوْناً وَمُعِيناً وَنَاصِراً وَكَالِئاً وَرَاعِياً حَيْثُ كَانَ، بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ .

ثمّ صلّ ركعتين، فإذا سلّمت منها فاسجد، وقُل في سجودك :

اللَّهُمَّ لَكَ صَلَّيْتُ، وَلَكَ رَكَعْتُ، وَلَكَ سَجَدْتُ؛ لِأَنَّهُ لا يَنْبَغِي الصَّلَاةُ إِلاَّ لَكَ .

اللَّهُمَّ قَدْ جَعَلْتُ ثَوَابَ صَلَوَاتِي وَسَلَامِي وَزِيَارَتِي، هَدِيَّةً مِنِّي إِلَى - فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ - ؛ فَتَقَبَّلْ ذَلِكَ لَهُ مِنِّي، وَأْجُرْنِي عَلَيْهِ خَيْرَ الْجَزَاءِ بِرَحْمَتِكَ.(2)

[ 3 ]

إذا تطوّع بالزيارة عن جميع إخوانه أو عن قوم، يعنيهم بقلبه أو لسانه ويزور الإمام عليه السلام ببعض زياراته ويقصد بها النيابة عنهم ويصلّى ركعتى الزيارة ويقول :

اللَّهُمَّ إِنِّي زُرْتُ هَذِهِ الزِّيَارَةَ، وَصَلَّيْتُ هَاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ، وَجَعَلْتُ ثَوَابَهُمَا ] هَدِيَّةً مِنِّي إِلَى مَوْلاَيَ - فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ - [، عَنْ جَمِيعِ إِخْوَانِيَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَعَنْ جَمِيعِ مَنْ أَوْصَانِي بِالزِّيَارَةِ وَالدُّعَاءِ لَهُ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ ذَلِكَ مِنِّي وَمِنْهُمْ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

فإذا فعلت أيّها الزائر ذلك وقلت لأحدهم : إنّي قد زُرت وصلّيت وسلّمت على الإمام عنك، كُنت صادقاً في مقالك .(3)

مشروع إكساء مرقد مولانا أميرالمؤمنين الامام على بن أبى طالب عليهما السّلام

برعاية مركز الفردوس للثقافة والإعلام

بعون اللَّه تعالى وببركة أهل البيت سلام اللَّه عليهم تشرّف مركز الفردوس للثقافة والإعلام بإكساء المرقد الطاهر للإمام علي بن أبي طالب عليهما السّلام في مراسم إيمانية ومعنوية رائعة، مصحوبة بذكر آيات من القران الكريم وزيارة أميرالمؤمنين والصلوات على محمّد وآل محمّد والأدعية الخاصة بتعجيل

ص: 233


1- إبن المشهدي، المزار الكبير، ص 596 .
2- نفس المصدر .
3- السيد إبن طاووس، مصباح الزائر، ص 516 .

فرج مولانا المفدى الإمام المهدي الموعود عجل اللَّه تعالى فرجه الشريف .

خصوصيات الحلة الجديدة :

يُعد قماش الحلة من أفخر أنواع الحرير الذي تم حياكته في مدينة يزد، ومساحتها ثلاثون متراً مربعاً . وتعدّ هذه الحلة من مفاخر الصناعات اليدوية، حيث تم تذهيبها لمدة ستة أشهر في مدينة إصفهان، على يد بعض المؤمنين والمؤمنات، وتحتوي زهاء 110 مثقال من الذهب، و 8 كغم فضة، وما يقارب 1 كغم من اللؤلؤ . وهي الثانية من نوعها حيث أهديت حلة فاخرة في عام 1426 ه- . إلى ضريح مولانا سيد الشهداء الإمام الحسين صلوات اللَّه وسلامه عليه وبرعاية هذا المركز .

كما تم اختيار الآيات الشريفة التي كتبت عليها من قبل اللجنة المشرفة على المشروع، فكتبت سورة الإخلاص على القطعة التي تكون عند رأس الإمام سلام اللَّه عليه، تعبيراً عن الحديث الشريف لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله : يا أبا الحسن مثلك في أمتي مثل قل هو اللَّه أحد، فمن قرأها مرة فقد قرأ ثلث القرآن، ومن قرأها مرتين فقد قرأ ثلثي القرآن، ومن قرأها ثلاثاً فقد ختم القرآن، فمن أحبّك بلسانه فقد كمل له ثلث الإيمان، ومن أحبّك بلسانه وقلبه فقد كمل له ثلثا الإيمان، ومن أحبّك بلسانه وقلبه ونصرك بيده فقد استكمل الإيمان، والذي بعثني بالحق يا علي لو أحبّك أهل الأرض كمحبّة أهل السماء لك لما عُذِّب أحد بالنار .(1)

وفي جهة وجه الإمام عليه السلام، كتبت آية الولاية « إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ »(2) . لكونها من أبرز الآيات الدالة على ولاية أمير المؤمنين عليه السلام .

وكتب قوله تعالى « قُلْ

ص: 234


1- بحارالأنوار، ج 39، باب 87 حبّه وبغضه صلوات اللَّه عليه، ص 270، ح 48 .
2- المائدة / 55 .

كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ »(1) الدّالة على علم الإمام عليه السّلام .

وقوله عزّ وجلّ : « وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَ اللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ »(2) في جهة خلف الإمام عليه السّلام، دلالة على جهاده سلام اللَّه عليه في سبيل اللَّه سبحانه . وكتبت آية الإكمال وهو قوله تعالى : « أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الإِْسْلامَ دِيناً »(3) دلالة على يوم غدير خم الذي نصب فيه الرسول الأعظم صلى اللَّه عليه وآله بأمر من العليّ القدير الإمام علي سلام اللَّه عليه خليفة ووصياً ووليّاً من بعده على الخلق أجمعين . وفي الجهة العليا للمرقد الطاهر نقشت عليها العبارات التالية : يا وليد الكعبة وشهيد الكوفة الملقّب بالحيدرة و (يا أمير المؤمنين) و (يا أبا الائمّة من العترة الطاهرة) و (يا أمير المؤمنين يا علي بن أبي طالب ) وقد خطّ الآيات الشريفة الخطاط القدير الأستاذ السيد محمّد الموحّد في مدينة قم المقدسة، وطُبعت على القماش في شركة النبي للطبع بمدينة مشهد المقدسة بعد أن تم تهيئة فلم طباعتها في شركة الزهراء الفيتوغرافية في قم المقدسة على يد الأستاذ السيد مجتبى ميرباقيان .

أما حاشية الحلة فقد تمّ رسمها في شركة نور الكوثر للتصميم الفني والإعلان على يد الأستاذ القدير مالك الفاطمي .

كما تبرّع بتكاليف هذه الحلة الحاج الوجيه مرتضى محزونية أحد تجار مدينة إصفهان، وتشرّفت الحاجة پوران محزونية بإنجازها وتطريزها بالتعاون مع عدد من المؤمنات .

آملين من العلي القدير أن يتقبل بحسن قبوله آمين رب العالمين .

السّيد فاضل الطباطبائي

مدير مركز الفردوس للثقافة والإعلام

ص: 235


1- الرعد / 43 .
2- البقرة / 207 .
3- المائدة / 3 .

في زيارة الحائر

الباب الاوّل: فضل زيارة الحسين عليه السلام

اشارة

* زيارة الحسين عليه السلام واجبة * موضع قبر الحسين عليه السلام روضة من رياض الجنّة * فضيلة زيارة الحسين عليه السلام * آثار زيارة الحسين عليه السلام في الدنيا * آثار زيارة الحسين عليه السلام في الآخرة * زيارة الحسين عليه السلام ماشياً

* زيارة الحسين عليه السلام تعادل الحجّ والعمرة * النوادر * آداب الزيارة

ص: 236

فضيلت زيارت امام حسين عليه السلام

امام صادق عليه السلام :

1 ) زيارت امام حسين عليه السلام بر همه كسانى كه به امامت آن حضرت از سوى خداوند منان اعتراف مى كنند واجب است . [ ارشاد مفيد، ج 2، ص 133 ] .

2 ) محل قبر امام حسين عليه السلام از روزى كه آن حضرت در آنجا مدفون شده ، باغى از باغهاى بهشتى است . [ الفقيه ، ج 2، ص 346 ] .

3 ) روز قيامت هنگامى كه مى بينند خداوند متعال چگونه با زائران امام حسين عليه السلام رفتار مى كند ، همه آرزو مى كنند كه ايكاش از زائران آن حضرت بودند .[ كامل الزيارات ، ص 135 ] .

4 ) ايام زيارت امام حسين عليه السلام از عمرشان محسوب نمى شود . [ تهذيب الأحكام ، ج 6 ، ص 43 ] .

5 ) زيارت امام حسين عليه السلام معادل يكصد حج و عمره مقبوله مى باشد . [ ارشاد مفيد، ج 2، ص 134 ] .

ص: 237

زيارة الحسين عليه السلام واجبة

1 - قال الصادق عليه السلام :

« زيارة الحسين بن علي عليه السلام واجبة على كلّ من يقرّ للحسين بالإمامة من اللّه عزّوجلّ »(1) .

2 - قال الباقر عليه السلام :

« مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين عليه السلام فإنّ إتيانه مفترض على كلّ مؤمن يقرّ للحسين عليه السلام بالإمامة من اللّه عزّوجلّ »(2) .

3 - قال الصادق عليه السلام :

« لو أن أحدكم حجّ دهره ، ثمّ لم يزر الحسين بن علي عليهماالسلام لكان تاركاً حقّاً من حقوق رسول اللّه صلى الله عليه و آله لانّ حقّ الحسين عليه السلام فريضة من اللّه، واجبة على كلّ مسلم »(3).

ص: 238


1- الإرشاد للمفيد : ج2 ، ص133 .
2- كامل الزيارات ، ص121 .
3- تهذيب الأحكام : ج6 ، ص42 .

4 - قال الصادق عليه السلام لأمّ سعيد :

« يا أم سعيد ، زوريه ، فإنّ زيارة الحسين عليه السلام واجبة على الرجال والنساء »(1) .

5 - قال الرضا عليه السلام :

« إنّ لكلّ إمام عهداً في عنق أوليائه وشيعته ، وإنّ من تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء زيارة قبورهم »(2) .

موضع قبر الحسين عليه السلام روضة من رياض الجنّة ومختلف الملائكة

6 - قال الصادق عليه السلام :

« موضع قبر الحسين عليه السلام منذ يوم دفن فيه ، روضة من رياض الجنّة »(3) .

7 - قال الصادق عليه السلام :

« ما بين قبر الحسين عليه السلام إلى السماء السابعة مختلف

ص: 239


1- وسائل الشيعة : ج14 ، ص347 .
2- كامل الزيارات ، ص122 .
3- من لا يحضره الفقيه : ج2 ، ص346 .

الملائكة »(1) .

8 - قال الصادق عليه السلام :

« ليس شيء في السماوات إلاّ وهم يسألون اللّه أن يأذن لهم في زيارة الحسين عليه السلام فوج ينزل وفوج يعرج »(2) .

9 - قال الصادق عليه السلام :

« إنّ حول قبره عليه السلام سبعين ألف ملك شعثاً غبراً يبكون عليه إلى أن تقوم الساعة »(3) .

ص: 240


1- وسائل الشيعة : ج14 ، ص416 .
2- تهذيب الأحكام : ج6 ، ص46 .
3- فرائد السمطين : ج2 ، ص174 .

10 - قال الصادق عليه السلام :

« وكّل اللّه بقبر الحسين عليه السلام أربعة آلاف ملك شُعث غُبر ، يبكونه إلى يوم القيامة ، فمن زاره عارفاً بحقّه شيّعوه حتّى يبلّغوه مأمنه ، وإن مرض عادوه غدوة وعشيّة ، وإن مات شهدوا جنازته واستغفروا له إلى يوم القيامة »(1) .

11 - قال الصادق عليه السلام :

« ومعهم أربعة آلاف صعدوا إلى السماء يستأذنون في القتال مع الحسين عليه السلامفهبطوا إلى الأرض وقد قتل ، فهم عند قبره شعث غبر ، يبكونه إلى يوم القيامة ، وهم ينتظرون خروج القائم عليه السلام »(2) .

فضيلة زيارة الحسين عليه السلام

12 - قال الرضا عليه السلام :

ص: 241


1- الكافي : ج4 ، ص581 .
2- الغيبة للنعماني ، ص310 .

« من زار قبر أبي عبداللّه الحسين عليه السلام بشطّ الفرات كمن زار اللّه فوق عرشه »(1) .

13 - قال الصادق عليه السلام :

« ما خلق اللّه خلقاً أكثر من الملائكة ، وإنّه لينزل من السماء كلّ مساء سبعون ألف ملك يطوفون بالبيت ... ثمّ يأتون قبر الحسين عليه السلام فيسلّمون عليه ، ثمّ يعرجون إلى السماء قبل أن تطلع الشمس . ثمّ تنزل ملائكة النهار سبعون ألف ملك فيطوفون بالبيت الحرام ... ثمّ يأتون قبر الحسين عليه السلام فيسلّمون عليه ، ثمّ يعرجون إلى السماء قبل أن تغيب الشمس »(2) .

ص: 242


1- تهذيب الأحكام : ج6 ، ص46 .
2- وسائل الشيعة : ج14 ، ص421 .

14 - قال الصادق عليه السلام :

« ما من أحد يوم القيامة إلاّ وهو يتمنّى أنّه من زوّار الحسين عليه السلام لما يرى ممّا يصنع بزوّار الحسين عليه السلام من كرامتهم على اللّه »(1) .

15 - قال الصادق عليه السلام :

« لا ينبغي للمسلم أن يتخلّف عن قبر الحسين عليه السلام أكثر من أربع سنين »(2) .

16 - قال الصادق عليه السلام :

« حقّ على الغنيّ أن يأتي قبر الحسين بن علي عليه السلام في السنة مرّتين ، وحقّ على الفقير أن يأتيه في السنة مرّة »(3) .

17 - قال الصادق عليه السلام :

« من لم يأت قبر الحسين عليه السلام حتّى يموت كان منتقص الإيمان ، منتقص

الدين ؛ إن اُدخل الجنّة كان دون المؤمنين فيها »(4) .

18 - قال الصادق عليه السلام :

« من لم يأت قبر الحسين عليه السلام وهو يزعم أنّه لنا شيعة حتّى يموت ، فليس هو لنا بشيعة ، وإن كان من أهل الجنّة فهو من ضيفان أهل الجنّة »(5) .

19 - قال الصادق عليه السلام :

« من لم يزر قبر الحسين عليه السلام فقد حُرم خيراً كثيراً ونقص من عمره سنة »(6) .

20 - قال الصادق عليه السلام :

« لو أن أحدكم حجّ ألف حجّة ، ثمّ لم يأت قبر الحسين بن علي عليه السلام لكان قد

ص: 243


1- كامل الزيارات ، ص135 .
2- وسائل الشيعة : ج14 ، ص535 .
3- تهذيب الأحكام : ج6 ، ص43 .
4- وسائل الشيعة : ج14 ، ص430 .
5- كامل الزيارات ، ص193 .
6- وسائل الشيعة : ج14 ، ص431 .

ترك حقّاً من حقوق اللّه تعالى »(1) .

آثار زيارة الحسين عليه السلام في الدنيا

21 - قال الصادق عليه السلام :

« إنّ أيّام زائري الحسين بن علي عليهماالسلام لا تعدّ من آجالهم »(2) .

22 - قال الباقر عليه السلام :

« مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين عليه السلام فإنّ إتيانه يزيد في الرزق ، ويمدّ في العمر ، ويدفع مدافع السوء »(3) .

23 - قال الصادق عليه السلام :

« لا تدع زيارة الحسين بن علي عليه السلام ومر أصحابك بذلك ، يمدّ اللّه في عمرك ، ويزيد اللّه في رزقك ، يحييك اللّه سعيداً ، ولا تموت إلاّ شهيداً ، ويكتبك

ص: 244


1- كامل الزيارات ، ص193 .
2- تهذيب الأحكام : ج6 ، ص43 .
3- وسائل الشيعة : ج14 ، ص413 .

سعيداً »(1) .

24 - قال الباقر عليه السلام :

« مروا شيعتنا بزيارة الحسين بن علي عليه السلام فإنّ زيارته تدفع الهدم والغرق والحرق وأكل السبع ، وزيارته مفترضة على من أقرّ للحسين بالإمامة من اللّه عزّوجلّ »(2) .

25 - قال الصادق عليه السلام :

« إنّ أدنى ما يكون له (لزائر الحسين) أنّ اللّه يحفظه في نفسه وماله حتّى يرد إلى أهله ، فإذا كان يوم القيامة كان اللّه أحفظ له »(3) .

ص: 245


1- كامل الزيارات ، ص152 .
2- أمالي الصدوق ، ص123 .
3- ثواب الأعمال ، ص91 .

26 - قال الرضا عليه السلام :

« من أتى قبر الحسين عليه السلام في السنة ثلاث مرّات أمن من الفقر »(1) .

27 - قال الحسين بن علي عليهماالسلام :

« أنا قتيل العبرة ، قتلت مكروباً ، وحقيق على اللّه أن لا يأتيني مكروب إلاّ ردّه وقلّبه إلى أهله مسروراً »(2) .

آثار زيارة الحسين عليه السلام في الآخرة

28 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله خطاباً للحسين عليه السلام :

« ومن أتاك زائراً بعد موتك فله الجنّة »(3) .

29 - قال الصادق عليه السلام :

« من أراد أن يكون في جوار نبيّه وجوار عليّ وفاطمة ، فلا يدع زيارة

ص: 246


1- تهذيب الأحكام : ج6 ، ص48 .
2- وسائل الشيعة : ج14 ، ص422 .
3- المزار للمفيد ، ص31 .

الحسين بن علي عليه السلام »(1) .

30 - قال الصادق عليه السلام :

« انّ لزوّار الحسين بن علي عليه السلام يوم القيامة فضلاً على الناس »(2) .

قال زرارة : وما فضلهم ؟ فقال عليه السلام :

« يدخلون الجنّة قبل الناس بأربعين عاماً وسائر الناس في المحشر » .

31 - قال الصادق عليه السلام :

ص: 247


1- كامل الزيارات ، ص137 .
2- وسائل الشيعة : ج14 ، ص425 .

« من سرّه أن يكون على موائد النور يوم القيامة فليكن من زوّار الحسين ابن علي عليهماالسلام »(1) .

32 - قال الكاظم عليه السلام :

« من أتى الحسين عارفاً بحقّه غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر »(2) .

33 - قال الصادق عليه السلام :

« من زار قبر أبي عبداللّه الحسين بن علي عليهماالسلام وهو يعلم أنّه إمام من اللّه مفترض الطاعة على العباد ، غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر وقبل شفاعته في سبعين مذنباً ، ولم يسأل اللّه عند قبره حاجة إلاّ قضاها له »(3) .

34 - قال الصادق عليه السلام :

« من أتى الحسين عليه السلام عارفاً بحقّه ، كتبه اللّه عزّوجلّ

ص: 248


1- كامل الزيارات ، ص135 .
2- الكافي : ج4 ، ص582 .
3- أمالي الصدوق ، ص471 .

في أعلى علّيّين »(1) .

35 - قال الصادق عليه السلام :

« انّ الرجل ليخرج إلى قبر الحسين عليه السلام فله إذا خرج من أهله بأوّل خطوة مغفرة لذنوبه ، ثمّ لم يزل يقدّس بكلّ خطوة حتّى يأتيه ، فإذا أتاه ناجاه اللّه وقال : عبدي سلني اُعطك ، وادعُني اُجبك ، اُطلب شيئاً اُعطك ، سلني حاجة أقضها لك »(2) .

قال الرضا عليه السلام للريّان بن شبيب :

« يابن شبيب ، إن سرّك أن تلقى اللّه عزّوجلّ ولا ذنب عليك فزر

ص: 249


1- من لا يحضره الفقيه : ج2 ، ص347 .
2- وسائل الشيعة : ج14 ، ص420 .

الحسين عليه السلام »(1) .

37 - قال الباقر عليه السلام لحمران بن أعين :

« أبشر يا حمران ، فمن زار قبور شهداء آل محمّد عليهم السلام يريد اللّه بذلك وصلة نبيّه ، خرج من ذنوبه كيوم ولدته امّه »(2) .

زيارة الحسين عليه السلام ماشياً

38 - قال الصادق عليه السلام :

« من خرج من منزله يريد زيارة الحسين بن علي بن أبي طالب عليهماالسلام إن كان ماشياً كتب اللّه له بكل خطوة حسنة وحطّ بها عنه سيّئة ، حتّى إذا صار بالحائر كتبه اللّه من المفلحين ، وإذا قضى مناسكه كتبه اللّه من الفائزين ، حتى إذا أراد الإنصراف أتاه ملك فقال له : أنا رسول اللّه ، ربّك يقرؤك السلام ويقول لك :

ص: 250


1- أمالي الصدوق ، ص113 .
2- أمالي الطوسي : ج2 ، ص414 .

إستأنف العمل فقد غفر لك ما مضى »(1) .

39 - قال الصادق عليه السلام :

« من أتى قبر الحسين عليه السلام ماشياً ، كتب اللّه له بكلّ خطوة ألف حسنة ، ومحا عنه ألف سيّئة ، ورفع له ألف درجة »(2) .

40 - قال الصادق عليه السلام :

« من أتى قبر الحسين عليه السلام ماشياً كتب اللّه له بكلّ خطوة وبكلّ قدم يرفعها ويضعها عتق رقبة من ولد إسماعيل »(3) .

ص: 251


1- تهذيب الأحكام : ج6 ، ص43 .
2- وسائل الشيعة : ج14 ، ص440 .
3- كامل الزيارات ، ص134 .

زيارة الحسين عليه السلام تعادل الحج والعمرة

41 - قال الصادق عليه السلام :

« إذا أردت الحجّ ولم يتهيّأ لك ، فائت قبر الحسين عليه السلام فإنّها تكتب لك حجّة ، وإذا أردت العمرة ولم يتهيّأ لك ، فائت قبر الحسين عليه السلام فإنّها تكتب لك عمرة »(1) .

42 - قال الصادق عليه السلام :

« زيارة قبر الحسين عليه السلام تعدل عشرين حجّة وأفضل من عشرين عمرة وحجّة »(2) .

43 - قال الصادق عليه السلام :

« زيارة الحسين عليه السلام تعدل مائة حجّة مبرورة ، ومائة عمرة متقبّلة »(3) .

44 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله :

«يابن عبّاس، من زاره عارفاً بحقّه كتب له ثواب ألف حجّة

ص: 252


1- وسائل الشيعة : ج14 ، ص427 .
2- تهذيب الأحكام : ج6 ، ص47 .
3- الإرشاد للمفيد : ج2 ، ص134 .

وألف عمرة»(1).

النوادر

45 - قال الصادق عليه السلام :

« ثمّ ينادي مناد : أين زوّار قبر الحسين عليه السلام ؟ فيقوم أناس كثير ، فيقال لهم : خذوا بيد من أحببتم وانطلقوا بهم إلى الجنّة »(2) .

ص: 253


1- كفاية الأثر ، ص17 .
2- كامل الزيارات ، ص167 .

46 - عن أحدهما عليهماالسلام أنه قال :

« يا زرارة ، ما في الأرض مؤمنة إلاّ وقد وجب عليها أن تُسعِد فاطمة عليهاالسلام في زيارة الحسين عليه السلام »(1) .

47 - روي : أن حور العين إذا أبصرن بواحد من الأملاك يهبط إلى الأرض لأمر مّا ، يستهدين منه السّبح والتّربة من طين قبر الحسين عليه السلام(2) .

48 - قال الصادق عليه السلام :

« إنّ فاطمة بنت محمد صلى الله عليه و آله تحضر لزوّار قبر ابنها الحسين عليه السلام فتستغفر لهم ذنوبهم »(3) .

49 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله :

« هبط عليّ جبرئيل عليه السلام فقال : يا محمّد ... فيقيمون رسماً لقبر سيّد

ص: 254


1- نوادر علي بن أسباط ، ص123 .
2- المزار الكبير ، ص368 .
3- كامل الزيارات ، ص118 .

الشهداء ... تحفّه ملائكة ، من كلّ سماء مائة ألف ملك في كلّ يوم وليلة ، ويصلّون عليه ويطوفون عليه ويسبّحون اللّه عنده ، ويستغفرون اللّه لمن زاره ويكتبون أسماء من يأتيه زائراً من أمّتك متقرّباً إلى اللّه تعالى وإليك ... »(1) .

50 - قال الصادق عليه السلام :

« من أتى قبر الحسين عليه السلام كتبه اللّه من الآمنين يوم القيامة ، وأعطى كتابه بيمينه وكان تحت لواء الحسين عليه السلام حتّى يدخل الجنّة فيسكنه في درجته ، إنّ اللّه عزيز حكيم »(2) .

* * *

ص: 255


1- كامل الزيارات ، ص265 .
2- نور العين ، ص47 .

شمارى از آداب زيارت سالار شهيدان :

1 ) سه روز روزه گرفتن پيش از عزيمت به سفر كربلا .

2 ) غسل زيارت از آب فرات .

3 ) پوشيدن جامه تميز و پاكيزه .

4 ) ترك زينت ، از عطر و سرمه و روغن .

5 ) تشرّف به زيارت با خضوع ، خشوع ، ادب و متانت .

6 ) توقف در آستانه حرم و خواندن اذن دخول .

7 ) ورود به حرم با ديدگان اشكبار و قلب داغدار .

8 ) زيارت از پيش روى مبارك ، پشت به قبله .

9 ) نهادن صورت راست ، سپس چپ بر ضريح و خواندن دعاهاى مأثور .

10 ) دعا و درخواست حوائج از خداوند منّان و توسّل به سالار شهيدان .

11 ) قرائت زيارتنامه هاى رسيده از پيشوايان معصوم عليهم السلام .

12 ) بوسيدن آستانه به پيروى از سلف صالح .

ص: 256

13 ) خواندن دو ركعت نماز زيارت در طرف بالاى سر .

14 ) خواندن حمد و يس در ركعت اول ، حمد و الرحمن در ركعت دوم .

15 ) عدم تقدّم بر امام عليه السلام به هنگام نماز .

16 ) تسبيح فاطمه زهرا - سلام اللّه عليها - بعد از نماز زيارت .

17 ) گريه فراوان بر مصائب سالار شهيدان .

18 ) تلاوت قرآن در حرم مطهر و اهداى آن به امام عليه السلام 19 ) توبه ، استغفار و داشتن حضور قلب در همه حالات .

20 ) وداع امام عليه السلام با الفاظ رسيده از معصوم .

21 ) تكرار زيارت در مدت تشرّف .

22 ) حسن معاشرت با دوستان همسفر .

23 ) دعاى فراوان به پدر ، مادر ، دوستان و خويشان .

24 ) صدقه به مستمندان و دستگيرى از بى نوايان .

25 ) گزاردن نمازهاى واجب و مستحبى در حرم مطهر .

26 ) شركت در نماز جماعت و قطع زيارت براى شركت در نماز جماعت .

ص: 257

27 ) پرهيز از بحث و جدل در حرم و در طول سفر .

28 ) رعايت حال ديگر زائران به ويژه در كنار ضريح مطهّر .

29 ) گزاردن نماز جعفر طيّار در حرم مطهّر .

30 ) گزاردن نماز امام حسين عليه السلام ، كه كيفيت آن در بخش چهارم آمده است.

* * *

ص: 258

آداب زيارته عليه السلام

لزيارته عليه السلام آداب ، منها :

1 - صيام ثلاثة أيام قبل أن يخرج إلى زيارة الحسين عليه السلام(1) .

2 - الإغتسال قبل الخروج وترك الطيب والدهن والإكتحال(2) .

3 - جمع الأهل والأولاد وتوديعهم بالمأثور(3) .

4 - الغسل قبل دخول المشهد والكون على الطهارة(4) .

5 - من أحدث قبل الزيارة فليغتسل ثانية(5) .

6 - قيل : من إغتسل ليلاً كفاه غسله إلى طلوع الفجر ، ومن إغتسل بعد طلوع الفجر ، كفاه غسله إلى الليل(6) .

ص: 259


1- تهذيب الأحكام : ج6 ، ص76 .
2- المصدر .
3- مصباح المتهجّد ، ص717 .
4- الدروس الشرعية ، للشهيد : ج2 ، ص22 .
5- المقنعة ، للمفيد ، ص494 .
6- تهذيب الاحكام : ج5 ، ص64 .

7 - الإغتسال من الفرات(1) .

8 - النزول بشاطئ الفرات والإغتسال منه(2) .

9 - المشي حافياً(3) .

10 - إتيان المشهد في ثياب طاهرة نظيفة جُدُد(4) .

11 - إتيانه بخضوع وخشوع(5) .

12 - إتيانه بالسّكينة والوقار(6) .

13 - الوقوف على باب المشهد والدعاء والإستئذان بالمأثور ، فإن وجد خشوعاً ورقّة فهو علامة الإذن(7) .

14 - إتيانه وهو حزين مكروب أشعث مغبر جائع عطشان(8) .

ص: 260


1- فرائد السمطين : ج2 ، ص175 .
2- المزار ، للمفيد ، ص90 .
3- الكافي : ج4 ، ص575 .
4- بحار الأنوار : ج100 ، ص134 .
5- الكافي : ج4 ، ص572 .
6- فرائد السمطين : ج2 ، ص175 .
7- مصباح المتهجّد ، ص720 .
8- تهذيب الأحكام : ج6 ، ص76 .

15 - تقديم رجله اليمنى عند الدخول واليسرى عند الخروج(1) .

16 - الوقوف على الضريح ، ملاصقاً له أو غير ملاصق . وتوهّم من قال : أنّ البُعد أدبٌ (2) .

17 - إستقبال وجه المزور وإستدبار القبلة حال الزيارة(3) .

18 - المبالغة في الدعاء والإلحاح(4) .

ص: 261


1- الدروس الشرعية : ج2 ، ص23 .
2- بحار الأنوار : ج100 ، ص134 .
3- المقنعة ، للمفيد ، ص469 .
4- مصباح المتهجد ، ص728 .

19 - وضع الخدّ الأيمن ثمّ الأيسر على القبر والدعاء بالمأثور(1) .

20 - الإبتهال والتضرّع والسؤال من اللّه بحقّه وبحقّ صاحب القبر أن يجعله من أهل شفاعته(2) .

21 - الزيارة بالمأثور ، ويكفي السلام والحضور(3) .

22 - إتيان الزيارة حبّاً لرسول اللّه وحبّاً لأميرالمؤمنين وفاطمة (صلوات اللّه عليهم)(4).

23 - تقبيل العتبة ، اقتداءً بالسلف الصالح(5) .

24 - ولو سجد ونوى بالسجدة الشكر للّه ِ تعالى على بلوغه تلك البقعة كان أولى(6) .

ص: 262


1- المزار ، للمفيد ، ص105 .
2- الدروس الشرعيّة : ج2 ، ص23 .
3- بحار الأنوار : ج100 ، ص134 .
4- كامل الزيارات ، ص141 .
5- إزاحة الوسوسة عن تقبيل الأعتاب المقدسة ، للعلامة المامقاني .
6- الدروس الشرعية : ج2 ، ص25 .

25 - صلاة ركعتي الزيارة عند الفراغ عند رأسه الشريف(1) .

26 - قراءة فاتحة الكتاب ويس في الركعة الأولى وفاتحة الكتاب والرحمن في الثانية(2) .

27 - إتيان الصلاة خلف المقام بأن يستقبل القبلة ويجعل الإمام أمامه(3) .

28 - قال الحجّة عجّل اللّه تعالى فرجه : وأمّا الصلاة فإنّها خلفه ويجعل القبر أمامه ، ولا يجوز أن يصلّي بين يديه ولا عن يمينه ولا عن يساره ، لأنّ الإمام عليه السلاملا يُتقدّم عليه ولا يُساوى(4) .

ص: 263


1- المزار ، للمفيد ، ص79 .
2- مصباح الزائر ، ص208 .
3- وسائل الشيعة : ج5 ، ص162 .
4- الإحتجاج ، للطبرسي : ج2 ، ص490 .

29 - تسبيح فاطمة الزهراء والدعاء بعد الركعتين بالمأثور(1) .

30 - البكاء على الحسين عليه السلام فان البكاء عليه يحطّ الذنوب العظام(2) .

31 - تلاوة شيء من القرآن عند الضريح وإهداءه على المزور ، والمنتفع بذلك الزائر وفيه تعظيم للمزور(3) .

32 - إحضار القلب في جميع أحواله مهما استطاع ، والتوبة من ذنوبه والاستغفار والإقلاع(4) .

33 - تقبيل الضريح والصلاة عند الرأس الشريف(5) .

34 - التوديع بالمأثور عند الانصراف(6) .

ص: 264


1- مصباح الزائر ، ص208 .
2- الأمالي ، للصدوق ، ص111 .
3- الدروس الشرعية : ج2 ، ص23 .
4- بحار الأنوار : ج100 ، ص135 .
5- المزار ، للشهيد ، ص200 .
6- المقنعة ، للمفيد ، ص471 .

35 - المشيء عند الخروج بالقهقرى حتّى يتوارى(1) .

36 - تكرار الزيارة ما دام مقيماً في العتبات المقدّسة(2) .

37 - الجهد البالغ لأن يكون الزائر خيراً منه قبلها(3) .

38 - حسن الصحبة لمن صحبه(4) .

39 - قلة الكلام إلاّ بخير(5) .

40 - كثرة الدعاء لنفسه ولوالديه ولإخوانه المؤمنين(6) .

ص: 265


1- مصباح المتهجد ، ص723 .
2- بحار الأنوار : ج100 ، ص135 .
3- الدروس الشرعية : ج2 ، ص24 .
4- وسائل الشيعة : ج14 ، ص527 .
5- كامل الزيارات ، ص130 .
6- مصباح الزائر ، ص216 .

41 - الصدقة على المحاويج بتلك البقعة ، فإنّ الصدقة هناك مضاعفة ، خصوصاً على الذرية الطاهرة(1) .

42 - التصدق على السدنة والحفظة للمشهد وإكرامهم وإعظامهم(2) .

43 - إتيان الفرائض والنوافل في الحائر ، لما روى أنّ الفريضة فيه بحجّة والنافلة بعمرة(3) .

44 - كثرة الصلاة عند قبره عليه السلام(4) .

45 - البداية بالصلاة إذا دخل المشهد والإمام يصلّي ، وإلاّ فالبداية بالزيارة أولى ، ولو أقيمت الصلاة استحبَّ للزائر قطع الزيارة والإقبال على الصلاة(5) .

ص: 266


1- الدروس الشرعيّة : ج2 ، ص24 .
2- بحار الانوار : ج100 ، ص135 .
3- مصباح الزائر ، ص212 .
4- تهذيب الاحكام : ج6 ، ص73 .
5- الدروس الشرعية : ج2 ، ص25 .

46 - ترك اللهو والتجنّب من الملاذّ من الطعام والشراب(1) .

47 - ترك الخصومة والأيمان والجدال(2) .

48 - الإتيان بصلاة جعفر في الحائر(3) .

49 - الإتيان بصلاة الحسين عليه السلام عند ضريحه عليه السلام نذكر صفتها في الباب الرّابع من الكتاب .(4) 50 - مع كثرة الزوّار ينبغي أن يخفّف السابقون إلى الضريح الزيارة وينصرفوا ، ليحضر من بعدهم ، فيفوزوا من القرب إلى الضريح بما فاز أولئك(5) .

ص: 267


1- المزار ، للمفيد ، ص89 .
2- وسائل الشيعة : ج14 ، ص527 .
3- بحار الانوار : ج100 ، ص137 .
4- مصباح الزّائر ، ص 532 .
5- الدروس الشرعية : ج2 ، ص25 .

قلت : وقد جاء بعض آداب الزيارة في تضاعيف الزيارات ، لا سيّما الزيارة الأولى من الزيارات المطلقة في كتابنا هذا ، فليراجع .

* * *

ص: 268

الباب الثاني : صفة زيارة الحسين عليه السلام

اشارة

* زياراته المطلقة غير المختصّة بوقت معيّن * وداع الحسين عليه السلام * زيارة علي بن الحسين عليه السلام * زيارة الشهداء عليهم السلام * وداع الشهداء عليهم السلام * زيارة الشهداء المشتملة بأساميهم * زيارة قمر العشيرة أبي الفضل العبّاس عليه السلام * وداع العبّاس عليه السلام * زيارة الحسين عليه السلام من كلّ موضع * أفضل أوقات زيارة الحسين عليه السلام

ص: 269

* زيارة الحسين عليه السلام في كل شهر * زيارة الحسين عليه السلام في كلّ جمعة

زياراته المطلقة غير المختصّة بوقت معيّن

1 قال صفوان : إستأذنت الصادق عليه السلام لزيارة مولانا الحسين عليه السلامفسألته أن يعرّفني ما أعمل فيه ، فقال : يا صفوان ، صم ثلاثة أيام قبل خروجك وإغتسل في اليوم الثالث ، ثمّ إجمع اليك أهلك ، ثم قل :

امام صادق عليه السلام به صفوان فرمود : پيش از حركت سه روز روزه بگير ، روز سوم غسل كن ، آنگاه خانواده ات را جمع كن و بگو :

ص: 270

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ الْيَوْمَ نَفْسِي وَأَهْلِي وَمَالِي وَوَلَدِي وَمَنْ كَانَ مِنِّي بِسَبِيلٍ، الشَّاهِدَ مِنْهُمْ وَالْغَائِبَ. اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ،

ص: 271

وَاحْفَظْنَا بِحِفْظِ الاْءيْمَانِ وَاحْفَظْ عَلَيْنَا . اَللّهُمَّ اجْعَلْنَا فِي حِرْزِكَ وَلاَ تَسْلُبْنَا نِعْمَتَكَ ، وَلاَ تُغَيِّرْ مَا بِنَا مِنْ عَافِيَتِكَ ، وَزِدْنَا مِنْ فَضْلِكَ إِنَّا إِلَيْكَ رَاغِبُونَ . اَللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ ، وَمِنْ كَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ ، وَمِنْ سُوءِ الْمَنْظَرِ فِي النَّفْسِ والْأَهْلِ وَالْمَالِ وَالْوَلَدِ . اَللّهُمَّ ارْزُقْنَا حَلاَوَةَ الاْءِيْمَانِ ، وَبَرْدَ الْمَغْفِرَةِ ، وَآمِنَّا مِنْ عَذَابِكَ ، إِنَّا إِلَيْكَ رَاغِبُونَ ، وَآتِنا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ، وَفِي الاْخِرَةِ حَسَنَةً ، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ، وَآتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ .

فإذا أتيت الفرات يعني شريعة الصادق عليه السلام بالعلقميّ فقل :

چون به شريعه فرات رسيدى بگو :

اَللّهُمَّ أَنْتَ خَيْرُ مَنْ وَفَدَتْ إِلَيْهِ الرِّجَالُ ، وَأَنْتَ سَيِّدِي أَكْرَمُ مَقْصُودٍ

ص: 272

وَأَفْضَلُ مَزُورٍ ، وَقَدْ جَعَلْتَ لِكُلِّ زَائِرٍ كَرَامَةً ، وَلِكُلِّ وَافِدٍ تُحْفَةً ، فَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ تُحْفَتَكَ إِيَّايَ فَكَاكَ رَقَبَتي مِنَ النَّارِ ، وَقَدْ قَصَدْتُ وَلِيَّكَ وَابْنَ نَبِيِّكَ ، وَصَفِيَّكَ وَابْنَ صَفِيِّكَ ، وَنَجِيَّكَ وَابْنَ نَجِيِّكَ ، وَحَبِيبَكَ وَابْنَ حَبِيبِكَ . اَللّهُمَّ فَاشْكُرْ سَعْيِي وَارْحَمْ مَسِيرِي إِلَيْكَ ، بِغَيْرِ مَنٍّ مِنِّي عَلَيْكَ ، بَلْ لَكَ الْمَنُّ عَلَيَّ إِذْ جَعَلْتَ لِيَ السَّبِيلَ إِلَى زِيَارَتِهِ ، وَعَرَّفْتَنِي فَضْلَهُ ، وَحَفِظْتَنِي فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ حَتَّى بَلَّغْتَنِي هذَا الْمَكَانَ . اَللّهُمَّ فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى نَعْمَائِكَ كُلِّهَا ، وَلَكَ الشُّكْرُ عَلَى مِنَنِكَ كُلِّهَا .

ثمّ إغتسل من الفرات فإنّ أبي حدّثني عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : « إنّ ابني هذا الحسين يُقتل بعدي على شاطئ الفرات فمن

ص: 273

زاره وإغتسل من الفرات تساقطت خطاياه كهيئة يوم ولدته اُمّه » فإذا اغتسلت

ص: 274

فقل في غسلك :

از آب فرات غسل كن و به هنگام غسل بگو :

بِسْمِ اللّهِ وَبِاللّهِ ، اَللّهُمَّ اجْعَلْهُ نُوراً وَطَهُوراً وَحِرْزاً وَشِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَآفَةٍ وَسُقْمٍ وَعَاهَةٍ، اَللّهُمَّ طَهِّرْ بِهِ قَلْبِي وَاشْرَحْ بِهِ صَدْرِي، وَسَهِّلْ بِهِ أَمْرِي.

فإذا فرغت من غسلك فالبس ثوبين طاهرين وصلّ ركعتين خارج المشرعة وهو المكان الّذي قال اللّه تعالى :« وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ» . فإذا فرغت من صلاتك فتوجّه نحو الحائر وعليك السكينة والوقار ، وقصّر خطاك فإنّ اللّه تعالى يكتب لك بكلّ خطوة حجّة وعمرة ، وسِرْ

ص: 275

خاشعاً قلبك باكيةً عينك ، وأكثر من التكبير والتهليل والثناء على اللّه عزّوجلّ والصلاة على نبيّه صلى الله عليه و آله والصلاة على الحسين خاصّة ، ولعن من قتله ، والبراءة ممّن أسّس ذلك عليه . فإذا أتيت باب الحائر فقف وقل :

درب حرم بايست و بگو :

اللّهُ أَكْبَرُ كَبِيراً، وَالْحَمْدُ للّه ِِ كَثِيراً، وَسُبْحانَ اللّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً، الْحَمْدُ للّه ِ الَّذِي هَدَانا لِهذا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلاَ أَنْ هَدَانَا اللّهُ، لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ .

ثمّ قل : السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا خاتَمَ النَّبِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدَ الْمُرْسَلِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدَ الْوَصِيِّينَ،

ص: 276

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا قَائِدَ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ

ص: 277

الْعالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَصِيَّ أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ الشَّهِيدُ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا مَلائِكَةَ اللّهِ الْمُقِيمِينَ فِي هذَا الْمَقامِ الشَّرِيفِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا مَلائِكَةَ رَبِّيَ الْمُحْدِقِينَ بِقَبْرِ الْحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ مِنِّي أَبَداً مَا بَقِيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ .

ثمّ تقول : السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبا عَبْدِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ، عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ، وَابْنُ أَمَتِكَ، الْمُقِرُّ بِالرِّقِّ، وَالتَّارِكُ لِلْخِلافِ عَلَيْكُمْ، وَالْمُوالِي لِوَ لِيِّكُمْ، وَالْمُعَادِي لِعَدُوِّكُمْ، قَصَدَ حَرَمَكَ، وَاسْتَجارَ بِمَشْهَدِكَ، وَتَقَرَّبَ إِلَيْكَ بِقَصْدِكَ، أَأَدْخُلُ يَا رَسُولَ اللّهِ ، أَأَدْخُلُ يَا نَبِيَّ اللّهِ ، أَأَدْخُلُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَأَدْخُلُ يَا سَيِّدَ الْوَصِيِّينَ ، أَأَدْخُلُ يَا فاطِمَةُ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعَالَمِينَ ، أَأَدْخُلُ يَا مَوْلايَ يَا أَبا عَبْدِ

ص: 278

اللّهِ ، أَأَدْخُلُ يَا مَوْلايَ يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ .

فإن خشع قلبك ودمعت عينك فهو علامة الإذن فادخل ثمّ قل :

هنگامى كه اشكت سرازير شد ، وارد شده ، بگو :

الْحَمْدُ للّه ِِ الْواحِدِ الْأَحَدِ الْفَرْدِ الصَّمَدِ الَّذِي هَدانِي لِوِلايَتِكَ، وَخَصَّنِي بِزِيارَتِكَ، وَسَهَّلَ لِي قَصْدَكَ .

ثمّ تأتي باب القبّة وقف من حيث يلي الرأس وقل :

در آستانه حرم در سمت بالاى سر بگو :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ إِبْراهِيمَ خَلِيلِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُوسى كَلِيمِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عِيسى رُوحِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا

ص: 279

وَارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَلِي اللّه، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفى، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ خَدِيجَةَ الْكُبْرى، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ثارَ اللّهِ وَابْنَ ثارِهِ وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَأَطَعْتَ اللّهَ وَرَسُولَهُ حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ، فَلَعَنَ اللّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَلَعَنَ اللّهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ اللّهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ، يَا مَوْلايَ يَا أَبا عَبْدِ اللّهِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ نُوراً فِي الْأَصْلابِ الشَّامِخَةِ وَالْأَرْحامِ الْمُطَهَّرَةِ، لَمْ تُنَجِّسْكَ الْجَاهِلِيَّةُ بِأَنْجَاسِها، وَلَمْ تُلْبِسْكَ مِنْ مُدْلَهِمَّاتِ ثِيَابِها، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ

ص: 280

دَعائِمِ الدِّينِ، وَأَرْكانِ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ الاْءِمامُ الْبَرُّ التَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ الْهادِي الْمَهْدِيُّ، وَأَشْهَدُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوى، وَأَعْلامُ الْهُدى، وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقى، وَالْحُجَّةُ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيا، وَأُشْهِدُ اللّهَ وَمَلائِكَتَهُ وَأَنْبِياءَهُ وَرُسُلَهُ أَنِّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ وَبِإِيَابِكُمْ مُوقِنٌ، بِشَرايِعِ دِينِي، وَخَواتِيمِ عَمَلِي، وَقَلْبِي لِقَلْبِكُمْ سِلْمٌ، وَأَمْرِي لِأَمْرِكُمْ مُتَّبِعٌ، صَلَواتُ اللّهِ عَلَيْكُمْ، وَعَلَى أَرْواحِكُمْ، وَعَلَى أَجْسادِكُمْ، وَعَلَى أَجْسامِكُمْ، وَعَلَى شاهِدِكُمْ، وَعَلَى غائِبكُمْ وَ عَلَى ظاهِرِكُمْ وَعَلَى باطِنِكُمْ .

ثمّ انكبَّ على القبر وقبّله وقل :

قبر شريف را ببوس و بگو :

بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا أَبا عَبْدِ اللّهِ، لَقَدْ

ص: 281

عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ، وَجَلَّتِ الْمُصِيبَةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلَى جَمِيعِ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ

ص: 282

وَالْأَرْضِ، فَلَعَنَ اللّهُ أُمَّةً أَسْرَجَتْ وَأَلْجَمَتْ وَتَهَيَّأَتْ لِقِتالِكَ، يَا مَوْلايَ يَا أَبا عَبْدِ اللّهِ، قَصَدْتُ حَرَمَكَ، وَأَتَيْتُ إِلى مَشْهَدِكَ، أَسْأَلُ اللّهَ بِالشَّأْنِ الَّذِي لَكَ عِنْدَهُ، وَبِالْمَحَلِّ الَّذِي لَكَ لَدَيْهِ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ يَجْعَلَنِي مَعَكُمْ فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ .

ثمّ قم فصلّ ركعتين عند الرأس إقرأ فيهما ما أحببت، فإذا فرغت من صلاتك فقل:

در طرف بالاى سر دو ركعت نماز زيارت بخوان ، سپس بگو :

اللّهُمَّ إِنِّي صَلَّيْتُ وَرَكَعْتُ وَسَجَدْتُ لَكَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ، لِأَنَّ الصَّلاةَ وَالرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ لاَ تَكُونُ إِلاَّ لَكَ، لِأَ نَّكَ أَنْتَ اللّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَبْلِغْهُمْ عَنِّي أَفْضَلَ السَّلامِ وَالتَّحِيَّةِ، وَارْدُدْ عَلَيَّ مِنْهُمُ السَّلامَ . اللّهُمَّ وَهَاتَانِ الرَّكْعَتانِ هَدِيَّةٌ مِنِّي إِلى مَوْلايَ

ص: 283

الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلامُ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ وَتَقَبَّلْها مِنِّي وَأْجُرْنِي عَلَى ذلِكَ بِأَفْضَلِ أَمَلِي وَرَجائِي فِيكَ وَفِي وَ لِيِّكَ يَا وَلِيَّ الْمُؤْمِنِينَ.

ثمّ قم وصرْ إلى عند رجلي القبر وقف عند رأس عليّ بن الحسين عليهماالسلاموقل :

به سمت پايين پا رفته ، در سمت بالا سرِ حضرت على اكبر عليه السلام بايست و بگو :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ نَبِيِّ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الْحُسَيْنِ الشَّهِيدِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الشَّهِيدُ وَابْنُ الشَّهِيدِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمَظْلُومُ وَابْنُ الْمَظْلُومِ، لَعَنَ اللّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَلَعَنَ اللّهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ اللّهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ .

ص: 284

ثمّ انكبَّ على القبر وقبّله وقل :

آنگاه قبر شريف را ببوس و بگو :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَ لِيَّ اللّهِ وَابْنَ وَ لِيِّهِ، لَقَدْ عَظُمَتِ الْمُصِيبَةُ وَجَلَّتِ الرَّزِيَّةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلَى جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ، فَلَعَنَ اللّهُ أُمَّ-ةً قَتَلَتْكَ، وَأَبْرَأُ إِلَى اللّهِ وَإِلَيْكَ مِنْهُمْ .

ثمّ اخرج من الباب الذي عند رجلي عليّ بن الحسين عليهماالسلام ثمّ توجّه إلى الشهداء وقل :

آنگاه در سمت پايين پاى حضرت على اكبر در زيارت ساير شهداء بگ-و :

السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَصْفِياءَ اللّهِ وَأَوِدَّاءَهُ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصارَ دِينِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصارَ رَسُولِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصارَ أَمِيرِ

ص: 285

الْمُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصارَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصارَ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّكِيِّ النَّاصِحِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصارَ أَبِي عَبْدِ اللّهِ، بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي طِبْتُمْ وَطابَتِ الْأَرْضُ الَّتِي فِيها دُفِنْتُمْ وَفُزْتُمْ فَوْزاً عَظِيماً، فَيالَيْتَنِي كُنْتُ مَعَكُمْ فَأَفُوزَ مَعَكُمْ .

ثمّ عد إلى عند رأس الحسين عليه السلام وأكثر من الدعاء لك ولأهلك ولوالديك ولإخوانك ، فإنّ مشهده لا تُردّ فيه دعوة داع ولا سؤال سائل ، فإذا أردت الخروج فانكبّ على القبر وقل :

سپس به طرف بالاى سر امام حسين عليه السلام برگرد ، براى خودت ، پدر ، مادر ، خانواده و دوستانت دعا كن و به هنگام خروج بگو :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَوْلاَيَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللّهِ ، السَّلامُ

ص: 286

عَلَيْكَ يَا صَفْوَةَ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا خَاصَّةَ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا خَالِصَةَ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِينَ اللّهِ ، سَلامُ مُوَدِّعٍ لاَ قَالٍ وَلاَ سَئِمٍ ، فَإِنْ أَمْضِ فَلاَ عَنْ مَلاَلَةٍ ، وَإِنْ أُقِمْ فَلاَ عَنْ سُوءِ ظَنِّ بِمَا وَعَدَ اللّهُ الصَّابِرِينَ ، وَلاَ جَعَلَهُ اللّهُ يَا مَوْلاَيَ آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّي لِزِيَارَتِكَ وَرَزَقَنِي الْعَوْدَ إِلَى مَشْهَدِكَ ، وَالْمُقَامَ فِي حَرَمِكَ ، وَإِيَّاهُ أَسْأَلُ أَنْ يُسْعِدَنِي بِكَ وَبِالْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكَ ، وَيَجْعَلَنِي مَعَكُمْ فِي الدُّنْيَا وَالاْخِرَةِ .

ثمّ قم واخرج ولا تُولّ ظهرك ، وأكثر من قول : إِنَّا للّه ِِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ حتّى تغيب عن القبر ، فمن زار الحسين عليه السلام بهذه الزيارة كتب اللّه عزّوجلّ له بكلّ خطوة مئة ألف حسنة ومحا عنه مئة ألف سيئة ورفع له مئة ألف درجة وقضى له مئة ألف حاجة أسهلها أن يزحزحه عن النار وكان كمن استشهد

ص: 287

مع الحسين عليه السلام حتى يشركهم في درجاتهم.(1) .

2 سأل يونس بن ظبيان عن الصادق عليه السلام عن كيفية زيارة الحسين عليه السلام فقال :

إذا أتيت أبا عبداللّه عليه السلام فاغتسل على شاطئ الفرات والبس ثيابك الطاهرة ، ثمّ امش حافياً ، فانّك في حرم اللّه وحرم رسوله ، وعليك بالتكبير والتهليل والتمجيد والتعظيم للّه كثيراً ، والصلاة على محمّد وأهل بيته ، حتّى تصير إلى باب الحائر ، ثمّ تقول :

امام صادق عليه السلام به يونس بن ظبيان فرمود : در كنار فرات غسل كرده ، لباسهاى نظيف بپوش ، با تكبير و تهليل تا در

ص: 288


1- مصباح المتهجّد ، ص717 .

حرم بيا و بگو :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللّهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا مَلاَئِكَةَ اللّهِ وَزُوَّارَ قَبْرِ ابْنِ نَبِيِّ اللّهِ .

ثمّ اخطُ عشر خطوات فكبّر ، ثمّ قف فكبّر ثلاثين تكبيرة ، ثمّ امشِ حتّى تأتيه من قِبل وجهه واستقبل وجهك بوجهه وتجعل القبلة بين كتفيك ثمّ تقول :

ده قدم جلوتر رفته ، در طرف پيش روى مبارك پشت به قبله ايستاده بگو :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللّهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا قَتِيلَ اللّهِ وَابْنَ قَتِيلِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ثَارَ اللّهِ وَابْنَ ثَارِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وِتْرَ اللّهِ الْمَوْتُورَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، أَشْهَدُ أَنَّ دَمَكَ سَكَنَ فِي الْخُلْدِ، وَاقْشَعَرَّتْ لَهُ أَظِلَّةُ

ص: 289

الْعَرْشِ، وَبَكَى لَهُ جَمِيعُ الْخَلائِقِ، وَبَكَتْ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرَضُونَ السَّبْعُ وَمَا فِيهِنَّ وَمَا بَيْنَهُنَّ، وَمَنْ يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ وَالنَّارِ مِنْ خَلْقِ رَبِّنا، وَمَا يُرى وَمَا لاَ يُرى، أَشْهَدُ أَنَّكَ حُجَّةُ اللّهِ وَابْنُ حُجَّتِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَتِيلُ اللّهِ وَابْنُ قَتِيلِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ ثارُ اللّهِ وَابْنُ ثارِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ وِتْرُ اللّهِ الْمَوْتُورُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَنَصَحْتَ وَوَفَيْتَ وَأَوْفَيْتَ، وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ اللّهِ، وَمَضَيْتَ لِلَّذِي كُنْتَ عَلَيْهِ شَهِيداً وَمُسْتَشْهِداً وَشاهِداً وَمَشْهُوداً، أَنَا عَبْدُاللّهِ وَمَوْلاكَ وَفِي طاعَتِكَ وَالْوافِدُ إِلَيْكَ أَلْتَمِسُ كَمالَ الْمَنْزِلَةِ عِنْدَ اللّهِ، وَثَباتَ الْقَدَمِ فِي الْهِجْرَةِ إِلَيْكَ، وَالسَّبِيلَ الَّذِي لاَ يَخْتَلِجُ دُونَكَ مِنَ الدُّخُولِ فِي كِفالَتِكَ الَّتِي أُمِرْتَ بِها ، مَنْ أَرادَ اللّهَ بَدَأ

ص: 290

بِكُمْ، بِكُمْ يُبَيِّنُ اللّهُ الْكَذِبَ، وَبِكُمْ يُبَاعِدُ اللّهُ الزَّمَانَ الْكَلِبَ، وَبِكُمْ فَتَحَ اللّهُ، وَبِكُمْ يَخْتِمُ اللّهُ، وَبِكُمْ يَمْحُو مَا يَشاءُ وَيُثْبِتُ، وَبِكُمْ يَفُكُّ الذُّلَّ مِنْ رِقابِنا، وَبِكُمْ يُدْرِكُ اللّهُ تِرَةَ كُلِّ مُؤْمِنٍ يُطْلَبُ بِها، وَبِكُمْ تُنْبِتُ الْأَرْضُ أَشْجارَها، وَبِكُمْ تُخْرِجُ الْأَرْضُ ثِمارَها، وَبِكُمْ تُنْزِلُ السَّماءُ قَطْرَها وَرِزْقَها، وَبِكُمْ يَكْشِفُ اللّهُ الْكَرْبَ، وَبِكُمْ يُنَزِّلُ اللّهُ الْغَيْثَ، وَبِكُمْ تُسَبِّحُ الْأَرْضُ الَّتِي تَحْمِلُ أَبْدانَكُمْ وَتَسْتَقِلُّ جِبَالُها عَلَى مَراسِيها، إِرادَةُ الرَّبِّ فِي مَقادِيرِ أُمُورِهِ تَهْبِطُ إِلَيْكُمْ وَتَصْدُرُ مِنْ بُيُوتِكُمْ وَالصَّادِقُ عَمَّا فُصِّلَ مِنْ أَحْكامِ الْعِبادِ، لُعِنَتْ أُمَّةٌ قَتَلَتْكُمْ، وَأُمَّةٌ خالَفَتْكُمْ، وَأُمَّةٌ جَحَدَتْ وِلايَتَكُمْ، وَأُمَّةٌ ظَاهَرَتْ عَلَيْكُمْ، وَأُمَّةٌ شَهِدَتْ وَلَمْ تُسْتَشْهَدْ، الْحَمْدُ للّه ِِ الَّذِي جَعَلَ النَّارَ مَأْوَاهُمْ، وَبِئْسَ وِرْدُ الْوَارِدِينَ، وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ، وَالْحَمْدُ للّه ِِ رَبِّ الْعالَمِينَ.

ص: 291

وتقول ثلاثاً :

سپس بگو :

صَلَّى اللّهُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللّهِ ، صَلَّى اللّهُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللّهِ ، صَلَّى اللّهُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللّهِ ، أَنَا إِلَى اللّهِ مَمَّنْ خَالَفَكَ بَرِيءٌ ، أَنَا إِلَى اللّهِ مِمَّنْ خَالَفَكَ بِرِيءٌ ، أَنَا إِلَى اللّهِ مِمَّنْ خَالَفَكَ بَرِيءٌ .

ثمّ تقوم فتأتي ابنه عليّاً عليه السلام وهو عند رجله فتقول :

در كنار قبر على اكبر عليه السلام بگو :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ خَدِيجَةَ وَفاطِمَةَ، صَلَّى اللّهُ عَلَيْكَ، صَلَّى اللّهُ عَلَيْكَ، صَلَّى اللّهُ عَلَيْكَ، لَعَنَ اللّهُ مَنْ قَتَلَكَ لَعَنَ اللّهُ مَنْ قَتَلَكَ

ص: 292

ثم تقول ثلاثاً :

سپس سه مرتبه بگو :

أَنَا إِلَى اللّهِ مِنْهُمْ بَرِيءٌ .

ثمّ تقوم فتومئ بيدك إلى الشهداء وتقول :

و در زيارت ساير شهداء بگو :

السَّلامُ عَلَيْكُمْ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ، فُزْتُمْ وَاللّهِ، فُزْتُمْ وَاللّهِ، فُزْتُمْ وَاللّهِ، فَلَيْتَ أَنِّي مَعَكُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً .

ثمّ تدور فتجعل قبر أبي عبداللّه عليه السلام بين يديك إماماً فتصلّي ستّ ركعات وقد تمّت زيارتك ، وإن شئت فأقِم وإن شئت فأنصرف(1) .

سپس قبر امام حسين عليه السلام را در طرف قبله خود قرار داده 6 ركعت نماز زيارت بخوان .

3

ص: 293


1- تهذيب الأحكام : ج6 ، ص54 .

قال الصادق عليه السلام لجابر بن يزيد الجعفي :

إذا أتيت قبر الحسين عليه السلام وقلت هذه الكلمات ، فإنّ لك بكلّ كلمة منهنّ كفلاً من رحمة اللّه . قال جابر بن يزيد الجعفي : وما هنّ جعلت فداك ؟ قال : تقول :

امام صادق عليه السلام به جابر بن يزيد جعفى فرمود كه اگر در زيارت امام حسين عليه السلام اين كلمات را بگويد ، براى هر كلمه اى اندوخته اى از رحمت خداوند براى او خواهد بود :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ نُوحٍ

ص: 294

نَبِيِّ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ إِبْراهِيمَ خَلِيلِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُوسى كَلِيمِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عِيسَى رُوحِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عَلِيٍّ وَصِيِّ رَسُولِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ الْحَسَنِ الرَّضِيِّ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ فاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الشَّهِيدُ الصِّدِّيقُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْوَصِيُّ الْبارُّ التَّقِيُّ، السَّلامُ عَلَى الْأَرْواحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنائِكَ وَأَناخَتْ بِرَحْلِكَ، السَّلامُ عَلَى مَلائِكَةِ اللّهِ الْمُحْدِقِينَ بِكَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَعَبَدْتَ اللّهَ مُخْلِصاً حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكاتُهُ .

ثمّ تسعى ؛ فلك بكلّ قدم رفعتها أو وضعتها كثواب المتشحّط

ص: 295

بدمه في سبيل اللّه ، فإذا سلّمت على القبر فالتمسه بيدك وقل :

آنگاه قبر شريف را با دست خود لمس كرده بگو :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللّهِ فِي سَمَائِهِ وَأَرْضِهِ .

ثمّ تمضي إلى صلواتك ولك بكلّ ركعة ركعتها عنده كثواب من حجّ واعتمر ألف حجّة وعمرة وأعتق ألف رقبة ، وكأنّما وقف في سبيل اللّه ألف مرّة مع نبيّ مرسل(1) .

آنگاه به نماز بپرداز ، كه هر ركعت نماز در محضر امام حسين عليه السلام ، ثواب 1000 حج ، 1000 عمره ، 1000 آزادى برده و 1000 پيكار در راه خدا در محضر پيامبر دارد .

ص: 296


1- المزار الكبير ، ص436 .

4 روى الحسن بن عطيّة عن الصادق عليه السلام أنه قال : إذا دخلت الحير فقل :

امام صادق عليه السلام به حسن بن عطيه فرمود : چون وارد حائر حسينى شدى بگو :

اَللّهُمَّ إِنَّ هذَا مَقَامٌ أَكْرَمْتَنِي بِهِ وَشَرَّفْتَنِي بِهِ ، اَللّهُمَّ فَأَعْطِنِي فِيهِ رَغْبَتِي عَلَى حَقِيقَةِ إِيمَانِي بِكَ وَبِرُسُلِكَ ، سَلاَمٌ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ ، وَسَلاَمٌ عَلَى مَلاَئِكَتِهِ فِيمَا تَرُوحُ بِهِ الرَّائِحَاتُ الطَّاهِرَاتُ لَكَ وَعَلَيْكَ ، وَسَلاَمٌ عَلَى مَلاَئِكَةِ اللّهِ الْمُقَرَّبِينَ ، وَسَلاَمٌ عَلَى الْمُسَلِّمِينَ لَكَ بِقُلُوبِهِم ، النَّاطِقِينَ لَكَ بِفَضْلِكَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ صَادِقٌ صِدِّيقٌ ، صَدَقْتَ فِيمَا دَعَوْتَ إِلَيْهِ ، وَصَدَقْتَ فِيمَا أَتَيْتَ بِهِ ، وَأَنَّكَ ثَارُ اللّهِ فِي الْأَرْضِ مِنَ الدَّمِ الَّذِي

ص: 297

لاَ يُدْرَكُ ثَارُهُ مِنَ الْأَرْضِ إِلاَّ بِأَوْلِيَائِكَ . اَللّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيَّ مَشَاهِدَهُمْ ، وَشَهَادَتَهُمْ حَتَّى تُلْحِقَنِي بِهِمْ ، وَتَجْعَلَنِي لَهُمْ فَرَطاً وَتَابِعاً فِي الدُّنْيَا وَالاْخِرَةِ .

ثمّ تمشي قليلاً وتكبّر سبع تكبيرات ثمّ تَقِف بحيال القبر وتقول :

كمى جلوتر رفته ، 7 مرتبه تكبير گفته ، در مقابل قبر مطهر ايستاده بگو :

سُبْحَانَ الَّذِي سَبَّحَ لَهُ الْمُلْكُ وَالْمَلَكُوتُ ، وَقَدَّسَتْ بِأَسْمَائِهِ جَمِيعُ خَلْقِهِ ، وَسُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ رَبِّ الْمَلاَئِكَةِ وَالرُّوحِ ، اَللّهُمَّ اكْتُبْنِي فِي وَفْدِكَ إِلَى خَيْرِ بِقَاعِكَ وَخَيْرِ خَلْقِكَ ، اَللّهُمَّ الْعَنِ الْجِبْتَ وَالطَّاغُوتَ وَالْعَنْ أَشْيَاعَهُمْ وَأَتْبَاعَهُمْ ، اَللّهُمَّ أَشْهِدْنِي مَشَاهِدَ الْخَيْرِ كُلِّهَا مَعَ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ ،

ص: 298

اَللّهُمَّ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَاجْعَلْ لِي قَدَماً مَعَ الْبَاقِينَ الْوَارِثِينَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ .

ثمّ تكبّر خمس تكبيرات ثمّ تمشي قليلاً وتقول :

آنگاه پنج تكبير گفته ، كمى جلوتر رفته مى گويى :

اَللّهُمَّ إِنِّي بِكَ مُؤْمِنٌ ، وَبِوَعْدِكَ مُوقِنٌ ، اَللّهُمَّ اكْتُبْ لِي إِيْمَاناً وَثَبِّتْهُ فِي قَلْبِي ، اَللّهُمَّ اجْعَلْ مَا أَقُولُ بِلِسَانِي حَقِيقَتَهُ فِي قَلْبِي ، وَشَرِيعَتَهُ فِي عَمَلِي ، اَللّهُمَّ اجْعَلْنِي مِمَّنْ لَهُ مَعَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ قَدَماً ثَابِتاً ، وَأَثْبِتْنِي فِيمَنِ اسْتُشْهِدَ مَعَهُ .

ثمّ كبّر ثلاث تكبيرات وترفع يديك حتّى تضعهما معاً على القبر ثمّ تقول :

سه بار تكبير گفته ، دستها را بر قبر شريف نهاده بگو :

أَشْهَدُ أَنَّكَ طُهْرٌ طَاهِرٌ ، مِنْ طُهْرٍ طَاهِرٍ ، طَهُرْتَ وَطَهُرَتْ لَكَ الْبِلاَدُ ،

ص: 299

وَطَهُرَتْ أَرْضٌ أَنْتَ بِهَا ، وَطَهُرَ حَرَمُهَا ، أَشْهَدُ أَنَّكَ أَمَرْتَ بِالْقِسْطِ وَدَعَوْتَ إِلَيْهِ ، وَأَنَّكَ ثَارُ اللّهِ فِي أَرْضِهِ حَتَّى يَسْتَثِيرَ لَكَ مِنْ جَمِيعِ خَلْقِهِ .

ثمّ ضع خدّيك جميعاً على القبر ، ثمّ تجلس فتذكر اللّه بما شئت وتوجّه إلى اللّه فيما شئت أن تتوجّه ثمّ تعود فتضع يديك عند رجله ثمّ تقول :

سپس در پايين پا بگو :

صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَى رُوحِكَ وَعَلَى بَدَنِكَ ، صَدَقْتَ وَأَنْتَ الصَّادِقُ الْمُصَدَّقُ ، وَقَتَلَ اللّهُ مَنْ قَتَلَكَ بِالْأَيْدِي وَالْأَلْسُنِ .

ثمّ تقبل إلى عليّ ابنه عليهماالسلام فتقول ما أحببت ثمّ تقوم قائماً فتستقبل القبور قبور الشهداء فتقول :

ص: 300

حضرت على اكبر را زيارت كرده ، در مقابل قبور شهدا بگو :

السَّلام عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الشُّهَدَاءُ ، أَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ وَنَحْنُ لَكُمْ تَبَعٌ ، أَبْشِرُوا بِمَوْعِدِ اللّهِ الَّذِي لاَ خُلْفَ لَهُ، اللّهُ مُدْرِكٌ لَكُمْ وِتْرَكُمْ، وَمُدْرِكٌ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ عَدُوَّهُ ، أَنْتُمْ سَادَةُ الشُّهَدَاءِ فِي الدُّنْيَا وَالاْخِرَةِ .

ثمّ تجعل القبر بين يديك ثمّ تصلّي ما بدا لك ثمّ تقول :

قبر شريف را در طرف قبله خود قرار داده نماز مى خوانى سپس مى گويى :

جِئْتُ وَافِداً إِلَيْكَ ، وَأَتَوَسَّلُ إِلَى اللّهِ بِكَ فِي جَمِيعِ حَوَائِجِي مِنْ أَمْرِ دُنْيَايَ وَآخِرَتِي ، بِكَ يَتَوَسَّلُ الْمُتَوَسِّلُونَ إِلَى اللّهِ فِي حَوَائِجِهِمْ ، وَبِكَ يُدْرِكُ عِنْدَ اللّهِ أَهْلُ التِّرَاتِ طَلِبَتَهُمْ .

ص: 301

ثمّ تكبّر إحدى عشرة تكبيرة متتابعة ولا تعجل فيها ، ثمّ تمشي قليلاً فتقوم مستقبل القبلة فتقول :

11 بار تكبير گفته ، چند قدمى جلوتر رفته ، رو به قبله مى گويى :

اَلْحَمْدُ للّه ِِ الْوَاحِدِ الْمُتَوَحِّدِ فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا ، خَلَقَ الْخَلْقَ فَلَمْ يَغِبْ شَيْءٌ مِنْ أُمُورِهِمْ عَنْ عِلْمِهِ ، فَعَلِمَهُ بِقُدْرَتِهِ ، ضَمِنَتِ الْأَرْضُ وَمَنْ عَلَيْهَا دَمَكَ وَثَارَكَ يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ ، صَلَّى اللّهُ عَلَيْكَ ، أَشْهَدُ أَنَّ لَكَ مِنَ اللّهِ مَا وَعَدَكَ مِنَ النَّصْرِ وَالْفَتْحِ ، وَأَنَّ لَكَ مِنَ اللّهِ الْوَعْدَ الصَّادِقَ فِي هَلاَكِ أَعْدَائِكَ وَتَمَامِ مَوْعِدِ اللّهِ إِيَّاكَ ، أَشْهَدُ أَنَّ مَنْ تَبِعَكَ الصَّادِقُونَ الَّذِينَ قَالَ اللّهُ تَبَاَرَكَ وَتَعَالَى فِيهِمْ : « أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ » .

ص: 302

ثمّ كبّر سبع تكبيرات ثمّ تمشي قليلاً ثمّ تستقبل القبر وتقول :

7 مرتبه تكبير گفته ، كمى جلوتر رفته رو به قبر شريف مى گويى :

اَلْحَمْدُ للّه ِِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ ، وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً ، أَشْهَدُ أَنَّكَ دَعَوْتَ إِلَى اللّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ ، وَوَفَيْتَ للّه ِِ بِعَهْدِهِ ، وَقُمْتَ للّه ِِ بِكَلِمَاتِهِ ، وَجَاهَدْتَ فِي سَبِيلِ اللّهِ حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ ، لَعَنَ اللّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ ، وَلَعَنَ اللّهُ أُمَّةً خَذَلَتْكَ ، وَلَعَنَ اللّهُ أُمَّةً خَذَّلَتْ عَنْكَ ، اَللّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ بِالْوِلاَيَةِ لِمَنْ وَالَيْتَ وَوَالَتْهُ رُسُلُكَ ، وَأَشْهَدُ بِالْبَرَاءَةِ مِمَّنْ بَرِئْتَ مِنْهُ وَبَرِئَتْ مِنْهُ رُسُلُكَ ، اَللّهُمَّ الْعَنِ الَّذِينَ كَذَّبُوا رُسُلَكَ ، وَهَدَّمُوا كَعْبَتَكَ ، وَحَرَّفُوا كِتَابَكَ ، وَسَفَكُوا دِمَاءَ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ ، وَأَفْسَدُوا فِي بِلاَدِكَ ، وَاسْتَذَلُّوا عِبَادَكَ ، اَللّهُمَّ ضَاعِفْ لَهُمُ الْعَذَابَ فِيمَا جَرَى

ص: 303

مِنْ سُبُلِكَ وَبَرِّكَ وَبَحْرِكَ ، اَللّهُمَّ الْعَنْهُمْ فِي مُسْتَسِرِّ السَّرَائِرِ فِي سَمَائِكَ وَأَرْضِكَ . وكلّما دخلت الحير فسلّم وضع خدّك على القبر(1) .

5 روى يونس الكناسي عن الصادق عليه السلام أنه قال : إذا أتيت قبر الحسين عليه السلام فأت الفرات واغتسل بحيال قبره وتوجّه إليه وعليك السكينة والوقار ، حتّى تدخل إلى القبر من الجانب الشرقي ، وقل حين تدخله :

امام صادق عليه السلام به يونس كناسى فرمود : در فرات غسل كن ، با وقار داخل حرم شده ، به هنگام ورود از درب شرقى بگو :

السَّلامُ عَلَى مَلاَئِكَةِ اللّهِ الْمُقَرَّبِينَ ، السَّلامُ عَلَى مَلاَئِكَةِ اللّهِ الْمُنْزَلِينَ ،

ص: 304


1- بحار الأنوار : ج101 ، ص148 .

السَّلامُ عَلَى مَلاَئِكَةِ اللّهِ الْمُرْدَفِينَ ، السَّلامُ عَلَى مَلاَئِكَةِ اللّهِ الَّذِينَ هُمْ فِي هذَا الْحِيرِ بِإِذْنِ اللّهِ مُقِيمُونَ .

فإذا استقبلت قبر الحسين عليه السلام فقل :

چون به مقابل قبر امام حسين عليه السلام رسيدى بگو :

السَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَى أَمِينِ اللّهِ عَلَى رُسُلِهِ وَعَزَائِمِ أَمْرِهِ ، الْخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ ، وَالْفَاتِحِ لِمَا اسْتُقْبِلَ ، وَالْمُهَيْمِنِ عَلَى ذلِكَ كُلِّهِ ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ .

ثمّ تقول : السَّلامُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، عَبْدِكَ وَأَخِي رَسُولِكَ الَّذِي انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِكَ ، وَجَعَلْتَهُ هَادِياً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَالدَّلِيلِ عَلَى مَنْ بَعَثْتَ بِرِسَالاَتِكَ ، وَدَيَّانِ الدِّينِ بِعَدْلِكَ ، وَفَصْلِ قَضَائِكَ بَيْنَ خَلْقِكَ ، وَالْمُهَيْمِنِ عَلَى ذلِكَ كُلِّهِ ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ .

ص: 305

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَبْدِكَ وَابْنِ رَسُولِكَ ، الَّذِي انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِكَ ، َجَعَلْتَهُ هَادِياً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَالدَّلِيلِ عَلَى مَنْ بَعَثْتَ بِرِسَالاَتِكَ ، وَدَيَّانِ الدِّينِ بِعَدْلِكَ ، وَفَصْلِ قَضَائِكَ بَيْنَ خَلْقِكَ ، وَالْمُهَيْمِنِ عَلَى ذلِكَ كُلِّهِ ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ .

ثمّ تسلّم على الحسين وسائر الأئمّة عليهم السلام كما صلّيت وسلّمت على الحسن بن عليّ عليهماالسلام ، ثمّ تأتي قبر الحسين عليه السلام فتقول :

همانگونه كه به امام حسن عليه السلام سلام كردى به امام حسين و فرد فرد امامان سلام كرده ، بگو :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ ، صَلَّى اللّهُ

ص: 306

عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللّهِ ، رَحِمَكَ اللّهُ يَا أَبَا عَبْدِ اللّهِ ، رَحِمَكَ اللّهُ يَا أَبَا عَبْدِ اللّهِ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ اللّهِ مَا أَمَرَكَ بِهِ ، وَلَمْ تَخْشَ أَحَداً غَيْرَهُ ، وَجَاهَدْتَ فِي سَبِيلِهِ ، وَعَبَدْتَهُ مُخْلِصاً حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ ، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ كَلِمَةُ التَّقْوَى ، وَبَابُ الْهُدَى ، وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقَى ، وَالْحُجَّةُ عَلَى مَنْ يَبْقَى وَمَنْ تَحْتَ الثَّرَى . أَشْهَدُ أَنَّ ذلِكَ لَكُمْ سَابِقٌ فِيمَا مَضَى ، وَذلِكَ لَكُمْ فَاتِحٌ فِيمَا بَقِيَ ، أَشْهَدُ أَنَّ أَرْوَاحَكُمْ وَطِينَتَكُمْ طَيِّبَةٌ طَابَتْ وَطَهُرَتْ ، هِيَ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ ، مَنّاً مِنَ اللّهِ وَمِنْ رَحْمَتِهِ ، فَأُشْهِدُ اللّهَ وَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ ، وَلَكُمْ تَابِعٌ فِي ذَاتِ نَفْسِي وَشَرَائِعِ دِينِي ، وَخَاتِمَةِ عَمَلِي ، وَمُنْقَلَبِي وَمَثْوَايَ ، فَأَسْأَلُ اللّهَ الْبَرَّ الرَّحِيمَ أَنْ يُتِمَّ لِي ذلِكَ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكُمْ قَدْ بَلَّغْتُمْ عَنِ اللّهِ مَا أَمَرَكُمْ

ص: 307

بِهِ ، لَمْ تَخْشَوْا أَحَدَاً غَيْرَهُ ، وَجَاهَدْتُمْ فِي سَبِيلِهِ وَعَبَدْتُمُوهُ حَتَّى أَتَاكُمُ الْيَقِينُ ، فَلَعَنَ اللّهُ مَنْ قَتَلَكُمْ ، وَلَعَنَ اللّهُ مَنْ أَمَرَ بِهِ ، وَلَعَنَ اللّهُ مَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضِيَ بِهِ ، أَشْهَدُ أَنَّ الَّذِينَ انْتَهَكُوا حُرْمَتَكَ وَسَفَكُوا دَمَكَ مَلْعُونُونَ عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ .

ثمّ تقول : اَللّهُمَّ الْعَنِ الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَكَ ، وَخَالَفُوا مِلَّتَكَ ، وَرَغِبُوا عَنْ أَمْرِكَ ، وَاتَّهَمُوا رَسُولَكَ ، وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِكَ ، اَللّهُمَّ احْشُ قُبُورَهُمْ نَاراً ، وَأَجْوَافَهُمْ نَاراً ، وَاحْشُرْهُمْ وَأَتْبَاعَهُمْ إِلَى جَهَنَّمَ زُرْقاً ، اَللّهُمَّ الْعَنْهُمْ لَعْناً يَلْعَنُهُمْ بِهِ كُلُّ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ ، وَكُلُّ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ ، وَكُلُّ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ امْتَحَنْتَ قَلْبَهُ لِلاْءِيْمَانِ ، اَللّهُمَّ الْعَنْهُمْ فِي مُسْتَسِرِّ السِّرِّ وَظَاهِرِ الْعَلاَنِيَةِ ، اَللّهُمَّ الْعَنْ جَوَابِيتَ هذِهِ الْأُمَّةِ وَالْعَنْ طَوَاغِيتَهَا ، وَالْعَنْ فَرَاعِنَتَهَا ، وَالْعَنْ قَتَلَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَالْعَنْ قَتَلَةَ الْحُسَيْنِ ، وَعَذِّبْهُمْ عَذَاباً لاَ تُعَذِّبُ بِهِ أَحَداً مِنَ

ص: 308

الْعَالَمِينَ . اَللّهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ تَنْصُرُهُ وَتَنْتَصِرُ بِهِ ، وَتَمُنُّ عَلَيْهِ بِنَصْرِكَ لِدِينِكَ فِي الدُّنْيَا وَالاْخِرَةِ .

ثمّ اجلس عند رأسه صلوات اللّه عليه فقل :

آنگاه در طرف بالاى سر بنشين و بگو :

صَلَّى اللّهُ عَلَيْكَ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ عَبْدُ اللّهِ وَأَمِينُهُ ، بَلَّغْتَ نَاصِحاً ، وَأَدَّيْتَ أَمِيناً ، وَقُتِلْتَ صِدِّيقاً ، وَمَضَيْتَ عَلَى يَقِينٍ ، لَمْ تُؤْثِرْ عَمىً عَلَى هُدىً ، وَلَمْ تَمِلْ مِنْ حَقٍّ إِلَى بَاطِلٍ . أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاَةَ ، وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَاتَّبَعْتَ الرَّسُولَ ، وَتَلَوْتَ الْكِتَابَ حَقَّ تِلاَوَتِهِ ، وَدَعَوْتَ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ، صَلَّى اللّهُ عَلَيْكَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً . أَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ ، قَدْ بَلَّغْتَ مَا أُمِرْتَ بِهِ ، وَقُمْتَ بِحَقِّهِ ، وَصَدَّقْتَ مَنْ قَبْلَكَ غَيْرَ وَاهِنٍ وَلاَ مُوهِنٍ ، صَلَّى اللّهُ عَلَيْكَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً ، فَجَزَاكَ اللّهُ مِنْ

ص: 309

صِدِّيقٍ خَيْراً عَنْ رَعِيَّتِكَ . أَشْهَدُ أَنَّ الْجِهَادَ مَعَكَ جِهَادٌ ، وَأَنَّ الْحَقَّ مَعَكَ وَإِلَيْكَ ، وَأَنْتَ أَهْلُهُ وَمَعْدِنُهُ ، وَمِيرَاثُ النُّبُوَّةِ عِنْدَكَ وَعِنْدَ أَهْلِ بَيْتِكَ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً . أَشْهَدُ أَنَّكَ صِدِّيقُ عِنْدَ اللّهِ ، وَحُجَّتُهُ عَلَى خَلِقِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ دَعْوَتَكَ حَقُّ ، وَكُلَّ دَاعٍ مَنْصُوبٍ غَيْرَكَ فَهُوَ بَاطِلٌ مَدْحُوضٌ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ اللّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ .

ثمّ تحوّل عند رجليه وتخيّر من الدعاء وتدعو لنفسك ، ثمّ تحوّل عند رأس عليّ بن الحسين عليهماالسلام وتقول :

در طرف بالاى سر حضرت على اكبر عليه السلام بگو :

ص: 310

سَلاَمُ اللّهِ وَسَلاَمُ مَلاَئِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ، وَأَنْبِيَائِهِ الْمُرْسَلِينَ عَلَيْكَ يَا مَوْلاَيَ وَابْنَ مَوْلاَيَ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، صَلَّى اللّهُ عَلَيْكَ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِكَ وَعِتْرَةِ آبَائِكَ الْأَخْيَارِ الْأَبْرَارِ ، الَّذِينَ أَذْهَبَ اللّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً .

ثمّ تأتي قبور الشهداء وتسلّم عليهم وتقول :

در زيارت ساير شهدا بگو :

السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الرَّبَّانِيُّونَ ، أَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ وَسَلَفٌ ، وَنَحْنُ لَكُمْ أَتْبَاعٌ وَأَنْصَارٌ ، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَنْصَارُ اللّهِ كَمَا قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي كِتَابِهِ : « وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ » فَمَا وَهَنْتُمْ ، وَمَا ضَعُفْتُمْ ، وَمَا اسْتَكَنْتُمْ ، حَتَّى لَقِيتُمُ اللّهَ عَلَى سَبِيلِ الْحَقِّ ، وَنُصْرَةِ كَلِمَةِ اللّهِ التَّامَّةِ ، صَلَّى اللّهُ عَلَى

ص: 311

أَرْوَاحِكُمْ وَأَبْدَانِكُمْ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً ، أَبْشِرُوا بِمَوْعِدِ اللّهِ الَّذِي لاَ خُلْفَ لَهُ ، إِنَّهُ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ . اَللّه ُ مُدْرِكٌ لَكُمْ ثَارَ مَا وَعَدَكُمْ ، أَنْتُمْ سَادَةُ الشُّهَدَاءِ فِي الدُّنْيَا وَالاْخِرَةِ ، أَنْتُمُ السَّابِقُونَ وَالْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ ، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ قَدْ جَاهَدْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ، وَقُتِلْتُمْ عَلَى مِنْهَاجِ رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً ، اَلْحَمْدُ للّه ِِ الَّذِي صَدَقَكُمْ وَعْدَهُ وَأَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ .

ث-مّ تق-ول :

آنگاه خطاب به امام حسين عليه السلام بگو :

أَتَيْتُكَ يَا حَبِيبَ رَسُولِ اللّهِ وَابْنَ رَسُولِهِ ، وَإِنِّي لَكَ عَارِفٌ ، وَبِحَقِّكَ مُقِرٌّ ، وَبِفَضْلِكَ مُسْتَبْصِرٌ ، وَبِضَلاَلَةِ مَنْ خَالَفَكَ مُوقِنٌ ، عَارِفٌ بِالْهُدَى الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ . بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي وَنَفْسِي ، اَللّهُمَّ إِنِّي أُصَلِّي عَلَيْهِ كَمَا صَلَّيْتَ أَنْتَ

ص: 312

عَلَيْهِ وَرَسُولُكَ وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، صَلاَةً مُتَتَابِعَةً مُتَوَاصِلَةً مُتَرَادِفَةً ، يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضاً ، لاَ انْقِطَاعَ لَهَا وَلاَ أَمَدَ وَلاَ أَبَدَ وَلاَ أَجَلَ فِي مَحْضَرِنَا ، وَإِذَا غِبْنَا وَشَهِدْنَا ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ(1) .

6 روى الكفعمي عن الصادق عليه السلام انه قال : إذا وصلت إلى الفرات فاغتسل والبس أنظف ثوب تقدر عليه، ثمّ صر إلى القبر حافياً وعليك السكينة والوقار ، وقف بالباب ، وكبّر أربعاً وثلاثين تكبيرة وقل :

از امام صادق عليه السلام روايت شده كه فرمود : در فرات غسل كرده ، با وقار حركت كرده ، در آستانه حرم ايستاده ، 34 مرتبه تكبير گفته ، بگو :

ص: 313


1- الكافي : ج4 ، ص572 .

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ آدَمَ فِطْرَةِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ نُوحٍ صَفْوَةِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُوسَى كَلِيمِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عِيسَى رُوحِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ الرَّضِيِّ الزَّكِيِّ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْبَرُّ التَّقِيُّ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ الشَّهِيدُ ، السَّلامُ عَلَى مَلاَئِكَةِ اللّهِ الْمُقَرَّبِينَ الَّذِينَ هُمْ بِكَ مُحْدِقُونَ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ أَقَمْتَ الصَّلاَةَ وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَعَبَدْتَ اللّهَ حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ .

ص: 314

ثمّ التزم القبر وقل :

خود را به قبر برسان و بگو :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللّهِ فِي أَرْضِهِ وَسَمَائِهِ .

ثمّ انكبَّ على القبر وقل :

خود را بر روى قبر انداخته بگو :

اَللّهُمَّ رَبَّ الْحُسَيْنِ ، اِشْفِ صَدْرَ الْحُسَيْنِ وَاطْلُبْ بِثَارِهِ ، اَللّهُمَّ انْتَقِمْ مِمَّنْ قَتَلَهُ وَأَعَانَ عَلَيْهِ .

ثمّ ارفع رأسك ويديك إلى السماء وقل :

دستها را به سوى آسمان بلند كرده بگو :

سَلامُ اللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَأَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِهِ وَجَمِيعِ خَلْقِهِ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَعَلَيْكَ يَا مَوْلاَيَ الشَّهِيدَ الْمَظْلُومَ ، لَعَنَ اللّهُ قَاتِلَكَ وَخَاذِلَكَ ، بَرِئْتُ إِلَى اللّهِ عَزَّوجَلَّ مِنْهُمْ وَمِنْ فِعَالِهِمْ ، وَمِمَّنْ شَايَعَ وَرَضِيَ بِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّهُمْ كُفَّارٌ مُشْرِكُونَ ، وَاللّهُ

ص: 315

وَرَسُولُهُ بُرَآءٌ مِنْهُمْ(1) .

7 روى عمّار بن موسى الساباطي عن الصادق عليه السلام انه قال : تقول إذا اتيت إلى قبره عليه السلام :

عمار ساباطى گويد : امام صادق عليه السلام فرمود : چون به قبر شريف

ص: 316


1- الدعاء والزيارة ، ص649 .

رسيدى بگو :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدَ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ . يَا مَنْ رِضَاهُ مِنْ رِضَى الرَّحْمنِ ، وَسَخَطُهُ مِنْ سَخَطِ الرَّحْمنِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِينَ اللّهِ ، وَحُجَّةَ اللّهِ ، وَبَابَ اللّهِ ، وَالدَّلِيلَ عَلَى اللّهِ ، وَالدَّاعِيَ إِلَى اللّهِ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ حَلَّلْتَ حَلاَلَ اللّهِ ، وَحَرَّمْتَ حَرَامَ اللّهِ ، وَأَقَمْتَ الصَّلاَةَ ، وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَدَعَوْتَ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ وَمَنْ قُتِلَ مَعَكَ شُهَدَاءُ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّكَ تُرْزَقُونَ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ قَاتِلَكَ فِي

ص: 317

النَّارِ ، أَدِينُ اللّهَ بِالْبَرَاءَةِ مِمَّنْ قَتَلَكَ ، وَمِمَّنْ قَاتَلَكَ ، وَشَايَعَ عَلَيْكَ ، وَمِمَّنْ جَمَعَ عَلَيْكَ ، وَمِمَّنْ سَمِعَ صَوْتَكَ وَلَمْ يُعِنْكَ ، يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَكُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً(1) .

8 قال أبو الحسن صاحب العسكر ، الإمام الهادي عليه السلام :

تقول عند رأس الحسين عليه السلام :

امام هادى عليه السلام فرمود : در طرف بالاى سر امام حسين عليه السلام بگو :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبا عَبْدِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللّهِ فِي أَرْضِهِ وَشَاهِدَهُ عَلَى خَلْقِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ عَلِيٍّ

ص: 318


1- كامل الزيارات ، ص212 .

الْمُرْتَضى، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ اللّهِ حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ، فَصَلَّى اللّهُ عَلَيْكَ حَيّاً وَمَيِّتاً .

ثمّ ضع خدّك الأيمن على القبر وقل :

صورت راست خود را بر قبر نهاده بگو :

أَشْهَدُ أَنَّكَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ، جِئْتُ مُقِرّاً بِالذُّنُوبِ لِتَشْفَعَ لِي عِنْدَ رَبِّكَ يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ .

ثمّ اذكر الأئمّة عليهم السلام بأسمائهم واحداً واحداً وقل :

ائمّه هدى عليهم السلام را فرد فرد نام برده بگو :

أَشْهَدُ أَنَّكُمْ حُجَجُ اللّهِ .

ثمّ قل :

سپس بگو :

اُكْتُبْ لِي عِنْدَكَ مِيثاقاً وَعَهْداً إِنِّي أَتَيْتُكَ مُجَدِّداً الْمِيثاقَ فَاشْهَدْ لِي عِنْدَ

ص: 319

رَبِّكَ إِنَّكَ أَنْتَ الشَّاهِدُ(1) .

9 عن الصادق عليه السلام انه قال : إذا أتيت القبر بدأت فأثنيت على اللّه عزّوجلّ ، وصلّيت على النبي صلى الله عليه و آله وإجتهدت في ذلك إن شاء اللّه ثمّ تقول :

چون به قبر شريف رسيدى ، بعد از ثناى خداوند ، و درود فراوان

ص: 320


1- الكافي : ج4 ، ص577 .

بر پيامبر اكرم بگو :

سَلاَمُ اللّهِ وَسَلاَمُ مَلاَئِكَتِهِ فِيمَا تَرُوحُ وَتَغْدُو وَالزَّاكِيَاتُ الطَّاهِرَاتُ لَكَ ، وَعَلَيْكَ سَلاَمُ الْمَلاَئِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ ، وَالْمُسَلِّمِينَ لَكَ بِقُلُوبِهِمْ ، وَالنَّاطِقِينَ بِفَضْلِكَ ، وَالشُّهَدَاءِ عَلَى أَنَّكَ صَادِقٌ وَصِدِّيقٌ ، صَدَقْتَ وَنَصَحْتَ فِيمَا أَتَيْتَ بِهِ، وَأَنَّكَ ثَارُ اللّهِ فِي الْأَرْضِ، وَالدَّمُ الَّذِي لاَ يُدْرِكُ تِرَتَهُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ، وَلاَ يُدْرِكُهُ إِلاَّ اللّهُ وَحْدَهُ ، جِئْتُكَ يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ وَافِداً إِلَيْكَ ، أَتَوَسَّلُ إِلَى اللّهِ بِكَ فِي جَمِيعِ حَوَائِجِي، مِنْ أَمْرِ آخِرَتِي وَدُنْيَايَ، وَبِكَ يَتَوَسَّلُ الْمُتَوَسِّلُونَ إِلَى اللّهِ فِي حَوَائِجِهِمْ ، وَبِكَ يُدْرِكُ أَهْلُ التِّرَاتِ مِنْ عِبَادِ اللّهِ طَلِبَتَهُمْ .

ثمّ امشِ قليلاً ثمّ قم مستقبل القبر فقل :

كمى جلوتر رفته ، رو به قبر شريف بگو :

ص: 321

اَلْحَمْدُ للّه ِِ الْوَاحِدِ الْمُتَوَحِّدِ بِالْأُمُورِ كُلِّهَا خَالِقِ الْخَلْقِ فَلَمْ يَعْزُبْ عَنْهُ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِهِمْ ، وَعَالِمِ كُلِّ شَيْءٍ بِغَيْرِ تَعْلِيمٍ ، ضَمَّنَ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا دَمَكَ وَثَارَكَ يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ ، أَشْهَدُ أَنَّ لَكَ مِنَ اللّهِ مَا وَعَدَكَ مِنَ [ النَّصْرِ ] وَالْفَتْحِ ، وَأَنَّ لَكَ مِنَ اللّهِ الْوَعْدَ الْحَقَّ فِي هَلاَكِ عَدُوِّكَ وَتَمَامِ مَوْعِدِهِ إِيَّاكَ ، أَشْهَدُ أَنَّهُ قَاتَلَ مَعَكَ رَبِّيُّونَ كَثِيرٌ كَمَا قَالَ اللّهُ : « وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ » .

ثمّ كبّر سبع تكبيرات ثمّ امش قليلاً واستقبل القبر ثمّ قل :

7 تكبير گفته ، رو به قبر شريف بگو :

اَلْحَمْدُ للّه ِِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَلاَ وَلَداً ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ ، وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ اللّهِ مَا

ص: 322

أُمِرْتَ بِهِ ، وَوَفَيْتَ بِعَهْدِ اللّهِ ، وَتَمَّتْ بِكَ كَلِمَاتُهُ ، وَجَاهَدْتَ فِي سَبِيلِهِ حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ ، وَلَعَنَ اللّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ ، وَلَعَنَ اللّهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ ، وَلَعَنَ اللّهُ أُمَّةً خَذَّلَتْ عَنْكَ . اَللّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ بِالْوِلاَيَةِ لِمَنْ وَالَيْتَ وَوَالَتْ رُسُلُكَ ، وَأَشْهَدُ بِالْبَرَاءَةِ مِمَّنْ تَبَرَّأْتَ مِنْهُ وَبَرِئَتْ مِنْهُ رُسُلُكَ . اَللّهُمَّ الْعَنِ الَّذِينَ كَذَّبُوا رَسُولَكَ ، وَهَدَّمُوا كَعْبَتَكَ ، وَحَرَّفُوا كِتَابَكَ، وَسَفَكُوا دَمَ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ ، وَأَفْسَدُوا عِبَادَكَ وَاسْتَذَلُّوهُمْ . اَللّهُمَّ ضَاعِفْ لَهُمُ اللَّعْنَةَ فِيمَا جَرَتْ بِهِ سُنَّتُكَ فِي بَرِّكَ وَبَحْرِكَ ، اَللّهُمَّ الْعَنْهُمْ فِي سَمَائِكَ وَأَرْضِكَ ، اَللّهُمَّ وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي أَوْلِيَائِكَ ، وَحَبِّبْ إِلَيَّ مَشَاهِدَهُمْ حَتَّى تُلْحِقَنِي بِهِمْ ، [ وَتَجْعَلَهُمْ لِي فَرَطاً ] ، وَتَجْعَلَنِي لَهُمْ تَبَعاً فِي الدُّنْيَا وَالاْخِرَةِ .

ص: 323

ثمّ إمشِ قليلاً فكبّر سبعاً وهلّل سبعاً واحمد اللّهِ سبعاً وسبّح اللّه سبعاً وأجبه (أي قل : لبّيك) سبعاً تقول :

كمى جلوتر رفته ، بعداز 7 مرتبه تكبير ، تهليل ، حمد ، تسبيح و لبيك ، بگو :

لَبَّيْكَ دَاعِيَ اللّهِ اِنْ كَانَ لَمْ يُجِبْكَ بَدَنِي فَقَدْ أَجَابَكَ قَلْبِي وَشَعْرِي وَبَشَرِي وَرَأْيِي وَهَوَايَ عَلَى التَّسْلِيمِ لِخَلَفِ النَّبِيِّ الْمُرْسَلِ وَالسِّبْطِ الْمُنْتَجَبِ وَالدَّلِيلِ الْعَالِمِ وَالْأَمِينِ الْمُسْتَخْزَنِ وَالْوَصِيِّ الْبَلِيغِ وَالْمَظْلُومِ الْمُهْتَضَمِ ، جِئْتُ انْقِطَاعاً إِلَيْكَ وَإِلَى وَلَدِكَ وَوَلَدِ وَلَدِكَ الْخَلَفِ مِنْ بَعْدِكَ عَلَى بَرَكَةِ الْحَقِّ ، فَقَلْبِي لَكَ مُسَلِّمٌ ، وَأَمْرِي لَكَ مُتَّبِعٌ ، وَنُصْرَتِي لَكَ مُعَدَّةٌ ، حَتَّى يَحْكُمَ اللّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ، وَيَبْعَثُكُمْ ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لاَ مَعَ

ص: 324

عَدُوِّكُمْ ، إِنِّي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ بِرَجْعَتِكُمْ لاَ أُنْكِرُ للّه ِِ قُدْرَةً ، وَلاَ أُكَذِّبُ لَهُ

ص: 325

مَشِيَّةً ، وَلاَ أَزْعُمُ أَنَّ مَا شَاءَ لاَ يَكُونُ .

ثمّ إمشِ حتّى تنتهي إلى القبر فقل وأنت قائم :

به نزديك قبر شريف رفته ، در حال ايستاده بگو :

سُبْحَانَ اللّهِ ، يُسَبِّحُ للّه ِِ الْمُلْكُ وَالْمَلَكُوتُ ، وَيُقَدِّسُ بِأَسْمَائِهِ جَمِيعُ خَلْقِهِ ، سُبْحَانَ اللّهِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ ، رَبِّ الْمَلاَئِكَةِ وَالرُّوحِ ، اَللّهُمَّ اجْعَلْنِي فِي وَفْدِكَ إِلَى خَيْرِ بِقَاعِكَ وَخَيْرِ خَلْقِكَ ، اَللّهُمَّ الْعَنِ الْجِبْتَ وَالطَّاغُوتَ .

ثمّ إرفع يديك حتّى تضعهما ممدّدتين على القبر ثمّ تقول :

دستهاى خود را بر قبر شريف نهاده بگو :

أَشْهَدُ أَنَّكَ طُهْرٌ طَاهِرٌ مِنْ طُهْرٍ طَاهِرٍ ، قَدْ طَهُرَتْ بِكَ الْبِلاَدُ ، وَطَهُرَتْ أَرْضٌ أَنْتَ فِيهَا، وَأَنَّكَ ثَارُاللّهِ فِيالْأَرْضِ حَتَّى يَسْتَثِيرَ لَكَ مِنْ جَمِيعِ خَلْقِهِ .

ثمّ ضع يديك وخدّيك جميعاً على القبر ثمّ اجلس عند رأسه فاذكر اللّه

ص: 326

بما أحببت ، وتوجّه إليه واسأل اللّه حوائجك ، ثمّ ضع يديك وخدّيك عند رجليه وقل :

پس از دعاى فراوان ، به طرف پايين پا آمده بگو :

صَلَّى اللّهُ عَلَى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ ، فَلَقَدْ صَبَرْتَ وَأَنْتَ الصَّادِقُ الْمُصَدَّقُ ، قَتَلَ اللّهُ مَنْ قَتَلَكَ بِالْأَيْدِي وَالْأَلْسُنِ .

ثمّ قم إلى قبر ولده فتثني عليهم بما أحببت وتسأل ربّك حوائجك وما بدا لك ثمّ تستقبل قبور الشهداء قائماً فتقول :

سپس حضرت على اكبر عليه السلام را زيارت كرده ، در زيارت ساير شهدا بگ-و :

ص: 327

السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الرَّبَّانِيُّونَ ، أَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ وَنَحْنُ لَكُمْ تَبَعٌ وَأَنْصَارٌ ، أَبْشِرُوا بِمَوْعِدِ اللّهِ الَّذِي لاَ خُلْفَ لَهُ ، وَأَنَّ اللّهَ مُدْرِكٌ بِكُمْ ثَارَكُمْ ، وأَنْتُمْ سَادَةُ الشُّهَدَاءِ فِي الدُّنْيَا وَالاْخِرَةِ .

ثمّ إجعل القبر بين يديك وصلّ ما بدا لك ، وكلّما دخلت الحير فسلّم ثمّ امش حتّى تضع يديك وخدّيك جميعاً على القبر ، فإذا أردت أن تخرج فاصنع مثل ذلك، ولا تقصّر عنده من الصلوات ما أقمت، فإذا انصرفت من عنده فودّعه وقل:

پس از نماز فراوان در حائر حسينى ، به هنگام خروج بگو :

سَلاَمُ اللّهِ وَسَلاَمُ مَلاَئِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ ، وَأَنْبِيَائِهِ الْمُرْسَلِينَ ، وَعِبَادِهِ الصَّالِحِينَ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ ، وَعَلَى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ

ص: 328

وَذُرِّيَّتِكَ(1) .

10 قال السيد إبن طاووس : تقف على باب قبّته الشريفة وتقول :

سيد ابن طاووس فرموده : در آستانه درب حرم شريف ايستاده بگو :

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاعْطِني في هذَا المَقامِ رَغْبَتِي عَلى حَقِيقَةِ إِيماني بِكَ وَبِرَسُولِكَ وَبِوُلاَةِ أَمْرِكَ ، الحَرَمُ حَرَمُ اللّهِ وَحَرَمُ رَسُولِهِ وَحَرَمُكَ ، يا مَولاَيَ أتَأذَنُ لِي بِالدُّخُولِ إِلى حَرَمِكَ ، فَإنْ لَمْ أَكُنْ لِذلِكَ أَهْلاً فَأَنْتَ لِذلِكَ أَهْلٌ ، عَنْ إِذْنِكَ يَا مَولايَ أَدْخُلُ حَرَمَ اللّهِ وَحَرَمَكَ .

ص: 329


1- بحار الأنوار : ج101 ، ص168 .

ثمّ تدخل وتجعل الضريح بين يديك ، وتستقبله بوجهك وتقول :

داخل حرم شده در مقابل ضريح مقدس ايستاده بگو :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ نُوحٍ نَبِيِّاللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ إِبْراهِيمَ خَلِيلِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُوسى كَلِيمِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عَيسى رُوحِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ لِيِّ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ الْحَسَنِ الشَّهِيدِ سِبْطِ رَسُولِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الْبَشِيرِ النَّذِيرِ وَابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمِينَ .

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبا عَبْدِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا خِيَرَةَ اللّهِ وَابْنَ خِيَرَتِهِ،

ص: 330

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ثارَ اللّهِ وَابْنَ ثارِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْوِتْرُ الْمَوْتُورُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الاْءِمامُ الْهادِي الزَّكِيُّ وَعَلَى الأَرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ، وَأَقامَتْ فِي جِوارِكَ، وَوَفَدَتْ مَعَ زُوَّارِكَ، السَّلامُ عَلَيْكَ مِنِّي مَا بَقِيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ، فَلَقَدْ عَظُمَتْ بِكَ الرَّزِيَّةُ، وَجَلَّ الْمُصابُ فِي الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ وَفِي أَهْلِ السَّمَاواتِ أَجْمَعِينَ وَفِي سُكَّانِ الْأَرَضِينَ فَإِنَّا للّه ِِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ، وَصَلَواتُ اللّهِ وَبَرَكاتُهُ وَتَحِيَّاتُهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آبائِكَ الطَّاهِرِينَ الطَّيِّبِينَ الْمُنْتَجَبِينَ وَعَلَى ذَرارِيهِمُ الْهُداةِ الْمَهْدِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَوْلايَ وَعَلَيْهِمْ، وَعَلَى رُوحِكَ وَعَلَى أَرْواحِهِمْ، وَعَلَى تُرْبَتِكَ وَعَلَى تُرْبَتِهِمْ . اللّهُمَّ لَقِّهِمْ رَحْمَةً وَرِضْواناً وَرَوْحاً وَرَيْحاناً .

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَوْلايَ يَا أَبا عَبْدِ اللّهِ، يَابْنَ خاتَمِ النَّبِيِّينَ، وَيَابْنَ سَيِّدِ

ص: 331

الْوَصِيِّينَ، وَيَابْنَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا شَهِيدُ، يَابْنَ الشَّهِيدِ، يَا أَخَا الشَّهِيدِ، يَا أَبَا الشُّهَداءِ . اللّهُمَّ بَلِّغْهُ عَنِّي في هذِهِ السَّاعَةِ، وَفِي هذَا الْيَوْمِ ، وَفِي هذَا الْوَقْتِ وَفِي كُلِّ وَقْتٍ تَحِيَّةً كَثِيرَةً وَسَلاماً، سَلامُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكاتُهُ يَابْنَ سَيِّدِ الْعالَمِينَ وَعَلَى الْمُسْتَشْهَدِينَ مَعَكَ سَلاماً مُتَّصِلاً مَا اتَّصَلَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ .

السَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الشَّهِيدِ، السَّلامُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الشَّهِيدِ، السَّلامُ عَلَى الْعَبَّاسِ بْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الشَّهِيدِ، السَّلامُ عَلَى الشُّهَداءِ مِنْ وُلْدِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَى الشُّهَداءِ مِنْ وُلْدِ الْحَسَنِ، السَّلامُ عَلَى الشُّهَداءِ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلَى الشُّهَداءِ مِنْ وُلْدِ جَعْفَرٍ وَعَقِيلٍ، السَّلامُ عَلَى كُلِّ مُسْتَشْهَدٍ مَعَهُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ .

اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَبَلِّغْهُمْ عَنَّي تَحِيَّةً كَثِيرَةً

ص: 332

وَسَلاماً .

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَحْسَنَ اللّهُ لَكَ الْعَزاءَ فِي وَلَدِكَ الْحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يَا فاطِمَةُ أَحْسَنَ اللّهُ لَكِ الْعَزاءَ فِي وَلَدِكِ الْحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَحْسَنَ اللّهُ لَكَ الْعَزاءَ فِي وَلَدِكَ الْحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ أَحْسَنَ اللّهُ لَكَ الْعَزاءَ فِي أَخِيكَ الْحُسَيْنِ، يَا مَوْلايَ يَا أَبا عَبْدِ اللّهِ، أَنَا ضَيْفُ اللّهِ وَضَيْفُكَ وَجارُ اللّهِ وَجارُكَ، وَ لِكُلِّ ضَيْفٍ وَجارٍ قِرىً وَقِرايَ فِي هذَا الْوَقْتِ أَنْ تَسْأَلَ اللّهَ سُبْحانَهُ وَتَعَالى أَنْ يَرْزُقَنِي فَكَاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ إِنَّهُ سَمِيعُ الدُّعاءِ قَرِيبٌ مُجِيبٌ .

ثمّ قبّل الضريح وانتقل إلى عند الرأس وقف عنده وقل :

ضريح را ببوس و به سوى بالاى سر رفته بگو :

ص: 333

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا صَرِيعَ العَبْرَةِ السَّاكِبَةِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا قَرِينَ المُصِيبَةِ الرَّاتِبَةِ ، بِاللّهِ أُقْسِمُ لَقَد طَيَّبَ اللّهُ بِكَ التُّرَابَ ، وَأَعْظَمَ بِكَ المُصَابَ ، وَأَوْضَحَ بِكَ الكِتَابَ ، وَجَعَلَكَ وَجَدَّكَ وَأبَاكَ (وَأُمَّكَ وَأَخَاكَ وَأَبْنَاءَكَ) عِبْرَةً لِأُولي الأَلْبَابِ .

أَشْهَدُ أَنَّكَ تَسْمَعُ الخِطَابَ، وَتَرُدُّ الجَوابَ، فَصَلّى_'feاللّهُ عَلَيْكَ يَابنَ المَيَامِينِ الطِّيابِ ، وَهَا أنَا ذا نَحْوَكَ قَدْ أَتَيْتُ ، وَإِلى فِنَائِكَ اِلْتَجَأْتُ ، أَرْجُو بِذلِكَ الْقُرْبَةَ إِلَيْكَ ، وَإِلى جَدِّكَ وَأَبِيكَ ، فَصَلّى اللّهُ عَلَيْكَ يَا إمَامِي وَابْنَ إِمَامِي، كَأنِّي بِكَ يَا مَولايَ فِي عَرَصَاتِ كَرْبَلاءَ تُنَادي فَلا تُجَابُ، وَتَسْتَغِيثُ فَلا تُغَاثُ ، وَتَسْتَجِيرُ فَلا تُجَارُ ، يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَكَ فَأَفُوزَ فَوَزاً عَظِيماً .

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى رُوحِهِ وَجَسَدِهِ ، وَبَلِّغْهُ عَنِّي تَحِيَّةً وَسَلاماً ،

ص: 334

وَرَحْمَةً وَبَرَكَةً وَرِضْواناً ، وَخَيراً دائِماً وَغُفْرَاناً ، إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ قَرِيبٌ مُجِيبٌ .

ثمّ انكبَّ على القبر فقبِّله وقل :

خود را روى قبر انداخته ، آنرا ببوس و بگو :

بِأَبِي أَ نْتَ وَأُمِّي (يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ) ، يَا أَبا عَبْدِ اللّهِ ، لَقَدْ عَظُمَتِ الْمُصِيبَةُ ، وَجَلَّتِ الرَّزِيَّةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلَى جَمِيعِ أَهْلِ السَّماوَاتِ وَالْأَرْضِ ، فَلَعَنَ اللّهُ أُمَّةً أَسْرَجَتْ وَأَلْجَمَتْ وَتَهَيَّأَتْ لِقِتَالِكَ ، يَا مَولايَ يَا أبَا عَبْدِ اللّهِ قَصَدْتُ حَرَمَكَ ، وَأَتَيْتُ مَشْهَدَكَ ، أَسْأَلُ اللّهَ بِالشَّأنِ الَّذِي لَكَ عِنْدَهُ ، وَبِالْمَحَلِّ الَّذِي لَكَ لَدَيْهِ ، أَنْ يُصَلِّي عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ يَجْعَلَنِي مَعَكُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ(1) .

ص: 335


1- في نسخة المجلسي زيادة : ثم صلِّ ركعتين عند الرأس تقرأ فيهما ما أحببت وادع اللّه تعالى بما أردت ، ثم إمض وسلّم على علي بن الحسين ، وعلى الشهداء ، وعلى أصحاب الحسين عليه السلام بما ذكرناه أولاً . [ بحار الأنوار : 101/222 ] .

ثمّ ارفع رأسكَ وصلِّ عليه بهذه الصلاة صلّى اللّه عليه :

آنگاه سر خود را بلند كرده ، اينگونه صلوات بفرست :

اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَصَلِّ عَلَى الْحُسَيْنِ الْمَظْلُومِ الشَّهِيدِ ، قَتِيلِ الْعَبَرَاتِ، وَأَسِيرِ الْكُرُبَاتِ، صَلاةً نَامِيَةً زَاكِيَةً مُبارَكَةً ، يَصْعَدُ أَوَّلُها ، وَلاَ يَنْفَدُ آخِرُها ، أَفْضَلَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَوْلادِ الْأَنْبِياءِ وَالْمُرْسَلِينَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ .

اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى الاْءِمامِ الشَّهِيدِ الْمَقْتُولِ ، الْمَظْلُومِ الْمَخْذُولِ، وَالسَّيِّدِ الْقائِدِ، وَالْعابِدِ الزَّاهِدِ ، وَالْوَصِيِّ الْخَلِيفَةِ ، الاْءِمامِ الصِّدِّيقِ ، الطُّهْرِ الطَّاهِرِ ، الطَّيِّبِ الْمُبَارَكِ، وَالرَّضِيِّ الْمَرْضِيِّ، وَالتَّقِيِّ الْهادِي الْمَهْدِيِّ ، سِبْطِ الرَّسُولِ ، وَثَمرَةِ عَيْنِ الْبَتُولِ، صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ .

اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِي وَمَوْلايَ كَما عَمِلَ بِطاعَتِكَ، وَنَهَى عَنْ مَعْصِيَتِكَ،

ص: 336

وَبالَغَ فِي رِضْوانِكَ، وَأَقْبَلَ عَلَى إِيمانِكَ غَيْرَ قابِلٍ فِيكَ عُذْراً ، سِرَّاً وَعَلانِيَةً ، يَدْعُو الْعِبادَ إِلَيْكَ، وَيَدُلُّهُمْ عَلَيْكَ، وَقامَ بَيْنَ يَدَيْكَ يَهْدِمُ الْجَوْرَ بِالصَّوابِ، وَيُحْيِي السُّنَّةَ بِالْكِتابِ، فَعاشَ فِي رِضْوانِكَ مَكْدُوداً، وَمَضى عَلَى طاعَتِكَ وَفِي أَوْ لِيائِكَ مَكْدُوحاً، وَقَضى إِلَيْكَ مَفْقُوداً، لَمْ يَعْصِكَ فِي لَيْلٍ وَلاَ نَهارٍ، بَلْ جاهَدَ فِيكَ الْمُنافِقِينَ وَالْكُفَّارَ .

اللّهُمَّ فَاجْزِهِ خَيْرَ جَزاءِ الصَّادِقِينَ الْأَبْرارِ، وَضاعِفْ عَلَيْهِمُ الْعَذابَ وَلِقاتِلِيهِ الْعِقابَ، فَقَدْ قاتَلَ كَرِيماً، وَقُتِلَ مَظْلُوماً، وَمَضى مَرْحُوماً، يَقُولُ :

ص: 337

أَنَا ابْنُ رَسُولِ اللّهِ مُحَمَّدٍ وَابْنُ مَنْ زَكّى وَعَبَدَ، فَقَتَلُوهُ بِالْعَمْدِ الْمُعْتَمَدِ، قَتَلُوهُ عَلَى الاْءِيمَانِ، وَأَطَاعُوا فِي قَتْلِهِ الشَّيْطَانَ، وَلَمْ يُراقِبُوا فِيهِ الرَّحْمَانَ .

اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى سَيِّدِي وَمَوْلايَ صَلاةً تَرْفَعُ بِهَا ذِكْرَهُ، وَتُظْهِرُ بِهَا أَمْرَهُ، وَتُعَجِّلُ بِهَا نَصْرَهُ، وَاخْصُصْهُ بِأَفْضَلِ قِسَمِ الْفَضائِلِ يَوْمَ الْقِيامَةِ، وَزِدْهُ شَرَفاً فِي أَعْلَى عِلِّيِّينَ، وَبَلِّغْهُ أَعْلَى شَرَفِ الْمُكَرَّمِينَ، وَارْفَعْهُ مِنْ شَرَفِ رَحْمَتِكَ فِي شَرَفِ الْمُقَرَّبِينَ فِي الرَّفِيعِ الْأَعْلَى، وَبَلِّغْهُ الْوَسِيلَةَ، وَالْمَنْزِلَةَ الْجَلِيلَةَ، وَالْفَضْلَ وَالْفَضِيلَةَ، وَالْكَرامَةَ الْجَزِيلَةَ .

اللّهُمَّ فَاجْزِهِ عَنَّا أَفْضَلَ مَا جازَيْتَ إِماماً عَنْ رَعِيَّتِهِ وَصَلِّ عَلَى سَيِّدِي وَمَوْلايَ كُلَّما ذُكِرَ وَكُلَّما لَمْ يُذْكَرْ .

يَا سَيِّدِي وَمَوْلايَ أَدْخِلْنِي فِي حِزْبِكَ وَزُمْرَتِكَ، وَ اسْتَوْهِبْنِي مِنْ

ص: 338

رَبِّكَ وَرَبِّي فَإِنَّ لَكَ عِنْدَ اللّهِ جاهاً وَقَدْراً وَمَنْزِلَةً رَفِيعَةً، إِنْ سَأَلْتَ أُعْطِيتَ، وَ إِنْ شَفَعْتَ شُفِّعْتَ، اللّهَ اللّهَ فِي عَبْدِكَ وَمَوْلاكَ لاَ تُخَلِّنِي عِنْدَ الشَّدَائِدِ وَالْأَهْوَالِ لِسُوءِ عَمَلِي، وَقَبِيحِ فِعْلِي، وَعَظِيمِ جُرْمِي، فَإِنَّكَ أَمَلِي وَرَجَائِي وَثِقَتِي وَمُعْتَمَدِي وَوَسِيلَتِي إِلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكَ لَمْ يَتَوَسَّلِ الْمُتَوَسِّلُونَ إِلَى اللّهِ بِوَسِيلَةٍ هِيَ أَعْظَمُ حَقّاً، وَلاَ أَوْجَبُ حُرْمَةً، وَلاَ أَجَلُّ قَدْراً عِنْدَهُ مِنْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ لاَ خَلَّفَنِيَ اللّهُ عَنْكُمْ بِذُنوُبِي، وَجَمَعَنِي وَ إِيَّاكُمْ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ الَّتِي أَعَدَّها لَكُمْ وَلِأَوْ لِيائِكُمْ إِنَّهُ خَيْرُ الْغافِرِينَ وَأَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ .

اللّهُمَّ أَبْلِغْ سَيِّدِي وَمَوْلايَ تَحِيَّةً كَثِيرَةً وَسَلاماً وَارْدُدْ عَلَيْنا مِنْهُ السَّلامَ إِنَّكَ جَوادٌ كَرِيمٌ، وَصَلِّ عَلَيْهِ كُلَّما ذُكِرَ السَّلامُ وَكُلَّما لَمْ يُذْكَرْ يَا

ص: 339

رَبَّ الْعالَمِينَ.

ثمّ صَلِّ ركعتين للزيارة، وادع بعدهما بما قدمناه عقيب صَلاة زيارته الاُولى(1).

آنگاه دو ركعت نماز زيارت به جاى آور .

11 قال الصادق عليه السلام : من أتى قبر الحسين عليه السلام كتب اللّه له حجّة وعمرة .

سأل الراوي : فما أقول إذا أتيته ؟ قال : تقول :

امام صادق عليه السلام فرمود : زيارت قبر امام حسين عليه السلام معادل حج و عمره است ، راوى پرسيد : چگونه زيارت كنم ؟ فرمود : بگو :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَوْمَ وُلِدْتَ وَيَوْمَ تَمُوتُ وَيَوْمَ تُبْعَثُ حَيّاً ، أَشْهَدُ أَنَّكَ حَيٌّ

ص: 340


1- مصباح الزائر ، ص245 .

شَهِيدٌ تُرْزَقُ عِنْدَ رَبِّكَ ، وَأَتَوَالَى وَلِيَّكَ ، وَأَبْرَأُ مِنْ عَدُوِّكَ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ الَّذِينَ قَاتَلُوكَ وَانْتَهَكُوا حَرَمَكَ مَلْعُونُونَ عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاَةَ ، وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَجَاهَدْتَ فِي سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ، أَسْأَلُ اللّهَ وَلِيَّكَ وَوَلِيَّنَا أَنْ يَجْعَلَ تُحْفَتَنَا مِنْ زِيَارَتِكَ الصَّلاَةَ عَلَى نَبِيِّنَا ، وَالْمَغْفِرَةَ لِذُنُوبِنَا ، اِشْفَعْ لِي يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ عِنْدَ رَبِّكَ(1) .

ص: 341


1- كامل الزيارات ، ص220 .

12 قال معاوية بن عمار للصادق عليه السلام : ماذا أقول إذا أتيت قبر الحسين عليه السلام ؟ قال : قل :

امام صادق عليه السلام به معاوية بن عمار تعليم كرد كه در زيارت امام حسين عليه السلام بگويد :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللّهِ ، صَلَّى اللّهُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللّهِ ، رَحِمَكَ اللّهُ يَا أَبَا عَبْدِ اللّهِ ، لَعَنَ اللّهُ مَنْ قَتَلَكَ ، وَلَعَنَ اللّهُ مَنْ أُشْرِكَ فِي دَمِكَ ، وَلَعَنَ اللّهُ مَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضِيَ بِهِ ، أَنَا إِلَى اللّهِ مِنْ ذلِكَ بَرِيءٌ(1) .

13

ص: 342


1- بحار الأنوار : ج101 ، ص163 .

روى عامر بن جذاعة عن الصادق عليه السلام أنه قال : إذا أتيت الحسين عليه السلامفقل :

به عامر بن جذاعة نيز تعليم فرمود كه بگويد :

اَلْحَمْدُ للّه ِِ وَصَلَّى اللّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَركَاتُهُ ، صَلَّى اللّهُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللّهِ ، لَعَنَ اللّهُ مَنْ قَتَلَكَ وَمَنْ شَارَكَ فِي دَمِكَ ، وَمَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضِيَ بِهِ ، أَنَا إِلَى اللّهِ مِنْهُمْ بَرِيءٌ(1) .

14 قال أبو الصباح للصادق عليه السلام : كيف السلام على الحسين بن علي عليهماالسلام ؟ قال :

ص: 343


1- كامل الزيارات ، ص211 .

به ابوالصباح تعليم فرمود كه به امام حسين عليه السلام اين گونه سلام كن:

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ ، لَعَنَ اللّهُ مَنْ قَتَلَكَ ، وَلَعَنَ اللّهُ مَنْ أَعَانَ عَلَيْكَ ، وَمَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضِيَ بِهِ ، أَنَا إِلَى اللّهِ مِنْهُمْ بَرِيٌ(1) .

15 روى أبو همام عن الصادق عليه السلام انه قال : إذا أتيت قبر الحسين عليه السلامفقل :

به ابوهمام فرمود : چون به قبر امام حسين عليه السلام رسيدى بگو :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللّهِ ، لَعَنَ اللّهُ مَنْ قَتَلَكَ ، وَمَنِ اشْتَرَكَ

ص: 344


1- الدعاء والزيارة ، ص619 .

فِي دَمِكَ ، وَمَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضِيَ بِهِ ، وَأَنَا إِلَى اللّهِ مِنْهُمْ بَرِيٌ(1) .

16 سأل يونس بن ظبيان عن الصادق عليه السلام عن زيارة الحسين عليه السلام في حال التقيّة ، قال : إذا أتيت الفرات فإغتسل ، ثمّ البس ثوبيك الطاهرين وقم بإزاء الحسين عليه السلاموقل : « صَلَّى اللّهُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللّهِ » . فقد تمّت زيارتك(2) .

به يونس بن ظبيان فرمود : در حال تقيه اگر در فرات غسل كرده ، جامه تميز پوشيده در مقابل قبر شريف ايستاده بگويى :

ص: 345


1- بحار الانوار : ج101 ، ص172 .
2- تهذيب الأحكام : ج6 ، ص115 .

« صَلَّى اللّهُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللّهِ » كفايت مى كند .

17 روى إبراهيم بن أبي البلاد أن الرضا عليه السلام قال له : أيّ شيء تقول في زيارة الحسين عليه السلام إذا أتيت ؟ فقال : أقول :

امام رضا عليه السلام فرمود : چون به قبر شريف رسيدى چه مى گويى ؟ گفت مى گويم :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبا عَبْدِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَدَعَوْتَ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ الَّذِينَ سَفَكُوا دَمَكَ وَاسْتَحَلُّوا حُرْمَتَكَ مَلْعُونُونَ مُعَذَّبُونَ عَلَى لِسانِ داوُدَ

ص: 346

وَعِيسَى بْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ .

قال : نعم هو هكذا(1). / فرمود : آرى ، همين طور است.

18 روى الشيخ المفيد زيارة أخرى غير مقيّدة بوقت من الأوقات ؛ فإذا وردت إن شاء اللّه أرض كربلاء ، فأنزل منها بشاطئ العلقمي ، ثمّ إخلع ثياب سفرك واغتسل منه غسل الزيارة مندوباً ، وقل وأنت تغتسل :

در زيارت مطلقه ديگر به نقل شيخ مفيد در كنار علقمه غسل

ص: 347


1- بحار الانوار : ج101 ، ص165 .

زيارت كرده ، در حال غسل بگو :

بِسْمِ اللّهِ وَبِاللّهِ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَطَهِّرْ قَلْبِي ، وَزَكِّ عَمَلِي ، وَنَوِّرْ بَصَرِي ، وَاجْعَلْ غُسْلِي هذَا طَهُوراً وَحِرْزاً وَشِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَسُقْمٍ وَآفَةٍ وَعَاهَةٍ ، وَمِنْ شَرِّ مَا أُحَاذِرُ ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ . اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْسِلْنِي مِنَ الذُّنُوبِ كُلِّهَا وَالاْثَامِ وَالْخَطَايَا ، وَطَهِّرْ جِسْمِي وَقَلْبِي مِنْ كُلِّ آفَةٍ تَمْحَقُ بِهَا دِينِي ، وَاجْعَلْ عَمَلِي خَالِصاً لِوَجْهِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْهُ لِي شَاهِداً يَوْمَ حَاجَتِي وَفَقْرِي وَفَاقَتِي إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ . واقرأ « إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ

ص: 348

فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ» .

فإذا فرغت من الغسل فالبس ما طهر من ثيابك ثمّ توجّه إلى المشهد - على ساكنه السلام - وعليك السكينة والوقار وأنت متحفٍّ خاضع ذليل تكبّر اللّه وتحمده وتسبّحه وتستغفره وتُكثر من الصلاة على نبيّه محمّد وآله الطاهرين ، فإذا انتهيت إلى بابه فقف عليه وكبّر أربعاً ثمّ قل :

لباس تميز پوشيده با تواضع ، تكبير و تسبيح و استغفار گفته ، مشرف مى شوى ، چون به درب حرم رسيدى 4 مرتبه اللّه أكبر گفته ، بگو :

اَللّهُمَّ إِنَّ هذَا مَقَامٌ أَكْرَمْتَنِي بِهِ وَشَرَّفْتَنِي ، اَللّهُمَّ فَأَعْطِنِي فِيهِ رَغْبَتِي عَلَى حَقِيقَةِ إِيْمَانِي بِكَ وَبِرَسُولِكَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ .

ثمّ أَدخل رجلك اليمنى قبل اليسرى وقل :

با پاى راست وارد شده بگو :

ص: 349

بِسْمِ اللّهِ وَبِاللّهِ ، وَفِي سَبِيلِ اللّهِ ، وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، اَللّهُمَّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبَارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ .

ثمّ امش حتى تدخل الصحن فإذا دخلته فكبّر اربعاً وتوجّه إلى القبلة وارفع يديك وقل :

وارد صحن شده ، چهار مرتبه اللّه أكبر گفته ، رو به قبله ، دستها را به سوى آسمان بلند كرده بگو :

اَللّهُمَّ إِنِّي إِلَيْكَ تَوَجَّهْتُ ، وَإِلَيْكَ خَرَجْتُ ، وَإِلَيْكَ وَفَدْتُ ، وَلِخَيْرِكَ تَعَرَّضْتُ ، وَبِزِيَارَةِ حَبِيبِ حَبِيبِكَ إِلَيْكَ تَقَرَّبْتُ ، اَللّهُمَّ فَلاَ تَمْنَعْنِي خَيْرَ مَا عِنْدَكَ لِشَرِّ مَا عِنْدِي ، اَللّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي ، وَكَفِّرْ عَنِّي سَيِّئَاتِي ، وَحُطَّ عَنِّي خَطِيئَاتِي ، وَاقْبَلْ حَسَنَاتِي .

ثمّ اقرأ الْحَمْد ، والمعوّذتين وقُلْ هُوَ اللّه أَحَدٌ وإِنَّا أنْزَلناهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ وآية

ص: 350

الكرسيّ وآخر سورة الحشر ، ثمّ صلّ ركعتين تحيّة المشهد فإذا فرغت منهما وسبّحت فقل :

سوره هاى حمد ، فلق ، ناس ، توحيد ، قدر ، آيه الكرسى و آخر سوره حشر را بخوان ، دو ركعت تحيت حرم بخوان ، تسبيح فاطمه زهرا گفته ، بگو :

اَلْحَمْدُ للّه ِِ الوَاحِدِ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا ، خَالِقِ الْخَلْقِ لَمْ يَعْزُبْ عَنْهُ شَيءٌ مِنْ أُمُورِهِمْ ، عَالِمُ كُلِّ شَيءٍ بِغَيْرِ تَعْلِيمٍ ، وَصَلَوَاتُ اللّهِ وصَلَوَاتُ مَلاَئِكَتِهِ وَأَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ وَجَمِيعِ خَلْقِهِ عَلَى مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَى وَأَهْلِ بَيْتِهِ ، اَلْحَمْدُ للّه ِِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ ، اَلْحَمْدُ للّه ِِ الَّذِي أَنْعَمَ عَلَيَّ وَعَرَّفَنِي فَضْلَ أَهْلِ بَيْتِهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ . اَللّهُمَّ اَنْتَ خَيْرُ مَنْ وَفَدَ

ص: 351

إِلَيْهِ الرِّجَالُ ، وَشُدَّتْ إِلَيْهِ الرِّحَالُ ، وَأَنْتَ يَا سَيِّدِي أَكْرَمُ مَأْتِيٍّ وَأَكْرَمُ مَزُورٍ ، وَقَدْ جَعَلْتَ لِكُلِّ آتٍ تُحْفَةً ، فَاجْعَلْ تُحْفَتِي بِزِيَارَةِ قَبْرِ وَلِيّكَ وَابْنِ نَبِيّكَ ، وَحُجَّتِكَ عَلَى خَلْقِكَ ، فَكَاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ . اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَتَقَبَّلْ عَمَلِي ، وَاشْكُرْ سَعْيِي ، وَارْحَمْ مَسِيرِي مِنْ أَهْلِي بِغَيْرِ مَنٍّ اَللّهُمَّ مِنِّي عَلَيْكَ ، بَلْ لَكَ الْمَنُّ عَلَيَّ إِذْ جَعَلْتَ لِيَ السَّبِيلَ إِلَى زِيَارَةِ وَلِيِّكَ ، وَعَرَّفْتَنِي فَضْلَهُ ، وَحَفِظْتَنِي حَتَّى بَلَّغْتَنِي . اَللّهُمَّ وَقَدْ أَتَيْتُكَ وَأَمَّلْتُكَ فَلاَ تُخَيِّبْ أَمَلِي ، وَلاَ تَقْطَعْ رَجَائِي ، وَاجْعَلْ مَسِيرِي هذَا كَفَّارَةً لِمَا قَبْلَهُ مِنْ ذُنُوبِي ، وَرِضْوَاناً تُضَاعِفُ بِهِ حَسَنَاتِي ، وَسَبَباً لِنَجَاحِ طَلِبَاتِي ، وَطَرِيقاً لِقَضَاءِ حَوَائِجِي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ . اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْ سَعْيي مَشْكُوراً ، وَذَنْبِي مَغْفُوراً ، وَعَمَلِي مَقْبُولاً ،

ص: 352

وَدُعَائِي مُسْتَجَاباً ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . اَللّهُمَّ إِنِّي أَرَدْتُكَ فَأَرِدْنِي ، وَأَقْبَلْتُ بِوَجْهِي إِلَيْكَ فَلاَ تُعْرِضْ عَنِّي ، وَقَصَدْتُكَ فَتَقَبَّلْ مِنِّي ، وَإِنْ كُنْتَ لِي مَاقِتاً فَارْضَ عَنِّي ، وَارْحَمْ تَضَرُّعِي إِلَيْكَ ، وَلاَ تُخَيِّبْنِي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

ثمّ امش حتّى تعاين الجدث ، فإذا عاينته فكبّر أربعاً واستقبل وجهه بوجهك واجعل القبلة بين كتفيك وقل :

آنگاه در پيش روى مبارك پشت به قبله ايستاده ، چهار مرتبه تكبير گفته بگو :

اَللّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ ، وَمِنْكَ السَّلامُ ، وَإِلَيْكَ السَّلامُ ، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ . السَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللّهِ ، أَمِينِ اللّهِ عَلَى وَحْيِهِ وَعَزَائِمِ أَمْرِهِ ،

ص: 353

الْخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ ، وَالْفَاتِحِ لِمَا اسْتُقْبِلَ ، وَالْمُهَيْمِنِ عَلَى ذلِكَ كُلِّهِ وَرَحْمَةُ اللّهِ

ص: 354

وَبَرَكَاتُهُ . السَّلامُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَبدِ اللّهِ وَأَخِي رَسُولِهِ ، الصِّدِّيقِ الأَكْبَرِ وَالْفَارُوقِ الأَعْظَمِ ، سَيِّدِ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامِ الْمُتَّقِينَ ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ ، السَّلامُ عَلَى الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنَ الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ . السَّلامُ عَلَى أَئِمَّةِ الْهُدَى الرَّاشِدِينَ . السَّلامُ عَلَى الطَّاهِرَةِ الصِّدِّيقَةِ فَاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ . السَّلامُ عَلَى مَلاَئِكَةِ اللّهِ الْمُنْزَلِينَ ، السَّلامُ عَلَى مَلاَئِكَةِ اللّهِ الْمُرْدَفِينَ ، السَّلامُ عَلَى مَلاَئِكَةِ اللّهِ الْمُسَوِّمِينَ ، السَّلامُ عَلَى مَلاَئِكَةِ اللّهِ الزَّوَّارِينَ ، السَّلامُ عَلَى مَلاَئِكَةِ اللّهِ الَّذِينَ هُمْ فِي هذَا الْمَشْهَدِ بِإِذْنِ اللّهِ مُقِيمُونَ .

ثمّ امش حتى تقف عليه فإذا وقفت فاستقبله بوجهك المرسوم لك عند

ص: 355

المعاينة وقل :

آنگاه رو به قبر و پشت به قبله بگو :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ إِبْراهِيمَ خَلِيلِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُوسى كَلِيمِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عِيسَى رُوحِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ وَصِيِّ رَسُولِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ الْحَسَنِ الرَّضِيِّ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الشَّهِيدُ الصِّدِّيقُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْوَصِيُّ الْبَرُّ التَّقِيُّ، السَّلامُ عَلَى الْأَرْواحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنائِكَ وَأَناخَتْ بِرَحْلِكَ، السَّلامُ عَلَى مَلائِكَةِ اللّهِ الْمُحْدِقِينَ بِكَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ

ص: 356

الْمُنْكَرِ، وَتَلَوْتَ الْكِتَابَ حَقَّ تِلاَوَتِهِ ، وَجَاهَدْتَ فِي اللّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ، وَصَبَرْتَ عَلَى

ص: 357

الْأَذَى فِي جَنْبِهِ ، وَعَبَدْتَهُ مُخْلِصاً حَتَّى اَتَاكَ الْيَقِينُ ، لَعَنَ اللّهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ ، وَأُمَّةً قَاتَلَتْكَ ، وَأُمَّةً قَتَلَتْكَ ، وَأُمَّةً أَعَانَتْ عَلَيْكَ ، وَأُمَّةً خَذَلَتْكَ ، وَأُمَّةً دَعَتْكَ فَلَمْ تُجِبْكَ ، وَأُمَّةً بَلَغَهَا ذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ ، وَأَلْحَقَهُمُ اللّهُ بِدَرَكِ الْجَحِيمِ . اَللّهُمَّ الْعَنِ الَّذِينَ كَذَّبُوا رُسُلَكَ ، وَهَدَّمُوا كَعْبَتَكَ ، وَاسْتَحَلُّوا حَرَمَكَ ، وَأَلْحَدُوا فِي الْبَيْتِ الْحَرَامِ ، وَحَرَّفُوا كِتَابَكَ ، وَسَفَكُوا دِمَاءَ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ ، وَأَظْهَرُوا الْفَسَادَ فِي أَرْضِكَ ، وَاسْتَذَلُّوا عِبَادَكَ الْمُؤْمِنِينَ . اَللّهُمَّ ضَاعِفْ عَلَيْهِمُ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ، وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي أَوْلِيَائِكَ الْمُصْطَفَيْنَ ، وَحَبِّبْ إِلَيَّ مَشَاهِدَهُمْ ، وَأَلْحِقْنِي بِهِمْ ، وَاجْعَلْنِي مَعَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالاْخِرَةِ ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

ثمّ ضع يدك اليسرى على القبر وأشر بيدك اليمنى وقل :

ص: 358

دست چپ بر قبر شريف نهاده ، با دست راست اشاره كرده بگو :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ ، إِنْ لَمْ يَكُنْ أَدْرَكْتُ نُصْرَتَكَ بِيَدِي فَهَا أَنَا ذَا وَافِدٌ إِلَيْكَ بِنَصْرِي ، قَدْ أَجَابَكَ سَمْعِي وَبَصَرِي وَبَدَنِي وَرَأْيِي وَهَوَايَ عَلَى التَّسْلِيمِ لَكَ ، وَلِلْخَلَفِ الْبَاقِي مِنْ بَعْدِكَ ، وَالأَدِلاَّءِ عَلَى اللّهِ مِنْ وُلْدِكَ ، فَنُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ حَتَّى يَحْكُمَ اللّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ .

ثمّ ارفع يديك إلى السماء وقل :

دستها به سوى آسمان برافراشته بگو :

اَللّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ أَنَّ هذَا الْقَبْرَ قَبْرُ حَبِيبِكَ وَصَفْوَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ ، الْفَائِزِ بِكَرَامَتِكَ ، أَكْرَمْتَهُ بِالشَّهَادَةِ ، وَأَعْطَيْتَهُ مَوَارِيثَ الأَنْبِيَاءِ ، وَجَعَلْتَهُ حُجَّةً لَكَ عَلَى خَلْقِكَ ، فَأَعْذَرَ فِي الدَّعْوَةِ ، وَبَذَلَ مُهْجَتَهُ فِيكَ لِيَسْتَنْقِذَ عِبَادَكَ مِنَ

ص: 359

الضَّلاَلَةِ وَالْجَهَالَةِ وَالْعَمَى وَالشَّكِّ وَالإرْتِيَابِ إِلَى بَابِ الْهُدَى وَالرَّشَادِ ، وَأَنْتَ يَا سَيِّدِي بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلى تَرَى وَلاَ تُرَى ، وَقَدْ تَوَازَرَ عَلَيْهِ فِي طَاعَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ مَنْ غَرَّتْهُ الدُّنْيَا ، وَبَاعَ آخِرَتَهُ بِالثَّمَنِ الْأَوْكَسِ ، وَأَسْخَطَكَ وَأَسْخَطَ رَسُولَكَ عَلَيْهِ السَّلامُ ، وَأَطَاعَ مِنْ عِبَادِكَ أَهْلَ الشِّقَاقِ وَالنِّفَاقِ وَحَمَلَةَ الأَوْزَارِ ، الْمُسْتَوْجِبِينَ النَّارَ . اَللّهُمَّ الْعَنْهُمْ لَعْناً وَبِيلاً ، وَعَذِّبْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً .

ثمّ حطّ يدك اليسرى وأشر باليمنى منهما إلى القبر وقل :

دست چپ را پايين آورده ، با دست راست به قبر شريف اشاره كرده بگو :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ الْأَنْبِيَاءِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَصِيَّ الْأَوْصِيَاءِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى آلِكَ وَذُرِّيَّتِكَ الَّذِينَ حَبَاهُمُ اللّهُ بِالْحُجَجِ

ص: 360

الْبَالِغَةِ وَالنُّورِ وَالصِّراطِ الْمُسْتَقِيمِ ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي مَا أَجَلَّ مُصِيبَتَكَ وَأَعْظَمَهَا عِنْدَ اللّهِ ، وَمَا أَجَلَّ مُصِيبَتَكَ وأَعْظَمَهَا عِنْدَ رَسُولِ اللّهِ ، وَمَا أَجَلَّ مُصِيبَتَكَ وَأَعْظَمَهَا عِنْدَ الْمَلإِ الْأَعْلَى ، وَمَا أَجَلَّ مُصِيبَتَكَ وَأَعْظَمَهَا عِنْدَ شِيعَتِكَ خَاصَّةً ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ نُوراً فِي الظُّلُمَاتِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ أَمِينُ اللّهِ وَحُجَّتُهُ ، وَخَازِنُ عِلْمِهِ ، وَوَصِيُّ نَبِيِّهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَنَصَحْتَ ، وَصَبَرْتَ عَلَى الْأَذَى فِي جَنْبِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ قُتِلْتَ وَحُرِمْتَ وَغُصِبْتَ وَظُلِمْتَ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ جُحِدْتَ وَاهْتُضِمْتَ وَصَبَرْتَ فِي ذَاتِ اللّهِ ، وَأَنَّكَ قَدْ كُذِّبْتَ وَدُفِعْتَ عَنْ حَقِّكَ ، وَأُسِيءَ إِلَيْكَ وَاحْتَمَلْتَ ، وَأَشْهَدُ أنَّكَ الإِمَامُ الرَّاشِدُ الْهَادِي ، هَدَيْتَ وَقُمْتَ بِالْحَقِّ ، وَعَمِلْتَ بِهِ ،

ص: 361

وَأَشْهَدُ أَنَّ

ص: 362

طَاعَتَكَ مُفْتَرَضَةٌ ، وَقَوْلُكَ الصِّدْقُ ، وَدَعْوَتُكَ الْحَقُّ ، وَأَنَّكَ دَعَوْتَ إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ فَلَمْ تُجَبْ ، وأَمَرْتَ بِطَاعَةِ اللّهِ فَلَمْ تُطَعْ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ دَعَائِمِ الدِّينِ وَعَمُودِهِ، وَرُكْنِ الْأَرْضِ وَعِمَادِهَا، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ وَالْأَئِمَّةَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ كَلِمَةُ التَّقْوَى ، وَبَابُ الْهُدَى ، وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقَى ، وَالْحُجَّةُ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا ، وَأُشْهِدُ اللّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ وَأَنْبِيَاءَهُ وَرُسُلَهُ ، وَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ وَلَكُمْ تَابِعٌ فِي ذَاتِ نَفْسِي وَشَرَائِعِ دِينِي وَخَوَاتِيمِ عَمَلِي وَمُنْقَلَبِي إِلَى رَبِّي ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَدَّيْتَ عَنِ اللّهِ وَعَنْ رَسُولِهِ صَادِقاً ، وَقُلْتَ أَمِيناً ، وَنَصَحْتَ للّه ِِ وَرَسُولِهِ مُجْتَهِداً ، وَمَضَيْتَ عَلَى يَقِينٍ ، لَمْ تُؤْثِرْ ضَلاَلاً عَلَى هُدىً، وَلَمْ تَمِلْ مِنْ حَقٍّ إِلَى بَاطِلٍ ، فَجَزَاكَ اللّهُ عَنْ رَعِيَّتِهِ خَيْراً،

ص: 363

وَصَلَّى اللّهُ عَلَيْكَ صَلاَةً لاَ يُحْصِيهَا غَيْرُهُ، وعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكاتُهُ.

اَللّهُمَّ إِنِّي أُصَلِّي عَلَيْهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَيْهِ ، وَصَلَّى عَلَيْهِ مَلاَئِكَتُكَ وَأَنْبِيَاؤُكَ وَرُسُلُكَ وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْأَئِمَّةُ أَجْمَعُونَ ، صَلاَةً كَثِيرَةً مُتَتَابِعَةً مُتَرَادِفَةً يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضاً ، فِي مَحْضَرِنَا هذَا وَإِذَا غِبْنَا وَعَلى كُلِّ حَالٍ ، صَلاَةً لاَ انْقِطَاعَ لَهَا وَلاَ نَفَادَ .

اَللّهُمَّ أَبْلِغْ رُوحَهُ وَجَسَدَهُ فِي سَاعَتِي هذِهِ وَفِي كُلِّ سَاعَةٍ تَحِيَّةً مِنِّي كَثِيرَةً وَسَلاَماً ، آمَنَّا بِاللّهِ وَحْدَهُ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ .

السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ ، أَتَيْتُكَ بِأَبِي وَأُمِّي زَائِراً وَافِداً إِلَيْكَ مُتَوَجِّهاً بِكَ إِلَى رَبِّكَ وَرَبِّي لِيُنْجِحَ لِي بِكَ حَوَائِجِي ، وَيُعْطِيَنِي بِكَ سُؤْلِي ، فَاشْفَعْ لِي عِنْدَهُ وَكُنْ لِي شَفِيعاً ، فَقَدْ جِئْتُكَ هَارِباً مِنْ ذُنُوبِي ، مُتَنَصِّلاً إِلَى رَبِّي مِنْ سَىِّءِ عَمَلِي ، رَاجِياً فِي مَوْقِفِي هذَا الْخَلاَصَ مِنْ عُقُوبَةِ

ص: 364

رَبِّي ،

ص: 365

طَامِعاً أَنْ يَسْتَنْقِذَنِي رَبِّي بِكَ مِنَ الرَّدى ، أَتَيْتُكَ يَا مَوْلاَيَ وَافِداً إِلَيْكَ إِذْ رَغِبَ عَنْ زِيَارَتِكَ أَهْلُ الدُّنْيَا ، وَإِلَيْكَ كَانَتْ رِحْلَتِي ، وَلَكَ عَبْرَتِي وَصَرْخَتِي ، وَعَلَيْكَ أَسَفِي وَلَكَ نَحِيبِي وَزَفْرَتِي ، وَعَلَيْكَ تَحِيَّتِي وَسَلاَمِي ، أَلْقَيْتُ رَحْلِي بِفِنَائِكَ مُسْتَجِيراً بِكَ وَبِقَبْرِكَ مِمَّا أَخَافُ مِنْ عَظِيمِ جُرْمِي ، وَأَتَيْتُكَ زَائِراً أَلْتَمِسُ ثَبَاتَ الْقَدَمِ فِي الْهِجْرَةِ إِلَيْكَ ، وَقَدْ تَيَقَّنْتُ أَنَّ اللّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِكُمْ يُنَفِّسُ الْهَمَّ ، وَبِكُمْ يَكْشِفُ الْكَرْبَ ، وَبِكُمْ يُبَاعِدُ نَائِبَاتِ الزَّمَانِ الْكَلِبِ ، وَبِكُمْ فَتَحَ اللّهُ ، وَبِكُمْ يَخْتِمُ ، وَبِكُمْ يَنُزِّلُ الْغَيْثَ ، وَبِكُمْ يُنَزِّلُ الرَّحْمَةَ ، وَبِكُمْ يُمْسِكُ الْأَرْضَ أَنْ تَسِيخَ بِأَهْلِهَا ، وَبِكُمْ يُثَبِّتُ اللّهُ جِبَالَهَا عَلَى مَرَاسِيهَا ، وَقَدْ تَوَجَّهْتُ إِلَى رَبِّي بِكَ يَا سَيِّدِي فِي قَضَاءِ حَوَائِجِي وَمَغْفِرَةِ ذُنُوبِي ، فَلاَ أَخِيبَنَّ مِنْ بَيْنِ زُوَّارِكَ ، فَقَدْ خَشِيتُ ذلِكَ إِنْ

ص: 366

لَمْ تَشْفَعْ لِي وَلاَ يَنْصَرِفَنَّ زُوَّارُكَ يَا مَوْلاَيَ بِالْعَطَاءِ وَالْحَبَاءِ وَالْخَيْرِ وَالْجَزَاءِ وَالْمَغْفِرَةِ والرِّضَا ، وَأَنْصَرِفُ أَنَا مَجْبُوهاً بِذُنُوبِي ، مَرْدُوداً عَلَيَّ عَمَلِي ، قَدْ خُيِّبْتُ لِمَا سَلَفَ مِنِّي ، فَإِنْ كَانَتْ هذِهِ حَالِي فَالْوَيْلُ لِي ! مَا أَشْقَانِي وَأَخْيَبَ سَعْيِي ! وَفِي حُسْنِ ظَنِّي بِرَبِّي وَبِنَبِيّي وَبِكَ يَا مَوْلاَيَ وَبِالْأَئِمَّةِ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ سَادَاتِي أَنْ لاَ أَخِيبَ ، فَاشْفَعْ لِي إِلَى رَبِّي لِيُعْطِيَنِي أَفْضَلَ مَا أَعْطَى أَحَداً مِنْ زُوَّارِكَ وَالْوَافِدِينَ إِلَيْكَ ، وَيَحْبُونِي وَيُكْرِمُنِي وَيُتْحِفُنِي بِأَفْضَلِ مَا مَنَّ بِهِ عَلَى أَحَدٍ مِنْ زُوَّارِكَ وَالْوَافِدِينَ إِلَيْكَ .

ثمّ ارفع يديك إلى السماء وقل :

دستها را به سوى آسمان بلند كرده بگو :

اللّهُمَّ قَدْ تَرى مَكَانِي، وَتَسْمَعُ كَلامِي، وَتَرى مَكَانِي وَتَضَرُّعِي وَمَلاذِي

ص: 367

بِقَبْرِ حُجَّتِكَ وَابْنِ نَبِيِّكَ، وَقَدْ عَلِمْتَ يَا سَيِّدِي حَوَائِجِي ، وَلاَ يَخْفى عَلَيْكَ حالِي، وَقَدْ تَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ بِابْنِ رَسُولِكَ وَحُجَّتِكَ وَأَمِينِكَ، وَقَدْ أَتَيْتُكَ مُتَقَرِّباً بِهِ إِلَيْكَ وَإِلى رَسُولِكَ ، فَاجْعَلْنِي بِهِ عِنْدَكَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ، وَأَعْطِنِي بِزِيارَتِي أَمَلِي، وَهَبْ لِي مُنَايَ، وَتَفَضَّلْ عَلَيَّ بِشَهْوَتِي وَرَغْبَتِي، وَاقْضِ لِي حَوائِجِي، وَلاَ تَرُدَّنِي خائِباً، وَلاَ تَقْطَعْ رَجائِي، وَلاَ تُخَيِّبْ دُعائِي، وَعَرِّفْنِي الاْءِجابَةَ فِي جَمِيعِ مَا دَعَوْتُكَ مِنْ أَمْرِ الدِّينِ وَالدُّنْيا وَالاْخِرَةِ، وَاجْعَلْنِي مِنْ عِبادِكَ الَّذِينَ صَرَفْتَ عَنْهُمُ الْبَلايا وَالْأَمْراضَ ، وَالْفِتَنَ وَالْأَعْراضَ ، مِنَ الَّذِينَ تُحْيِيهِمْ فِي عافِيَةٍ، وَتُمِيتُهمْ فِي عافِيَةٍ، وَتُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ فِي عافِيَةٍ، وَتُجِيرُهُمْ مِنَ النَّارِ فِي عافِيَةٍ، وَوَفِّقْ لِي بِمَنٍّ مِنْكَ صَلاحَ مَا أُؤَمِّلُ فِي نَفْسِي وَأَهْلِي وَوُلْدِي وَ إِخْوانِي

ص: 368

وَمالِي وَجَمِيعِ مَا أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

ثمّ انكبَّ على القبر وقل :

صورت بر قبر شريف نهاده بگو :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللّهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ حُجَّةُ اللّهِ وَأَمِينُهُ وَخَلِيفَتُهُ فِي عِبَادِهِ ، وَخَازِنُ عِلْمِهِ ، وَمُسْتَوْدَعُ سِرِّهِ ، بَلَّغْتَ عَنِ اللّهِ مَا أُمِرْتَ بِهِ ، وَوَفَّيْتَ وَأوْفَيْتَ ، وَمَضَيْتَ عَلَى يَقِينٍ شَهِيداً وَشَاهِداً وَمَشْهُوداً ، صَلَوَاتُ اللّهِ وَرَحْمَتُهُ عَلَيْكَ أَنَا يَا مَوْلاَيَ وَلِيُّكَ اللاَّئِذُ بِكَ فِي طَاعَتِكَ ، أَلْتَمِسُ ثَبَاتَ الْقَدَمِ فِي الْهِجْرَةِ عِنْدَكَ ، وَكَمَالَ الْمَنْزِلَةِ فِي الاْخِرَةِ بِكَ ، أَتَيْتُكَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي وَنَفْسِي وَمَالِي وَوَلَدِي زَائِراً ، وَبِحَقِّكَ عَارِفاً ، مُتَّبِعاً لِلْهُدَى الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ ، مُوجِباً لِطَاعَتِكَ ، مُسْتَيْقِناً فَضْلَكَ ،

ص: 369

مُسْتَبْصِراً بِضَلاَلَةِ مَنْ خَالَفَكَ ، عَالِماً بِهِ ، مُتَمَسِّكاً بِوِلاَيَتِكَ وَوِلاَيَةِ آبَائِكَ وَذُرِّيَّتِكَ الطَّاهِرِينَ ، أَلاَ لَعَنَ اللّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكُمْ وَخَالَفَتْكُمْ ، وَشَهِدَتْكُمْ فَلَمْ تُجَاهِدْ مَعَكُمْ ، وَغَصَبَتْكُمْ حَقَّكُمْ . أَتَيْتُكَ يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ مَكْرُوباً ، وَأَتَيْتُكَ مَغْمُوماً ، وَأَتَيْتُكَ مُفْتَقِراً إِلَى شَفَاعَتِكَ ، وَلِكُلِّ زَائِرٍ حَقٌّ عَلَى مَنْ أَتَاهُ ، وَأَنَا زَائِرُكَ وَمَوْلاَكَ وَضَيْفُكَ النَّازِلُ بِكَ ، وَالْحَالُّ بِفِنَائِكَ ، وَلِي حَوَائِجُ مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا وَالاْخِرَةِ ، بِكَ أَتَوَجَّهُ إِلَى اللّهِ فِي نُجْحِهَا وَقَضَائِهَا ، فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ وَرَبِّي فِي قَضَاءِ حَوَائِجِي كُلِّهَا ، وَقَضَاءِ حَاجَتِيَ الْعُظْمَى الَّتِي إِنْ أَعْطَانِيهَا لَمْ يَضُرَّنِي مَا مَنَعَنِي ، وَإِنْ مَنَعَنِيهَا لَمْ يَنْفَعْنِي مَا أَعْطَانِي ، فَكَاكِ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ ، وَالدَّرَجَاتِ الْعُلَى ، وَالْمِنَّةِ عَلَيَّ بِجَمِيعِ سُؤْلِي وَرَغْبَتِي وَشَهْوَتِي وَإِرَادَتِي وَمُنَايَ ، وَصَرْفِ جَمِيعِ الْمَكْرُوهِ

ص: 370

وَالْمَحْذُورِ عَنِّي وَعَنْ أَهْلِي وَوُلْدِي وَإِخْوَانِي وَمَالِي وَجَمِيعِ مَا أَنْعَمَ عَلَيَّ ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ .

ثمّ إرفع رأسك وقل :

سرت را بلند كرده بگو :

اَلْحَمْدُ للّه ِِ الَّذِي جَعَلَنِي مِنْ زُوَّارِ ابْنِ نَبِيِّهِ ، وَرَزَقَنِي مَعْرِفَةَ فَضْلِهِ ، وَالاْءِقْرَارَ بِحَقِّهِ ، وَالشَّهَادَةَ بِطَاعَتِهِ ، رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ ، لَعَنَ اللّهُ قَاتِلِيكَ ، وَلَعَنَ اللّهُ خَاذِلِيكَ ، وَلَعَنَ اللّهُ سَالِبِيكَ ، وَلَعَنَ اللّهُ مَنْ رَمَاكَ ، وَلَعَنَ اللّهُ مَنْ طَعَنَكَ ، وَلَعَنَ اللّهُ الْمُعِينِينَ عَلَيْكَ ، وَلَعَنَ اللّهُ السَّائِرِينَ إِلَيْكَ ، وَلَعَنَ اللّهُ مَنْ مَنَعَكَ مِنْ شُرْبِ مَاءِ الْفُرَاتِ ، وَلَعَنَ اللّهُ مَنْ دَعَاكَ وَغَشَّكَ وَخَذَلَكَ ، وَلَعَنَ

ص: 371

اللّهُ ابْنَ آكِلَةِ الْأَكْبَادِ ، وَلَعَنَ اللّهُ ابْنَهُ الَّذِي وَتَرَكَ ، وَلَعَنَ اللّهُ أَعْوَانَهُمْ وَأَتْبَاعَهُمْ وَأَنْصَارَهُمْ وَمُحِبِّيهِمْ وَمَنْ أَسَّسَ لَهُمْ ، وَحَشَا اللّهُ قُبُورَهُمْ نَاراً ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ .

ثمّ انحرف عن القبر وحوّل وجهك إلى القبلة وارفع يديك إلى السماء وقل :

از قبر برگشته ، رو به قبله كرده ، دستها به سوى آسمان برافراشته بگو :

اَللّهُمَّ مَنْ تَهَيَّأَ وَتَعَبَّأَ وَأَعَدَّ وَاسْتَعَدَّ لِوِفَادَةٍ إِلى مَخْلُوقٍ رَجَاءَ رِفْدِهِ وَجَائِزَتِهِ وَنَوَافِلِه وَفَوَاضِلِهِ وَعَطَايَاهُ ، فَإِلَيْكَ يَا رَبِّ كَانَتْ تَهْيِئَتِي وَتَعْبِئَتِي وَإِعْدَادِي وَاسْتِعْدَادِي وَسَفَرِي ، وَإِلى قَبْرِ وَلِيِّكَ وَفَدْتُ ، وَبِزِيَارَتِهِ إِلَيْكَ تَقَرَّبْتُ رَجَاءَ رِفْدِكَ وَجَوَائِزِكَ وَنَوَافِلِكَ وَعَطَايَاكَ وَفَوَاضِلِكَ ، اَللّهُمَّ وَقَدْ

ص: 372

رَجَوْتُ كَرِيمَ عَفْوِكَ وَوَاسِعَ مَغْفِرَتِكَ فَلاَ تَرُدَّنِي خَائِباً ، فَإِلَيْكَ قَصَدْتُ ، وَمَا عِنْدَكَ أَرَدْتُ ، وَقَبْرَ إِمَامِيَ الَّذي أَوْجَبْتَ عَلَيَّ طَاعَتَهُ زُرْتُ ، فَاجْعَلْنِي بِهِ عِنْدَكَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالاْخِرَةِ ، وَأَعْطِنِي بِهِ جَمِيعَ سُؤْلِي ، وَاقْضِ لِي بِهِ جَمِيعَ حَوَائِجِي ، وَلاَ تَقْطَعْ رَجَائِي ، وَلاَ تُخَيِّبْ دُعَائِي ، وَارْحَمْ ضَعْفِي وَقِلَّةَ حِيلَتِي ، وَلاَ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي وَلاَ إِلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ ، مَوْلاَيَ فَقَدْ أَفْحَمَتْنِي ذُنُوبِي ، وَقُطِعَتْ حُجَّتِي ، وَابْتُلِيتُ بِخَطِيئَتِي ، وَارْتُهِنْتُ بِعَمَلي ، وَأَوبَقْتُ نَفْسِي ، وَوَقَفْتُهَا مَوْقِفَ الْأَذِلاَّءِ الْمُذْنِبِينَ الْمُجْتَرِئِينَ عَلَيْكَ ، التَّارِكِينَ أَمْرَكَ ، الْمُغْتَرِّينَ بِكَ ، الْمُسْتَخِفِّينَ بِوَعْدِكَ ، وَقَدْ أَوْبَقَنِي مَا كَانَ مِنْ قَبِيحِ جُرْمِي وَسُوءِ نَظَرِي لِنَفْسِي ، فَارْحَمْ تَضَرُّعِي وَنَدَامَتِي ، وَأَقِلْنِي عَثْرَتِي ، وَارْحَمْ عَبْرَتِي ، وَاقْبَلْ مَعْذِرَتِي ، وَعُدْ بِحِلْمِكَ عَلَى جَهْلِي ،

ص: 373

وَبِإحْسَانِكَ عَلَى إِسَاءَتِي ، وَبِعَفْوِكَ عَلَى جُرْمِي ، وَإِلَيْكَ أَشْكُو ضَعْفَ عَمَلِي فَارْحَمْنِي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

اَللّهُمَّ اغْفِرْ لِي فَإِنِّي مُقِرٌّ بِذَنْبِي ، مُعْتَرِفٌ بِخَطِيئَتِي ، وَهذِهِ يَدِي وَنَاصِيَتِي اَسْتَكِينُ بِالْفَقْرِ مِنِّي يَا سَيِّدِي فَاقْبَلْ تَوْبَتِي ، وَنَفِّسْ كُرَبِي ، وَارْحَمْ خُشُوعِي وَخُضُوعِي ، وَأَسَفِي عَلَى مَا كَانَ مِنِّي ، وَوُقُوفِي عِنْدَ قَبْرِ وَلِيِّكَ ، وَذُلِّي بَيْنَ يَدَيْكَ ، فَأَنْتَ رَجَائِي وَمُعْتَمَدِي ، وَظَهْرِي وَعُدَّتِي ، فَلاَ تَرُدَّنِي خَائِباً ، وَتَقَبَّلْ عَمَلِي ، وَاسْتُرْ عَوْرَتِي ، وَآمِنْ رَوْعَتِي ، وَلاَ تُخَيِّبْنِي ، وَلاَ تَقْطَعْ رَجَائِي مِنْ بَيْنِ خَلْقِكَ يَا سَيِّدِي .

اَللّهُمَّ وَقَدْ قُلْتَ فِي كِتَابِكَ الْمُنْزَلِ عَلَى نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ : « ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ » يَا رَبِّ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ الَّذِي لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ

ص: 374

، فَاسْتَجِبْ لِي يَا رَبِّ فَقَدْ سَأَلَكَ السَّائِلُونَ وَسَأَلْتُكَ ، وَطَلَبَ الطَّالِبُونَ وَطَلَبْتُ مِنْكَ ، وَرَغِبَ الرَّاغِبُونَ وَرَغِبْتُ إِلَيْكَ ، وَأَنْتَ أَهْلٌ أَنْ لاَ تُخَيِّبَنِي ، وَلاَ تَقْطَعَ رَجَائِي ، فَعَرِّفْنِي الاْءِجَابَةَ يَا سَيِّدِي ، وَاقْضِ لِي حَوَائِجَ الدُّنْيَا وَالاْخِرَةِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

ثمّ انحرف إلى عند الرأس فصلّ ركعتين تقرأ في الأولى منهما الحمد وسورة يس ، وفي الثانية الحمد وسورة الرّحمن فإذا سلّمت وسبّحت تسبيح الزهراء عليهاالسلاممجّد اللّه كثيراً واستغفر لذنبك وصلّ على رسول اللّه صلى الله عليه و آله ثمّ ارفع يديك وقل :

به طرف بالاى سر رفته ، دو ركعت نماز زيارت ، در ركعت اول

ص: 375

بعد از حمد سوره « يس » و در ركعت دوم سوره « الرحمن » ، بعد از نماز تسبيح حضرت فاطمه ، حمد خدا را گفته ، استغفار كرده ، صلوات فرستاده ، دستها به سوى آسمان بلند كرده بگو :

اَللّهُمَّ إِنَّا أَتَيْنَاهُ مُؤْمِنِينَ بِهِ ، مُسَلِّمِينَ لَهُ ، مُعْتَصِمِينَ بِحَبْلِهِ ، عَارِفِينَ بِحَقِّهِ ، مُقِرِّينَ بِفَضْلِهِ ، مُسْتَبْصِرِينَ بِضَلاَلَةِ مَنْ خَالَفَهُ ، عَارِفِينَ بِالْهُدَى الَّذِي هُوَ عَلَيْهِ .

اَللّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ وَأُشْهِدُ مَنْ حَضَرَ مِنْ مَلاَئِكَتِكَ أَنِّي بِهِمْ مُؤْمِنٌ ، وَبِمَنْ قَتَلَهُمْ كَافِرٌ ، اَللّهُمَّ اجْعَلْ لِمَا أَقُولُ بِلِسَانِي حَقِيقَةً فِي قَلْبِي ، وشَرِيعَةً فِي عَمَلِي .

اَللّهُمَّ اجْعَلْنِي مِمَّنْ لَهُ مَعَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ قَدَمٌ ثَابِتٌ ، وَأَثْبِتْنِي فِيمَنِ

ص: 376

اسْتُشْهِدَ مَعَهُ ، اَللّهُمَّ الْعَنِ الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَكَ كُفْراً .

سُبْحَانَكَ يَا حَلِيمُ عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ فِي الْأَرْضِ ، يَا عَظِيمُ تَرَى عَظِيمَ الْجُرْمِ مِنْ عِبَادِكَ فَلاَتَعْجَلُ عَلَيْهِمْ، فَتَعالَيْتَ عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوّاً كَبِيراً.

يَا كَرِيمُ أَنْتَ شَاهِدٌ غَيْرُ غَائِبٍ ، وَعَالِمٌ بِمَا أَتى إِلَى أَهْلِ صَلَوَاتِكَ وَأَحِبَّائِكَ ، مِنَ الْأَمْرِ الَّذِي لاَ تَحْمِلُهُ سَمَاءٌ وَلاَ أَرْضٌ ، وَلَوْ شِئْتَ لاَنْتَقَمْتَ مِنْهُمْ وَلكِنَّكَ ذُو أَنَاةٍ ، وَقَدْ أَمْهَلْتَ الَّذِينَ اجْتَرَأُوا عَلَيْكَ وَعَلَى رَسُولِكَ وَحَبِيبِكَ فَأَسْكَنْتَهُمْ أَرْضَكَ ، وَغَذَوْتَهُمْ بِنِعْمَتِكَ ، إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ ، وَوَقْتٍ هُمْ صَائِرُونَ إِلَيْهِ ، لِيَسْتَكْمِلُوا الْعَمَلَ فِيهِ الَّذِي قَدَّرْتَ ، وَالْأَجَلَ الَّذِي أَجَّلْتَ ، فِي عَذَابٍ وَوَثَاقٍ ، وَحَمِيمٍ وَغَسَّاقٍ ، وَالضَّرِيعِ وَالاْءِحْرَاقِ ، وَالْأَغْلاَلِ وَالْأَوْثَاقِ ، وَغِسْلِينَ وَزَقُّومٍ وَصَدِيدٍ ، مَعَ طُولِ الْمَقَامِ فِي أَيَّامِ

ص: 377

لَظَى ، وَفِي سَقَرِ الَّتِي لاَ تُبْقِي وَلاَ تَذَرُ ، فِي الْحَمِيمِ وَالْجَحِيمِ ، وَالْحَمْدُ للّه ِِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .

ثمّ استغفر لذنبك وادعُ بما أحببت ، فإذا فرغت من الدعاء فاسجد وقل في سجودك :

از گناهانت استغفار كرده ، هر چه مى خواهى از خدا بخواه ، سپس در حال سجده سه بار بگو :

اَللّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ وَأُشْهِدُ مَلاَئِكَتَكَ وَأَنْبِيَاءَكَ وَرُسُلَكَ وَجَمِيعَ خَلْقِكَ أَنَّكَ أَنْتَ اللّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ رَبِّي ، وَالاْءِسْلاَمُ دِينِي ، وَمُحَمَّدٌ نَبِيِّي ، وَعَلِيٌّ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ وَعَلِيُّ بْنُ مُوسَى وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ

ص: 378

وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ وَالْخَلَفُ الْبَاقِي ، عَلَيْهِمْ أَفْضَلُ الصَّلَوَاتِ أَئِمَّتِي ، بِهِمْ أَتَوَلَّى ، وَمِنْ عَدُوِّهِمْ أَتَبَرَّأُ ، اَللّهُمَّ إِنّي أُنْشِدُكَ دَمَ الْمَظْلُومِ (ثلاثاً) .

آنگاه سه بار بگو : اَللّهُمَّ إِنِّي أُنْشِدُكَ بِإِيوَائِكَ عَلَى نَفْسِكَ لِأَوْلِيَائِكَ لَتُظْفِرَنَّهُمْ بِعَدُوِّكَ وَعَدُوِّهِمْ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى الْمُسْتَحْفَظِينَ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ ، اَللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْيُسْرَ بَعْدَ الْعُسْرِ (ثلاثاً) .

ثمّ ضع خدّك الأيمن على الأرض وقل :

طرف راست صورتت را بر زمين نهاده سه بار بگو :

يَا كَهْفِي حِينَ تُعْيِينِي الْمَذَاهِبُ ، وَتَضِيقُ عَلَيَّ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ، وَيَا بَارِئَ خَلْقِي رَحْمَةً بِي وَقَدْ كَانَ عَنْ خَلْقِي غَنِيّاً ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى الْمُسْتَحْفَظِينَ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ (ثلاثاً) .

ص: 379

ثمّ ضع خدّك الأيسر على الأرض وقل :

سپس طرف چپ صورتت را بر زمين نهاده بگو :

يَا مُذِلَّ كُلِّ جَبَّارٍ ، وَمُعِزَّ كُلِّ ذَلِيلٍ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَفَرِّجْ عَنِّي .

ثمّ قل :

آنگاه سه بار بگو :

يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ يَا كَاشِفَ الْكُرَبِ الْعِظَامِ (ثلاثاً) .

ثمّ عد إلى السجود وقل : شُكْراً شُكْراً مئة مرة واسأل حاجتك .

ثمّ امض إلى عند الرِّجلين فقف على رأس علي بن الحسين عليهماالسلام وقل :

سپس در حال سجده 100 بار بگو : « شُكْراً » و حاجت خود را طلب كن .

آنگاه به طرف پايين پا رفته ، در طرف بالا سرِ على اكبر عليه السلام ايستاده بگو :

ص: 380

سَلاَمُ اللّهِ وَسَلاَمُ مَلاَئِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ ، وَأَنْبِيَائِهِ الْمُرْسَلِينَ ، وَعِبَادِهِ الصَّالِحِينَ عَلَيْكَ يَا مَوْلاَيَ وَابْنَ مَوْلاَيَ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، وَصَلَّى اللّهُ عَلَيْكَ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِكَ ، وَعَلَى عِتْرَةِ آبَائِكَ الْأَخْيَارِ الْأَبْرَارِ الَّذِينَ أَذْهَبَ اللّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً ، وَعَذَّبَ اللّهُ قَاتِلَكَ بِأَنْوَاعِ الْعَذَابِ ، وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ .

ثمّ أوم إلى ناحية الرِّجلين بالسلام على الشهداء فإنّهم هناك وقل :

در قسمت پايين پا به ساير شهدا توجه نموده بگو :

ص: 381

السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الرَّبَّانِيُّونَ ، أَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ وَنَحْنُ لَكُمْ تَبَعٌ وَأَنْصَارٌ ، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَنْصَارُ اللّهِ جَلَّ اسْمُهُ ، وَسَادَةُ الشُّهَدَاءِ فِي الدُّنْيَا وَالاْخِرَةِ ، صَبَرْتُمْ وَاحْتَسَبْتُمْ وَلَمْ تَهِنُوا وَلَمْ تَضْعُفُوا وَلَمْ تَسْتَكِينُوا حَتَّى لَقِيتُمُ اللّهَ جَلَّ وَعَزَّ عَلَى سَبِيلِ الْحَقِّ وَنَصْرِهِ، وَكَلِمَةِ اللّهِ التَّامَّةِ، صَلَّى اللّهُ عَلَى أَرْوَاحِكُمْ وَأَبْدَانِكُمْ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيماً ، أَبْشِرُوا رِضْوَانُ اللّهِ عَلَيْكُمْ بِمَوْعِدِ اللّهِ الَّذِي لاَ خُلْفَ لَهُ ، اللّهُ تَعَالَى مُدْرِكٌ بِكُمْ ، بَارٌّ مَا وَعَدَكُمْ ، إِنَّهُ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ جَاهَدْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ، وَقُتِلْتُمْ عَلَى مِنْهَاجِ رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، وَابْنِ رَسُولِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ ، فَجَزَاكُمُ اللّهُ عَنِ الرَّسُولِ وَابْنِهِ وَذُرِّيَّتِهِ أَفْضَلَ الْجَزَاءِ ، اَلْحَمْدُ للّه ِِ الَّذِي صَدَقَكُمْ وَعْدَهُ ، وَأَرَاكُمْ

ص: 382

مَا تُحِبُّونَ(1) .

19 روى أبو حمزة الثمالي عن الصادق عليه السلام أنه قال : إذا أردت المسير إلى قبر الحسين عليه السلام فصم يوم الأربعاء والخميس والجمعة ، فإذا أردت الخروج فاجمع أهلك وولدك وادع بدعاء السفر ، واغتسل قبل خروجك ، وقل حين تغتسل :

امام صادق عليه السلام به ابوحمزه ثمالى فرمود : چون قصد زيارت امام حسين عليه السلامرا كردى ، روزهاى چهارشنبه ، پنجشنبه و جمعه را روزه بگير ، با خانواده ات وداع كن ، غسل زيارت كن و در حال غسل زيارت بگو :

ص: 383


1- المزار للمفيد ، ص90 .

اللّهُمَّ طَهِّرْنِي وَطَهِّرْ لِي قَلْبِي ، وَاشْرَحْ لِي صَدْرِي ، وَأَجْرِ عَلَى لِسانِي

ص: 384

ذِكْرَكَ ومِدْحَتَكَ وَالثَّناءَ عَلَيْكَ ، فَإِنَّهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِكَ ، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ قِوَامَ دِينِي التَّسْلِيمُ لِأَمْرِكَ ، وَالإِتِّباعُ لِسُنَّةِ نَبِيِّكَ ، وَالشَّهَادَةُ عَلَى أَنْبِيَائكَ وَرُسُلِكَ إلى جَمِيعِ خَلْقِكَ . اللّهُمَّ اجْعَلْهُ نُوراً وَطَهُوراً وَحِرْزاً وَشِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَسُقْمٍ وَآفَةٍ وَعَاهَةٍ ، وَمِنْ شَرِّ مَا أَخَافُ وَأَحْذَرُ .

فإذا خرجت فقل :

به هنگام حركت بگو :

اَللّهُمَّ إِنِّي إِلَيْكَ وَجَّهْتُ وَجْهِي ، وَإِلَيْكَ فَوَّضْتُ أَمْرِي ، وَإِلَيْكَ اَسْلَمْتُ نَفْسِي ، وَإِلَيْكَ أَلْجَأْتُ ظَهْرِي ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ ، لاَ مَنْجَى وَلاَ مَلْجَأَ إِلاَّ إِلَيْكَ ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ ، عَزَّ جَارُكَ وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ .

ثمّ قل : بِسْمِ اللّهِ وَبِاللّهِ ، وَمِنَ اللّهِ وَإِلَى اللّهِ ، وَفِي سَبِيلِ اللّهِ ، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ، فَاطِرِ السَّموَاتِ السَّبْعِ وَالْأَرَضِينَ السَّبْعِ وَرَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ . اَللّهُمَّ صَلِّ

ص: 385

عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاحْفَظْنِي فِي سَفَرِي ، وَاخْلُفْنِي فِي أَهْلِي بِأَحْسَنِ الْخِلاَفَةِ ، اَللّهُمَّ إِلَيْكَ تَوَجَّهْتُ ، وَإِلَيْكَ خَرَجْتُ ، وَإِلَيْكَ وَفَدْتُ ، وَلِخَيْرِكَ تَعَرَّضْتُ ، وَبِزِيَارَةِ حَبِيبِ حَبِيبِكَ تَقَرَّبْتُ ، اَللّهُمَّ لاَ تَمْنَعْنِي مَا عِنْدَكَ بِشَرِّ مَا عِنْدِي ، اَللّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي ، وَكَفِّرْ عَنِّي سَيِّئَاتِي ، وَحُطَّ عَنِّي خَطَايَايَ ، وَاقْبَلْ مِنِّي حَسَنَاتِي .

وتقول :

آنگاه سه مرتبه بگو :

اَللّهُمَّ اجْعَلْنِي فِي دِرْعِكَ الْحَصِينَةِ الَّتِي تَجْعَلُ فِيهَا مَنْ تُرِيدُ ، اَللّهُمَّ إِنِّي

ص: 386

أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنَ الْحَوْلِ وَالْقُوَّةِ ثلاث مرّات .

وإقرأ الحمد والمعوَّذتين وقُلْ هُوَ اللّهُ أحَدٌ وإِنَّا أنْزَلْنَاهُ وآية الكرسي ويس وآخر الحشر :

سپس سوره هاى : حمد ، فلق ، ناس ،توحيد ، آيه الكرسى ، يس و آخر حشر را بخوان :

« لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى

ص: 387

يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ » .

ولا تدهن ولا تكتحل حتّى تأتي الفرات ، وأقِلَّ من الكلام والمزاح ، وأكِثر من ذكر اللّه تعالى ، وإيّاك والمزاح والخصومة ، فإذا كنت راكباً أو ماشياً فقل :

روغن نزن ، سرمه نكش ، كمتر سخن بگو ، كمتر مزاح كن ، زياد ذكر بگو ، در حال سواره و پياده بگو :

اَللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ سَطَوَاتِ النَّكَالِ ، وَعَوَاقِبِ الْوَبَالِ ، وَفِتْنَةِ الظَّلاَلِ ، وَمِنْ أَنْ نُلْقَى بِمَكْرُوهٍ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْحَبْسِ وَاللَّبْسِ ، وَمِنْ وَسْوَسَةِ الشَّيْطَانِ ، وَطَوَارِقِ السُّوءِ ، وَشَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ ، وَمِنْ شَرِّ شَيَاطِينِ الْجِنِّ وَالاْءِنْسِ ، وَمِنْ شَرِّ مَنْ يَنْصِبُ لِأَوْلِيَاءِ اللّهِ الْعَدَاوَةَ ، وَمِنْ أَنْ يَفْرُطُوا عَلَيَّ ، أوْ أَنْ يَطْغَوْا ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ عُيُونِ الظَّلَمَةِ ، وَمِنْ شَرِّ

ص: 388

الشَّرِّ ،

ص: 389

وَشَرَكِ إِبْلِيسَ ، وَمَنْ يَرُدُّ عَنِ الْخِيَرَةِ بِاللِّسَانِ وَالْيَدِ .

فإذا خفت شيئاً فقل :

اگر از چيزى ترس داشتى بگو :

لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللّهِ ، بِهِ احْتَجَبْتُ ، وَبِهِ اعْتَصَمْتُ ، اَللّهُمَّ اعْصِمْنِي مِنْ شَرِّ خَلْقِكَ فَإِنَّما أَنَا بِكَ وَأَنَا عَبْدُكَ .

فإذا أتيت الفرات فقل قبل أن تعبره :

چون به فرات رسيدى بگو :

اَللّهُمَّ أَنْتَ خَيْرُ مَنْ وَفَدَ إِلَيْهِ الرِّحَالُ ، وَأَنْتَ يَا سَيِّدِي أَكْرَمُ مَأْتِيٍّ وَأَكْرَمُ مَزُورٍ ، وَقَدْ جَعَلْتَ لِكُلِّ زَائِرٍ كَرَامَةً ، وَلِكُلِّ وَافِدٍ تُحْفَةً ، وَقَدْ أَتَيْتُكَ زَائِراً قَبْرَ ابْنِ نَبِيِّكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ ، فَاجْعَلْ تُحْفَتَكَ إِيَّايَ فَكَاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ ، وَتَقَبَّلْ مِنِّي عَمَلِي ، وَاشْكُرْ سَعْيِي ، وَارْحَمْ مَسِيرِي إِلَيْكَ بِغَيْرِ مَنٍّ مِنِّي ، بَلْ لَكَ الْمَنُّ عَلَيَّ إِذْ جَعَلْتَ لِيَ السَّبِيلَ إِلَى زِيَارَتِهِ ،

ص: 390

وَعَرَّفْتَنِي فَضْلَهُ ، وَحَفِظْتَنِي حَتَّى بَلَّغْتَنِي قَبْرَ ابْنِ وَلِيّكَ ، وَقَدْ رَجَوْتُكَ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَلاَ تَقْطَعْ رَجَائِي ، وَقَدْ أَتَيْتُكَ فَلاَ تُخَيِّبْ أَمَلِي ، وَاجْعَلْ هذَا كَفَّارَةً لِمَا قَبْلَهُ مِنْ ذُنُوبِي ، وَاجْعَلْنِي مِنْ أَنْصَارِهِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

ثمّ اعبر الفرات وقل :

چون از فرات گذشتى بگو :

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلْ سَعْيِي مَشْكُوراً ، وَذَنْبِي مَغْفُوراً ، وَعَمَلِي مَقْبُولاً ، وَاغْسِلْنِي مِنَ الْخَطَايَا وَالذُّنُوبِ ، وَطَهِّرْ قَلْبِي مِنْ

ص: 391

كُلِّ آفَةٍ تَمْحَقُ دِينِي أَوْ تُبْطِلُ عَمَلِي ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

ثمّ تأتي نينوى تضع رحلك بها ولا تدهن ولا تكتحل ولا تأكل اللّحم ما دمت مقيماً بها ، ثمّ تأتي الشطّ بحذاء نخل القبر فاغتسل وعليك المئزر وقل وأنت تغتسل :

به هنگام غسل زيارت بگو :

اَللّهُمَّ طَهِّرْنِي وَطَهِّرْ قَلْبِي ، وَاشْرَحْ لِي صَدْرِي ، وَأَجْرِ عَلَى لِسَانِي مَحَبَّتَكَ وَمِدْحَتَكَ وَالثَّنَاءَ عَلَيْكَ ، فَإِنَّهُ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِكَ ، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ قِوَامَ دِينِيَ التَّسْلِيمُ لِأَمْرِكَ ، وَالشَّهَادَةُ عَلَى جَمِيعِ أَنْبِيَائِكَ وَرُسُلِكَ بِالْأُلْفَةِ بَيْنَهُمْ ، أَشْهَدُ أَنَّهُمْ أَنْبِيَاؤُكَ وَرُسُلُكَ إِلَى جَمِيع خَلْقِكَ ، اَللّهُمَّ اجْعَلْهُ نُوراً وَطَهُوراً وَحِرْزاً وَشِفَاءً مِنْ كُلِّ سُقْمٍ وَدَاءٍ وَمِنْ كُلِّ آفَةٍ وَعَاهَةٍ ، وَمِنْ شَرِّ مَا أَخَافُ وَأَحْذَرُ ، اَللّهُمَّ طَهِّرْ بِهِ جَوَارِحِي

ص: 392

وَعِظَامِي وَلَحْمِي وَدَمِي وَشَعْرِي وَبَشَرِي وَمُخِّي وَعَصَبِي وَمَا أَقَلَّتِ الْأَرْضُ مِنِّي ، وَاجْعَلْهُ لِي شَاهِداً يَوْمَ فَقْرِي وَفَاقَتِي .

ثمّ البس أطهر ثيابك ، فإذا لبستها فقل : اَللّه ُ أَكْبَرُ ثلاثين مرّة ، وتقول :

جامه هاى تميز پوشيده ، سى مرتبه تكبير بگو ، سپس بگو :

اَلْحَمْدُ للّه ِِ الَّذِي إِلَيْهِ قَصَدْتُ فَبَلَغَنِي ، وَإِيَّاهُ أَرَدْتُ فَقَبِلَنِي ، وَلَمْ يَقْطَعْ بِي ، وَرَحْمَتَهُ ابْتَغَيْتُ فَسَلَّمَنِي ، اَللّهُمَّ أَنْتَ حِصْنِي وَكَهْفِي وَحِرْزِي وَرَجَائِي وَأَمَلِي لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ .

فإذا أردت المشي فقل :

به هنگام حركت بگو :

اَللّهُمَّ إِنِّي أَرَدْتُكَ فَأَرِدْنِي ، وَإِنِّي أَقْبَلْتُ بِوَجْهِي إِلَيْكَ فَلاَ تُعْرِضْ بِوَجْهِكَ

ص: 393

عَنِّي ، فَإِنْ كُنْتَ عَلَيَّ سَاخِطاً فَتُبْ عَلَيَّ ، وَارْحَمْ مَسِيرِي إِلَى ابْنِ حَبِيبِكَ ، أَبْتَغِي بِذلِكَ رِضَاكَ عَنِّي فَارْضَ عَنِّي ، وَلاَ تُخَيِّبْنِي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

ثمّ إمش حافياً وعليك السكينة والوقار بالتكبير والتهليل والتمجيد والتحميد والتعظيم للّه ولرسوله والصلاة على محمّد وآله ، وقل أيضاً :

پياده ، پا برهنه ، با ادب ، با وقار ، در حال تكبير ، تهليل ، حمد و ثناى خدا و صلوات بر محمّد و آل محمّد حركت كرده بگو :

اَلْحَمْدُ للّه ِِ الْوَاحِدِ الْمُتَوَحِّدِ بِالْأُمُورِ كُلِّهَا ، خَالِقِ الْخَلْقِ لَمْ يَعْزُبْ عَنْهُ شَيءٌ مِنْ أُمُورِهِمْ ، وَعَلِمَ كُلَّ شَيءٍ بِغَيْرِ تَعْلِيمٍ ، صَلَوَاتُ اللّهِ وَسَلاَمُ مَلاَئِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ ، وَأَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ أَجْمَعِينَ ، عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ

ص: 394

بَيْتِهِ الْأَوْصِيَاءِ ، اَلْحَمْدُ للّه ِِ الَّذِي أَنْعَمَ عَلَيَّ وَعَرَّفَنِي فَضْلَ مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ .

ثمّ تمشي قليلاً وقصّر خطاك ، فإذا وقفت على التلّ واستقبلت القبر فقف وقل : اَللّه ُ أَكْبَرُ ثلاثين مرّة وتقول :

چون به تلّ رسيدى رو به حرم كرده 30 مرتبه تكبير بگوى ، سپس بگو :

لاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ فِي عِلْمِهِ مُنْتَهى عِلْمِهِ ، وَلاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ بَعْدَ عِلْمِهِ مُنْتَهى عِلْمِهِ ، وَلاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ مَعَ عِلْمِهِ مُنْتَهى عِلْمِهِ ، [ وَالْحَمْدُ للّه ِِ فِي عِلْمِهِ مُنْتَهى عِلْمِهِ ] وَالْحَمْدُ للّه ِِ بَعْدَ عِلْمِهِ مُنْتَهى عِلْمِهِ ، وَالْحَمْدُ للّه ِِ مَعَ عِلْمِهِ مُنْتَهى عِلْمِهِ ، وَسُبْحَانَ اللّهِ فِي عِلْمِهِ مُنْتَهى عِلْمِهِ ، وَسُبْحَانَ اللّهِ بَعْدَ عِلْمِهِ مُنْتَهى

ص: 395

عِلْمِهِ وَسُبْحَانَ اللّهِ مَعَ عِلْمِهِ مُنْتَهى عِلْمِهِ ، وَالْحَمْدُ للّه ِِ بِجَمِيعِ مَحَامِدِهِ عَلَى

ص: 396

جَمِيعِ نِعَمِهِ ، وَلاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ وَاللّهُ أَكْبَرُ ، وَحَقَّ لَهُ ذلِكَ ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ نُورُ السَّموَاتِ السَّبْعِ ، وَنُورُ الْأَرَضِينَ السَّبْعِ ، وَنُورُ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ، وَالْحَمْدُ للّه ِِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللّهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ . السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا مَلاَئِكَةَ اللّهِ وَزُوَّارَ قَبْرِ ابْنِ نَبِيِّ اللّهِ .

ثمّ إمش عشر خطوات و كبّر ثلاثين تكبيرة وقل وأنت تمشي :

چند قدم جلوتر رفته ، 30 مرتبه تكبير بگو ، سپس در حال حركت بگو :

لاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ تَهْلِيلاً لاَ يُحْصِيهِ غَيْرُهُ ، قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ ، وَبَعْدَ كُلِّ أَحَدٍ ، وَمَعَ كُلِّ أَحَدٍ ، وَعَدَدَ كُلِّ أَحَدٍ ، وَسُبْحَانَ اللّهِ تَسْبِيحاً لاَ يُحْصِيهِ

ص: 397

غَيْرُهُ قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ ، وَبَعْدَ كُلِّ أَحَدٍ ، وَمَعَ كُلِّ أَحَدٍ ، وَعَدَدَ كُلِّ أَحَدٍ ، وَسُبْحَانَ اللّهِ وَالْحَمْدُ للّه ِِ وَلاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ وَاللّهُ أَكْبَرُ قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ ، وَبَعْدَ كُلِّ أَحَدٍ ، وَمَعَ كُلِّ أَحَدٍ ، وَعَدَدَ كُلِّ أَحَدٍ ، أَبَداً أَبَداً أَبَداً . اَللّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ وَكَفى بِكَ شَهِيداً فَاشْهَدْ لِي أَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ حَقٌّ ، وَأَنَّ رَسُولَكَ حَقٌّ ، وَأَنَّ قَوْلَكَ حَقٌّ ، وَأَنَّ قَضَاءَكَ حَقٌّ ، وَأَنَّ قَدَرَكَ حَقٌّ ، وَأَنَّ فِعْلَكَ حَقٌّ واَنَّ جَنَّتَكَ حَقٌّ ، وَأَنَّ نَارَكَ حَقٌّ ، وَأَنَّكَ مُمِيتُ الْأَحْيَاءِ ، وَأَنَّكَ مُحْيِي الْمَوْتَى ، وَأَنَّكَ بَاعِثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ، وَأَنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَ رَيْبَ فِيهِ ، وَأَنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ . السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللّهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا مَلاَئِكَةَ اللّهِ وَيَا زُوَّارَ قَبْرِ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ .

ص: 398

ثمّ امش قليلاً وعليك السكينة والوقار بالتكبير والتهليل والتمجيد والتحميد والتعظيم للّه ولرسوله صلى الله عليه و آله وقصّر خطاك ، فإذا أتيت الباب الذي يلي المشرق فقف على الباب وقل :

با متانت و تواضع و حمد و ثناى خدا و درود رسول خدا جلوتر رفته ، در آستانه درب شرقى بايست و بگو :

أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَمِينُ اللّهِ عَلَى خَلْقِهِ ، وَأنَّهُ سَيِّدُ الْأَوَّلِينَ وَالاْخِرِينَ ، وَأنَّهُ سَيِّدُ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ ، سَلاَمٌ عَلَى رَسُولِ اللّهِ . اَلْحَمْدُ للّه ِِ الَّذِي هَدَانَا لِهذَا ، وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلاَ أَنْ هَدَانَا اللّهُ ، لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ . اَللّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ أَنَّ هذَا قَبْرُ ابْنِ حَبِيبِكَ وَصَفْوَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَأَنَّهُ الْفَائِزُ بِكَرَامَتِكَ ، أَكْرَمْتَهُ بِكِتَابِكَ ، وَخَصَصْتَهُ وَائْتَمَنْتَهُ عَلَى

ص: 399

وَحْيِكَ وَأَعْطَيْتَهُ مَوَارِيثَ الْأَنْبِيَاءِ ، وَجَعَلْتَهُ حُجَّةً عَلَى خَلْقِكَ ، فَأَعْذَرَ فِي الدَّعْوَةِ ، وَبَذَلَ مُهْجَتَهُ فِيكَ ، لِيَسْتَنْقِذَ عِبَادَكَ مِنَ الضَّلاَلَةِ وَالْجَهَالَةِ وَالْعَمَى وَالشَّكِّ وَالاِرْتِيَابِ ، إِلَى [ بَابِ الْهُدَى مِنَ ] الرَّدى ، وَأَنْتَ تَرَى وَلاَ تُرَى ، وَأَنْتَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَى ، حَتَّى ثَارَ عَلَيْهِ مِنْ خَلْقِكَ مَنْ غَرَّتْهُ الدُّنْيَا ، وَبَاعَ الاْخِرَةَ بِالثَّمَنِ الْأَوْكَسِ ، وَأَسْخَطَكَ وَأَسْخَطَ رَسُولَكَ ، وَأَطَاعَ مِنْ عَبِيدِكَ مِنْ أَهْلِ النِّفَاقِ وَحَمَلَةِ الْأَوْزَارِ مَنِ اسْتَوْجَبَ النَّارَ ، لَعَنَ اللّهُ قَاتِلِي وَلَدِ رَسُولِكَ ، وَضَاعَفَ عَلَيْهِمُ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ .

ثمّ تدنو قليلاً وقل :

كمى جلوتر رفته بگو :

ص: 400

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ إِبْراهِيمَ خَلِيلِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُوسى كَلِيمِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عِيسى رُوحِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَصِيِّ رَسُولِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّكِيِّ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ فَاطِمَةَ الصِّدِّيقَةِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ الشَّهِيدُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْوَصِيُّ الرَّضِيُّ الْبَارُّ التَّقِيُّ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَعَبَدْتَ اللّهَ مُخْلِصاً حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا

ص: 401

أَبَا عَبْدِ اللّهِ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكاتُهُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الْأَرْوَاحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنَائِكَ وَأَنَاخْتْ بِرَحْلِكَ ، السَّلامُ عَلَى مَلاَئِكَةِ اللّهِ الْمُحْدِقِينَ بِكَ ، السَّلامُ عَلَى مَلاَئِكَةِ اللّهِ وَزُوَّارِ قَبْرِ ابْنِ نَبِيِّ اللّهِ .

ثم ادخل الحير وقل حين تدخل :

وارد حرم مطهر شده بگو :

السَّلامُ عَلَى مَلاَئِكَةِ اللّهِ الْمُقَرَّبِينَ ، السَّلامُ عَلى مَلاَئِكَةِ اللّهِ الْمُنْزَلِينَ ، السَّلامُ عَلَى مَلاَئِكَةِ اللّهِ الْمُسَوِّمِينَ ، السَّلامُ عَلَى مَلاَئِكَةِ اللّهِ الَّذِينَ هُمْ بِهذَا الْحِيرِ يَعْمَلُونَ ، وَبِإِذْنِ اللّهِ مُسَلِّمُونَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ وَابْنَ أَمِينِ اللّهِ وَابْنَ خَالِصَةِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللّهِ ، إِنَّا للّه ِِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، مَا أَعْظَمَ مُصِيبَتَكَ عِنْدَ أَبِيكَ رَسُولِ اللّهِ ! وَمَا أَعْظَمَ مُصِيبَتَكَ عِنْدَ مَنْ عَرَفَ اللّهَ عَزَّوَجَلَّ ! وَأَجَلَّ مُصِيبَتَكَ عِنْدَ الْمَلاَءِ الْأَعْلَى ، وَعِنْدَ

ص: 402

أَنْبِياءِ اللّهِ ، وَعِنْدَ رُسُلِ اللّهِ ! السَّلامُ مِنِّي إِلَيْكَ وَالتَّحِيَّةُ مَعَ عَظِيمِ الرَّزِيَّةِ ، كُنْتَ نُوراً فِي الْأَصْلاَبِ الشَّامِخَةِ ، وَنُوراً فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ ، وَنُوراً فِي الْهَوَاءِ ، وَنُوراً فِي السَّموَاتِ الْعُلَى ، كُنْتَ فِيهَا نُوراً سَاطِعاً لاَ يُطْفَى ، وَأَنْتَ النَّاطِقُ بِالْهُدَى .

ثمّ إمش قليلاً وقل : اللّهُ أَكْبَرُ سبع مرات ، وهلّله سبعاً ، واحمده سبعاً ، وسبّحه سبعاً ، وقل : لَبَّيْكَ دَاعِيَ اللّهِ سبعاً ، وقل :

كمى جلوتر رفته ، هر يك از تكبير ، تهليل ، حمد ، تسبيح و « لَبّيْكَ داعِىَ اللّهِ » را 7 مرتبه گفته ، بگو :

إنْ كَانَ لَمْ يُجِبْكَ بَدَنِي عِنْدَ اسْتِغَاثَتِكَ ، فَقَدْ أَجَابَكَ قَلْبِي وَسَمْعِي وَبَصَرِي وَرَأْيِي وَهَوَايَ عَلَى التَّسْلِيمِ لِخَلَفِ النَّبِيِّ الْمُرْسَلِ وَالسِّبْطِ الْمُنْتَجَبِ وَالدَّلِيلِ الْعَالِمِ وَالْأَمِينِ الْمُسْتَخْزَنِ وَالْمُؤَدِّي الْمُبَلِّغِ

ص: 403

وَالْمَظْلُومِ الْمُضْطَهَدِ ، جِئْتُكَ انْقِطَاعاً إِلَيْكَ وَإِلَى جَدِّكَ وَأَبِيكَ وَوَلَدِكَ الْخَلَفِ مِنْ بَعْدِكَ ، فَقَلْبِي لَكَ مُسَلِّمٌ ، وَرَأْيِي لَكَ مُتَّبِعٌ ، وَنُصْرَتِي لَكَ مُعَدَّةٌ ، حَتَّى يَحْكُمَ اللّهُ بِدِينِهِ وَيَبْعَثَكُمْ ، وَأُشْهِدُ اللّهَ أَنَّكُمُ الْحُجَّةُ ، وَبِكُمْ تُرْجَى الرَّحْمَةُ ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لاَ مَعَ عَدُوِّكُمْ ، إِنِّي بِكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، لاَ أُنْكِرُ للّه ِِ قُدْرَةً ، وَلاَ أُكَذِّبُ مِنْهُ بِمَشِيئَةٍ .

ثمّ إمشِ وقصّر خطاك حتّى تستقبل القبر وإجعل القبلة بين كتفيك واستقبل وجهه بوجهك وقل :

در پيش روى مبارك پشت به قبله ايستاده بگو :

السَّلامُ مِنَ اللّهِ ، وَالسَّلامُ عَلَى مُحَمَّدٍ أَمِينِ اللّهِ عَلَى رُسُلِهِ ، وَعَزَائِمِ

ص: 404

أَمْرِهِ ، الْخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ ، وَالْفَاتِحِ لِمَا اسْتُقْبِلَ ، وَالْمُهَيْمِنِ عَلَى ذلِكَ كُلِّهِ ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ . اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَاحِبِ مِيثَاقِكَ، وَخَاتِمِ رُسُلِكَ، وَسَيِّدِ عِبَادِكَ، وَأَمِينِكَ فِي بِلاَدِكَ، وَخَيْرِ بَرِيَّتِكَ ، كَمَا تَلاَ كِتَابَكَ ، وَجَاهَدَ عَدُوَّكَ حَتَّى أَتَاهُ الْيَقِينُ . اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، عَبْدِكَ وَأَخِي رَسُولِكَ ، الَّذِي انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِكَ ، وَجَعَلْتَهُ هَادِياً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَالدَّلِيلَ عَلَى مَنْ بَعَثْتَ بِرِسَالَتِكَ ، وَدَيَّانَ الدِّينِ بِعَدْلِكَ، وَفَصْلَ قَضَائِكَ بَيْنَ خَلْقِكَ، وَالْمُهَيْمِنَ عَلَى ذلِكَ كُلِّهِ ، والسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ . اَللّهُمَّ أَتْمِمْ بِهِ كَلِمَاتِكَ ، وَأَنْجِزْ بِهِ وَعْدَكَ ، وَأَهْلِكْ بِهِ عَدُوَّكَ ، وَاكْتُبْنَا فِي أَوْلِيَائِهِ وَأَحِبَّائِهِ . اَللّهُمَّ اجْعَلْنَا لَهُ شِيعَةً

ص: 405

وَأَنْصَاراً وَأَعْوَاناً عَلَى طَاعَتِكَ وَطَاعَةِ رَسُولِكَ ، وَمَا وَكَّلْتَ بِهِ ، وَاسْتَخْلَفْتَ عَلَيْهِ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ . اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ نَبِيِّكَ ، وَزَوْجَةِ وَلِيِّكَ ، وَأُمِّ السِّبْطَيْنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ ، الطَّاهِرَةِ الْمُطَهَّرَةِ الصِّدِّيقَةِ الزَّكِيَّةِ سَيِّدَةِ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَجْمَعِينَ صَلاَةً لاَ يَقْوى عَلَى إِحْصَائِهَا غَيْرُكَ .

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَبْدِكَ ، وَابْنِ أَخِي رَسُولِكَ ، الَّذِي انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِكَ ، وَجَعَلْتَهُ هَادِياً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَالدَّلِيلَ عَلَى مَنْ بَعَثْتَ بِرِسَالاَتِكَ ، وَدَيَّانَ الدِّيْنِ بِعَدْلِكَ ، وَفَصْلَ قَضَائِكَ بَيْنَ خَلْقِكَ ، وَالْمُهَيْمِنَ عَلَى ذلِكَ كُلِّهِ ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ .

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَبْدِكَ وَابْنِ أَخِي رَسُولِكَ الَّذِي انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِكَ ، وَجَعَلْتَهُ هَادِياً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَالدَّلِيلَ عَلَى مَنْ بَعَثْتَ

ص: 406

بِرِسَالاَتِكَ ، وَدَيَّانَ الدِّينِ بِعَدْلِكَ ، وَفَصْلَ قَضَائِكَ بَيْنَ خَلْقِكَ ، َالْمُهَيْمِنَ عَلَى ذلِكَ كُلِّهِ ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ .

وتصلّي على الأئمة كلّهم عليهم السلام كما صلّيت على الحسن والحسين عليهماالسلام ، وتقول :

آنگاه با همين الفاظى كه به امام حسن و امام حسين ( عليهما السّلام ) سلام كردى ، به فرد فرد امامان سلام مى كنى ، سپس مى گويى :

اَللّهُمَّ أَتْمِمْ بِهِمْ كَلِمَاتِكَ ، وَأَنْجِزْ بِهِمْ وَعْدَكَ ، وَأَهْلِكْ بِهِمْ عَدُوَّكَ وَعَدُوَّهُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالاْءِنْسِ أَجْمَعِينَ . اَللّهُمَّ اجْزِهِمْ عَنَّا خَيْرَ مَا جَزَيْتَ نَذِيراً عَنْ قَوْمِهِ ، اَللّهُمَّ اجْعَلْنَا لَهُمْ شِيعَةً وَأَنْصَاراً وَأَعْوَاناً عَلَى طَاعَتِكَ وَطَاعَةِ رَسُولِكَ ، اَللّهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ يَتَّبِعُ النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُمْ ، وَأَحْيِنَا

ص: 407

مَحْيَاهُمْ وَأَمِتْنَا مَمَاتَهُمْ ، وَأَشْهِدْنَا مَشَاهِدَهُمْ فِي الدُّنْيَا والاْخِرَةِ ، اَللّهُمَّ إِنَّ هذَا مَقَامٌ أَكْرَمْتَنِي بِهِ ، وَشَرَّفْتَنِي بِهِ ، وَأَعْطَيْتَنِي فِيهِ رَغْبَةً عَلَى حَقِيقَةِ إِيمَانِي بِكَ وَبِرَسُولِكَ .

ثمّ تدنو قليلاً وتقول :

كمى جلوتر رفته بگو :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ ، وَسَلاَمُ اللّهِ وَسَلاَمُ مَلاَئِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ وَأَنْبِيَائِهِ الْمُرْسَلِينَ كُلَّمَا تَرُوحُ الرَّائِحَاتُ الطَّاهِرَاتُ لَكَ ، وَعَلَيْكَ سَلاَمُ الْمُؤْمِنِينَ لَكَ بِقُلوبِهِم ، النَّاطِقِينَ لَكَ بِفَضْلِكَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ صَادِقٌ صِدِّيقٌ صَدَقْتَ فِيمَا دَعَوْتَ إِلَيْهِ ، وَصَدَقْتَ فِيمَا أَتَيْتَ بِهِ ، وَأَنَّكَ ثَارُ اللّهِ فِي الْأَرْضِ . اَللّهُمَّ أَدْخِلْنِي فِي أَوْلِيَائِكَ ، وَحَبِّبْ إِلَيَّ شَهَادَتَهُمْ وَمَشَاهِدَهُمْ فِي

ص: 408

الدُّنْيَا وَالاْخِرَةِ ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .

وتقول : السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللّهِ ، رَحِمَكَ اللّهُ يَا أَبَا عَبْدِ اللّهِ ، صَلَّى اللّهُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا إِمَامَ الْهُدَى ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا عَلَمَ التُّقَى ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللّهِ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللّهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ثَارَ اللّهِ وَابْنَ ثَارِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وِتْرَ اللّهِ وَابْنَ وِتْرِهِ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قُتِلْتَ مَظْلُوماً ، وَأَنَّ قَاتِلَكَ فِي النَّارِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ جَاهَدْتَ فِي سَبِيلِ اللّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ، لَمْ تَأْخُذْكَ فِي اللّهِ لَوْمَةُ لاَئِمٍ ، وَأَنَّكَ عَبَدْتَهُ حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ ، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ كَلِمَةُ التَّقْوى ، وَبَابُ الهُدَى ، وَالْحُجَّةُ عَلَى خَلْقِهِ ، أَشْهَدُ أَنَّ ذلِكَ لَكُمْ سَابِقٌ فِيمَا مَضَى ، وَفَاتِحٌ فِيمَا بَقِيَ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ أَرْوَاحَكُمْ وَطِينَتَكُمْ طِينَةٌ طَيِّبَةٌ ، طَابَتْ

ص: 409

وَطَهُرَتْ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ مِنَ اللّهِ وَمِنْ رَحْمَتِهِ ، فَأُشْهِدُ اللّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَكَفَى بِهِ شَهِيداً ، وَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ ، وَلَكُمْ تَابِعٌ فِي ذَاتِ نَفْسِي وَشَرَائِعِ دِينِي وَخَاتِمَةِ عَمَلِي وَمُنْقَلَبِي وَمَثْوَايَ ، فَأَسْأَلُ اللّهَ الْبَارَّ الرَّحِيمَ أَنْ يُتَمِّمَ ذلِكَ لِي ، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ قَدْ بَلَّغْتُمْ وَنَصَحْتُمْ وَصَبَرْتُمْ وَقُتِلْتُمْ وَغُصِبْتُمْ ، وَأُسِيءَ إِلَيْكُمْ فَصَبَرْتُمْ ، لُعِنَتْ أُمَّةٌ خَالَفَتْكُمْ ، وَأُمَّةٌ جَحَدَتْ وِلاَيَتَكُمْ ، وَأُمَّةٌ تَظَاهَرَتْ عَلَيْكُمْ ، وَأُمَّةٌ شَهِدَتْ وَلَمْ تَسْتَشْهِدْ . اَلْحَمْدُ للّه ِِ الَّذِي جَعَلَ النَّارَ مَثْوَاهُمْ ، وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ ، وَبِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ .

وتقول : صَلَّى اللّهُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللّهِ ، صَلَّى اللّهُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللّهِ ، صَلَّى اللّهُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللّهِ ، وَعَلَى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ ، لَعَنَ اللّهُ قَاتِلِيكَ ، وَلَعَنَ اللّهُ سَالِبِيكَ ، وَلَعَنَ اللّهُ خَاذِلِيكَ ، وَلَعَنَ اللّهُ مَنْ شَايَعَ عَلَى قَتْلِكَ ، وَمَنْ

ص: 410

أَمَرَ بِذلِكَ وَشَارَكَ فِي دَمِكَ ، وَلَعَنَ اللّهُ مَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضِيَ بِهِ أَوْ سَلَّمَ إِلَيْهِ ، أَنَا أَبْرَأُ إِلَى اللّهِ مِنْ وِلاَيَتِهِمْ ، وَأَتَولَّى اللّهَ وَرَسُولَهُ وَآلَ رَسُولِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ الَّذِينَ انْتَهَكُوا حَرَمَكَ وَسَفَكُوا دَمَكَ مَلْعُونُونَ عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ . اَللّهُمَّ الْعَنِ الَّذِينَ كَذَّبُوا رُسُلَكَ وَسَفَكُوا دِمَاءَ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِمْ . اَللّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ اَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَضَاعِفْ عَلَيْهِمُ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ . اَللّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَقَتَلَةَ أَنْصَارِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَليٍّ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، وَأَصْلِهِمْ حَرَّ نَارِكَ ، وَأَذِقْهُمْ بَأْسَكَ ، وَضَاعِفْ عَلَيْهِمْ عَذَابَكَ ، وَالْعَنْهُمْ لَعْناً وَبِيلاً . اَللّهُمَّ اَحْلِلْ بِهِمْ نِقْمَتَكَ ، وَآتِهِمْ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُونَ ، وَخُذْهُمْ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ ، وَعَذِّبْهُمْ عَذَاباً نُكْراً ، وَالْعَنْ

ص: 411

أَعْدَاءَ نَبِيِّكَ وَأَعْدَاءَ آلِ نَبِيِّكَ لَعْناً وَبِيلاً . اَللّهُمَّ الْعَنِ الْجِبْتَ وَالطَّاغُوتَ وَالْفَرَاعِنَةَ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ .

وتقول : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا أَبَا عَبْدِ اللّهِ إِلَيْكَ كَانَتْ رِحْلَتِي مَعَ بُعْدِ شُقَّتِي ، وَإِلَيْكَ كَانَ مَجِيئِي ، وَبِكَ أَسْتَتِرُ مِنْ عَظِيمِ جُرْمِي ، أَتَيْتُكَ زَائِراً وَافِداً قَدْ أَوْقَرْتُ ظَهْرِي ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا سَيِّدِي ، بَكَيْتُكَ يَا خِيَرَةَ اللّهِ وَابْنَ خِيَرَتِهِ ، وَلَكَ فَاضَتْ عَبْرَتِي ، وَعَلَيْكَ كَانَ أَسَفِي وَنَحِيبي وَصُرَاخِي وَزَفْرَتِي وَشَهِيقِي ، وَحَقٌّ لِي أَنْ أَبْكِيَكَ وَقَدْ بَكَتْكَ السَّموَاتُ والْأَرَضُونَ وَالْجِبَالُ وَالْبِحَارُ ، فَمَا عُذْرِي إِنْ لَمْ أَبْكِكَ وَقَد بَكَاكَ حَبِيبُ رَبِّي ، وَبَكَتْكَ الْأَئِمَّةُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيْهِمْ ، وَبَكَاكَ مَنْ دُونَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى إِلَى الثَّرَى جَزَعاً عَلَيْكَ .

ثمّ استلم القبر وقل :

ص: 412

قبر مطهر را استلام كرده بگو :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللّهِ يَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللّهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ عَبْدُ اللّهِ وَأَمِينُهُ ، بَلَّغْتَ نَاصِحاً وَأَدَّيْتَ أَمِيناً ، وَقُلْتَ صَادِقاً ، وَقُتِلْتَ صِدِّيقاً ، فَمَضَيْتَ عَلَى يَقِينٍ ، لَمْ تُؤْثِرْ عَمىً عَلَى هُدىً ، وَلَمْ تَمِلْ مِنْ حَقٍّ إِلَى بَاطِلٍ ، وَلَمْ تُحِبَّ إِلاَّ اللّهَ وَحْدَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ ، بَلَّغْتَ مَا أُمِرْتَ بِهِ ، وَقُمْتَ بِحَقِّهِ ، وَصَدَّقْتَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ ، غَيْرَ وَاهِنٍ وَلاَ مُوهِنٍ ، فَصَلَّى اللّهُ عَلَيْكَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً ، جَزَاكَ اللّهُ مِنْ صِدِّيقٍ خَيْراً ، أَشْهَدُ أَنَّ الْجِهَادَ مَعَكَ جِهَادٌ ، وَأَنَّ الْحَقَّ مَعَكَ وَإِلَيْكَ ، وَأَنْتَ أَهْلُهُ وَمَعْدِنُهُ ، وَمِيرَاثُ النُّبُوَّةِ عِنْدَكَ وَعِنْدَ أَهْلِ بَيْتِكَ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَنَصَحْتَ وَوَفَيْتَ وَجَاهَدْتَ فِي

ص: 413

سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ، وَمَضَيْتَ لِلَّذِي كُنْتَ عَلَيْهِ شَهِيداً وَمُسْتَشْهَداً وَمَشْهُوداً ، فَصَلَّى اللّهُ عَلَيْكَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً ، أَشْهَدُ أَنَّكَ طُهْرٌ طَاهِرٌ مُطَهَّرٌ ، مِنْ طُهْرٍ طَاهِرٍ مُطَهَّرٍ ، طَهُرْتَ وَطَهُرَتْ أَرْضٌ أَنْتَ بِهَا ، وَطَهُرَ حَرَمُكَ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ أَمَرْتَ بِالْقِسْطِ وَدَعَوْتَ إِلَيْهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ أُمَّةً قَتَلَتْكَ أَشْرَارُ خَلْقِ اللّهِ وَكَفَرَتُهُ ، وَإِنِّي أَسْتَشْفِعُ بِكَ إِلَى اللّهِ رَبِّكَ وَرَبِّي مِنْ جَمِيعِ ذُنُوبِي ، وَأَتَوجَّهُ بِكَ إِلَى اللّهِ فِي حَوَائِجِي وَرَغْبَتِي فِي أَمْرِ آخِرَتِي وَدُنْيَايَ .

ثمّ ضع خدّك الأيمن على القبر وقل :

طرف راست صورت بر قبر شريف نهاده بگو :

اَللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هذَا الْقَبْرِ وَمَنْ فِيهِ ، وَبِحَقِّ هذِهِ الْقُبُورِ وَمَنْ

ص: 414

أَسْكَنْتَهَا أَنْ تَكْتُبَ اسْمِي عِنْدَكَ فِي أَسْمَائِهِمْ حَتَّى تُورِدَنِي مَوَارِدَهُمْ ، وَتُصْدِرَنِي مَصَادِرَهُمْ ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ .

وتقول : رَبِّ أَفْحَمَتْنِي ذُنُوبِي ، وَقَطَعَتْ مَقَالَتِي ، فَلاَ حُجَّةَ لِي وَلاَ عُذْرَ لِي ، فَأَنَا الْمُقِرُّ بِذُنُوبِي ، الْأَسِيرُ بِبَلِيَّتِي ، الْمُرْتَهَنُ بِعَمَلِي ، الْمُتَجَلِّدُ فِي خَطِيئَتِي ، المُتَحَيِّرُ عَنْ قَصْدِي ، الْمُنْقَطِعُ بِي ، قَدْ أَوْقَفْتُ يَا رَبِّ نَفْسِي مَوْقِفَ الْأَشْقِيَاءِ الْأَذِلاَّءِ الْمُذْنِبِينَ ، الْمُجْتَرِئِينَ عَلَيْكَ بِوَعِيدِكَ ، يَا سُبْحَانَكَ أَيَّ جُرْأَةٍ اجْتَرَأْتُ عَلَيْكَ ، وَأَيَّ تَغْرِيرٍ غَرَّرْتُ بِنَفْسِي ، وَأَيَّ سَكْرَةٍ أوْبَقَتْنِي ، وَأَيَّ غَفْلَةٍ أَعْطَبَتْنِي ، مَا كَانَ أَقْبَحَ سُوءَ نَظَرِي ، وَأَوْحَشَ فِعْلِي ، يَا سَيِّدِي فَارْحَمْ كَبْوَتِي لِحُرِّ وَجْهِي ، وَزَلَّةَ قَدَمِي ، وَتَعْفِيرِي فِي التُّرَابِ خَدِّي ، وَنَدَامَتِي عَلَى مَا فَرَطَ مِنِّي ، وَأَقِلْنِي عَثْرَتِي ، وَارْحَمْ صَرْخَتِي

ص: 415

وَعَبْرَتِي ، وَاقْبَلْ مَعْذِرَتِي ، وَعُدْ بِحِلْمِكَ عَلَى جَهْلِي ، وَبِإِحْسَانِكَ عَلَى خَطِيئَاتِي ، وَبِعَفْوِكَ عَلَيَّ . رَبِّ أَشْكُو إِلَيْكَ قَسَاوَةَ قَلْبِي ، وَضَعْفَ عَمَلِي ، فَارْتَحْ لِمَسْأَلَتِي ، فَأَنَا الْمُقِرُّ بِذَنْبِي ، الْمُعْتَرِفُ بِخَطِيئَتِي ، وَهذِهِ يَدِي وَنَاصِيَتِي أَسْتَكِينُ لَكَ بِالْقِوَدِ مِنْ نَفْسِي ، فَاقْبَلْ تَوْبَتِي ، وَنَفِّسْ كُرْبَتِي ، وَارْحَمْ خُشُوعِي ، وَخُضُوعِي ، وَانْقِطَاعِي إِلَيْكَ سَيِّدِي ، وَأَسَفِي عَلَى مَا كَانَ مِنِّي ، وَتَمَرُّغِي وَتَعْفِيرِي فِي تُرَابِ قَبْرِ ابْنِ نَبِيِّكَ بَيْنَ يَدَيْكَ ، فَأَنْتَ رَجَائِي وَمُعْتَمَدِي وَظَهْرِي وَعُدَّتِي ، لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ .

ثمّ كبّر خمساً وثلاثين تكبيرة ثمّ ترفع يديك وتقول :

35 مرتبه تكبير گفته ، دستها را بلند كرده بگو :

إِلَيْكَ يَا رَبِّ صَمَدْتُ مِنْ أَرْضِي ، وَإِلَى ابْنِ نَبِيِّكَ قَطَعْتُ الْبِلاَدَ رَجَاءً

ص: 416

لِلْمَغْفِرَةِ ، فَكُنْ لِي يَا سَيِّدِي سَكَناً وَشَفِيعاً ، وَكُنْ بِي رَحِيماً ، وَكُنْ لِي مَنْجىً يَوْمَ لاَ تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى ، يَوْمَ لاَ تَنْفَعُ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ، وَيَوْمَ يَقُولُ أَهْلُ الضَّلاَلَةِ : « مَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ » ، فَكُنْ يَوْمَئِذٍ فِي مَقَامِي بَيْنَ يَدَيْ رَبِّي لِي مُنْقِذاً ، فَقَدْ عَظُمَ جُرْمِي إِذَا ارْتَعَدَتْ فَرَائِصِي ، وَأُخِذَ بِسَمْعِي ، وَأَنَا مُنَكِّسٌ رَأْسِي بِمَا قَدَّمْتُ مِنْ سُوءِ عَمَلِي ، وَأَنَا عَارٍ كَمَا وَلَدَتْنِي أُمِّي ، وَرَبِّي يَسْأَلُنِي ، فَكُنْ لِي يَوْمَئِذٍ شَافِعاً وَمُنْقِذاً ، فَقَدْ أَعْدَدْتُكَ لِيَوْمِ حَاجَتِي ، وَيَوْمِ فَقْرِي وَفَاقَتِي .

ثمّ ضع خدّك الأيسر على القبر وتقول :

طرف چپ صورت بر قبر شريف نهاده بگو :

اَللّهُمَّ ارْحَمْ تَضَرُّعِي فِي تُرَابِ قَبْرِ ابْنِ نَبِيِّكَ، فَإِنِّي مَوْضِعُ رَحْمَةٍ يَا رَبِّ .

وتقول : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ ، إِنِّي أَبْرَأُ إِلَى اللّهِ

ص: 417

مِنْ قَاتِلِكَ وَمِنْ سَالِبِكَ ، يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَكُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً ، وَأَبْذِلَ مُهْجَتِي فِيكَ ، وَأَقِيكَ بِنَفْسِي ، وَكُنْتُ فِيمَنْ أَقَامَ بَيْنَ يَدَيْكَ حَتَّى يُسْفَكَ دَمِي مَعَكَ ، فَأَظْفُرَ مَعَكَ بِالسَّعَادَةِ وَالْفَوْزِ بِالجَنَّةِ .

وتقول : لَعَنَ اللّهُ مَنْ رَمَاكَ ، لَعَنَ اللّهُ مَنْ طَعَنَكَ ، لَعَنَ اللّهُ مَنِ اجْتَزَّ رَأْسَكَ ، لَعَنَ اللّهُ مَنْ حَمَلَ رَأْسَكَ ، لَعَنَ اللّهُ مَنْ نَكَتَ بِقَضِيبِهِ بَيْنَ ثَنَايَاكَ ، لَعَنَ اللّهُ مَنْ أَبْكَى نِسَاءَكَ ، لَعَنَ اللّهُ مَنْ أَيْتَمَ أَوْلاَدَكَ ، لَعَنَ اللّهُ مَنْ أَعَانَ عَلَيْكَ ، لَعَنَ اللّهُ مَنْ سَارَ إِلَيْكَ ، لَعَنَ اللّهُ مَنْ مَنَعَكَ مَاءَ الْفُرَاتِ ، لَعَنَ اللّهُ مَنْ غَشَّكَ وَخَلاَّكَ ، لَعَنَ اللّهُ مَنْ سَمِعَ صَوْتَكَ فَلَمْ يُجِبْكَ ، لَعَنَ اللّهُ ابْنَ آكِلَةِ الْأَكْبَادِ ، وَلَعَنَ اللّهُ ابْنَهُ وَأَعْوَانَهُ وَأَتْبَاعَهُ وَأَنْصَارَهُ ابْنَ سُمَيَّةَ ، وَلَعَنَ اللّهُ

ص: 418

جَمِيعَ قَاتِلِيكَ وَقَاتِلِي أَبِيكَ وَمَنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِكُمْ ، وَحَشَا اللّهُ أَجْوَافَهُمْ وَبُطُونَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَاراً ، وَعَذَّبَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً .

ثمّ تسبّح عند رأسه ألف تسبيحة من تسبيح أمير المؤمنين عليه السلام فإن أحببت تحوّلت إلى عند رجليه وتدعو بما قد فسّرت لك ثمّ تدور من عند رجليه إلى عند رأسه ، فإذا فرغت من الصلاة سبّحت بهذه التسبيحات :

1000 مرتبه تسبيح اميرالمؤمنين عليه السلام گفته ، به سمت بالاى سر رفته ، نماز مى خوانى و مى گويى :

سُبْحَانَ مَنْ لاَ تَبِيدُ مَعَالِمُهُ ، سُبْحَانَ مَنْ لاَ تَنْقُصُ خَزَائِنُهُ ، سُبْحَانَ مَنْ لاَ انْقِطَاعَ لِمُدَّتِهِ ، سُبْحَانَ مَنْ لاَ يَنْفَدُ مَا عِنْدَهُ ، سُبْحَانَ مَنْ لاَ اضْمِحْلاَلَ لِفَخْرِهِ ، سُبْحَانَ مَنْ لاَ يُشَاوِرُ اَحَداً فِي أَمْرِهِ ، سُبْحَانَ مَنْ لاَ إِلهَ

ص: 419

غَيْرُهُ .

ثمّ تحوّل عند رجليه وضع يدك على القبر وقل :

به طرف پايين پا رفته ، دست خود را بر قبر شريف نهاده سه مرتبه مى گويى :

صَلَّى اللّهُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِاللّهِ (ثلاثاً ) سپس مى گويى : صَبَرْتَ وَأَنْتَ الصَّادِقُ الْمُصَدِّقُ ، قَتَلَ اللّهُ مَنْ قَتَلَكُمْ بِالْأَيْدِي وَالْأَلْسُنِ .

وتقول : اَللّهُمَّ رَبَّ الْأَرْبَابِ، صَرِيخَ الْأَخْيَارِ، إِنِّي عُذْتُ مَعَاذاً فَفُكَّ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ ، جِئْتُكَ يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ وَافِداً إِلَيْكَ ، أَتَوَسَّلُ إِلَى اللّهِ فِي جَمِيعِ حَوَائِجِي مِنْ أَمْرِ آخِرَتِي وَدُنْيَايَ، وَبِكَ يَتَوَسَّلُ الْمُتَوَسِّلُونَ إِلَى اللّهِ فِي جَمِيعِ حَوَائِجِهِمْ ، وَبِكَ يُدْرِكُ أَهْلُ الثَّوَابِ مِنْ عِبَادِ اللّهِ طَلِبَتَهُمْ ، أَسْأَلُ وَلِيَّكَ وَوَلِيَّنَا أَنْ يَجْعَلَ حَظِّي مِنْ زِيَارَتِكَ الصَّلاَةَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَالْمَغْفِرَةَ

ص: 420

لِذُنُوبِي ، اَللّهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ تَنْصُرُهُ وَتَنْتَصِرُ بِهِ لِدِينِكَ فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ .

ثمّ تضع خدّك عليه وتقول :

صورت خود را بر قبر شريف نهاده مى گويى :

اَللّهُمَّ رَبَّ الْحُسَيْنِ ، اِشْفِ صَدْرَ الْحُسَيْنِ ، اَللّهُمَّ رَبَّ الْحُسَيْنِ ، اُطْلُبْ بِدَمِ الْحُسَيْنِ ، اَللّهُمَّ رَبَّ الْحُسَيْنِ ، اِنْتَقِمْ مِمَّنْ رَضِيَ بِدَمِ الْحُسَيْنِ ، اَللّهُمَّ رَبَّ الْحُسَيْنِ ، اِنْتَقِمْ مِمَّنْ خَالَفَ الْحُسَيْنِ ، اَللّهُمَّ رَبَّ الْحُسَيْنِ ، اِنْتَقِمْ مِمَّنْ فَرِحَ بِقَتْلِ الْحُسَيْنِ .

وتبتهل في اللّعنة على من قتل الحسين وأمير المؤمنين عليهماالسلام وتسبّح عند رجليه ألف تسبيحة من تسبيح فاطمة عليهاالسلام فإن لم تقدر فمئة تسبيحة وتقول :

بر قاتلان امام حسين و اميرالمؤمنين لعن كرده ، در طرف پايين پا 1000 مرتبه و اگر نتوانى 100 مرتبه سبحان اللّه مى گويى ،

ص: 421

سپس مى گويى :

سُبْحَانَ ذِي الْعِزِّ الشَّامِخِ الْمُنِيفِ ، سُبْحَانَ ذِي الْجَلاَلِ الْفَاخِرِ الْعَظِيمِ ، سُبْحَانَ ذِي الْمُلْكِ الْفَاخِرِ الْقَدِيمِ ، سُبْحَانَ ذِي الْمُلْكِ الْفَاخِرِ الْعَظِيمِ ، سُبْحَانَ مَنْ لَبِسَ الْعِزَّ وَالْجَمَالَ ، سُبْحَانَ مَنْ تَرَدَّى بِالنُّورِ وَالْوَقَارِ ، سُبْحَانَ مَنْ يَرَى أَثَرَ النَّمْلِ فِي الصَّفَا ، وَخَفَقَانَ الطَّيْرِ فِي الْهَوَاءِ ، سُبْحَانَ مَنْ هُوَ هكَذَا وَلاَ هكَذَا غَيْرُهُ .

ثمّ صر إلى قبر عليّ بن الحسين فهو عند رجلي الحسين بن علي عليهم السلام فإذا وقفت عليه فقل :

آنگاه در كنار قبر حضرت على اكبر عليه السلام ايستاده بگو :

ص: 422

السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، وَابْنَ خَلِيفَةِ رَسُولِ اللّهِ ، وَابْنَ بِنْتِ رَسُولِ اللّهِ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، مُضَاعَفَةً كُلَّمَا طَلَعَتْ شَمْسٌ أَوْ غَرَبَتْ . السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي مِنْ مَذْبُوحٍ وَمَقْتُولٍ مِنْ غَيْرِ جُرْمٍ وَبِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، دَمُكَ الْمُرْتَقَى بِهِ إِلَى حَبِيبِ اللّهِ وَبِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي مِنْ مُقَدَّمٍ بَيْنَ يَدَيْ أَبِيكَ يَحْتَسِبُكَ وَيَبْكِي عَلَيْكَ ، مُحْتَرِقاً عَلَيْكَ قَلْبُهُ ، يَرْفَعُ دَمَكَ بِكَفِّهِ إِلَى أَعْنَانِ السَّمَاءِ لاَ تَرْجِعُ مِنْهُ قَطْرَةٌ ، وَلاَ تَسْكُنُ عَلَيْكَ مِنْ أَبِيكَ زَفْرَةٌ ، وَدَّعَكَ لِلْفِرَاقِ ، فَمَكَانُكُمَا عِنْدَ اللّهِ مَعَ آبَائِكَ الْمَاضِينَ ، وَمَعَ أُمَّهَاتِكَ فِي الْجِنَانِ مُنَعَّمِينَ ، أَبْرَأُ إِلَى اللّهِ مِمَّنْ قَتَلَكَ وَذَبَحَكَ .

ثمّ انكبَّ على القبر وضع يدك عليه وقل :

ص: 423

صورت خود را بر قبر شريف نهاده بگو :

سَلاَمُ اللّهِ وَسَلاَمُ مَلاَئِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ ، وَأَنْبِيَائِهِ الْمُرْسَلِينَ ، وَعِبَادِهِ الصَّالِحِينَ عَلَيْكَ يَا مَوْلاَيَ وَابْنَ مَوْلاَيَ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، صَلَّى اللّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى عِتْرَتِكَ وَأَهْلِ بَيْتِكَ وَآبَائِكَ وَأَبْنَائِكَ وَأُمَّهَاتِكَ الْأَخْيَارِ الْأَبْرَارِ الَّذِينَ أَذْهَبَ اللّهُ عَنْهُمْ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً . السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ وَابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَابْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، لَعَنَ اللّهُ قَاتِلَكَ ، وَلَعَنَ اللّهُ مَنِ اسْتَخَفَّ بِحَقِّكُمْ وَقَتَلَكُمْ ، لَعَنَ اللّهُ مَنْ بَقِيَ مِنْهُمْ وَمَنْ مَضَى ، نَفسِي فِدَاؤُكُمْ وَلِمَضْجَعِكُمْ ، صَلَّى اللّهُ عَلَيْكُمْ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً .

ثمّ ضع خدّك على القبر وقل : صَلَّى اللّهُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ (ثلاثاً)

ص: 424

سه مرتبه بگو : « صَلَّى اللّهُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ » آنگاه بگو :

بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي أَتَيْتُكَ زَائِراً وَافِداً ، عَائِذاً مِمَّا جَنَيْتُ عَلَى نَفْسِي وَاحْتَطَبْتُ عَلَى ظَهْرِي ، وَأَسْأَلُ وَلِيَّكَ وَوَلِيّي أَنْ يَجْعَلَ حَظِّي مِنْ زِيَارَتِكَ عِتْقَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ .

وتدعو بما أحببت ، ثمّ تأتي قبر الحسين عليه السلام ثمّ تدور من خلفه إلى عند رأس الحسين عليه السلام وصلّ عند رأسه ركعتين تقرأ في الاُولى الحمد ويس ، وفي الثانية الحمد والرّحمن ، وإن شئت صلّيت خلف القبر وعند رأسه أفضل ، فإذا فرغت فصلّ ما أحببت ، إلاّ أنّ الركعتين ركعتي الزيارة لابدّ منهما عند كلّ قبر ، فإذا فرغت من الصلاة فارفع يدك وقل :

دو ركعت نماز زيارت بخوان ، در ركعت اول بعد از حمد « يس »

ص: 425

و در ركعت دوم « الرّحمن » بعد از نماز بگو :

اَللّهُمَّ إنَّا أَتَيْنَاهُ مُؤْمِنِينَ بِهِ مُسَلِّمِينَ لَهُ ، مُعْتَصِمِينَ بِحَبْلِهِ ، عَارِفِينَ بِحَقِّهِ ، مُقِرِّينَ بِفَضْلِهِ ، مُسْتَبْصِرِينَ بِضَلاَلَةِ مَنْ خَالَفَهُ ، عَارِفِينَ بِالْهُدَى الَّذِي هُوَ عَلَيْهِ . اَللّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ وَأُشْهِدُ مَنْ حَضَرَنِي مِنْ مَلاَئِكَتِكَ أَنِّي بِهِمْ مُؤْمِنٌ ، وَأَنِّي بِمَنْ قَتَلَهُمْ كَافِرٌ . اَللّهُمَّ اجْعَلْ لِمَا أَقُولُ إِيمَاناً حَقِيقَةً فِي قَلْبِي ، وَشَرِيعَةً فِي عَمَلِي . اَللّهُمَّ اجْعَلْنِي مِمَّنْ لَهُ مَعَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلامُ قَدَمٌ ثَابِتٌ ، وَأَثْبِتْنِي فِيمَنِ اسْتُشْهِدَ مَعَهُ . اَللّهُمَّ الْعَنِ الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَكَ كُفْراً ، سُبْحَانَكَ يَا حَلِيمُ عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ فِي الْأَرْضِ ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ ، يَا عَظِيمُ تَرَى عَظِيمَ الْجُرْمِ مِنْ عِبَادِكَ فَلاَ تَعْجَلُ عَلَيْهِمْ ، تَعَالَيْتَ يَا كَرِيمُ أَنْتَ شَاهِدٌ غَيْرُ غَائِبٍ ، وَعَالِمٌ بِمَا أَتَى إِلَى أَهْلِ صَفْوَتِكَ وَأَحِبَّائِكَ مِنَ الْأَمْرِ الَّذِي لاَ تَحْمِلُهُ سَمَاءٌ وَلاَ أَرْضٌ ، وَلَوْ شِئْتَ

ص: 426

لاَنْتَقَمْتَ مِنْهُمْ وَلكِنَّكَ ذُو أَنَاةٍ ، وَقَدْ أَمْهَلْتَ الَّذِينَ اجْتَرَأُوا عَلَيْكَ وَعَلَى رَسُولِكَ وَحَبِيبِكَ ، فَأَسْكَنْتَهُمْ أَرْضَكَ ، وَغَذَوْتَهُمْ بِنِعْمَتِكَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ ، وَوَقْتٍ هُمْ صَائِرُونَ إِلَيْهِ ، لِيَسْتَكْمِلُوا الْعَمَلَ الَّذِي قَدَّرْتَ ، وَالْأَجَلَ الَّذِي أَجَّلْتَ ، لِتُخْلِدَهُمْ فِي مَحَطٍّ وَوَثَاقٍ ، وَنَارٍ وَحَمِيمٍ وَغَسَّاقٍ ، وَالضَّرِيعِ وَالاْءِحْرَاقِ ، وَالْأَغْلاَلِ وَالْأَوْثَاقِ ، وَغِسْلِينَ وَزَقُّومٍ وَصَدِيدٍ ، مَعَ طُولِ الْمَقَامِ ، فِي أَيَّامِ لَظَى وَفِي سَقَرٍ ، الَّتِي لاَ تُبْقِي وَلاَ تَذَرُ ، وَفِي الْحَمِيمِ وَالْجَحِيمِ .

ثمّ تنكبّ على القبر وتقول : يَا سَيِّدِي أَتَيْتُكَ زَائِراً مُوقَراً مِنَ الذُّنُوبِ ، أَتَقَرَّبُ إِلَى رَبِّي بِوُفُودِي إِلَيْكَ ، وَبُكَائِي عَلَيْكَ وَعَوِيلِي وَحَسْرَتِي وَأَسَفِي وَبُكَائِي وَمَا أَخَافُ عَلَى نَفْسِي ، رَجَاءَ أَنْ تَكُونَ لِي حِجَاباً وَسَنَدَاً وَكَهْفاً

ص: 427

وَحِرْزاً وَشَافِعاً وَوِقَايَةً مِنَ النَّارِ غَداً ، وَأَنَا مِنْ مَوَالِيكُمُ الَّذِينَ أُعَادِي عَدُوَّكُمْ ، وَأُوَالِي وَلِيَّكُمْ ، عَلَى ذلِكَ أَحْيَا ، وَعَلَيْهِ أَمُوتُ ، وَعَلَيْهِ أُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللّهُ ، وَقَدْ أَشْخَصْتُ بَدَنِي ، وَوَدَّعْتُ أَهْلِي ، وَبَعُدَتْ شُقَّتِي ، وَأؤَمِّلُ فِي قُرْبِكُمُ النَّجَاةَ ، وَأَرْجُو فِي إِتْيَانِكُمُ الْكَرَّةَ ، وَأَطْمَعُ فِي النَّظَرِ إِلَيْكُمْ وَإِلَى مَكَانِكُمْ غَداً فِي جِنَانِ رَبِّي مَعَ آبَائِكُمُ الْمَاضِينَ .

وتقول : يَا أَبَا عَبْدِ اللّهِ ، يَا حُسَيْنَ ابْنَ رَسُولِ اللّهِ ، جِئْتُكَ مُسْتَشْفِعاً بِكَ إِلَى اللّهِ ، اَللّهُمَّ إِنِّي أَسْتَشْفِعُ إِلَيْكَ بِوَلَدِ حَبِيبِكَ ، وَبِالْمَلاَئِكَةِ الَّذِينَ يَضِجُّونَ عَلَيْهِ ، وَيَبْكُونَ وَيَصْرُخُونَ لاَ يَفْتُرُونَ وَلاَ يَسْأَمُونَ ، وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِكَ مُشْفِقُونَ ، وَمِنْ عَذَابِكَ حَذِرُونَ ، لاَ تُغَيِّرُهُمُ الْأَيَّامُ وَلاَ يَهْرَمُونَ ، فِي نَوَاحِي الْحِيَرِ يَشْهَقُونَ ، وَسَيِّدُهُمْ يَرَى مَا يَصْنَعُونَ ، وَمَا فِيهِ يَتَقَبَّلُونَ ، قَدِ انْهَمَلَتْ مِنْهُمُ الْعُيُونُ فَلاَ تَرْقَأُ ، وَاشْتَدَّ مِنْهُمُ الْحُزْنُ بِحُرْقَةٍ لاَ تُطْفَأُ .

ص: 428

ثمّ ترفع يديك وتقول :

دست به دعا برافراشته بگو :

اَللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مَسْأَلَةَ الْمِسْكِينِ الْمُسْتَكِينِ الذَّلِيلِ ، الَّذِي لَمْ يُرِدْ بِمَسْكَنَتِهِ غَيْرَكَ ، فَإِنْ لَمْ تُدْرِكْهُ رَحْمَتُكَ عَطَبَ ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُدَارِكَنِي بِلُطْفٍ مِنْكَ فأَنْتَ الَّذِي لاَ يُخَيَّبُ سَائِلُكَ ، وَتُعْطِي الْمَغْفِرَةَ ، وَتَغْفِرُ الذُّنُوبَ ، فَلاَ أَكُونَنَّ يَا سَيِّدِي أَنَا أَهْوَنَ خَلْقِكَ عَلَيْكَ ، وَلاَ أَكُونُ أَهْوَنَ مَنْ وَفَدَ إِلَيْكَ بِابْنِ حَبِيبِكَ ، فَإِنِّي أَمَّلْتُ وَرَجَوْتُ وَطَمِعْتُ وَزُرْتُ وَاغْتَرَبْتُ ، رَجَاءً لَكَ أَنْ تُكَافِيَنِي إِذْ أَخْرَجْتَنِي مِنْ رَحْلِي ، فَأَذِنْتَ لِي بِالْمَسِيرِ إِلَى هذَا الْمَكَانِ ، رَحْمَةً مِنْكَ وَتَفَضُّلاً مِنْكَ يَا رَحْمنُ يَا رَحِيمُ .

وإجتهد في الدعاء ما قدرت عليه وأكثر منه إن شاء اللّه ، ثمّ تخرج من

ص: 429

السقيفة وتقف بحذاء قبور الشهداء وتومئ إليهم أجمعين وتقول :

در مقابل ساير شهدا ايستاده بگو :

السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْقُبُورِ مِنْ أَهْلِ دِيَارِ الْمُؤْمِنِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَوْلِيَاءَ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصَارَ اللّهِ وَأَنْصَارَ رَسُولِهِ وَأَنْصَارَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْصَارَ ابْنِ رَسُولِهِ وَأَنْصَارَ دِينِهِ ، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَنْصَارُ اللّهِ كَمَا قَالَ اللّهُ عَزَّوَجَلَّ : « وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ » فَمَا ضَعُفْتُمْ وَمَا اسْتَكَنْتُمْ حَتَّى لَقِيتُمُ اللّهَ عَلَى سَبِيلِ الْحَقِّ ، صَلَّى اللّهُ عَلَيْكُمْ وَعَلَى أَرْوَاحِكُمْ وَأَجْسَادِكُمْ ، أَبْشِرُوا بِمَوْعِدِ اللّهِ الَّذِي لاَ خُلْفَ

ص: 430

لَهُ وَلاَ تَبْدِيلَ ، إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ وَعْدَهُ ، وَاللّهُ مُدْرِكٌ بِكُمْ ثَأرَ مَا وَعَدَكُمْ ، أَنْتُمْ خَاصَّةُ اللّهِ ، اخْتَصَّكُمُ اللّهُ لِأَبِي عَبْدِ اللّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ ، أَنْتُمُ الشُّهَدَاءُ ، وَأَنْتُمُ السُّعَدَاءُ ، أُسْعِدْتُمْ عِنْدَ اللّهِ ، وَفُزْتُمْ بِالدَّرَجَاتِ مِنْ جَنَّاتٍ لاَ يَطْعَنُ أَهْلُهَا وَلاَ يَهْرَمُونَ ، وَرَضُوا بِالْمَقَامِ فِي دَارِ السَّلامَ مَعَ مَنْ نَصَرْتُمْ ، جَزَاكُمُ اللّهُ خَيْراً مِنْ أَعْوَانٍ ، جَزَاءَ مَنْ صَبَرَ مَعَ رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ ، أَنْجَزَ اللّهُ مَا وَعَدَكُمْ مِنَ الْكَرَامَةِ فِي جِوَارِهِ وَدَارِهِ ، مَعَ النَّبِيّينَ وَالْمُرْسَلِينَ وَأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ ، أَسْأَلُ اللّهَ الَّذِي حَمَلَنِي إِلَيْكُمْ حَتَّى أَرَانِي مَصَارِعَكُمْ أَنْ يُرِينِيَكُمْ عَلَى الْحَوْضِ رِوَاءً مَرْوِيّينَ ، وَيُرِيَنِي أَعْدَاءَكُمْ فِي أَسْفَلِ دَرَكٍ مِنَ الْجَحِيمِ ، فَإِنَّهُمْ قَتَلُوكُمْ ظُلْماً ، وَأَرَادُوا إِمَاتَةَ الْحَقِّ ، وَسَلَبُوكُمْ لاِبْنِ سُمَيَّةَ وَابْنِ آكِلَةِ الْأَكْبَادِ ، فَأَسْأَلُ اللّهَ أَنْ يُرِينِيَهُمْ ظِمَاءً مُظْمِئِينَ مُسَلْسَلِينَ مُغَلَّلِينَ ، يُسَاقُونَ

ص: 431

إِلَى الْجَحِيمِ . السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصَارَ ابْنِ رَسُولِ اللّهِ مِنِّي مَا بَقِيتُ ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ دَائِماً إِذَا فَنَيْتُ وَبَلَيْتُ ، لَهْفِي عَلَيْكُمْ أَيُّ مُصِيبَةٍ أَصَابَتْ كُلَّ مَوْلىً لِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، لَقَدْ عَظُمَتْ وَخُصَّتْ وَجَلَّتْ وَعَمَّتْ مُصِيبَتُكُمْ أَنَا بِكُمْ لَجَزِعٌ ، وَأَنَا بِكُمْ لَمُوجَعٌ مَحْزُونٌ ، وَأَنَا بِكُمْ لَمُصَابٌ مَلْهُوفٌ ، هَنِيئاً لَكُمْ مَا أُعْطِيتُمْ ، وَهَنِيئاً لَكُمْ مَا بِهِ حُيِّيْتُمْ ، فَلَقَدْ بَكَتْكُمُ الْمَلاَئِكَةُ وَحَفَّتْكُمْ ، وَسَكَنَتْ مُعَسْكَرَكُمْ ، وَحَلَّتْ مَصَارِعَكُمْ ، وَقَدَّسَتْ وَصَفَّتْ بِأَجْنِحَتِهَا عَلَيْكُمْ ، لَيْسَ لَهَا عَنْكُمْ فِرَاقٌ إِلَى يَوْمِ التَّلاَقِ وَيَوْمَ الْمَحْشَرِ وَيَوْمَ الْمَنْشَرِ ، طَافَتْ عَلَيْكُمْ رَحْمَةٌ مِنَ اللّهِ بَلَغْتُمْ بِهَا شَرَفَ الاْخِرَةِ ، أَتَيْتُكُمْ شَوْقاً وَزُرْتُكُمْ خَوْفاً ، أَسْأَلُ اللّهَ أَنْ يُرِيَنِيكُمْ عَلَى الْحَوْضِ وَفِي الْجِنَانِ ، مَعَ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ ، وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ، وَحَسُنَ أُول-ئِكَ رَفِيقاً .

ثمّ دُر في الحائر وأنت تقول :

به حاير برگشته بگو :

يَا مَنْ إِلَيْهِ وَفَدْتُ ، وَإِلَيْهِ خَرَجْتُ ، وَبِهِ اسْتَجَرْتُ ، وَإلَيْهِ قَصَدْتُ ، وَإِلَيْهِ بِابْنِ نَبِيِّهِ تَقَرَّبْتُ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَمُنَّ عَلَيَّ بِالْجَنَّةِ ، وَفُكَّ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ . اَللّهُمَّ ارْحَمْ غُرْبَتِي وَبُعْدَ دَارِي ، وَارْحَمْ مَسِيرِي إِلَيْكَ وَإِلَى ابْنِ حَبِيبِكَ ، وَأَقْلِبْني مُفْلِحاً مُنْجِحاً قَدْ قَبِلْتَ مَعْذِرَتِي وَخُضُوعِي وَخُشُوعِي عِنْدَ إِمَامِي وَسَيِّدِي وَمَوْلاَيَ ، وَارْحَمْ صَرْخَتِي وَبُكَائِي وَهَمِّي وَجَزَعِي وَحُزْنِي وَمَا قَدْ بَاشَرَ قَلْبِي مِنَ الْجَزَعِ عَلَيْهِ ، فَبِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَلُطْفِكَ لِي خَرَجْتُ إِلَيْهِ ، وَبِتَقْوِيَتِكَ إِيَّايَ وَصَرْفِكَ الْمَحْذُورَ عَنِّي ، وَكِلاَءَتَكَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لِي ، وَبِحِفْظِكَ وَكَرَامَتِكَ لِي ، وَكُلِّ بَحْرٍ

ص: 432

قَطَعْتُهُ وَكُلِّ وَادٍ فَلاَةٍ سَلَكْتُهَا ، وَكُلِّ مَنْزِلٍ نَزَلْتُهُ ، فأَنْتَ حَمَلْتَنِي فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ، وَأَنْتَ الَّذِي بَلَّغْتَنِي وَوَفَّقْتَنِي وَكَفَيْتَنِي ، وَبِفَضْلٍ مِنْكَ وَوِقَايَةٍ بَلَغْتُ ، وَكانَتِ الْمِنَّةُ لَكَ عَلَيَّ فِي ذلِكَ كُلِّهِ ، وَأَثَرِي مَكْتُوبٌ عِنْدَكَ وَاسْمِي وَشَخْصِي ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا أَبْلَيْتَنِي وَاصْطَنَعْتَ عِنْدِي . اَللّهُمَّ فَارْحَمْ قُرْبِي مِنْكَ ، وَمَقَامِي بَيْنَ يَدَيْكَ وَتَمَلُّقِي ، وَاقْبَلْ مِنِّي تَوَسُّلِي إِلَيْكَ بِابْنِ حَبِيبِكَ ، وَصَفْوَتِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَتَوَجُّهِي إِلَيْكَ ، وَأَقِلْنِي عَثْرَتِي ، وَاقْبَلْ عَظِيمَ مَا سَلَفَ مِنِّي ، وَلاَ يَمْنَعُكَ مَا تَعْلَمُ مِنِّي مِنَ الْعُيُوبِ وَالذُّنُوبِ وَالاْءِسْرَافِ عَلَى نَفْسِي ، وَإِنْ كُنْتَ لِي مَاقِتاً فَارْضَ عَنِّي ، وَإِنْ

ص: 433

كُنْتَ عَلَيَّ سَاخِطاً فَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . اَللّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً وَاجْزِهِمَا عَنِّي خَيْراً ، اَللّهُمَّ اجْزِهِمَا بِالاْءِحْسَانِ إِحْسَاناً ، وَبِالسَّيِّئَاتِ غُفْرَاناً ، اَللّهُمَّ أَدْخِلْهُمَا الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ ، وَحَرِّمْ وُجُوهَهُمَا عَنْ عَذَابِكَ ، وَبَرِّدْ عَلَيْهِمَا مَضَاجِعَهُمَا ، وَافْسَحْ لَهُمَا فِي قَبْرَيْهِمَا ، وَعَرِّفْنِيهِمَا فِي مُسْتَقَرٍّ مِنْ رَحْمَتِكَ وَجِوَارِ حَبِيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ(1) .

20 زيارة الناحية المقدّسة ، الصادرة من ناحية الإمام المهدي (عج) ، التي سنذكرها في عداد زيارات عاشوراء تبعاً للعلاّمة المجلسي (طاب

ص: 434


1- كامل الزيارات ، ص223 .

ثراه)(1) .

زيارت ناحيه مقدسه را در شمار زيارات عاشورا آورديم .

وداع الحسين عليه السلام

1 قال الصادق عليه السلام : إذا أردت أن تودعه فقل :

امام صادق عليه السلام فرمود : به هنگام وداع امام حسين عليه السلام بگو :

السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، أَسْتَوْدِعُكَ اللّهَ وَأَقْرَأُ عَلَيْكَ

ص: 435


1- المصدر ، ص317 .

السَّلامُ ، آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالرَّسُولِ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ وَدَلَلْتَ عَلَيْهِ ، وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ، اَللّهُمَّ لاَ تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنَّا وَمِنْهُ ، اَللّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَنْفَعَنَا بِحُبِّهِ ، اَللّهُمَّ ابْعَثْهُ مَقَاماً مَحْمُوداً تَنْصُرُ بِهِ دِينَكَ وَتَقتُلُ بِهِ عَدُوَّكَ وَتُبِيدُ بِهِ مَنْ نَصَبَ حَرْباً لاِلِ مُحَمَّدٍ ، فَإِنَّكَ وَعَدْتَهُ ذلِكَ وَأَنْتَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَركَاتُهُ ، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ شُهَدَاءٌ نُجَبَاءٌ ، جَاهَدْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ، وَقُتِلْتُمْ عَلَى مِنْهَاجِ رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَابْنِ رَسُولِهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ . أَنْتُمُ السَّابِقُونَ وَالْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ ، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَنْصَارُ اللّهِ وَأَنْصَارُ رَسُولِهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، فَالْحَمْدُ للّه ِِ الَّذِي صَدَقَكُمْ وَعْدَهُ ، وَأَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ ، وَصَلَّى اللّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَركَاتُهُ. اَللّهُمَّ لاَ تَشْغَلْنِي فِي

ص: 436

الدُّنْيَا عَنْ ذِكْرِ نِعْمَتِكَ، لاَ بِإِكْثَارٍ تُلْهِينِي عَجَائِبُ بَهْجَتِهَا وَتَفْتِئَنِي زَهَرَاتُ زِينَتِهَا ، وَلاَ بِاِقْلاَلٍ يَضُرُّ بِعَمَلِي كَدُّهُ ، وَيَمْلَأُ صَدْرِي هَمُّهُ ، أَعْطِنِي مِنْ ذلِكَ غِنىً عَنْ شِرَارِ خَلْقِكَ ، وَبَلاَغاً أَنَالُ بِهِ رِضَاكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، وَصَلَّى اللّهُ عَلَى رَسُولِهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبِينَ الْأخْيَارِ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ(1) .

2 قال الشيخ المفيد قدس سره : والوداع أن تأتي القبر فتقف عليه كوقوفك في أوّل

ص: 437


1- من لا يحضره الفقيه : ج2 ، ص360 .

الزيارة وتستقبله بوجهك وتقول :

شيخ مفيد فرموده : به هنگام وداع، رو به قبر شريف ايستاده بگو:

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللّهِ ، أَنْتَ لِي جُنَّةٌ مِنَ الْعَذَابِ ، وَهذَا أَوَانُ انْصِرَافِي عَنْكَ غَيْرَ رَاغِبٍ عَنْكَ ، وَلاَ مُسْتَبْدِلٍ بِكَ سِوَاكَ ، وَلاَ مُؤْثِرٍ عَلَيْكَ غَيْرَكَ ، وَلاَ زَاهِدٍ فِي قُرْبِكَ ، وَجُدْتُ بِنَفْسِي لِلْحَدَثَانِ ، وَتَرَكْتُ الْأَهْلَ وَالْأَوْطَانَ ، فَكُنْ لِي يَوْمَ حَاجَتِي وَفَقْرِي وَفَاقَتِي وَيَوْمَ لاَ يُغْنِي عَنِّي وَالِدِي وَوَلَدِي وَلاَ حَمِيمِي وَلاَ قَرِيبِي ، أَسْأَلُ اللّهَ الَّذِي قَدَّرَ وَخَلَقَ أَنْ يُنَفِّسَ بِكَ كَرْبِي ، وَأَسْأَلُ اللّهَ الَّذِي قَدَّرَ عَلَيَّ فِرَاقَ مَكَانِكَ أَنْ لاَ يَجْعَلَهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّي وَمِنْ رَجْعَتِي ، وَأَسْأَلُ اللّهَ الَّذِي أَبْكَى عَلَيْكَ عَيْنِي أَنْ يَجْعَلَهُ سَنَداً لِي ، وَأَسْأَلُ اللّهَ الَّذِي نَقَلَنِي إِلَيْكَ مِنْ رَحْلِي

ص: 438

وَأَهْلِي أَنْ يَجْعَلَهُ ذُخْراً لِي ، وَأَسْأَلُ اللّهَ الَّذِي أَرَانِي مَكَانَكَ وَهَدَانِي لِلتَّسْلِيمِ عَلَيْكَ وَلِزِيَارَتِي إِيَّاكَ أَنْ يُورِدَنِي حَوْضَكُمْ وَيَرْزُقَنِي مُرَافَقَتَكُمْ فِي الْجِنَانِ مَعَ آبَائِكَ الصَّالِحِينَ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا صَفْوَةَ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ ، حَبِيبِ اللّهِ وَصَفْوَتِهِ ، وَأَمِينِهِ وَرَسُولِهِ ، وَسَيِّدِ النَّبِيّينَ ، السَّلامُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَصِيِّ رَسُولِ اللّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ ، السَّلامُ عَلَى الْأَئِمَّةِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيّينَ . السَّلامُ عَلَى مَنْ فِي الْحَيْرِ مِنْكُمْ ، السَّلامُ عَلَى مَلاَئِكَةِ اللّهِ الْبَاقِينَ الْمُقِيمِينَ الْمُسَبِّحِينَ الَّذِينَ هُمْ بِأَمْرِ رَبِّهِمْ قَائِمُونَ ، السَّلامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللّهِ الصَّالِحِينَ ، وَالْحَمْدُ للّه ِِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .

ص: 439

وتقول : سَلامُ اللّهِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ ، وَأَ نْبِيائِهِ الْمُرْسَلِينَ ،

ص: 440

وَعِبادِهِ الصَّالِحِينَ ، يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ ، عَلَيْكَ وَعَلَى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ وَعَلَى ذُرِّيَّتِكَ وَمَنْ حَضَرَكَ مِنْ أَوْلِيَائِكَ ، أَسْتَوْدِعُكَ اللّهَ وَأَسْتَرْعِيكَ وَأَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامُ ، آمَنَّا بِاللّهِ وَبِرَسُولِ اللّهِ ، وَبِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللّهِ ، اَللّهُمَّ اكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ .

وتقول : اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَلاَ تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيَارَتِي ابْنَ رَسُولِكَ ، وَارْزُقْنِي زِيَارَتَهُ أَبَداً مَا أَبْقَيْتَنِي ، اَللّهُمَّ وَانْفَعْنِي بِحُبِّهِ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ ، اَللّهُمَّ ابْعَثْهُ مَقَاماً مَحْمُوداً إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، اَللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بَعْدَ الصَّلاَةِ وَالتَّسْلِيمِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ واَنْ لاَ تَجْعَلَهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيَارَتِي إِيَّاهُ ، فَإِنْ جَعَلْتَهُ يَا رَبِّ فَاحْشُرْنِي مَعَهُ وَمَعَ آبَائِهِ وَأَوْلِيَائِهِ ، وَإِنْ أَبْقَيْتَنِي يَا رَبِّ فَارْزُقْنِي الْعَوْدَ إِلَيْهِ ثُمَّ

ص: 441

الْعَوْدَ إِلَيْهِ بَعْدَ الْعَوْدِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، اَللّهُمَّ اجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي أَوْلِيَائِكَ ، وَحَبِّبْ إِلَيَّ مَشَاهِدَهُمْ ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَلاَ تَشْغَلْنِي عَنْ ذِكْرِكَ بِإِكْثَارٍ عَلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا تُلْهِينِي عَجَائِبُ بَهْجَتِهَا ، وَتَفْتِنِّي زَهَرَاتُ زِينَتِهَا ، وَلاَ بِإِقْلاَلٍ يَضُرُّ بِعَمَلِي كَدُّهُ ، وَيَمْلَأُ صَدْرِي هَمُّهُ ، أَعْطِنِي مِنْ ذلِكَ غِنىً عَنْ أَشْرَارِ خَلْقِكَ ، وَبَلاَغاً أَنَالُ بِهِ رِضَاكَ يَا رَحْمنُ . اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا مَلاَئِكَةَ اللّهِ وَزُوَّارَ قَبْرِ أَبِي عَبْدِ اللّهِ .

ثمّ ضع خدّك الأيمن على القبر مرّة ، والأيسر مرّة وألحّ في الدعاء والمسألة ، فإذا خرجت فلا تولّ وجهك عن القبر حتّى تخرج(1) .

ص: 442


1- المزار للمفيد ، ص111 .

زيارة علي بن الحسين عليهماالسلام

زيارتنامه هاى حضرت على اكبر عليه السلام در طرف پايين پاى امام حسين عليه السلام 1 قال الصادق عليه السلام ليونس الكناسي : ثمّ تحوّل عند رأس علي بن الحسين عليهماالسلاموتقول :

سَلاَمُ اللّهِ وَسَلاَمُ مَلاَئِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ، وَأَنْبِيَائِهِ الْمُرْسَلِينَ عَلَيْكَ يَا مَوْلاَيَ وَابْنَ مَوْلاَيَ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، صَلَّى اللّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ وَعِتْرَةِ آبَائِكَ الْأَخْيَارِ الْأَبْرَارِ ، الَّذِينَ أَذْهَبَ اللّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً(1) .

ص: 443


1- الكافي : ج4 ، ص574 .

2 قال الصادق عليه السلام ليونس بن ظبيان : ثم تقوم فتأتي ابنه علياً عليه السلام وهو عند رجليه ، وتقول :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ نَبِيِّ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الْحُسَيْنِ الشَّهِيدِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الشَّهِيدُ ابْنُ الشَّهِيدِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمَظْلُومُ ، لَعَنَ اللّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَلَعَنَ اللّهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ اللّهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ . السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللّهِ وَابْنَ وَلِيِّهِ، لَقَدْ عَظُمَتِ الْمُصِيبَةُ وَجَلَّتِ الرَّزِيَّةُ بِكَ عَلَيْنا

ص: 444

وَعَلَى جَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَلَعَنَ اللّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ ، وَأَبْرَأُ إِلَى اللّهِ وَإِلَيْكَ مِنْهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالاْخِرَةِ(1) .

3 قال الصادق عليه السلام لأبي حمزة الثمالي : ثم صر إلى قبر علي بن الحسين عليهماالسلام فهو عند رجل الحسين عليه السلام فإذا وقفت عليه فقل :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، وَابْنَ خَلِيفَةِ رَسُولِ اللّهِ ، وَابْنَ بِنْتِ رَسُولِ اللّهِ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ، مُضَاعَفَةً كُلَّمَا طَلَعَتْ شَمْسٌ أَوْ غَرَبَتْ . السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي مِنْ مَذْبُوحٍ وَمَقْتُولٍ مِنْ غَيْرِ جُرْمٍ ، وَبِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، دَمُكَ

ص: 445


1- تهذيب الأحكام : ج6 ، ص56 .

الْمُرْتَقَى بِهِ إِلَى حَبِيبِ اللّهِ ، وَبِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي مِنْ مُقَدَّمٍ بَيْنَ يَدَيْ أَبِيكَ يَحْتَسِبُكَ وَيَبْكِي عَلَيْكَ ، مُحْتَرِقاً عَلَيْكَ قَلْبُهُ ، ويَرْفَعُ دَمَكَ بِكَفِّهِ إِلَى أَعْنَانِ السَّمَاءِ لاَ تَرْجِعُ مِنْهُ قَطْرَةٌ ، وَلاَ تَسْكُنُ عَلَيْكَ مِنْ أَبِيكَ زَفْرَةٌ ، وَدَّعَكَ لِلْفِرَاقِ ، فَمَكَانُكُمَا عِنْدَ اللّهِ مَعَ آبَائِكَ الْمَاضِينَ ، وَمَعَ أُمَّهَاتِكَ فِي الْجِنَانِ مُنَعَّمِينَ ، أَبْرَأُ إِلَى اللّهِ مِمَّنْ قَتَلَكَ وَذَبَحَكَ .

ثمّ انكبَّ على القبر وضع يدك عليه وقل : سَلاَمُ اللّهِ وَسَلاَمُ مَلاَئِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ ، وَأَنْبِيَائِهِ الْمُرْسَلِينَ ، وَعِبَادِهِ الصَّالِحِينَ عَلَيْكَ يَا مَوْلاَيَ وَابْنَ مَوْلاَيَ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، صَلَّى اللّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى عِتْرَتِكَ وَأَهْلِ بَيْتِكَ وَآبَائِكَ وَأَبْنَائِكَ وَأُمَّهَاتِكَ ، الْأَخْيَارِ الْأَبْرَارِ الَّذِينَ أَذْهَبَ اللّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ

ص: 446

وَطَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ وَابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَابْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، لَعَنَ اللّهُ قَاتِلَكَ ، وَلَعَنَ اللّهُ مَنِ اسْتَخَفَّ بِحَقِّكُمْ وَقَتَلَكُمْ ، لَعَنَ اللّهُ مَنْ بَقِيَ مِنْهُمْ وَمَنْ مَضَى ، نَفْسِي فِدَاؤُكُمْ وَلِمَضْجَعِكُمْ ، صَلَّى اللّهُ عَلَيْكُمْ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً .

صورت بر قبر مطهّر نهاده ، سه بار بگو :

ثمّ ضع خدّك على القبر وقل : صَلَّى اللّهُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ (ثلاثاً) سپس بگو :

بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي أَتَيْتُكَ زَائِراً وَافِداً ، عَائِذاً مِمَّا جَنَيْتُ عَلَى نَفْسِي وَاحْتَطَبْتُ عَلَى ظَهْرِي ، وَأَسْأَلُ وَلِيَّكَ وَوَلِيِّي أَنْ يَجْعَلَ حَظِّي مِنْ زِيَارَتِكَ عِتْقَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ(1) .

4

ص: 447


1- كامل الزيارات ، ص239 .

قال الصادق عليه السلام لصفوان : ثم قم وصر إلى عند رجل الحسين عليه السلاموقف عند رأس علي بن الحسين عليهماالسلام وقل :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ نَبِيِّ اللّه ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الْحُسَيْنِ الشَّهِيدِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الشَّهِيدُ وَابْنُ الشَّهِيدِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمَظْلُومُ وَابْنُ الْمَظْلُومِ ، لَعَنَ اللّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ ، وَلَعَنَ اللّهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ ، وَلَعَنَ اللّهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ(1) .

ص: 448


1- مصباح المتهجّد ، ص722 .

5 قال السيد إبن طاووس : ثم تحوّل إلى عند رجلي الحسين عليه السلام وقف على عليّ بن الحسين عليهماالسلام وقل :

السَّلامُ عَلَيْكَ أَ يُّهَا الصِّدِّيقُ الطَّيِّبُ ، الطَّاهِرُ الزَّكِيُّ ، الْحَبِيبُ الْمُقَرَّبُ ، وَابْنَ رَيْحانَةِ رَسُولِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ شَهِيدٍ مُحْتَسِبٍ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكاتُهُ ، مَا أَكْرَمَ مَقامَكَ وَأَشْرَفَ مُنْقَلَبَكَ ، أَشْهَدُ لَقَدْ شَكَرَ اللّهُ سَعْيَكَ ، وَأَجْزَلَ ثَوابَكَ ، وَأَ لْحَقَكَ بِالذِّرْوَةِ الْعالِيَةِ حَيْثُ الشَّرَفُ كُلُّ الشَّرَفِ فِي الْغُرَفِ السَّامِيَةِ ، فِي الْجَنَّةِ فَوقَ الْغُرَفِ ، كَمَا مَنَّ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَكَ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ الَّذِينَ أَذْهَبَ اللّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً .

وَاللّهِ مَا ضَرَّكَ الْقَومُ بِمَا نَالُوا مِنْكَ وَمِنْ أَبِيكَ الطَّاهِرِ صَلَواتُ

ص: 449

اللّهِ عَلَيْكُمَا ، وَلا ثَلَمُوا مَنْزِلَتَكُما مِنَ الْبَيْتِ الْمُقَدَّس ، وَلاَ وَهَنْتُما بِمَا أصَابَكُما فِي سَبِيلِ اللّهِ ، وَلاَ مِلْتُمَا إِلى الْعَيْشِ فِي الدُّنْيَا ، وَلاَ تَكَرَّهْتُما مُباشَرَةَ المَنَايَا ، إذْ كُنْتُمَا قَدْ رَأَيْتُما مَنَازِلَكُما فِي الجَنَّةِ قَبْلَ أَنْ تَصيرا إِلَيها ، وَاخْتَرتُماها قَبْلَ أَنْ تَنْتَقِلا إِليها ، فَسُرِرْتُمْ وَسَرَرْتُمْ .

فَهَنِيئاً لَكُمْ - يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِب - التَّمَسُّكُ مِنَ النَّبِيِّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِالسَّيِّدِ السَّابِقِ حَمْزَةَ بنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ ، وَقَدِمْتُما عَلَيْهِ ، وَقَدْ أُلْحِقْتُما بِأَوْثَقِ عُرْوَةٍ ، وَأَقْوَى سَبَبٍ ، صَلَّى اللّهُ عَلَيْكَ أَيُّها الصِّدِّيْقُ الشَّهِيدُ المُكَرَّمُ ، وَالسَّيِّدُ المُقَدَّمُ ، الَّذِي عَاشَ سَعِيداً ، وَمَاتَ شَهِيداً ، وَذَهَبَ فَقِيداً ، فَلَمْ

ص: 450

تَتَمَتَّعْ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ ، وَلَمْ تَتَشَاغَلْ إِلاَّ بِالْمَتْجَرِ الرَّابِحِ .

أَشْهَدُ أَنَّكَ مِنَ الْفَرِحِينَ « بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ » وَتِلْكَ مَنْزِلَةُ كُلِّ شَهِيدٍ ، مَنْزِلَةُ الْحَبِيبِ إِلى اللّهِ ، الْقَرِيبِ إِلى رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، زَادَكَ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ فِي كُلِّ لَفْظَةٍ وَلَحْظَةٍ ، وَسُكونٍ وَحَرَكَةٍ ، مَزِيداً يَغْبِطُ وَيَسْعَدُ أَهْلُ عِلِّيينَ بِهِ ، يَا كَرِيمَ النَّفْسِ ، يَا كَرِيمَ الأَبِ ، يَا كَرِيمَ الْجَدِّ إِلى أَنْ تَتَنَاهِى ، رَفَعَكُمُ اللّهُ مِنْ أَنْ يُقَالَ : رَحِمَكُمُ اللّهُ ، وَافْتَقَرَ إِلى ذلِكَ غَيْرُكُمْ مِنْ كُلِّ مَنْ خَلَقَ اللّهُ .

ثمّ تقول : صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرضْوَانُهُ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، فَاشْفَعْ لي أَيُّها السِّيِّدُ الطَّاهِرُ إِلى رَبِّكَ فِي حَطِّ الأَثْقَالِ عَنْ ظَهْرِي ، وَتَخْفِيفِها

ص: 451

عَنِّي ، وَارْحَمْ ذُلِّي وَخُضُوعِي لَكَ وَلِلسَّيِّدِ أَبِيكَ صَلَّى اللّهُ عَلَيْكُما .

ثمّ إنكب على القبر وقل : زَادَ اللّهُ فِي شَرَفِكُمْ فِي الاْخِرَةِ كَمَا شَرَّفَكُمْ فِي الدُّنْيَا ، وَأَسْعَدَكُمْ كَمَا أَسْعَدَ بِكُمْ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَعْلاَمُ الدُِّّينِ وَنُجومُ الْعَالَمِينَ(1) .

زيارة الشهداء ( صلوات اللّه عليهم )

زيارتنامه ساير شهدا ( عليهم السلام ) 1

ص: 452


1- مصباح الزائر ، ص235 .

قال الصادق عليه السلام ليونس الكناسي : ثمّ تأتي قبور الشهداء وتسلّم عليهم وتقول :

السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الرَّبَّانِيُّونَ ، أَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ وَنَحْنُ لَكُمْ تَبَعٌ وَأَنْصارٌ ، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَنْصَارُ اللّهِ جَلَّ اسْمُهُ ، وَسَادَةُ الشُّهَدَاءِ فِي الدُّنْيَا وَالاْخِرَةِ ، صَبَرْتُمْ وَاحْتَسَبْتُمْ وَلَمْ تَهِنُوا وَلَمْ تَضْعُفُوا وَلَمْ تَسْتَكِينُوا حَتَّى لَقِيتُمُ اللّهَ جَلَّ وَعَزَّ عَلَى سَبِيلِ الْحَقِّ وَنَصْرِهِ، وَكَلِمَةِ اللّهِ التَّامَّةِ، صَلَّى اللّهُ عَلَى أَرْوَاحِكُمْ وَأَبْدَانِكُمْ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيماً ، أَبْشِرُوا رِضْوَانُ اللّهِ عَلَيْكُمْ بِمَوْعِدِ اللّهِ الَّذِي لاَ خُلْفَ لَهُ ، اللّهُ تَعَالَى مُدْرِكٌ لَكُمْ ، بِثارِ مَا وَعَدَكُمْ ، إِنَّهُ لاَيُخْلِفُ الْمِيعَادَ ، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ جَاهَدْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ، وَقُتِلْتُمْ عَلَى مِنْهَاجِ رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللّهُ

ص: 453

عَلَيْهِ وَآلِهِ ، وَابْنِ رَسُولِهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، فَجَزَاكُمُ اللّهُ عَنِ الرَّسُولِ وَابْنِهِ وَذُرِّيَّتِهِ أَفْضَلَ الْجَزَاءِ، اَلْحَمْدُ للّه ِِ الَّذِي صَدَقَكُمْ وَعْدَهُ، وَأَرَاكُمْ مَا تُحِبُّ-ونَ(1).

2 قال الصادق عليه السلام لأبي حمزة الثمالي : ثمّ تخرج من السقيفة وتقف بحذاء قبور الشهداء وتؤي إليهم أجمعين وتقول :

السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْقُبُورِ مِنْ أَهْلِ دِيَارِ الْمُؤْمِنِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَوْلِيَاءَ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصَارَ اللّهِ وَأَنْصَارَ رَسُولِهِ وَأَنْصَارَ

ص: 454


1- الكافي : ج4 ، ص574 .

أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْصَارَ ابْنِ رَسُولِهِ وَأَنْصَارَ دِينِهِ ، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَنْصَارُ اللّهِ

ص: 455

كَمَا قَالَ اللّهُ عَزَّوَجَلَّ : « وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ » فَمَا ضَعُفْتُمْ وَمَا اسْتَكَنْتُمْ حَتَّى لَقِيتُمُ اللّهَ عَلَى سَبِيلِ الْحَقِّ ، صَلَّى اللّهُ عَلَيْكُمْ وَعَلَى أَرْوَاحِكُمْ وَأَجْسَادِكُمْ ، أَبْشِرُوا بِمَوْعِدِ اللّهِ الَّذِي لاَ خُلْفَ لَهُ وَلاَ تَبْدِيلَ ، إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ وَعْدَهُ ، وَاللّهُ مُدْرِكٌ بِكُمْ ثَأرَ مَا وَعَدَكُمْ ، أَنْتُمْ خَاصَّةُ اللّهِ ، اخْتَصَّكُمُ اللّهُ لِأَبِي عَبْدِ اللّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ ، أَنْتُمُ الشُّهَدَاءُ ، وَأَنْتُمُ السُّعَدَاءُ ، أُسْعِدْتُمْ عِنْدَ اللّهِ، وَفُزْتُمْ بِالدَّرَجَاتِ مِنْ جَنَّاتٍ لاَ يَطْعَنُ أَهْلُهَا وَلاَ يَهْرَمُونَ، وَرَضُوا بِالْمَقَامِ فِي دَارِ السَّلامَ مَعَ مَنْ نَصَرْتُمْ ، جَزَاكُمُ اللّهُ خَيْراً مِنْ أَعْوَانٍ ، جَزَاءَ مَنْ صَبَرَ مَعَ رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ ، أَنْجَزَ اللّهُ مَا وَعَدَكُمْ مِنَ الْكَرَامَةِ فِي جِوَارِهِ وَدَارِهِ ، مَعَ النَّبِيّينَ وَالْمُرْسَلِينَ وَأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ

ص: 456

وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ ، أَسْأَلُ اللّهَ الَّذِي حَمَلَنِي إِلَيْكُمْ حَتَّى أَرَانِي مَصَارِعَكُمْ أَنْ يُرِينِيَكُمْ عَلَى الْحَوْضِ رِوَاءً مَرْوِيّينَ ، وَيُرِيَنِي أَعْدَاءَكُمْ فِي أَسْفَلِ دَرَكٍ مِنَ الْجَحِيمِ ، فَإِنَّهُمْ قَتَلُوكُمْ ظُلْماً ، وَأَرَادُوا إِمَاتَةَ الْحَقِّ ، وَسَلَبُوكُمْ لاِبْنِ سُمَيَّةَ وَابْنِ آكِلَةِ الْأَكْبَادِ ، فَأَسْأَلُ اللّهَ أَنْ يُرِينِيَهُمْ ظِمَاءً مُظْمِئِينَ مُسَلْسَلِينَ مُغَلَّلِينَ ، يُسَاقُونَ إِلَى الْجَحِيمِ . السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصَارَ ابْنِ رَسُولِ اللّهِ مِنِّي مَا بَقِيتُ ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ دَائِماً إِذَا فَنَيْتُ وَبَلَيْتُ ، لَهْفِي عَلَيْكُمْ أَيُّ مُصِيبَةٍ أَصَابَتْ كُلَّ مَوْلىً لِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، لَقَدْ عَظُمَتْ وَخُصَّتْ وَجَلَّتْ وَعَمَّتْ مُصِيبَتُكُمْ أَنَا بِكُمْ لَجَزِعٌ ، وَأَنَا بِكُمْ لَمُوجَعٌ مَحْزُونٌ ، وَأَنَا بِكُمْ لَمُصَابٌ مَلْهُوفٌ ، هَنِيئاً لَكُمْ مَا أُعْطِيتُمْ ، وَهَنِيئاً لَكُمْ مَا بِهِ حُيِّيتُمْ ، فَلَقَدْ بَكَتْكُمُ

ص: 457

الْمَلاَئِكَةُ وَحَفَّتْكُمْ ، وَسَكَنَتْ مُعَسْكَرَكُمْ ، وَحَلَّتْ مَصَارِعَكُمْ ، وَقَدَّسَتْ

ص: 458

وَصَفَّتْ بِأَجْنِحَتِهَا عَلَيْكُمْ ، لَيْسَ لَهَا عَنْكُمْ فِرَاقٌ إِلَى يَوْمِ التَّلاَقِ وَيَوْمِ الْمَحْشَرِ وَيَوْمِ الْمَنْشَرِ ، طَافَتْ عَلَيْكُمْ رَحْمَةٌ مِنَ اللّهِ بَلَغْتُمْ بِهَا شَرَفَ الاْخِرَةِ ، أَتَيْتُكُمْ شَوْقاً وَزُرْتُكُمْ خَوْفاً ، أَسْأَلُ اللّهَ أَنْ يُرِيَنِيكُمْ عَلَى الْحَوْضِ وَفِي الْجِنَانِ ، مَعَ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ ، وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ، وَحَسُنَ أُول-ئِكَ رَفِيقاً(1) .

3 قال الصادق عليه السلام لصفوان : ثمّ توجّه إلى الشهداء وقل :

السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَوْ لِياءَ اللّهِ وَأَحِبَّاءَهُ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَصْفِياءَ اللّهِ وَأَوِدَّاءَهُ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَ نْصارَ دِينِ اللّهِ ، وَأَ نْصارَ نَبِيِّهِ ، وَأَ

ص: 459


1- كامل الزيارات ، ص242 .

نْصارَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَأَ نْصارَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَ نْصارَ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ الْوَ لِيِّ النَّاصِحِ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَ نْصارَ أَبِي عَبْدِ اللّهِ الْحُسَيْنِ الشَّهِيدِ الْمَظْلُومِ ، صَلَواتُ اللّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ ، بِأَبِي أَ نْتُمْ وَأُمِّي طِبْتُمْ وَطَابَتِ الْأَرْضُ الَّتِي فِيها دُفِنْتُمْ وَفُزْتُمْ وَاللّهِ فَوْزاً عَظِيماً ، فَيَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَكُمْ فَأَ فُوزَ مَعَكُمْ فِي الْجِنانِ مَعَ الشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكاتُهُ(1) .

4

ص: 460


1- مصباح المتهجّد ، ص722 .

قال الصادق عليه السلام للحسن بن عطيّة: ثم تقوم قائماً فتستقبل قبور الشهداء فتقول :

السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الشُّهَدَاءُ ، اَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ وَنَحْنُ لَكُمْ تَبَعٌ ، أَبْشِرُوا بِمَوْعِدِ اللّهِ الَّذِي لاَ خُلْفَ لَهُ ، اَللّه ُ مُدْرِكٌ لَكُمْ وِتْرَكُمْ ، وَمُدْرِكٌ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ عَدُوَّهُ ، أَنْتُمْ سَادَةُ الشُّهَدَاءِ فِي الدُّنْيَا وَالاْخِرَةِ(1) .

5 قال السيد ابن طاووس : ثمّ تتوجّه إلى البيت الذي عند رجلي علي بن الحسين عليهماالسلام وتقول :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللّهِ الْحُسَيْنُ سَلاماً لاَ يَفْنى أَمَدُهُ ، وَلاَ يَنْقَطِعُ

ص: 461


1- كامل الزيارات ، ص196 .

مَدَدُهُ ، سَلاماً تَسْتَوْجِبُهُ بِاجْتِهَادِكَ ، وَتَسْتَحِقُّهُ بِجِهَادِكَ ، عِشْتَ حَمِيداً وَذَهَبْتَ فَقِيداً ، لَمْ يَمِلْ بِكَ حُبُّ الشَّهوَاتِ ، وَلَمْ يُدَنِّسْكَ طَمَعُ النَّزِهاتِ ، حَتّى كَشَفَتْ لَكَ الدُّنْيا عَنْ عُيوبِها ، وَرَأيْتَ سُوءَ عَوَاقِبِها ، وَقُبْحَ مَصِيرِها ، فَبِعْتَها بِالدَّارِ الاْخِرَةِ ، وَشَرَيتَ نَفْسَكَ شِراءَ الْمُتاجَرَةِ ، فَأرْبَحْتَها أَكْرَمَ الْأَرْبَاحِ، وَلَحَقْتَ بِها « الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ عَ-لِيماً » .

السَّلامُ عَلَى الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ حَبِيبِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَيْحَانَةَ رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللّهُ

ص: 462

عَلَيْهِ وَآلِهِ . السَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ حَبِيبٍ لَمْ يَقْضِ مِنَ الدُّنْيا وَطَراً ، وَلَمْ يَشْفِ مِنْ أَعْدَاءِ اللّهِ صَدْراً ، حَتَّى عاجَلَهُ الْأَجَلُ ، وَفاتَهُ الْأَمَلُ ، وَهَنِيئاً لَكَ يَا حَبَيبَ حَبيبِ رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وَآلِهِ ، مَا أَسْعَدَ جَدَّكَ ، وَأَنْجَزَ مَجْدَكَ ، وَأَحْسَنَ مُنْقَلَبَكَ .

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا عَوْنَ بنَ عَبْدِ اللّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ النَّاشِئِ فِي حِجْرِ رَسُولِ اللّهِ ، وَالْمُقْتَدِي بِأَخْلاقِ رَسُولِ اللّهِ ، وَالذَّابِّ عَنْ حَرِيمِ رَسُولِ اللّهِ صَبِيّاً ، وَالذَّائِدِ عَنْ حَرَمِ رَسُولِ اللّهِ مُبَاشِراً لِلْحُتُوفِ ، مُجَاهِداً بِالسُّيُوفِ قَبْلَ أَنْ يَقْوى جِسْمُهُ وَيَشْتَدَّ عَظْمُهُ وَيَبْلُغَ أَشُدَّهُ . مَا زِلْتَ مِنَ الْعُلا مُنْذُ يَفَعْتَ ، تَطْلُبُ الْغَايَةَ الْقُصْوى فِي الخَيْرِ مُنْذُ تَرَعْرَعْتَ ، حَتَّى رَأَيْتَ أَنْ تَنَالَ الْحَظَّ السَّنِىِّ¨ في الآخِرَةِ بِبَذْلِ

ص: 463

الْجِهَادِ وَالْقِتالِ لِأعْدَاءِ اللّهِ ، فَتَقَرَّبْتَ وَالمَنَايَا دَانِيَةٌ ، وَزَحَفْتَ وَالنَّفْسُ مُطْمَئِنَّةُ طَيِّبَةٌ ، تَلقى بِوَجْهِكَ بَوَادِرَ السِّهَامِ ، وَتُبَاشِرُ بِمُهجَتِكَ حَدَّ الحُسَامِ ، حَتّى وَفَدْتَ إِلَى اللّهِ تَعَالى بِأحْسَنِ عَمَلٍ وَأَرْشَدِ سَعيٍ إِلى أَكْرَمِ مُنْقَلَبٍ ، وَتَلَقّاكَ مَا أَعَدَّهُ لَكَ مِنَ النَّعِيمِ الْمُقِيمِ الَّذِي يَزِيدُ وَلاَ يَبِيدُ ، وَالْخَيْرِ الَّذي يَتَجَدَّدُّ وَلاَ يَنْفَدُ ، صَلَواتُ اللّهِ عَلَيْكَ ، تَتْرى تَتْبَعُ اُخْراهُنَّ الْأُولى .

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا عَبْدَ الرَّحمنِ بْنِ عَقِيلِ بْنِ أَبي طَالِبٍ ، صِنْوِ الوَصِيِّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَعَلَيْكَ وَعَلى أَبِيكَ مَا دَجى لَيْلٌ وَأَضاءَ نَهارٌ ، وَما طَلَعَ هِلالٌ وَمَا أَخْفَاهُ سِرارٌ ، وَجَزَاكَ اللّهُ عَنِ ابْنِ عَمَّكَ وَالإِسْلامِ أَحْسَنَ مَا جَازَى الأَبْرَارَ الأَخيارَ ، الَّذينَ نَابَذُوا الفُجَّارَ وَجَاهَدُوا

ص: 464

الكُفَّارَ ، فَصَلواتُ اللّهِ عَلَيْكَ يَا خَيْرَ ابْنِ عَمٍّ لِخَيْرِ ابْنِ عَمٍّ ، زَادَكَ اللّهُ فِي

ص: 465

مَا آتَاكَ ، حَتّى تَبْلُغَ رِضَاكَ كَمَا بَلَغْتَ غَايَةَ رِضَاهُ ، وَجَاوَزَ بِكَ أَفْضَلَ مَا كُنْتَ تَتَمَنَّاهُ .

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا جَعْفَرَ بْنِ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ سَلاماً يَقْضي حَقَّكَ فِي نَسَبِكَ وَقَرَابَتِكَ ، وَقَدَرِكَ فِي مَنْزِلَتِكَ ، وَعَمَلِكَ في مُوَاسَاتِكَ ، وَمُسَاهَمَتِكَ ابْنَ عَمِّكَ بِنَفْسِكَ ، وَمُبَالَغَتِكَ فِي مُواساتِهِ ، حَتّى شَرِبْتَ بِكَأسِهِ ، وَحَلَلْتَ مَحَلَّهُ فِي رَمْسِهِ ، وَاسْتَوْجَبْتَ ثَوابَ مَنْ بَايَعَ اللّهُ فِي نَفْسِهِ ، فَاسْتَبْشَرَ بِبَيْعِهِ الَّذِي بَايَعَهُ بِهِ ، وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ، فَاجْتَمَعَ لَكَ مَا وَعَدَكَ اللّهُ بِهِ مِنَ النَّعِيمِ بِحَقِّ الْمُبَالَغَةِ إِلى مَا أوْجَبَهُ اللّهُ عَزَّوَجَلَّ لَكَ بِحَقِّ النَّسَبِ وَالْمُشَارَكَةِ ، فَفُزْتَ فَوْزَيْنِ لاَ يَنَالُهُما إِلاَّ مَنْ كانَ مِثْلُكَ فِي قَرَابَتِهِ وَمَكَانَتِهِ ، وَبَذَلَ مَالَهُ وَمُهْجَتَهُ لِنُصْرَةِ إِمامِهِ وَابْنِ عَمِّهِ ، فَزَادَكَ اللّهُ حُبَّاً

ص: 466

وَكَرامَةً حَتّى تَنْتَهي إِلى أَعْلى عِلِّيِّينَ فِي جِوارِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا عَبْدَ اللّهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ عَقِيلٍ ، فَمَا أَكْرَمَ مَقَامَكَ فِي نُصْرَةِ ابْنِ عَمِّكَ ، وَمَا أَحْسَنَ فَوْزَكَ عِنْدَ رَبِّكَ ، فَلَقَدْ كَرُمَ فِعْلُكَ ، وَأُجِلَّ أَمْرُكَ ، وَأُعْظِمَ فِي الإِسْلامِ سَهْمُكَ ، رَأَيْتَ الاِْنْتِقَالَ إِلى رَبِّ الْعالَمِينَ خَيراً مِنْ مُجَاوَرَةِ الْكَافِرِينَ ، وَلَمْ تَرَ شَيْئاً لِلاِْنْتِقَالِ أَكْرَمَ مِنَ الْجِهَادِ وَالْقِتالِ ، فَكَافَحْتَ الْفاسِقينَ بِنَفْسٍ لا تَخِيمُ عِنْدَ النَّاسِ ، وَيَدٍ لا تَلِينُ عِنْدَ المِراسِ ، حَتّى قَتَلَكَ الْأَعْدَاءُ مِنْ بَعْدِ أَنْ رَوَّيْتَ سَيْفَكَ وَسِنانَكَ مِنْ أَوْلادِ الأَحْزَابِ وَالطُّلَقَاءِ ، وَقَدْ عَضَّكَ السِّلاحُ ، وأَثْبَتَتْكَ الْجِراحُ ، فَغَلَبْتَ عَلى ذاتِ نَفْسِكَ غَيْرَ مُسالِمٍ وَلاَ مُسْتَأسِرٍ ، فَأدْرَكْتَ مَا كُنْتَ تَتَمَّناهُ ، وَجَاوَزْتَ مَا كُنْتَ تَطْلُبُهُ وَتَهْواهُ ، فَهَنَّاكَ اللّهُ بِمِا صِرْتَ إِلَيْهِ ، وَزَادَكَ مَا ابْتَغَيْتَ الزِّيَادَةَ عَلَيْهِ .

ص: 467

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا عَبْدَ اللّهِ بْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، فَإِنَّكَ الغُرَّةُ الواضِحَةُ ، واللُّمْعَةُ اللاّئِحَةُ ، ضَاعَفَ اللّهُ رضاهُ عَنْكَ وَأَحْسَنَ لَكَ ثَوابَ مَا بَذَلتَهُ مِنْكَ ، فَلَقَدْ واسَيْتَ أَخاكَ ، وَبَذَلْتَ مُهْجَتَكَ فِي رِضى رَبِّكَ .

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا عَبْدَ الرَّحمنَ بْنِ عَقِيلٍ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، سَلاماً يُرْجِيهِ الْبَيْتُ الَّذِي أَنْتَ فيهِ أضَأْتَ ، وَالنُّورُ الَّذي فيهِ اسْتَضَأْتَ ، وَالشَّرَفُ الَّذي فيهِ اقْتَدَيْتَ ، وَهَنَّاكَ اللّهُ بِالفَوزِ الَّذي إِلَيْهِ وَصَلْتَ ، وَبِالثَّوابِ الَّذي ادَّخَرْتَ ، لَقَدْ عَظُمَتْ مُواسَاتُكَ بِنَفْسِكَ ، وَبَذَلْتَ مُهْجَتَكَ في رِضا رَبِّكَ وَنَبِيِّكَ ، وَأَبِيكَ وَأَخِيكَ ، فَفَازَ قِدْحُكَ ، وَزَادَ رِبْحُكَ ، حَتَّى مَضَيْتَ شَهيداً ، وَلَقَيْتَ اللّهَ سَعِيداً ، صَلَواتُ اللّهِ عَلَيْكَ وَعَلى

ص: 468

أَخِيكَ ، وَعَلى إِخْوَتِكَ الَّذِينَ أَذْهَبَ اللّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً .

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا بَكْرِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَركَاتُهُ ، مَا أَحْسَنَ بَلاءَكَ ، وَأَزْكى سَعْيَكَ ، وَأَسْعَدَكَ بِمَا نِلْتَ مِنَ الشَّرْفَ ، وَفُزْتَ بِهِ مِنَ الشَّهَادَةِ ، فَوَاسَيْتَ أَخَاكَ وَإِمَامَكَ ، وَمَضَيْتَ عَلى يَقِينِكَ حَتّى لَقَيْتَ رَبَّكَ ، صَلواتُ اللّهِ عَلَيْكَ ، وَضَاعَفَ اللّهُ مَا أَحْسَنَ بِهِ عَلَيْكَ .

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا عُثْمَانَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، فَمَا أَجَلَّ قَدْرَكَ، وَأَطْيَبَ ذِكْرَكَ، وَأَبْيَنَ أَثَرَكَ، وَأَشْهَرَ خَبَرَكَ ، وَأَعْلى مَدْحَكَ، وَأَعْظَمَ مَجْدَكَ ، فَهَنِيئاً لَكُمْ يَا أَهْلَ بَيْتِ الرَّحْمَةِ ، وَمُخْتَلَفَ الْمَلاَئِكَةِ ، وَمَفَاتِيحَ الْخَيْرِ ، تَحِيَّاتُ اللّهِ غَادِيَةً وَرَائِحَةً ، في كُلِّ يَوْمٍ وَطَرْفَةِ عَيْنٍ وَلَمْحَةٍ ، وَصَلَواتُ اللّهِ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصَارَ دِينِ اللّهِ ، وَأَنْصَارَ أَهْلِ الْبَيْتِ مِنْ

ص: 469

مَوَالِيهِم وَأَشْيَاعِهِم، فَلَقَدْ نِلْتُمُ الْفَوْزَ، وَحُزْتُمُ الشَّْرَفَ فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ.

يَا سَادَاتِي يَا أَهْلَ الْبَيْتِ ، وَلِيُّكُمُ الزَّائِرُ المُثْني عَلَيْكُمْ بِمَا أوْلاكُمُ [ اللّهُ ] وَأَنْتُم لَهُ أَهْلٌ ، الْمُجيبُ لَكُمْ بِسائِرِ جَوارِحِهِ ، يَسْتَشْفِعُ بِكُم إِلى اللّهِ رَبِّكُمْ وَرَبِّهِ فِي إحياءِ قَلْبِهِ ، وَتَزْكِيَةِ عَمَلِهِ ، وَإجابَةِ دُعائِهِ ، وتَقَبُّلِ ما يَتَقَرَّبُ بِهِ ، وَالْمَعُونَةِ على أمرِ دُنياهُ وَآخِرَتِهِ ، فَقَدْ سَأَلَ اللّهَ تعالى ذلِكَ وَتَوَسَّلَ إِليهِ بِكُمْ ، وَهُوَ نِعْمَ الْمَسْؤُولُ وَنِعْمَ الْمَولى وَنِعْمَ النَّصيرُ .

ثمّ تسلّم على الشهداء من أصحاب الحسين عليه وعليهم السلام [ و ] تستقبل القبلة وتقول :

به سوى قبله ايستاده به اصحاب امام حسين عليه السلام اينگونه درود بفرست :

ص: 470

السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصَارَ اللّهِ ، وَأَنْصَارَ رَسُولِهِ ، وَأَنْصَارَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَأَنْصَارَ فاطِمَةَ الزَّهراءِ ، وَأَنْصَارَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ ، وَأَنْصَارَ الإِسْلامِ . أَشْهَدُ لَقَدْ نَصَحْتُمْ للّه ِِ وَجَاهَدْتُمْ فِي سَبِيلِهِ ، فَجَزَاكُمُ اللّهُ عَنِ الاْءِسْلامِ وَأَهْلِهِ أَفْضَلَ الْجَزَاءِ ، فُزْتُمْ وَاللّهِ فَوْزاً عَظِيماً . أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّكُمْ تُرْزَقُونَ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكُمُ الشُّهَداءُ ، وَأَنَّكُمُ السُّعَدَاءُ ، وَأَنَّكُمْ في دَرَجَاتِ العُلى ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَركَاتُهُ .

ثمّ عد إلى موضع رأس الحسين عليه السلام واستقبل القبلة وصلِّ ركعتين صلاة الزيارة ، تقرأ في الأولى الحمد وسورة الأنبياء ، وفي الثانية الحمد وسورة الحشر ، أو ما تهيأ لك من القرآن ، فإذا فرغت من الصلاة فقل :

به طرف بالاى سر امام حسين عليه السلام برگرد ، دو ركعت نماز زيارت

ص: 471

به جاى آور ، در ركعت اول حمد و سوره انبيا ، در ركعت دوم حمد و سوره حشر و يا هر سوره اى كه ميسّر شود ، سپس بگو :

سُبْحَان ذِي الْقُدْرَةِ وَالْجَبَروتِ ، سُبْحَانَ ذِي الْعِزَّةِ وَالْمَلَكُوتِ ، سُبْحَانَ المُسَبَّحِ لَهُ بِكُلِّ لِسانٍ ، سُبْحانَ الْمَعْبُودِ في كُلِّ أَوانٍ ، الْأَوَّلِ وَالاْخِرِ ، وَالظَّاهِرِ وَالْبَاطِنِ ، وَهُوَ بِكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ ، ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ، لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَتَعَالى اللّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ .

اَللّهُمَّ ثَبِّتْنِي عَلى الاْءِقْرَارِ بِكَ ، وَاحْشُرْنِي عَلَيْهِ ، وَأَلْحِقْني بِالْعُصْبَةِ الْمُعْتَقِدِينَ لَهُ ، الَّذِينَ لَمْ يَعْتَرِضْهُمْ فِيكَ الرَّيْبُ ، وَلَمْ يُخَالِطْهُمُ الشَّكُّ ، الَّذِينَ أَطَاعُوا نَبِيِّكَ وَوازَرُوهُ ، وَعَاضَدُوهُ وَنَصَروهُ ، وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ ، وَلَمْ يَكُنِ اتِّبْاعُهُمْ إِيَّاهُ طَلَبَ الدُّنْيَا الْفَانِيَةِ ، وَلاَ انْحِرَافاً عَنِ

ص: 472

الاْخِرَةِ الْبَاقِيَةِ ، وَلاَ حُبَّ الرِّئَاسَةِ وَالاْءمْرَةِ ، وَلاَ إِيْثَارَ الثَّرْوَةِ ، بَلْ تَاجَرُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ ، وَرَبِحُوا حِينَ خَسِرَ الْبَاخِلُونَ ، وَفَازُوا حينَ خابَ المُبْطِلُونَ ، وَأَقَامُوا حُدُودَ مَا أَمَرْتَ بِهِ مِنَ الْمَوَدَّةِ فِي ذَوي الْقُرْبى الَّتي جَعَلتَها أَجْرَ رَسُول اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فِيما أدّاهُ إِلَينا مِنَ الْهِدَايَةِ إِلَيْكَ ، وَأَرْشَدَنَا إِلَيْهِ مِنَ التَّعَبُّدِ ، وَتَمَسَّكُوا بِطَاعَتِهِم ، وَلَمْ يَمِيلُوا إِلى غَيْرِهِمْ . اَللّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ أَنِّي مَعَهُم وَفِيهِمْ وَبِهِم ، لاَ أَمِيلُ عَنْهُمْ ، وَلاَ أَنْحَرِفُ إِلى غَيْرِهِمْ ، وَلاَ أَقُولُ لِمَنْ خالَفَهُمْ : هَؤلاَءِ أَهْدى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبيلاً .

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعِتْرَتِهِ صَلاةً تُرْضيهِ وَتُحْظيهِ ، وَتُبْلِغُهُ أَقصى رِضاهُ وَأَمانيهِ ، وَعَلَى ابْنِ عَمِّهِ وَأَخِيهِ ، الْمُهْتَدي بِهِدايَتِهِ ، الْمُسْتَبْصِرِ بِمِشْكَاتِهِ ، الْقائِمِ مَقامَهُ في أُمَّتِهِ ،

ص: 473

وَعَلَى الْأَئِمَّةِ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ : الْحَسَنِ ، وَالْحُسَيْنِ ، وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، وَمُوسى بْنِ جَعْفَرٍ ، وَعَلِيِّ بْنِ مُوسى ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، وَالْحُجَّةِ بْنِ الحَسَنِ .

اَللّهُمَّ إِنَّ هذا مَقامٌ إِنْ رَبِحَ فِيهِ القَائِمُ بِأهْلِ ذلِكَ فَهُوَ مِنَ الْفَائِزِينَ ، وَإنْ خَسِرَ فَهُوَ مِنَ الْهالِكِينَ . اَللّهُمَّ إِنِّي لا أَعْلَمُ شَيْئاً يُقَرِّبُنِي مِنْ رِضَاكَ فِي هذا المَقامِ إِلاَّ التَّوبَةَ مِنْ مَعَاصِيكَ ، وَالاْءِسْتِغْفَارَ مِنَ الذُّنُوبِ ، وَالتَّوَسُّلَ بِهذَ الإِمَامِ الصِّدِّيْقِ ابْنِ رَسولِ اللّهِ ، وَأَنا بِحيثُ تَنْزِلُ الرَّحْمَةُ ، وَتُرَفْرِفُ الْمَلاَئِكَةُ ، وَتَأتِيهِ الْأَنْبِياءُ ، وَتَغْشَاهُ الْأَوْصِياءُ ، فَإِنْ خِفْتُ مَعَ كَرَمِكَ ، وَمَعَ هذِهِ الوَسِيلَةِ إِلَيْكَ ، إنْ تُعَذِّبْني فَقَدْ ضَلَّ سَعيي ، وَخَسِرَ عَمَلِي ، فَيَا حَسْرَةَ نَفْسي ، وَإنْ تَغْفِرْ لي وَتَرْحَمْنِي فَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمينَ .

ص: 474

فإذا أردت الوداع فصلِّ ركعتين وقل :

به هنگام وداع دو ركعت نماز بخوان ، پس بگو :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا خَيْرَ الْأَنَامِ لِأَكْرَمِ إِمَامٍ وَأَكْرَمِ رَسولٍ ، وَلِيُّكَ يُوَدِّعُكَ تَوديعَ غَيرِ قالٍ وَلا سَئِمٍ لِلمُقامِ لَدَيْكَ ، وَلا مُؤثِرٍ لِغَيْرِكَ عَلَيْكَ ، وَلا مُنْصَرِفٍ لِما هو أَنْفَعُ لَهُ مِنْكَ ، تَوْدِيعَ مُتَأَسِّفٍ عَلى فِراقِكَ ، وَمُتَشَوِّقٍ إِلى عَودِ لِقَائِكَ ، وَدَاعَ مَنْ يَعُدُّ الْأَيَّامَ لِزيارَتِكَ ، وَيُؤثِرُ الغُدُوَّ وَالرَّواحَ إِلَيْكَ ، وَيَتَلَهَّفُ عَلَى الْقُرْبِ مِنْكَ ، وَمُشَاهَدَةِ نَجْواكَ ، صَلَّى اللّهُ عَلَيْكَ مَا اختَلَفَ الْجَديدانِ ، وَتَناوَحَ الْعَصْرانِ ، وَتَعاقَبَ الْأَيَّامُ .

ثم انكبَّ على القبر وقل :

آنگاه خود را روى قبر شريف انداخته بگو :

ص: 475

يَا مَوْلايَ مَا تَروَى النَّفْسُ مِنْ مُنَاجَاتِكَ، وَلا يَقْنَعُ الْقَلْبُ إِلاَّ بِمُجاوَرَتِكَ، فَلَو عَذَرَتْنِي الْحالُ الَّتي وَرائِي لَتَرَكْتُها وَلاسْتَبْدَلْتُ بِهَا جِوارَكَ ، فَمَا أَسْعَدَ مَنْ يُغَادِيكَ وَيُراوِحُكَ ، وَمَا أَرْغَدَ عَيْشَ مَنْ يُمَسِّيكَ وَيُصَبِّحُكَ ! اَللّهُمَّ احْرُسْ هذِهِ الاْثَارَ مِنَ الدُّرُوسِ ، وَأَدِمْ لَها مَا هِيَ عَلَيْهِ مِنَ الأُنْسِ وَالْبَرَكاتِ وَالسُّعودِ ، وَمُواصَلَةِ مَا كَرَّمْتَها بِهِ مِنْ زُوّارِ الْأَنْبِياءِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالْوَافِدِينَ إِلَيْهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ وَسَاعَةٍ ، وَاعْمُرِ الطَّرِيقَ بِالزَّائِرِينَ لَهَا ، وَآمِنْ سُبُلَها إِلَيْهَا .

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَلا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيَارَتِهِمْ ، وَإِتْيَانِ مَشَاهِدِهِمْ ، إِنَّكَ وَليُّ الإِجَابَةِ ، يَا كَرِيمُ(1) .

6

ص: 476


1- مصباح الزائر ، ص236 .

قال الصادق عليه السلام ليونس بن ظبيان : ثم تقوم فتؤمئ بيدك إلى الشهداء وتقول : « السَّلامُ عَلَيْكُمْ - ثلاثاً - فُزْتُمْ وَاللّهِ فُزْتُمْ وَاللّهِ ، فَلَيْتَ أَنِّي مَعَكُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً »(1) .

وداع الشهداء ( صلوات اللّه عليهم )

7 قال الشيخ المفيد : ثمّ حوّل وجهك إلى قبور الشهداء فودّعهم وقل :

السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَركَاتُهُ .

اَللّهُمَّ لاَ تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيَارَتِي إِيَّاهُمْ، وَأَشْرِكْنِي مَعَهُمْ فِي صَالِحِ مَا أَعْطَيْتَهُمْ عَلى نَصْرِهِمُ ابْنَ نَبِيِّكَ وَحُجَّتَكَ عَلَى خَلْقِكَ، وَجِهَادِهِمْ فِي سَبِيلِكَ.

اَللّهُمَّ اجْمَعْنَا وَإِيَّاهُمْ فِي جَنَّتِكَ مَعَ الشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً ، اَسْتَوْدِعُكُمُ اللّهَ وَأَقْرَأُ عَلَيْكُمُ السَّلامَ ، اَللّهُمَّ ارْزُقْنِي الْعَوْدَ إِلَيْهِم وَاحْشُرْنِي مَعَهُمْ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ(2) .

زيارة الشهداء الخارجة من الناحية المقدّسة

ص: 477


1- الكافي : ج4 ، ص577 .
2- المزار للمفيد ، ص114 .

8 خرج من الناحية المقدّسة ، سنة إثنين وخمسين ومأتين - أي على عهد الإمام الهادي عليه السلام - زيارة للشهداء مشتملة على أسمائهم الشريفة :

بسم اللّه الرحمن الرحيم إذا أردت زيارة الشهداء رضوان اللّه عليهم ، فقف عند رجلي الحسين عليه السلام وهو قبر علي بن الحسين عليهماالسلام فاستقبل القبلة بوجهك ، فإنّ هناك حومة الشهداء عليهم السلام وأومِ وأشِر إلى عليّ بن الحسين عليهماالسلام وقل :

ص: 478

زيارتنامه شهداى كربلا ، كه در سال 252 ه . از ناحيه امام هادى عليه السلام صادر شده :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَوَّلَ قَتِيلٍ مِنْ نَسْلِ خَيْرِ سَلِيلٍ مِنْ سُلاَلَةِ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ صَلَّى اللّهُ عَليْكَ وَعَلَى أَبِيكَ إِذْ قَالَ فِيكَ : قَتَلَ اللّهُ قَوْماً قَتَلُوكَ ، يَا بُنَيَّ مَا أَجْرَأَهُمْ عَلَى الرَّحْمنِ ، وَعَلَى انْتِهَاكِ حُرْمَةِ الرَّسُولِ ! عَلَى الدُّنْيَا بَعْدَكَ الْعَفَا ، كَأَنِّي بِكَ بَيْنَ يَدَيْهِ مَاثِلاً ، وَلِلْكَافِرِينَ قَائِلاً :

أَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ نَحْنُ وَبَيْتِ اللّهِ أَوْلَى بَالنَّبِيِّ أَطْعَنُكُمْ بِالرُّمْحِ حَتَّى يَنْثَنِي أَضْرِبُكُمْ بِالسَّيْفِ أَحْمِي عَنْ أَبِي ضَرْبَ غُلاَمٍ هَاشِمِيٍّ عَرَبِيٍّ وَاللّهِ لاَ يَحْكُمُ فِينَا ابْنُ الدَّعِيِّ

ص: 479

حَتَّى قَضَيْتَ نَحْبَكَ ، وَلَقِيتَ رَبَّكَ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ أَوْلَى بِاللّهِ وَبِرَسُولِهِ ، وَأَنَّكَ ابْنُ رَسُولِهِ وَابْنُ حُجَّتِهِ وَأَمِينِهِ ، حَكَمَ اللّهُ لَكَ عَلَى قَاتِلِكَ مُرَّةَ بْنِ مُنْقِذِ بْنِ النُّعْمَانِ الْعَبْدِيِّ لَعَنَهُ اللّهُ وَأَخْزَاهُ ، وَمَنْ شَرِكَهُ فِي قَتْلِكَ وَكَانُوا عَلَيْكَ ظَهِيراً ، وَأَصْلاَهُمُ اللّهُ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً ، وَجَعَلَنَا اللّهُ مِنْ مُلاَقِيكَ وَمُرَافِقِيكَ وَمُرَافِقِي جَدِّكَ وَأَبِيكَ وَعَمِّكَ وَأَخِيكَ وَأُمِّكَ الْمَظْلُومَةِ ، وَأَبْرَأُ إِلَى اللّهِ مِنْ قَاتِلِيكَ ، وَأَسْأَلُ اللّهَ مُرَافَقَتَكَ فِي دَارِ الْخُلُودِ ، وَأَبْرَأُ إِلَى اللّهِ مِنْ أَعْدَائِكَ أُولِي الْجُحُودِ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ.

السَّلامُ عَلَى عَبْدِ اللّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ الطِّفْلِ الرَّضِيعِ الْمَرْمِيِّ الصَّرِيعِ ، الْمُتَشَحِّطِ دَماً ، الْمُصَعَّدِ دَمُهُ فِي السَّمَاءِ ، الْمَذْبُوحِ بِالسَّهْمِ فِي حِجْرِ أَبِيهِ ، لَعَنَ اللّهُ رَامِيَهُ حَرْمَلَةَ بْنَ كَاهِلِ الْأَسْدَيِّ وَذَوِيهِ .

السَّلامُ عَلَى عَبْدِ اللّهِ بْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مُبْلِي الْبَلاَءِ ، وَالْمُنَادِي بِالْوَلاَءِ ،

ص: 480

فِي عَرْصَةِ كَرْبَلاَءِ ، الْمَضْرُوبِ مُقْبِلاً وَمُدْبِراً ، لَعَنَ اللّهُ قَاتِلَهُ هَانِيَ بْنَ ثُبَيْتٍ الْحَضْرَمِيَّ .

السَّلامُ عَلَى الْعَبَّاسِ بْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمُوَاسِي أَخَاهُ بِنَفْسِهِ ، الاْخِذِ لِغَدِهِ مِنْ أَمْسِهِ ، الْفَادِي لَهُ ، الْوَاقِي السَّاعِي إِلَيْهِ بِمَائِهِ ، الْمَقْطُوعَةِ يَدَاهُ ، لَعَنَ اللّهُ قَاتِلِيهِ يَزِيدَ بْنَ وَقَّادٍ وَحَكِيمَ بْنَ الطُّفَيْلِ الطَّائِيَّ .

السَّلامُ عَلَى جَعْفَرِ بْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، الصَّابِرِ نَفْسَهُ مُحْتَسِباً ، وَالنَّائِي عَنِ الْأَوْطَانِ مُغْتَرِباً ، الْمُسْتَسْلِمِ لِلْقِتَالِ ، الْمُسْتَقْدِمِ لِلنِّزَالِ ، الْمَكْثُورِ بِالرِّجَالِ ، لَعَنَ اللّهُ قَاتِلَهُ هَانِيَ بْنَ ثُبَيْتٍ الْحَضْرَمِيَّ .

السَّلامُ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ سَمِيِّ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ ، لَعَنَ اللّهُ رَامِيَهُ بِالسَّهْمِ خُولِيَ بْنَ يَزِيدَ الْأَصْبَحِيَّ الاْءِيَادِيَّ وَالْأَبَانِيَّ الدَّارِمِىَّ .

السَّلامُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، قَتِيلِ الْأَبَانِيِّ الدَّارِمِيِّ لَعَنَهُ اللّهُ وَضَاعَفَ عَلَيْهِ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ، وَصَلَّى اللّهُ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ وَعَلَى

ص: 481

أَهْلِ بَيْتِكَ الصَّابِرِينَ .

السَّلامُ عَلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ الْحَسَنِ الزَّكِيِّ الْوَلِيِّ ، الْمَرْمِيِّ بِالسَّهْمِ الرَّدِيِّ ، لَعَنَ اللّهُ قَاتِلَهُ عَبْدَ اللّهِ بْنَ عُقْبَةَ الْغَنَوِيَّ .

السَّلامُ عَلَى عَبْدِ اللّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّكِيِّ ، لَعَنَ اللّهُ قَاتِلَهُ وَرَامِيَهُ حَرْمَلَةَ بْنَ كَاهِلَ الْأَسْدِيَّ .

السَّلامُ عَلَى الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، الْمَضْرُوبِ هَامَتُهُ ، الْمَسْلُوبِ لاَمَتُهُ ، حِينَ نَادَى الْحُسَيْنَ عَمَّهُ فَجَلاَ عَلَيْهِ عَمُّهُ كَالصَّقْرِ وَهُوَ يَفْحَصُ بِرِجْلِهِ التُّرَابَ ، وَالْحُسَيْنُ يَقُولُ : بُعْداً لِقَوْمٍ قَتَلُوكَ ، وَمَنْ خَصْمُهُمْ

ص: 482

يَوْمَ الْقِيَامَةِ جَدُّكَ وَأَبُوكَ ، ثُمَّ قَالَ : عَزَّ وَاللّهِ عَلَى عَمِّكَ أَنْ تَدْعُوهُ فَلاَ يُجِيبُكَ ، أَوْ يُجِيبُكَ وَأَنْتَ قَتِيلٌ جَدِيلٌ فَلاَ يَنْفَعُكَ ، هذَا وَاللّهِ يَوْمٌ كَثُرَ وَاتِرُهُ وَقَلَّ نَاصِرُهُ، جَعَلَنِي اللّهُ مَعَكُمَا يَوْمَ جَمْعِكُمَا، وَبَوَّأَنِي مُبَوَّأَكُمَا، وَلَعَنَ اللّهُ قَاتِلَكَ عَمْرَو بْنَ سَعْدِ بْنِ نَفِيلٍ الْأَزْدِيِّ وَأَصْلاَهُ جَحِيماً، وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً أَلِيماً.

السَّلامُ عَلَى عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الطَّيَّارِ فِي الْجِنَانِ ، حَلِيفِ الاْءِيمَانِ ، وَمُنَازِلِ الْأَقْرَانِ ، النَّاصِحِ لِلرَّحْمنِ ، التَّالِي لِلْمَثَانِي وَالْقُرْآنِ ، لَعَنَ اللّهُ قَاتِلَهُ عَبْدَ اللّهِ بْنَ قُطَيَّةَ النَّبَهَانِيِّ .

السَّلامُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ جَعْفَرٍ ، الشَّاهِدِ مَكَانَ أَبِيهِ ، وَالتَّالِي لِأَخِيهِ وَوَاقِيهِ بِبَدَنِهِ ، لَعَنَ اللّهُ قَاتِلَهُ عَامِرَ بْنَ نَهْشَل التّمِيميِّ .

السَّلامُ عَلَى جَعْفَر بْنِ عَقِيل ، لَعَنَ اللّهُ قَاتِلَهُ بِشْرَ بْنَ حُوطٍ

ص: 483

الْهَمْدَانِيِّ .

السَّلامُ عَلَى عَبْدِ الرَّحمنِ بْنِ عَقِيلٍ ، لَعَنَ اللّهُ قَاتِلَهُ وَرَامِيَهُ عُمَرَ بْنَ خَالِدِ بْنِ أَسَدٍ الْجُهَنِّيَّ .

السَّلامُ عَلَى الْقَتِيلِ ابْنِ الْقَتِيلِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ عَقِيلٍ ، وَلَعَنَ اللّهُ رَامِيَهُ عَمْرَو بْنَ صَبِيحٍ الصَّيْدَاوِيَّ .

السَّلامُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعِيدِ بْنِ عَقِيلٍ ، وَلَعَنَ اللّهُ قَاتِلَهُ لَقِيطَ بْنَ ياسِرٍ [ نَاشِرِ ] الْجُهَنِيَّ .

السَّلامُ عَلَى سُلَيْمَانَ مَوْلَى الْحُسَيْنِ ابْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَلَعَنَ اللّهُ قَاتِلَهُ سُلَيْمَانَ بْنَ عَوْفٍ الْحَضْرَمِيَّ .

السَّلامُ عَلَى قَارِبٍ مَوْلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ .

ص: 484

السَّلامُ عَلَى مُنْجِحٍ مَوْلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ .

السَّلامُ عَلَى مُسْلِمِ بْنِ عَوْسَجَةَ الْأَسَدِيِّ ، الْقَائِلِ لِلْحُسَيْنِ وَقَدْ أَذِنَ لَهُ فِي الاْءِنْصِرَافِ : أَنَحْنُ نُخَلِّي عَنْكَ ؟ وَبِمَ نَعْتَذِرُ إِلَى اللّهِ مِنْ أَدَاءِ حَقِّكَ ؟ وَلاَ وَاللّهِ حَتَّى أَكْسِرَ فِي صُدُورِهِمْ رُمْحِي ، وَأَضْرِبَهُمْ بِسَيْفِي مَا ثَبَتَ قَائِمُهُ فِي يَدِي وَلاَ أُفَارِقُكَ ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ مَعِي سِلاَحٌ أُقَاتِلُهُمْ بِهِ ، لَقَذَفْتُهُمْ بِالْحِجَارَةِ ، ثُمَّ لَمْ أُفَارِقْكَ حَتَّى أَمُوتَ مَعَكَ ، وَكُنْتَ أَوَّلَ مَنْ شَرَى نَفْسَهُ ، وَأَوَّلَ شَهِيدٍ مِنْ شُهَدَاءِ اللّهِ قَضَى نَحْبَهُ ، فَفُزْتَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ، وَشَكَرَ اللّهُ لَكَ اسْتِقْدَامَكَ وَمُوَاسَاتَكَ إِمَامَكَ ، إِذْ مَشَى إِلَيْكَ واَنْتَ صَرِيعٌ فَقَالَ : يَرْحَمُكَ اللّهُ يَا مُسْلِمَ بْنَ عَوْسَجَةَ ، وَقَرَأ : « فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً » لَعَنَ اللّهُ الْمُشْتَرِكِينَ فِي قَتْلِكَ ، عَبْدَ اللّهِ الضَّبَايْدَانِيَّ

ص: 485

[ الضَّبَابِيَّ ] وَعَبْدَاللّهِ بْنَ خَشْكَارَةَ الْبَجْلِيَّ .

السَّلامُ عَلَى سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ الْحَنَفِيِّ ، الْقَائِلِ لِلْحُسَيْنِ وَقَدْ أَذِنَ لَهُ فِي الاْءِنْصِرَافِ : لاَ نُخَلِّيكَ حَتَّى يَعْلَمَ اللّهُ أَنَّا قَدْ حَفِظْنَا غَيْبَةَ رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فِيكَ ، وَاللّهِ لَوْ أَعْلَمُ أَنِّي أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَى ثُمَّ أُحْرَقُ ثُمَّ أُذْرَى ، وَيُفْعَلُ ذلِكَ بِي سَبْعِينَ مَرَّةً مَا فَارَقْتُكَ حَتَّى أَلْقَى حِمَامِي دُونَكَ ، وَكَيْفَ لاَ أَفْعَلُ ذلِكَ وَإِنَّمَا هِي مَوْتَةٌ أَوْ قَتْلَةٌ وَاحِدَةٌ ، ثُمَّ هِيَ الْكَرَامَةَ الَّتِي لاَ انْقِضَاءَ لَهَا أَبَداً . فَقَدْ لَقِيتَ حِمَامَكَ ، وَوَاسَيْتَ إِمَامَكَ ، وَلَقِيتَ مِنَ اللّهِ الْكَرَامَةَ فِي دَارِ الْمُقَامَةِ ، حَشَرَنَا اللّهُ مَعَكُمْ فِي الْمُسْتَشْهِدِينَ ، وَرَزَقَنَا مُرَافَقَتَكُمْ فِي أَعْلَى عِلِّيِّينَ .

السَّلامُ عَلَى بِشْرِ بْنِ عُمَرِ الْحَضْرَمِيِّ ، شَكَرَ اللّهُ لَكَ قَوْلَكَ لِلْحُسَيْنِ وَقَدْ

ص: 486

أَذِنَ لَكَ فِي الاْءِنْصِرَافِ : أَكَلَتْنِي إِذًا السِّبَاعُ حَيّاً إِذَا فَارَقْتُكَ ، وَأَسْأَلُ عَنْكَ الرَّكْبَانَ ، وَأَخْذُلُكَ مَعَ قِلَّةَ الْأَعْوَانِ ؟ لاَ يَكُونُ هذَا أَبَداً .

السَّلامُ عَلَى يَزِيد بْنِ حُصَيْنٍ الْهَمدَانِي المشرقيّ الْقَارِي المُجَدَّلِ .

السَّلامُ عَلَى عُمْرَانَ بْنِ كَعْبٍ الأنْصَارِي .

السَّلامُ عَلَى نَعِيمِ بْنِ عَجْلانِ الأَنْصَارِي .

السَّلامُ عَلَى زُهَيْرِ بْنِ الْقَيْنِ الْبَجَلِيِّ ، الْقَائِلِ لِلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَقدْ أَذِنَ لَهُ فِي الاْءِنْصِرَافِ : لاَ وَاللّهِ لاَ يَكُونُ ذلِكَ أَبَداً، أَتْرُكُ ابْنَ رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ أَسِيراً فِي يَدِ الْأَعْدَاءِ وَأَنْجُو أَنَا ؟ لاَ أَرَانِيَ اللّهُ ذلِكَ الْيَوْمَ .

السَّلامُ عَلَى عَمْرِو بْنِ قُرْظَةَ الْأَنْصَارِيِّ .

السَّلامُ عَلَى حَبِيبِ بْنِ مُظَاهِرٍ الْأَسَدِيِّ .

السَّلامُ عَلَى الْحُرِّ بْنِ يَزِيدِ الرِّيَاحِيِّ .

السَّلامُ عَلَى عَبْدِ اللّهِ بْنِ عُمَيْرٍ الْكَلْبِيِّ .

السَّلامُ عَلَى نَافِعِ بْنِ هِلاَلِ الْبَجَلِيِّ الْمُرَادِيِّ .

ص: 487

السَّلامُ عَلَى أَنَسِ بْنِ كَاهِلِ الْأَسْدِيِّ .

السَّلامُ عَلَى قَيْسِ بْنِ مُسْهِرِ الصَّيْدَاوِيِّ .

السَّلامُ عَلَى عَبْدِ اللّهِ وَعَبْدِ الرَّحْمنِ ابْنَيْ عُرْوَةَ بْنِ حَرَّاقٍ الْغِفَارِيَّيْنِ .

السَّلامُ عَلَى جَوْنَ مَوْلَى أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ .

السَّلامُ عَلَى شَبِيبِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ النَّهْشَلِيِّ .

السَّلامُ عَلَى الْحَجَّاجِ بْنِ يَزِيدَ السَّعْدِيِّ .

السَّلامُ عَلَى قَاسِطٍ وَكِرْشٍ [ كَرْدُوس ] ابْنَيْ زُهَيْرٍ التَّغْلِبِيَّيْنِ .

ص: 488

السَّلامُ عَلَى كِنَانَةِ بْنِ عَتِيقٍ .

السَّلامُ عَلَى ضَرْغَامَةَ بْنَ مَالِكٍ .

السَّلامُ عَلَى جُوَيْنِ بْنِ مَالِكٍ الضَّبُعِيِّ .

السَّلامُ عَلَى عَمْرِو بْنِ ضُبَيْعَةَ الضَّبُعِيِّ .

السَّلامُ عَلَى زَيْدِ بْنِ ثُبَيْتٍ الْقَيْسيِّ .

[ السَّلامُ عَلَى عَبْدِ اللّهِ وَعُبَيْدِ اللّهِ ابْنَي يَزِيْدَ بْنِ ثُبَيْتٍ الْقَيْسِيِّ ] .

السَّلامُ عَلَى عَامِرِ بْنِ مُسْلِمٍ .

السَّلامُ عَلَى قَعْنَبِ بْنِ عَمْرٍو النَّدِّي [ النَّمْرِيِّ ].

السَّلامُ عَلَى سَالِمٍ مَوْلَى عَامِرِ بْنِ مُسْلِمٍ .

السَّلامُ عَلَى سَيْفِ بْنِ مَالِكٍ .

السَّلامُ عَلَى زُهَيْرِ بْنِ بِشْرٍ الْخَثْعَمِيِّ .

السَّلامُ عَلَى بَدْرِ بْنِ مَعْقِلٍ الْجُعْفِيِّ .

السَّلامُ عَلَى الْحَجَّاجِ بْنِ مَسْرُوقٍ الْجُعْفِي .

السَّلامُ عَلَى مَسْعُودِ بْنِ الْحَجَّاجِ وَابْنِهِ .

السَّلامُ عَلَى مَجْمَعِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ الْعَائِدِيِّ .

السَّلامُ عَلَى عَمَّارِ بْنِ حَسَّانِ [ حَيّانِ ] بْنِ شُرَيْحٍ الطَّائِيِّ .

السَّلامُ عَلَى حَيَّانِ بْنِ الْحَارِثِ السَّلْمَانِيِّ الْأَزْدِيِّ .

ص: 489

السَّلامُ عَلَى جُنْدُبِ بْنِ حِجْرِ الْخَوْلاَنِيِّ .

السَّلامُ عَلَى عُمَرَ بْنِ خَالِدِ الصَّيْدَاوِيِّ .

السَّلامُ عَلَى سَعِيدٍ مَوْلاَهُ .

السَّلامُ عَلَى يَزِيدَ بْنِ زِيَادِ بْنِ الْمُظَاهِرِ الْكِنْدِيِّ .

[ السَّلامُ عَلَى زَاهِرٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْحَمْقِ الْخُزَاعِيِّ ] .

السَّلامُ عَلَى جَبَلَةِ بْنِ عَلِيٍّ الشَّيْبَانِي .

السَّلامُ عَلَى سَالِمٍ مَوْلَى بَنِي الْمَدِينَةِ الْكَلْبِيِّ .

السَّلامُ عَلَى أَسْلَمِ بْنِ كَثِيرٍ الْأَزْدِيِّ .

السَّلامُ عَلَى قَاسِمِ بْنِ حَبِيبِ الْأَزْدِيِّ .

السَّلامُ عَلَى عُمَر بْنِ الْأُحْدُوثِ الْحَضْرَمِيِّ .

السَّلامُ عَلَى أَبِي ثُمَامَةَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللّهِ الصَّائِدِيِّ .

السَّلامُ عَلَى حَنْظَلَةَ بْنِ أَسْعَدَ الشَّامِيِّ .

السَّلامُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الْكَدَنِ الْأَرْحَبِيِّ .

السَّلامُ عَلَى عَمَّارِ بْنِ أَبِي سَلاَمَةَ الْهَمْدَانِيِّ .

السَّلامُ عَلَى عَابِسِ بْنِ شَبِيبِ الشَّاكِرِيِّ .

السَّلامُ عَلَى شَوْذَبَ مَوْلَى شَاكِرٍ .

السَّلامُ عَلَى شَبِيبِ بْنِ الْحَارثِ بْنِ سَرِيعٍ .

السَّلامُ عَلَى مَالِكِ بْنِ عَبْدِاللّهِ بْنِ سَرِيعٍ .

السَّلامُ عَلَى الْجَرِيحِ الْمَأْسُورِ سَوَّارِ بْنِ أَبِي حَمِيرِ الْفَهْمِيِّ الْهَمْدَانِيِّ .(1)

ص: 490


1- قاتل في الحملة الأولى ، فخرج و أوتى أسيراً و توفّى على رأس ستة أشهر . [ قاموس الرجال ، ج 5 ، ص 334 ] .

السَّلامُ عَلَى الْمُرْتَثِّ(1) مَعَهُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللّهِ الْجَنْدَعِيِّ .

السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا خَيْرَ أَنْصَارٍ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ، بَوَّأكُمُ اللّهُ مُبَوَّأَالْأَبْرَارِ ، اَشْهَدُ لَقَدْ كَشَفَ اللّهُ لَكُمُ الْغِطَاءَ ، وَمَهَّدَ لَكُمُ الْوِطَاءَ ، وَأَجْزَلَ لَكُمُ الْعَطَاءَ ، وَكُنْتُمْ عَنِ الْحَقِّ غَيْرَ بَطَاءٍ ، وَأَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ وَنَحْنُ لَكُمْ خُلَطَاءُ فِي دَارِ الْبَقَاءِ ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَركَاتُهُ(2) .

ص: 491


1- المرتثّ ، الّذى حمل من المعركة رثيثاً ، أى جريحاً و به رمق .
2- المزار الكبير ، ص485 .

زيارة قمر العشيرة أبي الفضل العبّاس عليه السلام قال الشيخ المفيد قدس سره : ثم إمش حتّى تأتي مشهد العبّاس بن علي عليهماالسلام فإذا أتيته فقف على باب السقيفة وقل :

زيارتنامه قمر بنى هاشم ابوالفضل العبّاس عليه السلام در آستانه بارگاه ايستاده بگو :

سَلامُ اللّهِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ ، وَأَ نْبِيائِهِ الْمُرْسَلِينَ ، وَعِبادِهِ الصَّالِحِينَ ، وَجَمِيعِ الشُّهَداءِ وَالصِّدِّيقِينَ ، وَالزَّاكِياتُ الطَّيِّباتُ فِيما تَغْتَدِي وَتَرُوحُ عَلَيْكَ يَابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، أَشْهَدُ لَكَ بِالتَّسْلِيمِ وَالتَّصْدِيقِ ، وَالْوَفاءِ وَالنَّصِيحَةِ ، لِخَلَفِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله الْمُرْسَلِ ، وَالسِّبْطِ الْمُنْتَجَبِ ، وَالدَّلِيلِ الْعالِمِ ، وَالْوَصِيِّ الْمُبَلِّغِ ، وَالْمَظْلُومِ الْمُهْتَضَمِ ، فَجَزاكَ اللّهُ عَنْ رَسُولِهِ وَعَنْ فَاطِمَةَ وَعَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَعَنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ [ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيْهِمْ ] أَ فْضَلَ الْجَزاءِ بِمَا صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ وَأَعَنْتَ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ، لَعَنَ اللّهُ

ص: 492

مَنْ قَتَلَكَ ، وَلَعَنَ اللّهُ مَنْ جَهِلَ حَقَّكَ ، وَاسْتَخَفَّ بِحُرْمَتِكَ ، وَلَعَنَ اللّهُ مَنْ حالَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ ماءِ الْفُراتِ ، أَشْهَدُ أَ نَّكَ قُتِلْتَ مَظْلُوماً ، وَأَنَّ اللّهَ مُنْجِزٌ لَكُمْ مَا وَعَدَكُمْ، جِئْتُكَ يَابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وافِداً إِلَيْكُمْ وَقَلْبِي مُسَلِّمٌ لَكُمْ، وَأَ نَا لَكُمْ تابِعٌ ، وَنُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ ، حَتَّى يَحْكُمَ اللّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لاَ مَعَ عَدُوِّكُمْ ، إِنِّي بِكُمْ وَبِإِيابِكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَبِمَنْ خالَفَكُمْ وَقَتَلَكُمْ مِنَ الْكافِرِينَ ، قَتَلَ اللّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكُمْ بِالْأَيْدِي وَالْأَ لْسُنِ .

ثمّ ادخل فانكبّ على القبر وقل :

وارد حرم شده بگو :

السَّلامُ عَلَيْكَ أَ يُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ ، الْمُطِيعُ للّه ِِ وَ لِرَسُولِهِ وَلِأَ مِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِمْ وَسَلَّمَ ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ

ص: 493

وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكاتُهُ وَمَغْفِرَتُهُ [ وَرِضْوانُهُ ] وَعَلَى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ ، أَشْهَدُ [ وَأُشْهِدُ اللّهَ ] أَ نَّكَ مَضَيْتَ عَلَى مَا مَضى بِهِ الْبَدْرِيُّونَ ، وَالْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ ، الْمُناصِحُونَ لَهُ فِي جِهادِ أَعْدائِهِ ، الْمُبالِغُونَ فِي نُصْرَةِ أَوْ لِيائِهِ ، الذَّابُّونَ عَنْ أَحِبَّائِهِ ، فَجَزاكَ اللّهُ أَ فْضَلَ الْجَزاءِ ، [ وَأَكْثَرَ الْجَزاءِ ] ، وَأَوْفَرَ [ الْجَزاءِ ، وَأَوْفى ] جَزاءِ أَحَدٍ مِمَّنْ وَفى بِبَيْعَتِهِ ، وَاسْتَجابَ لَهُ دَعْوَتَهُ ، وَأَطاعَ وُلاةَ أَمْرِهِ . أَشْهَدُ أَ نَّكَ قَدْ بالَغْتَ فِي النَّصِيحَةِ ، وَأَعْطَيْتَ غايَةَ الْمَجْهُودِ ، فَبَعَثَكَ اللّهُ فِي الشُّهَداءِ ، وَجَعَلَ رُوحَكَ مَعَ أَرْواحِ السُّعَداءِ ، وَأَعْطاكَ مِنْ جِنانِهِ أَ فْسَحَها مَنْزِلاً ، وَأَ فْضَلَها غُرَفاً ، وَرَفَعَ ذِكْرَكَ فِي الْعِلِّيِّينَ ، وَحَشَرَكَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ ، وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً . أَشْهَدُ أَ نَّكَ لَمْ تَهِنْ وَلَمْ تَنْكُلْ ، وَأَ نَّكَ مَضَيْتَ عَلَى بَصِيرَةٍ

ص: 494

مِنْ أَمْرِكَ ، مُقْتَدِياً بِالصَّالِحِينَ ، وَمُتَّبِعاً لِلنَّبِيِّينَ ، فَجَمَعَ اللّهُ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ رَسُولِهِ وَأَوْ لِيائِهِ فِي مَنازِلِ الْمُخْبِتِينَ ، فَإِنَّهُ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ .

ثمّ انحرف إلى عند الرّأس فصلّ ركعتين ثمّ صلّ بعدهما ما بدا لك وادعُ اللّهَ كثيراً ، وقل عقيب الركعات :

در طرف بالاى سر دو ركعت نماز زيارت به جاى آورده بگو :

اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَلاَ تَدَعْ لِي فِي هذَا الْمَكانِ الْمُكَرَّمِ ، وَالْمَشْهَدِ الْمُعَظَّمِ ذَ نْباً إِلاَّ غَفَرْتَهُ، وَلاَ هَمّاً إِلاَّ فَرَّجْتَهُ ، وَلاَ مَرَضاً إِلاَّ شَفَيْتَهُ، وَلاَ عَيْباً إِلاَّ سَتَرْتَهُ ، وَلاَ رِزْقاً إِلاَّ بَسَطْتَهُ ، وَلاَ خَوْفاً إِلاَّ آمَنْتَهُ ، وَلاَ شَمْلاً إِلاَّ جَمَعْتَهُ ، وَلاَ غائِباً إِلاَّ حَفِظْتَهُ وَأَدْنَيْتَهُ ، وَلاَ حاجَةً مِنْ حَوائِجِ الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ لَكَ فِيها رِضىً وَ لِيَ فِيها صَلاحٌ إِلاَّ قَضَيْتَها يَا أَرْحَمَ

ص: 495

الرَّاحِمِينَ.

ثمّ عد إلى الضريح فقف عند الرِّجلين وقل :

آنگاه به طرف پايين پا برگشته بگو :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْفَضْلِ الْعَبَّاسَ ابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ أَوَّلِ الْقَوْمِ إِسْلاماً ، وَأَقْدَمِهِمْ إِيماناً ، وَأَ قْوَمِهِمْ بِدِينِ اللّهِ ، وَأَحْوَطِهِمْ عَلَى الاْءِسْلامِ ، أَشْهَدُ لَقَدْ نَصَحْتَ للّه ِِ وَ لِرَسُولِهِ وَلِأَخِيكَ ، فَنِعْمَ الْأَخُ الْمُواسِي ، فَلَعَنَ اللّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ ، وَلَعَنَ اللّهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ ، وَلَعَنَ اللّهُ أُمَّةً اسْتَحَلَّتْ مِنْكَ الْمَحارِمَ ، وَانْتَهَكَتْ حُرْمَةَ الاْءِسْلامِ ، فَنِعْمَ الصَّابِرُ الْمُجاهِدُ الْمُحَامِي النَّاصِرُ وَالْأَخُ الدَّافِعُ عَنْ أَخِيهِ ، الْمُجِيبُ إِلى طاعَةِ رَبِّهِ ، الرَّاغِبُ فِيما زَهِدَ فِيهِ غَيْرُهُ مِنَ الثَّوابِ الْجَزِيلِ ، وَالثَّنَاءِ الْجَمِيلِ ، وَأَ لْحَقَكَ اللّهُ بِدَرَجَةِ آبائِكَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ .

ص: 496

اللّهُمَّ إِنِّي تَعَرَّضْتُ لِزِيارَةِ أَوْ لِيائِكَ رَغْبَةً فِي ثَوابِكَ ، وَرَجاءً لِمَغْفِرَتِكَ وَجَزِيلِ إِحْسانِكَ ، فَأَسْأَ لُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ ، وَأَنْ تَجْعَلَ رِزْقِي بِهِمْ دارّاً ، وَعَيْشِي بِهِمْ قارّاً ، وَزِيارَتِي بِهِمْ مَقْبُولَةً ، وَحَيَاتِي بِهِمْ طَيِّبَةً ، وَأَدْرِجْنِي إِدْراجَ الْمُكْرَمِينَ ، وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ يَنْقَلِبُ مِنْ زِيارَةِ مَشاهِدِ أَحِبَّائِكَ [ مُفْلِحاً ] مُنْجِحاً ، قَدِ اسْتَوْجَبَ غُفْرانَ الذُّنُوبِ ، وَسَتْرَ الْعُيُوبِ ، وَكَشْفَ الْكُرُوبِ ، إِنَّكَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ(1) .

وداع العبّاس بن عليّ عليهماالسلام

فإذا أردت وداعه للإنصراف فقف عند القبر وقل :

به هنگام وداع بگو :

أَسْتَوْدِعُكَ اللّهَ وَأَسْتَرْعِيكَ وَأَ قْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ ، آمَنَّا بِاللّهِ

ص: 497


1- المزار للمفيد ، ص107 .

وَبِرَسُو لِهِ وَبِكِتابِهِ وَبِمَا جاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللّهِ ، اللّهُمَّ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ ، اللّهُمَّ لاَ تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِي قَبْرَ ابْنِ أَخِي رَسُو لِكَ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، وَارْزُقْنِي زِيارَتَهُ أَبَداً مَا أَبْقَيْتَنِي ، وَاحْشُرْنِي مَعَهُ وَمَعَ آبائِهِ فِي الْجِنانِ ، وَعَرِّفْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ رَسُو لِكَ وَأَوْ لِيائِكَ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَتَوَفَّنِي عَلَى الاْءِيمانِ بِكَ ، وَالتَّصْدِيقِ بِرَسُو لِكَ ، وَالْوِلايَةِ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ وَالْأَئِمَّةِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ ، وَالْبَراءَةِ مِنْ عَدُوِّهِمْ ، فَإِنِّي قَدْ رَضِيتُ يَا رَبِّي بِذلِكَ ، وَصَلَّى اللّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ(1) .

*

ص: 498


1- تهذيب الأحكام : ج6 ، ص70 .

زيارة الحسين عليه السلام من سائر المواضع

1 روى الكليني بإسناده عن الصادق عليه السلام أنه قال لسدير : وما عليك يا سدير أن تزور قبر الحسين عليه السلام في كلّ جمعة خمس مرّات وفي كلّ يوم مرّة ؟ قلت : جعلت فداك إنّ بيننا وبينه فراسخ كثيرة . فقال لي : إصعد فوق سطحك ، ثمّ تلتفت يمنة ويسرة ، ثمّ ترفع رأسك إلى السماء ، ثمّ تنحو نحو القبر وتقول :

زيارت امام حسين عليه السلام از راه دور :

هر كجا باشى پشت بام رفته به سوى كربلا توجه كرده بگو :

« السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أبَا عَبْدِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ » .

تكتب لك زورة ، والزورة حجّة وعمرة . قال سدير : فربّما فعلت في الشهر أكثر من عشرين مرّة(1) .

ص: 499


1- تهذيب الأحكام : ج6 ، ص116 .

2 قال الصادق عليه السلام : إذا بعدت بأحدكم الشقّة ، ونأت به الدار ، فليعلُ أعلى منزله وليصلّ ركعتين وليؤمّ بالسلام إلى قبورنا فإنَّ ذلك يصل إلينا(1) .

أفضل أوقات زيارة الحسين عليه السلام

سئل عن الصادق عليه السلام عن زيارة الحسين عليه السلام : فقيل له : هل في ذلك وقت أفضل من وقت ؟ فقال :

« زوروه (صلّى اللّه عليه) في كلّ وقت وفي كلّ حين ، فإنّ زيارته عليه السلام خير موضوع ، فمن أكثر منها فقد أكثر من الخير ، ومن قلّل قلّل له ، وتحرّوا بزيارتكم الأوقات الشريفة ، فإنّ الأعمال الصالحة فيها مضاعفة ،

ص: 500


1- الكافي : ج4 ، ص587 .

وهي أوقات مهبط الملائكة لزيارته »(1) .

زيارت امام حسين عليه السلام در هر زمانى خوب است ، ولى در اوقات شريفه پاداش آن چند برابر مى شود ، كه برخى از آن اوقات را در فصل بعدى توضيح مى دهيم .

ص: 501


1- وسائل الشيعة : ج14 ، ص473 .

الباب الثالث: زياراته المختصّة بوقت معيّن

اشارة

* زيارة الحسين عليه السلام في أول رجب * زيارة الحسين عليه السلام في النصف من رجب * من أعمال يوم النصف من رجب * عمل أم داود * عمل اليوم الثالث من شعبان * زيارة الحسين عليه السلام ليلة النصف من شعبان * من أعمال ليلة النصف من شعبان * زيارة الحسين عليه السلام في شهر رمضان * زيارة الحسين عليه السلام في ليلة القدر * زيارة الحسين عليه السلام ليلة الفطر * زيارة الحسين عليه السلام في يوم عرفة * من أعمال يوم عرفة

ص: 502

* زيارة الحسين عليه السلام ليلة الأضحى * زيارة عاشوراء * زيارة الأربعين * زيارة الحسين عليه السلام في ليالي الجمعة زيارة الحسين عليه السلام في كلّ شهر سئل الصادق عليه السلام عن ثواب من زار الحسين عليه السلام في كلّ شهر ؛ قال : « له من الثواب مثل ثواب مائة ألف شهيد ، مثل شهداء بدر »(1) .

زيارة الحسين عليه السلام في كلّ جمعة(2) قال الصادق عليه السلام : « من زار قبر الحسين عليه السلام في كلّ جمعة غفر اللّه له البتّة، ولم يخرج من الدنيا وفي نفسه حسرة منها ، وكان مسكنه في

ص: 503


1- المزار للمفيد ، ص62 .
2- أي في كلّ اسبوع .

الجنة مع

ص: 504

الحسين بن علي عليهماالسلام »(1).

زيارة الحسين عليه السلام في أوّل يوم من رجب 1 - قال الصادق عليه السلام : « من زار الحسين بن علي عليهماالسلام أوّل يوم من رجب غفر اللّه له البتّة »(2) .

2 - قال الشيخ أبو جعفر الطوسي : يستحبّ فيه زيارة أبي عبداللّه الحسين ابن علي عليهماالسلام(3) .

قال الشهيد في عداد زياراته المخصوصة : منها زيارة أوّل يوم من رجب وليلته وليلة النصف من شعبان . فإذا أردت زيارته عليه السلام في الأوقات المذكورة ، فاغتسل ، والبس أطهر ثيابك ، وقف على باب قبّته مستقبل القبلة

ص: 505


1- كامل الزيارات ، ص183 .
2- المزار للمفيد ، ص48 .
3- مصباح المتهجّد ، ص801 .

، وسلّم على سيدنا رسول اللّه وعلى أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة عليهم السلام ثمّ ادخل وقِف على ضريحه عليه السلام وكبّر اللّه مائة مرّة وقل :

زيارت امام حسين عليه السلام در اول ماه رجب :

بر يكايك 14 معصوم سلام داده ، 100 بار تكبير گفته ، بگو :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ خاتَمِ النَّبِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبا عَبْدِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ عليهماالسلام ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَ لِيَّ اللّهِ وَابْنَ وَ لِيِّهِ ،

ص: 506

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا صَفِيَّ اللّهِ وَابْنَ صَفِيِّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللّهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ اللّهِ وَابْنَ حَبِيبِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا سَفِيرَ اللّهِ وَابْنَ سَفِيرِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا خازِنَ الْكِتابِ الْمَسْطُورِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ التَّوْراةِ وَالاْءِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِينَ الرَّحْمنِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا شَرِيكَ الْقُرْآنِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا عَمُودَ الدِّينِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بابَ حِكْمَةِ رَبِّ الْعالَمِينَ ، [ السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بابَ حِطَّةٍ الَّذِي مَنْ دَخَلَهُ كانَ مِنَ الاْمِنِينَ ] ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا عَيْبَةَ عِلْمِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَوْضِعَ سِرِّ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ثارَ اللّهِ وَابْنَ ثارِهِ وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ .

السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الْأَرْواحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنائِكَ ، وَأَناخَتْ بِرَحْلِكَ ،

ص: 507

بِأَبِي أَ نْتَ وَأُمِّي وَنَفْسِي يَا أَبا عَبْدِ اللّهِ ، لَقَدْ عَظُمَتِ الْمُصِيبَةُ ، وَجَلَّتِ الرَّزِيَّةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلَى جَمِيعِ أَهْلِ الاْءِسْلامِ ، فَلَعَنَ اللّهُ أُمَّةً أَسَّسَتْ أَساسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ، وَلَعَنَ اللّهُ أُمَّةً دَفَعَتْكُمْ عَنْ مَقامِكُمْ ، وَأَزالَتْكُمْ عَنْ مَراتِبِكُمُ الَّتِي رَتَّبَكُمُ اللّهُ فِيها ، بِأَبِي أَ نْتَ وَأُمِّي وَنَفْسِي يَا أَبا عَبْدِ اللّهِ ، أَشْهَدُ لَقَدِ اقْشَعَرَّتْ لِدِمائِكُمْ أَظِلَّةُ الْعَرْشِ مَعَ أَظِلَّةِ الْخَلائِقِ ، وَبَكَتْكُمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَسُكَّانُ الْجِنانِ وَالْبَرِّ وَالْبَحْرِ ، صَلَّى اللّهُ عَلَيْكَ عَدَدَ مَا فِي عِلْمِ اللّهِ ، لَبَّيْكَ داعِيَ اللّهِ ، إِنْ كانَ لَمْ يُجِبْكَ بَدَنِي عِنْدَ اسْتِغاثَتِكَ وَ لِسانِي عِنْدَ اسْتِنْصارِكَ ، فَقَدْ أَجابَكَ قَلْبِي وَسَمْعِي وَبَصَرِي ، سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً .

أَشْهَدُ أَ نَّكَ طُهْرٌ طاهِرٌ مُطَهَّرٌ مِنْ طُهْرٍ طاهِرٍ مُطَهَّرٍ ، طَهُرْتَ

ص: 508

وَطَهُرَتْ بِكَ الْبِلادُ ، وَطَهُرَتْ أَرْضٌ أَ نْتَ بِها وَطَهُرَ حَرَمُكَ .

ص: 509

أَشْهَدُ أَ نَّكَ قَدْ أَمَرْتَ بِالْقِسْطِ وَالْعَدْلِ وَدَعَوْتَ إِلَيْهِما ، وَأَ نَّكَ صادِقٌ صِدِّيقٌ صَدَقْتَ فِيما دَعَوْتَ إِلَيْهِ ، وَأَ نَّكَ ثارُ اللّهِ فِي الْأَرْضِ .

وَأَشْهَدُ أَ نَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ اللّهِ ، وَعَنْ جَدِّكَ رَسُولِ اللّهِ ، وَعَنْ أَبِيكَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَعَنْ أَخِيكَ الْحَسَنِ ، وَنَصَحْتَ وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ اللّهِ ، وَعَبَدْتَهُ مُخْلِصاً حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ ، فَجَزاكَ اللّهُ خَيْرَ جَزاءِ السَّابِقِينَ ، وَصَلَّى اللّهُ عَلَيْكَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً .

اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَصَلِّ عَلَى الْحُسَيْنِ الْمَظْلُومِ ، الشَّهِيدِ الرَّشِيدِ ، قَتِيلِ الْعَبَراتِ ، وَأَسِيرِ الْكُرُباتِ ، صَلاةً نامِيَةً زاكِيَةً مُبارَكَةً يَصْعَدُ أَوَّلُها وَلاَ يَنْفَدُ آخِرُها أَ فْضَلَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَوْلادِ أَ نْبِيائِكَ الْمُرْسَلِينَ ، يَا إِلهَ الْعالَمِينَ .

ثمّ قبّل الضريح وضع خدّك الأيمن عليه ، ثمّ الأيسر ، ودُر حول الضريح وقبّله

ص: 510

من أربع جوانبه .

زيارة علي الأكبر عليه السلام ثمّ امض إلى ضريح عَليّ بن الحسين عليه السلام ، وقف عليه وقلُ :

السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ الطَّيِّبُ ، الطَّاهِرُ الزَّكِيُّ ، الْحَبِيبُ الْمُقَرَّبُ ، وَابْنَ رَيْحانَةِ رَسُولِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ شَهِيدٍ مُحْتَسِبٍ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكاتُهُ ، مَا أَكْرَمَ مَقامَكَ وَأَشْرَفَ مُنْقَلَبَكَ ، أَشْهَدُ لَقَدْ شَكَرَ اللّهُ سَعْيَكَ ، وَأَجْزَلَ ثَوابَكَ ، وَأَ لْحَقَكَ بِالذِّرْوَةِ الْعالِيَةِ حَيْثُ الشَّرَفُ كُلُّ الشَّرَفِ وَفِي الْغُرَفِ [ السَّامِيَةِ ] ، كَمَا مَنَّ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَكَ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ الَّذِينَ

ص: 511

أَذْهَبَ اللّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً . صَلَواتُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكاتُهُ وَرِضْوانُهُ ، فَاشْفَعْ أَ يُّهَا السَّيِّدُ الطَّاهِرُ إِلى رَبِّكَ فِي حَطِّ الْأَثْقالِ عَنْ ظَهْرِي وَتَخْفِيفِها عَنِّي ، وَارْحَمْ ذُ لِّي وَخُضُوعِي لَكَ وَ لِلسَّيِّدِ أَبِيكَ صَلَّى اللّهُ عَلَيْكُما .

ثمّ انكبَّ على القبر ، وقُل : زادَ اللّهُ فِي شَرَفِكُمْ فِي الاْخِرَةِ كَمَا شَرَّفَكُمْ فِي الدُّنْيا ، وَأَسْعَدَكُمْ كَما أَسْعَدَ بِكُمْ ، وَأَشْهَدُ أَ نَّكُمْ أَعْلامُ الدِّينِ ، وَنُجُومُ الْعالَمِينَ ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكاتُهُ .

زيارة سائر الشهداء ( صلوات اللّه عليهم ) ثمّ توجّه إلى الشهداء رضوان اللّه عليهم ، وقُل :

السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَ نْصارَ اللّهِ ، وَأَ نْصارَ رَسُولِهِ ، وَأَ نْصارَ عَلِيِّ

ص: 512

بْنِ أَبِي طالِبٍ عليه السلام ، وَأَ نْصارَ فاطِمَةَ عليهاالسلام ، وَأَ نْصارَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ عليهماالسلام ، وَأَ نْصارَ الاْءِسْلامِ ، أَشْهَدُ [ أَ نَّكُمْ ] لَقَدْ نَصَحْتُمْ للّه ِِ وَجاهَدْتُمْ فِي سَبِيلِهِ فَجَزاكُمُ اللّهُ عَنِ الاْءِسْلامِ وَأَهْلِهِ أَفْضَلَ الْجَزاءِ ، فُزْتُمْ وَاللّهِ فَوْزاً عَظِيماً ، يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَكُمْ فَأَ فُوزَ فَوْزاً عَظِيماً .

أَشْهَدُ أَ نَّكُمْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّكُمْ تُرْزَقُونَ .

أَشْهَدُ أَ نَّكُمُ الشُّهَداءُ وَالسُّعَداءُ وَأَ نَّكُمُ الْفائِزُونَ فِيدَرَجاتِ الْعُلى ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكاتُهُ .

ثمّ عُد إلى الرأس فصلّ صلاة الزيارة وأدع لنفسك ولوالديكَ ولإخوانك(1) .

ص: 513


1- المزار للشهيد ، ص171 .

زيارة الإمام الحسين عليه السلام في النصف من رجب 1 قال أبو نصر البزنطي : سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام في أيّ شهر نزور الحسين عليه السلام ؟ قال : « في النصف من رجب والنصف من شعبان »(1) .

2 قال الشهيد السعيد محمّد بن مكّي ، المشهور بالشهيد الأوّل : فإذا أردت ذلك وأتيت الصحن فادخل فكبّر اللّه تعالى ثلاثاً وقف على القبر وقل :

زيارت امام حسين عليه السلام در نيمه ماه رجب

ص: 514


1- كامل الزيارات ، ص182 .

السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا آلَ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا صَفْوَةَ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا سادَةَ السَّاداتِ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا لُيُوثَ الْغاباتِ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا سُفُنَ النَّجاةِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبا عَبْدِ اللّهِ الْحُسَيْنِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عِلْمِ الْأَ نْبِياءِ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكاتُهُ ، [ السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ إِبْراهِيمَ خَلِيلِ اللّهِ ] ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ إِسْماعِيلَ ذَبِيحِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا

ص: 515

وَارِثَ مُوسى كَلِيمِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عِيسى رُوحِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفى ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ خَدِيجَةَ الْكُبْرَى ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا شَهِيدُ ابْنَ الشَّهِيدِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا قَتِيلُ ابْنَ الْقَتِيلِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَ لِيَّ اللّهِ وَابْنَ وَ لِيِّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللّهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ عَلَى خَلْقِهِ .

أَشْهَدُ أَ نَّكَ قَدْأَ قَمْتَ الصَّلاةَ ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَعَبَدْتَ اللّهَ مُخْلِصاً حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِين ، وَرُزِئْتَ بِوالِدَيْكَ ، وَجاهَدْتَ عَدُوَّكَ . وَأَشْهَدُ أَ نَّكَ تَسْمَعُ الْكَلامَ ، وَتَرُدُّ الْجَوابَ ، وَأَ نَّكَ حَبِيبُ اللّهِ وَخَلِيلُهُ وَنَجِيبُهُ وَصَفِيُّهُ وَابْنُ صَفِيِّهِ .

ص: 516

يَا مَوْلايَ وَابْنَ مَوْلايَ زُرْتُكَ مُشْتاقاً فَكُنْ لِي شَفِيعاً إِلَى اللّهِ يَا سَيِّدِي ، وَأَسْتَشْفِعُ إِلَى اللّهِ بِجَدِّكَ سَيِّدِ النَّبِيِّينَ ، وَبِأَبِيكَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ ، وَبِأُمِّكَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمِينَ ، أَلا لَعَنَ اللّهُ قاتِلِيكَ ، وَلَعَنَ اللّهُ ظالِمِيكَ ، وَلَعَنَ اللّهُ سَالِبِيكَ وَمُبْغِضِيكَ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالاْخِرِينَ ، وَصَلَّى اللّهُ عَلَى سَيِّدِنامُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ .

ثمّ قبّل الضريح ، وتوجّه إلى قبر عليّ بن الحسين عليهماالسلام وزُرْهُ ، فقل :

زيارة علي الأكبر عليه السلام السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَوْلايَ وَابْنَ مَوْلايَ ، لَعَنَ اللّهُ قاتِلِيكَ ، وَلَعَنَ اللّهُ

ص: 517

ظالِمِيكَ ، إِنِّي أَ تَقَرَّبُ إِلَى اللّهِ بِزِيارَتِكُمْ وَبِمَحَبَّتِكُمْ ، وَأَبْرَأُ إِلَى اللّهِ مِنْ أَعْدَائِكُمْ ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَوْلايَ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكاتُهُ .

ثمّ امش حتّى تأتي قبور الشهداء فقف وقل :

زيارت سائر الشهداء (صلوات اللّه عليهم) السَّلامُ عَلَى الْأَرْواحِ الْمُنِيخَةِ بِقَبْرِ أَبِي عَبْدِ اللّهِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلام ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا طَاهِرِينَ مِنَ الدَّنَسِ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا مَهْدِيِّينَ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَبْرارَ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَعَلَى الْمَلائِكَةِ الْحَافِّينَ بِقُبُورِكُمْ أَجْمَعِينَ ، جَمَعَنَا اللّهُ وَ إِيَّاكُمْ فِي مُسْتَقَرِّ رَحْمَتِهِ وَتَحْتَ عَرْشِهِ إِنَّهُ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ(1) .

ص: 518


1- المزار للشهيد ، ص187 .

3 قال السيد ابن طاووس : فامّا كيفيّة زيارته عليه السلام في هذا الوقت ، فينبغي أن يزار (صلوات اللّه عليه) بالزيارة الجامعة في أيّام رجب . [ وهي الزيارة الآتية (1)] :

4 روى الشيخ الطوسي باسناده عن أبي القاسم الحسين بن روح - ثالث

ص: 519


1- مصباح الزائر ، ص303 .

النوّاب الأربعة (رضي اللّه عنهم) - أنّه قال : زُر أيّ المشاهد كنت بحضرتها في رجب ، تقول إذا دخلت :

زيارت الرجبيّة :

الْحَمْدُ للّه ِِ الَّذِي أَشْهَدَنا مَشْهَدَ أَوْلِيائِهِ فِي رَجَبٍ، وَأَوْجَبَ عَلَيْنا مِنْ حَقِّهِمْ مَا قَدْ وَجَبَ، وَصَلَّى اللّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ الْمُنْتَجَبِ، وَعَلَى أَوْصِيائِهِ الْحُجُبِ.

اللّهُمَّ فَكَما أَشْهَدْتَنا مَشْهَدَهُمْ فَأَ نْجِزْ لَنا مَوْعِدَهُمْ، وَأَوْرِدْنا مَوْرِدَهُمْ، غَيْرَ مُحَلَّئِينَ عَنْ وِرْدٍ فِي دارِ الْمُقامَةِ وَالْخُلْدِ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ.

إِنِّي قَدْ قَصَدْتُكُمْ وَاعْتَمَدْتُكُمْ بِمَسْأَلَتِي وَحَاجَتِي وَهِيَ فَكَاكُ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ، وَالْمَقَرُّ مَعَكُمْ فِي دَارِ الْقَرارِ، مَعَ شِيعَتِكُمُ الْأَ بْرَارِ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ.

ص: 520

أَنَا سائِلُكُمْ وَآمِلُكُمْ فِيمَا إِلَيْكُمُ التَّفْوِيضُ، وَعَلَيْكُمُ التَّعْوِيضُ، فَبِكُمْ يُجْبَرُ الْمَهِيضُ، وَيُشْفَى الْمَرِيضُ، وَمَا تَزْدَادُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَغِيضُ .

إِنِّي لِسِرِّكُمْ مُؤْمِنٌ، وَ لِقَوْ لِكُمْ مُسَلِّمٌ، وَعَلَى اللّهِ بِكُمْ مُقْسِمٌ فِي رَجْعِي بِحَوَائِجِي وَقَضَائِها وَإِمْضَائِها وَإِنْجَاحِها وَإِبْراحِها وَبِشُؤُونِي لَدَيْكُمْ وَصَلاَحِها، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ سَلاَمَ مُوَدِّعٍ، وَلَكُمْ حَوائِجَهُ مُودِعٌ، يَسْأَلُ اللّهَ إِلَيْكُمُ الْمَرْجِعَ، وَسَعْيُهُ إِلَيْكُمْ غَيْرَ مُنْقَطِعٍ، وَأَنْ يَرْجِعَنِي مِنْ حَضْرَتِكُمْ خَيْرَ مَرْجِعٍ إِلَى جَنَابٍ مُمْرِعٍ، وَخَفْضِ عَيْشٍ مُوَسَّعٍ، وَدَعَةٍ وَمَهَلٍ إِلَى حِينِ الْأَجَلِ، وَخَيْرِ مَصِيرٍ وَمَحَلٍّ فِي النَّعِيمِ الْأَزَلِ، وَالْعَيْشِ الْمُقْتَبَلِ، وَدَوامِ

ص: 521

الْأُكُلِ، وَشُرْبِ الرَّحِيقِ وَالسَّلْسَلِ، وَعَلٍّ وَنَهَلٍ لاَ سَأَمَ مِنْهُ وَلاَ مَلَلَ، وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ حَتَّى الْعَوْدِ إِلَى حَضْرَتِكُمْ، وَالْفَوْزِ فِي كَرَّتِكُمْ، وَالْحَشْرِ فِي زُمْرَتِكُمْ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكاتُهُ وَصَلَواتُهُ وَتَحيّاتُهُ(1).

* * * قال الحسين بن روح قدس سره : من زار بهذه الزيارة أحد مشاهد آل محمّد عليهم السلاملم يرجع إلاّ وقد قُضيت حاجاته واُجيب دعاؤه في الدين والدنيا .(2) قلت : هذه زيارة عالية المضامين ، جامعة للمشاهد المشرّفة ، خرجت من الناحية المقدّسة ، وهي لزيارة سائر الأئمّة عليهم السلام في جميع أيّام رجب ، ولها شروح ، منها : « شرح الزيارة الرجبيّة » للعلامة الشيخ محمّد باقر البيرجندي

ص: 522


1- مصباح المتهجّد ، ص821 .
2- مصباح الزائر ، ص493 .

(1276 - 1352 ه) صاحب الكبريت الأحمر .

من أعمال يوم النصف من رجب 1 - قال السيد ابن طاووس : رأيت في حديث باسناد متّصل إلى ابن عباس ، قال : قال آدم عليه السلام يا ربّ أخبرني بأحب الأيّام اليك وأحبّ الأوقات ، فأوحى اللّه تبارك وتعالى إليه : يا آدم أحبّ الأوقات إليَّ يوم النصف من رجب ، يا آدم تقرّب إليَّ يوم النصف من رجب بقربان وضيافة وصيام ودعاء واستغفار وقول : لا إله إلاّ اللّه (1) .

2 - قال الرضا عليه السلام : « من صام يوماً في وسطه شفع في مثل ربيعة ومضر »(2) .

ص: 523


1- إقبال الأعمال : ج3 ، ص235 .
2- فضائل الأشهر الثلاثة ، ص17 .

3 - سئل الرضا عليه السلام في أيّ شهر نزور الحسين عليه السلام فقال : « في النصف من رجب والنصف من شعبان »(1) .

4 - قال الشيخ الطوسي : ويستحب الغسل فيه أيضاً ويستحبّ أن يدعو بدعاء أمّ داود .

قلت : « أمّ داود » هي امرأة صالحة ، وهي أمّ داود بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام أرضعت الصادق عليه السلام بلبن ابنها داود(2) . وكان من قصّتها انّ المنصور العبّاسي أخذ ولدها داود ، فسيّره إلى العراق فحبسه أشدّ الحبس ، فانقطع خبره وأعمى أثره، فدخلت أمّه على الصادق عليه السلاموسألت منه الدعاء، فقال عليه السلام :

5 - « يا أمّ داود ، فأين أنت عن دعاء الإستفتاح والإجابة

ص: 524


1- كامل الزيارات ، ص182 .
2- مصباح المتهجّد ، ص807 .

والنجاح ؟ »(1) .

[ وعلّمها الدعاء المعروف بدعاء أمّ داود ] .

6 - قال الشيخ الطوسي : وإذا أراد ذلك فليصم اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر - من رجب - فاذا كان عند الزوال اغتسل ، فاذا زالت الشمس صلّى الظهر والعصر ، يحسن ركوعهنّ وسجودهنّ ، ويكون في موضع خال لا يشغله شاغل ولا يكلّمه انسان . فاذا فرغ من الصلاة استقبل القبلة وقرأ الحمد مائة مرّة ، وسورة الإخلاص مائة مرّة ، وآية الكرسي عشر مرّات ، ثمّ يقرء بعد ذلك سورة الانعام وبني اسرائيل(2) والكهف ولقمان ويس والصافات وحم السجدة وحم عسق ، وحم الدخان والفتح والواقعة والملك و ن ( القلم ) ،

ص: 525


1- فضائل الأشهر الثلاثة ، ص34 .
2- سورة بني اسرائيل هي سورة الإسراء .

وإذا السماء انشقّت وما بعدها إلى آخر القرآن . فإذا فرغ من ذلك قال وهو مستقبل القبلة :

ص: 526

عمل أمّ داود

روز 13 ، 14 و 15 رجب را روزه گرفته ، ظهر روز 15 غسل كرده ، نماز ظهر و عصر را خوانده ، رو به قبله با توجه : 100 مرتبه سوره حمد ، 100 مرتبه قل هو اللّه ، 10 مرتبه آيه الكرسى ، سپس سوره هاى : انعام ، اسراء ، كهف ، لقمان ، يس ، صافات ، حم سجده ، شورى ، دخان ، فتح ، واقعه ، ملك ، ن ، سپس انشقاق را تا آخر قرآن بخواند، سپس بگويد :

صَدَقَ اللّهُ الْعَظِيمُ الَّذِي لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ذُوالْجَلالِ وَالاْءِكْرامِ، الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ، الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، الْبَصِيرُ الْخَبِيرُ، شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، وَبَلَّغَتْ رُسُلُهُ الْكِرامُ وَأَنَا عَلَى

ص: 527

ذلِكَ مِنَ الشَّاهِدِينَ . اللّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، وَلَكَ الْمَجْدُ، وَلَكَ الْعِزُّ، وَلَكَ الْفَخْرُ، وَلَكَ الْقَهْرُ، ولَكَ النِّعْمَةُ، وَلَكَ الْعَظَمَةُ، وَلَكَ الرَّحْمَةُ، وَلَكَ الْمَهابَةُ، وَلَكَ السُّلْطانُ، وَلَكَ الْبَهاءُ، وَلَكَ الامْتِنانُ، وَلَكَ التَّسْبِيحُ، وَلَكَ التَّقْدِيسُ، وَلَكَ التَّهْلِيلُ، وَلَكَ التَّكْبِيرُ، وَلَكَ مَا يُرى، وَلَكَ مَا لا يُرى، وَلَكَ مَا فَوْقَ السَّماواتِ الْعُلى، وَلَكَ مَا تَحْتَ الثَّرى، وَلَكَ الْأَرَضُونَ السُّفْلى، وَلَكَ الاْخِرَةُ وَالْأُولى، وَلَكَ مَا تَرْضى بِهِ مِنَ الثَّناءِ وَالْحَمْدِ وَالشُّكْرِ وَالنَّعْماءِ .

اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى جَبْرَئِيلَ أَمِينِكَ عَلَى وَحْيِكَ، وَالْقَوِيِّ عَلَى أَمْرِكَ، وَالْمُطاعِ فِي سَمَاوَاتِكَ وَمَحالِّ كَراماتِكَ، الْمُتَحَمِّلِ لِكَلِماتِكَ، النَّاصِرِ

ص: 528

لِأَنْبِيائِكَ، الْمُدَمِّرِ لِأَعْدائِكَ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مِيكائِيلَ مَلَكِ رَحْمَتِكَ، وَالْمَخْلُوقِ لِرَأْفَتِكَ، وَالْمُسْتَغْفِرِ الْمُعِينِ لِأَهْلِ طاعَتِكَ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى إِسْرافِيلَ حامِلِ عَرْشِكَ، وَصاحِبِ الصُّورِ الْمُنْتَظِرِ لِأَمْرِكَ، الْوَجِلِ الْمُشْفِقِ مِنْ خِيفَتِكَ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى حَمَلَةِ الْعَرْشِ الطَّاهِرِينَ، وَعَلَى السَّفَرَةِ الْكِرامِ الْبَرَرَةِ الطَّيِّبِينَ، وَعَلَى مَلائِكَتِكَ الْكِرامِ الْكاتِبِينَ، وَعَلَى مَلائِكَةِ الْجِنانِ، وَخَزَنَةِ النِّيرانِ، وَمَلَكِ الْمَوْتِ وَالْأَعْوانِ، يَا ذَا الْجَلالِ وَالاْءِكْرامِ .

اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى أَبِينا آدَمَ بَدِيعِ فِطْرَتِكَ الَّذِي كَرَّمْتَهُ بِسُجُودِ مَلائِكَتِكَ، وَأَبَحْتَهُ جَنَّتَكَ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى أُمِّنا حَوّاءَ، الْمُطَهَّرَةِ مِنَ الرِّجْسِ، الْمُصَفَّاةِ مِنَ الدَّنَسِ، الْمُفَضَّلَةِ مِنَ الاْءِنْسِ، الْمُتَرَدِّدَةِ بَيْنَ مَحالِّ الْقُدْسِ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى هابِيلَ وَشَيْثٍ وَ إِدْرِيسَ وَنُوحٍ وَهُودٍ وَصالِحٍ وَ إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ

ص: 529

وَ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَيُوسُفَ وَالْأَسْباطِ وَلُوطٍ وَشُعَيْبٍ وَأَيُّوبَ وَمُوسى وَهارُونَ وَيُوشَعَ وَمِيشا وَالْخِضْرِ وَذِي الْقَرْنَيْنِ وَيُونُسَ وَ إِلْياسَ وَالْيَسَعَ وَذِي الْكِفْلِ وَطالُوتَ وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ وَزَكَرِيَّا وَشَعْيا وَيَحْيى وَتُورَخَ وَمَتّى وَ إِرْمِيا وَحَيَقُوقَ وَدانِيالَ وَعُزَيْرٍ وَعِيسى وَشَمْعُونَ وَجِرْجِيسَ وَالْحَوارِيِّينَ وَالْأَتْباعِ وَخالِدٍ وَحَنْظَلَةَ وَلُقْمانَ .

اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَارْحَمْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ، وَبارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيْتَ وَرَحِمْتَ (وَتَرَحَّمْتَ) وبَارَكْتَ عَلَى إِبْراهِيمَ وَآلِ إِبْراهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى الْأَوْصِياءِ وَالسُّعَداءِ وَالشُّهَداءِ وَأَئِمَّةِ الْهُدى . اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى الْأَ بْدالِ وَالْأَوْتادِ وَالسُّيَّاحِ وَالْعُبَّادِ وَالْمُخْلِصِينَ وَالزُّهَّادِ وَأَهْلِ الْجِدِّ وَالاِجْتِهادِ، وَاخْصُصْ

ص: 530

مُحَمَّداً وَأَهْلَ بَيْتِهِ بِأَفْضَلِ صَلَواتِكَ، وَأَجْزَلِ كَراماتِكَ، وَبَلِّغْ رُوحَهُ وَجَسَدَهُ مِنِّي تَحِيَّةً وَسَلاماً، وَزِدْهُ فَضْلاً وَشَرَفاً وَكَرَماً حَتّى تُبَلِّغَهُ أَعْلى دَرَجاتِ أَهْلِ الشَّرَفِ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ وَالْأَفاضِلِ الْمُقَرَّبِينَ، اللّهُمَّ وَصَلِّ عَلَى مَنْ سَمَّيْتُ وَمَنْ لَمْ أُسَمِّ مِنْ مَلائِكَتِكَ وَأَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَأَهْلِ طاعَتِكَ، وَأَوْصِلْ صَلَواتِي إِلَيْهِمْ وَ إِلى أَرْواحِهِمْ وَاجْعَلْهُمْ إِخْوانِي فِيكَ، وَأَعْوانِي عَلَى دُعائِكَ .

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْتَشْفِعُ بِكَ إِلَيْكَ، وَبِكَرَمِكَ إِلى كَرَمِكَ، وَبِجُودِكَ إِلى جُودِكَ، وَبِرَحْمَتِكَ إِلى رَحْمَتِكَ، وَبِأَهْلِ طاعَتِكَ إِلَيْكَ . وَأَسْأَلُكَ اللّهُمَّ بِكُلِّ ما سَأَلَكَ بِهِ أَحَدٌ مِنْهُمْ مِنْ مَسْأَلَةٍ شَرِيفَةٍ غَيْرِ مَرْدُودَةٍ، وَبِما دَعَوْكَ بِهِ مِنْ دَعْوَةٍ مُجابَةٍ غَيْرِ مُخَيَّبَةٍ، يَا اَللّه ُ يَا رَحْمنُ يَا رَحِيمُ يَا حَلِيمُ يَا كَرِيمُ يَا

ص: 531

عَظِيمُ يَا جَلِيلُ يَا مُنِيلُ يَا جَمِيلُ يَا كَفِيلُ يَا وَكِيلُ يَا مُقِيلُ يَا مُجِيرُ يَا خَبِيرُ يَا مُنِيرُ يَا مُبِيرُ يَا مَنِيعُ يَا مُدِيلُ يَا مُحِيلُ يَا كَبِيرُ يَا قَدِيرُ يَا بَصِيرُ يَا شَكُورُ يَا بَرُّ يَا طُهْرُ يَا طاهِرُ يَا قاهِرُ يَا ظاهِرُ يَا باطِنُ يَا ساتِرُ يَا مُحِيطُ يَا مُقْتَدِرُ يَا حَفِيظُ يَا مُتَجَبِّرُ يَا قَرِيبُ يَا وَدُودُ يَا حَمِيدُ يَا مَجِيدُ يَا مُبْدِئُ يَا مُعِيدُ يَا شَهِيدُ يَا مُحْسِنُ يَا مُجْمِلُ يَا مُنْعِمُ يَا مُفْضِلُ يَا قابِضُ يَا باسِطُ يَا هادِي يَا مُرْسِلُ يَا مُرْشِدُ يَا مُسَدِّدُ يَا مُعْطِي يَا مانِعُ يَا دافِعُ يَا رافِعُ يَا باقِي يَا واقِي يَا خَلاَّقُ يَا وَهَّابُ يَا تَوَّابُ يَا فَتَّاحُ يَا نَفَّاحُ يَا مُرْتاحُ يَا مَنْ بِيَدِهِ كُلُّ مِفْتاحٍ يَا نَفَّاعُ يَا رَؤُوفُ يَا عَطُوفُ يَا كافِي يَا شافِي يَا مُعافِي يَا مُكافِي يَا وَفِيُّ يَا مُهَيْمِنُ يَا عَزِيزُ يَا جَبّارُ يَا مُتَكَبِّرُ يَا سَلامُ يَا مُؤْمِنُ يَا أَحَدُ يَا صَمَدُ يَا نُورُ يَا مُدَبِّرُ يَا فَرْدُ يَا وِتْرُ يَا قُدُّوسُ يَا

ص: 532

ناصِرُ يَا مُؤنِسُ يَا باعِثُ يَا وارِثُ يَا عالِمُ يَا حاكِمُ يَا بادِي يَا مُتَعالِي يَا مُصَوِّرُ يَا مُسَلِّمُ يَا مُتَحَبِّبُ يَا قائِمُ يَا دائِمُ يَا عَلِيمُ يَا حَكِيمُ يَا جَوادُ يَا بارِئُ يَا بارُّ يَا سارُّ يَا عَدْلُ يَا فاصِلُ يَا دَيَّانُ يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ يَا سَمِيعُ يَا بَدِيعُ يَا خَفِيرُ يَا مُعِينُ يَا ناشِرُ يَا غافِرُ يَا قَدِيمُ يَا مُسَهِّلُ يَا مُيَسِّرُ يَا مُمِيتُ يَا مُحْيِي يَا نافِعُ يَا رازِقُ يَا مُقْتَدِرُ يَا مُسَبِّبُ يَا مُغِيثُ يَا مُغْنِي يَا مُقْنِي يَا خالِقُ يَا راصِدُ يَا واحِدُ يَا حاضِرُ يَا جابِرُ يَا حافِظُ يَا شَدِيدُ يَا غِياثُ يَا عائِدُ يَا قابِضُ يَا مَنْ عَلا فَاسْتَعْلى فَكانَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلى، يَا مَنْ قَرُبَ فَدَنا، وَبَعُدَ فَنَأَى، وَعَلِمَ السِّرَّ وَأَخْفى، يَا مَنْ إِلَيْهِ التَّدْبِيرُ وَلَهُ الْمَقادِيرُ، وَيا مَنِ الْعَسِيرُ عَلَيْهِ سَهْلٌ يَسِيرٌ، يَا مَنْ هُوَ عَلَى مَا يَشاءُ قَدِيرٌ، يَا مُرْسِلَ الرِّياحِ، يَا فالِقَ الاْءِصْباحِ، يَا باعِثَ الْأَرْواحِ، يَا ذَا الْجُودِ وَالسَّماحِ، يَا رادَّ مَا قَدْ فاتَ، يَا ناشِرَ الْأَمْواتِ، يَا جامِعَ الشَّتاتِ، يَا رازِقَ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ، وَيا فاعِلَ مَا يَشاءُ كَيْفَ يَشاءُ، وَيا ذَا الْجَلالِ وَالاْءِكْرامِ، يَا

ص: 533

حَيُّ يَا قَيُّومُ، يَا حَيّاً حِينَ لا حَيَّ، يَا حَيُّ يَا مُحْيِيَ الْمَوْتى، يَا حَيُّ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ .

يَا إِلهِي وَسَيِّدِي صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَارْحَمْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ، وَبارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَرَحِمْتَ وَتَرَحَّمْتَ عَلَى إِبْراهِيمَ وَآلِ إِبْراهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارْحَمْ ذُلِّي وَفاقَتِي وَفَقْرِي وَانْفِرادِي وَوَحْدَتِي، وَخُضُوعِي بَيْنَ يَدَيْكَ، وَاعْتِمادِي عَلَيْكَ، وَتَضَرُّعِي إِلَيْكَ، أَدْعُوكَ دُعاءَ الْخاضِعِ الذَّلِيلِ الْخاشِعِ الْخائِفِ الْمُشْفِقِ الْبائِسِ الْمَهِينِ الْحَقِيرِ الْجائِعِ الْفَقِيرِ الْعائِذِ الْمُسْتَجِيرِ الْمُقِرِّ بِذَنْبِهِ، الْمُسْتَغْفِرِ مِنْهُ، الْمُسْتَكِينِ لِرَبِّهِ، دُعاءَ مَنْ أَسْلَمَتْهُ ثِقَتُهُ وَرَفَضَتْهُ

ص: 534

أَحِبَّتُهُ، وَعَظُمَتْ فَجِيعَتُهُ، دُعاءَ حَرِقٍ حَزِينٍ ضَعِيفٍ مَهِينٍ بائِسٍ مُسْتَكِينٍ بِكَ مُسْتَجِيرٍ .

اللّهُمَّ وَأَسْأَلُك بِأَ نَّكَ مَلِيكٌ وَأَنَّكَ مَا تَشاءُ مِنْ أَمْرٍ يَكُونُ، وَأَنَّكَ عَلَى مَا تَشاءُ قَدِيرٌ . وَأَسْأَلُك بِحُرْمَةِ هذَا الشَّهْرِ الْحَرامِ، وَالْبَيْتِ الْحَرامِ، وَالْبَلَدِ الْحَرامِ، وَالرُّكْنِ وَالْمَقامِ، وَالْمَشاعِرِ الْعِظامِ، وَبِحَقِّ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ . يَا مَنْ وَهَبَ لاِدَمَ شَيْثاً، وَلاِءِ بْراهِيمَ إِسْماعِيلَ وَ إِسْحاقَ، وَيَا مَنْ رَدَّ يُوسُفَ عَلَى يَعْقُوبَ، وَيا مَنْ كَشَفَ بَعْدَ الْبَلاءِ ضُرَّ أَيُّوْبَ، يَا رادَّ مُوسى عَلَى أُمِّهِ، وَزائِدَ الْخِضْرِ فِي عِلْمِهِ، وَيا مَنْ وَهَبَ لِداوُدَ سُلَيْمانَ، وَلِزَكَرِيَّا يَحْيى، وَ لِمَرْيَمَ عِيسى، يَا حافِظَ بِنْتِ شُعَيْبٍ، وَيا كافِلَ وَلَدِ أُمِّ مُوسى أَسْأَلُك أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي

ص: 535

كُلَّها، وَتُجِيرَنِي مِنْ عَذابِكَ، وَتُوجِبَ لِي رِضْوانَكَ وَأَمانَكَ وَ إِحْسانَكَ وَغُفْرانَكَ وَجِنانَكَ .

وَأَسْأَلُك أَنْ تَفُكَّ عَنِّي كُلَّ حَلْقَةٍ بَيْنِي وَبَيْنَ مَنْ يُؤْذِينِي، وَتَفْتَحَ لِي كُلَّ بابٍ، وَتُلَيِّنَ لِي كُلَّ صَعْبٍ، وَتُسَهِّلَ لِي كُلَّ عَسِيرٍ، وَتُخْرِسَ عَنِّي كُلَّ ناطِقٍ بِشَرٍّ، وَتَكُفَّ عَنِّي كُلَّ باغٍ، وَتَكْبِتَ عَنِّي كُلَّ عَدُوٍّ لِي وَحاسِدٍ، وَتَمْنَعَ مِنِّي كُلَّ ظالِمٍ، وَتَكْفِيَنِي كُلَّ عائِقٍ يَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ حاجَتِي وَيُحاوِلُ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنِي وَبَيْنَ طاعَتِكَ وَيُثَبِّطَنِي عَنْ عِبادَتِكَ . يَا مَنْ أَلْجَمَ الْجِنَّ الْمُتَمَرِّدِينَ، وَقَهَرَ عُتاةَ الشَّياطِينِ، وَأَذَلَّ رِقابَ الْمُتَجَبِّرِينَ، وَرَدَّ كَيْدَ الْمُتَسَلِّطِينَ عَنِ الْمُسْتَضْعَفِينَ، أَسْأَلُك بِقُدْرَتِكَ عَلَى مَا تَشاءُ، وَتَسْهِيلِكَ لِما تَشاءُ كَيْفَ تَشاءُ أَنْ تَجْعَلَ قَضاءَ حاجَتِي فِيما تَشاءُ .

ص: 536

ثمّ اسجدي وعفّري خدّيك وقولي :

آنگاه به سجده رفته ، صورت برخاك نهاده با ديدگان اشكبار بگو :

اللّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ ، وَبِكَ آمَنْتُ ، فَارْحَمْ ذُ لِّي وَفاقَتِي وَاجْتِهادِي وَتَضَرُّعِي وَمَسْكَنَتِي وَفَقْرِي إِلَيْكَ يَا رَبِّ .

واجتهدي أن تسحّ عيناك ولو بقدر رأس الذبابة دموعاً ، فإنّ ذلك علامة الإجابة(1) .

*

عمل اليوم الثالث من شعبان

خرج إلى القاسم بن علاء الهمداني ، وكيل الإمام العسكري عليه السلام أن مولانا الحسين عليه السلام ولد يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان ، فصمه واُدع بهذا الدعاء :

دعاى روز سوم شعبان

1 اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ الْمَوْلُودِ فِي هذَا الْيَوْمِ ، الْمَوْعُودِ بِشَهادَتِهِ قَبْلَ اسْتِهْلالِهِ وَوِلادَتِهِ، بَكَتْهُ السَّماءُ وَمَنْ فِيها، وَالْأَرْضُ وَمَنْ عَلَيْها، وَلَمَّا يَطَأْ

ص: 537


1- مصباح المتهجّد ، ص807 .

لابَتَيْها، قَتِيلِ الْعَبْرَةِ، وَسَيِّدِ الْأُسْرَةِ، الْمَمْدُودِ بِالنُّصْرَةِ يَوْمَ الْكَرَّةِ، الْمُعَوَّضِ مِنْ قَتْلِهِ أَنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ نَسْلِهِ، وَالشِّفاءَ فِي تُرْبَتِهِ، وَالْفَوْزَ مَعَهُ فِي أَوْبَتِهِ، وَالْأَوْصِياءَ مِنْ عِتْرَتِهِ بَعْدَ قائِمِهِمْ وَغَيْبَتِهِ، حَتّى يُدْرِكُوا الْأَوْتارَ، وَيَثْأَرُوا الثَّارَ، وَيُرْضُوا الْجَبَّارَ، وَيَكُونُوا خَيْرَ أَنْصارٍ، صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِمْ مَعَ اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ . اللّهُمَّ فَبِحَقِّهِمْ إِلَيْكَ أَتَوَسَّلُ وَأَسْأَلُ سُؤالَ مُقْتَرِفٍ مُعْتَرِفٍ مُسِيءٍ إِلى نَفْسِهِ مِمَّا فَرَّطَ فِي يَوْمِهِ وَأَمْسِهِ، يَسْأَلُكَ الْعِصْمَةَ إِلى مَحَلِّ رَمْسِهِ . اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعِتْرَتِهِ، وَاحْشُرْنا فِي زُمْرَتِهِ، وَبَوِّئْنا مَعَهُ دارَ الْكَرامَةِ، وَمَحَلَّ الاْءِقامَةِ . اللّهُمَّ وَكَما أَكْرَمْتَنا بِمَعْرِفَتِهِ فَأَكْرِمْنا بِزُلْفَتِهِ، وَارْزُقْنا مُرافَقَتَهُ وَسابِقَتَهُ، وَاجْعَلْنا مِمَّنْ يُسَلِّمُ لِأَمْرِهِ، وَيُكْثِرُ الصَّلاةَ عَلَيْهِ

ص: 538

عِنْدَ ذِكْرِهِ، وَعَلى جَمِيعِ أَوْصِيائِهِ وَأَهْلِ أَصْفِيائِهِ، الْمَمْدُودِينَ مِنْكَ بِالْعَدَدِ الاثْنَي عَشَرَ، النُّجُومِ الزُّهَرِ، وَالْحُجَجِ عَلى جَمِيعِ الْبَشَرِ . اللّهُمَّ وَهَبْ لَنا فِي هذَا الْيَوْمِ خَيْرَ مَوْهِبَةٍ، وَأَنْجِحْ لَنا فِيهِ كُلَّ طَلِبَةٍ، كَما وَهَبْتَ الْحُسَيْنَ لِمُحَمَّدٍ جَدِّهِ، وَعاذَ فُطْرُسُ بِمَهْدِهِ، فَنَحْنُ عائِذُونَ بِقَبْرِهِ مِنْ بَعْدِهِ نَشْهَدُتُرْبَتَهُ وَنَنْتَظِرُ أَوْبَتَهُ، آمِينَ رَبَّ الْعالَمِينَ(1) .

2 قال السيد إبن طاووس : ثمّ تدعو بعد ذلك بدعاء الحسين عليه السلام وهو آخر دعاء دعا به الحسين عليه السلام يوم الطف :

ص: 539


1- المزار الكبير ، ص397 .

اللّهُمَّ أَنْتَ مُتَعالي الْمَكانِ، عَظِيمُ الْجَبَرُوتِ، شَدِيدُ الْمِحالِ، غَنِيٌّ عَنِ الْخَلائِقِ، عَرِيضُ الْكِبْرِياءِ، قادِرٌ عَلى مَا تَشاءُ، قَرِيبُ الرَّحْمَةِ، صَادِقُ الْوَعْدِ، سَابِغُ النِّعْمَةِ، حَسَنُ الْبَلاءِ، قَرِيبٌ إِذا دُعِيتَ، مُحِيطٌ بِما خَلَقْتَ، قابِلُ التَّوْبَةِ لِمَنْ تابَ إِلَيْكَ، قادِرٌ عَلى مَا أَرَدْتَ، وَمُدْرِكٌ مَا طَلَبْتَ، وَشَكُورٌ إِذا شُكِرْتَ، وَذَكُورٌ إِذا ذُكِرْتَ، أَدْعُوكَ مُحْتاجاً، وَأَرْغَبُ إِلَيْكَ فَقِيراً، وَأَفْزَعُ إِلَيْكَ خائِفاً، وَأَبْكِي إِلَيْكَ مَكْرُوباً، وَأَسْتَعِينُ بِكَ ضَعِيفاً، وَأَتَوَكَّلُ عَلَيْكَ كافِياً، احْكُمْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ، فَإِنَّهُمْ غَرُّونا وَخَدَعُونا وَخَذَلُونا وَغَدَرُوا بِنا وَقَتَلُونا، وَنَحْنُ عِتْرَةُ نَبِيِّكَ وَوَلَدُ حَبِيبِكَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللّهِ الَّذِي اصْطَفَيْتَهُ بِالرِّسالَةِ وَائْتَمَنْتَهُ عَلى وَحْيِكَ، فَاجْعَلْ لَنا مِنْ

ص: 540

أَمْرِنا فَرَجاً وَمَخْرَجاً بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ(1) .

قال الشيخ الطوسي عقيب هذا الدعاء : قال ابن عيّاش (صاحب المقتضب) سمعت الحسين بن علي بن سفيان البزوفزي يقول : كان الصادق عليه السلاميدعو به في هذا اليوم . وقال : هو من أدعية اليوم الثالث من شعبان وهو مولد الحسين عليه السلام(2) .

زيارة الحسين عليه السلام ليلة النصف من شعبان

1 - قال الإمام زين العابدين عليه السلام : « من أحبّ أن يصافحه مائة ألف نبيّ وأربعة وعشرون ألف نبيّ ، فليزر الحسين عليه السلام ليلة النصف من شعبان ، فإنّ الملائكة وأرواح النبيّين يستأذنون اللّه في زيارته فيؤذن لهم ، فطوبى لمن

ص: 541


1- إقبال الأعمال ، ص690 .
2- مصباح المتهجّد ، ص828 .

صافحهم وصافحوه »(1) .

زيارت امام حسين عليه السلام در شب نيمه شعبان معادل هزار حج است ، و 124 هزار پيامبر با او مصافحه مى كند .

با همان زيارتنامه اول رجب و نيمه رجب .

2 - وقال الباقر عليه السلام : « من زار الحسين عليه السلام في ليلة النصف من شعبان غفرت له ذنوبه ، ولم تكتب عليه سيّئة في سنته حتّى تحول عليه السنة »(2) .

3 - وقال الصادق عليه السلام : « إذا كان النصف من شعبان نادى منادٍ من الافق الأعلى: زائري الحسين ! إرجعوا مغفوراً لكم ، ثوابكم على ربّكم ومحمّد نبيّكم »(3) .

4 - قال الصادق عليه السلام : « من زار الحسين عليه السلام في النصف من شعبان ، كتب اللّه

ص: 542


1- إقبال الأعمال : ج3 ، ص339 .
2- أمالي الطوسي : ج1 ، ص48 .
3- مصباح المتهجّد ، ص830 .

عزّوجلّ له ألف حجّة »(1) .

5 - قال الصادق عليه السلام : « من زار الحسين عليه السلام ليلة النصف من شعبان وليلة الفطر وليلة عرفة في سنة واحدة ، كتب اللّه له ألف حجّة مبرورة وألف عمرة متقبّلة وقضيت له ألف حاجة من حوائج الدنيا والآخرة »(2) .

6 - قال السيد ابن طاووس : وامّا الزيارة في هذه الليلة فقد روى أنّه يزار فيها بالزيارة التي قدّمناها في أوّل رجب ، فتؤخذ من هناك(3) .

7 - قال الصادق عليه السلام : « من زار قبر الحسين عليه السلام في النصف من شعبان ، غفر اللّه ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر »(4) .

ص: 543


1- مصباح الزائر ، ص312 .
2- كامل الزيارات ، ص181 .
3- مصباح الزائر ، ص312 .
4- كامل الزيارات ، ص181 .

من أعمال ليلة النصف من شعبان في كربلاء

1 - قال الصادق عليه السلام : « من بات ليلة النصف من شعبان بأرض كربلاء ، فقرأ ألف مرّة قل هو اللّه أحد ، ويستغفر اللّه ألف مرّة ، ويحمد اللّه ألف مرّة ، ثم يقوم فيصلّي أربع ركعات ، يقرأ في كلّ ركعة ألف مرّة آية الكرسي ، وكّل اللّه تعالى به ملكين يحفظانه من كلّ سوء ومن شرّ كلّ شيطان وسلطان ، ويكتبان له حسناته ولا تكتب عليه سيّئة ، ويستغفران له ما داما معه »(1) .

2 - قال الرضا عليه السلام : « إن أحببت أن تتطوّع فيها بشيء فعليك بصلاة جعفر بن أبي طالب عليه السلام واكثر فيها من ذكر اللّه تعالى ومن الاستغفار والدعاء »(2) .

3 - ذكر السيد ابن طاووس من أعمال ليلة النصف من شعبان

ص: 544


1- كامل الزيارات ، ص181 .
2- مصباح المتهجّد ، ص838 .

عند قبر الحسين عليه السلام أربع ركعات يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب خمسين مرّة وقل هو اللّه أحد خمسين مرّة ، وتقرأهما في الركوع عشر مرّات وإذا استويت من الركوع مثل ذلك ، وفي السجدتين وبينهما مثل ذلك ؛ كما تفعل في صلاة التسبيح وتدعو بعدها الدعاء »(1) .

4 - سئل الباقر عليه السلام عن فضل ليلة النصف من شعبان ، فقال : « هي أفضل ليلة بعد ليلة القدر ، فيها يمنح اللّه العباد فضله ويغفر لهم بمنّه ، فاجتهدوا في القربة إلى اللّه فيها ، فانّها ليلة آلَى اللّه عزّوجلّ على نفسه لا يردّ سائلاً ما لم يسأل اللّه معصية وانّها الليلة التي جعلها اللّه لنا أهل البيت بإزاء ما جعل ليلة

ص: 545


1- إقبال الأعمال : چ 3 ، ص347 .

القدر لنبيّنا عليه السلام . فإجتهدوا في الدعاء والثناء على اللّه ، فانّه من سبّح اللّه تعالى فيها مائة مرّة وحمده مائة مرّة وكبّره مائة مرّة ، غفر اللّه له ما سلف من معاصيه وقضى له حوائج الدنيا والآخرة ما التمسه وما علم حاجته إليه وان لم يلتمسه منّة وتفضّلاً على عباده »(1) .

5 - سئل الصادق عليه السلام عن أفضل الأدعية في ليلة النصف من شعبان ، فقال : « إذا أنت صلّيت عشاء الآخرة فصلّ ركعتين ، تقرأ في الأولى الحمد وسورة الجحد ، وفي الثانية الحمد وسورة التوحيد ، فاذا سلّمت قلت :

در شب نيمه شعبان دو ركعت نماز بخوان ، در ركعت اول بعد از حمد سوره « جحد » ، در ركعت دوم « توحيد » ، بعد از سلام بگو :

يَا مَنْ إِلَيْهِ مَلْجَأُ الْعِبادِ فِي الْمُهِمَّاتِ، وَ إِلَيْهِ يَفْزَعُ الْخَلْقُ فِي

ص: 546


1- مصباح المتهجّد ، ص831 .

الْمُلِمّاتِ، يَا عالِمَ الْجَهْرِ وَالْخَفِيّاتِ، يَا مَنْ لاَ تَخْفى عَلَيْهِ خَواطِرُ الْأَوْهامِ وَتَصَرُّفُ الْخَطَراتِ، يَا رَبَّ الْخَلائِقِ وَالْبَرِيَّاتِ، يَا مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ الْأَرَضِينَ وَالسَّماواتِ، أَنْتَ اللّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَمُتُّ إِلَيْكَ بِلا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ، فَيا لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ اجْعَلْنِي فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ مِمَّنْ نَظَرْتَ إِلَيْهِ فَرَحِمْتَهُ، وَسَمِعْتَ دُعاءَهُ فَأَجَبْتَهُ، وَعَلِمْتَ اسْتِقالَتَهُ فَأَ قَلْتَهُ، وَتَجاوَزْتَ عَنْ سالِفِ خَطِيئَتِهِ وَعَظِيمِ جَرِيرَتِهِ، فَقَدِ اسْتَجَرْتُ بِكَ مِنْ ذُنُوبِي، وَلَجَأْتُ إِلَيْكَ فِي سَتْرِ عُيُوبِي . اللّهُمَّ فَجُدْ عَلَيَّ بِكَرَمِكَ وَفَضلِكَ، وَاحْطُطْ خَطايايَ بِحِلْمِكَ وَعَفْوِكَ، وَتَغَمَّدْنِي فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ بِسابِغِ كَرامَتِكَ، وَاجْعَلْنِي فِيها مِنْ أَوْلِيائِكَ الَّذِينَ اجْتَبَيْتَهُمْ لِطاعَتِكَ، وَاخْتَرْتَهُمْ لِعِبادَتِكَ، وَجَعَلْتَهُمْ خالِصَتَكَ وَصِفْوَتَكَ .

ص: 547

اللّهُمَّ اجْعَلْنِي مِمَّنْ سَعَدَ جَدُّهُ، وَتَوَفَّرَ مِنَ الْخَيْراتِ حَظُّهُ، وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ سَلِمَ فَنَعِمَ، وَفازَ فَغَنِمَ، وَاكْفِنِي شَرَّ مَا أَسْلَفْتُ، وَاعْصِمْنِي مِنَ الازْدِيادِ فِي مَعْصِيَتِكَ، وَحَبِّبْ إِلَيَّ طاعَتَكَ وَمَا يُقَرِّبُنِي لَدَيْكَ وَيُزْلِفُنِي عِنْدَكَ . سَيِّدِي إِلَيْكَ يَلْجَأُ الْهارِبُ، وَمِنْكَ يَلْتَمِسُ الطَّالِبُ، وَعَلَى كَرَمِكَ يُعَوِّلُ الْمُسْتَقِيلُ التَّائِبُ، أَدَّ بْتَ عِبادَكَ بِالتَّكَرُّمِ وَأَنْتَ أَكْرَمُ الْأَكْرَمِينَ، وَأَمَرْتَ بِالْعَفْوِ عِبادَكَ وَأَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ . اللّهُمَّ فَلا تَحْرِمْنِي مَا رَجَوْتُ مِنْ كَرَمِكَ، وَلا تُؤْيِسْنِي مِنْ سابِغِ نِعَمِكَ، وَلاَ تُخَيِّبْنِي مِنْ جَزِيلِ قِسَمِكَ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ لِأَهْلِ طاعَتِكَ، وَاجْعَلْنِي فِي جُنَّةٍ مِنْ شِرارِ بَرِيَّتِكَ، رَبِّ إِنْ لَمْ أَكُنْ مِنْ أَهْلِ ذلِكَ فَأَ نْتَ أَهْلُ الْكَرَمِ وَالْعَفْوِ وَالْمَغْفِرَةِ، وَجُدْ عَلَيَّ بِما أَنْتَ أَهْلُهُ لاَ بِما أَسْتَحِقُّهُ، فَقَدْ حَسُنَ ظَنِّي بِكَ، وَتَحَقَّقَ رَجائِي لَكَ، وَعَلِقَتْ نَفْسِي

ص: 548

بِكَرَمِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، وَأَكْرَمُ الْأَكْرَمِينَ . اللّهُمَّ وَاخْصُصْنِي مِنْ كَرَمِكَ بِجَزِيلِ قِسَمِكَ، وَأَعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَاغْفِرْ لِيَ الذَّنْبَ الَّذِي يَحْبِسُ عَنِّي الْخُلُقَ، وَيُضَيِّقُ عَلَيَّ الرِّزْقَ حَتَّى أَقُومَ بِصالِحِ رِضاكَ، وَأَنْعَمَ بِجَزِيلِ عَطائِكَ، وَأَسْعَدَ بِسابِغِ نَعْمائِكَ، فَقَدْ لُذْتُ بِحَرَمِكَ، وَتَعَرَّضْتُ لِكَرَمِكَ، وَاسْتَعَذْتُ بِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَبِحِلْمِكَ مِنْ غَضَبِكَ، فَجُدْ بِما سَأَلْتُكَ، وَأَنِلْ مَا الْتَمَسْتُ مِنْكَ، أَسْأَلُكَ بِكَ لاَ بِشَيْءٍ هُوَ أَعْظَمُ مِنْكَ(1) .

6 - وفي هذه الليلة ولد الإمام الحجّة المنتظر صاحب العصر - عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف - ويستحبّ أن يدعى فيها :

ص: 549


1- مصباح الزائر ، ص313 .

اللّهُمَّ بِحَقِّ لَيْلَتِنا هذِهِ وَمَوْلُودِها وَحُجَّتِكَ وَمَوْعُودِهَا، الَّتِي قَرَنْتَ إِلى فَضْلِها فَضْلاً، فَتَمَّتْ كَلِمَتُكَ صِدْقاً وَعَدْلاً، لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِماتِكَ، وَلاَ مُعَقِّبَ لاِياتِكَ، نُورُكَ الْمُتَأَلِّقُ، وَضِياؤُكَ الْمُشْرِقُ، وَالْعَلَمُ النُّورُ فِي طَخْياءِ الدَّيْجُورِ، الْغائِبُ الْمَسْتُورُ جَلَّ مَوْ لِدُهُ، وَكَرُمَ مَحْتِدُهُ، وَالْمَلائِكَةُ شُهَّدُهُ، وَاللّهُ ناصِرُهُ وَمُؤَيِّدُهُ، إِذا آنَ مِيعادُهُ وَالْمَلائِكَةُ أَمْدادُهُ.

سَيْفُ اللّهِ الَّذِي لاَ يَنْبُو، وَنُورُهُ الَّذِي لاَ يَخْبُو، وَذُو الْحِلْمِ الَّذِي لاَ يَصْبُو، مَدارُ الدَّهْرِ، وَنَوامِيسُ الْعَصْرِ، وَوُلاةُ الْأَمْرِ، وَالْمُنَزَّلُ عَلَيْهِمْ مَا يَتَنَزَّلُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَأَصْحابُ الْحَشْرِ وَالنَّشْرِ، تَراجِمَةُ وَحْيِهِ، وَوُلاةُ أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ .

اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى خاتِمِهِمْ وَقائِمِهِمُ الْمَسْتُورِ عَنْ عَوالِمِهِمْ . اللّهُمَّ وَأَدْرِكْ بِنا أَيَّامَهُ وَظُهُورَهُ وَقِيامَهُ، وَاجْعَلْنا مِنْ أَنْصارِهِ، وَاقْرِنْ ثأْرَنا بِثَأْرِهِ، وَاكْتُبْنا

ص: 550

فِي أَعْوانِهِ وَخُلَصائِهِ، وَأَحْيِنا فِي دَوْلَتِهِ ناعِمِينَ، وَبِصُحْبَتِهِ غانِمِينَ، وَبِحَقِّهِ قائِمِينَ، وَمِنَ السُّوءِ سالِمِينَ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَالْحَمْدُ للّه ِِ رَبِّ الْعالَمِينَ، وَصَلَّى اللّهُ عَلَى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ الصَّادِقِينَ وَعِتْرَتِهِ النَّاطِقِينَ، وَالْعَنْ جَمِيعَ الظَّالِمِينَ، وَاحْكُمْ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ يَا أَحْكَمَ الْحاكِمِينَ(1) .

7 - يستحبّ في هذه الليلة « دعاء كميل » لما روى أنّ كميل بن زياد النخعي رأى أمير المؤمنين عليه السلام ساجداً يدعو بهذا الدعاء في ليلة النصف من شعبان(2) .

ص: 551


1- المزار الكبير ، ص410 .
2- مصباح المتهجّد ، ص844 .

زيارة الحسين عليه السلام في شهر رمضان

1 - سئل الصادق عليه السلام عن زيارته في شهر رمضان ، فقال : « من جاءه عليه السلام خاشعاً محتسباً مستغفراً ، فشهد قبره عليه السلام في إحدى ثلاث ليال من شهر رمضان : أوّل ليلة من الشهر ، أو ليلة النصف أو آخر ليلة منه ، تساقطت عنه ذنوبه وخطاياه التي اجترحها ، كما يتساقط هشيم الورق بالريح العاصف ، حتّى أنّه يكون من ذنوبه كهيئة يوم ولدته أمّه ، وكان له مع ذلك من الأجر مثل أجر من حجّ في عامه ذلك واعتمر ، ويناديه ملكان يسمع نداءهما كلّ ذي روح إلاّ الثقلين من الجنّ والإنس ، يقول أحدهما : يا عبد اللّه طهرتَ فإستأنف العمل ، ويقول الآخر : يا عبد اللّه احببت فأبشر بمغفرة من اللّه وفضل »(1) .

2 - سئل الصادق عليه السلام عمّن حضر قبر الحسين عليه السلام ليلة النّصف من شهر رمضان ؟ فقال :

بخٍّ بخٍّ ، من صلّى عند قبره ليلة النّصف من شهر رمضان عشر ركعات ، من بعد العشاء - من غير صلاة اللّيل - يقرء في كلّ ركعة بفاتحة الكتاب و « قُلْ هُوَ اللّهُ اَحَدٌ » عشر مرّات ، واستجار باللّه من النّار ، كتبه اللّه عتيقاً من النّار ، ولم يمت حتّى يرى في منامه ملائكة يبشّرونه بالجنّة وملائكة يؤمّنونه من النّار .(2)

ص: 552


1- بحار الأنوار ، ج101 ، ص99 .
2- إقبال الأعمال ، ج 1 ، ص 294 .

زيارة الحسين عليه السلام في ليلة القدر

1 - قال الصادق عليه السلام : « إذا كان ليلة القدر وفيها يفرق كلّ أمر حكيم ، نادى منادٍ تلك الليلة من بطنان العرش : إنّ اللّه تعالى قد غفر لمن أتى قبر الحسين عليه السلام في هذه الليلة »(1) .

2 - قال الكاظم عليه السلام : « ثلاث ليالٍ من زار الحسين عليه السلام فيهنّ غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر ؛ ليلة النصف من شعبان ، وليلة ثلاث وعشرين من رمضان ، وليلة العيد »(2) .

3 - قال الجواد عليه السلام : « من زار الحسين عليه السلام ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان، وهي الليلة التي يرجى أن تكون ليلة القدر وفيها يفرق كلّ أمر حكيم ، صافحه روح أربعة وعشرين ألف ملك ونبيّ، كلّهم يستأذن اللّه في زيارة الحسين عليه السلام »(3).

4 - قال الشهيد قدس سره : إذا أردت ذلك (أي : زيارة الحسين عليه السلام في ليلة القدر والعيدين) فأدخل وقف على ضريحه عليه السلام وقل :

زيارت امام حسين عليه السلام در شبهاى قدر

السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الصِّدِّيقَةِ الطَّاهِرَةِ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَوْلايَ يَا أَبا عَبْدِ اللّهِ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكاتُهُ ، أَشْهَدُ أَ نَّكَ قَدْ أَ قَمْتَ الصَّلاةَ ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَتَلَوْتَ

ص: 553


1- تهذيب الأحكام : ج6 ، ص49 .
2- مصباح الزائر ، ص329 .
3- إقبال الأعمال ، ج 1 ، ص 383 .

الْكِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ ، وَجاهَدْتَ فِي اللّهِ حَقَّ جِهادِهِ ، وَصَبَرْتَ عَلَى الْأَذى فِي جَنْبِهِ مُحْتَسِباً حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ ، أَشْهَدُ أَنَّ الَّذِينَ خالَفُوكَ وَحارَبُوكَ وَالَّذِينَ خَذَلُوكَ وَالَّذِينَ قَتَلُوكَ مَلْعُونُونَ عَلَى لِسانِ النَّبِيِّ الْأُمِيِّ وَقَدْ خابَ مَنِ افْتَرى ، لَعَنَ اللّهُ الظَّالِمِينَ لَكُمْ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالاْخِرِينَ وَضاعَفَ عَلَيْهِمُ الْعَذابَ الْأَلِيمَ . أَ تَيْتُكَ يَا مَوْلايَ يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ زائِراً عارِفاً بِحَقِّكَ ، مُوالِياً لِأَوْ لِيائِكَ ، مُعادِياً لِأَعْدائِكَ ، مُسْتَبْصِراً بِالْهُدَى الَّذِي أَ نْتَ عَلَيْهِ ، عارِفاً بِضَلالَةِ مَنْ خالَفَكَ ، فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ .

ثمّ انكبَّ على القبر وضع خدّك عليه وتحوّل إلى عند الرأس وقل :

و در طرف بالاى سر بگو :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللّهِ فِي أَرْضِهِ وَسَمائِهِ ، صَلَّى اللّهُ عَلَى رُوحِكَ

ص: 554

الطَّيِّبِ وَجَسَدِكَ الطَّاهِرِ ، وَعَلَيْكَ السَّلامُ يَا مَوْلايَ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكاتُهُ .

ثمّ انكبَّ على القبر وقبّله وضع خدّك عليه وانحرف إلى عند الرأس فصلّ ركعتين للزيارة وصلّ بعدهما ما تيسّر ثمّ تحوّل إلى عند الرِّجلين وزر عليّ بن الحسين عليهماالسلام وقل :

بعد از نماز زيارت ، در زيارت على اكبر عليه السلام بگو :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَوْلايَ وَابْنَ مَوْلايَ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكاتُهُ ، لَعَنَ اللّهُ مَنْ ظَلَمَكَ ، وَلَعَنَ اللّهُ مَنْ قَتَلَكَ ، وَضاعَفَ عَلَيْهِمُ الْعَذابَ الْأَلِيمَ .

وادعُ بما تريد ثمّ زر الشهداء منحرفاً من عند الرِّجلين إلى القبلة فقل :

در زيارت ساير شهداء بگو :

السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَ يُّهَا الصِّدِّيقُونَ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَ يُّهَا الشُّهَداءُ الصَّابِرُونَ،

ص: 555

أَشْهَدُ أَ نَّكُمْ جاهَدْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ، وَصَبَرْتُمْ عَلَى الْأَذى فِي جَنْبِ اللّهِ ، وَنَصَحْتُمْ للّه ِِ وَ لِرَسُو لِهِ حَتَّى أَتَاكُمُ الْيَقِينُ ، أَشْهَدُ أَ نَّكُمْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّكُمْ تُرْزَقُونَ ، فَجَزاكُمُ اللّهُ عَنِ الاْءِسْلامِ وَأَهْلِهِ أَ فْضَلَ جَزاءِ الْمُحْسِنِينَ ، وَجَمَعَ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ فِي مَحَلِّ النَّعِيمِ .

ثمّ امضِ إلى مشهد العبّاس بن أمير المؤمنين فاذا وقفت عليه قل :

و در زيارت قمر بنى هاشم بگو :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَ يُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الْمُطِيعُ للّه ِِ وَ لِرَسُو لِهِ ، أَشْهَدُ أَ نَّكَ قَدْ جاهَدْتَ وَنَصَحْتَ وَصَبَرْتَ حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ ، لَعَنَ اللّهُ الظَّالِمِينَ لَكُمْ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالاْخِرِينَ وَأَ لْحَقَهُمْ بِدَرْكِ الْجَحِيمِ(1) .

ص: 556


1- المزار للشهيد ، ص193 .

زيارة الحسين عليه السلام ليلة الفطر

1 - قال الصادق عليه السلام : « من زار الحسين بن علي عليهماالسلام ليلة من ثلاث ليال ، غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر » .

قال الراوي : أيّ الليالي جعلت فداك ؟ قال : « ليلة الفطر ، أو ليلة الأضحى ، أو ليلة النصف من شعبان »(1) .

2 - قال الشهيد قدس سره : ومنها زيارة ليلة الفطر وعيد الأضحى ؛ فاذا أردت ذلك فقف على باب القُبَّةِ وأوم بطرفك نحو القبر مستأذناً وقل :

ص: 557


1- المزار للمفيد ، ص53 .

در شب عيد فطر و عيد قربان ، در آستانه بايست و اينگونه اذن دخول بخوان :

يا مَوْلايَ يَا أَبا عَبْدِ اللّهِ، يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ عَبْدُكَ وَابْنُ أَمَتِكَ الذَّلِيلُ بَيْنَ يَدَيْكَ ، وَالْمُصَغَّرُ فِي عُلوِّ قَدْرِكَ ، وَالْمُعْتَرِفُ بِحَقِّكَ جاءَكَ مُسْتَجِيراً بِكَ قاصِداً إِلى حَرَمِكَ ، مُتَوَجِّهاً إِلى مَقامِكَ ، مُتَوَسِّلاً إِلَى اللّهِ تَعالى بِكَ ، أَأَدْخُلُ يَا مَوْلايَ أَأَدْخُلُ يا وَ لِيَّ اللّهِ أَأَدْخُلُ يَامَلائِكَةَ اللّهِ الْمُحْدِقِينَ بِهذَا الْحَرَمِ ، الْمُقِيمِينَ فِي هذَا الْمَشْهَدِ .

فإن خشع قلبك ودمعت عيناك ، فهو علامة القبول والاذن ، وأدخل رجلك اليمنى وأخّر اليسرى وقل :

آنگاه با چشم گريان با پاى راست وارد شده بگو :

ص: 558

بِسْمِ اللّهِ ، وَبِاللّهِ ، وَفِي سَبِيلِ اللّهِ ، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللّهِ . اللّهُمَّ أَ نْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبارَكاً وَأَ نْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ .

ثمّ قل : اللّهُ أَكْبَرُ كَبِيراً ، وَالْحَمْدُ للّه ِِ كَثِيراً ، وَسُبْحانَ اللّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ، وَالْحَمْدُ للّه ِِ الْفَرْدِ الصَّمَدِ ، الْمَاجِدِ الْأَحَدِ ، الْمُتَفَضِّلِ الْمَنَّانِ ، الْمُتَطَوِّلِ الْحَنَّانِ ، الَّذِي مَنَّ بِطَولِهِ وَسَهَّلَ لِي زِيارَةَ مَوْلايَ بِإِحْسانِهِ ، وَلَمْ يَجْعَلْنِي عَنْ زِيارَتِهِ مَمْنُوعاً ، وَلاَ عَنْ ذِمَّتِهِ مَدْفُوعاً ، بَلْ تَطَوَّلَ وَمَنَحَ .

ثم ادخل ، فاذا توسّطت وصبرت فقم حذاء القبر بخشوع وبكاء وتضرّع وقل :

در مقابل ضريح ايستاده بگو :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ إِبْراهِيمَ خَلِيلِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُوسى

ص: 559

كَلِيمِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عِيسى رُوحِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عَلِيٍّ وَلِيّ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَ يُّهَا الْوَصِيُّ الْبَرُّ التَّقِيُّ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ثارَ اللّهِ وَابْنَ ثارِهِ وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ ، أَشْهَدُ أَ نَّكَ قَدْ أَ قَمْتَ الصَّلاةَ ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَجاهَدْتَ فِي اللّهِ حَقَّ جِهادِهِ حَتَّى اسْتُبِيحَ حَرَمُكَ، وَقُتِلْتَ مَظْلُوماً.

ثمّ قم عند رأسه خاشعاً قلبك ، دامعة عينيك ، ثمّ قل :

در بالاى سر با چشم گريان بگو :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبا عَبْدِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بَطَلَ الْمُسْلِمِينَ ، يَا مَوْلايَ أَشْهَدُ أَ نَّكَ كُنْتَ

ص: 560

نُوراً فِي الْأَصْلابِ الشَّامِخَةِ وَالْأَرْحامِ الْمُطَهَّرَةِ ، لَمْ تُنَجِّسْكَ الْجاهِلِيَّةُ بِأَ نْجَاسِها ، وَلَمْ تُلْبِسْكَ مِنْ مُدْلَهِمَّاتِ ثِيابِها ، وَأَشْهَدُ أَ نَّكَ مِنْ دَعائِمِ الدِّينِ ، وَأَرْكانِ الْمُسْلِمِينَ ، وَمَعْقِلِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَأَشْهَدُ أَ نَّكَ الاْءِمامُ الْبَرُّ التَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ الْهادِي الْمَهْدِيُّ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوى ، وَأَعْلامُ الْهُدى ، وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقى ، وَالْحُجَّةُ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيا .

ثمّ تنكب على القبر وتقول : إِنَّا للّه ِِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ، يَا مَوْلايَ ، أَ نَا مُوالٍ لِوَ لِيِّكُمْ ، وَمُعادٍ لِعَدُوِّكُمْ ، وَأَ نَا بِكُمْ مُؤْمِنٌ ، وَبِإِيابِكُمْ مُوقِنٌ ، بِشَرايِعِ دِينِي ، وَخَواتِيمِ عَمَلِي ، وَقَلْبِي لِقَلْبِكُمْ سِلْمٌ ، وَأَمْرِي لِأَمْرِكُمْ مُتَّبِعٌ ، يَا مَوْلايَ ، أَ تَيْتُكَ خائِفاً فَآمِنِّي ، وَأَ تَيْتُكَ مُسْتَجِيراً فَأَجِرْنِي ، وَأَ تَيْتُكَ فَقِيراً فَأَغْنِنِي .

ص: 561

سَيِّدِي وَمَوْلايَ أَ نْتَ مَوْلايَ حُجَّةُ اللّهِ عَلَى الخَلْقِ أَجْمَعِينَ، آمَنْتُ بِسِرِّكُمْ وَعَلانِيَتِكُمْ، وَبِظاهِرِكُمْ وَباطِنِكُمْ ، وَأَوَّ لِكُمْ وَآخِرِكُمْ ، وَأَشْهَدُ أَ نَّكَ التَّالِي لِكِتابِ اللّهِ وَأَمِينُ اللّهِ الدَّاعِي إِلَى اللّهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ، لَعَنَ اللّهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ اللّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ ، وَلَعَنَ اللّهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ.

ثمّ صلّ عند الرأس اربع ركعات ، فإذا سلّمت فقل :

چهار ركعت نماز زيارت در بالاى سر بخوان و بعد از سلام بگو :

اللّهُمَّ إِنِّي لَكَ صَلَّيْتُ ، وَلَكَ رَكَعْتُ ، وَلَكَ سَجَدْتُ ، وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ فَإِنَّهُ لا تَجُوزُ الصَّلاةُ وَالرُّكُوعُ وَالسُّجُودُ إِلاَّ لَكَ لِأَ نَّكَ أَ نْتَ اللّهُ الَّذِي لاَ إِلهَ إِلاَّ أَ نْتَ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَبْلِغْهُمْ عَنِّي أَ فْضَلَ السَّلامِ وَالتَّحِيَّةِ ، وَارْدُدْ عَلَيَّ مِنْهُمُ السَّلامَ .

ص: 562

اللّهُمَّ وَهاتانِ الرَّكْعَتانِ هَدِيَّةٌ مِنِّي إِلى سَيِّدِي الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ وَتَقَبَّلْهُما مِنِّي وَاجْزِنِي عَلَيْهِما أَ فْضَلَ أَمَلِي وَرَجائِي فِيكَ وَفِي وَ لِيِّكَ ، يَا وَ لِيَّ الْمُؤْمِنِينَ .

ثمّ تنكب على القبر وتقبّله وتقول :

قبر شريف را از جان ببوس و بگو :

السَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْمَظْلُومِ الشَّهِيدِ ، قَتِيلِ الْعَبَراتِ ، وَأَسِيرِ الْكُرُباتِ . اللّهُمَّ إِنِّى أَشْهَدُ أَ نَّهُ وَ لِيُّكَ وَابْنُ نَبِيِّكَ وَصَفِيُّكَ الثَّائِرُ بِحَقِّكَ ، أَكْرَمْتَهُ بِكَرامَتِكَ، وَخَتَمْتَ لَهُ بِالشَّهادَةِ ، وَجَعَلْتَهُ سَيِّداً مِنَ السَّادَةِ، وَقائِداً مِنَ الْقادَةِ ، وَأَكْرَمْتَهُ بِطِيبِ الْوِلادَةِ، وَأَعْطَيْتَهُ مَوارِيثَ الْأَ نْبِياءِ ، وَجَعَلْتَهُ حُجَّتَكَ عَلَى خَلْقِكَ مِنَ الْأَوْصِياءِ، فَأَعْذَرَ فِي الدُّعاءِ، وَمَنَحَ النَّصِيحَةَ، وَبَذَلَ

ص: 563

مُهْجَتَهُ فِيكَ حَتَّى اسْتَنْقَذَ عِبادَكَ مِنَ الْجَهالَةِ ، وَحَيْرَةِ الضَّلالَةِ ، وَقَدْ تَوازَرَ عَلَيْهِ مَنْ غَرَّتْهُ الدُّنْيا ، وَباعَ حَظَّهُ مِنَ الاْخِرَةِ بِالأرْذَل الْأَدْنى ، وَتَرَدَّى فِي هَواهُ ، وَأَسْخَطَكَ وَأَسْخَطَ نَبِيَّكَ ، وَأَطاعَ مِنْ عِبادِكَ أُو لِي الشِّقاقِ وَالنِّفاقِ ، وَحَمَلَةَ الْأَوْزارِ ، الْمُسْتَوْجِبِينَ النَّارَ ، فَجاهَدَهُمْ فِيكَ صابِراً مُحْتَسِباً ، مُقْبِلاً غَيْرَ مُدْبِرٍ ، لاَ تَأْخُذُهُ فِي اللّهِ لَوْمَةُ لائِمٍ حَتَّى سُفِكَ فِي طاعَتِكَ دَمُهُ وَاسْتُبِيحَ حَرِيمُهُ . اللّهُمَّ الْعَنْهُمْ لَعْناً وَبِيلاً ، وَعَذِّبْهُمْ عَذاباً أَلِيماً .

ثمّ اعطف على علي بن الحسين عليهماالسلام ، وهو عند رجل الحسين عليه السلام وقل :

در زيارت على اكبر عليه السلام بگو :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَ لِيَّ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ خاتَمِ النَّبِيِّينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمِينَ ،

ص: 564

السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَ يُّهَا الْمَظْلُومُ الشَّهِيدُ ، بِأَبِي أَ نْتَ وَأُمِّي عِشْتَ سَعِيداً ، وَقُتِلْتَ مَظْلُوماً شَهِيداً .

ثمّ انحرف إلى قبور الشهداء وقل :

در زيارت ساير شهداء بگو :

السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَ يُّهَا الذَّابُّونَ عَنْ تَوْحِيدِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ [ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ، بِأَبِيأَ نْتُمْ وَأُمِّي ، فُزْتُمْ فَوْزاً عَظِيماً (1)] .

3 - روى السيد ابن طاووس دعاء طويلاً لهذه الليلة تركناه رَوماً للاختصار(2) .

ص: 565


1- المزار للشهيد ، ص182 .
2- مصباح الزائر ، ص334 - 339 .

4 - ذكر الشهيد قدس سره زيارة أخرى ، قدّمناها في ليلة القدر(1) .

5 - ويستحب أيضاً أن يدعو بدعاء الندبة ، صرّح بذلك السيد ابن طاووس(2) .

زيارة الحسين عليه السلام في يوم الفطر

يستحبّ زيارته عليه السلام في يوم العيد أيضاً، كما رواه البشير الدهّان عن الصادق عليه السلام(3).

زيارة الحسين عليه السلام ليلة عرفة

قال الباقر عليه السلام : « من زار ليلة عرفة أرض كربلا وأقام بها حتّى يعيّد ثمّ

ص: 566


1- المزار للشهيد ، ص193 .
2- مصباح الزائر ، ص345 .
3- الكافي : ج4 ، ص580 .

ينصرف ، وقاه اللّه شرّ سنته »(1) .

زيارة الحسين عليه السلام في يوم عرفة

1 - قال الصادق عليه السلام : « من زار قبر الحسين عليه السلام يوم عرفة ، كتب اللّه له ألف ألف حجّة مع القائم عليه السلام وألف ألف عمرة مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله وعتق ألف ألف نسمة ، وحملان ألف ألف فرس في سبيل اللّه »(2) .

2 - قال الصادق عليه السلام : « إنّ اللّه يتجلّى لزوّار قبر الحسين عليه السلام قبل أهل عرفات ويقضي حوائجهم ويغفر لهم ذنوبهم ويشفعهم في مسائلتهم ، ثمّ يأتي

ص: 567


1- مصباح المتهجّد ، ص716 .
2- تهذيب الأحكام : ج6 ، ص49 .

أهل عرفة فيفعل بهم ذلك »(1) .

3 - قال الصادق عليه السلام : « يا حنّان إذا كان يوم عرفة ، إطلع اللّه على زوّار الحسين عليه السلام فقال لهم : استأنفوا ، فقد غفر لكم »(2) .

4 - قال الصادق عليه السلام : « إن المؤمن إذا أتى قبر الحسين عليه السلام في يوم عرفة وإغتسل بالفرات ، ثمّ توجّه إليه ، كتب اللّه بكلّ خطوة حجّة بمناسكها »(3) .

5 - قال الصادق عليه السلام : « من أتى قبر الحسين بعرفة ، بعثه اللّه يوم القيامة ثلج الفؤاد »(4) .

6 - قال الصادق عليه السلام : « من عرّف عند قبر الحسين عليه السلام لم يرجع صفراً ،

ص: 568


1- مصباح المتهجّد ، ص715 .
2- وسائل الشيعة : ج14 ، ص462 .
3- تهذيب الأحكام : ج6 ، ص50 .
4- مصباح المتهجّد ، ص715 .

ولكن يرجع ويداه مملوءتان »(1) .

7 - قال الصادق عليه السلام : « من عرّف عند قبر الحسين عليه السلام فقد شهد عرفة »(2) .

زيارت امام حسين عليه السلام در روز عرفه

شرح زيارة يوم عرفة قال السيد ابن طاووس : إذا أتيت مشهده عليه السلام فاغتسل للزيارة وألبس أطهر ثيابك ، وأقصد حضرته الشريفة ، وقف على الباب فكبّر اللّه تعالى وقل :

براى زيارت روز عرفه غسل كرده ، لباس پاكيزه پوشيده ، در

ص: 569


1- وسائل الشيعة : ج14 ، ص464 .
2- تهذيب الأحكام : ج6 ، ص51 .

آستانه حرم بگو :

اللّهُ أَكْبَرُ اللّهُ أَكْبَرُ كَبِيراً ، وَالْحَمْدُ للّه ِِ كَثِيراً ، وَسُبْحانَ اللّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ، وَالْحَمْدُ للّه ِِ الَّذِي هَدَانا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ ، لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ ، السَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، السَّلامُ عَلَى فاطِمَةَ الزَّهْراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمِينَ ، السَّلامُ عَلَى الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ ، السَّلامُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، السَّلامُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، السَّلامُ عَلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، السَّلامُ عَلَى مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ ، السَّلامُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ مُوسى ، السَّلامُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، السَّلامُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ، السَّلامُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، السَّلامُ عَلَى الْخَلَفِ الصَّالِحِ الْمُنْتَظَرِ

ص: 570

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبا عَبْدِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ ، عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ ، الْمُوالِي لِوَ لِيِّكَ ، الْمُعادِي لِعَدُوِّكَ اسْتَجارَ بِمَشْهَدِكَ وَتَقَرَّبَ إِلَى اللّهِ بِقَصْدِكَ ، الْحَمْدُ للّه ِِ الَّذِي هَدَانِي لِوِلايَتِكَ ، وَخَصَّنِي بِزِيارَتِكَ ، وَسَهَّلَ لِي قَصْدَكَ .

ثمّ ادخل فقف ممّا يلي الرأس وقل :

آنگاه وارد شده ، در طرف بالاى سر ايستاده بگو :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ إِبْراهِيمَ خَلِيلِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُوسى كَلِيمِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عِيسى رُوحِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ مُحَمَّدٍ

ص: 571

الْمُصْطَفى ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ خَدِيجَةَ الْكُبْرى ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ثارَ اللّهِ وَابْنَ ثارِهِ وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ ، أَشْهَدُ أَ نَّكَ قَدْ أَ قَمْتَ الصَّلاةَ ، وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَأَطَعْتَ اللّهَ حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ ، فَلَعَنَ اللّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ ، وَلَعَنَ اللّهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ ، وَلَعَنَ اللّهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ ، يَا مَوْلايَ يَا أَبا عَبْدِ اللّهِ ، أُشْهِدُ اللّهَ وَمَلائِكَتَهُ وَأَ نْبِياءَهُ وَرُسُلَهُ أَ نِّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ ، وَبِإِيَابِكُمْ مُوقِنٌ ، بِشَرايِعِ دِينِي ، وَخَواتِيمِ عَمَلِي ، وَمُنْقَلَبِي إِلَى رَبِّي ، فَصَلَواتُ اللّهِ عَلَيْكُمْ ، وَعَلَى أَرْواحِكُمْ وَعَلَى أَجْسادِكُمْ ، وَعَلَى شاهِدِكُمْ وَعَلَى غائِبِكُمْ ، وَظاهِرِكُمْ وَباطِنِكُمْ .

السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ خاتَمِ النَّبِيِّينَ ، وَابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ ، وَابْنَ

ص: 572

إِمامِ الْمُتَّقِينَ ، وَابْنَ قائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ إِلى جَنَّاتِ النَّعِيمِ ، وَكَيْفَ لاَ تَكُونُ كَذلِكَ وَأَ نْتَ بابُ الْهُدى ، وَ إِمامُ التُّقى ، وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقى ، وَالْحُجَّةُ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيا ، وَخامِسُ أَهْلِ الْكِساءِ ، غَذَتْكَ يَدُ الرَّحْمَةِ ، وَرَضَعْتَ مِنْ ثَدْيِ الاْءِيمانِ ، وَرُبِّيتَ فِي حِجْرِ الاْءِسْلامِ ، فَالنَّفْسُ غَيْرُ راضِيَةٍ بِفِراقِكَ ، وَلاَ شَاكَّةٍ فِي حَيَاتِكَ ، صَلَواتُ اللّهِ عَلَيْكَ وَعَلَى آبائِكَ وَأَبْنائِكَ .

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا صَرِيعَ الْعَبْرَةِ السَّاكِبَةِ ، وَقَرِينَ الْمُصِيبَةِ الرَّاتِبَةِ ، لَعَنَ اللّهُ أُمَّةً اسْتَحَلَّتْ مِنْكَ الْمَحارِمَ ، فَقُتِلْتَ صَلَّى اللّهُ عَلَيْكَ مَقْهُوراً ، وَأَصْبَحَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِكَ مَوْتُوراً ، وَأَصْبَحَ كِتابُ اللّهِ بِفَقْدِكَ مَهْجُوراً . السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى جَدِّكَ وَأَبِيكَ ، وَأُمِّكَ وَأَخِيكَ ، وَعَلَى الْأَئِمَّةِ

ص: 573

مِنْ بَنِيكَ ، وَعَلَى الْمُسْتَشْهَدِينَ مَعَكَ ، وَعَلَى الْمَلائِكَةِ الْحافِّينَ بِقَبْرِكَ ، وَالشَّاهِدِينَ لِزُوَّارِكَ الْمُؤَمِّنِينَ بِالْقَبُولِ عَلَى دُعاءِ شِيعَتِكَ ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكاتُهُ .

بِأَبِي أَ نْتَ وَأُمِّي يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ ، بِأَبِي أَ نْتَ وَأُمِّي يَا أَبا عَبْدِ اللّهِ ، لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ وَجَلَّتِ الْمُصِيبَةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلَى جَمِيعِ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، فَلَعَنَ اللّهُ أُمَّةً أَسْرَجَتْ وَأَ لْجَمَتْ وَتَهَيَّأَتْ لِقِتالِكَ ، يَا مَوْلايَ يَا أَبا عَبْدِ اللّهِ ، قَصَدْتُ حَرَمَكَ ، وَأَ تَيْتُ مَشْهَدَكَ أَسْأَلُ اللّهَ بِالشَّأْنِ الَّذِي لَكَ عِنْدَهُ ، وَبِالْمحَلِّ الَّذِي لَكَ لَدَيْهِ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ يَجْعَلَنِي مَعَكُمْ فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ بِمَنِّهِ وَجُودِهِ وَكَرَمِهِ .

ثمّ قبّل الضريح وصلّ عند الرأس ركعتين تقرأ فيهما ما أحببت ، فإذا فرغت فقل :

دو ركعت نماز زيارت خوانده ، بعد از سلام بگو :

اللّهُمَّ إِنِّي صَلَّيْتُ وَرَكَعْتُ وَسَجَدْتُ لَكَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ

ص: 574

لَكَ ، لِأَنَّ الصَّلاةَ وَالرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ لاَ تَكُونُ إِلاَّ لَكَ ، لِأَ نَّكَ أَ نْتَ اللّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَ نْتَ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَبْلِغْهُمْ عَنِّي أَ فْضَلَ التَّحِيَّةِ وَالسَّلامِ ، وَارْدُدْ عَلَيَّ مِنْهُمُ التَّحِيَّةَ وَالسَّلامَ . اللّهُمَّ وَهَاتَانِ الرَّكْعَتانِ هَدِيَّةٌ مِنِّي إِلى مَوْلايَ وَسَيِّدِي وَ إِمامِي الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلامُ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَتَقَبَّلْ ذلِكَ مِنِّي ، وَاجْزِنِي عَلَى ذلِكَ أَ فْضَلَ أَمَلِي وَرَجائِي فِيكَ وَفِي وَ لِيِّكَ ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

ثمّ صر إلى عند رجلي الحسين وزر عليّ بن الحسين عليهماالسلام وقل :

در زيارت على اكبر عليه السلام بگو :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ نَبِيِّ اللّهِ ، السَّلامُ

ص: 575

عَلَيْكَ يَابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الْحُسَيْنِ الشَّهِيدِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَ يُّهَا الشَّهِيدُ ابْنُ الشَّهِيدِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَ يُّهَا الْمَظْلُومُ ابْنُ الْمَظْلُومِ ، لَعَنَ اللّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ ، وَلَعَنَ اللّهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ ، وَلَعَنَ اللّهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَوْلايَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَ لِيَّ اللّهِ وَابْنَ وَ لِيِّهِ، لَقَدْ عَظُمَتِ الْمُصِيبَةُ وَجَلَّتِ الرَّزِيَّةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلَى جَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَلَعَنَ اللّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ ، وَأَبْرَأُ إِلَى اللّهِ وَ إِلَيْكَ مِنْهُمْ فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ .

ثمّ اخرج من الباب الذي عند رجل علي بن الحسين عليهماالسلام فتوجّه هناك إلى الشهداء وزرهم فقل :

در زيارت ساير شهدا بگو :

السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَوْ لِياءَ اللّهِ وَأَحِبَّاءَهُ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَصْفِياءَ

ص: 576

اللّهِ وَأَوِدَّاءَهُ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَ نْصارَ دِينِ اللّهِ ، وَأَ نْصارَ نَبِيِّهِ ، وَأَ نْصارَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَأَ نْصارَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَ نْصارَ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ الْوَ لِيِّ النَّاصِحِ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَ نْصارَ أَبِي عَبْدِ اللّهِ الْحُسَيْنِ الشَّهِيدِ الْمَظْلُومِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ ، بِأَبِي أَ نْتُمْ وَأُمِّي طِبْتُمْ وَطَابَتِ الْأَرْضُ الَّتِي فِيها دُفِنْتُمْ وَفُزْتُمْ وَاللّهِ فَوْزاً عَظِيماً ، يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَكُمْ فَأَ فُوزَ مَعَكُمْ فِي الْجِنانِ مَعَ الشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكاتُهُ .

ثمّ عد إلى عند رأس الحسين عليه السلاموأكثر من الدعاء لنفسك ولأهلك ولإخوانك المؤمنين .

ص: 577

وقال المفيد رحمه الله : فإذا أردت الخروج فانكبّ على القبر وقبّله وقل :

پس از دعاى فراوان براى خود و ديگران ، به هنگام خروج بگو :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا صَفْوَةَ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا خَالِصَةَ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِينَ اللّهِ ، سَلامَ مُوَدِّعٍ لاَ قَالٍ وَلاَ سَئِمٍ ، فَإِنْ أَمْضِ فَلا عَنْ مَلالَةٍ، وَ إِنْ أُقِمْ فَلا عَنْ سُوءِ ظَنٍّ بِما وَعَدَ اللّهُ الصَّابِرِينَ، لاَجَعَلَهُ اللّهُ يَا مَوْلاَيَ آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّي لِزِيارَتِكَ، وَرَزَقَنِيَ اللّهُ الْعَوْدَ إِلى مَشْهَدِكَ، وَالْمَقامَ بِفِنائِكَ، وَالْقِيامَ فِي حَرَمِكَ، وَأَنْ يَجْعَلَنِي مَعَكُمْ فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ .

ثمّ اخرج ولا تُولِّ ظهرك ، وأكثِر من قول إِنَّا للّه ِِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ .

ثم امض إلى مشهد العبّاس بن علي عليهماالسلام فإذا أتيت فقف عليه وقل :

ص: 578

به حرم قمر بنى هاشم رفته ، در زيارت آن حضرت بگو :

السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ ، الْمُطِيعُ للّه ِِ وَ لِرَسُو لِهِ وَلِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ وَمَغْفِرَتُهُ عَلى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ مَضَيْتَ عَلَى مَا مَضَى عَلَيْهِ الْبَدْرِيُّونَ الْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ، الْمُنَاصِحُونَ فِي جِهَادِ أَعْدَائِهِ ، الْمُبالِغُونَ فِي نُصْرَةِ أَوْلِيَائِهِ ، فَجَزاكَ اللّهُ أَفْضَلَ الْجَزاءِ، وَأَوْفَرَ جَزاءِ أَحَدٍ وَفى بِبَيْعَتِهِ، وَاسْتَجابَ لَهُ دَعْوَتَهُ، وَحَشَرَكَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ وَالصِّدِّيقِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً .

ثمّ صلّ ركعتين عند الرأس وادعُ اللّه بعدهما بما أحببت ، فإذا أردت الخروج فودّعه وقل :

ص: 579

دو ركعت نماز زيارت در بالاى سر بخوان و به هنگام خروج بگو :

ص: 580

أَسْتَوْدِعُكَ اللّهَ وَأَسْتَرْعِيكَ ، وَأَ قْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ ، آمَنَّا بِاللّهِ وَبِرَسُو لِهِ ، وَبِمَا جاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللّهِ ، اللّهُمَّ اكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ ، اللّهُمَّ لاَ تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِي قَبْرَ وَلِيِّكَ وَابْنِ أَخِي نَبِيِّكَ ، وَارْزُقْنِي زِيارَتَهُ مَا أَبْقَيْتَنِي ، وَاحْشُرْنِي مَعَهُ وَمَعَ آبائِهِ فِي الْجِنانِ .

وادعُ لنفسك ولوالديك ولإخوانك المؤمنين ثمّ ترجع إلى مشهد الحسين عليه السلامللوداع ، فإذا أردت وداعه فقف عليه كوقوفك عليه أوّل مرّة وقل :

و به هنگام وداع امام حسين عليه السلام بگو :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللّهِ ، أَنْتَ لِي جُنَّةٌ مِنَ الْعَذَابِ ، وَهذَا أَوَانُ انْصِرَافِي غَيْرَ رَاغِبٍ عَنْكَ وَلاَ مُسْتَبْدِلٍ بِكَ سِوَاكَ وَلاَ مُؤْثِرٍ عَلَيْكَ غَيْرَكَ ، وَلاَ زَاهِدٍ فِي قُرْبِكَ ، أَسْأَلُ اللّهَ تَعَالَى أَنْ

ص: 581

لاَ يَجْعَلَهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّي وَمِنْ رُجُوعِي ، وَأَسْأَلُ اللّهَ الَّذِي أَرَانِي مَكَانَكَ ، وَهَدَانِي لِلتَّسْلِيمِ عَلَيْكَ وَلِزِيَارَتِي إِيَّاكَ ، أَنْ يُورِدَنِي حَوْضَكُمْ ، وَيَرْزُقَنِي مُرَافَقَتَكُمْ فِي الْجِنَانِ مَعَ آبَائِكَ الصَّالِحِينَ .

ثمّ سلّم على النبيّ والأئمّة عليهم السلام واحداً واحداً وادعُ بما أحببت ثمّ حوّل وجهك إلى قبور الشهداء فودّعهم وقل :

به پيامبر اكرم و فرد فرد امامان سلام وصلوات فرستاده ، در وداع شهدا بگو :

السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، اَللّهُمَّ لاَ تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيَارَتِي إِيَّاهُمْ ، وَأَشْرِكْنِي مَعَهُمْ فِي صَالِحِ مَا أَعْطَيْتَهُمْ عَلَى نَصْرِهِمْ ابْنَ نَبِيِّكَ وَحُجَّتَكَ عَلَى خَلْقِكَ ، اَللّهُمَّ اجْعَلْنَا وَإِيَّاهُمْ فِي جَنَّتِكَ مَعَ

ص: 582

الشُّهَدَاءِ

ص: 583

وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً ، أَسْتَوْدِعُكُمُ اللّهَ وَأَقْرَأُ عَلَيْكُمُ السَّلامَ ، اَللّهُمَّ ارْزُقْنِي الْعَوْدَ إِلَيْهِمْ وَاحْشُرْنِي مَعَهُمْ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

ثمّ اخرج ولا تُولِّ ظهرك عن القبر حتى يغيب عن معاينتك وقف على الباب متوجّهاً إلى القبلة وادعُ بما أحببت وانصرف إن شاء اللّه تعالى(1) .

من أعمال يوم عرفة

1 - قال السيد ابن طاووس : اعلم أنّ يوم عرفة من أفضل أيام أعياد العباد ، وان لم يظهر إسمه بأنّه يوم عيد ، فقد ظهر انّه يوم سعيد ، دعا اللّه عزّوجلّ عباده فيه إلى تحميده وتمجيده ، ووعدهم بإطلاق عام لجوده وإنجاز وُعوده ، ووعد فيه بغفران الذنوب وستر العيوب(2) .

ص: 584


1- مصباح الزائر ، ص347 .
2- إقبال الأعمال ، ج 2 ، ص 56 .

2 - الأحاديث في فضل صومه كثيرة وقد روي أنّه من صام ذلك اليوم كان كفارة تسعين سنة .

قلت : إستحباب صومه مشروط بعدم الخوف من مصادفته بيوم العيد ، بأن يكون هلاله مشكوكاً وبعدم الخوف من عجزه عن الدعاء(1) .

3 - روى حنّان بن سدير عن أبيه ، قال سألته (أي : الباقر عليه السلام) عن صوم يوم عرفة ... قال : كان أبي عليه السلام لا يصومه . قلت : ولم جعلت فداك ؟ قال : « يوم عرفة يوم دعاء ومسألة ، فأتخوّف أن يضعّفني عن الدعاء وأكره أن أصومه ،

ص: 585


1- من لا يحضره الفقيه : ج2 ، ص52 .

وأتخوّف أن يكون يومُ عرفة يومَ الأضحى »(1) .

4 - قال السيد إبن طاووس : فإن كان هلال الشهر من ذي الحجة محقّقاً والذي يريد صوم عرفة لا يضعّفه الصوم عن شيء من عمل ذلك اليوم ، فالظاهر أنّ الصوم له أفضل(2) .

5 - من أدعية يوم عرفة ، دعاء مروىّ عن الإمام الصادق عليه السلام :

دعاى امام صادق عليه السلام در روز عرفه

اَللّهُمَّ أَنْتَ اللّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ، وَأَنْتَ اللّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ، وَأَنْتَ اللّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ، وَأَنْتَ اللّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ، وَأَنْتَ اللّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ ،

ص: 586


1- المصدر ، ص53 .
2- إقبال الأعمال ، ج 2 ، ص 60 .

وَأَنْتَ اللّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ، بَدِيءُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْكَ يَعُودُ كُلُّ شَيْءٍ ، لَمْ تَزَلْ وَلاَ تَزَالُ ، الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ، الْكِبْرِيَاءُ رِدَاؤُكَ ، سَابِغُ النَّعْمَاءِ ، جَزِيلُ الْعَطَاءِ ، بَاسِطُ الْيَدَينِ بِالرَّحْمَةِ ، نَفَّاحُ الْخَيْرَاتِ ، كَاشِفُ الْكُرُبَاتِ ، مُنْزِلُ الاْيَاتِ ، مُبَدِّلُ السَّيِّئَاتِ ، جَاعِلُ الْحَسَنَاتِ دَرَجَاتٍ .

دَنَوْتَ فِي عُلُوِّكَ وَعَلَوْتَ فِي دُنُوِّكَ . دَنَوْتَ فَلاَ شَيْءَ دُونَكَ ، وَارْتَفَعْتَ فَلاَ شَيْءَ فَوْقَكَ، تَرَى وَلاَ تُرَى وَأَنْتَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَى ، فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى، لَكَ مَا فِي السَّموَاتِ الْعُلَى ، وَلَكَ الْكِبْرِيَاءُ فِي الاْخِرَةِ وَالْأُولَى ، غَافِرُ الذَّنْبِ

ص: 587

وَقَابِلُ التَّوْبِ شَدِيدُ الْعِقَابِ (ذُو الطَّوْلِ) ، لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ ، إِلَيْكَ الْمَأْوَى وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ، وَسِعَتْ رَحْمَتُكَ كُلَّ شَيْءٍ وَبَلَغَتْ حُجَّتُكَ وَلا مُعَقِّبَ لِحُكْمِكَ، وَلا يَخيبُ سَائِلُكَ، أَحَطْتَ كُلّ شَيءٍ بِعِلْمِكَ ، وَأَحْصَيْتَ كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً ، وَجَعَلْتَ لِكُلِّ شَيْءٍ أَمَداً ، وَقَدَّرْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَقْدِيراً .

بَلَوْتَ فَقَهَرْتَ ، وَنَظَرْتَ فَخَبَرْتَ ، وَبَطَنْتَ وَعَلِمْتَ فَسَتَرْتَ ، وَعَلَى كُلِّ شَيْءٍ ظَهَرْتَ ، تَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ، وَلاَ تَنْسَى مَنْ ذَكَرَكَ ، وَلاَ تُخَيِّبُ مَنْ سَأَلَكَ ، وَلاَ تُضَيِّعُ مَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْكَ .

أَنْتَ الَّذِي لاَ يَشْغَلُكَ مَا فِي جَوِّ سَموَاتِكَ عَمَّا فِي (جَوِّ) أَرْضِكَ ، تَعَزَّزْتَ فِي مُلْكِكَ ، وَتَقَوَّيْتَ فِي سُلْطَانِكَ ، وَغَلَبَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَضَاؤُكَ ، وَمَلَكَ كُلَّ شَيْءٍ أَمْرُكَ ، وَقَهَرَتْ قُدْرَتُكَ كُلَّ شَيْءٍ ، لاَ يُسْتَطَاعُ وَصْفُكَ ، وَلاَ

ص: 588

يُحَاطُ بِعِلْمِكَ ، وَلاَ مُنْتَهَى لِمَا عِنْدَكَ ، وَلاَ تَصِفُ الْعُقُولُ صِفَةَ ذَاتِكَ ، عَجَزَتِ الْأَوْهَامُ عَنْ كَيْفِيَّتِكَ ، وَلاَ تُدْرِكُ الْأَبْصَارُ مَوْضِعَ أَيْنِيَّتِكَ ، وَلاَ تُحَدُّ فَتَكُونَ مَحْدُوداً ، وَلاَ تُمَثَّلُ فَتَكُونَ مَوْجُوداً ، وَلاَ تَلِدُ فَتَكُونَ مَوْلُوداً ، أَنْتَ الَّذِي لاَ ضِدَّ مَعَكَ فَيُعَانِدَكَ، وَلاَ عَدِيلَ لَكَ فَيُكَاثِرَكَ ، وَلاَ نِدَّ لَكَ فَيُعَارِضَكَ، أَنْتَ ابْتَدَأْتَ [ ابْتَدَعْتَ ] وَاخْتَرَعْتَ وَاسْتَحْدَثْتَ ، فَمَا أَحْسَنَ مَا صَنَعْتَ .

سُبْحَانَكَ مَا أَجَلَّ ثَنَاءُكَ ! وَأَسْنَى فِي الْأَمَاكِنِ مَكَانُكَ ! وَأَصْدَعَ بِالْحَقِّ فُرْقَانُكَ ! سُبْحَانَكَ مِنْ لَطِيفٍ مَا أَلْطَفَكَ ! وَحَكِيمٍ مَا أَعْرَفَكَ ! وَمَلِيكٍ مَا أَسْمَحَكَ ! بَسَطْتَ بِالْخَيْرَاتِ يَدَكَ ، وَعُرِفَتِ الْهِدَايَةُ مِنْ عِنْدَكَ ، وَخَضَعَ لَكَ كُلُّ شَيْءٍ ، وَانْقَادَ لِلتَّسْلِيمِ لَكَ كُلُّ شَيْءٍ ، سَبِيلُكَ جَدَدٌ ، وَأَمْرُكَ رُشْدٌ ،

ص: 589

وَأَنْتَ حَيٌّ صَمَدٌ ، وأَنْتَ الْمَاجِدُ الْجَوَادُ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الْعَلِيمُ الْكَرِيمُ الْقَدِيمُ الْقَرِيبُ الْمُجِيبُ ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوّاً كَبِيراً ، تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُكَ ، وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ .

فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ ، الَّذِي صَدَعَ بِأَمْرِكَ ، وَبَالَغَ فِي إِظْهَارِ دِينِكَ ، وَأَكَّدَ مِيثَاقَكَ ، وَنَصَحَ لِعِبَادِكَ ، وَبَذَلَ جُهْدَهُ فِي مَرْضَاتِكَ ، اَللّهُمَّ شَرِّفْ بُنْيَانَهُ ، وَعَظِّمْ بُرْهَانَهُ ، اَللّهُمَّ وَصَلِّ عَلَى وُلاَةِ الْأَمْرِ بَعْدَ نَبِيِّكَ ، وَتَرَاجِمَةِ وَحْيِكَ ، وَخُزَّانِ عِلْمِكَ ، وَأُمَنَائِكَ فِي بِلاَدِكَ ، الَّذِينَ أَمَرْتَ بِمَوَدَّتِهِمْ ، وَفَرَضْتَ طَاعَتَهُمْ عَلَى بَرِيَّتِكَ ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِمْ صَلاَةً دَائِمَةً بَاقِيةً .

اَللّهُمَّ وَصَلِّ عَلَى السُّيَّاحِ وَالْعُبَّادِ ، وَأَهْلِ الْجِدِّ وَالإِجْتِهَادِ ، وَاجْعَلِنِي فِي هذِهِ الْعَشِيَّةِ مِمَّنْ نَظَرْتَ إِلَيْهِ فَرَحِمْتَهُ ، وَسَمِعْتَ دُعَاءَهُ فَأَجَبْتَهُ ، وَآمَنَ بِكَ فَهَدَيْتَهُ ، وَسَأَلَكَ فَأَعْطَيْتَهُ ، وَرَغِبَ إِلَيْكَ فَأَرْضَيْتَهُ ، وَهَبْ لِي فِي

ص: 590

يَوْمِي هذَا صَلاَحاً لِقَلْبِي وَدِينِي وَدُنْيَايَ ، وَمَغْفِرَةً لِذُنُوبِي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، أَسْأَلُكَ الرَّحْمَةَ يَا سَيِّدِي وَمَوْلاَيَ وَثِقَتِي ، يَا رَجَائِي وَيَا مُعْتَمَدِي وَمَلْجَأِي وَذُخْرِي وَظَهْرِي وَعِدَّتِي وَأَمَلِي وَغَايَتِي ، وَأَسْأَلُكَ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ السَّموَاتُ وَالْأَرْضُ أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي وَعُيُوبِي وَإِسَاءَتِي وَظُلْمِي وَجُرْمِي وَإِسْرَافِي عَلَى نَفْسِي ، فَهذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ النَّارِ ، هذَا مَقَامُ الْهَارِبِ إِلَيْكَ مِنَ النَّارِ .

اَللّهُمَّ وَهذَا يَوْمُ عَرَفَةَ كَرَّمْتَهُ وَشَرَّفْتَهُ وَعَظَّمْتَهُ ، نَشَرْتَ فِيهِ رَحْمَتَكَ ، وَمَنَنْتَ فِيهِ بِعَفْوِكَ ، وَأَجْزَلْتَ فِيهِ عَطِيَّتَكَ ، وَتَفَضَّلْتَ فِيهِ عَلَى عِبَادِكَ ، اَللّهُمَّ وَهذِهِ الْعَشِيَّةُ مِنْ عَشَايَا رَحْمَتِكَ وَمَنْحِكَ ، وَإِحْدى أَيَّامِ زُلْفَتِكَ ،

ص: 591

وَلَيْلَةُ عِيدٍ مِنْ أَعْيَادِكَ ، فِيهَا يُفْضى إِلَيْكَ مَا لَهُمْ مِنَ الْحَوَائِجِ ، مَنْ قَصَدَكَ مُؤَمِّلاً رَاجِياً فَضْلَكَ ، طَالِباً مَعْرُوفَكَ الَّذِي تَمُنُّ بِهِ عَلَى مَنْ تَشَاءُ مِنْ خَلْقِكَ ، وَأَنْتَ فِيهَا بِكُلِّ لِسَانٍ تُدْعَى ، وَلِكُلِّ خَيْرٍ تُبْتَغَى وَتُرْجَى ، وَلَكَ فِيهَا جَوَائِزُ وَمَوَاهِبُ وَعَطَايَا تَمُنُّ بِهَا عَلَى مَنْ تَشَاءُ مِنْ عِبَادِكَ ، وَتَشْمِلُ بِهَا أَهْلَ الْعِنَايَةِ مِنْكَ ، وَقَدْ قَصَدْنَاكَ مُؤَمِّلِينَ رَاجِينَ ، وَأَتَيْنَاكَ طَالِبِينَ ، نَرْجُو مَا لاَ خُلْفَ لَهُ مِنْ وَعْدِكَ ، وَلاَ مَتْرَكَ لَهُ مِنْ عَظِيمِ أَجْرِكَ ، قَدْ أَبْرَزَتْ ذَوُو الاْمَالِ إِلَيْكَ وُجُوهَهَا الْمَصُونَةَ ، وَمَدُّوا إِلَيْكَ أَكُفَّهُمْ طَلَباً لِمَا عِنْدَكَ ، لِيُدْرِكُوا بِذلِكَ رِضْوَانَكَ .

يَا غَفَّارُ يَا مُسْتَرَاشُ مِنْ نَيْلِهِ ، وَمُسْتَعَاشُ مِنْ فَضْلِهِ ، يَا مَلِكُ فِي عَظَمَتِهِ ، يَا جَبَّارُ فِي قُوَّتِهِ ، يَا لَطِيفُ فِي قُدْرَتِهِ ، يَا مُتَكَفِّلُ يَا رَازِقَ

ص: 592

النَّعَابِ فِي عُشِّهِ ، يَا أَكْرَمَ مَسْؤُولٍ ، وَيَا خَيْرَ مَأْمُولٍ ، وَيَا أَجْوَدَ مَنْ نَزَلَتْ بِفِنَائِهِ الرَّكَائِبُ ، وَطُلِبَ عِنْدَهُ نَيْلُ الرَّغَائِبِ ، وَأَنَاخَتْ بِهِ الْوُفُودُ ، يَا ذَا الْجُودِ ، يَا أَعْظَمَ مِنْ كُلِّ مَقْصُودٍ ، أَنَا عَبْدُكَ الَّذِي أَمَرْتَنِي فَلَمْ أَئْتَمِرْ ، وَنَهَيْتَنِي عَنْ مَعْصِيَتِكَ وَزَجَرْتَنِي فَلَمْ أَنْزَجِرْ ، فَخَالَفْتُ أَمْرَكَ وَنَهْيَكَ ، لاَ مُعَانَدَةً لَكَ وَلاَ اسْتِكْبَاراً عَلَيْكَ ، بَلْ دَعَانِي هَوَانِيَ ، وَاسْتَزَلَّنِي عَدُوُّكَ وَعَدُوِّي ، فَأَقْدَمْتُ عَلَى مَا فَعَلْتُ عَارِفاً بِوَعِيدِكَ ، رَاجِياً لِعَفْوِكَ ، وَاثِقاً بِتَجَاوُزِكَ وَصَفْحِكَ .

فَيَا أَكْرَمَ مَنْ أُقِرَّ لَهُ بِالذُّنُوبِ ، هَا أَنَا ذَا بَيْنَ يَدَيْكَ صَاغِراً ذَلِيلاً خَاضِعاً خَاشِعاً خَائِفاً مُعْتَرِفاً عَظِيمَ ذُنُوبِي وَخَطَايَايَ ، فَمَا أَعْظَمَ ذُنُوبِيَ الَّتِي تَحَمَّلْتُهَا ، وَأَوْزَارِيَ الَّتِي اجْتَرَمْتُهَا ! مُسْتَجِيراً فِيهَا بِصَفْحِكَ ، لاَئِذاً

ص: 593

بِرَحْمَتِكَ ، مُوقِناً أَنَّهُ لاَ يُجِيرُنِي مِنْكَ مُجِيرٌ ، وَلاَ يَمْنَعُنِي مِنْكَ مَانِعٌ ، فَعُدْ عَلَيَّ بِمَا تَعُودُ بِهِ عَلَى مَنِ اقْتَرَفَ مِنْ تَغَمُّدِكَ ، وَجُدْ عَلَيَّ بِمَا تَجُودُ بِهِ عَلَى مَنْ أَلْقَى بِيَدِهِ إِلَيْكَ مِنْ عِبَادِكَ ، وَامْنُنْ عَلَيَّ بِمَا لاَ يَتَعَاظَمُكَ أَنْ تَمُنَّ بِهِ عَلَى مَنْ أَمَّلَكَ لِغُفْرَانِكَ لَهُ ، يَا كَرِيمُ ارْحَمْ صَوْتَ حَزِينٍ يُخْفِي مَا سَتَرْتَ عَنْ خَلْقِكَ مِنْ مَسَاوِيهِ ، يَسْأَلُكَ فِي هذِهِ الْعَشِيَّةِ رَحْمَةً تُنْجِيهِ مِنْ كَرْبِ مَوْقِفِ الْمَسْأَلَةِ ، وَمَكْرُوهِ يَوْمِ الْمُعَايَنَةِ ، حِينَ تَفَرَّدَهُ عَمَلُهُ ، وَيَشْغَلُهُ عَنْ أَهْلِهِ وَوَلَدِهِ .

فَارْحَمْ عَبْدَكَ الضَّعِيفَ عَمَلاً ، الْجَسِيمَ أَمَلاً ، خَرَجَتْ مِنْ يَدِي أَسْبَابُ الْوَصِلاَتِ إِلاَّ مَا وَصَلَهُ رَحْمَتُكَ ، وَتَقَطَّعَتْ عَنِّي عِصَمُ الاْمَالِ إِلاَّ مَا أَنَا مُعْتَصِمٌ بِهِ مِنْ عَفْوِكَ ، قَلَّ عِنْدِي مَا أَعْتَدُّ بِهِ مِنْ طَاعَتِكَ ، وَكَبُرَ عَلَيَّ

ص: 594

[ عِنْدِي ] مَا أَبُوءُ بِهِ مِنْ مَعْصِيَتِكَ ، وَلَنْ يَضِيقَ عَفْوُكَ عَنْ عَبْدِكَ وَإِنْ أَسَاءَ ، فَاعْفُ عَنِّي فَقَدْ أَشْرَفَ عَلَى خَفَايَا الْأَعْمَالِ عِلْمُكَ ، وَانْكَشَفَ كُلُّ مَسْتُورٍ عِنْدَ خُبْرِكَ ، وَلاَ يَنْطَوِي عَنْكَ دَقَائِقُ الْأُمُورِ ، وَلاَ يَعْزُبُ عَنْكَ غَيِّبَاتُ [ خَبِيَّاتُ ] السَّرَائِرِ ، وَقَدِ اسْتَحْوَذَ عَلَيَّ عَدُوُّكَ الَّذِي اسْتَنْظَرَكَ لِغِوَايَتِي فَأَنْظَرْتَهُ ، وَاسْتَمْهَلَكَ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ لإضْلاَلِي فَأَمْهَلْتَهُ ، وَأَوْقَعَنِي بِصَغَائِرِ ذُنُوبٍ مُوبِقَةٍ ، وَكَبَائِرِ أَعْمَالٍ مُرْدِيَةٍ ، حَتَّى إِذَا قَارَفْتُ مَعْصِيَتَكَ وَاسْتَوْجَبْتُ بِسُوءِ سَعْيِي سَخَطَكَ ، فَتَلَ عَنِّي غِدَارَ غَدْرِهِ ، وَتَلَقَّانِي بِكَلِمَةِ كُفْرِهِ ، وَتَوَلَّى عَنِّي بِالْبَرَاءَةِ مِنِّي ، وَأَدْبَرَ مُوَلِّياً عَنِّي ، فَأَصْحَرَنِي لِغَضَبِكَ فَرِيداً ، وَأَخْرَجَنِي إِلَى فَنَاءِ نَقْمَتِكَ طَرِيداً .

لاَ شَفِيعٌ يَشْفَعُ لِي إِلَيْكَ ، وَلاَ خَفِيرٌ يَقِينِي مِنْكَ ، وَلاَ حِصْنٌ يَحْجُبُنِي

ص: 595

عَنْكَ ، وَلاَ مَلاَذٌ أَلْجَأُ إِلَيْهِ مِنْكَ ، فهذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ النَّارِ ، وَمَحَلُّ الْمُعْتَرِفِ لَكَ ، فَلاَ يَضِيقَنَّ عَنِّي فَضْلُكَ ، وَلاَ يَقْصُرَنَّ دُونِي عَفْوُكَ ، وَلاَ أَكُنْ أَخْيَبَ وَفْدِكَ مِنْ عِبَادِكَ التَّائِبِينَ ، وَلاَ أَقْنَطَ وُفُودِكَ الاْمِلِينَ ، اَللّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ، فَطَالَمَا أَغْفَلْتُ مِنْ وَظَائِفِ فُرُوضِكَ ، وَتَعَدَّيْتُ عَنْ مَقَامَاتِ حُدُودِكَ ، فَهذَا مَقَامُ مَنِ اسْتَحْيَى لِنَفْسِهِ مِنْكَ ، وَسَخِطَ عَلَيْهَا ، وَرَضِيَ عَنْكَ فَتَلَقَّاكَ بِنَفْسٍ خَاشِعَةٍ ، وَرَقَبَةٍ خَاضِعَةٍ ، وَظَهْرٍ مُثْقَلٍ مِنَ الذُّنُوبِ ، وَاقِفاً بَيْنَ الرَّغْبَةِ إِلَيْكَ وَالرَّهْبَةِ مِنْكَ ، فَأَنْتَ أَوْلَى مَنْ وَثِقَ بِهِ مَنْ رَجَاهُ ، وَآمَنَ مَنْ خَشِيَهُ وَاتَّقَاهُ .

اَللّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَعْطِنِي مَا رَجَوْتُ ، وَآمِنِّي مِمَّا حَذِرْتُ ، وَعُدْ عَلَيَّ بِعَائِدَةٍ مِنْ رَحْمَتِكَ ، اَللّهُمَّ وَإِذْ سَتَرْتَنِي بِفَضْلِكَ ، وَتَغَمَّدْتَنِي

ص: 596

بِعَفْوِكَ فِي دَارِ الْحَيَاةِ وَالْفَنَاءِ ، بِحَضْرَةِ الْأَكْفَاءِ ، فَأَجِرْنِي مِنْ فَضِيحَاتِ دَارِ الْبَقَاءِ عِنْدَ مَوَاقِفِ الْأَشْهَادِ ، مِنَ الْمَلاَئِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ ، وَالرُّسُلِ الْمُكَرَّمِينَ ، وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ، فَحَقِّقْ رَجَائِي ، فَأَنْتَ أَصْدَقُ الْقَائِلِينَ : « يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ » اَللّهُمَّ إِنِّي سَائِلُكَ القَاصِدُ وَمِسْكِينُكَ الْمُسْتَجِيرُ الْوَافِدُ ، وَضَعِيفُكَ الْفَقِيرُ ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ ، وَأَجَلِي بِعِلْمِكَ ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُوَفِّقَنِي لِمَا يُرْضِيكَ عَنِّي ، وَأَنْ تُبَارِكَ لِي فِي يَوْمِي هذَا الَّذِي فَزِعَتْ فِيهِ إِلَيْكَ الْأَصْوَاتُ ، وَتَقَرَّبُوا إِلَيْكَ عِبَادُكَ بِالْقُرُبَاتِ .

أَسْأَلُكَ بِعَظِيمِ مَا سَأَلَكَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ مِنْ كَرِيمِ أَسْمَائِكَ ، وَجَمِيلِ ثَنَائِكَ ، وَخَاصَّةِ دُعَائِكَ بِآلاَئِكَ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَأَنْ تَجْعَلَ

ص: 597

يَوْمِي هذَا أَعْظَمَ يَوْمٍ مَرَّ عَلَيَّ مُنْذُ أَنْزَلْتَنِي إِلَى الدُّنْيَا ، بَرَكَةً فِي عِصْمَةِ دِينِي ، وَخَاصَّةِ نَفْسِي ، وَقَضَاءِ حَاجَتِي ، وَتَشْفِيعِي فِي مَسَائِلِي ، وَإِتْمَامِ النِّعْمَةِ عَلَيَّ ، وَصَرْفِ السُّوءِ عَنِّي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، إِفْتَحْ عَلَيَّ أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ ، وَرَضِّنِي بِعَادِلِ قِسَمِكَ ، وَاسْتَعمِلْنِي بِخَالِصِ طَاعَتِكَ يَا أَمَلِي وَيَا رَجَائِي ، حَاجَتِي الَّتِي إِنْ أَعْطَيْتَنِيهَا لَمْ يَضُرَّنِي مَا مَنَعْتَنِي وَإِنْ مَنَعْتَنِيهَا لَمْ يَنْفَعْنِي مَا أَعْطَيْتَنِي ، فَكَاكُ رَقَبِتِي مِنَ النَّارِ .

إِلهِي لاَ تَقْطَعْ رَجَائِي ، وَلاَ تُخَيِّبْ دُعَائِي ، يَا مَنَّانُ مُنَّ عَلَيَّ بِالْجَنَّةِ ، يَا عَفُوُّ اعْفُ عَنِّي ، يَا تَوَّابُ تُبْ عَلَيَّ وَتَجَاوَزْ عَنِّي وَاصْفَحْ عَنْ ذُنُوبِي ، يَا مَنْ رَضِيَ لِنَفْسِهِ الْعَفْوَ ، يَا مَنْ أَمَرَ بِالْعَفْوِ ، يَا مَنْ يُجْزِي عَلَى الْعَفْوِ ، يَا مَنِ اسْتَحْسَنَ الْعَفْوَ أَسْأَلُكَ الْيَوْمَ الْعَفْوَ الْعَفْوَ (يقولها عشرون مرّة) 20 بار بگوى : اَلْعَفْوَ

ص: 598

أَنْتَ أَنْتَ ، اِنْقَطَعَ الرَّجَاءُ إِلاَّ مِنْكَ ، وَخَابَتِ الاْمَالُ إِلاَّ فِيكَ ، فَلاَ تَقْطَعْ رَجَائِي ، يَا مَوْلاَيَ إِنَّ لَكَ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ أَضْيَافاً فَاجْعَلْنِي مِنْ أَضْيَافِكَ ، فَقَدْ نَزَلْتُ بِفِنَائِكَ ، رَاجِياً مَعْرُوفَكَ ، يَا ذَا الْمَعْرُوفِ الدَّائِمِ الَّذِي لاَ يَنْقَضِي أَبَداً ، يَا ذَا النَّعْمَاءِ الَّتي لاَ تُحْصَى عَدَداً ، اَللّهُمَّ إِنَّ لَكَ حُقُوقاً فَتَصَدَّقْ بِهَا عَلَيَّ ، وَلِلنَّاسِ قِبَلِي تَبِعَاتٌ فَتَحَمَّلْهَا عَنِّي ، وَقَدْ أَوْجَبْتَ يَا رَبِّ لِكُلِّ ضَيْفٍ قِرىً ، وَأَنَا ضَيْفُكَ فَاجْعَلْ قِرَايَ اللَّيْلَةَ الْجَنَّةَ ، يَا وَهَّابَ الجنَّة ، يَا وَهَّابَ الْمَغْفِرَةِ ، أَقْلِبْنِي مُفْلِحاً مُنْجِحاً مُسْتَجَاباً لِي ، مَرْحُوماً صَوْتِي ، مَغْفُوراً ذَنْبِي ، بِأَفْضَلِ مَا يَنْقَلِبُ بِهِ الْيَوْمَ أَحَدٌ مِنْ وَفْدِكَ وَزُوَّارِكَ ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَرْجِعُ إِلَيْهِ مِنْ مَالٍ .(1)

ص: 599


1- إقبال الاعمال ، ج 2 ، ص 149 .

ص: 600

8 - قال السيد ابن طاووس : وينبغي أن تقول إذا وجبت الشمس من يوم عرفة وكنت عند الحسين عليه السلام :

دعاى عصر روز عرفه در كربلا

اَللّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ ، وَمِنْكَ السَّلامُ ، وَإِلَيْكَ يَرْجِعُ السَّلاَمُ ، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالاْءِكْرَامِ ، السَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللّهِ ، أَمِينِ اللّهِ عَلَى وَحْيِهِ وَعَزَائِمِ أَمْرِهِ ، الْخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ ، وَالْفَاتِحِ لِمَا اسْتُقْبِلَ ، وَالْمُهَيْمِنِ عَلَى ذلِكَ كُلِّهِ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَركَاتُهُ ، السَّلامُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَبْدِ اللّهِ وَأَخِي رَسُولِهِ ، الصِّدِّيقِ الْأَكْبَرِ وَالْفَارُوقِ الْأعْظَمِ ، سَيِّدِ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامِ الْمُتَّقِينَ ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ ، السَّلامُ عَلَى الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنَ الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ ، السَّلامُ عَلَى أَئِمَّةِ الْهُدَى الرَّاشِدِينَ ، السَّلامُ عَلَى

ص: 601

الطَّاهِرَةِ الصِّدِّيقَةِ فاطِمَة سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ، السَّلامُ عَلَى مَلاَئِكَةِ اللّهِ الْمُنْزَلِينَ ، السَّلامُ عَلَى مَلاَئِكَةِ اللّهِ الْمُرْدَفِينَ ، السَّلامُ عَلَى مَلاَئِكَةِ اللّهِ الْمُسَوِّمِينَ ، السَّلامُ عَلَى مَلاَئِكَةِ اللّهِ الزَّوَّارِينَ ، السَّلامُ عَلَى مَلاَئِكَةِ اللّهِ الَّذِينَ هُمْ فِي هذَا الْمَشْهَدِ بِإِذْنِ اللّهِ مُقِيمُونَ(1) .

9 - ويستحبّ أيضاً أن يدعى في هذا اليوم بدعاء « أمّ داود » الذي قدّمناه في أعمال يوم النصف من رجب ، فقد روي عن أمّ داود انّها سألت الصادق عليه السلام :

ص: 602


1- مصباح الزائر ، ص366 .

أيدعى بهذا الدعاء في غير رجب ؟ قال : « نعم ، في يوم عرفة » .

10 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لعلي عليه السلام : « ألا اعلّمك دعاء يوم عرفة وهو دعاء من كان قبلي من الأنبياء ؟ فقال علي عليه السلام : بلى يا رسول اللّه ، فقال : تقول :

دعاى پيامبران سلف در روز عرفه

لاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ، يُحْيِي وَيُمِيتُ ، [ وَيُمِيتُ وَيُحْيِي ] ، وَهُوَ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، اَللّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كَالَّذِي تَقُولُ وَخَيْراً مِمَّا نَقُولُ وَفَوْقَ مَا يَقُولُ الْقَائِلُونَ ، اَللّهُمَّ لَكَ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي وَلَكَ بَرَاءَتِي وَلَكَ [ وَبِكَ ] حَوْلِي وَمِنْكَ قُوَّتِي ، اَللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ وَمِنْ وَسَاوِسِ

ص: 603

الصَّدْرِ ، وَمِنْ شَتَاتِ الْأَمْرِ وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، اَللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ الرِّيَاحِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَجِيءُ بِهِ الرِّيَاحُ ، وَأَسْأَلُكَ خَيْرَ اللَّيْلِ وَ [ خَيْرَ ] النَّهَارِ ، اَللّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُوراً ، وَفِي سَمْعِي وَبَصَرِي نُوراً ، وَفِي لَحْمِي [ وَدَمِي ] وَعِظَامِي نُوراً، وَفِي عُرُوقِي وَمَقْعَدِي وَمَقَامِي وَمَدْخَلِي وَمَخْرَجِي نُوراً ، وَأَعْظِمْ لِي نُوراً يَا رَبِّ يَوْمَ أَلْقَاكَ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(1) .

دعاى امام زين العابدين عليه السلام در روز عرفه

ص: 604


1- من لا يحضره الفقيه : ج2 ، ص324 .

11 - ثم تدعو بما دعا به الإمام زين العابدين عليه السلام في يوم عرفة :

اَلْحَمْدُ للّه ِِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، اَللّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ بَدِيعَ السَّموَاتِ وَالْأَرْضِ ، ذَا الْجَلاَلِ وَالاْءِكْرامِ ، رَبَّ الْأَرْبَابِ وَإِلهَ كُلِّ مَأْلُوهٍ ، وَخَالِقَ كُلِّ مَخْلُوقٍ ، وَوَارِثَ كُلِّ شَيْءٍ ، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَلاَ يَعْزُبُ عَنْهُ عِلْمُ شَيْءٍ ، وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبٌ ، أَنْتَ اللّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْأَحَدُ الْمُتَوَحِّدُ الْفَرْدُ الْمُتَفَرِّدُ ، وَأَنْتَ اللّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْكَرِيمُ الْمُتَكَرظِّمُ الْعَظِيمُ الْمُتَعَظِّمُ الْكَبِيرُ الْمُتَكَبِّرُ ، وَأَنْتَ اللّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْعَلِيُّ الْمُتَعَالِ الشَّدِيدُ الْمِحَالِ ، وَأَنْتَ اللّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ، وَأَنْتَ اللّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ الْقَدِيمُ الْخَبِيرُ ، وَأَنْتَ اللّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ

ص: 605

الْكَرِيمُ الْأَكْرَمُ الدَّائِمُ الْأَدْوَمُ ، وَأَنْتَ اللّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ ، وَالاْخِرُ بَعْدَ كُلِّ عَدَدٍ ، وَأَنْتَ اللّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الدَّانِي في عُلُوِّهِ وَالْعَالِي في دُنُوِّهِ ، وَأَنْتَ اللّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ ذُو الْبَهَاءِ وَالْمَجْدِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْحَمْدِ ، وَأَنْتَ اللّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الَّذِي أَنْشَأْتَ الْأَشْيَاءَ مِنْ غَيْرِ سِنْخٍ ، وَصَوَّرْتَ مَا صَوَّرْتَ مِنْ غَيْرِ مِثَالٍ ، وَابْتَدَعْتَ الْمُبْتَدَعَاتِ بِلاَ احْتِذَاءٍ ، أَنْتَ الَّذِي قَدَّرْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَقْدِيراً ، وَيَسَّرْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَيْسِيراً ، وَدَبَّرْتَ مَا دُونَكَ تَدْبِيراً ، أَنْتَ الَّذِي لَمْ يُعِنْكَ عَلَى خَلْقِكَ شَرِيكٌ ، وَلَمْ يُوَازِرْكَ في أَمْرِكَ وَزِيرٌ ، وَلَمْ يَكُنْ لَكَ مُشَاهِدٌ وَلاَ نَظِيرٌ .

أَنْتَ الَّذِي أَرَدْتَ فَكَانَ حَتْماً مَا أَرَدْتَ ، وَقَضَيْتَ فَكَانَ عَدْلاً مَا قَضَيْتَ ، وَحَكَمْتَ فَكَانَ نِصْفاً مَا حَكَمْتَ ، أَنْتَ الَّذِي لاَ يَحْوِيكَ مَكَانٌ ،

ص: 606

وَلَمْ يَقُمْ لِسُلْطَانِكَ سُلْطَانٌ ، وَلَمْ يُعْيِكَ بُرْهَانٌ وَلاَ بَيَانٌ ، أَنْتَ الَّذي أَحْصَيْتَ كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً ، وَجَعَلْتَ لِكُلِّ شَيْءٍ أَمَداً ، وَقَدَّرْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَقْدِيراً ، أَنْتَ الَّذِي قَصُرَتِ الْأَوْهَامُ عَنْ ذَاتِيَّتِكَ ، وَعَجَزَتِ الْأَفْهَامُ عَنْ كَيْفِيَّتِكَ ، وَلَمْ تُدْرِكِ الْأَبْصَارُ مَوْضِعَ أَيْنِيَّتِكَ ، أَنْتَ الَّذِي لاَ تُحَدُّ فَتَكُونَ مَحْدُوداً ، وَلَمْ تُمَثَّلْ فَتَكُونَ مَوْجُوداً ، وَلَمْ تَلِدْ فَتَكُونَ مَوْلُوداً ، أَنْتَ الَّذِي لاَ ضِدِّ مَعَكَ فَيُعَانِدَكَ ، وَلاَ عِدْلَ [ لَكَ ] فَيُكَاثِرَكَ ، وَلاَ نِدَّ لَكَ فَيُعَارِضَكَ ، أَنْتَ الَّذِي ابْتَدَأَوَاخْتَرَعَ وَاسْتَحْدَثَ وَابْتَدَعَ وَأَحْسَنَ صُنْعَ مَا صَنَعَ .

سُبْحَانَكَ مَا أَجَلَّ شَأْنَكَ ! وَأَسْنَى فِي الْأَمَاكِنِ مَكَانَكَ ، وَأَصْدَعَ بِالْحَقِّ فُرْقَانَكَ ، سُبْحَانَكَ مِنْ لَطِيفٍ مَا أَلْطَفَكَ ! وَرَؤُوفٍ مَا أَرْأَفَكَ ! وَحَكِيمٍ مَا أَعْرَفَكَ ! سُبْحَانَكَ مِنْ مَلِيكٍ مَا أَمْنَعَكَ ! وَجَوَادٍ مَا أَوْسَعَكَ ! وَرَفِيعٍ مَا

ص: 607

أَرْفَعَكَ ! ذُو الْبَهَاءِ وَالْمَجْدِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْحَمْدِ ، سُبْحَانَكَ بَسَطْتَ بِالْخَيْرَاتِ يَدَكَ ، وَعُرِفَتِ الْهِدَايَةُ مِنْ عِنْدِكَ ، فَمَنِ الْتَمَسَكَ لِدِينٍ أَوْ دُنْيَا وَجَدَكَ ، سُبْحَانَكَ خَضَعَ لَكَ مَنْ جَرَى فِي عِلْمِكَ ، وَخَشَعَ لِعَظَمَتِكَ مَا دُونَ عَرْشِكَ ، وَانْقَادَ لِلتَّسْلِيمِ لَكَ كُلُّ خَلْقِكَ ، سُبْحَانَكَ لاَ تُحَسُّ وَلاَ تُجَسُّ وَلاَ تُمَسُّ ، وَلاَ تُكَادُ وَلاَ تُمَاطُ وَلاَ تُنَازَعُ ، وَلاَ تُجَارَى وَلاَ تُمَارَى ، وَلاَ تُخَادَعُ وَلاَ تُمَاكَرُ ، سُبْحَانَكَ سَبِيلُكَ جَدَدٌ ، وَأَمْرُكَ رَشَدٌ ، وَأَنْتَ حَيٌّ صَمَدٌ ، سُبْحَانَكَ قَوْلُكَ حُكْمٌ ، وَقَضَاؤُكَ حَتْمٌ ، وَإِرَادَتُكَ عَزْمٌ ، سُبْحَانَكَ لاَ رَادَّ لِمَشِيَّتِكَ ، وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِكَ ، سُبْحَانَكَ بَاهِرَ الاْيَاتِ ، فَاطِرَ السَّموَاتِ بَارئَ النَّسَمَاتِ .

لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً يَدُومُ بِدَوَامِكَ ، وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً خَالِداً بِنِعْمَتِكَ ،

ص: 608

وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً يُوَازِي صُنْعَكَ ، وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً يَزِيدُ عَلَى رِضَاكَ ، وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً مَعَ حَمْدِ كُلِّ حَامِدٍ ، وَشُكْراً يَقْصُرُ عَنْهُ شُكْرُ كُلِّ شَاكِرٍ ، حَمْداً لاَ يَنْبَغِي إِلاَّ لَكَ وَلاَ يُتَقَرَّبُ بِهِ إِلاَّ إِلَيْكَ ، حَمْداً يُسْتَدَامُ بِهِ الْأَوَّلُ ، وَيُسْتَدْعَى بِهِ دَوَامُ الاْخِرِ ، حَمْداً يَتَضَاعَفُ عَلَى كُرُورِ الْأَزْمِنَةِ ، وَيَتَزَايَدُ أَضْعَافاً مُتَرَادِفَةً ، حَمْداً يَعْجِزُ عَنْ إِحْصَائِهِ الْحَفَظَةُ ، وَيَزِيدُ عَلَى مَا أَحْصَتْهُ فِي كِتَابِكَ الْكَتَبَةُ ، حَمْداً يُوَازِنُ عَرْشَكَ الْمَجِيدَ ، وَيُعَادِلُ كُرْسِيَّكَ الرَّفِيعِ ، حَمْداً يَكْمُلُ لَدَيْكَ ثَوَابُهُ ، وَيَسْتَغْرِقُ كُلَّ جَزَاءٍ جَزَاؤُهُ ، حَمْداً ظَاهِرُهُ وَفْقٌ لِبَاطِنِهِ ، وَبَاطِنُهُ وَفْقٌ لِصِدْقِ النِّيَّةِ ، حَمْداً لَم يَحْمَدْكَ خَلْقٌ مِثْلَهُ، وَلايَعْرِفُ أَحَدٌ سِواكَ فَضْلَهُ، حَمْداً يُعانُ مَنِ اجْتَهَدَ فِي تَعْدِيدِهِ،

ص: 609

وَيُؤَيَّدُ مَنْ أَغْرَقَ نَزْعاً فِي تَوْفِيَتِهِ ، حَمْداً يَجْمَعُ مَا خَلَقْتَ مِنَ الْحَمْدِ ، وَيَنْتَظِمُ مَا أَنْتَ خَالِقُهُ مِنْ بَعْدُ ، حَمْداً لاَ حَمْدَ أَقْرَبُ إِلَى قَوْلِكَ مِنْهُ ، وَلاَ أَحْمَدُ مِمَّنْ يَحْمَدُكَ بِهِ ، حَمْداً يُوجِبُ بِكَرَمِكَ الْمَزِيدَ بِوُفُورِهِ ، وَتَصِلُهُ بِمَزِيدٍ بَعْدَ مَزِيدٍ طَوْلاً مِنْكَ، حَمْداً يَجِبُ لِكَرَمِ وَجْهِكَ، وَيُقَابِلُ عِزَّ جَلاَلِكَ، رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الْمُنْتَجَبِ الْمُصْطَفَى الْمُكَرَّمِ الْمُقَرَّبِ أَفْضَلَ صَلَوَاتِكَ ، وَبَارِكْ عَلَيْهِ أَتَمَّ بَرَكَاتِكَ ، وَتَرَحَّمْ عَلَيْهِ أَمْتَعَ رَحَمَاتِكَ .

رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ صَلاَةً زَاكِيَةً لاَ تَكُونُ صَلاَةٌ أَزْكَى مِنْهَا ، وَصَلِّ عَلَيْهِ صَلاَةً نَامِيَةً لاَ تَكُونُ صَلاَةٌ أَنْمَى مِنْهَا ، وَصَلِّ عَلَيْهِ صَلاَةً رَاضِيَةً لاَ تَكُونُ صَلاَةٌ فَوْقَهَا ، رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ صَلاَةً تُرْضِيهِ وَتَزِيدُ عَلَى

ص: 610

رِضَاهُ ، وَصَلِّ عَلَيْهِ صَلاَةً تُرْضِيكَ وَتَزِيدُ عَلَى رِضَاكَ لَهُ ، وَصَلِّ عَلَيْهِ صَلاَةً لاَ تَرْضَى لَهُ إِلاَّ بِهَا ، وَلاَ تَرَى غَيْرَهُ لَهَا أَهْلاً ، رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ صَلاَةً تُجاوِزُ رِضْوَانَكَ ، وَيَتَّصِلُ اتِّصَالُهَا بِبَقَائِكَ ، وَلاَ يَنْفَدُ كَمَا لاَ تَنْفَدُ كَلِمَاتُكَ ، رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ صَلاَةً تَنْتَظِمُ صَلَوَاتِ مَلاَئِكَتِكَ وَأَنْبِيَائِكَ وَرُسُلِكَ وَأَهْلِ طَاعَتِكَ ، وَتَشْتَمِلُ عَلَى صَلَوَاتِ عِبَادِكَ مِنْ جِنِّكَ وَإِنْسِكَ وَأَهْلِ إِجَابَتِكَ ، وَتَجْتَمِعُ عَلَى صَلاَةِ كُلِّ مَنْ ذَرَأْتَ وَبَرَأْتَ مِنْ أَصْنَافِ خَلْقِكَ ، رَبِّ صَلِّ عَلَيْهِ وَآلِهِ صَلاَةً تُحِيطُ بِكُلِّ صَلاَةٍ سَالِفَةٍ وَمُسْتَأْنِفَةٍ ، وَصَلِّ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ صَلاَةً مَرْضِيَّةً لَكَ وَلِمَنْ دُونَكَ ، وَتُنْشِئُ مَعَ ذلِكَ صَلَوَاتٍ تُضَاعِفُ مَعَهَا تِلْكَ الصَّلَوَاتِ عِنْدَهَا ، وَتَزِيدُهَا عَلَى كُرُورِ الْأَيَّامِ زِيَادَةً فِي تَضَاعِيفَ لاَ يَعُدُّهَا غَيْرُكَ .

رَبِّ صَلِّ عَلَى أَطَائِبِ أَهْلِ بَيْتِهِ الَّذِينَ اخْتَرْتَهُمْ لَأَمْرِكَ ، وَجَعَلْتَهُمَ خَزَنَةَ عِلْمِكَ ، وَحَفَظَةَ دِينِكَ ، وَخُلَفَاءَكَ فِي أَرْضِكَ ، وَحُجَجَكَ عَلَى

ص: 611

عِبَادِكَ ، وَطَهَّرْتَهُمْ مِنَ الرِّجْسِ وَالدَّنَسِ تَطْهِيراً بِإِرَادَتِكَ ، وَجَعَلْتَهُمُ الْوَسِيلَةَ إِلَيْكَ ، وَالْمَسْلَكَ إِلَى جَنَّتِكَ ، رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ صَلاَةً تُجْزِلُ لَهُمْ بِهَا مِنْ نِحَلِكَ وَكَرَامَتِكَ ، وَتُكْمِلُ لَهُمُ الْأَشْيَاءَ مِنْ عَطَايَاكَ وَنَوَافِلِكَ ، وَتُوَفِّرُ عَلَيْهِمُ الْحَظَّ مِنْ عَوَائِدِكَ وَفَوَائِدِكَ ، رَبِّ صَلِّ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ صَلاَةً لاَ أَمَدَ فِي أَوَّلِهَا ، وَلاَ غَايَةَ لأَمَدِهَا ، وَلاَ نِهَايَةَ لاِخِرِهَا ، رَبِّ صَلِّ عَلَيْهِمْ زِنَةَ عَرْشِكَ وَمَا دُونَهُ ، وَمِل ءَ سَموَاتِكَ وَمَا فَوْقَهُنَّ ، وَعَدَدَ أَرَضِيكَ وَمَا تَحْتَهُنَّ وَمَا بَيْنَهُنَّ ، صَلاَةً تُقَرِّبُهُمْ مِنْكَ زُلْفَى ، وَتَكُونُ لَكَ وَلَهُمْ رِضَىً ، وَمُتَّصِلَةً بِنَظَائِرِهِنَّ أَبَداً .

اَللّهُمَّ إِنَّكَ أَيَّدْتَ دِينَكَ فِي كُلِّ أَوَانٍ بِإِمَامٍ أَقَمْتَهُ عَلَماً لِعِبَادِكَ ، وَمَنَاراً فِي بِلاَدِكَ ، بَعْدَ أَنْ وَصَلْتَ حَبْلَهُ بِحَبْلِكَ ، وَجَعَلْتَهُ الذَّرِيعَةَ إِلَى رِضْوَانِكَ ،

ص: 612

وَافْتَرَضْتَ طَاعَتَهُ ، وَحَذَّرْتَ مَعْصِيَتَهُ ، وَأَمَرْتَ بِامْتِثَالِ أَوَامِرِهِ ، وَالاْءِنْتِهَاءِ عِنْدَ نَهْيِهِ ، وَأَلاَّ يَتَقَدَّمَهُ مُتَقَدِّمٌ ، وَلاَ يَتَأَخَّرَ عَنْهُ مُتَأَخِّرٌ ، فَهُوَ عِصْمَةُ اللاَّئِذِينَ وَكَهْفُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَعُرْوَةُ الْمُتَمَسِّكِينَ ، وَبَهَاءُ الْعَالَمِينَ . اَللّهُمَّ فأَوْزِعْ لِوَلِيِّكَ شُكْرَ مَا أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيْهِ ، وَأَوْزِعْنَا مثله فيه ، وآتِهِ مِن لَدُنكَ سُلطاناً نَصيراً ، وَافْتح لَه فَتحاً يَسِيراً ، وَأَعِنهُ بِرُكْنِكَ الْأَعَزِّ ، وَاشْدُدْ أَزْرَهُ ، وَقَوِّ عَضُدَهُ ، وَرَاعِهِ بِعَيْنِكَ ، وَاحْمِهِ بِحِفْظِكَ ، وَانْصُرْهُ بِمَلاَئِكَتِكَ ، وَامْدُدْهُ بِجُنْدِكَ الْأَغْلَبِ ، وَأَقِمْ بِهِ كِتَابَكَ وَحُدُودَكَ ، وَشَرَائِعَكَ ، وَسُنَنَ رَسُولِكَ ، صَلَوَاتُكَ اَللّهُمَّ عَلَيْهِ وَآلِهِ .

وَأحْيِ بِهِ مَا أَمَاتَهُ الظَّالِمُونَ مِنْ مَعالِم دينك ، وَاجْلُ بِهِ صَدْأَ الجَوْرِ عَن طَرِيقَتِك وَاَبِنْ بِهِ الضَّرّاءَ مِن سَبيلِكَ ، وَأَزِلْ بِهِ النَّاكِبِينَ عَنْ صِرَاطِكَ ، وَامْحَقْ بِهِ بُغَاةَ قَصْدِكَ عِوَجاً ، وَأَلِنْ جَانِبَهُ لأَوْلِيَائِكَ ، وَابْسُطْ يَدَهُ

ص: 613

عَلَى أَعْدَائِكَ ، وَهَبْ لَنَا رَأْفَتَهُ وَرَحْمَتَهُ وَتَعَطُّفَهُ وَتَحَنُّنَهُ ، وَاجْعَلْنَا لَهُ سَامِعِينَ مُطِيعِينَ ، وَفِي رِضَاهُ سَاعِينَ ، وَإِلَى نُصْرَتِهِ وَالْمُدَافَعَةِ عَنْهُ مُكْنِفِينَ ، وَإِلَيْكَ وَإِلَى رَسُولِكَ صَلَوَاتُكَ اَللّهُمَّ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِذلِكَ مُتَقَرِّبِينَ .

اَللّهُمَّ وَصَلِّ عَلَى أَوْلِيَائِهِمُ الْمُعْتَرِفِينَ بِمَقَامِهِمُ ، الْمُتَّبِعِينَ مَنْهَجَهُمُ ، الْمُقْتَفِينَ آثَارَهُمُ ، الْمُسْتَمْسِكِينَ بِعُرْوَتِهِمُ ، الْمُتَمَسِّكِينَ بِوِلاَيَتِهِمُ ، الْمُؤْتَمِّينَ بِإِمَامَتِهِمُ ، الْمُسَلِّمِينَ لأَمْرِهِمُ ، الْمُجْتَهِدِينَ فِي طَاعَتِهِمُ ، الْمُنْتَظِرِينَ أَيَّامَهُمُ ، الْمَادِّينَ إِلَيْهِمْ أَعْيُنَهُمُ ، الصَّلَوَاتِ الْمُبَارَكَاتِ الزَّاكِيَاتِ النَّامِيَاتِ الْغَادِيَاتِ الرَّائِحَاتِ ، وَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ وَعَلَى أَرْوَاحِهِمْ ، وَاجْمَعْ عَلَى التَّقْوَى أَمْرَهُمْ ، وَأَصْلِحْ لَهُمْ شُؤُونَهُمْ ، وَتُبْ عَلَيْهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ

ص: 614

الرَّحِيمُ ، وَخَيْرُ الْغَافِرِينَ ، وَاجْعَلْنَا مَعَهُمْ فِي دَارِ السَّلامِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

اَللّهُمَّ هذَا يَوْمُ عَرَفَة يَوْمٌ شَرَّفْتَهُ وَكَرَّمْتَهُ وَعَظَّمْتَهُ ، نَشَرْتَ فِيهِ رَحْمَتَكَ ، وَمَنَنْتَ فِيهِ بِعَفْوِكَ ، وَأَجْزَلْتَ فِيهِ عَطِيَّتَكَ ، وَتَفَضَّلْتَ بِهِ عَلَى عِبَادِكَ . اَللّهُمَّ وَأَنَا عَبْدُكَ الَّذِي أَنْعَمْتَ عَلَيْهِ قَبْل خَلْقِكَ لَهُ وَبَعْدَ خَلْقِكَ إِيَّاهُ ، فَجَعَلْتَهُ مِمَّنْ هَدَيْتَهُ لِدِينِكَ ، وَوَفَّقْتَهُ لِحَقِّكَ ، وَعَصَمْتَهُ بِحَبْلِكَ ، وَأَدْخَلْتَهُ فِي حِزْبِكَ ، وَأَرْشَدْتَهُ لِمُوَالاَةِ أَوْلِيَائِكَ ، وَمُعَادَاةِ أَعْدَائِكَ ، ثُمَّ أَمَرْتَهُ فَلَمْ يَأْتَمِرْ ، وَزَجَرْتَهُ فَلَمْ يَنْزَجِرْ ، وَنَهَيْتَهُ عَنْ مَعْصِيَتِكَ فَخَالَفَ أَمْرَكَ إِلَى نَهْيِكَ ، لاَ مُعَانَدَةً لَكَ وَلاَ اسْتِكْبَاراً عَلَيْكَ ، بَلْ دَعَاهُ هَوَاهُ إِلَى مَا زَيَّلْتَهُ وَإِلى مَا حَذَّرْتَهُ ، وَأَعَانَهُ عَلَى ذلِكَ عَدُوُّكَ وَعَدُوُّهُ ، فَأَقْدَمَ عَلَيْهِ عَارِفاً

ص: 615

بِوَعِيدِكَ ، رَاجِياً لِعَفْوِكَ ، وَاثِقاً بِتَجَاوُزِكَ ، وَكَانَ أَحَقَّ عِبَادِكَ مَعَ مَا مَنَنْتَ عَلَيْهِ أَلاَّ يَفْعَلَ ، وَهَا أَنَا ذَا بَيْنَ يَدَيْكَ صَاغِراً ذَلِيلاً خَاضِعاً خَاشِعاً خَائِفاً ، مُعْتَرِفاً بِعَظِيمٍ مِنَ الذُّنُوبِ تَحَمَّلْتُهُ ، وَجَلِيلٍ مِن الخَطَايَا اجْتَرَمْتُهُ ، مُسْتَجيراً بصَفْحِكَ ، لائِذاً بِرَحمَتكَ ، مُوقِناً أنَّه لا يُجِيرني مِنْكَ مُجِيرٌ ، وَلاَ يَمْنَعُنِي مِنْكَ مَانِعٌ .

فَعُدْ عَلَيَّ بِمَا تَعُودُ بِهِ عَلَى مَنِ اقْتَرَفَ مِنْ تَغَمُّدِكَ ، وَجُدْ عَلَيَّ بِمَا تَجُودُ بِهِ عَلَى مَنْ أَلْقَى بِيَدِهِ إِلَيْكَ مِنْ عَفْوِكَ ، وَامْنُنْ عَلَيَّ بِمَا لاَ يَتَعَاظَمُكَ أَنْ تَمُنَّ بِهِ عَلَى مَنْ أَمَّلَكَ مِنْ غُفْرَانِكَ ، وَاجْعَلْ لِي فِي هذَا الْيَوْمِ نَصِيباً أَنَالُ بِهِ حَظّاً مِنْ رِضْوَانِكَ ، وَلاَ تَرُدَّنِي صِفْراً مِمَّا يَنْقَلِبُ بِهِ الْمُتَعَبِّدُونَ لَكَ مِنْ عِبَادِكَ ، وَإِنِّي وَإِنْ لَمْ أُقَدِّمْ مَا قَدَّمُوهُ مِنَ الصَّالِحَاتِ فَقَدْ قَدَّمْتُ تَوْحِيدَكَ

ص: 616

وَنَفْيَ الْأضْدَادِ وَالْأَنْدَادِ وَالْأَشْبَاهِ عَنْكَ ، وَأَتَيْتُكَ مِنَ الْأَبْوَابِ الَّتِي أَمَرْتَ أَنْ تُؤْتَى مِنْهَا ، وَتقَرَّبْتُ إِلَيْكَ بِمَا لاَ يَقْرُبُ أَحَدٌ مِنْكَ إِلاَّ بَالتَّقَرُّبِ بِهِ . ثُمَّ أَتْبَعْتُ ذلِكَ بِالاْءِنَابَةِ إِلَيْكَ ، وَالتَّذَلُّلِ وَالإِسْتِكَانَةِ لَكَ ، وَحُسْنِ الظَّنِّ بِكَ ، وَالثِّقَةِ بِمَا عِنْدَكَ ، وَشَفَعْتُهُ بِرَجَائِكَ الَّذِي قَلَّمَا يَخِيبُ عَلَيْهِ رَاجِيكَ ، وَسَأَلْتُكَ مَسْأَلَةَ الْحَقِيرِ الذَّلِيلِ الْبَائِسِ الْفَقِيرِ الْخَائِفِ الْمُسْتَجِيرِ ، وَمَعَ ذلِكَ خِيفَةً وَتَضَرُّعاً وَتَعَوُّذاً وَتَلَوُّذاً ، لاَ مُسْتَطِيلاً بِتَكَبُّرِ الْمُتَكَبِّرِينَ ، وَلاَ مُتَعَالِياً بِدَالَّةِ الْمُطِيعِينَ ، وَلاَ مُسْتَطِيلاً بِشَفَاعَةِ الشَّافِعِينَ .

وَأَنَا بَعْدُ أَقَلُّ الْأَقَلِّينَ ، وَأَذَلُّ الْأَذَلِّينَ ، وَمِثْلُ الذَّرَّةِ أَوْ دُونَهَا ، فَيَا مَنْ لَمْ يُعَاجِلِ الْمُسِيئِينَ ، وَلاَ يَنْدَهُ الْمُتْرَفِينَ ، وَيَا مَنْ يَمُنُّ بِإِقَالَةِ الْعَاثِرِينَ ، وَيَتَفَضَّلُ بِإِنْظَارِ الْخَاطِئِينَ ، أَنَا الْمُسِيءُ الْمُعْتَرِفُ الْخَاطِئُ الْعَاثِرُ ، أَنَا

ص: 617

الَّذِي أَقْدَمَ عَلَيْكَ مُجْتَرِئاً ، أَنَا الَّذِي عَصَاكَ مُتَعَمِّداً ، أَنَا الَّذِي اسْتَخْفَى مِنْ عِبَادِكَ وَبَارَزَكَ ، أَنَا الَّذي هَابَ عِبَادَكَ وَأَمِنَكَ ، أَنَا الَّذي لَمْ يَرْهَبْ سَطْوَتَكَ ، وَلَمْ يَخَفْ بَأْسَكَ ، أَنَا الْجَانِي عَلَى نَفْسِهِ ، أَنَا الْمُرْتَهَنُ بِبَلِيَّتِهِ ، أَنَا الْقَلِيلُ الْحَيَاءِ ، اَنَا الطَّوِيلُ الْعَنَاءِ .

بِحَقِّ مَنِ انْتَجَبْتَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَبِمَنِ اصْطَفَيْتَهُ لِنَفْسِكَ ، بِحَقِّ مَنِ اخْتَرْتَ مِنْ بَرِيَّتِكَ ، وَمَنِ اجْتَبَيْتَ لِشَأْنِكَ ، بِحَقِّ مَنْ وَصَلْتَ طَاعَتَهُ بِطَاعَتِكَ ، وَمَنْ جَعَلْتَ مَعْصِيَتَهُ كَمَعْصِيَتِكَ ، بِحَقِّ مَنْ قَرَنْتَ مُوَالاَتَهُ بِمُوَالاَتِكَ ، وَمَنْ نُطْتَ مُعَادَاتَهُ بِمُعَادَاتِكَ ، تَغَمَّدْنِي فِي يَوْمِي هذَا بِمَا تَتَغَمَّدُ بِهِ مَنْ جَارَ إِلَيْكَ مُتَنَصِّلاً ، وَعَاذَ بِاسْتِغْفَارِكَ تَائِباً ، وَتَوَلَّنِي بِمَا تَتَوَلَّى بِهِ أَهْلَ طَاعَتِكَ وَالزُّلْفَى لَدَيْكَ وَالْمَكَانَةِ مِنْكَ ، وَتَوَحَّدْنِي بِمَا تَتَوَحَّدُ

ص: 618

بِهَ مَنْ وَفَى بِعَهْدِكَ، وَأَتْعَبَ نَفْسَهُ فِي ذَاتِكَ، وَأَجْهَدَهَا فِي مَرْضَاتِكَ ، وَلاَ تُؤَاخِذْنِي بِتَفْرِيطِي فِي جَنْبِكَ ، وَتَعَدِّي طَوْرِي فِي حُدُودِكَ ، وَمُجَاوَزَةِ أَحْكَامِكَ .

وَلاَ تَسْتَدْرِجْنِي بِإِمْلاَئِكَ لِي اسْتِدْرَاجَ مَنْ مَنَعَنِي خَيْرَ مَا عِنْدَهُ وَلَمْ يَشْرَكْكَ فِي حُلُولِ نِعْمَتِهِ بِي ، وَنَبِّهْنِي مِنْ رَقْدَةِ الْغَافِلِينَ ، وَسِنَةِ الْمُسْرِفِينَ ، وَنَعْسَةِ الْمَخْذُولِينَ ، وَخُذْ بِقَلْبِي إِلَى مَا اسْتَعْمَلْتَ بِهِ الْقَانِتِينَ ، وَاسْتَعْبَدْتَ بِهِ الْمُتَعَبِّدِينَ ، وَاسْتَنْقَذْتَ بِهِ الْمُتَهَاوِنِينَ ، وَأَعِذْنِي مِمَّا يُبَاعِدُنِي عَنْكَ ، وَيَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ حَظِّي مِنْكَ ، وَيَصُدُّنِي عَمَّا أُحَاوِلُ لَدَيْكَ ، وَسَهِّلْ لِي مَسْلَكَ الْخَيْرَاتِ إِلَيْكَ ، وَالْمُسَابَقَةَ إِلَيْهَا مِنْ حَيْثُ أَمَرْتَ ، وَالْمُشَاحَّةَ فِيهَا عَلَى مَا أَرَدْتَ ، وَلاَ تَمْحَقْنِي فِيمَن تَمْحَقُ مِنَ الْمُسْتَخِفِّينَ بِمَا أَوْعَدْتَ ، وَلاَ تُهْلِكْنِي مَعَ مَنْ تُهْلِكُ مِنَ الْمُتَعَرِّضِينَ لِمَقْتِكَ ، وَلاَ تُتَبِّرْنِي فِيمَنْ تُتَبِّرُ مِنَ الْمُنْحَرِفِينَ عَنْ سُبُلِكَ ، وَنَجِّنِي

ص: 619

مِنْ غَمَرَاتِ الْفِتْنَةِ ، وَخَلِّصْنِي مِنْ لَهَوَاتِ الْبَلْوَى ، وَأَجِرْنِي مِنْ أَخْذِ الإِمْلاَءِ ، وَحُلْ بَيْنِي وَبَيْنَ عَدُوٍّ يُضِلُّنِي ، وَهَوىً يُوبِقُنِي ، وَمَنْقَصَةٍ تَرْهَقُنِي .

وَلاَ تُعْرِضْ عَنِّي إِعْرَاضَ مَنْ لاَ تَرْضى عَنْهُ بَعْدَ غَضَبِكَ ، وَلاَ تُؤْيِسْنِي مِنَ الْأَمَلِ فِيكَ فَيَغْلِبَ عَلَيَّ الْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَتِكَ ، وَلاَ تَمْنَحْنِي بِمَا لاَ طَاقَةَ لِي بِهِ فَتَبْهَظَنِي مَمَّا تُحَمِّلُنِيهِ مِنْ فَضْلِ مَحَبَّتِكَ ، وَلاَ تُرْسِلْنِي مِنْ يَدِكَ إِرْسَالَ مَنْ لاَ خَيْرَ فِيهِ ، وَلاَ حَاجَةَ بِكَ إِلَيْهِ ، وَلاَ إِنَابَةَ لَهُ ، وَلاَ تَرْمِ بِي رَمْيَ مَنْ سَقَطَ مِنْ عَيْنِ رِعَايَتِكَ، وَمَنِ اشْتَمَلَ عَلَيْهِ الْخِزْيُ مِنْ عِنْدِكَ ، بَلْ خُذْ بِيَدِي مِنْ سَقْطَةِ الْمُتَرَدِّينَ ، وَوَهْلَةِ الْمُتَعَسِّفِينَ ، وَزَلَّةِ الْمَغْرُورِينَ ، وَوَرْطَةِ الْهَالكِينَ ، وَعَافِنِي مِمَّا ابْتَلَيْتَ بِهِ طَبَقَاتِ عَبِيدِكَ وَإِمَائِكَ ، وَبَلِّغْنِي

ص: 620

مَبَالِغَ مَنْ عُنِيتَ بِهِ ، وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ وَرَضِيتَ عَنْهُ ، فَأَعَشْتَهُ حَمِيداً ، وَتَوَفَّيْتَهُ سَعِيداً .

وَطَوِّقْنِي طَوْقَ الإِقْلاَعِ عَمَّا يُحْبِطُ الْحَسَنَاتِ ، وَيَذْهَبُ بِالْبَرَكَاتِ ، وَأَشْعِرْ قَلْبِيَ الإِزْدِجَارَ عَنْ قَبَائِحِ السَّيِّئَاتِ ، وَفَوَاضِحِ الْحَوْبَاتِ ، وَلاَ تَشْغَلْنِي بِمَا لاَ أُدْرِكُهُ إِلاَّ بِكَ عَمَّا لاَ يُرْضِيكَ عَنِّي غَيْرُهُ ، وَأَنْزِعْ مِنْ قَلْبِي حُبَّ دُنْياً دَنِيَّةٍ تَنْهَى عَمَّا عِنْدَكَ ، وَتَصُدُّ عَنِ ابْتِغَاءِ الْوَسِيلَةِ إِلَيْكَ ، وَتُذْهِلُ عَنِ التَّقَرُّبِ مِنْكَ ، وَزَيِّنْ لِيَ التَّفَرُّدَ بِمُنَاجَاتِكَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، وَهَبْ لِي عِصْمَةً تُدْنِينِي مِنْ خَشْيَتِكَ ، وَتَقْطَعُنِي عَنْ رُكُوبِ مَحَارِمِكَ ، وَتَفُكُّنِي مِنْ أَسْرِ الْعَظَائِمِ ، وَهَبْ لِيَ التَّطْهِيرَ مِنْ دَنَسِ الْعِصْيَانِ ، وَأَذْهِبْ عَنِّي دَرَنَ الْخَطَايَا ، وَسَرْبِلْنِي بِسِرْبَالِ عَافِيَتِكَ ، وَرَدِّنِي رِدَاءَ مُعَافَاتِكَ ، وَجَلِّلْنِي سَوَابِغَ نَعْمَائِكَ ، وَظَاهِرْ لَدَيَّ فَضْلَكَ وَطَوْلَكَ ، وَأِيِّدْنِي

ص: 621

بِتَوْفِيقِكَ وَتَسْدِيدِكَ .

وَأَعِنِّي عَلَى صَالِحِ النِّيَّةِ ، وَمَرْضِيِّ الْقَوْلِ ، وَمُسْتَحْسَنِ الْعَمَلِ ، وَلاَ تَكِلْنِي إِلَى حَوْلِي وَقُوَّتِي دُونَ حَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ ، وَلاَ تُخْزِنِي يَوْمَ تَبْعَثُنِي لِلِقَائِكَ ، وَلاَ تَفْضَحْنِي بَيْنَ يَدَيْ أَوْلِيَائِكَ ، وَلاَ تُنْسِنِي ذِكْرَكَ ، وَلاَ تُذْهِبْ عَنِّي شُكْرَكَ ، بَلْ أَلْزِمْنِيهِ فِي أَحْوَالِ السَّهْوِ عِنْدَ غَفَلاَتِ الْجَاهِلِينَ لاِلاَئِكَ ، وَأَوْزِعْنِي أَنْ أُثْنِيَ بِمَا أَوْلَيْتَنِيهِ ، وأَعْتَرِفَ بِمَا أَسْدَيْتَهُ إِلَيَّ ، وَاجْعَلْ رَغْبَتِي إِلَيْكَ فَوْقَ رَغْبَةِ الرَّاغِبِينَ ، وَحَمْدِي إِيَّاكَ فَوْقَ حَمْدِ الْحَامَدِينَ ، وَلاَ تَخْذُلْنِي عِنْدَ فَاقَتِي إِلَيْكَ ، وَلاَ تُهْلِكْنِي بِمَا أَسْدَيْتُهُ إِلَيْكَ ، وَلاَ تَجْبَهْنِي بِمَا جَبَهْتَ بِهِ الْمُعَانِدِينَ لَكَ ، فَإِنِّي لَكَ مُسَلِّمٌ ، أَعْلَمُ أَنَّ الْحُجَّةَ لَكَ ، وَأَنَّكَ أَوْلَى

ص: 622

بِالْفَضْلِ ، وَأَعْوَدُ بِالإِحْسَانِ ، وَأَهْلُ التَّقْوَى ، وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ، وَأَنَّكَ بِأَنْ تَعْفُوَ أَوْلَى مِنْكَ بِأَنْ تُعَاقِبَ ، وَأَنَّكَ بِأَنْ تَسْتُرَ أَقْرَبُ مِنْكَ إِلَى أَنْ تَشْهَرَ .

فَأَحْيِنِي حَيَاةً طَيِّبَةً تَنْتَظِمُ بِمَا أُرِيدُ ، وَتَبْلُغُ بِي مَا أُحِبُّ مِنْ حَيْثُ لاَ آتِي مَا تَكْرَهُ ، وَلاَ أرْتَكِبُ مَا نَهَيْتَ عَنْهُ ، وَأَمِتْنِي مِيتَةَ مَنْ يَسْعَى نُورُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَعَنْ يَمِينِهِ ، وَذَلِّلْنِي بَيْنَ يَدَيْكَ وَأَعِزَّنِي عِنْدَ خَلْقِكَ ، وَضَعْنِي إِذَا خَلَوْتُ بِكَ ، وَارْفَعْنِي بَيْنَ عِبَادِكَ ، وَأَغْنِنِي عَمَّنْ هُوَ غَنِّيٌّ عَنِّي ، وَزِدْنِي إِلَيْكَ فَاقَةً وَفَقْراً ، وَأَعِذْنِي مِنْ شَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ ، وَمِنْ حُلُولِ الْبَلاَءِ ، وَمِنَ الذُّلِّ وَالْعَنَاءِ ، تَغَمَّدْنِي فِيمَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنِّي بِمَا يَتَغَمَّدُ بِهِ الْقَادِرُ عَلَى الْبَطْشِ لَوْلاَ حِلْمُهُ ، وَالاْخِذُ عَلَى الْجَرِيرَةِ لَوْلاَ أَنَاتُهُ ، وَإِذَا أَرَدْتَ بِقَوْمٍ فِتْنَةً

ص: 623

أَوْ سُوءاً فَنَجِّنِي مِنْهَا لِوَاذاً بِكَ ، وَإِذْ لَمْ تُقِمْنِي مَقَامَ فَضِيحَةٍ فِي دُنْيَاكَ فَلاَ تُقِمْنِي مِثْلَهُ فِي آخِرَتِكَ ، وَاشْفَعْ لِي أَوَائِلَ مِنَنِكَ بِأَوَاخِرِهَا ، وَقَدِيمَ فَوَائِدِكَ بِحَوَادِثِهَا .

وَلاَ تَمْدُدْ لِي مَدّاً يَقْسُو مَعَهُ قَلْبِي ، وَلاَ تَقْرَعْنِي قَارِعَةً يَذْهَبُ لَهَا بَهَائِي ، وَلاَ تَسُمْنِي خَسِيسَةً يَصْغُرُ لَهَا قَدْرِي ، وَلاَ نَقِيصَةً يُجْهَلُ مِنْ أَجْلِهَا مَكَانِي ، وَلاَ تَرُعْنِي رَوْعَةً أُبْلِسُ بِهَا ، وَلاَ خِيفَةً أُوجِسُ دُونَهَا ، اِجْعَلْ هَيْبَتِي فِي وَعِيدِكَ ، وَحَذَرِي مِنْ إِعْذَارَكِ ، وَإِنْذَارِكَ ، وَرَهْبَتِي عِنْدَ تِلاَوَةِ آيَاتِكَ ، وَاعْمُرْ لَيْلِي بِإِيقَاظِي فِيهِ لِعِبَادَتِكَ ، وَتَفَرُّدِي بِالتَّهَجُّدِ لَكَ ، وَتَجَرُّدِي بِسُكُونِي إِلَيْكَ ، وَإِنْزَالِ حَوَائِجِي بِكَ ، وَمُنَازَلَتِي إِيَّاكَ فِي فَكَاكِ رَقَبَتِي مِنْ نَارِكَ ، وَإِجَارَتِي مِمَّا فِيهِ أَهْلُهَا مِنْ عَذَابِكَ ، وَلاَ تَذَرْنِي فِي طُغْيَانِي عَامِهاً ، وَلاَ فِي غَمْرَتِي سَاهِياً حَتَّى حِينٍ .

ص: 624

وَلاَ تَجْعَلْنِي عِظَةً لِمَنِ اتَّعَظَ ، وَلاَ نَكَالاً لِمَنِ اعْتَبَرَ ، وَلاَ فِتْنَةً لِمَنْ نَظَرَ ، وَلاَ تَمْكُرْ بِي فِيمَنْ تَمْكُرُ بِهِ ، وَلاَ تَسْتَبْدِلْ بِي غَيْرِي ، وَلاَ تُغَيِّرْ لِي اسْماً ، وَلاَ تُبَدِّلْ لِي جِسْماً ، وَلاَ تَتَّخِذْنِي هُزُواً لِخَلْقِكَ ، وَلاَ سُخْرِيّاً لَكَ ، وَلاَ تَبَعاً إِلاَّ لِمَرْضَاتِكَ ، وَلاَ مُمْتَهَناً إِلاَّ بِالاْءِنْتِقَامِ لَكَ ، وَأَوْجِدْنِي بَرْدَ عَفْوِكَ ، وَحَلاَوَةَ رَحْمَتِكَ وَرَوْحِكَ وَرَيْحَانِكَ ، وَجَنَّةِ نَعِيمِكَ .

وَأَذِقْنِي طَعْمَ الْفَرَاغِ لِمَا تُحِبُّ بِسَعَةٍ مِنْ سَعَتِكَ ، وَالاِجْتِهاد فِيما يُزلِفُ لَدَيكَ وَعِندك ، وَاَتْحِفْني بِتُحْفَةٍ مِنْ تُحَفَاتِكَ ، وَاجْعَلْ تِجَارَتِي رَابِحَةً ، وَكَرَّتِي غَيْرَ خَاسِرَةٍ ، وَأَخِفْنِي مَقَامَكَ ، وَشَوِّقْنِي لِقَاءَكَ ، وَتُبْ عَلَيَّ تَوْبَةً نَصُوحاً لاَ تُبْقِ مَعَهَا ذُنُوباً صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً ، وَلاَ تَذَرْ مَعَهَا عَلاَنِيَةً وَلاَ سَرِيرَةً ، وَانْزِعِ الْغِلَّ مِنْ صَدْرِي لِلْمُؤْمِنِينَ ، وَاعْطِفْ بِقَلْبِي عَلَى

ص: 625

الْخَاشِعِينَ ، وَكُنْ لِي كَمَا تَكُونُ لِلصَّالِحِينَ ، وَحَلِّنِي حِلْيَةَ الْمُتَّقِينَ ، وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْغَابِرِينَ ، وَذِكْراً نَامِياً فِي الاْخِرِينَ ، وَوَافِ بِي عَرْصَةَ الْأَوَّلِينَ ، وَتَمِّمْ سُبُوغَ نِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَظَاهِرْ كَرَامَاتِهَا لَدَيَّ ، وَامْلَأْ مِنْ فَوَائِدِكَ يَدِي ، وَسُقْ كَرَائِمَ مَوَاهِبِكَ إِلَيَّ ، وَجَاوِرْ بِيَ الْأَطْيَبِينَ مِنْ أَوْلِيَائِكَ ، فِي الْجِنَانِ الَّتِي زَيَّنْتَهَا لأَصْفِيَائِكَ ، وَجَلِّلْنِي شَرَائِفَ نِحَلِكَ ، فِي الْمَقَامَاتِ الْمُعَدَّةِ لأَحِبَّائِكَ ، وَاجْعَلْ لِي عِنْدَكَ مَقِيلاً آوِي إِلَيْهِ مُطْمَئِنّاً ، وَمَثَابَةً أَتَبَوَّؤُهَا ، وَأَقَرُّ عَيْناً .

وَلاَ تُقَايِسْنِي بِعَظِيمَاتِ الْجَرَائِرِ ، وَلاَ تُهْلِكْنِي يَوْمَ تُبلى السَّرائِر ، وَأَزِلْ عَنّي كُلَّ شَكٍّ وَشُبْهَةٍ ، وَاجْعَلْ لي في الْحَقِّ طَرِيقاً مِنْ كُلِّ رَحْمَةٍ ، وَأَجْزِلْ لِي قِسَمَ الْمَوَاهِبِ مِنْ نَوَالِكَ ، وَوَفِّرْ عَلَيَّ حُظُوظَ الإِحْسَانِ مِنْ

ص: 626

إفْضَالِكَ ، وَاجْعَلْ قَلْبِي وَاثِقاً بِمَا عِنْدَكَ ، وَهَمِّي مُسْتَفْرَغاً لِمَا هُوَ لَكَ ، وَاسْتَعْمِلْنِي بِمَا تَسْتَعْمِلُ بِهِ خَالِصَتَكَ ، وَأَشْرِبْ قَلْبِي عِنْدَ ذُهُولِ الْعُقُولِ طَاعَتَكَ ، وَاجْمَعْ لِيَ الْغِنَى وَالْعَفَافَ وَالدَّعَةَ وَالْمُعَافَاةَ وَالصِّحَّةَ وَالسَّعَةَ وَالطُّمَأْنِينَةَ وَالْعَافِيَةَ ، وَلاَ تُحْبِطْ حَسَنَاتِي بِمَا يَشُوبُهَا مِنْ مَعْصِيَتِكَ ، وَلاَ خَلَوَاتِي بِمَا يَعْرِضُ لِي مِنْ نَزَعَاتِ فِتْنَتِكَ، وَصُنْ وَجْهِي عَنِ الطَّلَبِ إِلَى أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ، وَذُبَّنِي عَنِ الْتِمَاسِ مَا عِنْدَ الْفَاسِقِينَ، وَلاَتَجْعَلْنِي لِلظَّالِمِينَ ظَهِيراً، وَلاَ لَهُمْ عَلَى مَحْوِ كِتَابِكَ يَداً وَنَصِيراً ، وَحُطْنِي مِنْ حَيْثُ لاَ أَعْلَمُ حِيَاطَةً تَقِينِي بِهَا ، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ تَوْبَتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَرَأْفَتِكَ وَرِزْقِكَ الْوَاسِعِ ، إِنِّي إِلَيْكَ مِنَ الرَّاغِبِينَ ، وَأَتْمِمْ لِي إِنْعَامَكَ ، إِنَّكَ خَيْرُ الْمُنْعِمِينَ ، وَاجْعَلْ

ص: 627

بَاقِيَ عُمُرِي فِي الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ ، يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ ، وَصَلَّى اللّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ أَبَدَ الاْبِدِينَ(1) .

12 - ثمّ تدعو بما دعا به مولانا الحسين عليه السلام في يوم عرفة :

دعاى امام حسين عليه السلام در روز عرفه

الْحَمْدُ للّه ِِ الَّذِي لَيْسَ لِقَضائِهِ دافِعٌ، وَلاَ لِعَطائِهِ مانِعٌ، وَلاَ كَصُنْعِهِ صُنْعُ صانِعٍ، وَهُوَ الْجَوادُ الْواسِعُ، فَطَرَ أَجْناسَ الْبَدائِعِ، وَأَتْقَنَ بِحِكْمَتِهِ الصَّنائِعَ، لاَ تَخْفى عَلَيْهِ الطَّلائِعُ، وَلاَ تَضِيعُ عِنْدَهُ الْوَدائِعُ، جازِي كُلِّ صانِعٍ، وَرائِشُ كُلِّ قانِعٍ، وَراحِمُ كُلِّ ضارِ عٍ، وَمُنْزِلُ الْمَنافِعِ وَالْكِتابِ الْجامِعِ بِالنُّورِ

ص: 628


1- الصحيفة السجادية ، الدعاءُ السابع والأربعون .

السَّاطِعِ، وَهُوَ لِلدَّعَواتِ سامِعٌ، وَ لِلْكُرُباتِ دافِعٌ، وَ لِلدَّرَجاتِ رافِعٌ، وَ لِلْجَبابِرَةِ قامِعٌ، فَلا إِلهَ غَيْرُهُ، وَلاَ شَيْءَ يَعْدِلُهُ، وَلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .

اللّهُمَّ إِنِّي أَرْغَبُ إِلَيْكَ وَأَشْهَدُ بِالرُّبُوبِيَّةِ لَكَ مُقِرّاً بِأَنَّكَ رَبِّي، وَأَنَّ إِلَيْكَ مَرَدِّي، ابْتَدَأْتَنِي بِنِعْمَتِكَ قَبْلَ أَنْ أَكُونَ شَيْئاً مَذْكُوراً، خَلَقْتَنِي مِنَ التُّرابِ، ثُمَّ أَسْكَنْتَنِي الْأَصْلابَ آمِناً لِرَيْبِ الْمَنُونِ، وَاخْتِلافِ الدُّهُورِ وَالسِّنِينَ، فَلَمْ أَزَلْ ظاعِناً مِنْ صُلْبٍ إِلى رَحِمٍ فِي تَقادُمٍ مِنَ الْأَيَّامِ الْماضِيَةِ وَالْقُرُونِ الْخالِيَةِ لَمْ تُخْرِجْنِي لِرَأْفَتِكَ بِي وَلُطْفِكَ لِي وَ إِحْسانِكَ إِلَيَّ فِي دَوْلَةِ أَئِمَّةِ الْكُفْرِ الَّذِينَ نَقَضُوا عَهْدَكَ وَكَذَّبُوا رُسُلَكَ، لَكِنَّكَ أَخْرَجْتَنِي لِلَّذِي سَبَقَ لِي مِنَ الْهُدَى الَّذِي لَهُ يَسَّرْتَنِي وَفِيهِ أَنْشَأْتَنِي، وَمِنْ قَبْلِ ذلِكَ رَأفَةً بِي بِجَمِيلِ

ص: 629

صُنْعِكَ وَسَوابِغِ نِعَمِكَ فَابْتَدَعْتَ خَلْقِي مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى، وَأَسْكَنْتَنِي فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ بَيْنَ لَحْمٍ وَدَمٍ وَجِلْدٍ لَمْ تُشْهِدْنِي بِخَلْقِي ، وَلَمْ تَجْعَلْ إِلَيَّ شَيْئاً مِنْ أَمْرِي، ثُمَّ أَخْرَجْتَنِي لِلَّذِي سَبَقَ لِي مِنَ الْهُدى إِلَى الدُّنْيا تامّاً سَوِيّاً، وَحَفِظْتَنِي فِي الْمَهْدِ طِفْلاً صَبِيّاً، وَرَزَقْتَنِي مِنَ الْغِذاءِ لَبَناً مَرِيّاً، وَعَطَفْتَ عَلَيَّ قُلُوبَ الْحَواضِنِ، وَكَفَّلْتَنِي الْأُمَّهاتِ الرَّواحِمَ، وَكَلَأْتَنِي مِنْ طَوارِقِ الْجانِّ، وَسَلَّمْتَنِي مِنَ الزِّيادَةِ وَالنُّقْصانِ، فَتَعالَيْتَ يَا رَحِيمُ يَا رَحْمنُ .

حَتَّى إِذَا اسْتَهْلَلْتُ ناطِقاً بِالْكَلامِ أَتْمَمْتَ عَلَيَّ سَوابِغَ الاْءِنْعامِ، وَرَبَّيتَنِي زائِداً فِي كُلِّ عامٍ، حَتَّى إِذَا اكْتَمَلَتْ فِطْرَتِي وَاعْتَدَلَتْ مِرَّتِي أَوْجَبْتَ عَلَيَّ حُجَّتَكَ بِأَنْ أَلْهَمْتَنِي مَعْرِفَتَكَ، وَرَوَّعْتَنِي بِعَجائِبِ حِكْمَتِكَ، وَأَيْقَظْتَنِي لِما

ص: 630

ذَرَأْتَ فِي سَمائِكَ وَأَرْضِكَ مِنْ بَدائِعِ خَلْقِكَ، وَنَبَّهْتَنِي لِشُكْرِكَ وَذِكْرِكَ، وَأَوْجَبْتَ عَلَيَّ طاعَتَكَ وَعِبادَتَكَ، وَفَهَّمْتَنِي مَا جاءَتْ بِهِ رُسُلُكَ، وَيَسَّرْتَ لِي تَقَبُّلَ مَرْضاتِكَ، وَمَنَنْتَ عَلَيَّ فِي جَمِيعِ ذلِكَ بِعَوْ نِكَ وَلُطْفِكَ، ثُمَّ إِذْ خَلَقْتَنِي مِنْ حَرّ الثَّرى، لَمْ تَرْضَ لِي يَا إِلهِي نِعْمَةً دُونَ أُخْرى، وَرَزَقْتَنِي مِنْ أَنْواعِ الْمَعاشِ وَصُنُوفِ الرِّياشِ بِمَنِّكَ الْعَظِيمِ الْأَعْظَمِ عَلَيَّ، وَ إِحْسانِكَ الْقَدِيمِ إِلَيَّ، حَتَّى إِذا أَتْمَمْتَ عَلَيَّ جَمِيعَ النِّعَمِ وَصَرَفْتَ عَنِّي كُلَّ النِّقَمِ لَمْ يَمْنَعْكَ جَهْلِي وَجُرْأَتِي عَلَيْكَ أَنْ دَلَلْتَنِي إِلَى مَا يُقَرِّبُنِي إِلَيْكَ، وَوَفَّقْتَنِي لِما يُزْ لِفُنِي لَدَيْكَ، فَإِنْ دَعَوْتُكَ أَجَبْتَنِي، وَ إِنْ سَأَلْتُكَ أَعْطَيْتَنِي، وَ إِنْ أَطَعْتُكَ شَكَرْتَنِي، وَ إِنْ شَكَرْتُكَ زِدْتَنِي، كُلُّ ذلِكَ إِكْمالٌ لِأَ نْعُمِكَ عَلَيَّ وَ إِحْسانِكَ إِلَيَّ .

فَسُبْحانَكَ سُبْحانَكَ مِنْ مُبْدِىًٔمُعِيدٍ حَمِيدٍ مَجِيدٍ وَتَقَدَّسَتْ

ص: 631

أَسْماؤُكَ، وَعَظُمَتْ آلاؤُكَ، فَأَيُّ نِعَمِكَ يَا إِلهِي أُحْصِي عَدَداً وَذِكْراً أَمْ أَيُّ عَطاياكَ أَقُومُ بِها شُكْراً وَهِيَ يَا رَبِّ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يُحْصِيهَا الْعادُّونَ، أَوْ يَبْلُغَ عِلْماً بِهَا الْحافِظُونَ ثُمَّ مَا صَرَفْتَ وَدَرَأْتَ عَنِّي اللّهُمَّ مِنَ الضُّرِّ وَالضَّرَّاءِ أَكْثَرُ مِمَّا ظَهَرَ لِي مِنَ الْعافِيَةِ وَالسَّرَّاءِ، فَأَنَا أَشْهَدُ يَا إِلهِي بِحَقِيقَةِ إِيمانِي، وَعَقْدِ عَزَماتِ يَقِينِي، وَخالِصِ صَرِيحِ تَوْحِيدِي، وَباطِنِ مَكْنُونِ ضَمِيرِي، وَعَلائِقِ مَجارِي نُورِ بَصَرِي، وَأَسارِيرِ صَفْحَةِ جَبِينِي، وَخُرْقِ مَسارِبِ نَفْسِي، وَخَذارِيفِ مارِنِ عِرْنِينِي، وَمَسارِبِ صِمَاخِ سَمْعِي، وَمَا ضُمَّتْ وَأَطْبَقَتْ عَلَيْهِ شَفَتايَ، وَحَرَكاتِ لَفْظِ لِسانِي، وَمَغْرَزِ حَنَكِ فَمِي وَفَكِّي، وَمَنابِتِ أَضْراسِي، وَمَساغِ مَطْعَمِي وَمَشْرَبِي، وَحِمالَةِ أُمِّ رَأْسِي، وَبُلُوعِ فارِ غِ حَبائِلِ عُنُقِي،

ص: 632

وَمَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ تامُورُ صَدْرِي، وَحَمائِلِ حَبْلِ وَتِينِي، وَ نِياطِ حِجابِ قَلْبِي، وَأَفْلاذِ حَواشِي كَبِدِي، وَمَا حَوَتْهُ شَراسِيفُ أَضْلاعِي، وَحِقاقُ مَفاصِلِي، وَقَبْضُ عَوامِلِي، وَأَطْرافُ أَنامِلِي، وَلَحْمِي وَدَمِي وَشَعْرِي وَبَشَرِي وَعَصَبِي وَقَصَبِي وَعِظامِي وَمُخِّي وَعُرُوقِي وَجَمِيعُ جَوارِحِي وَمَا انْتَسَجَ عَلَى ذلِكَ أَيَّامَ رِضاعِي، وَمَا أَقَلَّتِ الْأَرْضُ مِنِّي وَنَوْمِي وَيَقْظَتِي وَسُكُونِي، وَحَرَكاتِ رُكُوعِي وَسُجُودِي أَنْ لَوْ حاوَلْتُ وَاجْتَهَدْتُ مَدَى الْأَعْصارِ وَالْأَحْقابِ لَوْ عُمِّرْتُها أَنْ أُؤَدِّيَ شُكْرَ واحِدَةٍ مِنْ أَنْعُمِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ذلِكَ إِلاَّ بِمَنِّكَ الْمُوجَبِ عَلَيَّ بِهِ شُكْرُكَ أَبَداً جَدِيداً، وَثَناءً طارِفاً عَتِيداً .

أَجَلْ وَلَوْ حَرَصْتُ أَنَا وَالْعادُّونَ مِنْ أَنامِكَ أَنْ نُحْصِيَ مَدى إِنْعامِكَ سالِفِهِ وَآنِفِهِ مَا حَصَرْناهُ عَدَداً، وَلاَ أَحْصَيْناهُ أَمَداً، هَيْهاتَ أَنَّى ذلِكَ وَأَنْتَ الْمُخْبِرُ فِي كِتابِكَ النَّاطِقِ وَالنَّبَأَالصَّادِقِ «وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوها»صَدَقَ كِتابُكَ اللّهُمَّ وَ إِنْباؤُكَ، وَبَلَّغَتْ أَنْبِياؤُكَ وَرُسُلُكَ

ص: 633

مَا أَنْزَلْتَ عَلَيْهِما مِنْ وَحْيِكَ، وَشَرَعْتَ لَهُمْ وَبِهِمْ مِنْ دِينِكَ، غَيْرَ أَنِّي يَا إِلهِي أَشْهَدُ بِجُهْدِي وَجِدِّي وَمَبْلَغِ طَاقَتِي وَوُسْعِي، وَأَقُولُ مُؤْمِناً مُوقِناً الْحَمْدُ للّه ِِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً فَيَكُونَ مَوْرُوثاً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي مُلْكِهِ فَيُضادَّهُ فِيَما ابْتَدَعَ، وَلاَ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ فَيُرْفِدَهُ فِيما صَنَعَ، فَسُبْحانَهُ سُبْحانَهُ لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلاَّ اللّهُ لَفَسَدَتا وَتَفَطَّرَتا ، سُبْحانَ اللّهِ الْواحِدِ الْأَحَدِ الصَّمَدِ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ الْحَمْدُ للّه ِِ حَمْداً يُعادِلُ حَمْدَ مَلائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ وَأَنْبِيائِهِ الْمُرْسَلِينَ، وَصَلَّى اللّهُ عَلَى خِيَرَتِهِ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ الْمُخْلَصِينَ وَسَلَّمَ .

اللّهُمَّ اجْعَلْنِي أَخْشاكَ كَأَنِّي أَراكَ، وَأَسْعِدْنِي بِتَقْواكَ، وَلاَ تُشْقِنِي

ص: 634

بِمَعْصِيَتِكَ، وَخِرْ لِي فِي قَضائِكَ، وَبارِكْ لِي فِي قَدَرِكَ، حَتَّى لاَ أُحِبَّ تَعْجِيلَ مَا أَخَّرْتَ وَلاَ تَأْخِيرَ مَا عَجَّلْتَ . اللّهُمَّ اجْعَلْ غِنايَ فِي نَفْسِي، وَالْيَقِينَ فِي قَلْبِي، وَالاْءِخْلاصَ فِي عَمَلِي، وَالنُّوْرَ فِي بَصَرِي، وَالْبَصِيرَةَ فِي دِينِي، وَمَتِّعْنِي بِجَوارِحِي، وَاجْعَلْ سَمْعِي وَبَصَرِي الْوارِثَيْنِ مِنِّي، [ وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ ظَلَمَنِي، وَأَرِنِي فِيهِ ثارِي وَمَآرِبِي، وَأَقِرَّ بِذلِكَ عَيْنِي . اللّهُمَّ اكْشِفْ كُرْبَتِي ] ، وَاسْتُرْ عَوْرَتِي، وَاغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي، وَاخْسَأْ شَيْطانِي، وَفُكَّ رِهانِي، وَاجْعَلْ لِي يَا إِلهِي الدَّرَجَةَ الْعُلْيا فِي الاْخِرَةِ وَالْأُولى .

اللّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كَما خَلَقْتَنِي فَجَعَلْتَنِي سَمِيعاً بَصِيراً، وَلَكَ الْحَمْدُ كَما خَلَقْتَنِي فَجَعَلْتَنِي خَلْقاً سَوِيّاً رَحْمَةً بِي وَقَدْ كُنْتَ عَنْ خَلْقِي غَنِيّاً، رَبِّ بِما بَرَأْتَنِي فَعَدَّلْتَ فِطْرَتِي، رَبِّ بِما أَنْشَأْتَنِي فَأَحْسَنْتَ صُورَتِي،

ص: 635

رَبِّ بِما أَحْسَنْتَ إِلَيَّ وَفِي نَفْسِي عافَيْتَنِي، رَبِّ بِما كَلَأْتَنِي وَوَفَّقْتَنِي، رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَهَدَيْتَنِي، رَبِّ بِما أَوْلَيْتَنِي وَمِنْ كُلِّ خَيْرٍ أَعْطَيْتَنِي، رَبِّ بِما أَطْعَمْتَنِي وَسَقَيْتَنِي، رَبِّ بِما أَغْنَيْتَنِي وَأَقْنَيْتَنِي، رَبِّ بِما أَعَنْتَنِي وَأَعْزَزْتَنِي، رَبِّ بِما أَلْبَسْتَنِي مِنْ سِتْرِكَ الصَّافِي، وَيَسَّرْتَ لِي مِنْ صُنْعِكَ الْكافِي، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَعِنِّي عَلَى بَوائِقِ الدُّهُورِ وَصُرُوفِ اللَّيالِي وَالْأَيَّامِ، وَنَجِّنِي مِنْ أَهْوالِ الدُّنْيا وَكُرُباتِ الاْخِرَةِ، وَاكْفِنِي شَرَّ مَا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ فِي الْأَرْضِ .

اللّهُمَّ مَا أَخافُ فَاكْفِنِي، وَمَا أَحْذَرُ فَقِنِي، وَفِي نَفْسِي وَدِينِي فَاحْرُسْنِي، وَفِي سَفَرِي فَاحْفَظْنِي، وَفِي أَهْلِي وَمالِي فَاخْلُفْنِي، وَفِيما رَزَقْتَنِي فَبارِكْ لِي، وَفِي نَفْسِي فَذَلِّلْنِي، وَفِي أَعْيُنِ النَّاسِ فَعَظِّمْنِي، وَمِنْ شَرِّ الْجِنِّ

ص: 636

وَالاْءِنْسِ فَسَلِّمْنِي، وَبِذُنُوبِي فَلا تَفْضَحْنِي، وَبِسَرِيرَتِي فَلا تُخْزِنِي، وَبِعَمَلِي فَلا تَبْتَلِنِي، وَ نِعَمَكَ فَلا تَسْلُبْنِي، وَ إِلى غَيْرِكَ فَلا تَكِلْنِي .

إِلهِي إِلى مَنْ تَكِلُنِي إِلى قَرِيبٍ فَيَقْطَعُنِي، أَمْ إِلى بَعِيدٍ فَيَتَجَهَّمُنِي، أَمْ إِلَى الْمُسْتَضْعِفِينَ لِي وَأَنْتَ رَبِّي وَمَلِيكُ أَمْرِي أَشْكُو إِلَيْكَ غُرْبَتِي، وَبُعْدَ دارِي، وَهَوانِي عَلَى مَنْ مَلَّكْتَهُ أَمْرِي، إِلهِي فَلا تُحْلِلْ عَلَيَّ غَضَبَكَ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ غَضِبْتَ عَلَيَّ فَلا أُبالِي سِواكَ، سُبْحانَكَ غَيْرَ أَنَّ عافِيَتَكَ أَوْسَعُ لِي، فَأَسْأَلُكَ يَا رَبِّ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الْأَرْضُ وَالسَّماواتُ، وَكُشِفَتْ بِهِ الظُّلُماتُ، وَصَلُحَ بِهِ أَمْرُ الْأَوَّلِينَ وَالاْخِرِينَ أَنْ لاَ تُمِيتَنِي عَلَى غَضَبِكَ وَلاَ تُنْزِلَ بِي سَخَطَكَ، لَكَ الْعُتْبى، لَكَ الْعُتْبى حَتَّى تَرْضى قَبْلَ ذلِكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ رَبَّ الْبَلَدِ الْحَرامِ وَالْمَشْعَرِ الْحَرامِ وَالْبَيْتِ الْعَتِيقِ الَّذِي أَحْلَلْتَهُ

ص: 637

الْبَرَكَةَ وَجَعَلْتَهُ لِلنَّاسِ أَمْناً .

يَا مَنْ عَفا عَنْ عَظِيمِ الذُّنُوبِ بِحِلْمِهِ، يَا مَنْ أَسْبَغَ النَّعْماءَ بِفَضْلِهِ، يَا مَنْ أَعْطَى الْجَزِيلَ بِكَرَمِهِ، يَا عُدَّتِي فِي شِدَّتِي، يَا صاحِبِي فِي وَحْدَتِي، يَا غِياثِي فِي كُرْبَتِي، يَا وَ لِيِّي فِي نِعْمَتِي، يَا إِلهِي وَ إِلهَ آبائِي إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَرَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكائِيلَ وَ إِسْرافِيلَ وَرَبَّ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَآلِهِ الْمُنْتَجَبِينَ، مُنْزِلَ التَّوْراةِ وَالاْءِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ وَالْفُرْقانِ وَمُنَزِّلَ كهيعص وَطه وَيس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ .

أَنْتَ كَهْفِي حِينَ تُعْيِينِي الْمَذاهِبُ فِي سَعَتِها، وَتَضِيقُ عَلَيَّ الْأَرْضُ بِرُحْبِها، وَلَوْلاَ رَحْمَتُكَ لَكُنْتُ مِنَ الْهالِكِينَ، وَأَنْتَ مُقِيلُ عَثْرَتِي، وَلَوْلا سَتْرُكَ إِيَّايَ لَكُنْتُ مِنَ الْمَفْضُوحِينَ، وَأَنْتَ مُؤَيِّدِي بِالنَّصْرِ عَلَى أَعْدائِي،

ص: 638

وَلَوْلا نَصْرُكَ إِيَّايَ لَكُنْتُ مِنَ الْمَغْلُوبِينَ، يَا مَنْ خَصَّ نَفْسَهُ بِالسُّمُوِّ وَالرِّفْعَةِ فَأَوْلِياؤُهُ بِعِزِّهِ يَعْتَزُّونَ، يَا مَنْ جَعَلَتْ لَهُ الْمُلُوكُ نِيرَ الْمَذَلَّةِ عَلَى أَعْناقِهِمْ فَهُمْ مِنْ سَطَواتِهِ خائِفُونَ، يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ، وَغَيْبَ مَا تَأْتِي بِهِ الْأَزْمِنَةُ وَالدُّهُورُ، يَا مَنْ لاَ يَعْلَمُ كَيْفَ هُوَ إِلاَّ هُوَ، يَا مَنْ لاَ يَعْلَمُ مَا هُوَ إِلاَّ هُوَ، يَا مَنْ لاَ يَعْلَمُهُ إِلاَّ هُوَ، يَا مَنْ كَبَسَ الْأَرْضَ عَلَى الْماءِ وَسَدَّ الْهَواءَ بِالسَّماءِ، يَا مَنْ لَهُ أَكْرَمُ الْأَسْماءِ، يَا ذَا الْمَعْرُوفِ الَّذِي لاَ يَنْقَطِعُ أَبَداً .

يَا مُقَيِّضَ الرَّكْبِ لِيُوسُفَ فِي الْبَلَدِ الْقَفْرِ وَمُخْرِجَهُ مِنَ الْجُبِّ وَجاعِلَهُ بَعْدَ الْعُبُودِيَّةِ مَلِكاً، يَا رادَّهُ عَلَى يَعْقُوبَ بَعْدَ أَنِ ابْيَضَّتْ عَيْناهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ، يَا كاشِفَ الضُّرِّ وَالْبَلْوى عَنْ أَيُّوبَ، وَمُمْسِكَ يَدَيْ إِبْراهِيمَ عَنْ

ص: 639

ذَبْحِ ابْنِهِ بَعْدَ كِبَرِ سِنِّهِ وَفَناءِ عُمُرِهِ، يَا مَنِ اسْتَجابَ لِزَكَرِيَّا فَوَهَبَ لَهُ يَحْيى وَلَمْ يَدَعْهُ فَرْداً وَحِيداً، يَا مَنْ أَخْرَجَ يُونُسَ مِنْ بَطْنِ الْحُوتِ، يَا مَنْ فَلَقَ الْبَحْرَ لِبَنِي إِسْرائِيلَ فَأَنْجاهُمْ وَجَعَلَ فِرْعَوْنَ وَجُنُودَهُ مِنَ الْمُغْرَقِينَ، يَا مَنْ أَرْسَلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ، يَا مَنْ لَمْ يَعْجَلْ عَلَى مَنْ عَصاهُ مِنْ خَلْقِهِ، يَا مَنِ اسْتَنْقَذَ السَّحَرَةَ مِنْ بَعْدِ طُولِ الْجُحُودِ وَقَدْ غَدَوْا فِي نِعْمَتِهِ يَأْكُلُونَ رِزْقَهُ وَيَعْبُدُونَ غَيْرَهُ وَقَدْ حادُّوهُ وَنادُّوهُ وَكَذَّبُوا رُسُلَهُ .

يَا اللّهُ يَا اللّهُ يَا بَدِيءُ، يَا بَدِيعٌ لاَ نِدَّ لَكَ، يَا دائِماً لاَ نَفادَ لَكَ، يَا حَيّاً حِينَ لاَ حَيَّ، يَا مُحْيِيَ الْمَوْتى، يَا مَنْ هُوَ قائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ، يَا مَنْ قَلَّ لَهُ شُكْرِي فَلَمْ يَحْرِمْنِي، وَعَظُمَتْ خَطِيئَتِي فَلَمْ يَفْضَحْنِي، وَرَآنِي عَلَى الْمَعاصِي فَلَمْ يَشْهَرْنِي، يَا مَنْ حَفِظَنِي فِي صِغَرِي، يَا مَنْ

ص: 640

رَزَقَنِي فِي كِبَرِي، يَا مَنْ أَيَادِيهِ عِنْدِي لاَ تُحْصى، وَ نِعَمُهُ لاَ تُجازى، يَا مَنْ عارَضَنِي بِالْخَيْرِ وَالاْءِحْسانِ وَعارَضْتُهُ بِالاْءِساءَةِ وَالْعِصْيانِ، يَا مَنْ هَدانِي لِلاْءِيمانِ مِنْ قَبْلِ أَنْ أَعْرِفَ شُكْرَ الامْتِنانِ .

يَا مَنْ دَعَوْتُهُ مَرِيضاً فَشَفانِي، وَعُرْياناً فَكَسانِي، وَجائِعاً فَأَشْبَعَنِي، وَعَطْشاناً فَأَرْوانِي، وَذَلِيلاً فَأَعَزَّنِي، وَجاهِلاً فَعَرَّفَنِي، وَوَحِيداً فَكَثَّرَنِي، وَغائِباً فَرَدَّنِي، وَمُقِلاًّ فَأَغْنانِي، وَمُنْتَصِراً فَنَصَرَنِي، وَغَنِيّاً فَلَمْ يَسْلُبْنِي، وَأَمْسَكْتُ عَنْ جَمِيعِ ذلِكَ فَابْتَدَأَنِي، فَلَكَ الْحَمْدُ وَالشُّكْرُ يَا مَنْ أَقالَ عَثْرَتِي، وَنَفَّسَ كُرْبَتِي، وَأَجابَ دَعْوَتِي، وَسَتَرَ عَوْرَتِي، وَغَفَرَ ذُنُوبِي، وَبَلَّغَنِي طَلِبَتِي، وَنَصَرَنِي عَلَى عَدُوِّي، وَ إِنْ أَعُدَّ نِعَمَكَ وَمِنَنَكَ وَكَرائِمَ مِنَحِكَ لاَ أُحْصِيها .

يَا مَوْلايَ أَنْتَ الَّذِي مَنَنْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَنْعَمْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَحْسَنْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَجْمَلْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَفْضَلْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَكْمَلْتَ، أَنْتَ الَّذِي

ص: 641

رَزَقْتَ، أَنْتَ الَّذِي وَفَّقْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَعْطَيْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَغْنَيْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَقْنَيْتَ، أَنْتَ الَّذِي آوَيْتَ، أَنْتَ الَّذِي كَفَيْتَ، أَنْتَ الَّذِي هَدَيْتَ، أَنْتَ الَّذِي عَصَمْتَ، أَنْتَ الَّذِي سَتَرْتَ، أَنْتَ الَّذِي غَفَرْتَ ، أَنْتَ الَّذِي أَقَلْتَ، أَنْتَ الَّذِي مَكَّنْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَعْزَزْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَعَنْتَ، أَنْتَ الَّذِي عَضَدْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَيَّدْتَ، أَنْتَ الَّذِي نَصَرْتَ، أَنْتَ الَّذِي شَفَيْتَ، أَنْتَ الَّذِي عافَيْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَكْرَمْتَ، تَبارَكْتَ وَتَعالَيْتَ، فَلَكَ الْحَمْدُ دائِماً، وَلَكَ الشُّكْرُ واصِباً أَبَداً.

ثُمَّ أَنَا يَا إِلهِيَ الْمُعْتَرِفُ بِذُ نُوبِي فَاغْفِرْها لِي، أَنَا الَّذِي أَسَأْتُ، أَنَا الَّذِي أَخْطَأْتُ، أَنَا الَّذِي هَمَمْتُ، أَنَا الَّذِي جَهِلْتُ، أَنَا الَّذِي غَفَلْتُ، أَنَا الَّذِي سَهَوْتُ، أَنَا الَّذِي اعْتَمَدْتُ، أَنَا الَّذِي تَعَمَّدْتُ، أَنَا الَّذِي وَعَدْتُ، وَأَنَا الَّذِي

ص: 642

أَخْلَفْتُ، أَنَا الَّذِي نَكَثْتُ، أَنَا الَّذِي أَقْرَرْتُ، أَنَا الَّذِي اعْتَرَفْتُ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَعِنْدِي وَأَبُوءُ بِذُ نُوبِي فَاغْفِرْها لِي، يَا مَنْ لاَ تَضُرُّهُ ذُنُوبُ عِبادِهِ وَهُوَ الْغَنِيُّ عَنْ طاعَتِهِمْ، وَالْمُوَفِّقُ مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْهُمْ بِمَعُونَتِهِ وَرَحْمَتِهِ، فَلَكَ الْحَمْدُ إِلهِي وَسَيِّدِي .

إِلهِي أَمَرْتَنِي فَعَصَيْتُكَ، وَنَهَيْتَنِي فَارْتَكَبْتُ نَهْيَكَ، فَأَصْبَحْتُ لاَ ذا بَراءَةٍ لِي فَأَعْتَذِرُ، وَلاَ ذا قُوَّةٍ فَأَنْتَصِرُ، فَبِأَىِّ شَيْءٍ أَسْتَقْبِلُكَ [ أَسْتَقِيلُكَ ] يَا مَوْلايَ أَبِسَمْعِي أَمْ بِبَصَرِي أَمْ بِلِسانِي أَمْ بِيَدِي أَمْ بِرِجْلِي أَلَيْسَ كُلُّها نِعَمَكَ عِنْدِي وَبِكُلِّها عَصَيْتُكَ يَا مَوْلايَ فَلَكَ الْحُجَّةُ وَالسَّبِيلُ عَلَيَّ، يَا مَنْ سَتَرَنِي مِنَ الاْباءِ وَالْأُمَّهاتِ أَنْ يَزْجُرُونِي، وَمِنَ الْعَشائِرِ وَالاْءِخْوانِ أَنْ يُعَيِّرُونِي، وَمِنَ السَّلاطِينِ أَنْ يُعاقِبُونِي، وَلَوِ اطَّلَعُوا يَا مَوْلايَ عَلَى مَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ

ص: 643

مِنِّي إِذاً مَا أَنْظَرُونِي، وَلَرَفَضُونِي وَقَطَعُونِي .

فَها أَنَا ذا يَا إِلهِي، بَيْنَ يَدَيْكَ يَا سَيِّدِي، خاضِعٌ ذَلِيلٌ حَصِيرٌ حَقِيرٌ، لاَ ذُو بَراءَةٍ فَأَعْتَذِرُ، وَلاَ ذُو قُوَّةٍ فَأَنْتَصِرُ، وَلاَ حُجَّةٍ فَأَحْتَجُّ بِها، وَلاَ قائِلٌ لَمْ أَجْتَرِحْ وَلَمْ أَعْمَلْ سُوءاً، وَمَا عَسَى الْجُحُودُ وَلَوْ جَحَدْتُ يَا مَوْلايَ يَنْفَعُنِي، كَيْفَ وَأَنَّى ذلِكَ وَجَوارِحِي كُلُّها شاهِدَةٌ عَلَيَّ بِما قَدْ عَمِلْتُ، وَيَقِيناً غَيْرَ ذِي شَكٍّ أَنَّكَ سائِلِي مِنْ عَظائِمِ الْأُمُورِ، وَأَنَّكَ الْحَكَمُ الْعَدْلُ الَّذِي لاَ تَجُورُ، وَعَدْلُكَ مُهْلِكِي وَمِنْ كُلِّ عَدْلِكَ مَهْرَبِي، فَإِنْ تُعَذِّبْنِي يَا إِلهِي فَبِذُنُوبِي بَعْدَ حُجَّتِكَ عَلَيَّ، وَ إِنْ تَعْفُ عَنِّي فَبِحِلْمِكَ وَجُودِكَ وَكَرَمِكَ .

لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الْمُسْتَغْفِرِينَ، لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ

ص: 644

الْمُوَحِّدِينَ، لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الْخائِفِينَ، لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الْوَجِلِينَ، لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الرَّاجِينَ، لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الرَّاغِبِينَ، لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الْمُهَلِّلِينَ، لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ السَّائِلِينَ، لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ، لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الْمُكَبِّرِينَ، لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحانَكَ رَبِّي وَرَبُّ آبائِيَ الْأَوَّلِينَ .

اللّهُمَّ هذَا ثَنائِي عَلَيْكَ مُمَجِّداً، وَ إِخْلاصِي لِذِكْرِكَ مُوَحِّداً، وَ إِقْرارِي بِآلائِكَ مُعَدِّداً، وَ إِنْ كُنْتُ مُقِرّاً أَنِّي لَمْ أُحْصِها لِكَثْرَتِها وَسُبُوغِها وَتَظاهُرِها وَتَقادُمِها إِلى حادِثٍ مَا لَمْ تَزَلْ تَتَغَمَّدُنِي بِهِ مَعَها مُنْذُ خَلَقْتَنِي وَبَرَأْتَنِي مِنْ أَوَّلِ الْعُمْرِ مِنَ الاْءِغْناءِ مِنَ الْفَقْرِ، وَكَشْفِ الضُّرِّ، وَتَسْبِيبِ

ص: 645

الْيُسْرِ، وَدَفْعِ الْعُسْرِ، وَتَفْرِيجِ الْكَرْبِ، وَالْعافِيَةِ فِي الْبَدَنِ، وَالسَّلامَةِ فِي الدِّينِ، وَلَوْ رَفَدَنِي عَلَى قَدْرِ ذِكْرِ نِعْمَتِكَ جَمِيعُ الْعالَمِينَ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالاْخِرِينَ مَا قَدَرْتُ وَلاَ هُمْ عَلَى ذلِكَ، تَقَدَّسْتَ وَتَعالَيْتَ مِنْ رَبٍّ كَرِيمٍ عَظِيمٍ رَحِيمٍ لاَ تُحْصى آلاؤُكَ، وَلاَ يُبْلَغُ ثَناؤُكَ، وَلاَ تُكافى نَعْماؤُكَ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَتْمِمْ عَلَيْنا نِعَمَكَ، وَأَسْعِدْنا بِطاعَتِكَ، سُبْحانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ .

اللّهُمَّ إِنَّكَ تُجِيبُ الْمُضْطَرَّ، وَتَكْشِفُ السُّوءَ، وَتُغِيثُ الْمَكْرُوبَ، وَتَشْفِي السَّقِيمَ، وَتُغْنِي الْفَقِيرَ، وَتَجْبُرُ الْكَسِيرَ، وَتَرْحَمُ الصَّغِيرَ، وَتُعِينُ الْكَبِيرَ، وَلَيْسَ دُونَكَ ظَهِيرٌ، وَلاَ فَوْقَكَ قَدِيرٌ، وَأَنْتَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ، يَا مُطْلِقَ الْمُكَبَّلِ الْأَسِيرِ، يَا رازِقَ الطِّفْلِ الصَّغِيرِ، يَا عِصْمَةَ الْخائِفِ الْمُسْتَجِيرِ، يَا مَنْ

ص: 646

لاَشَرِيكَ لَهُ وَلاَ وَزِيرَ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَعْطِنِي فِي هذِهِ الْعَشِيَّةِ أَفْضَلَ مَا أَعْطَيْتَ وَأَنَلْتَ أَحَداً مِنْ عِبادِكَ مِنْ نِعْمَةٍ تُوَلِّيها، وَآلاءٍ تُجَدِّدُها، وَبَلِيَّةٍ تَصْرِفُها، وَكُرْبَةٍ تَكْشِفُها، وَدَعْوَةٍ تَسْمَعُها، وَحَسَنَةٍ تَتَقَبَّلُها، وَسَيِّئَةٍ تَتَغَمَّدُها، إِنَّكَ لَطِيفٌ بِما تَشاءُ خَبِيرٌ وَعَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .

اللّهُمَّ إِنَّكَ أَقْرَبُ مَنْ دُعِيَ، وَأَسْرَعُ مَنْ أَجابَ، وَأَكْرَمُ مَنْ عَفا، وَأَوْسَعُ مَنْ أَعْطى، وَأَسْمَعُ مَنْ سُئِلَ، يَا رَحْمنَ الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ وَرَحِيمَهُما، لَيْسَ كَمِثْلِكَ مَسْؤُولٌ، وَلاَ سِواكَ مَأْمُولٌ، دَعَوْتُكَ فَأَجَبْتَنِي، وَسَأَلْتُكَ فَأَعْطَيْتَنِي، وَرَغِبْتُ إِلَيْكَ فَرَحِمْتَنِي، وَوَثِقْتُ بِكَ فَنَجَّيْتَنِي، وَفَزِعْتُ إِلَيْكَ فَكَفَيْتَنِي . اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُو لِكَ وَنَبِيِّكَ وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ أَجْمَعِينَ، وَتَمِّمْ لَنا نَعْماءَكَ، وَهَنِّئْنا عَطاءَكَ، وَاكْتُبْنا لَكَ شاكِرِينَ، وَلاِلائِكَ ذاكِرِينَ، آمِينَ آمِينَ رَبَّ الْعالَمِينَ .

ص: 647

اللّهُمَّ يَا مَنْ مَلَكَ فَقَدَرَ، وَقَدَرَ فَقَهَرَ، وَعُصِيَ فَسَتَرَ، وَاسْتُغْفِرَ فَغَفَرَ، يَا غايَةَ الطَّالِبِينَ الرَّاغِبِينَ وَمُنْتَهى أَمَلِ الرَّاجِينَ، يَا مَنْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً، وَوَسِعَ الْمُسْتَقِيلِينَ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَحِلْماً .

اللّهُمَّ إِنَّا نَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ فِي هذِهِ الْعَشِيَّةِ الَّتِي شَرَّفْتَها وَعَظَّمْتَها بِمُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ وَرَسُو لِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ وَأَمِينِكَ عَلَى وَحْيِكَ، الْبَشِيرِ النَّذِيرِ، السِّراجِ الْمُنِيرِ، الَّذِي أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَجَعَلْتَهُ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ . اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما مُحَمَّدٌ أَهْلٌ لِذلِكَ مِنْكَ يَا عَظِيمُ فَصَلِّ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ الْمُنْتَجَبِينَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ أَجْمَعِينَ، وَتَغَمَّدْنا بِعَفْوِكَ عَنَّا، فَإِلَيْكَ عَجَّتِ الْأَصْواتُ بِصُنُوفِ اللُّغاتِ، فَاجْعَلْ لَنَا اللّهُمَّ فِي

ص: 648

هذِهِ الْعَشِيَّةِ نَصِيباً مِنْ كُلِّ خَيْرٍ تَقْسِمُهُ بَيْنَ عِبادِكَ، وَنُورٍ تَهْدِي بِهِ، وَرَحْمَةٍ تَنْشُرُها، وَبَرَكَةٍ تُنْزِلُها، وَعافِيَةٍ تُجَلِّلُها، وَرِزْقٍ تَبْسُطُهُ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

اللّهُمَّ أَقْلِبْنا فِي هذَا الْوَقْتِ مُنْجِحِينَ مُفْلِحِينَ مَبْرُورِينَ غانِمِينَ، وَلاَ تَجْعَلْنا مِنَ الْقانِطِينَ، وَلاَ تُخْلِنا مِنْ رَحْمَتِكَ، وَلاَ تَحْرِمْنا مَا نُؤَمِّلُهُ مِنْ فَضْلِكَ، وَلاَ تَجْعَلْنا مِنْ رَحْمَتِكَ مَحْرُومِينَ، وَلاَ لِفَضْلِ مَا نُؤَمِّلُهُ مِنْ عَطائِكَ قانِطِينَ، وَلاَ تَرُدَّنا خائِبِينَ، وَلاَ مِنْ بابِكَ مَطْرُودِينَ، يَا أَجْوَدَ الْأَجْوَدِينَ، وَأَكْرَمَ الْأَكْرَمِينَ، إِلَيْكَ أَقْبَلْنا مُوقِنِينَ، وَ لِبَيْتِكَ الْحَرامِ آمِّينَ قاصِدِينَ، فَأَعِنَّا عَلَى مَناسِكِنا، وَأَكْمِلْ لَنا حَجَّنا، وَاعْفُ عَنَّا وَعافِنا، فَقَدْ مَدَدْنا إِلَيْكَ أَيْدِيَنا فَهِيَ بِذِلَّةِ الاعْتِرافِ مَوْسُومَةٌ .

اللّهُمَّ فَأَعْطِنا فِي هذِهِ الْعَشِيَّةِ مَا سَأَلْناكَ، وَاكْفِنا مَا اسْتَكْفَيْناكَ،

ص: 649

فَلا كافِيَ لَنا سِواكَ، وَلاَ رَبَّ لَنا غَيْرُكَ، نافِذٌ فِينا حُكْمُكَ، مُحِيطٌ بِنا عِلْمُكَ، عَدْلٌ فِينا قَضاؤُكَ، اقْضِ لَنَا الْخَيْرَ، وَاجْعَلْنا مِنْ أَهْلِ الْخَيْرِ . اللّهُمَّ أَوْجِبْ لَنا بِجُودِكَ عَظِيمَ الْأَجْرِ، وَكَرِيمَ الذُّخْرِ، وَدَوامَ الْيُسْرِ، وَاغْفِرْ لَنا ذُ نُوبَنا أَجْمَعِينَ، وَلاَ تُهْلِكْنا مَعَ الْهالِكِينَ، وَلاَ تَصْرِفْ عَنَّا رَأْفَتَكَ وَرَحْمَتَكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ . اللّهُمَّ اجْعَلْنا فِي هذَا الْوَقْتِ مِمَّنْ سَأَلَكَ فَأَعْطَيْتَهُ، وَشَكَرَكَ فَزِدْتَهُ، وَثابَ إِلَيْكَ فَقَبِلْتَهُ، وَتَنَصَّلَ إِلَيْكَ مِنْ ذُ نُوبِهِ كُلِّها فَغَفَرْتَها لَهُ، يَا ذَا الْجَلالِ وَالاْءِكْرامِ .

اللّهُمَّ وَفِّقْنا وَسَدِّدْناوَاقْبَلْ تَضَرُّعَنا، يَا خَيْرَ مَنْ سُئِلَ، وَيَا أَرْحَمَ مَنِ اسْتُرْحِمَ، يَا مَنْ لاَ يَخْفى عَلَيْهِ إِغْماضُ الْجُفُونِ، وَلاَ لَحْظُ الْعُيُونِ، وَلاَ مَا اسْتَقَرَّ فِي الْمَكْنُونِ، وَلاَ مَا انْطَوَتْ عَلَيْهِ مُضْمَراتُ الْقُلُوبِ، أَلاَ كُلُّ

ص: 650

ذلِكَ قَدْ أَحْصاهُ عِلْمُكَ، وَوَسِعَهُ حِلْمُكَ، سُبْحانَكَ وَتَعالَيْتَ عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوّاً كَبِيراً، تُسَبِّحُ لَكَ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالْأَرَضُونَ وَمَنْ فِيهِنَّ وَ إِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ وَالْمَجْدُ وَعُلُوُّ الْجَدِّ، يَا ذَا الْجَلالِ وَالاْءِكْرامِ، وَالْفَضْلِ وَالاْءِنْعامِ، وَالْأَيادِي الْجِسامِ، وَأَنْتَ الْجَوادُ الْكَرِيمُ، الرَّؤُوفُ الرَّحِيمُ . اللّهُمَّ أَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلالِ، وَعافِنِي فِي بَدَنِي وَدِينِي، وَآمِنْ خَوْفِي، وَأَعْتِقْ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ. اللّهُمَّ لاَتَمْكُرْ بِي وَلاَ تَسْتَدْرِجْنِي وَلاَ تَخْدَعْنِي، وَادْرَأْ عَنِّي شَرَّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَالاْءِنْسِ .

يَا أَسْمَعَ السَّامِعِينَ، يَا أَبْصَرَ النَّاظِرِينَ، وَيَا أَسْرَعَ الْحاسِبِينَ، وَيَا أَرحَمَ الرَّاحِمِينَ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ السَّادَةِ الْمَيامِينِ، وَأَسْأَلُكَ اللّهُمَّ حاجَتِيَ الَّتِي إِنْ أَعْطَيْتَنِيها لَمْ يَضُرَّنِي مَا مَنَعْتَنِي، وَ إِنْ مَنَعْتَنِيها لَمْ يَنْفَعْنِي

ص: 651

مَا أَعْطَيْتَنِي، أَسْأَلُكَ فَكاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ، لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ، لَكَ الْمُلْكُ، وَلَكَ الْحَمْدُ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، يَا رَبِّ يَا رَبِّ .

ثمّ قال مكرّراً « يَا رَبِّ »(1) .

زيارة الحسين عليه السلام ليلة الأضحى

1 - قال الصادق عليه السلام : « إنّ اللّه عزّوجلّ يبدأ بالنظر إلى زوّار قبر الحسين عليه السلام عشيّة عرفة قبل أهل عرفات »(2) .

ص: 652


1- إقبال الأعمال ، ج 2 ، ص 74 .
2- مصباح المتهجّد ، ص715 .

2 - قال الصادق عليه السلام : « من زار الحسين عليه السلام ليلة من ثلاث غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر » . قال الراوي : وأيّ اللّيالي ؟ فذكر ليلة الأضحى .(1) قلت : ذكر الشهيد قدس سره زيارتين لليلة الأضحى .

3 - قال : فإذا أردت ذلك فقف على باب القبّة وأومِ بطَرْفك نحو القبر مستأذناً وقل : « يا مولاي يا أبا عبداللّه - إلى آخره - .

قلت : قد أسلفناه في زيارته عليه السلامليلة الفطر(2) .

4 - وقال : فإذا أردت ذلك فادخل وقف على ضريحه عليه السلام وقل : « السلام عليك يابن رسول اللّه - إلى آخره - .

قلت : قد ذكرناه في زيارته عليه السلام ليلة القدر(3) .

شب عيد قربان دو زيارتنامه دارد، يكى را در شب قدر و ديگرى را در شب فطر آورده ايم .

ص: 653


1- بحار الأنوار : ج101 ، ص90 .
2- المزار للشهيد ، ص182 .
3- المصدر ، ص193 .

زيارة الحسين عليه السلام في يوم العيد

1 - قال الصادق عليه السلام لبشير الدهّان : « أحسنت يا بشير ، أيّما مؤمن أتى قبر الحسين عليه السلام عارفاً بحقّه في غير يوم عيد كتب اللّه له عشرين حجّة ... ومن أتاه في يوم عيد، كتب اللّه له مائة حجة ومائة عمرة ومائة غزوة مع نبيّ مرسل أو إمام عدل »(1).

زيارت امام حسين عليه السلام در روز عيد برابر يكصد حج و عمره ، و در غير عيد برابر 20 حج و عمره مى باشد .

ص: 654


1- الكافي : ج4 ، ص580 .

البيتوتة عند قبر الحسين عليه السلام ليلة عاشوراء

قال الصادق عليه السلام : « من بات عند قبر الحسين عليه السلام ليلة عاشوراء ، لقى اللّه تعالى يوم القيامة ملطّخاً بدمه ، كأنّما قتل معه في عرصة كربلاء »(1) .

كسى كه شب عاشورا در كربلا بيتوته كند ، همانند كسى كه در كربلا به شهادت رسيده باشد محشور مى شود .

زيارة الحسين عليه السلام يوم عاشوراء

1 - قال الصادق عليه السلام : « من زار قبر الحسين بن علي عليهماالسلام يوم عاشوراء عارفاً بحقّه ، كان كمن زار اللّه عزّوجلّ في عرشه »(2) .

2 - قال الصادق عليه السلام : « من زار الحسين بن علي عليهماالسلام يوم عاشوراء وجبت

ص: 655


1- مصباح المتهجّد ، ص771 .
2- مسارّ الشيعة ، ص25 .

له الجنّة »(1) .

3 - قال الصادق عليه السلام : « من زار قبر الحسين يوم عاشوراء وبات عنده كان كمن استشهد بين يديه »(2) .

4 - قال الباقر عليه السلام : « من زار الحسين بن علي عليهماالسلام في يوم عاشوراء من المحرّم حتّى يظلّ عند باكياً لقى اللّه عزّوجلّ يوم يلقاه بثواب ألفي حجّة وألفي عمرة وألفي غزوة ، ثواب كلّ غزوة وحجّة وعمرة كثواب من حجّ واعتمر وغزى مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله ومع الأئمّة الراشدين »(3) .

ص: 656


1- تهذيب الأحكام : ج6 ، ص51 .
2- المزار للمفيد ، ص59 .
3- مصباح المتهجّد ، ص772 .

5 - روي أن من زاره في هذا اليوم غفر اللّه ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر(1) .

6 - روي أنّ من أراد أن يقضى حق رسول اللّه صلى الله عليه و آله وحق أمير المؤمنين وحق فاطمة عليهماالسلام فيلزر الحسين عليه السلام يوم عاشوراء(2) .

7 - قال الصادق عليه السلام : « من زار الحسين عليه السلام ليلة النصف من شعبان ، غفر اللّه له ما تقدّم من ذنوبه وما تأخّر ؛ ومن زاره يوم عرفة ، كتب اللّه له ثواب ألف حجّة متقبّلة وألف عمرة مبرورة ؛ ومن زاره يوم عاشوراء ، فكأنّما زار اللّه فوق عرشه »(3) .

8 - قال الصادق عليه السلام : « من بات عند قبر الحسين عليه السلام ليلة عاشوراء ، لقى اللّه

ص: 657


1- مسارّ الشيعة ، ص25 .
2- وسائل الشيعة : ج14 ، ص477 .
3- كامل الزيارات ، ص174 .

تعالى يوم القيامة ملطّخاً بدمه ، كأنّما قتل معه في عرصة كربلاء »(1) .

9 - قال مالك الجهني : قلت : لأبي جعفر الباقر عليه السلام : جعلت فداك ، فما لمن كان في بُعد البلاد وأقاصيها ولم يمكنه المصير إليه في ذلك اليوم ؟ قال : إذا كان ذلك اليوم برز إلى الصحراء ، أو صعد سطحاً مرتفعاً في داره وأومأ إليه بالسلام واجتهد على قاتله بالدعاء وصلّى بعده ركعتين ، يفعل ذلك في صدر النهار قبل الزوال ، ثمّ ليندب الحسين عليه السلام ويبكيه ويأمر من في داره بالبكاء عليه ويقيم في داره مصيبته بإظهار الجزع عليه ويتلاقون بالبكاء بعضهم بعضاً في البيوت ، وليعزّ بعضهم بعضاً بمصاب الحسين عليه السلام فأنا ضامن لهم إذا فعلوا ذلك على اللّه عزّوجلّ جميع هذا الثواب .

ص: 658


1- مصباح المتهجّد ، ص771 .

فقلت : جعلت فداك وأنت الضامن لهم ذلك والزعيم به ؟ قال : أنا الضامن لهم ذلك والزعيم لمن فعل ذلك .

قلت : فكيف يعزّي بعضهم بعضاً ؟ قال : يقولون : عظّم اللّه أُجورنا بمصابنا

ص: 659

بالحسين عليه السلام وجعلنا وإيّاكم من الطالبين بثأره مع وليّه الإمام المهديّ من آل محمّد صلى الله عليه و آله(1) .

10 - قال علقمة بن محمّد الحضرمي : قلت لأبي جعفر عليه السلام : علّمني دعاءً أدعو به ذلك اليوم إذا أنا زرته من قرب ، ودعاءً أدعو به إذا لم أزره من قرب وأومأت من بُعد البلاد ومن داري بالسلام إليه . قال : فقال لي : يا علقمة ، إذا أنت صلّيت الركعتين بعد أن تومي إليه بالسلام فقل بعد الإيماء إليه من بعد التكبير هذا القول ، فانك إذا قلت ذلك فقد دعوت بما يدعو به زوّاره من الملائكة . وكتب اللّه لك مائة ألف ألف درجة ، وكنت كمن استشهد مع الحسين عليه السلامحتّى تشاركهم في درجاتهم ولا تُعرف إلاّ في الشهداء الذين

ص: 660


1- كامل الزيارات ، 175 .

استشهدوا معه ، وكتب لك ثواب زيارة كلّ نبي وكلّ رسول وزيارة كلّ من زار الحسين عليه السلام منذ يوم قتل عليه السلام وعلى أهل بيته(1) .

* * *

زيارت عاشورا

امام صادق عليه السلام فرمود :

1 . هر كس امام حسين عليه السلام را در روز عاشورا زيارت كند ، گويى خدا را بر فراز عرش زيارت كرده است . [ كامل الزّيارات ، ص 174 ] .

2 . هر كس امام حسين عليه السلام را در روز عاشورا زيارت كند ، بهشت بر او واجب شود . [ تهذيب الأحكام ، ج 6 ، ص 51 ] .

3 . هر كس امام حسين عليه السلام را روز عاشورا زيارت كند ، و شب را در آنجا بيتوته كند، همانند كسى است كه در ركاب آن حضرت شهيد شود. [ مزار شيخ مفيد ، ص 59 ].

امام باقر عليه السلام فرمود :

1 . هر كس امام حسين عليه السلام را در روز عاشورا زيارت كند ، و براى آن حضرت گريه كند ، خداى را با پاداش 2000 حج و 2000 عمره و 2000 جهاد

ص: 661


1- مصباح المتهجّد ، ص773 .

در محضر پيامبر و پيشوايان معصوم ملاقات مى كند . [ مصباح المتهجّد ، ص 772 ] .

2 . كسى كه نتواند روز عاشورا خود را به كربلا برساند ، به صحرا برود ، يا پشت بام برود و به سوى كربلا اشاره كند و سلام بگويد و بر قاتلان آن

ص: 662

حضرت فراوان لعن كند ، دو ركعت نماز بخواند و زيارت عاشورا را در اوايل روز - پيش از ظهر - بخواند و براى آن حضرت اشك بريزد و اهل خانه اش را به گريه و اقامه عزا وا دارد ، من ضامن هستم كه اين پاداش را خداوند به او عنايت كند . [ كامل الزّيارات ، ص 175 ] .

« الزيارة »(1) السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبا عَبْدِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ ، وَابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ ،السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَاثارَ اللّهِ وَابْنَ ثارِهِ وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ ،

ص: 663


1- المعتبر في زيارة عاشوراء هو الإيماء أوّلاً إلى ناحية القبر الشريف ، مع السلام المطلق واللّعن على قاتليه عليه السلام وإتيان ركعتين بعد ذلك ، والتكبير مرّة أو مائة مرّة ثمّ الشروع في الزيارة ، ثم إتيان ركعتين (احتياطاً) بعد سجدة الزيارة ، ثم دعاء علقمة ، ومقتضى رواية صفوان تقديم زيارةٍ لأمير المؤمنين عليه السلامعلى ذلك كلّه، والأفضل الزيارة التي جعلها العلامة المجلسي سادس زياراته عليه السلام في « تحفة الزائر، ص 98 ».

السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الْأَرْواحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنائِكَ ، عَلَيْكُمْ مِنِّي جَمِيعاً سَلامُ اللّهِ أَبَداً مَا بَقِيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ ، يَا أَبا عَبْدِ اللّهِ ، لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ وَجَلَّتْ وَعَظُمَتِ الْمُصِيبَةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلَى جَمِيعِ أَهْلِ الاْءِسْلامِ ، وَجَلَّتْ وَعَظُمَتْ مُصِيبَتُكَ فِي السَّمَاوَاتِ عَلَى جَمِيعِ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ ، فَلَعَنَ اللّهُ أُمَّةً أَسَّسَتْ أَسَاسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ، وَلَعَنَ اللّهُ أُمَّةً دَفَعَتْكُمْ عَنْ مَقامِكُمْ وَأَزالَتْكُمْ عَنْ مَراتِبِكُمُ الَّتِي رَتَّبَكُمُ اللّهُ فِيها ، وَلَعَنَ اللّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكُمْ ، وَلَعَنَ اللّهُ الْمُمَهِّدِينَ لَهُمْ بِالتَّمْكِينِ مِنْ قِتالِكُمْ ، بَرِئْتُ إِلَى اللّهِ

ص: 664

وَ إِلَيْكُمْ مِنْهُمْ وَمِن أَشْياعِهِمْ وَأَ تْباعِهِمْ وَأَوْ لِيائِهِمْ ، يَا أَبا عَبْدِ اللّهِ ، إِنِّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ ، وَلَعَنَ اللّهُ آلَ زِيادٍ وَآلَ مَرْوانَ ، وَلَعَنَ اللّهُ بَنِي أُمَيَّةَ قاطِبَةً ، وَلَعَنَ اللّهُ ابْنَ مَرْجانَةَ ، وَلَعَنَ اللّهُ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ ، وَلَعَنَ اللّهُ شِمْراً ، وَلَعَنَ اللّهُ أُمَّةً أَسْرَجَتْ وَأَ لْجَمَتْ وَتَنَقَّبَتْ لِقِتالِكَ ، بِأَبِي أَ نْتَ وَأُمِّي ، لَقَدْ عَظُمَ مُصابِي بِكَ ، فَأَسْأَلُ اللّهَ الَّذِي أَكْرَمَ مَقامَكَ ، وَأَكْرَمَنِي بِكَ ، أَنْ يَرْزُقَنِي طَلَبَ ثارِكَ مَعَ إِمامٍ مَنْصُورٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ . اللّهُمَّ اجْعَلْنِي عِنْدَكَ وَجِيهاً بِالْحُسَيْنِ عَلَيه السَّلام فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ ، يَا أَبا عَبْدِ اللّهِ ، إِنِّي أَ تَقَرَّبُ إِلَى اللّهِ ، وَ إِلى رَسُولِهِ ، وَ إِلى أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ ، وَ إِلى فاطِمَةَ ، وَ إِلَى الْحَسَنِ ، وَ إِلَيْكَ بِمُوَالاتِكَ ، وَبِالْبَراءَةِ مِمَّنْ قَاتَلَكَ ، وَنَصَبَ لَكَ الْحَرْبَ ،

ص: 665

وَبِالْبَراءَةِ مِمَّنْ أَسَّسَ أَسَاسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ عَلَيْكُمْ وَأَبْرَأُ إِلَى اللّهِ وَإِلى رَسُولِهِ مِمَّنْ أَسَّسَ أَساسَ ذلِكَ وَبَنى عَلَيْهِ بُنْيانَهُ ، وَجَرى فِي ظُلْمِهِ وَجَوْرِهِ عَلَيْكُمْ وَعَلَى أَشْياعِكُمْ ، بَرِئْتُ إِلَى اللّهِ وَ إِلَيْكُمْ مِنْهُمْ ، وَأَ تَقَرَّبُ إِلَى اللّهِ ثُمَّ إِلَيْكُمْ بِمُوالاتِكُمْ وَمُوالاةِ وَ لِيِّكُمْ ، وَبِالْبَراءَةِ مِنْ أَعْدائِكُمْ ، وَالنَّاصِبِينَ لَكُمُ الْحَرْبَ ، وَبِالْبَراءَةِ مِنْ أَشْيَاعِهِمْ وَأَ تْبَاعِهِمْ ، إِنِّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ ، وَوَ لِيٌّ لِمَنْ والاكُمْ ، وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداكُمْ ، فَأَسْأَلُ اللّهَ الَّذِي أَكْرَمَنِي بِمَعْرِفَتِكُمْ ، وَمَعْرِفَةِ أَوْ لِيَائِكُمْ ، وَرَزَقَنِي الْبَراءَةَ مِنْ أَعْدائِكُمْ ، أَنْ يَجْعَلَنِي مَعَكُمْ فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ ، وَأَنْ يُثَبِّتَ لِي عِنْدَكُمْ قَدَمَ صِدْقٍ فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ ، وَأَسْأَ لُهُ أَنْ يُبَلِّغَنِي الْمَقامَ الْمَحْمُودَ لَكُمْ عِنْدَ اللّهِ ، وَأَنْ يَرْزُقَنِي طَلَبَ ثارِكُم مَعَ إِمامٍ مَهِدِىٍّ ظَاهِرٍ نَاطِقٍ

ص: 666

بِالْحَقِّ مِنْكُمْ ، وَأَسْأَلُ اللّهَ بِحَقِّكُمْ وَبِالشَّأْنِ الَّذِي لَكُمْ عِنْدَهُ أَنْ يُعْطِيَنِي بِمُصابِي بِكُمْ أَ فْضَلَ مَا يُعْطِي مُصاباً بِمُصِيبَتِهِ ، مُصِيبَةً مَا أَعْظَمَها وَأَعْظَمَ رَزِيَّتَها فِي الاْءِسْلامِ وَفِي جَمِيعِ السَّموَاتِ وَالْأَرْضِ . اللّهُمَّ اجْعَلْنِي فِي مَقَامِي هذَا مِمَّنْ تَنالُهُ مِنْكَ صَلَواتٌ وَرَحْمَةٌ وَمَغْفِرَةٌ ، اللّهُمَّ اجْعَلْ مَحْيايَ مَحْيا مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَمَماتِي مَماتَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ . اللّهُمَّ إِنَّ هذَا يَوْمٌ تَبَرَّكَتْ بِهِ بَنُو أُمَيَّةَ وَابْنُ آكِلَةِ الْأَكْبادِ ، اللَّعِينُ ابْنُ اللَّعِينِ عَلَى لِسانِكَ وَ لِسانِ نَبِيِّكَ صلّى اللّه عليه وآلِه فِي كُلِّ مَوْطِنٍ وَمَوْقِفٍ وَقَفَ فِيهِ نَبِيُّكَ [ صلّى اللّه عليه وآلِه ] . اللّهُمَّ الْعَنْ أَبا سُفْيانَ وَمُعَاوِيَةَ وَيَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ عَلَيْهِمْ مِنْكَ اللَّعْنَةُ أَبَدَ الاْبِدِينَ ، وَهذَا يَوْمٌ فَرِحَتْ بِهِ آلُ زِيادٍ وَآلُ مَرْوانَ بِقَتْلِهِمُ الْحُسَيْنَ

ص: 667

صَلَواتُ اللّهِ عَلَيْهِ ، اللّهُمَّ فَضاعِفْ عَلَيْهِمُ اللَّعْنَ مِنْكَ وَالْعَذابَ الْأَلِيمَ . اللّهُمَّ إِنِّي أَ تَقَرَّبُ إِلَيْكَ فِي هذَا الْيَوْمِ ، وَفِي مَوْقِفِي هذَا ، وَأَيَّامِ حَيَاتِي بِالْبَرَاءَةِ مِنْهُمْ ، وَاللَّعْنَةِ عَلَيْهِمْ ، وَبِالْمُوَالاةِ لِنَبِيِّكَ وَآلِ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ .

ثمّ تقول مائة مرّة :

آنگاه 100 بار بگو :

اللّهُمَّ الْعَنْ أَوَّلَ ظَالِمٍ ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَآخِرَ تَابِعٍ لَهُ عَلَى ذلِكَ . اللّهُمَّ الْعَنِ الْعِصَابَةَ الَّتِي جاهَدَتِ الْحُسَيْنَ وَشايَعَتْ وَبايَعَتْ وَتابَعَتْ عَلَى قَتْلِهِ ، اللّهُمَّ الْعَنْهُمْ جَمِيعاً .

ثمّ قل مائة مرّة :

سپس 100 بار بگو :

ص: 668

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبا عَبْدِ اللّهِ وَعَلَى الْأَرْواحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنائِكَ ، عَلَيْكَ مِنِّي سَلامُ اللّهِ أَبَداً مَا بَقِيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ ، وَلاَ جَعَلَهُ اللّهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّي لِزِيارَتِكُمْ ، السَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ ، وَعَلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، وَعَلَى أَوْلادِ الْحُسَيْنِ ، وَعَلَى أَصْحابِ الْحُسَيْنِ .

ثمّ تقول مرّة :

پس بگو :

اللّهُمَّ خُصَّ أَ نْتَ أَوَّلَ ظالِمٍ بِاللَّعْنِ مِنِّي ، وَابْدَأْ بِهِ أَوَّلاً ، ثُمَّ الْعَن الثَّانِيَ وَالثَّالِثَ وَالرَّابِعَ . اللّهُمَّ الْعَنْ يَزِيدَ خامِساً ، وَالْعَنْ عُبَيْدَ اللّهِ بْنَ زِيادٍ وَابْنَ مَرْجانَةَ وَعُمَرَ بْنَ سَعْدٍ وَشِمْراً وَآلَ أَبِي سُفْيانَ وَآلَ زِيادٍ وَآلَ مَرْوَانَ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ .

ثمّ تسجد سجدة تقول فيها :

سپس در حال سجده بگو :

ص: 669

اللّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْدَ الشَّاكِرِينَ لَكَ عَلَى مُصَابِهِمْ ، الْحَمْدُ للّه ِِ عَلَى عَظِيمِ رَزِيَّتِي ، اللّهُمَّ ارْزُقْنِي شَفاعَةَ الْحُسَيْنِ يَوْمَ الْوُرُودِ ، وَثَبِّتْ لِي قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَكَ مَعَ الْحُسَيْنِ وَأَصْحابِ الْحُسَيْنِ الَّذِينَ بَذَلُوامُهَجَهُمْ دُونَ الْحُسَيْنِ عَلَيه السَّلام .

* * * قال : يا علقمة إن استطعت أن تزوره في كلّ يوم بهذه الزيارة من دهرك فافعل فلك ثواب جميع ذلك إن شاء اللّه تعالى .

روى صفوان أنّ الإمام الصادق عليه السلامزار بهذه الزيارة الإمام الحسين عليه السلام من

ص: 670

عند رأس أمير المؤمنين عليه السلام ثمّ صلّى ركعتين ثمّ أومأ إلى الحسين عليه السلام بالسلام منصرفاً بوجهه نحوه ودعا بهذا الدعاء :

بعد از دو ركعت نماز زيارت ، دعاى علقمه را بخوان :

يَا اَللّه ُ يَا اَللّه ُ يَا اَللّه ُ ، يَا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ ، يَا كاشِفَ كُرَبِ الْمَكْرُوبِينَ ، يَا غِياثَ الْمُسْتَغِيثِينَ ، يَا صَرِيخَ الْمُسْتَصْرِخِينَ ، وَيَا مَنْ هُوَ أَ قْرَبُ إِلَيَّ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ، وَيَا مَنْ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ، وَيَا مَنْ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَى ، وَبِالْأُ فُقِ الْمُبِينِ ، وَيَا مَنْ هُوَ الرَّحْمانُ الرَّحِيمُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ، وَيَا مَنْ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ، وَيَا مَنْ لا يَخْفى عَلَيْهِ خافِيَةٌ ، يَا مَنْ لاَ تَشْتَبِهُ عَلَيْهِ الْأَصْواتُ ، وَيَا مَنْ لاَ تُغَلِّطُهُ الْحاجاتُ ، وَيَا مَنْ لاَ يُبْرِمُهُ إِلْحَاحُ الْمُلِحِّينَ ، يَا مُدْرِكَ كُلِّ فَوْتٍ ، وَيَا

ص: 671

جامِعَ كُلِّ شَمْلٍ ، وَيَا بارِئَ النُّفُوسِ بَعْدَ الْمَوْتِ ، يَا مَنْ هُوَ كُلَّ يَوْمٍ فِي شَأْنٍ ، يَا قاضِيَ الْحاجاتِ ، يَا مُنَفِّسَ الْكُرُباتِ ، يَا مُعْطِيَ السُّؤُلاتِ ، يَا وَ لِيَّ الرَّغَباتِ ، يَا كافِيَ الْمُهِمَّاتِ ، يَا مَنْ يَكْفِي مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ يَكْفِي مِنْهُ شَيْءٌ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، أَسْأَ لُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ ، وَعَلِىٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَبِحَقِّ فاطِمَةَ بِنْتِ نَبِيِّكَ ، وَبِحَقِّ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ ، فَإِنِّي بِهِمْ أَ تَوَجَّهُ إِلَيْكَ فِي مَقامِي هذَا ، وَبِهِمْ أَ تَوَسَّلُ ، وَبِهِمْ أَ تَشَفَّعُ إِلَيْكَ ، وَبِحَقِّهِمْ أَسْأَ لُكَ وَأُقْسِمُ وَأَعْزِمُ عَلَيْكَ ، وَبِالشَّأْنِ الَّذِي لَهُمْ عِنْدَكَ وَبِالْقَدْرِ الَّذِي لَهُمْ عِنْدَكَ ، وَبِالَّذِي فَضَّلْتَهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي جَعَلْتَهُ عِنْدَهُمْ ، وَبِهِ خَصَصْتَهُمْ دُونَ الْعَالَمِينَ ، وَبِهِ أَبَنْتَهُمْ وَأَبَنْتَ فَضْلَهُمْ مِنْ فَضْلِ الْعَالَمِينَ

ص: 672

حَتَّى فاقَ فَضْلُهُمْ فَضْلَ الْعَالَمِينَ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَكْشِفَ عَنِّي غَمِّي وَهَمِّي وَكَرْبِي ، وَتَكْفِيَنِي الْمُهِمَّ مِنْ أُمُورِي ، وَتَقْضِيَ عَنِّي دَيْنِي ، وَتُجِيرَنِي مِنَ الْفَقْرِ ، وَتُجِيرَنِي مِنَ الْفاقَةِ ، وَتُغْنِيَنِي عَنِ الْمَسْأَلَةِ إِلَى الْمَخْلُوقِينَ ، وَتَكْفِيَنِي هَمَّ مَنْ أَخافُ هَمَّهُ ، وَعُسْرَ مَنْ أَخافُ عُسْرَهُ ، وَحُزُونَةَ مَنْ أَخافُ حُزُونَتَهُ ، وَشَرَّ مَنْ أَخافُ شَرَّهُ ، وَمَكْرَ مَنْ أَخافُ مَكْرَهُ ، وَبَغْيَ مَنْ أَخافُ بَغْيَهُ ، وَجَوْرَ مَنْ أَخافُ جَوْرَهُ ، وَسُلْطانَ مَنْ أَخافُ سُلْطانَهُ ، وَكَيْدَ مَنْ أَخافُ كَيْدَهُ ، وَمَقْدُرَةَ مَنْ أَخافُ مَقْدُرَتَهُ عَلَيَّ ، وَتَرُدَّ عَنِّي كَيْدَ الْكَيَدَةِ ، وَمَكْرَ الْمَكَرَةِ . اللّهُمَّ مَنْ أَرادَنِي فَأَرِدْهُ ، وَمَنْ كادَنِي فَكِدْهُ ، وَاصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُ وَمَكْرَهُ وَبَأْسَهُ وَأَمانِيَّهُ وَامْنَعْهُ عَنِّي كَيْفَ شِئْتَ وَأَ نَّى شِئْتَ . اللّهُمَّ اشْغَلْهُ عَنِّي بِفَقْرٍ لاَ تَجْبُرُهُ ، وَبِبَلاءٍ لاَ تَسْتُرُهُ ، وَبِفاقَةٍ لاَ تَسُدُّها ، وَبِسُقْمٍ لاَ تُعافِيهِ ، وَذُلٍّ لاَ تُعِزُّهُ ، وَبِمَسْكَنَةٍ لاَ

ص: 673

تَجْبُرُها . اللّهُمَّ اضْرِبْ بِالذُّلِّ نَصْبَ عَيْنَيْهِ ، وَأَدْخِلْ عَلَيْهِ الْفَقْرَ فِي مَنْزِلِهِ ، وَالْعِلَّةَ وَالسُّقْمَ فِي بَدَنِهِ حَتَّى تَشْغَلَهُ عَنِّي بِشُغْلٍ شاغِلٍ لاَ فَراغَ لَهُ ، وَأَ نْسِهِ ذِكْرِي كَما أَ نْسَيْتَهُ ذِكْرَكَ ، وَخُذْ عَنِّي بِسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَ لِسانِهِ وَيَدِهِ وَرِجْلِهِ وَقَلْبِهِ وَجَمِيعِ جَوارِحِهِ ، وَأَدْخِلْ عَلَيْهِ فِي جَمِيعِ ذلِكَ السُّقْمَ وَلاَ تَشْفِهِ حَتَّى تَجْعَلَ ذلِكَ لَهُ شُغْلاً شاغِلاً بِهِ عَنِّي وَعَنْ ذِكْرِي ، وَاكْفِنِي يَا كافِيَ مَا لاَ يَكْفِي سِواكَ فَإِنَّكَ الْكافِي لاَ كافِيَ سِواكَ ، وَمُفَرِّجٌ لاَ مُفَرِّجَ سِواكَ ، وَمُغِيثٌ لاَ مُغِيثَ سِواكَ ، وَجارٌ لاَ جارَ سِواكَ ، خابَ مَنْ كانَ جَارُهُ سِواكَ ، وَمُغِيثُهُ سِواكَ ، وَمَفْزَعُهُ إِلى سِواكَ وَمَهْرَبُهُ ، وَمَلْجَأُهُ إِلى غَيْرِكَ ، وَمَنْجَاهُ مِنْ مَخْلُوقٍ غَيْرِكَ ، فَأَ نْتَ ثِقَتِي وَرَجائِي وَمَفْزَعِي وَمَهْرَبِي

ص: 674

وَمَلْجَئِي وَمَنْجايَ ، فَبِكَ أَسْتَفْتِحُ ، وَبِكَ أَسْتَنْجِحُ ، وَبِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَ تَوَجَّهُ إِلَيْكَ وَأَ تَوَسَّلُ وَأَ تَشَفَّعُ ، فَأَسْأَ لُكَ يَا اَللّه ُ يَا اَللّه ُ يَا اَللّه ُ ، فَلَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ وَ إِلَيْكَ الْمُشْتَكَى وَأَ نْتَ الْمُسْتَعانُ ، فَأَسْأَ لُكَ يَا اَللّه ُ يَا اَللّه ُ يَا اَللّه ُ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَكْشِفَ عَنِّي غَمِّي وَهَمِّي وَكَرْبِي فِي مَقامِي هذَا كَما كَشَفْتَ عَنْ نَبِيِّكَ هَمَّهُ وَغَمَّهُ وَكَرْبَهُ ، وَكَفَيْتَهُ هَوْلَ عَدُوِّهِ ، فَاكْشِفْ عَنِّي كَما كَشَفْتَ عَنْهُ ، وَفَرِّجْ عَنِّي كَما فَرَّجْتَ عَنْهُ ، وَاكْفِنِي كَما كَفَيْتَهُ ، وَاصْرِفْ عَنِّي هَوْلَ مَا أَخافُ هَوْلَهُ ، وَمَؤُونَةَ مَا أَخافُ مَؤُونَتَهُ ، وَهَمَّ مَا أَخافُ هَمَّهُ ، بِلا مَؤُونَةٍ عَلَى نَفْسِي مِنْ ذلِكَ ، وَاصْرِفْنِي بِقَضاءِ حَوائِجِي ، وَكِفَايَةِ مَا أَهَمَّنِي هَمُّهُ مِنْ أَمْرِ آخِرَتِي وَدُنْيَايَ ، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيكَ مِنِّي سَلامُ اللّهِ أَبَداً مَا بَقِيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ

ص: 675

والنَّهارُ ، وَلاَ جَعَلَهُ اللّهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِكُما وَلاَ فَرَّقَ اللّهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُما . اللّهُمَّ أَحْيِنِي حَيَاةَ مُحَمَّدٍ وَذُرِّيَّتِهِ ، وَأَمِتْنِي مَمَاتَهُمْ ، وَتَوَفَّنِي عَلَى مِلَّتِهِمْ ، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَتِهِمْ ، وَلاَ تُفَرِّقْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ ، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَيَا أَبا عَبْدِ اللّهِ ، أَ تَيْتُكُما زائِراً وَمُتَوَسِّلاً إِلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُما ، وَمُتَوَجِّهاً إِلَيْهِ بِكُما ، وَمُسْتَشْفِعاً بِكُما إِلَى اللّهِ تَعالى فِي حاجَتِي هذِهِ فَاشْفَعا لِي فَإِنَّ لَكُما عِنْدَ اللّهِ الْمَقامَ الْمَحْمُودَ ، وَالْجاهَ الْوَجِيهَ ، وَالْمَنْزِلَ الرَّفِيعَ وَالْوَسِيلَةَ ، إِنِّي أَ نْقَلِبُ عَنْكُما مُنْتَظِراً لِتَنَجُّزِ الْحاجَةِ وَقَضائِها وَنَجاحِها مِنَ اللّهِ بِشَفاعَتِكُما لِي إِلَى اللّهِ فِي ذلِكَ فَلا أَخِيبُ ، وَلاَ يَكونُ مُنْقَلَبِي مُنْقَلَباً خائِباً خاسِراً ، بَلْ يَكُونُ مُنْقَلَبِي مُنْقَلَباً راجِحاً مُفْلِحاًمُنْجِحاً مُسْتَجاباً بِقَضاءِ جَمِيعِ حَوائِجِي وَتَشَفَّعا لِي

ص: 676

إِلَى اللّهِ . انْقَلَبْتُ عَلَى مَا شاءَ اللّهُ وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللّهِ ، مُفَوِّضاً أَمْرِي إِلَى اللّهِ ، مُلْجِئاً ظَهْرِي إِلَى اللّهِ ، مُتَوَكِّلاً عَلَى اللّهِ ، وَأَ قُولُ حَسْبِيَ اللّهُ وَكَفى ، سَمِعَ اللّهُ لِمَنْ دَعا ، لَيْسَ لِي وَراءَ اللّهِ وَوَراءَكُمْ يَا سادَتِي مُنْتَهى ، مَا شاءَ رَبِّي كانَ وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللّهِ أَسْتَوْدِعُكُمَا اللّهَ ، وَلاَ جَعَلَهُ اللّهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّي إِلَيْكُما ، انْصَرَفْتُ يَا سَيِّدِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَمَوْلايَ وَأَ نْتَ يَا أَبا عَبْدِ اللّهِ يَا سَيِّدِي وَسَلامِي عَلَيْكُما مُتَّصِلٌ مَا اتَّصَلَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ ، واصِلٌ ذلِكَ إِلَيْكُما غَيْرُ مَحْجُوبٍ عَنْكُما سَلامِي إِنْ شَاءَ اللّهُ ، وَأَسْأَ لُهُ بِحَقِّكُما أَنْ يَشاءَ ذلِكَ وَيَفْعَلَ فَإِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ . انْقَلَبْتُ يَا سَيِّدَيَّ عَنْكُما تائِباً حامِداً للّه ِِ شاكِراً راجِياً لِلاْءِجابَةِ ، غَيْرَ آيِسٍ وَلاَ قَانِطٍ ، آئِباً عائِداً راجِعاً إِلى زِيارَتِكُما ، غَيْرَ راغِبٍ عَنْكُما وَلاَ عَنْ زِيارَتِكُما بَلْ راجِعٌ عائِدٌ إِنْ شَاءَ اللّهُ ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللّهِ ، يَا سادَتِي رَغِبْتُ إِلَيْكُما وَ إِلى زِيارَتِكُما بَعْدَ أَنْ زَهِدَ فِيكُما وَفِي زِيارَتِكُما أَهْلُ الدُّنْيا ، فَلا خَيَّبَنِيَ اللّهُ مِمَّا رَجَوْتُ وَمَا أَمَّلْتُ فِي زِيارَتِكُما إِنَّهُ قَرِيبٌ مُجِيبٌ .(1) * * *

ص: 677


1- مصباح المتهجّد ، ص 777 .

« زيارة الناحية المقدّسة »

زيارة أُخرى في يوم عاشوراء لأبي عبداللّه الحسين عليه السلام وممّا خرج من الناحية عليه السلام إلى أحد الأبواب ، قال : تقف عليه ( صلّى اللّه عليه ) وتقول :

زيارت ديگرى كه براى روز عاشورا از ناحيه مقدّسه رسيده است :

السَّلامُ عَلَى آدَمَ صَفْوَةِ اللّهِ مِنْ خَلِيقَتِهِ ، السَّلامُ عَلَى شِيثٍ وَلِيِّ اللّهِ وَخِيَرَتِهِ ، السَّلامُ عَلَى إِدْرِيسَ الْقَائِمِ للّه ِِ بِحُجَّتِهِ ، السَّلامُ عَلَى نُوحٍ الْمُجَابِ فِي دَعْوَتِهِ ، السَّلامُ عَلَى هُودٍ الْمَمْدُودِ مِنَ اللّهِ بِمَعُونَتِهِ السَّلامُ عَلَى صَالِحٍ الَّذِي تَوَّجَهُ اللّهُ بِكَرَامَتِهِ ، السَّلامُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ الَّذي حَبَاهُ اللّهُ بِخُلَّتِهِ ، السَّلامُ عَلَى إِسْمَاعِيلَ الَّذِي فَدَاهُ اللّهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ مِنْ جَنَّتِهِ ، السَّلامُ

ص: 678

عَلَى اِسْحَاقَ الَّذِي جَعَلَ اللّهُ النُّبُوَّةَ فِي ذُرِّيَّتِهِ ، السَّلامُ عَلَى يَعْقُوبَ الَّذِي رَدَّ اللّهُ عَلَيْهِ بَصَرَهُ بِرَحْمَتِهِ، السَّلامُ عَلَى يُوسُفَ الَّذِي نَجَّاهُ اللّهُ مِنَ الْجُبِّ بِعَظَمَتِهِ، السَّلامُ عَلَى مُوسَى الَّذِي فَلَقَ اللّهُ الْبَحْرَ لَهُ بِقُدْرَتِهِ ، السَّلامُ عَلَى هَارُونَ الَّذِي خَصَّهُ اللّهُ بِنُبُوَّتِهِ ، السَّلامُ عَلَى شُعَيْبٍ الَّذِي نَصَرَهُ اللّهُ عَلَى أُمَّتِهِ ، السَّلامُ عَلَى دَاوُدَ الَّذِي تَابَ اللّهُ عَلَيْهِ مِنْ خَطِيئَتِهِ ، السَّلامُ عَلَى سُلَيْمَانَ الَّذِي ذَلَّتْ لَهُ الْجِنُّ بِعِزَّتِهِ ، السَّلامُ عَلَى اَيُّوبَ الَّذِي شَفَاهُ اللّهُ مِنْ عِلَّتِهِ ، السَّلامُ عَلَى يُونُسَ الَّذِي أَنْجَزَ اللّهُ لَهُ مَضْمُونَ عِدَتِهِ ، السَّلامُ عَلَى عُزَيرٍ الَّذِي أَحْيَاهُ اللّهُ بَعْدَ مِيتَتِهِ ، السَّلامُ عَلَى زَكَرِيَّا الصَّابِرِ فِي مِحْنَتِهِ ، السَّلامُ عَلَى يَحْيَى الَّذي أَزْلَفَهُ اللّهُ بِشَهَادَتِهِ ، السَّلامُ عَلَى عِيسَى رُوحِ اللّهِ وَكَلِمَتِهِ .

السَّلامُ عَلَى مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللّهِ وَصَفْوَتِهِ ، السَّلامُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْمَخْصُوصِ بِأُخُوَّتِهِ ، السَّلامُ عَلَى فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ ابْنَتِهِ ،

ص: 679

السَّلامُ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ وَصِيِّ أَبِيهِ وَخَلِيفَتِهِ ، السَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ الَّذِي سَمَحَتْ نَفْسُهُ بِمُهْجَتِهِ ، السَّلامُ عَلَى مَنْ أَطَاعَ اللّهَ فِي سِرِّهِ وَعَلاَنِيَتِهِ ، السَّلامُ عَلَى مَنْ جَعَلَ اللّهُ الشِّفَاءَ فِي تُرْبَتِهِ ، السَّلامُ عَلَى مَنِ الإِجَابَةُ تَحْتَ قُبَّتِهِ ، السَّلامُ عَلَى مَنِ الأَئِمَّةُ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ ، السَّلامُ عَلَى ابْنِ خَاتَمِ الأَنْبِيَاءِ ، السَّلامُ عَلَى ابْنِ سَيِّدِ الأَوْصِيَاءِ ، السَّلامُ عَلَى ابْنِ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ ، السَّلامُ عَلَى ابْنِ خَدِيجَةَ الْكُبْرَى ، السَّلامُ عَلَى ابْنِ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ، السَّلامُ عَلَى ابْنِ جَنَّةِ الْمَأْوَى ، السَّلامُ عَلَى ابْنِ زَمْزَمَ وَالصَّفَا .

السَّلامُ عَلَى الْمُرَمَّلِ بِالدِّمَاءِ ، السَّلامُ عَلَى الْمَهْتُوكِ الْخَبَاءِ ، السَّلامُ عَلَى خَامِسِ أَصْحَابِ الْكِسَاءِ ، السَّلامُ عَلَى غَرِيبِ الْغُرَبَاءِ ، السَّلامُ عَلَى شَهِيدِ الشُّهَدَاءِ ، السَّلامُ عَلَى قَتِيلِ الأَدْعِيَاءِ ، السَّلامُ عَلَى سَاكِنِ

ص: 680

كَرْبَلاَءَ ، السَّلامُ عَلَى مَنْ بَكَتْهُ مَلاَئِكَةُ السَّمَاءِ ، السَّلامُ عَلَى مَنْ ذُرِّيَّتُهُ الأَزْكِيَاءُ ،

ص: 681

السَّلامُ عَلَى يَعْسُوبِ الدِّينِ، السَّلامُ عَلَى مَنَازِلِ الْبَرَاهِينِ، السَّلامُ عَلَى الأَئِمَّةِ السَّادَاتِ.

السَّلامُ عَلَى الْجُيُوبِ المُضَرَّجَاتِ ، السَّلامُ عَلَى الشِّفَاهِ الذَّابِلاَتِ ، السَّلامُ عَلَى النُّفُوسِ الْمُصْطَلَمَاتِ ، السَّلامُ عَلَى الأَرْوَاحِ الْمُخْتَلَسَاتِ ، السَّلامُ عَلَى الأَجْسَادِ الْعَارِيَاتِ ، السَّلامُ عَلَى الْجُسُومِ الشَّاحِبَاتِ ، السَّلامُ عَلَى الدِّمَاءِ السَّائِلاَتِ ، السَّلامُ عَلَى الأَعْضَاءِ الْمُقَطَّعَاتِ ، السَّلامُ عَلَى الرُّؤُوسِ الْمُشَالاَتِ ، السَّلامُ عَلَى النِّسْوَةِ الْبَارِزَاتِ ، السَّلامُ عَلَى حُجَّةِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى آبَائِكَ الطَّاهِرِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى أَبْنَائِكَ الْمُسْتَشْهَدِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى ذُرِّيَّتِكَ النَّاصِرِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الْمَلاَئِكَةِ الْمُضَاجِعِينَ ، السَّلامُ عَلَى الْقَتِيلِ الْمَظْلُومِ ،

ص: 682

السَّلامُ عَلَى أَخِيهِ الْمَسْمُومِ ، السَّلامُ عَلَى عَلِيٍّ الْكَبِيرِ ، السَّلامُ عَلَى الرَّضِيعِ الصَّغِيرِ ، السَّلامُ عَلَى الأَبْدَانِ السَّلِيبَةِ ، السَّلامُ عَلَى الْعِتْرَةِ الْغَرِيبَةِ ، السَّلامُ عَلَى الْمُجَدَّلِينَ فِي الْفَلَوَاتِ ، السَّلامُ عَلَى النَّازِحِينَ عَنِ الأَوْطَانِ ، السَّلامُ عَلَى الْمَدْفُونِينَ بِلاَ أَكْفَانٍ ، السَّلامُ عَلَى الرُّؤُوسِ الْمُفَرَّقَةِ عَنِ الأَبْدَانِ .

السَّلامُ عَلَى الْمُحْتَسِبِ الصَّابِرِ ، السَّلامُ عَلَى الْمَظْلُومِ بِلاَ نَاصِرٍ ، السَّلامُ عَلَى سَاكِنِ التُّرْبَةِ الزَّاكِيَةِ ، السَّلامُ عَلَى صَاحِبِ الْقُبَّةِ السَّامِيَةِ ، السَّلامُ عَلَى مَنْ طَهَّرَهُ الْجَلِيلُ ، السَّلامُ عَلَى مَنِ افْتَخَرَ بِهِ جَبْرَئِيلُ ، السَّلامُ عَلَى مَنْ نَاغَاهُ فِي الْمَهْدِ مِيكَائِيلَ ، السَّلامُ عَلَى مَنْ نُكِثَتْ ذِمَّتُهُ ، السَّلامُ عَلَى مَنْ هُتِكَتْ حُرْمَتُهُ ، السَّلامُ عَلَى مَنْ أُرِيقَ بِالظُّلْمِ دَمُهُ ، السَّلامُ عَلَى الْمُغَسَّلِ

ص: 683

بِدَمِ الْجِرَاحِ ، السَّلامُ عَلَى الْمُجَرَّعِ بِكَاسَاتِ الرِّمَاحِ ، السَّلامُ عَلَى الْمُضَامِ الْمُسْتَبَاحِ ، السَّلامُ عَلَى الْمَنْحُورِ فِي الْوَرى ، السَّلامُ عَلَى مَنْ دَفَنَهُ أَهْلُ الْقُرَى ، السَّلامُ عَلَى الْمَقْطُوعِ الْوَتِينِ ، السَّلامُ عَلَى الْمُحَامِي بِلاَ مُعِينٍ .

السَّلامُ عَلَى الشَّيْبِ الْخَضِيبِ ، السَّلامُ عَلَى الْخَدِّ التَّرِيبِ ، السَّلامُ عَلَى الْبَدَنِ السَّلِيبِ ، السَّلامُ عَلَى الثَّغْرِ الْمَقْرُوعِ بِالْقَضِيبِ ، السَّلامُ عَلَى الرَّأْسِ الْمَرْفُوعِ ، السَّلامُ عَلَى الأَجْسَامِ الْعَارِيَةِ فِي الْفَلَوَاتِ ، تَنْهَشُهَا الذِّئَابُ الْعَادِيَاتُ ، وَتَخْتَلِفُ إِلَيْهَا السِّبَاعُ الضَّارِيَاتُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَوْلاَيَ وَعَلَى الْمَلاَئِكَةِ الْمَرْفُوفِينَ[ المُرَفْرِفِينَ ] حَوْلَ قُبَّتِكَ ، الْحَافِّينَ بِتُرْبَتِكَ ، الطَّائِفِينَ بِعَرْصَتِكَ ، الْوَارِدِينَ لِزِيَارَتِكَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ فَإِنِّي قَصَدْتُ إِلَيْكَ ، وَرَجَوْتُ الْفَوْزَ لَدَيْكَ .

السَّلامُ عَلَيْكَ سَلاَمَ الْعَارِفِ بِحُرْمَتِكَ ، الْمُخْلِصِ فِي وِلاَيَتِكَ ،

ص: 684

الْمُتَقَرِّبِ إِلَى اللّهِ بِمَحَبَّتِكَ ، الْبَرِيءِ مِنْ أَعْدَائِكَ ، سَلاَمَ مَنْ قَلْبُهُ بِمُصَابِكَ مَقْرُوحٌ ، وَدَمْعُهُ عِنْدَ ذِكْرِكَ مَسْفُوحٌ ، سَلاَمَ الْمَفْجُوعِ الْحَزِينِ الْوَالِهِ الْمُسْتَكِينِ ، سَلاَمَ مَنْ لَوْ كَانَ مَعَكَ بِالطُّفُوفِ لَوَقَاكَ بِنَفْسِهِ حَدَّ السُّيُوفِ ، وَبَذَلَ حُشَاشَتَهُ دُونَكَ لِلْحُتُوفِ ، وَجَاهَدَ بَيْنَ يَدَيْكَ وَنَصَرَكَ عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيْكَ ، وَفَدَاكَ بِرُوحِهِ وَجَسَدِهِ وَمَالِهِ وَوَلَدِهِ ، وَرُوحُهُ لِرُوحِكَ فِدَاءٌ ، وَأَهْلُهُ لأَهْلِكَ وِقَاءٌ .

فَلَئِنْ أَخَّرَتْنِي الدُّهُورُ ، وَعَاقَنِي عَنْ نَصْرِكَ الْمَقْدُورُ ، وَلَمْ أَكُنْ لِمَنْ حَارَبَكَ مُحَارِباً ، وَلِمَنْ نَصَبَ لَكَ الْعَدَاوَةَ مُنَاصِباً ، فَلَأَنْدُبَنَّكَ صَبَاحاً وَمَسَاءً ، وَلَأَبْكِيَنَّ لَكَ بَدَلَ الدُّمُوعِ دَماً ، حَسْرَةً عَلَيْكَ وَتَأَسُّفاً عَلَى مَا دَهَاكَ ، وَتَلَهُّفاً حَتَّى أَمُوتَ بِلَوْعَةِ الْمُصَابِ ، وَغُصَّةِ الإِكْتِيَابِ .

ص: 685

أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاَةَ ، وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْعُدْوَانِ ، وَأَطَعْتَ اللّهَ وَمَا عَصَيْتَهُ ، وَتَمَسَّكْتَ بِهِ وَبِحَبْلِهِ ، فَأَرْضَيْتَهُ وَخَشِيتَهُ ، وَرَاقَبْتَهُ وَاسْتَجَبْتَهُ وَسَنَنْتَ السُّنَنَ ، وَأَطْفَأْتَ الْفِتَنَ ، وَدَعَوْتَ إِلَى الرَّشَادِ ، وَأَوْضَحْتَ سُبُلَ السَّدَادِ ، وَجَاهَدْتَ فِي اللّهِ حَقَّ الْجِهَادِ ، وَكُنْتَ للّه ِِ طَائِعاً ، وَلِجَدِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ تَابِعاً ، وَلِقَوْلِ أَبِيكَ سَامِعاً ، وَإِلَى وَصِيِّةِ أَخِيكَ مُسَارِعاً ، وَلِعِمَادِ الدِّينِ رَافِعاً ، وَلِلطُّغْيَانِ قَامِعاً ، وَلِلطُّغَاةِ مُقَارِعاً ، وَلِلأُمَّةِ نَاصِحاً ، وَفِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ سَابِحاً ، وَلِلْفُسَّاقِ مُكَافِحاً ، وَبِحُجَجِ اللّهِ قَائِماً ، وَلِلإِسْلاَمِ وَالْمُسْلِمِينَ رَاحِماً ، وَلِلْحَقِّ نَاصِراً ، وَعِنْدَ الْبَلاَءِ صَابِراً ، وَلِلدِّينِ كَالِئاً ، وَعَنْ حَوْزَتِهِ مُرَامِياً ، تَحُوطُ الْهُدَى وَتَنْصُرُهُ ، وَتَبْسُطُ الْعَدْلَ وَتَنْشُرُهُ ،

ص: 686

وَتَنْصُرُ الدِّينَ وَتُظْهِرُهُ ، وَتَكُفُّ الْعَابِثَ وَتَزْجُرُهُ ، وَتَأْخُذُ لِلدَّنِيِّ مِنَ الشَّرِيفِ ، وَتُسَاوِي فِي الْحُكْمِ بَيْنَ الْقَوِيِّ وَالضَّعِيفِ .

كُنْتَ رَبِيعَ الأَيْتَامِ ، وَعِصْمَةَ الأَنَامِ ، وَعِزَّ الإِسْلاَمِ ، وَمَعْدِنَ الأَحْكَامِ ، وَحَلِيفَ الإِنْعَامِ ، سَالِكاً طَرَائِقَ جَدِّكَ وَأَبِيكَ ، مُشْبِهاً فِي الْوَصِيَّةِ لِأَخِيكَ ، وَفِيَّ الذِّمَمِ ، رَضِيَّ الشِّيَمِ ، ظَاهِرَ الْكَرَمِ ، مُتَهَجِّداً فِي الظُّلَمِ ، قَوِيمَ الطَّرَائِقِ ، كَرِيمَ الْخَلاَئِقِ ، عَظِيمَ السَّوَابِقِ ، شَرِيفَ النَّسَبِ ، مُنِيفَ الْحَسَبِ ، رَفِيعَ الرُّتَبِ، كَثِيرَ الْمَنَاقِبِ، مَحْمُودَ الضَّرَائِبِ ، جَزِيلَ الْمَوَاهِبِ ، حَلِيمٌ رَشِيدٌ، مُنِيبٌ جَوَادٌ ، عَلِيمٌ شَدِيدٌ ، إِمَامٌ شَهِيدٌ ، أَوَّاهٌ مُنِيبٌ ، حَبِيبٌ مُهِيبٌ .

كُنْتَ لِلرَّسُولِ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَلَداً ، وَلِلْقُرْآنِ مُنْقِذاً [ سَنَداً ] ، وَلِلأُمَّةِ عَضُداً ، وَفِي الطَّاعَةِ مُجْتَهِداً ، حَافِظاً لِلْعَهْدِ وَالْمِيثَاقِ ، نَاكِباً عَنْ

ص: 687

سُبُلِ الْفُسَّاقِ ، وَبَاذِلاً لِلْمَجْهُودِ ، طَوِيلَ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ ، زَاهِداً فِي الدُّنْيَا زُهْدَ الرَّاحِلِ عَنْهَا ، نَاظِراً إِلَيْهَا بِعَيْنِ الْمُسْتَوْحِشِينَ مِنْهَا ، آمَالُكَ عَنْهَا مَكْفُوفَةٌ ، وَهِمَّتُكَ عَنْ زِينَتِهَا مَصْرُوفَةٌ ، وَأَلْحَاظُكَ عَنْ بَهْجَتِهَا مَطْرُوفَةٌ ، وَرَغْبَتُكَ فِي الاْخِرَةِ مَعْرُوفَةٌ .

حَتَّى إِذَا الْجَوْرُ مَدَّ بَاعَهُ ، وَأَسْفَرَ الظُّلْمُ قِنَاعَهُ ، وَدَعَا الْغَيُّ اَتْبَاعَهُ ، وَأَنْتَ فِي حَرَمِ جَدِّكَ قَاطِنٌ ، وَلِلظَّالِمِينَ مُبَايِنٌ ، جَلِيسُ الْبَيْتِ وَالْمِحْرَابِ ، مُعْتَزِلٌ عَنِ اللَّذَّاتِ وَالشَّهَوَاتِ ، تُنْكِرُ الْمُنْكَرَ بِقَلْبِكَ وَلِسَانِكَ ، عَلَى حَسَبِ طَاقَتِكَ وَإِمْكَانِكَ ، ثُمَّ اقْتَضَاكَ الْعِلْمُ لِلإِنْكَارِ ، وَلَزِمَكَ أَنْ تُجَاهِدَ الْفُجَّارَ ، فَسِرْتَ فِي أَوْلاَدِكَ وَأَهَالِيكَ ، وَشِيعَتِكَ وَمَوالِيكَ ، وَصَدَعْتَ بِالْحَقِّ وَالْبَيِّنَةِ ، وَدَعَوْتَ إِلَى اللّهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ، وَأَمَرْتَ

ص: 688

بِإِقَامَةِ الْحُدُودِ ، وَالطَّاعَةِ لِلْمَعْبُودِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْخَبَائِثِ وَالطُّغْيَانِ ، وَوَاجَهُوكَ بِالظُّلْمِ وَالْعُدْوَانِ .

فَجَاهَدْتَهُمْ بَعْدَ الاْءِيْعَاظِ [ الإِيْعَازِ ] لَهُمْ ، وَتأْكِيدِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ ، فَنَكَثُوا ذِمَامَكَ وَبَيْعَتَكَ ، وَأَسْخَطُوا رَبَّكَ وَجَدَّكَ ، وَبَدَأُوكَ بِالْحَرْبِ ، فَثَبَتَّ لِلطَّعْنِ وَالضَّرْبِ ، وَطَحَنْتَ جُنُودَ الْفُجَّارِ ، وَاقْتَحَمْتَ قَسْطَلَ الْغُبَارِ ، مُجَالِداً بِذِي الْفِقَارِ ، كَأَنَّكَ عَلِيٌّ الْمُخْتَارُ ، فَلَمَّا رَأَوْكَ ثَابِتَ الْجَاشِ ، غَيْرَ خَائِفٍ وَلاَ حاشٍ [ خَاشٍ ] نَصَبُوا لَكَ غَوَائِلَ مَكْرِهِمْ ، وَقَاتَلُوكَ بِكَيْدِهِمْ ، وَشَرِّهِمْ ، وَأَمَرَ اللَّعِينُ جُنُودَهُ ، فَمَنَعُوكَ الْمَاءَ وَوُرُودَهُ ، وَنَاجَزُوكَ الْقِتَالَ ، وَعَاجَلُوكَ النِّزَالَ ، وَرَشَقُوكَ بِالسِّهَامِ وَالنِّبَالِ ، وَبَسَطُوا إِلَيْكَ أَكُفَّ الاِصْطِلاَمِ ، وَلَمْ

ص: 689

يَرْعَوْا لَكَ ذِمَاماً ، وَلاَ رَاقَبُوا فِيكَ آثَاماً ، فِي قَتْلِهِمْ أَوْلِيَاءَكَ ، وَنَهْبِهِمْ رِحَالَكَ ، وَأَنْتَ مُقْدِمٌ فِي الْهَبَوَاتِ ، وَمُحْتَمِلٌ لِلْأَذِيَّاتِ .

قَدْ عَجِبَتْ مِنْ صَبْرِكَ مَلاَئِكَةُ السَّموَاتِ ، فَأَحْدَقُوا بِكَ مِنْ كُلِّ الْجِهَاتِ ، وَأَثْخَنُوكَ بِالْجِرَاحِ ، وَحَالُوا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الرَّوَاحِ ، وَلَمْ يَبْقَ لَكَ نَاصِرٌ ، وَأَنْتَ مُحْتَسِبٌ صَابِرٌ ، تَذُبُّ عَنْ نِسْوَتِكَ وَأَوْلاَدِكَ ، حَتَّى نَكَسُوكَ عَنْ جَوَادِكَ ، فَهَوَيْتَ إِلَى الْأَرْضِ جَرِيحاً ، تَطَأُكَ الْخُيُولُ بِحَوَافِرِهَا ، وَتَعْلُوكَ الطُّغَاةُ بِبَوَاتِرِهَا ، قَدْ رَشَحَ لِلْمَوْتِ جَبِينُكَ ، وَاخْتَلَفَتْ بِالاِنْقِبَاضِ وَالاِنْبِسَاطِ شِمَالُكَ وَيَمِينُكَ ، تُدِيرُ طَرْفاً خَفِيّاً إِلَى رَحْلِكَ وَبَيْتِكَ ، وَقَدْ شُغِلْتَ بِنَفْسِكَ عَنْ وُلْدِكَ وَأَهَالِيكَ ، وَأَسْرَعَ فَرَسُكَ شَارِداً إِلَى خِيَامِكَ قَاصِداً مُحَمْحِماً بَاكِياً .

فَلَمَّا رَأَيْنَ النِّسَاءُ جَوادَكَ مَخْزِيّاً ، وَنَظَرْنَ سَرْجَكَ عَلَيْهِ مَلْوِيّاً ، بَرَزْنَ

ص: 690

مِنَ الْخُدُورِ ، نَاشِرَاتِ الشُّعُورِ ، عَلَى الْخُدُودِ لاَطِمَاتِ ، الْوُجُوهُ ، سَافِرَاتٌ ، وَبِالْعَوِيلِ دَاعِيَاتٍ ، وَبَعْدَ الْعِزِّ مُذَلَّلاَتٍ ، وَإِلَى مَصْرَعِكَ مُبَادِرَاتٍ ، وَالشِّمْرُ جَالِسٌ عَلَى صَدْرِكَ ، وَمُولِغٌ سَيْفَهُ عَلَى نَحْرِكَ ، قَابِضٌ عَلَى شَيْبَتِكَ بِيَدِهِ ، ذَابِحٌ لَكَ بِمُهَنَّدِهِ ، قَدْ سَكَنَتْ حَوَاسُّكَ ، وَخَفِيَتْ أَنْفَاسُكَ ، وَرُفِعَ عَلَى الْقَنَاةِ رَأْسُكَ ، وَسُبِيَ أَهْلُكَ كَالْعَبِيدِ ، وَصُفِّدُوا فِي الْحَدِيدِ ، فَوْقَ أَقْتَابِ الْمَطِيَّاتِ ، تَلْفَحُ وُجُوهَهُمْ حَرُّ الْهَاجِرَاتِ ، يُسَاقُونَ فِي الْبَرَارِي وَالْفَلَوَاتِ ، أَيْدِيهِمْ مَغْلُولَةٌ إِلَى الْأعْنَاقِ ، يُطَافُ بِهِمْ فِي الْأَسْوَاقِ .

فَالْوَيْلُ لِلْعُصَاةِ الْفُسَّاقِ ، لَقَدْ قَتَلُوا بِقَتْلِكَ الإِسْلاَمَ ، وَعَطَّلُوا الصَّلاَةَ وَالصِّيَامَ ، وَنَقضُوا السُّنَنَ وَالأَحْكَامَ ، وَهَدَمُوا قَوَاعِدَ الإِيْمَانَ ، وَحَرَّفُوا آيَاتِ الْقُرْآنِ ، وَهَمْلَجُوا فِي الْبَغْيِ وَالْعُدْوَانِ ، لَقَدْ أَصْبَحَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى

ص: 691

اللّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ مَوْتُوراً ، وَعَادَ كِتَابُ اللّهِ عَزَّوجَلَّ مَهْجُوراً ، وَغُودِرَ الْحَقُّ إِذْ قُهِرْتَ مَقْهُوراً ، وَفُقِدَ بِفَقْدِكَ التَّكْبِيرُ وَالتَّهْلِيلُ وَالتَّحْرِيمُ وَالتَّحْلِيلُ ، وَالتَّنْزِيلُ وَالتَّأْوِيلُ ، وَظَهَرَ بَعْدَكَ التَّغْيِيرُ وَالتَّبْدِيلُ ، وَالإِلْحَادُ وَالتَّعْطِيلُ ، وَالأَهْوَاءُ وَالأَضَالِيلُ ، وَالْفِتَنُ وَالأَبَاطِيلُ .

فَقَامَ نَاعِيكَ عِنْدَ قَبْرِ جَدِّكَ الرَّسُولِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، فَنَعَاكَ إِلَيْهِ بِالدَّمْعِ الْهَطُولِ ، قَائِلاً : يَا رَسُولَ اللّهِ قُتِلَ سِبْطُكَ وَفَتَاكَ ، وَاسْتُبِيحَ أَهْلُكَ وَحِمَاكَ ، وَسُبِيَتْ بَعْدَكَ ذَرَارِيكَ ، وَوَقَعَ الْمَحْذُورُ بِعِتْرَتِكَ وَذَوِيكَ ، فَانْزَعَجَ الرَّسُولُ ، وَبَكَى قَلْبُهُ الْمَهُولُ ، وَعَزَّاهُ بِكَ الْمَلاَئِكَةُ وَالأَنْبِياءُ وَفُجِعَتْ بِكَ أُمُّكَ الزَّهْراءُ ، وَاخْتَلَفَتْ جُنودُ الْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ ، تُعَزِّي أَبَاكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَأُقِيمَتْ لَكَ الْمَآتِمُ فِي أَعْلَى عِلِّيِّينَ ، وَلَطَمَتْ عَلَيْكَ الْحُورُ الْعِينُ ، وَبَكَتِ السَّمَاءُ وَسُكَّانُهَا ، وَالْجِنَانُ وَخُزَّانُهَا ،

ص: 692

وَالْهِضَابُ وَأَقْطَارُهَا ، وَالْبِحَارُ وَحِيتَانُهَا ، وَالْجِنَانُ وَوُلْدَانُهَا ، وَالْبَيْتُ وَالْمَقَامُ ، وَالْمَشْعَرُ الْحَرَامُ ، وَالْحِلُّ وَالاْءِحْرَامُ .

اَللّهُمَّ فَبِحُرْمَةِ هذَا الْمَكَانِ الْمُنِيفِ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَتِهِمْ ، وَأَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِمْ . اَللّهُمَّ إِنِّي أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ يَا أَسْرَعَ الْحَاسِبِينَ وَيَا أَكْرَمَ الأَكْرَمِينَ وَيَا أَحْكَمَ الْحَاكِمِينَ ، بِمُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ ، رَسُولِكَ إِلَى الْعَالَمِينَ أَجْمَعِينَ ، وَبِأَخِيهِ وَابْنِ عَمِّهِ الأَنْزَعِ الْبَطِينِ ، الْعَالِمِ الْمَكِينِ ، عَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَبِفَاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ، وَبِالْحَسَنِ الزَّكِيِّ عِصْمَةِ الْمُتَّقِينَ ، وَبِأَبِي عَبْدِ اللّهِ الْحُسَيْنِ أَكْرَمِ الْمُسْتَشْهَدِينَ ، وَبِأَوْلاَدِهِ الْمَقْتُولِينَ ، وَبِعِتْرَتِهِ الْمَظْلُومِينَ ، وَبِعَلِيِّ بْنِ

ص: 693

الْحُسَيْنِ زَيْنِ الْعَابِدِينَ ، وَبِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قِبْلَةِ الأَوَّابِينَ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ أصْدَقِ الصَّادِقِينَ، وَمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ مُظْهِرِ الْبَرَاهِينَ، وَعَلِيِّ بْنِ مُوسَى نَاصِرِ الدِّينِ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قُدْوَةِ الْمُهْتدِين ، وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ أَزْهَدِ الزَّاهِدينَ، وَالْحَسَن بْنِ عَلَيّ وَارِثِ الْمُسْتَخْلَفِينَ ، وَالْحُجَّةِ عَلَى الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِينَ الأَبَرِّينَ ، آلِ ط-ه وَيس ، واَنْ تَجْعَلَنِي فِي الْقِيَامَةِ مِنَ الآمِنِينَ الْمُطْمَئِنِّينَ الْفَائزِينَ الْفَرِحِينَ الْمُسْتَبْشِرِينَ.

اَللّهُمَّ اكْتُبْنِي فِي الْمُسْلِمِينَ ، وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ، وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ ، وَانْصُرْنِي عَلَى الْبَاغِينَ ، وَاكْفِنِي كَيْدَ الْحَاسِدِينَ ، وَاصْرِفْ عَنِّي مَكْرَ الْمَاكِرِينَ ، وَاقْبِضْ عَنِّي أَيْدِي الظَّالِمِينَ ، وَاجْمَعْ بَيْنِي

ص: 694

وَبَيْنَ السَّادَةِ الْمَيَامِينِ ، فِي أَعْلَى عِلِّيِّينَ ، مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ . اَللّهُمَّ إِنِّي أُقْسِمُ عَلَيْكَ بِنَبِيِّكَ الْمَعْصُومِ ، وَبِحُكْمِكَ الْمَحْتُومِ ، وَنَهْيِكَ الْمَكْتُومِ ، وَبِهذَا الْقَبْرِ الْمَلْمُومِ ، الْمُوَسَّدِ فِي كَنَفِهِ الإِمَامُ الْمَعْصُومُ ، الْمَقْتُولُ الْمَظْلُومُ ، أَنْ تَكْشِفَ مَا بِي مِنَ الْغُمُومِ ، وَتَصْرِفَ عَنِّي شَرَّ الْقَدَرِ الْمَحْتُومِ، وَتُجِيرَنِي مِنَ النَّارِ ذَاتِ السَّمُومِ، اَللّهُمَّ جَلِّلْنِي بِنِعْمَتِكَ، وَرَضِّنِي بِقِسْمِكَ، وَتَغَمَّدْنِي بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ، وَبَاعِدْنِي مِنْ مَكْرِكَ وَنِقْمَتِكَ . اَللّهُمَّ اعْصِمْنِي مِنَ الزَّلَلِ ، وَسَدِّدْنِي فِي الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ ، وَافْسَحْ لِي فِي مُدَّةِ الأَجَلِ ، وَأَعْفِنِي مِنَ الأَوْجَاعِ وَالْعِلَلِ ، وَبَلِّغْنِي بَمَوَالِيَّ وَبِفَضْلِكَ أَفْضَلَ الأَمَلِ .

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاقْبَلْ تَوْبَتِي ، وَارْحَمْ عَبْرَتِي ، وَأَقِلْنِي عَثْرَتِي ، وَنَفِّسْ كُرْبَتِي ، وَاغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي ، وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي .

ص: 695

اَللّهُمَّ لاَ تَدَعْ لِي فِي هذَا الْمَشْهَدِ الْمُعَظَّمِ وَالْمَحَلِّ الْمُكَرَّمِ ذَنْباً إِلاَّ غَفَرْتَهُ ، وَلاَ عَيْباً إِلاَّ سَتَرْتَهُ ، وَلاَ غَمَّاً إِلاَّ كَشَفْتَهُ ، وَلاَ رِزْقاً إِلاَّ بَسَطْتَهُ ، وَلاَ جَاهاً إِلاَّ عَمَّرْتَهُ ، وَلاَ فَسَاداً إِلاَّ أَصْلَحْتَهُ ، وَلاَ أَمَلاً إِلاَّ بَلَّغْتَهُ ، وَلاَ دُعَاءً إِلاَّ أَجَبْتَهُ ، وَلاَ مَضِيقاً إِلاَّ فَرَّجْتَهُ ، وَلاَ شَمْلاً إِلاَّ جَمَعْتَهُ ، وَلاَ أَمْراً إِلاَّ أَتْمَمْتَهُ ، وَلاَ مَالاً إِلاَّ كَثَّرْتَهُ، وَلاَ خُلْقاً إِلاَّ حَسَّنْتَهُ ، وَلاَ إِنْفَاقاً إِلاَّ أَخْلَفْتَهُ، وَلاَ حَالاً إِلاَّ عَمَّرْتَهُ، وَلاَ حَسُوداً إِلاَّ قَمَعْتَهُ ، وَلاَ عَدُوّاً إِلاَّ أَرْدَيْتَهُ ، وَلاَ شَرّاً إِلاَّ كَفَيْتَهُ ، وَلاَ مَرَضاً إِلاَّ شَفَيْتَهُ، وَلاَ بَعِيداً إِلاَّ أَدْنَيْتَهُ ، وَلاَ شَعَثاً إِلاَّ لَمَمْتَهُ ، وَلاَ سُؤَالاً إِلاَّ أَعْطَيْتَهُ. اَللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ الْعَاجِلَةِ وَثَوَابَ الآجِلَةِ ، اَللّهُمَّ أَغْنِنِي بِحَلاَلِكَ عَنِ الْحَرَامِ ، وَبِفَضْلِكَ عَنْ جَمِيعِ الأَنَامِ .

اَللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْماً نَافِعاً ، وَقَلْباً خَاشِعاً ، وَيَقِيناً شَافِياً ، وَعَمَلاً

ص: 696

زَاكِياً ، وَصَبْراً جَمِيلاً ، وَأَجْراً جَزِيلاً . اَللّهُمَّ ارْزُقْنِي شُكْرَ نِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَزِدْ فِي إِحْسَانِكَ وَكَرَمِكَ إِلَيَّ ، وَاجْعَلْ قَوْلِي فِي النَّاسِ مَسْمُوعاً، وَعَمَلِي عِنْدَكَ مَرْفُوعاً، وَأَثَرِي فِي الْخَيْرَاتِ مَتْبُوعاً، وَعَدُوِّي مَقْمُوعاً. اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الأَخْيَارِ، فِي آنَاءِ اللَّيْلِ وَأَطْرَافِ النَّهَارِ ، وَاكْفِنِي شَرَّ الأَشْرَارِ ، وَطَهِّرْنِي مِنَ الذُّنُوبِ وَالأَوْزَارِ ، وَأَجِرْنِي مِنَ النَّارِ ، وَأَحِلَّنِي دَارَ الْقَرَارِ ، وَاغْفِرْ لِي وَلِجَمِيعِ إِخْوَانِي فِيكَ وَأَخَوَاتِيَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

ثمّ توجّه إلى القبلة وصلّ ركعتين واقرأ في الاُولى سورة الأنبياء وفي الثانية الحشر واقنت وقل :

آنگاه به سوى قبله برگرد ، دو ركعت نماز زيارت بخوان ، در

ص: 697

ركعت اول بعد از حمد سوره « انبياء » ، در دومّى سوره « حشر » بخوان ، و در قنوت بگو :

لاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ رَبُّ السَّموَاتِ السَّبْعِ ، وَالأَرَضِينَ السَّبْعِ ، وَمَا فِيهِنَّ وَمَا بَيْنَهُنَّ ، خِلاَفاً لأَعْدَائِهِ ، وَتَكْذِيباً لِمَنْ عَدَلَ بِهِ ، وَإِقْرَاراً لِرُبُوبِيَّتِهِ ، وَخُضُوعاً لِعِزَّتِهِ ، الأَوَّلِ بِغَيْرِ أَوَّلٍ ، وَالآخِرِ إِلَى غَيْرِ آخِرٍ ، الظَّاهِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ بِقُدْرَتِهِ ، البَاطِنِ دُونَ كُلِّ شَيْءٍ بِعِلْمِهِ وَلُطْفِهِ ، لاَ تَقِفُ الْعُقُولُ عَلَى كُنْهِ عَظَمَتِهِ ، وَلاَ تُدْرِكُ الأَوْهَامُ حَقِيقَةَ مَاهِيَّتِهِ ، وَلاَ تَتَصَوَّرُ الأَنْفُسُ مَعَانِيَ كَيْفِيَّتِهِ ، مُطَّلِعاً عَلَى الضَّمَائِرِ ، عَارِفاً بِالسَّرَائِرِ ، يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ .

اَللّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ عَلَى تَصْدِيقِي رَسُولَكَ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، وَإِيمَانِي

ص: 698

بِهِ ، وَعِلْمِي بِمَنْزِلَتِهِ ، وَإِنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُ النَّبِيُّ الَّذِي نَطَقَتِ الْحِكْمَةُ بِفَضْلِهِ ، وَبَشَّرَتِ الأَنْبِيَاءُ بِهِ ، وَدَعَتْ إِلَى الإِقْرَارِ بِمَا جَاءَ بِهِ ، وَحَثَّتْ عَلَى تَصْدِيقِهِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : « الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ » .

فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ رَسُولِكَ إِلَى الثَّقَلَيْنِ ، وَسَيِّدِ الأَنْبِيَاءِ الْمُصْطَفَيْنِ ، وَعَلَى أَخِيهِ وَابْنِ عَمِّهِ ، اللَّذَيْنِ لَمْ يُشْرِكَا بِكَ طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً ، وَعَلَى فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ، وَعَلَى سَيِّدَيْ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّهِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ ، صَلاَةً خَالِدَةَ الدَّوَامِ ، عَدَدَ قَطْرِ الزِّهَامِ ، وَزِنَةَ الْجِبَالِ وَالآكَامِ ، مَا أَوْرَقَ السَّلاَمُ ، وَاخْتَلَفَ الضِّيَاءُ وَالظَّلاَمُ ، وَعَلَى آلِهِ الطَّاهِرِينَ ، الأَئِمَّةِ

ص: 699

الْمُهْتَدِينَ ، الذَّائِدِينَ عَنِ الدِّينِ ، عَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ وَجَعْفَرٍ وَمُوسَى وَعَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَالْحَسَنِ وَالْحُجَّةِ ، الْقُوَّامِ بِالْقِسْطِ ، وَسُلاَلَةِ السِّبْطِ .

اَللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هذَا الإِمَامِ فَرَجاً قِرِيباً ، وَصَبْراً جَمِيلاً ، وَنَصْرَاً عَزِيزاً ، وَغِنىً عَنِ الْخَلْقِ ، وَثَبَاتاً فِي الْهُدَى ، وَالتَّوْفِيقَ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى ، وَرِزْقاً وَاسعاً حَلاَلاً طَيِّباً مَرِيئاً دَارّاً سَائِغاً فَاضِلاً مُفَضَّلاً ، صَبّاً صَبّاً مِنْ غَيْرِ كَدٍّ وَلاَ نَكَدٍ ، وَلاَ مِنَّةٍ مِنْ أَحَدٍ ، وَعَافِيَةً مِنْ كُلِّ بَلاَءٍ وَسُقْمٍ وَمَرَضٍ ، وَالشُّكْرَ عَلَى الْعَافِيَةِ وَالنَّعْمَاءِ ، وَإِذَا جَاءَ الْمَوْتُ فَاقْبِضْنَا عَلَى أَحْسَنِ مَا يَكُونُ لَكَ طَاعَةً ، عَلَى مَا أَمَرْتَنَا مُحَافِظِينَ ، حَتَّى تُؤَدِّيَنَا إِلَى جَنَّاتٍ النَّعِيمِ ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَوْحِشْنِي مِنَ الدُّنْيَا ، وَآنِسْنِي بِالآخِرَةِ ، فَإِنَّهُ لاَ يُوحِشُ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ خَوْفُكَ ، وَلاَ يُؤْنِسُ بِالآخِرَةِ

ص: 700

إِلاَّ رَجَاؤُكَ . اَللّهُمَّ لَكَ الْحُجَّةُ لاَ عَلَيْكَ ، وَإِلَيْكَ الْمُشْتَكَى لاَ مِنْكَ ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ واَعِنِّي عَلَى نَفْسِي الظَّالِمَةِ الْعَاصِيَةِ ، وَشَهَوَاتِي الْغَالِبَةِ ، وَاخْتِمِ لِي بِالْعَافِيَةِ . اَللّهُمَّ إِنَّ اسْتِغْفَارِي إِيَّاكَ وَأَنَا مُصِرٌّ عَلَى مَا نَهَيْتَ قِلَّةُ حَيَاءٍ ، وَتَرْكِيَ الاِسْتِغْفَارَ مَعَ عِلْمِي بِسِعَةِ حِلْمِكَ تَضْيِيعٌ لِحَقِّ الرَّجَاءِ . اَللّهُمَّ إِنَّ ذُنُوبِي تُؤْيِسُنِي أَنْ أَرْجُوكَ ، وَإِنَّ عِلْمِي بِسِعَةِ رَحْمَتِكَ يَمْنَعُنِي أَنْ أَخْشَاكَ ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَصَدِّقْ رَجَائِي لَكَ ، وَكَذِّبْ خَوْفِي مِنْكَ ، وَكُنْ لِي عِنْدَ أَحْسَنِ ظَنِّي بِكَ يَا أَكْرَمَ الأَكْرَمِينَ .

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَيِّدْنِي بِالْعِصْمَةِ ، وَأَنْطِقْ لِسَانِي بِالْحِكْمَةِ ، وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ يَنْدَمُ عَلَى مَا ضَيَّعَهُ فِي أَمْسِهِ ، وَلاَ يُغْبَنُ حَظُّهُ

ص: 701

فِي يَوْمِهِ ، وَلاَ يَهِمُّ لِرِزْقِ غَدِهِ . اَللّهُمَّ إِنَّ الْغَنِيَّ مَنِ اسْتَغْنَى بِكَ ، وَافْتَقَرَ إِلَيْكَ ، وَالْفَقِيرَ مَنِ اسْتَغْنَى بِخَلْقِكَ عَنْكَ ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَغْنِنِي عَنْ خَلْقِكَ بِكَ ، وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ لاَ يَبْسُطُ كَفّاً إِلاَّ إِلَيْكَ . اَللّهُمَّ إنَّ الشَّقِيَّ مَنْ قَنَطَ وَأَمَامَهُ التَّوْبَةُ ، وَوَرَاءَهُ الرَّحْمَةُ ، وَإِنْ كُنْتُ ضَعِيفَ الْعَمَلِ فَإِنِّي فِي رَحْمَتِكَ قَوِيٌّ الأَمَلِ ، فَهَبْ لِي ضَعْفَ عَمَلِي لِقُوَّةِ أَمَلِي .

اَللّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ مَا فِي عِبَادِكَ مَنْ هُوَ أَقْسَى قَلْباً مِنِّي ، وَأَعْظَمُ مِنِّي ذَنْباً ، فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لاَ مَوْلىً أَعْظَمُ مِنْكَ طَوْلاً وَأَوْسَعُ رَحْمَةً وَعَفْواً ، فَيَا مَنْ هُوَ أَوْحَدُ فِي رَحْمَتِهِ ، اغْفِرْ لِمَنْ لَيْسَ بِأَوْحَدَ فِي خَطِيئَتِهِ . اَللّهُمَّ إِنَّكَ أَمَرْتَنَا فَعَصَيْنَا ، وَنَهَيْتَ فَمَا انْتَهَيْنَا ، وَذَكَّرْتَ فَتَنَاسَيْنَا ، وَبَصَّرْتَ فَتَعَامَيْنَا ، وَحَذَّرْتَ فَتَعَدَّيْنَا ، وَمَا كَانَ ذلِكَ جَزَاءَ إِحْسَانِكَ إِلَيْنَا ،

ص: 702

وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِمَا أَعْلَنَّا وَأَخْفَيْنَا ، وَأَخْبَرُ بِمَا نَأْتِي وَمَا أَتَيْنَا ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَلاَتُؤَاخِذْنَا بِمَا أَخْطَأْنَا وَنَسِينَا ، وَهَبْ لَنَا حُقُوقَكَ لَدَيْنَا ، وَأَتِمَّ إِحْسَانَكَ إِلَيْنَا ، وَأَسْبِلْ رَحْمَتَكَ عَلَيْنَا .

اَللّهُمَّ إِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِهذَا الصِّدِّيقِ الإِمَامِ ، وَنَسْأَلُكَ بِالْحَقِّ الَّذِي جَعَلْتَهُ لَهُ وَلِجَدِّهِ رَسُولِكَ ، وَلِأَبَوَيْهِ عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ ، أَهْلِ بَيْتِ الرَّحْمَةِ،إِدْرَارَ الرِّزْقِ الَّذِي بِهِ قِوَامُ حَيَاتِنَا ، وَصَلاَحُ أَحْوَالِ عِيَالِنَا ، فَأَنْتَ الْكَرِيمُ الَّذِي تُعْطِي مِنْ سَعَةٍ ، وَتَمْنَعُ مِنْ قُدْرَةٍ ، وَنَحْنُ نَسْأَلُكَ مِنَ الرِّزْقِ مَا يَكُونُ صَلاَحاً لِلدُّنْيَا ، وَبَلاَغاً لِلآخِرَةِ . اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ، وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ ، وَآتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ .

ص: 703

ثم تركع وتسجد وتجلس وتتشهّد وتسلّم ، فإذا سبّحت فعفّر خدّيك وقل :

بعد از نماز زيارت تسبيح بگوى و صورت بر خاك نهاده 40 مرتبه بگو :

سُبْحَانَ اللّهِ وَالْحَمْدُ للّه ِِ وَلاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ وَاللّهُ أَكْبَرُ أربعين مرّة ، واسأل اللّه العصمة والنجاة والمغفرة والتوفيق بحسن العمل والقبول لما تتقرب به إليه وتبتغي به وجهه ، وقف عند الرأس ثمّ صلّ ركعتين على ما تقدّم ثمّ انكبَّ على القبر وقبّله وقل : زَادَ اللّهُ فِي شَرَفِكُمْ ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ وادعُ لنفسك ولوالديك ولمن أردت(1) .

زيارة عاشوراء غير المعروفة

ص: 704


1- المزار الكبير ، ص496 .

هي في الأجر والثواب مع المعروفة سواء ، وليس لها مائة مرة لعن ومائة مرة سلام ، ولها فوز عظيم على سهولتها . وكيفيتها على ما رواه صاحب المزار القديم :

من أحبّ أن يزور الإمام الحسين عليه السلام من بُعد أو قُرب ، فليغتسل ويذهب إلى الصحراء ، أو يصعد على سطح داره ، فيصلّي ركعتين ، يقرأ في كلّ منهما الحمد و « قل هو اللّه أحد » ويتوجّه إلى جهة قبر الإمام الحسين عليه السلامويشير بالسلام إليه مع الخشوع والاستكانة ، فيقول :

براى زيارت عاشوراى غير معروفه ، غسل كرده ، به صحرا يا پشت بام رفته ، دو ركعت نماز زيارت با حمد و قل هواللّه بخواند و به سوى كربلا اشاره كرده بگويد :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الْبَشِيرِ النَّذِيرِ وَابْنَ

ص: 705

سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا خِيَرَةَ اللّهِ وَابْنَ خِيَرَتِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ثارَ اللّهِ وَابْنَ ثَارِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَ يُّهَا الْوِتْرُ الْمَوْتُورُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَ يُّهَا الاْءِمامُ الْهَادِي الزَّكِيُّ وَعَلَى أَرْوَاحٍ حَلَّتْ بِفِنائِكَ وَأَقامَتْ فِي جِوارِكَ ، وَوَفَدَتْ مَعَ زُوَّارِكَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ مِنِّي مَا بَقِيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ ، فَلَقَدْ عَظُمَتْ بِكَ الرَّزِيَّةُ وَجَلَّتْ فِي الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ وَفِي أَهْل السَّموَاتِ وَأَهْلِ الْأَرَضِينَ أَجْمَعِينَ ، فَإِنَّا للّه ِِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ، صَلَواتُ اللّهِ وَبَرَكاتُهُ وَتَحِيَّاتُهُ عَلَيْكَ يَا أَبا عَبْدِ اللّهِ الْحُسَيْنِ وَعَلَى آبائِكَ الطَّيِّبِينَ الْمُنْتَجَبِينَ وَعَلَى ذُرِّيَّاتِكُمُ الْهُداةِ الْمَهْدِيِّينَ .

لَعَنَ اللّهُ أُمَّةً خَذَلَتْكَ وَتَرَكَتْ نُصْرَتَكَ وَمَعُونَتَكَ ، وَلَعَنَ اللّهُ

ص: 706

أُمَّةً أَسَّسَتْ أَساسَ الظُّلْمِ لَكُمْ وَمَهَّدَتِ الْجَوْرَ عَلَيْكُمْ وَطَرَّقَتْ إِلى أَذِيَّتِكُمْ وَتَحَيُّفِكُمْ وَجارَتْ ذلِكَ فِي دِيارِكُمْ وَأَشْياعِكُمْ ، بَرِئْتُ إِلَى اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَ إِلَيْكُمْ يَا سَادَاتِي وَمَوَالِيَّ وَأَئِمَّتِي مِنْهُمْ وَمِنْ أَشْياعِهِمْ وَأَ تْباعِهِمْ ، وَأَسْأَلُ اللّهَ الَّذِي أَكْرَمَ يَا مَوالِيَّ مَقامَكُمْ وَشَرَّفَ مَنْزِلَتَكُمْ وَشَأْ نَكُمْ أَنْ يُكْرِمَنِي بِوِلايَتِكُمْ وَمَحَبَّتِكُمْ وَالائْتِمامِ بِكُمْ ، وَبِالْبَراءَةِ مِنْ أَعْدَائِكُمْ ، وَأَسْأَلُ اللّهَ الْبَرَّ الرَّحِيمَ أَنْ يَرْزُقَنِي مَوَدَّتَكُمْ وَأَنْ يُوَفِّقَنِي لِلطَّلَبِ بِثارِكُمْ مَعَ الاْءِمامِ الْمُنْتَظَرِ الْهادِي مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ يَجْعَلَنِي مَعَكُمْ فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ ، وَأَنْ يُبَلِّغَنِي الْمَقامَ الْمَحْمُودَ لَكُمْ عِنْدَ اللّهِ ، وَأَسْأَلُ اللّهَ عَزَّ وَجَلَّ بِحَقِّكُمْ وَبِالشَّأْنِ الَّذِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ أَنْ يُعْطِيَنِي بِمُصابِي بِكُمْ أَ فْضَلَ مَا أَعْطى مُصاباً بِمُصِيبَةٍ ، إِنَّا للّه ِِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ، يَا لَها مِنْ مُصِيبَةٍ مَا أَ فْجَعَها وَأَ نْكاها لِقُلُوبِ

ص: 707

الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ ، فَإِنَّا للّه ِِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ .

اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي فِي مَقامِي مِمَّنْ تَنالُهُ مِنْكَ صَلَواتٌ وَرَحْمَةٌ وَمَغْفِرَةٌ ، وَاجْعَلْنِي عِنْدَكَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ، فَإِنِّي أَ تَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ . اللّهُمَّ وَ إِنِّي أَ تَوَسَّلُ وَأَ تَوَجَّهُ بِصَفْوَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَالطَّيِّبِينَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا ، اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْ مَحْيايَ مَحْياهُمْ ، وَمَماتِي مَماتَهُمْ ، وَلاَ تُفَرِّقْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيا وَالاْخِرةِ ، إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ .

اللّهُمَّ وَهذَا يَوْمٌ تَجَدَّدَ فِيهِ النِّقْمَةُ ، وَتَنَزَّلَ فِيهِ اللَّعْنَةُ عَلَى اللَّعِينِ يَزِيدَ وَعَلَى آلِ يَزِيدَ وَعَلَى آلِ زِيادٍ وَعُمَرَ بْنِ سَعْدٍ وَالشِّمْرِ . اللّهُمَّ الْعَنْهُمْ وَالْعَنْ

ص: 708

مَنْ رَضِيَ بِقَوْ لِهِمْ وَفِعْلِهِمْ مِنْ أَوَّلٍ وَآخِرٍ لَعْناً كَثِيراً ، وَأَصْلِهِمْ حَرَّ نارِكَ ، وَأَسْكِنْهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً ، وَأَوْجِبْ عَلَيْهِمْ وَعَلَى كُلِّ مَنْ شايَعَهُمْ وَبايَعَهُمْ وَتابَعَهُمْ وَساعَدَهُمْ وَرَضِيَ بِفِعْلِهِمْ وَافْتَحْ لَهُمْ وَعَلَيْهِمْ وَعَلَى كُلِّ مَنْ رَضِيَ بِذلِكَ لَعَناتِكَ الَّتِي لَعَنْتَ بِها كُلَّ ظالِمٍ ، وَكُلَّ غاصِبٍ ، وَكُلَّ جاحِدٍ ، وَكُلَّ كافِرٍ ، وَكُلَّ مُشْرِكٍ ، وَكُلَّ شَيْطانٍ رَجِيمٍ ، وَكُلَّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ . اللّهُمَّ الْعَنْ يَزِيدَ وَآلَ يَزِيدَ وَبَنِي مَرْوانَ جَمِيعاً ، اللّهُمَّ وَضَعِّفْ غَضَبَكَ وَسَخَطَكَ وَعَذابَكَ وَنَقِمَتَكَ عَلَى أَوَّلِ ظالِمٍ ظَلَمَ أَهْلَ بَيْتِ نَبِيِّكَ ، اللّهُمَّ وَالْعَنْ جَمِيعَ الظَّالِمِينَ لَهُمْ وَانْتَقِمْ مِنْهُمْ إِنَّكَ ذُو نِقْمَةٍ مِنَ الْمُجْرِمِينَ .

اللّهُمَّ وَالْعَنْ أَوَّلَ ظالِمٍ ظَلَمَ آلَ بَيْتِ مُحَمَّدٍ ، وَالْعَنْ أَرْواحَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَقُبُورَهُمْ ، وَالْعَنِ اللّهُمَّ الْعِصابَةَ الَّتِي نازَلَتِ الْحُسَيْنَ بْنَ بِنْتِ نَبِيِّكَ

ص: 709

وَحارَبَتْهُ وَقَتَلَتْ أَصْحابَهُ وَأَ نْصارَهُ وَأَعْوَانَهُ وَأَوْ لِيَاءَهُ وَشِيعَتَهُ وَمُحِبِّيهِ وَأَهْلَ بَيْتِهِ وَذُرِّيَّتَهُ ، وَالْعَنِ اللّهُمَّ الَّذِينَ نَهَبُوا مالَهُ ،وَسَلَبُوا حَرِيمَهُ ، وَلَمْ يَسْمَعُوا كَلامَهُ وَلاَ مَقالَهُ ، اللّهُمَّ وَالْعَنْ كُلَّ مَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضِيَ بِهِ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالاْخِرِينَ وَالْخَلائِقِ أَجْمَعِينَ إِلى يَوْمِ الدِّينِ .

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبا عَبْدِ اللّهِ الْحُسَيْنَ وَعَلَى مَنْ سَاعَدَكَ وَعاوَنَكَ وَوَاسَاكَ بِنَفْسِهِ ، وَبَذَلَ مُهْجَتَهُ فِي الذَّبِّ عَنْكَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَوْلايَ وَعَلَيْهِمْ ، وَعَلَى رُوحِكَ وَعَلَى أَرْواحِهِمْ ، وَعَلَى تُرْبَتِكَ وَعَلَى تُرْبَتِهِمْ . اللّهُمَّ لَقِّهِمْ رَحْمَةً وَرِضْواناً وَرَوْحاً وَرَيْحاناً ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَوْلايَ يَا أَبا عَبْدِ اللّهِ ، يَابْنَ خاتَمِ النَّبِيِّينَ ، وَيَابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ ، وَيَابْنَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا شَهِيدُ يَابْنَ الشَّهِيدِ .

ص: 710

اللّهُمَّ بَلِّغْهُ عَنِّي فِي هذِهِ السَّاعَةِ ، وَفِي هذَا الْيَوْمِ ، وَفِي هذَا الْوَقْتِ ، وَكُلِّ وَقْتٍ تَحِيَّةً وَسَلاماً ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ سَيِّدِ الْعالَمِينَ ، وَعَلَى الْمُسْتَشْهَدِينَ مَعَكَ سَلاماً مُتَّصِلاً مَا اتَّصَلَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ ، السَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الشَّهِيدِ ، السَّلامُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الشَّهِيدِ ، السَّلامُ عَلَى الْعَبَّاسِ بْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الشَّهِيدِ ، السَّلامُ عَلَى الشُّهَداءِ مِنْ وُلْدِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، السَّلامُ عَلَى الشُّهَداءِ مِنْ وُلْدِ جَعْفَرٍ وَعَقِيلٍ ، السَّلامُ عَلَى كُلِّ مُسْتَشْهَدٍ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ .

اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَبَلِّغْهُمْ عَنِّي تَحِيَّةً وَسَلاماً ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكاتُهُ ، أَحْسَنَ اللّهُ لَكَ الْعَزاءَ فِي وَلَدِكَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ

ص: 711

يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكاتُهُ ، أَحْسَنَ اللّهُ لَكَ الْعَزاءَ فِي وَلَدِكَ الْحُسَيْنِ ، السَّلامُ عَلَيْكِ يَا فاطِمَةُ يَا بِنْتَ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمِينَ وَعَلَيْكِ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكاتُهُ ، أَحْسَنَ اللّهُ لَكِ الْعَزاءَ فِي وَلَدِكِ الْحُسَيْنِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ وَعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكاتُهُ ، أَحْسَنَ اللّهُ لَكَ الْعَزاءَ فِي أَخِيكَ الْحُسَيْنِ ، السَّلامُ عَلَى أَرْواحِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ، الْأَحْياءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْواتِ ، وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكاتُهُ ، أَحْسَنَ اللّهُ لَهُمُ الْعَزاءَ فِي مَوْلاهُمُ الْحُسَيْنِ . اللّهُمَّ اجْعَلْنا مِنَ الطَّالِبِينَ بِثارِهِ مَعَ إِمامٍ عَدْلٍ تُعِزُّ بِهِ الاْءِسْلامَ وَأَهْلَهُ يَا رَبَّ الْعالَمِينَ .

ثمّ يسجد ويقول :

سپس در حال سجده بگويد :

اللّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى جَمِيعِ مَا نابَ مِنْ خَطْبٍ ، وَلَكَ الْحَمْدُ

ص: 712

عَلَى كُلِّ أَمْرٍ ، وَ إِلَيْكَ الْمُشْتَكى فِي عَظِيمِ الْمُهِمَّاتِ بِخِيَرَتِكَ وَأَوْ لِيائِكَ وَذلِكَ لِما أَوْجَبْتَ لَهُمْ مِنَ الْكَرَامَةِ وَالْفَضْلِ الْكَثِيرِ . اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَارْزُقْنِي شَفاعَةَ الْحُسَيْنِ يَوْمَ الْوُرُودِ ، وَالْمَقامِ الْمَشْهُودِ ، وَالْحَوْضِ الْمَوْرُودِ ، وَاجْعَلْ لِي قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَكَ مَعَ الْحُسَيْنِ وَأَصْحابِ الْحُسَيْنِ الَّذِينَ وَاسَوْهُ بِأَ نْفُسِهِمْ ، وَبَذَلُوا دُونَهُ مُهَجَهُمْ ، وَجاهَدُوا مَعَهُ أَعْداءَكَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِكَ وَرَجَائِكَ ، وَتَصْدِيقاً بِوَعْدِكَ ، وَخَوْفاًمِنْ وَعِيدِكَ ، إِنَّكَ لَطِيفٌ لِمَا تَشاءُ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ(1) .

ص: 713


1- المزار القديم - مخطوط - .

*

زيارة الحسين عليه السلام يوم الأربعين

1 - قال العسكري عليه السلام : « علامات المؤمن خمس : صلاة الإحدى والخمسين ، وزيارة الأربعين ، والتختّم في اليمين ، وتعفير الجبين ، والجهر ببسم اللّه الرحمن الرحيم »(1) .

2 - قال أبو ريحان البيروني : في العشرين من صفر ردّ الرأس الشريف إلى جثّته فدفن معها . وفيه زيارة الأربعين ومجيء حرمه بعد إنصرافهم من الشام(2) .

3 - قال الشيخ الطوسي : وهو اليوم الذي ورد فيه جابر بن عبداللّه بن حرام الأنصاري ، صاحب رسول اللّه صلى الله عليه و آله من المدينة إلى

ص: 714


1- المزار للمفيد : ص60 .
2- الآثار الباقية ، ص331 .

كربلاء لزيارة قبر أبي عبداللّه عليه السلامفكان أوّل من زاره من الناس(1) .

4 - قال الشيخ البهائي : وفي هذا اليوم وهو يوم الأربعين من شهادته عليه السلام كان قدوم جابر بن عبداللّه الأنصاري - رضي اللّه عنه - لزيارته عليه السلام واتّفق في ذلك اليوم ورود حرمه عليه السلام من الشام إلى كربلاء ، قاصدين المدينة ، على ساكنها السلام والتحيّة(2) .

5 - قال العلامة المجلسي : المشهور بين الأصحاب انّ العلّة في ذلك (أي استحباب زيارته في يوم الأربعين) رجوع حرم الحسين (صلوات اللّه عليه)

ص: 715


1- مصباح المتهجّد ، ص787 .
2- توضيح المقاصد ، ص7 .

في مثل ذلك اليوم إلى كربلاء عند رجوعهم من الشام وإلحاق علي بن الحسين (صلوات اللّه عليه) الرؤوس بالأجساد(1) .

6 - قال صفوان بن مهران : قال لي مولاي الصادق (صلوات اللّه عليه) في زيارة الأربعين ، تزور عند ارتفاع النهار وتقول :

زيارت امام حسين عليه السلام در روز اربعين

1 . امام عسكرى عليه السلام فرمود : علامت مؤمن پنج است : 51 ركعت نماز ، زيارت اربعين ، انگشترى در دست راست كردن ، پيشانى بر خاك نهادن ، بسم اللّه را بلند گفتن . [ مزار شيخ مفيد، ص 60 ] .

2 . ابوريحان بيرونى گويد : روز بيستم صفر رأس شريف امام حسين عليه السلام به بدنش ملحق گرديد ، به هنگام بازگشت حرم آن حضرت از شام

ص: 716


1- بحار الأنوار : ج101 ، ص334 .

و از اينجاست زيارت اربعين . [ الآثار الباقية ، ص 331 ] .

3 . شيخ طوسى مى نويسد : جابر بن عبداللّه انصارى روز اربعين وارد كربلا شده و نخستين زائر آن حضرت بود . [ مصباح المتهجّد ، ص 787 ] .

4 . شيخ بهائى گويد : در روز اربعين حرم آن حضرت به هنگام بازگشت از شام در كربلا با جابر مصادف شدند . [ توضيح المقاصد ، ص 7 ] .

5 . علامه مجلسى گويد: مشهور در ميان اصحاب اين است كه تشريع زيارت اربعين به جهت بازگشت حرم امام حسين عليه السلام به كربلا و الحاق رأس مطهّر به بدن مقدّس توسّط امام زين العابدين عليه السلام مى باشد. [ بحار، ج 101، ص 334 ].

6 . امام صادق عليه السلام به صفوان فرمود : روز اربعين هنگامى كه آفتاب بالا آمده باشد بگو :

ص: 717

السَّلامُ عَلَى وَ لِيِّ اللّهِ وَحَبِيبِهِ ، السَّلامُ عَلَى خَلِيلِ اللّهِ وَنَجِيّه ، السَّلامُ عَلَى صَفِيِّ اللّهِ وَابْنِ صَفِيِّهِ ، السَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ الْمَظْلُومِ الشَّهِيدِ ، السَّلامُ عَلَى أَسِيرِ الْكُرُباتِ وَقَتِيلِ الْعَبَرَاتِ . اللّهُمَّ إِنِّى أَشْهَدُ أَ نَّهُ وَ لِيُّكَ وَابْنُ وَ لِيِّكَ ، وَصَفِيُّكَ وَابْنُ صَفِيِّكَ ، الْفَائِزُ بِكَرَامَتِكَ ، أَكْرَمْتَهُ بِالشَّهَادَةِ ، وَحَبَوْتَهُ بِالسَّعَادَةِ ، وَاجْتَبَيْتَهُ بِطِيبِ الْوِلادَةِ ، وَجَعَلْتَهُ سَيِّداً مِنَ السَّادَةِ ، وَقَائِداً مِنَ الْقَادَةِ ، وَذَائِداً مِنَ الذَّادَةِ ، وَأَعْطَيْتَهُ مَوَارِيثَ الْأَ نْبِيَاءِ ، وَجَعَلْتَهُ حُجَّةً عَلَى خَلْقِكَ مِنَ الْأَوْصِيَاءِ ، فَأَعْذَرَ فِي الدُّعَاءِ ، وَمَنَحَ النُّصْحَ ، وَبَذَلَ مُهْجَتَهُ فِيكَ لِيَسْتَنْقِذَ عِبَادَكَ مِنَ الْجَهَالَةِ، وَحَيْرَةِ الضَّلالَةِ ، وَقَدْ تَوَازَرَ عَلَيْهِ مَنْ غَرَّتْهُ الدُّنْيا، وَبَاعَ حَظَّهُ بِالْأَرْذَلِ الْأَدْنى، وَشَرَى آخِرَتَهُ بِالثَّمَنِ الْأَوْكَسِ،

ص: 718

وَتَغَطْرَسَ وَتَرَدَّى فِي هَوَاهُ ، وَأَسْخَطَكَ وَأَسْخَطَ نَبِيَّكَ ، وَأَطَاعَ مِنْ عِبادِكَ أَهْلَ الشِّقاقِ وَالنِّفاقِ ، وَحَمَلَةَ الْأَوْزارِ ، الْمُسْتَوْجِبِينَ النَّارَ ، فَجاهَدَهُمْ فِيكَ صابِراً مُحْتَسِباً حَتَّى سُفِكَ فِي طَاعَتِكَ دَمُهُ وَاسْتُبِيحَ حَرِيمُهُ .

اللّهُمَّ فَالْعَنْهُمْ لَعْناً وَبِيلاً ، وَعَذِّبْهُمْ عَذاباً أَلِيماً . السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ سَيِّدِ الْأَوْصِياءِ ، أَشْهَدُ أَ نَّكَ أَمِينُ اللّهِ وَابْنُ أَمِينِهِ ، عِشْتَ سَعِيداً ، وَمَضَيْتَ حَمِيداً ، وَمُتَّ فَقِيداً ، مَظْلُوماً شَهِيداً ، وَأَشْهَدُ أَنَّ اللّهَ مُنْجِزٌ لَكَ مَا وَعَدَكَ ، وَمُهْلِكٌ مَنْ خَذَلَكَ ، وَمُعَذِّبٌ مَنْ قَتَلَكَ ، وَأَشْهَدُ أَ نَّكَ وَفَيْتَ بِعَهْدِ اللّهِ ، وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ اللّه حَتّى أَتَاكَ الْيَقِينُ ، فَلَعَنَ اللّهُ مَنْ قَتَلَكَ ، وَلَعَنَ اللّهُ مَنْ ظَلَمَكَ ، وَلَعَنَ اللّهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ .

اللّهُمَّ إِ نِّي أُشْهِدُكَ أَنِّي وَ لِيٌّ لِمَنْ والاهُ ، وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداهُ ، بِأَبِي أَ نْتَ

ص: 719

وَأُمِّي يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ ، أَشْهَدُ أَ نَّكَ كُنْتَ نُوراً فِي الْأَصْلابِ الشَّامِخَةِ ، وَالْأَرْحامِ الْمُطَهَّرَةِ ، لَمْ تُنَجِّسْكَ الْجاهِلِيَّةُ بِأَنْجاسِها ، وَلَمْ تُلْبِسْكَ مِنْ مُدلَهِمَّاتُ ثِيابِها ، وَأَشْهَدُ أَ نَّكَ مِنْ دَعائِمِ الدِّينِ ، وَأَرْكانِ الْمُسْلِمِينَ ، وَمَعْقِلِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَأَشْهَدُ أَ نَّكَ الاْءِمامُ الْبَرُّ التَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ الْهادِي الْمَهْدِيُّ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوى ، وَأَعْلامُ الْهُدى ، وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقى ، وَالْحُجَّةُ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيا ، وَأَشْهَدُ أَ نِّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ ، وَبِإِيابِكُمْ مُوقِنٌ بِشَرايِعِ دِينِي ، وَخَواتِيمِ عَمَلِي ، وَقَلْبِي لِقَلْبِكُمْ سِلْمٌ وَ أَمْرِي لِأَمْرِكُمْ مُتَّبِعٌ وَنُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ حَتَّى يَأْذَنَ اللّهُ لَكُمْ فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لاَ مَعَ عَدُّوِكُمْ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَعَلَى أَرْواحِكُمْ وَ أَجْسادِكُمْ وَشاهِدِكُمْ وَغَائِبِكُمْ

ص: 720

وَظَاهِرِكُمْ وَبَاطِنِكُمْ آمِينَ رَبَّ الْعالَمِينَ(1) .

7 - قال السيد رضي الدين ابن طاووس : وقد روى أنّ لهذه الزيارة وداع مخصوص بها ، وهو أنّك تقف قدّام الضريح وتقول :

وداع مخصوص روز اربعين

السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ عَلِيٍّ الْمُرْتَضَى وَصِيِّ رَسُولِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ الْحَسَنِ الزَّكِيِّ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللّهِ فِي أَرْضِهِ وَشَاهِدَهُ عَلَى خَلْقِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللّهِ الشَّهِيدُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا

ص: 721


1- مصباح المتهجّد ، ص788 .

مَوْلاَيَ وَابْنَ مَوْلاَيَ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاَةَ وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَجَاهَدْتَ فِي سَبِيلِ اللّهِ حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ ، أَتَيْتُكَ يَا مَوْلاَيَ زَائِراً وَافِداً رَاغِباً مُقِرّاً لَكَ بِالذُّنُوبِ ، هَارِباً إِلَيْكَ مِنَ الْخَطَايَا لِتَشْفَعَ لِي عِنْدَ رَبِّكَ يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ ، صَلَّى اللّهُ عَلَيْكَ حَيّاَ وَمَيِّتاً ، فَإِنَّ لَكَ عِنْدَ اللّهِ مَقَاماً مَعْلُوماً ، وَشَفَاعَةً مَقْبُولَةً ، لَعَنَ اللّهُ مَنْ ظَلَمَكَ ، لَعَنَ اللّهُ مَنْ حَرَمَكَ وَغَصَبَ حَقَّكَ ، لَعَنَ اللّهُ مَنْ قَتَلَكَ ، وَلَعَنَ اللّهُ مَنْ خَذَلَكَ ، وَلَعَنَ اللّهُ مَنْ دَعَاكَ فَلَمْ يُجِبْكَ وَلَمْ يُعِنْكَ ، وَلَعَنَ اللّهُ مَنْ مَنَعَكَ مِنْ حَرَمِ اللّهِ وَحَرَمِ رَسُولِهِ وَحَرَمِ أَبِيكَ وَأَخِيكَ ، وَلَعَنَ اللّهُ مَنْ مَنَعَكَ مِنْ شُرْبِ مَاءِ الْفُرَاتِ لَعْناً كَثِيراً يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضاً . اَللّهُمَّ فَاطِرَ السَّموَاتِ وَالأَرْضِ ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ،

ص: 722

أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ، وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ . اَللّهُمَّ لاَ تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيَارَتِهِ ، وَارْزُقْنِيهِ أَبَداً مَا بَقِيتُ وَحَيِيتُ يَا رَبِّ ، وَإِنْ مِتُّ فَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَتِهِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحمِينَ(1) .

8 - قال عطاء كنت مع جابر بن عبداللّه يوم العشرين من صفر ، فلمّا وصلنا الغاضريّة إغتسل في شريعتها ولبس قميصاً كان معه طاهراً ، ثمّ قال لي : أمعك شيء من الطيب يا عطاء ؟ قلت : معي سُعد ، فجعل منه على رأسه وسائر جسده ، ثمّ مشى حافياً حتّى وقف عند رأس الحسين عليه السلام وكبّر ثلاثاً ثمّ خرّ مغشياً عليه ، فلمّا أفاق سمعته يقول :

ص: 723


1- إقبال الأعمال : ج3 ، ص104 .

ص: 724

زيارت روز اربعين به زيارت جابر

السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا آلَ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا صَفْوَةَ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا خِيَرَةَ اللّهِ مِنْ خَلْقِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا سادَةَ السَّاداتِ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا لُيُوثَ الْغاباتِ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا سَفِينَةَ النَّجاةِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبا عَبْدِ اللّهِ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ .

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عِلْمِ الْأَ نْبِياءِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ إِبْراهِيمَ خَلِيلِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ إِسْماعِيلَ ذَبِيحِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُوسى كَلِيمِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عِيسى رُوحِ اللّهِ .

السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ مُحَمَّدٍنِ الْمُصْطَفى ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ عَلِيٍّنِ الْمُرْتَضى ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا

ص: 725

شَهِيدُ يَا ابْنَ الشَّهِيدِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا قَتِيلُ ابْنَ الْقَتِيلِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَ لِيَّ اللّهِ وَابْنَ وَ لِيِّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللّهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ عَلَى خَلْقِهِ .

أَشْهَدُ أَ نَّكَ قَدْأَ قَمْتَ الصَّلاةَ ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَبَرَرْتَ والِدَيْكَ ، وَجاهَدْتَ عَدُوَّكَ .

أَشْهَدُ أَ نَّكَ تَسْمَعُ الْكَلامَ ، وَتَرُدُّ الْجَوابَ ، وَأَ نَّكَ حَبِيبُ اللّهِ وَخَلِيلُهُ وَنَجِيبُهُ ، وَصَفِيُّهُ وَابْنُ صَفِيِّهِ ، زُرْتُكَ مُشْتاقاً فَكُنْ لِي شَفِيعاً إِلَى اللّهِ .

يَا سَيِّدِي ، أَسْتَشْفِعُ إِلَى اللّهِ بِجَدِّكَ سَيِّدِ النَّبِيِّينَ ، وَبِأَبِيكَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ ، وَبِأُمِّكَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمِينَ ، لَعَنَ اللّهُ قاتِلِيكَ وَظَالِمِيكَ

ص: 726

وشَانِئِيكَ وَمُبْغِضِيكَ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالاْخِرِينَ .

ثم انحنى على القبر ومرَّغ خدّيه عليه وصلّى أربع ركعات ، ثم جاء إلى قبر علي بن الحسين عليهماالسلام فقال :

چهار ركعت نماز زيارت خوانده ، در زيارت على اكبر عليه السلام گفت :

زيارت على اكبر عليه السلام در روز اربعين

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَوْلايَ وَابْنَ مَوْلايَ ، لَعَنَ اللّهُ قاتِلِيكَ ، وَلَعَنَ اللّهُ ظالِمِيكَ ، أَ تَقَرَّبُ إِلَى اللّهِ بِمَحَبَّتِكُمْ ، وَأَبْرَأُ إِلَى اللّهِ مِنْ عَدُوِّكُمْ .

ثمّ قبَّله وصلّى ركعتين ، والتفتَ إلى قبور الشهداء فقال :

دو ركعت نماز زيارت خوانده ، در زيارت ساير شهدا گفت :

السَّلامُ عَلَى الْأَرْواحِ الْمُنِيخَةِ بِقَبْرِ أَبِي عَبْدِ اللّهِ الْحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا شِيعَةَ اللّه وَشِيعَةَ رَسُولِهِ وَشِيعَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْحَسَنِ

ص: 727

وَالْحُسَيْنِ ، السَّلامُ عَلَيْكمُ يَا طَاهِرِونَ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا مَهْدِيُّونَ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَبْرارَ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَعَلَى مَلائِكَةِ اللّهِ الْحَافِّينَ بِقُبُورِكُمْ ، جَمَعَنِي اللّهُ وَ إِيَّاكُمْ فِي مُسْتَقَرِّ رَحْمَتِهِ تَحْتَ عَرْشِهِ .

ثمّ جاء إلى قبر العبّاس ابن أمير المؤمنين عليهماالسلام ، فوقف عليه وقال :

زيارت حضرت ابوالفضل عليه السلام در روز اربعين

ص: 728

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا القاسِمِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا عَبَّاسَ بن عَلِيٍّ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، أَشْهَدُ لَقَدْ بَالَغْتَ فِي النَّصِيحَةِ ، وَأَدَّيْتَ الأمَانَةَ ، وَجَاهَدْتَ عَدُوَّكَ وَعَدُوَّ أَخِيكَ ، فَصَلَواتُ اللّهِ عَلى رُوحِكَ الطَّيِّبَةِ ، وَجَزَاكَ اللّهُ مِنْ أَخٍ خَيْراً . ثمّ صلّى ركعتين ودعا اللّه ومضى(1) .

زيارة الحسين عليه السلام كل ليلة جمعة وكل يوم جمعة

1 - روى أخطب خوارزم عن كعب الأحبار أنّه قال في حديث طويل له في الملاحم والفتن: إنّ الحسين عليه السلام يقتل بعرصة كربلاء وتبكيه الملائكة في السماوات... وإنّ البقعة التي يدفن فيها خير البقاع ... وما من نبيّ إلاّ زارها وقد بكى عليها . ولها في كلّ يوم زيارة من الملائكة بالتسليم . فإذا كانت ليلة جمعة أو يوم

ص: 729


1- مصباح الزائر ، ص286 .

جمعة نزل إليها سبعون ألف ، يزورونه ويبكون عليه ويذكرون فضله ومنزلته عندهم ... قال الراوي: لقيت سلمان الفارسي فحدّثته بهذا الحديث، فقال سلمان: لقد صدقك كعب(1).

2 - ذكر السيد ابن طاووس بعض القصص المربوطة بزيارة الحسين عليه السلامفي ليالي الجمعة(2) .

3 - ذكر العلامة المجلسي في عداد أعمال ليلة الجمعة أنّه يستحب أن يدعو بدعاء المظلوم عند قبر أبي عبداللّه الحسين عليه السلام وهو :

دعاى مشهور به دعاى مظلوم ، در شب جمعه در حرم امام حسين عليه السلام :

ص: 730


1- مقتل الحسين ، للخوارزمي : ج2 ، ص170 .
2- إقبال الأعمال : ج3 ، ص65 .

اَللّهُمَّ إِنِّي أَعْتَزُّ بِدِينِكَ وَأَكْرَمُ بِهِدَايَتِكَ ، وَفُلانٌ يُذِلُّني بِشَرِّهِ وَيُهِينُني بِأَذِيَّتِهِ وَيَعِيبُني بِوِلاءِ أَوْلِيائِكَ وَيَبْهَتُني بِدَعْوَاهُ ، وَقَدْ جِئْتُ إِلى مَوْضِعِ الدُّعاءِ وَضِمانِكَ الاِْجابَةِ ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَعْدِني عَلَيْهِ السَّاعَةَ - السَّاعَةَ - .

ثم ينكبّ على القبر ويقول :

آنگاه خود را روى قبر انداخته تا نفس يارى مى كند بگويد :

مَوْلايَ إِمامي ، مَظْلُومٌ إسْتَعْدى عَلى ظَالِمِهِ ، النَّصْرَ النَّصْرَ - حتى تنقطع النفس -(1) .

4 - روى الحاج علي البغدادي في ذكر قصّة تشرّفه إلى لُقيا امام العصر (عج) انّ الحجة القائم (عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف) قال : « نعم ، زيارة الحسين عليه السلامفي ليلة الجمعة أمان من النار يوم القيامة »(2) .

5 - قال الشيخ الطوسي : ويستحبّ زيارة أبي عبداللّه الحسين بن علي عليهماالسلام مثل ذلك (اي لمن اراد أن يزوره وهو في بلده) بعد أن يغتسل - في يوم الجمعة - ويعلو سطح داره أو في مفازة من الأرض ويومي إليه بالسلام ويقول :

زيارت امام حسين عليه السلام روز جمعه از راه دور ، پشت بام ، يا در صحرا السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَوْلايَ وَسَيِّدِي وَابْنَ سَيِّدِي ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَوْلايَ

ص: 731


1- بحار الأنوار : ج89 ، ص306 .
2- جنّة المأوى ، ص141 .

وَابْنَ مَوْلايَ ، يَا قَتِيلَ بْنَ الْقَتِيلِ ، الشَّهِيدَ بْنَ الشَّهِيدِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، أَنَا زَائِرُكَ يَابْنَ رَسُولِ اللّهِ بِقَلْبِي وَلِسانِي وَجَوَارِحِي ، وَإِنْ لَمْ أَزُرْكَ بِنَفْسِي وَالْمُشَاهَدَةِ لِقُبَّتِكَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللّهِ ، وَوَارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ اللّهِ ، وَوَارِثَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللّهِ ، وَوَارِثَ مُوسى كَلِيمِ اللّهِ ، وَوَارِثَ عِيسى رُوحِ اللّهِ ، وَوَارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللّهِ وَنَبِيِّهِ وَرَسُولِهِ ، وَوَارِثَ عَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَوَصِيِّ رَسُولِ اللّهِ وَخَلِيفَتِهِ ، وَوَارِثَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَصِيِّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، لَعَنَ اللّهُ قَاتِلَكَ وَجَدَّدَ عَلَيْهِمُ الْعَذَابَ فِي هذِهِ السَّاعَةِ وَفِي كُلِّ سَاعَةٍ ، أَنَا يَا سَيِّدِي مُتَقَرِّبٌ إِلى اللّهِ تَعَالى وَاِلى جَدِّكَ رَسُولِ اللّهِ وَإِلى أَبِيكَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَإِلى أَخِيكَ الْحَسَنِ ، وَإِلَيْكَ يَا مَوْلايَ ، عَلَيْكَ سَلامُ اللّهُ وَرَحْمَتُهُ بِزِيَارَتِي لَكَ بِقَلْبِي وَلِسَانِي وَجَمِيعِ جَوَارِحِي ، فَكُنْ يَا سَيِّدِي شَفِيعِي لِقَبُولِ ذلِكَ مِنّي

ص: 732

، وَأَنَا بِالْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَاءِكَ وَاللَّعْنَةِ لَهُمْ وَعَلَيْهِمْ أَتَقَرَّبُ بِذلِكَ إِلى اللّهِ تَعَالى وَإِلَيْكُمْ أَجْمَعِينَ ، فَعَلَيْكَ صَلَوَاتُ اللّهِ وَرِضْوَانُهُ وَرَحْمَتُهُ .

ثمّ تتحوّل إلى يسارك قليلاً وتحوّل وجهك إلى قبر علي بن الحسين ، فهو عند رجل أبيه عليهماالسلام وتسلّم عليه بمثل ذلك ، ثمّ ادع اللّه بما أحببت من أمر دينك ودنياك . وصلّ أربع ركعات صلاة الزيارة ، أو ستّ ركعات ، أو ثماني ركعات - وهو أفضلها - وأقلّه ركعتان . ثمّ تستقبل نحو قبر أبي عبداللّه عليه السلام فتقول :

أَنَا مُوَدِّعُكَ يَا مَوْلايَ وَابْنَ مَوْلايَ وَسَيِّدِي وَابْنَ سَيِّدِي ، وَمُوَدِّعُكَ يَا سَيِّدِي وَابْنَ سَيِّدِي يَا عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ ، وَمُوَدِّعُكُمْ يَا سَادَاتِي يَا مَعْشَرَ الشُّهَدَاءِ ،

ص: 733

فَعَلَيْكُمْ سَلامُ اللّهِ وَرَحْمَتُهُ وَبَركَاتُهُ وَرِضْوَانُهُ(1) .

* * *

ص: 734


1- مصباح المتهجّد ، ص289 .

الباب الرابع: صلاة الحسين عليه السلام

اشارة

* صفة صلاة الحسين عليه السلام * صلاة زيارة الحسين عليه السلام * صلاة الزيارة من بُعد * إتمام الصلاة في الحائر

ص: 735

صلاة الحسين عليه السلام

1 قال السيد ابن طاووس قدس سره : صفة صلاة الحسين عليه السلام . وهي ممّا ينبغي أن يصلى عند ضريحه عليه السلام ، وهي أربع ركعات ، بأربعمائة مرة فاتحة الكتاب ، وأربعمائة مرة قل هو اللّه أحد ، تقرأ وأنت قائم خمسين مرة الحمد ، وخمسين مرة قل هو اللّه أحد ، ثم تركع وتقرأ كلّ واحدة منهما عشراً ، ثم ترفع رأسك وتقرأهما عشراً ، ثم تسجد وتقرأهما عشراً ، ثم ترفع رأسك وتقرأهما عشراً ثم تسجد وتقرأهما عشراً ، فذلك مائة في كلّ ركعة . فإذا سلَّمت فقل :

نماز امام حسين عليه السلام

نماز امام حسين عليه السلام كه شايسته است در كنار ضريح خوانده شود، چهار ركعت است با دو سلام ، در هر ركعت : 50 مرتبه سوره « حمد » و 50 مرتبه سوره « قل هو اللّه احد » ، آنگاه در ركوع ، بعد از ركوع در حال ايستاده ، در سجده اول ، وسط دو سجده ، و در سجده دوم 10 مرتبه « حمد » و 10 مرتبه « قل هو اللّه » مى خوانى ، جمعاً 400 مرتبه مى شود ، بعد از سلام مى گويى :

يا اللّهُ أنتَ الَّذي استَجَبْتَ لاِدَمَ وَحَوّاءَ عَلَيهِما السَّلامُ حِينَ « قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ »وَنَاداكَ نُوحٌ عَليهِ السَّلامُ فَاسْتَجَبتَ لَهُ وَنَجَّيْتَهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الكَربِ العَظيمِ ، وَأَطْفَأتَ نارَ نَمرودَ عَنْ خَليلِكَ إبراهيمَ فَجَعَلتَها عَليهِ بَرداً وَسَلاماً .

وَأَنْتَ الَّذي استَجَبتَ لِأَيُّوبَ عَلَيه السَّلامُ حينَ نَاداكَ : « أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ » فَكَشَفَتَ ما بِهِ من الضُّرِّ وآتَيتَهُ أَهلهُ وَمِثلَهُم مَعَهُم رَحمَةً مِنْ عِنْدِكَ وَذِكرى لِأولي الأَلبابِ .

وَأَنتَ الَّذي استَجَبتَ لِذي النُّونِ حينَ نادى : « فِي الظُّلُمَاتِ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ

ص: 736

أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ » فَنَجَّيتَهُ مِنَ الغَمِّ .

وَأَنْتَ الَّذي استَجَبتَ لِموسى وَهارُونَ دَعْوَتَهُما حينَ قُلتَ : « قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا » وَاَغرَقْتَ فِرعَونَ وَقَومَهُ ، وغَفَرْتَ لِداودَ ذَنبَهُ ، وَنَبَّهْتَ قَلبَهُ وَأَرْضَيْتَ خَصْمَهُ رَحمةً مِنكَ ، وَفَدَيتَ الذَّبيحَ بِذِبحٍ عَظيمٍ بَعدَما « أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ » فَنادَيتَ بِالفَرجِ وَالرَّوحِ .

وَأَنتَ الَّذي ناداكَ زَكَريا عَليهِ السَّلامُ : « نِدَاء خَفِيّاً * قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً » وقلت : « وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ » .

ص: 737

وَأَنتَ تَسْتَجيبُ لِلَّذينَ آمَنُوا وَعَمِلوا الصَّالِحاتِ لَتَزيدَنَّهُم مِنْ فَضْلِكَ ، رَبِّ فَلا تَجْعَلني مِنْ أَهوَنِ الدَّاعينَ لَكَ ، الرَّاغِبينَ إِليكَ ، وَاستَجِبْ لي كَمَا اسْتَجَبتَ لَهُم ، بِحَقِّهِم عَليكَ طَهِّرنِي بِطُهرِكَ ، وَتَقَبَّل صَلَواتي وَحَسَناتي بِقَبولٍ حَسَنٍ ، وَطَيِّب بَقيَّةَ حَياتي ، وَطَيِّب وَفاتي ، وَاحْفَظني في مَن أُخَلِّفُ ، وَاحْفَظهُمْ رَبِّ بِدُعائي ، وَاجْعَلْ ذُرِّيَّتي ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً تُحيطُها بِحِياطَتِكَ مِنْ كُلِّ ما حُطتَ مِنهُ ذُرِّيَّةَ أوليائِكَ وَأَهلِ طاعَتِكَ ، بِرَحمَتِكَ يا أَرحَمَ الرَّاحِمينَ .

يا مَنْ هُوَ على كُلِّ شَيءٍ رَقيبٌ ، وَمِنْ كُلِّ سائِلٍ قَريبٌ ، وَلِكُلِّ داعٍ مِنْ خَلقِهِ مُسْتَجيبٌ ، أنتَ اللّهُ الذي لا إِلَهَ إلاّ أنتَ الحَيُّ القَيُّومُ ، الأحَدُ الصَّمَدُ ، الَّذي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ .

وَأَسْأَلُكَ بِالقُدرَةِ الَّتي عَلَوتَ بِها على عَرشِكَ ، وَرَفَعتَ بِها سَماواتِكَ ،

ص: 738

وَفَرَشتَ بِها أَرضَكَ ، وَأَرسَيتَ بِها جِبالَكَ ، وَأجريتَ بِها البِحارَ ، وَسَخَّرتَ بِها السَّحابَ ، وَالشَّمسَ وَالقَمَرَ والنُّجُومَ ، وَاللَّيلَ وَالنَّهارَ ، وَخَلَقتَ بِها الخَلائِقَ كُلَّها .

أَسأَلُكَ بِعَظَمَةِ وَجهِكَ الكَريمِ ، الَّذي أشرَقَتْ بِهِ السَّماواتُ ، وَأضاءَتْ بِهِ الظُّلُماتُ إلاَّ صَلَّيتَ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَكَفَيتَني أمرَ مَعادي ومَعاشي ، وَأَصلَحتَ شَأني كُلَّهُ ، وَلَمْ تَكِلْني إلى نَفْسي طَرْفَةَ عَيْنٍ ، وَأصلَحتَ أمري وَأمرَ عِيالي ، وَكَفَيتني أَمرَهُمْ ، وَأغنَيتَني وَإيّاهُم مِن كُنوزِكَ وَخَزائِنِكَ وَسَعَةِ فَضْلِكَ ، وَأنبَطتَ قَلبي مِن يَنابيعِ الحِكمَةِ التي تَنفَعُني بِها ، وتَنفَعُ بها مَنِ ارتَضيتَ مِن عِبادِكَ ، وَجَعَلتَ لي مِنَ المُتَّقينَ

ص: 739

في آخِرَتي إماماً كَما جعلتَ إبراهيمَ إِماماً .

فإنَّ بِتَوفيقِكَ يَفوزُ الفائِزونَ ، وَيَتوبُ التّائِبُونَ ، وَيَعبُدُكَ العابِدُونَ ، وَبِتَسدِيدِكَ يَسْعَدُ الصَّالِحُونَ المُحِبُّونَ الخائِفونَ لَكَ ، وَبِإرشادِكَ نَجَا النَّاجُونَ مِنْ نارِكَ ، وَأَشْفَقَ مِنها المُشْفِقُونَ مِنْ خَلقِكَ ، وَبِخِذلانِكَ خَسِرَ المُبْطِلونَ ، وَهَلَكَ الظَّالِمونَ ، وَغَفَلَ الغافِلونَ .

اللّهُمَّ آتِ نَفسي مُناها ، أنتَ وَليُّها وَمَولاها ، وَأنتَ خَيرُ مَنْ زَكَّاها ، اللّهُمَّ بَيِّن لَها هُداها ، وَأَلهِمْها فُجورَها وَتَقواها ، وَأَنزِلها مِنَ الجِنانِ عُلياها ، وَطَيِّب وَفاتَها وَمَحياها ، وَأَكْرِمْ مُنقَلَبَها وَمَثواها ، وَمُستَقَرَّها وَمَأواها ، أنت رَبُّها وَمَولاها .

ثم ادع بما أحببتَ إنْ شاء اللّه تعالى(1) .

صفة صلاة زيارة الحسين عليه السلام

2 وهي أربع ركعات بالحمد و « قل هو اللّه أحد » ، و « قل يا أيُّها الكافرون » ، وتدعو بعدها فتقول :

نماز زيارت امام حسين عليه السلام چهار ركعت - با دو سلام - با حمد ، قل هو اللّه و قل يا ايّها الكافرون ، بعد از سلام بگو :

اللّهُمَّ إنِّي أُشْهِدُكَ وَأُشهِدُ أَهلَ طاعَتِكَ مِن جَميعِ خَلقِكَ ، بِأنِّي أَشهَدُ مَعَ

ص: 740


1- مصباح الزائر ، ص532 .

كُلِّ شاهِدٍ يَشهَدُ بِما شَهِدتُ بِهِ أجمعَ في حَياتي وَبعدَ وَفاتي حتّى ألقاكَ على ذلِكَ يَومَ فاقَتي .

وَأَشهَدُ أنَّ « اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ » .

وَأَشهَدُ أنَّ « النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ » .

وَأَشْهَدُ أَنَّ وَلِيَّنا « اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ » ، وأنّ ذريتهما « أُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ »«ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ » .

وَأَشهَدُ أَنَّكُم أعلامُ الدِّينِ ، وَأُولُوا الأَرحامِ [ الحُكَّامِ ] عَلى الوَرى ، وَالحُجَّةُ عَلى أهلِ الدُّنيا ، انتَجَبتَهُم وَاصْطَفَيتَهُم وَاختَصَصْتَهُمْ

ص: 741

وَأطْلَعتَهُم على سِرِّكَ ، فَقامُوا بِأمرِكَ ، وَأَمَرُوا بِالمَعرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ المُنْكَرِ ، وَدَعَوُا العِبادَ إلى التَّأويلِ والتَّنزيلِ ، كُلَّما مَضى مِنهُم داعٍ ، خَلَّف فيهِمْ داعِياً ، فَرَضْتَ طاعَتَهُم ، وَأَمَرتَ بِمُوالاتِهِم ، وَلَمْ تَجعَلْ لِأَحدٍ مِنْ خَلقِكَ عُذراً فِي تَركِهِم ، وَالانحِيازِ عَنهُم ، وَالمَيلِ إلى غَيرِهِم ، وَجَعَلتَهُم أهلَ بَيتِ النُّبوَّةِ ، واَفضَلَ البريَّةِ ، وَمَعدنَ الرِّسالَةِ ، وَمُختَلَفَ المَلائِكَةِ ، وَمَهبَطَ الوَحي وَالكَرامَةِ ، وَأولادَ الصِّفوَةِ ، وَأسباطَ الرُّسُلِ ، وَأقرانَ الكِتابِ ، وَأبوابَ الهُدى ، وَالعُروةَ الوُثقى ، لا يَخافونَ فيكَ لَومَةَ لائِمٍ ، وَلا يَقومُ بِحَقِّهِم إلاَّ مُؤمِنٌ ، وَلا يُهدى بِهداهُم إلاّ مُنتَجَبٌ .

ص: 742

اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلَيهِم بِأفضَلِ صَلَواتِكَ ، وَبارِكْ عَلَيهم بِأجزَلِ بَرَكاتِكَ ، وَبَوِّأهُم مِن كَرَمِكَ بِأكرَمِ كَراماتِكَ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ .

اللّهُمَّ اجْعَلْ أَحَبَّ الأشياءِ إليَّ ، وَأَبَرَّها لَدَيَّ ، وَأَهَمَّها إليَّ حُبَّكَ وَحُبَّ رَسُولِكَ ، وَحُبَّ أهلِ بَيتِهِ الطَّيِّبينَ ، وَحُبَّ مَنْ أَحَبَّهُم مِنْ جَميعِ خَلقِكَ ، وَحُبَّ مَنْ عَمِلَ المُحَبَّ لَكَ وَلَهُم ، وَبُغضَ مَنْ أَبغَضَكَ وَأبْغَضَهُم مِنْ جَميعِ خَلقِكَ ، وَبُغضَ مَنْ عَمِلَ المُبغَضَ لَكَ ولَهُم ، حَيّاً وَميِّتاً ، وارزُقني صَبراً جَميلاً ، وَديناً سَليماً ، وَفَرَجاً قَريباً ، وَأجراً عَظيماً ، وَرِزقاً هَنيئاً ، وَعَيشاً رَغيداً ، وَجِسماً صَحيحاً ، وَعَيناً دَامِعَةً ، وَقَلباً خاشِعاً ، وَيَقيناً ثابِتاً ، وَعُمراً طَويلاً ، وَعَقلاً كامِلاً ، وَعِبادَةً دائِمَةً ، وَأَسأَلُكَ الثَّباتَ عَلى الهُدى ، وَالقُوَّةَ عَلى ما تُحِبُّ وَتَرضى .

اللّهُمَّ واجْعَلْ حُبَّكَ أحبَّ الأشياءِ إليَّ ، وَخَوفَكَ أخوفَ

ص: 743

الأشياءِ عِندي ، وارزُقني حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يَنفَعُني حُبُّهُ عِندَكَ ، وَما رَزَقتَني وَتَرزُقني مِمّا أُحبُّ فَاجعَلهُ لي فَراغاً في ما تُحبُّ ، وَاقطَع حَوائِجَ الدُّنيا بالشَّوقِ إلى لِقائِكَ ، وَإذ أقرَرتَ عُيونَ أهلِ الدُّنيا بِدُنياهُم فَاجْعَل قُرَّةَ عَيني في طاعَتِكَ وَرِضاكَ وَمَرضاتِكَ بِرَحْمَتِك ، إنَّ رَحْمَتَكَ قَريبٌ مِنَ المُحْسِنينَ(1) .

صلاة أخرى عند رأس الحسين عليه السلام

ص: 744


1- بحار الأنوار : ج101 ، ص285 .

3 وهما ركعتان بالرحمن وتبارك ، فمن صلاّهما كتب اللّه له خمساً وعشرين حجّة مقبولة مبرورة متقبّلة مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله(1) .

دو ركعت نماز در طرف بالاى سر امام حسين عليه السلام مستحب است ، در ركعت اول حمد و الرحمن ، در ركعت دوم حمد و سوره تبارك خوانده مى شود ، معادل 25 حج مقبول در محضر پيامبر خدا پاداش دارد .

صلاة الزيارة عند رأس الحسين عليه السلام

4 قال الشيخ المفيد قدس سره : ثمّ انصرف إلى عند الرأس

ص: 745


1- مصباح الزائر ، ص531 .

فصلّ ركعتين : تقرأ في الأولى منهما : فاتحة الكتاب وسورة يس ، وفي الثانية : فاتحة الكتاب وسورة الرحمن . فإذا سلّمت فسبّح تسبيح الزهراء عليهاالسلام ومجّد اللّه كثيراً واستغفر لذنبك وصلّ على رسول اللّه صلى الله عليه و آله . ثم ارفع يديك إلى السماء وقل : « اللهمّ إنّا أتيناه مؤمنين ... » إلى آخر ما قدّمناه في الزيارة الثالثة من الزيارات المطلقة(1) .

نماز زيارت در بالاى سر امام حسين عليه السلام دو ركعت است ، در ركعت اول بعد از حمد سوره يس ، در ركعت دوم سوره الرحمن ، بعد از سلام ، تسبيح حضرت زهرا ، حمد و سپاس خداوند ، استغفار ، صلوات بر رسول اكرم صلى الله عليه و آلهسپس دعاى : « اللّهمّ إنّا

ص: 746


1- المزار ، للمفيد ، ص103 .

أتيناه ... » كه در زيارت سوّم از زيارتهاى مطلقه نقل كرديم .

صلاة الزيارة للزائر النائي عنه عليه السلام

5 ينبغي التنبيه على أنّ زائر الحسين عليه السلام إذا زاره من بلده ، يقدم صلاة الزيارة على نفس الزيارة كما صرّح به الباقر عليه السلام في شرح زيارة عاشوراء :

قال علقمة بن محمّد الحضرمي : قلت لأبي جعفر عليه السلام : علّمني دعاءً أدعو به ذلك اليوم ، إذا أنا زرته من قرب ودعاءً أدعو به إذا لم أزره من قرب ، وأومأت من بُعد البلاد ومن داري بالسلام . قال : فقال لي : يا علقمة ، إذا أنت صلّيت الركعتين بعد أن تومي إليه بالسلام فقل : ... السلام عليك

ص: 747

يا أبا عبداللّه .(1) وقد تكلّم المحقق الاسترابادي الشهير ب- : « ميرداماد » في ذلك كثيراً وجاء بما لا مزيد عليه ونقل عن « ابن زهرة » أنّه قال في « الغنية » بكل صراحة :

6 وأمّا صلاة الزيارة للنبي صلى الله عليه و آله أو لأحد من الأئمّة عليهم السلام فركعتان عند الرأس بعد الفراغ ، فان أراد الانسان الزيارة لأحدهم وهو مقيم في بلده ، قدّم الصلاة ثم زار عقيبها(2) .

اتمام الصلاة في الحائر للمسافر

ص: 748


1- مصباح المتهجّد ، ص773 .
2- رسالة أربعة أيام ، ص64 .

7 - قال الشيخ المفيد قدس سره : الأصل في صلاة السفر التقصير ، لطفاً من اللّه جلّ اسمه لعباده ، ورحمة لهم وتخفيفاً عنهم ، وجاءت آثار لا شبهة في طريقها ، ولا شكّ في صحّتها باتمام الصلاة في الأربعة مواطن ، لشرفها وتعظيمها ، فكان التقصير فيها على الأصل للرخصة جايزاً والإتمام أفضل(1) .

ثم روى بإسناده عن الصادق عليه السلام أنه قال :

8 - تتم الصلاة في أربعة مواطن : في المسجد الحرام ، ومسجد الرسول ، ومسجد الكوفة وحرم الحسين عليه السلام(2) .

وروى عن أبي الحسن (موسى الكاظم) عليه السلامأنه قال :

9 - أتمّ الصلاة في الحرمين وبالكوفة وعند قبر الحسين عليه السلام(3) .

وروى عن الصادق عليه السلام أنه قال :

ص: 749


1- المزار ، للمفيد ، ص119 .
2- الكافي : ج4 ، ص587 .
3- تهذيب الأحكام : ج5 ، ص431 .

10 - زر قبر الطيّب وأتمّ الصلاة عنده(1) .

مسافر در چهار جا مى تواند نماز ش را تمام بخواند : 1 ) مسجد الحرام؛ 2 ) مسجد النبى؛ 3 ) مسجد كوفه؛ 4 ) حرم امام حسين عليه السلام * * * * الخاتمة الشفاء في تربته وإجابة الدعاء تحت قبّته

ص: 750


1- الإستبصار : ج2 ، ص335 .

ختامه مسك

فضل طين قبر الحسين عليه السلام

1 - قال محمّد بن مسلم : سمعت أبا جعفر وجعفر بن محمّد عليهماالسلام يقولان :

« إنّ اللّه تعالى عوّض الحسين عليه السلام من قتله : أن جعل الإمامة في ذرّيته ، والشفاء في تربته وإجابة الدعاء تحت قبّته ، ولا تعدّ أيّام زائريه جائياً وراجعاً من عمره »(1) .

2 - قال الصادق عليه السلام : « في طين قبر الحسين عليه السلام الشفاء من كلّ داء وهو الدواء الأكبر »(2) .

3 - وقال عليه السلام : « طين قبر الحسين عليه السلام فيه

ص: 751


1- بحار الأنوار : ج44 ، ص221 .
2- تهذيب الأحكام : ج6 ، ص74 .

شفاء وإن اُخذ على رأس ميل »(1) .

4 - وقال عليه السلام : « يؤخذ طين قبر الحسين عليه السلام من عند القبر على سبعين ذراعاً »(2) .

ص: 752


1- المزار الكبير ، ص361 .
2- الكافي : ج4 ، ص588 .

5 - وقال عليه السلام : « لو أن مريضاً من المؤمنين يَعرف حق ابي عبداللّه عليه السلاموحرمته ، أخذ له من طين قبر الحسين عليه السلام مثل رأس الأنملة كان له دواءً وشفاءً »(1) .

6 - وقال عليه السلام : « حنّكوا أولادكم بتربة الحسين عليه السلام فانّها أمان »(2) .

7 - سئل الصادق عليه السلام عمّا يقال عند تناول التربة ، فقال : قبّلها قبل كلّ شيء ، وضَعْها على عينيك ، ولا تناول منها أكثر من حمّصة ، فاذا تناولت فقل : « اللّهمّ إنّي أسألك بحق المَلَك الذي قبضها ، وأسألك بحقّ النبيّ الذي خزنها ، وأسألك بحقّ الوصيّ الذي حلّ فيها ، أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وأن تجعله شفاءً من كلّ داء وأماناً من كلّ خوف وحفظاً من كلّ سوء » .

ص: 753


1- مصباح المتهجّد ، ص732 .
2- تهذيب الأحكام : ج6 ، ص74 .

فاذا فعلت ذلك - ان شاء اللّه - فاشددها في شيء واقرأ عليها : « إنّا أنزلناه في ليلة القدر » .

فإذا أردت أكلها فقل : « بسم اللّه وباللّه اللهم اجعله رزقاً واسعاً وعلماً نافعاً وشفاءً من كلّ داء ، انّك على كلّ شيء قدير »(1) .

8 - قال العلامة كاشف الغطاء قدس سره : لمّا فرغ الإمام زين العابدين عليه السلاممن دفن أبيه ، أخذ قبضة من التربة التي وضع عليها الجسد الشريف ... ولمّا رجع إلى المدينة صار يتبرّك بتلك التربة ويسجد عليها ويعالج بعض مرضى عائلته بها . فشاع هذا عند العلويين وأتباعهم ومن يقتدي بهم(2) .

9 - كان الصادق عليه السلام لا يسجد إلاّ على تربة الحسين عليه السلام تذلّلاً واستكانة إليه(3) .

ص: 754


1- المزار الكبير ، ص363 .
2- الأرض والتربة الحسينيّة ، ص31 .
3- وسائل الشيعة : ج5 ، ص366 .

10 - قال الصادق عليه السلام : « انّ السجود على تربة أبي عبداللّه عليه السلام يخرق

ص: 755

الحجب السبع »(1) .

11 - قال الرضا عليه السلام : « من أدار الطين من التربة فقال : سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلاّ اللّه واللّه أكبر ، مع كل حبّة منها ، كتب اللّه له بها ستة آلاف حسنة ، ومحا عنه ستة آلاف سيئة ، ورفع له ستة آلاف درجة ، وأثبت له من الشفاعة مثلها »(2) .

12 - قال العلامة كاشف الغطاء : لما فرغ الإمام زين العابدين عليه السلام من دفن أبيه ، أخذ قبضة من التربة ... وعمل منها سجّادة ومِسبحة ، وهي السُّبحة التي كان يديرها بيده حين أدخلوه الشام على يزيد(3) .

13 - قال السيد ابن طاووس : ويجعل معه (أي مع الميّت) شيء من تربة

ص: 756


1- مصباح المتهجّد ، ص734 .
2- مستدرك الوسائل : ج10 ، ص344 .
3- الأرض والتربة الحسينيّة ، ص31 .

الحسين عليه السلام فقد روى أنه أمان(1) .

14 - حضر الإمام موسى الكاظم عليه السلام جنازة شطيطة في نيسابور وطرح في قبرها من تراب قبر أبي عبداللّه عليه السلام(2) .

15 - روى أن الحور العين إذا بصرت بواحد من الأملاك يهبط إلى الأرض لأمر مّا ، يستهدين منه السبح والتربة من طين قبر الحسين عليه السلام(3) .

فضيلت تربت امام حسين عليه السلام

امام صادق عليه السلام فرمود :

1 . تربت امام حسين عليه السلام شفاى هر درد است . [ تهذيب الاحكام ، ج 6 ، ص 74 ] .

2 . تربت امام حسين عليه السلام از فاصله ى 70 ذراع برداشته مى شود .

[ كافى ، ج 4 ، ص 588 ] .

3 . بيمارى كه مقام امام حسين عليه السلام را بشناسد ، به مقدار سرِ سوزن از خاك قبرش شفاى او مى باشد . [ مصباح المتهجّد ، ص 732 ] .

4 . سجده بر تربت حسينى پرده هاى هفتگانه را مى شكافد .

[ مصباح المتهجد ، ص 734 ] .

5 . كام فرزندان خود را با تربت برداريد كه امان مى باشد .

[ تهذيب الاحكام ، ج 6 ، ص 74 ] .

6 . امام صادق عليه السلام جز بر تربت سجده نمى كرد . [ وسائل الشيعه ، ج 5 ، ص 366 ] .

7 . امام زين العابدين عليه السلام پس از دفن امام حسين عليه السلام يك مشت از خاك قبر برداشت ، از آن مُهر و تسبيح درست كرد .[ الارض والتّربة الحسينيّة ، ص 31 ] .

ص: 757


1- فلاح السائل ، ص45 .
2- ثاقب المناقب ، ص111 .
3- بحار الأنوار : ج101 ، ص134 .

8 . قرار دادن تربت در قبر ، امان مى باشد .[ فلاح السّائل ، ص 45 ] .

9 . از تربت امام حسين عليه السلام تا مقدار يك لپه مى توان به قصد شفا تناول كرد .

[ المزار الكبير ، ص 363 ] .

10 . به هنگام نزول فرشتگان ، حوريان از آنها طلب مى كنند كه براى آنها از تربت امام حسين عليه السلام هديه بياورند .[ بحار ، ج 101 ، ص 134 ] .

الدعاء عند قبر الحسين عليه السلام

16 - قال الصادق عليه السلام : من كان له حاجة إلى اللّه عزّوجلّ ، فليقف عند رأس الحسين عليه السلام وليقل : « يا أبا عبداللّه أشهد أنّك تشهد مقامي وتسمع كلامي وأنّك حيّ عند ربّك ترزق ، فاسأل ربّك وربّي في قضاء حوائجي »(1).

ص: 758


1- عدّة الداعي ، ص64 .

17 - قد قدّمنا انّ الباقر والصادق عليهماالسلام قالا : إنّ اللّه تبارك وتعالى عوّض الحسين عليه السلام عن قتله اشياء منها : إجابة الدعاء تحت قبّته(1) .

18 - روى علي بن أسباط في كتابه « النوادر » عن غير واحد من أصحابنا الإماميّة أنّه إذا انتشر خبر شهادة الحسين عليه السلام في البلدان ، أتت إليه مائة ألف امرأة لا تلد ، فولدن كلّهن .

أقول : كان علي بن أسباط من أصحاب الرضا والجواد عليهماالسلام واكّد النجاشي بوثاقته(2) .

19 - الإمام الهادي عليه السلام ما زال يقول في مرضه : « إبعثوا إلى الحير ، ابعثوا إلى الحير »(3) .

20 - قال ابو هاشم الجعفري : دخلت أنا ومحمّد بن حمزة ،

ص: 759


1- الأمالي ، للطوسي : ج1 ، ص317 .
2- الأصول الستّة عشر ، نوادر علي بن أسباط ، ص123 .
3- الكافي : ج4 ، ص567 .

علي الهادي عليه السلامنعوده وهو عليل ، فقال لنا : « وجّهوا قوماً إلى الحاير من مالي » . فلمّا خرجنا من عنده قال لي محمّد بن حمزة المشير : يوجّهنا إلى الحاير وهو بمنزلة من في الحاير . قال : قعدت إليه فأخبرته ، فقال لي : « ليس هو هكذا ، انّ للّه مواضع يحبّ أن يعبد فيها ، وحائر الحسين من تلك المواضع »(1) .

دعا در حائر امام حسين عليه السلام

امام باقر و امام صادق عليهماالسلام فرمودند : خداوند در برابر شهادت امام حسين عليه السلامامامان را در تبار او ، شفا را در تربت او ، و استجابت دعا را در زير

ص: 760


1- كامل الزيارات ، ص274 .

گنبد آن حضرت قرار داده است . [ بحار ، ج 44 ، ص 221 ] .

هنگامى كه امام هادى عليه السلام بيمار مى شد كسى را مى فرستاد تا در حاير امام حسين عليه السلام براى او دعا كند . [ كافى ، ج 4 ، ص 567 ] .

پس از شهادت امام حسين عليه السلام هزاران زن نازا به كنار قبر آن حضرت رفته ، متوسل شدند و همگى صاحب فرزند شدند . [ الاصول السّتة عشر ، ص 123 ] .

هذا آخر ما تيسّر لي جمعه من زيارات سيد الشهداء ، إمام الاتقياء ، مصباح الهدى وسفينة النجاة ، ببضاعة مزجاة ، راجياً القبول من اللّه تبارك وتعالى ، متقرّباً إلى سبط الرسول وقرّة عين البتول ، شفيع الامة وسيّد شباب أهل الجنة ، قائلاً لقرّة عينه وثمرة فؤاده والآخذ بثاره ، الإمام الحجّة (عجلّ اللّه تعالى فرجه الشريف) :

« يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا

ص: 761

الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَآ إِنَّ اللّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ » .

سائلاً منه تعالى أن يجعله نبراساً لإخواني المؤمنين ، زائري حرم شفيع المذنبين ، نجل أمير المؤمنين ، عليه صلوات المصلّين ، وذخيرة لي ولوالديّ والمساهمين في طبعه ونشره ، ليوم : « لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ » .

وقد وقع الفراغ منه - بمنّه وتوفيقه - في غرّة شعبان المعظّم ، من شهور 1424 ه ، في بلدة قم المقدّسة ، حرم الأئمّة ، تحت رعاية كريمة أهل البيت فاطمة المعصومة سلام اللّه عليها ، حامداً مصلّياً مستغفراً .

« علي أكبر مهدى پور »

ص: 762

الملاحق

اشارة

1 - زيارة امين اللّه 2 - الزيارة الجامعة الكبيرة

ص: 763

زيارة أمين اللّه

اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ . اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَمِينَ اللّهِ فِي أَرْضِهِ ، وَحُجَّتَهُ عَلَى عِبَادِهِ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ جَاهَدْتَ فِي اللّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ، وَعَمِلْتَ بِكِتَابِهِ ، وَاتَّبَعْتَ سُنَنَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، حَتَّى دَعَاكَ اللّهُ إِلَى جِوَارِهِ ، وَقَبَضَكَ إِلَيْهِ بِاخْتِيَارِهِ ، وَأَلْزَمَ أَعْدَاءَكَ الْحُجَّةَ فِي قَتْلِهِمْ إِيَّاكَ ، مَعَ مَا لَكَ مِنَ الْحُجَجِ الْبَالِغَةِ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ . اَللّهُمَّ فَاجْعَلْ نَفْسِي مُطْمَئِنَّةً بِقَدَرِكَ ، رَاضِيةً بِقَضَائِكَ ، مُولَعَةً بِذِكْرِكَ وَدُعَائِكَ ، مُحِبَّةً لِصَفْوَةِ أَوْلِيَائِكَ ، مَحْبُوبَةً فِي أَرْضِكَ وَسَمَائِك ، صَابِرَةً عَلَى نُزُولِ بَلاَئِكَ ، شَاكِرَةً لِفَوَاضِلِ نَعْمَائِكَ ، ذَاكِرَةً لِسَوَابِغِ آلاَئِكَ ، مُشْتَاقَةً إِلَى فَرْحَةِ لِقَائِكَ ، مُتَزَوِّدةً التَّقْوَى لِيَوْم ِ جَزَائِكَ ، مُسْتَنَّةً بِسُنَنِ أَوْلِيَائِكَ ، مُفَارِقَةً لِأَخْلاَقِ أَعْدَائِكَ ، مَشْغُولَةً عَنِ الدُّنْيَا بِحَمْدِكَ وَثَنَائِكَ .

ثمّ وضع خدّه على القبر وقال: اَللّهُمَّ إِنَّ قُلُوبَ الْمُخْبِتِينَ إِلَيْكَ وَالِهَةٌ ،

ص: 764

وَسُبُلَ الرَّاغِبِينَ إِلَيْكَ شَارِعَةٌ ، وَأَعْلاَمَ الْقَاصِدِينَ إِلَيْكَ وَاضِحَةٌ ، وَأَفْئِدَةَ الْعَارِفِينَ مِنْكَ فَازِعَةٌ ، وَأَصْوَاتَ الدَّاعِينَ إِلَيْكَ صَاعِدَةٌ ، وَأَبْوَابَ الاْءِجَابَةِ لَهُمْ مُفَتَّحَةٌ ، وَدَعْوَةَ مَنْ نَاجَاكَ مُسْتَجَابَةٌ ، وَتَوْبَةَ مَنْ أَنَابَ إِلَيْكَ مَقْبُولَةٌ ، وَعَبْرَةَ مَنْ بَكَى مِنْ خَوْفِكَ مَرْحُومَةٌ ، وَالاْءِغَاثَةَ لِمَنِ اسْتَغَاثَ بِكَ مَوْجُودَةٌ ، وَالاْءِعَانَةَ لِمَنِ اسْتَعَانَ بِكَ مَبْذُولَةٌ ، وَعِدَاتِكَ لِعِبَادِكَ مُنْجَزَةٌ ، وَزَلَلَ مَنِ اسْتَقَالَكَ مُقَالَةٌ ، وَأَعْمَالَ الْعَامِلِينَ لَدَيْكَ مَحْفُوظَةٌ ، وَأَرْزَاقَ الْخَلاَئِقِ مِنْ لَدُنْكَ نَازِلَةٌ ، وَعَوَائِدَ الْمَزِيدِ إِلَيْهِمْ وَاصِلَةٌ ، وَذُنُوبَ الْمُسْتَغْفِرِينَ مَغْفُورَةٌ ، وَحَوَائِجَ خَلْقِكَ عِنْدَكَ مَقْضِيَّةٌ ، وَجَوَائِزَ السَّائِلِينَ عِنْدَكَ مُوَفَّرَةٌ ، وَعَوَائِدَ الْمَزِيدِ مُتَوَاتِرَةٌ، وَمَوَائِدَ الْمُسْتَطْعِمِينَ مُعَدَّةٌ ، وَمَنَاهِلَ الظِّمَاءِ لَدَيْكَ مُتْرَعَةٌ.

ص: 765

اَللّهُمَّ فَاسْتَجِبْ دُعَائِي ، وَاقْبَلْ ثَنَائِي ، وَاعْطِنِي جَزَائِي ، وَاجْمَعْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَوْلِيَائِي ، بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَعَلِيّ ٍ وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ ، إِنَّكَ وَلِيُّ نَعْمَائِي ، وَمُنْتَهَى مُنَايَ ، وَغَايَةُ رَجَائِي فِي مُنْقَلَبِي وَمَثْوَايَ .

أَنْتَ إِلٰهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ اغْفِرْ لِأَوْلِيائِنا، وَكُفَّ عَنَّا أَعْداءَنا، وَاشْغَلْهُمْ عَنْ أَذَانَا، وَأَظْهِرْ كَلِمَةَ الْحَقِّ وَاجْعَلْهَا الْعُلْيَا، وَأَدْحِضْ كَلِمَةَ الْبَاطِلِ وَاجْعَلْهَا السُّفْلىٰ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

روى جابر الجعفي عن الباقر عليه السلام أنه قال : ما قاله أحد من شيعتنا عند قبر أميرالمؤمنين صلوات اللّه عليه ، أو عند قبر أحد من الائمّة عليهم السلام إلاّ وُقِّع في درج من نور وطبع عليه بطابع محمّد صلى الله عليه و آله حتى يُسلَّم إلى القائم عليه السلام ، فيلقى صاحبه بالبُشرى والتّحيّة والكرامة ، ان شاء اللّه تعالى .(1)

الزيارة الجامعة الكبيرة

ص: 766


1- مصباح المتهجّد ، ص 738 .

روى الشيخ الصدوق قدس سره باسناده عن موسى بن عمران النخعى ، أنّه قال للإمام الهادي عليه السلام : علّمني يابن رسول اللّه قولاً أقوله ، بليغاً كاملاً إذا زرتُ واحداً منكم . فقال :

إذا صرت إلى الباب فقف واشهد الشّهادتين وأنت على غسل ، فإذا دخلت ورأيت القبر فقف وقل : اللّه أكبر ثلاثين مرّة ، ثمّ إمش قليلاً وعليك السكينة والوقار ، وقارب بين خطاك ، ثمّ قف وكبّر اللّه عزّوجلّ ثلاثين مرّة ، ثم ادن من القبر وكبّر اللّه أربعين مرّة - تمام مائة تكبير - ثم قال :

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ بَيْتِ النُّبُوَّةِ ، وَمَوْضِعَ الرِّسَالَةِ ، وَمُخْتَلَفَ الْمَلاَئِكَةِ، وَمَهْبِطَ الْوَحْيِ ، وَمَعْدِنَ الرَّحْمَةِ ، وَخُزَّانَ الْعِلْمِ ، وَمُنْتَهَى الْحِلْمِ ، وَأُصُولَ الْكَرَمِ ، وَقَادَةَ الْأُمَمِ ، وَأَوْلِيَاءَ النِّعَمِ ، وَعَنَاصِرَ الْأَبْرَارِ ، وَدَعَائِمَ

ص: 767

الْأَخْيَارِ ، وَسَاسَةَ الْعِبَادِ ، وَأَرْكَانَ الْبِلاَدِ ، وَأَبْوَابَ الاْءِيمَانِ ، وَأُمَنَاءَ الرَّحْمَنِ ، وَسُلاَلَةَ النَّبِيِّينَ، وَصَفْوَةَ الْمُرْسَلِينَ، وَعِتْرَةَ خِيَرَةِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ.

السَّلاَمُ عَلَى أَئِمَّةِ الْهُدَى ، وَمَصَابِيحِ الدُّجَى ، وَأَعْلاَمِ التُّقَى ، وَذَوِي النُّهَى ، وَأُولِي الْحِجَى ، وَكَهْفِ الْوَرَى ، وَوَرَثَةِ الْأَنْبِيَاءِ ، وَالْمَثَلِ الْأَعْلَى ، وَالدَّعْوَةِ الْحُسْنَى ، وَحُجَجِ اللّهِ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا وَالاْخِرَةِ وَالْأُولَى ، وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ .

السَّلاَمُ عَلَى مَحَالِّ مَعْرِفَةِ اللّهِ ، وَمَسَاكِنِ بَرَكَةِ اللّهِ ، وَمَعَادِنِ حِكْمَةِ اللّهِ ، وَحَفَظَةِ سِرِّ اللّهِ ، وَحَمَلَةِ كِتَابِ اللّهِ ، وَأَوْصِيَاءِ نَبِيِّ اللّهِ ، وَذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ .

السَّلاَمُ عَلَى الدُّعَاةِ إِلَى اللّهِ ، وَالْأَدِلاَّءِ عَلَى مَرْضَاةِ اللّهِ ، وَالْمُسْتَقِرِّينَ فِي

ص: 768

أَمْرِ اللّهِ وَالتَّامِّينَ فِي مَحَبَّةِ اللّهِ ، وَالْمُخْلِصِينَ فِي تَوْحِيدِ اللّهِ ، وَالْمُظْهِرِينَ لِأَمْرِ اللّهِ وَنَهْيِهِ ، وَعِبَادِهِ الْمُكْرَمِينَ الَّذِينَ لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ، وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ .

السَّلاَمُ عَلَى الْأَئِمَّةِ الدُّعَاةِ ، وَالْقَادَةِ الْهُدَاةِ ، وَالسَّادَةِ الْوُلاَةِ ، وَالذَّادَةِ الْحُمَاةِ ، وَأَهْلِ الذِّكْرِ ، وَأُولِي الْأَمْرِ ، وَبَقِيَّةِ اللّهِ ، وَخِيَرَتِهِ وَحِزْبِهِ ، وَعَيْبَةِ عِلْمِهِ ، وَحُجَّتِهِ وَصِرَاطِهِ وَنُورِهِ ، وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ .

أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، كَمَا شَهِدَ اللّهُ لِنَفْسِهِ وَشَهِدَتْ لَهُ مَلاَئِكَتُهُ وَأُولُو الْعِلْمِ مِنْ خَلْقِهِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ .

وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ الْمُنْتَجَبُ ، وَرَسُولُهُ الْمُرْتَضَى ، أَرْسَلَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ .

وَأَشْهَدُ أَنَّكُمُ الْأَئِمَّةُ الرَّاشِدُونَ ، الْمَهْدِيُّونَ ، الْمَعْصُومُونَ ، الْمُكَرَّمُونَ ،

ص: 769

الْمُقَرَّبُونَ ، الْمُتَّقُونَ ، الصَّادِقُونَ ، الْمُصْطَفَوْنَ ، الْمُطِيعُونَ للّه ِِ ، الْقَوَّامُونَ بِأَمْرِهِ ، الْعَامِلُونَ بِإِرَادَتِهِ ، الْفَائِزُونَ بِكَرَامَتِهِ .

اصْطَفَاكُمْ بِعِلْمِهِ ، وَارْتَضَاكُمْ لِغَيْبِهِ ، وَاخْتَارَكُمْ لِسِرِّهِ ، وَاجْتَبَاكُمْ بِقُدْرَتِهِ ، وَأَعَزَّكُمْ بِهُدَاهُ ، وَخَصَّكُمْ بِبُرْهَانِهِ ، وَانْتَجَبَكُمْ بِنُورِهِ ، وَأَيَّدَكُمْ بِرُوحِهِ ، وَرَضِيَكُمْ خُلَفَاءَ فِي أَرْضِهِ ، وَحُجَجاً عَلَى بَرِيَّتِهِ ، وَأَنْصَاراً لِدِينِهِ ، وَحَفَظَةً لِسِرِّهِ، وَخَزَنَةً لِعِلْمِهِ، وَمُسْتَوْدَعاً لِحِكْمَتِهِ، وَتَرَاجِمَةً لِوَحْيِهِ، وَأَرْكَاناً لِتَوْحِيدِهِ، وَشُهَدَاءَ عَلَى خَلْقِهِ ، وَأَعْلاَماً لِعِبَادِهِ ، وَمَنَاراً فِي بِلاَدِهِ ، وَأَدِلاَّءَ عَلَى صِرَاطِهِ .

عَصَمَكُمُ اللّهُ مِنَ الزَّلَلِ، وَآمَنَكُمْ مِنَ الْفِتَنِ، وَطَهَّرَكُمْ مِنَ الدَّنَسِ ، وَأَذْهَبَ

ص: 770

عَنْكُمُ الرِّجْسَ ( أَهْلَ الْبَيْتِ ) وَطَهَّرَكُمْ تَطْهِيراً ؛ فَعَظَّمْتُمْ جَلاَلَهُ ، وَأَكْبَرْتُمْ شَأْنَهُ ، وَمَجَّدْتُمْ كَرَمَهُ ، وَأَدْمَنْتُمْ ذِكْرَهُ ، وَوَكَّدْتُمْ مِيثَاقَهُ، وَأَحْكَمْتُمْ عَقْدَ طَاعَتِهِ ، وَنَصَحْتُمْ لَهُ فِي السِّرِّ وَالْعَلاَنِيَةِ ، وَدَعَوْتُمْ إِلَى سَبِيلِهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَبَذَلْتُمْ أَنْفُسَكُمْ فِي مَرْضَاتِهِ ، وَصَبَرْتُمْ عَلَى مَا أَصَابَكُمْ فِي جَنْبِهِ ، وَأَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ ، وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ ، وَأَمَرْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَجَاهَدْتُمْ فِي اللّهِ حَقَّ جِهَادِهِ، حَتَّى أَعْلَنْتُمْ دَعْوَتَهُ، وَبَيَّنْتُمْ فَرَائِضَهُ، وَأَقَمْتُمْ حُدُودَهُ ، وَنَشَرْتُمْ شَرَائِعَ أَحْكَامِهِ ، وَسَنَنْتُمْ سُنَّتَهُ، وَصِرْتُمْ فِي ذَلِكَ مِنْهُ إِلَى الرِّضَا ، وَسَلَّمْتُمْ لَهُ الْقَضَاءَ ، وَصَدَّقْتُمْ مِنْ رُسُلِهِ مَنْ مَضَى .

فَالرَّاغِبُ عَنْكُمْ مَارِقٌ ، وَاللاَّزِمُ لَكُمْ لاَحِقٌ ، وَالْمُقَصِّرُ فِي حَقِّكُمْ

ص: 771

زَاهِقٌ ، وَالْحَقُّ مَعَكُمْ ، وَفِيكُمْ ، وَمِنْكُمْ ، وَإِلَيْكُمْ ، وَأَنْتُمْ أَهْلُهُ وَمَعْدِنُهُ ، وَمِيرَاثُ النُّبُوَّةِ عِنْدَكُمْ ، وَإِيَابُ الْخَلْقِ إِلَيْكُمْ ، وَحِسَابُهُمْ عَلَيْكُمْ ، وَفَصْلُ الْخِطَابِ عِنْدَكُمْ ، وَآيَاتُ اللّهِ لَدَيْكُمْ ، وَعَزَائِمُهُ فِيكُمْ ، وَنُورُهُ وَبُرْهَانُهُ عِنْدَكُمْ وَأَمْرُهُ إِلَيْكُمْ .

مَنْ وَالاَكُمْ فَقَدْ وَالَى اللّهَ ، وَمَنْ عَادَاكُمْ فَقَدْ عَادَى اللّهَ ، وَمَنْ أَحَبَّكُمْ فَقَدْ أَحَبَّ اللّهَ ، وَمَنْ أَبْغَضَكُمْ فَقَدْ أَبْغَضَ اللّهَ ، وَمَنِ اعْتَصَمَ بِكُمْ فَقَدِ اعْتَصَمَ بِاللّهِ ، أَنْتُمُ [ السَّبِيلُ الْأَعْظَمُ ، وَ ] الصِّرَاطُ الْأَقْوَمُ ، وَشُهَدَاءُ دَارِ الْفَنَاءِ ، وَشُفَعَاءُ دَارِ الْبَقَاءِ ، وَالرَّحْمَةُ الْمَوْصُولَةُ ، وَالاْيَةُ الْمَخْزُونَةُ ، وَالْأَمَانَةُ الْمَحْفُوظَةُ ، وَالْبَابُ الْمُبْتَلَى بِهِ النَّاسُ .

مَنْ أَتَاكُمْ نَجَا ، وَمَنْ لَمْ يَأْتِكُمْ هَلَكَ ؛ إِلَى اللّهِ تَدْعُونَ وَعَلَيْهِ تَدُلُّونَ ، وَبِهِ تُؤمِنُونَ ، وَلَهُ تُسَلِّمُونَ ، وَبِأَمْرِهِ تَعْمَلُونَ ، وَإِلَى سَبِيلِهِ تُرْشِدُونَ ، وَبِقَوْلِهِ

ص: 772

تَحْكُمُونَ ، سَعِدَ مَنْ وَالاَكُمْ ، وَهَلَكَ مَنْ عَادَاكُمْ ، وَخَابَ مَنْ جَحَدَكُمْ ، وَضَلَّ مَنْ فَارَقَكُمْ ، وَفَازَ مَنْ تَمَسَّكَ بِكُمْ . وَأَمِنَ مَنْ لَجَأَ إِلَيْكُمْ ، وَسَلِمَ مَنْ صَدَّقَكُمْ ، وَهُدِيَ مَنِ اعْتَصَمَ بِكُمْ .

مَنِ اتَّبَعَكُمْ فَالْجَنَّةُ مَأْوَاهُ ، وَمَنْ خَالَفَكُمْ فَالنَّارُ مَثْوَاهُ ، وَمَنْ جَحَدَكُمْ كَافِرٌ ، وَمَنْ حَارَبَكُمْ مُشْرِكٌ ، وَمَنْ رَدَّ عَلَيْكُمْ فِي أَسْفَلِ دَرْكٍ مِنَ الْجَحِيمِ .

أَشْهَدُ أَنَّ هَذَا سَابِقٌ لَكُمْ فِيمَا مَضَى ، وَجَارٍ لَكُمْ فِيمَا بَقِيَ ؛ وَأَنَّ أَرْوَاحَكُمْ وَنُورَكُمْ وَطِينَتَكُمْ وَاحِدَةٌ ، طَابَتْ وَطَهُرَتْ ، بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ ، خَلَقَكُمُ اللّهُ أَنْوَاراً فَجَعَلَكُمْ بِعَرْشِهِ مُحْدِقِينَ ، حَتَّى مَنَّ عَلَيْنَا بِكُمْ ، فَجَعَلَكُمْ « فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ » ، وَجَعَلَ صَلَوَاتِنَا عَلَيْكُمْ ، وَمَا خَصَّنَا بِهِ مِنْ وَلاَيَتِكُمْ طِيباً لِخَلْقِنَا ، وَطَهَارَةً لِأَنْفُسِنَا ، وَتَزْكِيَةً لَنَا ، وَكَفَّارَةً

ص: 773

لِذُنُوبِنَا ، فَكُنَّا عِنْدَهُ مُسَلِّمِينَ بِفَضْلِكُمْ ، وَمَعْرُوفِينَ بِتَصْدِيقِنَا إِيَّاكُمْ ، فَبَلَغَ اللّهُ بِكُمْ أَشْرَفَ مَحَلِّ الْمُكَرَّمِينَ ، وَأَعْلَى مَنَازِلِ الْمُقَرَّبِينَ ، وَ أَرْفَعَ دَرَجَاتِ الْمُرْسَلِينَ ، حَيْثُ لاَ يَلْحَقُهُ لاَحِقٌ ، وَلاَ يَفُوقُهُ فَائِقٌ ، وَلاَ يَسْبِقُهُ سَابِقٌ ، وَلاَ يَطْمَعُ فِي إِدْرَاكِهِ طَامِعٌ ؛ حَتَّى لاَ يَبْقَى مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ، وَلاَ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ ، وَلاَ صِدِّيقٌ وَلاَ شَهِيدٌ ، وَلاَ عَالِمٌ وَلاَ جَاهِلٌ ، وَلاَ دَنِيٌّ وَلاَ فَاضِلٌ ، وَلاَ مُؤمِنٌ صَالِحٌ وَلاَ فَاجِرٌ طَالِحٌ ، وَلاَ جَبَّارٌ عَنِيدٌ ، وَلاَ شَيْطَانٌ مَرِيدٌ ، وَلاَ خَلْقٌ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ شَهِيدٌ ، إِلاَّ عَرَّفَهُمْ جَلاَلَةَ أَمْرِكُمْ ، وَعِظَمَ خَطَرِكُمْ وَكِبَرَ شَأْنِكُمْ ، وَتَمَامَ نُورِكُمْ ، وَصِدْقَ مَقَاعِدِكُمْ ، وَثَبَاتَ مَقَامِكُمْ ، وَشَرَفَ مَحَلِّكُمْ ، وَمَنْزِلَتِكُمْ عِنْدَهُ ، وَكَرَامَتَكُمْ عَلَيْهِ ، وَخَاصَّتَكُمْ لَدَيْهِ ، وَقُرْبَ مَنْزِلَتِكُمْ مِنْهُ .

بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي وَأَهْلِي وَمَالِي وَأُسْرَتِي .

ص: 774

أُشْهِدُ اللّهَ وَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي مُؤمِنٌ بِكُمْ وَبِمَا آمَنْتُمْ بِهِ ، كَافِرٌ بِعَدُوِّكُمْ وَبِمَا كَفَرْتُمْ بِهِ ، مُسْتَبْصِرٌ بِشَأْنِكُمْ وَبِضَلاَلَةِ مَنْ خَالَفَكُمْ ، مُوَالٍ لَكُمْ وَلِأَوْلِيَائِكُمْ ، مُبْغِضٌ لِأَعْدَائِكُمْ وَمُعَادٍ لَهُمْ ، سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَكُمْ ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكُمْ ، مُحَقِّقٌ لِمَا حَقَّقْتُمْ ، مُبْطِلٌ لِمَا أَبْطَلْتُمْ ، مُطِيعٌ لَكُمْ ، عَارِفٌ بِحَقِّكُمْ ، مُقِرٌّ بِفَضْلِكُمْ ، مُحْتَمِلٌ لِعِلْمِكُمْ ، مُحْتَجِبٌ بِذِمَّتِكُمْ ، مُعْتَرِفٌ بِكُمْ ، مُؤمِنٌ بِإِيَابِكُمْ ، مُصَدِّقٌ بِرَجْعَتِكُمْ ، مُنْتَظِرٌ لِأَمْرِكُمْ ، مُرْتَقِبٌ لِدَوْلَتِكُمْ ، آخِذٌ بِقَوْلِكُمْ ، عَامِلٌ بِأَمْرِكُمْ ، مُسْتَجِيرٌ بِكُمْ ، زَائِرٌ لَكُمْ ، لاَئِذٌ عَائِذٌ بِقُبُورِكُمْ ، مُسْتَشْفِعٌ إِلَى اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِكُمْ ، وَمُتَقَرِّبٌ بِكُمْ إِلَيْهِ ، وَمُقَدِّمُكُمْ أَمَامَ طَلِبَتِي وَحَوَائِجِي وَإِرَادَتِي فِي كُلِّ أَحْوَالِي وَأُمُورِي ، مُؤمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَعَلاَنِيَتِكُمْ ، وَشَاهِدِكُمْ وَغَائِبِكُمْ ، وَأَوَّلِكُمْ وَآخِرِكُمْ ،

ص: 775

وَمُفَوِّضٌ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ إِلَيْكُمْ ، وَمُسَلِّمٌ فِيهِ مَعَكُمْ ، وَقَلْبِي لَكُمْ سِلْمٌ ، وَرَأْيِي لَكُمْ تَبَعٌ ، وَنُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ ، حَتَّى يُحْيِيَ اللّهُ دِينَهُ بِكُمْ ، وَيَرُدَّكُمْ فِي أَيَّامِهِ ، وَيُظْهِرَكُمْ لِعَدْلِهِ ، وَيُمَكِّنَكُمْ فِي أَرْضِهِ ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ ، لاَ مَعَ عَدُوِّكُمْ ، آمَنْتُ بِكُمْ ، وَتَوَلَّيْتُ آخِرَكُمْ بِمَا تَوَلَّيْتُ بِهِ أَوَّلَكُمْ ، وَبَرِئْتُ إِلَى اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ أَعْدَائِكُمْ ، وَمِنَ الْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ ، وَالشَّيَاطِينِ وَحِزْبِهِمُ ، الظَّالِمِينَ لَكُمْ ، الْجَاحِدِينَ لِحَقِّكُمْ ، وَالْمَارِقِينَ مِنْ وَلاَيَتِكُمْ ، وَالْغَاصِبِينَ لاِ ءِرْثِكُمْ ، الشَّاكِّينَ فِيكُمْ ، الْمُنْحَرِفِينَ عَنْكُمْ ؛ وَمِنْ كُلِّ وَلِيجَةٍ دُونَكُمْ ، وَكُلِّ مُطَاعٍ سِوَاكُمْ ، وَمِنَ الْأَئِمَّةِ الَّذِينَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ .

فَثَبَّتَنِي اللّهُ أَبَداً مَا حَيِيتُ عَلَى مُوَالاَتِكُمْ وَمَحَبَّتِكُمْ وَدِينِكُمْ، وَوَفَّقَنِي لِطَاعَتِكُمْ ، وَرَزَقَنِي شَفَاعَتَكُمْ ، وَجَعَلَنِي مِنْ خِيَارِ مَوَالِيكُمُ التَّابِعِينَ لِمَا

ص: 776

دَعَوْتُمْ إِلَيْهِ ، وَجَعَلَنِي مِمَّنْ يَقْتَصُّ آثَارَكُمْ ، وَيَسْلُكُ سَبِيلَكُمْ ، وَيَهْتَدِي بِهُدَاكُمْ ، وَيُحْشَرُ فِي زُمْرَتِكُمْ ، وَيُكَرُّ فِي رَجْعَتِكُمْ ، وَيُمَلَّكُ فِي دَوْلَتِكُمْ ، وَيُشَرَّفُ فِي عَافِيَتِكُمْ ، وَيُمَكَّنُ فِي أَيَّامِكُمْ ، وَتَقَرُّ عَيْنُهُ غَداً بِرُؤيَتِكُمْ .

بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي وَنَفْسِي وَأَهْلِي وَمَالِي . مَنْ أَرَادَ اللّهَ بَدَأَ بِكُمْ ، وَ مَنْ وَحَّدَهُ قَبِلَ عَنْكُمْ ، وَمَنْ قَصَدَهُ تَوَجَّهَ بِكُمْ .

مَوَالِيَّ ، لاَ أُحْصِي ثَنَاءَكُمْ ، وَلاَ أَبْلُغُ مِنَ الْمَدْحِ كُنْهَكُمْ ، وَمِنَ الْوَصْفِ قَدْرَكُمْ ، وَأَنْتُمْ نُورُ الْأَخْيَارِ ، وَهُدَاةُ الْأَبْرَارِ ، وَحُجَجُ الْجَبَّارِ .

بِكُمْ فَتَحَ اللّهُ، وَبِكُمْ يَخْتِمُ، وَبِكُمْ يُنَزِّلُ الْغَيْثَ، وَبِكُمْ « يُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ »، وَبِكُمْ يُنَفِّسُ الْهَمَّ ، وَيَكْشِفُ الضُّرَّ، وَعِنْدَكُمْ مَا نَزَلَتْ بِهِ رُسُلُهُ ، وَهَبَطَتْ بِهِ مَلاَئِكَتُهُ ، وَإِلَى جَدِّكَ بُعِثَ الرُّوحُ الْأَمِينُ . آتَاكُمُ اللّهُ مَا لَمْ يُؤتِ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ ، طَأْطَأَ كُلُّ

ص: 777

شَرِيفٍ لِشَرَفِكُمْ ، وَبَخَعَ كُلُّ مُتَكَبِّرٍ لِطَاعَتِكُمْ ، وَخَضَعَ كُلُّ جَبَّارٍ لِفَضْلِكُمْ ، وَذَلَّ كُلُّ شَيْءٍ لَكُمْ ، وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِكُمْ ، وَفَازَ الْفَائِزُونَ بِوَلاَيَتِكُمْ ، بِكُمْ يُسْلَكُ إِلَى الرِّضْوَانِ ، وَعَلَى مَنْ جَحَدَ وَلاَيَتَكُمْ غَضَبُ الرَّحْمَنِ .

بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي وَنَفْسِي وَأَهْلِي وَمَالِي، ذِكْرُكُمْ فِي الذَّاكِرِينَ، وَأَسْمَاؤكُمْ فِي الْأَسْمَاءِ ، وَأَجْسَادُكُمْ فِي الْأَجْسَادِ ، وَأَرْوَاحُكُمْ فِي الْأَرْوَاحِ ، وَأَنْفُسُكُمْ فِي النُّفُوسِ، وَآثَارُكُمْ فِي الاْثَارِ ، وَقُبُورُكُمْ فِي الْقُبُورِ ؛ فَمَا أَحْلَى أَسْمَاءَكُمْ، وَأَكْرَمَ أَنْفُسَكُمْ ، وَأَعْظَمَ شَأْنَكُمْ ، وَأَجَلَّ خَطَرَكُمْ ، وَأَوْفَى عَهْدَكُمْ .

كَلاَمُكُمْ نُورٌ ، وَأَمْرُكُمْ رُشْدٌ ، وَوَصِيَّتُكُمُ التَّقْوَى ، وَفِعْلُكُمُ الْخَيْرُ ، وَعَادَتُكُمُ الاْءِحْسَانُ ، وَسَجِيَّتُكُمُ الْكَرَمُ ، وَشَأْنُكُمُ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ ،

ص: 778

وَقَوْلُكُمْ حُكْمٌ وَحَتْمٌ ، وَرَأْيُكُمْ عِلْمٌ وَحِلْمٌ وَحَزْمٌ ؛ إِنْ ذُكِرَ الْخَيْرُ كُنْتُمْ أَوَّلَهُ وَأَصْلَهُ وَفَرْعَهُ وَمَعْدِنَهُ وَمَأْوَاهُ وَمُنْتَهَاهُ .

بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي وَنَفْسِي ، كَيْفَ أَصِفُ حُسْنَ ثَنَائِكُمْ ، وَأُحْصِي جَمِيلَ بَلاَئِكُمْ ، وَبِكُمْ أَخْرَجَنَا اللّهُ مِنَ الذُّلِّ ، وَفَرَّجَ عَنَّا غَمَرَاتِ الْكُرُوبِ ، وَأَنْقَذَنَا مِنْ شَفَا جُرُفِ الْهَلَكَاتِ وَمِنَ النَّارِ .

بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي وَنَفْسِي ، بِمُوَالاَتِكُمْ عَلَّمَنَا اللّهُ مَعَالِمَ دِينِنَا ، وَأَصْلَحَ مَا كَانَ فَسَدَ مِنْ دُنْيَانَا ، وَبِمُوَالاَتِكُمْ تَمَّتِ الْكَلِمَةُ ، وَعَظُمَتِ النِّعْمَةُ ، وَائْتَلَفَتِ الْفُرْقَةُ ، وَبِمُوَالاَتِكُمْ تُقْبَلُ الطَّاعَةُ الْمُفْتَرَضَةُ ، وَلَكُمُ الْمَوَدَّةُ الْوَاجِبَةُ ، وَالدَّرَجَاتُ الرَّفِيعَةُ ، وَالْمَقَامُ الْمَحْمُودُ ، وَالْمَقَامُ الْمَعْلُومُ عِنْدَ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَالْجَاهُ الْعَظِيمُ ، وَالشَّأْنُ الْكَبِيرُ ، وَالشَّفَاعَةُ الْمَقْبُولَةُ .

« رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ » ، « رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ

ص: 779

الْوَهَّابُ » ، « سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً » .

يَا وَلِيَّ اللّهِ ، إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ ذُنُوباً لاَ يَأْتِي عَلَيْهَا إِلاَّ رِضَاكُمْ ؛ فَبِحَقِّ مَنِ ائْتَمَنَكُمْ عَلَى سِرِّهِ ، وَاسْتَرْعَاكُمْ أَمْرَ خَلْقِهِ ، وَقَرَنَ طَاعَتَكُمْ بِطَاعَتِهِ ، لَمَّا اسْتَوْهَبْتُمْ ذُنُوبِي ، وَكُنْتُمْ شُفَعَائِي ؛ فَإِنِّي لَكُمْ مُطِيعٌ ، مَنْ أَطَاعَكُمْ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ ، وَمَنْ عَصَاكُمْ فَقَدْ عَصَى اللّهَ ، وَمَنْ أَحَبَّكُمْ فَقَدْ أَحَبَّ اللّهَ ، وَمَنْ أَبْغَضَكُمْ فَقَدْ أَبْغَضَ اللّهَ .

اللَّهُمَّ إِنِّي لَوْ وَجَدْتُ شُفَعَاءَ أَقْرَبَ إِلَيْكَ مِنْ مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الْأَخْيَارِ الْأَئِمَّةِ الْأَبْرَارِ ، لَجَعَلْتُهُمْ شُفَعَائِي ؛ فَبِحَقِّهِمُ الَّذِي أَوْجَبْتَ لَهُمْ عَلَيْكَ ،

ص: 780

أَسْأَلُكَ أَنْ تُدْخِلَنِي فِي جُمْلَةِ الْعَارِفِينَ بِهِمْ وَبِحَقِّهِمْ ، وَفِي زُمْرَةِ الْمَرْحُومِينَ بِشَفَاعَتِهِمْ ، إِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ، وَصَلَّى اللّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً ، وَحَسَبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ .(1)

ص: 781


1- الشيخ الصدوق ، الفقيه، ج 2، ص 370 وما جعلناه بين المعقوفتين فهو من عيون أخبار الرّضا، ج 2 ، ص 277 .

المصادر

1 - الآثار الباقية عن القرون الخالية ، للبيروني (440 ه) .

2 - الإحتجاج ، للطبرسي (القرن السادس) .

3 - الإرشاد ، للشيخ المفيد (413 ه) .

4 - الأرض والتربة الحسينيّة ، للعلامة كاشف الغطاء (1373 ه) .

5 - ازاحة الوسوسة عن تقبيل الأعتاب المقدّسة ، للعلامة الشيخ عبداللّه المامقاني (1359 ه) .

6 - الإستبصار ، للشيخ الطوسي (460 ه) .

7 - إقبال الأعمال ، للسيد ابن طاووس (664 ه) .

8 - الأمالي ، للشيخ الصدوق (381 ه) .

9 - الأمالي ، للشيخ الطوسي (460 ه) .

10 - بحار الأنوار ، للعلامة المجلسي (1110 ه) .

11 - تحفة الزائر ، للعلامة المجلسي (1110 ه) .

12 - تفسير العياشي ، للسلمي (القرن الثالث) .

13 - تهذيب الأحكام ، للشيخ الطوسي (460 ه) .

14 - توضيح المقاصد ، للشيخ البهائي (1030 ه) .

15 - ثاقب المناقب ، لابن حمزة الطوسي (القرن السادس) .

ص: 782

16 - ثواب الأعمال ، للشيخ الصدوق (381 ه) .

17 - جنّة المأوى ، للمحدّث النوري (1320 ه) .

18 - الدروس الشرعيّة ، للشهيد الأوّل (786 ه) .

19 - الدعاء والزيارة ، لآية اللّه السيد محمّد الشيرازي (1422 ه) .

20 - رسالة أربعة أيّام ، للميرداماد (1041 ه) .

21 - الصحيفة السجادية ، أدعية الإمام زين العابدين 7 .

22 - عدّة الداعي ، لابن فهد الحلّي (841 ه) .

23 - الغيبة ، للنعماني (القرن الرابع) .

24 - فرائد السمطين ، للجويني (730 ه) .

25 - فلاح السائل ، للسيد ابن طاووس (664 ه) .

26 - فضائل الأشهر الثلاثة ، للشيخ الصدوق (381 ه) .

27 - الكافي ، للكليني (329 ه) .

28 - كامل الزيارات ، لابن قولويه (367 ه) .

29 - كفاية الأثر ، للخراز القمي (القرن الرابع) .

30 - المزار ، للشهيد الأوّل (786 ه) .

31 - المزار ، للشيخ المفيد (413 ه) .

32 - المزار القديم - مخطوط - .

ص: 783

33 - المزار الكبير ، لابن المشهدي (القرن السادس) .

34 - مسار الشيعة ، للشيخ المفيد (413 ه) .

35 - مستدرك الوسائل ، للميرزا حسين النوري (1320 ه) .

36 - مصباح الزائر ، للسيد ابن طاووس (664 ه) .

37 - مصباح المتهجّد ، للشيخ الطوسي (460 ه) .

38 - مقتل الحسين ، للخوارزمي (568 ه) .

39 - المقنعة ، للشيخ المفيد (413 ه) .

40 - من لا يحضره الفقيه ، للشيخ الصدوق (381 ه) .

41 - النوادر، لعلي بن أسباط، المطبوع ضمن الاصول الستة عشر (القرن الثالث).

42 - نور العين ، للاصطهباناتي (المعاصر) .

43 - وسائل الشيعة ، للشيخ حرّ العاملي (114 ه) .

ص: 784

في فضل و آداب و اعمال زیارة الائمة ابي الحسن الهادي و ابي محمد العسکري والحجّة المنتظر القائم عَلَیهِم السَّلام

اشارة

انوار سامرّاء

في

فضل و آداب و اعمال زیارة الائمة

ابي الحسن الهادي عَلَیهِ السَّلام

و ابي محمدالعسکري عَلَیهِ السَّلام

والحجّة المنتظر القائم عَلَیهِ السَّلام

الباب الاول : فضل زیارة الائمة ابي الحسن الهادي و ابي محمد العسکري و الحجّة المنتظر القائم عَلَیهِم السَّلام

اشارة

ص: 785

ص: 786

1_ ثواب حجّة و عمرّة

*عَنْ عِيسَى بْنِ رَاشِدٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیهِ السَّلام فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا لِمَنْ زَارَ قَبْرَ الْحُسَيْنِ عَلَیهِ السَّلام وَ صَلَّى عِنْدَهُ رَكْعَتَيْنِ؟ قَالَ كُتِبَتْ لَهُ حِجَّةٌ وَ عُمْرَةٌ ... وَ كَذَلِكَ كُلُّ مَنْ أَتَى قَبْرَ إِمَامٍ مُفْتَرَضٍ طَاعَتُهُ.(1)

2و3_ ثواب سبعین حجّة بعد حجّة الاسلام و الخروج من الذنوب کیوم الولادة

*...عن علیٍّ عَلَیهِ السَّلام انَّ رسول اللّه صَلَي اللّه عَلَیهِ وَ آلِه قال له:...يا اَبَا الْحَسَنِ! اِنَّ اللّهَ تَعالى جَعَلَ قَبْرَكَ وَقَبْرَ وُلْدِكَ بِقاعا مِنْ بِقاعِ الْجَنَّةِ... مَنْ زَارَ قُبُورَکمْ عَدَلَ ذَلِک ثَوَابَ سَبْعِینَ حَجَّةً بَعْدَ حَجَّةِ الْإِسْلَامِ وَ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ حَتَّى یرْجِعَ مِنْ زِیارَتِکمْ کیوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ.(2)

ص: 787


1- کامل الزیارات، ص160.
2- بحارالأنوار عن فرحة الغري،ج97، ص120

5و4_ زیارة رسول اللّه صَلَي اللّه عَلَیهِ وَ آلِه یوم القیامة و الخلاص من اهوال القیامة

*قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَي اللّه عَلَیهِ وَ آلِه مَنْ زَارَنِي أَوْ زَارَ أَحَداً مِنْ ذُرِّيَّتِي زُرْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَنْقَذْتُهُ مِنْ أَهْوَالِهَا.(1)

6_ دخول الجنّة

*عَن حَسَن بن عَلی الوَشَّاءِ ، قال : قُلْتُ لِلرِّضَا عَلَیهِ السَّلام مَا لِمَنْ أَتَى قَبْرَ أَحَدٍ مِنَ اَلْأَئِمَّةِ عَلَیهِ السَّلام قَالَ لَهُ مِثْلُ مَا لِمَنْ أَتَى قَبْرَ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَیهِ السَّلام قَالَ فَقُلْتُ و مَا لِمَنْ زَارَ قَبْرَ أبي عَبدِ اللّه عليه السَّلام ، قَالَ : الجَنَّة (2)

*...قَالَ(الحُسینُ عَلَیهِ السَّلام لرَسُولِ اللّه صَلَي اللّه عَلَیهِ وَ آلِه ):يَا أَبَتِ فَمَا لِمَنْ زَارَ قُبُورَنَا عَلَى تَشَتُّتِهَا(3) فَقَالَ يَا بُنَيَّ أُولَئِكَ طَوَائِفُ مِنْ أُمَّتِي يَزُورُونَكُمْ فَيَلْتَمِسُونَ بِذَلِكَ الْبَرَكَةَ وَ حَقِيقٌ عَلَيَّ أَنْ آتِيَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى أُخَلِّصَهُمْ مِنْ أَهْوَالِ السَّاعَةِ وَ مِنْ ذُنُوبِهِمْ وَ يُسْكِنُهُمُ اللَّهُ الْجَنَّةَ.(4)

ص: 788


1- کامل الزیارات، ص11
2- المزار الکبیر، ص32.
3- ...حُدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ...قَالَ حَدَّثَنِي الصَّادِقُ بْنُ الصَّادِقِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ صَاحِبُ الْعَسْكَرِ عَلَیهِ السَّلام قَالَ:قَالَ لِي يَا زُرْقَانُ إِنَّ تُرْبَتَنَا كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَمَّا كَانَ أَيَّامُ الطُّوفَانِ افْتَرَقَتِ التُّرْبَةُ فَصَارَتْ قُبُورُنَا شَتَّى وَ التُّرْبَةُ وَاحِدَةٌ. (تهذیب الاحکام، ج6 ص109)
4- کامل الزیارات، ص58.

7_ شفاعة الائمة عَلَیهِم السَّلام یوم القیامة

*عن الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَشَّاءُ قال: سَمِعتُ أَبِا الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیهِ السَّلام یقُولُ إِنَّ لِكُلِّ إِمَامٍ عَهْداً فِي عُنُقِ أَوْلِيَائِهِ وَ شِيعَتِهِ وَ إِنَّ مِنْ تَمَامِ الْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ و حُسنِ الادَاءِ زِيَارَةَ قُبُورِهِمْ فَمَنْ زَارَهُمْ رَغْبَةً فِي زِيَارَتِهِمْ وَ تَصْدِيقاً بِمَا رَغِبُوا فِيهِ كَانَت أَئِمَّتُهُمْ شُفَعَاءَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.(1)

8_ ثواب زیارة رسول اللّه صَلَي اللّه عَلَیهِ وَ آلِه

*عَن زَیدٍ الشَّحَّام، قَال:قُلتُ لابي عبداللّه عَلَیهِ السَّلام، ما لِمَنْ زارَ واحَداً مِنْکمْ؟ قال: کمَنْ زارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَي اللّه عَلَیهِ وَ آلِه(2)

9_ ثواب زیارة الحسین عَلَیهِ السَّلام

*قالَ الصَّادقُ عَلَیهِ السَّلام : مَن زارَ واحِداً مِنّا كانَ كَمَن زارَ الحُسَينَ عليه السَّلام .(3)

10_ثواب زیارة الحسن و الحسین عَلَیهِما السَّلام

*عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ اَلْأَنْصَارِيِ قَالَ: (قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّی اَللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ)...وَ مَنْ زَارَ اَلْحَسَنَ وَ اَلْحُسَیْنَ عَلَیهماالسَّلام فَکَأَنَّمَا زَارَ عَلِیّاً عَلَیهِ السَّلام وَ مَنْ زَارَ ذُرِّيَّتَهُمَا فَکَأَنَّمَا زَارَهُمَا (4).

ص: 789


1- عیون الاخبار الرضا عَلَیهِ السَّلام ج2، ص 261
2- عیون الاخبار الرضا عَلَیهِ السَّلام ج2، ص 262
3- ثواب الاعمال و عقاب الاعمال، ص98.
4- بشارة المصطفى للشيعة المرتضی، ج 2، ص 139.

11_إجابة الدّعاء في مشهد الإمام الهادي عَلَیهِ السَّلام

*حدَّثني اَلْمَنْصُورِيِّ قال حدَّثني عَمِّ أَبِي قَالَ: قُلْتُ لِلْإِمَامِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِما السَّلاَمُ عَلِّمْنِي یَا سَیِّدِي دُعَاءً أَتَقَرَّبُ إِلَي اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ فَقَالَ لِي هَذَا دُعَاءٌ کَثِیراً مَا أَدْعُو بِهِ وَ قَدْ سَأَلْتُ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ لاَ یُخَیِّبَ مَنْ دَعَا بِهِ فِي مَشْهَدِي بعدي(1) وَ هُوَ «یَا عُدَّتِي عِنْدَ اَلْعُدَدِ وَ یَا رَجَائِي وَ اَلْمُعْتَمَدَ وَ یَا کَهْفِي وَ اَلسَّنَدُ وَ یَا وَاحِدُ یَا أَحَدُ وَ یَا قُلْ هُوَ اَللَّهُ أَحَدٌ أَسْأَلُکَ بِحَقِّ مَنْ خَلَقْتَ مِنْ خَلْقِکَ وَ لَمْ تَجْعَلْ فِي خَلْقِکَ مِثْلَهُمْ أَحَداً صَلِّ عَلَی جَمَاعَتِهِمْ(2) وَ اِفْعَلْ بِي کَذَا وَ کَذَا ...» .(3)

و تذکر حاجاتك بدل «...»

و به جای «...» حاجاتت را ذکر می کنی.

12_زيارة آخر الأئمة عَلَیهِم السَّلام كزيارة أولهم

*عَنْ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَی اَلْکَاظِمِ عَلَیْهِ اَلسَّلاَمُ فَقُلْتُ لَهُ أَیُّمَا أَفْضَلُ زِیَارَهُ اَلْحُسَیْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَیهماالسَّلام أَوْ أَمِیرِ اَلْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ اَلسَّلاَمُ أَوْ لِفُلاَنٍ[فُلاَنٍ]وَ فُلاَنٍ وَ سَمَّیْتُ اَلْأَئِمَّةَ عَلَیهم السَّلام وَاحِداً وَاحِداً؟ فَقَالَ لِي یَا عَبْدَ اَلرَّحْمَنِ مَنْ زَارَ أَوَّلَنَا فَقَدْ زَارَ آخِرَنَا وَ مَنْ زَارَ آخِرَنَا فَقَدْ زَارَ أَوَّلَنَا.(4)

ص: 790


1- وقد سألتُ اللَّه عزَّوجلَّ أن لا یَدعو به بَعْدي أحدٌ عِنْدَ قَبْرِي إلّا استُجِیبَ له .(عدة الداعي، ص 65)
2- أن تصلي عليهم و أن تفعل بي...(عدة الداعي، ص 66)
3- الأمالي (للطوسي)، ص 280.
4- کامل الزیارات، ص 335.

الباب الثاني : آداب زیارة الأئمة أبي الحسن الهادي و أبي محمد العسكري و الحجّة المنتظر القائم عَلَیهِم السَّلام

اشارة

ص: 791

ص: 792

للزيارة آداب فمنها:

1 الغسل قبل دخول المشهد و الكون على طهارة فلو أحدث أعاد الغسل.(1)

2 الوقوف على بابه و الدّعاء والاستیذان بالمأثور.(2)

3 إذا دخل قدم رجله اليمنى و إذا خرج فباليسرى.(3)

4 إتيان المشهد بخضوع و خشوع في ثياب طاهرة نظيفة جدد.(4)

5 الوقوف على الضّريح ملاصقاً له أو غير ملاصق.(5)

6 الإتكاء على الضّريح و تقبيله. (6)

ص: 793


1- الدروس الشرعية، ج 2، ص 22.
2- مصباح المتهجد، ص 720
3- الدروس الشرعية، ج 2، ص 23.
4- بحار الأنوار، ج 97، ص 134.
5- بحار الأنوار، ج 97، ص 134.
6- بحار الأنوار، ج 97، ص 134.

7 استقبال وجه المزور و استدبار القبلة حال الزيارة. (1)

8 وضع خده الأيمن ثم الأيسر على الضّريح عند الفراغ من الزيارة.(2)

9 الدّعاء متضرعا سائلا من اللّه بحقه و حق صاحب القبر أن يجعله من أهل شفاعته.(3)

10 الإنصراف بعد الزيارة إلى ما يلي الرأس الشريف و استقبال القبلة و الدّعاء(4)

11 الزيارة بالمأثور و يكفي السَّلام و الحضور.(5)

12 صلاة ركعتين للزيارة عند الفراغ عند رأسه الشریف و لو صلاهما بمسجد المكان جاز(6)

13 الدّعاء بعد الركعتين بما نقل و إلا فبما سنح له في أمور دينه و دنیاه.(7)

14 المبالغة و الإلحاح و التعمیم في الدّعاء فإنها أقرب إلى الإجابة.(8)

ص: 794


1- بحار الأنوار، ج 97، ص 134.
2- بحار الأنوار، ج 97، ص 134.
3- الدروس الشرعية، ج 2، ص 23.
4- بحار الأنوار، ج 97، ص 134.
5- بحار الأنوار، ج 97، ص 134.
6- الدروس الشرعية، ج 2، ص 23.
7- بحار الأنوار، ج 97، ص 135.
8- بحار الأنوار، ج 97، ص 135.

15 تلاوة شيء من القرآن عند الضّريح و إهداؤه إلى المزور. (1)

16 احضار القلب في جمیع أحواله مهما استطاع و التوبة عن الذنوب و الاستغفار و الاقلاع.(2)

17 تقبيل العتبة و هو أدب لعامة المشاهد.(3)

18 الطواف حول المشاهد المقدّسة.(4)

19 تعزية روح المزور على المصائب العظيمة الحالة بفنائه.(5)

20 غض الصوت في المشاهد المشرفة(6)

21 تقديم الصلاة المفروضة إذا حضر وقتها على الزيارة.(7)

22 الزيارةعن والديه و احبائه و عن جمیع المؤمنين.(8)

23 الزيارة نيابة عن صاحب العصر و الزمان عَلَیهِ السَّلام في مشهد أبيه و أمّه و جدّه.(9)

ص: 795


1- الدروس الشرعية، ج 2، ص 23.
2- بحار الأنوار، ج 97، ص 135.
3- ادب الزائر لمن يمم الحائر، ص 18 ، ادب
4- بحار الأنوار، ج 99، ص 167 (الزيارة الجامعة لأئمة المؤمنين).
5- بحار الأنوار، ج 99، ص 167 (الزيارة الجامعة لأئمة المؤمنين).
6- أدب الزائر لمن يمم الحائر، ص 25، ادب 60
7- بحار الأنوار، ج 97، ص 136.
8- بحار الأنوار، ج 97، ص 136.
9- بحار الأنوار، ج 97، ص 136.

24 إكثار الدّعاء بتعجیل فرجه الشريف بالمأثور و غير المأثور.(1)

25 إقامة صلاة جعفر بن أبي طالب عَلَیهِما السَّلام ، في مشهد الإمام عَلَیهِ السَّلام (2)

26 التكلم مع الإمام المزور عَلَیهِ السَّلام ، فإنه يسمع الكلام و يرد الجواب، و عرض الحوائج إليه.(3)

27 إذا زار النساء فلیکن منفردات عن الرجال و لو كان ليلا فهو أولى، وليكن متنكرات مستترات و لو زرن بين الرجال جاز و إن كره.(4)

28 التصدق على السدنة و الحفظة للمشهد با کرامهم و إعظامهم فإن فيه إكرام صاحب المشهد عَلَیهِ السَّلام (5)

29 الصدقة على المحاويج بتلك البقعة فإن الصدقة مضاعفة هنالك.(6)

30 العود إلى الزيارة مادام مقيماً في سامرّاء المقدّسة.(7)

31 تعجيل الخروج عند قضاء الوطر من الزيارة لتعظم الحرمة و يشتدّ الشوق.(8)

ص: 796


1- کمال الدین، ج 2، ص 485.
2- بحار الأنوار، ج 97، ص 137.
3- البلد الأمین، ص 276 / بحار الأنوار، ج 91، ص 22.
4- الدروس الشرعية، ج 2، ص 23.
5- بحار الأنوار، ج 97، ص 135.
6- بحار الأنوار، ج 97، ص 135.
7- بحار الأنوار، ج 97، ص 135.
8- بحار الأنوار، ج 97، ص 135.

32 المشي عند الخروج بالقهقري حتى يتواری.(1)

33 التوديع عند الانصراف عن الزيارة سائلا من اللّه العود إليها.(2)

34 أن يكون الزائر بعد الزيارة خيراً منه قبلها فإنها تحط الأوزار إذا صادفت القبول. (3)

ينبغي رعاية آداب الزيارة في السَّرداب المقدّس إلّا ما لا موضوع له بالنسبة إلى الإمام الحي كالإنصراف بعد الزيارة إلى ما يلي الرأس الشريف و الصلاة عند رأسه.

ص: 797


1- مصباح المتهجد، ص 723.
2- بحار الأنوار، ج 97، ص 134.
3- بحار الأنوار، ج 97، ص 135.

ص: 798

الباب الثالث : زیارات الإمامین العسكريّين عَلَیهِما السَّلام المشتركة

اشارة

ص: 799

ص: 800

الاستیذان الأول للدخول في الحرم الشريف

اذن دخول اول

اللَّهُمَّ إِنِّي وَقَفْتُ عَلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ بُيُوتِ نَبِيِّكَ، صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ، وَ قَدْ مَنَعْتَ النَّاسَ أَنْ يَدْخُلُوا إِلا بِإِذْنِهِ، فَقُلْتَ: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعْتَقِدُ حُرْمَةَ نَبِیِّکَ صلی اللّهُ عَلیه وَآله فِي غَيْبَتِهِ، كَمَا أَعْتَقِدُهَا فِي حَضْرَتِهِ، وَ أَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَكَ وَ خُلَفَاءَكَ عَلَیْهِمُ السَّلامُ، أَحْيَاءٌ عِنْدَكَ يُرْزَقُونَ، يَرَوْنَ مَقَامِي، وَ يَسْمَعُونَ كَلامِي، وَ يَرُدُّونَ سَلامِي، وَ أَنَّكَ حَجَبْتَ عَنْ سَمْعِي كَلامَهُمْ، وَ فَتَحْتَ بَابَ فَهْمِي بِلَذِيذِ مُنَاجَاتِهِمْ، وَ إِنِّي أَسْتَأْذِنُكَ يَا رَبِّ أَوَّلا، وَ أَسْتَأْذِنُ رَسُولَكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ ثَانِيا، وَ أَسْتَأْذِنُ خَلِيفَتَكَ

ص: 801

الْإِمَامَ الْمَفْرُوضَ عَلَيَّ طَاعَتُهُما، عَليَّ بنَ مُحمَّدٍ الهَاديَ عَلَیهِما السَّلام و الحَسَنَ بنَ علِیٍّ العَسکَريَّ عَلَیهِما السَّلام وَ الْمَلائِكَةَ الْمُوَكَّلِينَ، بِهَذِهِ الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ ثَالِثا، أَ أَدْخُلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ أَ أَدْخُلُ يَا حُجَّتي اللَّهِ؟ أَ أَدْخُلُ يَا مَلائِكَةَ اللَّهِ الْمُقَرَّبِينَ، الْمُقِيمِينَ فِي هَذَا الْمَشْهَدِ؟ فَأْذَنْ لِي يَا مَوْلايَيَّ فِي الدُّخُولِ، أَفْضَلَ مَا أَذِنْتَما لِأَحَدٍ مِنْ أَوْلِيَائِكَما، فَإِنْ لَمْ أَكُنْ أَهْلا لِذَلِكَ، فَأَنْتَما أَهْلٌ لَهُ. (1)

الاستیذان الثاني لمشهد الإمامین العسكريّين عَلَیهِما السَّلام

اذن دخول دوم

أَأَدْخُلُ یَا نَبِيَّ اللّهِ؟ أَأَدْخُلُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ؟ أَأَدْخُلُ یَا فاطِمَةُ الزَّهْراءُ سَیِّدَةَ نِساءِ الْعالَمِینَ؟ أَأَدْخُلُ یَا مَوْلايَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ؟ أَأَدْخُلُ یَا مَوْلايَ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِيٍّ؟ أَأَدْخُلُ یَا مَوْلايَ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَیْنِ؟ أَأَدْخُلُ یَا مَوْلايَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ؟ أَأَدْخُلُ یا مَوْلايَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ؟ أَأَدْخُلُ یَا مَوْلايَ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ؟ أَأَدْخُلُ یَا مَوْلايَ عَلِيَّ بْنَ مُوسَى؟ أَأَدْخُلُ یَا مَوْلايَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ؟ أَأَدْخُلُ یَا مَوْلايَ یَا أَبَا الْحَسَنِ

ص: 802


1- البلد الأمین، ص 276.

عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ؟ أَأَدْخُلُ یَا مَوْلايَ یَا أَبامُحَمَّدٍ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ؟ أَأَدْخُلُ یَا مَلائِکَةَ اللّهِ الْمُوَکَّلِینَ بِهذَا الْحَرَمِ الشَّرِیفِ. (1)

الزيارة الأولى - زیارت نخست

رُوِيَ عَنْ بَعْضِهِمْ عَلَیهِ السَّلام أَنَّهُ قَالَ: إِذَا أَرَدْتَ زِيَارَةَ أَبِي الْحَسَنِ الثَّالِثِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوَادِ عَلَیهِما السَّلام وَ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ الْعَسْكَرِيِّ عَلَیهِ السَّلام تَقُولُ:

السَّلَامُ عَلَیْكُمَا يَا وَلِيَّيِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكُمَا يَا حُجَّتَيِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكُمَا يَا نُورَيِ اللَّهِ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ السَّلَامُ عَلَیْكُمَا يَا مَنْ بَدَا لِلَّهِ فِي شَأْنِكُمَا السَّلَامُ عَلَیْكُمَا يَا حَبِيبَيِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكُمَا يَا إِمَامَيِ الْهُدَى أَتَيْتُكُمَا عَارِفاً بِحَقِّكُمَا مُعَادِياً لِأَعْدَائِكُمَا مُوَالِياً لِأَوْلِيَائِكُمَا مُؤْمِناً بِمَا آمَنْتُمَا بِهِ كَافِراً بِمَا كَفَرْتُمَا بِهِ مُحَقِّقاً لِمَا حَقَّقْتُمَا مُبْطِلًا لِمَا أَبْطَلْتُمَا أَسْأَلُ اللَّهَ رَبِّي وَ رَبَّكُمَا أَنْ يَجْعَلَ حَظِّي مِنْ زِيَارَتِكُمَا الصَّلَاةَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَنْ يَرْزُقَنِي مُرَافَقَتَكُمَا فِي الْجِنَانِ مَعَ آبَائِكُمَا الصَّالِحِينَ وَ أَسْأَلُهُ أَنْ يُعْتِقَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ وَ يَرْزُقَنِي شَفَاعَتَكُمَا وَ مُصَاحَبَتَكُمَا وَ يُعَرِّفَ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمَا وَ لَا

ص: 803


1- مصباح الزائر، ص 404 / بحار الأنوار، ج 99، ص 63.

يَسْلُبَنِي حُبَّكُمَا وَ حُبَّ آبَائِكُمَا الصَّالِحِينَ وَ أَنْ لَا يَجْعَلَهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيَارَتِكُمَا وَ يَحْشُرَنِي مَعَكُمَا فِي الْجَنَّةِ بِرَحْمَتِهِ اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي حُبَّهُمَا وَ تَوَفَّنِي عَلَى مِلَّتِهِمَا اللَّهُمَّ الْعَنْ ظَالِمِي آلِ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ وَ انْتَقِمْ مِنْهُمْ اللَّهُمَّ الْعَنِ الْأَوَّلِينَ مِنْهُمْ وَ الْآخِرِينَ وَ ضَاعِفْ عَلَیْهِمُ الْعَذَابَ وَ بَلِّغْ بِهِمْ وَ بِأَشْيَاعِهِمْ وَ أَتْبَاعِهِمْ وَ مُحِبِّيهِمْ وَ مُتَّبِعِيهِمْ أَسْفَلَ دَرْكٍ مِنَ الْجَحِيمِ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ اللَّهُمَّ عَجِّلْ فَرَجَ وَلِيِّكَ وَ ابْنَ وَلِيِّكَ وَ اجْعَلْ فَرَجَنَا مَعَ فَرَجِهِمْ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ

وَ تَجْتَهِدُ فِي الدُّعَاءِ لِنَفْسِكَ وَ لِوَالِدَيْكَ وَ تَخَيَّرْ مِنَ الدُّعَاءِ فَإِنْ وَصَلْتَ إِلَيْهِمَا فَصَلِّ عِنْدَ قَبْرِهِمَا رَكْعَتَيْنِ وَ إِذَا دَخَلْتَ الْمَسْجِدَ وَ صَلَّیْتَ دَعَوْتَ اللَّهَ بِمَا أَحْبَبْتَ إِنَّهُ قَرِيبٌ مُجِيبٌ وَ هَذَا الْمَسْجِدُ إِلَى جَانِبِ الدَّارِ وَ فِيهِ كَانَا يُصَلِّيَانِ.(1)

پس از زیارت، نزد قبر ایشان دو رکعت نماز می خوانی.

الزيارة الثانية - زیارت دوم

قالَ السَّیِّدُ رَحِمَهُ اللَّهُ زِیَارَةٌ أُخْرَي لَهُمَا مَعاً صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا: إِذَا أَرَدْتَ ذَلِکَ... فَقِفْ عِنْدَهُمَا وَ اجْعَلِ الْقِبْلَةَ بَیْنَ کَتِفَیْکَ وَ کَبِّرِ اللَّهَ مِائَةَ تَکْبِیرَهٍ وَ قُلِ :

ص: 804


1- کامل الزیارات، ص313.

پشت به قبله، روبه روی دو امام عَلَیهِما السَّلام بایست و پس از گفتن صد بار «اللّه اکبر» بگو:

السَّلامُ عَلَیکُما یا وَلِيَّيِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَیکُما یا حَبِیبَيِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَیکُما یا حُجَّتَيِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَیکُما یا نُورَيِ اللّهِ في ظُلُماتِ الأرضِ، السَّلامُ عَلَیکُما یا أمینَيِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَیکُما یا سَیِّدَيِ الأُمَّةِ، السَّلامُ عَلَیکُما یا حافِظَيِ الشَّرِیعَةِ، السَّلامُ عَلَیکُما یا تالِیَيْ کِتابِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَیکُما یا وارِثَيِ الأنبِیاءِ، السَّلامُ عَلَیکُما یا خازِنَي عِلمِ الأوصِیاءِ، السَّلامُ عَلَیکُما یا عَلَمَيِ الهُدی، السَّلامُ عَلَیکُما یا مَنارَيِ التُّقی، السَّلامُ عَلَیکُما یا عُروَتَيِ اللّهِ الوُثقی،السَّلامُ عَلَیکُما یا مَحَلَّي مَعرِفَةِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَیکُما یا مسکِنَي ذِکرِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَیکُما یا حامِلَي سِرِّ اللّهِ، السَّلامُ عَلَیکُما یا مَعدِنَي کَلِمَةِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَیکُما یا ابْنَي رَسُولِ اللّهِ صَلَي اللّه عَلَیهِ وَ آلِه ، السَّلامُ عَلَیکُما یا ابْنَي وَصِيِّ رَسُولِ اللّهِ صَلَي اللّه عَلَیهِ وَ آلِه ، السَّلامُ عَلَیکُما یا قُرَّتَي عَینِ فاطِمَةَ سَیِّدَةِ النِّساءِ عَلَیهِا السَّلام ، السَّلامُ عَلَیکُما یا ابْنَيِ الأئِمَّة المَعصومِینَ عَلَیهِم السَّلام ، السَّلامُ عَلَیکُما وَعَلی آبائِکُما الطّاهِرِینَ، السَّلامُ عَلَیکُما وَعَلی وَلَدِکُما الحُجَّةِ عَلَیهِ السَّلام عَلَی الخلق اجمعین، السَّلامُ عَلَیکُما وَعَلی أرواحِکُما وَأجسادِکُما وَأبدانِکُما و

ص: 805

رَحمَةُ اللّهِ وَبَرَکاتُهُ.بِأَبِي أنتُما وَأُمِّي وَأهلِي وَمالِي وَوُلدِي یا ابْنَي رَسُولِ اللّهِ صَلَي اللّه عَلَیهِ وَ آلِه، أتَیتُکُما زائِراً لَکُما، عارِفاً بِحَقِّکُما، مُؤمِناً بِما آمَنتُما بِهِ، کافِراً بِما کَفَرتُما بِهِ، مُحَقِّقاً لِما حَقَّقتُما، مُبطِلاً لِما أبطَلْتُما، مُوالِیاً لَکُما، مُعادِیاً لِأعدائِکُما وَمُبغِضاً لَهُم، سلماً لِمَنْ سالَمتُما، مُحارِباً لِمَنْ حارَبْتُما، عارِفاً بِفَضلِکُما، مُحتَمِلاً لِعِلمِکُما، مُحتَجِباً بِذِمَّتِکُما، مُؤمِناً بِإیابِکُما، مُصَدِّقاً بِدَولَتِکُما، مُرتَقِباً لِأمرِکُما، مُعتَرِفاً بِشَأنِکُما وَبِالهُدَي الَّذي أنتُما عَلَیهِ، مُستَبصِراً بِضَلالَهِ مَنْ خالَفَکُما وَبِالعَمَي الَّذي هُمْ عَلَیهِ.أسألُ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّکُما أنْ یَجعَلَ حَظِّي مِنْ زِیارَتِي إیّاکُما الصَّلاةَ عَلی مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأنْ یَرزُقَني شَفاعَتَکُما، وَلا یُفَرِّقَ بَیني وَبَینَکُما،وَلا یَسلُبَني حُبَّکُما وَحُبَّ آبائِکُما الصّالِحِینَ، وَأَنْ یَحشُرَني مَعَکُما، وَیَجمَعَ بَینِي وَبَینَکُما في جَنَّتِهِ، بِرَحمَتِهِ وَفَضلِهِ.

ثُمَّ تَنْکَبُّ عَلَی قَبْرِ کُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فَتُقَبِّلُهُ وَ تَضَعُ خَدَّکَ الْأَیْمَنَ عَلَیْهِ وَ الْأَیْسَرَ ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَکَ وَ تَقُولُ :

پس قبر هر دو امام را می بوسی و طرف راست و چپ صورت خود را بر آن می گذاری. آن گاه سر را بلند می کنی و میگویی:

اللّهُمَّ ارزُقْني حُبَّهُم، وَتَوَفَّني عَلی وِلایَتِهِم.اللّهُمَّ الْعَنْ ظالِمی آلِ مُحَمَّدٍ صَلَي اللّه عَلَیهِ وَ آلِه حَقَّهُم، وَانْتَقِمْ مِنهُم.اللّهُمَّ الْعَنِ الأوَّلِینَ وَالآخِرِینَ مِنهُم،

ص: 806

وَضاعِفْ عَلَیهِمُ العَذابَ الألِیمَ، إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیْءٍ قَدِیرٌ.اللّهُمَّ عَجِّلْ فَرَجَ وَلِیِّکَ وَابنِ نَبِیِّکَ، وَاجْعَلْ فَرَجَنا مَقروناً بِفَرَجِهِم، یا أرحَمَ الرّاحِمِینَ.اللّهُمَّ إنِّي قَدْ أتَیتُ لِزِیارَةِ هؤلاءِ الأئِمَّة المَعصومِینَ رَجاءً لِجَزِیلِ الثَّوابِ، وَفِراراً مِنْ سُوءِ الحِسابِ.اللّهُمَّ إنِّي أتَوَجَّهُ إلَیکَ بِأَولِیائِکَ الدّالِّینَ عَلَیکَ في غُفرانِ ذُنوبِی، وَحَطِّ سَیِّئاتِی، وَأَتَوَسَّلُ إلَیکَ في هذِهِ السّاعَةِ عِندَ أهلِ بَیتِ نَبِیِّکَ في هذِهِ البُقعَةِ المُبارَکَةِ الشَّرِیفَةِ.اللّهُمَّ فَتَقَبَّلْ مِنِّی، وَجازِنِي عَلی حُسنِ نِيَّتِي وَصالِحِ عَقِیدَتي وَصِحَّةِ مُوالاتي أفضَلَ ما جازَیتَ أحَداً مِنْ عَبِیدِکَ المؤمِنِینَ، وَأدِمْ لِي ما خَوَّلْتَني بِهِ، وَاسْتَعْمِلْني صالِحاً فِیما آتَیتَنی، وَلا تَجْعَلْني أخسَرَ وارِدٍ إلَیهِم، وَأعتِقْ رَقَبَتي مِنَ النّارِ، وَأوسِعْ عَلَيَّ مِنْ رِزقِکَ الحَلالِ الطَّیِّبِ، وَاجْعَلْني مِنْ رُفَقاءِ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَحُلْ بَیني وَبَینَ مَعاصِیکَ حَتّی لا أعصِیَکَ، وَأعِنِّي عَلی طاعَتِکَ وَطاعَةِ أولِیائِکَ، حَتّی لا تَفقِدَني حَیثُ أمَرتَنی، وَلا تَراني حَیثُ نَهَیتَنی.اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغْفِرْ لي وَارْحَمْنی، وَاعْفُ عَنِّي وَعَنْ جَمِیعِ المُؤمِنِینَ وَالمُؤمِناتِ.اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأعِذْني مِنْ هَولِ المُطَّلَعِ، وَمِنْ فَزَعِ یَومِ القِیامَةِ،وَمِنْ شَرِّ المُنقَلَبِ،

ص: 807

وَمِنْ ظُلمَةِ القَبرِ وَوَحشَتِهِ، وَمِنْ مَواقِفِ الخِزْيِ في الدُّنیا وَالآخِرَة.اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْ جائِزَتِي في مَوقِفِي هذا غُفرانَکَ، وَتُحفَتَکَ في مَقامي هذا عِندَ أئِمَّتِي وَمَوالِيَّ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِم أنْ تُقِیلَ عَثرَتي، وَتَقبَلَ مَعذِرَتي، وَتَتَجاوَزَ عَنْ خَطِیئَتِي، وَتَجعَلَ التَّقوي زادِي، وَما عِندَکَ خَیراً لي في مَعادي، وَتَحشُرَني في زُمرَةِ مُحَمَّدٍ صَلَي اللّه عَلَیهِ وَ آلِه، وَتَغفِرَ لي وَلِوالِدَيَّ، فَإنَّکَ خَیرُ مَرغوبٍ إلَیهِ، وَأکرَمُ مَسؤولٍ اعتُمِدَ عَلَیهِ، وَلِکُلِّ وافِدٍ کَرامَةٌ، وَلِکلِّ زائِرٍ جائِزَةٌ، فَاجْعَلْ جائِزَتي في مَوقِفي هذا غُفرانَکَ وَالجَنَّةَ لی، وَلِجَمِیعِ المؤمِنِینَ وَالمؤمِناتِ.اللّهُمَّ وَأنا عَبدُکَ الخاطِئُ المُذنِبُ المُقِرُّ بِذَنبِهِ، فَأسأَلُکَ یا اللّهُ یا کَرِیمُ، بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، لا تَحرِمْني الأجرَ وَالثَّوابَ مِنْ فَضلِ عَطائِکَ وَکَریمِ تَفَضُّلِکَ.یا مَولاي یا أبا الحَسَنِ عَلِيَّ بنَ مُحَمَّدٍ، وَیا مَولاي یا أبا مُحَمَّدٍ الحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ، أتَیتُکُما زائِراً لَکُما، أتَقَرَّبُ إلَي اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَإلي رَسولِهِ وَإلَیکُما وَإلي أبِیکُما وَإلي أُمّکما بِذلِکَ، أرجو بِزِیارَتِکُما فَکاکَ رَقَبَتي مِنَ النّارِ، فَاشْفَعا لي عِندَ رَبِّکُما في إجابَةِ دُعائي، وَغُفرانِ ذُنوبی، وَذُنوبِ وَالِدَيَّ، وَإخوانِيَ المؤمِنینَ، وَأخَواتِيَ المؤمِناتِ.یا اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ، یا

ص: 808

اللّهُ یا اللّهُ یا اللّهُ، یا رَحمانُ یا رَحمانُ یا رَحمانُ، یا رَحمانُ یا رَحمانُ یا رَحمانُ، لا إلهَ إلّاأنتَ، صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاسْتَجِبْ دُعائي فِیما سَأَلتُکَ، وَصِلْ بِذلِکَ مَنْ بِمَشارِقِ الأرضِ وَمَغارِبِها.یا اللّهُ یا کَرِیمُ، لا إلهَ إلّاأنتَ الحَلِیمُ الکَرِیمُ، لا إلهَ إلّاأنتَ العَلِيُّ العَظِیمُ، سُبحانَ اللّهِ رَبِّ السَّماواتِ السَّبعِ، وَرَبِّ الأرَضِینَ السَّبعِ، وَما فِیهِنَّ وَما بَینَهُنَّ وَما تَحتَهُنَّ، وَرَبِّ العَرشِ العَظِیمِ، وَسَلامٌ عَلَی المُرسَلِینَ، وَالحَمدُ للّهِ رَبِّ العالَمِینَ، وَالصَّلاةُ عَلی مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَآلِهِ الطّاهِرِینَ، وَسَلَّمَ تَسلِیماً کَثِیراً.

ثُمَّ تُصَلِّي عِنْدَ الضَّرِیحِ أَرْبَعَ رَکَعَاتٍ صَلَاةَ الزِّیَارَة.

آنگاه در کنار ضریح، برای هر دو امام دو رکعت نماز زیارت می خوانی.

فَإِذَا فَرَغْتَ رَفَعْتَ یَدَیْکَ إِلَي السَّمَاءِ وَ دَعَوْتَ بِمَا قَدَّمْنَا ذِکْرَهُ عَقِیبَ زِیَارَةِ الْجَوَادِ عَلَیهِ السَّلام وَ هُوَ قَوْلُهُ :

پس از زیارت این دعا را می خوانی:

اللّهُمَّ أنتَ الرَّبُّ وَأنا المَربوبُ، وَأنتَ الخالِقُ وَأنا المَخلوقُ، وَأنتَ المالِکُ وَأنا المَملوکُ، وَأنتَ المُعطي وَأنا السائِلُ، وَأنتَ الرّازِقُ وَأنا المَرزوقُ، وَأنتَ القادِرُ وَأنا العاجِزُ، وَأنتَ القَوِيُّ وَأنا الضَّعِیفُ، وَأنتَ المُغِیثُ وَأنا المُستَغِیثُ، وَأنتَ الدائِمُ وَأنا الزّائِلُ، وَأنتَ

ص: 809

الکَبِیرُ وَأنا الحَقِیرُ، وَأنتَ العَظِیمُ وَأنا الصَّغِیرُ، وَأنتَ المَولی وَأنا العَبدُ، وَأنتَ العَزِیزُ وَأنا الذَّلِیلُ، وَأنتَ الرَّفِیعُ وَأنا الوَضِیعُ، وَأنتَ المُدَبِّرُ وَأنا المُدَبَّرُ، وَأنتَ الباقي وَأنا الفاني، وَأنتَ الدَّیّانُ وَأنا المُدانُ، وَأنتَ الباعِثُ وَأنا المَبعوثُ، وَأنتَ الغَنِيُّ وَأنا الفَقِیرُ، وَأنتَ الحَيُّ وَأنا المَیِّتُ، تَجِدُ مَنْ تُعَذِّبُ یا رَبِّ غَیري، وَلا أجِدُ مَنْ یَرحَمُني غَیرَکَ.اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَقَرِّبْ فَرَجَهُم، وَارحَمْ ذُلِّي بَینَ یَدَیکَ وَتَضَرُّعي إلَیکَ، وَوَحشَتي مِنَ النّاسِ وَأُنسي بِکَ، یا کَرِیمُ. ثُمَّ تَصَدَّقْ عَلَيَّ في هذِهِ السّاعَهِ بِرَحمَةٍ مِنْ عِندِکَ تَهدي بِها قَلبِی، وَتَجمَعُ بِها أمري، وَتَلُمُّ بِها شَعثِي، وَتُبَیِّضُ بِها وَجهي، وَتُکرِمُ بِها مَقامي، وَتَحُطُّ بِها عَنِّي وِزري، وَتَغفِرُ بِها ما مَضی مِنْ ذُنوبي، وَتَعصِمُني فِیما بَقِيَ مِنْ عُمري، وَتَستَعمِلُني في ذلِکَ کُلِّهِ بِطاعَتِکَ وَما یُرضِیکَ عَنِّي، وَتَختِمُ عَمَلی بِأحسَنِهِ، وَتَجعَلُ لي ثَوابَهُ الجَنَّةَ، وَتَسلُکُ بي سَبِیلَ الصّالِحِینَ، وَتُعینُني عَلی صالِحِ ما أعطَیتَني، کَما أعَنتَ الصّالِحِینَ عَلی صالِحِ ما أعطَیتَهُم، وَلا تَنزِعْ مِنِّي صالِحاً أعطَیتَنیهِ أبَداً، وَلا تَرُدَّني في سوءٍ اسْتَنقَذْتَني مِنهُ أبَداً، وَلا تُشمِتْ بِي عَدُوّاً وَلا حاسِداً أبَداً، وَلا تَکِلْني إلي نَفسي

ص: 810

طَرفَةَ عَینٍ أبَداً، وَلا أقَلَّ مِنْ ذلِکَ وَلا أکثَرَ، یا رَبَّ العالَمِینَ.اللّهُمَّ صلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأرِني الحَقَّ حَقّاً فَأتَّبِعَهُ، وَالباطِلَ باطِلاً فَأجتَنِبَهُ، وَلا تَجعَلْهُ عَلَيَّ مُتَشابِهاً فَأتَّبِعَ هَواي بِغَیرِ هُدیً مِنکَ، وَاجْعَلْ هَوايَ تَبَعاً لِطاعَتِکَ، وَخُذْ رِضا نَفسِکَ مِنْ نَفسی، وَاهْدِني لِما اخْتُلِفَ فِیهِ مِنَ الحَقِّ بإذنِکَ، إنَّک تَهدي مَنْ تَشاءُ إلي صِراطٍ مُستَقیمٍ.

ثُمَّ اُدْعُ بِمَا أَحْبَبْتَ .(1).(2)

سپس آنچه دوست داری از خدا بخواه.

دعاء آخر صلاة زیارة الامامین العسکريّین عَلَیهِماالسَّلام المشترکة

دعای دیگر پس از نماز زیارت

اللّهُمَّ أنتَ الرَّبُّ وَأنا المَربوبُ، وَأنتَ الخالِقُ وَأنا المَخلوقُ، وَأنتَ المالِکُ وَأنا المَملوکُ، وَأنتَ المُعطي وَأنا السائِلُ، وَأنتَ الرّازِقُ وَأنا المَرزوقُ، وَأنتَ القادِرُ وَأنا العاجِزُ، وَأنتَ القَوِيُّ وَأنا الضَّعِیفُ، وَأنتَ المُغِیثُ وَأنا المُستَغِیثُ، وَأنتَ الدائِمُ وَأنا الزّائِلُ، وَأنتَ

ص: 811


1- مصباح الزائر، ص 397/ بحار الأنوار، ج 99، ص 21.
2- بحار الأنوار، ج 99، ص 73.

الکَبِیرُ وَأنا الحَقِیرُ، وَأنتَ العَظِیمُ وَأنا الصَّغِیرُ،وَأنتَ العَزِیزُ وَأنا الذَّلِیلُ، وَأنتَ الرَّفِیعُ وَأنا الوَضِیعُ، وَأنتَ المُدَبِّرُ وَأنا المُدَبَّرُ، وَأنتَ الباقي وَأنا الفاني، وَأنتَ الدَّیّانُ وَأنا المُدانُ، وَأنتَ الباعِثُ وَأنا المَبعوثُ، وَأنتَ الغَنِيُّ وَأنا الفَقِیرُ، وَأنتَ الحَيُّ وَأنا المَیِّتُ، تَجِدُ مَنْ تُعَذِّبُ یا رَبِّ غَیری، وَلا أجِدُ مَنْ یَرحَمُني غَیرَکَ.اَللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحُرْمَةِ مَنْ عَاذَ بِكَ مِنْكَ وَ لَجَأَ إِلَى عِزِّكَ وَ اِسْتَظَلَّ بِفَيْئِكَ وَ اِعْتَصَمَ بِحَبْلِكَ وَ لَمْ يَثِقْ إِلاَّ بِكَ يَا جَزِيلَ اَلْعَطَايَا يَا مفکّاکَ اَلْأُسَارَى يَا مَنْ سَمَّى نَفْسَهُ مِنْ جُودِهِ وَهَّاب اسأَلُک أن تصلّي علی مُحمّد و آل مُحمَّدٍ و لَا تَرُدَّنِي من هذا المقام خَائِباً. فَإِنَّ هَذَا مَقَامٌ تُغْفَرُ فِیهِ الذُّنُوبُ الْعِظَامُ وَ تُرْجَي فِیهِ الرَّحْمَةُ مِنَ الْکَرِیمِ الْعَلَّامِ مَقَامٌ لَا یُخِیَّبُ فِیهِ السَّائِلُونَ وَ لَا یُرَّدُّ فیه الرَّاغِبُونَ مَقَامُ مَنْ لَاذَ بِمَوْلَاهُ رَغْبَةً وَ تَبَتَّلَ إِلَیْهِ رَهْبَةً مَقَامُ الْخَائِفِ مِنْ یَوْمٍ یَقُومُ فِیهِ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِینَ وَلَا تَنْفَعُ فِیهِ شَفاعَةُ الشَّافِعِینَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ کَانَ مِنَ الْفَائِزِینَ ذَلِکَ یَوْمٌ لا یَنْفَعُ فِیهِ مالٌ وَ لا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَی اللّهَ بِقَلْبٍ سَلِیمٍ وَ أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِینَ وَ قِیلَ لَهُمْ هذا ما کُنْتُمْ تُوعَدُونَ لِکُلِّ أَوَّابٍ حَفِیظ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ. اللّهم

ص: 812

فاجعلني من المخلَصِينَ الفَائِزِين وَ اجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ و اغْفِرْ لِي وَ لِوالِدَيَّ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ يوم الدين وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ و اخْلُفْ عَلَى أَهْلِي و ولدي فِي الْغابِرِينَ، وَ اجْمَعْ بَیْنَنَا جَمِیعاً فِي مُسْتَقَرٍّ مِنْ رَحْمَتِکَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ سَلِّمْنِي مِنْ أَهْوَالِ مَا بَیْنِي وَ بَیْنَ لِقَائِکَ حَتَّی تُبْلِغَنِي الدَّرَجَةَ الَّتِي فِیهَا مُرَافَقَهُ أَوْلِیَائِکَ وَ أَحِبَّائِکَ الَّذِینَ عَلَیْهِمْ دَلَلْتَ وَ بِالاقْتِدَاءِ بِهِمْ أَمَرْتَ وَ اسْقِنِي مِنْ حَوْضِهِمْ مَشْرَباً رَوِیّاً لَا ظَمَأَ بَعْدَهُ أَبَداً وَ احْشُرْنِي فِي زُمْرَتِهِمْ وَ تَوَفَّنِي عَلَی مِلَّتِهِمْ وَ اجْعَلْنِي فِي حِزْبِهِمْ وَ عَرِّفْنِي وُجُوهَهُمْ فِي رِضْوَانِکَ وَ الْجَنَّهِ فَإِنِّي رَضِیتُ بِهِمْ أَئِمَّةً وَ هُدَاةً وَ وُلَاةً فَاجْعَلْهُمْ أَئِمَّتِي وَ هُدَاتِي فِي الدُّنْیَا وَ الْآخِرَهِ وَ لَا تُفَرِّقْ بَیْنِي وَ بَیْنَهُمْ طَرْفَةَ عَیْنٍ أَبَداً یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْحَمْ ذُلِّي بَیْنَ یَدَیْکَ وَ تَضَرُّعِي إِلَیْکَ وَ وَحْشَتِي مِنَ النَّاسِ وَ أُنْسِي بِکَ یَا کَرِیمُ تَصَدَّقْ عَلَيَّ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ بِرَحْمَةٍ مِنْ عِنْدِکَ تَهْدِي بِهَا قَلْبِي وَ تَجْمَعُ بِهَا أَمْرِي وَ تَلُمُّ بِهَا شَعَثِي وَ تُبَیِّضُ بِهَا وَجْهِي وَ تُکْرِمُ بِهَا مَقَامِي وَ تَحُطُّ بِهَا عَنِّي وِزْرِي وَ تَغْفِرُ بِهَا مَا مَضَی مِنْ ذُنُوبِي وَ تَعْصِمُنِي بِهَا فِیمَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِي وَ تُوَسِّعُ لِي بِهَا فِی

ص: 813

رِزْقِي وَ تَمُدُّ بِهَا فِي أَجَلِي وَ تَسْتَعْمِلُنِي فِي ذَلِکَ کُلِّهِ بِطَاعَتِکَ وَ مَا یُرْضِیکَ عَنِّي وَ تَخْتِمُ لِي عَمَلِي بِأَحْسَنِهِ وَ تَجْعَلُ لِي ثَوَابَهُ الْجَنَّةَ وَ تَسْلُکُ بِي سَبِیلَ الصَّالِحِینَ وَ تُعِینُنِي عَلَی صَالِحِ مَا أَعْطَیْتَنِي کَمَا أَعَنْتَ الصَّالِحِینَ عَلَی صَالِحِ مَا أَعْطَیْتَهُمْ وَ لَا تَنْزِعْ مِنِّي صَالِحَ مَا أَعْطَیْتَنِیهِ أَبَداً وَ لَا تَرُدَّنِي فِي سُوءٍ اسْتَنْقَذْتَنِي مِنْهُ أَبَداً وَ لَا تَکِلْنِي إِلَي نَفْسِي طَرْفَةَ عَیْنٍ أَبَداً وَ لَا أَقَلَّ مِنْ ذَلِکَ وَ لَا أَکْثَرَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَرِنِي الْحَقَّ حَقّاً فَأَتْبَعَهُ وَ الْبَاطِلَ بَاطِلًا فَأَجْتَنِبَهُ وَ لَا تَجْعَلْهُ عَلَيَّ مُتَشَابِهاً فَأَتَّبِعَ هَوَايَ بِغَیْرِ هُدًی مِنْکَ وَ اجْعَلْ هَوَايَ مُتَّبِعاً لِرِضَاکَ وَ طَاعَتِکَ وَ خُذْ رِضَا نَفْسِکَ مِنْ نَفْسِي وَ اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِیهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِکَ إِنَّکَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَي صِرَاطٍ مُسْتَقِیمٍ..(1)

الزيارة الثالثة - زیارت سوم

تَقِفُ عَلَیْهِمَا وَ أَنْتَ عَلَی غُسْلٍ وَ تَقُولُ :

در حالی که غسل کرده ای، کنار قبر ایشان می ایستی و میگویی:

ص: 814


1- بحار الأنوار، ج 99، ص 75.

السَّلامُ عَلی رَسولِ اللّهِ، السَّلامُ عَلی مُحَمَّدِ بنِ عَبدِاللّهِ، السَّلامُ عَلی أمِیرِالمؤمِنینَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ، السَّلامُ عَلَی الأئِمَّة المَعصومِینَ مِنْ وُلدِهِ المَهدِیِّینَ، الَّذینَ أمَروا بِطاعَةِ اللّهِ، وَقَرَّبوا أولِیاءَ اللّهِ، وَاجْتَنَبوا مَعصِیَةَ اللّهِ، وَجاهَدوا أعداءَهُ، وَدَحَضوا حِزبَ الشَّیطانِ الرَّجِیمِ، وَهَدَوا إلَي الصِّراطِ المُستَقِیمِ.السَّلامُ عَلَیکُما أیُّها الإمامانِ الطّاهِرانِ الصِّدِّیقانِ، اللَّذانِ اسْتَنْقَذا المؤمِنِینَ مِنْ مُخالَطَهِ الفاسِقِینَ، وَحَقَنا دِماءَ المُحِبِّینَ بِمُداراهِ المُبغِضِینَ.أَشهَدُ أنَّکُما حُجَّتا اللّهِ عَلی عِبادِهِ، وَسِراجا أرضِهِ وَبِلادِهِ، وَتَجَرَّعتُما في رَبِّکُما غَیظَ الظّالِمِینَ، وَصَبَرتُما في مَرضاتِهِ عَلی عِنادِ المُعانِدِینَ، حَتّی أقَمتُما مَنارَ الدِّینِ، وأبَنْتُما الشَّکَّ مِنَ الیَقِینِ؛ فَلَعَنَ اللّهُ مانِعَکُما الحَقَّ، وَالباغِيَ عَلَیکُما مِنَ الخَلقِ.

ثُمَّ ضَع خَدَّکَ الأَیمَنَ عَلَی القَبرِ،وقُل:

پس گونه ي راست را بر قبر بگذار و بگو:

اللّهُمَّ إنَّ هذَینِ إماميَّن قائِدایَ، وَبِهِما وَبِآبائِهِما أرجو الزُّلفَةَ لَدَیکَ یَومَ قُدومِي عَلَیکَ. اللّهُمَّ إنِّي أُشهِدُکَ وَمَنْ حَضَرَ مِنَ مَلآئِکَتِکَ أنَّهُما عَبدانِ لَکَ، اصْطَفَیْتَهُما وَفَضَّلْتَهُما، وَتَعَبَّدْتَ خَلقَکَ بِمُوالاتِهِما، وَأذَقتَهُما المَنِيَّةَ الَّتي کَتَبتَ عَلَیهِما، وَما ذاقا فِیکَ أعظَمُ

ص: 815

مِمّا ذاقا مِنکَ، وَجَمَعتَني وَإیّاهُما في الدُّنیا عَلی صِحَّةِ الاعتِقادِ في طاعَتِکَ، فَاجْمَعْني وَإیّاهُما في جَنَّتِکَ، یا مَنْ حَفِظَ الکَنزَ بِإقامَةِ الجِدارِ، وَحَرَسَ مُحَمَّداً صَلَي اللّه عَلَیهِ وَ آلِه بِالغارِ، وَنَجّی إبراهِیمَ عَلَیهِ السَّلام مِنَ النّارِ.اللّهُمَّ إنِّي أبرَأُ إلَیکَ مِمَّنِ اعْتَقَدَ فِیهِما اللّاهُوتَ، وَقَدَّمَ عَلَیهِما الطّاغوتَ.اللّهُمَّ الْعَنِ النّاصِبَةَ الجاحِدِینَ، وَالمُسرِفِینَ الغالِینَ، وَالشّاکِّینَ المُقَصِّرِینَ، وَالمُفَوِّضِینِ.اللّهُمَّ إنَّکَ تَسمَعُ کَلامی، وَتَري مَقامی، وَعِلمُکَ مُحیطٌ بِما خَلفِي وَأمامِی، فَاجرني مِنْ کُلِّ سُوءٍ یُخرِجُ دِینی، وَاکْفِني کُلَّ شُبهَهٍ تُشَکِّکُ یَقِینی، وَأشرِکْ في دُعائي إخوانی، وَمَنْ أمرُهُ یَعنِینی.اللّهُمَّ إنَّ هذا مَوقِفٌ خُضتُ إلَیهِ المَتالِفَ، وَقَطَعْتُ دونَهُ المَخاوفَ، طَلَباً أنْ تَستَجِیبَ فِیهِ دُعائی، وَأَنْ تُضاعِفَ فِیهِ حَسَناتِی، وَأَنْ تَمحُوَ فِیهِ سَیِّئاتِي.اللّهُمَّ وَأعطِني فِیهِ وَإخوانی مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ وَشِیعَتِهِم وَأهلِ حُزانَتي وَأولادي وَقَراباتی، مِنْ کُلِّ خَیرٍ مُزلِفٍ في الدُّنیا وَمُحظٍ في الآخِرَة، وَاصْرِفْ عَنْ جَمعِنا کُلَّ شَرٍّ یُورِثُ في الدُّنیا عُدماً، وَیَحجُبُ غَیثَ السَّماءِ، وَیُعَقِّبُ في الآخِرَة نَدَماً.اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاسْتَجِبْ، وَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أجمَعِین.

ص: 816

ثُمَّ تَخرجُ عَنهمَا، ولاتُولِّ ظَهرَکَ إلیهما.(1)

پس از نزد ایشان خارج می شوی و پشت به آنها نمی کنی.

الزيارة الرابعة - زیارت چهارم

فإذا أَتَیْتَهُمَا فَقِفْ عَلَی قَبْرَیْهِمَا، وَ اِجْعَلْ وَجْهَکَ تِلْقَاءَ اَلْقِبْلَةِ، وَ قُلِ:

کنار قبر دو امام و رو به قبله بایست و بگو:

السَّلامُ عَلَیکُما یا وَلِيَّيِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَیکُما یا أمِینَيِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَیکُما یا نُورَیِ اللّهِ في ظُلُماتِ الأرضِ، السَّلامُ عَلَیکُما مِنْ مُعتَمِدٍ بَعدَ اللّهِ سُبحانَهُ عَلَیکُما، مِنْ عَبْدِکُما وَزائِرِکُما وَوَلِیِّکُما، أتَیتُکُما زائِراً لَکُما، عارِفاً بِحَقِّکُما، مؤمِناً بِما آمَنتُما بِهِ، کافِراً بِما کَفَرتُما بِهِ، مُحَقِّقاً لِما حَقَّقتُما، مُبطِلاً لِما أبطَلْتُما، فَأسأَلُ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّکُما بِحَقِّکُما أنْ یَجعَلَ حَظِّي مِنْ زِیارَتِکُما مَغفِرَةَ ذُنوبِی، وَإعطائي سُؤلِی، وَأنْ یُصَلِّيَ عَلی مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَیَرزُقَني شَفاعَتَکُما، وَلا یُفَرِّقَ بَیني وَبَینَکُما، وَیَجمَعَني وَإیّاکُما في مُستَقَرٍّ مِنْ رَحمَتِهِ.

ص: 817


1- بحار الأنوار، ج 99، ص 77.

ثُمَّ ارْفَعْ یَدَیْکَ بالدُّعَاءِ وَقُلْ :

پس دست های خود را به دعا بالا ببر و بگو:

اللّهُمَّ ارْزُقْني حُبَّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَتَوَفَّنِي عَلی مِلَّتِهِم. اللّهُمَّ الْعَنْ ظالِمي آلِ مُحَمَّدٍ، وَانْتَقِمْ مِنْهُم.اللّهُمَّ وَعَجِّلْ فَرَجَ وَلِیِّکَ وَابنِ وَلِیِّکَ، وَاجْعَلْ فَرَجَنا مَقروناً بِفَرَجِهِم.

ثُمَّ صَلِّ مَکَانَکَ أربَعَ رَکَعَاتٍ، وادعُ اللّهَ کَثیراً(1)

پس برای زیارت هر امام عَلَیهِ السَّلام دو رکعت نماز بگذار و بسیار دعا کن.

ص: 818


1- المزار الكبير، ص 554

الباب الرابع زيارة الإمام أبي الحسن الهادي عَلَیهِ السَّلام وصلاته و الصلاة عَلَیهِ

اشارة

ص: 819

ص: 820

الزيارة

تَدْخُلُ مُقَدِّماً رِجْلَکَ الْیُمْنَي وَ تَقِفُ عَلَی ضَرِیحِ الْإِمَامِ أَبِي الْحَسَنِ الْهَادِي عَلَیهِ السَّلام مُسْتَقْبِلَ الْقَبْرِ وَ مُسْتَدْبِرَ الْقِبْلَةِ وَ تُکَبِّرُ اللَّهَ مِائَةَ تَکْبِیرَةٍ وَ تَقُولُ :

با پای راست وارد می شوی و پشت به قبله روبه روی امام هادی عَلَیهِ السَّلام می ایستی وپس از گفتن صدبار «اللّه اکبر» می گویی:

السَّلامُ عَلَیکَ یا أبا الحَسَنِ عَلِيَّ بنَ مُحَمَّدٍ، الزَّکِيَّ الرَّاشِدَ، النُّورَ الثاقِبَ، وَرَحمَةُ اللّهِ وَبَرَکاتُهُ.السَّلامُ عَلَیکَ یا صَفِيَّ اللّهِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا سِرَّ اللّهِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا أمِینَ اللّهِ السَّلامُ عَلَیکَ یا حَبلَ اللّهِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا آلَ اللّهِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا خِیَرَةَ اللّهِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا صَفوَةَ اللّهِ،السَّلامُ عَلَیکَ یا حَقَّ اللّهِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا حَبیبَ اللّهِ.السَّلامُ عَلَیکَ یا نُورَ الأنوارِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا زَینَ الأبرارِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا

ص: 821

سَلِیلَ الأخیارِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا عُنصُرَ الأطهارِ.السَّلامُ عَلیکَ یا حُجَّة الرَّحمنِ، السَّلامُ عَلیکَ یا رکن الإِیمانِ. السَّلامُ عَلَیکَ یا مَولَي المؤمِنینَ، السَّلامُ عَلَیکَ یا وَلِيَّ الصّالِحینَ.السَّلامُ عَلَیکَ یا عَلَمَ الهُدی، السَّلامُ عَلَیکَ یا حَلیفَ التُّقی.السَّلامُ عَلَیکَ یا عَمودَ الدِّینِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا ابنَ خاتَمِ النَّبِیِّینَ، السَّلامُ عَلَیکَ یا ابنَ سَیِّدِ الوَصِیِّینَ، السَّلامُ عَلَیکَ یا ابنَ فاطِمةَ سَیِّدَةِ نِساءِ العالَمِینَ.السَّلامُ عَلَیکَ أیُّها الأمینُ الوَفِیُّ، السَّلامُ عَلَیکَ أیُّها العَلَمُ الرَّضِیُّ، السَّلامُ عَلَیکَ أیُّها الزّاهِدُ التَّقِیُّ، السَّلامُ عَلَیکَ أیُّها الحُجَّةُ عَلَی الخَلقِ أجمَعِینَ.السَّلامُ عَلَیکَ أیُّها التّالي لِلقرآنِ، السَّلامُ عَلَیکَ أیُّها المُبَیِّنُ لِلحَلالِ مِنَ الحَرامِ، السَّلامُ عَلَیکَ أیُّها الوَلِيُّ النّاصِحُ، السَّلامُ عَلَیکَ أیُّها الطَّرِیقُ الواضِحُ، السَّلامُ عَلَیکَ أیُّها النَّجمُ اللّائِحُ.أشهَدُ یا مولاي یا أبا الحَسَنِ أنَّکَ حُجَّةُ اللّهِ عَلی خَلقِهِ، وَخَلیفَتُهُ في بَرِيَّتِهِ، وَأمینُهُ في بِلادِهِ، وَشاهِدُهُ عَلی عِبادِهِ.وَأشهَدُ أنَّکَ کَلِمَةُ التَّقوی، وَبابُ الهُدی، وَالعُروَةُ الوُثقی، وَالحُجَّةُ عَلی مَنْ فَوقَ الأرضِ وَمَنْ تَحتَ الثَّری.وَأشهَدُ أنَّکَ المُطَهَّرُ مِنَ الذُّنوبِ، المُبَرَّأُ مِنَ العُیُوبِ، وَالمُختَصُّ بِکَرامَةِ اللّهِ، وَالمَحبُوُّ بِحُجَّةِ اللّهِ، وَالمَوهُوبُ لَهُ کَلِمَةُ اللّهِ، وَالرُّکنُ

ص: 822

الَّذي یَلجَأُ إلَیهِ العِبادُ، وَتَحیا بِهِ البِلادُ.أشهَدُ یا مَولاي أنِّي بِکَ وَبِآبائِکَ وَأبنائِکَ مُوقِنٌ مُقِرٌّ، وَلَکُمْ تابِعٌ في ذاتِ نَفسی، وَشَرائِعِ دِینی، وَخاتِمَةِ عَمَلی، وَمُنقَلَبي وَمَثوای؛ وَأنِّي وَلِيٌّ لِمَنْ والاکُم، وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداکُمْ، مُؤمِنٌ بِسِرِّکُمْ وَعَلانِیَتِکُم، وَأوَّلِکُم وَآخِرِکُم، بِأَبي أنتَ وَأُمِّي، والسّلام علیک وَرَحمَةُ اللّهِ وَبَرَکاتُهُ.

ثمَّ قَبَّل ضَرِیحَهُ، وَضَع خَدَّکَ الأیمَنَ عَلَیهِ ثمّ الأیسَرَ وقُل:

پس ضریح را ببوس و گونه ی راست و چپ خود را روی آن بگذار و بگو:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَصَلِّ عَلی حُجَّتِکَ الوَفِيِّ، وَوَلِیِّکَ الزَّکِيِّ، وَأمینِکَ المُرتَضی، وَصَفِیِّکَ الهادي، وَصِراطِکَ المُستَقِیمِ، وَالجادَّةِ العُظمی، وَالطَّریقَةِ الوُسطی، وَنُورِ قُلوبِ المؤمِنینَ، وَوَلِيِّ المُتَّقِینَ، وصاحِبِ المُخلِصِینَ.اللّهُمَّ صَلِّ عَلی سَیِّدِنا مُحَمَّدٍ وَأهلِ بَیتِهِ، وَصَلِّ عَلی عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ الرّاشِدِ، المَعصومِ مِنَ الزَّلَلِ، وَالطّاهِرِ مِنَ الخَلَلِ، وَالمُنقَطِعِ إلَیکَ بِالأمَلِ، المَبلُوِّ بِالفِتَنِ، وَالمُختَبَرِ بِالمِحَنِ، وَالمُمتَحَنِ بِحُسنِ البَلوی، وَصَبرِ الشَّکوی، مُرشِدِ عِبادِکَ، وَبَرَکَةِ بِلادِکَ، وَمَحَلِّ رَحمَتِکَ، وَمُستَودَعِ

ص: 823

حِکمَتِکَ، وَالقائِدِ إلی جَنَّتِکَ، العالِمِ في بَرِيَّتِکَ، وَالهادي في خَلِیقَتِکَ، الَّذي ارْتَضَیتَهُ وَانْتَجَبْتَهُ وَاخْتَرتَهُ لِمَقامِ رَسولِکَ في أُمَّتِهِ، وَألزَمْتَهُ حِفظَ شَریعَتِهِ، فَاستَقَلَّ بِأعباءِ الوَصِيَّهِ، ناهِضاً بِها، وَمُضطَلِعاً بِحَملِها، لَمْ یَعثِرْ في مُشکِلٍ، وَلا هَفا في مَعضَلٍ، بَلْ کَشَفَ الغُمَّهَ، وَسَدَّ الفُرجَهَ، وأدَّي المُفتَرَضَ.اللّهُمَّ فَکَما أقرَرْتَ ناظِرَ نَبِیِّکَ بِهِ فَرَقِّهِ دَرَجَتَهُ، وَأجزِلْ لَدَیکَ مَثوبَتَهُ، وَصَلِّ عَلَیهِ، وَبَلِّغْهُ مِنِّي تَحِيَّةً وَسَلاماً، وَآتِنا مِنْ لَدُنْکَ في مُوالاتِهِ فَضلاً وَإحساناً، وَمَغفِرَةً وَرِضواناً، إنَّکَ ذو الفَضلِ العَظِیمِ.

ثمّ تُصَلّي صَلَاةَ الزَّیارةِ، فإذا سَلَّمتَ فقُل :

آنگاه نماز زیارت می خوانی و پس از سلام میگویی:

اللّهُمَّ یا ذا القُدرَةِ الجامِعَةِ، وَالرَّحمَةِ الواسِعَةِ، وَالمِنَنِ المُتَتابِعَةِ، وَالآلاءِ المُتَواتِرَةِ، وَالأیادي الجَلِیلَةِ، وَالمَواهِبِ الجَزِیلَةِ، صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الصادِقینَ، وَأعطِني سُؤْلِي، وَاجْمَعْ شَمْلي، وَلُمَّ شَعْثي، وَزَکِّ عَمَلي، وَلا تُزِغْ قَلْبي بَعدَ إذْ هَدَیتَنی، وَلا تُزِلَّ قَدَمی، وَلا تَکِلْني إلي نَفسي طَرفَةَ عَینٍ أبَداً، وَلا تُخَیِّبْ طَمَعي، وَلا تُبدِ عَورَتي، وَلا تَهتِکْ سِتري، وَلا تُوحِشْني وَلا تُؤْیِسْني، وَکُنْ لي

ص: 824

رَؤوفاً رَحِیماً، وَاهْدِني وَزَکِّني وَطَهِّرْني، وَصَفِّنِي وَاصْطَفِني، وَخَلِّصْني وَاسْتَخلِصْني، وَاصْنَعْني وَاصْطَنِعْني، وَقَرِّبْنِي إلَیکَ وَلاتُباعِدْني مِنکَ، وَالْطُفْ بي وَلا تَجْفُني، وَأَکرِمْني وَلا تُهِنِّي، وَما أسأَلُکَ فَلاتَحرِمْني، وَما لا أسأَلُکَ فَاجْمَعْهُ لي، بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمِینَ.وَأَسأَلُکَ بِحُرمَةِ وَجهِکَ الکَرِیمِ، وَبِحُرمَةِ نَبِیِّکَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُکَ عَلَیهِ وَآلِهِ، وَبِحُرمَةِ أهلِ بَیتِ رَسولِکَ، أمیرِالمؤمِنینَ عَلِيٍّ، وَالحَسَنِ، وَالحُسَینِ، وَعَلِيٍّ، وَمُحَمَّدٍ، وَجَعفَرٍ، وَمُوسی، وَعَلِيٍّ، وَمُحَمَّدٍ، وَعَلِيٍّ، وَالحَسَنِ، وَالخَلَفِ الباقي، صَلَواتُکَ وَبَرَکاتُکَ عَلَیهِم أنْ تُصَلِّيَ عَلَیهِم أجمَعِینَ، وَتُعَجِّلَ فَرَجَ قائِمِهِم بِأمرِکَ، وَتَنصُرَهُ وَتَنتَصِرَ بِهِ لِدِینِکَ، وَتَجعَلَني في جُملَةِ النّاجِینَ بِهِ، وَالمُخلِصِینَ في طاعَتِهِ.وَأسأَلُکَ بِحَقِّهِم لَمّا اسْتَجَبتَ لي دَعوَتي، وَقَضَیتَ حاجَتي، وَأعطَیتَني سُؤلي وَأُمنِيَّتِي، وَکَفَیتَني ما أهَمَّنِي مِنْ أمرِ دُنیايَ وَآخِرَتي، یا أرحَمَ الرّاحِمینَ.

یا نُورُ یا بُرهانُ، یا مُنِیرُ یا مُبِینُ، یا رَبِّ اکْفِني شَرَّ الشُّرورِ، وَآفاتِ الدُّهورِ، وَأسأَلُکَ النَّجاةَ یَومَ یُنفَخُ في الصُّورِ.

وادع بما شئت؛ وأکثر من قولک:

و هرچه می خواهی دعا کن و این دعا را زیاد تکرار کن:

ص: 825

یا عُدَّتي عِندَ العُدَدِ، وَیا رَجائِي وَالمُعتَمَدَ، وَیا کَهفِي وَالسَّنَدَ، یا واحِدُ یا أحَدُ، وَیا قُلْ هُوَ اللّهُ أحَدٌ.أسأَلُکَ اللّهُمَّ بِحَقِّ مَنْ خَلَقتَ مِنْ خَلقِکَ وَلَمْ تَجعَلْ في خَلقِکَ مِثلَهُم أحَداً، صَلِّ عَلی جَماعَتِهِم وَافْعَلْ بي ...

و تذکر حاجاتک بدل«...»

و به جال «...» حاجاتت را ذکر میکنی.

فَقَد رُویَ عَنهُ صَلَوَاتُ اللّه عَلَیهِ أنّه قال: إنّني دَعَوتُ اللّه عَزَّ وجَلَّ ألایُخیِّبَ مَن دَعَا به في مشهدي بَعدِي.(1)

از امام هادی عَلَیهِ السَّلام روایت شده که فرمودند: من از خدای عزَّوجلَّ خواسته ام که هر کس این دعا را پس از من در کنار قبرم بخواند، ناامید نگرداند.

الصلاة على علي بن محمد أبي الحسن العسكري عَلَیهِما السَّلام

صلوات بر امام هادی عَلَیهِ السَّلام

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ وَصِيِّ الأوصِیاءِ، وَإمامِ الأتقِیاءِ، وَخَلَفِ أئِمَّة الدِّینِ، وَالحُجَّةِ عَلَی الخَلائِقِ أجمَعِینَ.اللّهُمَّ کَما جَعَلتَهُ نُوراً یَستَضِيْءُ بِهِ المُؤمِنونَ فَبَشَّرَ بِالجَزِیلِ مِنْ ثَوابِکَ، وَأنذَرَ

ص: 826


1- مصباح الزائر، ص 08 / بحار الأنوار، ج 99، ص 64.

بِالألِیمِ مِنْ عِقابِکَ، وَحَذَّرَ بَأسَکَ، وَذَکَّرَ بِأیّامِکَ، وَأحَلَّ حَلالَکَ، وَحَرَّمَ حَرامَکَ، وَبَيَّنَ شَرائِعَکَ وَفَرائِضَکَ، وَحَضَّ عَلی عِبادَتِکَ، وَأَمَرَ بِطاعَتِکَ، وَنَهي عَنْ مَعصِیَتِکَ، فَصَلِّ عَلَیهِ أفضَلَ ما صَلَّیتَ عَلی أحَدٍ مِنْ أولِیآئِکَ وَذُرِّيَّةِ أنبِیآئِکَ، یا إلهَ العالَمِینَ.(1)

صلاة علي بن محمد عَلَیهِما السَّلام

نماز امام هادي عَلَیهِ السَّلام

رَکْعَتَیْنِ تَقْرَأُ فِي الْأُولَي فَاتِحَةَ الْکِتَابِ وَ یس وَ فِي الثَّانِیَةِ الحمد وَ الرَّحْمَنِ(2)

دو رکعت: رکعت اول، حمد و پس و رکعت دوم، حمد و الرحمن.

دعاء علي بن محمد الهادي عیهماالسَّلام

دعای امام هادي عَلَیهِ السَّلام

يا بارُّ يا وَصُولُ يا شاهِدَ كُلِّ غاَّئِبٍ وَ يا قَريبُ غَيْرَ بَعيدٍ وَ يا غالِبُ غَيْرَ مَغْلُوبٍ وَ يا مَنْ لايَعْلَمُ كَيْفَ هُوَ اِلاّ هُوَ يا مَنْ لاتُبْلَغُ قُدْرَتُهُ اَسْئَلُكَ اَللّهُمَّ بِاسْمِكَ الْمَكْنُونِ الْمَخْزُونِ الْمَكْتُومِ عَمَّنْ

ص: 827


1- جمال الأسبوع، ص 491 / بحار الأنوار، ج 1، ص 77.
2- جمال الأسبوع، ص 278

شِئْتَ الطّاهِرِ الْمُطَهَّرِ الْمُقَدَّسِ النُّورِ التّاَّمِّ الْحَيِّ الْقَيّومِ الْعَظيمِ نُورِ السَّمواتِ وَ نوُرِ الاَرَضينَ عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْكَبيرِ الْمُتَعالِ الْعَظيمِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ(1)

ص: 828


1- جمال الأسبوع، ص 278

الباب الخامس : زيارة الإمام أبي محمد الحسن العسکري عَلَیهِ السَّلام و صلاته و الصلاة عليه

اشارة

ص: 829

ص: 830

الزيارة

قِفْ عَلَی ضَرِیحِهِ عَلَیْهِ اَلسَّلاَمُ وَ قُلْ:

کنار ضریح امام عَلَیْهِ اَلسَّلاَمُ بایست و بگو:

السَّلامُ عَلَیکَ یا مَولاي یا أبا مُحَمَّدٍ الحَسَنَ العسکري ابنَ عَلِيٍّ الهادي المُهتَدِي وَرَحمَةُ اللّهِ وَبَرَکاتُهُ.السَّلامُ عَلَیکَ یا وَلِيَّ اللّهِ وَابنَ أولِیائِهِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا حُجَّةَ اللّهِ وَابنَ حُجَجِهِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا صَفِيَّ اللّهِ وَابنَ أصفِیائِهِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا خَلِیفَةَ اللّهِ وَابنَ خُلَفائِهِ، وَأبا خَلِیفَتِهِ.السَّلامُ عَلَیکَ یا ابنَ خاتَمِ النَّبِیِّینَ، السَّلامُ عَلَیکَ یا ابنَ خاتَمِ الوصیِّینَ،السَّلامُ عَلَیکَ یا ابنَ سَیِّدِ المُرسَلینِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا ابنَ أمِیرِالمُؤمِنینَ، السَّلامُ عَلَیکَ یا ابنَ سَیِّدِ الوَصِیِّینَ، السَّلامُ عَلَیکَ یا ابنَ سَیِّدَةِ نِساءِ العالَمِینَ، السَّلامُ عَلَیکَ یا ابنَ الأئِمَّة الهادِینَ، السَّلامُ عَلَیکَ یا ابنَ سیّد الأوصِیاءِالرّاشِدِینَ. السَّلامُ عَلَیکَ یا عِصمَةَ المُتَّقِینَ،

ص: 831

السَّلامُ عَلَیکَ یا إمامَ الفائِزِینَ، السَّلامُ عَلَیکَ یا رُکنَ المُؤمنِینَ، السَّلامُ عَلَیکَ یا فَرَجَ المَلهوفِینَ، السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ الأنبِیاءِ المُنتَجَبِینَ. السَّلامُ عَلَیکَ یا خازِنَ عِلمِ وَصِيِّ رَسولِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَیکَ أیُّها الدّاعي بِحُکمِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَیکَ أیُّها النّاطِقُ بِکتابِ اللّهِ.السَّلامُ عَلَیکَ یا حُجَّةَ الحُجَجِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا هادِيَ الأُمَمِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا وَلِيَّ النِّعَمِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا عَیبَةَ العِلمِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا سَفینَةَ الحِلمِ.السَّلامُ عَلَیکَ یا أبا الإمامِ المُنتَظَرِ، الظاهِرَةِ للعاقِلِ حُجَّتُهُ، وَالثّابِتَةِ في الیَقِینِ مَعرِفَتُهُ، المُحتَجَبِ عَنِ أعیُنِ الظّالِمِینَ، وَالمُغَيَّبِ عَنْ دَولَهِ الفاسِقِینَ، وَالمُعِیدِ رَبُّنا بِهِ الإسلامَ جَدیداً بَعدَ الانطِماسِ، وَالقُرآنَ غَضّاً بَعدَ الاندِراسِ.أشهَدُ یا مَولاي أنَّکَ أقَمتَ الصَّلاةَ، وَآتَیتَ الزَّکاةَ، وَأمَرتَ بِالمَعروفِ، وَنَهَیتَ عَنِ المُنکَرِ، وَدَعَوتَ إلي سَبِیلِ رَبّکَ بِالحِکمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ، وَعَبَدْتَ اللّهَ مُخلِصاً حَتّی أتاکَ الیَقِینُ.أَسأَلُ اللّهَ بِالشَّأنِ الَّذي لَکُمْ عِندَهُ، أنْ یَتَقَبَّلَ زِیارَتي لَکُمْ، وَیَشکُرَ سَعیِي إلَیکُم، وَیَستَجِیبَ دُعائي بِکُم، وَیَجعَلَنِي مِنْ أنصارِ الحقِّ وَأتباعِهِ وَأشیاعِهِ وَمُوالِیهِ وَمُحِبِّیهِ، وَالسَّلامُ عَلَیکَ وَرَحمَةُ اللّهِ وَبَرَکاتُهُ.

ص: 832

ثُمّ قَبِّل ضَریحَهُ، وَضَع خَدَّکَ الأیمَنَ عَلَیهِ ثمّ الأیسَرَ وقل:

آن گاه ضریح را ببوس و گونه ی راست و چپ خود را بر آن بگذار و بگو:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی سَیِّدِنا مُحَمَّدٍ وَأهلِ بَیتِهِ، وَصَلِّ عَلَی الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ، الهادي إلي دِینِکَ، وَالدّاعي إلي سَبِیلِکَ، عَلَمِ الهُدی، وَمَنارِ التُّقی، وَمَعدِنِ الحِجی، وَمَأْوَي النُّهی، وَغَیثِ الوَری، وَسَحابِ الحِکمَةِ، وَبَحرِ المَوعِظَةِ، وَوارِثِ الأئِمَّة، وَالشَّهِیدِ عَلَی الأُمَّةِ، المَعصومِ المُهَذَّبِ، وَالفاضِلِ المُقَرَّبِ، وَالمُطَهَّرِ مِنَ الرِّجسِ، الَّذي وَرَّثتَهُ عِلمَ الکِتابِ، وَألهَمتَهُ فَصلَ الخِطابِ، وَنَصَبتَهُ عَلَماً لِأهلِ قِبلَتِکَ، وَقَرَنتَ طاعَتَهُ بِطاعَتِکَ، وَفَرَضتَ مَوَدَّتَهُ عَلی جَمِیعِ خَلِیقَتِکَ.اللّهُمَّ فَکما أنابَ بِحُسنِ الإخلاصِ في تَوحیدِکَ، وَأردی مَنْ خاضَ في تَشبیهِکَ، وَحامی عَنْ أهلِ الإیمانِ بِکَ، فَصَلِّ یا رَبِّ عَلَیهِ صَلاةً یَلحَقُ بِها مَحَلَّ الخاشِعِینَ، وَیَعلُو في الجَنَّةِ بِدَرَجَةِ جَدِّهِ خاتَمِ النَّبِیِّینَ، وَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَسَلاماً، وَآتِنا مِنْ لَدُنْکَ في مُوالاتِهِ فَضلاً وَإحساناً، وَمَغفِرَةً وَرِضواناً، إنَّکَ ذو فَضلٍ عَظِیمٍ، وَمَنٍّ جَسِیمٍ.

ثمّ تُصَلِّي صَلَاةَ الزِّیَارَةِ فَإِذَا فَرَغْتَ فَقُلْ:

آن گاه نماز زیارت می خوانی و پس از آن می گویی:

ص: 833

یا دائِمُ یا دَیمومُ، یا حَيُّ یا قَیُّومُ، یا کاشِفَ الکَربِ وَالهَمِّ، یا فارِجَ الغَمِّ، ویا باعِثَ الرُّسُلِ، یا صادِقَ الوَعدِ، یا حَيُّ لا إلهَ إلّا أنتَ، أتَوَسَّلُ إلَیکَ بِحَبِیبِکَ مُحَمَّدٍ وَوَصِیِّهِ عَلِيٍّ، ابنِ عَمِّهِ وَصِهرِهِ عَلَی ابْنَتِهِ، الَّذي خَتَمتَ بِهِما الشَّرائِعَ، وَفَتَحتَ التَّأوِیلَ وَالطلائِعَ، فَصَلِّ عَلَیهِما صَلاةً یَشهَدُ بِها الأوَّلُونَ وَالآخِرونُ، وَیَنجو بِها الأولِیاءُ وَالصالِحونَ.وَأتَوَسَّلُ إلَیکَ بِفاطِمَةَ الزَّهراءِ، والِدَةِ الأئِمَّة المَهدِیِّینَ، وَسَیِّدَةِ نِساءِ العالَمِینَ، المُشَفَّعَةِ في شِیعَةِ أولادِها الطَّیِّبِینَ، فَصَلِّ عَلَیها صَلاةً دائِمَةً أبَدَ الآبِدِینَ، وَدَهرَ الدّاهِرینَ. وَأتَوَسَّلُ إلَیکَ بِالحَسَنِ الرَّضِيِّ، الطّاهِرِ الزَّکِيِّ، وَالحُسَینِ المَظلومِ المَرضِيِّ، البَرِّ التّقِيِّ، سَیِّدَي شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ، الإمامَینِ الخَیِّرَینِ الطَّیِّبَینِ، التَّقِيَّینِ النَّقِيَّینِ، الطّاهِرَینِ الشَّهِیدَینِ، المَظلومَینِ المَقتولَینِ، فَصَلِّ عَلَیهِما ما طَلَعَتْ شَمسٌ وَما غَرَبَتْ، صَلاةً مُتَوالِیَةً مُتَتالِیَةً.وَأتَوَسَّلُ إلَیکَ بِعَلِيِّ بنِ الحُسَینِ، سَیِّدِ العابِدِینَ، المَحجوبِ مِنْ خَوفِ الظّالِمِینَ، وَبِمُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ، الباقِرِ الطّاهِرِ، النُّورِ الزَّاهِرِ، الإمامَینِ السَّیِّدَینِ، مِفتاحَي البَرَکاتِ، وَمِصباحَيِ الظُّلُماتِ، فَصَلِّ عَلَیهِما ما سَری لَیلٌ وَما أضاءَ نَهارٌ، صَلاةً تَغدو وَتَروحُ،وَأَتَوَسَّلُ

ص: 834

إلَیکَ بِجَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، الصّادِقِ عَنِ اللّهِ، والنّاطِقِ في عِلمِ اللّه، وَبِموسی بنِ جَعفَرٍ، العَبدِ الصّالِحِ في نَفسِهِ، وَالوَصِيِّ النّاصح، الإمامَینِ الهادِیَینِ المَهدِيَّینِ، الوافِیَینِ الکافِیَینِ، فَصَلِّ عَلَیهِما ما سَبَّحَ لَکَ مَلَکٌ، وَتَحَرَّکَ لَکَ فَلَکٌ، صَلاةً تَنمِي وَتَزِیدُ، وَلا تَفني وَلا تَبِیدُ،وَأَتَوَسَّلُ إلَیکَ بِعَلِيِّ بنِ مُوسَي الرِّضا، وَبِمُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ المُرتَضی، الإمامَینِ المُطَهَّرَینِ المُنتَجَبَینِ، فَصَلِّ عَلَیهِما ما أضاءَ صُبحٌ وَدامَ، صَلاةً تُرَقِّیهِما إلي رِضوانِکَ في العِلِّیِّینَ مِنْ جِنانِکَ.وَأَتَوَسَّلُ إلَیکَ بِعَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ الرّاشِدِ، وَالحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ الهادِي،القائِمَینِ بِأمرِ عِبادِکَ، المُختَبَرَینِ بِالمِحَنِ الهائِلَهِ، وَالصّابِرَینِ في الإحَنِ المائِلَةِ، فَصَلِّ عَلَیهِما کِفاءَ أجرِ الصّابِرِینَ، وَإزاءَ ثَوابِ الفائِزِینَ، صَلاةً تُمَهِّدُ لَهُما الرِّفعَةَ.وَأَتَوَسَّلُ إلَیکَ یا رَبِّ بإمامِنا وَمُحَقِّقِ زَمانِنا، الیَومِ المَوعودِ، وَالشّاهِدِ المَشهودِ، وَالنُّورِ الأزهَرِ، وَالضِّیاءِ الأنوَرِ، المَنصورِ بِالرُّعبِ، وَالمُظَفَّرِ بِالسَّعادَةِ. فَصَلِّ عَلَیهِ عَدَدَ الثَّمَرِ وَأوراقِ الشَّجَرِ وَأجزاءِ المَدَرِ، وَعَدَدَ الشَّعرِ وَالوَبَرِ، وَعَدَدَ ما أحاطَ بِهِ عِلمُکَ وَأحصاهُ کِتابُکَ، صَلاةً یَغبِطُهُ بِها الأوَّلونَ وَالآخِرونُ.اللّهُمَّ وَاحْشُرْنا في زُمرَتِهِ، وَاحْفَظْنا عَلی طاعَتِهِ، و

ص: 835

احْرُسْنا بِدَولَتِهِ، وَأتحِفْنا بِوِلایَتِهِ، وَانْصُرْنا عَلی أعدائِنا بِعِزَّتِهِ، وَاجْعَلْنا یا رَبِّ مِنَ التَّوّابِینَ، یا أرحَمَ الرّاحِمِینَ.اللّهُمَّ وَإنَّ إبلیسَ المُتَمَرِّدَ اللَّعِینَ قَدِ اسْتَنظَرَکَ لإغواءِ خَلقِکَ فَأنظَرتَهُ، وَاسْتَمْهَلَکَ لِإضلالِ عَبِیدِکَ فَأمهَلتَهُ بِسابِقِ عِلمِکَ فِیهِ، وَقَدْ عَشَّشَ وَکَثُرَتْ جُنودُهُ، وَازْدَحَمَتْ جُیوشُهُ، وَانْتَشَرَتْ دُعاتُهُ في أقطارِ الأرضِ، فَأضَلُّوا عِبادَکَ، وَأفسَدُوا دِینَکَ، وَحَرَّفوا الکَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ، وَجَعَلُوا عِبادَکَ شِیَعاً مُتَفَرِّقِینَ، وَأحزاباً مُتَمَرِّدِینَ.وَقَدْ وَعَدْتَ نُقوضَ بُنیانِهِ، وَتَمزِیقَ شَأنِهِ؛ فَأهلِکْ أولادَهُ وَجُیوشَهُ، وَطَهِّرْ بِلادَکَ مِنِ اخْتِراعاتِهِ وَاخْتِلافاتِهِ، وَأرِحْ عِبادَکَ مِنْ مَذاهِبِهِ وَقِیاساتِهِ، وَاجْعَلْ دائِرَةَ السَّوءِ عَلَیهِم، وَابْسُطْ عَدلَکَ، وَأظهِرْ دِینَکَ، وَقَوِّ أولِیاءَکَ، وَأوهِنْ أعداءَکَ، وَأورِثْ دِیارَ إبلِیسَ وَدِیارَ أولیائِهِ أولیاءَکَ، وَخَلِّدْهُم في الجَحِیمِ، وَأذِقْهُم مِنَ العَذابِ الألِیمِ، وَاجْعَلْ لَعَائِنَکَ المُستَودَعَةَ في مَناحِیسِ الخِلقَةِ وَمَشاوِیهِ الفِطرَةِ دائِرَةً عَلَیهِم، وَمُوَکَّلَةً بِهِم، وَجارِیَةً فِیهِم کُلَّ صَباحٍ وَمَساءٍ، وَغُدُوٍّ وَرَواحٍ، رَبَّنا آتِنا في الدُّنیا حَسَنَةً وَفي الآخِرَة حَسَنَةً وَقِنا بِرَحمَتِکَ عَذابَ النّارِ، یا أرحَمَ الرّاحِمِینَ.

ص: 836

ثمّ ادع بما تحبّ لنفسک ولإخوانک(1)

سپس برای خودت و برادران ایمانی ات به آنچه دوست داری، دعا کن

الصلاة علي الحسن بن علي عَلَیهِماالسَّلام

صلوات بر امام حسن عسکري عَلَیهِ السَّلام

اللّهُمَّ صَلِّ عَلَی الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ، البَرِّ التَّقِيِّ، الصّادِقِ الوَفِيِّ، النُّورِ المُضِیءِ، خازِنِ عِلمِکَ، وَالمُذَکِّرِ بِتَوحِیدِکَ، وَوَلِيِّ أمرِکَ، وَخَلَفِ أئِمَّة الدِّینِ، الهُداةِ الرّاشِدِینَ، وَالحُجَّةِ عَلی أهلِ الدُّنیا، فَصَلِّ عَلَیهِ یا رَبِّ أفضَلَ ما صَلَّیتَ عَلی أحَدٍ مِنْ أصفِیائِکَ وَحُجَجِکَ، وأولادِ رُسُلِکَ، یا إلهَ العالَمِینَ(2)

صلاة الحسن بن علي عَلَیهِماالسَّلام

نماز امام حسن عسکري عَلَیهِ السَّلام

أَرْبَعُ رَکَعَاتٍ اَلرَّکْعَتَیْنِ اَلْأُولَیَیْنِ بِالْحَمْدِ مَرَّةً وَ إِذَا زُلْزِلَتْ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً وَ فِي اَلْأَخِیرَتَیْنِ کُلُّ رَکْعَةٍ بِالْحَمْدِ مَرَّةً وَ اَلْإِخْلاَصِ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً. (3)

چهار رکعت: دو رکعت اول، در هر رکعت یک حمد و 15 مرتبه سوره زلزال و رکعت بعد، در هر رکعت یک حمد و 15 مرتبه سوره توحيد.

ص: 837


1- مصباح الزائر، ص 413 / بحار الأنوار، ج 99، ص 67.
2- مصباح المتهجد، ج 1، ص 405.
3- جمال الأسبوع، ص279

دعاء الحسن بن علي عَلَیهِماالسَّلام

دعای امام حسن عسکري عَلَیهِ السَّلام

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُکَ بِأَنَّ لَکَ الْحَمْدَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الْبَدِیءُ قَبْلَ کُلِّ شَیْءٍ وَ أَنْتَ الْحَيُّ الْقَیُّومُ وَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الَّذِي لاَ یُذِلُّکَ شَیْءٌ وَ أَنْتَ کُلَّ یَوْمٍ فِي شَأْنٍ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ خَالِقُ مَا یُرَي وَ مَا لاَ یُرَي الْعَالِمُ بِکُلِّ شَیْءٍ بِغَیْرِ تَعْلِیمٍ أَسْأَلُکَ بِآلاَئِکَ وَ نَعْمَائِکَ بِأَنَّکَ اللَّهُ الرَّبُّ الْوَاحِدُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الرَّحْمَنُ الرَّحِیمُ وَ أَسْأَلُکَ بِأَنَّکَ أَنْتَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الْوَتْرُ الْفَرْدُ الْأَحَدُ اَلصَّمَدُ الَّذِي لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ وَ لَمْ یَکُنْ لَهُ کُفُواً أَحَدٌ وَ أَسْأَلُکَ بِأَنَّکَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ اَللَّطِیفُ الْخَبِیرُ الْقَائِمُ عَلی کُلِّ نَفْسٍ بِما کَسَبَتْ الرَّقِیبُ الْحَفِیظُ وَ أَسْأَلُکَ بِأَنَّکَ اللَّهُ الْأَوَّلُ قَبْلَ کُلِّ شَیْءٍ وَ الْآخِرُ بَعْدَ کُلِّ شَیْءٍ وَ الْبَاطِنُ دُونَ کُلِّ شَیْءٍ الضَّارُّ النَّافِعُ اَلْحَکِیمُ الْعَلِیمُ وَ أَسْأَلُکَ بِأَنَّکَ أَنْتَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ اَلْحَيُّ الْقَیُّومُ الْبَاعِثُ الْوَارِثُ الْحَنَّانُ الْمَنَّانُ بَدِیعُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ ذُو الْجَلالِ وَ الْإِکْرامِ وَ ذُو الطَّوْلِ وَ ذُو الْعِزَّةِ وَ ذُو السُّلْطَانِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ أَحَطْتَ بِکُلِّ شَیْءٍ عِلْماً وَ أَحْصَیْتَ کُلَّ شَیْءٍ عَدَداً صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ .(1)

ص: 838


1- جمال الاسبوع، ص279.

الباب السادس : زیارة السیدة نرجس أمّ القائم عَلَیهِ السَّلام و وداع العَسکَريَّینِ عَلَیهِما السَّلام

اشارة

ص: 839

ص: 840

زيارة السيَّدة نرجس أم القائم عَلَیهِ السَّلام

زیارت حضرت نرجس عَلَیهِا السَّلام

ثُمَّ تَزُورُ أُمَّ الْقَائِمِ عَلَیهِ السَّلام وَ قَبْرُهَا خَلْفَ ضَرِیحِ مَوْلَانَا الْحَسَنِ الْعَسْکَرِيِّ عَلَیهِ السَّلام فَتَقُولُ:

پس قبر مادر امام زمان عَلَیهِ السَّلام (حضرت نرجس) را که پشت قبر امام عسکری عَلَیهِ السَّلام است، زیارت میکنی و میگویی:

السَّلامُ عَلی رَسُولِ اللّه الصَّادِقِ الأمِینِ، السَّلامُ عَلی مَولانا أمِیرِ المؤمِنینَ، السَّلامُ عَلَی الأئِمَّة الطّاهِرینَ، الحُجَجِ المَیامِینِ.السَّلامُ عَلی والِدَةِ الإمامِ، وَالمُودَعَةِ أسرارَ المَلِکِ العَلّامِ، وَالحامِلَةِ لِأشرَفِ الأنامِ.السَّلامُ عَلَیکِ أيَّتُها الصِّدِّیقَهُ المَرضِيَّةُ، السَّلامُ عَلَیکِ یا شَبِیهَةَ أُمِّ مُوسی، وَابْنَةَ حَوارِيِّ عِیسی.السَّلامُ عَلَیکِ أيَّتُها التَّقِيَّةُ

ص: 841

النَّقِيَّةُ، السَّلامُ عَلَیکِ أيَّتُها الرَّضِيَّةُ المَرضِيَّةُ، السَّلامُ عَلَیکِ أيَّتُها المَنعُوتَةُ في الإنجِیلِ، المَخطوبَةُ مِنْ رُوحِ اللّه الأمِینِ، وَمَنْ رَغِبَ في وُصلَتِها مُحَمَّدٌ سَیِّدُ المُرسَلِینَ، وَالمُستَودَعَهُ أسرارَ رَبِّ العالَمِینَ.السَّلامُ عَلَیکِ وَعَلی آبائِکِ الحَوارِیِّینَ، السَّلامُ عَلَیکِ وَعَلی بَعلِکِ وَوُلَدِکِ، السَّلامُ عَلَیکِ وَعَلی رُوحِکِ وَبَدَنِکِ الطّاهِرِ.أشهَدُ أنَّکِ أحسَنْتِ الکَفالَةَ، وَأدَّیتِ الأمانَةَ، وَاجْتَهَدتِ في مَرضاةِ اللّهِ، وَصَبَرتِ في ذاتِ اللّهِ، وَحَفِظتِ سِرَّ اللّهِ، وَحَمَلتِ وَلِيَّ اللّهِ، وَبالَغتِ في حِفظِ حُجَّةِ اللّهِ، وَرَغِبتِ في وَصلَةِ أبناءِ رَسُولِ اللّهِ، عارِفَاً [عارِفَةً]بِحَقِّهِم، مُؤمِنَةً بِصِدقِهِم، مُعتَرِفَةً بِمَنزِلَتِهِم، مُستَبصِرَةً بِأمرِهِم، مُشفِقَةً عَلَیهِم، مُؤثِرَةً هَواهُمْ.وَأشهَدُ أنَّکِ مَضَیتِ عَلی بَصِیرَةٍ مِنْ أمرِکِ، مُقتَدِیةً بِالصّالِحینَ، راضِیَةً مَرضِيَّةً، تَقِيَّةً نَقِيَّةً زَکِيَّةً؛ فَرَضِيَ اللّهُ عَنکِ وَأرضاکِ، وَجَعَلَ الجَنَّةَ مَنزِلَکِ وَمَأواکِ، فَلَقَدْ أولاکِ مِنَ الخَیراتِ ما أولاکِ، وَأعطاکِ مِنَ الشَّرَفِ ما بِهِ أغناکِ، فَهَنّاکِ اللّهُ بِما مَنَحَکِ مِنَ الکَرامَةِ وَأمْراکِ.

ثُمَّ تَرفَعُ رَأسَکَ وتَقولُ:

پس سرت را بالا می آوری و می گویی:

ص: 842

اللّهُمَّ إیّاکَ اعْتَمَدتُ، وَلِرضاکَ طَلَبتُ، وَبِأولِیائِکَ إلَیکَ تَوَسَّلتُ، وَعَلی غُفرانِکَ وَحِلمِکَ اتَّکَلتُ، وَبِکَ اعْتَصَمتُ، وَبِقَبرِ أُمِّ وَلِیِّکَ لُذتُ؛ فَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْفَعْني بِزِیارَتِها، وَثَبِّتْني عَلی محَبَّتِها، وَلا تَحرِمْني شَفاعَتَها وَشَفاعَةَ وَلَدِها، وَارْزُقْني مُرافَقَتَها، وَاحْشُرْني مَعَها وَمَعَ وَلَدِها، کَما وَفَّقْتَني لِزیارة وَلَدِها و زِیارَتِها.اللّهُمَّ إنِّي أتَوَجَّهُ إلَیکَ بِالأئِمَّة الطّاهِرینَ، وَأتَوَسَّلُ إلَیکَ بِالحُجَجِ المَیامِینِ، مِنْ آلِ طه وَیس، أنْ تُصَلِّيَ عَلی مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الطَّیِّبِینَ،وَأنْ تَجعَلَني مِنَ المُطمَئِنِّینَ الفائِزِینَ، الفَرِحِینَ المُسْتبشِرینَ، الَّذِینَ لا خَوفٌ عَلَیهِم وَلا هُم یَحزَنُونَ، وَاجْعَلْني مِمَّنْ قَبِلتَ سَعیَهُ، وَیَسَّرتَ أمرَهُ، وَکَشَفْتَ ضُرَّهُ، وَآمَنتَ خَوفَهُ.اللّهُمَّ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَ عَجَّل لَهُم بِانتِقَامِکَ، وَلا تَجعَلْهُ آخِرَ العَهدِ مِنْ زِیارَتِي إیّاها، وَارْزُقْني العَودَ إلَیها أبَداً ما أبقَیتَني، وَإذا تَوَفَّیتَني فَاحْشُرْني في زُمرَتِها، وَأدخِلْني في شَفاعَةِ وَلَدِها وَشَفاعَتِها، وَاغْفِرْ لي وَلِوالِدَيَّ وَلِلمؤمِنینَ وَالمؤمِناتِ، وَآتِنا في الدُّنیا حَسَنَةً وَفي الآخِرَة حَسَنَةً وَقِنا بِرَحمَتِکَ عَذابَ النّارِ، وَالسَّلامُ عَلَیکُم یا ساداتي وَرَحمَةُ اللّهِ وَبَرَکاتُهُ(1).

ص: 843


1- مصباح الزائر، ص 414/ بحار الأنوار، ج 99، ص 70.

زیارة السیّدة حکیمة بنت ابي جعفر الجواد عَلَیهِ السَّلام

قال العلامة المجلسي رحمة اللّه : إنها كانت مخصوصة بالأئمة عَلَیهِم السَّلام و مودعة أسرارهم وكانت أم القائم عَلَیهِ السَّلام عندها و كانت حاضرة عند ولادته و كانت تراه حيناً بعد حين في حياة أبي محمد العسكري و كانت من السفراء و الأبواب بعد وفاته فينبغي زيارتها بما أجرى اللّه على اللسان ممّا يناسب فضلها و شأنها. (1)

قبرها ممّا يلى رجلى الامام العسکري عَلَیهِ السَّلام و کتب الزيارة لم تخصّها بزيارة خاصّه مع ما لها من المنزلة الرفيعة، فيمكن أن تزار بالزيارة العامة لاولاد الائمة عَلَیهِم السَّلام أو تزار بما ورد في زيارة عمّتها فاطمة المعصومة بنت موسي بن جعفر عَلَیهِم السَّلام رجاء طبق ما يلي:

سپس قبر جناب حکیمة خاتون دختر امام جواد عَلَیهِ السَّلام را که پایین پای امام عسکرى عَلَیهِ السَّلام است، با عباراتی که در شأن ایشان باشد، زیارت کن.

البته می توانی ایشان را با عباراتی که در زیارت حضرت فاطمه معصومه عَلَیهِا السَّلام وارد شده، رجاء زیارت کنی:

السَّلامُ عَلى آدَمَ صِفْوَةِ اللّهِ السَّلامُ عَلى نُوح نَبِيِّ اللّهِ السَّلامُ عَلى اِبْراهيمَ خَليلِ اللّهِ السَّلامُ عَلى مُوسى كَليمِ اللّهِ السَّلامُ عَلى عيسى رُوحِ اللّهِ السَّلامُ عَلَیْكَ يا رَسُوْلَ اللّهِ السَّلامُ عَلَیْكَ يا خَيْرَ خَلْقِ اللّهِ السَّلامُ عَلَیْكَ يا صَفِيَّ اللّهِ السَّلامُ عَلَیْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِاللّهِ

ص: 844


1- بحار الأنوار : ج 99، ص 79.

خاتَمَ النَّبِيّينَ السَّلامُ عَلَیْكَ يا اَمیرَ المُؤْمِنينَ عَليَّ بْنَ اَبي طالِب وَصِيَّ رَسُولِ اللّهِ السَّلامُ عَلَیْكِ يا فاطِمَةُ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمینَ السَّلامُ عَلَیْكُما يا سِبْطَيِ نَبيِّ الرَّحمَةِ وَسَيِّدَيْ شَبابِ اَهْلِ الْجَنَّةِ السَّلامُ عَلَیْكَ يا عَليَّ بْنَ الْحُسَيْنِ سَيِّدَ الْعابِدينَ وَقُرَّةَ عَيْنِ النّاظِرينَ السَّلامُ عَلَیْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَليٍّ باقِرَ العِلْمِ بَعْدَ النَّبِيِّ السَّلامُ عَلَیْكَ يا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّد الصّادِقَ الْبارَّ الاَمینَ السَّلامُ عَلَیْكَ يا مُوسَى بْنَ جَعْفَر الطّاهِرَ الطُّهْرَ السَّلامُ عَلَیْكَ يا عَليَّ بْنَ مُوسَى الرِّضا الْمُرْتَضى السَّلامُ عَلَیْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَليٍّ الْتَّقِيَّ السَّلامُ عَلَیْكَ يا عَليَّ بْنَ مُحَمَّد النَّقِيَّ النَاصِحَ الاَمینَ السَّلامُ عَلَیْكَ يا حَسَنَ بْنَ عَليٍّ السَّلامُ على الْوَصيِّ مِنْ بَعْدِهِ اللّهُمَّ صَلِّ عَلى نُورِكَ وَسِراجِكَ ووَلِيِّ وَليِّكَ ووَصِيِّ وَصِيِّكَ وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ السَّلامُ عَلَیْكِ يا بِنْتَ رَسُولِ اللّهِ السَّلامُ عَلَیْكِ يا بِنْتَ فاطِمَةَ وَخَديجَةَ السَّلامُ عَلَیْكِ يا بِنْتَ اَمیرِالْمُؤْمِنينَ السَّلامُ عَلَیْكِ يا بِنْتَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ السَّلامُ عَلَیْكِ يا بِنْتَ وَلِيِّ اللّهِ السَّلامُ عَلَیْكِ يا اُخْتَ وَلِيِّ اللّهِ السَّلامُ عَلَیْكِ يا عَمَّةَ وَلِيِّ اللّهِ السَّلامُ عَلَیْكِ يا بِنْتَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الجَوَاد وَرَحُمَةُ اللّهِ وَبَرَكاتُهُ السَّلامُ عَلَیْكِ عَرَّفَ اللّهُ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ فِي الْجَنَّةِ وَحَشَرَنا فِي زُمْرَتِكُمْ وَاَوْرَدَنا

ص: 845

حَوْضَ نَبِيِّكُمْ وَسَقانا بِكَأسِ جَدِّكُمْ مِنْ يَدِ عَليِّ بْنِ اَبي طالِب صَلَواتُ اللّهِ عَلَیْكُمْ أَسْأَ لُ اللّهَ اَنْ يُرِيَنا فيكُمُ السُّرُورَ وَالْفَرَجَ وَاَنْ يَجْمَعَنا وَاِيّاكُمْ في زُمْرَةِ جَدِّكُمْ مُحَمَّد صَلَّى اللّهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَاَنْ لا يَسْلُبَنا مَعْرِفَتَكُم اِنَّهُ وَلِيٌّ قَديرٌ اَتَقَرَّبُ اِلَى اللّهِ بِحُبِّكُمْ وَالْبَراءَةِ مِنْ اَعْدائِكُمْ وَالتَّسْليمِ اِلَى اللّهِ راضِياً بِهِ غَيْرَ مُنْكِر وَلا مُسْتَكْبِر وَعَلى يَقين ما اَتى بِهِ مُحَمَّدٌ وَبِهِ راض نَطْلُبُ بذلِكَ وَجْهَكَ يا سَيِّدي اللّهُمَّ وَرِضاكَ وَالدّارَ الآخِرَةَ يا حَكيمَةُ اشْفَعي لي فِي الْجَنَّةِ فَاِنَّ لَكِ عِنْدَ اللّهِ شَأنَاً مِنَ الشَّأنِ اللّهُمَّ اِنّي اَسألُكَ اَنْ تَخْتِمَ لي بِالسَّعادَةِ فَلا تَسْلُبْ مِنّي ما اَنَا فيهِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ اِلاّ بِاللّهِ الْعَلِيِّ الْعَظيِم اللّهُمَّ اسْتَجِبْ لَنا وَتَقَبَّلْهُ بِكَرَمِكَ وَعِزَّتِكَ وَبِرَحْمَتِكَ وَعافِيَتِكَ وَصَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ اَجْمَعينَ وَسَلَّمَ تَسْليماً يا اَرْحَمَ الرّاحِمینَ.(1)

وداع العسكريّين عَلَیهِما السَّلام

الوداع الأول

السَّلامُ عَلَیکُما یا وَلِيَّيِ اللّهِ، أسْتَودِعُکُما اللّهَ وَأقرَأُ عَلَیکُما السَّلامَ، آمَنّا بِاللّهِ وَبِالرَّسولِ وَبِما جِئتُما بِهِ وَدَلَلْتُما عَلَیهِ، اللّهُمَّ

ص: 846


1- بحارالانوار، ج99، ص266.

اکْتُبْنا مَعَ الشّاهِدِینَ.

ثمّ اسألِ اللّهَ العَود إلَیهِمَا، وادعُ بِمَا أَحبَبتَ إن شَاءَ اللّه.(1)

سپس از خدا بخواه که ایشان را بار دیگر زیارت کنی و هرچه دوست داری از خدا بخواه.

الوداع الثانی

السَّلامُ عَلَیکُما یا وَلِيَّيِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَیکُما یا حُجَّتَيِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَیکُما یا نُورَيِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَیکُما وَعَلی آبائِکُما وَعَلی أجدادِکُما وَأولادِکُما، السَّلامُ عَلَیکُما وَعَلی أرواحِکُما وَأجسادِکُما، السَّلامُ عَلَیکُما سَلامَ مُوَدِّعٍ لا سَئِمٍ وَلا قالٍ وَلا مالٍّ وَرَحمَةُ اللّهِ وبَرَکاتُهُ، السَّلامُ عَلَیکُما سَلامَ وَلِیٍّ غَیرِ راغِبٍ عَنکُما، وَلا مُستَبدِلٍ بِکُما غَیرَکُما، وَلا مُؤْثِرٍ عَلَیکُما، یا ابْنَي رَسولِ اللّهِ أسْتَودِعُکُما اللّهَ وَأسْتَرعِیکُما وَأَقرَأُ عَلَیکُما السَّلامَ، آمَنتُ بِاللّهِ وَبِالرَّسولِ وَبِما جاءَ بِهِ مِنْ عِندِاللّهِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاکْتُبْنا مَعَ الشّاهِدِینَ.اللّهُمَّ لا تَجعَلْهُ آخِرَ العَهدِ مِنّي وَ اردُدنِي إلَیهِمَا، وَارْزُقْني العَودَ ثُمَّ العَودَ إلَیهِما ما أبْقَیتَني، فَإنْ تَوَفَّیتَني فَاحْشُرْني

ص: 847


1- تهذیب الأحکام، ج 6، ص 95.

مَعَهُما وَمَعَ آبائِهِما، الأئِمَّة الرّاشِدِینَ.اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَتَقَبَّلْ عَمَلي، وَاشْکُرْ سَعیِي، وعَرِّفْني الإجابَةَ في دُعائي، وَلا تُخَیِّبْ سَعیِي، وَلا تَجعَلْهُ آخِرَ العَهدِ مِنِّي، وَارْدُدْني إلَیهِما بِبِرٍّ وَتَقوي، وَعَرِّفْني بَرَکَةَ زِیارَتِهِما في الدُّنیا وَالآخِرَة.اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَلا تَرُدَّني خائِباً وَلا خاسِراً، وَارْدُدْني مُفلِحاً مُنجِحاً، مُستَجاباً دُعائي، مَرحوماً صَوتي، مَقضِیّاً حَوائِجي، وَاحْفَظْني مِنْ بَینِ یَدَيَّ وَمِنْ خَلفِي، وَعَنْ یَمِیني وَعَنْ شِمالي، وَاصْرِفْ عَنِّي شَرَّ کُلِّ ذِي شَرٍّ، وَشَرَّ کُلِّ دابَّهٍ أنتَ آخِذٌ بِناصِیَتِها إنَّ رَبِّي عَلی صِراطٍ مُستَقِیمٍ.

ثُمّ انصَرِف مَرحُوماً إن شاء اللّه.(1)

ص: 848


1- مصباح الزائر، ص 416 / بحار الأنوار، ج 99، ص 72.

الباب السابع : فضل السَّرداب المقدّس و الاستیذان لدخوله

اشارة

ص: 849

ص: 850

الاستیذان لدخوله السَّرداب المقدّس

قال السَّيَّد علي بن طاؤوس نَوَّرَ اللّهُ مرقَدَهُ:فإذا فَرَغتَ مِن زِیارَةِ العَسکَرِيَّینِ عَلَیهِما السَّلام، فَامضِ إلَي السِّردابِ المُقَدَّسِ وَقِف عَلی بابِهِ وقُل:

اذن دخول برای ورود به سرداب مقدّس

إلهي إنِّي قَدْ وَقَفْتُ عَلی بابِ بَیتٍ مِنْ بُیوتِ نَبِیِّکَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُکَ عَلَیهِ وَآلِهِ، وَقَدْ مَنَعْتَ النّاسَ مِنَ الدُّخولِ إلي بُیوتِهِ إلّا بِإذنِهِ فَقُلتَ: یا أیُّها الَّذِینَ آمَنوا لا تَدخُلوا بُیوتَ النَّبِيِّ إلّاأنْ یُؤذَنَ لَکُم. اللّهُمَّ وَإنِّي أعتَقِدُ حُرمَةَ نَبِیِّکَ في غَیبَتِهِ کَما أعتَقِدُهَا في حَضرَتِهِ، وَأعلَمُ أنَّ رُسُلَکَ وَخُلَفاءَکَ أحیاءٌ عِندَکَ یُرزَقُونَ فَرِحینَ، یَرَونَ مَکاني، وَیَسمَعُونَ کَلامي، وَیَرُدُّونَ سَلامي عَلَيَّ، وَأنَّکَ حَجَبتَ عَنْ سَمْعي

ص: 851

کَلامَهُم، وَفَتَحْتَ بابَ فَهمِي بِلَذِیذِ مُناجاتِهِم، فَإنِّي أستَأذِنُکَ یا رَبِّ أوَّلاً، وَأستَأذِنُ رَسولَکَ صَلَواتُکَ عَلَیهِ وآلِهِ ثانِیاً، وَأستَأذِنُ خَلیفَتَکَ الإمامَ المُفتَرَضَ عَلَيَّ طاعَتُهُ في الدُّخولِ في ساعَتي هذِهِ إلي بَیتِهِ، وَأستَأذِنُ مَلآئِکَتَکَ المُوَکَّلِینَ بِهذِهِ البُقعَةِ المُبارَکَةِ، المُطِیعَةِ لَکَ السّامِعَةِ.السَّلامُ عَلَیکُم أیُّها المَلآئِکَهُ المُوَکَّلُونَ بِهذا المَشهَدِ الشَّریفِ المُبارَکِ، وَرَحمَةُ اللّهِ وَبَرَکاتُهُ.بِإذنِ اللّهِ، وَإذنِ رَسُولِهِ، وَإذنِ خُلَفائِهِ، وَإذنِ هذا الإمامِ، وَبِإذنِکُم صَلَواتُ اللّهِ عَلَیکُم أجمَعِینَ أدخُلُ إلي هذا البَیتِ مُتَقَرِّباً إلَي اللّهِ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطّاهِرِینَ؛ فَکُونُوا مَلآئِکَةَ اللّهِ أعواني وَکُونُوا أنصاري حَتّی أدخُلَ هذا البَیتَ وَأدعُوَ اللّهَ بِفُنونِ الدَّعَواتِ، وَأعتَرِفَ للّهِ بِالعُبودِيَّةِ، وَلِهذا الإمامِ وَآبائِهِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِم بِالطّاعَةِ.(1)

فضل السَّرداب المقدّس

نعم، هذه البقعة المباركة المطيعة للّه السامعة له كانت كثيرا ما مقام الإمام المستتر عن الأبصار الحاضر في قلوب الأخيار و مسكنه و محل عبادته و مظهر کراماته صلوات اللّه عَلَیهِ و آله. نكتفي هنا بذکر حکایتین:

ص: 852


1- مصباح الزائر، ص 418 / بحار الأنوار، ج 99، ص 83.

إحدیهما في زمن حياة أبيه الحسن العسكري عَلَیهِ السَّلام و أخرى في الزمن القريب من العصر الحاضر.

الحكاية الأولى

عن علي بن إبراهيم بن مهزيار الذي كان خادماً له عَلَیهِ السَّلام أن الحسن العسكري كان يأمرني بإحضار حجّة اللّه من السَّرداب، و أنا أحضره عنده و هو يأخذه و يقبله و يتكلم معه، و هو يجاوب أباه بذلك وهو يشير إلى بردّه و أرده إلى السَّرداب، حتى أنه عَلَیهِ السَّلام أمرني بإحضاره يوما من الأيام، فقال عَلَیهِ السَّلام : يابن مهزیار! ائتني بولدي حجّة اللّه، فأتيت به إليه من السَّرداب، فأخذه مني و أجلسه في حجره و قبل وجهه و تكلم معه بلغة لا أعرفها و هو يجاوب أباه بتلك اللغة، فأمرني بردّه إلى محله و مکانه، فذهبت به و رجعت إلى العسکري عَلَیهِ السَّلام ، ثم رأيت أشخاصاً من خواص المعتمد العباسي عند الإمام عَلَیهِ السَّلام يقولون: إن الخليفة يقرئك السَّلام و يقول: بلغنا أن اللّه عَزَّ و جَلَّ أكرمك بولد و کبر فلم لا تخبرنا بذلك لكي نشاركك في الفرح والسرور؟ ولا بد لك أن تبعثه إلينا فإنا مشتاقون إليه.

قال ابن مهزیار: لما سمعت منهم هذه المقالة، فزعت و تضجرت و تفجرت و اضطرب فؤادي، فقال الإمام: یابن مهزیار! إذهب بحجّة اللّه إلى الخليفة. فزاد اضطرابي و حيرتي؛ لأني كنت متيقناً أنه أراد قتله فكنت أتعلل و أنظر إلى سيدي و مولاي العسکري عَلَیهِ السَّلام ، فتبسم في وجهي و قال : لا تخف، إذهب بحجّة اللّه إلى الخليفة. فأخذتني الهیبة و رجعت إلى السَّرداب فرأيته يتلألأ نوره كالشمس المضيئة، فما كنت رأيته بذلك الحسن و الجمال، و كانت الشامة

ص: 853

السوداء في خدّه الأمين کوکباً درّیّاً، فحملته على كتفي و كان عليه برقع، فلمّا أخرجته من السَّرداب تنورّت سامرّاء من تلك الطلعة الغرّاء و سطع النور من وجهه إلى عنان السماء، و اجتمع الناس رجالاً و نساءً في الطرق و الشوارع و صعدوا على السطوح، فانسدّ الطريق عليّ، فلم أقدر على المشي إلى أن صار أعوان الخليفة يبعدون الناس من حولي حتّى أدخلوني دار الإمارة.

فرفع الحجاب فدخلنا مجلس الخليفة، فلمّا نظر هو و جلساؤه إلى طلعته الغرّاء و إلى ذلك الجمال و البهاء أخذتهم الهیبة منه، فتغيرت ألوانهم و طاش لبّهم و حارت عقولهم و خرست ألسنتهم، فصار الرجل منهم لا يتكلم ولا يقدر أن يتحرك من مكانه، فبقيت واقفاً و النور الساطع و الضياء اللامع على كتفي، فبعد برهة من الزمان قام الوزير و صار يشاور الخليفة، فأحسست أنه يريد قتله فغلب على الخوف من أجل سيدي و مولاي، فإذا بالخليفة أشار إلى السيّافين أن اقتلوه، فكل واحد منهم أراد سل سيفه من غمده، فلم يقدر عليه و لم يخرج السيف من غمده، و قال الوزير : هذا من سحر بني هاشم، و ليس هذا بعجيب و لكن ما أظن أن سحرهم يؤثر في السيوف التي في خزانة الخليفة. فأمر بإتيان السيوف من الخزانة فأتیت، فلم يقدروا أيضا على إخراجها من أغمادها، و جاءوا بالمواسي و السكاكين فلم يقدروا على فكها.

ثم أمر الخليفة بإشارة من الوزير بالأسود الضارية من بركة السباع، فأتي بثلاثة من الأسود الضارية و السباع العادية فأشار إلى الخليفة و قال : ألقه نحو الأسود، فحار عقلي و طاش لبّي و قلت في نفسي: إنّي لا أفعل ذلك و لو أنّي

ص: 854

أقتل، فقرب عجل اللّه فرجه من أذني فقال لي: لا تخف و ألقني. فلما سمعت من سيدي و مولاي ذلك ألقيته نحو الأسود بلا تأمل، فتبادرت و تسابقت الأسود نحوه و أخذوه بأيديهم في الهواء، و وضعوه على الأرض برفق ولين و رجعوا إلي القهقرى مؤدبين، كأنهم العبيد بين يدي الموالي واقفين، ثم تكلم واحد منهم بلسان فصيح، و شهد بوحدانيّة الباري عز شأنه و برسالة النبيّ المصطفي صَلَي اللّه عَلَیهِ وَ آلِه و بإمامة علي المرتضى و الزكيّ المجتبي و الشهيد بكربلاء وعن الأئمّة واحداً واحداً، ثم قال: یابن رسول اللّه! لي إليك الشكوى فهل تأذن لي؟ فأذن له فقال: إني هرم و هذان شابّان فإذا جيء إلينا بطعمة ما يراعياني، و يأكلان الطعمة قبل أن أكمل فأبقي جائعاً، قال عجّل اللّه فرجه:

مكافأتهما أن يصيرا مثلك و تصير مثلهما، فلما قال هذا الكلام فإذا صار کما قال، و صارا كما أراد، فعرض لهما الهرم و عاد له الشباب ماشاء اللّه، فلما رأي الحاضرون كبروا جمیعا من غير اختیار، و فزع الخليفة و من كان معه و تغيرت ألوانهم، فأمر بردّه إلى أبيه العسکري عَلَیهِ السَّلام ، فعدت ضاحكاً شاكراً للّه حامداً له، فأتيت به إلى أبيه و قصصت عليه القصة، فأمرني بردّه إلى السَّرداب فذهبت به. (1)

الحكاية الثانية

حدثني الثقة الأمین آغا محمد المجاور لمشهد العسكريّين المتولي الأمر الشموعات لتلك البقعة العالية فيما ينيف على أربعين سنة قال:

ص: 855


1- إلزام الناصب، ج 1، ص 321.

كان رجل من أهل سامرّاء من أهل الخلاف یسمّي مصطفي الجمود و کان من الخدام الذين ديدنهم أذية الزوار و أخذ أموالهم بطريق فيها غضب الجبار و كان أغلب أوقاته في السَّرداب المقدّس على الصفة الصغيرة خلف الشباك الذي وصفه هناك من الزوار و يشتغل بالزيارة، يحول الخبيث بينه و بين مولاه فينّبهه على الأغلاط المتعارفة التي لا يخلو أغلب العوام منها، بحيث لم يبق لهم حالة حضور و توجه أصلا، فرأى ليله في المنام الحجّة من اللّه الملك العلام فقال له: إلى متى تؤذي زواري و لا تدعهم أن يزوروا؟ ما لك والدخول في ذلك؟

خَل بينهم و بين ما يقولون فانتبه و قد أصمّ اللّه أذنيه فكان لا يسمع بعده شيئا و استراح منه الزوار و كان كذلك إلى أن ألحقه اللّه بأسلافه في النار. (1)

فعلى هذا ينبغي لزوار هذه البقعة المباركة أن يروا أنفسهم ضيوف الإمام الحي المنتظر في داره و حق لهم أن يقولوا لمولاهم بلسان الحال والقال:

«يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَیْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ »(2)

و يسألوا عنه أن يتصفح عنهم و عن ذنوبهم التي كانت حجاباً بينهم و بينه و يقتدوا بالشهيد البطل في كربلاء المقدّسة الحربن یزید ریاحي قائلا لمولاه:

هل لي من توبة؟!

و يتوسلوا بأمّه سيدة نساء العالمین الزهراء البتول حتى يرضى عنهم الإمام

ص: 856


1- إلزام الناصب، ج 2، ص 57.
2- يوسف، 88

المنتظر الحجّة الذي يغيب عن أبصار الناس شخصه و لا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره و يغتنموا الحضور في السَّرداب المقدّس بزيارة الإمام الحاضر في الإمصار و الإكثار و الإلحاح في الدّعاء لتعجيل فرجه الشريف. أعاذه اللّه من شرور أعدائه و جعلنا اللّه من المنتظرين لظهوره.

الزيارة و الاستیذان الآخر قبل النزول في السَّرداب المقدّس

زیارت و اذن دخول دیگر پیش از ورود به سرداب مطهر

إذا وَصَلتَ إلي حَرَمِهِ عَلَیهِ السَّلام بِسُرَّ مَن رَأی، فَاغتَسِل وَالبَس أطهَرَ ثِیابِکَ، وقِف عَلی بابِ حَرَمِهِ عَلَیهِ السَّلام قَبلَ أن تَنزِلَ السِّردابَ، وزُر بِهذِهِ الزِّیارَهِ وقُل:

السَّلامُ عَلَیکَ یا خَلِیفَةَ اللّهِ وَخَلِیفَةَ آبائِهِ المَهدِیِّینَ، السَّلامُ عَلَیکَ یاوَصِيَّ الأوصِیاءِ الماضِینَ، السَّلامُ عَلَیکَ یا حافِظَ أسرارِ رَبِّ العالَمِینَ، السَّلامُ عَلَیکَ یا بَقِيَّةَ اللّهِ مِنَ الصَّفوَهِ المُنتَجَبِینَ.السَّلامُ عَلَیکَ یا ابنَ الأنوارِ الزّاهِرَةِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا ابنَ الأعلامِ الباهِرَةِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا ابنَ العِترَةِ الطّاهِرَةِ.السَّلامُ عَلَیکَ یا مَعدِنَ العُلومِ النَّبَوِيَّةِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا بابَ اللّهِ الَّذي لایُؤْتي إلّامِنهُ، السَّلامُ عَلَیکَ یا سَبِیلَ اللّهِ الَّذي مَنْ سَلَکَ غَیرَهُ هَلَکَ.السَّلامُ عَلَیکَ یا ناظِرَ شَجَرَةِ طُوبي وَسِدْرَةِ المُنتَهی، السَّلامُ عَلَیکَ یا نُورَ اللّهِ الَّذي لا یُطفی،

ص: 857

السَّلامُ عَلَیکَ یا حُجَّةَ اللّهِ الَّتي لا تَخفی، السَّلامُ عَلَیکَ یا حُجَّةَ اللّهِ عَلی مَنْ في الأرضِ وَالسَّماءِ.السَّلامُ عَلَیکَ سَلامَ مَنْ عَرَفَکَ بِما عَرَّفَکَ بِهِ اللّهُ، وَنَعَتَکَ بِبَعضِ نُعوتِکَ الَّتي أنتَ أهلُها وَفَوقَها.أشهَدُ أنَّکَ الحُجَّةُ عَلی مَنْ مَضي وَمَنْ بَقِيَ، وَأنَّ حِزبَکَ هُمُ الغالِبونَ، وَأولِیاءَکَ هُمُ الفائِزُونَ، وَأعداءَکَ هُمُ الخاسِرونَ؛ وَأنّکَ خازِنُ کُلِّ عِلْمٍ، وَفاتِقُ کُلِّ رَتْقٍ، وَمُحَقِّقُ کُلِّ حَقٍّ، وَمُبطِلُ کُلِّ باطِلٍ.رَضِیتُکَ یا مَولايَ إماماً وَهادِیاً وَوَلِیّاً وَمُرشِداً، لا أبتَغي بِکَ بَدَلاً، وَلا أتَّخِذُ مِنْ دُونِکَ وَلِیّاً.أشهَدُ أنَّکَ الحَقُّ الثّابِتُ الَّذي لا عَیبَ فِیهِ، وَأنَّ وَعدَ اللّهِ فِیکَ حَقٌّ، لا أرتابُ لِطُولِ الغَیبَةِ وَبُعدِ الأمَدِ، وَلا أتَحَيَّرُ مَعَ مَنْ جَهِلَکَ وَجَهِلَ بِکَ، مُنتَظِرٌ مُتَوَقِّعٌ لِأیّامِکَ، وَأنتَ الشّافِعُ الَّذي لا تُنازَعُ، وَالوَلِيُّ الَّذي لاتُدافَعُ، ذَخَرَکَ اللّه لِنُصرَهِ الدِّینِ، وَإعزازِ المُؤمِنینَ، وَالانْتِقامِ مِنَ الجاحِدِینَ المارِقِینَ.أشهَدُ أنَّ بِوِلایَتِکَ تُقبَلُ الأعمالُ، وَتُزَکَّي الأفعالُ، وَتُضاعَفُ الحَسَناتُ، فَمَنْ جاءَ بِوِلایَتِکَ وَاعْتَرَفَ بِإمامَتِکَ قُبِلَتْ أعمالُهُ، وَصُدِّقَتْ أقوالُهُ، وَتَضاعَفَتْ حَسَناتُهُ، وَمُحِیَتْ سَیِّئاتُهُ.وَمَنْ عَدَلَ عَنْ وِلایَتِکَ وَجَهِلَ مَعرِفَتَکَ وَاسْتَبدَلَ بِکَ غَیرَکَ کَبَّهُ اللّهُ عَلی مِنخَرِهِ في النّارِ، وَلَمْ یَقبَلِ اللّهُ لَهُ

ص: 858

عَمَلاً، وَلَمْ یُقِمْ لَهُ یَومَ القِیامَهِ وَزناً.أُشهِدُ اللّهَ وَأُشهِدُک مَلائِکَتَهُ وَأُشهِدُکَ یا مَولايَ بِهذا، ظاهِرُهُ کَباطِنِهِ، وَسِرُّهُ کَعَلانِیَتِهِ، وَأنتَ الشّاهِدُ عَلی ذلِکَ، وَهُوَ عَهدي إلَیکَ، وَمِیثاقي لَدَیکَ؛ إذْ أنتَ نِظامُ الدِّینِ، وَیَعسوبُ المُتَّقِینَ، وَعِزُّ المُوَحِّدِینَ، وَبِذلِکَ أمَرَني رَبُّ العالَمِینَ، فَلَو تَطاوَلَتِ الدُّهُورُ وَتَمادَتِ الأعمارُ لَمْ أزدَدْ فِیکَ إلّایَقِیناً، وَلَکَ إلّاحُبّاً، وَعَلَیکَ إلّا مُتَّکَلاً وَمُعتَمَداً، وَلِظُهورِکَ إلّامُتَوَقِّعاً وَمُنتَظِراً لِجهادي بَینَ یَدَیکَ وَ مُتَرَقِّباً ، فَأبْذُلُ نَفسي وَمالي وَوَلَدي وَأهْلي وَجَمِیعَ ما خَوَّلَني رَبِّي بَینَ یَدَیکَ، وَالتَصَرُّف بَینَ أمْرِکَ وَنَهیِکَ.مَولای، فإنْ أدرَکْتُ أیّامَکَ الزّاهِرَةَ وَأعلامَکَ الباهِرَةَ فَها أنا ذا عَبْدُکَ مُتَصَرِّفٌ بَینَ أمرِکَ وَنَهیِکَ، أرجو بِهِ الشَّهادَةَ بَینَ یَدَیکَ، وَالفَوزَ لَدَیکَ.مَولای، فإنْ أدرَکَني المَوتُ قَبلَ ظُهورِکَ فَإنِّي أتَوَسَّلُ بِکَ وَبِآبائِکَ الطّاهِرِینَ إلَي اللّهِ تَعالی، وَأسأَلُهُ أنْ یُصَلِّيَ عَلی مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأنْ یَجعَلَ لي کَرَّةً في ظُهورِکَ، وَرَجعَةً في أیّامِکَ، لِأبلُغَ مِنْ طاعَتِکَ مُرادی، وَأشفِيَ مِنْ أعدائِکَ فُؤادی.مَولای، وَقَفْتُ في زِیارَتِکَ مَوقِفَ الخاطِئِینَ النّادِمِینَ، الخائِفِینَ مِنْ عِقابِ رَبِّ العالَمِینَ، وَقَدِ اتَّکَلْتُ عَلی شَفاعَتِکَ، وَرَجَوْتُ بِمُوالاتِکَ وَشَفاعَتِکَ مَحوَ ذُنوبی، وَ

ص: 859

سَترَ عُیوبی، وَمَغفِرَةَ زَلَلی؛ فَکُنْ لِوَلِیِّکَ یا مَولاي عِندَ تَحقِیقِ أمَلِهِ، وَاسْأَلِ اللّهَ غُفرانَ زَلَلِهِ، فَقَدْ تَعَلَّقَ بِحَبلِکَ، وَتَمَسَّکَ بِوِلایَتِکَ، وَتَبَرَّأَ مِنْ أعدائِکَ.اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأنجِزْ لِوَلِیِّکَ ما وَعَدْتَهُ.اللّهُمَّ أظهِرْ کَلِمَتَهُ، وَأعْلِ دَعوَتَهُ، وَانْصُرْهُ عَلی عَدُوِّهِ وَعَدُوِّکَ، یا رَبَّ العالَمِینَ.اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأظهِرْ کَلِمَتَکَ التّامَّهَ، وَمُغَيَّبَکَ في أرضِکَ، الخائِفَ المُتَرَقِّبَ.اللّهُمَّ انْصُرْهُ نَصراً عَزِیزاً، وَافْتَحْ لَهُ فَتْحاً قَرِیباً یَسِیراً.اللّهُمَّ وَأعِزَّ بِهِ الدِّینَ بَعدَ الخُمولِ، وَأطلِعْ بِهِ الحَقَّ بَعدَ الأُفولِ، وَأجْلِ بِهِ الظُّلمَهَ، وَاکْشِفْ بِهِ الغُمَّةَ.اللّهُمَّ وَآمِنْ بِهِ البِلادَ، وَاهْدِ بِهِ العِبادَ.اللّهُمَّ امْلَأْ بِهِ الأرضَ عَدْلاً وَقِسْطاً، کَما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوراً، إنَّکَ سَمِیعٌ مُجِیبٌ.السَّلامُ عَلَیکَ یا وَلِيَّ اللّهِ، ائْذَنْ لِوَلِیِّکَ في الدُّخولِ إلي حَرَمِکَ،صَلَواتُ اللّه عَلَیکَ وَعَلی آبائِکَ الطّاهِرِینَ، وَرَحمَةُ اللّهِ وَبَرَکاتُهُ.(1)

ص: 860


1- المزار الكبير، ص 586.

الباب الثامن : زيارات الإمام المنتظر عَلَیهِ السَّلام في السَّرداب المقدّس و صلاته و الصلاة عليه

اشارة

ص: 861

ص: 862

الزيارة الأولى

زیارت نخست

قَالَ السَّیِّدُ عَلِيُّ بْنُ طَاوُسٍ نَوَّرَ اللَّهُ مَرْقَدَهُ: إِذَا فَرَغْتَ مِنْ زِیَارَةِ الْعَسْکَرِيَّیْنِ عَلَیهِما السَّلام فَامْضِ إِلَي السِّرْدَابِ الْمُقَدَّسِ.. (و بعد الاستیذان) تَنزِلُ مُقَدِّماً رِجلَکَ الیُمني وتَقولُ:

بعد از اذن دخول با پای راست وارد سرداب می شوی و میگویی:

بِسمِ اللّهِ وبِاللّهِ، وفي سَبیلِ اللّهِ وعَلی مِلَّةِ رَسولِ اللّهِ، أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّااللّهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ، وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ.

وکَبِّرِ اللّهَ وَاحمَدهُ وسَبِّحهُ وهَلِّلهُ، فَإِذَا استَقرَرتَ فیهِ فَقِف مُستَقبِلَ القِبلَةِ وقُل:

«اللّه اكبر» و «الحمد للّه» و «سبحان اللّه» و «لا إله إلا اللّه» بگو، سپس داخل سرداب، رو به قبله بایست و بگو:

ص: 863

سَلَامُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ وَ تَحِيَّاتُهُ وَ صَلَوَاتُهُ عَلَى مَوْلَايَ صَاحِبِ الزَّمَانِ صَاحِبِ الضِّيَاءِ وَ النُّورِ وَ الدِّينِ الْمَأْثُورِ وَ اللِّوَاءِ الْمَشْهُورِ وَ الْكِتَابِ الْمَنْشُورِ وَ صَاحِبِ الدُّهُورِ وَ الْعُصُورِ وَ خَلَفِ الْحَسَنِ الْإِمَامِ الْمُؤْتَمَنِ وَ الْقَائِمِ الْمُعْتَمَدِ وَ الْمَنْصُورِ الْمُؤَيَّدِ وَ الْكَهْفِ وَ الْعَضُدِ وَ عِمَادِ الْإِسْلَامِ وَ رُكْنِ الْأَنَامِ وَ مِفْتَاحِ الْكَلَامِ وَ وَلِيِّ الْأَحْكَامِ وَ شَمْسِ الظَّلَامِ وَ بَدْرِ التَّمَامِ وَ نَضْرَةِ الْأَيَّامِ وَ صَاحِبِ الصَّمْصَامِ وَ فَلَّاقِ الْهَامِ وَ الْبَحْرِ الْقَمْقَامِ وَ السَّيِّدِ الْهُمَامِ وَ حُجَّةِ الْخِصَامِ وَ بَابِ الْمَقَامِ لِيَوْمِ الْقِيَامِ وَ السَّلَامُ عَلَى مُفَرِّجِ الْكُرُبَاتِ وَ خَوَّاضِ الْغَمَرَاتِ وَ مُنَفِّسِ الْحَسَرَاتِ وَ بَقِيَّةِ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَ صَاحِبِ فَرْضِهِ وَ حُجَّتِهِ عَلَى خَلْقِهِ وَ عَيْبَةِ عِلْمِهِ وَ مَوْضِعِ صِدْقِهِ وَ الْمُنْتَهَى إِلَيْهِ مَوَارِيثُ الْأَنْبِيَاءِ وَ لَدَيْهِ مَوْجُودٌ آثَارُ الْأَوْصِيَاءِ وَ حُجَّةِ اللَّهِ وَ ابْنِ رَسُولِهِ وَ الْقَيِّمِ مَقَامَهُ وَ وَلِيِّ أَمْرِ اللَّهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ اللَّهُمَّ كَمَا انْتَجَبْتَهُ لِعِلْمِكَ وَ اصْطَفَيْتَهُ لِحُكْمِكَ وَ خَصَصْتَهُ بِمَعْرِفَتِكَ وَ جَلَّلْتَهُ بِكَرَامَتِكَ وَ غَشَّيْتَهُ بِرَحْمَتِكَ وَ رَبَّيْتَهُ بِنِعْمَتِكَ وَ غَذَّيْتَهُ بِحِكْمَتِكَ وَ اخْتَرْتَهُ لِنَفْسِكَ وَ اجْتَبَيْتَهُ لِبَأْسِكَ وَ ارْتَضَيْتَهُ لِقُدْسِكَ وَ جَعَلْتَهُ هَادِياً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ وَ دَيَّانَ الدِّينِ بِعَدْلِكَ وَ فَصْلَ

ص: 864

الْقَضَايَا بَيْنَ عِبَادِكَ وَ وَعَدْتَهُ أَنْ تَجْمَعَ بِهِ الْكَلِمَ وَ تُفَرِّجَ بِهِ عَنِ الْأُمَمِ وَ تُنِيرَ بِعَدْلِهِ الظُّلَمَ وَ تُطْفِئَ بِهِ نِيرَانَ الظُّلَمِ وَ تَقْمَعَ بِهِ حَرَّ الْكُفْرِ وَ آثَارَهُ وَ تُطَهِّرَ بِهِ بِلَادَكَ وَ تَشْفِيَ بِهِ صُدُورَ عِبَادِكَ وَ تَجْمَعَ بِهِ الْمَمَالِكَ كُلَّهَا قَرِيبَهَا وَ بَعِيدَهَا عَزِيزَهَا وَ ذَلِيلَهَا شَرْقَهَا وَ غَرْبَهَا سَهْلَهَا وَ جَبَلَهَا صَبَاهَا وَ دَبُورَهَا شَمَالَهَا وَ جَنُوبَهَا بَرَّهَا وَ بَحْرَهَا حُزُونَهَا وَ وُعُورَهَا يَمْلَأُهَا قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً وَ تُمَكِّنَ لَهُ فِيهَا وَ تُنْجِزَ بِهِ وَعْدَ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى لَا يُشْرِكَ بِكَ شَيْئاً وَ حَتَّى لَا يَبْقَى حَقٌّ إِلَّا ظَهَرَ وَ لَا عَدْلٌ إِلَّا زَهَرَ وَ حَتَّى لَا يَسْتَخْفِيَ بِشَيْ ءٍ مِنَ الْحَقِّ مَخَافَةَ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَیْهِ صَلَاةً تُظْهِرُ بِهَا حُجَّتَهُ وَ تُوضِحُ بِهَا بَهْجَتَهُ وَ تَرْفَعُ بِهَا دَرَجَتَهُ وَ تُؤَيِّدُ بِهَا سُلْطَانَهُ وَ تُعَظِّمُ بِهَا بُرْهَانَهُ وَ تُشَرِّفُ بِهَا مَكَانَهُ وَ تُعَلِّي بِهَا بُنْيَانَهُ وَ تُعِزُّ بِهَا نَصْرَهُ وَ تَرْفَعُ بِهَا قَدْرَهُ وَ تُسْمِي بِهَا ذِكْرَهُ وَ تُظْهِرُ بِهَا كَلِمَتَهُ وَ تُكْثِرُ بِهَا نُصْرَتَهُ وَ تُعِزُّ بِهَا دَعْوَتَهُ وَ تَزِيدُهُ بِهَا إِكْرَاماً وَ تَجْعَلُهُ لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً وَ تُبَلِّغُهُ فِي هَذَا الْمَكَانِ مِثْلَ هَذَا الْأَوَانِ وَ فِي كُلِّ مَكَانٍ وَ أَوَانٍ مِنَّا تَحِيَّةً وَ سَلَاماً لَا يَبْلَى جَدِيدُهُ وَ لَا يَفْنَى عَدِيدُهُ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا بَقِيَّةَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَ بِلَادِهِ وَ حُجَّتَهُ عَلَى

ص: 865

عِبَادِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا خَلَفَ السَّلَفِ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا صَاحِبَ الشَّرَفِ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا حُجَّةَ الْمَعْبُودِ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا كَلِمَةَ الْمَحْمُودِ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا شَمْسَ الشُّمُوسِ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا مَهْدِيَّ الْأَرْضِ وَ مُبِيِّنَ عَيْنِ الْفَرْضِ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا مَوْلَايَ يَا صَاحِبَ الزَّمَانِ وَ الْعَالِيَ الشَّأْنِ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا خَاتَمَ الْأَوْصِيَاءِ وَ ابْنَ خَاتَمِ الْأَنْبِيَاءِ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا مُعِزَّ الْأَوْلِيَاءِ وَ مُذِلَّ الْأَعْدَاءِ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَيُّهَا الْإِمَامُ الْوَحِيدُ وَ الْقَائِمُ الرَّشِيدُالسَّلَامُ عَلَیْكَ أَيُّهَا الْإِمَامُ الْفَرِيدُ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَيُّهَا الْإِمَامُ الْمُنْتَظَرُ وَ الْحَقُّ الْمُشْتَهَرُ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَيُّهَا الْإِمَامُ الْوَلِيُّ الْمُجْتَبَى وَ الْحَقُّ الْمُنْتَهَى السَّلَامُ عَلَیْكَ أَيُّهَا الْإِمَامُ الْمُرْتَجَى لِإِزَالَةِ الْجَوْرِ وَ الْعُدْوَانِ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَيُّهَا الْإِمَامُ الْمُبِيدُ لِأَهْلِ الْفُسُوقِ وَ الطُّغْيَانِ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَيُّهَا الْإِمَامُ الْهَادِمُ لِبُنْيَانِ الشِّرْكِ وَ النِّفَاقِ وَ الْحَاصِدُ فُرُوعَ الْغَيِّ وَ الشِّقَاقِ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَيُّهَا الْمُدَّخَرُ لِتَجْدِيدِ الْفَرَائِضِ وَ السُّنَنِ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا طَامِسَ آثَارِ الزَّيْغِ وَ الْأَهْوَاءِ وَ قَاطِعَ حَبَائِلِ الْكَذِبِ وَ الْفِتَنِ وَ الِامْتِرَاءِ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَيُّهَا الْمُؤَمَّلُ لِإِحْيَاءِ الدَّوْلَةِ الشَّرِيفَةِ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا جَامِعَ الْكَلِمَةِ عَلَى التَّقْوَى السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا بَابَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا ثَارَ

ص: 866

اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا مُحْيِيَ مَعَالِمِ الدِّينِ وَ أَهْلِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا قَاصِمَ شَوْكَةِ الْمُعْتَدِينَ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا وَجْةَ اللَّهِ الَّذِي لَا يَهْلِكُ وَ لَا يَبْلَى إِلَى يَوْمِ الدِّينِ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا رُكْنَ الْإِيمَانِ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَيُّهَا السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الْأَرْضِ وَ السَّمَاءِ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا صَاحِبَ الْفَتْحِ وَ نَاشِرَ رَايَةِ الْهُدَى السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا مُؤَلِّفَ شَمْلِ الصَّلَاحِ وَ الرِّضَا السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا طَالِبَ ثَارِ الْأَنْبِيَاءِ وَ أَبْنَاءِ الْأَنْبِيَاءِ وَ الثَّائِرَ بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلَاءَ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَيُّهَا الْمَنْصُورُ عَلَى مَنِ اعْتَدَى السَّلَامُ عَلَیْكَ أَيُّهَا الْمُنْتَظَرُ الْمُجَابُ إِذَا دَعَا السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا بَقِيَّةَ الْخَلَائِفِ الْبَرَّ التَّقِيَّ الْبَاقِيَ لِإِزَالَةِ الْجَوْرِ وَ الْعُدْوَانِ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا ابْنَ النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا ابْنَ عَلِيٍّ الْمُرْتَضَى السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا ابْنَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا ابْنَ خَدِيجَةَ الْكُبْرَى وَ ابْنَ السَّادَةِ الْمُقَرَّبِينَ وَ الْقَادَةِ الْمُتَّقِينَ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا ابْنَ النُّجَبَاءِ الْأَكْرَمِينَ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا ابْنَ الْأَصْفِيَاءِ الْمُهْتَدِينَ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا ابْنَ الْهُدَاةِ الْمَهْدِيِّينَ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا ابْنَ خِيَرَةِ الْخِيَرِ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا ابْنَ سَادَةِ الْبَشَرِ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا ابْنَ الْغَطَارِفَةِ الْأَكْرَمِينَ وَ الْأَطَايِبِ الْمُطَهَّرِينَ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا ابْنَ الْبَرَرَةِ الْمُنْتَجَبِينَ وَ الْخَضَارِمَةِ

ص: 867

الْأَنْجَبِينَ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا ابْنَ الْحُجَجِ الْمُنِيرَةِ وَ السُّرُجِ الْمُضِيئَةِ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا ابْنَ الشُّهُبِ الثَّاقِبَةِ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا ابْنَ قَوَاعِدِ الْعِلْمِ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا ابْنَ مَعَادِنِ الْحِلْمِ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا ابْنَ الْكَوَاكِبِ الزَّاهِرَةِ وَ النُّجُومِ الْبَاهِرَةِ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا ابْنَ الشُّمُوسِ الطَّالِعَةِ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا ابْنَ الْأَقْمَارِ السَّاطِعَةِ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا ابْنَ السُّبُلِ الْوَاضِحَةِ وَ الْأَعْلَامِ اللَّائِحَةِ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا ابْنَ السُّنَنِ الْمَشْهُورَةِ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا ابْنَ الْمَعَالِمِ الْمَأْثُورَةِ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا ابْنَ الشَّوَاهِدِ الْمَشْهُودَةِ وَ الْمُعْجِزَاتِ الْمَوْجُودَةِ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا ابْنَ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ وَ النَّبَإِ الْعَظِيمِ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا ابْنَ الْآيَاتِ الْبَيِّنَاتِ وَ الدَّلَائِلِ الظَّاهِرَاتِ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا ابْنَ الْبَرَاهِينِ الْوَاضِحَاتِ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا ابْنَ الْحُجَجِ الْبَالِغَاتِ وَ النِّعَمِ السَّابِغَاتِ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا ابْنَ طَةَ وَ الْمُحْكَمَاتِ وَ يَاسِينَ وَ الذَّارِيَاتِ وَ الطُّورِ وَ الْعَادِيَاتِ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا ابْنَ مَنْ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى وَ اقْتَرَبَ مِنَ الْعَلِيِّ الْأَعْلَى لَيْتَ شِعْرِي أَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوَى أَمْ أَنْتَ بِوَادِي طُوًى عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ تَرَى الْخَلْقَ وَ لَا تُرَى وَ لَا يُسْمَعُ لَكَ حَسِيسٌ وَ لَا نَجْوَى عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ تَرَى الْخَلْقَ وَ لَا تُرَى عَزِيزٌ عَلَيَّ

ص: 868

أَنْ تُحِيطَ بِكَ الْأَعْدَاءُ بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ مَا غَابَ عَنَّا بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ نَازِحٍ مَا نَزَحَ عَنَّا وَ نَحْنُ نَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَعِينَ .(1)

ثُمَّ تَرْفَعُ يَدَيْكَ وَ تَقُولُ:

پس دست هایت را بالا می آوری و میگویی:

اللَّهُمَّ أَنْتَ كَاشِفُ الْكُرَبِ وَ الْبَلْوَى وَ إِلَيْكَ نَشْكُو فَقْدَ نَبِيِّنَا وَ غَيْبَةَ إِمَامِنَا وَ ابْنِ بِنْتِ نَبِيِّنَا اللَّهُمَّ وَ امْلَأْ بِهِ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ أَرِنَا سَيِّدَنَا وَ صَاحِبَنَا وَ إِمَامَنَا وَ مَوْلَانَا صَاحِبَ الزَّمَانِ وَ مَلْجَأَ أَهْلِ عَصْرِنَا وَ مَنْجَى أَهْلِ دَهْرِنَا ظَاهِرَ الْمَقَالَةِ وَاضِحَ الدَّلَالَةِ هَادِياً مِنَ الضَّلَالَةِ مُنْقِذاً مِنَ الْجَهَالَةِ وَ أَظْهِرْ مَعَالِمَهُ وَ ثَبِّتْ قَوَاعِدَهُ وَ أَعِزَّ نَصْرَهُ وَ أَطِلْ عُمُرَهُ وَ ابْسُطْ جَاهَهُ وَ أَحْيِ أَمْرَهُ وَ أَظْهِرْ نُورَهُ وَ قَرِّبْ بُعْدَهُ وَ أَنْجِزْ وَعْدَهُ وَ أَوْفِ عَهْدَهُ وَ زَيِّنِ الْأَرْضَ بِطُولِ بَقَائِهِ وَ دَوَامِ مُلْكِهِ وَ عُلُوِّ ارْتِقَائِهِ وَ ارْتِفَاعِهِ وَ أَنِرْ مَشَاهِدَهُ وَ ثَبِّتْ قَوَاعِدَهُ وَ عَظِّمْ بُرْهَانَهُ وَ أَمِدَّ سُلْطَانَهُ وَ أَعْلِ مَكَانَهُ وَ قَوِّ أَرْكَانَهُ وَ أَرِنَا وَجْهَهُ وَ

ص: 869


1- مصباح الزائر، ص 419.

أَوْضِحْ بَهْجَتَهُ وَ ارْفَعْ دَرَجَتَهُ وَ أَظْهِرْ كَلِمَتَهُ وَ أَعِزَّ دَعْوَتَهُ وَ أَعْطِهِ سُؤْلَهُ وَ بَلِّغْهُ يَا رَبِّ مَأْمُولَهُ وَ شَرِّفْ مَقَامَهُ وَ عَظِّمْ إِكْرَامَهُ وَ أَعِزَّ بِهِ الْمُؤْمِنِينَ وَ أَحْيِ بِهِ سُنَنَ الْمُرْسَلِينَ وَ أَذِلَّ بِهِ الْمُنَافِقِينَ وَ أَهْلِكْ بِهِ الْجَبَّارِينَ وَ اكْفِهِ بَغْيَ الْحَاسِدِينَ وَ أَعِذْهُ مِنْ شَرِّ الْكَائِدِينَ وَ ازْجُرْ عَنْهُ إِرَادَةَ الظَّالِمِينَ وَ أَيِّدْهُ بِجُنُودٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ وَ سَلِّطْهُ عَلَى أَعْدَاءِ دِينِكَ أَجْمَعِينَ وَ اقْصِمْ بِهِ كُلَّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ وَ أَخْمِدْ بِسَيْفِهِ كُلَّ نَارٍ وَقِيدٍ وَ أَنْفِذْ حُكْمَهُ فِي كُلِّ مَكَانٍ وَ أَقِمْ بِسُلْطَانِهِ كُلَّ سُلْطَانٍ وَ اقْمَعْ بِهِ عَبَدَةَ الْأَوْثَانِ وَ شَرِّفْ بِهِ أَهْلَ الْقُرْآنِ وَ الْإِيمَانِ وَ أَظْهِرْهُ عَلَى كُلِّ الْأَدْيَانِ وَ اكْبِتْ مَنْ عَادَاهُ وَ أَذِلَّ مَنْ نَاوَاهُ وَ اسْتَأْصِلْ مَنْ جَحَدَ حَقَّهُ وَ أَنْكَرَ صِدْقَهُ وَ اسْتَهَانَ بِأَمْرِهِ وَ أَرَادَ إِخْمَادَ ذِكْرِهِ وَ سَعَى فِي إِطْفَاءِ نُورِهِ اللَّهُمَّ نَوِّرْ بِنُورِهِ كُلَّ ظُلْمَةٍ وَ اكْشِفْ بِهِ كُلَّ غُمَّةٍ وَ قَدِّمْ أَمَامَهُ الرُّعْبَ وَ ثَبِّتْ بِهِ الْقَلْبَ وَ أَقِمْ بِهِ نُصْرَةَ الْحَرْبِ وَ اجْعَلْهُ الْقَائِمَ الْمُؤَمَّلَ وَ الْوَصِيَّ الْمُفَضَّلَ وَ الْإِمَامَ الْمُنْتَظَرَ وَ الْعَدْلَ الْمُخْتَبَرَ وَ امْلَأْ بِهِ الْأَرْضَ عَدْلًا وَ قِسْطاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً وَ أَعِنْهُ عَلَى مَا وَلَّيْتَهُ وَ اسْتَخْلَفْتَهُ وَ اسْتَرْعَيْتَهُ حَتَّى يَجْرِيَ حُكْمُهُ عَلَى كُلِّ حُكْمٍ وَ يَهْدِيَ بِحَقِّهِ كُلَّ ضَلَالَةٍ وَ احْرُسْهُ اللَّهُمَّ بِعَيْنِكَ الَّتِي

ص: 870

لَا تَنَامُ وَ اكْنُفْهُ بِرُكْنِكَ الَّذِي لَا يُرَامُ وَ أَعِزَّهُ بِعِزِّكَ الَّذِي لَا يُضَامُ وَ اجْعَلْنِي يَا إِلَهِي مِنْ عَدَدِهِ وَ مَدَدِهِ وَ أَنْصَارِهِ وَ أَعْوَانِهِ وَ أَرْكَانِهِ وَ أَشْيَاعِهِ وَ أَتْبَاعِهِ وَ أَذِقْنِي طَعْمَ فَرْحَتِهِ وَ أَلْبِسْنِي ثَوْبَ بَهْجَتِهِ وَ أَحْضِرْنِي مَعَهُ لِبَيْعَتِهِ وَ تَأْكِيدِ عَقْدِهِ بَيْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ عِنْدَ بَيْتِكَ الْحَرَامِ وَ وَفِّقْنِي يَا رَبِّ لِلْقِيَامِ بِطَاعَتِهِ وَ الْمَثْوَى فِي خِدْمَتِهِ وَ الْمَكْثِ فِي دَوْلَتِهِ وَ اجْتِنَابِ مَعْصِيَتِهِ فَإِنْ تَوَفَّيْتَنِي اللَّهُمَّ قَبْلَ ذَلِكَ فَاجْعَلْنِي يَا رَبِّ فِيمَنْ يَكُرُّ فِي رَجْعَتِهِ وَ يُمَلَّكُ فِي دَوْلَتِهِ وَ يَتَمَكَّنُ فِي أَيَّامِهِ وَ يَسْتَظِلُّ تَحْتَ أَعْلَامِهِ وَ يُحْشَرُ فِي زُمْرَتِهِ وَ تَقَرُّ عَيْنُهُ بِرُؤْيَتِهِ بِفَضْلِكَ وَ إِحْسَانِكَ وَ كَرَمِكَ وَ امْتِنَانِكَ إِنَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ وَ الْمَنِّ الْقَدِيمِ وَ الْإِحْسَانِ الْكَرِيمِ (1)

ثُمَّ صَلِّ فِي مَكَانِكَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً وَ اقْرَأْ فِيهَا مَا شِئْتَ وَ أَهْدِهَا لَهُ عَلَیهِ السَّلام فَإِذَا سَلَّمْتَ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ فَسَبِّحْ تَسْبِيحَ الزَّهْرَاءِ عَلَیهِ السَّلام وَ قُلِ:

پس شش نماز دو رکعتی با هر سوره ای که خواستی به جا می آوری و آنها را به امام عصر علیه السلام هدیه می کنی و پس از هر دو رکعت، تسبیحات حضرت زهرا علیهاالسلام را می گویی، آن گاه بگو:

اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَ مِنْكَ السَّلَامُ وَ إِلَيْكَ يَعُودُ السَّلَامُ حَيِّنَا رَبَّنَا

ص: 871


1- مصباح الزائر، ص 424.

مِنْكَ بِالسَّلَامِ اللَّهُمَّ إِنَّ هَذِهِ الرَّكَعَاتِ هَدِيَّةٌ مِنِّي إِلَى وَلِيِّكَ وَ ابْنِ وَلِيِّكَ وَ ابْنِ أَوْلِيَائِكَ الْإِمَامِ ابْنِ الْأَئِمَّةِ الْخَلَفِ الصَّالِحِ الْحُجَّةِ صَاحِبِ الزَّمَانِ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ بَلِّغْهُ إِيَّاهَا وَ أَعْطِنِي أَفْضَلَ أَمَلِي وَ رَجَائِي فِيكَ وَ فِي رَسُولِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ عَلَى آلِهِ أَجْمَعِينَ

فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ الصَّلَاةِ فَادْعُ بِهَذَا الدُّعَاءِ وَ هُوَ دُعَاءٌ مَشْهُورٌ يُدْعَى بِهِ فِي غَيْبَةِ الْقَائِمِ عَلَیهِ السَّلام وَ هُوَ

پس دعایی را می خوانی که در زمان غیبت قائم عَلَیهِ السَّلام خوانده می شود:

اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي نَفْسَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي نَفْسَكَ لَمْ أَعْرِفْ رَسُولَكَ اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي رَسُولَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي رَسُولَكَ لَمْ أَعْرِفْ حُجَّتَكَ اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي حُجَّتَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ دِينِي اللَّهُمَّ لَا تُمِتْنِي مِيتَةً جَاهِلِيَّةً وَ لَا تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي اللَّهُمَّ فَكَمَا هَدَيْتَنِي بِوَلَايَةِ مَنْ فَرَضْتَ عَلَيَّ طَاعَتَهُ مِنْ وُلَاةِ أَمْرِكَ بَعْدَ رَسُولِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ حَتَّى وَالَيْتُ وُلَاةَ أَمْرِكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ وَ عَلِيّاً وَ مُحَمَّداً وَ جَعْفَراً وَ مُوسَى وَ عَلِيّاً وَ مُحَمَّداً وَ عَلِيّاً وَ الْحَسَنَ وَ الْحُجَّةَ الْقَائِمَ الْمَهْدِيَّ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِينَ اللَّهُمَّ فَثَبِّتْنِي عَلَى دِينِكَ وَ

ص: 872

اسْتَعْمِلْنِي بِطَاعَتِكَ وَ لَيِّنْ قَلْبِي لِوَلِيِّ أَمْرِكَ وَ عَافِنِي مِمَّا امْتَحَنْتَ بِهِ خَلْقَكَ وَ ثَبِّتْنِي عَلَى طَاعَةِ وَلِيِّ أَمْرِكَ الَّذِي سَتَرْتَهُ عَنْ خَلْقِكَ وَ بِإِذْنِكَ غَابَ عَنْ بَرِيَّتِكَ وَ أَمْرَكَ يَنْتَظِرُ وَ أَنْتَ الْعَالِمُ غَيْرُ الْمُعَلَّمِ بِالْوَقْتِ الَّذِي فِيهِ صَلَاحُ أَمْرِ وَلِيِّكَ فِي الْإِذْنِ لَهُ بِإِظْهَارِ أَمْرِهِ وَ كَشْفِ سِرِّهِ(1) فَصَبِّرْنِي عَلَى ذَلِكَ حَتَّى لَا أُحِبَّ تَعْجِيلَ مَا أَخَّرْتَ وَ لَا تَأْخِيرَ مَا عَجَّلْتَ وَ لَا كَشْفَ مَا سَتَرْتَ وَ لَا الْبَحْثَ عَمَّا كَتَمْتَ وَ لَا أُنَازِعَكَ فِي تَدْبِيرِكَ وَ لَا أَقُولَ لِمَ وَ كَيْفَ وَ لَا مَا بَالُ (2)وَلِيِّ الْأَمْرِ لَا يَظْهَرُ وَ قَدِ امْتَلَأَتِ الْأَرْضُ مِنَ الْجَوْرِ وَ أُفَوِّضُ أُمُورِي كُلَّهَا إِلَيْكَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تُرِيَنِي وَلِيَّ أَمْرِكَ ظَاهِراً نَافِذَ الْأَمْرِ مَعَ عِلْمِي بِأَنَّ لَكَ السُّلْطَانَ وَ الْقُدْرَةَ وَ الْبُرْهَانَ وَ الْحُجَّةَ وَ الْمَشِيَّةَ وَ الْحَوْلَ وَ الْقُوَّةَ فَافْعَلْ بِي ذَلِكَ وَ بِجَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى نَنْظُرَ إِلَى وَلِيِّ أَمْرِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَیْكَ وَ آلِهِ ظَاهِرَ الْمَقَالَةِ وَاضِحَ الدَّلَالَةِ هَادِياً مِنَ الضَّلَالَةِ شَافِياً مِنَ الْجَهَالَةِ أَبْرِزْ يَا رَبِّ مَشَاهِدَهُ(3) وَ ثَبِّتْ قَوَاعِدَهُ وَ اجْعَلْنَا مِمَّنْ تُقِرُّ عَيْنَهُ بِرُؤْيَتِهِ وَ أَقِمْنَا بِخِدْمَتِهِ وَ تَوَفَّنَا عَلَى مِلَّتِهِ وَ

ص: 873


1- سِتره. (جمال الأسبوع، ص 522)
2- و ما بال. (جمال الأسبوع، ص 522)
3- مشاهدته. (مصباح المتهجد، ج 1، ص 412)

احْشُرْنَا فِي زُمْرَتِهِ اللَّهُمَّ أَعِذْهُ مِنْ شَرِّ جَمِيعِ مَا خَلَقْتَ وَ ذَرَأْتَ وَ بَرَأْتَ وَ أَنْشَأْتَ وَ صَوَّرْتَ وَ احْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ وَ عَنْ يَمِينِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ(1) بِحِفْظِكَ الَّذِي لَا يَضِيعُ مَنْ حَفِظْتَهُ بِهِ وَ احْفَظْ فِيهِ رَسُولَكَ وَ وَصِيَّ رَسُولِكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ السَّلَامُ وَ مُدَّ عُمُرَهُ(2) وَ زِدْ فِي أَجَلِهِ وَ أَعِنْهُ عَلَى مَا وَلَّيْتَهُ وَ اسْتَرْعَيْتَهُ وَ زِدْ فِي كَرَامَتِكَ لَهُ فَإِنَّهُ الْهَادِي الْمَهْدِيُّ وَ الْقَائِمُ الْمُهْتَدِي وَ الطَّاهِرُ التَّقِيُّ الزَّكِيُّ النَّقِيُّ الرَّضِيُّ الْمَرْضِيُّ الصَّابِرُ الشَّكُورُ الْمُجْتَهِدُ اللَّهُمَّ وَ لَا تَسْلُبْنَا الْيَقِينَ لِطُولِ الْأَمَدِ فِي غَيْبَتِهِ وَ انْقِطَاعِ خَبَرِهِ عَنَّا وَ لَا تُنْسِنَا ذِكْرَهُ وَ انْتِظَارَهُ وَ الْإِيمَانَ بِهِ وَ قُوَّةَ الْيَقِينِ فِي ظُهُورِهِ وَ الدُّعَاءَ لَهُ وَ الصَّلَاةَ عَلَیْهِ حَتَّى لَا تُقَنِّطَنَا غَيْبَتُهُ(3) مِنْ قِيَامِهِ وَ يَكُونَ يَقِينُنَا فِي ذَلِكَ كَيَقِينِنَا فِي قِيَامِ رَسُولِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ مَا جَاءَ بِهِ مِنْ وَحْيِكَ وَ تَنْزِيلِكَ فَقَوِّ قُلُوبَنَا عَلَى الْإِيمَانِ بِهِ حَتَّى تَسْلُكَ بِنَا عَلَى يَدَيْهِ مِنْهَاجَ الْهُدَى وَ الْمَحَجَّةَ الْعُظْمَى وَ الطَّرِيقَةَ الْوُسْطَى وَ قَوِّنَا عَلَى طَاعَتِهِ وَ ثَبِّتْنَا عَلَى مُتَابَعَتِهِ وَ اجْعَلْنَا فِي حِزْبِهِ وَ أَعْوَانِهِ وَ أَنْصَارِهِ

ص: 874


1- ومن فوقه و من تحته. (جمال الأسبوع، ص 522)
2- أللّهم و مُد في عمره. (جمال الأسبوع، ص 522)
3- طول غيبه. (جمال الأسبوع، ص 522)

وَ الرَّاضِينَ بِفِعْلِهِ وَ لَا تَسْلُبْنَا ذَلِكَ فِي حَيَاتِنَا وَ لَا عِنْدَ وَفَاتِنَا حَتَّى تَتَوَفَّانَا وَ نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ لَا شَاكِّينَ وَ لَا نَاكِثِينَ وَ لَا مُرْتَابِينَ وَ لَا مُكَذِّبِينَ اللَّهُمَّ عَجِّلْ فَرَجَهُ وَ أَيِّدْهُ بِالنَّصْرِ وَ انْصُرْ نَاصِرِيهِ وَ اخْذُلْ خَاذِلِيهِ وَ دَمْدِمْ عَلَى مَنْ نَصَبَ لَهُ وَ كَذَّبَ بِهِ وَ أَظْهِرْ بِهِ الْحَقَّ وَ أَمِتْ بِهِ الْجَوْرَ وَ اسْتَنْقِذْ بِهِ عِبَادَكَ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الذُّلِّ وَ انْعَشْ بِهِ الْبِلَادَ وَ اقْتُلْ بِهِ الْجَبَابِرَةَ وَ الْكَفَرَةَ(1) وَ اقْصِمْ بِهِ رُءُوسَ الضَّلَالَةِ وَ ذَلِّلْ بِهِ الْجَبَّارِينَ وَ الْكَافِرِينَ وَ أَبِرْ بِهِ الْمُنَافِقِينَ وَ النَّاكِثِينَ وَ جَمِيعَ الْمُخَالِفِينَ وَ الْمُلْحِدِينَ فِي مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبِهَا وَ بَرِّهَا(2) وَ سَهْلِهَا وَ جَبَلِهَا حَتَّى لَا تَدَعَ مِنْهُمْ دَيَّاراً وَ لَا تُبْقِيَ لَهُمْ آثَاراً طَهِّرْ مِنْهُمْ بِلَادَكَ وَ اشْفِ مِنْهُمْ صُدُورَ عِبَادِكَ وَ جَدِّدْ بِهِ مَا امْتَحَى مِنْ دِينِكَ وَ أَصْلِحْ بِهِ مَا بُدِّلَ مِنْ حُكْمِكَ وَ غُيِّرَ مِنْ سُنَّتِكَ حَتَّى يَعُودَ دِينُكَ بِهِ وَ عَلَى يَدَيْهِ غَضّاً جَدِيداً صَحِيحاً لَا عِوَجَ فِيهِ وَ لَا بِدْعَةَ مَعَهُ حَتَّى تُطْفِئَ بِعَدْلِهِ نِيرَانَ الْكَافِرِينَ فَإِنَّهُ عَبْدُكَ الَّذِي اسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِكَ وَ ارْتَضَيْتَهُ لِنَصْرِ دِينِكَ وَ اصْطَفَيْتَهُ بِعِلْمِكَ وَ عَصَمْتَهُ مِنَ

ص: 875


1- جبابرة الكفر. (جمال الأسبوع، ص 522)
2- و برّها وبجرها. (جمال الأسبوع، ص 522)

الذُّنُوبِ وَ بَرَّأْتَهُ مِنَ الْعُيُوبِ وَ أَطْلَعْتَهُ عَلَى الْغُيُوبِ وَ أَنْعَمْتَ عَلَیْهِ وَ طَهَّرْتَهُ مِنَ الرِّجْسِ وَ نَقَّيْتَهُ مِنَ الدَّنَسِ اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَیْهِ وَ عَلَى آبَائِهِ الْأَئِمَّةِ الطَّاهِرِينَ وَ عَلَى شِيعَتِهِ الْمُنْتَجَبِينَ وَ بَلِّغْهُمْ مِنْ أَيَّامِهِمْ(1) مَا يَأْمُلُونَ وَ اجْعَلْ ذَلِكَ مِنَّا خَالِصاً مِنْ كُلِّ شَكٍّ وَ شُبْهَةٍ وَ رِيَاءٍ وَ سُمْعَةٍ حَتَّى لَا نُرِيدَ بِهِ غَيْرَكَ وَ لَا نَطْلُبَ بِهِ إِلَّا وَجْهَكَ اللَّهُمَّ إِنَّا نَشْكُو إِلَيْكَ فَقْدَ نَبِيِّنَا وَ غَيْبَةَ إِمَامِنَا وَ شِدَّةَ الزَّمَانِ عَلَیْنَا وَ وُقُوعَ الْفِتَنِ بِنَا وَ تَظَاهُرَ الْأَعْدَاءِ(2) وَ كَثْرَةَ عَدُوِّنَا وَ قِلَّةَ عَدَدِنَا اللَّهُمَّ فَافْرِجْ ذَلِكَ عَنَّا بِفَتْحٍ مِنْكَ تُعَجِّلُهُ وَ نَصْرٍ مِنْكَ تُعِزُّهُ وَ إِمَامِ عَدْلٍ تُظْهِرُهُ إِلَهَ الْحَقِّ آمِينَ اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَأْذَنَ لِوَلِيِّكَ فِي إِظْهَارِ عَدْلِكَ فِي عِبَادِكَ وَ قَتْلِ أَعْدَائِكَ فِي بِلَادِكَ حَتَّى لَا تَدَعَ لِلْجَوْرِ يَا رَبِّ دِعَامَةً إِلَّا قَصَمْتَهَا وَ لَا بَقِيَّةً إِلَّا أَفْنَيْتَهَا وَ لَا قُوَّةً إِلَّا أَوْهَنْتَهَا وَ لَا رُكْناً إِلَّا هَدَمْتَهُ وَ لَا حَدّاً إِلَّا فَلَلْتَهُ وَ لَا سِلَاحاً إِلَّا أَذْلَلْتَهُ(3) وَ لَا رَايَةً إِلَّا نَكَّسْتَهُ وَ لَا شُجَاعاً إِلَّا قَتَلْتَهُ وَ لَا جَيْشاً إِلَّا خَذَلْتَهُ وَ ارْمِهِمْ يَا رَبِّ

ص: 876


1- آمالهم أفضل. (جمال الأسبوع، ص 522)
2- تظاهر الأداء علينا. (جمال الأسبوع، ص 522)
3- أكلته. (جمال الأسبوع، ص 522)

بِحَجَرِكَ الدَّامِغِ وَ اضْرِبْهُمْ بِسَيْفِكَ الْقَاطِعِ وَ بَأْسِكَ الَّذِي لَا تَرُدُّ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ وَ عَذِّبْ أَعْدَاءَكَ وَ أَعْدَاءَ وَلِيِّكَ وَ أَعْدَاءَ رَسُولِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ بِيَدِ وَلِيِّكَ وَ أَيْدِي عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ اللَّهُمَّ اكْفِ وَلِيَّكَ وَ حُجَّتَكَ فِي أَرْضِكَ هَوْلَ عَدُوِّهِ وَ كَيْدَ مَنْ أَرَادَهُ وَ امْكُرْ بِمَنْ مَكَرَ بِهِ وَ اجْعَلْ دَائِرَةَ السَّوْءِ عَلَى مَنْ أَرَادَ بِهِ سُوءاً وَ اقْطَعْ عَنْهُ مَادَّتَهُمْ وَ أَرْعِبْ لَهُ قُلُوبَهُمْ وَ زَلْزِلْ أَقْدَامَهُمْ وَ خُذْهُمْ جَهْرَةً وَ بَغْتَةً وَ شَدِّدْ عَلَیْهِمْ عَذَابَكَ وَ أَخْزِهِمْ فِي عِبَادِكَ وَ الْعَنْهُمْ فِي بِلَادِكَ وَ أَسْكِنْهُمْ أَسْفَلَ نَارِكَ وَ أَحِطْ بِهِمْ أَشَدَّ عَذَابِكَ وَ أَصْلِهِمْ نَاراً وَ احْشُ قُبُورَ مَوْتَاهُمْ نَاراً وَ أَصْلِهِمْ حَرَّ نَارِكَ فَإِنَّهُمْ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَ اتَّبَعُوا الشَّهَواتِ وَ أَضَلُّوا عِبَادَكَ وَ أَخْرَبُوا بِلَادَكَ اللَّهُمَّ وَ أَحْيِ بِوَلِيِّكَ الْقُرْآنَ وَ أَرِنَا نُورَهُ سَرْمَداً لَا لَيْلَ فِيهِ وَ أَحْيِ بِهِ الْقُلُوبَ الْمَيِّتَةَ وَ اشْفِ بِهِ الصُّدُورَ الْوَغِرَةَ وَ اجْمَعْ بِهِ الْأَهْوَاءَ الْمُخْتَلِفَةَ عَلَى الْحَقِّ وَ أَقِمْ بِهِ الْحُدُودَ الْمُعَطَّلَةَ وَ الْأَحْكَامَ الْمُهْمَلَةَ حَتَّى لَا يَبْقَى حَقٌّ إِلَّا ظَهَرَ وَ لَا عَدْلٌ إِلَّا زَهَرَ وَ اجْعَلْنَا يَا رَبِّ مِنْ أَعْوَانِهِ وَ مُقَوِّيَةِ سُلْطَانِهِ وَ الْمُؤْتَمِرِينَ لِأَمْرِهِ وَ الرَّاضِينَ بِفِعْلِهِ وَ الْمُسَلِّمِينَ لِأَحْكَامِهِ وَ مِمَّنْ لَا حَاجَةَ بِهِ إِلَى التَّقِيَّةِ مِنْ خَلْقِكَ وَ أَنْتَ يَا رَبِّ الَّذِي

ص: 877

تَكْشِفُ الضُّرَّ وَ تُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاكَ وَ تُنَجِّي مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ فَاكْشِفِ الضُّرَّ عَنْ وَلِيِّكَ وَ اجْعَلْهُ خَلِيفَةً فِي أَرْضِكَ كَمَا ضَمِنْتَ لَهُ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِنْ خُصَمَاءِ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَیهِ السَّلام وَ لَا تَجْعَلْنِي مِنْ أَعْدَاءِ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَیهِ السَّلام وَ لَا تَجْعَلْنِي مِنْ أَهْلِ الْحَنَقِ وَ الْغَيْظِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَیهِ السَّلام فَإِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ ذَلِكَ فَأَعِذْنِي وَ أَسْتَجِيرُ بِكَ فَأَجِرْنِي اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِي بِهِمْ عِنْدَكَ فَائِزاً فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ آمِينَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.(1)(2)

الزیارة الثانیة

زیارت دوم

زِيَارَةٌ أُخْرَى لَهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ هِيَ الْمَعْرُوفَةُ بِالنُّدْبَةِ خَرَجَتْ مِنَ النَّاحِيَةِ الْمَحْفُوفَةِ بِالْقُدْسِ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحِمْيَرِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ أَمَرَ أَنْ تُتْلَى فِي السِّرْدَابِ الْمُقَدَّسِ وَ هِيَ :

از ناحیه مقدسه امام عصر عَلَیهِ السَّلام دستور داده شده که این زیارت درسرداب مقدس خوانده شود:

ص: 878


1- مصباح الزائر، ص 425.
2- بحار الأنوار، ج 99، ص 89.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ لَا لِأَمْرِ اللَّهِ تَعْقِلُونَ وَ لَا مِنْ أَوْلِيَائِهِ تَقْبَلُونَ حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِ الْآياتُ وَ النُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ السَّلَامُ عَلَیْنَا وَ عَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ سَلَامٌ عَلَى آلِ يَاسِينَ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ لِمَنْ يَهْدِيهِ صِرَاطَهُ الْمُسْتَقِيمَ قَدْ آتَاكُمُ اللَّهُ يَا آلَ يَاسِينَ خِلَافَتَهُ وَ عِلْمَ مَجَارِي أَمْرِهِ فِيمَا قَضَاهُ وَ دَبَّرَهُ وَ رَتَّبَهُ وَ أَرَادَهُ فِي مَلَكُوتِهِ فَكَشَفَ لَكُمُ الْغِطَاءَ وَ أَنْتُمْ خَزَنَتُهُ وَ شُهَدَاؤُهُ وَ عُلَمَاؤُهُ وَ أُمَنَاؤُهُ وَ سَاسَةُ الْعِبَادِ وَ أَرْكَانُ الْبِلَادِ وَ قُضَاةُ الْأَحْكَامِ وَ أَبْوَابُ الْإِيمَانِ وَ سُلَالَةُ النَّبِيِّينَ وَ صَفْوَةُ الْمُرْسَلِينَ وَ عِتْرَةُ خِيَرَةِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَ مِنْ تَقْدِيرِهِ مَنَائِحَ الْعَطَاءِ بِكُمْ إِنْفَاذُهُ مَحْتُوماً مَقْرُوناً فَمَا شَيْ ءٌ مِنَّا إِلَّا وَ أَنْتُمْ لَهُ السَّبَبُ وَ إِلَيْهِ السَّبِيلُ خِيَارُهُ لِوَلِيِّكُمْ نِعْمَةٌ وَ انْتِقَامُهُ مِنْ عَدُوِّكُمْ سَخْطَةٌ فَلَا نَجَاةَ وَ لَا مَفْزَعَ إِلَّا أَنْتُمْ وَ لَا مَذْهَبَ عَنْكُمْ يَا أَعْيُنَ اللَّهِ النَّاظِرَةَ وَ حَمَلَةَ مَعْرِفَتِهِ وَ مَسَاكِنَ تَوْحِيدِهِ فِي أَرْضِهِ وَ سَمَائِهِ وَ أَنْتَ يَا مَوْلَايَ وَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ وَ بَقِيَّتَهُ كَمَالَ نِعْمَتِهِ وَ وَارِثَ أَنْبِيَائِهِ وَ خُلَفَائِهِ مَا بَلَغْنَاهُ مِنْ دَهْرِنَا وَ صَاحِبُ الرَّجْعَةِ لِوَعْدِ رَبِّنَا الَّتِي فِيهَا دَوْلَةُ الْحَقِّ وَ فَرَجُنَا وَ نَصْرُ اللَّهِ لَنَا وَ عِزُّنَا السَّلَامُ عَلَیْكَ أَيُّهَا الْعَلَمُ الْمَنْصُوبُ وَ الْعِلْمُ

ص: 879

الْمَصْبُوبُ وَ الْغَوْثُ وَ الرَّحْمَةُ الْوَاسِعَةُ وَعْداً غَيْرَ مَكْذُوبٍ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا صَاحِبَ الْمَرْأَى وَ الْمَسْمَعِ الَّذِي بِعَيْنِ اللَّهِ مَوَاثِيقُهُ وَ بِيَدِ اللَّهِ عُهُودُهُ وَ بِقُدْرَةِ اللَّهِ سُلْطَانُهُ أَنْتَ الْحَكِيمُ الَّذِي لَا تُعَجِّلُهُ الْغَضْبَةُ وَ الْكَرِيمُ الَّذِي لَا تُبَخِّلُهُ الْحَفِيظَةُ وَ الْعَالِمُ الَّذِي لَا تُجَهِّلُهُ الْحَمِيَّةُ مُجَاهَدَتُكَ فِي اللَّهِ ذَاتُ مَشِيَّةِ اللَّهِ وَ مُقَارَعَتُكَ فِي اللَّهِ ذَاتُ انْتِقَامِ اللَّهِ وَ صَبْرُكَ فِي اللَّهِ ذُو أَنَاةِ اللَّهِ وَ شُكْرُكَ لِلَّهِ ذُو مَزِيدِ اللَّهِ وَ رَحْمَتِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا مَحْفُوظاً بِاللَّهِ اللَّهُ نُورُ أَمَامِهِ وَ وَرَاءِهِ وَ يَمِينِهِ وَ شِمَالِهِ وَ فَوْقِهِ وَ تَحْتِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا مَخْزُوناً فِي قُدْرَةِ اللَّهِ نُورُ سَمْعِهِ وَ بَصَرِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا وَعْدَ اللَّهِ الَّذِي ضَمِنَهُ وَ يَا مِيثَاقَ اللَّهِ الَّذِي أَخَذَهُ وَ وَكَّدَهُ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا دَاعِيَ اللَّهِ وَ دَيَّانَ دِينِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا خَلِيفَةَ اللَّهِ وَ نَاصِرَ حَقِّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ وَ دَلِيلَ إِرَادَتِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا تَالِيَ كِتَابِ اللَّهِ وَ تَرْجُمَانَهُ السَّلَامُ عَلَیْكَ فِي آنَاءِ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا بَقِيَّةَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ حِينَ تَقُومُ السَّلَامُ عَلَیْكَ حِينَ تَقْعُدُ السَّلَامُ عَلَیْكَ حِينَ تَقْرَأُ وَ تُبَيِّنُ السَّلَامُ عَلَیْكَ حِينَ تُصَلِّي وَ تَقْنُتُ السَّلَامُ عَلَیْكَ حِينَ تَرْكَعُ وَ تَسْجُدُ السَّلَامُ عَلَیْكَ حِينَ تَعَوَّذُ وَ تُسَبِّحُ السَّلَامُ عَلَیْكَ حِينَ تُهَلِّلُ وَ تُكَبِّرُ

ص: 880

السَّلَامُ عَلَیْكَ حِينَ تَحْمَدُ وَ تَسْتَغْفِرُ السَّلَامُ عَلَیْكَ حِينَ تُمَجِّدُ وَ تَمْدَحُ السَّلَامُ عَلَیْكَ حِينَ تُمْسِي وَ تُصْبِحُ السَّلَامُ عَلَیْكَ فِي اللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَ فِي النَّهارِ إِذا تَجَلَّى السَّلَامُ عَلَیْكَ فِي الْآخِرَةِ وَ الْأُولَى السَّلَامُ عَلَیْكُمْ يَا حُجَجَ اللَّهِ وَ دُعَاتَنَا وَ هُدَاتَنَا وَ رُعَاتَنَا وَ قَادَتَنَا وَ أَئِمَّتَنَا وَ سَادَتَنَا وَ مَوَالِيَنَا السَّلَامُ عَلَیْكُمْ أَنْتُمْ نُورُنَا وَ أَنْتُمْ جَاهُنَا أَوْقَاتَ صَلَوَاتِنَا وَ عِصْمَتُنَا بِكُمْ لِدُعَائِنَا وَ صَلَاتِنَا وَ صِيَامِنَا وَ اسْتِغْفَارِنَا وَ سَائِرِ أَعْمَالِنَا السَّلَامُ عَلَیْكَ أَيُّهَا الْإِمَامُ الْمَأْمُونُ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَيُّهَا الْإِمَامُ الْمَأْمُولُ السَّلَامُ عَلَیْكَ بِجَوَامِعِ السَّلَامِ اشْهَدْ يَا مَوْلَايَ أَنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ لَا حَبِيبَ إِلَّا هُوَ وَ أَهْلُهُ وَ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حُجَّتُهُ وَ أَنَّ الْحَسَنَ حُجَّتُهُ وَ أَنَّ الْحُسَيْنَ حُجَّتُهُ وَ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ حُجَّتُهُ وَ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ حُجَّتُهُ وَ أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ حُجَّتُهُ وَ أَنَّ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ حُجَّتُهُ وَ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ مُوسَى حُجَّتُهُ وَ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ حُجَّتُهُ وَ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ حُجَّتُهُ وَ أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ حُجَّتُهُ وَ أَنْتَ حُجَّتُهُ وَ أَنَّ الْأَنْبِيَاءَ دُعَاةٌ وَ هُدَاةُ رُشْدِكُمْ أَنْتُمُ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ خَاتِمَتُهُ وَ أَنَّ رَجْعَتَكُمْ حَقٌّ لَا شَكَّ فِيهَا وَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ

ص: 881

قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً وَ أَنَّ الْمَوْتَ حَقٌّ وَ أَنَّ مُنْكَراً وَ نَكِيراً حَقٌّ وَ أَنَّ النَّشْرَ حَقٌّ وَ الْبَعْثَ حَقٌّ وَ أَنَّ الصِّرَاطَ حَقٌّ وَ أَنَّ الْمِرْصَادَ حَقٌّ وَ أَنَّ الْمِيزَانَ حَقٌّ وَ الْحِسَابَ حَقٌّ وَ أَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَ النَّارَ حَقٌّ وَ الْجَزَاءَ بِهِمَا لِلْوَعْدِ وَ الْوَعِيدِ حَقٌّ وَ أَنَّكُمْ لِلشَّفَاعَةِ حَقٌّ لَا تُرَدُّونَ وَ لَا تُسْبَقُونَ بِمَشِيَّةِ اللَّهِ وَ بِأَمْرِهِ تَعْمَلُونَ وَ لِلَّهِ الرَّحْمَةُ وَ الْكَلِمَةُ الْعُلْيَا وَ بِيَدِهِ الْحُسْنَى وَ حُجَّةُ اللَّهِ النُّعْمَى خَلَقَ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ لِعِبَادَتِهِ أَرَادَ مِنْ عِبَادِهِ عِبَادَتَهُ فَشَقِيٌّ وَ سَعِيدٌ قَدْ شَقِيَ مَنْ خَالَفَكُمْ وَ سَعِدَ مَنْ أَطَاعَكُمْ وَ أَنْتَ يَا مَوْلَايَ فَاشْهَدْ بِمَا أَشْهَدْتُكَ عَلَیْهِ تَخْزُنُهُ وَ تَحْفَظُهُ لِي عِنْدَكَ أَمُوتُ عَلَیْهِ وَ أُنْشَرُ عَلَیْهِ وَ أَقِفُ بِهِ وَلِيّاً لَكَ بَرِيئاً مِنْ عَدُوِّكَ مَاقِتاً لِمَنْ أَبْغَضَكُمْ وَادّاً لِمَنْ أَحْبَبْتُمْ فَالْحَقُّ مَا رَضِيتُمُوهُ وَ الْبَاطِلُ مَا سَخِطْتُمُوهُ وَ الْمَعْرُوفُ مَا أَمَرْتُمْ بِهِ وَ الْمُنْكَرُ مَا نَهَيْتُمْ عَنْهُ وَ الْقَضَاءُ الْمُثْبَتُ مَا اسْتَأْثَرَتْ بِهِ مَشِيَّتُكُمْ وَ الْمَمْحُوُّ مَا لَا اسْتَأْثَرَتْ بِهِ سُنَّتُكُمْ فَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ مُحَمَّدٌ عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ حُجَّةٌ الْحَسَنُ حُجَّتُهُ الْحُسَيْنُ حُجَّتُهُ عَلِيٌّ حُجَّتُهُ مُحَمَّدٌ حُجَّتُهُ جَعْفَرٌ حُجَّتُهُ مُوسَى حُجَّتُهُ عَلِيٌّ حُجَّتُهُ مُحَمَّدٌ حُجَّتُهُ عَلِيٌّ حُجَّتُهُ الْحَسَنُ حُجَّتُهُ وَ أَنْتَ حُجَّتُهُ وَ أَنْتُمْ حُجَجُهُ

ص: 882

وَ بَرَاهِينُهُ أَنَا يَا مَوْلَايَ مُسْتَبْشِرٌ بِالْبَيْعَةِ الَّتِي أَخَذَ اللَّهُ عَلَيَّ شَرْطَهُ قِتَالًا فِي سَبِيلِهِ اشْتَرَى بِهِ أَنْفُسَ الْمُؤْمِنِينَ فَنَفْسِي مُؤْمِنَةٌ بِاللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ بِرَسُولِهِ وَ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ بِكُمْ يَا مَوَالِيَّ أَوَّلِكُمْ وَ آخِرِكُمْ وَ نُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ وَ مَوَدَّتِي خَالِصَةٌ لَكُمْ وَ بَرَاءَتِي مِنْ أَعْدَائِكُمْ أَهْلِ الْحَرْدَةِ وَ الْجِدَالِ ثَابِتَةٌ لِثَارِكُمْ أَنَا وَلِيٌّ وَحِيدٌ وَ اللَّهُ إِلَهُ الْحَقِّ جَعَلَنِي بِذَلِكَ آمِينَ آمِينَ مَنْ لِي إِلَّا أَنْتَ فِيمَا دِنْتُ وَ اعْتَصَمْتُ بِكَ فِيهِ تَحْرُسُنِي فِيمَا تَقَرَّبْتُ بِهِ إِلَيْكَ يَا وِقَايَةَ اللَّهِ وَ سِتْرَهُ وَ بَرَكَتَهُ أَغْنِنِي أَدْنِنِي أَدْرِكْنِي صِلْنِي بِكَ وَ لَا تَقْطَعْنِي اللَّهُمَّ بِهِمْ إِلَيْكَ تَوَسُّلِي وَ تَقَرُّبِي اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ صِلْنِي بِهِمْ وَ لَا تَقْطَعْنِي بِحُجَّتِكَ اعْصِمْنِي وَ سَلَامُكَ عَلَى آلِ يَاسِينَ مَوْلَايَ أَنْتَ الْجَاهُ عِنْدَ اللَّهِ رَبِّكَ وَ رَبِّي إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي خَلَقْتَهُ مِنْ ذَلِكَ وَ اسْتَقَرَّ فِيكَ فَلَا يَخْرُجُ مِنْكَ إِلَى شَيْ ءٍ أَبَداً أَيَا كَيْنُونُ أَيَا مُكَوِّنُ أَيَا مُتَعَالِ أَيَا مُتَقَدِّسُ أَيَا مُتَرَحِّمُ أَيَا مُتَرَئِّفُ أَيَا مُتَحَنِّنُ أَسْأَلُكَ كَمَا خَلَقْتَهُ غَضّاً أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ نَبِيِّ رَحْمَتِكَ وَ كَلِمَةِ نُورِكَ وَ وَالِدِ هُدَاةِ رَحْمَتِكَ وَ امْلَأْ قَلْبِي نُورَ الْيَقِينِ وَ صَدْرِي نُورَ الْإِيمَانِ وَ فِكْرِي نُورَ الثَّبَاتِ وَ عَزْمِي نُورَ التَّوْفِيقِ وَ

ص: 883

ذَكَائِي نُورَ الْعِلْمِ وَ قُوَّتِي نُورَ الْعَمَلِ وَ لِسَانِي نُورَ الصِّدْقِ وَ دِينِي نُورَ الْبَصَائِرِ مِنْ عِنْدِكَ وَ بَصَرِي نُورَ الضِّيَاءِ وَ سَمْعِي نُورَ وَعْيِ الْحِكْمَةِ وَ مَوَدَّتِي نُورَ الْمُوَالَاةِ لِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ عَلَیهِ السَّلام وَ نَفْسِي نُورَ قُوَّةِ الْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَاءِ مُحَمَّدٍ وَ أَعْدَاءِ آلِ مُحَمَّدٍ حَتَّى أَلْقَاكَ وَ قَدْ وَفَيْتُ بِعَهْدِكَ وَ مِيثَاقِكَ فَلْتَسَعْنِي رَحْمَتُكَ يَا وَلِيُّ يَا حَمِيدُ بِمَرْأَى آلِ مُحَمَّدٍ وَ مَسْمَعِكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ دُعَائِي فَوَفِّنِي مُنْجِزَاتِ إِجَابَتِي أَعْتَصِمُ بِكَ مَعَكَ مَعَكَ مَعَكَ سَمْعِي وَ رِضَايَ يَا كَرِيمُ.(1)

الزیارة الثالثه

زیارت سوم

زِیَارَةٌ أُخْرَي لَهُ عَلَیهِ السَّلام ... فَإِذَا دَخَلْتَ بَعْدَ الْإِذْنِ فَقُلِ :

با اذن دخول وارد سرداب می شوی و میگویی: :

السَّلامُ عَلَیکَ یا خَلِیفَةَ اللّهِ في أرضِهِ، وَخَلیفَةَ رَسُولِهِ وَآبائِهِ الأئِمَّة المَعصومِینَ المَهدِیِّینَ، السَّلامُ عَلَیکَ یا حافِظَ أسرارِ رَبِّ العالَمِینَ، السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ عِلْمِ المُرسَلِینَ، السَّلامُ عَلَیکَ یا

ص: 884


1- مصباح الزائر، ص 430 / بحار الأنوار، ج 99، ص 92.

بَقِيَّةَ اللّهِ مِنَ الصَّفْوَهِ المُنْتَجَبِینَ.السَّلامُ عَلَیکَ یا ابنَ الأنوارِ الزّاهِرَهِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا ابنَ الأشباحِ الباهِرَةِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا ابنَ الصُّوَرِ النَّیِّرَةِ الطّاهِرَةِ.السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ کَنزِ العُلومِ الإلهِيَّةِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا حافِظَ مَکنُونِ الأسرارِ الرَّبّانِيَّةِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا ابنَ مَنْ خَضَعَتْ لَهُ الأنوارُ المَجدِيَّةُ. السَّلامُ عَلَیکَ یا بابَ اللّهِ الَّذي لا یؤتي إلّامِنْهُ. السَّلامُ عَلَیکَ یا سَبِیلَ اللّهِ الَّذي مَنْ سَلَکَ غَیرَهُ هَلَکَ. السَّلامُ عَلَیکَ یا حِجابَ اللّهِ الأزَلِيِّ القَدِیمِ. السَّلامُ عَلَیکَ یا ابنَ شَجَرَةِ طُوبي وَسِدْرَةِ المُنتَهی، السَّلامُ عَلَیکَ یا نُورَ اللّهِ الَّذي لا یُطفی، السَّلامُ عَلَیکَ یا حُجَّةَ اللّهِ الَّتي لا تَخفی. السَّلامُ عَلَیکَ یا لِسانَ اللّهِ المُعَبِّرَ عَنهُ، السَّلامُ عَلَیکَ یا وَجهَ اللّهِ المُتَقَلِّبَ بَینَ أظهُرِ عِبادِهِ، سَلامَ مَنْ عَرَفَکَ بِما تَعَرَّفْتَ بِهِ إلَیهِ، وَنَعَتَکَ بِبَعضِ نُعوتِکَ الَّتي أنتَ أهلُها وَفَوقَها. أشهَدُ أنَّکَ الحُجَّةُ عَلی مَنْ مَضي وَمَنْ بَقِیَ، وَأنَّ حِزْبَکَ هُمُ الغالِبُونَ، وَأولِیاءَکَ هُمُ الفائِزُونَ، وَأعداءَکَ هُمُ الخاسِرُونَ، وَأنَّکَ حائِزُ کُلِّ عِلْمٍ، وَفاتِقُ کُلِّ رَتْقٍ، وَمُحَقِّقُ کُلِّ حَقٍّ، وَمُبطِلُ کُلِّ باطِلٍ وَسابِقٌ لا یُلْحَقُ.رَضِیتُ بِکَ یا مَولايَ إماماً وَهادِیاً، وَوَلِیّاً وَمُرْشِداً، لا أبْتَغِي بِکَ بَدَلاً، وَلا أتَّخِذُ مِنْ دونِکَ وَلِیّاً، وَأنَّکَ الحَقُّ الثّابِتُ الَّذي لا رَیبَ

ص: 885

فِیهِ، وَلا أرْتابُ لا أغتابُ لِأمَدِ الغَیبَةِ، وَلا أتَحَيَّرُ لِطُولِ المُدَّةِ؛ وَعْدُ اللّهِ بِکَ لَحَقٌّ، وَنُصْرَتُهُ لِدِینِهِ بِکَ صِدْقٌ.طُوبي لِمَنْ سَعِدَ بِوِلایَتِکَ، وَوَیْلٌ لِمَنْ شَقِيَ بَجُحودِکَ، وَأنتَ الشّافِعُ المُطاعُ الَّذي لا یُدافَعُ، ذَخَرَکَ اللّهُ سُبحانَهُ لِنُصْرَهِ الدِّینِ، وَإعزازِ المؤمِنینَ، وَالانتِقامِ مِنَ الجاحِدِینَ.الأعمالُ مَوقُوفَهٌ عَلی وِلایَتِکَ، وَالأقوالُ مُعتَبَرَهٌ بِإمامَتِکَ؛ مَنْ جاءَ بِوِلایَتِکَ وَاعْتَرَفَ بِإمامَتِکَ قُبِلَتْ أعمالُهُ، وَصُدِّقَتْ أقوالُهُ، تُضاعَفُ لَهُ الحَسَناتُ، وَتُمْحي عَنْهُ السَّیِّئاتُ، وَمَنْ زَلَّ عَنْ مَعرِفَتِکَ وَاسْتَبْدَلَ بِکَ غَیرَکَ أکَبَّهُ اللّهُ عَلی مِنخَرَیْهِ في النّارِ، وَلَمْ یَقْبَلْ لَهُ عَمَلاً، وَلَمْ یُقِمْ لَهُ یَومَ القِیامَهِ وَزْناً.وَأنا أشهَدُ یا مَولاي أنَّ مَقالي ظاهِرُهُ کَباطِنِهِ، وَسِرُّهُ کَعَلانِیَتِهِ، وَأنتَ الشّاهِدُ عَلَيَّ بِذلِکَ، وَهُوَ عَهْدي إلَیکَ، وَمِیثاقِيَ المَعْهُودُ لَدَیکَ، إذْ أنتَ نِظامُ الدِّینِ، وَعِزُّ المُوَحِّدِینَ، وَیَعْسُوبُ المُتَّقِینَ، وَبِذلِکَ أمَرَني فِیکَ رَبُّ العالَمِینَ.فَلَو تَطاوَلَتِ الدُّهُورُ وَتَمادَتِ الأعصارُ، لَمْ أزدَدْ بِکَ إلّایَقِیناً، وَلَکَ إلّاحُبّاً، وَعَلَیکَ إلّااعْتِماداً، وَلِظُهورِکَ إلّا تَوَقُّعاً، وَ مُرابَطَةً بِنَفْسي وَمَالی، وَجَمِیعِ ما أنعَمَ بِهِ عَلَيَّ رَبِّی. فَإنْ أدْرَکْتُ أیّامَکَ الزّاهِرَةَ، وَأعْلامَکَ الظّاهِرَةَ، وَدَولَتَکَ القاهِرَةَ، فَعَبْدٌ مِنْ

ص: 886

عَبِیدِکَ، مُعتَرِفٌ بِحقِّکَ مُتَصَرِّفٌ بَینَ أمرِکَ وَنَهْیِکَ، أرجو بِطاعَتِکَ الشَّهادَةَ بَینَ یَدَیکَ، وَبِوِلایَتِکَ السَّعادَةَ فِیما لَدَیکَ. وَإنْ أدرَکَني المَوتُ قَبلَ ظُهورِکَ فَأتَوَسَّلُ بِکَ إلَي اللّهِ سُبحانَهُ أنْ یُصَلِّيَ عَلی مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأنْ یَجعَلَ لِي کَرَّةً في ظُهورِکَ، وَرَجْعَةً في أیّامِکَ، لِأبْلُغَ مِنْ طاعَتِکَ مُرادی، وَأشفِیَ مِنْ أعدائِکَ فُؤادی. یا مَولای، وَقَفْتُ في زِیارَتي إیّاکَ مَوقِفَ الخاطِئِینَ المُسْتَغفِرِینَ النّادِمِینَ، أقُولُ: عَمِلْتُ سُوءاً وَظَلَمْتُ نَفْسی، وَعَلی شَفاعَتِکَ یا مَولاي مُتَّکَلی وَمُعَوَّلی، وَأنتَ رُکنِي وَثِقَتی، وَوَسِیلَتي إلي رَبِّی، وَحَسْبي بِکَ وَلِیّاً وَمَولیً وَشَفِیعاً، وَالحَمدُللّهِ الَّذي هَداني لِوِلایَتِکَ، وَما کُنتُ لِأهْتَدِيَ لَولا أَنْ هَدانِيَ اللّهُ، حَمْداً یَقتَضي ثَباتَ النِّعْمَهِ، وَشُکراً یُوجِبُ المَزِیدَ مِنْ فَضلِهِ.وَالسَّلامُ عَلَیکَ یا مَولاي وَعَلی آبائِکَ مَوالِيَّ، الأئِمَّة المُهتَدِینَ، وَرَحمَةُ اللّهِ وَبَرَکاتُهُ، وَعَلَيَّ مِنْکُمُ السَّلامُ.

ثمّ صلّ صَلَاةَ الزِّیَارَة (اثنتي عَشرَةَ رکعَةً و إذا سلَّمتَ في كلِّ ركعتين فسبح تسبيح الزَّهراءِعلیها السلام ) فإذا فرغت منها فقل:

آن گاه شش نماز دو رکعتی با ذکر تسبیحات حضرت زهرا عَلَیها السَّلام پس از و هر نماز، به جا آور و بگو:

ص: 887

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَأهلِ بَیتِهِ، الهادِینَ المَهدِیِّینَ، العُلَماءِ الصّادِقینَ، الأوصِیاءِ المَرضِیِّینَ، دَعائِمِ دِینِکَ، وَأرکانِ تَوحِیدِکَ، وَتَراجِمَةِ وَحیِکَ، وَحُجَجِکَ عَلی خَلقِکَ، وَخُلَفائِکَ في أرضِکَ؛ فَهُمُ الَّذِینَ اخْتَرتَهُم لِنَفسِکَ، وَاصْطَفَیْتَهُم عَلی عِبادِکَ، وَارْتَضَیتَهُم لِدِینِکَ، وَخَصَصْتَهم بِمَعرِفَتِکَ، وَجَلَّلْتَهُم بِکَرامَتِکَ، وَغَذَّیْتَهُم بِحِکْمَتِکَ، وَغَشَّیْتَهُم بِرَحمَتِکَ، وَزَيَّنْتَهُم بِنِعْمَتِکَ، وَألْبَسْتَهُم مِنْ نُورِکَ، وَرَفَعْتَهُم في مَلَکوتِکَ، وَحَفَفْتَهُم بِمَلآئِکَتِکَ، وَشَرَّفْتَهُم بِنَبِیِّکَ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَعَلَیهِم، صَلاةً زاکِیَةً نامِیَةً کَثیرةً طَیِّبَةً دائِمَةً لا یُحیطُ بِها إلّاأنتَ، وَلا یَسَعُها إلّاعِلْمُکَ، وَلا یُحصِیها أحَدٌ غَیرُکَ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلی وَلِیِّکَ، المُحیِي لِسُنَّتِکَ ، القائِمِ بِأمرِکَ، الدّاعي إلَیکَ، الدَّلِیلِ عَلَیکَ، وَحُجَّتِکَ عَلی خَلقِکَ، وَخَلِیفَتِکَ في أرضِکَ، وَشاهِدِکَ عَلی عِبادِکَ. اللّهُمَّ أعِزَّ نَصرَهُ، وَامْدُدْ في عُمرِهِ، وَزَیِّنِ الأرضَ بِطُولِ بَقائِهِ. اللّهُمَّ اکْفِهِ بَغْيَ الحاسِدِینَ، وَأعِذْهُ مِنْ شَرِّ الکائِدِینَ، وَازْجُرْ عَنهُ إرادَةَ الظّالِمِینَ، وَخَلِّصْهُ مِنْ أیدي الجَبّارِینَ.اللّهُمَّ أعْطِهِ في نَفسِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، وَشِیعَتِهِ وَرَعِيَّتِهِ، وَخاصَّتِهِ وَعامَّتِهِ، وَجَمِیعِ أهلِ الدُّنیا، ما تَقِرُّ بِهِ عَینُهُ، وَتُسَرُّ بِهِ نَفسُهُ، وَبَلِّغْهُ أفضَلَ

ص: 888

أمَلِهِ في الدُّنیا وَالآخِرَة، إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیْءٍ قَدِیرٌ.

ثُمّ ادعُ اللّه بِمَا أحببتَ(1).

پس هرچه دوست داری از خدا بخواه.

الزيارة الرابعة

زیارت چهارم

زِیَارَةٌ أُخْرَی مُسْتَحْسَنَهٌ یُزَارُ بِهَا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ سَلَامُهُ تَقُولُ:

السَّلامُ عَلَی الحَقِّ الجَدِیدِ، وَالعالِمِ الَّذي عِلْمُهُ لا یَبِیدُ. السَّلامُ عَلی مُحیي المؤمِنینَ، وَمُبِیرِ الکافِرِینَ. السَّلامُ عَلی مَهدِيِّ الأُمَمِ، وَجامِعِ الکَلِمِ. السَّلامُ عَلی خَلَفِ السَّلَفِ، وَصاحِبِ الشَّرَفِ. السَّلامُ عَلی حُجَّةِ المَعبُودِ، وَکَلِمَهِ المَحمُودِ. السَّلامُ عَلی مُعِزِّ الأولِیاءِ، وَمُذِلِّ الأعداءِ. السَّلامُ عَلی وارِثِ الأنبِیاءِ، وَخاتَمِ الأوصِیاءِ. السَّلامُ عَلَی الإمامِ المُنتَظَرِ، وَالغائِبِ المُشتَهرِ. السَّلامُ عَلَی السَّیفِ الشّاهِرِ، وَالقَمَرِ الزّاهِرِ، وَالنُّورِ الباهِرِ. السَّلامُ عَلی شَمسِ الظَّلامِ، وَبَدرِ التَّمامِ. السَّلامُ عَلی رَبِیعِ الأیتامِ، وَنَضرَةِ الأیَّامِ. السَّلامُ عَلی صاحِبِ الصَّمصامِ، وَفَلّاقِ الهامِ. السَّلامُ عَلی صاحِبِ الدِّینِ المَأْثُورِ،

ص: 889


1- مصباح الزائر، ص 437 / بحار الأنوار، ج 99، ص 98.

وَالکِتابِ المَسطورِ.السَّلامُ عَلی بَقِيَّهِ اللّهِ في بِلادِهِ، وَحُجَّتِهِ عَلی عِبادِهِ، المُنتَهي إلَیهِ مَواریِثُ الأنبِیاءِ، وَلَدَیهِ مَوجُودٌ آثارُ الأصفِیاءِ. السَّلامُ عَلَی المُؤتَمَنِ عَلَی السِّرِّ، وَالوَلِيِّ لِلأمْرِ. السَّلامُ عَلَی المَهدِيِّ الَّذي وَعَدَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ الأُمَمَ أنْ یَجمَعَ بِهِ الکَلِمَ، وَیَلُمَّ بِهِ الشَّعْثَ، وَیَمْلَأَ بِهِ الأرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً، وَیُمَکِّنَ لَهُ، وَیُنجِزَ بِهِ وَعدَ المؤمِنینَ. أشهَدُ أنَّکَ وَالأئِمَّةَ مِنْ آبائِکَ أئِمَّتي وَمَوالِيَّ في حَیاهِ الدُّنیا، وَیَومَ یَقومُ الأشهادُ. وَأسأَلُکَ یا مَولاي أنْ تَسْأَلَ اللّهَ تَبارَکَ وَتَعالي في صَلاحِ شَأْنی، وَقَضاءِ حَوائِجی، وَغُفرانِ ذُنُوبی، وَالأخْذِ بِیَدی، في دِیني وَدُنیايَ وَآخِرَتی، لي وَلِإخوانِيَ المؤمِنینَ وَالمؤمِناتِ إنَّهُ غَفُورٌ رَحِیمٌ.

ثمّ صلّ صَلَاةَ الزِّیارةِ (اثنتي عَشرَةَ رَکعَةً و إذا سَلمتَ في كلَّ ركعَتَينِ فَسَبَّح تسبيحَ الزَّهراءِ عَلَیهِا السَّلام) فإذا فَرَغتَ فقل:

آن گاه شش نماز دو رکعتی با ذکر تسبیحات حضرت زهرا عَلَیهِا السَّلام پس از و هر نماز، به جا آور و بگو:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی حُجَّتِکَ في أرضِکَ، وَخَلِیفَتِکَ في بِلادِکَ، الدّاعي إلي سَبِیلِکَ، وَالقائِمِ بِقِسطِکَ، وَالفائِزِ بِأمرِکَ، وَلِيِّ المؤمِنِینَ، وَمُبیرِ الکافِرِینَ، وَمُجْلِي الظُّلمَةِ، وَمُنِیرِ الحَقِّ، الصّادِعِ بِالحِکْمَةِ وَ

ص: 890

المَوعِظَةِ الحَسَنَةِ وَالصِّدقِ، وَکَلِمَتِکَ وَعَیبَتِکَ وَعَینِکَ في أرضِکَ، المُتَرَقِّبِ الخائِفِ، الوَلِيِّ النّاصِحِ، سَفِینَةِ النَّجاةِ، وَعَلَمِ الهُدی، وَنُورِ أبصارِ الوَری، وَخَیرِ مَنْ تَقَمَّصَ وَارْتَدی، وَالوِتْرِ المَوتورِ، وَمُفَرِّجِ الکَربِ، وَمُزِیلِ الهَمِّ، وَکاشِفِ البَلوی، صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِ وَعَلی آبائِهِ الأئِمَّة الهادِینَ، وَالقادَةِ المَیامِینِ، ما طَلَعَتْ کَواکِبُ الأسحارِ، وَأورَقَتِ الأشجارُ، وَأینَعَتِ الأثمارُ، وَاخْتَلَفَ اللَّیلُ وَالنَّهارُ، وَغَرَّدَتِ الأطیارُ.اللّهُمَّ انْفَعْنا بِحُبِّهِ، وَاحْشُرْنا في زُمرَتِهِ وَتَحتَ لِوائِهِ، إلهَ الحَقِّ آمِینَ رَبَّ العالَمِینَ.(1)

دعاء آخر بعد صلاة الزيارة

دعای دیگر پس از نماز زیارت

اللّهُمَّ عَظُمَ البَلاءُ، وَبَرِحَ الخَفاءُ، وَانْکَشَفَ الغِطاءُ، وَضاقَتِ الأرضُ، وَمَنَعَتِ السَّماءُ، وَإلَیکَ یا رَبِّ المُشتَکی، وَعَلَیکَ المُعَوَّلُ في الشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، الَّذِینَ فَرَضْتَ عَلَینا طاعَتَهُم، فَعَرَّفْتَنا بِذلِکَ مَنزِلَتَهُم، فَرِّجْ عَنّا بِحَقِّهِم فَرَجاً عاجِلاً کَلَمْحِ

ص: 891


1- مصباح الزائر، ص 441/ بحار الأنوار، ج 99، ص 101.

البَصَرِ، أو هُوَ أقرَبُ مِنْ ذلِکَ. یا مُحَمَّدُ یا عَلِيُ، یا عَلِيُّ یا مُحَمَّدُ، انْصُراني فَإنَّکُما ناصِراي، وَاکْفِیاني فَإنَّکُما کافِیاي. یا مَولاي یا صاحِبَ الزَّمانِ، الغَوثَ، الغَوثَ،الغَوثَ؛ أدرِکْنی، أدرِکْنی، أدرِکْنی.(1)

الزیارة الخامسة

زیارت پنجم

زِیَارَةٌ أُخْرَي لَهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ: تُصَلِّي رَکْعَتَیْنِ (2) وَ تَقُولُ بَعْدَهُمَا:

دو رکعت نماز (رکعت اول حمد و إنا فتحنا و ركعت دوم حمد و إذا جاء نصر اللّه ) می خوانی و بعد از آن میگویی:

سَلامُ اللّهِ الکامِلُ التّامُّ، الشّامِلُ العامُّ، وَصَلَواتُهُ وَبَرَکاتُهُ الدَّائِمَةُ، عَلی حُجَّةِ اللّهِ وَوَلِیِّهِ في أرضِهِ وَبِلادِهِ، وَخَلِیفَتِهِ فِي خَلقِهِ وَعِبادِهِ، وَسُلالَهِ النُّبُوَّةِ، وَبَقِيَّةِ العِتْرَةِ وَالصَّفوَةِ، صاحِبِ الزَّمانِ، وَمُظهِرِ الإیمانِ، وَمُعلِنِ أحکامِ القُرآنِ، و مُطَهِّرِ الأرضِ، وَناشِرِ العَدْلِ في الطُّولِ وَالعَرضِ، وَالحُجَّةِ القائِمِ المَهدِيِّ، الإمامِ المُنتَظَرِ، المَرضيِّ الطّاهِرِ، ابنِ الأئِمَّة المَعصُومِینَ.السَّلامُ عَلَیکَ یا وارِثَ عِلْمِ النَّبِیِّینَ،

ص: 892


1- المزار الكبير، ص 591 / مزار الشهيد، ص 210 / بحار الأنوار، ج 99، ص 119.
2- قال المجلسي رحمة اللّه : يقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة سورة إنا فتحنا و في الثانية إذا جاء نصراللّه

وَمُستَودَعَ حُکمِ الوَصِیِّینَ، السَّلامُ عَلَیکَ یا عِصمَةَ الدّینِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا مُعِزَّ المؤمِنِینَ المُستَضْعَفِینَ، السَّلامُ عَلَیکَ یا مُذِلَّ الکافِرِینَ المُتَکَبِّرِینَ .السَّلامُ عَلَیکَ یا مَولاي صاحِبَ الزَّمانِ، یا ابنَ رَسُولِ اللّهِ.السَّلامُ عَلَیکَ یا ابنَ أمیرِالمؤمِنِینَ، وَابنَ فاطِمَةَ الزَّهراءِ سَیِّدَةِ نِساءِ العالَمِینَ، السَّلامُ عَلَیکَ یا ابنَ الأئِمَّة الحُجَجِ عَلَی الخَلْقِ أجمَعِینَ.السَّلامُ عَلَیکَ یا مَولاي سَلامَ مُخلِصٍ لَکَ في الوِلاءِ.أشهَدُ أنَّکَ الإمامُ المَهدِيُّ قَولاً وَفِعْلاً، وَأنَّکَ الَّذي تَمْلَأُ الأرضَ قِسْطاً وَعَدْلاً.عَجَّلَ اللّهُ فَرَجَکَ، وَسَهَّلَ مَخرَجَکَ، وَقَرَّبَ زَمانَکَ، وَکَثَّرَ أنصارَکَ وَأعوانَکَ، وَأنجَزَ لَکَ ما وَعَدَکَ، فَهُوَ أصدَقُ القائِلِینَ:«وَنُرِیدُ أنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذِینَ اسْتُضْعِفوا في الأرضِ وَنَجْعَلَهُمْ أئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الوارِثِینَ»یا مَولاي حاجَتي ...فَاشْفَعْ لي الي ربک في نَجاحِها؛

و تذکر حاجاتك بدل «...»

و به جای «...» حاجات خود را می خواهی.

وادع بِمَا أحبَبتَ و تَنصَرفُ ولا تُحوِّل وجهَكَ حتى تَخرُجَ من الباب.(1)

هرچه دوست داری از خدا بخواه و برمیگردی بدون آن که پشت کنی تا خارج شوی

ص: 893


1- مصباح الزائر، ص 435 / بحار الأنوار، ج 99، ص 97.

الزيارة السادسة

زیارت ششم

إذا زُرت العَسکَرِيَّینِ صلوات اللّه عَلَیهِما فاتِ الي السِّردابَ وقِفُ ماسِکاً جانِبَ البابِ کَالمُستَأذِنِ، وسَمِّ وَانزِل و الیک[عَلَیکَ] السَّکینَةُ وَالوَقارُ، وصَلِّ رَکعَتَینِ في عَرصَةِ السِّردابِ، وقُل:

یک طرف در سرداب را همچون کسی که اجازه ورود می طلبد بگیر و با نام خدا و با وقار و آرامش وارد شو و دو رکعت نماز در عرصه (قسمت ابتدایی) سرداب به جا آور و بگو:

اللّه أکبَرُ، اللّهُ أکبَرُ، لا إلهَ إلّااللّهُ وَاللّهُ أکبَرُ، وَللّهِ الحَمدُ. الحَمدُللّهِ الَّذي هَدانا لِهذا، وَعَرَّفَنا أولِیاءَهُ وَأعداءَهُ، وَوَفَّقَنا لِزِیارَةِ أئِمَّتِنا، وَلَمْ یَجْعَلْنا مِنَ المُعانِدِینَ النّاصِبِینَ، وَلا مِنَ الغُلاةِ المُفَوِّضِینَ، وَلا مِنَ المُرتابِینَ المُقَصِّرینَ. السَّلامُ عَلی وَلِيِّ اللّهِ وَابنِ أولِیائِهِ، السَّلامُ عَلَی المُدَّخَرِ لِکَرامَةِ اللّهِ وَبَوارِ أعدائِهِ. السَّلامُ عَلَی النَّورِ الَّذي أرادَ أهْلُ الکُفرِ إطفاءَهُ فَأبَي اللّهُ إلّا أنْ یُتِمَّ نُورَهُ بِکُرهِهِم، وَأیَدَّهُ بِالحَیاةِ حَتّی یُظهِرَ عَلی یَدِهِ الحَقَّ بِرَغمِهِم. أشهَدُ أنَّ اللّهَ اصْطَفاکَ صَغِیراً، وَأکمَلَ لَکَ عُلومَهُ کَبِیراً، وَأنَّکَ حَیٌّ لا تَموتُ حَتّی تُبطِلَ الجِبتَ وَالطّاغُوتَ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلَیهِ وَعَلی خُدّامِهِ وَأعوانِهِ عَلی

ص: 894

غَیبَتِهِ وَنَأْیِهِ، وَاسْتُرْهُ سَتْراً عَزِیزاً، وَاجْعَلْ لَهُ مَعقِلاً حَرِیزاً، وَاشْدُدِ اللّهُمَّ وَطأَتَکَ عَلی مُعانِدِیهِ، وَاحْرُسْ مُوالِیهِ وَزائِرِیهِ. اللّهُمَّ کَما جَعَلْتَ قَلْبي بِذِکرِهِ مَعموراً، فَاجْعَلْ سِلاحي بِنُصرَتِهِ مَشهوراً. وَإنْ حالَ بَیني وَبَینَ لِقائِهِ المَوتُ الَّذي جَعَلْتَهُ عَلی عِبادِکَ حَتْماً مَقضِیّاً، وَأقدَرْتَ بِهِ عَلی خَلِیقَتِکَ رَغماً، فَابْعَثْني عِندَ خُروجِهِ ظاهِراً مِنْ حُفرَتی، مؤتَزِراً کَفَنی، حَتّی أُجاهِدَ بَینَ یَدَیهِ في الصَّفِّ الَّذي أثنَیتَ عَلی أهلِهِ في کِتابِکَ فَقُلتَ: «کَأَنَّهُمْ بُنیانٌ مَرصُوصٌ» اللّهُمَّ طَالَ الاِنْتِظارُ، وَشَمِتَ بِنا الفُجّارُ، وَصَعُبَ عَلَینا الانتِصارُ. اللّهُمَّ أرِنا وَجهَ وَلِیِّکَ المَیمُونَ، في حَیاتِنا وَبَعدَ المَنونِ. اللّهُمَّ إنِّي أدِینُ لَکَ بِالرَّجعَةِ بَینَ یَدَي صاحِبِ هذِهِ البُقعَةِ. الغَوثَ، الغَوثَ، الغَوثَ، یا صاحِبَ الزَّمانِ، قَطَعْتُ في وُصلَتِکَ الخُلّانَ، وَهَجَرْتُ لِزِیارَتِکَ الأوطانَ، وَأخفَیتُ أمرِي عَنْ أهلِ البُلدانِ، لِتَکونَ شَفِیعاً عِندَ رَبِّکَ وَرَبِّي، وَإلی آبائِکَ مَواليَّ، في حُسنِ التَّوفِیقِ لي ، وَإسباغِ النِّعمَةِ عَلَيَّ، وَسَوقِ الإحسانِ إلَيَّ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ أصحابِ الحَقِّ، وَقادَةِ الخَلْقِ، وَاسْتَجِبْ مِنِّي ما دَعَوتُکَ، وَأعطِني ما لَمْ أنطِقْ بِهِ في دُعائي، مِنْ صَلاح دِیني وَدُنیاي، إنَّکَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ، وَصَلَّی اللّهُ عَلی

ص: 895

مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطّاهِرِینَ. (1)

ثُمَّ ادْخُلِ الصَّفَّةَ فَصَلِّ رَکْعَتَیْنِ وَقُلْ:

پس به قسمت انتهایي سرداب (صُفّه) وارد شو و دو رکعت نمازبگزار و بگو:

اللّهُمَّ عَبدُکَ الزّائِرُ في فِناءِ وَلِیِّکَ المَزورِ الَّذي فَرَضْتَ طاعَتَهُ عَلَی العَبِیدِ وَالأحرارِ، وَأنقَذْتَ بِهِ أولِیاءَکَ مِنْ عَذابِ النّارِ. اللّهُمَّ اجْعَلْها زِیارَةً مَقبُولَةً ذاتَ دُعاءٍ مُستَجابٍ، مِنْ مُصَدِّقٍ بِوَلِیِّکَ غَیرِ مُرتابٍ.اللّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ بِهِ وَلا بِزِیارَتِه، وَلا تَقْطَعْ أثَرِي مِنْ مَشهَدِهِ، وَزِیارَةِ أبِیهِ وَجَدِّهِ. اللّهُمَّ أخْلُفْ عَلَيَّ نَفَقَتي، وَانْفَعْني بِما رَزَقْتَني في دُنیايَ وَآخِرَتي، لي وَلِإخواني وَأَبَوَيَّ وَجَمِیعِ عِتْرَتي. أسْتَوْدِعُکَ اللّهَ أیُّها الإمامُ الَّذي یَفُوزُ بِهِ المؤمِنُونَ، وَیَهلِکُ عَلی یَدَیهِ الکافِرُونَ المُکَذِّبُونَ. یا مَولاي، یا ابنَ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ، جِئْتُکَ زائِراً لَکَ وَلِأبِیکَ وَجَدِّکَ، مُتَیَقِّناً الفَوزَ بِکُم، مُعتَقِداً إمامَتَکُم. اللّهُمَّ اکْتُبْ هذِهِ الشَّهادَةَ وَالزِّیارَةَ لي عِندَکَ في عِلِّیِّینَ، وَبَلِّغْني بَلاغَ الصّالِحِینَ، وَانْفَعْني بِهِم یا رَبَّ العالَمِینَ(2)

ص: 896


1- بحار الأنوار، ج 99، ص 102.
2- المزار الكبير، ص 659.

الزيارة السابعة

زیارت هفتم

خَرَجَ مِنَ النَّاحِیَةِ الْمُقَدَّسَةِ إِلَي مُحَمَّدٍ الْحِمْیَرِيِّ... إِذَا أَرَدْتُمُ التَّوَجُّةَ بِنَا إِلَي اللَّهِ تَعَالَي وَ إِلَیْنَا فَقُولُوا کمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَی:

هرگاه خواستید به واسطه ما به خدای متعال و به ما توجه کنید، پس همان طور که خدای متعال فرموده، بگوئید:

زیارت آل یاسین

سَلامٌ عَلی آلِ یاسین، السَّلامُ عَلَیکَ یا داعِيَ اللّهِ وَرَبّانِيَّ آیاتِهِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا بابَ اللّهِ وَدَیّانَ دِینِهِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا خَلِیفَةَ اللّهِ وَناصِرَ خَلقِهِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا حُجَّةَ اللّهِ وَدَلِیلَ إرادَتِهِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا تالِيَ کِتابِ اللّهِ وَتَرجُمانَهُ. السَّلامُ عَلَیکَ یا بَقِيَّةَ اللّهِ في أرضِهِ. السَّلامُ عَلَیکَ یا مِیثاقَ اللّهِ الَّذي أخَذَهُ وَوَکَّدَهُ، السَّلامُ عَلَیکَ یا وَعدَ اللّهِ الَّذي ضَمِنَهُ، السَّلامُ عَلَیکَ أیُّها العَلَمُ المَنصُوبُ،وَالعِلْمُ المَصبُوبُ، وَالغَوثُ وَالرَّحمَهُ الواسِعَهُ وَعْداً غَیرَ مَکذوبٍ. السَّلامُ عَلَیکَ حِینَ تَقعُدُ، السَّلامُ عَلَیکَ حِینَ تَقومُ، السَّلامُ عَلَیکَ حِینَ تَقرَأُ وَتُبَیِّنُ، السَّلامُ عَلَیکَ حِینَ تُصَلِّي وَتَقنُتُ، السَّلامُ عَلَیکَ حِینَ تَرکَعُ وَتَسجُدُ، السَّلامُ عَلَیکَ حِینَ تُهَلِّلُ

ص: 897

وَتُکَبِّرُ ، السَّلامُ عَلَیکَ حِینَ تَحمَدُ وَتَستَغفِرُ، السَّلامُ عَلَیکَ حِینَ تُمسِي وَتُصبِحُ. السَّلامُ عَلَیکَ في اللَّیلِ إذا یَغشی، وَالنَّهارِ إذا تَجَلّی. السَّلامُ عَلَیکَ أیُّها الإمامُ المَأمُونُ، السَّلامُ عَلَیکَ أیُّها المُقَدَّمُ المَأمُولُ، السَّلامُ عَلَیکَ بِجَوامِعِ السَّلامِ. أُشهِدُکَ یا مَولاي أنِّي أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلّااللّهُ وَحدَهُ لا شَرِیکَ لَهُ، وَأنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، لا حَبِیبَ إلّاهُوَ وَأهلُهُ. وَأشهَدُ أنَّ أمیرَالمؤمِنِینَ حُجَّتُهُ، وَالحَسَنَ حُجَّتُهُ، وَالحُسَینَ حُجَّتُهُ، وَعَلِيَّ بنَ الحُسَینِ حُجَّتُهُ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ حُجَّتُهُ، وَجَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ حُجَّتُهُ، وَمُوسَي بنَ جَعفَرٍ حُجَّتُهُ، وَعَلِيَّ بنَ مُوسي حُجَّتُهُ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ حُجَّتُهُ، وَعَلِيَّ بنَ مُحَمَّدٍ حُجَّتُهُ، وَالحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ حُجَّتُهُ. وَأشهَدُ أنَّکَ حُجَّةُ اللّهِ. أنتُمُ الأوَّلُ وَالآخِرُ؛ وَأنَّ رَجعَتُکُم حَقٌّ لا شَکَّ فِیها، یَومَ لایَنفَعُ نَفساً إیمانُها لَمْ تَکُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبلُ أو کَسَبَتْ في إیمانِها خَیراً، وَأنَّ المَوتَ حَقٌّ، وَأنَّ ناکِراً وَنَکِیراً حَقٌّ. وَأشهَدُ أنَّ النَّشرَ وَ البَعثَ حَقٌّ، وَ أنَّ الصِّراطَ وَ المِرصادَ حَقٌّ، وَالمِیزانَ وَالحِسابَ حَقٌّ، وَالجَنَّةَ وَالنّارَ حَقٌّ، وَالوَعدَ وَالوَعِیدَ بِهِما حَقٌّ. یا مَولای، شَقِيَ مَنْ خالَفَکُم، وَسَعِدَ مَنْ أطاعَکُم. فَاشْهَدْ عَلی ما

ص: 898

أشهَدتُکَ عَلَیهِ، وَأنا وَلِیٌّ لَکَ، بَرِیءٌ مِنْ عَدُوِّکَ. فَالحَقُّ ما رَضِیتُمُوهُ، وَالباطِلُ ما سَخِطتُمُوهُ، وَالمَعرُوفُ ما أمَرتُمْ بِهِ، وَالمُنکَرُ ما نَهَیتُم عَنهُ. فَنَفسي مؤمِنَهٌ بِاللّه وَحدَهُ لا شَرِیکَ لَهُ، وَبِرَسُولِهِ، وَبِأمیرِ المؤمِنِینَ،وَبِکُم یا مَولاي أوَّلِکُم وَآخِرِکُم، وَنُصرَتِي مُعَدَّهٌ لَکُم، وَمَوَدَّتِي خالِصَهٌ لَکُم، آمِینَ آمِینَ.

الدّعاء عقیب هذا القول:

دعای بعد از زیارت آل یاسین

اللّهُمَّ إنِّي أسأَلُکَ أنْ تُصَلِّيَ عَلی مُحَمَّدٍ نَبِيِّ رَحمَتِکَ، وَکَلِمَةِ نُورِکَ، وَأنْ تَملَأَ قَلبي نُورَ الیَقِینِ، وَصَدْري نُورَ الإیمانِ، وَفِکري نُورَ الثَّباتِ، وَعَزمی نُورَ العِلمِ، وَقُوَّتِي نُورَ العَمَلِ، وَلِساني نُورَ الصِّدقِ، وَدِیني نُورَ البَصائِرِ مِنْ عِندِکَ، وَبَصَري نُورَ الضِّیاءِ، وَسَمْعِي نُورَ الحِکمَةِ، وَمَوَدَّتِي نُورَ المُوالاهِ لِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ عَلَیهِم السَّلام، حَتّی ألقاکَ وَقَدْ وَفَیتُ بِعَهدِکَ وَمِیثاقِکَ فَتُغشیني رَحمَتُکَ، یا وَلِيُّ یا حَمِیدُ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلی حُجَّتِکَ في أرضِکَ، وَخَلِیفَتِکَ في بِلادِکَ، والدّاعي إلي سَبِیلِکَ، وَالقائِمِ بِقِسطِکَ، وَالثّائِرِ بِأمرِکَ،

ص: 899

وَلِيِّ المُؤمِنِینَ، وَبَوارِ الکافِرِینَ، وَمُجلِّي الظُّلمَهِ، وَمُنِیرِ الحَقِّ، وَالنّاطِقِ بِالحِکمَةِ وَالصِّدقِ، وَکَلِمَتِکَ التّامَّهِ في أرضِکَ، المُرتَقِبِ الخائِفِ، وَالوَلِيِّ النّاصِحِ، سَفِینَةِ النَّجاةِ، وَعَلَمِ الهُدی، وَنُورِ أبصارِ الوَری، وَخَیرِ مَنْ تَقَمَّصَ وَارْتَدی، وَمُجلِي العَمی، الَّذي یَملَأُ الأرضَ عَدلاً وَقِسطاً، کَما مُلِئَتْ ظُلماً وَجَوراً، إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیْءٍ قَدِیرٌ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلی وَلِیِّکَ وَابنِ أولِیائِکَ، الَّذِینَ فَرَضْتَ طاعَتَهُم، وَأوجَبْتَ حَقَّهُم، وَأذهَبْتَ عَنهُمُ الرِّجسَ وَطَهَّرتَهُم تَطهِیراً. اللّهُمَّ انْصُرْهُ وَانْتَصِرْ بِهِ لِدِینِکَ، وَانْصُرْ بِهِ أولِیاءَکَ وَأولِیاءَهُ وَشِیعَتَهُ وَأنصارَهُ، وَاجْعَلْنا مِنْهُم. اللّهُمَّ أعِذْهُ مِنْ شَرِّ کُلِّ باغٍ وَطاغٍ، وَمِنْ شَرِّ جَمِیعِ خَلقِکَ، وَاحْفَظْهُ مِنْ بَینِ یَدَیهِ وَمِنْ خَلفِهِ، وَعَنْ یَمِینِهِ وَعَنْ شِمالِهِ، وَاحْرُسْهُ وَامْنَعْهُ مِنْ أنْ یُوصَلَ إلَیهِ بِسُوءٍ، وَاحْفَظْ فِیهِ رَسُولَکَ وَآلَ رَسُولِکَ، وَأظهِرْ بِهِ العَدلَ، وَأیِّدْهُ بِالنَّصرِ، وَانْصُرْ ناصِرِیهِ، وَاخْذُلْ خاذِلِیهِ، وَاقْصِمْ بِهِ جَبابِرَةَ الکُفرِ، وَاقْتُلْ بِهِ الکُفّارَ وَالمُنافِقِینَ وَجَمِیعَ المُلحِدِینَ حَیثُ کانُوا في مَشارِقِ الأرضِ وَمَغارِبِها، بَرِّها وَبَحرِها، وَامْلَأْ بِهِ الأرضَ عَدلاً، وَأظهِرْ بِهِ دینَ نَبِیِّکَ صَلَي اللّه عَلَیهِ وَ آلِه . وَاجْعَلْني اللّهُمَّ مِنْ أنصارِهِ وَأعوانِهِ،

ص: 900

وَأتباعِهِ وَشِیعَتِهِ، وَأرِني في آلِ مُحَمَّدٍ عَلَیهِمُ السَّلامُ ما یَأمُلُونَ، وَفي عَدُوِّهِم ما یَحذَرُونَ، إلهَ الحَقِّ آمِینَ، یا ذا الجَلالِ وَالإکرامِ، یا أرحَمَ الرّاحِمینَ(1).

الصلاة على الإمام المنتظر عجل اللّه تعالي فرجه الشريف

صلوات بر امام زمان عَلَیهِ السَّلام

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَأهلِ بَیتِهِ، وَصَلِّ عَلی وَلِيِّ الحَسَنِ وَوَصِیِّهِ وَوارِثِهِ، القائِمِ بِأمرِکَ، وَالغائِبِ في خَلقِکَ، وَالمُنتَظِرِ لإذنِکَ.اللّهُمَّ صَلِّ عَلَیهِ، وَقَرِّبْ بُعدَهُ، وَأنجِزْ وَعدَهُ، وَأوفِ عَهدَهُ، وَاکْشِفْ عَنْ بَأسِهِ حِجابَ الغَیبَةِ، وَأظهِرْ بِظُهورِهِ صَحائِفَ المِحْنَةِ، وَقَدِّمْ أمامَهُ الرُّعبَ، وَثَبِّتْ بِهِ القَلبَ، وَأقِمْ بِهِ الحَربَ، وَأیِّدْهُ بِجُنْدٍ مِنَ المَلآئِکَهِ مُسَوِّمِینَ، وَسَلِّطْهُ عَلی أعداءِ دِینِکَ أجمَعِینَ، وَألْهِمْهُ أنْ لا یَدَعَ مِنْهُمْ رُکناً إلّاهَدَّهُ، وَلا هاماً إلّاقَدَّهُ، وَلا کَیداً إلّارَدَّهُ، وَلا فاسِقاً إلّاحَدَّهُ، وَلا فِرعَونَ إلّاأهلَکَهُ، وَلا سِتراً إلّاهَتَکَهُ، وَلا عَلَماً إلّا نَکَسَهُ، وَلا سُلطاناً إلّاکَسَبَهُ، وَلا رُمْحاً إلّاقَصَفَهُ، وَلا مِطْرَداً إلّا

ص: 901


1- الإحتجاج، ج 2، ص 493/ بحار الأنوار، ج 99،ص 81.

خَرَقَهُ، وَلا جُنْداً إلّافَرَّقَهُ، وَلا مِنْبراً إلّاأحرَقَهُ، وَلا سَیفاً إلّاکَسَرَهُ، وَلا صَنَماً إلّارَضَّهُ، وَلا دَماً إلّاأراقَهُ، وَلا جَوراً إلّاأبادَهُ، وَلا حِصْناً إلّا هَدَمَهُ، وَلا باباً إلّارَدَمَهُ، وَلا قَصراً إلّاأخرَبَهُ، وَلا مَسکَناً إلّافَتَّشَهُ، وَلا سَهْلاً إلّاأوطَنَهُ، وَلا جَبَلاً إلّاصَعِدَهُ، وَلا کَنْزاً إلّاأخرَجَهُ، بِرَحمَتِکَ یا أرحَمَ الرّاحِمِینَ(1).

صلاة اُخرَی علی الامام المنتظر

صلوات دیگر بر امام زمان عَلَیهِ السَّلام

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی وَلِیِّکَ وَابنِ أولِیائِکَ، الَّذِینَ فَرَضْتَ طاعَتَهُم وأوجَبْتَ حَقَّهُم، وَأذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرْتَهُم تَطْهِیراً.اللّهُمَّ انصُرْهُ، وَانْتَصِرْ بِهِ لِدِینِکَ، وَانْصُرْ بِهِ أولِیاءَکَ وَأولِیاءَهُ وَشِیعَتَهُ وَأنصارَهُ، وَاجْعَلْنا مِنْهُم.اللّهُمَّ أعِذْهُ مِنْ شَرِّ کُلِّ باغٍ وَطاغٍ، وَمِنْ شَرِّ جَمِیعِ خَلقِکَ، وَاحْفَظْهُ مِنْ بَینِ یَدَیهِ وَمِنْ خَلفِهِ، وَعَنْ یَمِینِهِ وَعَنْ شِمالِهِ، وَاحْرُسْهُ وَامْنَعْهُ أنْ یُوصَلَ إلَیهِ بِسُوءٍ، وَاحْفَظْ فِیهِ رَسُولَکَ وَآلَ رَسُولِکَ، وَأظهِرْ بِهِ العَدْلَ، وَأیِّدْهُ بِالنَّصْرِ، وَانْصُرْ ناصِرِیهِ،

ص: 902


1- مصباح الزائر، ص 442/ بحار الأنوار، ج 99، ص102.

وَاخْذُلْ خاذِلِیهِ، وَاقْصِمْ بِهِ جَبابِرَةَ الکُفرِ، وَاقْتُلْ بِهِ الکُفّارَ وَالمُنافِقِینَ، وَجَمِیعَ المُلحِدِینَ، حَیثُ کانُوا مِنْ مَشارِقِ الأرضِ وَمَغارِبِها، وَبَرِّها وَبَحرِها، و سَهلِهَا وَ جَبَلِهَا وَامْلَأْ بِهِ الأرضَ عَدْلاً، وَأظهِرْ بِهِ دِینَ نَبِیِّکَ عَلَیهِ وَآلِهِ السَّلامُ.وَاجْعَلْني اللّهُمَّ مِنْ أنصارِهِ وَأعوانِهِ وَأتباعِهِ وَشِیعَتِهِ، وَأرِني في آلِ مُحَمَّدٍ ما یَأمُلُونَ، وَفي عَدُوِّهِم ما یَحذَرُونَ، إلهَ الحَقِّ آمِینَ(1).

صلاة الحجّة القائم عَلَیهِ السَّلام

نماز امام زمان عَلَیهِ السَّلام

رَکْعَتَیْنِ تَقْرَأُ فِي کُلِّ رَکْعَةٍ فَاتِحَةَ اَلْکِتَابِ إِلَي «إِیّاکَ نَعْبُدُ وَ إِیّاکَ نَسْتَعِینُ» ثُمَّ تَقُولُ مِائَةَ مَرَّهٍ «إِیّاکَ نَعْبُدُ وَ إِیّاکَ نَسْتَعِینُ» ثُمَّ تُتِمُّ قِرَاءَةَ اَلْفَاتِحَةِ وَ تَقْرَأُ بَعْدَهَا اَلْإِخْلاَصَ مَرَّةً وَاحِدَةً.(2)

دو رکعت: در هر ركعت، سوره ی حمد را می خوانی و وقتی به «إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ » رسیدی، آن را 100 مرتبه می خوانی. آنگاه سوره حمد را به پایان می بری و سوره ی توحید را یک مرتبه می خوانی.

ص: 903


1- جمال الأسبوع، ص 493 / بحار الأنوار، ج 91، ص 78.
2- جمال الأسبوع، ص 280

الدّعاء بعد صلاة الحجّة عَلَیهِ السَّلام

دعای بعد از نماز امام زمان عَلَیهِ السَّلام

اللّهُمَّ عَظُمَ البَلاءُ، وَبَرِحَ الخَفاءُ، وَانْکَشَفَ الغِطاءُ، وَضاقَتِ الأرضُ بمَا وَسعَتِ السَّماءُ؛ وَإلَیکَ یا رَبِّ المُشْتَکی، وَعَلَیْکَ المُعوَّلُ في الشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، الَّذینَ أمَرْتَنا بِطاعَتِهِم؛وَعَجِّلِ اللّهُمَّ فَرَجَهُم بِقائِمِهِم، وَأظهِرْ إعزازَهُ. یا مُحَمَّدُ یا عَلِيُ، یا عَلِيُّ یا مُحَمَّدُ، اکفِیاني فَإنَّکُما کافِیاي؛ یا مُحَمَّدُ یا عَلِيُ، یا عَلِيُّ یا مُحَمَّدُ، انْصُراني فَإنَّکُما ناصِرای، یا مُحَمَّدُ یا عَلِيُ، یا عَلِيُّ یا مُحَمَّدُ، احْفَظاني فَإنَّکُما حافِظاي. یا مَولاي یا صاحِبَ الزَّمانِ یا مَولاي یا صاحِبَ الزَّمانِ یا مَولاي یا صاحِبَ الزَّمانِ الغَوثَ الغَوثَ الغَوثَ، أدْرِکْني أدْرِکْني أدْرِکْنی، الأمانَ الأمانَ الأمانَ(1)

ص: 904


1- جمال الأسبوع، ص 280.

صلاة الحجّة عَلَیهِ السَّلام لقضاء الحاجة ليلة الجمعة

نماز امام زمان عَلَیهِ السَّلام در شب جمعه برای برآورده شدن حاجت

خَرَجَ عن الناحیة المقدّسة : مَن کَانَ لَهُ إِلَي اللَّهِ حَاجَةٌ ، فَلیَغسِل لَیلَةَ الجُمُعَةِ بَعدَ نِصفِ اللَّیلِ ، وَیَأتِي مُصَلَاهُ وَیُصَلِّي رَکعَتَینِ ، یَقرَأُ فِي الرَّکعَةِ الأُولَي «الحَمدَ »، فَإِذَا بَلَغَ « إِيَّاکَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاکَ نَسْتَعِینُ » یُکَرِّرُهَا مِائَةَ مَرَّةٍ ، وَیُتِمِّم فِي المِائَةِ إِلَي آخِرِهَا ، وَیَقرَأُ سُورَةَ « التَّوحِیدِ » مَرَّةً وَاحِدَةً ، ثُمَّ یَرکَعُ وَیَسجُدُ وَیُسَبِّحُ فِیهَا سَبعَةً سَبعَةً ، وَیُصَلِّي الرَّکعَةَ الثَّانِیَةَ عَلَی هَیئَتِهِ ، وَیَدعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَي یَقضِي حَاجَتَهُ البَتَّةَ کَائِناً مَا کَانَ ، إِلَا أَن یَکُونَ فِي قَطِیعَةِ رَحِمٍ(1)

هر کس حاجتی به سوی خدا داشت، بعد از نیمه شب جمعه غسل کند و دو رکعت نماز به جا آورد. در هر رکعت سوره حمد را بخواند و وقتی به «إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ » رسید، آن را 100 مرتبه بخواند، آن گاه سوره ی حمد را به پایان رساند و سوره ی توحید را یک مرتبه بخواند. سپس در رکوع 7 مرتبه «سبحان ربي العظيم و بحمده» بگوید و در سجده 7 مرتبه «سبحان ربي الأعلى و بحمده» بگوید و پس از نماز دعا کند؛ خداوند حاجتش را هرچه باشد برآورده می کند، مگر آن که دعایش در مورد قطع رحم بوده باشد.

ص: 905


1- مهج الدعوات، ص 294.

الدّعاء بعد الصلاة

دعای بعد از نماز

اللّهُمَّ إِنْ أَطَعْتُكَ فَالْمَحْمَدَةُ لَكَ، وَ إِنْ عَصَيْتُكَ فَالْحُجَّةُ لَكَ، مِنْكَ الرَّوْحُ وَمِنْكَ الْفَرَجُ، سُبْحانَ مَنْ أَنْعَمَ وَشَكَرَ، سُبْحانَ مَنْ قَدَّرَ وَغَفَرَ . اللّهُمَّ إِنْ كُنْتُ عَصَيْتُكَ فَإِنِّي قَدْ أَطَعْتُكَ فِي أَحَبِّ الْأَشْياءِ إِلَيْكَ وَهُوَ الْإِيمانُ بِكَ، لَمْ أَتَّخِذْ لَكَ وَلَداً وَلَمْ أَدْعُ لَكَ شَرِيكاً مَنّاً مِنْكَ بِهِ عَلَيَّ لَامَنّاً مِنِّي بِهِ عَلَیْكَ، وَقَدْ عَصَيْتُكَ يَا إِلهِي عَلَى غَيْرِ وَجْهِ الْمُكابَرَةِ، وَلَا الْخُرُوجِ عَنْ عُبُودِيَّتِكَ، وَلَا الْجُحُودِ لِرُبُوبِيَّتِكَ، وَلكِنْ أَطَعْتُ هَوايَ وَأَزَلَّنِي الشَّيْطانُ، فَلَكَ الْحُجَّةُ عَلَيَّ وَالْبَيانُ فَإِنْ تُعَذِّبْنِي فَبِذُنُوبِي غَيْرُ ظالِمٍ لِي، وَ إِنْ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي فَإِنَّكَ جَوادٌ كَرِيمٌ یاكَرِيمٌ یاكَرِيمٌ...

حَتَّي یَقْطَعَ النَّفَسُ ثُمَّ یَقُولُ :

ذکر «یا کریم» را به اندازه ای که نفسش یاری می کند تکرار کند، سپس بگوید:

يَا آمِناً مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَكُلُّ شَيْءٍ مِنْكَ خائِفٌ حَذِرٌ أَسْأَلُكَ بِأَمْنِكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَخَوْفُ ِ كُلِّ شَيْءٍ مِنْكَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُعطِيَنِي أَماناً لِنَفْسِي وَأَهْلِي وَوُلَدِي وَسائِرِ مَا أَنْعَمْتَ

ص: 906

بِهِ عَلَيَّ حَتَّى لَا أَخافَ أحَداً وَلَا أَحْذَرَ مِنْ شَيْءٍ أَبَداً إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَحَسْبُنَا اللّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ، يَا كافِيَ إِبْرَاهِيمَ نُمْرُودَ، وَيَا كافِيَ مُوسى فِرْعَوْنَ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَكْفِيَنِي شَرَّ فُلانِ ابْنِ فُلان.

فَیَستَکفِي شَرَّ مَن یَخَافُ شَرَّهُ إِن شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی.

به جای فلان بن فلان، نام کسی را که از شر او می ترسد ببرد.

ثُمَّ یَسجُدُ وَیَسأَلُ حَاجَتَهُ ، وَیَتَضَرَّعُ إِلَي اللَّهِ تَعَالَي ، فَإِنَّهُ مَا مِن مُؤمِنٍ وَلَا مُؤمِنَةٍ صَلَّی هَذِهِ الصَّلَاةَ وَدَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ خَالِصاً ، إِلَا فُتِحَت لَهُ أَبوَابُ السَّمَاءِ لِلإِجَابَةِ ، وَیُجَابُ فِي وَقتِهِ وَلَیلَتِهِ کَائِناً مَا کَانَ ، وَذَلِکَ مِن فَضلِ اللَّهِ عَلَینَا وَعَلَی النَّاسِ . (1)

پس به سجده رود و حاجتش را بخواهد و به پیشگاه خداوند تضرع و زاری کند؛ پس همانا هیچ مرد و زن مؤمنی نیست که این نماز و دعا را خالصانه بخواند، مگر آن که درهای آسمان برای اجابت به روی او گشوده شود و در همان زمان و همان شب هر دعایی کند، اجابت می گردد.

ص: 907


1- مهج الدعوات، ص 294.

الدّعاء في السَّرداب حين الإنصراف

دعای در سرداب هنگام بازگشت

قَالَ السَّیِّدُ رَحِمَهُ اللَّهُ: فَإِذَا أَرَدْتَ الِانْصِرَافَ مِنْ حَرَمِهِ الشَّرِیفِ فَعُدْ إِلَي السِّرْدَابِ الْمُنِیفِ وَ صَلِّ فِیهِ مَا شِئْتَ ثُمَّ قُمْ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ وَ قُلِ:

هنگام بازگشت از حرم، به سرداب برگرد و پس از به جا آوردن نماز در آن، رو به قبله بایست و بگو:

اَللَّهُمَّ ادْفَعْ عَنْ وَلِیِّکَ وَخَلِیفَتِکَ وَحُجَّتِکَ عَلی خَلْقِکَ وَلِسَانِکَ الْمُعَبِّرِ عَنْکَ وَالنَّاطِقِ بِحِکْمَتِکَ وَعَیْنِکَ النَّاظِرَةِ بِإِذْنِکَ وَشَاهِدِکَ عَلی عِبَادِکَ الْجَحْجَاحِ الْمُجَاهِدِ العْاَئذِ بِکَ الْعَائِذِ عِنْدَکَ وَأَعِذْهُ مِنْ شَرِّ جَمِیعِ مَا خَلَقْتَ وَبَرَأْتَ وَأَنْشَأْتَ وَصَوَّرْتَ وَاحْفَظْهُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ یَمِینِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَمِنْ فَوْقِهِ وَمِنْ تَحْتِهِ بِحِفْظِکَ الَّذِي لاَ یَضِیعُ مَنْ حَفِظْتَهُ بِهِ وَاحْفَظْ فِیهِ رَسُولَکَ وَآبَاءَهُ السَّادَةَ أَئِمَّتَکَ وَدَعَائِمَ دِینِکَ وَاجْعَلْهُ فِي وَدِیعَتِکَ الَّتِي لاَ تَضِیعُ وَفِي جَوَارِکَ الَّذِي لاَ یُخْفَرُ وَفِي مَنْعِکَ وَعِزِّکَ الَّذِي لاَ یُقْهَرُ وَآمِنْهُ بِأَمَانِکَ الْوَثِیقِ الَّذِي لاَ یُخْذَلُ مَنْ آمَنْتَهُ بِهِ وَاجْعَلْهُ فِي کَنَفِکَ الَّذِي لاَ یُرَامُ مَنْ کَانَ فِیهِ وَانْصُرْهُ بِنَصْرِکَ الْعَزِیزِ وَأَیِّدْهُ بِجُنْدِکَ الْغَالِبِ وَقَوِّهِ بِقُوَّتِکَ وَأَرْدِفْهُ بِمَلاَئِکَتِکَ وَوَالِ مَنْ وَالاَهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ وَأَلْبِسْهُ دِرْعَکَ الْحَصِینَةَ وَحُفَّهُ بِالْمَلاَئِکَهِ حَفّاً. اَللَّهُمَّ اشْعَبْ بِهِ

ص: 908

الصَّدْعَ وَارْتُقْ بِهِ الْفَتْقَ وَأَمِتْ بِهِ الْجَوْرَ وَأَظْهِرْ بِهِ الْعَدْلَ وَزَیِّنْ بِطُولِ بَقَائِهِ الْأَرْضَ وَأَیِّدْهُ بِالنَّصْرِ وَانْصُرْهُ بِالرُّعْبِ وَقَوِّ نَاصِرِیهِ وَاخْذُلْ خَاذِلِیهِ وَدَمْدِمْ عَلی مَنْ نَصَبَ لَهُ وَدَمِّرْ عَلَی مَنْ غَشَّهُ وَاقْتُلْ بِهِ جَبَابِرَةَ الْکُفْرِ وَعُمُدَهُ وَدَعَائِمَهُ وَاقْصِمْ بِهِ رُؤُوسَ الضَّلاَلَهِ وَشَارِعَةَ الْبِدَعِ وَمُمِیتَةَ السُّنَّهِ وَمُقَوِّیَةَ الْبَاطِلِ وَذَلِّلْ بِهِ الْجَبَّارِینَ وَأَبْرِ بِهِ الْکَافِرِینَ وَجَمِیعَ الْمُلْحِدِینَ فِی مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَمَغارِبِهَا وَبَرِّهَا وَبَحْرِهَا وَسَهْلِهَا وَجَبَلِهَا حَتّی لاَ تَدَعَ مِنْهُمْ دَيَّاراً وَلاَ تُبْقِيَ لَهُمْ آثَاراً. اَللَّهُمَّ طَهِّرْ بِهِ بِلادَکَ َوَاشْفِ مِنْهُمْ صُدُورَعِبَادَکَ وَأَعِزَّ بِهِ الْمُؤْمِنِینَ وَأَحْيِ بِهِ سُنَنَ الْمُرْسَلِینَ وَدَارِسَ حُکْمِ النَّبِیِّینَ وَجَدِّدْ بِهِ مَا امْتَحی مِنْ دِیِنکَ وَبُدِّلَ مِنْ حُکْمِکَ حَتّی تُعِیدَ دِینَکَ بِهِ وَعَلی یَدَیْهِ جَدِیداً غَضَّاً مَحْضاً صَحِیحاً لاَ عِوَجَ فِیهِ وَلاَ بِدْعَةَ مَعَهُ وَحَتّی تُنِیرَ بِعَدْلِهِ ظُلَمَ الْجَوْرِ وَتُطْفِئَ بِهِ نِیَرانَ الْکُفْرِ وَتُوضِحَ بِهِ مَعَاقِدَ الْحَقِّ وَمَجْهُولَ الْعَدْلِ فَإِنَّهُ عَبْدُکَ الَّذِي اسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِکَ واصْطَفَیْتَهُ عَلی غَیْبِکَ وَعَصَمْتَهُ مِنَ الذُّنُوبِ وَبَرَّأْتَهُ مِنَ الْعُیُوبِ وَطَهَّرْتَهُ مِنَ الرِّجْسِ وَسَلَّمْتَهُ مِنَ الدَّنَسِ. اَللَّهُمَّ فَإِنَّا نَشْهَدُ لَهُ یَوْمَ الْقِیَامَهِ وَیَوْمَ حُلُولِ

ص: 909

الطَّامَّةِ أَنَّهُ لَمْ یُذْنِبْ ذَنْباً وَلاَ أَتَي حَوْباً وَلَمْ یَرْتَکِبْ مَعْصِیَةً وَلَمْ یُضَیّعْ لَکَ طَاعَةً وَلَمْ یَهْتِکْ لَکَ حُرْمَةً وَلَمْ یُبَدِّلْ لَکَ فَرِیضَةً وَلَمْ یُغَیِّرَ لَکَ شَرِیعَةً وَأَنَّهُ الْهَادِي الْمُهْتَدِي الطَّاهِرُ التَّقِيُّ النَّقِيُّ الرَّضِيُّ الْمَرْضِيُّ الزَّکِيُّ اَللَّهُمَّ أَعْطِهِ فِي نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَأُمَّتِهِ وَجَمِیعِ رَعِيَّتِهِ مَا تُقِرُّ بِهِ عَیْنَهُ وَتُسِّرُّ بِهِ نَفْسَهُ وَتَجْمَعُ لَهُ مُلْکَ الْمَمَالِکِ قَرِیبَها وَبَعِیدَهَا وَعَزِیزَهَا وَذَلِیلَهَا حَتّی یَجْرِي حُکْمُهُ عَلی کُلِّ حُکْمٍ وَیَغْلِبَ بِحَقِّهِ عَلی کُلِّ بَاطِلٍ.اَللَّهُمَّ اسْلُکْ بِنَا عَلی یَدَیْهِ مِنْهَاجَ الْهُدی وَالْمَحَجَّةَ الْعُظْمی وَالطَّرِیقَةَ الْوُسْطی الَّتي یَرْجِعُ إِلَیْهَا الْغَالِي وَیَلْحَقُ بِهَا التَّالِي وَقَوِّنا عَلی طَاعَتِهِ وَثَبِّتْنَا عَلی مُتَابَعَتِهِ وَامْنُنْ عَلَیْنَا بِمُبَایَعَتِهِ وَاجْعَلْنَا فِي حِزْبِهِ الْقَوَّامِینَ بِأَمْرِهِ الصَّابِرِینَ مَعَهُ الطَّالِبِینَ رِضَاکَ بِمُناصَحَتِهِ حَتّی تَحْشُرَنَا یَوْمَ الْقِیَامَهِ فِي أَنْصَارِهِ وَأَعْوَانِهِ وَمُقَوِّیَهِ سُلْطَانِهِ وَاجْعَلْ ذلِکَ خَالِصاً مِنْ کُلِّ شَکٍّ وَشُبْهَةٍ وَرِیَاءٍ وَسُمْعَةٍ حَتّی لاَ نَعْتَمِدَ بِهِ غَیْرَکَ وَلاَ نَطْلُبَ بِهِ إِلاَّ وَجْهَکَ وَحَتّی تُحِلَّنَا مَحِلَّهُ وَتَجْعَلَنَا فِي الْجَنَّةِ مَعَهُ وَأَعِذْنَا مِنَ السَّأْمَةِ وَالْکَسَلِ وَالْفَتْرَةِ وَاجْعَلْنَا مِمَّنْ تَنْتَصِرُ بِهِ لِدِینِکَ وَتُعِزُّ بِهِ نَصْرَ وَلِیِّکَ وَلاَ تَسْتَبْدِلْ بِنَا غَیْرَنَا فَإِنَّ اسْتِبْدَالَکَ بِنَا غَیْرَنَا عَلَیْکَ

ص: 910

یَسِیرٌ وَهُوَ عَلَیْنَا کَبِیرٌ. اَللَّهُمَّ نَوِّرْ بِهِ کُلَّ ظُلْمَةٍ وَهُدَّ بِرُکْنِهِ کُلَّ بِدْعَةٍ وَاهْدِمْ بِعِزِّةِ کُلَّ ضَلاَلَةٍ وَاقْصِمْ بِهِ کُلَّ جَبَّارٍ وَأَخْمِدْ بِسَیْفِهِ کُلَّ نَارٍ وَأَهْلِکْ بِعَدْلِهِ جَوْرَ کُلِّ جَائِرٍ وَأَجْرِ حُکْمَهُ عَلی کُلِّ حَاکِمٍ وَأَذِلَّ بِسُلْطَانِهِ کُلَّ سُلْطَانٍ. اَللَّهُمَّ أَذِلَّ کُلَّ مَنْ نَاوَاه وَأَهْلِکَ کُلَّ مَنْ عَادَاهُ وَامْکُرْ بِمَنْ کَادَهُ وَاسْتَأْصِلْ مَنْ جَحَدَ حَقَّهُ وَاسْتَبَانَ بِأَمْرِهِ وَسَعَي فِي إِطْفَاءِ نُورِهِ وَأَرَادَ إِخْمَادِ ذِکْرِهِ. اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفي وَعَلِيٍّ الْمُرْتَضي وَفَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ(1) وَالْحَسَنِ الرَّضِيِّ وَالْحُسَیْنِ الْمُصّفي وَجَمِیعِ الْأَوْصِیَاءِ مَصَابِیحِ الدُّجي وَأَعْلاَمِ الْهُدی وَمَنارِ التُّقی وَالْعُرْوَهِ الْوُثْقی وَالْحَبْلِ الْمَتِینِ وَالصِّرَاطِ الْمُسْتَقِیمِ وَصَلِّ عَلَی وَلِیِّکَ وَوُلاَهِ عَهْدِکَ وَالْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ وَمُدَّ فِي أَعْمَارِهِمْ وَزِدْ فِي آجَالِهِمْ وَبَلِّغْهُمْ أَقْصی آمَالِهِمْ دِیناً وَدُنْیاً وَآخِرَةً إِنَّکَ عَلی کُلِّ شَیءٍ قَدِیرٌ.

ثُمَّ ادْعُ اللَّهَ کَثِیراً وَ انْصَرِفْ مَسْعُوداً إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی(2).(3)

ص: 911


1- وخديجة الكبرى.
2- مصباح الزائر، ص 457 / بحار الأنوار، ج 99، ص 112.
3- هذا الدّعاء منقول من أبي الحسن الرضا عَلَیهِ السَّلام في رواية يونس بن عبدالرحمن.

هذا الدّعاء برواية أخرى

روایت دیگر از همین دعا

عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مَوْلاَنَا أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَي الرِّضَا عَلَیهِما السَّلام أَنَّهُ کَانَ یَأْمُرُ بِالدُّعَاءِ لِلْحُجَّةِ صَاحِبِ الزَّمَانِ عَلَیهِ السَّلام فَکَانَ مِنْ دُعَائِهِ لَهُ :

اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَادْفَعْ عَنْ وَلِیِّکَ وَخَلِیفَتِکَ وَحُجَّتِکَ عَلی خَلقِکَ، وَلِسانِکَ المُعَبِّرِ عَنکَ بِإذنِکَ، النّاطِقِ بِحِکمَتِکَ، وَعَینِکَ النّاظِرَهِ في بَرِيَّتِکَ، وَشاهِداً [الشّاهد] عَلی عِبادِکَ، الجَحجاحِ المُجاهِدِ المُجتَهِدِ، عَبدِکَ العائِذِ بِکَ.اللّهُمَّ وَأعِذْهُ مِنْ شَرِّ ما خَلَقْتَ وَذَرَأْتَ وَبَرَأْتَ وَأَنشَأْتَ وَصَوَّرْتَ، وَاحْفَظْهُ مِنْ بَینِ یَدَیهِ وَمِنْ خَلفِهِ، وَعَنْ یَمِینِهِ وَعَنْ شِمالِهِ، وَمِنْ فَوقِهِ وَمِنْ تَحتِهِ، بِحِفْظِکَ الَّذي لا یَضِیعُ مَنْ حَفِظْتَهُ بِهِ، وَاحْفَظْ فِیهِ رَسُولَکَ وَوَصِيَّ رَسُولِکَ، وَآباءَ أئِمَّتَکَ وَدَعائِمَ دِینِکَ، صَلَواتُکَ عَلَیهِم أجمَعِینَ، وَاجْعَلْهُ في وَدِیعَتِکَ الَّتي لا تَضِیعُ، وَفي جِوارِکَ الَّذي لا یُحتَقَرُ ، وَفي مَنعِکَ وَعِزِّکَ الَّذي لا یُقهَرُ، اللّهُمَّ وَآمِنْهُ بِأمانِکَ الوَثِیقِ الَّذي لا یُخذَلُ مَنْ آمَنْتَهُ بِهِ، وَاجْعَلْهُ في کَنَفِکَ الَّذي لا یُضامُ مَنْ کانَ فِیهِ، وَانْصُرْهُ بِنَصْرِکَ العَزِیزِ، وَأیِّدْهُ بِجُندِکَ الغالِبِ، وَقَوِّهِ بِقُوَّتِکَ،

ص: 912

وَأرْدِفْهُ بِمَلآئِکَتِکَ. اللّهُمَّ والِ مَنْ والاهُ، وَعادِ مَنْ عاداهُ، وَألبِسْهُ دِرعَکَ الحَصِینَهَ، وحُفَّهُ بِمَلآئِکَتِکَ حَفّاً. اللّهُمَّ وَبَلِّغْهُ أفضَلَ ما بَلَّغْتَ القائِمِینَ بِقِسْطِکَ مِنْ أتباعِ النَّبِیِّینَ. اللّهُمَّ اشْعَبْ بِهِ الصَّدْعَ، وَارْتُقْ بِهِ الفَتْقَ، وَأمِتْ بِهِ الجَورَ، وَأظهِرْ بِهِ العَدْلَ، وَزَیِّنْ بِطُولِ بَقائِهِ الأرضَ، وَأیِّدْهُ بِالنَّصرِ، وَانْصُرْهُ بِالرُّعبِ، وَافْتَحْ لَهُ فَتْحاً یَسِیراً، وَاجْعَلْ لَهُ مِنْ لَدُنْکَ عَلی عَدُوِّکَ وَعَدُوِّهِ سُلْطاناً نَصِیراً.اللّهُمَّ اجْعَلْهُ القائِمَ المُنتَظَرَ، وَالإمامَ الَّذي بِهِ تَنتَصِرُ، وَأیِّدْهُ بِنَصْرٍ عَزِیزٍ، وَفَتْحٍ قَرِیبٍ، وَوَرِّثْهُ مَشارِقَ الأرضِ وَمَغارِبَها اللّاتي بارَکْتَ فِیها، وَأحْيِ بِهِ سُنَّةَ نَبِیِّکَ صَلَواتُکَ عَلَیهِ وَآلِهِ، حَتّی لا یَستَخْفِيَ بِشَیْءٍ مِنَ الحَقِّ مَخافَةَ أحَدٍ مِنَ الخَلْقِ، وَقَوِّ ناصِرَهُ، وَاخْذُلْ خاذِلَهُ، وَدَمْدِمْ عَلی مَنْ نَصَبَ لَهُ، وَدَمِّرْ عَلی مَنْ غَشَّهُ. اللّهُمَّ وَاقْتُلْ بِهِ جَبابِرَةَ الکُفْرِ، وَعُمُدَهُ وَدَعائِمَهُ، وَالقُوّامَ بِهِ، وَاقْصِمْ بِهِ رُؤوسَ الضَّلالَةِ، وَشارِعَةَ البِدْعَةِ، وَمُمِیتَةَ السُّنَّةِ، وَمُقَوِّیَةَ الباطِلِ، وَأذْلِلْ بِهِ الجَبّارِینَ، وَأبِرْ بِهِ الکافِرِینَ وَالمُنافِقِینَ وَجَمِیعَ المُلحِدِینَ، حَیثُ کانوا وَأینَ کانوا، مِنْ مَشارِقِ الأرضِ وَمَغارِبِها، وَبَرِّها وَبَحرِها، وَسَهلِها وَجَبَلِها، حَتّی لا تَدَعَ مِنْهُمْ دَیّاراً، وَلا تُبقِيَ لَهُم آثاراً، اللّهُمَّ وَطَهِّرْ مِنْهُمْ بِلادَکَ، وَاشْفِ

ص: 913

مِنْهُمْ عِبادَکَ، وَأعِزَّ بِهِ المُؤمنین، وَأحْيِ بِهِ سُنَنَ المُرسَلِینَ، وَدارِسَ حُکمِ النَّبِیِّینَ، وَجَدِّدْ بِهِ ما مُحِيَ مِنْ دِینِکَ، وَبُدِّلَ مِنْ حُکمِکَ، حَتّی تُعِیدَ دِینَکَ بِهِ وَعَلی یَدَیهِ غَضّاً جَدیداً صَحِیحاً مَحضاً، لا عِوَجَ فِیهِ وَلا بِدْعَةَ مَعَهُ، حَتّی تُنِیرَ بِعَدْلِهِ ظُلَمَ الجَورِ، وَتُطْفِئَ بِهِ نِیرانَ الکُفرِ، وَتُظْهِرَ بِهِ مَعاقِدَ الحَقِّ وَمَجهولَ العَدلِ، وَتُوضِحَ بِهِ مُشکِلاتِ الحُکمِ. اللّهُمَّ وَإنَّهُ عَبدُکَ الَّذي اسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِکَ، وَاصْطَفَیْتَهُ مِنْ خَلقِکَ،وَاصْطَفَیْتَهُ عَلی عِبادِکَ، وَائْتَمَنْتَهُ عَلی غَیبِکَ، وَعَصَمْتَهُ مِنَ الذُّنوبِ. وَبَرَّأتَهُ مِنَ العُیوبِ، وَطَهَّرْتَهُ ، وَصَرَفْتَهُ عَنِ الدَّنَسِ، وَسَلَّمْتَهُ مِنَ الرَّیبِ. اللّهُمَّ فَإنّا نَشهَدُ لَهُ یَومَ القِیامَةِ وَیَومَ حُلولِ الطّامَّةِ أنَّهُ لَمْ یُذنِبْ، وَلَمْ یَأتِ حُوباً، وَلَمْ یَرتَکِبْ لَکَ مَعصِیَةً، وَلَمْ یُضَیِّعْ لَکَ طاعَةً، وَلَمْ یَهتِکْ لَکَ حُرمَةً، وَلَمْ یُبَدِّلْ لَکَ فَرِیضَةً، وَلَمْ یُغَیِّرْ لَکَ شَرِیعَةً، وَأنَّهُ الإمامُ التَّقِيُّ الهادي المهديّ، الطّاهِرُ النَّقِیُّ، الوَفِيُّ الرَّضِيُّ الزَّکِیُّ. اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلَیهِ وَعَلی آبائِهِ، وَأعْطِهِ في نَفسِهِ وَوَلدِهِ وَأهلِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَأُمَّتِهِ وَجَمِیعِ رَعِيَّتِهِ ما تُقِرُّ بِهِ عَینَهُ، وَتَسُرُّ بِهِ نَفسَهُ، وَتَجمَعُ لَهُ مُلکَ المُمَلَّکاتِ کُلِّها، قَریبِها وَبَعیدِها، وَعَزیزِها وَذَلیلِها، حَتّی یَجرِيَ حُکمُهُ عَلی کُلِّ حُکمٍ، وَیَغلِبَ بِحَقِّهِ

ص: 914

عَلی کُلِّ باطِلٍ. اللّهُمَّ وَاسْلُکْ بِنا عَلی یَدَیهِ مِنهاجَ الهُدی، وَالمَحَجَّةَ العُظمی، وَالطَّرِیقَةَ الوُسطی، الَّتي یَرجِعُ إلَیها الغالی، وَیَلحَقُ بِها التّالی. اللّهُمَّ وَقَوِّنا عَلی طاعَتِهِ، وَثَبِّتْنا عَلی مُشایَعَتِهِ، وَامْنُنْ عَلَینا بِمُتابَعَتِهِ، وَاجْعَلْنا في حِزْبِهِ، القَوّامِینَ بِأمرِهِ، الصّابِرِینَ مَعَهُ، الطّالِبِینَ رِضاکَ بِمُناصَحَتِهِ، حَتّی تَحشُرَنا یَومَ القِیامَهِ في أنصارِهِ وَأعوانِهِ،وَمُقَوِّیَةِ سُلطانِهِ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْ ذلِکَ کُلَّهُ مِنّا لَکَ خالِصاً مِنْ کُلِّ شَکٍّ وَشُبهَهٍ، وَرِیاءٍ وَسُمعَةٍ، حَتّی لا نَعتَمِدَ بِهِ غَیرَکَ، وَلا نَطلُبَ بِهِ إلّاوَجهَکَ، وَحَتّی تُحِلَّنا مَحِلَّهُ، وَتَجعَلَنا في الجَنَّةِ مَعَهُ، وَلا تَبتَلِنا في أمْرِهِ بِالسّأمَةِ وَالکَسَلِ، وَالفَترَةِ وَالفَشَلِ. وَاجْعَلْنا مِمَّنْ تَنتَصِرُ بِهِ لِدِینِکَ، وَتُعِزُّ بِهِ نَصْرَ وَلِیِّکَ، وَلا تَستَبْدِلْ بِنا غَیرَنا؛ فَإنَّ اسْتِبْدالَکَ بِنا غَیرَنا عَلَیکَ یَسِیرٌ، وَهُوَ عَلَینا کَبِیرٌ، إنَّکَ عَلی کُلِّ شَیْءٍ قَدِیرٌ. اللّهُمَّ وَصَلِّ عَلی وُلاة عُهودِهِ، وَبَلِّغْهُم آمالَهُم، وَزِدْ في آجالِهِم، وَانْصُرْهُم، وَتَمِّمْ لَهُم ما أسنَدْتَ إلَیهِم مِنْ أمْرِ دِینِکَ، وَاجْعَلْنا لَهُم أعواناً، وَعَلی دِینِکَ أنصاراً، وَصَلِّ عَلی آبائِهِ الطّاهِرِینَ، الأئِمَّة الرّاشِدِینَ. اللّهُمَّ فَإنَّهُم مَعادِنُ کَلِماتِکَ، وَخُزّانُ عِلْمِکَ، وَوُلاةُ أمرِکَ، وَخالِصَتُکَ مِنْ عِبادِکَ،

ص: 915

وَخِیرَتُکَ مِنْ خَلقِکَ، وَأولِیاؤکَ وَسَلائِلُ أولِیائِکَ، وَصَفوَتُکَ وَأولادُ أصفِیائِکَ، صَلَواتُکَ وَرَحمَتُکَ وَبَرَکاتُکَ عَلَیهِم أجمَعِینَ. اللّهُمَّ وَشُرَکاؤهُ في أمْرِهِ، وَمُعاوِنُوهُ عَلی طاعَتِکَ، الَّذِینَ جَعَلْتَهُم حِصْنَهُ وَسِلاحَهُ وَمَفْزَعَهُ وَأُنسَهُ، الَّذِینَ سَلَوا عَنِ الأهلِ وَالأولادِ، وَتَجافَوا الوَطَنَ، وَعَطَّلُوا الوَثِیرَ مِنَ المِهادِ، قَد رَفَضُوا تِجاراتِهِم، وَأضَرُّوا بِمَعایِشِهِم، وَفُقِدوا في أندِیَتِهِم بِغَیرِ غَیبَةٍ عَنْ مِصرِهِم، وَحالَفوا البَعِیدَ مِمَّنْ عاضَدَهُم عَلی أمْرِهِم، وَخالَفُوا القَرِیبَ مِمَّنْ صَدَّ عَنْ وُجْهَتِهِم، وَائْتَلَفُوا بَعدَ التَّدابُرِ وَالتَّقاطُعِ في دَهرِهِم، وَقَطَعُوا الأسبابَ المُتَّصِلَةَ بِعاجِلِ حُطامٍ مِنَ الدُّنیا. فَاجْعَلْهُمُ اللّهُمَّ في حِرزِکَ، وَفي ظِلِّ کَنَفِکَ، وَرُدَّ عَنْهُم بَأسَ مَنْ قَصَدَ إلَیهِم بِالعَداوَهِ مِنْ خَلقِکَ، وَأجْزِلْ لَهُمْ مِنْ دَعوَتِکَ مِنْ کِفایَتِکَ وَمَعُونَتِکَ لَهُم، وَتَأیِیدِکَ وَنَصرِکَ إیّاهُم، ما تُعینُهُم بِهِ عَلی طاعَتِکَ، وَأزهِقْ بِحَقِّهِم باطِلَ مَنْ أرادَ إطفاءَ نُورِکَ. وَصَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَآلِهِ؛ وَامْلَأْ بِهِمْ کُلَّ أُفُقٍ مِنَ الآفاقِ، وَقُطْرٍ مِنَ الأقطارِ، قِسْطاً وَعَدْلاً وَرَحمَةً وَفَضلاً، وَاشْکُرْ لَهُم عَلی حَسَبِ کَرَمِکَ وَجُودِکَ، وَما مَنَنْتَ بِهِ عَلَی القائمینَ بِالقِسْطِ مِنْ عِبادِکَ، وَاذْخَرْ لَهُم مِنْ ثَوابِکَ ما تَرفَعُ لَهُم بِهِ الدَّرَجاتِ، إنَّکَ

ص: 916

تَفعَلُ ما تَشاءُ وَتَحکُمُ ما تُرِیدُ، آمِینَ رَبَّ العالَمِینَ(1).

وداع الإمام المنتظر

وداع با امام زمان عَلَیهِ السَّلام

اللّهُمَّ عَبْدُکَ الزَّآئِرُ في فِناءِ وَلِیِّکَ، الْمَزُورِ الَّذي فَرَضْتَ طاعَتَهُ عَلَی الْعَبیدِ وَالْأَحْرارِ، وَانْقَذْتَ بِهِ اوْلِیاءَکَ مِنْ عَذابِ النَّارِ، اللّهُمَّ اجْعَلْها زِیارَةً مَقْبُولَةً ذاتَ دُعاءٍ مُسْتَجابٍ مِنْ مُصَدِّقٍ بِوَلِیِّکَ غَیْرِ مُرْتابٍ، اللّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ بِهِ وَلا بِزِیارَتِهِ، وَلا تَقْطَعْ اثَري مِنْ مَشْهَدِهِ وَزِیارَةِ ابيهِ وَجَدِّهِ، اللّهُمَّ اخْلِفْ عَلَيَّ نَفَقَتي وَانْفَعْني بِما رَزَقْتَني في دُنْیايَ وَآخِرَتي لي وَلِاخْواني وَابَوَيَّ وَجَمیعِ عِتْرَتي اسْتَوْدِعُکَ اللَّهَ ایُّهَا الْامامُ الَّذي یَفُوزُ بِهِ الْمُؤْمِنُونَ، وَیَهْلِکُ عَلی یَدَیْهِ الْکافِرُونَ الْمُکَذِّبُونَ، یا مَوْلايَ یَا بْنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ جِئْتُکَ زائِراً لَکَ وَلِأَبیکَ وَجَدِّکَ، مُتَیَقِّناً، الْفَوْزَ بِکُمْ، مُعْتَقِداً امامَتَکُمْ، اللّهُمَّ اکْتُبْ هذِهِ الشَّهادَةَ وَالزِّیارَةَ لي عِنْدَکَ في عِلّیّینَ، وَبَلِّغْني بَلاغَ الصَّالِحینَ، وَانْفَعْني بِحُبّهِمْ یا رَبَّ الْعالَمینَ.(2)

ص: 917


1- جمال الأسبوع، ص 513.
2- المزار الكبير، ص 659.

ص: 918

الباب التاسع : الزيارات الجامعة لكل إمام مفترض الطاعة عَلَیهِ السَّلام

اشارة

ص: 919

ص: 920

الزيارة الأولى: الزيارة الجامعة الكبيرة

زیارت نخست

عَن النَّخعيَّ قال:قُلْتُ لِعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَي بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ صَلَواتُ اللهِ و سُلاَمُهُ عَلَیهم عَلِّمْنِي یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَوْلاً أَقُولُهُ بَلِیغاً کَامِلاً إِذَا زُرْتُ وَاحِداً مِنْکُمْ فَقَالَ

إِذَا صِرْتَ إِلَي الْبَابِ فَقِفْ وَ اشْهَدِ الشَّهَادَتَیْنِ وَ أَنْتَ عَلَی غُسْلٍ فَإِذَا دَخَلْتَ وَ رَأَیْتَ الْقَبْرَ فَقِفْ وَ قُلْ اللَّهُ أَکْبَرُ اللَّهُ أَکْبَرُ ثَلاَثِینَ مَرَّةً ثُمَّ امْشِ قَلِیلاً وَ عَلَیْکَ السَّکِینَةُ وَ الْوَقَارَ وَ قَارِبْ بَیْنَ خُطَاکَ ثُمَّ قِفْ وَ کَبِّرِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ ثَلاَثِینَ مَرَّةً ثُمَّ ادْنُ مِنَ الْقَبْرِ وَ کَبِّرِ اللَّهَ أَرْبَعِینَ مَرَّةً تَمَامَ مِائَةٍ تَکْبِیرَهٍ ثم قل:

هنگامی که به در حرم رسیدی، بایست و شهادتین بگو در حالي که با غسل هستی، پس وقتی داخل شدی و قبر را دیدی، پس بایست و سی مرتبه «اللّه اکبر» بگو، آن گاه با وقار و آرامش و با قدم های کوتاه نزدیک شو، سپس بایست و سی مرتبه «اللّه اکبر» بگو، پس از آن، نزدیک قبر

ص: 921

شو و چهل مرتبه «اللّه اکبر» بگو، سپس بگو:

اَلسَّلامُ عَلَیْكُمْ يا اَهْلَ بَيْتِ النُّبُوَّةِ،وَمَوْضِعَ الرِّسالَةِ، وَمُخْتَلَفَ الْمَلائِكَةِ، وَمَهْبِطَ الْوَحْىِ وَمَعْدِنَ الرَّحْمَةِ، وَخُزَّانَ الْعِلْمِ، وَمُنْتَهَى الْحِلْمِ، وَاُصُولَ الْكَرَمِ، وَقادَةَ الْأُمَمِ، وَاَوْلِيآءَ النِّعَمِ، وَعَناصِرَ الْأَبْرارِ، وَدَعآئِمَ الْأَخْيارِ، وَساسَةَ الْعِبادِ، وَاَرْكانَ الْبِلادِ، وَاَبْوابَ الْأيمانِ، وَاُمَنآءَ الرَّحْمنِ، وَسُلالَةَ النَّبِيّينَ، وَصَفْوَةَالْمُرْسَلينَ، وَعِتْرَةَ خِيَرَةِ رَبِّ الْعالَمینَ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلى اَئِمَّةِ الْهُدى، وَمَصابيحِ الدُّجى وَاَعْلامِ التُّقى، وَذَوِى النُّهى، وَاُولِى الْحِجى، وَكَهْفِ الْوَرى، وَوَرَثَةِ الْأَنْبِيآءِ، وَالْمَثَلِ الْأَعْلى، وَالدَّعْوَةِ الْحُسْنى، وَحُجَجِ اللَّهِ عَلى اَهْلِ الدُّنْيا وَالْأخِرَةِ وَالْأُولى، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلى مَحآلِّ مَعْرِفَةِ اللَّهِ، وَمَساكِنِ بَرَكَةِ اللَّهِ، وَمَعادِنِ حِكْمَةِ اللَّهِ، وَحَفَظَةِ سِرِّ اللَّهِ، وَحَمَلَةِ كِتابِ اللَّهِ، وَاَوْصِيآءِ نَبِىِّ اللَّهِ، وَذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَى الدُّعاةِ اِلَى اللّهِ وَالْأَدِلاَّءِ عَلى مَرْضاتِ اللّهِ، وَالْمُسْتَوفِرينَ (1)فى اَمْرِ اللَّهِ، وَالتَّآمّينَ فى مَحَبَّةِ اللَّهِ، وَالْمُخْلِصينَ فى تَوْحيدِ اللَّهِ، وَالْمُظْهِرينَ لاَمْرِ

ص: 922


1- الْمُسْتَقِرّينَ

اللَّهِ وَنَهْيِهِ، وَعِبادِهِ الْمُكْرَمینَ، الَّذينَ لايَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِاَمْرِهِ يَعْمَلُونَ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَى الْأَئِمَّةِ الدُّعاةِ وَالْقادَةِ الْهُداةِ، وَالسَّادَةِ الْوُلاةِ، وَالذَّادَةِ الْحُماةِ، وَاَهْلِ الذِّكْرِ وَاُولِى الْأَمْرِ، وَبَقِيَّةِ اللَّهِ وَخِيَرَتِهِ، وَحِزْبِهِ وَعَيْبَةِ عِلْمِهِ، وَحُجَّتِهِ وَصِراطِهِ وَنُورِهِ وَبُرْهانِهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ اَشْهَدُ اَنْ لا اِلهَ اِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ كَما شَهِدَ اللَّهُ لِنَفْسِهِ، وَشَهِدَتْ لَهُ مَلائِكَتُهُ، وَاُولُوا الْعِلْمِ مِنْ خَلْقِهِ، لا اِلهَ اِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكيمُ وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ الْمُنْتَجَبُ وَرَسُولُهُ الْمُرْتَضى، اَرْسَلَهُ بِالْهُدى وَدينِ الْحَقِّ، لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، وَاَشْهَدُ اَنَّكُمُ الْأَئِمَّةُ الرَّاشِدُونَ الْمَهْدِيُّونَ، الْمَعْصُومُونَ الْمُكَرَّمُونَ، الْمُقَرَّبُونَ الْمُتَّقوُنَ الصَّادِقُونَ الْمُصْطَفَوْنَ الْمُطيعُونَ لِلَّهِ، الْقَوَّامُونَ بِاَمْرِهِ، الْعامِلُونَ بِاِرادَتِهِ، الْفآئِزُونَ بِكَرامَتِهِ، اِصْطَفاكُمْ بِعِلْمِهِ، وَارْتَضاكُمْ لِغَيْبِهِ، وَاخْتارَكُمْ لِسِرِّهِ، وَاجْتَبيكُمْ بِقُدْرَتِهِ، وَاَعَزَّكُمْ بِهُداهُ، وَخَصَّكُمْ بِبُرْهانِهِ، وَانْتَجَبَكُمْ لِنُورِهِ، وَاَيَّدَكُمْ بِرُوحِهِ، وَرَضِيَكُمْ خُلَفآءَ فى اَرْضِهِ، وَحُجَجاً عَلى بَرِيَّتِهِ، وَاَنْصاراً لِدينِهِ، وَ حَفَظَةً لِسِرِّهِ، وَخَزَنَةً لِعِلْمِهِ، وَمُسْتَوْدَعاً لِحِكْمَتِهِ، وَتَراجِمَةً لِوَحْيِهِ، وَاَرْكاناً لِتَوْحيدِهِ، وَشُهَدآءَ عَلى خَلْقِهِ، وَاَعْلاماً

ص: 923

لِعِبادِهِ، وَمَناراً فى بِلادِهِ، وَاَدِلاَّءَ عَلى صِراطِهِ، عَصَمَكُمُ اللَّهُ مِنَ الزَّلَلِ، وَآمَنَكُمْ مِنَ الْفِتَنِ، وَطَهَّرَكُمْ مِنَ الدَّنَسِ، وَاَذْهَبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ، وَطَهَّرَكُمْ تَطْهيراً، فَعَظَّمْتُمْ جَلالَهُ، وَاَكْبَرْتُمْ شَأْنَهُ، وَمَجَّدْتُمْ كَرَمَهُ، وَاَدَمْتُمْ(1) ذِكْرَهُ، وَوَكَّدْتُمْ میثاقَهُ، وَاَحْكَمْتُمْ عَقْدَ طاعَتِهِ، وَنَصَحْتُمْ لَهُ فِى السِّرِّ وَالْعَلانِيَةِ، وَدَعَوْتُمْ اِلى سَبيلِهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَبَذَلْتُمْ اَنْفُسَكُمْ فى مَرْضاتِهِ، وَصَبَرْتُمْ عَلى ما اَصابَكُمْ فى جَنْبِهِ، وَاَقَمْتُمُ الصَّلوةَ، وَآتَيْتُمُ الزَّكاةَ، وَاَمَرْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَجاهَدْتُمْ فِى اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ، حَتّى اَعْلَنْتُمْ دَعْوَتَهُ، وَبَيَّنْتُمْ فَرآئِضَهُ، وَاَقَمْتُمْ حُدُودَهُ وَنَشَرْتُمْ (2)شَرايِعَ اَحْكامِهِ، وَسَنَنْتُمْ سُنَّتَهُ، وَصِرْتُمْ فى ذلِكَ مِنْهُ اِلَى الرِّضا، وَسَلَّمْتُمْ لَهُ الْقَضآءَ، وَصَدَّقْتُمْ مِنْ رُسُلِهِ مَنْ مَضى، فَالرَّاغِبُ عَنْكُمْ مارِقٌ، وَاللّازِمُ لَكُمْ لاحِقٌ، وَالْمُقَصِّرُ فى حَقِّكُمْ زاهِقٌ، وَالْحَقُ مَعَكُمْ، وَفيكُمْ وَمِنْكُمْ وَاِلَيْكُمْ، وَاَنْتُمْ اَهْلُهُ وَمَعْدِنُهُ، وَمیراثُ النُّبُوَّةِ عِنْدَكُمْ، وَاِيابُ الْخَلْقِ اِلَيْكُمْ، وَحِسابُهُمْ عَلَیْكُمْ، وَفَصْلُ الْخِطابِ عِنْدَكُمْ، وَ

ص: 924


1- أدَمتُم. (عیون أخبار الرضا، ج 2، ص 274)
2- فَسّرتم

آياتُ اللَّهِ لَدَيْكُمْ، وَعَزآئِمُهُ فيكُمْ، وَنُورُهُ وَبُرْهانُهُ عِنْدَكُمْ، وَاَمْرُهُ اِلَيْكُمْ، مَنْ والاكُمْ فَقَدْ والَى اللَّهَ، وَمَنْ عاداكُمْ فَقَدْ عادَ اللَّهَ وَ مَنْ اَحَبَّكُمْ فَقَدْاَحَبَ اللَّهَ، وَمَنْ اَبْغَضَكُمْ فَقَدْ اَبْغَضَ اللَّهَ وَمَنِ اعْتَصَمَ بِكُمْ فَقَدِ اعْتَصَمَ بِاللَّهِ، اَنْتُمُ السَّبيلُ الْأعْظَمُ و الصِّراطُ الْأَقْوَمُ وَشُهَدآءُ دارِالْفَنآءِ، وَشُفَعآءُ دارِ الْبَقآءِ، وَالرَّحْمَةُ الْمَوْصُولَةُ وَالْأيَةُ الَمخْزُونَةُ، وَالْأَمانَةُ الْمُحْفُوظَةُ، وَالْبابُ الْمُبْتَلى بِهِ النَّاسُ، مَنْ اَتيكُمْ نَجى، وَمَنْ لَمْ يَاْتِكُمْ هَلَكَ، اِلَى اللَّهِ تَدْعُونَ، وَعَلَیْهِ تَدُلُّونَ، وَبِهِ تُؤْمِنُونَ، وَلَهُ تُسَلِّمُونَ، وَبِاَمْرِهِ تَعْمَلُونَ، وَاِلى سَبيلِهِ تُرْشِدُونَ، وَبِقَوْلِهِ تَحْكُمُونَ، سَعَدَ مَنْ والاكُمْ، وَهَلَكَ مَنْ عاداكُمْ، وَخابَ مَنْ جَحَدَكُمْ، وَضَلَّ مَنْ فارَقَكُمْ، وَفازَ مَنْ تَمَسَّكَ بِكُمْ، وَاَمِنَ مَنْ لَجَاَ اِلَيْكُمْ، وَسَلِمَ مَنْ صَدَّقَكُمْ، وَهُدِىَ مَنِ اعْتَصَمَ بِكُمْ مَنِ اتَّبَعَكُمْ فَالْجَنَّةُ مَاْويهُ، وَمَنْ خالَفَكُمْ فَالنَّارُ مَثْويهُ، وَمَنْ جَحَدَكُمْ كافِرٌ، وَمَنْ حارَبَكُمْ مُشْرِكٌ، وَمَنْ رَدَّ عَلَیْكُمْ فى اَسْفَلِ دَرَكٍ مِنَ الْجَحيمِ، اَشْهَدُ اَنَّ هذا سابِقٌ لَكُمْ فيما مَضى، وَجارٍ لَكُمْ فيما بَقِىَ، وَاَنَّ اَرْواحَكُمْ وَنُورَكُمْ وَطينَتَكُمْ واحِدَةٌ، طابَتْ وَطَهُرَتْ بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ، خَلَقَكُمُ اللَّهُ اَنْواراً، فَجَعَلَكُمْ بِعَرْشِهِ مُحْدِقينَ، حَتّى مَنَّ عَلَیْنا بِكُمْ، فَجَعَلَكُمْ فى

ص: 925

بُيُوتٍ اَذِنَ اللَّهُ اَنْ تُرْفَعَ، وَيُذْكَرَ فيهَا اسْمُهُ، وَجَعَلَ صَلَواتَنا (1)عَلَیْكُمْ وَما خَصَّنا بِهِ مِنْ وِلايَتِكُمْ، طيباً لِخُلْقِنا، وَطَهارَةً لِأَنْفُسِنا، وَتَزْكِيَةً لَنا، وَكَفَّارَةً لِذُنُوبِنا فَكُنَّا عِنْدَهُ مُسَلِّمینَ بِفَضْلِكُمْ، وَمَعْرُوفينَ بِتَصْديقِنا اِيَّاكُمْ، فَبَلَغَ اللَّهُ بِكُمْ اَشْرَفَ مَحَلِّ الْمُكَرَّمینَ، وَاَعْلى مَنازِلِ الْمُقَرَّبينَ، وَاَرْفَعَ دَرَجاتِ الْمُرْسَلينَ، حَيْثُ لا يَلْحَقُهُ لاحِقٌ، وَلا يَفُوقُهُ فآئِقٌ، وَلايَسْبِقُهُ سابِقٌ، وَلا يَطْمَعُ فى اِدْراكِهِ طامِعٌ، حَتّى لا يَبْقى مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، وَلا نَبِىٌّ مُرْسَلٌ، وَلا صِدّيقٌ وَلا شَهيدٌ، وَلا عالِمٌ وَلا جاهِلٌ، وَلا دَنِىٌ وَلا فاضِلٌ، وَلا مُؤْمِنٌ صالِحٌ وَلا فِاجِرٌ طالِحٌ، وَلاجَبَّارٌ عَنيدٌ وَلا شَيْطانٌ مَريدٌ، وَلا خَلْقٌ فيما بَيْنَ ذلِكَ شَهيدٌ، اِلاَّ عَرَّفَهُمْ جَلالَةَ اَمْرِكُمْ، وَعِظَمَ خَطَرِكُمْ، وَكِبَرَ شَاْنِكُمْ، وَتَمامَ نُورِكُمْ، وَصِدْقَ مَقاعِدِكُمْ، وَثَباتَ مَقامِكُمْ، وَشَرَفَ مَحَلِّكُمْ وَمَنْزِلَتِكُمْ عِنْدَهُ، وَكَرامَتَكُمْ عَلَیْهِ، وَخاصَّتَكُمْ لَدَيْهِ، وَقُرْبَ مَنْزِلَتِكُمْ مِنْهُ، بِاَبى اَنْتُمْ وَاُمّى وَاَهْلى وَمالى وَاُسْرَتى، اُشْهِدُ اللَّهَ وَاُشْهِدُكُمْ، اَنّى مُؤْمِنٌ بِكُمْ وَبِما آمَنْتُمْ بِهِ، كافِرٌ بَعَدُوِّكُمْ وَبِما كَفَرْتُمْ بِهِ، مُسْتَبْصِرٌ بِشَاْنِكُمْ وَبِضَلالَةِ مَنْ خالَفَكُمْ، مُوالٍ لَكُمْ وَلِأَوْلِيآئِكُمْ، مُبْغِضٌ لِأَعْدآئِكُمْ

ص: 926


1- صَلَاتَنا

وَمُعادٍ لَهُمْ، سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ،مُحَقِّقٌ لِما حَقَّقْتُمْ، مُبْطِلٌ لِما اَبْطَلْتُمْ، مُطيعٌ لَكُمْ عارِفٌ بِحَقِّكُمْ، مُقِرٌّ بِفَضْلِكُمْ، مُحْتَمِلٌ لِعِلْمِكُمْ، مُحْتَجِبٌ بِذِمَّتِكُمْ، مُعْتَرِفٌ بِكُمْ،مُؤْمِنٌ بِاِيابِكُمْ، مُصَدِّقٌ بِرَجْعَتِكُمْ، مُنْتَظِرٌ لاَمْرِكُمْ، مُرْتَقِبٌ لِدَوْلَتِكُمْ آخِذٌبِقَوْلِكُمْ، عامِلٌ بِاَمْرِكُمْ، مُسْتَجيرٌ بِكُمْ، زآئِرٌ لَكُمْ لائِذٌ عآئِذٌ بِقُبُورِكُمْ، مُسْتَشْفِعٌ اِلَى اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ بِكُمْ، وَمُتَقَرِّبٌ بِكُمْ اِلَيْهِ، وَمُقَدِّمُكُمْ اَمامَ طَلِبَتى، وَحَوآئِجى وَاِرادَتى فى كُلِّ اَحْوالى وَاُمُورى، مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَعَلانِيَتِكُمْ، وَشاهِدِكُمْ وَغآئِبِكُمْ، وَاَوَّلِكُمْ وَآخِرِكُمْ، وَمُفَوِّضٌ فى ذلِكَ كُلِّهِ اِلَيْكُمْ وَمُسَلِّمٌ فيهِ مَعَكُمْ، وَقَلْبى لَكُمْ مُسَلِّمٌ، وَرَاْيى لَكُمْ تَبَعٌ، وَنُصْرَتى لَكُمْ مُعَدَّةٌ، حَتّى يُحْيِىَ اللَّهُ تَعالى دينَهُ بِكُمْ، وَيَرُدَّكُمْ فى اَيَّامِهِ، وَيُظْهِرَكُمْ لِعَدْلِهِ، وَيُمَكِّنَكُمْ فى اَرْضِهِ فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لامَعَ غَيْرِكُمْ، آمَنْتُ بِكُمْ، وَتَوَلَّيْتُ آخِرَكُمْ بِما تَوَلَّيْتُ بِهِ اَوَّلَكُمْ، وَبَرِئْتُ اِلَى اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ مِنْ اَعْدآئِكُمْ وَمِنَ الْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ، وَالشَّياطينِ وَحِزْبِهِمُ الظَّالِمینَ لَكُمْ وَالْجاحِدينَ لِحَقِّكُمْ، وَالْمارِقينَ مِنْ وِلايَتِكُمْ، وَالْغاصِبينَ لِأِرْثِكُمْ، وَالشَّآكّينَ فيكُمْ، وَالْمُنْحَرِفينَ عَنْكُمْ، وَمِنْ كُلِ وَليجَةٍ دُونَكُمْ، وَكُلِّ مُطاعٍ

ص: 927

سِواكُمْ، وَمِنَ الْأَئِمَّةِ الَّذينَ يَدْعُونَ اِلَى النَّارِ، فَثَبَّتَنِىَ اللَّهُ اَبَداً ما حَييتُ عَلى مُوالاتِكُمْ وَمَحَبَّتِكُمْ وَدينِكُمْ، وَوَفَّقَنى لِطاعَتِكُمْ، وَرَزَقَنى شَفاعَتَكُمْ، وَجَعَلَنى مِنْ خِيارِ مَواليكُمُ، التَّابِعينَ لِما دَعَوْتُمْ اِلَيْهِ، وَ جَعَلَنى مِمَّنْ يَقْتَصُّ آثارَكُمْ، وَيَسْلُكُ سَبيلَكُمْ، وَيَهْتَدى بِهُديكُمْ، وَيُحْشَرُ فى زُمْرَتِكُمْ، وَيَكِرُّ فى رَجْعَتِكُمْ، وَيُمَلَّكُ فى دَوْلَتِكُمْ وَ يُشَرَّفُ فى عافِيَتِكُمْ، وَيُمَكَّنُ فى اَيَّامِكُمْ، وَتَقِرُّ عَيْنُهُ غَداً بِرُؤْيَتِكُمْ، بِاَبى اَنْتُمْ وَاُمّى وَنَفْسى وَاَهْلى وَمالى، مَنْ اَرادَ اللَّهَ بَدَءَ بِكُمْ، وَمَنْ وَحَّدَهُ قَبِلَ عَنْكُمْ، وَمَنْ قَصَدَهُ تَوَجَّةَ بِكُمْ، مَوالِيَّ لآ اُحْصى ثَنآئَكُمْ، وَلا اَبْلُغُ مِنَ الْمَدْحِ كُنْهَكُمْ وَمِنَ الْوَصْفِ قَدْرَكُمْ، وَاَنْتُمْ نُورُ الْأَخْيارِ، وَهُداةُ الْأَبْرارِ وَحُجَجُ الْجَبَّارِ،بِكُمْ فَتَحَ اللَّهُ وَبِكُمْ يَخْتِمُ، وَبِكُمْ يُنَزِّلُ الْغَيْثَ، وَبِكُمْ يُمْسِكُ السَّمآءَ اَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ اِلاَّ بِاِذْنِهِ وَبِكُمْ يُنَفِّسُ الْهَمَّ، وَيَكْشِفُ الضُّرَّ، وَعِنْدَكُمْ ما نَزَلَتْ بِهِ رُسُلُهُ، وَهَبَطَتْ بِهِ مَلائِكَتُهُ، وَاِلى جَدِّكُمْ.

وَإِنْ کَانَتِ الزِّیَارَةُ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیهِ السَّلام فَقُلْ: وَإِلَي أَخِیکَ

اگر امیرالمؤمنین عَلَیهِ السَّلام را زیارت می کنی بجای «اِلى جَدِّكُمْ» بگو: «إلى أخيك»

ص: 928

بُعِثَ الرُّوحُ الْأَمینُ، آتاكُمُ اللَّهُ مالَمْ يُؤْتِ اَحَداً مِنَ الْعالَمینَ طَاْطَاَ كُلُّ شَريفٍ لِشَرَفِكُمْ، وَبَخَعَ(1) كُلُّ مُتَكَبِّرٍ لِطاعَتِكُمْ وَخَضَعَ كُلُ جَبَّارٍ لِفَضْلِكُمْ، وَذَلَّ كُلُّشَىْ ءٍ لَكُمْ، وَاَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِكُمْ، وَفازَ الْفآئِزُونَ بِوِلايَتِكُمْ، بِكُمْ يُسْلَكُ اِلَى الرِّضْوانِ، وَعَلى مَنْ جَحَدَ وِلايَتَكُمْ غَضَبُ الرَّحْمنِ بِاَبى اَنْتُمْ وَاُمّى وَنَفسى وَاَهْلى وَمالى، ذِكْرُكُمْ فِى الذَّاكِرينَ، وَاَسْمآؤُكُمْ فِى الْأَسْمآءِ، وَاَجْسادُكُمْ فِى الْأَجْسادِ وَاَرْواحُكُمْ فِى اْلأَرْواحِ، وَاَنْفُسُكُمْ فِى النُّفُوسِ، وَآثارُكُمْ فِى الْأثارِ، وَقُبُورُكُمْ فِى الْقُبُورِ، فَما اَحْلى اَسْمآئَكُمْ وَاَكْرَمَ اَنْفُسَكُمْ، وَاَعْظَمَ شَاْنَكُمْ، وَاَجَلَّ خَطَرَكُمْ، وَاَوْفى عَهْدَكُمْ، وَاَصْدَقَ وَعْدَكُمْ، كَلامُكُمْ نُورٌ، وَاَمْرُكُمْ رُشْدٌ، وَوَصِيَّتُكُمُ التَّقْوى، وَفِعْلُكُمُ الْخَيْرُ، وَعادَتُكُمُ الْأِحْسانُ، وَسَجِيَّتُكُمُ الْكَرَمُ، وَشَاْنُكُمُ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، وَقَوْلُكُمْ حُكْمٌ وَحَتْمٌ، وَرَاْيُكُمْ عِلْمٌ وَحِلْمٌ وَحَزْمٌ، اِنْ ذُكِرَ الْخَيْرُ كُنْتُمْ اَوَّلَهُ وَاَصْلَهُ وَفَرْعَهُ، وَمَعْدِنَهُ وَمَاْويهُ وَمُنْتَهاهُ، بِاَبى اَنْتُمْ وَاُمّى وَنَفْسى، كَيْفَ اَصِفُ حُسْنَ ثَنآئِكُمْ، وَاُحْصى جَمیلَ بَلائِكُمْ، وَبِكُمْ اَخْرَجَنَا اللَّهُ مِنَ الذُّلِّ، وَفَرَّجَ عَنَّا غَمَراتِ الْكُرُوبِ، وَاَنْقَذَنا

ص: 929


1- نَخَعَ/نَجَعَ.

بکم مِنْ شَفا جُرُفِ الْهَلَكاتِ وَمِنَ النَّارِ، بِاَبى اَنْتُمْ وَاُمّى وَنَفْسى، بِمُوالاتِكُمْ عَلَّمَنَا اللَّهُ مَعالِمَ دِينِنا، وَاَصْلَحَ ماكانَ فَسَدَ مِنْ دُنْيانا، وَبِمُوالاتِكُمْ تَمَّتِ الْكَلِمَةُ، وَعَظُمَتِ النِّعْمَةُ، وَائْتَلَفَتِ الْفُرْقَةُ، وَبِمُوالاتِكُمْ تُقْبَلُ الطَّاعَةُ الْمُفْتَرَضَةُ، وَلَكُمُ الْمَوَدَّةُ الْواجِبَةُ، وَالدَّرَجاتُ الرَّفيعَةُ، وَالْمَقامُ الْمَحْمُودُ، وَالْمَكانُ الْمَعْلُومُ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ، وَالْجاهُ الْعَظيمُ، وَالشَّاْنُ الْكَبيرُ، وَالشَّفاعَةُ الْمَقْبُولَةُ، رَبَّنا آمَنَّا بِما اَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ، فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدينَ، رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ اِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، اِنَّكَ اَنْتَ الْوَهَّابُ، سُبْحانَ رَبِّنا اِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً،يا وَلِيَّ اللَّهِ اِنَّ بَيْنى وَبيْنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ذُنُوباً لا يَاْتى عَلَیْها اِلاَّ رِضاكُمْ(1)(2)، فَبِحَقِّ مَنِ ائْتَمَنَكُمْ عَلى سِرِّهِ، وَاسْتَرْعاكُمْ اَمْرَ خَلْقِهِ، وَقَرَنَ طاعَتَكُمْ بِطاعَتِهِ، لَمَّا اسْتَوْهَبْتُمْ ذُنُوبى وَكُنْتُمْ شُفَعآئى، فَإنّی لَكُمْ مُطيعٌ، مَنْ اَطاعَكُمْ فَقَدْ اَطاعَ اللَّهَ،

ص: 930


1- اذا زُرتَ العَسکَرِيَّینِ عَلَیهِما السَّلام بِهذه الزَّیارة کرَّر هذه العبارة(يا وَلِيَّ اللَّهِ اِنَّ بَيْنى وَبيْنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ذُنُوباً لا يَاْتى عَلَیْها اِلاَّ رِضاكُمْ) رَجاءً مُخاطباً الامام الهادي عَلَیهِ السَّلام مرَّة و الامام العسکَريَّ مرَّة اُخری. اگر در حرم امام هادي و امام عسکري عَلَیهِ السَّلام این زیارت خوانده می شود، رجاء این عبارت (يا وَلِيَّ اللَّهِ اِنَّ بَيْنى وَبيْنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ذُنُوباً لا يَاْتى عَلَیْها اِلاَّ رِضاكُمْ) تکرار شود؛ یک بار خطاب به امام هادي عَلَیهِ السَّلام و بار دیگر خطاب به امام حسن عسکري عَلَیهِ السَّلام خوانده شود.
2- الا رِضَی اللّهِ و رِضَاکم.

وَمَنْ عَصاكُمْ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ، وَمَنْ اَحَبَّكُمْ فَقَدْ اَحَبَّ اللَّهَ، وَمَنْ اَبْغَضَكُمْ فَقَدْ اَبْغَضَ اللَّهَ، اَللّهُمَّ إنّی لَوْ وَجَدْتُ شُفَعآءَ اَقْرَبَ اِلَيْكَ مِنْ مُحَمِّدٍ وَاَهْلِ بَيْتِهِ الْأَخْيارِ، الْأَئِمَّةِ الْأَبْرارِ، لَجَعَلْتُهُمْ شُفَعآئى، فَبِحَقِّهِمُ الَّذى اَوْجَبْتَ لَهُمْ عَلَیْكَ، اَسْئَلُكَ اَنْ تُدْخِلَنى فى جُمْلَةِ الْعارِفينَ بِهِمْ وَبِحَقِّهِمْ، وَفى زُمْرَةِ الْمَرْحُومینَ بِشَفاعَتِهِمْ، اِنَّكَ اَرْحَمُ الرَّاحِمینَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ، وَسَلَّمَ تَسْليماً كَثيراً، وَحَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكيلُ.(1)

الزيارة الثانية: الزيارة الجامعة لأئمة المؤمنين

زیارت دوم

هي مَرویةُ عن الأئمِةِ عليهم السَّلام... فَإِذَا دَنَوْتَ مِنْ بَابِ الْمَشْهَدِ فَقُلِ:

هنگامی که نزدیک در حرم رسیدی، بگو:

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَفَّقَنِي لِقَصْدِ وَلِيِّهِ وَ زِيَارَةِ حُجَّتِهِ وَ أَوْرَدَنِي حَرَمَهُ وَ لَمْ يَبْخَسْنِي حَظِّي مِنْ زِيَارَةِ قَبْرِهِ وَ النُّزُولِ بِعَقْوَةِ مُغَيَّبِهِ وَ سَاحَةِ تُرْبَتِهِ الْحَمْدُلِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَسِمْنِي بِحِرْمَانِ مَا أَمَّلْتُهُ وَ لاَ صَرَفَ عَنِّي مَا رَجَوْتُهُ وَ لاَ قَطَعَ رَجَائِي فِيمَا تَوَقَّعْتُهُ بَلْ أَلْبَسَنِي

ص: 931


1- عيون أخبار الرضا عَلَیهِ السَّلام ، ج 2، ص 272 / بحار الأنوار، ج 99، ص 127.

عَافِيَتَهُ وَ أَفَادَنِي نِعْمَتَهُ وَ آتَانِي كَرَامَتَهُ

فَإِذا دَخَلتَ المَشهَدَ، فَقِف عَلَی الضَّریحِ الطّاهِرِ وقُل:

وقتی داخل حرم شدی، کنار ضریح بایست و بگو:

السَّلاَمُ عَلَیْكُمْ أَئِمَّةَ الْمُؤْمِنِينَ وَ سَادَةَ الْمُتَّقِينَ وَ كُبَرَاءَ الصِّدِّيقِينَ وَ أُمَرَاءَ الصَّالِحِينَ وَ قَادَةَ الْمُحْسِنِينَ وَ أَعْلاَمَ الْمُهْتَدِينَ وَ أَنْوَارَ الْعَارِفِينَ وَ وَرَثَةَ الْأَنْبِيَاءِ وَ صَفْوَةَ الْأَوْصِيَاءِ وَ شُمُوسَ الْأَتْقِيَاءِ وَ بُدُورَ الْخُلَفَاءِ وَ عِبَادَ الرَّحْمَنِ وَ شُرَكَاءَ الْقُرْآنِ وَ مَنْهَجَ الْإِيمَانِ وَ مَعَادِنَ الْحَقَائِقِ وَ شُفَعَاءَ الْخَلاَئِقِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَبْوَابُ اللَّهِ وَ مَفَاتِيحُ رَحْمَتِهِ وَ مَقَالِيدُ مَغْفِرَتِهِ وَ سَحَائِبُ رِضْوَانِهِ وَ مَصَابِيحُ جِنَانِهِ وَ حَمَلَةُ فُرْقَانِهِ وَ خَزَنَةُ عِلْمِهِ وَ حَفَظَةُ سِرِّهِ وَ مَهْبِطُ وَحْيِهِ وَ عِنْدَكُمْ أَمَانَاتُ النُّبُوَّةِ وَ وَدَائِعُ الرِّسَالَةِ أَنْتُمْ أُمَنَاءُ اللَّهِ وَ أَحِبَّاؤُهُ وَ عِبَادُهُ وَ أَصْفِيَاؤُهُ وَ أَنْصَارُ تَوْحِيدِهِ وَ أَرْكَانُ تَمْجِيدِهِ وَ دُعَاتُهُ إِلَى كُتُبِهِ وَ حَرَسَةُ خَلاَئِقِهِ وَ حَفَظَةُ وَدَائِعِهِ لاَ يَسْبِقُكُمْ ثَنَاءُ الْمَلاَئِكَةِ فِي الْإِخْلاَصِ وَ الْخُشُوعِ وَ لاَ يُضَادُّكُمْ ذُو ابْتِهَالٍ وَ خُضُوعٍ أَنَّى وَ لَكُمُ الْقُلُوبُ الَّتِي تَوَلَّى اللَّهُ رِيَاضَتَهَا بِالْخَوْفِ وَ الرَّجَاءِ وَ جَعَلَهَا أَوْعِيَةً لِلشُّكْرِ وَ الثَّنَاءِ وَ آمَنَهَا مِنْ عَوَارِضِ الْغَفْلَةِ وَ صَفَّاهَا مِنْ شَوَاغِلِ الْفَتْرَةِ بَلْ يَتَقَرَّبُ أَهْلُ السَّمَاءِ بِحُبِّكُمْ وَ بِالْبَرَاءَةِ مِنْ

ص: 932

أَعْدَائِكُمْ وَ تَوَاتُرِ الْبُكَاءِ عَلَى مُصَابِكُمْ وَ الاِسْتِغْفَارِ لِشِيعَتِكُمْ وَ مُحِبِّيكُمْ فَأَنَا أُشْهِدُ اللَّهَ خَالِقِي وَ أُشْهِدُ مَلاَئِكَتَهُ وَ أَنْبِيَاءَهُ وَ أُشْهِدُكُمْ يَا مَوَالِيَّ أَنِّي مُؤْمِنٌ بِوِلاَيَتِكُمْ مُعْتَقِدٌ لِإِمَامَتِكُمْ مُقِرٌّ بِخِلاَفَتِكُمْ عَارِفٌ بِمَنْزِلَتِكُمْ مُوقِنٌ بِعِصْمَتِكُمْ خَاضِعٌ لِوِلاَيَتِكُمْ مُتَقَرِّبٌ إِلَى اللَّهِ بِحُبِّكُمْ وَ بِالْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِكُمْ عَالِمٌ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ طَهَّرَكُمْ مِنَ الْفَوَاحِشِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَ مَا بَطَنَ وَ مِنْ كُلِّ رِيبَةٍ وَ نَجَاسَةٍ وَ دَنِيَّةٍ وَ رَجَاسَةٍ وَ مَنَحَكُمْ رَايَةَ الْحَقِّ الَّتِي مَنْ تَقَدَّمَهَا ضَلَّ وَ مَنْ تَأَخَّرَ عَنْهَا زَلَّ وَ فَرَضَ طَاعَتَكُمْ عَلَى كُلِّ أَسْوَدَ وَ أَبْيَضَ وَ أَشْهَدُ أَنَّكُمْ قَدْ وَفَيْتُمْ بِعَهْدِ اللَّهِ وَ ذِمَّتِهِ وَ بِكُلِّ مَا اشْتَرَطَ عَلَیْكُمْ فِي كِتَابِهِ وَ دَعَوْتُمْ إِلَى سَبِيلِهِ وَ أَنْفَذْتُمْ طَاقَتَكُمْ فِي مَرْضَاتِهِ وَ حَمَلْتُمُ الْخَلاَئِقَ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ وَ مَسَالِكِ الرِّسَالَةِ وَ سِرْتُمْ فِيهِ بِسِيرَةِ الْأَنْبِيَاءِ وَ مَذَاهِبِ الْأَوْصِيَاءِ فَلَمْ يُطَعْ لَكُمْ أَمْرٌ وَ لَمْ تُصْغَ إِلَيْكُمْ أُذُنٌ فَصَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَى أَرْوَاحِكُمْ وَ أَجْسَادِكُمْ

ثُمَّ تَنْکَّبْ عَلَی الْقَبْرِ وَتقول:

پس خود را روی قبر می اندازی و میگویی:

بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي يَا حُجَّةَ اللَّهِ لَقَدْ أُرْضِعْتَ بِثَدْيِ الْإِيمَانِ وَ فُطِمْتَ

ص: 933

بِنُورِ الْإِسْلاَمِ وَ غُذِّيتَ بِبَرْدِ الْيَقِينِ وَ أُلْبِسْتَ حُلَلَ الْعِصْمَةِ وَ اصْطُفِيتَ وَ وُرِّثْتَ عِلْمَ الْكِتَابِ وَ لُقِّنْتَ فَصْلَ الْخِطَابِ وَ أُوضِحَ بِمَكَانِكَ مَعَارِفُ التَّنْزِيلِ وَ غَوَامِضُ التَّأْوِيلِ وَ سُلِّمَتْ إِلَيْكَ رَايَةُ الْحَقِّ وَ كُلِّفْتَ هِدَايَةَ الْخَلْقِ وَ نُبِذَ إِلَيْكَ عَهْدُ الْإِمَامَةِ وَ أُلْزِمْتَ حِفْظَ الشَّرِيعَةِ وَ أَشْهَدُ يَا مَوْلاَيَ أَنَّكَ وَفَيْتَ بِشَرَائِطِ الْوَصِيَّةِ وَ قَضَيْتَ مَا لَزِمَكَ مِنْ حَدِّ الطَّاعَةِ وَ نَهَضْتَ بِأَعْبَاءِ الْإِمَامَةِ وَ احْتَذَيْتَ مِثَالَ النُّبُوَّةِ فِي الصَّبْرِ وَ الاِجْتِهَادِ وَ النَّصِيحَةِ لِلْعِبَادِ وَ كَظْمِ الْغَيْظِ وَ الْعَفْوِ عَنِ النَّاسِ وَ عَزَمْتَ عَلَى الْعَدْلِ فِي الْبَرِيَّةِ وَ النَّصَفَةِ فِي الْقَضِيَّةِ وَ وَكَّدْتَ الْحُجَجَ عَلَى الْأُمَّةِ بِالدَّلاَئِلِ الصَّادِقَةِ وَ الشَّواهِدِ النَّاطِقَةِ وَ دَعَوْتَ إِلَى اللَّهِ بِالْحِكْمَةِ الْبَالِغَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ فَمَنَعْتَ مِنْ تَقْوِيمِ الزَّيْغِ وَ سَدِّ الثُّلَمِ وَ إِصْلاَحِ الْفَاسِدِ وَ كَسْرِ الْمُعَانِدِ وَ إِحْيَاءِ السُّنَنِ وَ إِمَاتَةِ الْبِدَعِ حَتَّى فَارَقْتَ الدُّنْيَا وَ أَنْتَ شَهِيدٌ وَ لَقِيتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ أَنْتَ حَمِيدٌ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْكَ تَتَرَادَفُ وَ تَزِيدُ.(1)

ص: 934


1- اذا زُرتَ العَسکَريَّینِ عَلَیهِما السَّلام بِهَذِهِ الزیارة کرَّر هذه العِبارة رجاءً مخاطباً الامام الهادي عَلَیهِ السَّلام مرَّة و الامام العَسکَري مرَّة اُخرَی. اگر در حرم امام هادي و امام عسکري عَلَیهِما السَّلام این زیارت خوانده می شود، رجاء این عبارت تکرار شود؛ یک بار خطاب به امام هادي عَلَیهِ السَّلام و بار دیگر خطاب به امام حسن عسکري عَلَیهِ السَّلام خوانده شود.

ثُمَّ صِر إلي عِندِ الرِّجلَینِ وقُل:

پس به طرف پایین پای امام عَلَیهِ السَّلام برو و بگو:

يَا سَادَتِي يَا آلَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّي بِكُمْ أَتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ جَلَّ وَ عَلاَ بِالْخِلاَفِ عَلَى الَّذِينَ غَدَرُوا بِكُمْ وَ نَكَثُوا بَيْعَتَكُمْ وَ جَحَدُوا وِلاَيَتَكُمْ وَ أَنْكَرُوا مَنْزِلَتَكُمْ وَ خَلَعُوا رِبْقَةَ طَاعَتِكُمْ وَ هَجَرُوا أَسْبَابَ مَوَدَّتِكُمْ وَ تَقَرَّبُوا إِلَى فَرَاعِنَتِهِمْ بِالْبَرَاءَةِ مِنْكُمْ وَ الْإِعْرَاضِ عَنْكُمْ وَ مَنَعُوكُمْ مِنْ إِقَامَةِ الْحُدُودِ وَ اسْتِئصَالِ الْجُحُودِ وَ شَعْبِ الصَّدْعِ وَ لَمِّ الشَّعَثِ وَ سَدِّ الْخَلَلِ وَ تَثْقِيفِ الْأَوَدِ وَ إِمْضَاءِ الْأَحْكَامِ وَ تَهْذِيبِ الْإِسْلاَمِ وَ قَمْعِ الاثَامِ وَ أَرْهَجُوا عَلَیْكُمْ نَقْعَ الْحُرُوبِ وَ الْفِتَنِ وَ أَنْحَوْا عَلَیْكُمْ سُيُوفَ الْأَحْقَاِد وَ هَتَكُوا مِنْكُمُ السُّتُورَ وَ ابْتَاعُوا بِخُمْسِكُمُ الْخُمُورَ وَ صَرَفُوا صَدَقَاتِ الْمَسَاكِينِ إِلَى الْمُضْحِكِينَ وَ السَّاخِرِينَ وَ ذَلِكَ بِمَا طَرَّقَتْ لَهُمُ الْفَسَقَةُ الْغُوَاةُ وَ الْحَسَدَةُ الْبُغَاةُ أَهْلُ النَّكْثِ وَ الْغَدْرِ وَ الْخِلاَفِ وَ الْمَكْرِ وَ الْقُلُوبِ الْمُنْتِنَةِ مِنْ قَذَرِ الشِّرْكِ وَ الْأَجْسَادِ الْمُشْحَنَةِ مِنْ دَرَنِ الْكُفْرِ الَّذِينَ أَضَبُّوا عَلَى النِّفَاقِ وَ أَكَبُّوا عَلَى عَلاَئِقِ الشِّقَاقِ فَلَمَّا مَضَى الْمُصْطَفَى صَلَّوَاتُ اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ اخْتَطَفُوا الْغِرَّةَ وَ انْتَهَزُوا الْفُرْصَةَ وَ انْتَهَكُوا

ص: 935

الْحُرْمَةَ وَ غَادَرُوهُ عَلَى فِرَاشِ الْوَفَاةِ وَ أَسْرَعُوا لِنَقْضِ الْبَيْعَةِ وَ مُخَالَفَةِ الْمَوَاثِيقِ الْمُؤَكَّدَةِ وَ خِيَانَةِ الْأَمَانَةِ الْمَعْرُوضَةِ عَلَى الْجِبَالِ الرَّاسِيَةِ وَ أَبَتْ أَنْ تَحْمِلَهَا وَ حَمَلَهَا الْإِنْسَانُ الظَّلُومُ الْجَهُولُ ذُو الشِّقَاقِ وَ الْعِزَّةِ بِالْآثَامِ الْمُولِمَةِ وَ الْأَنَفَةِ عَنِ الاِنْقِيَادِ لِحَمِيدِ الْعَاقِبَةِ فَحُشِرَ سِفْلَةُ الْأَعْرَابِ وَ بَقَايَا الْأَحْزَابِ إِلَى دَارِ النُّبُوَّةِ وَ الرِّسَالَةِ وَ مَهْبِطِ الْوَحْيِ وَ الْمَلاَئِكَةِ وَ مُسْتَقَرِّ سُلْطَانِ الْوِلاَيَةِ وَ مَعْدِنِ الْوَصِيَّةِ وَ الْخِلاَفَةِ وَ الْإِمَامَةِ حَتَّى نَقَضُوا عَهْدَ الْمُصْطَفَى فِي أَخِيهِ عَلَمِ الْهُدَى وَ الْمُبَيِّنِ طَرِيقَ النَّجَاةِ مِنْ طُرُقِ الرَّدَى وَ جَرَحُوا كَبِدَ خَيْرِ الْوَرَى فِي ظُلْمِ ابْنَتِهِ وَ اضْطِهَادِ حَبِيبَتِهِ وَ اهْتِضَامِ عَزِيزَتِهِ بَضْعَةِ لَحْمِهِ وَ فِلْذَةِ كَبِدِهِ وَ خَذَلُوا بَعْلَهَا وَ صَغَّرُوا قَدْرَهُ وَ اسْتَحَلُّوا مَحَارِمَهُ وَ قَطَعُوا رَحِمَهُ وَ أَنْكَرُوا أُخُوَّتَهُ وَ هَجَرُوا مَوَدَّتَهُ وَ نَقَضُوا طَاعَتَهُ وَ جَحَدُوا وِلاَيَتَهُ وَ أَطْمَعُوا الْعَبِيدَ فِي خِلاَفَتِهِ وَ قَادُوهُ إِلَى بَيْعَتِهِمْ مُصْلِتَةً سُيُوفَهَا مُقْذِعَةً أَسِنَّتَهَا وَ هُوَ سَاخِطُ الْقَلْبِ هَائِجُ الْغَضَبِ شَدِيدُ الصَّبْرِ كَاظِمُ الْغَيْظِ يَدْعُونَهُ إِلَى بَيْعَتِهِمُ الَّتِي عَمَّ شُومُهَا الْإِسْلاَمَ وَ زَرَعَتْ فِي قُلُوبِ أَهْلِهَا الْآثَامَ وَ عَقَّتْ سَلْمَانَهَا وَ طَرَدَتْ مِقْدَادَهَا وَ نَفَتْ جُنْدُبَهَا وَ فَتَقَتْ بَطْنَ عَمَّارِهَا وَ حَرَّفَتِ

ص: 936

الْقُرْآنَ وَ بَدَّلَتِ الْأَحْكَامَ وَ غَيَّرَتِ الْمَقَامَ وَ أَبَاحَتِ الْخُمُسَ لِلطُّلَقَاءِ وَ سَلَّطَتْ أَوْلاَدَ اللُّعَنَاءِ عَلَى الْفُرُوجِ وَ الدِّمَاءِ وَ خَلَّطَتِ الْحَلاَلَ بِالْحَرَامِ وَاسْتَخَفَّتْ بِالْإِيمَانِ وَ الْإِسْلاَمِ وَ هَدَمَتِ الْكَعْبَةَ وَ أَغَارَتْ عَلَى دَارِ الْهِجْرَةِ يَوْمَ الْحَرَّةِ وَ أَبْرَزَتْ بَنَاتِ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ لِلنَّكَالِ وَ السَّوْرَةِ وَ أَلْبَسَتْهُنَّ ثَوْبَ الْعَارِ وَ الْفَضِيحَةِ وَ رَخَّصَتْ لِأَهْلِ الشُّبْهَةِ فِي قَتْلِ أَهْلِ بَيْتِ الصَّفْوَةِ وَ إِبَادَةِ نَسْلِهِ وَ اسْتِيصَالِ شَأْفَتِهِ وَ سَبْيِ حَرَمِهِ وَ قَتْلِ أَنْصَارِهِ وَ كَسْرِ مِنْبَرِهِ وَ قَلْبِ مَفْخَرِهِ وَ إِخْفَاءِ دِينِهِ وَ قَطْعِ ذِكْرِهِ يَا مَوَالِيَّ فَلَوْ عَايَنَكُمُ الْمُصْطَفَى وَ سِهَامُ الْأُمَّةِ مُعْرِقَةٌ[مُغْرَقَةٌ] فِي أَكْبَادِكُمْ وَ رِمَاحُهُمْ مُشْرَعَةٌ فِي نُحُورِكُمْ وَ سُيُوفُهَا مُولَعَةٌ فِي دِمَائِكُمْ يَشْفِي أَبْنَاءُ الْعَوَاهِرِ غَلِيلَ الْفِسْقِ مِنْ وَرَعِكُمْ وَ غَيْظَ الْكُفْرِ مِنْ إِيمَانِكُمْ وَ أَنْتُمْ بَيْنَ صَرِيعٍ فِي الْمِحْرَابِ قَدْ فَلَقَ السَّيْفُ هَامَتَهُ وَ شَهِيدٍ فَوْقَ الْجَنَازَةِ قَدْ شُكَّتْ أَكْفَانُهُ بِالسِّهَامِ وَ قَتِيلٍ بِالْعَرَاءِ قَدْ رُفِعَ فَوْقَ الْقَنَاةِ رَأْسُهُ وَ مُكَبَّلٍ فِي السِّجْنِ قَدْ رُضَّتْ بِالْحَدِيدِ أَعْضَاؤُهُ وَ مَسْمُومٍ قَدْ قُطِّعَتْ بِجُرَعِ السَّمِّ أَمْعَاؤُهُ وَ شَمْلُكُمْ عَبَادِيدُ تُفْنِيهِمُ الْعَبِيدُ وَ أَبْنَاءُ الْعَبِيدِ فَهَلِ الْمِحَنُ يَا سَادَتِي إِلاَّ الَّتِي لَزِمَتْكُمْ وَ الْمَصَائِبُ إِلاَّ الَّتِي عَمَّتْكُمْ وَ الْفَجَائِعُ إِلاَّ الَّتِي

ص: 937

خَصَّتْكُمْ وَ الْقَوَارِعُ إِلاَّ الَّتِي طَرَقَتْكُمْ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْكُمْ وَ عَلَى أَرْوَاحِكُمْ وَ أَجْسَادِكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ

ثُمَّ قَبِّلهُ وقُل:

پس قبر (ضریح) را ببوس و بگو:

بِأَبِي وَأُمِّي يَا آلَ الْمُصْطَفَى إِنَّا لاَ نَمْلِكُ إِلاَّ أَنْ نَطُوفَ حَوْلَ مَشَاهِدِكُمْ وَ نُعَزِّيَ فِيهَا أَرْوَاحَكُمْ عَلَى هَذِهِ الْمَصَائِبِ الْعَظِيمَةِ الْحَالَّةِ بِفِنَائِكُمْ وَ الرَّزَايَا الْجَلِيلَةِ النَّازِلَةِ بِسَاحَتِكُمُ الَّتِي أَثْبَتَتْ فِي قُلُوبِ شِيعَتِكُمُ الْقُرُوحَ وَ أَوْرَثَتْ أَكْبَادَهُمُ الْجُرُوحَ وَ زَرَعَتْ فِي صُدُورِهِمُ الْغُصَصَ فَنَحْنُ نُشْهِدُ اللَّهَ أَنَّا قَدْ شَارَكْنَا أَوْلِيَاءَكُمْ وَ أَنْصَارَكُمُ الْمُتَقَدِّمِينَ فِي إِرَاقَةِ دِمَاءِ النَّاكِثِينَ وَ الْقَاسِطِينَ وَ الْمَارِقِينَ وَ قَتَلَةِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ سَيِّدِ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَوْمَ كَرْبَلاَءَ بِالنِّيَّاتِ وَ الْقُلُوبِ وَ التَّأَسُّفِ عَلَى فَوْتِ تِلْكَ الْمَوَاقِفِ الَّتِي حَضَرُوا لِنُصْرَتِكُمْ وَ عَلَیْكُمْ مِنَّا السَّلاَمُ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ

ثُمَّ اجعَلِ القَبرَ بَینَکَ وبَینَ القِبلَةِ وقُل:

پس قبر را بین خود و قبله قرار ده و بگو:

اللَّهُمَّ يَا ذَا الْقُدْرَةِ الَّتِي صَدَرَ عَنْهَا الْعَالَمُ مُكَوَّناً مَبْرُوءاً عَلَیْهَا

ص: 938

مَفْطُوراً تَحْتَ ظِلِّ الْعَظَمَةِ فَنَطَقَتْ شَوَاهِدُ صُنْعِكَ فِيهِ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ مُكَوِّنُهُ وَ بَارِئُهُ وَ فَاطِرُهُ ابْتَدَعْتَهُ لاَ مِنْ شَيْ ءٍ وَ لاَ عَلَى شَيْ ءٍ وَ لاَ فِي شَيْ ءٍ وَ لاَ لِوَحْشَةٍ دَخَلَتْ عَلَیْكَ إِذْ لاَ غَيْرُكَ وَ لاَ حَاجَةٍ بَدَتْ لَكَ فِي تَكْوِينِهِ وَ لاَ لاِسْتِعَانَةٍ مِنْكَ عَلَى مَا تَخْلُقُ بَعْدَهُ بَلْ أَنْشَأْتَهُ لِيَكُونَ دَلِيلاً عَلَیْكَ بِأَنَّكَ بَائِنٌ مِنَ الصُّنْعِ فَلاَ يُطِيقُ الْمُنْصِفُ لِعَقْلِهِ إِنْكَارَكَ وَ الْمَوْسُومُ بِصِحَّةِ الْمَعْرِفَةِ جُحُودَكَ أَسْأَلُكَ بِشَرَفِ الْإِخْلاَصِ فِي تَوْحِيدِكَ وَ حُرْمَةِ التَّعَلُّقِ بِكِتَابِكَ وَ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى آدَمَ بَدِيعِ فِطْرَتِكَ وَ بِكْرِ حُجَّتِكَ وَ لِسَانِ قُدْرَتِكَ وَ الْخَلِيفَةِ فِي بَسِيطَتِكَ وَ عَلَى مُحَمَّدٍ الْخَالِصِ مِنْ صَفْوَتِكَ وَ الْفَاحِصِ عَنْ مَعْرِفَتِكَ وَ الْغَائِصِ الْمَأْمُونِ عَلَى مَكْنُونِ سَرِيرَتِكَ بِمَا أَوْلَيْتَهُ مِنْ نِعْمَتِكَ بِمَعُونَتِكَ وَ عَلَى مَنْ بَيْنَهُمَا مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الْمُكَرَّمِينَ وَ الْأَوْصِيَاءِ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ أَنْ تَهَبَنِي لِإِمَامِي هَذَا

وَ ضَع خَدَّكَ على سَطحِ القَبرِ وقل:

و گونه ات را بر روی قبر بگذار و بگو:

اللَّهُمَّ بِمَحَلِّ هَذَا السَّيِّدِ مِنْ طَاعَتِكَ وَ بِمَنْزِلَتِهِ عِنْدَكَ لاَ تُمِتْنِي فُجَاءَةً وَ لاَ تَحْرِمْنِي تَوْبَةً وَ ارْزُقْنِي الْوَرَعَ عَنْ مَحَارِمِكَ دِيناً وَ دُنْيَا

ص: 939

وَ اشْغَلْنِي بِالْآخِرَةِ عَنْ طَلَبِ الْأُولَى وَ وَفِّقْنِي لِمَا تُحِبُّ وَ تَرْضَى وَ جَنِّبْنِي اتِّبَاعَ الْهَوَى وَ الاِغْتِرَارَ بِالْأَبَاطِيلِ وَ الْمُنَى اللَّهُمَّ اجْعَلِ السَّدَادَ فِي قَوْلِي وَ الصَّوَابَ فِي فِعْلِي وَ الصِّدْقَ وَ الْوَفَاءَ فِي ضَمَانِي وَ وَعْدِي وَ الْحِفْظَ وَ الْإِينَاسَ مَقْرُونَيْنِ بِعَهْدِي وَ وَعَقْدِي وَ الْبِرَّ وَ الْإِحْسَانَ مِنْ شَأْنِي وَ خُلُقِي وَ اجْعَلِ السَّلاَمَةَ لِي شَامِلَةً وَ الْعَافِيَةَ بِي مُحِيطَةً مُلْتَفَّةً وَ لَطِيفَ صُنْعِكَ وَ عَوْنِكَ مَصْرُوفاً إِلَيَ وَ حُسْنَ تَوْفِيقِكَ وَ يُسْرِكَ مَوْفُوراً عَلَيَّ وَ أَحْيِنِي يَا رَبِّ سَعِيداً وَ تَوَفَّنِي شَهِيداً وَ طَهِّرْنِي لِلْمَوْتِ وَ مَا بَعْدَهُ اللَّهُمَّ وَ اجْعَلِ الصِّحَّةَ وَ النُّورَ فِي سَمْعِي وَ بَصَرِي وَ الْجِدَةَ وَ الْخَيْرَ فِي طُرُقِي وَ الْهُدَى وَ الْبَصِيرَةَ فِي دِينِي وَ مَذْهَبِي وَ الْمِيزَانَ أَبَداً نَصْبَ عَيْنِي وَ الذِّكْرَ وَ الْمَوْعِظَةَ شِعَارِي وَ دِثَارِي وَ الْفِكْرَةَ وَ الْعِبْرَةَ أُنْسِي وَ عِمَادِي وَ مَكِّنِ الْيَقِينَ فِي قَلْبِي وَ اجْعَلْهُ أَوْثَقَ الْأَشْيَاءِ فِي نَفْسِي وَ اغْلِبْهُ عَلَى رَأْيِي وَ عَزْمِي وَ اجْعَلِ الْإِرْشَادَ فِي عَمَلِي وَ التَّسْلِيمَ لِأَمْرِكَ مِهَادِي وَ سَنَدِي وَ الرِّضَا بِقَضَائِكَ وَ قَدَرِكَ أَقْصَى عَزْمِي وَ نِهَايَتِي وَ أَبْعَدَ هَمِّي وَ غَايَتِي حَتَّى لاَ أَتَّقِيَ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ بِدِينِي وَ لاَ أَطْلُبَ بِهِ غَيْرَ آخِرَتِي وَ لاَ أَسْتَدْعِيَ مِنْهُ إِطْرَائِي وَ مَدْحِي وَ اجْعَلْ خَيْرَ

ص: 940

الْعَوَاقِبِ عَاقِبَتِي وَ خَيْرَ الْمَصَايِرِ مَصِيرِي وَ أَنْعَمَ الْعَيْشِ عَيْشِي وَ أَفْضَلَ الْهُدَى هُدَايَ وَ أَوْفَرَ الْحُظُوظِ حَظِّي وَ أَجْزَلَ الْأَقْسَامِ قِسْمِي وَ نَصِيبِي وَكُنْ لِي يَا رَبِّ مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَلِيّاً وَ إِلَى كُلِّ خَيْرٍ دَلِيلاً وَ قَائِداً وَ مِنْ كُلِّ بَاغٍ وَ حَسُودٍ ظَهِيراً وَ مَانِعاً اللَّهُمَّ بِكَ اعْتِدَادِي وَ عِصْمَتِي وَ ثِقَتِي وَ تَوْفِيقِي وَ حَوْلِي وَ قُوَّتِي وَ لَكَ مَحْيَايَ وَ مَمَاتِي وَ فِي قَبْضَتِكَ سُكُونِي وَ حَرَكَتِي وَ إِنَّ بِعُرْوَتِكَ الْوُثْقَى اسْتِمْسَاكِي وَ وُصْلَتِي وَ عَلَیْكَ فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا اعْتِمَادِي وَ تَوَكُّلِي وَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ وَ مَسِّ سَقَرَ نَجَاتِي وَ خَلاَصِي وَ فِي دَارِ أَمْنِكَ وَ كَرَامَتِكَ مَثْوَايَ وَ مُنْقَلَبِي وَ عَلَى أَيْدِي سَادَتِي وَ مَوَالِيَّ آلِ الْمُصْطَفَى فَوْزِي وَ فَرَجِي اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُسْلِمَاتِ وَ اغْفِرْ لِي وَ لِوَالِدَيَّ وَ مَا وَلَدَا وَ أَهْلِ بَيْتِي وَ جِيرَانِي وَ لِكُلِّ مَنْ قَلَّدَنِي يَداً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ إِنَّكَ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ وَ السَّلاَمُ عَلَیْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ.(1)

ص: 941


1- مصباح الزائر، ص 461 / بحار الأنوار، ج 99، ص 162.

الزيارة الثالثة: زيارة أمین اللّه

زیارت سوم

یُرْوَي عَنِ الْبَاقِرِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَنَّهُ قَالَ: مَا قَالَهَا أَحَدٌ مِنْ شِیعَتِنَا عِنْدَ قَبْرِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ أَوْ أَحَدٍ مِنَ الْأَئِمَّةِ عَلَیهِم السَّلام إِلَّا وَقَعَ فِي دَرَجِ نُورٍ وَ طُبِعَ عَلَیْهِ بِطَابَعِ مُحَمَّدٍ صَلَي اللّه عَلَیهِ وَ آلِه حَتَّي یُسَلَّمَ إِلَي الْقَائِمِ عَلَیهِ السَّلام فَیَلْقَي صَاحِبَهُ بِالْبُشْرَی وَ التَّحِيَّهِ وَ الْکَرَامَةِ وَ هَذِهِ الزِّیَارَةُ:

از امام باقر عليه السَّلام نقل شده که فرمودند: کسی از شیعیان ما این زیارت را نزد قبر امیرالمؤمنین عَلَیهِ السَّلام یا یکی دیگر از ائمه عَلَیهِم السَّلام نمی خواند، مگر آن که در طبقی از نور گذاشته می شود و مهر پیامبر صَلَي اللّه عَلَیهِ وَ آلِه بر آن زده می شود تا آن که به حضرت قائم عَلَیهِ السَّلام سپرده شود. در نتیجه زائر، امام خود را با بشارت و تحیت و کرامت ملاقات خواهد کرد. و آن زیارت، این است:

اَلسَّلامُ عَلَیْكَ يا اَمینَ اللّهِ في اَرْضِهِ وَحُجَّتَهُ عَلى عِبادِهِ اَلسَّلامُ عَلَیْكَ يا اَمیرَ الْمُؤْمِنينَ اَشْهَدُ اَنَّكَ جاهَدْتَ فِي اللّهِ حَقَّ جِهادِهِ وَعَمِلْتَ بِكِتابِهِ وَاتَّبَعْتَ سُنَنَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ حَتّى دَعاكَ اللّهُ اِلى جِوارِهِ فَقَبَضَكَ اِلَيْهِ بِاخْتِيارِهِ وَاَلْزَمَ اَعْدآئَكَ الْحُجَّةَ مَعَ ما لَكَ مِنَ الْحُجَجِ الْبالِغَةِ عَلى جَمیعِ خَلْقِهِ.(1)

ص: 942


1- اذا زُرتَ العَسکَريَّینِ عَلَیهِما السَّلام بِهَذِهِ الزیارة کرَّر هذه العبارة رجاءً مخاطباً الامام الهادي عَلَیهِ السَّلام مرَّة و الامام العسکري مرَّة اخري أو قل اقتداء بصاحب العصر و الزمان عَلَیهِ السَّلام فيما نقل عن الحاج علي البغدادي: اگر در حرم امام هادی و امام عسکری عَلَیهِما السَّلام این زیارت خوانده می شود، رجاءً این عبارت تکرار شود؛ یک بار خطاب به امام هادی عَلَیهِ السَّلام و بار دیگر خطاب به امام حسن عسکری عَلَیهِ السَّلام خوانده شود. یا با اقتداء به امام عصر عَلَیهِ السَّلام در آنچه حاج علی بغدادی از ایشان نقل کرده، این گونه خوانده شود: السّلام علیکما یا امیني اللَّه في ارضه وحجّتیه عَلى عِبادِهِ اَلسَّلامُ عَلَیْكَما يا مَولَیَیَّ اَشْهَدُ اَنَّكَما جاهَدْتَما فِي اللّهِ حَقَّ جِهادِهِ وَعَمِلْتَمَا بِكِتابِهِ وَاتَّبَعْتَما سُنَنَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ حَتّى دَعاكُمَا اللّهُ اِلى جِوارِهِ وَ قَبَضَكُما اِلَيْهِ بِاخْتِيارِهِ وَاَلْزَمَ اَعْدآئَكَما الْحُجَّةَ مَعَ ما لَكَمامِنَ الْحُجَجِ الْبالِغَةِ عَلى جَمیعِ خَلْقِهِ.

اَللّهُمَّ فَاجْعَلْ نَفْسي مُطْمَئِنَّةً بِقَدَرِكَ راضِيَةً بِقَضآئِكَ مُولَعَةً بِذِكْرِكَ وَدُعآئِكَ مُحِبَّةً لِصَفْوَةِ اَوْلِيآئِكَ مَحْبُوبَةً فى اَرْضِكَ وَسَمآئِكَ صابِرَةً عَلى نُزُولِ بَلائِكَ مُشْتاقَةً اِلى فَرْحَةِ لِقآئِكَ مُتَزَوِّدَةً التَّقْوى لِيَوْمِ جَزآئِكَ مُسْتَنَّةً بِسُنَنِ اَوْلِيآئِكَ مُفارِقَةً لاَخْلاقِ اَعْدائِكَ مَشْغُولَةً عَنِ الدُّنْيا بِحَمْدِكَ وَثَنآئِكَ .

ثمّ یَضَعُ خَدَّهُ عَلَى القَبر وَیَقُولُ:

پس صورت خود را روی قبر میگذارد و می گوید:

اَللّهُمَّ اِنَّ قُلُوبَ الْمُخْبِتينَ اِلَيْكَ والِهَةٌ وَسُبُلَ الرّاغِبينَ اِلَيْكَ شارِعَةٌ وَاَعْلامَ الْقاصِدينَ اِلَيْكَ واضِحَةٌ وَاَفْئِدَةَ الْعارِفينَ مِنْكَ فازِعَةٌ وَاَصْواتَ الدّاعينَ اِلَيْكَ صاعِدَةٌ وَاَبْوابَ الاِجابَةِ لَهُمْ

ص: 943

مُفَتَّحَةٌ وَدَعْوَةَ مَنْ ناجاكَ مُسْتَجابَةٌ وَتَوْبَةَ مَنْ اَنابَ اِلَيْكَ مَقْبُولَةٌ وَعَبْرَةَ مَنْ بَكى مِنْ خَوْفِكَ مَرْحُومَةٌ وَالاِغانَةَ لِمَنِ اسْتَغاثَ بِكَ مَوْجُودةٌ وَالاِغاثةَ لِمَنِ اسْتَعاثَ بِكَ مَبْذُولَةٌ وَعِداتِكَ لِعِبادِكَ مُنْجَزَةٌ وَزَلَلَ مَنِ اسْتَقالَكَ مُقالَةٌ وَاَعْمالَ الْعامِلينَ لَدَيْكَ مَحْفُوظَةٌ وَاَرْزاقَكَ مِن لَدُنكَ اِلَى الْخَلائِقِ نازِلَةٌ وَعَوآئِدَ الْمَزيدِ اِلَيْهِمْ واصِلَةٌ وَذُنُوبَ الْمُسْتَغْفِرينَ مَغْفُورَةٌ وَحَوآئِجَ خَلْقِكَ عِنْدَكَ مَقْضِيَّةٌ وَجَوآئِزَ السّائِلينَ عِنْدَكَ مُوَفَّرَةٌ وَ عَوآئِدَ الْمَزيدِ مُتَواتِرَةٌ وَمَوآئِدَ الْمُسْتَطْعِمینَ مُعَدَّةٌ وَمَناهِلَ الظِّمآءِ مُتْرَعَةٌ اَللّهُمَّ فَاسْتَجِبْ دُعآئي وَاقْبَلْ ثَنآئي وَاجْمَعْ بَيْنى وَبَيْنَ اَوْلِيآئي بِحَقِّ مُحَمَّد وَعَلِيّ وَفاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ اِنَّكَ وَلِىُّ نَعْمآئي وَمُنْتَهى مُنايَ وَغايَةُ رَجائي في مُنْقَلَبي وَمَثْوايَ .(1)

اَنْتَ اِلهى وَسَيِّدي وَمَوْلايَ اغْفِرْ لاَوْلِيآئِنا وَكُفَّ عَنّا اَعْدآئَنا وَاشْغَلْهُمْ عَنْ اَذانا وَاَظْهِرْ كَلِمَةَ الْحَقِّ وَاجْعَلْهَا الْعُلْيا وَاَدْحِضْ كَلِمَةَ الْباطِلَ وَاجْعَلْهَا السُّفْلى اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَىءْ قَديرٌ .(2)

ص: 944


1- مصباح الزائر، ص 474 / بحار الأنوار، ج 99، ص 176.
2- کامل الزیارات، ص 39.

الزيارة الرابعة: الزيارة الجامعة المروِيَّةٌ عَن أبِي الحَسَنِ الهادي عَلَیهِ السَّلام

زیارت چهارم

قال السَّیِّدُ: تَستَأذِنُ بِما قَدَّمناهُ في زِيارَةِ صاحِبِ الأَمرِ عليه السَّلام ، ثُمَّ تَدخُلُ مُقَدِّماً رِجلَكَ اليُمنى عَلَى اليُسرى وتَقولُ:

اذن دخول مربوط به زیارت حضرت صاحب الأمر عَلَیهِ السَّلام را می خوانی، سپس با پای راست وارد می شوی و میگویی:

بِسمِ اللّهِ وبِاللّه ِ، وعَلى مِلَّةِ رَسولِ اللّهِ صَلَّى اللّه ُ عَلَیهِ وآلِهِ، أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّه ُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّدا عَبدُهُ ورَسولُهُ صَلَّى اللّه ُ عَلَیهِ وآلِهِ وسَلَّمَ تَسليما .

ثُمَّ تَستَقبِلُ الضَّريحَ بِوَجهِكَ وتَجعَلُ القِبلَةَ خَلفَكَ وتُكَبِّرُ اللّه َ مِائَةَ تَكبيرَةٍ وتَقولُ:

سپس پشت به قبله و رو به ضریح می ایستی و صدبار «اللّه اکبر» میگویی و می خوانی:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّه ُ ، وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، كَما شَهِدَ اللّه ُ لِنَفسِهِ، وشَهِدَت لَهُ مَلائِكَتُهُ واُولُو العِلمِ مِن خَلقِهِ، لا إلهَ إلّا هُوَ العَزيزُ الحَكيمُ ، وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّدا عَبدُهُ المُنتَجَبُ، ورَسولُهُ المُرتَضى، أرسَلَهُ بِالهُدى ودينِ الحَقِّ، لِيُظهِرَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ ولَو كَرِهَ المُشرِكونَ. اللّهُمَّ اجعَل أفضَلَ صَلَواتِكَ وأكمَلَها، وأنمى

ص: 945

بَرَكاتِكَ وأعَمَّها ، وأزكى تَحِيّاتِكَ وأتَمَّها، عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ، ونَبِيِّكَ ونَجِيِّكَ ، ووَلِيِّكَ ورَضِيِّكَ وصَفِيِّكَ ، وخِيَرَتِكَ وخاصَّتِكَ وخالِصَتِكَ ، وأمینِكَ الشّاهِدِ لَكَ، وَالدّالِّ عَلَیكَ، وَالصّادِعِ بِأَمرِكَ ، وَالنّاصِحِ لَكَ، المُجاهِدِ في سَبيلِكَ، وَالذّابِّ عَن دينِكَ، وَالمُوضِّحِ لِبَراهينِكَ، وَالمَهدِيِّ إلى طاعَتِكَ، وَالمُرشِدِ إلى مَرضاتِكَ، وَالواعي لِوَحيِكَ، وَالحافِظِ لِعَهدِكَ، وَالماضي عَلى إنفاذِ أمرِكَ، المُؤَيَّدِ بِالنّورِ المُضيءِ وَالمُسَدَّدِ بِالأَمرِ المَرضِيِّ ، المَعصومِ مِن كُلِّ خَطَاء وزَلَلٍ ، المُنَزَّهِ مِن كُلِّ دَنَسٍ وخَطَلٍ، وَالمَبعوثِ بِخَيرِ الأَديانِ وَالمِلَلِ، مُقَوِّمِ المَيلِ وَالعِوَجِ، ومُقيمِ البَيِّناتِ وَالحُجَجِ، المَخصوصِ بِظُهورِ الفَلجِ، وإيضاحِ المَنهَجِ، المُظهِرِ مِن تَوحيدِكَ مَا استَتَرَ، وَالمُحيي مِن عِبادَتِكَ ما دَثَرَ، وَالخاتِمِ لِما سَبَقَ، وَالفاتِحِ لِمَا انغَلَقَ، المُجتَبى مِن خَلائِقِكَ، وَالمُعتامِ لِكَشفِ حَقائِقِكَ ، وَالمُوَضَّحَةِ بِهِ أشراطُ الهُدى، وَالمَجلُوِّ بِهِ غَربيبُ العَمى. دافِعِ جَيشاتِ الأَباطيلِ، ودافِعِ صَولاتِ الأَضاليلِ، المُختارِ مِن طينَةِ الكَرَمِ، وسُلالَةِ المَجدِ الأَقدَمِ، ومَغرِسِ الفَخارِ المُعرِقِ، وفَرعِ العُلَا المُثمِرِ المورِقِ، المُنتَجَبِ مِن شَجَرَةِ الأَصفِياءِ، ومِشكاةِ الضِّياءِ،

ص: 946

وذُؤابَةِ العَلياءِ ، وسُرَّةِ البَطحاءِ ، بَعيثِكَ بِالحَقِّ ، وبُرهانِكَ عَلى جَمیعِ الخَلقِ، خاتَمِ أنبِيائِكَ، وحُجَّتِكَ البالِغَةِ في أرضِكَ وسَمائِكَ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلَیهِ صَلاةً يَنغَمِرُ في جَنبِ انتِفاعِهِ بِها قَدرُ الاِنتِفاعِ، ويَحوزُ مِن بَرَكَةِ التَّعَلُّقِ بِسَبَبِها ما يَفوقُ قَدرَ المُتَعَلِّقينَ بِسَبَبِهِ، وزِدهُ بَعدَ ذلِكَ مِنَ الإِكرامِ وَالإِجلالِ ما يَتَقاصَرُ عَنهُ فَسيحُ الآمالِ، حَتّى يَعلُوَ مِن كَرَمِكَ عَلى مَحالِّ المَراتِبِ، ويَرقَى مِن نِعَمِكَ أسنَى مَنازِلِ المَواهِبِ، وخُذ لَهُ اللّهُمَّ بِحَقِّهِ وواجِبِهِ مِن ظالِمیهِ وظالِمِي الصَّفوَةِ مِن أقارِبِهِ. اللّهُمَّ وصَلِّ عَلى وَلِيِّكَ، ودَيّانِ دينِكَ، وَالقائِمِ بِالقِسطِ مِن بَعدِ نَبِيِّكَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ، أمیرِ المُؤمِنينَ، وإمامِ المُتَّقينَ، وسَيِّدِ الوَصِيّينَ، ويَعسوبِ الدّينِ، وقائِدِ الغُرِّ المُحَجَّلينَ، وَ قِبلَةِ العارِفينَ، وعَلَمِ المُهتَدينَ، وعُروَتِكَ الوُثقى، وحَبلِكَ المَتينِ، وخَليفَةِ رَسولِكَ عَلَى النّاسِ أجمَعينَ، ووَصِيِّهِ فِي الدُّنيا وَالدّينِ. الصِّدّيقِ الأَكبَرِ فِي الأَنامِ، وَالفاروقِ الأَزهَرِ بَينَ الحَلالِ وَالحَرامِ، ناصِرِ الإِسلامِ ومُكَسِّرِ الأَصنامِ، مُعِزِّ الدّينِ وحامیهِ، وواقِي الرَّسولِ وكافيهِ ، المَخصوصِ بِمُؤاخاتِهِ يَومَ الإِخاءِ، ومَن هُوَ مِنهُ بِمَنزِلَةِ هارونَ مِن موسى، خامِسِ أصحابِ الكِساءِ، وبَعلِ سَيِّدَةِ

ص: 947

النِّساءِ، المُؤثِرِ بِالقوتِ بَعدَ ضُرِّ الطَّوى، وَالمَشكورِ سَعيُهُ في «هَلْ أَتَى» ، مِصباحِ الهُدى، ومَأوى التُّقى، ومَحَلِّ الحِجی، وطَودِ النُّهى، الدّاعي إلَى المَحَجَّةِ العُظمى، وَالظّاعِنِ(1) إلَى الغايَةِ القُصوى، وَالسّامي إلَى المَجدِ وَالعُلى، وَالعالِمِ بِالتَّأويلِ وَالذِّكرى، الَّذي أخدَمتَهُ خَواصَّ مَلائِكَتِكَ بِالطّاسِ وَالمِنديلِ حَتّى تَوَضَّأَ ، ورَدَدتَ عَلَیهِ الشَّمسَ بَعدَ دُنُوِّ غُروبِها حَتّى أدّى في أوَّلِ الوَقتِ لَكَ فَرضاً، وأطعَمتَهُ مِن طَعامِ أهلِ الجَنَّةِ حينَ مَنَحَ المِقدادَ قَرضاً، وباهَيتَ بِهِ خَواصَّ مَلائِكَتِكَ إذ شَرى نَفسَهُ ابتِغاءَ مَرضاتِكَ لِتَرضى، وجَعَلتَ وِلايَتَهُ إحدى فَرائِضِكَ ، فَالشَّقِيُّ مَن أقَرَّ بِبَعضٍ وأنكَرَ بَعضاً . عُنصُرُ الأَبرارِ، ومَعدِنُ الفَخارِ، وقَسيمُ الجَنَّةِ وَالنّارِ . صاحِبُ الأَعرافِ، وأبُی الأَئِمَّةِ الأَشرافِ . المَظلومُ المُغتَصَبُ ، وَالصّابِرُ المُحتَسِبُ . المَوتورُ في نَفسِهِ وعِترَتِهِ، وَالمَقصودُ(2) في رَهطِهِ وأعِزَّتِهِ، صَلاةً لَا انقِطاعَ لِمَزيدِها، ولَا اتِّضاعَ لِمَشيدِها . اللّهُمَّ ألبِسهُ حُلَلَ الإِنعامِ، وتَوِّجهُ تاجَ الإِكرامِ، وَارفَعهُ إلى أعلى مَرتَبَةٍ ومَقامٍ، حَتّى يَلحَقَ

ص: 948


1- الطّاعِنِ
2- المقهُورِ

نَبِيَّكَ عَلَیهِ وآلِهِ السَّلامُ، وَاحكُم لَهُ اللّهُمَّ عَلى ظالِمیهِ، إنَّكَ العَدلُ فيما تَقضيهِ. اللّهُمَّ وصَلِّ عَلَى الطّاهِرَةِ البَتولِ، الزَّهراءِ ابنَةِ الرَّسولِ، اُمِّ الأَئِمَّةِ الهادينَ، وسَيِّدَةِ نِساءِ العالَمینَ، وارِثَةِ خَيرِ الأَنبِياءِ، وقَرينَةِ خَيرِ الأَوصِياءِ ، القادِمَةِ عَلَیكَ مُتَأَلِّمَةً مِن مُصابِها بِأَبيها، مُتَظَلِّمَةً مِمّا حَلَّ بِها مِن غاصِبيها، ساخِطَةً عَلى اُمَّةٍ لَم تَرعَ حَقَّكَ في نُصرَتِها، بِدَليلِ دَفنِها لَيلاً في حُفرَتِهَا، المُغتَصَبَةِ حَقُّها ، وَالمُغَصَّصَةِ بِريقِها، صَلاةً لا غايَةَ لِأَمَدِها، ولا نِهايَةَ لِمَدَدِها، ولَا انقِضاءَ لِعَدَدِها. اللّهُمَّ فَتَكَفَّل لَها عَن مَكانِ دارِ الفَناءِ في دارِ البَقاءِ بِأَنفَسِ الأَعواضِ ، وأنِلها مِمَّن عانَدَها نِهايَةَ الآمالِ وغايَةَ الأَغراضِ، حَتّى لا يَبقى لَها وَلِيٌّ ساخِطٌ لِسَخَطِها إلاّ وهُوَ راضٍ، إنَّكَ أعَزُّ مَن أجابَ المَظلومینَ، وأعدَلُ قاضٍ، اللّهُمَّ ألحِقها فِي الإِكرامِ بِبَعلِها وأبيها، وخُذ لَهَا الحَقَّ مِن ظالِمیها. اللّهُمَّ وصَلِّ عَلَى الأَئِمَّةِ الرّاشِدينَ، وَالقادَةِ الهادينَ، وَالسّادَةِ المَعصومینَ و الأَتقِياءِ الأَبرارِ، مَأوَى السَّكينَةِ وَالوَقارِ، خُزّانِ العِلِم، ومُنتَهَى الحِلمِ وَالفَخارِ ، وساسَةِ العِبادِ، وأركانِ البِلادِ، وأدِلَّةِ الرَّشادِ، الأَلِبّاءِ الأَمجادِ، العُلَماءِ بِشَرعِكَ الزُّهّادِ، مَصابيحِ الظُّلَمِ ، ويَنابيعِ الحِكَمِ، وأولِياءِ النِّعَمِ، وعِصَمِ الاُمَمِ، قُرَناءِ التَّنزيلِ

ص: 949

وآياتِهِ، واُمَناءِ التَّأويلِ ووُلاتِهِ، وتَراجِمَةِ الوَحيِ ودَلالاتِهِ، أئِمَّةِ الهُدى ، ومَنارِ الدُّجى، وأعلامِ التُّقى، وكُهوفِ الوَرى، وحَفَظَةِ الإِسلامِ، وحُجَجِكَ عَلى جَمیعِ الأَنامِ ، الحَسَنِ وَالحُسَينِ، سَيِّدَي شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ، وسِبطَي نَبِيِّ الرَّحمَةِ ، وعَلِيِّ بنِ الحُسَينِ السَّجّادِ زَينِ العابِدينَ، ومُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ باقِرِ عِلمِ الدّينِ، وجَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ الصّادِقِ الأَمینِ، وموسَى بنِ جَعفَرٍ الكاظِمِ الحَليمِ، وعَلِيِّ بنِ موسَى الرِّضا الوَفِيِّ ، ومُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ البَرِّ التَّقِيِّ ، وعَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ المُنتَجَبِ الزَّكِيِّ ، وَالحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ الهادِي الرَّضِيِّ ، وَالحُجَّةِ بنِ الحَسَنِ صاحِبِ العَصرِ وَالزَّمَنِ ، وَصِيِّ الأَوصِياءِ وبَقِيَّةِ الأَنبِياءِ، المُستَتِرِ عَن خَلقِكَ، وَالمُؤَمَّلِ لِاءِظهارِ حَقِّكَ ، المَهدِيِّ المُنتَظَرِ، وَالقائِمِ الَّذي بِهِ یُنتَصَرُ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلَیهِم أجمَعينَ، صَلاةً باقِيَةً فِي العالَمینَ، تُبلِغُهُم بِها أفضَلَ مَحَلِّ المُكَرَّمینَ، اللّهُمَّ ألحِقهُم فِي الإِكرامِ بِجَدِّهِم وأبيهِم، وخُذ لَهُمُ الحَقَّ مِن ظالِمیهِم. أشهَدُ يا مَولايَ أنَّكُمُ المُطيعونَ للّه ِ، القَوّامونَ بِأَمرِهِ، العامِلونَ بِإِرادَتِهِ، الفائِزونَ بِكَرامَتِهِ، اصطَفاكُم بِعِلمِهِ، وَاجتَباكُم لِغَيبِهِ، وَاختارَكُم بِسِرِّهِ، وأعَزَّكُم بِهُداهُ، و

ص: 950

خَصَّكُم بِبَراهينِهِ، وأيَّدَكُم بِروحِهِ، ورَضِيَكُم خُلَفاءَ في أرضِهِ ، ودُعاةً إلى حَقِّهِ، وشُهَداءَ عَلى خَلقِهِ، وأنصارا لِدينِهِ، وحُجَجا عَلى بَرِيَّتِهِ، وتَراجِمَةً لِوَحيِهِ، وخَزَنَةً لِعِلمِهِ، ومُستَودَعا لِحِكمَتِهِ، عَصَمَكُمُ اللّه ُ مِنَ الذُّنوبِ ، وبَرَّأَكُم مِنَ العُيوبِ، وَائتَمَنَكُم عَلَى الغُيوبِ. زُرتُكُم يا مَوالِيَّ عارِفا بِحَقِّكُم ، مُستَبصِرا بِشَأنِكُم، مُهتَدِيا بِهُداكُم، مُقتَفِيا لِأَثَرِكُم، مُتَّبِعا لِسُنَّتِكُم، مُتَمَسِّكا بِوِلايَتِكُم، مُعتَصِما بِحَبلِكُم، مُطيعا لِأَمرِكُم ، مُوالِياً لِأَولِيائِكُم، مُعادِيا لِأَعدائِكُم، عالِما بِأَنَّ الحَقَّ فيكُم ومَعَكُم، مُتَوَسِّلاً إلَى اللّهِ بِكُم ، مُستَشفِعا إلَيهِ بِجاهِكُم، وحَقٌّ عَلَیهِ أن لا يُخَيِّبَ سائِلَهُ الرّاجِيَ ما عِندَهُ لِزُوّارِكُمُ المُطيعينَ لَأَمرِكُم . اللّهُمَّ فَكَما وَفَّقتَني لِلإِيمانِ بِنَبِيِّكَ ، وَالتَّصديقِ لِدَعوَتِهِ، ومَنَنتَ عَلَيَّ بِطاعَتِهِ وَاتِّباعِ مِلَّتِهِ، وهَدَيتَني إلى مَعرِفَتِهِ، ومَعرِفَةِ الأَئِمَّةِ مِن ذُرِّيَّتِهِ، وأكمَلتَ بِمَعرِفَتِهِمُ الإِيمانَ، وقَبِلتَ بِوِلايَتِهِم وطاعَتِهِمُ الأَعمالَ، وَاستَعبَدتَ بِالصَّلاةِ عَلَیهِم عِبادَكَ، وجَعَلتَهُم(1) مِفتاحا لِلدُّعاءِ، وسَبَبا لِلإِجابَةِ، فَصَلِّ عَلَیهِم أجمَعينَ، وَاجعَلني بِهِم عِندَكَ وَجيها فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ومِنَ المُقَرَّبينَ . اللّهُمَّ

ص: 951


1- وجَعَلتَهَا

اجعَل ذُنوبَنا بِهِم مَغفورَةً، وعُيوبَنا مَستورَةً، وفَرائِضَنا مَشكورَةً ، ونَوافِلَنا مَبرورَةً، وقُلوبَنا بِذِكرِكَ مَعمورَةً، وأنفُسَنا بِطاعَتِكَ مَسرورَةً، وجَوارِحَنا عَلى خِدمَتِكَ مَقهورَةً، وأسماءَنا في خَواصِّكَ مَشهورَةً، وأرزاقَنا مِن لَدُنكَ مَدرورَةً ، وحَوائِجَنا لَدَيكَ مَيسورَةً ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمینَ. اللّهُمَّ أنجِز لَهُم وَعدَكَ، وطَهِّر بِسَيفِ قائِمِهِم أرضَكَ، وأقِم بِهِ حُدودَكَ المُعَطَّلَةَ، وأحكامَكَ المُهمَلَةَ وَالمُبَدَّلَةَ ، وأحيِ بِهِ القُلوبَ المَيِّتَةَ، وَاجمَع بِهِ الأَهواءَ المُتَفَرِّقَةَ، وَاجلُ بِهِ صَدَاء الجَورِ عَن طَريقَتِكَ، حَتّى يَظهَرَ الحَقُّ عَلى يَدَيهِ في أحسَنِ صُورَتِهِ، ويَهلِكَ الباطِلُ وأهلُهُ بِنورِ دَولَتِهِ، ولا يَستَخفِيَ لِشَيءٍ مِنَ الحَقِّ مَخافَةَ أحَدٍ مِنَ الخَلقِ. اللّهُمَّ عَجِّل فَرَجَهُم، وأظهِر فَلْجَهُم، وَاسلُك بِنا مَنهَجَهُم، وأمِتنا عَلى وِلايَتِهِم، وَاحشُرنا في زُمرَتِهِم وتَحتَ لِوائِهِم وأورِدنا حَوضَهُم، وَاسقِنا بِكَأسِهِم، ولا تُفَرِّق بَينَنا وبَينَهُم، ولا تَحرِمنا شَفاعَتَهُم، حَتّى نَظفَرَ بِعَفوِكَ وغُفرانِكَ، ونَصيرَ إلى رَحمَتِكَ ورِضوانِكَ، إلهَ الحَقِّ رَبَّ العالَمینَ، يا قَريبَ الرَّحمَةِ مِنَ المُؤمِنينَ، ونَحنُ أولَئكَ (1)حَقّا لَا ارتِيابا، يا مَن إذا أوحَشَنَا

ص: 952


1- أولِياؤُكَ

التَّعَرُّضُ لِغَضَبِهِ آنَسَنا حُسنُ الظَّنِّ بِهِ ، فَنَحنُ واثِقونَ(1) بَينَ رَغبَةٍ ورَهبَةٍ ارتِقابا ، قَد أقبَلنا لِعَفوِكَ ومَغفِرَتِكَ طُلّابا ، فَأَذلَلنا لِقُدرَتِكَ وعِزَّتِكَ رِقابا، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ الطّاهِرينَ، وَاجعَل دُعاءَنا بِهِم مُستَجابا ، ووَلاءَنا لَهُم مِنَ النّارِ حِجابا . اللّهُمَّ بَصِّرنا قَصدَ السَّبيلِ لِنَعتَمِدَهُ، ومَورِدَ الرُّشدِ لِنَرِدَهُ، وبَدِّل خَطايانا صَوابا ، ولا تُزِغ قُلوبَنا بَعدَ إذ هَدَيتَنا، وهَب لَنا مِن لَدُنكَ رَحمَةً يا مَن تَسَمّى مِن جُودُهُ وكَرَمُهُ وَهّابا ، وآتِنا فِي الدُّنيا حَسَنَةً وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وقِنا عَذابَ النّارِ إن حَقَّت عَلَینَا اكتِساباً ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمینَ .(2)

ثُمَّ تَعودُ وتَقِفُ عَلَى الضَّريحِ وتَقولُ :

آنگاه کنار ضریح می ایستی و میگویی:

يا وَلِيَّ اللّهِ (3)، إنَّ بَيني وبَينَ اللّهِ عَزَّ و جَلَّ ذُنوبا لا يَأتي عَلَیها إلّا رِضاهُ(4) ، فَبِحَقِّ مَنِ ائتَمَنَكَ عَلى سِرِّهِ ، وَاستَرعاكَ أمرَ خَلقِهِ ، وقَرَنَ

ص: 953


1- واقِفونَ
2- مصباح الزائر، ص 476.
3- تقصد بِهَذِهِ العبارة إماماً واحداً من الأئمة التي زُرتهم . این عبارت را خطاب به یکی از امامانی که زیارت کرده ای می خوانی.
4- رِضاکَ

طاعَتَكَ بِطاعَتِهِ ، ومُوالاتَكَ بِمُوالاتِهِ ، تَوَلَّ صَلاحَ حالي مَعَ اللّهِ عَزَّ و جَلَّ ، وَاجعَل حَظّي مِن زِيارَتِكَ تَخليطي بِخالِصي زُوّارِكَ ، الَّذينَ تَسأَلُ اللّه َ عَزَّ وجَلَّ في عِتقِ رِقابِهِم ، وتَرغَبُ إلَيهِم في حُسنِ ثَوابِهِم ، وها أنَا ذَا اليَومَ بِقَبرِكَ لائِذٌ ، وبِحُسنِ دِفاعِكَ عَنّي عائِذٌ ، فَتَلافَني يا مَولايَ وأدرِكني ، وَاسأَلِ اللّهَ عَزَّ و جَلَّ في أمري ، فَإِنَّ لَكَ عِندَ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ مَقاما كَريما ، صَلَّى اللّه ُ عَلَیكَ وسَلَّمَ تَسليما .

ثُمَّ قَبِّلِ الضَّريحَ وتَوَجَّه إلَى القِبلَةِ وَارفَع يَدَيكَ وقُل :

پس ضریح را ببوس و رو به قبله دست هایت را بلند کن و بگو:

اللّهُمَّ إنَّكَ لَمّا فَرَضتَ عَلَيَّ طاعَتَهُ ، وأكرَمتَني بِمُوالاتِهِ ، عَلِمتُ أنَّ ذلِكَ لِجَليلِ مَرتَبَتِهِ عِندَكَ ، ونَفيسِ حَظِّهِ لَدَيكَ ، ولِقُربِ مَنزِلَتِهِ مِنكَ ، فَلِذلِكَ لُذتُ بِقَبرِهِ ، لِواذَ مَن يَعلَمُ أنَّكَ لا تَرُدُّ لَهُ شَفاعَةً ، فَبِقَديمِ عِلمِكَ فيهِ ، وحُسنِ رِضاكَ عَنهُ ، ارضَ عَنّي وعَن والِدَيَّ ، ولا تَجعَل لِلنّارِ عَلَيَّ سَبيلاً ولا سُلطانا ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمینَ .(1)

ثُمَّ تَتَحَوَّلُ مِن مَوضِعِكَ و تقِفُ وَراءَ القَبرِ ، فَاجعَلهُ بَينَ يَدَيكَ ، وَارفَع يَدَيكَ وقُل :

ص: 954


1- مصباح الزائر، ص 482.

آن گاه پشت قبر می ایستی و دست هایت را بالا می بری و میگویی:

اللّهُمَّ لَو وَجَدتُ شَفيعا أقرَبَ إلَيكَ مِن مُحَمَّدٍ وأهلِ بَيتِهِ الأَخيارِ ، الأَتقِياءِ الأَبرارِ ، عَلَیهِ وعَلَیهِمُ السَّلامُ ، لَاستَشفَعتُ بِهِم إلَيكَ ، وهذا قَبرُ وَلِيٍّ مِن أولِيائِكَ ، وسَيِّدٍ مِن أصفِيائِكَ ، ومَن فَرَضتَ عَلَى الخَلقِ طاعَتَهُ ، قَد جَعَلتُهُ بَينَ يَدَيَّ ، أسأَلُكَ يا رَبِّ بِحُرمَتِهِ عِندَكَ ، وبِحَقِّهِ عَلَیكَ ، لَمّا نَظَرتَ إلَيَّ نَظرَةً رَحيمَةً مِن نَظَراتِكَ ، تَلُمُّ بِها شَعَثي ، وتُصلِحُ بِها حالي فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، فَإِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . اللّهُمَّ إنَّ ذُنوبي لَمّا فاتَتِ العَدَدَ ، وجاوَزَتِ الأَمَدَ ، عَلِمتُ أنَّ شَفاعَةَ كُلِّ شافِعٍ دونَ أولِيائِكَ تَقصُرُ عَنها ، فَوَصَلتُ المَسيرَ مِن بَلَدي قاصِدا إلى وَلِيِّكَ بِالبُشرى ، ومُتَعَلِّقا مِنهُ بِالعُروَةِ الوُثقى ، وها أنَا يا مَولايَ قَدِ استَشفَعتُ بِهِ إلَيكَ ، وأقسَمتُ بِهِ عَلَیكَ ، فَارحَم غُربَتي ، وَاقبَل تَوبَتي . اللّهُمَّ إنّي لا اُعَوِّلُ عَلى صالِحَةٍ سَلَفَت مِنّي ، ولا أثِقُ بِحَسَنَةٍ تَقومُ بِالحُجَّةِ عَنّي ، ولَو أنّي قَدَّمتُ حَسَناتِ جَمیعِ خَلقِكَ ، ثُمَّ خالَفتُ طاعَةَ أولِيائِكَ ، لَكانَت تِلكَ الحَسَناتُ مُزعِجَةً عَن جِوارِكَ لي ، غَيرَ حائِلَةٍ بَيني وبَينَ نارِكَ ، فَلِذلِكَ عَلِمتُ أنَّ أفضَلَ طاعَتِكَ طاعَةُ أولِيائِكَ . اللّهُمَّ ارحَم تَوَجُّهي بِمَن تَوَجَّهتُ بِهِ إلَيكَ ، فَلَقَد عَلِمتَ أنّي

ص: 955

غَيرُ واجِدٍ أعظَمَ مِقدارٍ مِنهُم ، لِمَكانِهِم مِنكَ يا أرحَمَ الرّاحِمینَ . اللّهُمَّ إنَّكَ بِالإِنعامِ مَوصوفٌ ، ووَلِيَّكَ بِالشَّفاعَةِ لِمَن أتاهُ مَعروفٌ ، فَإِذا شَفَعَ فِيَّ مُتَفَضِّلاً ، كانَ وَجهُكَ عَلَيَّ مُقبِلاً ، وإذا كانَ وَجهُكَ عَلَيَّ مُقبِلاً أصَبتُ مِنَ الجَنَّةِ مَنزِلاً . اللّهُمَّ فَكَما أتَوَسَّلُ بِهِ إلَيكَ ، أن تَمُنَّ عَلَيَّ بِالرِّضا وَالنِّعَمِ ، اللّهُمَّ أرضِهِ عَنّا ولا تُسخِطهُ عَلَینا ، وَاهدِنا بِهِ ولا تُضِلَّنا فيهِ ، وَاجعَلنا فيهِ عَلَى السَّبيلِ الَّذي تَختارُهُ ، وأضِف طاعَتي إلى خالِصِ نِيَّتي في تَحِيَّتي(1) يا أرحَمَ الرّاحِمینَ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى خِيارِ خَلقِكَ مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، كَمَا انتَجَبتَهُم عَلَى العالَمینَ ، وَاختَرتَهُم عَلى عِلمٍ مِنَ الأَوَّلينَ ، اللّهُمَّ وصَلِّ عَلى حُجَّتِكَ ، وصَفوَتِكَ مِن بَرِيَّتِكَ ، التّالي لِنَبِيِّكَ ، المُقِيمِ لأَمرِكَ ، عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ وصَلِّ عَلى فاطِمَةَ الزَّهراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمینَ ، وصَلِّ عَلَى الحَسَنِ وَالحُسَينِ شَنفَي عَرشِكَ ، ودَليلَي خَلقِكَ عَلَیكَ ، ودُعاتَهُم إلَيكَ . اللّهُمَّ و صَلِّ عَلى عَلِيٍّ ومُحَمَّدٍ وجَعفَرٍ وموسى وعَلِيٍّ ومُحَمَّدٍ وعَلِيٍّ وَالحَسَنِ وَالخَلَفِ الصّالِحِ الباقي ، مَصابيحِ الظِّلامِ ، وحُجَجِكَ عَلى جَمیعِ الأَنامِ ، خَزَنَةِ العِلمِ أن يَعدَمَ ، وحُماةِ الدّينِ أن يَسقُمَ ، صَلاةً

ص: 956


1- محبتي

يَكونُ الجَزاءُ عَلَیها أتَمَّ رِضوانِكَ ، ونَوامِيَ بَرَكاتِكَ وإحسانِكَ ، اللّهُمَّ العَن أعداءَهُم مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ أجمَعينَ ، وضاعِف عَلَیهِمُ العَذابَ الأَليمَ . و السَّلامُ عَلَیْکَ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَکاتُهُ،

ثُمَّ تَدعو هاهُنا بِدُعاءِ العَهدِ(1) المَأمورِ بِهِ في حالِ الغَيبَةِ .

سپس دعای عهد را میخوانی:

اَللّهُمَّ رَبَّ النُّورِ الْعَظيمِ، وَرَبَّ الْکرْسِيِّ الرَّفيعِ، وَرَبَّ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ، وَمُنْزِلَ التَّوْراةِ وَالْأِنْجيلِ وَالزَّبُورِ، وَرَبَّ الظِّلِّ وَالْحَرُورِ، وَمُنْزِلَ الْقُرْآنِ الْعَظيمِ، وَرَبَّ الْمَلائِکةِ الْمُقَرَّبينَ وَالْأَنْبِيآءِ وَالْمُرْسَلينَ(2)، اَللّهُمَّ إنّي اَسْئَلُک بِوَجْهِک الْکريمِ، وَبِنُورِ وَجْهِک الْمُنيرِ، وَمُلْکک الْقَديرِ(3)، يا حَيُّ يا قَيومُ، اَسْئَلُک بِاسْمِک الَّذى اَشْرَقَتْ بِهِ

ص: 957


1- عن الصادق عَلَیهِ السَّلام انّه قال:مَنْ دَعا اِلَي اللَّهِ اَرْبَعینَ صَباحاً بِهَذَا العَهْدِ کَانَ مِنْ اَنْصارِ قَائِمنا وَاِنْ مَاتَ اَخْرَجَهُ اللّهُ اِلَیْهِ مِنْ قَبْرِهِ وَاَعْطاهُ اللّهُ بِکُلِ کَلِمَةٍ اَلْفَ حَسَنَةٍ وَمَحاعَنْهُ اَلْفَ سَیِئَةٍ.(بحار الأنوار، ج 53، ص 95) از امام صادق عَلَیهِ السَّلام نقل شده که فرمودند: هر کس چهل صبح این دعا را به پیشگاه الهی بخواند از یاران قائم ما اهل بیت خواهد بود. پس اگر قبل از قیام ایشان از دنیا برود، خدای متعال او را از قبرش بیرون می آورد و به ازای هر کلمه ای که در این زیارت خوانده هزار حسنه به او عطا می کند و هزار بدی از او محو می نماید.
2- و الأنبياء و المرسلين (بحار الأنوار، ج 53، ص 95)
3- القديم (بحار الأنوار، ج 53، ص 95)

السَّمواتُ وَالْأَرَضُونَ، وَبِاسْمِک الَّذي يصْلَحُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَالْأخِرُونَ، يا حَياً قَبْلَ کلِّ حَيٍّ وَيا حَياً بَعْدَ کلِّ حَيٍّ، وَيا حَياً حينَ لا حَيَّ ،يا مُحْييَ الْمَوْتى وَمُمیتَ الْأَحْيآءِ، يا حَيُّ لا اِلهَ اِلاَّ اَنْتَ،اَللّهُمَ بَلِّغْ مَوْلانَا الْإِمامَ الْهادِيَ الْمَهْدِيَّ الْقآئِمَ بِاَمْرِک، صَلَواتُ اللَّهِ عَلَیهِ و عَلى ابآئِهِ الطَّاهِرينَ، عَنْ جَمیعِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ فى مَشارِقِ الْأَرْضِ وَمَغارِبِها، سَهْلِها وَجَبَلِها وَبَرِّها وَبَحْرِها، وَعَنّي وَعَنْ والِدَيَّ مِنَ الصَّلَواتِ زِنَةَ عَرْشِ اللَّهِ، وَمِدادَ کلِماتِهِ، وَما اَحْصاهُ عِلْمُهُ وَاَحاطَ بِهِ کتابُهُ، اَللّهُمَّ إنّي اُجَدِّدُ لَهُ فى صَبيحَةِ يوْمي هذا وَما عِشْتُ مِنْ اَيامي، عَهْداً وَعَقْداً وَبَيعَةً لَهُ فى عُنُقي، لا اَحُولُ عَنْها وَلا اَزُولُ اَبَداً، اَللّهُمَّ اجْعَلْني مِنْ اَنْصارِهِ وَاَعْوانِهِ، وَالذَّابّينَ عَنْهُ، وَالْمُسارِعينَ اِلَيهِ في قَضآءِ حَوآئِجِهِ(1)، وَالْمُحامینَ عَنْهُ، وَالسَّابِقينَ اِلى اِرادَتِهِ وَالْمُسْتَشْهَدينَ بَينَ يدَيهِ، اَللّهُمَّ اِنْ حالَ بَيني وَبَينَهُ الْمَوْتُ الَّذي جَعَلْتَهُ عَلى عِبادِک حَتْماً مَقْضِياً، فَاَخْرِجْني مِنْ قَبْري مُؤْتَزِراً کفَني، شاهِراً سَيفي، مُجَرِّداً قَناتي، مُلَبِّياً دَعْوَةَ الدَّاعي فِي الْحاضِرِ وَالْبادي، اَللّهُمَّ اَرِنيِ الطَّلْعَةَ الرَّشيدَةَ، وَالْغُرَّةَ الْحَمیدَةَ، وَاکحَلْ

ص: 958


1- وَالْمُمْتَثِلينَ لِأَوامِرِهِ. (إلزام الناصب، ج 2، ص 81)

ناظِري بِنَظْرَةٍ منِّي اِلَيهِ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُ، وَسَهِّلْ مَخْرَجَهُ، وَاَوْسِعْ مَنْهَجَهُ، وَاسْلُک بي مَحَجَّتَهُ وَاَنْفِذْ اَمْرَهُ، وَاشْدُدْ اَزْرَهُ، وَاعْمُرِ اللّهُمَّ بِهِ بِلادَک، وَاَحْيِ بِهِ عِبادَک، فَاِنَّک قُلْتَ وَقَوْلُک الْحَقُّ، «ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما کسَبَتْ اَيدِي النَّاسِ» فَاَظْهِرِ الّلهُمَّ لَنا وَلِيک وَابْنَ بِنْتِ نَبِيک الْمُسَمّى بِاسْمِ رَسُولِک، حَتّى لا يظْفَرَ بِشَيْ ءٍ مِنَ الْباطِلِ اِلاَّ مَزَّقَهُ، وَيحِقَّ الْحَقَ وَيحَقِّقَهُ، وَاجْعَلْهُ اَللّهُمَّ مَفْزَعاً لِمَظْلُومِ عِبادِک، وَناصِراً لِمَنْ لا يجِدُ لَهُ ناصِراً غَيرَک، وَمُجَدِّداً لِما عُطِّلَ مِنْ اَحْکامِ کتابِک، وَمُشَيداً لِما وَرَدَ مِنْ اَعْلامِ دينِک، وَسُنَنِ نَبِيک صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَآلِهِ، وَاجْعَلْهُ اَللّهُمَّ مِمَّنْ حَصَّنْتَهُ مِن بَاْسِ الْمُعْتَدينَ اَللّهُمَّ وَسُرَّ نَبِيک مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَیهِ وَآلِهِ بِرُؤْيتِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُ عَلى دَعْوَتِهِ، وَارْحَمِ اسْتِکانَتَنا بَعْدَهُ، اَللّهُمَّ اکشِفْ هذِهِ الْغُمَّةَ عَنْ هذِهِ الْأُمَّةِ بِحُضُورِهِ، وَعَجِّلْ لَنا ظُهُورَهُ، اِنَّهُمْ يرَوْنَهُ بَعيداً وَنَرَاهُ قَريباً بِرَحْمَتِک يا اَرْحَمَ الرَّاحِمینَ.

ثُمَّ تَضرِبُ عَلی فَخِذِکَ الأَیمَنِ بِیَدِکَ ثَلاثَ مَرّاتٍ وتَقولُ:

سپس سه بار بادست روی ران راست خود میزنی و میگویی:

اَلْعَجَلَ(1)يا مَوْلاىَ يا صاحِبَ الزَّمانِ ثلاثاً.(2)

ص: 959


1- العجل العجل. (المصباح للكفعمی، ص 552)
2- مصباح الزائر، ص 455 / بحار الأنوار، ج 99، ص 111.

ثُمَّ تَقولُ أيضاً :

سپس می خوانی:

اللّهُمَّ اجعَل نَفسي مُطمَئِنَّةً بِقَدَرِكَ ، راضِيَةً بِقَضائِكَ ، مولَعَةً بِذِكرِكَ ودُعائِكَ ، مُحِبَّةً لِصَفوَةِ أولِيائِكَ ، مَحبوبَةً في أرضِكَ وسَمائِكَ ، صابِرَةً عَلى نُزولِ بَلائِكَ ، مُشتاقَةً إلى فَرحَةِ لِقائِكَ ، مُتَزَوِّدَةً التَّقوى لِيَومِ جَزائِكَ ، مُستَنَّةً بِسُنَنِ أولِيائِكَ ، مُفارِقَةً لِأَخلاقِ أعدائِكَ ، مَشغولَةً عَنِ الدُّنيا بِحَمدِكَ وثَنائِكَ .(1)

الزيارة الخامسة: الزيارة الرجبية

زیارت پنجم

عن أبِي القاسِمِ الحُسَینِ بنِ روحٍ رَضِيَ اللّهُ عَنهُ قال:زُر أيَّ المَشاهِدِ کُنتَ بِحَضرَتِها في رَجَبٍ،تَقولُ إذا دَخَلتَ:

در هر یک از مشاهد که در ماه رجب مشرف شدی، بگو:

الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي أَشْهَدَنا مَشْهَدَ أَوْلِیائِهِ فِي رَجَبٍ ، وَ أَوْجَبَ عَلَیْنا مِنْ حَقِّهِمْ مَا قَدْ وَجَبَ ، وَ صَلَّی اللّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ الْمُنْتَجَبِ ، وَعَلَی أَوْصِیائِهِ الْحُجُبِ . للّهُمَّ فَکَما أَشْهَدْتَنا مَشْهَدَهُمْ فَأَ نْجِزْ لَنا مَوْعِدَهُمْ

ص: 960


1- مصباح الزائر، ص 484 / بحار الأنوار، ج 99، ص 178.

وَأَوْرِدْنا مَوْرِدَهُمْ غَیْرَ مُحَلَّئِینَ عَنْ وِرْدٍ فِي دارِ الْمُقامَةِ وَالْخُلْدِ ، وَالسَّلامُ عَلَیْکُمْ إِنِّي قَدْ قَصَدْتُکُمْ وَاعْتَمَدْتُکُمْ بِمَسْأَلَتِي وَحَاجَتِي وَهِيَ فَکَاکُ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ وَالْمَقَرُّ مَعَکُمْ فِي دَارِ الْقَرارِ مَعَ شِیعَتِکُمُ الْأَبْرَارِ وَالسَّلامُ عَلَیْکُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَی الدَّارِ أَنَا سائِلُکُمْ وَآمِلُکُمْ فِیمَا إِلَیْکُمُ فِیهِ التَّفْوِیضُ ، وَعَلَیْکُمُ(1) التَّعْوِیضُ فَبِکُمْ یُجْبَرُ الْمَهِیضُ ، وَیُشْفَي الْمَرِیضُ ،وَمَا تَزْدَادُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَغِیضُ؛ِانِّي بِسِرِّکُمْ مُؤْمِنٌ ،وَ لِقَوْلِکُمْ مُسَلِّمٌ ،وَعَلَی اللّهِ بِکُمْ مُقْسِمٌ فِي رَجْعَتي بِحَوَائِجِي وَقَضَائِها وَ إِمْضَائِها وَإِنْجَاحِهاَ إِبْراحِها(2)وَبِشُئُونِي لَدَیْکُمْ وَصَلَاحِها ،وَ السَّلامُ علیکم سَلَامَ مُوَدِّعٍ ، وَلَکُمْ حَوائِجَهُ مُودِعٌ،یَسْأَلُ اللّهَ إِلَیْکُمُ الْمَرْجِعَ ،وَسَعْیُهُ إِلَیْکُمْ غَیْرُ مُنْقَطِعٍ ،وَأَنْ یَرْجِعَنِي مِنْ حَضْرَتِکُمْ خَیْرَ مَرْجِعٍ إِلَي جَنَابٍ مُمْرِعٍ وَخَفْضٍ مُوَسَّعٍ ، وَدَعَةٍ وَمَهَلٍ إِلَي حِینِ الْأَجَلِ ،وَخَیْرِ مَصِیرٍوَمَحَلٍّ فِي النَّعِیمِ الْأَزَلِ ،َالْعَیْشِ الْمُقْتَبَلِ ،وَدَوامِ الْأُکُلِ ، وَشُرْبِ الرَّحِیقِ وَالسَّلْسَلِ ،وَعَلٍّ وَنَهَلٍ لَاسَأَمَ مِنْهُ وَلَا مَلَلَ ،وَ رَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَکَاتُهُ وَ

ص: 961


1- فیه
2- إِیزاحِها

تَحِيَّاتُهُ عَلَیْکُمْ حَتَّي الْعَوْدِ إِلَي حَضْرَتِکُمْ وَالْفَوْزِ فِي کَرَّتِکُمْ ،وَالْحَشْرِ فِي زُمْرَتِکُمْ ،وَ رَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَکاتُهُ عَلَیْکُمْ وَصَلَواتُهُ وَتَحِيَّاتُهُ ،وَهُوَ حَسْبُنا وَنِعْمَ الْوَکِیلُ.(1)

الزيارة السادسة

زیارت ششم

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَیهِ السَّلام قَالَ: تَقُولُ إِذَا أَتَيْتَ قَبْرَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَیهِما السَّلام وَ يُجْزِيكَ عِنْدَ قَبْرِ كُلِّ إِمَامٍ عَلَیهِ السَّلام :

امام صادق عَلَیهِ السَّلام فرمودند: هنگامی که به زیارت قبر حسین بن على عَلَیهِما السَّلام یا هر یک از ائمه عَلَیهِم السَّلام رفتی، میگویی:

السَّلَامُ عَلَیْكَ مِنَ اللَّهِ وَ السَّلَامُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَمِينِ اللَّهِ عَلَى وَحْيِهِ وَ عَزَائِمِ أَمْرِهِ الْخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ وَ الْفَاتِحِ لِمَا اسْتُقْبِلَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ الَّذِي انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِكَ وَ جَعَلْتَهُ هَادِياً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ وَ الدَّلِيلَ عَلَى مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسَالاتِكَ وَ كُتُبِكَ، وَ دَيَّانَ الدِّينِ بِعَدْلِكَ وَ فَصْلَ قَضَائِكَ بَيْنَ خَلْقِكَ وَ الْمُهَيْمِنَ عَلَى ذَلِكَ كُلِّهِ وَ السَّلَامُ عَلَیْهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ.

ص: 962


1- مصباح المتهجد، ج 2، ص 821/ إقبال الأعمال، ج 2، ص 631/ بحار الأنوار، ج 99،ص195.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَبْدِكَ وَ أَخِي رَسُولِكَ الَّذِي انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِکَ وَ جَعَلْتَهُ هَادِیاً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِکَ وَ الدَّلِیلَ عَلَی مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسَالاتِکَ وَ دَيَّانَ الدِّینِ بِعَدْلِکَ وَ فَصْلَ قَضَائِکَ بَیْنَ خَلْقِکَ وَ الْمُهَیْمِنَ عَلَی ذَلِکَ کُلِّهِ وَ السَّلَامُ عَلَیْهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَکَاتُهُ

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی أَمَتِكَ و بنت رَسُولِكَ الَّذِي انْتَجَبْتَها بِعِلْمِکَ وَ جَعَلْتَها هَادِیةً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِکَ وَ الدَّلِیلَةَ عَلَی مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسَالاتِکَ وَکُتُبِکَ دَيَّانَةَ الدِّینِ بِعَدْلِکَ وَ فَصْلَ قَضَائِکَ بَیْنَ خَلْقِکَ وَ الْمُهَیْمِنَةَ عَلَی ذَلِکَ کُلِّهِ وَ السَّلَامُ عَلَیْها وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَکَاتُهُ

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَبْدِکَ وَ ابْنِ رَسُولِکَ الَّذِي انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِکَ وَ جَعَلْتَهُ هَادِیاً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِکَ وَ الدَّلِیلَ عَلَی مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسَالاتِکَ وَ دَيَّانَ الدِّینِ بِعَدْلِکَ وَ فَصْلَ قَضَائِکَ بَیْنَ خَلْقِکَ وَ الْمُهَیْمِنَ عَلَی ذَلِکَ کُلِّهِ وَ السَّلَامُ عَلَیْهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَکَاتُهُ

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَبْدِکَ وَ ابْنِ رَسُولِکَ وَ ابْنِ وَصِيِّ رَسُولِکَ الَّذِي

ص: 963

انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِکَ وَ جَعَلْتَهُ هَادِیاً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِکَ وَ الدَّلِیلَ عَلَی مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسَالاتِکَ وَ دَيَّانَ الدِّینِ بِعَدْلِکَ وَ فَصْلَ قَضَائِکَ بَیْنَ خَلْقِکَ وَ الْمُهَیْمِنَ عَلَی ذَلِکَ کُلِّهِ وَ السَّلَامُ عَلَیْهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَکَاتُهُ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی عَلِيِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَبْدِکَ وَ ابْنِ رَسُولِکَ الَّذِي انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِکَ وَ جَعَلْتَهُ هَادِیاً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِکَ وَ الدَّلِیلَ عَلَی مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسَالاتِکَ وَ دَيَّانَ الدِّینِ بِعَدْلِکَ وَ فَصْلَ قَضَائِکَ بَیْنَ خَلْقِکَ وَ الْمُهَیْمِنَ عَلَی ذَلِکَ کُلِّهِ وَ السَّلَامُ عَلَیْهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَکَاتُهُ

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَبْدِکَ وَ ابْنِ رَسُولِکَ الَّذِي انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِکَ وَ جَعَلْتَهُ هَادِیاً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِکَ وَ الدَّلِیلَ عَلَی مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسَالاتِکَ وَ دَيَّانَ الدِّینِ بِعَدْلِکَ وَ فَصْلَ قَضَائِکَ بَیْنَ خَلْقِکَ وَ الْمُهَیْمِنَ عَلَی ذَلِکَ وَ السَّلَامُ عَلَیْهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَکَاتُهُ

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَبْدِکَ وَ ابْنِ رَسُولِکَ الَّذِي انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِکَ وَ جَعَلْتَهُ هَادِیاً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِکَ وَ الدَّلِیلَ عَلَی

ص: 964

مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسَالاتِکَ وَ دَيَّانَ الدِّینِ بِعَدْلِکَ وَ فَصْلَ قَضَائِکَ بَیْنَ خَلْقِکَ وَ الْمُهَیْمِنَ عَلَی ذَلِکَ کُلِّهِ وَ السَّلَامُ عَلَیْهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَکَاتُهُ

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُوسَي بْنِ جَعْفَرٍ عَبْدِکَ وَ ابْنِ رَسُولِکَ الَّذِي انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِکَ وَ جَعَلْتَهُ هَادِیاً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِکَ وَ الدَّلِیلَ عَلَی مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسَالاتِکَ وَ دَيَّانَ الدِّینِ بِعَدْلِکَ وَ فَصْلَ قَضَائِکَ بَیْنَ خَلْقِکَ وَ الْمُهَیْمِنَ عَلَی ذَلِکَ کُلِّهِ وَ السَّلَامُ عَلَیْهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَکَاتُهُ

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی عَلِيِّ بْنِ مُوسَي عَبْدِکَ وَ ابْنِ رَسُولِکَ الَّذِي انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِکَ وَ جَعَلْتَهُ هَادِیاً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِکَ وَ الدَّلِیلَ عَلَی مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسَالاتِکَ وَ دَيَّانَ الدِّینِ بِعَدْلِکَ وَ فَصْلَ قَضَائِکَ بَیْنَ خَلْقِکَ وَ الْمُهَیْمِنَ عَلَی ذَلِکَ کُلِّهِ وَ السَّلَامُ عَلَیْهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَکَاتُهُ

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَبْدِکَ وَ ابْنِ رَسُولِکَ الَّذِي انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِکَ وَ جَعَلْتَهُ هَادِیاً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِکَ وَ الدَّلِیلَ عَلَی مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسَالاتِکَ وَ دَيَّانَ الدِّینِ بِعَدْلِکَ وَ فَصْلَ قَضَائِکَ

ص: 965

بَیْنَ خَلْقِکَ وَ الْمُهَیْمِنَ عَلَی ذَلِکَ کُلِّهِ وَ السَّلَامُ عَلَیْهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَکَاتُهُ

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَبْدِکَ وَ ابْنِ رَسُولِکَ الَّذِي انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِکَ وَ جَعَلْتَهُ هَادِیاً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِکَ وَ الدَّلِیلَ عَلَی مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسَالاتِکَ وَ دَيَّانَ الدِّینِ بِعَدْلِکَ وَ فَصْلَ قَضَائِکَ بَیْنَ خَلْقِکَ وَ الْمُهَیْمِنَ عَلَی ذَلِکَ کُلِّهِ وَ السَّلَامُ عَلَیْهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَکَاتُهُ

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَبْدِکَ وَ ابْنِ رَسُولِکَ الَّذِي انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِکَ وَ جَعَلْتَهُ هَادِیاً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِکَ وَ الدَّلِیلَ عَلَی مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسَالاتِکَ وَ دَيَّانَ الدِّینِ بِعَدْلِکَ وَ فَصْلَ قَضَائِکَ بَیْنَ خَلْقِکَ وَ الْمُهَیْمِنَ عَلَی ذَلِکَ کُلِّهِ وَ السَّلَامُ عَلَیْهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَکَاتُهُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی الْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ عَبْدِکَ وَ ابْنِ رَسُولِکَ الَّذِي انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِکَ وَ جَعَلْتَهُ هَادِیاً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِکَ وَ الدَّلِیلَ عَلَی مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسَالاتِکَ و کُتُبِکَ وَ دَيَّانَ الدِّینِ بِعَدْلِکَ وَ فَصْلَ قَضَائِکَ بَیْنَ خَلْقِکَ وَ الْمُهَیْمِنَ عَلَی ذَلِکَ کُلِّهِ وَ السَّلَامُ عَلَیْهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَکَاتُهُ أَشْهَدُ أَنَّكُمْ كَلِمَةُ التَّقْوَى وَ بَابُ الْهُدَى وَ الْعُرْوَةُ

ص: 966

الْوُثْقَى وَ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ عَلَى مَنْ فِيهَا وَ مَنْ تَحْتَ الثَّرَى وَ أَشْهَدُ أَنَّ أَرْوَاحَكُمْ وَ طِينَتَكُمْ مِنْ طِينَةٍ وَاحِدَةٍ طَابَتْ وَ طَهُرَتْ مِنْ نُورِ اللَّهِ وَ مِنْ رَحْمَتِهِ وَ أُشْهِدُ اللَّهَ وَ أُشْهِدُكُمْ أَنِّي لَكُمْ تَبَعٌ بِذَاتِ نَفْسِي وَ شَرَائِعِ دِينِي وَ خَوَاتِيمِ عَمَلِي اللَّهُمَّ فَأَتْمِمْ لِي ذَلِكَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ

(ثمَّ تَقُولُ مخاطبأ لأبي عَبدِ اللّه الحُسَين عَلَیهِ السَّلام )

سپس خطاب به اباعبداللّه الحسین عَلَیهِ السَّلام میگویی:

السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ اللَّهِ مَا أُمِرْتَ بِهِ وَ قُمْتَ بِحَقِّهِ غَيْرَ وَاهِنٍ وَ لَا مُوهِنٍ فَجَزَاكَ اللَّهُ مِنْ صِدِّيقٍ خَيْراً عَنْ رَعِيَّتِكَ أَشْهَدُ أَنَّ الْجِهَادَ مَعَكَ جِهَادٌ وَ أَنَّ الْحَقَّ مَعَكَ وَ لَكَ وَ أَنْتَ مَعْدِنُهُ وَ مِيرَاثَ النُّبُوَّةِ عِنْدَكَ وَ عِنْدَ أَهْلِ بَيْتِكَ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلَاةَ وَ آتَيْتَ الزَّكَاةَ وَ أَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ دَعَوْتَ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ عَبَدْتَ رَبَّكَ حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ

ثُمَّ تَقُولُ:

سپس می گویی:

ص: 967

السَّلَامُ عَلَى مَلَائِكَةِ اللَّهِ الْمُسَوِّمِينَ السَّلَامُ عَلَى مَلَائِكَةِ اللَّهِ الْمُنْزَلِينَ السَّلَامُ عَلَى مَلَائِكَةِ اللَّهِ الْمُرْدِفِينَ السَّلَامُ عَلَى مَلَائِكَةِ اللَّهِ الَّذِينَ هُمْ فِي هَذَا الْحَرَمِ بِإِذْنِ اللَّهِ مُقِيمُونَ

ثُمَّ تَقُولُ :

سپس می گویی:

اللَّهُمَّ الْعَنِ الَّذَيْنِ بَدَّلَا نِعْمَتَكَ وَ خَالَفَا كِتَابَكَ وَ جَحَدَا آيَاتِكَ وَ اتَّهَمَا رَسُولَكَ احْشُ قُبُورَهُمَا وَ أَجْوَافَهُمَا نَاراً وَ أَعِدَّ لَهُمَا عَذَاباً أَلِيماً وَ احْشُرْهُمَا وَ أَشْيَاعَهُمَا وَ أَتْبَاعَهُمَا إِلَى جَهَنَّمَ زُرْقاً وَ احْشُرْهُمَا وَ أَشْيَاعَهُمَا وَ أَتْبَاعَهُمَا يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَ بُكْماً وَ صُمًّامَأْواهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيَارَةِ قَبْرِ ابْنِ نَبِيِّكَ وَ ابْعَثْهُ مَقَاماً مَحْمُوداً تَنْتَصِرُ بِهِ لِدِينِكَ وَ تَقْتُلُ بِهِ عَدُوَّكَ فَإِنَّكَ وَعَدْتَهُ ذَلِكَ وَ أَنْتَ الرَّبُّ الَّذِي لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ.(1)

ص: 968


1- کامل الزیارات، ص 316.

الزيارة السابعة

زیارت هفتم

تَقُولُ عِنْدَ كُلِّ إِمَامٍ زُرْتَهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى:

نزد هر امامی که زیارت کردی، میگویی:

السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا وَلِيَّ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا نُورَ اللَّهِ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ السَّلَامُ عَلَیْكَ يَا إِمَامَ الْمُؤْمِنِينَ وَ وَارِثَ عِلْمِ النَّبِيِّينَ وَ سُلَالَةَ الْوَصِيِّينَ وَ الشَّهِيدَ يَوْمَ الدِّينِ أَشْهَدُ أَنَّكَ وَ آبَاءَكَ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِكَ وَ أَبْنَاءَكَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِكَ مَوَالِيَّ وَ أَوْلِيَائِي وَ أَئِمَّتِي وَ أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَصْفِيَاءُ اللَّهِ وَ خَزَنَتُهُ وَ حُجَّتُهُ الْبَالِغَةُ انْتَجَبَكُمْ بِعِلْمِهِ أَنْصَاراً لِدِينِهِ وَ قُوَّاماً بِأَمْرِهِ وَ خُزَّاناً لِعِلْمِهِ وَ حَفَظَةً لِسِرِّهِ وَ تَرَاجِمَةً لِوَحْيِهِ وَ مَعْدِناً لِكَلِمَاتِهِ وَ أَرْكَاناً لِتَوْحِيدِهِ وَ شُهُوداً عَلَى عِبَادِهِ وَ اسْتَوْدَعَكُمْ خَلْقَهُ وَ أَوْرَثَكُمْ كِتَابَهُ وَ خَصَّكُمْ بِكَرَائِمِ التَّنْزِيلِ وَ أَعْطَاكُمُ التَّأْوِيلَ وَ جَعَلَكُمْ تَابُوتَ حِكْمَتِهِ وَ مَنَاراً فِي بِلَادِهِ وَ ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ نُورِهِ وَ أَجْرَى فِيكُمْ مِنْ عِلْمِهِ وَ عَصَمَكُمْ مِنَ الزَّلَلِ وَ طَهَّرَكُمْ مِنَ الدَّنَسِ وَ أَذْهَبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ وَ بِكُمْ تَمَّتِ النِّعْمَةُ وَ اجْتَمَعَتِ الْفُرْقَةُ وَ ائْتَلَفَتِ الْكَلِمَةُ وَ لَزِمَتِ الطَّاعَةُ الْمُفْتَرَضَةُ وَ الْمَوَدَّةُ الْوَاجِبَةُ فَأَنْتُمْ أَوْلِيَاؤُهُ النُّجَبَاءُ وَ عِبَادُهُ

ص: 969

الْمُكْرَمُونَ أَتَيْتُكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ عَارِفاً بِحَقِّكَ مُسْتَبْصِراً بِشَأْنِكَ مُعَادِياً لِأَعْدَائِكَ مُوَالِياً لِأَوْلِيَائِكَ بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي صَلَّى اللَّهُ عَلَیْكَ وَ سَلَّمَ تَسْلِيماً أَتَيْتُكَ وَافِداً زَائِراً عَائِذاً مُسْتَجِيراً مِمَّا جَنَيْتُ عَلَى نَفْسِي وَ احْتَطَبْتُ عَلَى ظَهْرِي فَكُنْ لِي شَفِيعاً فَإِنَّ لَكَ عِنْدَ اللَّهِ مَقَاماً مَعْلُوماً وَ أَنْتَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهٌ آمَنْتُ بِاللَّهِ وَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَیْكُمْ وَ أَتَوَلَّى آخِرَكُمْ بِمَا تَوَلَّيْتُ بِهِ أَوَّلَكُمْ وَ أَبْرَأُ مِنْ كُلِّ وَلِيجَةٍ دُونَكُمْ وَ كَفَرْتُ بِالْجِبْتِ وَ الطَّاغُوتِ وَ اللَّاتِ وَ الْعُزَّى.(1)

الزيارة الثامنة

زیارت هشتم

عن الرِّضا عَلَیهِ السّلام: قَالَ سُئِلَ أبي عَن إتیانِ قَبرِ الحُسَینِ عَلَیهِ السّلام (2)،فَقالَ:صَلّوا فِي المَساجِدِ حَولَهُ،ویُجزِئُ فِي المَواضِعِ کُلِّها أن تَقولَ:

در همه ی مشاهد مشرفه چنین زیارت میکنی:

السَّلامُ عَلی أولِیاءِ اللّهِ وأصفِیائِهِ،السَّلامُ عَلی امَناءِ اللّهِ وأحِبّائِهِ،السَّلامُ عَلی أنصارِ اللّهِ وخُلَفائِهِ،السَّلامُ عَلی مَحالِّ مَعرِفَهِ اللّهِ،

ص: 970


1- کامل الزیارات، ص 318.
2- نقل في العيون: سُئِلَ الرضا عَلَیهِ السّلام إتیانِ قَبرِ أبي الحسن موسي عَلَیهِ السَّلام . (عيون أخبار الرضا عَلَیهِ السَّلام ج 2، ص 271)

السَّلامُ عَلی مَساکِنِ ذِکرِ اللّهِ،السَّلامُ عَلی مُظاهِري أمرِ اللّهِ ونَهیِهِ،السَّلامُ عَلَی الدُّعاة إلَي اللّهِ،السَّلامُ عَلَی المُستَقِرّینَ في مَرضاةِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَی المُمَحَّصینَ في طاعَةِ اللّهِ،السَّلامُ عَلَی الأَدِلّاءِ عَلَی اللّهِ،السَّلامُ عَلَی الَّذینَ مَن والاهُم فَقَد والَي اللّهَ،ومَن عاداهُم فَقَد عادَي اللّهَ،ومَن عَرَفَهُم فَقَد عَرَفَ اللّهَ،ومَن جَهِلَهُم فَقَد جَهِلَ اللّهَ،ومَنِ اعتَصَمَ بِهِم فَقَدِ اعتَصَمَ بِاللّهِ،ومَن تَخَلّی مِنهُم فَقَد تَخَلّی مِنَ اللّهِ،اُشهِدُ اللّهَ أنّي سِلمٌ لِمَن سالَمتُم،وحَربٌ لِمَن حارَبتُم،مُؤمِنٌ بِسِرِّکُم وعَلانِیَتِکُم،مُفَوِّضٌ في ذلِکَ کُلِّهِ إلَیکُم،لَعَنَ اللّهُ عَدُوَّ آلِ مُحَمَّدٍ مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ،وأبرَأُ إلَی اللّهِ مِنهُم، وصَلَّی اللّهُ عَلی مُحَمَّدٍ وآلِهِ.(1)

الدّعاء عقيب زيارة الأئمة عَلَیهِم السَّلام

دعای بعد از زیارت ائمه عَلَیهِم السَّلام

اللّهُمَّ إِنْ كانَتْ ذُنُوبِي قَدْ أَخْلَقَتْ وَجْهِي عِنْدَكَ، وَحَجَبَتْ دُعائِي عَنْكَ، وَحالَتْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ، فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُقْبِلَ عَلَيَّ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ، وَتَنْشُرَ عَلَيَّ رَحْمَتَكَ، وَتُنَزِّلَ عَلَيَّ بَرَكاتِكَ، وَإِنْ كانَتْ قَدْ مَنَعَتْ أَنْ

ص: 971


1- الكافي، ج 4، ص 578.

تَرْفَعَ لِي إِلَيْكَ صَوْتاً، أَوْ تَغْفِرَ لِي ذَنْباً، أَوْ تَتَجاوَزَ عَنْ خَطِيئَةٍ مُهْلِكَةٍ،فَها أَنَا ذَا مُسْتَجِيرٌ بِكَرَمِ وَجْهِكَ وَعِزِّ جَلالِكَ، مُتَوَسِّلٌ إِلَيْكَ، مُتَقَرِّبٌ إِلَيْكَ بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَيْكَ، وَأَكْرَمِهِمْ عَلَیْكَ، وَأَوْلاهُمْ بِكَ، وَأَطْوَعِهِمْ لَكَ، وَأَعْظَمِهِمْ مَنْزِلَةً وَمَكاناً عِنْدَكَ مُحَمَّدٍ، وَبِعِتْرَتِهِ الطَّاهِرِينَ الْأَئِمَّةِ الْهُداةِ الْمَهْدِيِّينَ، الَّذِينَ فَرَضْتَ عَلَى خَلْقِكَ طاعَتَهُمْ، وَأَمَرْتَ بِمَوَدَّتِهِمْ، وَجَعَلْتَهُمْ وُلاةَ الْأَمْرِ مِنْ بَعْدِ رَسُولِكَ صَلَّى اللّهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، يَا مُذِلَّ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، وَيَا مُعِزَّ الْمُؤْمِنِينَ بَلَغَ مَجْهُودِي، فَهَبْ لِي نَفْسِيَ السَّاعَةَ وَرَحْمَةً مِنْكَ تَمُنُّ بِها عَلَيَّ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

ثمّ قبّل الضّریح، ومَرِّغ خَدَّیکَ عَلَیهِ، وقُل:

پس ضریح را می بوسی و دو طرف صورتت را بر آن می سایی و می گویی:

اللّهُمَّ إِنَّ هذَا مَشْهَدٌ لَايَرْجُو مَنْ فاتَتْهُ فِيهِ رَحْمَتُكَ أَنْ يَنالَها فِي غَيْرِهِ، وَلَا أَحَدٌ أَشْقى مِنِ امْرِىً قَصَدَهُ مؤَمِّلاً فَآبَ عَنْهُ خائِباً . اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ الْإِيَابِ(1)، وَخَيْبَةِ الْمُنْقَلَبِ، وَالْمُناقَشَةِ عِنْدَ الْحِسابِ، وَحاشَاكَ يَا رَبِّ أَنْ تَقْرِنَ طَاعَةَ وَلِيِّكَ بِطاعَتِكَ، وَمُوالاتَهُ بِمُوالاتِكَ، وَمَعْصِيَتَهُ بِمَعْصِيَتِكَ، ثُمَّ تُؤْيِسَ زائِرَهُ وَالْمُتَحَمِّلَ مِنْ

ص: 972


1- سُوءِ الایَابِ

بُعْدِ الْبِلادِ إِلَى قَبْرِهِ، وَعِزَّتِكَ يَا رَبَّ لَايَنْعَقِدُ عَلَى ذلِكَ ضَمِيرِي، إِذْ كانَتِ الْقُلُوبُ إِلَيْكَ بِالْجَمِيلِ تُشِيرُ.(1)

زيارة وداع الأئمة عَلَیهِم السَّلام

زیارت وداع ائمه عَلَیهِم السَّلام

اَلسَّلامُ عَلَیْکُمْ سَلامَ مَوَدِّعٍ لاسَئْمٍ وَ لا قالٍ وَ لا مالٍ وَ رَحْمَةُ اللّهِ وَ بَرَکاتُهُ عَلَیْکُمْ یا اَهْلَ بَیْتِ النُّبُوَّةِ اِنَّهُ حَمیدٌ مَجیدٌ، سَلامَ وَلِیّ لَکُمْ غَیْرِ راغِب عَنْکُمْ، وَ لا مُسْتَبْدِل بِکُمْ، وَ لا مُؤْثِر عَلَیْکُمْ، وَ لا مُنْحُرِف عَنْکُمْ، وَ لا زَاهِدْ فِي قُرْبِکُمْ، لا جَعَلَهُ اللّهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِیَارَةِ قُبُورِکُمْ، وَ اِتْیَانِ مَشَاهِدِکُمْ. وَالسَّلامُ عَلَیْکُمْ وَ حَشَرَنِيَ اللّهُ فِي زُمْرَتِکُمْ، وَ اَوْرَدَنِي حَوْضَکُمْ، وَ جَعَلَنِي فِي حِزْبِکُم، وَ اَرْضَاکُمْ عَنِّي وَ مَکَّنَنِي فِي دَوْلَتِکُمْ، وَ اَحْیَانِي فِي رَجْعَتِکُمْ، وَ مَلَّکَنِي فِي اَيَّامِکُمْ، وَ شَکَرَ سَعْیِي بِکُمْ، وَ غَفَرَ ذَنْبِي بِشَفَاعَتِکُمْ، وَ اَقَالَ عَثْرَتِي بِمُحَبَّتِکُمْ(2)، وَ اَعْلَي کَعْبِي بِمُوَالاتِکُمْ، وَ شَرَّفَنِي بِطَاعَتِکُمْ، وَ اَعَزَّنِي بِهُدَاکُمْ. وَ جَعَلَنِي مِمَّنِ انْقَلَبَ مُفْلِحاً مُنْجِحاً، غَائِماً سَالِماً، مُعَافًی

ص: 973


1- مصباح الزائر، ص 471 / بحار الأنوار، ج 99، ص 172.
2- بِحُبِّکُمْ

غَنِیّاً فَائِزاً بِرِضْوَانِ اللّهِ وَ فَضْلِهِ وَ کِفَایَتِهِ بِاَفْضَلِ مَا یَنْقَلِبُ بِهِ اَحَدٌ مِنْ زُوَّارِکُمْ وَ مَوَالِیکُمْ وَ مُحِبِّیکُمْ وَ شِیعَتِکُمْ، وَ رَزَقَنِيَ اللّهُ الْعودَ ثُمَّ الْعودَ اَبَداً مَا اَبْقَانِي رَبِّی، بِنِيَّةٍ صَادِقَةٍ وَ ایمَان وَ تَقْوَی وَ اِخْبَاتٍ وَ رِزْق وَاسعٍ حَلالٍ طَیِّب. اَللَّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِیَارَتِهِمْ وَ ذِکْرِهِمْ وَ الصَّلاةِ عَلَیْهِمْ، وَ اَوْجِبْ لِيَ الْمَغْفِرَةَ وَ الرَّحْمَةَ وَ الْخَیْرَ وَ الْبَرَکَةَ وَ التَّقْوَي وَ الْفَوْزَ وَ النُّورَ وَ الایمانَ وَ حُسْنَ الاِجَابَةِ، کَمَا اَوْجَبْتَ لاَوْلِیَائِکَ الْعَارِفینَ بِحَقِّهِمُ الْمُوجِبِینَ طَاعَتَهُمْ، وَ اَلرَّاغِبِینَ فِي زِیَارَتِهِم الْمُتَقَربینَ اِلَیْکَ وَ اِلَیْهِمْ. بِاَبِي اَنْتُمْ وَ اُمِّي وَ نَفْسِي وَ اَهْلِي وَ مَالِی، اِجْعَلُونِي فِي هَمِّکُمْ، وَ صَیِّرُونِي فِي حِزْبِکُمْ وَ اَدْخِلُونِي فِي شَفَاعَتِکُمْ، وَاذْکُرُوني عِنْدَ رَبِّکُمْ. اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّد وَ آلِ مُحَمَّد وَ اَبْلغْ اَرْوَاحَهُمْ وَ اَجْسَادَهُمْ مِنِّي السَّلامَ. وَالسَّلامُ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ وَ رَحْمَةُ اللّهِ وَ بَرَکَاتُهُ. وَ صَلَّی اللّهُ عَلَی مُحَمَّد وَ آلِهِ وَ سَلّمَ کَثِیراً، وَ حَسْبُنَا اللّهُ وَ نِعْمَ الْوَکِیلُ.(1)

ص: 974


1- عيون أخبار الرضا عَلَیهِ السَّلام ، ج 2، ص 277 / بحار الأنوار، ج 99، ص 133.

الباب العاشر : صلاة جعفر الطيار بن أبي طالب عَلَیهِما السَّلام بعد زيارة الأئمة عَلَیهِم السَّلام

اشارة

ص: 975

ص: 976

فضل صلاة جعفر الطيار بن أبي طالب عَلَیهِما السَّلام و كيفيتها

فضیلت و کیفیت نماز جعفر طیار عَلَیهِ السَّلام

*قال العلامة المجلسي رحمة اللّه وَجَدْتُ بِخَطِّ اَلشَّیْخِ حُسَیْنِ بْنِ عَبْدِ اَلصَّمَدِ رَحِمَةُ اَللَّهُ (1) مَا هَذَا لَفْظُهُ ذَکَرَ اَلشَّیْخُ أَبُو اَلطَّیِّبِ اَلْحُسَیْنُ بْنُ أَحْمَدَ اَلْفَقِیهُ:

مَنْ زَارَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَوْ وَاحِداً مِنَ اَلْأَئِمَّهِ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ فَصَلَّی عِنْدَهُ صَلاَةَ جَعْفَرٍ فَإِنَّهُ یُکْتَبُ لَهُ بِکُلِّ رَکْعَةٍ ثَوَابُ مَنْ حَجَّ أَلْفَ حَجَّةٍ وَ اِعْتَمَرَ أَلْفَ عُمْرَةٍ وَ أَعْتَقَ أَلْفَ رَقَبَةٍ وَ وَقَفَ أَلْفَ وَقْفَةٍ فِي سَبِیلِ اَللَّهِ مَعَ نَبِیٍّ مُرْسَلٍ وَ لَهُ بِکُلِّ خُطْوَةٍ ثَوَابُ مِائَةٍ حَجَّةٍ وَ مِائَةٍ عُمْرَهٍ وَ عِتْقِ مِائَةٍ رَقَبَةٍ فِي سَبِیلِ اَللَّهِ وَ کُتِبَ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ وَ حُطَّ منْهُ مِائَةُ سَیِّئَةٍ.(2)

*قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقُ عَلَیهِ السَّلام وَ صِفَتُهَا أَنَّهَا أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ بِتَشَهُّدَتَيْنِ وَ

ص: 977


1- والد الشيخ البهايي
2- بحار الأنوار، ج 97، ص 137.

تَسْلِيمَتَيْنِ فَإِذَا أَرَادَ امْرُؤٌ أَنْ يُصَلِّيَهَا فَلْيَتَوَجَّهْ فَلْيَقْرَأْ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى سُورَةَ الْحَمْدِ وَ إِذَا زُلْزِلَتْ وَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ سُورَةَ الْحَمْدِ وَ الْعَادِيَاتِ وَ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَةِ الثَّالِثَةِ الْحَمْدَ وَ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ وَ فِي الرَّابِعَةِ الْحَمْدَ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فَإِذَا فَرَغَ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَلْيَقُلْ قَبْلَ الرُّكُوعِ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً «سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ» وَ يَقُلْ [ یَقُولُ] ذَلِكَ فِي رُكُوعِهِ عَشْراً وَ إِذَا اسْتَوَى مِنَ الرُّكُوعِ قَائِماً قَالَهَا عَشْراً فَإِذَا سَجَدَ قَالَهَا عَشْراً فَإِذَا جَلَسَ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ قَالَهَا عَشْراً فَإِذَا سَجَدَ الثَّانِيَةَ قَالَهَا عَشْراً فَإِذَا جَلَسَ لِيَقُومَ قَالَهَا قَبْلَ أَنْ يَقُومَ عَشْراً يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي الْأَرْبَعِ رَكَعَاتٍ تَكُونُ ثَلَاثَمِائَةِ دَفْعَةٍ تَكُونُ أَلْفاً وَ مِائَتَيْ تَسْبِيحَةٍ.(1)

دو رکعت اول: رکعت اول سوره ی حمد و سوره ی زلزال، ركعت دوم سوره ی حمد و سوره ی عادیات

دو رکعت دوم: رکعت اول سوره ی حمد و سوره ی نصر، رکعت دوم سوره ی حمد و سوره ی توحید.

در هر رکعت، پیش از رکوع 15 مرتبه، در رکوع 10 مرتبه، در حال ایستادن پس از رکوع 10 مرتبه، در هر سجده 10 مرتبه، و در حال نشسته پس از هر سجده 10 مرتبه ذکر «سُبْحانَ اللّهِ، وَ الْحَمْدُ لِلهِ، وَ لا إلهَ إلاّ اللّهُ، وَ اللّهُ أکْبَرُ» خوانده می شود.

ص: 978


1- بحار الأنوار، ج 88، ص 193.

القول في آخر سجدة من صلاة جعفر الطيار

دعا در سجده آخر نماز جعفر عَلَیهِ السَّلام

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَیهِ السَّلام قَالَ يَقُولُ فِي آخِرِ رَكْعَةٍ مِنْ صَلَاةِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَیهِ السَّلام

سُبْحَانَ اللَّهِ الْوَاحِدِ الْأَحَدِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْأَحَدِ الصَّمَدِ سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَ لا وَلَداً سُبْحَانَ مَنْ لَبِسَ الْعِزَّ وَ الْوَقَارَ سُبْحَانَ مَنْ تَعَظَّمَ بِالْمَجْدِ وَ تَكَرَّمَ بِهِ سُبْحَانَ مَنْ أَحْصَى كُلَّ شَيْ ءٍ عِلْمُهُ سُبْحَانَ ذِي الْفَضْلِ وَ الطَّوْلِ سُبْحَانَ ذِي الْمَنِّ وَ النِّعَمِ سُبْحَانَ ذِي الْقُدْرَةِ وَ الْأَمْرِ سُبْحَانَ ذِي الْمُلْكِ وَ الْمَلَكُوتِ سُبْحَانَ ذِي الْعِزِّ وَ الْجَبَرُوتِ سُبْحَانَ الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ سُبْحَانَ مَنْ سَبَّحَتْ لَهُ السَّمَاءُ بِأَكْنَافِهَا سُبْحَانَ مَنْ سَبَّحَ لَهُ الْأَرَضُونَ وَ مَنْ عَلَیْهَا سُبْحَانَ مَنْ سَبَّحَتْ لَهُ الطَّيْرُ فِي أَوْكَارِهَا سُبْحَانَ مَنْ سَبَّحَتْ لَهُ السِّبَاعُ فِي آجَامِهَا سُبْحَانَ مَنْ سَبَّحَتْ لَهُ حِيتَانُ الْبَحْرِ وَ هَوَامُّهُ سُبْحَانَ مَنْ لَا يَنْبَغِي التَّسْبِيحُ إِلَّا لَهُ سُبْحَانَ مَنْ أَحْصَى كُلَّ شَيْ ءٍ عِلْمُهُ يَا ذَا النِّعْمَةِ وَ الطَّوْلِ يَا ذَا الْمَنِّ وَ الْفَضْلِ يَا ذَا الْقُوَّةِ وَ الْكَرَمِ وَ أَسْأَلُكَ بِمَعَاقِدِ الْعِزِّ

ص: 979

مِنْ عَرْشِكَ وَ مُنْتَهَى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ وَ بِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ الْأَعْلَى وَ كَلِمَاتِكَ التَّامَّاتِ كُلِّهَا أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَفْعَلَ بِي...(1)

و تذكر حاجاتك بدل «...»

و به جای «...» حاجاتت را ذکر می کنی.

الدّعاء بعد صلاة جعفر الطيار عَلَیهِ السَّلام

دعای بعد از نماز جعفر طیار عَلَیهِ السَّلام

عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْقَاسِمِ الْعَبَّاسِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیهِ السَّلام بِبَغْدَادَ وَ هُوَ يُصَلِّي صَلَاةَ جَعْفَرٍ عِنْدَ ارْتِفَاعِ النَّهَارِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَلَمْ أُصَلِّ خَلْفَهُ حَتَّى فَرَغَ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ:

يَا مَنْ لَا تَخْفَى عَلَیْهِ اللُّغَاتُ وَ لَا تَتَشَابَهُ عَلَیْهِ الْأَصْوَاتُ وَ يَا مَنْ هُوَ كُلَّ يَوْمٍ فِي شَأْنٍ يَا مَنْ لَا يَشْغَلُهُ شَأْنٌ عَنْ شَأْنٍ يَا مُدَبِّرَ الْأُمُورِ يَا بَاعِثَ مَنْ فِي الْقُبُورِ يَا مُحْيِيَ الْعِظَامِ وَ هِيَ رَمِيمٌ يَا بَطَّاشُ يَا ذَا الْبَطْشِ الشَّدِيدِ يَا فَعَّالًا لِمَا يُرِيدُ يَا رَازِقَ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ يَا رَازِقَ الْجَنِينِ وَ الطِّفْلِ الصَّغِيرِ وَ يَا رَاحِمَ الشَّيْخِ الْكَبِيرِ وَ يَا جَابِرَ

ص: 980


1- بحار الأنوار، ج 88، ص 194.

الْعَظْمِ الْكَسِيرِ يَا مُدْرِكَ الْهَارِبِينَ وَ يَا غَايَةَ الطَّالِبِينَ يَا مَنْ يَعْلَمُ مَا فِي الضَّمِيرِ وَ مَا تُكِنُّ الصُّدُورُ يَا رَبَّ الْأَرْبَابِ وَ سَيِّدَ السَّادَاتِ وَ إِلَهَ الْآلِهَةِ وَ جَبَّارَ الْجَبَابِرَةِ وَ مَلِكَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ يَا مُجْرِيَ الْمَاءِ فِي النَّبَاتِ وَ يَا مُكَوِّنَ طَعْمِ الثِّمَارِ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي اشْتَقَقْتَهُ مِنْ عَظَمَتِكَ وَ أَسْأَلُكَ بِعَظَمَتِكَ الَّتِي اشْتَقَقْتَهَا مِنْ كِبْرِيَائِكَ وَ أَسْأَلُكَ بِكِبْرِيَائِكَ الَّتِي اشْتَقَقْتَهَا مِنْ كَيْنُونِيَّتِكَ وَ أَسْأَلُكَ بِكَيْنُونِيَّتِكَ الَّتِي اشْتَقَقْتَهَا مِنْ جُودِكَ وَ أَسْأَلُكَ بِجُودِكَ الَّذِي اشْتَقَقْتَهُ مِنْ عِزِّكَ وَ أَسْأَلُكَ بِعِزِّكَ الَّذِي اشْتَقَقْتَهُ مِنْ كَرَمِكَ وَ أَسْأَلُكَ بِكَرَمِكَ الَّذِي اشْتَقَقْتَهُ مِنْ رَحْمَتِكَ وَ أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي اشْتَقَقْتَهَا مِنْ رَأْفَتِكَ وَ أَسْأَلُكَ بِرَأْفَتِكَ الَّتِي اشْتَقَقْتَهَا مِنْ حِلْمِكَ وَ أَسْأَلُكَ بِحِلْمِكَ الَّذِي اشْتَقَقْتَهُ مِنْ لُطْفِكَ وَ أَسْأَلُكَ بِلُطْفِكَ الَّذِي اشْتَقَقْتَهُ مِنْ قُدْرَتِكَ وَ أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ كُلِّهَا وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمُهَيْمِنِ الْعَزِيزِ الْقَدِيرِ عَلَى مَا تَشَاءُ مِنْ أَمْرِكَ يَا مَنْ سَمَكَ السَّمَاءَ بِغَيْرِ عَمَدٍ وَ أَقَامَ الْأَرْضَ بِغَيْرِ سَنَدٍ وَ خَلَقَ الْخَلْقَ مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ بِهِ إِلَيْهِمْ إِلَّا إِفَاضَةً لِإِحْسَانِهِ وَ نِعَمِهِ وَ إِبَانَةً لِحِكْمَتِهِ وَ إِظْهَاراً لِقُدْرَتِهِ أَشْهَدُ يَا سَيِّدِي أَنَّكَ لَمْ تَأْنَسْ بِابْتِدَاعِهِمْ لِأَجْلِ وَحْشَةٍ بِتَفَرُّدِكَ وَ لَمْ تَسْتَعِنْ بِغَيْرِكَ عَلَى شَيْ ءٍ

ص: 981

مِنْ أَمْرِكَ أَسْأَلُكَ بِغِنَاكَ عَنْ خَلْقِكَ وَ بِحَاجَتِهِمْ إِلَيْكَ وَ بِفَقْرِهِمْ وَ فَاقَتِهِمْ إِلَيْكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبِينَ الْأَئِمَّةِ الرَّاشِدِينَ وَ أَنْ تَجْعَلَ لِعَبْدِكَ الذَّلِيلِ بَيْنَ يَدَيْكَ مِنْ أَمْرِهِ فَرَجاً وَ مَخْرَجاً يَا سَيِّدِي صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ ارْزُقْنِي الْخَوْفَ مِنْكَ وَ الْخَشْيَةَ لَكَ أَيَّامَ حَيَاتِي سَيِّدِي ارْحَمْ عَبْدَكَ الْأَسِيرَ بَيْنَ يَدَيْكَ سَيِّدِي ارْحَمْ عَبْدَكَ الْمُرْتَهَنَ بِعَمَلِهِ يَا سَيِّدِي أَنْقِذْ عَبْدَكَ الْغَرِيقَ فِي بَحْرِ الْخَطَايَا يَا سَيِّدِي ارْحَمْ عَبْدَكَ الْمُقِرَّ بِذَنْبِهِ وَ جُرْأَتِهِ عَلَیْكَ يَا سَيِّدِي الْوَيْلُ قَدْ حَلَّ بِي إِنْ لَمْ تَرْحَمْنِي يَا سَيِّدِي هَذَا مَقَامُ الْمُسْتَجِيرِ بِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ هَذَا مَقَامُ الْمِسْكِينِ الْمُسْتَكِينِ هَذَا مَقَامُ الْفَقِيرِ الْبَائِسِ الْحَقِيرِ الْمُحْتَاجِ إِلَى مَلِكٍ كَرِيمٍ رَحِيمٍ يَا وَيْلَتَى مَا أَغْفَلَنِي عَمَّا يُرَادُ مِنِّي يَا سَيِّدِي هَذَا مَقَامُ الْمُذْنِبِ الْمُسْتَجِيرِ بِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ هَذَا مَقَامُ مَنِ انْقَطَعَتْ حِيلَتُهُ وَ خَابَ رَجَاؤُهُ إِلَّا مِنْكَ هَذَا مَقَامُ الْفَانِي الْأَسِيرِ هَذَا مَقَامُ الطَّرِيدِ الشَّرِيدِ يَا سَيِّدِي أَقِلْنِي عَثَرَاتِي يَا مُقِيلَ الْعَثَرَاتِ يَا سَيِّدِي أَعْطِنِي سُؤْلِي سَيِّدِي ارْحَمْ بَدَنِيَ الضَّعِيفَ وَ جِلْدِيَ الرَّقِيقَ الَّذِي لَا قُوَّةَ لَهُ عَلَى حَرِّ النَّارِ يَا سَيِّدِي ارْحَمْنِي فَإِنِّي عَبْدُكَ وَ ابْنُ عَبْدِكَ وَ ابْنُ أَمَتِكَ بَيْنَ يَدَيْكَ وَ

ص: 982

فِي قَبْضَتِكَ لَا طَاقَةَ لِي بِالْخُرُوجِ مِنْ سُلْطَانِكَ سَيِّدِي وَ كَيْفَ لِي بِالنَّجَاةِ وَ لَا تُصَابُ إِلَّا لَدَيْكَ وَ كَيْفَ لِي بِالرَّحْمَةِ وَ لَا تُصَابُ إِلَّا مِنْ عِنْدِكَ يَا إِلَهَ الْأَنْبِيَاءِ وَ وَلِيَّ الْأَتْقِيَاءِ وَ بَدِيعَ مَزِيدِ الْكَرَامَةِ إِلَيْكَ قَصَدْتُ وَ بِكَ أَنْزَلْتُ حَاجَتِي وَ إِلَيْكَ شَكَوْتُ إِسْرَافِي عَلَى نَفْسِي وَ بِكَ أَسْتَغِيثُ فَأَغِثْنِي وَ أَنْقِذْنِي بِرَحْمَتِكَ مِمَّا اجْتَرَأْتُ عَلَیْكَ يَا سَيِّدِي يَا وَيْلَتَى أَيْنَ أَهْرُبُ مِمَّنِ الْخَلَائِقُ كُلُّهُمْ فِي قَبْضَتِهِ وَ النَّوَاصِي كُلُّهَا بِيَدِهِ يَا سَيِّدِي مِنْكَ هَرَبْتُ إِلَيْكَ وَ وَقَفْتُ بَيْنَ يَدَيْكَ مُتَضَرِّعاً إِلَيْكَ رَاجِياً لِمَا لَدَيْكَ يَا إِلَهِي وَ سَيِّدِي حَاجَتِي حَاجَتِي الَّتِي إِنْ أَعْطَيْتَنِيهَا لَمْ يَضُرَّنِي مَا مَنَعْتَنِي وَ إِنْ مَنَعْتَنِيهَا لَمْ يَنْفَعْنِي مَا أَعْطَيْتَنِي أَسْأَلُكَ فَكَاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ سَيِّدِي قَدْ عَلِمْتُ وَ أَيْقَنْتُ بِأَنَّكَ إِلَهُ الْخَلْقِ وَ الْمَلِكُ الْحَقُّ الَّذِي لَا سَمِيَّ لَهُ وَ لَا شَرِيكَ لَهُ يَا سَيِّدِي وَ أَنَا عَبْدُكَ مُقِرٌّ لَكَ بِوَحْدَانِيَّتِكَ وَ بِوُجُودِ رُبُوبِيَّتِكَ أَنْتَ اللَّهُ الَّذِي خَلَقْتَ خَلْقَكَ بِلَا مِثَالٍ وَ تَعَبٍ وَ لَا نَصَبٍ أَنْتَ الْمَعْبُودُ وَ بَاطِلٌ كُلُّ مَعْبُودٍ غَيْرُكَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي تُحْشَرُ بِهِ الْمَوْتَى إِلَى الْمَحْشَرِ يَا مَنْ لَا يَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ أَحَدٌ غَيْرُهُ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي تُحْيِي بِهِ الْعِظامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ أَنْ تَغْفِرَ لِي وَ تَرْحَمَنِي وَ تُعَافِيَنِي وَ

ص: 983

تُعْطِيَنِي وَ تَكْفِيَنِي مَا أَهَمَّنِي أَشْهَدُ أَنَّهُ لَا يَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ أَحَدٌ غَيْرُكَ أَيَا مَنْ أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ أَيَا مَنْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْ ءٍ عِلْماً وَ أَحْصى كُلَّ شَيْ ءٍ عَدَداً أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ نَبِيِّكَ وَ خَاصَّتِكَ وَ خَالِصَتِكَ وَ صَفِيِّكَ وَ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ وَ أَمِينِكَ عَلَى وَحْيِكَ وَ مَوْضِعِ سِرِّكَ وَ رَسُولِكَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ إِلَى عِبَادِكَ وَ جَعَلْتَهُ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ وَ نُوراً اسْتَضَاءَ بِهِ الْمُؤْمِنُونَ فَبَشَّرَ بِالْجَزِيلِ مِنْ ثَوَابِكَ وَ أَنْذَرَ بِالْأَلِيمِ مِنْ عِقَابِكَ اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَیْهِ بِكُلِّ فَضِيلَةٍ مِنْ فَضَائِلِهِ وَ بِكُلِّ مَنْقَبَةٍ مِنْ مَنَاقِبِهِ وَ بِكُلِّ حَالٍ مِنْ حَالاتِهِ وَ بِكُلِّ مَوْقِفٍ مِنْ مَوَاقِفِهِ صَلَاةً تُكْرِمُ بِهَا وَجْهَهُ وَ أَعْطِهِ الدَّرَجَةَ وَ الْوَسِيلَةَ وَ الرِّفْعَةَ وَ الْفَضِيلَةَ اللَّهُمَّ شَرِّفْ فِي الْقِيَامَةِ مَقَامَهُ وَ عَظِّمْ بُنْيَانَهُ وَ أَعْلِ دَرَجَتَهُ وَ تَقَبَّلْ شَفَاعَتَهُ فِي أُمَّتِهِ وَ أَعْطِهِ سُؤْلَهُ وَ ارْفَعْهُ فِي الْفَضِيلَةِ إِلَى غَايَتِهَا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ أَئِمَّةِ الْهُدَى وَ مَصَابِيحِ الدُّجَى وَ أُمَنَائِكَ فِي خَلْقِكَ وَ أَصْفِيَائِكَ مِنْ عِبَادِكَ وَ حُجَجِكَ فِي أَرْضِكَ وَ مَنَارِكَ فِي بِلَادِكَ الصَّابِرِينَ عَلَى بَلَائِكَ الطَّالِبِينَ رِضَاكَ الْمُوفِينَ بِوَعْدِكَ غَيْرِ شَاكِّينَ فِيكَ وَ لَا جَاحِدِينَ عِبَادَتَكَ وَ أَوْلِيَائِكَ وَ سَلَائِلِ أَوْلِيَائِكَ

ص: 984

وَ خُزَّانِ عِلْمِكَ الَّذِينَ جَعَلْتَهُمْ مَفَاتِيحَ الْهُدَى وَ نُورَ مَصَابِيحِ الدُّجَى صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِمْ وَ رَحْمَتُكَ وَ رِضْوَانُكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ عَلَى مَنَارِكَ فِي عِبَادِكَ الدَّاعِي إِلَيْكَ بِإِذْنِكَ الْقَائِمِ بِأَمْرِكَ الْمُؤَدِّي عَنْ رَسُولِكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ السَّلَامُ اللَّهُمَّ إِذَا أَظْهَرْتَهُ فَأَنْجِزْ لَهُ مَا وَعَدْتَهُ وَ سُقْ إِلَيْهِ أَصْحَابَهُ وَ انْصُرْهُ وَ قَوِّ نَاصِرِيهِ وَ بَلِّغْهُ أَفْضَلَ أَمَلِهِ وَ أَعْطِهِ سُؤْلَهُ وَ جَدِّدْ بِهِ عَنْ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ بَعْدَ الذُّلِّ الَّذِي قَدْ نَزَلَ بِهِمْ بَعْدَ نَبِيِّكَ فَصَارُوا مَقْتُولِينَ مَطْرُودِينَ مُشَرَّدِينَ خَائِفِينَ غَيْرَ آمِنِينَ لَقُوا فِي جَنْبِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِكَ وَ طَاعَتِكَ الْأَذَى وَ التَّكْذِيبَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا أَصَابَهُمْ فِيكَ رَاضِينَ بِذَلِكَ مُسَلِّمِينَ لَكَ فِي جَمِيعِ مَا وَرَدَ عَلَیْهِمْ وَ مَا يَرِدُ عَلَیْهِمْ اللَّهُمَّ عَجِّلْ فَرَجَ قَائِمِهِمْ بِأَمْرِكَ وَ انْصُرْهُ وَ انْصُرْ بِهِ دِينَكَ الَّذِي غُيِّرَ وَ بُدِّلَ وَ جَدِّدْ بِهِ مَا امْتَحَى مِنْهُ وَ بُدِّلَ بَعْدَ نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى جَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ وَ الْمُرْسَلِينَ الَّذِينَ بَلَّغُوا عَنْكَ الْهُدَى وَ اعْتَقَدُوا لَكَ الْمَوَاثِيقَ بِالطَّاعَةِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَیْهِمْ وَ عَلَى أَرْوَاحِهِمْ وَ أَجْسَادِهِمْ وَ السَّلَامُ عَلَیْهِمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ عَلَى مَلَائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ وَ أُولِي الْعَزْمِ مِنْ أَنْبِيَائِكَ الْمُرْسَلِينَ وَ عِبَادِكَ

ص: 985

الصَّالِحِينَ أَجْمَعِينَ وَ أَعْطِنِي سُؤْلِي فِي دُنْيَايَ وَ آخِرَتِي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ كَمَا دَعَوْتُكَ لِنَفْسِي لِعَاجِلِ الدُّنْيَا وَ آجِلِ الْآخِرَةِ فَأَعْطِ جَمِيعَ أَهْلِي وَ إِخْوَانِي فِيكَ وَ جَمِيعَ شِيعَةِ آلِ مُحَمَّدٍ الْمُسْتَضْعَفِينَ فِي أَرْضِكَ بَيْنَ عِبَادِكَ الْخَائِفِينَ مِنْكَ الَّذِينَ صَبَرُوا عَلَى الْأَذَى وَ التَّكْذِيبِ فِيكَ وَ فِي رَسُولِكَ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ أَفْضَلَ مَا يَأْمُلُونَ وَ اكْفِهِمْ مَا أَهَمَّهُمْ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ اجْزِهِمْ عَنَّا جَنَّاتِ النَّعِيمِ وَ اجْمَعْ بَيْنَنَا وَ بَيْنَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ تَوْفِيقَ أَهْلِ الْهُدَى وَ أَعْمَالَ أَهْلِ التَّقْوَى وَ مُنَاصَحَةَ أَهْلِ التَّوْبَةِ وَ عَزْمَ أَهْلِ الصَّبْرِ وَ حَذَرَ أَهْلِ الْخَشْيَةِ وَ طَلَبَ أَهْلِ الرَّغْبَةِ وَ عِرْفَانَ أَهْلِ الْعِلْمِ وَ فِقْةَ أَهْلِ الْوَرَعِ حَتَّى أَخَافَكَ اللَّهُمَّ مَخَافَةً تَحْجُزُنِي عَنْ مَعَاصِيكَ وَ حَتَّى أَعْمَلَ بِطَاعَتِكَ عَمَلًا أَسْتَحِقُّ بِهِ كَرِيمَ كَرَامَتِكَ وَ حَتَّى أُنَاصِحَكَ فِي التَّوْبَةِ خَوْفاً لَكَ وَ حَتَّى أُخْلِصَ لَكَ فِي النَّصِيحَةِ حُبّاً لَكَ وَ حَتَّى أَتَوَكَّلَ عَلَیْكَ فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا بِحُسْنِ ظَنِّي بِكَ سُبْحَانَ خَالِقِ النُّورِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ بِحَمْدِهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ تَفَضَّلْ عَلَيَّ فِي أُمُورِي كُلِّهَا بِمَا لَا يَمْلِكُهُ غَيْرُكَ وَ لَا يَقِفُ عَلَیْهِ سِوَاكَ وَ اسْمَعْ نِدَائِي وَ أَجِبْ دُعَائِي وَ اجْعَلْهُ

ص: 986

مِنْ شَأْنِكَ فَإِنَّهُ عَلَیْكَ يَسِيرٌ وَ هُوَ عِنْدِي عَظِيمٌ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.(1)

دعاء آخر بعد صلاة جعفر الطيار عَلَیهِ السَّلام

دعای دیگر بعد از نماز جعفر طیار عَلَیهِ السَّلام

سُبْحَانَ مَنْ لَبِسَ الْعِزَّ وَ تَرَدَّى بِهِ سُبْحَانَ مَنْ تَعَطَّفَ بِالْمَجْدِ وَ تَكَرَّمَ بِهِ سُبْحَانَ مَنْ لَا يَنْبَغِي التَّسْبِيحُ إِلَّا لَهُ جَلَّ جَلَالُهُ سُبْحَانَ مَنْ أَحْصَى كُلَّ شَيْ ءٍ بِعِلْمِهِ وَ خَلَقَهُ بِقُدْرَتِهِ سُبْحَانَ ذِي الْمَنِّ وَ النِّعَمِ سُبْحَانَ ذِي الْقُدْرَةِ وَ الْكَرَمِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَعَاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ وَ مُنْتَهَى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ وَ بِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ وَ كَلِمَاتِكَ التَّامَّاتِ الَّتِي تَمَّتْ صِدْقاً وَ عَدْلًا أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَ أَنْ تَجْمَعَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ بَعْدَ عُمُرٍ طَوِيلٍ اللَّهُمَّ أَنْتَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ الْخَالِقُ الرَّازِقُ الْمُحْيِي الْمُمِيتُ الْبَدِي ءُ الْبَدِيعُ لَكَ الْكَرَمُ وَ لَكَ الْمَجْدُ وَ لَكَ الْمَنُّ وَ لَكَ الْجُودُ وَ لَكَ الْأَمْرُ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ يَا وَاحِدُ يَا أَحَدُ يَا صَمَدُ يَا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ يَا أَهْلَ التَّقْوَى وَ يَا أَهْلَ الْمَغْفِرَةِ يَا أَرْحَمَ

ص: 987


1- جمال الأسبوع، ص 285.

الرَّاحِمِينَ يَا عَفُوُّ يَا غَفُورُ يَا وَدُودُ يَا شَكُورُ أَنْتَ أَبَرُّ بِي مِنْ أَبِي وَ أُمِّي وَ أَرْحَمُ بِي مِنْ نَفْسِي وَ مِنَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ يَا كَرِيمُ يَا جَوَادُ اللَّهُمَّ إِنِّي صَلَّیْتُ هَذِهِ الصَّلَاةَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِكَ وَ طَلَبَ نَائِلِكَ وَ مَعْرُوفِكَ وَ رَجَاءَ رِفْدِكَ وَ جَائِزَتِكَ وَ عَظِيمِ عَفْوِكَ وَ قَدِيمِ غُفْرَانِكَ اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْفَعْهَا لِي فِي عِلِّيِّينَ وَ تَقَبَّلْهَا مِنِّي وَ اجْعَلْ نَائِلَكَ وَ مَعْرُوفَكَ وَ رَجَاءَ مَا أَرْجُو مِنْكَ فَكَاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ وَ الْفَوْزَ بِالْجَنَّةِ وَ مَا جَمَعْتَ مِنْ أَنْوَاعِ النَّعِيمِ وَ مِنْ حُسْنِ الْحُورِ الْعِينِ وَ اجْعَلْ جَائِزَتِي مِنْكَ الْعِتْقَ مِنَ النَّارِ وَ غُفْرَانَ ذُنُوبِي وَ ذُنُوبِ وَالِديَّ وَ مَا وَلَدَا وَ جَمِيعِ إِخْوَانِي وَ أَخَوَاتِيَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُسْلِمَاتِ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَ الْأَمْوَاتِ وَ أَنْ تَسْتَجِيبَ دُعَائِي وَ تَرْحَمَ صَرْخَتِي وَ نِدَائِي وَ لَا تَرُدَّنِي خَائِباً خَاسِراً وَ اقْلِبْنِي مُنْجِحاً مُفْلِحاً مَرْحُوماً مُسْتَجَاباً دُعَائِي مَغْفُوراً لِي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ يَا عَظِيمُ يَا عَظِيمُ يَا عَظِيمُ قَدْ عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ الْعَفْوُ مِنْكَ يَا حَسَنَ التَّجَاوُزِ يَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ يَا بَاسِطَ الْيَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ يَا نَفَّاحاً بِالْخَيْرَاتِ يَا مُعْطِيَ الْمَسْئُولَاتِ يَا فَكَّاكَ الرِّقَابِ مِنَ النَّارِ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ فُكَّ رَقَبَتِي

ص: 988

مِنَ النَّارِ وَ أَعْطِنِي سُؤْلِي وَ اسْتَجِبْ دُعَائِي وَ ارْحَمْ صَرْخَتِي وَ تَضَرُّعِي وَ نِدَائِي وَ اقْضِ لِي حَوَائِجِي كُلَّهَا لِدُنْيَايَ وَ آخِرَتِي وَ دِينِي مَا ذَكَرْتُ مِنْهَا وَ مَا لَمْ أَذْكُرْ وَ اجْعَلْ لِي فِي ذَلِكَ الْخِيَرَةَ وَ لَا تَرُدَّنِي خَائِباً خَاسِراً وَ اقْلِبْنِي مُفْلِحاً مُنْجِحاً مُسْتَجَاباً لِي دُعَائِي مَغْفُوراً لِي مَرْحُوماً يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ يَا مُحَمَّدُ يَا أَبَا الْقَاسِمِ يَا رَسُولَ اللَّهِ يَا عَلِيُّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَا عَبْدُكُمَا وَ مَوْلَاكُمَا غَيْرُ مُسْتَنْكِفٍ وَ لَا مُسْتَكْبِرٍ بَلْ خَاضِعٌ ذَلِيلٌ عَبْدٌ مُقِرٌّ مُتَمَسِّكٌ بِحَبْلِكُمَا مُعْتَصِمٌ مِنْ ذُنُوبِي بِوَلَايَتِكُمَا أَتَضَرَّعُ(1) إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِكُمَا وَ أَتَوَسَّلُ إِلَى اللَّهِ بِكُمَا وَ أُقَدِّمُكُمَا بَيْنَ يَدَيْ حَوَائِجِي إِلَى اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ استِغَاثَتي(2) لِي فِي فَكَاكِ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ وَ غُفْرَانِ ذُنُوبِي وَ إِجَابَةِ دُعَائِي اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ تَقَبَّلْ دُعَائِي وَ اغْفِرْ لِي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.(3)

ص: 989


1- اتقربُ
2- اشْفَعَا لِي
3- مصباح المتهجد، ج 1، ص 312.

صلاة جعفر الطيار عَلَیهِ السَّلام للمستعجل

چگونگی ادای نماز جعفر طیار عَلَیهِ السَّلام برای کسی که عجله دارد

عَنْ أبَانٍ قَالَ: سَمِعْتُ أبَا عَبْدِاللّهِ عَلَیْهِ السَّلامُ یَقُولُ: «مَنْ کَانَ مُسْتَعْجِلًا یُصَلِّي صَلَاةَ جَعْفَرٍ مُجَرَّدَةً ثُمَّ یَقْضِي التَّسْبِیحَ وَ هُوَ ذَاهِبٌ فِي حَوَائِجِهِ».(1)

کسی که عجله دارد می تواند نماز جعفر را بدون ذکر تسبیحات بخواند و سپس وقتی دنبال کارش می رود، 300 تسبیح را بگوید.

ص: 990


1- الكافي، ج 3، ص 466.

الباب الحادي عشر : مناجاة الإمام عَلَیهِ السَّلام و عرض الحاجة إليه

اشارة

ص: 991

ص: 992

مناجاة المام عَلَیهِ السَّلام و عرض الحاجة الیه

درد دل کردن و حاجت خواستن از امام عَلَیهِ السَّلام

*رَوَي اَلسَّیِّدُ بْنُ طَاوُسٍ فِي کَشْفِ اَلْمَحَجَّةِ مِنْ کِتَابِ اَلرَّسَائِلِ لِمُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ اَلْکُلَیْنِيِّ عَمَّنْ سَمَّاهُ قَالَ: کَتَبْتُ إِلَي أَبِي اَلْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَنَّ اَلرَّجُلَ یُحِبُّ أَنْ یُفْضِيَ إِلَي إِمَامِهِ مَا یُحِبُّ أَنْ یُفْضِيَ إِلَي رَبِّهِ قَالَ فَکَتَبَ إِنْ کَانَتْ لَکَ حَاجَةٌ فَحَرِّکْ شَفَتَیْکَ فَإِنَّ اَلْجَوَابَ یَأْتِیکَ .(1)

ينبغي لزائر الإمام أن يغتنم في حال الزيارة، الإفضاء إلى الإمام عَلَیهِ السَّلام يعني الخلوة به و مناجاته و إعلامه بأسراره المكنونة و يعرض حاجاته إليه، إما باللسان كما أمر به أبوالحسن الهادي عَلَیهِ السَّلام : «فحَرَّك شَفَتيك» أو بكتابة الرقعة إلى الإمام عَلَیهِ السَّلام كما نقل في البحار:

ص: 993


1- بحار الأنوار، ج 91، ص 22.

إِذَا کَانَ لَکَ حَاجَةٌ إِلَي اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَاکْتُبْ رُقْعَةً عَلَی بَرَکَةِ اللَّهِ وَ اطْرَحْهَا عَلَی قَبْرٍ مِنْ قُبُورِ الْأَئِمَّةِ إِنْ شِئْتَ أَوْ فَشُدَّهَا وَ اخْتِمْهَا وَ اعْجِنْ طِیناً نَظِیفاً وَ اجْعَلْهَا فِیهِ وَ اطْرَحْهَا فِي نَهَرٍ جَارٍ أَوْ بِئْرٍ عَمِیقَةٍ أَوْ غَدِیرِ مَاءٍ فَإِنَّهَا تَصِلُ إِلَي السَّیِّدِ عَلَیهِ السَّلام وَ هُوَ یَتَوَلَّي قَضَاءَ حَاجَتِکَ بِنَفْسِهِ وَ اللَّهُ بِکَرَمِهِ لَا تُخَیِّبُ أَمَلَکَ تَکْتُبُ :

هرگاه حاجتی داشتی، عریضه ای می نویسی و داخل ضریح امام عَلَیهِ السَّلام می اندازی :

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ کَتَبْتُ إِلَیْکَ یَا مَوْلَايَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْکَ مُسْتَغِیثاً وَ شَکَوْتُ مَا نَزَلَ بِي مُسْتَجِیراً بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ بِکَ مِنْ أَمْرٍ قَدْ دَهِمَنِي وَ أَشْغَلَ قَلْبِي وَ أَطَالَ فِکْرِي وَ سَلَبَنِي بَعْضَ لُبِّي وَ غَيَّرَ خَطَرَ النِّعْمَةِ لِلَّهِ عِنْدِي أَسْلَمَنِي عِنْدَ تَخَیُّلِ وُرُودِهِ الْخَلِیلُ وَ تَبَرَّأَ مِنِّي عِنْدَ تَرَائِي إِقْبَالِهِ لي [إِلَیَ] الْحَمِیمُ وَ عَجَزَتْ عَنْ دِفَاعِهِ حِیلَتِي وَ خَانَنِي فِي تَحَمُّلِهِ صَبْرِي وَ قُوَّتِي فَلَجَأْتُ فِیهِ إِلَیْکَ وَ تَوَکَّلْتُ فِي الْمَسْأَلَةِ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَلَیْهِ وَ عَلَیْکَ وَ فِي دِفَاعِهِ عَنِّي عِلْماً بِمَکَانِکَ مِنَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَلِيِّ التَّدْبِیرِ وَ مَالِکِ الْأُمُورِ وَاثِقاً مِنْکَ بِالْمُسَارَعَةِ فِي الشَّفَاعَةِ إِلَیْهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ فِي أَمْرِي مُتَیَقِّناً لِإِجَابَتِهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَي إِيَّاکَ بِإِعْطَائِي سُؤْلِي وَ أَنْتَ یَا مَوْلَايَ جَدِیرٌ بِتَحْقِیقِ ظَنِّي وَ تَصْدِیقِ أَمَلِي فِیکَ فِي أَمْرِ ...(تكتب هنا حاجاتك: این جا

ص: 994

حاجات خود را می نویسی)مِمَّا لَا طَاقَةَ لِي بِحَمْلِهِ وَ لَا صَبْرَ لِي عَلَیْهِ وَ إِنْ کُنْتُ مُسْتَحِقّاً لَهُ وَ لِأَضْعَافِهِ بِقَبِیحِ أَفْعَالِي وَ تَفْرِیطِي فِي الْوَاجِبَاتِ الَّتِي لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَيَّ فَأَغِثْنِي یَا مَوْلَايَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْکَ عِنْدَ اللَّهْفِ وَ قَدِّمِ الْمَسْأَلَةَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي أَمْرِي قَبْلَ حُلُولِ التَّلَفِ وَ شَمَاتَهِ الْأَعْدَاءِ فَبِکَ بَسَطَتِ النِّعْمَةُ عَلَيَّ وَ أَسْأَلُ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ لِي نَصْراً عَزِیزاً وَ فَتْحاً قَرِیباً فِیهِ بُلُوغُ الْآمَالِ وَ خَیْرُ الْمَبَادِي وَ خَوَاتِیمِ الْأَعْمَالِ وَ الْأَمْنِ مِنَ الْمَخَاوِفِ کُلِّهَا فِي کُلِّ حَالٍ إِنَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لِمَا یَشَاءُ فَعَّالُ وَ هُوَ حَسْبِي وَ نِعْمَ الْوَکِیلُ فِي الْمَبْدَإِ وَ الْمَآلِ .(1)

اتخاذ العهد ليوم قيام القائم عَلَیهِ السَّلام

سپردن عهد برای زمان ظهورقائم عَلَیهِ السَّلام

ينبغي لزائر سامرّاء المقدّسة أن يتخذ في العتبة العسكريّة المقدّسة عهداً عند الرّحمن ليوم قيام القائم عَلَیهِ السَّلام كما نقل السيّد بن طاووس: عَن جابِرِ بنِ یَزیدَ الجُعفِيِّ،قالَ:قالَ أبو جَعفَرٍ عَلَیهِ السَّلام:مَن دَعا بِهذَا الدُّعاءِ مَرَّةً واحِدَةً في دَهرِهِ،کُتِبَ في رِقٍّ ورُفِعَ في دیوانِ القائِمِ عَلَیهِ السَّلام،فَإِذا قامَ قائِمُنا ناداهُ بِاسمِهِ وَاسمِ أبیهِ،ثُمَّ یُدفَعُ إلَیهِ هذَا الکِتابُ،ویُقالُ لَهُ:خُذ هذَا الکِتابَ،العَهدَ الَّذي عاهَدتَنا فِي الدُّنیا،وذلِکَ قَولُهُ

ص: 995


1- بحار الأنوار، ج 91، ص 29.

عَزَّ و جَلَّ: «إِلاّ مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً» وَادعُ بِهِ وأَنتَ طاهِرٌ،تَقولُ:

امام باقر عَلَیهِ السَّلام فرمودند: هر کس این دعا را یک بار در عمر خود بخواند، به هنگام ظهور، حضرت مهدی عجل اللّه تعالی فرجه الشریف او را با نام خود و نام پدرش فرا می خواند. سپس نوشته شده ی این دعا به او بازگردانده می شود و به او می گویند: این نوشته، همان عهدی است که در دنیا با ما کرده ای. پس با حال طهارت این دعا را می خوانی:

اللّهُمَّ یا إلهَ الآلِهَةِ، یا واحِدُ یا أحَدُ، یا آخِرَ الآخِرِینَ، یا قاهِرَ القاهِرِینَ، یا عَلِيُّ یا عَظِیمُ، أنتَ العَلِيُّ الأعلی، عَلَوتَ فَوقَ کُلِّ عُلُوٍّ. هذا یا سَیِّدِي عَهدي، وَأنتَ مُنجِزُ وَعدِي، فَصِلْ یا مَولايَ عَهدي، وَأنجِزْ وَعدِي. آمَنتُ بِکَ، أسأَلُکَ بِحِجابِکَ العَرَبِيِّ، وَبِحِجابِکَ العَجَمِيِّ، وَبِحِجابِکَ العِبرانِيِّ، وَبِحِجابِکَ السُّریانيِّ، وَبِحِجابِکَ الرُّومِيِّ، وَبِحِجابِکَ الهِندِيِّ. وَأثبِتْ مَعرِفَتَکَ بِالعِنایَهِ الأُولی، فإنَّکَ أنتَ اللّهُ لا تُری، وَأنتَ بِالمَنظَرِ الأعلی. وَأتَقَرَّبُ إلَیکَ بِرَسولِکَ المُنذِرِ صَلَّی اللّهُ عَلَیهِ وَآلِهِ، وَبِعَلِيٍّ أمیرِالمؤمِنینَ عَلَیهِ السَّلام الهادي، وَبِالحَسَنِ السَّیِّدِ،وَبِالحُسَینِ الشَّهِیدِ، سِبْطَي نَبِیِّکَ، وَبِفاطِمَةَ البَتولِ، وَبِعَلِيِّ بنِ الحُسَینِ زَینِ العابِدِینَ ذي الثَّفَناتِ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الباقِرِ عَنْ عِلمِکَ، وَبِجَعفرِ بنِ مُحَمَّدٍ الصادِقِ الَّذي صَدَّقَ بِمِیثاقِکَ وَبِمیعادِکَ،

ص: 996

وَموسَي بنِ جَعفَرٍ الحَصورِ القائِمِ بِعَهدِکَ، وَبِعَلِيِّ بنِ مُوسَي الرِّضا الرّاضي بِحُکمِکَ، وَبِمُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الحِبرِ الفاضِلِ المُرتَضي في المؤمِنینَ، وَبِعَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ الأمینِ المُؤتَمَنِ هادي المُستَرشِدِینَ، وَبِالحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ الطّاهِرِ الزَّکيِّ خِزانَهِ الوَصِیِّینَ، وَأَتَقَرَّبُ إلَیکَ بِالإمامِ القائِمِ العَدلِ المُنتَظَرِ المَهديّ، إمامِنا وَابنِ إمامِنا صَلَواتُ اللّهِ عَلَیهِم أجمَعِینَ. یا مَنْ جَلَّ فَعَظُمَ، وَ [هُوَ] أهلُ ذلکَ فَعَفا وَرَحِمَ، یا مَنْ قَدَرَ فَلَطُفَ، أشکُو إلَیکَ ضَعفِي، وَما قَصُرَ عَنهُ أمَلی مِنْ تَوحِیدِکَ وَکُنهِ مَعرِفَتِکَ. وَأتَوجَّهُ إلَیکَ بِالتَّسمِیَةِ البَیضاءِ، وَبِالوَحدانِيَّةِ الکُبری، الَّتي قَصُرَ عَنها مَنْ أدبَرَ وَتَوَلّی؛ وَآمَنْتُ بِحِجابِکَ الأعظَمِ، وَبِکَلِماتِکَ التّامَّةِ العُلیا، الَّتي خَلَقْتَ مِنها دارَ البَلاءِ، وَأحلَلْتَ مَنْ أحبَبْتَ جَنَّةَ المَأوی، وَآمَنْتُ بِالسّابِقِینَ وَالصِّدِّیقِینَ، أصحابِ الیَمِینِ مِنَ المؤمِنینَ، الَّذِینَ خَلَطوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَیِّئاً، أن لا تُوَلِّیَني غَیرَهُم، وَلا تُفَرِّقَ بَیني وَبَینَهُم غَداً إذا قَدَّمتَ الرِّضا بِفَصلِ القَضاءِ. آمَنتُ بِسِرِّهِمْ وَعَلانِیَتِهِم، وَخَواتِیمِ أعمالِهِم، فَإنَّکَ تَختِمُ عَلَیها إذا شِئتَ، یا مَنْ أتْحَفَني بِالإقرارِ بِالوَحدانِيَّةِ، وَحَباني بِمَعرِفَةِ الرُّبوبِيَّةِ، وَخَلَّصَني مِنَ الشَّکِّ وَالعَمی، رَضِیتُ بِکَ رَبّاً، وَبِالأصفِیاءِ

ص: 997

حُجَجاً، وَبِالمَحجُوبِینَ أنبِیاءَ، وَبِالرُّسُلِ أدِلّاءَ، وَبالمُتَّقِینَ أُمَراءَ، وَسامِعاً لَکَ مُطِیعاً(1).

ص: 998


1- مهج الدعوات، ص 334.

الباب الثاني عشر : زيارة السيد محمد بن علي الهادي عَلَیهِ السَّلام في مدينة «بَلَد»

اشارة

ص: 999

ص: 1000

كان أولاد أبي الحسن الهادي عَلَیهِ السَّلام ، أبا محمد الحسن العسكريَّ عَلَیهِ السَّلام والحسين و أبا جعفر محمداً و جعفراً الكذّاب و ابنته علية.(1)

كان أبو محمد الحسن الإمام عَلَیهِ السَّلام الأكبر أولاد أبيه وأمّا أبو جعفر محمّدٌ فقد توفّي في حياة أبيه و كان مظنوناً بالإمامة قبل وفاته. عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ النَّوْفَلِيِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي الْحَسَنِ عَلَیهِ السَّلام فِي صَحْنِ دَارِهِ فَمَرَّ بِنَا مُحَمَّدٌ ابْنُهُ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَذَا صَاحِبُنَا بَعْدَكَ؟ فَقَالَ لَا صَاحِبُكُمْ بَعْدِيَ الْحَسَنُ.(2)

و عَنْ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى الْعَلَوِيِّ مِنْ وُلْدِ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلَیهِ السَّلام بِصَرْيَا (3)فَسَلَّمْنَا عَلَیْهِ فَإِذَا نَحْنُ بِأَبِي جَعْفَرٍ وَ أَبِي مُحَمَّدٍ قَدْ دَخَلَا فَقُمْنَا إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ لِنُسَلِّمَ عَلَیْهِ فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیهِ السَّلام لَيْسَ هَذَا صَاحِبَكُمْ عَلَیْكُمْ بِصَاحِبِكُمْ وَ أَشَارَ إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ عَلَیهِ السَّلام (4)

ص: 1001


1- مناقب آل أبي طالب عال، ج 4، ص 402 / إعلام الوری، ص 366
2- الكافي، ج 1، ص 325
3- صَرْيَا:هي قرية على ثلاثة أمیال من المدينة.
4- الغيبة (للطوسي)، ص 199.

الزيارة الأولى للسيد محمد بن علي الهادي عَلَیهِ السَّلام

زیارت نخست

السَّلامُ عَلَیْکَ ایُّهَا السَّیّدُ الزَّکيُ، الطَّاهِرُ الْوَليُّ وَالدَّاعِي الْحَفِيُّ اشْهَدُ انَّکَ قُلْتَ حَقّاً، وَنَطَقْتَ حَقّاً وَصِدْقاً، وَدَعَوْتَ الي مَوْلايَ وَمَوْلاکَ عَلانِیَةً وَسِرّاً، فازَ مُتَّبِعُکَ، وَنَجا مُصَدّقُکَ، وَخابَ وَخَسِرَ مُکَذّبُکَ، وَالْمُتَخَلّفُ عَنْکَ، اشْهَدْ لي بِهذِهِ الشَّهادَهِ، لأِکُونَ مِنَ الْفائِزینَ بِمَعْرِفَتِکَ وَطاعَتِکَ، وَتَصْدیقِکَ وَاتِّباعِکَ، وَالسَّلامُ عَلَیْکَ یا سَیِّدي وَابْنَ سَیّدی، انْتَ بابُ اللَّهِ الْمُؤْتی مِنْهُ، وَالْمَأخُوذُ عَنْهُ، اتَیْتُکَ زائِراً وَحاجاتي لَکَ مُسْتَوْدِعاً، وَها انَا ذا اسْتَوْدِعُکَ دیني وَامانَتي، وَخَواتیمَ عَمَلی وَجَوامِعَ امَلی الي مُنْتَهی اجَلي، وَالسَّلامُ عَلَیْکَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَکاتُهُ.(1)

الزيارة الثانية

زیارت دوم

السَّلامُ عَلَی جَدِّکَ المُصْطَفَی، السَّلامُ عَلَی أبیکَ المُرْتَضَی الرِّضا، السَّلامُ عَلَی السِّیّدَیْنِ الحَسَنِ وَالحُسَیْنِ، السَّلامُ عَلَی خَدیجَةَ سَیِّدة

ص: 1002


1- مصباح الزائر، ص 503 / بحار الأنوار، ج 99، ص 272.

نِساءِ العَالمَینَ، السَّلامُ عَلَی فَاطِمَةَ أمِّ الأئِمَّة الطَّاهِرینَ، السَّلامُ عَلَی النُّفُوسِ الْفَاخِرَةِ، بُحُورِ الْعُلُومِ الزَّاخِرَةِ، شُفَعائي في الآخِرَة، وَأوْلِیَائي عِنْدَ عَوْدِ الرُّوحِ إلَي الْعِظَامِ النَّاخِرَة، أئِمَّة الخَلْقِ وَوُلاة الحَقِّ، السَّلامُ عَلَیْکَ أیُّهَا الشَّخْصُ الشَّریفُ الطَّاهِرُ الْکَریمُ، أشْهَدُ أنْ لا إِلهَ إلّا اللّهُ، وَأنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَمُصْطَفاهُ، وَأنَّ عَليَّاً وَلیُّهُ وَمُجْتَباهُ، وَأنَّ الإمامَة في وُلدِهِ إلي یَوْمِ الدِّینِ، نَعْلَمُ ذَلِکَ عِلْمَ الْیَقینِ، وَنَحْنُ لِذلِکَ مُعْتَقِدُونَ وَفي نَصْرِهِمْ مُجْتَهِدُونَ.(1)

ص: 1003


1- مصباح الزائر، ص 503 / بحار الأنوار، ج 99، ص 272.

ص: 1004

فهرس التفصیلی

الباب الأول: فضل زيارة الأئمة أبي الحسن الهادي و أبي محمد العسكري و الحجّة المنتظر القائم عَلَیهِم السَّلام ...27

1- ثواب حجّة وعمرّة ...29

2 و 3 - ثواب سبعين حجّة بعد حجّة الإسلام و الخروج من الذنوب کیوم الولادة ...29

4 و 5 - زيارة رسول اللّه صَلَي اللّه عَلَیهِ وَ آلِه يوم القيامة و الخلاص من أهوال القيامة ...30

6- دخول الجنّة ...30

7- شفاعة الأئمة عَلَیهِ السَّلام يوم القيامة...31

8- ثواب زيارة رسول اللّه صَلَي اللّه عَلَیهِ وَ آلِه ...31

9- ثواب زيارة الحسين عَلَیهِ السَّلام ...31

10 - ثواب زیارة الحسن و الحسين عَلَیهِماالسَّلام...31

11 - إجابة الدّعاء في مشهد الإمام الهادي عَلَیهِ السَّلام ...32

12- زيارة آخر الأئمة عَلَیهِم السَّلام كزيارة أولهم ...32

الباب الثاني: آداب زیارة الأئمة أبي الحسن الهادي و أبي محمد العسكري و الحجّة المنتظر القائم عَلَیهِم السَّلام ...33

ص: 1005

للزيارة آداب فمنها...35

الباب الثالث: زيارات الإمامین العَسکَريَّینِ عَلَیهِم السَّلام المشتركة ...41

الاستیذان الأول للدخول في الحرم الشريف ...43

الاستیذان الثاني لمشهد الإمامین العسكريّين عَلَیهِما السَّلام

الزيارة الأولى ...45

الزيارة الثانية ...46

دعاء آخر بعد صلاة زيارة الإمامین العسكريّين علاج المشتركة...53

الزيارة الثالثة ...56

الزيارة الرابعة ...59

الباب الرابع: زيارة الإمام أبي الحسن الهادي عَلَیهِ السَّلام و صلاته و الصلاة عليه ...61

الزيارة ...63

الصلاة على عليّ بن محمّد أبي الحسن العسكري عَلَیهِما السَّلام ...68

صلاة عليّ بن محمّد عَلَیهِما السَّلام ...69

دعاء عليّ بن محمّد الهادي عَلَیهِما السَّلام ...69

الباب الخامس: زيارة الإمام أبي محمد الحسن العسکري عَلَیهِ السَّلام و صلاته و الصلاة عليه ...71

الزيارة ...73

الصلاة على الحسن بن علي العسكري عَلَیهِماالسَّلام...79

صلاة الحسن بن علي عَلَیهِ السَّلام ...79

دعاء الحسن بن علي عليها السَّلام...80

ص: 1006

الباب السادس: زيارة السيَّدة نرجس أم القائم عَلَیهِ السَّلام و وداع العسكريّين عَلَیهِماالسَّلام...81

زيارة السيَّدة نرجس أم القائم عَلَیهِ السَّلام ...83

زيارة السيَّدة حكيمة بنت أبي جعفر الجواد عَلَیهِ السَّلام ...86

وداع العسكريّين عَلَیهِما السَّلام ...86

الباب السابع: فضل السَّرداب المقدّس و الاستیذان لدخوله ...89

الاستیذان لدخول السَّرداب المقدّس ...91

فضل السَّرداب المقدّس ...92

الزيارة و الاستیذان الآخر قبل النزول في السَّرداب المقدّس ...97

الباب الثامن: زيارات الإمام المنتظر عَلَیهِ السَّلام في السَّرداب المقدّس و صلاته و الصلاة عليه ...101

الزيارة الأولى...103

الزيارةالثانية...118

الزيارة الثالثة ...124

الزيارة الرابعة...129

دعاء آخر بعد صلاة الزيارة ...131

الزيارة الخامسة...132

الزيارة السادسة...134

الزيارة السابعة ...137

الدّعاء عقيب هذا القول ... 139

الصلاة على الإمام المنتظر عجل اللّه تعالى فرجه الشريف ...141

صلاة أخرى على الإمام المنتظر...142

صلاةالحجّة القائم عَلَیهِ السَّلام ...143

ص: 1007

الدّعاء بعد صلاة الحجّة عَلَیهِ السَّلام ...144

صلاة الحجّة عَلَیهِ السَّلام لقضاء الحاجة ليلة الجمعة...145

الدّعاء بعد الصلاة ...146

الدّعاء في السَّرداب حين الإنصراف...148

هذا الدّعاء برواية أخرى ...152

وداع الإمام المنتظر ...157

الباب التاسع: الزيارات الجامعة لكل إمام مفترض الطاعة عَلَیهِ السَّلام ...159

الزيارة الأولى: الزيارة الجامعة الكبيرة ...161

الزيارة الثانية: الزيارة الجامعة الأئمة المؤمنين...171

الزيارة الثالثة: زيارة أمین اللّه ...182

الزيارة الرابعة: الزيارة الجامعة المرویّة عن أبي الحسن الهادي عَلَیهِ السَّلام ...185

الزيارة الخامسة: الزيارة الرجبيّة ...200

الزيارة السادسة...202

الزيارة السابعة ...209

الزيارة الثامنة...210

الدّعاء عقيب زيارة الأئمّة عَلَیهِ السَّلام ...211

زيارة وداع الأئمة...213

الباب العاشر: صلاة جعفر بن أبي طالب عَلَیهِ السَّلام بعد زيارة الأئمة عَلَیهِماالسَّلام...215

فضل صلاة جعفر بن أبي طالب عَلَیهِ السَّلام و كيفيتها ...217

القول في آخر سجدة منها ... 219

الدّعاء بعد صلاة جعفر عَلَیهِ السَّلام ...220

دعاء آخر بعد صلاة جعفر عَلَیهِ السَّلام ...227

ص: 1008

صلاة جعفر عَلَیهِ السَّلام للمستعجل...230

الباب الحادي عشر: مناجاة الإمام عَلَیهِ السَّلام و عرض الحاجة إليه ...231

مناجاة الإمام عَلَیهِ السَّلام و عرض الحاجة إليه ...233

إتخاذ العهد ليوم قيام القائم عَلَیهِ السَّلام ...235

الباب الثاني عشر: زيارة السيد محمد بن علي الهادي عَلَیهِ السَّلام في مدينة «بَلد»...239

الزيارة الأولى للسيد محمد بن علي الهادي عَلَیهِ السَّلام ...242

الزيارة الثانية ...242

الفهرس التفصيلي ...245

فهرس الكتب ...251

ص: 1009

ص: 1010

فهرس الكتب

أدب الزائر لمن يممّ الحائر، أمیني، عبدالحسين، الطبعة الحجرية، 1362 ق.

2. إعلام الوري بأعلام الهدی، الطبرسي، الفضل بن الحسن، دار الكتب الإسلامیة ، طهران، 1390ق.

3. إقبال الأعمال، ابن طاووس، علي بن موسی، دار الكتب الإسلامیة، طهران، 1409 ق.

4. الإحتجاج على أهل اللجاج، الطبرسي، أحمد بن علي، نشر المرتضی، مشهد المقدّس، 1403 ق.

5.الأمالي، الطوسي، محمد بن الحسن، دار الثقافة، قم المقدّسة، 1414ق.

6. البلد الأمین و الدرع الحصين، الكفعمی، إبراهيم بن علي العاملي، مؤسسة الأعلمی للمطبوعات، بیروت، 1418 ق.

7. الدروس الشرعية في فقه الإمامیة، الشهيد الأول، محمد بن مکّي، مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین بقم، قم المقدّسة، 1417 ق.

8. إلزام الناصب في إثبات الحجّة الغائب عجل اللّه تعالى فرجه الشريف، اليزدي الحائري، علي، مؤسسة الأعلمی للمطبوعات، بیروت، 1422 ق.

9. الغيبة / کتاب الغيبة للحجّة عَلَیهِ السَّلام ، الطوسي، محمد بن الحسن، دار المعارف الإسلامیة،

ص: 1011

قم المقدّسة، 1411 ق.

10. الكافي، الكليني، محمد بن يعقوب بن إسحاق، دار الكتب الإسلامیة، طهران، 1407 ق.

11. المزار الكبير، ابن مشهدي، محمد بن جعفر، مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین بقم، قم المقدّسة، 1419 ق. 12. المزار في كيفية زيارات النبي و الأئمة عَلَیهِ السَّلام ، الشهيد الأول، محمدبن مكي، مدرسة الإمام المهدي عجل اللّه تعالي فرجه الشريف، قم المقدّسة، 1410 ق.

13. المصباح للكفعمی (جنة الأمان الواقية)، كفعمی، ابراهيم بن على عاملی، دارالرضی، قم المقدّسة، 1405 ق.

14. بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار عَلَیهِم السَّلام ، المجلسي، محمد باقر بن محمد تقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1403 ق. 15. بشارة المصطفى لشيعة المرتضى، الطبري الآملي، عماد الدين أبو جعفر محمد بن أبي القاسم، المكتبة الحيدرية، النجف الأشرف، 1382 ق.

16. تهذیب الأحکام، الطوسي، محمد بن الحسن، دار الكتب الإسلامیة، طهران، 1407 ق.

17. ثواب الأعمال و عقاب الأعمال، ابن بابویه، محمد بن علي، دار الشريف الرضي للنشر، قم المقدّسة، 1406 ق.

18. جمال الأسبوع بكمال العمل المشروع، ابن طاووس، علي بن موسی، دار الرضي، قم المقدّسة، 1330 ق.

19. عدة الداعي و نجاح الساعي، ابن فهد الحلي، أحمد بن محمد، دار الكتب الإسلامیة، طهران، 1407 ق.

20. عيون أخبار الرضا عَلَیهِ السَّلام ، ابن بابویه، محمد بن علي، نشر جهان، طهران، 1420 ق.

21.کامل الزیارات، ابن قولویه، جعفر بن محمد، دار المرتضوية، النجف الأشرف، 1397ق.

ص: 1012

22. کمال الدین و تمام النعمة، ابن بابویه، محمد بن علي، دار الكتب الإسلامیة، طهران، 1395 ق.

23، مصباح الزائر، ابن طاووس، علي بن موسی، مؤسسة آل البيت عَلَیهِم السَّلام لإحياء التراث، قم المقدّسة، 1417 ق.

24. مصباح المتهجد وسلاح المتعبد، الطوسي، محمد بن الحسن، مؤسسة فقه الشيعة بیروت، 1411 ق.

25. مناقب آل أبي طالب عَلَیهِ السَّلام ، ابن شهر آشوب المازندراني، محمد بن علي، علامة، قم المقدّسة، 1421 ق.

26. مهج الدعوات و منهج العبادات، ابن طاووس، علي بن موسی، دار الذخائر، قم المقدّسة، 1411 ق.

ص: 1013

في فضيلة زيارة الكاظمين

اشارة

عن ابن سنان، قال: قلت للرضا : ما لمن زار أباك؟ قال: (الجنة، فزره)(1). وعن الوشا(2)، قال: قلت للرضا : ما من زار قبر أبي الحسن؟ قال: (له مثل ما لمن زار قبر أبي عبد الله )(3).

وقال : (في زيارته من الفضل كفضل من زار والده يعني رسول الله )(4).

وعن الرضا ، قال : ( مَنْ زَارَ قَبْرَ أَبِی بِبَغْدَادَ کَانَ کَمَنْ زَارَ قَبْرَ رَسُولِ اللَّهِ وَ قَبْرَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ إِلَّا أَنَّ لِرَسُولِ اللَّهِ وَ لِأَمِیرِ- الْمُؤْمِنِینَ فَضْلَهُمَا).(5)

وعن الجواد ، قال : ( مَنْ زَارَ قَبْرَ أَبِی الْحَسَنِ فَلَهُ الْجَنَّهُ) .(6)

ص: 1014


1- مزار المفيد ص207، المزار الكبير ص 39، وفيه عن عبد الله بن سنان. أقول: إن عبد الله بن سنان يطلق على ثلاثة رواة على ما قال السيد الخوئي، ونصه في ترجمة عبد الله بن سنان بن طريف: إن المسمين بعبد الله بن سنان ثلاثة: أحدهم: صاحب الترجمة وهو الثقة المعروف الذي له كتاب، وقد أدرك الباقر والصادق والكاظم .. الثاني: من تقدم عن البرقي وهو عبد الله بن سنان الواسطي. الثالث: من تقدم عن البرقي عده من أصحاب الرضا والجواد ، والأخيران لم نظفر لهما برواية في الكتب الأربعة. معجم رجال الحديث ( 228/11 ).
2- الحسن بن علي بن زياد الوشاء، بجلي كوفي، قال أبو عمرو: ويكنى بأبي محمد الوشاء وهو ابن بنت الياس الصيرفي خزاز من أصحاب الرضا وكان من وجوه هذه الطائفة. فهرست أسماء مصنفي الشيعة ص40 .
3- کامل الزیارات ص 498، ثواب الأعمال ص 126.
4- كامل الزيارات ص 498، مزار المفيد ص 207، المقنعة ص477، المزار الكبير ص40.
5- كامل الزيارات ص 280 و 449، الكافي (583/4)، تهذيب الأحكام (82/6)
6- . كامل الزیارات ص 449.

الزيارة الأولى كيفية الزيارة

في كيفية زيارتهما، الأولى : مروية في كامل الزيارات، بإسناد معتبر عن أبي الحسن - يعني علي الهادي - وفي الفقيه مرسلة(1) ، قال : تقول [بغداد](2):

(السَّلَامُ عَلَیْکَ یَا وَلِیَّ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْکَ یَا حُجَّهَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْکَ یَا نُورَ اللَّهِ فِی ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ السَّلَامُ عَلَیْکَ یَا مَنْ بَدَا لِلَّهِ فِی شَأْنِهِ أَتَیْتُکَ زَائِراً عَارِفاً بِحَقِّکَ(3) [مُوَالِیًا لأَوْلِیَائِکَ](4)مُعَادِیاً لِأَعْدَائِکَ فَاشْفَعْ لِی عِنْدَ رَبِّکَ یَا مَوْلَای).

قال: وادع اللَّه واسأل حاجتک، قال: وسلم بهذا علی أبی جعفر محمد بن علی. وفي رواية أخرى:ثُمَّ سَلِّمْ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ بِهَذِهِ الْأَحْرُفِ وَ ابْدَأْ بِالْغُسْلِ وَ قُلِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْإِمَامِ الْبَرِّ التَّقِیِّ الرَّضِیِّ الْمَرْضِیِّ وَ حُجَّتِکَ عَلَی مَنْ فَوْقَ الْأَرَضِینَ وَ مَنْ تَحْتَ الثَّرَی صَلَاهً کَثِیرَهً نَامِیَهً زَاکِیَهً مُبَارَکَهً مُتَوَاصِلَهً مُتَرَادِفَهً (5)کَأَفْضَلِ مَا صَلَّیْتَ عَلَی أَحَدٍ مِنْ أَوْلِیَائِکَ السَّلَامُ عَلَیْکَ یَا وَلِیَّ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْکَ یَا نُورَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْکَ یَا حُجَّهَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْکَ یَا إِمَامَ الْمُؤْمِنِینَ وَ وَارِثَ النَّبِیِّینَ(6) وَ سُلَالَهَ الْوَصِیِّینَ السَّلَامُ عَلَیْکَ یَا نُورَ اللَّهِ فِی ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ أَتَیْتُکَ زَائِراً عَارِفاً بِحَقِّکَ مُعَادِیاً لِأَعْدَائِکَ مُوَالِیاً لِأَوْلِیَائِکَ فَاشْفَعْ لِی عِنْدَ رَبِّکَ یَا مَوْلَایَ.). ثُمَّ سَلْ حَاجَتَکَ تُقْضَی إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی(7).

أقول: لفظ الحديث لا يخلو من اضطراب، وهو مروي في الكافي إلى قوله: (وتسليم بهذا على أبي جعفر )(8). ورواه الصدوق في خبر كما تقدم، إلا أنه قال بعد زيارة الكاظم بالكلمات السابقة: ثم سل حاجتك، ثم تسلم على أبي جعفر بهذي الأحرف والنداء. وإذا أردت زيارته فاغتسل وتنظف والبس ثوبیك الطاهرين، وقل: إلى آخر ما مر (9). يعني

ص: 1015


1- في (أ) لم يذكر أن الزيارة مرسلة في الفقيه
2- ما بين المعقوفتين في (ت) وفي رواية الكامل الثانية
3- في (أ) وفي الرواية الثانية للكامل: (أتيتك زائرأ عارفا)
4- ما بين المعقوفتين في (ت) وفي رواية الكامل الثانية
5- في الكامل: (متواصلة متواترة مترادفة).
6- في الكامل: (يا خليفة النبيين).
7- كامل الزیارات ص 501-503.
8- الكافي (578/4).
9- و من لا يحضره الفقيه (600/2-601).

إذا أردت زيارته على حدة، سوى هذه الزيارة التي تزوره بها مع جه وهو جيد. وقال الشيخ في التهذيب : لوداعهما تقف على القبر کوقوفك أول مرة للزيارة وتقول:

(اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَوْلایَ یا اَبَا الْحَسَنِ وَرَحْمَهُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَسْتَوْدِعُکَ اللهَ وَاَقْرَأُ، عَلَیْکَ السَّلامَ آمَنّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَبِما جِئْتَ بِهِ وَدَلَلْتَ عَلَیْهِ، اَللّهُمَّ اَکْتُبْنا مَعَ الشّاهِدینَ)(1)

وقال في وداع أبي جعفر : تقف عليه كوقوفك عليه حين بدأت بزيارته وتقول:(اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا مَوْلایَ یا اَبَا الْحَسَنِ وَرَحْمَهُ اللهِ وَبَرَکاتُهُ، اَسْتَوْدِعُکَ اللهَ وَاَقْرَأُ، عَلَیْکَ السَّلامَ آمَنّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَبِما جِئْتَ بِهِ وَدَلَلْتَ عَلَیْهِ، اَللّهُمَّ اَکْتُبْنا مَعَ الشّاهِدینَ)

وقال الصدوق في الفقيه، بعد إيراد زيارتهما كما سبق: ثم تسأله أن لا یجعله آخر العهد منک و ادع بما شئت و قبل القبر و ضع خدیک إن شاء اللّه.(2)

ثمّ صلّ فی القبّه الّتی فیها محمّد بن علیّ علیهما السلام أربع رکعات بتسلیمتین عند رأسه، رکعتین لزیاره موسی علیه السلام ورکعتین لزیاره محمّد بن علیّ علیهما السلام، ولا تصلّ عند رأس موسی علیه السلام؛ فإنّه یقابلک(2) قبور قریش ولایجوز اتّخاذها قبله.(3) أقول: الظاهر أن العلة في ذلك حقيقة التقدم على الإمام ووقوع ضريح الجواد خلف المصلي. وعدل عن هذا التعليل إلى ما ذكر تقية وجرية على طريقة المخالفين من عدم تحويزهم اتخاذ القبر قبلة .

ص: 1016


1- تهذيب الأحكام (83/6)
2- تهذيب الأحكام (91/6)
3- من لا يحضره الفقيه (602/6)

الزيارة الثانية

لهما معا؛ ذكرها المفيد والشهيد ومؤلف المزار الكبير:(السَّلاَمُ عَلَیْکُمَا، یَا وَلِیَّ اللهِ، السَّلاَمُ عَلَیْکُمَا، یَا حُجَّتَیِ اللهِ، السَّلاَمُ عَلَیْکُمَا، یَا نُوْرَیِ اللهِ فِیْ ظُلُمَاتِ اْلأَرْضِ. أَشْهَدُ أَنَّکُمَا قَدْ بَلَّغْتُمَا عَنِ اللهِ مَا حَمَّلَکُمَا وَ حَفِظْتُمَا مَا اسْتُوْدِعْتُمَا وَ حَلَّلْتُمَا حَلاَلَ اللهِ وَ حَرَّمْتُمَا حَرَامَ اللهِ وَ أَقَمْتُمَا حُدُوْدَ اللهِ وَ تَلَوْتُمَا کِتَابَ اللهِ وَ صَبَرْتُمَا عَلَی اْلأَذَی فِیْ جَنْبِ اللهِ مُحْتَسِبَیْنِ حَتَّی أَتَاکُمَا الْیَقِیْنُ أَبْرَأُ إِلَی اللهِ مِنْ أَعْدَائِکُمَا وَ أَتَقَرَّبُ إِلَی اللهِ بِوِلاَیَتِکُمَا أَتَیْتُکُمَا زَائِرًا عَارِفًا بِحَقِّکُمَا مُوَالِیًا لأَوْلِیَائِکُمَا مُعَادِیًا لأَعْدَائِکُمَا مُسْتَبْصِرًا بِالْهُدَی الَّذِیْ أَنْتُمَا عَلَیْهِ عَارِفًا بِضَلاَلَهِ مَنْ خَالَفَکُمَا فَاِشْفَعَا لِیْ عِنْدَ رَبِّکُمَا فَإِنَّ لَکُمَا عِنْدَ اللهِ جَاهًا عَظِیْمًا وَ مَقَامًا مَحْمُوْدًا.)

ثم قبل التربة، وضع خدك الأيمن عليها، وتحول إلى عند الرأس فقل:(السَّلامُ عَلَیْکُما یا حُجَّتَیِ اللَّهِ فی ارْضِهِ وَسَمائِهِ، عَبْدُکُما وَوَلِیُّکُما زآئِرُکُما مُتَقَرِّباً الَی اللَّهِ بِزِیارَتِکُما، اللهُمَّ اجْعَلْ لی لِسانَ صِدْقٍ فی اوْلِیائِکَ(1) الْمُصْطَفَیْنَ، وَحَبِّبْ الَیَّ مَشاهِدَهُمْ، وَاجْعَلْنی مَعَهُمْ فِی الدُّنْیا وَالْآخِرَهِ یا ارْحَمَ الرَّاحِمینَ.)

ثُمَّ صَلِّ لِکُلِّ إِمَامٍ رَکْعَتَیْنِ لِلزِّیَارَهِ وَ اُدْعُ بِمَا أَحْبَبْتَ فَإِذَا أَرَدْتَ اَلاِنْصِرَافَ فَوَدِّعْهُمَا عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ وَ قُلْ بَعْدَ أَنْ وَقَفْتَ مِثْلَ مَا وَقَفْتَ أَوَّلاً اَلسَّلاَمُ عَلَیْکُمَا یَا وَلِیَّیِ اَللَّهِ أَسْتَوْدِعُکُمَا اَللَّهَ وَ أَقْرَأُ عَلَیْکُمَا اَلسَّلاَمَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالرَّسُولِ وَ بِمَا جِئْتُمَا بِهِ وَ دَلَلْتُمَا عَلَیْهِ اَللَّهُمَّ اُکْتُبْنَا مَعَ اَلشَّاهِدِینَ اَللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْهُ آخِرَ اَلْعَهْدِ مِنْ زِیَارَتِی إِیَّاهُمَا وَ اُرْزُقْنِی مُرَافَقَتَهُمَا وَ اُحْشُرْنِی مَعَهُمَا وَ اِنْفَعْنِی بِحُبِّهِمَا وَ اَلسَّلاَمُ عَلَیْکُمَا وَ رَحْمَهُ اَللَّهِ وَ بَرَکَاتُهُ .(2)

ص: 1017


1- في المزار الكبير المنسوب للمفيد، و المزار الكبير ومزار الشهيد: (أوليائك المصطفين)
2- المزار الكبير المنسوب للمفيد ص304-405، المزار الكبير ص 539-541، مزار الشهيد ص 195-194.

الزيارة الثالثة

ذكرها السيد ابن طاووس، قال: إذا أردت زيارة الكاظم فينبغي أن تغتسل، ثم تأتي المشهد المقدس، وعليك السكينة والوقار. فإذا أتيته فقف على بابه وقل:اللَّهُ اکْبَرُ، اللَّهُ اکْبَرُ، لا الهَ الَّا اللَّهُ وَاللَّهُ اکْبَرُ، الْحَمْدُ للَّهِ عَلی هِدایَتِهِ لِدینِهِ، وَالتَّوْفیقِ لِما دَعا الَیْهِ مِنْ سَبیلِهِ، اللهُمَّ انَّکَ اکْرَمُ مَقْصُودٍ وَاکْرَمُ مَاْتِیٍّ، وَقَدْ اتَیْتُکَ مُتَقَرِّباً الَیْکَ بِابْنِ بِنْتِ نَبِیِّکَ صَلَواتُکَ عَلَیْهِ وَعَلی آبآئِهِ الطَّاهِرینَ وَابْنائِهِ الطَّیِّبینَ، اللهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَلا تُخَیِّبْ سَعْیی وَلا تَقْطَعْ رَجآئی وَاجْعَلْنی[بهم] (1)عِنْدَکَ وَجیهاً فِی الدُّنْیا وَالْآخِرَهِ وَمِنَ الْمُقَرَّبینَ.

ثم قم رجلك اليمنى عند الدخول وتقول:«بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَفِی سَبِیلِ اللَّهِ، وَعَلی مِلَّهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لی وَلِوالِدَیَّ وَلِلْمُؤْمِنینَ وَالْمُؤْمِناتِ)

فاذا وصلت باب القُبّه فقِف علیه واستأذن ، تقول :

أاَدْخُلُ یا رَسُولَ اللهِ، أَاَدْخُلُ یا نَبِیَّ اللهِ، أَاَدْخُلُ یا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِاللهِ، أَاَدْخُلُ یا اَمیرَ الْمُؤْمِنینَ، أَاَدْخُلُ یا اَبا مُحَمَّد الْحَسَنَ، أَاَدْخُلُ یا اَبا عَبْدِ اللهِ الْحُسَیْنَ، أَاَدْخُلُ یا اَبا مُحَمَّد عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ، أَاَدْخُلُ یا اَبا جَعْفَر مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ، أَاَدْخُلُ یا اَبا عَبْدِ اللهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّد، أَاَدْخُلُ یا مَوْلایَ یا اَبَا الْحَسَنِ مُوسَی بْنَ جَعْفَر، أَاَدْخُلُ یا مَوْلایَ یا اَبا جَعْفَر أَاَدْخُلُ یا مَوْلایَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ .(2).

ثم تدخل مقبرما رجلك اليمنى، وتكبر مائة تكبيرة، وتستقبل ضريح الكاظم، وتقول: السَّلامُ عَلَیکَ أیُّها العَبدُ الصالِحُ، السَّلامُ عَلَیکَ أیُّها النُّورُ السّاطِعُ، السَّلامُ عَلَیکَ أیُّها القَمَرُ الطّالِعُ، السَّلامُ عَلَیکَ أیُّها الغَیثُ النّافِعُ، [السَّلامُ عَلَیکَ أیُّها الإمامُ الکاظِمُ](3).

السَّلامُ عَلَیکَ یا وَلِیَّ اللّهِ وَحُجَّتَهُ، السَّلامُ عَلَیکَ یا نورَ اللّهِ فی الظُّلُماتِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا آلَ اللّهِ، (السَّلامُ عَلَیکَ یا بَهاءَ اللّهِ،) السَّلامُ عَلَیکَ یا بابَ اللّهِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا صَفوَهَ اللّهِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا خاصَّهَ اللّهِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا سِرَّ اللّهِ المُستَودَعَ، السَّلامُ عَلَیکَ یا صِراطَ اللّهِ.السَّلامُ عَلَیکَ یا زَینَ الأبرارِ، السَّلامُ عَلَیکَ یا سَلِیلَ الأطهارِ، السَّلَامُ عَلَیْکَ یَا عُنْصُرَ الْأَخْیَارِ السَّلَامُ عَلَیْکَ یَا مِحْنَهَ(4) الْخَلْقِ السَّلَامُ عَلَیْکَ یَا مَنْ بَدَا لِلَّهِ

ص: 1018


1- ما بين المعقوفتين في (ت).
2- في المصدر: (أأدخل يا مولاي يا أبا جعفر محمد بن علي)، وفي هامش المخطوطة قبل هذا الاستئذان: (أأدخل يا مولاي يا علي بن موسی).
3- ما بين المعقوفتين في (ت).
4- في (أ): (يا حجة).

لِلَّهِ فِی شَأْنِهِ السَّلَامُ عَلَیْکَ یَا وَارِثَ عِلْمِ النَّبِیِّینَ وَ سُلَالَهَ الْوَصِیِّینَ وَ شَاهِدَ یَوْمِ الدِّینِ أَشْهَدُ أَنَّکَ وَ آبَاءَکَ الَّذِینَ کَانُوا مِنْ قَبْلِکَ وَ أَبْنَاءَکَ الَّذِینَ مِنْ بَعْدِکَ مَوَالِیَّ وَ أَوْلِیَائِی وَ أَئِمَّتِی أَشْهَدُ أَنَّکُمْ أَصْفِیَاءُ اللَّهِ وَ خِیَرَتُهُ وَ حُجَّتُهُ الْبَالِغَهُ انْتَجَبَکُمْ بِعِلْمِهِ وَ جَعَلَکُمُ أَنْصَاراً لِدِینِهِ وَ قُوَّاماً بِأَمْرِهِ وَ خُزَّاناً لِحُکْمِهِ وَ حَفَظَهً لِسِرِّهِ وَ أَرْکَاناً لِتَوْحِیدِهِ وَ مَعَادِنَ لِکَلِمَاتِهِ وَ تَرَاجِمَهً لِوَحْیِهِ وَ شُهُوداً عَلَی عِبَادِهِ اسْتَرْعَاکُمْ (1)خَلْقَهُ وَ آتَاکُمْ کِتَابَهُ وَ خَصَّکُمْ بِکَرَائِمِ التَّنْزِیلِ وَ أَعْطَاکُمْ فَضَائِلَ(2) التَّأْوِیلِ وَ جَعَلَکُمْ تَابُوتَ حِکْمَتِهِ وَ عَصَا عِزِّهِ وَ مَنَاراً فِی بِلَادِهِ وَ أَعْلَاماً لِعِبَادِهِ وَ أَجْرَی فِیکُمْ مِنْ رَوْحِهِ وَ عَصَمَکُمْ مِنَ الزَّلَلِ وَ طَهَّرَکُمْ مِنَ الدَّنَسِ وَ أَذْهَبَ عَنْکُمُ الرِّجْسَ وَ آمَنَکُمْ مِنَ الْفِتَنِ بِکُمْ تَمَّتِ النِّعْمَهُ وَ اجْتَمَعَتِ الْفُرْقَهُ وَ ائْتَلَفَتِ الْکَلِمَهُ وَ لَکُمُ الطَّاعَهُ الْمُفْتَرَضَهُ وَ الْمَوَدَّهُ الْوَاجِبَهُ وَ أَنْتُمْ أَوْلِیَاءُ اللَّهِ النُّجَبَاءُ وَ عِبَادُهُ الْمُکْرَمُونَ أَتَیْتُکَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ عَارِفاً بِحَقِّکَ مُسْتَبْصِراً بِشَأْنِکَ مُوَالِیاً لِأَوْلِیَائِکَ مُعَادِیاً لِأَعْدَائِکَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی صَلَّی اللَّهُ عَلَیْکَ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً.(3).

و ذکر فی زیارة الجواد(4):(اَلسَّلاَمُ عَلَی اَلْبَابِ اَلْأَقْصَدِ، وَ اَلطَّرِیقِ اَلْأَرْشَدِ، وَ اَلْعَالِمِ اَلْمُؤَیَّدِ، یَنْبُوعِ اَلْحِکَمِ، وَ مِصْبَاحِ اَلظُّلَمِ، سَیِّدِ اَلْعَرَبِ وَ اَلْعَجَمِ، اَلْهَادِی إِلَی اَلرَّشَادِ، اَلْمُوَفَّقِ بِالتَّأْیِیدِ وَ اَلسَّدَادِ، مَوْلاَیَ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ اَلْجَوَادِ. أَشْهَدُ - یَا وَلِیَّ اَللَّهِ - أَنَّکَ أَقَمْتَ اَلصَّلاَهَ وَ آتَیْتَ اَلزَّکَاهَ، وَ أَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَیْتَ عَنِ اَلْمُنْکَرِ، وَ جَاهَدْتَ فِی اَللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ، وَ عَبَدْتَ اَللَّهَ مُخْلِصاً حَتَّی أَتَاکَ اَلْیَقِینِ، فَعِشْتَ سَعِیداً وَ مَضَیْتَ شَهِیداً، یَا لَیْتَنِی کُنْتُ مَعَکُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِیماً وَ رَحْمَهُ اَللَّهِ وَ بَرَکَاتُهُ.) ثُمَّ قَبِّلِ اَلتُّرْبَهَ وَ ضَعْ خَدَّکَ اَلْأَیْمَنَ عَلَیْهَا، وَ صَلِّ صلاة الزیازة.(5)

ص: 1019


1- في المصدر: (استرعاكم).
2- في المصدر: (فضيلة).
3- مصباح الزائر ص 381 - 382.
4- وهي الزيارة الثانية التي ذكرها ابن طاووس في مصباح الزائر.
5- مصباح الزائر ص 399

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.