الشیعه و الرجعه

اشارة

الشیعه و الرجعه المجلد

محمد رضا طبسی نجفی

مطبعه الاداب - النجف الاشرف 1385 - 1966

ص: 1

المجلد 1

اشارة

ص: 2

تصدير

بسم اللّه الرحمن الرحيم

«وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَ مَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ» .

سورة النور (آية 54)

صدق اللّه العلي العظيم

ص: 3

ص: 4

ترجمة المؤلف : شيخنا العلامة الحاج الشيخ محمد رضا الطبسي بقلم: أحد الكتاب

نسبه:

هو العالم الجليل الفقيه النبيل الورع التقي آية اللّه الحاج الشيخ محمد رضا بن عباس بن علي بن الحسن بن عبد اللّه الطبسي(1).

ولادته:

ولد دام ظله في 18 شهر شعبان المعظم سنة (1324 هج) في مشهد الامام الرضا «ع» حيث كان والده زائرا بها و كان والده رحمه اللّه من عباد اللّه الصالحين و من المبرزين الشهيرين بتقوى اللّه تعالى.

نشأته و تحصيله:

نشأ شيخنا دام ظله في بلده بين أهله و عمومته و تربى بينهم و نشأ نشأة صالحة

ص: 5


1- بفتح أوله و ثانيه اسم لبلدتين في ايران. احداهما طبس العناب و الاخرى طبس التمر، و شيخنا المترجم له دام ظله من طبس التمر و قد اشتهر الآن ب (گلشن) و في سبزوار قرية يطلق عليها هذا الاسم أيضا.

فقرأ المبادىء الأولية على السيد محمد علي المعروف ب (ميرزا جعفر). ثم سافر بأمر والده المرحوم الى مشهد الامام الرضا لا كمال المقدمات كالنحو، و الصرف و المعاني، و البيان، و الفقه، و الاصول، على عدة من الأساتذة كالأديب الكبير النيشابوري الشهير، و الحجتين السيد محمد باقر المعروف ب (المدرس) و السيد ميرزا محمد حسين الشهرستاني و العلامة السيد مرتضى اليزدي. ثم سافر الى قم فاكمل الفقه و الاصول على العلمين السيد محمد تقي الخونساري رحمة اللّه عليه و السيد علي الكاشاني و حضر المعقول على العلامة المعمر الميرزا علي أكبر اليزدي و الآية الحجة الشيخ محمد علي الشاه آبادى فاكمل عليهم سطوحه و حضر على العلامة آية اللّه العظمى مؤسس الحوزة العلمية لمدينة (قم) الحاج الشيخ عبد الكريم الحائري سبع سنين و كان من أفاضل تلامذته. ثم سافر خلال تلك السنين الى العراق لزيارة العتبات المقدسة ثم رجع الى قم و لازم الشيخ المرحوم يقتبس من أنوار علومه حتى تهيأ للرحيل الى العراق.

هجرته:

هاجر شيخنا المترجم دام ظله من مدينة قم الى العراق و العتبات المقدسة فحضر في النجف على العلامة المجاهد آية اللّه الشيخ محمد جواد البلاغي (ره) في علم المناظرة و على العلامة المحقق آية اللّه الشيخ ضياء الدين العراقي في الاصول. و بعد وفات شيخنا العلامة البلاغي سنة (1352 هج) اتصل شيخنا دامت بركاته ب (الزعيم الأكبر مفتي الشيعة في الآفاق و آية اللّه العظمى على الاطلاق (السيد أبي الحسن الموسوي الاصفهاني) و آية اللّه النائني أعلا اللّه درجات الجميع و بعد وفاة الآيتين (العراقي و النائني) انقطع الى (السيد الأكبر الاصفهاني «ره») حتى صار من خواصه و من اعضاء مجلس فتياه الذي عقده في سنيّه الأخيرة الى أن توفي السيد رحمه اللّه ليلة الأضحى في الكاظمية سنة (1365 هج) و كان يوم وفاته يوما مشهودا

ص: 6

لم ير مثله تغمده اللّه بغفرانه فلازم شيخنا دامت بركاته داره و اشتغل بالتأليف و التدريس الى اليوم.

أخلاقه و خصاله:

اشتهر شيخنا المترجم له بالتواضع وسعة الصدر و لين العريكة و عرف بشرف النفس و علو الهمة و سمو الفكر يحلى أخلاقه الورع و التقوى و الصلاح و العفة و الحياء، حسن الشمائل أبيض اللون مشرب بحمرة يبدو على محياه الجميل سيماء العلم و الوقار و هو يعظم الكبار و يعطف على الصغار و يبدأ مواجهه بالسلام كبيرا كان أو صغيرا شريفا كان أو وضيعا الى غير ذلك من كرائم الأخلاق و جميل الخصال الاسلامية السامية.

أقوال العلماء في حقه:

فمنها ما كتبه في حقه سلطان المحققين الاستاذ الأكبر الشيخ ميرزا محمد حسين النائنى ما نصه: فان جناب العالم العامل الفاضل الكامل عماد العلماء الأتقياء سناد الأفاضل ثقة الاسلام الحاج الشيخ محمد رضا الطبسي دام تأييده ممن بذل جهده في طلب العلم و العمل به حتى بلغ درجة سامية من الاجتهاد مقرونة بالصلاح و الرشاد فله العمل بما يستنبطه من الأحكام على النهج المتعارف بين المجتهدين العظام و قد أجزت له أن يروي عني جميع ما صحت لي روايته من مصنفات اصحابنا الامامية بأسرها الخ و كان تاريخ كتابته في صفر الخير سنة (1349 هج).

و منها ما كتبه شيخ المحققين و مربي المجتهدين الشيخ ضياء الدين العراقي ما لفظه: فان العالم العامل و الفاضل الكامل سناد الفقهاء الراشدين و عماد الفضلاء و المجتهدين الشيخ الأمجد و الركن المعتمد غواص بحر العلم و محور رحى التقوى و الحلم افتخار الأعلام و الثقة الممجد على الأنام كنز العرفان و نحرير الزمان الحبر

ص: 7

المسدد الشيخ محمد رضا الطبسي فقد هاجر عن وطنه الى الغري وجد و اجتهد بحضوره لدى الأعيان و اشتغل برهة من الزمان الى أن بلغ الى مرامه فصار مجتهدا عدلا فله العمل بما استنبط و يحرم عليه التقليد فيما اجتهد و له ما للمجتهدين في زمان الغيبة و اوصيه بتقوى اللّه فانه خير الزاد. و كان تاريخ كتابته سنة (1349 هج).

و منها ما جاء في حقه عن الزعيم الأكبر آية اللّه العظمى و حجته الكبرى السيد ابي الحسن الموسوي اعلا اللّه درجته ما لفظه: و بعد فان جناب العالم العامل و الفاضل الكامل صاحب الفكرة القويمة و السليقة المستقيمة الصفي الزكي المؤتمن ثقة الاسلام الشيخ محمد رضا الطبسي دامت تأييداته ممن صرف عمره في تحصيل العلوم الشرعية و تنقيح مبانيها النظرية و حضر على جملة من الأعيان و على هذا الحقير شطرا صالحا من الزمان فاحصا باحثا مفيدا مستفيدا محققا مدققا مجدا مجتهدا حتى صار من العلماء الأعيان و ممن يشار اليه بالبنان فله العمل بما يستنبطه من الأحكام على النهج المألوف بين الأعلام و قد اجزت له ان يروي عني ما صح لي روايته الخ تاريخ كتابتها (1348 هج) و قد ايد هذه الاجازة جماعة من فطاحل المجتهدين.

منهم آية اللّه الحاج شيخ عبد الكريم الحائري (قدس سره) إذ قال قد صح ما رقمه دامت بركاته و قد حضر على هذا الحقير مدة مديدة مجدا مجتهدا في تنقيح المسائل الشرعية النظرية من مبانيها المألوفة المعروفة بين العلماء العاملين فليشكر اللّه على هذه النعمة العظمى و العطية الكبرى و المرجو من جنابه ان لا ينساني من صالح الدعوات خصوصا في مظان الاجابات كما لا انساه ان شاء اللّه. حرره الأحقر عبد الكريم الحائرى. و منهم الفقيه الأعظم آية اللّه العظمى الشيخ محمد رضا آل يس ما لفظه: صح ما رقمه سيدنا المرحوم آية اللّه الاصفهاني في حق شيخنا المعظم الحجة الطبسي دامت بركاته و هو مجاز من قبلنا كما كان مجازا من قبله، 21 ذي القعدة (1367 هج) الراجي محمد رضا آل يس عفي عنه.

(1 - الشيعة و الرجعة)

ص: 8

و منهم الزعيم الأكبر آية اللّه الحاج آقا حسين البروجردي دام ظله ما لفظه:

صح ما رقمه (قدس سره) و جنابه طال بقائه مجاز من قبلي فيما اجازه قدس اللّه نفسه (2 صفر الخير 1366 هج) الأحقر حسين الطباطبائي.

و له طاب ثراه في حق شيخنا المترجم له اجازات عديدة منها بعد قوله و حضر علي و على جماعة من الأساطين حضور تفهّم و تحقيق و تعمق و تدقيق حتى حصل مبتغاه و فاز بمناه و بلغ مرتبة الاجتهاد مقرونا بالصلاح و السداد فله العمل بما استنبطه من الأحكام على النهج المعروف بين الاعلام الخ. و تاريخ كتابتها 14 شعبان المعظم (1362 هج). و منها قوله طاب ثراه في حقه دام ظله باللغة الفارسية (نظر بانكه جناب مستطاب علم الأعلام ركن الاسلام صفوة المجتهدين آقاي حاج شيخ محمد رضا طبسي دامت بركاته از اجله علماء اعلام نجف اشرف است و مورد وثوق و اطمينان اينجانب و داراي ملكۀ اجتهاد و تقوى و سداد و مقامات عاليه علما و عملا ميباشند) الخ و تاريخ كتابتها 14 شعبان (1362 هج) و غيرها من التعابير التي لا يسعنا مجال تصفحها.

و منهم آية اللّه الشيخ محمد كاظم الشيرازي طاب ثراه ما لفظه: و بعد فلا يخفى أن العالم العامل و الفقيه الورع ثقة الاسلام حضرة الشيخ محمد رضا الطبسي دامت تأييداته ممن أتعب نفسه الشريفة في تحصيل العلوم الدينية على جملة من الأساطين حتى بلغ رتبة الاجتهاد و فاز بمرتبة الاستنباط فصار من العلماء العاملين و المجتهدين الورعين فليحمد اللّه تعالى على ما منّ عليه من الدرجة الرفيعة و الموهبة الكريمة و تاريخ كتابتها (1349 هج). الأحقر محمد كاظم الشيرازي. و هناك جماعة اخرى من العلماء العاملين ممن كتبوا فى حقه دام ظله في المقام أحياء و امواتا قد تركنا ذكر كلماتهم روما للاختصار.

مشايخه في الرواية:

و للمترجم له اجازات في الرواية ربما كانت تربو على ستين نفرا نكتفي بذكر

ص: 9

بعض مشاهيرهم مضافا لما تقدم:

(منهم) العلامة أبو المجد الشيخ آقا رضا الاصفهاني بطرق كثيرة (و منهم) آية اللّه الامام السيد حسن الصدر طاب ثراه (و منهم) المصلح المجاهد الكبير شيخ الاسلام و المسلمين السيد عبد الحسين شرف الدين (و منهم) شيخ الفقهاء آية اللّه الشيخ عبد الحسين الرشتي رحمه اللّه (و منهم) العلامة المتتبع البحاثة الثبت الشيخ آقا بزرك الطهراني (و منهم) العلامة الامام آية اللّه الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء (ره) (و منهم) العلامة المحدث الحاج شيخ عباس القمي (ر ه) (و منهم) العلامة آية اللّه الشيخ هادي آل كاشف الغطاء (و منهم) العلامة الشيخ أسد اللّه الزنجاني (و منهم) الفيلسوف الشهير الشيخ ميرزا محمد علي الشاه آبادي (و منهم) الشيخ العابد الزاهد الفقيه الحاج شيخ علي القمي (ره) (و منهم) العلامة الحاج الشيخ علي أكبر النهاوندي (و منهم) العلامة المحدث الفقيه الشيخ محمد باقر البيرجندي (و منهم) آية اللّه السيد المجاهد بطل المسلمين شيخ الفقهاء و المحدثين الامام السيد محسن الأمين العاملي (ره) (و منهم) العالم الفقيه المعمر الشيخ جواد المازندراني عن الامام الشيخ (الأنصاري ره) و غيرهم ممن لا يسعنا المجال لذكر أسمائهم الشريفة.

تآليفه:

و لشيخنا المترجم له دامت بركاته تآليف كثيرة في مختلف العلوم ما يناهز الثلاثين كتابا بعضها مطبوع و بعضها مخطوط حتى الآن و اليك أسماؤها:

1 - اثبات الرجعة فارسي مختصر، ذكر في الذريعة ج 1 ص 92.

2 - الأربعون حديثا، ذكر في الذريعة ج 1 ص 432.

3 - إزاحة الشكوك في لباس المشكوك.

4 - الشيعة و الرجعة و هذا هو الكتاب الذي نقدمه الى القارىء الكريم.

ص: 10

5 - الامام الغائب، مختصر في أحوال الامام الثاني عشر «ع».

6 - الأنوار اللامعة في تأريخ سيدة النساء فاطمة «ع» ذكر في الذريعة ج 2 ص 339.

7 - بارقة البصر في حوادث القرن الثالث عشر ذكر في الذريعة ج 3 ص 9

8 - تاريخ الملل الثلاث مناظرة روائية بين مسلم و يهودي و نصراني ذكر في الذريعة ج 3 ص 288.

9 - تبصرة المتعلمين في عقائد المؤمنين.

10 - تذكرة الأحبة في الأدعية و الزيارات ذكر في الذريعة ج 4 ص 27.

11 - التحفة العلوية ذكر في الذريعة ج 3 ص 454.

12 - التحفة المحمدية ذكر في الذريعة ج 3 ص 467.

13 - تفسير سورة عمّ.

14 - الدر الثمين في استحباب التختم باليمين.

15 - درر الأخبار فيما يتعلق بحال الاحتضار.

16 - ذخيرة الصالحين في شرح تبصرة المتعلمين للعلامة الحلي وصل الى كتاب النكاح في 6 مجلدات مذكورة في الذريعة ج 10 ص 16.

17 - ذخيرة العباد فيما يتعلق بالمعاد.

18 - ذرايع البيان في عوارض اللسان.

19 - رسالة في التيمم.

20 - رسالة في الحج.

21 - رسالة في المعاطاة.

22 - رسالة في النفاس.

23 - عقد الفرائد في اصول العقائد مطبوع ذكر في الذريعة ج 2 ص 239.

24 - الفوائد الرضوية في المسائل الاصولية و هو تقريرات استاذه الأكبر.

ص: 11

الشيخ ضياء الدين «العراقي مباحث الألفاظ و الأدلة العقلية».

25 - القول الفصيح في اصول الدين الصحيح مطبوع.

26 - مصابيح الهدى في الرد على القاديانية ترجمة رسالة استاذه العلامة البلاغي

27 - مصباح الظلام، رد على العهدين مطبوع.

28 - مفتاح الجنة في أعمال المسجدين الكوفة و السهلة.

29 - المنية في تحقيق حكم الشارب و اللحية طبع عشر مرات.

30 - منية الراغب في ايمان أبي طالب.

هذا ما وسعنا المجال لترجمة هذا العالم الجليل و نسأل اللّه تبارك و تعالى أن يكثر في العلماء العاملين أمثاله و يوفقهم لخدمة الدين بمحمد و آله الطاهرين.

الكاتب - (م. ل. س) العراق - النجف الأشرف (يوم الجمعة التاسع من ذي الحجة) (1374 هج)

ص: 12

كلمة المولف

بسم اللّه الرحمن الرحيم

الحمد للّه الذي جعل الحمد مجازا الى حقيقة شكره و (ذريعة) الى بلوغ رضوانه و جميل ذكره و الصلوة و السلام على سيدنا محمد الذي اجاز له الحق قرب (قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى) و على أوصيائه و حملة عبئه أئمة الهدى و مصابيح الدجى (ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) لا سيما سيد الموحدين و سلطان العارفين و أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.

و بعد فقد حررت قبل خمسة عشر سنة رسالة موجزة في اثبات الرجعة و طبعت اكثر من مرة فارسية و عربية و في هذه الآونة كلفني جمع من خيرة الاخوان و ذوي الايمان و أهل العلم و المعرفة و العرفان اعادة طبعها مزيدا عليها ما ورد فى القرآن الشريف من الآيات الكريمة الدالة على إثباتها و ثبوتها و سائر الاخبار و القضايا الدالة على امكانها و وقوعها لتكون عامة النفع وافية بالغرض و حيث لا يسعني مخالفتهم امتثلت أمرهم و شرعت في ذلك متوكلا على اللّه راجيا منه توفيق الاتمام انه ولي ذلك.

الاهداء

قلبت جميع العوالم فلم اجد من يستحق باهداء كتابي هذا من صاحب الولاية المطلقة امام العصر و ناموس الدهر و من به رزق الورى و بوجوده ثبتت الارض و السماء خاتم الائمة الاثنى عشر (علیهم السلام) سيدي تفضل عليّ بالقبول.

المؤلف محمد رضا الطبسي النجفى عفي عنه

ص: 13

تنبيه: لدخول فى البحث

لا يخفى ان مسألة الرجعة من المسلمات و هي من ضروريات مذهبنا و ليس فيها خلاف معتد به ولكن لما كانت مما يطعننا به العامة(1) أحببت أن أشير الى بعض تفاسيرهم اتماما للحجة عليهم (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ يَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ) و لئلا يقولوا يوم القيامة (إِنّا كُنّا عَنْ هذا غافِلِينَ) و لا شك ان المنتقد على الرجعة اما أن يكون من المليين - الذين اعتنقوا احدى الملل - أو غيرهم كالطبيعيين فالبحث مع الطائفة الثانية لا بد و ان يكون في المبدء و المبدع الى ان نصل الى ما نحن بصدده و أما المليين كاليهود و النصارى فليس كلامنا معهم في الرجعة بل نباحثهم في نسخ الشرايع السابقة و انتهاء دورها ببزوغ شمس الاسلام إذ لا دين غيره لقوله تعالى (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللّهِ الْإِسْلامُ) و لقوله (ما كانَ إِبْراهِيمُ يَهُودِيًّا وَ لا نَصْرانِيًّا وَ لكِنْ كانَ حَنِيفاً مُسْلِماً) و بالجملة نوجه البحث مع كل طائفة بما يقتضيه وليكن خطابنا الآن للطائفتين العظيمتين الشيعة و السنة إذ هما الأهم فنقول اما الشيعي فلا مفر و لا مناص له من الاعتراف و الاقرار بها لقيام الادلة القاطعة و البراهين الساطعة عنده على امكانها و وقوعها على ما سيأتي و لكونها من ضروريات مذهبه كما تقدم و أما السني فانه و ان كان لا يعتقد بما ورد بها من الطرق المروية عن أهل البيت عليهم السلام لكنه ملزوم بالاعتراف و الاقرار بها من طريق آخر و هو القرآن الكريم الذي يجب التصديق بما ورد فيه عند تمام المسلمين فان فيه عدة آيات دالة دلالة واضحة على امكانها و وقوعها في الامم السالفة و فى الامة الاسلامية كما يأتي و خلاصة القول انه لا يجوز للمسلم انكارها لانه تكذيب لكلام اللّه و رسوله نعوذ باللّه من ذلك و نسأله العصمة في جميع الاقوال و الافعال.

ص: 14


1- من الطاعنين بها الرازي و النيشابوري و الزمخشري و ابن ابي الحديد و ابن خلدون و غيرهم من المتقدمين و في المتأخرين جماعة أيضا منهم عبد اللّه القصيمي فقد طبع له قيل سنوات كتاب باسم (الصراع بين الاسلام و الوثنيين) جاء فيه بما يضحك الثكلى منه.

و قد رتبت كتابي هذا على مقدمة و فصول و خاتمة:

المقدمة

اشارة

الرجعة بالفتح هي المرة في الرجوع بمعنى الرجوع و العود الى الدنيا بعد الموت بعد ظهور المهدي (عج) قبل القيامة ففي (الصحاح) فلان يؤمن بالرجعة أي الرجوع الى الدنيا بعد الموت و في (القاموس) يؤمن بالرجعة أي بالرجوع الى الدنيا بعد الموت و في (المجمع) الرجعة بالفتح أي المرة في الرجوع بعد الموت بعد قيام دولة المهدي (علیه السلام) و في (معيار اللغة) الرجعة كضربة الرجوع و فلان يؤمن بالرجعة أي بالرجوع أي رجوع النبي صلى اللّه عليه و آله و المؤمنين الى الدنيا الى غير ذلك و هي من ضروريات مذهب الامامية و عليها من الشواهد القرآنية و الاحاديث النبوية ما هو أشهر من أن يذكر حتى ورد عنهم (من لم يؤمن برجعتنا و لم يقر بمتعتنا فليس منا) و قد أنكر الجمهور ذلك إنكارا باتا قال ابن الاثير فى (النهاية) الرجعة مذهب قوم من العرب في الجاهلية و طائفة من فرق المسلمين و أهل البدع و الاهواء و من جملتهم طائفة من الرافضة و فلان يؤمن بالرجعة أي بالرجوع الى الدنيا بعد الموت.

و اصطلاحا - عندنا معاشر الامامية - عبارة عن عود الحجج الالهية و رجوع الائمة الطاهرين الى الدنيا بعد ظهور الامام المنتظر الحجة ابن الحسن (علیه السلام).

ان من دأب البحث عن القضايا و المناظرة فيهما ان تستطرق بعد تمهيد مقدمات تكون كأصول موضوعة و نظريات مسلمة بين الباحثين حجة عليهما و فرقانا نوزن به حججهما فان كانت دعوى أحد الطرفين فاسدة بينة البطلان لا يتسنى لخصمه الباحث أن يرتبك في مناظرته بحيث يضطر أخيرا الى هدم اصل من المؤسسات القطعية و ابطال نظرية من تلك المسلمات اليقينية فمن كانت بضاعته العلمية مزجاة و باعه الجدلي قصيرا حتى يحتاج في الدفع عما أورد عليه الخصم الى مثل ما ذكر فلا يحق له ان يعرض نفسه للمناظرة و يجتريء على البحث و النقد العلميين فعل المضطلع الماهر.

ص: 15

الظاهر و التفسير و التأويل

البحث فى الآيات القرآنية و الاخبار المروية عن النبي و الأئمة عليهم السلام يحتاج الى ان تعرض هذه المفاهيم الثلاثة.

فالظاهر عبارة عما يستفاد من اللفظ المستعمل فى المعنى المربوط به كقولك (صلّ) فان المستفاد منه طلب ايجاد الاركان المخصوصة التى أولها التكبير و آخرها التسليم مما لا يتوقع السامع في فهم المراد من تلك اللفظة اذا سمعها شيئا آخرا و ان احتمل المخاطب خلاف الظاهر ولكن ليس له رفع اليد عن هذا الظهور و عدم القيام بالوظيفة معتذرا باحتماله خلاف ذلك فتكون حجة المتكلم تامة عليه مع ان العقل لا يراه معذورا في تركه بصرف هذا الاحتمال إلا بحجة أقوى على خلافه من ابراز قرينة صارفة عن هذا الظهور و حينئذ لا يكون رفع اليد عن هذه الحجة بأقوى منها نفيا و إثباتا مخالفا للعقل و الشرع و عليه بناء العقلاء فضلا عن الآيات و الروايات المرشدة الى ذلك.

و التفسير مأخوذ من سفرت الشيء سفرا إذا كشفته قال في المجمع سفرت الشيء سفرا من باب ضرب كشفته و منه أسفرت المرأة عن وجهها فهي سافر - بغير هاء - و عن بعض انه كشف القناع و المرجع في الجميع الى مطلوب واحد و هو كون التفسير عبارة عن كشف الحجاب و رفع النقاب عن الشيء المغطى و المستور و هذا في كلام اللّه المجيد خاص بنفوس عالية متصلة بمبادىء متعالية و لا معرفة لكل أحد به سوى من وجه إليه الخطاب (وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَ الرّاسِخُونَ

(2 - الشيعة و الرجعة)

ص: 16

فِي الْعِلْمِ) ممن سمع من أحدهم من أطايب الرجال المتأدبين بآدابهم و المتخلقين باخلاقهم و الممتثلين لأوامرهم من الثقاة و العدول في كل طبقة من حملة علم الحديث و الدراية و التفسير و الرواية كسلمان الفارسي و أبي ذر الغفاري و عمار بن ياسر و المقداد بن الأسود و جابر بن عبد اللّه الانصاري و حذيفة بن اليمان و عبد اللّه بن عباس و واثلة ابن الاسقع و أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي و أويس بن عامر القرني و بلال الحبشي المؤذن و حسان بن ثابت الانصاري و ابو رافع مولى رسول اللّه و زيد بن ثابت كاتب النبي و من ماثلهم كميثم التمار و الحارث الهمداني و كميل بن زياد و الاصبغ ابن نباتة و صعصعة بن صوحان و مالك الاشتر و المسيب بن نجية و قيس بن سعد و ابن واثلة و ابن الحمق الخزاعي و ابن أرقم و سليمان بن صرد الخزاعي و ابن عقلة و الدؤلي و جعيد و جعدة بن هبيرة المخزومي و حجر بن عدي و محمد بن أكتم و خالد ابن مسعود و أمثالهم من الطبقة التالية لهم كجندب بن جنادة و حمزة بن ميثم التمار و عبد اللّه بن جعفر الطيار و عبيد اللّه بن العباس و حذيفة بن أسيد و الجارود بن أبي بشر و قيس بن أشعث بن سوار و سفيان بن أبي ليلى الهمداني و عمرو بن قيس المشرقي و أبو صالح كيسان بن كليب و ابو مخنف لوط بن يحيى و التالين لهم كحبيب ابن مظاهر و مسلم بن عوسجة و هلال بن نافع البجلي و زهير بن القين و مسعود بن الحجاج و عبد اللّه بن عروة الغفاري و زهير بن بشر الخثعمى و مسلم بن كثير و زهير ابن سليم و التالين لهم كأبى حمزة الثمالي و حكيم بن جبير و سعيد بن المسيب و أبي خالد الكابلي المسمى بكنكر أو وردان و يحيى بن أم الطويل و جبير بن مطعم(1)

و التالين لهم كجابر الجعفى و حمران بن أعين و زرارة و عامرة بن عبد اللّه بن

ص: 17


1- كل هؤلاء الذين ذكرناهم الموجودة اسماؤهم في كتب التراجم من اعاظم الاصحاب و خيارهم رضوان اللّه عليهم و بالخصوص هؤلاء الثلاثة فقد ورد في حقهم عن الصادق (علیه السلام) قوله: ارتد الناس بعد الحسين (علیه السلام) الا ثلاثة أبو خالد الكابلي و يحيى بن ام الطويل و جبير بن مطعم انظر ج 11 من البحار للعلامة المجلسى ص 31

خزاعة و حجر بن زائدة و عبد اللّه بن شريك العامرى و فضيل بن يسار البصرى و سلام بن المستنير و بريد بن معاوية العجلي و حكيم بن أبي نعيم و التالين لهم كجميل ابن دراج و عبد اللّه بن مسكان و عبد اللّه بن بكير و حماد بن عيسى و حماد بن عثمان و ابان بن عثمان(1) و غيرهم ممن حذى حذوهم و لا قيمة لتفسير الحائد عن الطريقدي

ص: 18


1- هؤلاء الستة هم رجال الطبقة الثالثة من اصحاب الاجماع و هم الذين اجمعت العصابة على تصديقهم و توثيقهم و تصحيح ما يصح عنهم و فضلهم عظيم و اليهم تنتهى عامة الاخبار المروية عن أهل البيت عليهم السلام و هم ثمانية عشر نفرا على الأصح في ثلاث طبقات، الطبقة الاولى و هم اصحاب الباقر (علیه السلام)، زرارة بن اعين، معروف بن خربوذ، بريد بن معاوية، أبو بصير ليث بن البحترى، الفضل ابن يسار، محمد بن مسلم الطائفي. الطبقة الثانية و هم من اصحاب الصادق (علیه السلام) يونس بن عبد الرحمن، صفوان ابن يحيى بياع السابرى، محمد بن أبي عمير، عبد اللّه بن المغيرة، الحسن بن محبوب احمد بن محمد بن أبي نصر. الطبقة الثالثة و هم الذين ذكرناهم في المتن جميل بن دراج. عبد اللّه بن مسكان عبد اللّه بن بكير. حماد بن عيسى. حماد بن عثمان. أبان بن عثمان و قيل ان افقهم جميل ابن دراج كما ان افقه رجال الطبقة الثانية يونس بن عبد الرحمن وافقه رجال الطبقة الاولى زرارة بن اعين قيل انه افقه الاولين و للباقر و الصادق عليهما السلام فى بعض هؤلاء كلمات عسجدية قال الصادق (علیه السلام): (لو لا زرارة لظننت إن احاديث أبي ستذهب) و في رجال الكشي ص 90 في ترجمة زرارة قال الصادق (علیه السلام): (رحم اللّه زرارة بن أعين لو لا زرارة و نظراؤه لأندرست أحاديث أبي) و فيه ايضا عنه عليه السلام قال: زرارة و أبو بصير و محمد بن مسلم و بريد من الذين قال اللّه تعالى فيهم (وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) و فيه عنه عليه السلام قال: ما أجد أحدا أحيى ذكرنا و أحاديث أبي عليه السلام الا زرارة و أبو بصير ليث المرادي و محمد بن مسلم و بريد بن معاوية العجلي و لو لا هؤلاء ما كان أحد يستنبط هذا هؤلاء حفاظ الدين و أمناء أبي عليه السلام على حلال اللّه و حرامه و هم السابقون الينا في الدنيا و السابقون الينا في الآخرة. و مثال ذلك كثير. و لو رمت إسهابا اتى الفيض بالمد و لا غرو فقد قاموا بوظيفتهم أحسن قيام و نهضوا بواجبهم أيما نهوض و لقد أدوا ما عليهم فجزاهم اللّه عن أئمتهم «ع» خير جزاء المحسنين. و قد حدثوا عن الباقر «ع» و الصادق «ع» فاكثروا لذا وجب حقهم على من تخلف عنهم ففي رجال الكشي ص 109 فى ترجمة محمد بن مسلم عن حريز عنه قال: ما شجرني في رأيي شيء قط الا سألت عنه أبا جعفر (علیه السلام) حتى سئلته عن ثلاثين الف حديث سألت أبا عبد اللّه (علیه السلام) عن ستة عشر الف حديث انتهى. هذه ستة و أربعون الف حديث أجوبة مسائله و هي ازيد من تمام احاديث الكتب الاربعة و اللّه اعلم بسائر احاديثه و مسموعاته و هكذا كان كل فرد منهم عيبة علم نافعة و شجرة مثمرة. و قد ذكر هم العالم الجليل الحجة البالغة السيد محمد مهدى الطباطبائي البروجردي الشهير ببحر العلوم المتوفى سنة 1212 في ارجوزته الرجالية المعروفة فقال: قد اجمع الكل على تصحيح مايصح عن جماعة فليعلما و هم اولوا نجابة و رفعةأربعة و خمسة و تسعة فالستة الاولى من الامجاداربعة منهم من الاوتاد زرارة كذا بريد قد أتىثم محمد و ليث يافتى كذا الفضيل بعده معروفو هو الذي ما بيننا معروف و الستة الوسطى اولوا الفضائلرتبتهم أدنى من الاوائل جميل الجميل مع ابانو العبدلان ثم حمادان و الستة الاخرى هم صفوانو يونس عليهم الرضوان ثم ابن محبوب كذا محمدكذاك عبد اللّه ثم احمد و هم مذكورون في سائر كتب رجال الامامية و قد بسط القول في ذكرهم من أئمة الحديث في الاعصار المتأخرة البحاثة الأكبر الحاج الشيخ ميرزا حسين النوري المتوفى سنة 1320 في ج 3 من خاتمة المستدرك في الفائدة السابعة و ذكر شرح أحوالهم بما لا مزيد عليه فراجع و قيل غير ذلك في عددهم منه عفي عنه.

و ان أصاب لما يأتى من انه من فسر القرآن برأيه و أصاب الحق فقد أخطأ و فى رواية فليتبؤ مقعده من النار و في الحديث القدسي (ما آمن بي من فسر كلامي برأيه) فبناء على ذلك ان جميع التفاسير الواردة عن غير أهل البيت (علیهم السلام) لا قيمة لها و لا يعتد بها خصوصا بعض التفاسير المتداولة في عصرنا كتفسير الطنطاوي و المنار و عبده و غيرها مما يكون القرآن منزها عنها.

و التأويل عبارة عن ارجاع الكلام و صرفه عما هو الظاهر فيه الى ما هو بعيد عنه و هو كما تقدم فى التفسير لاحظ للكل فيه بل هو من شأن النبي و الولي اذ هو سر -

ص: 19

من أسراره عز شأنه - و لا يمكن افشاؤه لغير اهله - بل هو أخفى وادق وارق من التفسير لقوله عز من قائل (وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَ الرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) و لا شك ان المراد بالراسخين في العلم هم الائمة (علیهم السلام) و مهابط الوحي و الحكمة ففي تفسير الصافي عن العياشي و الكافي عن الصادق (علیه السلام) قال: نحن الراسخون في العلم و نحن نعلم تأويله فرسول اللّه (صلی الله علیه و آله) افضل الراسخين في العلم قد علمه اللّه عز و جل جميع ما انزل عليه من التنزيل و التأويل و ما كان اللّه لينزل عليه شيئا لم يعلمه تأويله و اوصياؤه من بعده يعلمون كله. و فيه عن الكافي عن مولانا الباقر عليه السلام:

ان الراسخين في العلم من لا يختلف في علمهم. و في الاحتجاج في القسم الثالث من كلام اللّه تعالى ان قسما لا يعرفه إلا اللّه و الراسخون فى العلم و انما فعل ذلك لئلا يدعي الباطل من المسئولين على ميراث رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) من علم الكتاب ما لم يجعله لهم و ليقودهم الاضطرار الى الايتمار عن ولاة أمرهم فاستكبروا عن طاعته تعززا و افتراء على اللّه عز و جل. نقله عن امير المؤمنين عليه السلام. الخ

نعم من اكتحلت عينه بالولاية و ارتوى من العيون الصافية بقلب طاهر و اقتدى بهم و اكتسب من علومهم كان له الحظ الاوفى و القدح المعلى فان عطاياهم لا تحملها الا مطاياهم و ليس للحائد عن طريقهم بذلك من حظ (وَ مَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَ أَضَلُّ سَبِيلاً).ان

ص: 20

و بعد ان عرفنا ان علم التفسير و التأويل خاص بأهل بيت الرحمة و تابعيهم و لا يعتنى بما صدر من غيرهم كائنا من كان و لا حجية فيه إلا بما ذكرنا لأن الدليل انما قام على اعتبار قول النبي و أوصيائه - الاثنى عشر - حيث انهم أقرب الموجودات إلى اللّه و أشرفها و أخصها و لهم ارتباط مخصوص فيكونوا أعلم الناس بكلامه و مرامه ضرورة ان ندماء الملوك و امناءهم و وزراءهم أعرف بالرعية من السوقة و لذا قلنا لا قيمة لتفاسير الأجانب مطلقا لعدم دليل على اعتبارها إلا إذا كانت مأخوذة من كتبنا المستفادة من أئمتنا فهو منا و الينا و قد ورد في القرآن الكريم الردع عن قبول قول الفاسق بقوله تعالى (إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا).

و بعد ان ثبت لدينا عدم وجود العلوم و المعارف إلا عند النبي (صلی الله علیه و آله) و أوصيائه فان وجد في كتب غيرنا حق فهو مأخوذ من أئمتنا فانهم ينابيع العلوم و الحكم.

ففى مقتل الخوارزمي ج 1 ص 43 في ترجمة الامام علي بن أبي طالب عليه السلام باسناده عن سيد الحفاظ عن عباد بن عبد اللّه عن سلمان الفارسي عن النبي انه قال (اعلم أمتي من بعدي علي بن أبي طالب) و فيه باسناده عن ابن مسعود قال قال رسول اللّه (قسمت الحكمة على عشرة أجزاء فاعطي علي تسعة أجزاء و الناس جزء واحد) و في رواية أخرى انه شارك الناس في الجزء الآخر.

و فيه ص 42 عن عين الأئمة باسناده إلى ابن عباس قال: العلم ستة أسداس فلعلي بن أبي طالب من ذلك خمسة أسداس و للناس سدس و لقد شاركنا في سدسناه.

ص: 21

حتى كان هو أعلم به منا.

و في ينابيع المودة ص 70 في باب 14 في غزارة علم علي عليه السلام عن الكلبي قال ابن عباس: علم النبي من علم اللّه و علم علي من علم النبي و علمي من علم علي و ما علمي و علم الصحابة في علم علي إلا كقطرة في سبعة أبحر.

و فيه نقلا عن (الفتح المبين) عن ابن عباس قال هو - يعني الامام علي عليه السلام - إمام المفسرين و قال يشرح لنا علي نقطة الباء من بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

ليلة فانفلق عمود الصبح و بعد لم يفرغ فرأيت نفسي في جنبه كالفوارة في جنب البحر، إلى ان قال: و لهذا كانت الصحابة ترجع اليه في أحكام الكتاب فيأخذون عنه الفتاوى كما قال عمر بن الخطاب (رض) في عدة مواطن لو لا علي لهلك عمر(1)

و في مقتل الخوارزمي ج 1 ص 45 عن أبي سعيد السمان باسناده إلى عباد الكلبي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر قال: قال عمر: كانت لأصحاب محمد ثمانية عشر سابقة فخص علي منها بثلاث عشر و شاركنا في خمس.

و في مستدرك الحاكم ج 3 ص 126 باسناده عن أبي الصلت الهروي عبد السلام ابن صالح عن أبي معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه: (أنا مدينة العلم و علي بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب).

قال الحاكم بعد نقطه: هذا حديث صحيح الاسناد و لم يخرجاه. و ابو الصلت ثقة مأمون فاني سمعت ابا العباس محمد بن يعقوب فى التاريخ يقول سمعت العباس ابن محمد الدوري يقول سألت يحيى بن معين عن أبي الصلت الهروي فقال: ثقة فقلت: أليس قد حدث عن أبي معاوية عن الأعمش: أنا مدينة العلم؟ فقال:

قد حدث به محمد بن جعفر الغيدي و هو ثقة مأمون، سمعت أبا نصر محمد بن سهل الفقيه القباني امام عصره ببخارا يقول سمعت صالح بن محمد بن حبيب الحافظ يقول و سئل عن أبي الصلت الهروي فقال: دخل يحيى بن معين و نحن معه على أبي الصلتع.

ص: 22


1- و قد قاله فيما يقرب من ستين موردا كما يظهر للمتتبع.

فسلم عليه فلما خرج تبعته فقلت له: ما تقول رحمك اللّه في أبي الصلت؟ فقال: هو صدوق. فقلت له: انه يروي حديث الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي:

(أنا مدينة العلم و علي بابها فمن أراد العلم فليأتها من بابها) فقال: قد روى هذا الغيدي عن أبي معاوية عن الأعمش كما رواه أبو الصلت الخ(1).

و فيه أيضا ص 128 باسناده عن الزهري عن عبد اللّه بن عباس قال: نظر النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم إلى علي فقال: يا علي أنت سيد في الدنيا سيد في الآخرة حبيبك حبيبي و حبيبي حبيب اللّه و عدوك عدوي و عدوي عدو اللّه و الويل لمن أبغضك بعدي.

قال الحاكم بعد نقله: صحيح على شرط الشيخين و أبو الأزهر باجماعهم ثقة و اذا تفرد الثقة بحديث فهو على أصلهم صحيح. و فيه باسناده عن معاوية بن ثعلبة عن أبي ذر قال: قال رسول اللّه لعلي بن أبي طالب: من أطاعني فقد أطاع اللّه و من عصاني فقد عصى اللّه و من أطاعك فقد أطاعني و من عصاك فقد عصاني.

هذا حديث صحيح الاسناد و لم يخرجاه. و فيه ص 129 باسناده عن أبي عبد اللّه الجدلي عن أبي ذر رضى اللّه عنه قال: ما كنا نعرف المنافقين إلا بتكذيبهم اللّه و رسوله و التخلف عن الصلوات و البغض لعلي بن أبي طالب.

قال الحاكم بعد نقله: هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه. و فى مستدرك الحاكم أيضا ج 3 ص 149 باسناده عن ابن عباس قال قال رسول اللّه:

لو ان رجلا صفن(2) بين الركن و المقام فصلى و صام ثم لقى اللّه مبغضا لأهل بيت محمد وصل النار.ه.

ص: 23


1- حديث أنا مدينة العلم مشهور مستفيض و قد أفرد له سيدنا العلامة البحاثة الأكبر السيد حامد حسين بن السيد محمد قلي الموسوي النيسابوري اللكنهوي الهندي المتوفى سنة (1306) مجلدا خاصا من كتابه (عبقات الأنوار) شرح فيه تمام طرقه).
2- في المجمع صفن بما صف قدميه و المراد التهيأة للصلاة منه عفى عنه.

قال الحاكم هذا حديث حسن صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه(1) و فى «مناقب الخوارزمي» ص 42 طبع تبريز باسناده عن الحسن البصري عن عبد اللّه ابن عباس قال قال رسول اللّه «ص»: إذا كان يوم القيامة يقعد علي بن أبي طالب على الفردوس و هو جبل قد علا على الجنة و فوقه عرش رب العالمين و من سفحه تنفجر أنهار الجنة و تتفرق في الجنان و هو جالس على كرسي من نور يجري بين يديه التسنيم لا يجوز أحد الصراط إلا و معه براة بولايته و ولاية أهل بيته يشرف الجنة فيدخل محبيه الجنة و مبغضيه النار(2) و في ص 203 بسنده عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه: إذا كان يوم القيامة اقام اليه عز و جل جبرائيل و محمدا على الصراط فلا يجوز أحد إلا من كان معه براة من علي بن ابى طالب.

و في (الشفاء) عن القاضي عياض عن النبي انه قال معرفة آل محمد براة من النار و حب آل محمد جواز على الصراط.

و في (تاريخ الخطيب البغدادي) ج 3 عن ابن عباس حين سئل النبى هل للنار جواز؟ قال: نعم. قلت: و ما هو؟ قال: حب علي بن ابى طالب.

و في (ينابيع المودة) ج 1 ص 166 عن ابن السمان عن قيس بن أبى حازم قال التقى ابو بكر مع علي فتبسم في وجهه فقال له علي مالك تبسمت فقال سمعت النبى يقول: (لا يجوز أحد الصراط إلا من كتب له علي الجواز). و فيه عن موفق ابن أحمد عن ابن مسعود: لا يجوز أحد الصراط إلا و من معه براءة من علي بن أبى طالب، و فيه ص 112 عن أنس بن مالك عن أبيه عن جده عن النبى: لم يجز عنها أحد إلا من كانت معه جواز فيه ولاية علي. و فيه ص 112 في قوله تعالى (وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) عن ولاية علي. و فيه في تفسير (إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ 9.

ص: 24


1- قال عليه السلام في احدى خطبه لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني و لو صببت الدنيا بجملتها على المنافق على ان يحبني ما أحبني
2- و رواه الخوارزمي أيضا في مقتله ج 1 ص 49.

اَلصِّراطِ لَناكِبُونَ) عن الحمويني: الصراط ولاية اهل البيت. و في المناقب عن امير المؤمنين قال: عن ولايتنا اهل البيت. و فيه في قوله تعالى «وَ إِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ» قال: الصراط المستقيم ولاية امير المؤمنين. و فيه ص 113 عن موفق بن أحمد عن ابن مسعود عن النبي: اذا كان يوم القيامة يقعد علي على الفردوس الاعلى... الى ان قال: لا يجوز احد على الصراط الا معه سند بولاية علي و اهل بيته. الخ.

و في «الينابيع» ص 113: لا يجوز أحد الصراط الا من معه برائة من علي بن ابي طالب. و في كتاب الايضاح في الحديث 37 ص 13 من مائة منقبة يطرق القوم لابن شاذان عن عبد اللّه عن رسول اللّه فى اواخره الا من احب عليا كتب اللّه له براءة من النار و براءة من النفاق و جوازا على الصراط. و فيه ص 14 الحديث 58 لا يجوز احد الصراط الا معه براءة بولايته و ولاية اهل بيته. و فيه فى الحديث ص 14 عن ابي سعيد عن النبي: لا يجوز احد الا به صك براءة امير المؤمنين و من لم يكن له براءة امير المؤمنين اكبه اللّه على منخريه في النار و ذلك قوله تعالى (وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) قلت: فداك ابي و امي يا رسول اللّه ما معنى براءة امير المؤمنين. قال: مكتوب فيها لا اله الا اللّه محمد رسول اللّه و امير المؤمنين علي بن ابي طالب وصي رسول اللّه.

و في «ينابيع المودة» عن تمامة بن عبد اللّه بن انس بن مالك عن ابيه عن جده عن النبي (صلی الله علیه و آله): اذا كان يوم القيامة و نصب الميزان على الصراط على جهنم لم يجز عليه إلا من كان معه جواز فيه ولاية علي بن ابي طالب و ذلك قوله تعالى «وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ» عن ولاية علي. و في الينابيع في الحديث 49 ص 241 عن المقداد بن الاسود قال: قال رسول اللّه: معرفة آل محمد أمان من العذاب و حب آل محمد جواز على الصراط و الولاية لال محمد أمان من العذاب. و فيه ص 285 عن ابن السماك ان ابا بكر قال لعلي سمعت رسول اللّه يقول: لا يجوز

ص: 25

احد على الصراط الا من كتب له علي الجواز.

(قلت): و الاخبار في ذلك كثيرة لا يسعنا حصرها و ذلك لضيق المجال و تشويش الحال و لعل المتتبع يطلع على اكثر من ذلك بكثير.

و في (مناقب الخوارزمي) في الصحيفة الاولى بسنده الطويل عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) لو ان الغياض (كذا) اقلام و البحر مداد و الجن حساب و الانس كتاب ما أحصوا فضائل علي بن ابي طالب. و فيه ص 2 عن محمد بن زكريا عن جعفر بن محمد بن عماده عن ابيه عن ابيه عن جعفر بن محمد عن ابيه عن علي بن الحسين عن ابيه عن امير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله: ان اللّه جعل لعلي فضائل لا تحصى كثرة فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرا بها غفر اللّه له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر و من كتب فضيلة من فضائله لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقى لتلك الكتابة رسم و من استمع الى فضيلة من فضائله غفر اللّه له الذنوب التي اكتسبها بالاستماع و من نظر الى كتاب من فضائله غفر اللّه له الذنوب التي اكتسبها بالنظر ثم قال النظر الى علي عبادة و ذكره عبادة و لا يقبل اللّه ايمان عبد إلا بولايته و البرائة من أعدائه. و فيه عن محمود بن عمر الزمخشري باسناده الى وصي المأمون و هو ابراهيم بن سعيد الجوهري عن هارون الرشيد عن جده عن عبد اللّه بن عباس قال: سمعت عمر بن الخطاب و عنده جماعة فتذاكروا السابقين الى الاسلام فقال عمر: اما علي فسمعت رسول اللّه يقول، فيه ثلاث خصال و وددت أن لي واحدة منهن أحب إلي مما طلعت عليه الشمس و فيه ص 48 عن عمر بن الحسن ان عمر بن الخطاب أتي بامرأة مجنونة حبلى قد زنت فاراد ان يرجمها فقال له علي أمير المؤمنين عليه السلام أو ما سمعت ما قال رسول اللّه؟ قال: و ما قال؟ قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): «رفع القلم عن ثلاث عن المجنون حتى يبرأ و عن الغلام حتى يبلغ و عن النائم حتى يستيقظ».

و في الينابيع ص 75 عن زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب قال: لما

ص: 26

كانت ولاية عمر أتي بامرأة حامل. فسألها عمر عن ذلك، فاعترفت بالفجور، فأمر برجمها فلقيها علي بن ابي طالب فقال: ما بال هذه المرأة؟ فقالوا: أمر عمر برجمها، فردها علي فقال: أمرت برجمها؟ فقال: نعم، إعترفت عندي بالفجور فقال: هذا سلطانك عليها فما سلطانك على ما في بطنها؟ فخلى عمر سبيلها ثم قال:

عجزت النساء أن يلدن مثل علي بن ابي طالب لو لا علي لهلك عمر.

و فيه ص 75 عن ابي الأسود قال أتي عمر بامرأة قد ولدت لستة أشهر فهم عمر برجمها فبلغ ذلك عليا فقال ليس عليها رجم فبلغ ذلك عمر فارسل اليه يسأله فقال علي: «و الوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة» و قال: «و حمله و فصاله ثلاثون شهرا» فستة أشهر حمله و حولين تمام الرضاعة لا حد عليها و ان شئت فارجمها. قال: فخلى عنها ثم ولدت بعد ستة أشهر.

و فيه عن مسروق قال: أتي عمر بأمرأة قد نكحت في علتها ففرق بينهما جعل صداقها من بيت المال و قال: لا أجيز مهرا أرد نكاحه. و قال: لا يجتمعان أبدا. فبلغ عليا فقال عليه السلام: و إن كانوا جهلوا السنة فلها المهر بما استحل من فرجها و يفرق بينهما فاذا انقضت عدتها فهو خاطب من الخطاب فخطب عمر الناس فقال ردوا الجهالات الى السنة و رجع عمر الى قول علي. و في خبر آخر قال - بعد خطبته -: لو لا علي لهلك عمر.

و فيه ص 58 عن عبد اللّه بن عباس قال استعدي على علي بن ابي طالب الى عمر بن الخطاب و كان علي جالسا فى مجلسه فالتفت عمر الى علي فقال: يا أبا الحسن (و قال المؤيد) فقم يا أبا الحسن فاجلس مع خصمك، فقام علي فجلس مع خصمه فتناظرا و انصرف الرجل و رجع علي الى مجلسه فجلس فيه فتبين التغير في وجهه فقال: يا ابا الحسن مالي أراك متغيرا اكرهت ما كان؟ قال: نعم. قال: و لم ذاك؟ قال: لأنك كنيتني بحضرة خصمي أفلا قلت قم يا علي فاجلس مع خصمك فاخذ عمر برأس علي فقبل بين عينيه ثم قال: بابي انتم و امي بكم هدانا اللّه و بكم

ص: 27

أخرجنا من الظلمات الى النور.

و فيه عن محمد بن خالد الصبي قال: خطب عمر بن الخطاب فقال: لو صرفناكم عما تعرفون الى ما تنكرون ما كنتم صانعين؟ فسكتوا فقال ذلك ثلاثا، فقام علي فقال: يا عمر اذا كنا نستتيبك فان تبت قبلناك قال: فان لم أتب؟ قال:

إذا تضرب الذي فيه عيناك. فقال: الحمد للّه الذي جعل في هذه الامة من اذا اعوجنا أقام. و فيه عن عطاء عن عبد الرحمن قال: شرب قوم الخمر في الشام و عليهم يزيد بن ابي سفيان في زمن عمر فأرسل اليهم يزيد بشربهم الخمر فقالوا:

نعم شربناها و هي لنا حلال. فقال: أو ليس قال اللّه عز و جل «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَ الْمَيْسِرُ الخ». فقالوا: أقرء التي بعدها فقرأ «لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا» فنحن من الذين آمنوا و أحسنوا فكتب بامرهم الى عمر فكتب اليه عمر: ان أتاك كتابي هذا ليلا فلا تصبح حتى تبعث بهم إلي و إن أتاك نهارا فلا تمس حتى تبعث بهم إلي. قال: فبعث بهم اليه فلما قدموا إلى عمر سألهم عما كان سألهم يزيد فاستشار فيهم أصحاب النبي فردوا المشورة اليه قال: و علي حاضر في القوم ساكت فقال: ما تقول يا أبا الحسن؟ فقال لهم:

قوم افتروا على اللّه و أحلوا ما حرم فأرى ان تستتيبهم فان ثبتوا و زعموا ان الخمر حلال ضربت أعناقهم و ان هم رجعوا ضربتهم ثمانين جلدة بفريتهم على اللّه عز و جل. فدعاهم فاسمعهم مقالة علي. قال: ما تقولون؟ فقالوا: نستغفر اللّه و نتوب اليه و نشهد ان الخمر حرام و انما شربناها و نحن نعلم انها حرام. فضربهم ثمانين جلدة.

(أقول) بعد الاحاطة بما ذكرنا لا يبقى للعاقل مجال بأن يأخذ معالم دينه عن غير أهل بيت النبوة (علیهم السلام) الذين خصهم اللّه بالعلم و الحكمة قال اللّه تعالى (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ) فسرت هذه الآية بأخذ معالم الدين ففي البحار في الجزء الاول عن مولانا ابي جعفر الباقر سلام اللّه عليه في رواية زيد الشحام قال: قلت:

ص: 28

ما طعامه؟ قال عليه السلام: علمه الذي يأخذه ممن يأخذه.

و في رواية اخرى ما مضمونه عدم الالتفات و الاصغاء الى الناطق بغير الحق و في البحار في الجزء الاول عن ابي جعفر الثاني عليه السلام قال: من أصغى الى متكلم فقد عبده فان كان الناطق عن اللّه، فقد عبد اللّه، و إن كان الناطق عن لسان ابليس فقد عبد ابليس.

و فيه عن ابي مريم الانصاري قال: قال ابو جعفر (علیه السلام) لسلمة بن كهيل و الحكم بن عنبسة: شرقا و غربا لن تجدا علما صحيحا إلا شيئا يخرج من عندنا أهل البيت.

و فيه باسناده عن حريز عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال:

سمعته يقول: ليس عند أحد من حق و لا صواب و ليس أحد من الناس يقضي بقضاء يصيب فيه الحق الا مفتاحه علي عليه السلام فاذا تشعبت بهم الامور كان الخطأ من قبلهم و الصواب من قبل علي.

و فيه عن ابن محبوب الثقة عن ابن رئاب الثقة عن محمد بن مسلم الثقة قال:

سمعت ابا جعفر (علیه السلام). يقول: انه ليس عند أحد علم و لا حق و لا فتيا إلا شيء اخذ عن علي بن ابي طالب عليه السلام و عن أهل البيت و ما من قضاء يقضى به بحق و صواب الا بدء ذلك و مفتاحه و سببه علمه من علي و منا فاذا اختلف عليهم أمرهم قاسوا و عملوا بالرأي و كان الخطأ من قبلهم اذا قاسوا و كان الصواب اذا اتبعوا الآثار من قبل علي عليه الصلاة و السلام.

و فيه مسندا عن ابي بصير قال: سألت أبا جعفر (علیه السلام) عن شهادة ولد الزنا تجوز قال: لا. فقلت: ان الحكم بن عتيبة يزعم انها تجوز فقال: اللهم لا تغفر له ذنبه ما قال اللّه للحكم «إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ» فليذهب الحكم يمينا و شمالا فو اللّه لا يوجد العلم إلا عند اهل بيت نزل عليهم جبرئيل. و في رواية سليمان بن خالد و ما زال العلم مكتوما قبل قتل ابن آدم فليذهب الحسن يمينا و شمالا

ص: 29

لا يوجد العلم الا عند اهل بيت نزل عليهم جبرئيل.

(قلت): فالمستفاد من المجموع ان الحق و الصواب لا يوجد الا عند من نزل عليه الكتاب و أوصيائه الاثنى عشر الاطياب فما وجد من صواب أو قضاء حق فهو مأخوذ منهم و الخطأ من قبل الغير لانه الذي ضل واضل عن الصراط المستقيم (ذلك بما كسبت أيديهم) و الا فطريق الحق أوضح من أن يخفى.

فصل إن للقرآن ظهرا و بطنا

إن للقرآن ظهرا و بطنا و ان علم جميع الاشياء فيه و قد دل كثير من الآيات على ذلك فمنها قوله تعالى: «وَ كُلَّ شَيْ ءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) : في كتاب مبين و قوله: «فيه تبيان كل شيء». و قوله «وَ لا رَطْبٍ وَ لا يابِسٍ إِلاّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ».

و قد عرفنا ان علم التفسير و التأويل مخصوص بالأئمة و هم الراسخون في العلم.

و قد دل على ذلك عدة روايات صحاح، ففي الجزء التاسع عشر من البحار نقلا عن العياشي عن جابر قال: قال لي أبو عبد اللّه عليه السلام: يا جابر ان للقرآن بطنا و ان للبطن ظهرا. ثم قال: يا جابر و ليس شيء أبعد من عقول الرجال منه ان الآية لمشتركة أولها في شيء و اوسطها في شيء و آخرها في شيء و هو كلام متصل متصرف على وجوه. و فيه: ان عليا عليه السلام مر على قاض فقال له: هل تعرف الناسخ من المنسوخ؟ فقال: لا. فقال عليه السلام: هلكت و أهلكت الخ.

و فيه عن ابراهيم بن عمر قال: قال ابو عبد اللّه (ع): في القرآن علم ما مضى و ما يحدث و ما هو كائن كانت فيه اسماء الرجال فالغيت و انما الاسم الواحد في وجوه لا تحصى يعرف ذلك الوصاة. و فيه مسندا عن جابر عن ابي جعفر عليه السلام انه قال: ما يستطيع أحد أن يدعي انه جمع القرآن كله ظاهره و باطنه عنده غير

ص: 30

الأوصياء. و فيه عن المحاسن مسندا عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سألت أبا جعفر عن شيء من التفسير فاجابني ثم سألته عنه ثانيا فأجابني بجواب آخر. فقلت:

جعلت فداك كنت أجبتني عن هذه المسألة بجواب غير هذا قبل اليوم. فقال:

يا جابر ان للقرآن بطنا و للبطن بطن و له ظهر و للظهر ظهر يا جابر ليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن ان الآية يكون أولها في شيء و آخرها في شيء و هو كلام متصل على وجوه الى غير ذلك مما لا يمكن الوقوف عليه عند حد.

و إذا استطال الشيء قام بنفسه و صفات ضوء الشمس تذهب باطلا

و لنعد الآن الى ما كنا بصدده من إثبات وجود المهدي المنتظر عليه السلام و ان ظهوره ليس من الرجعة.

فصل : ان ظهور قائم آل محمد عليه السلام ليس الرجعة

اشارة

(اعلم) انه قد تعلق باذهان البعض ان ظهور (قائم) آل محمد عليه السلام هو الرجعة و ليس ذلك بصحيح فمن اللازم رفع تلك الشبهة فنقول اما وجوده (ع) فمقطوع به لا شك فيه و قد ثبت ذلك بنص من اللّه و رسوله و كبراء أصحابه و ابنته فاطمة و زوجاته و أوصيائه عليهم الصلاة و السلام.

أما ما من اللّه تعالى شأنه فما رواه في الكافي باسناده عن أئمة أهل الحديث في الحديث القدسي المعروف بحديث اللوح في باب ما ورد من النصوص على عددهم و اسمائهم ص 154 باسناده عن عبد الرحمن بن سالم عن ابى بصير عن الصادق عليه السلام قال: قال ابي لجابر بن عبد اللّه الانصاري (رض): ان لي إليك حاجة فمتى يخفّف عليك ان أخلو بك فأسألك عنها فقال له جابر: أي الاوقات أحبه فخلى به في بعض الايام فقال له: يا جابر اخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد أمي فاطمة بنت رسول اللّه و ما اخبرتك به انه في ذلك مكتوب فقال جابر: اشهد اللّه

ص: 31

اني دخلت على امك فاطمة (علیها السلام) في حياة رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فهنيتها بولادة الحسين عليه السلام فرأيت في يديها لوحا أخضر ظننت انه من زمرد و رأيت فيه كتابا أبيض شبه لون الشمس فقلت لها: بابي و امي انت يا بنت رسول اللّه ما هذا اللوح؟ فقالت: هذا لوح أهداه اللّه تعالى الى رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فيه اسم ابي و اسم بعلي و اسم ابني و اسم الاوصياء من ولدي و اعطانيه أبي ليبشرنى بذلك. قال جابر: فاعطتنيه امك فاطمة فقرأته و استنسخته. فقال ابي: فهل لك يا جابر ان تعرضه عليّ؟ قال: نعم. فمشى معه ابي الى منزله فاخرج صحيفة من رق فقال: يا جابر انظر في كتابك لاقرأ عليك. فنظر جابر في نسخته فقرأه ابي فما خالف حرف حرفا فقال جابر: اشهد اللّه انى هكذا رأيته في اللوح مكتوبا بسم اللّه الرحمن الرحيم هذا كتاب من اللّه العزيز الحكيم لمحمد نبيه و نوره و سفيره و حجابه و دليله نزل به الروح الامين من عند رب العالمين عظم يا محمد اسمائي و اشكر نعمائي و لا تجحد آلائي إني أنا اللّه لا إله إلا أنا قاصم الجبارين و مديل المظلومين و ديان الدين إني أنا اللّه لا إله إلا أنا فمن رجى غير فضلي أو خاف غير عدلي عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين فاياي فاعبد، و عليّ فتوكل إني لم ابعث نبيا فأكملت أيامه و أنقضت مدته إلا جعلت له وصيا و إني فضلتك على الانبياء و فضلت وصيك على الأوصياء و أكرمتك بشبليك و سبطيك حسنا و حسينا فجعلت حسنا معدن علمي بعد انقضاء مدة أبيه و جعلت حسينا خازن وحيى و اكرمته بالشهادة و ختمت له بالسعادة فهو أفضل من استشهد و ارفع الشهداء و جعلت كلمتي التامة عنده و حجتى البالغة معه بعترته اثيب و اعاقب. أولهم علي سيد العابدين و زين اوليائي الماضين و ابنه شبه جده المحمود محمد الباقر لعلمي و المعدن لحكمتي سيهلك المرتابون في جعفر الراد عليه كالراد عليّ حق القول منى لاكرمن مثوى جعفر و لا سرنه في اشياعه و أنصاره و أوليائه انتجب بعده موسى فتنة عمياء (4 - الشيعة و الرجعة)

ص: 32

حندس لأن خيط فرضي لا ينقطع و حجتي لا تخفى و ان اوليائي يسقون بالكأس الأوفى من جحد واحدا منهم فقد جحد نعمتي و من غير آية من كتابي فقد افترى عليّ ويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدة موسى عبدي و حبيبي و خيرتى علي وليى و ناصري و من أضع عليه أعباء النبوة و امتحنه بالاضطلاع بها يقتله عفريت متكبر يدفن فى المدينة التى بناها العبد الصالح الى جنب شر خلقي حق القول منى لا سرنه بمحمد ابنه و خليفته من بعده و وارث علمه فهو معدن علمي و موضع سري و حجتى على خلقى لا يؤمن عبد به إلا جعلت مثواه الجنة و شفعته في سبعين من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار و اختم بالسعادة لابنه علي وليى و ناصري و العاهد في خلقى و أمينى على وحيى أخرج منه الداعي الى سبيلي و الخازن لعلمي الحسن و اكمل ذلك بابنه «م ح م د» رحمة للعالمين عليه كمال موسى و بهاء عيسى و صبر ايوب فتذل أوليائي في زمانه و تتهادى رؤسهم كما تتهادى رؤس الترك و الديلم و يقتلون و يحرقون و يكونون خائفين مرعوبين و جلين تصبغ الارض بدمائهم و يفشو الويل و الرنة في نسائهم اولئك أوليائي حقا بهم أدفع كل فتنة عمياء حندس رحمة و لهم اكشف الظلال و ادفع الاصار و الاغلال «أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ» قال عبد اللّه بن سالم قال ابو بصير لو لم تسمع في دهرك الا هذا الحديث لكفاك فصنه إلا عن أهله(1).

و فى الجواهر السنية ص 168 عن محمد بن يحيى عن علي بن الحكم عن داود العجلي عن زرارة عن حمران عن ابى جعفر (ع) قال: ان اللّه عز و جل اخذر.

ص: 33


1- ذكر الخبر في كتب عديدة منها الجواهر السنية ص 168 و الامالي الطوسية ص 182 و عيون أخبار الرضا ص 23 و الغيبة النعمانية ص 29 و في بحار الانوار المجلد التاسع ص 120 في باب النصوص على أمير المؤمنين و الائمة الاثنا عشر و ذكر في المجلد الثالث عشر أيضا و في اكمال الدين ص 178 و في 179 بطريق آخر.

الميثاق على النبيين فقال: ألست بربكم و ان هذا محمد رسولي و ان هذا علي أمير المؤمنين؟ قالوا: بلى فثبتت لهم النبوة و اخذ الميثاق على أولي العزم انني ربكم و محمد رسولي و علي أمير المؤمنين و أوصياؤه من بعدي ولاة أمري و خزان علمي و ان المهدي انتصر به لديني و اظهر به دولتى و انتقم به من أعدائي و أعبد به طوعا و كرها قالوا: اقررنا يا رب و شهدنا و لم يجحد آدم و لم يقر فثبتت العزيمة لهؤلاء الخمسة في المهدي و لم يكن لآدم (ع) عزم على الاقرار به و هو قوله عز و جل «وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً و كذا في الغيبة الطوسية و الصافي و غيرهما».

(و أما) ما ورد عن النبى (صلی الله علیه و آله) ففى ليلة المعراج على ما أخبره اللّه تعالى بالأئمة الاثنى عشر و ان آخرهم المهدي المنتظر عليه السلام فقد ورد في اكثر اصولنا المعتمدة منها، في كفاية الاثر ص 297 باسناده عن انس بن مالك قال: سألت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) عن حواري عيسى (ع) فقال: كانوا من صفوته و خيرته و كانوا إثنا عشر مجردين في نصرة اللّه و رسوله لازهو فيهم و لا ضعف و لا شك كانوا ينصرونه على بصيرة و نفاذ وجد و عناء.

قلت: فمن حواريك يا رسول اللّه؟ فقال: الأئمة من بعدي إثنا عشر من صلب علي و فاطمة هم حواريي و انصاري عليهم من اللّه التحية و السلام.

و فيه عن انس بن مالك ايضا قال: كنت أنا و أبو ذر و سلمان و زيد بن ثابت و زيد بن أرقم عند النبي (صلی الله علیه و آله) و دخل الحسن و الحسين «ع» فقبلهما رسول اللّه و قام أبو ذر فانكب عليهما و قبل أيديهما ثم رجع فقعد معنا فقلنا له سرا يا أبا ذر أنت شيخ من أصحاب رسول اللّه تقوم الى صبيين من بنى هاشم فتكب عليهما و تقبل أيديهما فقال نعم لو سمعتم ما سمعت فيهما لفعلتم بهما اكثر مما فعلت.

قلنا: و ماذا سمعت يا أباذر؟ فقال: سمعته يقول لعلي و لهما: يا علي و اللّه لو ان رجلا صلى و صام حتى يصير كالشن البالي ما نفع صلاته و صومه الا بحبكم و البرائة

ص: 34

من أعدائكم يا علي من توصل الى اللّه عز و جل بحبكم فحق على اللّه أن لا يرده، يا علي من أحبكم و تمسك بكم فقد تمسك بالعروة الوثقى. ثم قام أبو ذر و تقدمنا الى رسول اللّه فقلنا يا رسول اللّه اخبرنا أبو ذر بكيت و كيت فقال صدق ابو ذر صدق و اللّه ما أقلت الغبراء و لا أظلت الخضراء على ذي لهجة أصدق من ابي ذر، قال: ثم قال: خلقني اللّه و أهل بيتي من نور واحد قبل أن يخلق آدم بسبعة آلاف عام ثم نقلنا الى صلب آدم ثم نقلنا من صلبه في أصلاب الطاهرين الى ارحام الطاهرات، قلت: يا رسول اللّه فاين كنتم و على أي مثال كنتم؟ قال: كنا أشباحا من نور تحت العرش نسبح اللّه و نمجده. ثم قال عليه السلام: لما عرج بي الى السماء و بلغت سدرة المنتهى و دعنى جبرئيل فقلت حبيبي جبرئيل أفي مثل هذا المقام تفارقني؟ فقال: يا محمد اني لا اجوز هذا الموضع فتحترق أجنحتى ثم زج في النور ما شاء اللّه فاوحى اللّه إلي يا محمد إني اطلعت الى الارض اطلاعا فاخترتك منها و جعلتك نبيا ثم اطلعت ثانيا فاخترت منها عليا فجعلته وصيك و وارث علمك و الامام بعدك و اخرج من اصلابكما الذرية الطاهرة و الائمة المعصومين خزان علمي فلولاكم ما خلقت الدنيا و الآخرة و لا الجنة و لا النار يا محمد أتحب ان تراهم؟ قلت: نعم يا رب. فنوديت ارفع رأسك فرفعت رأسي فاذا انوار علي و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي ابن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و الحجة يتلألأ من بينهم كأنه كوكب دري فقلت يا رب من هؤلاء و من هذا قال يا محمد هم الأئمة بعدك المطهرون من صلبك و هو الحجة الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا و يشفى صدور قوم مؤمنين. قلت: بآبائنا و أمهاتنا أنت يا رسول اللّه لقد قلت عجبا فقال (صلی الله علیه و آله) و اعجب من هذا ان أقواما يسمعون مني هذا ثم يرجعون على أعقابهم بعد إذ هداهم اللّه و يؤذونني فيهم ما لهم لا انا لهم اللّه شفاعتي.

و فيه عنه قال: صلى بنا رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) صلاة الفجر ثم أقبل علينا و قال

ص: 35

معاشر أصحابي من أحب أهل بيتي حشر معنا و من استمسك باوصيائي من بعدي فقد استمسك بالعروة الوثقى. فقام إليه أبو ذر الغفارى (رض) فقال: يا رسول اللّه كم الأئمة من بعدك؟ قال: عدد نقباء بني اسرائيل. فقال كلهم من أهل بيتي تسعة من صلب الحسين (ع) و المهدي منهم.

و فيه عنه قال: قال رسول اللّه: لما عرج بي الى السماء رأيت على ساق العرش مكتوبا لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه أيدته بعلي و نصرته به و رأيت إثنا عشر إسما مكتوبا بالنور فهم علي بن ابي طالب و سبطيه و بعدهما تسعة اسماء عليا عليا عليا ثلاث مرات و محمد محمد مرتين و جعفر و موسى و الحسن و الحجة يتلألأ من بينهم. فقلت: يا رب أسامي من هؤلاء؟ فناداني ربى جل جلاله: هم الاوصياء من ذريتك بهم أثيب و اعاقب الخ.

و اما نص كبراء الصحابة على الائمة الاثنا عشر

اشارة

أثبتنا وجود (قائم) آل محمد (ع) بما ورد عن الحق جل شأنه في الحديث القدسي و بعده ما ورد عن سيد الامم و خاتم الانبياء محمد صلى اللّه عليه و آله و سنتطرق الى ما ورد عن صحابة الرسول صلى اللّه عليه و آله واحدا واحدا فلنبدأ بقدوة الصحابة و امامهم وصي رسول اللّه و خليفته امام المشارق و المغارب.

1 علي بن ابي طالب عليه السّلام

في كفاية الاثر ص 306 باسناده عن الامام جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي (ع) قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): الأئمة بعدي اثنا عشر أولهم علي بن أبي طالب و آخرهم القائم هم خلفائي و أوصيائي و أوليائي و حجج اللّه على

ص: 36

أمتي بعدي، المقر بهم مؤمن و المنكر لهم كافر.

(و فيه): باسناده عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن علي عليه السلام قال: قال لي رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): أنت الوصي على الاموات من أهل بيتى و الخليفة على الاحياء من امتى حربك حربى و سلمك سلمي أنت الامام أبو الأئمة أحد عشر من صلبك أئمة مطهرون معصومون و منهم المهدي الذي يملأ الدنيا قسطا و عدلا الخ.

(و فيه): باسناده عن محمد بن ابراهيم بن اسحق الطالقانى، باسناده عن محمد بن أبي عمير عن مفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد عن ابيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين عن أبيه أمير المؤمنين (ع) قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): لما أسري بي الى السماء أوحى إلي ربى جل جلاله فقال: يا محمد إنى اطلعت الى الارض إطلاعة فاخترتك منها فجعلتك نبيا و شققت لك من إسمي إسما فأنا المحمود و أنت محمد ثم اطلعت ثانية فاخترت منها عليا و جعلته وصيك و خليفتك و زوج ابنتك و أبا ذريتك و شققت له إسما من أسمائي فانا العلي الاعلى و هو علي و جعلت فاطمة و الحسن و الحسين من نور كما ثم عرضت و لا يتهم على الملائكة فمن قبلها كان عندي من المقربين، يا محمد لو أن عبدا عبدنى حتى ينقطع كالشن البالي ثم أتانى جاحدا لو لا يتهم ما أسكنته جنتي و لا أظللته تحت عرشي يا محمد أتحب أن تراهم قلت نعم يا ربى فقال عز و جل إرفع رأسك فرفعت رأسي فاذا بأنوار علي و فاطمة و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و «م ح م د» بن الحسن القائم في وسطهم كأنه كوكب دري يوقد، قلت: يا رب من هؤلاء؟ قال الأئمة و هذا القائم يحل حلالي و يحرم حرامي و به انتقم من أعدائي الخ.

(و فيه): باسناده عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي

ص: 37

قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): الأئمة بعدي إثنا عشر أولهم علي و آخرهم القائم خلفائي و أوصيائي و أوليائي الخ.

2 عبد اللّه بن عباس رض

في كفاية الاثر ص 289 باسناده عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله)، ان اللّه تبارك و تعالى اطلع على الأرض إطلاعة فاختارني منها فجعلنى نبيا ثم اطلع الثانية فاختار منها عليا فجعله إماما ثم أمرني أن أتخذه أخا و وصيا و خليفة و وزيرا فعلي منى و أنا من علي و هو زوج ابنتي و ابو سبطي الحسن و الحسين ألا و ان اللّه تبارك و تعالى جعلنى و إياهم حججا على عباده و جعل من صلب الحسين أئمة يقومون بأمري و يحفظون وصيتي التاسع منهم قائم أهل بيتي و مهدي أمتي أشبه الناس بي في شمائله و أقواله و افعاله يظهر بعد غيبة طويلة و حيرة مظلة فيعلن أمر اللّه و يظهر دين اللّه و يؤيد بنصر اللّه و ينصر بملائكة اللّه فيملأ الارض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا.

(و فيه): عنه قال: قدم يهودي على رسول اللّه يقال له نعثل و سأله أشياء منها، من وصيك يا رسول اللّه؟ فقال. ان وصيي و الخليفة من بعدي علي بن أبى طالب (ع) و بعده سبطاي الحسن و الحسين يتلوهم تسعة من صلب الحسين أئمة ابرار. قال: يا محمد فسمهم لي. قال: نعم إذا مضى الحسين (ع) فابنه علي فاذا مضى فابنه محمد فاذا مضى فابنه جعفر فاذا مضى فابنه موسى فاذا مضى فابنه علي فاذا مضى فابنه محمد فاذا مضى فابنه علي فاذا مضى فابنه الحسن فاذا مضى الحسن فبعده الحجة بن الحسن بن علي، فهؤلاء إثنا عشر إماما على عدد نقباء بني اسرائيل. قال: فاين مكانهم في الجنة؟ فقال: معي في الجنة في درجتي قال: أشهد أن لا إله إلا اللّه و إنك رسول اللّه و اشهد انهم الأوصياء بعدك و لقد

ص: 38

وجدت هذا في الكتب المتقدمة و فيما عهد الينا موسى بن عمران انه اذا كان آخر الزمان يخرج نبى يقال له احمد خاتم الانبياء لا نبي بعده يخرج من صلبه أئمة ابرار عدد الاسباط. فقال: يا أبا عمارة أتعرف الاسباط؟ قال: نعم يا رسول اللّه انهم كانوا إثنا عشر. قال: فان فيهم لاوي بن أرخيا. قال: اعرفه يا رسول اللّه و هو الذي غاب عن بني اسرائيل سنين ثم عاد فاظهر شريعته بعد دراستها و قاتل مع فرسط الملك حتى قتله فقال (ع) كأن في امتي ما كان في بني اسرائيل حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة و ان الثاني عشر من ولدي يغيب حتى لا يرى و يأتي على أمتي زمن لا يبقى من الاسلام إلا اسمه و لا من القرآن إلا رسمه فحينئذ يؤذن اللّه له بالخروج فيظهر الاسلام و يجدد الدين.

(و فيه): عن عطاء قال: دخلنا على عبد اللّه بن عباس و هو عليل بالطائف في العلة التى توفي فيها و نحن زهاء ثلاثين رجلا من شيوخ الطائف و قد ضعف فسلمنا عليه و جلسنا، فقال لي: يا عطاء من القوم؟ فقلت: يا سيدي هم شيوخ هذا البلد منهم عبد اللّه بن سلمة بن حضرم الطائفى و عمارة بن أبي الاجلح و ثابت بن مالك فمازلت أعد له واحدا بعد واحد ثم تقدموا اليه و قالوا يابن عم رسول اللّه انك رأيت رسول اللّه و سمعت منه ما سمعت فاخبرنا عن اختلاف هذه الامة فقوم قدموا عليا على غيره و قوم جعلوه بعد ثلاثة. قال: فتنفس ابن عباس الصعداء فقال: سمعت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول: علي مع الحق و الحق معه و هو الامام و الخليفة من بعدي فمن تمسك به فاز و نجا و من تخلف عنه ضل و غوى بلي تكفينى و غسلي و يقضى دينى و ابو سبطي الحسن و الحسين و من صلب الحسين عليه السلام يخرج الأئمة التسعة و منها مهدي هذه الأمة. فقال له عبد اللّه بن سلمة الحضرمي:

يابن عم رسول اللّه فهلا كنت تعرفنا قبل هذا فقال قد و اللّه اديت ما سمعت و نصحت لكم (ولكن لا تحبون الناصحين) الخ.

ص: 39

3 عبد اللّه بن مسعود

و فيه ص 291 باسناده عن عبد اللّه بن مسعود قال: سمعت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول: الأئمة بعدي إثنا عشر تسعة من صلب الحسين و التاسع مهديهم.

(و فيه): عن مسروق. قال: نحن عند عبد اللّه بن مسعود نعرض مصاحفنا عليه إذ يقول له فتى شاب هل عهد إليكم نبيكم كم يكون من بعده خليفة؟ قال: انك لحدث السن و ان هذا شيء ما سألنى عنه أحد قبلك نعم عهد الينا نبينا أن يكون من بعده إثنا عشر خليفة بعدد نقباء بنى إسرائيل.

(و فيه) عن حنش بن معتمر، عنه قال: سمعت رسول اللّه يقول: الأئمة من بعدي إثنا عشر كلهم من قريش.

4 أبو سعيد الخدري رض

و فيه ص 291 باسناده عن عطية العوفى عن أبى سعيد الخدري، قال:

سمعت رسول اللّه يقول للحسين (ع): انت الامام ابن الامام أخو الامام تسعة من صلبك أئمة أبرار و التاسع قائمهم.

(و فيه) عنه قال: سمعت رسول اللّه يقول: أهل بيتى أمان لأهل الارض كما ان النجوم امان لاهل السماء، قيل: يا رسول اللّه فالأئمة بعدك من أهل بيتك قال: نعم بعدي اثنا عشر إماما تسعة من صلب الحسين امناء معصومون منا مهدي هذه الأمة ألا انهم أهل بيتى و عترتى من لحمي و دمي ما بال أقوام يؤذوننى فيهم لا أنا لهم اللّه شفاعتى.

(5 - الشيعة و الرجعة)

ص: 40

و فيه عنه قال: سمعت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول: الائمة بعدي اثنا عشر من صلب الحسين (ع)(1) تسعة و التاسع قائمهم فطوبى لمن أحبهم و الويل لمن ابغضهم.

و فيه عنه قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): الأئمة بعدي إثنا عشر تسعة من صلب الحسين و التاسع قائمهم لا يبغضنا الا منافق.

و فيه عنه قال: صلى بنا رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) الصلاة الاولى ثم اقبل بوجهه الكريم علينا فقال: معاشر أصحابى ان مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح و باب حطة في بني إسرائيل فتمسكوا بأهل بيتى بعدى و الائمة الراشدين من ذريتى فانكم لن تضلوا أبدا فقيل يا رسول اللّه كم الأئمة بعدك؟ قال إثنا عشر من أهل بيتى أو قال من عترتي.

5 أبو ذر الغفارى رض

و فيه ص 292 باسناده عن ابي ذر (ره) قال: سمعت رسول اللّه يقول:

من أحبنى و اهل بيتى كنا نحن و هو كهاتين و اشار بالسبابة و الوسطى ثم قال:

أخي خير الاوصياء و سبطي خير الاسباط و سوف يخرج اللّه من صلب الحسين أئمة أبرارا و منا مهدي هذه الامة. قلت: يا رسول اللّه و كم الأئمة بعدك؟ قال: عدد نقباء بنى إسرائيل.

(و فيه) عنه قال: دخلت على رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) في مرضه الذي توفي فيه فقال: يا أبا ذر إيتني بابنتى فاطمة قال: فقمت و دخلت عليها و قلت: يا سيدة النساء اجيبى أباك. قال: فلبست جلبابها و اتزرت و خرجت حتى دخلت على

ص: 41


1- تقدمت روايات كل منها متضمنة لمعنى الاخرى ولكن مع ذلك لكل ورد رائحة.

رسول اللّه فلما رأت رسول اللّه انكبت عليه و بكت و بكى رسول اللّه لبكائها و ضمها إليه، ثم قال: يا فاطمة لا تبكين فداك أبوك فانت اول من تلحقينى، ثم قال: يا أبا ذر انها بضعة منى من آذاها فقد آذانى الا انها سيدة نساء العالمين و بعلها سيد الوصيين و ابناها الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة و إنهما إمامان قاما أو قعدا و ابو هما خير منهما و سوف يخرج اللّه من صلب الحسين أمناء معصومين تسعة من الائمة قوامين بالقسط و منا مهدي هذه الامة. قال: قلت: يا رسول اللّه فكم الأئمة؟ فقال: عدد نقباء بنى اسرائيل.

6 سلمان المحمدي رض

و فيه ص 293 قال سلمان (رض): خطبنا رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فقال:

معاشر الناس انى راحل عنكم عن قريب و منطلق الى المغيب أوصيكم فى عترتى خيرا و اياكم و البدع فان كل بدعة ضلالة و كل ضلالة أهلها في النار، معاشر الناس من افتقد الشمس فليتمسك بالقمر و من افتقد القمر فليتمسك بالفرقدين و اذا افتقد الفرقدين فليتمسك بالنجوم الزاهرة بعدي اقول قولي و استغفر اللّه لي و لكم.

قال: فلما نزل عن منبره تبعته حتى دخل بيت عائشة فدخلت عليه و قلت:

بابي انت و امي يا رسول اللّه سمعتك تقول: اذا فقدتم الشمس فتمسكوا الخ فما الشمس؟ و ما القمر؟ و ما الفرقدان؟ و ما النجوم الزاهرة؟ فقال: أما الشمس فانا، و أما القمر فعلي (ع)، و اذا فقد تمونى فتمسكوا به بعدي، و اما الفرقدان فالحسن و الحسين فاذا فقدتم القمر فتمسكوا بهما، و اما النجوم الزاهرة فالأئمة التسعة من صلب الحسين و التاسع مهديهم ثم قال (صلی الله علیه و آله): انهم هم الاوصياء و الخلفاء بعدي أئمة ابرار عدد اسباط يعقوب و حواري عيسى. قلت: فسمهم

ص: 42

لي يا رسول اللّه قال: اولهم و سيدهم علي بن ابي طالب و سبطاي بعده و بعدهما زين العابدين علي بن الحسين و بعده محمد بن علي باقر علم النبيين و جعفر الصادق و بعده ابنه الكاظم سمي موسى بن عمران و الذي يقتل بارض خراسان علي ثم ابنه و الصادقان علي و الحسن و الحجة القائم المنتظر في غيبته فانهم عترتي من دمي و لحمي علمهم علمي و حكمهم حكمي من آذاني فيهم فلا أناله اللّه تعالى شفاعتي.

(و فيه) عنه، قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): الائمة بعدى إثنا عشر عدد شهور الحول و منا مهدي هذه الامة له هيبة موسى و بهاء عيسى و حكم داود و صبر أيوب.

(و فيه) عنه قال: دخلت على رسول اللّه و عنده الحسن و الحسين يتغذيان و النبي يضع اللقمة تارة في فم الحسن و تارة في فم الحسين فلما فرغا من الطعام أخذ رسول اللّه الحسن على عاتقه و الحسين على فخذه ثم قال لي: يا سلمان اتحبهم.

قلت: يا رسول اللّه كيف لا أحبهم و مكانهم منك. ثم قال لي: يا سلمان من احبهم فقد أحبنى و من أحبنى فقد أحب اللّه. ثم وضع يده على كتف الحسين فقال: انه الامام ابن الامام تسعة من صلبه أئمة ابرار امناء معصومون و التاسع قائمهم.

7 جابر الانصاري رض

و في كفاية الاثر ص 294 عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سمعت جابر بن عبد اللّه الانصاري يقول لما أنزل اللّه سبحانه تبارك و تعالى على نبيه (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) قلت: يا رسول اللّه قد عرفنا اللّه و رسوله فمن أولى الامر الذين قرن اللّه طاعتهم بطاعتك فقال (ع) خلفائي و أئمة المسلمين بعدي و اولهم علي بن ابى طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم علي

ص: 43

ابن الحسين ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر و ستدركه يا جابر فاذا لقيته فاقرأه منى السلام ثم جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم سميي و كنييى حجة اللّه في ارضه و بقيته في عباده ابن الحسن بن علي ذاك الذي يفتح اللّه على يده مشارق الارض و مغاربها ذاك الذي يغيب عن شيعته و أوليائه لا يثبت فيها على القول بامامته الا من امتحن اللّه قلبه للايمان قال فقلت: يا رسول اللّه فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته فقال عليه السلام اي و الذي بعثنى بالحق نبيا انهم ليستضيئون بنوره و ينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس ان سترها سحاب يا جابر هذا مكنون سر اللّه و مخزون علم اللّه و اكتمه إلا من أهله قال جابر بن يزيد: فدخل جابر بن عبد اللّه الانصارى على علي بن الحسين فبينا يحدثه إذ خرج محمد بن علي الباقر من عند نسائه و على رأسه ذؤابة و هو غلام فلما بصر به جابر ارتعدت فرائصه و قامت كل شعرة على بدنه و نظر اليه مليا ثم قال له يا غلام أقبل فاقبل ثم قال ادبر فادبر فقال جابر: شمائل رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و رب الكعبة ثم قام فدنى منه ثم قال له ما اسمك يا غلام قال محمد قال ابن من قال ابن علي بن الحسين قال يا بني فداك نفسي فانت اذا الباقر قال: نعم فابلغنى ما حملك رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قال يا مولاى ان رسول صلى اللّه عليه و آله بشرني بالبقاء الى ان القاك و قال اذا لقيته فاقرأه منى السلام فرسول اللّه يا مولاى يقرء عليك السلام فقال ابو جعفر يا جابر على رسول اللّه السلام ما قامت السموات و الأرض و عليك يا جابر بما بلغت السلام.

8 عمار بن ياسر رض

و في الكفاية ص 303 عن محمد بن عبد اللّه بن المطلب الشيباني عن محمد بن

ص: 44

الحسين بن حفص الخثعمي الكوفي عن عباد بن يعقوب عن علي بن هاشم عن محمد ابن عبد اللّه عن عبيدة بن محمد بن عمار عن أبيه عن جده عمار قال: كنت مع رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) في بعض غزواته و قتل علي (ع) اصحاب الالوية و فرق جمعهم و قتل عمر و بن عبد اللّه الجمحى و قتل شيبة بن نافع أتيت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فقلت: يا رسول اللّه ان عليا قد جاهد في اللّه حق جهاده. فقال: لانه مني و أنا منه وارث علمي و قاضي.

ديني و منجز و عدى و الخليفة بعدي و لولاه لم يعرف المؤمن المحض بعدي، حربه حربى و حربي حرب اللّه و سلمه سلمى و سلمى سلم اللّه على انه أبو سبطي و الائمة بعدي، من صلبه يخرج اللّه الائمة الراشدين و منهم مهدي هذه الامة. فقلت: بأبي أنت و امى يا رسول اللّه من هذا المهدى؟ قال: يا عمار إن اللّه تبارك و تعالى عهد إلي أنه يخرج من صلب الحسين أئمة تسعة و التاسع من ولده يغيب عنهم و ذلك قوله عز و جل (قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ) تكون له غيبة طويلة يرجع عنها قوم و يثبت عليها آخرون فاذا كان آخر الزمان يخرج فيملأ الدنيا قسطا و عدلا و يقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل و هو سميي و أشبه الناس بى (و فيه) باسناده عن أبي الطفيل قال: لما حضرت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) الوفاة دعى بعلى (ع) فساره طويلا ثم قال: يا علي انت وصيى و وارثي قد أعطاك اللّه علمي و فهمي فاذا مت ظهرت لك ضغائن في صدور قوم. ثم توجه الى فاطمة فخاطبها طويلا فكان فيما قال: انك سيدة نساء أهل الجنة و اباك سيد الأنبياء و ابن عمك سيد الاوصياء و ابناك سيدا شباب أهل الجنة و من صلب الحسين (ع) يخرج اللّه الائمة التسعة مطهرون معصومون و منا مهدي هذه الامة.

ص: 45

9 أبو أيوب الانصاري رض

و فيه ص 302 باسناده عن أبي أيوب الانصاري، قال: سمعت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول: انا سيد الأنبياء و سبطاي خير الأسباط و منا الأئمة المعصومون من صلب الحسين (ع) و منا مهدى هذه الامة الخ (و فيه) عنه مجيبا لمن قال له: انك قاتلت مع رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) ببدر و أحد المشركين و الآن جئت تقاتل المسلمين، فقال: و اللّه لقد سمعت من رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول لعلي: انك تقاتل الناكثين و القاسطين و المارقين. و قال لي: إنك تقاتلهم مع علي بن أبي طالب (ع)، قالوا: اللّه انك سمعت ذلك من رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): قال: اللّه لقد سمعت رسول اللّه يقول ذلك قالوا: فحدثنا بشيء سمعته من رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) في على. قال: سمعته يقول: على مع الحق و الحق معه و هو الامام و الخليفة من بعدي يقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل و ابناه الحسن و الحسين سبطاي من هذه الامة إمامان قاما أو قعدا و ابوهما خير منهما و الأئمة بعد الحسين تسعة من صلبه و منهم القائم الذي يقوم في آخر الزمان كما قمت في اوله يفتح حصون الضلالة. قلنا: فهذه التسعة من هم؟ قال: هم الائمة بعد الحسين (ع) خلف بعد خلف. قلنا: فكم عهد اليكم رسول اللّه ان يكون بعده من الائمة؟ قال: إثنا عشر قلنا: فهل سماهم لك؟ قال: نعم انه قال (صلی الله علیه و آله): لما عرج بي الى السماء نظرت على ساق العرش فاذا هو مكتوب بالنور لا اله إلا اللّه محمد رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) ايدته بعلي و نصرته بعلي و رأيت أحد عشر إسما مكتوبا بالنور على ساق العرش بعد علي منهم الحسن و الحسين عليا عليا عليا و محمدا محمدا محمدا و جعفرا و موسى و الحسن و الحجة. قلت: الهى و سيدي من هؤلاء الذين اكرمتهم و قرنت أسماءهم باسمك؟ فنوديت: يا محمد هم الاوصياء بعدك و الائمة فطوبى لمحبيهم و الويل لمبغضيهم.

ص: 46

10 سعد بن مالك

و فيه ص 305 باسناده عن سعيد بن المسيب عن سعد بن مالك ان النبي صلى اللّه عليه و آله قال: يا علي انت منى بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي تقضي ديني و تنجز عدتى و تقاتل بعدى على التأويل كما قاتلت على التنزيل، يا علي حبك إيمان و بغضك نفاق و لقد نبأني اللطيف الخبير انه يخرج من صلب الحسين تسعة من الائمة معصومون مطهرون و منهم مهدي هذه الامة الذي يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به في اوله.

11 حذيفة اليماني

و فيه ص 305 باسناده عن حذيفة اليماني قال: صلى بنا رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) ثم أقبل بوجهه فقال: معاشر أصحابي أوصيكم بتقوى اللّه و العمل بطاعته فمن عمل بها فاز و غنم و نجح و من تركها حلت به الندامة. الى أن قال: و من تخلف عنهم كان من الهالكين. فقلت: يا رسول اللّه على من تخلفنا؟ قال: على من خلف موسى بن عمران (ع) قومه. قال: على وصيه يوشع بن نون. قال: فان وصي و خليفتي من بعدي علي بن أبي طالب (ع) قائد البررة و قاتل الكفرة منصور من نصره مخذول من خذله قلت:

يا رسول اللّه فكم يكون الائمة من بعدك؟ قال: عدد نقباء بني اسرائيل تسعة من صلب الحسين (ع) اعطاهم اللّه علمي و فهمي خزان علم اللّه و معادن وحيه قلت: يا رسول اللّه فما لا ولاد الحسن؟ قال: ان اللّه تبارك و تعالى جعل الامامة في عقب الحسين (ع) و ذلك قوله عز و جل وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ قلت: أفلا

ص: 47

تسميهم لي يا رسول اللّه؟ قال: نعم انه لما عرج بي الى السماء الخ(1).

12 الخليفة عمر بن الخطاب

و فيه ص 299 باسناده عن المفضل بن حصين عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول: الائمة بعدى إثنا عشر ثم أخفى صوته فسمعته يقول كلهم من قريش. (و فيه) باسناده عن عيسى بن عبد اللّه بن مالك عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول: يا أيها الناس إني فرطت لكم و انكم و اردون علي الحوض حوضا عرضه ما بين صنعاء و بصرا فيه قدحان(2) عدد النجوم من فضة و إني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما السبب الاكبر كتاب اللّه طرفه بيد اللّه و طرفه بايديكم فاستمسكوا به و لا تبدلوه و عترتي أهل بيتي فانه قد نبأني اللطيف الخبير انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.

فقلت: يا رسول اللّه من عترتك؟ قال: أهل بيتي من ولد علي و فاطمة و تسعة من صلب الحسين أئمة أبرارهم عترتي من لحمي و دمي.

13 الخليفة عثمان بن عفان

و فيه ص 300 باسناده عن سعيد بن المسيب عن عمر بن عثمان بن عفان قال أبي: سمعت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول: الائمة بعدى إثنا عشر تسعة من صلب الحسين و منا مهدي هذه الامة من تمسك من بعدى بهم فقد إستمسك بحبل اللّه و من تخلى

ص: 48


1- ذكر حديث ساق العرش و كتابة اللوح بالنور.
2- بكسر القاف جمع قدح و هو الاناء.

منهم فقد تخلى من اللّه.

14 زيد بن ثابت

14-زید بن ثابت(1)

و في الكفاية ص 300 باسناده عن واثلة عن زيد بن ثابت قال: سمعت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول: علي بن ابي طالب قائد البررة و قاتل الفجرة منصور من نصره و مخذول من خذله الشاك في علي هو الشاك في الاسلام و خير من أخلف بعدى و خير أصحابي علي لحمه لحمي و دمه دمي و أبو سبطىّ. و من صلب الحسين يخرج الائمة التسعة و منهم مهدى هذه الامة.

(و فيه) باسناده عن القسم بن حسان عن زيد بن ثابت قال: سمعت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول: لا يذهب الدنيا حتى يقوم بأمر أمتى رجل من صلب الحسين يملؤها عدلا كما ملئت جورا. قلنا: من هو يا رسول اللّه؟ فقال: هو الامام التاسع من صلب الحسين عليه السلام.

15 زيد بن ارقم

و فيه باسناده عن محمد بن زياد عن زيد بن أرقم قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول لعلي (ع) أنت الامام و الخليفة من بعدى و ابناك هذان امامان و سيدا شباب أهل الجنة و تسعة من صلب الحسين (ع) أئمة معصومون

ص: 49


1- هو زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لواز بن عمر بن عبد عوف ابن غنم بن مالك الانصارى كان كاتبا للنبي (صلی الله علیه و آله) و اول مشاهده الخندق و كان ينقل التراب يومئذ مع المسلمين على ما فى كتب التراجم فراجع.

و منهم قائمنا أهل البيت.

(و فيه) عن يزيد بن حسان عن زيد بن أرقم قال: سمعت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول لعلي بن أبي طالب: انت سيد الاوصياء و ابناك سيدا شباب اهل الجنة و من صلب الحسين (ع) يخرج اللّه عز و جل الأئمة التسعة، فاذا مت ظهرت لك ضغائن في صدور قوم و يمنعونك حقك و يميلون عنك. و قال: ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) الا ببغضهم علي بن أبي طالب و ولده.

16 أسعد بن زرارة

و فيه باسناده عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن بن جعفر ابن الحسين بن الحسن بن علي بن ابي طالب قال: حدثني اسحق بن جعفر عن اخيه موسى بن جعفر قال حدثنا الاجلح الكندى عن ابي امامة قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): لما عرج بي الى السماء رأيت مكتوبا على ساق العرش بالنور لا إله إلا اللّه الى آخر ما مر في ص 45.

(و فيه) باسناده عن جعفر بن زبير عن القسم عن ابي امامة قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): الأئمة بعدي اثنا عشر كلهم من قريش تسعة من صلب الحسين و المهدى منهم.

(و فيه) عن ابي سلمان الضبى عن ابي امامة قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله):

لا تقوم الساعة حتى يقوم قائم الحق منا و ذلك حين يأذن اللّه عز و جل فمن تبعه نجا و من تخلف عنه هلك فاللّه اللّه آسوه و لو على الثلج فانه خليفة اللّه. قلنا: يا رسول اللّه متى يقوم قائمكم؟ قال: اذا صارت الدنيا هرجا و مرجا و هو التاسع من صلب الحسين عليه السلام.

ص: 50

17 واثلة بن الاسقع

باسناده عن ابراهيم ابى عيلة عن واثلة بن الاسقع قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله: حبى و حب أهل بيتى نافع فى سبعة مواطن أهوالهن عظيمة عند الوفاة و القبر و النشور و الكتاب و الحساب و الميزان و الصراط. فمن احبنى و احب اهل بيتى و استمسك بهم فنحن شفعاؤه يوم القيامة.

18 أبو هريرة

و فى كفاية الاثر ص 398 باسناده عن ابي سعيد المقرى عن ابى هريرة قال:

قلت لرسول اللّه (صلی الله علیه و آله): إن لكل نبى وصيا و سبطين فمن وصيك و سبطاك؟ فسكت و لم يرد عليّ الجواب، فانصرفت حزينا فلما حال الظهر قال: ادن يا أبا هريرة. فجعلت ادنو و أقول أعوذ باللّه من غضب اللّه و غضب رسوله. ثم قال:

ان اللّه بعث أربعة آلاف نبى و كان لهم أربعة آلاف وصي و ثمانية آلاف سبط فو الذى نفسي بيده لأنا خير النبيين و وصي خير الوصيين و إن سبطي خير الاسباط ثم قال (ع): سبطاى خير الاسباط، الحسن و الحسين سبطا هذه الامة و ان الاسباط كانوا من ولد يعقوب و كانوا إثنا عشر رجلا و إن الائمة بعدي إثنا عشر رجلا من أهل بيتى اولهم و اوسطهم محمد و آخرهم مهدى هذه الامة الذى يصلي عيسى خلفه ألا من تمسك بهم فقد تمسك بحبل اللّه و من تخلي منهم فقد تخلى من حبل اللّه.

ص: 51

19 عمران بن حصين

و فيه ص 305 باسناده عن مطرف بن عبد اللّه عن عمران بن حصين قال:

خطبنا رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فقال: معاشر الناس إنى راحل عن قريب و منطلق الى المغيب أوصيكم في عترتي خيرا. فقام اليه سلمان فقال: يا رسول اللّه اليس الائمة بعدك من عترتك؟ قال: نعم، الائمة بعدى من عترتي عدد نقباء بنى إسرائيل تسعة من صلب الحسين (ع) و منا مهدى هذه الامة فمن تمسك بهم فقد تمسك بحبل اللّه لا تعلموهم فانهم اعلم منكم، فاتبعوهم فانهم مع الحق و الحق معهم حتى يردوا علي الحوض.

20 الحرث بن الربيع

و فيه باسناده عن عمر بن ميمون عن ابى قتادة(1) قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول: الأئمة بعدى بعدد نقباء بنى إسرائيل و حوارى عيسى.

(أقول): هؤلاء كلهم من العمد و الاركان و كلهم من الثقاة العدول قال في الاصابة ج 1 ص 9 اتفق أهل السنة على ان الجميع عدول و لم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة. و قد ذكر الخطيب في الكفاية فصلا نفيسا في ذلك فقال:

عدالة الصحابة ثابتة بتعديل اللّه لهم و اخباره عن طهارتهم و اختياره لهم و من ذلك قوله تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّاسِ) و في الاستيعاب ما يؤدى ذلك.

هذا ما ورد عن الصحابيين و اما ما ورد عن الصحابيات فاليك بعضه:

ص: 52


1- هو الحرث بن الربيع.
21 ما عن سيدة النساء فاطمة الزهراء عليها السّلام

في كفاية الأثر ص 313 باسناده عن زيد بن علي بن الحسين عن عمته زينب بنت علي (ع) عن فاطمة (علیها السلام) قالت: دخل عليّ رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) عند ولادة إبنى الحسين (ع)، فناولته إياه في خرقة صفراء فرمى بها و اخذ خرقة بيضاء فلفه، ثم قال: خذيه يا فاطمة فانه الامام و أبو الائمة تسعة من صلبه أبرار و التاسع قائمهم.

(و فيه) عن سهل بن سعد الانصارى قال: سألت فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله فقالت: كان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول لعلي: انت الامام و الخليفة بعدي و انت أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فاذا مضيت فابنك الحسن أولى بالمؤمنين من انفسهم، فاذا مضى الحسن فالحسين أولى بالمؤمنين من انفسهم، فاذا مضى الحسين فابنه علي بن الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فاذا مضى علي فابنه محمد اولى بالمؤمنين من أنفسهم، فاذا مضى محمد فابنه جعفر أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فاذا مضى جعفر فابنه موسى أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فاذا مضى موسى فابنه علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فاذا مضى علي فابنه محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فاذا مضى محمد فابنه علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فاذا مضى علي فابنه الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فاذا مضى الحسن «فالقائم المهدي» أولى بالمؤمنين من أنفسهم، يفتح اللّه به مشارق الارض و مغاربها. فهم أئمة الحق و ألسنة الصدق منصور من نصرهم مخذول من خذلهم.

ص: 53

22 ما عن ام سلمة رض

و فيه ص 312 باسناده عن قيس بن أبى حازم عن أم سلمة قالت: سألت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) عن قول اللّه سبحانه (فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ) فقال: انا (و الصديقين) علي بن أبي طالب (و الشهداء) الحسن و الحسين (و الصالحين) حمزة (و حسن اولئك رفيقا) الأئمة الاثنا عشر بعدي. (و فيه) عن أبي ثابت مولى أبي ذر الغفاري (ره) عن أم سلمة (رض) قالت: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله):

لما أسري بي الى السماء نظرت فاذا مكتوب على العرش: (لا إله الا اللّه محمد رسول اللّه ايدته بعلي و نصرته بعلي) و رأيت أنوار علي و فاطمة و الحسن و الحسين و انوار علي بن الحسين الى آخر الائمة، و رأيت نور الحجة يتلألأ من بينهم كأنه كوكب دري فقلت: يا رب من هذا و من هؤلاء؟ فنوديت يا محمد: هذا نور فاطمة و هذا نور سبطيك الحسن و الحسين و هذه أنوار الائمة بعدك من ولد الحسين مظهرون معصومون و هذا الحجة الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا.

23 ما عن عائشة

و فيه ص 312 باسناده عن أبي سلمة عن عائشة قالت: كان لنا مشربة و كان النبي اذا اراد لقاء جبرئيل لقيه فيها، فلقيه رسول اللّه مرة فيها و أمرني ان لا يصعد اليه احد فدخل عليه الحسين بن علي (ع) و لم يعلم حتى غشيها فقال: جبرئيل من هذا؟ فقال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): ابنى، فأخذه رسول اللّه فاجلسه على فخذه فقال: أما انه سيقتل. قال رسول اللّه و من يقتله؟ قال: أمتك قال رسول اللّه: أمتي تقتله؟ قال: نعم و ان شئت أخبرتك بالارض التي يقتل فيها. فاشار جبرئيل الى الطف

ص: 54

بالعراق و أخذ عنه تربة حمراء فاراه إياها، فقال: هذه من تربة مصرعه. فبكى رسول اللّه، فقال له جبرئيل: لا تبكى فسوف ينتقم اللّه منهم بقائمكم أهل البيت فقال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): حبيبي جبرئيل و من قائمنا أهل البيت؟ قال: هو التاسع من ولد الحسين كذا اخبرني ربي جل جلاله إنه سيخلق من صلب الحسين ولدا و سماه عنده عليا خاضع للّه خاشع، ثم يخرج من صلب علي ابنه و سماه عنده محمدا قانت للّه ساجد، ثم يخرج من صلب محمد إبنه و سماه عنده جعفر ناطق عن اللّه صادق في اللّه، و يخرج اللّه من صلبه ابنه و سماه عنده موسى واثق باللّه محب في اللّه و يخرج من صلبه ابنه و سماه عنده عليا الراضي باللّه و الداعي الى اللّه، و يخرج من صلبه إبنه و سماه عنده محمدا المرغب في اللّه و الذاب عن حرم اللّه، و يخرج من صلبه ابنه و سماه عليا المكتفي باللّه و الولي للّه، ثم يخرج من صلبه ابنه و سماه الحسن مؤمن باللّه مرشد الى اللّه، و يخرج من صلبه كلمة الحق و لسان الصدق و مظهر الحق حجة اللّه على بريته له غيبة طويلة يظهر اللّه تعالى به الاسلام و أهله و يخسف به الكفر و اهله.

(أقول): قد ثبت وجود الحجة عليه السلام بنص من اللّه تعالى و نبيه الكريم و صحابته البررة و زوجاته و ابنته الزهراء فيما رواه الطائفتان و قد ورد من طرقنا الخاصة اكثر و اكثر فمن ذلك ما روي عن المعصومين سلام اللّه عليهم اجمعين:

و أما ما عن النبى صلى اللّه عليه و آله و اوصيائه

اشارة

ففي اكمال الدين ص 150 باسناده عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن يحيى بن أبي القسم، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه عن جده قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله: الائمة بعدي إثنا عشر أولهم علي بن أبي طالب و آخرهم القائم، هم خلفائي و اوصيائي و اوليائي و حجج اللّه على أمتي بعدي المقر بهم

ص: 55

مؤمن و المنكر لهم كافر (و فيه) باسناده عن سعيد بن جبير عن عبد اللّه بن عباس قال قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) ان خلفائي و أوصيائي و حجج اللّه على الخلق بعدي الاثنا عشر اولهم أخي و آخرهم ولدى قيل: يا رسول اللّه و من اخوك؟ قال: علي بن أبي طالب قيل: فمن ولدك؟ قال: المهدي الذي يملأها قسطا و عدلا، كما ملئت جورا و ظلما و الذي بعثني بالحق بشيرا لو لم يبق من الدنيا الا يوما واحدا لطول اللّه ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدى المهدي فينزل روح اللّه عيسى بن مريم فيصلى خلفه و تشرق الارض بنوره (بنور ربه(1) خ ل) و يبلغ سلطانه المشرق و المغرب

2 الامام على بن ابي طالب عليه السّلام

و فيه ص 168 باسناده الى الاصبغ بن نباته قال، أتيت أمير المؤمنين (ع) فوجدته متفكرا ينكت الارض، فقلت: يا أمير المؤمنين ما لي أراك متفكرا تنكت الارض، أ رغبة فيها؟ فقال: لا، و اللّه ما رغبت فيها و لا في الدنيا يوما قط و لكن فكرت في مولود يكون من ظهري، الحادي عشر من ولدي، هو المهدي يملأها عدلا كما ملأت جورا و ظلما، تكون له حيرة و غيبة تظل فيها أقوام و يهتدي فيها آخرون. فقلت: يا أمير المؤمنين و إن هذا لكائن؟ فقال: نعم كما أنه مخلوق و أنى لكم بالعلم بهذا الامر يا أصبغ، أولئك خيار هذه الامة مع أبرار هذه العترة قلت: و ما يكون بعد ذلك؟ قال: يفعل اللّه ما يشاء، فان له ارادات و غايات و نهايات.

ص: 56


1- في الصافى عن الصادق (ع): رب الارض، إمام الارض. قيل: فاذا خرج ماذا يكون؟ قال: إذا يستغني الناس عن ضوء الشمس و نور القمر و يجتزؤن بنور الامام و في ارشاد المفيد عنه (ع) قال: اذا قام قائمنا أشرقت الارض بنور ربها و استغنى العباد عن ضوء الشمس و ذهبت الظلمة.
3 ما عن الامام الحسن بن على عليه السّلام

و فيه ص 317 باسناده عن حنان بن سدير عن أبيه سدير بن حكيم عن أبيه أبي سعيد عقيصا، قال: لما صالح الحسن بن علي (ع) معاوية بن أبي سفيان، دخل عليه الناس فلامه بعضهم على بيعته، فقال عليه السلام: و يحكم ما تدرون ما عملت، و اللّه الذي عملت خير لشيعتى مما طلعت عليه الشمس او غربت، الا تعلمون أنني إمامكم مفترض الطاعة عليكم و أحد سيدي شباب أهل الجنة بنص من رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) علي قالوا: بلى قال: أما علمتم أن الخضر لما خرق السفينة و أقام الجدار و قتل الغلام كان ذلك سخطا لموسي بن عمران إذ خفى عليه وجه الحكمة في ذلك و كان ذلك عند اللّه تعالى ذكره حكمة و صوابا؟ أما علمتم أنه ما منا أحد إلا و يقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه الا القائم الذي يصلي روح اللّه عيسى بن مريم خلفه فان اللّه عز و جل يخفى ولادته و تغيب شخصه لئلا يكون لاحد فى عنقه بيعة اذا خرج، ذلك التاسع من ولد اخي الحسين ابن سيدة النساء يطيل اللّه عمره في غيبته ثم يظهره اللّه بقدرته في صورة شاب دون الاربعين سنة و ذلك ليعلم ان اللّه على شيء قدير.

4 ما عن الامام الحسين عليه السّلام

و فيه ص 318 باسناده عن عبد الرحمن بن الحجاج عن الصادق جعفر بن محمد عن ابيه محمد بن علي عن ابيه علي بن الحسين قال: قال الحسين بن علي (ع) في التاسع من ولدي سنة من يوسف و سنة من موسى و هو قائمنا اهل البيت يصلح اللّه تعالى امره في ليلة واحدة.

(و فيه) ص 184 باسناده عن عبد الرحمن عن سليط قال: قال الحسين بن

ص: 57

علي: منا إثنا عشر مهديا أولهم امير المؤمنين علي بن ابي طالب و آخرهم التاسع من ولدي و هو الامام القائم بالحق يحيى اللّه به الارض بعد موتها و يطهر به الدين و يحق الحق على الدين كله و لو كره المشركون، له غيبة يرتد فيها قوم و يثبت فيها على الدين آخرون فيؤذون و يقال لهم (مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ)، أما إن الصابر في غيبته على الاذى و التكذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و رواه في كشف ص 443 ج 3.

5 ما عن الامام زين العابدين عليه السّلام

و فيه ص 318 باسناده عن حمزة بن حمران عن ابيه عن سعيد بن جبير قال:

سمعت سيد العابدين علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب (ع) يقول: في القائم سنة من سبعة أنبياء: سنة من أبينا آدم، و سنة من نوح، و سنة من ابراهيم، و سنة من موسى، و سنة من عيسى، و سنة من أيوب، و سنة من محمد (صلی الله علیه و آله): فاما من آدم و نوح فطول العمر، و اما من ابراهيم فخفاء الولادة و إعتزال الناس، و أما من موسى فالخوف و الغيبة، و اما من عيسى فاختلاف الناس فيه، و اما من ايوب فالفرج بعد البلوى، و اما من محمد (صلی الله علیه و آله) فالخروج بالسيف.

(و فيه) باسناده عن ثابت بن دينار الثمالي عن علي بن الحسين (ع) قال:

فينا انزلت هذه الآية: «وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللّهِ» و فينا انزلت هذه الآية: «وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ» و الامامة في عقب الحسين (ع) الى يوم القيامة، و ان للقائم مناغيبتين احداهما اطول من الاخرى، اما الاولى فستة أيام أو ستة اشهر أو ست سنين، و اما الاخرى فيطول امدها حتى يرجع عن هذا الامر اكثر من يقول به فلا يثبت عليه الا من قوى يقينه و صحت معرفته و لم يجد في نفسه حرجا مما قضيناه و سلّم لنا اهل البيت.

ص: 58

6 ما عن الامام محمد الباقر عليه السّلام

و فيه ص 319 باسناده عن ابي بصير قال: سمعت ابا جعفر (ع) يقول:

فى صاحب هذا الامر سنة من موسى، و سنة من عيسى، و سنة من يوسف، و سنة من محمد (صلی الله علیه و آله): فأما سنته من موسى فخائف يترقب، و أما من عيسى فيقال فيه ما قيل في عيسى، و أما في يوسف فالسجن و الغيبة، و أما من محمد (صلی الله علیه و آله) فالقيام بالسيف. و سيرته و تبيين آثاره. ثم يضع سيفه على عاتقه بيمينه فلا يزال يقتل أعداء اللّه حتى يرضى اللّه عز و جل. قلت: فكيف يعلم ان اللّه تعالى قد رضى؟ قال: يلقى في قلبه الرحمة. و فيه عن ابى لبيد المخزومي قال: ذكر ابو جعفر (ع) اسماء الخلفاء الاثنا عشر الراشدين فلما بلغ آخرهم قال: الثاني عشر الذي يصلي خلفه عيسى بن مريم.

7 ما عن الامام جعفر الصادق عليه السّلام

باسناده ص 321 عن صفوان بن مهران. عن الصادق جعفر بن محمد (ع) انه قال:

من أقر بجميع الائمة و جحد المهدى كان كمن أقر بجميع الانبياء و جحد محمدا (صلی الله علیه و آله) نبوته. فقيل له يابن رسول اللّه فمن (المهدى) من ولدك؟ فقال: الخامس من ولد السابع يغيب عنكم شخصه و لا يحل لكم تسميته.

(و فيه) باسناده عن المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد (ع):

ان اللّه تبارك و تعالى خلق اربعة عشر نورا قبل خلق الخلق باربعة عشر الف عام، فهي ارواحنا. فقيل له: يابن رسول اللّه و من الاربعة؟ فقال: محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة من ولد الحسين آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبة

ص: 59

فيقتل الدجال و يطهر الارض من كل جور و ظلم.

(و فيه) باسناده عن تميم بن بهلول قال: حدثنى عبد اللّه بن ابي الهذيل و سألته عن الامامة فيمن تجب و ما علامات من تجب له الامامة فقال لي: ان الدليل على ذلك و الحجة على المؤمنين و القائم بامور المسلمين و الناطق بالقرآن و العالم بالاحكام أخو نبي اللّه و خليفته على أمته و وصيه عليهم و وليه الذي كان منه بمنزلة هرون من موسى المفروض الطاعة بقول اللّه عز و جل «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ» فقال عز و جل: «إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ» المدعو اليه بالولاية المثبت له الامامة يوم غدير خم بقول الرسول (صلی الله علیه و آله): (الست أولى بكم من انفسكم)؟ قالوا: بلى. قال: (فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله و أعز من أطاعه) ذاك علي بن أبي طالب أمير المؤمنين و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين و افضل الوصيين و خير الخلق أجمعين بعد رسول رب العالمين، و بعده الحسن، ثم الحسين سبطا رسول اللّه إبنا خيرة النسوان، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي، ثم جعفر ابن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي، ثم محمد بن الحسن بن علي صلوات اللّه عليهم الخ.

8 ما عن الامام موسى الكاظم عليه السّلام

و فيه ص 323 باسناده عن يونس بن عبد الرحمن قال: دخلت على موسى بن جعفر، فقلت له: يابن رسول اللّه أنت القائم بالحق؟ فقال: أنا القائم بالحق ولكن القائم الذي يطهر الارض من أعداء اللّه عز و جل و يملأها عدلا كما ملئت جورا و ظلما هو الخامس من ولدى له غيبة يطول أمدها خوفا على نفسه يرتد

ص: 60

فيها أقوام و يثبت فيها آخرون. ثم قال (ع): طوبى لشيعتنا المتمسكين بحبلنا فى غيبة قائمنا الثابتين على موالاتنا و البراءة من اعدائنا اولئك منا و نحن منهم رضوا بنا أئمة و رضينا بهم شيعة فطوبى لهم ثم طوبى لهم هم و اللّه معنا في درجاتنا يوم القيامة.

و فيه ص 309 باسناده عن حماد بن زياد الازدي قال: سألت سيدي موسى ابن جعفر (ع) عن قول اللّه عز و جل: «وَ أَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَ باطِنَةً»

فقال (ع): النعمة الظاهرة الامام الظاهر و الباطنة الامام الغائب. فقلت له:

و يكون فى الأئمة من يغيب؟ قال: نعم يغيب عن أبصار الناس شخصه و لا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره و هو الثاني عشر يسهل اللّه له كل عسير و يذل له كل صعب و يظهر له كنوز الارض و يقرّب له كل بعيد و يفنى به كل جبار عنيد و يهلك على يديه كل شيطان مريد ذلك ابن سيدة الاماء الذي تخفى على الناس ولادته.

9 ما عن الامام على الرضا عليه السّلام

و فيه ص 324 باسناده عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري عن علي بن الحسن بن فضال عن الريان بن الصلت قال: سمعته يقول: سئل أبو الحسن الرضا عليه السلام عن القائم (عج) فقال: لا يرى جسمه الخ.

(و فيه) عن عبد السلام بن صالح الهروى قال: سمعت دعبل بن علي الخزاعي يقول: انشدت مولاى الرضا (ع) قصيدتي التى أولها:

مدارس آيات خلت من تلاوة و منزل وحي مقفر العرصات

فلما انتهت الى قولي:

خروج امام لا محالة خارج يقوم على اسم اللّه بالبركات

يميز فينا كل حق و باطل و يجزى على النعماء و النقمات

ص: 61

بكى الرضا (ع) بكاء شديدا، ثم رفع رأسه الشريف إلي فقال: يا خزاعي نطق روح الامين على لسانك بهذين البيتين، فهل تدري من هذا الامام؟ و متى يقوم؟ فقلت: لا يا مولاي، الا أني سمعت بخروج امام منكم يطهر الارض من الفساد و يملأها عدلا و قسطا. فقال: يا دعبل الامام بعدي محمد و بعد محمد إبنه علي و بعد علي إبنه الحسن و بعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول اللّه ذلك اليوم حتى يخرج فيملأها عدلا كما ملئت جورا.

10 ما عن الامام الجواد عليه السّلام

و فيه ص 324 باسناده عن عبد العظيم بن عبد اللّه بن علي بن الحسن بن زيد ابن الحسن بن علي بن أبي طالب الحسنى قال: دخلت على سيدي محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام و أنا أريد أن أسأله عن (القائم) من هو (المهدي) أو غيره فابتدأني فقال لي أبا القاسم:

ان القائم منا هو المهدى الذي يجب ان ينتظر فى غيبته و يطاع في ظهوره و هو الثالث من ولدي و الذي بعث محمدا بالنبوة و خصنا بالامامة انه لو لم يبق من الدنيا إلا يوما واحدا لطول اللّه ذلك اليوم حتى يخرج فيه فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما و ان اللّه تبارك و تعالى ليصلح له امره في ليلة كما اصلح امر كليمه موسى اذ ذهب يقتبس نارا فرجع و هو رسول نبى. ثم قال (ع): افضل اعمال شيعتنا انتظار الفرج.

(و فيه) عن الصقر بن دلف قال: سمعت ابا جعفر محمد بن علي الرضا (ع) يقول: ان الامام بعدى إبني علي أمره أمري و قوله قولي و طاعته طاعتى و الامام بعده إبنه الحسن امره امر ابيه و قوله قول ابيه و طاعته طاعة ابيه ثم سكت. فقلت

ص: 62

له: يابن رسول اللّه فمن الامام بعد الحسن؟ فبكى بكاء شديدا ثم قال: إن من بعد الحسن ابنه القائم بالحق المنتظر. فقلت له: يابن رسول اللّه و لم سمي المنتظر فقال: لان له غيبة تكثر أيامها و يطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون و ينكره المرتابون و يستهزء بذكره الجاحدون و يكذب فيه الوقاتون و يهلك المستعجلون و ينجو فيه المسلّمون.

11 ما عن الامام الهادي عليه السّلام

و فيه ص 325 باسناده عن أبي تراب الرؤياني، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني قال: دخلت على سيدي علي بن محمد فلما أبصرني قال لي: مرحبا يا أبا القاسم أنت و لينا حقا، قال: فقلت له: يابن رسول اللّه اني أريد أن اعرض عليك ديني فان كان مرضيا ثبت عليه حتى الفى اللّه عز و جل. فقال: هات يا أبا القاسم فقلت: اني اقول: ان اللّه تبارك و تعالى ليس كمثله شيء خارج عن الحدين حد الابطال و حد التشبيه و إنه ليس بجسم و لا صورة و لا عرض و لا جوهر، بل هو مجسم. الاجسام و مصور الصور و خالق الاعراض و الجواهر و رب كل شيء و مالكه و جاعله و محدثه، و ان محمدا عبده و رسوله خاتم النبيين و لا نبي بعده الى يوم القيامة و ان شريعته خاتمة الشرائع فلا شريعة بعدها الى يوم القيامة. و أقول: ان الامام و الخليفة و ولي الامر بعده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم انت يا مولاي. فقال (ع): و من بعدى الحسن إبني فكيف الناس بالخلف من بعده قال: فقلت: فكيف ذلك يا مولاي؟ قال:

لانه لا يرى شخصه حتى يخرج فيملأ الارض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما فقلت: أقررت. الى ان قال علي بن محمد: يا ابا القاسم هذا و اللّه دين اللّه الذي

ص: 63

الذي ارتضاه لعباده فاثبت عليه الخ.

12 ما عن الامام الحسن العسكري عليه السّلام
اشارة

و فيه ص 325 باسناده عن احمد بن إسحق بن سعد الاشعري قال: دخلت على أبي محمد (ع) و انا اريد ان اسأله عن الخلف من بعده. فقال لي: مبتدئا يا أحمد ابن اسحق ان اللّه تبارك و تعالى لم يخل الارض منذ خلق آدم و لا يخليها الى ان تقوم الساعة من حجة للّه على خلقه به يدفع البلاء عن اهل الارض و به ينزل الغيث، و به يخرج بركات الارض. قال: فقلت: يابن رسول اللّه فمن الامام و الخليفة بعدك؟ فنهض عليه السلام مسرعا فدخل البيت ثم خرج و على عاتقه غلام كأن وجهه القمر ليلة البدر من ابناء ثلاث سنين قال: يا احمد بن اسحق لو لا كرامتك على اللّه عز و جل و على حججه ما عرضت عليك إبني هذا، إنه سمي رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و كنيه الذي يملأ الارض قسطا و عدلا كما ملأت جورا و ظلما، يا أحمد بن إسحق مثله فى هذه الامة مثل الخضر و مثله مثل ذى القرنين، و اللّه ليغيبن غيبة لا ينجو من الهلكة فيها الا من ثبته اللّه عز و جل على القول بامامته و وفقه فيها للدعاء بتعجيل فرجه. فقال احمد بن اسحق: فقلت: يا مولاي فهل من علامة يطمئن اليها قلبي، فنطق الغلام عليه السلام بلسان عربي فصيح و قال: انا بقية اللّه في ارضه و المنتقم من اعدائه و لا تطلب اثرا بعد عين يا احمد بن اسحق. قال: فخرجت مسرورا فرحا فلما كان من الغد عدت اليه فقلت: يابن رسول اللّه لقد عظم سرورى بما مننت به علي فما السنة الجارية فيه من الخضر و ذى القرنين؟ قال: طول الغيبة يا احمد. قلت: يابن رسول اللّه و ان غيبته لتطول؟ قال: إي و ربي حتى يرجع عن هذا الامر اكثر القائلين به و لا يبقى إلا من اخذ اللّه عز و جل عهده لولايتنا (8 - ج 1 - الشيعة و الرجعه)

ص: 64

و كتب في قلبه الايمان و ايده بروح منه يا احمد بن اسحق هذا امر من اللّه و سر من سر اللّه و غيب من غيب اللّه فخذ ما آتيتك و اكتمه و كن من الشاكرين تكن معنا في عليين.

اعترافه عليه السلام بامامته

و في ينابيع المودة ص 464 عن علي بن احمد الكوفي عن الازدى قال: انا في الطواف فاذا شاب حسن الوجه طيب الرائحة يتكلم الي، فقلت: يا سيدى من انت؟ قال: انا المهدى و انا صاحب الزمان و انا القائم الذي املأ الارض عدلا كما ملئت جورا و ان الارض لا تخلو من حجة و لا يبقى الناس فى فترة فهذه امانة لا تحدث بها الا اخوانك من اهل الحق ثم القى حصاة الي فاذا هي سبيكة ذهب.

و قال بعضهم: انه يظهر في كلّ سنة يوما لخواصه يحدثهم. و عن راشد الهمداني(1) قال: لما انصرفت من الحج ضللت الطريق و وقعت في ارض خضراء نظرة و تربتها اطيب تربة و فيها فسطاط فلما بلغته رأيت خادمين فقالا لي: اجلس فقد اراد اللّه بك خيرا، فدخل احدهما ثم خرج فقال: ادخل، فدخلت فاذا انا بفتى جالس و قد علق فوق رأسه سيفا طويلا فسلمت عليه فرد السلام علي فقال:

من أنا؟ فقلت: لا أعلم. فقال: أنا القائم أنا الذي اخرج فى آخر الزمان بهذا السيف فاملأ الارض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما فسقطت على وجهي فقال: لا تسجد لغير اللّه ارفع رأسك و أنت راشد من بلد همدان اتحب ان ترجع الى اهلك فقلت نعم و ناولني صرة و اومأ الى الخادم فمشى معي خطوات فرأيت

ص: 65


1- الهمداني بفتح الهاء نسبة الى همدان بلدة من بلدان ايران و لربما التبس البعض فقرأها بالتسكين و هو صحيح نسبة الى همدان من بلدان لبنان التي منها الحارث الهمداني المشهور.

اسد آباد فقال: هذه أسد آباد، امض يا راشد فالتفت فلم أره فدخلت أسد آباد و فى الصرة خمسون دينارا، فدخلت همدان و بشرت اهلي و لم نزل بخير ما بقى من تلك الدنانير.

و فيه عن ابراهيم بن مهزيار الاهوازي قال: قدمت المدينة و مكة لطلب صاحب الزمان فبينا انا فى الطواف قال لي رجل اسمر اللون: من اي بلاد انت؟ قلت:

من الاهواز. قال: اتعرف ابراهيم بن مهزيار؟ قلت: انا هو فعانقني، فقلت له:

هل تعرف من اخبار صاحب الزمان؟ قال لي: إرتحل معي الى الطائف فى خفية من اصحابك فمشينا الى الطائف من رملة الى رملة حتى وصلنا الى الفلاة فبدت لنا خيمة قد اشرقت منها الرمال و تلألأت تلك البقاع ثم اسرعنا حتى وصلنا اليها فبالأذن دخلت على صاحب الزمان (ع) قال لي: مرحبا بك يا ابا اسحق. فقلت: بأبي و امي ما زلت اتفحص عن امرك بلدا فبلدا حتى من اللّه علي بمن ارشدني اليك.

ثم قال: يا ابا اسحق ليكن هذا المجلس مكتوما عندك. قال ابراهيم: فمكثت عنده حينا اقتبس منه موضحات الاعلام و نيرات الاحكام فاذن لي في الرجوع الى الاهواز و اردفني من صالح دعائه ما يكون ذخرا عند اللّه و لعقبى و قرابتي و عرضت عليه ما لا كان معي يزيد على خمسين الف درهم و سألته ان يتفضل بقبوله فتبسم و قال: يا ابا اسحق استعن على منصرفك و لا تحزن لاعراضنا عنه و بارك اللّه فيما خولك و ادام لك ما حولك و كتب لك أحسن ثواب المحسنين و استودع نفسك و ديعة لا تضيع بمنه و لطفه إن شاء اللّه.

و قد ورد في المهدي عليه السلام من طرق العامة عن اكابر علمائهم و اعاظم محدثيهم نصوص جلية أوردها سيدنا و شيخنا العلامة الجليل الباحث الكبير علم الشيعة و فخر الشرع و الشريعة آية اللّه المرحوم السيد محسن الامين(1) الحسيني العامليني

ص: 66


1- هو فقيد المسلمين السيد محسن بن السيد عبد الكريم بن السيد علي بن السيد محمد بن السيد أبي الحسن موسى بن السيد حيدر بن السيد أحمد الامين الحسيني العاملي نزيل دمشق الشام ولد رحمه اللّه في شقراء سنة 1284 ه و درس المباديء هناك ثم هاجر الى النجف الاشرف (العراق) فكرع من مناهلها العذبة حتى ارتوى و حاز من المكانة و العلوم ما شاء له الحظ و كان حضوره فيها على مشاهير رجال الدين يوم ذاك كالآخوند آية اللّه المولى الاكبر الشيخ محمد كاظم الخراساني و آية اللّه الشيخ محمد طه نجف التبريزي و حجة الاسلام الشيخ الحاج مرزا حسين الخليلي الطهراني و العلامة الشيخ اغا رضا الهمداني و العلم شيخ الشريعة الاصفهاني و بعد ان صارت له الاهليه التامة و حاز على الدرجات العالية رجع الى دمشق سنة 1318 ه و اشتغل بالتأليف و التصنيف و التدريس حتى صار من اعاظم رجال الدين و اهم اركان المسلمين و الف كتبا جليلة قيمة نافعة لا تحصى و لا تعد و اهمها و اشهرها كتاب (اعيان الشيعة) الكتاب الجليل الذي لم يسبقه اليه سابق في بابه و له أيادي بيضاء فى خدمة الاسلام و المسلمين و توفى في يوم الاحد الثالث من شهرنا هذا (رجب سنة 1371 ه) جزاه اللّه خير جزاء المحسنين و حشره مع اجداده الطاهرين عليهم السلام و للمؤلف منه إجازة الرواية كتبها في سفره الاخير للعتبات سنة 1352 ه و قد ترجمه شيخنا المتتبع في الاخبار الشيح آغا بزرك الطهراني دام ظله في كتابه (نقباء البشر في القرن الرابع عشر) ص 513.

رحمه اللّه شطرا وافرا منها في كتابه (البرهان على وجود صاحب الزمان) منها ما ذكره فى ص 57 عن الشيخ العارف محي الدين العربي فى الباب السادس و الستين و ثلثماية من فتوحاته قال: و أعلموا انه لا بد من خروج المهدي (ع) لكن لا يخرج حتى تمتلأ الارض جورا و ظلما فيملأها قسطا و عدلا، و لو لم يكن من الدنيا الا يوم واحد لطول اللّه تعالى ذلك اليوم حتى يلي ذلك الخليفة و هو من عتره رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) من ولد فاطمة، جده الحسين بن علي بن ابي طالب والده الحسن العسكري ابن الامام على النقى بالنون ابن الامام محمد التقى بالتاء ابن الامام علي الرضا

ص: 67

ابن الامام موسى الكاظم بن الامام جعفر الصادق بن الامام محمد الباقر بن الامام زين العابدين علي بن الامام الحسين بن علي بن أبي طالب يواطىء إسمه إسم رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يبايعه المسلمون ما بين الركن و المقام، يشبه رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) في الخلق و ينزل عنه في الخلق، إذ لا يكون أحد مثل رسول اللّه في اخلاقه و اللّه تعالى يقول (وَ إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) هو أجلى الجبهة أقنى الانف أسعد الناس به اهل الكوفة يقسم المال بالسويه و يعدل في الرعية يأتيه الرجل فيقول يا مهدي إعطني و بين يديه المال فيحثى له في ثوبه ما استطاع أن يحمل يخرج على فترة من الدين الى آخر كلمات طويلة له متضمنة لجميع ما ورد فى اخبارنا من التفاصيل.

(أقول): وودت أن أتطرق قضية المهدي (ع) مجملا مشيرا الى ان ظهوره ليس من الرجعة اما الآن فقد طال بنا المقام و احطنا ببعض نواحيها و من أهمها ناحيتين أحببنا ان نشير اليهما و كثيرا ما يورد علينا فيهما من الواجب بيان ذلك حسما لقطع مادة الشبة اصلابه، بيان بعض المعمرين اجمالا و سيأتي في عدة طبقات انشاء اللّه تفصيلا.

(احداهما) انه قد توهم البعض ان وجود المهدي (ع) محال إذ لا يمكن بعقيدتهم الفاشلة ان يعيش انسان هذا المقدار من العمر من دون أن يدركه الاجل و ليس قولهم الا مجرد استبعاد و عدم فهم لمعنى القدرة بالنسبة الى اللّه تعالى إذ هو ممكن و (إِنَّ اللّهَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ) و لا شك في ان المنكر لذلك منكر للقرآن الكريم إذ انه نص على ان نبينا نوح (ع) لبث في قومه داعيا لهم الفا إلا خمسين عاما فاذا كانت مدة دعواه هذا المقدار فيعلم ان عمره اكثر من ذلك. ففي الكشاف: انه عاش الفا و خمسمائة و في الطبري انه عاش 1650.

و في اكمال الدين: ان لقمان عمر 4000 سنة و عاد الكبير 3500 سنة و ذي القرنين 3000 سنة و جمشيد 850 سنة و قد دلت الاخبار الواردة عن الطرفين على بقاء الخضر و الياس و ادريس و عيسى. فقد قال السجستاني: ان اطول بني آدم

ص: 68

عمرا الخضر و اسمه خضرون بن قابيل بن آدم.

و في سفر التكوين من العهد القديم من التوراة الرائجة فى الاصحاح الخامس في كتاب المواليد قال: كانت أيام آدم التي عاشها 930 سنة و ابنه شيت كانت كل ايامه 912 سنة و أنوش كانت كل أيامه 905 سنة و قينان كل أيامه 920 سنة و مهللئيل عمره 890 سنة و يارد 962 سنة و متوشالح عمره 969 سنة و لامك عمره 777 سنة و غيره من هذا القبيل مما لا يعد و لا يحصى في مختلف الكتب.

(و الثانية) ذكر بعضهم: انه لا فائدة في وجود الامام ما دام مخفيا عن انظار الناس و ذلك و هم جلي فقد ورد في الاخبار المتواترة المروية عن الطرفين عن النبي (صلی الله علیه و آله) قال: ان اهل بيتي امان لاهل الارض كما ان النجوم امان لاهل السماء. و ان امثاله (ع) حال الغيبة و الاستتار مثال الشمس المحجوبة عن الانظار بالسحاب فانها و ان لم تكن واضحة تمام الوضوح و غير مرئية على هيئتها الحقيقة فان الناس بها يستضيئون و بنورها يمشون و يعملون ما يشاؤون و ان عدم ظهوره عليه السلام على هيئته الحقيقية ما هو الا لحكم الهية و مقاصد ربانية و من أهمها الخوف من الاعداء و قد شاهده جمع كثير من خيار الاصحاب في زمان والده و في غيبته الصغرى اشهرهم نوابه الاربعة أبو عمرو عثمان بن سعيد السمان و محمد بن عثمان ابنه و الحسين بن روح النوبختي و محمد بن علي السمري. و اما كونه غير موجود في مكان خاص فغير قادح. فهذا الخضر باتفاق العامة و الخاصة موجود و لا يعرف مستقره و مكانه و لا يعرف له أحد اصحابا الا ما جاء في القرآن الكريم من قصته مع موسى و هذا موسى هرب من وطنه خوفا من فرعون و رهطه و لم يدر أحد من أهل الزمان أنه فى أي واد سلك و لا عرفه احد حتى بعثه اللّه نبيا و (أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً) و هذا يونس نبي اللّه و غير هؤلاء.

و هؤلاء الذين ذكرناهم او لا رأوه في غيبته الصغرى، و أما الذين رأوه في غيبته الكبرى فكثيرون ايضا فى اعصار مختلفة و اماكن متفرقة مضافا الى ما ذكره شيخنا

ص: 69

العلامة النوري قدس سره في رسالته (جنة المأوى) فيمن فاز بلقاء الحجة فى غيبته الكبرى، ففي ينابيع المودة في الباب الثالث و الثمانون ص 463 ان عبد اللّه بن صالح و غانم الهندي و محمد بن شاذان الكابلي و عبد اللّه بن جعفر الحميري و ظريف بن أبي نصر و محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي الأسدي و ذكر عدد من رأى صاحب الزمان و شاهد كراماته من الوكلاء ببغداد فقال محمد بن عثمان العمري و ابنه حاجز و البلالي و العطار و من أهل الكوفة العاصمي و من الاهواز محمد بن ابراهيم بن مهزيار و من قم أحمد ابن اسحاق و من همدان محمد بن صالح و من الري البسامي (عنى لنفسه) و من آذربايجان القاسم بن العلاء و من نيشابور محمد بن شاذان النعيمي فهؤلاء إثنا عشر رجلا من الوكلاء و أما غير الوكلاء فثلاثة و خمسون رجلا أسماءهم مذكورة في كتب (الغيبة)(1).من

ص: 70


1- اكمال الدين ص 246 قال هم أبو القاسم بن حليس (في البحار حابس) و أبو عبد اللّه الكندي و أبو عبد اللّه الجنيدي و هارون الفزار (القزاز خ ل) و النيلي و أبو القاسم بن دبيس و ابو عبد اللّه بن فروخ و مسرور الطباخ مولى أبي الحسن (ع) و أحمد و محمد ابنا الحسن و اسحق الكاتب من بنى نوبخت و صاحب الفراء و صاحب الصرة المختومة و من همدان محمد بن كشمرد و جعفر بن حمدان و محمد بن هارون بن عمران و من الدينور حسن بن هارون و احمد ابن أخيه و أبو الحسن و من اصفهان ابن بادشالة و من الصيمرة زيدان و من قم الحسن بن النصر (في البحار النضر) و محمد بن محمد و علي بن محمد بن اسحق و أبوه و الحسن بن يعقوب و من أهل الري القاسم بن موسى و ابنه و ابو محمد بن هارون و صاحب الحصاة و علي ابن محمد و محمد بن محمد الكلينى و ابو جعفر الرفاء و من قزوين مرداس و علي بن أحمد و من قابوس (في البحار قابس) رجلان و من شهرود (في البحار شهرزورا) ابن الخال و من المحوج (في البحار المجروح) و من مرو صاحب الألف و صاحب المال و الرقعة البيضاء و أبو ثابت و من نيسابور محمد بن شعيب بن صالح و من اليمن الفضل بن يزيد و الحسن ابنه و الجعفري و ابن الأعجمي و الشمشاطي و من مصر صاحب المولودين و صاحب المال بمكة و ابو رحاء و من نصيبين بن الوجناء و من الأهواز الحصيني.

دلائل القرآن على وجود صاحب الزمان

و في القرآن الكريم آيات كثيرة دالة على وجود قائم آل محمد عليه و عليهم السلام أفرد لها مؤلف (ينابيع المودة) بابا خاصا شرع فيه من ص 505 و ختمه ص 515(1) نود إيراد ما مع بعض التصرفات من تقديم و تأخير مما لا مساس له بمؤدى الباب قال:

(الباب الحادي و السبعون) في إيراد ما في كتاب المحجة فيما نزل في القائم الحجة للشيخ الكامل العلامة الشريف هاشم بن سليمان بن اسماعيل الحسينى البحراني عن أبي خالد الكابلي عن الامام جعفر الصادق في قول اللّه عز و جل (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً) قال: يعنى اصحاب القائم الثلثمائة عشر.

و هم و اللّه الأمة المعدودة يجتمعون في ساعة واحدة كقزع الخريف(2) و في

ص: 71


1- على حسب ارقام طبعة استامبول المطبوعة سنة 1301 في مطبعة «اختر» التى هي خيرة الطبعات.
2- قال في مجمع البحرين في مادة قزع: في حديث على فيجتمعون اليه كما يجتمع قزع الخريف و مثله في أصحاب القائم يجتمعون إليه كما يجتمع قزع الخريف أي قطع السحاب المتفرقة قيل و انما خص الخريف لأنه اول الشتاء و السحاب فيه يكون متفرقا غير متراكم و لا مطبق ثم يجتمع بعضه الى بعض بعد ذلك - انتهى.

سورة البقرة: (وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْ ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَراتِ وَ بَشِّرِ الصّابِرِينَ) الخ. عن محمد بن مسلم عن جعفر الصادق قال: ان قدام قيام القائم علامات بلوا من اللّه للمؤمنين قلت: و ما هي؟ قال: هذه الآية قال تعالى (لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْ ءٍ مِنَ الْخَوْفِ) من تلقاهم بالاسقام(1) بغلاء أسعارهم (وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ) بالقحط و الأنفس بموت ذايع و الثمرات بعدم المطر (وَ بَشِّرِ الصّابِرِينَ) عند ذلك. ثم قال: يا محمد هذا تأويله و لا يعلم الا اللّه و الراسخون في العلم و نحن الراسخون في العلم. و عن رفاعة بن موسى قال: سمعت جعفر الصادق يقول في قوله تعالى في سورة آل عمران: (وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً) ، قال: اذا قام القائم المهدي لا يبقى أرض إلا نودي شهادة أن لا إله إلا اللّه و أن محمدا رسول اللّه.

و عن يزيد بن معاوية العجلي عن محمد الباقر، في قوله تعالى في سورة الأنفال (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا) (2) قال: إصبروا على أداء الفرائض و صابروا على أذية عدوكم و رابطوا إمامكم المهدي المنتظر.ن.

ص: 72


1- سقط من العبارة شيء كما يظهر للقاريء و الخبر على هيئته الحقيقية مذكور فى تفسير الصافي عند ذكر الآية و هو: (عن الصادق «ع» ان هذه علامات قدام القائم يكون من اللّه عز و جل للمؤمنين. قال: (بِشَيْ ءٍ مِنَ الْخَوْفِ)من ملوك بني امية في آخر سلطانهم (وَ الْجُوعِ) بغلاء أسعارهم (وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ) فساد التجارات و قلة الفضل (و) نقص من (الْأَنْفُسِ) الموت الذريع (و) نقص من (الثَّمَراتِ) بقلة الريع ما يزرع (وَ بَشِّرِ الصّابِرِينَ) عند ذلك بتعجيل خروج القائم. ثم قال: هذا تأويله ان اللّه عز و جل يقول: (وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَ الرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) - انتهى ما نقل عن تفسير الصافي.
2- ليست الآية في سورة الانفال و انما هي آخر آية في سورة آل عمران.

(و عن) جابر الجعفى عن محمد الباقر فى قوله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ آمِنُوا بِما نَزَّلْنا على عبدنا (1)مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلى أَدْبارِها) قال: لا يفلت جيش السفياني الهالكين فى خسف البيداء الا ثلاثة نفر يحول اللّه وجوههم في أقفيتهم و ذلك عند قيام القائم (المهدي). و عن محمد بن مسلم عن محمد الباقر في قوله تعالى «وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلاّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً قال الباقر «ع» انّ عيسى ينزل قبل يوم القيامة الى الدنيا و لا يبقى أهل ملة يهودي و لا غيره إلا آمنوا به قبل موتهم و يصلي عيسى خلف (المهدي). و عن أبي الربيع الشامي، عن جعفر الصادق في قوله تعالى (وَ مِنَ الَّذِينَ قالُوا إِنّا نَصارى أَخَذْنا مِيثاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمّا ذُكِّرُوا بِهِ) قال: سيذكرون ذلك الحظ و سيخرج مع (القائم ع) عصابة منهم. و عن سليمان بن هارون العجلي قال: سمعت جعفر الصادق يقول: ان صاحب هذا الامر (يعني القائم المهدى) محفوظ لو ذهب الناس جميعا أتى اللّه بأصحابه و هم الذين قال اللّه فيهم: «فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ» و هم الذين قال اللّه فيهم يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ) و عن علي بن رئاب عن جعفر الصادق (ع) في قوله تعالى: (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنّا مُنْتَظِرُونَ) قال: الآيات الائمة من أهل البيت و بعض آيات ربك (القائم المنتظر) (ع) فلا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل عند قيامه بالسيف و ان آمنت بمن تقدمه من آبائهم (ع). و عن أبي بصير قال جعفر الصادق في تفسير هذه الآية المذكورة:

يا أبا بصير طوبى لمحبي (قائمنا) المنتظرين لظهوره في غيبته و المطيعين له في ظهوره، اولياؤه اولياء اللّه لا خوف عليهم و لا هم يحزنون (و في) أحاديثان

ص: 73


1- الآية في سورة النساء اية 47 و لفظة (على عبدنا) مزيدة في هذا المكان

الأربعين للشيخ بهاء الدين العاملي صاحب الكشكول، باسناده عن جابر الجعفي قال: سمعت جابر بن عبد اللّه الانصارى يقول: ان رسول اللّه «ص» قال:

(المهدي) من ولدي الذى يفتح اللّه به مشارق الارض و مغاربها ذاك الذي يغيب عن اوليائه غيبة لا يثبت على القول بامامته الا من امتحن اللّه قلبه للايمان. فقلت:

يا رسول اللّه هل لأوليائه الانتفاع به في غيبته. فقال: و الذي بعثني بالحق نبيا انهم يستضيؤن بنوره و ينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس اذا سترها سحاب يا جابر هذا من مكنون سر اللّه و مخزون علمه فاكتمه الا عن أهله (و عن) محمد بن مسلم قال: قلت للباقر (ع): ما تأويل قوله تعالى في الانفال (وَ قاتِلُوهُمْ حَتّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَ يَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّهِ)؟ قال: لم يجييء تأويل هذه الآية فاذا جاء تأويلها يقتل المشركون حتى يوحد اللّه عز و جل و حتى لا يكون شرك و ذلك فى قيام (قائمنا). و عن زرارة قال: سئل الباقر عن قوله تعالى: (قاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَما يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً) حتى لا يكون شركاء و يكون الدين كله للّه) قلت هناك آيتان الاولى في سورة التوبة، آية 37: (.. وَ قاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَما يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) و الثانية في سورة البقرة، آية 193: (وَ قاتِلُوهُمْ حَتّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَ يَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ) و مثلها ما في الانفال، 39 الا انها: (وَ قاتِلُوهُمْ حَتّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَ يَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّهِ).

قال: لم يجييء تأويل هذه الآية و اذا قام (قائمنا) بعد يرى من يدركه ما يكون من تأويل هذه الاية و ليبلغن دين محمد ما بلغ الليل و النهار حتى لا يكون شرك على ظهر الأرض كما قال عز و جل (و عن) أبي بصير و سماعة، هما عن جعفر الصادق في قوله تعالى هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ» قال: و اللّه ما يجييء تأويلها حتى يخرج (القائم) المهدى (ع) فاذا خرج (القائم) لم يبق مشرك الا كره خروجه و لا يبقى كافر الا قتل حتى لو كان كافر في بطن صخرة قالت: يا مؤمن في بطنى كافر فاكسرني

ص: 74

و اقتله. و هذه الاية في ثلاثة سور(1) في سورة التوبة و الصف و الفتح (و عن) عباية ابن ربعي قال أمير المؤمنين في هذه الآية، و الذي نفسي بيده لا تبقى قرية الا نودى فيها بشهادة ان لا اله الا اللّه و ان محمدا رسول اللّه بكرة و عشيا. و عن زين العابدين ع (عن) الباقر: ان الاسلام قد يظهره اللّه على جميع الاديان عند قيام (القائم).

و عن مجاهد عن ابن عباس في هذه الاية، قال: لا يبقى صاحب ملة الا صار الى الاسلام حتى تأمن الشاة من الذئب و البقر من الأسد و الانسان من الحية و حتى لا تقرض الفارة جرابا و ذلك عند قيام (القائم). (و عن) زرارة عن الباقر قال: يقاتلون حتى يوحد اللّه عز و جل و لا يشرك به شيئا و تخرج العجوز الضعيفة من المشرق تريد المغرب لا يؤذيها أحد و يخرج اللّه من الارض نباتها و ينزل من السماء قطرها. (و عن) يحيى بن أبي القاسم قال: قال جعفر الصادق في قوله تعالى «وَ يَقُولُونَ لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ» قال: الغيب فى هذه الاية هو الحجة (القائم) (ع) (و عن) الباقر و الصادق في قوله تعالى:

«وَ لَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ» قالا: ان الأمة المعددة هم أصحاب المهدي فى اخر الزمان ثلثمائة و ثلاثة عشر رجلا كعدة أهل بدر يجتمعون في ساعة واحدة كما يجتمع قزع الخريف (و عن) أبى بصير قال: قال جعفر الصادق:

ما كان قول لوط لقومه: (لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ) الا تمنيا لقوة (القائم) المهدي و شدة أصحابه و هم الركن الشديد فان الرجل منهم يعطى قوة أربعين رجلا و ان قلب رجل منهم أشد من زبر الحديد لو مروا بجبال الحديد لندكدكت لا يكفون سيوفهم حتى يرضى اللّه (و عن) المفضل عن الصادق عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين علي قال: ما يجىء نصر اللّه حتى تكون أهون على الناس من الميتة و هو قول ربي عز و جل في كتابه في سورة يوسف: (حَتّى إِذَا).

ص: 75


1- نعم هي في سورة الصف و التوبة عين هذه الالفاظ و في الفتح بعد (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) لفظ (وَ كَفى بِاللّهِ شَهِيداً).

اِسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا) و ذلك عند قيام (قائمنا) المهدى (و عن) مثنى الحناط عن الباقر و الصادق فى قوله تعالى في سورة ابراهيم: (وَ ذَكِّرْهُمْ بِأَيّامِ اللّهِ) قال: أيام اللّه ثلاثة يوم يقوم القائم و يوم الكرة و يوم القيامة (و عن) وهب بن جمع قال: سألت جعفر الصادق عن قوله تعالى في سورة الحجر: (قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ) أي يوم هو؟ قال: يا وهب هو يوم يقتله رسول اللّه(1) بعد قيام (قائمنا) المهدى (و عن) عبد السلام بن صالح الهروى قال: قلت لعلي الرضا بن موسى الكاظم: يابن رسول اللّه ما تقول في حديث روي عن جدك جعفر الصادق انه قال: اذا قام (قائمنا) المهدي قتل ذرارى قتلة الحسين؟ قال: لانهم (ظ) يرضون و يفتخرون بفعال أباءهم و من رضي شيئا كمن فعله و لو ان رجلا قتل في المشرق فرضي بقتله في المغرب لكان شريك القاتل، فقوله تعالى: وَ مَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً» نزل في الحسين و المهدى (و عن) جابر الجعفي و سلام بن المستنير عن الباقر فى هذه الاية قال: ان الحسين قتل مظلوما و نحن أولياءه و (القائم) منا يطلب ثار الحسين فيقتل من رضي بقتله حتى يقال قد أسرف في القتل. (و عن) الباقر و الصادق في قوله تعالى: (وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحُونَ) قالا: هم (القائم) و اصحابه، و قوله تعالى في سورة الحج: (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ وَ أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَ لِلّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ) (و عن) أبي الجارود عن الباقر قال: هذه الآية نزلت في (المهدى) و أصحابه يملكهم اللّه مشارق الارض و مغاربها و يظهر اللّه بهم الدين حتى لا يرى أثر من الظلم (و عن) اسحاق بن عبد اللّه عن الامام زين العابدين ع قال: نزلت هذه الآية في (المهدى): (وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ ر.

ص: 76


1- يظهر سقوطه لفظته (فيه) من الخبر.

لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً) و قوله تعالى: (فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ اى: ان قيام قائمنا لحق (مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) و في سورة الشعراء (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ) (و عن) عمر بن حنظلة قال: سألت جعفر الصادق عن علامات قيام (القائم) قال: خمس علامات قبل قيام القائم الصيحة و خروج السفياني و الخسف و قتل النفس الزكية و اليماني قال: فتلوت هذه الاية فقلت له:

أهي الصيحة؟ قال: نعم لو كانت الصحية خضعت أعناق أعداء اللّه عز و جل.

(و عن) أبي بصير و أبي الورد عن الباقر قال: نزلت هذه الاية في (القائم) و ينادي مناد باسمه و اسم أبيه من السماء. و في سورة الروم (وَ يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللّهِ) (عن) أبي بصير عن جعفر الصادق (ع) قال: عند قيام (القائم) يفرح المؤمنون بنصر اللّه. و قوله تعالى: (قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَ لا هُمْ يُنْظَرُونَ) (عن) أبي دراج قال: سمعت جعفر الصادق في هذه الاية (يوم الفتح) يوم تفتح الدنيا على (القائم) و لا ينفع أحدا تقرب بالايمان ما لم يكن قبل ذلك مؤمنا و أما من كان قبل هذا الفتح موقنا بامامته و منتظرا لخروجه فذلك الذي ينفعه ايمانه و يعظم اللّه عز و جل عنده قدره و شأنه و هذا أجر الموالين لاهل البيت. و في سورة سبأ: «وَ جَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَ قَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَ أَيّاماً آمِنِينَ) (و عن) محمد بن صالح الحمداني قال: كتبت الى صاحب الزمان ان أهل بيتي يؤذونني بالحديث الذى روى عن أبائك عليهم السلام انهم قالوا قومنا شرار خلق اللّه فكتب و يحكم أما تقرؤن ما قال اللّه تعالى: (وَ جَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً) فنحن و اللّه القرى التي بارك اللّه فيها و انتم القرى الظاهرة و هذا التفسير ايضا (روى) عن الباقر و الصادق و الكاظم و قوله تعالى: (وَ لَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَ أُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ وَ قالُوا آمَنّا بِهِ وَ أَنّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ) (عن) الحارث عن علي قال: قبل قيام

ص: 77

(قائمنا) المهدى يخرج السفياني فيملك قدر حمل المرأة تسعة أشهر و يأتي المدينة جيشه حتى اذا انتهى الى البيداء خسف اللّه به. و في سورة ص: (وَ لَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ) (عن) عاصم بن حميد عن الباقر: لتعلمن نبأه أي نبأ (القائم) عند خروجه و قوله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ حَتّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) (عن) أبي بصير قال: سئل الباقر عن هذه الاية قال: يرون قدرة اللّه في الافاق و فى أنفسهم الغرائب و العجائب حتى يتبين لهم ان خروج (القائم) (ع) هو الحق من اللّه عز و جل يراه الخلق لا بد منه. (و عن) الصادق نحوه. و قوله تعالى: (اللّهُ لَطِيفٌ بِعِبادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ وَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَ مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ) (عن) أبي بصير عن جعفر الصادق قال: يرزق اللّه المودة في القربى من يشاء من عباده و هى حرث الاخرة ليستوفى اللّه نصيب من يريد المودة في القربى، و من يريد حرث الدنيا المحض التي ليست فيها المودة ليس له في قيام (القائم) من نصيب من فيضه و بركاته. و في سورة الزخرف: وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (عن) ثابت الثمالي عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده على بن أبي طالب قال: فينا نزلت هذه الآية و جعل اللّه الامامة في عقب الحسين الى يوم القيامة و ان للغائب منا غيبتين احداهما أطول من الاخرى فلا يثبت على امامته الا من قوي يقينه و صحت معرفته (و عن) جابر الجعفي قال: قلت للباقر (ع): يابن رسول اللّه ان قوما يقولون ان اللّه جعل الامامة في عقب الحسن. قال: يا جابر ان الائمة هم الذين نص عليهم رسول اللّه بامامتهم و هم اثنا عشر، و قال: لما أسرى بي الى السماء وجدت أسماءهم مكتوبة على ساق العرش بالنور اثنا عشر إسما أولهم علي و سبطاه و على و محمد و جعفر و موسى و علي و محمد و علي و الحسن و محمد (القائم) الحجة المهدى (ع). ثم تنفس الصعداء و قال: ان الامة لا يعلمون بكلام ربهم الذى أوجب المودة فينا عليهم ثم

ص: 78

أنشأ شعرا:

ان اليهود لحبهم لنبيهم أمنوا بوائق حادث الازمان

و ذو و الصليب بحب عيسى أصبحوا يمشون زهوا في قرى نجران

و المؤمنون بحب آل محمد يرمون في الافاق بالنيران

و فى قوله تعالى: (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَ هُمْ لا يَشْعُرُونَ)

(عن) زرارة ابن أعين قال: سألت الباقر عن هذه الاية قال: هي ساعة القائم تأتيهم بغتة. و في سورة الدخان: (حم وَ الْكِتابِ الْمُبِينِ إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنّا كُنّا مُنْذِرِينَ فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) (عن) عبد اللّه بن مسكان عن الباقر و الصادق و الكاظم قالوا: انزل اللّه تبارك و تعالى القرآن فيها الى البيت المعمور جملة واحدة ثم انزله من البيت المعمور على رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) في طول ثلاث و عشرين سنة يقدر اللّه كل أمر من الحق و الباطل و ما يكون في تلك السنة، و له فيها البداء و المشية يقدم ما يشاء و يؤخر ما يشاء من الاجال و الارزاق و الأمن و السلامة و العافية و غير ذلك و يلقيه رسول اللّه الى أمير المؤمنين علي و هو الى الائمة من اولاده حتى ينتهى الى صاحب الزمان (المهدى). و في سورة الجاثية: (قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيّامَ اللّهِ) (عن) الصادق قال ايام المرجو(1) ثلاثة يوم قيام القائم المهدى و يوم الكرة و يوم القيمة. و في سورة محمد: (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها(2) فَأَنّى لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ ذِكْراهُمْ) (عن) المفضل عن الصادق قال: ساعة قيام (القائم) قلت: ما معنى: (أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمارُونَ فِي السّاعَةِ لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ؟ يقولون متى ولد و من راه و اين هو و متى يظهر كل ذلك شك فى قضائه و قدرته اولئك الذين خسروا انفسهم فى الدنيا و الآخرة. و قولهع.

ص: 79


1- الايام المرجوة هي الايام التي يكون للانسان فيها رجاء و طمع في الخلاص.
2- الاشراط جمع شرط و هو العلامة كذا ذكر في المجمع.

تعالى (اقْتَرَبَتِ السّاعَةُ وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ) (وَ ما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السّاعَةَ قَرِيبٌ) أي ساعة قيام (القائم) قريب. و في سورة الفتح (لَوْ تَزَيَّلُوا(1) لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً) (عن) الصادق قال في هذه الاية: ان اللّه و دائع مؤمنين في أصلاب قوم كافرين و منافقين (و قائمنا) لن يظهر حتى تخرج و دائع اللّه فاذا خرجت ظهر فيقتل الكفار و المنافقين، و فى سورة ق (وَ اسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ) (عن) الصادق قال: ينادي المنادى باسم (القائم) و اسم أبيه و الصيحة في هذه الآية صيحة من السماء، و ذلك يوم خروج القائم عليه السلام و في سورة الذاريات (فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ

(عن) اسحاق بن عبد اللّه عن الامام زين العابدين قال في هذه الآية: ان قيام (القائم) (ع) لحق. و فيه نزلت (وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ الخ) و في سورة الرحمن: (يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَ الْأَقْدامِ (و عن) معاوية بن عمار عن الصادق قال: لو قام قائمنا يعرف أعداءنا بسيماهم فيأخذ بنو اصيهم و أقدامهم يخبط هو و أصحابه بالسيف خبطا. و قوله تعالى:

(اعْلَمُوا أَنَّ اللّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها (عن) سلام بن المستنير عن الباقر قال:

يحييها اللّه (بالقائم) فيعدل فيها فيحيي الأرض بالعدل بعد موتها بالظلم. (و عن) الصادق و الكاظم و ابن عباس نحوه. و في سورة الصف: (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ اللّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) (عن) محمد بن الفضيل عن علي بن الحسين قال: النور في هذه الآية الأمامة و اللّه متم الأمامة عند قيام (القائم) و في سورة الملك: (قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ) (عن) علي بن جعفر عن أخيه موسى الكاظم عنه في هذه الآية قال: اذا غاب عنكم إمامكم فمن يأتيكم بامام جديد غيره. و في سورة الجن: (حَتّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَ أَقَلُّ عَدَداً) (عن) محمد بن الفضيل عن علي بن الحسين قال:

ص: 80


1- تزيلوا أى تفرقوا و المقصود تمييز المؤمن من غيره.

ما يوعدون في هذه الآية (القائم المهدى) و أصحابه و أنصاره (و أعداؤه) تكون أضعف ناصرا و أقل عددا إذا ظهر القائم. و في سورة المدثر: (فَإِذا نُقِرَ فِي النّاقُورِ فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ عَلَى الْكافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ) (و عن) المفضل عن الصادق قال: اذا نودي في أذن القائم بالاذن في قيامه فيقوم فذلك اليوم عسير على الكافرين قال: و القرآن ضرب فيه الامثال و نحن نعلمه فلا يعلمه غيرنا. قوله تعالى: (فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ اَلْجَوارِ الْكُنَّسِ) (عن) هاني قال: سألت عن هذه الآية من الباقر قال: الخنس امام يخنس أي يرجع من الظهور الى الغيبة سنة ستين و مأتين، ثم يبدأ كالشهاب الثاقب. قوله تعالى: (وَ السَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ) (عن) الاصبغ بن نباتة قال: سمعت ابن عباس يقول: قال رسول اللّه: أنا السماء و اما البروج فالائمة من أهل بيتى و عترتي أولهم على و آخرهم المهدي و هم اثنا عشر. انتهى ما ذكره صاحب الينابيع.

(أقول): لو لم يكن في كتب اخواننا العامة ما يدل دلالة صريحة على وجود صاحب الزمان عجل اللّه تعالى فرجه غير هذه الآيات الكريمة المؤولة و الاخبار الشريفة المتسلسلة لكفى بها على المعاندين و المنكرين حجة بينة و برهانا ساطعا فكيف و طواميرهم مملوة و اسفارهم مشحونة و لكن الحقيقة شىء و العصبية و العناد شىء آخر حيث ان الحقيقة متجسمة أمام أنظار ذوي الابصار كالشمس في رابعة النهار «و الحق أحق أن يتبع».

نصوص كبراء العامة على وجود المهدي ع

وردت فى أسفار اخواننا العامة في المهدي عليه السلام أخبار كثيرة صريحة الدلالة مع شهادات من شيوخهم و أقطابهم أحببنا أيراد بعضها تكميلا للفائدة

(1) جاء في مسند أحمد بن حنبل «الطبعة الثانية المطبوعة حديثا بدار المعارف تحت إشراف الاستاذ الخبير احمد محمد شاكر» في ص 773 من الجزء الثاني منه حديث

ص: 81

«773) أيضا باسناده عن أبي الطفيل قال قال حجاج سمعت عليا يقول: قال رسول اللّه «ص»: لو لم يبق من الدنيا الا يوم لبعث اللّه عز و جل رجلا منا يملاها عدلا كما ملئت جورا. قال ابو نعيم: رجلا منا. قال و سمعته مرة يذكره عن حبيب عن أبي الطفيل عن علي عن النبي «ص»(1)

و في الجزء الخامس حديث «3571» باسناده عن عاصم عن زر عن عبد اللّه عن النبي «ص»: لا تقوم الساعة حتى يلي رجل من أهل بيتي يواطي اسمه اسمي و فى الجزء المذكور حديث «3572» باسناده عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن جبيش عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه «ص»: لا تنقضى الأيام و لا يذهب الدهر حتى يملك العرب رجل من أهل بيتى اسمه يواطيء اسمي. و في حديث «3573» باسناده عن عاصم عن زر عن عبد اللّه عن النبي «ص» قال: لا تذهب الدنيا او قال لا تنقضى الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يوطىء اسمه اسمي و في الجزء السادس حديث «4098» باسناده عن عاصم عن زر عن عبد اللّه عن النبي «ص» قال: لا تذهب الدنيا او لا تنقضى الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي. و في حديث «4279» باسناده عن عاصم ابن أبي النجود عن زر بن حبيش عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله):

لا تنقضى الايام و لا يذهب الدهر حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطىء إسمه إسمي.(2) في مستدرك الحافط المحدث محمد بن عبد اللّه الحاكم النيسابورى في الجزء الرابع ص 442 بعد حديث طويل عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن عبد اللّه ابن مسعود عن النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم انه قال: لا تذهب الايام و الليالي حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطىء إسمه إسمى و اسم ابيه اسم أبي(2) فيملأر.

ص: 82


1- قال الشارح في هامش المسند اسناداه صحيحان.
2- و سيأتي بيان ذلك ان شاء اللّه فانتظر.

الارض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما(1) و في ص 463 من الجزء المذكور باسناده عن عبد اللّه بن مسعود قال: أتانا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله مستبشرا يعرف السرور في وجهه فما سألناه عن شىء إلا أخبرنا به و لا سكتنا الا ابتدأنا حتى مرت فتية من بني هاشم فيهم الحسن و الحسين فلما رآهم التزمهم و انهملت عيناه فقلنا: يا رسول اللّه ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه. فقال: انا أهل بيت اختار اللّه لنا الآخرة على الدنيا و انه سيلقي بعدي من أهل بيتى تطريدا و تشريدا في البلاد حتى ترتفع رايات سود من المشرق فيسألون الحق فلا يعطونه ثم يسألونه فلا يعطونه ثم يسألونه فلا يعطونه فيقاتلون فينصرون فمن أدركه منكم أو من اعقابكم فليأت امام أهل بيتي و لو حبوا على الثلج فانها رايات هدى يدفعونها الى رجل من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي و اسم ابيه اسم أبي فيملك الارضى فيملأها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما. و فى ص 465 من الجزء المذكور باسناده عن أبي سعيد الخدرى قال قال نبي اللّه (صلی الله علیه و آله) ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم لم يسمع بلاء أشد منه حتى تضيق بهم الارض الرحبة و حتى تملأ الارض جورا و ظلما لا يجد المؤمن ملجا يلتجأ اليه من الظلم فيبعث اللّه عز و جل رجلا من عترتي فيملأ الارض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا يرضى عنه ساكن الأرض لا تدخر الأرض شيئا من بذرها الا أخرجته و لا السماء من قطرها شيئا الا صبه اللّه عليهم مدرارا يعيش فيهم سبع سنين او ثمان أو تسع(2) تتمنى الاحياء(3) الأموات مما صنع اللّه بأهل الارض من خيره انتهى: و قال الحاكم بعد تمامه ما لفظه: هذا حديث صحيح الاسناد و لم يخرجاه و فى ص 501 من الجزء المذكور باسناده عن أبي رومان عن علي بن أبى طالب قال يظهر السفياني على الشامء.

ص: 83


1- و صححه المحدث الذهبي في التلخيص.
2- لا اشكال ان الترديد من الراوى.
3- الاحياء بكسر الهمزة الاستبقاء.

ثم يكون بينهم وقعة قرقيسا(1) حتى يشبع طير السماء و سباع الارض من جيفهم ثم يفتق عليهم فتق من خلفهم و تقبل طائفة منهم حتى يدخلوا أرض خراسان و تقبل خيل السفياني في طلب أهل خراسان و يقتلون شيعه: آل محمد (صلی الله علیه و آله) بالكوفة ثم يخرج أهل خراسان في طلب المهدي. و في ص 557 منه باسناده عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدرى قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): لا تقوم الساعة حتى تملأ الارض ظلما و جورا و عدوانا ثم يخرج من أهل بيتي من يملأها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و عدوانا انتهى الحديث. فقال الحاكم بعده: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه و الحديث المفسر بذلك الطريق و طرق حديث عاصم عن زر عن عبد اللّه كلها صحيحة على ما أصلته فى هذا الكتاب بالاحتجاج باخبار عاصم بن أبي النجود اذ هو امام من أئمة المسلمين. و في الصحيفة نفسها من الجزء نفسه من الكتاب المذكور باسناده عن أبي نظرة عن أبي سعيد قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): (المهدى) منا أهل البيت أشم الانف أقنى أجلى يملأ الارض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما يعيش هكذا و بسط يساره و اصبعين من يمينه المسبحة و الابهام و عقد ثلاثة(2) انتهى قال الحاكم بعده: هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجه. و في الصحيفة نفسها باسناده عن سعيد بن المسيب (رض) قال: سمعت أم سلمة (رض) تقول: سمعت النبي (صلی الله علیه و آله) يذكر المهدى فقال:

ص: 84


1- قال الشيخ الاكبر الشيخ فخر الدين الطريحي قدس سره في مجمع البحرين في مادة قرقس ما لفظه: في حديث ميسر (كم يكون بينكم و بين قرقيسا) (قلت): قريب على شاطىء الفرات الخ و فى القاموس قرقيسا بالكسر و يقصر بلد على الفرات سمي بقرقيسا بن طهمورث و في معيار اللغة مثله. (اقول): حديث ميسر الذي ذكره شيخنا الطريحي مقدمته مذكور بحذافيره فى الوافي نقلا عن الكافي و سؤال (كم يكون بينكم الخ) هو سؤال الباقر عليه السلام منه.
2- اشارة الى مكثه فيهم سبع سنين.

نعم هو حق و هو من بنى فاطمة و في ص 558 باسناده عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري، ان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قال: يخرج في آخر أمتي (المهدي) يسقيه اللّه الغيث و تخرج الارض نباتها و يعطي المال صحاحا و تكثر الماشية يعيش سبعا او ثمانيا يعني حججا انتهى. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الاسناد و لم يخرجاه. و عنه ان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قال: تملأ الارض جورا و ظلما فيخرج رجل من أمتي. الحديث قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجه.

(أقول): لا تخفى على الناقد البصير مكانة الحاكم رضي اللّه عنه و هو باتفاق إخواننا العامة من كبار أئمة الحديث عندهم و مروياته كلها متلقات بالقبول لدى الجميع فلنكتف بما نقلناه عنه من صحاح الاحاديث و جواهر الكلم.

(3) في صحيح مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري الجزء الثامن ص 185 باسناده عن سعيد بن يزيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله):

من خلفائكم خليفة يحثو المال حثيا لا يعده عددا. و فيه عن أبي نضرة عن أبي سعيد و جابر بن عبد اللّه (رض) قالا: قال رسول اللّه: يكون في آخر الزمان خليفة يقسم المال و لا يعده. انتهى قال في هامش الكتاب ما لفظه: (و في الآبي) ذكر الترمذي و أبو داود هذا الخليفة و سمياه بالمهدي (و في) الترمذي: لا تقوم الساعة حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي. و قال: حديث حسن صحيح و زاد ابو داود: يملأ الارض قسطا و عدلا كما ملئت جورا. انتهى ما في الهامش.

(4) في الصواعق لشهاب الدين أحمد بن حجر الهيثمي ص 97 نقلا عن مسلم و أبي داود و النسائى و ابن ماجة و البيهقى و آخرين: (المهدي) من عترتي من ولد فاطمة (و عن) أحمد و أبي داود و الترمذي و أبن ماجة: لو لم يبق من الدهر الا يوم لبعث اللّه فيه رجلا من عترتي. (و في) رواية: من أهل بيتي يملأها عدلا كما ملئت جورا (و في) رواية لما عدا الاخير: لا تذهب الدنيا و لا تنقضي حتى يملك رجل من أهل

ص: 85

بيتي يواطيء اسمه اسمي. و (عن) أبي داود و الترمذي: لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول اللّه ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي و إسم أبيه إسم أبي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما (و عن) أحمد و غيره: (المهدي) منا أهل البيت يصلحه اللّه في ليلة (و عن) الطبراني: (المهدى) منا يختم الدين بنا كما فتح بنا. (و عن) الحاكم في صحيحه: يحل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلاطينهم لم يسمع بلاء أشد منه حتى لا يجد الرجل ملجأ فيبعث اللّه رجلا من عترتي أهل بيتي يملأ الارض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا يحبه ساكن الارض و ساكن السماء و ترسل السماء قطرها و تخرج الارض نباتها لا تمسك فيها شيئا يعيش فيهم سبع سنين أو ثمانيا أو تسعا يتمنى الاحياء الاموات مما صنع اللّه بأهل الارض من خيره. (و عن) ابن ماجه، بينما نحن عند رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) اذ أقبلت فئة من بني هاشم فلما رآهم إغرورقت عيناه و تغير لونه الخ(1).

(أقول): أورد ابن حجر في صواعقه في شأن (المهدي) عليه السلام أخبارا كثيرة لو أردنا استقصاءها لطال بنا المقام و لمرويات ابن حجر شأن عظيم حيث انه من ألد أعداء الشيعة و لعل بغضه لهم يجره الى الطعن في عظمائهم و رؤساء مذهبهم فان له عليهم جنايات لا تغتفر و إساءات لا تحضر و من أراد الوقوف عليها فعليه بكتابه المذكور ليرى الأفتراء(2) و البهتان بالعيان، و ليعلم ان الشيعة مظلومون و خصمهمال

ص: 86


1- قد مر مؤدي الحديث ص 75.
2- أي افتراء أعظم من قوله: في ص 3 من صواعقه عن ابن عباس مرفوعا يكون في آخر الزمان قوم يسمون الرافضة يرفضون الاسلام قاقتلوهم فانهم مشركون و قوله في ص 92 بعد ان نقل خطبة الامير عليه السلام في وصف شيعته و صعقة همام «رض» فسرها و أولها بما تقتضيه ذاته و تسوقه اليه عاطفته قال و اما الرافضة و الشيعة و نحوهما اخوان الشياطين و اعداء الدين و سفهاء العقول و مخالفى الفروع و الأصول و منتحلوا الضلال و مستحقوا عظيم العذاب و النكال فهم ليسو بشيعة لأهل البيت المبرئين من الرجس المطهرين من شوائب النقص و الدنس لأنهم أفرطوا و فرطوا في جنب اللّه فاستحقوا منه ان يبقيهم متحيرين في مهالك الضلال و الاشتباه و انما هم شيعة ابليس اللعين و خلفاء أبنائه المتمردين فعليهم لعنة اللّه و ملائكته و الناس أجمعين و كيف يزعم محبة قوم من لم يتخلق قط بخلق من أخلاقهم و لا عمل في عمره بقول من أقوالهم و لا تأسى في دهره بفعل من أفعالهم و لا تأهل لفهم شىء من أحوالهم الخ. (قلت) نحن نقول اللهم العن أعداء الدين و منتحلي الضلال و مستحقي عظيم العذاب اللهم العن المفرطين في جنبك و العن مستحقي الحيرة في مهالك الضلال اللهم العن من لم يتخلق باخلاق الائمة و لم يعمل باقوالهم و لم يتأس بافعالهم و لم يتأصل لفهم شىء من أحوالهم.

الظالم. فان الشيعة من عصر أئمتهم الى العصر الحاضر لم يطبعوا كتابا في رد السنة أو اهانتهم او الحط من كرامتهم أو تكفيرهم أو سبهم أو الطعن فيهم أو التزوير عليهم و لقد أتى هذا الرجل في كتابه بما (تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ) و لقد تكلم عليهم هناك بكلمات لا يطيقها لسان المسلم بل و لا لسان المؤلف فكيف فاه بها هذا الرجل و أي ذنب للشيعة تستوجب به هذا الخطاب و أي جناية لها تستحق بها هذا العذاب (ربنا احكم بيننا و بين قومنا بالحق و أنت خير الحاكمين).

(5) في كتاب (البيان في أخبار صاحب الزمان) لابي عبد اللّه محمد بن يوسف ابن محمد الكنجي الشافعي ص 4 في الباب الأول في ذكر خروجه في آخر الزمان باسناده عن سفيان بن عينية عن علي الهلالي عن أبيه قال: دخلت على رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) في شكايته التي قبض فيها فاذا فاطمة (علیها السلام) عند رأسه قال: فبكت حتى ارتفع صوتها فرفع رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) طرفه اليها. قال: حبيبتي فاطمة ما الذي يبكيك؟ فقالت: أخشى الضيعة من بعدك فقال: يا حبيبتي أما علمت ان اللّه تعالى اطلع على الارض إطلاعة فاختار منها أباك فبعثه برسالته ثم اطلع اطلاعة فاختار بعلك و أوحی

ص: 87

الي ان أنكحك اياه يا فاطمة و نحن أهل بيت قد أعطانا اللّه سبع خصال لم يعطها أحدا قبلنا و لا يعطها احدا بعدنا، أنا خاتم النبيين و أكرمهم على اللّه و أحب المخلوقين اليه و انا ابوك و وصي خير الاوصياء و أحبهم الى اللّه و هو بعلك، و منا من له جناحان أخضران يطيربهما في الجنة مع الملائكة حيث يشاء و هو ابن عم أبيك و أخو بعلك و مناسبطا هذه الامة و هما ابناك الحسن و الحسين و هما سيدا شباب أهل الجنة و ابوهما - و الذي بعثني بالحق - خير منهما، يا فاطمة و الذي بعثني بالحق ان منهما (مهدي) هذه الامة اذا صارت الدنيا هرجا و مرجا و تظاهرت الفتن و تقطعت السبل و اغار بعضهم على بعض فلا كبير يرحم صغيرا و لا صغير يوقر كبيرا يبعث اللّه عند ذلك منهما من يفتح حصون الضلالة و قلوبا غلفة(1) يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به في اوله و يملأ الدنيا عدلا كما ملئت جورا الخ.

(و فيه) ص 6 باسناده عن سفيان الثوري عن عاصم بن بهدلة عن زر عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من اهل بيتي يواطىء إسمه إسمي. (و فيه) عنه عن زر عن النبي ص قال: يلي رجل من اهل بيتي يواطىء إسمه إسمي، قال عاصم: و اخبرنا ابو صالح عن ابى هريرة قال: لو لم يبق من الدنيا الا يوم لطول اللّه ذلك اليوم حتى يلي الخ.

قال الكنجي: هذا حديث صحيح اخرجه الحافظ محمد بن عيسى الترمذي في جامعه الصحيح انتهى. و باسناده عن الحافظ عن محمد بن الحسين بن ابراهيم ابن عاصم الابري في كتابه (مناقب الشافعي) ذكر هذا الحديث قال فيه: و زاد زائدة في روايته لو لم يبق من الدنيا الا يوم لطول اللّه ذلك اليوم حتى يبعث اللّه رجلا منى او من اهل بيتي يواطىء إسمه إسمى و إسم ابيه اسم ابي يملأ الارض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما.ة.

ص: 88


1- الغلفة: المحجوبة.

أبو داود و في معظم روايات الحفاظ و الثقات من نقلة الاخبار اسمه إسمي فقط و الذي رواه و اسم أبيه اسم أبي فهو زائدة و هو ممن بزيد في الحديث و ان صح فمعناه و اسم أبيه اسم ابنى الحسين و كنيته أبو عبد اللّه فجعل الكنية إسما كناية عنه انه من ولد الحسين دون الحسن و يحتمل انه قال: إسم ابيه اسم ابنى اي الحسن و والد (المهدي) إسمه حسن فيكون الراوي قد توهم قوله ابني فصحفه، فقال: أبى فوجب حمله على هذا جمعا بين الروايات و هذا تكلف في تأويل هذه الرواية و القول الفصل في ذلك ان الامام احمد مع ضبطه و اتقانه روى هذا الحديث في مسنده في عدة مواضع و إسمه إسمي اخبرنا بذلك العلامة حجة العرب شيخ الشيوخ أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن الانصاري باسناده عن سفيان عن عاصم عن زر عن عبد اللّه عن النبي (صلی الله علیه و آله) قال لا تذهب الدنيا اولا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من اهل بيتى يواطىء إسمه اسمي و جمع الحافظ ابو نعيم طرق هذا الحديث عن الجم الغفير فى مناقب (المهدي) كلهم عن عاصم بن أبي النجود عن زر عن عبد اللّه عن النبى فمنهم سفيان بن عبينة كما اخرجناه و طرقه عنه بطرق شتى و منهم قطرب بن خليفة و طرقه عنه بطرق شتى، و منهم الاعمش و طرقه عنه بطرق شتى، و منهم ابو اسحاق سليمان بن فيروز الشيباني و طرقه عنه بطرق شتى و منهم حفص بن عمر، و منهم سفيان الثوري و طرقه عنه بطرق شتى، و منهم شعبه و طرقه عنه بطرق شتى، و منهم واسط بن الحارث، و منهم يزيد بن معاوية له فيه طريقان، و منهم سليمان بن قرم و طرقه عنه بطرق شتى، و منهم جعفر الاحمر و قيس بن الربيع و سليمان بن قرم جمعهم في سند واحد، و منهم سلام ابو المنذر و منهم ابو شهاب محمد بن ابراهيم الكناني و طرقه عنه بطرق شتى، و منهم عمر ابن عبيد الطنافسي و طرقه عنه بطرق شتى، و منهم ابو بكر بن عياش و طرقه عنه بطرق شتى، و منهم ابو بكر بن عياش و طرقه عنه بطرق شتى، و منهم ابو الحجاف داود بن أبي العوف و طرقه عنه بطرق شتى، و منهم عثمان بن شبرمة

ص: 89

و طرقه عنه بطرق شتى، و منهم عبد الملك بن عيينة، و منهم محمد بن عياش عن عمرو العامرى و طرقه عنه بطرق شتى، و ذكر سندا و قال فيه: حدثنا ابو غسان حدثنا قيس و لم ينسبه، و منهم عمرو بن قيس الملائي، و منهم عمار بن زريق، و منهم عبد اللّه ابن حكيم بن جبير الأسدي، و منهم عمر بن عبد اللّه بن بشر، و منهم أبو الأحوص، و منهم سعد بن الحسن بن اخت ثعلبة، و منهم معاذ بن هشام قال:

حدثني أبى عن عاصم، و منهم يوسف بن يونس، و منهم غالب بن عثمان، و منهم حمزة الزيات، و منهم شيبان، و منهم ابن هشام. و رواه غير عاصم عن زر و هو عمرو بن مرة عن ذر كل هؤلاء رووا إسمه إسمي إلا ما كان من عبيد اللّه ابن موسى عن زائدة عن عاصم فانه قال فيهم: و إسم أبيه اسم أبى و لا يرتاب اللبيب ان هذه الزيادة لا اعتبار بها مع إجتماع هؤلاء الأئمة على خلافها إنتهى.

(قلت) لم يبق للمنصف مجال للشك في ان قوله اسم ابيه اسم ابي من زيادات زائدة سيما بعد تحقيق المحدث المحقق المدقق الكنجي رضي اللّه عنه و على فرض صحتها فان لها توجيها احسن من توجيهه ذكره العلامة المتتبع الباحث الشيخ محمد رضا ابن العلامة الشيخ محمد مؤمن الشهير بالأمامي المدرس في كتابه «جنات الخلود» ان إمامنا الحادي عشر عليه السلام له إسمان أحدهما عبد اللّه و ثانيهما الحسن فعلى الأول يرتفع الاشكال بحذافيره و يصح حينئذ قول الراوي و اسم ابيه إسم أبي.

و ذكر شيخنا علامة عصره و وحيد زمانه العلامة البحاثة شيخ المحدثين الشيخ الحاج ميرزا حسين النوري الطبرسى أعلى اللّه مقامه المتوفى سنة 1320 فى كتابه «النجم الثاقب في أحوال الامام الغائب» نقلا عن كتاب «هداية السعداء» تأليف ملك العلماء الدولة آبادي صاحب التفسير الشهير ب «البحر المواج» ما ترجمته لما بلغ وقت ظهور الامام (المهدي) السيد محمد بن عبد اللّه أبي القاسم انتهى و نقل عن العلامة الملامعين الهروي في تفسيره المسمى ب «اسرار الفاتحة» قوله بان إسمه محمد و إسم أبيه عبد اللّه و كنيته ابو القاسم إنتهى.

ص: 90

فيصح أن يقال: ان المراد من الأب الجد و قد صرح بهذا غير واحد من المؤلفين. قال العلامة الشيخ محمد بن طلحة العدوي النصيبي الشافعي في كتابه «مطالب السؤل» الجزء الثاني ص 85 ما لفظه: «إطلاق لفظ الأب على الجد الأعلى شايع في لسان العرب و قد نطق القرآن الكريم بذلك فقالى تعالى: (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ) و قال تعالى حكاية عن يوسف عليه السلام: (وَ اتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي إِبْراهِيمَ وَ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ) و نطق بذلك النبي في حديث الاسراء انه قال: (قلت من هذا؟ قال: أبوك ابراهيم) فعلم ان لفظة الأب تطلق على الجد و إن علا.

انتهى.

و قال العلامة نظام الدين حسن بن محمد النيسابورى في تفسيره «غرائب القرآن و رغائب الفرقان» المطبوع في هامش تفسير الطبري في الجزء الاول ص 134 في ذيل قوله تعالى: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) الخ ما لفظه: و قال بعض الشيعة: المراد بالغيب (المهدي) المنتظر الذي وعد اللّه في القرآن و ورد في الخبر:

(وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ) : لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول اللّه ذلك اليوم حتى يخرج رجل من أمتى إسمه اسمي و كنيته كنيتي يملأ الارض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما إنتهى.

و روى العلامة الحافظ محب الدين أحمد بن عبد اللّه الطبري في كتاب «ذخائر العقبي» ص 15 باسناده عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): نحن بنو عبد المطلب سادات أهل الجنة أنا و حمزة و علي و جعفر بن أبي طالب و الحسن و الحسين و (المهدى). أخرجه ابن السري. و فيه ص 17 في إخباره (صلی الله علیه و آله) بما يقع على آله بعده من الاثرة و الحث على نصرتهم و موالاتهم عن عبد اللّه قال:

قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): انا أهل بيت اختار اللّه لنا الآخرة على الدنيا و إن أهل بيتي سيلقون بعدي اثرة و شدة و تطريدا فى البلاد حتى يأتي قوم من هيهنا (و أشار بيده نحو المشرق) أصحاب رايات سود فيسألون الحق فلا يعطونه فيقاتلون

ص: 91

فينصرون و يعطون ما شاؤا فلا يقبلونه حتى يدفعوها الى رجل من أهل بيتي فيملأها عدلا كما ملئت ظلما فمن أدرك ذلك فليأتهم و لو حبوا على الثلج. أخرجه أبو حاتم بن حيان. و فيه ص 44 في باب إثبات فضائل فاطمة (علیها السلام) و أقاربها أصلا و فرعا عن أبي أيوب الانصارى قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) لفاطمة «ع»: نبينا خير الانبياء و هو أبوك، و شهيدنا خير الشهداء و هو عم أبيك حمزة، و منا من له جناحان يطير بهما في الجنة حيث شاء و هو ابن عم أبيك جعفر، و منا سبطا هذه الأمة الحسن و الحسين و هما إبناك، و منا (المهدى). أخرجه الطبراني في معجمه. و فيه ص 135 في ذكر ما جاء ان المهدي (ع) منهما: عن علي بن الهلالي عن أبيه قال:

دخلت على رسول اللّه في الحالة التي قبض فيها فاذا فاطمة (علیها السلام) عند رأسه فبكت الخ و في ص 136 في ذكر ما جاء مختصا بالحسين عن حذيفة: ان النبي (صلی الله علیه و آله) قال:

لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول اللّه ذلك اليوم حتى يبعث رجلا من ولدي إسمه كاسمي. فقال سلمان: من اي ولدك يا رسول اللّه قال: من ولدي هذا و ضرب بيده على الحسين انتهى الحديث. و قال الطبري بعد تمامه: فيحمل ما ورد مطلقا فيما تقدم على هذا المقيد.

و فى صحيح البخاري في الجزء الرابع منه ص 44 طبع سنة 1270 باسناده عن نافع مولى أبي قتادة الانصاري ان ابا هريرة قال: قال رسول اللّه: كيف أنتم اذا نزل ابن مريم فيكم و امامكم منكم. تابعة العقيلي و الاوزاعي. (و فيه) في باب نزول عيسى ابن مريم عن سعيد بن المسيب سمع ابا هريرة قال قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و الذي نفسي بيده ليوشكن ان ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا فيكسر الصليب و يقتل الخنزير و تضع الحرب أوزارها. انتهى.

و في (الفصول المهمة) للحافظ علي بن محمد الشهير بابن الصباغ المالكي ص 274 عن الحافظ أبي نعيم بسنده مرفوعا الى عبد اللّه بن عمر قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): لا تذهب الدنيا حتى يبعث اللّه رجلا من أهل بيتى يواطىء إسمه

ص: 92

إسمي. الخ (و فيه) عن أبي داود فى سننه (و عن) الترمذي عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول: (المهدي) مني أجلي الجبهة أقنى الانف يملأ الارض قسطا و عدلا الخ.

(و فيه) عن الطبراني في مجمعه و كذلك غيره من أئمة الحديث. (و عن) ابن شيرويه الديلمي في كتاب (الفردوس) في باب الالف و اللام باسناده عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): (المهدي) طاووس أهل الجنة. الى غير ذلك.

و في (تذكرة الخواص) لسبط ابن الجوزي ص 277 عند ذكره الامام صاحب العصر (ع) قال: هو محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا ابن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) و كنيته أبو عبد اللّه و ابو القاسم و هو الخلف الحجة صاحب الزمان القائم و المنتظر و التالي و هو آخر الأئمة، أخبرنا عبد العزيز محمود بن البزاز عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي إسمه كاسمي و كنيته ككنيتي يملا الارض عدلا كما ملئت جورا. انتهى الحديث. قال ابن الجوزي فذلك هو (المهدى) و هذا حديث مشهور و قد أخرج ابو داود و الزهري بمعناه.

(و فيه): لو لم يبق من الدهر الا يوم لبعث اللّه من أهل بيتي من يملأ الارض عدلا.

و في كتاب (الفتاوى الحديثة)(1) لأبن حجر الهيثمي بعد حديث طويل طحن فيه جناجن الشيعة قال: أخرج أبو نعيم انه (صلی الله علیه و آله) قال: يخرج (المهدي) و على رأسه عمامة و معه مناد ينادي هذا (المهدي) خليفة اللّه فاتبعوه. و اخرج هو و الخطيب رواية اخرى: يخرج (المهدى) و على رأسه عمامة ملك ينادى ان هذا (المهدى) فاتبعوه. و الطبراني في الاوسط: انه أخذ بيد على فقال: يخرج من صلب هذاا.

ص: 93


1- هذا الكتاب باجمعه أجوبة لفتاوى و استفتى بها.

فتى يملأ الارض قسطا و عدلا فاذا رأيتم ذلك فعليكم بالفتى التميمي فانه يقبل من قبل المشرق و هو صاحب راية (المهدي). و أخرج أحمد و نسيم بن داود و الحاكم و أبو نعيم انه قال (صلی الله علیه و آله): اذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من خراسان فاتوها و او حبوا على الثلج فان فيها خليفة اللّه (المهدي).

الى غير ذلك من الحق الذي أجراه اللّه على لسان هذا المبطل المعاند المفتري و في (اسعاف الراغبين)(1) للعلامة الشيخ محمد الصبان ما لفظه:

أخرج مسلم و أبو داود و النسائي و ابن ماجة و البيهقي و آخرون: (المهدي) من عترتي من ولد فاطمة. و اخرج احمد و ابو داود و الترمذي و ابن ماجة: لو لم يبق من الدهر الا يوم لبعث اللّه فيه رجلا من عترتي. (و في) رواية: رجلا من أهل بيتي يملأها عدلا كما ملئت جورا. (و في) رواية لمن عدا الاخير: لا تذهب الدنيا و لا تنقضى حتى يملك رجل من اهل بيتى يواطىء إسمه إسمي. (و عن) أبي داود و الترمذي لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول اللّه ذلك اليوم. (و) أخرج الطبراني: (المهدي) منايختم الدين به كما فتح بنا.

و في «نور الابصار» تأليف العلامة الشيخ مؤمن الشبلنجي فى ما يخص به (قائم) آل محمد عليه و عليهم السلام اخبار كثيرة متواترة يفسر بعضها بعضا تقدم بعضها بالفاظه و في ما تقدم أيضا مؤدى بعضها لذا أعرضنا عن ذكر الجميع و اكتفينا بما رواه عن علي بن أبي طالب قال: قلت لرسول اللّه (صلی الله علیه و آله): أمنا آل محمد (صلی الله علیه و آله) (المهدي) (ع) او من غيرنا؟ فقال: لا بل منا يختم اللّه به الدين كما افتتح بنا و بنا ينقذون من الفتنة كما انقذوا من الشرك، و بنا يؤلف اللّه قلوبهم بعد عداوة الفتنة كما ألف بين قلوبهم بعد عداوة الشرك، و بنا يصبحون بعد عداوة الفتنة اخواناه.

ص: 94


1- طبع هذا الكتاب في هامش (نور الابصار) تأليف الشيخ مؤمن الشبلنجي الاتي ذكره.

في دينهم. (قال) بعض أهل العلم: هذا حديث حسن عال رواه الحفاظ في كتبهم أما الطبراني فقد ذكره في المعجم الاوسط و أما ابو نعيم فرواه في حلية الاولياء و أما عبد الرحمن بن حماد فقد ساقه في عواليه انتهى.

و هذا الخبر من خيرة الاخبار و أصحها و أدلها و اقربها الى الاذهان.

و في «ينابيع المودة» تأليف الشيخ سليمان الحنفي النقشبندي ج 2 ص 447 باب 87 طبع اسلامبول:

عن الحمويني في كتابه (فرائد السمطين) عن جابر بن عبد اللّه الانصارى رفعه: من انكر خروج (المهدى) فقد كفر بما أنزل على محمد و من أنكر نزول عيسى (ع) فقد كفر و من أنكر خروج الدجال فقد كفر.

(و فيه) عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رفعه: ان اوصيائي و حجج اللّه على الخلق بعدى الاثنا عشر اولهم أخي و اخرهم ولدى. قيل: يا رسول اللّه من أخوك؟ قال: علي. قيل: من ولدك؟ قال: (المهدى) الذى يملأ الارض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما، و الذي بعثني بالحق بشيرا و نذيرا لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول اللّه ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدى (المهدي) فينزل روح اللّه عيسى بن مريم فيصلي خلف ولدى و تشرق الارض بنور ربها و يبلغ سلطانه المشرق و المغرب.

و في (مطالب السؤل) تأليف العلامة كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي في الجزء الثاني ص 80 عن القاضى ابى محمد الحسين بن مسعود البغوي في كتابه المسمى (بشرح السنة) و اخرجه الامامان البخارى و مسلم كل واحد منهما بسنده في صحيحه يرفعه الى أبى هريرة قال: قال رسول اللّه: كيف أنتم اذا نزل ابن مريم فيكم و أمامكم منكم (و عن) أبي داود و الترمذى بسندهما في صحيحهما، كل واحد منهما يرفعه بسنده عن ابن مسعود انه قال: قال رسول اللّه: لو لم يبق من الدنيا الا يوم الخ

ص: 95

(أقول) لسنا بحاجة الى اكثار الروايات و الاخبار بعد كونها مشهورة مستفيضة متواترة، اذ لم نكن بصدد اثبات وجود الامام الثانى عشر سلام اللّه عليه لانه من البديهات و انما أوردنا هذا النزر القليل من صحاح الجماعة و اسفارهم الزاما عليهم باعترافهم و حجة عليهم بما لديهم، و الا فنحن بحمد اللّه و منه في غنى عن ذلك و على بصيرة من أمرنا و ان خالفنا فى ذلك من خالف:

نحن بما عندنا و أنت بما عندك راض و الرأى مختلف

و لا اعتبار بقول من لا خبرة له و لا بصيرة فى علم الحديث و الدراية اذ لا معرفة له بصحيح الاخبار من سقيمها كما لا خبرة له باحوال الرواة و احاديثهم فان بعض الخالين من المروة و الانصاف اذا مر عليهم حديث متواتر لا مناص لهم من ذكره او سمعه آخر منهم يخشون أن يحدث به طعنوا في سنده او رواية كقول بعضهم:

هذا الحديث ضعيف لأن راوية يميل الى التشيع و غير ذلك و مثل هذا القول في الكتب كثير فعلى ذوى البصائر و المؤمنين باللّه و اليوم الآخر اجتناب مثل هذه الافعال و عدم الالتفات الى مثل هذه الاقوال المزيفة المردودة على ناقليها (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ) اذ الحق برغم مبغضيه ظاهر و كم و كم سعى المبطلون و المأجورون بتحطيم دعائم الاسلام و غصب حقوق أهل البيت الكرام (فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ وَ ما كانُوا مُهْتَدِينَ).

و لا مجال لأنكار ما أوردناه من الاحاديث في (المهدى) عليه و على آبائه السلام فهو آخر أئمة المسلمين و هل هناك من يشك في صحة الاخبار التى يرويها مثل أحمد في مسنده او مسلم في صحيحه أو سائر ما روى في الصحاح الستة و سائر مؤلفات الرواة و المحدثين منهم.

نعم هناك جماعة من المؤلفين غلبت عليهم الاهواء و شغلتهم الامور السياسية و كتبوا ماشاؤ امراء وقتهم تقربا اليهم و ان كان ما يكتبونه مخالفا للواقع منافيا (12 - ج 1 - الشيعة و الرجعه)

ص: 96

للمرؤة كابن خلدون فانه سجل في كتابه المعروف ب (المقدمة) ما سود وجه التأريخ و شوه به الحقائق الناصعة و عقد هناك فصلا في (المهدى) عليه السلام خبط فيه خبط عشواء و ضعف أسانيد أئمة الحديث و حملة العلم و تكلم هناك بما لا علم له به و قد تصدى لرده العلامة الخبير الرجالي المتتبع الاستاذ أحمد محمد شاكر المشرف على الطبعة الاخيرة من مسند الامام أحمد و المخرج لها بتلك الحلة القشيبة التي ندر ان خرج مثلها في كتب هذا الفن و صاحب التعاليق و الشروح القيمة على الكتاب التى تدل على تبحره في هذا الفن فقال في ص 197 من الجزء الخامس في ذيل حديث عاصم ما لفظه: و اما ابن خلدون فقد قفأ ما ليس له به علم(1) و اقتحم قحما لم يكن من رجالها و غلبه ما شغله من السياسة و أمور الدولة و خدمة من كان يخدم من الملوك و الامراء فاوهم ان شأن (المهدى) عقيدة شيعية أو اوهمته نفسه ذلك فعقد في مقدمته المشهورة فصلا طويلا جعل عنوانه فصل فى امر الفاطمي و ما يذهب اليه الناس من أمره و كشف الغطاء عن ذلك ص 260 الى ص 258(2)

من طبع بولاق سنة 1284 التي طبعت مع التأريخ متهافت في هذا الفصل تهافتا عجيبا و غلط فيه أغلاطا واضحة. الى ان ابن خلدون لم يحسن قول المحدثين الجرح مقدم على التعديل و لو اطلع على أقوالهم و فقهها ما قال شيئا مما قال و قد يكون قرأ و عرف و لكنه اراد تضعيف أحاديث (المهدي)(3) بما غلب عليه من الرأي السياسي -

ص: 97


1- يشير الاستاذ الكبير بقوله الى انه خالف أمر اللّه تعالى حيث قال وَ لا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ الخ.
2- لعل المرتب قدم و اخر في ارقام الصحايف و الا فكيف يعقل تقدم ص 260 على ص 258 و الذي يغلب على الظن الظن تقديم الثمانية على الخمسة فيكون (285) حيث ان البحث طويل جدا يساوي (20) صحيفة بالنسخة التى توجد عندنا و هي طبعة بيروت.
3- و لعل هذا الوجه أقرب الوجوه الى الواقع فان له مع آل محمد (صلی الله علیه و آله) مواقف كثيرة قال في مقدمته المطبوعة ببيروت ص 246 ما لفظه: (و شذ أهل البيت بمذاهب ابتدعوها و فقه انفردوا به) الى ان قال: (و شذ بمثلهم الخوارج و لم يحتفل الجمهور بمذاهبهم بل أو سعوها جانب الانكار و القدح. الخ). و قد أورد القول بالفاظه سيدنا و مولانا المصلح و المجاهد الاكبر آية الحق و اليقين السيد عبد الحسين شرف الدين دام ظله في ص 198 من الطبعة الاولى من فصوله المهمة و قال بعد تمامه: (و قال ابن خلدون انه و امثاله على الهدى و السنة و ان اهل البيت و شيعتهم أهل الضلال و بدعة و تمثل يقول شيخ المعرة: فياموت زر ان الحياة ذميمةو يا نفس جدي ان سبقك هازل و احتج على ابن خلدون بآيات من الذكر الحكيم و احاديث واردة عن الرسول الامين و قطع باحتجاجه دابر المفسدين و الحمد للّه رب العالمين.

في عصره الخ.

فجزى اللّه الاستاذ أحمد محمد شاكر عن خدمته للحقيقة بهذا البيان خير جزاء المحسنين.

المعترفون بولادة المهدي ع من علماء العامة

اشارة

و هم كثيرون و قد ذكر الشيخ الاجل ثالث المجلسين الحاج مرزة حسين الطبرسي النوري (قده) في كتابه (كشف الاستار) اربعين رجلا من اكابر محدثيهم:

الاول ابو سالم كمال الدين محمد بن طلحة

(الاول) ابو سالم كمال الدين محمد بن طلحة بن محمد بن الحسن القرشي النصيبي المولود سنة 582 قال في كتاب (مطالب السؤل) الباب الثاني عشر في أبي القاسم م ح م د بن الحسن الخالص بن علي المتوكل بن محمد القانع بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين

ص: 98

ابن الحسين الزكي بن علي المرتضى أمير المؤمنين بن أبي طالب، (المهدى) الحجة الخلف الصالح المنتظر عليهم السلام و رحمته و بركاته.

هذا الخلف الحجة قد أيده اللّه

هدانا منهج الحق و آتاه سجاياه

و أعلى في ذرى العليا بالتأييد مرقاه

و آتاه حلى فضل عظيم فتح اللّه

و قد قال رسول اللّه قولا قد رويناه

و ذو العلم بما قال اذا ادرك معناه

يرى الاخبار في (المهدى) جائت عن مسماه

و قد ابداه بالنسبة و الوصف و سماه

و يكفي قوله مني لأشراق محياه

و من بضعته الزهراء مجراه و مرساه

الى ان قال فأما مولده فبسر من رأى في (23) سنة 258 و اما نسبه ابا و اما فابوه الحسن الخالص الى آخر ما تقدم (اقول): اخذ التاريخ شهر او سنة عن كتاب شواهد النبوة للشيخ العارف الجامى الآتى ص 93.

و الثاني ابو عبد اللّه محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي

(و الثاني) ابو عبد اللّه محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي الذي يعبر عنه ابن الصباغ المالكي في كتابه (القصول المهمة) بقوله: (الامام الحافظ).

قال: و خلف يعني على الهادي من الولد ابا محمد الحسن ابنه. ثم ذكر تاريخ ولادته و وفاته و قال: ابنه و هو الامام المنتظر الخ.

(أقول): قال العلامة النوري: و كتابه البيان مشتمل على اربعة و عشرين بابا و الباب الرابع و العشرون منه في الدلالة على الجواز بقاء (المهدي) مدة غيبته و ذكر فيه مطالب شريفة من أرادها فيراجع الكتاب.

الثالث الشيخ نور الدين على بن محمد بن الصباغ المالكي

(الثالث) الشيخ نور الدين على بن محمد بن الصباغ المالكي قال في

ص: 99

(الفصول المهمة):

(الفصل الثاني عشر) في ذكر أبي القاسم الحجة الخلف الصالح ابن أبي محمد الحسن الخالص و هو الامام الثاني عشر و تاريخ ولادته و دلائل إمامته و ذكر طرف من أخباره و غيبته و مدة قيام دولته و ذكر نسبه و كنيته و لقبه و غير ذلك الخ

الرابع الفقيه الواعظ شمس الدين أبو المظفر يوسف بن قز

(الرابع) الفقيه الواعظ شمس الدين أبو المظفر يوسف بن قز علي بن عبد اللّه البغدادي الحنفي سبط العالم الواعظ أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي قال في آخر كتابه الموسوم (بتذكرة خواص الامة) بعد ترجمة العسكري و ذكر أولاده: منهم (م ح م د) الامام (فصل) هو (م ح م د) بن الحسن بن علي بن محمد بن علي ابن موسى الرضا بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ابي طالب عليهم السلام و كنيته أبو عبد اللّه و أبو القاسم و هو الخلف الحجة صاحب الزمان القائم و المنتظر و التالي و هو آخر الائمة عليهم السلام الخ.

(أقول): و في التذكرة أيضا ص 378 ما لفظه: (فصل): و قد جمع الائمة عليهم السلام ابو الفضل يحيى بن سلامة الخصكفي في قصيدته المشهورة التي أنشدنيها جماعة من مشايخنا ببغداد. الى ان قال: و القصيدة:

أقوت مغانيهم فأقوى الجلد ربعان كل بعد سكن فدفد

أسأل عن قلبي و أحباب له و منهم كل مقر يحجد

و هل تجيب أعظم بالية و ارسم خالية من ينشد

و منها:

وسائلي عن حب أهل البيت هل أقر اعلانا به أم أجحد

هيهات ممزوج بلحمي و دمى حبهم و هو الهدى و الرشد

حيدرة و الحسنان بعده ثم علي و ابنه محمد

جعفر الصادق و ابن جعفر موسى و يتلوه على السيد

أعنى الرضا ثم ابنه محمد ثم على و ابنه المسدد

ص: 100

الحسن التالي و يتلو تلوه محمد بن الحسن المفتقد

فانهم أئمتي و سادتي و ان نهاني معشر و فندوا

أئمة اكرم بهم ائمة أسماؤهم مسرورة تطرد

هم حجج اللّه على عباده و هم اليه منهج و مقصد

كل النهار صوم لربهم و في الدياجي ركع و سجد

قوم أتى في هل أتى مديحهم هل شك في ذلك الا ملحد

قوم لهم في كل أرض مشهد لابل لهم في كل قلب مشهد

قوم مني و المشعران لهم و المروتان لهم و المسجد

قوم لهم مكة و الابطح و الخيف و جمع و البفيع الغرقد

قوم لهم فضل و مجد باذخ يعرفه المشرك و الموحد

ما صدق الناس و ما تصدقوا مانسكوا و أفطروا و عيدوا

و لا غزوا و أوجبوا حجا و لا صلوا و لا صاموا و لا تعبدوا

اولا رسول اللّه و هو جدهم يا حبذا الوالد ثم الولد

و منها:

يا أهل بيت المصطفى يا عدتي و من على حبهم أعتمد

أنتم الى اللّه غدا وسيلتي فكيف أشقى و بكم أعتضد

وليكم في الخلد حي خالد و الضد في نار لظى مخلد

الخامس الشيخ الاكبر محي الدين رأس اجلاء العارفين

(الخامس) الشيخ الاكبر محي الدين رأس اجلاء العارفين أبو عبد اللّه محمد ابن علي بن محمد بن عربي الحاتم الطائى الاندلسي قال في الباب السادس و الستين و الثلثمائة من كتاب (الفتوحات) ما لفظه: و أعلموا انه لا بد من خروج (المهدى) لكن لا يخرج حتى تملأ الارض جورا و ظلما فيملأها قسطا و عدلا، و لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد طول اللّه تعالى ذلك اليوم حتى يلي ذلك الخليفة و هو من عترة رسول اللّه من ولد فاطمة جده الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) و والده الحسن

ص: 101

العسكري ابن الامام علي النقي بالنون بن الامام محمد التقي بالتاء بن الامام علي الرضا بن الامام موسى الكاظم بن الامام جعفر الصادق بن الامام الامام محمد الباقر بن الامام زين العابدين بن الامام الحسين بن الامام على بن أبي طالب رضي اللّه عنه، يواطيء إسمه إسم رسول اللّه يبايعه المسلمون ما بين الركن و المقام، يشبه رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) في الخلق (بفتح) الخاء و ينزل عنه في الخلق (بضمها) اذ لا يكون أحد مثل رسول اللّه في اخلاقه و اللّه تعالى يقول: (وَ إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)

هو أجلى الجبهة، أقنى الانف، أسعد الناس به اهل الكوفة يقسم المال بالسوية و يعدل في الرعية، يأتيه الرجل فيقول: (يا مهدي) أعطني و بين يديه المال فيحثى له في ثوبه ما استطاع ان يحمله. يخرج علي فترة من الدين يضع اللّه به ما لا يضع في القرآن يمسي الرجل جاهلا وجبانا فيصبح عالما شجاعا كريما يمشي النصر بين يديه. يعيش خمسا او تسعا، يقفو اثر رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) لا يخطىء له ملك يشدد من حيث لا يراه، يحمل الكل و يعين الضعيف و يساعد على نوائب الحق يفعل ما يقول و يقول ما يفعل و يعلم ما يشهد. يصلحه اللّه في ليلة يفتح المدينة الرومية بالتكبير مع سبعين الف من المسلمين من ولد اسحق يشهد الملحمة العظمى مأدبة اللّه بمرج عكا يبيد الظلم و أهله و يقيم الدين و أهله و ينفخ الروح في الاسلام يعز اللّه به الاسلام بعد ذله و يحييه بعد موته، يضع الجزية و يدعو الى اللّه بالسيف فمن أبى قتل و من نازعه خذل بظهر من الدين ما هو عليه في نفسه حتى لو كان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) حيا لحكم به فلا يبقى في زمانه الا الدين الخالص عن الرأي يخالف في غالب أحكامه مذاهب العلماء فينقبضون منه لذلك لظنهم ان اللّه لا يحدث بعد ائمتهم مجتهدا الخ.

السادس الشيخ العارف الخبير ابو المواهب عبد الوهاب بن احمد بن علي الشعراني

(السادس) الشيخ العارف الخبير ابو المواهب عبد الوهاب بن احمد بن علي الشعراني قال في كتابه المسمى (باليواقيت) و هو بمنزلة الشرح لمعلقات الفتوحات و هذا الكتاب تلقاه العلماء بالقبول و بالغوا في مدحه و الثناء عليه قال: و مولده عليه

ص: 102

السلام ليلة النصف من شعبان سنة 255 و هو باق الى ان يجتمع بعيسى بن مريم و هو من أولاد الامام الحسن العسكري عليه السلام.

السابع الشيخ حسن العراقي

(السابع) الشيخ حسن العراقي. قال الشيخ عبد الوهاب الشعراني المتقدم ذكره في الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الانوار في طبقات الاخبار فى الجزء الثاني من النسخة المطبوعة بمصر في سنة 1305: و منهم الشيخ العارف باللّه سيدي حسن العراقي ثم ذكر اجتماعه بالامام (ع) سبعة أيام و استفادته منه و تعليمه الذكر و وصيته له بعدم تركه.

الثامن الشيخ العارف على الخواص

(الثامن) الشيخ العارف على الخواص قال الشعراني في طبقاته المسماة باللواقح و منهم شيخي و استاذي السيد علي الخواص البراسي الى آخر ما نقل عنه هناك.

التاسع نور الدين عبد الرحمن بن أحمد بن قوام الدين

(التاسع) نور الدين عبد الرحمن بن أحمد بن قوام الدين الدشتي الجامي الحنفي الشاعر العارف المعروف صاحب شرح الكافية الدائر فى أيدي المشتغلين روى في كتابه (شواهد النبوة) عن حكيمة عمة أبي محمد الحسن الزكي.

و ذكر شيخنا النوري رحمه اللّه ملخص ترجمة كلامه قال: انها قالت:

كنت يوما عند أبي محمد فقال: يا عمة بيتي الليلة عندنا فان اللّه تعالى يعطينا خلفا.

فقلت: يا ولدي ممن فاني لا أرى في نرجس أثر حمل أبدا. فقال: يا عمة مثل نرجس مثل أم موسى لا يظهر حملها الا في وقت الولادة. فبت عنده فلما انتصف الليل قمت فتهجدت و قامت نرجس و تهجدت و قلت في نفسي قرب الفجر و لم يظهر ما قاله أبو محمد، فناداني ابو محمد من مقامه: لا تعجلي يا عمة. فرجعت الى بيت كانت فيه نرجس فرأيتها و هي ترتعد فضممتها الى صدرى و قرأت عليها (قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ) و (إِنّا أَنْزَلْناهُ) و (آية الكرسي) فسمعت صوتا من بطنها يقرء ما قرأت، ثم اضاء البيت فرأيت الولد على الارض ساجدا فأخذته فناداني أبو محمد من حجرته يا عمه ايتيني بولدي فأتيته به فاجلسه في حجره و وضع لسانه في فمه، تكلم يا ولدي باذن اللّه تعالى. فقال: بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (وَ نُرِيدُ أَنْ

ص: 103

نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ) ثم رأيت طيورا خضرا احاطت به فدعى أبو محمد واحدا منها فقال: خذه و احفظه حتى يأذن اللّه تعالى فان اللّه تعالى فان اللّه بالغ أمره فسألت ابا محمد: ما هذا الطير و ما هذه الطيور؟ فقال: هذا جبرئيل و هؤلاء ملائكة الرحمة. ثم قال: يا عمة رديه الى امه كي تقر عينها و لا تحزن و لتعلم (إِنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّ وَ لكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ)

فرددته الى امه.

قال: و لما ولد كان مقطوع السرة مختونا مكتوبا على ذراعه الايمن (جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً). و روى غير حكيمة: انه لما ولد حثا على ركبتيه و رفع سبابته الى السماء و عطس فقال: الحمد للّه رب العالمين.

(أقول) و نقل سيدنا و شيخنا العلامة حجة الاسلام السيد محسن الامين العاملي الشقرائي المتوفي سنة 1371 في ص 68 من كتابه (البرهان على وجود صاحب الزمان) نقلا عن كتاب (مرآت الاسرار الفارسي) للجامي المذكور و هذا نص ترجمة سيدنا الامين قال:

ذكر من هو شمس الدولة من هو هادي جميع الملة و الدولة من هو قائم في في المقام المظهر الاحمدي الامام بالحق أبو القاسم محمد بن الحسن (المهدي) رض اللّه عنه و هو الامام الثاني عشر من أئمة أهل البيت أمه، كانت ام ولد اسمها نرجس ولادته ليلة الجمعة خامس عشر من شهر شعبان سنة 255 و على رواية شواهد النبوة انها بتاريخ ثلاثة و عشرين من شهر رمضان سنة 258 في سر من رأى المعروفة بسامراء و هذا الامام الثاني عشر موافق في الكنية و الاسم لحضرة ملجأ الرسالة عليه السلام. القابة الشريفة: (المهدي) و الحجة و القائم و المنتظر و صاحب الزمان و خاتم الاثنا عشر.

و في وقت وفاة والده الامام الحسن العسكرى (ع) كان عمره خمس سنين (13 - ج 1 - الشيعة و الرجعة)

ص: 104

جلس على مسند الامامة. و كما أعطى الحق تعالى حضرة يحيى بن زكريا (ع) في حال الطفولية الحكمة و الكرامة و اوصل عيسى بن مريم (ع) في زمن الصبا الى المرتبة العالية، كذلك هو في صغر السن جعله اللّه اماما. و خوارق العادات الظاهرة له ليست قليلة بحيث يسعها هذا المختصر. انتهى تعريب سيدنا المرحوم الامين أعلى اللّه مقامه.

العاشر الحافظ محمد بن محمد بن محمود البخاري

(العاشر) الحافظ محمد بن محمد بن محمود البخاري المعروف بخواجه پارسا من اعيان علماء الحنفية و اكابر مشايخ النقشبندية قال في كتابه (فصل الخطاب) ما لفظه: و لما زعم ابو عبد اللّه جعفر بن أبي الحسن على الهادي رضي اللّه عنه انه لا ولد لأخيه ابي محمد العسكري و ادعى ان اخاه الحسن العسكري جعل الامامة فيه سمي الكذاب و هو معروف بذلك. الى ان قال: و ابو محمد الحسن العسكري ولده (م ح م د) رضى اللّه عنهما معلوم عند خاصة خواص اصحابه و ثقاة أهله و يروى ان حكيمة بنت أبي جعفر محمد الجواد رضى اللّه عنه عمة أبي محمد الحسن العسكري كانت تحبه و تدعو له و تتضرع ان ترى له ولدا و كان ابو محمد الحسن العسكرى اصطفى جارية يقال لها نرجس فلما كان ليلة النصف من شعبان سنة 255 دخلت حكيمة فدعت لابي محمد الحسن العسكرى فقال لها: يا عمة كوني الليله عندنا الخ.

الحادي عشر الحافظ ابو الفتح محمد بن أبي الفوارس

(الحادي عشر) الحافظ ابو الفتح محمد بن أبي الفوارس قال في أول اربعينة اخرج الرجال الثقاة من قول النبى (صلی الله علیه و آله) من حفظ من أمتي اربعين حديثا كنت له شفيعا الى ان قال: فان قال لنا السائل ما هذه الاربعون حديثا التي (الذي خ ل) اذا حفظها الانسان كان له هذا الاجر و الثواب و الفضل العظيم؟ قلنا: الجواب اعلم ان هذا السؤال وقع في مجلس السيد محمد بن ادريس الشافعي فقال هي مناقب امير المؤمنين على بن أبي طالب (ع) الى ان قال: أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد ابن عبد اللّه عن سعد بن عبد اللّه عن عبد اللّه بن جعفر الحميري قال حدثنا محمد

ص: 105

ابن عيسى الاشعري عن ابن حفص احمد بن نافع البصري قال حدثني أبي و كان خادما للامام أبي الحسن على بن موسى الرضا قال حدثني أبي العبد الصالح موسى ابن جعفر قال حدثني أبي جعفر الصادق قال حدثني أبي باقر علم الانبياء محمد بن على قال حدثني أبي عن جده سيد الاوصياء علي بن أبي طالب انه قال: قال لي أخي رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) من أحب أن يلقى اللّه عز و جل و هو مقبل عليه غير معرض عنه فليتول (عليا)، و من سره أن يلقى اللّه عز و جل و هو راض عنه فليتول ابنك (الحسن)، و من أحب أن يلقى اللّه و لا خوف عليه فليتول ابنك الحسين، و من احب ان يلقى اللّه و هو ممحص من الذنوب فليتول على بن (الحسين) فانه كما قال اللّه تعالى: (سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ، و من أحب ان يلقى اللّه عز و جل و هو قرير العين فليتول محمد ابن علي، و من أحب ان يلقى اللّه عز و جل فيعطيه كتابه بيمينه فليتول جعفر بن محمد، و من أحب أن يلقى اللّه طاهرا مطهرا فليتول موسى بن جعفر النور الكاظم، و من أحب ان يلقى اللّه و هو ضاحك فليتول ابنه على، و من احب ان يلقى اللّه عز و جل و هو من الفائزين فليتول ابنه الحسن العسكرى، و من أحب ان يلقى اللّه عز و جل و قد كمل ايمانه و حسن اسلامه فليتول ابنه صاحب الزمان (المهدي): فهؤلاء مصابيح الدجى و ائمة الهدى و اعلام التقى فمن أحبهم و تولاهم كنت ضامنا له على اللّه الجنة انتهى.

و قال شيخنا النورى أعلى اللّه مقامه بعد تمام الحديث ما لفظه: و لا يرتاب العاقل انه معتقد بصحة الخبر و بمضمونه و الا لما أودعه في أربعينه، فقد قال في آخر كلامه: و انما ملت الى تفضيلهم (يعنى أهل البيت عليهم السلام) بعد ان تقدمت مذاهبا فعرفتها و بانت لي الحقيقة فعرفتها و تبينت الطريقة فسلكتها بالشواهد اللائحة و الاخبار الصحيحة الواضحة و نبئت بها من الثقاة و أهل الورع و الديانات و كذلك أديناها حسب ما رويناها. قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): من كذب على متعمدا

ص: 106

فليتبوء مقعده من النار(1) انتهى كلام العلامة النوري عليه الرحمة.

(أقول): فلنحمد اللّه و ليحمده من هدي الى صراط المستقيم و فاز بولاء آل الرسول الكريم فهم و اللّه سفن النجاة و سادة الهداة و نخبة اللّه و صفوته من العباد و موضع سره و الأمان في البلاد، بهم يجزل الثواب للعباد و تنال الدرجات الرفيعة يوم التناد.

و لقد أحسن و أجاد شاعرهم و ناصرهم السيد الجليل اسماعيل الحميري بقوله عند وفاته:

كذب الزاعمون ان عليا لا ينجى محبه من هناة

قد و ربي دخلت جنة عدن و عفا لي الاله عن سيأتي

فابشروا اليوم أولياء على و تولوا الوصي حتى الممات

ثم من بعده تولوا بنيه واحدا بعد واحد بالصفات

الثاني عشر أبو المجد عبد الحق الدهلوى البخارى

(الثاني عشر) أبو المجد عبد الحق الدهلوى البخارى العارف المحدث الفقيه صاحب التصانيف الشاتعة، الى آخر ما ذكر له من الاوصاف. قال في رسالة له في المناقب و احوال الائمة الاطهار (ع) و هي مذكورة في فهرست مؤلفاته و اشار اليها في كتابه تحصيل الكمال، فانه قال فيه بعد ذكر أمير المؤمنين و الحسنين و السجاد و الباقر و الصادق (ع): و هؤلاء من ائمة اهل البيت وقع لهم ذكر في الكتاب، الى ان قال: و لقد تشرفنا بذكرهم جميعا في رسالة منفردة الخ.

قال في الرسالة: و ابو محمد الحسن العسكري ولده (م ح م د) رضي اللّه عنهما معلوم عند خواص أصحابه و ثقاته ثم نقل قصة الولادة بالفارسية.

الثالث عشر السيد جمال الدين عطاء اللّه بن السيد غياث الدين فضل اللّه

(الثالث عشر) السيد جمال الدين عطاء اللّه بن السيد غياث الدين فضل اللّه ابن السيد عبد الرحمن المحدث صاحب كتاب روضة الاحباب الدائر بين اولى الالباب قال بالفارسية ما ترجمته: في بيان الامام الثاني عشر (م ح م د) بن (الحسن)

ص: 107


1- قال أجزل اللّه مثوبه ذلك لئلا يتوهم انه ابتدعها بنفسه.

عليه السلام ولادة ذلك المولى العظيم و در بحر الولاية الكريم و جوهر معدن هداية الدين القويم بقول أكثر المؤرخين في منتصف شعبان سنة 255 الخ.

الرابع عشر الحافظ ابو محمد احمد بن ابراهيم بن هاشم الطوسي البلاذري

(الرابع عشر) الحافظ ابو محمد احمد بن ابراهيم بن هاشم الطوسي البلاذري ذكر شيخنا العلامة النوري حديثا متصل الاسناد بالامام (م ح م د) و هو حديث سلسلة الذهب و هناك ايضا ورد ما لفظه: حديث (م ح م د) بن الحسن الذي يعتقد الشيعة انه (المهدى) عن آبائه الكرام وجدته في مسلسلات الشيخ محمد بن عقلة الملكي عن الحسن العجيمي.

الخامس عشر الشيخ العالم الاديب الاوجد حجة الاسلام أبو محمد عبد اللّه بن احمد بن محمد بن الخشاب

(الخامس عشر) الشيخ العالم الاديب الاوجد حجة الاسلام أبو محمد عبد اللّه بن احمد بن محمد بن الخشاب المذكور في تاريخ ابن خلكان، قال في كتابه فى تواريخ مواليد الائمة و وفاياتهم (ع) و هو كتاب صغير معروف ينقل عنه ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) و على بن عيسى الاربلي الموثق المعتمد عند أهل السنة في كتابه الموسوم ب (كشف الغمة) قال فيه، باسناده عن أبي بكر أحمد بن نصر بن عبد اللّه بن الفتح الدارع النهر و اني: حدثنا صدقة بن موسى حدثنا أبي عن الرضا (ع) قال: الخلف الصالح من ولد أبي محمد الحسن بن علي و هو صاحب الزمان و هو (المهدي) و حدثنى الجراح بن سفيان قال: حدثني ابو القاسم طاهر بن هارون بن موسى العلوى عن ابيه هارون عن أبيه موسى قال:

قال سيدي جعفر بن محمد (ع): الخلف الصالح من ولدي هو (المهدى) اسمه (م ح م د) و كنيته ابو القاسم يخرج فى آخر الزمان يقال لأمه صيقل. قال لنا أبو بكر الدارع: و في رواية أخرى بل امه حكيمة. و في رواية ثالثة: يقال لها نرجس، و يقال لها سوسن و اللّه أعلم بذلك. يكنى بابى القاسم و هو ذو الاسمين خلف و (م ح م د) يظهر في آخر الزمان على رأسه غمامة تظله من الشمس تدور معه حيثما دار تنادى بصوت فصيح هذا هو (المهدى) الخ.

السادس عشر شهاب الدين بن شمس الدين بن عمر الهندي

(السادس عشر) شهاب الدين بن شمس الدين بن عمر الهندي المعروف

ص: 108

بملك العلماء صاحب التفسير الموسوم بالبحر المواج قال في كتابه (هداية السعداء) قال (صلی الله علیه و آله): بعد الحسين بن علي من ابنائه تسعة أئمة آخرهم (القائم) (ع). و قال جابر بن عبد اللّه الانصاري دخلت على فاطمة بنت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و بين يديها الواح و فيها أسماء الائمة من ولدها فاعددت أحد عشر اسما آخرهم (القائم) (ع) الخ ثم ذكر قضية منام النبى و صعود ان اجربة الكلاب على منبره و حزنه من ذلك و نزول جبرئيل عليه و اخباره بسورة القدر و انها خير من الف شهر و هي مدة ملك بني امية و ظلمهم على عباد اللّه فخاف و سكت الى ان يظهر (المهدى) (ع) من ولده فيرفع الوية و يخرج السيف فيملا الارض عدلا و قسطا. الى ان قال: اولهم الامام زين العابدين و الثاني الامام محمد الباقر ابنه. و الثالث الامام جعفر الصادق ابنه، و الرابع الامام موسى الكاظم ابنه، و الخامس الامام على الرضا ابنه، و السادس الامام محمد التقي ابنه، و السابع الامام على النقي ابنه، و الثامن الامام الحسن العسكري ابنه، و التاسع الامام حجة اللّه (القائم) الامام المهدي ابنه و هو غائب و له عمر طويل الخ.

السابع عشر الشيخ العالم المحدث على المتقى بن حسام الدين بن القاضي

(السابع عشر) الشيخ العالم المحدث على المتقى بن حسام الدين بن القاضي عبد الملك بن قاضي خان القرشى من كبار العلماء قال في المرقاة شرح المشكاة بعد ذكر حديث الاثنا عشرية الخلفاء: (قلت): و قد حمل الشيعة الاثنا عشرية على انهم من اهل النبوة متوالية أعم من ان يكون لهم خلافة حقيقة ام استحقاقا فاولهم على ثم الحسن و الحسين فزين العابدين فمحمد الباقر فجعفر الصادق فموسى الكاظم فعلى الرضا فمحمد التقي فعلى النقى فالحسن العسكري فمحمد (المهدى) رضوان اللّه تعالى عليهم.

الثامن عشر العالم المعروف فضل بن روز بهان شارح الشمائل للترمذي

(الثامن عشر) العالم المعروف فضل بن روز بهان شارح الشمائل للترمذي و هو الذي تصدى لرد كتاب نهج الحق للعلامة الحلي و هو مع شدة تعصبه و انكاره لجملة من الاخبار الصحيحة الصريحة بل بعض ما هو كالمحسوس وافق الامامية في هذا المطلب. فقال في شرح قول العلامة (المطلب الثاني) في زوجته و اولاده

ص: 109

عليهم السلام: فاطمة سيدة نساء العالمين عليها السلام زوجته و ساق بعض فضائلها و فضائل الائمة من ولدها، قال: ما ذكر من فضائل فاطمة صلوات اللّه عليها و على ابيها و على سائر آل محمد و السلام امر لا ينكر فان الانكار على البحر برحمته و على البر بسعته و على الشمس بنورها و على الانوار بظهورها و على السحاب بجوده و على الملك بسجوده انكار لا يزيد المنكر الا الاستهزاء به و من هو قادر على ان ينكر على جماعة هم أهل السداد و خزان معدن النبوة و حفاظ آداب الفتوة صلوات اللّه و سلامه عليهم و نعم ما قلت فيهم منظوما:

سلام على المصطفى المجتبى سلام على السيد المرتضى

سلام على ستنا فاطمة من اختارها اللّه خير النساء

سلام من المسك أنفاسه على الحسن الالمعي الرضا

سلام على الاورعي الحسين شهيد برى جسمه كربلا

سلام على سيد العابدين على بن الحسين المجتبى

سلام على الباقر المهتدي سلام على الصادق المقتدي

سلام على الكاظم الممتحن رضى السجايا امام التقى

سلام على الثامن المؤتمن على الرضا سيد الاصفيا

سلام على المتقى التقي محمد الطيب المرتجى

سلام على الاريحي النقي على المكرم هادى الورى

سلام على السيد العسكري امام يجهز جيش الصفا

سلام على القائم المنتظر أبي القاسم القرم نور الهدى

سيطلع كالشمس في غاسق ينجيه من سيفه المنتقى

ترى يملأ الارض من عدله كما ملئت جور أهل الهوى

سلام عليه و آبائه و انصاره ما تدوم السماء

ص: 110

فنص من غير ترددان (المهدي) الموعود القائم المنتظر هو الثاني عشر من هؤلاء الائمة الغرر.

التاسع عشر الناصر لدين اللّه أحمد بن المستضيء بنور اللّه

(التاسع عشر) الناصر لدين اللّه أحمد بن المستضيء بنور اللّه من خلفاء العباسيين و هو الذي أمر بعمارة السرداب الشريف و جعل على الصفة فيه شباكا من خشب ساج منقوش عليه بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ).

ثم ذكر شيخنا العلامة النوري قدس سره بعد هذا بيان ما كتبه العامل بأمر الناصر و ما كتب في داخل الصفة من اسماء الائمة باجمعهم ثم قال: و لو لا اعتقاد الناصر بانتساب السرداب الى (المهدى) (ع) بكونه محل الولادة او موضع غيبته او مقام بروز كرامته، لامكان اقامته في طول غيبته كما نسبه بعض من لا خبرة له الى الامامية و ليس في كتبهم قديما و حديثا منها أثر أصلا لما أمر بعمارته و تزيينه الخ.

العشرون العالم العابد العارف الورع الالمعي الشيخ سليمان بن خواجه كلان بن الحسين القندوزى البلخي

(العشرون) العالم العابد العارف الورع الالمعي الشيخ سليمان بن خواجه كلان بن الحسين القندوزى البلخي صاحب كتاب ينابيع المودة فقد بالغ فيه فى اثبات كون (المهدى) الموعود هو الحجة بن الحسن العسكرى (ع) و عقد لذلك أبوابا و لشيوعه و تبين معتقده فيه أعرضنا عن نقل كلماته التي تزيد على كراس و من اراده راجعه و كان حنفي المذهب صوفي المشرب.

الحادي و العشرون العارف المشهور شيخ الاسلام الشيخ احمد الجامي

(الحادي و العشرون) العارف المشهور شيخ الاسلام الشيخ احمد الجامي قال عبد الرحمن الجامي في كتابه النفحات كما في الينابيع ج 2 ص 472 و غيره قضية دخوله الغار و اجتماعه بالحجة أمر مشهور عندهم فلا حاجة لذكرها و له اشعار بالفارسية مشتملة على اسماء الائمة اولها قوله:

من ز مهر حيدرم هر لحظه اندر دل صفا است أزپى حيدر حسن ما را امام و رهنما است

ص: 111

همچو كلب افتاده ام بر آستان بو الحسن خاك نعلين حسين بر هر دو چشمم توتيا است

عابدين تاج سرو با قردو چشم روشنم دين جعفر بر حق است و مذهب موسى روا است

أي موالى وصف سلطان خراسانر اشنو ريزه از خاك قبرش دردمندان را دو است

پيشواى مؤمنان است اى مسلما نان تقى گر نقى را دوست دارى بر همه مذهب روا است

عسكرى نور دو چشم عالم است و آدم است هم چو يك مهدى سپهسا لار در عالم كجا است

قلعۀ خيبر كرفته ان شهنشاه عرب زنكه در بازوى حيدر نامۀ الا فتى است

شاعران از بهر سيم و زر سخنها كفته اند احمد جامى غلام خاص شاه اولياء است

الثاني و العشرون صلاح الدين الصفدى

(الثاني و العشرون) صلاح الدين الصفدى قال في ينابيع المودة ص 471 ج 2: قال الشيخ الكبير العارف باسرار الحروف صلاح الدين الصفدي في شرح الدائرة: ان (المهدى) الموعود هو الامام الثاني عشر من الائمة او لهم سيدنا على و آخرهم المهدى.

الثالث و العشرون بعض المصريين من مشايخ الشيخ العارف الشيخ ابراهيم القادرى الحلبي

(الثالث و العشرون) بعض المصريين من مشايخ الشيخ العارف الشيخ ابراهيم القادرى الحلبي قال فى ينابيع المودة ج 2 ص 471 قال لي الشيخ عبد اللطيف الحلبي سنة 1273: ان أبي الشيخ ابراهيم قال سمعت بعض مشايخي من مشايخ مصر يقول بايعنا الامام المهدى (ع).

(14 - ج 1 - الشيعة و الرجعة)

ص: 112

الرابع و العشرون الشيخ عبد الرحمن البسطامي

(الرابع و العشرون) الشيخ عبد الرحمن البسطامي قال في اليناييع ج 2 ص 466 قال الشيخ الكبير عبد الرحمن البسطامى صاحب كتاب (درة المعارف).

و يظهر ميم المجد من آل محمد و يظهر عدل اللّه في الناس أولا

كما قد روينا عن علي مع الرضا و في كنز علم الحرف أضحى محصلا

و اشار بقوله روينا الى ما رواه الشيخ المحدث الفقيه محمد بن ابراهيم الجويني الحمويني الشافعي في كتابه فرائد السمطين باسناده عن احمد بن زياد عن دعبل بن علي الخزاعي قال انشدت قصيدة لمولاى الامام علي الرضا:

مدارس آيات خلت من تلاوة و منزل وحى مقفر العرصات

أرى فيئهم في غيرهم متقسما و أيديهم من فيئهم صفرات

الى ان وصلت الى قولى:

و قبر ببغداد لنفس زكية تضمنها الرحمن في الغرفات

قال لي الرضا: أفلا انشدك بيتين بهما تمام قصيدتك؟ قلت بلى يابن رسول اللّه فقال:

و قبر بطوس يا لها من مصيبة توقد في الاحشاء بالحرقات

الى الحشر حتى يبعث اللّه قائما يفرج عنا الهم و الكربات

قال دعبل ثم قرأت بواقي القصيدة عنده فلما انتهت الى قولى:

خروج امام لا محالة واقع يقوم على اسم اللّه بالبركات

يميز فينا كل حق و باطل و يجزى على النعماء و النقمات

بكى الرضا (ع) بكاء شديدا ثم قال: يا دعبل نطق روح القدس على لسانك أتعرف من هذا الامام؟ قلت: لا الا انى سمعت خروج امام منكم يملأ الارض قسطا و عدلا. فقال: ان الامام بعدى ابنى محمد، و بعد محمد ابنه على، و بعد على ابنه الحسن، و بعد الحسن ابنه الحجة (القائم) و هو المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره، فيملأ الارض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما. و أما متى يقوم

ص: 113

فاخبار عن الوقت لقد حدثني أبي عن آبائه عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قال: مثله كمثل الساعة لا تأتيكم الا بغتة.

الخامس و العشرون المولى على اكبر بن اسد اللّه من متأخري علماء الهند

(الخامس و العشرون) المولى على اكبر بن اسد اللّه من متأخري علماء الهند قال في كتاب المكاشفات الذي جعله كالحواشى على كتاب النفحات للمولى عبد الرحمن الجامي قال في حاشية ترجمة على بن سهل بن الازهر الاصبهاني: و لقد قالوا ان عدم الخطا في الحكم مخصوص بالانبياء (ع) آكد لخصوصيته و الشيخ رضى اللّه عنه يخالفهم في ذلك لحديث ورد في شأن الامام المهدى الموعود على جده و عليه الصلاة و السلام كما ذكر ذلك صاحب اليواقيت منه حيث قال: صرح الشيخ رضي اللّه عنه في الفتوحات بان الامام (المهدي) يحكم بما القى عليه الالهام من الشريعة و ذلك انه يلهمه الشرع المحمدى فيحكم به كما اشار اليه حديث (المهدى (ع) انه يقفو أثرى لا يخطىء فعرفنا (صلی الله علیه و آله) انه متبع لا مبتدع و انه معصوم في حكمه اذ لا معنى للمعصوم في الحكم الا انه لا يخطىء و حكم رسول اللّه لا يخطىء فانه لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى، و قد اخبر عن (المهدى) انه لا يخطىء و جعله ملحقا بالانبياء في ذلك الحكم الخ.

السادس و العشرون العارف عبد الرحمن من مشايخ الصوفية

(السادس و العشرون) العارف عبد الرحمن من مشايخ الصوفية صاحب كتاب (مرآت الاسرار) الذي ينقل عنه الشاه ولي اللّه الدهلوي والد الشاه صاحب عبد العزيز صاحب التحفة الاثنا عشرية، في كتاب (الانتباه في سلاسل اولياء اللّه) قال ما نقلنا ترجمته بالعربية عن (البرهان) للسيد الامين بعد ذكر التاسع من المعترفين

السابع و العشرون القطب الذي كتب عبد الرحمن الصوفي كتاب مرآت الاسرار لأجله

(السابع و العشرون) القطب الذي كتب عبد الرحمن الصوفي كتاب مرآت الاسرار لأجله قال فيه بعد كلام طويل في الفارسية، ترجمته: انه زار قبر الامير عليه السلام و كان يستعمل الرياضة و الروحانية الى ان اجتمع الامير (ع) و عقد صلة بينه و بين ولده الامام محمد المهدي بن الحسن العسكري الخ.

الثامن و العشرون القاضي جواد الساباطي

(الثامن و العشرون) القاضي جواد الساباطي كان نصرانيا فاسلم و هو من

ص: 114

أهل السنة و الجماعة و الف كتابا في إثبات حقية الاسلام سماه (البراهين الساباطية) و هو رد على النصارى و نقل عنه في كتاب شعيا بالعبرانية الفاظا ترجمتها بالعربية ما لفظه: و ستخرج من قنس الاسى ينبت من عروقه غصن و ستستقر عليه روح الرب أعنى روح الحكمة و المعرفة و روح الشورى و العدل و روح العلم و خشية اللّه و تجعله ذا فكرة و قادة مستقيما في خشية الرب فلا يقضى كذا بلجامات الوجوه و لا يدين بالسمع ثم ذكر (الساباطي) تأويل اليهود و النصارى هذا الكلام ورده و قال: فيكون المنصوص عليه هو (المهدى) رضى اللّه عنه بعينه بصريح قوله:

و لا يدين بمجرد السمع لأن المسلمين أجمعوا على انه رضى اللّه عنه لا يحكم بمجرد السمع و الحاضر بل لا يلاحظ الا الباطن و لم يتفق ذلك لأحد(1) من الانبياء و الاوصياء الى ان قال: و قد اختلف المسلمون في (المهدي)، فقال اصحابنا من أهل السنة و الجماعة: انه رجل من اولاد فاطمة يكون اسمه محمدا و اسم أبيه عبد اللّه و اسم امه آمنة. و قال الاماميون: بل انه هو محمد بن الحسن العسكري و كان قد تولد سنة 255 من فتاة للحسن العسكري اسمها نرجس في سر من رأى بزمن المعتمد ثم غاب ثم ظهر ثم غاب و هي الغيبة الكبرى و لا يؤوب بعدها الا اذا شاء اللّه و لما كان قولهم أقرب لتناول هذا النص و كان غرضي الذب عن ملة محمد صلى اللّه عليه و آله مع قطع النظر عن التعصب في المذهب ذكرت لك مطابقة ما يدعيه الاماميون مع هذا النص انتهى.

التاسع و العشرون الشيخ العارف سعد الدين محمد بن المؤيد بن أبى الحسين

(التاسع و العشرون) الشيخ العارف سعد الدين محمد بن المؤيد بن أبى الحسين ابن محمد بن حمويه المعروف بالشيخ سعد الدين الحموي خليفة نجم الدين الكبرى و قد الف كتابا مفردا في حالاته و صفاته (ع) و وافق فيه الامامية و أطال الكلام فيه و ذكر التفاصيل، الى ان قال: الى ان وصلت النوبة الى نبينا صلى اللّه عليه

ص: 115


1- لأنهم كانوا يحكمون بالظواهر و الايمان كما قال صلى اللّه عليه و آله: اني احكم بينكم بالبينات و الايمان.

و آله و قال: لا نبي بعدى يدعو الناس الى ديني و الذين يدعون بعدي و يتبعونني يسمون بالاولياء و هؤلاء الاولياء يدعون الخلق الى ديني و اسم الولي ظهر فى ديني و اللّه تعالى جعل اثنا عشر نفسا في دين محمد نوابه، (و العلماء ورثة الانبياء) قاله في حفهم، و كذا قوله: (علماء أمتى كانبياء بنى اسرائيل) قاله في حقهم و عند الشيخ الولي في أمة محمد (صلی الله علیه و آله) ليس ازيد من هؤلاء الاثنا عشر و آخر الاولياء و هو الثاني عشر هو (المهدي) صاحب الزمان صلوات اللّه عليه الخ.

الثلاثون الشيخ العارف المتأله عامر البصرى

(الثلاثون) الشيخ العارف المتأله عامر البصرى المتوطن في سواين الروم صاحب القصيدة التائية الطويلة المسماة بذات الانوار اولها:

امام الهدى حتى متى انت غائب فمنّ علينا يا ابانا بأوية

ترائت لنا رايات جيشك قادما ففاحت لنا منها روايح مسكة

و بشرت الدنيا بذلك فاغتدت مباسمها مفترة عن مسرة

مللنا و طال الانتظار فجدلنا بربك يا قطب الوجود بلقية

فعجل لنا حتى نراك فلذة المحب لقا محبوبه بعد غيبة

الحادي و الثلاثون الشيخ الفاضل العارف المشهور ابو المعالي صدر الدين القونوي

(الحادي و الثلاثون) الشيخ الفاضل العارف المشهور ابو المعالي صدر الدين القونوي المستغنى عن نقل مناقبه و فضائله ذكر له صاحب الينابيع ص 468 ج 2 في المهدى هذه الابيات:

يقوم بأمر اللّه في الارض ظاهر على رغم شيطانين ممتحقي كفر

يؤيد شرع المصطفى و هو ختمه و يمتد من ميم باحكامها يدري

و مدته ميقات موسى و جنده خيار الورى في الوقت تخلو عن الحصر

على يده محق اللئام جميعهم بسيف قوى المتن علك ان تدري

حقيقة ذاك السيف (و القائم) الذي تعين للدين القويم على الامر

الى ان قال:

اليس هو النور الاتم حقيقة و نقطة ميم منه امدادها يجري

ص: 116

يفيض على الاكوان ما قد افاضه عليه إله العرش في ازل الدهر

فماثم الا الميم لا شيء غيره و ذو العين من نوابه مفرد العصر

هو الروح فاعلمه و خذ عهده اذا بلغت مد مديد من العمر

كأنك بالمذكور تسعد راقيا الى ذروة المجد الاثيل على القدر

و ما قدره الا الوف بحكمة على حمد مرسوم الشريعة بالامر

بذا قال أهل الحل و العقد فاكتفى بنصهم المثبوت فى الصحف الزبر

فان تبغ ميقات الظهور فانه يكون بدور جامع مطلع الفجر

و قد قال الشيخ صدر الدين لتلاميذه في وصاياه: ان الكتب التي كانت لي من كتب الطب و الحكمة و الفلسفة بيعوها و تصدقوا بثمنها على الفقراء و اما كتب التفاسير و الاحاديث و التصوف فاحفظوها في دار الكتب و اقرؤا كلمة التوحيد لا إله إلا اللّه سبعين الف مرة ليلة الاولى بحضور القلب و بلغوا منى سلاما الى (المهدى) عليه السلام انتهى.

الثاني و الثلاثون شيخ مشايخ الصوفية المولى جلال الدين الرومي المثنوى

(الثاني و الثلاثون) شيخ مشايخ الصوفية المولى جلال الدين الرومي المثنوى قال في ديوانه الكبير في قصيدة أولها:

اي سرور مردان على مستان سلامت ميكنند وى صفدر مردان على مستان سلامت ميكند

الى ان قال:

با قاتل كفار گو با دين و با دينذار كو يا حيدر كرار كو مستان سلامت ميكند

يا درج دو كوهر بكو با برج دو اختر بكو با شبر و با شير بكو مستان سلامت ميكند

بازين دين عابد بكو با نوردين باقر بكو با جعفر صادق بگو مستان سلامت ميكند

ص: 117

با موسى كاظم بكو با طوسي عالم بكو با تقى قائم بگو مستان سلامت ميكند

بامير دين هادي بگو با عسكرى مهدي بگو

با ان ولي مهدي بگو مستان سلامت ميكنند

الثالث و الثلاثون الشيخ العارف محمد الشهير با الشيخ العطار

(الثالث و الثلاثون) الشيخ العارف محمد الشهير با الشيخ العطار صاحب الدواوين المعروفة قال في كتابه (مظهر الصفات) على ما نقله عنه في يبابيع المودة ج 2 ص 473:

مصطفى ختم رسل شود در جهان مرتضى ختم ولايت در عيان

جمله فرزندان حيدر اولياء جملة يك نورند حق كرداين ندا

ثم عد من الائمة احد عشر و قال:

صدر هزاران اوليا روي زمين از خدا خواهند مهدى را يقين

يا الهي (مهديم) از غيب آر تا جهان عدل گردد آشكار

(مهدي) هادى است تاج أتقيا بهترين خلق برج اوليا

اى ولاى تو معين آمده بر دل و جانها همه روشن شده

أى تو ختم أولياى اين زمان و از همه معنى نهاني جان جان

اى تو هم پيدا و پنهان آمده بنده عطارت ثنا خوان آمده

الرابع و الثلاثون شمس الدين التبريزى

(الرابع و الثلاثون) شمس الدين التبريزى شيخ المولوي جلال الدين الرومي نسب اليه هذا القول صاحب الينابيع و قال: ذكره في أشعاره. و لم يذكر منها شيئا.

الخامس و الثلاثون السيد نعمة اللّه الولى

(الخامس و الثلاثون) السيد نعمة اللّه الولى نسبه اليه في الينابيع ج 2 ص 472

السادس و الثلاثون السيد النسيمي

(السادس و الثلاثون) السيد النسيمي قال في الينابيع بعد ذكر هؤلاء:

و غيرهم قدس اللّه اسرارهم و وهب لنا عرفانهم ذكروا في اشعارهم في مدائح الائمة من أهل البيت الطيبين مدح (المهدى) في آخرهم متصلا بهم فهذه أدلة على أن (المهدي)

ص: 118

ولد اولا رضي اللّه عنه و من تتبع آثار هؤلاء الكاملين العارفين يجد الامر واضحا عيانا.

السابع و الثلاثون العالم العارف الكامل السيد علي بن شهاب الدين الهمداني

(السابع و الثلاثون) العالم العارف الكامل السيد علي بن شهاب الدين الهمداني الذي ذكروا في ترجمته انه وصل الى خدمة اربعمائة من الاولياء و بالغ في مدحه عبد الرحمن الجامى.

الثامن و الثلاثون علامة زمانه و فريد اوانه الشيخ محمد صبان المصري

(الثامن و الثلاثون) علامة زمانه و فريد اوانه الشيخ محمد صبان المصري صرح بذلك في كتابه (اسعاف الراغبين) المطبوع بمصر 166

التاسع و الثلاثون الفاضل البارع عبد اللّه بن محمد المطيرى

(التاسع و الثلاثون) الفاضل البارع عبد اللّه بن محمد المطيرى في كتابه الموسوم بالرياض الزاهرة في فضل آل بيت النبي و عترته الطاهرة.

قال: و روى في الحديث الاخير ان من ذرية الحسين بن علي المهدى المبعوث في آخر الزمان. الى ان قال: و جميع نسل الحسين و ذريته يعودون الى امام الائمة المحقق المجمع على جلالته و غزارة علمه و زهده و ورعه و كما له سلالة الانبياء و المرسلين و سلالة خير المخلوقين زين العابدين على بن الحسين الخ.

الاربعون شيخ الاسلام و البحر الطمطام و مرجع الاولياء الكرام ابو المعالى محمد سراج الدين الرفاعي

(الاربعون) شيخ الاسلام و البحر الطمطام و مرجع الاولياء الكرام ابو أبو المعالى محمد سراج الدين الرفاعي قال في كتابه الموسوم بصحاح الاخبار في نسب السادات الفاطمية الاخيار فى ترجمة أبي الحسن الهادي ما لفظه: و اما الامام على الهادي بن الامام محمد الجواد و لقبه النقي و العالم و الفقيه و الامير و الدليل و العسكري. الى ان قال: و كان له خمسة اولاد الامام الحسن العسكري و الحسين و محمد و جعفر و عائشة فاما الحسن العسكري فاعقب صاحب السرداب الحجة المنتظر ولى اللّه الامام محمد المهدى (ع) الخ.

(قلت) فهؤلاء اربعون رجلا اوردهم الشيخ المحدث مفخرة الفرقة الناجية في كتابه الكريم المسمى ب (كشف الاستار) الذي كتبه ردا على صاحب القصيدة المعروفة التى اولها:

ص: 119

ايا علماء العصر يا من لهم خبر بكل دقيق حار من دونه الفكر

(أقول):

و قد اجابه جمع من الاعلام ببيانات رشيقة نظما و اجابه شيخنا النوري قدس سره نثرا و اجاد و افاد و ارتفع الحجاب ببيانه و انكشف النقاب ببنانه جزاه اللّه عن (المهدي) خير جزاء الصالحين. ثم ان الحقير تتبعت في بعض الكتب المعتبرة عند القوم تتميما للحجة (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ) فعثرت على مقدار عشرين رجلا بل ازيد من المعترفين ايضا فاضفتهم و نسأل اللّه ان يقع موقع القبول.

«أولهم» ابن الاثير في نهايته ج 1 ص 174 طبع مصر في مادة (جلى) قال: و قد تكرر في الحديث و في صفة المهدي انه اجلى الجبهة الخ.

(الثاني) المولى حسين الكاشفى صاحب التفسير المعروف فى كتابه (روضة الشهداء) في ص 326 طبع الهند في ذكر الامام (م ح م د) قال: محمد بن الحسن العسكرى الامام الثاني عشر من الائمة الاثنا عشر كنيته أبو القاسم ولادته في سر من رأى الخ.

(الثالث) ابن خلكان في تاريخه ج 2 ص 451 قال ابو القاسم محمد بن الحسن بن علي الهادي بن محمد الجواد ثاني عشر من الائمة الاثنا عشر الى أن يقول ولادته يوم الجمعة منتصف شعبان سنة 255.

(الرابع) الحافظ البيهقي الشافعى في شعب الايمان، قال: اختلف الناس في امر (المهدي) فتوقف جماعة و احالوا العلم الى علله و اعتقدوا انه واحد من اولاد فاطمة بنت رسول اللّه الى يقول: و لا امتناع في طول عمره و امتداد ايامه كعيسى بن مريم و الخضر.

(الخامس) السيد احمد زيني دحلان، قال فى الجزء الثاني من (الفتوحات الاسلامية) ص 322 بعد ذكر (المهدى) العباسي و الرد على المعتقدين بأنه (المهدي) الموعود يقول: و الحاصل ان الذي تقتضيه الاحاديث النبوية و صرح به العلماء ان (15 - ج 1 - الشيعة و الرجعة)

ص: 120

(المهدي) المنتظر الى هذا الوقت لم يظهر و ذكروا له علامات كثيرة بعضها مضى و انقضى و بعضها باق لم يظهر و من اعظم علاماته انه يصلحه اللّه في ليلة و انه من ولد فاطمة. الى ان يقول: لكن المقطوع به انه لا بد من ظهوره الخ.

(السادس) ابن حجر في صواعقه ص 205 قال بعد ذكر الامام ابي الحسن الخالص: ولد سنة اثنتين و ثلاثين و مأتين و وقع لبهلول معه انه رآه و هو صبى يبكي و الصبيان يلعبون فظن انه يتحسر على ما في أيديهم. فقال: اشترى لك ما تلعب به؟ فقال: يا قليل العقل ما للعب خلقنا. فقال له: من اين لك ذلك؟ قال: من قول اللّه عز و جل (أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَ أَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ)

ثم سأله ان يعظه فوعظه بابيات، ثم خرج الحسن مغشيا عليه فلما أفاق قال له:

ما نزل بك و انت صغير لا ذنب لك. فقال: اليك عني يا بهلول اني رأيت والدتي توقد النار بالحطب الكبار فلا تتقد إلا بالصغار و اني اخشى ان اكون من صغار حطب نار جهنم. و لما حبس القحط الناس بسر من رأي قحطا شديدا امر الخليفة المعتمد بن المتوكل بالخروج للاستسقاء ثلاثة أيام فلم يسقوا فخرج النصارى و معهم راهب كلما مديده الى السماء هطلت ثم في اليوم الثاني كذلك فشك بعض الجهلة و ارتد بعضهم، فشق ذلك على الخليفة فأمر باحضار الحسن الخالص و قال له:

أدرك أمة جدك رسول اللّه قبل أن يهلكوا. فقال الحسن: يجرجون غدا و انا ازيل الشك ان شاء اللّه و كلّم الخليفة في اطلاق اصحابه من السجن فاطلقهم فلما خرج الناس للاستسقاء رفع الراهب يده مع النصارى غيمت السماء فامر الحسن بالقبض على يده فاذا فيها عظم آدمي فاخذه من يده و قال: استسق فرفع يده فزال الغيم و طلعت الشمس فعجب الناس من ذلك، فقال الخليفة للحسن: ما هذا يا ابا محمد؟ فقال: هذا عظم نبي ظفر به هذا الراهب من بعض القبور و ما كشف عظم نبي تحت السماء الاهطلت بالمطر. فامتحنوا ذلك العظم فكان كما قال و زالت الشبهة عن الناس و رجع الحسن الى داره و أقام عزيزا مكرما و صلاة الخليفة تصل

ص: 121

اليه كل وقت، الى ان مات بسر من رأى و دفن عند أبيه و عمه و عمره ثمانية و عشرون سنة و يقال انه سم أيضا و لم يخلف غير ولده أبو القاسم محمد الحجة و عمره عند وفاة ابيه خمس سنين لكن أتاه اللّه فيها الحكمة و يسمى القائم المنتظر.

(السابع) ابن الاثير في تاريخه ج 7 ص 9 في وقائع سنة 260 قال: و فيها توفى الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن ابي طالب و فيها توفى ابو محمد العلوي العسكري و هو أحد الأئمة الاثنا عشر على مذهب الامامية و هو والد محمد الذي يعتقدونه المنتظر بسرداب من سر من رأى و كان تولده سنة 232.

(الثامن) أبو الفداء في تاريخه ج 2 في خلافة المعتمد على اللّه ص 52 قال:

و فيها توفى الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب و هو المعروف بالعسكري و هو أحد الائمة الاثنا عشر على مذهب الامامية و هو والد محمد المنتظر من سرداب سر من رأي على زعمهم و كان مولده سنة 232.

(التاسع) العلامة العثماني الأحمدي النكرى في كتابه المسمى بدستور العلماء في الجزء الثالث من الفن الاول ص 291 في حرف العين في كلمة عاشوراء يقول:

هو اليوم العاشر من المحرم يوم عظيم حدثت فيه حوادث عظيمة الشأن عجيبة البيان كخلق آدم و اخراجه من الجنة و طوفان نوح سيما شهادة الامام الهمام المظلوم المعصوم الشهيد السعيد أبي عبد اللّه الحسين و سيحدث فيه امور عظام جسام او مهولة مخوفة كخروج الامام الهمام محمد (المهدي) و نزول عيسى من السماء و خروج الدجال و دابة الارض.

(العاشر) شهاب الدين أبو عبد اللّه ياقوت الحموي في معجمه ج 6 ص 175 قال في (عسكر سامراء): و هذا العسكر ينسب الى المعتصم و قد نسب اليه قوم من الاجلاء، منهم علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن علي بن الحسين بن

ص: 122

علي بن ابي طالب ولد بالمدينة و نقل الى سامراء فسمى بالعسكري لذلك، فاما علي مات في رجب سنة 254 و مقامه بسامراء (20 سنة) و اما الحسن فمات بسامراء أيضا و دفنا بسامراء و قبراهما مشهوران هناك مشاهد معروفة.

(الحادي عشر) الشبراوي في كتابه (الاتحاف في حب الاشراف) ص 179: الثاني عشر من الأئمة ابو القاسم محمد الحجة قيل هو (المهدي) المنتظر ولد الامام محمد الحجة بن الحسن الخالص بسر من رأى ليلة النصف من شعبان سنة 255 قبل موت ابيه بخمس سنين و كان أبوه قد أخفاه حين ولد و ستر امره لصعوبة الوقت و خوفه من الخلق فانهم كانوا في ذلك الوقت يطلبون الهاشميين و يقيدونهم بالحبس و القتل و يريدون أعداءهم و كان الامام محمد الحجة يلقب أيضا (بالمهدي) و القائم و المنتظر و الخلف الصالح و صاحب الزمان و أشهره (المهدي).

الى ان يقول: و قد أشرق نور هذه السلسلة الثمينة و البيضة الطاهرة و النبوية و العصابة العلوية و هم إثنا عشر اماما مناقبهم علية و صفاتهم سنية و نفوسهم شريفة أبية و أرومتهم كريمة، و هم محمد الحجة بن الحسن الخالص بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين ابن الامام الحسين اخي الحسن ولدي الليث الغالب علي بن ابي طالب رضي اللّه عنه.

(الثاني عشر) العلامة الحمزاوى في كتابه «مشارق الانوار» نقلا عن اليواقيت و الجواهر: (المهدي) من ولد الامام الحسن العسكري و مولده ليلة النصف من شعبان سنة 255 و هو باق الى ان يجتمع بعيسى.

(الثالث عشر) الذهبي في كتابه (دول الاسلام) ج 1 ص 115 في حوادث سنة 261 يقول: و فيها مات الحسن بن علي بن الجواد بن الرضا العلوي أحد الأئمة الاثنا عشر الذين تعتقد الرافضة عصمتهم و هو والد منتظرهم محمد ابن الحسن عليه السلام.

ص: 123

(الرابع عشر) اليافعي في تاريخه ج 2 ص 70 في وقائع سنة 232 قال:

توفي الشريف العسكري الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن ابي طالب رضي اللّه عنه واحد الائمة الاثنا عشر على اعتقاد الامامية و هو والد المنتظر صاحب السرداب.

(الخامس عشر) الشيخ عبد الوهاب في كتابه «كشف الغمة» ج 1 ص 6 قال في مقدمة كتابه: و قد بشرني الهاتف ببقاء هذا الكتاب الى خروج (المهدي) عليه السلام لينتفع به اصحابه و يستغنون به عن مراجعة (المهدي) عليه السلام في اكثر الامور الدينية فانه اذا خرج يرتفع الخلاف و الآراء من الارض فلا يبقى في ايامه الا الدين الخالص.

«السادس عشر» مؤلف الطبقات ج 2 ص 122.

(السابع عشر) العلامة شمس الدين القاضي حسين بن محمد بن الحسن الديار كردي المالكى في كتابه (تاريخ الخميس) ص 331 و ص 380.

(الثامن عشر) الملا علي المتقي في كتابه (البرهان) على ما في استقصاء الافهام ج 1 ص 115.

(التاسع عشر) مؤلف (المرقاة في شرح المشكاة) على ما في استقصاء الافهام ايضا ج 1 ص 113.

(العشرون) السيد جمال الدين في كتابه (روضة الاحباب في سيرة النبي و الآل و الاصحاب) كما في استقصاء الافهام ص 113.

(الحادي و العشرون) الشبلنجي في كتابه (نور الابصار) ص 186 فى مناقب محمد بن الحسن الخالص قال: (فصل) في ذكر مناقب الحسن الخالص ابن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق ابن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، امه ام ولد

ص: 124

يقال لها سوسن و كنيته أبو محمد و القابه الخالص و العسكري الخ.

(الثاني و العشرون) العلامة الشيخ محمد الصبان في تاريخه (اسعاف الراغبين في سيرة المصطفى و فضائل أهل بيته الطاهرين المطبوع في هامش نور الابصار) المار آنفا ص 140 و نقل كلام ابن حجر في الصواعق و ما تقدم من نور الابصار و ذكر عن مقاتل بن سليمان في تفسير آية (وَ إِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسّاعَةِ الخ) انها نزلت في (المهدي).

(الثالث و العشرون) في (اخبار الدول) القرماني ص 117 في الفصل الحادى عشر يقول: الامام ابي القاسم محمد بن حسن العسكري و كان عمره عند وفاة ابيه خمس سنين آتاه اللّه فيها الحكمة كما اوتيها يحيى و كان مربوع القامة حسن الوجه و الشعر اقنى الانف اجلى الجهة.

«أقول»: و هؤلاء ثلاث و عشرون عالما عثرنا عليهم في بطون الكتب في مدة غير يسيرة و ذلك لكثرة الاشغال و تشتت البال و سوء الحال و لو لا كثرة الشواغل و ملازمة العوارض لعثرنا على اكثر من ذلك بكثير ولكن الرجوع في ذلك الى قاعدتي «لا يسقط الميسور بالمعسور» و «ما لا يدرك كله لا يترك كله» و لعل الظروف تساعدنا على غير ذلك و اللّه ولي التوفيق و منه نستمد المعونة.

فصل المهدي المنتظر قرشي هاشمى مطلبى فاطمى

اشارة

في «عقد الدرر» باسناده عن قتادة قال: قلت لسعيد بن المسيب: احق (المهدي)؟ قال: نعم. قلت: فمن هو؟ قال: من قريش قلت: من أي قريش؟

ص: 125

قال: من بني هاشم قلت: من أي بني هاشم؟ قال: من ولد عبد المطلب. قلت:

من اي ولد عبد المطلب؟ قال: من ولد فاطمة قلت: من اي ولد فاطمة؟ قال:

حسبك. و في «الملاحم و الفتن» ص 132 في الباب الثاني و الاربعون مثل ما ذكر مع اختلاف يسير. و فيه ايضا ص 120 مثله و في مستدرك الحاكم ج 4 ص 557 عن علي بن نفيل عن ابن المسيب عن ام سلمة عن النبي ذكر (المهدي) فقال: نعم هو حق و هو من بني فاطمة.

و فيه بطريق آخر عنه عنه عنها عنه (صلی الله علیه و آله) و وافقه الذهبي في التذييل. و في الصواعق ص 161 عدة روايات في حق (المهدي) روحي فداه.

المهدى المنتظر من صلب على عليه السّلام

فى «ذخائر العقبى» ص 47 في قضية دخول العباس و ابنه علي النبي (صلی الله علیه و آله) و دخول علي بن ابي طالب عليه السلام و سؤاله عن حب النبي (صلی الله علیه و آله) له: فقال رسول اللّه: يا عم و اللّه ان اللّه اشد حبا له منى، ان اللّه جعل ذرية كل نبي في صلبه و جعل ذريتي فى صلب هذا. اخرجه ابو الحسين الحاكم في الاربعين و رواه الخوارزمي في المناقب ص 229 عن معجم الطبراني باسناده الى ابن عباس، قال:

ان اللّه جعل ذرية كل نبي في صلبه و جعل ذريتى في صلب علي عليه السلام.

و في «ينابيع المودة» ص 232 في حديث العشرين عن جابر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله: ان اللّه جعل ذرية كل نبي في صلبه و جعل ذريتى في صلب علي بن ابي طالب. رواه صاحب الفردوس.

و في الهامش من نور الابصار ص 132 عن الطبراني مرفوعا ان اللّه جعل ذرية كل نبي فى صلبه و ان اللّه جعل ذريتي فى صلب علي بن أبي طالب. و هكذا فى الصواعق ص 122.

ص: 126

المهدى المنتظر من أهل بيت النبى

فى «الصواعق» فى مواضع عديدة منه ص 161: لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث اللّه فيه رجلا من أهل بيتى يواطيء اسمه اسمي.

(و فيه): (المهدي) منا يختم به الدين كما فتح بنا.

و فى «الينابيع» ص 448 ج 2 الباب الرابع و التسعين عن الخدري قال:

قال رسول اللّه «ص»: لا تقوم الساعة حتى يملك الارض رجل من اهل بيتي الخ.

(و فيه) عن ابن مسعود: لا تقوم الساعة حتى يأتي رجل من أهلى بيتي يواطيء إسمه إسمي.

(و فيه) عن ابي سعيد: (المهدى) منا أهل البيت».

و فى ص 489: لا تذهب الدنيا حتى يملك رجل من اهل بيتى يواطيء اسمه اسمي الخ.

و فى (مستدرك الحاكم) ج 4 ص 492 مسندا الى ابن مسعود قال: قال رسول اللّه: لا تذهب الايام و الليالي حتى يملك رجل من أهل بيتي.

و رواه احمد بن حنبل فى مسنده ج 2 ص 667 و ج 5 ص 199.

و رواه ابن بطريق فى (العمدة) ص 228 عن علي عن النبي (صلی الله علیه و آله).

المهدى المنتظر من ولد رسول اللّه ص

(الينابيع) ج 2 ص 417 عن (فرائد السمطين) عن ابن جبير عن ابن عباس: ان اوصيائي و حجج اللّه على الخلق بعدي اثنا عشر أولهم أخي و آخرهم

ص: 127

ولدي. قيل: يا رسول اللّه من أخوك؟ قال: علي بن ابى طالب. قيل: و من ولدك؟ قال: (المهدي).

(و فيه) ص 488 عن حذيفة بن اليمان قال: خطبنا رسول اللّه فذكر ما هو كائن فقال: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول اللّه ذلك اليوم حتى يبعث رجلا من ولدي.

(و فيه) عن جابر بن عبد اللّه: (المهدي) من ولدي اسمه اسمي و كنيته كنيتي.

(و فيه) عن الباقر عن آبائه عن علي بن ابي طالب رفعه: (المهدي) من ولدي.

(و فى) ص 493 عن المناقب مسندا عن جابر بن عبد اللّه. عن رسول اللّه:

(المهدي) من ولدي الخ.

(و فيه) عن الصادق عن آبائه عن أمير المؤمنين قال: قال رسول اللّه:

(المهدي) من ولدي الخ.

(و فيه) باسناده عن الباقر عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): (المهدي) من ولدي.

المهدى المنتظر من عترة النبى ص

فى (الينابيع) ج 2 ص 448 عن عبد الرحمن بن عوف: ليبعثن اللّه تعالى من عترتي رجلا أفرق الثنايا الخ.

و فى «نور الابصار» ص 113: ان (المهدي) من عترتي من ولد فاطمة.

(و عن) أحمد و أبي داود و الترمذي و ابن ماجة: لو لم يبق من الدهر الا يوم لبعث اللّه فيه رجلا من عترتي.

(و فى) ص 134 عن الحاكم: يأتي فى آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم (16 - ج 1 - الشيعة و الرجعة)

ص: 128

لم يسمع بلاء أشد منه حتى لا يجد الرجل ملجأ فيبعث اللّه رجلا من عترتي.

(و فى) ج 4 ص 465 عن الحاكم: يأتي فى آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم لم يسمع بلاء أشد منه حتى لا يجد الرجل ملجأ فيبعث اللّه رجلا من عترتى.

(و عن) أبي نعيم: ليبعثن اللّه رجلا من عترتي.

(و فى) ص 136 عن أحمد و الماوردي انه قال: ابشروا (بالمهدي) رجل من قريش من عترتى.

و فى (المستدرك) ج 4 ص 558 عن ابي سعيد قال: تملأ الارض جورا و ظلما فيخرج رجل من عترتى. و قال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجه.

و وافقه الذهبي في التذييل و فى الصواعق ص 161 الى 162.

المهدى المنتظر آخر الائمة الاثنا عشر

في (الينابيع) ج 2 ص 447 طبع اسلامبول الباب الثامن و السبعون عن (فرائد السمطين) للحافظ الجويني الخراساني باسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه: ان خلفائي و أوصيائي و حجج اللّه على الخلق بعدى اثنا عشر اولهم علي و آخرهم ولدي (المهدي)، فينزل روح اللّه عيسى بن مريم فيصلي خلفه و تشرق الارض بنور ربها و يبلغ سلطانه و المغرب.

(و فيه) عن عباية بن الربعي عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه: انا سيد النبيين و علي سيد الوصيين و اوصيائي بعدي اثنا عشر اولهم علي و آخرهم المهدي.

(و فيه) ص 494 عن المناقب مسندا عن جابر بن يزيد الجعفي، عن جابر ابن عبد اللّه الانصاري قال: سمعت رسول اللّه يقول: يا جابر ان اوصيائي و ائمة المسلمين من بعدي، اولهم علي ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي المعروف بالباقر ستدركه يا جابر فاذا لقيته فاقرأه مني السلام ثم جعفر بن محمد

ص: 129

ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم (القائم) اسمه اسمي و كنيته كنيتي محمد بن الحسن بن علي، ذاك الذي يفتح اللّه على يديه مشارق الارض و مغاربها، ذاك الذي يغيب عن اوليائه غيبة لا يثبت على القول بامامته الا من امتحن اللّه قلبه للايمان. قال جابر: فقلت: يا رسول اللّه هل للناس انتفاع به في غيبته؟ فقال: اى و الذى بعثني بالنبوة انهم يستضيئون بنور ولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس و ان سترها سحاب هذا من مكنون سر اللّه و مخزون علم اللّه فاكتمه الا عن أهله.

(و فيه) ص 445 عن جابر قال: قال رسول اللّه: انا سيد النبيين و علي سيد الوصيين و ان أوصيائي بعدي اثنا عشر اولهم علي و آخرهم القائم المهدي،

(و فيه) عن سليم بن قيس عن سلمان الفارسي قال: دخلت على النبي (صلی الله علیه و آله) فاذا الحسين على فخذيه و هو يقبل خديه و يلثم فاه و يقول: انت سيد ابن سيد أخو سيد و انت امام ابن امام أخو امام و انت حجة ابن حجة أخو حجة ابو حجج تسعة تاسعهم القائم (المهدي).

في (الينابيع) ج 2 نقلا عن (جمع الفوائد) عن جابر بن سمرة رفعه: لازال هذا الدين قائما حتى يكون عليهم اثنا عشر خليفة(1) كلهم تجتمع عليه الامةفي

ص: 130


1- (أقول): الروايات بهذا المضمون متواترة في كتب القوم و من نظر فيها بعين الانصاف و جانب الاعتساف يجد و يحكم وجدانه بانه لا مصداق خارجى لها و لا تنطبق الا على مذهب الامامية القائلين بالأئمة الاثنا عشر و حجج اللّه على البشر و خروج الصحابة عنها لانهم اكثر عددا و الامويين و العباسيين لقبايح اعمالهم و ظلمهم بالضرورة، و هذه الرتبة الرفيعة لا يليق بالظالم. و تلبس هؤلاء بالظلم غير خفي على احد، و لا ينالها من تلبس بهذا المبدأ و لو بوجوده الحدوثي آناما و ان لم يكن مستمرا عليه و تاب عنه. و قد اخبر اللّه تعالى فى كتابه بقوله: (لاٰ يَنٰالُ عَهْدِي الظّٰالِمِينَ) قال في مجمع البيان في آية (24) من سورة البقرة ص 202 في تفسير الآية: قول ابراهيم و من ذريتى اي و اجعل من ذريتي من يوشح بالامامة بهذه الكرامة، و قيل: انما قال ذلك على جهة التعرف ليعلم هل في عقبه ائمة يقتدى بهم، و الاولى أن يكون ذلك على وجه السؤال من اللّه تعالى ان يجعله كذلك. و قوله (لاينال عهدى الظالمين) قال: مجاهد العهد الامامة و هو المروى عن ابي جعفر و ابي عبد اللّه ان لا يكون الظالم اماما. فهذا يدل على انه يجوز ان يعطى ذلك بعض ولده اذا لم يكن ظالما لانه لو لم يرد ان يجعل احدا منهم اماما للناس لوجب ان يقول في الجواب: لا اولا ينال عهدى ذريتك. و قال الحسن: معناه ان الظالمين ليس لهم عند اللّه عهد يعطيهم به خيرا و اذ كانوا قد يعاهدون في الدنيا فيؤخر لهم و قد كان يجوز في العربية ان يقال (لا ينال عهدى الظالمين) ما نالك فقد نلته. و قد روى ذلك في قراءه ابن مسعود. و استدل اصحابنا بهذه الآية على ان الامام لا يكون الا معصوما عن القبايح لان اللّه سبحانه نفي ان ينال عهده الذي هو الامامة ظالم و من ليس بمعصوم فقد يكون ظالما إما لنفسه و اما لغيره (فان قيل): انما نفي ان يناله ظالم في حال ظلمه فاذا تاب لا يسمى ظالما فيصح ان يناله (فالجواب) ان الظالم و ان تاب فلا يخرج من ان تكون الآية قد تناولته في حال كونه ظالما فاذا نفي ان يناله فقد حكم عليه بانه لا ينالها و الآية مطلقة غير مقيدة بوقت دون وقت فيجب ان تكون محمولة على الاوقات كلها فلا ينالها الظالم و ان تاب فيها بعد. انتهى كلامه رفع مقامه. (أقول): و هذا هو الذي حققناه سابقا من ان مثل هذا المبدأ و الوصف العنواني صرف تلبسه و لو كان اناما يصدق عليه بانه ظالم فلا يكون قابلا لنيل العهد و الخلافة و الامامة و ان تاب فيها بعد فما صدر من الظلم من هؤلاء كالشمس في رابعة النهار و كالنار على المنار لا يحتاج الى اقامة برهان و اطالة بيان. (للمؤلف عفى عته)

فسمعت كلاما من النبى لم أفهمه فقلت لأبي: ما يقول؟ قال: قال: كلهم من قريش. رواه كل من الترمذي و ابي داود بلفظه.

ص: 131

(و عن) يحيى بن بطريق من عشرين طريقا في ص 216: ان الخلفاء بعدى اثنا عشر خليفة كلهم من قريش(1).

و رواه البخاري في صحيحه ج 4 ص 167 من ثلاث طرق و مسلم في صحيحه ج 6 ص 11 من تسعة طرق و ابو داود فى صحيحه من ثلاثة طرق و الترمذي في صحيحه من طريق واحد و الحميدي من ثلاثة طرق و في الصواعق ص 164.م.

ص: 132


1- قال بعض المحققين على ما فى ينابيع المودة ص 446 ان الاحاديث الدالة على كون الخلفاء بعده (صلی الله علیه و آله) اثنا عشر قد اشتهرت من طرق كثيرة فبشرح الزمان و تعريف الكون و المكان علم ان مراد رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) من حديثه هذا (الأئمة الاثنا عشر) من اهل بيته و عترته اذ لا يمكن ان يحمل هذا الحديث على الخلفاء بعده من اصحابه لقتلهم عن اثنا عشر و لا يمكن ان يحمله على الملوك الاموية لزيادتهم على اثنا عشر و لظلمهم الفاحش الا عمر بن عبد العزيز لكونهم غير بني هاشم لان النبي قال كلهم من بني هاشم في رواية عبد الملك عن جابر و اخفاء صوته في هذا القول يرجح هذه الرواية لأنهم لا يحسنون خلافة بني هاشم و لا يمكن ان يحمله على الملوك العباسية لزيادتهم على العدد المذكور و لقلة رعايتهم الآية «قل لا اسئلكم عليه اجرا الا المودة في القربى» فلا بد من ان يحمل هذا الحديث على الائمة الاثنا عشر من اهل بيته و عترته لانهم كانوا اعلم اهل زمانهم و اجلهم و اورعهم و اتقاهم نسبا و افضلهم حسبا و اكرمهم عند اللّه و كان علومهم من آبائهم متصلا بجدهم «ص» و بالوراثة و اللدّنية كذا عرفهم اهل العلم و التحقيق و اهل الكشف و التوفيق و يؤيد هذا المعنى من ان مراد النبي الأئمة الاثنا عشر من اهل بيته و يشهده و يرجحه حديث الثقلين و الاحاديث المتكثرة المذكورة في هذا الكتاب و غيرها. و أما قوله (صلی الله علیه و آله): كلهم تجتمع عليه الامة فى رواية جابر بن سمرة فمراده (صلی الله علیه و آله) ان الامة تجتمع على الاقرار بامامة كلهم وقت ظهور قائمهم (المهدي) عليه السلام.

المهدى المنتظر من ولد على بن ابي طالب عليه السّلام

فى (اسعاف الراغبين) المطبوع بهامش نور الابصار ص 132 عن الطبراني:

ان اللّه جعل ذرية كل نبي من صلبه و ان اللّه جعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب.

و فى (الينابيع) ج 2 ص 448 عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه: ان عليا وصييي و من ولده القائم المنتظو (المهدي).

(و فيه) ص 480 عن المناقب باسناده عن عبد السلام بن صالح الهروي عن مولانا الرضا (ع) عن آبائه عن علي عليه السلام قال: قال رسول اللّه:

ما خلق اللّه خلقا أفضل مني و لا اكرم عليه منى قال علي: فقلت: يا رسول اللّه أنت أفضل أم جبرئيل؟ فقال: يا علي ان اللّه تبارك و تعالى فضل أنبيائه المرسلين على ملائكته المقربين و فضلنى على جميع النبيين و الفضل بعدي لك يا علي و للائمة من ولدك من بعدك فان الملائكة من خدامنا و خدام محبينا.

(و فيه) ص 494 عن المناقب باسناده عن ابن جبير عن ابن عباس قال:

قال رسول اللّه: ان عليا امام أمتى من بعدى و من ولده (القائم) المنتظر.

المهدى المنتظر من ولد فاطمة عليها السّلام

في (صحيح أبي داود) ج 2 ص 87 باسناده عن ام سلمة قالت: سمعت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول (المهدى) من عترتي من ولد فاطمة.

(و عن) النسائي و ابن ماجة و البيهقي مثله.

(و في) ينابيع المودة ص 403 عن مشكاة المصابيح عن أبي داود عن أم

ص: 133

سلمة عن النبى مثله.

و في (الصواعق) ص 161 عن مسلم و أبي داود و النسائي و ابن ماجة و البيهقي و آخرين (المهدي) من عترتي من ولد فاطمة.

و في (نور الابصار) ص 133 عن مسلم و أبى داود و ابن ماجة و البيهقى مثل ما رواه ابن حجر.

و في (مستدرك الحاكم) ج 4 ص 557 في ثلاث روايات انه عليه السلام من ولد فاطمة. و فى (الفتوحات الاسلامية) ج 2 ص 319 مثله.

و في (ذخائر العقبى) ص 134. و في (العمدة) لابن بطريق ص 228.

و في (ينابيع المودة) ج 2 ص 434 في رواية عبابة بن ربعي عن أبي ايوب الانصارى ان رسول اللّه قال لفاطمة: مناخير الانبياء و هو أبوك. الى قوله: و منا (المهدي) و هو من ولدك.

(و فيه) ص 435: ايشري يا فاطمة ان (المهدى) منك (اللفظ للحاكم).

المهدى المنتظر من ولد الحسين عليه السّلام

(ينابيع المودة) ج 2 عن الدار قطنى في كتابه (الجرح و التعديل) عن أبي سعيد الخدري قال: ان النبى (صلی الله علیه و آله) مرض مرضة ثقيلة فدخلت عليه فاطمة و انا جالس عنده و لما رأت ما به من الضعف خنقتها العبرة. الى ان قال: ضرب على منكب الحسين و قال: من هذا (مهدى) هذه الأمة.

(و عن) سليم بن قيس عن سلمان قال: دخلت على رسول اللّه و اذا الحسين بن علي على فخذه و هو يقبل عينيه. الى ان قال: و انت ابو حجج تسعة تاسعهم قائمهم.

و عن (المناقب) باسناده عن أبي حمزة الثمالي عن محمد الباقر عن أبيه علي بن

ص: 134

الحسين عن أبيه الحسين بن علي قال: دخلت على جدي رسول اللّه فاجلسنى على فخذه و قال لي: يا حسين ان اللّه اختار من صلبك تسعة أئمة تاسعهم قائمهم.

(و فيه) ص 436 عن ابي ايوب الانصاري ان النبي مرض فاتته فاطمة و بكت فقال: يا فاطمة لكرامة اللّه اياك زوجك من أقدمهم سلما و اكثرهم علما، ان اللّه تعالى اطلع على الارض اطلاعة فاختارني. الى قوله: و الذى نفسي بيده منا (مهدى) هذه الامة و هو من ولدك.

المهدى المنتظر من ولد الحسن و الحسين عليه السّلام

(ذخائر العقبى) ص 153 عن علي بن الهلال عن ابيه انه دخل على رسول اللّه في مرض موته و عند رأسه فاطمة. الى قوله: يا فاطمة و الذى نفسي بيده ان منهما (مهدى) هذه الأمة.

(أقول) أورد الحافظ الكنجي هذا الحديث في كتابه (البيان) و كون المهدى من ولد الحسنين واضح و هو ان الامام محمد الباقر بنت الامام المجتبى الحسن فعليه هو و من بعده من الائمة الطاهرين من نسلهما.

المهدى المنتظر من ولد الصادق عليه السّلام

(ينابيع المودة) ص 491 عن ابن الخشاب قال: حدثنى ابو القاسم الطاهر ابن هارون بن موسى الكاظم عن ابيه عن جده قال: قال سيدى جعفر بن محمد:

الخلف الصالح من ولدي و هو (المهدى) اسمه محمد و كنيته ابو القاسم يخرج في آخر الزمان و يقال لأمه نرجس.

ص: 135

المهدى المنتظر من ولد الرضا عليه السّلام

في (الينابيع) ج 2 ص 489 عن الحسن بن خالد قال: قال علي بن موسى الرضا: الوقت المعلوم هو يوم خروج قائمنا. فقيل له: من القائم منكم؟ قال:

الرابع من ولدى ابن سيدة الاماء يطهر اللّه به الارض من كل جور و يقدسها من كل ظلم و هو الذى يشك الناس فى ولادته و هو صاحب الغيبة قبل خروجه، فاذا خرج أشرقت الارض بنوره و وضع ميزان العدل بين الناس فلا يظلم أحد أحدا و هو الذي تطوى له الارض و لا يكون له ظل و هو الذي ينادى مناد من السماء يسمعه جميع أهل الارض: الا ان حجة اللّه قد ظهر عند بيب اللّه فاتبعوه فان الحق فيه و معه. و هو قول اللّه عز و جل: (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ).

(و في) الباب الثمانين عن الحموبني الشافعي في فرائد السمطين عن احمد بن زياد عن دعبل بن علي الخزاعي قال: أنشدت قصيدة لمولانا الامام علي بن الرضا أولها:

مدارس آيات خلت من تلاوة و منزل وحى مقفر العرصات

قال دعبل: و عند تمام القصيدة قال لي الرضا عليه السلام: افلا الحق لك بيتين بهما تمام قصيدتك؟ قلت: بلى يابن رسول اللّه. فقال:

و قبر بطوس يا لها من مصيبة ألحت على الاحشاء بالزفرات

الى الحشر حتى يبعث اللّه قائما يفرج عنا الهم و الكربات

قال دعبل: ثم قرأت باقي القصيدة عنده فلما انتهيت الى قولي:

خروج امام لا محالة واقع يقوم على اسم اللّه و البركات

(17 - ج 1 - الشيعة و الرجعة)

ص: 136

قال: فبكى الرضا عليه السلام بكاء شديدا ثم قال: يا دعبل نطق روح القدس بلسانك اتعرف من هذا الامام؟ قلت: لا إلا اني سمعت خروج امام منكم يملأ الارض قسطا و عدلا. فقال: ان الامام بعدى ابني محمد، و بعد محمد ابنه علي، و بعد علي ابنه الحسن، و بعد الحسن ابنه الحجة (القائم) و هو المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره، فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما» لقد حدثني أبي عن آبائه عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قال: مثله كمثل الساعة لا تأتيكم الا بغتة. و ذكر العلامة الشبلنجي في نور الابصار في ترجمة مولينا الرضا ص 153 مثله.

المهدى المنتظر من سادات أهل الجنة

(ذخائر العقبى) ص 89 عن انس بن مالك قال: قال رسول اللّه: نحن بنو عبد المطلب سادات أهل الجنة أنا و حمزة و الحسن و الحسين و (المهدى) أخرجه الترمذي و أورد في (الينابيع) في الجزء الأول ص 309 في الحديث التاسع عشر عن ابن ماجة و الحاكم عن أنس مثله. و أخرجه أبو نعيم و الثعلبي و الحموينى و الحاكم و الديلمي. و في (الصواعق) ص 158 مثله.

اجتماع المهدى المنتظر مع أصحاب الكهف

في «العمدة» للحافظ ابن البطريق ص 223 عن تفسير الثعلبى فى قوله تعالى:

«إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ» و ذكر حديث البساط و سيرهم الى أصحاب الكهف و تعظيمهم ثم قال: و بالاسناد المتقدم و اخذوا مضاجعهم فصاروا الى رقدتهم الى آخر الزمان عند خروج (المهدى) عليه السلام، فقال: ان (المهدي) يسلم

ص: 137

عليهم فيحييهم اللّه تعالى له ثم يرجعون الى رقدتهم.

(و عن) عقد الدرر فى الباب السابع مثله.

و فى (تفسير البرهان) للسيد أمين الدين البحراني نقلا عن تفسير ابن الفارس عن الامام الصادى عليه السلام: انه يخرج للقائم من ظهر الكوفة سبعة و عشرون رجلا من قوم موسى (الذين كانوا يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ) و سبعة من أهل الكهف، و يوشع بن نون و ابو دجانة الانصاري و المقداد بن الاسود الكندي و مالك الاشتر فيكونون بين يديه أنصارا و حكاما.

(و أما) حديث البساط فقد رواه ابن البطريق أيضا فى عمدته ص 194 باسناده عن أنس بن مالك قال: أهدي لرسول اللّه بساط من خندف. قال لي:

يا أنس ابسطه. ثم قال: ادع العشرة فدعوتهم فلما دخلوا امرهم بالجلوس على البساط، ثم دعى عليا فناجاه طويلا ثم رجع علي فجلس على البساط ثم قال:

يا ريح احملينا فحملتنا الريح فاذا البساط يدف بنا ثم قال، يا ريح ضعينا. ثم قال:

تدرون فى اى مكان أنتم؟ قلنا: لا. قال: هذا موضع الكهف و الرقيم، قوموا فسلموا على اخوانكم قال: فقمنا رجلا بعد رجل فسلمنا عليهم فلم يردوا علينا.

فقام علي بن أبي طالب، فقال: السلام عليكم معاشر الصديقين و الشهداء. قال:

فقالوا و عليك السلام و رحمة اللّه و بركاته. قال: فقلت: ما بالهم ردوا عليك و لم يردوا علينا؟ قال: فقال: ما بالكم لم تردوا على اخواني؟ فقالوا: انا معاشر الصديقين و الشهداء لا نكلم بعد الموت الا نبيا أو وصيا قال: يا ريح احملينا، فحملتنا تدف بنا دفا، ثم قال: يا ريح ضعينا فاذا نحن بالحرة (اسم موضع قرب المدينة) قال: فقال علي عليه السلام: ندرك النبى فى آخر ركعة فطوينا و اتينا و اذا النبى صلى اللّه عليه و آله يقرء فى آخر ركعة: (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَ الرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً).

(و قد) ذكر الثعلبى خبر البساط و زاد فيه، قال: فصاروا الى رقدتهم

ص: 138

الى آخر الزمان عند خروج (المهدي) عليه السلام: يقال: ان (المهدى) عليه السلام يسلم عليهم فيحييهم اللّه عز و جل له ثم يرجعون الى رقدتهم.

المهدى المنتظر و رفع الظلم به عن العترة و اشارة على الى انصاره

في (ينابيع المودة) ص 134 الباب الخامس و الاربعون عن موفق بن أحمد بسنده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال: أعطى النبي (صلی الله علیه و آله) الراية يوم خيبر الى علي ففتح اللّه عليه. و في يوم غدير خم اعلم الناس انه مولى كل مؤمن و مؤمنة، و قال له: أنت مني و أنا منك، و انت تقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله. و قال له: انت منى بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبى بعدي.

و قال له: انا سلم لمن سالمك و حرب لمن حاربك، و انت العروة الوثقى، و انت تبين ما اشتبه عليهم من بعدي، و انت ولي كل مؤمن و مؤمنة بعدي، و انت الذي انزل اللّه فيك: (وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ)، و انت الآخذ بسنتى و الذاب عن ملتى، و انا و انت اول من تنشق الارض عنه، و انت معي تدخل الجنة و الحسن و الحسين و فاطمة معنا، ان اللّه أوحى إلي ان ابين فضلك، فقلت للناس و بلغتهم ما امرني اللّه تبارك و تعالى تبليغه. ثم قال: اتق الغضائن التى كانت في صدور قوم لا تظهرها الا بعد موتي، اولئك يلعنهم اللّه و يلعنهم اللاعنون و بكى صلى اللّه عليه و آله ثم قال: أخبرني جبرائيل انهم يظلمونك بعدى و ان ذلك الظلم لا يزول بالكلية عن عترتنا حتى اذا قام قائمهم و علت كلمتهم

ص: 139

و اجتمعت الامة على مودتهم و الشانيء لهم قليلا و الكاره لهم ذليلا و المادح لهم كثيرا و ذلك حين تغير البلاد و ضعف العباد و حين اليأس من الفرج فعند ذلك يظهر (القائم) من أصحابه، بهم يظهر اللّه الحق و يخمد الباطل باسيافهم و يتبعهم الناس راغبين اليهم و خائفين منهم، ابشروا بالفرج فان وعد اللّه حق لا يخلف و قضاؤه لا يرد و هو الحكيم الخبير و ان فتح اللّه قريب الخ.

و في الملاحم ص 119 عن علي في خطبة في ذكر انصار (المهدي) قال:

سمعت رسول اللّه قال: اولهم من البصرة و آخرهم من اليمامة، و جعل علي بعد رجال (المهدي) و الناس يبكون فقال: رجلان من البصرة و رجلان من الاهواز و رجل من عسكر مكرم و رجل من المدينة و رجل من الدوق و رجل من الباستان و اسمه علي، و ثلاثة من اسمه أحمد و عبد اللّه و جعفر و رجلان من عمان محمد و الحسن و رجلان من سيراف شداد و شديد، و ثلاثة من شيراز حفص و يعقوب و علي و أربعة من أصفهان موسى و علي و عبد اللّه و غلفان و رجل من أبدح و اسمه يحيى و رجل من المرج العرج و اسمه داود و رجل من الكرخ و اسمه عبد اللّه و رجل من بروجرد و اسمه قديم و رجل من نهاوند و اسمه عبد الرزاق و رجلان من الدينور عبد اللّه و عبد الصمد و ثلاثة من همدان جعفر و اسحق و موسى و عشرة من قم اسماؤهم على اسماء أهل بيت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و رجل من خراسان اسمه دريد و خمسة من الذين أسماؤهم على أسماء أهل الكهف و رجل من آمل و رجل من جرجان و رجل من هراة و رجل من بلخ و رجل من قراح و رجل من عانة و رجل من دامغان و رجل من خرخس و ثلاثة من الصيعار و رجل من ساوة و رجل من سمرقند و اربعة و عشرون من طالقان(1) و هم الذين ذكرهم رسول اللّه فقال: فى طالقان كنوز (كذا) لا ذهب و لا فضة ولكن رجال يجمعهم اللّه و رسوله، و رجلان من قزوين و رجل من فارس و رجل من أبهر و رجل من برجان و رجل من جموح و البقية سنة 142 و رجل من شاخلف

ص: 140


1- اما طالقان فهو اسم لبلدتين من بلاد ايران احداهما بطخارستان بين مرو الروز و بلخ بينها و بين مرو الروز ثلاث مراحل و لا يعرف لها اليوم أثر. و الثانية كورة بين قزوين و ابهر فيها (85) قرية يطلق عليها هذا الاسم و لكل من القرى اسم خاص أيضا و يسمى المجموع طالقان قزوين. و منها الصاحب بن عباد الطالقاني الشهير المتوفى 385. المؤلف

و (اعلم انه) اجمع المحدثون من اهل الشيعة و السنة على ان (للمهدي) عليه السلام اقواما ينصرونه اذا ظهر يبعثهم اللّه الى عالم الوجود مرة أخرى لينالوا السعادة الابدية بين يدي سيدهم خاتم الاوصياء صلوات اللّه عليه و عليهم و هم كثيرون من بلدان متفرقة و اكثرهم من اهل طالقان نص على ذلك الرسول صلى اللّه عليه و آله في غير واحد من مجالسه قال في (كشف الغمة) نقلا عن تاريخ أعثم الكوفى في كتاب الفتوح: عن أمير المؤمنين انه قال: ويحا لطالقان فان للّه فيها كنوزا ليست من ذهب و لا فضة ولكن بها رجال معروفون عرفوا اللّه حق معرفته و هم ايضا انصار (المهدي) في آخر الزمان.

و في (البيان) للكنجي الشافعي في الباب الخامس ص 14 في ذكر نصرة اهل المشرق (للمهدي)، عن ابن اعثم الكوفي فى «كتاب الفتوح» عن امير المؤمنين عليه السلام مثله.

و في اخبارنا في الجزء الثالث عشر من (بحار الانوار) ص 180، عن الفضيل بن يسار، عن ابي عبد اللّه الصادق (ع) قال: له كنز بالطالقان ما هو بذهب و لا فضة، و راية لم تنشر منذ طويت، و رجال كأن قلوبهم زبر الحديد لا يشوبها شك فى ذات اللّه اشد من الحجر، لو حملوا على الجبال لأزالوها، لا يقصدون براياتهم بلدة إلا خربوها، كأن على خيولهم العقبان يتمسحون بسرج الامام يطلبون بذلك البركة، و يحفون به يقونه بأنفسهم بالحروب رجال لا ينامون الليل لهم دوى في صلوتهم كدوي النخل. الى أن يقول: يدعون بالشهادة و يتمنون أن يقتلوا في سبيل اللّه شعارهم: (يا لثارات الحسين) اذا ساروا يسير الرعب امامهم مسيرة شهر - الحديث.

و رجل من شاخ و رجل من صريح و رجل من اردبيل و رجل من مرو و رجل من تدمو و رجل من ارمينية و ثلاثة من مراغة و رجل من خوي و رجل من سلماس و رجل من اردبيل و رجل من بدليس و رجل من نسنور و رجل من

ص: 141

بركرع و رجل من ارخيص و رجل من منار جرد و رجل من قاليقلا و ثلاثة من واسط و عشرة من الزوراء و اربعة من الكوفة و رجل من القادسية و رجل من سوراء و رجل من الصراح و رجل من النيل و رجل من صيداء و رجل من جرجان و رجل من القصور و رجل من الانبار و رجل من عكبرى و رجل من جنانة و رجل من تبوك و رجل من الجامدة و ثلاثة من عبادان و ستة من حديثة الموصل و رجل من الموصل و رجل من مغلثايا و رجل من نصيبين و رجل من عررن و رجل من فارقين و رجل من لامد و رجل من رأس عين و رجل من رقة و رجل من حران و رجل من بالسن و رجل من قبج و ثلاثة من طرسوس و رجل من قصر و رجل من ادانة و رجل من خمري و رجل من عراز و رجل من انطاكية و ثلاثة من حلب و رجلان من حمص و اربعة من دمشق و رجل من سورية و رجلان من قسوان و رجل من قيموت و رجل من صورية و رجل من كراز و رجل من اذرح و رجل من عامر و رجل من ركار و رجلان من بيت المقدس و رجل من الرملة و رجلان من عكا و رجل من صور و رجل من عرفات و رجل من عسقلان و رجل من غزة و أربعة من الفسطاط و رجل من ميس و رجل من دمياط و رجل من المحلة و رجل من الاسكندرية و رجل من برقة و رجل من طنجة و رجل من افرنجة و رحل من قيروان و خمسة من السوس الاقصى و رجلان من قبرص و ثلاثة من جميم و رجل من قوس و رجل من عدن و رجل من العلالي و عشرة من مدينة الرسول (صلی الله علیه و آله) و أربعة

ص: 142

من مكة و رجل من الطايف و رجل من الدير و رجل من الشيروان و رجل من زبيد و عشرة من صرو و رجل من الاحساء و رجل من القطيف و رجل من حجر و رجل من اليمامة قال علي عليه السلام أحصاهم لي رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) ثلاثمائة و ثلاثة عشرة رجلا بعدد أصحاب بدر يجمعهم اللّه من مشرقها الى مغربها فى أقل ما ينم الرجل عيناه عند بيت اللّه الحرام فبينا اهل مكة كذلك فيقولون قد كسبنا السفياني فيشرفون اهل مكة فينظرون الى قوم حول بيت اللّه الحرام و قد انجلى عنهم الظلام و لاح لهم الصبح و صاح بعضهم ببعض النجاح، و اشرف الناس ينظرون و امراؤهم يفكرون. قال امير المؤمنين «ع»: و كأني انظر اليهم و الزي واحد و القدر واحد و الحسن واحد و الجمال واحد و اللباس واحد، كأنما يطلبون شيئا ضاع منهم فهم متحيرون في امرهم حتى يخرج اليهم من ستار الكعبة أشبه الناس برسول اللّه خلقا و خلقا و حسنا و جمالا. فيقولون: أنت (المهدي)؟ فيجيبهم و يقول: أنا (المهدي) فيقول: بايعوا على أربعين خصلة و اشترطوا عشر خصال. قال (الاحنف):

بين لنا و ما تلك الخصال؟ (فقال) أمير المؤمنين (ع): يبايعون أن لا يسرقوا و لا يزنوا و لا يقتلوا، و لا يهتكوا حريما محرما و لا يسبوا مسلما، و لا يهجموا منزلا و لا يضربوا أحدا إلا بالحق، و لا يركبوا الخيل الهماليج، و لا يتمنطقوا بالذهب، و لا يلبسوا الخز، و لا يلبسوا الحرير، و لا يلبسوا النعال الصرارة، و لا يخربوا مسجدا، و لا يقطعوا طريقا، و لا يظلموا يتيما، و لا يخيفوا سبيلا، و لا يحتسبوا مكرا، و لا يأكلوا مال اليتيم، و لا يفسقوا بغلام، و لا يشربوا الخمر، و لا يخونوا أمانة، و لا يخلفوا العهد، و لا يحبسوا طعاما من بر أو شعير، و لا يقتلوا مستأمنا، و لا يتبعوا منهزما، و لا يسفكوا دما، و لا يجهزوا على جريح، و يلبسون الخشن من الثياب، و يوسدون التراب على الخدود، و يأكلون الشعير، و يرضون بالقليل، و يجاهدون في اللّه حق جهاده، و يشتمون الطيب، و يكرهون النجاسة. و يشرط لهم على نفسه أن لا يتخذ صاحبا، و يمشي حيث يمشون، و يكون من حيث يريدون،

ص: 143

و يرضى بالقليل» و يملأ الأرض بعون اللّه عدلا كما ملأت جورا، يعبد اللّه حق عبادته، يفتح له خراسان، و يطيعه أهل اليمن، و يقتل الجيوش امامه من اليمن فرسان همدان و خولان وحده، يمده بالاوس و الخزرج، و يشد عضده بسليمان، على مقدمته عقيل، و على ساقته الحرث و يكثر اللّه جمعه فيهم و يشد ظهره بمضر، يسيرون امامه الفتن و يخالف بجيلة(1) و ثقيف و مجمع و غداف و يسير بالجيوش حتى يترك وادي الفتن و يلحقه الحسنى في اثني عشر الفا و يقول له: أنا أحق بهذا الامر منك. فيقول: هات علامة؟ فيومى الى الطير فيسقط على كتفه و يغرس القضيب الذي بيده فيخضر و يعشوشب فيسلم اليه الحسني الجيش و يكون الحسني على مقدمته، و تقع الصيحة بدمشق بأن اعراب الحجاز قد جمعوا لكم فيقول السفياني لاصحابه: ما يقول هؤلاء القوم؟ فيقال له هؤلاء أصحاب ترك و ابل و نحن اصحاب خيل و سلاح فاخرج بنا اليهم. قال الاحنف: و من اي قوم السفياني؟ قال أمير المؤمنين (ع): هو من بني امية، و هو عنبثة بن مرة بن كليب بن سلمة ابن عبد اللّه بن عبد المقدرة بن عثمان بن معاوية بن ابي سفيان بن حرب بن امية بن عبد شمس. أشد خلق اللّه شرا و العن خلق اللّه حيا و اكثر خلق اللّه ظلما فيخرج اللعين بخيله و قومه و رجله و جيشه و معه مأة الف و سبعون الف فينزل بحيرة طبرية و يسير اليه (المهدي) (ع) عن يمينه جبرائيل و عن شماله ميكائيل و عزرائيل امامه فيسير بهم فى الليل و يكمن في النهار و الناس يتبعونه حتى يواقع السفياني على بحيرة طبرية(2) فيغضب اللّه على السفياني و يغضب خلق اللّه لغضبه، فترشقهم الطير بأجنحتها و الجبال بصخورها و لا تكون ساعة يهلك اللّه أصحاب السفياني كلهم -

ص: 144


1- أسما لبعض قبائل العرب.
2- قال في «معجم البلدان» ج 2 ص 80 بحيرة طبرية نحو من عشرة اميال في ستة اميال رأيتها مرارا و هي كالبركة يحيط بها الجبل و يصب فيها فضلات انهر كثيرة تجيء من جهة بانياس و الساحل و الاردن الاكبر و ينفصل منها نهر عظيم فيسقي ارض الاردن الاصغر و هو بلاد الغور و يصب فى البحيرة المنتنة قرب اريحا و مدينة طبرية مشرفة على البحيرة مائها عذب مشروب ليس بصادق الحلاوة ثقيل و في وسط هذه البحيرة حجر ناتي يزعمون انه قبر سليمان بن داود و بينها و بين بيت المقدس نحوا من خمسين ميلا و فيه ص 81 البحيرة المنتنة غربي الاردن قرب اريحا و هي بحيرة ملعونة لا ينتفع بها في شيء و لا يتولد فيها حيوان و رائحتها في غاية النتن و قد تهيج في بعض الاعوام فتهلك كل من يقاربها (المؤلف).

و لا يبقى على الارض غيره فيأخذه (المهدي) عليه السلام فيذبحه تحت الشجرة التي أغصانها مدلاة على بحيرة طبرية، و يملك مدينة دمشق و يخرج ملك الروم في مئة الف صليب، تحت كل صليب عشرة آلاف فيفتح طرسوسا باسنة الرماح، و ينهب ما فيها من الاموال و الناس و يبعث اللّه جبرائيل الى المصيصة و منازلها و جميع ما فيها فيعلقها بين السماء و الأرض، و يأتي ملك الروم بجيشه حتى ينزل تحت المصيصة فيقول: أين المدينة التي كان يتخوف الروم منها و النصرانية فيسمع فيها صوت الديوك و نباح الكلاب و صهيل الخيل فوق رؤوسهم، الحديث. (قلت): الى هنا ذكره السيد نقلا عن السليلي الذي هو من اكابر العامة و محدثيهم و كان تأريخ كتابتها سنة سبعة و ثلاثمائة هجرية في المدرسة المعروفة بالمزكى بالجانب الغربي من البلاد الواسطية و نقلناه كما وجدناه بلا زيادة و نقيصة و المنصف يحكم وجدانه بأن الاطلاع و الاخبار بهذه الامكنة عادة و الاحاطة بها في ذلك الوقت و ما اخبر به من الرجال لا يمكن لغير المطلع على العوالم الامكانية و المقتبس من العلوم الربانية التي لا تكون بكسب و لا اكتساب، كما هو غير خفي على اولي البصيرة و ذوي الالباب فكم له من نظير. راجع باب علمه عليه السلام في الجزء التاسع من بحار الانوار ص 437 نقلا عن عمار بن ياسر الصحابي، يقول: كنت مع أمير المؤمنين).

ص: 145

علي بن أبي طالب (ع) في بعض غزواته فمررنا بواد مملو نملا. فقلت: يا أمير المؤمنين أترى يكون أحدا من الخلق يعلم عدد هذا النمل؟ قال: نعم، أنا اعرف رجلا يعلم عدده و كم فيه ذكر و كم فيه انثى. فقلت: من ذلك الرجل يا مولاي؟ فقال: يا عمار اما قرأت في سورة يس (وَ كُلَّ شَيْ ءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ)؟ فقلت: بلى يا مولاي.

فقال: انا ذلك الامام المبين. و في (تفسير البرهان) ج 2 (سورة يس) ص 886 نقلا عن كتاب مصابيح الانوار باسناده عن عمار بن ياسر. و فيه: عنه، عن ابي ذر قال: كنت سائرا في اغراض امير المؤمنين (ع) اذ مررنا بواد نمله كالسيل سار فذهلت مما رأيت. فقلت: اللّه اكبر، جل محصيه. فقال أمير المؤمنين (ع):

لا تقل ذلك يا أبا ذر ولكن قل جل باريه فو الذي صورك اني احصي عددهم.

و اعلم الذكر منهم و الانثى باذن اللّه.

فصل فى الخطب و ما يتعلق بالمهدى

المهدي المنتظر و خطبة البيان

إعلم إن هذه الخطبة الشريفة ذكرناها عن بعض(1) اجلاء المحدثين عن محمد

ص: 146


1- نقلنا هذه الخطبة الشريفة المشهورة المنسوبة الى مولانا سلطان العارفين و امام الموحدين امير المؤمنين (ع) من كتاب (دوحة الانوار) للشيخ محمد اليزدي الحائري ص 150 و يوجد من هذه الخطبة الشريفة في الاقطار نسخ عديدة يظهر من مراجعة ج 7 من الذريعة لشيخنا العلامة الطهراني في حرف الخاء ص 200 نقلها عن جماعة منهم المحدث العارف الناقد البصير القاضي سعيد القمي المتوفى سنة 1103 في شرحه لحديث الغمامة و منهم صاحب الزام الناصب و منهم العلامة الفقيه القمي في جامع الشتات من ص 772-799 و يظهر من شيخنا دام بقاه انه توجد هذه الخطبة في المكتبة الرضوية تأريخ كتابتها 729 و نسخة اخرى بخط درويش علي بن جمال الدين تأريخ كتابتها 923 و نقل السيد المحدث الشبر تمام هذه الخطبة فى رسالته (علامات الظهور) و يظهر منه شروحا اخرى لهذه الخطبة منها (خلاصة الترجمان) و منها (معالم التنزيل). و منها شرح نور علي شاه المتوفى سنة 1212 و توجد قطعة من الترجمة في طهران في مكتبة سپهسالار (نعم) هذه الخطبة مشهورة باختلاف في النسخ زيادة و نقيصة في بعضها على ما ذكره المحقق القمي من النسخة التي كانت عنده: (انا الذي اوجدت السماوات و الارض في طرفة عين) و لكن في ثلاث نسخ عندي غير موجودة و على الاول لا يمكن المصير اليها و الاخذ بظاهر تلك الفقرة لكونها مخالفة للقرآن كيف و يقول اللّه تعالى في سورة الاعراف آية 53 (إِنَّ رَبَّكُمُ اللّٰهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيّٰامٍ) و في سورة السجدة آية 3 (اللّٰهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ وَ مٰا بَيْنَهُمٰا فِي سِتَّةِ أَيّٰامٍ) و لا اشكال في أن مثل هذه العبارات من مدسوسات الغلات و من مفتعلات أعدائه. ضرورة انه (ع) لا ينطق بما هو مخالف للقرآن مع ما ورد عن النبي (صلی الله علیه و آله): ما خالف قول ربنا لم أقله، أو: فاضربوه على الجدار او: ردوه الى الذي جاء به فهو اولى به: فهو (ع) منزه عن ذلك و اما بعض الفقرات مثل: (انا مورق الاشجار و مثمر الثمار) فنظيرها موجود في الاخبار و يساعده الاعتبار، مثل قولهم: (بنا أثمرت الاشجار و أينعت الثمار و جرت الانهار و بنا تنزل الغيث و تنبت عشب الارض) و في ج 22 من (بحار الانوار) في الزيارات في زيارة المظلوم المطلقة: (و بكم تنبت الارض اشجارها و بكم تخرج الاشجار اثمارها و بكم تنزل السماء قطرها) و في ص 292 في الزيارة الرجبية (أنا سائلكم و آملكم فيما اليكم التفويض و عليكم التعويض فبكم يجبر المهيض و يشفى المريص و عندكم ما تزداد الارحام و ما تغيض). و قولهم: (لولانا ما عبد اللّه) و قولهم: (نزلونا عن الربوبية و قولوا فينا ما شئتم) كما سيجيء في هذه الخطبة الشريفة بقوله: (معاشر الناس كأني بطائفة منهم يقولون إن علي بن ابي طالب (ع) يعلم الغيب و هو الرب الذي يحيى الموتى و يميت الاحياء و هو على كل شيء قدير، كذبوا و رب الكعبة ايها الناس قولوا فينا ما شئتم و لا تنسبونا الى الربوبية و اجعلونا مربوبين) فعليه كل عبارة كانت مخالفة لظاهر القرآن و لم تكن قابلة للتأويل الصحيح فهم صلواة اللّه عليهم برآء منها، فهي من الدجالين و المعاندين ضرورة انهم بمنزلة شخص واحد لا يصدر عنهم ما يخالف التنزيل فكون الخطبة الشريفة مشتملة على بعض الفقرات المدسوسة كما في النسخة التي كانت عند المحقق القمي لا يقدح و لا يوجب القاء جميع الخطبة الشريفة كما لا يخفى عند أهل التحقيق (المؤلف).

ابن احمد الانباري عن محمد بن احمد الجرجاني قاضي الري عن طوق بن مالك -

ص: 147

عن ابيه عن جده عن عبد اللّه بن مسعود رفعه الى علي بن ابي طالب (ع) انه لما تولى الخلافة أتى الى البصرة فرقى منبر جامعها و خطب الناس خطبة ذهلت منها العقول و اقشعرت الجلود فلما سمعوا منه ذلك اكثروا البكاء و النحيب و علا الصراخ قال: و كان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قد اسر اليه السر الخفي الذي بينه و بين اللّه عز و جل فلأجل ذلك انتقل النور لانه كان وجه رسول اللّه الى وجه علي بن ابي طالب (ع) قال: و مات النبي (صلی الله علیه و آله) في مرضه الذي اوصى فيه بعلي و كان قد اوصى لعلي امير المؤمنين (ع) أن يخطب الناس خطبة البيان فيها علم ما كان و ما يكون الى يوم القيامة، قال: فاقام امير المؤمنين (ع) بعد موت النبي (صلی الله علیه و آله) صابرا على ظلم الامة الى أن قرب أجله و حان وقت وصية النبي بالخطبة التي تسمى خطبة البيان، فقام امير المؤمنين (ع) بالبصرة ورقى المنبر و هي آخر خطبة خطبها، فحمد اللّه و أثنى عليه و ذكر النبي فقال: ايها الناس أنا و حبيبى كهاتين - و أشار بسبابته و الوسطى - و لو لا آية في كتاب اللّه لنبأتكم بما في السماوات و الارض،).

ص: 148

و ما في قعر هذا فما يخفى علي شيء و لا تعزب عني كلمة منه، و ما اوحي الي بل هو علم علمنيه رسول اللّه. لقد اسر الي الف مسألة في كل مسألة الف باب، و في كل باب الف نوع فاسألوني قبل ان تفقدوني عما دون العرش اخبركم و لو لا أن يقول قائلكم إن علي بن أبي طالب ساحر كما قيل في ابن عمي (صلی الله علیه و آله) لأخبرتكم بمواضي أحلامكم و بما في غوامض الخزائن، و لأخبرتكم بما في قرار الارض. (قلت): الى هنا ذكر بهذا السند، ثم قال: و في نسخة اخرى، عن ابي جعفر الباقر، عن أبيه زين العابدين (ع) عنه (ع): بسم اللّه الرحمن الرحيم، الحمد للّه بديع السموات و فاطرها، و باسط الارض و عامرها، و ساطح المدحيات و وازرها، و موطد الجبال و فاقرها (الى أن يقول): و أشهد أن لا اله إلا اللّه وحده لا شريك له، شهادة تؤدي الى السلامة ذاكرها، و تؤمن من العذاب يوم الحساب ذاخرها، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله (صلی الله علیه و آله)، الخاتم لما سبق و الفاتح لما استقبل من الدعوة و ناشرها أرسله الى امة قد شغر بعبادة الاوثان شاغرها. (الى أن يقول): ايها الناس سار المثل، و حقق العمل، و كثر الوجل، و قرب الاجل، و دنى الرحيل، و لم يبق من عمره إلا القليل، فاسألوني قبل أن تفقدوني، ايها الناس أنا المخبر عن الكائنات، أنا مبين الآيات، أنا سفينة النجاة، أنا سر الخفيات، أنا صاحب البينات، أنا مغيض الفرات، أنا معرب التوراة، أنا المؤلف للشتات، أنا مظهر المعجزات، أنا مكلم الاموات، أنا مفرج الكربات، أنا محلل المشكلات، أنا مزيل الشبهات، أنا ضيغم الغزوات، أنا مزيل المهمات، أنا آية المختار، أنا حقيقة الاسرار، أنا علي حيدر الكرار، أنا الوارث علم المختار، أنا مبيد الكفار، أنا أبو الأئمة الاطهار (الى ان قال): أنا صاحب الاعراف، أنا مبيد الاسلاف، أنا مدير الكرم، أنا توبة الندم، أنا الصاد و الميم، أنا سر ابراهيم، أنا محكم الرعد، أنا سعادة المجد، أنا علانية المعبود، أنا مستنبط هود، أنا نحلة الخليل، أنا آية بني اسرائيل، أنا مخاطب الكهف، أنا محبوب الصحف. (الى أن قال): أنا مكرر الفرقان، أنا

ص: 149

آلاء الرحمن، أنا محكم الطواسين، أنا امام آل يس، أنا حاء الحواميم، أنا قسم الم أنا سابق الزمر، أنا آية القمر، أنا راقب المرصاد، أنا ترجمة ص، أنا صاحب الطور، أنا باطن السرور، أنا عتيدق، أنا فارع الاحقاف، أنا مرتب الصافات أنا ساهم الناويات، أنا سورة الواقعة، أنا العاديات و القارعة، أنا ن و القلم، أنا مصباح الظلم، أنا مؤل القرآن، أنا مبين البيان، أنا صاحب الاديان، أنا ساقي العطشان، أنا عقد الايمان، أنا قسيم الجنان، أنا كيوان الامكان، أنا تبيان الامتحان أنا الامان من النيران، أنا حجة اللّه على الانس و الجان، أنا أبو الأئمة الاطهار، أنا أبو (المهدي) (ع) القائم في آخر الزمان. قال: فقام اليه مالك الاشتر، فقال: متى يقوم هذا (القائم) (ع) من ولدك يا أمير المؤمنين؟ فقال (ع):

اذا زهق الزاهق، و حقت الحقائق، و لحق اللاحق، و ثقلت الظهور، و تقاربت الامور. (الى أن بين (ع) مطالب كثيرة بقوله): و يهدمون الحصون، و يقتطفون الغصون، و يفتحون العراق، و يحمجون الشقاق بدم يراق، فعند ذلك ترقبوا خروج صاحب الزمان. (ثم) انه جلس على أعلى مرقات من المنبر و قال: آه ثم آه لتعريض الشفاه، و ذبول الافواه. قال: فالتفت (ع) يمينا و شمالا و نظر الى بطون العرب و ساداتها و وجوه أهل الكوفة و كبار القبائل بين يديه و هم صموت كأن على روؤسهم الطير فتنفس الصعداء و تململ حزينا و سكت هنيئة. فقام اليه سويد بن نوفل من سادات الخوارج و هو كالمستهزء، فقال: يا أمير المؤمنين (ع) أنت حاضر ما ذكرت و عالم بما أخبرت. قال: فالتفت اليه الامام عليه السلام و رمقه بعينه رمقة لغضبه فصاح سويد بن نوفل صيحة عظيمة من عظم نازلة نزلت به فمات من وقته و ساعته فاخرجوه من المسجد و قد تقطع اربا اربا. فقال: أبمثلي يستهزء المستهزؤون، أم علي يتعرض المتعرضون، او يليق بمثلي أن يتكلم بما لا يعلم و يدعي ما ليس له بحق، هلك و اللّه المبطلون، و ايم الحق لو شئت ما تركت عليها من كافر باللّه و لا منافق برسوله و لا مكذب بوصيه، و انما اشكو بثى و حزني الى

ص: 150

اللّه و اعلم من اللّه ما لا تعلمون. قال: فقامت العلماء و الفضلاء. (و في نسخة اخرى) صعصعة بن صوحان و ميثم و ابراهيم بن مالك الاشتر و عمرو بن صالح، و قالوا:

يا امير المؤمنين نقسم عليك بابن عمك رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) ان تبين لنا ما يجري في طول الزمان، بكلام يفهمه العاقل و الجاهل. قال: ثم انه حمد اللّه و اثنى عليه و ذكر النبي فصلى عليه، و قال: انا مخبركم بما يجري من بعد موتي، و بما يكون الى خروج صاحب الزمان (القائم) بالامر من ذرية ولدي الحسين (ع)، و الى ما يكون في آخر الزمان حتى تكونوا على حقيقة من البيان (و في نسخة)، قال: ايها الناس اني سمعت اخي رسول اللّه يقول (صلی الله علیه و آله): تجتمع في امتى مئة خصلة لم تجتمع في غيرها فقالوا: ما هي؟ فقال: يكون منهم قوم وجوههم جميلة، و ضمائرهم ردية. قالوا فمتى يكون ذلك؟ قال: اذا وقع الموت في الفقهاء، وضيعت امة محمد المصطفى الصلوات و اتبعوا الشهوات، و قلت الامانات، و كثرت الخيانات، و شربوا القهوات و استشعروا شتم الآباء و الامهات، و رفعت الصلاة من المساجد بالخصومات، و جعلوها مجالس الطعامات، و اكثروا من السيئات، و قللوا من الحسنات، فحينئذ تكون السنة كالشهر و الشهر كالاسبوع و الاسبوع كاليوم و اليوم كالساعة و يكون المطر قيضا و الولد غيضا، و يكون اهل ذلك الزمان لهم وجوه جميلة و ضمائرهم ردية من رآهم عجبوه، و من عاملهم ظلموه، وجوههم وجوه الآدميين، و قلوبهم قلوب الشياطين. فهم امر من الصبر، و انتن من الجيفة، و انجس من الكلب، و اروغ(1)

من الثعلب، و اطمع من اشعب، و الزق من الجرب، لا يتناهون عن منكر فعلوه ان حدثتهم كذبوك، و ان امنتهم خانوك، و ان وليت عنهم اغتابوك، و ان كان لك مال حسدوك، و ان بخلت عنهم ابغضوك، و ان وضعتهم شتموك، سماعون للكذب، اكالون للسحت، يستحلون الزنى و الخمر و المقالات و الطرب و الغناء الفقيرر.

ص: 151


1- في المجمع راغ الثعلب من باب (قال) يروغ روغا و روغا: ذهب يمنة و يسرة في سرعة خديعة فهو لا يستقر.

بينهم ذليل حقير، و المؤمن ضعيف صغير، و العالم عندهم وضيع، و الفاسق عندهم مكرم، و الظالم عندهم معظم، و الضعيف عندهم هالك، و القوي عندهم مالك، لا يأمرون بالمعروف، و لا ينهون عن المنكر، الغنى عندهم دولة، و الامانة مغنما، و الزكاة مغرما، و يطيع الرجل زوجته، و يعصى والديه و يجفوهم، و يسعى في هلاك اخيه، و ترفع اصوات الفجار، و يحبون الفساد و الغنى و الزنى، و يتعاملون السحت و الربا، و يغار على العلماء، و يكثر ما بينهم سفك الدماء، قضاتهم يقبلون الرشى، و تتزوج الإمرأة بالامرأة، و تزف كما تزف العروس الى زوجها، و تظهر دولة الصبيان في كل مكان، و يستحل الفتيان المغاني و شرب الخمر، و تكتفي الرجال بالرجال و النساء بالنساء، فتكون الإمرأة مستولية على زوجها في جميع الاشياء، و تحج الناس على ثلاثة وجوه: الاغنياء للنزهة و الاوساط للتجارة و الفقراء للمسألة، و تبطل الاحكام و يحاط الاسلام، و تظهر دولة الاشرار، و تجلى الظلم في جميع الامصار، فعند ذلك يكذب التاجر في تجارته، و الصائغ في صياغته، و صاحب كل صنعة في صناعته، فتقل المكاسب، و تضيق المطالب، و تختلف المذاهب، و يكثر الفساد، و يقل الرشاد، فعندها ترد الضمائر، و يحكم عليهم سلطان جائر، و كلامهم امر من الصبر، و قلوبهم انتن من الجيفة فاذا كان كذلك ماتت العلماء، و فسدت القلوب، و كثرت الذنوب، و تهجر المصاحف، و تخرب المساجد (الى ان يقول): فعندها لوصلى احدهم يومه و ليلته فلا يكتب له منها شيء و لا تقبل صلاته، لان نيته و هو قائم يصلي يفكر في نفسه كيف يظلم الناس و كيف يحتال على المسلمين. و يطلبون الرياسة للتفاخر. (الى ان يقول، بعد كلام طويل): و فيها يظهر الملعون من واد ميشوم، و فيها انكشاف الستر و هي على ذلك الى ان يظهر قائمنا (المهدي) (عج) صلوات اللّه و سلامه عليه. قال: فقام اليه سادات اهل الكوفة و اكابر العرب و قالوا:

يا امير المؤمنين، بين لنا أو ان هذه الفتن و العظائم التي ذكرتها لنا لقد كادت (19 - ج 1 - الشيعة و الرجعة)

ص: 152

قلوبنا ان تنفطر و ارواحنا تفارق ابداننا من قولك هذا، فوا أسفاه على فراقنا اياك فلا ارانا اللّه فيك سوءا و لا مكروها. فقال (ع) قضي الامر الذي فيه تستفيان (كل نفس ذائقة الموت) قال: فلم يبق احد الا و بكى لذلك. (الى ان قال): و كأني بالفتن و قد اقبلت من كل مكان كقطع الليل المظلم. (ثم قال): معاشر الناس لا تشكوا قولي هذا فاني ما ادعيت باطلا و لا تكلمت زورا و لا انبأتكم الا بما علمني رسول اللّه (صلی الله علیه و آله)، و لقد او دعني الف مسألة يتفرع من كل مسألة الف باب من العلم، و يتفرع من كل باب مأة الف باب، و انما احصيت لكم هذه لتعرفوا مواقيتها، اذا وقعتم في الفتن مع قلة اعتصابكم. فيا كثرة فتنتكم، و خبث زمانكم، و خيانة حكامكم، و ظلم قضاتكم، و كلابة تجاركم، و شحة ملوككم، و فشي أسراركم، و طول آمالكم، و كثرة شكواكم، و يا قلة معرفتكم، و ذلة فقيركم و تكبر اغنيائكم، و قلة وفائكم. (انا للّه و انا اليه راجعون) من اهل ذلك الزمان، تحل فيهم المصائب، و لا يتعظون بالنوائب، و لقد خالط الشيطان ابدانهم، و ولج في دمائهم، و يوسوس لهم بالافك، حتى تركب الفتن الامصار، و يقول المؤمن المسكين المحب لنا اني من المستضعفين. و خير الناس يومئذ من يلزم عن مخالطة الناس نفسه و يختفي في بيته معاشر الناس لا يستوي الظالم و المظلوم، و لا الجاهل و العالم، و لا الحق و الباطل، و لا العدل و الجور، ألا و ان له شرائع معلومة. غير مجهولة، و لا يستوي نبى الا و له أهل بيت، و لا يعيش أهل بيت نبى الا و لهم اضداد يريدون اطفاء نورهم، و نحن أهل بيت نبيكم، الا و ان دعوكم الى سبنا فسبونا، و ان دعوكم الى البراءة منا فلا تتبرءوا منا، و مدوا اعناقكم للسيف، و احفظوا يقينكم فانه من تبرأ منا بقلبه تبرأ اللّه منه و رسوله، الا و انه لا يلحقنا سبا و لا شتما و لا لعنا، فيا ويل مساكين هذه الامة و هم شيعتنا و محبينا، و هم عند الناس كفار و عند اللّه ابرار، و عند الناس كاذبين، و عند اللّه صادقين، و عند الناس ظالمين، و عند اللّه مظلومين، و عند الناس جائرين، و عند اللّه عادلين، و عند الناس خاسرين

ص: 153

و عند اللّه رابحين، فازوا و اللّه بالايمان، و خسر المنافقون. معاشر الناس (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ)

معاشر الناس كأني بطائفة منهم يقولون ان علي بن أبي طالب (ع) يعلم الغيب و هو الرب الذي يحيى الموتى و يميت الاحياء و هو على كل شيء قدير. كذبوا و رب الكعبة. ايها الناس قولوا فينا ما شئتم و لا تنسبونا الى الربوبية و اجعلونا مربوبين، الا و انكم ستختلفون و تتفرقون (الى ان يقول): فربما ينادي فيها الصارخ مرتين الا و ان الملك في علي بن أبي طالب (ع) فيكون ذلك الصوت من جبرائيل و يصرخ ابليس (لع) ألا و ان الملك في آل ابي سفيان، فعند ذلك يخرج السفياني فيتبعه مأة الف رجل ثم ينزل بارض العراق فيقع فيها حلول، فيقتل فيها الفجفاج فيذبح كما يذبح الكبش، ثم يخرج شعيب بن صالح، من بين قصب و آجام، فهو اعور فالعجب كل العجب ما بين جمادى و رجب (الى ان يقول، بعد بيان ملاحم كثيرة) الا و انه اذا ظهر السفياني تكون له وقايع عظام، فاول وقعة بحمص ثم بحلب ثم بالرقة ثم بقرية سبا ثم برأس العين ثم بنصيبين ثم بالموصل، و هي وقعة عظيمة ثم تجتمع الى الموصل رجال الزوراء و من ديار نوس الى اللخمة و تكون وقعة عظيمة يقتل فيها سبعين الف و يجري على موصل قتال شديد يحل بها ثم ينزل السفياني الى ارض الروم فيلقونه على القنطرة تحت الدورة، و يقتل بينهم ستين الف ألا و ان فيها كنوز قارون و لها اهوال عظيمة بعد الخسف و القذف و المسخ، و تكون أسرع ذهابا في الارض من الوتد الحديد في الارجف، قال: و لا يزال السفياني يقتل كل من اسمه محمد و علي و حسن و حسين و فاطمة و جعفر و موسى و زينب و مريم و خديجة و سكينة و رقية بغضا و حقدا لآل محمد (صلی الله علیه و آله) ثم يبعث في جميع البلدان فيجمع الاطفال و يغلي لهم الزيت فيقول له الاطفال ان كان آباؤنا عصوك فما ذنبنا نحن فيأخذ كل من اسمه محمد و علي و حسن و حسين و موسى و جعفر و كل من اسمه على اسم أهل البيت فيغليهم في الزيت، ثم يصير الى كوفانكم هذه فيدور

ص: 154

فيها كما تدور الدوامة، فيفعل في الرجال كما يفعل بالاطفال و يصلب على بابها كل من اسمه حسن و حسين ثم يسير الى المدينة فينهبها ثلاثة أيام، و يقتل فيها خلقا كثيرا و يصلب على مسجدها كل من اسمه حسن و حسين فعند ذلك يغلي دماؤهم كما يغلي دم يحيى بن زكريا فاذا رأى ذلك ايقن بالهلاك فيولي هاربا و يرجع منهزما الى الشام، فلا يرى في طريقه أحدا يخالف عليه اذا دخل عليه فاذا دخل الى بلده اعتكف على شرب الخمر و المعاصي و يأمر اصحابه بذلك، فيخرج السفياني و بيده حربة فيأخذ الامرأة فيدفعها الى بعض اصحابه فيقول له:

افجر بها في وسط الطريق، فيفعل بها ثم يبقر بطنها و يسقط الجنين من بطن امه، فلا يقدر أحد ينكر عليه ذلك. قال (ع): فعندها تضطرب الملائكة في السماوات و يأذن اللّه بخروج (القائم) (ع) من ذريتي و هو صاحب الزمان ثم يشيع خبره فينزل جبرائيل (ع) على صخرة بيت المقدس فيصيح في أهل الدنيا:

قد جاء الحق و زهق الباطل ان الباطل كان زهوقا. (ثم) انه (ع) تنفس الصعداء و أنّ كمدا و جعل يقول:

بني اذا ما جاشت الترك فانتظر ولاية (مهدي) يقوم و يعدل

و ذلت ملوك الارض من آل هاشم و بويع منهم من يذل و يهزل

صبي من الصبيان لا رأي عنده و لا عنده جد و لا هو يعقل

و ثم يقوم (القائم) الحق منكم (و بالحق) يأتيكم (و بالحق) يعمل

سمي رسول اللّه نفسي فداؤه فلا تخذلوه يا بني و عجلوا

قال (ع): فيقول جبرائيل في صيحته: يا عباد اللّه اسمعوا ما أقول إن هذا (مهدي) آل محمد (صلی الله علیه و آله) خارج من أرض مكة فأجيبوه. قال: فقامت اليه الفضلاء و العلماء و وجوه أصحابه، و قالوا: يا أمير المؤمنين (ع): صف لنا هذا (المهدي) (ع) فان قلوبنا اشتاقت الى ذكره. فقال (ع): هو صاحب الوجه الاقمر، و الجبين الازهر، و صاحب العلامة و الشامة، العالم غير معلم، و المخبر

ص: 155

بالكائنات، معاشر الناس ألا و ان الدين فينا قد قامت حدوده، و أخذ علينا عهوده ألا و ان المهدي يطلب القصاص ممن لا يعرف حقنا، و هو الشاهد بالحق و خليفة اللّه على خلقه اسمه اسم جده رسول اللّه ابن الحسن بن علي من ولد فاطمة من ذرية الحسين (ع) ولدي هذا، فنحن الكرسي و أصل العلم و العمل، فمحبونا هم الاخيار و ولايتنا فصل الخطاب، ألا و ان المهدي أحسن الناس خلقا و خلقة، ثم اذا قام تجتمع اليه أصحابه على عدة أهل بدر و أصحاب طالوت و هم ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا كلهم ليوث قد خرجوا من غاباتهم مثل زبر الحديد، لو انهم هموا بازالة الجبال الرواسي لا زالوها عن مواضعها، فهم الذين وحدوا اللّه حق توحيده، لهم بالليل أصوات كأصوات الثواكل حزنا من خشية اللّه كل فرد منهم قوام الليل صوام النهار كأنما رباهم أب واحد وام واحدة، قلوبهم مجتمعة بالمحبة و النصيحة، ألا و اني أعرف أسماءهم و أمصارهم. فقام اليه جماعة من اصحابه و قالوا: يا أمير المؤمنين (ع) نسألك باللّه و ابن عمك رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) أن تسميهم بأسمائهم و أمصارهم فلقد ذابت قلوبنا من كلامك: فقال (ع): اسمعوا ابين لكم أنصار القائم (ع) إن أولهم من أهل البصرة و آخرهم من الابدال، (الحديث) (قلت): ثم ذكر (ع) واحدا بعد واحد من الامصار و الامكنة.

و لا نطيل الكلام بذكرها فمن أراد التفصيل فليراجع الخطبة المباركة و نحن نذكر بعض الموارد التي ترتبط بالمقام و هو التصريح بوجود المهدي (عج) بحسب المقامات خلال عناوين كما ستمر عليك عن قريب.

المهدي المنتظر ع و أصحابه و ما التزموا له من الشروط

(خطبة البيان) قال (ع) بعد ما بين اصحابه الثلاثمائة و الثلاثة عشر، يقال: انهم

ص: 156

يمضون الى (المهدي) عليه السلام و هو مختف تحت المنارة فيقولون له: أنت (المهدي) (فيقول): نعم يا أنصاري ثم يخفي نفسه عنهم لينظر كيف هم في طاعته فيمضي الى المدينة فيخبرونهم انه لاحق بقبر جده رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فيلحقونه بالمدينة فاذا أحس بهم رجع الى مكة فلا يزالون على ذلك ثلاثا ثم يترا آى لهم بعد ذلك بين الصفا و المروة، (فيقول) لهم: اني لست قاطع امرا حتى تبايعوني على ثلاثين خصلة الزمكم أن لا تغيروا منها شيئا و لكم علي ثمان خصال، فقالوا: سمعنا و أطعنا فاذكر ما أنت ذاكره يا ابن رسول للّه. فيخرج الى الصفا فيخرجون معه (فيقول) ابايعكم أن لا تولوا دابرا، و لا تسرقوا، و لا تزنوا، و لا تفعلوا محرما، و لا تأتوا فاحشة، و لا تضربوا أحدا إلا بحق، و لا تكنزوا ذهبا و لا فضة و لا برا و لا شعيرا، و لا تخربوا مسجدا، و لا تشهدوا زورا، و لا تقبحوا على مؤمن، و لا تأكلوا ربا، و أن تصبروا على الضراء، و لا تلعنوا موحدا، و لا تشربوا مسكرا، و لا تلبسوا الذهب و لا الحرير و لا الديباج، و لا تتبعوا هزيما، و لا تسفكوا دما حراما، و لا تغدروا بمسلم، و لا تثقبوا على كافر و لا منافق، و لا تلبسوا الخز من الثياب، و تتوسدون التراب، و تكرهون الفاحشة، و تأمرون بالمعروف، و تنهون عن المنكر. فاذا فعلتم ذلك فلكم علي أن لا أتخذ سواكم، و لا البس إلا ما تلبسون، و لا آكل إلا مثل ما تأكلون، و لا اركب إلا مثل ما تركبون، و لا اكون الا حيث تكونون، و أمشي حيثما تمشون، و أرضى بالقليل، و أملأ الارض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا، و نعبد اللّه حق عبادته، و أوف لكم، و أوفوا لي فقالوا: رضينا و بايعناك على ذلك. فصافحهم رجلا رجلا.

المهدي المنتظر ع و انقياد الناس له

قال عليه السلام: و بعد ذلك يظهر بين الناس فيخضع له العباد و تنقاد له

ص: 157

البلاد فيكون الخضر ربيب دولته، و همدان وزراؤه و خولان جنوده، و حمير أعوانه و مضر قواده و يكثر اللّه جمعه و يشد ظهره.

المهدي المنتظر ع و الحسني

قال عليه السلام: ثم يسير بالجيوش حتى يصير بالعراق و الناس خلفه و امامه و على مقدمته رجل اسمه عقيل و على ساقته رجل اسمه الحارث، فيلحقه رجل من أولاد الحسن في اثني عشر الف فارس و يقول: يا ابن العم أنا أحق منك بهذا الامر لاني من ولد الحسن و هو اكبر من الحسين. (فيقول المهدي): اني انا (المهدي) فيقول له: هل عندك آية او معجزة او علامة؟ فينظر (المهدي) الى طير في الهواء فيومي اليه فيسقط في كفه فينطق بقدرة اللّه و يشهد له بالامامة ثم يغرس قضيبا يابسا في بقعة من الارض ليس فيها ماء فيخضر و يورق، و يأخذ جلمودا كان في الارض من الصخر فيفر كه بيده و يعجنه مثل الشمع، فيقول الحسني: الامر لك. فيسلم و تسلم جنوده و يكون على مقدمته رجل اسمه كاسمه.

المهدي المنتظر و فتح خراسان

قال عليه السلام ثم يسير حتى يفتح خراسان ثم يرجع الى مدينة الرسول، فتسمع بخبره جميع الناس فيأتيه اهل اليمن و اهل الحجاز و تخالفه ثقيف.

المهدي المنتظر و مسيره الى الشام

قال عليه السلام: ثم انه (أي المهدي المنتظر) يسير الى الشام فتقع صيحة بالشام: ألا و ان الاعراب اعراب الحجاز قد خرجت اليكم، فيقول السفياني

ص: 158

لاصحابه: ما تقولون في هؤلاء؟ فيقولون: نحن اصحاب حرب و نبل و عدة و سلاح و يشجعونه و هو عالم بما يراد به. (الى ان يقول عليه السلام): ملعون في السماء و الارض شر خلق اللّه و العنهم، و يخرج بجيشه و رجاله و خيله، في مأتي الف و سبعين الف مقاتل فيسير حتى ينزل الحيرة.

المهدي المنتظر و حشده للسفياني

قال عليه السلام: ثم ان (المهدي) (عج) يقدم بخيله و رجاله و جيشه و كتائبه:

و جبرائيل عن يمينه، و ميكائيل عن شماله، و النصر بين يديه، و الناس يلحقونه في جميع الآفاق، حتى يأتي اول الحيرة قريبا من السفياني، و يغضب لغضب اللّه سائر خلقه. حتى الطيور من السماء ترميهم بأجنحتهم، و ان الجبال ترميهم بالحجارة، و تجري بين السفياني و بين (المهدي) حرب عظيم، حتى يهلك جميع عسكر السفياني فينهزم معه شر ذمة قليلة من اصحابه فيلحقه رجل من انصار (القائم) (عج) اسمه صباح و معه جيش عظيم فيستأسره فيأتى به الى (المهدي) و هو يصلي العشاء الاخير و يخفف صلاته.

المهدي المنتظر و هلاك السفياني

قال عليه السلام: فيقول السفياني يا ابن العم استبقني اكون لك عونا فيقول (ع) لاصحابه: ما تقولون فيما يقول فاني آليت على نفسي أن لا أفعل شيئا حتى ترضوه؟ فيقولون: و اللّه لا نرضى حتى تقتله لانه سفك الدماء التي حرم اللّه سفكها و أنت تريد ان تمن عليه بالحياة، فيقول لهم (المهدي) (ع): شأنكم و اياه فيأخذه جماعة منهم فيضجعونه على جانب شاطىء البحيرة، تحت شجرة مدلاة باغصانها فيذبحونه كما يذبح الكبش و يعجل اللّه بروحه الى النار.

ص: 159

المهدي المنتظر و خروج بنى كلاب مع ملك الروم

قال عليه السلام: فيتصل خبره الى بني كلاب ان حرب بن عتبة قتل و قتله رجل من ولد علي بن أبي طالب فيرجع بنو كلاب الى رجل من ولد ملك الروم فيبايعونه على قتال (المهدي) و الاخذ بثار حرب بن عتبة و ينضم اليهم بنو ثقيف فيخرج ملك الروم في الف سلطان و تحت كل سلطان الف مقاتل فينزل على بلد من بلدان (القائم) تسمى طرطوش فينهب اموالهم و انعامهم و حريمهم و يقتلون رجالهم و يهدمون بيوتهم حجرا على حجر و ينقض احجارها و كأني بالنساء و هن مردفات على ظهور الخيل خلف العلوج(1) خيلهن تلوح في الشمس و القمر فينتهى الخبر الى (القائم) فيسير الى ملك الروم في جيوشه فيواقعه في اسفل (الرقة) بعشرة فراسخ فتصبح بها الوقعة العظيمة حتى يتغير ماء الشط بالدم و ينتن جانبها بالجيف الشديدة فينهزم ملك الروم الى انطاكية فيتبعه (المهدي) (ع) فيبعث الى (المهدي) حتى يرجع عنه و يؤدي له الخراج فيطلب منه (القائم) الجزية فيجيبه الى ذلك على ان لا يروح من بلد الروم و لا يبقى اسير عنده الا اخرجه الى أهله فيفعل ذلك و يبقى تحت الطاعة.

ص: 160


1- العلوج: الكفار مطلقا، الاقوياء الاشداء منهم.

المهدي المنتظر و بنو كلاب و نزوله ببعض بلاد الروم

قال عليه السلام: ثم إن (المهدي) (ع) يصير الى حي بني كلاب و يسبى نساءهم و يقتل أغلب رجالهم، فيأتونه بالاسارى فيؤمنون به فيبايعونه. الحديث.

و قال (ع): ثم ان (المهدي) (ع) يسير هو و من معه من المؤمنين بعد قتل السفياني (لع)، فينزلون على بلد من بلدان الروم فيقولون: (لا اله الا اللّه محمد رسول اللّه) (صلی الله علیه و آله) فيتساقط حيطانها.

المهدي المنتظر و القسطنطينية

ثم قال عليه السلام إن (المهدي) (ع) يسير هو و من معه فينزل(1) قسطنطينية

ص: 161


1- في الصواعق عن ابن ماجة انه قال: لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول اللّه ذلك اليوم حتى يملك رجل من أهل بيتي جبل الديلم و القسطنطينية و في ج 4 من المستدرك للحاكم ص 552 فى رواية عوف بن مالك الا شجع صححه الحاكم و وافقه الذهبى في التذييل و فيه ج 4 ص 476 في رواية ابي الغيث عن ابي هريرة و فيه ج 4 ص 555 في رواية عبد اللّه بن عمرو بن العاص فسئل: أي المدينتين يفتح اولا قسطنطينية اورومية؟ قال: فدعا بصندوق طهم (و الطهم الخلق) فاخرج منها كتابا فنظر فيه ثم قال: كنا عند رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فكتب ما قال فسئل أي المدينتين يفتح اولا القسطنطينية او الرومية؟ فقال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): مدينة هرقل تفتح اولا يعنى القسطنطينية. و صححه الحاكم و الذهبي في التذييل و كذا فى نور الابصار ص 171 و في اسعاف الراغبين ص 136، و عن ابن ماجة: باضافة رومية و مروية. و رواه الكنجي في باب 20 ثم قال بعد نقله: هذا سياق الحافظ ابي نعيم و قال: هذا هو (المهدي) (عج) بلا شك وفقا بين الروايات. و في الملاحم لابن طاووس نقلا عن نعيم بن حماد ص 54 ب 67 و عن السليلي ص 100 و ص 102 و ص 140 ب 72 و عن البزاز ص 117 عن النبي (صلی الله علیه و آله) انه قال: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد. الحديث، و في رواية: جبل الديلم. و في ج 4 من المستدرك ص 427 مثله.

في محل ملك الروم، فيخرج منها ثلاث كنوز كنز من الجواهر و كنز من الذهب و كنز من الفضة ثم يقسم المال على عساكره.

المهدي المنتظر و ارمينية الكبرى

قال عليه السلام: ثم ان (المهدي) (ع) يسير حتى ينزل ارمينية الكبرى فاذا رأه أهل ارمينية، أنزلوا له راهبا من رهبانهم كثير العلم فيقولون له: انظر ماذا يريد هؤلاء فاذا أسرف الراهب على (المهدي) «عج» فيقول الراهب: أنت (المهدي) «عج» فيقول (المهدي): نعم، أنا المذكور في انجيلكم، أنا اخرج في آخر الزمان فيسأله الراهب عن مسائل كثيرة فيجيبه عنها، فيسلم الراهب و يمتنع أهل ارمينية فيدخلوها أصحاب (المهدي) «عج» فيقتلون فيها خمسمائة الف مقاتل من النصارى ثم يعلق اللّه مدينتهم بين السماء و الارض بقدرته فينظر الملك و من معه الى مدينتهم و هي معلقة و هو يومئذ خارج عنها بجميع جنوده الى قتال (المهدي) «عج» فاذا نظر الى ذلك ينهزم و يقول لاصحابه: خذوا لانفسكم مهربا فيهرب أولهم و آخرهم فيخرج عليهم أسد عظيم فيزعق في وجوههم فيلقون ما في أيديهم من السلاح

ص: 162

و المال و يتبعهم جنود (المهدي) عليه السلام فيأخذون أموالهم و يقسمونها فيكون لكل واحد مئة الف دينار و مئة جارية و مئة غلام.

المهدي المنتظر و تابوت السكينة

قال عليه السلام: ثم إن (المهدي) عليه السلام يسير الى بيت المقدس و يستخرج تابوت السكينة(1) و خاتم سليمان بن داود و الالواح التي نزلت على موسى ابن عمران.

ص: 163


1- في ج 2 من (تفسير الرازي) ص 294 فى ذيل الآية الشريفة فيه أقوال (الاول) قول أبي مسلم انه كان في التابوت بشارات من كتب اللّه المنزلة على موسى و هارون و من بعدهما من الانبياء بأن اللّه ينصر طالوت و جنوده و يزيل خوف العدو. «الثاني» قول (علي عليه السلام) كان لها وجه كوجه الانسان و كان لها ريح هفافة «الثالث» ما عن ابن عباس انها صورة من زبرجد و ياقوت لها رأس كرأس الهر و ذنب كذنبه فاذا صاحت كصياح الهر ذهب التابوت نحو العدو و هم يمضون معا فاذا وقف وقفوا «الرابع» ما عن عمران بن عيدان السكينة التي كانت في التابوت شيء لا يعلم. و في ج 1 من تفسير «الدر المنثور» ص 317 نقل أقوالا فيها (الاول) عن ابن عباس الرحمة. و في قول عنه الطمأنينة (الثانية) السكينة دابة قدر الهر لها عينان لها شعاع و اذا التقى الجمعان اخرجت يديها و نظرت اليهم فينهزم الجيش من الرعب. و فيه: عن علي (ع) انه لها وجه كوجه الانسان و عنه بطريق آخر، في قوله تعالى: (فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ) قال عليه السلام: ريح هفافة لها وجه كوجه الانسان و في الهامش منه ص 127 أن السكينة الرحمة و الطمأنينة و يقال فيه ريح النصرة له صورة كوجه انسان. و في ج 2 من «تفسير الطبري» ص 364 يقول: و اختلف أهل التأويل في معنى السكينة فقال بعضهم: هي ريح هفافة لها وجه كوجه الانسان، و عن ابن الاحوص و عن (علي «ع») مثله بعينه. و عن سلمة بن كهيل عن (علي عليه السلام مثله) و عن خالد بن عرعر عنه عليه السلام: انها ريح لها رأس. و عن مجاهد: لها رأس كرأس الهر. و عن (السدي): طست من ذهب يغسل قلوب الانبياء أعطاه اللّه موسى فيها وضع الالواح. و عن وهب بن منبه قال: روح من اللّه تتكلم اذا اختلف في شيء تكلم فاخبرهم به بيان ما يريدون. و عن عطا بن رياح: فما تعرفونه من الآيات تسكنون اليها. و في كتب الامامية (في مجمع البيان طبع ايران) جرء 2 ص 373 عن (أبي عبد اللّه الصادق «ع»): ان التابوت الذي كان انزل اللّه على ام موسى فوضعت فيه ابنها في البحر. (الى أن يقول): فلما حضرت موسى الوفاة وضع فيه الالواح و درعه و ما كان عنده من آثار النبوة، الحديث. و قيل: كان التابوت الذي أنزله اللّه على آدم فيه صور الانبياء فتوارثه أولاد آدم و كان في بني اسرائيل يستفتحون به على عدوهم. و قيل: كان قدر التابوت ثلاث اذرع في ذراعين عليه صفائح الذهب و كان من شمشاد و كان يقدمونه في الحروب و يجعلونه أمام جندهم فاذا سمع من جوفه أنين زف التابوت أي سار و كان الناس يسيرون خلفه فاذا سكن الانين وقف فوقف الناس لوقوفه. و اختلف في السكينة، فقيل: ان السكينة التي كانت فيها ريح هفافة من الجنة لها وجه كوجه الانسان. (و عن علي عليه السلام): و قيل: كان لها جناحان و رأس كرأس الهر من الزبرجد و الزمرد و في تفسير «آلاء الرحمن» لشيخنا الحجة البلاغي ج 1 ص 221 عن تفسير القمي عن «الرضا عليه السلام» انها ريح من الجنة لها وجه كوجه الانسان. و في راوية «معاني الاخبار» عن يونس عن الرضا عليه السلام: انها روح اللّه. لكن في اصول الكافي في صحيح محمد بن مسلم عن الباقر «ع»: الايمان. و مثله في صحيح حفص و هشام عن الصادق عليه السلام. و نحوه في صحيح أبي حمزة عن الباقر (ع) و زاد في قوله تعالى: «وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ» قال: هو الايمان. و نحوه في صحيح جميل (عن الصادق عليه السلام) و الظاهر ان هذه التعبيرات تشبيهات و اشارات بحسب حال المورد و الخطاب و المخاطب، فلعل السكينة أمر يوجب الامن و الطمأنينة جعله اللّه في التابوت لتسكن اليه بنو اسرائيل و كان لهم بمنزلة اللواء الاعظم في الحروب. و في «التبيان» انه اولى. و استظهر نحو ذلك في مجمع البيان و الحاصل بقية الروايات ان رجعت الى ما عن (علي عليه السلام) في معنى السكينة بقوله: ريح تخرج من الجنة لها وجه كوجه الانسان، فهو و إلا فالذى جاء به اولى به لان تفسير القرآن على اصولنا الامامية لا يصح إلا بالاثر الصحيح و النص الصريح و غيرها من التفاسير و الوجوه المتخيلة لا قيمة لها لان القرآن يعرفه من خوطب به

المهدى المنتظر و الزنج الكبرى و المقاطع

قال عليه السلام ثم يسير (المهدي) عليه السلام الى مدينة الزنج الكبرى، و فيها

ص: 164

الف سوق و في كل سوق الف دكان يفتحها، ثم يأتي الى مدينة يقال لها مقاطع و هى على البحر الاخضر المحيط بالدنيا و طول المدينة الف ميل و عرضها الف ميل فيكبرون عليها تكبيرات فتساقط حيطانها و تتقطع جدرانها فيقتلون فيها الف مقاتل. و يقيم (المهدي) «عج» سبع سنين فيبلغ سهم الرجل من تلك المدينة مثل ما أخذوه من الروم عشرات مرات.

المهدي المنتظر و ساحل فلسطين

قال عليه السلام: ثم يخرج منها و معه ثلاثمائة موكب تحت كل موكب يزيد على خمسمائة الف مقاتل فينزل على ساحل فلسطين بين عكة و سوق عنزة و عسقلان فيأتيه خبر الاعور الدجال قد أهلك الحرث و النسل و ذلك أن الاعور

ص: 165

يخرج من بلدة يقال لها يهودا و هي من قرى اصفهان و هي بلدة من بلدان الاكاسرة له عين واحدة في جبهته كأنها الكوكب الزاهر راكب على حمار خطوته مد البصر و طوله سبعون ذراع و يمشي على الماء مثل ما يمشي على الارض ثم ينادي بصوته يبلغ ما يشاء اللّه و هو يقول: اليّ اليّ يا معشر أوليائي «فانا ربكم الاعلى الذي خلق فسوى و الذي قدر فهدى و الذي أخرج المرعى فجعله غثاء أحوى» فيتبعه يومئذ أولاد الزنا و أسوء الناس من أولاد اليهود و النصارى و تجتمع معه الوف كثيرة لا يحصي عددهم الا اللّه ثم يسير بين يديه جبلان جبل من اللحم و جبل من الخبز الثريد فيكون خروجه في زمان قحط شديد ثم يسير الجبلان بين يديه و لا ينقص منهما شيء فيعطي كل من أقر له بالربوبية، فقال «ع»: يا معشر الناس ألا و انه كذاب و ملعون ألا فاعلموا ان ربكم ليس باعور و لا ياكل الطعام و لا يشرب الشراب و هو حي لا يموت بيده الخير و هو على كل شيء قدير.

المهدى المنتظر و صلاة عيسى خلفه

قال عليه السلام: ثم ان (المهدي) عليه السلام يرجع الى بيت المقدس فيصلي بالناس أياما و اذا كان يوم الجمعة و قد اقيمت الصلاة فينزل عيسى بن مريم في تلك الساعة عليه ثوبان أحمر ان و كأنما يقطر من رأسه الدهن، و هو رجل أصفر اللون صبيح المنظر و الوجه أشبه الخلق بأبيكم ابراهيم (ع)، فيأتي الى (المهدي) «ع» و يصافحه و يبشره بالنصر فعند ذلك يقول له (المهدي) «ع»: تقدم يا روح اللّه وصل بالناس. فيقول عيسى: أنت أولى بالصلاة يابن بنت رسول اللّه. فعند ذلك يؤذن عيسى «ع» خلف (المهدي) عليه السلام. «أقول»: و سيأتي الكلام في أن نزوله «ع» من السماء بعد ظهور (المهدي) المنتظر «عج» بابسط من هذا.

ص: 166

المهدي المنتظر و امارة عيسى على جيشه

قال عليه السلام: ثم انه يجعل عيسى خليفة على قتال الاعور الدجال و يخرج أميرا على جيش (المهدى) يطلب الاعور الدجال و قد أهلك الحرث و النسل و صاح على أغلب الدنيا، و يدعو الناس لنفسه بالربوبية فمن أطاعه أنعم عليه و من أبى قتله، و قد وطىء الارض كلها إلا «مكة و المدينة و بيت المقدس» و قد أطاعه جميع أولاد الزنى من مشارق الارض و مغاربها ثم يتوجه الى ارض الحجاز فيلحقه عيسى «ع» على عقبة هرشا فيزعق عليه عيسى زعقة و يتبعها بضربة فيذوب الدجال كما يذوب الرصاص في الناس.

المهدي المنتظر و بث العدل في زمانه

قال عليه السلام: ثم ان جيش (المهدي) عليه السلام يقتل جيش الأعور الدجال في مدة أربعين يوما من طلوع الشمس الى غروبها و يطهر الارض منهم و بعد ذلك يملك (المهدي) «ع» مشارق الارض و مغاربها و يفتحها من جابرقا الى جابرسا و يفتح جميع الامصار و يستقيم و يستتم أمره و يعدل بين الناس حتى ترعى الشاة مع الذئب في موضع واحد و تلعب الصبيان و العقرب و لا يضرهم و يذهب الشر و يبقى الخير و يزرع الرجل الشعير و الحنطة فيخرج من كل منّ مئة منّ كما قال اللّه تعالى (فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَ اللّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ) .

ص: 167

المهدي المنتظر و رفع المنكرات و رغبة الناس الى الطاعة

قال عليه السلام: و يرتفع الزنى و الربا و شرب الخمر و الغنا و لا يعمله أحد إلا و قتله (المهدي) (عج) و كذا تارك الصلاة و يعتكف الناس على العبادة و الطاعة و الخشوع و الديانه و كذا تطول الاعمار و تحمل الاشجار و تضاعف الاثمار في كل سنة مرتين و لا يبقى أحد من أعداء آل محمد المصطفى «ص» إلا و هلك.

المهدي المنتظر و ارسال المبلغين إلى جميع البلدان

قال عليه السلام خطابا لمن حضر في مجلسه: «شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا و الذي أوحينا اليك و ما وصينا به ابراهيم و موسى و عيسى أن أقيموا الدين و لا تفرقوا فيه كبر على المشركين». قال (ع): ثم إن (المهدي) (عج) يفرق أصحابه و هم الذين عاهدوه في أول خروجه فيوجههم الى جميع البلدان و يأمرهم بالعدل و الاحسان و كل رجل منهم يحكم على اقليم(1) من الارض و يعمر جميع مدائن الدنيا بالعدل و الاحسان. (الحديث) الى هنا ما أردنا نقله من هذه الخطبة الشريفة التي تفوح منها رائحة الصدق و هذا ما وعدنا اللّه و رسوله في كتابه بقوله «هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين

ص: 168


1- الاقاليم عند أهل الحساب سبعة يمتد كل اقليم من المغرب الى نهاية المشرق طولا و في العرف ما يختص باسم و يتميز به عن غيره فمصر اقليم و الشام اقليم و اليمن اقليم و اذا اطلق الاقليم حمل على العرفي كذا في (مجمع البحرين).

كله» لما عرفت من أن مصداقها ما تحقق من زمانه (صلی الله علیه و آله) و لا في زمن واحد من (الأئمة الاحد عشر «ع») فلابد من تحققه في الخارج في زمن (المهدي) المنتظر (عج) صونا للتنزيل - و حاشاه - من الكذب و هو لا يخلف الميعاد و ستأتي الاشارة الى الآية الشريفة و ما ورد فيها بطرق العامة فضلا عن الخاصة فانتظر.

المهدي المنتظر و الخطبة الغديرية

روى الشيخ المحدث الطبرسي عليه الرحمة في (كتاب الاحتجاج) في احتجاج النبي «ص» يوم الغدير على الخلق كلهم بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام و من بعده من ولده الأئمة المعصومين عليهم السلام، بسنده عن السيد العالم مهدي ابن ابي حرب الحسيني المرعشي عن الشيخ أبي علي الحسن بن الشيخ السعيد محمد ابن الحسن الطوسي، عن والده الشيخ السعيد أبي جعفر عن جماعة عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري عن محمد بن همام عن علي السوري عن محمد العلوي من ولد الافطس و كان من عباد اللّه الصالحين قال حدثنا محمد بن موسى الهمداني عن محمد بن خالد الطيالسي عن سيف بن عميرة و صالح بن عقبة جميعا عن قيس ابن سمعان عن علقمة بن محمد الحضرمي عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام، انه قال: حج رسول اللّه من المدينة و قد بلغ جميع الشرايع قومه غير الحج و الولاية فاتاه جبرائيل فقال يا محمد ان اللّه جل اسمه يقرؤك السلام و يقول: اني لم أقبض نبيا من أنبيائي و لا رسولا من رسلي إلا بعد اكمال ديني و تأكيد حجتي و قد بقي عليك من ذاك فريضتان مما يحتاج تبليغهما قومك فريضة الحج و فريضة الولاية و الخلافة من بعدك. (الى أن يقول): فقام رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فوق تلك الاحجار ثم حمد اللّه تعالى و اثنى عليه فقال: الحمد للّه الذي علا في توحده و دنى في تفرده (الى أن يقول): معاشر الناس آمنوا باللّه و رسوله و النور الذي انزل معه من قبل

ص: 169

أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها. معاشر الناس النور من اللّه عز و جل في علي (ع) ثم في النسل منه الى القائم (المهدي) (عج) الذي يأخذ بحق اللّه و بحق كل مؤمن لان اللّه جل و عز قد جعلنا حجة على المقصرين و المعاقبين و المخالفين و الخائنين و الآثمين و الظالمين من جميع العالمين.

(معاشر الناس) اني نبي و علي وصي، ألا و ان خاتم الأئمة منا القائم (المهدي) ألا انه الظاهر على الدين، ألا انه (المنتقم) من الظالمين، ألا انه فاتح الحصون و هادمها ألا انه فاتح كل قبيلة من الشرك، ألا انه المدرك بكل ثار لأولياء اللّه، ألا انه الناصر لدين اللّه ألا انه الغراف في بحر عميق ألا انه يسم كل ذي فضل بفضله و كل ذي جهل بجهله ألا انه خيرة اللّه و مختاره، ألا انه وارث كل علم و المحيط به ألا انه المخبر عن ربه و المنبه بأمر ايمانه، ألا انه الرشيد السديد، ألا انه المفوض اليه، ألا انه قد بشر به من سلف بين يديه، ألا انه الباقي حجة و لا حجة بعده و لا حق إلا معه و لا نور إلا عنده، ألا انه لا غالب له و لا منصور عليه، ألا انه ولي اللّه في أرضه و حكمه في خلقه و أمينه في سره و علانيته.

(معاشر الناس) أقيموا الصلاة و آتوا الزكاة كما أمركم اللّه عز و جل. (الى قوله): فأمرت أن آخذ البيعة عليكم و منكم و الصفقة لكم بقبول ما جئت به عن اللّه عز و جل في (علي) أمير المؤمنين و الأئمة من بعده الذين هم مني و منه أئمة قائمهم (المهدي) الى يوم القيامة الذي يقضي بالحق. و في (تفسير البرهان) مضافا على ما في (الاحتجاج) و (البحار):

قال (صلی الله علیه و آله): (معاشر الناس) قولوا ما يرضى اللّه به عنكم من القول فان تكفروا أنتم و من في الأرض جميعا فلن يضر اللّه شيئا (الى أن يقول): ان عليا مني و روحه من روحي و طينته من طينتي و هو أخي و أنا أخوه و هو زوج ابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين من الأولين و الآخرين و ان منه امامي امتي و سيدي شباب اهل الجنة الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين «ع» تاسعهم (قائم) امتي يملأ الأرض

ص: 170

قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما.

المهدي المنتظر و خطبة العجماء ذات البيان

و هذه الخطبة الشريفة أوردها بعض أهل العلم في كتابه (دوحة الأنوار) بعد خطبة البيان عن أمير المؤمنين «ع»، ص 133 بعد كلام طويل له عليه السلام فيما يخبر من الملاحم العظام يقول و ينكر الأخ أخاه و يعق الولد أباه و تذم النساء بعولتهن و تسخر النساء و الامهات بناتهن و ينغمس الفقهاء بالكذب و يميل العلماء للريب و ينكشف الغطاء عن الحجب و تطلع الشمس من المغرب و ينادي مناد من السماء يا ولي اللّه الى الأحياء فيظهر (قائمنا) المتغيب فيقدمه الروح الأمين، و يليه الكتاب المبين، ثم مواريث الأنبياء و بين يديه الشهداء يؤمهم عيسى بن مريم فيبايعونه في البيت الحرام فيتم اللّه له أصحاب مشورته فيتفقون على بيعته تأتي بهم الملائكة الحافظون اولي الطريق في ليلة واحدة و ان كانوا في مفارق الآفاق فيولي وجهه شطر المسجد الحرام و يبين للناس الامور العظام و يخبر بالذات و يبرهن بالآيات (الى أن يقول): ثم من بعد ذلك يقيم الرايات و يظهر المعجزات (الى ان يقول): و يسير نواحي الكوفة و يجلس على سرير النبي سليمان (ع) و يعكف الطير على رأسه و يختم بخاتمه الأعظم بيمينه عصا موسى و جليسه الروح الأعظم عيسى بن مريم متشح ببردة محمد متقلد ذي الفقار و وجهه كدائرة القمر ليلة كما له و نوره، يخرج من ثناياه كالبرق الساطع على رأسه تاج من نور راكب على أسد من نور يقول للشيء كن فيكون باذن اللّه، و يبرىء الأكمه و الأبرص و يحيى الموتى و يميت الأحياء و تنفر الأرض من كنوزها و قد حوى حكمة آدم «ع» و وفاء ابراهيم «ع» و حسن يوسف عليه السلام و ملاحة محمد (صلی الله علیه و آله)، و جبرئيل عن يمينه و ميكائيل عن شماله و العمامة على رأسه و النصر بين يديه و من ورائه العدل تحت أقدامه، يظهر للناس كتابا جديدا

ص: 171

و هو على الكافرين صعب، من أقرّ به نجى و من أنكر هوى، و الويل ثم الويل لمن أنكره رؤف بالمؤمنين شديد الانتقام على الكافرين.

(يستدعي) الى بين يديه كفار اليهود و أحبارهم و كل رؤساء دين النصارى و علمائهم و يحضر التوراة و الانجيل و يجادلهم على كل كتاب بمفرده و يطلب منهم تأويله و يعرّفهم تأويله و يحكم بينهم كما أمر اللّه و رسوله (ثم بعد ذلك) يرجع الى هذه الامة الشديدة الخلاف القليلة الانصاف و (يستدعي) اليه من سائر البلاد الذين ظنوا انهم عماد الدين و فقهاؤه و الحكماء و المنجمين و المتفلسفين و الأطباء و الضالين (و الشيعة) المدعين فيحكم بينهم بالحق فيما كانوا فيه يختلفون و يتلو عليه السلام - بعد اقامة العدل بين الأنام -: (وَ ما ظَلَمْناهُمْ وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)

و يفصح للناس بالحق و يتجلى بالصدق و يكشف المستور و يحصد ما في الصدور و يعلم الدار و المصير و يظهر الحكمة الالهية بعد اخفائها و يظهر تأويل التنزيل كما أراد الأزلي القديم و يهدي الى الصراط المستقيم (الى أن يقول): و يظهر المصون و يفتضح الخثون (و ينتقم) من أصحاب الفتاوى في الدين بما لا يعلمون فتبا لهم و لأتباعهم أكان الدين ناقصا فتمموه أم كان اعوجا فقوموه (الى أن يقول): أم هذا المختار فيما يوحى اليه فذكروه أم الدين لم يكمل على عهده (صلی الله علیه و آله) باجماعهم تمموه أم جاء نبي بعد محمد (صلی الله علیه و آله)، فاتبعوه (الى أن قال): و ايم اللّه لم يبق أمر مهملا و لا مفصلا و لا مجملا إلا أوضحته و بينته (حتى لا تكون فتنة للذين آمنوا إنما يتذكر اولوا الألباب) فكم من ولي جحدوه و وصي ضيعوه و حق أنكروه و مؤمن شردوه، و كم من حديث باجماع عن رسول اللّه و أهل بيته نقلوه و كم من قبيح فينا جوزوه و خبر عن رأيهم تأولوه و كم من آية و معجزة أجراها اللّه على يدي أنكروها و صدوا عنها سنقف و يقفون و نسأل و يسألون (وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) طولبت بدم عثمان فظنوا انني منهم الآن و حاربتني عائشة و معاوية و كأنني بعد قليل و هم يقولون القاتل و المقتول في الجنة و نسوا ما قال اللّه (وَ كَتَبْنا عَلَيْهِمْ فِيها أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَ الْعَيْنَ بِالْعَيْنِ) الآية و قوله تعالى (وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها) و كأني بعد قليل و هم يقولون على انني بايعت أبا بكر في خلافته لقد قالوا بهتانا عظيما (فيا للّه العجب كل العجب) من قوم يزعمون ان ابن أبي طالب يطلب ما ليس بحق له و يمنع عنه جزعا و يبايعهم هلعا (و أيم اللّه) ان عليا لآنس بالموت من سنة الكرى (ولكن عند الصباح يحمد القوم السرى) ألا ان في (قائمنا) أهل البيت كفاية للمستبصرين و عبرة للمعتبرين و مذلة للمتكبرين، لقوله عز من قائل: (وَ أَنْذِرِ النّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذابُ) و العذاب ظهور (قائمنا) المتغيب لأنه عذاب على الكافرين و شفاء و رحمة للمؤمنين، يظهر و له من العمر أربعون سنة و يمكث في الأرض ثمانين سنة و قل لهم سلاما و الحمد للّه رب العالمين (قلت): سيأتي انشاء اللّه ما يتعلق بعمره الشريف.

ص: 172

و يفصح للناس بالحق و يتجلى بالصدق و يكشف المستور و يحصد ما في الصدور و يعلم الدار و المصير و يظهر الحكمة الالهية بعد اخفائها و يظهر تأويل التنزيل كما أراد الأزلي القديم و يهدي الى الصراط المستقيم (الى أن يقول): و يظهر المصون و يفتضح الخثون (و ينتقم) من أصحاب الفتاوى في الدين بما لا يعلمون فتبا لهم و لأتباعهم أكان الدين ناقصا فتمموه أم كان اعوجا فقوموه (الى أن يقول): أم هذا المختار فيما يوحى اليه فذكروه أم الدين لم يكمل على عهده (صلی الله علیه و آله) باجماعهم تمموه أم جاء نبي بعد محمد (صلی الله علیه و آله)، فاتبعوه (الى أن قال): و ايم اللّه لم يبق أمر مهملا و لا مفصلا و لا مجملا إلا أوضحته و بينته (حتى لا تكون فتنة للذين آمنوا إنما يتذكر اولوا الألباب) فكم من ولي جحدوه و وصي ضيعوه و حق أنكروه و مؤمن شردوه، و كم من حديث باجماع عن رسول اللّه و أهل بيته نقلوه و كم من قبيح فينا جوزوه و خبر عن رأيهم تأولوه و كم من آية و معجزة أجراها اللّه على يدي أنكروها و صدوا عنها سنقف و يقفون و نسأل و يسألون (وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) طولبت بدم عثمان فظنوا انني منهم الآن و حاربتني عائشة و معاوية و كأنني بعد قليل و هم يقولون القاتل و المقتول في الجنة و نسوا ما قال اللّه (وَ كَتَبْنا عَلَيْهِمْ فِيها أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَ الْعَيْنَ بِالْعَيْنِ) الآية و قوله تعالى (وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها) و كأني بعد قليل و هم يقولون على انني بايعت أبا بكر في خلافته لقد قالوا بهتانا عظيما (فيا للّه العجب كل العجب) من قوم يزعمون ان ابن أبي طالب يطلب ما ليس بحق له و يمنع عنه جزعا و يبايعهم هلعا (و أيم اللّه) ان عليا لآنس بالموت من سنة الكرى (ولكن عند الصباح يحمد القوم السرى) ألا ان في (قائمنا) أهل البيت كفاية للمستبصرين و عبرة للمعتبرين و مذلة للمتكبرين، لقوله عز من قائل: (وَ أَنْذِرِ النّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذابُ) و العذاب ظهور (قائمنا) المتغيب لأنه عذاب على الكافرين و شفاء و رحمة للمؤمنين، يظهر و له من العمر أربعون سنة و يمكث في الأرض ثمانين سنة و قل لهم سلاما و الحمد للّه رب العالمين (قلت): سيأتي انشاء اللّه ما يتعلق بعمره الشريف.

المهدي المنتظر و الخطبة الافتخارية

في مشارق الأنوار للحافظ البرسي ص 219 عن الأصبغ بن نباتة قال:

خطب أمير المؤمنين «ع» في خطبة فقال: أنا أخو رسول اللّه و وارث علمه و معدن حكمته و صاحب سره و ما أنزل اللّه حرفا في كتاب من كتبه إلا و قد صار إلي و زاد لي علم ما كان و ما يكون الى يوم القيامة) (الى أن قال، بعد كلام طويل):

أنا صاحب الرعد الأكبر، أنا صاحب الرعد الأكدر، أنا مكلم الشمس، أنا الصاعقة على الأعداء أنا غوث من أطاع من الورى، و اللّه ربي لا إله غيره ألا و ان للباطل جولة و للحق دولة، و اني ظاعن عن قريب فارتقبوا الفتنة الأموية و الدولة الكسروية ثم تقبل دولة بني العباس بالفزع و الباس و تبنى مدينة يقال لها الزوراء بين دجلة و الفرات ملعون من سكنها، (منها) يخرج طينة الجبارين تعلى فيها القصور و تسبل الستور و يتعاملون بالمكر و الفجور، فيتداولها بنو العباس ثم الفتنة الغبراء

ص: 173

و القلادة الحمراء، في عقبها (قائم الحق) يسفر عن وجهه بين أجنحة الأقاليم كالقمر المضيء بين الكواكب (ألا) و ان لخروجه علامات عشرة أولها تخريق الرايات في أزقة الكوفة و تعطيل المساجد و انقطاع الحاج و خسف و قذف بخراسان و طلوع الكوكب المذنب و اقتران النجوم و هرج و مرج و قتل و نهب فتلك علامات عشر و من العلامة الى العلامة عجب فاذا تمت العلامات قام (قائمنا قائم الحق). (و في) الخطبة المعروفة باللؤلؤية على ما في ج 13 من بحار الأنوار ص 171 نقلا عن كفاية النصوص باسناده عن علقمة بن قيس قال: خطبنا أمير المؤمنين «ع» على منبر الكوفة خطبة (اللؤلؤة) فقال فيما قال: ألا و اني ظاعن. (الى قوله): و المملكة الكسروية و اماتة ما أحياه اللّه و احياء ما أماته اللّه و اتخذوا صوامعكم بيوتكم و اذكروا اللّه كثيرا فذكره أكبر لو كنتم تعلمون. (الى أن قال): و تبنى مدينة (الى قوله):

و الفرات ثم قال: فلو رأيتموها مشيدة بالجص و الآجر مزخرفة بالذهب و الفضة و اللازورد و المرمر و الرخام و أبواب العاج و الخيم و القباب و الستارات و قد غلبت بالساج و العرعر و الصنوبر و شيدت بالقصور و توالت عليها ملك بني شيصبان أربع و عشرون ملكا فيهم السفاح الخ.

(الى أن قال): و تعمل القبة الغبراء ذات القلادة الحمراء و في عقبها (قائم الحق) يسفر عن وجهه بين الأقاليم كالقمر المضيء بين الكواكب الدرية (الى أن قال): فاذا انقضت العلامات العشرة إذ ذاك فيظهر القمر الأزهر و تمت كلمة الاخلاص للّه على التوحيد (قلت): يحتمل اتحاد الخطبتين و يحتمل تعددهما و على كل حال فالذي نحن بصدده هو الأخبار بامور عجيبة غريبة التي لم تكن واحدة منها في عصره «ع» و فيه النص بوجود (المهدي) المنتظر «ع».

ص: 174

المهدي المنتظر و الخطبة اليعسوبية

فى ج 13 من بحار الأنوار ص 172 في علائم الظهور باسناده عن اسحاق يرفعه الى الأصبغ بن نباتة قال: سمعت أمير المؤمنين «ع» يقول للناس: سلوني قبل أن تفقدوني لأني بطرق السماء أعلم من العلماء بطرق الأرض، أعلم من العالم أنا يعسوب الدين. أنا يعسوب المؤمنين و إمام المتقين و ديان الناس يوم الدين، أنا قاسم النار و خازن الجنان و صاحب الحوض و الميزان و صاحب الأعراف فليس منا إمام إلا و هو عارف بجميع أهل ولايته، و ذلك قوله عز و جل: (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) (الى أن يقول، بعد كلام طويل يخبر فيه بما يقع من الفتن): ثم يخرج من الكوفة مئة الف ما بين مشرك و منافق حتى يقدموا دمشق لا يصدهم عنها صاد، و هي ارم ذات العماد و تقبل رايات من شرقي الأرض غير معلمة ليست بقطن و لا كتان و لا حرير، مختوم في رأس القنا بخاتم السيد الأكبر يسوقها رجل من آل محمد تظهر بالمشرق و توجد ريحها بالمغرب كالمسك الأذفر، يسير الرعب أمامها بشهر حتى ينزلوا الكوفة يطالبون بدماء آبائهم فبينماهم على ذلك إذ أقبلت خيل اليماني و الخراساني يستبقان كأنهما فرسي رهان شعث غبرجرد، و هم الابدال الذين وصفهم اللّه في كتابه العزيز: (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوّابِينَ وَ يُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) و نظرائهم من آل محمد، و يخرج رجل من أهل نجران يستجيب للامام فيكون أول النصارى اجابة فيهدم بيعته (ع) و يدق صليبه، فيخرج بالموالي و ضعفاء الناس فيسيرون الى النخيلة بأعلام هدي فيكون مجمع الناس جميعا في الأرض كلها بالفاروق، فيقتل يومئذ ما بين المشرق و المغرب ثلاثة آلاف فيومئذ تأويل هذه الآية: (فَما زاَلَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ) بالسيف، و ينادي مناد في شهر رمضان من ناحية المشرق عند الفجر:

(يا أهل الهدى اجتمعوا) و ينادي مناد من قبل المغرب بعد ما يغيب الشفق: (يا أهل

ص: 175

الباطل اجتمعوا) و من الغد عند الظهر تتلون الشمس تصفر فتصير سوداء مظلمة و في اليوم الثالث يفرق اللّه بين الحق و الباطل و تخرج دابة الأرض و تقبل الروم الى ساحل البحر عند كهف الفتية، فيبعث اللّه الفتية من كهفهم مع كلبهم منهم رجل يقال له: (مليخا) و آخر (حملاها) و هما الشاهدان المسلمان للقائم «ع».

المهدي المنتظر و الخطبة المسماة باللؤلؤية

في كتاب (المجموع الرائق(1) من أزهار الحدائق) نقلا من الخزانة المولوية الرضوية الطاووسية قال وجدت من كتاب عليه مكتوب بخط السيد المولى السعيد رضي الدين مؤلف هذه الخزانة و حاوى كتبها يتضمن خطبا لمولانا علي «ع»، و هذه الخطبة من جملة الخطب المذكورة في الكتاب المذكور، و خطبها أمير المؤمنين عليه السلام بالبصرة، و تعرف باللؤلؤية: بسم اللّه الرحمن الرحيم. قال الشيخ الامام الزاهد العابد أبو الحسن علي بن عبد اللّه قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أبو يوسف يعقوب الحريمي قال: حدثنا أبو احيش الهروي قال: حدثنا عبيد اللّه بن عبد الرزاق عن أبيه، عن جده، عن أبي سعيد الخدري، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال: رقى أمير المؤمنين «ع» منبر البصرة خطيبا فخطب خطبة بليغة فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: يا أهل العراقين الكوفة و البصرة أغنياؤكم بالشام و فقراؤكم بالبصرة. قال جابر:

يا أمير المؤمنين «ع» متى يكون ذلك؟ قال: اذا ظهر في امة محمد (صلی الله علیه و آله) في المشاجرة ستون خصلة، بذلك أخبرني أخي رسول اللّه بما هو كائن الى يوم القيامة قال: اخبرني جبرئيل عن اللوح المحفوظ عن القلم عن اللّه. و يذكر «ع» ملاحم كثيرة (الى أن

ص: 176


1- نقلنا هذه الخطبة من رسالة خطية نقلها الشيخ المعاصر الشيخ شير محمد الهمداني بخطه من بعض الكتب الخطية.

يذكر) صفة الدجال و ما يدعيه و تابعيه و ادعائه الربوبية، و انه يقيم على ذلك خمسين يوما. قال جابر: فقلت: يا أمير المؤمنين ما يكون بعد ذلك؟ قال: يظهر اللّه الذي لا إله إلا هو و لا شريك له و لا ندّ له و لا شبيه له و لا ميز له (المهدي) «عج» من ذريتي يظهر بين الركن و المقام و عليه قميص ابراهيم و حلة اسماعيل و في رجله نعل شيث و الدليل عليه عيسى بن مريم ينزل من السماء و يكون (مع المهدي «ع») من ذريتي فاذا ظهر فاعرفوه فانه مربوع القامة حنك سواد الشعر ينظر من عين ملك الموت يقف على باب الحرم فيصيح بأصحابه صيحة واحدة فيجمع اللّه عسكره في ليلة واحدة و هم ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا من أقاصي الأرض و ذكر «ع» أسماءهم و بلدانهم الى آخرهم (الى أن يقول): فيصبحون بأجمعهم مع (المهدي) «عج» على باب الحرم و يسير الى موضع يقال له (المعدن) قريب من البصرة و يقتل من اهلها أربعمائة رجل ثم يسير الى نجران اليمن فيقتل منها أربعة آلاف فارس و راجل، و يرجع الى مكة فيدخل من باب الحرم فيلقى عيسى بن مريم و يقول: يا نبي اللّه و روحه تقدم فصّل بنا. فيقول له عيسى: بل تقدم أنت فانك الامام و أنت أحق بالصلاة، فيتقدم (المهدي) عجل اللّه فرجه من ذريتي فيصلي الى قبلة جده رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) الخ.

(قلت): و في هذه الخطبة امارات الصدق و التصديق بما مر سابقا في الخطب المتعددة من التصريح بوجود (المهدي) المنتظر «عج» و ما يأتي ان شاء اللّه من نزول عيسى مصليا خلفه و مصدقا لما بين يديه وزيرا له لا أميرا.

المهدي المنتظر و الخطبة التطنجية

الحمد للّه(1) الذي فتق الأجزاء، و خرق الأهواء، و علق الأرجاء، و أضاء

ص: 177


1- نقلنا الخطبة الشريفة من كتاب الزام الناصب للعلامة الشيخ الحائري اليزدي ص 214.

الضياء، و أحيى الموتى و أمات الأحياء، أحمده حمدا سطع فارتفع، و أينع و لمع، و ابتدأ فانفزع (الى أن يقول، بعد كلام طويل في أواخر الخطبة): و لو شئت ان اطلع الشمس من مغربها و اغيبها من مشرقها باذن اللّه و أريكم آيات و أنتم تضحكون، أنا مقدر الأفلاك، و مكوكب النجوم في السماوات، و من بينها باذن اللّه تعالى و عليتها بقدرته و سميتها الراقصات و لقبتها الساعات و كورت الشمس و اطلعتها و نورتها و جعلت البحار تجري بقدرة اللّه و أنا لها أهل فقال له ابن قدامة: يا أمير المؤمنين لو لا انك أتممت الكلام لقلنا لا إله إلا أنت، فقال أمير المؤمنين «ع»: يابن قدامة لا تتعجب تهلك بما تسمع نحن مربوبون لا أرباب نكحنا النساء و حملتنا الأرحام و حملتنا الأصلاب و علمنا ما كان و ما يكون و ما في السماوات و الأرضين بعلم ربنا، نحن المدبرون فنحن بذلك مخصوصون و نحن عالمون. يابن قدامة أنا و ابناي شبرا و شبيرا و امهما الزهراء بنت خديجة الكبرى الأئمة واحدا واحدا الى (القائم عج) اثنا عشر إماما من عين شربنا و اليها رددنا. قال ابن قدامة: قد عرفنا شبرا و شبيرا و الزهراء و الكبرى فما أسماء الباقي؟ قال «ع»: تسعة أيات بينات كما أعطى اللّه موسى تسع آيات، الأول علموثا «علي بن الحسين ع» و الثاني طيموثا «الباقر ع» و الثالث دينوثا «الصادق ع» و الرابع بحبوثا «الكاظم ع» و الخامس هيملوثا «الرضا ع» و السادس اعلوثا «التقي ع» و السابع ريبوثا «النقي ع» و الثامن علبوثا «العسكري ع» و التاسع ربيوثا «و هو المنذر الأكبر» قال ابن قدامة:

ما هذه اللغة يا أمير المؤمنين؟ فقال: أسماء الأئمة بالسريانية و اليونانية التي نطق بها عيسى و أحيى بها الموتى و الروح و ابرأ الأكمه و الأبرص. فسجد ابن قدامة شكرا للّه رب العالمين نتوسل به الى اللّه تعالى نكن من المقربين. أيها الناس قد سمعتم خيرا فقولوا خيرا و اسألوا تعلموا و كونوا للعلم حملة و لا تخرجوه الى غير أهله فتهلكوا فقال جابر: فقلت: يا أمير المؤمنين فما وجه الاستكشاف؟ فقال: اسألوني و اسألوا الأئمة من بعدي الأئمة الذين سميتهم فلم يخل منهم عصر من الأعصار حتى قيام

ص: 178

(القائم) فاسألوا من وجدتم منهم و انقلوا عنهم كتابي، و المنافقون يقولون (علي) نص على نفسه بالربوبية فاشهدوا شهادة أسألكم عند الحاجة ان علي بن أبي طالب (ع) نور مخلوق و عبد مرزوق من قال غير هذا لعنه اللّه من كذب عليّ. و نزل المنبر (ع) و هو يقول (تحصنت بالحي الذي لا يموت ذي العز و الجبروت و القدرة و الملكوت من كل ما أخاف و احذر).

فصل في عدة امور متعلقة بالمهدي عج اللّه فرجه

المهدي المنتظر و عداوة بني امية له

في الملاحم ص 80 ب 27 من كتاب الفتن للسليلي نقلا عن الطبري صاحب التاريخ و التفسير من علماء الجمهور في كتابه (الأنوار الباهرة) الذي صنفه للوزير علي بن عيسى ابن الجراح ما هذا لفظه: «ذكر (المهدي) عج، و الامام» قال:

و باسناده ان معاوية أقبل يوما على بني هاشم فقال انكم تريدون أن تستمتعوا الخلافة بما استحققتم به النبوة و لما يجتمعا لأحد و لعمري ان حجتكم في الخلافة مشتبهة على الناس انكم تقولون نحن أهل بيت اللّه فما بال نبوته و محلها فينا و الخلافة في غيرنا و هذه شبهة لها تمويه و إنما سميت شبهة لأنها تشبه الحق حتى تعرف و إنما الخلافة تتقلب في أحياء قريش برضا العامة و شورى الخاصة فلم يقل الناس ليت بني هاشم و لو نا و لو ان بني هاشم و لو نا لكان خيرا لنا في ديننا و دنيانا فلاهم اجتمعوا عليكم و لا هم اذا اجتمعوا على غيركم يمنعوكم و لو زهدتم فيها أمس لانكم تقاتلوننا عليها اليوم و قد زعمتم ان لكم ملكا هاشميا (و مهديا قائما) و المهدي عيسى بن مريم، و هذا الأمر في أيدينا حتى نسلمه اليه و لعمري لأن ملكتم ما ريح عاد و لا صاعقة ثمود

ص: 179

باهلك للناس منكم ثم سكت فقام فيهم عبد اللّه بن عباس فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: «أما قولك» إنا لا نستحق الخلافة بالنبوة فاذا لم نستحق الخلافة بالنبوة فبم نستحق «و أما قولك» ان الخلافة و النبوة لم تجتمعا لأحد فأين قول اللّه عز و جل (فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) الكتاب النبوة، و الحكمة السنة، و الملك الخلافة. نحن آل ابراهيم أمر اللّه فينا و فيهم واحد و السنة فينا و فيهم جارية. (و أما قولك): ان حجتنا مشتبهة، فهي و اللّه أضوء من الشمس و أنور من القمر و انك لتعلم ذلك ولكن ثنّ عطفك و صعرّ خدك قتلنا أخاك و جدك و عمك و خالك فلا تبك على عظام حائلة و أرواح زائلة في الهاوية و لا تبغضنّ لدماء أحلها الشرك و وضعها الاسلام. (و أما ترك) الناس أن يجتمعوا علينا فما حرموا منا أعظم مما حرمنا و كل أمر اذا حصل حصل حاصله ثبت حقه و زال باطله (و أما قولك) إنا زعمنا ان لنا ملكا مهديا فالزعم في كتاب اللّه شك (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلى وَ رَبِّي لَتُبْعَثُنَّ) فكل يشهد ان لنا ملكا (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد ملكه اللّه فيه «و ان لنا (مهديا) لو لم يبق إلا يوم واحد لبعثه اللّه لأمره يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما) لا يملكون يوما إلا ملكنا يومين و لا شهرا إلا ملكنا شهرين و لا حولا إلا ملكنا حولين (و أما قولك) ان (المهدي) عيسى بن مريم فانما ينزل عيسى على الدجال فاذا رآه ذاب كما يذوب الشحمة و الامام رجل منا يصلي عيسى خلفه لو شئت سميته (و أما) ريح عاد و صاعقة ثمود فانهما كانتا عذابا و ملكنا رحمة قال السيد «ره» و لم يذكر ان معاوية أقدم على عبد اللّه بن عباس عن هذا بالجواب.

(قلت): فقد افحمه ابن عباس و الاّ فلو كان عنده جوابا صحيحا لما سكت عنه

ص: 180

المهدي المنتظر و مناظرة ابن عباس مع معاوية في اثبات أمره

و فيه ص 81 ب 28 من كتاب الطبري المتقدم الذي سماه (عيون أخبار بني هاشم) في مناظرة عبد اللّه بن عباس لمعاوية في اثبات أمر (المهدي)، فقال ابن عباس لمعاوية ما هذا لفظه: (أقول): انه ليس حي من قريش يفخرون بأمر إلا و إلى جانبهم من يشركهم فيه إلا بني هاشم فانهم يفخرون بالنبوة التي لا يشاركون فيها و لا يساوون بها و لا يدافعون عنها، و اشهد أن اللّه تعالى لم يجعل من قريش محمدا إلا و قريش خير البرية، و لم يجعله من بني هاشم إلا و هاشم خير من قريش، و لم يجعله من بني عبد المطلب إلا و هم خير بني هاشم، و لسنا نفخر عليكم إلا بما تفخرون به على العرب و هذه امة مرحومة فمنها نبيها و مهديها (و المهدي) آخرها لأن بنا فتح الأمر و بنا يختم، و لكم ملك معجل و لنا ملك مؤجل، فان يكن ملككم قبل ملكنا فليس بعد ملكنا ملك لأنا أهل العاقبة و العاقبة للمتقين.

(قلت): و لنعم ما قيل:

لكل اناس دولة يرقبونها و دولتنا في آخر الدهر تظهر

المهدي المنتظر و أخبار كسرى بمجيئه

في ملحقات الملاحم ص 149 نقلا عن المناقب لابن شهر اشوب في باب امامة القائم «عج» عن محمد بن علي النوشجاني: أخبر يزدجرد بيوم القادسية و انجلائها

ص: 181

عن خمسين الف قتيل من الفرس لما خرج يزدجرد هاربا فوقف بباب الايوان فقال:

«السلام عليك أيها الايوان ها أناذا منصرف عنك و راجع اليك أنا أو رجل من ولدي لم يدن زمانه و لا آن أوانه». قال سليمان الديلمي: فسألت الصادق «ع» عن معنى قوله. أو رجل من ولدي. قال: ذا (قائمكم) السادس من ولدي و قد ولده يزدجرد بن شهريار من قبل ام علي بن الحسين شهربانو بنت يزدجرد فهو ولده من الحسين و في ج 2 من كتاب مقتضب الأثر لابن عياش مثله، قال السيد «ره»: و في هذا الحديث آيات (منها) ان الصادق «ع» أخبر ان (القائم) هو السادس من ولده كما جرت الحال عليه. (و منها) تصديق النقل لما تجدد للسادس من ولده «ع» من اعتقاد انه (القائم). (و منها) بقاء الايوان الى الآن و قد هدم جميع دور كسرى و آثارها. (و منها) معرفة كسرى بطريق النجوم أو غيرها و تحديد ذلك و تصديق أهل بيت النبوة و اعتقادهم و للّه الحجة البالغة.

(قلت): و الايوان الى يومنا هذا و هي سنة 1386 سنة الطبعة الثانية للكتاب باق و قد وفقنا اللّه مرارا لمشاهدته و يستحب صلاة ركعتين فيه كما أمر بهما أمير المؤمنين عليه السلام و قد اشرنا سابقا الى هذا فراجع.

المهدي المنتظر و أخبار اللّه بمجيئه

في الملاحم ص 147 من كتاب (ثواب الأعمال) عن حذيفة بن اليمان عن جابر الأنصاري ان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) كان ذات يوم جالسا بين أصحابه إذ هبط عليه جبرئيل فقال له: «السلام يقرئك السلام و يخصك بالتحية و الاكرام بالاسلام» فقال له النبي: يا اخي جبرئيل، «و ما الاسلام؟» قال: هي الخمسة الأنهر سيحون و جيحون و الفراتان و نيل مصر و قد جعلت هذه الخمسة الأنهر لك و لأهل بيتك و شيعتك، و يقول: و عزتي و جلالي كل من شرب منها قطرة واحدة و قام

ص: 182

الخلائق للحساب يوم الحساب لن أدخل الجنة أحدا إلا من رضيت عنه و جعلته من مائها فى حلّ فعند ذلك تهلل وجه النبي (صلی الله علیه و آله) و قال: يا أخي لوجه ربي الحمد و الشكر. فقال له جبرئيل: ابشرك يا رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) (بالقائم) من ولدك، لا يظهر حتى يملك الكفار فعند ذلك ينصر اللّه أهل بيتك على أهل الضلال، و لم يرفع لهم راية أبدا الى يوم القيامة. فسجد النبي صلى اللّه عليه و آله شكرا للّه و أخبر المسلمين و قال لهم: بدء الاسلام غريبا و سيعود كما بدء. فسئل عن ذلك، فقال: هي الخمسة الأنهر التي جعلها اللّه لنا أهل البيت و هي سيحون و جيحون و الفراتان و نيل مصر اذا ملكت الكفار الخمسة الأنهر ملك الاسلام شرقا و غربا و ذلك الوقت ينصر اللّه تعالى أهل بيتي على أهل الضلال و لم يرفع لهم راية أبدا الى يوم القيامة.

المهدي المنتظر و أخبار المأمون بمجيئه

في ينابيع المودة ج 2 ص 484 ب 92 في جواب سؤال أقرباء المأمون حين أراد أن يبايع علي الرضا «ع» نقلا عن ابن مسكويه صاحب التاريخ في كتابه (نديم الفريد) ان المأمون كتب الى أقربائه من بني العباس، و لفظه: فقد عرف أمير المؤمنين كتابكم أما بعد ان اللّه بعث محمدا صلى اللّه عليه و آله و سلم على فترة من الرسل و كان أول من آمن به خديجة بنت خويلد، ثم آمن به علي بن أبي طالب «ع» و له سبع سنين لم يشرك باللّه شيئا و لم يشاكل الجاهلية في جهالاتهم و أبوه أبو طالب فانه كفل رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و أحبه و رباه، و لم يزل مدافعا عنه ما يؤذيه و مانعا منه، فلما قبض حكم بالنبي (صلی الله علیه و آله) القوم ليقتلوه فهاجر الى المدينة الى القوم الأنصار و لم يقم معه احد كقيام علي بن أبي طالب «ع»، فانه وقاه بنفسه و نام في مضجعه و لا يولى على جيش إلا له تأمر على الجيش و لا تأمر عليه أحد، و هو أشدهم و طأة على المشركين و أعظمهم جهادا في اللّه و أفقههم في دين اللّه، و هو صاحب الولاية في حديث (غدير

ص: 183

خم) و فاتح خيبر و قاتل عمرو بن عبدود، و أخو النبي (صلی الله علیه و آله) حين آخى بين المسلمين و هو صاحب الآية (وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً) و هو ابن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) لما كفله و رباه، و هو نفس النبي (صلی الله علیه و آله) «يوم المباهلة» و ان اللّه تعالى قال (أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللّهِ وَ اللّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ) و اللّه جميع المناقب و الآيات المادحة فيه ثم نحن و بنو على كنايدا واحدة (مَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) هيهات ما لكم إلا السيف يأتيكم الحسيني الثائر فيحصدكم حصدا و يحصد السفياني المرغم (القائم المهدي) و عند (القائم المهدي) تحقن دمائكم و أنا أردت البيعة لعلي بن موسى الرضا «ع» ارادة أن أكون الحاقن لدمائكم باستدامة المودة بيننا و بينكم و أرجو بها قطع الصراط و الأمن و النجاة من الخوف يوم الفزع الأكبر و لا أظن عملا أزكى عندي من البيعة لعلي الرضا «ع» و قولكم: اني سفهت آراء آبائكم و أحلام أسلافكم فكذلك قال مشركوا قريش (إِنّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَ إِنّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ) ويلكم ان الدين لا يؤخذ من الآباء و إنما يؤخذ من الامناء و لعمري فمجوسي أسلم خير من مسلم ارتد و لا قوة لأمير المؤمنين إلا باللّه و عليه توكلت و هو حسبي.

(قلت): قد أتم الرجل الحجة على نفسه و الاعتراف بما صدر عنهم من الظلم الفاحش على بني علي و فاطمة و قد جرى على لسانه ما نطق من الحقايق التي منها التصديق (بالمهدي المنتظر «عج»)، و الغرض من التعرض لكلامه هو هذا، و سيجمع اللّه بينه و بينهم بما صدر منه عليهم و هو خير الحاكمين.

المهدي المنتظر و أخبار زين العابدين ع به

في ملحقات الملاحم و الفتن ص 147 عن مولانا زين العابدين «ع» علي بن (23 - ج 1 - الشيعة و الرجعة)

ص: 184

الحسين «ع»، لما وقف على نجف الكوفة يوم وروده جامع الكوفة بعد ما صلى فيه قال: هي هي (يا نجف). ثم بكى و قال: يا لها من طامة. فسئل عن ذلك فقال: اذا ملأ نجفكم السيل و المطر و ظهرت النار بالحجاز في الأحجار و المدر و ملكت بغداد التتر فتوقعوا ظهور (القائم) المنتظر «ع». (قلت): هذه عدة علامات من علائم ظهوره بيّنها «ع» و يأتي الاشارة اليها و نسأل اللّه الفرج.

المهدي المنتظر و نزول عيسى

في (البخاري) ج 2 ص 183 في باب نزول عيسى «ع» عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): و الذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا. (الحديث). و فيه أيضا: باسناده عن نافع مولى أبي قتادة الأنصاري عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): كيف أنتم اذا نزل ابن مريم فيكم و إمامكم منكم و هكذا في ج 2 من (ينابيع المودة) ص 491 عن أبي سعيد و جابر و فيه ص 492 من كتاب «الفتن» لنعيم بن حماد و فيه ص 489 عن «فرائد السمطين» و ص 487 ب 94 «عن فرائد السمطين» بسنده عن جابر الأنصاري

و في «اسعاف الراغبين» هامش «نور الأبصار» ص 135 عن الطبراني مرفوعا: يلتفت (المهدي) «عج» و قد نزل عيسى «ع» كأنما يقطر من شعره الماء فيقول (المهدي): تقدم فصل بالناس، فيقول عيسى «ع»: إنما اقيمت الصلاة لك.

فيصلي خلف رجل من ولدي و في صحيح ابن حيان في إمامة (المهدي) نحوه.

و صح مرفوعا: ينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم (المهدي «عج»): تعال صل بنا فيقول: لا إنما بعضكم أئمة على بعض تكرمة اللّه لهذه الامة و في «نور الأبصار» ص 169 في حديث طويل في قصة الدجال قال: فينزل عيسى بن مريم الحديث، و في ص 170 نقلا عن الحافظ أبو عبد اللّه محمد بن ماجة القزويني في حديث طويل في

ص: 185

نزول عيسى بن مريم «ع»، في خطبة النبي (صلی الله علیه و آله): كيف أنتم اذا نزل ابن مريم فيكم و إمامكم منكم، و في «الينابيع» ص 469 في ب 85 و فيه ج 2 ص 449 «عن الكنجي» عن جابر. و فيه عنه بسنده عن أبي هريرة، عن البخاري و مسلم في صحيحهما و فيه ب 78 ص 447 ج 2 عن «فرائد السمطين» عن جابر و فيه ج 2 ص 432 عن جابر و عن أبي هريرة. و فيه ص 433 عن حذيفة. و فيه في أواخر باب 73 ص 435 عن أبي هريرة عن النبي (صلی الله علیه و آله). و في ج 2 ص 476-477 و في كتاب «العمدة» لابن بطريق ص 224 من الحديث المتفق عليه عن ابن شهاب عن نافع مولى أبي قتادة الأنصاري عن أبي هريرة عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله). و فيه من الجمع بين الصحاح الست عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): كيف أنتم اذا نزل ابن مريم فيكم الخ و عن ينابيع عن مسلم ج 1 ص 92 باسناده عن ابن المسيب، و ص 94 عن الزهري و عن ابن عيينة عن أبي هريرة عن رسول اللّه: و اللّه لينزلن ابن مريم. الخ، و في حديث صالح: حكما مقسطا، كما قال الليث ثم يقول أبو هريرة: اقرؤا إن شئتم: (و ان من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته). و فيه ص عن عطاء عن النبي باضافة: (و ليتركن القلاص فلا يسع عليها و لتذهبن الشحناء و التباغض و التحاسد) الخ، و فيه عن نافع مولى أبي قتادة الأنصاري، عن أبي هريرة عنه (صلی الله علیه و آله) قال: كيف أنتم اذا نزل فيكم الخ، و في ج 4 من «مستدرك الحاكم» ص 438 و ص 487 و ص 472 و ص 491 و ص 493 و ص 530 و ص 543 و ص 544 و ص 545 و ص 550 و في «كتاب البيان» للكنجي ب 11 ص 18 و ص 26 و ص 27.

(قلت): و غيرها من الروايات التي لا يسع المجال لذكرها كلها متفقة على انه ينزل من السماء بعد ظهور (المهدي) بسمة الوزارة لا الامارة و سيجمع اللّه بيننا و بين منكري ذلك الوعد و تتبين تلك الحقائق و سيرون لمن يكون الفلج و يندمون حيث لا ينفع الندم (وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ).

ص: 186

المهدي المنتظر و صلاة عيسى خلفه

و جاء في كتاب «البيان» للكنجي بسند طويل في ب 7 ص 18 عن محمد بن جريح، عن أبي الزبير انه سمع جابر بن عبد اللّه يقول: سمعت النبي (صلی الله علیه و آله) يقول: لا تزال طائفة من امتي يقاتلون على الحق الى يوم القيامة فينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم:

تعال صل بنا فيقول: لا ان بعضكم على بعض امراء تكرمة هذه الامة ثم قال: هذا حديث حسن صحيح أخرجه مسلم كما سقناه. و فيه ص 18 عن نقيب النقبا فخر آل رسول اللّه أبي الحسن علي بن محمد بن ابراهيم الحسني بسند طويل الى سفيان الثوري عن منصور عن ربعي عن حذيفة عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): فيلتفت (المهدي) «عج» و قد نزل عيسى كأنما يقطر من شعره الماء فيقول (المهدي): تقدم صل بالناس فيقول عيسى: إنما اقيمت الصلاة لك. فيصلي عيسى خلف رجل من ولدي. الحديث، ثم قال:

هكذا أخرجه أبو نعيم في «مناقب المهدي». و فيه ص 25 ب 11 عن الحافظ أبي عبد اللّه محمد بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي بسند طويل عن وهب بن منبه عن جابر عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) الحديث، قال: هذا حديث حسن رواه الحارث بن أبي اسامة في مسنده و رواه الحافظ أبو نعيم في «مناقب المهدي» كما أخرجناه.

و في «ينابيع المودة» ج 2 ص 422 و في ب 72 ص 433 و في ص 447 ب 78 ص 449 و ب 85 ص 469 و ص 470 و ص 487 ب 94 و ص 491 و ص 492 و في «مستدرك الحاكم» ج 4 ص 478 بسند طويل عن أبي نضرة عن عثمان بن أبي العاص عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله). و ما في (الملاحم) عن ابن نعيم حماد باسناده عن أبي امامة الباهلي قال: ذكر رسول اللّه الدجال فقالت له ام شريك(1): فأين المسلمون

ص: 187


1- و هي الدوسية الأنصارية المعروفة من الصحابيات ممن كانت وهبت نفسها للنبي على ما يظهر من كتاب الاصابة لابن حجر ج 2 ص 249 عدد 1321 رووا عنها ثلاث أحاديث (الأول) ما أخرجه مسلم في العين و الترمذي في المناقب من رواية الزبير عن جابر عن ام شريك لما قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) لتفترق الناس من الدجال. قالت ام شريك: يا رسول اللّه فأين العرب يومئذ؟ قال: هم قليل و اخرج ابن ماجة من حديث أبي امامة عن النبي (صلی الله علیه و آله) في ذكر الدجال، قال: ترجف المدينة ثلاث رجفات. الخ، «الثاني» ما أخرجه الشيخان من رواية سعيد بن المسيب عن ام شريك ان النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم أمرها بقتل الأوزاغ، «الثالث»: ما أخرجه النسائي من رواية هاشم بن عروة انها كانت ممن وهبت نفسها للنبي (صلی الله علیه و آله) و رجاله ثقاة عندهم و في كتاب البيان للحافظ الكنجي في ب 7 عن ابن ماجة في حديث طويل في نزول عيسى عليه السلام قال فمن ذلك قالت ام شريك بنت أبي العكر: يا رسول اللّه فأين العرب حينئذ؟ قال هم يومئذ قليل وجلهم ببيت المقدس و إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح إذ نزل عليهم عيسى بن مريم الى أن يقول: فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول تقدم. و في تفسير فرات بن ابراهيم الكوفي من تفاسيرنا في قوله تعالى: (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ) باسناده عن أبي جعفر الباقر (ع) انه قال لخيثمة: سيأتي على الناس زمان لا يعرفون ما هو التوحيد حتى يكون خروج الدجال و حتى ينزل عيسى بن مريم من السماء و يقتل اللّه الدجال على يده و يصلي بهم رجل منا أهل البيت ألا ترى ان عيسى يصلي خلفنا و هو نبي (صلی الله علیه و آله) ألا و نحن أفضل منه. و في المستدرك للحافظ إمام المحدثين الحاكم النيشابوري المتوفى في صفر سنة 405 ص 34 ج 3 في ذكر الصحابيات باسناده عن قتادة قال: و تزوج رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) ام شريك الأنصارية من بني النجار و قال: اني أحب أن اتزوج في الأنصار الحديث و وافقه الذهبي في الهامش. «و في كتاب المحتضر» لحسن بن سليمان نقلا من كتاب المعراج في مكالمة اللّه مع النبي (صلی الله علیه و آله): و أخرج من صلبه أحد عشر مهديا كلهم من ذريتك من البكر البتول آخر رجل منهم يصلي خلفه عيسى بن مريم.

يومئذ يا رسول اللّه؟ قال: في بيت المقدس حتى يحاصرهم و إمام المسلمين يومئذ رجلم.

ص: 188

صالح فيقال صل الصبح فاذا كبر و دخل فيها نزل عيسى بن مريم.

فاذا رآه ذلك الرجل عرفه فيرجع عيسى القهقرى فيتقدم فيضع عيسى «ع» يده بين كتفيه ثم يقول: صل فانما اقيمت لك فيصلي عيسى وراءه. و فيه ص 56 عن نعيم بن حماد باسناده عن حذيفة بن اليمان عن النبي (صلی الله علیه و آله): فيهبط عيسى «ع» فيرّحب به الناس فيفرحون بنزوله لتصديق حديث رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) ثم يقول للمؤذن: اقم الصلاة ثم يقول الناس: صل بنا فيقول: انطلقوا الى إمامكم فليصل بكم فانه نعم الامام فيصلي بهم إمامهم فيصلي معهم عيسى «ع». و فيه ص 57 باسناده عن ابن عمر قال: (المهدي) «عج» هو الذي ينزل عليه عيسى بن مريم و يصلي خلفه.

(أقول) و من توّخى الاصلاح و طلب الوقوف على واقع الأمر رأى الحقيقة متمحضة امامه لامنتدح له عن الخضوع لها و لا مجال للصدّ عنها اللهم إلا من أراد الانحراف عن الطريق المستقيم و النهج القويم و في ذلك من ظلم الوجدان ما لا ينهض به الثقلان بل لا تنهض السموات و الأرض بحمله (ثم) إن في الصد عن هذه الروايات المتواترة و الصفح عن هذه الآيات الظاهرة طعنا في الرواة من حملة الأحاديث من العلماء و الحفاظ و ذلك ظلم للحقيقة و خيانة للنفس و مغالطة لا يمكن الصبر عليها فما للمنصف إلا الاذعان بما تضمنته الاخبار و الايمان بما حوته الاثار فالجدال في ذلك صرف تعصب و مجرّد أحقاد و في هذين من تعكير الصفو و الاخلال بالطمأنينة ما لا يصافقنا عليه أحد (وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَ لا هُدىً وَ لا كِتابٍ مُنِيرٍ )

المهدي المنتظر و نزول عيسى عليه وزيرا لا أميرا

في «الملاحم و الفتن» ص 55 ب 187 عن نعيم بن حماد باسناده عن شريح ابن عبيد عن كعب قال: يهبط المسيح بن مريم عند القنطرة البيضاء على باب دمشق

ص: 189

الشرقي. الى أن يقول: فيأتيه اليهود فيقولون: نحن أصحابك فيقول: كذبتم ثم يأتيه النصارى فيقولون: نحن أصحابك فيقول: كذبتم بل أصحابي المهاجرون بقية اصحاب الملحمة فيأتي مجمع المسلمين حيث هم فيجد خليفتهم يصلي بهم فيتأخر المسيح حين يراه فيقول: يا مسيح اللّه صل بنا فيقول: بل تقدم أنت فصل بأصحابك فقد رضي اللّه عنك فانما بعثت وزيرا و لم ابعث أميرا فيصلي بهم خليفة المهاجرين.

المهدي المنتظر و اخبار اللّه بصلاة عيسى خلفه

في (مشارق الأنوار) للحافظ البرسي ص 89، عن وهب بن منبه عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): لما عرج بي الى السماء ناداني ربي: يا محمد اني أقسمت بي و أنا اللّه الذي لا إله إلا أنا، اني أدخل الجنة جميع امتك إلا من أبي فقلت: ربي و من يأبى دخول الجنة؟ فقال: اني اخترتك نبيا و اخترت عليا وليا فمن أبى عن ولايته فقد ابى دخول الجنة، لأن الجنة لا يدخلها إلا محبه و هي محرمة على الأنبياء حتى تدخلها أنت و علي و فاطمة و عترتهم و شيعتهم فسجدت للّه شكرا ثم قال: يا محمد ان عليا هو الخليفة بعدك و ان قوما من امتك يخالفونه و ان الجنة محرمة على من خالفه و عاداه فبشر عليا أن له هذه الكرامة مني و اني ساخرج من صلبه أحد عشر نقيبا منهم سيد يصلي خلفه المسيح بن مريم يملأ الأرض عدلا و قسطا فقلت: ربي متى يكون ذلك؟ فقال: اذا رفع العلم و كثر الجهل و كثر القراء و قل العلماء و الفقهاء و كثر الشعراء و كثر الجور و الفساد و اكتفى الرجل بالرجل و النساء بالنساء و صارت الامناء خونة و أعوانهم ظلمة فهناك أظهر خسفا بالمشرق و خسفا بالمغرب ثم يظهر الدجال بالمشرق

ص: 190

المهدي المنتظر يقتدى به و لا يقتدي بغيره

قد عرفت خلال الروايات خصوصا ما تقدم قبيل هذا تصريح المسيح «ع» بأنه يبعث وزيرا (للمهدي) «عج» و معاضدا له لا أميرا. كيف و هو أفضل من عيسى ضرورة كونه آخر أوصياء خاتم الأنبياء و هو أفضل من عيسى بلا كلام و من جميع الأنبياء فوصيه أيضا كذلك فما عن بعض الأعلام من انه هل يقتدي (المهدي) عجل اللّه فرجه أو يقتدى به لا يخفى ما فيه مضافا الى انه ليس من وظيفتنا الغور في امثال ذلك و لا بيانه في عهدتنا لأنهما معصومان بلا ريب عادلان عن و صمة العيب عالمان بأحكام الدين يعملان بما فيه رضى لرب العالمين و الدخول فى ذلك لا يخلو عن سوء الأدب و الصواب ترك هذا البحث. «ذلك لمن كان له قلب أو القى السمع و هو شهيد» و في كتاب «البيان» للكنجى في ب 7 ص 20 في مقام تقديم أحدهما على الآخر للصلاة بعد ما أطال الكلام و اختار ما اخترناه من كون الامام أفضل يقول:

و لأن الامام نائب الرسول في امته و ليس لعيسى أن يتقدم على الرسول فكذلك على نائبه ثم أيد هذا القول برواية ام شريك بنت أبي العكر المتقدم ذكرها في الهامش الى أن قال: هذا حديث صحيح ثابت ذكره ابن ماجة فى كتابه عن أبي امامة الباهلي قال: خطبنا رسول اللّه (صلی الله علیه و آله). و هذا مختصره.

المهدي المنتظر و نزول عيسى بعد ظهوره

المستفاد من الروايات الكثيرة ان نزول عيسى «ع» بعد ظهوره «عج» كما مر قال ابن حجر في «الصواعق» ص 99: الأظهر ان خروج (المهدي) «عج» قبل نزول عيسى، و قيل: بعده. ثم نقل عن أبي الحسن الأبري انه قال: قد تواترت الأخبار

ص: 191

و استفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى (صلی الله علیه و آله) بخروجه و انه من أهل بيته و انه يملك سبع سنين و انه يملأ الأرض عدلا و انه يخرج مع عيسى فيساعده على قتل الدجال بباب اللد بأرض فلسطين و انه يؤم هذه الامة و يصلي عيسى خلفه و في (نور الأبصار) للشبلنجي ص 190 نقلا عن محي الدين العربي في (الفتوحات) قال: و اعلم ان (المهدي) عجل اللّه فرجه اذا خرج يفرح به جميع المسلمين خاصتهم و عامتهم و له رجال الاهيون يقيمون دعوته و ينصرونه هم الوزراء له يتحملون أثقال المملكة عنه و يعينونه على ما قلده اللّه، ينزل عليه عيسى بن مريم بالمنارة البيضاء شرقي دمشق متكأ على ملكين ملك عن يمينه و ملك عن يساره. و في الهامش منه ص 143 من كتاب «اسعاف الراغبين» للشيخ العلامة الصبان المصري بعينه. و في الباب السابع من كتاب الكنجي ص 18 نقلا عن ابن ماجة في حديث نزول عيسى: إذ نزل عليهم عيسى بن مريم. الحديث.

(قلت): و غيرها من الأخبار الكثيرة الدالة على ان ظهوره «عج» قبل نزول عيسى «ع» و أن نزوله بعد ظهور (المهدي) فالقول بتقدم نزوله عليه لا وجه له.

المهدي المنتظر غير عيسى بن مريم

قد ذكر في بعض الأخبار على ما يظهر من كتاب «البيان» للكنجي ص 26 ب 11 في ذيل الرواية (لا مهدي)(1) إلا عيسى بن مريم «ع» ثم رده بأن

ص: 192


1- و فى المستدرك الحاكم ص 442 ج 4 باسناده عن محمد بن ادريس الشافعي عن محمد بن خالد الجندي عن ابان بن صالح عن الحسن عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): لا يزداد الأمر إلا شدة الى أن يقول و (لا مهدي) إلا عيسى بن مريم قال الحاكم بعد نقل الرواية: فذكرت ما انتهى الي من علة هذا الحديث تعجبا لا محتجا به. «و في الينابيع» ص 434 ب 73 بعد نقل الرواية يقول: أخرجه الشافعي و ابن ماجة في سننه و الحاكم في مستدركه و قال: أوردته تعجبا لا محتجا به. و قال البيهقي: تفرد به محمد بن خالد و قد قال الحاكم: انه مجهول. و صرح النسائي بأنه منكر و قال ابن ماجة: لم يروه عن ابن خالد إلا الشافعي. ثم ذكر وجوها ثلاثة أحسنها ثالثها ثم ثانيها و لا قيمة لأولها. أما الوجه «الثالث» يقول: ان اللّه أشار الى (المهدي) في كتابه في الآيات الكثيرة كما تقدمت فلذلك بشر النبي (صلی الله علیه و آله) امته بهذه البشارة العظمى كما بشر الأنبياء المتقدمون بظهور نبينا و أحوال (المهدي) «عج» و قد ذكرت بشاراتهم في مشرق الأكوان «و ثانيها» ان خبر (المهدي) «عج» لم يكن قبل بعثة النبي بين العرب بأن يروه بقوله (لا مهدي) إلا عيسى بن مريم. «فتأمل» في كلامه و لا قيمة للوجه الأول فراجع. (قلت): قد عرفت ان هذا الحديث لم ينقله عن محمد بن خالد إلا الشافعي و تفرد به و في سلسلة الحديث أنس بن مالك و الحسن البصري، أما الأول فهو الذي انحرف عن علي و كتم مناقبه حبا للدنيا على ما ذكره ابن أبي الحديد في شرح النهج من انه: ذكر جماعة من مشايخنا البغداديين ان عدة من الصحابة و التابعين كانوا منحرفين عن علي كاتمين لمناقبه حبا للدنيا منهم أنس بن مالك ناشد علي «ع» الناس في الرحبة: أيكم سمع رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه فقام اثنى عشر رجلا فشهدوا بها، و أنس بن مالك لم يقم فقال له: يا أنس ما يمنعك ان تشهد و لقد حضرتها فقال يا أمير المؤمنين: كبرت و نسيت. (و عن الكشي) باسناده في القضية فقال علي. لانس بن مالك و البراء بن عازب: ما منعكما أن تقوما فتشهدا فقد سمعتما كما سمع القوم. ثم قال: اللهم ان كانا كتماها معاندة فابتلهما. فعمي البراء بن عازب و برص أنس بن مالك و في رواية: انه لم يبتل أحد من أصحاب رسول اللّه إلا رجلين معقب كان به داء الجذام و أنس بن مالك كان به وضح و عن أبي جعفر محمد بن علي «ع» قال: رأيت أنس بن مالك أبرص و فيه وضح. و أما البصري فكونه من أعداء علي معروف مشهور. و في شرح النهج: و ممن قيل عنه انه كان يبغض عليا و يذمه الحسن البصري روى عنه حماد بن سلمة قال: لو كان علي «ع» يأكل الحشف في المدينة لكان خيرا له مما دخل فيه. و روي عنه انه كان من المخذلين عن نصرته (و رووا) عنه ان عليا رآه و هو يتوضأ للصلاة و كان ذا وسوسة فصب على اعضائه ماء كثيرا، فقال له: أرقت ماء كثيرا يا حسن. فقال: ما أراق أمير المؤمنين من دماء المسلمين أكثر، فقال: أو ساءك ذلك؟! قال: نعم. قال «ع»: فلا زلت مسوءا فما زال الحسن عابسا قاطبا مهموما الى أن مات (المؤلف). ((1) في ج 13 من بحار الأنوار ص 303 قال عليه السلام: و سيدنا القائم مسند ظهره الى الكعبة و يقول: يا معشر الخلايق ألا و من أراد أن ينظر الى آدم و شيث فها أنا ذا، ألا و من أراد ان ينظر الى نوح و ولده سام فها أنا ذا نوح و سام، ألا و من أراد أن ينظر الى ابراهيم و اسماعيل فها أنا ذا، ألا من أراد أن ينظر الى موسى و يوشع فها أنا موسى و يوشع، ألا و من أراد أن ينظر الى عيسى و شمعون فها أنا ذا عيسى و شمعون، ألا و من أراد أن ينظر الى محمد (صلی الله علیه و آله) و أمير المؤمنين «ع» فها أنا ذا محمد و أمير المؤمنين، ألا و من أراد ان ينظر الى الحسن و الحسين «ع» فها انا ذا الحسن و الحسين «ع»، ألا و من اراد ان ينظر الى الأئمة من ولد الحسين فها انا ذا الأئمة اجيبوا الى مسألتي فاني انبئكم بما نبئتم به و بما لم تنبئوا به الحديث، و (في الوافي) في ج 1 ص 176 عن مولانا الحسين «ع» قال: في القائم منا سنن من الأنبياء.

مدار الحديث على محمد بن خالد الجندي مؤذن الجند تفرد به عن ابان بن صالح عن -

ص: 193

الحسن قال الشافعي المطلبي: كان فيه تساهل في الحديث.

(قلت): و المطلع على الأخبار المتواترة الناصة المصرحة بكون (المهدي) «عج» هو ابن الحسن بن علي العسكري «ع» و محلّ ولادته و شهر ولادته و سنة ولادته و ليلة ولادته فلا يعتني بمثل هذا القول خصوصا مع ما ذكره هذا المحدث الخبير بأنه متفرد به.

كيف و قد أصفق المحدثون نقلا عن عبد اللّه بن عباس عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) انه قال:

(لن تهلك امة أنا في أولها و عيسى في آخرها (و المهدي) «عج» في وسطها) و قوله «ع» كما تقدم في الأخبار الكثيرة: بأن عيسى (ع) ينزل عليه و يصلي خلفه. و لا نطيل الكلام بذكر الأخبار الكثيرة الواردة في المقام إلا أن يريد بهذا القول انه مساعد للمهدي (عج) و معاضد له (كما) قد ورد في أخبارنا بأنه (عج) مجمع العناوين و الأوصاف الكائنة في آدم و نوح و ابراهيم و موسى و عيسى و غيرهم من الحجج (ع) كما في بعض الأخبار بأنه لما يظهر يسند ظهره الى الكعبة و يقول: يا معشر الخلايق من أراد أن ينظر(1) -

ص: 194


1- - علي «ع» قال: رأيت أنس بن مالك أبرص و فيه وضح. و أما البصري فكونه من أعداء علي معروف مشهور. و في شرح النهج: و ممن قيل عنه انه كان يبغض عليا و يذمه الحسن البصري روى عنه حماد بن سلمة قال: لو كان علي «ع» يأكل الحشف في المدينة لكان خيرا له مما دخل فيه. و روي عنه انه كان من المخذلين عن نصرته (و رووا) عنه ان عليا رآه و هو يتوضأ للصلاة و كان ذا وسوسة فصب على اعضائه ماء كثيرا، فقال له: أرقت ماء كثيرا يا حسن. فقال: ما أراق أمير المؤمنين من دماء المسلمين أكثر، فقال: أو ساءك ذلك؟! قال: نعم. قال «ع»: فلا زلت مسوءا فما زال الحسن عابسا قاطبا مهموما الى أن مات (المؤلف).

الى آدم فها أنا ذا. الى قوله: و من أراد أن ينظر الى عيسى فها انا ذا. و قوله على ما رواه في تفسير القمي عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن أبي خالد الكابلي قال:

قال أبو جعفر (ع): و اللّه لكأني أنظر الى القائم و قد أسند ظهره الى الحجر ثم ينشد اللّه حقه، ثم يقول: يا أيها الناس من يحاجني في اللّه فأنا أولى باللّه أيها الناس من يحاجني في آدم فأنا أولى بآدم أيها الناس من يحاجني في نوح فأنا أولى بنوح، أيها الناس من يحاجني في ابراهيم فأنا أولى بابراهيم، أيها الناس من يحاجني في موسى فأنا أولى بموسى، أيها الناس من يحاجني فى عيسى فأنا أولى بعيسى، أيها الناس من يحاجني في محمد (صلی الله علیه و آله) فأنا أولى بمحمد، أيها الناس من يحاجني في كتاب اللّه فأنا أولى بكتاب اللّه. الحديث.

و الحاصل ان هذا القول مما لا ينبغي أن يذكر. كيف و أن يسطر و إني لعلى يقين بأن مثل هذه العبارات من مفتريات الدساسين و الدجالين و أعداء الدين الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء للفتنة. و نعوذ باللّه من شرورهم.

المهدي المنتظر و محل خروجه

جاء في كتاب «البيان» ص 28 ب 14 عن شيخ الشيوخ بسند طويل الى عبد اللّه بن عمر قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): يخرج (المهدي) «عج» من قرية يقال لها

ص: 195

(كرعة) ثم قال: هذا حديث حسن رزقناه عاليا، أخرجه ابو الشيخ الاصفهاني في عواليه كما سقناه. و في ج 2 من «ينابيع المودة» ص 435 عن ابن عمر أنه قال:

يخرج (المهدي) من قرية يقال لها (كرعة). و فيه ص 449 نقلا عن الكنجي باضافة «و على رأس (المهدي) «عج» ملك ينادي ألا ان هذا (المهدي) «عج» فاتبعوه»: ثم قال: هذا حديث حسن و رواه ابو نعيم و الطبراني و غيرهما و فى (نور الأبصار) ص 170 و في كتاب (الملاحم) ب 67 ص 100 باسناده عن ابن عمر مثله، و في ينابيع المودة مثله.

المهدي المنتظر و أمر النبي بمبايعته

روى الحاكم في «مستدركه» ج 4 ص 463 باسناده عن ثوبان قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة ثم لا يصير الى واحد منهم، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقاتلونكم قتالا لم يقاتله قوم ثم ذكر شيئا فقال: اذا رأيتموه فبايعوه و لو حبوا على الثلج فانه خليفة اللّه (المهدي) «عج» و صححه الحاكم على شرط الشيخين و وافقه الذهبي في (التذييل). و في ج 2 من (ينابيع المودة) ص 447 ب 78 نقلا عن الحمويني في (فرائد السمطين) عن الحافظ أبي نعيم عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): و على رأسه ملك ينادي هذا (المهدي) عجل اللّه فرجه خليفة اللّه فاتبعوه و رواه ابن حجر في صواعقه مع ما هو عليه من التعصّب و العناد للشيعة راجع كتابه ص 98. و في ص 170 من (نور الأبصار) مثله و في الهامش في (اسعاف الراغبين) ص 137، و في (الينابيع) ص 491 ب 94 ج 2 عن ثوبان رفعه: يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة ثم لا يصير الى أحد ثم تجيء الرايات السود فيقتلونهم قتالا لم يقتله قوم مثله ثم يجيء خليفة اللّه (المهدي) فاذا سمعتم به فأتوه فبايعوه فانه خليفة اللّه (المهدي) «عج».

ص: 196

(قلت): و الظاهر ان المراد بالكنز الخلافة يعني لا تصير الى واحد منهم.

المهدي المنتظر و بعض أوصافه

ج 4 من (مستدرك الحاكم ص 557 باسناده عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال:

قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): (المهدي) منا أهل البيت أشم الأنف أقنى أجلى يملأ الأرض قسطا و عدلا. الخ، و في (الينابيع) ص 49 ب 96 نقلا عن (شرح نهج البلاغة) عن قاضي القضاة، عن كافي الكفاة بسند متصل بعلي انه ذكر (المهدي) «عج» قال عليه السلام: انه من ولد الحسين و ذكر حليته فقال: أجلى الجبين، أقنى الأنف و في كتاب (مطالب السئول) ج 2 ص 80 عن أبي سعيد عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): أجلى الجبهة أقنى الأنف. الخ و في كتاب الكنجي ب 8 ص 21 عن أبي نضرة عن أبي سعيد عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله). الحديث، ثم قال: هذا حديث ثابت حسن صحيح أخرجه الحافظ أبو داود و السجستاني كما سقناه، و رواه غيره من الحفاظ كالطبراني و غيره و في (اسعاف الراغبين) ص 135 ما يقرب من ذلك، و في (نور الأبصار) ص 170، و فيه عن أبي داود و الترمذي عن أبي سعيد، و في (الينابيع) أيضا ج 2 ص 469. و يؤيد ذلك ما في (الملاحم و الفتن) ص 47 ب 58 باسناده عن أبي سعيد، و في (الأربعين حديثا) عن عبد الرحمن بن عوف عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله)، و في (الملاحم) ص 47 ب 158 عن أبي سعيد عن النبي (صلی الله علیه و آله)، و في ج 2 من (الينابيع) عن أبي سعيد عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) (المهدي) «عج» مني أجلى(1) الجبهة أقنى الأنف الخ و في الصواعق ص 162 مثله.

ص: 197


1- قال ابن الجوزي: الأجلى: الذي انحسر الشعر على جبهته الى نصف رأسه و القنى: احديداب في الأنف و عن ابن الأثير في (النهاية) في صفة (المهدي) يقول: (أجلى الجبهة) الأجلى: الخفيف الشعر ما بين النزغتين من الصدغين و الذي انحسر الشعر عن جبهته، و الاشم: ارتفاع قصبة الأنف و استواء أعلاها و اشراف الأرنبة قليلا (منه عفى عنه).

المهدي المنتظر و وجهه الانور

في كتاب (البيان) ب 7 ص 20 باسناده عن حذيفة بن اليمان عن النبي (صلی الله علیه و آله) قال: المهدي من ولدي وجهه كالقمر الدري، اللون لون عربي و الجسم جسم اسرائيلي و في (اسعاف الراغبين) ص 134 عن الروياني و الطبراني و غيرهما (المهدي) من ولدي وجهه كالكوكب الدرى. الخ و في «نور الأبصار» عنهما بعينه و عن حذيفة عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله)، و في (الينابيع) ص 469 عنهما بمثل ما مر، و في (الاربعين حديثا) باسناده عن أبي امامة الباهلي: (المهدي) من ولدي كأن وجهه كوكب دري و في كتاب «البيان» ب 17 ص 29 في ذكر صفة (المهدي) «عج» مسندا عن ربيع عن حذيفة قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): (المهدي) من ولدي. الحديث و في الصواعق ص 162.

المهدي المنتظر و ما على خده لا أيمن و ثيابه

في كتاب «البيان» في ب 18 ص 30 باسناده عن سليمان بن حبيب قال: سمعت أبا امامة الباهلي يقول: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): بينكم و بين الروم أربع هدن الرابعة على يدي رجل من آل هرقل يدوم سبع سنين، فقال له رجل من عبد القيس يقال له المستورد بن غيلان: يا رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) من إمام الناس يومئذ؟ قال: (المهدي) «عج» من ولدي ابن أربعين سنة كأن وجهه كوكب دري في خده الأيمن خال أسود عليه عبائتان قطوانيتان كأنه من رجال بني اسرائيل و في «اسعاف الراغبين» ص 145 بعد قوله (اقنى الانف): كث اللحية يقول على خده الأيمن و على يده اليمنى خال

ص: 198

المهدي المنتظر و صفة أسنانه

في كتاب «البيان» ب 19 ص 31 عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): ليبعثن اللّه من عترتي رجلا افرق الثنايا أجلى الجبهة يملأ الأرض قسطا و عدلا و يفيض المال فيضا و في «الملاحم» ب 160 ص 47: (المهدي) «عج» براق الثنايا أكحل العينين في وجهه خال اقنى أجلى و في ج 2 «ينابيع المودة» ص 488 ب 94 عن عبد الرحمن بن عوف، و في «اسعاف الراغبين» ص 134، و في «نور الأبصار» ص 170 عن أبي نعيم، ليبعثن اللّه رجلا من عترتي افرق الثنايا. الخ ص 170 و في الصواعق ص 168 ايضا.

المهدي المنتظر اشبه الناس برسول اللّه

في «الينابيع» ج 2 ص 488 عن جابر بن عبد اللّه رفعه: (المهدي) «عج» من ولدي اسمه اسمي و كنيته كنيتي أشبه الناس بي خلقا و خلقا له غيبة و حيرة تضل فيها الامم تقبل كالشهاب الثاقب. الخ و فيه ص 493 باسناده عن جابر بن يزيد، عن جابر بن عبد اللّه مثله و فيه عن الصادق جعفر بن محمد عن آبائه عن أمير المؤمنين «ع» عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): (المهدي) (عج) من ولدي اسمه اسمي و كنيته كنيتي و هو أشبه(1) الناس بي خلقا و خلقا. و فيه ص 493 باسناده عن صالح بن عقبة، عن أبيه عن أبي جعفر محمد الباقر عن أبيه عن جده أمير المؤمنين

ص: 199


1- و في ج 13 من «بحار الأنوار» ص 197 عن حبر الامة ابن عباس عن النبي (صلی الله علیه و آله) قال: التاسع منهم قائم أهل بيتي (و مهدي) امتي أشبه الناس بي في شمائله و أقواله و أفعاله. الحديث.

عليه السلام، عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) مثله بعينه إلا انه قال: - بعد قوله يقبل كالشهاب الثاقب - قال: يأتي بذخيرة الأنبياء.

المهدي المنتظر و ذخيرة الأنبياء

في «الينابيع» ج 2 ص 493 باسناده عن محمد بن اسماعيل بن بزيع عن صالح بن عقبة، عن أبيه عن أبي جعفر محمد الباقر عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): (المهدي) من ولدي اسمه اسمي و كنيته كنيتي. الى أن يقول: له غيبة و حيرة في الامم حتى تضل الخلق عن أديانهم فعند ذلك يقبل كالشهاب الثاقب يأتي بذخيرة الأنبياء و فيه باسناده عن داود بن الحصين عن أبي بصير عن الصادق عن آبائه عن أمير المؤمنين (ع) مثله بعينه.

المهدي المنتظر و انتظار فرجه

في (الينابيع) ص 494 باسناده عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قال: أفضل العبادة انتظار الفرج - أي انتظار الفرج بظهور (المهدي) «عج». و في ج 13 من (صحيح الترمذي) ص 77 بسنده عن أبي الأحوص عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: و اسألوا اللّه من فضله فان اللّه عز و جل يجب أن يسأل و أفضل العبادة انتظار(1) الفرج.

ص: 200


1- و في أخبارنا التصريح بذلك (منها): ما رواه الامام الحافظ الصدوق فى (الخصال) عن الصادق «ع» انه قال: من دين الأئمة الورع و العفة و الصلاح الى قوله: و انتظار الفرج بالصبر و (منها): ما رواه في (العيون) عن الرضا (ع) عن آبائه انه قال: أفضل أعمال امتي انتظار فرج اللّه (و منها) ما في (اكمال الدين) عن الباقر عن آبائه عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) انه قال: أفضل العبادة انتظار الفرج (و منها) ما في (المحاسن) عن السندي عن جده قال: قلت للصادق: ما تقول فيمن مات على هذا الأمر منتظرا له؟ قال: هو بمنزلة من كان مع (القائم) «عج». و فيه أيضا عن السكوني عن الصادق «ع» عن آبائه عن أمير المؤمنين «ع» انه قال: افضل عبادة المؤمن انتظار فرج اللّه. و في ج 13 من (بحار الأنوار) ص 135 عقد بابا لذلك و أورد فيه أخبارا كثيرة (منها) من مواعظ أمير المؤمنين عليه السلام انه سأله رجل: أي الأعمال أحب الى اللّه تعالى؟ قال: انتظار الفرج. (و منها) ما في ذيل رواية أبي خالد عن علي بن الحسين «ع» قال: انتظار الفرج من أعظم الفرج. (و منها) ما عن سيد العابدين انه قال: من ثبت على ولايتنا فى غيبة (قائمنا) أعطاه اللّه اجر الف شهيد من شهداء بدر واحد. (و منها) ما في رواية علي بن سيابة قال: قال أبو عبد اللّه (ع): من مات منكم على هذا الأمر كان كمن كان في فسطاط (القائم) «عج». (و منها) ما في رواية فيض بن المختار قال: سمعت أبا عبد اللّه (ع) يقول: من مات منكم و هو منتظر هذا الأمر كمن هو مع (القائم) «عج» في فسطاطه ثم مكث هنيئة ثم قال: لا بل كمن قارع معه بسيفه، ثم قال: لا و اللّه بل كمن استشهد مع رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) (و منها) ما في رواية الواسطي عن أبي الحسن عن آبائه: ان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قال: أفضل أعمال امتي انتظار الفرج من اللّه عز و جل. (و منها) ما عن البزنطى عن مولانا الرضا «ع»: ما أحسن الصبر و انتظار الفرج أما سمعت قول اللّه عز و جل يقول: (وَ ارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ)، و قوله عز و جل: (فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ)فعليكم بالصبر فانه إنما يجيء الفرج على اليأس فقد كان الذين من قبلكم أصبر منكم. (و منها) ما في رواية الحكم بن عيينة قال: لما قتل أمير المؤمنين «ع» الخوارج يوم النهروان قام اليه رجل (هنا سقط) فقال أمير المؤمنين «ع»: و الذي فلق الحبة و برأ النسمة لقد شهدنا في هذا الموقف اناس لم يخلق اللّه آبائهم و لا اجدادهم بعد فقال الرجل: و كيف يشهدنا قوم لم يخلقوا؟ قال: بلى قوم يكونوا في آخر الزمان يشركوننا فيما نحن فيه و يسلمون لنا فاولئك شركاؤنا فيما كنا فيه حقا حقا. (قلت): نسأل اللّه أن يثبتنا و يقر عيوننا غدا برؤيته.

... -

ص: 201

المهدي المنتظر و مدح المعترفين به في آخر الزمان

في (الينابيع) ص 494 ب 94 باسناده عن حماد بن عمر عن الامام جعفر الصادق «ع» عن آبائه عليهم السلام، عن أمير المؤمنين علي «ع» في حديث طويل في وصيته يذكر فيها: ان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قال: يا علي أعجب الناس إيمانا و أعظمهم يقينا قوم يكونون في آخر الزمان لم يلحقوا النبي (صلی الله علیه و آله) و حجبت عنهم الحجة فآمنوا بسواد على بياض أي بالأحاديث التي كتبت على القرطاس.

(و فيه) باسناده عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله):

ان عليا امام امتي من بعدي و من ولده (القائم) المنتظر «عج» الذي اذا ظهر يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما، و الذي بعثني بالحق بشيرا و نذيرا ان الثابتين على القول بامامته في زمان غيبته لأعز من الكبريت الأحمر. فقام اليه جابر بن عبد اللّه الأنصاري فقال: يا رسول اللّه لولدك (القائم) «عج» غيبة؟ قال:

اي و ربي (لِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ يَمْحَقَ الْكافِرِينَ). يا جابر ان هذا الأمر من أمر اللّه و سر من سر اللّه، مطوي من عباد اللّه فاياك و الشك فيه فان الشك في أمر اللّه عز و جل كفر.

ص: 202

(و فيه) باسناده عن يونس بن ظبيان عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سمعت جابر بن عبد اللّه الأنصاري يقول: قال لي رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): يا جابر ان أوصيائي و أئمة المسلمين من بعدي أولهم علي ثم الحسن ثم الحسين ثم محمد بن علي المعروف بالباقر ستدركه يا جابر فاذا لقيته فاقرأه مني السلام، ثم جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم (القائم) اسمه اسمي و كنيته كنيتي محمد بن الحسن بن علي ذاك الذي يفتح اللّه تبارك و تعالى على يديه مشارق الأرض و مغاربها ذاك الذي يغيب عن أوليائه غيبة لا يثبت على القول بامامته إلا من امتحن اللّه قلبه للايمان. الحديث،

المهدي المنتظر و اعزاز الاسلام به

فى (الأربعين حديثا) للحافظ أبي نعيم باسناده عن حذيفة قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم يقول: ويح هذه الامة من ملوك جبابرة، كيف يقتلون و يخيفون المسلمين إلا من أظهر طاعتهم فالمؤمن التقي يصانعهم بلسانه و يفر منهم بقلبه، فاذا أراد اللّه عز و جل أن يعيد الاسلام عزيزا قصم كل جبار عنيد و هو القادر على ما يشاء، أن يصلح امة بعد فسادها. يا حذيفة لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول اللّه ذلك اليوم حتى يملك رجل من أهل بيتي تجري الملاحم على يديه و يظهر الاسلام و اللّه لا يخلف وعده و هو سريع الحساب.

(قلت): و هذه الرواية توافق عدة آيات من التنزيل منها في سورة التوبة آية 33 (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ(1)

ص: 203


1- و في (مجمع البيان) عن الباقر «ع» فى هذه الآية ان ذلك عند خروج المهدي «ع» من آل محمد (صلی الله علیه و آله)، و في ج 2 من (تفسير الرازي) ص 146 في الوجه الأول من الوجوه التي ذكرها في تفسير الآية يقول: وَ اللّهُ مُتِمُّ نُورِهِ لا يكون إلا عند النقصان فكيف نقصان هذا النور فنقول اتمامه بحسب النقصان في الأثر و هو الظهور فى سائر البلاد من المشارق الى المغارب اذ الظهور لا يظهر إلا بالاظهار و هو الاتمام يؤيده قوله: (أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ). و عن ابي هريرة ان ذلك عند نزول عيسى من السماء قاله المجاهد. و في ج 3 في سورة التوبة ص 422 في الوجه الثاني من الوجوه التي يجيب عن الاشكال بأنه ان قيل: ظاهر الآية (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) تقضي قوله غالبا لكل الأديان و ليس الأمر كذلك فان الاسلام لم يصر غالبا لساير الأديان في ارض الهند و الصين و الروم و سائر اراضي الكفرة، (قلنا): أجابوا عنه بوجوه: (الوجه الثاني) ان نقول: روي عن ابي هريرة انه قال: هذا وعد من اللّه بأنه تعالى يجعل الاسلام عاليا على جميع الأديان و تمام هذا إنما يحصل عند خروج عيسى. قال السدي: ذلك عند خروج (المهدي) «عج» لا يبقى احد إلا دخل فى الاسلام او ادى الخراج، و فى تفسير ابن جرير الطبري ج 10 ص 82 في سورة التوبة فى قوله تعالى: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ):اختلف اهل التأويل فقال بعضهم: ذلك عند خروج (المهدي) «عج» حين تصير الملل كلها واحدة. و عن ثابت الحداد ابو المقدام عن شيخ (كذا) عن ابي هريرة، فى قوله: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) قال: حين خروج عيسى بن مريم «ع». و فيه في ج 28 فى سورة الصف ص 52 فى ذيل قوله تعالى: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) يقول: ليظهر دينه الحق الذي ارسل به رسوله على دين سواه و ذلك عند نزول عيسى بن مريم «ع» و حين تصير الملة واحدة فلا يكون دين غير الاسلام. ثم باسناده عن سفيان عن ابي المقدام ثابت بن هرمز عن ابي هريرة، (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) قال: خروج عيسى بن مريم «ع»، و في ج 3 من (تفسير الكشاف) ص 117 فى سورة الفتح عند قوله (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) يقول: على جنس الدين كله يريد الأديان المختلفة من اديان المشركين و الجاحدين من اهل الكتاب و لقد حقق ذلك سبحانه فانك لا ترى دينا قط إلا و للاسلام دونه العز و الغلبة. و قيل: هو عند نزول عيسى حين لا يبقى على وجه الأرض كافر. الى ان يقول: و فى هذه الآية تأكيد لما وعد من الفتح و توطين لنفوس المؤمنين على ان اللّه سيفتح لهم من البلاد و يقبض لهم من الغلبة ما يستقلون اليه. و فيه ص 83 فى ذيل قوله تعالى (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) على جميع الأديان المخالفة يقول: و لعمري لقد فعل فما بقي دين من الأديان إلا و هو مغلوب مقهور بدين الاسلام. (قلت): باللّه عليك ايها القارىء الكريم اقرأ و اضحك و ابك و احكم و اجعل عقلك ميزانا و مقياسا و اجتنب الاعتساف و اسلك مسلك الانصاف و تأمل في كلامه كيف تحقق ذلك؟ فهل كانت هذه الغلبة على جميع الأديان المختلفة في زمانه (صلی الله علیه و آله) او فيما بعده (صلی الله علیه و آله) لا سبيل له الى ذلك و لا عاقل يدعيه فلا بد و ان يتحقق فيما سيأتي في زمن (المهدي) المنتظر «عج» رغما على انوفهم. و فى ج 3 من تفسير (الدر المنثور) فى قوله تعالى في سورة التوبة (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ):عن ابن مردويه و البيهقي فى سننه عن جابر قال: لا يكون ذلك حتى لا يبقى يهودي و لا نصراني صاحب ملة إلا الاسلام حتى تأمن الشاة الذئب و البقر الاسد و الانسان الحية و حتى لا تقرض فارة جرابا و حتى توضع الجزية و يكسر الصليب و يقتل الخنزير و ذلك اذا نزل عيسى بن مريم. و عن عبد بن حميد و ابن المنذر عن قتادة في الآية، قال: الاديان ستة الذين آمنوا و الذين هادوا و الصابئين و النصارى و المجوس و الذين اشركوا فالاديان كلها تدخل فى دين الاسلام، و الاسلام لا يدخلى فى شيء منها فان اللّه قضى فيما حكم و انزل ان يظهر دينه على الدين كله و لو كره المشركون. و عن عبد بن حميد و ابي الشيخ عن ابي هريرة، قوله تعالى: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) قال: خروج عيسى بن مريم الى غير ذلك من تفاسير العامة التي يمنع تشتت الاحوال و تراكم الاشغال عن بسط المقال فيما ورد فيها. و الذي يتفحص عن الحقيقة يغنيه ما ذكرنا و الخصم العنود لا يقنع و لو اطلنا البحث اكثر من ذلك مع علمه بأنا ندري و هم يدرون و يتبين و تنكشف الحقيقة عندهم كما عندنا و قال عز من قائل «وَ جَحَدُوا بِهٰا وَ اسْتَيْقَنَتْهٰا أَنْفُسُهُمْ» و لنعم الحكم اللّه منه.

وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)، و فى سورة الفتح آية 28 إلا انه جاء بدل «وَ لَوْ كَرِهَ

ص: 204

اَلْمُشْرِكُونَ» «وَ كَفى بِاللّهِ شَهِيداً»، و في سورة الصف آية 9 مثل ما في سورة

ص: 205

التوبة و لم تحقق غلبة دين الاسلام على جميع الأديان فلا بد و ان يتحقق مصداقها عند خروج المهدي المنتظر عليه السلام و هو المطلوب.

المهدي المنتظر و سخاؤه و كرمه

في كتاب «البيان» للكنجي ص 22 ب 10 بسنده عن اسماعيل بن حريري عن أبي نضرة قال: كنا عند جابر بن عبد اللّه فقال: يوشك أهل العراق أن لا يجبى اليهم قفيز و لا درهم. قلنا: من اين ذاك؟ قال: من قبل العجم يمنعون ذاك. ثم قال: يوشك اهل الشام أن لا يجبى اليهم دينار و لا مد. قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قبل الروم. ثم سكت هنيئة ثم قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله):

يكون في آخر امتى خليفة يحثي المال حثيا لا يعده عدا. قال: قلت لابي نضرة و ابي العلا: اتريان انه عمر بن عبد العزيز؟ فقالا: لا. ثم قال: هذا حديث حسن صحيح اخرجه مسلم ص 185 في صحيحه كما سقناه. و فيه ص 23 باسناده عن سعيد بن يزيد عن ابي نضرة عن ابي سعيد عن رسول اللّه انه قال: من خلفائكم خليفة يحثي المال حثيا لا يعده عدا. ثم قال: هذا حديث حسن ثابت اخرجه الحافظ مسلم فى صحيحه كما اخرجناه. و فيه بسنده عن داود عن ابي نضرة عن ابي سعيد و جابر بن عبد اللّه قالا قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): يكون في آخر الزمان خليفة يقسم المال و لا يعده. ثم قال: هذا لفظ مسلم فى صحيحه. و في ص 24 بسنده عن المعلى بن زياد عن العلاء قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): ابشركم بالمهدي «عج» يبعث في امتي على اختلاف من الناس و زلازل فيملأ الأرض قسطا و عدلا

ص: 206

كما ملئت جوارا و ظلما يرضى عنه ساكن السماء و ساكن الأرض يقسم المال صحاحا. فقال له رجل: ما صحاحا؟ قال: بالسوية بين الناس. الحديث و فيه أيضا عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): يكون عند انقطاع من الزمن و ظهور من الفتن رجل يقال له (المهدي) عطاؤه هنيئا. و في «الملاحم» ص 146 عن سالم بن عبد اللّه عن ابن محمد عن رجل من أهل المغرب قال: اذا خرج (المهدى) عليه السلام القى اللّه الغناء فى قلوب العباد حتى يقول «المهدي»: من يريد المال؟ و لا يأتيه أحد إلا واحد يقول: أنا فيقول: أحث فيحثو(1) فيحمل على ظهره حتى أتى أقصى الناس قال: لا أرانى أسير من هاهنا فيرجع فيرده اليه، فيقول: خذ مالك لا حاجة لي فيه. و فى كتاب «البيان» في ذيل رواية علا: فيأمر مناديا فينادي فيقول: من له في الملك حاجة؟ فما يقوم من الناس إلا رجل واحد فيقول: أنا فيقول: آت السدان يعني الخازن فقل له:

ان «المهدي» يأمرك أن تعطيني مالا. فيقول له: احث، حتى اذا جعله فى حجره و أبرزه ندم فيقول: كنت أشجع امة محمد (صلی الله علیه و آله) نفسا أو عجز عني ما وسعهم.

قال: فيرده فلا يقبل منه فيقول: إنا لا نأخذ شيئا أعطيناه.. الخ.

(قلت): هذا الحديث و ما يأتي مبين للأخبار المجملة من قوله (صلی الله علیه و آله) يكون في آخر امتي خليفة أو من خلفائكم او يكون في آخر الزمان خليفة و نحوها و لذا قال فى آخر الحديث. (قلت): حديث حسن ثابت أخرجه شيخ أهلت.

ص: 207


1- قال النووي فى حاشية مسلم نقلا عن أهل اللغة يقال حثيت أحثى حثيا و حثوت أحثو حثوا: الكفتان و الحثو هو الحفن باليدين، و هذا الحثو الذي يفعله هذا الخليفة يكون لكثرة الأموال و الغنائم و الفتوحات مع سخاء نفسه. و عن الأبي عن الترمذي و أبي داود: «هذا الخليفة» سمياه بالمهدي «عج». و في مجمع البحرين فى لغة (حثى) و قوله: يكفيه أن يحثو ثلاث حثوات على رأسه يريد ثلاث غرفات.

الحديث في مسنده. و في هذا الحديث دلالة على ان المجمل في صحيح مسلم هو المبين في مسند ابن حنبل وفقا بين الروايات. و في «ينابيع المودة» ج 2 عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): يكون في آخر الزمان خليفة يقسم المال و لا يعده. و فى رواية: يكون في آخر امتي خليفة يحثو المال حثيا و لا يعده عدا.

رواه مسلم و أحمد. و في ص 431 ب 72 عن ابي سعيد فى قصة (المهدي) قال:

فيجيء الرجل اليه فيقول: «يا مهدي» اعطني اعطني اعطني. قال: فيحثى له في ثوبه ما استطاع أن يحمله، رواه الترمذي. و في ص 434 في رواية أبي سعيد عن النبي (صلی الله علیه و آله) يقول: و المال يومئذ كدوس فيقوم الرجل فيقول: (يا مهدي) اعطني، فيقول: خذ. و فى ص 435 مثله و فى الهامش من نور الأبصار ص 134 فيقول له: (يا مهدي) اعطني اعطني، فيحثى له في ثوبه. الحديث. و عن أحمد و مسلم: يحثى المال حثيا و لا يعده عدا.

و في نور الأبصار ص 171 عن ابي سعيد و جابر بن عبد اللّه و عن شيخ اهل الحديث احمد في مسنده رواية السادن.

المهدي المنتظر و بيعة الناس له بمكة كرها

فى «ينابيع المودة» ج 2 ص 431 عن ام سلمة عن النبي (صلی الله علیه و آله) قال:

تكون عند اختلاف الناس موت خليفة فيخرج رجل من اهل المدينة هاربا الى مكة فيأتيه ناس من اهل مكة فيخرجونه و هو كاره فيبايعونه بين الركن و المقام، و يبعث اليه بعث من اهل الشام فيخسف بهم في البيداء بين مكة و المدينة فاذا رأى الناس ذلك اتاه ابدال الشام و عصائب اهل العراق فيبايعونه. الحديث رواه ابو (26 ج 1 من الشيعه و الرجعة)

ص: 208

داود و احمد و ابو يعلى و البيهقي كما في «جواهر العقدين».

و بؤبده ما في «الملاجم» ص 38 ب 124 باسناده عن ابن عمر قال: يحج الناس معا و يعرفون معا على غير إمام فبينما هم نزول بمنى إذ اخذهم كالكلب فثارت القبائل بعضهم الى بعض حتى تسيل العقبة دما فيفزعون الى خيرهم فيأتونه و هم ملصق وجهه الى الكعبة يبكي كأني أنظر الى دموعه تسيل فيقولون هلم و ليناك فيقول: و يحكم كم من عهد نقضتموه و كم من دم سفكتموه. فيبايع كرها قال: فأن أدركتموه فبايعوه فانه (المهدي) «ع» في الأرض (و المهدي) في السماء.

و في ص 39 ب 126 عن ابن عباس: فيبعث اللّه (المهدي) بعد يأس حتي يقول الناس: لا (مهدي). و أنصاره من أهل الشام عدتهم ثلاثمائة و ثلاثة عشر عدة أصحاب بدر يصيرون اليه من الشام حتى يستخرجوه من بطن مكة من دار عند الصفا فيبايعونه كرها، فيصلي بهم ركعتين صلاة المسافر عند المقام ثم يصعد المنبر

و في ص 127 باسناده عن أبي هريرة قال: يبايع (المهدي) بين الركن و المقام لا يوقض نائما و لا يهرق دما.

و في «اسعاف الراغبين» ص 135 من حاشية (نور الأبصار) يقول و صح انه (صلی الله علیه و آله) قال: يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من المدينة هاربا الى مكة فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه و هو كاره فيبايعونه بين الركن و المقام. الخ.

المهدي المنتظر و لواء رسول اللّه

في «الملاحم» ب 160 ص 47 عن القاسم بن عبد الرحمن عمن حدثه عن علي بن أبي طالب (ع) انه قال: يخرج براية النبي (صلی الله علیه و آله) من مرط مخملة سوداء

ص: 209

مربعة لم تنشر منذ توفي رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و لا تنشر حتى يخرج المهدي «عج» يمده اللّه تعالى بثلاثة آلاف من الملائكة يضربون وجوه من خالفهم و ادبارهم يبعث و هو ما بين الثلاثين و الأربعين.

و فيه ص 43 ب 140 عن عبد اللّه ابن شريك قال: مع المهدي راية رسول اللّه (صلی الله علیه و آله)، ليتني أدركته.

المهدي المنتظر و ما هو مكتوب على لوائه

في «ينابيع المودة» ج 2 ص 435 عن نوف انه قال: راية المهدي «عج» مكتوب فيها: (البيعة للّه).

«و في الملاحم» ب 141 ص 43 عن نعيم بن حماد باسناده عن نوف البكالي قال: قال: في راية المهدي مكتوب (البيعة للّه).

و فيه ب 44 باسناده عن نعيم بن حماد عن يحيى بن اليمان، عن قيس عن عبد اللّه بن شريك قال: مع المهدي راية رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) المعلمة ليتني أدركته و أنا جذع.

و في «كتاب الفتن» عن نوف مثله أيضا.

المهدي المنتظر و حامل رايته

«في الملاحم» ص 31 عن نعيم بن حماد عن عبد اللّه بن اسماعيل البصري عن أبيه عن الحسن قال: يخرج بالري رجل ربعة أسمر مولى لبني تميم كوسج يقال له شعيب بن صالح في أربعة آلاف ثيابهم بيض و راياتهم سود يكون مقدمة (للمهدي) الحديث. و فيه ب 96 عن نعيم باسناده عن عمار بن ياسر قال: (المهدي) على

ص: 210

لوائه شعيب بن صالح.

و فيه ب 98 عن نعيم باسناده عن كعب بن علقمة، عن سفيان الكلبي قال:

يخرج على لواء (المهدي) غلام حدث السن. الحديث.

و في (كتاب الفتن) للسليلي كما في ص 98 من (الملاحم) باب 60، في ذيل رواية معاذ بن جبل عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: ثم يقبل الرجل التميمي شعيب بن صالح - سقى اللّه بلاد شعيب - بالرايه السوداء المهدية ينصر اللّه و كلمته حتى يبايع (المهدي) بين الركن و المقام.

و في ص 138 من كتاب (نور الأبصار) و فى (اسعاف الراغبين): ان على مقدمة جيشه رجلا من تميم خفيف اللحية يقال له: (شعيب بن صالح).

المهدي المنتظر و ما ادخر له في الكعبة

في (الملاحم) ب 156 ص 46 عن نعيم بن حماد بسنده عن طلحة التميمي عن طاووس قال: روع عمر بن الخطاب البيت ثم قال: و اللّه ما أدري أدع خزائن البيت و ما فيه من السلاح و المال أم أقسمه في سبيل اللّه، فقال علي بن أبي طالب «ع» امض فلست بصاحبه إنما صاحبه منا شاب من قريش يقسمه في سبيل اللّه في آخر الزمان.

و في ج 1 من كتاب (المناقب) لابن شهر اشوب ص 498 مرسلا انه هم عمر أن يأخذ(1) حلى الكعبة فقال علي «ع» ان القرآن انزل على النبي (صلی الله علیه و آله)

ص: 211


1- و في ج 2 من (المستدرك) لشيخنا العلامة خاتم المحدثين النوري «ره» ص 142 في باب تحريم أكل مال الكعبة نقلا عن غيبة النعماني باسناده عن بندار الصير في عن رجل من أهل الجزيرة كان قد جعل على نفسه نذرا في جارية و جاء بها الى مكة قال: فلقيت الحجبة فأخبرتهم بخبرها و جعلت لا أذكر لأحد منهم أمرها إلا قال جئني بها و قد وفى اللّه نذرك فدخلني من ذلك وحشة شديدة فذكرت ذلك لرجل من أصحابنا من أهل مكة فقال لي: تأخذ عني؟ فقلت: نعم. فقال: انظر الرجل الذي يجلس عند الحجر الأسود و حوله الناس و هو أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين «ع» فاته فاخبره بهذا الأمر فانظر ماذا يقول لك، قال: فأتيته و قلت له: يرحمك اللّه انني رجل من أهل الجزيرة و معي جارية جعلتها على نفسي نذرا لبيت اللّه في يمين كان علي و قد أتيت بها و ذكرت ذلك للحجبة فأقبلت لا ألقي منهم احدا إلا قال: جئني بها و قد و فى اللّه نذرك، فدخلني من ذلك وحشة شديدة. فقال: يا عبد اللّه ان البيت لا يأكل و لا يشرب فبع جاريتك و استقص و انظر أهل بلادك ممن حج هذا البيت فمن عجز منهم عن نفقته فاعطه حتى يقوى على العود الى بلاده. ففعلت ذلك ثم أقبلت لا ألقى أحدا من الحجبة إلا قال: ما فعلت بالجارية فأخبرتهم بالذي قال أبو جعفر «ع» فيقولون: كذاب جاهل لا يدري ما يقول، فذكرت مقالتهم لأبي جعفر «ع» فقال: قد بلغتني فبلغ عني. فقلت: نعم فقال: قل - لكم أبو - جعفر عليه السلام: كيف بكم لو قطعت أيديكم كأرجلكم فعلقت في الكعبة. ثم يقال لكم نادوا نحن سراق الكعبة. فلما ذهبت لأقوم قال: انني لست أنا أفعل ذلك و إنما يفعله رجل مني. (قلت): مراده «ع» بالرجل هو (المهدي ع) المنتظر «منه عفى عنه».

و الأموال أربعة أموال المسلمين فقسموها بين الورثة فى الفرائض، و الفيء فقسمه على مستحقه، و الخمس فوضعه حبث وضعه اللّه، و الصدقات فجعلها حيث جعلها اللّه. و كان حلى الكعبة يومئذ فتركه على حاله و لم يتركه نسيانا و لم يخف عليه مكانه فأقره حيث أقره اللّه و رسوله. فقال عمر: لولاك لافتضحنا، و ترك الحلى بمكانه.».

ص: 212

المهدي المنتظر و ختم الدين به

في (ينابيع المودة) ب 56 ص 81: (المهدي) (عج) منا يختم به الدين كما فتح بنا. للطبراني. و فيه في المودة العاشرة ص 259 عن ابن عباس: ان اللّه فتح هذا الدين بعلي و اذا مات علي فسد الدين و لا يصلحه إلا (المهدي) (عج) بعده. و فيه ص 445 ج 2 عن ابن عباس مثله، إلا انه قال: اذا قتل علي فسد الدين.

و فيه ج 2 ص 477 نقلا عن (فرائد السمطين) بسنده عن أبى بصير عن خثيمة الجعفي قال ان أبا جعفر محمد الباقر «ع» يقول: نحن جنب اللّه و نحن خيرته - الى أن يقول -: و بنا يفتح اللّه و بنا يختم الحديث.

و فيه ص 498 ج 2 نقلا عن (شرح النهج) في أول خطبة خطبها أمير المؤمنين في خلافته: (ألا ان أبرار امتي و أطائب ارومتي أحلم الناس صغارا و أعلم الناس كبارا - الى أن يقول -: و بنا فتح لا بكم و بنا يختم لا بكم، ثم قال:

قوله: (و بنا يختم لا بكم) اشارة الى (المهدي) عليه السلام الذي يظهر في آخر الزمان.

و في (الأربعين حديثا) عن علي «ع» قال: قلت: يا رسول اللّه أمنا آل محمد (صلی الله علیه و آله) (المهدي) عليه السلام أم من غيرنا؟ فقال (صلی الله علیه و آله) هو منا يختم به الدين كما فتح بنا.

و في (اسعاف الراغبين) ص 143 مثله و في (نور الأبصار) عن علي ما تقدم عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) باضافة: و بنا يؤلف اللّه قلوبهم بعد عداوة الشرك.

و (عن بعض) أهل العلم: هذا حديث حسن عال رواه الحفاظ في كتبهم، أما الطبراني فقد ذكره في (المعجم الأوسط)، و أما أبو نعيم فرواه في «حلية الأولياء»، و أما عبد الرحمن بن حماد فقد ساقه في (عواليه) كما أخرجناه سواء.

ص: 213

و في كتاب (البيان) للكنجي ص 25 ب 11 بسند طويل عن علي بن حوشب انه سمع مكحولا يحدث عن علي بن أبي طالب «ع» مثله بعينه.

المهدي المنتظر و نعمة الامة في زمانه

فى ج 4 من (مستدرك الحاكم) ص 558 باسناده عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري: ان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قال: يخرج في آخر امتي (المهدي) (عج) يسقيه اللّه الغيث و تخرج الأرض نباتها و يعطي المال صحاحا و تكثر الماشية و تعظم الامة الحديث.

و فيه باسناده عنه، عنه عن النبي (صلی الله علیه و آله) يقول: يكون في امتي (المهدي) إن قصر فسبع و إلا فتسع تنعم امتي فيه نعمة لم ينعم مثلها قط تؤتى الأرض اكلها لا تدخر عنهم شيئا و المال يومئذ كدوس. الحديث و وافقه الذهبي.

و في (ينابيع المودة) ج 2 ب 92 و ب 93 ص 430 و ص 431 و ص 432 و ص 434 و ص 478، و في (كتاب البيان) للكنجي الشافعي ب 22 ص 34 و ص 15 ب 6 و ص 16، و في (نور الأبصار) ص 171 عن أبي سعيد، و في «اسعاف الراغبين» في الهامش منه لابن صبان المصري ص 134، و عن (الأربعين حديثا) للحافظ أبي نعيم فى الحديث الأول عن أبى سعيد عن النبي «ص» و في الحديث 15 و حديث 25 و حديث 29، و في «المستدرك» أيضا ج 4 ص 465 باسناده عن أبي سعيد الخدري فى حديث طويل عن النبي «ص» يقول: ينزل بامتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم لم يسمع بلاء أشد منه حتى تضيق عنهم الأرض الرحبة و حتى تملأ الأرض جورا و ظلما لا يجد المؤمن ملجأ يلتجأ اليه من الظلم فيبعث اللّه عز و جل رجلا من عترتي فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا يرضى عنه ساكن السماء و ساكن الأرض لا تدّخر الأرض من بذرها

ص: 214

شيئا إلا أخرجته و لا السماء من قطرها شيئا إلا صبها اللّه عليهم مدرارا يعيش فيهم سبع سنين أو ثمان أو تسع تتمنى الأحياء الأموات مما صنع اللّه بأهل الأرض من خيره ثم قال: هذا حديث صحيح الاسناد و لم يخرجاه، و في الملاحم و الفتن ص 99 و ص 100 عن السليلي و ص 120، و فيه ص 121 و ص 122 عن البزاز.

المهدي المنتظر و ظهوره بعد ملوك جبابرة

في (كتاب البيان) للكنجي فى ب 21 ص 33 بسند طويل عن الأوزاعي عن قيس بن جابر الصدفي عن أبيه عن جده ان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قال: (سيكون بعدي خلفاء و من بعد الخلفاء امراء و من بعد الامراء ملوك جبابرة، ثم يخرج (المهدي) «عج» من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا) الحديث.

و في ج 2 من (ينابيع المودة) ص 448 عن (صاحب الأربعين) عن حذيفة ابن اليمان قال: سمعت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول: ويح هذه الامة من ملوك جبابرة كيف يقتلون و يطردون المسلمين إلا من أظهر طاعتهم فالمؤمن التقي يصانعهم بلسانه و يفر منهم بقلبه فاذا أراد اللّه تبارك و تعالى أن يعيد الاسلام عزيزا قصم كل جبار عنيد. و هو القادر على ما يشاء و أصلح الامة بعد فسادها، يا حذيفة لو لم يبق من الدنيا إلا يوما واحد لطول اللّه ذلك اليوم حتى يملك رجل من أهلي بيتي يظهر الاسلام، و اللّه لا يخلف وعده و هو على وعده قدير.

و في (الاصابة) لابن حجر في حرف الجيم في القسم الأول ص 117 في ترجمة جابر الصدفى عن ابن يونس. قال: وفد على النبي (صلی الله علیه و آله) و شهد فتح مصر.

و روي ابن لهيعة عن عبد الرحمن بن قيس بن جابر الصدفي عن أبيه عن جده حديثا متنه: (سيكون من بعدي خلفاء. الحديث).

و في (الاستيعاب) لابن عبد البر في هامش الاصابة ص 223 عنه عن

ص: 215

النبى (صلی الله علیه و آله) انه قال: (يكون بعدي خلفاء و بعد الخلفاء امراء و بعد الامراء ملوك و بعد الملوك جبابرة و بعد الجبابرة يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا) رواه ابن لهيعة عن ابن ابنه عبد الرحمن ابن قيس بن جابر الصدفي عن أبيه عن جده عن النبي (صلی الله علیه و آله) الحديث.

المهدي المنتظر يرضى عنه ساكن السماوات و الأرض

في (الينابيع) ج 2 ص 431 ب 72 عن أبي سعيد قال: ذكر رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله بلاء يصيب هذه الامة حتى لا يجد الرجل ملجأ يلجأ اليه من الظلم فيبعث اللّه رجلا من عترتي و أهل بيتي - الى أن يقول: يرضى عنه ساكن السماء و ساكن الأرض.

و فيه ص 461 ب 85 عن الروياني و الطبراني و غيرهما مرفوعا: «المهدي» من ولدي - الى أن يقول -: يرضي لخلافته ساكن السماء و ساكن الأرض.

و فيه ص 85 ب 461 عن أحمد و الماوردي انه (صلی الله علیه و آله) قال: ابشروا «بالمهدي» رجل من قريش و عترتي يخرج في اختلاف من الناس و زلزال - الى أن يقول -: و يرضى عنه ساكن السماء و ساكن الأرض الحديث.

و فيه ص 487 ب 94 عن الحمويني في كتابه «فرائد السمطين» عن أبي سعيد رفعه: أبشركم (بالمهدي) يبعث في امتي على اختلاف من الناس - الى أن يقول -: يرضى عنه ساكن السماء و ساكن الأرض.

و في «نور الأبصار» ص 170 عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) (المهدي) وجهه كالقمر الدري - الى أن يقول -: يرضى بخلافته أهل السماوات و الأرض.

(27 - ج 1 من الشيعة و الرجعة)

ص: 216

و فيه ص 171 عن الامام أحمد باسناده عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): ابشركم (بالمهدي) - الى أن يقول -: يرضى عنه سكان السماوات و الأرض.

و فى «اسعاف الراغبين» ص 134 عن الحاكم في صحيحه: يحل بامتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم - الى أن يقول -: فيبعث اللّه رجل من امتي - الى أن يقول -: يحبه ساكن الأرض و ساكن السماء.

و فيه ص 136 عن أحمد و الماوردي انه قال صلى اللّه عليه و آله: ابشركم (بالمهدي) رجل من قريش - الى أن يقول -: و يرضى عته ساكن السماء و ساكن الأرض.

و في «البيان» للكنجي ب 17 ص 30 بسند طويل عن منصور عن ربيع عن حذيفة قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): «المهدي» رجل من ولدي الى أن يقول -: يرضى في خلافته أهل الأرض و أهل السماء و الطير فى الجو.

و فيه ص 24 ب 10 بسند طويل عن المعلى بن زياد عن العلاء قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): ابشركم (بالمهدي) يبعث في امتى على اختلاف من الناس - الى أن يقول -: يرضى عنه ساكن السماء و ساكن الأرض.

و في ج 4 من «المستدرك» للمحدث الحاكم بسند طويل عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال: قال نبي اللّه (ص: ينزل بامتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم لم يسمع بلاء أشد منه - الى أن يقول -: لا يجد المؤمن ملجأ يلتجأ اليه من الظلم فيبعث اللّه عز و جل رجلا من عترتي - الى أن يقول -:

يرضى عنه ساكن السماء و ساكن الأرض. و في الدر المنثور ج 6 ص 50 عدة روايات في هذا المعنى فراجع.

(قلت): و الرواية متواترة في كتب القوم كما لا يخفي على المتتبع المتضلع.

ص: 217

المهدي المنتظر و فتح الشرق و الغرب على يديه

في «الينابيع» ج 2 نقلا عن «المناقب» ص 494 ب 94 باسناده عن يونس بن ظبيان عن جابر بن يزيد الجعفى قال: سمعت جابر بن عبد اللّه الأنصاري يقول: قال لي رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): يا جابر ان أوصيائي و أئمة المسلمين من بعدي أولهم علي ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي المعروف بالباقر ستدركه يا جابر فاذا لقيته فاقرأه منى السلام، ثم جعفر بن محمد ثم موسى ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم (القائم) عليهم السلام اسمه اسمي كنيته كنيتي محمد بن الحسن بن علي ذاك الذي يفتح اللّه تبارك و تعالى على يديه مشارق الأرض و مغاربها. الحديث.

و فيه ج 2 ص 487 ب 94 باسناده عن سعيد أبن جبير عن ابن عباس رفعه:

ان أوصيائي و حجح اللّه على الخلق بعدي الاثني عشر أولهم أخي و آخرهم ولدي.

قيل: يا رسول اللّه من أخوك؟ قال: علي «ع». قيل: و من ولدك؟ قال:

(المهدي ع) الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا - الى أن يقول -: و يبلغ سلطانه المشرق و المغرب.

و فيه ص 486 فى حديث المعراج بعد عدّه أسماء الأئمة أولهم علي و آخرهم القائم «المهدي». فقلت: يا رب هؤلاء أوصيائي من بعدي فنوديت يا محمد هؤلاء أوليائي و أصفيائي و حججي بعدك على بريتي و هم أوصياؤك و عزتي و جلالي لأطهرن الأرض بآخرهم «المهدي» من الظلم و لأملكنه مشارق الأرض و مغاربها و لأسخرن له الرياح و لأذللن له السحاب الصعاب و لأرقينّه في الأسباب و لأنصرنه بجندي و لأمدنه بملائكتي حتى تعلو دعوتي و يجمع الخلق على توحيدي ثم لأديمن

ص: 218

ملكه و لأداولن الأيام بين أوليائي الى يوم القيامة.

و فيه ص 493 نقلا عن المناقب بعد ذكر أسماء الأئمة. الأئمة بعدى اثنى عشر أولهم أنت يا علي و آخرهم (القائم) الذي يفتح اللّه عز و جل على يديه مشارق الأرض و مغاربها.

المهدي المنتظر هو المنتقم من الاعداء و الممد للأولياء

في (المناقب) للخوارزمى على ما في (ينابيع المودة) نقلا عنه ج 2 ص 486 عن أبي سليمان راعي رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قال: سمعت النبي (صلی الله علیه و آله) يقول: ليلة أسرى بي قال لي الجليل جل جلاله: (آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ) . فقلت:

(و المؤمنون) قال: صدقت يا محمد من خلفت في امتك؟ قلت: خيرها قال:

علي بن أبي طالب؟ قلت: نعم يا رب، قال: يا محمد إني اطلعت الى الأرض اطلاعة فاخترتك منها فشققت لك اسما من أسمائي فلا أذكر فى موضع إلا ذكرت معي فأنا المحمود و أنت محمد، ثم اطلعت الثانيه فاخترت عليا و شققت له اسما من أسمائي فأنا الأعلى و هو علي، يا محمد اني خلقت عليا و فاطمه و الحسن و الحسين و الأئمة من ولده «ع» من نوري ثم عرضت ولايتكم لأهل السماء و الأرض فمن قبلها كان عندي من المؤمنين و من جحدها كان عندي من الكافرين، يا محمد لو ان عبدا من عبادي عبدني حتى ينقطع أو يصير كالشن البالي ثم أتاني جاحدا لولايتكم ما غفرت له حتى يقر بولايتكم، يا محمد أتحب أن تراهم؟ قلت: نعم.

فقال: التفت الى يمين العرش. فالتفت فاذا بعلي و فاطمة و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي «و المهدي» عليهم السلام في ضحضاح

ص: 219

من نور قيام يصلون و هو في وسطهم يعني «المهدي» كأنه كوكب دري.

«و قال»: يا محمد هؤلاء الحجج و هو الثائر من عترتك و عزتي و جلالي انه الحجة الواجبة لأوليائي «و المنتقم» من أعدائي. (فان قيل): فمن يكون من بني امية فى ذلك الوقت موجودا حتى يقول «ع» أمرهم ما قال من انتقام هذا الرجل منهم حتى يودون لو ان عليا «ع» كان المتولي لأمرهم عوضا عنه.

«قيل»: أما الامامية فيقولون بالرجعة و يزعمون اته سيعاد قوم بأعيانهم من بني امية و غيرهم اذا ظهر امامهم المنتظر «عج» و انه يقطع أيدي أقوام و أرجلهم و يصلب قوما آخرين «و ينتقم» من أعداء آل محمد (صلی الله علیه و آله) المتقدمين و المتأخرين، و أما أصحابنا فيزعمون انه سيخلق اللّه في آخر الزمان رجلا من ولد فاطمة ليس بموجود الآن و انه يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا و ظلما (و ينتقم من الظالمين).

«قلت»: ما أنصف الرجل من قوله: (انه سيخلق اللّه تعالى في آخر الزمان رجلا من ولد فاطمة). كيف و الأخبار المتقدمة من طرقهم و كتبهم و اعتراف أكثر محدثيهم بكونه موجودا الآن مستترا عن الأبصار على ما مر تفصيلا من عدة من أكابرهم كل ذلك حجة عليه و هل هذا إلا الطّعن و القدح و الوقيعة فيهم و في كتبهم و الشيعة تنتظر احضاره في المحكمة الالهية «يوم تجزي كل نفس بما كسبت» و هو خير الحاكمين.

«و في تفسير» محمد بن مروان الثقة عن أبي بصير عن الصادق «ع» قوله تعالى: «فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ» يا محمد من تكذيبهم إياك فاني «منتقم» منهم برجل منك و هو (قائمي) الذى نسلطه على دماء الظلمة. و فى كتاب «فلاح السائل» في تعقيب صلاة الظهر على ما في كتاب «بحار الأنوار» ص 440 في ج 18 يقول: «و ان تعجل فرج (المنتقم) لك من أعدائك و انجز له ما وعدته الخ.

و في كتاب «اثبات الرجعة» لأبن شاذان بعد تعداد الأئمة بأسمائهم يقول:

ص: 220

ثم ابنه الحجه «المنتقم» خاتم أوصيائي و خلفائي «و المنتقم» من أعدائي.

و في تفسير «البرهان» ج 2 ص 787 آية 5 من سوره القصص: «وَ نُرِيَ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما» الآية عن الشيباني عن الصادق «ع»: ان فرعون و هامان هنا شخصان من جبابرة قريش يحييهما اللّه تعالى عند قيام (القائم) «عج» من آل محمد صلى اللّه عليه و آله و سلم فى آخر الزمان «فينتقم» منهما بما أسلفا.

و فى «كفاية النصوص» عن ابي سلمة باسناده عن عائشة قالت: كانت لنا مشربة و كان النبى (صلی الله علیه و آله) اذا أراد لقاء جبرئيل القيه فيها فلقيه رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فيها مرة و أمرني أن لا يصعد اليه أحد، فدخل عليه الحسين بن علي «ع» فقال جبرئيل «ع»: من هذا؟ فقال رسول اللّه: ابني فأخذه رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فأجلسه على فخذه، فقال جيرئيل: اما انه سيقتل. قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): و من يقتله؟ قال: امتك. قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): امتي تقتله! قال: نعم - الى أن قال -: فبكى رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فقال له جبرئيل «ع»: لاتبك فسوف ينتقم اللّه منهم بقائمكم أهل البيت.

و في (اثبات الرجعة) لابن شاذان المتقدم في ذيل حديث مالك بن عطية عن أبي حمزة ثابت بن ابى صفية عن ابي جعفر (ع) يقول: ثم اخرجنا اللّه و إياكم حين يظهر قائمنا (فينتقم) من الظالمين و أنا و أنتم نشاهدهم.

و فيه باسناده عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر (ع) قال:

قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) لأمبر المؤمنين (ع): يا علي ان قريشا ستظهر عليك - الى أن يقول -: و اعلم ان ابني (ينتقم) من ظالميك و ظالمي أولادك و شيعتك في الدنيا و يعذبهم اللّه في الآخره عذابا شديدا. فقال سلمان: من هو يا رسول اللّه؟ قال:

الناسع من ولد ابني الحسين (ع) الذي يظهر بعد غيبته الطويلة فيعلن أمر اللّه و يظهر دين اللّه (و ينتقم) من أعدائه.

و في «الغيبة النعمانية» ص 45 في حديث المعراج: و هذا القائم «ع» محلل

ص: 221

حلالي و محرم حرامى «و ينتقم» من أعدائي.

و في «كنز القوائد» للحافظ الكراجكي ص 258: في كتاب «البرهان على صحة طول عمر الامام صاحب الزمان» فى حديث الجارود بن المنذر العبدي:

يا جارود ليلة أسرى بي الى السماء أوحى اللّه عز و جل الى أن سل من أرسلنا قبلك من رسلنا على م بعثوا. فقلت لهم: على م بعثتم؟ فقالوا: على نبوتك و ولاية علي ابن أبي طالب و الأئمة منكما. ثم أوحى الي: أن التفت عن يمين العرش، فالتفت فاذا علي و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى ابن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي «و المهدي عج» عليهم السلام في ضحضاح من تور فقال لي الرب: هؤلاء الحجة لأوليائي و هذا «المنتقم» من اعدائي. قال الجارود: فقال لي سلمان: يا جارود هؤلاء المذكورون فى التوراة و الانجيل و الزبور فانصرفت بقومى و أنا أقول:

أتيتك يابن آمنة الرسولا لكى بك أهتدي النهج السبيلا

فقلت فكان قولك قول حق و صدق ما بدالك أن تقولا

و بصرت العمى من عبد شمس و كل كان فى عمه ضليلا

و أنبأناك عن قس الأيادي مقالا فيك ضلت به جديلا

و أسماء عمت عنا فآلت الى علم و كن به جهولا

و فى «النجم الثاقب» للمحدث النوري فى ترجمة الامام الغائب فى باب الكني و الألقاب الخاصة به (لقب 38) ص 40 يقول: و منها «المنتقم».

و فى كتاب «اكمال الدين» ص 217 في باب 38 تنصيصه «ع» بامامته يقول:

أنا بقية اللّه فى أرضه «و المنتقم»(1) من أعدائه و غيرها من الكتب التي لا مجال لاستقصائها. -

ص: 222


1- في ج 2 ص 31 فى «مقتضب الأثر في الأئمة الاثنى عشر» تأليف ابن عياش الشهير برواية عبد اللّه بن عمر الخطاب مرفوعا و حديث كعب الأخبار مسندا فى حديث ليله المعراج و خطاب اللّه لنبيه محمد (صلی الله علیه و آله): يا محمد «لو ان عبدا من عبادي عبدني حتى ينقطع ثم لقيني جاحدا لولايتهم أدخلته ناري، ثم قال: يا محمد أتحب أن تراهم؟ قلت: نغم. قال تقدم امامك، فتقدمت امامى فاذا علي ابن أبي طالب و الحسن بن علي و الحسين بن علي و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي «و الحجة القائم» كأنه كوكب دري في وسطهم فقلت: با رب من هؤلاء؟ فقال: هؤلاء الأئمة «و هذا القائم» يحل حلالي و يحرم حرامى «و ينتقم من أعدائي» يا محمد أحببه فاني أحبه و أحب من يحبه. و فيه ص 42 بعد تعداد الأئمة «و المهدي» في ضحضاح من نور يصلون فقال لي الرب تعالى: هؤلاء الججج لأوليائي و هذا «المنتقم» من اعدائي. و فيه ج 1 ص 13 بمثل ما في المتن و قوله تعالى انه الحجة الواجبة لأوليائي «و المنتقم» من أعدائي. و فى ص 29 من طرق العامه ما رواه أبو جعفر محمد بن علي الأول عن سالم بن عبد اللّه بن عمر عن أبيه عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) بمثل حديث الاشتقاق و بعد تعداد الأئمة: «يقول» عز و جل و هذا القائم يحل حلالي و بحرم حرامى «و ينتقم من أعدائي»، و في ج 7 من «شرح النهج» لابن أبي الحديد ص 179 في بعض الخطب التي لم يوردها الشريف قوله «ع»: بابي ابن خيرة الاماء لا يعطيهم إلا السيف. يقول: «فان قيل»: و من هذا الرجل الموعود به الذي قال «ع»: بابي ابن خيرة الاماء. (قيل): أما الامامية فيزعمون انه إمامهم الثاني عشر و انه ابن أمة اسمها نرجس و أما أصحابنا فيزعمون انه فاطمي يولد في مستقبل الزمان لام ولد قلت قد عرفت ما هو الصواب.

...ب.

ص: 223

المهدي المنتظر و مدة بقائه بعد ظهوره

في «مستدرك الحاكم» ج 4 ص 465 باسناده في ذيل رواية أبي الصديق الناجي عن أبي سعد عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): يعيش فيهم سبع سنين أو ثمان أو تسع.

و صححه الحاكم بقوله: هذا حديث صحيح الاسناد و لم يخرجاه.

و في «الينابيع» ج 2 ص 331 باب 72 عن أبي سعيد: انه يملك سبع سنين و في رواية ام سلمة عن النبي (صلی الله علیه و آله): انه يلبث سبع سنين رواه عن أبي داود و أحمد.

و في رواية اخرى عن أبي سعيد: انه يعيش سبع أو ثمان سنين أو تسع.

و في ص 434 عنه (صلی الله علیه و آله): ان قصر فسبع و إلا فتسع.

و في «كتاب البيان» ص 13 ب 6 مسندا عن زيد العمى قال: سمعت أبا الصديق الناجى. و ذكر الحديث.

و في ص 16 باب 6 باسناده عن صالح ابن خليل عن صاحب له عن ام سلمة: انه يلبث سبع سنين.

و فيه عن هشام عن قتادة بهذا الحديث قال: تسع سنين.

و فيه عن عبد اللّه ابن مروان عن الهيثم بن عبد الرحمن عن علي «ع» قال:

يلي الناس «المهدي» أربعين سنة. و رواه الحافط أبو نعيم في «مناقب المهدي» عن الطبراني.

و في «نور الأبصار» ص 170 عن أبي داود و الترمذي عن أبي سعيد عن النبي (صلی الله علیه و آله): انه يملك سبع سنين.

و فيه عن حذيفة عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) انه يملك عشر سنين.

28 - ج 1 - من الشيعة و الرجعة

ص: 224

و في «اسعاف الراغبين» هامش (نور الأبصار) ص 134 مثلما رواه الحاكم: انه يعيش فيهم سبع سنين أو ثمانيا أو تسعا.

و ذكر في (الملاحم و الفتن) نقلا عن نعيم بن حماد ص 51 أقوالا مختلفه منها ما رويناه عن أبي سعيد» و عنه عن قتادة انه قال: بلغني ان النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم قال: يعيش سبع سنين أو تسعا.

(قلت): و هذه الأقوال بظاهرها متناقضة لا يعتمد على شيء منها. نعم رواية السبع تكررت في أخبارهم و أخبارنا و ربما ترجح هذا القول على بقية الروايات لكونها مطابقة لأخبارنا الدالة بأن المراد منها (سبعين) سنة و انه بقدرة اللّه تعالى يعيش بعد ظهوره بهذا العدد فكان كل سنة مقدار عشر سنين من سنينا و يبين ذلك في أخبارنا المروية على ما ذكره أئمة الحديث و حفاظ علم الدراية و الرواية. (منها) ما رواه الإمام الحافظ الثقة شيخنا المفيد في (ارشاده) في رواية عبد الكريم الخثعمي و رواية أبي بصير.

(منها) ما رواه الحافظ الفقيه الشيخ الطوسي في (غيبته) نقلا عن الفضل ابن شاذان الدالة على انه (ع) يملك سبع سنين ولكن تكون حركة الفلك كل سنة مقدار عشر سنين فيكون مدة ملكه سبعين سنة. (ان قلت): كيف و يلزم من ذلك التغيير و الفساد في دوران الفلك على ما عليه بعض الحكماء و الفلاسفة.

(قلت): لا قيمة لهذا الكلام و قد أجاب عن ذلك الإمام الصادق المصدق إمامنا الباقر (ع) حيث استغرب أبو بصير و تعجب لما قال (ع): ان كل سنة يمكث مقدار عشر سنوات و قال: فكيف تطول السنون؟ قال (ع): يأمر اللّه تعالى الفلك باللبوث و قلة الحركة. قال: قلت له: انهم يقولون ان الفلك ان تغير فسد. قال (ع): (ذاك قول الزنادقة) و أما المسلمون فلا سبيل لهم الى ذلك (و قد شق) اللّه القمر لنبيه ورد (الشمس) ليوشع بن نون و أخبر (بطول القيامة) و انه كألف سنة مما تعدون. انتهى.

ص: 225

و (الحاصل) ان المعتقد بالتوحيد لا يستشكل فى ذلك لأنه أمر ممكن لا ممتنع و صفة القدرة بالنسبة اليه تعالى عامة يتصرف في صنعه كيف يشاء فسائر الأخبار ان رجعت الى هذا القول الذي أفاده (ع) فهو و إلا فما ورد عن طرقهم يرد اليهم و ما ورد من طرقنا يرد علمه الى موالينا (ع) فهم أعرف به:

«و عن» بعض الأفاضل من المؤلفين المعاصرين يحمل بعضها على جميع مدة ملكه مستقرا أو متزلزلا و بعضها على زمان استقلاله و استقراره و بعضها على السنين المتعارفة عندنا و بعضها الآخر على غيره. قلت: فالصواب ما قلناه.

المهدي المنتظر و مصير من خاصمه في المحشر

في ذخائر العقبي ص 18 عن أبي بكر انه (صلی الله علیه و آله) قال: (يا أيها الناس ارقبوا محمدا فى اهل بيته) أخرجه البخاري. أي (احفظوا). و عن عبد العزيز باسناده انه (صلی الله علیه و آله) قال: (من حفظني في أهل بيتي فقد اتخذ عند اللّه عهدا)، أخرجه أبو سعيد و الملا. و عنه قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): (استوصوا بأهل بيتي خيرا فأني اخاصمكم عنهم غدا و من أكن خصمه أخصمه و من أخصمه دخل النار) أخرجه أبو سعيد و الملا في سيرته.

و في «ينابيع المودة» ج 1 ص 273 مثله.

(قلت): و شمول تلك الأخبار «للمهدي المنتظر عج» غير مستور على احد لأنه من أهل البيت كما تقدم فمن خاصم المهدي فقد خاصم رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و من خاصم رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فقد دخل النار، فمن خاصم «المهدي عج» فقد دخل النار.

ص: 226

المهدى المنتظر و مصير من ظلمه

في «ذخائر العقبى» ص: 2 عن علي «ع» قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله):

ان اللّه حرم الجنة على من ظلم أهل بيتي أو قاتلهم أو أعان عليهم أو سبهم. أخرجه (الإمام علي بن موسى الرضا).

و في ج 1 من «ينابيع المودة» ص 272 عن البيهقى انه قال: قام رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و هو مغضب شديد الغضب فقال: ما بال أقوام يؤذوننى الا من اذى قرابتي فقد آذاني، و من آذاني فقد آذى اللّه تعالى. و قال ابن منده: عقيبه رواه محمد بن اسحاق و غيره، عن المقري. و عن أحمد بن عمرو بن شاص الأسلمي قال: خرجت مع علي الى اليمن فجفاني في سفري فلما قدمت المدينة أظهرت شكايته في المسجد حتى بلع النبي (صلی الله علیه و آله) فقال: يا عمرو و اللّه لقد آذيتنى قلت: أعوذ باللّه أن اوذيك.

قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): (من آذى عليا فقد آذاني).

و فى ينابيع المودة ص 305 ج 2 عن الثعلبي: و حرمت الجنة على من ظلمني في ظلم أهل بيتي و آذاني في عترتي، و فيه ج 2 ص 397 عن عبيد اللّه و عمر ابني محمد بن الحنفية (رض) عن أبيهما عن جدهما علي، قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله).

«من آذاني في عترتي فعليه لعنة اللّه». أخرجه الحافظ الجعابي فى (الطالبيين).

و فيه عن علي عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم قال: «ان اللّه حرم الجنة على من ظلم أهل بيتي أو قاتلهم أو اعان عليهم أو سبهم». أخرجه الديلمي من طريق علي الرضا بن موسى الكاظم عليهما السلام. و عن الحمويني عن ابن مسعود في حديث الأسرى: و كتب على ابواب النار «أذل اللّه من اهان الاسلام اذل اللّه من اهان أهل بيتي، أذل اللّه من أعان الظالمين على المظلومين».

(قلت): لا اشكال في شمول هذه الروايات للمهدي المنتظر «عج» لأنه

ص: 227

من قرابته و ذريته و عترته و أهل بيته كما تقدم كل ذلك بعنوان خاص، فالطعن و القدح فيه قدح و طعن و ظلم و أذية لرسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و من أذى رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فمصيره الى النار و حرمت عليه الجنة، فمن آذى (المهدي) المنتظر «عج» بالطعن و القدح فيه فقد حرمت عليه الجنان و عليه لعنة اللّه.

و في ج 3 من «مستدرك الحاكم» ص 28 عن عبد اللّه بن عباس قال نظر رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) الى علي «ع» فقال: انت سيد في الدنيا و سيد في الآخرة - الى أن قال -: و الويل لمن أبغضك بعدي. و صححه الحاكم على شرط الشيخين قال:

و لم يخرجاه.

و فيه ج 3 ص 129 باسناده عن أبي ذر يقول: ما كنا نعرف المنافقين إلا بتكذيبهم اللّه و رسوله و التخلف عن الصلاة و البغض لعلي بن أبي طالب قال:

هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجه.

المهدي المنتظر و ما يترتب على حبه و بغضه

و فيه ج 3 ص 150 باسناده عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): «و الذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا أدخله اللّه النار»: و صححه الحاكم على شرط مسلم و وافقه الذهبي في «التذييل»،

و في «مقتل الخوارزمى» في المقدمة ص 4 باسناده عن زيد بن تبيع قال:

سمعت أبا بكر قال: رأيت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) خيم خيمة و هو يتكي على قوس عربية و في الخيمة علي و فاطمة و الحسن و الحسين، «فقال»: معشر المسلمين أنا سلم لمن سالم أهل الخيمة و حرب لمن حاربهم و ولي لمن والاهم لا يحبهم إلا سعيد الجد طيب المولد و لا يبغضهم إلا شقي الجد، ردي الولادة. فقال رجل: يا زيد أانت سمعت منه؟ قال: اي و رب الكعبة.

ص: 228

و فى ج 6 من «حلية الأولياء» لأبي نعيم الاصفهاني ص 185 باسناده عن زر بن حبيش قال: سمعت علي بن أبي طالب (ع) يقول: و الذي فلق الحبة و برأ النسمة و تردى بالعظمة انه لعهد النبي (صلی الله علیه و آله) إلي انه لا يحبك إلا مؤمن و لا يبغضك إلا منافق. ثم قال: هذا حديث متفق عليه رواه عبد اللّه بن داود الجزيني و عبد اللّه ابن محمد بن عائشة و رواه الجم الغفير عن الأعمش، و رواه شعبة بن الحجاج عن عدي بن ثابت.

و فى «المستدرك» ص 147 ج 3 عن عطاء بن ابي رياح و غيره من اصحاب ابن عباس عن عبد اللّه بن عباس: ان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قال: يا بنى عبد المطلب اني سألت اللّه لكم ثلاثا أن يثبت قائمكم «عج» - الى ان يقول -: فلو أن رجلا صفن بين الركن و المقام فصلى و صام ثم لقى اللّه و هو مبغض لأهل بيت محمد صلى اللّه عليه و آله دخل النار. و صححه الحاكم على شرط الشيخين.

و في «مسند» أحمد بن حنبل ج 2 ص 57 الطبعة الثانية حديث 346 مسندا عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) انه قال: و الذي نفسى بيده لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا أدخله اللّه النار. و روى مثله الحاكم ص 150 ج 3.

و فى «مناقب» الخوارزمي ص 126 عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): من أحبك فقد أحبني و من أبغضك فقد أبغضني و من أحبك أدخله اللّه الجنة و من أبغضك أدخله اللّه النار.

و في «المناقب الثلاثة» لعلي بن أبي طالب و شبليه طبع مصر ص 106 عن الترمذي و النسائي عن زر بن حبيش قال: سمعت عليا يقول: و الذي فلق الحبة - الى قوله -: لا يحبني إلا مؤمن و لا يبغضني إلا منافق.

و فيه ص 107 عن أبي سعيد قال: ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) إلا لبغضهم عليا.

و عن «الحارث» الهمداني قال: جاء علي حتي صعد المنبر ثم قال: قضاء

ص: 229

قضاه اللّه على لسان نبيكم لا يحبني إلا مؤمن و لا يبغضني إلا منافق.

و عن أبى عبيدة بن الجراح و أبي بكر و نفر من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: انه ضرب النبي (صلی الله علیه و آله) على يد علي بن أبي طالب (ع) و قال:

يا علي أنت أول المسلمين إسلاما - الى أن قال -: كذب من زعم انه يحبنى و هو يبغضك الى آخره.

و في ص 109 عن «كتاب الأول» لابن خالويه عن أبي سعيد قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) لعلي (ع): حبك ايمان و بغضك نفاق و أول من يدخل الجنة محبك و أول من يدخل النار مبغضك.

و عن عمار بن ياسر ان النبى (صلی الله علیه و آله) قال لعلي: طوبى لمن أحبك و صدقك و ويل لمن أبغضك و كذب فيك.

و عن ابن عباس ان النبى (صلی الله علیه و آله) نظر الى علي بن أبي طالب (ع) و قال له:

أنت سيد فى الدنيا و سيد في الآخرة من أحبك فقد أحبني و من أبغضك فقد أبغضنى و بغضك يغضب اللّه تعالى فالويل كل الويل لمن أبغضك.

(قلت): و من مجموع هذه الروايات المتواترة يستفاد ان المبغض لرسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم هو مبغض للّه و المحب لرسول اللّه - محب للّه، فكل من ابغض واحدا من الأئمة فقد ابغض اللّه و رسوله و كل من أبغض اللّه و رسوله فمصيره الى النار فالمبغض لأهل البيت و منهم (المهدي) «ع» هو المبغض للّه و رسوله و كل من أحب أهل البيت و منهم (المهدي) «عج» فقد أحب اللّه و رسوله صلى اللّه عليه و آله و سلم، و كل من أحب اللّه و رسوله دخل الجنة فالنتيجة ان المبغض (للمهدي) المنتظر «عج» مصيره الى سقر، و ما ادراك ما سقر و المحب له مصيره الى الجنة التى أعدت للمتقين.

ص: 230

فصل القسم الاول: في ذكر الآيات المؤولة بالمهدى

المهدي المنتظر ع و آية التطهير

في «ذخائر العقبي» ص 21 باسناده عن عمران بن أبي سلمة ربيب رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم قال: نزلت هذه الآية على رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): «إنما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا» في بيت أم سلمة فدعى النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم فاطمة و حسنا و حسينا فجللهم بكساء و علي خلف ظهره، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا.

قالت ام سلمة: و أنا معهم يا رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قال: أنت على خير.

و في «ينابيع المودة» ج 1 ص 107 باب 23 عن «صحيح مسلم» عن عايشة قالت: خرج النبي (صلی الله علیه و آله) غداة غد، و عليه مرط مرجل من شعر أسود فجاء الحسن فأدخله ثم جاء الحسين فأدخله ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال: «أَنَّما يُرِيدُ اللّهُ». الآية و أخرجه الحاكم عن عائشة.

و في «سنن الترمذي» في مناقب أهل البيت باسناده بمثل ما تقدم. و فى «شرح الكبريت الأحمر» عن البيهقى و الحاكم و صححه نحو حديث الترمذي عن ام سلمة. «و أخرج الطبراني» و ابن جرير و ابن المنذر عن ام سلمة.

و في ص 108 عن أحمد و ابن أبي شيبة و ابن المنذر و الحاكم و البيهقي و الطبراني عن وائلة بن الأسقع قال: جاء (صلی الله علیه و آله) الى بيت فاطمة «ع» و معه علي و الحسن و الحسين حتى دخل فأدني عليا و فاطمة «ع» و أجلسهما بين يديه و أجلس حسنا

ص: 231

و حسينا كل واحد منهما على فخذه ثم لف عليهم ثوبه و أنا مستدبرهم، ثم تلى هذه الآية و قال: (اللهم هؤلاء أهل بيتي اذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا) و فى (جواهر العقدين) عن أحمد في المناقب و ابن جرير و الطبراني عن أبي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية في خمسة:

(قلت): هذه القضية الشريفة المشهورة بين الامامية كانت في بيت فاطمة عليها السلام و من الممكن تكررها و كونها مرة فى بيت ام سلمة أيضا و كيف كان فان الأخبار قد جاوزت حد التواتر لفظا و معنى على ما تقدم بعناوين خاصة في ان (المهدي) المنتظر «عج» - بنص رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) - من أهل بيته و عترته و آله و ذريته و أولاده فدخوله في الآية الشريفة لا يخفي على المنصف، لكونه أحد الأئمة الاثنى عشر و برهان العصمة و الطهارة عن الرجس سارية فى الجميع بلا كلام و القول بالتفصيل تحكم باطل عاطل.

المهدي المنتظر و آية السؤال

في «الينابيع» ج 1 ص 395 قوله تعالى في سورة الصافات آية 25: «وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ» عن الديلمي عن أبي سعيد: ان النبي (صلی الله علیه و آله) قال: وقفوهم انهم مسئولون عن ولاية علي «ع». و كان هذا مراد الواحدي بقوله: انهم مسئولون عن ولاية علي و أهل البيت لأن اللّه افترض المودة في ذوي القربى فتكون عليهم المطالبة و في ذيل رواية مسلم عن زيد بن أرقم قال: قام فينا رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) خطيبا فحمد اللّه و أثنى عليه - الى أن قال -: تمسكوا بكتاب اللّه عز و جل - الى أن قال -: و أهل بيتي أذكركم اللّه في أهل بيتي ثلاث مرات.

و في «الينابيع» ج 1 ص 270 نقلا عن الحافظ الخوارزمى في «المناقب» - 29 ج 1 - من الشيعة و الرجعة

ص: 232

فيما نقله ابو الحسن علي المالكي المكي في (الفصول المهمة) عن أبي هريرة مرفوعا و الذي نفسي بيده لا تزول قدم عن قدم حتى يسأل اللّه الرجل عن أربع، عن عمره فيم افناه، و عن جسده فيم أبلاه، و عن ماله مم كسبه و فيم أنفقه، و عن حبنا أهل البيت.

و فيه ص 270 عن الحافظ جمال الدين الزرندي عقيب حديث (من كنت مولاه فعلي مولاه). قال الامام الواحدي: هذه الولاية هي التي أثبتها النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم و هي مسئوول عنها، كما فى قوله تعالى: (وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) عن ولاية علي و أهل البيت. و عن جماعة منهم الترمذي عن بريد الأسلمي و قال: حسن و عن ابن عباس قال: لا تزول قدما عبد يوم القيامة.

الحديث. و عن الطبراني في الكبير بعينه.

(قلت): قد مر مرارا بأن المهدي المنتظر (عج) من أهل بيت النبي صلى اللّه عليه و آله، فله حق المطالبة و السؤال ممن أنكره و تجاسر عليه و صار سببا لغواية الناس بأنه: بأي وجه أنكرتنى و القيت الاختلاف بين الناس فلا بد لمن طعن و تجاسر على حديث «المهدي و المهدوية» من الجواب يوم الحساب فانتظروا إنا معكم من المنتظرين، و نعم الحكم اللّه.

المهدي المنتظر و آية أولي الامر

سورة النساء: آية 23 (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ الخ).

قال فى (ينابيع المودة) ج 1 ص 116 نقلا عن (المناقب) عن سليم بن قيس الهلالي قال: سمعت عليا «ع» يقول و أتاه رجل فقال: أرني أدنى ما يكون به العبد مؤمنا، و أدني ما يكون به العبد كافرا، و أدنى ما يكون به العبد ضالا. فقال له:

قد سألت فافهم الجواب، أما أدنى ما يكون به العبد مؤمنا أن يعرفه اللّه تبارك

ص: 233

و تعالى نفسه فيقر له بالطاعة و يعرفه نبيه فيقر له بالطاعة و يعرفه إمامه و حجته في أرضه و شاهده على خلقه فيقر له بالطاعة و يعرفه نبيه (صلی الله علیه و آله) فيقر له بالطاعة و يعرفه امامه و حجته فى ارضه و شاهده على خلقه فيقر له بالطاعة الخ.

(قلت): يا أمير المؤمنين و ان جهل جميع الأشياء إلا ما وصفت. قال: نعم اذا أمر أطاع و اذا نهي انتهى، (و أدنى) ما يكون العبد به كافرا من زعم ان شيئا نهى اللّه عنه ان اللّه أمر به و نصبه دينا يتولى عليه و يزعم انه يعبد اللّه الذي أمره به و ما يعبد إلا الشيطان، (و أدنى) ما يكون به العبد ضالا أن لا يعرف حجة اللّه تبارك و تعالى و شاهده على عباده الذي أمر اللّه عز و جل عباده بطاعته و فرض ولايته. (قلت): يا أمير المؤمنين صفهم لي. (قال): «ع» الذين قرنهم اللّه تعالى بنفسه و نبيه فقال: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ). (فقلت) له: جعلني اللّه فداك أوضح لي. فقال: الذين قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) في مواضع(1) منها ما في آخر خطبة يوم قبضه اللّه تعالى اليه: اني تركت امرين -

ص: 234


1- و ما في ج 1 ص 29 (من ينابيع المودة) عن زيد بن أرقم قال: قام رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى (خمّسا) بين مكة و المدينة فحمد اللّه و أثني عليه و وعظ و ذكر - الى أن قال -: و أنا تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب اللّه فيه الهدى و النور فخذوا كتاب اللّه و استمسكوا به، فحث على كتاب اللّه و رغب فيه ثم قال: و أهل بيتي أذكركم اللّه في اهل بيتي. و فيه عنه ص 29 فى حديث أبي حيان غير انه قال: ألا و اني تارك فيكم الثقلين أحدهما كتاب اللّه عز و جل هو حبل اللّه المتين من اتبعه كان على الهدى و من تركه كان على ضلالة. الى آخره. (و منها) ما فى ص 30 عن الترمذي في باب مناقب أهل البيت باسناده عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال: رأيت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) في حجته يوم عرفة و هو على ناقته القصوى يخطب فسمعته يقول: أيها الناس اني تركت فيكم ما أن أخذتم به لن تضلوا كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي. و فيه عن أبي سعيد الخدرى و الأعشى قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): اني تارك فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب اللّه حبل ممدود من السماء الى الأرض و عترتي أهل بيتي و لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما. و فيه عن أبي اسحاق الثعلبى في تفسيره بسنده عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري مثله. (و منها) ما عن (نوادر الأصول) بسنده عن حذيفة بن اسيد الغفارى قال: لما صدر رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله من حجة الوداع خطب فقال: أيها الناس أنبأني اللطيف الخبير انه لم يعمر نبي إلا مثل نصف عمر النبي الذي يليه - الى أن قال -: و اني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما الثقل الأكبر كتاب اللّه عز و جل سبب طرفه بيد اللّه تعالى و طرف بأيديكم فأستمسكوا به و لا تضلوا و لا تبدلوا و عترتي أهل بيتي. و قريب منه ما في مسند أحمد بن حنبل، و في زيادات المسند مثله، و عن زيد بن ثابت قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): (اني تارك فيكم الثقلين). و عن ابن المغازلي الشافعي بسنده عن ابن امرأة زيد بن أرقم عن زيد بن أرقم قال: أقبل النبى صلى اللّه عليه و آله من مكة في حجة الوداع حتى نزل بغدير خم الجحفة، و خطب و قال: أيها الناس أسألكم عن ثقلي كيف خلفتموني - الحديث. و فيه عن الثعلبي في تفسيره بسنده عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): اني تركت فيكم الثقلين - الحديث. و منها ما (عن المناقب) من كتاب سليم بن قيس عن علي عليه السلام ان الذي قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) (يوم عرفة) على ناقته القصوى، و فى مسجد (الخيف) و (يوم الغدير) و (يوم قبض) في خطبته على المنبر: أيها الناس اني تركت فيكم الثقلين - الى قوله -: فتمسكوا بهما لن تضلوا. قال: و لا تقدموا عليهم و لا تخلفوا عنهم و لا تعلموهم فانهم أعلم منكم. و فيه ص 35 عن (المناقب) عن أحمد بن عبد اللّه بن سلام عن حذيفة بن اليمان عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فقال: معاشر أصحابي اني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي اهل بيتي ان تمسكتم بهما لن تضلوا - الحديث. و فيه عن عطاء بن السائب عن أبي يحيى عن ابن عباس قال: خطب رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فقال: يا معشر المؤمنين ان اللّه عز و جل أوحى إلى اني مقبوض أقول لكم قولا إن عملتم به نجوتم و ان تركتموه هلكتم ان أهل بيتى و عترتي هم خاصتي و حامتى و انكم مسئوولون عن الثقلين كتاب اللّه و عترتي. و فيه ص 36 عن زيد بن أرقم قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): اني تارك - الى قوله -: فانظروا كيف تخلفوني فيهما. أخرجه الترمذي في (جامعه) و قال: حسن غريب. و فيه ص 37 عن الحافظ جمال الدين الزرندي المدني فى كتابه (درر السمطين) حديثا روى زيد بن أرقم قال: أقبل رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يوم حجة الوداع - الى قوله -: فأسألكم عن ثقلي كيف خلفتموني فيهما. فقام رجل من المهاجرين فقال: ما الثقلان؟ قال: الأكبر منهما كتاب اللّه سبب طرفه بيد اللّه و طرفه بأيديكم و الأصغر عترتي فتمسكوا بهما الى غير ذلك من الموارد التي يحتاج استيفاؤها الى مجلد ضخم و الغرض من الإطالة (ان المهدي) المنتظر (عج) داخل في الثقل الأصغر بأي عنوان عبرّ منه دام بقاه.

فيكم أمرين لن تضلوا بعدي ان تمسكتم بهما كتاب اللّه تعالى و عترتي أهل بيتي، فان اللطيف الخبير قد عهد إلى انهما لم يفترقا حتي يردا على الحوض كهاتين. الحديث.

ص: 235

و فيه ص 117 باسناده عن عيسى بن السرى قال: قلت لجعفر الصادق «ع»:

حدثني عما ثبت عليه دعائم الاسلام اذا أخذت بها زكيّ عملي و لم يضرني جهل ما جهلته.

ص: 236

(قال) عليه السلام: شهادة أن لا إله إلا اللّه، و ان محمدا رسول اللّه، و الأقرار بما جاء به من عند اللّه، و حق فى الأموال من الزكاة، و الأقرار بالولاية التي امر اللّه بها ولاية آل محمد (صلی الله علیه و آله). (قال): رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) من مات و لا يعرف امامه مات ميتة جاهلية. قال اللّه عز و جل: (أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)، فكان علي عليه السلام ثم صار من بعده الحسن ثم الحسين ثم من بعده محمد بن علي و هكذا يكون الأمر ان الأرض لا تصلح إلا بأمام (و من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية) و أحوج ما يكون أحدكم الى معرفته اذا بلغت نفسه هاهنا و أشار بيده الى صدره - الحديث.

(قلت): و معرفة المهدي المنتظر (عج) أمر لا يجوز لأحد جهله لأنه من أهل البيت و أحد الحجج و من الذين قرن اللّه طاعتهم بطاعته فأنكاره أو جهله ضلال بنص من رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فانه صلى اللّه عليه و آله قال: من مات و لم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية او مات ميتة السوء.

المهدي المنتظر هو الكلمة الباقية

و فيه ص 117 ب 39 من (ينابيع المودة نقلا عن المناقب عن ثابت الثمالي عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده أمير المؤمنين «ع» قال: فينا نزل قول اللّه عز و جل: (وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)، أي جعل الامامة فى عقب الحسين الى يوم القيامة.

(قلت): و قد مر من الفريقين بأن (المهدي المنتظر) من ولد الحسين سلام اللّه عليه فهو عليه السلام آخر الفرد الوحيد و المصداق الفريد للكلمة الباقية و لا مصداق لها فيما بعد الى يوم القيامة غير المهدي المنتظر (ع).

ص: 237

المهدي المنتظر حبل اللّه المتين

في الينابيع ص 119 نقلا عن الثعلبي بسنده عن ابان بن تغلب عن جعفر الصادق «ع» قال: نحن حبل اللّه الذي قال اللّه عز و جل: (وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا).

و فيه عن مؤلف (المناقب) عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كنا عند النبي (صلی الله علیه و آله) إذ جاء أعرابي فقال: يا رسول اللّه سمعتك تقول: (وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ) فما حبل اللّه الذي نعتصم به فضرب النبي (صلی الله علیه و آله) يده في يد علي و قال:

«تمسكوا بهذا هو حبل اللّه المتين».

و فيه ص 274 عن الثعلبي في تفسير قوله تعالى: (وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا) عن جعفر بن محمد «ع» قال: نحن حبل اللّه الذي قال اللّه:

(وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا).

و فى ص 113 من (الخصائص) لأبن بطريق من هذا التفسير مثله، و نقل من طريق الحافظ أبي نعيم عن أبي جعر عن جعفر بن محمد مثله.

(قلت): و المهدي المنتظر (عج) من ذلك الحبل فوجب الإعتصام به بلا ريب لظهور الأمر في الوجوب.

المهدي المنتظر و آية الصادقين

و في «الينابيع» ج 1 ص 119 في قوله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ) عن موفق بن أحمد الخوارزمى عن أبي صالح عن ابن عباس قال (الصادقون) في هذه الآية محمد و أهل بيته.

ص: 238

و عن أبي نعيم و الحموينى أخرجاه عن ابن عباس بلفظه. و أيضا عن أبي نعيم عن جعفر الصادق «ع» مثله، و عنه عن مؤلف (المناقب) أخرجاه عن الباقر و الرضا عليهما السلام قالا: الصادقون هم الأيمه من أهل البيت عليهم السلام.

(قلت): لا خلاف و لا اشكال بأن (المهدي) المنتظر «عج» منهم لكونه من أهل البيت كما مر.

المهدى المنتظر و آية الحسد

في الينابيع ج 1 ص 121 عن ابن المغازلي الشافعي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى: (أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ)، قال:

نزلت في النبي (صلی الله علیه و آله) و في علي «ع». أيضا أخرج ابن المغازلي عن جابر الجعفى عن محمد الباقر عليه السلام قال: نحن المحسودون.

و فيه ص 274 ج 1 عن ابن المغازلي عن أبي جعفر «ع» في الآية الشريفة قال: نحن الناس المحسودون و اللّه.

(قلت): و لا ريب في ان المهدي المنتظر (عج) منهم و لا يخفى ان هذا الداء العضال صار سببا لصدور الجرأة و الجسارة على (المهدي) المنتظر (عج) عن بعض الكتاب من أراذل اهل مصر في كتابه الكاشف عن قلة باعه و عدم اطلاعه بتواريخهم و كتبهم فضلا عن كتبنا و تواريخنا و لو لا داء الحقد و الحسد و روح النصب و الأموية في دماغه لما أقدم على ما صدر عنه و إلا فالمنصف المتتبع للأخبار الواردة فى اصولهم و صحاحهم لا يتعدى على قداسة المهدي المنتظر (عج) و الحسود لا يسود كلما خرج من غم دخل فى غم آخر و الأمر للّه الحسد ياكل العمر كما تاكل النار الحطب.

ص: 239

المهدي المنتظر و آية آل ياسين

في (ينابيع المودة) ج 1 ص 295 فى قوله تعالى فى سورة الصافات آية 129 (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ) قال: فقد نقل جماعة من المفسرين عن ابن عباس ان المراد بذلك سلام على آل محمد (صلی الله علیه و آله).

و في ج 6 ص 163 من (تفسير الرازي): ان المراد بآل يس آل محمد (صلی الله علیه و آله) و ذكر فخر الدين الرازي ان أهل بيته يساوونه في خمسة أشياء، في السلام قال:

السلام عليك أيها النبي (صلی الله علیه و آله)، و قال سلام على آل يس، و في الصلاة عليه و عليهم في التشهد، و فى الطهارة قال تعالى (طه) يا طاهر و قال (وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) و في تحريم الصدقة و في المحبة قال تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ)

و قال: (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى).

(قلت): و على جميع التقادير كلما يشمل النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم و أهل بيته يشمل المهدي المنتظر «عج» بلا اشكال.

المهدي المنتظر من شروط لا اله الا اللّه

في «الينابيع» ج 2 ص 524 نقلا عن «غرر الحكم» انه قال «ع» أن للا اله إلا اللّه شروطا و اني و ذريتي من شروطها(1) أنا قسيم النار و خازن الجنان

ص: 240


1- في «عيون أخبار الرضا ع» ص 275، و في «البحار» ج 2 ص 4 باسناده عن اسحاق بن راهويه قال: لما وافى أبو الحسن الرضا نيسابور و أراد أن يخرج منها الى المأمون اجتمع عليه أصحاب الحديث فقالوا له: يابن رسول اللّه - 30 ج 1 - من الشيعة و الرجعة أترحل عنا و لا تحدثنا بحديث فنستفيده منك، و كان «ع» قد قعد في العمارية فأطلع رأسه و قال: سمعت أبي موسى بن جعفر يقول: سمعت أبي جعفر بن محمد يقول: سمعت أبي محمد بن علي يقول: سمعت أبي علي بن الحسين يقول: سمعت أبي الحسين بن علي بن أبي طالب يقول: سمعت أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «ع» يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول: سمعت جبرئيل يقول: سمعت اللّه جل جلاله يقول: لا إله الا اللّه حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي فلما مرت الراحلة نادانا بشروطها و انا من شروطها. قال (الصدوق): من شروطها الاقرار للرضا «ع» بانه إمام من قبل اللّه عز و جل على العباد مفترض الطاعة عليهم. «المؤلف دام ظله».

و صاحب الحوض و صاحب الأعراف و ليس منا أهل البيت إمام إلا و هو عارف بأهل ولايته، و ذلك لقول اللّه تعالى: (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) و أنا يعسوب المؤمنين و المال يعسوب الفجار فمن أطاع إمامه فقد اطاع ربه. و قد صح عن الفريقين من انه قال (صلی الله علیه و آله): من مات و لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية و نقل هذا الحديث، في «الينابيع» عن المحقق العارف بهاء الملة و الدين محمد العاملي في «كشكوله»، و عن الشهرستاني في «الملل و النحل».

المهدي المنتظر و آية الموده

في «ذخائر العقبي» ص 25 عن ابن عباس قال لما نزلت سورة الشوري «قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى» قالوا يا رسول اللّه من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال (صلی الله علیه و آله): علي و فاطمة و أبنأهما. أخرجه أحمد في «المناقب».

و روى محب الدين الطبري انه قال: ان اللّه جعل اجرى عليكم المودة في

ص: 241

اهل بيتي و اني سائلكم غدا عنها - اخرجه ألملا في «سيرته».

و في ج 1 من (ينابيع المودة) ص 372 عن الحافظ الزرندي في «درره» عن سلمان قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): لا يؤمن رجل حتى يحب أهل بيتى بحبى.

و (عن) ابن أبي ليلى عن الحسين بن علي ان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قال: الزموا مودتنا اهل البيت فانه من لقي اللّه عز و جل و هو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا، و الذي نفسي ببده لا ينفع عبدا عمله إلا بمعرفة حقنا. اخرجه الطبراني في «الإوسط».

و في «الينابيع» ص 106 ج 1 نقلا عن «جواهر العقدين» اخرج ابو الشيخ ابن حيان في كتابه (الثواب) من طريق الواحدي عن ابي هاشم الزماني عن زاذان عن علي «ع» قال: في حم عسق آية من مودتنا لا يحفظها إلا كل مؤمن، ثم قرأ: (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى).

(قلت): لا اشكال في شمول الآية الشريفة (المهدى) المنتظر (عج) و وجوب مودته لأنه من اهل بيته «ع» و لا يخفي ان لها آثارا وضعية و لو صدرت المودة من غير المؤمن و الأخبار من طرقنا كثيرة و لعلنا سنذكرها فيما بعد، و الآن نذكر عدة من المواضع التي ذكرها في ينابيع المودة التي اتفقت لجماعة كثيرة لا بأس بالإشارة اليها حتى يتبين للناس بأن المودة و المحبة لذرية النبي و بنى فاطمة لها آثار عجيبة لا اختصاص لها بالشيعة الأثنى عشرية و كثيرا ما تصير موجبة للهداية و هذه موهبة من اللّه تعالى و رحمة منه لعباده.

«الأول» قال: فى «الينابيع» ج 2 ص 388 باب 65 الذي يذكر فيه ترجمة سلمان و قول النبي (صلی الله علیه و آله) في حقه: انه من اهل البيت عن بعض كبراء العارفين في آخر الباب انه قال: و (من الخيانة) ترك ما سألك رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) بأمر اللّه تعالى من المودة في قرابته و اهل بيته، فانه واحد من اهل بيته فاعرف قدر اهل البيت و لقد اخبرني الثقة «بمكة» قال: كنت اكره ما يفعله الشرفاء بمكة فى الناس فرأيت فاطمة «ع» في المنام و هي معرضة عنى فسلمت عليها و هي لا ترد السلام

ص: 242

عليّ (تأمل) فسألتها عن اعراضها فقالت: انك تقع في الشرفاء. «فقلت»:

يا سيدتي الا ترين ما يفعلون بالناس، «فقالت ع»: اليسوا هم اولادي. «فقلت» لها: تبت الى اللّه، فأقبلت إلي و استيقظت. و قال الشيخ محي الدين العربي بعد هذه الحكاية:

فلا تعدل بأهل البيت خلقا فأهل البيت هم اهل الشهادة

فبغضهم من الانسان خسر حقيقى و حبهم عبادة

«الثاني»: ما فى ينابيع المودة ب 66 ص 388 ج 2 نقلا عن «جواهر العقدين» من القصص العجيبة و بركات اهل البيت النبوي للعلامة السيد الشريف نور الدين علي السمهودي المصري قال: فمن ذلك ما في «توثيق عرى الإيمان» للباذري عن ابراهيم بن مهران قال: كان بالكوفة من جيراننا رجل قاض يكنى ابا جعفر و كان اذا اتاه انسان من العلويين يطلب ما عنده اعطاه و اخذ ثمنه و ان لم يكن معه ثمن اعطاه و قال لغلامه: اكتب ما اخذه على علي بن ابي طالب «ع» فعاش كذلك زمانا ثم افتقر فبينا هو جالس على باب داره ينظر فى ذلك الدفتر إذ مر به رجل فقال له كالمستهزأ: ما فعل غريمك الكبير يعني عليا، فاغتم القاضي فلما كان الليل رأى النبى (صلی الله علیه و آله) و الحسن «ع» و الحسين «ع» بين يديه «فقال ص» لهما:

ما فعل ابو كما بهذا الرجل؟ فأجابه علي «فقال»: يا رسول اللّه. هذا حقه قد جئته به. «قال»: فاعطه. قال الرجل فناولنى كيسا من صوف و قال هذا حقك فقال» لي النبي (صلی الله علیه و آله): خذه و لا تمنع من جاءك من ولد علي يطلب ما عندك فامض لا فقر عليك بعد اليوم. «قال»: فانتبهت و الكيس بيدي فناديت امرأتي ان اسرجي فأسرجت فناولتها الكيس فاذا فيه الف دينار. «فقالت» لي: اتق اللّه ان سرقت مال هؤلاء التجار «فقلت»: لا و اللّه القصة كيت و كيت «قالت»:

فان كنت صادقا تنظر في الدفتر فان كان فيه مساويا لألف دينار فأنت صادق فنظرت فيه فاذا فيه الف دينار من غير زيادة او نقصان.

ص: 243

«الثالث» ما رواه فيه عن سبط ابن الجوزي بسنده الى عبد اللّه بن المبارك كان يحج سنة و يقف سنة فلما كانت السنة التي يحج فيها «قال»: خرجت من (مرو الشاه جهان) و خرجت بخمسمائة دينار الى سوق الجمال بالكوفة لأشتري جمالا. فرأيت امراة على بعض المزابل تنتف ريش بطة ميتة، فقلت لها: ما تفعلين؟ قالت: لا تسألنى. فألححت عليها فقالت: انا امراة علوية ولي اربعة بنات يتامى و هذا اليوم الرابع ما اكلنا شيئا و قد حلت لنا المية قال: فقلت في نفسي: اين انت عن هذه! فصببت الدنانير في طرف ثوبها و هي مطرقة لا تلتفت إلي و مضيت الى المنزل ثم جئت الى بلدي مرو و قمت فيها حتى حج الناس و عادوا، فخرجت اتلقى جيراني و اصحابي فقلت لكل من لقينى: قبل اللّه حجك و شكر سعيك فكأن يقول لي: و انت قبل اللّه حجك و شكر سعيك، قد اجتمعنا في مكان كذا. فبت مفكرا في ذلك فرايت النبي (صلی الله علیه و آله) في المنام يقول لي: يا عبد اللّه انت اغثت ملهوفة من ولدي و سألت اللّه ان يخلق على صورتك ملكا يحج عنك كل عام الى يوم القيامة.

«الرابع» و فيه ما رواه عن ابي الفرج بن الجوزي فى كتابه «الملتقط» قال:

كان ببلخ رجل من العلويين و له زوجة و بنات فتوفي الرجل فخرجت المراة بالبنات الى سمرقند خوفا من الأعداء، فأدخلت البنات مسجدا لشدة البرد و مضيت فى سكك البلد فرات الناس مجتمعين على شيخ هو شيخ البلد فشكت له حالها. فقال لها الشيخ: اقيمي عندنا البينة على انك علوية، فأيست منه و عادت الى المسجد فرات شيخا على دكان و حوله جماعة و هو مجوسي فشرحت حالها. فقال لخادمه:

قل لسيدتك: اذهبي مع هذه المراة الى المسجد الفلاني و احملي بناتها الى الدار.

فجائت بالبنات فأسكنهن في دار مفردة و كساهن ثيابا نفيسة و اطعمهن جيد الطعام، فلما كان نصف الليل راى شيخ البلد المسلم في منامه قصرا من الزمرد الأخضر فقال: لمن هذا القصر؟ فقيل: لرجل مسلم. فقال: يا رسول اللّه انا رجل مسلم فقال له: اقم البيبة عندي انك مسلم و نسيت ما قلت للعلوية و هذا القصر للشيخ

ص: 244

الذي هي في داره. فانتبه الرجل يبكي فاخبر انها في دار المجوسي فجاء اليه قال:

اني اريد ان اضيفها قال المجوسي: ما الى هذا سبيل قال: هذه الف دينار خذها و سلمهن إلي فقال: لا و اللّه و لا بمائة الف. فلما الح عليه قال له: المنام الذي رايته، انا ايضا راينه و ذلك القصر خلق لي و اللّه ما احد في داري إلا و قد اسلم معي ببركات العلوية و رايت النبي (صلی الله علیه و آله) فقال لي: القصر لك و لأهلك لما فعلت للعلوية من الاحترام.

«الخامس» و فيه ص 390 نقلا عن سبط ابن الجوزي قال. قرات على عبد اللّه بن احمد المقدسي سنة ستمائة و اربع قال: وجدت فى كتاب «الجواهر» عن ابى الدنيا(1) ان رجلا راى النبى (صلی الله علیه و آله) فى منامه و هو يقول: امض الى فلان المجوسي و قل له: قد اجيبت الدعوة، فأنتبه فجاء الى المجوسي فأخبره فأسلم هو معه.

ص: 245


1- قال الحافط الصدوق صدر المحدثين «الكراجكي» في كنزه ص 263 في ترجمة المعمرين في ترجمة ابى الدنيا المغربى المعروف بالأشج و انه باق من عهد امير المؤمنين (علي بن ابى طالب ع) الى الآن و انه مقيم من ديار المغرب في ارض طنجة و رؤية الناس له في هذه الديار و قد عبر متوجها الى الحج و الزيارة و روايتهم عنه حديثه و قصته و احاديث سمعها من امير المؤمنين «ع» و قوله انه كان ركابيا بين يديه و رواية الشيعة انه يبقى الى ان يظهر صاحب الزمان «ع» و كذلك حال المعمر الآخر المشرقي و وجوده بمدينة من ارض المشرق يقال لها «سهرود» الى الآن و راينا جماعة راوة و حدثوا حديثه و انه ايضا كان خادما لأمير المؤمنين «ع» و الشيعة تقول انهما يجتمعان عند ظهور الامام (المهدي عج) عليه و على آبائه افضل الصلاة و السلام. و فى (النجم الثاقب) ص 140 باب 7 اورد ذكره عن عدة من المحدثين منهم من ذكرناه و منهم الشيخ الصدوق فى «اكمال الدين» ص 297 كما يأتى تفصيله ان شاء اللّه منه دام مقامه.

اهله و اصحابه ثم قال لي: اتدري ما الدعوة؟ قلت: لا و اللّه قال: لما زوجت ابنتى صنعت طعاما و دعوت الناس فأكلوه و كان في جيراننا قوم من العلوية فقراء فسمعت صبية منهم تقول: يا اماه قد آذانا المجوسي برايحة طعامه فأرسلت البهن بطعام كثير و كسوة و دنانير للجميع فلما نظروا الى ذلك قالت الصبية لهن و اللّه ما تأكلن حتى ندعو له. فرفعن ايديهن و قلن: حشره اللّه مع جدنا (صلی الله علیه و آله). فتلك الدعوة التى اجيبت.

«السادس» ما رواه عن ابى الفرج ابن الجوزي باسناده الى ابن الخطيب (قال): كنت كاتبا للسيدة ام المتوكل فبينا انا في الديوان إذ خادم صغير خرج من عندها و معه كيس فيه الف دينار فقال: تقول لك السيدة، فرق هذه في المستحقين فسموا لي اشخاصا ففرقت فيهم ثلاثمائة دينار و الباقي بيدي الى نصف الليل و اذا طرق باب داري رجل من العلويين و هو جاري فقال: دخل علي هذه الساعة رجل من اقربائي و لم يكن عندي طعام فأعطيته دينارا و اخذه مسرورا و انصرف فلما وصل الى الباب خرجت زوجتي باكية و هي تقول: اما تستحي يطلب منك العلوي و تعطيه دينارا و قد عرفت فقره اعطه الكل. فوقع كلامها في قلبى فناولته الكيس فأخذه و انصرف. ثم ندمت و خفت من المتوكل لأنه يمقت العلويين فقالت زوجتي: لا تخف و اتكل على اللّه و على جدهم. فبينما نحن فى الكلام فاذا يطرق الباب الخدم بأيديهم المشاعل و يقولون: تدعوك السيدة، فقمت خائفا فادخلونى عند ستر السيدة و قالت لي: يا احمد جزاك اللّه خيرا و جزى اللّه زوجتك خيرا كنت الساعة نائمة جائني النبي (صلی الله علیه و آله) و قال لي جزاك اللّه خيرا و جزى اللّه زوجة الخطيب خيرا فما معني هذا؟ فأخبرتها ما جرى و هي تبكى و تقول هذه الكسوة و هذه الدنانير للعلوي و هذه لزوجتك و هذه لك. و كأن ذلك يساوي مأة الف درهم فأخذت المال و جعلت طريقى على بيت العلوي فطرقت فصاح:

هات ما معك يا احمد. و خرج و هو يبكى فسألته عن بكائه فقال: لما دخلت منزلي

ص: 246

بالكيس قالت لي زوجتي قم فصل و ندعو للسيدة و لأحمد و لزوجته فصلينا و دعونا لهم ثم نمت فرأيت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و هو يقول لي: قد شكرتهم على ما فعلوا و الساعة يأتوك بشيء فاقبله منهم.

«السابع» و فيه ص 391 نقلا عن سبط ابن الجوزي قال: حدثني محمد بن عبد اللّه المقري قال: حدثني جار لي قال: كان لي صاحب من العلويين و كان فقيرا فحج بعض السنين ثم عاد فرايته غنيا فسألته عن ذلك قال: حججت و لم اجد طعاما ثلاثه ايام فبينا انا امشي إذ قد وصل رجلي بهميان فيه الف دينار فقلت في نفسي لا اتصرف منه حتى يظهر مالكه و قلت للمنادي ينادي عليه فنادى فجاء مالكه فقلت له كم تعطني منه قال ما اعطيك منه شيئا فرميت به اليه فقال لي: من اين انت قلت: من بغداد قال: و ما تصنع؟ قلت: انا شريف ما لي صنعة. قال من جدك؟ قلت: جدي الحسين علية السلام. قال: و من يعرفك؟ قلت:

الحجاج فجاء جماعة عرفونى اليه فرمى الهميان إلي و قال: خذه انه كان عندي وديعة جاء معي من خراسان و اوصاني صاحبه ان لا اعطيه إلا لشريف من اولاد الحسين فأنت ذاك. فأخذته و حسنت حالي.

«الثامن» ص 392 نقلا عن البارودي ان نصر بن احمد والي خراسان استعمل رجلا من بلخ فنام نصر وقت الظهيرة فجائت امراة علوية متظلمة و قالت جئت من بلخ اشكو عاملها، فاخبر الأمير بذلك. فقال الحاجب: ليس هذا وقت الدخول عليه إذ هو في النوم. ثم تفكر و قال في نفسه: كيف ارد ولد النبي (صلی الله علیه و آله) عن الدخول عليه. فدخل فوجده نائما و عند راسه سيف فرجع، ثم دخل فوجده نائما فرجع، و هكذا فعله مرارا فأحس الأمير ذلك و ظن انه يكيد عليه كيدا فقام و اخذ السيف و قال: ما حملك على هذا؟ فقص عليه القصة فأذن بدخول العلوية عليه و شكت اليه من عامل بلخ فأمر لها بعشر آلاف درهم و بغلة بأسبابها و ثلاثة اثواب و كتب لها كتابا الى عامل بلخ بالاحترام و الاحسان الى العلوية فراى في

ص: 247

منامه النبي (صلی الله علیه و آله) فقال له: حفظ اللّه حرمتك كما حفظت حرمتي. فانتبه و قص رؤياه على الناس فأحضر الفقهاء و كتب الى سائر البلدان بالاحسان الى آل النبي (صلی الله علیه و آله).

«التاسع» ص 394 نقلا عن شيخ المالكية شهاب الدين احمد بن يونس المغربى نزيل الحرمين الشريفين فى مجاورته بالمدينة سنة 875 ان بعض مشايخه اخبره ان رجلا من أعيان المغاربة توجه للحج فأودعه رجل من اهل الثروة مائة دينار و قال له اذا وصلت الى المدينة ادفعها الى شريف صحيح النسب فلما وصل المغربى اليها سأل عن اشرافها فقيل له ان نسبهم صحيح لكنهم من الشيعه فكره ان يدفع ذلك لأحد منهم ثم جلس الى واحد منهم فسال عن مذهبه قال انا شيعي و سال منه شيئا فما اعطاه قال: لما نمت الليلة رايت ان القيامة قامت و الناس يجوزون على الصراط فاردت ان اجوز عنه فامرت فاطمة «ع» بمنعي فقال النبي (صلی الله علیه و آله) لها:

لم منعت هذا عن الجواز؟ قالت: لأنه منع رزق ولدي. فقلت: يا رسول اللّه ما منعته إلا لأنه يسب للشيخين و قالت فاطمة «ع»: اتاخذان ولدي بذلك فقال:

لا بل سامحناه بذلك، فقالت: فما ادخلك بين ولدي و بين الشيخين؟ قال: فانتبهت فاخذت المبلغ و جئت به الى ذلك الشريف فتعجب من ذلك فقصصت عليه الرؤيا و قال اشهدك علي و اشهد اللّه و رسوله اني لا أسبهما ابدا ما حييت.

«العاشر» ص 395 نقلا عن المقريزي عن سراج الدين ان محمد بن حسين المكي حكى له ان بعض القراء كان يقرأ على قبر تيمور لنك قال: كنت اذا خلوت قرات «خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه» و اكثر تلاوتها فرايت ليلى في المنام للنبي صلى اللّه عليه و آله و سلم و هو جالس و تيمور الى جانبه و قلت يا عدو اللّه الى هنا تجلس واردت ان اخذ بيده و ادفعه عن مجلسه فقال لي النبي (صلی الله علیه و آله) دعه فأنه كان يحب ذريتي.

«قلت»: إنما اوردنا هذه القضايا حجة عليهم و الزامهم بما لديهم و اعترافا 31 ج 1 من الشيعة و الرجعة

ص: 248

منهم بأن المحبة و المودة لبني علي و بنى فاطمة مما ينتفع بها كل أحد مؤمنا كان أو مسلما أو غيرهما كما هو المنقول و المشاهد فى أقطار الهند من نذرهم للعباس سلام اللّه عليه أو الحسين (ع) مع عدم اعتقادهم بهما (ع) فيستفيدون به في تجاراتهم و هذا واضح لمن تدبر في أخبارنا بأن المودة و المحبة لذرية النبي (صلی الله علیه و آله) من الامور النافعة جدا (و ذلك لمن كان له قلب أو القى السمع و هو شهيد).

تنبيه فى المعمرين

اشارة

ان التوهم الحاصل لبعض البسطاء من ذوى العقول الساذجة فى امر (المهدى المنتظر «عج») يتكون من عدة خيالات واهية أوهن من بيت العنكبوت (احدها) طول العمر فان فريقا من الناس يرون ذلك ضربا من المحال إذ لا يمكن في عقيدتهم أن يعيش انسان هذا المقدار من العمر دون أن يدركه الأجل و ليس في هذا القول سوى الاستبعاد و عدم الفهم لمعنى القدرة بالنسبة الى الخالق تعالى شانه. و انه على كل شيء قدير ثم انه نقض و نقد بما في القرآن الكريم و التاريخ و العلم الحديث.

أما القرآن فقد أخبرنا بكثير من الامور من هذا القبيل كلها يخالف الطبيعة (منها) قصة نبي اللّه نوح (ع) «وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاّ خَمْسِينَ عاماً».

(و منها) قصة المسيح (وَ ما قَتَلُوهُ وَ ما صَلَبُوهُ وَ لكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ) الى قوله تعالى: (وَ ما قَتَلُوهُ يَقِيناً بَلْ رَفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ).

و (منها) قصة ابليس فمن العلوم انه كان موجودا قبل خلق آدم و سوف يبقى الى يوم الوقت المعلوم حيث استدعى من اللّه إنظاره الى يوم يبعثون. حيث قال:

(رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ). فقال تعالى في جوابه: (فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلى

ص: 249

يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ» (1) المفسر بيوم الكرة و الرجعة فان هذه القصص الثلاث لتعطينا دروسا من ذلك و تدلنا دلالة واضحة على جوازه و امكانه و حدوثه في سالف الأزمان فالشك في أمر «المهدي المنتظر» من حيث طول العمر شك في القرآن و ما أخبر به تعالى و نعوذ باللّه منه.وم

ص: 250


1- في ج 7 من تفسير الرازي في سورة ص صفحة 152: و اعلم ان ابليس لما صار ملعونا قال رب (فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ لأجل أن يخلص من الموت لأنه اذا صار الانظار الى يوم يبعثون لم يمت قبل يوم البعت و عند مجيء يوم البعث لا يموت أيضا فحينئذ يتخلص من الموت فقال تعالى (فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ). و معناه: انك من المنظرين الى يوم يعلمه اللّه و لا يعلم أحد سواه - انتهى. «قلت»: و في بعض الروايات المراد بالوقت المعلوم يوم ظهور (القائم عج) و هو الذي يضرب عنقه، و في بعض الروايات ان هلاكه على يد رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و لا تنافي بين الروايتين فانه بعد ما يقتل على يد الحجة (ع) يحيى ثانيا فيكون آخر هلاكه على يد رسول اللّه (صلی الله علیه و آله)، كما ان الأمر كذلك في قتلة الحسين (ع) و ظالمي آل محمد. و قول الرازي فى تفسير الآية: انه لا يعلم الوقت المعلوم أحد سواه فكأنه ما قرأ القرآن أو قرأ و ما تدبر فى قوله تعالى «وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَ الرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ» أو يحتمل أن يكون المراد من الراسخين غير النبي و أوصيائه الاثنى عشر صلوات اللّه عليهم كيف و هم الراسخون في العلم كما فى عدة روايات. (و أما قولنا): ان هلاكه يكون على يد رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) لما رواه السيد الجليل في تفسير البرهان باسناده عن سعد بن عبد اللّه الى عبد الكريم ابن عمرو الخثعمي قال: سمعت أبا عبد اللّه «ع» يقول: ان ابليس قال: (رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) فأبي اللّه ذلك عليه فقال: (فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ)فاذا كان يوم الوقت المعلوم حضر ابليس فى جميع أشياعه منذ خلق اللّه آدم الى يوم الوقت المعلوم و هي آخر كرة يكرها أمير المؤمنين «ع» قلت: و ان له «ع» لكرات؟ قال: نعم. ان له لكرات و كرات (الى ان قال): فاذا كان يوم الوقت المعلوم كر أمير المؤمنين «ع» فى أصحابه و يكون ميقاتهم في أرض من أراضي الفرات يقال لها «دوحاء» قريب من الكوفة فيقتتلون قتالا لم يقتل مثله منذ خلق اللّه عز و جل العالمين فكأني أنظر الى اصحاب أمير المؤمنين «ع» قد رجعوا الى خلفهم القهقري مأة قدم و كأني أنظر اليهم و قد وقعت بعض أرجلهم في الفرات و عند ذلك يهبط [*] الجبار فى ظلل من الغمام و الملائكة و قضى الأمر و رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله أمامه و بيده حربة من نور. فاذا نظر اليها ابليس رجع القهقرى ناكسا على عقبيه فيقول أصحابه: أين؟ و قد ظفرت؟ فيقول: انى أرى ما لا ترون إني أخاف اللّه رب العالمين. فيلحقه النبي (صلی الله علیه و آله) فيطعنه طعنة بين كتفيه فيكون فيها هلاكه و هلاك جميع أشياعه فعند ذلك يعبد اللّه عز و جل و لا يشرك به شيئا و يملك أمير المؤمنين «ع» أربعا و اربعين الف سنة (منه عفى اللّه عنه).

(و أما التأريخ) فانه يقرؤنا الحوادث الكثيرة عن المعمرين في كافة الأزمان و أكثرهم ورد ذكرهم في كتب التأريخ. و قصصهم و نوادرهم و شعرهم مذكورة فيها و سنعرض على القارىء الكريم فصولا من ذلك.

(و أما العلم الحديث) فقد أثبتت التجارب الكثيرة التي أجراها العلماء المتخصصون بذلك إثبات امكان تعمير الانسان الى ما شاء اللّه من السنين و لم تزل كتب الغربيين و مجلاتهم(1) تحمل الينا صورا من ذلك و أحاديثا عنه و تمارينا من التجارب التي لم تزل سلسلة متوالية الحلقات تجر الحيرة لهذا القسم من بني الانسان خاصة التجارب التي تجري للأجزاء و الأعضاء التى تساعد على بقائها و حياتها بل

ص: 251


1- في المقتطف الجزء الثالث من المجلد 59 ص 238 الى ص 240.

و تنميتها الى غير ذلك «و ان عشت أراك الدهر عجبا».

و قد سبق منافى ص 64 من هذا الكتاب تكلمنا عن المعمرين الذين عاشوا على اختلاف مراتبهم من دون الماتين و ما فوق الى ما دون الف سنة الى الذين تجاوزوا الى الألف الثاني و الألف الثالث و الألف الرابع و ما فوق و الآن أوسع الكلام على ذلك فأذكر من صادفنا جماعة كثيرة من المعمرين على حسب الطبقات و القرون فاجعل لمن تجاوز عن المائة و العشرين فصلا و لمن تعدى الى الماتين و الثلاثمأة و الأربعمأة الخ كذلك. و في مقدمة كتاب السجستاني ص 20 يقول: ان من بلغ السبعين فهو معمر ولكن العرب لا تعد معمرا الا من بلغ عمره 120 - أو - 126 فصاعدا).

الطبقه الاولى في من تجاوز المأة و لم يتعدى المأتين:

1 - ابراهيم الخليل عاش 200 و قيل 175 سنة(1).

ص: 252


1- و فى ج 1 من الكامل لابن الاثير ص 43 قيل: لما أراد اللّه قبض روح ابراهيم أرسل اليه ملك الموت بصورة شيخ هرم فرآه ابراهيم و هو يطعم الناس و هو شيخ كبير فى الحر فتبعث اليه بحمار ركبه حتى أتاه فجعل الشيخ يأخذ اللقمة يريد ان يدخلها فى فيه فيدخلها فى عينيه و اذنه ثم يدخلها فى فيه فاذا دخلت جوفه خرجت من دبره و كان ابراهيم سأل ربه أن لا يقبض روحه حتى يكون هو الذي يسأله الموت فقال: يا شيخ مالك تصنع هذا. قال: يا ابراهيم الكبر. قال: ابن كم أنت؟ فزاد على عمر ابراهيم سنتين فقال ابراهيم: إنما بينى و بين أن أصير هكذا سنتان. اللهم اقبضني اليك، فقام الشيخ و قبض روحه و هو ابن 200 سنة و قيل 175 سنة «منه دام ظله».

2 - اسماعيل ذبيح اللّه ذكره في ج 1 من الكامل ص 43 قال: و كان عمر اسماعيل فيما يزعمون 137 سنة، و في ج 1 من تأريخ الطبري مثله باضافة: انه دفن بالمسجد الحرام في الحجر.

3 - سارة فى ج 1 من ابن الاثير ص 161. عاشت 127 سنة.

4 - اسحاق في ج 1 من ابن الأثير ص 160: مات بالشام و عاش 160 سنة و دفن عند أبيه ابراهيم.

5 - يعقوب في ج 1 من الطبري ص 169: و كان عمر يعقوب: ابن اسحاق 147 سنة.

6 - يوسف بن يعقوب في ج 1 من الطبرى ص 187: و عاش يوسف بعد فوت أبيه 23 سنة و مات و هو ابن 120 سنة و قيل: 123 سنة. و فى التوراة: 110 سنين.

7 - منوچهر في ج 1 من الكامل ص 57: انه ملك 120 سنة. الى أن يقول: و كان منوچهر يوصف بالعدالة و الاحسان. و نقل كلامه فى خطبتة خطابا لقومه لما توجه الترك اليهم: فحق الملك عليهم أن يطيعوه و يناصحوه و يقاتلوا عند عدوه و حقهم على الملك أن يعطيهم أرزاقهم فى أوقاتها. (الى أن يقول): و ان الملك ينبغي أن يكون فيه ثلاثه خصال: أن يكون صديقا لا يكذب، و أن يكون سخيا لا يبخل، و أن يملك نفسه عند الغضب فانه مسلط و يده مبسوطة و الخراج يأتيه فلا يستأثر على جنده و رعيته بما هم أهل له و أن يكثر العفو فانه لا ملك أقوى و لا أبقى من ملك فيه العفو فان الملك أن يخطىء في العفو خير من أن يخطىء فى العقوبة الخ.

8 - عمران عاش 137 ذكره ج 1 من الكامل ص 58

9 - موسى عاش 120 سنة ذكره فيه ص 68.

10 - هارون عاش 123 سنة ذكره فى مروج الذهب هامش الكامل ص 64 و قيل: 120 سنة.

ص: 253

11 - يوشع بن نون عاش 126 سنة. ذكره في مروج الذهب ص 68.

12 - لهراسب في الكتاب ص 88 المذكور كان ملكه 120 سنة.

13 - بشتاسب في الكتاب كان ملكه 112 سنة و قيل: 120 سنة و قيل:

150 سنة.

14 - بهمن في الكتاب كان ملكه 120 سنة و قيل 95 سنة.

15 - يحيى (ع) فى الكتاب كان عمره 92 سنة و قيل 120 سنة.

16 - كيقباء في الكتاب كان ملكه 120 سنة.

17 - كيكاوس فى الكتاب: كان ملكه 150 سنة.

18 - نضر بن دهمان بن سليم بن أشجع عاش 190 سنة و فيه قال العباس ابن مرداس:

لنضر بن دهمان الهنيدة عاشها و تسعين حولا ثم قوم فانصاتا

و عاد سواد الرأس بعد بياضه و راجعه شرح السباب الذي فاتا

و راجع عقلا بعد ما فات عقله ولكنه من بعد ذا كله ماتا

ذكره فى كنز الفوائد ص 252.

19 - بحر بن حارث بن امرىء القيس الكلبي عاش 150 سنة و ادرك الاسلام فلم يسلم ذكره فيه و هو القائل:

من عاش خمسين عاما قبلها مأة من السنين و أضحى بعد ينتظر

و صار فى البيت مثل الحلس مطرحا لا يستشار و لا يعطى و لا يذر

ملّ المعاش و ملّ الأقربون له طول الحياة و شر العيشة الكبر

20 - امانات بن قيس بن الحرب بن شيبان الكندي عاش 160 سنة فقال فيه رجل من كندة من شعره:

ألا ليتني عمرت يا ام خالد بعمر ابن ماتان بن قيس بن شيبان

لقد عاش حتى قيل ليس بميت فأفنى فئاما من كهول و شبان

ص: 254

فحلت به من بعد حرس و حفة دويهية حلت بنضر بن دهمان

فاضحى كان لم تغن بالأمس ساعة رهين ضريح فى سباسيب كتان

ذكره فيه ص 253.

21 - عدي بن الحاتم الطائي عاش 120 سنة.

22 - عمير بن جرير بن عبد قيس الخزاعي عاش 170 سنة ذكره فى إكمال الدين ص 308 و قال:

بليت و افناني الزمان و اصبحت هنيدة قد أبقيت من بعدها عشرا

فاصبحت مثل الفرخ لا أنا ميت فابكي و لا حي فاصدر لي امرا

و قد عشت دهرا ما تحن عشيرتي لها ميتا حتى أحط به قبرا

23 - ارطاة بن امية المزنى عاش 140 سنة فكان يكنى أبا وليد ذكره فيه ص 309 و هو القائل:

رأيت المرء تأكله الليالي كاكل الأرض ساقطة الحديد

و ما تبقى المنية حين تأتي على نضر بن آدم من مزيد

و اعلم انه ستكر حتى توفى نذرها بأبي الوليد

24 - شريح بن هاني عاش 120 سنة. قتل فى زمان الحجاج فقال فى كبره و ضعفه:

أصبحت ذا بث اقاسى الكبرا قد عشت بين المشركين اعصرا

ثمت أدركت النبي المنذرا و بعده صديقه و عمرا

و يوم مهران و يوم تسترا و الجمع فى صفينهم و النهرا

25 - أبو زبيد البدر بن حرملة الطائي كان نصرانيا عاش 150 سنة كما فى إكمال الدين ص 308،

26 - أبو طجان القيسي عاش 150 سنة فقال:

ص: 255

القى علي الدهر رجلا و يدا و الدهر ما يصلح يوما افسدا

يصلحه اليوم و يفسده غدا

27 - لبيد بن ربيعة الجعفري عاش 140 سنة و أدرك الاسلام فأسلم فلما بلغ السبعين من عمره قال:

كاني و قد جاوزت سبعين حجة خلعت بها عن منكبي ردائيا

فلما باغ سبعا و سبعين قال:

باتت تشكى الى النفس مجهشة و قد حملتك سبعا بعد سبعين

فان تزيد ثلاثا تبلغي املا و فى ثلاث وفاء للثمانين

فلما بلغ التسعين قال:

كاني و قد جاوزت تسعين حجة خلعت بها عنى عزار لجامى

رمتني بنات الدهر من حيث لا ارى ولكنني أرمي بغير سهام

فلما بلغ مأة و عشرين قال:

و ليس فى مأة قد عاشها رجل و فى تكمل عشر بعدها عمر

فلما بلغ مأة و أربعين قال:

مل المعاش و مل الأقربون له طول الحياه و شر العيش الكبر

28 - النابغة الجعدي عاش 180 سنة و ادرك الاسلام... و من شعره:

قالت امامة كم عمرت زمان و ذبحت من عشر على الأوتان

و لقد شهدت عكاظ بعد محلها فيها تعد كوامل الفتيان

و المنذر بن محرّق فى ملكه و شهدت يوم هجاين النعمان

و عمرت حتى جاء احمد بالهدى و قوارعا نتلى من القرآن

و لبست بالاسلام ثوبا واسعا من سيب لا هرم و لا منان

29 - ثروة بن ثغالة بن هانة السلولي - عاش 120 سنة فى الجاهلية ثم ادرك 32 ج 1 - من الشيعة و الرجعة

ص: 256

الاسلام فأسلم.

30 - مصار بن جناب بن مضاره من بنى يربوع عاش 140 سنة.

31 - حنظلة بن زيد بن مناة عاش 140 سنة.

32 - الحارث بن كعب المذحجي عاش 160 سنة.

33 - حارث ريش من ملوك اليمن عاش 120.

34 - شهر بن افريقش من ملوك التبايعة عاش 120 سنة.

35 - أبو كرب عاش 120 سنة.

36 - اينال باوقوي خان من الأتراك عاش 120 سنة.

37 - عبد بن ابره عاش 120 سنة.

38 - شهرار عش عاش 160 سنة.

39 - افريقش بن عبره عاش 164 سنة.

40 - ربيان المصري عاش 182 سنة.

41 - عبرة بن حارث عاش 133 سنة.

42 - زيران المصري عاش 197.

43 - دامان عاش 150 سنة.

44 - فور عاش 140 سنة.

45 - دستلم عاش 120 سنة.

46 - أيوب النبي عاش 164 سنة. قيل كان في كرمان و فيها ابتلى جسده بالديدان، ذكره في جنات الخلود فى أحوال الأنبياء و دعاءه «رب اني مسنى الضر و أنت أرحم الراحمين»(1).

ص: 257


1- قلت: لا يركن الى هذا النقل فاني راجعت كتب الأخبار فوجدت المستند ضعيفا برواية رواها الشيخ الصدوق (ره) في اكمال الدين عن الصادق عليه السلام ان أيوب من جميع ما ابتلى به لم ينتن له رائحة و لا قبحت له صورة و لاخرجت منه دودة من دم وقيح و لا استقذره أحد رآه و لا استوحش منه أحد شاهده و لا تدود شيء من جسده و هكذا يصنع اللّه بجميع من يبتلين من أنبيائه و أوليائه المكرمين و انما اجتنبه الناس لفقره و ضعفه في ظاهر أمره لجهلهم بما له عند ربه، نقلناه من كتابنا (نفس المهموم فى مقتل الحسين المظلوم) فى باب ما امتحن اللّه به الأنبياء و الأولياء - فراجع منه دام ظله.

47 - فى ج 2 ص 33 المستطرف باب 48 فصل فى المعمرين.

يقول و قد رأيت رجلا من أهل محلة مسير بالغربيه و ذكر انه بلغ من العمر 140 سنة و ان امرأة بلغت من العمر كذلك و لقد رأيت منه ما لم أره من بعض شبان أهل العصر فى القوة و شدة البأس و رأيت له ولدا شيخا هو أشد قوة فى صفر سنة 819 هج.

و فى عصرنا الحاضر جماعة جاوزوا المائة ادركناهم.

1 - العلامة الشيخ اسماعيل القزويني الشهير بالحاج اخوند عمره 161 سنة نزيل كربلاء ثم عاد الى قزوين توفي بها قبل عشر سنين.

2 - الفقيه الجليل الشيخ جعفر البديرى أحد شيوخ العلماء و من مراجع التقليد توفى في النجف الأشرف عام 1369 و قد تجاوز عمره 120 سنة.

3 - المولى عبد الكريم القائنى عاش 151 حنة حدثنى به نجله الشيخ الفاضل المعاصر توفى قبل عشر سنين.

4 - خال استاذنا الأعظم استاذ الفقهاء الامام (السيد أبي الحسن الاصفهانى) الذي توفى فى 1365 ليلة الاضحى في الكاظمية و كان يوم وفاته يوما عظيما تاريخيا لم ير مثله) و توفى خاله (ره) في النجف الأشرف قبل عشر سنوات تقريبا و عمره 132 سنة. حدثنى عنه السيد الجليل المعاصر السيد أحمد الاشكوري.

5 - السيد خضر من آل أبي طبيخ توفي سنة (1374) عن 130 سنة و غيرهمه.

ص: 258

ممن لا يسعنا المجال لذكرهم(1).

الطبقه الثانيه:

قيمن بلغ المأتين و لم يبلغ الثلاثمائة.

1 - صفي بن رياح عاش 270 سنة. ذكره في كنز الفوائد ص 250.

2 - ضبيرة بن سعيد بن سهم بن عمر عاش 220 سنة و لم يشب قط و أدرك الاسلام و لم يسلم. ذكره في كنز الفوائد ص 50.

3 - عامر بن طرب الغدواني كان من حكماء العرب عاش 200 سنة.

ذكره فى كنز الفوائد ص 251.

4 - الحرث بن كعب المذحجي عاش 260 سنة و له وصية حسنة و كان على شريعة المسيح «ع» و هو القائل على ما في كنز الفوائد ص 251:

أكلت شبابي فأفنيته و امضيت من بعد دهر دهورا

ثلاثة أهلين جاوزتهم و اصبحت شيخا ضعيفا كبيرا

قليل الطعام عسير القيام قد ترك الدهر قيدي قصيرا

ابيت اراعي نجوم السماء اقلب عمري بطونا ظهورا

5 - الاقوت بن مالك عاش 230 سنة و له وصية لقومه على ما في كنز الفوائد ص 251 و قصيدته المشهورة المعروفة:

فينا معاشر ان يبنوا لقومهم و ان بنى قومهم ما أفسدوا عادوا

لا يرشدون و لن يرعوا لمرشدهم فالجهل منهم معأ و الغي ميعاد

ص: 259


1- و قد صادفنا على جماعة تبلغ عددهم الى سبعين نفرا استفدناهم من كتاب السجستاني و اخبار الدول يناسب هذه الطبقة خوفا للاطالة ما أوردنا اسمائهم من اراد فليراجع.

أضحوا كفيل بن عتر فى عشيرته اذا هلكت بالذي سدى له عادوا

و بعده كقدار حين تابعه على الغواية أقوام فقد بادوا

و البيت لا يبتنى الا له عمد و لا عماد اذا لم ترس أوتاد

و ان تجمع أوتاد و أعمدة و ساكن بلغوا الأمر الذي كادوا

لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم و لا سراة اذا جهالهم سادوا

اذا تولى سراة القوم أمرهم غي على ذاك أمر القوم فازدادوا

يلقى الامور بأهل الرأي ما صلحت فان تولت فبالأشرار تنقاد

امارة الغي ان تلقى الجميع لدى الابرام للأمر و الأوتاب اكتاد

كيف الرشاد اذا ما كنت في نفر لهم عن الرشد أغلال و اقياد

اعطوا غواتهم جهلا مقادهم فكلهم في جبال الغى منقاد

حان الرحيل الى قوم و ان بعدوا فيهم صلاح لمرتاد و ارشاد

فسوف اجل بعد الأرض دونكم و ان دنت رحم منكم و ميلاد

6 - خثعم بن عوف بن حذيمة عاش 250 سنة على ما فى كنز الفوائد ص 253 و هو القائل:

حتى متى خثعم في الأحياء ليس بذي أيد و لا غناء

هيهات ما للموت من دواء

7 - أوس بن ربيعة بن كعب بن امية الأسلمى عاش 214 سنة و هو القائل على ما فى كنز الفوائد ص 253:

لقد عمرت حتى مل أهلي ثوائى عندهم و سئمت عمري

و حق لمن أتى ماتين عاما عليه و أربع من بعد عشر

يملّ من الثواء و صبح يوم يعاديه و ليل بعد يسر

فابلى جدتي و تركت شلوا و بخت بما تجن ضمير صدري

8 - ثعلبة بن عبد بن عبد الأشهل عاش 233 سنة و هو القائل على ما في

ص: 260

كنز الفوائد ص 253:

لقد أصبحت اقواما فأمسوا خفاة لا يجاب لهم دعاء

و قوما بعدهم قد نادموني فأمسى موحشا منهم فناء

مضوا قصد السبيل و خلفونى فطال علي بعدهم الثواء

فأصبحت الغداة رهين قبر و اخلفنى من الموت الرجاء

9 - دريد بن الصمة الحبشي عاش دهرا طويلا و نزل حاجباه على عينيه و قيل لم يتجاوز 200 سنة و أدرك الاسلام فلم يسلم و شهد يوم حنين و هوازن و قتل بها كما فى كنز الفوائد ص 253.

10 - أبو طمحال حنظلة بن شرقي القيسي من أولاد كناية بن قيس عاش 200 سنة و هو القائل:

حنتني حانيات الدهر حتى كأنى خائل يدنو لصيد

قصير الخطب يحسب من رآنى و لست مقيدا انى بقيد

و من شعره:

نجوم سماء كلما غاب كوكب بدا كوكب ثأوى اليه كواكبه

أضاءت لهم احسابهم و وجوههم دجى الليل حتى نظم الليل ثاقبه

و ما زال منهم حيث كان مسود تسير المنايا حيث صارت كتائبه

11 - زهير بن جناب بن هبل الحميري على ما نقل عن الغرر و الدرر في ج 13 بحار الأنوار ص 67 عاش 200 سنة و اوقع مأتى وقعة و كان سيدا مطاعا شريفا في قومه كانت فيه عشرة خصال و من شعره:

ليت شعرى و الدهر ذو حدثان أى حين منيتى تلقاني

أسبات على الفراش خفات أم بكفى مفجع حران

و من شعره أيضا:

لقد عمرت حتى لا ابالي احتفى في صباح أو مساء

ص: 261

و حق لمن أتى مأتان عاما عليه أن يمل من الثواء

و من شعره أيضا:

اذا ما شئت أن تسلى خليلا فاكثر دونه عدد الليالي

فما سلى حبيبك مثل نأى و لا بلى جديدك كابتذال

و في ج 1 من الكامل لابن الاثير ص 178: زهير بن جناب عاش 250 سنة اوقع فيها مأتى وقعة. و قيل: 450 سنة و كان شجاعا مظفرا ميمون النقيبة و يذكر غزاءه مع بنى بعنيض بن غطفان (الى أن يقول): ظفر بهم زهير و أصاب حاجبه منهم و أخذ فارسا منهم في حر فقتله و عطل ذلك الحرم ثم منّ على غطفان وردت النساء و أخذ الأموال و قال زهير في ذلك:

فلم تصبر لنا غطفان لما تلاقينا و أحرزت النساء

فلو لا الفضل منا ما رجعتم الى عذراء شيمتها الحياء

فدونكم ديونا فاطلبوها و اوتارا و دونكم اللقاء

فانا حيث لا يخفى عليكم ليوث حيث يحتضر اللواء

فقد أضحى لحى بني جناب فضاء الأرض و الماء الرواء

نفينا نخوة الاعداء عنا بارماح اسنتها الظماء

و لو لا صبرنا يوم التقينا لقينا مثل ما لقيت صلاء

غداة تقرعوا لبني بغيض و صدق الطعن للشوكي شفاء

و من شعره على ما ذكره في الغرر و الدرر انه خاطب قومه:

ابني ان اهلك فقد ورثتكم مجدا بنيته و تركتم أبناء سادات زنادكم و ريّة

من كل ما نال الفتى قد نلته إلا التحية(1) و لقد نحلت البازل الكرماء ليس لها ولية

و خطبت خطبة حازم غير الضعيف و لا العبية و الموت خير للفتى فليهلكن و به بقية

من أن يرى الشيخ البجال قد يهادى بالعشيةة.

ص: 262


1- التحية بمكن المراد بها الحياة الدائمة و يمكن أن يكون المراد: السلطنة.

12 - صالح النبي عاش 280 سنة.

13 - يعرب بن قحطان عاش 200 سنة.

14 - كشوارج من ملوك الهند عاش 200 سنة.

15 - عابرم بن ارم عاش 200 سنة.

16 - فيروز من ملوك الهند عاش 200 سنة.

17 - حارث بن مضاض عاش 200 سنة.

18 - سنان المصري عاش 234 سنة.

19 - سورج من ملوك الهند عاش 250 سنة.

20 - فالغ بن عامري 237 سنة.

21 - رعون بن فالغ عاش 200 سنة.

22 - سارع بن رعو عاش 230 سنة.

23 - عضوان من ملوك الصين عاش 250 سنة.

24 - بزبرس من ملوك الصين عاش 250 سنة.

25 - تيم بن ثعلبة عاش 200 سنة.

26 - معدي كرب الحميري عاش 250 سنة و من شعره:

أراني كلما أفنيت يوما اتاني بعده يوم جديد

يعود ضياؤه فى كل فجر و يأبى لي شبابي لا يعود

27 - سيق بن وهب الطائى عاش 250 سنة.

28 - عدوان بن عمر بن قيس عاش 250 سنة.

29 - مرداس بن ضيم زيد العشيرة عاش 236 سنة.

30 - عبيد بن الأبرص الشاعر على ما ذكر الطنطاوي في ج 1 من تفسيره انه عاش 250 سنة.

31 - حصين بن عيبان الزبيدي 250 سنة.

ص: 263

32 - عرون من ملوك الصين عاش 250 سنة. ذكره في مروج الذهب هامش ابن الأثير ص 186.

33 - عبرور كان ملكه 200 سنة ذكره في مروج الذهب.

34 - حرامان كان ملكه 200 سنة ذكره في مروج الذهب.

35 - شعيب النبي عليه السلام عاش 242 ذكره في جنات الخلود.

الطبقة الثالثه:

فيمن بلغ ثلاثمائة و لم يبلع أربعمائة:

1 - ربيع بن ضبع الفزاري عاش 380 ستة و أدرك النبي (صلی الله علیه و آله) و لم يسلم و من شعره:

ألا أبلغ بني بنى ربيع و أشرار البنين لكم فداء

بأني قد كبرت و دق عظمي فلا يشغلكم عنى النساء

اذا عاش الفتى مأتين عاما فقد ذهب الليالي و البهاء

2 - عامر بن شالح. في الهامش من الكامل ص 54 ج 1 في مروج الذهب عاش 340 سنة.

3 - أكثم بن سيفي الاسدي التميمى و كان حكيما مقدما و لم يكن في العرب من تفضل عليه أحدا عاش 330 سنة و هو الذي يقول:

و ان امرء قد عاش تسعين حجة الى مائة لم يسأم العيش جاهل

خلت مأتان بعد عشر و فازها و ذلك من عدّ الليالي قلائل

و كان ممن أدرك الاسلام و آمن(1) بالنبى (صلی الله علیه و آله) و مات قبل أن يراه و له

ص: 264


1- في اكمال الدين ص 314 في ترجمته يقول: انه عاش 360 سنة و قال بعضهم 190 سنة و أدرك الاسلام فأخذ يختلف في الاسلام إلا ان أكثرهم لا يشك انه لم يسلم و عن محمد بن سلمة: أقبل أكثم بن سيفي يريد الإسلام فقتله ابنه عطشا فسمعت ان هذه الآية نزلت فيه: «وَ مَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللّٰهِ» (الى أن يقول): و كتب كتابا أرسله مع ابنه الى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم «المؤلف».

أحاديث كثيرة و حكم مأثورة فما روي من حديثه انه لما سمع برسول اللّه (صلی الله علیه و آله) بعث اليه بابنه و أوصاه بوصيته حسنة و كتب معه كتابا يقول فيه: «بسمك اللهم من العبد الى العبد فاتا بلغنا ما بلغك فقد أتانا عنك خبر لا ندري ما أصله فان كنت أريت فارنا و ان كنت علمت فعلمنا و اشركنا في كنز و السلام» فكتب اليه رسول اللّه (صلی الله علیه و آله):

بسم اللّه الرحمن الرحيم من محمد رسول اللّه الى أكثم بن سيفي أحمد اللّه اليك ان اللّه أمرني أن أقول لا إله إلا اللّه أقولها و أمر الناس بها. الخلق خلق اللّه و الأمر كله للّه خلقهم و أماتهم و هو ينشرهم و اليه المصير أدبتكم بآداب المرسلين و لتسئلن عن البناء العظيم و لتعلمن نبأه بعد حين.

فلما جاءه كتاب رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قال لابنه: ماذا رأيت يا بنى؟ قال:

رأيته يأمر مكارم الأخلاق و ينهاهم عن ذمائمها. فجمع أكثم بني تميم و وعظهم و حدثهم على المسير معه اليه و عرفهم وجوب ذلك عليهم فلم يجيبوه و عند ذلك سار الى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم وحده و لم يتبعه غير بنيه و بنى بنيه فمات قبل يصل الية. كما فى كنز الفوائد ص 249.

4 - كعب بن الرداد بن هلال بن كعب عاش 300 سنة حتى مل من حياته فقال:

لقد ملني الأدني و ابغض رؤيتي و أنبأني أن لا يحب كلامى

على الراحتين مرة و على العصا أكون ملبا ما أقل عظامى

فيا ليتني قد سخت في الأرض قامة و ليت طعامى كان فيه حمامى».

ص: 265

5 - ذو جدن الحميري كان ملكا روي انه عاش 300 سنة و هو القائل:

لكل جنب واقع مضطجع و الموت لا ينفع منه الجزع

اليوم تجزون بأعمالكم كل أمرء يحصد ما قد زرع

كما في الفوائد ص 253.

6 - عبد بن شريد الجرهمي عاش 313 سنة و قيل 350 كما فى اكمال الدين لحق أيام معاوية.

روى: انه قدم يوما عليه فقال معاوية: أخبرني من أعجب ما رأيت.

قال: نعم انتهيت الى قوم يدفنون ميتا لهم فلما فرغوا منه اغر و رقت عيناي بهذه الأبيات:

يا قلب انك في أسماء مغرور فاذكر فهل ينفعنك اليوم تذكير

قد بحت في الحب ما تخفيه من أحد حتى جرت بك اطلاقا محافير

ما بث فاصبر فما تدري اعاجلها خير لنفسك أم ما فيه تأخير

فاستقدر اللّه خيرا و ارضين به فبينما العسر إذا دارت مياسير

و بينما المرء في الأحياء مغتبطا إذ صار فى الرمس تعفوه الأعاصير

حتى كان لم يكن إلا تذكّره و الدهر أيتما حال دهارير

يبكي الغريب عليه ليس يعرفه و ذو قرابته في الحي مسرور

و ذاك آخر عهد من أخيك إذا ما الميت ضمنه اللحد الخناسير

يعني «بالخناسير»: الحفارين. فقال لي رجل منهم: هل تدري من قال هذه الأبيات؟ قلت: لا. قال: هو الذي دفناه.

7 - أمد بن لبد عاش 360 سنة روي ان معاوية بن أبي سفيان قال: إني أحب أن القي رجلا قد أتت عليه سن و قد رآى الناس يخبرنا عما رآى. فقيل له:

رجل بحضر موت. فأرسل اليه فأتاه فقال: ما اسمك؟ فقال: أمد. قال:

ابن من؟ قال: ابن لبد. قال: ما أتى عليك من السنين؟ قال: 360 ستة

ص: 266

قال: كذبت. ثم تشاغل عنه معاوية. ثم أقبل اليه بعد ذلك فقال: ما اسمك؟ قال: أمد. قال: ابن من؟ قال: ابن لبد. قال: ما أتى عليك من السنين؟ قال: 360 سنة. قال: أخبرنا عما رأيت من الأزمان الماضية الى زماننا هذا من ذاك قال: يا أمير المؤمنين و كيف تسأل من يكذب؟ قال: إني ما كذبتك ولكن أحببت أعرف كيف عقلك. قال: يوم شبيه يوم و ليلة شبيهة بليلة.

يموت ميت و يولده مولده و لو لا من يموت لم تسعهم الأرض و لو لا من يولد لم يبق أحد وجه الأرض قال: فاخبرني هل رأيت هاشما؟ قال: نعم. رأيت رجلا طويلا حسن الوجه يقال ان بين يديه بركة أو غرة بركة. قال: فهل رأيت أميّة؟ قال: نعم رأيته رجلا قصيرا أعمى يقال ان فى وجهه أشرا أو شوما.

قال: فهل رأيت محمدا؟ قال: من؟ قال: محمد رسول اللّه. قال:

ويحك أفلا فخمته كما فخمه اللّه. فقلت: رسول اللّه (صلی الله علیه و آله). قال: فاخبرني ما كان صناعتك؟ قال: كنت رجلا تأجرا. قال: ما بلغت تجارتك؟ قال: لا أستر عيبا و أرد ربحا. قال معاوية: سلني. قال: أسألك أن تدخلني الجنة. قال: ليس ذلك بيدي و لا أقدر عليه. قال: أسألك أن ترد عليّ شبابي. قال: ليس ذلك بيدي و لا أقدر عليه. قال: فلا أرى عندك شيئا لا من أمر الدنيا و لا من أمر الآخرة فردني من حيث جئت بي. قال: أما هذا فنعم. ثم أقبل معاوية على جلسائه فقال: لقد أصبح هذا زاهدا فيما أنتم فيه راغبون.

8 - جعفر بن قرط الجهني عاش 300 سنة و أدرك الإسلام فأسلم.

9 - شريح بن عبد اللّه الجعفي من سعد العشيرة عاش 300 سنة و في الاصابة ص 162 في حرف الشين مثله.

10 - ربيعة بن زيد من بني تميم عاش 330 سنة أدرك الاسلام فأسلم.

11 - عمرو بن ربيعة بن كعب الملقب بمستوغر عاش 320 سنة كما في الدرر و الغرر

ص: 267

و من شعرة:

و لقد سئمت من الحياة و طولها و عمرت من عدد السنين مأينا

مأة أتت من بعدها مأتان لي و أزدت من عدد الشهور سنينا

هل ما بقى إلا كما قد فاتنا يوم يكر و ليلة تحدونا

12 - عبيد بن الأبرص عاش 300 سنة كما فى إكمال الدين و من شعره:

فنيت و افناني الزمان و أصبحت لداتي بنو نعش و زهر الفراقدي

13 - ردائة بن كعب بن أذهل بن قيس النخعي عاش 300 سنة و من شعره:

لم يبق يا خذية من لداتي أبو بنين لا و لا بناتي

و لا أقيم غير ذي سباتي الا يعد اليوم في الأموات

هل مشتر أبيعه حياتي

14 - عمر بن ربيعة اللحي عاش 340 سنة.

15 - عوف بن كنانة الكلبي عاش 300 سنة، و له وصايا نفيسة منها ما يقوله مخاطبا أولاده: «آلهكم فاتقوه و لا تخونوا و لا تثيروا السباع من مرابضها فتندموا و جازوا الناس بالكف عن مساويهم فتسلموا و تصلحوا و تعفوا و اعفوا عن الطلب اليهم لئلا تستثقلوا و الزموا الصمت إلا عن حق يخمد و الزموا لهم المحية تسلم لكم الصدور» (الى أن يقول): «و إذا نزلت بكم معضلة فاصبروا لها و البسوا الدهر أثوابه فان لسان الصدق مع المكنة خير من سوء الذكر مع المسرة» (الى أن يقول): «و لا تضعوا الكرايم إلا عند الاكفاء المغالي و لا يختلجنكم جمال النساء عن النصيحة فان نكاح الكرايم مدارج الشرف و اخضعوا لقومكم و لا تبغوا عليهم تنالوا المنافس» (الى أن يقول): «آثروا حق الضيف على أنفسكم و الزموا مع السفهاء الحلم تقل همومكم و إياكم و الفرقة فانها ذلة و لا تكلفوا أنفسكم فوق طاقتها ولتكن كلمتكم واحدة» الخ. و من شعره:

و ما كل ذي لب يمؤتيك نصحه و لا كل موتى نصحة بلبيب

ص: 268

ولكن اذا ما استجمعا عند واحد فحق له من طاعة بنصيب

كما في إكمال الدين ص 314 و في البحار ج 13 ص 66.

16 - سوي بن كاهن عاش 300 سنة فلما حضره الوفاة اجتمع عليه قومه فقالوا: اوصنا فقد آن أن يفوتنا بك الدهر. فقال. تواصلوا و لا تقاطعوا و تعاونوا و لا تدابروا و اوصلوا الأرحام و احفظوا الزمام و سودؤا الحكيم و اجلوا الكريم و وقروا الشيبة و أذلوا اللئيم و تجنبوا الهزل في مواطن الجد و لا تكدروا الإنعام بالمن و اعفوا اذا قدرتم و هادنوا اذا عجزتم و اسمعوا من مشايخكم و استبقوا دواعي الصلاح عند أواخر العداوة فان بلوغ الغاية في النكاية جرح بطيء الاندمال و إياكم و الطعن في الأنساب كما في إكمال الدين ص 305.

17 - عبد المسيح بن بقيلة عاش 350 سنة و أدراك الاسلام فلم يسلم و كان نصرانيا و خبره مع خالد بن الوليد لما نزل على الحيرة معروف. قال: كم أتى لك؟ قال: 300 سنة. قال: فما أدركت؟ قال: أدركت سفن البحر ترقي الينا فى هذا الجرف و رأيت المرأة من أهل الحيرة تضع مكتلها على رأسها و لا تزود إلا رغيفا واحدا حتى تأتي الشام و قد أصبحت خرابا و ذلك دأب اللّه في العباد و البلاد. و هو القائل، على ما في ج 13 من بحار الأنوار ص 74:

الناس أبناء علات فمن علموا ان قد اقل فمجفو و محفور

و هم بنون لام ان رأوا نشبا فذاك بالغيب محفوظ و محفور

18 - ذو الأصبغ العدواني عاش 300 سنة و اسمه محرث بن الحارث بن ربيعة صاحب البتات الأربع ذكره فى الغرر و الدرر. و في إكمال الدين ص 313 و في ج 13 من بحار الأنوار ص 65 و من شعره:

اذا ما الدهر جر على اناس كلاكله أناخ بآخرينا

فقل للشامتين بنا افيقوا سيلقي الشامتون كما لقينا

و له أيضا:

ص: 269

ذهب الذين اذا رأوني مقبلا هشوا إلي و رحبّوا بالمقبل

و هم الذين اذا حملت حمالة و لقيتهم فكأنني لم أحمل

19 - كهلان بن سبا من ملوك اليمن عاش 300 سنة ذكره فى الناسخ.

20 - عمرو بن تميم بن مر بن عد بن طابخة بن الياس بن تصر ناصح ذو الأكتاف عاش 380 سنة ذكرة في الناسخ و أخبار الدول.

21 - اسطرماس بن فاعور بن بريح بن عابور بن يافث بن نوح من ملوك الصين كان ملكه 300 سنة و نيفا ذكره في مروج الذهب هامش ابن الأثير ص 186(1).

الطبقه الرابعه فيمن بلغ اربعمائة و لم يبلغ خمسمأة:

1 - عمر بن جمة الدوسي عاش 400 سنة ذكره فى كنز الفوائد ص 250 سنة و من شعره:

كبرت فطال العمر حتى كأنتي سليم افاع ليله غير مودع

فما الموت أفنانى ولكن تتابعت علي سنون من مصيف و مربع

ثلاث مئين قد مررن كواملا و ها أنا هذا أرتجي مر اربع

فأصبحت مثل النسرحل جناحه اذا هم طيارا يقال له قع

2 - الحرث بن مضاض الجرهمي اخو اسماعيل من ولد جرهم بن قحطان

ص: 270


1- فارس بهلول عاش 360 سنة ذكره في المقدمة و لذا سمي (ابو القرون عمرو بن تميم عاش 380 سنة ذكره ص 30 ربيع بن ضبع بن وهب عاش 340 سنة ادرك الاسلام و لم يسلم ذكره ص 9 فى السجستاني.

ابن عامر بن شالخ بن أرفخشد بن نوح عاش 400 سنة ذكره في كنز(1) الفوائد و هو القائل:

كأن لم يكن بين الحجون الى الصفا أنيس و لم يسمر بمكة سامر

بلى نحن كنا اهلها فأبادنا صروف الليالي و الجدود العواثر

3 - بنياس من ملوك الكلدانيين عاش 400 سنة.

4 - قبطيم من فراعنة مصر عاش 480 سنة.

5 - قفطريم من فراعنة مصر عاش 400 سنة.

6 - كشن من ملوك الهند عاش 400 سنة.

7 - عبد شمس بن يشخب بن يعرب بن قحطان الملقب ب «سبا» المشار اليه فى التنزيل «لقد كان لسبأ في مسكنهم» عاش 400 سنة.

8 - دويد بن زيد بن تهد القضاعي عاش 456 سنة فلما حضره الموت قال:

القي علي الدهر رجلا ويدا و الدهر ما اصلح يوما افسدا

يفسد ما يصلحه اليوم غدا

9 - زهير بن جناب بن عبد اللّه بن كنانة بن عوف القضاعي 420 سنة.

10 - اليسع بن خطوب من انبياء بني اسرائيل عاش 402 سنة. ذكره الناسخ و اخبار الدول.

11 - عينان من ملوك مصر عاش 400 سنة.

12 - شالخ عاش 493 سنة ذكره في كنز الفوائد ص 245.

13 - ارفحشا عاش 492 سنة.

14 - تبع الفزاري عاش 420 سنة كان في فترة عيسى و 60 سنة في الاسلام دخل على بعض خلفاء بني امية فسأله عن عمره فقال: عشت 420 سنة فى فترة عيسى و 60 سنة في الجاهلية. قال له: اخبرني عما رأيت في سالف عمرك. قال:51

ص: 271


1- ص 251

رأيت الدنيا ليلة في اثر ليلة و يوما في اثر يوم و رأيت الناس بين جامع مال و مفرق مال مجموع و بين قوي يظلم و ضعيف يظلم و صغير يكبر و كبير يهرم وحي يموت و جنين يولد و كلهم بين مسرور بموجود و محزون.

15 - «سلمان الفارسي ره» انه عاش 400 سنه ذكره في نفس الرحمن نقلا عن شيخنا الصدوق. و قال: انه ممن ضرب في الأرض لطلب الحجة فلم يزل ينتقل من عالم الى عالم و من فقيه الى فقية و يبحث عن الأسرار و يستدل بالأخبا منتطرا لقيام «القيام» سيد الأولين و الآخرين محمد 400 سنة حتى بشر بولادته فلما ايقن بالفرج خرج يريد تهامة فسبي ثم قال: و كان اسم سلمان (روزبه) ابن (خشنوذان) و ما سجد قط لمطلع الشمس و إنما كان يسجد للّه عز و جل و كان القبلة التي امر اليها شرقية و كان أبواه يظنان انه يسجد للشمس كهيئتهم و كان سلمان وصي وصي «عيسى ع» في أداء ما حمل الي ما انتهت اليه الوصاية من المعصومين.

و عن «شيخنا المفيد» فى الاختصاص في حديث صحيح: ان رسول اللّه صلى اللّه عليه و اله قال: ان سلمان ما كان مجوسيا ولكنه مظهرا للشرك مبطنا للايمان.

و فيه عن «رضي الدين بن طاوس» فى مهج الدعوات: و يروى ان سلمان كان من بقايا أوصياء عيسى «ع» و ذكر عن «شيخ الطايفة» ان لقاءه عيسى «ع» مشهورا فى الأخبار.

و في «بعض» الروايات انه كان يدعو الناس الى دين محمد (صلی الله علیه و آله) قبل أن يبعث منذ 400 سنة.

«اما فضله» ففى صحيح مسلم ص 191 في الطبع المشكول باسناده عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): لو كان الدين فى الثريا لذهب به أهل فارس أو قال من أبناء فارس حتى يتناوله.

34 ج: 1 الشيعة و الرجعة

ص: 272

و فيه ص 192 عن أبي هريرة انه كان جالسا عند النبي (صلی الله علیه و آله) إذ نزلت عليه سورة الجمعة فلما قرأ «وَ آخَرِينَ مِنْهُمْ لَمّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ». قال رجل: من هؤلاء؟ يا رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فلم يراجعه النبي (صلی الله علیه و آله) حتى سأله مرة او مرتين او ثلاث. قال: و فينا سلمان الفارسي فوضع النبي (صلی الله علیه و آله) يده على سلمان ثم قال: لو كان الإيمان عند الثريا لنا له رجال من هؤلاء(1).

و في الاستيعاب هامش الاصابة ص 53 ج 2 في حرف السين باب سلمان يقول: «سلمان الفارسي» أبو عبد اللّه يقال انه مولى رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و يعرف بسلمان الخير كان أصله من فارس من «رام هرمز» قرية يقال لها «جي» و يقال:

بل كان اصله من اصبهان لخبر قد ذكرته بالتمهيد و كان اذا قيل له: ابن من أنت؟ قال: انا سلمان بن اسلام من بني آدم. «الى ان قال»: و قد روي من وجوه ان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) اشتراه على العتق و ان سلمان الفارسي أتى الى رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) بصدقة فقال هذه صدقة عليك و على اصحابك فقال يا سلمان إنا أهل بيت لا تحل علينا الصدقة فرفعها ثم جاءه من الغد بمثلها فقال هذه هدية فقال لأصحابه كلوا «الى أن يقول»: و ذكر معمر عن رجل من أصحابه انه قال: دخل قوم على سلمان و هو امير على المدائن و هو يعمل الخوص فقيل له: تعمل هذا و أنت امير. فقال:

اني احب ان آكل من عمل يدي. و ذكر انه تعلم عمل الخوص بالمدينة من الأنصار عند بعض مواليه. و أول مشاهده الخندق و هو الذي أشار بحفره فقال أبو سفيان و اصحابه اذا رأوه: هذه مكيدة ما كانت العرب تكيدها. و قد قيل: انه شهدة.

ص: 273


1- في ج 6 الدر المنثور ص 67 فى آخر سورة محمد (صلی الله علیه و آله) (وَ إِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ) قيل من هؤلاء؟ و سلمان الى جنب رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فقال هم الفرس و هذا و قومه و فيه لما تلى رسول اللّه الآيه فقالوا يا رسول اللّه من هؤلاء الذين ان تولينا استبدلوا بنا الخ فضرب رسول اللّه على منكب سلمان ثم قال هذا و قومه قلت راجع سورة الجمعة في تفسير و اخرين لما يلحق بهم الآية.

بدرا واحدا إلا انه كان عبدا يومئذ و الأكثرون ان أول مشاهده الخندق و لم يفته بعد ذلك مشهد مع رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و كان خيّرا فاضلا حبرا عالما زاهدا متقشفا.

ذكره هشام بن حسان عن الحسن قال: كان عطاء سلمان خمسة آلاف و كان اذا خرج عطاؤه تصدق به و يأكل من عمل يده و كان له عبائة يفترش بعضها و يلبس بعضها.

و ذكر ابن لهب و ابن نافع عن مالك قال: كان سلمان يعمل الخوص بيده فيعيش منه و لا يقبل من أحد شيئا. قال: و لم يكن له بيت و إنما كان يستظل بالجدر و الشجر و ان رجلا قال له: ألا ابني لك بيتا فيها تسكن؟ فقال: ما لي بها حاجة. فما زال به الرجل حتى قال له: اني اعرف البيت الذي يوافقك. قال:

فصفه لي؟ قال: ابني لك بيتا اذا انت قمت فيها اصاب رأسك سقفها و ان انت مددت فيها رجليك اصابهما الجدار. قال: نعم فبنى له بيتا كذلك.

(و روي) عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) انه قال: لو كان الدين عند الثريا الخ، و في رواية لنا له رجال من فارس «و روينا» عن عائشة قالت لسلمان مجلس من رسول اللّه صلى اللّه عليه و اله و سلم ينفرد به في الليل حتى كان يغلبنا على رسول اللّه (صلی الله علیه و آله).

(و روي) من حديث ابن بريدة عن النبي (صلی الله علیه و آله) انه قال: أمرني ربي بحب اربعة و اخبرني انه سبحانه يحبهم علي، و ابو ذر، و المقداد، و سلمان.

(و روي) عن خيثمة عن أبي هريرة قال: كان سلمان صاحب الكتابين.

قال قتادة: يعني (الانجيل و القرآن).

و باسناده عن علي، انه سئل عن سلمان. قال: علم العلم الأول و الآخر بحر لا ينزف هو منا أهل البيت.

و في رواية زاذان عن ابن عمر عن علي «ع» قال: كان سلمان الفارسي كلقمان الحكيم و قال كعب الأحبار: سلمان حشي علما و حكمة. «الى أن قال»:

ص: 274

توفي سلمان رضي اللّه عنه فى آخر خلافة عثمان سنة 35 و قيل سنة 36 ه (1) و في الاصابة لابن حجر ج 3 ص 60 عدد 3357 يقول في ترجمة سلمان: ابو عبد اللّه الفارسي يقال له سلمان بن الاسلام و سلمان الخير «إلى ان يقول»: أول مشاهده الخندق و شهد بقية المشاهد و فتوح العراق و ولي المدائن و قال ابن عبد البر: انه شهد بدرا. و كان عالما زاهدا روى عنه أنس و كعب بن عجره و ابن عباس و ابو سعيد و غيرهم من الصحابة و من المتابعين ابو عثمان النهدي و طارق بن شهاب و سعيد بن وهب و آخرون بعدهم و يقال: انه ادرك عيسى بن مريم و قيل: بل ادرك وصي عيسى «ع» «الى ان يقول»:

و روى البخاري في صحيحه عن سلمان انه تداوله بضعة عشر سيدا، قال الذهبي: وجدت الأقوال فى سنة كلها دالة على انه جاوز «250» و الاختلاف إنما هو في الزائد «الى أن قال»: فقد روى أبو الشيخ في طبقات الاصفهانيين من طريق عباس بن يزيد قال: قال اهل العلم: يقولون عاش «350 سنة» فاما).

ص: 275


1- و قيل توفي فى خلافة عمر و كل ذلك ذكره في ج 6 ص 996 من بحار الأنوار باضافة ما ذكره عن ابن أبي الحديد بعد تسليم ما ورد فى شأنه قال: و أصحابنا لا يخالفونهم فى ان سلمان كان من الشيعة و إنما يخالفونهم في أمر زايد من ذلك، و ما يذكره المحدثون من قوله للمسلمين «كرديد و نكرديد» محمول عند أصحابنا على ان المراد صنعتم أشياء و ما صنعتم أي استخلفتم خليفة و نعم ما فعلتم إلا انكم عدلتم عن أهل البيت فلو كان الخليفة منهم كان أولى و الامامية تقول أسلمتم و ما اسلمتم. «قلت» يعني ما وفيتم بما عهد اليكم نبيكم من اخذ الميثاق عليكم يوم الغدير و خالفتم امر نبيكم (صلی الله علیه و آله) في علي «ع» من انه هو الخليفة من بعده - و اى عذر لكم بتبديل الوصية - و قدمتم غيره ممن لا يستحق بشيء عليه، و نبذتم كتاب اللّه وراء ظهوركم و ركبتم غير ابلكم اه اه من ديان يوم القيامة (منه دام ظله).

«250» فلا يشكون فيها «الى أن قال»: و كان سلمان اذا خرج عطاؤه الخ.

و في ج 3 من المستدرك للحاكم ص 598 الى ص 604 في ترجمة سلمان في آخرها باسناده عن زيد بن وهب عن سلمان الفارسي قال: سمعت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول: الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر. و سمعت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول: اطول الناس شبعا في الدنيا أكثرهم جوعا يوم القيامة. و صححه الحاكم على شرط الشيخين و لم يخرجاه. «قال»: و هذا حديث غريب.

«قلت»: هذا ما أوردنا. و اخذنا من اصول القوم و اكابرهم و محدثيهم (و أما ما) ورد في اصولنا و تواريخنا و الكتب الرجالية فقد ذكر الشيخ الفقيه المعاصر الشيخ عبد اللّه المامقاني «ره» في رجاله في ج 2 ص 45 فى حرف السين في عدد 5509 في ترجمة سلمان الفارسى. قال: كان اسمه قبل الاسلام روزبه بن خشنودان أو ماهويه أو بهبود بن بدخشان من ولد منوجهر الملك و قد سماه رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) سلمان و كان يلقب سلمان الخير و سلمان المحمدي. و كان اذا سئل: من انت؟ يقول: أنا سلمان بن الاسلام انا من بني آدم، و كنيته ابو عبد اللّه و ابو البيّنات و ابو المرشد و كان امير المؤمنين «ع» سماه سلسل اصله من شيراز او رامهرمز او الأهواز او شوشتر او اصفهان من قرية الناجي و هو وصي وصي عيسى عليه السلام و لعله السر فى تشريف امير المؤمنين «ع» إياه بما تفرد به من مباشرته بغسله لأن الوصي لا يغسله إلا نبي او وصي.

و قد ورد انه ما كان مجوسيا الى آخر ما ذكرناه من انه لما بشر بولادة رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و أيقن بالفرج خرج يريد تهامة فسبي و بيع من يهودي فلما عرف اليهودي حبه لمحمد أبغضه و باعه من امرأة من بني سليم فوضعته فى حائط لها فاقبل يوما سبعة رهط قد ظللهم الغمامة فقال فى نفسه ما هؤلاء أنبياء ولكن فيهم نبيا قال:

فاقبلوا حتى دخلوا الحائط و الغمامة تسير معهم فلما دخلوا اذا فيهم رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و أمير المؤمنين «ع» و أبو ذر و المقداد و عقيل بن أبي طالب و حمزة بن عبد المطلب

ص: 276

و زيد بن حارثة. فدخلوا الحائط و جعلوا يتناولون من حشف النخل و رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم يقول كلوا الحشف و لا تفسدوا على القوم شيئا قال سلمان:

فدخلت على مولاتي فقلت لها: يا مولاتي هبيني طبقا من رطب فقالت: لك ستة أطباق قال: فجئت و حملت طبقا من رطب فقلت في نفسي: ان كان فيهم نبي فانه لا يأكل الصدقة و يأكل الهدية فوضعته بين يديه فقلت: هذه صدقة. فقال (صلی الله علیه و آله): كلوا و أمسك رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و أمير المؤمنين «ع» و عقيل و حمزة بن عبد المطلب و قال لزيد: مد يدك و كل. فقلت فى نفسي هذه علامة فدخلت على مولاتي فقلت لها هبيني طبقا من رطب. فقالت لك: ستة أطباق قال: فجئت فحملت طبقا آخر من رطب فوضعته بين يديه و قلت هذه هدية. فمد (صلی الله علیه و آله) يده و قال: بسم اللّه الرحمن الرحيم فمد القوم أيديهم فاكلوا فقلت في نفسي هذه أيضا علامة فبينما أنا أدور خلفه إذا قد حانت من النبي (صلی الله علیه و آله) التفاتة. فقال: يا روزبه تطلب خاتم النبوة؟ فكشف عن كتفه فأذا انا بخاتم النبوة معجون بين كتفيه عليه شعرات قال: فسقطت على قدم رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) اقبلها. فقال: يا روزبه ادخل على هذه المرأة و قل لها يقول لك محمد بن عبد اللّه تبيعينا هذا الغلام؟ فدخلت عليها فقلت:

يا مولاتي ان محمد بن عبد اللّه يقول لك تبيعينا هذا الغلام. فقالت: قل له:

لا أبيعكه إلا بأربعمائة نخلة مأتي نخلة منها صفراء و مأتي نخلة حمراء. قال: فجئت الى النبي (صلی الله علیه و آله) فاخبرته فقال: ما أهون ما سألت ثم قال: قم يا علي و اجمع هذه النوى كله فجمعه فاخذه فغرسه ثم قال اسقه فسقاه أمير المؤمنين «ع» فلما بلغ آخره خرج النخل و لحق بعضه بعضا فقال لي ادخل اليها و قل لها: يقول لك «محمد بن عبد اللّه»: خذي شيئك و ادفعي الينا شيئنا. قال: قد خلت عليها و قلت ذلك لها فخرجت و نظرت الى النخل، و قالت: و اللّه لا أبيعكه إلا 400 نخلة كلها صفراء. قال: فهبط جبرئيل و مسح جناحه على النخل فصار كله أصفر قال: ثم قال لي: قل لها: ان محمد (صلی الله علیه و آله) يقول لك خذي شيئك و ادفعي الينا شيئنا. فقلت

ص: 277

لها ذلك. فقالت: و اللّه لنخلة من هذه أحب إلي من محمد و منك. فقلت لها: و اللّه ليوم واحد مع محمد أحب إلي منك و من كل شىء أنت فيه. فاعتقنى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم و سماني سلمان.

و أما الأخبار في فضله فهي كثيرة نذكر بعضها:

«منها» ما تقدم من رواية صفوان بن يحيى عن ابن بكر عن زرارة قال:

سمعت أبا عبد اللّه (ع) يقول: ادرك سلمان العلم الأول و العلم الآخر.

«و منها» ما في رواية حسن بن صهيب عن أبي جعفر «ع»، قال: ذكر عنده سلمان الفارسي قال: فقال أبو جعفر عليه السلام: مه لا تقولوا سلمان الفارسي ولكن قولوا سلمان المحمدي ذاك رجل منا أهل البيت.

«و منها» ما في رواية ثعلبة بن ميمون عن زرارة عن أبي جعفر «ع» قال:

كان علي «ع» محدثا و كان سلمان محدثا.

«و منها» ما في رواية أبي بصير قال: سمعت أبا عبد اللّه (ع) يقول: سلمان علم الاسم الأعظم.

«و منها» ما في رواية حنان بن سدير عن أبيه عن ابي جعفر «ع» قال:

جلس عدة من أصحاب رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) ينتسبون و فيهم سلمان الفارسي و ان عمر سأل عن نسبه و أصله فقال: أنا سلمان بن عبد اللّه كنت ضالا فهداني اللّه بمحمد، و كنت عائلا فاغناني اللّه بمحمد، و كنت مملوكا فاعتقني اللّه بمحمد، فهذا حسبي و نسبي. ثم خرج رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فحدثه سلمان و شكى اليه ما لقى من القوم و ما قال لهم فقال النبي: يا معشر قريش ان حسب الرجل دينه و مروءته، و اصله عقله قال اللّه تعالى: «إِنّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثى وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاكُمْ». يا سلمان ليس لأحد من هؤلاء عليك فضل إلا بتقوى اللّه و ان كان التقوى لك عليهم فانت أفضل.

«و منها» ما فى رواية سهل بن زياد عن منخل عن جابر عن أبي جعفر «ع»

ص: 278

قال: دخل أبو ذر يوما على سلمان و هو يطبخ قدرا له فبينما هما يتحدثان إذ انكبت القدر على وجهها على الأرض فلم يسقط من مرقها و لا من ودكها شيء فعجب من ذلك أبو ذر عجبا شديدا فاخذ سلمان القدر فوضعها على حالتها الاولى على النار ثانية و أقبلا يتحدثان فبينما هما يتحدثان اذ انكبت القدر على وجهها فلم يسقط منها شىء من مرقها و لا من ودكها قال: فخرج أبو ذر و هو مذعور من عند سلمان فبينما هو متفكر إذ لقي أمير المؤمنين «ع» فقال له: يا أبا ذر ما الذي أخرجك من عند سلمان و ما الذي ذعرك؟ فقال له أبو ذر: يا أمير المؤمنين رأيت سلمان صنع كذا و كذا فعجبت من ذلك فقال: يا أبا ذر لو حدثك بما يعلم لقلت رحم اللّه قاتل سلمان، يا أبا ذر سلمان باب اللّه في الأرض من عرفه كان مؤمنا و من أنكره كان كافرا و ان سلمان منا أهل البيت.

«و منها» ما في رواية أبي بصير عن أبي عبد اللّه (ع) قال: و كان و اللّه علي محدثا و كان سلمان محدثا. قلت: اشرح لي قال: يبعث اللّه اليه ملكا ينقر فى اذنيه يقول كيت و كيت.

«و منها» ما في رجال الكشي عن الفضل بن شاذان انه ما نشأ في الاسلام رجل من كافة الناس أفقه من سلمان الفارسي.

«و منها» ما في رواية مسعدة بن صدقة عن جعفر عن أبيه عليهما السلام قال: ذكرت التقية يوما عند علي «ع» فقال: لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله، و لقد آخى رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) بينهما فما ظنك بساير الخلق.

«و منها» ما في رواية محمد بن الحكيم قال: ذكر عند أبي جعفر (ع) سلمان، فقال: ذاك سلمان المحمدي ان سلمان منا أهل البيت - الحديث.

«و منها» ما في رواية عمر بن يزيد عن أبي عبد اللّه «ع» قال: مر سلمان على الحدادين بالكوفة و اذا بشاب قد صرع و الناس قد اجتمعوا حوله. فقالوا له:

يا أبا عبد اللّه هذا الشاب قد صرع فلو جئت و قرأت عليه في اذنه. فجاء سلمان

ص: 279

فلما دنى منه رفع الشاب رأسه و قال: يا أبا عبد اللّه ليس فيّ شيء ولكنى مررت بهؤلاء الحدادين و هم يضربون بالمرازب فذكرت قول اللّه عز و جل: «وَ لَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ». قال: دخلت في قلب سلمان من الشاب محبة و اتخذه أخا فلم يزل معه حتى مرض الشاب فجاءه سلمان فجلس عند رأسه و هو في نزاع الموت فقال: يا ملك الموت أرفق. فقال: يا أبا عبد اللّه اني بكل مؤمن رفيق.

«و منها» ما في رواية عمر بن عبد الأعلى عن أبيه عن المسيب بن نجية الفزاري قال: لما أتانا سلمان الفارسي فتلقيته ممن تلقاه فسار حتى انتهى الى كربلاء فقال ما يسمون هذه؟ قالوا: كربلاء فقال: هذه مصارع اخواني. هذا موضع رحالهم، هذا مناخ ركابهم، و هذا مهراق دمائهم. قتل بها خير الأولين و يقتل بها خير الآخرين. ثم سار حتى انتهى الى حرورى فقال: ما تسمون هذه الأرض؟ قالوا:

حرورى. فقال حرورى: خرج بها شر الأولين و يخرج بها شر الآخرين. ثم سار حتى أنتهى الى بانقيا و بها جسر الكوفة الأول قال: ما تسمون هذه؟ قالوا:

بانقيا. ثم سار حتى انتهى الى الكوفة. فقال: هذه الكوفة؟ قالوا: نعم قال:

قبة الأسلام.

«و منها» ما عن محمد بن مسعود باسناده الى عبد اللّه بن سنان عن ابي عبد اللّه عليه السلام قال: خطب سلمان فقال: الحمد للّه الذي هداني لدينه بعد جحودى له اذا انا مذك لنا الكفر أهل لها نصيبا اذ أتيت لها رزقا حتى القى اللّه عز و جل في قلبي حب تهامة جائعا ظمآنا قد طردني قومي و أخرجت من مالي و لا حمولة تحملني و لا متاع يجهزني و لا مال يقويني، و كان من شأني ما قد كان حتى أتيت محمدا صلى اللّه عليه و آله و سلم فعرفت من العرفان ما كنت أعمله و رأيت من العلامة ما اخبرت منها فانقذني به من النار فثبت من الدنيا على المعرفة التي دخلت بها في الاسلام ألا ايها الناس اسمعو من حديثي ثم اعقلوه عني قد أتيت العلم كثيرا و لو 35 ج 1: الشيعة و الرجعة

ص: 280

اخبركم بكل ما أعلم لقالت طائفة لمجنون و قالت طائفه اخرى اللهم اغفر لقاتل سلمان ألا ان لكم منايا تتبعها بلايا فان عند علي علم المنايا و علم الوصايا و فصل الخطاب على منهاج هارون بن عمران قال له رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): أنت وصيي و خليفتي فى أهلي بمنزلة هارون من موسى ولكنكم أصبتم سنة الأولين و أخطأتم سبيلكم و الذي نفس سلمان بيده لتركبن طبقا عن طبق سنة بني اسرائيل، القذة بالقذة أما و اللّه لو وليتموها عليا لأكلتم من فوقكم و من تحت أرجلكم، فأبشروا بالبلاء و اقنطوا من الرخاء و نابذتكم على سواء و انقطعت العصمة بيني و بينكم من الولاء، أما و اللّه لو اني أدفع ضيما أو أعز للّه دينا لوضعت سيفي على عاتقي ثم لضربت به قدما قدما ألا اني احدثكم بما تعلمون و بما لا تعلمون فخذوها من سنة السبعين «التسعين خ ل» بما فيها ألا ان لبني امية في بنى هاشم نطحات و ان لبني امية من آل هاشم نطحات ألا ان بني امية كالناقة الضروس تعض بفيها و تخبط بيديها و نضرب برجليها و تمنع درها ألا انه حق على اللّه أن يذل باديها و أن يظهر عليها عدوها مع قذف من السماء و خسف و مسخ و سوء الخلق حتى ان الرجل ليخرج من جانب حجلته الى الصلاة فيمسخه قردا، الا و فئتان تلتقيان بتهامة كلتاهما كافرتان الا و خسف بكلب و ما أنا و كلب: و اللّه لو لا ما لو لا لأريتكم مصارعهم الا و هو البيداء ثم يجيء ما تعرفون فاذا رأيتم أيها الناس الفتن كقطع الليل المظلم يهلك فيها الراكب الموضع «السريع العدو» و الخطيب المصقع و الرأس المتبوع فعليكم بآل محمد فانهم القادة الى الجنة و الدعاة اليها الى يوم القيامة، و عليكم بعلي «ع» فو اللّه لقد سلمنا عليه بالولاء مع نبينا (صلی الله علیه و آله) فما بال القوم احسد! قد حسد قابيل هابيل او كفر! فقد ارتد قوم موسى عن الاسباط و يوشع و شمعون و ابني هارون شبر و شبير و السبعين الذين اتهموا موسى على قتل هارون فاخذتهم الرجفة من بغيهم ثم بعثه اللّه انبياء مرسلين فامر هذه الامة كأمر بني اسرائيل فأين يذهب بكم ما انا و فلان يحكم و اللّه ما أدري اتجهلون ام تتجاهلون ام نسيتم ام تتناسون انزلوا آل

ص: 281

محمد منكم منزلة الرأس من الجسد بل منزلة العين من الرأس، و اللّه لترجعن كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض بالسيف يشهد الشاهد على الناجي بالهلكة و يشهد الناجي على الكافر بالنجاة على اني أظهرت أمري و آمنت بربي و اسلمت بنييي و اتبعت مولاي و مولى كل مسلم، بابي و امى قتيل كوفان يا لهف نفسي لأطفال صغار و بابي صاحب الجفنة و الخوان الحسن بن علي، الا ان نبي اللّه (صلی الله علیه و آله) نحله الباس و الحياء و نحل الحسين المهابة و الجود. يا ويح لم احتقرته لضعفه و استضعفه لقتله و ظلم من بين ولده فكان بلادهم عامرا لباقين من آل محمد ايها الناس لا تكل اظفاركم عن عدوكم و لا تستغشوا صديقكم فيستحوذ الشيطان عليكم و اللّه لتبتلن ببلاء لا تغيرونه بايديكم الا اشارة بحواجبكم. ثلاثة خذوها بما فيها و ارجوا رابعها و موافاها يأتي دافع الضيم شقاق بطون الحبالى و حمال الصبيان على الرماح و مغلي الرجال في القدور اما اني ساحدثكم من نفس الطيبة الزكية و تضريج دمه بين الركن و المقام كذبح الكبش يا ويح لسبايا النساء من كوفان الواردون الثوية المستعدون عشية و ميعاد ما بينكم و بين ذلك فتنة شرقية و جاء هاتف يستغيث من قبل المغرب فلا تغيثوه لا أغاثه اللّه، و ملحمة بين الناس الى أن يصير ما ذبح على شبيه المقتول بظهر الكوفة و هي كوفان و يوشك أن بين جسرها يبين جبليها حتى يأتي زمان لا يبقي مؤمن إلا بها أو يحن و فتنة مصبوبة تطأفي خطا مهالا ينهاها أحد لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته و احدثك يا حذيفة ان ابنك مقتول و ان عليا أمير المؤمنين «ع» فمن كان مؤمنا دخل في ولايته فيصبح على امر يمسى على مثله لا يدخل فيها الا مؤمن و لا يخرج منها الا كافر و قد توفي (ره) بالمدائن سنة 34 من الهجرة على الأصح و عمره إذ ذاك 350 سنة و قيل 250 سنة.

«قلت»: الى هنا ما استفدناه و أردنا نقله و يحتاج ترجمته الى مجلد ضخم و التفصيل يرجع الى نفس الرحمن في ترجمة سلمان (للمحدث النوري اعلى اللّه مقامه) و الجزء 6 من بحار الأنوار و الجزء 8 منه.

ص: 282

الطبقة الخامسة:

فيمن بلغ خمسمائة و لم يبلغ ستمائة.

1 - لقمان(1) بن عاد الكبير عاش 500 سنة و قيل غير ذلك و سيأتي.

2 - جلهمة بن عدد بن زيد بن يشخب بن زيد بن كهلان عاش 500 سنة.

3 - هوشنك بن كيومرث عاش 500 سنة.

4 - فيروز راي من ملوك الهند عاش 537 سنة.

5 - حام بن نوح عاش 560 سنة.

6 - فريدون بن اثغبان عاش 500 سنة. ذكر في ج 1 من الكامل لابن الأثير ص 131 و ذكر له قضايا و قال: انه أول من ذلل الفيلة و امتطاها و نتج البغال و اخذ الأوز و الحمام و عمل الترياق ورد المظالم و أمر الناس بعبادة اللّه و الانصاف و العدل و الاحسان ورد على الناس ما كان الضحاك غصبه من الأرض و غيرها إلا ما لم يجد صاحبا له فانه وقفه على المساكين و أول من نظر فى علم الطب.

7 - حمير بن سبا من التبابعة عاش 500 سنة.

8 - يحا بن مالك بن عدد عاش 500 سنة.

9 - مريم ام المسيح «ع» عاشت 500 سنة ذكره في حياة القلوب.

الطبقة السادسة:

فيمن بلغ ستمائة و لم يبلغ سبعمائة:

ص: 283


1- و هو غير لقمان الحكيم المذكور في القرآن الذي قيل انه عاش 4000 سنة و قيل غير ذلك و سيأتي ذكره ان شاء اللّه.

1 - قس بن ساعدة الايادي الذي كان في الفترة قال فى مروج الذهب هامش ابن الأثير ص 92: قس بن ساعدة بن إياد بن نزار بن معد و كان حكيم العرب و كان مقرا بالبعث و هو الذي يقول: من عاش مات و من مات فات و كل ما هو آت آت و قد ضرب العرب بحكمته و عقله الأمثال و قدم على النبي (صلی الله علیه و آله) و قد من اياد فسألهم عنه فقالوا: هلك. فقال: رحمه اللّه كأني أنظر اليه بسوق عكاظ على جمل له أحمر و هو يقول: أيها الناس اجتمعوا و اسمعوا و عوا من عاش مات و من مات فات و كل ما هو آت آت أما بعد فان في السماء لخبرا و ان في الأرض لعبرا نجوم تمور و بحار تفور و سقف مرفوع و مهاد موضوع، اقسم باللّه قسما لا حانثا فيه و لا أئما ان للّه لدينا هو أرضى من دين أنتم عليه ما لي أرى يذهبون و لا يرجعون أرضوا بالمقام فاقاموا ام تركوا فناموا سبيل مؤتلف و عمل مختلف. و قال أبياتا لا أحفظها فقام أبو بكر فقال: انا أحفظها يا رسول اللّه. فقال (صلی الله علیه و آله): هاتها فقال:

فى الذاهبين الأولي ن من القرون لنا بصائر

لما رأيت مواردا للموت ليس لها مصادر

و رأيت قومى نحوها تمضى الأوائل و الأواخر

لا يرجع الماضي و لا يبقى من الباقين عابر

أيقنت اني لا محا لة حيث صار القوم صائر

فقال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): رحم اللّه قسا اني لأرجو أن يبعثه اللّه امة.

و فى ج 2 من كتاب «المستطرف ص 23 باب 48 في الفصل 4: انه عاش 750 سنة و كان من حكماء العرب.

و فى كنز الفوائد ص 254: انه عاش 600 سنه. و روي اقل من ذلك و كان من عقلاء العرب و حكمائهم و هو أول من كتب من فلان الى فلان و هو ممن وحد اللّه تعالى و آمن به و اقر له بعدله و حكمته و انه خلق العباد و ينشرهم بعد الممات و هو أول من قال (أما بعد) و أول من خطب بعصا. «الى ان يقول»:

ص: 284

و كان قس أحسن الناس فى زمانه عبادة و أفصحهم خطابة و ابلغهم عظة و كان كثيرا ما يذكر رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و يبشر الناس به. و آمن به قبل مبعثه و كان النبي (صلی الله علیه و آله) يستعلم أخباره و يستعيد من الناس مواعظه و يترحم عليه.

و فيه ص 256 باسناده عن تميم بن واهلة المري قال: حدثنى الجارود بن المنذر العبدي و كان نصرانيا فاسلم عام الحديبية و حسن اسلامه و كان قاريا للكتب عالما بتأويلها على وجه الدهر و سالف العصر بصيرا بالفلسفة و الطب ذا رأي أصيل و وجه جميل انشأ يحدثنا في أيام عمر بن الخطاب قال: وفدت على رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فى رجال من عبد القيس ذوي أحلام و أسنان و فصاحة و بيان و حجة و برهان فلما بصروا به (صلی الله علیه و آله) راعهم منظره و محضره عن بيانهم و اعيرهم العرواء في ابدانهم فقال زعيم القوم لي: دونك فما نستطيع أن نكلمه. فاستقدمت دونهم اليه فوقفت بين يديه فقلت: السلام عليك يا رسول اللّه «بابي أنت و امي» ثم أنشأت أقول:

يا نبي الهدى أتتك رجال قطعت قرودا و الآفالا

الى ان قال:

فلك الحوض و الشفاعة و الكوثر و الفضل إذ ينص السؤالا

خصك اللّه يابن آمنة الخير اذا ما بكت سجالا سجالا

انبأ الأولون باسمك فيها و بأسماء بعده تتلالا

قال فأقبل عليّ رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) بصفحة وجهه المبارك شمت منه ضياء لا معا كوميض البرق فقال: يا جارود و لقد تأخر بك و بقومك الموعد و كنت وعدته قبل عامى ذلك ان أفد اليه بقومي فلم آته و أتيته في عام الحديبية فقلت: يا رسول اللّه بنفسي أنت، ما كان أبطائي عنك إلا ان جلة قومي أبطأوا عن اجابتي حتى ساقه اللّه اليك لما أرادها به من الخير لديك و أما من تأخر عنه فحظه فات منك فتلك أعظم حوبة و أكبر عقوبة و لو كانوا ممن رآك لما تخلفوا عنك. و كان عنده رجل لا اعرفه «قلت»: و من هو؟ قالوا: هو (سلمان الفارسي) ذو البرهان

ص: 285

العظيم و الشأن القويم فقال سلمان: و كيف عرفته أخا عبد القيس من قبل اتيانه؟ فاقبلت على رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و هو يتلألأ و يشرق وجهه نورا و سرورا فقلت:

يا رسول اللّه، ان قسا كان ينتظر زمانك و يتوكف ابانك و يهتف باسمك و أبيك و امك و باسماء لست أصيبها معك و لا أراها فى من اتبعك قال سلمان: فاخبرنا و أنشأت احدثهم و رسول اللّه «ص» يسمع و القوم سامعون و اعون. قلت:

يا رسول اللّه لقد شهدت قسا و قد أخرج من ناد من أندية اياد الى صحصح ذيقتاد و سمر و عتاد و هو مشتمل بنجاد فوقف في اضحيان ليل كالشمس رافعا الى السماء وجهه و اصبعه فدنوت منه فسمعته يقول: «اللهم رب هذه السبعة الا رفعة و الأرضيين الممرعة و بمحمد صلى اللّه عليه و آله و سلم و الثلاثة المحامدة معه و العليين الأربعة و سبطية النبعة الا رفعه و السرى الا لمعة و سمي الكليم الضرعة و الحسن ذي الرفعة اولئك النقباء الشفعة و الطريق المهيعة درسة الانجيل و حغظة التنزيل على عدد النقباء من بني اسرائيل محاة الأضاليل نفاة الأباطيل الصادقوا القيل عليهم تقوم الساعة و بهم تنال الشفاعة و لهم من اللّه فرض الطاعة». ثم قال: «اللهم ليتني مدركهم و لو بعد لأي من عمري و محياي» ثم أنشأ يقول:

متى أنا قبل الموت للحق مدوك و ان كان لي من بعد هاتيك مهلك

و ان غالني الدهر الحرون بغوله فقد غال من قبلي و من بعد يوشك

فلا غرو اني سالك مسلك الاولى و شيكا و من ذا للردى ليس يسلك

ثم آب يكفكف دمعه و يرّن رنين البكرة قد بريت ببراة و هو يقول:

نقسم قس قسما ليس به مكتما لو عاش الفى عمر لم يلق منها سأما

حتى يلاقي أحمدا و النقباء الحكما هم أوصياء أحمد أكرم من تحت السما

يعمي العباد عنهم و هم جلاء للعما لست بناس ذكرهم حتى احل الرخما

ثم قلت: يا رسول اللّه انبأني انبأك اللّه بخبر عن هذه الأسماء التي لم نشهد و اشهدنا قس ذكرها. فقال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): يا جارود ليلة أسري بي الى

ص: 286

السماء أوحى اللّه عز و جل إلي أن سل من أرسلنا قبلك من رسلنا على ما بعثوا؟ فقلت لهم: على م بعثتم. فقالوا: على نبوتك و ولاية علي بن أبي طالب و الأئمة منكم. ثم أوحى الي: أن التفت عن يمين العرش فالتفت فاذا: علي و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي ابن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و المهدي (عج) عليهم السلام في ضحضاح من نور يصلون. فقال لي الرب تعالى: هؤلاء الحجج لأوليائي و هذا المنتقم من أعدائي. قال الجارود: فقال لي سلمان: يا جارود هؤلاء المذكورون في التوراة و الانجيل و الزبور. فانصرفت بقومى و أنا اقول: أتيتك يابن آمنة الرسولا (الى قوله): و كنت به جهولا.

و عن الناسخ: انه لما حضرته الوفاة جمع أولاده فقال: «ان الألمعي تكفيه البقلة و ترويه المذقة و متى عدلت على نفسك عدل عليك من فوقك اذا نهيت عن شيء فابدأ بنفسك، و لا تجمع ما لا تأكل و ما لا تحتاج اليه. و اذا ادخرت فلا يكونن كنزك إلا فعلك. كن عف العيلة مشترك الغنى تسد قومك. و لا تشاورن مشغولا و ان كان فهما و لا مذعورا و ان كان ناصحا و لا تضعن في عنقك طوقا لا يمكنك نزعه إلا بشق نفسك، و اذا خاصمت فاعدل و اذا قلت فاقتصد.

2 - سام بن نوح و عند الأكثر كان من جملة الأنبياء عاش 600 سنة ذكره في ج 1 من الكامل ص 54 و في الناسخ مثله.

3 - رستم بن زال المشهور انه عاش 600 سنة.

4 - هبل بن عبد اللّه الكناية عاش 600 سنة ذكره في البحار و الناسخ.

5 - فرعون الذي كان فى عصر موسى بن عمران عاش 620 سنة ذكره في أخبار الدول.

6 - ماريان بن اوس عاش 660 سنة ذكره في حياة القلوب.

ص: 287

الطبقة السابعة:

فيمن بلغ سبعمائة و لم يبلغ ثمانمائة:

1 - هود النبي (صلی الله علیه و آله) كان زمان دعوته 670 سنة و كان أعمار قومه 400 سنة يقال انه كان في كهف في جبل حضر موت على لوح مكتوب عليه «بسم اللّه الرحمن الرحيم. العلى الأعلى أنا هود النبي و رسول رب الأرض و السماء الى الملأ من عاد فدعوتهم الى الايمان و خلع الأديان فعصوني فاهلكتهم الريح العقيم فاصبحوا كالرميم».

و فى المستطرف ج 2 ص 33 انه عاش 962 سنة.

(نسبه) في مجمع البحرين في مادة هود يقول: هود النبى قيل هو ابن عبد اللّه بن رياح بن خلود بن عوض بن ازم بن سام بن نوح.

و في بحار الأنوار ج 7 ص 101 باسناده عن الامام السادس «ع» قال: لما حضرت نوحا الوفاة دعا الشيعة فقال لهم: اعلموا انه ستكون بعدي غيبة تظهر فيها الطواغيت و ان اللّه عز و جل يفرّج عنكم (بالقائم) من ولدي اسمه هود له سكينة و وقار يشبهنى و سيهلك اللّه أعدائكم عند ظهوره بالريح فلم يزالوا يترقبون هودا و ينتظرون ظهوره حتى طال عليهم الأمد فقست قلوب كثير منهم فاظهر اللّه تعالى ذكره نبيه هودا عند اليأس منهم و تناهي البلاء بهم و أهلك الأعداء بالريح العقيم التي وصفها اللّه تعالى ذكره فقال: «ما تَذَرُ مِنْ شَيْ ءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاّ جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ»

ثم وقعت الغيبة به بعد ذلك الى أن ظهر صالح.

«قلت»: و شيعة المهدي المنتظر «عج» بوعد من اللّه و رسوله يترقبون و ينتظرون ظهوره ليلا و نهارا مترنمين أين بقية اللّه التى لا تخلو من العترة الهاديه؟ 36 ج: 1 الشيعة و الرجعة

ص: 288

أين المعد لقطع دابر الظلمة؟ أين المنتظر لاقامة الامت و العوج؟ اين المرتجى لازالة الجور و العدوان؟ أين المؤمل لاحياء الكتاب و حدوده؟ أين محيي معالم الدين و اهله؟ أين قاصم شوكة المعتدين؟ أين هادم أبنية الشرك و النفاق؟ أين مبيد أهل الفسوق و العصيان و الطغيان؟ أين معز الأولياء و مذل الأعداء؟ أين جامع الكلم على التقوى؟ هل يتصل يومنا منك بغده فنحظى؟ متى نرد منا هلك الروية فنروى؟ متى ننتفع من عذب مائك فقد طال الصدى؟ متى نغاديك و نراوحك فتقر منا عينا؟ متى ترانا و نراك و قد نشرت لواء النصر ترى؟ أترى نحف بك و أنت تؤم الملأ و قد ملأت الأرض عدلا و أذقت اعدائك هوانا و عقابا. الخ و لنعم ما قال السيد الحلي «ره» في المقام:

مات التصبر بانتظارك أيها المحيي الشريعة فانهض فما أبقى التحمل غير احشاء جزوعه

قد مزقت ثوب الأسى و شكت لواصلها القطيعه فالسيف ان به شفاء قلوب شيعتك الوجيعه

كم ذا القعود و دينكم هدمت قواعده الرفيعه تنعى الفروع اصوله و اصوله تنعى فروعه

2 - سليمان النبي «ع» على ما ذكره في إكمال الدين عن أمير المؤمنين «ع» انه عاش 712 سنة و قيل على ما في بعض التواريخ انه عاش 1000 سنة.

3 - جمشيد في ج 1 من الكامل ص 23 انه عاش 716 سنة و قيل انه ملك الأقاليم السبعة و سخر له ما فيها من الجن و الانس(1).

ص: 289


1- و فيه: انه عقد التاج على رأسه و أمر لسنة مضت من ملكه الى 50 سنة بعمل السيوف و الدروع و سائر الأسلحة و آلة الصناع من الحديد و من سنة خمسين من ملكه الى سنة مائة بعمل الابريسم و غزله و القطن و الكتان و كل ما يستطاع غزله و حياكة ذلك و صبغه ألوانا. و من سنة مائة الى سنة خمسين و مائة: صنف الناس اربع طبقات طبقة مقاتلة و طبقة فقهاء و طبقة كتاب و طبقة حراثين و اتخذ منهم خدما و وضع لكل أمر خاتما مخصوصا به، فكتب على خاتم الحرب (الرفق و المداراة) و على خاتم الخراج (العمارة و العدل) و على خاتم البريد و الرسل (الصدق و الامانة) و على خاتم المظالم (السياسة و الانتصاف) و بقيت رسوم تلك الخواتيم حتى محاها الاسلام. و من سنة مائة و خمسين الى سنة خمسين و مائتين حارب الشياطين و أذلهم و قهرهم و سخروا له. و من سنة خمسين و مائتين الى سنة 316 و كل الشياطين بقطع الأحجار و الصخور من الجبال و عمل الرخام و الجص و الكلس و بنى بذلك الحمامات. و النقل من البحار و الجبال و المعادن و الذهب و الفضة و ساير ما يذاب من الجواهر و أنواع الطيب و الأدوية فنفذوا في ذلك بامره. (الى أن يقول): و قيل انه ادعى الربوبية فوثب عليه أخوه ليقتله و أسمه اسفنور فتوارى عنه 100 سنة فخرج عليه في تواريه بيوراسب فغلبه على ملكه و قيل كان ملكه 716 سنة و أربعة أشهر انتهى. «قلت» و في ج 1 من الطبري ص 89 بعد بيان ما تقدم ذكره من ابن الأثير يقول. استقام له ملكه 400 سنة مطيعا للّه عز و جل. ثم ان ابليس انتبه لذلك فقال: تركت رجلا يعبد اللّه ملكا 400 سنة فجاء فدخل عليه فتمثل له برجل ففزع منه الملك فقال: من أنت؟ قال ابليس: لا ترع ولكن اخبرني من أنت؟ قال: أنا رجل من بني آدم. فقال له ابليس: لو كنت من بني آدم لقد مت كما يموت بنو آدم ألم تركم قد مات من الناس و ذهب من القرون لو كنت منهم لقدمت ولكنك إله فادع الناس الى عبادتك. فدخل ذلك فى قلبه. ثم صعد المنبر فخطب الناس فقال: أيها الناس اني قد كنت أخفيت عنكم أمرا بان لي اظهاره لكم تعلمون اني ملكتكم 400 و لو كنت من بني آدم لقدمت كما ماتوا ولكني إله فاعبدوني فارعش مكانه فاوحى اللّه الى بعض من كان معه فقال: اخبره أني قد استقمت له ما استقام لي فاذا تحول عن طاعتي الى معصيتي فلم يستقم لي فبعزتي حلفت لا سلطن عليه «بخت نصر» فليضربن عنقه و ليأخذ ما في خزائنه. و كان في ذلك الزمان لا يسخط اللّه على أحد إلا سلط عليه بخت نّصر فضرب عنقه و أوقر من خزائنه سبعين سفينة ذهبا. قال أبو جعفر: ولكن بين «بخت نّصر» «و جم» دهرا طويلا إلا أن يكون الضحاك كان يدعى في ذلك الزمان «بخت نصر» و ذكر عن هشام ابن الكلبي: انه ملك بعد طمورث «جم» و كان أصبح أهل زمانه وجها و أعظمهم جسما فذكروا انه الى 619 سنة كان مطيعا للّه مستعليا امره مستوثقة له البلاد ثم انه طغى و بغى فسلط اللّه عليه الضحاك فسار اليه في مائتي الف فهرب «جم» منه 100 سنة ثم ان الضحاك ظفر به فنشره بمنشار. «قلت» و في أخبار الدول انه لما خرب بيت المقدس و قتل بنو اسرائيل و رجع الى بابل مسخه اللّه 7 سنين بصورة الأسد ثم بصورة النسر ثم بصورة البقر مسخه اللّه و قد مضى من عمره 1500 سنة و خمسين يوما و باضافة سني مسخه كان مجموع عمره 1507 سنة و خمسين يوما.

4 - كرشاسب من ملوك «كيانيان» ايران على ما في الناسخ عاش 705 سنين.

5 - عزيز مصر عاش 700 سنة.

6 - لود بن مهلائيل كان عمره 732 سنة ذكره في مروج الذهب هامش ابن الأثير ص 45. -

ص: 290

7 - لمك بن متوشلخ بن ادريس النبي «ع» 700 سنة على ما فى أخبار الدول و في ج 1 من الكامل انه عاش 790 سنة و قيل 780 سنة.

8 - ريان بن دومغ كان في زمان يوسف الصديق عاش 700 سنة.

9 - مصر ايم بن بصير بن حام بن نوح كان موحدا موقنا بخاتم الأنبياء عاش 700 سنة.

10 - سطيح عاش 700 سنة ذكره فى المستطرف فى ج 2 ص 33.ا.

ص: 291

الطبقة الثامنة:

فيمن بلغ ثمانمائة و لم يبلغ تسعمائة:

1 - عمرو بن عامر من حكام أرض السبا 800 سنة ذكره في الغرر و الدرر و إكمال الدين و الغيبة الطوسية و الناسخ.

2 - طهمورث عاش 800 سنة و نسب اليه بناء بعض البلدان مثل: قندهار و مرو شاه جهان، و آمل، و طبرستان، و سارى، و اصفهان.

3 - ادريس النبي «ع» و يقال انه بعث بعد وفاة آدم «ع» بمائتى سنة و كان مقيما فى مسجد السهلة و فى الكوفة و هو الذي علم الناس 72 لغة و هو أول من علم الناس الخياطة و الكتابة بالقلم و انزل عليه 30 صحيفة و علم الناس النجوم و بعد ما عاش في الأرض 365 سنة عرج به الى السماء و قيل تمام عمره 962 سنة كما فى ج 1 من الكامل ص 21(1).

4 - مهلائيل بن قينان عاش 895 سنة. ذكره فى كنز الفوائد ص 235.

ص: 292


1- و فيه عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): يا أبا ذر من الرسل أربعة 3 سريانيون آدم و شيث و خنوخ و هو أول من خط بالقلم و أنزل اللّه عليه 30 صحيفة و قيل ان اللّه أرسله الى جميع أهل الأرض في زمانه و جمع له علم الماضين و زاده 30 صحيفة. و في ج 2 من مستدرك الحاكم ص 548 باسناده عن ابن عباس في قوله تعالى: «وَ لا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى» قال: كانت فيما بين نوح و ادريس الف سنة و فيه ص 549 باسناده عن سمرة بن جندب قال: ثم كان نبي اللّه ادريس رجلا أبيض طويلا ضخم البطن عريض الصدر قليل شعر الجسد كثير شعر الرأس (الى أن يقول): فلما رأى اللّه من أهل الأرض ما رأى من جورهم و اعتدائهم في أمر اللّه رفعه اللّه الى السماء السادسة فهو حيث يقول: (و رفعناه مكانا عليا) «المؤلف».

5 - غابر عاش 870 سنة ذكره في كنز الفوائد ص 235.

الطبقة التاسعة:

فيمن بلغ تسعمائة و لم يبلغ الألف.

1 - «آدم صفي اللّه» عاش 930 سنة ذكر في ج 1 من الكامل ص 19، و في مروج الذهب هامش ابن الاثير ص 45 و في كنز الفوائد ص 245 مثله و في مستدرك الحاكم ص 588 باسناده عن ابن عباس عن النبي (صلی الله علیه و آله) قال كان عمر آدم الف سنة قال ابن عباس: و بين آدم و نوح الف سنة، و بين نوح و ابراهيم الف سنة، و بين ابراهيم و موسى سبعمائة سنة و بين موسى و عيسى خمسمائة سنة، و بين عيسى و محمد (صلی الله علیه و آله) ستمائة سنة.

2 - حواء عاشت 931 سنة ماتت بعد آدم.

3 - شداد بن عاد بن عوص بن ارم بن سام بن نوح كان معاصرا لهود «ع» صاحب ارم (ذاتِ الْعِمادِ اَلَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ) عاش 900 سنة ذكره في إكمال الدين و أخبار الدول.

4 - شيث بن آدم و هو لغة سريانية و معناه هبة اللّه أعطاه اللّه آدم بعد قتل هابيل بخمس سنوات و قد يطلق عليه «اورياء الثاني» و هو في اللغة السريانية بمعنى المعلم و أنزل اللّه عليه «50» صحيفة.

و في رواية 29 صحيفة محتوية على الحكم و الصنايع مثل الاكسير و الرياضيات و الهيئة. و عاش 912 سنة ذكره ابن الأثير ج 1 ص 19 و هو أول من حمل الوصاية بعد أبيه آدم من اللّه تعالى.

5 - انوش عاش 965 سنة ذكره في كنز الفوائد ص 245 و قيل 980 سنة.

6 - متوشلخ بن ادريس عاش 997 سنة.

ص: 293

7 - عديم من ملوك مصر عاش 926 سنة ذكره فى أخبار الدول.

8 - قينان عاش 920 سنة ذكره في كنز الفوائد ص 245.

9 - برد بن مهلائيل عاش 976 سنة.

10 - سربابك ملك الهند ذكره فى البحار ج 13 ص 76 عن علي بن عبد اللّه الاسواري عن مكي بن أحمد قال: سمعت اسحاق بن ابراهيم الطوسي و قد أتى عليه 97 سنة على باب يحيى بن منصور قال: رأيت سربابك ملك الهند فى بلد تسمى (صوح) فسألناه كم اتى عليك من السنين؟ قال: 935 سنة. و هو مسلم فزعم ان النبي (صلی الله علیه و آله) انفذ اليه عشرة من أصحابه منهم حذيفة بن اليمان و عمرو بن العاص و اسامة بن زيد و أبو موسى الأشعري و صهيب الرومي و غيرهم يدعونه الى الاسلام فاجاب و أسلم و قبل كتاب النبي (صلی الله علیه و آله). فقلت له: كيف تصلي مع هذا الضعف؟ فقال لي: قال اللّه عز و جل «اَلَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِياماً وَ قُعُوداً وَ عَلى جُنُوبِهِمْ». الآية فقلت له: ما طعامك؟ قال لي: آكل ماء اللحم و الكراث.

و سألته: هل يخرج منك شىء؟ فقال: في كل اسبوع مرة شيء يسير. و سألته عن أسنانه فقال: أبدلتها عشرين مرة. و رأيت له في اصطبله شيئا من الدواب أكبر من الفيل يقال له «زنجفيل» فقلت له: ما تصنع بهذا؟ قال: يحمل بثياب الخدم الى القصار و مملكته مسير أربع سنوات فى مثلها و مدينته طولها 50 فرسخا في مثلها و على كل باب منها عسكر مائة الف و عشرون الفا اذا وقع في أحد الأبواب حدث خرجت تلك الفرقة الى الحرب لا تستعين بغيرها. و هو فى وسط المدينة و سمعته يقول: دخلت المغرب فبلغت الى الرمل رمل عالج و سرت الى قوم موسى فرأيت سطوح بيوتهم مستوية و بيدر الطعام خارج القرية يأخذون منه القوت و الباقى يتركونه هناك و قبورهم في دورهم و بساتينهم في المدينة على فرسخين ليس فيهم شيخ و لا شيخة و لم أر فيهم علة و لا يعتلون الى أن يموتون و لهم أسواق اذا أراد الانسان منهم شراء شيء صار الى السوق فوزن لنفسه و أخذ ما يصيبه

ص: 294

و صاحبه غير حاضر و اذا أرادوا الصلاة حضروا فصلوا و انصرفوا لا يكون بينهم خصومة و لا كلام يكره إلا ذكر اللّه عز و جل و ذكر الموت.

الطبقة العاشرة فيمن بلغ الف سنة و لم يبلغ الألفين:

1 - كيومرث عاش 1000 سنة و نسب اليه بناء اصطخر و دماوند.

2 - يوشالفرس بن كالب بن قينان و كان في الحسن و الوجاهة مثل يوسف كان الناس يفتنون به فخاف الفتنة فدعى اللّه أن يغير حسنه فصار مجدرا عاش في بني اسرائيل 1000 سنة.

3 - ضحاك عاش 1000 سنة. كما ذكره الطبري و في حبيب السير و في الغيبة الطوسية 1200 سنة.

4 - صاحب المهرجان على ما في الغيبة الطوسية عاش 1500 سنة.

5 - بخت نصر 1507 سنين و 50 يوما فى أخبار الدول انه بعد تخريبه بيت المقدس و قتله بني اسرائيل و رجوعه الى بابل مسخه اللّه سبع سنين أولا بصورة الأسد ثم بصورة النسر ثم بصورة البقر مسخه اللّه و قد قضى من عمره نحو 1500 سنة و خمسين يوما و مع زمان مسخه كان المجموع 1507 سنة و 50 يوما كما مر.

6 - بيوراسف بن ارونداسف عاش 1000 سنة ذكره في ج 1 من الكامل ص 131.

الطبقة الحادية عشرة فيمن تجاوز الألفين:

1 - نوح النبي عاش على المشهور 2500 سنة و قيل 2450 سنة و قيل غير ذلك.

ص: 295

2 - عناق بنت آدم عاشت 3000 سنة.

3 - عوج بن عناق عاش 3600 سنة و كان باقيا الى زمن موسى.

4 - لقمان الحكيم عاش 4000 سنة و قيل 1000 سنة و له مواعظ و نصائح كافية و لا بأس بالاشارة الى ترجمته و ما قيل فيه من انه نبي أو غير نبي و بعض نصائحه و حكمه. قال الشيخ الجليل أمين الاسلام: في ج 8 من تفسير المجمع ص 319 في تفسير قوله تعالى: «وَ لَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ»: أي أعطيناه العقل و العلم و العمل به و الاصابة في الامور. ثم قال: و اختلف فيه «فقيل» انه كان حكيما و لم يكن نبيا عن ابن عباس و مجاهد و قتادة و أكثر المفسرين. «و قيل»: انه كان نبيا عن عكرمة و السدي و الشعبي و فسروا الحكمة هنا بالنبوة «و قيل»: انه كان عبدا أسود حبشيا غليظ المشافر مشقوق الرجلين و كان فى زمن داود «ع» و قال له بعض الناس: ألست ترعى معنا؟ فقال: نعم قال: فمن اين اوتيت ما أرى؟ قال: قدر اللّه و أداء الامانة و صدق الحديث و الصمت عما لا يعنيني «و قيل»:

انه ابن اخت أيوب، عن وهب. «و قيل»: انه كان ابن خالة أيوب، عن مقاتل. و روي عن نافع عن ابن عمر قال سمعت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول: حقا أقول لم يكن لقمان نبيا ولكن كان عبدا كثير التفكر حسن اليقين أحب اللّه فاحبه و منّ عليه بالحكمة كان نائما نصف النهار اذ جاءه نداء: يا لقمان هل لك أن يجعلك اللّه خليفة في الأرض تحكم بين الناس بالحق. فاجاب الصوت: ان خيرني ربي قبلت العافية و لم أقبل البلاء و ان عزم عليّ فسمعا و طاعة فاني أعلم انه ان فعل بي ذلك أعانني و عصمني. فقالت الملائكة بصوت لا يراهم: لم يا لقمان؟ قال: لأن الحكم أشد المنازل و اكدها يغشاه الظلم من كل مكان إن و فى فبالحرى أن ينجو، و ان أخطأ اخطأ طريق الجنة، و من يكن في الدنيا ذليلا و فى الآخرة شريفا خير من ان يكون في الدنيا شريفا و في الآخرة ذليلا، و من يختر الدنيا على الآخرة تفته الدنيا 37 ج 1: الشيعة و الرجعة

ص: 296

الدنيا و لا يصيب الآخرة. فتعجبت الملائكة من حسن منطقه فنام نومة فاعطى الحكمة فانتبه يتكلم بها ثم كان يؤازر داود بحكمه فقال له داود: طوبى لك أعطيت الحكمة و صرفت عن البلوى.

و فيه ص 316 في نبذ من حكمه: ان مولاه دعاه فقال: اذبح شاة فأتني باطيب مضغتين منها. فذبح شاة و أتاه بالقلب و اللسان ثم أمره بمثل ذلك بعد أيام و أن يخرط منها أخبث مضغتين فاخرج القلب و اللسان فسأله عن ذلك فقال: انهما أطيب شيء اذا طابا، و اخبث شيء اذا خبثا.

و قيل: ان مولاه دخل المخرج فأطال فيه الجلوس فناداه لقمان: ان طول الجلوس على الحاجة يفجع من الكبد و يورث منه الباسور و يصعد الحرارة الى الرأس فاجلس هونا. قال فكتب حكمته على باب الحش «الى أن نقل» عن أبي عبد اللّه الصادق (ع) انه قال: و اللّه ما اوتي لقمان الحكمة بحسب و لا مال و لا بسط فى جسم و لا جمال ولكنه كان قويا في أمر اللّه متورعا في اللّه ساكتا سكيتا عميق النظر طويل الفكر حديد البصر لم ينم نهارا قط، و لم يتكي في مجلس قوم، و لم يبعث بشيء قط، و لم يره من الناس على بول و لا غائط قط و لا على اغتسال لشدة تستره و تحفظه في أمره، و لم يضحك من شيء قط، و لم يغضب قط مخافة الاثم فى دينه و لم يمازح انسانا قط، و لم يفرح بما اوتيه من الدنيا و لا حزن منها على شيء قط، و قد نكح من النساء و ولد له الأولاد الكثيرة و قدم أكثرهم أفراطا فما بكى على موت أحدهم و لم يمر بين رجلين يقتتلان أو يختصمان إلا أصلح بينهما تحاجزا، و لم يسمع قولا من أحد استحسنه قط إلا سأله عن تفسيره و عمن أخذه و يكثر مجالس الفقهاء و العلماء و كان يغشى القضاة و الملوك و السلاطين لعزتهم باللّه و طمأنينتهم فى ذلك و يتعلم ما يغلب به نفسه و يجاهد به هواه أو يحترز من السلطان، و كان يداوي نفسه بالتفكير و العبر و كان لا يظعن إلا فيما ينفعه و لا ينظر إلا فيما يعنيه فبذلك اوتي الحكمة و منح القضية.

ص: 297

و في ج 7 من بحار الأنوار ص 324 عن المسعودي: كان لقمان «نوّبيا» مولى لقين بن خسر ولد على عشر سنين من ملك داود و كان عبدا صالحا و منّ اللّه عليه بالحكمة و لم يزل في فيافى الأرض مظهرا للحكمة و الزهد في هذا العالم الى أيام يونس بن متى حتى بعث الى أهل نينوى من بلاد الموصل.

و فيه ص 321 نقلا عن الخصال باسناده عن الصادق (ع) قال: فيما أوصى به لقمان ابنه ناثان قال: يا بني اجعل فى أيامك و لياليك و ساعتك نصيبا لك في طلب العلم فانك لن تجد له تضيعا مثل تركه. يا بني، لكل شيء علامة يعرف بها و يشهد عليها و ان للدين ثلاث علامات: العلم و الايمان و العمل به. و ان للايمان ثلاث علامات: الايمان باللّه و كتبه و رسله. و للعالم ثلاث علامات العلم باللّه و بما يحب و يكره و للعامل ثلاث علامات: الصلاة و الصيام و الزكاة. و للمتكلف ثلاث علامات: ينازع من فوقه و يقول ما لا يعلم و يتعاطى ما لا ينال. و للظالم ثلاث علامات: يظلم من فوقه بالمعصية و من دونه بالغلبة و يعين الظلمة. و للمنافق ثلاث علامات: يخالف لسانه قلبه و قلبه فعله و علانيته سريرته. و للآثم ثلاث علامات:

يخون و يكذب و يخالف ما يقول. و للمرائي ثلاث علامات: يكسل اذا كان وحده و ينشط اذا كان الناس عنده و يتعرض فى كل أمر. و للمحمدة و الحاسد ثلاث علامات: يغتاب اذا غاب و يتملق اذا شهد و يشهد بالمصيبة و للمسرف ثلاث علامات: يشتري ما ليس له و يلبس ما ليس له و يأكل ما ليس له و للكسلان ثلاث علامات: يتوانى حتى يفرط و يفرط حتى يضيع و يضيع حتى يأثم. و للغافل ثلاث علامات: السهو و اللهو و النسيان. قال حماد بن عيسي قال أبو عبد اللّه (ع) و لكل واحدة من هذه العلامات شعب يبلغ العلم بها أكثر من الف باب و الف باب و الف باب فكن يا حماد طالبا للعلم في الليل و النهار فان أردت أن تقر عينيك و تنال خير الدنيا و الآخرة فاقطع الطمع مما في أيدي الناس و عدّ نفسك في الموتى و لا تحدث لنفسك انك فوق أحد من الناس و اخزن لسانك كما تخزن مالك. و قال:

ص: 298

يا بني اتخذ الف صديق و الف قليل و لا تتخذ عدوا واحدا و الواحد كثير. فقال أمير المؤمنين (ع):

تكثر من الاخوان ما اسطعت انهم عماد اذا ما استنجدوا و ظهور

و ليس كثيرا الف خل و صاحب و ان عدوا واحدا لكثير

«يا بني» ليكن ممن تتسلح به عنقك فتصرعه المماسحة و اعلان الرضا و لا تزاوله بالمجانبة فيبدو له ما في نفسك فيتأهب لك. يا بني اني حملت الجندل و الحديد و كل حمل ثقيل فلم أحمل شيئا أثقل من جار السوء، و ذقت المرارات كلها فلم أذق شيئا أمر من الفقر. يا بني خف اللّه خوفا لو أتيت يوم القيامة ببر الثقلين خفت أن يعذبك اللّه و أرج اللّه رجاء لو وافيت القيامة باثم الثقلين رجوت أن يغفر اللّه لك. فقال له ابنه: يا أبة و كيف أطيق هذا و إنما لي قلب واحد؟ فقال له لقمان:

يا بني لو استخرج قلب المؤمن فشق لوجد فيه نوران نور للخوف و نور للرجاء لو وزنا لما رجح أحدهما على الآخر بمثقال ذرة فمن يؤمن باللّه إيمانا صادقا يعمل للّه خالصا ناصحا فقد آمن باللّه صادقا و من يطع اللّه خافه و من خافه فقد أحبه و من أحبه اتبع أمره و من اتبع أمره استوجب جنته و مرضاته و من لم يتبع رضوان اللّه فقدهان عليه سخطه نعوذ باللّه من سخط اللّه. يا بني لأتركن الى الدنيا و لا تشغل قلبك بها فما خلق اللّه خلقا هو أهون عليه منها الا ترى انه لم يجعل نعيمها ثوابا للمطيعين و لم يجعل بلائها عقوبة للعاصين.

5 - لقمان بن عاد صاحب النسور عاش 3500 سنة ذكره في أخبار الدول.

يقول: لقمان بن عاد صاحب النسور و هو بقية آدم الاولى بعثه عاد مع الوفد الى الحرم يستسقون فدعوا و سأل هو البقاء و اختار عمر سبعة أنسر كلما هلك نسر أخذ مكانه آخر يأخذ النسر و هو فرخ فيربيه الى أن يموت لقد اختلف الناس في عمر النسر و عامتهم على انه يعيش 500 سنة فعلى هذا لقمان عاش 3500 سنة و لم يبلغ هذا العمر من بني آدم أحد غيره و غير عوج بن عناق و قيل انه عاش 3800 سنة

ص: 299

لأنه كان له قبل أن يأخذ النسور 300 سنة من العمر و اللّه تعالى أعلم.

«قلت»: قوله لم يبلغ هذا العمر من بني آدم الخ غير صحيح لان «الخضر» عليه السلام أطول عمرا من لقمان فكان ينبغي أن يقول و لم يبلغ هذا العمر من بني آدم أحد من بعد الخضر غير لقمان و غير عوج بن عناق. قال في المستطرف فى ج 2 ص 33 و ذكر ان لقمان عاش 3500 سنة.

الطبقة الثانية عشرة:

فيمن بلغ الألاف و يبقى الى ظهور المهدي المنتظر «عج» أو الى يوم المحشر:

1 - الخضر الذي كان موسى بن عمران في عصره و هو خضرون بن قابيل على ما تقدم في ص 64 من هذا الكتاب نقلا عن السجستاني انه قال ان أطول بني آدم عمرا الخضرون بن قابيل و لعله قد جاوز 9000 سنة.

و فى المستطرف ج 2 ص 33 يقول و أما الخضر «ع» فاسمه خضرون فهو اطول بني آدم عمرا.

و في كنز الفوائد يقول: و من المعمرين الخضر المتصل بقاؤه الى آخر الزمان و مما جاء من حديثه: ان آدم «ع» لما حضره الموت جمع بنيه فقال: يا بني ان اللّه تبارك و تعالى منزل على أهل الأرض عذابا فليكن جسدي معكم في المغارة حتى اذا هبطتم فابعثوا بي فادفنوني بأرض الشام فكان جسده معهم فلما بعث اللّه نوحا ضم ذلك الجسد و أرسل اللّه الطوفان على الأرض فغرقت الأرض زمانا فجاء نوح «ع» حتى نزل ببابل و أوصى بنيه الثلاثة و هم سام و يافث و حام أن يذهبوا بجسده الى المكان الذي أمرهم أن يدفنوه فيه فقالوا الأرض وحشة لا انيس بها و لا يهتدي الطريق ولكن تكف حتى يأمن الناس و يكثروا و تأنس البلاد و تجف فقال لهم ان آدم قد دعى اللّه أن يطيل عمر الذي يدفنه الى يوم القيامة فظل جسد آدم حتى كان

ص: 300

الخضر هو الذي تولى دفنه أنجز اللّه تعالى وعده الى ما شاء اللّه أن يحيى. و هذا حديث قد رواه مشايخ الدين و ثقات المسلمين.

«قلت» لا بأس بالاشارة الى ترجمته بنحو الاجمال:

«أما نسبه» ففيه أقوال كثيرة ربما تبلغ الى عشرة و الصحيح على ما ذكره في ج 7 من بحار الأنوار ان اسمه الياس بن ملكان بن عامر بن أرفحشد بن سام بن نوح.

و في الاصابة ج 1 ص 429 يقول: (القول الثالث): ما عن جابر عن وهب بن منبه. انه بليان بن ملكان بن فالغ بن شالخ بن عامر بن أرفحشد بن سام بن نوح.

و قيل: انه من ولد بعض من كان من آمن بابراهيم و هاجر من أرض بابل حكاه ابن جرير الطبري في تاريخه ص 188 ج 1.

و قيل كان أبوه فارسيا و امه رومية. و قيل بالعكس كما في الاصابة ص 429 ج 1:

«و أما سبب تسميته» خضرا قيل انه جلس على فروة بيضاء فاذا هي تهتز تحته خضراء. هذا لفظ من رواية ابن المبارك.

و فى «كتبنا» في ج 7 من بحار الأنوار ص 296 ما بقرب منه.

و في مجمع البحرين في مادة خضر قال: و اختلف في وجه تسميته بالخضر فقيل: سمي به لأنه كان اذا صلى اخضر ما حوله.

و قيل: انه كان في أرض بيضاء فاذا هي تهتز خضرا من خلفه.

و في معاني الأخبار في وجهه قال: لأنه كان لا يجلس على خشبة يابسة إلا اخضرت.

«و أما كونه نبيا» اختلف العلماء فيه فالأكثرون على انه نبي محتجين بقوله تعالى: «وَ ما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي» و بانه أعلم من موسى و مما نقل من وصاياه لموسى

ص: 301

عند الافتراق «يا موسى اجعل همك فى معادك و لا تخض في ما لا يعنيك و لا تترك الخوف في أمنك و لا تيأس من الأمن في خوفك» فقال له موسى: زدني؟ فقال الخضر: «لا تضحك من غير عجب و لا تعير أحد الخاطئين بعد الندم، و ابك على خطيئتك يا ابن عمران، يا موسى، لا تطلب العلم لتحدث به و اطلب العلم لتعمل به و اياك و الغضب إلا في اللّه و لا ترض على احد إلا في اللّه و لا تحب لدنيا و لا تبغض لدنيا فان ذلك يخرج من الايمان و يدخل في الكفر.

و في الاصابة ج 1 ص 430 باسناده عن محمد بن اسحاق و بعض أهل الكتاب: انه أرسل الى قومه فاستجابوا له و نصر هذا القول أبو الحسن الرماني ثم ابن الجوزي. و قال الثعلبي: هو نبي على جميع الأقوال معمر محجوب عن الأبصار.

و فيها ص 431 و مما يستدل به على نبوته ما أخرجه عبد بن الحميد من طريق ربيع بن أنس قال: قال موسى - لما لقي الخضر -: «السلام عليك يا خضر» فقال:

«و عليك السلام يا موسى» قال: «و ما يدرك اني موسى؟» قال: «أدراني بك الذي أدراك بي».

و في تفسير النيسابوري ص 8 في هامش تفسير الطبري: روي ان موسى لما وصل اليه قال: (السلام عليك) فقال: (و عليك السلام يا نبي بني اسرائيل) فقال: من عرفك هذا؟ قال: الذي بعثك إلي.

«و أما سبب طول عمره»: فقد ذكر في الاصابة ج 1 ص 431 بمثل ما ذكرنا عن الحافظ الكراچكي في كنزه و ذكر باسناده عن معتمر بن سليمان عن أبي جعفر عن أبيه عليهما السلام انه سئل عن ذي القرنين فقال: كان عبدا من عباد اللّه صالحا و كان من اللّه بمنزلة ضخم و كان قد ملك بين المشرق و المغرب و كان له خليل من الملائكة يقال له «رفائيل» و كان يزوره فبينما هما يتحدثان إذ قال له:

حدثني كيف عبادتكم في السماء فبكى و قال: و ما عبادتكم عند عبادتنا ان في السماء لملائكة قياما لا يجلسون أبدا و سجودا لا يرفعون أبدا و ركعا لا يقومون

ص: 302

أبدا يقولون: «ربنا ما عبدناك حق عبادتك». فبكى ذو القرنين ثم قال: يا رفائيل اني أحب أن أعمر حتى أبلغ عبادة ربي حق عبادته. قال: و تحب ذلك؟ قال: نعم قال: فان للّه عينا تسمى عين الحياة من شرب منها شربة لم يمت أبدا حتى يكون هو الذي يسأل ربه الموت قال ذو القرنين: فهل تعلم موضعها. قال:

لا غير إنا نتحدث في السماء ان للّه ظلمة في الأرض لم يطأها انس و لا جان فنحن نظن ان تلك العين في تلك الظلمة فجمع ذو القرنين علماء الأرض فسألهم عن عين الحياة فقالوا: لا نعرفها. قال: فهل وجدتم في علمكم ان للّه ظلمة؟ فقال عالم منهم: لم تسأل عن هذا فاخبره فقال:

اني قرأت في وصية آدم ذكر هذه الظلمة و انها عند قرن الشمس. فتجهز ذو القرنين و سار 12 سنة الى أن بلغ طرف الظلمة، فاذا هي ليست بليل و هي تفور مثل الدخان فجمع العساكر و قال: اني اريد أن أسلكها فمنعوه فسأله العلماء الذين معه أن يكف لئلا يسخط اللّه عليهم فابى فانتخب من عسكره 6000 رجل على 6000 فرس انثى بكر و عقد للخضر على مقدمته فى الفي رجل، الخضر بين يديه و قد عرف ما يطلب و كان ذو القرنين يكتمه ذلك فبينما هو يسير إذ عارضه واد فظن ان العين في ذلك الوادي فلما أتى شفير الوادي استوقف أصحابه و توجه فاذا هو على حافة عين من ماء فنزع ثيابه فاذا ماء أشد بياضا من اللبن و أحلى من الشهد فشرب منه و توضأ و اغتسل ثم خرج فلبس ثيابه و توجه و مرّ ذو القرنين فأخطأ الظلمة.

الحديث،

و فيه عن الثعلبي ص 432: يقال ان الخضر لا يموت إلا فى آخر الزمان عند رفع القرآن!

و قال النووي في تهذيبه: قال الأكثرون من العلماء انه حي موجود بين أظهرنا و ذلك متفق عليه عند الصوفية و أهل الصلاح و المعرفة و حكايتهم في رؤيته و الاجتماع معه و الأخذ عنه و سؤاله و جوابه و وجوده في المواضع الشريفة و مواطن

ص: 303

الخير اكثر من أن تحصى و أشهر من أن تذكر. و قال أبو عمرو بن الصلاح في فتاويه: هو حي عند جماهير العلماء و الصالحين و العامة منهم.

و أما اجتماع جماعة مع الخضر و الياس ففي الاصابة ج 1 ص 444 في حرف (الخاء) باسناده عن محمد بن المنكدر انه قال: فبينما عمر بن الخطاب يصلي على جنازة إذ هاتف يهتف من خلفه: ألا لا تستبقان بالصلاة يرحمك اللّه، فانتظره حتى لحق. الصف فكبر فقال: ان تعذبه فقد عصاك و أن تغفر له فانه فقير الى رحمتك. فنظر عمر و أصحابه الى الرجل. فلما دفن الميت سوى الرجل عليه عن تراب القبر ثم قال: طوبى لك يا صاحب القبر لو لم تكن عريفا أو كاتبا أو شرطيا فقال عمر: خذوا لي هذا الرجل: فسأله عن صلاته و عن كلامه فتولى الرجل عنهم فاذا أثر قدمه ذراع فقال عمر: هذا هو و اللّه الخضر الذي حدثنا به النبي (صلی الله علیه و آله).

و فيه عن ابن أبي الدنيا باسناده الى محمد قال: بينما رجل يمشي يبيع شيئا و يحلف قام عليه شيخ فقال. يا هذا بع و لا تحلف، فعاد يحلف فقال: اقبل على ما يعنيك. قال: هذا ممن يعنيني. ثم قال: آثر الصدق على ما يضرك على الكذب فيما ينفعك و تكلم فاذا انقطع علمك فاسكت و اتهم الكاذب فيما يحدثك به غيرك فقال: اكتبني هذا الكلام فقال: ان يقدر شيء يكن ثم لم يره. فكانوا يرون انه الخضر.

و فيه نظيره عن ابن عمر. و فيه ص 445 عن أبي الدنيا باسناده عن محمد بن يحيى قال: قال علي بن أبي طالب «ع»: بينما أنا اطوف بالبيت إذ أنا برجل معلق بالأستار و هو يقول: «يا من لا يشغله شيء عن سمع يا من لا يغلطه السائلون يا من لا يتبرم بالحاح الملحين أذقني برد عفوك و حلاوة رحمتك». قال: قلت: دعاؤك هذا عافاك اللّه أعده. قال: و قد سمعته؟ قلت: نعم قال: فادع به دبر كل صلاة فو الذي نفس الخضر بيده لو أن عليك من الذنوب عدد نجوم السماء و حصى 38 ج 1: الشيعة و الرجعة

ص: 304

الأرض لغفر اللّه لك أسرع من طرفة عين.

«أقول» العجب من ان ابن الجوزي ما ضعّف هذا الحديث مع ان دأبه ذلك.

و ذكر في الاصابة عن الدينوري قال: و قد روى أحمد بن حرب النيسابوري باسناده عن يزيد بن الأصم عن علي بن أبي طالب «ع» نحوه. لكن قال: فقلت:

يا عبد اللّه أعد الكلام. قال: و سمعته؟ قلت: نعم. قال و الذي نفس الخضر بيده - و كان الخضر يقولهن عند دبر الصلاة المكتوبة - لا يقولها أحد دبر الصلاة المكتوبة إلا غفرت ذنوبه و ان كانت مثل رمل عالج و عدد القطر و ورق الشجر و رواه محمد بن معاذ الهروي.

«قلت»: و الدعاء المزبور في كتبنا أيضا موجود في التعقيبات المشتركة فراجع.

و أما الياس النبى «ع» ففى الكتاب ص 448 ج 1 باسناده عن أبي جعفر الكوفي عن أبي عمر النصيبي قال: خرجت أطلب مسلمة بن مصقلة بالشام و كان يقال انه من الابدال فلقيته بوادي الاردن فقال لي: ألا اخبرك بشيء رأيته اليوم في هذا الوادي؟ قال: قلت: بلى. قال: دخلت اليوم هذا الوادي فاذا أنا بشيخ يصلي فالقي في روعي انه الياس النبي «ع» فدنوت منه و سلمت عليه فرجع فلما جلس سلم عن يمينه و شماله ثم أقبل علي و قال: و عليك السلام. فقلت: من أنت يرحمك اللّه؟ فقال: أنا الياس النبي. قال: فاخذتني رعدة شديدة حتى خررت على قفاي فدنى مني فوضع يده بين يدي فوجدت بردها بين كتفي. فقلت: يا نبى اللّه ادع لي أن يذهب عني ما أجد حتى أفهم كلامك فدعا لي بثمانية أسماء خمسة بالعربية و ثلاثة بالسريانية فقال: يا واحد يا أحد يا صمد يا فرد يا وتر و دعا بالثلاثة الأسماء الاخر فلم أعرفها ثم أخذ بيدي فاجلسني فذهب عني ما كنت أجده فقلت يا نبي اللّه هل في الأرض اليوم من الابدال أحد؟ قال: نعم هم ستون رجلا، منهم خمسون فيما بين العريش الى الفرات. و منهم ثلاثة بالمصيصة و واحد بانطاكية

ص: 305

و سائر العشرة فى سائر أمصار العرب. قلت: يا نبي اللّه هل تلتقى أنت و الخضر؟ قال: نعم نلتقي في كل موسم بمنى. قلت: فما يكون من حديثكما؟ قال: يأخذ من شعري و آخذ من شعره - الحديث.

و فيه ص 449 عن داود بن مهران عن شيخ عن حبيب الى محمد انه رآى رجلا. فقال له من أنت؟ قال: أنا الخضر.

و عن محمد بن عمران عن جعفر الصادق عليه السلام: انه كان مع أبي رجل فسأله عن مسائل، قال: فامرني أن أرد الرجل فلم اجده. فقال: ذاك الخضر.

و عن النيشابوري قيل: ان الياس موكل بالفيافي كما و كل الخضر بالبحار و هما آخر من يموت من بني آدم.

و قيل: ان الياس صاحب البراري و الخضر صاحب الجزائر، و يجتمعان في يوم عرفة بعرفات.

و عن سبط ابن الجوزي في تذكرته: ان جماعة طالت أعمارهم كالخضر و الياس فانها لا تدرى كم لها من السنين فانما يجتمعان في كل عرفة فيأخذ هذا من شعر هذا و هذا من شعر هذا.

و عن شرح التفتازاني للعقائد: قد ذهب العظماء من العلماء الى ان أربعة من الأنبياء فى زمرة الحياة، الخضر و الياس في الارض و عيسى و ادريس فى السماء.

و عن الفتوحات للعارف العربي المكي: ان العالم لا يخلو زمانا من قطب يكون فيه كما في الرسل و لذلك أبقى اللّه من الرسل بايجادهم في الدنيا أربعة و هم ادريس و الياس و عيسى و واحد حامل للعلم اللدني و هو الخضر. (الى ان يقول): فادريس في السماء الرابعة، و عيسى فى السماء الثانية و الياس و الخضر فى الأرض.

«قلت»: و من المضحكات في قبال هؤلاء الأكابر و أهل العرفان و الكشف كما هو المحقق عندهم تضعيف بعض من لا حق له بالتدخل فى هذه المسائل فترك ذكره أولى و احرى مع كون المسألة عند اعظم المفسرين كالطبري و النيشابوري

ص: 306

و الجزري و غيرهم من المسلمات فراجع و تأمل.

و أما في اخبارنا: على ما في البحار ج 7 ص 292 نقلا عن العلل باسناده عن جعفر بن محمد (ع) انه قال: ان الخضر كان نبيا مرسلا بعثه اللّه الى قومه فدعاهم الى توحيده و الاقرار بانبيائه و رسله و كتبه و كانت آيته انه كان لا يجلس على خشبة يابسة و لا ارض بيضاء إلا أزهرت خضراء و إنما سمي خضرا لذلك و كان اسمه (بليان ابن ملكان بن عابر الخ) ثم بينّ فيه قصته مع موسى بن عمران و ما وقع بينهما من قصة الغلام و قتله و السفينة و كسرها و الجدار الخ.

و فيه ص 296 عن القصص باسناده عن الصادق جعفر بن محمد «ع» قال:

ان موسى بن عمران حين أراد أن يفارق الخضر قال له: اوصني. فكان مما أوصاه:

«إباك و اللجاجة و أن تمشي في غير حاجة و أن تضحك من غير عجب» الحديث.

و فيه باسناده عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: كان آخر ما أوصى به الخضر موسى بن عمران قال له: «لا تعيرن احدا بذنب و ان احب الامور الى اللّه عز و جل ثلاثة: القصد في الجدة، العفو فى المقدرة، الرفق بعباد اللّه. و ما رفق احد بأحد في الدنيا إلا رفق اللّه عز و جل به يوم القيامة و رأس الحكمة مخافة اللّه تعالى».

و فيه ص 296 عن الصدوق باسناده عن ابي جعفر «ع» قال: لقي موسى العالم(1) و كلمه و سأله: نظر الى خطاف ترتفع فى الماء و تسفل في البحر فقال العالم لموسى: اتدري ما تقول هذه الخطاف؟ قال: و ما تقول؟ قال: تقول: و رب السموات و الأرض و رب البحر ما علمكما عن علم اللّه إلا قدر ما اخذت بمنقاري من هذا البحر و اكثر و لما فارقه موسى قال موسى: اوصني فقال للخضر: «إلزم ما لا يضرك معه شيء كما لا ينفعك مع غيره شيء».

اما كونه صاحب موسى بن عمران و انه هو العالم الذي أمره اللّه تبارك و تعالى بطلبه إذ ظن انه لا احد في الأرض أعلم منه هو الخضر و رسول اللّه كانر.

ص: 307


1- المراد به هو الخضر.

اعلم خلق اللّه بالكائن من الامور الماضية ذكره الطبري فى تاريخه ج 1 ص 881 عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله).

و فيه ج 1 ص 189 باسناده عن سعيد قال: قلت لابن عباس: ان نوفا يزعم ان الخضر ليس بصاحب موسى. فقال: كذب عدو اللّه حدثنا ابي بن كعب عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قال: ان موسى قام في بني اسرائيل خطيبا فقيل: اي الناس اعلم؟ فقال: انا فعتب اللّه عليه حين لم يرد العلم اليه، فقال: بل عبد لي عند مجمع البحرين. فقال: يا رب كيف لي به؟ فقال: تأخذ حوتا فتجعله في مكتل فحيث تفقده فهو هناك. الحديث.

و في المستدرك ج 2 ص 573 باسناده عن سعيد مثله الخ.

و في الكامل ج 1 ص 155 مثله.

و في تفسير الطبري ج 15 ص 180 عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مثله الخ. و الحاصل كون الخضر هو صاحب موسى بن عمران مما لا اشكال فيه.

«و اما مصاحبته للنبي (صلی الله علیه و آله)» ففي الاصابة ص 436 في حرف (الخاء) باسناده عن عبد اللّه بن عمران بن عوز عن ابيه عن جده: ان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) كان في المسجد فسمع كلاما من ورائه فاذا هو بقائل يقول: (اللهم اعني على ما ينجيني) فقال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) حين سمع ذلك: الا تضم اليها اختها. فقال الرجل: «اللهم ارزقني شوق الصالحين الى ما شوقتهم اليه». فقال النبي (صلی الله علیه و آله) لأنس بن مالك: اذهب يا انس فقل له: يقول لك رسول اللّه: تستغفر لي.

فجاء انس فبلغه فقال الرجل: يا انس انت رسول رسول اللّه إلي فارجع فاستتبه فقال النبي (صلی الله علیه و آله): قل له: نعم فقال له: اذهب فقل له: ان اللّه فضلك على الأنبياء مثل ما فضل به رمضان على الشهور، و فضل امتك على الامم مثل ما فضل بوم الجمعة على سائر الأيام. فذهب ينظر اليه فاذا هو الخضر.

«قلت»: و جاء هذا الخبر من غير رواية كثير بن عبد اللّه. قال ابو

ص: 308

الحسين بن مناد: أخبرني ابو جعفر احمد بن نظر العسكري، عن محمد بن سلام المنجي و اخرج ابن عساكر من طريق محمد بن الفضل بن جابر، عن محمد بن سلام عن وضاح بن عباد الكوفى، عن عاصم بن سليمان الأحول، عن أنس بن مالك و غيرهم فلا يعبأ بتضعيف من لا خبرة له و لا حظ له من العلم فان لكل شيء اهلا.

«و أما بقاؤه» بعد النبي (صلی الله علیه و آله) فقد ذكره فى الاصابة ج 1 ص 441 و ص 442 باسناده عن علي بن أبي علي الهاشمي، عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عن ابيه ان علي بن أبي طالب «ع» قال: لما توفي النبي (صلی الله علیه و آله) و جاءت التعزية فجاءهم آت يسمعون حسه و لا يرون شخصه فقال: «السلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته كل نفس ذائقة الموت و إنما توفون اجوركم يوم القيامة ان فى اللّه عزاء من من كل مصيبة و خلفا من كل هالك و دركا من كل ما فات، فباللّه فثقوا و إياه فارجوا فان المصاب من حرم الثواب(1)» قال جعفر: أخبرني أبي ان علي بن ابي طالب «ع» قال: تدرون من هذا؟ هذا الخضر. و من غير هذا الطريق مثله بطرق متعددة:

«منها» ما عن محمد بن منصور.

«و منها» ما عن أبي الفضل بن الحسين.

«و منها» ما عن البيهقي فى الدلائل.».

ص: 309


1- في ج 7 من بحار الأنوار ص 295 عن إكمال الدين باسناده عن مولانا الرضا «ع» قال: لما قبض رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) جاء الخضر فوقف على باب البيت و فيه علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام و رسول اللّه قد سجي بثوب فقال: «السلام عليكم يا أهل البيت كل نفس ذائقة الموت و إنما توفون اجوركم يوم القيامة ان في اللّه خلفا من كل هالك و عزاء من كل مصيبة و دركا من كل فائت فتوكلوا عليه و ثقوا به و أستغفر اللّه لي و لكم» فقال أمير المؤمنين «ع»: هذا أخي الخضر جاء يعزيكم بنبيكم «منه عفى عنه».

«و منها» ما عن سيف بن عمر التميمي، و غير ذلك من الروايات.

و في رواياتنا انه: لما قتل علي «ع» جاء الخضر و وقف على باب علي باكيا آخذا بعضادتي الباب قائلا: «رحمك اللّه يا أبا الحسن كنت أول القوم إسلاما و اخلصهم إيمانا. الخ». و سكت القوم حتى انقضى كلامه و بكى أصحاب رسول اللّه ثم طلبوه فلم يصادفوه. فال الحافظ خاتم المحدثين المجلسى في ج 22 من بحاره في البيان: إنما أوردنا هذا الخبر لأن المتكلم كان الخضر «ع». و ذكر في إكمال الدين ص 218.

«قلت»: و إنما بسطنا الكلام فى الخضر «ع» ليتنبه الخصم العنود و ليعلم بان للّه تعالى أنواعا و انحاء من اللطف و إنما أخرّ الخضر طيلة هذه المدة لعلمه بانه ستأتي نفوس شريرة يتبعون الشهوات و يوقعون فى أذهان بسطاء العقول الشبهات و يستشكلون فى طول عمر المهدي المنتظر «عج» فارغم اللّه انوفهم إظهارا لقدرته الكاملة و إعلانا بان اعطاء الحياة زيادة و نقيصة بيده الباسطة يعطي لمن يشاء بما يشاء و يمنع عمن يشاء حسبما يراه من المصلحة و لا يسأل عما يفعل و هم يسألون فابقاء الخضر و تأخيره إنما هو إتمام للحجة «ليهلك من هلك عن بينة و يحيى من حيى عن بينة» و للّه الحجة البالغة و بيده أزمة الامور و هو على كل شىء قدير.

تكملة فى الحاق جماعة بالمعمرين

ثم انه يلحق بالمعمرين جماعة اخرى أشرنا اليهم فى بعض تعاليقنا من المغربي و المشرقي و غيرهما.

«الأول» «رزين بن برثملا» وصي العبد الصالح عيسى بن مريم قال في حياة الحيوان ج 1 ص 50 فى باب خلافة عمر بن الخطاب نقلا عن الفضائلي فراجع هناك و فى كنز الفوائد ذكره ص 95 مع اختلاف في الاسم و غيره فراجع.

ص: 310

«الثاني» ما ذكره الشيخ الامام الصدوق ص 297 في «إكمال الدين» في حديث معمر المغربي المعروف «بأبي الدنيا» و اسمه علي بن عثمان بن خطاب بن مرة ابن مزيد باسناده عن أبي سعيد بن عبد اللّه بن محمد بن عبد الوهاب بن نصر الشجري عن أبي بكر محمد بن الفتح المرجي و أبي الحسن علي بن الحسن بن الاسكى ختن أبي بكر قالا لقينا بمكة رجلا من أهل المغرب فدخلنا عليه مع جماعة من أصحاب الحديث ممن كان حضر الموسم في تلك السنة و هي سنة 309 فرأينا رجلا أسود الرأس و اللحية كأنه شن بال و حوله جماعة هم أولاده و أولاد أولاده و مشايخ من أهل بلاده و ذكروا انهم من أقصى بلاد المغرب تعرف «باهرة العليا» و شهدوا هؤلاء المشايخ إنا سمعنا آبائنا حكوا عن آبائهم و أجدادهم إنا عهدنا هذا الشيخ المعروف «بأبي الدنيا» معمر و اسمه علي بن عثمان و ذكروا انه «همداني» و كان أصله من «صعيد اليمن» فقلت له أنت رأيت علي بن أبي طالب فقال بيده ففتح عينيه قد كان وقع حاجباه عليهما ففتحهما كأنهما سراجان و قال رأيته بعيني هاتين و كنت خادما له و كنت معه في وقعة صفين و هذه الشجة من دابة «علي ع» و أرانا اثرها على حاجبه الأيمن و شهد جماعة الذين كانوا حوله من المشايخ و من حفدته و اسباطه بطول العمر و انهم منذ ولدوا عهدوه على هذه الحالة و كذا سمعنا من آبائنا و أجدادنا ثم إنا فاتحناه و سألناه عن قصته و حاله و سبب طول عمره فوجدناه ثابت العقل يفهم ما يقال له و يجيب عنه بلب و عقل فراجع اكمال الدين.

فذكر انه كان له والد قد نظر في الكتب الأوائل و قرأها و قد كان وجد فيها ذكر نهر الحيوان و انها تجري في الظلمات و انه من شرب منها طال عمره فحمله الحرص على دخول الظلمات فتحمل و تزود حسب ما قدر انه يكتفى به في مسيره فاخرجني معه و أخرج معنا خادمين باذلين و عدة جمال لبون عليها روايانا و زادنا و أنا يومئذ ابن ثلاثة عشر سنين فسار بنا الى أن وافينا طرف الظلمات ثم دخلنا الظلمات فسرنا فيها نحو ستة أيام و لياليها و كنا نميز بين الليل و النهار بان النهار كان

ص: 311

أضوء قليلا و أقل ظلمة من الليل فنزلنا بين جبال و أودية و ربوات و قد كان والدي يطوف في تلك البقعة في طلب النهر لأنه وجد فى الكتب التي قرأها ان مجرى نهر الحيوان في ذلك الموضع فاقمنا في تلك البقعة أياما حتى فنى الماء الذي كان معنا و اسقيناه جمالنا و لو لا ان جمالنا كانت لبونا لهلكنا و تلفنا عطشا و كان والدي يطوف في تلك البقعة في طلب النهر و يأمر أن نوقد نارا لنهتدي بضوئها اذا أراد الرجوع الينا فمكثنا فى تلك البقعة نحو خمسة أيام و والدي يطلب النهر و لا يجده و بعد الاياس عزم على الانصراف حذرا من التلف لفناء الزاد و الماء و الخدم الذين كانوا معنا ضجروا و خشوا التلف على أنفسهم و الحوا على والدي بالخروج من الظلمات فقمت يوما من الرحل لحاجتي فتباعدت الرحل قدر رمية سهم فعثرت بنهر ماء أبيض اللون عذب لذيذ لا بالصغير من الانهار و لا بالكبير و يجري جريا لينا فدنوت منه و غرفت منه بيدي غرفتين أو ثلاث فوجدته عذبا باردا لذيذا فبادرت مسرعا و بشرت الخدم باني قد وجدت الماء فحملوا ما كان معنا من القرب و الأدوات لنملئها و لم اعلم ان والدي فى طلب ذلك النهر و كان سروري بوجود الماء لما كنا عدمنا الماء و فنى ما كان معنا و كان والدي في ذلك الوقت غائبا عن الرحل مشغولا بالطلب فجهدنا و طفنا ساعة حوالية على أن نجد النهر فلم نهتدي اليه حتى ان الخدم كذبوني و قالوا لي: لم نصدق فلما انصرفت الى الرحل و انصرف والدي أخبرته بالقصة. «فقال»: يا بني الذي أخرجني الى هذا المكان و تحمل الخطر كان لذلك النهر و لم أرزق أنا و أنت رزقته و سوف يطول عمرك حتى تمل الحيوة و دخلنا منصرفين و عدنا الى أوطاننا و بلدنا و عاش والدي بعد ذلك سنينا ثم توفى فلما بلغ سني قريبا من ثلاثين سنة و كان قد اتصل بنا «وفاة النبي (صلی الله علیه و آله)» و وفاة الخليفتين بعده خرجت حاجا فلحقت آخر أيام عثمان فمال قلبي من بين جماعة أصحاب النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم الى «علي بن ابي طالب ع» فاقمت معه أخدمه و شهدت 39 ج 1: الشيعة و الرجعة

ص: 312

معه و بايع.

«و في وقعة صفين» أصابتني هذه الشجة من دابته فما زلت مقيما معه الى أن مضى لسبيله فالح علي أولاده و حرمه ان اقيم معهم فلم أقم و انصرفت الى بلدي و الى هذه الغاية ما خرجت فى سفر إلا ما كان الملوك في بلاد المغرب يبلغهم خبري بطول عمري فيشخصوني عن سبب طول عمري و عما شاهدت و كنت أتمنى و أشتهي أن احج حجة اخرى فحملني هؤلاء حفدتي و اسباطي الذين ترونهم حولي و ذكر ان اسنانه سقطت مرتين أو ثلاث فسألناه أن يحدثنا بما سمعه من أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب «ع» فذكر انه لم يكن له حرص و لا همة في العلم فى وقت صحبته «لعلي بن أبي طالب ع» و الصحابة أيضا كانوا متوافرين فمن فرط ميلي الى «علي ابن أبي طالب «ع» و محبتي له لم أشتغل بشيء سوى خدمته و صحبته و الذي كنت أتذكره مما سمعته منه قد سمعه مني عالم كثير من الناس ببلاد «المغرب» «و مصر» «و الحجاز» قد انقرضوا و تفانوا و هؤلاء أهل بيتي و حفدتي قد دونوه فاخرجوا الينا النسخة و أملى علينا من حفظه.

«و حدثنا» أبو الحسن علي بن عثمان بن خطاب بن مرة بن مزيد الهمداني المعروف «بابي الدنيا» معمر المغربي «ره» حيا و ميتا قال حدثنا «علي بن أبي طالب ع» قال: قال «رسول اللّه (صلی الله علیه و آله)»: من أعان ملهوفا كتب للّه له عشر حسنات و محى عنه عشر سيئات و رفع له عشر درجات ثم قال: قال «رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم»: من سعى في حاجة أخيه المؤمن كان للّه عز و جل فيه رضا و له فيها صلاح فكأنما خدم اللّه عز و جل الف سنة لم يقع فى معصية طرفة عين.

«و حدثنا» أبو الدنيا «معمر المغربي» قال: سمعت «علي بن أبي طالب» يقول: أصاب النبي (صلی الله علیه و آله) جوع شديد و هو في منزل فاطمة «ع» قال «علي عليه السلام»: فقال لي «النبي (صلی الله علیه و آله)»: يا علي هات المائدة فقدمت المائدة و عليها خبز و لحم مشوي.

ص: 313

«و حدثنا» «أبو الدنيا المغربي معمر» قال: سمعت «أمير المؤمنين ع» يقول: جرحت في وقعة خيبر خمس و عشرين جراحة فجئت الى «النبى (صلی الله علیه و آله)» فلما رآى ما بي بكى و أخذ من دموع عينيه فجعلها على الجراحات فاسترحت من ساعتي.

«و حدثنا» أبو الدنيا قال: حدثنا «علي بن أبي طالب ع» قال: قال «رسول اللّه (صلی الله علیه و آله)»: من قرأ (قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ) مرة فكأنما قرأ ثلث القرآن و من قرأها مرتين فكأنما قرأ ثلثي القرآن و من قرأها ثلاث مرات فكأنما قرأ كله.

«و حدثنا» أبو الدنيا قال سمعت علي بن ابي طالب (ع) يقول: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): كنت أرعى الغنم فاذا انا بذئب على قارعة الطريق فقلت له: ما تصنع هاهنا فقال لي و أنت ما تصنع ها هنا قلت: أرعى الغنم قال لي مر او قال:

ذا الطريق فقال: سقت الغنم فلما توسط الذئب الغنم إذ انا بالذئب قد شد على شاة فقتلها قال: فجئت حتى أخذت بقفاه فذبحته و جعلته على يدي و انا اسوق الغنم فلما سرت غير بعيد إذ انا بثلاثة أملاك جبرئيل و ميكائيل و ملك الموت فلما رأوني قالوا: هذا محمد (صلی الله علیه و آله) بارك اللّه فيه فاحتملوني و اضجعوني و شقوا جوفي بسكين كان معهم و أخرجوا قلبي من موضعه و غسلوا جوفي بماء بارد كان معهم في قارورة حتى نقي من الدم ثم ردوا قلبي الى موضعه و امرّوا أيديهم الى جوفي فالتحم الشق باذن اللّه عز و جل و ما حسست بسكين و لا وجع و خرجت أعدو الى امي يعني حليمة داية النبي (صلی الله علیه و آله) فقالت لي: اين الغنم فخبرتها بالخبر فقالت:

سوف تكون لك في الجنة منزلة عظيمة.

و في «كنز الفوائد» ص 263 ذكر القضية بطرق اخرى:

«الأول» ما ذكره عن أبي الحسن طاهر بن موسى بن جعفر الحسيني بمصر في شوال سنة 704 عن الشريف أبي القاسم ميمون بن حمزة الحسيني قال: رأيت المعمر المغربي و قد اتي به الى الشريف أبي عبد اللّه محمد بن اسماعيل سنة 310

ص: 314

و ادخل الى داره و من معه و هم خمسة رجال و اغلقت الدار و ازدحم الناس و حرصت في الوصول الى الباب فما قدرت لكثرة الزحام فرأيت بعض غلمان الشريف ابي عبد اللّه محمد بن اسماعيل و غيرهما: «قمبر و فرخ» فعرفتهما اني اشتهي انظره فقالا لي در الى الباب «الحمام» بحيث لا يدرى بك فصرت اليه ففتحا لي سرا و دخلت و اغلق الباب و حصلت فى مسلخ الحمام و اذا قد فرش له ليدخل الحمام فجلست يسيرا فاذا به قد دخل رجل نحيف الجسم ربع من الرجال خفيف العارضين أدم اللون الى القصر أقرب ما هو اسود الشعر يقدر الانسان ان له نحوا من 40 سنة و في صدغه اثر كأنه ضربة فلما تمكن من الجلوس و النفر معه أراد خلع ثيابه «قلت»: ما هذه الضربة. «فقال»: أردت اناول مولاي أمير المؤمنين «علي بن ابي طالب ع» السوط يوم النهروان فنفض الفرس رأسه فضربني اللجام و كان مد ملجا فشجني. فقلت له: أدخلت هذه البلدة قديما قال: نعم ثم دخلت الحمام فجلست حتى خرج و لبس ثيابه فرأيت عنفقته قد ابيضت. (فقلت) له: كأن بها صباغ. «قال»: لا ولكن اذا شبعت اسودت. (فقلت): قم و ادخل الدار حتى تأكل فدخل الباب.

«الثاني» ما رواه عن الحسن بن محمد عن يحيى بن جعفر بن عبد اللّه بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام انه حج في تلك السنة و فيها حج نصر القشوري صاحب المقتدر. قال: فدخلت مدينة الرسول فاصبت بها قافلة البصريين و فيها ابو بكر محمد بن علي الماذراني و معه رجل من المغرب يذكر انه رآى اصحاب رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فازدحم عليه الناس و جعلوا يتمسحون به فكادوا يقتلونه قال فأمر عمي ابو القاسم طاهر بن يحيى فتيانه و غلمانه ان يفرجوا عنه ففعلوا و دخلوا به الى دار ابن سهل اللطفي و كان طاهر يسكنها و أذن للناس فدخلوا و كان معه خمسة رجال ذكرانهم أولاده و اولاد اولاده فيهم شيخ له نيف و ثمانون سنة فسألناه عنه. فقال: هذا ابن ابني و آخر له سبعون سنة فقال: هذا

ص: 315

ابن ابني و اثنان لكل واحد منهما ستون سنة أو نحوها و آخر له ستة عشر سنة فقال:

هذا ابن ابن ابني و لم يكن معه أصغر منه و كان اذا رأيته قلت ابن ثلاثين أو اربعين سنة أسود الرأس و اللحية شاب نحيف الجسم ادم ربع القامة خفيف العارضين هو الى القصر اقرب و اسمه علي بن عثمان بن الخطاب فما سمعت من حديثه الذي حدث الناس به الا انه قال خرجت من بلدي انا و ابي و عمي نريد الوفود على رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم و كنا مشاة في قافلة فانقطعنا عن الناس و اشتد بنا العطش و عدمنا الماء و زاد بأبي و عمي الضعف فاقعدتهما الى جانب شجرة و مضيت ألتمس لهما ماءا فوجدت عينا حسنة و فيها ماء صاف فى غاية البرد و الطيبة فشربت حتى ارتويت ثم نهضت لآتي بأبي و عمي الى العين فوجدت أحدهما قد مات و تركته بحاله و أخذت الآخر و مضيت به فى طلب العين فاجتهدت أن أراها فلم ارها و لا عرفت موضعها و زاد العطش به فمات فحرصت فى أمره حتى و اريته و عدت الى الآخر فواريته أيضا و صرت وحدي الى أن انتهيت الطريق و لحقت بالناس و دخلنا المدينة و كان دخولي اليها في اليوم الذي قبض فيه «رسول اللّه (صلی الله علیه و آله)» فرأيت الناس منصرفين من دفنه فكانت أعظم الحسرات دخلت بقلبي و رآني أمير المؤمنين عليه السلام فحدثته حديثي فاخذني فما قمت معه مدة خلافة أبي بكر و عمر بن الخطاب و عثمان و أيام خلافته حتى قتله عبد الرحمن بن ملجم لعنه اللّه بالكوفة و لما حوصر عثمان بن عفان في داره دعاني و دفع إلي كتابا و نجيبا و امرني بالخروج الى «علي بن أبي طالب ع» و كان غائبا «بينبع» في ضياعه و امواله فاخذت الكتاب و سرت حتى اذا كنت بموضع يقال له: جدار ابي عباية سمعت قرآنا فاذا انا بعلي بن ابي طالب «ع» يسير مقبلا و هو يقول: «أفحسبتم إنما خلقناكم عبثا و انكم الينا لا ترجعون» فلما نظر إلي «قال» يا ابا الدنيا ما ورائك. «قلت» هذا كتاب عثمان فاخذه فقرأه فاذا فيه:

فان كنت مأكولا فكن انت آكلي و إلا فادركني و لما امزق

ص: 316

فلما قرأه قال: «سر سر» فدخل المدينة ساعة قتل عثمان فمال «أمير المؤمنين عليه السلام» الى حديقة بني النجار و علم الناس بمكانه فجاؤا اليه ركضا و قد كانوا عازمين على أن يبايعوا طلحة فلما نظروا اليه انفضوا اليه انفضاض الغنم يشد عليها السبع فيبايعه طلحة ثم الزبير ثم يبايعه المهاجرون و الأنصار فاقمت معه اخدمه و حضرت معه الجمل و صفين فكنت بين صفين واقفا عن يمينه إذ سقط سوط من يده فانكببت لآخذه و أدفعه اليه و كان لجام دابته حديدا مد ملجا فرفع الفرس رأسه فشج هذه الشجة التي فى صدغي فدعاني «أمير المؤمنين ع» فتفل فيها و اخذ حفنة من تراب فتركها عليها فو اللّه ما وجدت لها الما و لا وجعا ثم قمت معه و صحت الحسن بن علي حتى ضرب بساباط المدائن ثم بقيت معه بالمدينه اخدمه، و اخدم الحسين عليه السلام حتى مات الحسن «ع» مسموما سمته جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي لعنه اللّه دسا من معاوية، ثم خرجت مع الحسين «ع» حتى حضرت كربلا و قتل عليه السلام و خرجت هاربا من بني امية و انا مقيم انتظر خروج المهدي «عج» و ظهور عيسى بن مريم «ع».

«الثالث» ما عن القاضي أبي الحسن أسد بن ابراهيم السلمي الحراني و أبو عبد اللّه الحسين بن محمد الصيرفي البغدادي قالا جميعا: أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد المعروف بالمفيد لقرائتي عليه و قال الصيرفي سمعت منه املاء سنة 365 قال:

حدثنا علي بن عثمان بن الخطاب بن عبد اللّه بن عوام البلوي من مدينة بالمغرب يقال لها مزيدة يعرف بابي الدنيا الأشج المعمر قال: سمعت «علي بن أبي طالب «ع» يقول سمعت «رسول اللّه (صلی الله علیه و آله)» يقول: «كلمة الحق ضالة المؤمن حيث وجدها فهو أحق بها».

«و قال»: حدثنا الأشج قال: سمعت «علي بن أبي طالب ع» يقول:

سمعت «رسول اللّه (صلی الله علیه و آله)» يقول: «احب حبيبك هونا ما عسى ان يكون بغيضك يوما ما، و ابغض بغيضك هونا ما عسى ان يكون حبيبك يوما ما».

ص: 317

و قال: حدثنا الأشج قال: سمعت علي بن أبي طالب «ع» يقول: قال النبي صلى اللّه عليه و آله: «طوبى لمن رآني أو رآى من رآني أو رآى من رآى من رآى من رآني».

«و قال»: حدثنا الأشج قال: سمعت عليا يقول: انه عهد اليّ النبي الامي انه «لا يحبك إلا مؤمن و لا يبغضك إلا منافق».

«و قال» حدثنا الأشج: قال سمعت علي بن أبي طالب «ع» يقول قال النبي (صلی الله علیه و آله): «في الزنا ست خصال ثلاث فى الدنيا و ثلاث في الآخرة، فاما اللواتي في الدنيا فيذهب بنور الوجه و يقطع الرزق و يسرع الفناء، و أما اللواتي في الآخرة فغضب الرب جل و عز و سوء الحساب و الدخول في النار».

«و قال»: حدثنا الأشج قال: سمعت علي بن أبي طالب «ع» يقول:

سمعت النبي (صلی الله علیه و آله) يقول: (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار).

«و قال» حدثنا الأشج: قال سمعت علي بن أبي طالب «ع» يقول: لما نزلت: (وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) قال النبي (صلی الله علیه و آله): سألت اللّه عز و جل أن يجعلها اذنك (يا علي).

«و قال»: حدثنا الأشج قال: سمعت علي بن أبي طالب «ع» يقول: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): (لا تتخذوا قبري مسجدا و لا تتخذوا قبوركم مساجد و لا بيوتكم قبورا، و صلوا علي حيث كنتم فان صلاتكم تبلغني و تسليمكم يبلغني).

«و قال»: حدثنا الأشج قال سمعت علي بن أبي طالب (ع) يقول: ما رمدت و لا صدعت منذ يوم دفع الي رسول اللّه الراية يوم خيبر.

(و قال): حدثنا الأشج قال: سمعت عليا (ع) يقول: من جلس في مجلسه ينتظر الصلاة فهو في صلاة وصلت عليه الملائكة و صلاتهم عليه (اللهم اغفر له اللهم ارحمه).

(و قال): حدثنا الأشج قال: سمعت عليا «ع» يقول: كان رسول اللّه

ص: 318

صلى اللّه عليه و آله و سلم لا يحجبه او لا يحجزه من قراءة القرآن الا الجنابة.

(و قال): حدثنا الأشج. قال: سمعت عليا «ع» يقول: سمعت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول: (الحرب خديعة).

(و قال): حدثنا الأشج. قال: سمعت عليا (ع) يقول: (قضى رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) في الدين قبل الوصية و انتم تقرءون من بعد وصية توصون بها او دين و ان اعيان بني الام يتوارثون دون بني العلات يرث الرجل اخاه لأبيه و امه دون اخيه لأبيه.

(و قال): ابو بكر المعروف بالمفيد رأيت اثر الشجة في وجهه و قال:

اخبرت امير المؤمنين «ع» بحديثي و قصتي في سفري و موت ابي و عمي و عين الماء التي شربت منها وحدي فقال «ع»: هذه عين لم يشرب منها احد الا عمر عمرا طويلا ابشرك فانك تعمر و ما كنت لتجدها بعد شربك منها. قال ابو بكر:

و سألت عن الأشج اقواما من اهل البلد فقالوا: هو مشهور عندنا بطول العمر يحدثنا بذلك الأبناء عن آبائهم عن اجدادهم و قوله في انه لقي علي بن ابي طالب عليه السلام معلوم عندهم متداول بينهم فاما الأحاديث التي رواها عن الأشج ابو محمد الحسن بن محمد الحسيني مما لم يروه ابو بكر محمد بن احمد الجريري فهي:

(قال): الشريف ابو محمد حدثني علي بن عثمان المعمر الأشج قال حدثني امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): من احب اهل اليمن الخ قال: و حدثني امير المؤمنين (ع) قال: قال لي رسول اللّه (صلی الله علیه و آله):

انا و انت يا علي ابوا هذا الخلق فمن عقنا فعليه لعنة اللّه امّن يا علي فقلت: آمين يا رسول اللّه قال يا علي انا و انت اجيرا هذا الخلق فمن منعنا اجرنا فعليه لعنة اللّه امّن يا علي فقلت: آمين يا رسول اللّه فقال: يا علي انا و انت موليا هذا الخلق فمن جحدنا ولائنا و انكرنا حقنا فعليه لعنة اللّه امّن يا علي فقلت: آمين يا رسول اللّه.

ص: 319

(الرابع) المعمر المشرقي ذكره في كنز الفوائد ص 266(1) يقول هذا ببلاد العجم من ارض الجبل يذكر انه رآى أمير المؤمنين (ع) و يعرفه الناس بذلك مر السنين و الأعوام و يقول انه لحقه مثل ما لحقه المغربي من الشجة فى وجهه و انه صحب امير المؤمنين (ع) و خدمه و حدثني جماعة مختلفوا المذاهب بحديثه و انهم رأوه و سمعوا كلامه منهم ابو العباس احمد بن نوح بن محمد الحنبلي الشافعي حدثني بمدينة الرملة في سنة 411 قال كنت متوجها الى العراق للتفقه فعبرت بمدينة يقال لها سهرورد من اعمال الجبل قريب من زنجان و ذلك فى سنة 450 فقيل لي ان هاهنا شيخا يزعم انه لقى امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) فلو صرت اليه و رأيته لكان ذلك فائدة عظيمة قال فدخلنا عليه فاذا هو في بيته يعمل النوار و اذا هو شيخ نحيف الجسم مدور اللحية كبيرها و له ولد صغير ولد له منذ سنة فقيل له ان هؤلاء من أهل العلم متوجهون الى العراق يحبون ان يسمعوا من الشيخ ما قد لقي من امير المؤمنين (ع) فقال نعم كان السبب في لقائي له اني كنت قائما في موضع من المواضع فاذا أنا بفارس مجتاز فرفعت رأسي فجعل الفارس يمر يده على رأسي و يدعو لي فلما ان عبر اخبرت بانه علي بن أبي طالب (ع) فهرولت حتى لحقته و صاحبته و ذكر انه كان معه في تكريت و موضع من العراق يقال له (تل فلان) بعد ذلك و كان بين يديه يخدمه الى أن قبض (ع) فخدم أولاده قال لي أحمد بن نوح رأيت جماعة من أهل البلد ذكروا ذلك عنه و قالوا إنا سمعنا آبائنا يخبرونا عن أجدادنا بحال هذا الرجل و انه على هذه الصفة و كان قد مضى فاقام بالأهواز. ثم انتقل عنها لأذية الديلم له و هو مقيم بسهرورد و حدثنى أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن أحمد القمي (ره) ان جماعة حدثوه بانهم رأوا هذا المعمر و شاهدوه و سمعوا ذلك عنه و حدثنى بحديثه أيضا قوم من أهل سهرورد و صفوا لي صفته و قالوا هو0.

ص: 320


1- و ذكره فى ج 13 من بحار الأنوار فى الهامش ص 70.

يعمل الزنانير.

(الخامس) الشيخ بابارتن في الزام الناصب ص 91 نقلا عن السيد صدر الدين باسناده عن محمد بن الحسين الحسيني الا تري الحنفي قال حكى لي جدي حسين بن محمد الحسيني في سنة 701 من الهجرة فراجع الزام الناصب

(السادس) من المعمرين رجل معروف بصاحب «ذات قلاقل» في إلزام الناصب ص 92 نقلا عن العلامة النسابة علي بن عبد الحميد الحسينى النجفي في كتابه المسمى «بالأنوار المضيئة فى الحكمة الشرعية» عن جده عن الرئيس أبي الحسن الكاتب من أشد الادباء قال: سنة 392.

«راجع المصدر السابق».

(السابع) فى إلزام الناصب ص 92 نقلا عن العوالم عن غوالي اللئالي باسناده الى أحمد بن فهد، عن بهاء الدين علي بن عبد الحميد، عن يحيى ابن نحل الكوفي، عن صالح بن عبد اللّه اليمني، كان قدم الكوفة قال يحيى: و رأيته بها سنة 734، يحدث عن أبيه عبد اللّه اليمني و انه كان من المعمرين و أدرك سلمان الفارسي و انه روى عن النبى (صلی الله علیه و آله) قال: حب الدنيا رأس كل خطيئة و رأس العبادة حسن الظن باللّه.

(الثامن) أصحاب الكهف و هذا أعظم و أعجب و اغرب من سابقه و قد نطق به القرآن الشريف مثل تعمير نوح و هؤلاء كانوا من الصلحاء و المؤمنين و عباد اللّه الصالحين هربوا من «دقيانوس» سلطان زمانهم حفظا على دينهم فالتجؤا في كهفهم و معهم كلبهم ثلاث مأة سنين و ازدادوا تسعا. و ما أدري بأي وجه بعض الناس يصدقون بقاء هؤلاء فى كهفهم و لا يجوزون «للمهدي عج» حيث توارى من القوم و من سلطان زمانه و حفظا على نفسه فما هذا التفكيك و التغميض في حقه و هذا ظلم عليه و يراجع التفصيل فى ص 349 من بحار الانوار ج 7.

ص: 321

(التاسع) او كا الذي مر على قرية و هي خاوية على عروشها قال(1)

انى يحيى هذه اللّه بعد موتها فأماته اللّه مأة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما او بعض يوم قال بل لبثت مأة عام فانظر الى طعامك و شرابك لم يتسنه و انظر الى حمارك و لنجعلك آية للناس و انظر الى العظام كيف ننشرها ثم نكسوها».

ص: 322


1- قيل ان القائل هو «شعيا» و قيل «ارميا» و قيل «حزقيل» و على كل حال ففي الاخبار: ان طعامه و شرابه لم يتسنه أي لم يتغير و روي ان طعامه كان تينا و عنبا و شرابه عصيرا و لبنا فوجد التين و العنب كما جنيا و الشراب على حاله ذكر ذلك في الكشاف ص 381. و عن جماعة من المفسرين انه كان يرى حماره واقفا كما ربطه حين كان حيا لم يأكل و لم يشرب مأة عام. و فى ج 7 من بحار الأنوار ص 354 فى التفسير: انه سمع نداء من السماء كم لبثت؟ يعني في منامك و قيل: ان القائل له نبي و قيل: ملك و قيل: بعض المعمرين ممن شاهده عند موته و أحيائه قال: لبثت يوما أو بعض يوم لأن اللّه تعالى أماته فى أول النهار و أحياه بعد مأة سنة في آخر النهار فقال يوما. ثم: التفت فرأى بقية من الشمس فقال: أو بعض يوم ثم قال: بل لبثت مئة عام بل لبثت فى مكانك مائة. و من العجب العجاب ايراد القوم القضية في كتبهم و يعترفون بان اللّه تعالى حفظ التين و الرطب و العنب الجديد مائة سنة و لا يعترفون بابقاء واحد من عترة النبي (صلی الله علیه و آله) مدة متمادية و يستبعدون و يشككون فتعسا لهذه الامة و هل هذا إلا القول بانه تعالى قادر على ابقاء التين و العنب على ما هما عليه غضا جديدا مائة عام أو العصير و التين كذلك و لم يتغير طعمهما و لا يقولون بقدرته تعالى على ابقاء «المهدي» صلوات اللّه عليه الى الوقت الموعود له و ما أدري «ما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا».

لحما» يراجع ص 354 من بحار الانوار.

هذا ما ساعدنا التوفيق في جمعه فى مسألة المعمرين(1) و لا حال و لا مجال -

ص: 323


1- (الشبهة الثانية) إن الامام الغائب لم يصل اليه أحد من الخلق فوجوده و عدمه سيان، قلنا: المعترض إما أن يكون من غير فرقة الجعفرية او منهم، فعلى الأول: الذي لا يقر و لا يعترف بوجوده (ع) لا حق له للإعتراض عليه و يجب أن نتكلم معه في الامور المتقدمة على الامامة، و على الثاني: هذا إفتراء و جناية لا تغتفر في حقه (ع) لأن الواصلين اليه في كل عصر و زمان من غيبته الصغرى الى زماننا هذا، لا عد لهم و لا حصر. نعم كثير من الناس يرونه و يتكلمون معه (ع) و لا يعرفونه في الحين ثم إلتفتوا بعد ذلك و توجهوا بأنه كان الإمام الغائب (ع) و قد تشرف بعض آخر بخدمته كعلي بن مهزيار، و قصته كالنار على المنار، و كالشمس في رابعة النهار مشهورة، و مثل ابن طاووس، و المولى الأردبيلي (ره) و دخول الأخير في بعض الليالي على الأمير (ع) في الروضة المتبركة و فتح الأبواب و الأقفال له ليرتقع عنه ما وقع فى ذهنه من الإشكالات و ارجاعه (ع) الى مسجد الكوفة بأن ولدي المهدي هناك امش و اسئله، و مثل السيد بحر العلوم و الحاج علي البغدادي، و السيد الرشتي، و في عصرنا الحاضر الحاج الشيخ محمد الكوفي و غير هؤلاء راجع دار السلام (للعراقي) و (النجم الثاقب) و (جنة المأوى) و (كشف الأستار للمحدث النوري) و (البرهان على وجود صاحب الزمان للسيد الأمين). (الشبهة الثالثة) عدم الإنتفاع به اذا كان غائبا، قلت: يا مسكين قل لي: كيف ينتفع العالم في اليوم او الأيام التي سترت الشمس بالسحاب. و ان مثله عليه السلام حال الغيبة حال الشمس و السحاب المتراكم المانع عن ظهور عين الشمس. (الشبهة الرابعة) عدم وصول فيضه عند عدم حضوره، قلت: الجواب في ذلك، لأن وصول الفيض مستمر كما عرفت ولكن عدم حضوره حضوره و غيبته من قبلنا و من قبل الظالمين و المعاندين كما كان كذلك في عصر العباسيين و مع ذلك كان جريان الفيض على يد نوابه الخاصة الأربعة ليلا و نهارا مستمرا بواسطة هؤلاء حيث كانوا سفرا بينه (ع) و بين الناس في جواب المسائل و الحوائج فلما أمره اللّه تبارك و تعالى بأستتاره و وقعت الغيبة الكبرى لمصالح فقد وسع (ع) دائرة السفارة و النيابة العامة لبيان الاحكام و حفظها و ما يحتاج اليه الانام فقد جعل امر ذلك على يد الفقهاء و العارفين باحكامهم من حلالهم و حرامهم المأخوذ من رواياتهم بقوله (ع): من كان من الفقهاء عارفا بحلالنا و حرامنا و عرف شيئا من أحكامنا او قوله (ع) من كان من الفقهاء صائنا لنفسه حافظا لدينه مخالفا لهواه مطيعا لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه او قوله: و اما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها الى رواة أحاديثنا فأنهم حجتي عليكم و انا حجة اللّه عليهم و جعل كل واحد منهم بابا لمن أتاه ليأخذ منه الاحكام و هذا الباب مفتوح على مصراعيه من زمن الغيبة الصغرى و لا ينسد الى يوم ظهوره (ع) و هؤلاء المراجع من الفرقة الناجية من قبله في كل عصر و في كل مصر طبقة بعد طبقة مآت منهم موجود لهداية الخلق فكل مجتهد عادل فهو باب من أبواب الامام (ع) و منصوب من قبله نيابة عامة فمن أتاه أتاه، فما بقي أحد متحيرا ليقال لا يصل اليه الفيض فلله الحجة البالغة فعلومهم المقرونة بالعمل في ضمن هؤلاء الاعاظم محفوظة لا إنقطاع لها و لا ينقطع ابدا و يسير كالبرق الخاطف و هذا ببركة فتح باب الإجتهاد في هذه الفرقة الناجية فقط، ففى كل عصر يتجدد علوم الأئمة فالفيض غير منقطع و الحجة البالغة موجودة و العذر غير مقبول (ليهلك من هلك عن بينة و يحيى من حيّ عن بينة) فهذه الشبهات الباردة بحذافيرها مندفعة و للّه الحمد و الشكر. منه دام ظله.

للتتبع بأزيد من ذلك «فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر» (إنا هديناه السبيل إما شاكرا و إما كفورا) (لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي)ه.

ص: 324

(و الذين جاهدوا فينا لنهديهم سبلنا). و الحق اوضح من أن يخفى فما بقي لاحد بعد هذا التحليل و البيان و اقامة البرهان بأي لسان كان فلسفيا او منجما أو طبيبا أو غير ذلك مجال الاستشكال و الاستبعاد فيه بعد التصديق بانه ليس في عالم الوجود مؤثر مستقل بالتأثير غير واجب الوجود بالذات خالق الموجودات فليس لواحد من هؤلاء حجة و برهان على دعواهم إلا التوهمات و التخيلات التي هي أوهن من بيت العنكبوت كما عرفت في قبال قدرة الباري جل شأنه فما قيل من مدخلية الهيلاج و الكدخدا فى طول العمر و قصره و ان كثرة الهيلاج تدل على طول العمر و غير ذلك من الاصطلاحات إنما هي تخيلات زينوها بلطايف الالفاظ لأن اعطاء العمر و التأثير إنما هو من ناحية خالق الأشياء و مقولة التأثير و التأثر فيها إنما هو باشارته جلت قدرته فمن المضحكات أن يقول أحد بانها بنفسها مؤثرات من دون استناد التأثير الى خالقها، و نعوذ باللّه من ذلك و الحاصل خيط الحياة و الممات زيادة و نقيصة إنما هو بيده يقلبه كيف يشاء من دقيقة او ساعة أو يوم أو اسبوع أو شهر أو سنة أو مائه سنة أو الف سنة أو آلاف سنة أو غيرها كلها بقدرته و قدرته على الجميع متساوية فان من تدبر و تفكر فيما مضى من المعمرين على طبقاتهم و اختلاف أعمارهم يتبصر و يذعن و يعترف بان ذلك واقع لا سترة عليه اصلا و العجب ممن يذكر في كتابه ما بيناه من المعمرين لا يستشكل فيهم ولكن لا يعترف ببقاء «المهدي المنتظر عج» و هذا شيء عجاب مع انه محجوج بما في يده و اللّه الهادي.

بيان فى رد شبهة نسبها الينا الخصم و ذكر عدة حوادث وقعت فيها غيبة لنبى من الانبياء او رسول من الرسل

اشارة

قد سبق و ان حصل لنا العلم مما تقدم من الفصول المتنوعة و الابواب المختلفة ان خصماءنا الألداء أخذوا علينا في أمر (قائم) آل محمد صلى

ص: 325

اللّه عليه و آله و سلم امورا طفيفة قد يخجل القلم من اثباتها و الرد عليها إلا ان المغرضين أثبتوها كحقائق علمية خلّدت لهم الخزي و العار و الفضيحة و الشنار و سوف تبقى أثرا تنتقدهم عليه الاجيال و اقيسة يضحك منها حتى الأطفال إذ انها امور تافهة و ما أجدرنا بالسكوت عن مثل هذه الخرافات التي جنى مولدوها على عقولهم باثباتها وعدها من التاريخ الباحث عن الاصول و العقائد الدينية و المذهبية فانها و ايم الحق جرائم لا تغتفر و عيوب لا يمكن ان تستتر.

و ان من تلك الامور الطفيفة التى أخذها علينا الخصم في أمر الغيبة ان هؤلاء القوم لا يجوزون وجود امام مستتر مختف عن العيون و ذلك عندهم غير مقبول عقلا لأنه مخل بالإمامة و الإمام يلزم أن يكون بمرأى و مسمع من الناس و ان هدد بالخطر و خاف ازهاق النفس المحترمة التي خصها اللّه بكل زلفى و مكرمة و الحقيقة ان الانسان يقف عند ما يريد أن يرد هذا القول أو يقابل هذا القائل! و حقا انه ليحق للانسان أن يستوقف الفكر و يستمعن النظر فيما يريد أن يقول، فان كان في قبال انسان اوتي من المواهب و الادراك ما جعله يفوج بنفسه في معترك العلم و معمعان العلماء و يخوض حلبات ذوي الفكر و الفضيلة فلا يحتاج أن يكلفها هذا من الاهتمام فان الانسان منح من اللّه تعالى بالعقل و التمييز فيهما يدرك الحقائق و يتعرف الوقائع و ان كان المقابل غير ذلك فلا يحق للكاتب أن يتناول الى درجة يتفاهم فيها مع غير جنسه فانه غير مكلف بذلك و لا مسئول عنه، و الاول الذي قلنا انه معمور من قبل خالقه تبارك اسمه بالألطاف الشاملة التي أهلته الى الانخراط فى الطراز الأول من مخلوقات اللّه تعالى و هو الإنسان الذي كونه تبارك و تعالى و جعله انموذجا جليلا لما خلقه يحق له أن يرعوي و يتبع سلفه في المعتقدات التي لها المساس التام بجوهر الدين، و نحن معاشر المسلمين عصابة كان عليها أن تتحد و تتفق و تعمل طبق قانون الإسلام المقدس و هو

ص: 326

القرآن الكريم (الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه) فاذا كان اعتقادنا بكتابنا على هذا النحو من الايمان فعلينا أن لا نتحداه و لا نشك فيما حواه و ها هو يحدثنا عن عدة وقائع جرت في سالف الزمن اقتضت فيها الحكمة الالهية غياب قائد القوم أو هاديهم المرشد.

(منها) غيبة آدم عليه السلام و هكذا غيبة موسى «ع» فانه صرح بانه غاب عن قومه أربعين ليلة، و كذا يونس «ع» الذي احتجب عن قومه ردحا من الزمن أيضا.

(وهاك) واقعة الغار التي اختفى فيه الرسول صلى اللّه عليه و آله و سلم لاقتضاء المصلحة فانا ان صدقنا واحدة من هذه وجب علينا التصديق بالاخرى إذ هو سلسلة متوالية ترتبط واحدة منها بالثانية و اذا آمنا بأمر الغار و ما تبعه من القضايا فهو كاف لنا، إذ اللازم هو وجوب الاعتراف بذلك لا فرق بين قصر المدة و طولها و لم تتفرد الشيعة بتفسير هذه الوقائع و سرد حوادثها التاريخية فهذه تفاسير العامة أيضا تثبتها لنا، إلا أنها تفسر حسب الرغبات و تأول بمقتضى الارادات إلا من شذ و ليس هذا الامر محل شاهدنا و إنما أردنا أن نشير إلى أن الامر معترف به من قبلهم أيضا، و اذا اعتقدنا حدوث ذلك فيما سبق من الزمان فلا مانع من حدوثه فيما بعد أيضا، إذ كما وقع فى السابق يمكن ان يقع في اللاحق و دليلنا عليه قوله صلى اللّه عليه و آله و سلم: (يقع في هذه الامة ما وقع في الامم السالفة حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة) أو (كلما كان في بني اسرائيل أو في الامم السالفة) الى غير ذلك من الروايات المختلف لفظها المتحد معناها و مآلها.

و هذه صحاح القوم و اصولهم المعتبرة تروي ذلك و ترسله ارسال المسلمات راجع البخاري ج 4 ص 158 و ج 8 ص 127 و صحيح مسلم ج 8 ص 58 و مستدرك الحاكم ج 1 ص 129 فى آخر كتاب العلم في رواية عبد اللّه بن يزيد، ج 4 ص 455 و ص 269، و في ينابيع المودة طبع اسلامبول ج 2 ص 442 و في

ص: 327

شرح النهج لابن أبي الحديد طبع مصر ج 9 ص 410 و في الملاحم و الفتن و غيرها.

و أما أسفارنا فهي مترعة بذلك مملوة منه لكن هؤلاء لا يقبلونها و لا يعتدون بها لأنها علم اخذ عن أهل بيت محمد صلى اللّه عليه و آله الذين أذهب اللّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا و أهل بيت محمد (صلی الله علیه و آله) غير موثقين و لا معتبرين عندهم و شيعتهم قوم لا يؤخذ بكلامهم لأنهم روافض يحبون عليا و آله و حب علي و آله و معاداة أعاديهم بدعة فانا للّه و إنا اليه راجعون. (ربنا احكم بيننا و بين قومنا بالحق و أنت خير الحاكمين) (و لنعم الحكم اللّه و الخصم محمد «ص»).

و قد أحببت أن أورد هنا على سبيل الإيجاز ذكر عدة ممن اتفقت لهم الغيبه من الأنبياء و الأوصياء فأقول و اللّه المأمول للتوفيق.

غيبة آدم أبي البشر

و وقوعها و هي اما بأمر اللّه أو خشية من أعداء اللّه و خوفا منهم «فالأول» ما وقع لجمع من الأنبياء عليهم السلام (الاول) لآدم عليه السلام حيث خاطب اللّه الملائكة بقوله جل شأنه:

«اني جاعل في الأرض خليفة» و هي أبلغ الغيبات و كانت قبل ايجاده تعالى لآدم بسبعمائة سنة كما فى «إكمال الدين» ص 6 يقول فقد جاء فى الخبر ان اللّه سبحانه قال هذه المقالة للملائكة قبل آدم بسبعمائة سنة الى أن يقول و في قوله «اني جاعل في الأرض خليفة» حجة فى غيبة الامام (ع) من أوجه «أحدها» من الغيبة قبل الوجود أبلغ الغيبات كلها و ذلك ان الملائكة ما شهدوا قبل ذلك خليفة قط و اما نحن فقد شاهدنا خلفاء كثيرين غير واحد قد نطق به القرآن و تواترت به الأخبار حتى صارت كالمشاهدات و ان الملائكة لم يعهدوا واحدا منهم فكانت تلك الغيبه 41 ج 1: الشيعة و الرجعة

ص: 328

أبلغ و ألطف «و اخرى» انها كانت غيبة من اللّه و هذه الغيبة التي للامام (ع) هي من قبل أعداء اللّه فاذا كانت في الغيبة التي هي من اللّه عبادة فما الظن بالغيبة التي هي من أعداء اللّه.

و فى غيبة الإمام «ع» عبادة محضة لم تكن في تلك الغيبة و ذلك ان الامام عليه السلام الغايب مقموع مقهور مزدحم في حقه قد غلب قهرا و جرى على شيعته من أعداء اللّه ما جرى الخ.

«قلت»: و الغيبة الاولى أمر اللّه تعالى ملائكته بالسجود لآدم تعظيما له لما في صلبه و في الغيبة الثانية أخبر اللّه به أنبيائه بأنه ستقع في آخر الزمان و بشرهم بقدوم المغيب و هو «المهدي المنتظر عج» و مثل من آمن بالمهدي الغائب في غيبته مثل الملائكة الذين أطاعوا اللّه عز و جل في السجود لآدم.

و مثل من أنكر القائم الغائب في غيبته مثل ابليس في امتناعه من السجود لآدم عليه السلام.

و في عدة روايات فسر قوله تعالى: «الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ اَلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ» يعني بالقائم و غيبته.

ذكر ذلك في عدة من الكتب المعتبرة مثل الكافي، و إكمال الدين و الوافي و الغيبة النعمانية و الغيبة الطوسية و الثالث عشر من بحار الأنوار و غيرها.

و هذه الغيبة التي وقعت لامامنا إنما هي لحكم و مصالح حسبما رآه اللّه قلة و كثرة و لقد حث النبي و أوصياؤه على الاعتراف بوجوده فيها حتى انه قال (صلی الله علیه و آله):

من أنكره فقد أنكرني و أنكر الأئمة كما في الروايات الكثيرة فراجع الكتب المتقدمة

غيبة ادريس ع

«الثاني ادريس النبي على نبينا و آله و عليه السلام» فقد غاب عن شيعته بعد ما جرى بينه و بين من كان فى زمانه من الجبارين «20» سنة الى أن وقع في شيعته

ص: 329

الغلاء و العسر و تعذر عليهم القوت و قتل الجبار من قتل منهم، و حبس عنهم المطر و قال لمن آمن به و هم عشرون رجلا: و اعلموا اني سألت اللّه أن لا يمطر السماء على قريتكم فاخرجوا عنها و تفرقوا في القرى.

و شاع خبر ادريس في القرى بما سأل ربه و تنحى ادريس الى كهف من جبل شاهق فلجأ اليه و وكل اللّه به ملكا يأتيه بطعامه عند كل مساء و كان يصوم النهار فيأتيه الملك بطعامه كل مساء.

فلما سأل ربه انقطاع المطر عنهم: أمر اللّه الملك الموكل بطعامه فقطعه الى ثلاثة أيام بلياليها ذكره في ج 7 من بحار الأنوار ص 76 فراجع.

غيبة نوح ع

«الثالث»: نوح النبي على نبينا و آله و عليه السلام. في ج 7 من بحار الأنوار ص 94 نقلا عن كتاب القصص لمحمد بن جرير الطبري قال: ان اللّه تعالى أكرم نوحا بطاعته و العزلة لعبادته، و كان لباسه الصوف و لباس ادريس قبله الشعر و كان يسكن فى الجبال و يأكل من نبات الأرض فجاءه جبرئيل بالرسالة و قد بلغ عمر نوح 460 سنة فقال له: مالك معتزلا؟ قال: لأن قومى(1) لا يعرفون اللّه

ص: 330


1- قال فى ج 1 من ابن الاثير ص 24 اختلف العلماء في ديانة القوم الذين أرسل اليهم نوح فمنهم من قال: انهم كانوا قد أجمعوا على العمل بما يكرهه اللّه من ركوب الفواحش و الكفر و شرب الخمور و الاشتغال بالملاهي عن طاعة اللّه و منهم من يقول: كانوا أهل طاعة بيوراسب (الى أن يقول) الحق الذي لا يشك فيه هو انهم كانوا أهل أوثان يعبدونها كما نطق به القرآن و هو مذهب طائفة من الصابئين. و في ج 1 من تاريخ الطبري ص 90 هكذا باضافة: ان الكفر باللّه إنما حدث في القوم الذين بعث اليهم نوح عليه السلام.

فاعتزلت عنهم. فقال له جبرئيل: فجاهدهم. و قال نوح: لا طاقة لي بهم و لو عرفوني لقتلوني فقال له: ان اعطيت القوة كنت تجاهدهم؟ قال: و اشوقاه الى ذلك. فقال نوح: من أنت؟ فصاح جبرئيل صيحة واحدة تداعت فاجابته الملائكة بالتلبية و رجت الأرض و قالت: لبيك لبيك يا رسول رب العالمين الحديث راجع ج 7 ص 94 من بحار الأنوار.

غيبة صالح ع

«الرابع»: صالح النبي و انه غاب(1) عن قومه زمانا و كان يوم غاب عنهم كهلا الى أن يقول فلما رجع الى قومه لم يعرفوه بصورته فرجع اليهم و هم على ثلاث طبقات(2) جاحدة لا ترجع أبدا و اخرى شاكة و اخرى على يقين فبدأ عليه السلام حتى رجع بالطبقة الشاكة فقال لهم: أنا صالح فكذبوه و شتموه و زجروه و قالوا: برء اللّه منك ان صالحا كان في غير صورتك. فاتى الجحاد فلم يسمعوا منه القول و نفروا منه أشد النفور، ثم انطلق الى الطبقة الثالثة و هم أهل اليقين فقال لهم: أنا صالح فقالوا خيرا لا نشك فيه «فيك خ ل» معه انك صالح فانا لا نمترى ان اللّه تبارك و تعالى الخالق ينقل و يحول في أي صورة شاء و قد أخبرنا و تدارسنا فيما بيننا بعلامات القائم اذا جاء و إنما يصح عندنا اذا أتي الخبر من السماء فقال لهم صالح: انا صالح الذي أتيتكم بالناقة. فقالوا: صدقت و هي التي نتدارس فما علاماتها فقال: (لَها شِرْبٌ وَ لَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ) فقالوا: آمنا باللّه و بما جئتنا به فعند ذلك قال تبارك و تعالى: «أَنَّ صالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ»

فقال أهل اليقين: «إِنّا بِما أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ» (قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا) و هم الشكاك

ص: 331


1- إكمال الدين ص 81 مسندا عن الشحام عن مولانا الصادق «ع».
2- و الطبقات الثلاثة كلها موجودة في عصرنا. صدق رسول اللّه: (كلما كان فى الامم السالفة كان في هذه الامة) الحديث.

و الجحاد (إِنّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كافِرُونَ).

قال الشحام: قلت: هل كان فيهم ذلك اليوم عالم به؟ قال: اللّه أعدل من أن يترك الأرض بلا عالم يدل على اللّه عز و جل، و لقد مكث القوم قبل سبعة أيام على فترة لا يعرفون إمامهم غير انهم على ما في أيديهم من دين اللّه عز و جل كلمتهم واحدة. فلما ظهر صالح «ع»: اجتمعوا عليه عند خروجه و إنما مثل «القائم ع» مثل صالح.

غيبة ابراهيم ع

«الخامس»: غيبة ابراهيم الخليل فانها تشبه غيبة «قائمنا صلوات اللّه عليه» بل هي أعجب منها لأن اللّه تبارك و تقدس غيب أثر ابراهيم «ع» و هو في بطن امه حتى حوّله عز و جل بقدرته من بطنها الى وقت بلوغ الكتاب أجله.

و في ص 82 من إكمال الدين مسندا عن أبي بصير عن الإمام السادس عليه السلام قال: كان أبو ابراهيم منجما لنمرود بن كنعان و كان نمرود لا يصدر عن رأيه فنظر في النجوم ليلة من الليالي فاصبح فقال: لقد رأيت هذه الليلة عجبا.

فقال له نمرود: و ما هو؟ فقال: رأيت مولودا يولد في أرضنا فيكون هلاكنا على يديه و لا يلبث إلا قليلا حتى يحمل به. فعجب من ذلك نمرود و قال: هل حمل به النساء؟ قال: لا و كان فيما اوتي به من العلم انه سيحرق بالنار و لم يكن اوتي ان اللّه سينجيه قال: فحجب النساء عن الرجال فلم يترك امرأة إلا جعلت بالمدينة حتى لا يخلص اليهن الرجال قال: و وقع أبو ابراهيم على امرأته فحملت به و ظن انه صاحبه فارسل الى نساء من القوابل لا يكونن فى البطن شيء إلا علمن به فنظرن الى ام ابراهيم فالزم اللّه تعالى ذكره ما في الرحم الظهر فقلن ما نرى شيئا فى بطنها، فلما وضعت ام ابراهيم به أراد أبوه أن يذهب به الى نمرود فقالت له امرأته: لا تذهب بابنك الى نمرود فيقتله دعنى أذهب به الى بعض الغير ان اجعله

ص: 332

فيه حتى يأتي أجله و لا تكون أنت تقتل ابنك. فقال لها: فاذهبي فذهبت به الى غار ثم وضعته ثم جعلت على باب الغار صخرة ثم انصرفت عنه فجعل اللّه عز و جل رزقه في ابهامه فجعل يمصه فيشرب لبنا فمكث ما شاء اللّه ان يمكث، ثم ان امه قالت لأبيه: لو أذنت لي حتى أذهب الى ذلك الصبي فاراه فعلت. قال: فافعلي.

فاتت الغار فاذا هي بابراهيم فاذا عيناه تزهران كأنهما سراجان فاخذته و ضمته الى صدرها و أرضعته ثم انصرفت فسألها أبوه: اين الصبي؟ فقالت له: قد و اريته في التراب(1) فمكثت تعتل و تخرج في الحاجة و تذهب الى ابراهيم فتضمه اليها و ترضعه ثم تنصرف فلما أرادت الإنصراف أخذ بثوبها فقالت له: مالك؟ قال لها اذهبي بي معك. قالت له: حتى استأمر أباك فلم يزل ابراهيم «ع» في الغيبة مخفيا لشخصه كاتما لأمره حتى ظهر فصدع لأمر اللّه تعالى ذكره و أظهر اللّه قدرته فيه، ثم غاب «ع» الغيبة الثانية و ذلك حين نفاه الطاغوت عن المصر فقال:

(وَ أَعْتَزِلُكُمْ وَ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللّهِ وَ أَدْعُوا رَبِّي عَسى أَلاّ أَكُونَ بِدُعاءِ رَبِّي شَقِيًّا). قال اللّه عز و جل: (فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَ ما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّهِ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ وَ كُلاًّ جَعَلْنا نَبِيًّا وَ وَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا وَ جَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا). يعني به علي بن أبي طالب «ع» لأن ابراهيم كان قد دعى اللّه عز و جل أن يجعل له لسان صدق في الآخرين فجعل اللّه تبارك و تعالى له و لاسحاق و يعقوب لسان صدق عليا. فاخبر «ع» بان «القائم» هو الحادي عشر من ولده و انه «المهدي» الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما و انه تكون له غيبة و حيرة تضل فيها أقوام و يهتدي فيها آخرون و ان هذا كائن كما انه مخلوق و اخبر عليه السلام في حديث كميل: ان الأرض لا يخلو من قائم بحجة اما ظاهر مشهور أو خائف مغمور لئلا تبطل حجج اللّه و بيناته.ل.

ص: 333


1- و فى ج 1 ص 33 من الكامل لابن الأثير ذكر قضية غيبته فى الغار مفصلا فراجع و هكذا في مروج الذهب ص 56 هامش الكامل.
غيبة يوسف ع

«السادس»: يوسف الصديق و غيبته كانت عشرين(1) سنة لم يدهن فيها و لم يكتحل و لم ينطيب و لم يمس النساء حتى جمع اللّه ليعقوب و جمع بين يوسف و اخوته و أبيه و خالته كان فيها ثلاثة أيام في الجب و فى الحبس بضع سنين و فى الملك باقي سنينه راجع ص 87 من اكمال الدين.

غيبة موسى ع

«السابع»: كليم اللّه موسى بن عمران غاب عن قومه ثمانية و عشرين سنة و فى إكمال الدين ص 87 بعد ما ذكر من رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) ما قاله يوسف لشيعته لما حضرته الوفاة و أخبرهم بما ينالونه من الضغط حتى اذا بشروا بولادته و رأوا علامات ظهوره و اشتدت البلوى و حمل عليهم بالحجارة الفقيه الذي كانوا يستريحون الى أحاديثه فاستتر و راسلهم فقالوا: كنا مع الشدة نستريح الى حديثك فخرج بهم الى بعض الصحارى و جلس يحدثهم حديث القائم و نعته و قرب الأمر و كانت ليلة قمراء فبيناهم كذلك حتى طلع عليهم موسى «ع» و كان في ذلك الوقت حدث السن قد خرج من دار فرعون يظهر النزهة فعدل عن موكبه و أقبل اليهم و تحته بغلة و عليه طيلسان خز، فلما رآه الفقيه عرفه بالنعت فقام اليه و انكب على قدمه فقبله ثم قال: الحمد للّه الذي لم يمتني حتى رأيتك فلما رأوا الشيعة ذلك علموا انه صاحبهم فانكبوا على الأرض شكرا للّه عز و جل فلم يزد إلى أن قال: أرجو أن يعجل اللّه فرجكم ثم غاب بعد ذلك و خرج الى مدينة (مدين) فاقام عند شعيب ما اقام فكانت الغيبة الثانية أشد عليهم من الاولى و كانت نيفا و خمسين سنة و اشتدت البلوى عليهم و استتر الفقيه فبعثوا اليه انه لا صبر لنا على استتارك عنا، فخرج الى بعض

ص: 334


1- و فى ج 1 من الكامل ص 54 يقول: و كانت غيبة يوسف عن يعقوب ثماني عشرة سنة.

الصحارى و استدعاهم و طيب نفوسهم و اعلمهم ان اللّه عز و جل أوحى اليه انه مفرج عنهم بعد أربعين سنة فقالوا بأجمعهم: الحمد للّه فأوحى اللّه عز و جل اليه قل لهم قد جعلتها ثلاثين سنة لقولهم الحمد للّه فقالوا: كل نعمة من اللّه، فأوحى اللّه اليه قل لهم قد جعلتها عشرين سنة، فقالوا: لا يأتي بالخير إلا اللّه، فاوحى اللّه اليه قل لهم: قد جعلتها عشرا. فقالوا: لا يصرف السوء إلا اللّه. فاوحى اللّه اليهم. لا تبرحوا فقد أذنت في فرجكم فبينماهم كذلك إذ طلع موسى عليه السلام راكبا على حمار فاراد الفقيه أن يعرف الشيعة ما يستبصرون به فيه و جاء موسى حتى وقف عليهم فسلم عليهم فقال له الفقيه: ما اسمك؟ قال: موسى قال: ابن من؟ قال:

ابن عمران. قال: ابن من؟ قال: ابن فاهث بن لاوي بن يعقوب. قال: بماذا جئت؟ قال: بالرسالة من عند اللّه عز و جل. فقام اليه فقبل يده ثم جلس بينهم فطيب نفوسهم و أمرهم امره ثم فرقهم فكان بين ذلك الوقت و بين فرجهم بغرق فرعون أربعين سنة. (قلت): يا إله موسى يا إله ابراهيم يا إله يعقوب عجل فرج شيعة (المهدي) فقد طال الانتظار و شمت بنا الفجار و ضاقت علينا الأرض بما رحبت، أنت القادر على رفع الموانع و الأمر بظهوره «ع» اللهم إنا نشكوا اليك فقد نبينا و غيبة و لينا و كثرة عدونا و قلة عددنا و شدة الفتن بنا و تظاهر الزمان علينا فصل على محمد و آله الطاهرين.

غيبة شعيب النبي ع

«الثامن»: شعيب النبي «ع» فعن علي عليه السلام انه قال ان شعيبا دعا قومه حتى كبر ثم غاب عنهم ما شاء اللّه في ج 7 من بحار الأنوار ص 214 عن سهل بن سعيد قال:

بعثني هشام ابن عبد الملك استخرج له بئرا في رصافة عبد الملك، فحفرنا منها مأتي قامة ثم بدت لنا جمجمة رجل طويل فحفرنا ما حولها فاذا رجل قائم على صخرة عليه ثياب بيض و اذا كفه اليمنى على رأسه على موضع ضربة رأسه فكنا اذا نحينا يده عن رأسه

ص: 335

سالت الدماء و اذا تركناها عادت فسالت الجرح، فاذا في ثوبه مكتوب أنا شعيب ابن صالح رسول رسول اللّه شعيب النبي الى قومه فضربوني و أضروني و طرحوني في هذا الجب و هالوا علي التراب فكتبنا الى هشام بما رأينا فكتب: أعيدوا عليه التراب كما كان. و في الخرايج و الجرائح مثله فراجع.

غيبة اسماعيل ع الصادق الوعد

«التاسع»: غاب عن قومه سنة كاملة و هو ابن حزقيل(1) النبي ذكره في الناسخ و في ج 7 من بحار الأنوار ص 316 نقلا عن قصص الأنبياء عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم انه قال: أفضل الصدقة صدقة اللسان تحقن به الدماء و تدفع به الكراهة و تجر المنفعة الى أخيك المسلم، ان عابدي بني اسرائيل كان أعبدهم يسعى فى حوائج الناس عند الملك و انه لقي اسماعيل بن حزقيال فقال له: لا تبرح حتى أرجع اليك يا اسماعيل. فسهى عنه عند الملك فبقى اسماعيل الى الحول هنا فأنبت

ص: 336


1- و هذا الذي كذبه قومه و قتلوه و سلخوا جلد وجهه فغضب اللّه عليهم فوجه اليه «سطاطائيل» ملك العذاب فقال له: يا اسماعيل انا سطاطائيل ملك العذاب وجهني رب العزة اليك لا عذب قومك بأنواع العذاب ان شئت. فقال له اسماعيل: لا حاجة لي في ذلك يا سطاطائيل. فاوحى اللّه اليه: فما حاجتك يا اسماعيل؟ فقال اسماعيل: يا رب انك أخذت الميثاق لنفسك بالربوبية و لمحمد بالنبوة و لأوصيائه بالولاية و أخبرت خلقك بما نفعل امته بالحسين بن علي من بعد نبيها و انك وعدت الحسين أن تكره الى الدنيا حتى ينتقم بنفسه ممن فعل ذلك به، فحاجتي اليك يا رب ان تكرني الى الدنيا حتى أنتقم ممن فعل ذلك بي ما فعل كما تكر الحسين «ع». فوعد اللّه اسماعيل ذلك فهو يكر مع الحسين بن علي. و سيأتي الحديث ان شاء اللّه في ج 2 من هذا الكتاب في الرجعة إن ساعدني التوفيق و اللّه الموفق. «منه عفى عنه»

اللّه لاسماعيل عشبا فكان يأكل منه و أجرى له عينا و أظله بغمام فخرج الملك بعد ذلك الى التنزه و معه العابد فرأى اسماعيل فقال: انك لها هنا يا اسماعيل؟ فقال له أنت قلت لا تبرح فلم أبرح فسمي صادق الوعد.

غيبة الياس النبى ع

«العاشر»: الياس النبي (ع) غاب عن قومه 7 سنين متواريا في الصحارى و الفلوات و في ج 1 ص 72 من الكامل يقول: لما توفي حزقيل كثرت الأحداث في بني اسرائيل و انكروا عهد اللّه و عبدوا الأوثان، فبعث اللّه اليهم الياس بن ياسين بن فنحاص بن العزار بن هارون بن عمران نبيا، و كان الياس مع ملك من ملوكهم يقال له (اخاب) و كان يسمع منه و يصدقه و كان الياس يقيم له أمره و كان بنو اسرائيل اتخذوا صنما يعبدونه يقال له (بعل)، فجعل الياس يدعوهم الى اللّه و هم لا يسمعون إلا من ذلك الملك، و كان للملك جار صالح مؤمن يكتم ايمانه و له بستان(1) الى جانب دار الملك و الملك يحسن جواره و للملك زوجة عظيمة الشر و الكفر، فقالت له ليأخذ بستان الرجل فلم يفعل فكانت تخلف زوجها إذا سار عن بلده و تظهر للناس فغاب مرة فوضعت امرأته على صاحب البستان من شهد عليه انه سب الملك فقتلته و أخذت بستانه، فلما عاد الملك غضب من ذلك و استعظمه و أنكره فقالت فات أمره فاوحى اللّه الى الياس يأمره أن يقول للملك و امرأته أن يردا البستان على ورثة صاحبه فان لم يفعلا غضب عليهما و أهلكهما في البستان و لم يتمتعا به إلا قليلا، فأخبرهما الياس بذلك فلم يرجعا الحق فلما رأى الياس ان بني اسرائيل قد أبوا إلا الكفر و الظلم دعا عليهم فامسك اللّه عنهم المطر ثلاث سنين فهلكت المواشي و الطيور و الهوام و الشجر و جهد الناس

ص: 337


1- و فى ج 7 ص 317 من بحار الأنوار في رواية مفصلة بعد بيان ما وقع من الزانية زوجة الجبار بالنسبة الى المؤمن و قتله و أخذ بستانه فراجع.

جهدا شديدا و استخفى الياس خوفا من بني اسرائيل فكان يأتيه رزقه.

غيبة سليمان النبي ع

«الحادي عشر»: سليمان النبي «ع» فانه قد حصلت له غيبة طويلة و قصته انه لما أراد أن يستخلفه داود أوحى اللّه اليه يأمره بذلك فأخبر بني اسرائيل فضجوا من ذلك و قالوا: يستخلف علينا حدثا و فينا من هو أكبر منه. فدعى اسباط بني اسرائيل فقال لهم: قد بلغني مقالتكم فاروني عصيّكم فاي عصا أثمرت فصاحبها ولي الأمر بعدي. فقالوا: رضينا و قال ليكتب كل واحد اسمه على عصاه فكتبوا ثم جاء سليمان بعصاه فكتب عليه اسمه ثم ادخلت بيتا و اغلق الباب و حرسه رؤوس أسباط بني اسرائيل فلما أصبح صلى بهم الغداة ثم فتح الباب فاخرج عصيهم و قد أو رقت عصى سليمان و قد أثمرت فسلموا ذلك لداود و اختبره بحضرة بني اسرائيل (فقال): يا بني أي شيء أبرد؟ قال: عفو اللّه عن الناس و عفو الناس بعضهم عن بعض. «قال»: يا بني أي شيء أحلى؟ قال: المحبة و هي روح اللّه في عباده. فافتر داود ضاحكا فسار به في بني اسرائيل فقال: هذا خليفتي فيكم من بعدي. ثم أخفى بعد ذلك سليمان أمره و تزوج بامرأة و استتر من شيعته ما شاء اللّه أن يستتر و ان امرأته قالت له ذات يوم: بأبي أنت و امي ما أكمل خصالك و أطيب ريحك و لا أعلم لك خصلة أكرهها إلا انك في مؤنة أبي فلو دخلت السوق فتعرضت لرزق اللّه رجوت أن لا يخيبك. فقال لها سليمان: اني و اللّه ما عملت عملا قط و لا أحسنه. فدخل السوق فجال يومه ذلك ثم رجع فلم يصب شيئا فقال لها: ما أصبت شيئا. فقالت: لا عليك ان لم يكن اليوم كان غدا. فلما كان من الغد خرج الى السوق فجال فيه فلم يقدر على شيء و رجع فاخبرها فقالت: يكون غدا ان شاء اللّه فلما كان في اليوم الثالث مضى حتى انتهى الى ساحل البحر فاذا هو بصياد فقال له:

هل لك أن أعينك و تعطينا شيئا؟ قال: نعم. فاعانه فلما فرغ أعطاه الصياد سمكتين

ص: 338

فاخذهما و حمد اللّه عز و جل و شق بطن أحدهما فاذا بخاتم فى بطنها فاخذه فصيره في ثوبه و حمد اللّه و أصلح السمكتين و جاء بهما الى منزله و فرحت امرأته بذلك و قالت له: اني اريد أن تدعو أبواي حتى يعلما انك قد كسبت فدعاهما فاكلا معه فلما فرغوا قال لهم: هل تعرفوني؟ قالوا: لا و اللّه إلا أنا لم نر خيرا منك. فاخرج خاتمه و لبسه فخرّ عليه الطير و الريح و غشياه الملك و حمل الجارية و أبويها الى بلاد اصطخر و اجتمعت اليه الشيعة و استبشروا به ففرج اللّه عنهم مما كانوا فيه من حيرة غيبته فلما حضرته الوفاة أوصى الى آصف بن برخيا باذن اللّه تعالى ذكره فلم يزل بينهم يختلف اليه الشيعة فيأخذون عنه معالم دينهم ثم غيب اللّه عز و جل آصف غيبة طال أمدها ثم ظهر لهم فبقي بين قومه ما شاء اللّه، ثم انه و دعهم فقالوا له: أين الملتقى؟ قال: على الصراط و غاب عنهم ما شاء اللّه و اشتدت البلوى على بني اسرائيل بغيبته و تسلط عليهم بخت نصر فراجع ج 7 من بحار الانوار ص 348.

غيبة لوط النبى ع

«الثاني عشر»: لوط النبي و قد نطق به القرآن فى قوله تعالى في سورة الحجر آية 65 «فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَ اتَّبِعْ أَدْبارَهُمْ وَ لا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَ امْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ» أي: اذهبوا الى الموضع الذي أمركم اللّه بالذهاب اليه و هو الشام.

عن السدي قاله فى المجمع ج 7 ص 341. و محل الاستدلال على غيبة لوط «ع» هو قوله تعالى: «فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ» يعنى: بعد ما يمضي أكثر الليل و قد مر انه لا فرق في صدق الغيبة بين الساعة أو اليوم أو الشهر أو السنة أو غير ذلك من المقادير بحسب المصلحة قلة و كثرة.

غيبة النبى دانيال ع

«الثالث عشر»: دانيال النبي غاب عن قومه 90 سنة أسيرا تحت يد الفاجر

ص: 339

العاهر بخت نصر و شيعته ينتظرون خروجه و مجمل القصة ان سليمان «ع» لما حضرته الوفاة أوصى بأمر من اللّه الى «آصف بن برخيا» فلم يزل بينهم يختلف الشيعة اليه و يأخذون عنه معالم دينهم ثم غيب اللّه عز و جل آصف غيبة طال أمدها ثم ظهر لهم فبقي بين قومه ما شاء اللّه ثم انه ودعهم و غاب عنهم ما شاء اللّه و اشتدت الامور و البلوى على بني اسرائيل بغيبته و تسلط عليهم بخت نصر فجعل يقتل من يظفر به منهم و يطلب من يهرب و يسبي ذراريهم فاصطفى من السبي من أهل بيت اليهود أربعة نفر منهم دانيال و اصطفى من ولد هارون عزيرا و هم حينئذ صبية صغار فمكثوا في يده و بنو اسرائيل في العذاب المهين و الحجة دانيال أسير فى يد بخت نصر تسعين سنة فلما عرف فضله و سمع ان بني اسرائيل ينتظرون خروجه و يرجون الفرج في ظهوره و على يده أمر ان يجعل في جب عظيم واسع و يجعل معه الأسد ليأكله فلم يقربه و أمر ان لا يطعم فكان اللّه تعالى يأتيه بطعامه و شرابه على يد نبي من أنبياء بني اسرائيل، فكان يصوم دانيال النهار و يفطر الليل على ما يدلى اليه من الطعام و اشتدت البلوى على شيعته و قومه المنتظرين لظهوره و شك أكثرهم فى الدين لطول الأمد، فلما تناهى البلاء بدانيال و بقومه رأى بخت نصر في المنام كأن ملائكة من السماء قد هبطت الى الأرض أفواجا الى الجب الذي فيه دانيال مسلمين عليه يبشرونه بالفرج، فلما أصبح ندم على ما أتى الى دانيال فامر أن يخرج من الجب فلما اخرج اعتذر اليه مما ارتكب منه من التعذيب ثم فوض اليه النظر في امور مملكته و القضاء بين الناس، فظهر من كان مستترا من بني اسرائيل و رفعوا رؤوسهم و اجتمعوا الى دانيال «ع» موقنين بالفرج فلم يلبث إلا القليل حتى تبدلت الحالة حتى مضى لسبيله و افضى الأمر بعده الى عزير النبي و كانوا يجتمعون اليه و يأنسون به و يأخذون عنه معالم دينهم و غيب اللّه عنهم شخصه مائة عام ثم بعثه و غابت الحجج بعده و اشتدت البلوى حتى ظهر يحيى عليه السلام فراجع ج 7 من بحار الأنوار ص 348.

ص: 340

غيبة النبى عزير ع

«الرابع عشر»: عزير النبي «ع»(1) كان فى عصر بخت نصر و في سنة 47 من ملكه بعث اللّه العزير نبيا الى القرى التي أمات اللّه أهلها ثم بعثهم له و كانوا من قرى شتى فهربوا من الموت فنزلوا فى جوار عزير يختلف اليهم و يسمع كلامهم و ايمانهم و أحبهم على ذلك و آخاهم عليه فغاب عنهم يوما واحدا ثم أتاهم فوجدهم موتى صرعى فحزن عليهم و قال: «أَنّى يُحْيِي هذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِها» تعجبا منه حيث أصابهم و قد ماتوا أجمعين في يوم واحد «فاماته اللّه» عند ذلك «مائة عام ثم بعثه» اللّه و اياهم و كانوا مائة الف مقاتل ثم قتلهم اللّه أجمعين و لم يتلف منهم واحد على يد بخت نصر. ثم ملك مهروية بن بخت نصر 16 سنة و عشرين يوما فاخذ عند ذلك دانيال و خد له خدا في الأرض و طرح فيه دانيال و أصحابه و شيعته من المؤمنين و القى عليهم النيران فلما رأى ان النار لا تقربهم و لا تحرقهم استودعهم الجب و فيه الاسود و السباع و عذبهم بكل نوع من العذاب حتى خلصهم اللّه منه و هم الذين ذكرهم اللّه في كتابه فقال: «قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ اَلنّارِ ذاتِ الْوَقُودِ» الخ.

غيبة عيسى ع روح اللّه

«الخامس عشر»: كان لعيسى بن مريم عليه السلام غيبات يسيح في الأرض و لا يعرف قومه و شيعته خبره، ثم ظهر فاوصى الى شمعون الصفاء بن حمون فلما مضى شمعون غابت الحجج بعده فاشتد الطلب و عظمت البلوى و درس الدين و اضيعت الحقوق و اميتت الفروض و السنن و ذهب الناس يمينا و شمالا لا يعرفون أيا من أي فكانت هذه الغيبة 250 سنة. و في بعض الروايات. انه غاب عن قومه الى أراضي الشامات و مصر 12 سنة. و في ج 1 من الكامل ص 108: ان مريم سلمت عيسى

ص: 341


1- في ج 7 من بحار الأنوار ص 357.

الى صباغ يتعلم عنده فاجتمع عند الصباغ ثياب متعددة و عرض له حاجة. فقال للمسيح: هذه ثياب مختلفة الألوان و قد جعلت في كل ثوب منها خيطا على اللون الذي يصبغ به فاصبغها. فقال: أين هي؟ قال: فى هذا. فاخذها المسيح و القاها في حب واحد فلما جاء الصباغ سأله عن الثياب فقال: صبغتها. فقال: أين هي؟ قال: في هذا الحب. قال: كلها؟ قال: نعم قال: لقد أفسدتها على أصحابها.

و تغيظ عليه فقال المسيح: لا تعجل و انظر اليها. فقام و أخرجها فوجد كل ثوب منها على اللون الذي أراد صاحبه فتعجب الصباغ منه و علم ان ذلك من اللّه. و فيه انه لما بلغ 30 سنة فاوحى اللّه اليه أن ابرز للناس فادعهم الى اللّه و داو المرضى و الزمنى و الأكمه و الأبرص و غيرهم من المرضى. ففعل ما أمر به و أحبه الناس و كثر أتباعه. و في أتباعه و أصحابه أقوال: قيل هم الصباغ الذي تقدم. و قيل: كانوا صيادين. و قيل:

ملاحين و اللّه أعلم. و كانت عدتهم 12 رجلا و كان له صديق اسمه عازر فمرض فارسلت اخته الى عيسى: ان عازر يموت فسار اليه و بينهما ثلاثة أيام فوصل اليه و قد مات منذ ثلاثة أيام فاتى قبره فدعا له فعاش و بقي حتى ولد له. و أحيى امرأة و عاشت و ولد لها. و أحيى سام بن نوح و كان يوما مع الحواريين يذكر نوحا و الغرق و السفينة قالوا له: لو بعثت لنا من شهد ذلك. فاتي تلا و قال: هذا قبر سام بن نوح ثم دعا اللّه فقام و قال: قد قامت القيامة؟ فقال المسيح: لا ولكن دعوت اللّه فاحياك. فسألوه فاخبرهم. ثم دعا ميتا و أحيى عزير النبي قال له: بنو اسرائيل احيى لنا عزيرا و إلا أحرقناك فدعا اللّه فعاش فقالوا: ما تشهد لهذا الرجل قال:

أشهد انه عبد اللّه و رسوله. و أحيى يحيى بن ذكريا و أحيى غير ذلك ممن ذكرنا.

و في ص 110 يقول: اختلف العلماء في موته قبل رفعه الى السماء فقيل: رفع و لم يمت و قيل: توفاه اللّه ثلاث ساعات ثم أحياه و رفعه.

«قلت»: و الصواب ما قاله عز و جل في التنزيل: «وَ ما قَتَلُوهُ وَ ما صَلَبُوهُ وَ لكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ بَلْ رَفَعَهُ اللّهُ». و في ج 1 من تفسير «ابن كثير» المتوفى سنة 774

ص: 342

ص 366 يقول: اختلف المفسرون في قوله تعالى «إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَ رافِعُكَ إِلَيَّ» فقال قتادة عن ابن عباس و غيره هذا من المقدم و المؤخر تقديره اني رافعك إلي و متوفيك يعني بعد ذلك. و قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: اني متوفيك أي مميتك.

و قال محمد بن اسحاق عمن لايتهم عن وهب بن منبه قال: توفاه اللّه ثلاث ساعات من أول النهار حين رفعه اللّه. قال ابن اسحاق. و النصارى يزعمون ان اللّه توفاه سبع ساعات ثم أحياه. و عن مسطر الوراق: اني متوفيك من الدنيا و ليس بوفاة موت و كذا قال ابن جرير توفاه ثم هو رفعه و قال الأكثرون: المراد بالوفاة هاهنا النوم كما قال تعالى «وَ هُوَ الَّذِي يَتَوَفّاكُمْ بِاللَّيْلِ» الى أن يذكر قوله تعالى «وَ بِكُفْرِهِمْ وَ قَوْلِهِمْ» «وَ ما قَتَلُوهُ وَ ما صَلَبُوهُ وَ لكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ» الى قوله «وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلاّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ» الآية يقول: و الضمير عايد على عيسى بن مريم أي و ان من أهل الكتاب إلا ليؤمنن بعيسى و ذلك حين ينزل الى الأرض قبل يوم القيامة على ما سيأتي بيانه.

«أقول»: قد عرفت انه ينزل بعد ظهور (المهدي المنتظر) بمنصب الوزارة له لا الامارة و الرسالة.

غيبة الرسول الاعظم محمد ص

«السادس عشر»: ان له صلوات اللّه عليه و آله غيبات (أولها) في أوائل بعثته ثلاثة سنوات و كان يدعو الناس بتوحيد اللّه إذ نزل عليه «فاصدع بما تؤمر و اعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين» «ثانيها» اختفاؤه فى غار ثور و حينما خرج صلوات اللّه عليه و آله لما همّ الكفرة بقتله كما اخبر به في التنزيل في سورة الأنفال آية 30: «وَ إِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَ يَمْكُرُونَ وَ يَمْكُرُ اللّهُ وَ اللّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ».

ص: 343

قال الشيخ الأجل في المجمع في ج 4 ص 537: في النزول(1) قال المفسرونرب

ص: 344


1- و في تفسير القمي ص 249 في ذيل الآية يقول نزلت بمكة قبل الهجرة و كان سبب نزولها انه لما أظهر رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) الدعوة بمكة قدمت عليه الأوس و الخزرج «فقال» رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): تمنعوني و تكونون لي جارا حتى أتلو عليكم كتاب ربي و ثوابكم على اللّه الجنة «فقالوا»: نعم خذ لربك و لنفسك ما شئت؟ (فقال): موعدكم العقبة في الليلة الوسطى من ليالي التشريق. فحجوا و رجعوا الى منى و كان فيهم ممن قد حج بشر كثير فلما كان اليوم الثاني من أيام التشريق قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: اذا كان الليل فاحضروا دار عبد المطلب على العقبة و لا تنبهوا نائما و لينسل واحدا فواحدا، فجاء سبعون رجلا من الاوس و الخزرج فدخلوا الدار فقال لهم رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): تمنعوني و تجيروني حتى أتلو عليكم كتاب ربي و ثوابكم على اللّه الجنة. فقال سعد بن زرارة و البراء بن معرور و عبد اللّه بن حزام: نعم يا رسول اشترط لربك و لنفسك ما شئت. فقال: أما ما اشترط لربي فان تعبدوه و لا تشركوا به شيئا و اما ما اشترط لنفسي أن تمنعوني ما تمنعون أنفسكم و تمنعون أهلي مما تمنعون أهاليكم و أولادكم. قالوا: ما لنا على ذلك؟ فقال: الجنة في الآخرة و تملكون العرب و تدين لكم العجم فى الدنيا. فقالوا: قد رضينا فقال: اخرجوا إلي منكم اثنى عشر نقيبا يكونوا شهداء عليكم بذلك كما أخذ موسى من بني اسرائيل اثني عشر نقيبا. فاشار اليهم جبرئيل فقال: هذا نقيب تسعة من الخزرج و ثلاثة من الأوس «فمن الخزرج» سعد بن زرارة، و البراء بن معرور، و عبد اللّه بن حزام، و أبو جابر بن عبد اللّه، و رافع بن مالك، و سعد بن عبادة، و المنذر بن عمرو، و عبد اللّه بن رواحة، و سعد بن الربيع، و عبادة بن الصامت (و من الأوس) أبو الهيثم بن التيهان و هو من اليمن، و اسيد بن خضير، و سعد بن خيثمة. فلما اجتمعوا و بايعوا لرسول اللّه (صلی الله علیه و آله) صاح ابليس: يا معشر قريش و العرب هذا محمد و الصباة من أهل يثرب على جمرة العقبة يبايعونه على حربكم. فاسمع أهل منى و هاجت قريش فاقبلوا بالسلاح و سمع رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) النداء و قال: للأنصار تفرقوا. فقالوا: يا رسول اللّه ان أمرتنا نميل عليهم باسيافنا فعلنا. فقال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): لم أؤمر بذلك و لم يأذن اللّه لي في محاربتهم. «قالوا»: اخرج معنا «قال»: أنتظر أمر اللّه. فجاءت قريش على بكرة أبيهم قد أخذوا السلاح و خرج حمزة و أمير المؤمنين عليهما السلام و معهما السيف فوقفا على العقبة فلما نظرت قريش اليهما قالوا: ما هذا الذي اجتمعتم له؟ فقال حمزة: ما اجتمعنا و ما هاهنا أحد و اللّه لا يجوز هذه العقبة أحد إلا ضربته بسيفى فرجعوا الى مكة و قالوا: لا نأمن أن يفسد أمرنا و يدخل واحد من مشايخ قريش في دين محمد فاجتمعوا في الندوة و كان لا يدخل الندوة إلا من قد أتت عليه أربعون سنة فدخل أربعون رجلا من مشايخ قريش و جاء ابليس في صورة شيخ كبير فقال له البواب من أنت فقال أنا شيخ من أهل نجد لا يعدمكم من رأي صائب اني جئت و قد بلغني اجتماعكم في أمر هذا الرجل فجئت لأشير عليكم. فقال: ادخل، فدخل ابليس. فلما أخذوا مجلسهم قال أبو جهل: يا معشر قريش انه لم يكن أحد من العرب أعز منا نحن أهل اللّه تفد الينا العرب في السنة مرتين و يكرمونا و نحن في حرم اللّه لا يطمع فينا طامع فلم نزل كذلك حتي نشأ فينا محمد بن عبد اللّه فكنا نسميه الامين لصلاحه و سكوته و صدق لهجته، حتى اذا بلغ ما بلغ و أكرمناه ادعى انه رسول اللّه و ان أخبار السماء تأتيه فسفه أحلامنا و سب آلهتنا و أفسد شباننا و فرق جماعتنا و زعم انه من مات من اسلافنا ففي النار، فلم يرد علينا شيء اعظم من هذا و قد رأيت فيه رأيا. قالوا: و ما رأيت؟ قال: رأيت أن ندس اليه رجلا ليقتله فان طلبت بنو هاشم بديته أعطيناهم عشر ديات. فقال الخبيث: هذا رأي خبيث قالوا: و كيف ذلك؟ قال: لأن قاتل محمد مقتول لا محالة فمن الذي يبذل نفسه للقتل منكم فانه اذا قتل محمد تغضب بنو هاشم و حلفاؤهم من خزاعة و ان بني هاشم لا ترضى أن يمشي قاتل محمد على الأرض فيقع بينهم الحروب في حرمكم و تتفانوا. قال آخر منهم: فعندي رأي آخر. قال: و ما هو؟ قال: نثبته في بيت و يلقى عليه قوته حتى يأتيه ريب المنون كمامات زهير و النابغة و امرؤ القيس. فقال ابليس هذا أخبث من الآخر. قال: و كيف ذلك؟ قال: لأن بنى هاشم لا ترضى بذلك فاذا جاء موسم من مواسم العرب استغاثوا بهم و اجتمعوا عليكم فاخرجوه. قال آخر منهم: لا ولكنا نخرجه من بلادنا و نتفرغ نحن لعبادة آلهتنا. فقال ابليس: هذا اخبث من المتقدمين. قالوا: و كيف؟ قال لأنكم تعمدون الى اصبح الناس وجها و انطق الناس لسانا و افصحهم لهجة فتحملوه الى بوادي العرب فيخدعهم و يسحرهم بلسانه فلا يفجأكم إلا و قد ملأها عليكم خيلا و رجلا. فبقوا حائرين قالوا لابليس: فما الرأي فيه يا شيخ؟ قال: ما فيه إلا رأي واحد. قالوا و ما هو؟ قال: يجتمع من كل بطن من بطون قريش يكون معهم من بني هاشم رجل، فيأخذون سكينة أو حديدة او سيفا فيدخلون عليه فيضربونه كلهم ضربة واحدة حتى يتفرق دمه في قريش كلها فلا يستطيع بنو هاشم ان يطلبوا بدمه و قد شاركوه فيه فان سألوكم ان تعطوهم ثلاث ديات. قالوا: نعم و عشر ديات. ثم قالوا: الرأي رأي الشيخ النجدي. فاجتمعوا فيه و دخل معهم في ذلك ابو لهب عم النبي و نزل جبرئيل على رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و اخبره ان قريشا قد اجتمعت في دار الندوة و يدبرون عليك و انزل اللّه عليه في ذلك: «وَ إِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ» الآية (الى ان يقول): فناموا حول حجرة رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و امر رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) ان يفرش له ففرش له «فقال» لعلي بن ابي طالب: افد بنفسك. «قال»: نعم يا رسول اللّه. «قال»: نم على فراشي و التحف ببردتي. فنام علي على فراش رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و التحف ببردته. و جاء جبرئيل فاخذ بيد رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فاخرجه على قريش و هم نيام و هو يقرأ: (وَ جَعَلْنٰا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنٰاهُمْ فَهُمْ لاٰ يُبْصِرُونَ) و قال له جبرئيل: خذ على طريق ثور - و هو جبل على طريق منى له سنام كسنام الثور - فدخل الغار و كان من أمره ما كان، فلما أصبحت قريش و اتوا الى الحجرة و قصدوا الفراش فوثب علي في وجوههم «فقال»: ما شأنكم؟ قالوا له: أين محمد؟ «قال»: اجعلتموني عليه رقبا؟ الستم قلتم نخرجه من بلادنا؟ فقد خرج عنكم. فاقبلوا على أبي لهب يضربونه و يقولون: أنت تخدعنا منذ الليلة فتفرقوا فى الجبال و كان منهم رجل من خزاعة يقال له «أبو كرز» يقفو الآثار قالوا له: يا ابا كرز اليوم اليوم فوقف بهم على باب حجرة رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فقال: هذه قدم محمد و اللّه انها لاخت القدم التي في المقام و كان ابو بكر بن ابي قحافة استقبل رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فرده معه فقال ابو كرز: و هذه قدم ابن ابي قحافة او ابيه. ثم قال: و هاهنا غير ابن أبي قحافة ما زال يعين بهم حتى اوقفهم على باب الغار ثم قال: ما جاوزوا هذا المكان اما ان صعدوا الى السماء أو دخلوا تحت الأرض، و بعث اللّه العنكبوت فنسجت على باب الغار و جاء فارس من الملائكة حتى وقف على باب الغار ثم قال: ما في الغار احد فتفرقوا فى الشعاب و صرفهم اللّه عن رسوله ثم اذن نبيه في الهجرة. هذا ما أردنا ايراده في هذا المختصر في الغيبات الواقعة للأنبياء عليهم السلام الذين هجروا و تركوا مساكنهم و التجأوا الى مكان آخر وقاية لأنفسهم الشريفة و خوفا من الظالمين و هذا امر عادي لكل ذي شأن ممن كان على حذر من اعدائه، و لا اختصاص بالأنبياء عليهم السلام بل العادة جارية في الملوك و الأعاظم. ولكن العجب كل العجب من قوم يذكرون كثيرا مما أردناه من المعمرين و الغيبات فى طواميرهم و يكتبون ذلك بايديهم يرسلونها ارسال المسلمات ولكن اذا وقفوا عند الامام الثاني عشر «المهدي المنتظر» يتوقفون و يستنكفون من التصديق فى طول عمره و غيبته مع انه صلوات اللّه عليه مثل الانبياء فى البشرية و وقوع الغيبة خوفا من اعدائه فكيف يجوزون فى حق السلف طول العمر و الغيبات الطويلة دونه تلك اذن قسمة ضيزا.

انها نزلت فى قصة دار الندوة و ذلك ان نفرا من قريش اجتمعوا فيها و هي دار قصي بن كلاب و تآمروا في أمر النبي (صلی الله علیه و آله) فقال عروة بن هشام: نتربص به ريب المنون. و قال ابو البختري: اخرجوه عنكم تستريحون من أذاه. و قال ابو جهل:

ما هذا برأي ولكن اقتلوه بان يجتمعوا عليه، من كل بطن رجل فيضربوه باسيافهم ضربة رجل واحد فيرضى حينئذ بنو هاشم بالدية فصوب ابليس هذا -

ص: 345

الرأي و كان قد جاءهم في صورة شيخ كبير من أهل نجد و خطأ الأولين فاتفقوا على هذا الرأي و اعدوا الرجل و السلاح و جاء جبرئيل «ع» فاخبر رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فخرج الى الغار و امر عليا «ع» فبات على فراشه فلما دخلوا وجدوا عليا و قد رد اللّه مكرهم فقالوا: اين محمد؟ فقال: لا ادري. فاقتفوا أثره و ارسلوا في طلبه فلما بلغوا الجبل و مروا بالغار رأوا على بابه نسج العنكبوت. فقالوا: لو كان هاهنا لم ينسج العنكبوت على بابه. فمكث فيه ثلاثا ثم قدم المدينة.

«و ثالثها» في شعب أبي طالب ثلاث سنوات. -

ص: 346

«و رابعها» خروجه من هذا العالم الناسوت و خروجه الى عالم الملكوت و كل ذلك واضح لا يحتاج الى اطالة الكلام (نعم) الغيبات المتقدمة الثلاثة كانت لأجل الأعداء و حفظا على انفسهم و لذلك خرجوا و اختفوا كما هو المتعارف عند كل من يعتنى بشأنه فانه يتحفظ نفسه من حساده و اعدائه و لا اختصاص في ذلك بالأنبياء بل هي متعارفة عادة (و اما الثالثة) فهي خروج عن العادة حيث انه تعالى اسرى به صلوات اللّه عليه و آله من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى و منه الى السموات العلى و كلامنا فى غير هذا القسم بل البحث فيما هو المتعارف لكل من له شأن من الملوك و غيرهم حيث يستخفون انفسهم من الأعداء كما هو كذلك -

ص: 347

في «المهدي المنتظر» فان غيبته سلام اللّه عليه من ناحية المعاندين و اعداء الدين لا انه يخاف من أهل الدين و المؤمنين. و لنعم ما أفاده المحقق الطوسي في تجريده في بحث الامامة فى شأنه عليه السلام: «وجوده لطف و تصرفه آخر و غيبته منا» كماا.

ص: 348

ورد به الأخبار المتواترة في اصولنا المعتمدة هذا ما عندنا من شاء فليؤمن و من شاء فليكفر.

تذكرة لا تخلو عن تبصرة

لا يخفى ان الامامية و الفرقة الجعفرية تعترف بكل ما جاء به النبي و أوصياؤه عليهم السلام عن اللّه و تصدق به لقضاء الضرورة بذلك اذ ما من شيء أمروا به إلا و كان ذلك كاشفا عن مصلحة كامنة في المأمور به مطلقا علمنا ذلك أم لا و ما من شىء نهوا عنه إلا و كان ذلك حاكيا عن مفسدة فى المنهي عنه. كيف و هما صادران عن حكيم عالم بالمصالح و المفاسد و هذا أصل لا خلاف فيه عندنا فمن الامور التي أخبر بها الرسول الاعظم و أوصياؤه مسألة الغيبة الكبرى «للمهدي المنتظر عج» و لا نسأل عن علتها و سببها إلا فى حدود ما بينوا لنا في كلماتهم بحيث لو لم يذكروا و لم يبينوا لنا أن ذلك من جهة خوفه عليه السلام من الأعداء أو من شيء آخر فليس من وظيفتنا السؤال عنه بعد تصديقنا بوجوده عليه السلام. فعليه ليس من العدل و الانصاف لمن لم يكن معتقدا بوجوده (ع) بان يصير موجبا لا دخال الشك و الوهم في أذهان العوام فالذي هو خارج عن مذهبنا لا حق له بان يعترض علينا و إنما اعتراضه حينئذ من قبيل اعتراض البيطار على المنجم و النجار على الفقيه فقد أقمنا الحجة و البيان لاثبات وجود «المهدي المنتظر عج» صاحب الزمان و دحضنا الشبهات الواردة فيه بكل لسان محتجين عليهم بما التزموا في كتبهم و صحاحهم.

تنبيه

ان مسئلة «المهدي المنتظر عليه السلام» لها باب واسع مترامى الأطراف فلا

ص: 349

يمكن الاحاطة بما يتعلق به و يمت اليه و يتصل به الا الا وحدي من الاعلام ممن طال باعه و كثر اطلاعه على الكتب الكلامية و التفاسير عامة و خاصة و قد سبق منا التكلم في اكثر مواضعه من حيث النصوص الواردة و الأخبار المتواترة المتضمن كل واحد منها شطرا من الموضوع غير ما تعرض له الآخر و قد أطلنا الكلام في ذلك مزيدا للتأكيد و دعما للدعوى و ان كان هو في غنى عن التحري و اكثار التدليل و تكراره إلا اننا مهما زدنا في التدليل زاد الخصم في غيه و انكاره و مهما قربناه من الأذهان فرّ منه خوف الاذعان و على أي حال فانا قد طرقنا أغلب الفصول التي قد يستدل بها من هذا الباب و لم يبق إلا ما ورد فى الذكر الحكيم فهو فى الحقيقة أصل هذه الدعوى و مصدرها الوحيد الذي استقت منه فقد جاء فيه كثير من الآيات الشريفة التي بحث فيها أصحابنا رضوان اللّه عليهم مما يحوم حول ظهور (المهدي عليه السلام) تفسيرا و تأويلا و اني قد رغبت أن اورد ما يسعني الوقت تتميما للفائدة و لأجعله ختام المسك و نسأل اللّه تبارك و تعالى اسمه أن يلهمنا الصواب و يوفقنا لخدمة الدين و أهله هذا و قد آن وقت الشروع بالموضوع فاقول و باللّه التوفيق.

فصل القسم الثاني: في الآيات المؤولة أو المفسرة به ع

المهدي المنتظر و آية الغيب

1 - (الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ ... اَلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) (1) فى إكمال الدين ص 12 باسناده عن علي بن أبي حمزة بن أبي القاسم قال: سألت الصادق جعفر بن محمد «ع» عن قول اللّه عز و جل (الم ذلِكَ الْكِتابُ) فقال:

ص: 350


1- البقرة آية 1-3.

المتقون شيعة علي و الغيب فهو الحجة الغايب و شاهد ذلك قول اللّه عز و جل (وَ يَقُولُونَ لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ) ان الآية هي الغيب و الغيب هو الحجة و تصديق ذلك هو قول اللّه عز و جل (وَ جَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَ أُمَّهُ آيَةً) يعني حجة.

و فيه ص 12 باسناده عن داود بن كثير الرقى عن أبي عبد اللّه عليه السلام في قول اللّه عز و جل: (هُدىً لِلْمُتَّقِينَ اَلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) (1) قال: من أقر بقيام القائم انه حق.

و في تفسير الاصفهاني ص 191 باسناده عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري في حديث يذكر فيه الأئمة الأثني عشر و فيهم «القائم المنتظر».

و فى تفسير شيخنا العلامة البلاغي النجفي طاب ثراه انه من مصاديق المؤمنين بالغيب المؤمنين بقيام «المهدي المنتظر عج» كما فى الرواية عن أهل البيت. و عن النبي (صلی الله علیه و آله) انه قال: طوبي للصابرين فى غيبته طوبي للمتقين على محبته اولئك من وصفهم اللّه تعالى في كتابه «اَلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ».

و في تفسير الصافي: بما غاب عن حواسهم من توحيد اللّه و نبوة الأنبياء و قيام القائم و البعث و الحساب و الجنة و النار و ساير الامور التي يلزمهم الايمان مما لا يعرف بالمشاهدة و إنما يعرف بدلائل نصبها اللّه عز و جل.دي

ص: 351


1- نقلناه من الزام الناصب ص 43 عن المحدث الخوانساري فى كتابه الموضوع «للزبر و البينات» اسمه (مضيء الأعيان) و استخرج من زبر كلمة الغيب في قوله تعالى: «اَلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ» الامام الجامع بالحق أبا القاسم محمد بن الحسن المهدي الهادي. و في آية النور استخرج من زبرها «امام الحميد محمد بن الحسن المهدي صاحب الزمان» و من بيناتها استخرج «الحميد الزكى محمد بن الحسن المهدي الهادي» و استخرج منهما «الامام الماحي و القائم و الدائم ابن الحسن محمد المهدي صاحب العصر و الزمان». «منه عفي عنه».

المهدي المنتظر و الكلمات التى تلقاها آدم

2 - (وَ إِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً قالَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ) (1).

في مجمع البيان ص 200 ج 1 نقلا عن كتاب النبوة باسناده مرفوعا الى المفضل بن عمر عن الصادق «ع» قال: سألته عن قول اللّه عز و جل: «وَ إِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ» ما هذه الكلمات؟ قال: هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه و هو انه قال: يا رب أسألك بحق محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين إلا تبت علي. فتاب اللّه عليه انه هو التواب الرحيم. فقلت له: يابن رسول اللّه فما يعني بقوله: «فاتمهن»؟ قال: أتمهن الى «القائم عج» اثنى عشر اماما تسعة من ولد الحسين «ع» - الحديث.

و في الخصال عن الصادق «ع» قال: هي الكلمات التى تلقاها آدم - الحديث.

و فى تفسير البرهان في ج 1 ص 56 عن ابن بابويه عن معمر بن راشد عن الصادق «ع» في قصة اليهودي و سؤاله: أنت أفضل ام موسى بن عمران؟ قال:

ان آدم لما أصاب الخطيئة كانت توبته «اللهم اني اسألك بحق محمد و آل محمد لما غفرت لي» - الى قوله -: يا يهودي لو أدركنى موسى و لم يؤمن بي و بنبوتي ما نفعه إيمانه شيئا و لا نفعته النبوة، يا يهودي و من ذريتي «المهدي» اذا خرج نزل عيسى بن مريم لنصرته و قدمه و صلى خلفه.

ص: 352


1- سورة البقرة آية 124.

المهدي المنتظر و آية الاستباق

3 - (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللّهَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ) (1).

و في المجمع قال: و روي في أخبار أهل البيت عليهم السلام ان المراد به أصحاب المهدي في آخر الزمان قال الرضا «ع»: و ذلك و اللّه ان لو قام «قائمنا» يجمع اللّه اليه جميع شيعتنا من جميع البلدان، ان اللّه على كل شيء قدير أي هو قادر على جمعكم و حشركم و على كل شيء. و فى العياشي مثله.

و في إكمال الدين و العياشي عن الصادق (ع): لقد نزلت هذه الآية فى أصحاب «القائم ع» و انهم المفتقدون من فرشهم ليلا فيصبحون بمكة و بعضهم يسير في السحاب نهارا يعرف اسمه و اسم أبيه الخ.

و عن علي بن ابراهيم باسناده عن أبي خالد الكابلي قال: قال أبو جعفر (ع) في حديث يذكر فيه خروج «القائم»: ثم ينتهي الى المقام فيصلي فيه ركعتين - الى قوله -: أول من يبايعه جبرئيل ثم الثلاثمائة و الثلاث عشر و هو قول أمير المؤمنين (ع): هم المفقودون من فرشهم و ذلك قول اللّه: «فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً».

و فيه: عن سيد العابدين: المفقودون من فرشهم عدة أهل بدر فيصبحون بمكة و هو قوله عز و جل: «أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً».

«و فيه» عن الكافي عن ابي خالد عن الصادق «ع» في الآية قال: الخيرات الولاية و قوله «أَيْنَما تَكُونُوا» أصحاب «القائم» الثلاثمائة و البضعة عشر قال: هم و اللّه الامة المعدودة. قال: يجتمعون و اللّه في ساعة واحدة قزع كقزع الخريف.

ص: 353


1- سورة البقرة آية 148.

و فيه عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد اللّه (ع) لقد نزلت هذه الآية في المفقودين من أصحاب «القائم». قوله عز و جل: «أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً»: انهم لمفقودون في فرشهم ليلا فيصبحون بمكة و بعضهم يسير في السحاب نهارا يعرف باسمه و اسم أبيه و حسبه و نسبه. قال: فقلت: جعلت فداك أيهم أعطم ايمانا؟ قال: الذي يسير في السحاب نهارا.

«و فيه»: عن أبي سمينة مولى أبي الحسن قال: سألت أبا الحسن عن قوله «أَيْنَما تَكُونُوا» قال: و ذلك و اللّه أن لو قد قام «قائمنا» يجمع اللّه اليه شيعتنا من جميع البلدان.

«قلت»: و الأخبار بهذا المضمون متواترة. و قوله (ع): قزع كقزع الخريف أي كقطع السحاب المتفرقة و إنما خص الخريف لأنه أول الشتاء و السحاب يكون فيه متفرقا غير متراكم ثم يجتمع بعضه الى بعض و قد شبه «ع» أصحاب «المهدي المنتظر» بقطع السحاب المتفرقة في الأماكن المتباعدة يجتمعون اليه في مكة المكرمة فى ساعة واحدة.

المهدي المنتظر و بعض علائم ظهوره

4 - (وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْ ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَراتِ وَ بَشِّرِ الصّابِرِينَ) (1).

في الاكمال عن الصادق «ع»: ان هذه علامات قدام «القائم» يكون من اللّه عز و جل للمؤمنين قال: «بِشَيْ ءٍ مِنَ الْخَوْفِ» من ملوك بني امية آخر سلطانهم و الجوع بغلاء أسعارهم و نقص في الأموال فساد التجارات و قلة الفضل و نقص في الأنفس الموت الذريع و نقص من الثمرات بقلة ريع ما يزرع و بشر الصابرين

ص: 354


1- سورة البقرة آية 155.

عند ذلك تعجيل خروج «القائم» ثم قال هذا تأويله ان اللّه عز و جل يقول (وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَ الرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ).

«قلت»: و في عدة روايات انهم عليهم السلام هم الراسخون في العلم و لا حظ لغيرهم كما في الكافي و العياشي و الاحتجاج و البصائر، و في ج 7 من بحار الأنوار و غيرها من كتب الأخبار فراجع.

المهدي المنتظر و ذراري قتلة الحسين

5 - (وَ قاتِلُوهُمْ حَتّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَ يَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوانَ إِلاّ عَلَى الظّالِمِينَ) (1).

في العلل عن الرضا (ع) انه سئل: يابن رسول اللّه ما تقول في حديث روي عن الصادق انه قال اذا خرج «القائم» قتل ذراري قتلة الحسين بفعال آبائها؟ فقال: هو كذلك فقيل: قول اللّه عز و جل «وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى» ؟ فقال:

صدق اللّه في جميع أقواله ليكن زراري قتله الحسين يرضون بافعال آبائهم و يفتخرون بها و من رضي شيئا كان كمن أتاه و لوان رجلا قتل فى المشرق فرضي بقتله رجل في المغرب لكان الراضي عند اللّه شريك القاتل و إنما يقتلهم (القائم) اذا خرج برضاهم بفعل آبائهم و في العيون مثله.

و في الكافي عن الباقر (ع): انه لم يجيء تأويل هذه الآية.

و فى المجمع عن الصادق (ع) لم يجيء تأويل هذه الآية و لو قد قام (قائمنا) بعد سيرى من يدركه ما يكون تأويله هذه الآية و ليبلغن دين محمد ما بلغ الليل حتى لا يكون شرك على ظهر الأرض كما قال اللّه تعالى (يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً)

و في العيون مثله.

ص: 355


1- سورة البقرة آية 192.

المهدي المنتظر و نزوله ظهر الكوفة «براية رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم»

6 - (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَ الْمَلائِكَةُ وَ قُضِيَ الْأَمْرُ وَ إِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ) (1).

العياشي عن الصادق (ع) قال: كأني (بقائم) أهل بيتي و قد علا نجفكم فاذا علا فوق نجفكم نشر راية رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فاذا نشرها انحطت عليه ملائكة بدر و قال: انه نازل فى قباب من نور حين ينزل بظهر الكوفة على (الفاروق) فهذا حين ينزل(2).

و عنه في رواية اخرى قال: ينزل في سبع قباب من نور و لا يعلم في أيها هو حين ينزل فى ظهر الكوفة.

و في الغيبة النعمانية ص 160 في عدة روايات منها ما عن الصادق (ع):

أنظر (بالقائم) فاذا استوى على ظهر النجف. الخ و منها قوله عليه السلام: كأني أنظر الى (القائم) على نجف الكوفة - الى ان يقول -: و معه راية رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يأتيه بها جبرئيل عودها من عمود عرش اللّه و سائرها من نصر اللّه لا يهوى بها الى شيء إلا أهلكه اللّه يهبط بها تسعة آلاف ملك و ثلاثمائة و ثلاثة عشر ملكا. فقلت:

جعلت فداك كل هؤلاء معه؟ قال: نعم هم الذين كانوا مع نوح في السفينة، و الذين كانوا مع ابراهيم حيث القي في النار، و هم الذين كانوا مع موسى لما فلق له البحر، و الذين كانوا مع عيسى لما رفعه اللّه اليه، و أربعة آلاف مسوّمين كانوا مع رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و ثلاثمائة و ثلاثة عشر ملكا كانوا معه يوم بدر و معهم أربعة آلاف صعدوا الى السماء يستأمرون فى القتال مع الحسين (ع) فهبطوا الى الأرض

ص: 356


1- سورة البقرة آية 209.
2- الفارق: بقعة في مسجد السهلة.

و قد قتلى فهم عند قبره شعث غبر يبكون الى يوم القيامة و هم ينتظرون خروج القائم (ع).

المهدي المنتظر و ليلة المعراج

7 - (آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَ الْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ) الآية(1).

في تفسير البرهان ج 1 ص 164 نقلا عن كتاب (المقتضب) باسناده عن أبي سلمى راعي رسول اللّه ص قال: سمعت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول: ليلة أسرى بي الى السماء قال لي الجليل: «آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ» (فقلت):

و المؤمنون (فقال): صدقت يا محمد من خلفت في امتك؟ (قلت): خيرها (قال اللّه تعالى): علي بن أبي طالب؟ (قلت): نعم (فقال): يا محمد اني اطلعت على الأرض اطلاعة - الى أن يقول -: فاخترت منها عليا فشققت له اسما من أسمائي فانا الأعلى و هو علي يا محمد اني خلقتك و خلقت عليا و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة من ولده من نوري و عرضت ولايتكم على أهل السموات و الأرض فمن قبلها كان عندي من المؤمنين، و من جحدها كان عندي من الكافرين يا محمد لو أن عبدا من عبادي عبدني حتى ينقطع أو يصير كالشن البالي ثم أتاني جاحدا لولايتكم ما غفرت له حتى يقر بولايتكم، يا محمد أتحب أن تراهم؟ (قلت):

نعم. الى آخر ما تقدم بقوله: (و المهدي) في ضحضاح من نور قيام يصلون و هو في وسطهم يعني (المهدي) - الحديث.

و روى هذا الحديث صدر الأئمة أخطب خطباء خوارزم في كتابه مسندا.

«قلت» لو لم يكن للشيعة الامامية دليل و برهان على احقيّة مذهبهم و مسلكهم غير

ص: 357


1- سورة البقرة آية 285.

هذه الرواية الشريفة لكفى حجة و برهانا لهم على من خالفهم و طعن عليهم و على (المهدي المنتظر عج).

المهدي المنتظر و آية الاصطفاء

8 - (إِنَّ اللّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (1).

في تفسير البرهان ج 1 ص 171 نقلا عن ابن زينب بسند طويل عن جابر بن يزيد الجعفي قال: قال أبو جعفر محمد بن علي (ع): يا جابر الزم الأرض و لا تحرك يدا و لا رجلا حتى ترى علامات أذكرها لك ان أدركتها. و ذكر علامات (القائم) الى أن قال: فينادي يعنى (القائم): أيها الناس إنا نستنصر اللّه فمن أجابنا من الناس و إنا أهل بيت نبيكم و نحن أولى الناس باللّه و بمحمد فمن حاجني في آدم فانا أولى الناس بآدم، و من حاجني في ابراهيم فانا أولى الناس بابراهيم، و من حاجني فى محمد فانا أولى الناس بمحمد، و من حاجني في النبيين فانا أولى الناس بالنبيين، أليس اللّه يقول في محكم كتابه: (إِنَّ اللّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ؟ فانا بقية اللّه من آدم، و ذخيرة الأنبياء من نوح، و مصطفى من ابراهيم، و صفوة من محمد (صلی الله علیه و آله).

المهدي المنتظر و توحيد الكلمة به

9 - (وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً وَ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) (2).

العياشي، عن الصادق (ع): انها نزلت فى (القائم).

ص: 358


1- سورة آل عمران آية 33.
2- سورة آل عمران آية 83.

و في رواية: تلاها فقال: اذا قام (القائم) لا تبقى أرض إلا نودي فيها شهادة أن لا إله إلا اللّه و ان محمدا رسول اللّه. و عنه عن ابن بكير قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن قوله: (وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً) قال:

انزلت في (القائم) اذا خرج باليهود و النصارى و الصابئين و الزنادقة و أهل الردة و الكفار في شرق الأرض و غربها فعرض عليها الاسلام فمن أسلم أمره بالصلاة و الزكاة و ما يأمر به المسلم، و من لم يسلم ضرب عنقه حتى لا يبقى في المشارق و المغارب أحد إلا وحد اللّه. قلت له: جعلت فداك ان الخلق أكثر من ذلك.

فقال: ان اللّه اذا اراد أمرا قلل الكثير و كثر القليل.

المهدي المنتظر و آية المرابطة

10 - (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا وَ اتَّقُوا اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (1).

البرهان ص 206 ج 1 نقلا عن غيبة النعماني باسناده عن بريد بن معاوية العجلي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (ع) في قوله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا) قال: اصبروا على أداء الفرائض و صابروا عدوكم و رابطوا إمامكم المنتظر عليه السلام.

و فيه عن يعقوب السراج قال: قلت لأبي عبد اللّه (ع): تبقى الأرض بغير عالم منكم يفزع الناس اليه؟ قال: فقال لي: اذا لا يعبد اللّه يا أبا يوسف، لا تخلو الأرض من عالم منا ظاهر يفزع الناس اليه في حلالهم و حرامهم فان ذلك لمبين في كتاب اللّه قال اللّه تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا) اصبروا على دينكم و صابروا على عدوكم ممن يخالفكم و رابطوا إمامكم و اتقوا اللّه فيما أمركم به

ص: 359


1- سورة آل عمران آية 200.

و افترضه عليكم.

و في رواية ثالثة: اصبروا على الأذى فينا. قلت: فصابروا؟ قال: عدوكم مع وليكم. و رابطوا؟ قال: المقام مع إمامكم و اتقوا اللّه لعلكم تفلحون. قلت:

تنزيل؟ قال: نعم.

المهدي المنتظر و وجوب طاعته على الناس

11 - (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (1).

في الاكمال ص 146 باسناده عن جابر بن يزيد الجعفي عن الأنصاري يقول لما انزل اللّه عز و جل على نبيه محمد (صلی الله علیه و آله): (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ). (قلت): يا رسول اللّه عرفنا اللّه و رسوله فمن اولوا الأمر الذين قرن اللّه طاعتهم بطاعته؟ فقال (صلی الله علیه و آله): هم خلفائي يا جابر و أئمة المسلمين من بعدي أولهم علي بن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر و ستدركه يا جابر فاذا لقيته فاقرأه مني السلام، ثم الصادق جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسي بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم سمييّ و كنيي حجة اللّه في ارضه و بقيته في عباده ابن الحسن بن علي ذاك الذي يفتح اللّه تعالى ذكره، على يديه مشارق الأرض و مغاربها، ذاك الذي يغيب من شيعته و أوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بامامته إلا من امتحن اللّه قلبه للايمان. قال جابر فقلت يا رسول اللّه فهل لشيعته الانتفاع به في غيبته؟ فقال اي و الذي بعثني بالنبوة انهم يستضيئون بنوره و ينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس من

ص: 360


1- سورة النساء آية 57.

الشمس و ان تجللها السحاب، يا جابر هذا من مكنون سر اللّه و مخزون علم اللّه فاكتمة إلا عن أهله.

(و عن) الصادق (ع) انه سئل عما بنت عليه دعائم الاسلام اذا أخذ بها زكي العمل و لم يضر جهل ما جهل بعده. قال: شهادة أن لا إله إلا اللّه و ان محمدا رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و الاقرار بما جاء به من عند اللّه و حق في الأموال الزكاة و الولاية التي أمر اللّه بها ولاية آل محمد، فان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قال: من مات و لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية قال اللّه تعالى: (أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) فكان علي ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم يكون الأمر هكذا، ان الأرض لا تصلح إلا بامام.

(قلت): و الأخبار بهذا المضمون كثيرة فى اصولنا المعتبرة و في كتب القوم موجودة قوله (صلی الله علیه و آله): من مات لا يعرف إماما أو إمام زمانه مات ميتة جاهلية و لا يخفى ان روح العبادة الولاية، بحيث لو ان أحدا صام دهره و قام ليله بين الركن و المقام حتى صار كالشن البالي و لم يكن بدلالة ولي اللّه لأكبه اللّه على منخريه فى النار.

المهدي المنتظر و النصر و الظفر

12 - (أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ

- الى قوله -: إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ) (1).

في الكافي و العياشي: «كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ» مع الحسن «كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ»:

مع الحسين عليه السلام «إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ» الى خروج «القائم» عليه السلام فان معه الظفر.

ص: 361


1- سورة النساء آية 69.

و في الزام الناصب عن أبي جعفر (ع) قال: و اللّه الذي صنعه الحسن بن علي كان خيرا لهذه الامة مما طلعت عليه الشمس، فو اللّه لقد نزلت هذه الآية: «أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ» إنما هي طاعة الامام و طلب القتال «فَلَمّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ» مع الحسين (ع) «قالُوا رَبَّنا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ لَوْ لا أَخَّرْتَنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَ نَتَّبِعِ الرُّسُلَ» أراد تأخير ذلك الى القائم (ع).

المهدي المنتظر و انعام اللّه عليه

13 - (وَ مَنْ يُطِعِ اللّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) (1).

و فى تفسير القمي (ره) ص 131 قال: (وَ مَنْ يُطِعِ اللّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) قال: النبيين رسول اللّه. و الصديقين علي عليه السلام، و الشهداء الحسن و الحسين، و الصالحين الأئمة، و حسن اولئك رفيقا (القائم) من آل محمد عليه السلام.

المهدي المنتظر و من يصلي خلفه

14 - (وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلاّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً) (2).

في المجمع ج 3 ص 137 قال: اختلف فيه على أقوال (أحدها) ان كلا

ص: 362


1- سورة النساء آية 77.
2- سورة النساء آية 159.

الضميرين يعود الى المسيح (ع): أي ليس يبقى أحد من اهل الكتاب من اليهود و النصارى إلا و يؤمنن بالمسيح قبل موت المسيح (ع) اذا أنزله اللّه وقت خروج (المهدي) في آخر الزمان لقتل الدجال فتصير الملل كلها ملة واحدة و هي ملة الاسلام الحنيفية دين ابراهيم.

و عن ابن عباس و أبي مالك و الحسن و قتادة و ابن زيد و ذلك حين لا ينفعهم الايمان و اختاره الطبري. قال: و الآية خاصة لمن يكون منهم في ذلك الزمان.

و في تفسير القمي ص 146 باسناده عن أبي حمزة عن شهر بن حوشب. قال:

قال لي الحجاج: يا شهر آية في كتاب اللّه و قد أعيتني. فقلت: أيها الأمير أية آية هي؟ فقال: قوله: «وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلاّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ» و اللّه اني لأمر باليهودي و النصراني فاضرب عنقه ثم أرمقه بعيني فما أراه يحرك شفتيه حتى يخمد.

فقلت: أصلح اللّه الأمير ليس على ما قلت. قال: كيف هو؟ قلت: ان عيسى ابن مريم ينزل قبل يوم القيامة الى الدنيا فلا يبقى أهل ملة يهودي و لا نصراني إلا آمن به قبل موته و يصلي خلف (المهدي) عليه السلام. قال: ويحك انى لك هذا و من أين جئت به؟ فقلت: حدثني به محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. فقال:

جئت بها من عين صافية.

و أورده في المجمع بعينه باضافة انه: فقيل لشهر: ما أردت بذلك؟ قال:

أردت أن أغيظه.

المهدي المنتظر ممن يحبون اللّه و يحبهم

15 - (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ) (1).

ص: 363


1- سورة المائدة آية 54.

و في المجمع ج 3 ص 208 عن علي بن ابراهيم القمي: انها نزلت فى مهدي الامة عليه السلام و أصحابه أولها خطاب لمن ظلم آل محمد (صلی الله علیه و آله) و قتلهم و يمكن أن ينصر هذا القول ان قوله تعالى: فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يوجب أن يكون ذلك القوم غير موجودين في وقت نزول الخطاب فهو يتناول من يكون بعدهم و بهذه الصفة الى قيام الساعة.

و في تفسير القمي ص 158 قال: هو مخاطبة لأصحاب رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) الذين غصبوا آل محمد حقهم و ارتدوا عن دين اللّه فسوف يأتي اللّه بقوم يحبهم و يحبونه نزلت فى (القائم) و أصحابه. (قلت): و لا تنافى بين النقلين لاتحاد مفادهما.

و في الكافى عن الصادق (ع): ان صاحب هذا الأمر محفوظ له لو ذهب الناس جميعا أتى اللّه باصحابه و هم الذين قال اللّه: «فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ» و هم الذين قال اللّه: «فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ».

المهدي المنتظر و ظهوره بغتة

16 - (فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (1).

فى تفسير القمي ص 188 باسناده عن أبي حمزة قال: سألت أبا جعفر (ع) عن قول اللّه: «فَلَمّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْ ءٍ» قال: أما قوله: «فَلَمّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ» يعني فلما تركوا ولاية علي و قد أمروا به «فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْ ءٍ» يعني دولتهم في الدنيا و ما بسط لهم فيها. و أما قوله: «إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ» يعني بذلك قيام (القائم) حتى كأنهم لم يكن لهم سلطان قط فذلك قوله: «بغتة» فنزل خبر هذه الآية على محمد

ص: 364


1- سورة الأنعام آية 45.

(فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ).

المهدي المنتظر و توريث الأرض

17 - (إِنَّ الْأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (1).

العياشي عن الباقر عليه السلام قال: وجدنا في الكتاب على ان الأرض للّه يورثها من يشاء من عباده و العاقبة للمتقين و أنا و أهل بيتي الذين أورثنا الأرض و نحن المتقون و الأرض كلها لنا فمن أحيى أرضا من المسلمين فعمرها فليؤد خراجها الى الامام من أهل بيته و له ما اكل منها حتى يظهر (القائم) من أهل بيتي بالسيف فيحوزها و يمنعها فيخرجهم عنها كما حواها رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و منعها إلا ما كان فى أيدي شيعتنا فانه يقاطعهم و يترك الأرض في أيديهم.

المهدي المنتظر و الآية المنتظرة

18 - (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّ أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنّا مُنْتَظِرُونَ) (2).

في إكمال الدين ص 19 عن الصادق (ع): يعني خروج «القائم» المنتظر.

و عنه «ع»: الآيات هم الأئمة و الآية المنتظرة (القائم) (المهدي) فاذا قام لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل قيامه بالسيف و ان آمنت بمن تقدم من آبائه.

و في تفسير البرهان باسناده عن أبي بصير عن الصادق جعفر بن محمد (ع) فى الآية، يعني: خروج «القائم» المنتظر منا ثم قال: يا أبا بصير، طوبى لشيعة

ص: 365


1- سورة الأعراف آية 128.
2- سورة الأنعام آية 158.

«قائمنا» المنتظرين في غيبته و المطيعين له في ظهوره اولئك أولياء اللّه لا خوف عليهم و لا هم يحزنون.

المهدي المنتظر و انظار ابليس «الى يوم ظهوره»

19 - (قالَ أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ) (1).

عن العياشي عن الصادق «ع» انه قال: انظره الى يوم يبعث فيه (قائمنا) و في الدلائل للطبري ص 240 باسناده عن وهب بن جميع مولى اسحاق بن عمار قال:

سألت أبا عبد اللّه «ع» عن ابليس قوله: «رَبِّ فَأَنْظِرْنِي» الآية الى أي يوم هو؟ قال: اتحسب انه يوم يبعث اللّه الناس ولكن اللّه عز و جل انظره الى يوم يبعث اللّه فيه (قائمنا) فاذا بعث اللّه قائمنا فيأخذ بناصيته و يضرب عنقه و ذلك يوم الوقت المعلوم. (أقول): قد أشرنا سابقا الى ذلك.

المهدي المنتظر و عصا موسى ع

20 - (وَ أَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَلْقِ عَصاكَ فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ) (2).

في البرهان ج 1 ص 362 عن كتاب الاختصاص للشيخ المفيد باسناده عن المعلى بن محمد عن محمد بن علي «ع»: كانت عصا موسى (ع) لآدم فصارت الى شعيب، ثم صارت الى موسى بن عمران و انها لتروع و تلقف ما يأفكون و تصنع ما تؤمر، يفتح لها شعبتان أحدهما في الأرض و الاخرى في السقف و بينهما أربعون ذراعا تلقف ما يأفكون بلسانها.

ص: 366


1- سورة الأعراف آية 14 و 15.
2- سورة الأعراف آية 117.

و فيه عنه باسناده عن محمد بن علي «ع»: كانت عصا موسى (ع) لآدم فصارت الى شعيب ثم صارت الى موسى، و انها لعندنا و ان عهدي بها آنفا و انها لخضراء كهيئتها حين انتزعت من شجرتها و انها لننطق اذا استنطقت اعدت «لقائمنا» يصنع ما كان موسى يصنع بها و أنها لتروع و تلقف ما يأفكون الخ.

المهدي المنتظر و وجوب معرفته على الناس

21 - (وَ لَمّا جاءَ مُوسى لِمِيقاتِنا وَ كَلَّمَهُ رَبُّهُ قالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قالَ لَنْ تَرانِي وَ لكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوْفَ تَرانِي فَلَمّا تَجَلّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَ خَرَّ مُوسى صَعِقاً فَلَمّا أَفاقَ قالَ سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَ أَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) (1).

البرهان ص 367 ج 1 في حديث محمد بن الحسن الصفار و مكالمة الصادق (ع) مع معاوية بن وهب و عبد الملك بن أعين فقال له معاوية بن وهب: يابن رسول اللّه ما تقول في الخبر الذي روي عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) انه «رأى ربه» على أي صورة رآه؟ و على الحديث الذي رووه «ان المؤمنين يرون ربهم في الجنة» على أي صورة يرونه؟ فتبسم ثم قال: يا معاوية ما أقبح بالرجل يأتي عليه سبعون سنة و ثمانون سنة يعيش في ملك اللّه و يأكل من نعمه ثم لا يعرف اللّه حق معرفته، ثم قال: يا معاوية ان محمدا لم ير الرب تبارك و تعالى بمشاهدة العيان و ان الرؤية على وجهين رؤية القلب و رؤية البصر فمن عنى برؤية القلب فهو مصيب و من عنى برؤية البصر فهو كذاب و كفر باللّه و آياته لقول رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): «من شبه اللّه بخلقه فقد كفر» و لقد حدثنى أبي عن أبيه عن الحسين بن علي قال: سئل أمير المؤمنين «ع» فقيل له:

يا أخا رسول اللّه هل رأيت ربك؟ فقال: لم أعبد من لم أره، لم تره العيون بمشاهدة العيان ولكن رآه القلب بحقائق الايمان و اذا كان المؤمن يرى ربه بمشاهدة

ص: 367


1- سورة الأعراف آية 143.

البصر فان من جاز عليه البصر و الرؤية فهو مخلوق و لا بد للمخلوق من خالق فقد جعلته اذا محدثا مخلوقا و من شبهه بخلقه فقد اتخذ مع اللّه شريكا. ويلهم ألم يسمعوا لقول اللّه تعالى: (لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)

و قوله لموسى: (لَنْ تَرانِي وَ لكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوْفَ تَرانِي فَلَمّا تَجَلّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَ خَرَّ مُوسى صَعِقاً) و إنما طلع من نوره على الجبل كضوء يخرج من سم الخياط فدكدكت الارض و صعقت الجبال و خر موسى صعقا أي ميتا فلما افاق و ردّ عليه روحه قال: «سبحانك تبت اليك» من قول من زعم انك ترى و رجعت الى معرفتي بك ان الابصار لا تدركه و أنا أول المؤمنين بانك ترى و لا ترى و انت بالمنظر الأعلى.

ثم قال: ان أفضل الفرائض و أوجبها على الانسان معرفة الرب و الاقرار بالعبودية وحد المعرفة أن يعرف اللّه أن لا إله غيره و لا شبيه له و لا نظير و ان يعرف انه قديم مثبت موجود غير فقيد موصوف من غير شبيه له و لا نظير له و لا مبطل، ليس كمثله شيء و هو السميع البصير و بعده معرفة الرسول و الشهادة له بالنبوة و أدنى معرفه الرسول الاقرار بنبوته و ان ما أتى به من كتاب أو أمر أو نهي فذلك عن اللّه عز و جل. و بعده معرفة الامام الذي تأتم بنعته و صفته و اسمه في حال العسر و اليسر و أدني معرفة الامام انه عدل النبي إلا درجة النبوة و وارثه و ان طاعته طاعة اللّه و طاعة رسوله و التسليم له في كل أمر و الرّد اليه و الاخذ بقوله و يعلم ان الامام بعد رسول اللّه (علي بن أبي طالب و بعده الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر بعده ثم علي بن موسى بعده ثم محمد بن علي و بعده علي بن محمد و بعد علي الحسن ابنه و الحجة من ولد الحسن) ثم قال: يا معاوية جعلت لك في هذا أصلا فاعمل عليه فلو كنت تموت على ما كنت عليه لكان حالك أسوء الاحوال فلا يغرنك قول من زعم ان اللّه يرى بالنظر الحديث.

(46 - ج 1 الشيعة و الرجعة)

ص: 368

المهدي المنتظر و الكتب السماوية

22 - «اَلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ (1).

و الانجيل «الى قوله» هُمُ الْمُفْلِحُونَ» - الأعراف آية 157.

ص: 369


1- فى سفر التكوين من التوراة الرائجة عند اليهود فى الاصحاح 17 عدد 2 طبع بيروت سنة 1935 ترجم من اللغة العبرانية الى اللغة العربية الموجودة عندي (يقول): و أما اسماعيل فقد سمعت لك فيه ها أنا اباركه و أثمره و أكثر كثيرا جدا اثنى عشر رئيسا يلد و اجعله امة كبيرة. «و في الفارسية» طبع لندن سنة 1272 هج في فصل 17 ص 26 عدد 20 (يقول): و در حق اسماعيل ترا شنيدم اينكه او را بركت داده ام و او را بارور كردانيده بغايت زياد خواهم نمود و دوازده سرور توليد خواهد نمود. «قلت»: و لا ينطبق هذا الكلام في الموضعين إلا على الأئمة الأثنى عشر ضرورة انه لم يكن في بني اسرائيل و لا في ولد اسماعيل رؤساء بهذا العدد. و هذه البركة و الخير الكثير لا يناسب و لا ينطبق إلا على البروج الأثنى عشر من الشجرة المباركة «المحمدية» التي أصلها ثابت و فرعها فى السماء. و يؤيده ما في قوله تعالى في سورة: «إِنّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ» المفسرة بالخير الكثير و كثرة النسل من المظلومة الصديقة «فاطمة الزهراء عليها السلام». و في الانجيل في رسالة «يوحنا اللاهوتي» فى الاصحاح 12 من عدد 1 الى 6 «يقول»: و ظهرت آية عظيمة في السماء امرأة متسربلة في الشمس و القمر تحت رجليها و على رأسها اكليل من اثنى عشر كوكبا و هي حبلى تصرخ متمخضة و متوجعة لتلد و ظهرت آية اخرى في السماء هو ذاتنين عظيم أحمر له سبعة رؤوس و عشرة قرون و على رؤوسه سبعة تيجان و ذنبه يجر ثلاث من نجوم السماء فطرحها الى الأرض و التنين وقف أمام المرأة العنيدة أن تلد حتى يبتلع ولدها متي ولدت فولدت ابنا ذكرا عنيدا أن يرعى جميع الامم بعصا من حديد و اختطف ولدها الى اللّه و الى عرشه و المرأة هربت الى البرية حيث لها موضع معد من اللّه لكي يعولوها هناك الفا و مائتين و ستين يوما. (أقول): و يمكن أن يكون المراد بالمرئة هي «الصديقة فاطمة» لغلبة نورها على النيرين بل نورهما من نورها و المراد بالاكليل هو تاج ولاية «علي بن أبي طالب» على رأسها و الكواكب الأثنى عشر الأئمة الميامين الغر، و المراد بالثعبان الشجرة الملعونة الخبيثة المذكورة في القرآن «بني امية». قتلت هؤلاء الحجج و المراد من الطفل هو (المهدي المنتظر) حيث هو شاب و استتر من الأعداء فاختفى و احتجب عن الأبصار و المراد بالعصا الحديد هو السيف الذي بيده يقتل به أعداء الدين الذي فيه شفاء القلوب للمؤمنين. «منه دام ظله»

في البرهان ص 370 نقلا عن الكافي باسناده عن حماد بن عثمان، عن أبي عبيدة الحذاء قال: سألت أبا جعفر (ع) عن الاستطاعة و قول الناس. فقال:

و تلى هذه الآية «وَ لا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَ لِذلِكَ خَلَقَهُمْ»: يا عبيدة الناس مختلفون في اصابة القول و كلهم هالك قال: قلت: قوله: «إِلاّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ»؟ قال: هم شيعتنا و لرحمته خلقهم (يقول) لطاعة الامام و الرحمة التي (يقول) علم الامام و وسع علمه الذي هو من علمه كل شيء هو شيعتنا ثم قال:

فسأكتبها للدين يتقون» يعني: ولاية الامام و طاعته ثم قال: «يجدونه مكتوبا عندهم فى التوراة و الانجيل» يعني النبي و الوصي «يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ الْبَغْيَ» من أنكر فضل الامام و جحده «وَ يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ» أخذ العلم من أهله «وَ يُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ» و الخبائث قول من خالف «وَ يَضَعُ عَنْهُمْ ه»

ص: 370

إِصْرَهُمْ» و هي الذنوب التي كانوا فيها قبل معرفتهم فضل الامام «وَ الْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ» و الأغلال ما كانوا يقولون مما لم يكونوا أمروا به من ترك فضل الامام فلما عرفوا فضل الامام وضع عنهم إصرهم و الإصر الذنوب و هي الاصار ثم نسبهم فقال: الذين آمنوا يعني، الامام «وَ عَزَّرُوهُ وَ نَصَرُوهُ وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» يعني «اَلَّذِينَ اجْتَنَبُوا» الجبت و «اَلطّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها» و الجبت و الطاغوت.... و العبادة طاعة الناس لهم ثم قال «وَ أَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ وَ أَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ» ثم جزاهم فقال: «لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ» و للامام يبشرهم بقيام (القائم) و ظهوره و بقتل اعدائهم و بالنجاة في الآخرة و الورود على محمد و آله الصادقين على الحوض.

المهدي المنتظر و امة من قوم موسى من أصحابه

23 - (وَ مِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ) (1).

في مجمع البيان ج 4 ص 489: و اختلف في هذه الامة من هم على أقوال:

(أحدها) أنهم قوم من وراء الصين و بينهم و بين الصين واد جار من الرمل لم يغيروا و لم يبدلوا. عن ابن عباس و السدي و الربيع و الضحاك و عطا و هو المروي عن أبي جعفر الباقر (ع). قالوا: و ليس لأحد مال دون صاحبه يمطرون بالليل و يضحون بالنهار، و يزرعون لا يصل اليهم منا أحد و لا منهم الينا. و هو الحق قال ابن جريح: بلغني ان بنى اسرائيل لما قتلوا أنبياءهم و كفروا و كانوا اثنى عشر سبطا تبرأ سبط منهم مما صنعوا و اعتذروا و سألوا اللّه أن يفرق بينهم و بينه ففتح اللّه لهم نفقا من الأرض فساروا فيه سنة و نصف سنة حتى خرجوا من وراء الصين

ص: 371


1- سورة الأعراف آية 159.

فهم هناك حنفاء مسلمون يستقبلون قبلتنا. و قيل: ان جبرائيل انطلق ليلة المعراج اليهم فقرأ عليهم من القرآن عشر سور نزلت بمكة و آمنوا به و صدقوه و أمرهم أن يقيموا مكانهم و يتركوا السبت و أمرهم بالصلاة و الزكاة و لم يكن نزلت فريضة غيرهما ففعلوا قال ابن عباس: و ذلك قوله: (وَ قُلْنا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنا بِكُمْ لَفِيفاً) يعنى عيسى بن مريم يخرجون معه و روى أصحابنا انهم يخرجون مع (قائم) آل محمد و روي ان ذا القرنين رآهم و قال لو أمرت بالمقام لسرني أن أقيم بين أظهركم.

و في الدلائل للطبري ص 247 باسناده عن مفضل بن عمر عن الصادق (ع) انه قال اذا ظهر (القائم) من ظهر هذا البيت بعث اللّه معه 27 رجلا منهم 14 من قوم موسى و هم الذين قال اللّه تعالى (وَ مِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ) أصحاب الكهف 8 و المقداد. و جابر الأنصاري. و مؤمن آل فرعون.

و يوشع بن نون، وصي موسى.

و في البرهان ج 1 ص 371 عن العياشي عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه عليه السلام في قول اللّه. (وَ مِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ) فقال:

قوم موسى هم أهل الاسلام.

و عن المفضل بن عمر عن أبي عبد اللّه (ع): اذا قام (قائم) آل محمد استخرج من ظهر الكوفة.

(و في نسخة: الكعبة) 27 رجلا و 25 من قوم موسى الذين يقضون بالحق و به يعدلون، و سفرة أصحاب الكهف، و يوشع وصي موسى و مؤمن آل فرعون و سلمان الفارسي و أبا دجانة الأنصاري و مالك الأشتر.

ص: 372

المهدي المنتظر و حجر موسى ع

24 - (وَ قَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً وَ أَوْحَيْنا إِلى مُوسى إِذِ اسْتَسْقاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ...) (1).

في البرهان عن الكليني باسناده عن أبي سعيد الخراساني قال: قال أبو جعفر عليه السلام: ان (القائم) اذا قام بمكة و أراد أن يتوجه الى الكوفة نادى مناديه: ألا لا يحمل أحد منكم طعاما و لا شرابا و يحمل حجر موسى بن عمران و هو وقر بعير لا ينزل منزلا إلا انبعث عين منه فمن كان جائعا شبع و من كان ضامئا روي، فهو حتى ينزل النجف من ظهر الكوفة.

المهدي المنتظر و عالم الذر

25 - (وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنّا كُنّا عَنْ هذا غافِلِينَ) (2).

في البرهان نقلا عن الكافي باسناده عن زرارة عن حمران عن أبي عبد اللّه (ع) قال: ان اللّه تبارك و تعالى حيث خلق الخلق ماء عذبا و ماء مالحا اجاجا فامتزج الماء بالماء فاخذ طينا من أديم الأرض و عركه عركا شديدا فقال لأصحاب اليمين و هم كالذر يدبون: «الى الجنة و لا ابالي» و قال لأصحاب الشمال: «الى النار و لا ابالي» ثم قال: (أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنّا كُنّا عَنْ هذا غافِلِينَ) ثم أخذ الميثاق «أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ» «و ان هذا محمد رسولي و ان هذا علي أمير المؤمنين» قالوا بلى فثبت لهم النبوة و أخذ الميثاق على اولي الأمر العزيز اني ربكم

ص: 373


1- سورة الأعراف آية 160.
2- سورة الأعراف آية 172.

و محمد رسولي على النبيين. فقال و علي أمير المؤمنين و أعبد به و أوصياؤه من بعده ولاة أمري و خزان علمي عليهم السلام (و المهدي) انتصر به و اطهر به أرضي و أنتقم به من أعدائي طوعا و كرها. قالوا أقررنا يا رب و شهدنا و لم يجحد آدم و لم يقر فثبتت العزيمة لهؤلاء الخمسة في (المهدي) و لم يكن لآدم عزم على الاقرار به و هو قوله: (وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً).

المهدي المنتظر و يوم الحج الاكبر

26 - (وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ) (1).

في البرهان ج 1 ص 408 عن جابر عن جعفر بن محمد و أبي جعفر فى قول اللّه (وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ) قال خروج (القائم) و اذان دعوته الى نفسه.

و في المناقب للخوارزمى ص 35 الى 36 بسند طويل عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال أبي: دفع النبي الراية يوم خيبر الى (علي بن أبي طالب) و فتح اللّه عليه و وافقه يوم غدير خم فأعلم الناس انه مولى كل مؤمن و مؤمنة. و قال له: أنت مني و أنا منك. و قال له: تقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل. و قال له:

أنت مني بمنزلة هارون من موسى، و قال: أنا سلم لمن سالمك و حرب لمن حاربك.

و قال له: أنت العروة الوثقى. و قال له: أنت تبين لهم ما اشتبه عليهم من بعدي.

و قال له: أنت امام كل مؤمن و مؤمنة بعدي. و قال له: أنت الذي انزل اللّه فيه (و اذان من اللّه و رسوله). و قال له: أنت الآخذ بسنتى و الذاب عن ملتى (الى قوله): اتق الضغائن التى في الصدور ممن لا يظهرها إلا بعد موتي، اولئك يلعنهم اللّه و يلعنهم اللاعنون. ثم بكى فقيل له: مم بكاؤك يا رسول اللّه؟ قال (صلی الله علیه و آله):

ص: 374


1- سورة التوبة آية 3.

أخبرني جبرئيل انهم يظلمونه و يمنعونه حقه و يقاتلونه و يقتلون ولده و يظلمونهم بعده، و أخبرني جبرئيل عن اللّه عز و جل ان ذلك الظلم يزول اذا قام (قائمهم) و علت كلمتهم و اجتمعت الامة على محبتهم و كان الشانيء لهم قليلا و الكاره لهم ذليلا و كان المادح لهم كثيرا و ذلك حين تغير البلاد و تضعف العباد و يحصل للناس اليأس من الفرج فعند ذلك يظهر (القائم) فيهم.

قال النبي: اسمه كاسمي و اسم أبيه(1) كاسم أبي و هو من ولد ابنتي يظهر اللّه الحق بهم و يخمد الباطل باسيافهم و تتبعهم الناس بين راغب اليهم و خائف منهم و سكن البكاء عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) ثم قال: معاشر المسلمين ابشروا بالفرج فان وعد اللّه لا يخلف و قضاؤه لا يرد - الحديث.

«قلت»: باللّه عليك أيها القارىء الكريم انظر الى هذا الحديث الذي ذكره أخطب الخطباء موفق بن أحمد الخوارزمى في كتابه عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و ما ذكره النبي فى تعيين الأوصياء من بعده أولهم (علي بن أبي طالب) و آخرهم (المهدي المنتظر) و هل أبقى شيئا آخر يذكره فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم الخ.

المهدي المنتظر و زوال ملك الجبابرة على يده

27 - (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ يَأْبَى اللّهُ إِلاّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) (2).

في اكمال الدين عن الصادق (ع) انه قال: قد شق فرعون بطون الحوامل في طلب موسى كذلك بنو امية و العباس لما أن وقفوا على زوال ملك الامراء

ص: 375


1- قد مر الكلام فيه ص 80 فراجع.
2- سورة التوبه آية 32.

و الجبابرة منهم على يدي (القائم) ناصبونا العداوة و وضعوا سيوفهم فى قتل أهل بيت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) طمعا منهم في الوصول الى قتل (القائم) فأبى اللّه أن يكشف أمره لواحد من الظلمة الاّ أن يتم نوره.

المهدي المنتظر و غلبته على جميع الأديان

28 - (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (1).

في المجمع ج 5 ص 24 يقول: ليعلى دين أهل الاسلام على جميع الأديان بالحجة و الغلبة و القهر لها حتى لا يبقى على وجه الأرض دين إلا مغلوبا و لا يغلب أحد الاسلام بالحجة و هم يغلبون أهل سائر الأديان بالحجة (الى أن يقول): و قيل أراد عند نزول عيسى بن مريم لا يبقى أهل دين إلا أسلم أو أدى الجزية عن الضحاك. و قال أبو جعفر (ع): ان ذلك يكون عند خروج (المهدي) من آل محمد فلا يبقى أحد إلا أقر بمحمد و هو قول السدي. و قال الكلبي: لا يبقى دين إلا ظهر عليه الاسلام و سيكون ذلك و لو لم يكن بعد و لا تقوم الساعة حتى يكون ذلك. و قال المقداد بن الاسود: سمعت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول: لا يبقى على ظهر الارض بيت مدر و لا وبر إلا أدخله اللّه كلمة الاسلام اما بعز عزيز و اما بذل ذليل اما يعزهم فيجعلهم اللّه من أهله فيعزوا به و اما يذلهم فيدينون له الخ.

و في تفسير القمي ص 364 نزلت في (القائم) من آل محمد و هو الذي تأويله بعد تنزيله.

و في إكمال الدين ص 378 ج 2: و اللّه ما نزل تأويلها بعد و لا ينزل حتى يخرج

ص: 376


1- سورة التوبة آية 33.

(القائم) فاذا خرج (القائم) لم يبق كافر باللّه العظيم و لا مشرك بالامام إلا كره خروجه حتى لو كان الكافر أو المشرك في بطن صخرة لقالت يا مؤمن ان في بطني كافر فاكسرني و اقتله.

و في الكافي عن الكاظم (ع) في الآية: هو الذي أمر رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) بالولاية لوصيه (و الولاية) هي دين الحق يظهره على جميع الأديان عند قيام (القائم) و اللّه متم ولاية (القائم) و لو كره الكافرون (بولاية علي) قيل: هذا تنزيل؟ قال: نعم هذا الحرف تنزيل. و أما غيره فتأويل.

(و فيه) في حديث مناجاة موسى ربه قال: فتمت كلماتي لأظهرن دينه على الأديان كلها و لأعبدن بكل مكان.

(و فيه) في العياشي عن الباقر (ع): (القائم) منا منصور بالرعب مؤيد بالنصر تطوى له الأرض و تظهر له الكنوز، يبلغ سلطانه المشرق و المغرب و يظهر اللّه به دينه على الدين كله فلا يبقى في الأرض خراب إلا عمّر و ينزل روح اللّه عيسى بن مريم فيصلي خلفه - الحديث.

المهدي المنتظر و الشهور الاثنى عشر

29 - (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) (1).

فى الغيبة الطوسية ص 104 عن جابر الجعفي قال: سألت أبا جعفر (ع) عن قول اللّه عز و جل: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ...) قال: فتنفس سيدي الصعداء ثم قال: يا جابر، أما السنة فهي جدي رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و شهورها اثنا عشر شهرا فهو أمير المؤمنين إلي و الى ابني جعفر و ابنه موسى و ابنه علي و الى ابنه الحسن و الى

ص: 377


1- سورة التوبة آية 36.

ابنه محمدنا (المهدي) الهادي «المهدي» اثنى عشر اماما حجج اللّه في خلقه و امناؤه على وحيه و علمه.

و في الغيبة النعمانية ص 42 فى رواية داود بن كثير لما دخل على الصادق جعفر ابن محمد (ع) بالمدينة (فقال ع): ما الذي أبطأ بك عنا يا داود؟ (فقلت):

حاجة عرضت (فقال): من خلفت بها؟ (قلت): جعلت فداك عمك زيدا تركته راكبا على فرس ينادي بأعلى صوته: (سلوني قبل أن تفقدوني) فبين جوانحي علما جما قد عرفت الناسخ من المنسوخ و المثاني و القرآن العظيم و العلم بين اللّه و بينكم. (فقال): يا داود لقد ذهبت بك المذاهب ثم (قال) يا سماعة بن مهران إيتني بسلة الرطب فاتاه بسلة فيها رطب فتناول منها رطبة فاكلها و استخرج النواة من فيه فغرسها ففلقت و أنبتت و اطلعت و اعذقت فضرب بيده إلى بسرة من عذق فشقها و استخرج منها رقا أبيض ففضه و دفعه إليّ (فقال): اقرأه. فقرأته فاذا فيه سطران (السطر الأول): لا اله إلا اللّه محمد رسول اللّه (و الثاني): ان عدة الشهور عند اللّه اثنى عشر شهرا...) الدين القيم أمير المؤمنين ثم الحسن بن علي ثم الحسين بن علي ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم الخلف (الحجة عج) ثم (قال): يا داود أتدري متى كتب هذا في هذا؟ (قلت): اللّه أعلم و رسوله و أنتم (فقال): قبل أن يخلق آدم بالفي عام.

المهدي المنتظر و احقاق الحق و ابطال الباطل

30 - (وَ يُرِيدُ اللّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَ يَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَ يُبْطِلَ الْباطِلَ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ) (1).

ص: 378


1- سورة الأنفال آية 7 و 8.

في البرهان ج 1 ص 387 قال: الكلمات الأئمة. عن العياشي عن جابر:

سألت أبا جعفر (ع) عن تفسير الآية في قول اللّه: (يُرِيدُ اللّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَ يَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ) قال أبو جعفر (ع) تفسيرها في الباطن «يُرِيدُ اللّهُ» فانه شيء يريد و لم يفعله بعد و أما قوله «يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ» يعني يحق حق آل محمد و أما قوله «بِكَلِماتِهِ» في الباطن علي (ع) هو كله. و أما قوله «وَ يَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ»

فهم بنو امية هم الكافرون يقطع اللّه دابرهم. و أما قوله «لِيُحِقَّ الْحَقَّ» فانه يعني ليحق حق آل محمد حين يقوم (القائم). و أما قوله «وَ يُبْطِلَ الْباطِلَ» يعني (القائم) فاذا قام يبطل باطل بني امية و ذلك ليحق الحق و يبطل الباطل (و لو كره المشركون).

المهدي المنتظر و تطهير الأرض من الشرك

31 - (وَ قاتِلُوهُمْ حَتّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَ يَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا1

فَإِنَّ اللّهَ بِما يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (1) .

في البرهان ج 1 ص 396 في ذيل رواية طويلة: يقول مولانا الباقر (ع):

و لا يقبل صاحب هذا الأمر الجزية كما قبلها رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و هو قول اللّه:

(وَ قاتِلُوهُمْ حَتّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَ يَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّهِ) قال أبو جعفر (ع) يقاتلون و اللّه حتى يوحد اللّه و لا يشرك به شيئا و حتى يخرج العجوز الضعيفة من المشرق و تريد المغرب و لا ينهاها أحد و يخرج اللّه من الأرض بذرها و ينزل من السماء

ص: 379


1- سورة الأنفال آية 39.

قطرها و يخرج الناس خراجهم على رقابهم الى (المهدي) و يوسع اللّه على شيعتنا و لو لا يخبر لهم من السعاد لبغوا فتنة صاحب هذا الأمر قد حكم ببعض الأحكام و تكلم ببعض الكلام إذ خرجت خارجة من المسجد يريدون الخروج عليه فيقول لأصحابه: انطلقو فتلحقوا بهم فى التمارين فيأتون بهم أسرى يأمر بهم فيذبحون و هي آخر خارجة تخرج على (القائم) من آل محمد.

المهدي المنتظر و بشارة المؤمنين بظهوره

32 - (أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (1).

في إكمال الدين ص 205 عن الصادق «ع»: طوبى لشيعة «قائمنا» المنتظرين لظهوره في غيبته و المطيعين له في ظهوره، اولئك أولياء اللّه لا خوف عليهم و لا هم يحزنون.

و في الكافى عن الباقر «ع» في هذه الآية: يبشرهم بقيام (القائم) و بظهوره و بقتل أعدائهم و بالنجاة في الآخرة و الورود على محمد و آله الصادقين على الحوض.

المهدي المنتظر و الامة المعدودة

33 - «وَ لَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ ما يَحْبِسُهُ أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ وَ حاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ» (2).

في المجمع ج 5 ص 144: و قيل: ان الامة المعدودة هم أصحاب المهدي (ع) في آخر الزمان ثلاثمائة و بضعة عشر رجلا كعدة أهل بدر يجتمعون في ساعة واحدة

ص: 380


1- سورة يونس آية 61.
2- سورة هود آية 8.

كما يجتمع قزع الخريف و هو المروي عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه «ع» «ليقولن» على وجه الاستهزاء «ما يحبسه» أي: أي شيء يؤخر هذا العذاب عنا ان كان حقا (أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ) أي: ان هذا العذاب الذي يستبطؤونه اذا نزل بهم في الوقت المقدر لا يقدر أحد على صرفه عنهم اذا أراد ان يأتيهم به و لا يتمكن من اذهابه عنهم اذا أراد اللّه أن يأتيهم به (وَ حاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) أي: و نزل بهم الذي كانوا يسخرون به من نزول العذاب و يحققونه.

القمي ص 298 في قوله تعالى: (وَ لَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ) قال: ان متعناهم في هذه الدنيا الى خروج (القائم) فنردهم و نعذبهم (لَيَقُولُنَّ ما يَحْبِسُهُ) أي يقولون اما لا يقوم (القائم) و لا يخرج على حد الاستهزاء فقال اللّه تبارك و تعالى أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ ... الخ).

و فيه: باسناده عن هشام بن عمار عن أبيه و كان من أصحاب علي عن علي عليه السلام في الآية: الامة المعدودة أصحاب (القائم) الثلاثمائة و البضعة عشر رجلا الخ.

المهدي المنتظر و أجر المنتظرين لظهوره

34 - «اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ طُوبى لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ» (1).

فى الاكمال عن الصادق (ع): طوبى لمن تمسك بأمرنا فى غيبة (قائمنا) فلم يزغ قلبه بعد الهداية. فقيل له: و ما طوبى؟ قال: شجرة في الجنة أصلها في دار علي بن أبي طالب و ليس مؤمن إلا و فى داره غصن من أغصانها و ذلك قول اللّه:

(طُوبى لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ).

ص: 381


1- سورة الرعد آية 29.

المهدي المنتظر و أيام اللّه

35 - «وَ ذَكِّرْهُمْ بِأَيّامِ اللّهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبّارٍ شَكُورٍ» (1).

في تفسير القمي ص 344 قال: أيام اللّه ثلاثة: يوم (القائم)، و يوم الموت و يوم القيامة.

و فى الخصال عن الباقر «ع»: أيام اللّه ثلاثة: يوم القائم، و يوم الكرة، و يوم القيامة.

و في البرهان ج 1 ص 523 باسناده عن محمد بن الحسن الميثمي عن مثنى الحناط قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقول: ان أيام اللّه عز و جل ثلاثة: يوم يقوم القائم، و يوم الكرة، و يوم القيامة.

و فيه باسناده عن محمد بن أبي عمير عن مثنى الحناط عن جعفر بن محمد (ع) عن أبيه «ع» مثله و فيه باسناده عن عثمان بن عفان السدوسى عن مثنى الحناط مثله.

و تأتي بعنوان آخر.

المهدي المنتظر و مساكن الظالمين

36 - «وَ سَكَنْتُمْ فِي مَساكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَ تَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ وَ ضَرَبْنا لَكُمُ الْأَمْثالَ * وَ قَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَ عِنْدَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَ إِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ» (2).

عن العياشي باسناده عن سعد بن عمر عن غير واحد ممن حضر أبا عبد اللّه عليه السلام و رجل يقول: قد بنيت دار صالح و دار عيسى بن علي و ذكر العباسيين

ص: 382


1- سورة ابراهيم آية 5.
2- سورة ابراهيم آية 45 و 46.

فقال رجل: أراناها اللّه خرابا و خربها بأيدينا. فقال له أبو عبد اللّه (ع): لا تقل هكذا، بل يكون مساكن (القائم) و أصحابه أما سمعت اللّه يقول: (وَ سَكَنْتُمْ فِي مَساكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ).

و عن جميل بن دراج قال: سمعت أبا عبد اللّه (ع) يقول: «و ان كان مكرهم لتزول منه الجبال» و ان مكر بني العباس (بالقائم) لتزول منه قلوب الرجال (لا يقال): كيف و قد خرجت و ما سكن «ع» و أصحابه فيها (لأنا نقول): ما خرب بيد أصحابه و سكن بعضهم فيها و ما بقى من الآثار سيسكن فيها هو «ع» و أصحابه.

المهدي المنتظر ينظر بنور اللّه

37 - «إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ 1وَ إِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ» (1).

في إكمال الدين ج 2 ص 388 عن الصادق «ع»: اذا قام (القائم) لم يقم بين يديه أحد من خلق الرحمن إلا عرفه صالحا و فيه آية للمتوسمين و هو السبيل المقيم ينظر بنور اللّه و ينطق عن اللّه لا يعزب عنه شيء.

و في البرهان ج 1 ص 563 عن ابن الفارسي في روضة الواعظين عن الصادق عليه السلام، انه قال: اذا قام (قائم) آل محمد حكم بين الناس بحكم داود لا يحتاج الى بينة يلهمه تعالى فيحكم بعلمه و يخبر كل قوم بما استبطنوه و يعرف وليه من عدوه بالتوسم قال اللّه تعالى: (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ وَ إِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ).

ص: 383


1- سورة الحجر آية 75 و 76.

المهدي المنتظر و نداء جبرئيل بظهوره

37 - «أَتى أَمْرُ اللّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحانَهُ وَ تَعالى عَمّا يُشْرِكُونَ» (1).

في الدلائل للطبري... باسناده عن اسماعيل بن عمر عن أبيه عن الصادق عليه السلام قال: اذا أراد اللّه عز و جل قيام (القائم) بعث جبرئيل في صورة طائر أبيض فيضع احدى رجليه على الكعبة و الاخرى على بيت المقدس ثم ينادي ثم ينادي بأعلى صوته: (أَتى أَمْرُ اللّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ) قال: فيحضر اللّه «القائم» فيصلي عند مقام ابراهيم ركعتين ثم ينصرف و حواليه أصحابه و هم ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا فيهم من يسري من فراشه ليلا فيخرج و معه الحجر فيلقيه فتشعب الأرض.

و في رواية: يضع رجلا على بيت اللّه الحرام ثم ينادي بصوت ذلق فيسمع الخلائق: (أَتى أَمْرُ اللّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ).

و في رواية: انه أول من يبايع جبرئيل فينزل بصورة طير أبيض فيبايعه ثم يضع رجله الخ.

المهدي المنتظر و قيام قوم من أهل القبور لنصرته

38 - «وَ أَقْسَمُوا بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلى وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمُونَ * لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَ لِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كانُوا كاذِبِينَ * إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْ ءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ» (2).

ص: 384


1- سورة النحل آية 1.
2- سورة النحل آيه 38 و 39 و 40.

في الكافي، و العياشي، و البرهان. عن الصادق «ع» انه قال لأبي بصير: ما تقول الناس في هذه الآية؟ فقال: ان المشركين يزعمون و يحلفون لرسول اللّه (صلی الله علیه و آله) أن لا يبعث الموتى قال: فقال: تبا لمن قال هذا سلهم هل كان المشركون يحلفون باللّه أم باللات و العزى؟ قال: قلت: جعلت فداك فاجدنيه قال: فقال لي: يا أبا بصير لو قام (قائمنا) عليه السلام بعث اللّه اليه أقواما من شيعتنا فيبايعوا و سيوفهم على أعناقهم فيبلغ ذلك قوما من شيعتنا لم يموتوا فيقولون بعث: فلان و فلان و فلان من قبورهم و هم مع (القائم) الخ.

و عن العياشي عن الصادق «ع» انه قال: ما تقول الناس في هذه الآية؟ قيل: يقولون: لا قيامة، و لا بعث، و لا نشور. فقال: كذبوا و اللّه و إنما ذلك اذا قام (القائم) و كر معه المكرون فقال أهل خلافكم و قد ظهرت دولتكم: يا معشر الشيعة و هذا من كذبكم تقولون يرجع فلان و فلان و فلان لا و اللّه لا يبعث من يموت ألا ترى انه قال: (وَ أَقْسَمُوا بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ) كانت المشركون أشد تعظيما باللات و العزى من أن يقسموا بغيرها فقال اللّه: (بَلى وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ) - الحديث.

المهدي المنتظر و خروج الحسين ع مع أصحابه لنصرته

39 - «وَ قَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَ لَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً * فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَ كانَ وَعْداً مَفْعُولاً * ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ ...

.. الخ»(1).

ص: 385


1- سورة بني اسرائيل آية 4 و 5 و 6.

في الوافى عن الكافى و في تفسير البرهان ج 1 ص 597 في رواية عبد اللّه بن قاسم البطل عن الصادق «ع» في قوله تعالى: (وَ قَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ) قال: قتل علي بن أبي طالب و طعن الحسن عليه السلام (وَ لَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً) قال قتل الحسين «ع» (فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما)

فاذا جاء نصر دم الحسين «بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ» قوم يبعثهم اللّه قبل خروج «القائم» فلا يدعون وترا لآل محمد إلا قتلوه (وَ كانَ وَعْداً مَفْعُولاً) اي خروج (القائم) (ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ) و هي خروج الحسين في سبعين من أصحابه عليهم البيض الذهب لكل بيضة و جهان المؤدون الى الناس ان هذا الحسين قد خرج لا يشك المؤمنون فيه و ان ليس بدجال و لا شيطان و الحجة (القائم) بين أظهركم فاذا استقرت المعرفة في قلوب المؤمنين انه الحسين «ع» جاء الحجة الموت فيكون هو الذي يغسله و يكفنه و يحنطه و يلحده في حفرته عليه السلام و لا يلي امر الوصي إلا الوصي.

و عن القمي ص 377 و الصافى بعد قوله تعالى: (لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ)

يعني فلانا و فلانا و أصحابهما و نقضهم العهد (وَ لَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً) يعني ما ادعوه من الخلافة (فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما) يعني يوم الجمل (بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ) يعني أمير المؤمنين و أصحابه (فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ) أي طلبوكم و قتلوكم (وَ كانَ وَعْداً مَفْعُولاً) يعني يتم و يكون (ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ) يعني لبني امية على آل محمد (وَ أَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ وَ جَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً) من الحسن و الحسين و أصحابهما فقتلوا الحسين بن علي و أصحابه و سبوا نساء آل محمد (إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَ إِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ) يعني (القائم) و أصحابه لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ) يعني تسود وجوههم (وَ لِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ)

يعني رسول اللّه و أصحابه و أمير المؤمنين و أصحابه (وَ لِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِيراً) أي يعلوا عليكم فيقتلوكم ثم عطف على آل محمد فقال: (عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ) أي ينصركم

ص: 386

على عدوكم ثم خاطب بني امية (وَ إِنْ عُدْتُمْ عُدْنا) يعني عدتم بالسفياني عدنا (بالقائم) من آل محمد (وَ جَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً) أي حبسا يحصرون فيها.

المهدي المنتظر و نصرة المظلوم

40 - «وَ مَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً» (1).

فى البرهان ج 2 ص 604 باسناده عن محمد بن سنان عن رجل قال: سألت أبا عبد اللّه «ع» عن قوله تعالى (وَ مَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً الآية) قال: ذلك (قائم) آل محمد يخرج فيقتل بدم الحسين «ع» فلو قتل أهل الأرض لم يكن مسرفا و قوله:

(فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ) : أي لم يكن ليصنع شيئا فيكون مسرفا - الحديث.

و فيه عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر «ع» في قوله: (وَ مَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً)

الآية قال: هو (الحسين بن علي) و نحن أولياء (القائم) منا اذا قام طلب بثار الحسين فيقتل حتى يقال قد أسرف في القتل. و قال: الشيء المقتول الحسين و وليه (القائم) و الاسراف في القتل ان يقتل غير قاتله (إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً) فانه لا يذهب الدنيا حتى ينتصر برجل من آل الرسول يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا.

و فيه عن الشيخ شرف الدين النجفى عن بعض الثقات باسناده عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: سأله عن قول اللّه عز و جل: (وَ مَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً) الآية قال: نزلت في الحسين عليه السلام لو قتل وليه أهل الأرض ما كان مسرفا و وليه (القائم).

ص: 387


1- سورة الاسراء آية 33.

المهدي المنتظر و ذهاب الدول الباطلة بظهوره

41 - «وَ قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً» (1).

فى البرهان ج 1 ص 617 عن الكافي باسناده عن مولانا الباقر «ع» فى قوله عز و جل: (وَ قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً) قال: اذا قام (القائم) أذهب دولة الباطل.

و في الدلائل ص 270 في باب معرفة ولادة (القائم) عن العلوية السيدة الحكيمة بنت محمد بن علي بن موسى «ع» و سؤال جماعة منها عن ميلاد ولي اللّه و قولها في جوابهم: فوضعت صبيا كأنه فلقة قمر و على ذراعه الأيمن مكتوب (جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً) .

و في ج 13 من بحار الأنوار و الغيبة الطوسية مثله باضافة انه كان ليلة النصف من شعبان (الى قولها): فكشفت عن سيدي فاذا هو ساجد متلقيا الأرض بمساجده و على ذراعه الأيمن مكتوب: «جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً».

المهدي المنتظر و ما فيه من سنن ذي القرنين

42 - «وَ يَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً» (2).

في البرهان ج 1 ص 642 بسند طويل عن جابر الجعفي عن جابر الأنصاري قال: سمعت رسول اللّه «ص» يقول ان ذا القرنين كان عبدا صالحا جعله اللّه

ص: 388


1- سورة بني اسرائيل آية 81.
2- سورة الكهف آية 83.

حجة على عباده فدعا قومه الى اللّه عز و جل، و أمرهم بتقواه فضربوه على قرنه فغاب(1) عنهم زمانا حتى قيل مات و هلك بأي واد سلك، ثم ظهر و رجع الى قومه فضربوه على قرنه الآخر و فيكم من هو على سنته، و ان اللّه عز و جل مكن له في الأرض و آتاه من كل شيء سببا و بلغ المشرق و المغرب و ان اللّه تعالى سيجري على سنته في «القائم» من ولدي و يبلغه شرق الأرض و غربها حتى لا يبقى سهل و لا موضع من سهل و لا جبل و طأه ذو القرنين إلا و طأه، و يظهر اللّه له كنوز الأرض و معادنها و ينصره بالرعب و يملأ به الأرض عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما.

و فيه ص 642 باسناده عن الحسن بن علي بن فضال قال: سمعت علي بن موسى الرضا «ع» يقول: ان الخضر شرب من ماء الحياة فهو حي لا يموت حتى ينفخ في الصور و انه ليأتينا و يسلم علينا فنسمع صوته و لا نرى شخصه و انه ليحضر حيث ذكر فمن ذكره منكم فليسلم عليه و انه ليحضر الموسم فيقضي جميع المناسك و يقف بعرفة فيؤمن على دعاء المؤمنين و يونس اللّه به وحشة «قائمنا» فى غيبته و يصل به و حدثته.

المهدي المنتظر و تفسير كهيعص

43 - «كهيعص» (2).

ص: 389


1- قد فاتنا في ذكر الغيبات الواقعة للأنبياء و الملوك ذكر غيبته فهو احد الأقطاب الذين وقعت لهم الغيبة و اختفى بنفسه و الضرب على قرنيه كناية عن الضرب على الطرف الأيمن من رأسه و الطرف الأيسر كما هو المبين في اخبار اخر ففي كل ضربة غاب عن قومه 500 سنة كما في رواية علي بن ابراهيم الثقة الجليل في تفسيره ص 402 و ذكر هذا في ذيل قوله تعالى: (حَتّى إِذا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ) فراجع.
2- سورة مريم آية 1.

في الاكمال ص 254 عن «الحجة القائم ع» في حديث: انه سئل عن تأويلها فقال عليه السلام: هذه الحروف من أنباء الغيب اطلع اللّه عبده زكريا عليها ثم قصها على محمد (صلی الله علیه و آله) و ذلك ان زكريا سأل ربه أن يعلمه الأسماء الخمسة فأهبط اللّه عليه جبرئيل فعلّمه إياها فكان زكريا اذا ذكر محمدا و عليا و فاطمة و الحسن سرى عنه همه و انجلى كربه و اذا ذكر الحسين عليه السلام خنقته العبرة و وقعت عليه البهرة (الاعجاب) فقال ذات يوم إلهي ما بالي اذا ذكرت أربعا منهم تسليّت بأسمائهم من همومى و اذا ذكرت الحسين تدمع عيني و تثور زفرتي فأنبأه عن قصته فقال: (كهيعص) فالكاف: اسم كربلاء، و الهاء هلاك العترة، و الياء: يزيد لعنه اللّه و هو ظالم الحسين، و العين: عطشه، و الصاد: صبره. فلما سمع بذلك زكريا لم يفارق مسجده ثلاثة أيام و منع فيها الناس من الدخول عليه و أقبل على البكاء و النحيب الخ.

و في تفسير البرهان ج 2 ص 1 مثله.

المهدي المنتظر و منكر و ولاية علي و ولايته

44 - «قُلْ مَنْ كانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا حَتّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذابَ وَ إِمَّا السّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً وَ أَضْعَفُ جُنْداً» (1).

في الكافي عن الصادق «ع» في هذه الآية قال: كلهم كانوا في الضلالة لا يؤمنون بولاية أمير المؤمنين «ع» و لا بولايتنا فكانوا ضالين مضلين فيمد لهم في ضلالتهم و طغيانهم حتى يموتوا فيصيرهم اللّه (شَرٌّ مَكاناً وَ أَضْعَفُ جُنْداً) ثم قال: و أما قوله: «حَتّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ» فهو خروج (القائم) و هو الساعة

ص: 390


1- سورة مريم آية 75.

«فَسَيَعْلَمُونَ» ذلك اليوم و ما نزل بهم من اللّه على يدي وليه فذلك قوله: (مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً) يعني عند (القائم) «وَ أَضْعَفُ جُنْداً» قلت قوله: (وَ يَزِيدُ اللّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً) ؟ قال: يزيدهم ذلك اليوم هدى على هدى باتباعهم (القائم عليه السلام) حيث لا يجحدونه و لا ينكرونه.

و فى البرهان ج 2 ص 664 مثله.

المهدي المنتظر و مواريث الأنبياء

45 - «وَ ما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى قالَ هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها وَ أَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي وَ لِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى» (1).

في البرهان ج 2 ص 673 عن الكلبي باسناده على ما تقدم سابقا ص 318 عن كتاب الاختصاص للشيخ المفيد «ره» عن معلى بن محمد عن محمد بن علي قال: كانت عصا موسى لآدم (الى قوله) أعدت (لقائمنا) - الحديث.

و فيه مضافا الى ما تقدم باسناده عن ابن محبوب الثقة الجليل عن عبد اللّه ابن سنان قال: سمعت أبا عبد اللّه «ع» يقول: كانت عصا موسى قضيب آس من غرس الجنة أتى بها جبرائيل لما توجه تلقاء مدين و هي و تابوت آدم في بحيرة طبرية و لن يبليا و لن يتغيرا حتى يخرجهما (القائم) عليه السلام.

المهدي المنتظر و معنى اولي العزم

46 - «وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً» (2).

في الكافي، و العلل، و البصائر، و البرهان: باسنادهم عن أبي جعفر الباقر

ص: 391


1- سورة طه آية 17 و 18.
2- سورة طه آية 115.

عليه السلام قال: عهد اليه في محمد و علي و الأئمة من بعده فترك و لم يكن له عزما انهم هكذا و إنما سمي اولي العزم لأنه عهد له في محمد و أوصيائه من بعده (و المهدي) و سيرته و اجتمع عزمهم على ان ذلك الاقرار به.

و عن علي بن ابراهيم ص 424 مثله.

و فى العلل في رواية اخرى عن الباقر «ع»: انه أخذ الميثاق على اولي العزم و قال ألست بربكم قالوا بلى و ان محمدا رسولي و ان عليا أمير المؤمنين و الأوصياء من بعده ولاة أمري و خزان علمي (و المهدي) أنتصر به لديني و أظهر به دولتي و أنتقم به من أعدائي و أعبد به طوعا و كرها. قالوا اقررنا و شهدنا و لم يجحد آدم و لم يقر فثبت العزيمة لهؤلاء الخمسة في (المهدي ع) و لم يكن لآدم عزيمة على الاقرار و هو قول اللّه تبارك و تعالى: (وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ...).

(أقول): ظاهر بعض الأخبار التعبير بالنسيان موافقا لظاهر القرآن ولكن لا يمكن الأخذ به ان كان المراد بالنسيان ما يقابل الذكر لعدم جوازه على الأنبياء في وقت، كيف و قد مر بأنه تعالى علمه الأسماء كلها فلا بد و أن يرفع اليد عن الظاهر و حملها على الترك إلا أن يقال ان القدر المتيقن من الدليل عدم جواز طرو النسيان عليه «ع» في الأحكام لا في الموضوعات فتأمل.

المهدي المنتظر هو الصراط السوي

47 - «قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَ مَنِ اهْتَدى» (1).

عن محمد بن العباس الماهيار الثقة الأمين في تفسيره في ما نزل في أهل

ص: 392


1- سورة طه آية 135.

البيت باسناده عن عيسى بن داود النجار عن أبي الحسن موسى بن جعفر (ع) قال: سألت أبي عن قول اللّه عز و جل: (فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَ مَنِ اهْتَدى) قال «ع»: هو (القائم عج، و المهدي) و من اهتدى الى طاعته.

و في معالم الزلفى للمحدث البحراني مثله.

و فى تفسير البرهان ج 2 ص 683 في رواية باسناده: الصراط هو (القائم) و المهدي من اهتدى الى طاعته.

المهدي المنتظر و بعث الجيش الى بني امية بالشام

48 - «وَ كَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ كانَتْ ظالِمَةً وَ أَنْشَأْنا بَعْدَها قَوْماً آخَرِينَ ....

حَتّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ» (1) .

في تفسير القمي ص 436 يعني بني امية اذا أحسوا (بالقائم) من آل محمد.

و في البرهان ج 2 ص 684 عن الكافي عن بدر بن جليل الأسدي قال:

سمعت أبا جعفر (ع) يقول في قول اللّه عز و جل: (فَلَمّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ) قال عليه السلام: اذا قام (القائم) و بعث الى بني امية بالشام هربوا الى الروم فيقول لهم الروم: لا ندخلكم حتى تنتصروا فيعلقون بأعناقهم الصلبان فيدخلونهم فاذا نزل بحضرتهم أصحاب (القائم) طلبوا الأمان و الصلح فيقول أصحاب (القائم): لا نفعل حتى تدفعوا الينا من قبلكم قال: فيدفعونهم اليهم فذلك قوله تعالى: (لا تَرْكُضُوا وَ ارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَ مَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ)

قال: يسألونهم الكنوز و لهم علم بها قال فيقولون: (يا وَيْلَنا إِنّا كُنّا ظالِمِينَ فَما زاَلَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ) بالسيف و هو سعيد بن عبد الملك

ص: 393


1- سورة الأنبياء آية 11 الى 15.

الأموي صاحب نهر سعيد بالرحبة ذكره في الصافي.

و فيه عن محمد بن العباس الثقة الجليل باسناده عن جابر عن قول اللّه عز و جل (فَلَمّا أَحَسُّوا...) قال: ذلك عند قيام (القائم).

و فيه عن العياشي عن الحلبي عن أبي جعفر (ع) في حديث يذكر فيه خروج (القائم): فكأني أنظر اليهم (يعني القائم) و أصحابه مصعدين من نجف الكوفة ثلاثمائة و بضعة عشر رجلا كأن قلوبهم زبر الحديد، جبرئيل عن يمينه و ميكائيل عن يساره يسير الرعب أمامهم شهرا أمده اللّه بخمسة آلاف من الملائكة مسومين حتى اذا صعد النجف قال لأصحابه: تعبدوا ليلتكم هذه فيبيتون بين راكع و ساجد يتضرعون الى اللّه حتى اذا أصبح قال: خذوا بنا طريق النخيلة و على الكوفة خندق مخندق و جنة مجنة قال: إي و اللّه حتى ينتهي الى مسجد ابراهيم الخليل «ع» بالنخيل فيصلي فيه ركعتين فيخرج اللّه من الكوفة من مرجيها و غيرهم من جيش السفياني فيقول لأصحابه: استطردوا لهم ثم يقول: كروا عليهم قال أبو جعفر «ع»: و لا يجوز و اللّه الخندق منهم مخبر ثم يدخل الكوفة فلا يبقى مؤمن إلا كان فيها أو حنّ اليها و هو قول أمير المؤمنين عليه السلام - الحديث.

المهدي المنتظر و قضية جابر و اخبار النبي بأن المهدي من ولد الباقر

49 - «وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَ أَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَ إِقامَ الصَّلاةِ وَ إِيتاءَ الزَّكاةِ وَ كانُوا لَنا عابِدِينَ» (1).

و في البرهان باسناده عن زيد بن علي قال: كنت عند أبي علي بن الحسين عليهما السلام إذ دخل عليه جابر بن عبد اللّه الأنصاري فبينما هو يحدثه إذ خرج أخي

ص: 394


1- سورة الأنبياء آية 83 و 84.

محمد عن بعض الحجر فأشخص جابر بصره نحوه ثم قال له: يا غلام اقبل، فاقبل ثم قال: ادبر، فأدبر فقال: شمائل كشمائل رسول اللّه (صلی الله علیه و آله). ما اسمك يا غلام؟ قال:

محمد قال: ابن من؟ قال: ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.

قال: إذا أنت الباقر فانكب عليه و قبل رأسه و يديه ثم قال: يا محمد ان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) (يقرؤك السلام) قال: و على رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) أفضل السلام و عليك يا جابر بما فعلت. ثم عاد الى مصلاه فاقبل يحدث أبي و يقول: ان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قال لي يوما: يا جابر اذا أدركت ولدي محمد فاقرأه السلام اما انه سميى و أشبه الناس بي، علمه علمي و حكمه حكمي سبعة من ولده امناء معصومون أئمة أبرار السابع منهم (مهديهم) الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما. ثم تلا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله: (وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَ أَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَ إِقامَ الصَّلاةِ وَ إِيتاءَ الزَّكاةِ وَ كانُوا لَنا عابِدِينَ).

المهدي المنتظر و توريث الارض

50 - «وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحُونَ * إِنَّ فِي هذا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عابِدِينَ» (1).

فى المجمع ج 7 ص 66-67: فيه أقوال. و قيل هي الارض المعروفة يرثها امة محمد (صلی الله علیه و آله) بالفتوح بعد جلاء الكفار كما قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): زويت لي الأرض فاريت مشارقها و مغاربها و سيبلغ ملك امتي مازوي لي منها، عن ابن عباس و في رواية اخرى، و قال أبو جعفر «ع»: هم أصحاب (المهدي) عليه السلام في آخر الزمان و يدل على ذلك ما رواه الخاص و العام عن النبي (صلی الله علیه و آله) انه قال (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول اللّه ذلك اليوم حتى يبعث رجلا صالحا من اهل

ص: 395


1- سورة الأنبياء آية 105.

بيتي يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا). و قد أورد الامام ابو بكر أحمد بن الحسين البيهقي في كتاب (البعث و النشور) أخبارا كثيرة في هذا المعنى و حدثنا بجميعها عنه حافده أبو الحسن عبيد اللّه بن محمد بن احمد في شهور سنة 518 ثم قال في آخر الحديث: فاما الحديث الذي أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ بالاسناد عن محمد بن خالد الجندي عن ابان بن صالح عن الحسن عن أنس بن مالك ان النبي (صلی الله علیه و آله) قال: لا يزداد الأمر إلا شدة و لا الناس إلا شحا و لا الدنيا إلا ادبارا و لا تقوم الساعة إلا على أشرار الناس و لا مهدي إلا عيسى بن مريم فهذا حديث تفرد به محمد بن خالد الجندي. قال أبو عبد اللّه الحافظ: محمد بن خالد رجل مجهول و اختلف عليه فى اسناده قرواه مرة عن ابان بن صالح عن الحسن عن النبي (صلی الله علیه و آله)، و مرة عن ابان بن أبي عياش و هو متروك عن الحسن عن النبي (صلی الله علیه و آله) و هو منقطع و الأحاديث في تنصيص «المهدي» عليه السلام أصح اسنادا و فيها بيان كونه من عترة النبي صلى اللّه عليه و آله. هذا لفظه و من جملتها ما حدثنا أبو الحسن حافده عنه قال:

أخبرنا أبو علي الرودباري قال: أخبرنا أبو بكر بن داخة قال: حدثنا أبو داود السجستاني في كتاب السنن عن طرق كثيرة ذكرها ثم قال: كلهم عن عاصم المنقري عن زر عن عبد اللّه عن النبي (صلی الله علیه و آله) قال: «لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول اللّه ذلك اليوم حتى يبعث اللّه فيه رجلا مني أو من أهل بيتي و في بعضها يواطيء اسمه اسمي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا» و بالاسناد قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا أحمد بن ابراهيم قال: حدثني عبد اللّه بن جعفر الرقي قال: حدثني أبو الملح أبو الحسن بن عمر عن زياد بن بنان عن علي بن نفيل عن سعيد بن مسيب عن ام سلمة قالت: سمعت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول: «المهدي» من عترتي من ولد فاطمة.

«أقول»: و قد تقدم منا الاشارة الى ترجمة محمد بن خالد الجندي و تحقيق حاله و ان الرجل متروك الحديث و ممن لا قيمة له في الرجال عند العامة بشهادة

ص: 396

أعاظم محدثيهم فراجع ص 192 من هذا الكتاب. و ج 5 ص 441 من المستدرك للحاكم. و الأخبار من طرق العامة في ان «المهدي ع» من أهل بيت النبي (صلی الله علیه و آله) كثيرة جدا ففي ج 2 من ينابيع المودة ص 430 عن ابن مسعود قال: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطي اسمه اسمي رواه الترمذي و أبو داود.

و فى رواية اخرى عنه (صلی الله علیه و آله): (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول اللّه ذلك اليوم حتى يبعث اللّه فيه رجلا من أهل بيتي) الخ.

و في باب 72 ج 2 ص 432: لا تقوم الساعة حتى تملأ الأرض ظلما و عدوانا الخ.

و فى ج 2 ص 435 عن عاصم بن بهدلة عن زر عن عبد اللّه بن مسعود قال:

قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب الخ.

و هكذا في غيره من كتبهم من الصواعق، و اسعاف الراغبين. و نور الأبصار و صحيح مسلم، و غيرها من اصولهم المعتمدة عندهم و الحاصل ان الروايات بهذا المضمون من طرقهم متواترة لفظا.

المهدي المنتظر و اجراء الحد

51 - «وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلاّ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ» (1).

في العلل عن الباقر «ع»: أما لو قام (قائمنا) ردت اليه الحميراء حتى يجلدها الحد و ينتقم لابنة محمد فاطمة منها قيل: و لم يجلدها؟ قال: لفريتها على ام ابراهيم. قيل: فكيف أخره اللّه (للقائم)؟ قال: لأن اللّه تبارك و تعالى بعث محمدا رحمة و بعث (القائم) نقمة. ذكره في الدلائل للطبري ص 260 و في تفسير

ص: 397


1- سورة الأنبياء آية 107.

شيخنا العلامة المعاصر الشيخ محمد النهاوندي (قدس سره) في ج 3 ص 133 مثله بعينه.

المهدي المنتظر و طلب ثار المظلوم

52 - «أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ» (1).

في تفسير القمي ص 441 قال: ان العامة يقولون: نزلت في رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله لما أخرجته قريش من مكة، و إنما هو (القائم) اذا خرج يطلب بدم الحسين «ع» و هو قوله: (نحن أولياء الدم و طلاب الدية) و فى الصافي (الترة) بدل الدية

و في تفسير البرهان ج 2 ص 709 باسناده عن عبد اللّه بن عجلان عن أبي جعفر «ع» فى الآية «قال ع»: في «القائم» لأصحابه.

المهدي المنتظر و آية الدفع

53 - «وَ لَوْ لا دَفْعُ اللّهِ النّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَ بِيَعٌ وَ صَلَواتٌ وَ مَساجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللّهِ كَثِيراً وَ لَيَنْصُرَنَّ اللّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ» (2).

في البرهان ج 2 ص 709 عن الشيخ شرف الدين النجفي في بيان معنى التأويل قال: اما معنى التأويل قوله «هم الأئمة» بيانه: ان اللّه سبحانه يدفع بعض الناس فالمدفوع عنهم (الأئمة) و المدفوع هم (الظالمون) و قوله «و لو لا صبرهم و انتظار فرجهم أن يأتيهم من اللّه لقتلوا جميعا» معناه: لو لا صبرهم على الأذى و التكذيب و انتظارهم من اللّه أن يأتيهم بفرج آل محمد و قيام «القائم» لقاموا كما قام غيرهم.

ص: 398


1- سورة الحج آية 39.
2- سورة الحج آية 30.

المهدي المنتظر و اماتة البدع به

54 - «اَلَّذِينَ إِنْ مَكَّنّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ وَ أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَ لِلّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ» (1).

و في تفسير القمي ص 441 باسناده عن أبي الجارود عن الباقر «ع»: انها لآل محمد (و المهدي) و أصحابهم يملكهم اللّه مشارق الأرض و مغاربها و يظهر الدين و يميت اللّه به و بأصحابه البدع و الباطل كما أمات السفه بالحق حتى لا يرى أثر الظلم و يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر.

المهدي المنتظر و البئر المعطلة

55 - «فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها وَ هِيَ ظالِمَةٌ فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها وَ بِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَ قَصْرٍ مَشِيدٍ» (2).

في تفسير القمي ص 441 قال: هو مثل لآل محمد (صلی الله علیه و آله) قوله: «بِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ» هو الذي لا يستسقى منها و هو الامام الذي قد غاب فلا يقتبس منه العلم و القصر المشيد هو المرتفع و هو مثل لأمير المؤمنين و الأئمة و فضائلهم المنتشرة في العالمين المشرفة على الدنيا و هو قوله: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) و قال الشاعر في ذلك.

بئر معطلة و قصر مشرف مثل لآل محمد مستطرف

فالقصر مجدهم الذي لا يرتقى و البئر علمهم الذي لا ينزف

و في البرهان ج 2 ص 711 مثله و عن الكافي باسناده عن موسى بن القاسم البجلي عن علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر (ع) في هذه الآية: البئر المعطلة

ص: 399


1- سورة الحج آية 41.
2- سورة الحج آية 45.

الامام الصامت و القصر المشيد الامام الناطق. و مثله عن ابراهيم بن زياد عن الصادق (ع) و عن نضر بن قابوس عنه عليه السلام بعينه.

المهدي المنتظر و هدم بعض المساجد

56 - «وَ يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَ لَنْ يُخْلِفَ اللّهُ وَعْدَهُ وَ إِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمّا تَعُدُّونَ» (1).

في ارشاد المفيد «ره»: عن الباقر «ع»: اذا قام «القائم ع» سار الى الكوفة فيها أربعة مساجد و لم يبق مسجد على وجه الأرض له شرف إلا هدمه و جعله «ع» جما(1) و وسع الطريق الأعظم و كسر كل جناح خارج في الطريق و ابطل الكنيف و الميازيب الى الطرقات و لا يترك بدعة إلا أزالها و لا سنة إلا أقامها و يفتح (القسطنطينية) و الصين و جبال الديلم فيمكث على ذلك سبعة سنين مقدار كل سنة عشر سنين من سنيكم هذه ثم يفعل اللّه ما يشاء. قيل: كيف تطول السنون؟ قال:

يأمر اللّه الفلك بالمكوث و قلة الحركة فتطول الأيام لذلك و السنون. قيل: انهم يقولون ان الفلك ان تغير فسد قال: ذلك قول الزنادقة فاما المسلمون فلا سبيل لهم الى ذلك الخ.

(قلت): لا اشكال لدى العقل و العقلاء بأن ذلك من الامور الممكنة و مقدور للّه تعالى، فالذي لا يعتقد ذلك فعليه اما منع الصغرى و ادراج ذلك في الامور الممتنعة أو منع الكبرى و اعتقاد النقص في القدرة و انه تعالى ليس على كل شيء قدير و كلاهما في حيز المنع و مما لا ينبغي الالتفات اليه، بل ان ذلك من قبيل

ص: 400


1- جما أي لا شرف فيه قال في المجمع أمرنا أن نبني المدائن شرفا و المساجد جما.

الرجعة و المعراج و شق القمر و لا ينكرها إلا القدرية الذين هم مجوس هذه الامة.

المهدي المنتظر و قيام الأرض و السماء به

57 - «أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ وَ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَ يُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلاّ بِإِذْنِهِ» (1).

في الاكمال ص 150 في رواية جابر بن عبد اللّه الأنصاري في حديثه مع رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فقال: يا رسول اللّه و من الأئمة من ولد علي بن أبي طالب؟ قال: الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة ثم سيد العابدين في زمانه علي بن الحسين ثم الباقر «ع» ثم محمد بن علي و ستدركه يا جابر فاذا أدركته فاقرأه عني السلام ثم الصادق «ع» جعفر بن محمد ثم الكاظم موسى بن جعفر ثم الرضا علي ابن موسى ثم التقى محمد بن علي ثم النقي علي بن محمد ثم الزكي الحسن بن علي ثم ابنه «القائم» بالحق مهدي امتي الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا، هؤلاء يا جابر خلفائي و أوصيائي و أولادي و عترتي، من أطاعهم فقد أطاعني و من عصاهم فقد عصاني و من أنكرهم أو أنكر واحدا منهم فقد أنكرني، بهم يمسك اللّه عز و جل السماء ان تقع على الأرض و بهم يحفظ الأرض أن تميد بأهلها.

(قلت): و الاخبار بهذا المضمون متواترة راجع ج 7 من بحار الأنوار و تحميل ذلك على كثير من الناس ثقيل حيث ان انظارهم قاصرة كنظر الخفاش الى ضوء الشمس ولكن من اكتحلت عينه بكحل البصيرة و تأمل في مسألة الامامة لا محالة يلزمه عقله بأن ذلك هو الصواب و مما يليق بمرتبة الامامة و الزعامة الآلهية التي لا تنالها أيدي الظلمة بنص من اللّه حيث يقول: (لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ) .

ص: 401


1- سورة الحج آية 65.

المهدي المنتظر و توريث الاخ فى الدين

58 - «فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَ لا يَتَساءَلُونَ» (1).

الطبري فى دلائله ص 260 باسناده عن جرهم بن أبي جهينة قال: سمعت أبا الحسن علي بن موسى بن جعفر عليهم السلام يقول: ان اللّه تبارك و تعالى خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عام ثم خلق الأبدان بعد ذلك فما تعارف منها في السماء تعارف في الأرض و ما تناكر في السماء تناكر في الأرض فاذا قام (القائم) ورث الأخ في الدين و لم يرث الأخ فى الولادة و ذلك قوله تعالى: (فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَ لا يَتَساءَلُونَ).

المهدي المنتظر و استخلافه في ارضه

59 - «وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَ مَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ» (2).

في المجمع ج 7 ص 55 قال: و المروي عن أهل البيت انها نزلت في (المهدي) من آل محمد عليهم السلام.

و فيه عن العياشي باسناده عن علي بن الحسين انه قرأ الآية و قال: هم و اللّه شيعتنا أهل البيت يفعل اللّه ذلك بهم على يد رجل منا و هو (مهدي) هذه الامة، و هو الذي قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): لو لم يبق من الدنيا إلا يوما واحدا لطول اللّه

ص: 402


1- سورة المؤمنون آية 102.
2- سورة النور آية 54.

ذلك اليوم حتى يلي رجل من عترتي اسمه اسمي يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا.

و روي مثل ذلك عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه عليهما السلام. فعلى هذا يكون المراد بالذين آمنوا و عملوا الصالحات النبي و أهل بيته صلوات الرحمن عليهم و تضمنت الآية البشارة لهم بالاستخلاف و التمكن في البلاد و ارتفاع الخوف عنهم عند قيام (المهدي) منهم - الحديث.

و فى إكمال الدين عن الصادق (ع) في قصة نوح و ذكر انتظار المؤمنين من قومه الفرج حتى اراهم اللّه الاستخلاف و التمكن قال: و كذلك (القائم) فانه تمد أيام غيبته ليصحر الحق عن محضه و يصفو الايمان من الكدر و ارتداد كل من كانت طينته خبيثة من الشيعة الذين يخشى عليهم النفاق اذا أحسوا بالاستخلاف و التمكين لهم و الأمر المنتشر فى عهد (القائم) قال الراوي: فقلت: يابن رسول اللّه فان هذه النواصب تزعم ان هذه الآية نزلت فى أبي بكر و عمر و عثمان و علي؟ فقال: لا يهدي اللّه قلوب الناصبة متى كان الدين الذي ارتضاه اللّه و رسوله متمكنا بانتشار الأمر بالامة و ذهاب الخوف من قلوبها و ارتفاع الشك من صدورها في عهد واحد من هؤلاء، و فى عهد علي، مع ارتداد المسلمين و الفتن التي كانت تثور في أيامهم و الحروب التي كانت تنشب بين الكفار و بينهم؟!!

المهدي المنتظر و الساعة الثانية عشر

60 - «بَلْ كَذَّبُوا بِالسّاعَةِ وَ أَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسّاعَةِ سَعِيراً» (1).

فى الغيبة النعمانية ص 40 باسناده عن أبي الصامت. قال: قال أبو عبد اللّه جعفر بن محمد «ع»: الليل اثنى عشر ساعة، و الشهور اثنى عشر شهرا، و الأئمة

ص: 403


1- سورة الفرقان آية 13.

اثنى عشر إماما، و النقباء اثنى عشر نقيبا، و ان عليا ساعة من اثنى عشر ساعة و هو قول اللّه عز و جل: (بَلْ كَذَّبُوا بِالسّاعَةِ وَ أَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسّاعَةِ سَعِيراً) . و عن المفضل: و منا اثنى عشر محدثا و كان أمير المؤمنين «ع» أشرف ساعة من اثنى عشر ساعة. على ما في رواية اخرى قلت: و المهدي المنتظر الساعة الاخيرة منهم.

المهدي المنتظر و وحدة الكلمة في زمانه

61 - «اَلْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمنِ وَ كانَ يَوْماً عَلَى الْكافِرِينَ عَسِيراً» (1).

في تفسير محمد بن العباس الثقة الجليل عن محمد بن الحسن بن علي عن أبيه الحسن عن علي بن اسباط قال: روى أصحابنا في قول اللّه عز و جل: (الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمنِ وَ كانَ يَوْماً عَلَى الْكافِرِينَ عَسِيراً) قال: الملك للرحمن اليوم و قبل اليوم و بعد اليوم ولكن اذا قام (القائم) لم يعبد إلا اللّه عز و جل.

«قلت»: و يؤيد ذلك ما مر في سورة التوبة من قوله تعالى: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الكافرون) أو اَلْمُشْرِكُونَ . و ما مر من انه يملك شرق الأرض و غربها و يصير الدين للّه لا يبقى إلا الدين الخالص و تضمحل جميع الأديان الباطلة و كلهم يقرون بالتوحيد و الرسالة و الولاية (لعلي بن أبي طالب) و الحجج الأحد عشر من ولده عليهم السلام.

المهدي المنتظر آخر البروج الاثنى عشر

62 - «تَبارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّماءِ بُرُوجاً وَ جَعَلَ فِيها سِراجاً وَ قَمَراً مُنِيراً» (2).

ص: 404


1- سورة الفرقان آية 29.
2- سورة الفرقان آية 62.

قال فى مجمع البحرين في مادة (برج) عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت ابن عباس يقول: قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): ذكر اللّه تعالى عبادة، و ذكري عبادة و ذكر علي عبادة، و ذكر الأئمة عبادة، و الذي بعثني بالنبوة و جعلني خير البرية ان وصيي لأفضل الأوصياء، و انه لحجة اللّه على عباده و خليفته على خلقه، و من ولده الائمة الهداة بعدي، بهم يحبس اللّه العذاب على أهل الأرض، و بهم يمسك السماء أن تقع على الأرض، و بهم يمسك الجبال أن تميد بهم، و بهم يسقي خلقه الغيث، و بهم يخرج النبات، اولئك أولياء اللّه حقا و خلفاؤه صدقا عدتهم عدة الشهور و هي اثنا عشر شهرا و عدتهم عدة نقباء موسى بن عمران. ثم تلى هذه الآية: «وَ السَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ» ثم قال: أتزعم يابن عباس ان اللّه يقسم بالسماء ذات البروج و يعني بها السماء و بروجها؟ قلت: يا رسول اللّه فما ذاك؟ قال: أما السماء فأنا، و أما البروج الأئمة بعدي أولهم (علي) و آخرهم (المهدي). و ذكره شيخنا المفيد فى كتاب الاختصاص عن الأصبغ بن نباتة.

المهدي المنتظر و الصيحة السماوية و بعض علائم ظهوره

63 - «إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ» (1).

في الكافي عن الصادق «ع»: ان (القائم) لا يقوم حتى ينادي مناد من السماء يسمع الفتاة في خدرها و يسمع أهل المشرق و المغرب.

و فيه نزلت هذه الآية: (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ) الآية و القمي ص 469 قال: تخضع رقابهم يعني بني امية و هي الصيحة من السماء باسم صاحب الأمر.

و في (ارشاد المفيد ره) عن الباقر «ع» قال: سيفعل اللّه ذلك بهم قيل:

ص: 405


1- سورة الشعراء آية 4.

بنو امية و شيعتهم. قيل: و ما الآية؟ قال: ركود الشمس ما بين زوال الشمس الى وقت العصر و خروج صدر و وجه في عين الشمس يعرف بحسبه و ذلك زمان السفياني و ذلك يكون بواره و بوار قومه.

و في الاكمال عن الرضا «ع» في حديث فيه (القائم) قال: و هو الذي ينادي مناد من السماء يسمعه(1) جميع أهل الأرض بالدعاء اليه يقولون ألا ان حجة اللّه قد ظهر عند بيت اللّه فاتبعوه فان الحق معه و فيه. و هو قول اللّه تعالى (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ) الآية.

و عن أبي أيوب الخزاز عن عمر بن حنظلة قال: سمعت أبا عبد اللّه «ع» يقول: خمس علامات قبل قيام (القائم) الصحية و السفياني و الخسف و قتل النفس الزكية (قلت): جعلت فداك ان خرج أهل بيتك قبل هذه العلامات لنخرج معه؟ (قال): لا. قال: فلما كان من الغد تلوت هذه الآية (إِنْ نَشَأْ) فقلت أهي الصيحة؟ فقال: أما لو كانت لخضعت أعناق أعداء اللّه عز و جل.

و في تفسير البرهان ج 2 ص 762 باسناده عن محمد بن راشد الحلبى عن أبي عبد اللّه الصادق «ع» انه قال: أما النداء باسم (القائم) في كتاب اللّه بين (فقلت): أين هو أصلحك اللّه؟ (فقال): في (طسم تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ) قوله: (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً) .. الخ.

و فيه ص 763 في رواية أبي بصير عن أبي جعفر «ع» قال: سألته عن قوله تعالى: (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ) . الآية قال: نزلت في «قائم» آل محمد ينادى باسمهه.

ص: 406


1- و لا غرابة في ذلك و في اسماع جميع أهل الأرض صوته كيف و في المذياع و الراديو رجل يتكلم في أقصى بلاد الغرب و يتنفس و نحن في الشرق نسمع صوته فاللّه الذي أعطى صانع الراديو ادراكا حتى يصنع بواسطة الآلات الجمادية ما يبلغ به الصوت في العالم يعطي حجته و وليه قوة و أثرا في صوته حتى يسمع جميع اهل العالم و هذا واضح لا خفآء فيه.

من السماء.

المهدي المنتظر و ذلة بني امية بظهوره

64 - «أَ فَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ» (1).

في البرهان ج 2 ص 768 عن الكافي باسناده عن علي بن عيسى القماط عن عمه قال: سمعت أبا عبد اللّه «ع» يقول: هبط جبرئيل «ع» على رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و رسول اللّه كئيب حزين فقال: يا رسول اللّه مالي أراك كئيبا حزينا؟ فقال: اني رأيت الليلة رؤيا قال: و ما الذي رأيت؟ قال: رأيت بنى امية يصعدون المنابر و ينزلون منها. قال: و الذي بعثك بالحق نبيا ما علمت بشيء من هذا. و صعد جبرئيل الى السماء ثم اهبطه اللّه جل ذكره بآي من القرآن يعزيه بها قوله:

(أَ فَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ) فأنزل اللّه عز ذكره: (إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَ ما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) للقوم فجعل اللّه عز و جل ليلة القدر خير من الف شهر و فيه تفصيل لا يسعني مجال ذكره.

و فيه عن معلى بن خنيس عن الصادق «ع» في قوله عز و جل (أَ فَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ) قال: خروج (القائم) عليه السلام «ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ» قال: هم بنو امية الذين متعوا في دنياهم.

ص: 407


1- سورة الشعراء آية 205 و 206.

المهدي المنتظر و آية المضطر

65 - «أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ وَ يَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أَ إِلهٌ مَعَ اللّهِ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ» (1).

فى تفسير القمي ص 479 عن ابن فضال الثقة عن صالح بن عقبة عن أبي عبد اللّه (ع) قال: نزلت في (القائم من آل محمد و انه المضطر اذا صلى في المقام ركعتين و دعا اللّه فأجابه و يكشف السوء و يجعلكم خلفاء الأرض.

و في رواية: أول من يبايعه جبرئيل ثم الثلاثمائة و الثلاث عشر.

و عن محمد بن العباس الثقة الجليل باسناده عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز و جل: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ) قال: هذه الآية نزلت في (القائم) اذا خرج تعمم و صلى عند المقام و تضرع الى ربه فلا ترد له آية أبدا.

و في البرهان ج 2 ص 780 بمثل ما تقدم عن صالح بن عقبة.

و فيه عن الغيبة النعمانية باسناده عن اسماعيل بن جابر عن محمد بن علي (ع) انه قال: يكون لصاحب الأمر غيبة في بعض هذه الشعوب و أومى بيده الى ناحية ذي طوى حتى اذا كان قبل خروجه انتهى المولى الذي معه حتى يلقى بعض اصحابه فيقول: كم هاهنا فيقولون نحوا من أربعين رجلا (الى أن يقول): و اللّه لكأني أنظر اليه و قد أسند ظهره الى الحجر فينشد اللّه حقه (ثم يقول): أيها الناس من يحاجني في اللّه فأنا أولى الناس باللّه، أيها الناس من يحاجني في آدم فأنا أولى الناس بآدم (الى قوله): أيها الناس من يحاجني بكتاب اللّه فأنا أولى الناس بكتاب اللّه.

ص: 408


1- سورة النمل آية 63.

ثم ينتهي الى المقام فيصلي عنده ركعتين و ينشد اللّه حقه (ثم قال) أبو جعفر (ع):

و هو و اللّه المضطر الذي يقول: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ وَ يَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ..) فيه نزلت.

المهدي المنتظر و علة منع الناس عن اختيارهم الإمام

66 - «وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحانَ اللّهِ وَ تَعالى عَمّا يُشْرِكُونَ» (1).

فى الاحتجاج عن (القائم): انه سئل عن العلة التي تمنع القوم من اختيار الامام لأنفسهم (قال): مصلح أم مفسد؟ (قيل): مصلح (قال): فهل يجوز أن يقع خيرتهم على المفسد بعد أن لا يعلم أحد ما يخطر ببال غيره من صلاح أو فساد؟ (قيل): بلى (قال): فهي العلة. و أوردها لك ببرهان ينقاد لك عقلك ثم قال: اخبرني من الرسل الذين اصطفاهم اللّه عز و جل و أنزل عليهم الكتب و أيديهم بالوحي و العصمة اذ هم اعلام الامم أهدى الى الاختيار منهم مثل موسى، و عيسى هل يجوز مع وفور عقلهما اذ هما بالاختيار أن يقع خيرتهما على المنافق و هما يظنان انه مؤمن؟ (قيل): لا (قال): فهذا موسى كليم اللّه مع وفور عقله و كمال علمه و نزول الوحي عليه اختار من أعيان قومه و وجوه عسكره لميقات ربه عز و جل (70) رجلا ممن لا يشك فى ايمانهم و اخلاصهم فوقع خيرته على المنافقين. قال اللّه عز و جل: (وَ اخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقاتِنا) و قوله: (لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتّى نَرَى اللّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ) فلما وجدنا اختيار من قد اصطفاه اللّه عز و جل للنبوة واقعا على الأفسد دون الأصلح و هو يظن انه الأصلح دون الأفسد.

ص: 409


1- سورة القصص آية 68.

علمنا ان الاختيار لا يجوز أن يقع إلا ممن يعلم ما تخفي الصدور و تكن الضمائر و تنصرف اليه السرائر و ان لاحظ لاختيار المهاجرين و الأنصار بعد وقوع خيرة الأنبياء على ذي الافساد لما أراد أهل الصلاح.

«قلت»: قد بين الحجة «ع» بأتقن بيان و أفصح لسان بان الاختيار في مسألة الامامة و الخلافة ليس بيد الخلق بل مطلقا لان الامامة أمر سماوي ليس لأحد التدخل فيها لعدم الاحاطة و العلم بالمصالح و المفاسد فى الأشياء لأحد غير اللّه تعالى لقوله: (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً) أو: (اني جاعلك فى الأرض خليفة) فيستفاد من التنزيل الشريف ان الخلق طرا معزولون عن جعل الخليفة بارائهم السخيفة كما ظهر من أصحاب السقيفة.

المهدي المنتظر و آية أُوتُوا الْعِلْمَ

67 - «بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَ ما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلاَّ الظّالِمُونَ» (1).

في البرهان ج 2 ص 809 عن الكافي باسناده عن ابن محبوب الثقة الجليل عن عبد العزيز العبدي عن الصادق «ع» فى قول اللّه عز و جل: (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ...) قال: هم الأئمة «ع». و فيه باسناده عنه عن هارون ابن حمزة الغنوي عن الصادق «ع» قال: سمعته يقول: (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ)

(هم الأئمة): و فيه عن محمد بن الفضيل مثله. و فيه باسناده عن حمران عن أبي جعفر «ع» فى الآية قال: نحن. و في رواية مثنى الحناط عن الحسن الصيقل مثله باضافة: و ايانا عنى. و فيه في رواية بريد بن معاوية العجلي الثقة الجليل قال: قلت لأبي جعفر «ع» في قول اللّه عز و جل (بَلْ هُوَ آياتٌ...) قال: إيانا عنى.

ص: 410


1- سورة العنكبوت آية 49.

و فيه في رواية محمد بن خالد البرقي عن علي بن اسباط قال: سأل رجل أبا عبد اللّه «ع» عن قوله عز و جل (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ...) قال: نحن هم. فقال الرجل: جعلت فداك حتى يقوم (القائم)؟ قال: كلنا قائم يقوم بأمر اللّه واحدا بعد واحد حتى يجيء صاحب السيف فاذا جاء صاحب السيف جاء أمر غير هذا.

و فيه في ص 809 باسناده عن عبد العزيز العبدي قال: سألت الصادق «ع» عن قول اللّه عز و جل (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ....) قال: هم الأئمة من آل محمد صلى اللّه عليه و آله.

المهدي المنتظر و فرح المؤمنين عند قيامه في قبورهم

68 - «.... وَ يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ» (1).

في البرهان ج 2 ص 810 عن محمد بن العباس الثقة عن ابن مسكان الثقة الجليل عن أبي بصير الثقة الجليل عن الصادق «ع» قال: سألته عن تفسير (الم غُلِبَتِ الرُّومُ...) قال: هم بنو امية و إنما أنزلها اللّه عز و جل (الم غُلِبَتِ الرُّومُ)

بنو امية في أدنى الأرض و هم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين (لِلّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ بَعْدُ، وَ يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللّهِ) قال: في قبورهم بقيام (القائم) عليه السلام.

و فيه ص 811 باسناده عن يونس بن يعقوب عن الصادق «ع» في قول اللّه عز و جل: «يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللّهِ» قال: في قبورهم بقيام «القائم» عليه السلام و في نسخة يفرح المؤمنون بنصر اللّه عند قيام (القائم).

ص: 411


1- سورة الروم آية 1، 2، 3، 4، 5.

المهدي المنتظر هو النعمة الظاهرة و الباطنه

69 - «.... وَ أَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَ باطِنَةً....» (1).

عن ابن بابويه باسناده عن محمد بن زياد الازدي قال: سألت سيدي موسى ابن جعفر «ع» عن قول اللّه عز و جل: (وَ أَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَ باطِنَةً) فقال عليه السلام: النعمة الظاهرة الامام الظاهر، و النعمة الباطنة الامام الغائب. فقلت له: يكون فى الأئمة من يغيب؟ (فقال): نعم يغيب عن أبصار الناس شخصه و لا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره و هو الثاني عشر منا، و يسهل اللّه عز و جل له كل عسر و يذل اللّه له كل صعب و يظهر اللّه له كنوز الأرض و يقرب له البعيد و يبتر به كل جبار عنيد و يهلك على يده كل شيطان مريد ذلك ابن سيدة الاماء الذي تخفى على الناس ولادته و لا يحل لهم تسميته حتى يظهره اللّه عز و جل فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما.

«قلت»: عدم حلية ذكر اسمه الشريف و هو (م ح م د) فقد كان ذلك محمولا على غيبته الصغرى و عصر خلفاء زمانه، و أما فى عصرنا الغيبة التامة الكبرى فلا يبعد القول بوجوب ذكره و ان من أهم الوظائف الدينية للعلماء و الكتاب و أهل الذكر و الناطقين على المنابر و المجالس (ذكر اسمه الشريف) و بيان أحواله و أوصافه و ما يقع في زمان ظهوره من القضايا و تحريض الناس اليه و كل من يقدر على ذلك و لم يقدم فهو مسؤول عند اللّه و لا عذر له و لا عند الرسول، وقاية لاذهان بعض العوام عما حدث فى هذه الأيام من الفتن من بعض حمقاء الناس من دعاوى باطلة بأسامي مختلفة متناقضة لئلا يلتبس الأمر عليهم و الباطل يموت بترك اسمه

ص: 412


1- سورة لقمان آية 20.

المهدي المنتظر هو العذاب الاكبر

70 - «وَ لَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ» (1).

في البرهان ج 2 ص 829 عن محمد بن العباس المتقدم ذكره باسناده عن المفضل بن عمر قال سألت أبا عبد اللّه عن قول اللّه عز و جل: (وَ لَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) و الأكبر خروج (المهدي) بالسيف.

و فيه عن الشيباني في «كشف البيان» قال: و روي عن جعفر الصادق «ع» ان الأدنى القحط و الجدب و الأكبر خروج (القائم المهدي ع) بالسيف آخر الزمان.

المهدي المنتظر و الامر بانتظاره

71 - «قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَ لا هُمْ يُنْظَرُونَ * فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَ انْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ» (2).

في البرهان ج 2 ص 829 عن الكافي باسناده عن محمد بن سنان عن ابن دراج قال: سمعت أبا عبد اللّه «ع» يقول: في قول اللّه عز و جل: (قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَ لا هُمْ .. الآية) قال: يوم الفتح يوم تفتح الدنيا على «القائم» لا ينفع أحدا تقربه بالايمان ما لم يكن قبل مؤمنا و بهذا الفتخ موقنا فذلك الذي ينفع ايمانه و يعظم اللّه عند ذلك قدره و شأنه و يزخرف له يوم القيامة و البعث جنانه و تحجب عنه ميزانه و هذا أجر الموالين لأمير المؤمنين عليه السلام و لذريته

ص: 413


1- سورة السجدة آية 21.
2- سورة السجدة آية 29، 30.

الطيبين عليهم السلام.

المهدي المنتظر و آية اولي الارحام

72 - «اَلنَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللّهِ» (1).

في البرهان ج 2 ص 832 عن تهذيب الشيخ باسناده عن ثابت الثمالي الثقة الجليل عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب «ع» انه قال: فينا نزلت هذه الآية: (وَ أُولُوا الْأَرْحامِ....) و فينا نزلت: «وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ»

و الامامه فى عقب الحسين «ع» الى يوم القيامة و ان (للقائم) منا غيبتين إحداهما أطول من الأخرى الخ.

و فيه باسناده عن اسماعيل بن عبد اللّه قال: قال «الحسين بن علي (ع)»:

لما أنزل اللّه تبارك و تعالى هذه الآية: «وَ أُولُوا الْأَرْحامِ الخ» سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله عن تأويله فقال: و اللّه ما يعني بها غيركم، و أنتم اولوا الأرحام فاذا مت فأبوك (علي) أولى بي و بمكاني، فاذا مضى أبوك فأخوك «الحسن» فاذا مضى الحسن فأنت اولى به. فقلت: يا رسول اللّه و من بعدي؟ فقال: ابنك (علي) أولى بك من بعدك. فاذا مضى (علي) فابنه (محمد) أولى به من بعده.

فاذا مضى (محمد) فابنه «جعفر» أولي به من بعده و بمكانه. فاذا مضى «جعفر» فابنه (موسى) أولى به من بعده. فاذا مضى (موسى) فابنه (علي) أولى به من بعده. فاذا مضى (علي) فابنه (محمد) أولى به من بعده. فاذا مضى (محمد) فابنه (علي) أولى به من بعده. فاذا مضى «علي» فابنه «الحسن» أولى به من بعده. فاذا مضى «الحسن» وقعت الغيبة في التاسع من ولدك. فهؤلاء الأئمة

ص: 414


1- سورة الاحزاب آية 6.

التسعة أعطاهم اللّه علمي و فهمي طينتهم من طينتي ما لقوم يؤذونى فيهم لا انا لهم اللّه شفاعتي.

المهدي المنتظر و القرى المباركة و الظاهرة

73 - «وَ جَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَ قَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَ أَيّاماً آمِنِينَ» (1).

في إكمال الدين عن «القائم» فى الآية قال: نحن و اللّه القرى التي بارك اللّه فيها و أنتم القرى الظاهرة. و فيه ص 266 في باب التوقيعات عن علي بن صالح الهمداني قال: كتبت الى صاحب الزمان (ع): ان أهل بيتي يؤذونني و يفزعوننى بالحديث الذي روي عن آبائك انهم قالوا: خدامنا من قومنا شرار خلق اللّه.

فكتب «ع»: ويحكم ما تقرؤن ما قال اللّه عز و جل (وَ جَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً...) و نحن و اللّه القرى النى بارك اللّه فيها و أنتم القرى الظاهرة. قال عبد اللّه بن جعفر: حدثنا بهذا الحديث علي بن محمد الكلينى عن محمد بن صالح عن صاحب الزمان «ع».

المهدي المنتظر و مبدء خروجه و ما يقع لجيش السفياني

74 - «وَ لَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَ أُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ (2) الخ.

فى البرهان ج 2 ص 875 عن العياشي عن عبد الاعلى الحلبى قال: قال أبو

ص: 415


1- سورة سبأ آية 18.
2- سورة سبأ آية 51، 52، 53، 54.

جعفر «ع»: يكون لصاحب هذا الأمر غيبة - و ذكر حديثا طويلا يتضمن غيبة صاحب الأمر عليه السلام و ظهوره - الى أن قال -: فيدعو الناس يعنى (القائم) الى كتاب اللّه و سنة نبيه و الولاية «لعلي بن أبي طالب» و البرائة من عدوه، و لا يسمي أحدا حتى ينتهي الى البيداء فيخرج اليه جيش السفياني فيأمر اللّه الأرض فتأخذهم من تحت أقدامهم و هو قول اللّه تعالى: (وَ لَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا....)

و قالوا آمنا به يعنى «بقائم آل محمد» و قد كفروا به يعنى «بقائم آل محمد ع»، فلا يبقى منهم إلا رجلان يقال لهما «وتر و وتير» من مراد وجوههما في أقفيتهما يمشيان القهقرى يخبران الناس بما فعل بأصحابهما الخ. و فيه عن الغيبة النعمانية بأسناده عن أبي اسحاق الهمداني عن الحرث عن علي أمير المؤمنين «ع» قال: ان «المهدي» اقبل مجعد و بخده خال يكون مبدا من قبل المشرق فاذا كان ذلك خرج السفياني الخ.

و فى تفسير القمي ص 523 عن أبيه عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن أبي خالد الكابلي قال: قال أبو جعفر «ع»: و اللّه لكأني أنظر الى «القائم» و قد اسند ظهره الى الحجر ثم ينشد اللّه حقه. ثم يقول: يا ايها الناس من يحاجني في اللّه فأنا أولى باللّه الخ.

فى البرهان ج 2 ص 875 عن محمد بن العباس بأسناده عن أبي خالد الكابلي عن أبي جعفر «ع» قال. يخرج «القائم ع» فيسير حتى يمر بمنى فيبلغه ان عامله قتل فيرجع فيقتل المقاتلة و لا يزيد على ذلك شيئا ثم ينطق فيدعو الناس حتى ينتهي الى البيداء فيخرج جيش السفياني فيأمر اللّه عز و جل الأرض أن تأخذهم بأقدامهم و هو قوله تعالى: (وَ لَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا....) . الحديث بمثل ما ذكر آنفا من العياشي. و فى الصافي عن الباقر «ع». لكأني أنظر الى «القائم» و قد اسند ظهره الى الحجر الخ. و في قوله (وَ قالُوا آمَنّا بِهِ) قال. يعنى «بالقائم» من آل محمد.

(52 - ج 1 الشيعة و الرجعة)

ص: 416

المهدي المنتظر و رجم الشيطان في زمانه.

75 - «قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ * قالَ فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَ إِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلى يَوْمِ الدِّينِ * قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ * قالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاّ عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ * قالَ فَالْحَقُّ وَ الْحَقَّ أَقُولُ * لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَ مِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ * قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَ ما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ * إِنْ هُوَ إِلاّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ وَ لَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ» (1).

في البرهان ج 2 ص 931 عن ابن بابويه باسناده عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني «ع» قال: سمعت أبا الحسن علي بن محمد العسكري «ع» يقول: معنى رجيم: انه مرجوم باللعن مطرود من مواضع الخير لا يذكره مؤمن إلا لعنه، و ان في علم اللّه السابق انه اذا خرج (القائم) لا يبقى مؤمن في زمانه إلا رجمه بالحجارة كما كان قبل ذلك مرجوما باللعن. و فيه عن الكافي باسناده عن أبي حمزة عن أبي جعفر «ع» في قوله تعالى: (قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَ ما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ إِنْ هُوَ إِلاّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ) - قال: قال أمير المؤمنين (ع) (وَ لَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ) قال:

عند خروج (القائم)، و في الصافى مثله.

ص: 417


1- سورة ص آية 76، 88.

المهدي المنتظر و استغناء الناس به عن ضوء الشمس و القمر

76 - «وَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها وَ وُضِعَ الْكِتابُ وَ جِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَ الشُّهَداءِ وَ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ» (1).

في الارشاد للشيخ المفيد (ره) عن الصادق «ع» قال: اذا قام (القائم) أشرقت الأرض بنور ربها و استغنى العباد عن ضوء الشمس و ذهبت الظلمة. و في تفسير القمي ص 581 باسناده عن المفضل بن عمر انه سمع أبا عبد اللّه (ع) يقول:

في قول اللّه تعالى: (وَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها) قال: رب الأرض يعني إمام الأرض (قلت): اذا خرج يكون ماذا؟ (قال): اذا استغنى الناس عن ضوء الشمس و نور القمر و يجتزون بنور الامام. و في الصافى مثلها.

(قلت): و هذا أمر مقدور للّه تبارك و تعالى بأن يجعل في وجود إمام الأرض (ع) عند ظهوره نورا يستغني الناس به عن نور الشمس و القمر.

المهدي المنتظر و القرآن الذي جمعه على ع

77 - «وَ لَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَ لَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَ إِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ» (2).

في البرهان ج 2 ص 964 قال: اختلفوا كما اختلفت هذه الامة في الكتاب الذي مع (القائم) لما يأتيهم به حتى ينكره ناس كثير فيقدمهم و يضرب أعناقهم.

ص: 418


1- سورة الزمر آية 69.
2- سورة السجدة آية 45.

و فى الصافي مثله و في الاحتجاج للشيخ الطبرسي في ص 82 في رواية أبي ذر انه قال:

لما توفي رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) جمع علي عليه السلام القرآن و جاء به الى المهاجرين و الأنصار و عرضه عليهم لما قد أوصاه بذلك رسول اللّه (صلی الله علیه و آله)، فلما فتحه أبو بكر خرج في أول صفحة فتحها، فضائح القوم فوثب عمر و قال: يا علي اردده فلا حاجة لنا به فأخذه «ع» و انصرف... (الى منزله): فلما استخلف عمر سأل عليا أن يدفع اليهم القرآن... فقال: يا أبا الحسن ان جئت بالقرآن الذي كنت قد جئت به الى أبي بكر حتى نجتمع عليه فقال عليه السلام: هيهات ليس الى ذلك سبيل إنما جئت به ليقوم الحجة عليكم و لا تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين. أو تقولوا ما جئتنا به ان القرآن الذي عندي لا يمسه إلا المطهرون و الأوصياء من ولدي قال عمر: فهل لاظهاره وقت معلوم فقال «ع» نعم اذا قام (القائم) من ولدي يظهر و يحمل الناس عليه فتجري السنة قلت سود اللّه وجوه القوم بما فعلوا و ظلموا عليا (ع).

المهدي المنتظر هو الحق الحقيقي

78 - «سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ حَتّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَ وَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ شَهِيدٌ» (1).

في البرهان ج 2 ص 964 نقلا عن محمد بن العباس الثقة الجليل باسناده عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن ابراهيم عن أبي عبد اللّه (ع) في قوله تعالى:

(سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ حَتّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) : أي انه (القائم).

و فيه عن الغيبة النعمانية باسناده عن أبي بصير قال: سئل أبو جعفر (ع) عن تفسير قوله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ) فقال «ع»: سنريهم في أنفسهم المسخ و نريهم في الآفاق عليهم فيرون قدرة اللّه في أنفسهم و في الآفاق و قوله: (حَتّى

ص: 419


1- سورة السجدة آية 53.

يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) يعني بذلك خروج (القائم) و هو الحق من اللّه يراه هذا الخلق لابد منه. و فيه عن الكليني باسناده عن الطيار عن أبي عبد اللّه الصادق (ع) في الآية قال «ع»: خسف و مسخ و قذف قال: قلت: (حَتّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ)؟ قال «ع»:

ذاك قيام (القائم). و فى الصافي مثله.

المهدي المنتظر و الحروف المقطعة

79 - «حم عسق» (1).

في البرهان ج 2 ص 965 عن علي بن ابراهيم عن أحمد بن علي و أحمد بن ادريس عن أحمد بن محمد العلوي عن العمركي عن محمد بن جمهور عن سليمان بن سماعة عن عبد اللّه بن قاسم عن يحيى بن ميسرة الخثعمي عن أبي جعفر «ع» قال:

سمعته يقول: (حم عسق) عدد سني (القائم) و قاف جبل محيط بالدنيا من زمرد أخضر و خضرة السماء من ذلك الجبل و علم كل شيء في (حم عسق) .

و عنه عن محمد بن جمهور عن السكوني عن أبي جعفر «ع» قال: حم، حتم و عين. عذاب، و سين. سنون كسنين يوسف، و قاف، قذف و مسخ يكون في آخر الزمان بالسفياني و أصحابه و ناس من كلب، ثلاثون الفا يخرجون معه و ذلك حين يخرج (القائم) بمكة و هو (مهدي) هذه الامة.

و فى كتب العامة عن الثعلبي في تفسيره: ان السين سناء المهدي و قوة عيسى عليه السلام قلت، تلك الحروف رمز بين الخالق و اوليائه و لا حظ لغيرهم.

ص: 420


1- سورة الشورى آية 1، 2.

المهدي المنتظر و منع جماعة من النصيب في دولته

80 - «اَللّهُ لَطِيفٌ بِعِبادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ وَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ * مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَ مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ» (1).

في البرهان ج 2 ص 970 عن الكافي عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه الصادق عليه السلام قال: قلت: (اللّهُ لَطِيفٌ بِعِبادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ) ؟ قال: ولاية أمير المؤمنين «ع» قلت: (مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ) ؟ قال: معرفة أمير المؤمنين و الأئمة (ع) قلت: (نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ) ؟ قال: نزيده منها، قال: يستوفي نصيبهم من دولته قلت: (وَ مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ) ؟ قال: ليس له في دولة الحق مع «القائم» نصيب.

المهدي المنتظر و الانتصار من بني امية و المكذبين

81 - «وَ لَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النّاسَ وَ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ * وَ لَمَنْ صَبَرَ وَ غَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ * وَ مَنْ يُضْلِلِ اللّهُ فَما لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَ تَرَى الظّالِمِينَ لَمّا رَأَوُا الْعَذابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ * وَ تَراهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْها خاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ وَ قالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ

ص: 421


1- سورة الشورى آية 19، 20.

خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَ أَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا إِنَّ الظّالِمِينَ فِي عَذابٍ مُقِيمٍ» (1) .

في البرهان ج 2 ص 975 عن محمد بن العباس باسناده عن جابر الجعفي عن أبي جعفر «ع» في قوله عز و جل: (وَ لَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ)

قال: ذلك «القائم» اذا قام انتصر من بني امية و من المكذبين و النصاب.

و فيه عنه باسناده عن سمر بن شمر عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر «ع» قال: قوله عز و جل: (خاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ) يعني (القائم).

و فيه عن علي بن ابراهيم باسناده عن محمد بن فضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر «ع» قال: سمعته يقول: (وَ لَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ) يعني «القائم» و أصحابه (فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ «القائم» اذا انتصر من بني امية و من المكذبين و النصاب هو و أصحابه و هو قوله تبارك و تعالى: (إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النّاسَ وَ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ).

المهدي المنتظر و الكلمة الباقية

82 - «وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ» (2).

في البرهان ج 2 ص 982 عن ابن بابويه باسناده عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد اللّه «ع» عن قوله اللّه تعالى: (وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ) قال: هي الامامة جعلها اللّه عز و جل في عقب الحسين الى يوم القيامة و غيرها. من الروايات الكثيرة بهذا المضمون (ان قلت): فكيف جعلت الامامة في ولد الحسين عليه السلام دون الحسن مع كونه أكبر منه (قلت): هذا ليس من وظيفتنا الدخول فيه لأن جعل الامامة أمر موكول بيده عز و جل فيفعل حسبما رآه من المصلحة التي لا يطلع عليها غيره و هذا نظير مسألة موسى و هارون حيث يسئل انه لم جعل النبوة فى

ص: 422


1- سورة الشورى آية 41 الى 45.
2- سورة الزخرف آية 28.

ولد هارون دون موسى مع كونهما شريكين في النبوة. و يدل على ذلك ما في رواية المفضل بن عمر عن الصادق «ع» حيث انه قال: قلت لأبي عبد اللّه «ع»:

اخبرني عن قول اللّه عز و جل: (وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ) قال: يعني بذلك الإمامة جعلها اللّه فى عقب الحسين الى يوم القيامة. فقلت: يابن رسول اللّه كيف صارت الإمامة في ولد الحسين دون ولد الحسن و هما ولدا رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و سبطا هذه الأمة و سيدا شباب أهل الجنة؟ فقال: يا مفضل ان موسى و هارون نبيان مرسلان اخوان فجعل النبوة في صلب هارون و لم يكن لأحد أن يقول لم جعلها في صلب الحسين لأن اللّه عز و جل الحكم في أفعاله لا يسئل عما يفعل و هم يسألون.

و فيه ص 983 عن ابن بابويه باسناده عن أبي الزياد عبد اللّه بن زكوان عن أبيه عن الأعرج عن أبي هريرة قال: سألت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) عن قوله عز و جل:

«وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ» قال: جعل الإمامة في عقب الحسين ليخرج من صلبه تسعة من الأئمة و منهم «مهدي» هذه الامة الخ، و فيه ص 983 باسناده عن محمد بن قيس عن ثابت الثمالي عن علي بن الحسين عن الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب «ع» انه قال: فينا نزلت هذه الآية: «وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللّهِ» و فينا نزلت هذه الآية: «وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ»

و الإمامة في عقب الحسين عليه السلام الى يوم القيامة و ان للغائب منا غيبتين إحداهما أطول من الاخرى.

المهدي المنتظر و مجيئه بغتة

83 - «هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَ هُمْ لا يَشْعُرُونَ» (1).

ص: 423


1- سورة الزخرف آية 66.

في البرهان ج 2 ص 992 عن محمد بن العباس الثقة الجليل فى تفسيره باسناده عن علي بن عبد بن أسد عن ابراهيم بن محمد عن اسماعيل بن يسار عن علي بن جعفر الحضرمى عن زرارة بن أعين قال: سألت أبا جعفر «ع» عن قول اللّه تعالى: «هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً» قال: هي ساعة «القائم» تأتيهم بغتة. و فى ج 2 من ينابيع المودة ص 420 عن المفضل عن الصادق «ع» قال:

ساعة قيام «القائم» و فيه عن الباقر (ع) هي ساعة قيام (القائم) تأتيهم بغتة.

المهدي المنتظر و بيان ما في الجنة و ما ليس فيها

84 - «وَ فِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَ تَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَ أَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ» (1).

في الاحتجاج ص 273 عن «القائم» انه سئل: أهل الجنة هل يتوالدون اذا دخلوها. فأجاب «ع»: ان الجنة لا حمل فيها للنساء و لا ولادة و لا طمث و لا نفاس و لا شقاء بالطفولية، و فيها ما تشتهي الأنفس و تلذ الأعين كما قال اللّه تعالى، فاذا اشتهى المؤمن ولدا خلقه اللّه بغير حمل و لا ولادة على الصورة التي يريد كما خلق آدم غيره.

المهدي المنتظر و تقدير الامور

85 - «حم * وَ الْكِتابِ الْمُبِينِ * إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنّا كُنّا مُنْذِرِينَ * فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ» (2).

ص: 424


1- سورة الزخرف آية 71.
2- سورة الدخان آية 1، 2، 3، 4.

القمي عن الباقر «ع» و الصادق «ع»: أنزل اللّه سبحانه القرآن فيها الى البيت المعمور جملة واحدة ثم أنزل من البيت المعمور على رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) في طول ثلاث و عشرين سنة (فيها يفرق) يعني في ليلة القدر (كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) أي يقدر اللّه عز و جل كل أمر من الحق و الباطل و ما يكون فى تلك السنة و له فيها البداء و المشية يقدم ما يشاء و يؤخر ما يشاء من الآجال و الأرزاق و البلايا و الأعراض و الأمراض و يزيد فيه ما يشاء و يلقيه رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) الى أمير المؤمنين «ع» و يلقيه أمير المؤمنين الى الأئمة حتي ينتهي ذلك الى «صاحب الزمان» روحي فداه و يشترط له فيه البداء و المشية و التقدم و التأخر.

و في ج 2 من تفسير البرهان ص 997 نقلا عن احتجاج الطبرسي في ذيل رواية مفصلة قال السائل: من هؤلاء الحجج؟ قال: هم رسول اللّه «ص» و من حل محله من أصفياء اللّه الذين قرنهم اللّه بنفسه و برسوله و فرض على العباد من طاعتهم مثل الذي فرض عليهم منها لنفسه، و هم ولاة أمر الدين الذين قال اللّه فيهم:

«أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ» و قال اللّه فيهم: «وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ» قال السائل:

ما ذلك الأمر؟ قال عليه السلام: الذي به تنزل الملائكة في الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم من خلق و رزق و أجل و عمل و حياة و موت و علم غيب السماوات و الأرض و المعجزات التي لا تنبغي إلا للّه و أصفيائه و السفرة بينه و بين خلقه و هم وجه اللّه الذي قال: «فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ» هم بقية اللّه «يعني المهدي» الذي يأتي عند انقضاء هذه النظرة فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، و آياته الغيب و الاكتتام عند عموم الطغيان و حلول الانتقام. الحديث.

ص: 425

المهدي المنتظر و الايام المرجوة

84 - «قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيّامَ اللّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ» (1).

فى البرهان ج 3 ص 1002. قال: و روي عن أبي عبد اللّه «ع» انه قال:

الأيام المرجوة ثلاثة: يوم قيام «القائم ع»، و يوم الكرة، و يوم القيامة. و فيه باسناده عن عبد اللّه بن موسى عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني قال: حدثنا أعمر ابن رشيد عن داود بن كثير عن أبي عبد اللّه «ع» في قول اللّه عز و جل: «قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيّامَ اللّهِ» قال: «قل للذين مننا عليهم بمعرفتنا أن يعرفوا الذين لا يعلمون و إذا عرفوهم فقد غفروا لهم.».

المهدي المنتظر و خروجه بعد ظهور و دائع اللّه

85 - «هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا (الى قوله) لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً» (2).

في البرهان ج 2 ص 1022 عن ابن بابويه باسناده عن محمد بن أبي عمير عمن ذكره عن أبي عبد اللّه «ع» قلت له: ما بال أمير المؤمنين «ع» لم يقاتل فلانا و فلانا؟ «قال» عليه السلام: لآية من كتاب اللّه عز و جل: «لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً» قال: قلت: و ما يعني بتزايلهم؟ قال «ع»: و دائع

ص: 426


1- سورة الجاثية آية 14.
2- سورة الفتح آية 25.

مؤمنين في أصلاب قوم كافرين و كذلك «القائم» لن يظهر أبدا حتي تخرج و دائع اللّه فاذا خرجت ظهر على من ظهر من أعداء اللّه فقتله.

و فيه ص 1023 عن علي بن ابراهيم باسناده عن ابراهيم الكرخي قال رجل لأبي عبد اللّه «ع»: ألم يكن عليا قوي في بدنه قوي بأمر اللّه؟ (قال) أبو عبد اللّه «ع»: بلى. قال: فما منعه أن يدفع أو يمتنع؟ (قال) عليه السلام: سألت فافهم الجواب منع عليا من ذلك آية من كتاب اللّه. فقال: و أي آية؟ فقرأ «ع» (لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً) انه كان للّه و دائع مؤمنين في أصلاب قوم كافرين و منافقين فلم يكن علي عليه السلام ليقتل الآباء حتى تخرج الودائع فلما خرج ظهر على من ظهر و قتله، و كذلك (قائمنا) أهل البيت لم يظهر أبدا حتى تخرج و دائع اللّه فاذا خرج ظهر على من ظهر فيقتله.

المهدي المنتظر و غلبة الاسلام على الاديان

86 - «هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ كَفى بِاللّهِ شَهِيداً» (1).

عن علي بن ابراهيم: و هو الامام الذي يظهره على الدين كله فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا و هذا مما ذكرنا ان تأويله بعد تنزيله.

و في تفسير البرهان ج 2 ص 1024 عن الكليني باسناده عن ابن محبوب عن محمد بن فضيل عن أبي الحسن الماضي (ع) قال: قلت: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ)؟ قال. هو الذي أمر رسوله بالوصية و الولاية هي الدين الحق.

قلت: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ)؟ قال: يظهره على جميع الأديان عند قيام (القائم) يقول اللّه عز و جل: يتم ولاية (القائم) و لو كره الكافرون بولاية علي.

ص: 427


1- سورة الفتح آية 28.

(قلت): قد بسطنا الكلام فى سورة التوبة فراجع. و يأتي في سورة الصف

المهدي المنتظر و أخبار رسول اللّه به في مرض موته لفاطمة

87 - «يا أَيُّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثى وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ» (1).

في البرهان ج 2 ص 1031 نقلا عن المجالس للشيخ باسناده عن أبي الطفيل عامر بن واثلة: حدثني سلمان الفارسي قال: دخلت على رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فى مرضه الذي قبض فيه فجلست بين يديه و سألته عما يجد و قمت لأخرج فقال لي: اجلس يا سلمان فيستشهدك اللّه عز و جل أمرا انه لمن خير الامور. فجلست فبينا أنا كذلك إذ دخل عليه رجال من أهل بيته و رجال من أصحابه و دخلت فاطمة ابنته فيمن دخل فلما رأت ما برسول اللّه من الضعف خنقتها العبرة حتى فاض دمعها على خدها فأبصر ذلك رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فقال: ما يبكيك يا بنية أقر اللّه عينك و لا أبكاك فقالت: و كيف لا أبكي و أنا أرى ما بك من الضعف. قال لها: يا فاطمة توكلي على اللّه و اصبري كما صبر آباؤك من الأنبياء و امهاتك من أزواجهم، ألا ابشرك يا فاطمة؟ قالت: بلى يا نبي اللّه قال: أما علمت ان اللّه تعالى اختار أباك فجعله نبيا و بعثه الى كافة الخلق رسولا ثم اختار عليا فأمرني فزوجتك إياه و اتخذته بأمر ربي وزيرا و وصيا، يا فاطمة ان عليا أعظم المسلمين على المسلمين بعدي حقا و أقدمهم سلما و أعظمهم علما و أحلمهم حلما و أثبتهم في الميزان قدرا. فاستبشرت فاطمة «ع» فأقبل عليها رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فقال: هل سررتك؟ يا فاطمة؟ قالت: نعم يا أبة.

ص: 428


1- سورة الحجرات آية 13.

(الى ان قال): ان عليا اعطي خصالا من الخير لا يعطيها اللّه أحدا قبله و لا يعطيها أحدا بعده فأحسني عزاك و اعلمي ان أباك لا حق باللّه عز و جل قالت: يا أبة قد سررتني و أحزنتني قال: كذلك يا بنية امور الدنيا يشوب بسرورها حزنها و صفوها كدرها، أفلا أزيدك يا بنية؟ قالت: بلى يا رسول اللّه قال: ان اللّه تعالى خلق الخلق فجعلهم قسمين فجعلني و عليا في خيرها قسما و ذلك قوله عز و جل:

(وَ أَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ) ثم جعل القسمين قبائل فجعلنا في خيرها قبيلة و ذلك قوله عز و جل: (وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاكُمْ) ثم جعل القبائل بيوتا و جعلنا في خيرها بيتا فى قوله سبحانه: (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) ثم ان اللّه اختارني من أهل بيتي و اختار عليا و الحسن و الحسين و اختارك فأنا سيد ولد آدم و على سيد العرب و أنت سيدة النساء و الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة و من ذريتك (المهدي) عليه السلام يملأ الأرض عدلا كما ملئت من قبله جورا.

المهدي المنتظر و النداء السماوي باسمه و اسم أبية

88 - «وَ اسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ» (1).

في البرهان ج 2 ص 1044 عن تفسير القمي قال: قال: ينادي (القائم) باسمه و اسم أبيه عليهما السلام فى الآية الاولى و فى الثانية. يقول: قال: صيحة «القائم» من السماء و ذلك يوم الخروج.

و في الغيبة النعمانية ص 142 باسناده عن عبد اللّه بن سنان قال: سمعت أبا عبد

ص: 429


1- سورة ق و القرآن آية 40، 42.

اللّه «ع» يقول: انه ينادي باسم صاحب هذا الأمر مناد من السماء ألا ان الأمر لفلان بن فلان - الحديث.

المهدي المنتظر و قيامه من المحققات

89 - «فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ» (1).

و في البرهان عن محمد بن العباس الثقة الجليل باسناده عن اسحاق بن عبد اللّه عن علي بن الحسين عليهما السلام في قول اللّه عز و جل: (إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) قال: قوله «ع»: انه لحق قيام «القائم».

و فيه نزلت: (وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً).

«قلت»: قد مر الكلام حوله في سورة النور فراجع.

المهدي المنتظر و معرفة المجرمين بسيماهم

90 - «يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَ الْأَقْدامِ» (2).

في البصائر عن الامام الصادق «ع» انه سأل بعض اصحابه: ما يقولون في هذا؟ قال: يزعمون ان اللّه تعالى يعرف المجرمين بسيماهم يوم القيامة فيأمرهم فيؤخذ بنواصيهم و أقدامهم فيلقون فى النار. فقال: و كيف انه تبارك و تعالى يعرف المخلوق بسيماهم و هو الذي انشأهم و هو خلقهم؟ فقلت: و ما ذاك؟ قال: لو قام

ص: 430


1- سورة الذاريات 22.
2- سورة الرحمن آية 41.

«قائمنا» أعطاه اللّه السيما. فيأمر الكافرين ليؤخذ بنواصيهم و أقدامهم ثم يخبط (1)

بالسيف خبطا.

و في ج 13 من بحار الأنوار مثله إلا انه نقله عن كتاب الاختصاص لشيخنا المفيد باسناده عن معاوية الذهبي عن أبي عبد اللّه (ع)، و ذكر في البرهان ج 2 ص 1071.

و في الغيبة النعمانية ص 128 باسناده عن أبي بصير عن الصادق «ع» في الآية قال: اللّه يعرفهم ولكن نزلت في «القائم» يعرف بسيماهم الخ.

المهدي المنتظر و احياء الدين بعد ضعفه

91 - «اِعْلَمُوا أَنَّ اللّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها قَدْ بَيَّنّا لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ» (2).

في إكمال الدين عن الصادق «ع» قال نزلت هذه الآية في «القائم» و في الصافي مثله.

و في إكمال الدين عن الباقر «ع» قال يحييها اللّه «للقائم» بعد موتها يعتي بموتها بعد كفر أهلها و الكافر ميت.

و في البرهان ج 2 ص 1087 باسناده عن محمد الحلبي انه سأل ابا عبد اللّه عليه السلام عن قول اللّه عز و جل «اِعْلَمُوا أَنَّ اللّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها» قال العدل بعد الجور.

و فيه عن ابن بابويه باسناده عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر الباقر «ع» في الآية قال: اعلموا ان اللّه يحيى الأرض بعد موتها قال يحيي اللّه عز و جل الأرض «بالقائم» بعد موتها الخ.

ص: 431


1- الخبط: الضرب الشديد.
2- سورة الحديد آية 16.

المهدي المنتظر و أجر الصابرين عليه

92 - «وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ وَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ» (1).

في البرهان ج 2 ص 1087 عن الحارث بن مغيرة الثقة الجليل قال: كنا عند أبي جعفر «ع» فقال: العارف منكم بهذا الأمر المنتظر له المحتسب فيه الخير كمن هو جاهد للّه مع «قائم» آل محمد «ع» بسيفه. ثم قال: بل و اللّه كمن جاهد مع رسول اللّه (صلی الله علیه و آله). ثم قال الثالث: بل و اللّه كمن استشهد مع رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فى فسطاطه و فيكم آية فى كتاب اللّه قلت: و أية آية؟ قال: قول اللّه عز و جل (وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ) قال: صرتم و اللّه صادقين.

و فيه ص 1088 عن شرف الدين النجفي عن كتاب «البشارة» مرفوعا الى الحسن بن أبي حمزة من أنبأ و صدق حديثنا و انتظرنا كان كمن قتل تحت راية «القائم» بل و اللّه تحت راية رسول اللّه (صلی الله علیه و آله).

و فيه عن أبي بصير قال قال الصادق «ع» يا أبا محمد ان الميت على هذا الأمر شهيد (قال: قلت): جعلت فداك و ان مات على فراشه؟ (قال) و ان مات على فراشه فانه حي يرزق.

و فيه عن الكافي باسناده عن ابن مسكان الثقة الجليل عن أبي بصير «قال قلت» لأبي عبد اللّه «ع» جعلت فداك الراد على هذا الأمر فهو كالراد عليكم؟ «فقال ع» يا أبا محمد من رد عليكم هذا الأمر فهو كالراد على رسول اللّه (صلی الله علیه و آله)

ص: 432


1- سورة الحديد آية 19.

و على اللّه تبارك و تعالى، يا أبا محمد ان الميت منكم على هذا الأمر شهيد (قلت):

و ان مات على فراشه؟ (قال ع): اي و اللّه و ان مات على فراشه حي يرزق.

و في الصافي مثله.

المهدي المنتظر و توحيد الدين في زمانه

93 - «يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ اللّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ» (1).

في البرهان ج 2 ص 1113 عن الكافى قال: يظهره على جميع الأديان عند قيام «القائم» قال: يقول اللّه: (وَ اللّهُ مُتِمُّ نُورِهِ) بولاية «القائم» (وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) بولاية علي (قلت): هذا تنزيل؟ قال: نعم أما هذا الحرف فتنزيل و أما غيره فتأويل.

المهدي المنتظر و الماء المعين

94 - «قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ» (2).

في البرهان ج 2 ص 1137 عن ابن بابويه باسناده عن محمد بن عمار عن أبيه عن جده عمار قال: كنت مع رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) في بعض غزواته و قتل عليّ اصحاب الألوية و فرق جمعهم و قتل عمرو بن عبد اللّه الجمحي و قتل شيبة بن نافع أتيت رسول اللّه فقلت: يا رسول اللّه ان عليا قد جاهد في اللّه حق جهاده فقال: لأنه مني و أنا منه، و انه وارث علمي و قاضي ديني و منجز و عدي و الخليفة من بعدي،

ص: 433


1- سورة الصف آية 8، 9.
2- سورة الملك آية 30.

و لولاه لم يعرف المؤمن المحض بعدي، حربه حربي و حربي حرب اللّه، و سلمة سلمي و سلمي سلم اللّه ألا انه أبو سبطي، و الأئمة من صلبه يخرج اللّه تعالى الأئمة الراشدين من صلبه و منهم «مهدي» هذه الامة قلت: بأبي انت و امي يا رسول اللّه من هذا «المهدي»؟ قال: يا عمار ان اللّه تبارك و تعالى عهد إلي انه يخرج من صلب الحسين أئمة تسعة و التاسع من ولده يغيب عنهم و ذلك قوله عز و جل: (قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ) تكون له غيبة طويلة يرجع عنها قوم و يثبت عليها آخرون.

المهدي المنتظر و ظهور النار على بني امية

95 - «سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ» (1).

في تفسير القمي و البرهان ج 2 ص 1146 قال: سئل أبو جعفر «ع» عن معنى هذه الآية قال: نار تخرج من المغرب و ملك يسوقها حتي تأتي دار سعد بن همام عند مسجدهم، فلا تدع دارا لبني امية إلا أحرقتها و أهلها و لا تدع دارا فيها وتر لآل محمد إلا أحرقتها و ذلك «المهدي».

و عن الغيبة النعمانية عن صالح بن سهل ص 146 عن أبي عبد اللّه «ع» فى قول اللّه عز و جل: (سَأَلَ سائِلٌ....) فقال: تأويلها فيما يجيء عذاب يرتفع في الثوية يعني نار انتهى الى كناسة بني أسد حتى تمر ثقيف لا تدع وترا فيها لآل محمد إلا أحرقته و ذلك بعد خروج (القائم).

ص: 434


1- سورة المعارج آية 1، 2.

المهدي المنتظر و تصديق المؤمنين بخروجه

96 - «وَ الَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ» (1).

في البرهان ج 2 ص 1149 عن الكافى باسناده عن عاصم بن حميد الثقة الجليل عن أبي جعفر «ع» في قوله تعالى (وَ الَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ) قال: بخروج «القائم» عليه السلام، و فى الصافي مثله.

المهدي المنتظر و ذل أهل الباطل بخروجه

97 - «خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ» (2).

فى البرهان ج 2 ص 1151 عن الشيخ شرف الدين النجفي عن سليمان بن خالد عن ابن سماعة عن عبد اللّه بن القاسم عن يحيى بن ميسرة عن أبي جعفر «ع» في قوله عز و جل: (خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ)

يعني خروج «القائم».

المهدي المنتظر و ما وعد من النصر

98 - «حَتّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَ أَقَلُّ عَدَداً قُلْ إِنْ أَدْرِي أَ قَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً» (3).

فى البرهان ج 2 ص 1155 عن القمي: (انه لما قام عبد اللّه يدعوه) يعني

ص: 435


1- سورة المعارج آية 25.
2- سورة المعارج آية 44،
3- سورة الجن آية 23، 24.

رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يدعوه كناية عن اللّه «كادوا» يعني قريش «يكونون عليه لبدا» أي أبدا. قوله: (إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ) قال: قال: اذا قام «القائم» و أمير المؤمنين «ع» فى الرجعة (فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَ أَقَلُّ عَدَداً) قال: قال:

هو قول أمير المؤمنين «ع» لزفر: و اللّه يابن الصهاك لو لا عهد من اللّه سبق لعلمت أينا أضعف ناصرا و أقل عددا. قال: قال: فلما أخبرهم رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) ما يكون من الرجعة قالوا: متى يكون هذا؟ قال اللّه: قل يا محمد: «إِنْ أَدْرِي أَ قَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً» «عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلاّ مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ رَصَداً» قال: قال: يخبر اللّه الذي يرتضيه مما كان قبله من الأخبار و ما يكون بعده من أخبار «القائم» و الرجعة و القيامة، و فى الصافي يعني بذلك «القائم» و أنصاره.

المهدي المنتظر و الاشارة الى غيبته

99 - «فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * اَلْجَوارِ الْكُنَّسِ» (1).

في البرهان ج 2 ص 1175 عن الكافي باسناده الى اسيد بن ثعلبة عن ام هاني قالت: سألت أبا جعفر محمد بن علي «ع» عن هذه الآية: (فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ اَلْجَوارِ الْكُنَّسِ) قال: الخنس امام يخنس في زمانه عند انقطاع من علمه عند الناس سنة 260 ثم يبدو كالشهاب الثاقب فى ظلمة الليل فان أدركت ذلك قرت عينك و في اكمال الدين و الصافي ما يقرب منه.

و فيه عنه عنها عنه عليه السلام مثله بعينه، إلا انه قال: ثم يظهر كالشهاب يتوقد في الليلة الظلماء... الخ.

و فيه عن الغيبة النعمانية باسناده عنه عنها عن أبي عبد اللّه «ع»: ما معني قول اللّه

ص: 436


1- سورة التكوير آية 14، 15.

عز و جل «فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الخ»؟ فقال لي: يا ام هاني امام يخنّس حتى ينقطع عن الناس علمه سنة 260 ثم يبدو الخ.

و في الكافي عن الباقر «ع» انه سئل عنها فقال: إمام يخنس سنة 260 الخ (قلت): قد كني بهما من الامام الغايب المستتر عن الأنظار و المحتجب عن الأبصار ثم يجيء كالبرق الخاطف.

المهدي المنتظر و سنن الأنبياء

100 - «لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ» (1).

في البرهان ج 2 ص 1182 عن ابن بابويه عن الحسن بن محمد الصيرفي عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي عبد اللّه «ع» قال: ان «للقائم» منا غيبة يطول أمدها فقلت له: و لم ذاك يابن رسول اللّه؟ قال: ان اللّه عز و جل أبى إلا أن يجري فيه سنن الأنبياء في غيباتهم و انه لا بد له يا سدير من استيفاء مدة غيباتهم قال اللّه عز و جل: (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) أي على سنن من كان قبلكم.

المهدي المنتظر و الانتقام من الطواغيت و الجبابرة

101 - «إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً * وَ أَكِيدُ كَيْداً * فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً» (2).

في تفسير القمي باسناده عن أبي بصير في قول اللّه تعالى: «فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَ لا ناصِرٍ» قال: ما له قوة يقوى بها على خالقه و لا ناصر من اللّه ينصره ان أراد به

ص: 437


1- سورة الانشقاق آية 19.
2- سورة الطارق آية 15، 16، 17.

سوء «قلت»: «إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً، وَ أَكِيدُ كَيْداً» ؟ فقال: قال اللّه يا محمد انهم يكيدون كيدا و أكيد كيدا فمهل الكافرين يا محمد امهلهم رويدا لوقت بعث (القائم) عليه السلام فينتقم لي من الجبابرة و الطواغيت من قريش و من بني امية و من سائر الناس.

المهدي المنتظر و سورة الغاشية

102 - «هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ * عامِلَةٌ ناصِبَةٌ * تَصْلى ناراً حامِيَةً» (1).

في الكافي باسناده عن حماد عن سهل عن محمد عن أبيه عن الصادق «ع» قال: قلت: (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ)؟ قال: يغشيهم «القائم ع» بالسيف.

قال: قلت: «تَصْلى ناراً حامِيَةً»؟ قال: تصلى نار الحرب في الدنيا على عهد «القائم» عليه السلام و في الآخرة نار جهنم و فى الصافى عنه مثله.

المهدي المنتظر و سورة الفجر

103 - «وَ الْفَجْرِ وَ لَيالٍ عَشْرٍ * وَ الشَّفْعِ وَ الْوَتْرِ * وَ اللَّيْلِ إِذا يَسْرِ» (2).

في البرهان ج 2 ص 1188 عن شرف الدين النجفي باسناده مرفوعا عن عمرو ابن شمر عن جابر بن يزيد الجعفي عن الصادق عليه السلام قال: قوله عز و جل:

(وَ الْفَجْرِ) هو «القائم» و الليالي العشر الأئمة من الحسن الى الحسن، و الشفع أمير المؤمنين عليه السلام و فاطمة عليها السلام، و الوتر هو اللّه تعالى وحده لا شريك له و الليل اذا يسر هي دولة خير فهي تسري الى دولة «القائم».

ص: 438


1- سورة الغاشية آية 1 الى 4.
2- سورة الفجر آية 1، 2، 3.

المهدي المنتظر و سورة الشمس

104 - «وَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها * وَ الْقَمَرِ إِذا تَلاها * وَ النَّهارِ إِذا جَلاّها (الى قوله): كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها» (1).

في البرهان ج 2 ص 1194 عن محمد بن يعقوب باسناده عن أبي محمد عن أبي عبد اللّه «ع» قال: سألته عن قول اللّه عز و جل: (وَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها)

قال: الشمس رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) به اوضح اللّه عز و جل للناس دينهم: قلت:

«وَ الْقَمَرِ إِذا تَلاها» قال: ذاك أمير المؤمنين عليه السلام تلا رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و نفثه بالعلم نفثا. قال: قلت: «وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشاها» قال: ذاك أئمة الجور الذين استبدوا بالأمر دون الرسول (صلی الله علیه و آله) و جلسوا مجلسا كان آل الرسول أولى به منهم، فغشوا دين اللّه بالجور و الظلم فحكى اللّه فعلهم فقال: «وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشاها» قال:

فقلت: «وَ النَّهارِ إِذا جَلاّها» قال: ذاك الامام من ذرية فاطمة (علیها السلام) يسأل عن دين اللّه فيجليه لمن يشاء فحكى اللّه تعالى: (وَ النَّهارِ إِذا جَلاّها).

و عن علي بن ابراهيم مثله، و عن محمد بن العباس الثقة الجليل مثله إلا انه قال بعد قوله قال ذاك الامام من ذرية فاطمة (علیها السلام): نسل رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فيجلى ظلام الجور و الظلم فحكى اللّه سبحانه عنه و قال «وَ النَّهارِ إِذا جَلاّها» يعني به «القائم» قلت «وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشاها» قال ذاك أئمة الجور الذين استبدوا بالامور دون آل الرسول (صلی الله علیه و آله) و جلسوا مجلسا كان آل الرسول أولى به منهم فغشوا دين اللّه بالجور و الظلم فحكى اللّه سبحانه فعلهم فقال «وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشاها».

و عن شرف الدين النجفي باسناده عن ابان بن عثمان عن المفضل عن أبي العباس عن أبي عبد اللّه «ع» انه قال «وَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها» قيام «القائم» لأن اللّه

ص: 439


1- سورة الشمس آية 1 الى 11.

سبحانه قال و ان يحشر الناس ضحى «وَ الْقَمَرِ إِذا تَلاها» الحسن و الحسين (وَ النَّهارِ إِذا جَلاّها) هو القائم.

المهدي المنتظر و سورة الليل

105 - «وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشى * وَ النَّهارِ إِذا تَجَلّى» (1).

في البرهان ج 2 ص 1196 عن علي بن ابراهيم باسناده عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن محمد بن مسلم الثقات قال: سألت أبا جعفر «ع» عن قول اللّه عز و جل «وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشى» قال: الليل فى هذا الموضع الثاني يغشى أمير المؤمنين عليه السلام في دولته التي جرت له عليه و أمير المؤمنين عليه السلام يصبر فى دولتهم حتى تنقضي. و في الصافى مثله قال: «وَ النَّهارِ إِذا تَجَلّى» قال: النهار هو «القائم» منا أهل البيت إذا غلبت الدولة الباطلة و القرآن ضرب فيه الأمثال للناس و خاطب نبيه و نحن فليس يعلمه غيرنا.

و عن شرف الدين النجفي في معنى السورة قال: جاء مرفوعا عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد عن أبي عبد اللّه «ع» في قوله: «وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشى» قال: دولة ابليس الى يوم القيامة و هو قيام «القائم» إذا قام و قوله: «فَأَمّا مَنْ أَعْطى وَ اتَّقى»

أعطى نفسه الحق و اتقى الباطل «فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى» أي الجنة «وَ أَمّا مَنْ بَخِلَ وَ اسْتَغْنى» يعني بنفسه عن الحق و استغنى بالباطل عن الحق «وَ كَذَّبَ بِالْحُسْنى»

بولاية علي بن أبي طالب و الأئمة عليهم السلام من بعده «فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى» يعني النار. و أما قوله: «إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى» يعني ان عليا «ع» هو الهدى «وَ إِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَ الْأُولى فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظّى» قال: «القائم» عليه السلام إذا قام للغضب

ص: 440


1- سورة الليل آية 1 الى 17.

فيقتل من كل الف «999» «لا يَصْلاها إِلاَّ الْأَشْقَى» قال: هو عدو آل محمد «ص» «وَ سَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى» قال: ذاك أمير المؤمنين «ع» و شيعته.

المهدي المنتظر و سورة القدر

106 - «إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَ ما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ * فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ» (1).

في البرهان ص 1207 عن الكليني باسناده عن زرارة عن حمران قال: سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عما يفرق في ليلة القدر هل هو ما يقدر سبحانه و تعالى فيها؟ قال: لا توصف قدرة اللّه تعالى إلا انه قال فيها يفرق كل أمر حكيم فكيف يكون حكيما إلا ما فرق، و لا توصف قدرة اللّه سبحانه لأنه يحدث ما يشاء. و أما قوله:

«خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ» يعني فاطمة «ع» قوله تعالى: «تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ»

و الملائكة فى هذا الموضوع المؤمنون الذين يملكون علم آل محمد «ص» و الروح روح القدس و هي فاطمة عليها السلام «مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ» يقول كل أمر سلمه «حَتّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ» يعني حتى يقوم «القائم» و من القمي تحية يحيى بها الامام الى ان يطلع الفجر

و في تفسير فرات بن ابراهيم الكوفى ص 218 باسناده عن الصادق «ع» قال:

«إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ» الليلة فاطمة عليها السلام و القدر «اللّه» فمن عرف «فاطمة» حق معرفتها فقد أدرك ليلة القدر، و إنما سميت «فاطمة» لأن الخلق فطموا عن معرفتها قوله: «وَ ما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ»

يعني خير من الف مؤمن و هي أم المؤمنين «تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيها» و الملائكة

ص: 441


1- سورة القدر.

المؤمنون الذين يملكون علم آل محمد (صلی الله علیه و آله) و الروح القدس هي (فاطمة) عليها السلام (بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ هِيَ حَتّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) يعني حتى يخرج (القائم ع). و عن شرف الدين النجفي باسناده عن ابن مسكان الثقة الجليل عن أبي بصير عن الصادق (ع): قوله عز و جل (خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) هو سلطان بني امية و قال: ليلة من إمام عادل خير من الف شهر ملك بني امية.

المهدي المنتظر و سورة العصر

107 - (وَ الْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ) (1).

فى الاكمال عن الصادق (ع) قال: العصر عصر خروج (القائم) (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) يعنى أعداءنا (إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ) يعنى بمواساة الاخوان (وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ) يعنى بالإمامة (وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ) يعني بالعترة.

و فى البرهان ج 2 ص 1217 عن ابن بابويه باسناده عن محمد بن عبد اللّه بن جعفر ابن جامع الحميري قال: حدثنا أبي عن محمد بن الحسين بن زياد الزيات عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال: سألت الصادق جعفر بن محمد (ع) عن قول اللّه عز و جل: (وَ الْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) فقال: العصر عصر خروج (القائم ع) (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) يعني أعداءنا.

(قلت): فهذه عدة آيات شريفة أكثر من مائة آية بين مؤولة و مفسرة بوجود الامام (المهدي المنتظر ع) بعناوين مختلفة عامة و خاصة مبينة فيها شؤون الحجة (الغائب) و ما يقع من الملاحم و الفتن قبل ظهوره و بعده طيلة حياته الى حين شهادته، و خروج جده (الحسين بن علي) (ع) متصديا لتجهيزه و إيداعه فى حفرته، و للّه الحمد

ص: 442


1- سورة العصر.

على ما أنعم على هذا العبد بانجاز الجزء الأول. بقيت أمور كثيرة مما يتعلق به صلوات اللّه عليه كما فى رواية مفصلة مشهورة لحمران فهذه موكولة الى الكتب المؤلفة في ترجمته (ع) و المقصد الأصلي في الكتاب هو بيان تحقيق مسألة الرجعة و ما عليه الشيعة الإمامية من الاعتقاد بها و كونها من ضروريات المذهب عندهم كما مر اجمالا، و يأتي في الجزء الثاني إن ساعدنا التوفيق تفصيلا، و إنما عطفنا البحث في مسألة الإمامة (و المهدي المنتظر) لأجل ما صدر من بعض السفلة و اهل العناد على قداسة هذا الإمام المظلوم المتواري فى الفيا فى أداء لبعض حقه و اللّه المسؤول أن يوفقنا للعلم و العمل و خدمة الدين.

خاتمة في علائم ظهوره عليه السلام

قبل الدخول في بيان العلامات لابد من تقديم أمور:

«الأول» - العلامات الواردة في المقامات التي ذكرها العلماء رضوان اللّه عليهم على قسمين: محتومة، و مشروطة و ليست هي علة تامة لظهوره عليه السلام حتى لا يتطرق فيها التبديل و التغيير بل يجوز أن يدخلها البداء فيها للّه تبارك و تعالى الذي قيل من انه ما عبد اللّه بشيء مثل ما عبد بالبداء، فعليه يمكن وقوعها و عدم ظهوره عليه السلام و يمكن ظهوره عليه السلام قبل تحققها فعدم وقوعها على النحو الذي دون فى كتب الأخبار، لا يدل على عدم صحة الأخبار الواردة فيها لما قلنا من تطرق البداء فيها و اللّه اعلم.

ص: 443

«الثاني»: ما ذكرناه من الأخبار العامة و الخاصة في هذا الكتاب لا ندعي انها كلها صحيحة و لا كلها ضعيفة، بل فيها الصحاح و الضعاف و المسانيد و المراسيل و المجمل و المبين ولكن بعد التدبر فيها يستفاد ما هو المطلوب من الفريقين بما لا يمكن لمسلم رده و يلتزم التصديق بمضمونه و كلها تدل على وجود الإمام «محمد بن الحسن ابن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع» من ذرية رسول اللّه «ص» و عترته و أهل بيته في هذه النشأة، المتولد فى «سر من رأى» ليلة النصف من شعبان سنة 256 المطابق لكلمة «النور» من بطن المكرمة «نرجس خاتون و مضى من ميلاده الشريف الى الان 1130» على ما أشرنا اليه من كتبهم و كتبنا، و هذا المقدار كان مفروغا عنه عند أكثر المؤرخين و المحدثين منهم فضلا عما عندنا و لا يعتنى بمخالفة بعض الناس بعد ما ذكره أكثر المحدثين منهم.

و حديث «المهدي المنتظر» ليس أمرا جديدا بل كان في زمان النبي «ص» يتذاكر به لدى الصحابة كما عرفت فى ما تقدم طبقة بعد طبقة و جيلا بعد جيل، و كان ذلك متواترا بين أهل الحديث و يظهر ذلك بأدنى تتبع في الكتب لمن نظر فيها نظر منصف و بعين البصيرة مجانبا التعصب و العناد.

«الثالث»: ما يوجد في تلك العلامات من الأخبار ببعض الحوادث العجيبة الغريبة الخارقة للعادة مثل كسوف الشمس في النصف من شهر رمضان و انخساف القمر فى آخره، و ركودهما الى الزوال فبعد الفراغ عن صحة السند لا يجوز لمسلم الطعن فيها بأنها مما لا يقبلها العقل، و مخالفتها القواعد النجومية ليس بشيء معتد به بعد كونه خارقا للعادة و آية و معجزة كشق القمر و رد الشمس ضرورة ان كل ذلك مقدور للّه تعالى فما صدر عن بعض من التشكيك و القاء الشبهة أو التأمل و التردد في الإلتزام بمضمونها مزيف مردود كاشف عن قلة الديانة.

«الرابع»: قد مر بعض العلامات خلال العناوين مستندا الى الاصول و الجوامع عامة و خاصة و الآن نقتفي أثر القوم حيث انهم أفردوها بالذكر فالرجاء

ص: 444

من القارىء الكريم الناظر فيها أن ينظر بنظر المنصف المجاهد لا الناقد الجاحد فان رأى فيما أوردنا من النقص أو الخلل أو الخطأ أو النسيان أو وضع شيء في غير محله ثبوتا أو اثباتا فله الإصلاح بقلم الرأفة و المحبة، أصلح اللّه أمره فان النقص من لوازم الإمكان و الخطأ و النسيان كالطبيعة الثانية للإنسان و إنما العصمة خاصة بأهل بيت الرحمة الذين أذهب اللّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا.

و أما علامات ظهوره عليه السلام (فمنها) ما ورد من طرق العامة (و منها) ما ورد من طرق الخاصة «فمن الأول» ما ذكرها عدة من أكابر محدثيهم «الأول»: العلامة نعيم بن حماد(1) فى كتابه «الملاحم و الفتن» على ما نقل عنه السيد العادل ابن طاووس العلوي في كتابه الملاحم و الفتن ص 26 باب 71 باسناده عن الوليد قال: بلغني انه قال يطلع نجم من المشرق قبل خروج «المهدي». و في باب 72 باسناده عن شريك9.

ص: 445


1- في ج 13 ص 306 عدد 7285 من تاريخ بغداد. نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارس بن همام بن سلمة بن مالك الخزاعي الأعور المروزي قد سكن مصر و لم يزل مقيما بها حتى أشخصه للمحنة في القرآن الى سر من رأى في أيام المعتصم فسأله عن القرآن فأبى أن يجيبهم القول بخلقه فسجن و لم يزل في السجن الى أن مات و هو أول من جمع المسند و صنفه، و ص 307 باسناده عن النبي قال: تفترق امتي على بضع و سبعين فرقة أعظمها فتنة على امتي قوم يقيسون الأمور برأيهم فيحلون الحرام و يحرمون الحلال و فى ص 310 افترقت هذه الامة على بضع و سبعين فرقة. الحديث، و فى بعضها يكون: في آخر الزمان قوم يحلون الحرام و يحرمون الحلال. و فيه ص 312 سئل عن نعيم بن حماد فقال: ثقة. و فيه ص 313 عن علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده عن أبي زكريا انه قال: نعيم بن حماد ثقة صدوق رجل صدق أنا أعرف الناس به كان رفيقي بالبصرة مات في الحبس سنة 228، و في نقل انه: مات غداة يوم الأحد الثالث من جمادى الاولى، و فى رواية سنة 229.

قال: بلغني انه تنكسف الشمس قبل خروج «المهدي» فى شهر رمضان مرتين.

و في ص 46 باب 110 عن كيسان الرقاشي القصاب و كان ثقة قال: حدثنى مولاي قال: سمعت عليا «ع» يقول: لا يخرج «المهدي» حتى يقتل ثلاثا و يموت ثلاثا و يبقى ثلاثا. و فيه باسناده عن أبي رزين عن عمار بن ياسر قال: علامة (المهدي) إذا انساب عليكم الترك و مات خليفتكم الذى يجمع الأموال و يستخلف صغير فيخلع بعد سنتين من بيعته و يخسف بغربي مسجد دمشق و خروج ثلاثة نفر بالشام، و خروج أهل المغرب الى مصر فتلك امارة السفياني.

و فيه ص 47 باب 112 باسناده عن أبي لهيعة عن أبي قبيل عن أبي رومان عن علي عليه السلام قال: إذا نادى مناد من السماء «ان الحق في آل محمد ص» فعند ذلك يظهر «المهدي ع» على أفواه الناس و يسرون فلا يكن لهم ذكر غيره.

و فيه باب 16 باسناده عن جابر عن أبي جعفر «ع» قال: ينادي مناد من السماء «ألا ان الحق فى آل محمد ص»، و ينادي مناد من الأرض ألا ان الحق في آل عيسى أو قال العباس الخ. و فيه باب 119 باسناده عن شهر بن حوشب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: في المحرم ينادي مناد من السماء: ألا ان صفوة اللّه من خلقه فلان فاسمعوا له و أطيعوا في سنة الصوت و المعمعة. و فيه باب 120 عن أبي لهيعة عن أبي زرعة عن عبد اللّه بن رزين عن عمار بن ياسر قال: إذا قتل النفس الزكية و أخوه يقتل بمكة ينادي مناد من السماء أميركم فلان و ذلك «المهدي» الذي يملأ الأرض حقا و عدلا. و فيه ص 50 باب 167 باسناده عن أبي لهيعة عن فلان العامري انه سمع أبا فراس عبد اللّه بن عمر يقول: إذا خسفت بجيش البيداء فهو علامة خروج «المهدي». و فيه باب 168 مسندا عن علي بن عبد اللّه بن عباس قال: لا يخرج «المهدي» حتى تطلع مع الشمس آية. و في باب 169 من علامة خروج «المهدي ع» ألوية من المغرب عليها رجل أعرج من كندة.

ص: 446

و منهم (العلامة) السليلي(1) في كتاب «الملاحم و الفتن» كما ذكره السيد رحمه اللّه ص 113 باب 63 يقول: لا يخرج «المهدي» حتى تقتل النفس الزكية غضب عليهم أهل السماء و أهل الأرض و اتى الناس «المهدي» الحديث. و فيه ص 100 باب 67 باسناده عن عنبسة بن سعيد عن سمير قال: يظهر في رمضان صوت و في شوال همهمة أو مهمهة، و في ذي القعدة تحارب القبائل، و في ذي الحجة يسلب الحاج، و في المحرم لو أخبرتكم بما في المحرم قال له: و ما فى المحرم؟ قال ينادي مناد من السماء: ألا ان فلانا خيرة اللّه من خلقه ألا فاسمعوا له.

و منهم العلامة السيد الشبلنجي في كتابه نور الأبصار ص 171 في الفائدة السابعة في باب المهدي عليه السلام يقول: ان سلطانه يبلغ المشرق و المغرب تظهر له الكنوز لا يبقى في الأرض خراب إلا عمره و هذه علامات قيام «القائم» مرويا عن أبي جعفر قال عليه السلام: إذا تشبه الرجال بالنساء و النساء بالرجال و ركبت ذوات الفروج السروج، و أمات الناس الصلوات و اتبعوا الشهوات و استخفوا بالدماء و تعاملوا بالربا و تظاهروا بالزنا و شيدوا البناء، و استحلوا الكذب و أخذوا الرشا و اتبعوا الهوى و باعوا الدين بالدنيا. و قطعوا الأرحام و ضنوا بالطعام، و كان الحلم ضعفا و الظلم فخرا، و الامراء فجرة و الوزراء كذبة و الامناء خونة و الأعوان ظلمة و القراء فسقة، و ظهر الجور و كثر الطلاق و بدء الفجور و قبلت شهادة الزور».

ص: 447


1- و في كتاب الملاحم و الفتن ص 83 أبي صالح السليلى بن أحمد بن عيسى ابن شيخ الحساني تاريخ نسخة الأصل سنة 307 بخط مصنفها و فى ص 88 يذكر صلح الحسن و بشارته (بالمهدي) و ذكر شهادة عائشة على معاوية انه الفئة الباغيه. «قلت»: الرجلان من أكابر محدثيهم و أعاظم مؤرخيهم قد ذكروا في كتبهم و تواريخهم ما ذكرناه في كتابنا هذا عنهم ما يتعلق «بالمهدي المنتظر» بعضهم قبل ولادته عليه السلام مثل نعيم بن حماد المتقدم ذكره و بعضهم متأخرا، و المنصف المجاهد عن الحق يكفيه ما ذكرناه «وَ الَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَ إِنَّ اللّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ».

و شربت الخمور و ركبت الذكور الذكور، و استغنت النساء بالنساء و اتخذ الفىء مغنما و الصدقة مغرما، و اتقي الأشرار مخافة ألسنتهم و خروج السفياني من الشام و اليماني من اليمن و خسف البيداء بين مكة و المدينة و قتل غلام من (آل محمد) بين الركن و المقام و صاح صائح من السماء: (بأن الحق معه و مع اتباعه) قال: فاذا خرج اسند ظهره الى الكعبة و اجتمع عليه ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا من اتباعه فأول ما ينطق به هذه الآية (بَقِيَّتُ اللّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) ثم يقول: أنا بقية اللّه و خليفته و حجته عليكم فلا يسلم عليه أحد إلا قال: (السلام عليك يا بقية اللّه في الأرض) فاذا اجتمع عنده العقد (10000) رجل فلا يبقى يهودي و لا نصراني و لا أحد ممن يعبد غير اللّه تعالى إلا آمن به و صدق و تكون الملة واحدة ملة الاسلام و كلما كان في الأرض من معبود سوى اللّه تنزل عليه نار من السماء فتحرقه.

«و اللّه أعلم».

و اما الثاني»: فقد مرت الاشارة اليها بانها بحسب ما ورد فيها من الأخبار على قسمين بعضها محتومة و بعضها مشروطة. أما المحتومة منها فهي عدة امور خصوها بالذكر و لم تذكر عدة اخرى ما يظهر من الرواية على ما أورده الشيخ الحافظ الامام (الطوسي) رحمه اللّه فى كتابه (الغيبة) باسناده عن أحمد بن ادريس عن علي بن محمد بن قتيبة عن فضل بن شاذان عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي قال: قلت لأبي عبد اللّه «ع»: ان أبا جعفر «ع» كان يقول: خروج السفياني من المحتوم، و النداء من المحتوم، و طلوع الشمس (اي من المغرب) و أشياء كان يقول انها من المحتوم: فقال أبو عبد اللّه «ع»: و اختلاف بني فلان من المحتوم، و قتل النفس الزكية من المحتوم، و خروج «القائم ع» من المحتوم. قلت: و كيف يكون النداء؟ قال: ينادي مناد من السماء أول النهار يسمعه كل قوم بألسنتهم: (ألا ان الحق في علي و شيعته) ثم ينادي ابليس فى آخر النهار من الأرض: (ألا ان الحق (56 - ج 1 الشيعة و الرجعة)

ص: 448

في عثمان و شيعته) فعند ذلك يرتاب المبطلون.

و أما المشروطة منها فهي مما يجتمع بعضها مع المحتومة فقال الشيخ السديد الشيخ المفيد في ارشاده ص 384 و ما ذكره قدس سره أمتن ما فى الباب و هي: انه قد جائت الآثار بذكر علامات زمان قيام (المهدي ع) و حوادث تكون امام قيامه و آيات و دلالات، فمنها خروج السفياني و قتل الحسني و اختلاف بني العباس في الملك الدنياوي و كسوف الشمس فى النصف من شهر رمضان و خسوف القمر في آخره على خلاف العادات. و خسف بالبيداء و خسف بالمغرب و خسف بالمشرق و ركود الشمس من عند الزوال الى أواسط أوقات العصر و طلوعها من المغرب، و قتل نفس زكية بظهر الكوفة فى سبعين من الصالحين و ذبح رجل هاشمي بين الركن و المقام و هدم حائط مسجد الكوفة، و اقبال رايات سود من قبل خراسان و خروج اليماني و ظهور المغربي بمصر و تملكه الشامات، و نزول الترك الجزيرة و نزول الروم الرملة، و طلوع نجم بالمشرق يضيء كما يضيء القمر ثم ينعطف حتى يكاد يلتقي طرفاه و حمرة تظهر في السماء و تنشر في آفاقها، و نار تظهر بالمشرق طولا و تبقى فى الجو ثلاثة أيام و سبعة أيام و خلع العرب أعنتها و تملكها البلاد و خروجها عن سلطان العجم و قتل أهل مصر أميرهم و خراب الشام و اختلاف ثلاث رايات فيه و دخول رايات قيس و العرب الى مصر و رايات كندة الى خراسان و ورود خيل من قبل المغرب حتى ترتبط بفناء الحيرة، و اقبال رايات سود من المشرق نحوها و بثق في الفرات حتى يدخل الماء أزقة الكوفة و خروج ستين كذابا كل منهم يدعي النبوة، و خروج اثنى عشر من (آل أبي طالب) كلهم يدعي الامامة لنفسه و احراق رجل عظيم القدر من الشيعة العباسيين بين جلولاء و خانقين، و عقد الجسر مما يلي الكرخ بمدينة بغداد، و ارتفاع ريح سوداء في أول النهار و زلزلة حتى يخسف كثير منها، و خوف يشمل أهل العراق و بغداد و موت ذريع فيه و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات و جراد يظهر في أوانه و في غير أوانه حتى يأتي على الزرع و الغلات و قلة

ص: 449

ريع لما يزرعه الناس و اختلاف صنفين من العجم و سفك دماء كثيرة فيما بينهم و خروج العبيد عن طاعات ساداتهم و قتلهم مواليهم، و مسخ لقوم من أهل البدع حتى يصيروا قردة و خنازير و غلبة العبيد على بلاد السادات، و نداء من السماء حتى يسمعه أهل الأرض اهل كل لغة بلغتهم، و وجه و صدر يظهران للناس في عين الشمس. و أموات ينشرون من القبور حتى يرجعوا الى الدنيا فيتعارفون فيها و يتزاورون، ثم يختم ذلك بأربعة و عشرين مطرة تتصل فتحيى به الأرض بعد موتها و تعرف بركاتها و يزول بعد ذلك كل عاهة من معتقدي الحق من شيعة (المهدي) فيعرفون عند ذلك ظهوره بمكة فيتوجهون نحوه لنصرته كما جائت بذلك الأخبار و من جملة هذه الاحاديث محتومة و منها مشروطة و اللّه أعلم بما يكون و إنما ذكرناها حسبما ثبتت في الاصول و تضمن الأثر المنقول و باللّه نستعين.

«قلت» الى هنا ما أردنا ايراده مما ذكر في علائم ظهوره «ع» و لسنا في مقام الاستقصاء انما أوردناها على نحو ما وجدناها فى اصولنا و اصولهم و قد ذكرنا سابقا بأنها لا تكون من باب العلية و المعلوليه حتى يستحيل التخلف لما قلنا من تطرق البداء فيها للّه تعالى فنسأل اللّه تعجيله و الحمد للّه أولا و آخرا و ظاهرا و باطنا.

تم الجزء الأول من هذا الكتاب: (الشيعة و الرجعة) و الذي خصصناه في ذكر (الامام المنتظر) عجل اللّه تعالى فرجه و منه نستمد العون لاعادة طبع الجزء الثاني منه المختص (بالرجعة) و نتوسل به الى اللّه تعالى ان يجزي من بذل لطبع هذا الكتاب و نشره خير جزاء المحسنين و ان يجعله من انصار صاحب الأمر و يوفقه لكل خير.

ص: 450

الفهرس و المصادر

فهرس كتاب الشيعة و الرجعة

ص الموضوع

5 ترجمة المؤلف

13 كلمة المؤلف

14 تنبيه

15 المقدمة

16 فى الظاهر و التفسير و التأويل

30 فصل فى ان للقرآن ظهرا و بطنا و ان فيه علم جميع الأشياء

31 فصل فيه بيان الفرق بين ظهور الحجة «عج» و الرجعة

36 نص كبراء الصحابة على الأئمة الاثنى عشر (ع)

36 (1) علي بن أبي طالب «ع»

38 (2) عبد اللّه بن عباس «ره»

40 (3) عبد اللّه بن مسعود

40 (4) ابو سعيد الخدري.

41 (5) ابو ذر الغفاري - رضي اللّه عنه -

42 (6) سلمان المحمدي - رضي اللّه عنه -

ص الموضوع

43 (7) جابر الأنصاري - رضي اللّه عنه -

44 (8) عمار بن ياسر - رضي اللّه عنه -

46 (9) ابو ايوب الأنصاري - رضي اللّه عنه -

47 (10) سعد بن مالك.

47 (11) حذيفة بن اليمان - رضي اللّه عنه -.

48 (12) عمر بن الخطاب.

48 (13) عثمان بن عفان.

49 (14) زيد بن ثابت.

49 (15) زيد بن ارقم.

50 (16) اسعد بن زرارة.

51 (17) واثلة بن الأسقع.

51 (18) ابو هريرة.

52 (19) عمران بن حصين.

52 (20) الحرث بن الربيع.

53 (21) ما عن سيدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام.

54 (22) ما عن ام سلمة - رضى اللّه عنها -

ص: 451

ص الموضوع

54 (23) ما عن عائشة.

ما ورد عن المعصومين (ع).

55 (1) ما عن النبي (صلی الله علیه و آله) و اوصيائه «ع»

56 (2) الامام علي بن أبي طالب «ع».

57 (3) ما عن الامام الحسن بن علي «ع»

57 (4) ما عن الامام الحسين «ع».

58 (5) ما عن الامام زين العابدين «ع»

59 (6) ما عن الامام محمد الباقر «ع»

59 (7) ما عن الامام جعفر الصادق «ع»

60 (8) ما عن الامام موسى الكاظم «ع»

61 (9) ما عن الامام علي الرضا «ع»

62 (10) ما عن الامام الجواد «ع».

63 (11) ما عن الامام الهادي «ع».

64 (12) ما عن الامام الحسن العسكري «ع»

65 اعترافه عليه السلام بامامته.

71 دلائل القرآن على وجود صاحب الزمان

81 نصوص كبراء العامة على وجود صاحب الزمان «ع».

98 المعترفون بولادة المهدي «عج».

125 فصل: المهدي المنتظر قرشي هاشمي مطلبي فاطمي.

126 المهدي المنتظر من صلب علي «ع»

ص/الموضوع

127 المهدي المنتظر من اهل بيت النبي (صلی الله علیه و آله)

127 المهدي المنتظر من ولد رسول اللّه (صلی الله علیه و آله)

128 المهدي المنتظر من عترة النبي (صلی الله علیه و آله)

129 المهدي المنتظر آخر الأئمة الاثني عشر

133 المهدي المنتظر من ولد علي بن ابي طالب «ع».

133 المهدي المنتظر من ولد فاطمة «ع»

134 المهدي المنتظر من ولد الحسين «ع»

135 المهدي المنتظر من ولد الحسن و الحسين عليهما السلام.

135 المهدي المنتظر من ولد الصادق «ع»

136 المهدي المنتظر من ولد الرضا «ع»

137 المهدي المنتظر من سادات اهل الجنة

137 اجتماع المهدي المنتظر «عج» مع اصحاب الكهف.

139 المهدي المنتظر «عج» و رفع الظلم به عن العترة و اشارة علي الى انصاره.

فصل في الخطب و ما يتعلق بالمهدي

146 المهدي المنتظر «عج» و خطبة البيان

156 المهدي المنتظر و اصحابه و ما التزموا له من الشروط.

157 المهدي المنتظر و انقياد الناس له.

ص: 452

ص الموضوع

158 المهدي المنتظر و الحسني.

158 المهدي المنتظر و فتح خراسان.

158 المهدي المنتظر و مسيره الى الشام.

159 المهدي المنتظر و حشده للسفياني.

159 المهدي المنتظر و هلاك السفياني.

160 المهدي المنتظر و خروج بني كلاب مع ملك الروم.

161 المهدي المنتظر و بنو كلاب و نزوله ببعض بلاد الروم.

161 المهدي المنتظر و القسطنطينية.

162 المهدي المنتظر و ارمينيه الكبرى.

163 المهدي المنتظر و تابوت السكينة،

164 المهدي المنتظر و الزنج الكبرى و المقاطع

165 المهدي المنتظر و ساحل فلسطين.

166 المهدي المنتظر و صلاة عيسى خلفه.

167 المهدي المنتظر و امارة عيسى على جيشه

167 المهدي المنتظر و بث العدل فى زمانه

168 المهدي المنتظر و رفع المنكرات.

168 المهدي المنتظر و ارسال المبشرين الى جميع البلدان.

169 المهدي المنتظر و الخطبة الغديريه.

171 المهدي المنتظر و خطبة العجماء ذات ص الموضوع

البيان.

173 المهدي المنتظر و الخطبة الافتخارية.

175 المهدي المنتظر و الخطبة اليعسوبية.

176 المهدي المنتظر و الخطبة المسماة باللؤلؤة

177 المهدي المنتظر و الخطبة التطنجية.

(فصل) 179 في عدة امور متعلقه بالمهدي «عج»

179 المهدي المنتظر و عداوة بنى امية له.

181 المهدي المنتظر و مناظرة ابن غباس مع معاوية فى اثبات امره.

181 المهدي المنتظر و اخبار كسرى بمجيئه

182 المهدي المنتظر و اخبار اللّه بمجيئه.

183 المهدي المنتظر و اخبار المأمون بمجيئه

184 المهدي المنتظر و اخبار زين العابدين عليه السلام به.

185 المهدي المنتظر و نزول عيسى «ع».

187 المهدي المنتظر و صلاة عيسى خلفه.

189 المهدي المنتظر و نزول عيسى وزيرا لا أميرا.

190 المهدي المنتظر و اخبار اللّه بصلاة عيسى خلفه.

191 المهدي المنتظر يقتدى به و لا يقتدي بغيره

ص: 453

ص الموضوع

191 المهدي المنتظر و نزول عيسى بعد ظهوره

192 المهدي المنتظر غير عيسى بن مريم.

195 المهدي المنتظر و محل خروجه.

196 المهدي المنتظر و أمر النبي (صلی الله علیه و آله) بمبايعته

197 المهدي المنتظر و بعض اوصافه.

198 المهدي المنتظر و وجهه الأنور.

198 المهدي المنتظر و ما على خده الأيمن و ثيابه

199 المهدي المنتظر و صفة اسنانه.

199 المهدي المنتظر اشبه الناس برسول اللّه صلى اللّه عليه و آله.

200 المهدي المنتظر و ذخيرة الأنبياء.

200 المهدي المنتظر و انتظار فرجه.

201 المهدي المنتظر و مدح المعترفين به في آخر الزمان.

203 المهدي المنتظر و اعزاز الاسلام به.

206 المهدي المنتظر و سخاؤه و كرمه.

208 المهدي المنتظر و بيعة الناس له بمكة كرها

209 المهدي المنتظر و لواء رسول اللّه (صلی الله علیه و آله)

210 المهدي المنتظر و ما هو مكتوب على لوائه

210 /المهدي المنتظر و حامل رايته.

211 المهدي المنتظر و ما ادخر له في الكعبة.

213 المهدي المنتظر و ختم الدين به.

ص الموضوع

214 المهدى المنتظر و نعمة الامة في زماته.

215 المهدى المنتظر و ظهوره بعد ملوك جبابرة

216 المهدى المنتظر يرضى عنه ساكن السموات و الأرض.

218 المهدى المنتظر و فتح الشرق و الغرب على يديه

219 المهدي المنتظر هو المنتقم من الأعداء و الممد للأولياء.

224 المهدى المنتظر و مدة بقائه بعد ظهوره

226 المهدى المنتظر و مصير من خاصمه فى المحشر

227 المهدى المنتظر و مصير من ظلمه.

228 المهدى المنتظر و ما يترتب على حبه و بغضه

فصل فى ذكر الآيات المؤولة بالمهدي (عج)

231 المهدي المنتظر و آية التطهير.

232 المهدي المنتظر و آية السؤال.

233 المهدي المنتظر و آية اولي الأمر.

237 المهدي المنتظر هو الحكمة اليالغة.

238 المهدي المنتظر حبل اللّه المتين.

238 المهدي المنتظر و آية الصادقين.

239 المهدي المنتظر و آية الحسد.

240 المهدي المنتظر و آية آل ياسين.

ص: 454

ص الموضوع

240 المهدي المنتظر من شروط لا إله الا اللّه

241 المهدي المنتظر و آية المودة.

249 تنبيه في ذكر المعمرين.

252 الطبقة الاولى: من تجاوز المائة و لم يتعد المائتين.

259 الطبقة الثانية: من بلغ المائتين و لم يتجاوز الثلاثمائة.

264 الطبقة الثالثة: فيمن بلغ ثلاثمائة و لم يبلغ اربعمائة.

270 الطبقة الرابعة: فيمن بلغ اربعمائة و لم يبلغ خمسمائة.

283 الطبقة الخامسة: فيمن بلغ الخمسمائة و لم يبلغ الستمائة.

283 الطبقة السادسة: فيمن بلغ الستمائة و لم يبلغ السبعمائة.

288 الطبقة السابعة: فيمن بلغ سبعمائة و لم يبلغ ثمانمائة.

292 الطبقة الثامنة: فيمن بلغ ثمانمائة و لم يبلغ تسعمائة.

293 الطبقة التاسعة: فيمن بلغ تسعمائة و لم يبلغ الألف.

295 الطبقة العاشرة: فيمن بلغ الف سنة ص الموضوع

و لم يبلغ الألفين،

295 الطبقة الحادية عشر: فيمن تجاوز الألفين

300 الطبقة الثانية عشر: فيمن بلغ الألاف و يبقى الى ظهور المهدي (عج).

310 تكملة: في الحاق جماعة بالمعمرين.

325 بيان: فيه رد شبهة نسبها الينا الخصم، و ذكر عدة حوادث وقعت فيها غيبة لنبي من انبياء او رسول من الرسل عليهم افضل الصلاة و السلام.

328 غيبة آدم أبي البشر «ع».

329 غيبة ادريس «ع».

330 غيبة نوح «ع».

331 غيبة صالح «ع».

332 غيبة ابراهيم «ع».

334 غيبة يوسف (ع).

334 غيبة موسى (ع).

335 غيبة شعيب النبى (ع).

336 غيبة اسماعيل الصادق الوعد (ع).

337 غيبة الياس النبي (ع).

338 غيبة سليمان النبي (ع).

339 غيبة لوط النبي (ع).

339 غيبة النبي دانيال (ع).

ص: 455

ص الموضوع

341 غيبة النبي عزير (ع).

341 غيبة عيسى روح اللّه (ع).

343 غيبة الرسول الأعظم محمد (صلی الله علیه و آله) و ان له (صلی الله علیه و آله) غيبات متكررة.

349 تذكرة لا تخلو عن تبصرة.

349 تنبيه.

القسم الثاني

350 في الآيات المؤولة او المفسرة به (ع)

350 المهدي المنتظر و آية الغيب.

352 المهدي المنتظر و الكلمات التى تلقاها آدم

353 المهدي المنتظر و آية الاستباق.

354 المهدي المنتظر و بعض علائم ظهوره.

355 المهدي المنتظر و ذراري قتلة الحسين ع

356 المهدي المنتظر و نزوله ظهر الكوفة.

357 المهدي المنتظر و ليلة المعراج.

358 المهدي المنتظر و آية الاصطفاء.

358 المهدي المنتظر و توحيد الكلمة به.

359 المهدي المنتظر و آية المرابطة.

360 المهدي المنتظر و وجوب طاعته على الناس

361 المهدي المنتظر و النصر و الظفر.

362 المهدي المنتظر و انعام اللّه عليه.

362 المهدي المنتظر و من يصلي خلفه.

ص الموضوع

363 المهدي المنتظر ممن يحبون اللّه و يحبهم

364 المهدي المنتظر و ظهوره بغتة.

365 المهدي المنتظر و توريث الأرض.

365 المهدي المنتظر و الآية المنتظرة.

366 المهدي المنتظر و انظار ابليس الى يوم ظهوره.

366 المهدي المنتظر و عصا موسى (ع).

367 المهدي المنتظر و وجوب معرفته على الناس

369 المهدي المنتظر و الكتب السماوية.

371 المهدي المنتظر و امة من قوم موسى من اصحابه.

373 المهدي المنتظر و حجر موسى (ع).

373 المهدي المنتظر و عالم الدار.

374 المهدي المنتظر و يوم الحج الأكبر.

375 المهدي المنتظر و زوال ملك الجبابرة على يده.

376 المهدي المنتظر و غلبته على جميع الأديان

377 المهدي المنتظر و الشهور الأثنى عشر.

378 المهدي المنتظر و احقاق الحق و ازهاق الباطل.

379 المهدي المنتظر و تطهير الأرض من الشرك

(57 - ج 1 الشيعة و الرجعة)

ص: 456

ص الموضوع

380 المهدي المنتظر و بشارة المؤمنين بظهوره

380 المهدي المنتظر و الامة المعدودة.

381 المهدي المنتظر و اجر المنتظرين لظهورة.

382 المهدي المنتظر و ايام اللّه.

383 المهدي المنتظر ينظر بنور اللّه.

384 المهدي المنتظر و نداء جبرئيل بظهوره

384 المهدي المنتظر و قيام قوم من اهل القبور لنصرته.

385 المهدي المنتظر و خروج الحسين (ع) مع اصحابه لنصرته.

387 المهدي المنتظر و نصرة المظلوم.

388 المهدي المنتظر و ذهاب الدول الباطلة بظهوره.

389 المهدي المنتظر و ما فيه من سنن ذي القرنين

390 المهدي المنتظر و تفسير (كهيعص).

391 المهدي المنتظر و منكروا (ولاية علي و ولايته).

391 المهدي المنتظر و مواريث الانبياء.

392 المهدي المنتظر و معنى اولى العزم.

393 المهدي المنتظر هو الصراط السوي.

394 المهدي المنتظر و بعث الجيش الى بنى امية بالشام.

ص الموضوع

394 المهدي المنتظر و قضية جابر و اخبار النبي له بأن المهدي من ولد الباقر عليه السلام.

395 المهدي المنتظر و توريث الأرض.

397 المهدي المنتظر و اجراء الحد.

398 المهدي المنتظر و طلب ثار المظلوم.

398 المهدي المنتظر و آية الدفع.

399 المهدي المنتظر و اماتة البدع به.

399 المهدي المنتظر و البئر المعطلة.

400 المهدي المنتظر و هدم بعض المساجد.

401 المهدي المنتظر و قيام الأرض و السماء به

402 المهدي المنتظر و توريث الأخ فى الدين

402 المهدي المنتظر و استخلافه في ارضه.

403 المهدي المنتظر و الساعة الثانية عشر.

404 المهدي المنتظر و وحدة الكلمة في زمانه

404 /المهدي المنتظر آخر البروج الاثنى عشر

405 المهدي المنتظر و الصيحة السماوية و بعض علائم ظهوره.

407 المهدي المنتظر و ذلة بني امية بظهوره

408 المهدي المنتظر و آية المضطر.

409 المهدي المنتظر و علة منع الناس عن اختيارهم الامام.

ص: 457

ص الموضوع

410 المهدي المنتظر و آية اَلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ

411 المهدي المنتظر و فرح المؤمنين عند قيامه في قبورهم.

412 المهدي المنتظر هو النعمة الظاهرة و الباطنة.

413 المهدي المنتظر هو العذاب الأكبر.

413 المهدي المنتظر و الأمر بانتظاره.

414 المهدي المنتظر و آية اولي الأرحام.

415 المهدي المنتظر و القرى المباركة و الظاهرة

415 المهدي المنتظر و مبدأ خروجه و ما يقع لجيش السفياني.

417 المهدي المنتظر و رجم الشيطان فى زمانه

418 المهدي المنتظر و استغناء الناس به عن ضوء الشمس و القمر.

418 المهدي المنتظر و القرآن الذي جمعه علي ع

419 المهدي المنتظر هو الحق الحقيقى.

420 المهدي المنتظر و الحروف المقطعة.

421 المهدي المنتظر و منع جماعة من النصب في دولته.

421 المهدي المنتظر و الانتصار من بني امية و المكذبين.

422 المهدي المنتظر و الكلمة الباقية.

ص الموضوع

423 المهدي المنتظر و مجيئه بغتة.

424 المهدي المنتظر و بيان ما فى الجنة و ما ليس فيها.

424 المهدي المنتظر و تقدير الامور.

426 المهدي المنتظر و الأيام المرجوة.

426 المهدي المنتظر و خروجه بعد ظهور و دائع اللّه (عز و جل).

427 المهدي المنتظر و غلبها الاسلام على الأديان في زمانه.

428 المهدي المنتظر و اخبار رسول اللّه به فى مرض موته لفاطمة عليه السلام.

429 المهدي المنتظر و النداء السماوي باسمه و اسم ابيه.

430 المهدي المنتظر و قيامه من المحققات.

420 المهدي المنتظر و معرفة المجرمين بسيماهم

431 المهدي المنتظر و احياء الدين بعد ضعفه

432 المهدي المنتظر و اجر الصابرين عليه.

433 المهدي المنتظر و توحيد الدين في زمانه

433 المهدي المنتظر و الماء المعين.

434 المهدي المنتظر و ظهور النار على بنى امية

435 المهدي المنتظر و تصديق المؤمنين بخروجه

435 المهدي المنتظر و ذل اهل الباطل بخروجه

ص: 458

ص الموضوع

435 المهدي المنتظر و ما وعد من النصر.

436 المهدي المنتظر و الاشارة الى غيبته.

437 المهدي المنتظر و سنن الأنبياء.

437 المهدي المنتظر و الانتقام من الطواغيت و الجبابرة.

438 المهدي المنتظر و سورة الغاشية.

438 المهدي المنتظر و سورة الفجر.

ص الموضوع

439 المهدي المنتظر و سورة الشمس.

440 المهدي المنتظر و سورة الليل.

441 المهدي المنتظر و سورة القدر.

442 المهدي المنتظر و سورة العصر.

443 خاتمة - فى علائم ظهوره (عج)

460 مصادر الكتاب.

ص: 459

مصادر الكتاب

اشارة

القرآن الكريم.

نهج البلاغة.

حرف الألف

الاحتجاج للطبرسي

الاختصاص للمفيد

الارشاد للمفيد

اسعاف الراغبين لابن صبان

اسد الغابة للجزري

الاصابة لابن حجر

اعلام الورى للطبرسي

الاعتقادات للمجلسي

الاقبال لابن طاووس

الانوار النعمانية للجزائري

الانجيل الرائجة

ايقاظ الهجعة للحر العاملي

حرف الباء

بحار الأنوار للمجلسي

البرهان على وجود صاحب الزمان لمحسن الأمين

بشارة المصطفى لعماد الدين الطبري

بصائر الدرجات لمحمد بن الحسن الصفار

حرف التاء

تحفة الزائر للمجلسي

تذكرة الخواص لابن الجوزي

تفسير العسكري للامام العسكري (ع)

تفسير الكوفي لفرات بن ابراهيم الكوفي

تفسير القمي لعلي بن ابراهيم القمي

تفسير التبيان للطوسي

تفسير مجمع البيان للطبرسي

تفسير البرهان للبحراني

تفسير الرازي للفخر الرازي

تفسير ابي الفتوح لأبي الفتوح الرازي

تفسير الطبري لأبن جرير الطبري

تفسير الشيخ الجليل لمحمد بن العباس

تفسير ابن كثير

تفسير الدر المنثور للسيوطي

تفسير الجواهر للطنطاوي

تفسير النيشابوري

تفسير خلاصة المنهج للشيخ فتح اللّه الكاشاني

تفسير الصافى للفيض الكاشاني

تفسير آلاء الرحمن للشيخ البلاغي

ص: 460

التفسير الوجيز للاصفهاني

التفسير للنهاوندي

التنزيل للسياري

التهذيب للطبرسي

تفسير التورية الرابحة للثعلبي

توحيد المفضل بن عمر املاء الامام الصادق

حرف الثاء

ثواب الأعمال للصدوق

حرف الجيم

جامع الشتات للمولى القمي

جامع احاديث الشيعة للسيد البروجردي

الجامع الصغير للسيوطي

الجواهر السنية للحر العاملي

جواهر الكلام للشيخ محمد حسن النجفي

حرف الحاء

حق اليقين للفيض

حق اليقين للمجلسي

حق اليقين للسيد عبد اللّه شبر

حرف الخاء

الخرايج و الجوارح للراوندي

الخصال للصدوق

الخصائص لابن بطريق

حرف الدال

دار السلام للنوري

دلائل الامامة لأبن جرير الطبري

دلائل الصدق للمظفر

الدمعة الساكبة للدهدشي

حرف الراء

الرجال للشيخ الطوسي

الرجال للكشي

الرجال لابن داوود

الرجال لميرزا محمد

الرجال للقهپائي

الرجال للسيد بحر العلوم

الرجال للمامقاني

الرجعة للفيض

روضة الواعظين لابن قتال

حرف الصاد

الصحيح للبخاري

الصحيح لمسلم

صراط المستقيم للبياضي

صفات الشيعة للصدوق

الصواعق لابن حجر

ص: 461

حرف الطاء

الطبقات الكبرى لابن سعد

الطرائف لابن طاووس

حرف العين

عبقات الأنوار للسيد حامد حسين

العمدة لابن بطريق

علل الشرايع للصدوق

العيون و المحاسن للصدوق

عيون اخبار الرضا «ع» للصدوق

عين اليقين للفيض

حرف الغين

الغرر و الحكم للسيد المرتضى

الغيبة النعمانية لابن زينب

الغيبة للشيخ الطوسي

حرف الفاء

الفتوحات المكية لابن الأعرابي

الفصول المهمة لابن صباغ المالكي

الفهرست للشيخ الطوسي

حرف القاف

قرب الاسناد للحميري

قرة العيون للفيض

قصص الأنبياء للراوندي

حرف الكاف

الكافي الشريف للكليني

كامل الزيارة لابن قولويه

كشف الغمة للاربلي

كفاية الموحدين للسيد العقيلي

كفاية الأثر لابن خزاز

كنز الفوائد للكراچكي

حرف اللام

اللهوف لابن طاووس

حرف الميم

مجمع البحرين للطريحي

المحاسن للبرقي

مخزن الفوائد للاّهجي

مختصر البصائر للحسن بن سليمان

مرآة العقول للمجلسي

مزار البحار للمجلسي

المستدرك على الصحيحين للحاكم

المستدرك على الوسائل للنوري

المسند لابن حنبل

مشكاة الأنوار لابن الشيخ الطوسي

مشارق الأنوار للبرسي

المصباح للطوسي

المصباح للكفعمي

معالم الزلفى للسيد البحراني

معيار اللغة للكرماني

معاني الأخبار للصدوق

ص: 462

مقتل الحسين للخوارزمي

المناقب لابن شهر اشوب

من لا يحضره الفقيه للصدوق

الملاحم لابن طاووس

مهج الدعوات لابن طاووس

حرف النون

نور الأبصار للشبلنجي

حرف الواو

الوافى للفيض (ره)

انتهى طبع الجزء الأول من كتاب (الشيعة و الرجعة) الخاص باحوالات (الامام المنتظر) عجل اللّه تعالى فرجه، و جعلنا من انصاره و اتباعه.

و الحمد للّه على حسن توفيقه، و جزيل نعمه، و له الشكر على عظيم مننه و كرمه.

و صلى اللّه على سيد الأنام محمد و آله البررة، و جعلنا من المتمسكين بحبل ولائهم، و المهتدين بهداهم، و المشمولين بعطفهم و شفاعتهم، انه خير موفق و معين.

(طبع في مطبعة الاداب قد قم طبعه في 30 جمادى الثانية) سنة 1386 هج و 1130 من ميلاد

المهدي المنتظر

ارواحنا فداه

ص: 463

المجلد 2

اشارة

الشیعه و الرجعه المجلد

محمد رضا طبسی نجفی

مطبعه الاداب - النجف الاشرف 1385 - 1966

ص: 1

اشارة

ص: 2

كلمة المؤلف

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم

الحمد للّه رب العالمين و الصلاة و السلام على خير خلقه (محمد و آله الطاهرين) لقد ساعدنا التوفيق بفضل اللّه و منّه لا نجاز الجزء الأول من كتابنا «الشيعة و الرجعة» حول الامام الثانى عشر (المهدي المنتظر عج): فجاء بحمد اللّه كتابا كافيا وافيا يشفي العليل و يروي الغليل فى موسوعه حاوية لأبحاث منها ريح التحقيق يفوح، جامعة لنكت فيها ضوء التدقيق يلوح، فهي السيف القاطع و الدليل الساطع تجد فيه ما تشتهيه الأنفس، و تلذ الأعين و لقد أدينا حسب وسعنا ما علينا و للّه الحجة البالغة (فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَ مَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ ، إِنّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمّا شاكِراً وَ إِمّا كَفُوراً ، لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ يَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ) .

فلنشرع الآن في الجزء الثانى الذي يبحث فيه عن الرجعة و تفصيلها ثبوتا و إثباتا، نسأل اللّه التوفيق لا نجازه.

المؤلف

محمد رضا الطبسي النجفي

عفى عنه

1-9-1375 هج

ص: 3

المقدمة فى الرجعة و بحثها التحليلى عقلا

اشارة

قد قدمنا لك فى الجزء الأول ص 19 عن تفسير الرجعة لغة و اصطلاحا فلا نطيل البحث هاهنا بعد وضوحهما فلنعطف بالكلام الى جهتين اخريين عن البحث

الاولى

إعلم ان الرجعة التي نقول بها معاشر الامامية هل هي ممكن ذاتا عقلا؟ أم هي داخلة في الممتنعات العقلية التي لاحظ لها من الوجود كاجتماع النقيضين؟ لا سبيل الى الثانى بالضرورة العقلية حيث انها أمر ممكن ذاتا فان مفاد الرجعة التي ندعيها ثبوتا و اثباتا عبارة عن احياء النفوس فى هذه النشأة بعد ما ذاقت الموت و حال بينها الفوت، و هذا أمر ممكن الحصول و شيء معقول كيف و هي من رشحات قدرة الخالق تعالى؛ الذي قدرته عامة شاملة لجميع الممكنات فالمستشكل فيها لا بد و ان يلتزم أحد الأمرين اما انكار الصغرى بأنها ليست من الامور الممكنة أو القول بنفي القدرة عن اللّه تعالى و انه ليس بقادر على أن يحيي الموتى و هما فى حيز المنع بلا ريب لما عرفت من امكان الصغرى و عموميه الكبرى و انه تعالى على كل شيء قدير ان الاشكال في الرجعة التي هي الحشر الصغرى هو الاشكال فى المعاد و الحشر الكبرى حرف بحرف. ضرورة ان الأدلة الدالة على الرجعة الكبرى و هي القيامة بأسرها جارية في الرجعة الصغرى و سيأتى في تفسير قوله تعالى (رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَ أَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ) فتحصل من ذلك ان الرجعة بالمعنى الذي قلناه أمر ممكن معقول عند العقلاء لأنها أمر ممكن و مقدورة للّه تعالى. فالرجعة مقدورة للّه تعالى و هذا مسلوك في الضروريات التي لا يحتاج الى إقامة البرهان و ازدياد البيان. و لنعم ما قال الرئيس ابن سيناء:

(كلما قرع سمعك فذره في بقعة الامكان ما لم يذدك عنه قائم البرهان)

ص: 4

و لنعم ما قال الحكيم السبزواري في منظومته:

و مثل ذر فى بقعة الامكان ما لم يذدك قائم البرهان

فالذي يشكك فيما برهنا عليه فهو مريض و يحتاج الى العلاج إن كان قابلا و إن كان معاندا... لا يقدر عيسى بن مريم أن يعالجه مع قدرته على ابراء الأكمه و الأبرص و احياء الموتى باذن اللّه تعالى و للّه الحجة البالغة.

الثانية و فيها امور

الامر الاول فيما يركن اليه فى المسالة و طرق العامة اجازة

إعلم: ان الذي يجب في هذه المسألة الركون عليه امور ثلاثة: 1 - القول 2 - الفعل 3 - التقرير. الصادرة عن أحد المعصومين صلوات اللّه عليهم أجمعين الذين هم امرنا باتباعهم و نأخذ بعلومهم و أقوالهم و أفعالهم و تقريراتهم لخلوها عن الزيغ و الريب و وصمت العيب كيف و لا ينطقون عن الهوى و لا يقولون إلا بما يوحى و ان من تمسك بهم نجى و من تخلف عنهم غوى و ان مثلهم كمثل سفينة نوح من ركبها نجى و من تخلف عنهم غرق. قال فى المستدرك (للحاكم)(1) ج 3

ص: 5


1- هو أبو عبد اللّه إمام المحدثين المعروف بالحاكم النيسابوري المتوفى في صفر سنة 405 من الهجرة كلما ذكرنا من الكتب العامة في ج 1 و في هذا الجزء فقد ذكرناها باجازة عامة مسلسلة عن سيدنا العلامة البحاثة الامام السيد عبد الحسين «آل شرف الدين» الموسوي دام ظله من عدة من مشايخه: 1- عن استاذه الشيخ سليم البشري المالكي شيخ الأزهر بمصر سنة 1319 و بعض طرقه منه الى صحيح البخاري عن الامام الشيخ محمد الخناتي عن الشيخ محمد الأمير عن الشيخ علي العدوي عن الشيخ محمد عقيله عن الشيخ حسن بن علي العجيمي عن الشيخ أحمد بن محمد العجل عن الامام يحيى بن مكرم الطبري عن البرهان ابراهيم بن محمد صدفة الدمشقي عن الشيخ عبد الرحمن بن عبد الاول الفرغانى عن أبى عبد الرحمن محمد بن شاذان بخت الفرغانى بسماعه عن الشيخ ابى لقمان يحيى بن عمار بن مقيل شاهان الخثلانى عن محمد بن يوسف الفريري عن الامام ابى عبد اللّه محمد بن اسماعيل البخاري الجامع للكتاب المعروف ب (صحيح البخاري) عن شيوخه بأسانيدهم و طرقهم كلها. 2- عن استاذه الامام الفقيه المحدث محمد المعروف ب (شيخ بدر الدين) الدمشقي في شعبان «1338 هج» بدمشق، و يروي عنه عن عدة من مشايخه، أحدهم الامام الشيخ ابراهيم السقاء عن الامام الشيخ ثعيلب عن العلامة الشهاب الملوي عن شيخه عبد اللّه بن سالم صاحب الثبت المشهور عن شيوخه بأسانيدهم و طرقهم و عن الشيخ محمد الأمير صاحب الثبت المبسوطة عن شيوخه بأسانيدهم و طرقهم المذكورة في ذلك الثبت فروى (صحيح البخاري) عن العلامة الشيخ علي الصعيدى عن الشيخ محمد عقيله المكي عن الشيخ حسن بن علي العجيمي (الى) محمد بن يوسف الفربري عن جامعه محمد بن اسماعيل البخاري و روى (صحيح مسلم) و مسندي أحمد و الشافعي، و موطأ مالك عن الشيخ علي السقاط عن الشيخ ابراهيم الفيومي عن الشيخ أحمد الفرقاوي عن الشيخ علي الأجهوري عن الشيخ نور الدين علي القرافي عن الحافظ جلال الدين السيوطي عن البلقيني عن التنوخي عن سليمان بن حمزة عن ابى الحسن بن نصر عن الحافظ عبد الرحمن بن مندة عن الحافظ ابى بكر محمد بن عبد اللّه عن مكي النيشابوري عن الامام مسلم صاحب (الصحيح) عن الامام احمد بن حنبل الشيبانى إمام مذهب الحنابلة و صاحب كتاب المعروف (بمسند احمد) عن الامام محمد بن ادريس الشافعي إمام الطائفة الشافعية و صاحب المسند المشهور (بمسند الشافعي) عن الامام مالك بن انس الأصبحي صاحب المذهب المالكي و الكتاب المعروف (بموطأ مالك) عن مشايخه كلهم بطرقهم المتصلة برسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم. 3- الشيخ محمد بن الحي بن الشيخ عبد الكبير الكتانى الفارسي الادريسي و قد اجاز للسيد العلامة الامام فى رواحه دام ظله الى مصر بعد ما جرت بينهما مناظرات كثيرة في فنون شتى (صحيح البخاري) من طرق المعمرين عن المعمر عبد الهادي بن العربي المغراوي الشهير بالعواد عن الحافظ محمد بن على السلفي عن ابي طالب المابزونى عن محمد بن عبد اللّه المقرب عن قطب الدين المكي عن أبى النوح الطاووسي عن المعمر بابا يوسف الهروي عن محمد بن شاذبخت الفارسي عن يحيى بن شاهان الخثلانى عن الفربري عن البخاري (قال الكتانى) هذا اعلا ما يوجد مطلقا في سائر نواحي الأرض قال وارويه من طريق الجن عن الشيخ محمد بن المدنى الشرفي عن محمد بن دوح عن عمر بن مكي عن شمهروش عن البخاري و قد أجازنى بهذا الطريق و أجازنى بجميع ماله من مرويات و مقروات و مسموعات عن قريب من ثلاثمائة شخص ما بين رجال و نساء بالمغرب الأقصى و الأوسط و الأدنى و الحجاز و مصر و الشام و العراق و اليمن و بكل ما له من مؤلفات و هي تزيد على الستين. و يروي الشيخ محمد عبد الحي المذكور (صحيح البخاري) عاليا عن المعمر احمد عن الملا صالح السويدي البغدادي الشافعي عن السيد محمد مرتضى الزيدي الحسني عن المعمر محمد بن سنّه الغلانى عن الشيخ احمد العجل اليميني عن القطب النهروانى عن احمد بن أبى الفتوح الطاووسي عن المعمر بابا يوسف الهروي قال عاش ثلاثمائة سنة عن شاذبخت الفارسي الفرغانى عن يحيى بن شاهان الخثلانى عن محمد الفربري عن البخاري قال الشيخ محمد عبد الحي فبيني و بين البخاري عشر وسائط. قال بيني و بين النبي (صلی الله علیه و آله) باعتبار ثلاثيات البخاري أربعة عشر واسطة (قال) و هذا السند أعلى ما يوجد الآن في الدنيا شرقا و غربا - قلت فيكون بيني و بين رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) بنا على هذا خمس عشر واسطة (قال الطبسي) فبناء على هذا يكون بيني و بين رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) ست عشرة واسطة. و لهذا الحقير شيوخ اخر من العامة الى كتبهم مطلقا لا يسعني ذكرهم مثل ما عن الشيخ الفقيه المحدث الحاج شيخ محمد باقر البيرجندي (طاب ثراه) نسأل اللّه و جميع اخوانى المؤمنين التوفيق لخدمة الدين بمحمد و آله الطاهرين و قد كانت اجازة السيد دام ظله لهذا الحقير ليلة الغدير عند مولانا (الأمير) عليه السلام كتابة و شفاها سنة 1355 ه.

ص 150 بسند طويل عن خش الكنانى قال سمعت أبا ذر يقول و هو آخذ بباب الكعبة من عرفني فأنا من عرفني و من أنكرني فأنا ابو ذر سمعت النبي (صلی الله علیه و آله) يقول ألا ان مثل اهل بيتي مثل سفينة نوح من قومه من ركبها نجى و من تخلف عنها

ص: 6

غرق. و في (ينابيع المودة) ج 1 ص 27 باب 4 عن مشكاة المصابيح عن ابى ذر

ص: 7

قال و هو آخذ بباب الكعبة سمعت النبي يقول ان مثل اهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجى و من تخلف عنها هلك رواه عن احمد. و فيه عن جمع الفوائد عن ابن الزبير مرفوعا، مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجى و من تركها غرق. و فيه ص 28 فى عدة روايات مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة بني اسرائيل من دخله غفر له. كما فى رواية أبى ذر و أخرجه الطبرانى في الأوسط و الصغير أبو يعلى. و أحمد بن حنبل عن أبى ذر. و فيه عن البزاز، و ابن المغازلي، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، و عن سلمة بن الأكوع، و عن ابن المغتمر عن أبى ذر و عن سعيد بن المسيب عن أبي ذر و عن الحمويني عن أبي سعيد الخدري بزيادة، و إنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة بني اسرائيل من دخله غفر له.

و عن سليم بن القيس الهلالي قال بينما أنا و جيش ابن المغتمر بمكة إذ قال ابو ذر و آخذه بحلقة باب الكعبة فقال من عرفني الخ باضافة قوله (صلی الله علیه و آله) اني تارك فيكم ما ان تمسكتم! لن تضلوا كتاب اللّه و عترتى لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.

و فيه عن الحمويني في (فرائد السمطين) بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يا علي أنا مدينة العلم و أنت بابها و لن توتى المدينة إلا من قبل الباب. و كذب من زعم انه يحبني و يبغضك لأنك مني و أنا منك لحمك من لحمي و دمك من دمي و روحك من روحي و سريرتك من سريرتى و علانيتك من علانيتي سعد من اطاعك و شقي من عصاك و ربح من تولاك و خسر من عاداك فاز من لزمك و هلك من فارقك مثلك و مثل الأئمة من ولدك بعدى مثل سفينة نوح من ركبها نجى و من تخلف عنها غرق و مثلكم كمثل النجوم كلما غاب نجم طلع نجم الى يوم القيامة.

(قال الطبسي) لا يخفى على أهل الانصاف انه صلى اللّه عليه و آله قصرّ طريق الهدايه في استتباع الأئمة الأثنى عشر حيث انه كان في مقام البيان فقد بين ما هو الحجة القاطعة بينه و بين الحق تعالى شأنه فلو كان غير هؤلاء منشأ لشيء و مقصود اللّه تعالى عليه البيان و إلا فقد أخل بالغرض و هو محال عليه فلا أدري بأي حجة و برهان اعتمد من اتكل على غيرهم (قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ)

(1 ج 2 الشيعة و الرجعة)

ص: 8

الامر الثانى دوام الدنيا بدوام أهل البيت:

في الينابيع ج 1 ص 19 طبعة اسلامبول سنة 1301 عن أحمد في مناقبه عن علي «ع» قال قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) النجوم أمان لاهل السماء فاذا ذهبت النجوم ذهب السماء و أهل بيتي أمان لاهل الأرض فاذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الارض، و فيه ص 19 عن ابن أحمد في زيادات المسند و الحمويني في فرائد السمطين عن علي «ع»، و أيضا أخرجه الحاكم عن محمد ابن علي الباقر عن أبيه عن جده عن علي «ع» عنهم. و فيه ص 20 عن أحمد عن أنس عن النبي (صلی الله علیه و آله) النجوم أمان لاهل السماء و أهل بيتي أمان لاهل الأرض فاذا ذهب أهل بيتي جاء أهل الارض من الآيات ما كانوا يوعدون، قال أحمد ان اللّه خلق الأرض من أجل النبي (صلی الله علیه و آله) فجعل دوامها بدوام أهل البيت و عترته.

(قال الطبسي): نظره الى قوله تعالى في حديث القدسي خطابا للنبي (صلی الله علیه و آله) خلقت الاشياء لأجلك و خلقتك لأجلي، و فيه ص 20 عن الحمويني عن سلمة ابن الاكوع قال النجوم أمان لأهل السماء و أهل بيتي أمان لامتي، و فيه ص 20 عنه أيضا عن أبي سعيد الخدري عن النبي (صلی الله علیه و آله) قال أهل بيتي أمان لاهل الأرض كما ان النجوم أمان لاهل السماء، أخرجه الحاكم عن قتادة عن عطاء عن ابن عباس و أخرجه الحاكم أيضا عن جابر بن عبد اللّه و أبي موسى الأشعري و ابن عباس قالوا قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) النجوم أمان لأهل السماء و أهل بيتي أمان لأهل الارض فاذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء و اذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الارض، و فيه ص 20 عن نوادر الاصول عن سلمة بن الأكوع بمثل ما تقدم عنه، و فيه ص 20 عن الصواعق النجوم أمان لاهل السماء و أهل بيتي أمان لامتي أخرجه جماعة.

و في المستدرك للحاكم ج 3 ص 149 باسناده عن قتادة عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) النجوم أمان لاهل الارض من الغرق و أهل بيتي أمان لامتي من الاختلاف فاذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب ابليس ثم قال هذا حديث صحيح الاسناد و لم يخرجاه، و في ذخائر العقبى للحافظ محب

ص: 9

الدين أحمد بن عبد اللّه الطبري ص 17 عن أياس بن سلمة عن أبيه قال قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) النجوم أمان لأهل السماء و أهل بيتي أمان لأهل الأرض أخرجه أبو عمرو الغفاري، و فيه عن علي «ع» قال قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) النجوم أمان لأهل السماء فاذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء و أهل بيتي امان لاهل الارض فاذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض أخرجه أحمد في المناقب.

الامر الثالث القرآن و العترة لا يفارقان أحدهما الآخر و فيه أربعون حديثا:

(1) في الينابيع ج 1 ص 30 عن الترمذي باسناده الى حبيب بن ثابت عن زيد بن أرقم قالا قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) اني تارك فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب اللّه حبل ممدود من السماء الى الارض و عترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض الحديث.

(2) و فيه ص 30 عن أبي اسحاق الثعلبي في تفسيره بسنده عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري مثله.

(3) و في نوادر الاصول باسناده الى حذيفة بن اسيد الغفاري قال لما صدر رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) من حجة الوداع خطب فقال: أيها الناس انه قد أنبأني اللطيف الخبير انه لم يعمر نبي إلا مثل نصف عمر النبي الذي يليه من قبل و اني أظن اني يوشك ان ادعى فأجيب و اني فرطكم على الحوض و اني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين(1) فانظروا كيف تخلفوني فيهما الثقل الاكبر كتاب اللّه عز و جل سبب طرفه بيد اللّه تعالى و طرفه بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا و لا تبدلوا و عترتي أهل بيتي فانه قد نبأني اللطيف الخبير انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.

ص: 10


1- قال في المجمع في مادة ثقل في حديث النبوي اني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي قيل سميا بذلك لأن العمل بهما ثقيل و قيل من الثقل بالتحريك متاع المسافر و الثقل الأكبر يراد به الكتاب و الثقل الأصغر العترة (صلی الله علیه و آله)، و في مشكاة الأنوار ص 76 الثقل في اللغة متاع المسافر و حشمه و كل شيء نفيس مصون، و عن ابن الاثير سمي كتاب اللّه و أهل البيت بالثقلين لأن الأخذ بهما و العمل بهما ثقيل و لأن الثقيل يقال لكل خطير نفيس فسميا ثقلين إعظاما لقدرهما و تفخيما لشأنهما.

(4) و فيه ج 1 ص 31 عن مسند شيخ أهل الحديث أحمد باسناده الى عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) «اني او شك أن ادعى فاني قد تركت فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا الثقلين أحدهما أكبر من الآخر أما الاكبر كتاب اللّه حبل ممدود من السماء الى الأرض و عترتي أهل بيتي ألا انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» الحديث.

(5) و فيه ج 1 ص 32 عن عبد اللّه بن أحمد في زيادات المسند باسناده عن القائم بن الحسان عن زيد بن ثابت قال قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) «اني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه حبل ممدود بين السماء و الارض و عترتي أهل بيتي و انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».

(6) و فيه عن موفق بن أحمد الخوارزمي عن الأعمش عن حبيب بن ثابت عن أبي الفضيل عن زيد بن أرقم قال نزل رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) بغدير خم فقال فيه «اني تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب اللّه و عترتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» ثم أخذ بيد علي و قال «من كنت مولاه فعلي مولاه» الخ.

(7) و فيه عن الثعلبي في تفسيره بسنده عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول: أيها الناس اني قد تركت فيكم الثقلين «الى أن قال» ألا و انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.

(8) و فيه ج 1 ص 34 عن المناقب عن كتاب سليم بن قيس عن علي «ع» قال ان الذي قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يوم عرفة على ناقته القصوى و في مسجد خيف و يوم الغدير و يوم قبض في خطبته على المنبر (أيها الناس اني تركت فيكم الثقلين لن تضلوا ما ان تمسكتم بهما الأكبر منهما كتاب اللّه و الاصغر عترتي أهل بيتي و ان اللطيف الخبير عهد إلي انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض كهاتين) أشار

ص: 11

بالسبابتين الحديث.

(9) و فيه ج 1 ص 35 عن المناقب عن أحمد بن عبد اللّه بن سلام عن حذيفة ابن اليمان قال صلى بنا رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) الظهر ثم أقبل بوجهه الكريم الينا فقال (معاشر أصحابي أوصيكم بتقوى اللّه و العمل بطاعته و اني ادعى فأجيب و اني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتى ان تمسكتم بهما لن تضلوا و انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) الحديث.

(10) و فيه عن أبي ذر قال قال علي «ع» لطلحه و عبد الرحمان بن عوف و سعيد بن أبي وقاص هل تعلمون ان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قال (اني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتى و انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض).

(11) و فيه ج 1 ص 36 عن زيد بن أرقم قال قال رسول اللّه اني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب اللّه حبل ممدود من السماء الى الأرض و عترتي أهل بيتى و لن يفترقا حتى يردا علي الحوض انظروا كيف تخلفوني) أخرجه الترمذي في جامعه و قال حسن غريب.

(12) و أخرجه أحمد في مسنده عن أبي سعيد الخدري و لفظه ان رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله قال (انى اوشك ان ادعى فأجيب و انى تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه حبل ممدود من السماء الى الارض و عترتى أهل بيتى و ان اللطيف الخبير أخبرنى انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا بما تخلفونى فيهما.

(13) و فيه أخرجه الحافظ أبو محمد عبد العزيز الأخضر في معالم العترة النبوية و ذكر فيه طرقه و ذكر حديث صحيح مسلم عن زيد بن أرقم انه لما رجع رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) من حجة الوداع و نزل غدير خم ثم قال فقال (كأنى قد دعيت فأجبت انى قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب اللّه عز و جل و عترتى فانظروا كيف تخلفونى فيهما فانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، و بطريق آخر (انى تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و أهل بيتى و انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) و أخرجه الطبرانى و زاد (سألت ربى ذلك لهما فأعطانى فلا تقدموها فتهلكوا و لا تقصروا عنها فتهلكوا) الحديث.

(14) و فيه ص 37 عن حذيفة بن اسيد الغفاري قال لما صدر النبي من حجة

ص: 12

الوداع قال على المنبر (يا أيها الناس انى مسئول و انكم مسئولون فما أنتم قائلون قالوا نشهد انك قد بلغت و جهدت و نصحت فجزاك اللّه خيرا فقال أليس تشهدون أن لا إله إلا اللّه و ان محمدا عبده و رسوله و ان الجنة حق و ناره حق و البعث بعد الموت حق قالوا بلى نشهد بذلك قال اللهم اشهد ثم قال أيها الناس ان اللّه مولاي و أنا مولى المؤمنين و أنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه ثم قال انى فرطكم و انكم واردون علي الحوض حوض أعرض من ما بين بصرى الى صنعاء فيه عدد النجوم قد حان من فضة و انى سائلكم حين تردون علي عن الثقلين فانظروا كيف تخلفونى فيهما الثقل الاكبر كتاب اللّه سبب طرفه بيد اللّه و طرفه بأيديكم و عترتى أهل بيتي فاستمسكوا بهما فلا تضلوا و انه أنبأنى اللطيف الخبير انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) أخرجه الطبرانى في الكبير و الضياء في مختاره.

(15) و فيه عن أبى نعيم في الحلية و غيره عن أبى الطفيل ان عليا «ع» قام فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: أنشد اللّه من شهد يوم غدير خم إلا قام و لا يقوم رجل يقول نبئت أو بلغني ألا رجل سمعت اذناه و وعاه قلبه فقام سبعة عشر رجلا منهم خزيمة بن ثابت و سهل بن سعد و عدي بن حاتم و عقبة بن عامر و أبو ايوب الانصاري و أبو سعيد الخدري و أبو شريح الخزاعي و أبو قدامة الأنصاري و أبو يعلى الانصاري و أبو الهيثم بن التيهان و رجال من قريش فقال علي «ع» هاتوا ما سمعتم فقالوا نشهد إنا أقبلنا مع رسول اللّه من حجة الوداع نزلنا بغدير خم ثم نادى بالصلاة فصلينا معه ثم قام فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: (أيها الناس ما أنتم قائلون قالوا قد بلغت قال اللهم اشهد (ثلاث مرات) ثم قال انى اوشك ان ادعى فأجيب و انى مسئول و أنتم مسئولون، ثم قال أيها الناس انى تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتى أهل بيتي ان تمسكتم بهما لن تضلوا فانظروا كيف تخلفونى فيهما و انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض نبأنى اللطيف الخبير بذلك) الخ

(16) و أخرج ابن عقدة في الموالاة في طريق محمد بن كثير عن قطر و ابى الجارود كليهما عن ابى الطفيل عن زيد بن ثابت قال قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) (انى تارك فيكم الخليفتين كتاب اللّه عز و جل ممدود من السماء الى الأرض و عترتى

ص: 13

أهل بيتي و انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض).

(17) و فيه عن أحمد في مسنده عن عبد بن حميد بسند جيد و لفظه (انى تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم به لن تضلوا كتاب اللّه و عترتى أهل بيتي و انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض).

(18) و فيه عن الطبرانى في الكبير برجال ثقات و لفظه: (انى تارك فيكم خليفتين كتاب اللّه و أهل بيتي و انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.

(19) و فيه عن حمزة الأسلمي و لفظه انى تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا كتاب اللّه عز و جل و عترتى أهل بيتي ألا و انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض).

(20) و فيه ص 39 عن الحافظ الجعابى عن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن عن أبيه عن جده عن علي رضي اللّه عنهم و لفظه (انى مخلف فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا أبدا كتاب اللّه حبل طرفه بيد اللّه و طرفه بأيديكم و عترتى أهل بيتي و لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.

(21) و فيه ص 39 عن أبى ذر انه آخذ بحلقة باب الكعبة فقال انى سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يقول (انى تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتى فانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفونى فيهما) أخرجه الترمذي في جامعه.

(22) و فيه عن ابن عقدة من طريق محمد بن عبد الله بن أبى رافع عن أبيه عن جده و عن أبي هريرة لفظه (اني خلفت فيكم الثقلين ان تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله و عترتي أهل بيتى لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) و في الصواعق المحرقة روى هذا الحديث ثلاثون صحابيا و ان كثيرا من طرقه صحيح و حسن.

(23) و فيه ص 40 و أخرجه البزاز في مسنده عن ام هاني بنت ابي طالب قالت رجع رسول الله (صلی الله علیه و آله) من حجته حتى نزل بغدير خم ثم قام خطيبا فقال (أيها الناس اني اوشك ان ادعى فأجيب و قد تركت فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا أبدا كتاب الله حبل طرفه بيد الله و طرفه بأيديكم و عترتي أهل

ص: 14

بيتي أذكركم الله في أهل بيتي إلا انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض).

(24) و فيه عن ابن عقدة من طريق عمرو بن سعد بن عمرو بن جعدة ابن هبيرة عن أبيه عن جده عن ام سلمة قالت أخذ رسول الله بيد علي بغدير خم فرفعها حتى رأينا بياض ابطيه فقال: (من كنت مولاه فعلي مولاه ثم قال أيها الناس اني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي و لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)

(25) و فيه عنه من طريق عروة بن خارجة عن فاطمة الزهراء عليها السلام قالت سمعت أبي (صلی الله علیه و آله) في مرضه الذي قبض فيه يقول و قد امتلات الحجرة من أصحابه أيها الناس يوشك اني اقبض قبضا سريعا و قد قدمت اليكم القول معذرة اليكم ألا اني مخلف فيكم كتاب ربي عز و جل و عترتي أهل بيتي، ثم أخذ بيد علي فقال (هذا علي مع القرآن و القرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا علي الحوض فأسألكم ما تخلفوني فيهما).

(26) و فيه ص 41 عن ابن عقدة أيضا عن جابر بن عبد الله قال كنا مع النبي في حجة الوداع فلما رجع الى الجحفة نزل ثم خطب الناس فقال: (أيها الناس اني مسئول و أنتم مسئولون فما أنتم قائلون) قالوا نشهد انك بلغت و نصحت و أديت (قال اني لكم فرط و أنتم واردون علي الحوض و اني مخلف فيكم الثقلين ان تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله و عترتي أهل بيتي و انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض).

(27) و في الطرائف لابن طاووس العلوي ص 28 عن أحمد بن حنبل في مسنده باسناده الى أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله (صلی الله علیه و آله) «اني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض و عترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».

(28) و فيه عنه باسناده الى زيد بن ثابت قال قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله):

(اني تارك فيكم الخليفتين كتاب اللّه حبل ممدود ما بين السماء و الأرض و عترتي أهل بيتي و انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض).

(29) و فيه من كتاب السنن و من صحيح الترمذي باسنادهما الى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله قال «اني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي

ص: 15

أحدهما أعظم من الآخر و هو كتاب اللّه حبل ممدود من السماء الى الأرض و عترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني في عترتي».

(30) و فيه عن الفقيه الشافعي ابن المغازلي عن عدة طرق في كتابه بأسانيد فمنها قال النبي (صلی الله علیه و آله) «اني اوشك ان ادعى فأجيب و اني قد تركت فيكم الثقلين كتاب اللّه حبل ممدود من السماء الى الارض و عترتي أهل بيتي و ان اللطيف الخبير أخبرني انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا ماذا تخلفوني فيهما».

(31) و فيه ص 29 نقلا عن تفسير الثعلبي في قوله تعالى (وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا) بأسانيد فمنها باسناده قال قال رسول اللّه «ص» «أيها الناس قد تركت فيكم الثقلين خليفتين ان أخذتم بهما لن تضلوا بعدي أحدهما أكبر من الآخر كتاب اللّه حبل ممدود ما بين السماء و الارض» - أو قال - الى الأرض و عترتي أهل بيتي إلا انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».

(32) و في ج 2 من ينابيع المودة ص 370 نقلا عن نوادر الاصول عن ابي الطفيل عامر بن واثله عن حذيفة بن اسيد الغفاري قال لما صدر رسول الله من حجة الوداع و ذكر الخطبة الشريفة الى أن قال «فانه قد أنبأني اللطيف الخبير انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».

(33) و في الينابيع ج 1 ص 191 عن زيد بن أرقم مرفوعا «انى تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض و عترتى أهل بيتي و لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفونى فيهما» أخرجه الترمذي.

(34) و فيه مرفوعا عن أبى سعيد «انى اوشك ان ادعى فأجيب و انى تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه حبل ممدود من السماء الى الأرض و عترتى أهل بيتي و ان اللطيف الخبير أخبرنى انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا بما تخلفونى فيهما» أخرجه أحمد في مسنده.

«2 ج 2 الشيعة و الرجعة»

ص: 16

(35) و فيه ج 1 ص 185 عن ابن عباس «علي مع القرآن و القرآن مع علي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» للطبراني في الأوسط.

(36) و فيه ص 296 ج 1 عن الترمذي و قال حسن غريب انه (صلی الله علیه و آله) قال: «اني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب اللّه عز و جل حبل ممدود من السماء الى الأرض و عترتي أهل بيتى و لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» الخ.

(37) و فيه ج 1 ص 296 عن أحمد في مسنده: «اني اوشك أن ادعى فأجيبه فانى تارك فيكم الثقلين - الى قوله - انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».

(38) و فيه ج 1 ص 280 في رواية انه (صلی الله علیه و آله) قال في مرض موته «أيها الناس يوشك أن اقبض قبضا سريعا و قد قدمت اليكم القول معذرة اليكم ألا انى مخلف فيكم الثقلين كتاب اللّه عز و جل و عترتى أهل بيتي - ثم أخذ بيد علي فقال - هذا علي مع القرآن و القرآن مع علي(1) لا يفترقا حتى يردا علي الحوض فأسألهما ما اختلفتم فيهما».ة.

ص: 17


1- في الجزء الثانى من كتاب الفتوحات الاسلامية للسيد أحمد الدحلانى ص 500 في سيرة علي بن أبى طالب «ع» انه (صلی الله علیه و آله) قال: «علي مع القرآن و القرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا علي الحوض». و في الطرائف لابن طاووس العلوي ص 25 عن المناقب لابن مردويه باسناده الى ثابت مولى أبى ذر مثله. و في كتبنا في ج 18 من بحار الانوار ص 22 نقلا عن الأمالي عن ثابت مولى أبى ذر عن ام سلمة بعد قوله: «انى مخلف فيكم كتاب ربى عز و جل و عترتى أهل بيتي، ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال: هذا مع القرآن و القرآن معه، خليفتان بصيرتان لا يفترقان حتى يردا علي الحوض»، و فيه عنه بطريق محمد بن جرير الطبري عن أبى ثابت عن ام سلمة قالت سمعت رسول اللّه و هو يقول «ان عليا مع القرآن و القرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا علي الحوض». و في ج 9 من بحار الانوار ص 366 عن مسند أبى يعلى عبد الرحمن عن أبى سعيد الخدرى عن أبيه قال مر علي بن أبى طالب فقال النبي: الحق مع ذا و ذا مع الحق. و سئل أبو ذر عن اختلاف الناس فقال: عليك بكتاب اللّه و علي بن أبى طالب فانى سمعت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول: علي مع الحق و الحق معه و على لسانه و الحق يدور حيث ما دار علي. و سلم محمد بن أبى بكر يوم الجمل على عائشة فلم تكلمه فقال أسألك باللّه الذي لا إله إلا هو سمعتك تقولين إلزم علي بن أبى طالب فانى سمعت رسول اللّه يقول: الحق مع علي و علي مع الحق لا يفترقان حتى يردا علي الحوض. قالت بلى قد سمعت ذلك منه. و عن السمعانى في فضائل الصحابة مثله إلا انه قال علي مع الحق و الحق مع علي. و عن سعد بن أبى وقاص عن النبي (صلی الله علیه و آله) علي مع الحق و الحق مع علي و الحق يدور حيث ما دار علي. و روى عبد اللّه بن عبد اللّه حليف بني امية ان معاوية قال لسعد أنت الذي لا تعرف حقنا من باطل غيرنا فتكون معنا أو علينا فجرى بينهما كلام فروى سعد هذا الخبر فقال معاوية ليجيئن بمن سمعه معك أو لا فعلن قال ام سلمة فدخلوا عليها قالت صدق في بيتي قاله و عن مالك بن الجعونة العرفي مثل هذا. و الخطيب في تاريخه عن ثابت مولى أبى ذر قالت دخلت على ام سلمة فرأيتها تبكي و قالت سمعت رسول اللّه يقول: علي مع الحق و الحق مع علي و لن يفترقا حتى يردا علي الحوض يوم القيامة. و فيه ص 367 عن ابى رافع انه قال يا أبا رافع كيف أنت و قوم يقاتلون عليا و هو على الحق و هم على الباطل يكون حقا في اللّه جهادهم فمن لم يستطع جهادهم بيده فيجاهدهم بلسانه فمن لم يستطع فيجاهدهم بقلبه ليس وراء ذلك شيء قلت ادع لي إن أدركتهم أن يعينني و يقويني على جهادهم قتالهم فلما بايع الناس علي بن أبى طالب و خالفه معاوية و سار طلحة و الزبير الى البصرة قلت هؤلاء القوم الذين قال فيهم رسول اللّه ما قال فباع أرضه بخيبر و داره بالمدينة و تقوى بها و ولده ثم خرج مع علي بجميع أهله و ولده و كان معه حتى استشهد علي فرجع الى المدينة و لا أرض له بالمدينة و لا دار فأقطعه الحسن ارضا (بينبع) من صدقه علي و أعطاه. (قال الطبسي) الرواية من المتواترات بين الفريقين و هذا دليل قوي على عصمته و وجوب طاعته و الاقتداء به نظرا لقوله (صلی الله علیه و آله) «ان الحق معه و هو مع الحق» يدور الحق حيث ما دار علي «ع» و كذا قوله: «علي مع القرآن و القرآن مع علي» و لم يقل (صلی الله علیه و آله) في حق غيره من الصحابة مثل هذه العبارة ضرورة انه لا يجوز الاخبار بذلك في حق أحد على الاطلاق إلا في من علم انه كلما يصدر عنه قولا أو فعلا أو تقريرا يكون حقا ثابتا مطابقا للواقع فان الحق ضد الباطل يقال هذا الشيء حق أي ثابت لازم مطابق للواقع بخلاف الباطل فانه لا واقع له (كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً...) فعلي بن أبي طالب «ع» جميع ما يصدر عنه و يفعله كان حقا مطابقا للواقع فلذلك أخبر النبي (صلی الله علیه و آله) بأن الحق معه و هو مع الحق و القرآن معه و هو مع القرآن و هذا هو المطلوب و كذا الأئمة الأحد عشر من ولده حالهم حالة في جميع ذلك بدليل العصمة و آية التطهير الآتي فيجب الاقتداء بهم صلوات اللّه عليهم أجمعين. قد صادفت على كلام لاستادنا في المعقول العلامة الحكيم العارف الشيخ ميرزا محمد علي - الشاه آبادي - في رسالة مختصرة له بعنوان (القرآن و العترة) ص 14 في المطلب الثامن يقول لا اشكال حسب ما رواه الفريقان عن النبي (صلی الله علیه و آله) «اني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض يوم القيامة» ان هذا القرآن العلمي بتمامه و العلم النازل الى الملك بأجمعه متحد مع العترة الطاهرة، و لقد روى جابر بن يزيد الجعفي حيث قال لأبي جعفر محمد بن علي لأي شيء يحتاج الى النبي و الامام قال لبقاء العالم على صلاحه و ذلك ان اللّه يرفع العذاب عن أهل الأرض اذا كان فيهم نبي أو إمام قال اللّه عز و جل (وَ ما كانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ) - الى أن يقول - لا يفارقهم روح القدس و لا يفارقونه و لا يفارقون القرآن و لا يفارقهم فظهر ان كل زمان كانت العترة باقية كان القرآن محفوظا آية و رواية فمدة بقاء القرآن ببقاء الزمان كما ان بقاء العترة كذلك فهما مجتمعان معا في العالم - ثم يقول في المطلب التاسع - ان العترة هي الائمة الأثنى عشر كما يدل عليه متواتر الخبر، و ذكر عن الصادق عن آبائه عن الحسن بن علي عليهم السلام قال: سئل أمير المؤمنين عن قول رسول اللّه (اني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي) فقال: العترة أنا و الحسن و الحسين و التسعة من ولد الحسين تاسعهم مهديهم (و قائمهم) لا يفارقون كتاب اللّه و لا يفارقهم حتى يردوا على رسول اللّه حوضه - الى أن يقول - في ص 19 في المطلب العاشر اذا عرفت اتحاد القرآن و العترة و انحصارها بالعترة رواية و آية و حضرة مولانا المهدي آخر العترة و بقاء القرآن و العترة الى يوم القيامة و حينئذ فاذا ظهر عج و ظهوره فأما أن يبقى دائما في الدنيا الى انقضائها و اما أن ينقضي العالم بارتقاءه و كلاهما ممنوعان لأنه قد وصل الينا منهم انه يصير شهيدا مقتولا و العالم باق. (قلت) ما أفاده باتحاد القرآن مع العترة في غاية المتانة أما قوله (انه يصير شهيدا مقتولا و العالم باق) فكان ينبغي أن يتم الاستدلال بأنه بعد بقاء العالم اما أن يقول ببقاءه مع الحجة البالغة و الامام أو بلا حجة و لا إمام فعلى الثاني يلزم بقاء الأرض بلا حجة و إمام و هو محال ضرورة انه لا تخلو الأرض من إمام و إلا لساخت الارض بأهلها أو لماجت كما تموج البحر و هذا محقق ثابت في بحث الامامة و على الأول يثبت القول القائلين بالرجعة و انه قبل أن يقتل الحجة أول من يكر (الحسين بن علي) عليه السلام فهو الذي يلي تجهيزه و دفنه في حفرته عليه السلام و يملك أربعين الف سنة.

(39) و فيه ج 1 ص 241 عن أبى سعيد الخدري قال: خطب رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم فقال: أيها الناس انى تركت فيكم الثقلين خليفتي إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي أحدهما أكبر من الآخر كتاب اللّه حبل ممدود من السماء الى الأرض و عترتى و هم أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. اورده الثعلبي و ذكره الامام أحمد بن حنبل في مسنده بمعناه.

(40) و فيه ج 2 ص 447 عن المناقب عن جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر عليهما السلام قال: أتيت جابر بن عبد اللّه فقلت له أخبرنى عن حجة الوداع فذكر حديثا طويلا ثم قال قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) «انى تارك فيكم الثقلين إن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي كتاب اللّه و عترتى أهل بيتي و انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. - ثم قال - اللهم اشهد اللهم اشهد اللهم اشهد ثلاثا. أيضا رواه الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام عن آبائه سلام اللّه عليهم أجمعين.

ص: 18

(قال الطبسي) فهذه أربعون حديثا أخرجناه من كتب القوم في كون المراد بالعترة الطاهرة أهل بيت النبي عليهم السلام و هم الأئمة الاثنى عشر و انهما متلازمان لن يفترقا حتى يردا على رسول اللّه حوضه و الروايات متواترة فالنبي (صلی الله علیه و آله) كان في مقام البيان و بما هو تمام مراده و اتمام الحجة على الناس حيث انه اخبر بسرعة لقائه اللّه فاللازم عليه بيان ما هو الأهم في نظره فانحصره بالثقلين باتفاق الفريقين و لا ثالث لهما أصلا و أشار بقوله: لن يفترقا بنفي التأبيد بتلازم القرآن مع العترة

ص: 19

و اتحادهم معه فكلما كان في الثقل الأكبر و هو كتاب اللّه فهو مودعة في الثقل الأصغر و هم العترة الطاهرة أولهم: علي بن أبي طالب و آخرهم المهدي المنتظر عليهم السلام. فهما مما يحتاج اليهما الخلق الى يوم القيامة لا غيرهما كائنا من كان قولا و فعلا و تقريرا، و لا اعتبار و لا قيمة بقول غير العترة الطاهرة لما عرفت من اتحادهم(*) مع القرآن و اتحاد القرآن معهم فبقاء الثقل الأكبر ببقاء الثقل الأصغر

ص: 20

لأنهم عيبة علم اللّه و تراجمة وحيه فما علمه اللّه نبيه فالنبي علم وصيه علي بن أبي طالب الى خاتم الأوصياء المهدي المنتظر عج ثم منه الى حملة أحاديثهم في الغيبة الصغرى بتوسيط نوابه الأربعة الخاصة ثم في الغيبة الكبرى بواسطة نوابه العام المقصود بقوله «ع»: أما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها الى رواة أحاديثنا فانهم حجتي عليكم و أنا حجة اللّه عليهم. فكل علم ينتهي اليه بوسيلة نوابه العام أو الخاص فهو الحجة القوية و العامل به معذور و لا عذر لغيرهم لعدم الدليل على حجية قول من عداهم سلام اللّه عليهم أجمعين هذا ما عندنا و ما على الرسول إلا البلاغ المبين.

الامر الرابع في الوصية بالقرآن و التمسك به

ففي الكافي و العياشي باسنادهما عن إمامنا الصادق «ع» عن أبيه عن آبائه عليهم السلام عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) انه قال:

«أيها الناس انكم في دار هدنة و أنتم على ظهر سفر و السير بكم سريع و قد رأيتم الليل و النهار و الشمس و القمر يبليان كل جديد و يقربان كل بعيد و يأتيان فأعدوا الجهاز لبعد المجاز» قال فقام مقداد بن الأسود فقال يا رسول اللّه و ما دار الهدنة؟ فقال (صلی الله علیه و آله): دار بلاغ و انقطاع فاذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم

ص: 21

بالقرآن فانه شافع مشع و ما حل مصدق و من جعله أمامه قادة الى الجنة و من جعله خلفه ساقه الى النار و هو الدليل يدل على خير سبيل و هو كتاب فيه تفصيل و بيان و تحصيل و هو الفصل ليس بالهزل و له ظهر و بطن فظاهره حكم و باطنه علم ظاهره أنيق و باطنه عميق له تخوم و على تخومه تخوم لا تحصى عجائبه و لا يبلى غرائبه فيه مصابيح الهدى و منار الحكمة و دليل على المعرفة لمن عرف الصفة.

و زاد في الكافي: فليجل جال بصره و ليبلغ نظره ينجى من عطب و يخلص من يشب فان التفكر حياة قلب البصير كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور فعليكم بحسن التخلص و قلة التربص. و فيه عنه باسناده عن الصادق (ع) قال: ان هذا القرآن فيه منار الهدى و مصابيح الدجى فليجل جال بصره و يفتح للضياء نظره فان التفكر حياة قلب البصير كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور. و فيه عنه عن أبي جميلة عن الصادق (ع) كان وصية أمير المؤمنين (ع) لأصحابه (إعلموا ان القرآن هدى النهار و نور الليل المظلم على ما كان من جهد وفاقه).

(قال الطبسي): المراد بقوله: (هدى النهار) يعنى الى طريق الخير و سبل الحق من جهة التعليم و التعلم و بيان مواعظه و أحكامه (و نور الليل) المراد به انه ينور قلوب المؤمنين و المتهجدين الذين يتلونه بالليل و يتدبرون فيه و يستفيدون منه و يقتبسون من أنواع علومه و فوائده و موائده و غير ذلك كما لا يخفى. و في ج 1 من تفسير البرهان ص 5 عن الحسن بن علي (ع) قال قيل لرسول اللّه (صلی الله علیه و آله) ان امتك ستفتتن فسئل ما المخرج من ذلك؟ فقال: (كتاب اللّه العزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد من ابتغى العلم بغيره أضله اللّه و من ولى هذا الامر من جبار فعمل بغيره قصمه اللّه و هو الذكر الحكيم و النور المبين و الصراط المستقيم فيه خبر من كان قبلكم و نبأ ما بعدكم و حكم ما بينكم و هو الفصل ليس بالهزل و هو الذي سمعته الجن فلم تناها ان قالوا: إنا سمعنا قرآنا عجيا. يهدي الى الرشد فآمنا به لا يخلق على طول الرد و لا ينقص غرائبه و لا يفنى عجائبه.

(و عن طريق العامة) على ما ذكره الزمخشري في ربيع الأبرار عن علي عليه السلام القرآن فيه خبر من قبلكم و نبأ من بعدكم و حكم ما بينكم. و غير ذلك

ص: 22

من الاخبار التي لا يسعنا المجال لذكرها.

الامر الخامس فى المراد بآية التطهير و ما ورد فيها فى حق أهل البيت بطرق القوم

ففي صحيح مسلم ج 7 ص 130 برواية أبي بكر بن أبي شيبة الى صفية بنت شيبة عن عائشة انها قالت خرج النبي (صلی الله علیه و آله) غداة و عليه مرط مرجل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال: إنما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا. و فى المستدرك للحاكم إمام أهل الحديث عندهم فى ج 3 ص 132 فى خلال رواية أبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي البغدادي بسند طويل الى عمرو بن ميمون قال اني جالس عند ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا يا ابن عباس اما ان تقوم معنا و اما ان تخلوا بنا من بين هؤلاء قال فقال ابن عباس أنا أقوم معكم قال و هو يومئذ قبل أن يعمى قال فابتدؤا فتحدثوا فلا تدري ما قالوا قال فجاء ينقض ثوبه و يقول اف اف وقعوا فى رجل له بضعة عشر فضائل ليست لأحد غيره وقعوا فى رجل له قال النبي (صلی الله علیه و آله) لا بعثن رجلا لا يخزيه اللّه أبدا يحب اللّه و رسوله و يحبه اللّه و رسوله فاستشرف لها مستشرف فقال أين علي فقالوا انه في الرحى يطحن و ما كان أحدهم ليطحن قال فجاء و هو أرمد لا يكاد أن يبصر قال فنفث فى عينيه ثم هز الراية ثلاثا فأعطاه إياه فجاء علي بصفية بنت حي قال ابن عباس ثم بعث رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فلانا بسورة التوبة فبعث عليا خلفه فأخذها منه و قال لا يذهب بها إلا رجل هو مني - الى أن يقول - و أخذ رسول اللّه ثوبه فوضعه على علي و فاطمه و حسن و حسين و قال: إنما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا. الخ. ثم قال الحاكم هذا حديث صحيح الاسناد و لم يخرجاه بهذا السياق و وافقه الذهبي مع تعصبه و عناده فى التذييل بقوله (صحيح).

و النسائي ذكره فى خصائصه ص 5 بسند آخر عن قطيبة بن سعيد البلخي

ص: 23

قال في ذيل الرواية لما نزلت (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) دعى رسول اللّه عليا و فاطمة و حسنا و حسينا فقال: ان هؤلاء أهل بيتي الخ. و فيه ص 11 و 23 في رواية محمد بن المثنى لما قال معاوية لسعد بن أبي وقاص ما يمنعك أن تسب ابن أبي طالب؟ قال لا أسبه ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول اللّه لان يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم و ما أسبه ما ذكرت حين نزل الوحي عليه فأخذ عليا و ابنيه و فاطمة فأدخلهم تحت ثوبه ثم قال: (رب هؤلاء أهل بيتي و أهلي) الخ. و في المناقب للحافظ الخوارزمي ج 1 ص 2 مثله. و في الخصائص لابن بطريق في الفصل الرابع ص 40 بعدة طرق من عدة كتب:

(منها) ما عن شيخ أهل الحديث أحمد بن حنبل في مسنده باسناده عن واثلة ابن الأصقع انه قال: طلبت عليا في منزله فقالت فاطمة عليها السلام ذهب يأتي برسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فجاء جميعا و دخلت معها و أجلس عليا من يساره و فاطمة من يمينه و الحسن و الحسين بين يديه ثم ألقى عليهم بثوبه و قال: (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً - اللهم ان هؤلاء عترتي و أهلي).

و فيه عنه باسناده حديث البرمة المعروفة بسند من ابن حوشب عن ام سلمة ان رسول اللّه قال: لفاطمة إيتيني بزوجك و ابنيك فجاءت بهم فألقى بهم كساء فدكيا قالت ثم وضع يده عليهم و قال: (اللهم ان هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك و بركاتك على محمد و آل محمد انك حميد مجيد) قالت ام سلمة فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه مني و قال انك على خير.

(و منها) ما عن حافظ أبي نعيم بعدة طرق متعددة عن ام سلمة قالت نزلت هذه الآية في بيتي (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) و في البيت سبعة جبرئيل، و ميكائيل، و رسول اللّه، و علي، و الحسن و الحسين، و فاطمة عليهم السلام و أنا على الباب فقلت يا رسول اللّه ألست من اهل البيت؟ قال انت على خير انك من أزواج النبي، و قد أكثر الحافظ هذا الحديث بطرق متعددة كلها بل جلها يرجع الى ام سلمة.

«3 ج 2 الشيعة و الرجعة»

ص: 24

(و منها) ما ذكره عن الجمع بين الصحيحين باسناده عن محمد بن أبي نصر الحميدي عن عائشه عن مصعب بن شيبة عن صفية بمثل ما ذكرناه عن مسلم فراجع.

و فيه ص 47 عن صحيح أبي داود و هو كتاب السنن في تفسير قوله تعالى:

«إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً»، عن عائشة و ذكر الحديث.

(و منها) ما عن الثعلبي فى قوله تعالى: طه . قال جعفر بن محمد عليهما السلام طه: طهارة أهل بيت محمد (صلی الله علیه و آله) ثم قرء: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً.

(قال الطبسي) لا مجال لا طالة البحث و إكثار النقل و الروايات من كتب القوم باختصاص الآية الشريفة بما ذكرناه متواترة فقد اتضح و تبين الحق و الحقيقة و تصافق الفريقان و اتحدت كلمة الامة و أهل الايمان بنزول الآية الكريمة في حق الخمسة و التسعة فالمجموع أربعة عشر نفوس طيبة طاهرة مطهرة عليهم يدور بركات الارض و السماء فهم مطهرون مقدسون بتصديق اللّه كما نص في كتابة العزيز فوجب اتباعهم و الاقتداء بهم و بأنوازهم و الانقياد بأحكامهم لأن حكمهم حكم اللّه و من لم يحكم بما انزل فاولئك هم الكافرون و الظالمون و الفاسقون.

الامر السادس إمتياز صدق الحديث عن كذبه

يمتاز صدق الحديث و كذبه بالعرض على كتاب اللّه فما وافق كتاب اللّه يؤخذ به و ما خالف يضرب على الجدار لعدة روايات منها قوله «ع»: فى الكافي الذي هو إحدى الصحاح عند الامامية و أنفس الكتب عن الامام الصادق «ع» عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) انه قال ان على كل حق حقيقة و على كل صواب نورا فما وافق كتاب اللّه فخذوه و ما خالف كتاب اللّه فدعوه، و عن العياشي عن أيوب ابن الحر الثقة الجليل قال سمعت أبا عبد اللّه الصادق «ع» يقول كل شيء مردود الى الكتاب و السنة و كل حديث لا يوافق كتاب اللّه فهو زخرف، و عنه عن هشام بن الحكم الثقة الجليل عن الصادق «ع» قال قال رسول اللّه بمنى أو بمكة

ص: 25

«أيها الناس ما جائكم عني يوافق القرآن فأنا قلته و ما جائكم عني لا يوافق القرآن فلم أقله»، و عنه عن سدير الثقة الجليل قال كان أبو جعفر و أبو عبد اللّه يقولا لي لا يصدق علينا إلا بما يوافق كتاب اللّه أو سنة نبيه، و في رواية محمد بن مسلم ما جاءك من رواية من بر أو فاجر يوافق كتاب اللّه فخذ به و ما جاءك من رواية من بر أو فاجر تخالف كتاب اللّه فلا تأخذ به، و في رواية اخرى عن مولانا الباقر ما جائكم عنا فان وجدتموه موافقا للقرآن فخذوا به و إن لم تجدوه موافقا فردوه و إن اشتبه الأمر عندكم فاقضوا عنده و ردوه الينا حتى نشرح من ذلك ما شرح لنا، و في صحيحة هشام بن الحكم عن الصادق «ع» لا تقبلوا علينا حديثا إلا ما وافق الكتاب و السنة أو تجدون معه شاهد من أحاديثنا المتقدمة فان المغيره بن سعيد (لع) دس في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدث بها أبي فاتقوا فلا تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا و سنة نبينا.

(قال الطبسي): و غيرها من الأخبار الكثيرة في هذا الموضوع الناهية عن الأخذ بما خالف الكتاب و السنة و ان المدار في جواز الاخذ الموافقة لأحدهما أو ما يوجد شاهد صدق من أخبارهم عليه و إلا رد عليهم حتى يشرحونه لنا كما شرح لهم لمن كان قبلهم من الائمة عليهم السلام.

(نعم) بقي الكلام في باب التقيدات و التخصيصات و المجملات و المبينات التي يمكن التوفيق بالجمع العرفي بينها فهل هي داخلة فيما خالف الكتاب و السنة أم لا؟ ففي بادىء النظر ربما يتوهم المعارضة و المخالفة بين قوله مثلا: (أكرم العلماء و لا تكرم الفساق أو صل و لا تصل في الدار المغصوبة) فلا إشكال في انه اذا لم يمكن التوفيق و الجمع بحمل العام على الخاص أو المطلق على المقيد تكون داخلة فيها و الذي يسهل الخطب ان العرف في مثل العموم و الخصوص بقسميه و المطلق و المقيد و المجمل و المبين لا يرى مناقضة فيها للجمع العرفي بينها و لعل ما دسه اللعين كان من قبيل التباين الكلي بأن يكون الخبر دالا على الايجاب و الكتاب ناطق بالحرمة أو بالعكس و تمام البحث في الاصول كما حققناه و الحاصل الأئمة عليهم السلام في تلك الروايات نظرهم الى إعطاء قاعدة كلية بأنه لا يجوز التسرع و الأخذ بكل خبر ورد عليكم بل لا بد لكم من التأمل التام من حيث السند و الدلالة و الجهة

ص: 26

خصوصا ما يتعلق بالأحكام و بالنسبة الى ما ورد في تفسير الآيات عنهم عليهم السلام

الامر السابع في ان للقرآن ظهرا و بطنا

و علم كل شيء فيه و علمه عند الائمة عليهم السلام و دعوى غير الائمة عليهم السلام ذلك فرية على اللّه و على رسوله نعم يمكن ذلك بتوسيطهم و تعليمهم و عندهم أنواع شتى من علوم القرآن و رموزه و ناسخه و منسوخه و انهم الراسخون في العلم): ففي ج 19 من بحار الأنوار ص 23 الى ص 29 نقلا عن العياشي (ره) عن جابر قال قال أبو عبد اللّه «ع» يا جابر ان للقرآن ظهرا و بطنا - ثم قال - يا جابر ليس شيء أبعد من عقول الرجال منه ان الآية لمشتركة أو لها فى شيء و أوسطها فى شيء و آخرها فى شيء و هو كلام متصل متصرف على وجوه.

و فيه عنه عن فضل بن يسار قال سألت أبا جعفر «ع» من هذه الرواية ما فى القرآن آية إلا و لها ظهر و بطن و ما فيه حرف واحد إلا و له حد و لكل حد مطلع ما يعني بقوله لها ظهر و بطن قال ظهره و بطنه تأويله منه ما مضى و منه ما لم يكن بعد يجري كما تجري الشمس و القمر كلما جاء منه شيء وقع قال اللّه تبارك و تعالى: (وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَ الرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) نحن نعلمه.

و فيه ان عليا «ع» مر على قاض فقال هل تعرف المنسوخ قال لا فقال هلكت و أهلكت، الحديث، و فيه عن ابراهيم بن عمر قال قال أبو عبد الله «ع» في القرآن ما مضى و ما يحدث و ما هو كائن كانت فيه أسماء الرجال فالقيت و إنما الاسم الواحد منه في وجوه لا يحصى يعرف ذلك الوصاة(1)، و فيه عن جابر عن ابي جعفر «ع» انه قال ما يستطيع أحد أن يدعى انه جمع القرآن ظاهره

ص: 27


1- الوصاة جمع الوصي كقضاة و رماة و المراد بها (الأئمة الأثنى عشر) عليهم السلام فان سنخ علم الوصي سنخ علم النبى و لا يليق بفهم كلمات اللّه إلا الأوصياء (الأئمة الأثنى عشر) واحدا بعد واحد و لذلك قال يعرف ذلك الوصاة.

و باطنه غير الأوصياء، و فيه عن ابن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام عن جابر قال سمعت أبا جعفر «ع» ما من أحد من الناس يقول انه جمع القرآن كله كما أنزله اللّه إلا كذاب و ما جمعه و ما حفظه كما أنزل اللّه إلا (علي بن أبي طالب) و الأئمة من بعده عليهم السلام.

الامر الثامن في ان علم التفسير و التأويل خاص بالائمة عليهم السلام

ليس لاحد التصرف فيهما و انه اذا فسر أحد القرآن من تلقاء نفسه فقد أخطأ أو أثم او فليتبوء مقعده من النار و إن أصاب الحق، ففي تفسير الصافي باسناده عن جابر عن مولانا الباقر قال سألته عن شيء من تفسير القرآن فأجابني ثم سألته ثانيا فأجابني بجواب آخر فقلت جعلت فداك كنت أجبت في هذه المسألة غير هذا قبل اليوم فقال له يا جابر ان للقرآن بطنا و للبطن بطنا و ظهرا و للظهر ظهرا يا جابر و ليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن ان الآية تكون أولها في شيء و آخرها في شيء و كلام متصل يتصرف على وجوه ذكره في ج 19 من بحار الانوار ص 25 عن العياشي.

و فيه عن هشام بن سالم عن أبي جعفر قال من فسر القرآن برأيه فأصاب الحق لم توجر فان أخطأ كان إثمه عليه، و فيه عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه «ع» من فسر القرآن برأيه إن أصاب الحق لم يوجر و إن أخطأ فهو أبعد ما بين السماء و الأرض، و عن العياشي عن أبي الصباح قال قال أبو عبد اللّه «ع» ان اللّه علم نبيه التنزيل و التأويل فعلمه رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) عليا، و في كتاب سليم بن قيس الهلالي الكوفي طبع النجف ص 41 قال علي لسليم فما نزلت عليه آية من القرآن إلا أقرأنيها و أملاها علي فكتبتها بخطي و دعا لي أن يفهمني إياه و يحفظني فما نسيت آية من كتاب اللّه مدة حفظتها و علمني تأويلها فحفظته و أملا علي فكتبته و ما تركت شيئا مما علمه اللّه من حلال و حرام أو أمر أو نهي أو طاعة و معصية كان أو يكون الى يوم القيامة إلا و قد علمنيه و حفظته و لم أنساه منه حرفا واحدا

ص: 28

ثم وضع يدة على صدري و دعا اللّه أن يملأ قلبي علما و فهما و فقها و حكما و نورا و أن يعلمني فلا أجهل و أن يحفظني فلا أنساه فقلت له ذات يوم يا نبي اللّه انك منذ يوم دعوت اللّه لم أنسى شيئا - فقال - يا أخي لست أتخوف عليك النسيان و لا الجهل و قد أخبرني اللّه انه استجاب فيك و في شركائك الذين يكونون من بعدك قلت: يا نبي اللّه و من شركائي؟ قال: الذين قرنهم اللّه بنفسه الذين قال اللّه تعالى فيهم: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) فان خفتم التنازع في أمرنا فأرجعوه الى اللّه و الى رسول اللّه و الى اولي الأمر منكم. قلت: يا نبي اللّه و من هم؟ قال: هم الأوصياء الى أن يردوا علي الحوض كلهم هاد مهتد لا يضرهم كيد من كادهم و لا خذلان من خذلهم هم مع القرآن و القرآن معهم لا يفارقونه و لا يفارقهم بهم ينصر اللّه امتي و يدفع عنهم و يستجاب ائهم. فقلت: يا رسول الله سمهم لي. فقال: ابني هذا و وضع يده على رأس الحسن ثم ابني هذا و وضع يده على رأس الحسين ثم ابن ابني هذا و وضع يده على رأس الحسين ثم ابن له علي اسمه اسمي محمد باقر علمي و خازن وحي الله و سيولد علي في حياتك فاقرأه مني السلام ثم تكلم الاثنى عشر إماما. فقلت: يا نبي الله سمهم لي فسماهم رجلا رجلا. منهم و الله يا بني هلال (مهدي هذه الامة) الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا و الله اني لأعرف جميع من يبايعه بين الركن و المقام و أعرف أسماء الجميع و قبائلهم.

الامر التاسع علوم القرآن و اهل البيت و معنى الأب و الفاكهة

قد عرفت سالفا على الاجمال باختصاص علوم القرآن بأنواعها بأهل البيت و لاحظ لغيرهم إلا بالتلقى منهم لما عرفت من انه ذو وجوه فقول غيرهم سلام الله عليهم لا حجة فيه و لا قيمة له فما قيل أو يقال فهي تخرصات دماغية و أشرنا سابقا بأنه لا يعلم تأويله إلا الله و الراسخون في العلم و لا شبهة في انهم هم الراسخون في العلم و المراد بالتأويل قد مر عليك في الجزء الأول ص 20 من هذا الكتاب بأنه إرجاع الكلام و صرفه عما هو الظاهر فيه الى بعض المعاني البعيدة عن الكلام

ص: 29

الى ما هو أخفى منه و الذي كان جاهلا بلغة القرآن كيف يعرف ذلك المعاني كما اتفق لبعض أجلاء الصحابة في لفظ - الأب - في قوله تعالى في سورة: «عَبَسَ وَ تَوَلّى» و في معنى - الكلالة -.

راجع تفسير جامع البيان للحافظ الطبري الذي هو أقدم تفاسير القوم و اتقنها ج 30 ص 38 في رواية بشر بن مفضل قال حدثنا حميد قال قال أنس بن مالك قرء عمر: عبس و تولى. حتى أتى على هذه الآية - و فاكهة و أبا - قال قد علمنا الفاكهة فما الأب؟ ثم قال أحسبه، و فيه عن أنس قال قرء عمر بن الخطاب «عَبَسَ وَ تَوَلّى» فلما أتى على هذه الآية - وَ فاكِهَةً وَ أَبًّا - قال قد عرفنا الفاكهة فما الأب قال لعمرك يابن الخطاب ان هذا لهو التكلف، و فيه عن موسى بن أنس عن أنس قال قرء عمر - وَ فاكِهَةً وَ أَبًّا - و معه عصا في يده فقال فما الاب ثم قال بحسبان ما علمنا و ألقى العصا من يده، و فيه عن معاوية بن قره عن أنس عن عمر ان هذا لهو التكلف،

و في المستدرك للحاكم ج 2 ص 514 في حديث ابن شهاب ان أنس بن مالك سمع عمر بن الخطاب يقول: (فأنبتنا فيها فاكهة و حبا * و عنبا و قضبا * و زيتونا و نخلا * و حدائق غلبا * و فاكهة و ابا) فقال كل ذلك قد عرفنا فما الاب ثم نقض عصا في يده فقال هذا لعمر الله التكلف اتبعوا ما تبين لكم من هذا الكتاب، و صححه الحاكم بقوله هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه و وافقه الذهبي في التذييل و في تفسير الرازي ج 8 ص 389 فراجع، و مما يضحك به الثكلى اعتذار ابن حجر في شرح البخاري انكار كون لفظ الأب عربيا ثم ايده بجهل عمر و أبي بكر، و فى تفسير الطبري ج 30 ص 38 ان ابن عباس سئل عن - الأب - فأجاب، و فيه فى حديث عاصم بن كليب عن أبيه عن ابن عباس قال عد سبعا رزقه فى سبع و جعله فى سبع و قال فى آخر ذلك - الأب - ما انبتت الأرض، و فى رواية اخرى ان الأب نبت الأرض مما يأكله الدواب و لا يأكله الناس و فى ثالثة فى حديث أبي كريب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس انه عد السبع و قال - الأب - ما أنبتت الأرض للأنعام، و فيه عن مجاهد الأب الرعي.

(قال الطبسي): و إنما كان ابن عباس يعرف ذلك لانه كان يخدم و يلازم

ص: 30

باب علم النبي (صلی الله علیه و آله) علي بن أبي طالب عليهما السلام و اقتبس منه و لسنا فى إطالة الكلام فى المقام فالمقصود الاشارة الى ان علوم القرآن لا تناله يد كل أحد و البقية نوكله الى انصاف المنصفين و الى العقول السليمة.

و أما للكلالة: فقد سئل أبو بكر عنها فقال اني رأيت فى الكلالة رأيا فان كان صوابا فمن اللّه وحده لا شريك له و إن كان خطأ فمني و من الشيطان و اللّه منه بريء، ان الكلالة ما يأخذ الولد و الوالد، فلما استخلف عمر قال اني لأستحي من اللّه تبارك و تعالى أن اخالف أبا بكر فى رأي رآه. راجع تفسير الطبري ج 4 ص 192 و لا يهمنا تعداد بقية تفاسيرهم.

الامر العاشر في بطلان القياس بالرأي

في بطلان القياس بالرأي و ابرازه في الكتاب و الأحكام من دون مراجعة من نزل عليهم الخطاب. ففى الكافى و ج 1 من بحار الأنوار في رواية الشحام قال دخل قتادة على أبي جعفر «ع» فقال له يا قتادة أنت فقيه أهل البصرة فقال هكذا يزعمون. قال أبو جعفر «ع» بلغني انك تفسر القرآن قال له قتادة نعم فقال أبو جعفر بعلم تفسيره أم بجهل؟ قال لا بعلم قال له أبو جعفر فان كنت تفسيره فأنت أنت و أنا أسألك قال قتادة سلني قال أخبرني عن قول اللّه عز و جل في سورة سبأ (وَ قَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَ أَيّاماً آمِنِينَ) قال قتادة من خرج من بيته بزاد و راحلة و كرى حلال يريد هذا البيت فيقطع عليه الطريق فيذهب نفقته و يضرب مع ذلك ضربة فيها احتياجه قال قتادة اللهم نعم. فقال أبو جعفر «ع» إن كنت إنما فسرت القرآن من تلقاء نفسك هلكت و إن كنت أخذته من الرجال هلكت و أهلكت ويحك يا قتادة ذلك من خرج من بيته بزاد حلال و كري حلال يؤم هذا البيت عارفا بحقنا فهوانا قلبه كما قال اللّه تعالى (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ) و لم يعني البيت فنحن و اللّه دعوة ابراهيم التي من هوانا قلبه قبلت حجته و إلا فلا يا قتادة إنما يعرف القرآن من خوطب به.

و في العلل ص 40 باسناده عنه «ع» قال لأبي حنيفة أنت فقيه أهل العراق

ص: 31

قال نعم قال فبم تفتيهم قال بكتاب اللّه و سنة نبيه قال يا أبا حنيفة تعرف كتاب اللّه حق معرفته و تعرف الناسخ من المنسوخ فقال نعم قال يا أبا حنيفة لقد ادعيت علما ويلك ما جعل ذلك إلا عند أهل الكتاب الذين أنزله عليهم ويلك و هو لا يكون إلا عند الخاص من ذرية نبينا و ما أراك تعرف من كتابه حرفا فان كنت كما تقول و لست كما تقول فأخبرني عن قول اللّه عز و جل (سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَ أَيّاماً آمِنِينَ) و أين ذلك من الأرض قال أحسبه ما بين مكة و المدينة فالتفت أبو عبد اللّه الى أصحابه فقال تعلمون ان الناس يقطع عليهم ما بين مكة و المدينة فتؤخذ اموالهم و لا يؤمنون على أنفسهم و يقتلون قالوا نعم فسكت أبو حنيفة قال «ع» يا أبا حنيفة أخبرني عن قول اللّه عز و جل (وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً) أين ذلك من الارض قال الكعبة قال «ع» أفتعلم ان الحجاج بن يوسف حين وضع المنجنيق على ابن الزبير في الكعبة فقتله كان آمنا فيها فسكت أبو حنيفة ثم قال «ع» اذا ورد عليك شيء ليس فى كتاب اللّه و لم تأت بها الآثار و السنة كيف تصنع قال اصلحك اللّه أقيس و أعمل برأي قال «ع» يا أبا حنيفة أول من قال ابليس اللعين على ربنا تبارك و تعالى فقال (أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) فسكت أبو حنيفة فقال «ع» يا أبا حنيفة أيهما أرجس البول أم الجنابة فقال البول قال فما بال الناس يغتسلون من الجنابة و لا يغتسلون من البول فسكت فقال «ع» أيها افضل الصلاة أو الصوم قال الصلاة قال (ع) فما بال الحائض تقضي صومها دون صلاتها فسكت أبو حنيفة.

(قال الطبسي): و له قضايا مع مولانا الامام الصادق عليه السلام فالغرض الاشارة الى ان القياس و الافتاء بالرأي باطل عاطل لما عرفت و سيأتي في الأسألة الكثيرة التي سنوردها عن الامام الصادق (ع) عنه فى القياس و عجزه عن جوابها فالمتبع الكتاب بضميمة تفاسير أهل البيت و الاخبار الصادرة عن المعصومين فهما الحجة و لا دليل على حجية قول غيرهم سلام اللّه عليهم اجمعين.

«4 ج 2 الشيعة و الرجعة»

ص: 32

الامر الحادى عشر فى النهي عن القياس

بالخصوص و عدم معرفة من يقيس القياس، روى الشيخ الجليل الثقة في العلل باسناده في رواية عيسى بن عبد اللّه القرشي قال دخل ابو حنيفة على أبي عبد اللّه (ع) فقال يا أبا حنيفة بلغني انك تقيس قال نعم أنا اقيس قال (ع) لا تقس فان أول من قاس ابليس حين قال خلقتني من نار و خلقته من طين فقاس ما بين النار و الطين و لو قاس نورية آدم بنورية النار عرف فصل ما بين النورين و صفاء أحدهما على الآخر و لكن قس رأسك و أخبرني عن اذنيك ما لهما مرتان قال لا أدري قال «ع» فأنت لا تحسن تقيس رأسك فكيف تقيس الحلال و الحرام قال يابن رسول اللّه أخبرني ما هو قال ان اللّه جعل الاذنين مرتين لان لا يدخلهما شيء إلا مات و لو لا ذلك لقتل ابن آدم الهوام و جعل الشفتين عذبتين ليجد ابن آدم طعم الحلاوة و المرارة و جعل العينين مالحتين لأنهما شحمتان و لو لا ملوحتهما لذابتا و جعل الانف باردا سائلا لئلا يذغ فى الرأس إلا أخرجه و لو لا ذلك لثقل الدماغ و تدود.

و فيه عنه: عن ابن شبرمة قال دخلت أنا و أبو حنيفة على جعفر بن محمد «ع» فقال يا أبا حنيفة اتق اللّه و لا تقس الدين برأيك فان أول من قاس ابليس (الى آخر ما ذكرنا) باضافة قوله «ع» لابي حنيفة أخبرني عن كلمة أولها(1)

ص: 33


1- فى حياة الحيوان للعلامة الشيخ كمال الدين الدميري المتوفى سنة 808 هج ج 2 ص 102 فى باب الظاء المعجمة في - الظبي - يقول ولد الظبية أول سنة طلا بفتح الطاء و خشف بكسر الخاء المعجمة ثم في السنة الثانية جذع ثم في السنة الثالثة ثنى ثم لا يزال ثنيا حتى يموت، و ذكر عن ابن خلكان فى ترجمة جعفر الصادق «ع» انه سأل أبا حنيفة ما تقول فى محرم كسر رباعية ظبي فقال يابن بنت رسول اللّه لا أعلم ما فيه فقال ان الظبي لا يكون رباعيا و هو ثنى أبدا الخ. و نقل عن ابن شبرمة انه قال دخلت أنا و أبو حنيفة على جعفر بن محمد «ع» فقلت هذا رجل فقيه من أهل العراق فقال لعله الذى يقيس برأيه أهو النعمان بن ثابت قال و لم أعلم باسمه إلا ذلك اليوم فقال له أبو حنيفة نعم أنا ذلك أصلحك اللّه فقال له جعفر اتق اللّه و لا تقس الدين برأيك فان أول من قاس برأيه ابليس إذ قال أنا خير منه فأخطأ بقياسه فضل قال أتحسن أن تقيس رأسك من جسدك قال لا قال جعفر «ع» فأخبرني لم جعل اللّه الملوحة في العينين و المرارة فى الاذنين و الماء في المنخرين و العذوبة في الشفتين لأي شيء جعل اللّه ذلك قال لا أدري قال جعفر «ع» ان اللّه خلق العينين فجعلهما شحمتين و خلق الملوحة فيها منا منه على ابن آدم و لو لا ذلك لذابتا فذهبتا و جعل المرارة في الاذنين منا منه عليه و لو لا ذلك لهجمت الدواب فأكلت دماغه و جعل الماء في المنخرين ليصعد فيه النفس و ينزل و يجد منه الريح الطيبة من الريح الرديئة و جعل العذوبة في الشفتين ليجد ابن آدم لذة المطعم و المشرب ثم قال لأبي حنيفة أخبرني عن كلمة أولها شرك و آخرها إيمان قال لا أدري قال جعفر هو كلمة (لا إله إلا اللّه) فلو قال لا إله ثم سكت كان شركا ثم قال ويحك أيما أعظم عند اللّه إثما قتل النفس التي حرم اللّه بغير حق أو الزنا قال بل قتل النفس قال جعفر «ع» ان اللّه تعالى قد قبل في قتل النفس شهادة شاهدين و لم يقبل في الزنا إلا شهادة أربع فانى يقوم لك القياس. ثم قال أيما أعظم عند اللّه الصوم أو الصلاة قال الصلاة قال فما بال الحائض تقضي الصوم و لا تقضي الصلاة اتق اللّه يا عبد اللّه و لا تقس الدين برأيك فانا نقف غدا و من خالفنا بين يدي اللّه فنقول قال اللّه و قال رسول اللّه و تقول أنت و أصحابك سمعنا و رأينا فيفعل اللّه بنا و بكم ما يشاء. انتهى ما فى حياة الحيوان فراجع و تأمل فيما جرى بينهما فافهم و تبصر إن كنت مننصفا فيما قاله جعفر بن محمد عليه السلام و لا تقس الدين برأيك فانا نقف غدا الخ يعني في المحكمة الآلهية يسأل اللّه عني و عنك فيما قلت و قلت فى أحكام اللّه فاستعد للسؤال جوابا.

شرك و آخرها إيمان قال لا أدري قال لا إله إلا اللّه لو قال لا إله كان شرك و لو قال إلا اللّه كان إيمان ثم قال «ع» ويحك أيهما أعظم قتل النفس أو الزنا قال قتل النفس قال فان اللّه قد قبل قتل النفس شاهدين و لم يقبل في الزنا إلا أربعة.

و في رواية سأله الصادق «ع» أخبرني عن رجل أعمى فقأ عين و قطع يد

ص: 34

و رجل كيف يقام عليه الحد قال إنما أنا رجل عالم بمباعث الأنبياء قال «ع» اخبرني عن قول اللّه عز و جل لموسى و هارون حين بعثهما الى فرعون لعله (يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى) و لعل منك شك قال نعم قال «ع» فكذلك من اللّه شك إذ قال لعل قال أبو حنيفة لا علم لي قال «ع» تزعم انك تفتي بكتاب اللّه و لست ممن ورثه و تزعم انك صاحب رأي و كان الرأي من رسول اللّه صوابا و من دونه خطأ لأن اللّه تعالى قال (فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللّهُ) و لم يقل ذلك لغيره و تزعم انك صاحب حدود و من أنزلت عليه أولى بعلمها منك و تزعم انك عالم بمباعث الأنبياء و خاتم الأنبياء أعلم منك بمباعثهم لو لا أن يقال دخل على ابن رسول اللّه فلم يسأله عن شيء ما سألتك عن شيء فقس إن كنت مقيسا قال لا تكلمت بالرأي و القياس في دين اللّه بعد هذا المجلس قال «ع» كلا ان حب الرياسة غير تاركك كما لم يترك من كان قبلك.

(قال الطبسي): إنا لم نقل شيئا و لم نتصرف في القصة بل نقلنا المكالمة بينهما كما وجدنا و نترك ما يستفاد فيها الى أهل الذوق و الانصاف الذين لا يتبعون الشهوات بل الذين ينظرون الى ما صدر منهما في فنون شتى من التفسير و التأويل و الطب و التشريح و القياس و التأريخ و غيرها فيتبعون أحسنه و يجعلون عقولهم حاكما بين القولين و قاضيا على الطرفين و نعم الحكم اللّه.

الامر الثانى عشر ما وجد من الحق و الصواب عند غيرنا مأخوذ منا

أشرنا في الجزء الأول ص 24 بأنه اذا رأيتم شيئا من الصواب و الحق في كتب القوم هداهم اللّه أو في كتب غيرهم فلا تحتمل انه صدر منهم أصلا بل إنما هو شيء أخذوا من كتبنا و علوم أئمتنا في أي فن معقولا و منقولا فقها و اصولا على ما نشير اليه إنشاء اللّه فانهم خزان علم اللّه و تراجمة كلامه و وحيه أو تعلموا و اقتبسوا ممن تعلم و اقتبس من علومهم كسلمان المحمدي و ابن عباس حبر الامة و ابى ذر الغفاري و أمثالهم من مواليهم في كل عصر فقد ظهر و تبين لك حال أحد الأربعة من أئمتهم بل أعلمهم و أفضلهم فكيف حال البقية ضرورة تعليم أمثالهم لغيرهم اما ان يكون ما يعلمونهم بامور خيالية دماغية غير مأخوذة من مبدء صحيح

ص: 35

فهو خطأ محض و القائل مفتري لكتاب اللّه و داخل في قوله تعالى: (قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ) و الجاهل بحكم اللّه اذا بين شيئا لغيره يكون مفتريا على اللّه مطلقا اصولا و فروعا كما صدر عن بعض الصحابة في دخول الجنب عليه و سؤاله عن تكليفه:

انظر ج 1 ص 193 من صحيح مسلم باب التيمم باسناده عن سعيد بن عبد الرحمن بن ابزي عن أبيه ان رجلا أتى عمر فقال اني أجنبت فلم أجد ماء فقال لا تصل فقال عمار بن ياسر رضوان اللّه عليه أما تذكر يا أمير المؤمنين إذ أنا و انت في سرية فأجنبنا فلم نجد ماء أما أنت فلم تصل و أما أنا فتمعكت في التراب و صليت فقال النبي (صلی الله علیه و آله) إنما كان يكفيك أن تضرب بيديك الأرض ثم تنفخ ثم تمسح بهما وجهك و كفيك فقال عمر اتق اللّه يا عمار قال إن شئت احدث به.

و فيه بطريق آخر عن الابزي عن أبيه ان رجلا أتى عمر فقال اني أجنبت فلم أجد ماء (و ساق الحديث) و زاد فيه قال عمار يا أمير المؤمنين إن شئت لما جعله الله علي من حقك لما احدث به أحدا.

و في ج 1 من بداية المجتهد و نهاية المقتصد لابن رشد القرطبي ص 59 يقول مما أخرجه البخاري و مسلم ان رجلا أتى عمر الحديث. و الحديث مشهور معروف بين المحدثين.

و عن ابن حجر هذا المذهب كان مشهورا من عمر و لا أظن أحدا ينكر ذلك و الامر الفظيع كون هذه القصة في حياة النبي الاعظم و قد أدى اجتهاد الخليفة الى ذلك بمحضر من النبي و لكن كيف التوفيق مع إكمال الدين و اتمامه بيان الأحكام مما يحتاج اليه الانام و منها حكم الجنب و فاقد الماء نعم لقائل أن يقول لعل الخليفة رحمة اللّه عليه ما سمع من رسول الله آية التيمم و عدم نزولها بعد و يدفعه بنزولها في سورة المائدة و سورة النساء أو يقول سمع و لكن غفل عن ذلك و نسى بأن حكم الفاقد الماء اذا أجنب هو التيمم و لذا قال فى جواب السائل لا تصل و لكن عمار بن ياسر (ره) كان على ذكر من ذلك و لذا نبهه بقوله أما تذكر يا أمير المؤمنين الخ. أو يقال لا ينافي هذا و أشباهه مقام الخلافة بأن يكون متذكرا لهذه الأحكام البسيطة و يتمسكون بحديث الرفع بأن السهو و النسيان

ص: 36

كالطبيعة الثانية للانسان و إنما الذي لا يسهو الذي لا إله إلا هو و المعصوم فقط و الخليفة لا يدعي العصمة فتأمل جيدا حتى تستبين لك الأمر (و اتبع ما اوحى اليك من ربك).

الامر الثالث عشر في لزوم بث الأخبار و الآثار النبوية

و الحث عليها لما فيها من احياء الدين و تشديد شريعة سيد المرسلين. و الروايات فى ذلك فوق التواتر من الطرفين اما فى كتب القوم ففي ج 1 من كتاب المستدرك للحاكم ص 86 باسناده عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن ابيه جبير قال قام رسول الله (صلی الله علیه و آله) بالخيف فقال نظر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها ثم اداها الى من لم يسمعها فرب حامل فقه لا فقه له و رب حامل فقه الى من هو افقه منه الحديث و صححه الحاكم على شرط الشيخين و فيه بهذا السند بعينه ثم قال قد اتفق هؤلاء الثقات على رواية هذا الحديث عن محمد بن اسحاق الزهري و خالفهم عبد الله بن نمير وحده و في التذييل لذهبي يقول بعد إيراد الخبرين و في الباب عن جماعة من الصحابة فمن ذلك حديث حاتم بن ابي صغير عن سماك بن حبر عن نعمان بن بشير خطبنا رسول الله (صلی الله علیه و آله) فقال نظر الله وجه امرىء سمع مقالتي فحملها فرب حامل فقه غير فقيه و رب حامل فقه الى من هو افقه منه.

و فيه ج 1 ص 88 باسناده عنه (صلی الله علیه و آله) و هو بالخيف من منى رحم الله عبدا سمع مقالتي فوعاها ثم اداها الى من لم يسمعها فرب حامل فقه لا فقه له و رب حامل فقه الى من هو افقه منه ثم قال فى المتن و فى الباب عن جماعه من الصحابة منهم عمر بن الخطاب و عثمان و علي و عبد الله بن مسعود و معاذ بن جبل و ابن عمر و ابن عباس و ابو هريرة و غيرهم عدة و حديث النعمان بن بشير من شرط الصحيح.

و فيه ص 91 باسناده عن رسول الله انه قال من دخل مسجدنا هذا ليتعلم خبرا او يعلمه كان كالمجاهد فى سبيل الله.

و فيه ص 91 مثله بأدنى تفاوت و صححه الحاكم على شرط الشيخين و وافقه

ص: 37

الذهبي فى التذييل.

و فيه ص 94 باسناده عن ابي نضرة عن ابي سعيد قال (صلی الله علیه و آله) تذاكروا الحديث فان مذاكرة الحديث تهيج الحديث.

و فيه ص 95 عن علي بن ابي طالب عليه السلام فى رواية عبد بن بريدة انه قال عليه السلام تذاكروا الحديث فانكم الا تفعلوا يندرس.

و فيه ص 95 عن علقمة قال قال عبد الله تذاكروا الحديث فان ذكر الحديث حياته.

(قال الطبسي): و غيرها مما يدل على لزوم الحديث و البحث لكن روى الحاكم فى ج 1 من المستدرك ص 102 عن قرظة بن كعب قال خرجنا نريد العراق فمشى معنا عمر بن الخطاب الى صرار فتوضأ ثم قال اتدرون لم مشيت معكم قالوا نعم نحن اصحاب رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) مشيت معنا قال انكم تأتون اهل قرية لهم دوى بالقرآن كدوي النحل فلا تبدأونهم بالأحاديث فيشغلونكم جرودا القرآن و اقلوا الرواية عن رسول الله (صلی الله علیه و آله) و امضوا انا شريككم فلما قدم قرظة قالوا حدثنا قال نهانا ابن الخطاب. و صححه الحاكم بقوله هذا حديث صحيح الاسناد له طرق تجمع و يذاكر بها و قرظة بن كعب الأنصاري صحابي سمع عن رسول الله صلى الله عليه و آله نسأل القراء الكرام بأي وجه و علة منع الخليفة عن تحديث قرظة الانصاري اهل الكوفة مع هذه الروايات الكثيرة الدالة على اداء ما تحمل قرظة و سمع عن رسول الله فهل الخليفة كان اعرف من رسول الله او كان فى نظره شيئا كان يعرفه قرظة مما سمعه عن رسول الله لا يناسب مقام الخليفة ذكره كما فى قصة عمار بن ياسر و التيمم او ما قال رسول الله (صلی الله علیه و آله) من كتم علما الجمة الله يوم القيامة بلجام من النار ذكره فى المستدرك ج 1 ص 102 و اما فى اصولنا المعتبرة فوق ما تريد من الأخبار الدالة على التحريص و الترغيب مثل قولهم بث علمك فى بني عمك فانه سيأتي زمان هرج و مرج و لا يأنسون إلا بكتبهم غاية الأمر لا بد و ان يؤخذ ممن يوثق به كقوله «ع» لا تأخذن معالم دينك من غير شيعتنا فانك إن تعديتهم اخذت دينك من الخائنين الذين خانوا الله و رسوله و خانوا اماناتهم انهم إئتمنوا على كتاب الله فحرفوه و بدلوه.

ص: 38

الامر الرابع عشر

في ان جميع العلوم(1) يرجع الى علي بن أبي طالب عليهما السلام . ان ساير

ص: 39


1- قال الطبسي: في الجزء الاول من شرح النهج لابن أبي الحديد ص 8 يقول في علمه و ما أقول في رجل أقر له أعداءه و خصومه بالفضل و لم يمكنهم جحد مناقبه و لا كتمان فضائله فقد علمت انه استولى بنو امية على سلطان الاسلام في شرق الأرض و غربها و اجتهدوا بكل حيلة في إطفاء نوره و التحريف عليه و وضع المعايب و المثالب له و لعنوه على جميع المنابر و توعدوا ما دحيه بل حبسوهم و قتلوهم و منعوا من رواية حديث يتضمن له فضيلة أو يرفع له ذكرا حتى حضروا أن يسمى أحد باسمه فما زاده ذلك إلا رفعة و سموا و كان كالمسك كلما ستر انتشر عرفه و كلما كتم تضوع نشره و كالشمس لا تستر بالرياح و كضوء النهار انه حجبت عنه عين واحدة أدركته عيون كثيرة. و ما أقول في رجل تعزى اليه كل فضيلة و تنتهي اليه كل فرقة و تتجاذبة كل طائفة فهو رئيس الفضائل و ينبوعها و أبو عذرها و سابق مضمارها و مجلي حليتها كل من بزغ فيها بعده فمنه اخذ و له اقتفى و على مثاله احتذى و قد عرفت ان اشرف العلوم من كلامه عليه السلام اقتبس و عنه نقل و اليه انتهى و منه ابتدأ فان المعتزلة الذين هم أهل التوحيد و العدل و أرباب النظر و منهم تعلم الناس هذا الفن تلامذته و أصحابه لأن كبيرهم ابن عطاء تلميذ أبي هاشم عبد اللّه بن محمد بن الحنفية و أبو هاشم تلميذ أبيه عليه السلام (و اما الأشعرية) فانهم ينتمون الى أبي الحسن علي ابن ابي بشر الاشعري و هو تلميذ أبي علي الجبائي و أبو علي أحد مشايخ المعتزلة فالأشعرية ينتهون بآخره الى استاذ المعتزلة و معلمهم و هو علي بن أبي طالب «ع». (و اما الامامية) و الزيدية فانتماؤهم اليه ظاهر. و من العلوم علم الفقه و هو عليه السلام أصله و أساسه و كل فقيه فى الاسلام فهو عيال عليه و مستفيد من فقهه. أما أصحاب أبي حنيفة كأبي يوسف و محمد و غيرهما فأخذوا عن أبي حنيفة. و أما الشافعي فقرأ على محمد بن الحسن فيرجع فقهه أيضا الى ابي حنيفة. و أما احمد بن حنبلي فقرأ على الشافعي فيرجع أيضا الى أبي حنيفة قرأ على جعفر بن محمد عليه السلام و قرأ جعفر على ابيه و ينتهي الامر الى علي عليه السلام و اما مالك بن انس فقرأ على ربيعة و قرأ ربيعة على عكرمة و قرأ عكرمة على عبد اللّه بن عباس و قرأ عبد اللّه بن عباس على علي عليه السلام و إن شئت رددت اليه فقه الشافعي بقرائته على مالك كان لك ذلك فهؤلاء الفقهاء الاربعة (و اما فقه الشيعة) فرجوعه اليه ظاهر و ايضا فان فقهاء الصحابة مثل عمر بن الخطاب و عبد اللّه ابن عباس كلاهما اخذا عن علي عليه السلام اما ابن عباس فظاهر و اما عمر فقد عرف كل احد رجوعه اليه في كثير من المسائل التي اشكلت عليه و على غيره من الصحابة و قوله غير مرة (لو لا علي لهلك عمر) و قوله (لا بقيت لمعضلة ليس لها ابو الحسن) و قوله (لا يفتين احد في المسجد و علي حاضر) فقد عرف بهذا الوجه ايضا انتهاء الفقه اليه. و قد روت العامة و الخاصة قوله (صلی الله علیه و آله) «اقضاكم علي و القضاء هو الفقه» فهو إذا افقههم (الى ان يذكر و يقول) عن عبد اللّه بن عباس و قد علم الناس حال ابن عباس فى ملازمته له و انقطاعه اليه و انه تلميذه و خريجه و قيل له اين علمك من علم ابن عمك فقال كنسبة قطرة من المطر الى البحر المحيط، و في ينابيع المودة ج 1 ص 7 عن الكلبي قال ابن عباس علم النبي من علم اللّه و علم علي من علم النبي و علمي من علم علي و ما علمي و علم الصحابة فى علم علي إلا كقطرة في سبعة ابحر و اما عمر رحمة اللّه عليه فرجوعه اليه «ع» في جميع مشكلاته و اجوبة المسائل لا يخفى على احد، و قال في الينابيع ج 1 ص 70 انه قال في عدة مواضع (لو لا علي لهلك عمر) و راجع ما كتبه سيدنا العلامة الحجة السيد حسن الصدر «ره» فى كتابه (الشيعة و فنون الاسلام) تجد صدق ما ادعيناه.

الناس مقتبسين و مكتسبين علومهم من انوار علي بن ابي طالب عليه السلام و انوار اولاده الاحد عشر و لا يوجد سلبا كليا شيء من الصواب في كتب غيرنا إلا و هو مأخوذ من أئمتنا صلوات اللّه عليهم اجمعين ضرورة ان مفاتيح العلوم بأيديهم و هم

«5 ج 2 الشيعة و الرجعة»

ص: 40

خزان العلم و يدلك على ذلك حديث المتواتر بين الفريقين عن رسول اللّه انه قال (أنا مدينة العلم و علي بابها) و المراد جنس العلم فيشمل جميع العلوم فلو كان لها باب آخر لبينه ان ليس فليس و يؤيد ذلك ما فى أخبارنا على ما رواه في البحار بسنده عن الثقات من مثل حريز و محمد بن مسلم عن أبي جعفر «ع» قال سمعته يقول ليس عند أحد من حق أو صواب و ليس عند أحد من الناس يقضي بقضاء فيه الحق إلا مفتاحه عند علي بن أبي طالب فاذا تشعبت بهم الامور كان الخطأ من قبلهم و الصواب من قبله.

و فيه باسناده عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر «ع» يقول انه ليس عند أحد علم و لا حق و لا فتيا إلا شيئا أخذ عن علي بن أبي طالب و عنا أهل البيت و ما من قضاء يقضي بحق أو صواب إلا بدء ذلك و مفتاحه و سببه و علمه من علي ابن أبي طالب «ع» و منا فاذا اختلفت عليهم أمرهم و قاسوا و عملوا بالرأي كان الخطأ من قبلهم اذا قاسوا و كان الصواب اذا اتبعوا الآثار من قبل علي. و في كتبنا فى رواية المحاسن مثله بعينه.

و رواية أبي مريم لسلمة بن كهيل و الحكم بن عيينة عن أبي جعفر «ع» انه قال شرقا و غربا لن تجدا علما صحيحا إلا شيئا يخرج من عند أهل البيت.

و فيه عن جابر عن أبي جعفر «ع» انه قال من دان اللّه بغير سماع من صادق الزمه اللّه التيه (التحير في الدين) الى يوم القيامة.

و فيه عن جابر عن أبي جعفر «ع» انه قال لنا أوعية نملاها علما و حكما من ليست لها بأهل فما نملاؤها إلا لتنقل الى شيعتنا فانظروا الى ما فى الأوعية فخذوها ثم صفوها من الكدورة تأخذوها بيضاء نقية صافية و إياكم و الأوعية فانها وعاء سوء فتنكبوها.

و فيه عنه عن الصادق «ع» انه قال اطلبوا العلم من معدن العلم في أوعية سوء و احذروا باطنها فان في باطنها الهلاك و عليكم بظاهرها فان في ظاهرها النجاة.

(قال الطبسي): المراد بالأمر بالتصفية لعله لأجل التأمل و التحقيق فيها حتى يتميز الخبيث من الطيب و الحق من الباطل فيما اختلط أخبارهم بأخبارنا و قوله عليه السلام فى الرواية الأخيرة و التحذير من باطنها لعل النظر الى تمييز العقائد

ص: 41

الصحيحة من العقائد الفاسدة الكاسدة و الحاصل انه لا يتسرع الأخذ بها و التلقي بمجرد وصول الخبر و الاعتماد عليها من كل من يخبر بل يؤخذ معالم الدين عن الموثقين المرويين عن الصادقين المصدقين عند اللّه و عند رسوله لحجية أقوالهم و أفعالهم و رواة احاديثهم بخلاف ما اذا أخذ بقول غيرهم فانه لا عذر له عند اللّه لعدم حجية قوله و الى ذلك أشار في رواية الشحام في تفسير قوله تعالى (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ) أي انظروا عمن تأخذون علمكم.

و عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) (ان لكم معالم فاتبعوها و نهاية فانتهوا اليها) و لا إشكال في ان المراد بتلك المعالم المأمور بها الائمة الأثنى عشر و بالنهاية ما بينوا للناس من الأحكام الشرعية و حدودها التي لا بد من المتدين اتباعها و عدم التجاوز عنها فانها هي النهاية المنهيه عنها فلا يجوز التعدي منها و من يتعد حدود اللّه فاولئك هم الظالمون. أفيقوا أفيقوا يا أهل البصيرة كيف أتم النبي الأعظم الحجة على الخلق.

الامر الخامس عشر في ان البسملة جزء من كل سورة إلا سورة البرائة:

خلافا لبعض الناس و فعل المعاوية عليه الهاوية و تركها فى الصلاة و ترك التكبيره لا قيمة لها لا قولا و لا فعلا و لذلك اعترض عليه المهاجرون و الأنصار بقولهم نقصت الصلاة يا معاوية كما يأتي مضافا الى ما ورد فى عدة من كتبهم كما يأتى عن قريب من ان البسملة من القرآن و انها من السبع المثانى و انه لا يعرف فصل السور إلا بها و العمدة الأخبار المتواترة الواردة في انها جزء من كل سورة.

أما من طرقنا: ففي التهذيب عن مولانا الصادق «ع» ان محمدا سأله عن السبع المثانى و القرآن العظيم هي الفاتحة قال نعم قلت بسم اللّه الرحمن الرحيم من السبع قال نعم هي أفضلهن.

و عن الباقر (ع) قال سرقوا أكرم آية من كتاب اللّه (بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) و في العيون باسناده عن سيد الموحدين قيل له أخبرنا عن بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أ هي من فاتحة الكتاب قال فقال نعم فان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) كان يقرؤها و يعدها

ص: 42

آية منها و يقول هي من السبع المثانى و رواه في الوسائل ج 1 ص 352.

و عن العياشي عن الصادق (ع) قال ما لهم قتلهم اللّه عمدوا الى أعظم آية في كتاب اللّه فزعموا انها بدعة اذا أظهروها. هذا ما أردنا ذكره من طرقنا.

و أما من كتب القوم: زائدا على ما أشرنا اليه. ففي المستدرك للحاكم ج؟؟؟ ص 551 باسناده عن عبد اللّه بن مبارك الى ابن عباس في السبع المثاني قال هن فاتحة الكتاب قرأها ابن عباس ب بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ سبعا قال ابن جريح فقلت لأبي اخبرك سعيد بن جبير عن ابن عباس انه قال بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ آية من كتاب اللّه؟ قال نعم ثم قال قرأها ابن عباس في الركعتين جميعا. و فيه ص 550 عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.

و فيه عن عبد الرزاق بن هما عن سعيد بن جبير عن ابن عباس و صححه الحاكم على شرط الشيخين و في الرواية الأخيرة قال ابن عباس و لقد آتيناك سبعا من المثاني قال فاتحة الكتاب ثم قال (بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اَلْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) فقلت لابي فقد أخبرك سعيد ان ابن عباس قال بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ آية من كتاب اللّه قال نعم. و فيه في حديث عثمان بن عمر مثله إلا انه بعد إتمام الفاتحة قال أخرجها اللّه لكم فما أخرجنا لغيركم.

و في نيل الأوطار للشوكانى ج 2 ص 200 بعد ما أكثر من الأقوال من المثبتين و النافين ذكر عن الشافعي عن أنس بن مالك قال صلى معاويه بالناس بالمدينة صلاة جهر فيها فلم يقرء بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ و لم يكبر في الخفض و الرفع فلما فرغ ناداه المهاجرون و الأنصار يا معاوية نقصت الصلاة أين بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ و أين التكبيرة اذا خفضت و رفعت فكان اذا صلى بهم بعد ذلك قرء بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ و كبر.

و فيه ج 2 ص 206 فى حديث أبى مليكة عن ام سلمة ان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قرء في الصلاة (بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) فعدها آية (الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) آيتين (الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ثلاث آيات (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) أربع آيات و قال هكذا الخ.

و فى تفسير النيشابوري عن أبى حنيفة و من تابعه انها ليست بآية من الفاتحة.

(قال الطبسي): و هذا طعن لرواية أبى مليكة المفصلة المصرحة و اجتهاد

ص: 43

في مقابل النص (و عن الشافعي) و فقهاء مكة و الكوفة انها آية من كل سورة مستدلا برواية أبى مليكة عن ام سلمة. و عن أحمد بن حنبل ان التسمية آية من الفاتحة. و عن أبى هريرة قال ان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قال فاتحة الكتاب سبع آيات أولهن (بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).

و عن الثعلبي باسناده عن أبى بريدة عن أبيه قال قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) ألا اخبرك بآية لم تنزل على أحد بعد سليمان بن داود و غيري فقلت بلى فقال بأي شيء تفتح القرآن اذا أقمت الصلاة؟ قلت ب (بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) قال هي هي.

و عن جابر ان النبي (صلی الله علیه و آله) قال كيف تقول اذا أقمت الصلاة؟ قال أقول (الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) قال: قل (بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) و كان يقول من ترك قرائتها فيها نقص في صلاته.

و عن ابن عمر قال نزلت (بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) في كل سورة و أيضا البسملة من القرآن ثم إنا نراها مكررة بخط القرآن فوجب أن نعتقد كونها من القرآن مثل (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ، و ويل للمكذبين) و إنما قد أطلنا البحث للاهتمام بشأنها و ما ورد فيها فتحصل من المجموع انها آية في كل سورة إلا البرائة و جزء منها فالقول بالخلاف خلاف لله و لرسوله.

الامر السادس عشر ان مسألة الرجعة ليست شيئا بديعا

و كانت كتبهم ناطقة بها و مما يطعنون علينا كما اشرنا اليه و قد صادفت على بعض الاخبار في كتبهم لا بأس بذكرها على ما ذكره الامام مسلم بن الحجاج القشيري في ج 1 من صحيحه ص 15 و أنا اتصل السند اليه بواسطة سيدنا العلامة الحجة السيد عبد الحسين آل شرف الدين عن أكابر محديثهم عن محمد بن عمر و الرازي قال سمعت حريزا يقول لقيت جابر بن يزيد الجعفي فلم أكتب عنه الحديث كان يؤمن بالرجعة.

و فيه عن الحلوانى عن يحيى بن آدم عن مسعر قال حدثنا جابر بن يزيد قبل أن يحدث ما احدث.

ص: 44

و عن سلمة بن شبيب عن الحميدي عن سفيان قال كان الناس يحملون عن جابر قبل أن يظهر ما أظهر فلما أظهر ما أظهر اتهمه الناس في حديثه و تركه بعض فقيل و ما أظهر؟ قال الايمان بالرجعة.

و عن قبيصة و أخيه انهما سمعا الجراح بن مليح يقول سمعت جابرا يقول عندي سبعون الف حديثا عن أبي جعفر «ع» عن النبي (صلی الله علیه و آله) كلها.

و عن أحمد بن يونس قال سمعت زهيرا يقول قال جابر أو سمعت جابرا يقول ان عندي لخمسين الف حديثا ما حدثت منها بشيء قال ثم حدث يوما بحديث فقال هذا من الخمسين الفا.

و فيه في حديث سلام بن أبي مطيع يقول سمعت جابر الجعفي يقول عندي خمسون الف حديثا عن النبي (صلی الله علیه و آله).

و فيه عن سلمة بن شبيب عن الحميدي عن سفيان قال سمعت رجلا سأل جابرا عن قوله عز و جل (فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللّهُ لِي وَ هُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ) فقال جابر لم يجيء تأويل هذه الآية قال سفيان و كذب فقلنا و ما أراد بها فقال ان الرافضة تقول ان عليا فى السحاب فلا تخرج مع من خرج من ولده حتى ينادي مناد من السماء اخرجوا مع فلان يقول جابر هذا تأويل الآية و كذب كانت في إخوة يوسف.

و فيه عن سلمة عن الحميدي عن سفيان قال سمعت جابرا يحدث بنحو من ثلاثين الف حديثا ما استحل أن أذكر فيها شيئا و ان لي كذا و كذا.

قال مسلم و سمعت أبا غسان محمد بن عمرو الرازي قال سألت حريز بن عبد الحميد فقلت لحارث بن حضيرة لقيته؟ قال نعم شيخ طويل السكوت يصر على أمر عظيم.

(قال الطبسي): انظروا أيها القراء الأعزاء فما ذنب جابر فى عدم كتابة أحاديثه عن النبي معللا بأنه كان يؤمن بالرجعة و كيف حرموا الامة الاسلامية سبعون أو خمسون أو ثلاثون الف حديثا و كأن جابرا عندهم خرج من الدين لأجل إيمانه بالرجعة حتى رموه بذلك و طعنوا عليه و قوله (يصر على أمر عظيم) أو أظهر ما أظهر من إظهاره الرجعة و اعتقاده بها (و سيعلم الجاهلون لمن عقبي الدار).

ص: 45

ص: 46

القسم الاول: القرآن و الرّجعة

اشارة

ص: 47

القرآمه و الرجعة

قد استخرجنا من القرآن الكريم عدة آيات بين ظاهرة و مفسرة و مؤولة بالرجعة و لعل المتدبر و المتتبع في التفاسير يطلع على أزيد مما عثرنا عليها و نوردها بترتيب السور فنقول و باللّه التوفيق.

إعلم ان هذه الآيات الشريفة على أنحاء بعضها تدل على إمكان الرجعة و ثبوتها و بعضها تدل على وقوعها و إثباتها في الخارج في الامم السابقة و غيرها و بعضها تدل على انها مما يجب الاذعان و الاعتقاد بها مثل بقية الامور الغيبية و ما يدرك بالدليل مما يلزم معرفتها كالتوحيد و نبوة الأنبياء و قيام المهدي المنتظر و البعث و الحساب و أمثالها كما ستمر عليك مفصلا إنشاء الله و اذا وافقنا في آية من خالفنا نشير اليه من تفاسيرهم إلزاما و حجة عليهم.

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم

الآية الاولى فى معنى الغيب و كون الرجعة منه

1 - (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ مِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) (1)

قال الطبرسي (ره) في المجمع ج 1 ص 38 أي يصدقون بجميع ما أوجبه اللّه أو ندب اليه أو أباحه و قيل يصدقون بالقيامة و الجنة و النار. عن الحسن و قيل بما جاء من عند اللّه عن ابن عباس. و قيل بما غاب عن العباد علمه عن ابن مسعود

ص: 48


1- سورة البقرة آية: 4.

و جماعة من الصحابة و هذا أولى لعمومه و يدخل فيه ما رواه أصحابنا عن زمان غيبة (المهدي عج) و وقت خروجه الى أن قال و عن البلخي الغيب كل ما أدرك بالدلائل و الآيات مما يلزم معرفته.

(قال الطبسي): و مما يجب معرفة ما غاب عنا و أدركناها بالدليل و الآيات (الرجعة) فلا قصور فى شمول الغيب و ما ورد فى تفاسير القوم كما يأتي. و فى تفسير (القمي) ص 27 (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) قال يصدقون بالبعث و النشور و الوعد و الوعيد.

و فى تفسير (البرهان) ج 1 ص 36 نقلا عن تفسير العسكري عليه السلام (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ...) يعني ما غاب عن حواسهم من الامور التي يلزمهم الايمان بها كالبعث و النشور و الجنة و النار و توحيد اللّه و سائرها التي لا يعرف بالمشاهدة و إنما يعرف بدلائل قد نصبها اللّه تعالى كآدم و حواء و ادريس و نوح و ابراهيم و الأنبياء الذين يلزمهم الايمان بحجج اللّه تعالى و إن لم يشاهدوا.

و فى تفسير الصافي ص 21 بما غاب عن حواسهم من توحيد اللّه و نبوة الانبياء و قيام القائم و الرجعة و البعث و الحساب و الجنة و النار و سائر الامور التي يلزمهم الايمان بها مما لا يعرف بالمشاهدة و إنما يعرف بدلائل نصبها اللّه عز و جل.

و أما ما في تفاسير العامة مضافا الى ما ذكره الحافظ فى مجمع البيان فمنها ما ذكره الطبري فى تفسيره ج 1 ص 78 عن ابن مسعود عن اناس من أصحاب النبي أما الغيب فما غاب عن العباد من أمر الجنة و النار.

و فيه عن ابن عروبه عن قتادة فى تفسير الآية يقول (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) قال آمنوا بالجنة و النار و البعث بعد الموت و بيوم القيامة و هذا غيب حدثت عن عمار بن الحسن عن عبد الله بن أبي جعفر عن أبيه عن أبي الربيع بن أنس (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) آمنوا بالله و ملائكته و رسله و اليوم الآخر و جنة و ناره و لقائه و آمنوا بالحياة بعد الموت.

(قال الطبسي): فهذا كله غيب و هذا من الحق الذي جرى الله على أقلامهم و الذي يقول بالرجعة مراده هذا يعني الحياة بعد الموت قبل الرجعة الكبرى و لا قصور فيما ذكروه من الشمول فانها أيضا من الامور التي لا يعرف إلا بالدلائل نعم لنا

ص: 49

سئوال الفرق بين تلك الامور المذكورة و بين الرجعة التي ما أردفوها و جحدوا بها و استيقنتها أنفسهم و إلا فما دل على كون تلك الامور المذكورة داخلة في الغيب تدل على ان الرجعة أيضا كذلك حرفا بحرف فقد تمت الحجة عليهم (إن قلت) ما ذكروه إنما يكون في القيامة الكبرى فقط و لا تجري في غيرها.

«قلنا» الادلة الدالة على الرجعة الكبرى كلها جارية في الرجعة الصغرى و الفصيل فى المقامين تحكم، و منها ما ذكره النيشابوري فى الهامش منه ص 137 في تفسير الغيب و ذلك نحو الصانع و صفاته و النبوات و ما يتعلق بها و البعث و النشور و الحساب و الوعد و الوعيد، و فى تفسير الكشاف ج 1 ص 98 بمثل ما ذكرناه عن النيشابوري، و فى تفسير ابن عباس في هامش «الدر المنثور» ج 1 ص 6 (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) بما غاب عنهم من الجنة و النار و الصراط و الميزان و البعث و الحساب و غير ذلك، و غيرها من التفاسير التي لا يسعنا المجال لذكرها و المنصف يكفيه و المعاند المتعصب لا يكفيه بأزيد من ذلك و المتبع هو البرهان.

الآية الثانية وقوع الرجعة في الامم السالفة

2 - (وَ إِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتّى نَرَى اللّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصّاعِقَةُ وَ أَنْتُمْ تَنْظُرُونَ * ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (1).

في المجمع ج 1 ص 115 ثم بعثناكم أي ثم أحييناكم من بعد موتكم لاستكمال آجالكم. عن الحسن و قتادة قيل انهم سألوا بعد الافاقة أن يبعثوا أنبياء فبعثهم اللّه أنبياء. عن السدي فيكون معناه بعثناكم أنبياء. هذا ما نقله (ره) عن العامة في تفسير الآية الشريفة.

(قال الطبسي): القوم معترفون بأنه تعالى قد أحيى هذا العدد الذين أخذتهم الصاعقة بمنظرهم و محضرهم بأعيانهم في تلك النشأة لاستكمال الآجال كما عن الأول أو جعلهم أنبياء كما عن الثاني و لا يجوزون باحياء اللّه تعالى أقواما

ص: 50


1- سورة البقرة آية: 55، 56.

و جماعات في هذه الامة بعد ما ماتوا في هذه النشأة لنا سئوال الفرق في تعلق القدرة فيهما اللهم إلا أن يقول الجماعة بأنه تعالى كان قادرا فى الزمن السابق على الأحياء و بعثهم لاستكمال آجالهم و لكن فى هذه الامة المرحومة. و حاشاه عجز عن ذلك تعالى اللّه عن ذلك علوا كبيرا.

و الحاصل دلالة هذه الآية الشريفة على جواز الرجعة لا يخفى على صغار الطلبة فكيف يجوز للعاقل إنكارها و لذا يقول (في المجمع) و استدل قوم من أصحابنا بهذه الآية على جواز الرجعة و قول من قال ان الرجعة لا تجوز إلا في زمن النبي صلى اللّه عليه و آله لتكون معجزة له و دلالة على نبوته باطل لان عندنا بل عند أكثر الامة يجوز إظهار المعجزة على أيدي الأئمة سلام اللّه عليهم أجمعين و الأولياء و الادلة على ذلك مذكورة في كتب الاصول.

و في تفسير القمي ص 40 فى ذيل الآية قال هم السبعون الذين اختارهم موسى ليسمعوا كلام اللّه فلما سمعوا الكلام قالوا: (لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ يا موسى حَتّى نَرَى اللّهَ جَهْرَةً) فبعث اللّه عليهم صاعقة فاحترقوا ثم أحياهم اللّه بعد ذلك فبعثهم انبياء فهذا دليل على الرجعة في امة محمد (صلی الله علیه و آله) فانه قال: (لم يكن في بني اسرائيل شيء إلا و في امتي مثله).

و فى تفسير الصافي بعد قوله (ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ ) قال بسبب الصاعقة ثم قال قيد البعث بالموت لأنه قد يكون عن إغماء و نوم و فيه دلالة واضحة على جواز الرجعة التي قال بها أصحابنا نقلا عن أئمتهم و قد احتج بهذه الآية أمير المؤمنين «ع» على ابن الكوا حين أنكرها كما رواه(1) منه الأصبعم.

ص: 51


1- أورد الحديث بتمامه السيد الجليل البحراني في ج 1 ص 64 باسناده عن الاصبغ بن نباته عن أمير المؤمنين فى كلام له قال اسأل ما بدا لك فقال ان اناسأ من أصحابك يزعمون انهم يردون بعد الموت. فقال أمير المؤمنين نعم فقال تكلم بما سمعت و لا تزد فى الكلام مما قلت قال فقال لا اؤمن بشيء مما قلتم فقال أمير المؤمنين ويلك ان اللّه عز و جل ابتلى قوما بما كان من ذنوبهم فأماتهم قبل آجالهم التي سميت لهم ثم ردهم الى الدنيا يستوفون أرزاقهم ثم أماتهم بعد ذلك قال فكبر علي بن الكوا و لم يهتد له فقال له أمير المؤمنين ويلك ان اللّه عز و جل قال فى كتابه (وَ اخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقاتِنا) فانطلق بهم ليشهدوا له اذا رجعوا عند الملا من بني اسرائيل ان ربي قد كلمني فلو انهم سلموا ذلك له و صدقوه لكان خيرا لهم و لكنهم قالوا لموسى (لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتّى نَرَى اللّهَ جَهْرَةً)قال اللّه عز و جل (فَأَخَذَتْهُمُ الصّاعِقَةُ) يعني الموت و أنتم تنظرون (ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) أفترى يابن الكوا ان هؤلاء ما رجعوا الى منازلهم بعد ما ماتوا فقال ابن الكوا و ما ذلك ثم أمانهم مكانهم فقال أمير المؤمنين «ع» ويلك أو ليس قد أخبرك فى كتاب اللّه حيث يقول: (وَ ظَلَّلْنا عَلَيْهِمُ الْغَمامَ وَ أَنْزَلْنا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَ السَّلْوى) فهذا بعد الموت إذ بعثهم.

ابن نباتة، و عن القمي هذا دليل الرجعة فى امة محمد (صلی الله علیه و آله) فانه قال (لم يكن فى بني اسرائيل إلا و في امتي مثله) يعني دليل على وقوعها.

و أما ما ورد في تفاسير القوم في هذه القصة. ففي الكشاف ج 1 ص 216 فى الآية يقول الصاعقة فأصعقهم أي أمانهم (قيل) نار وقعت من السماء فأحرقتهم (و قيل) صيحة جاءت من السماء (و قيل) أرسل اللّه جنودا سمعوا بحسها فخروا صعقين ميتين يوما و ليلة و لم تكن صعقته موسى و لكن غشيته بدليل قوله تعالى (فَلَمّا أَفاقَ) و الظاهر انه أصابتهم ما ينظرون اليه لقوله تعالى (وَ أَنْتُمْ تَنْظُرُونَ).

و في تفسير الطبري ج 1 ص 230 اختلف أهل التأويل في صفة الصاعقة التي أخذتهم فقال بعضهم بماء. و عن قتادة فى قوله (فَأَخَذَتْكُمُ الصّاعِقَةُ قال ماتوا، و حدثت عن عمار بن الحسن و عن الربيع (فَأَخَذَتْكُمُ الصّاعِقَةُ) قال سمعوا صوتا فصعقوا يقول فماتوا. و عن السدي (فَأَخَذَتْكُمُ الصّاعِقَةُ) و الصاعقة النار

و عن أبي اسحاق قال (فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ) و هي الصاعقة فماتوا جميعا و أصل الصاعقة كل أمر هائل رآه أو عاينه أو أصابه حتى يصير من هوله و عظيم شأنه الى هلاك و عطب و الى ذهاب عقل الى قوله (ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) يعني بقوله ثم بعثناكم ثم أحياكم الى أن يقول (مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ) أي من بعد موتكم بالصاعقة التي أهلكتكم و قوله (لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) يعني فعلنا بكم ذلك لتشكروا على ما أوليتكم من نعمني عليكم باحيائكم إستيفاء مني لكم

ص: 52

لتراجعوا التوبة من عظيم ذنبكم بعد إحلالي العقوبة بكم بالصاعقة التي أحللتكم فأماتكم بعظيم خطيئتكم الخ.

و عن السدي (فأخذتكم الصاعقة ثم أحييناكم من بعد موتكم و أنتم تنظرون)الى إحياءنا إياكم من بعد موتكم (ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) - الى أن يقول - ص 323 (وَ إِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتّى نَرَى اللّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصّاعِقَةُ) ثم ان اللّه جل ثناءه أحياهم فقاموا و عاشوا رجلا رجلا و ينظر بعضهم الى بعض فقالوا يا موسى أنت تدعو اللّه فلا تسأله شيئا إلا أعطاك تجعلنا أنبياء فدعا اللّه تعالى فجعلهم أنبياء.

و في النيشابوري هامش الكتاب ص 290 بعد ذكر الأقوال من ان الظاهر انه أصابهم ما ينظرون اليه لقوله: (وَ أَنْتُمْ تَنْظُرُونَ) فرفع موسى يديه الى السماء يدعو و يقول: «اللهي اخترت من بني اسرائيل سبعين رجلا ليكونوا شهودي بقبول توبتهم فأرجع اليهم و ليس معي أحد فما الذي يقولون في» فلم يزل يدعو حتى رد اللّه اليهم أرواحهم و ذلك قوله (ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون) نعمة البعث بعد الموت أو نعمة اللّه بعد ما كفرتموها الخ.

و عن السدي في قوله تعالى: (فَأَخَذَتْهُمُ الصّاعِقَةُ) قال و ماتوا فقام موسى يبكي و يقول (يا رب ما ذا أقول لبني اسرائيل فاني أمرتهم بالقتل ثم اخترت من بينهم هؤلاء فاذا رجعت اليهم و لا يكونوا معي أحد منهم فما ذا أقول لهم) فأوحى اللّه الى موسى (ان هؤلاء السبعين ممن اتخذوا العجل الخ) فقال موسى ان هي إلا فتنتك فأحياهم اللّه تعالى فقاموا و نظر كل واحد الى الآخر كيف يحييه اللّه تعالى الخ.

و فى تفسير «الدر المنثور» ج 1 ص 70 عن ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: (حَتّى نَرَى اللّهَ جَهْرَةً) قال هم السبعون الذين اختارهم موسى (فَأَخَذَتْكُمُ الصّاعِقَةُ) قال ماتوا (ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ) فبعثوا من بعد الموت ليستوفوا آجالهم.

و فيه عن عبد بن حميد و ابن جرير عن قتادة في الآية: قال عوقب القوم فأماتهم اللّه عقوبة ثم بعثهم الى بقية آجالهم ليستوفوها، و في تفسير حبر الامة

ص: 53

ابن عباس هامش الكتاب ج 1 ص 25 (فَأَخَذَتْكُمُ الصّاعِقَةُ) فأحرقكم النار و انتم تنظرون اليهم (ثُمَّ بَعَثْناكُمْ) أحييناكم من بعد موتكم حرقكم (لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) لكي تشكروا إحيائي.

(قال الطبسي): و في غيرها من التفاسير التي لا يسعنا المجال لا يراد كلماتهم المصرحة بذلك فلا يجوز لمسلم إنكار الرجعة لظاهر تلك الآيات الشريفة و حجية الظواهر و منها ظواهر الكتاب أمر مفروغ عنها عند العقلاء و كونها حجة على جميع المسلمين فما أوردنا من نقل تفاسيرهم إنما هو إلزاما عليهم بما عندهم مع قطع النظر عما ورد فى المسألة عن النبي الأعظم فهم مأخوذون بظواهر الآيات الناطقة باحياء هؤلاء الذين أماتهم اللّه بالصاعقة أو بغيرها و إنكارها إنكار للقرآن فهل يبقى بعد مجال للتشكيك في الرجعة مع قدرة اللّه تعالى على أن يحيي جماعة من الموتى في هذه الامة كما فعل ذلك في عهد موسى و أي استبعاد في ذلك و قد صح عن النبي الاعظم في الخبر المتواتر(1) بين الفريقين بأنه كلما كان في بني اسرائيلخ.

ص: 54


1- ففي الكشاف نقلا عن حذيفة عن النبي الأعظم (صلی الله علیه و آله) أنتم أشبه الامم ببني اسرائيل لتركبن طريقهم حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة و فى الطرائف لابن طاووس ص 114 عن الجمع بين الصحيحين حديث 29 من أفراد البخاري من مسند أبي هريرة و في الحديث 21 من المتفق عليه من مسند أبي سعيد الخدري. و في الملاحم لابن طاوس العلوي ص 66 و 92 و 93 و 115، و في كتاب سعد السعود ص 64، و فى الاحتجاج في باب احتجاج سلمان (ره)، و في إكمال الدين ص 317، و فى ج 8 من بحار الأنوار ص 3، و فى كتاب سليم بن قيس ص 5، و فى كتاب العيون ص 322 فى مكالمة الرضا «ع» مع المأمون حيث قال جعلت فداك يابن رسول اللّه ما قولك فى - الرجعة - فقال حق و كانت في الامم السالفة، و نطق به القرآن و قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يكون في هذه الامة كلما كان فى الامم السالفة حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة، و في ج 13 من بحار الانوار ص 232 و 233 و 236 نقلا عن الحميدي فى الجمع بين الصحيحين عن أبي سعيد الخدري، و عن الكشاف بمثل ما ذكرنا، و في كتاب الاربعين له «ره» ص 228 مثل ما نقلناه عن العيون بعينه، و فى ص 132 منه، و في مجمع البحرين فى مادة قذذ و صادفت الآن على ج 1 من مستدرك الحاكم ص 129 باسناده عن عبد اللّه بن عمر قال قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) ليأتين على امتي ما أتى على بني اسرائيل مثلا بمثل حذو النعل بالنعل حتى لو كان فيهم من نكح امه علانية كان فى امتي مثله، و فيه باسناده عن كثير بن عبد اللّه بن عمر بن عوف بن زيد عن أبيه عن جده قال كنا قعودا حول رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فى مسجده فقال لتسلكن سنن من قبلكم حذو النعل بالنعل و لتأخذن مثل أخذهم إن شبرا فشبرا و إن ذراعا فذراعا و إن باعا فباعا حتى لو دخلوا جحرة ضب دخلتم فيه الخ.

يكون مثله فى هذه الامه و لا يجوز لعاقل متأمل أن يتفوه و يقول باختصاص ذلك الزمن السالف و أما فى عصر المتأخر لا يجوز ضرورة ان هذا إثبات النقص و العجز فى صفة قدرة الباري تعالى و تقدس عن ذلك - ففي الحقيقة - الذي ينكر الرجعة أو يشكك فيها فهو ينكر قدرة اللّه التي وقع فى بعض الاخبار الآتية بأنها القدرة و لا تنكرها و لا ينكرها إلا القدرية مجوس هذه الامة فقد ثم الدليل القاطع و البرهان الساطع عليهم بما هو الحجة لديهم من كتبهم و اللّه يهدي الى سواء السبيل.

الآية الثالثة في كيفية إحياء الموتى

3 - (فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها كَذلِكَ يُحْيِ اللّهُ الْمَوْتى وَ يُرِيكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (1).

الآية الشريفة تدل دلالة ظاهرة على وقوع الرجعة و إحياء الميت فى القضية.

ففي تفسير القمي ص 40 باسناده عن ابن أبي عمير الثقة الجليل عن بعض رجاله عن أبي عبد اللّه «ع» قال ان رجلا من خيار بني اسرائيل و علمائهم خطب إمرأة منهم فأنعمت لهم و خطبها ابن عم لذلك الرجل و كان فاسقا رديا فلم ينعموا له فحسد ابن عمه الذي أنعموا له فقعد له فقتله ثم حمله الى موسى فقال يا نبي اللّه هذا ابن عمي قد قتل قال موسى من قتله قال لا أدري و كان القتل فى بني اسرائيل

ص: 55


1- سورة البقرة آية: 73.

عظيما جدا فعظم ذلك على موسى فاجتمع اليه بنو اسرائيل فقالوا ما ترى يا نبي اللّه و كان فى بني اسرائيل رجل له بقرة و كان له ابن بار و كان عند ابنه سلعة فجاء قوم يطلبون سلعته و كان مفتاح بيته تحت رأس أبيه و كان نائما و كره ابنه ان بنبهه و ينغص عليه نومه فانصرف القوم و لم يشتروا سلعته فلما انتبه أبوه قال له يا بني ماذا صنعت فى سعلتك قال هي قائمة لم أبعها لان المفتاح كان تحت رأسك فكرهت أن انبهك قال له أبوه قد جعلت لك هذه البقرة عوضا عما فاتك من ربح سلعتك و شكر اللّه لابنه بما فعل بأبيه و أمر بنو اسرائيل أن يذبحوا تلك البقرة بعينها فلما اجتمعوا الى موسى و بكوا و ضجوا قال لهم موسى «إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً» فتعجبوا فقالوا: أتتخذنا هزوا؟ فآتيك بقتيل فتقول إذبحوا بقرة فقال موسى «ع» «أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ» فعلموا انهم قد اخطأوا فقالوا: ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال انه يقول «إِنَّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَ لا بِكْرٌ» و الفارض التي قد ضربها الفحل و لم تحمل و البكر التي لم يضربها الفحل فقالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال انه يقول: انها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين. قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي ان البقرة تشابه علينا و إنا إنشاء اللّه لمهتدون. قال انه يقول: انها بقرة لا ذلول تثير الأرض و لا تسقي الحرث.

تثير الارض لم تذلل و لا تسقي الحرث أي لا تسقي الزرع «مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيها» أي لا يقطع فيها إلا الصفرة «قالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ» هي بقرة فلان فذهبوا ليشتروها فقال لا أبيعها إلا بمثل جلدها ذهبا فرجعوا الى موسى فأخبروه فقال لهم لا بد لكم من ذبحها بعينها فاشتروها بمثل جلدها ذهبا فذبحوها ثم قالوا ما تأمرنا يا نبي اللّه فأوحى اللّه اليه «فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها» و قولوا من قتلك فأخذوا الذنب فضربوه به و قالوا من قتلك؟ فقال فلان بن فلان ابن عمي الذي جاء به و هو قوله تعالى: «اِضْرِبُوهُ بِبَعْضِها كَذلِكَ يُحْيِ اللّهُ الْمَوْتى وَ يُرِيكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ».

صورة اخرى:

فى تفسير المجمع ج 1 ص 134 عن العياشي باختلاف يسير لا بأس بايراد «7 ج 2 الشيعة و الرجعة»

ص: 56

الخبر قال كان السبب في أمر اللّه تعالى بذبح البقرة فيما رواه العياشي مرفوعا الى الرضا «ع» ان رجلا من بني اسرائيل قتل قرابة له ثم أخذ و طرحه على طريق أفضل سبط من أسباط بني اسرائيل ثم جاء يطلب بذمه فقالوا لموسى سبط آل فلان قتل فاخبرنا من قتله قال إيتوني ببقرة (قالُوا أَ تَتَّخِذُنا هُزُواً ؟ الآية) و لو انهم عمدوا الى أي بقرة أجزئتهم و لكن شددوا فشدد اللّه عليهم (قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَ لا بِكْرٌ عَوانٌ بَيْنَ ذلِكَ) أي لا صغيرة و لا كبيرة - الى قوله - (قالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ) فطلبوها و وجدوها عند فتى من بني اسرائيل فقال لا أبيعها إلا بملء مسكها ذهبا فجاؤا الى موسى فقالوا له فقال فاشتروها.

قال و قال لرسول اللّه (صلی الله علیه و آله) بعض أصحابه ان هذه البقرة ما شأنها فقال ان فتى من بني اسرائيل كان بارا بأبيه و انه اشترى سلعة فجاء الى أبيه فوجده نائما و الاقليد تحت رأسه فكره أن يوقظه فترك ذلك و استيقظ أبوه فأخبره فقال أحسنت خذ هذه البقرة فهي لك عوضا لما فاتك قال فقال رسول اللّه انظروا الى البر(1) ما بلغ بأهله.).

ص: 57


1- قال الطبسي: و فيه آثار عظيمة - منها - انه يسكنه اللّه فى ظل عرشه على ما فى الأخبار ففي ج 16 ص 21 من بحار الأنوار نقلا عن الأمالي برجال ثقات مثل محمد بن سنان عن المفضل عن يونس بن ظبيان عن مولانا الصادق «ع» قال بينا موسى بن عمران يناجي ربه عز و جل إذ رأى رجلا تحت ظل عرش اللّه عز و جل فقال يا رب من هذا الذي قد أظله عرشك؟ فقال قال هذا كان بارا بوالديه و لم يمشي بالتميمة. (و منها) انه يخفف عن البار سكرات الموت و يدفع عنه الفقر كما في رواية محمد بن عبد الجبار عن محمد بن أبي حمزة عن البرقي عن مولانا الصادق «ع» قال من أحب أن يخفف اللّه عز و جل عنه سكرات الموت فليكن لقرابته بارا وصولا و بوالديه بارا فاذا كان كذلك خفف اللّه عليه سكرات الموت و لم يصبه فى حياته فقر. (و منها) انه يزيد في العمر و يدفع عنه ميتة السوء كما في رواية صفوان عن اسحاق بن غالب عن أبيه عن أبي جعفر «ع» قال البر و صدقة السر ينفيان الفقر و يزيدان في العمر و يدفعان عن سبعين ميتة السوء. (و منها) انه خير من جهاد سنة كما فى رواية عن النبي (صلی الله علیه و آله) انه جاء رجل اليه فقال يا رسول اللّه اني راغب فى الجهاد نشيط قال فجاهد فى سبيل اللّه فانك إن تقتل كنت حيا ترزق و إن مت فقد وقع أجرك على اللّه و إن رجعت خرجت من الذنوب كما ولدت فقال يا رسول اللّه ان لي والدين كبيرين يزعمان انهما يأنسان بي و يكرهان خروجي. فقال رسول اللّه أقم مع والديك فو الذي نفسي بيده لانسهما بك يوما و ليله خير من جهاد سنة. و الحاصل: الروايات في هذا الموضوع كثيرة هذا اذا كان الولد بارا بهما، و أما اذا كان الولد غير مرضي عندهما أو عاقا لهما فلا ينفعه شيء من الاعمال و لا يستشم رائحة الجنة كما في ج 16 ص 22 من بحار الأنوار في رواية جابر قال قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) ان الجنة لتوجد ريحها من مسيرة 500 عام و لا يجدها عاق و لا ديوث، و فى رواية محمد بن فرات عن أبي جعفر «ع» عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) إياكم و عقوق الوالدين و ان ريح الجنة توجد من مسيرة 1000 عام و لا يجدها عاق و لا قاطع رحم الخ. و لا تنافي بين الروايتين من حيث العدد لاحتمال كون المراد به كناية عن القرب و البعد حسب اختلاف المراتب شدة و ضعفا فى الادراك أو كانت الاولى خاصة بطائفة و الثانية بطائفة اخرى أو يحمل على اختلاف الأوقات في هبوب الرياح من حيث الشدة و الخفة كما نرى بالوجدان في هذه النشأة أو كان المراد جنة خاصة من الجنان لا الجميع فتأمل جيدا. و فيه ج 16 ص 20 في رواية الكافي باسناده عن مولانا الصادق «ع» قال لو علم اللّه شيئا أدنى من (اف) لنهى عنه و هو من أدنى العقوق. و من العقوق أن ينظر الرجل الى والديه فيحد النظر اليهما. و مفاد الحديث الردع عن النظر اليهما على سبيل المقت و الغضب بل يجب النظر اليهما على نحو الخشوع و الأدب بأن لا يملأ عيناه منهما و لا غضبان عليهما و الحديثان يوافق الكتاب بقوله تعالى (فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَ لا تَنْهَرْهُما وَ قُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً وَ اخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ). و فى رواية العلل عن السيد الكريم عبد العظيم الحسني «ع» عن أبي جعفر الثاني «ع» عن آبائه عن الصادق عليه السلام قال عقوق الوالدين من الكبائر لأن اللّه تعالى جعل العاق عصيا شقيا. و في أخبار العامة: ما رواه الحافظ الحاكم في ج 4 ص 296 من مستدركه باسناده الى عبد اللّه بن أنيس الجهني ان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قال من أكبر الكبائر الاشراك باللّه و عقوق الوالدين الحديث، و صححه الحاكم بقوله هذا حديث صحيح الاسناد و لم يخرجاه. و وافقه الذهبي فى التذييل و فيه ج 4 ص 156 باسناده الى أبي بكرة قال سمعت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يقول كل الذنب يؤخر اللّه ما شاء منها الى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين فان اللّه تعالى يعجله لصاحبه قبل الممات، قال هذا حديث صحيح الاسناد و لم يخرجاه. ثم ان المراد بالعاق هو ترك الاحسان اليهما و عصيانهما و هو مشتق من العق بمعنى الشق (قال الشيخ الاجل) فى المجمع في مادة (عقق) في الحديث أدنى العقوق - اف - يقال عق الولد أباه يعقه عقوقا من باب عقد اذا عصاه و ترك الاحسان اليه و هو البر له و أصله من العق و هو الشق و القطع و هو العياذ باللّه من المعاصي الكبيرة. انتهى. و المسألة طويلة الذيل مترامية الأطراف غير منقحة دائرة إطاعتهما فعلا و تركا و القدر المتيقن وجوب إطاعتهما في ما لا يؤدي الى ترك واجب أو ارتكاب محرم و لنا رسالة في هذا الموضوع سميناها (صلاح الدارين و فلاح النشأتين فى بر الوالدين) عصمنا اللّه من عقوقهما فانه داء لا دواء له و لا أدري كيف حال أبناء العصر مع الوالدين و التربية المنحوسة كيف النجاة للأولاد من تلك المعضلة (ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَ أَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاّمٍ لِلْعَبِيدِ).

و عن ابن عباس كان القتيل شيخا مثريا قتله بنو أخيه و ألقوه على باب بعض الأسباط ثم ادعوا عليهم القتل فاحتكموا الى موسى فسأل من عنده في ذلك عنهم

ص: 58

فقالوا أنت نبي اللّه و أنت أعلم منا فأوحى اللّه تعالى اليه أن يأمرهم بذبح بقرة فأمرهم موسى أن يذبحوا بقرة و يضرب القتيل ببعضها فيحيي اللّه القتيل فيبين من قتله

ص: 59

و قيل ابن عمه استطاء لموته فقتلة ليرثه.

و قيل: إنما قتله لتيزوج ابنته و قد خطيها فلم ينعم له و خطبها غيره من بني اسرائيل فأنعم له. فحسده ابن عمه الذي لم ينعم له فقعد له فقتله ثم حمله الى موسى فقال يا نبي اللّه هذا ابن عمي قد قتل فقال موسى من قتله قال لا أدري و كان القتل في بني اسرائيل عظيما فعظم ذلك على موسى و هذا هو المروي عن الصادق عليه السلام.

صورة ثالثة:

في تفسير الطبري ج 1 ص 268 الى ص 286 و قد اطال البحث فيها و ذكر في ص 268 في سبب قتله عن السدي انه كان رجلا من بني اسرائيل مكثرا من المال و كانت له ابنة و كان له ابن أخ محتاج فخطب اليه ابن أخيه ابنته فأبى أن يزوجه إياها فغضب الفتى و قال و اللّه لا قتلن عمي و لآخذن ماله و لا نكحن ابنته و لآكلن ديته الخ.

و في ص 269 يذكر انه كان رجلا من بني اسرائيل من أبر الناس بأبيه و ان رجلا مر به و معه لؤلؤ يبيعه فكان أبوه نائما تحت رأسه المفتاح فقال له الرجل تشتري مني هذا اللؤلؤ بسبعين الف فقال له الفتى كما أنت حتى يستيقظ أبي فآخذ بثمانين الفا فقال له الآخر أيقظ أباك و هو لك بستين الفا فقال - الى أن يقول - و اللّه لا أشتريه منك أبدا و أبى أن يوقظ الخ. فعوضه اللّه من ذلك اللؤلؤ ان جعل له تلك البقرة فمرت به بنو اسرائيل يطلبون البقرة الخ.

و في ص 276 عن ابن عباس لو أن القوم نظروا أدنى بقرة يعني بنو اسرائيل لأجزئت منهم و لكن شددوا فشدد عليهم فاشتروها بملء جلدها دنانير. و في ص 281 عن عبيدة اشتروها بملء جلدها دنانير، و فيه عن مجاهد كانت البقرة لرجل يبرامه فرزقه اللّه ان جعل تلك البقرة له فباعها بملء جلدها ذهبا، ثم يذكر كيفية قتل الرجل المقتول و لا داعي بذكرها، ثم أطال البحث في العضو الذي ضرب به القتيل. و نقل اختلاف العلماء: فعن مجاهد ضرب بفخذ البقرة فقام حيا فقال قتلني فلان ثم عاد ميتا، و عن عكرمة مثله، و عن قتادة مثله بعينه. و عن السدي

ص: 60

فضربوه بالبضعة التي بين الكتفين فعاش فسألوه من قتلك فقال لهم ابن أخي.

و عن الربيع أبي العالية قال أمرهم موسى أن يأخذوا عظما فيضربوا به القتيل ففعلوا فرجعت اليه روحه فسمى لهم قاتله ثم عاد ميتا كما كان فأخذ قاتله و هو الذي أتى موسى فشكى اليه فقتله على أسوء عمله، و لا فائدة في إطالة الأقوال بعد اتفاقهم على انه أحياه اللّه بأي عضو كانوا ضاربين عليه لأن المقصود انه تعالى أحياه بعد قتله في هذه الدنيا حتى أخبرهم عن قاتله و أخبر المنكرين للرجعة بأنه كذلك يحيي اللّه الموتى و يريهم آياته لعلهم يعقلون فقد تمت الحجة عليهم بما هو الحجة لديهم.

صورة رابعة:

قال النيشابوري فى تفسيره هامش الطبري ج 1 ص 312 بعد نقل الاقوال في العضو المضروب به يقول و الظاهر انهم كانوا مخيرين بين أي عضو أراد و هاهنا محذوف بدلالة الفاء الفصيحة و المعنى فضربوه فحيي فقلنا (كَذلِكَ يُحْيِ اللّهُ الْمَوْتى) و روي انهم لما ضربوه قام باذن اللّه و أوداجه تشخب دما و قال قتلني فلان و فلان و هما ابن عمه - الى أن يقول - و محل كذلك نصب على المصدر أي يحيي اللّه الموتى مثل ذلك الاحياء و هذا الكلام اما مع الذين حضروا حياة القتيل لأنهم و إن كانوا مؤمنين بذلك إلا انهم لم يؤمنوا بذلك من طريق العيان و المشاهدة و شتان بين عين اليقين و علم اليقين و أما أن يكون مع منكري البعث في زمن الرسول و على هذا لا يحتاج الى تقدير فقلنا بعد تقدير فضربوه فحيي و يريكم آياته دلالة على انه قادر على كل شيء فدلالة هذه القصة على وجود الصانع القادر على كل المقدورات العالم بكل المعلومات المختار في الايجاد و الاعدام آية و دلالتها على صدق موسى و على حشر الأموات آية اخرى فهي و إن كانت واحدة إلا أنها فى الحقيقة آيات متعددة - الى أن يقول - من قدر على إحياء نفس واحدة قدر على إحياء الانفس كلها إذ لا أثر المخصصات في ذلك.

(قال الطبسي): و لقد أنصف الرجل و العجب مع اتقان هذا البيان و إقامة البرهان و الاذعان بأنه من قدر على إحياء نفس واحدة يقدر على إحياء انفس

ص: 61

فكيف يستشكل في مسألة الرجعة مع كونها من الامور الممكنه و ان الخالق قادر على كل ممكن فعليه فالقادر على إحياء المقتول في بني اسرائيل كيف لا يقدر على إحياء نفوس شقية و نفوس طيبة بعد ظهور (المهدي المنتظر ع) فلا يبقى شك للعاقل المنصف بصحة القول بها (فاللّه يفعل ما يشاء و يحكم).

الآية الرابعة رجعة على عليه السلام و أصحابه

4 - (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَ الْمَلائِكَةُ وَ قُضِيَ الْأَمْرُ وَ إِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ) (1).

فى البرهان ج 1 ص 129 عن سعد بن عبد اللّه الثقة الجليل باسناده عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي قال سمعت أبا عبد الله «ع» يقول ان ابليس قال (أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) فأبى الله ذلك عليه فقال تعالى (فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ) فاذا كان يوم الوقت المعلوم ظهر ابليس فى جميع اشياعه منذ خلق الله آدم الى يوم الوقت المعلوم و هي آخر كرة لامير المؤمنين «ع» قلت: و انها لكرات؟ قال: نعم و انها لكرات و كرامات ما من إمام في قرن إلا و يكر فى قرنه يكر معه البر و الفاجر في دهره حتى يديل الله عز و جل المؤمن و الكافر فاذا كان يوم الوقت المعلوم كر أمير المؤمنين «ع» في أصحابه و جاء ابليس في أصحابه و يكون ميقاتهم في أرض من أراضي الفرات يقال لها روحاء قريب من كوفتهم فيقتتلون قتالا لم يقتتل مثله منذ خلق الله عز و جل العالمين فكأني أنظر الى أصحاب أمير المؤمنين قد رجعوا الى خلفهم القهقرى ناكسا على عقبيه فيقولون أصحابه (لع) أين و قد ظفرت فيقول اني أرى ما لا ترون (إِنِّي أَخافُ اللّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ) فيلحقه النبي فيطعنه طعنة بين كتفيه فيكون هلاكه و هلاك جميع أشياعه فعند ذلك يعبد الله عز و جل و لا يشرك به شيئا و يملك أمير المؤمنين أربعا و أربعين الف سنة حتى يلد لرجل من شيعة علي الف ولد من صلبه ذكورا فى كل سنة ذكرا و عند ذلك تظهر الجنتان المدها متان عند مسجد الكوفة و ما حوله

ص: 62


1- سورة البقرة آية: 209.

بما شاء الله.

(قال الطبسي): قوله و يهبط الجبار فى ظلل من الغمام كناية عن نصرته تعالى و امداده لرسول اللّه ضرورة انه خالق النزول و الهبوط و هو منزه عنها و هو مجاز عقلي من قبيل (جاءَ رَبُّكَ) يعني أمر ربك (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) أي استولى و أمثالهما و نترقب و ننتظر الميعاد (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَ نَراهُ قَرِيباً).

الآية الخامسة رجعة جماعة، الذين حذروا من الموت

5 - (أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النّاسِ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَشْكُرُونَ) (1).

فى المجمع ج 2 ص 346 قيل هم قوم من بني اسرائيل فروا من طاعون وقع بأرضهم، و قيل فروا من الجهاد و قد كتب عليهم، عن الضحاك و مقاتل، و قيل هم قوم حزقيل و هو ثالث خلفاء بني اسرائيل بعد موسى و ذلك ان القيم بأمر بني اسرائيل بعد موسى كان يوشع بن نون ثم كالب بن يوفنا ثم حزقيل و قد كان يقال له ابن العجوز و ذلك ان امه كانت عجوزا فسألت اللّه ولدا و قد كبرت و عقمت فوهبه اللّه لها، و قال الحسن هو ذو الكفل و إنما سمي حزقيل ذا الكفل لأنه كفل سبعين نبيا فقال لهم إذهبوا فاني إن قتلت كان خيرا من أن تقتلوا جميعا فلما جاء اليهود و سألوا حزقيل عن الانبياء السبعين فقال انهم ذهبوا و لا أدري أين هم و منع اللّه ذا الكفل منهم و هم الوف.

أجمع أهل التفسير على ان المراد بالوف هنا كثرة العدد إلا ابن زيد قال معناه خرجوا مؤتلفي القلوب لم يخرجوا عن تباغض فجعله جمع آلف مثل قاعد و قعود و شاهد و شهود و اختلف من قال المراد به العدد الكثير (فقيل) كانوا ثلاثة آلاف عن ابن روق، و قيل بضع و ثلاثين الفا عن السدي، و قيل أربعين الفا عن ابن عباس و ابن جريح، و قيل سبعين الفا عن عطاء بن أبي رياح، و قيل كانوا

ص: 63


1- سورة البقرة آية: 243.

عددا كثيرا عن الضحاك و الذي يقضي به الظاهر انهم كانوا أكثر من عشرات آلاف لأن بناء الفعول للكثيرة و هو ما زاد على العشرة و ما نقص عنها يقال فيه عشرة آلاف، و لا يقال عشر الوف (حَذَرَ الْمَوْتِ) أي من خوف الموت (فَقالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ) قيل فى معناه قولان:

أحدهما: ان معناه أماتهم اللّه كما يقال قالت السماء فهطلت معناه فهطلت السماء و قلت برأسي كذا و قلت بيدي كذا و معناه أشرت برأسي و بيدي و ذلك لما كان القول فى الاكثر استفتاحا للفعل كالقول الذي هو تسمية و ما جرى مجراها مما كان يستفتح به الفعل - الى قوله - فاستفتح الله باماتتهم.

و الثاني: ان معناه أماتهم بقول سمعته الملائكة لضرب من العبرة ثم أحياهم اللّه بدعاء نبيهم (حزقيل) عن ابن عباس، و قيل انه شمعون من أنبياء بني اسرائيل (إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النّاسِ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَشْكُرُونَ) لما ذكر النعمة عليهم بما أراهم من الآية العظيمة في أنفسهم ليلتزموا سبيل الهدى و يجتنبوا طريق الردى ذكره ما له عليهم من الانعام و الاحسان مع ما هم من الكفران و هذه الاية حجة على من أنكر عذاب القبر و الرجعة معا لأن إحياء اولئك مثل احياء هؤلاء الذين أحياهم الله للاعتبار.

الأقوال فى عدد القوم:

فى تفسير الطبري ج 2 ص 368 يقول أولى الاقوال في مبلغ عدد القوم الذين وصفهم الله خروجهم من ديارهم بالصواب قول من حد عددهم بزيادة عن عشره آلاف دون من حدد بأربعة آلاف و ثلاثة آلاف و ذلك ان الله جل ذكره أخبر عنهم انهم كانوا الوفا و ما دون عشرة آلاف لا يقال لهم الوف و إنما يقال هم آلاف اذا كانوا ثلاثة آلاف فصاعدا الى العشرة و غير جايز أن يقال هم خمسة الوف و إنما جمع قليله على أفعال و لم يجمع على أفعل مثل سائر الجمع القليل الذي يكون ثاني مفرده ساكنا التي في أوله و شأن العرب في كل حرف كان أوله ياء أو واوا أو الفا اختيار جمع قليله على أفعال كما جمعوا الوقت أوقاتا و اليوم أياما و اليسر أيسارا للواو و الياء اللتين في أول ذلك و قد يجمع ذلك أحيانا على أفعل «8 ج 2 الشيعة و الرجعة»

ص: 64

و منه قول الشاعر:

كانوا ثلاثة ألف و كتيبة الفين أعجم من بني الفدام

تحليل القصة و سبب امانتهم و إحيائهم:

قال في المجمع قيل ان اسم القرية التي خرجوا منها هربا من وبائها (داوردان) قرية قبل واسط، قال الكلبي و الضحاك و مقاتل ان من ملوك بني اسرائيل أمرهم أن يخرجوا الى قتال عدوهم فخرجوا فعسكروا ثم جنبوا و كرهوا الموت فاعتلوا و قالوا ان الارض التي نأتيها بها الوباء فلا نأتيها حتى ينقطع منها فأرسل اللّه عليهم الموت فلما رأوا ان الموت كثر فيهم خرجوا من ديارهم فرارا من الموت فلما رأى الملك ذلك قال: (اللهم رب يعقوب و إله موسى قد ترى معصية عبادك فأرهم آية في أنفسهم حتى يعلموا انهم لا يستطيعون الفرار منك) فأمانهم اللّه جميعا و أمات دوابهم و أتى عليهم ثمانية أيام حتى انتفخت و اروحت أجسادهم فخرج اليهم الناس فعجزوا عن دفنهم فحضروا عليهم حضيرة دون السباع و تركهم فيها قالوا و أتى على ذلك مدة حتى بليت أجسادهم و عريت عليهم عظامهم و تقطعت أوصالهم فمر عليهم - حزقيل - و جعل يتفكر فيهم متعجبا منهم، فأوحى اللّه اليه (يا حزقيل - تريد أن أريك آية و أريك كيف أحيي الموتى) قال نعم فأحياهم اللّه.

و قيل: انهم كانوا قوم - حزقيل - فأحياهم اللّه بعد ثمانية أيام و ذلك انه لما أصابهم ذلك خرج - حزقيل - فى طلبهم فوجدهم موتى فبكى ثم قال: (يا رب كنت في قوم يحمدونك و يسبحونك و يقدسونك فبقيت وحيدا لا قوم لي، فأوحى اللّه اليه: (قد جعلت حياتهم اليك) فقال - حزقيل - احيوا باذن اللّه فعاشوا.

و سأل حمران بن أعين أبا جعفر الباقر «ع» عن هؤلاء القوم الذين قال لهم اللّه موتوا ثم أحياهم، فقال أحياهم حتى نظر الناس اليهم ثم أماتهم أم ردهم الى الدنيا حتى سكنوا الدور و أكلوا الطعام، قال لا بل ردهم حتى سكنوا الدور و أكلوا الطعام و نكحوا النساء و مكثوا بذلك ما شاء اللّه ثم ماتوا بآجالهم.

ص: 65

القول فى كيفية إحيائهم:

و فيه فى ص 368 يقول: كان هؤلاء القوم من بني اسرائيل إذ وقع فيهم الطاعون خرج أغنيائهم و أشرافهم و أقام فقرائهم و سفلتهم فأرسل اللّه عليهم الموت فصاروا عظاما تبرق قال فجائهم أهل القرى فجمعوهم في مكان واحد فمر بهم نبي فقال: (يا رب لو شئت أحييت هؤلاء فعمروا بلادك و عبدوك، قال أو أحب اليك أن أفعل؟) قال نعم قال فقل كذا و كذا فتكلم به فنظر الى العظام و ان العظم ليخرج من عند العظم الذي ليس منه الى العظم الذي هو منه ثم تكلم بما أمره فاذا العظام تكتسى لحما ثم أمر بأمر فتكلم به فاذا هم قعود يسبحون و يكبرون ثم قيل لهم قاتلوا فى سبيل اللّه و اعلموا ان اللّه سميع عليم.

صورة ثانية:

فى تفسير النيشابوري هامش الطبري ج 2 ص 390 يقول ان أهل داوردان قرية قبل واسط وقع فيهم الطاعون فخرجوا هاربين فأماتهم اللّه ثم أحياهم ليعتبروا و يعلموا انه لا مفر من حكم اللّه و قضائه و يروى ان - حزقيل - النبي الذي يقال له ذو الكفل مر عليهم بعد زمان طويل و قد عريت عظامهم و تفرقت أوصالهم فتعجب مما رأى فأوحى اليه: (أ تريد أن اراك كيف أحييهم) فقال نعم فقيل له ناد أيتها العظام ان اللّه يأمرك أن تجتمعي فجعلت العظام يطير بعضها الى بعض حتي تمت العظام ثم أوحى اللّه اليه: (نادها ان اللّه يأمرك أن تكتسي لحما فصارت) فصارت لحما و دما ثم ناداها (ان الله يأمرك أن تقومي) فقامت فلما أحياهم كانوا يقولون (سبحانك اللهم ربنا و نحمدك لا إله إلا أنت) ثم رجعوا الى قومهم بعد حياتهم و كانت تظهر امارات الموت فى وجوههم الى أن ماتوا بعد ذلك بحسب آجالهم.

صورة ثالثة:

فى تفسير حبر الامة ابن عباس فى هامش الكتاب ج 2 ص 391 يقول:

ان ملكا من ملوك بني اسرائيل أمر عسكره بالقتال فخافوا القتال فهربوا و قالوا

ص: 66

لملكهم ان الأرض التي نذهب اليها فيها الوفاء فنحن لا نذهب اليها حتى يزول ذلك الوباء فأماتهم اللّه بأسرهم فبقوا ثمانية أيام حتى انتفخوا و بلغ بني اسرائيل موتهم فخرجوا لدفنهم فعجزوا من كثرتهم فحضروا عليهم الحضائر و أحياهم اللّه تعالى بعد الثمانية فبقى فيهم شيء من ذلك النتن و بقى ذلك فى أولادهم الى هذا اليوم.

و فى الكشاف ج 1 ص 274 بمثل ما عن النيشابوري باضافة قوله و قيل هم قوم من بني اسرائيل دعاهم ملكهم الى الجهاد فهربوا حذرا من الموت فأماتهم اللّه ثمانية أيام ثم أحياهم.

صورة رابعة:

في تفسير الدر المنثور ج 1 ص 131 عن عبد بن حميد عن قتادة في الآية قال مقتهم اللّه على فرارهم من الموت فأماتهم اللّه عقوبتهم ثم بعثهم الى بقية آجالهم ليستوفها و لو كانت آجال القوم جائت ما بعثوا بعد موتهم.

و أخرج ابن جرير عن أشعث بن أسلم البصري قال بينا عمر يصلي و يهوديان خلفه قال أحدهما لصاحبه أ هو هو؟ فلما انتعل عمر قال أرأيت قول أحدكما لصاحبه أ هو هو؟ قال إنا نجد في كتابنا قرنا من حديد يعطى ما يعطى (حزقيل) الذي أحيا الموتى باذن اللّه قال عمر ما نجد فى كتاب اللّه - حزقيل - و لا إحياء الموتى باذن اللّه إلا عيسى قال أما تجد في كتاب اللّه (و رسلا لم نقصص عليك) فقال عمر بلى قال و أما إحياء الموتى فسنحدثك ان بني اسرائيل وقع عليهم الوباء فخرج قوم حتى اذا كانوا على رأس ميل أماتهم اللّه فبنوا عليهم حائطا اذا بليت عظامهم بعث اللّه - حزقيل - فقام عليهم فقال ما شاء اللّه فبعثهم اللّه فأنزل اللّه (أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ.

و فيه عن عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن جرير عن الحسن في الآية قال هم قوم فروا من الطاعون فأماتهم اللّه قبل آجالهم عقوبة و مقتا ثم أحياهم ليكملوا بقية آجالهم.

و فيه عن ابن عباس في الآية - الى قوله - (حذر الموت) يقول عدد كثير خرجوا فررا من الجهاد في سبيل اللّه حتى ذاقوا الموت الذي فروا منه ثم أحياهم

ص: 67

و أمرهم أن يجاهدوا عدوهم فذلك قول اللّه: (وَ قاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) و هم الذين قالوا (ابْعَثْ لَنا مَلِكاً نُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ).

و أما ما فى تفاسيرنا: ففي تفسير القمي (ره) ص 70 قال وقع الطاعون بالشام فى بعض الكور فخرج منهم خلق كثير كما حكى اللّه تعالى هربا من الطاعون فصاروا الى مفازة فماتوا في ليلة واحدة كلهم فبقوا حتى كانت عظامهم يمر بها المار فينحيها برجله عن الطريق ثم أحياهم وردهم الى منازلهم فبقوا دهرا طويلا ثم ماتوا و تدافنوا.

و في تفسير البرهان ج 1 ص 144 نقلا عن الكافي عن الثقات عن أبي جعفر فى قول اللّه (أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ) فقال لهم اللّه موتوا ثم أحياهم فقال ان هؤلاء مدينة من مدائن الشام و كانوا سبعين الف بيت و كان الطاعون يقع فيهم في أو ان فكانوا اذا أحسوا به خرج من المدينة الأغنياء لقوتهم و بقى الفقراء لضعفهم فكان الموت يكثر فى الذين أقاموا و يقل فى الذين خرجوا فيقول الذين خرجوا لو كنا أقمنا لكثر فينا الموت، و يقول الذين أقاموا لو كنا خرجنا لقل فينا الموت، فاجتمع رأيهم جميعا انه اذا وقع الطاعون و أحسوا به خرجوا كلهم من المدينة فلما أحسوا بالطاعون خرجوا جميعا و تنحوا من الطاعون حذر الموت فساروا في البلاد ما شاء اللّه ثم انهم مروا بمدينة خربة قد جلا عنها أهلها و أفناهم الطاعون فنزلوا بها فلما أحطوا رحالهم و اطمأنوا قال لهم اللّه عز و جل موتوا جميعا فماتوا من ساعتهم و صاروا رميما يلوح و كان على طريق المارة فكنسهم المارة فنحوهم و جمعوهم في موضع فمر بهم نبي من أنبياء بني اسرائيل يقال له - حزقيل - فلما رأى العظام بكى و استعبر و قال يا رب لو شئت لأحييتهم الساعة كما أمتهم فعمروا بلادك و عبدوك مع من يعبدك من خلقك فأوحى اللّه اليه أفتحب ذلك قال نعم يا رب فأحياهم اللّه فأوحى اللّه اليه قل كذا و كذا فقال الذي أمره.

فقال أبو عبد اللّه عليه السلام و هو (الاسم الأعظم) فلما قال - حزقيل - ذلك الكلام نظر الى العظام يطير بعضها الى بعض فعادوا أحياء ينظر بعضهم الى بعض يسبحون اللّه تعالى و يكبرونه، فقال - حزقيل - أشهد أن اللّه على

ص: 68

كل شيء قدير.

و فيه عن العياشي عن حمران بن أعين الثقة الجليل عن مولانا الباقر «ع» قال قلت له حدثني عن قول اللّه عز و جل (أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ) قلت أحياهم حتى نظر الناس اليهم ثم أماتهم من يومهم أوردهم الى الدنيا سكنوا الدور و أكلوا الطعام و نكحوا النساء؟ قال عليه السلام: بل ردهم الله تعالى حتى سكنوا الدور و أكلوا الطعام و نكحوا النساء و مكثوا ما شاء الله. و فى الصافي بعينه بلا زيادة و لا نقصان.

(قال الطبسي): لا داعي لذكر تعداد تفاسيرنا ضرورة انه كل من كتب التفسير عامة و خاصة ذكر هذه القصة بأدنى اختلاف بعضها مع بعض و إلا فالمدعي و هو رجعة هؤلاء مما لا خلاف فيها ضرورة إنكارها و التصرف فيها إنكار للقرآن و تصرف فيه بلا حجة و برهان فلا مفر للمسلم مطلقا التصديق بها و عمومية القدرة يقتضي عدم الفرق بين إحياء هؤلاء و غيرهم سابقا أو لا حقا.

الآية السادسة في قصة ابراهيم مع نمرود

اشارة

6 - (أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَ يُمِيتُ قالَ أَنَا أُحْيِي وَ أُمِيتُ قالَ إِبْراهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَ اللّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ * أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَ هِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها قالَ أَنّى يُحْيِي هذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِها فَأَماتَهُ اللّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قالَ كَمْ لَبِثْتَ قالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وَ شَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَ انْظُرْ إِلى حِمارِكَ وَ لِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنّاسِ وَ انْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً فَلَمّا تَبَيَّنَ لَهُ قالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ * وَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَ لكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَ اعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (1).

ص: 69


1- سورة البقرة آية: 258 الى 260.

الاستدلال بهذه الآيات الشريفة وقوع الرجعة في الامم السالفة و اخبار الله تعالى نبيه بما وقع من الامور العجيبة من محاجة خليله ابراهيم مع سلطان زمانه و اسمه (نمرود) و هو اول جبار تجبر فى الأرض و هو صاحب الصرح ب (بابل) و هو الذي ملك شرق الأرض و غربها.

ففي (الخصال) عن البرقي مرفوعا قال ملك الارض كلها اربعة: مؤمنان و كافران اما المؤمنان ف «سليمان بن داود، و ذو القرنين» و اما الكافران ف «نمرود، و بخت نصر» الآية الاولى معناها و الله إعلم يا محمد إن شئت فانظر (إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ) اي في رب ابراهيم الذي يدعو الناس الى توحيده و عبادته حيث (قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَ يُمِيتُ) قال اللعين (أَنَا أُحْيِي وَ أُمِيتُ) يعني بالتخلية من السجن من وجب عليه القتل و اميت بالقتل من شئت ممن هو حي فعارض الكافر ابراهيم بهذا الكلام البارد (قالَ إِبْراهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ) و هذا تأكيد لبرهانه «ع» و حجته القوية بأن ربي و خالقي القادر على إحياء الموتى و السلطة بأن يأتي بالشمس من المشرق فأنت إن كان لك اقتدار فأت بها من المغرب فأدرك اللعين عجزه و انه لا يقدر على شيء من ذلك و إن شئت فانظر يا محمد الى آثار القدرة ب (كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَ هِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها فالمسألتا يرتضعان من باب واحد و هي القدرة الكاملة له تبارك و تقدس ضرورة كما ان إحياء الموتى لا يقدر عليه احد غيره تعالى كذلك اتيان الشمس من المشرق الى المغرب لا يقدر عليه احد غيره.

قال في (مجمع البيان) ج 2 ص 370 (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ) اي او هل رأيت كالذي مر و معناه إن شئت فانظر في القصة الذي حاج ابراهيم و إن شئت فانظر الى قصة (كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ) و هو عزيز عن قتادة و عكرمة و السدي و هو المروي عن ابي عبد الله الصادق «ع».

و قيل: هو (ارميا) عن وهب و هو المروي عن ابي جعفر «ع».

و قيل: هو (الخضر) عن ابن اسحاق و القرية التي مر عليها هو بيت المقدس لما خربه بخت نصر عن وهب و قتادة و الربيع و عكرمة.

و قيل: هي الأرض المقدسة عن الضحاك.

ص: 70

و قيل: هي القرية التي خرج منها الالوف حذر الموت عن ابن زيد (وَ هِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها) أي خالية.

و قيل: خراب عن ابن عباس و الربيع و الضحاك.

و قيل: ساقطة على أبنيتها و سقوفها كان السقوف سقطت و وقعت البنيان عليها قال (أنى يحيي هذه بعد موتها) أي كيف يعمر اللّه هذه القرية بعد خرابها.

و قيل: كيف يحيي اللّه أهلها بعد ما ماتوا و أطلق لفظ القرية و أراد به اهلها كقوله و اسأل القرية و لم يقل ذلك إنكارا و لا تعجبا و لا ارتيابا و لكنه أحب أن يريه اللّه إحيائها مشاهدة كما يقول الواحد منا كيف حال الناس يوم القيامة و كيف يكون حال أهل الجنة فى الجنة و كيف يكون حال أهل النار في النار و كقول ابراهيم (رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى) أحب أن يريه اللّه إحياء الموتى مشاهدة ليحصل له العلم به ضرورة كما حصل العلم دلالة لأن العلم الاستدلالي ربما اعتورته الشبهة (فَأَماتَهُ اللّهُ مِائَةَ) أي مأة سنة (ثُمَّ بَعَثَهُ) أي أحياء كما كان (قالَ كَمْ لَبِثْتَ) في التفسير انه سمع نداء من السماء (كَمْ لَبِثْتَ) يعني في مبيتك و منامك.

و قيل: ان القائل له نبي، و قيل: ملك.

و قيل: بعض المعمرين ممن شاهده منذ موته و إحيائه (قالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ) لأن اللّه أماته في أول النهار و أحياه بعد مأة سنة في آخر النهار فقال يوما ثم التفت فرأى بقية الشمس فقال أو بعض يوم (قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ) معناه بل مكثت في مكانك مأة سنة (فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وَ شَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ).

و قيل أراد به الشراب لأنه أقرب المذكورين اليه.

و قيل: كان زاده عصيرا و تينا و عنبا، و هذه الثلاثة أسرع الأشياء تغييرا و فسادا فوجد العصير حلوا و التين و العنب كما جنيا لم يتغير (وَ انْظُرْ إِلى حِمارِكَ) معناه: انظر اليه كيف تفرقت أجزائه و تبددت عظامه ثم انظر كيف يحييه اللّه و إنما قال له ذلك ليستدل بذلك على طول مماته (وَ لِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنّاسِ) في البعث (وَ انْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها) كيف نحييها و بالزاي كيف نرفعها من الأرض فنردها الى أماكنها من الجسد و نركب بعضها الى بعض (ثُمَّ نَكْسُوها) أي نلبسها (لَحْماً) و اختلف فيه.

ص: 71

و قيل أراد عظام حماره عن السدي و غيره فعلى هذا يكون تقديره و انظر الى حمارك.

و قيل: أراد عظامه عن الضحاك و قتادة و الربيع قالوا أول ما أحيا اللّه منه عينه و هو مثل غرقىء البيض فجعل ينظر الى العظام البالية المتفرقة تجتمع اليه و الى اللحم الذي قد أكلته السباع الذي يأتلف الى العظام من هاهنا و من هاهنا و يلتزم و يلتزق بها حتى قام و قام حماره (فَلَمّا تَبَيَّنَ لَهُ) أي ظهر و علم و إنما علم انه مات مأة سنة بشيئين:

أحدهما: باخبار من أراه الآية المعجزة في نفسه و حماره و طعامه و شرابه و تقطع اوصاله ثم إتصال بعضها الى بعض حتى رجع الى حالته التي كان عليها في اول امره

و الآخر، انه علم ذلك بالآثار الدالة على ذلك لما رجع الى وطنه فرآى ولد ولده شيوخا و قد كان خلف آبائهم شابا الى غير ذلك من الامور التي تغيرت الأحوال التي تقلبت.

و روي عن علي عليه السلام ان عزيرا خرج من اهله و امرأته حامل و له خمسون سنة فأماته اللّه مائة سنة ثم بعثه و رجع الى اهله ابن خمسين سنة و ابن له مائة سنة فكان ابنه اكبر منه فذلك من آيات اللّه.

و قيل، انه رجع و قد احرق بخت نصر التوراة فأملاها من ظهر قلبه فقال رجل حدثني ابي عن جدي انه دفن (التوراة) فى كرم فان اريتموني كرم جدي اخرجتها لكم فأروه فأخرجها فعارضوا ذلك بما املى فما اختلفا في حرف فقالوا ما جعل اللّه التوراة في قلبه إلا و هو ابنه فقالوا عزير ابن اللّه قال اي قال المار على القرية (إعلم) اي اتيقن و من قرء إعلم فمعناه على ما تقدم ذكره من انه يخاطب نفسه

و قيل، انه امر من الله تعالى له (أَنَّ اللّهَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ) الم اقل ما قلت عن شك و ارتياب و يحتمل انه إنما قال ذلك لأنه ازداد بما شاهد و عاين يقينا و علما إذ كان قبل ذلك علم استدلال فصار علم ضرورة و معاينة.

صورة اخرى:

ذكرها الطبري فى ج 3 ص 24 برواية وهب بن منبه انه اوحى الله الى «9 ج 2 الشيعة و الرجعة»

ص: 72

ارميا و هو بأرض مصر ان الحق بأرض ايليا فان هذه ليست لك بأرض مقام فركب حماره حتى اذا كان ببعض الطريق و معه سلة من عنب و تين و كان معه سقاء جديد فملاؤه ماء فلما بداله شخص بيت المقدس و ما حوله من القرى و المساجد و نظر الى خراب لا يوصف و رأى هدم بيت المقدس كالجبل العظيم قال (انى يحي هذه اللّه بعد موتها) و سار حتى تبوأ منها منزلا فربط حماره بحبل جديد و علق سقاه و ألق اللّه عليه السبات فلما نام نزع اللّه روحه مأة عام فلما مرت من المأة سبعون عاما أرسل اللّه ملكا الى ملك من ملوك فارس عظيم يقال له (يوسك) فقال ان اللّه يأمرك أن تنفر بقومك فتعمر بيت المقدس و ايليا و أرضها حتى تعودا عمر ما كانت فقال الملك انظرني ثلاثة أيام حتى أتأهب لهذا العمل و ما يصلحه من أدوات العمل، فأنظره ثلاثة أيام فانتدب ثلاثمائة قهرمان و أدفع الى كل قهرمان الف عامل و ما يصلحه من أدوات العمل فسار اليها قهر منه و معهم ثلاثمائة الف عامل فلما وقعوا في العمل رد اللّه الحياة في عين ارميا و أخر جسده ميتا فنظر الى ايليا و ما حولها من القرى و المساجد و الانهار و الحرث تعمل و تعمر و تجدد حتى صارت كما كانت و بعد ثلاثين سنة تمام المائة رد اليه الروح فنظر الى حماره واقفا كهيئة يوم ربطه لم يطعم و لم يشرب و نظر الى الرمة في عنق الحمار لم تتغير جديده و قد أتى على ذلك ريح مأة عام و برد مأة عام و حر مأة عام لم يتغير و لم ينقص شيئا و قد نحل جسم ارميا من البلى فأنبت اللّه له لحما جديدا و نشز عظامه و هو ينظر فقال له اللّه (فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وَ شَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَ انْظُرْ إِلى حِمارِكَ وَ لِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنّاسِ وَ انْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً) فلما تبين له قال (أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ).

و ذكر تأويلات متعددة جامعها ظهور آثار القدرة منه تعالى من الاماته و الاحياء بعد الموت و ابقاء ما يتسرع فيه الفساد في اليوم مأة عام و هو على كل شيء قدير.

صورة ثالثة:

فى تفسير النيشابوري الهامش من الطبري في ج 4 ص 31 نقلا عن تفسير ابن عباس ان بخت نصر غزى بني اسرائيل فسبى منهم الكثير و منهم عزيز و كان

ص: 73

من علمائهم فجاء بهم الى بابل فدخل عزير تلك القرية و نزل تحت ظل شجرة و ربط حماره و طاف في القرية فلم ير فيها أحد فعجب من ذلك و قال (أَنّى يُحْيِي هذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِها) أي من أين يتوقع عمارتها لا على سبيل الشك فى القدرة بل بسبب اطراد العادة فى ان مثل ذلك الموضع الحراب قلما يصيره اللّه معمورا و كانت الأشجار مثمرة فتناول منها التين و العنب و شرب عصير العنب فنام فأماته اللّه في منامه مأة عام و هو شاب ثم أعمى عنه في موته أبصار الانس و الطير و السباع ثم أحياه بعد المائة و نودي من السماء يا عزير (كَمْ لَبِثْتَ قالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ) من التين و العنب و شرابك من العصير فنظر فاذا التين و العنب كما شاهد ثم قال (وَ انْظُرْ إِلى حِمارِكَ) فنظر فاذا عظام بيض تلوح و قد تفرقت أوصاله فسمع صوتا أيتها العظام البالية انى جاعل فيك روحا فانضم أجزاء العظام بعضها الى بعض ثم التصق كل عضو بما يليق به الضلع الى الضلع و الذراع الى مكانه ثم جاء الرأس الى مكانه ثم العصب ثم العروق ثم انبسط اللحم عليه ثم خرج الشعر من الجلد ثم نفخ فيه الروح فاذا هو قائم يهتف فحر عزير ساجدا و قال (أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ).

صورة رابعة:

قال فى الكشاف ج 1 ص 281 روي انه مات ضحى و بعث بعد مأة سنة قبل غيبوبة الشمس فقال قبل النظر الى الشمس يوما ثم التفت فرأى بقية من الشمس فقال أو بعض يوم، وري انه كان طعامه تينا و عنبا و شرابه عصيرا و لبنا فوجد التين و العنب كما جنيا و الشراب على حاله (لَمْ يَتَسَنَّهْ) لم يتغير و الهاء أصلية أو هاء سكت و اشتقاقه من السنة على الوجهين لأن لامها هاء أو فاء و ذلك ان الشيء يتغير بمرور الزمان و قيل أصله يتسنن من الحمأ المسنون فقلبت نونه حرف علة و يجوز أن يكون لم يتسنه لم تمر عليه السنون التي مرت عليه يعني هو بحاله كما كان كأنه لم يلبث مأة سنة.

و فى قرائة عبد اللّه (فانظر الى طعامك و هذا شرابك لم يتسن) و قرأ أبي لم يتسنه بادغام التاء و السين (وَ انْظُرْ إِلى حِمارِكَ) كيف تفرقت عظامه و نخرت

ص: 74

و كان له حمار قد ربطه و يجوز أن يراد و انظر اليه سالما في مكانه كما ربطته و ذلك من أعظم الآيات أن يعيشه مأة عام من غير علف و لا ماء كما حفظ طعامه و شرابه من التغيير (وَ لِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنّاسِ) فعلنا ذلك يريد إحيائه بعد الموت و حفظ ما معه

و قيل أتى قومه راكب حماره و قال أنا عزير فكذبوه فقال هاتوا التوراة فأخذها يقرأ عن ظهر قلبه و هم ينظرون فى الكتاب فما خالف حرفا فقالوا هو ابن اللّه و لم يقرأ التوراة أحد قبل عزير فذلك كونه آية.

و قيل رجع الى منزله و رأى أولاده شيوخا و هو شاب فاذا حدثهم قالوا حديث مائة سنة.

(قال الطبسي): كل ذلك حجة قوية عليهم و دليل على صحة القول بالرجعة فان كل ذلك من رشحات قدرته تعالى و هو المطلوب.

صورة خامسة:

فى ج 1 من كتاب حياة الحيوان ص 244 بعد كلام طويل ينقل عن ابن عباس انه قال لما أحيا اللّه عزيرا بعد ما أماته مائة عام ركب و قصد بيت المقدس حتى اتى محلته و أنكره الناس و أنكروا منزله فانطلق عزير و هم حتى أتى منزله فاذا هو بعجوز عمياء مقعده قد أتى عليها من العمر - 120 - و كان عزير قد خرج عنهم و هي ابنة - 20 - سنة و كانت قد عرفته و عقلته فقال لها عزير يا هذه هذا منزل عزير؟ قالت نعم هذا منزل عزير و بكت و قالت ما رأيت أحدا منذ كذا و كذا تذكر عزيرا فقال فاني أنا عزير قد أماتني اللّه مائة سنة ثم بعثني قالت ان عزيرا كان مستجاب الدعوة يدعو للمريض و صاحب البلا فادعوا اللّه أن يرد بصري حتى أراك فان كنت عزيرا، فدعى ربه سبحانه و مسح على عينيها فأبصرت ثم أخذ بيدها و قال لها قومي باذن اللّه فأطلق اللّه رجليها فقامت صحيحة فنظرت اليه و قالت أشهد انك عزير.

صورة سادسة:

في تفسير (الدر المنثور) للحافظ السيوطي ج 1 ص 331 عن عبد بن حميد

ص: 75

و ابن المنذر و ابن أبي حاتم، و الحاكم صححه و البيهقي في الشعب عن علي بن ابي طالب عليهما السلام في قوله تعالى: (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ...) قال عليه السلام:

خرج عزير نبي اللّه من مدينته و هو شاب فمر على قرية خربة و هي خاوية على عروشها، فقال (أَنّى يُحْيِي هذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِها) فأماته اللّه مائة عام ثم بعثه، فأول ما خلق منه عيناه، فجعل ينظر الى عظامه و ينظم بعضها الى بعض، ثم كسبت لحما ثم نفخ فيه الروح، ففيل له (كَمْ لَبِثْتَ؟ قالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ) فأتى مدينته و قد ترك جارا له إسكافا شابا فجاء و هو شيخ كبير

و فيه عن اسحاق بن بشير و الخطيب و ابن عساكر عن عبد بن سلام ان عزيرا هو العبد الذي أماته اللّه مائة عام ثم بعثه.

و فيه عن ابن مردويه و ابن عساكر عن ابن عباس ان عزير بن سروخا هو الذي قال اللّه فى كتابه: (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَ هِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها).

قصة ابراهيم و احياء الطيور

في (الدر المنثور) ج 1 ص 334 في قوله تعالى: (وَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى...) عن ابن أبي حاتم و ابن الشيخ في المعظمة عن ابن عباس قال ان ابراهيم مر على رجل ميت زعموا انه حبشي على ساحل البحر فرأى دواب البحر تخرج فتأكل منه و سباع الأرض تأتينه فتأكل منه و الطير يقع عليه فتأكل منه، فقال ابراهيم عند ذلك يا رب هذه دواب البحر تأكل هذا و سباع الأرض ثم يميت هذه ثم يحييها ف (أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ) يا ابراهيم اني احيي الموتى قال بلى يا رب (وَ لكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) لأرى من آياتك و أعلم انك قد أجبتني فقال اللّه (فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ) فصنع ما صنع و الطير الذي أخذه زودال و ديك و طاووس و أخذ نصفين مختلفين ثم أتى الى أربعة أجبل فجعل على كل جبل منهن جزء ثم تنحى و رؤسها تحت قدميه فدعا باسم الأعظم فرجع كل نصف الى نصفه و كل ريش الى طائره تم أقبلت تطيره بغير رؤس

ص: 76

الى قدمه تريد رؤسها بأعناقها فرفع قدميه و اذا كل طائر منها عنقه في رأسه فعادت كما كانت (وَ اعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).

صورة اخرى فى سبب سؤال:

ففي المجمع ج 2 ص 37 اختلف في سبب سؤال ابراهيم هذا على وجوه:

- أحدها - ما قاله الحسن و الضحاك و هو المروي عن أبي عبد اللّه الصادق «ع» انه رأى جيفة تمزقها السباع فيأكل منها سباع البر و البحر فسأل اللّه ابراهيم فقال يا رب قد علمت انك تجمعها من بطون السباع و دواب البحر فأرني كيف تحييها لا عاين ذلك.

(و ثانيها). ما روي عن ابن عباس و سعيد بن جبير و السدي ان الملك بشر ابراهيم بأن اللّه قد اتخذه خليلا و انه يجيب دعوته و يحيي الموتى بدعائه فسأل اللّه أن يفعل اللّه ذلك ليطمئن قلبه بأنه قد أجاب دعوته و اتخذه خليلا.

(و ثالثها): ان سبب السؤال منازعة نمرود إياه فى الاحياء إذ قال (أَنَا أُحْيِي وَ أُمِيتُ) اطلق محبوسا و اقتل إنسانا فقال ابراهيم ليس هذا باحياء و قال يا رب: أرني كيف تحيي الموتى ليعلم نمرود ذلك، و روي ان نمرود توعد بالقتل إن لم يحيي اللّه الميت يشاهده فلذلك قال (لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) أي بأن لا يقتلني الجبار عن محمد بن يسار.

(و رابعها): انه أحب أن يعلم ذلك علم عيان بعد أن كان عالما به من جهة الاستدلال و البرهان لتزول الخواطر و وساوس الشيطان و هذا أقوى الوجوه قال (أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ) هذا الف استفهام و يراد به التقدير كقول الشاعر:

ألستم خير من ركب المطايا و أندى العالمين بطون راح

(و قيل) ليطمئن قلبي بأنك قد أجبت مسألتي و اتخذتني خليلا كما وعدتني قال (فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ) مختلفة الاجناس و إنما خص الطير من بين سائر الحيوانات لخاصية الطيران، (و قيل) انها الطاووس و الديك و الحمام و الغراب أمر أن يقطعها و يخلظ ريشها بدمها هذا قول مجاهد و ابن جريح و عطا و ابن زيد و هو المروي عن أبي عبد اللّه «ع» (فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ) أي قطعهن عن ابن عباس

ص: 77

و سعيد بن جبير و الحسن و قتادة معناه أضممهن اليك عن عطا و ابن زيد و قد تقدم وجهه في وجه القرائة (ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً) و روي عن أبي عبد اللّه «ع» في ان معناه فرقهن على كل جبل و كانت عشرة أجبل ثم خذ بمناقيرهن و ادعهن باسمي الأكبر و حلفهن بالجبروب و العظمة يأتينك سعيا ففعل ابراهيم ذلك و فرقهن على عشرة أجبل ثم دعاهن فقال أجبن باذن اللّه فكانت تجتمع و يأتلف لحم كل واحد و عظمه الى رأسه و طارت الى ابراهيم، (و قيل) ان الجبال كانت تسعة عن ابن جريح و السدي، (و قيل) كانت اربعة عن ابن عباس و الحسن، (و قيل) أراد كل جبل على العموم بحسب الامكان كأنه قال فرقهن على كل جبل يمكنك التفرقة عليه عن مجاهد و الضحاك و يسأل فيقال كيف قال أدعهن و دعاء الجماد قبيح و جوابه انه أمر بذلك الاشارة اليها و الايماء ليقبل عليه اذا أحياها اللّه، (و قيل) معنا الدعاء هاهنا الأخبار عن تكوينها إحياء كقوله سبحانه (كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ) و قوله تعالى (ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً) عن الطبراني الى أن يقول و في الكلام حذف فكأنه قال فقطعهن ثم اجعل على كل جبل من كل واحد منهن جزء فان اللّه يحييهن فاذا أحياهن فادعهن فيكون الايماء اليها بعد أن صارت أحياء ففعل ابراهيم ذلك فنظر الى الريش يسعى بعضها الى بعض و كذلك العظام و اللحم ثم أتينه مشيا على أرجلهن فتلقي كل طائر رأسه و ذلك قوله تعالى (يَأْتِينَكَ سَعْياً).

صورة ثالثة:

قال الطبري فى ج 3 ص 32 و اختلف أهل التاويل في سبب سؤال ابراهيم ربه أن يريه كيف يحيي الموتى فقال بعضهم كانت مسألته ذلك ربه انه رأى دابة قد قسمها السباع و الطير فسأل ربه ان يريه كيف إحيائها إياها مع تفرق لحومها في بطون طير الهواء و سباع الأرض ليرى ذلك عيانا فيزداد يقينا الى علمه به خبرا فأراه اللّه ذلك بما اخبر به.

و فيه ص 33 يقول: و قال آخرون انه سبب مسالته ربه ذلك المناظرة و المحاجة التي جرت بينه و بين نمرود، و قال آخرون: كانت مسألته ذلك ربه

ص: 78

عند البشارة التي أتت من اللّه بأنه اتخذه خليلا الخ.

و فيه عن السدي: قال لما اتخذ اللّه ابراهيم خليلا، سأل ملك الموت ربه ان يأذنه بأن يبشر ابراهيم بذلك، فأذن له، فأتى ابراهيم و ليس فى البيت فدخل داره و كان ابراهيم أغير الناس ان خرج أغلق الباب، فلما جاء و جد فى داره رجلا فثار اليه ليأخذه، قال: من أذن لك أن تدخل داري؟ قال ملك الموت اذن لي رب هذه الدار، قال ابراهيم صدقت و عرف انه ملك الموت، قال من أنت:

قال أنا ملك الموت جئتك ابشرك بأن اللّه قد اتخذك خليلا، فحمد اللّه و قال يا ملك الموت أرني الصورة التي تقبض فيها أنفاس الكفار، قال يا ابراهيم لا تطيق ذلك، قال بلى، قال فاعرض عني، فأعرض ابراهيم عنه ثم نظر اليه فاذا هو رجل أسود تنال رأسه السماء يخرج من فيه لهب النار ليس من شعرة في جسده إلا صورة رجل أسود يخرج من فيه و مسامعه لهب النار، فغثني على ابراهيم ثم أفاق و قد تحول ملك الموت فى الصورة الاولى فقال يا ملك الموت لو لم يلق الكافر عند(1) الموت من البلاء و الحزن إلا صورتك لكفاه فأرني كيف تقبض أنفاس).

ص: 79


1- و في أخبار ما يدل على ذلك ففي ج 4 من بحار الانوار ص 131 قال ابراهيم الخليل لملك الموت هل تسطيع أن تريني صورتك التي تقبض فيها روح الفاجر قال لا تطيق ذلك قال بلى قال فاعرض عني فأعرض عنه ثم التفت فاذا هو رجل أسود قائم الشعر منتن الريح أسود الثياب يخرج من فيه و مناخره لهيب النار و الدخان فغشي على ابراهيم ثم أفاق فقال لو لم يلق الفاجر عند موته إلا صورة وجهك لكان حسبه. و فيه ص 137 عن الكافي برواية ادريس القمي قال سمعت أبا عبد اللّه «ع» يقول ان اللّه عز و جل يأمر ملك الموت فيرد نفس المؤمن ليهون عليه و يخرجها من أحسن وجهها فيقول الناس لقد شدد على فلان الموت و ذلك تهوين من اللّه عز و جل عليه و قال يصرف عنه اذا كان ممن يسخط اللّه عليه أو ممن أبغض اللّه أمره أن يجذب الجذبة التي بلغتكم بمثل السفرد من الصوف المبلول فيقول الناس لقد هون على فلان الموت. و فيه ص 139 عن مولانا الصادق «ع» قال ان أمير المؤمنين عليه السلام اشتكى عينيه فعاده رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فاذا هو يصيح فقال له النبي (صلی الله علیه و آله) أجزعا أم وجعا فقال يا رسول اللّه ما وجعت وجعا قط أشد منه فقال يا علي ان ملك الموت اذا نزل لقبض روح الكافر نزل سفود من نار فتنزع روحه منه فتصيح جهنم فاستوى علي «ع» جالسا فقال يا رسول اللّه أعد علي حديثك فقد أنساني وجعي ما قلت ثم قال هل يصيب ذلك أحدا من امتك قال نعم حاكم جائر و أكل مال اليتيم ظلما و شاهد زور. و فيه ص 146 نقلا عن الكافي عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) انه قال و اذا احتضر الكافر حضر رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و علي و جبرئيل و ملك الموت عليهم السلام فيدنو منه علي «ع» فيقول يا رسول اللّه ان هذا كان يبغضنا أهل البيت فابغضه و يقول رسول اللّه يا جبرئيل ان هذا كان يبغض اللّه و رسوله و أهل بيت رسوله فابغضه و يقول جبرئيل يا ملك الموت ان هذا كان يبغض اللّه و رسوله و أهل بيت رسوله فابغضه فيدنو منه ملك الموت فيقول يا عبد اللّه اخذت فكاك رهانك اخذت امان برائتك من النار تمسكت بالعصمة الكبري في الحياة الدنيا فيقول لا فيقول ابشر يا عدو اللّه لسخظ اللّه عز و جل و عذابه و النار أما الذي كنت تحذره فقد نزل بك ثم يسل نفسه سلا عنيفا ثم يوكل بروحه ثلاثمائة شيطان كلهم بزق فى وجهه و ينادى بروحه فاذا وضع في قبره فتح له باب من أبواب النار فيدخل عليه من قيحها و لهبها. و فيه ص 136 نقلا عن تفسير فرات بن ابراهيم باسناده عن أبي بصير عن الصادق «ع» قال قلت لأبي عبد اللّه «ع» جعلت فداك يستكره المؤمن على خروج نفسه قال فقال لا و الله قال قلت و كيف ذاك قال ان المؤمن اذا حضرته الوفاة حضر رسول الله و أهل بيته أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «ع» و فاطمة و الحسن و الحسين و جميع الائمة عليهم الصلاة و السلام و لكن اكنوا عن اسم فاطمة و يحضره جبرئيل و ميكائيل و اسرافيل و عزرائيل عليهم السلام قال فيقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «ع» يا رسول الله انه كان ممن يحبنا و يتولانا فأحبه قال فيقول رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) يا جبرئيل انه كان ممن يحب عليا و ذريته فأحبه و قال جبرئيل لميكائيل و اسرافيل عليهم السلام مثل ذلك ثم يقولون جميعا لملك الموت انه كان ممن يحب محمدا و يتولا عليا و ذريته فأرفق به فيقول ملك الموت و الذي اختاركم و كرمكم و اصطفى محمدا (صلی الله علیه و آله) بالنبوة و خصه بالرسالة لأنا ارفق به من والد رفيق و أشفق عليه من أخ شفيق ثم قام اليه ملك الموت فيقول يا عبد اللّه أخذت فكاك رقبتك أخذت رهانك فيقول نعم فيقول الملك فبماذا فيقول بحبي محمدا و آله و بولايتي علي بن أبي طالب و ذريته فيقول أماما كنت تحذر فقد آمنك اللّه منه و أماما كنت ترجو فقد آتاك اللّه به افتح عينيك فانظر الى ما عندك قال فيفتح عينيه فينظر اليهم واحدا واحدا و يفتح له باب الجنة فينظر اليها فيقول له هذا ما أعد اللّه لك و هؤلاء رفقاؤك أفتحب اللحاق بهم أو الرجوع الى الدنيا قال فقال أبو عبد اللّه «ع» أما رأيت شخوصه و رفع حاجبيه الى فوق من قوله لا حاجة لي الى الدنيا و لا الرجوع اليها و يناديه مناد من بطنان عرشه يسمعه و يسمع من بحضرته (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ) الى محمد و وصيه و الائمة من بعده (ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً) بالولاية مرضية بالثواب (فَادْخُلِي فِي عِبادِي وَ ادْخُلِي جَنَّتِي) مع محمد و أهل بيته و ادخلي جنتي غير مشوبة. قلت: و لقد كتبنا في هذا الموضوع رسالة شريفة سميناها (درر الاخبار فيما يتعلق بحال الاحتضار) و فصلنا القول فيها نسأل اللّه الاعانة عند الموت و رزقنا رؤية محمد و أهل بيته المعصومين رؤية رأفة و رحمة لا رؤية سوئة و نقمة (فويل لمن كان خصمه شفعائه).

المؤمنين؟ قال فاعرض عني، فأعرض عنه ابراهيم ثم التفت فاذا هو رجل شاب «10 ج 2 الشيعة و الرجعة»

ص: 80

أحسن الناس وجها و أطيبه ريحا فى ثياب بيض، فقال يا ملك الموت لو لم يكن للمؤمن عند لقاء ربه من قرة العين و الكرامة إلا صورتك هذه لكان يكفيه فانطلق ملك الموت و قام ابراهيم يدعو ربه و يقول: «رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى» حتى أعلم اني خليلك، قال: «أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ؟ قالَ بَلى، وَ لكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي بخلولتك».

ص: 81

صورة رابعة:

و فيه ج 2 ص 38 عن قتادة: قال أمر نبي اللّه أن يأخذ أربعة من الطير فيذبحهن ثم يخلط لحومهن و ريشهن و دمائهن ثم يجزأهن على أربعة أجبل، فذكر لنا انه شكل على أجنحتهن و أمسك برؤسهن بيده فجعل العظم يذهب الى العظم و الريشة الى الريشة و البضعة الى البضعة، و ذلك بعين خليل اللّه ابراهيم «ع» ثم دعاهن فأتينه سعيا على أرجلهن و يلقى كل طير برأسه الخ.

(قال الطبسي) و ذكر الطبري صورا عديدة بأقوال متعددة لا داعي لنا ذكرها و مع تعددها كلها دالة على ما هو المدعى من ان إحياء الموتى فى أي وقت أراد الباري ليس عليه بعزيز و لا يمنعه شيء فله الأمر بعود نفوس سعيدة و نفوس شقية و افاضة الروح عليهن بعد ظهور (المهدي المنتظر ع) فهو القادر على ما يشاء (فَما لِهؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً) .

صورة خامسة:

في ج 1 من تفسير الكشاف ص 282: و روى انه عليه السلام أمر بذبحها و بنتف ريشها و تقطيعها و تفرق أجزائها و يخلط ريشها و دمائها و لحومها و أن يمسك رؤسها ثم أمر أن يجعل أجزائها على الجبال على كل جبل ربعا من كل طائر.

ثم يصيح بها تعالين باذن اللّه تعالى فجعل كل جزء يطير الى الآخر حتى صارت جثثا ثم أقبلن فانضمن الى رؤسهن كل جثة الى رأسها.

صورة سادسة:

في ج 1 من كتاب حياة الحيوان ص 240 قال فائدة قوله تعالى (وَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى) عن الحسن و قتادة و عطاء الخراسانى و الضحاك و ابن جريح كان سبب هذا السؤال من ابراهيم انه مر على دابة ميتة قال ابن جريح كانت جيفة حمار بساحل البحر قال عطاء بحيرة طبرية، قالوا و قد تزفها دواب البحر و البر و كان البحر اذا مد جاءت الحيتان و دواب البحر فأكلن منها - الى ان قال - يا رب قد علمت لتجمعها من بطن السباع و حواصل الطير و أجواف دواب

ص: 82

البحر فأرني كيف تحييها لأن اعاين ذلك فأزداد يقينا فعاتبه اللّه على ذلك فقال:

(أو لم تؤمن؟) قال بلى قد علمت و آمنت يا رب و لكن ليطمئن قلبي أي يسكن الى المعاينة و المشاهدة، فابراهيم كان يعلم يقينا ان اللّه يحيي الموتى و لكن أراد أن يصير له علم اليقين عين اليقين لان الخبر ليس كالمعاينة و ما أحسن قول بعضهم:

لئن كلمت بالتفريق قلبي فأنت بخاطري أبدا مقيم

و لكن للعيان لطيف معنى له سئل المعاينة الكليم

و في النيشابوري: هامش الطبري ج 3 ص 36 بما يقرب ما ذكرنا من حياة الحيوان و ذكر وجوهها ثمانية لا داعي بايرادها.

و أما ما ورد في تفاسير الخاصة فهو كثيرة نشير الى بعضها:

منها ما في تفسير القمي الثقة الجليل ص 81 باسناده عن أبيه الثقة الامين عن ابن أبي عمير الجليل الشأن عن أبي أيوب و أبي بصير الثقتان الجليلان عن الامام الصادق «ع» قال ان ابراهيم «ع» نظر الى ساحل البحر تأكل سباع البر و سباع البحر ثم تثب السباع بعضها على بعض فيأكل بعضها بعضا فتعجب ابراهيم فقال (رب أني كيف تحيي الموتى) الى قوله: و فرقهن على عشرة جبال ثم دعاهن فقال احيي باذن اللّه - الى قوله - و طارت الى ابراهيم فعند ذلك قال ابراهيم ان اللّه عزيز حكيم.

الآية السابعة عيسى و ابراء الاكمه و الابرص

اشارة

7 - (وَ رَسُولاً إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَ أُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ وَ أُحْيِ الْمَوْتى بِإِذْنِ اللّهِ وَ أُنَبِّئُكُمْ بِما تَأْكُلُونَ وَ ما تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (1).

فى المجمع ج 2 ص 445 في قوله تعالى (وَ أُحْيِ الْمَوْتى) يقول إنما أضاف الاحياء الى نفسه على وجه المجاز و التوسع لأن اللّه تعالى كان يحيي الموتى عند

ص: 83


1- سورة آل عمران آية: 48.

دعائه، و قيل انه أحيى أربعة أنفس: عازر و كان صديقا له، و كان قد مات منذ ثلاثة أيام فقال لاخته انطلقي بنا الى قبره ثم قال: اللهم رب السماوات السبع و رب الارضين انك أرسلتني الى بني اسرائيل أدعوهم الى دينك و أخبرهم بأني احيي الموتى فأحيى عازر فخرج من قبره و بقي و ولد له. و ابن العجوز مر به ميتا على سريره فدعا اللّه عيسى «ع» فجنس على سريره و نزل على أعناق الرجال و لبس ثيابه و رجع الى أهله و بقي و ولد له. و ابنة العاشر قيل له أتحييها و قد ماتت أمس فدعا اللّه فعاشت و بقيت و ولدت. و سام بن نوح دعا عليه باسم الاعظم فخرج من قبره و قد شاب نصف رأسه، فقال قد قامت القيامة؟ قال لا و لكني دعوتك باسم الأعظم قال و لم يكونوا يشيبون في ذلك الزمان لأن سام بن نوح قد عاش خمسمائة سنة و هو شاب، ثم قال له مت قال بشرط أن يعيذتي من سكرات الموت، فدعى اللّه ففعل. و قال الكلبي كان يحيي الاموات ب (يا حي يا قيوم).

و فى تفسير الطبري ج 3 ص 198 باسناده عن السدي: لما بعث اللّه عيسى عليه السلام فأمر بالدعوة نفته بنو اسرائيل و أخرجوه فخرج هو و امه يسيحون فى الأرض فنزل فى قرية على رجل فضافهم و أحسن اليهم الى أن ينسب اليه و حاشاه صنع الخمر لهم الى أن بلغ و شاع خبره الى الملك الذي ابنا له مات بأيام و كان أحب الخلق اليه فقال ان رجلا دعى اللّه حتى جعل الماه خمرا و كان لتلك المدينة ملك جبار معتد فجاء ذلك الرجل يوما و قد وقع عليه هم و حزن فدخل منزله و مريم عند امرأته فقالت مريم لها ما شأن زوجك أراه حزينا؟ قالت لا تسأليني، قالت أخبريني لعل الله يفرج كربته قالت فان لنا ملكا يجعل على كل منا؟؟؟ يوما يطعمه هو و جنوده و يسقيهم من الخمر فان لم يفعل عاقبه و انه قد بلغت نوبته - الى قوله - فلما جاء الملك أكل و شرب الخمر سأل من أين هذه الخمر؟ قال له هي من أرض كذا و كذا قال الملك فان خمري اوتي بها من تلك الأرض فليس هي مثل هذه، قال هي من أرض اخرى.

فلما خلط على الملك اشتد عليه قال أنا أخبرك عندي غلام لا يسأل الله شيئا إلا أعطاه و انه دعى الله حتى جعل الماء خمرا، قال الملك و كان له ابن يريد أن يستخلفه فمات قبل ذلك بأيام و كان أحب الخلق اليه فقال ان رجلا دعا اللّه

ص: 84

حتى يجعل الماء خمرا ليستجاب له حتى يحيي ابني فدعا عيسى فكلمه فسأله أن يدعو اللّه فيحيي ابنه فقال عيسى لا تفعل فانه إن عاش كان شرا، فقال الملك لا ابالي أليس أراه فلا ابالي ما كان فقال عيسى فان أحييته تركوني أنا و امي نذهب أينما شئنا، قال الملك نعم فدعا اللّه فعاش الغلام فلما رآه أهل مملكته قد عاش تنادوا بالسلاح و قالوا أكلنا هذا حتى اذا دنا موته يريد أن يستخلف ابنه فيأكلنا كما أكلنا أبوه فاقتتلوا و ذهب عيسى و امه و صحبهما يهودي و كان مع اليهودي رغيفان و مع عيسى رغيف فقال له عيسى شاركني فقال اليهودي نعم و لما رأى انه ليس مع عيسى إلا رغيف ندم.

فلما ناما جعل اليهودي يريد أن يأكل الرغيف فلما أكل لقمة قال له عيسى ما تصنع؟ فيقول لا شيء فيطرحهما حتى فرغ من الرغيف كله فلما أصبحا قال له عيسى هلم طعامك فجاء برغيف فقال له عيسى أين الرغيف الآخر قال ما كان معي إلا رغيف واحد فسكت عيسى.

فانطلقوا فمروا براعي غنم فنادى عيسى يا صاحب الغنم أجزرنا شاة من غنمك، قال نعم أرسل صاحبك يأخذها، فأرسل عيسى اليهودي، فجاء بالشاة و شواها، ثم قال لليهودي كل و لا تكسرن عظما فأكلا فلما شبعوا قذف عيسى العظام في الجلد ثم ضربها بعصاه و قال (قومي باذن اللّه) فقامت الشاة فقال يا صاحب الغنم خذ شأتك فقال له الراعي من أنت؟ فقال أنا عيسى بن مريم، قال أنت الساحر؟ و فر منه، قال عيسى لليهودي بالذي أحيا هذه الشاة بعد ما أكلناها كم كان معك رغيفا؟ فحلف ما معه إلا رغيف واحد.

فمروا بصاحب بقر فنادى عيسى يا صاحب البقر أجزرنا من بقرك هذه عجلا قال ابعث صاحبك يأخذه قال «ع» انطلق يا يهودي فجيء به فانطلق فجاء به فذبحه و شواه و صاحب البقر ينظر فقال عيسى كل و لا تكسرن عظما فلما فرغوا قذف العظام في الجلد ثم ضربه بعصاه و قال قم باذن اللّه فقام و له خوار قال عيسى خذ عجلك قال و من أنت؟ قال أنا عيسى بن مريم قال أنت الساحر؟ ثم فر منه قال اليهودي يا عيسى أحييته بعد ما أكلناه، فقال عيسى بالذي أحيي الشاة بعد ما أكلناه و العجل بعد ما أكلناه كم كان معك رغيفا فحلف باللّه ما كان معه إلا

ص: 85

رغيف واحد.

فانطلقا حتى نزلا قرية فنزل اليهودي أعلاها و عيسى في أسفلها و أخذ اليهودي عصا مثل عصا عيسى و قال أنا الآن أحيي الموتى و كان ملك المدينة مريضا شديد المرض فانطلق اليهودي ينادي من يبتغي طبيبا حتى أتى ملك تلك القرية فأخبر بوجعه فقال أدخلوني عليه فأنا أبرئه و إن رأيتموه قد مات فأنا أحييه فقيل له ان وجع الملك قد أعيا الأطباء قبلك فليس من طبيب يداويه و لا يفيد دوائه شيئا إلا أمر فيصلب قال أدخلوني عليه فاني سأبريه فادخل عليه فأخذ يضرب برجل الملك فضربه بعصاه حتى مات فجعل يضربه بعصاه و هو ميت و يقول قم باذن اللّه فأخذوه ليصلب فبلغ عيسى فأقبل اليه و قد رفع على الخشبة فقال أرأيت إن أحييت صاحبكم تتركون لي صاحبي؟ قالوا نعم فأحيا اللّه الملك لعيسى و انزل اليهودي فقال يا عيسى أنت أعظم الناس علي منة و اللّه لا افارقك أبدا. و في النيشابوري هامش الكتاب ص 203 ذكر تلخيصه.

صاحب الرغيف و تقسيم عيسى الكنز

و فيه ص 199 ج 3 برواية محمد بن الحسين بن موسى عن أحمد بن المفضل عن اسباط عن السدي: قال عيسى لليهودي أنشدك باللّه الذي أحيا الشاة و العجل بعد ما أكلناهما و أحيا هذا بعد ما مات و أنزلك من الجذع بعد ما رفعت عليه لتصلب كم كان معك رغيفا قال فحلف بهذا كله ما كان معه إلا رغيف واحد قال لا بأس فانطلقا حتى مرا على كنز قد حفرته السباع و الدواب فقال اليهودي يا عيسى لمن هذا المال؟ قال عيسى دعه فان له أهلا يهلكون عليه فجعلت نفس اليهودى تطلع الى المال و يكره ان يعصي عيسى فانطلق مع عيسى.

و مر بالمال أربع نفر فلما رأوه اجتمعوا عليه فقال اثنان لصحاحبيهما انطلقا فابتاعا لنا طعاما و شرابا و قال أحدهما لصاحبه هل لك ان تجعل لصاحبينا فى طعامهما سما فاذا اكلا ماتا فكان المال بيني و بينك فقال الآخر نعم ففعلا و قال الآخران اذا إيتانا بالطعام فليقم كل واحد الى صاحبه فيقتله فيكون الطعام

ص: 86

و الشراب بيني و بينك فلما جائا بطعامهما قاما فقتلاهما قعدا على الطعام فأكلا منه فماتا.

و اعلم ذلك لعيسى فقال لليهودي اخرجه حتى نقسمه فأخرجه فقسمه عيسى بين ثلاثة فقال اليهودي يا عيسى إتق اللّه و لا تظلمني فانما هو انا و انت ما هذه الثلاثة قال له عيسى هذا لي و هذا لك و هذا الثلث لصاحب الرغيف قال اليهودي فان اخبرتك بصاحب الرغيف تعطيني هذا المال فقال عيسى نعم فقال انا هو قال عيسى خذ حظي و حظك و حظ صاحب الرغيف فهو حظك من الدنيا و الآخرة فلما حمله مشى به فخسف به الأرض.

و انطلق عيسى بن مريم بالحواريين و هم يصطادون السمك فقال ما تصنعون؟ فقالوا نصطاد السمك فقال أفلا تمشون معي حتى نصطاد الناس قالوا و من انت؟ قال انا عيسى بن مريم فآمنوا به و انطلقوا معه فذلك قول اللّه عز و جل (مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللّهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللّهِ آمَنّا بِاللّهِ وَ اشْهَدْ بِأَنّا مُسْلِمُونَ).

كيفية احياء عيسى الموتى

و في (الدر المنثور) ج 2 ص 32 فى ذيل قوله تعالى: (وَ أُحْيِ الْمَوْتى) عن البيهقي فى الأسماء و الصفات و ابن عساكر من طريق اسماعيل بن عياش عن محمد بن طلحة عن رجل: ان عيسى بن مريم كان اذا اراد ان يحيي الموتى صلى ركعتين يقرء في الاولى (تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ) و في الثانية (تنزيل السجدة) فاذا فرغ مدح اللّه و اثنى عليه ثم دعا بسبعة اسماء: يا قديم يا حي يا دائم يا فرد يا وتر يا احد يا صمد.

(قال الطبسي): ما افتهمنا قوله يقرء في الركعة الاولى (تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ) فهل كانت هذه السورة المباركة في زمن عيسى عليه السلام موجودة او كانت سورة اخرى سميت بهذا الاسم نزل على عيسى «ع» و كذا السجدة.

احياء عيسى سام بن نوح و ابن العجوز

و فيه ص 34 ج 2 عن ابي الدنيا في كتاب من عاش بعد الموت من معاوية

ص: 87

ابن قرة قال سألت بنو اسرائيل عيسى «ع» فقالوا ان سام بن نوح دفن هاهنا قريبا فادع اللّه ان يبعثه لنا فهتف فخرج اشمط فقالوا انه قد مات و هو شاب فما هذا البياض قال ظننت انها الصيحة ففزعت.

و عن اسحاق بن بشير و ابن عساكر عن طريق ابن عباس قال كانت اليهود يجتمعون الى عيسى «ع» و يستهزؤن به و يقولون له يا عيسى ما اكل فلان البارحة و ما ادخر في بيته لغد فيخبرهم فيسخرون به حتى طال ذلك به و بهم و كان عيسى عليه السلام ليس له قرار و لا موضع يعرف إنما هو سائح فى الارض فمر ذات يوم بامرأة قاعدة عند قبر و هي تبكي فسألها فقالت ماتت ابنة لي و لم يكن لي ولد غيرها فصلى عيسى ركعتين ثم نادى يا فلانة قومي باذن الرحمن فاخرجي فتحرك القبر ثم نادى الثانية فانصدع القبر ثم نادى الثالثة فخرجت و هي تنفض رأسها من التراب فقالت يا اماه ما حملك على أن أذوق كرب الموت مرتين يا اماه اصبري و احتسبي فلا حاجة لي في الدنيا يا روح اللّه سل ربك أن يردني الى الآخرة و أن تهون علي سكرات الموت فدعا ربه فقبضها اليه فاستوت عليها الارض.

فبلغ ذلك اليهود فازدادوا عليه غضبا و كان ملك منهم في ناحية فى مدينة يقال لها (نصيبين) جبارا عاتيا و أمر عيسى بالمسير اليه ليدعوه و اهل تلك المدينة الى المراجعة فمضى حتى شارف المدينة و معه الحواريون فقال لاصحابه ألا رجل منكم ينطلق الى المدينة فينادي فيها فيقول ان عيسى عبد اللّه و رسوله فقام رجل من الحواريين يقال له (يعقوب) و قال انا يا رسول اللّه قال فاذهب فأنت اول من تبرء مني فقام آخر يقال له (توصان) و قال له انا معه قال انت معه و مشيا فقام (شمعون) فقال يا رسول اللّه اكون ثالثهم فأذن لي ان انال منك ان اضطررت قال نعم فانطلقوا حتى اذا كان قريبا من المدينة و قد تحدث الناس بأمر عيسى و هم يقولون فيه اقبح الأقوال و فى امه فنادى احدهما و هو الاول ان عيسى عبد اللّه و رسوله فوثبوا اليه من القائل ان عيسى عبد اللّه و رسوله فتبرء الذي نادى فقال ما قلت شيئا فقال الآخر و انا اقول ان عيسى عبد اللّه و رسوله و كلمة القاها الى مريم و روح منه فآمنوا به يا معشر بني اسرائيل خير لكم فانطلقوا «11 ج 2 الشيعة و الرجعة»

ص: 88

به الى ملكهم و كان جبارا طاغيا فقال له ويلك ما تقول قال أقول ان عيسى عبد اللّه و رسوله و كلمة القاها الى مريم و روح منه قال كذبت فقذفوا عيسى و امه بالبهتان ثم قال له تبرء ويلك من عيسى و قل فيه مقالتنا قال لا أفعل قال إن لم تفعل قطعت يديك و رجليك و سمرت عينيك فقال افعل بنا ما أنت فاعل ففعل به ذلك فألقاه على مزبلة في وسط مدينه ثم ان الملك قطع لسانه إذ دخل عليه شمعون و قد اجتمع الناس فقال لهم ما بال هذا المسكين قالوا يزعم ان عيسى عبد اللّه و رسوله فقال شمعون أتأذن لي فأدنو منه فأسأله قال نعم قال له شمعون أيها المبتلي ما تقول قال أقول ان عيسى عبد اللّه و رسوله قال فما آية تعرفه قال (يبرى الأكمة و الأبرص و السقيم) قال يفعله الأطباء فهل غير هذا قال نعم (يخبركم بما تأكلون و ما تدخرون) قال هذا يفعله الكهنة فهل غير هذا قال نعم (يخلق من الطين كهيئة الطير) قال هذا يفعله السحرة قد يكون أخذه منهم فجعل الملك يتعجب منه و سؤاله قال هل غير هذا قال نعم (يُحْيِ الْمَوْتى) قال أيها الملك انه ذكر أمرا عظيما و ما أظن خلقا يقدر على ذلك إلا باذن اللّه و لا يقضي اللّه ذلك على يد ساحر كذاب فان لم يكن عيسى رسولا فلا يقدر على ذلك و ما فعل اللّه ذلك لاحد إلا لابراهيم حين سأل ربه (أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى) و من مثل ابراهيم خليل الرحمن.

و في تفسير النيشابوري هامش الطبري ج 2 ص 201 في قوله: (وَ أُحْيِ الْمَوْتى) قال أحيا عاذرا و كان صديقا له و دعا سام بن نوح من قبره و هم ينظرون اليه فخرج حيا و مر على ابن العجوز فدعا اللّه عيسى فنزل عن سريره حيا و رجع الى أهله و بقى و ولد له، و فى ص 203 ذكر القصة المتقدمه مع اليهود و احياء ابن الملك بتمامها. و فى الكشاف ص 305 ج 1 قال و روي انه أحيا سام بن نوح و هم ينظرون اليه فقالوا هذا سحر فأرنا آية فقال يا فلان أكلت كذا و كذا و يا فلان جيء لك بكذا.

(قال الطبسي): هذا حال تفاسيرهم في قضية إحياء الموتى و الرجعة(1) في

ص: 89


1- و قد وقع مثله فى عدة موارد في كتبنا ما يقرب من ذلك (منها) ما رواه الحافظ المجلسي - ره - فى ج 4 من بحار الأنوار ص 139 نقلا عن الكافي باسناده عن مولانا الصادق «ع» قال ان عيسى بن مريم جاء الى قبر يحيى بن زكريا عليهما السلام و كان سأل ربه أن يحييه له فدعاه فأجابه و خرج اليه من القبر فقال له ما تريد مني قال اريد أن تؤنسني كما كنت في الدنيا فقال له يا عيسى ما سكنت عني مرارة الموت و أنت تريد أن تعيدني الى الدنيا و تعود علي حرارة الموت فتركه فعاد الى قبره. (و منها) ما ذكره عن الامالي باسناده عن يزيد الكناس عن أبي جعفر «ع» قال ان فتية من أولاد ملوك بني اسرائيل كانوا متعبدين و كانت العبادة فى اولاد ملوك بني اسرائيل و انهم خرجوا يسيرون فى البلاد ليعتبروا فمروا بقبر على ظهر الطريق قد سفى عليه السافي ليس يتبين منه إلا رسمه فقالوا له لو دعونا اللّه الساعة فينشر لنا صاحب هذا القبر فسألناه فكيف وجد طعم الموت فدعوا اللّه فكان دعائهم الذي دعوا اللّه به (أنت إلهنا يا ربنا ليس لنا إله غيرك و البديع الدائم غير الغافل الحي الذي لا يموت لك في كل يوم شأن تعلم كل شيء بغير تعليم انشر لنا هذا الميت بقدرتك) قال فخرج من ذلك القبر رجل أبيض الرأس و اللحية ينفض رأسه من التراب فزعا شاخصا بصره الى السماء فقال لهم ما يوقفكم على قبري فقالوا دعوناك لنسألك كيف وجدت طعم الموت؟ فقال لهم لقد سكنت في قبري تسعة و تسعين سنة ما ذهب عني ألم الموت و كربه و لا خرج مرارة طعم الموت من حلقي فقالوا له مت يوم مت و أنت على ما نرى أبيض الرأس و اللحية؟ قال لا و لكن لما سمعت الصيحة اجتمعت تربة عظامي الى روحي فبقيت فيه فخرجت شاخصا بصري مهطعا الى صوت الداعي فابيض لذلك رأسي و لحيتي. (و منها) ما فى الصافي عن العياشي مقطوعا: فمكث عيسى حتى بلغ سبع سنين أو ثمان فجعل يخبرهم بما يأكلون و ما يدخرون فى بيوتهم فأقام بين أظهرهم يحيي الموتى و يبرء الاكمة و الأبرص و يعلم التوراة و الانجيل لما أراد اللّه الحجة عليهم، و فيه مرفوعا قال ان أصحاب عيسى سألوه أن يحيي لهم سام بن نوح فأتى بهم الى قبر سام فانشق القبر ثم أعاد الكلام فتحرك ثم أعاد الكلام فخرج سام بن نوح فقال عيسى أيهما أحب اليك تبقى أو تعود قال فقال يا روح اللّه بل أعود اني لاجد حرقة الموت أو لذعة الموت فى جوفي الى يومي هذا. و فى الكافي عن الصادق «ع» انه سئل هل كان عيسى بن مريم أحيي أحدا بعد موته حتى كان له أكل و شرب و رزق و مدة و ولد فقال نعم انه كان له صديق مؤاخ في اللّه تعالى و كان عيسى يمر به و ينزل عليه و ان عيسى غاب عنه حيا ثم مر به ليسلم عليه فخرجت اليه امه فسألها عنه فقالت يا رسول اللّه مات قال أفتحبين أن تريه قالت نعم قال لها فاذا كان غدا فآتيك حتى أحييه لك باذن اللّه فلما كان من الغد أتاها فقال لها انطلقي معي فانطلقا حتى أتيا قبره فوقف عيسى «ع» ثم دعا اللّه فانفرج القبر و خرج ابنها حيا رأته امه و رآها و بكيا فراحمهما عيسى فقال أفتحب أن تبقى في الدنيا؟ فقال يا نبي اللّه بأكل و رزق و مدة أم بغير أكل و رزق و لا مدة؟ فقال له عيسى بأكل و رزق و مدة تعمر عشرين سنة و تزوج و يولد لك قال نعم فدفعه عيسى الى امه فعاش عشرين سنة و ولد له. و لقد وقع لخاتم الأنبياء و خاتم الأوصياء في هذه الامة بأكثر من ذلك و أعجب ففي الصافي عن التوحيد عن مولانا الرضا «ع» في حديث انه اجتمعت قريش الى رسول اللّه فسألوه أن يحيي لهم موتاهم فوجه معهم علي بن أبي طالب فقال له اذهب الى الجبانة فناد هؤلاء الرهط الذين يسألون عنهم بأعلا صوتك يا فلان يا فلان و يا فلان يقول لكم محمد (صلی الله علیه و آله) قوموا باذن اللّه فقاموا ينفضون التراب عن رؤسهم و أقبلت قريش فسألهم عن امورهم ثم أخبروهم ان محمدا قد بعث نبيا و قالوا لوددنا ان كنا نؤمن به قال و لقد ابرء الاكمه و الابرص و المجانين و كلم البهائم و الطير و الجن و الشياطين و لم تتخذه ربا من دون اللّه. و أما ما صدر عن سيد الموحدين أمير المؤمنين «ع» فراجع ج 9 من بحار الانوار و قد جعل بابا مستقلا لذلك منها ما ذكره عن الخرايج و الجرايح عن مولانا الصادق عليه السلام.

هذه النشأة تسأل القراء الكرام أمن الانصاف التصديق بها و الاشكال فى الرجعة

ص: 90

التي نقول بها معاشر الامامية. و انهم لا يدعون أكثر من ذلك و لا أدري أين العدل و الانصاف نؤمن به بعض و نكفر به بعض (تلك إذا قسمة ضيزى).

ص: 91

الآية الثامنه رجوع الانبياء لنصرة على و طرق الخاصة

8 - (وَ إِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ قالَ أَ أَقْرَرْتُمْ وَ أَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي قالُوا أَقْرَرْنا قالَ فَاشْهَدُوا وَ أَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشّاهِدِينَ * فَمَنْ تَوَلّى بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) (1).

ففي تفسير القمي و الصافي و البرهان ج 1 ص 181 برواية ابن مسكان الثقة الجليل عن مولانا الصادق «ع» قال ما بعث اللّه نبيا من لدن آدم فهلم جرا إلا و يرجع الى الدنيا و ينصر أمير المؤمنين «ع» و هو قوله تعالى: (لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ) يعني برسول اللّه (وَ لَتَنْصُرُنَّهُ) أمير المؤمنين «ع» ثم قال لهم فى الذر (أَ أَقْرَرْتُمْ وَ أَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي) الى عهدي (قالُوا أَقْرَرْنا) قال اللّه تعالى الملائكة (فَاشْهَدُوا وَ أَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشّاهِدِينَ).

و فيه ج 1 ص 182 بطريق سعد بن عبد اللّه الثقة الامين عن أحمد بن محمد ابن عيسى عن محمد بن سنان عن عبد اللّه بن مسكان الثقات الاجلاء عن فيض بن أبي شيبة قال: سمعت أبا عبد اللّه «ع» يقول و تلا هذه الآية: (وَ إِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ) الى قوله برسول اللّه و لتنصرن عليا أمير المؤمنين «ع» قال نعم و اللّه من لدن آدم و هلم جرا فلم يبعث اللّه نبيا و لا رسولا إلا ردهم جميعا الى الدنيا حتى يقاتلوا بين يدي علي بن أبي طالب.

و في القمي و الصافي و العياشي عن كتاب الواحدة (لمحمد بن جمهور العمي البصري) عن مولانا الباقر «ع» قال قال أمير المؤمنين «ع» ان اللّه تعالى أحد واحد تفرد في وحدانية ثم تكلم بكلمة فصارت نورا ثم خلق من ذلك النور محمدا و خلقني و ذريتي ثم تكلم بكلمة فصارت روحا فأسكنه اللّه في ذلك النور و أسكنه في أبداننا فنحن روح اللّه فبنا احتجب على خلقه فما زلنا فى ظله خضراء حيث لا شمس و لا قمر و لا ليل و لا نهار و لا عين تطرف نعبده و نقدسه و نسبحه

ص: 92


1- سورة آل عمران آية: 80، 81.

و ذلك قبل أن يخلق خلقه و أخذ ميثاق الأنبياء بالايمان و النصرة لنا و ذلك قوله عز و جل: (وَ إِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ) يعني لتؤمنن ب (محمد) و لتنصرن (وصيه) و سينصرونه جميعا و ان اللّه أخذ ميثاقي و ميثاق (محمد) بنصرة بعضنا لبعض، لقد نصرت محمدا، و جاهدت بين يديه، و قتلت عدوه، و وفيت للّه بما أخذ علي من الميثاق و العهد و النصرة لمحمد و لم ينصرني في أحد من أنبياء اللّه و رسوله و ذلك لما قبضهم اللّه اليه و سوف ينصرونني و يكون لي ما بين مشرقها الى مغربها و ليبعثهم اللّه أحياء من آدم الى محمد كل نبي مرسل يضربون بين يدي بالسيف هام الاموات و الاحياء و الثقلين جميعا.

فيا عجبا و كيف لا أعجب من أموات يبعثهم اللّه أحياء يلبون زمرة زمرة بالتلبية لبيك لبيك يا داعي اللّه قد أظلوا بسكك الكوفة قد شهروا سيوفهم على عواتقهم يضربون بها هام الكفرة و جبابرتهم و أتباعهم من جبابرة الأولين و الآخرين حتى ينجز اللّه ما وعدهم فى قوله عز و جل: (وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً) أي يعبدونني آمنين لا يخافون أحدا في عبادتي ليس عندهم تقية، و ان لي الكرة و الرجعة، و أنا صاحب الرجعات، و الكرات، و صاحب الصولات و النقمات، و الدولات العجيبات، و أنا قرن من حديد، الحديث بطوله.

(قال الطبسي): و بقية الحديث رواه فى ج 13 ص 212 من بحار الأنوار و هي قوله عليه السلام: أنا عبد اللّه و أخو رسوله، و أنا أمين اللّه و خازنه و عيبة سره، و حجابه و وجهه و صراطه و ميزانه، و أنا الحاشر الى اللّه، و أنا كلمة اللّه التي يجتمع بها المفترق و يفرق بها المجتمع، و أنا أسماء اللّه الحسنى، و أمثاله العليا و آياته الكبرى، و أنا خلقت الجنة و النار أسكن أهل الجنة الجنة و أسكن أهل النار النار، و إلي تزويج أهل الجنة و إلى عذاب أهل النار، و إلي اياب الخلق جميعا، و أنا الاياب الذي يؤب اليه كل شيء بعد و القضاء الى حساب الخلق جميعا و أنا صاحب الهبات و أنا المؤذن على الأعراف، و أنا بارز الشمس، و أنا دابه الأرض

ص: 93

و أنا قسيم النار، و أنا خازن الجنان، و صاحب الاعراف، و أنا أمير المؤمنين و يعسوب المتقين و آية السابقين و لسان المتقين و خاتم الوصيين و وارث النبيين و خليفة رب العالمين و صراط ربي المستقيم و فسطاطه و الحجة على أهل السماوات و الأرضين و ما فيهما و ما بينهما و أنا الذي احتج به عليكم فى ابتداء خلقكم و أنا الشاهد يوم الدين و أنا الذي علمت علم المنايا و البلايا و القضايا و فصل الخطاب و الانساب و أنا صاحب العصا و الميسم و أنا الذي سخرت لي السحاب و الرعد و البرق و الظلم و الانوار و الرياح و الجبال و النجوم و الشمس و القمر و أنا القرن الحديد و أنا فاروق الامة و أنا الهادي و أنا الذي أحصيت كل شيء عددا بعلم اللّه الذي أودعنيه و بسره الذي أسره الى محمد (صلی الله علیه و آله) و أسره النبي إلي و أنا الذي أنحلني ربي اسمه و كلمته و حكمته و علمه.

يا معشر الناس سلوني قبل أن تفقدوني (اللهم اني أسألك و استعديك عليهم و لا حول و لا قوة إلا باللّه العلي العظيم و الحمد للّه متبعين أمره.

و ذكره الشيخ الجليل ثقة المحدثين حسن بن سليمان الحلي فى مختصر (بصائر الدرجات) ص 34 عن كتاب الواحدة و فيه ص 183 عن سلام المستنير عن الصادق «ع» قال لقد تسموا باسم ما سمى اللّه به أحدا إلا علي بن أبي طالب و ما جاء تأويله قلت جعلت فداك متى تجيء تأويله قال اذا جاء جمع اللّه أمامه النبيين و المؤمنين حتى ينصروه و هو قول اللّه (وَ إِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ) الى قوله تعالى (وَ أَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشّاهِدِينَ) فيومئذ يدفع رآية رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) (اللواء) الى علي بن أبي طالب «ع» فيكون أمير الخلق كلهم أجمعين يكون الخلائق كلهم تحت لوائه و يكون هو أميرهم فهذا تأويله.

(قلت): و أكثر رواة(1) هذه الأحاديث من وجوه الطائفة الحقةي.

ص: 94


1- كلما ذكرنا فى ج 1 من كتابنا هذا و في هذا الجزء من الأخبار الخاصة كان باجازة عامة عن أسانيدنا الكرام امناء الله على الحلال و الحرام و قد أشرنا الى جماعة منهم فى ج 1 ص 14 و نضيف اليهم عدة اخرى فمنهم استاذنا الأعلم فريد عصره و نابغة دهره السعيد الفقيه هادي الامة و وارث علوم الأئمة السيد أبو الحسن الموسوي تغمده الله بغفرانه عن استاذه خاتم المحققين الذي تخرج عن مدرسه آلاف من المجتهدين الشيخ المولى محمد كاظم الخراساني عن الآية الحجة السيد مهدي القزويني و جماعة اخرى و منهم استاذنا العلامة سلطان المدرسين الميرزا محمد الحسين النائيني طاب ثراه عن الفقيه الزاهد الحاج الشيخ علي القمي (ره) و منهم الشيخ الوجيه سمينا الكرام آية اللّه الشيخ محمد رضا آل يس عن خاله الآية الحجة السيد حسن الصدر الكاظمي (ره) و منهم شيخنا الاستاذ آية الله الحائري عن المحدث النوري و منهم العلامة المحدث الفقيه الشيخ ميرزا محمد الرازي عن الامام الآية الميرزا الشيرازي الكبير قدس سره و عن العلامة المفسر الحاج مولى فتحعلي سلطان آبادي و غيرهم و منهم السيد الجليل الفقيه السيد عبد الصاحب (حلو) النجفي عن الشيخ الفقيه الحاج الشيخ محمد طه نجف التبريزي و عن السيد عدنان البصري و عن الشيخ الفقيه النبيه الشيخ موسى خنفر و منهم السيد الامام المحقق السيد حسن الصدر الكاظمي أعلى الله مفامه و منهم الشيخ الزاهد الحاج الشيخ علي القمي المتقدم ذكره عن العلامة المحدث النوري صاحب المستدرك و منهم الشيخ الفقيه الاصولي الشيخ محمد علي القمي عن الآية الشيرازي التقي النقي و منهم السيد الفقيه آية الله السيد ابراهيم الاصطهباناتي الشيرازي دام ظله عن استاذه الاعلم الأكمل الشيخ محمد كاظم الخراساني و عن الشيخ الفقيه الاصولي الرجالي مجمع الفنون الاسلامية الحاج الشيخ فتح الله النمازي عن السيد الجليل السيد مهدي القزويني ثم الحلي عن عمه صاحب الكرامات السيد مهدي الطباطبائي (بحر العلوم) عن السيد الأجل السيد حسين القزويني عن استاذ الفقهاء رئيس المذهب الأغا باقر البهبهاني عن ابيه الاكمل الأجل عن الامام العلامة المجلسي عن الشيخ الامام بهاء المهلة والدين فخر الطائفة الحقة عن أبيه عن الشيخ الشهيد السعيد الثاني بطرقه المتكاثرة التي منها ما يرويه عن شيخه الاجل علي بن عبد العال العاملي الميسي عن محمد بن المؤذن الجزيني عن الشيخ ضياء الدين علي بن شيخنا الشهيد عن والده الشيخ فخر الدين محمد بن جمال الدين الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي عن والده عن الفقيه الوجيه الشيخ المحقق صاحب الشرائع و المعتبر عن السيد الجليل فخار بن معد الموسوي عن الشيخ الامام أبي الفضل شاذان بن جبرئيل القمي عن أبي جعفر محمد بن أبي القاسم عن الشيخ أبي علي الحسن بن أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي عن والده عن الشيخ الامام أبي عبد الله المفيد محمد بن محمد بن النعمان عن الشيخ الامام جعفر بن محمد ابن قولويه عن الشيخ الكبير أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني عن استاذه في الحديث علي بن ابراهيم عن ابيه ابراهتم بن هاشم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن عبد الله بن ميمون القداح عن أبي عبد الله الصادق «ع» و بهذا الاسناد عن علي بن ابراهيم ابن هاشم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن مسكان عن الامام الصادق «ع» انه قال ما بعث الله نبيا من لدن آدم فهلم جرا إلا و يرجع الى الدنيا و ينصر أمير المؤمنين و هو قوله تعالى (لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ) يعني برسول الله (و لتنصرن) أمير المؤمنين «ع» و غيرهما من طرقنا المدونة فى رسالة مستقلة و لقد أجزت لمن أراد إدراج نفسه فى عداد الرواة و نقلة الحديث عن الثقاة بشرط الأهلية و القابلية أن يروي عني جميع مصنفات الأعلام و مؤلفاتهم من الاخبار المدونة في اصولنا المعتمدة في الجوامع الكبار من الكافي و الفقيه و التهذيب و الاستبصار لمحمدين الثلاث المتقدمين و الوسائل و الوافي و البحار لمحمدين الثلاث المتأخرين التي يدور عليها رحى الشرع و الشريعة فى جميع الاعصار ما دام الليل و النهار و غيرها من الكتب المؤلفة مثل (مستدرك الوسائل) لثالث المجلسين الشيخ الأوحد الحاج مرزه حسين النوري الطبرسي و نقل لي بعض مشابيخي فى الحديث نقلا عن خاتم الاصوليين آية الله المؤسس المولى محمد كاظم الخراساني قال انه لا يتم الاجتهاد إلا بالفحص عما في المستدرك و جعله متمم الاجتهاد و لقد أجاد فيما أفاد رضوان الله عليه و عليهم و علينا و لنا طرق كثيرة من عدة من الاعلام ممن قاربنا عصرهم و لمن عاصرناهم قدس الله أسرار الماضين و أيد الله الباقين و أنا اقل الأقلين و اذل الأذلين محمد الرضا الطبسي.

و ثقاتهم مثل عبد الله بن مسكان و عبد الله بن سنان و ابن أبي عمير و سعد بن

ص: 95

عبد الله و احمد بن محمد بن عيسى و بعض هؤلاء من اصحاب الاجماع ممن اجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنهم فلا راد لتلك الأخبار و ظني ان المتوهم و المشكك في الرجعة ما صادف على هذه الآية مشفوعة بما ورد فى تأويلها عنهم عليهم السلام او تغافل و تجاهل او تعاند و تساهل و إلا فالمنصف اذا تدبر فيها لا محالة يصدق القول بصحة الرجعة (فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَ مَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ).

«12 ج 2 الشيعة و الرجعة»

ص: 96

الآية التاسعة من قتل يحيى حتى يموت

9 - (وَ لَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللّهِ وَ رَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمّا يَجْمَعُونَ * وَ لَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللّهِ تُحْشَرُونَ) (1).

في البرهان ج 1 ص 199 عن ابن بابويه باسناده الى جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر «ع» قال سئل عن قول اللّه تعالى: (وَ لَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوْ مُتُّمْ) قال «ع» يا جابر أتدري ما سبيل اللّه قلت لا و اللّه إلا اذا سمعت منك فقال القتل فى سبيل اللّه فى ولاية علي و ذريته فمن قتل في ولايته قتل في سبيل اللّه و ليس من أحد يؤمن بهذه الآية إلا و له قتلة و ميتة انه من قتل ينشر حتى يموت و من يموت ينشر حتى يقتل، و فيه باسناده عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن زرارة الثقات الأجلاء في هذه الآية قال كرهت أن أسأل أبا جعفر «ع» عن الرجعة فاحتلت مسألة لطيفة لأبلغ بها حاجتي الحديث على ما تقدم، و فيه عن العياشي مثله.

و فيه ص 199 عن عبد اللّه بن المغيرة عمن حدثه عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال سئل عن قول اللّه تعالى: (وَ لَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ) الى قوله ليس من مؤمن في هذه الامة إلا و له قتلة و ميتة قال انه من قتل ينشر حتى يموت و من مات ينشر حتى يقتل و قد تقدم ما يناسب الآية الشريفة و سيأتي آنفا إنشاء اللّه.

الآية العاشرة من مات يحيى حتى يقتل

10 - (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) (2).

في ج 1 من تفسير البرهان ص 203 عن محمد بن يونس الثقة الجليل عن بعض

ص: 97


1- سورة آل عمران آية: 156، 157.
2- سورة آل عمران آية: 184.

أصحابنا قال قال لي أبو جعفر (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) و منشورة نزل على محمد صلى الله عليه و آله انه ليس أحد من هذه الامة إلا سينشر فأما المؤمنون الى قرة علين و أما الفجار فينشرون الى خزي الله إياهم.

و فيه عن زرارة بن أعين العظيم الشأن قال قال أبو جعفر «ع» (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) لم يذق الموت من قتل و قال لا بد من ان سيرجع حتى يذوق الموت.

و فيه عن سعد بن عبد الله الجليل القدر عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال ليس من مؤمن إلا و له قتلة و ميتة فمن قتل ينشر حتى يموت و من مات ينشر حتى يقتل ثم تلوت على ابي جعفر «ع» هذه الآية: (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) فقال و هو منشورة قلت و قولك و منشورة ما هو قال هكذا نزل بها جبرئيل على محمد (صلی الله علیه و آله) (كل نفس ذائقة الموت و منشورة) قال ما فى هذه الامة احد بر و لا فاجر إلا ينشر فأما المؤمنون الى قرة أعينهم و اما الفجار ينشرون الى خزي الله إيام ألم تسمع ان الله يقول: (وَ لَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ) و قوله: (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ) يعني بذلك محمدا و قيامه فى الرجعة ينذر فيها و قوله تعالى: (إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ نَذِيراً لِلْبَشَرِ) يعني محمدا نذيرا للبشر في الرجعة و قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) قال يظهره الله فى الرجعة و قوله تعالى: (حَتّى إِذا فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ) و هو علي بن ابي طالب اذا رجع في الرجعة قال جابر قال ابو عبد الله «ع» قال أمير المؤمنين في قوله عز و جل (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ) قال هو أنا اذا خرجت أنا و شيعتي و عثمان شيعته و نقتل بني امية فعند ذلك (يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ) .

الآية الحادية عشرة ملوكية الأئمة ع

11 - (اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِياءَ وَ جَعَلَكُمْ مُلُوكاً) (1).

في البرهان ج 1 ص 277 عن سعد بن عبد الله الثقة الأمين عن جماعة من

ص: 98


1- سورة المائدة آية: 19.

اصحابنا عن الحسن بن علي بن أبي عثمان و ابراهيم بن اسحاق عن محمد بن سليمان الديلمي عن ابيه قال سألت ابا عبد الله «ع» عن قول الله عز و جل (إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِياءَ وَ جَعَلَكُمْ مُلُوكاً) قال الأنبياء رسول الله و ابراهيم و اسماعيل و ذريته و الملوك الائمة قال قلت و اي الملك اعطيتم قال ملك الجنة و ملك النار.

قلت: و روي هذا الحديث بالسند و المتن صاحب الرجعة و في آخر حديثه و قال ملك الجنة و ملك الرجعة.

(قال الطبسي): و ذكر الحديث الشيخ الجليل فى مختصر البصائر عن جماعة من اصحابنا بالسند و المتن إلا انه بعد قوله فقلت و اي ملك اعطيتم فقال ملك الجنة و ملك الكرة.

الآية الثانية عشرة إحياء على عليه السلام جماعة من اليهود

12 - (وَ لَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النّارِ فَقالُوا يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَ لا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا وَ نَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * بَلْ بَدا لَهُمْ ما كانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَ لَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ وَ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ) (1).

في البرهان ج 1 ص 317 بحذف الاسناد عن جابر بن يزيد الجعفي قال رأيت امير المؤمنين «ع» و هو خارج من الكوفة فتبعته من ورائه فمشينا الى مقابر اليهود فوقف على وسطها و نادى يا يهود يا يهود فأجابوه من جوف القبر لبيك لبيك مطاع يعنون بذلك سيدنا قال كيف ترون العذاب؟ فقالوا بعصيانك كهارون فنحن و من عصاك في العذاب الى يوم القيامة ثم صاح صيحة كادت السماء أن يتفطرن فوقعت مغشيا على وجهي من هول ما رأيت فلما افقت رأيت أمير المؤمنين على سرير من ياقوتة حمراء و على رأسه أكليل من جوهر و عليه حلل خضر و صفر و وجهه كدائرة القمر فقلت يا سيدي هذا ملك عظيم قال يا جابر ملكنا أعظم من ملك سليمان بن داود و سلطاننا أعظم ثم رجع و دخلنا الكوفة و دخلت خلفه الى المسجد فجعل يخطو خطوات و هو يقول لا و اللّه لا قبلت لا و اللّه لا كان ذلك أبدا فقلت يا مولاي

ص: 99


1- سورة الانعام آية: 26، 27.

لمن تكلم و لمن تخاطب و ليس أرى أحدا فقال يا جابر كشف لي برهوت فرأيت - سنبويه - و جنودهما يعذبان فى جوف تابوت في برهوت فنادياني يا أبا الحسن ردنا الى الدنيا نقر بفضلك و نقر بالولاية لك فقلت لا و اللّه لا فعلت لا و اللّه لا كان ذلك أبدا ثم قرأ هذه الآية: (وَ لَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ وَ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ) يا جابر ما من أحد خالف وصي نبي إلا حشر أعمى يتكبكب في عرصات القيامة.

الآية الثالثة عشرة رجعة الحسين و أصحابه

13 - (وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ وَ لكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ) (1).

فى الخرايج و الجرايح، و فى الأربعين للعلامة المجلسي، و في كتاب مختصر البصائر ص 51 و اللفظ للأخير نقلا عن السيد الجليل السعيد بهاء الدين علي بن السيد عبد الكريم بن عبد الحميد الحسني باسناده عن أبي سعيد سهل يرفعه الى أبي جعفر «ع» قال قال الحسين عليه السلام لاصحابه قبل أن يقتل ان رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله قال لي يا بني انك ستساق الى العراق و هي أرض قد التقى فيها النبيون و أوصياء النبيين و هي أرض تدعى عمورا و انك تستشهد بها و يستشهد معك جماعة من أصحابك و لا يجدون ألم مس الحديد و تلا: (يا نارُ كُونِي بَرْداً وَ سَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ) يكون الحرب عليك و عليهم بردا و سلاما فابشروا فو اللّه لو قتلونا فانا نرد على نبينا (صلی الله علیه و آله) ثم أمكث ما شاء اللّه فأكون أول من تنشق الأرض عنه فأخرج خرجة توافق خرجة أمير المؤمنين و قيام (قائمنا) و حياة رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) ثم لينزلن علي وفد من السماء من عند اللّه عز و جل لم ينزلوا الى الأرض قط و لينزلن إلي جبرائيل و ميكائيل و اسرافيل و جنود من الملائكة و لينزلن محمد (صلی الله علیه و آله) و علي و أنا و أخي و جميع من من اللّه عليه في حمولات من حمولات الرب خيل بلق من نور لم يركبها مخلوق ثم ليهزن محمد (صلی الله علیه و آله) لوائه و ليدفعنه الى (قائمنا) عليه السلام مع سيفه ثم ان اللّه تعالى يخرج من مسجد الكوفة عينا

ص: 100


1- سورة الأعراف آيه: 95.

من دهن و عينا من لبن و عينا من ماء ثم ان أمير المؤمنين «ع» يدفع الي سيف رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فيبعثني الى المشرق و المغرب فلا آتي على عدو للّه إلا هرقت دمه و لا أدع صنما إلا أحرقته حتى أقع الى الهند فأفتحها و ان دانيال و يوشع يخرجان الى أمير المؤمنين يقولان صدق اللّه و رسوله و يبعث معهما الى البصرة سبعين رجلا فيقتلون مقاتليهم و يبعث بعثا الى الروم و يفتح اللّه لهم ثم لأقتلن كل دابة حرم لحمها حتى لا يكون على وجه الأرض إلا الطيب و أعرض على اليهود و النصارى و سائر الملأ و لا خيرنهم دين الاسلام أو السيف فمن أسلم مننت عليه و من كره الاسلام أهرق اللّه دمه و لا يبقى رجل من شيعتنا إلا أنزل اللّه اليه ملكا يمسح عن وجهه التراب و يعرفه أزواجه و منازله فى الجنة و لا يبقى على وجه الأرض أعمى و لا مقعد و لا مبتلى إلا كشف اللّه عنه بلاؤه بنا أهل البيت و لتنزلن البركة من السماء و الأرض حتى ان الشجرة لتقضف مما يزيد اللّه فيها من الثمرة و لتؤكل ثمرة الشتاء في الصيف و ثمرة الصيف في الشتاء و ذلك قوله تعالى: (وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ وَ لكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ).

(قال الطبسي): لا يخفى من البشاراة للقائلين بالرجعة في هذه الرواية الشريفة و قد تفدم في الجزء الأول الاشارة الى ما فيها من الامور المندرجة فيها (فانتظروا انا معكم من المنتظرين).

الآية الرابعة عشرة رجعة رسول الله ص و الانبياء

14 - (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِيلِ...) (1).

في تفسير القمي ص 225 و الذين آمنوا به يعني برسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و عزروه و نصروه و اتبعوا النور الذي انزل معه يعني أمير المؤمنين «ع» اولئك هم المفلحون فأخذ اللّه ميثاق رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) على الانبياء أن يخبروا اممهم و ينصروه فقد

ص: 101


1- سورة الأعراف آية: 156.

نصروه بالقول و امروا اممهم بذلك و سيرجع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و يرجعون فينصرونه في الدنيا.

الاية الخامسة عشرة غلبة الاسلام على جميع الأديان

15 - (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (1).

قد أشرنا ج 1 ص 326 ما يرتبط بالآية المباركة و قد صادفنا على تفاسير القوم فى الآية المباركة (منها) ما عن تفسير الطبري ج 10 ص 82 و هذا التفسير من أقدم التفاسير عندهم و أنفسها يقول: اختلف أهل التأويل فى معنى قوله (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) فقال بعضهم ذلك عند خروج عيسى حين تصير الملل كلها واحدة، و عن ثابت الحداد أبي المقدام عن أبي الشيخ عن أبي هريرة في الآية حين خروج عيسى بن مريم.

(و منها) ما في ج 3 ص 322 من تفسير الرازي فى الآية يقول الوجه الثاني من الوجوه التي يجيب عن الاشكال بأنه - ان قيل - ظاهر قوله ليظهره على الدين كله: يقتضي كونه غالبا لكل الاديان و ليس الامر كذلك فان الاسلام لم يصر غالبا لسائر الأديان فى أرض الهند و الصين و الروم و سائر الأراضي الكفرة.

قلنا: أجابوا عنه بوجوه الوجه الثاني أن نقول روي عن أبي هريرة انه قال هذا وعد من اللّه بأنه تجعل الاسلام غالبا على جميع الاديان و تمام هذا إنما يحصل عند خروج عيسى، و قال السدي ذلك عند خروج (المهدي) عليه السلام لا يبقى أحد إلا دخل في الاسلام أو أدى الجزية.

(و منها) ما ذكره الزمخشري فى الكشاف ص 115 ج 3 فى سورة الفتح عند قوله تعالى: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) يقول على جنس الدين كله يريد الأديان المختلفة من أديان المشركين و الجاحدين من أهل الكتاب و لقد تحقق ذلك سبحانه فانك لا ترى دينا قط إلا و للاسلام دونه العز و الغلبة، - و قيل - هو عند نزول

ص: 102


1- سورة التوبة آية: 32.

عيسى حين لا يبقى على وجه الأرض كافر الى أن يقول و فى هذه الآية تأكيد لما وعد من الفتح و توطين نفوس المؤمنين على ان اللّه سيفتح لهم البلاد و يقبض لهم من الغلبة على الاقاليم ما يستقلون اليه و كفى باللّه شهيدا على ان ما وعده كائن عن الحسن رضي اللّه عنه شهيد على نفسه انه سيظهر دينك.

و فيه ص 183 في ذيل قوله تعالى: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) يقول على جميع الأديان المخالفة له و لعمري لقد فعل فما يبقى دين من الأديان إلا و هو مغلوب مقهور بدين الاسلام، و عن مجاهد اذا نزل عيسى لم يكن في الأرض إلا دين الاسلام.

(قال الطبسي): و لعمري ما أنصف الرجل و حاد عن طريق الصواب ضرورة انه كيف كان للاسلام هذا الاستيلاء و الغلبة على جميع الأديان المختلفة و في أي زمان تحقق ذلك حتى يقول و لعمري لقد فعل فعليه فما هذه الأديان الباطلة المخالفة لدين الاسلام و في أي عصر و زمان نزل عيسى بن مريم من السماء و بالوجدان نشاهد الأديان الباطلة أكثر مما يقرب من الف فأين مصداق قول النبي و حديث أبي هريرة من صيرورة الملل كلها واحدة حتى لا يبقى على وجه الأرض كافر فالمستفاد من المجموع ان ما وعده اللّه نبيه من هذه السلطة و السيطرة ما صارت الى الآن فلا بد و أن يتحقق فانه لا يخلف الميعاد و حاشاه فعليه الصواب ما عليه الشيعة من القول بالرجعة ليتحقق ما وعد اللّه نبيه فيها وفاء بوعده.

و فى تفاسيرنا قال فى البرهان ج 1 ص 419 عن العياشي فى رواية أبي المقدام عن مولانا أبي جعفر «ع» فى قوله تعالى: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) يكون ان لا يبقى أحد إلا أقر بمحمد صلى اللّه عليه و آله و قال في خبر آخر ليظهره اللّه فى الرجعة.

الاية السادسة عشرة رجعة المومنين

16 - (إِنَّ اللّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ الْقُرْآنِ وَ مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ

ص: 103

اَلْعَظِيمُ) (1) .

فى البرهان ج 1 ص 445 عن الكافي عن سعد بن عبد اللّه الثقة الجليل من جماعة من أجلاء الأصحاب عن زرارة قال كرهت أن أسأل أبا جعفر فاحتلت مسألة لطيفة الى قوله و تلك القدرة فلا تنكرها.

و فيه عن أبي بصير عن أبي جعفر «ع» قال سألته عن قول اللّه عز و جل (إِنَّ اللّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ) يعني في الميثاق قال ثم قرأت عليه (التّائِبُونَ الْعابِدُونَ) فقال أبو جعفر و لكن اقرئها التائبين العابدين الآية و قال اذا رأيت هؤلاء فعند ذلك هؤلاء اشترى عنهم أنفسهم و أموالهم يعني في الرجعة و غيرها من الروايات مما يقرب منها.

الاية السابعة عشرة المكذبين بالرجعة

17 - (بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَ لَمّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ....) (2).

في تفسير القمي ص 288 قال نزلت فى الرجعة كذبوا بها أي لا تكون الى قوله (قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُهُ بَياتاً) يعني ليلا و نهارا (ما ذا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ) فهذا عذاب ينزل في آخر الزمان على فسقة أهل القبلة و هم يجحدون نزول العذاب عليهم، قال علي بن ابراهيم في قوله (أَ ثُمَّ إِذا ما وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ) أي أي صدقتم فى الرجعة فيقال لهم - الآن - يؤمنون به يعني بأمير المؤمنين «ع» (و قد كنتم قبل تكذبون).

و في البرهان ص 458 ج 1 عن سعد بن عبد اللّه في بصائر الدرجات باسناده عن محمد بن أبي نصر عن حماد بن عثمان عن زرارة الثقات الأجلاء قال سألت الصادق عليه السلام عن هذه الامور العظام من الرجعة و أشباهها فقال ان الذي تسألون عنه لم يجيء أو انه و قد قال اللّه عز و جل: (بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَ لَمّا

ص: 104


1- سورة التوبة آية: 110.
2- سورة يونس آية: 38.

يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ)، و فيه عن العياشي عن سعد بن صدقة الثقة الجليل عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال سئل عن الامور العظام الذي يكون مما لم يكن فقال لم يكن او ان كشفها بعد و ذلك قوله تعالى: (بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَ لَمّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ) و مثله بعينه عن مهران الثقة الجليل عن أبي جعفر عليه السلام قال سألته عن الامور العظام، الحديث.

و فيه ص 459 عن أبي السفائح قال قال أبو عبد اللّه «ع» آيتان في كتاب اللّه حذر اللّه الناس ألا يقولوا ما لا يعلمون قول اللّه: (أَ لَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ) و قوله تعالى: (بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَ لَمّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ)، و فيه عن اسحاق بن عبد العزيز قال سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول ان اللّه خص هذه الامة بآيتين ألا يقولوا ما لا يعلمون و لا يردوا ما لا يعلمون ثم قرء: (أَ لَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ) الآية و قوله:

(بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَ لَمّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ).

(قال الطبسي): و اشتمال بعض رواتها مرميا بالضعف بعد نقل مثل شيخ أهل الحديث فى البصائر غير ضائر كما لا يخفى على اولي البصائر و عن المحقق الفيض في الصافي انها نزلت في الرجعة.

الآية الثامنة عشرة الرجعة من أيام الله و قدرته

18 - (وَ ذَكِّرْهُمْ بِأَيّامِ اللّهِ....) (1).

ففي الخصال عن مولانا الباقر عليه السلام أيام اللّه ثلاثة يوم (القائم) و يوم الكرة) و يوم (القيامة)، و فى البرهان ج 1 ص 533 عن مثنى الحناط الحسن قال سمعت أبا جعفر «ع» يقول ان أيام اللّه عز و جل ثلاثة (يوم القائم) و (يوم الكرة) و (يوم القيامة)، و فيه ص 534 عن العياشي باسناده عن ابراهيم بن عمر عمن ذكره عن أبي عبد اللّه «ع» في قول اللّه: (وَ ذَكِّرْهُمْ بِأَيّامِ اللّهِ) قال بآلاء اللّه يعني نعمه، و فيه عن تفسير القمي قال أيام اللّه ثلاثة يوم (القائم) و يوم

ص: 105


1- سورة ابراهيم آية: 4.

(الموت) و يوم (القيامة)، و فيه قبيل هذا باسناده عن محمد بن أبي عمير عن مثنى الحناط عن جعفر بن محمد عن أبيه قال أيام الله عز و جل ثلاثة يوم (القائم) و يوم (الكرة) و يوم (القيامة)، و فيه باسناده عن ابان بن عثمان الثقة الجليل عن مثنى مثله

(قال الطبسي): و لا ينافي التعبير بآلاء و نعمه تعالى. فان الرجعة و الكرة نعمة للمؤمن و موت و نقمة على الكافرين و الرجعة و الكرة يوم فرح و سرور للمؤمن و يوم حزن و موت و نقمة على الكافرين نعمة لقوم و نقمة لقوم آخر

الآية التاسعة عشرة رجعة والد النبى و امه بدعائه ص

19 - (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ * إِنّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) (1)

فى تفسير القمي ص 355 و فى ج 1 من البرهان ص 567 ج 1 باسنادهما عن سيف بن عميرة و عبد الله بن سنان و أبي حمزة انثمالي الأجلاء قالوا سمعنا أبا عبد الله جعفر بن محمد «ع» يقول لما حج رسول الله صلى الله عليه و آله حجة الوداع نزل بالأبطح و وضعت له و سادة فجلس عليها ثم رفع يده الى السماء و بكى بكاء شديدا ثم قال يا رب انك وعدتني فى أبي و امي و عمي ألا تعذبهم بالنار قال فأوحى الله اليه: آليت على نفسي ألا يدخل جنتي إلا من شهد أن لا إله إلا الله و انك عبدي و رسولي و لكن ائت الشعب فنادهم فان أجابوك فقد وجبت لهم رحمتي فقام النبي الى الشعب فناداهم يا أبتاه و يا اماه و يا عماه فخرجوا ينفضون التراب عن رؤسهم فقال لهم رسول الله (صلی الله علیه و آله) ألا ترون ان هذه الكرامة التي أكرمني الله بها؟ فقالوا نشهد أن لا إله إلا الله و انك رسول الله حقا حقا و ان جميع ما أتيت به من عند الله فهو الحق، فقال ارجعوا الى مضاجعكم.

و دخل رسول الله صلى الله عليه و آله مكة و قدم عليه علي بن أبي طالب عليه السلام من عند اليمن فقال رسول الله (صلی الله علیه و آله) ألا ابشرك يا علي فقال بأبي أنت و امي لم تزل مبشرا فقال إلا ترى ما رزقنا الله تبارك و تعالى فى سفرنا هذا و أخبره الخبر فقال علي الحمد لله قال فأشرك رسول الله أباه و امه و عمه فى بدنة.

ص: 106


1- سورة الحجر آية: 93، 94.

(قال الطبسي): و فيها دلالة دالة واضحة على وقوع الرجعة في هذه الامة و لا ينكرها إلا المعاند الحائد عن مسلك الانصاف.

الاية العشرون عدم الايمان بالرجعة يوجب الكفر

20 - (فَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَ هُمْ مُسْتَكْبِرُونَ) (1).

فى تفسير القمي ص 358 عن جعفر بن أحمد عن عبد الكريم بن عبد الرحيم عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي قال سمعت أبا جعفر «ع» يقول في قوله (فَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ) يعني انهم لا يؤمنون بالرجعة انها حق (قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ) يعني انها كافرة (وَ هُمْ مُسْتَكْبِرُونَ).

الآية الواحدة و العشرون رجعة جماعة من امة محمد بعد الموت

21 - (وَ أَقْسَمُوا بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلى وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (2).

فى تفسير القمي ص 360 عن أبيه الثقة الجليل عن بعض رجاله مرفوعا الى أبي عبد الله «ع» قال ما يقولون الناس فيها قال يقولون نزلت في الكفار قال فقال ان الكفار لا يحلفون باللّه و إنما نزلت فى قوم من امة محمد يرجعون بعد الموت قبل القيامة فيحلفون انهم لا يرجعون فرد اللّه فقال (لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَ لِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كانُوا كاذِبِينَ) يعني في الرجعة يردهم و يقتلهم و يشفي صدور المؤمنين.

و في البرهان ج 1 ص 573 عن الكافي باسناده عن أبي بصير الثقة الجليل قال قلت لابي عبد اللّه عليه السلام (وَ أَقْسَمُوا بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلى وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمُونَ) و قال لي يا أبا بصير ما تقول

ص: 107


1- سورة النحل آية: 21.
2- سورة النحل آية: 37.

في هذه الآية قلت ان المشركين يزعمون و يحلفون لرسول اللّه (صلی الله علیه و آله) ان الله لا يبعث الموتى قال فقال تبا لمن قال هذا هل كان المشركون يحلفون باللات و العزى قال قلت جعلت فداك فأجدنيه قال فقال أبو عبد الله «ع» يا أبا بصير لو قد قام (قائمنا) بعث الله قوما من شيعتنا فبايعوا و سيوفهم على عواتقهم فيبلغ ذلك قوما من شيعتنا لم يؤمتوا فيقولون بعث فلان و فلان و فلان و فلان من قبورهم و هم مع (القائم - ع) فبلغ ذلك قوما من عدونا فيقولون يا معشر الشيعة ما أكذبكم هذه دولتكم و أنتم تقولون فيها الكذب لا و الله ما عاش هؤلاء و لا يعيشون الى يوم القيامة قال فحكى الله تعالى قولهم (وَ أَقْسَمُوا بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللّهُ مَنْ يَمُوتُ

و فيه ص 573 عن أبي عبد الله صالح بن ميثم التمار المشهور قال سألت أبا عبد الله «ع» عن قول الله عز و جل (وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً) قال ذلك حين يقول علي أنا أولى الناس بهذه الآية (وَ أَقْسَمُوا بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللّهُ مَنْ يَمُوتُ) قال يقولون لا قيامة و لا بعث و لا نشور فقال كذبوا و الله إنما ذلك اذا قام (القائم) و كر معه المكرون فقال اهل خلافكم و قد ظهرت دولتكم يا معشر الشيعة و هذا من كذبكم تقولون رجع فلان و فلان و فلان لا و الله لا يبعث الله من يموت ألا ترى انه قال (وَ أَقْسَمُوا بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ) كانت المشركون أشد تعظيما باللات و العزى من أن يقسموا بغيرها فقال الله (بَلى وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَ لِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كانُوا كاذِبِينَ) إنما قولنا لشيء اذا أردناه أن نقول له كن فيكون.

الآية الثانية و العشرون أخبار النبى لسلمان برجعتهم

22 - (وَ قَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَ لَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً * فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَ كانَ وَعْداً/ مَفْعُولاً * ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَ أَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ وَ جَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً * إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَ إِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ وَ لِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ

ص: 108

وَ لِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِيراً * عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَ إِنْ عُدْتُمْ عُدْنا وَ جَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً) (1) .

فى مختصر البصائر ص 48 باسناده عن محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن أبي عبد الله «ع» في قوله:

(وَ قَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ) قال قتل علي ابن أبي طالب و طعن الحسن (وَ لَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً) قال قتل الحسين عليه السلام (فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما) فاذا جاء نصر دم الحسين (بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ) قوم يبعثهم الله قبل خروج (القائم) فلا يدعون و ترأ لآل محمد إلا قتلوه (وَ كانَ وَعْداً مَفْعُولاً) خروج (القائم ع) (ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ) خروج الحسين «ع» فى سبعين من أصحابه عليهم البيض المذهبة لكل بيضة و جهان يؤذن المؤذنون الى الناس ان هذا الحسين قد خرج حتى لا يشك المؤمنون فيه و انه ليس بدجال و لا شيطان (و الحجة القائم) بين أظهرهم فاذا استقرت المعرفة في قلوب المؤمنين ان هذا الحسين «ع» جاء الحجة الموت فيكون الذي يغسله و يكفنه و يحنطه و يلحده في حفرته الحسين بن علي عليه السلام و لا يلي الوصي إلا الوصي.

و في الدلائل للحافظ محمد بن جرير الطبري ص 437 بسند طويل عن زاذان عن سلمان الفارسي قال قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) ان اللّه تبارك و تعالى لم يبعث نبيا و لا رسولا إلا جعل له اثنى عشر نقيبا فقلت يا رسول اللّه لقد عرفت هذا من أهل الكتابين فقال هل علمت من نقبائي الأثنى عشر الذين اختارهم اللّه تعالى من بعدي؟ فقلت أللّه و رسوله أعلم فقال يا سلمان خلقني اللّه من صفوة نوره و دعاني فأطعته و خلق من نوري عليا و دعاه فأطاعه و خلق مني و من علي فاطمة و دعاها فأطاعته و خلق مني و من علي و فاطمة الحسن فدعاه فأطاله و خلق مني و من علي و فاطمة الحسين و دعاه فأطاعه ثم سمنا بخمسة أسماء من أسمائه فاللّه المحمود و أنا محمد و اللّه العلي فهذا علي و اللّه الفاطر و هذه فاطمة و اللّه الاحسان فهذا الحسن و اللّه الحسن فهذا الحسين ثم خلق منا و من نور الحسين تسعة أئمة فدعاهم فأطاعوه8.

ص: 109


1- سورة بنى اسرائيل آية: 3، 4، 5، 6، 7، 8.

قبل أن خلق الخلق لاسماء مبنية و لا أرض مدحية و لا ملكا و لا بشرا دوننا نور نسبح اللّه و نسمع و نطيع،

قال سلمان يا رسول اللّه بأبي أنت و امي فما لمن عرف هؤلاء؟ فقال يا سلمان من عرفهم حق معرفتهم و اقتدى بهم و وال وليهم و تبرء من أعدائهم فهو و اللّه معنا و يرد حيث نرد و يسكن حيث نسكن، فقلت يا رسول اللّه فهل يكون إيمان بهم بغير معرفة بأسمائهم و أنسابهم؟ فقال لا يا سلمان، فقلت يا رسول اللّه فأنى لي بهم؟ قد عرفت الى الحسين، قال ثم سيد العابدين علي بن الحسين ثم ابنه محمد بن علي باقر علم الاولين و الآخرين من النبيين و المرسلين ثم جعفر بن محمد لسان الله الصادق ثم موسى بن جعفر الكاظم غيظه صبرا في الله عز و جل ثم علي بن موسى الرضا لامر الله ثم محمد بن علي المختار من خلق ثم علي بن محمد الهادي الى الله ثم الحسن بن علي الصامت الامين لسر الله ثم محمد بن الحسن الهادي (المهدي) الناطق القائم بحق الله ثم قال يا سلمان انك مدركه و من كان مثلك و من تولاه بحقيقة المعرفة.

قال سلمان: فشكرت الله كثيرا ثم قلت يا رسول الله و اني مؤجل الى عهده؟ فقرء: (فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَ كانَ وَعْداً مَفْعُولاً ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَ أَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ وَ جَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً)، قال سلمان فاشتد بكائي و شوقي ثم قلت بعهد منك يا رسول الله؟ فقال اي و الله الذي أرسل محمدا بالحق بعهد مني و من علي و فاطمة و الحسن و الحسين و التسعة و كل من هو منا و معنا و مضاهم فينا اي و الله يا سلمان و ليحضرن ابليس و جنوده و كل من محض الايمان محضا و محض الكفر محضا حتى يؤخذ بالقصاص و الايثار و الاثوار و لا يظلم ربك عدلا و تحقق تأويل هذه الآية (وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ وَ نُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَ نُرِيَ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ) قال سلمان فقمت من بين يدي رسول الله و ما يبالي سلمان لقي الموت او الموت لقيه.

و فيه عن ابن بابويه باسناده الى صالح بن سهل عن أبي عبد الله «ع» في قول الله عز و جل: (وَ قَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ) قال قتل أمير المؤمنين و طعن الحسن بن علي (وَ لَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً) قال قتل الحسين (فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما) قال اذا جاء نصر الحسين (بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ) قوما يبعثهم الله قبل قيام (القائم) لا يدعون لآل محمد و ترا إلا أخذوه و كان وعدا مفعولا.

ص: 110

و فيه عن ابن بابويه باسناده الى صالح بن سهل عن أبي عبد الله «ع» في قول الله عز و جل: (وَ قَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ) قال قتل أمير المؤمنين و طعن الحسن بن علي (وَ لَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً) قال قتل الحسين (فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما) قال اذا جاء نصر الحسين (بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ) قوما يبعثهم الله قبل قيام (القائم) لا يدعون لآل محمد و ترا إلا أخذوه و كان وعدا مفعولا.

و فى البرهان ج 1 ص 599 عن العياشي عن رفاعة بن موسى الثقة الجليل النخاس قال قال أبو عبد الله «ع» ان أول من يكر الى الدنيا الحسين بن علي و أصحابه و يزيد بن معاوية و أصحابه فيقتلهم حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة ثم قال أبو عبد الله «ع» (ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَ أَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ وَ جَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً).

و فيه عن سعد بن عبد الله الثقة الجليل القدر الى معلى بن الخنيس الثقة الجليل و زيد بن شحام أبو اسامة الازدي الثقة الجليل قالا سمعناه يقول ان أول من يكر في الرجعة الحسين بن علي يمكث في الارض أربعين الف سنة حتى يسقط حاجباه على عينه من كبره.

و فيه باسناده عن حمران بن أعين الثقة الجليل قال قال أبو جعفر «ع» لنا و سوف يرجع جاركم الحسين بن علي فيملك حتى يقع حاجباه من الكبر.

و فيه عن محمد بن مسلم الجليل القدر عظيم المنزلة قال سمعت مهران بن أعين و أبا الخطاب يحدثان جميعا قبل أن يحدث أبو الخطاب ما احدث انهما سمعا أبا عبد الله «ع» يقول أول من تنشق الأرض و يرجع الى الدنيا (الحسين بن علي) و ان الرجعة ليست بعامة و هي خاصة إلا من محض الايمان محضا و محض الشرك محضا.

و فيه باسناده عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي عبد الله «ع» قال ان لعلي فى الأرض كرة مع الحسين ابنه يقبل برايته حتى ينتقم له من بني امية و معاوية و آل ثقيف و من شهد ثم يبعث اليهم بأنصاره يومئذ من أهل الكوفة ثلاثين الفا و من سائر الناس سبعين الفا فيلقاهم بصفين قاتل المرة الاولى حتى يقتلهم و لا يبقى منهم مخبر ثم يبعثهم الله عز و جل فيدخلهم أشد عذابه مع فرعون و آل فرعون ثم كرة اخرى مع رسول الله (صلی الله علیه و آله) حتى يكون خليفة فى الارض و يكون الأئمة عماله حتى يبعثه الله علانية و تكون عبادته علانية فى الأرض ثم قال اي

ص: 111

و الله و أضعاف ذلك ثم عقد يده أضعافا يعطي الله نبيه ملك جميع أهل الدنيا منذ خلق الله الدنيا الى يوم يفنيهم و حتى ينجز له موعده فى كتابه كما قال (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ).

(قال الطبسي): فى رواية حمران اظن وقوع السقط فيها بعد قوله فيملك حتى يقع حاجباه و الصواب بقرينة بقية الأخبار ان الحسين بن علي «ع» يملك أربعين الف سنة أو أربعا و أربعين الف سنة على رواية كما أشرنا اليه حتى يقع حاجباه من الكبر على عينه.

الآية الثالثة و العشرون منكر الرجعة يحشر أعمى

23 - (وَ مَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَ أَضَلُّ سَبِيلاً) (1)

فى البرهان ج 1 ص 612 عن سعد بن عبد الله الثقة الجليل القدر عن أحمد ابن محمد بن عيسى و محمد بن عيسى بن عبيد عن علي بن الحكم عن المثنى بن الوليد الحناط عن أبي بصير عن أحدهما في قول الله عز و جل (وَ مَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَ أَضَلُّ سَبِيلاً) قال فى الرجعة.

الآية الرابعة و العشرون رجعة ذي القرنين

24 - (وَ يَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً) (2).

فى تفسير القمي ص 401 عن جعفر بن أحمد عن عبد الله بن موسى عن الحسن بن علي عن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله «ع» قال سألته عن قول الله عز و جل (وَ يَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً) قال ان ذا القرنين بعثه اللّه الى قومه فضرب على قرنه الأيمن و أماته اللّه

ص: 112


1- سورة بني اسرائيل آية: 71.
2- سورة الكهف آية: 83.

خمسمائة عام ثم بعثه اللّه اليهم فملكه مشارق الأرض و مغاربها من حيث تطلع الشمس الى حيث تغرب.

و فيه ص 402 و سئل أمير المؤمنين عن ذي القرنين أنبيا كان أم ملكا؟ فقال لا نبي و لا ملك عبد أحب اللّه فأحبه و نصح له فنصح له فبعثه الى قومه فضربوه على قرنه الأيمن فغاب عنهم ما شاء اللّه أن يغيب ثم بعثه الثانية فضرب على قرنه الأيسر فغاب عنهم ما شاء اللّه أن يغيب ثم بعثه الثالثة فمكن اللّه له الأرض و فيكم مثله يعني نفسه فبلغ مغرب الشمس فوجدها تغرب في عين حمأة.

(قال الطبسي): قوله صلوات اللّه عليه و فيكم مثله يعني ما وقع على ذي القرنين من الضربات و اللطمات و الغيبات و السلطة العالمية كلها يقع علي و سيملكني اللّه مشارق الأرض و مغاربها.

و فى تفسير البرهان ج 1 ص 642 عن ابن بابويه بسند طويل عن جابر بن يزيد الجعفي عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري الثقتان الأمينان قال سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول: ان ذا القرنين كان عبدا صالحا جعله اللّه حجة على عباده فدعا قومه الى اللّه عز و جل و أمرهم بتقواه فضربوه على قرنه فغاب عنهم زمانا، الحديث.

و فيه ص 643 عن أبي الطفيل قال سمعت عليا «ع» يقول ان ذا القرنين لم يكن نبيا و لا رسولا و لكن كان عبدا أحب اللّه فأحبه و ناصح اللّه فنصحه دعا قومه فضربوه على أحد قرنيه فقتلوه ثم بعثه اللّه فضربوه على قرنه الآخر فقتلوه

و فيه عن أبي الوراق قال سألت أمير المؤمنين «ع» عن ذي القرنين ما كان قرناه فقال لعلك تحسب كان قرنه ذهبا أو فضة و كان نبيا بعثه اللّه الى الناس فدعاهم الى اللّه و الى الخير فقام رجل منهم فضرب قرنه الأيسر فمات ثم بعثه فأحياه و بعثه الى الناس فقام رجل فضرب قرنه الأيمن فمات فسماه ذا القرنين.

و فيه عن الاصبغ بن نباته عن أمير المؤمنين «ع» انه سئل عن ذي القرنين قال كان عبدا صالحا اسمه عياش و اختاره اللّه و انبعثه الى قرن من القرن الاولى في ناحية الغرب و ذلك بعد طوفان نوح فضربوه على قرن رأسه الأيمن فمات منها ثم أحياه بعد مائة عام ثم بعثه، الحديث بطوله.

ص: 113

(قال الطبسي): و غيرها من الروايات الكثيرة الدالة على انه تعالى بقدرته التامة الكاملة أحياه مرتين بعد موته أو أكثر فالمدعى و هو الرجعة فى هذه النشأة ثابتة كانت بعد خمسمائة سنة أو بعد مائة سنة لأن كل ذلك مقدور له تبارك و تقدس و هو على كل شيء قدير و قصة ذي القرنين مع الخضر «ع» قد ذكرناها مفصلا في ج 1 من هذا الكتاب ص 346 فراجع.

الاية الخامسة و العشرون رجعة أصحاب الكهف

25 - (... وَ لا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً) (1).

في البرهان ص 629 عن أبي الحسن بن أبي الحسن الديلمي بحذف الاسناد مرفوعا الى ابن عباس قال لما ولى عمر بن الخطاب الخلافة أتاه أقوام من اليهود و أحبار اليهود فقالوا يا عمر أنت ولي الأمر من بعد محمد؟ قال نعم قالوا إنا نريد أن نسألك عن خصال إن أخبرتنا دخلنا في الاسلام و علمنا ان دين الاسلام حق و ان محمدا كان نبيا و إن لم تخبرنا بها علمنا ان دين الاسلام باطل و ان محمدا لم يكن نبيا، فقال عمر سلونا عما بدا لكم فسألوه عن مسائل قال فنكس عمر رأسه الى الأرض ثم رفع رأسه الى علي بن أبي طالب «ع» فقال يا أبا الحسن ما أرى جوابهم إلا عندك فان كان لهم جواب فأجب، فقال لهم علي سلوا عما بدا لكم ولي عليكم شريطة قالوا فما شريطتك؟ قال اذا أخبرتكم بما في التوراة دخلتم في ديننا؟ قالوا نعم، قال سلوني خصلة خصلة فأجابهم علي عليه السلام و كانت الأحبار ثلاثة فوثب اثنان فقالا نشهد أن لا إله إلا اللّه و ان محمدا عبده و رسوله قال فوقف الحبر الآخر فقال يا علي لقد وقع في قلبي ما وقع في قلوب أصحابي و لكن بقيت خصلة أخبرني عن قوم كانوا فى أول الزمان فماتوا ثلاثمائة سنة و تسع سنين ثم أحياهم اللّه ما كانت قصتهم؟ فابتدء علي عليه السلام فقال بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه الذي أنزل على عهده الكتاب و لما أراد أن يقرء سورة الكهف فقال اليهودي ما أكثر ما سمعنا قرائتهم إن كنت فاعلا فاخبرنا عن قصة هؤلاء بأسمائهم

ص: 114


1- سورة الكهف آية: 23.

و عددهم و اسم كلبهم و اسم كهفهم و اسم ملكهم و اسم مدينتهم، قال علي لا حول و لا قوة إلا باللّه العلي العظيم يا أخا اليهودي حدثني حبيبي محمد (صلی الله علیه و آله) انه كان في أرض الروم مدينة يقال لها (اقسوس) و كان لها ملك صالح فمات ملكهم و تشتت أمرهم و اختلف كلمتهم فسمع بهم ملك من ملوك الفارس يقال له (دقيوس) فأقبل في مائة الف رجل حتى دخل مدينة اقسوس فاتخذ دار مملكته الحديث.

(قال الطبسي): و القصة مطولة من أراد الاطلاع عليها فليراجع تفسير البرهان و ج 7 من بحار الأنوار و قد ذكرنا فى ج 1 ص 118 ان أصحاب الكهف من أنصار (المهدي المنتظر عج) و يحييهم اللّه عند ظهوره فراجع.

الاية السادسة و العشرون رجعة النبى الأعظم ص

26 - (أَ كَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوّاكَ رَجُلاً) (1).

في البرهان ج 1 ص 633 نقلا عن شيخنا المفيد (ره) في كتاب الاختصاص عن أحمد بن محمد بن عيسى (الحسن) عن علي بن الحكم عن الربيع بن محمد السلمي عن عبد اللّه بن سليمان عن أبي عبد اللّه «ع» قال لما اخرج علي «ع» ملببا وقف عند قبر النبي (صلی الله علیه و آله) قال يابن العم ان القوم استضعفوني و كادوا يقتلونني فخرجت يد من قبر النبي (صلی الله علیه و آله) يعرفون انها يده و صوت يعرفون انها صوته نحو أبي بكر يا هذا (أَ كَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوّاكَ رَجُلاً).

صورة اخرى:

و فيه: عنه ذيل السند عن خالد بن حماد القلانسي و محمد بن الحماد عن محمد بن الطيالسي عن أبيه عن أبي عبد اللّه «ع» قال لما استخلف أبو بكر أقبل عمر على علي عليه السلام فقال أما علمت ان أبا بكر قد استخلف، فقال له علي «ع» فمن جعله كذلك؟ قال المسلمون رضوا بذلك، فقال علي و اللّه ما أسرع ما خالفوا

ص: 115


1- سورة الكهف آية: 37.

رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و نقضوا عهده و لقد سموه بغير اسمه و اللّه ما استخلفه رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله، فقال له عمر كذبت فعل اللّه بك و فعل، فقال له ان تشاء برهان ذلك فعلت فقال عمر ما تزال تكذب على رسول اللّه فى حياته و بعد موته فقال له انطلق بنا لنعلم أينا الكذاب على رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فى حياته و بعد موته فانطلق معه حتى أتى القبر اذا كف فيها مكتوب (أَ كَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوّاكَ رَجُلاً) فقال له علي عليه السلام أرضيت؟ لقد فضحك رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فى حياته و بعد موته.

صورة ثالثة:

و فيه عنه بطريق المتقدم عن محمد بن حماد عن أبي علي أحمد بن موسى عن زياد ابن المنذر عن أبي جعفر «ع» قال لقي علي «ع» أبا بكر فى بعض سكك المدينة فقال له ظلمت و فعلت فقال و من يعلم ذلك؟ فقال يعلم رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قال و كيف لي برسول اللّه حتى يعلمني ذلك؟ لو أتاني فى المنام فأخبرني و قبلت ذلك قال أنا أدخلك على رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فأدخله مسجد قبا فاذا هو برسول اللّه في مسجد قبا، فقال اعتزل عن ظلم أمير المؤمنين قال فلقي به عمر فأخبره بذلك فقال اسكت أما عرفت قديما سحر بني عبد المطلب.

صورة رابعة:

و فيه عنه باسناده عن معاوية بن عمار الدهني البجلي الثقة الجليل عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال دخل أبو بكر على علي «ع» فقال ان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) لم يحدث الينا في أمرك حدثا بعد يوم الولاية و أنا أشهد انك مولاي نقر بذلك و قد سلمت عليك على عهد رسول الله (صلی الله علیه و آله) بامرة المؤمنين و أخبرنا رسول الله بأنك وصيه و وارثه و خليفته فى أهله و نسائه و لم يخبرنا بأنك خليفته من بعده و لا جرم لنا فى ذلك فيما بيننا و بينك و لا ذنب بيننا و بين الله فقال له علي «ع» أرأيتك ان رأيت رسول الله (صلی الله علیه و آله) حتى يخبرك بأني أولى بالمجلس الذي أنت فيه و ان لم تنح عنه كفرت فما تقول؟ فقال إن رأيت رسول الله (صلی الله علیه و آله) حتى يخبرني ببعض هذا اكتفيت به، قال «ع» فوافني اذا صليت المغرب قال فرجع بعد المغرب فأخذ

ص: 116

بيده و أخرجه الى مسجد قبا فاذا برسول الله (صلی الله علیه و آله) جالس في القبلة، فقال يا عتيق و ثبت على علي «ع» و جلست مجلس النبوة و قد تقدمت اليك فانزع هذا السربال الذي تسربلته فخله لعلي و إلا فموعدك النار ثم أخذ بيده فأخرجه فقام النبي (صلی الله علیه و آله) عنهما و انطلق أمير المؤمنين الى سلمان، فقال يا سلمان أما علمت انه كان من الأمر كذا و كذا؟ فقال سلمان ليشهرن بك و ليبدينه الى صاحبه و ليخبرن بالخبر فضحك أمير المؤمنين عليه السلام فقال أما انه سيخبر صاحبه فيفعل ثم قال لا و الله لا يذكر انه أبدا الى يوم القيامة مما نظرا الى أنفسهما من ذلك فلقي أبو بكر عمر فقال ان عليا أتى كذا و كذا الموضع كذا و كذا و قال لرسول الله (صلی الله علیه و آله) كذا و كذا فقال له عمر ويلك ما أقل عقلك فو الله ما أنت فيه الساعة إلا من بعض سحر ابن أبي كبشة قد نسيت بني هاشم تقلد هذا السربال.

صورة خامسة:

و فيه عن باسناده عن أبي سعيد المكاري عن أبي عبد الله (ع) قال قال ان أمير المؤمنين «ع» لقي أبا بكر فقال له أما أمرك رسول الله (صلی الله علیه و آله) ان تطيع لي؟ فقال لا و لو أمرني لفعلت، قال فامض بنا الى رسول الله فانطلق به الى مسجد قبا فاذا رسول الله (صلی الله علیه و آله) يصلي فلما انصرف قال له علي يا رسول الله اني قلت لأبي بكر أما أمرك رسول الله (صلی الله علیه و آله) أن تطيعني؟ فقال لا، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله قد أمرتك فأطعه قال فخرج فلقي عمر و هو ذعر فقام عمر و قال له مالك؟ فقال له قال رسول الله (صلی الله علیه و آله) كذا و كذا فقال عمر تبا لامة ولوك أمرهم أما تعرف سحر بني هاشم.

صورة سادسة:

و فيه عن بصائر الدرجات باسناده عن الحكم بن مسكين عن أبى عمارة عن أبى عبد الله و عثمان بن عيسى عن ابان بن تغلب عن أبى عبد الله عليه السلام ان أمير المؤمنين عليه السلام أتى أبا بكر فاحتج عليه ثم قال له أترضى برسول الله صلى الله عليه و آله بيني و بينك؟ فقال كيف لي به؟ فأخذ بيده فأتى به مسجد قبا فاذا رسول الله (صلی الله علیه و آله) فيه فقضى على أبى بكر فرجع أبو بكر مذعورا فلقي

ص: 117

عمر فأخبره فقال مالك اما علمت سحر بني هاشم.

صورة سابعة:

و فيه عن الكليني عن الحسن بن العباس الجريش عن ابى جعفر الثانى ان امير المؤمنين (ع) قال يوما لأبى بكر (لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) و اشهد ان رسول الله مات شهيدا و الله ليأتينك فأيقن اذا جاء فان الشيطان غير متخيل به فأخذ علي «ع» بيد ابى بكر فاذا هو النبي (صلی الله علیه و آله) فقال له يا ابا بكر آمن بعلي و بأحد عشر من ولده انهم مثلي إلا النبوة و تب الى الله مما في يدك فانه لا حق لك فيه قال ثم ذهب فلم يره.

صورة ثامنة:

و فيه ص 634 عن صاحب درر المناقب عن ابن عباس انه قال بينما امير المؤمنين عليه السلام يدور في سكك المدينة إذ استقبله ابو بكر فأخذ علي بيده ثم قال يا أبا بكر اتق اللّه الذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا و اذكر معادك يابن أبي قحافة و اذكر ما قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و قد علمتم ما تقدم به اليكم في غدير خم فان رددت إلي الآن دعوت اللّه أن يغفر لك ما فعلته و إن لم تفعل فما يكون جوابك لرسول اللّه (صلی الله علیه و آله)؟ فقال له أرني رسول اللّه فى المنام يردني عما أنا فيه فاني أطيعه فقال أمير المؤمنين «ع» كيف ذلك و أنا أريكه فى اليقظة؟ ثم اخذ علي بيده حتي أتى به مسجد قبا فرأى رسول الله (صلی الله علیه و آله) جالسا فى محرابه و عليه أكفانه و هو يقول يا أبا بكر ألم أقل لك ذلك مرة بعد مرة و تارة بعد تارة ان ان علي بن أبي طالب خليفتي و وصيي و طاعته طاعتي و معصيته معصيتي و طاعته طاعة الله و معصيته معصية الله قال فخرج أبو بكر و هو فزع مرعوب و قد عزم أن يرد الى أمير المؤمنين اذا استقبل رجل من أصحابه فأخبره بما رأي فقال هذا سحر من سحر بني هاشم ثبت على ما أنت عليه و احفظ مكانك و لم يزل به حتى صده عن المراد.

(قال الطبسي): و هذه عدة روايات متكفلة لرجعة النبي الأعظم مرات عديدة بتعابير مختلفة في قضية ردع العتيق عما بيده و انه لا حق لك فيه و لا مجال

ص: 118

للتشكيك فيه فان الشيطان لا يتمثل بالنفوس القوية الطيبة فمن رأى رسول الله فقد رآه بعينه في النوم كان أو فى اليقظة.

الآية السابعة و العشرون قصة اسماعيل صادق الوعد

27 - (وَ اذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَ كانَ رَسُولاً نَبِيًّا) (1).

فى البرهان ج 2 ص 662 عن ابن بابويه في كامل الزيارة بسند طويل عن بريد بن معاوية العجلي الثقة الجليل القدر قال قلت لابي عبد اللّه «ع» أخبرني يابن رسول اللّه عن اسماعيل الذي ذكره فى كتابه حيث يقول: (وَ اذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَ كانَ رَسُولاً نَبِيًّا) أكان اسماعيل بن ابراهيم؟ فان الناس يزعمون انه اسماعيل بن ابراهيم «ع»، فقال اسماعيل مات قبل ابراهيم و ان ابراهيم كان حجة للّه قائما صاحب شريعة فالى من أرسل اسماعيل إذن؟ فقلت جعلت فداك فمن كان؟ فقال كان ذلك اسماعيل بن حزقيل النبي بعثه اللّه الى قومه فكذبوه و قتلوه و سلخوا وجهه فغضب اللّه عليهم فوجه اليه (سطاطائيل) ملك العذاب فقال له يا اسماعيل أنا سطاطائيل ملك العذاب وجهني اليك رب العزة لا عذب قومك بأنواع العذاب إن شئت؟ فقال له لا حاجة لي فى ذلك يا سطاطائيل فأوحى اللّه اليه فما حاجتك يا اسماعيل؟ فقال يا رب انك أخذت الميثاق لنفسك بالربوبية و لمحمد (صلی الله علیه و آله) بالنبوة و لوصيه بالولاية و أخبرت خلقك بما يفعل امته بالحسين بن علي بعد نبيها و انك وعدت الحسين انك تكره الى الدنيا حتى ينتقم بنفسه له فحاجتي اليك يا رب أن تكرني الى الدنيا حتى أنتقم ممن فعل بي كما تكر الحسين فوعد اللّه اسماعيل بن حزقيل ذلك فهو يكر مع الحسين صلوات اللّه عليه.

(قال الطبسي): أما وجه تسميته بصادق الوعد على ما ذكره فيه عن ابن بابويه عن أبيه الثقة الجليل عن سعد بن عبد اللّه العظيم القدر عن يعقوب بن يزيد عن علي بن أحمد بن أشيم عن سليمان الجعفري عن أبي الحسن الرضا «ع» قال

ص: 119


1- سورة مريم آية: 53.

تدري لم سمي صادق الوعد؟ قال قلت لا أدري، قال وعد رجلا فجلس له حولا ينتظره.

و في ج 16 من بحار الأنوار باسناده الى شعيب العرقوقي الثقة الجليل قال قال أبو عبد اللّه «ع» ان اسماعيل النبي وعد رجلا بالصفاح فمكث به سنة مقيما و أهل مكة لا يدرون أين هو حتى وقع عليه رجل فقال يا نبي اللّه ضعفنا بعدك و هلكنا فقال ان فلان الظاهر وعدني أن أكن هاهنا و لم أبرح حتى يجيء فقال فخرجوا اليه حتى قالوا له يا عدو اللّه وعدت النبي فأخلفته فجاء و هو يقول لاسماعيل يا نبي اللّه ما ذكرت و لقد نسيت ميعادك، فقال أما و اللّه لو لم تجيئني لكان منه المحشر فأنزل اللّه (وَ اذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَ كانَ رَسُولاً نَبِيًّا).

و مثله وقع لنبينا الأعظم على ما في الكتاب باسناده الى عبد اللّه بن سنان الثقة الجليل قال سمعت أبا عبد اللّه «ع» يقول ان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) وعد رجلا الى صخرة فقال أنا لك هاهنا حتى تأتي قال فاشتدت الشمس عليه فقال أصحابه يا رسول اللّه لو انك تحولت الى الظل قال قد وعدته الى هاهنا و إن لم يجيء كان منه المحشر.

(قال الطبسي): و قد ورد في عدة روايات التشديد في الوفاء به كما فى رواية ابن أبي عمير عن الحسين بن مصعب الثقتين قال سمعت أبا عبد اللّه «ع» يقول ثلاثة لا يعذر فيها أحد أداء الأمانة الى البر و الفاجر، و الوفاء بالعهد للبر و الفاجر، و بر الوالدين برين كانا أو فاجرين.

الآية الثامنة و العشرون غذاء النصاب في الرجعة

28 - (وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً) (1).

في تفسير القمي ص 325 عن أحمد بن ادريس عن أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن ابراهيم بن المستنير عن معاوية بن عمار الثقة الأمين قال قلت لابي عبد اللّه «ع» عن قول اللّه عز و جل (فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً) قال هي و اللّه

ص: 120


1- سورة طه آية: 124.

النصاب قال قلت جعلت فداك قد رأيناهم دهرهم الأطول فى كفاية حتى ماتوا، قال ذلك و الله في الرجعة يأكلون العذرة، و فى تفسير العياشي مثله، و في البرهان ج 2 ص 681 نقلا عن القمي عن سعد بن عبد الله الثقة الجليل عن الصادق مثله، و فى البرهان عن كتاب الرجعه لبعض معاصريه بالسند المتقدم.

الآية التاسعة و العشرون من أهلكه الله بالعذاب لم يرجع في الرجعة

29 - (وَ حَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ) (1).

في تفسير القمي عن أبيه الثقة الجليل عن ابن أبي عمير عن ابن سنان عن أبي بصير و عن محمد بن مسلم و الجماعة كلهم من النقات و وجوه الطائفة الحقة عن أبي عبد الله و أبى جعفر عليهما السلام قال (كل قرية أهلكها الله أهلها بالعذاب لا يرجعون فى الرجعة) و هذه الآية من أعظم الدلائل فى الرجعة لأن أحدا من اهل الاسلام لا ينكر ان الناس كلهم يرجعون الى القيامة من هلك و من لم يهلك و قوله لا يرجعون عنى في الرجعة فاما الى القيامة يرجعون حتى يدخلون النار.

(قال الطبسي): هذه الآية الشريفة أكبر برهان على صحة القول بالرجعه ضرورة انه فى الرجعة الكبرى جميع الخلق يحشرون فتخصيصه تبارك و تقدس بمن أهلكه بالعذاب أقوى دليل عليه نظير ما يأتى في قوله تعالى: (وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً) و التقريب فيها بعين ما قربناه فى الآية فالآيتان صريحتان فى أن التخصيص إنما هو لنكتة و هي الحشر الأصغر لا الأكبر و بعض التأويلات الباردة فيهما الصادرة عن بعض العامة لا نقيم له وزنا و لا قيمة.

و فى المجمع ج 7 ص 63 ذكر وجوها ثالثها ان معناه حرام ان لا يرجعون بعد الممات بل يرجعوا أحياء للمجازات، عن أبى مسلم و روى عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر «ع» انه قال كل قرية اهلكها الله بعذاب فانهم لا يرجعون.

(قلت): قد سقط من الخبر على ما في المجمع قوله عليه السلام كلمة فى الرجعة كما هي الثابتة في تفسير القمي الذي أقدم من المجمع، و في تفسير البرهان، و فى

ص: 121


1- سورة الأنبياء آية: 95.

كتاب الرجعة، و في تفسير الصافي فلا مفر عن الاعتراف بها ممن يعتقد القرآن و مما يضحك منه الثكلى ترجيح الطبري قول عكرمة على ما أفاده الامام الباقر عليه السلام انظر تفسيره ج 16 ص 68 عن عبد الوهاب عن داود عن عكرمة قال و حرام على قرية أهلكناها انهم لا يرجعون قال لم يكن ليرجع منهم راجع حرام عليهم ذلك ثم نقل عن عيسى بن فرقد عن جابر الجعفي قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن الرجعة فقرء هذه الآية: (وَ حَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ) فكان أبا جعفر وجه تأويل ذلك الى انه و حرام على أهل قرية امتناهم ان لا يرجعوا الى الدنيا و القول الذي قاله عكرمة في ذلك أولى عندي بالصواب انتهى محل الحاجة من كلامه و انت خبير بقبح هذا الكلام في قبال العالم بالتأويل و المعني بقوله تعالى فى التنزيل (وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَ الرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) فلنسأل الطبري هل العكرمة أعلم بالتأويل من باقر علوم الأولين و الآخرين فأي قياس هذا من ذاك و مع قطع النظر عن كونه إماما معصوما و لا يعتقد الطبري بامامته اين انت و مراتبه الراقية.

و هل يخفى على احد ذلك و هل هذا إلا جرأة على الله و على رسوله و التلاعب بكتاب الله و معنى قولك ايها الطبري ما قاله عكرمة في ذلك اولى عندي بالصواب ان عكرمة اعلم فى فهم الكتاب و تأويله من محمد بن علي الباقر و سيحكم الله بينك يا طبري و بين باقر العلوم في محكمة عدله فاستعد للجواب و لعمري قد ارتعش في القبر جسد عكرمة عن هذا الترجيح الغير الوجيه و يتبرء من الطبري و ترجيحه.

الاية الثلاثون الأئمة و توريث الأرض

30 - (وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحُونَ) (1).

في مجمع البيان ج 7 ص 66 عن مولانا الباقر عليه السلام هم اصحاب (المهدي) عليه السلام في آخر الزمان و يدل على ذلك ما رواه الخاص و العام عن النبي (صلی الله علیه و آله)

ص: 122


1- سورة الأنبياء آية: 105.

انه قال: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث الله رجلا صالحا من اهل بيتي يملا الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا، و في تفسير القمي قال القائم و اصحابه و الزبور الملاحم، و في البرهان ج 2 ص 699 عن تفسير محمد بن العباس الثقة الجليل عن ابى الورد عن ابى جعفر «ع» انهم آل محمد.

(قال الطبسي): قد بسطنا الكلام فيها في ج 1 ص 344 و قد اشرنا بأن هذه الوراثة الى الآن من زمان نزول الآية الشريفة ما تحققت فلا بد و ان يتحقق صوتا لاخباره تعالى و وعده فلا بد و ان تكون في الحشر الصغرى قبل القيامة الكبرى و ان الله لا يخلف الميعاد و هذا هو الرجعة.

الآية الواحدة و الثلاثون غلبة أصحاب المهدى شرق الأرض و غربها

31 - (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ وَ أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَ لِلّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ) (1).

فى البرهان ج 2 ص 710 عن تفسير محمد بن مروان الثقة الجليل باسناده عن الامام موسى بن جعفر عليهما السلام قال قوله تعالى: (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ وَ أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ) قال نحن هم، و فيه باسناده عن عمرو بن ثابت عن عبد الله بن الحسن بن الحسن عن امه عن ابيها عليه السلام عن قول الله عز و جل: (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنّاهُمْ فِي الْأَرْضِ) الآية قال نزلت فينا اهل البيت.

و فيه باسناده عن عيسى بن داود النجار عن الامام موسى بن جعفر «ع» قال كنت عند ابى يوما فى المسجد إذ اتاه رجل فوقف امامه و قال يابن رسول الله اعيت علي آية في كتاب الله عز و جل سألت عنها جابر بن يزيد الجعفي فأرشدنى اليك فقال ما هي قال قوله عز و جل: (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ وَ أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ) الآية فقال قال ابى فينا نزلت و ذلك لأن فلانا و فلانا و طائفة معهما و سماهم اجتمعوا الى النبي (صلی الله علیه و آله) فقالوا

ص: 123


1- سورة الحج آية: 41.

يا رسول الله الى من يصير هذا الأمر بعدك فو الله لأن صار الى رجل من اهل بيتك لنخافهم على انفسنا و لو صار الى غيرهم فلعل غيرهم اقرب و ارحم بنا منهم فغضب رسول الله (صلی الله علیه و آله) من ذلك غضبا شديدا قال اما و الله لو آمنتم بالله و برسوله ما أبغضتموهم لأن بغضهم بغضي و بغضي هو الكفر باللّه ثم نعيت الى نفسي فو اللّه لئن مكنهم اللّه في الأرض ليقيموا الصلاة و ليؤتوا الزكاة و ليأمروا بالمعروف و لينهوا عن المنكر إنما يرغم اللّه انوف رجال يبغضوني و يبغضوا أهل بيتي و ذريتي فأنزل اللّه (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ وَ أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَ لِلّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ) فأنزل اللّه سبحانه: (وَ إِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَ عادٌ وَ ثَمُودُ وَ قَوْمُ إِبْراهِيمَ وَ قَوْمُ لُوطٍ وَ أَصْحابُ مَدْيَنَ وَ كُذِّبَ مُوسى فَأَمْلَيْتُ لِلْكافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ).

و فيه عن أبي الجارود عن أبي «ع» في قوله تعالى: (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنّاهُمْ) الآية قال هذه لآل محمد (المهدي ع) و أصحابه يملكهم اللّه مشارق الأرض و مغاربها و يظهر الدين و يميت اللّه عز و جل به و بأصحابه البدع و الباطل كما أمات السفه الحق حتى لا يرى أثر من الظلم (وَ أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَ لِلّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ)، و عن علي بن ابراهيم في تفسيره مثله ص 443.

(قال الطبسي): كل عاقل منصف اذا راجع وجدانه يعترف و يصدق بأن هذا التمكن و السلطة لآل محمد عليهم السلام الى الآن ما وقع و لا يتوهم بأن المراد هو التمكن و السلطنة الاخروية ضرورة ان إقامة الصلاة و إيتاء الزكاة و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر امور تكليفية خاصة بتلك النشأة بداهة انه لا صلاة و لا زكاة و لا أمر و لا نهي فى العالم الآخرة فعليه لا بد و أن تكون هذه الامور التكليفة فى الدنيا و ما تحقق الى الآن و سيأتي بأبسط من ذلك.

الآية الثانية و الثلاثون رجعة أعداء آل محمد ص

32 - (حَتّى إِذا فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ إِذا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ) (1).

ص: 124


1- سورة المؤمنون آية: 77.

فى مجمع البيان ج 7 ص 112 عن أبي جعفر الباقر «ع»، و فى تفسير البرهان ج 2 ص 724 برواية سعد بن عبد اللّه الثقة الجليل باسناده الى جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر الباقر «ع» فى قوله: (حَتّى إِذا فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ هو علي بن أبي طالب اذا رجع في الرجعة، و في الصافى مثله.

(قال الطبسي): قوله تعالى مُبْلِسُونَ أي متحيرون و آيسون من كل خير قال الشيخ الأوحد فى المجمع في مادة مبلس فاذا هم مبلسون أي آيسون من النجاة و الرحمة و قيل متحيرون.

الاية الثالثة و الثلاثون موعد النبى لعلى بظهر الكوفة

33 - (قُلْ رَبِّ إِمّا تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ * رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظّالِمِينَ) (1).

في الصافي عن سعد بن عبد اللّه فى مختصر البصائر باسناده عن جابر بن عبد اللّه قال قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و قد خطبنا يوم الفتح: أيها الناس لأعرفنكم ترجعون بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض و لئن فعلتم أضربكم بالسيف ثم التفت عن يمينه فقال الناس غمزه جبرئيل فقال علي أو قال علي مرة و قال مرة اخرى فرأينا ان جبرئيل قال فنزلت هذه الآية (قُلْ رَبِّ إِمّا تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظّالِمِينَ) و أنا على ذهاب ان نريك لقادرون.

و فيه في رواية ابان بن تغلب عن الصادق «ع» قال فنزل جبرئيل فقال يا محمد إنشاء اللّه أو يكون ذلك علي بن أبي طالب فقال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) أو يكون ذلك علي بن أبي طالب إنشاء اللّه فقال جبرئيل واحد لك و اثنتان لعلي و موعدكم السلام قال ابان جعلت فداك و أين السلام فقال يا ابان السلام من ظهر الكوفة قال في الصافي يكون ذلك فى الرجعة و انا علي ان نريك لقادرون يعني في الرجعة.

ص: 125


1- سورة المؤمنون آية: 93، 94.

الآية الرابعة و الثلاثون خلافة الأئمة في الرجعة

34 - (وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَ مَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) (1)

قد أوردنا رواية مفصلة في تأويلها فى قوله تعالى: (وَ إِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ) الآية، و فى المجمع ج 7 ص 152 فى قوله: (لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ) أي ليجعلنهم يخلفون من قبلهم و المعنى ليورثهم أرض الكفار من العرب و العجم فيجعلهم سكانها و ملوكها (كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) الى أن يقول و عن المقداد بن الأسود عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) انه لا يبقى على الأرض بيت مدر و لا و بر إلا أدخله اللّه تعالى كلمة الاسلام بعز عزيز أو ذل ذليل إما أن يعزهم اللّه فيجعلهم من أهلها و إما أن يذلهم فيدينون لها الى أن يقول: (وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ) يعني دين الاسلام الذي أمرهم أن يدينوا به و تمكينه أن يظهره على الدين كما قال (صلی الله علیه و آله) زويت لي الأرض فأريت مشارقها و مغاربها و سيبلغ ملك امتي ما زوى لي منها و قيل باعزاز أهله و اذلال أهل الشرك و تمكين أهله من اظهاره بعد أن كانوا يخفونه (وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً) أي و ليصيرنهم بعد أن كانوا خائفين بمكة آمنين بقوة الاسلام و انبساطه الى أن يقول، و اختلف فى الآية فقيل انها واردة فى أصحاب النبي، و قيل هي عامة في امة محمد (صلی الله علیه و آله)، عن ابن عباس و مجاهد و المروي عن أهل البيت فى انها في (المهدي ع) من آل محمد صلى اللّه عليه و آله.

و روى العياشي باسناده عن علي بن الحسين «ع» انه قراء الآية و قال هم و اللّه شيعتنا أهل البيت يفعل اللّه ذلك بهم على يد رجل منا و هو (مهدي هذه الامة) و هو الذي قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول اللّه ذلك اليوم حتى يلي رجل من أهل بيتي و عترتي اسمه اسمي يملأ الأرض عدلا و قسطا كما

ص: 126


1- سورة النور آية: 55.

ملئت ظلما و جورا، و روي مثل ذلك عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه «ع».

فعلى هذا يكون المراد بالذين (آمنوا و عملوا الصالحات) النبي و أهل بيته صلوات الرحمن عليهم و تضمنت الآية البشارة لهم بالاستخلاف و انتمكين فى البلاد و ارتفاع الخوف عنهم عند قيام (المهدي) منهم عليه السلام و يكون المراد بقوله:

(كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) هو ان جعل الصالح للخلافة مثل: آدم و داود و سليمان عليهم السلام و يدل على ذلك قوله: (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) و (يا داوُدُ إِنّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ) و قوله: (فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) .

و على هذا اجماع العترة و اجماعهم حجة لقول النبي (صلی الله علیه و آله): (اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) و أيضا فان التمكين في الأرض على الاطلاق لم يتفق فيما مضى فهو منتظر لأن عز اسمه لا يخلف الميعاد.

صورة اخرى:

في تفسير الصافى عن إكمال الدين و الكافى عن الصادق «ع» فى الآية في قصة نوح و ذكر انتظار الفرج للمؤمنين يقول: حتى أراهم الاستخلاف و التمكين قال و كذلك (القائم ع) فانه تمتد أيام غيبته ليصرح الحق من محضه و يصفوا الايمان عن الكدر بارتداد كل من كانت طينته خبيثة من الشيعة الذين يخشى عليه النفاق اذا أحسوا بالاستخلاف و التمكين و الأمر و النشر فى عهد (القائم ع) قال الراوي قلت يابن رسول اللّه فان هذه النواصب تزعم ان هذه الآية نزلت في...

فقال لا لا يهدي اللّه قلوب الناصبة متى كان الدين الذي ارتضاه اللّه و رسوله متمكنا بانتشار الأمر فى الامة و ذهاب الخوف من قلوبها و ارتفاع الشك من صدورها في عهد واحد من هؤلاء و في عهد علي مع ارتداد المسلمين و الفتن التي كانت تثور فى أيامهم و الحروب التي كانت تنشب بين الكفار و بينهم، و في احتجاج أمير المؤمنين علي «ع» قال كل ذلك لتتم النظرة التي أوجبها اللّه لعدوه ابليس الى أن يبلغ الكتاب أجله و يحق الحق على الكافر و يقرب الوعد الذي بينه اللّه بقوله:

ص: 127

(وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) و ذلك اذا لم يبق من الاسلام إلا اسمه و غاب صاحب الأمر بايضاح العذر له فى ذلك لاشتمال الفتنة على القلوب حتى يكون الناس أقرب اليه أشد عداوة له و عند ذلك يؤيده بجنود لم تروها و يظهر دين نبيه على يديه على الدين كله و لو كره المشركون.

(قال الطبسي): الآية الكريمة ظهورها بل صراحتها فى الرجعة غير قابلة للانكار و انه لا بد من ظهور تلك السلطنة و التمكين لآل الرسول فى هذه الدنيا و رفع الخوف عنهم ضرورة كل واحد منهم فى عصره كان مبتلى بواحد من الطواغيت و كان إما ظاهرا مقهورا أو خائفا مستورا فالذي لا يقر و لا يعترف بذلك فلا بد و أن يلتزم باحدى الامور على سبيل منع الخلو اما أن يقول بتحققها و استيلاء آل محمد على مشارق الأرض و مغاربها برها و بحرها فهذا مما يكذبه التاريخ و الوجدان و إما أن يقول بأنه لا يتحقق فتكذيب للقرآن فانها مما وعد اللّه رسوله و وعد اللّه لا يخلف فلا بد من تحققها فيما بعد قبل القيامة الكبري و هذا هو المدعى (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَ نَراهُ قَرِيباً) .

صورة ثالثة:

فى تفسير البرهان ج 2 ص 741 نقلا عن ابن بابويه الثقة العظيم الشأن بسند طويل جدا عن أبي سعيد عن مكحول عن واثلة بن الأصقع بن قرضاب عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال دخل جندل بن جنادة بن جبير على رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله فقال يا رسول اللّه أخبرني عما ليس للّه و عما ليس عند اللّه و عما لا يعلمه اللّه؟ فقال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) أما ما ليس لله فليس لله شريك و أما ما ليس عند الله فليس عند الله ظلم للعباد و أما ما لا يعلمه الله فذلك قولكم يا معشر اليهود ان عزيرا بن الله و الله لا يعلم له ولدا، فقال جندل أشهد أن لا إله إلا الله و انك محمد رسول الله حقا ثم قال يا رسول الله اني رأيت البارحة فى النوم موسى بن عمران عليه السلام فقال لي يا جندل أسلم على يد محمد (صلی الله علیه و آله) و استمسك بالأوصياء «16 ج 2 الشيعة و الرجعة»

ص: 128

من بعده فقد أسلمت و رزقني الله ذلك فأخبرني من الاوصياء بعدك لأتمسك بهم؟ فقال يا جندل أوصيائي من بعدي بعدد نقباء بني اسرائيل فقال يا رسول الله انهم كانوا أثنا عشر هكذا وجدناهم فى التوراة، قال نعم الأئمة من بعدي أثنا عشر فقال يا رسول اللّه أكلهم فى زمن واحد؟ قال لا و لكن خلق من بعد خلق و انك لن تدرك منهم إلا ثلاثة أو لهم سيد الأوصياء بعدي أبو الأئمة علي بن أبي طالب عليه السلام ثم ابناه الحسن و الحسين عليهما السلام فاستمسك بهم من بعدي و لا يغرنك جهل الجاهلين فاذا اوقت ولادة ابنه علي بن الحسين «ع» سيد العابدين يقضي اللّه عليك و يكون آخر زادك من الدنيا شربة من لبن تشربه فقال يا رسول الله هكذا وجدت في التوراة (اليا يقطو شبرا و شبيرا) فلم أعرف أسمائهم، فكم بعد الحسين عليه السلام من الأوصياء و ما أساميهم؟ فقال تسعة من صلب الحسين (و المهدي ع) منهم فاذا انقضت أيام الحسين «ع» قام بالأمر على ابنه و يلقب (زين العابدين) فاذا انقضت مدة أيام علي قام بالأمر بعده محمد ابنه و يدعى (بالباقر) فاذا انقضت مدة محمد قام بالأمر بعده ابنه جعفر و يدعى (بالصادق) عليه السلام فاذا انقضت مدة جعفر قام بالأمر من بعده ابنه موسى و يدعى (بالكاظم) عليه السلام ثم انقضت مدة موسى قام من بعده علي ابنه يدعى (بالرضا - ع) فاذا انقضت مدة علي قام بالأمر بعده محمد ابنه يدعى (بالزكي) عليه السلام فاذا انقضت مدة محمد قام بالأمر بعده علي يدعى (بالنقي ع) فاذا انقضت مدة علي قام بالأمر من بعده ابنه الحسن يدعى (بالأمين ع) ثم يغيب عنهم إمامهم، قال يا رسول اللّه هو الحسن يغيب عنهم؟ قال لا و لكن ابنه، قال يا رسول اللّه فما اسمه؟ قال لا يسمى حتى يظهر، فقال جندل يا رسول اللّه وجدنا ذكرهم في التوراة و قد بشرنا موسى بن عمران بك و بالأوصياء من ذريتك ثم تلا رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): (وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً) فقال جندل يا رسول اللّه فما خوفهم؟ قال يا جندل فى كل زمن واحد منهم سلطان يعيره و يؤذيه فاذا عجل اللّه خروج (قائمنا) يملأ الأرض قسطا و عدل كما ملئت جورا و ظلما، ثم قال عليه السلام طوبى للصابرين في غيبته

ص: 129

طوبى للمقيمين على محبتهم اولئك من وصفهم اللّه في كتابه فقال: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ)، ثم قال: (أُولئِكَ حِزْبُ اللّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)، الحديث و غيرها من الأخبار الواردة في تأويلها.

الآية الخامسة و الثلاثون ذلة بنى امية في رجعة الأئمة

35 - (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ) (1)

في تفسير القمي ص 429 عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام الثقات الأجلاء عن أبي عبد اللّه «ع» قال تخضع رقابهم يعني بني امية و هي الصيحة من السماء باسم صاحب الأمر.

و في البرهان ج 2 ص 763 عن محمد بن العباس الثقة الجليل باسناده الى أبي صالح عن ابن عباس فى قوله تعالى: (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ) قال نزلت فينا و في بني امية يكون لنا دولة تذل أعناقهم بعد صعوبة و هوان بعد عز.

و فيه باسناده عن يونس عن بعض أصحابنا عن أبي جعفر «ع» قال سألته عن قول اللّه عز و جل: (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ) قال تخضع لها رقاب بني امية قال ذلك بارز الشمس قال و ذلك علي بن أبي طالب يبرز عند زوال الشمس و تركب الشمس على رؤس الناس حتى يبرز وجهه و يعرف الناس حسبه و نسبه ثم قال ان بني امية ليختبي الرجل منهم الى جنب شجرة فتقول خلفي رجل من بني امية فاقتلوه. و فيه عن أبي بصير بالاسناد مثله.

و في الصافى عن ارشاد المفيد عن مولانا الباقر عليه السلام في هذه الآية قال سيفعل اللّه ذلك بهم قيل من هم؟ قال بنو امية و شيعتهم قيل ما الآية؟ قال ركود الشمس ما بين زوال الشمس الى وقت العصر و خروج صدر و وجه و عين فى الشمس يعرف الناس بحسبه و نسبه و ذلك في زمان السفياني و عندها يكون بواره و بوار قومه.

ص: 130


1- سورة الشعراء آية: 3.

الاية السادسة و الثلاثون دابة الأرض و ما ورد فيها

36 - (وَ إِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ) (1).

في المجمع ج 7 ص 234 و قد روى عن علي عليه السلام انه قال انه صاحب العصا و الميسم، و في تفسير القمي ص 479 عن أبيه ابراهيم بن هاشم الجليل القدر عن ابن أبي عمير الذي مراسيله في حكم المسانيد عن الثقة الجليل أبي بصير الليث المرادي عن أبي عبد اللّه عليه السلام انه انتهى رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) الى أمير المؤمنين و هو نائم فى المسجد قد جمع رملا و وضع رأسه عليه فحركه برجله ثم قال قم يا دابة اللّه فقال رجل من أصحابه يا رسول اللّه أيسمى بعضنا بعضا بهذا الاسم؟ فقال لا و اللّه ما هو إلا له خاصة و هو الدابة التي ذكرها اللّه في كتابه بقوله: (وَ إِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ) ثم قال يا علي اذا كان آخر الزمان أخرجك اللّه في أحسن صورة و معك عصا و ميسم تسم به أعدائك، فقال رجل لأبي عبد اللّه «ع» ان العامة يقولون هذه إنما تكلمهم فقال أبو عبد اللّه «ع» كلمهم اللّه في نار جهنم إنما هو يكلمهم من الكلام و الدليل على ان هذا فى الرجعة قوله تعالى: (وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً) الخ.

و في تفسير القمي ص 480 عن أبي عبد اللّه «ع» قال قال رجل لعمار بن ياسر يا أبا اليقظان آية فى كتاب اللّه أفسدت قلبي و شككتني قال عمار و أية آية هي؟ قال قوله: (وَ إِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ) فأية دابة هي هذه؟ قال عمار ما أجلس و لا آكل و لا أشرب حتى أريكها فجاء مع الرجل الى أمير المؤمنين «ع» و هو يأكل

ص: 131


1- سورة النمل آية: 81.

تمرا و زبدا، فقال يا أبا اليقظان هلم فجلس عمار فأقبل يأكل معه فتعجب الرجل منه فلما قام عمار قال الرجل سبحان اللّه حلفت أن لا تأكل و لا تشرب حتى ترينها قال عمار أريتكها إن كنت تعقل.

و في البرهان ج 2 ص 781 عن جابر قال دخلت على علي بن أبي طالب «ع» فقال ألا احدثك ثلاثا قبل تدخل علي و عليك قلت بلى قال أنا عبد اللّه و أنا دابة الأرض صدقها و عدلها و أنا أخو نبيه، ألا اخبرك بأنف (المهدي) «ع» قال قلت بلى قال فضرب بيده الى صدره و قال أنا.

و فيه: باسناده عن الأصبغ بن نباته قال دخلت على أمير المؤمنين «ع» و هو يأكل خبزا و خلا و زيتا فقلت يا أمير المؤمنين قال اللّه عز و جل (وَ إِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ) فما هذه الدابة؟ قال هي دابة تأكل خبزا و خلا و زيتا.

و فيه: باسناده عن الأصبغ بن نباته قال قال لي معاوية يا معشر الشيعة تزعمون ان عليا دابة الأرض فقلت نحن نقول و اليهود يقولون قال فارسل الى رأس الجالوت قال له ويحك تجدون دابة الأرض عندكم مكنوبة فى التوراة؟ قال نعم فقال ما هي أتدري ما اسمها؟ قال نعم اسمها (إيليا) قال فالتفت إلي فقال ويحك يا أصبغ ما أقرب (إيليا) من علي.

و فيه: عن كتاب الرجعة لبعض معاصريه باسناده عن يعقوب بن شعيب قال حدثني عمران بن ميثم عن عباية عمن حدثه انه كان عند أمير المؤمنين «ع» يقول حدثني أخي انه ختم الف نبي و اني ختمت الف وصي و اني كلفت ما لم يكلفوا و اني لأعلم الف كلمة لا يعلمها غيري و غير محمد (صلی الله علیه و آله) ما منها كلمة إلا مفتاح الف باب بعد ما يعلمون منها كلمة واحدة غير انكم تقرؤن منها آية واحدة فى القرآن (وَ إِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ).

و فيه: بالاسناد عن خالد بن اوس عن أبي هريرة قال قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) انه تخرج دابة الأرض و معها عصا موسى و خاتم سليمان بن داود تجلو وجه المؤمن بعصا موسى و تسم وجه الكافر بخاتم سليمان.

ص: 132

و فيه: ص 782 عن سعد بن عبد اللّه الثقة الجليل باسناده عن عبد اللّه بن يسار قال قال أبو عبد اللّه «ع» قال قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فى حديث قدسي يا محمد علي أول من أخذ ميثاقه و هو الدابة التي تكلم الناس.

(قال الطبسي): هذا ما صادفنا من الأخبار الواردة فى تأويل الآية الشريفة بأن المراد بها (علي بن أبي طالب) عليه السلام الذي سيخرج في آخر الزمان و يفعل ما يفعل باذن اللّه تعالى: (لا يُسْئَلُ عَمّا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْئَلُونَ) و قد ورد فيها في تفاسير القوم بما لا ينبغي أن يذكر فضربنا الصفح عنها.

الاية السابعة و الثلاثون الحشر الصغرى و ما ورد فيها

اشارة

37 - (وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ) (1).

في المجمع ج 7 ص 234 و استدل بهذه الآية على صحة الرجعة من ذهب الى ذلك من الامامية بأن قال ان دخول من فى الكلام يوجب التبعيض فيدل على على ان اليوم المشار اليه فى الآية يحشر فيه قوم دون قوم و ليس ذلك صفة يوم القيامة الذي يقول فيه سبحانه: (وَ حَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً) و قد تظاهرت الأخبار عن أئمة الهدى من آل محمد (صلی الله علیه و آله) في ان اللّه تعالى سيعيد عند قيام (المهدي) عجل اللّه فرجه قوما ممن تقدم موتهم من أوليائه و شيعته ليفوزوا بثواب نصرته و معونته و يبتهجوا بظهور دولته و يعيد أيضا قوما من أعدائه لينتقم منهم و ينال بعض ما يستحقونه من العذاب في القتل على أيدي شيعته و الذل و الخزي بما يشاهدون من علو كلمته و لا يشك عاقل ان هذا مقدور للّه تعالى غير مستحيل في نفسه و قد فعل اللّه فى الامم الخالية و نطق القرآن بذلك في عدة مواضع مثل قصة (عزير) و غيره على ما فسرناه في موضعه و صح عن النبي (صلی الله علیه و آله) قوله (سيكون في امتي كل ما كان في بني اسرائيل حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة حتى لو أن

ص: 133


1- سورة النمل آية: 83.

أحدهم دخل جحر ضب لدخلتموه) إلا ان جماعة من الامامية تألوا ما ورد من الأخبار في الرجعة على رجوع الدولة و الأمر و النهي دون رجوع الاشخاص و إحياء الأموات و اولوا الأخبار الواردة فى ذلك لما ظنوا ان الرجعة تنافى التكليف و ليس كذلك لأنه ليس فيها ما يلجىء الى فعل الواجب و الامتناع من القبيح و التكليف يصح معها كما يصح مع ظهور المعجزات الباهرة و الآيات القاهرة كفلق البحر و قلب العصا ثعبانا و ما أشبه ذلك و لأن الرجعة لم تثبت بظواهر الأخبار المنقولة فيتطرق عليها التأويل و إنما المعول في ذلك اجماع الشيعة الامامية و إن كانت الأخبار تعضده و تؤيده.

(قال الطبسي): ما أفاده من ان الرجعة لم تثبت بظواهر الأخبار المنقولة الخ حق ضرورة انها ثبتت بالأخبار المتواترة المفيدة للقطع و سيأتي ان الأخبار الدالة عليها مع قطع النظر عما ورد فى تفسير الآيات متواترة لا ينهض معها شيء و لا معارض لها أصلا لكونها موافقة للقرآن فطرق إثبات الرجعة لا اختصاص بالاجماع نعم أحد الأدلة الدالة على صحة القول بالرجعة هو الاجماع الذي ذكره و أما التأويل فى الأخبار لا دليل عليه و مخالف لضرورة المذهب على ان التأويل من غير المعصوم لا قيمة له و لا دليل عليه لأن الاخبار الصادرة عنهم حجة فعلية قوية و رفع اليد عن ظهورها و التأويل فيها أمر غير مرخص فيه شرعا فالتأويل فيها من كل أحد غير مأمور به ضرورة انه (ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَ الرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) و صاحب البيت أدرى بما فيه مضافا الى ان الذي يرجع فى الرجعة يرجع مع الحجة الالهية فليس علينا التدخل فيها من أنهم فيها مكلفون بالتكاليف الشرعية أم لا فالبحث عنها بحث بلا فائدة نفيا و إثباتا مضافا الى استدلال الامام عليه بالآية الشريفة بنفي القول بالتأويل بالمرة قال فى البرهان ج 2 ص 782 باسناده عن أبي بصير قال قال لي أبو جعفر «ع» ينكرون أهل العراق الرجعة قلت نعم قال أما يقرؤن القرآن (وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً) الخ و كل خبر يخالف هذا الظاهر نضربه على الجدار و يرد علمه الى اللّه و الى رسوله.

ص: 134

السيد الحميرى و سوار القاضى

صورة اخرى:

ذكر الشيخ السديد عز الدين (المفيد - ره -) في فصوله عن الحرث بن عبد اللّه الربعي انه قال كنت جالسا فى مجلس المنصور بالحسر الأكبر و سوار القاضي عنده و السيد الحميري ينشده:

ان الا له الذي لا شيء يشبهه أتاكم الملك للدنيا و الدين

أتاكم اللّه ملكا لا زوال له حتى يقاد اليكم صاحب الصين

و صاحب الهند مأخوذ برمته و صاحب الترك محبوس على هون

حتى أتى على القصيدة و المنصور مسرور فقال له سوار ان هذا و اللّه يا أمير المؤمنين يعطيك بلسانة ما ليس فى قلبه و اللّه ان القوم الذين يدين بحبهم لغيركم و انه لينطوي على عداوتكم، فقال السيد و اللّه يا أمير المؤمنين انه لكاذب و انني في مدحتك لصادق و انه حمله الحسد إذ رآك على هذه الحالة و ان انقطاعي اليكم و مودتي لكم أهل البيت لمعروق فينا من أبوى و ان هذا و قومه من أعدائكم فى الجاهلية و الاسلام و قد أنزل اللّه عز و جل على نبيه في أهل بيته هذا: (إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) فقال المنصور صدقت فقال سوار يا أمير المؤمنين انه قائل بالرجعة و يتناول الشيخين بالسب و الوقيعة فيهما، فقال السيد أما قوله اني قائل بالرجعة فاني أقول بذلك على ما قال اللّه تعالى:

(وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ) و قد قال فى آخر (وَ حَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً) فعلمنا ان هاهنا حشرين أحدهما عام و الآخر خاص و قال سبحانه: (رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَ أَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ) و قال تعالى: (فَأَماتَهُ اللّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ) و قال تعالى: (أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ) فهذا كتاب اللّه، و قد قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) (يحشر المتكبرون

ص: 135

فى صورة الذر يوم القيامة) و قال (صلی الله علیه و آله) (لم يجر في بني اسرائيل شيء إلا و يكون فى امتي مثله حتى الخسف و المسخ و القذف) و قال حذيفة و اللّه ما أبعد أن يمسخ اللّه عز و جل كثيرا عن هذه الامة قردة و خنازير فالرجعة التي أذهب اليها ما نطق به القرآن و جائت به السنة و اني لأعتقد ان اللّه عز و جل يرد هذا يعني سوارا الى الدنيا كلبا أو قردا أو خنزيرا أو ذرة فانه و اللّه متجبر متكبر كافر قال فضحك المنصور و أنشأ السيد يقول:

جاثيت سوارا أبا شملة عند الامام الحاكم العادل

(قال الطبسي): الاستدلال بالآية الشريفة على صحة القول بالرجعة كان أمرا مغروسا في الأذهان و مرتكزا بالوجدان فلا يعبأ به بعض التأويلات الباردة و التسويلات الفاسدة و أي عاقل يرفع اليد عن هذه الحجج القوية و يأخذ بالاحتمالات البدوية أما ترى ما جرى بين السيد (ره) و سوار القاضي كيف أفحمه و أعلمه به أحسن بيان و أتقن برهان و لم ير جوابا عنه فبهت الذي كفر و اللّه لا يهدي القوم الظالمين.

الاية الثامنة و الثلاثون ملوكية الدنيا و آل النبى الاعظم ص

38 - (وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ * وَ نُرِيَ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ) (1).

في نهج البلاغة لتعطفن الدنيا علينا بعد شماسها عطف الضروس على ولدها و تلا عقيب ذلك (وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ).

و فى المجمع ج 7 ص 237 في قوله: (وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ....) و قد صحت الرواية عن أمير المؤمنين «ع» انه قال:

ص: 136


1- سورة القصص آية 5، 6.

و الذى فلق الحبة و برء النسمة لتعطفن(1) الدنيا علينا بعد شماسها عطف الضروس على ولدها و تلا عقيب ذلك (وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ) الآية

و فيه: عن العياشي بالاسناد عن أبي الصباح الكناني قال نظر أبو جعفر «ع» الى أبي عبد اللّه «ع» فقال هذا و اللّه من الذين قال اللّه تعالى: (وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ) و قال سيد العابدين علي بن الحسين و الذي بعث محمد (صلی الله علیه و آله) بالحق بشيرا و نذيرا ان الأبرار منها أهل البيت و شيعتهم بمنزلة موسى و شيعته و ان عدونا و أشياعهم بمنزلة فرعون و أشياعهم.تة

ص: 137


1- قد تكرر في الاخبار عامة و خاصة هذه العبارة قال في شرح النهج لابن أبي الحديد ج 4 ص 336 قال عليه السلام لتعطفن الدنيا علينا بعد شماسها عطف الضروس على ولدها و تلا عقيب ذلك (وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ وَ نُمَكِّنَ لَهُمْ) الآية. و في كتاب (خصائص الائمة) عن الامام الصادق «ع» قال قال أمير المؤمنين لتعطفن الدنيا علينا الخ. و في كتاب تأويل الآيات الظاهرة فى فضائل العترة الطاهرة باسناده عن ربيعة بن ناجد قال سمعت عليا يقول في هذه الآية: (وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا) الآية و قال لتعطفن الدنيا على أهل البيت كما تعطف الضروس على ولدها. و رواه أيضا عن أبي صالح عن علي عليه السلام. و فى تفسير فرات بن ابراهيم الثقة الجليل الكوفى ص 116 معنعنا عن علي «ع» انه قال من أراد أن يسأل عن أمرنا و أمر القوم فانا و أشياعنا يوم خلق السماوات و الأرض على سنة موسى و أشياعه و ان عدونا و أشياعه يوم خلق السماوات و الأرض على سنة فرعون و أشياعه فليقرء من أول السورة الى قوله: يَحْذَرُونَ، و اني (اقسم باللّه الذي فلق الحبة و برء النسمة الذي أنزل الكتاب على محمد صدقا و عدلا ليعطفن عليكم هؤلاء عطف الضروس على ولدها) و فى غيرها من الكتب و هذه إشارة الى ملوكية آل الرسول فى جميع أقطار الأرض و سلطتهم عليها قضائية و تشريعية و تنفيذية بعد ما كانوا مقهورين و هذه السلطة بوعد من اللّه الحكيم و هو لا يخلف الميعاد البتة

صورة اخرى:

و في تفسير القمي ص 482 يقول و هم الذين غصبوا آل محمد حقهم و قوله:

مِنْهُمْ أي من آل محمد ما كانُوا يَحْذَرُونَ أي من القتل و العذاب و لو كانت نزلت في موسى و فرعون لقال (وَ نُرِيَ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ) أي من موسى و لم يقل منهم فلما تقدم قوله (وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً) علمنا ان المخاطبة للنبي (صلی الله علیه و آله) و ما وعد اللّه رسوله فانما يكون بعده و الأئمة يكونون من ولده و إنما ضرب اللّه لهم هذا المثل فى موسى و بني اسرائيل و فى أعدائهم بفرعون و هامان و جنودهما فقال ان فرعون قتل بني اسرائيل و ظفر فظفر اللّه موسى بفرعون و أصحابه حتى أهلكهم اللّه و كذلك أهل بيت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) أصابهم من أعدائهم القتل و الغصب ثم يردهم اللّه و يرد أعدائهم الى الدنيا حتى يقتلوهم و قد ضرب أمير المؤمنين «ع» مثلا مثل ما ضرب لهم في أعدائهم بفرعون و هامان فقال أيها الناس أول من بقى على اللّه عز و جل على وجه الأرض عناق بنت آدم خلق لها عشرين اصبعا لكل اصبع منها ظفران طويلان كالمنجلين العظيمين، و كان مجلسها في الارض موضع جريب فلما بغت بعث الله لها أسدا كالفيل و ذئبا كالبعير و نسرا كالحمار و كان ذلك فى الخلق الأول.

فسلطهم عليها فقتلوها ألا و قد قتل الله فرعون و هامان و خسف الله هارون و إنما هذا مثل لاعداء الذين غصبوا آل محمد حقهم فأهلكهم الله الى هنا ذكر الحديث(1).ن.

ص: 138


1- و بقية الحديث ثم قال علي عليه السلام على أثر هذا المثل الذي صربه و قد كان حق حازه دوني من لم يكن له و لم أكن أشرك فيه و لا توبه له إلا بكتاب منزل أو برسول مرسل و انى له بالرسالة بعد رسول الله (صلی الله علیه و آله) و لا نبي بعد محمد فانى يتوب و في برزخ القيامة غرته الا ما بي و غره بالله الغرور و قد أشفى على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم و الله لا يهدي القوم الظالمين و كذلك مثل (القائم) عجل الله فرجه فى غيبته و هربه و استتاره مثل موسى عليه السلام خائف مستتر الى أن يأذن الله فى خروجه و طلب حقه و قتل أعدائه في قوله: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بانهم ظلموا و ان اللّه على نصرهم لقدر الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق) و قد ضرب اللّه للحسين بن علي عليهما السلام مثلا فى بني اسرائيل بدلتهم من اعدائهم و في تفسير القمي باستناده الى عاصم بن حميد عن الصادق «ع» قال لقي منهال ابن عمر علي بن الحسين فقال له كيف أصبحت يابن رسول اللّه قال ويحك أما آن لك أن تعلم كيف أصبحنا فى قومنا مثل بني اسرائيل فى آل فرعون يذبحون أبنائهم و يستحيون نسائهم و أصبح خير البرية بعد محمد يلعن على المنابر و أصبح عدونا يعطي المال و الشرف و اصبح من يحبنا محفورا منقوصا حقه و كذلك لم يزل المؤمنون و أصبحت العجم تعرف للعرب حقها بأن محمدا (صلی الله علیه و آله) كان منها و أصبحت العرب تفتخر على العجم بأن محمدا كان منها و أصبحنا أهل البيت لا يعرف لنا حق فكذا يا منهال أصبحنا. (قلت) (فالعدل الالهى يقتضى تمكن أوليهائه فى اليوم الذى اسمه الرجعة على أعدائه لينتقموا صلوات اللّه عليهم من أعدائهم فانتظروا أيها الشيعة فانا معكم منتظرون، و سيعلم الذين ظلموا آل محمد حقهم أي منقلب ينقلبون.

صورة ثالثة:

فى ج 2 من تفسير البرهان ص 787 عن الشيباني في كشف البيان روي فى أخبارنا عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه عليهما السلام ان هذه الآية مخصوصة لصاحب الأمر الذي يطهر فى آخر الزمان و يبيد في آخر الزمان و يبيد الجبابرة و الفراعنة و يملك شرقا و غربا فيملأها عدلا كما ملئت جورا، و في قوله (وَ نُرِيَ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ) الآية عن الشيباني روي عن الباقر «ع» و الصادق ان فرعون و هامان شخصان من جبابرة قريش يحييهما اللّه تعالى عند قيام (القائم) من آل محمد (صلی الله علیه و آله) في آخر الزمان فينتقم منهما بما أسلفا.

صورة رابعة:

فى ج 13 من بحار الانوار ص 204 فى الرواية المفصلة المفضل يقول الصادق «ع» ثم يخرج الحسين «ع» في اثنى عشر الف صديق و اثنين سبعين رجلا

ص: 139

من أصحابه يوم كربلا فيالك عندها من كرة زهراء بيضاء ثم يخرج الصديق الأكبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «ع» و ينصب له القبة في النجف و يقام أركانها ركن بالنجف بهجر و ركن بصفا و ركن بأرض طيبة لكأني أنظر الى مصابيحها تشرق فى السماء و الأرض كأضواء من الشمس و القمر فعندها تبلى السرائر (تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمّا أَرْضَعَتْ) الآية، ثم يخرج السيد الاكبر محمد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله في أنصاره و المهاجرين و من آمن به و صدقه و استشهد معه و يحضر مكذبوه و الشاكون فيه و الرادون عليه و القائلون فيه انه ساحر و كاهن و مجنون و ناطق عن الهوى و من حاربه و قاتله حتى يقتص منهم بالحق و يجازون بأفعالهم منذ وقت ظهر رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) الى ظهور (المهدي) و يحق تأويل هذه الآية: (وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ وَ نُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَ نُرِيَ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ)

(قال الطبسي): طوبى لمن أذعن و اعترف بأقوالهم و اتبع أفعالهم و ادرك هذا الزمان و قرت عيناه بلقاء سيد الانس و الجان و ويل ثم ويل لمن أنكر اقوالهم و نبذ وراء ظهره أفعالهم فعلى أي شيء اعتمد و بأي سناد استند و للّه الحجة البالغة و طريق الحق واضح و سبيل الصدق لايح لا ترى فيه عوجا و لا أمتا.

الآية التاسعة و الثلاثون بشارة المؤمنين برجعة النبى و الأئمة الطاهرين

39 - (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ) (1).

في تفسير القمي ص 494 عن أبيه عن حماد عن حريز الأجلاء عن أبي جعفر عليه السلام قال سئل عن جابر فقال رحم اللّه جابرا بلغ من فقهنا انه يعرف تأويل هذه الآية: (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ) يعني الرجعة. و فيه عن أبيه عن نضر بن سويد الصيرفي الثقة الجليل عن يحيى الحلبي عن عبد الحميد

ص: 140


1- سورة القصص آية: 85.

الطائي الكسائي الكوفي الثقة الجليل عن أبي خالد الكابلي عن علي بن الحسين سلام اللّه عليهما فى قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ) قال يرجع اليكم نبيكم و أمير المؤمنين و الأئمة.

و في البرهان ج 2 ص 800 باسناده عن صالح بن ميثم التمار الثقة الجليل الشأن عن أبي جعفر «ع» قال قلت له حدثني قال أليس قد سمعت الحديث من أبيك قلت نعم و إن أخطأت رددتني عن الخطأ قال هذا أهون قال قلت فاني أزعم ان عليا دابة الأرض و سكت قال فقال أبو جعفر و أراك و اللّه سيقول ان عليا يرجع الينا و تقرأ (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ) قال قلت و اللّه جعلتها فيما اريد أن أسألك عنها فنسيتها فقال أبو جعفر أفلا اخبرك بما هو أعظم من هذا (وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلاّ كَافَّةً لِلنّاسِ بَشِيراً وَ نَذِيراً) لا يبقى أرض إلا نودي فيها شهادة أن لا إله إلا اللّه و ان محمدا رسول اللّه و أشار بيده الى آفاق الأرض.

و فيه عن سعد بن عبد اللّه الثقة الجليل باسناده عن المعلى أبي عثمان عن المعلى ابن خنيس قال قال أبو عبد اللّه «ع» أول من يرجع الى الدنيا الحسين بن علي فيملك حتى يسقط حاجباه على عينيه من الكبر قال فقال أبو عبد اللّه «ع» (ان الذي فرض عليك القرآن لرادك الى معاد) فقال نبيكم (صلی الله علیه و آله) راجع اليكم.

و فيه باسناده عن سعد بن عمر عن أبي مروان قال سألت أبا عبد اللّه «ع» عن قول اللّه عز و جل: (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ) قال فقال لي لا و اللّه لا تنقضي الدنيا و لا تذهب حتى يجتمع رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و علي عليه السلام بالثوية فيلتقيان و يبنيان بالثوية مسجدا له اثنا عشر الف باب يعني موضعا بالكوفة.

(قال الطبسي): و فى بعض الأخبار و يبنيان بالثوية مسجدا له الف باب و كلاهما ممكن و من الامور العجيبة ما أشار اليه فى المجمع عن بعض من رفع اليد عن تلك الاخبار الظاهرة في رجوع رسول اللّه و علي بن أبي طالب و الأئمة الطاهرة بأشخاصهم و التأويل فيها برجوع الأوامر و النواهي بلا وجه و لعمري هذا من التجاسر و الجرأة على اللّه و على رسوله و لا أدري أي قصور في تأدية المراد فى انهم صلوات اللّه عليهم أجمعين يرجعون بأشخاصهم قوله: (يرجع اليكم

ص: 141

نبيكم و أمير المؤمنين و الائمة) و قوله «ع» (نبيكم راجع اليكم) او أول من يرجع الى الدنيا الحسين بن علي و أمثال هذه العبارات افهل تكون عبارة أوضح و أفصح مما أفادوا في تأدية مراداتهم.

العذاب الادنى هو الرجعة

الآية الأربعون العذاب الأدنى هو الرجعة

40 - (وَ لَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (1)

في تفسير القمي ص 513 قال العذاب الأدنى عذاب الرجعة بالسيف معنى قوله يرجعون يعني انهم يرجعون في الرجعة حتى يعذبون. و فى تفسير البرهان ج 2 ص 829 بطريق سعد بن عبد اللّه الثقة الجليل الى جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه السلام قال ليس من مؤمن إلا و له قتلة و موتة انه من قتل نشر حتى يموت ثم تلوت على أبي جعفر هذه الآية: (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) فقال هو منشورة قلت و قولك منشورة ما هو؟ قال هكذا انزل بها جبرائيل على محمد (صلی الله علیه و آله) (كل نفس ذائقة الموت و منشورة) ثم قال ما في هذه الآية من بر و لا فاجر إلا ينشر فأما المؤمنون ينشرون الى قرة أعينهم و أما الفجار الى خزي اللّه إياهم ألم تسمع ان اللّه يقول (وَ لَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ)

الآية الواحدة و الأربعون الارض الجرز و الرجعة

41 - (أَ وَ لَمْ يَرَوْا أَنّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ) (2)

في تفسير القمى ص 515 قال الارض الحراب و هو مثل ضربه اللّه فى

ص: 142


1- سورة السجدة آية: 21
2- سورة السجدة آية: 26

الرجعة (و القائم) فلما أخبرهم رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) بخبر الرجعة قالوا متى هذا الفتح إن كنتم صادقين.

الآية الثانية و الأربعون طريق التبليغ و التبشير

اشارة

42 - (وَ اضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ * إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ فَقالُوا إِنّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ) (1).

طريق التبليغ و النبشير

فى تفسير القمي ص 549 عن أبيه عن الحسن بن محبوب الثقتين عن مالك بن عطية عن أبي حمزة الثمالي الثقة الجليل عن أبي جعفر عليه السلام قال سألته عن تفسير هذه الآية فقال بعث اللّه رجلين الى أهل مدينتة انطاكية فجائهم بما لا يعرفونه فغلطوا عليهما فأخذوهما و حبسوهما فى بيت الأصنام فبعث اللّه الثالث فدخل المدينة فقال ارشدوني الى باب الملك قال فلما وقف على باب الملك قال أنا رجل كنت أتعبد في فلاة من الأرض و قد أحببت ان أعبد إله الملك فابلغوا كلامه الملك فقال ادخلوه الى بيت الآلهة فأدخلوه فمكث سنة مع صاحبه فقال لها بهذا ينقل قوم من دين الى دين بالخرق أفلا رفقتما ثم قال لهما لا تقران بمعرفتي ثم ادخل على الملك فقال له الملك بلغني انك كنت تعبد إلهي و لم أزل و أنت أخي فسلني حاجتك قال مالي من حاجة أيها الملك و لكن رأيت رجلين فى بيت الآلهة فما حالهما قال الملك هذان رجلان آيتان يصداني عن ديني و يدعواني الى إله السماوات فقال ايها الملك مناظرة جميلة فان يكن الحق لهما تبعناهما و ان يكن الحق لنا دخلا معنا فى ديننا فكان لهما ما لنا و عليهما ما علينا قال فبعث الملك اليهما فلما دخلا عليه قال لهما صاحبهما ما الذي جئتما به قالا جئنا ندعوه الى عبادة اللّه الذي خلق السماوات و الأرض و يخلق في الأرحام ما يشاء و يصور كيف يشاء و أنبت الأشجار و الثمار و أنزل القطر من السماء قال فقال لهما إلهكما هذا الذي تدعوان اليه و الى عبادته ان جئناكما

ص: 143


1- سورة يس آية: 12، 13.

بأعمى تقدران أن ترداه صحيحا قالا إن سألناه أن يفعل فيفعل ما يشاء قال ايها الملك علي بأعمى لم يبصر شيئا قط قال فأتى به فقال لهما ادعوا إلهكما ان يرد بصر هذا فقاما و صليا ركعتين فاذا عيناه مفتوحتان و هو يبصر الى السماء فقال ايها الملك علي بأعمى آخر قال فأتى به قال فسجد سجدة ثم رفع رأسه فاذا الأعمى الآخر يبصر فقال ايها الملك حجة بحجة علي بمقعد فأتى به فقال لهما مثل ذلك فصليا و دعوا اللّه فاذا المقعد قد اطلقت رجلاه و قام يمشي فقال ايها الملك علي بمقعد فأتى به فصنع به كما صنع اول مرة فانطلق المقعد فقال ايها الملك قد اتيا بحجتين و اتينا بمثله و لكن بقيت واحدة فان هما فعلاه دخلت معهما في دينهما ثم قال ايها الملك بلغني انه كان للملك ابن واحد و مات فان احياه إلههما دخلت معهما في دينهما فقال له الملك و انا ايضا معك ثم قال لهما قد بقيت هذه الخصلة الواحدة قد مات ابن الملك فادعوا إلهكما يحييه قال فوقعا على الأرض ساجدين للّه و اطالا السجود ثم رفعا رأسيهما و قالا الملك ابعث الى قبر ابنك تجده قد قام من قبره إنشاء اللّه فخرج الناس ينظرون فوجدوه قد خرج من قبره ينفض رأسه من التراب قال فاتي به الى الملك فعرف انه ابنه فقال له ما حالك يا بني قال كنت ميتا فرأيت رجلين بين يدي ربي الساعة ساجدين يسألانه ان يحيني فأحياني قال يا بني تعرفهما اذا رأيتهما قال نعم فاخرج الناس جملة الى الصحراء فكان يمر عليه رجل رجل فيقول ابوه انظر فيقول لا لا ثم مروا عليه بأحدهما بعد جمع كثير فقال هذا أحدهما و اشار بيده ثم مروا ايضا بقوم كثيرين حتى رأى صاحبه الآخر فقال و هذا الآخر قال فقال النبي (صلی الله علیه و آله) صاحب الرجلين اما انا فقد آمنت بالهكما و علمت ان ما جئتما به هو الحق قال فقال الملك و انا ايضا آمنت بالهكما و آمن اهل مملكته كلهم.

صورة اخرى:

ذكره فى المجمع ج 7 ص 418 قالوا بعث عيسى «ع» رسولين من الحواريين الى مدينته انطاكية فلما قربا من المدينة رأيا شيخا يرعى غنيمات له و هو حبيب صاحب يس فسلما عليه فقال الشيخ لهما من انتما قالا رسولا عيسى يدعوكم من «18 ج 2 الشيعة و الرجعة»

ص: 144

عبادة الأوثان الى عبادة الرحمن فقال امعكما آية قالا نعم نحن نشفي المريض و نبرء الأكمه و الأبرص باذن اللّه فقال الشيخ ان لي ابنا مريضا صاحب فراش منذ سنين قالا فانطلق بنا الى منزلك نتطلع حاله فذهب بهما فمسحا ابنه فقام في الوقت باذن اللّه صحيحا ففشى الخبر في المدينة و شفى اللّه على ايديهما كثيرا من المرضى، و كان لهم ملك يعبد الأصنام فانتهى الخبر اليه فدعاهما فقال لهما من انتما فقالا رسولا عيسى جئنا ندعوك من عبادة ما لا يسمع و لا يبصر الى عبادة من يسمع و يبصر فقال الملك و لكم إله سوى آلهتنا قالا نعم من اوجدك و آلهتك قال قوما حتى انظر فى امركما فأخذهما الناس فى السوق و ضربوهما.

صورة ثالثة:

و فيه ص 419 عن وهب بن منبه بعث عيسى هذين الرجلين الى انطاكية فأتياها و لم يصلا الى ملكها و طالت مدة مقامها فخرج الملك ذات يوم فكبرا و ذكرا اللّه فغضب الملك و أمر بحبسهما و جلد كل منهما مئة جلدة فلما كذبا الرسولان و ضربا بعث عيسى (شمعون) الصفا رأس الحواريين على أثرهما لينصرهما فدخل شمعون البلدة متنكرا فجعل يعاشر حاشية الملك حتى أتوا به فرفعوا خبره الى الملك فدعاه و رضي عشرته و آنس به و أكرمه ثم قال له ذات يوم أيها الملك بلغني انك حبست رجلين في السجن و ضربتهما حين دعواك الى غير دينك فهل سمعت قولهما قال الملك حال الغضب بيني و بين ذلك قال فأراى الملك دعاهما حتى نتطلع ما عندهما فدعاهما الملك فقال لهما شمعون من أرسلكما الى هاهنا قالا اللّه الذي خلق كل شيء لا شريك له قال و ما آيتكما قالا ما تتمناه فأمر الملك حتى جاؤا بغلام مطموس العينين و موضع عينيه كالجبهة فما زالا يدعوان اللّه حتى انشق موضع البصر فأخذا بندقتين من الطين فوضعا في حدقتيه فصارا مقلتين يبصر بهما فتعجب الملك فقال شمعون للملك أرأيت لو سألت إلهك حتى يصنع صنيعا مثل هذا فيكون لك و لالهك شرفا فقال الملك ليس لي عنك سر ان إلهنا الذي نعبده لا يضر و لا ينفع ثم قال الملك للرسولين إن قدر إلهكما على إحياء ميت آمنا به و بكما قالا إلهنا قادر على كل شيء فقال الملك ان هاهنا ميتا مات منذ سبعة أيام لم ندفنه حتى يرجع

ص: 145

أبوه و كان غائبا فجاؤا بالميت و قد تغير و اروح فجعلا يدعوان ربهما علانية و جعل شمعون يدعو ربه سرا فقام الميت و قال لهم اني قد مت منذ سبعة أيام و ادخلت فى سبعة أودية من النار و أنا أحذركم ما أنتم فيه فآمنوا باللّه فتعجب الملك فلما علم شمعون ان قوله أثر في الملك دعاه الى اللّه فآمن و آمن من أهل مملكته قوم و كفر آخرون، و فيه ص 421 نقلا عن العياشي مثل ما نقلناه عن أبي حمزة الثمالي بعينه، و في المجمع ان أسماء هؤلاء صادق و صدوق و سلوم.

(قال الطبسي): و الى هذه القضية اشير في القرآن الشريف قوله (وَ جاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ) و على جميع التقادير أمن الملك أو لا قصد قتل الرسل أو لا هذا برهان لا مع و دليل ساطع على صحة القول بالرجعة و هذا المراد بقوله (صلی الله علیه و آله): (سيكون فى امتي كلما كان في الامم السالفة حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة).

و في تفسير الرازي ج 7 ص 66 أورد القضية بنحو الاختصار، و في تفسير أبي السعود هامشه ج 7 ص 412 بمثل ما نقلناه عن المجمع في الصورة الثالثة، و فى تفسير الثعلبي على ما فى ج 7 ص 333 من بحار الانوار قال قالت العلماء بأخبار الأنبياء بعث عيسى رسولين من الحواريين الى انطاكية فلما قربا من المدينة رأيا شيخا يرعى غنيمات الى آخر ما تقدم من المجمع، و في تفسير النيشابوري هامش الطبري ص 10 ج 23 ذكر القضية و لا نعيدها إلا انه بعد قوله و آمن أهل مملكته يقول و آمن الملك و بعض حاشيته و بقي آخرون على الكفر فاهلكوا بالصيحة، و في غيرها من تفاسير القوم الذي لا داعي بذكرها فراجع.

صورة رابعة:

قال فى ج 7 ص 329 من بحار الأنوار نقلا عن كتاب القصص باسناده الى اسماعيل بن جابر عن الصادق «ع» ان عيسى لما أراد وداع أصحابه جمعهم و أمرهم بضعفاء الخلق و نهاهم عن الجبابرة فوجه اثنين الى انطاكية فدخلا فى يوم عيد لهم فوجداهم قد كشفوا عن الأصنام و هم يعبدونها فعجلا عليهم بالتعنيف فشدا بالحديد و طرحا فى السجن فلما علم شمعون بذلك اتى انطاكية فدخل عليهما

ص: 146

في السجن و قال ألم انهكما عن الجبابرة ثم خرج من عندها و جلس مع الناس مع الضعفاء فأقبل يطرح كلامه الشيء بعد الشيء فأقبل الضعيف يدفع كلامه الى من هو اقوى منه و اخفوا كلامه خفاء شديدا فلم يزل يتراقى الكلام حتى انتهى الى الملك فقال منذ متى هذا الرجل في مملكتي؟ قالوا منذ شهرين فقال علي به فلما نظر اليه وقعت عليه محبته فقال لا اجلس إلا و هو معي فرأى فى منامه شيئا افزعه فسأل شمعون عنه فأجاب بجواب حسن فرح ثم القى عليه فى المنام ما اهاله فأولها بما ازداد به سرورا فلم يزل يحادثه حتى استولى عليه ثم قال ان فى حبسك رجلين عابا عليك قال نعم قال فعلي بهما فلما اتى بهما قال ما إلهكما الذي تعبدان قالا (اللّه) قال يسمعكما اذا سألتماه و يجيبكما اذا دعوتماه قالا نعم قال شمعون فأنا اريد ان استبرء ذلك منكما قالا قل قال هل يشفي لكما الأبرص؟ قالا نعم قال فأتى بأبرص فقال سألاه ان يشفي هذا قال فمسحاه فبرء قال و انا افعل مثل ما فعلتما قال فانى بآخر فمسحه شمعون فبرء قال فبقيت خصلة إن اجبتماني اليهما آمنت بالهكما قالا و ما هي؟ قال ميت تحييانه قالا نعم و اقبل على الملك و قال ميت يغنيك امره قال نعم ابني قال اذهب بنا الى قبره فانهما قد امكناك من انفسهما فتوجهوا الى قبره فبسطا ايديهما فبسط شمعون يديه فما كان بأسرع من أن صدع القبر فقام الفتى و اقبل على أبيه فقال أبوه ما حالك؟ قال كنت ميتا ففزعت فزعة فاذا ثلاثة قيام بين يدي اللّه باسطوا أيديهم يدعون اللّه أن يحييني و هما هذان و هذا و قال شمعون أنا لالهكما من المؤمنين فقال الملك أنا بالذي آمنت به يا شمعون من المؤمنين و قال وزراء الملك و نحن بالذي آمن به سيدنا من المؤمنين فلم يزل الضعيف يتبع القوي فلم يبق بانطاكية أحد إلا آمن به.

(قال الطبسي): و هذه الرواية شارحة و مبينة لبقية الروايات التي قدمناها و جامعة بجميع ما يرتبط بالمقام و يبين لنا كيفة دخول المناظرة مع المذاهب الباطلة بطريق حسن و يوافق قوله تعالى (ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ جادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).

ص: 147

الآية الثالثة و الأربعون إحياء على ع جماعة من الأموات

43 - (أَ لَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ) (1).

قال في الكشاف ج 2 ص 429 فى ذيل الآية و هذا مما يرد قول (أهل الرجعة) قال الحكيم الفيلسوف صدر المتآلهين في تفسير هذه السورة بعد نقل كلام الكشاف ان الآية لا تدل على بطلان القول بالرجعة التي نقول بها الامامية فى مقام رده ما نصه ان المتبع في باب الاعتقادات اما بالبرهان و اما بالنقل الصحيح القطعي عن أهل العصمه و الولاية و قد صح عندنا بالروايات المتضافرة من أئمتنا و سادتنا من أهل بيت النبوة و العلم لحقية مذهب الرجعة و وقوعها عند ظهور (قائم آل محمد) و العقل أيضا لا يمنعه لوقوع مثله كثيرا من إحياء الموتى باذن اللّه على يدي أنبيائه كعيسى و شمعون و غيرهما من الانبياء عليهم السلام.

(قال الطبسي): و لقد أجاد فى رده لكن الاولى الاستشهاد و الاستدلال بما صدر من إحياء الموتى عن سيد الموحدين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «ع» و لا بأس بالاشارة الى بعض الموارد (منها): ما ذكره فى ج 9 من بحار الانوار ص 554 فى باب ما صدر منه عليه السلام من الاحياء نقلا عن الشيخ الثقة الجليل الراوندي عن مولانا الصادق «ع» قال كانت من بني مخزوم لهم خؤلة من علي عليه السلام فأتاه شاب منهم يوما قال يا خال مات ترب لي فحزنت عليه حزنا شديدا قال فتحب أن تراه؟ قال نعم قال فانطلق بنا الى قبره فدعا اللّه فقال قم يا فلان باذن اللّه فاذا الميت جالس على رأس قبره و هو يقول و نيه و نيه سالا معناه قال لبيك لبيك سيدنا فقال «ع» ألم تمت و أنت رجل من العرب؟ قال نعم و لكن مت على ولاية فلان و فلان فانقلب لساني لسان أهل النار.

و منها: ما رواه فيه عن مولانا الباقر «ع» ان عليا مر يوما في أزفة الكوفة فانتهى الى رجل حمل جريثا فقال انظروا الى هذا حمل اسرائيليا فأنكر الرجل فقال متى صار الجريث اسرائيليا فقال علي اما انه اذا كان يوم الخميس

ص: 148


1- سورة يس آية: 31.

ارتفع لهذا الرجل من صدغه دخان فيموت مكانه فأصابه فى اليوم الخامس ذلك مكانه فمات فحمل الى قبره فلما دفن جاء أمير المؤمنين «ع» الى قبره مع جماعة فدعا اللّه ثم رفسه برجله فاذا الرجل قائم بين يديه يقول الراد على علي كالراد على اللّه و على رسوله فقال «ع» عد قبرك فعاد قبره.

و منها: ما ذكره عن عيسى الهروي عن الامام الصادق «ع» قال ان فلان و فلان و ابن عوف أبو النبي (صلی الله علیه و آله) ليعيبوه فقال الأول اتخذ اللّه ابراهيم خليلا فماذا صنع ربك بك؟ و قال الثاني كلم اللّه موسى تكليما فماذا صنع بك ربك؟ و قال ابن عوف عيسى بن مريم يحيي الموتى باذن اللّه فما صنع ربك بك؟ فقال (صلی الله علیه و آله) للأول اتخذ اللّه ابراهيم خليلا و اتخذني حبيبا، و قال للثاني كلم اللّه موسى تكليما من وراء الحجاب و قد رأيت عرش ربي و كلمني، و قال للثالث عيسى بن مريم يحيي الموتى و إن شئتم أحييت لكم موتاكم قالوا قد شئنا و على ذلك داروا فأرسل النبي (صلی الله علیه و آله) الى علي فدعاه فأتاه فقال له اقدمهم على القبور ثم قال لهم اتبعوه فلما توسط الجبانة تكلم بكلمه فاضطرت و ارتجت قلوبهم و دخلهم من الذعر ما شاء اللّه و تغيرت ألوانهم و لم يقبل ذلك قلوبهم فقالوا يا أبا الحسن أقلنا عثراتنا قال «ع» إنما رددتم على اللّه لا أقالكم اللّه يوم القيامة و رواه السيد الشريف المرتضى فى عيون المعجزات.

و فيه ص 505 عن بصائر الدرجات عن سلمة بن الخطاب عن عبد اللّه بن محمد عن عبد اللّه بن القاسم عن عيسى شلقان قال سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول ان أمير المؤمنين «ع» كانت له خؤلة من بني مخزوم و ان شابا منهم أتاه فقال يا خال ان أخي و ابن أبي مات و قد حزنت عليه حزنا شديدا فقال؟ فتشتهي أن تراه؟ قال نعم قال فأرني قبره فخرج و معه برد رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) السحاب فلما انتهى الى القبر تململت؟؟؟ شفتاه ثم ركضه برجله فخرج من قبره و هو يقول (رميكا رميكا) بلسان الفرس فقال «ع» له ألم تمت و أنت رجل من العرب؟ قال بلى و لكنا متنا على سنة فلان و فلان فانقلبت ألسنتنا.

و منها: ما ذكره في الخرايج و الجرايح عن سليمان الأعمش عن سمرة بن عطية عن سلمان الفارسى قال ان امرئة من الانصار يقال لها ام فروة تحض على نقض بيعة أبي بكر و تحث على تبعية علي فبلغ أبو بكر فأحضرها فاستتابها فأيت

ص: 149

عليه فقال يا عدوة اللّه أتحضين على فرقة جماعة اجتمع عليه المسلمون فما قولك في إمامتي؟ قالت ما أنت بامام، قال فمن أنا؟ قالت أنت أمير قومك و لوك فاذا أكرموك و الامام المخصوص من اللّه و رسوله لا يجوز عليه الجور و على الأمير و الامام المخصوص أن يعلم ما في الظاهر و الباطن و ما يحدث فى المشرق و المغرب من الخبر و الشر فاذا قام في شمس أو قمر فلا فيء له و لا يجوز الامامة لعابد و ثن و لا لمن كفر ثم أسلم فمن أيها أنت يابن أبي قحافة؟ قال أنا من الائمة الذين اختارهم اللّه لعباده فقالت كذبت و لو كنت ممن اختارك اللّه لذكرك فى كتابه كما ذكر غيرك فقال عز و جل (وَ جَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمّا صَبَرُوا وَ كانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ) ويلك إن كنت إماما فما اسم سماء الدنيا و الثانية و الثالثة و الرابعة و الخامسة و السادسة و السابعة؟ فبقى أبو بكر متحيرا لا يدر جوابا ثم قال اسمها عند اللّه الذي خلقها، قالت لو جازت للنساء أن يعلمن لعلمتك، فقال يا عدوة اللّه لتذكرن اسم سماء سماء و إلا قتلتك، فقالت أبا لقتل تهددني و اللّه ما ابالي أن يجري قتلي على يد مثلك و لكني أخبرك أما السماء الدنيا فاسمها ايلول و الثانية ربعون و الثالثة سقحوم و الرابعة ذيلول و الخامسة ماين و السادسة ماجير و السابعة ايوث، فبقى أبو بكر متحيرا فقال ما تقولين فى علي بن أبي طالب؟ قالت و ما عسى أن أقول فى إمام الأئمة و وصي الأوصياء من أشرق بنوره الأرض و السماء من لا يتم التوحيد إلا بحقيقة معرفته و لكنك نكثت و استبدلت و بعت دينك، فقال أبو بكر اقتلوها فقد ارتدت فقتلت، و كان علي في ضيعة بوادي القرى فلما قدم و بلغه قتل ام فروة فخرج الى قبرها فاذا عند قبرها أربعة طيور بيض مناقيرهن حمر في منقار كل واحد حبة رمان و هي تدخل في فرج القبر فلما نظرن الى علي «ع» رفرفن و قرقرن فأجابهن بكلام يشبه كلامهن قال أفعل إنشاء اللّه و وقف على قبرها و مد يداه رافعا الى السماء و قال (يا محي النفوس بعد الموت و يا منشىء العظام الدارسات احي لنا ام فروة و اجعلها عبرة لمن عصاك) فاذا بهاتف امض لأمرك يا أمير المؤمنين و خرجت ام فروة متلحفة بريطة خضراء من السندس الأخضر قالت يا مولاي أراد ابن أبي قحافة أن يطفىء نورك فأبى اللّه لنورك الاطفاء فبلغ أبو بكر و عمير ذلك فبقيا متعجبين فقال سلمان لهما لو أقسم أبو الحسن على اللّه أن يحيي الأولين

ص: 150

و الآخرين لأحياهم وردها أمير المؤمنين الى زوجها و ولدت غلامين له و عاشت بعد علي ستة أشهر.

(يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللّهِ بِأَفْواهِهِمْ و يأب اللّه إلا أن يتمه وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ).

و منها: إحيائه سام بن نوح على ما رواه في البحار من أن جماعة أتوا النبي (صلی الله علیه و آله) من أهل اليمن فقالوا نحن من بقايا الملوك المتقدمة من آل نوح و كان وصيه اسمه سام و أخبرنا في كتابه ان لكل نبي معجزة و له وصي يقوم مقامه فمن وصيك فأشار بيده الى علي بن أبي طالب فقالوا يا محمد إن سألنا أن يرينا سام ابن نوح فيفعل؟ فقال نعم باذن اللّه فقال يا علي قم معهم الى داخل المسجد و اضرب برجلك الأرض عند المحراب فذهب علي «ع» و بأيديهم صحف الى أن دخل الى المحراب و رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) داخل المسجد فصلى ركعتين ثم قام فضرب برجله الأرض فانشقت الأرض فظهر لحد و تابوت فقام من التابوت شيخ يتلا لا وجهه القمر ليلة البدر و ينفض التراب من رأسه و له لحية سوداء الى سرته و صلى على علي و قال أشهد أن لا إله إلا اللّه و أن محمدا رسول اللّه سيد المرسلين و انك علي وصي محمد سيد الوصيين و أنا سام بن نوح فنشروا اولئك صحفهم فوجدوا كما وصفوه فى الصحف ثم قالوا نريد أن تقرء سورة فأخذ فى قرائته ثم تمم السورة ثم سلم على علي و نام كما كان و انضمت الأرض و قالوا بأسرهم (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللّهِ الْإِسْلامُ) و آمنوا و أنزل اللّه: (أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ فَاللّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَ هُوَ يُحْيِ الْمَوْتى).

و منها: ما في كتاب الفضائل روي ان قوما من الخوارج لما بلغوا بساباط و أتاهم رجل من شيعته و قال يا أمير المؤمنين أنا من شيعتك و كان لي أخ و كنت شفيقا عليه فبعثه عمر في جنود سعد بن أبي وقاص الى قتال أهل المدائن و قتل هناك فأدني قبره و مقتله فأراه إياه فمد الرمح و هو راكب بغلته الشهباء فوكز القبر بأسفل الرمح فخرج رجل أسمر طويل يتكلم بالعجمية فقال له أمير المؤمنين لم تتكلم بالعجمية و أنت رجل من العرب؟ فقال اني كنت أبغضك و اوالي اعدائك فانقلب لساني في النار فقال يا أمير المؤمنين رده من حيث جاء فلا حاجة لنا فيه فقال

ص: 151

له أمير المؤمنين ارجع فرجع الى القبر و انطبق عليه.

(قال الطبسي): الموارد التي أحبى الأموات صلوات اللّه عليه باذنه تعالى كثيرة متفرقة في خلال الأبواب يحتاج الى مجلد ضخم كيف و هو المصداق الحقيقي لقوله تعالى: أطعني حتى أجعلك مثلي أنا أقول لشيء كن فيكون و أنت تقول لشيء كن فتكون. و من هذه الموارد التي ذكرناها مضافا الى احياء الأموات يظهر على المنصف البصير مطالب اخر نسأل اللّه البصيرة و حسن السيرة.

الآية الرابعة و الأربعون فى قصة أيوب و بليته

اشارة

44 - (وَ اذْكُرْ عَبْدَنا أَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَ عَذابٍ * اُرْكُضْ بِرِجْلِكَ هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَ شَرابٌ * وَ وَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ وَ مِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنّا وَ ذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ) (1).

في المجمع ج 8 ص 478 و روى عن أبي عبد اللّه «ع» ان اللّه تعالى أحيا له أهله الذين كانوا ماتوا قبل البلية و أحيا له أهله الذين ماتوا و هو في البلية (و رحمة) منا أي فعلنا ذلك به لرحمتنا إياه. و في تفسير القمي (ره) في قوله:

(وَ وَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ) الآية قال أحيى اللّه له أهله الذين ماتوا قبل البلية و أحيى أهله الذين ماتوا و هو فى البلية هذا ما ذكره في سورة الانبياء، و فيه فى سورة ص و القرآن ص 569 عن أبيه عن ابن فضال عن عبد اللّه بن محبوب عن ابن مسكان عن أبي بصير الأجلاء عن الامام الصادق «ع» قال سألته عن بلية أيوب التي ابتلى بها في الدنيا لأي علة كانت؟ قال لنعمة أنعم اللّه بها عليه في الدنيا و أدى شكرها و كان فى ذلك الزمان لا يحجب ابليس عن دون العرش فلما صعد و رأى شكر نعمة أيوب حسده ابليس فقال يا رب ان أيوب لم يؤد اليك شكر هذه النعمة إلا بما أعطيته من الدنيا و لو حرمته دنياه ما أدى اليك شكر نعمة أبدا

ص: 152


1- سورة ص آية: 40.

فسلطني على دنياه حتى تعلم انه لا يؤدي شكرا أبدا فقيل له سلطتك على دنياه و ولده قال و انحدر ابليس فلم يبق له أعني أيوب مالا و لا ولدا إلا عطبه فازداد ايوب شكرا قال فسلطني على زرعه قال فعلت فجاء مع شياطينه فنفخ فيه فاحترقت فازداد له شكرا و حمدا قال يا رب سلطني على غنمه فأهلكها فازداد ايوب للّه شكرا و حمدا قال يا رب سلطني على بدنه فسلطه على بدنه ما خلا عقله و عينه فنفخ فيه ابليس فصار قرحة واحدة من قرنه الى قدمه فبقي فى ذلك دهرا طويلا يحمد اللّه و يشكره و كانت امرأته رحمة بنت يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم «ع» تتصدق من الناس و تأتيه بما تجده قال فلما طال عليه البلا و رأى ابليس صبره اتى أصحابا له كانوا رهبانا في الجبال فقال لهم مروا بنا الى هذا العبد المتبلى فنسأله عن بليته فركبوا بغالا شهبا و جاؤا اليه (الى أن يقول) و كان فيهم شاب حدث السن فقعدوا اليه فقالوا يا ايوب لو اخبرتنا بذنبك لعل اللّه كان يهلكنا اذا سألناه فقال ايوب و عزة ربي انه ليعلم اني ما أكلت طعاما إلا و يتيم أو ضعيف يأكل معي و ما عرض لي أمران كلاهما طاعة للّه إلا أخذت بأشدهما على بدني فقال الشاب سوء لكم عمدتم الى نبي اللّه فعيرتموه حتى أظهر من عبادة ربه ما كان يسترها فقال ايوب يا رب لو جلست مجلس الحكم منك لا دليت بحجتي فبعث اللّه غمامة اليه فقال يا ايوب أدلني بحجتك فقد اقعدتك مقعد الحكم و ها أناذا قريب و لم أزل فقال يا رب انك لتعلم انه لم يعرض لي أمران قط كلاهما لك طاعة إلا أخذت بأشدهما على نفسي ألم احمدك ألم اشكرك ألم اسبحك؟ قال فنودي من الغمامة بعشرة الف لسان من صيرك تعبد اللّه و الناس عنه غافلون و تسبحه و تحمده و تكبره و الناس عنه غافلون أتمن على اللّه بما للّه فيه المنة عليك قال فأخذ التراب فوضعه في فيه ثم قال لك العتبى يا رب أنت فعلت ذلك بي قال فأنزل اللّه ملكا فوكز رجله فخرج الماء فغسله بذلك الماء فعاد أحسن ما كان و اطرى و انبت اللّه عليه روضة خضراء ورد عليه اهله و ماله و ولده و زرعه و قعد معه الملك يحدثه و يؤنسه فأقبلت امرأته و معها الكسر فلما انتهت الى الموضع اذا الموضع تغير و اذا رجلان جالسان فبكت و صاحت و قالت يا ايوب ما دهاك فناداها ايوب فأقبلت فلما رأته قد رد اللّه عليه بدنه و نعمته سجدت للّه شكرا فرأى ذوائبها مقطوعة و ذلك انها

ص: 153

سألت قوما ان يعطوها ما تحمله الى ايوب من الطعام و كانت حسنة الذوائب فقالوا لها تبيعينا ذوائبك هذه حتى نعطيك؟ فقطعتهما و دفعتهما اليهم فأخذت منهم طعاما لأيوب فلما رآها مقطوعة الشعر غضب و حلف ان يضربها مأة فأخبرته انه كان سببه كيت و كيت فاغتم ايوب من ذلك فأوحى اللّه اليه (وَ خُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَ لا تَحْنَثْ) فأخذ مأة شمراخ فضربها ضربة واحدة فخرج من يمينه (وَ وَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ وَ مِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنّا وَ ذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ) قال فرد اللّه عليه اهله الذين ماتوا قبل البلية ورد عليه اهله الذين ماتوا بعد ما اصابهم البلية كلهم احياهم الله فعاشوا معه و سئل ايوب بعد ما عافاه الله أي شيء كان اشد عليك بما مر عليك؟ قال شماتة الأعداء قال فأمطر الله عليه فى داره فراش الذهب و كان يجمعه فاذا ذهب الريح منه بشيء عدا خلقه فرده فقال جبرئيل أما تشبع يا أيوب؟ قال و من يشبع من رزق ربه. و فى ج 2 من تفسير البرهان بمثل ما نقلناه.

(قال الطبسي): فاعتبروا يا اهل البصيرة و تبصروا و تفكروا فى هذه القضية كيف امتحن الله نبيه ايوب و كيف اظهر عدو الله ابليس عداوته مع نبي الله «ع» و كيف صبر في هذه البلية العظمى التي العقول فيها حيارى و الافهام صرعى لكنه صبر فظفر فبالنتيجة رد الله عليه كل ما اخذ منه من امواله و اولاده و زرعه و احيا الله له اولاده جميعا و من الغرائب تفصيل القضية في كتب القوم و تفاسيرهم(1) بأبسط ما في كتبنا و يذكرون إحياء الله له اهله و اولاده قبلا و بعدا و مع ذلك يطعنون على الشيعة القائلين بالرجعة و المستفاد من الروايات انم.

ص: 154


1- قال الطبري في ج 16 ص 42 قال الله تعالى: يا ايوب نفذ فيك علمي و بحلمي صرفت عنك فقد غفرت لك و رددت عليك اهلك و مالك و مثلهم معهم فأغتسل بهذا الماء فان فيه شفاءك. و في تفسير النيشابوري هامش الكتاب ص 44 الى ص 49. و فى تفسير الجلالين يقول و احيى الله له من مات من اولاده و رزقه مثلهم. و عن البيضاوي بأن ولد ضعف ما كان و احيى ولده و ولد له منهم و عن بعض المفسرين عن ابن عباس انه قال ان الله رد على المرأة شبابها فولدت له ستة و عشرين ذكرا و كان له سبع بنين و سبع بنات احياهم بأعيانهم.

هذه الرجعة كانت سبعة سنين او ثمانية عشر سنة و لا يفرق ذلك على الله الذي ازمة جميع الامور بيده و قادر على كل شيء.

صورة اخرى:

الأنبياء معصومون قبل البعثة و بعده

فى ج 7 من بحار الانوار ص 204 عن الخصال باسناده عن جعفر بن محمد عليه السلام عن ابيه قال ان ايوب ابتلى سبع سنين بغير ذنب و ان الأنبياء لا يذنبون معصومون مطهرون لا يذنبون و لا يزيغون و لا يرتكبون ذنبا لا صعيرا و لا كبيرا و قال «ع» ان ايوب من جميع ما ابتلى به لم تنتن له رائحة و لا قبحت له صورة و لا خرجت منه مدة و لا دم و لا قيح و لا استقذره احد رآه و لا استوحش منه احد شاهده و لا تدود من جسده و هكذا يصنع الله عز و جل بجميع من يبتليه من انبيائه و اوليائه المكرمين عليه و إنما اجتنبه الناس لفقره و ضعفه فى ظاهر امره لجهلهم بماله عند ربه تعالى ذكره من التأييد و الفرج و قد قال النبي (صلی الله علیه و آله): اعظم الناس بلاء الانبياء ثم الأمثل فالامثل. و إنما ابتلاه اللّه عز و جل بالبلاء العظيم الذي يهون معه على جميع الناس لئلا يدعوا له الربوبية اذا شاهدوا ما اراد الله ان يوصله اليه من عظائم نعمه تعالى متى شاهدوه و ليستدلوا بذلك على ان الثواب من الله تعالى ذكره على ضربين استحقاق و اختصاص و لئلا يحتقروا ضعيفا لضعفه و لا فقيرا لفقرة و لا مريضا لمرضه و ليعلم انه يسقم من يشاء و يشفي من يشاء متى يشاء كيف شاء بأي شيء شاء و تجعل ذلك عبرة لمن شاء و شقاوة لمن شاء و سعادة لمن شاء و هو عز و جل فى جميع ذلك عدل فى قضائه و حكم في افعاله (لا يفعل بعباده إلا الأصلح و لا قوة لهم) الآية.

(قال الطبسي): و هذه الرواية اوفق و اصوب من جميع الروايات الواردة فى قصة ايوب باصولنا و الرواية السابقة مشتملة على بعض الفقرات التي لا تليق بشؤن النبوة و مقام الخلافة فلا بد حمل تلك الفقرات على النقية فان النبي

ص: 155

و الرسول اذا ابتلى ببعض الأمراض من مثل وقوع الديدان او النتن فى بدنه يصير موجبا لتنفر الطباع و حاشاه من ذلك و لذا بعض فقراتها ضربنا الصفح في الكتابة و اما الفقرات الموافقة لبقية الروايات و الكتاب فنأخذ بها و التفكيك فى الرواية في بعض الفقرات متداولة بمثل ما اذا كانت الرواية مشتملة على بعض ما لا يوافق الكتاب او يخالفه او يخالف الاجماع او العقول كثيرة.

الآية الخامسة و الأربعون الرجعة ليست بعامة

45 - (رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَ أَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ) (1).

في تفسير القمي ص 584 قال قال الصادق «ع» ذلك في الرجعة. و فى البرهان ج 2 ص 950 عن بعض معاصريه فى كتاب الرجعة عن الحسن بن محبوب الثقة الأمين عن محمد بن سلام عن أبي جعفر «ع» في قوله تعالى: (رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَ أَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ) قال هو خاص لا قوام في الرجعة بعد الموت، و في الصافي انها فى الرجعة، و فى ج 13 من بحار الأنوار ص 292 عن كتاب الاختصاص من كتاب المشيخة للحسن بن محبوب عن محمد ابن مسلم عن أبي جعفر «ع» عن قوله تعالى: (رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ) الآية الى آخر ما ذكرنا، و فيه ص 237 بخط بعض الأعلام فى الحاشية نقلا عن خط السيد رحمه اللّه عن الصواني في كتابه باسناده قال سئل الرضا «ع» عن تفسير (أمتنا اثنتين و أحييتنا اثنتين) قال و اللّه ما هذه الآية إلا في الكرة، قال شيخنا المجلسي فى البيان إحدى الاحيائين في الرجعة و الاخرى في القيامة و إحدى الامانتين فى الدنيا و الاخرى في الرجعة، و عن بعض المفسرين التثنية بالاحياء في القبر للسؤال و الاماتة فيه، و منهم من حمل الاماتة الاولى على خلقهم ميتين لكونهم نطفة.

(قال الطبسي): و الصواب ما أفاده المجلسي (ره) و بعض الاحتمالات البادرة مما يخالف النص و شعر بلا ضرورة و اجتهاد في مقابل النص و لا حجية فيه.

ص: 156


1- سورة المؤمن آية: 11.

الآية السادسة و الأربعون عرض النار على جماعة غدوا و عشيا في الرجعة

46 - (النّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَ عَشِيًّا) (1).

في تفسير القمي 586 قال ذلك فى الدنيا قبل القيامة و ذلك ان فى القيامة لا يكون غدو و لا عشى لأن الغدو و العشي إنما يكون فى الشمس و القمر و ليس فى الجنان الخلد و نيرانها شمس و لا قمر، و قال رجل لأبي عبد اللّه «ع» ما تقول في قول اللّه تعالى: (النّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَ عَشِيًّا) فقال أبو عبد اللّه ما يقول الناس فيها فقال يقولون انها فى نار الخلد و هم لا يعذبون فيما بين ذلك فقال «ع» فهم من السعداء فقيل له جعلت فداك فكيف هذا فقال إنما هي في الدنيا فأما نار الخلد هو قوله تعالى: (وَ يَوْمَ تَقُومُ السّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ).

و في المجمع ج 8 ص 525 عن نافع عن ابن عمر ان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قال ان احدكم اذا مات عرض عليه مقعده بالغداة و العشا إن كان من أهل الجنة و إن كان من أهل النار فمن النار يقال هذا مقعدك حين يبعثك اللّه يوم القيامة، و قال أبو عبد اللّه الصادق «ع» ذلك في الدنيا قبل القيامة لأن فى نار القيامة لا يكون غدو و لا عشي، الحديث.

الآية السابعة و الأربعون نصرة الله انبيائه في الرجعة

47 - (إِنّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَ الَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ يَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ) (2).

فى تفسير القمي ص 586 قال و هو في الرجعة اذا رجع رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و الأئمة عليهم السلام عن أحمد بن ادريس (أبو علي الأشعري) الثقة الجليل عن أحمد بن محمد الى جميل بن دراج الثقة الأمين عن الامام الصادق «ع» قال قلت

ص: 157


1- سورة المؤمن آية: 46.
2- سورة المؤمن آية: 54.

قول اللّه عز و جل: (إِنّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَ الَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ يَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ) قال ذلك و اللّه في الرجعة أما علمت ان أنبياء اللّه تبارك و تعالى لم ينصروا في الدنيا و قتلوا و أئمة من بعدهم لم ينصروا و ذلك فى الرجعة، و قال علي بن ابراهيم (وَ يَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ) يعني الأئمة (يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدّارِ) ، و فى تفسير البرهان ج 2 ص 955 بطريق سعد ابن عبد اللّه بمثل ما ذكر عن القمي (ره)، و فيه عن ابن بابويه فى مزاره باسناده عن أبي بصير الثقة الجليل عن أبي جعفر «ع» قال تلا هذه الآية: (إِنّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَ الَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ يَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ) قال الحسين بن علي قتل و لم ينصر بعد ثم قال و اللّه لقد قتل قتلة الحسين و لم يطلب بدمه.

الآية الثامنة و الأربعون رجعة اميرالمومنين و الأئمة

48 - (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّ فَإِمّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنا يُرْجَعُونَ) (1).

فى تفسير القمي 588 في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر «ع» قال ان ان الفرح و المرح و الخيلاء كل ذلك في الشرك و العمل في الأرض بالمعصية، و قوله تعالى: (وَ يُرِيكُمْ آياتِهِ) يعني أمير المؤمنين و الأئمة عليهم السلام فى الرجعة اذا ردهم (قالُوا آمَنّا بِاللّهِ وَحْدَهُ وَ كَفَرْنا بِما كُنّا بِهِ مُشْرِكِينَ - أي جحدنا بما أشركناهم - فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمّا رَأَوْا بَأْسَنا سُنَّتَ اللّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ وَ خَسِرَ هُنالِكَ الْكافِرُونَ).

الآية التاسعة و الاربعون الكلمة الباقية و المراد بها

49 - (وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (2).

ص: 158


1- سورة المؤمن آية: 76.
2- سورة الزخرف آية: 28.

فى البرهان ج 2 ص 983 عن القمي (ره) فى معنى الآية ثم ذكر اللّه الأئمة عليهم السلام فقال (وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) يعني فانهم يرجعون أي الأئمة «ع» الى الدنيا، و فيه عن ابن بابويه باسناده عن أبي هريرة قال سألت رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) عن قول اللّه عز و جل: (وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) قال جعل الأئمة فى عقب الحسين «ع» يخرج من صلبه تسعة من الأئمة و منهم - مهدي هذه الامة - ثم قال لو ان رجلا ظعن بين الركن و المقام ثم لقي اللّه مبغضا لأهل بيتي دخل النار.

(قال الطبسي): و قد مر فى ج 1 ص 196 من هذا الكتاب عن ينابيع المودة ما يناسب المقام فراجع.

الآية الخمسون المراد ب يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ

50 - (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ) (1).

فى البرهان ج 2 ص 997 عن تفسير القمي ذلك اذا رجعوا في الرجعة من القبر يغشى الناس كلهم ظلمة فيقولون هذا عذاب أليم ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون - فقال اللّه تعالى ردا عليهم: (أَنّى لَهُمُ الذِّكْرى) فى هذا اليوم و قد جائهم رسول أمين.

الاية الواحدة و الخمسون يوم الرجعة من أيام اللّه

51 - (قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيّامَ اللّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ) (2).

ص: 159


1- سورة الدخان آية: 10.
2- سورة الجاثية آية: 14.

فى البرهان ج 2 ص 1002 روي عن أبي عبد اللّه الصادق عليه السلام انه قال أيام اللّه المرجوة ثلاثة: يوم قيام (القائم) و يوم (الكرة) و يوم (القيامة).

(قال الطبسي): و قد مر فى ج 1 ص 375 حديث يرتبط بالمقام فراجع و المراد بيوم الكرة الرجعة.

الاية الثانية و الخمسون بشارة و كراهة

52 - (وَ وَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَ وَضَعَتْهُ كُرْهاً) (1)

في ج 13 من بحار الأنوار ص 226 (وَ وَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ) إنما عنى الحسن و الحسين عليهما السلام، ثم عطف على الحسين فقال حملته امه كرها و وضعته كرها و ذلك ان اللّه لما أخبر رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و بشره بالحسين قبل حمله و ان الامامة تكون في ولده الى يوم القيامة ثم أخبره بما يصيبه من القتل و المصيبة في نفسه و ولده ثم عوضه بأنه جعل الامامة في عقبه و أعلمه انه يقتل ثم يرد الى الدنيا و ينصر حتى يقتل أعدائه و يملكه أعدائه و هو قوله تعالى: (وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ) الآية و قوله (وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ) الآية فبشر اللّه نبيه ان أهل بيتك يملكون الأرض و يرجعون الى الدنيا و يقتلون أعدائهم فأخبر رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فاطمة بخبر الحسين و قتله فحملته كرها ثم قال أبو عبد اللّه عليه السلام فهل رأيتم أحدا يبشر بولد ذكر فيحمله كرها أي انها اغتمت و كرهت لما اخبرت بقتله و وضعته كرها لما علمت من ذلك.

الاية الثالثة و الخمسون الاسلام يغلب جميع الاديانه

53 - (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ

ص: 160


1- سورة احقاف آية: 14.

وَ كَفى بِاللّهِ شَهِيداً) (1) .

فى البرهان ج 2 ص 1024 عن سعد بن عبد اللّه باسناده الى منخل بن جميل عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر «ع» قال قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) قال يظهره اللّه فى الرجعة، و فيه عن محمد بن يعقوب باسناده عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي قال قلت (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ) قال هو الذي أمر رسول اللّه بالوصية و الولاية هي دين الحق قلت ليظهره على الدين كله قال يظهر على جميع الأديان عند قيام (القائم) يقول اللّه - و اللّه متم ولاية (القائم) و لو كره الكافرون - بولاية علي، و في الصافي يقول فى آخر الخبر ليظهره اللّه في الرجعة

(قال الطبسي): و قد مر ما يتعلق بهذه الآية في سورة البرائة و يأتي بعض آخر في سورة الصف إنشاء اللّه.

الاية الرابعة و الخمسون المرا ب يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ

54 - (وَ اسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ * يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ) (2).

فى البرهان ج 2 ص 1044 عن سعد بن عبد اللّه باسناده عن جميل بن دراج عن الامام الصادق «ع» قال قلت له قول اللّه عز و جل: (إِنّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَ الَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ يَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ) قال ذلك و اللّه في الرجعة أما علمت ان أولياء اللّه تبارك و تعالى كثيرا لم ينصروا فى الدنيا و قتلوا و أئمة قتلوا و لم ينصرون فذلك في الرجعة قلت (وَ اسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ) قال هي الرجعة، و عن علي بن ابراهيم (وَ اسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ) قال ينادي المنادي باسم (القائم) من السماء و ذلك يوم الخروج، ثم قال علي بن ابراهيم حدثنا أحمد بن محمد عن عمر

ص: 161


1- سورة الفتح آية: 29.
2- سورة ق آية: 40، 41.

ابن عبد العزيز عن جميل بن دراج عن أبي عبد اللّه «ع» في قوله تعالى: (يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ) قال هي الرجعة و قوله: (يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً) قال قال في الرجعة.

الاية الخامسة و الخمسون المرا ب ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ

55 - (يَوْمَ هُمْ عَلَى النّارِ يُفْتَنُونَ * ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ) (1).

في البرهان ج 2 ص 1045 عن سعد بن عبد اللّه عن أبي عبد اللّه عن أحمد ابن محمد بن السيار عن أحمد بن عبد اللّه بن قبيصة المهلبي عن أبيه عن بعض رجاله عن أبي عبد اللّه عليه السلام في باب الكرات فى قوله عز و جل: (عَلَى النّارِ يُفْتَنُونَ) قال يكسرون فى الرجعة كما يكسر الذهب حتى يرجع كل شيء الى شبهه يعني الى حقيقته.

الاية السادسة و الخمسون المرا ب وَ فِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَ ما تُوعَدُونَ

56 - (وَ فِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَ ما تُوعَدُونَ * فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) (2).

عن علي بن ابراهيم قال ينزل المطر من السماء فيخرج به أموات العالم من الأرض و ما توعدون من أخبار القيامة و الرجعة و الأخبار التي فى السماء ثم قسم عز و جل بنفسه (فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) يعني ما وعدتكم، و في البرهان ج 2 ص 1046 عن محمد بن العباس رحمه اللّه الثقة الجليل بسنده الطويل الى اسحاق بن عبد اللّه عن علي بن الحسين «ع» في قول اللّه عز و جل: (فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) قال قوله انه لحق

ص: 162


1- سورة الذاريات آية: 1، 13.
2- سورة الذاريات آية: 21، 22.

قيام (القائم) و فيه نزلت (وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ) الآية و عن اليقطيني عن جده الحسن عن علي بن ابراهيم قال قال (لترجعن نفوس ذهبت و ليقتصن يوم يقدم) و من عذب يقتص بعذابه و من أغيظ أغاظ بغيظه و من قتل اقتص بقتله ورد لهم أعدائهم معهم يأخذون بثارهم ثم يعمرون بعدهم ثلاثين شهرا ثم يموتون في ليلة واحدة قد أدركوا ثارهم و عفوا أنفسهم و يصير عدوهم الى أشد النار، الحديث.

الآية السابعة و الخمسون المرا ب فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ

57 - (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ) (1).

فى تفسير الصافى قال من يوم القيامة و الرجعة.

الآية الثامنة و الخمسون المرا ب وَ إِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذاباً دُونَ ذلِكَ

58 - (وَ إِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذاباً دُونَ ذلِكَ) (2).

في البرهان ج 2 ص 1053 عن تفسير القمي قال قال عذاب الرجعة بالسيف، و فيه عن محمد بن العباس المتقدم باسناده عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر «ع» قال و ان للذين ظلموا آل محمد حقهم عذابا دون ذلك.

الآية التاسعة و الخمسون المرا ب اَلْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى

59 - (وَ الْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى) (3).

فى تفسير القمي ص 655 علي بن ابراهيم قال المؤتفكة البصرة و الدليل على ذلك قول أمير المؤمنين «ع» يا أهل البصرة و يا أهل المؤتفكة يا جند المرئة و اتباع

ص: 163


1- سورة الذاريات آية: 59.
2- سوره طور آية: 47.
3- سورة النجم آية: 53.

البهيمة رغا فأجبتم و عقر فانهزمتم ماؤكم زعاق و أديانكم رقاق و فيكم النفاق لعنتم على لسان سبعين نبيا ان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) أخبرني ان جبرئيل أخبره انه طوى له الأرض فرأى البصرة أقرب الأرضين من الماء و أبعدها من السماء و فيها تسعة أعشار الشر و الداء العضال و المقيم فيها مذنب و الخارج منها برحمة و قد ائتفكت بأهلها مرتين و على اللّه الثالثة و الثالثة فى الرجعة. و في تفسير البرهان ج 2 ص 1063 عن محمد بن يعقوب الكليني باسناده عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه «ع» قال قلت له (وَ الْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى) قال هم أهل البصرة و هم المؤتفكة.

(قال الطبسي): ما قاله صلوات اللّه عليه من الذم إنما هو راجع الى الذين وافقوا المرئة و اتبعوا البهيمة فى ذلك الوقت، و أما فى زماننا هذا ففيها رجال الشيعة و التابعين للشرع و الشريعة خصوصا فى إقامة شعائر الحسينية وفقهم اللّه و إيانا (وَ مَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللّهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ).

الآية الستون المرا ب لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِمْ

60 - (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما يَئِسَ الْكُفّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ) (1).

فى البرهان ج 2 ص 1111 عن محمد بن العباس باسناده الى زياد بن المنذر عمن سمع عليا «ع» يقول العجب بين جمادى و رجب فقام رجل فقال يا امير المؤمنين ما هذا العجب الذي لا تزال تعجب منه فقال ثكلتك امك و أي العجب أعجب من أموات يضربون كل عدو للّه و لرسوله و لأهل بيته و ذلك تأويل هذه الآية:

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما يَئِسَ الْكُفّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ) فاذا اشتد القتل قلتم مات أو هلك و أي واد سلك و ذلك تأويل هذه الآية: (ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَ أَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ وَ جَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً).

ص: 164


1- سورة الممتحنة آية: 12.

الاية الواحدة و الستون المرا ب هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى

61 - (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (1).

في المجمع ج 9 ص 280 عن العياشي بالاسناد عن عمران بن ميثم عن عباية ابن ربعي انه سمع أمير المؤمنين «ع» يقول: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) أظهر بعد ذلك قالوا نعم قال كلا فو الذي نفسي بيده حتى لا يبقى قرية إلا و ينادى فيها بشهادة أن لا إله إلا اللّه بكرة و عشيا. و في ج 2 من البرهان ص 1113 بعينه إلا انه قال بعد قوله بشهادة أن لا إله إلا اللّه الخ، و ان محمدا رسول اللّه بكرة و عشيا. و فيه عن يوسف بن يعقوب عن محمد بن أبي بكر المقري عن نعيم بن سليمان عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس في قوله: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) قال لا يكون ذلك حتى لا يبقى يهودي و لا نصراني و لا صاحب ملة إلا صار الى الاسلام حتى تأمن الشاة و الذئب و البقر و الأسد و الانسان و الحية حتى لا تقرض فارة جرابا و حتى توضع الجزية و يكسر الصليب و يقتل الخنزير و هو قوله تعالى (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) و ذلك عند قيام (القائم) عليه السلام. و فيه عن محمد بن يعقوب باسناده عن أبي الفضيل عن أبي الحسن الماضي و قد مر سابقا. و فيه رواية المنخل بن جميل عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر انها في الرجعة. و فيه عن علي بن ابرهيم في قوله تعالى (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ اللّهُ مُتِمُّ نُورِهِ) قال قال (بالقائم) من آل محمد اذا خرج يظهره اللّه على الدين كله حتى لا يعبد غير اللّه و هو قوله: يملا الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا.

و فى ج 28 من تفسير الطبري ص 58 فى قوله تعالى: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) قال و ذلك عند نزول عيسى بن مريم و حين تصير الملة واحدة فلا يكون دين غير دين الاسلام. و فيه عن مهران عن سفيان عن أبي المقدام ثابت بن هرمز عن

ص: 165


1- سورة الصف آية: 8.

أبي هريرة ليظهره على الدين كله قال خروج عيسى بن مريم.

(قال الطبسي): و قد أشرنا في الآيتين المتقدمين شطرا من الروايات و قلنا بأنه لا بد و أن يتحقق هذه السلطة و الغلبة لدين الاسلام بضرورة من العقل و قد مر الاشارة الى عدم تحققها من زمن نزول الآية الشريفة و هذا مما وعده تعالى بقوله: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) ليغلب دين الاسلام على جميع الأديان و لا في زمن النبي الأعظم و لا أوصيائه الأثنى عشر فان أول خلفائه (علي بن أبي طالب) كان مبتلى بالمنافقين صابرا على الأذى و في العين قذى و فى الحلق شجى الى أن صار ما صار و وقع ما وقع عليه و على زوجته الطاهرة الشهيدة من كسر الضلع و احراق الباب و اسقاط الجنين و لطم الخد و ليس ينجبر إلا بصمصام عزيز مقتدر ثم ثاني الخلفاء (الحسن بن علي) كان مبتلى بطاغية الزمان رأس المنافقين معاوية بن أبي سفيان ثم من بعده (الحسين المظلوم) مع جر و معاوية يزيد و هكذا كل واحد منهم صلوات اللّه عليهم كان مقهورا لواحد من الطواغيت في عصره الى ان وقعت الغيبة التامة الكبرى فما تبين في الدنيا الى الآن أثر من هذا الوعد فلا بد و أن تكون رجعة ليتحقق فيها ذلك حدوثا (بالمهدي المنتظر) و الحجة الغائب و بقاء بالنبي الأعظم و باقي الائمة الطاهرين الى يوم القيامة، و أول من يكر و تنشق عنه الأرض بعد ظهور الغائب المستتر الحسين بن علي كما مر و يأتي و يملك أربعا و أربعين الف سنة أو خمسين الف سنة و كذلك والده الكرار صاحب الدولات و الصولات و الكرات يملك أربعين الف سنة و كل ذلك من الامور الممكنة و مقدورة للّه: (و تعالى اللّه عما يقولون الظالمون علوا كبيرا) من انكارها لأنها من القدرة و انكارها إنكار القدرة.

الآية الثانية و الستون المرا ب سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ

62 - (سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ) (1).

عن القمي ص 691 في تفسيره اذا رجع أمير المؤمنين «ع» و يرجع أعدائه

ص: 166


1- سورة نون و القلم آية: 15.

فيسمهم بميسم معهم كما توسم البهائم على الخراطيم الأنف و الشفتين.

(قلت): و قد مر الكلام فى دابة الأرض ما يرتبط بالمقام فراجع.

الاية الثالثة و الستون المرا ب فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ

63 - (فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ * فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً) (1).

في البرهان ج 3 ص 1148 نقلا عن كتاب الرجعة لبعض معاصريه عن أسد بن اسماعيل عن أبي عبد اللّه عليه السلام حين سئل عن اليوم الذي ذكره اللّه تعالى مقداره فى القرآن بقوله: (فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) هي كرة رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فيكون ملكه فى كرته خمسين الف سنة و يملك أمير المؤمنين عليه السلام أربعا و أربعين الف سنة لا يقال كيف ذلك و قد قيل ان عمر الدنيا مائة الف سنة.

(قلنا): أولا - صدور هذا القول غير مستند الى ما يركن اليه و من أضعف الروايات العامية و لا أثر و لا خبر عنها فى اصولنا الامامية المعتمدة - و ثانيا - لو فرض يمكن القول بالتداخل فى ملكهم و لكن الصواب انه لا يعلم مدة عمر الدنيا إلا خالق الدنيا و قد نسب الى مولانا الصادق عليه السلام:

لكل اناس دولة يرقبونها و دولتنا فى آخر الدهر يظهر

و لم يقيد بمدة، فملكهم غير محدود و موكول الى مشيئة اللّه فنسكت عما سكت اللّه عنه.

الآية الرابعة و الستون المرا ب حَتّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ

64 - (حَتّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَ أَقَلُّ عَدَداً * قُلْ إِنْ أَدْرِي أَ قَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً * عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلاّ مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ

ص: 167


1- سورة المعارج آية: 3، 4.

خَلْفِهِ رَصَداً) (1) .

عن القمي «ره» ص 700 قال (القائم) و أمير المؤمنين عليهما السلام فى الرجعة (فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَ أَقَلُّ عَدَداً) فلما أخبرهم رسول اللّه ما يكون من أخبار الرجعة قالوا متى يكون هذا؟ قال اللّه تعالى: - قل يا محمد إن ادري أقريب أم بعيد ما توعدون ألم يجعل له ربي أمدا -، و فى الصافى عن الخرائج و الجرائح عن الرضا عليه السلام فيها فرسول الله عند الله مرتضى و نحن ورثة ذلك الرسول الذي اطلعه الله على ما يشاء من غيبه فعلمنا ما كان و ما يكون الى يوم القيامة - فانه يسلك من بين يديه - المرتضى - و من خلفه رصدا -، القمي قال يخبر الله رسوله الذي يرتضيه بما كان قبله من الأخبار و ما يكون بعده من أخبار - القائم - و الرجعة و القيامة، الحديث.

الاية الخامسة و الستون المرا ب يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ

65 - (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ) (2).

في البرهان ج 2 ص 1157 يعني بذلك محمدا (صلی الله علیه و آله) و قيامه فى الرجعة.

(قلت): قد أشرنا الى ذلك ما يرتبط فى المقام ص 98.

الاية السادسة و الستون المرا ب إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ

66 - (إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ نَذِيراً لِلْبَشَرِ) (3).

فى البرهان ج 2 ص 1157 باسناده عن جابر بن يزيد عن أبى جعفر «ع» قوله تعالى (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَ رَبَّكَ فَكَبِّرْ) يعني بذلك محمدا و قيامه في الرجعة ينذر فيها قوله - و انها لاحدى الكبر نذيرا للبشر - يعني محمدا نذيرا للبشر في

ص: 168


1- سورة الجن آية: 24 الى 27.
2- سورة المدثر آية: 1.
3- سورة المدثر آية: 24 الى 26.

الرجعة و بهذا الاسناد عن أبي جعفر «ع» ان أمير المؤمنين «ع» كان يقول ان المدثر هو كائن عند الرجعة فقال له رجل احياء قبل يوم القيامة ثم أموات قال فقال له عند ذلك لكفرة من الكفرة بعد الرجعة أشد من الكفرات قبلها و فى قوله تعالى (وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلاّ كَافَّةً لِلنّاسِ) فى الرجعة. عن علي بن ابراهيم ص 702 في معنى الآية قال قال يريد رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) المدثر المدثر ثبويه قم فأنذر قال هو قيامه فى الرجعة ينذر فيها.

الآية السابعة و الستون المرا ب يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ

67 - (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً) (1).

في ج 13 من بحار الأنوار ص 236 عن السيد الجليل بهاء الدين علي بن عبد الحميد الحسيني عن أحمد بن محمد الأيادي يرفعه الى أحمد بن عقبة عن أبيه عن عبد اللّه «ع» قال سئل الرجعة أهي حق؟ قال نعم، فقيل له من أول من يرجع؟ قال (الحسين بن علي «ع») على أثر (القائم)، قلت و معه كلهم؟ قال لا بل كما ذكره اللّه تعالى في كتابه (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً) قوم بعد قوم، و فيه و يقبل الحسين في أصحابه الذين معه و معه سبعون نبيا كما بعثوا مع موسى بن عمران فيدفع اللّه (القائم) اليه الخاتم فيكون الحسين «ع» هو الذي بلي غسله و كفنه و حنوطه فيواريه فى حفرته.

الآية الثامنة و الستون المرا ب وَ يَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً

68 - (يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ وَ يَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً) (2)

في البرهان ج 2 ص 1170 عن محمد بن العباس الثقة الجليل باسناده الى أبي بصير عن الصادق «ع» (يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ وَ يَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي

ص: 169


1- سورة عم آية: 19.
2- سورة عم آية: 40.

كُنْتُ تُراباً) يعني علويا يوالي أبا تراب، و فيه عن شرف الدين النجفي باسناده مثله و قال و جاء في باطن تفسير أهل البيت و يؤيد هذا التأويل فى قوله تعالى (أَمّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذاباً نُكْراً) قال هو الأول يرد الى أمير المؤمنين فيعذبه عذابا نكرا، و عن السياري يرد الأول الى أمير المؤمنين فيعذبه حتى يقول (يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً) أي من شيعة أبي تراب.

الآية التاسعة و الستون المرا ب يَوْمَ تَرْجُفُ الرّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرّادِفَةُ

69 - (يَوْمَ تَرْجُفُ الرّاجِفَةُ * تَتْبَعُهَا الرّادِفَةُ * قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ * أَبْصارُها خاشِعَةٌ * يَقُولُونَ أَ إِنّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ * أَ إِذا كُنّا عِظاماً نَخِرَةً * قالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ * فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ * فَإِذا هُمْ بِالسّاهِرَةِ) (1).

فى ج 2 من تفسير البرهان ص 1171 عن سعد بن عبد اللّه الثقة الجليل باسناده الى محمد بن عبد اللّه بن الحسين قال دخلت مع أبي على أبي عبد اللّه «ع» فخرج بينهما حديث فقال أبي لأبي عبد اللّه «ع» ما تقول فى الكرة قال قال أقول فيها ما قال اللّه عز و جل و ذلك ان تفسيرها صار الى رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) قبل أن يأتي هذا بخمس و عشرين ليلة قول اللّه عز و جل (تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ) اذا رجعوا الى الدنيا و لم يقضوا دخولهم فقال له أبي يقول اللّه عز و جل: (فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ فَإِذا هُمْ بِالسّاهِرَةِ) أي شيء أراد بهذا اذا انتقم منهم و ماتت الأبدان؟ قال بقيت الأرواح ساهرة لا تنام و لا تموت. و فيه عن محمد بن العباس الثقة باسناده عن جابر بن يزيد الجعفي عن الباقر «ع» قال قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) الكرة المباركة لأهلها يوم الحساب ولايتي و اتباع أمري و ولاية علي و الأوصياء من بعده و اتباع أمرهم يدخلهم اللّه الجنة بها و معي علي وصي و الأوصياء من بعده و الكرة الخاسرة عداوتي.

ص: 170


1- سورة النازعات آية: 6-14.

الآية السبعون المرا ب قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ

70 - (قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ * مِنْ أَيِّ شَيْ ءٍ خَلَقَهُ * مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ * ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ * ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ * ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ) (1).

في تفسير القمي ص 712 فى الرجعة (كَلاّ لَمّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ) أي لم يقض أمير المؤمنين «ع» ما قد أمره و سيرجع حتى يقضي ما أمره، و في البرهان عن علي بن ابراهيم باسناده الى جميل بن دراج عن أبي اسامة عن أبي جعفر «ع» قال سألته عن قول اللّه عز و جل (قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ) قال نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام يعني ما أكفره بقتلكم إياه ثم نسب أمير المؤمنين فنسب خلقه و ما أكرمه اللّه به فقال (مِنْ أَيِّ شَيْ ءٍ خَلَقَهُ) من طينة الأنبياء و خلقه فقدره للخير (ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ) يعني سبيل الهدى (ثُمَّ أَماتَهُ) ميتة الأنبياء (ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ) قال يمكث بعد قتله في الرجعة فيقضي ما أمره.

الاية الواحدة و السبعون المرا ب لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ

17 - (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) (2).

في إكمال الدين عن الصادق «ع» (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) أي سير من كان قبلكم، و في الاحتجاج للطبرسي عن أمير المؤمنين «ع» لتسلكن سبيل من قبلكم من الامم في الغدر بالأوصياء بعد الأنبياء، و في الجوامع عن الصادق «ع» لتركبن سنن من كان قبلكم من الأولين و أحوالهم، و في الكافي أو لم تركب هذه الامة بعد نبيها طبقا عن طبق فى أمر فلان و فلان و فلان، و عن القمي لتركبن سبيل من كان قبلكم حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة لا تخطون طريقهم و لا تخطى شبرا بشبر و ذراعا بذراع و باع بباع حتى لو كان قبلكم دخل جحر ضب لدخلتموه

ص: 171


1- سورة عبس آية: 16 الى 22.
2- سورة الانشقاق آية: 19.

قالوا اليهود و النصارى يا رسول اللّه؟ قال من امتي لينقض عرى الاسلام عروة عروة فيكونوا أول ما تنقضون من دينكم الامامة، و فى المجمع ج 1 ص 462 و قيل لتركبن سنن من كان قبلكم من الأولين و أحوالهم عن أبي عبيدة و روى ذلك عن الصادق «ع»، و فى كنز الفوائد ج 1 ص 60 للكراجكي لتتبعن سنن من كان قبلكم.

(قال الطبسي): قد أشرنا الى جماعة ممن ذكر الرواية و هي متواترة بين الفريقين فمن جملة ما وقع في بني اسرائيل و الامم السالفة الرجعة فلا بد بمقتضى هذه الرواية وقوعها فى هذه الامة و إلا يلزم كذب النبي بما أخبره و حاشاه، و في العيون سأل المأمون عن مولانا الرضا «ع» في مجلسه و قد اجتمع فيه الفقهاء و أهل الكلام من الفرق المختلفة ما تقول فى الرجعة؟ فقال الرضا عليه السلام انها لحق كما كانت فى الامم السالفة و نطق به القرآن و قد قال رسول اللّه يكون في هذه الامه كلما كان في الامم السالفة حذو النعل بالنعل و القذة و القذة.

الآية الثانية و السبعون المرا ب إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ

72 - (إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ) (1).

في البرهان ج 2 ص 1115 عن القمي كما خلقه من نطفة يقدر أن يرده الى الدنيا و الى يوم القيامة.

(قال الطبسي): و هذا الكلام اشارة فيه إلى أن برهان الرجعة هو بعينه برهان القيامة كما انه قادر أن يرد جمع الخلائق في الحشر الكبرى كذلك قادر على أن يرد نفوسا و جماعة في الرجعة الصغرى فالمنكر للرجعة منكر للقدرة و المنكر للقدرة و نعوذ باللّه (منه) و لا ينكرها إلا القدرية و القدرية مجوس هذه الامة قال في مجمع البحرين ص 310 القدرية و هم المنسوبون الى القدر و يزعمون ان كل عبد خالق فعله و لا يرون المعاصي و الكفر بتقدير اللّه و مشيئته فنسبوا الى القدر لأنه بدعتهم و ضلالتهم، و فى شرح المواقف قيل القدرية هم المعتزلة لاستناد افعالهم

ص: 172


1- سورة الطارق آية: 8.

الى قدرتهم و فى الحديث لا يدخل الجنة قدري و هو الذي يقول لا يكون ما شاء اللّه و يكون ما شاء ابليس.

الاية الثالثة و السبعون المرا ب فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ

73 - (فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوّاها وَ لا يَخافُ عُقْباها) (1)

فى البرهان ج 2 ص 1195 عن علي بن ابراهيم قال قال فى الرجعة و لا يخاف عقباها قال لا يخاف من مثلها إذا رجع.

الآية الرابعة و السبعون المرا ب وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشى

74 - (وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَ النَّهارِ إِذا تَجَلّى) (2).

فى تفسير فرات بن ابراهيم باسناده عن احمد بن طلحة الخراساني معنعنا عن جعفر بن محمد «ع» (وَ النَّهارِ إِذا تَجَلّى) يعني الائمة منا أهل البيت يملكون الأرض في آخر الزمان فيملؤنها قسطا و عدلا المعين لهم كمعين موسى على فرعون و المعين عليهم كمعين فرعون على موسى، و فى تفسير القمي ص 726 باسناده عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر «ع» عن قول اللّه تعالى: (وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشى) قال الليل فى هذا الموضع الثاني غشي أمير المؤمنين «ع» في دولته الذي جرت له عليه و أمير المؤمنين يصبر في دولتهم حتي تنقضي، قال (وَ النَّهارِ إِذا تَجَلّى) قال النهار هو (القائم) منا أهل البيت اذا قام غلب دولة الباطل و القرآن ضرب فيه الأمثال و خاطب نبيه به و نحن فليس يعلمه غيرنا.

الاية الخامسة و السبعون المرا ب وَ لَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى

75 - (وَ لَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى) (3).

ص: 173


1- سورة و الشمس آية: 14.
2- سورة الليل آية: 3.
3- سورة و الضحى آية: 4.

عن القمي باسناده عن الحسين بن علي بن أبي حمزة الثمالي عن أبيه عن أبى بصير عن أبي عبد اللّه عليه السلام فى قول اللّه تعالى: (وَ لَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى) قال يعني الكرة هي الآخرة للنبي (صلی الله علیه و آله).

الاية السادسة و السبعون المرا ب كَلاّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ

76 - (كَلاّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلاّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ) (1).

في البرهان عن الشيخ شرف الدين قال في تفسير أهل البيت عن بعض أصحابنا عن محمد بن علي عن عبد اللّه بن بخيح قال قلت لأبي عبد اللّه «ع» (كَلاّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلاّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ) قال يعني مرة في الكرة و مرة في القيامة.

(قال الطبسي): و فى كنز الفوائد للحافظ الكراجكي قال فى تفسير أهل البيت قال حدثنا بعض أصحابنا عن محمد بن علي عن عمر بن عبد العزيز عن عبد اللّه ابن بخيج الخ مثله بعينه و قد سقط من النسخة الشيخ شرف الدين أحد الوسائط و هو عمر بن عبد العزيز و الحافظ الكراجكي أقدم و أضبط من الشيخ المزبور و نقله فى ج 13 من بحار الأنوار بمثل ما ذكره الحافظ الكراجكي و اللّه أعلم.

هذه ستة و سبعون آية ما يتعلق بالرجعة بين ظاهرة الدلالة و بين مفسرة و مؤلة بأخبار كثيرة بل متواترة نقلها و ضبطها الأعلام و من يدور عليهم رحى الاستنباط و الأحكام في كل عصر من زمن الأئمة عليهم السلام الى يومنا هذا و ما صادفنا على رواية معارضة لتلك الأخبار حيث انها يوافق الكتاب كما لا يخفى و العجب لمسلم يعترف بالتوحيد و النبوة و يوم القيامة أو باضافة العدل و الامامة كيف يرضى من نفسه أن يتفوه التشكيك فى الرجعة كيف بانكارها و لا داعي للتعرض لما صدر من بعض من لاحظ له من العلم و الأدب فذروه في سنبله الباطل يموت بترك اسمه و لا حول و لا قوة إلا باللّه العلي العظيم و لعل المتتبع في التفاسير عامة و خاصة يطلع و يتطلع بأكثر مما خرجناه و فيها غنى و كفاية لمن تبصر و يريد الهداية و تدبر (وَ الَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَ إِنَّ اللّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) .

ص: 174


1- سورة التكاثر آية: 3، 4.

الادعية و الرّجعة

ص: 175

القسم الثانى: الادعية و الرّجعة

ص: 176

قد بينا بقدر الوسع من الآيات الشريفة ما يدل على صحة القول بالرجعة ثبوتا و إثباتا، فالآن نعطف الكلام الى الأدعية الواردة من خزان العلم و أهل بيت الوحي عليهم السلام مما أشاروا اليها، فلما كان أول من يكر و يرجع الى هذه النشأة و ينفض التراب عن رأسه الشريف (الحسين بن علي ع) فلنشرع بما ورد من الدعاء المأثور فى يوم ولادته الدال على رجعته عليه السلام فنروي باسنادنا المتصل الى السيد الشريف العلوي الفاطمي قطب السالكين و جمال الملة و الدين علي بن طاووس في إقباله ص 689 فى أعمال اليوم الثالث من شهر شعبان المعظم، باسناده عن جده أبي جعفر الطوسي عند ذكر اليوم الثالث من شعبان قال: فيه ولد الحسين ابن علي «ع» خرج الى القاسم بن العلاء الهمداني(1) وكيل أبي محمد «ع» أن مولانا الحسين بن علي «ع» ولد يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان فصم و ادع فيه بهذا الدعاء:

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم

(اللهم إني أسألك بحق هذا المولود في هذا اليوم الموعود بشهادته قبل استهلاله و ولادته، بكته السماء و من فيها و الأرض و من عليها و لما يطأ لابتيهاه.

ص: 177


1- هو أحد الوكلاء لابي محمد الحسن العسكري و والده كان وكيلا للناحية المقدسة، قال الشيخ النجاشي فى القسم الأول من الخلاصة: القاسم بن محمد ابن علي بن ابراهيم بن محمد الهمداني وكيل الناحية. (قلت): و هذا فوق الوثاقة ضرورة ان الوكالة التسليط على الأموال و امور الناس و الامام «ع» لا يختار إلا من كان مأمونا موثوقا به.

قتيل العبره و سيد الاسرة الممدود بالنصرة يوم الكرة المعوض من قتلة أن الأئمة من نسله و الشفاء فى تربته و الفوز معه فى أوبته و الأوصياء من عترته بعد «قائمهم» و غيبته حتى يدركوا الاوثار و ايثار الثأر و يرضوا الجبار و يكونوا خير أنصار صلى اللّه عليهم مع اختلاف الليل و النهار، اللهم فبحقهم اليك أتوسل و أسأل سؤال معترف مقترف مسيء الى نفسه مما فرط فى يومه و أمسه يسألك العصمة الى محل رمسه، اللهم و صل على محمد و عترته و احشرنا فى زمرته و بوئنا معه دار الكرامة و محل الاقامة، اللهم و كما أكرمتنا بمعرفته فأكرمنا بزلفته و ارزقنا مرافقته و سابقته و اجعلنا ممن يسلم لأمره و يكثر الصلاة عليه عند ذكره و على جميع أوصياءه و أهل اصطفائه الممدودين - المعدودين خ ل - منك بالعدد الاثنى عشر النجوم الزهر و الحجج على جميع البشر، اللهم و هب لنا فى هذا اليوم خير موهبة و انجح لنا فيه كل طلبة كما وهبت الحسين لمحمد جده و عاد فطرس بمهده فنحن عائذون بقبره من بعده نشهد تربته و ننتظر أوبته آمين رب العالمين).

(قلت): لا يخفى موارد الاستدلال على صحة القول بالرجعة فالتشكيك فيها كاشف عن قلة التدين و ضعف الايمان.

2 - فى الاقبال ص 24 فيما يقرء فى كل ليلة من شهر رمضان برواية أبي بصير عن أبي عبد اللّه «ع» قال ادع للحج فى ليالي شهر رمضان بعد المغرب:

(اللهم بك و منك أطلب حاجتي، اللهم من طلب حاجته الى أحد من المخلوقين فاني لا أطلب حاجتي إلا منك أسألك بفضلك و رضوانك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تجعل لي من عامي هذا الى بيتك الحرام سبيلا حجه مبرورة - الى قوله - و أسألك أن تقتل بي أعدائك و أعداء رسولك).

و في ص 39 برواية محمد بن أبي قرة: (اللهم اني بك و منك أطلب حاجتي - الى قوله - و أسألك أن تجعل وفاتي قتلا في سبيلك مع أوليائك تحت راية نبيك و أسألك أن تقتل بي أعدائك و أعداء رسولك).

(قلت): و هذا سؤال من اللّه تعالى بتحقق ذلك فى الدنيا لا في الآخرة و لا يكون ذلك إلا فى الرجعة الصغرى قبل الرجعة الكبرى تحت راية الحق و سلطنته الحقة و كذا ما يأتي من الأدعية مثلها و احتمل سقوط الجملة الثانية من الدعاء

ص: 178

و يحتمل تعددهما.

3 - و فيه ص 58 فى دعاء الافتتاح الذي يقرء كل ليلة من شهر رمضان برواية محمد بن أبي قرة باسناده عن محمد بن محمد بن محمد بن عبد اللّه الحسني عن محمد ابن محمد بن نصر السكوني، قال سألت أبا بكر أحمد بن محمد بن عثمان البغدادي أن يخرج إلي أدعية شهر رمضان التي كان عمه أبو جعفر محمد بن عثمان(1) بن السعيد4.

ص: 179


1- هو أحد الوكلاء و السفراء للحجة (المهدي المنتظر) عليه السلام و له منزلة جليلة عند الطائفة و في الخلاصة انه حفر لنفسه قبرا و سواه بالساج فسئل عن ذلك فقال للناس أسباب ثم سئل بعد ذلك فقال قد أمرت أن أجمع أمري فمات بعد ذلك بشهرين. في ج 1 سنة 304 هج و كان يتولى هذا الأمر نحوا من خمسين سنة و قال عند موته امرت أن اوصى الى أبي القاسم بن روح و أوصى اليه و أوصى أبو القاسم بن روح الى علي بن محمد السمري فلما حضر السمري الوفات سئل أن يوصي فقال للّه أمر هو بالغه و الغيبه الثانية هي التي وقعت بعد مضي السمري و محمد بن عثمان قبره فى بغداد عند والدته شارع باب الكوفة في الموضع الذي كان دوره و منازله و قد روى الصدوق (ره) عن هذا الرجل انه قال و اللّه ان صاحب هذا الأمر ليحضر الموسم عند كل سنة و يعرفهم و يرونه و لا يعرفونه: اللهم أرنا الطلعة الرشيدة و الغرة الحميدة. و عن الكليني (ره) باسناده الى محمد بن عبد اللّه ابن جعفر الحميري عن أبيه عبد اللّه بن جعفر قال خرج التوقيع الى الشيخ أبي جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري قدس اللّه روحه في التعزية بأبيه رضي اللّه عنه و فى فصل من الكتاب إنا للّه و إنا اليه راجعون تسليما لأمره و رضا بقضائه عاش أبوك سعيدا و مات حميدا فرحمه اللّه و الحقه بأوليائه و مواليه فلم يزل مجتهدا في أمرهم ساعيا فيما يقربه الى اللّه عز و جل و اليهم نضر اللّه وجهه و قاله عثرته و فى فصل آخر أجزل اللّه لك الثواب و أحسن اللّه لك العزاء رزيت و رزينا و أوحشك فراقه و أوحشنا فسره اللّه في منقلبه و كان من كمال سعادته أن رزقه اللّه ولدا مثلك يخلقه من بعده و يقوم مقامه بأمره و يترحم عليه و أقول الحمد للّه فان الأنفس طيبة بمكانك و ما جعله اللّه عز و جل فيك و عندك أعانك اللّه و قواك و عضدك و وفقك و كان لك وليا و حافظا و راعيا ذكره في ج 13 من بحار الأنوار ص 94.

العمري (رض) يدعو بها فأخرج إلي دفترا مجلدا بأحمر فنسخت منه أدعية كثيرة و كان من جملتها و تدعو بها كل ليلة من شهر رمضان فان الدعاء فى هذا الشهر تسمعه الملائكة و تستغفر لصاحبه تقول:

(اللهم اني أفتتح الثناء بحمدك - الى قوله - اللهم و صل على ولي أمرك (القائم) المؤمل و العدل المنتظر و احففه - و حفه خ ل - بملائكتك المقربين و أيده بروح القدس يا رب العالمين، اللهم اجعله الداعي الى كتابك و القائم بدينك استخلفه فى الأرض كما استخلف الذين من قبله مكن له دينه الذي ارتضيته له أبدله من بعد خوفه أمنا يعبدك لا يشرك بك شيئا، اللهم أعزه و اعززه به و انصره و انتصر به نصرا عزيزا و افتح له فتحا مبينا - يسيرا - و اجعل له من لدنك سلطانا نصيرا، اللهم اظهر به دينك و سنة نبيك حتى لا يستخفى بشيء من الحق مخافة أحد من الخلق، اللهم إنا نرغب اليك في دولة كريمة تعز بها الاسلام و أهله و تذل بها النفاق و أهله و تجعلنا فيها من الدعاة الى طاعتك و القادة الى سبيلك و ترزقنا بها كرامة الدنيا و الآخرة، اللهم ما عرفتنا من الحق فحملناه و ما قصرنا عنه فبلغناه - الى قوله - و انصرنا به على عدوك و عدونا إله الحق آمين، اللهم إنا نشكوا اليك فقد نبينا صلواتك عليه و آله و غيبة ولينا و كثرة عدونا و قلة عددنا و شدة الفتن بنا و تظاهر الزمان علينا فصل على محمد و آله و أعنا على ذلك بفتح منك تعجله و بضر تكشفه و نصر تعزه و سلطان حق تظهره و رحمة منك تجللناها و عافية منك تلبسناها برحمتك يا أرحم الراحمين).

4 - و فيه ص 61 (اللهم برحمتك فى الصالحين فأدخلنا، و في عليين فارفعنا، و بكأس من معين من عين سلسبيل فاسقنا، و من الحور العين فزوجنا، و من الولدان المخلدين كأنهم لؤلؤ مكنون فاخدمنا، و من ثمار الجنة و لحوم الطير فاطعمنا، و من ثياب السندس و الحرير و الاستبرق فالبسنا، و ليلة القدر و حج بيتك الحرام و قتلا في سبيلك فوفق لنا، الخ).

5 - و فيه ص 61 باسناده الى ابن بابويه يرفعه الى الصادق عليه السلام:

(اللهم إني أسألك أن تجعل فيما تقضي و تقدر من الأمر المحتوم فى الأمر الحكيم - الى قوله - و تجعلني ممن تنتصر به لدينك و لا تستبدل بي غيري).

ص: 180

6 - و فيه ص 85 مما يختم به كل ليلة من شهر رمضان و يتكرر في كل ليلة ثلاث و عشرين قائما و قاعدا و على كل حال و الشهر كله و كيف أمكنك و متى حضرك فى دهرك بعد تمجيد اللّه تعالى و الصلاة على النبي و آله عليهم السلام:

(اللهم كن لوليك - القائم - بأمرك الحجة محمد بن الحسن - المهدي - عليه و على آبائه أفضل الصلاة و السلام في هذه الساعة و فى كل ساعة وليا و حافظا و قائدا و ناصرا و دليلا و مؤيدا حتى تسكنه أرضك طوعا و تمتعه فيها طولا و عرضا و تجعله و ذريته من الأئمة الوارثين، اللهم انصره و انتصره به و اجعل النصر منك له و الفتح على وجهه و لا توجه الأمر الى غيره، اللهم اظهر به دينك و سنة نبيك حتى لا يستخفى بشيء من الحق مخافة أحد من الخلق، اللهم اني ارغب اليك في دولة كريمة تعز بها الاسلام و أهله و تذل بها النفاق و أهله و تجعلنا فيها من الدعاة الى طاعتك و القادة الى سبيلك و آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار و أجمع لنا خير الدارين و اقض عنا جميع ما تحب فيهما و اجعل لنا فى ذلك الخيرة برحمتك و منك فى عافية آمين رب العالمين، و زدنا من فضلك و يدك ملأى فان كل معط ينقص من ملكه و عطائك يزيد فى ملكك).

7 - و فيه ص 97 في الصلاة على النبي في كل يوم من شهر رمضان أولها:

(إِنَّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً - الى قوله - اللهم صل على الخلف من بعده إمام المسلمين و عجل فرجه - الى قوله - اللهم مكن لهم في الأرض، اللهم اجعلنا من عددهم و مددهم و أشياعهم و أنصارهم على الحق في السر و العلانية، اللهم اطلب بذحلهم و وترهم و دمائهم و كف عنا و عنهم و عن كل مؤمن و مؤمنة بأس كل باغ و طاغ و كل دابة أنت آخذ بناصيتها انك أشد بأسا و أشد تنكيلا).

8 - و فيه ص 118 فيما يقرء في الليلة الثانية من شهر رمضان يقول:

(اللهم ارزقني صبر آل محمد و اجعلني أنتظر أمرهم و اجعلني من أنصارهم و أعوانهم في الدنيا و الآخرة).

9 - و فيه ص 144 فيما يختص باليوم الثالث عشر من دعوات غير متكررة يقول (اللهم انى أدنيك بطاعتك و ولايتك و ولاية أمير المؤمنين حبيب نبيك و ولاية

ص: 181

الحسن و الحسين سبطي نبيك و سيدي شباب أهل جنتك، و أدنيك يا رب بولاية علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي ابن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و سيدي و مولاي صاحب الزمان، أدنيك يا رب بطاعتهم و ولايتهم و بالتسليم بما فضلتهم راضيا غير منكر و لا مستكبر على ما أنزلت فى كتابك. اللهم صل محمد و آل محمد و ادفع عن وليك و خليفتك و لسانك و القائم بقسطك و المعظم لحرمتك و المعبر عنك و الناطق بحلمك و عينك الناظرة و اذنك السامعة و شاهد عبادك و حجتك على خلقك و المجاهد فى سبيلك و المجتهد فى طاعتك و اجعله في وديعتك التي لا تضيع و أيده بجندك الغالب و أعنه و أعن عنه و اجعلني و والدي و ما ولد و ولدي من الذين ينصرونه و ينتصرون به فى الدنيا و الآخرة أشعب به صدعنا و ارتق به فتقنا، اللهم أمت به الجور و دمدم بمن نصب له و اقصم رؤوس الظلالة حتى لا تدع على الأرض منهم ديارا).

10 - و فيه ص 146 في الدعاء اليوم الثالث عشر من مجموعة مولانا زين العابدين عليه السلام أوله:

(اللهم ان الظلمة جحدوا آياتك و كفروا بكتابك - الى أن يقول - اللهم انى أدنيك يا رب بطاعتك و لا ننكر ولاية محمد رسولك (صلی الله علیه و آله) و على أهل بيته و ولاية امير المؤمنين علي بن ابى طالب «ع» و ولاية الحسن و الحسين «ع» سبطي نبيك و ولدي رسولك و ولاية الطاهرين المعصومين من ذرية الحسين علي ابن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي سلام اللّه و بركاته عليهم اجمعين و ولاية (القائم) السابق منهم بالخيرات المفترض الطاعة صاحب الزمان سلام اللّه عليه، ادنيك يا رب بطاعتهم و ولايتهم و التسليم لفرضهم راضيا غير منكر و لا مستكبر و لا مستنكف على معنى ما انزلت في كتابك على موجود ما اتانا فيه راضيا ما رضيت به مسلما مقرا بذلك يا رب راهبا لك راغبا فيما لديك اللهم ادفع عن وليك و ابن نبيك و خليفتك و حجتك على خلقك و الشاهد على عبادك المجاهد المجتهد فى طاعتك و وليك و امينك فى ارضك فاعذه من شر ما خلقت و برائت و اجعله فى ودايعك

ص: 182

التي لا يضيع من كان فيها و فى جوارك الذي لا يقهر و آمنه بأمانك و اجعله في كنفك و انصره بنصرك العزيز يا اللّه إله العالمين، اللهم اعصمه بالسكينة و البسه درعك الحصينة و أعنه و انصره بنصرك العزيز نصرا عزيزا و افتح له فتحا يسيرا و اجعل له من لدنك سلطانا نصيرا، اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله، اللهم اشعب به صدعنا و ارتق به فتقنا و المم به شعثنا و كثر به قلتنا و اعزز به ذلتنا و اقض به عن مغرمنا و اجبر به فقرنا و سد به خلتنا و اعزز به فاقتنا و يسر به عسرنا و كف به وجوهنا و انجح به طلبتنا و استجب به دعائنا و اعطنا به فوق رغبتنا و اشف به صدورنا و اهدنا لما اختلف فيه من الحق انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم، اللهم امت به الجور و اظهر به العدل و قو ناصره و اخذل خاذله و دمر من نصب له و أهلك من غشه و اقتل به جبابرة الكفر و اقسم رؤوس الضلالة و سائر أهل البدع و مقوية الباطل و ذلل به الجبابرة و ابر به الكافرين و المنافقين و جميع الملحدين في مشارق الأرض و مغاربها برها و بحرها و سهلها و جبلها لا تذر على الأرض منهم ديارا و لا تبق لهم آثارا، اللهم اظهره و افتح على يديه الخيرات و اجعل فرجنا معه و به، اللهم أعنا على سلوك المناهج منهاج الهدى و المحجة العظمى و الطريقة الوسطى التي يرجع اليه الغالي و يلحق به التالي و وفقنا لمتابعته و أداء حقه و امنن علينا بمتابعته فى السراء و الضراء و اجعلنا من الطالبين رضاك بمناصحته حتى تحشرنا يوم القيامة في أعوانه و انصاره و معونة سلطانه و اجعل ذلك لنا خالصا من كل شك و شبهة و رياء و سمعة لا نطلب به غيرك و لا نريد به سواك و تحلنا محله و تجعلنا فى الخير معه و اصرف عنا في امره السآمة و الكسل و الفترة و لا تستبدل بنا غيرنا فان استبدالك بنا غيرنا عليك يسير و علينا عسير و قد علمنا بفضلك و احسانك يا كريم و صلى اللّه على سيدنا محمد النبي و آله و سلم).

11 - صحيفة السجادية (1)«الخامسة» ص 431 قوله:

(و أن تجعل و فاتي قتلا فى سبيلك مع أوليائك تحت راية الحق من أهل بيت نبيك محمد بن عبد اللّه مقبلا فى ذلك على عدوك و غير مدبر و تجعلني ممن نقتل به أعدائكه.

ص: 183


1- جمعها السيد العلامة الحجة آية اللّه السيد محسن الأمين أعلى اللّه مقامه.

و أعداء آل محمد، الخ).

12 - في الاقبال ص 165 في دعاء اليوم الثامن عشر يقول:

(اللهم إنا نشهد يوم القيامة و يوم حلول الطامة انهم لم يذنبوا لك ذنبا و لم يرتكبوا لك معصية و لم يضيعوا لك طاعة و ان مولانا و سيدنا صاحب الزمان الهادي المهتدي التقي النقي الزكي الرضي فأسألك بنا على يديه منهاج الهدى و المحجة العظمى و قونا على متابعته و أداء حقه و احشرنا في أعوانه و أنصاره انك سميع الدعاء).

13 - و فيه ص 170 في دعاء يوم التاسع عشر عن أمير المؤمنين «ع»:

(اللهم انك أعلمت سبيلا من سبلك - الى قوله - اجعلني في الأحياء المرزوقين بأيدي العصاة - العداة - تحت لواء الحق و راية الهدى ماضيا على نصرتهم قدما غير مؤل دبرا و لا محدث شكا و أعوذ بك عند ذلك من الذنب المحيط للاعمال).

14 - و فيه ص 177 في دعاء ليلة التاسعة عشر يقول:

(اللهم لك الحمد بمحامدك كلها - الى أن يقول - و اجعلني ممن تنتصر به لدينك و لا تستبدل بي غيري).

15 - و فيه ص 189 في دعاء اليوم التاسع عشر من شهر رمضان من مجموعة مولانا زين العابدين عليه السلام أوله:

(اللهم اني أسألك بأنك اللّه لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك - الى ان يقول - و أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تجعل وفاتي قتلا فى سبيلك مع أوليائك تحت راية الحق من أهل بيت نبيك محمد بن عبد اللّه (صلی الله علیه و آله) مقبلا في ذلك على عدوك غير مدبر و تجعلني ممن نقتل به أعدائك و أعداء رسولك «ع» اللهم اني أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تجعل لي مع الرسول سبيلا و وسيلة الى طاعتك و مرضاتك حسبي اللّه و نعم الوكيل و لا حول و لا قوة إلا باللّه العلي العظيم، و صلي اللّه على رسوله سيدنا محمد النبي و آله و سلم).

16 - و فيه ص 192 ما يقرء فى يوم العشرين من دعاء غير متكرر أوله:

(اللهم اني أسألك باسمك المخزون الطاهر المطهر يا من استجاب لا بغض خلقه «23 ج 2 الشيعة و الرجعة»

ص: 184

اليه إذ قال انظرني الى يوم يبعثون فاني لا أكون أسوء حالا منه فيما سألتك فاستجب لي فيما دعوتك و اعطني يا رب ما سألتك اني أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تجعلني ممن تنتصر به لدينك و نقاتل به عدوك في الصف الذي ذكرت فى كتابك فقلت: كأنهم بنيان مرصوص. مع أحب خلقك اليك في أحب المواطن لديك).

17 - و فيه ص 193 عن مجموعة مولانا زين العابدين «ع» أوله:

(اللهم اني أسألك يا خالق الظلمات و النور يا ذا القدرة و السلطان و العظمة و الجبروت - الى أن يقول - اللهم صل على محمد و آل محمد و افعل بي ما أنت أهله انك أهل التقوى و أهل المغفرة و اجعلني ممن تنتصر به لدينك و نقتل به عدوك في الصف الذي وصفت أهله فى كتابك كأنهم بنيان مرصوص فى أحب خلقك اليك في أحب المواطن اليك و ارزقني سفك دماء المشركين و الناكثين و القاسطين و المارقين و الفاسقين و النابذين و الكافرين و المبدلين و ثبت رجائك فى قلبي و ثبت قدمي، الخ).

18 - و فيه ص 201 ما يقرء فى يوم الواحد و العشرين برواية حماد بن عيسى عن حماد بن عثمان قال دخلت على أبي عبد اللّه ليلة إحدى و عشرين من شهر رمضان فقال لي يا حماد اغتسلت؟ قلت نعم جعلت فداك، فدعى بحصير ثم قال إلى لزقي فصل فلم يزل يصلي و أنا اصلي الى لزقه حتى فرغنا من جميع صلواتنا ثم أخذ يدعو و أنا اؤمن على دعائه الى أن اعترض الفجر فأذن و أقام و دعى بعض غلمانه فقمنا خلفه فتقدم فصلى بنا الغداة - الى قوله - و خر ساجدا لا أسمع منه إلا النفس ساعة طويلة ثم سمعته يقول:

(لا إله إلا أنت مقلب القلوب و الأبصار - الى أن قال - و أسألك بجميع ما سألتك و ما لم أسألك من عظيم جلالك ما لو علمته لسألتك أن تصلي على محمد و أهل بيته و ان تأذن لفرج من بفرجه فرج أوليائك و أصفيائك من خلقك و به تبيد الظالمين و تهلكهم عجل ذلك يا رب العالمين و اعطني سؤلي يا ذا الجلال و الاكرام في جميع ما سألتك).

19 - و فيه ص 280 فيما يقرء في يوم الجمعة و عيدي الفطر و الاضحى

ص: 185

برواية أبي حمزة الثمالي (ره) عن أبي جعفر «ع» قال ادع فى الجمعة و العيدين اذا تهيأت للخروج فقل:

(اللهم من تهيأ في هذا اليوم او تعبأ او اعد و استعد لوفادة الى مخلوق رجاء رفده و جائزته و نوافله فاليك يا سيدي كانت و فادتي و تهيئني و اعدادي و استعدادي رجاء رفدك و جوائزك و نوافلك، اللهم صل على محمد عبدك و رسولك و خيرتك من خلقك و علي أمير المؤمنين «ع» و وصي رسولك و صل يا رب على أئمة المؤمنين الحسن و الحسين و علي و محمد - و تسميهم الى آخرهم حتى تنتهي الى صاحب الزمان عليهم السلام و قل -: اللهم افتح له فتحا يسيرا و انصره نصرا عزيزا، اللهم اظهر به دينك و سنة رسولك حتى لا يستخفى بشيء من الحق مخافة أحد من الخلق، اللهم إنا نرغب اليك في دولة كريمة تعز بها الاسلام و أهله و تذل بها النفاق و اهله و تجعلنا فيها من الدعاة الى طاعتك و القادة الى سبيلك و ترزقنا بها كرامة الدنيا و الآخرة، اللهم ما أنكرنا من حق فعرفناه و ما قصرنا عنه فبلغناه).

20 - و فيه ص 284 فيما يقرء عند الذهاب لصلاة العيد أوله:

(اللهم اليك وجهت وجهي و عليك توكلت - الى أن يقول - اللهم صل على وليك المنتظر امرك المنتظر لفرج أوليائك اللهم اشعب به الصدع و ارتق به الفتق و امت به الجور و اظهر به العدل و زين بقاءه الأرض و أيده بنصرك و انصره بالرعب و قو ناصرهم و اخذل خاذلهم و دمدم على من نصب لهم و دمر على من غشهم و اقصم به رؤوس الضلالة و شارعة البدع و مميتة السنن و المتعززين بالباطل و اعز بهم المؤمنين و اذل بهم الكافرين و المنافقين و جميع الملحدين و المخالفين في مشارق و مغاربها يا أرحم الراحمين).

21 - و فيه ص 293 فيما يقرء بعد صلاة عيد الفطر أوله:

(اللهم اني أسألك أن ترزقني صيام شهر رمضان و أن تحسن معونتي عليه - الى قوله - اللهم صل على محمد و آل محمد و افتح لهم فتحا يسيرا و اجعل لهم من لدنا سلطانا نصيرا، اللهم اظهر بهم دينك و سنة نبيك عليه و آله السلام حتى لا يستخفى بشيء من الحق مخافة أحد من الخلق، اللهم إنا نرغب اليك في دولة كريمة تعز بها الاسلام و أهله و تذل بها النفاق و أهله و تجعلنا فيها من الدعاة الى طاعتك)

ص: 186

22 - و فيه ص 295 ايضا فيما يقرء بعد صلاة العيد و يدعى به في الأعياد الأربعة أوله:

(الحمد للّه الذي إله إلا هو و له الحمد رب العالمين و صلى اللّه على محمد نبيه و آله و سلم تسليما اللهم لك الحمد على ما جرى به قضائك في أوليائك الذين استخلصتهم لنفسك و دينك - الى قوله خطابا للحجة المنتظر - اين بقية اللّه التي لا تخلو من العترة الطاهرة؟ اين المعد لقطع دابر الظلمة؟ اين المنتظر لا قامت الأمت و العوج؟ اين المرتجى لازالة الجور و العدوان؟ اين المدخر لتجديد الفرائض و السنن؟ اين المتخير لاعادة الملة و الشريعة؟ اين المؤمل لاحياء الكتاب و حدوده؟ اين محي معالم الدين و اهله؟ اين قاصم شوكة المعتدين؟ اين هادم ابنية الشرك و النفاق؟ اين مبيد اهل الفسوق و العصيان و الطغيان؟ اين حاصد فروع الغي و الشقاق؟ اين طامس آثار الزيغ و الأهواء؟ اين قاطع حبائل الكذب و الافتراء؟ اين مبيد العتاة و المردة؟ اين مستأصل اهل العناد و التضليل و الالحاد؟ اين معز الأولياء و مذل الأعداء؟ اين جامع الكلم على التقوى؟ اين باب اللّه الذي منه يؤتى؟ اين وجه اللّه الذي اليه يتوجه الأولياء؟ اين السبب المتصل بين اهل الأرض و السماء؟ اين صاحب يوم الفتح؟ و ناشر راية الهدى؟ اين مؤلف شمل الصلاح و الرضاء؟ اين الطالب بذحول الأنبياء و أولاد الأنبياء؟ اين الطالب بدم المقتول بكربلا؟ اين المنصور على من اعتدى عليه و افترى؟ اين المضطر الذي يجاب اذا دعى؟ اين صدر الخلائق ذو البر و التقوى؟ اين ابن النبي المصطفى و ابن علي المرتضى و ابن خديجة الغراء و ابن فاطمة الزهراء الكبرى؟ بأبي أنت و امي و نفسي لك الوقاء و الحمى يابن السادة المقربين، يابن النجباء الاكرمين، يابن الهداة المهديين، يابن الخيرة المهذبين يابن الغطارفة الأنجبين، يابن الخضارمة المنتجبين، يابن القماقمة الأكرمين، يابن الأطائب المعظين المطهرين، يابن البدور المنيرة، يابن السرج المضيئه، يابن الشهب الثاقبة، يابن الانجم الزاهرة، يابن السبل الواضحة، يابن الاعلام اللائحة، يابن العلوم الكاملة، يابن السنن المشهورة، يابن المعالم المأثورة، يابن المعجزات الموجودة، يابن الدلائل المشهودة، يابن الصراط المستقيم، يابن النبأ العظيم، يابن من هو فى ام الكتاب لدى اللّه علي حكيم، يابن الآيات و البينات،

ص: 187

يابن الدلائل الظاهرات، يابن البراهين الواضحات الباهرات، يابن الحجج البالغات، يابن النعم السابغات، يابن طه و المحكمات، يابن يس و الذاريات، يابن الطور و العاديات، يابن من دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى دنوا و اقترابا من العلي الأعلى ليت شعري اين استقرت بك النوى بل اي أرض تقلك أو ثرى ابرضوى أم غيرها أم ذي طوى؟ عزيز علي أن أرى الخلق و لا ترى و لا أسمع لك حسيسا و لا نجوى عزيز علي أن تحيط بك دوني البلوى و لا ينالك مني ضجيج و لا شكوى بنفسي أنت من مغيب لم يخل منا بنفسي أنت من نازح ما ينزح عنا بنفسي أنت امنية شائق تمنى من مؤمن و مؤمنة ذكرا فحنا، بنفسي أنت من أثيل مجدلا يجازى بنفسي أنت من عقيد عز لا يسامى، بنفسي أنت من تلاد نعم لا تضاها، بنفسي أنت من نصيف شرف لا يساوى الى متى اجار فيك يا مولاي و الى متى و اي خطاب أصف فيك و أي نجوى عزيز علي أن يجري عليك دونهم ما جرى هل من معين فأطيل معه العويل و البكاء؟ هل من جزوع فاساعد جزعه اذا خلا؟ هل قذيت عين فتسعدها عيني على القذى؟ هل اليك يابن أحمد سبيل فتلقى؟ هل يتصل يومنا منك بغده فنحظى متى نرد مناهلك الروية فنروى؟ متى ننتفع من عذب مائك فقد طال الصدى؟ متى نعاديك و نراوحك فتقر عيوننا؟ متى ترانا و نراك و قد نشرت لواء النصر ترى؟ أترانا نحف بك و أنت تؤم الملأ و قد ملأت الأرض عدلا و أذقت أعدائك هوانا و عقابا و ابرت العطات و جحدة الحق و قطعت دابر المتكبرين و اجتثثت اصول الظالمين، و نحن نقول الحمد للّه رب العالمين) الى آخر الدعاء.

(قال الطبسي): قال السيد رحمه اللّه بعد نقل تمام الدعاء فاذا فرغت من الدعاء فتأهب للسجود بين يدي مولاك و قل ما رويناه باسنادنا الى أبي عبد اللّه عليه السلام قال اذا فرغت من دعاء العيد المذكور ضع خدك الأيمن على الأرض و قل: (سيدي سيدي كم من عتيق لك فاجعلني ممن اعتقت) و قال شيخنا الامام المجلسي فى المزار ص 264 (أقول) قال محمد بن المشهدي فى المزار الكبير قال محمد بن علي ابن أبي قرة نقلت من كتاب أبي جعفر محمد بن الحسين السفيان البزوفري أقول و ذكر مثل ما ذكره السيد سواء و أظن أن السيد أخذ منه إلا انه لم يذكر الصلاة في آخره.

ص: 188

23 - و فيه ص 312 فيما يقرء من الدعاء فى اليوم الخامسة و العشرين من ذي القعدة أوله:

(اللهم داحي الكعبة و فالق الحبة - الى أن يقول - اللهم و عجل فرج أوليائك و اردد عليهم مظالمهم و اظهر بالحق (قائمهم) و اجعله لدينك منتصرا و بأمرك فى أعدائك مؤتمرا، اللهم احفظه بملائكة النصر و بما القيت اليه من الأمر فى ليلة القدر منتقما لك حتى ترضى و يعود دينك به و على يديه جديدا عضا و يمحص الحق محضا و يرفض الباطل رفضا، اللهم صل عليه و على آبائه و اجعلنا من صحبه و اسرته و ابعثنا في كرته حتى نكون فى زمانه من أعوانه اللهم ادرك بنا قيامه و اشهدنا أيامه و صل عليه و عليه السلام و اردد الينا سلامه و رحمة اللّه و بركاته).

24 - و فيه ص 353 في أدعية يوم عرفة يقول:

(اللهم فاوزع لوليك شكر ما أنعمت عليه و اوزعنا مثله قبله و آته من لدنا نصرا و افتح له فتحا يسيرا، و اعنه بركنك الأعز و اشدد أزره و قو عضده و راعه بعينك و احمه بحفظك و انصره بملائكتك و امدده بجندك الأغلب و أقم به كتابك و حدودك و شرائعك و سنن نبيك و رسولك عليه و آله السلام و احيي به ما أماته الظالمون من معالم دينك و اجل به صدأ الجور عن طريقتك و ابن به الضراء عن سبيلك و اذل به الناكبين عن صراطك امحق به بغاة قصدك عوجا و الن جانبه لأوليائك و ابسط يده على أعدائك - الى قوله - في ص 364 اللهم صل على محمد و آل محمد و فرج عن آل محمد و اجعلهم ائمة يهدون بالحق و به يعدلون و انصرهم و انتصر بهم و انجز لهم ما وعدتهم و بلغني فتح آل محمد و اكفني كل هول دونه ثم اقسم اللهم لي فيهم نصيبا خالصا يا مقدر الآجال يا مقسم الأرزاق افسح لي فى عمري و ابسط لي في رزقي اللهم صل على محمد و آل محمد و اصلح لنا إمامنا و استصلحه و اصلح على يديه و آمن خوفه و خوفنا عليه و اجعله اللهم الذي تنتصر به لدينك، اللهم املأ الأرض به قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا و امنن به على فقراء المسلمين و اراملهم و مساكينهم و اجعلني اللهم من خيار مواليه و شيعته اشدهم له حبا و اطوعهم له طوعا و انفذهم لأمره و اسرعهم الى مرضاته و اقبلهم لقوله و اقومهم بأمره و ارزقني الشهادة بين يديه حتى القاك و انت

ص: 189

عني راض، الخ).

25 - و فيه ص 385 ايضا فى ادعية يوم عرفة يقول:

(اللهم يا رب نشكو غيبة نبينا و ناصرنا و كثرة عدونا و شدة الزمان علينا و وقوع الفتن بنا و تظاهر الخلق علينا، اللهم صل على محمد و آل محمد و فرج ذلك بفرج منك تعجلة و نصر حق تظهره، اللهم و ابعث (بقائم) آل محمد صلى اللّه عليه و آله للنصر لدينك و اظهار حجتك و القيام بأمرك و تطهير ارضك من ارجاسها برحمتك يا ارحم الراحمين).

26 - و فيه ص 389 قوله: (اللهم و اورد عليه ذريته و ازواجه و اهل بيته و اصحابه و امته ما تقر به عينه و اجعلنا منهم و ممن تسقيه بكأسه و تورده حوضه و تحشرنا في زمرته و تحت لوائه).

27 - و في ج 20 ص 293 من بحار الانوار يقول:

(اللهم صل على محمد و آل محمد الذين اذهبت عنهم الرجس و طهرتهم تطهيرا، اللهم افتح لهم فتحا يسيرا و انصرهم نصرا عزيزا و اجعل لهم من لدنك سلطانا نصيرا، اللهم مكن لهم فى الارض و اجعلهم ائمة و اجعلهم الوارثين، اللهم ارهم في عدوهم ما يأملون و ار عدوهم منهم ما يحذرون اللهم اجمع بينهم في خير و عافية، اللهم عجل الروح و الفرج لآل محمد، اللهم اجمع على الهدى امرهم و اجعل قلوبهم في قلوب خيارهم و اصلح ذات بينهم انك حميد مجيد).

28 - و فيه ص 480 في اعمال يوم الغدير ما يقرء من الدعاء اوله:

(اللهم لك الحمد على نعمتك علينا بالذي هديتنا الى موالات ولاة امرك من بعد نبيك و الأئمة الهادين - الى قوله - و ارزقنا نصر دينك مع ولي هاد من اهل بيت نبيك قائما رشيدا هاديا مهديا من الضلالة الى الهدى و اجعلنا تحت رايته و فى زمرته شهداء صادقين مقتولين فى سبيلك و على نصرة دينك).

29 - و فيه ص 491 ايضا في اعمال يوم الغدير قوله:

(و اجعلني من اوليائك و انصارك الذين تعز بهم دينك و تنتقم بهم عدوك و تختم لهم بالسعادة و الشهادة تحييهم حياة طيبة و تقلبهم منقلبا، الخ).

30 - و فيه ص 349 ايضا فى اعمال يوم الغدير اوله:

ص: 190

(اللهم اني اسألك بحق محمد نبيك و على وليك - الى ان يقول - اللهم اني اسألك بحق محمد و آل محمد ان تصلي على محمد و آل محمد و ان تلعن من جحد حق هذا اليوم و انكر حرمته فصد عن سبيلك لاطفاء نورك فأبى اللّه إلا ان يتم نوره اللهم فرج عن اهل بيت نبيك و اكشف عنهم و بهم عن المؤمنين الكربات اللهم املأ الأرض بهم عدلا كما ملئت ظلما و جورا و انجز ما وعدهم انك لا تخلف الميعاد).

31 - فى الاقبال ص 569 فى أعمال يوم عاشوراء برواية عبد اللّه بن سنان ان أفضل مأتي به هذا اليوم أن تعمد الى ثياب طاهره فتلبسها و تحل أزرارك و تكشف عن ذراعيك و عن ساقيك ثم تخرج الى أرض مقفرة حيث لا يراك أحد أو في دارك حين يرتفع النهار و تصلي أربع ركعات تسلم بين كل ركعتين تقرء فى الأولى سورة الحمد و قل يا أيها الكافرون، و فى الثانية الحمد و قل هو اللّه أحد و فى الثالثة الحمد و سورة الأحزاب، و فى الرابعة الحمد و المنافقين ثم تسلم و تحول وجهك نحو قبر أبي عبد اللّه «ع» و تمثل بين يديك مصرعه و تفرغ ذهنك و جميع بدنك و تجمع له عقلك ثم تلعن قاتله الف مرة يكتب لك بكل لعنة الف حسنة و يمحى عنك الف سيئة و يرفع لك الف درجة في الجنة ثم تسعى الى الموضع الذي صليت فيه سبع مرات و أن تقول فى كل مرة من سعيك إنا للّه و إنا اليه راجعون رضاء بقضاء اللّه و تسليما لا مرة سبع مرات و أنت في كل ذلك عليك كأب و حزن ثاكلا حزينا متأسفا فاذا فرغت من ذلك وقفت فى موضعك الذي صليت فيه و قلت سبعين مرة:

(اللهم عذب الذين حاربوا رسولك و شاقوك و عبدوا غيرك و استحلوا محارمك و العن القاده و الاتباع و من كان منهم و من رضي بفعلهم لعنا كثيرا - ثم تقول - اللهم فرج على أهل محمد صلى اللّه عليه و عليهم أجمعين و استنقذهم من أيدي المنافقين و الكفار و الجاحدين و امنن عليهم و افتح لهم فتحا يسيرا و اجعل لهم من لدنك على عدوك و عدوهم سلطانا نصيرا) ثم اقنت بعد الدعاء و قل في قنوتك (اللهم ان الامة خالفت الائمة و كفروا بالكلمة و أقاموا على الضلالة و الكفر و الردى و الجهالة و العمى، و هجروا الكتاب الذي أمرت بمعرفته، و الوصي الذي أمرت بطاعته، فأماتوا الحق و عدلوا عن القسط و أضلوا الامة على الحق، و خالفوا

ص: 191

السنة و بدلوا الكتاب، و ملكوا الأحزاب، و كفروا بالحق لما جائهم و تمسكوا بالباطل و ضيعوا الحق و أضلوا خلقك، و قتلوا أولاد نبيك صلى اللّه عليه و آله و خيرة عبادك و أصفيائك و حملة عرشك و خزنة سرك و من جعلتهم الحكام فى سماواتك و أرضك، اللهم فزلزل أقدامهم و اخرب ديارهم و اكفف سلاحهم و ايديهم، و الق الاختلاف فيما بينهم، و اوهن كيدهم، و اضربهم بسيفك الصارم و حجرك الدامغ و طمهم بالبلاء طما و ارمهم بالبلاء رميا و عذبهم عذابا شديدا نكرا و ارمهم بالغلاء و خذهم بالسنين الذي أخذت بها أعدائك و اهلكهم بما أهلكتهم به اللهم و خذهم أخذ القرى و هي ظالمة إن أخذها اليم شديد، اللهم ان سبلك ضائعة و أحكامك معطلة و أهل نبيك فى الأرض هائمة كالوحش السائمة اللهم اعل الحق و استنفذ الخلق و امنن علينا بالنجاة و اهدنا للايمان و عجل فرجنا (بالقائم) عليه السلام و اجعله لنا رداء أو اجعلنا له رفدا، اللهم و اهلك من جعل قتل أهل بيتك نبيك عيدا و استهل فرحا و سرورا و خذ آخرهم بما أخذت به أولهم. اللهم اضعف البلاء و العذاب و التنكيل على الظالمين من الأولين و الآخرين و على ظالمي آل بيت نبيك (صلی الله علیه و آله) و زدهم نكالا و لعنة و اهلك شيعتهم و قادتهم و جماعتهم اللهم ارحم العترة الضائعة المقتولة الذليلة من الشجرة الطيبة المباركة، اللهم اعل كلمتهم و افلج حجتهم و ثبت قلوبهم و قلوب شيعتهم على موالاتهم و انصرهم و اعنهم و صبرهم على الأذى في جنبك و اجعل لهم أياما مشهودا و أياما معلومة كما ضمنت لأوليائك فى كتابك المنزل فانك قلت: وعد اللّه الذين آمنوا و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم و ليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم و ليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا. اللهم اعل كلمتهم يا لا إله إلا أنت يا لا إله إلا أنت يا لا إله إلا أنت يا أرحم الراحمين يا حي يا قيوم فاني عبدك الخائف منك و الراجع اليك و السائل لديك و المتوكل عليك و اللاجىء بفنائك فتقبل دعائي و اسمع نجواي و اجعلني ممن رضيت عمله و هديته و قبلت نسكه و انتجبته برحمتك انك أنت العزيز الوهاب أسألك يا اللّه بلا إله إلا أنت ألا تفرق بيني و بين محمد و آل محمد الأئمة صلوات اللّه عليهم أجمعين و اجعلني من شيعة محمد و آل محمد «24 ج 2 الشيعة و الرجعة»

ص: 192

- و تذكرهم واحدا واحدا بأسمائهم الى القائم ع - و ادخلني فيما أدخلتهم فيه و أخرجني مما أخرجتهم منه - ثم عفر خديك على الأرض و قل - يا من يحكم بما يشاء و يعمل ما يريد أنت حكمت في أهل بيت محمد ما حكمت فلك الحمد محمودا مشكورا و عجل فرجهم و فرجنا بهم فانك ضمنت إعزازهم بعد الذلة و تكثيرهم بعد القلة و إظهارهم بعد الخمول يا أرحم الراحمين، أسألك يا إلهي و سيدي بجودك و كرمك أن تبلغني أملي و تشكر قليل عملي و أن تزيد في أيامي و تبلغني ذلك المشهد و تجعلني من الذين دعى فأجاب إلى طاعتهم و موالاتهم و أرني ذلك قريبا سريعا إنك على كل شيء قدير، الخ).

32 - فى ج 22 ص 233 من بحار الانوار يقول فيما يقرء من الدعاء بعد زيارة الامامين العسكرين «ع»:

(و أسئلك بحرمة وجهك و بحرمة نبيك محمد (صلی الله علیه و آله) و بحرمة أهل بيت رسولك امير المؤمنين علي و الحسن و الحسين و علي و محمد و جعفر و موسي و علي و الحسن و الخلف الباقي صلواتك و بركاتك عليهم أن تصلي عليهم أجمعين، و تعجل فرج (قائمهم) بأمرك و تنصره و تنتصر به لدينك و تجعلني لي جملة الناجين به و المخلصين فى طاعته).

33 - و فيه ص 238 فيما يقرء من الدعاء بعد زيارة الحجة فى السرداب يقول نور اليقين و صدري نور الايمان و فكري نور النيات و عزمي نور العلم و قوتي نور العمل و لساني نور الصدق و ديني نور البصائر من عندك و بصري نور الضياء و سمعي نور الحكمة و مودتي نور الموالاة لمحمد و آله «ع» حتى القاك و قد وفيت بعهدك و ميثاقك فتغشيني رحمتك يا ولي يا حميد، اللهم صل على محمد حجتك في أرضك و خليفتك في بلادك و الداعي الى سبيلك و القائم بقسطك و التأثر بأمرك ولي المؤمنين و بوار الكافرين و مجلي الظلمه و منير الحق و الناطق بالحكمة و الصدق و كلمتك التامة في أرضك المرتقب الخائف و الولي الناصح سفينة النجاة و علم الهدى و نور أبصار الورى و خير من تقمص و ارتدى و مجلي العمى الذي يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا انك على كل شيء قدير، اللهم صل على وليك و ابن أوليائك الذين فرضت طاعتهم و أوجبت حقهم و أذهبت عنهم الرجس و طهرتهم

ص: 193

تطهيرا، اللهم انصره و انتصر به لدينك و انصر به أوليائك و أوليائه و شيعته و أنصاره و اجعلنا منهم، اللهم أعذه من شر كل باغ و طاغ و من شر جميع خلقك و احفظه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله احرسه و امنعه من أن يوصل اليه بسوء و احفظ به رسولك و آل رسولك و اظهر به العدل و أيده بالنصر و انصر ناصريه و اخذل خاذليه و اقصم قاصميه و اقصم به جبابرة الكفر و اقتل به الكفار و المنافقين و جميع الملحدين حيث كانوا من مشارق الأرض و مغاربها و برها و بحرها و املأ به الأرض عدلا و اظهر به دين نبيك (صلی الله علیه و آله) و اجعلني اللهم من أنصاره و أعوانه و أتباعه و شيعته و أرني فى آل محمد «ع» ما يأملون و في عدوهم ما يحذرون انه الحق آمين يا ذا الجلال و الاكرام يا أرحم الراحمين).

34 - و فيه ص 240 ايضا فيما يقرء بعد زيارته «ع» فى السرداب يقول:

(اللهم أنت كاشف الكرب و البلوى و اليك نشكوا فقد نبينا و غيبة إمامنا و ابن بنت نبينا، اللهم و املأ به الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا، اللهم صل على محمد و أهل بيته و أرنا سيدنا و إمامنا و مولانا صاحب الزمان و ملجأ أهل عصرنا و منجا أهل دهرنا ظاهر المقالة واضح الدلالة هاديا من الضلالة منقذا من الجهالة و اظهر معالمه و ثبت قواعده و عظم اكرامه و اعز به المؤمنين، و احي به سنن المرسلين و اذل به المنافقين و اهلك به الجبارين و اكفه به الحاسدين و اعذه من شر الكائدين و ازجر عنه ارادة الظالمين و أيده بجنود من الملائكة مسومين و سلطه على أعداء دينك أجمعين و اقصم به كل جبار عنيد و اخمد بسيفه كل نار و قيد و انفذ حكمه فى كل مكان و اقم بسلطانه كل سلطان و اقمع به عبدة الأوثان و شرف به أهل القرآن و الايمان و اظهره على كل الأديان و اكبت من عاداه و اذل من ناواه و استأصل من جحد حقه و أنكر صدقه و استهان بأمره و أراد إخماد ذكره و سعى في إطفاء نوره، اللهم نور بنوره كل ظلمه و اكشف به كل غمه و قدم أمامه الرعب و ثبت به القلب و أقم به نصرة الحرب و اجعله القائم المؤمل و الوصي المفصل و الامام المنتظر و العدل المختبر و املأ به الأرض عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا و أعنه على ما وليته و استخلفته و استرعيته

ص: 194

حتى يجري حكمه على كل حكم و يهدي بحقه كل ضلالة و احرسه اللهم بعينك التي لا تنام و اكنفه بركنك الذي لا يرام و اعزه بعزك الذي لا يضام و اجعلني يا إلهي من عدده و مدده و أنصاره و أعوانه و أركانه و أشياعه و أتباعه و أذقني طعم فرحته و البسني ثوب بهجته و احضرني معه لبيعته و تأكيد عقده بين الركن و المقام عند بيتك الحرام و وفقني يا رب للقيام بطاعته و المثوى في خدمته و المكث فى دولته و اجتناب معصيته فان توفيتني اللهم قبل ذلك فاجعلني يا رب ممن يكر فى رجعته و يملك دولته و يتمكن فى أيامه و يستظل تحت أعلامه و يحشر في زمرته و تقر عينه برؤيته بفضلك و إحسانك و كرمك و امتنانك انك ذو الفضل العظيم و المن القديم و الاحسان الكريم).

35 - و فيه ص 264 في دعاء العهد المأمور به في زمان الغيبة يقول روي عن جعفر بن محمد الصادق انه قال: من دعى الى اللّه أربعين صباحا بهذا الدعاء كان من أنصار قائمنا فان مات قبله أخرجه اللّه تعالى من قبره و أعطاه بكل كلمة الف حسنة و محى عنه الف سيئة و هذا هو:

(اللهم رب النور العظيم، و رب الكرسي الرفيع، و رب البحر المسجور، و منزل التوراة و الانجيل و الزبور، و رب الظل و الحرور، و منزل القرآن العظيم، و رب الملائكة المقربين، و الأنبياء و المرسلين، اللهم اني أسألك بوجهك الكريم، و بنور وجهك المنير، و ملك القديم، يا حي يا قيوم، أسألك باسمك الذي اشرقت به السموات و الأرضون، و باسمك الذي يصلح به الأولون و الآخرون، يا حي قبل كل حي يا حي بعد كل حي يا حي حين لا حي يا محي الموتى و مميت الأحياء يا حي لا إله إلا أنت، اللهم بلغ مولانا الامام الهادي (المهدي) القائم بأمرك صلوات اللّه عليه و على آبائه الطاهرين عن جميع المؤمنين و المؤمنات فى مشارق الأرض و مغاربها سهلها و جبلها و برها و بحرها، عني و عن والدي من الصلوات زنة عرش اللّه و مداد كلماته و ما أحصاه علمه و أحاط به كتابه اللهم اني اجدد له فى صبيحة يومي هذا و ما عشت من أمامي عهدا و عقدا و بيعة له في عنقي لا احول عنها و لا أزول أبدا، اللهم اجعلني من أنصاره و أعوانه و الذابين عنه و المسارعين اليه فى قضاء حوائجه و المحامين عنه و السابقين الى إرادته و المستشهدين بين يديه، اللهم

ص: 195

ان حال بيني و بينه الموت الذي جعلته على عبادك حتما مقضيا فأخرجني من قبري مؤتزرا كفني شاهرا سيفي مجردا قناتي ملبيا دعواة الداعي في الحاضر و البادي، اللهم أرني الطلعة الرشيدة و الغرة الحميدة و اكحل ناضري بنظرة مني اليه و عجل فرجه و سهل مخرجه و اوسع منهجه و أسلك محجته و انفذ أمره و اشدد أزره و اعمر اللهم به بلادك و احي به عبادك فانك قلت و قولك الحق ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت أيدي الناس فاظهر اللهم لنا وليك و ابن بنت نبيك المسمى باسم رسولك حتى لا يظفر بشيء من الباطل إلا مزقه و يحق الحق و يحققه و اجعله اللهم مفزعا لمظلوم عبادك و ناصرا لمن لا يجد له ناصرا غيرك و مجددا لما عطل من أحكام كتابك و مشيدا لما ورد من أعلام دينك و سنن نبيك (صلی الله علیه و آله) و اجعله اللهم ممن حصنته من بأس المعتدين، اللهم و سر نبيك محمدا (صلی الله علیه و آله) برؤيته و من تبعه على دعوته و ارحم استكانتنا بعده اللهم اكشف هذه الغمة عن هذه الامة بحضوره و عجل لنا ظهوره انهم يرونه بعيدا و نراه قريبا برحمتك يا أرحم الراحمين) ثم تضرب على فخذك الأيمن بيدك ثلاث مرات و تقول (العجل يا مولاي يا صاحب الزمان) ثلاثا

36 - و فيه ص 265 أيضا فيما يقرء من الدعاء فى السرداب بعد الصلاة اوله

(اللهم ادفع عن وليك و خليفتك و حجتك على خلقك و لسانك المعبر عنك و الناطق بحكمتك و عينك الناظرة باذنك و شاهدك على عبادك الحجاج المجاهد العائذ بك العائد عندك و أعذه من شر جميع ما خلقت و برئت و انشأت و صورت و احفظه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله و من فوقه و من تحته بحفظك الذي لا يضيع من حفظته به و احفظ فيه رسولك و آبائه السادة أئمتك و دعائم دينك و اجعله في وديعتك التي لا تضيع و فى جوارك الذي لا يخفر و فى منعك و عزك الذي لا يقهر و آمنه بأمانك الوثيق الذي لا يخذل من آمنته و اجعله فى كنفك الذي لا يرام من كان فيه و انصر بنصرك العزيز و أيده بجندك الغالب و قوه بقوتك و اردفه بملائكتك و وال من والاه و عاد من عاداه و البسه درعك الحصينة و حفه بالملائكة حفا اللهم اشعب به الصدع و ارتق به الفتق و امت به الجور و اظهر به العدل و زين بطول بقائه الأرض و أيده بالنصر و انصره بالرعب و قو ناصريه و اخذل خاذليه و دمدم على من نصب له و دمر على من غشه و اقتل به جبابرة

ص: 196

الكفرة و عمده و دعائمه و اقصم به رؤوس الضلالة و شارعة البدع و مميتة السنة و مقوية الباطل و ذلل الجبارين و ابر به الكافرين و جميع الملحدين فى مشارق الأرض و مغاربها و برها و بحرها و سهلها و جبلها حتى لا تدع منهم ديارا و لا تبقى لهم آثارا، اللهم طهر به بلادك و اشف منهم عبادك و اعز به المؤمنين و احي به سنن المرسلين و دارس حكم النبيين و جدد به ما امتحى من دينك و بدلا من حكمك حتى تعيد دينك به و على يديه جديدا غضا محضا صحيحا لا عوج فيه و لا بدعة معه و حتى تنير بعدله ظلم الجور و تطفي به نيران الكفر و توضح به معاقد الحق و مجهول الباطل فانه عبدك الذي استخلصته لنفسك و اصطفيته على غيبك و عصمته من الذنوب و برأته من العيوب و طهرته من الرجس و سلمته من الدنس اللهم فانا نشهد له يوم القيامة و يوم حلول الطامة انه لم يذنب ذنبا و لا اتى حوبا و لم يرتكب معصية و لم يضيع لك طاعة و لم يهتك لك حرمة و لم يبدل لك فريضة و لم يغير لك شريعة و انه الهادي المهتدي الطاهر التقي النقي الرضي المرضي الزكي، اللهم اعطه فى نفسه و أهله و ذريته و امته و جميع رعيته ما تقر به عينه و تسر به نفسه و تجمع له ملك المماليك قريبها و بعيدها و عزيزها و ذليلها حتى يجري حكمه على كل حكم و يغلب بحقه على كل باطل، اللهم اسلك بنا على يديه منهاج الهدى و المحجة العظمى و الطريقة الوسطى حتى يرجع اليه العالي و يلحق به التالي و قونا على طاعته و ثبتنا على متابعته و امنن علينا بمبايعته و اجعلنا فى حزبه القوامين بأمره الصابرين معه الطالبين رضاك بمناصحته حتى تحشرنا يوم القيامة فى انصاره و أعوانه و مقوية سلطانه و اجعل ذلك خالصا من كل شك و شبهة و رياء و سمعة حتى لا نعتمد به غيرك و لا نطلب به إلا وجهك و حتى تحلنا محله و تجعلنا في الجنة معه و أعذنا من السأمة و الكسل و الفترة و اجعلنا ممن تنتصر به لدينك و تعز به نصر وليك و لا تستبدل بنا غيرنا فان استبدالك بنا غيرنا عليك يسير و هو علينا كثير، اللهم نور به كل ظلمة و هد به كل بدعة و اهدم بعزه كل ضلالة و اقصم به كل جبار و اخمد بسيفه كل نار و اهلك بعدله جور كل جائر و اجر حكمه على كل حاكم و أذل بسلطانه كل سلطان، اللهم اذل كل من ناواه و اهلك كل من عاداه و امكر بمن كاده و استأصل من جحد حقه و استهان بأمره و سعى فى

ص: 197

اطفاء نوره و اخماد ذكره. اللهم صل على محمدنا المصطفى و علي المرتضى و فاطمة الزهراء و الحسن الرضي و الحسين المصفى و جميع الأوصياء مصابيح الدجى و أعلام الهدى و منار التقي و العروة الوثقى و الحبل المتين و الصراط المستقيم و صل على وليك و ولاة عهدك و الأئمة من ولده و مد فى أعمارهم و زد في آجالهم و بلغهم أقصى آمالهم دينا و دنيا و آخرة انك على كل شيء قدير).

37 - و فيه ص 293 فى الدعاء المتضمن للتوسل بكل واحد من الأئمة أوله:

(اللهم صل على محمد و أهل بيته و أسألك بحق محمد و ابنته و إبنيها الحسن و الحسين عليهم السلام إلا أعنتني على طاعتك و رضوانك - الى قوله - اللهم بحق وليك و حجتك على عبادك و بقيتك في أرضك (المنتقم) لك من أعدائك و أعداء رسولك بقية آبائه الطاهرين و وارث أسلافه الصالحين صاحب الزمان صلى اللّه عليه و على آبائه الكرام المتقدمين الأخيار إلا تداركتني به و نجيتني من كل كرب و هم) الدعاء.

38 - فى مهج الدعوات لابن طاووس العلوي ص 16 فى باب الأحراز في حرز الامام زين العابدين عليه السلام أوله:

(يا أسمع السامعين يا أبصر الناظرين - الى قوله - اللهم صل على محمد المصطفى و على علي المرتضى و فاطمة الزهراء و خديجة الكبرى و الحسن المجتبى و الحسين الشهيد بكربلا و على علي بن الحسين زين العابدين و محمد بن علي الباقر و جعفر بن محمد الصادق و موسى بن جعفر الكاظم و علي بن موسى الرضا و محمد بن علي التقي و علي بن محمد النقي و الحسن بن علي العسكري و الحجة (القائم) المهدي بن الحسن الامام المنتظر صلوات اللّه عليهم أجمعين اللهم وال من والاهم و عاد من عاداهم و انصر من نصرهم و اخذل من خذلهم و العن من ظلمهم و عجل فرج آل محمد و انصر شيعة آل محمد و اهلك أعداء آل محمد و ارزقني رؤية قائم آل محمد و اجعلني من اتباعه و أشياعه و الراضين بفعله برحمتك يا أرحم الراحمين).

39 - و فيه ص 60 في قنوت محمد بن علي التقي «ع» أوله:

(اللهم أنت الأول بلا أولية معدودة و الآخر بلا آخرية محدودة - الى قوله فأيد - اللهم الذين آمنوا علي عدوك و عدو أوليائك فأصبحوا ظاهرين و الى

ص: 198

الحق داعين و للامام المنتظر (القائم) بالقسط تابعين و جدد اللهم على أعدائك و أعدائهم نارك و عذابك الذي لا تدفعه عن القوم الظالمين اللهم صل على محمد و آل محمد و قو ضعف المخلصين لك بالمحبة المشايعين لنا بالموالاة المتبعين لنا بالتصديق و العمل الموازنين لنا بالمواساة فينا المحبين ذكرنا عند اجتماعهم و شد اللهم ركنهم و سدد اللهم دينهم الذي ارتضيته لهم و اتمم عليهم نعمتك و خلصهم و استخلفهم و سد اللهم فقرهم و المم اللهم شعث فاقتهم) الدعاء.

40 - و فيه ص 52 في قنوت مولانا الباقر «ع»:

(اللهم فان القلوب قد بلغت الحناجر و النفوس قد علت التراقي و الأعمار قد نفدت بالانتظار لا من نقص استبصار و لا عن اتهام مقدار و لكن لما تعاني من معاصيك و الخلاف عليك فى أوامرك و نواهيك و التلعب بأوليائك و مظاهرة أعدائك اللهم فقرب ما قد قرب و اورد ما قددنا و حقق ظنون الموقنين و بلغ المؤمنين تأميلهم من إقامة حقه و نصر دينك و إظهار حجتك و الانتقام من اعدائك و رواه في صلاة البحار ج 18 ص 382.

41 - و فيه ص 60 في قنوت مولانا محمد بن علي الرضا عليه السلام:

(فأيد اللهم الذين آمنوا على عدوك و عدو أوليائك فأصبحوا ظاهرين و الى الحق داعين و للامام المنتظر القائم بالقسط تابعين و جدد اللهم على أعدائك و اعداءهم نارك و عذابك اللهم لا تدفعه عن القوم الظالمين اللهم صل على محمد و آل محمد و قو ضعف المخلصين لك بالمحبة المشايعين لنا بالموالاة المتبعين لنا بالتصديق و العمل المؤازرين لنا بالمواساة فينا المحبين ذكرنا عند اجتماعهم و شد اللهم ركنهم و سدد اللهم دينهم الذي ارتضيته لهم و اتمم عليهم نعتك و خلصهم و استخلصتهم و سد اللهم فقرهم و المم اللهم شعث فاقتهم و اغفر اللهم ذنوبهم و خطاياهم و لا تزغ قلوبهم بعد أذ هديتهم و لا تخلهم اي رب بمعصيتهم و احفظ لهم ما منحتهم به من الطهارة بولاية أوليائك و البرائة من أعدائك انك سميع مجيب و صلى اللّه على محمد و آله الطاهرين.

42 - و فيه ص 62 عنه السلام في قنوته:

(اللهم اقصم الجبارين و ابر المفترين و ابد الأفاكين الذين اذا تتلى عليهم آيات الرحمان قالوا أساطير الأولين و انجز لي وعدك انك لا تخلف الميعاد و عجل فرج

ص: 199

كل طالب مرتاب انك لبالمرصاد للعباد.

43 - و فيه ص 62 في قنوت مولانا الحسن بن علي العسكري أوله:

(يا من غشي نوره الظلمات يا من أضاعت بقدسه الفجاج المتوعرات يا من خشع له أهل الأرض و السماوات يا من بخع له بالطاعة كل متجبر عات يا عالم الضمائر المستخفيات وسعت كل شيء رحمة و علما فاغفر للذين تابوا و اتبعوا سبيلك و قهم عذاب الجحيم و عاجلهم بنصرك الذي وعدتهم انك لا تخلف الميعاد و عجل اللهم احتياج أهل الكيد و آوهم الى شر دار فى أعظم نكال و أقبح متاب اللهم انك حاضر أسرار خلقك و عالم بضمائرهم و مستغن لو لا الندب باللجاء الى تنجز ما وعدته اللاجىء عن كشف مكانهم).

44 - و فيه ص 63 في قنوته عليه السلام و أمر أهل قم بذلك لما شكوا من موسى بن بغى أوله:

(الحمد للّه شكرا لنعمائه - الى قوله - اللهم و ارنا أنصاره عباديد بعد الالفة و شتى بعد اجتماع الكلمة و مقنعي الرؤوس بعد الظهور على الامة و اسفر لنا عن نهار العدل و ارناه سرمدا لا ظلمة فيه و نورا لا شوب معه و اهطل علينا ناشئة و انزل علينا بركته و ادل له ممن ناواه و انصره على من عاداه اللهم و اظهر الحق و اصبح به في غسق الظلم و بهم الحيرة، اللهم و احي به القلوب الميتة و اجمع به الأهواء المتفرقة و الآراء المختلفة و أقم به الحدود المعطلة و الأحكام المهملة و اشيع به الخماص و أرح به الأبدان اللاعنة المتعبة كما ألهجتنا بذكره و أخطرت ببالنا دعائك له و وفقتنا للدعاء اليه و حياشة أهل الغفلة عنه و أسكنت فى قلوبنا محبته و الطمع فيه و حسن الظن بك لاقامة مراسمه اللهم فأت لنا منه على أحسن يقين يا محقق الظنون الحسنة، و يا مصدق الآمال المبطنة، اللهم اكذب به المتالين عليك و فيه و اخلف به ظنون القانطين من رحمتك و الآيسين، اللهم اجعلنا سببا من أسبابه و علما و أعلامه و معقلا من معاقله و نصر وجوهنا بتحيلته و أكرمنا بنصرته و اجعل فينا خيرا تظهرنا له به و لا تشمت بنا حاسدي النعم و المتربصين بنا حلول الندم و نزول المثل فقد ترى برائة ساحتنا و حلو ذرعنا من الاضمار على آحنة و التمني «25 ج 2 الشيعة و الرجعة»

ص: 200

لهم وقوع جائحة و ما تنازل من تحصينهم بالعافية و ما أضبوء من انتهاز الفرصة و طلب الوثوب بنا عند الغفلة، اللهم و قد عرفتنا من أنفسنا و بصرتنا من عيوبنا خلالا نخشى أن تقعد بنا عن اشتهار إجابتك و أنت المتفضل على غير المستحقين و المبتدىء بالاحسان غير السائلين فآت لنا من أمرنا على حسب كرمك و جودك و فضلك و امتنانك انك تفعل ما تشاء و تحكم ما تريد إنا اليك راغبون و من جميع ذنوبنا تائبون، اللهم و الداعي اليك (و القائم) بالقسط من عبادك الفقير الى رحمتك المحتاج الى معونتك على طاعتك اذا إبتدأته بنعمتك و البسته أثواب كرامتك و القيت عليه محبة طاعتك و ثبت و طأته فى القلوب من محبتك و وفقته للقيام بما أغمض فيه أهل زمانه من أمرك و جعلته مفزعا لمظلوم عبادك و ناصرا لمن لا تجد ناصرا غيرك و مجددا لما عطل من أحكام كتابك و مشيدا لما ورد من أعلام دينك و سنن نبيك عليه و آله سلامك و صلواتك و رحمتك و بركاتك فاجعله اللهم فى حصانة من بأس المعتدين و اشرق به القلوب المختلفة من بغاة الدين و بلغ به افضل ما بلغت به القائمين بقسطك من اتباع النبيين اللهم اذلل به من لم تسهم في الرجوع الى محبتك و من نصب له العداوة و ارم بحجرك الدامغ من أراد التأليب على دينك باذلاله و تشتيت أمره و اغضب لمن لا تره و لا طائله و عاد الأقربين و الأبعدين فيك منا منك لا منا منه عليك اللهم فكما نصب نفسه غرضا فيك للابعدين و جاد بذل مهجته لك في الذب عن حريم المؤمنين و رد شر بغات المرتدين المريدين حتى اخفى ما كان جهر به من المعاصي و ابدأ ما كان نبذه العلماء وراء ظهورهم مما اخذت ميثاقهم على أن يبينوه للناس و لا يكتموه و دعى الى افرادك بالطاعة و ان لا يجعل لك شريكا من خلقك يعلو أمره على أمرك ما يتجرعه فيك من مراراة الغيض الجارحة بحواس القلوب و ما يعتوره من الغموم و يفزع عليه من أحداث الخطوب و يشرق به من الغصص التي لا تبتلعها الحلوق و لا تحنو عليها الضلوع من نضرة الى أمر من أمرك و لا تناله يده بتغييره و رده الى محبتك فاشدد اللهم أزره بنصرك و اطل باعه فيما قصر عنه من اطراد الراتعين فى حماك و زده فى قوته بسطة من تأييدك و لا توحشنا من انسه و لا تخترمه أمله من الصلاح الفاشي في أهل ملته و العدل المظاهر فى امته اللهم و شرف بما تقبل به من القيام بأمرك لدى

ص: 201

موقف الحساب مقامه و سر نبيك محمد صلواتك عليه و آله برؤيته و من تبعه على ما دعوته و اجزل له على ما رأيته قائما به من أمرك ثوابه و أين قرب دنوه منك فى حياته و ارحم به استكانتنا من بعده و استحذائا لمن كنا نقمعه اذا فقدتنا وجهه و بسطت أيدي من كنا نبسط أيدينا عليه لنرده عن معصيته و افترقنا بعد الالفة و الاجتماع تحت ظل كتفه و تلهفنا عند الفوت على ما أقعدتنا عنه من نصرته و طلبنا من القيام بحق ما لا سبيل لنا الى رجعته و اجعله اللهم فى أمن مما يشفق عليه منه و رد عنه من سهام المكائد ما يوجهه أهل الشنان اليه و الى شركائه في أمره و معاونيه على طاعة ربه الذين جعلت سلاحه و حصنه و مفزعه و انسه الذين سلوا عن الأهل و الأولاد و جفوا الوطن و عطلوا الوثير من المهاد و رفضوا تجاراتهم و أضروا بمعائشهم و فقدوا فى أنديتهم بغير غيبة عن مصرهم و خالفوا البعيد ممن عاضدهم على أمرهم و قلوا القريب ممن صد عن وجهتهم فأتلفوا بعد التدابر و التقاطع فى دهرهم و قطعوا الأسباب المتصلة بعاجل حطام الدنيا فاجعلهم اللهم في أمن حرزك و ظل كنفك و رد عنهم بأس من قصد اليهم بالعداوة و اجزل لهم على دعوتهم من كفايتك و معونتك و أمدهم بتأييدك و ازهق بحقهم باطل من أراد اطفاء نورك و املأ بهم كل افق من الآفاق و قطر من الأقطار قسطا و عدلا و مرحمة و فضلا و أشكرهم على حسب كرمك و جودك و ما مننت به القائمين بالقسط من عبادك و ادخرت لهم من ثوابك ما يرفع لهم به الدرجات انك تفعل ما تشاء و تحكم ما تريد).

45 - و فيه ص 67 فى قنوت مولانا الحجة محمد بن الحسن المهدي المنتظر عليه السلام أوله:

(اللهم صل على محمد و آل محمد و اكرم أولياءك بانجاز وعدك و بلغهم درك ما يأملونه من نصرك و اكفف عنهم بأس من نصب الخلاف عليك و تمرد بمنعك على ركوب مخالفتك و استعان برفدك على فل حدك و قصد لكيدك بأيديك و وسعته حلما لتأخذه على جهرة و تستأصل على عزة فانك اللهم قلت و قولك الحق: (حتى اذا أخذت الأرض و ظن أهلها انهم قادرون عليها اتيها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون) و قلت (فلما آسفونا انتقمنا منهم) و ان الغاية عندنا قد تناهت و إنا لغضبك غاضبون

ص: 202

و إنا على نصر الحق متعاصبون و الى ورود أمرك مشتاقون و لأنجاز وعدك مرتقبون و لحلول وعيدك بأعدائك متوقعون اللهم فأذن بذلك و افتح طرقاته و سهل خروجه و وطأ مسالكه و اشرع شرائعه و أيد جنوده و أعوانه و بادر بأسمك القوم الظالمين و ابسط سيف نقمتك على أعدائك المعاندين و خذ بالثأر انك جوار مكار).

46 - و فيه ص 68 أيضا في قنوته عليه السلام أوله:

(اللهم مالك الملك - الى قوله - أسألك على محمد و آل محمد خيرتك من خلقك فصل عليهم بأفضل صلواتك و صل على جميع النبيين و المرسلين الذين بلغوا عنك الهدى و اعقدوا لك المواثيق بالطاعة و صل على عبادك الصالحين يا من لا يخلف الميعاد انجز لي ما وعدتني و اجمع لي أصحابي و صبرهم و انصرني على أعدائك و أعداء رسولك و لا تخيب دعوتي فاني عبدك و ابن عبدك و ابن أمتك أسير بين يديك سيدي أنت الذي مننت علي بهذا المقام و تفضلت علي دون كثير من خلقك أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تنجز ما وعدتني انك أنت الصادق و لا تخلف الميعاد و أنت على كل شيء قدير).

47 - في ج 18 من بحار الأنوار ص 435 في باب ما يختص بتعقيب فريضة الظهر يقول نقلا عن اختيار ابن الباقي عن مولانا الصادق «ع» انه من قرء بعد كل فريضة هذا الدعاء فانه يرى الامام (م ح م د) بن الحسن عليه و على آبائه السلام في اليقظة أو فى المنام:

(بسم اللّه الرحمن الرحيم اللهم بلغ مولاي صاحب الزمان أينما كان و حيث ما كان من مشارق الأرض و مغاربها سهلها و جبلها عني و عن والدي و عن ولدي و اخواني التحية و السلام عدد خلق اللّه و زنة عرش اللّه و ما أحصاه كتابه و أحاط به علمه اللهم اني اجدد له في صبيحة هذا اليوم و ما عشت فيه من أيام حياتي عهدا و عقدا و بيعة له في عنقي لا أحول عنها و لا أزول اللهم اجعلني من من أنصاره و نصاره و الذابين عنه و الممتثلين لأوامره و نواهيه فى أيامه و المستشهدين بين يديه اللهم فان حال بيني و بينه الموت الذي جعلته على عبادك حتما مقضيا فاخرجني من قبري مؤتزا كفني شاهرا سيفي مجردا قناتي ملبيا دعوة الداعي

ص: 203

في الحاضر و البادي اللهم أرني الطلعة الرشيدة و الغرة الحميدة و اكحل بصري بنظرة مني اليه و عجل فرجه و سهل مخرجه اللهم اشدد أزره و قو ظهره و طول عمره اللهم اعمر به بلادك و احي به عبادك فانك قلت و قولك الحق: (ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النّاسِ) فاظهر اللهم لنا وليك و ابن بنت نبيك المسمى باسم رسولك صلواتك عليه و آله حتى لا يظفر بشيء من الباطل إلا فرقة و يحق اللّه الحق بكلماته و يحققه اللهم اكشف هذه الغمة عن هذه الامة بظهوره انهم يرونه بعيدا و نراه قريبا و صلى اللّه على محمد و آله).

48 - و فيه ص 429 نقلا عن الكافى عن محمد بن الفرج الثقة عن أبي جعفر ابن الرضاء قال اذا انصرفت من صلاة مكتوبة فقل:

(رضيت باللّه ربا و بمحمد (صلی الله علیه و آله) نبيا و بالاسلام دينا و بالقرآن كتابا و بفلان و فلان أئمة اللهم وليك فلان فاحفظه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله و من فوقه و من تحته و امدد له في عمره و اجعله (القائم) بأمرك و المستنصر لدينك و أره ما يحب و تقر به عينه في نفسه و في ذريته و فى أهله و ماله و فى شيعته و في عدوه و أره منه ما يحذرون و أره فيهم ما يحب و تقر به عينه و اشف به صدورنا و صدور قوم مؤمنين).

49 - و فيه ص 439 نقلا عن فلاح السائل فيما يختص بتعقيب فريضة الظهر قال من المهمات عقيب صلاة الظهر الاقتداء بالصادق عليه السلام الدعاء للمهدي الذي بشر به محمد رسول اللّه امته فى صحيح الروايات و وعدهم انه يظهر في آخر الأوقات كما رواه أبو محمد هارون الدنبلي عن أبي علي محمد بن الحسن بن محمد بن جمهور العمي عن أبيه محمد بن جمهور عن أحمد بن الحسن السكرى عن عباد بن محمد المدايني قال دخلت على أبي عبد اللّه بالمدينة حين فرغ من مكتوبة الظهر و قد رفع يديه الى السماء و هو يقول:

(اي سامع كل صوت اي جامع كل فوت اي بارىء كل نفس بعد الموت اي باعث اي وارث اي سيد السادات اي إله الآله اي جبار الجبابرة اي مالك الدنيا و الآخرة اي رب الأرباب اي ملك الملوك اي بطاش اي ذا البطش الشديد اي فعالا لما يريد اي محصي عدد الأنفاس و نقل الأقلام اي من السر عنده علانية اي

ص: 204

مبعد اي معيد أسألك بحقك على خيرتك من خلقك و بحقهم الذي أوجبت لهم على نفسك أن تصلي على محمد و آل محمد أهل بيته و إن تمن على الساعة بفكاك رقبتي من النار و انجز لوليك و ابن نبيك الداعي اليك باذنك و أمينك في خلقك و عينك فى عبادك و حجتك على خلقك عليه صلواتك و بركاتك اللهم أيده بنصرك و انصر عبدك و قو أصحابه و صبرهم و افتح لهم من لدنك سلطانا نصيرا و عجل فرجه و أمكنه من أعدائك و أعداء رسولك يا أرحم الراحمين).

قال قلت أليس دعوت لنفسك جعلت فداك؟ قال دعوت لنور آل محمد و سابقهم (و المنتقم) بأمر اللّه من أعدائهم قلت متى يكون خروجه جعلني اللّه فداك؟ قال اذا شاء من له الخلق و الأمر قلت فله علامة قبل ذلك؟ قال نعم علامات كثيرة قلت مثل ماذا؟ قال خروج راية من المشرق و راية من المغرب و فتنة تظل أهل الزوراء و خروج رجل من ولد عمي زيد باليمن و انتهاب ستارة البيت و يفعل اللّه ما يشاء.

50 - و فيه ص 440 عن فلاح السائل قال و من المهمات بعد صلاة العصر الاقتداء بمولانا موسى بن جعفر الكاظم صلوات اللّه عليهم فى الدعاء لمولانا المهدي صلوات اللّه عليه كما رواه محمد بن بشير الازدي عن أحمد بن عمر الكاتب عن الحسن ابن محمد بن جمهور العمي عن أبيه محمد بن جمهور عن يحيى بن الفضل النوفلي قال دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر «ع» ببغداد حين فرغ من صلاة العصر فرفع يديه الى السماء و سمعته يقول:

(أنت اللّه لا إله إلا أنت الأول و الآخر و الظاهر و الباطن و أنت اللّه لا إله إلا أنت اليك زيادة الأشياء و نقصانها و أنت اللّه لا إله إلا أنت خلقت خلقك بغير معونة من غيرك و لا حاجة اليهم و أنت اللّه لا إله إلا أنت منك المشيئة و اليك البداء أنت اللّه لا إله إلا أنت قبل القبل و خالق القبل أنت اللّه لا إله إلا أنت بعد البعد و خالق البعد أنت اللّه لا إله إلا أنت تمحو ما تشاء و تثبت و عندك ام الكتاب أنت اللّه لا إله إلا أنت غاية كل شيء و وارثه أنت اللّه لا إله إلا أنت لا يغرب عنك الدقيق و لا الجليل أنت اللّه لا إله إلا أنت لا تخفى عليك اللغات و لا تشابه عليك الأصوات كل يوم انت فى شأن لا يشغلك شأن عن شأن عالم الغيب و اخفى

ص: 205

ديان يوم الدين مدبر الامور باعث من في القبور تحيي العظام و هي رميم اسألك باسمك المكنون المخزون الحي القيوم الذي لا يخيب من سالك به اسألك ان تصلي على محمد و آل محمد و ان تعجل فرج (المنتقم) لك من اعدائك و انجز له ما وعدته يا ذا الجلال و الاكرام).

قال قلت من المدعو له؟ قال ذلك المهدى من آل محمد ثم قال (بابي المنفدح البطن المقرون الحاجبين اخمش الساقين ابعد ما بين المنكبين أسمر اللون يعتوره مع سمرته صفرة من سهر الليالي بأبي من ليله يرعى النجوم ساجدا و راكعا بأبي من لا يأخذ فى اللّه لومة لائم مصباح الدجى (القائم) بأمر اللّه) قلت و متى خروجه؟ قال:

(اذا رأيت العساكر بالأنبار على شاطىء الفرات و الصراط و الدجلة و هدم قنطرة الكوفة و احراق بعض بيوتات الكوفة فاذا رأيت ذلك فان اللّه يفعل ما يشاء لا غالب لأمر اللّه و لا معقب لحكمه).

(قال الطبسي): «لا يقال» ما ذكرتم إنما ورد في حق (المنتقم) المهدي المنتظر فلا يدل على الرجعة، فانه يقال قد مر الكلام مستوفى في الجزء الاول بأن المنتقم منه أعم من الموجود حال ظهوره و ممن مات و تقدم موته على ظهوره على ما قلنا بأن هذا الحشر خاص لا عام فيرجع ما خص الكفر و ما خص الايمان.

51 - و فيه ص 447 في تعقيب فريضة المغرب نقلا عن فلاح السائل مما روى عن مولاتنا فاطمة عليها السلام و هو:

(الحمد للّه الذي لا يحصى مدحته القائلون - الى قولها عليها السلام - اللهم صل على محمد و آل محمد صلاة يشهد الأولون مع الأبرار و سيد المرسلين و خاتم النبيين و قائد الخير و مفتاح الرحمة) قال شيخنا العلامة فى البيان (صلاة يشهد بها الأولون - الى - رحمة تصير سببا لحضور الأنبياء و الأوصياء المتقدمين مع الأبرار من الأئمة الطاهرين و سيد المرسلين صلى اللّه عليهم لنصرتهم و الانتقام من أعدائهم في الرجعة) كما شهدت به الأخبار و لعل فيه سقطا و تصحيفا.

52 - و فيه ص 468 نقلا عن المصباحين أيضا فى التعقيب المختص بصلاة الفجر المعروف بدعاء الحريق أوله:

(اللهم اني أصبحت اشهدك و كفى بك شهيدا - الى أن يقول - اللهم صل

ص: 206

على محمد و آل محمد و أهل بيته الطيبين الطاهرين و عجل اللهم فرجهم و فرجي و فرج عن كل مهموم من المؤمنين و المؤمنات اللهم صل على محمد و آل محمد و ارزقني نصرهم و اشهد فى أيامهم و اجمع بيني و بينهم في الدنيا و الآخرة).

53 - و فيه ص 473 نقلا عن الفقيه عن الصادق «ع» في أدعية صلاة الصبح

(اللهم صل على محمد و آل محمد و اوسع علي فى رزقي و امدد لي في عمرى و انشر من رحمتك و اجعلني ممن تنتصر به لدينك و لا تستبدل بي غيري).

54 - و فيه ص 485 نقلا عن المصباح كتب أبو ابراهيم الى عبد اللّه بن جندب فقال اذا سجدت فقل:

(اللهم اني اشهدت و كفى باللّه شهيدا و اشهد ملائكتك و أنبيائك و رسلك و جميع خلقك بأنك أنت اللّه ربي و الاسلام ديني و محمد نبيي و علي وليي و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسي بن جعفر و علي ابن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و الخلف الصالح صلواتك عليهم أجمعين أئمتي بهم أتولاه و من أعدائهم أتبرء اللهم اني أنشدك بدم المظلوم ثلاثا اللهم اني أنشدك برأيك على نفسك لأوليائك لتظهرنهم على عدوك و عدوهم و على المتحفظين من آل محمد ثلاثا - و تقول - اللهم اني أنشدك برأيك على نفسك لأعدائك لتهلكنهم و لتجزينهم بأيديهم و أيدي المؤمنين أن تصلي على محمد و آل محمد و على المتحفظين من آل محمد، الخ).

قال العلامة المجلسي فى البيان و الوأي اشارة الى قوله: (وعد اللّه الذين منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض كما استخلف الذين من قبله و ليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى و ليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا) ثم قال و الباء اما سببية اي انشدك بسبب وعدك او صلة للنشد اي اقسم عليك بحق وعدك و قال فى اكثر النسخ و الدعاء بايواءك و لم يرد فى اللغة بهذا المعنى و لكن ما اهمله اهل اللغة من الاستعمالات و الاشتقاقات كثيرة يمكن ان يكون هذا منها.

(قال الطبسي): قال الشيخ الأوحد في مجمع البحرين في مادة واء فى حديث القدسي قد وأيت على نفسي ان اذكر فى ذكر من واي جعلته وعدا على نفسي من الوأي اي الوعد الذي يوثقه الرجل على نفسه و يعزم على الوفاء

ص: 207

به و منه و أيته و أيا وعدته و منه كان له عنده و أي و الوأي يقال للعدة المضمونة و منه قوله و من كان له عنده و أي فليحضر.

55 - و فيه ص 494 نقلا عن المكارم كان الصادق «ع» يقول اذا اصبح

(بسم اللّه و باللّه و الى اللّه و من اللّه و فى سبيل اللّه و علي ملة رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) - الى قوله - و لكن امتني على فراشي في طاعتك و طاعة رسولك (صلی الله علیه و آله) مصيبا للحق غير مخطىء او في الصف الذي نعت اهله في كتابك فقلت: (كأنهم بنيان مرصوص للحق غير مخطىء، الدعاء).

56 - و في ج 18 من بحار الأنوار ص 517 في باب ادعية الساعات في الساعة الثانية عشر من اصفرار الشمس الى غروبها للخلف الحجة عليه السلام نقلا عن مصباح المتهجدين:

(يا من توحد بنفسه عن خلقه يا من غنى عن خلقه بصنعه يا من عرف نفسه خلقه بلطفه يا من سلك بأهل طاعته مرضاته يا من اعان اهل محبته على شكره يا من من عليهم بدينه و لطف لهم بنائله اسألك بحق وليك الخلف الصالح بقيتك فى ارضك (المنتقم) لك من اعدائك و اعداء رسولك و بقية آبائه الصالحين الحجة ابن الحسن و الفزع به و اقدمه بين يدي حوائجي ان تصلي على محمد و آل محمد).

57 - و فيه ص 536 و هو خاص لآل محمد (صلی الله علیه و آله):

(اللهم اني اسألك بك و منك و بعبدك الذي جعلته سفيرا بينك و بين خلقك و خلقته من نورك و نفخت فيه من روحك و استودعته فيه من عملك و علمته من كتابك و امنته على وحيه و استأثرته فى علم الغيب لنفسك ثم اتخذته حبيبا نبيا و خليلا اللهم بك و به و بك إلا جعلتني ممن اتولى مع اوليائه و اتبرء من اعدائه اللهم كما جعلتني فى دولته و كونتني في كرته و اخرجتني في كوره و اظهرتني في دوره و دعوتني الى ملته و جعلتني من امته و جنوده فاجعلني من خاصة اوليائه و خواص احبائه و قربني اليه، الخ).

(قال الطبسي): لا يخفى ما في الاشارة فيه الى الدولة الحقة و السلطنة العامة التي وعدها اللّه غلبتها على جميع الاعادي و الأديان ضرورة ان الأدوار المحمدية «26 ج 2 الشيعة و الرجعة»

ص: 208

و ظهور الآثار و الأنوار الأئمة الأثنى عشرية إنما هي في هذه النشأة الدنيوية كما مر مرارا فى الآيات القرآنية قوله: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) الآية قال الامام المجلسي (ره) بيان في كرته أي في دولتك التي عادت بظهوره أي فى غلبته على الاعادي و كذا فى كوره أي فى رجوع الأمر اليه.

58 - و فيه ص 572 فى كيفية صلاة(1) الليل و الشفع:

(اللهم اظهر الحق و أهله و اجعلني ممن أقول به و أنتظره اللهم قوم قائم آل محمد و اظهر دعوته رضا من آل محمد اللهم اظهر رايته و قو عزمه و عجل خروجه و انصر جيوشه و اعضد أنصاره و ابلغ طلبته و انجح أمله و اصلح شأنه و قرب أوانه فانك تبدء و تعيد و انت الغفور الودود اللهم املأ به الدنيا قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا اللهم انصر جيوش المؤمنين و سراياهم و مرابطيهم حيث كانوا و أين كانوا من مشارق الأرض و مغاربها و انصرهم نصرا عزيزا و افتح لهم فتحا يسيرا و اجعل لنا و لهم من لدنك سلطانا نصيرا اللهم اجعلنا من أتباعه و المستشهدين بين يديه، الدعاء).

59 - و فيه ص 580 في كيفية صلاة الليل نقلا عن مصباح الشيخ على الهامش فى من كان له عدو يؤذيه فليقل في السجدة الثانية من الركعتين الأوليتين

(اللهم ان فلان بن فلان - الى قوله - و بكل اسم دعاءك به حملة عرشك و ملائكتك و أنبياؤك و رسلك و أهل طاعتك من خلقك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تعجل فرج وليك و ابن وليك و تعجل خزي أعدائه).

60 - و فيه ص 594 عن مصباح المتهجد يدعو بعد الوتر أوله:

(سبحان ربي الملك القدوس - الى قوله - و أمتني على فراشي أو في الصف الذي نعت أهله في كتابك فقلت (كأنهم بنيان مرصوص) على طاعتك و طاعة رسولك صلواتك عليه و آله مقبلا على عدوك غير مدبر عنه يا أرحم الراحمين).

61 - و فيه ص 755 في أعمال يوم الجمعة من جملته:

(اللهم و على الباقي منهم فترحم و ما وعدتهم من نصرك فتمم و أشياعهم من كل).

ص: 209


1- رواه في فقه الرضا فى دعاء الوتر و ما يقال فيه أوله: (لا إله إلا اللّه الحكيم الكريم).

سوء سلم و بهم يا رب العالمين جناح الكفر فحطم و أموال الظلمة وليك فغنم و كن لهم وليا و حافظا و ناصرا و اجعلهم و المؤمنين أكثر نفرا و انزل عليهم من السماء ملائكة أنصارا و ابعث لهم من أنفسهم لدعاء أسلافهم ثارا و لا تدع على الأرض من الكافرين ديارا و لا تزد الظالمين إلا خسارا اللهم مد لآل محمد و أشياعهم فى الآجال و خصهم بصالح الأعمال و لا تجعلنا ممن يستبدل بهم الابدال يا ذا الجود و الفعال اللهم خص آل محمد بالوسيلة و اعطهم أفضل الفضيلة و اقض لهم فى الدنيا بأحسن القضية و احكم بينهم و بين عدوهم بالعدل و الوفاء و اجعلنا يا رب لهم اعوانا و وزرائه و لا تشمت بنا و بهم الأعداء اللهم احفظ آل محمد و أتباعهم و أوليائهم بالليل و النهار من أهل الجحد و الانكار و اكفهم حسد كل حاسد متكبر جبار و سلطهم على كل ناكث حتى يقضوا من عدوك و عدوهم الأوطار و اجعل عدوهم مع الأذلين و الأشرار و كبهم على وجوههم في النار انك الواحد القهار اللهم و كن لوليك في خلقك وليا و حافظا و قائدا و ناصرا حتى تسكنه أرضك طوعا تمتعه منها طولا و عرضا و تجعله و ذريته منها الائمة الوارثين و اجمع له شمله و اكمل له أمره و اصلح له رعيته و ثبت ركنه و افرغ الصبر منك عليه حتى ينتقم فيشتفي و يشفي خزازات قلوب بغلة و حرارات صدور و غرة و حرات نفس تربة من دماء مسفوكة و أرحام مقطوعة مجهولة قد أحسنت اليه البلاء و وسعت عليه الآلاء و أتممت عليه النعماء فى الحفظ منك، الدعاء).

62 - و فيه ص 775 في باب صلاة الحوائج و الأدعية لها يوم الجمعة برواية عاصم بن حميد الثقة الصدوق قال قال أبو عبد اللّه «ع» اذا حضرت أحدكم الحاجة فليصم يوم الأربعاء و يوم الخميس و يوم الجمعة فاذا كان يوم الجمعة اغتسل و لبس ثوبا نظيفا ثم يصعد الى أعلى موضع في داره فيصلي ركعتين ثم يمد يده الى السماء و يقول:

(اللهم اني حللت بساحتك - الى أن يذكر الأئمة الأحد عشر و يقول - و أتقرب اليك بالبقية الباقي المقيم بين أوليائه الذي رضيته لنفسك الطيب الطاهر الفاضل الخير نور الأرض و عمادها و رجاء هذه الامة و سيدها الآمر بالمعروف و الناهي عن المنكر الناصح الأمين المؤدي عن النبيين و خاتم الوصيين النجباء

ص: 210

الطاهرين صلوات اللّه عليهم أجمعين، الدعاء).

63 - و فيه ص 785 برواية المتهجد و الجمال عن جابر عن ابي جعفر عن علي ابن الحسين عليهم السلام من عمل يوم الجمعة الدعاء بعد الظهر:

(اللهم اشتر مني نفسي الموقوفة عليك المحبوسة لأمرك بالجنة مع معصوم من عترة نبيك محزون لظلامته منسوب بولادته تملأ به الأرض عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا و لا تجعلني ممن تقدم فهرق أو تأخر فمحق و اجعلني ممن لزم فلحق و اجعلني شهيدا سعيدا فى قبضتك، الدعاء).

64 - و فيه 867 في أدعية عيد الفطر أولها:

(إلهي و سيدي أنت فطرتني و ابتدأت خلقي لا لحاجة منك - الى أن يقول - اللهم اني أسألك أن تجعلني من الذين يستطيعون اليه سبيلا و من الرجال الذين يأتونه ليشهدوا منافع لهم و ليكبروا اللّه على ما هداهم و اعني اللهم على جهاد عدوك في سبيلك مع وليك كما قلت جل قولك: (إِنَّ اللّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ) و قلت جل أسماؤك (وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَ الصّابِرِينَ وَ نَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ) اللهم فأرني ذلك السبيل حتى اقاتل فيه بنفسي و مالي طلب رضاك فأكون من الفائزين).

65 - و فيه ص 869 في أدعية الفطر أوله:

(اللهم اليك وجهت وجهي و اليك فوضت أمري - الى أن يقول - اللهم صل على وليك المنتظر أمرك المنتظر لفرج أوليائك اللهم اشعب به الصدع و ارتق به الفتق و أمت به الجور و اظهر به العدل و زين بطول بقائه الأرض و أيده بنصرك و انصره بالرعب و قو ناصرهم و اخذل خاذلهم و دمدم على من نصب لهم و دمر على من غشهم و اقصم بهم رؤوس الضلالة و شارعة البدع و مميتة السنة و المتعززين بالباطل و أعز بهم المؤمنين و أذل بهم الكافرين و المنافقين و جميع الملحدين و المخالفين فى مشارق الأرض و مغاربها يا أرحم الراحمين) و تقدم نظيره.

66 - و فيه ص 871 فى أدعية عيد الفطر بعد صلاة العيد أوله:

(اللهم اني سألتك أن ترزقني صيام شهر رمضان اللهم صل على محمد و آل محمد و افتح لهم فتحا يسيرا و اجعل لهم من لدنك سلطانا نصيرا اللهم اظهر به دينك

ص: 211

و سنة نبيك حتى لا يستخفى بشيء من الحق مخافة أحد من الخلق اللهم إنا نرغب اليك في دولة كريمة تعز بها الاسلام و أهله و تذل بها النفاق و أهله و تجعلنا فيها من الدعاة الى طاعتك و القادة الى سبيلك و ترزقنا بها كرامة الدنيا و الآخرة اللهم ما أنكرنا من الحق فعرفناه و ما قصرنا عنه فبلغناه، الدعاء).

67 - و فيه ص 916 في باب فضل صلاة جعفر بن أبي طالب عليهما السلام نقلا عن عدة من الكتب منها جمال الاسبوع عن أبي المفضل عن حمزة بن قاسم العلوي عن الحسن بن محمد بن جمهور عن أبيه عن الحسن بن القاسم العباسي قال دخلت على أبي الحسن بن موسى بن جعفر عليهما السلام و هو يصلي صلاة جعفر عند ارتفاع النهار يوم الجمعة فلم اصلي خلفه حتى فرغ ثم رفع يديه الى السماء ثم قال:

(يا من لا تخفى عليه اللغات و لا يتشابه عليه الأصوات - الى أن يقول - اللهم عجل فرج قائمهم بأمرك و انصره و انتصر به دينك الذي غير و بدل و جدد به ما امتحى منه و بدل بعد نبيك (صلی الله علیه و آله)، الدعاء).

هذا ما ساعدنا التوفيق لذكر الأدعية الواردة من مخازن علم اللّه و تراجمة وحيه مشيرا فيها الى صحة القول بالرجعة و انها من الامور التي يجب الاعتقاد بها كما يأتي و لا يحل لمسلم التشكيك فيها و انكارها و لعل المتتبع في كتب الأدعية صادف بأكثر مما أوردناه و نسأل اللّه حسن العاقبة و نعوذ باللّه من سوء الخاتمة بمحمد و آله الطاهرين.

ص: 212

القسم الثالث: الزّيارات و الرّجعة

اشارة

ص: 213

القسم الثالث

ص: 214

و من الامور التي يستدل بها على صحة القول بالرجعة الزيارات الواردة عن الأئمة المعصومين عليهم الصلاة و السلام حسبما وجدناها في كتب الزيارات المعتمدة عند الامامية، و الآن نقدم الى القاري الكريم الزيارات المصرحة أو المشيرة بالرجعة فنقول و به نستعين:

1 من أراد أن يزور قبر رسول اللّه و قبر أمير المؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين و قبور الحجج

في ج 22 ص 25 من بحار الأنوار في باب زيارة الرسول الأعظم محمد و الأئمة الأطهار «ع» في يوم الجمعة نقلا عن المصباح عن مولانا الصادق عليه السلام انه قال من أراد أن يزور قبر رسول اللّه و قبر أمير المؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين و قبور الحجج و هو فى بلده فليغتسل في يوم الجمعة و ليلبس ثوبين نظيفين و ليخرج الى فلاة من الأرض ثم يصلي أربع ركعات يقرء فيهن ما تيسر من القرآن فاذا تشهد و سلم فليقم مستقبل القبلة و ليقل:

(السلام عليك أيها النبي و رحمة اللّه و بركاته، السلام عليك أيها النبي المرسل و الوصي المرتضى و السيدة الزهراء و السبطان المنتجبان و الأولاد الأعلام الامناء المنتجبون جئت انقطاعا اليكم و الى آبائكم و ولدكم الخلف على بركة الخلق فقلبي لكم مسلم و نصرتي لكم معدة حتى يحكم اللّه لدينه فمعكم معكم لا مع عدوكم اني لمن القائلين بفضلكم مقر برجعتكم لا أنكر للّه قدرة و لا أزعم إلا ما شاء اللّه سبحان اللّه و الحمد للّه ذي الملك و الملكوت يسبح اللّه بأسمائه جميع خلقه و السلام على ارواحكم و أجسادكم و السلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته).

2 في زيارة النبي ص و الوصي و الزهراء و الحجج عليهم السلام فى المدينة

و فيه ص 27 في زيارة النبي (صلی الله علیه و آله) و الوصي و الزهراء و الحجج عليهم السلام فى المدينة أولها:

ص: 215

(اللهم صل و سلم على عبدك و رسولك محمد بن عبد اللّه خاتم النبيين و خير الخلق أجمعين. و صل على وصيه علي بن أبي طالب أمير المؤمنين و إمام المسلمين و خير الوصيين، و صل على فاطمة بنت محمد سيدة نساء العالمين، و صل على سيدي شباب أهل الجنة الحسن و الحسين، و صل على زين العابدين علي بن الحسين، و صل على محمد بن علي باقر العلم، و صل على الصادق عن اللّه جعفر بن محمد، و صل على الكاظم الغيظ من اللّه موسى بن جعفر، و صل على الرضا علي بن موسى، و صل على التقي محمد بن علي، و صل على النقي علي، و صل على الزكي الحسن بن علي، و صل على الحجة (القائم) بن الحسن بن علي، اللهم احيي به العدل و أمت به الجور و زين بطول بقائه الأرض و اظهر به دينك و سنة نبيك حتى لا يستخفى بشيء من الحق مخافة أحد من الخلق و اجعلنا من أعوانه و أشياعه و المقبولين فى زمرة أوليائه يا رب العالمين).

3 في زيارة الامام علي بن أبي طالب «ع» المطلقة

و فيه ص 48 في زيارة الامام علي بن أبي طالب «ع» المطلقة، نقلا عن (فوحة الغري) برواية يونس بن ظيبان عن أبي عبد اللّه الصادق «ع» قال اذا أردت زيارة قبر أمير المؤمنين فتوضأ و امش على هنيئتك و قل:

(الحمد للّه الذي أكرمني بمعرفته و معرفة رسوله - الى قوله - أتيتك انقطاعا اليك و الى ولدك الخلف من بعدك على بركة الحق فقلبي لكم مسلم و أمرى لكم تبع و نصرتي لكم معدة أنا عبد اللّه و مولاك - الى قوله - فاجعلني ممن تنصره و ممن تنتصر به و من علي بنصري لدينك فى الدنيا و الآخرة).

4 فى زيارته عليه السلام لا يختص بوقت و فى وداعه

و فيه ص 53 فى زيارته عليه السلام لا يختص بوقت و فى وداعه أولها:

(آمنت باللّه و بالرسل - الى قوله - السلام على رسول اللّه، السلام على فاطمة سيدة نساء العالمين، السلام على أمير المؤمنين، السلام على الحسن و الحسين، و على علي بن الحسين، و محمد بن علي، و جعفر بن محمد، و موسى بن جعفر، و علي «27 ج 2 الشيعة و الرجعة»

ص: 216

ابن موسى، و محمد بن علي، و علي بن محمد، و الحسن بن علي، و الحجة (القائم) بأمر اللّه المنتقم من أعدائه).

(قال الطبسي): لا إشكال فى ان المنتقم منهم لا يختص بأعداء زمان حضوره بل يرجع كل من كان من أعداء آل محمد ممن تقدم على زمان حضوره فينتقم منه.

5 في زيارة ثانية له عليه السلام

و فيه ص 63 في زيارة ثانية له عليه السلام:

(اللهم انك مننت علي بزيارة مولاي أمير المؤمنين و ولايته و معرفته فاجعلني ممن تنتصره و تنتصر به و من علي بنصري لدينك في الدنيا و الآخرة).

6 في زيارة ثالثة له عليه السلام

و فيه ص 69 في زيارة ثالثة له عليه السلام:

(السلام عليك يا عمود الدين و وارث علم الأولين و الآخرين و صاحب الميسم و الصراط المستقيم).

7 فى زيارة رابعة له عليه السلام

و فيه ص 70 فى زيارة رابعة له عليه السلام:

(أتيتك انقطاعا اليك و الى ولدك الخلف من بعدك على الحق فقلبي لكم سلم و أمري لكم تبع و نصرتي لكم معدة حتى يحكم اللّه بكم دينه فمعكم معكم لا مع غيركم اني من المؤمنين برجعتكم لا انكر للّه قدرة و لا مكذب منه مشية - الى قوله - اللهم انك مننت علي بزيارة مولاي و ولايته و معرفته فاجعلني ممن ينصره و ينتصر به و من علي بنصري لدينك في الدنيا و الآخرة - الى قوله - مواليي اني عبدكم و طوبى لكم إن قبلتموني عبدا و اني مقر بكم معتصم بحبلكم متوقع لدولتكم منتظر لرجعتكم عامل بأمركم).

8 فى زيارة خامسة له عليه السلام

و فيه ص 73 فى زيارة خامسة له عليه السلام:

ص: 217

(السلام عليك يا صاحب الكرة و الرجعة و إمام الخلق و ولي الدعوة - الى قوله - موقن بايابك مؤمن برجعتك منتظر لأمرك مرتقب لدولتك - الى قوله - حتى تمكن له دينه الذي ارتضى و تبدل بعد الخوف أمنا و تعبد المولى حقا و لا تشرك به شيئا و تصير الدين كله للّه و أشرقت الأرض بنور ربها و وضع الكتاب و جيىء بالنبيين و الشهداء و قضى بينهم بالحق و هم لا يظلمون و الحمد للّه رب العالمين فعند ذلك يفوز الفائزون بمحبتك - الى قوله - منتظر لما وعدت متوقع لما قلت).

9 في زيارة سادسة له عليه السلام

و فيه ص 74 في زيارة سادسة له عليه السلام:

(السلام عليك يا أمير المؤمنين و يعسوب الدين و قائد الغر المحجلين - الى قوله - و اجعلني من حزبك و أرضاك عني و مكنني فى دولتك و احيائي فى رجعتك و ملكني فى ايامك و شكر سعيي بك).

(قال الطبسي): الى هنا ما صادفنا في زياراته المطلقة ما يستدل بها على صحة القول بالرجعة بلا كلفة و لا زحمة لأنها ظواهر يعرفها كل من كان له ادنى إلمام بالألفاظ و المعاني و الحق ان الألفاظ التي لها ظهور موضوعة لمعانيها الواقعية النفس الامرية و صرفها الى غير ما هو الظاهر فيها يحتاج الى دليل و حجة اقوى منها حتى يكون رفع اليد عن الحجة بحجة أقوى و ليس في البين ما ينافى تلك الظواهر فهي حجة قوية بلا معارض.

10 ما ورد فى زيارته المخصوصة

و أما ما ورد فى زيارته المخصوصة ففي ج 22 ص 84 من بحار الأنوار فى زيارة ليلة المبعث تقول:

(اللهم انك مننت علي بزيارة مولاي علي بن أبى طالب و ولايته و معرفته فاجعلني ممن ينصره و ينتصر به و من علي بنصرك لدينك).

11 ما ورد فى زيارة مسلم بن عقيل عليه السلام

و فيه ص 98 ما ورد فى زيارة مسلم بن عقيل عليه السلام قوله:

(و ان اللّه منجز لكم ما وعدكم جئتك زائرا عارفا بحقكم مسلما لكم

ص: 218

لسنتكم نصرتى لكم معدة حتى يحكم اللّه و هو خير الحاكمين).

12 في باب تربة الحسين «ع» و فضلها و آدابها

و فيه ص 145 في باب تربة الحسين «ع» و فضلها و آدابها نقلا عن ابن قولويه الثقة الجليل فى مزاره (كامل الزيارات) عن محمد بن يعقوب الكليني عن محمد بن علي رفعه قال قال «ع» الختم على طين قبر الحسين «ع» أن يقرء عليه (إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) و روى اذا أخذته فقل:

(اللهم بحق هذه التربة الطاهرة و بحق البقعة الطيبة و بحق الوصي الذي تواريه و بحق جده و أبيه و امه و أخيه و الملائكة الذين يحفون به و الملائكة العكوف على قبر وليك ينتظرون نصره صلى اللّه عليهم أجمعين اجعل لي شفاء من كل داء و أمانا من كل خوف و غنى عن كل فقر و عزا من كل ذل و أوسع علي في رزقي و أصح به جسمي).

(قال الطبسي): و محل الاستدلال به قوله «ع» و الملائكة العكوف على قبر وليك ينتظرون نصره ضرورة انه لا يتوهم متوهم ان الملائكة يترقبون و ينتظرون نصر الحسين المظلوم في الرجعة الكبرى و لا يتوهم ذو فهم انه تحقق النصر منهم فلا مفر إلا القول بكون ذلك في الرجعة الصغرى و هو المطلوب، و إنما أوردنا الدعاء بتمامه نظرا الى انه من الممكن أن يريد أحد تناولها و لم يكن عنده من كتب الأدعية موجود و قد وردت أدعية كثيرة فى كيفية أخذ تربته الشريفة و تناولها بتعابير متعددة منها ما رواه فيه ص 147 اذا أردت أن تأخذ التربة للعلاج و الاستشفاء فتباك و تقول:

(بسم اللّه و باللّه بحق هذه التربة المباركة و بحق الوصي الذي تواريه و بحق جده و أبيه و امه و أخيه و بحق أولاده الصادقين و بحق الملائكة المقيمين عند قبره ينتظرون نصره صل عليهم أجمعين و اجعل لي و لأهلي و ولدي و اخواني و اخواتي فيه الشفاء من كل داء و أمان من كل خوف، الدعاء).

13 ما ورد فى زياراته المطلقة

و أما ما ورد فى زياراته المطلقة و هي عدة زيارات (منها) ما رواه فيه ص 150

ص: 219

نقلا عن كامل الزيارة بسند الى الحسن بن عطية عن الصادق عليه السلام قال اذا دخلت الحيرة فقل:

(اللهم ان هذا مقام أكرمتني به - الى قوله - اللهم توفني مسلما و اجعل لي قدما مع الباقين الوارثين الذين يرثون الأرض من عبادك الصالحين - ثم تكبر خمس تكبيرات ثم امش قليلا و تقول - اللهم اكتب لي ايمانا و ثبته في قلبي اللهم اجعل ما اقول بلساني حقيقة في قلبي و شريعة فى عملي اللهم اجعلني ممن له مع الحسين «ع» قدما ثابتا و أثبتني فيمن استشهد معه - الى قوله - أشهد أن لك من اللّه ما وعدك من النصر و الفتح و ان لك من اللّه الوعد الصادق في هلاك أعدائك و تمام موعد اللّه اياك).

14 عن يوسف الكناسي عن الصادق عليه السلام فى خلال الزيارة

و فيه ص 153 عنه باسناده عن يوسف الكناسي عن الصادق عليه السلام فى خلال الزيارة ثم تقول:

(اللهم العن الذين بدلوا نعمتك - الى أن يقول - اللهم اجعلنا ممن تنصره و تنتصر به و تمن عليه بنصرك لدينك في الدنيا و الآخرة - الى أن يقول مخاطبا للشهداء - ابشروا بموعد اللّه الذي لا خلف له انه لا يخلف الميعاد اللّه مدرك لكم ما وعدكم).

15 عن سعدان بن مسلم عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللّه «ع» قال اذا أتيت القبر

و فيه ص 156 عنه باسناده عن سعدان بن مسلم عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللّه «ع» قال اذا أتيت القبر بدأت فأثنيت على اللّه عز و جل و صليت على النبي (صلی الله علیه و آله) الى قوله قلت:

(الحمد للّه الواحد المتوحد - الى قوله - أشهد أن لك من اللّه ما وعدك من النصر و الفتح و ان لك من الوعد الحق في هلاك عدوك و تمام موعده إياك - الى قوله بعد التسبيح و التهليل و التحميد كل واحد سبع مرات تقول - لبيك داعي اللّه إن كان لم يجبك بدني فقد أجابك قلبي - الى قوله - فقلبي لكم مسلم و أمري لكم متبع و نصرتي لكم معدة حتى يحكم اللّه و هو خير الحاكمين فمعكم معكم لا مع عدوكم اني من المؤمنين برجعتكم لا أنكر للّه قدرة و لا أكذب له مشية

ص: 220

و لا أزعم ان ما شاء اللّه لا يكون).

(قال الطبسي): فى قوله صلوات اللّه عليه لا أنكر للّه قدرة اشارة الى برهان القول بالرجعة ورد على المتهوسين المتبعين للشهوات و الناشرين للشبهات مبينا بأن القاء الشبهة في الرجعة هو القاء الشبهة فى الرجعتين الرجعة الصغرى و الرجعة الكبرى ضرورة ان البرهان فيهما هو القدرة حرفا بحرف.

16 بمثل ما تقدم من التسبيح و التهليل و التحميد

و فيه ص 160 بمثل ما تقدم من التسبيح و التهليل و التحميد و قل لبيك داعي اللّه سبعا و قل:

(إن كان لم يجبك بدني عند استغاثتك - الى قوله - فقلبي لكم مسلم - الى قوله - لا أنكر للّه قدرة و لا أكذب منه بمشية).

17 اللهم اتمم به كلماتك و انجز به وعدك و...

و فيه ص 160: (اللهم اتمم به كلماتك و انجز به وعدك و اهلك به عدوك و اكتبنا فى أوليائه و أحبائه و اجعلنا له شيعة و أنصارا و أعوانا على طاعتك و طاعة رسولك - الى قوله - اللهم اتمم بهم كلماتك و انجز بهم وعدك و اهلك بهم عدوك و عدوهم من الجن و الانس - الى قوله - اللهم اجعلنا لهم شيعة و أنصارا و أعوانا على طاعتك و طاعة رسولك اللهم اجعلنا ممن يتبع النور الذي انزل معهم و أحينا محياهم و أمتنا مماتهم و أشهدنا مشاهدهم في الدنيا و الآخرة).

18 اللهم اجعلنا ممن تنصره و تنتصر به لدينك...

و فيه ص 162: (اللهم اجعلنا ممن تنصره و تنتصر به لدينك في الدنيا و الآخرة - ثم تضع خدك عليه و تقول - اللهم رب الحسين اشف صدر الحسين اللهم رب الحسين اطلب بدم الحسين اللهم رب الحسين انتقم ممن رضي بقتل الحسين اللهم رب الحسين انتقم ممن خالف الحسين اللهم رب الحسين انتقم ممن فرح بقتل الحسين، الدعاء).

ص: 221

19 فى زيارة الشهداء

و فيه ص 163 فى زيارة الشهداء يقول:

(إبشروا بموعد اللّه الذي لا خلف له و لا تبديل ان اللّه لا يخلف وعده و اللّه مدرك بكم ثاركم).

20 فى زياره الوارث

و فيه ص 167 فى زياره الوارث يقول: (إني بكم مؤمن و بايابكم موقن).

21 في زيارته المطلقة

و فيه ص 170 في زيارته المطلقة يقول ثم ضع يدك اليسرى على القبر و أشر بيدك اليمنى و قل:

(السلام عليك يابن رسول اللّه إن لم يكن أدركت نصرتك بيدي فها أنا وافد اليك بنصري قد أجابك سمعي و بصري و بدني و رأيي و هواي على التسليم لك و للخليف الباقي من بعدك و الأدلاء على اللّه من ولدك فنصرتي لكم معدة حتى يحكم اللّه و هو خير الحاكمين).

22 الدعاء بعد صلاة الزيارة

و فيه ص 172 بعد صلاة الزيارة يقول:

(اللهم اجعلني ممن له مع الحسين بن علي قدم ثابت و أثبتني ممن استشهد معه - الى ان يقول في زيارة الشهداء - إبشروا رضوان اللّه عليكم بموعد اللّه الذي لا خلف له، الخ).

23 فى زيارة مولانا العباس

و فيه ص 173 فى زيارة مولانا العباس يقول:

(و ان اللّه منجز لكم ما وعدكم جئتك يابن امير المؤمنين وافدا اليكم و قلبي مسلم لكم و أنا تابع و نصرتي لكم معدة حتى يحكم اللّه و هو خير الحاكمين فمعكم معكم لا مع عدوكم اني بكم و بايابكم من المؤمنين و بمن خالفكم و قتلكم من الكافرين)

ص: 222

24 فى زيارة الحسين ع المطلقة

و فيه ص 175 فى زيارة الحسين (ع) المطلقة:

(اللهم صل على محمد و آل محمد و عترته الطاهرين الذين بذكرهم ينجلى الظلام و ينزل الغمام و على أشياعهم و أنصارهم و احشرني معهم و تحت لوائهم أيها الامام الكريم اذكرني بحرمة جدك عند ربك ذكرا ينصرني على من يبغي علي).

25 في زيارته المطلقة أيضا

و فيه ص 177 في زيارته المطلقة أيضا:

(اللهم صل على أئمتنا أولهم و آخرهم اللهم استخلفهم فى الأرض كما استخلف الذين من قبلهم و مكن لهم دينهم الذي ارتضيت لنفسك حتى لا تدان إلا به - الى أن يقول ثم تضع خدك على القبر ثم تقول - اللهم رب الحسين اشف صدر الحسين اطلب بدم الحسين انتقم للحسين).

26 في زيارة الوداع

و فيه ص 178 في زيارة الوداع: (اللهم إنا نسألك أن تنفعنا بحبه اللهم اقمه مقاما محمودا تنتصر به لدينك و تقتل به عدوك و تبير به من نصب حربا لآل محمد فانك وعدته ذلك و أنت لا تخلف الميعاد).

27 فى زيارته المطلقة أيضا

و فيه 181 فى زيارته المطلقة أيضا:

(اللهم صل على (القائم) بالحق الحجة بن الحسن عبدك و ابن رسولك و ابن وصي رسولك الذي انتجبته بعلمك و جعلته هاديا لمن شئت من خلقك و الدليل على من بعثت برسالاتك و ديان الدين بعدلك و فصل قضاءك بين خلقك و المهيمن على ذلك كله و السلام عليه و رحمة اللّه و بركاته و السلام عليك يا بقية اللّه فى أرضه و حجته على خلقه و المولي لأمره و المؤتمن على سره السلام على المهدي الذي وعد اللّه تعالى الامم أن يجمع به الكلم و يلم به الشعث و يملأ به الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا و أن يمكن له و به و ينجز وعده للمؤمنين الذين

ص: 223

يستخلفهم فيها حتى تعبدوه بعد الخوف آمنين و بعد الرجاء متيقنين لا يشركون به شيئا - الى قوله - اللهم اجعلنا ممن تنصره و تنتصر به و من علي بنصرك في الدنيا و الآخرة - الى أن يقول في ص 182 ثم ضع خدك الأيمن على الضريح و قل - إنا للّه و إنا اليه راجعون يا مولاي يا أبا عبد اللّه أنا موال لوليك و معاد لعدوك و أنا بكم مؤمن و بايابكم موقن).

28 فى باب زيارة مولانا العباس «ع» مثل ما تقدم

و فيه ص 185 فى باب زيارة مولانا العباس «ع» مثل ما تقدم نقلا عن كامل الزيارة باسناده الى أبي حمزة الثمالي عن الصادق «ع» أوله:

(سلام اللّه و سلام ملائكته المقربين - الى قوله - و ان اللّه منجز لكم ما وعدكم جئتك يابن أمير المؤمنين وافدا اليكم و قلبي لكم مسلم و أنا لكم تابع و نصرتي لكم معدة حتى يحكم اللّه و هو خير الحاكمين فمعكم معكم لا مع عدوكم اني بكم و بايابكم من المؤمنين و بمن خالفكم و قتلكم من الكافرين، الخ).

29 في زيارة الوداع لسيدنا المظلوم الحسين عليه السلام

و فيه ص 186 في زيارة الوداع لسيدنا المظلوم في رواية يوسف الكنانى عن الصادق «ع» اذا أردت تودع الحسين «ع» قل:

(اللهم إنا نسألك أن تنفعنا بحبه اللهم ابعثه مقاما محمودا تنصر به لدينك و تقتل به عدوك، الخ).

30 فى زيارة عاشوراء

و فيه ص 189 فى زيارة عاشوراء قوله «ع»:

(و أسأل الله أن يكرمني بك و يرزقني طلب ثارك مع إمام منصور من آل محمد - الى قوله - فأسأل الله الذى أكرمني بمعرفتكم و معرفة أوليائكم مع إمام مهدي ناطق لكم،).

هذا في زيارته المعروفة، و فى زيارة اخرى في يوم عاشوراء غير معروفة(1)

ص: 224


1- ذكره العلامة المحدث النوري في ج 2 من مستدركه ص 237.

و له «ع» و أن يوفقني للطلب بثأركم مع الامام المنتظر الهادي من آل محمد و ن أ يجعلني معكم في الدنيا و الآخرة).

(قال الطبسي): و لتك الزيارة الشريفة فوائد كثيرة لقضاء الحوائج و النيل الى المقاصد الشرعية و دفع الأعادي و لكن أحسنها ما ذكره الشيخ المحدث العلامة النوري أعلى اللّه مقامه فى كتابه دار السلام(1).

31 فى الدعاء بعد صلاة الزيارة

و فيه ص 193 فى الدعاء بعد صلاة الزيارة يقول:

(اللهم و عجل فرج آل محمد و اجعل صلواتك عليهم و استنقذهم من أيدي المنافقين و المضلين من الأئمة و الكفرة الجاحدين و افتح لهم روحا و فرجا و اجعل لهم من لدنك على عدوك و عدوهم سلطانا نصيرا).

32 و اجعل لهم أياما مشهودة و أوقاتا محمودة مسعودة...

و فيه ص 194: (و اجعل لهم أياما مشهودة و أوقاتا محمودة مسعودة يوشك فيها فرجهم و ترحب فيها تمكينهم و نصرهم كما ضمنت لأوليائك في كتابك المنزل

ص: 225


1- في ج 1 ص 293 من الكتاب يقول: في فضيلة زيارة عاشوراء نقلا عن المولى الجليل المولى حسن اليزدي المجاور فى مشهد الغري و هو من الذين وفوا بحق المجاورة و أتعبوا أنفسهم فى مجهود العبادة عن العدل الثقة الأمين الحاج محمد علي اليزدي قال قال كان رجل صالح فاضل في يزد يشتغل بنفسه و مواظب لعمارة رمسه يبيت فى الليالي في مقبرة خارج بلدة يزد تعرف بالمزار و فيها جملة من الصلحاء و كان له جار نشأ معه من صغر سنه عند المعلم و غيره الى ان صار عشارا في أول كسبه كان كذلك الى أن مات و دفن في تلك المقبره قريبا من المحل الذي كان يبيت فيه المولى المذكور فرآه بعد موته باقل من شهر فى المنام فى زي حسن و عليه نضرة النعيم فتقدم اليه و قال له: إني عالم بمبدئك و منتهاك و باطنك و ظاهرك لم تكن ممن يحتمل فى حقه حسن فى الباطن و يحمل فعله القبيح على بعض الوجوه الحسنة كالتقية او الغروره او إعانة المظلوم و غيرها و لم يكن عملك مقتضيا إلا للعذاب و النكال فيما نلت هذا المقام قال نعم الامر كما قلت كنت مقيما في أشد العذاب من يوم و فاتي الى أمس و قد توفيت زوجة الاستاذ أشرف الحداد و دفنت فى هذا المكان، و أشار الى طرف بينه و بينها قريب مائة ذراع و فى ليلة دفنها زارها أبو عبد اللّه عليه السلام ثلاث مرات و فى المرة الثالثة أمر برفع العذاب عن هذه المقبرة فصرت في نعمة و سعة و خفض عيش ودعة، فلما إنتبه متحيرا و لم يكن له معرفة باسم الحداد و محله فطلبه في سوق الحدادين فوجده فقال له ألك زوجة؟ قال نعم توفيت بالأمس و دفنتها فى المكان الفلاني و ذكر الموضع الذي أشار اليه قال فهل زارت أبا عبد اللّه «ع»؟ قال لا، قال فهل كانت تذكر مصائبه؟ قال لا قال فهل كان لها مجلس تذكر مصائبه؟ قال لا فقال الرجل ما تريد من السئوال؟ فقص عليه رؤياه و قال اريد أستكشف علاقتها بين الامام عليه السلام قال كانت مواظبة - - لزيارة عاشوراء. (قلت): المواظبة عليها لها آثار عجيبة و خواص غريبة لأي أمر من الامور المشروعة و قد جربنا مرارا و أخذنا النتيجة ببركتها و للّه الحمد.

فانك قلت و قولك الحق: وعد اللّه الذين آمنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض كما استخلف الذين من قبلهم و ليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم و ليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا، اللهم اكشف غمهم - الى قوله و قل - يا من يحكم ما يشاء و يفعل ما يريد أنت حكمت فلك الحمد محمودا و مشكورا فعجل يا مولاي فرجهم و فرجنا فانك ضمنت اعزازهم بعد الذلة و تكثيرهم بعد القلة و اظهارهم بعد الخمول يا أصدق الصادقين و يا أرحم الراحمين فأسألك يا إلهي و سيدي متفرعا اليك بجودك و كرمك بسط أملي و التجاوز عني و قبول قليل عملي و كثرة الزيادة فى أيامي و تبليغي ذلك المشهد و أن تجعلني ممن يدعي فيجيب الى طاعتهم و موالاتهم و نصرهم و تريني ذلك قريبا سريعا في عافية انك على كل شيء قدير - ثم ارفع رأسك الى السماء و قل - أعوذ بك من أن أكون من الذين لا يرجون أيامك فأعذنى يا إلهي برحمتك في ذلك فان هذا أفضل).

33 نقله عن الاقبال مع اختلافات في العبارة زيادة و نقيصة

و فيه ص 195 نقله عن الاقبال مع اختلافات في العبارة زيادة و نقيصة أوله:

ص: 226

(اللهم ان الامة خالفت الأئمة و كفروا بالكلمة - الى قوله - اللهم اعل الحق و استنفذ الخلق و امنن علينا بالنجاة و اهدنا للايمان و عجل فرجنا (القائم) و اجعله لنا رداء و اجعلنا لهم رفدا اللهم و اهلك من جعل قتل أهل بيت نبيك عيدا و استحل فرحا و سرورا - الى قوله - اللهم ارحم العترة الضائعة المقتولة الذليلة من الشجرة الطيبة المباركة اللهم اعل كلمتهم و افلج حجتهم و ثبت قلوبهم و قلوب شيعتهم على موالاتهم و انصرهم و أعنهم و صبرهم على الأذى فى جنبك و اجعل لهم أياما مشهودا و أوقاتهم محمودة كما ضمنت لأوليائك فى كتابك المنزل فانك قلت: وعد اللّه الذين آمنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم - الى قوله - من بعد خوفهم أمنا) الخ.

34 في زيارة العيدين و الأضحى و ليلتهما

و فيه ص 209 في زيارة العيدين و الأضحى و ليلتهما: (و بايابكم موقن).

35 في زيارة الادريسية

و فيه ص 200 في زيارة الادريسية المروية عن الناحية المقدسة فى الدعاء بعدها و أوله:

(لا إله إلا اللّه الحليم الكريم - الى قوله - و على آله الطاهرين الأئمة المهتدين الذائدين عن الدين علي و محمد و جعفر و موسى و علي و محمد و علي و الحسن و الحجة القوام بالقسط و سلالة السبط اللهم اني أسألك بحق هذا الامام فرجا قريبا و صبرا جميلا و نصرا عزيزا) الدعاء.

36 في زيارة الأربعين

و فيه ص 202 في زيارة الأربعين المروية عن التهذيب باسناده الى صفوان ابن مهران الجمال بن المغيرة الأسدي الكاهلي الثقة الجليل قال قال لي مولاي الصادق عليه السلام فى زيارة الأربعين تزور الحسين عند ارتفاع النهار و تقول:

(السلام على ولي اللّه و حبيبه - الى قوله - و أشهد اني بكم مؤمن و بايابكم موقن بشرايع ديني و خواتيم عملي و قلبي لقلبكم سلم و أمري لأمركم متبع و نصرتي لكم معدة حتى يأذن اللّه) الخ.

ص: 227

37 في باب زيارة مولانا الرضا «ع»

و فيه ص 227 في باب زيارة مولانا الرضا «ع»:

(اللهم صل على حجتك و وليك (القائم) في خلقك صلاة نامية باقية تعجل بها فرجه و تنصره بها و تجعلنا معه في الدنيا و الآخرة).

38 في باب زيارة العسكريين «ع»

و فيه ص 232 في باب زيارة العسكريين «ع»:

(اللهم عجل فرج وليك و ابن وليك و اجعل فرجنا مع فرجهم يا أرحم الراحمين)

39 فى دعاء بعد صلاة الزيارة

و فيه ص 233 بعد صلاة الزيارة:

(اللهم يا ذا القدرة الجامعة و الرحمة الواسعة و المنن المتتابعة و الآلاء المتواترة و الأيادي الجليلة - الى قوله - و تعجل فرج قائمهم بأمرك و تنصره و تنتصر به لدينك و تجعلني في جملة الناجين به و المخلصين فى طاعته).

40 فى زيارة الامام أبي محمد الحسن العسكري

و فيه ص 233 أيضا فى زيارة الامام أبي محمد الحسن العسكري أوله:

(السلام عليك يا مولاي يا أبا محمد الحسن بن علي الهادي - الى قوله - السلام عليك يا أبا الامام المنتظر الظاهرة للعاقل حجته و الثابته لليقين معرفته المحتجب عن أعين الظالمين و المغيب عن دولة الفاسقين و المعيد ربنا به الاسلام جديدا بعد الانطماس و القرآن غضا بعد الاندراس - الى أن يقول - أسأل اللّه بالشأن الذي لكم عندنا أن يتقبل زيارتي لكم و يشكر سعيي اليكم و يستجيب دعائي بكم و تجعلني من أنصار الحق و أتباعه و أشياعه و مواليه و السلام عليك و رحمة اللّه و بركاته).

41 فى باب زيارة العسكريين

و فى الجامع العباسي للشيخ الامام مجمع الفنون الاسلامية بهاء الملة و الدين ص 195 فى باب زيارة العسكريين أوله:

(السلام عليكما يا ولي اللّه - الى قوله - اللهم عجل فرج وليك و ابن وليك

ص: 228

و اجعل فرجنا مع فرجهم يا أرحم الراحمين).

42 في دعاء بعد صلاة الزيارة

و فى ج 22 من بحار الأنوار ص 234 بعد صلاة الزيارة أوله:

(يا دائم يا ديموم يا حي يا قيوم - الى قوله - و أتوسل اليك يا كاشف الكرب و الهم و يا فارج الغم و يا باعث الرسل و يا صادق الوعد و يا حي لا إله إلا أنت أتوسل اليك بحبيبك محمد و وصيه علي ابن عمه و صهره و على ابنته التي ختم بها الشرائع و فتح التأويل و الطلائع فصل عليها صلاة يشهد بها الأولون و الآخرون و ينجو بها الأولياء الصالحون و أتوسل اليك بفاطمة الزهراء والدة الأئمة المهديين و سيدة نساء العالمين المشفعة في شيعة أولادها الطيبين فصل عليها صلاة دائمة أبد الآبدين و دهر الداهرين و أتوسل اليك بالحسن الرضي الطاهر الزكي و الحسين المظلوم المرضي البر التقي سيدي شباب أهل الجنة الامامين الخيرين الطيبين النقيبين الطاهرين المظلومين المقتولين فصل عليهما ما طلعت شمس و ما غربت صلاة متوالية متتالية و أتوسل اليك بعلي بن الحسين سيد العابدين المحجوب من خوف الظالمين و بمحمد بن علي الباقر الطاهر النور الزاهر الامامين السيدين مفتاحي البركات و مصباحي الظلمات فصل عليهما ما سرى ليل و ما أضاء نهار صلاة تغدو و تروح و أتوسل اليك بجعفر بن محمد الصادق عن اللّه و الناطق في علم اللّه و بموسى بن جعفر العبد الصالح فى نفسه و الوصي الناصح الامامين الهاديين المهديين الوافيين الكافيين فصل عليهما ما سبح لك ملك و تحرك لك فلك صلاة تثني و تزيد و لا تفنى و تبيد و اتوسل اليك بعلي بن موسى الرضا و بمحمد بن علي المرتضى الامامين المطهرين المنتجبين فصل عليهما ما أضاء صبح و دام صلاة ترقيهما الى رضوانك فى العليين من جنانك و اتوسل اليك بعلي بن الراشد و الحسن بن علي الهادي القائمين عباد بأمرك المختبري بالمحن الهائلة و الصابرين في الأحن المائلة فصل عليهما كفاء أجر الصابرين و ازاء ثواب الفائزين صلاة عهد لها الرفعة و أتوسل اليك يا رب بامامنا و محقق زماننا اليوم الموعود و الشاهد المشهود و النور الأزهر و الضياء الأنور و المنصور بالرعب و المظفر بالسعادة فصل عليه عدد الثمر و أوراق الشجر و أجزاء المدر و عدد الشعر

ص: 229

و الوبر و عدد ما أحاط به علمك و أحصاه كتابك صلاة يغبطه بها الأولون و الآخرون اللهم و احشرنا في زمرته و احفظنا على طاعته و احرسنا بدولته و اتحفنا بولايته و انصرنا على أعدائنا بعزته و اجعلنا يا رب من التوابين يا أرحم الراحمين).

43 زيارة اخرى لهما نقلها عن السيد ره

و فيه ص 236 زيارة اخرى لهما نقلها عن السيد (ره) أولها:

(السلام عليكما يا ولي اللّه - الى قوله - مؤمنا بايابكما مصدقا بدولتكما مرتقبا لأمركما معترفا بشأنكما).

44 في باب زيارة الحجة المنتظر

و فيه ص 238 في باب زيارة الحجة المنتظر و له «ع» عدة زيارات منها ما ذكره فيه نقلا عن الاحتجاج خرج عن الناحية المقدسة الى محمد الحميري(1) بعد الجواب عن المسائل:

(بسم اللّه الرحمن الرحيم لا لأمره تعقلون و لا من أوليائه تقبلون حكمة

ص: 230


1- هو محمد بن عبد اللّه بن جعفر بن الحسين بن جامع بن مالك الحميري أبو جعفر القمي كان ثقة وجها كاتب صاحب الزمان «ع» و سأله مسائل فى أبواب الشريعة قال لنا أحمد بن الحسين وقعت هذه المسائل الي أصلها و التوقيعات بين السطور و كان له اخوة جعفر و الحسين و أحمد كلهم كان له مكاتبة و لمحمد كتب الخ، قاله النجاشي فى رجاله ص 251 فلا إشكال فى كون الرجل من الثقات و ممن له شأن عند الحجة صلوات اللّه عليه، و في ج 13 من بحار الأنوار ص 239 ذكر التوقيعات التي خرجت بواسطة محمد بن عبد اللّه الحميري في سنة 307 هج و ذكر أسألة كثيرة أولها السؤال عن المحرم يجوز أن يشد المئزر من خلفه الى عنقه الخ الى قوله فى آخر التوقيع و سأل عن تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام ثم ذكر عن الاحتجاج عن محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري انه قال خرج توقيع من الناحية المقدسة حرسها اللّه تعالى بعد المسائل: بسم اللّه الرحمن الرحيم لا لأمره تعقلون الخ.

بالغة فما تغن النذر عن قوم لا يؤمنون السلام علينا و على عباد اللّه الصالحين اذا أردتم التوجه بنا الى اللّه تعالى و الينا فقولوا كما قال اللّه تعالى سلام على آل يس السلام عليك يا داعي اللّه و رباني آياته السلام عليك يا باب اللّه و ديان دينه السلام عليك يا خليفة اللّه و ناصر حقه السلام عليك يا حجة اللّه و دليل إرادته السلام عليك يا باب اللّه و ديان دينه السلام عليك فى آناء ليلك و أطراف نهارك السلام عليك يا بقية اللّه فى أرضه السلام عليك يا ميثاق اللّه الذي أخذه و وكده السلام عليك يا وعد اللّه الذي ضمنه السلام عليك أيها العلم المنصوب و العلم المصبوب و الغوث و الرحمة الواسعة وعدا غير مكذوب السلام عليك حين تقوم السلام عليك حين تقعد السلام عليك حين تقرء و تبين السلام عليك حين تصلي و تقنت السلام عليك حين تركع و تسجد السلام عليك حين تهلل و تكبر السلام عليك حين تحمد و تستغفر السلام عليك حين تصبح و تمسي السلام عليك في الليل اذا يغشى و النهار اذا تجلى السلام عليك أيها الامام المأمون السلام عليك أيها المقدم المأمول السلام عليك بجوامع السلام اشهد يا مولاي اني أشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له و ان محمدا عبده و رسوله لا حبيب إلا هو و أهله و اشهدك يا مولاي ان عليا أمير المؤمنين حجته و الحسن حجته و الحسين حجته و علي بن الحسين حجته و محمد بن علي حجته و جعفر بن محمد حجته و موسى بن جعفر حجته و علي بن موسى حجته و محمد بن علي حجته و علي بن محمد حجته و أشهد انك حجة اللّه أنتم الأول و الآخر و ان رجعتكم حق لا ريب فيها يوم لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا و ان الموت حق و ان ناكرا و نكيرا حق و اشهد ان النشر حق و البعث حق و ان الصراط حق و المرصاد حق و الميزان حق و الحشر حق و الحساب حق و الجنة حق و النار حق و الوعد حق و الوعيد بها حق يا مولاي شقي من خالفكم و سعد من أطاعكم فاشهد علي ما أشهدتك عليه).

45 زيارة ثالثة له «ع»

زيارة ثالثة له «ع» على ما رواه في ج 22 من بحار الأنوار ص 258 و هي المعروفة بالندبة خرجت من الناحية المحفوفة بالقدس الى أبي جعفر محمد بن عبد اللّه

ص: 231

الحميري (ره) و أمر أن تتلى فى السرداب المقدس و هي:

(بسم اللّه الرحمن الرحيم لا لأمره تعقلون و لا من أوليائه تقبلون حكمة بالغة فما تغنى الآيات و النذر عن قوم لا يؤمنون السلام علينا و على عباد اللّه الصالحين سلام على آل يس ذلك هو الفضل المبين و اللّه ذو الفضل العظيم لمن يهديه صراطه المستقيم قد أتاكم اللّه يا آل يس خلافته و علم مجاري أمره فيما قضاه و دبره و رتبه و أراده في ملكوته فكشف لكم الغطاء و أنتم خزنته و شهداؤه و علماؤه و امناؤه و ساسة العباد و أركان البلاد و قضاة الأحكام و أبواب الايمان و سلالة النبيين و صفوة المرسلين و عترة خيرة رب العالمين و من تقديره منائح العطاء بكم انقاذه محتوما مقرونا فما شيء منا إلا و أنتم له السبب و اليه السبيل خياره لولي كم نعمة و انتقامه من عدوكم سخطة فلا نجاة و لا مفزع إلا أنتم و لا مذهب عنكم يا أعين اللّه الناظرة و حملة معرفته و مساكن توحيده في أرضه و سمائه و أنت يا مولاي و يا حجة اللّه و بقية اللّه كمال نعمته و وارث أنبيائه و خلفائه ما بلغناه من دهرنا و صاحب الرجعة لوعد ربنا التي فيها دولة الحق و فرجنا نصر اللّه لنا و عزنا السلام عليك أيها العلم المنصوب و العلم المصبوب و الغوث و الرحمة الواسعة وعدا غير مكذوب السلام عليك يا صاحب المرئى و المسمع الذي بعين اللّه مواثيقه و بيد اللّه عهوده و بقدرة اللّه سلطانه أنت الحكيم الذي لا تعجله الغضبة و الكريم الذي لا تبخله الحفيظة و العالم الذي لا تجهله الحمية مجاهدتك فى اللّه ذات مشية اللّه و مقارعتك في اللّه ذات انتقام و صبرك في اللّه ذو اناة اللّه و شكرك للّه ذو مزيد اللّه و رحمته السلام عليك يا محفوظا باللّه اللّه نور أمامه و ورائه و يمينه و شماله و فوقه و تحته السلام عليك يا مخزونا في قدرة اللّه نور سمعه و بصره السلام عليك يا وعد اللّه الي ضمنه و يا ميثاق اللّه الذي أخذه و وكده السلام عليك يا داعي اللّه و ديان دينه السلام عليك يا خليفة اللّه و ناصر حقه السلام عليك يا حجة اللّه و دليل إرادته السلام عليك يا تالي كتاب اللّه و ترجمانه السلام عليك في آناء الليل و النهار السلام عليك يا بقية اللّه فى أرضه السلام عليك حين تقوم السلام عليك حين تقعد السلام عليك حين تقرء و تبين السلام عليك حين تصلي و تقنت السلام عليك حين «29 ج 2 الشيعة و الرجعة»

ص: 232

تركع و تسجد السلام عليك حين تعوذ و تسبح السلام عليك حين تهلل و تكبر السلام عليك حين تحمد و تستغفر السلام عليك حين تمسي و تصبح السلام عليك في الليل اذا يغشى و النهار اذا تجلى في الآخرة و الاولى السلام عليكم يا حجج اللّه و دعاتنا و هداتنا و رعاتنا و قادتنا و ساداتنا و موالينا السلام عليكم أنتم نورنا و أنتم جاهنا أوقات صلواتنا و عصمتنا بكم لدعائنا و صلاتنا و صيامنا و استغفارنا و سائر أعمالنا السلام عليك أيها الامام المأمون السلام عليك بجوامع السلام اشهد يا مولاي اني أشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له و ان محمدا عبده و رسوله لا حبيب إلا هو و أهله و ان أمير المؤمنين حجته و ان الحسن حجته و أن الحسين حجته و أن علي بن الحسين حجته و أن محمد بن علي حجته و أن جعفر بن محمد حجته و أن موسى بن جعفر حجته و أن علي بن موسى حجته و أن محمد بن علي حجته و أن علي بن محمد حجته و الحسن بن علي حجته و أنت حجته و ان الأنبياء دعاة و هداة رشدكم أنتم الأول و الآخر و خاتمته و ان رجعتكم حق لا شك فيها و لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا و ان الموت حق - الى قوله - فلا إله إلا اللّه وحده لا شريك له و محمد عبده و رسوله علي أمير المؤمنين حجته الحسن و الحسين حجته علي حجته و محمد حجته جعفر حجته موسى حجته علي حجته و محمد حجته علي حجته الحسن حجته و أنت حجته و أنتم حجته و براهينه أنا يا مولى مستبشر بالبيعة التي أخذ اللّه علي شرطه قتالا فى سبيله اشترى به أنفس المؤمنين فنفسي مؤمنة باللّه وحده لا شريك له و برسوله و بأمير المؤمنين و بكم يا مواليي أولكم و آخركم نصرتي لكم معدة و مودتي لكم خالصة الخ).

(قال الامام المجلسي): قال مؤلف مزار الكبير حدثنا الشيخ الفقيه أبو محمد عربي بن مسافر رضي اللّه عنه بداره بالحلة فى شهر ربيع الأول سنة 573 هج و حدثني الشيخ أبو البقاء هبة اللّه بن نما بن على بن حمدون قالوا جميعا حدثنا الشيخ الأمين الشيخ المفيد (ره) أبو علي الحسن محمد الطوسي رضي اللّه عنه بالمشهد المذكور عن والده أبي جعفر الطوسي رضي اللّه عنه عن محمد بن اسماعيل عن محمد بن أشناس البزاز عن محمد بن أحمد بن يحيى القمي عن محمد بن علي بن عبد اللّه بن جعفر الحميري قال قال أبو علي الحسن بن أشناس و أخبرنا أبو الفضل محمد بن عبيد اللّه

ص: 233

الشيباني ان أبا جعفر محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري أخبره و أجازه جميع ما رواه انه خرج اليه من الناحية المقدسة حرسها اللّه بعد المسائل و الصلاة و التوجيه أوله

(بسم اللّه الرحمن الرحيم لا لأمر اللّه تعقلون و لا من أوليائه تقبلون حكمة بالغة عن قوم لا يؤمنون السلام علينا و على عباد اللّه الصالحين فاذا أردتم التوجه الى اللّه و الينا فقولوا كما قال اللّه تعالى سلام على آل يس ذلك هو الفضل المبين و اللّه ذو الفضل العظيم من يهديه صراطه المستقيم).

(قال الطبسي): لو لم يكن القول بصحة الرجعة دليلا غير تلك الزيارة الصادرة عن الناحية المقدسة لكفى حجة و استنادا مضافا مع نقلها هؤلاء الأعاظم و رؤساء المذهب فالمجاهد المنصف يغنيه و المعاند الحائد لا يكفيه و لو باضعاف من ذلك (وَ الَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَ إِنَّ اللّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) .

46 زيارة رابعة له «ع»

و فيه ص 260 زيارة رابعة له «ع» نقلا عن السيد (ره) سلام اللّه الكامل التام الشامل العام و صلواته و بركاته الدائمة على حجة اللّه و وليه فى أرضه و بلاده و خليفته فى خلقه و عباده و سلالة النبوة و بقية العترة صاحب الزمان و مظهر الايمان و معلن أحكام القرآن و مطهر الأرض و ناشر العدل فى الطول و العرض و الحجة القائم المهدي الامام المنتظر المرضي الطاهر ابن الأئمة المعصومين السلام عليك يا وارث علم النبيين و مستودع حكم الوصيين - الى قوله - السلام عليك يا مولاي سلام مخلص لك في الولاء أشهد انك الامام المهدي قولا و فعلا و انك الذي تملا الأرض قسطا و عدلا عجل اللّه فرجك و سهل اللّه مخرجك و قرب زمانك و كثر أنصارك و أعوانك و أنجز لك وعدك فهو أصدق القائلين: (وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ) الخ.

47 زيارة خامسة له «ع»

و فيه 260 أيضا زيارة خامسة له «ع» فيما يقرء بعد الدخول في السرداب المطهر أولها:

(السلام عليك يا خليفة اللّه في أرضه و خليفة رسوله و خليفة آبائه الأئمة

ص: 234

المعصومين المهديين السلام عليك يا حافظ أسرار رب العالمين - الى قوله - و انك الحق الثابت الذي لا ريب فيه لا أرتاب و لا أغتاب لا مد الغيبة و لا أتحير لطول المدة و ان وعد اللّه بك حق و نصرته لدينه بك صدق و طوبى لمن سعد بولايتك و ويل لمن شقي بجحودك و أنت الشافع المطاع الذي لا يدافع ذخرك اللّه سبحانه لنصرة الدين و اعزاز المؤمنين و الانتقام من الجاحدين الأعمال موقوفة على ولايتك و الاقوال معتبرة بامامتك من جاء بولايتك و اعترف بامامتك قبلت أعماله و صدقت أقواله تضاعف له الحسنات و تمحي منه السيئات و من ذل عن معرفتك و استبدل بك غيرك أكبه اللّه على منخريه في النار و لم يقبل له عملا و لم يقم له يوم القيامة و زنا اشهد يا مولاي ان مقالي ظاهر كباطنه و سره كعلانيته و أنت الشاهد علي بذلك و هو عهدي اليك و ميثاقي العهود لديك إذ أنت نظام الدين و عز الموحدين و يعسوب المتقين و بذلك أمرني فيك رب العالمين فلو تطاولت الدهور و تمادت الأعصار لم أزدد بك إلا يقينا و لك إلا حبا و عليك إلا اعتمادا و لظهورك إلا توقعا و مرابطة بنفسي و مالي و جميع ما أنعم به علي ربي فان أدركت أيامك الزاهرة و أعلامك الظاهرة و دولتك القاهرة فعبد من عبيدك معترف بحقك متصرف بين أمرك و نهيك أرجو بطاعتك الشهادة بين يديك و بولايتك السعادة فيما لديك و ان أدركني الموت قبل ظهورك فأتوسل بك الى اللّه سبحانه أن يصلي على محمد و آل محمد و أن يجعل لي كرة في ظهورك و رجعة فى أيامك لأبلغ من طاعتك مرادي و أشفي من أعدائك فؤادي - الى أن يقول - اللهم صل على وليك المحسن لسنتك القائم بأمرك الداعي اليك الدليك عليك و حجتك على خلقك و خليفتك في أرضك و شاهدك على عبادك اللهم اعز نصره و امدد في عمره و زين الأرض بطول بقائه اللهم اكفه بغي الحاسدين و أعذه من شر الكائدين و ازجر عنه إرادة الظالمين و خلصه من أيدي الجبارين اللهم اعطه في نفسه و ذريته و شيعته و رعيته و خاصته و عامته و منن جميع أهل الدنيا ما تقر به عينه و تسر به نفسه و بلغه أفضل عمله فى الدنيا و الآخرة انك على كل شيء قدير).

ص: 235

48 زيارة سادسة له عليه السلام

زيارة سادسة له عليه السلام:

(السلام على الحق الجديد و العالم الذي علمه لا يبيد السلام على محيي المؤمنين و مبير الكافرين السلام على مهدي الامم و جامع الكلم السلام على خلف السلف و صاحب الشرف السلام على حجة المعبود و كلمة المحمود السلام على معز الأولياء و مذل الأعداء السلام على وارث الأنبياء و خاتم الأوصياء السلام على القائم المنتظر و العدل المشتهر السلام على السيف الشاهر و القمر الزاهر و النور الباهر السلام على شمس الظلام و بدر التمام السلام على ربيع الأنام و نضرة الأيام السلام على صاحب الصمصام و فلاق الهام السلام على صاحب الدين المأثور و الكتاب المسطور السلام على بقية اللّه فى بلاده و حجته على عباده المنتهى اليه مواريث الأنبياء و لديه موجود آثار الاصفياء المؤتمن على الستر و الولي للامر السلام على المهدي الذي وعد اللّه عز و جل به الامم أن يجمع به الكلم و تلم به الشعث و يملاء به الأرض قسطا و عدلا و يمكن له و ينجز به وعد المؤمنين) الخ.

49 زيارة سابعة له «ع»

و فيه ص 262 زيارة سابعة له «ع» أولها:

(اللّه أكبر اللّه أكبر لا إله إلا اللّه و اللّه أكبر الحمد للّه الذي هدانا و عرفنا أوليائه و أعدائه و وفقنا لزيارة أئمتنا و لم يجعلنا مني المعاندين الناصبين و لا من الغلاة المفوضين و لا من المرتابين المقصرين السلام على ولي اللّه و ابن أوليائه السلام على المدخر لكلمة الله و بوار أعدائه السلام على النور الذي أراد أهل الكفر اطفائه فأبى الله إلا أن يتم نوره بكرههم و أيده بالحياة حتى يظهر على يده الحق بزعمهم أشهد ان الله اصطفاك صغيرا و أكمل لك علومه كبيرا و انك حي لا تموت حتى تبطل الجبت و الطاغوت اللهم صل عليه و على خدامه و أعوانه على غيبته و نأيه و استره سترا عزيزا و اجعل له معقلا حريزا و اشدد اللهم و طأته على معانديه و احرس مواليه و زائريه اللهم كما جعلت قلبي بذكره معمورا فاجعل سلاحي بنصرته مشهورا و إن حال بيني و بين لقائه الموت الذي جعلته على عبادك حتما

ص: 236

و أقدرت به على خليفتك رعما فابعثني عند خروجه ظاهرا من حفرتي مؤتزرا كفني حتى اجاهد بين يديه فى الصف الذي أثنيت على أهله فى كتابك فقلت:

كأنهم بنيان مرصوص، اللهم طال الانتظار و شمت بنا الفجار و صعب علينا الانتصار اللهم أرنا وجه وليك الميمون في حياتنا و بعد المنون اللهم أدين لك بالرجعة بين يدي صاحب هذه البقعة الغوث الغوث الغوث يا صاحب الزمان) الخ

50 زيارة ثامنة له صلوات الله عليه يزار يوم الجمعة

زيارة ثامنة له صلوات الله عليه يزار يوم الجمعة و هو اليوم الذي يظهر فيه اولها

(السلام عليك يا حجة الله فى أرضه السلام عليك يا عين الله في خلقه السلام عليك يا نور الله الذي يهتدي به المهتدون و يفرج به عن المؤمنين السلام عليك أيها المهذب الخائف السلام عليك أيها الوالي الناصح السلام عليك يا سفينة النجاة السلام عليك يا عين الحياة السلام عليك صلى الله عليك و على آل بيتك الطاهرين السلام عليك عجل الله لك ما وعدك من النصر و ظهور الحق على يديك و أسأل الله أن يصلي على محمد و آل محمد و أن يجعلني من المنتظرين لك و التابعين و الناصرين لك على أعدائك و المستشهدين بين يديك فى جملة أوليائك يا مولاى يا صاحب الزمان صلوات الله عليك و على آل بيتك هذا يوم الجمعة و هو يومك المتوقع فيه ظهورك و الفرج فيه للمؤمنين على يدك و قتل الكافرين بسيفك و أنا يا مولاي فيه ضيفك و جارك و أنت يا مولاي كريم من أولاد الكرام و مأمور بالاجارة فأضفني و أجرني صلوات الله عليك و على أهل بيتك الطاهرين).

(قال الطبسي): فهذه عدة زيارات خاصة به صلوات الله عليه مصرحة فيها بالرجعة و لو لم تكن غير تلك الزيارات أشياء اخرى سندا لصحة القول بالرجعة لكانت كافية وافية للمنصف المجاهد و أما المتعصب المعاند لا ينفعه إلا السيف القاطع و في المقام زيارات مطلقة يزار بها جميع الأئمة الطاهرين قد صرحت فيها أيضا صحة الاعتقاد و الاعتراف بالرجعة.

51 الاولى زيارة الجامعة المعروفة

الاولى زيارة الجامعة المعروفة ذكرها الامام الشيخ المجلسي في ج 22 ص 269

ص: 237

من بحار الأنوار نقلا عن العيون الدقاق و السناني و الوراق و المكتب جميعا عن الأسدي عن البرمكي عن النخعي قال قلت: لعلي بن محمد بن علي بن موسى ابن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله و سلامه عليهم علمني يابن رسول الله قولا أقوله بليغا كاملا اذا زرت واحدا منكم فقال اذا صرت الى الباب فقف و اشهد الشهادتين و أنت على غسل فاذا دخلت و رأيت القبر فقف و قل (الله أكبر الله أكبر ثلاثين مرة) ثم امش قليلا و عليك السكينة و الوقار و قارب بين خطاك ثم قف و كبر الله عز و جل ثلاثين مرة ثم ادن من القبر و كبر الله أربعين مرة تمام مائة تكبيرة ثم قل:

(السلام عليكم يا أهل بيت النبوة و موضع الرسالة و مختلف الملائكة - الى أن تقول - مؤمن بايابكم مصدق برجعتكم منتظر لأمركم مرتقب لدولتكم - الى قوله - و رأيي لكم تبع و نصرتي لكم معدة حتى يحيي الله تعالي دينه بكم و يردكم فى أيامه و يظهركم لعدله و يمكنكم فى أرضه فمعكم معكم لا مع عدوكم - الى قوله - و يسلك سبيلكم و يهتدي بهديكم و يحشر فى زمرتكم و يكر فى رجعتكم و يملك فى دولتكم و يشرف في عافيتكم و يمكن في أيامكم و تقر عينه غدا برؤيتكم).

52 الثانية من زيارة الجامعة غير المعروفة

الثانية من زيارة الجامعة غير المعروفة ذكرها فى ج 22 من بحار الأنوار بأطول من الاولى بكثير مع اختلافات في الألفاظ نقل من كتاب العتيق لبعض قدماء الأصحاب أولها:

(الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم الذي ليس كمثله شيء و هو السميع العليم و لا إله إلا الله الملك الحق المبين - الى قوله - موقن بايابكم مصدق برجعتكم منتظر لأيامكم مرتقب لدولتكم آخذ بقولكم - الى قوله - نصرتي لكم معدة حتى يحيي الله دينه بكم و يظهركم لعدله فيريكم في أيامه و يقيمكم لخلقه ثم يملككم في أرضه - الى قوله - و يحشر فى زمرتكم و يكر فى رجعتكم و يملك في دولتكم و يشرف فى عافيتكم و يمكن في أيامكم و تقر عينه غدا برؤيتكم).

ص: 238

53 الثالثة الزيارة التي تزار بها كل إمام

الثالثة الزيارة التي تزار بها كل إمام أيضا ذكرها في ج 22 ص 286 من بحار الأنوار نقلا عن السيد (ره) المروية عن أبي الحسن الثالث أولها:

(بسم الله الرحمن الرحيم أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له كما شهد له لنفسه - الى قوله - و الحجة بن الحسن صاحب العصر و الزمان و وصي الأوصياء و بقية الأنبياء المستتر عن خلقك و المؤمل لاظهار حقك المهدي المنتظر و القائم الذي به ينتصر - الى قوله - اللهم انجز لهم وعدك و طهر بسيف قائمهم أرضك و أقم به حدودك المعطلة و أحكامك المهملة و المبدلة و احيي به القلوب الميتة و اجمع الأهواء المتفرقة و اجل به صدى الجور عن طريقتك حتى يظهر الحق على يديه فى أحسن صورته و يهلك الباطل بنور دولته و لا يستخفى بشيء من الحق مخافة أحد من الخلق اللهم عجل فرجهم و اظهر فلجهم و اسلك بنا مناهجهم و أمتنا على ولايتهم و احشرنا في زمرتهم و تحت لوائهم).

54 الرابعه من الزيارات الجامعة

الرابعه من الزيارات الجامعة ما ذكرها فيه ص 291:

(اللهم اني أسألك يا رافع السماوات المبنيات - الى قوله - السلام على الامام العالم الغائب عن الأبصار و الحاضر في الأمصار و الغائب عن العيون و الحاضر في بقية الأخيار الوارث ذي الفقار الذي يظهر في بيت اللّه الحرام ذي الأستار و ينادي بشعار يا لثارات الحسين أنا الطالب بالأوثار أنا قاصم كل جبار (القائم) المنتظر ابن الحسن عليه و آله أفضل السلام، اللهم عجل فرجه و سهل مخرجه و اوسع منهجه و اجعلنا من أنصاره و أعوانه الذابين عنه المجاهدين في سبيله و المستشهدين بين يديه الخ).

55 الخامسة الزيارة التي يزار بها الأئمة في مشاهدهم

الخامسة الزيارة التي يزار بها الأئمة في مشاهدهم رواها الشيخ فى المصباح و السيد في الاقبال و المزار و غيرهما قال الشيخ قال ابن عياش حدثني خير بن عبد اللّه

ص: 239

عن مولاه يعني أبا القاسم الحسين بن روح(1) قال زر أي المشاهد كنت بحضرتها في رجب تقول اذا دخلت:

(الحمد للّه الذي أشهد مشهد أوليائه فى رجب و أوجب علينا من حقهم ماقد وجب و صلى اللّه على محمد المنتجب و على أوصيائه الحجب اللهم فكما أشهدتنا مشهدهم فانجز لنا موعدهم و أوردنا مورهم غير محلئين عن ورد في دار المقامة و الخلدو السلام عليكم اني قد قصدتكم و اعتمدتكم بمسألتي و حاجتي و هي فكاك رقبتي من النار مع شيعتكم الأبرار و السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار أنا سائلكم و آملكم فيما اليكم التفويض و عليكم التعويض فبكم يجبر المهيض و يشفي المريض و عندكمر.

ص: 240


1- هو أحد السفراء و الأبواب الى الحجة المهدي المنتظر صلوات اللّه عليه قال فى ج 13 من بحار الأنوار نقلا عن إكمال الدين و الغيبة الطوسية عن جماعة من الشيعة ان أبا جعفر محمد بن عثمان العمري جمعنا عند موته و كنا وجوه الشيعة و شيوخها فقال لنا إن حدث علي حدث الموت فالأمر الى أبي القاسم الحسين بن روح النوبختي فقد امرت أن أجعله فى موضعي بعدي فارجعوا اليه و عولوا في اموركم عليه، و فيه عن الحسين بن ابراهيم عن ابن نوح عن أبي نصر هبة اللّه بن محمد قال حدثني خالي أبو ابراهيم جعفر بن محمد بن النوبختي قال قال لي أبي أحمد بن ابراهيم و عمي أبو جعفر عبد اللّه بن ابراهيم و جماعة من أهلنا يعني بنو نوبخت ان أبا جعفر العمري لما اشتد حاله اجتمع جماعه من وجوه الشيعة منهم أبو علي بن همام و أبو عبد اللّه محمد الكاتب و أبو عبد اللّه الباقطاني و أبو سهل اسماعيل بن علي النوبختي و أبو عبد اللّه بن الوجنا و غيرهم من الوجوه و الأكابر فدخلوا على أبي جعفر رضي اللّه عنه فقالوا له إن حدث أمر فمن يكون مكانك؟ فقال لهم هذا أبو القاسم الحسين بن روح ابن أبي بحر النوبختي القائم مقامي و السفير بينكم و بين صاحب الأمر و الوكيل و الثقة الأمين فارجعوا اليه فى اموركم و عولوا عليه في مهماتكم فبذلك امرت و قد بلغت. توفي فى شعبان سنة 326 هج و مرقده ببغداد يزار.

ما تزداد الأرحام و ما تغيض اني بسركم مؤمن و لقولكم مسلم و على اللّه بكم مقسم في رجعتي بحوائجي و قضائها و امضائها و انجاحها و ابراحها و بشئوني لديكم و صلاحها و السلام عليكم سلام مودع و حوائجه مودع يسأل اللّه اليكم المرجع و سعيه اليكم غير منقطع و أن يرجعني من حضرتكم خير مرجع الى جناب ممرع و خفض عيشي موسع و دعة و مهل الى حين الأجل و خير مصير و محل فى النعيم الأزل و العيش المقتبل و دوام الاكل و شرب الرحيق و السلسل و عل و نهل لا سأم منه و لا ملل و رحمة اللّه و بركاته و تحياته حتى العود الى حضرتكم و الفوز في كرتكم و الحشر في زمرتكم و السلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته عليكم و صلاته و تحياته و هو حسبنا و نعم الوكيل).

56 السادسة من الزيارات الجامعة

السادسة من الزيارات الجامعة ما ذكره فى ج 22 ص 296 من بحار الأنوار فى التسليم على الحجج السلام على حجة اللّه على الانس و الجان السلام على من وعده اللّه النصر و الامكان السلام على مظهر العدل و الايمان السلام على من به يعبد الرحمن في كل مكان السلام على من به يظهر اللّه دينه على الأديان السلام على مولانا و سيدنا الامام (القائم) بأمر اللّه صاحب الزمان و رحمة اللّه و بركاته السلام على العترة الطيبين السلام على الاسرة الطاهرين السلام على من نصر اللّه على إمامتهم فى التوراة و الانجيل السلام عليكم يا آل اللّه و أنصاره و ظلال اللّه و أنواره و خلفاء اللّه و امراؤه لأبذلن لكم يا سادتي مودتي و محبتي و مواساتي فانها مذخورة لكم و نصرتي لكم معدة فان أمرتموني يا سادتي أطعت و إن نهيتموني يا فادتي انتهيت و إن استنصرتموني يا حماتي نصرت فلا مذهب لي عنكم)

57 السابعة من الزيارة الجامعة

السابعة من الزيارة الجامعة ص 296 أوله:

(السلام عليكم يا آل محمد يا آل اللّه و أنصاره و ظلال اللّه و أنواره لأبذلن لكم مودتي و مهجتي و مواساتي و مالي فانها مذخورة و نصرتي لكم معدة حتى يأذن اللّه لكم) الخ، و قد مر نظيره

ص: 241

58 الثامنة من الزيارة الجامعة

الثامنة من الزيارة الجامعة ما يزار به الأئمة الأثنى عشر أيضا في ص 302:

(الصلاة و السلام على الامام الخلف القائم بالحق ابن أفضل السلف السلام عليك يا حجة اللّه فى عباده و خليفته فى بلاده و نوره في سمائه و أرضه و الداعي الى سنته و فرضه مبدل الجور عدلا و مفني الكفار قتلا و دافع الباطل بظهوره و مظهر الحق بكلامه و معيش العباد بفنائه الامام المنتظر و العدل المختبر السلام عليك أيها الامام المهدي الثقة النقي و قاتل كل خبيث و ردي السلام عليك من عبدك و المنتظر لظهور عدلك السلام عليك يا مولاي و ابن مولاي و سيدي و ابن سادتي و على اولي عهدك و القوام بالأمر من بعدك و السلام عليك و عليهم و على الائمة أجمعين و رحمة اللّه و بركاته اللهم صل على إمامنا و ابن أئمتنا و سيدنا و ابن سادتنا الوصي الزكي التقي النقي الامام الباقي ابن الماضي حجتك فى الأرض على العباد و غيبك الحافظ فى البلاد و السفير فيما بينك و بين خلقك و القائم فيهم بحقك أفضل صلواتك و بارك عليهم و عليه بأفضل بركاتك اللهم صل على محمد و آل محمد و اجعله القائم المؤمل و العدل المعجل و حفه بملائكتك المقربين و أيده بروح القدس منك يا رب العالمين و اجعله الداعي الى كتابك و القائم بدينك و استخلفه فى الأرض كما استخلفت الذين من قبلهم و مكن له دينه الذي ارتضيته له و ابدله من بعد خوفه أمنا يعبدك لا يشرك بك شيئا و انتصر به و انصره نصرا و افتح له فتحا مبينا يسرا و اجعل له من لدنك على عدوك و عدوه سلطانا نصيرا و اظهر به دينك و سنة نبيك آمين حتى لا يخفى بشيء من الحق مخافة أحد من المخلوقين) الخ.

(قال الطبسي): هذا ما ساعدنا التوفيق من نقل الزيارات المصرحة أو المشيرة فيها الى الرجعة و انها من الامور المسلمة عند الامامية فالذي لا يرتضي بها يتوقع نزول الوحي عليه بأن مسألة الرجعة من الامور المسلمة فاصبر و توقع و انتظر حتى يحكم اللّه و بينا و بينه و هو خير الحاكمين.

ص: 242

القسم الرابع: الاجماعات و الرجعة

ص: 243

القسم الرابع

ص: 244

قد ذكرنا سالفا ما تيسر لدينا من الأدعية و الزيارات المصرحة او المشيرة فيها على صحة القول بالرجعة الواردة عن الأئمة المعصومين سلام اللّه عليهم أجمعين و الآن نذكر إجماع العلماء على صحة القول بالرجعة فنقول و منه نستمد التوفيق:

1. الشيخ الأجل أمين الاسلام الطبرسي(1) قال في المجمع ج 7 ص 234 في تفسير قوله تعالى: (وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ) و قد تظاهرت الأخبار عن ائمة الهدى من آل محمد (صلی الله علیه و آله) في ان الله تعالى سيعيد عند قيام المهدي قوما ممن تقدم موتهم من اوليائه و شيعته ليفوزوا بثواب نصرته و معونته و يبتهجوا بظهور دولته و يعيد ايضا قوما من اعدائه لينتقم منه و ينالوا بعض ما يستحقونه من العذاب في القتل على ايدي شيعته و الذلف.

ص: 245


1- هو أبو الفضل بن الحسن أمين الدين أبو علي الطبرسي قال: فى النقد السيد الجليل الرجالي مير مصطفى التفريشي انه ثقة فاضل دين من أجلاء هذه الطائفة له تصانيف حسنة منها كتاب «مجمع البيان فى تفسير القرآن» عشرة مجلدات و «الوسيط في التفسير» أربع مجلدات و «الوجيز» مجلد واحد، انتقل رحمه اللّه من المشهد المقدس الرضوي على ساكنه من الصلوات أفضلها و من التحيات أكملها الى سبزوار في شهور سنة 423 هج و انتقل الى دار الخلود ليلة النحر سنة 548 هج رضي اللّه عنه. و في مجمع البيان طبع صيدا ص 5 في ترجمة المؤلف التي بقلم الحجة الامام السيد محسن الأمين (ره) تحت عنوان «حكاية غريبة» نقلا عن صاحب رياض العلماء انه قال: مما اشتهر بين الخاص و العام انه (ره) أصابته السكتة فظنوا به الوفاة فغسلوه و كفنوه و دفنوه و انصرفوا، فأفاق و وجد نفسه مدفونا فنذر إن خلصه اللّه من هذه البلية أن يؤلف كتابا فى تفسير القرآن و اتفق انه بعض النباشين كان قصد قبره في تلك الحال و أخذ فى نبشه فلما نبشه و جعل ينزع عنه الأكفان، قبض بيده فخاف النباش خوفا شديدا، ثم كلمه فازداد خوف النباش فقال له: لا تخف و أخبره بقصته، فحمله النباش على ظهره و أوصله الى بيته فأعطاه الاكفان و وهب له مالا جزيلا و تاب النباش على يده ثم و فى بنذره و الف كتاب «مجمع البيان»، قال الفاضل النوري في مستدركات الوسائل بعد نقل هذه الحكاية و مع هذا الاستشهار لم أجدها في مؤلف أحد قبله و ربما نسبت الى العالم الجليل المولى فتح اللّه الكاشاني المتوفى سنة 908 هج «تفسير منهج الصادقين، و الخلاصة، و شرح النهج». (قال الطبسي): يحتمل تعدد القصة لكنني كلما سمعت هذه الحكاية سمعتها منسوبة الى المفسر الجليل المولى الشيخ فتح اللّه الكاشاني و نسبتها الى الشيخ الجليل ما رأيناه إلا في طبعة صيدا و ليس منه أثر فى سائر الطبعات مع تعددها و تكررها. و قبر الشيخ الطبرسي (ره) فى طوس (المشهد الرضوي) غنى عن التوصيف يزار و يتبرك به في المقبرة المعروفة ب (قتلكاه) أما هذه فقد صارت الآن محل للتنزه و بدلت و خربت القبور و غرست فيها الأشجار و سميت ب (باغ رضوان)، و لكن قبر الشيخ على حاله فى أول (شارع الطبرسي) على يسار الداخل من طرف الصحن الشريف.

و الخزي بما يشاهدون من علو كلمته و لا يشك عاقل ان هذا مقدور للّه تعالى غير مستحيل فى نفسه و قد فعل اللّه ذلك في الامم الخالية و نطق القرآن بذلك فى عدة مواضع مثل قصة عزير و غيره على ما فسرناه في موضعه و قد صح عن النبي (صلی الله علیه و آله) قوله: (سيكون فى امتي كل ما كان في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة حتى لو ان احدهم دخل جحر ضب لدخلتموه) إلا ان جماعة من الامامية تأولوا ما ورد من الأخبار فى الرجعة على رجوع الدولة و الأمر و النهي دون رجوع الأشخاص و إحياء الأموات و أولوا الاخبار الواردة في ذلك لما ظنوا ان الرجعة تنافي التكليف و ليس كذلك لأنه ليس فيها ما يلجأ الى فعل الواجب و الامتناع من القبيح و التكليف يصح معها كما يصح مع ظهور المعجزات الباهرة و الآيات القاهرة كفلق البحر و قلب العصى ثعبانا و ما اشبه ذلك و لأن الرجعه:

تثبت بظواهر الأخبار المنقولة فيتطرق عليها التأويل و إنما المعول في ذلك اجماع

ص: 246

الشيعة الامامية و ان كانت الأخبار تعضده و تؤيده.

(قال الطبسي): قد مر الكلام فى ذلك و علقنا عليها ما يناسب المقام فراجع ص 143، و فى كتاب الايقاظ للشيخ الفقيه المحدث الخبير الناقد البصير الحر العاملي نور اللّه مرقده قال: الرابع اجماعة الشيعة الامامية و إطباق الطائفة الأثنى عشرية على اعتقاد صحة الرجعة فلا يظهر منهم مخالف يعتد به من العلماء السابقين و لا اللاحقين و قد علم دخول المعصوم فى هذا الاجماع لورود الأحاديث المتواترة عن النبي (صلی الله علیه و آله) و الأئمة الدالة على صحة القول بالرجعة حتى انه ورد عن صاحب الزمان (محمد بن الحسن المهدي) في التوقيعات الواردة عنه مع ما ورد عنه في مثل ذلك الباب الى ما ورد عن آبائه و ممن صرح ثبوت الاجماع هنا و نقله الشيخ الجليل أمين الدين الطبرسي في كتاب مجمع البيان لعلوم القرآن فى تفسير قوله تعالى (وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً) - الى قوله - و نقل مثله الطبرسي حجة في هذا الباب و سيأتي ان العترة الطاهرة أجمعت عليه فكيف اذا انضم اليه غيره الخ، انتهى كلامه رفع مقامه.

و هذا الكتاب يعني (الايقاظ) من ذخائر كتب الشيعة و مما الف في هذا الموضوع و الى الآن لم يطبع و النسخة موجودة في النجف الأشرف و نسأل اللّه أن يوفق أهل الخير لطبعها و نشرها.

2- الشيخ الجليل رئيس المحدثين عمدة الأخباريين أبو جعفر(1) بن محمدة»

ص: 247


1- رئيس الفرقة الناجية و وجها من وجوههم فوق الوثاقة كان في (الري) شيخ من مشائخ الشيعة و ركن من أركان الشريعة استاذ أهل الحديث و الصدوق فيما يروي عن الأئمة ولد بدعاء صاحب الأمر و له الفخر على أمثاله و أقرانه و هو الذي خرج من الناحية المقدسة فى حقه التوقيع انه فقيه خير مبارك ينفع اللّه به و انتفع به و عنه كل من تأخر عنه، و من كتبه (من لا يحضره الفقيه) أحد الكتب الأربعة، قال النجاشي ص 276 فى حقه: شيخنا و فقيهنا وجه الطائفة بخراسان و كان ورده الى بغداد سنة 355 هج و سمع منه شيوخ الطائفة و هو حدث السن و قد عد كتبه ما يقرب المأتين، ثم قال: أخبرنا بجميع كتبه و قرأت بعضها على والدي علي بن أحمد بن العباس النجاشي بالري سنة 380 هج، و في كتاب الغيبة للعلامة الامام الطوسي عن أبي العباس بن نوح عن أبي عبد اللّه الحسين ابن محمد الصيرفي المعروف بابن الدلال، و غيرهما من مشايخ أهل قم ان علي بن الحسين بن بابويه كانت تحته بنت عمه موسى بن بابويه فلم يرزق منها ولد فكتب إلى الشيخ أبي القاسم بن روح أن يسأل الحضرة أن يدعو له أن يرزقه أولادا فقهاء فجاء الجواب «إنك لا ترزق من هذه و ستملك جارية ديلمية و ترزق منها ولدين فقيهين». و في رجال العلامة المامقاني (ره) ج 3 ص 154 نقلا عن العدل الثقة الأمين السيد ابراهيم اللواساني الطهراني ان في أواخر سنة 1103 هج هدم السيل قبره و بان جسده الشريف، و كان هو ممن دخل القبر و رأى جسده لشريف صحيح سالم لم يتغير أصلا كأن روحه خرجت منه في ذلك الآن و لون الحنا بلحيته المباركة و صفرة الحنا تحت رجليه موجودة و كفنه بال نسجت العنكبوت بأمر رب الملكوت على عورته انظر رحمك اللّه الى كرامتين للرجل أحدها عدم بلى جسده الشريف فى مدة 900 سنة هج تقريبا و عدم تغيره أصلا و الاخرى نسج العنكبوت على عورته حتى لا ترى و لا تزول حرمته. (قال الطبسي): هكذا يفعل اللّه بأبدان أوليائه و رجال دينه و هذا الشيخ (ره) أحد المؤلفين في الرجعة قد كتب كتابا مستقلا و ممن أظهر و استدل بالآيات الشريفة على صحة الاعتقاد بالرجعة فما حال القادح و المشكك فى قبال هؤلاء الأعلام و من يدور على كتبهم و بياناتهم استنباط الأحكام؟ و سينتقم اللّه ممن يلقي الشبهات و يتبع الزيغ و الشهوات. «31 ج 2 الشيعة و الرجعة»

ابن بابويه القمي في كتابه الاعتقادات في باب الاعتقاد في الرجعة قال: اعتقادنا فى الرجعة انها حق و قد قال اللّه فى كتابه العزيز (أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ) كان هؤلاء سبعين الف بيت و كان قد وقع فيهم الطاعون كل سنة فيخرج الأغنياء لقوتهم و يبقى الفقراء لضعفهم فيقل الطاعون فى الذين خرجوا و يكثر في الذين يقيمون فيقول

ص: 248

الذين يقيمون لو خرجنا لما أصابنا الطاعون و يقول الذين خرجوا لو أقمنا لأصابنا كما أصابهم فأجمعوا أن يخرجوا جميعا من ديارهم اذا كان وقت الطاعون فخرجوا جميعهم فنزلوا على شط فلما وضعوا رحالهم ناداهم اللّه موتوا فماتوا جميعا فكنستهم المارة عن الطريق فبقوا بذلك ما شاء اللّه فمر بهم نبي من أنبياء بني اسرائيل يقال له ارميا فقال له لو شئت يا رب أحييتهم فيعمروا بلادك و يعبدوك مع من يعبد فأوحى اللّه اليه أفتحب إن أحييتهم لك؟ قال نعم يا رب فأحياهم اللّه له و بعثهم فهؤلاء ماتوا و رجعوا الى الدنيا ثم ماتوا بآجالهم فقال اللّه (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَ هِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها قالَ أَنّى يُحْيِي هذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِها فَأَماتَهُ اَللّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قالَ كَمْ لَبِثْتَ قالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وَ شَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَ انْظُرْ إِلى حِمارِكَ وَ لِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنّاسِ وَ انْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً فَلَمّا تَبَيَّنَ لَهُ قالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ) فهذا مات مأة عام ثم رجع الى الدنيا و بقي فيها ثم مات بأجله و هو (عزير) و روي انه (ارميا).

و قال الله تعالى فى قصة المختارين من بني اسرائيل من قوم موسى لميقات ربه (ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) و ذلك انهم لما سمعوا كلام الله قالوا لا نصدق به (حَتّى نَرَى اللّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ) فماتوا فقال موسى يا رب ما أقول لبني اسرائيل اذا رجعت اليهم؟ فأحياهم الله فرجعوا الى الدنيا فأكلوا و شربوا و نكحوا النساء و ولد لهم الأولاد و بقوا فيها ثم ماتوا بآجالهم. و قال الله تعالى لعيسى بن مريم (إِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتى بِإِذْنِي) فجمع الموتى الذين أحياهم عيسى باذن الله رجعوا الى الدنيا و بقوا فيها ما بقوا ثم ماتوا بآجالهم.

و أصحاب الكهف (لَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَ ازْدَادُوا تِسْعاً) ثم بعثهم الله فرجعوا الى الدنيا ليتسائلوا بينهم و قصتهم معروفة فان قال ان اللّه قال (وَ تَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَ هُمْ رُقُودٌ) قيل لهم فانهم كانوا موتى. و قد قال الله عز و جل (يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَ صَدَقَ الْمُرْسَلُونَ) و ان قالوا كذلك فانهم كانوا موتى و مثل هذا كثير فقد صح ان الرجعة كانت فى الامم السالفة فقد قال النبي (صلی الله علیه و آله): يكون فى هذه الامة ما يكون الامم السابقة حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة، فيجب على هذا الأصل أن يكون فى هذه الامة الرجعة،

ص: 249

و قد نقل مخالفونا انه اذا خرج (المهدي) نزل عيسى بن مريم من السماء فصلى خلفه و نزوله الى الأرض رجعة الى الدنيا بعدهم موتة لأن الله عز و جل يقول: (إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَ رافِعُكَ إِلَيَّ)، و قال الله عز و جل (وَ حَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً)، و قال الله عز و جل (وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ) فاليوم الذي يحشر فيه الجميع غير الذي يحشر فيه الفوج و قال الله عز و جل (وَ أَقْسَمُوا بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلى وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمُونَ)، بعد ذلك في الرجعة و ذلك انه يقول بعد ذلك (لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ) و التبيين يكون فى الدنيا لا في الآخرة و سأجرد كتابا ابين فيه كيفيتها و الأدلة على صحة كونها إنشاء الله، و القول بالتناسخ باطل و من دان بالتناسخ فهو كافر لأن فى التناسخ ابطال الجنة و النار، انتهى كلامه.

(قال الطبسي): قوله (ره) اعتقادنا يعني الامامية و هذا التعبير عندنا شائع يعبر عن الاجماع بذلك و إنما أوردنا كلامه بتمامه لما فيه من الاستدلال بما لا يتطرق فيه الاحتمال و لا محل للاشكال و هذا هو المطلوب.

(3) العلامة الحسن(1) بن سليمان بن خالد القمي (ره) و هو ممن كتب رسالة في الرجعة قال في كتابه «مختصر بصائر الدرجات» ص 13 فى ذيل زيارة الرجبية قوله «ع»: (و الفوز فى كرتكم و الحشر فى زمرتكم) فعلم «ع» الزائر ما يسئل من بعد رجوعه الى أهله و وطنه من طيب عيش و سعة رزق و مهلة الى حين حضور أجله، ثم يسأل أن يكون إنتقاله بعد موته الى خير مصير و محل من تنعم و أكل و شرب من غير سأم و لا ملل الى حين كرته الى الدنيا مع إمامه صلوات اللّه عليه و ذلك مما أجمع الامامية نقل الاجماع من الشيعة على هذه المسألة).

ص: 250


1- هو الشيخ الفقيه العلامة أبو محمد بن سليمان بن محمد، و يقال سليمان بن خالد تلمذ على شيخنا الحجة شهيد الأول (ره) و قد مدحه المحدث الفقيه الشيخ (حر العاملي) فى أمل الآمل: انه فاضل عالم فقيه و له (مختصر بصائر الدرجات) لسعد ابن عبد اللّه يروي عن الشهيد (ره).

الشيخ المفيد (ره) محمد بن محمد بن النعمان رضي اللّه عنه، و نقل الاجماع أيضا السيد المرتضى (ره) فقد نقل إجماع الامامية على رجعة جماعة من المؤمنين من قبورهم بعد موتهم مع الامام «ع» اذا ظهر و ذلك ما روي عن الصادق «ع» انه قال (ليس منا من لم يؤمن برجعتنا و لم يقر بمتعتنا) و قد عد من أركان الايمان المتعة و الرجعة و هما من خصوصيات الامامية التي خصوا بها دون غيرهم كما خصوا بتحليل تربة الحسين «ع» و الاستشفاء بها و خصوصا بايجاب الخمس في أرباح التجارات و الصناعات و الزراعات و خصوا باستحباب اتمام الصلاة للمسافر عند قبر النبي و عند قبر الحسين «ع» و خصوا بتعفير الجبين و الجهر ببسم اللّه الرحمن الرحيم الى غير ذلك من الخصوصيات التي شرفهم اللّه بها و ميزهم عن أبناء نوعهم في أول الخلق و في دار الدنيا و الآخرة مما لا يحصيه إلا المعطي الوهاب سبحانه و تعالى

و عن الامام المحدث صاحب الوسائل فى الايقاظ ان الحسن بن سليمان بن خالد القمي (ره) الف رسالة في ذلك و قال فيها ما لفظه: الرجعة مما أجمع عليه علماؤنا بل جميع الامة و قد اتفق الاجماع منهم على هذه المسألة الشيخ المفيد و السيد المرتضى و غيرهما:

(4) الامام الحجة الشيخ المفيد (1)- ره - نقله المحدث المتقدم ذكرهر.

ص: 251


1- هو محمد بن محمد بن النعمان أبو عبد اللّه المعروف بابن المعلم الملقب بالمفيد (رحمه اللّه) شيخ المشايخ الاجلاء و رئيس رؤساء الملة فاتح أبواب المناظرة الذي اتفق الكل على علمه و ورعه و فضله و فقهه و عدالته كثير التآليف و التصنيف نسب له - 174 - كتابا، ولد يوم الحادي عشر من ذي القعدة سنة 336 هج، و توفى - ره - ليلة الجمعة في العشر الأول من شهر رمضان المبارك سنة 423 هج و صلى عليه علم الهدى السيد المرتضى أبو القاسم علي بن الحسين بميدان الأشنان و ضاق على الناس مع كبره و دفن في داره سنين و نقل الى مقابر قريش بالقرب من الامام الجواد «ع». و في المستدرك لشيخنا النوري في ج 3 ص 520 فى الفائدة الثالثة من الخاتمة نقلا عن (اليافعي) في تاريخه المسمى «بمرآت الجنان» عند ذكر سنة 413 هج و فيها توفى عالم الشيعة و إمام الرافضة صاحب التصانيف الكثيرة شيخهم المعروف ب (المفيد) المعلم و البارع فى الكلام و الفقه و الجدل و كان يناظر أهل كل عقيدة مع الجلالة و العظمة فى الدولة البويهية، قال (ابن بطي) و كان كثير الصدقات عظيم الخشوع كثير الصلاة و الصوم خشن اللباس، و قال غيره: عضد الدولة ربما زار الشيخ المفيد - ره - و كان شيخا مربعة نحيفا أسمر عاش ستا و سبعين سنة و له أكثر من مائة مصنف و كانت جنازته مشهودة شيعة ثمانون الف من الرافضة الشيعة و أراح اللّه منه، و أما وجه تلقيبه ب (المفيد) قال في المستدرك ج 3 ص 519: و أما وجه تسميته ب (المفيد) ففي معالم العلماء في ترجمته و لقبه (المفيد) صاحب الزمان «ع» و قد ذكرت سبب ذلك في مناقب آل أبي طالب انتهى، و لا يوجد هذا من مناقبه و لكن اشتهر انه لقبه بعض علماء العلماء، ففي تنبيه الخواطر للشيخ الزاهد «الورام» ان الشيخ المفيد لما انحدر مع أبيه و هو صبي من عكبر الى بغداد للتحصيل اشتغل بالقرائة على الشيخ أبي عبد اللّه المعروف «بالجعل» ثم على أبي ياسر و كان أبو ياسر ربما عجز عن البحث معه و الخروج عن عهدته فأشار اليه بالمضي الى علي بن عيسى الرماني الذي هو من أعاظم علماء الكلام و أرسل معه من يدله على منزله فلما مضى و كان مجلس الرماني مشحونا من الفضلاء جلس الشيخ فى صف النعال و بقي يتدرج للقرب كلما خلى المجلس شيئا فشيئا لاستفاد بعض المسائل من صاحب المجلس فاتفق ان رجلا من البصرة خل و سأل الرماني فقال: ما نقول في خبر الغدير و قصة الغار؟ فقال الرماني خبر الغار دراية و خبر الغدير رواية و الرواية لا تعارض من الدراية و لما كان ذلك البصري ليس له قوة المعارضة سكت و خرج و قال الشيخ اني لم أجد صبرا عن السكوت عن ذلك فقلت أيها الشيخ عندي سئوال فقال قل فقلت ما تقول فيمن خرج على الامام العادل فحاربه؟ فقال كافر، ثم استدرك فقال فاسق، فقلت ما تقول في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «ع»؟ فقال إمام، فقلت ما تقول في حرب طلحة و الزبير له فى حرب الجمل؟ فقال انهما تابا، فقلت له خبر الحرب دراية و التوبة رواية. فقال و كنت حاضرا عند سئوال الرجل البصري فقلت نعم فقال رواية بروايه و سؤالك متجهة وارد ثم انه سأل من أنت و عند من تقرء من علماء هذه البلاد فقلت له الشيخ أبي جعل ثم قال له مكانك و دخل منزله و بعد لحظة خرج و بيده رقعة ممهورة فدفعها إلي و قال ادفعها الى شيخك أبي عبد اللّه فأخذت الرقعة من يده و مضيت الى مجلس الشيخ المذكور و دفعتها اليه ففتحها و بقي مشغولا بقرائتها و هو يضحك فلما فرغ من قرائتها فقال ان جميع ما جرى بينك و بينه قد كتب إلي بها و أوصاني بك و لقبك ب (المفيد)، و نقل ابن ادريس هذه الحكاية مختصرا فى آخر السرائر، و قال القاضي فى المجالس نقلا عن مصابيح القلوب قال بينما القاضي عبد الجبار في مجلسه في بغداد و مجلسه مملوء من علماء الفريقين إذ حضر الشيخ و جلس في صف النعال، ثم قال للقاضي ان لي سئوالا فان أجزت بحضور هؤلاء الأئمة فقال له القاضي سل فقال ما تقول فى هذا الخبر الذي ترويه طائفة من الشيعة (من كنت مولاه فعلي مولاه) أ هو مسلم صحيح عن النبي (صلی الله علیه و آله) يوم الغدير؟ فقال نعم خبر صحيح فقال الشيخ ما المراد بلفظ المولى في الخبر؟ فقال هو بمعنى أولى، فقال الشيخ فما هذا الخلاف و الخصومة بين الشيعة و السنة؟ فقال الشيخ أيها الأخ هذه رواية و خلافة أبي بكر دراية و العادل لا يعادل الرواية بالدراية، فقال الشيخ ما تقول في قول النبي لعلي حربك حربي و سلمك سلمي؟ قال القاضي الحديث صحيح، فقال ما تقول فى أصحاب الجمل؟ فقال القاضي أيها الأخ انهم تابوا، فقال الشيخ أيها القاضي الحرب دراية و التوبة رواية و أنت قرأت فى حديث الغدير ان الرواية لا تعارض الدراية فبهت الشيخ القاضي و لم ير جوابا و وضع رأسه ساعة ثم رفع رأسه و قال من أنت؟ فقال خادمك محمد بن محمد بن النعمان الحارثي فقام القاضي من مجلسه و أخذ بيد الشيخ و أجلسه على مسنده و قال أنت المفيد حقا فتغيرت وجوه علماء المجلس فلما أبصر القاضي ذلك منهم قال أيها الفضلاء و العلماء ان هذا الرجل ألزمني و أنا عجزت عن جوابه فان كان أحد منكم عنده جواب عما ذكره ليقوم الرجل يرجع مكانه الأول فلما انفصل المجلس شاعت القصة و اتصلت بعضد الدولة فأرسل الى الشيخ فأحضروه و سأله عما جرى فحكى له ذلك فخلع عليه خلعة سنية و أخذ بفرس محلى بالرتبة و أمر له بوظيفة تجري عليه. (قال الطبسي): ترجمة الشيخ أعلى اللّه مقامه يحتاج الى مجلد ضخم و على الاجمال: كل من تأخر عنه كان كلا و عيالا عليه في جميع العلوم و الفنون الاسلامية و كيف لا يكون كذلك و هو الذي امتاز و تفوق على جميع العلماء بما ورد عليه من التوقيعات من إمامنا الحجة «المهدي المنتظر» ذكرها في الغيبة الطوسية و بعضها معنون بهذا العنوان: للشيخ السديد و المولى الرشيد الشيخ المفيد أبي عبد اللّه محمد بن محمد بن النعمان المفيد أدام اللّه اعزازه من مستودع العهد المأخوذ على العباد و صورة اخرى هذا كتابنا اليك أيها الأخ الولي المخلص فى ودنا الصفي الناصر الولي حرسك اللّه بعينه التي لا تنام فاحفظ به و لا تظهر على خطنا الذي سطرناه بما له ضمناه أحدا و أد ما فيه الى من تسكن اليه و أمر جماعتهم بالعمل عليه إنشاء اللّه تعالى و صلى اللّه على محمد و آله الطاهرين. و هذا التوقيع له منه عليه السلام فى حقه قبل وفاته بسنتين و نصف تقريبا و له عدة توقيعات اخرى مذكورة في كتب الغيبة مثل الاحتجاج و الغيبة للطوسي - ره - و فى ج 13 من بحار الأنوار مثله فراجع، و الغرض من الاطالة ان مسألة الرجعة و أهميتها لدى الفرقة الناجية الأثنى عشرية و رؤساء المذهب الامامية كانت متسالمة عليها هذا شيخنا الامام المفيد مع اتصاله بالسفراء و الحجة البالغة ادعى الاجماع بقوله: فقد قالت الامامية ان اللّه ينجز الوعد بالنصر للأولياء قبل الآخرة عند قيام (القائم) و الكرة التي وعدها المؤمنون و حاشاه أن يدعي شياء جزافا و لا يقول إلا بما كان مرضيا عند الحجة البالغة الآلهية و إلا فلو لم يكن مرضيا عنده فعليه ردعه في بعض مكاتباته و توقيعاته كما هو شأنه «ع» فلا يعبأ بقول من يخالفنا في المسألة و لا نقيم لخلافه قيمة و وزنا كائنا من كان و لا عبرة بقوله: قلامة ظفر.

في الايقاظ فى أجوبة المسائل العكبرية حين سئل عن قوله تعالى: (إِنّا لَنَنْصُرُ

ص: 252

رُسُلَنا وَ الَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ يَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ) فأجاب بوجوه

ص: 253

فقال فقد قالت الامامية ان اللّه ينجز الوعد بالنصر للأولياء قبل الآخرة عند قيام (القائم) و الكرة التي وعدها المؤمنون و ذكره الامام المجلسي - ره - عنه في ج 13 ص 233 من بحار الأنوار.

و عنه في كتابه «أوائل المقالات في المذاهب و المختارات» أقول ان اللّه

ص: 254

تعالى يرد قوما من الأموات الى الدنيا في صورهم التي كانوا عليها فيعز منهم فريقا و يذل فريقا و يديل المحقين من المبطلين و المظلومين منهم من الظالمين و ذلك عند قيام (مهدي) آل محمد عليهم و عليه السلام و أقول أن الراجعين الى الدنيا فريقان أحدهما من علت درجته فى الايمان و كثرت اعماله الصالحات و خرج من الدنيا على إجتناب الكبائر الموبقات فيريه اللّه عز و جل دولة الحق و يعزه بها و يعطيه من الدنيا ما كان يتمناه و الآخرة من بلغ الغايات و كثر ظلمه لأولياء اللّه و اقترافه السيئات فينصر اللّه تعالى لمن تعدى عليه قبل الممات و يشفي غيضهم منه بما يحله من النقمات ثم يصير الفريقان من بعد ذلك الموت و من بعده الى النشور و ما يستحقونه من دوام الثواب و قد جاء القرآن بصحة ذلك و تظاهرت به الأخبار و الامامية بأجمعها عليه الأشذاذ منهم ما تأولوا ما ورد فيه مما ذكرناه على وجه يختلف ما وصفناه.

(5) آية اللّه العظمى الامام الأكبر علم الهدى السيد المرتضى(1) قال - ره -رف

ص: 255


1- هو علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن ابراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام الملقب ب أبو القاسم المرتضى علم الهدى كذا ذكره الشيخ في الفهرست: مجمع العلوم الاسلامية من الفقية و الكلامية و الاصولية و الأدبية و النحوية و الشعرية مراتب السامية أشهر من أن يذكر المعروف بأبي الثمانين عن أبي القاسم التنوخي صاحب السيد انه قال حضرنا كتبه فوجدناها ثمانين الف مجلد من مضنفات و محفوظات المنقول عن العلامة الطباطبائي انه كان يلقب بالثمانين لأنه كان له من كل شيء ثمانون الف حتى ان مدة عمره كانت ثمانين سنة و ثمانية أشهر، و أما وجه تلقيبه بعلم الهدى انه ذكر شيخ المحدثين النوري فى ج 3 من مستدرك الوسائل ص 515 نقلا عن أربعين الشهيد من خط السيد العالم صفي الدين محمد بن معد الموسوي الكاظمي فى سبب تسمية السيد (بعلم الهدى) انه مرضي الوزير أبو سعيد محمد بن الحسين بن عبد الصمد فى سنة 420 هج فرأى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فى منامه يقول قل لعلم الهدى يقرء عليك حتى يبرء فقال يا أمير المؤمنين و من علم الهدى؟ قال علي بن الحسين الموسوي فكتب الوزير اليه بذلك فقال المرتضى رضي اللّه عنه اللّه اللّه فى أمري فان قبولي لهذا اللقب شناعة علي فقال الوزير ما كتبت اليك إلا بما لقبك به جدك أمير المؤمنين فعلم القادر الخليفة بذلك فكتب الى المرتضى تقبل يا علي بن الحسين ما لقبك به جدك؟ فقبل و أسمع الناس. و فيه ص 515 قال - ره - و نظيرها أيضا فى الدلالة على قربه منهم «ع» و ان جده ذكره باللقب المذكور فى المنام ما نقله السيد الجليل بهاء الدين علي بن عبد الحميد في الدر النضيد على ما في الرياض عن الشيخ عز الدين حسن بن عبد اللّه ابن حسن التغلبي ان السلطان مسعود بن بابويه لما بنى سور المشهد الشريف دخل الحضرة الشريفة و قبل العتبة المنيفة و جلس على حسن الأدب فوقف ابن عبد اللّه أعني الحسين بن أحمد بن الحاج البغدادي بين يديه و أنشد القصيدة على باب أمير المؤمنين عليه السلام فلما وصل الى الهجاء التي فيها أغلظ له السيد المرتضى فى الكلام و نهاه أن ينشد ذلك في باب حضرة الامام فقطع عليه الانشاد فانقطع عن الايراد فلما جن عليه الليل رأى الامام عليه السلام فى المنام و هو يقول له لا ينكسر خاطرك فقد بعثنا علم الهدى يعتذر اليك فلا تخرج اليه و قد أمرناه ان يأتي دارك فيدخل عليك ثم رأى السيد المرتضى فى تلك الليلة النبي (صلی الله علیه و آله) و الأئمة حوله جلوس فوقف بين أيديهم فسلم عليهم فلم يقبلوا عليه فعظم ذلك عنده و كبر لديه فقال يا مواليي أنا عبدكم و ولدكم و مواليكم فبم استحققت هذا منكم فقالوا بما كسرت خاطر شاعرنا أبي عبد اللّه بن الحجاج فانهض الى منزله و تدخل عليه و تعتذر اليه و تأخذه و تمضي الى مسعود بن بابويه و تعرفه عنايتنا فيه و شفقتنا عليه فقام السيد المرتضى من ساعته و مضى الى أبي عبد اللّه فقرع عليه باب حجرته فقال يا سيدي الذي بعثك إلي أمرني أن لا أخرج اليك و قال انه سيأتيك و يدخل عليك فقال نعم سمعا و طاعة لهم و دخل عليه و اعتذر اليه و مضى به الى السلطان و قصا القصة عليه كما رأيا فكرمه و أنعم عليه و حياه و خصه بالرسمية الجليلة و اعترف له بالفضيلة و أمر بانشاد القصيدة، و نقتطف منها محل الحاجة و من أراد تمامها فليراجع دار السلام للعلامة (النوري) ج 1 ص 149 فان فيها ما تشتهيه الأنفس و تلذ الأعين و هي هذه: يا صاحب القبة البيضاء على النجفمن زار قبرك و استشفى لديك شفي زوروا أبا الحسن الهادي فانكمتحظون بالأجر و الاقبال و الشرف زوروا لمن يسمع النجوى لديه فمنيزره بالقبر ملهوفا لديه كفي اذا وصلت فاحرم قبل تدخلهملبيا واسع سبعا حوله و طف حتى اذا طفت سبعا حول قبتهتأمل الباب تلقا وجهه وقف و قل سلام من اللّه السلام علىأهل السلام و أهل العلم و الشرف اني أتيتك يا مولاي من بلديمستمسكا بحبال الحق بالطرف راج بأنك يا مولاي تشفع ليو تسقني من رحيق شافي اللهف لأنك العروة الوثقى فمن علقتبها يداه فلن يشقى و لم يخف و ان أسماءك الحسنى اذا تليتعلى مريض شفى من سقمه الدنف لأن شأنك شأن غير منتقصو ان نورك نور غير منكسف و انك الآية الكبرى التي ظهرتللعارفين بأنواع من الطرف هذي ملائكة الرحمن دائمةيهبطن نحوك بالألطاف و التحف كالسطل و الجام و المنديل جاء بهجبريل ما أحد فيه بمختلف كان النبي اذا استكفاك معظلةمن الامور و قد أعيت لديه كف و قصة الطائر المشوي عن أنسيخبر بما نصه المختار من شرف و الحب و القضب و الزيتون حين أتتتكرما من إله العرش ذي اللطف و الخيل راكعة في النقع ساجدةو المشرفيات قد ضجت على الصحف بعثت أغصان بأن فى جموعهمفأصبحوا كرماد غير منتسف لو شئت مسخهم في دورهم مسخواأو شئت قلت بهم يا أرض انخسفي و الموت طوعك و الأرواح تملكهاو قد حكمت و لم تظلم و لم تخف خلاف من زهقت في الغار مهجتهفظل مدمعه جار بمنذرف لا قدس اللّه قوما قال قائلهمبخ بخ لك من فضل و من شرف و بايعوك بخم ثم أكدهامحمد بمقال منه غير خفي عافوك و أطرحوا قول النبي و لميمنعهم قوله هذا أخي خلفي هذا وليكم بعدي فمن علقتبه يداه فلن يخشى و لم يخف الى قوله: موارد الحتف إن أمكنت سوف ترىتوسلي بالامام الحجة الخلف القائم العلم المهدي ناصرناو جاعل الشرك فى ذل من التلف من يملأ الأرض عدلا بعد ما ملئتجورا و يقمع أهل الزيغ و الجنف سقى البقيع و طوسا و الطفوف و سامرا و بغداد و المدفون في النجف من مهرق مغرق صبا غدا سجمامغدودق هاطل مستهطل و كف خذها اليك أمير المؤمنين بلاعيب يشين قوافيها و لا سخف تنفي ولاء علي يابن زانيةو تبتغي بدلا من أنجس الخلف من القوافي التي لو رامها خلفصنعت بالمايع الجاري قفا خلف لا أبتغي... عن أبي حسنو لو بليت بسوء الكيد و الحرف فاستحلها من فتى الحجاج بيت ثناتشق كل فؤاد كافر دنف بحب حيدرة الكرار مفتحريبه شرفت و هذا منتهى الشرف

في جواب المسائل التي وردت عليه من بلد (الري) حيث سألوه عن حقية الرجعة

«32 ج 2 الشيعة و الرجعة»

ص: 256

لأن شذاذ الامامية يذهبون الى ان الرجعة رجوع دولتهم فى أيام (القائم) من دون رجوع أجسامهم.

ص: 257

الجواب: إعلم ان الذي تذهب الشيعة الامامية اليه ان اللّه تعالى يعيد عند ظهور إمام الزمان (المهدي - ع) قوما ممن قد تقدم موته من شيعته ليفوزوا بثواب نصرته و معونته و مشاهدة دولته و يعيد أيضا قوما من أعدائه لينتقم منهم فيلتذوا بما يشاهدون فى ظهور الحق و علو كلمة أهله و الدلالة على صحة هذا المذهب ان الذي ذهبوا اليه مما لا شبهة على عاقل في انه مقدور للّه تعالى غير مستحيل في نفسه فأنا نرى من مخالفينا ينكرون الرجعة إنكار من يراها مستحيلة غير مقدورة و اذا ثبت جواز الرجعة و دخولها تحت المقدورية فالطريق الى اثباتها

ص: 258

إجماع الامامية على وقوعها فانهم لا يختلفون فى ذلك و إجماعهم قد بينا في مواضع من كتبنا انه حجة لدخول قول الامام فيه و ما يشتمل على قول المعصوم من الأقوال لا بد فيه من كونه صوابا و قد بينا ان الرجعة لا تنافي التكليف و ان الدواعي مترددة معنا حين لا يظن ظان ان تكليف من يعاد باطل و ذكرنا ان التكليف كما يصح مع المعجزات الباهرة و الآيات القاهرة فكذلك مع الرجعة لأنه ليس فى جميع ذلك ملجي الى فعل الواجب و الامتناع من فعل القبيح فاما من أول الرجعة فى أصحابنا على ان معناها رجوع الدولة و الأمر و النهي من دون رجوع الأشخاص و إحياء الأموات فان قوما من الشيعة لما عجزوا عن نصرة الرجعة و بيان جوازها و انها تنافي التكليف عولوا على هذا التأويل للأخبار الواردة بالرجعة.

و هذا منهم غير صحيح لأن الرجعة لم تثبت بظواهر الأخبار المنقولة فيتطرق التأويلات عليها فكيف يثبت ما هو مقطوع على صحته بأخبار الآحاد التي لا توجب العلم و إنما المعول في إثبات الرجعة على إجماع الامامية على معناها بأن اللّه تعالى يحيي أمواتا عند قيام (القائم) من أوليائه و أعدائه على ما بيناه فكيف يتطرق التأويل على ما هو معلوم فالمعنى غير محتمل، انتهى كلامه رفع مقامه.

(6) الشيخ الجليل فخر الطائفة الحقة الشيخ فخر الدين(1) الطريحي الأسدي.

ص: 259


1- هو الشيخ الأوحد فخر الدين بن الشيخ محمد علي بن الشيخ أحمد بن الشيخ طريح بن الشيخ خفاجي بن الشيخ فياض بن الشيخ حيمة بن الشيخ خميس بن الشيخ جمعة بن الشيخ سليمان بن الشيخ داود بن الشيخ جابر بن الشيخ يعقوب بن المسلمي المنتهي نسبه الى الصحابي الجليل حبيب بن مظاهر الأشدي - عليه الرحمة - ذكره حفيده الأديب الفاضل محمد كاظم الطريحي فى مقدمة (غريب القرآن) للمترجم له - ره - ص 20، و فى كتاب (أمل الآمل) ص 70 يقول: فخر الدين بن محمد علي بن أحمد بن طريح النجفي زاهد ورع عابد فقيه شاعر جليل القدر له كتب منها (مجمع البحرين و المقتل و الفخرية فى الفقه و المنتخب في الزيارات و الخطب) و له شعر و رسائل و هو من المعاصرين. (قال الطبسي): و له أعلى اللّه مقامه كتب قيمة ما يقرب من ثلاثين مؤلف ذكره فى مقدمة (غريب القرآن) و له مكتبة عظيمة فى النجف الأشرف المعروفة ب (الخزانة الفخرية) و فيها كتب قيمة مخطوطة قديمة نفيسة و قد ذكر في ج 3 ص 389 من مستدرك الوسائل نقلا عن الرياض انه أعبد أهل زمانه و أورعهم و من تقواه انه ما كان يلبس الثياب التي خيطت بالابريسم و كان يخيط ثيابه بالقطن و كان هو و ولده الشيخ صفي الدين و أولاد أخيه و أقربائهم كلهم علماء فضلاء صلحاء أتقياء توفى سنة 1085 هج.

في مجمع البحرين فى مادة - رجع - ص 394 يقول: الرجعة بالفتح هي المرة فى الرجوع بعد ظهور (المهدي) و هي من ضروريات مذهب الامامية و عليها شواهد قرآنية و أحاديث أهل البيت ما هو أشهر من أن يذكر حتى انه ورد عنهم (من لم يقر برجعتنا فليس منا) و قد أنكر الجمهور حتى قال في النهاية: الرجعة مذهب قوم من العرب فى الجاهلية و طائفة من فرق المسلمين و أهل البدع و الأهواء و من جملتهم طائفة من الروافض، فلان يؤمن بالرجعة أي بالرجوع الى الدنيا بعد الموت. و فيه قال - ره - فى مادة - كرر - (ثم رددنا لكم الكرة عليهم) أي جعلنا لكم الظفر و الغلبة عليهم، و منه يقال كرار الحرب اذا رجع عليها، و فى الحديث هي خروج - الحسين ع - فى سبعين من أصحابه عليهم البيض المذهبة لكل بيضة و جهان يؤدون الى الناس ان هذا هو الحسين قد خرج حتى لا يشك مؤمن فيه و انه ليس بدجال و لا شيطان و الحجة (القائم) بين أظهرهم فاذا استقرت المعرفة في قلوب المؤمنين انه - الحسين ع - جاء الحجة الموت فيكون هو الذي يغسله و يكفنه و يحنطه و يلحده فى حفرته و لا يلي الوصي إلا الوصي، و الكرة الرجعة و هي المرة في الرجوع، و فى الحديث علي عليه السلام اني لصاحب الكرات.

(7) الامام المحدث المجلسي الثاني(1) جامع المعقول و المنقول مرجع الامةن.

ص: 260


1- هو محمد باقر بن محمد تقي بن مقصود علي الملقب بالمجلسي - ره - مقاماته أشهر من أن يذكر و خدماته فى الشرع و الشريعة أظهر من أن يخفى على أحد قال فى (أمل الآمل) محمد باقر بن محمد تقي المجلسي عالم فاضل ماهر محقق مدقق علامة فهامة فقيه متكلم محدث ثقة عين جامع للمحاسن و الفضائل جليل القدر عظيم الشأن أطال اللّه بقائه له مؤلفات كثيرة مفيدة منها: كتاب بحار الأنوار فى أخبار الائمة الأطهار يجمع أحاديث كتب الحديث كلها إلا الكتب الأربعة و نهج البلاغة فلا ينقل منها إلا القليل مع حسن الترتيب و شرح المشكلات و هو خمسة و عشرون مجلد - الى أن يقول - و هو من المعاصرين نروي عنه جميع مؤلفاته و غيرها إجازة: و في رسالة (الفيض القدسي) فى ترجمة العلامة المجلسي - ره - للمحدث النوري أعلى اللّه مقامهما ص 3 نقلا عن (جامع الرواة) للمحقق المولى محمد الأردبيلي يقول محمد باقر بن محمد تقي بن المقصود علي الملقب بالمجلسي مد ظله العالي استاذنا و شيخنا شيخ الاسلام و المسلمين خاتم المجتهدين الامام العلامة المحقق المدقق جليل القدر عظيم الشأن رفيع المنزلة وحيد عصره فريد دهره ثقة ثبت عين كثير العلم جيد التصانيف و أمره فى علو قدره و عظم شأنه و سمو رتبته و تبحره في العلوم العقلية و النقلية و دقة نظره و إصابة رأيه و ثقته و أمانته و عدالته أشهر من أن يذكر و فوق ما يحوم حوله العبارة و بلغ فيضه و فيض والده دينا و دنيا بأكثر الناس من الخواص و العوام جزاه اللّه أفضل جزاء المحسنين، له كتب نفيسة جيدة قد أجازني دام بقائه و تأييده أن أروي عنه جميعها. (قلت): لم يوفق أحد فى الاسلام مثل ما وفق هذا الشيخ المعظم و البحر الخضم و الطود الأشم من ترويج المذهب و إعلاء كلمة الحق و كسر صولة المبدعين و قمع زخاف الملحدين و إحياء رواسي سنن الدين المبين و نشر آثار أئمة المسلمين بطرق عديدة و أنحاء مختلفة أجلها و أنقيها التصانيف الرائقة الأنيقة الكثيرة التي شاعت فى الأنام و ينتفع بها فى آناء الليالي و الأيام. قال العالم الفاضل الأغا أحمد بن المحقق أقا محمد علي بن الاستاذ الأكبر البهبهاني في كتابه (مرآت الأحوال) انه ليس بلد فى بلاد الاسلام و لا بلد من بلاد الكفر خاليا من تصانيفه و إفاداته قال و وقعت سفينة في الطوفان فبلغوا أهلها أنفسهم بعد جد و جهد و تعسير عظيم الى جزيرة من جزائر الكفار و لم يكن فيها أثر من آثار الاسلام فصاروا ضيوفا فى بيت رجل من أهلها و علموا في أثناء الكلام انه مسلم فقالوا ان جميع أهل هذه القرية كفار و أنت لم تخرج الى بلاد المسلمين فما الذي يرغبك فى الاسلام و أدخلك فيه؟ فذهب الى بيت و أخرج كتاب (حق اليقين) و قال أنا و أهل بيتي صرنا مسلمين ببركة هذا الكتاب و إرشاده، قال - ره - و حدثني بعض الثقات عن والده الجليل المولى محمد تقي رحمه اللّه انه قال ان فى بعض الليالي بعد الفراغ من التهجد عرضت لي حالة عرفت منها اني لأسأل من اللّه تعالى حسنة الاستجاب لي فكنت أتفكر فيما أسأله عنه تعالى من الامور الاخروية و الدنيوية و اذا بصوت بكاء محمد باقر في المهد فقلت إلهي بحق محمد و آل محمد اجعل هذا الطفل مروج دينك و ناشر أحكام سيد رسلك صلى اللّه عليه و آله و وفقه بتوفيقك التي لا نهاية لها و يستفاد من بعض تلامذته الأجلاء و هو السيد الجليل السيد نعمة اللّه الجزائري انه كان خصني من بين تلامذته مع انهم كانوا يزيدون على الألف بالتأهل عليه و المعاشرة معه ليلا و نهارا و انه - ره - كان كثير المزاح معي و الضحك و الظرائف حتى لا أمل من المطالعة و مع هذا كله اذا أردت الدخول عليه أقف بالباب ساعة حتى أنأهب للدخول عليه و يرجع قلبي الى استقراره من شدة ما كان يتداخلني من الهيبة له و التوقير و الاحترام حتى أدخل عليه. (قلت): و ذكر المحدث النوري من لطائفة و مزاحاته ان بعض معاصريه الف رسالة في حرمة شرب التنباك و بعث اليه نسخة منها في خرقة يحفظها فأخذها و طالعها ثم ردها و حفظ الخرقة و كتب اليه ما معناه اني ما استفدت من هذه الرسالة شيئا إلا هذه الخرقة و أخذتها لأجعل فيها التنباك و كان يعجبه شربه و كذا والده، و في رياض العلماء انه كان يشربه في الصوم المستحب. و أما عمره الشريف فقد ذكر المحدث النوري فى الرسالة ص 30 نقلا عن كتاب (روضات الجنات) نقلا عن (حدائق المقربين) للعالم الجليل الأمير محمد حسين الخواتوبادي انه توفي قدس سره سنة 1111 فى ليلة السابع و العشرين من شهر رمضان المبارك و كان عمره إذا ذاك (73) و قيل بالفارسية في تاريخ وفاته ماه رمضان جه بيست و هفتمش كم شدتاريخ وفات باقر أعلم شد و قال آخر فى تاريخ وفاته أيضا بالفارسية: مرقد او بحار أنوار يستكه ز عين الحيوة داده نشان روضه اش ميدهد حيوة قلوبز جلاء العيون ببين تو عيان آية رحمت إلهي بودرفت و مردم شدند سر كردان كوئيا هاتفي ز عالم غيبداده بودش بشارت از يزدان كه در اين ماه ميروي ببهشتزود بنما وداع بير و جوان زان سبب كشت ختم تفسيرشآيۀ كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ جون شب قدر آن عظيم الشأنشد نهان عشر آخر رمضان ازهري كفت سال تاريخشباقر علم شد روان بجنان و مما روي بعد موته على ما رواه في الكتاب المذكور عن بعض الفضلاء الأتقياء من المجاورين في النجف الأشرف قال حدثنا استاذنا شيخ الفقهاء في عصره صاحب جواهر الكلام يوما فى مجلس البحث و التدريس فقال رأيت البارحة كأني بمجلس عظيم فيه جماعة من العلماء و على بابه بواب فاستأذنته فأدخلني فرأيت فيه جميع من تقدم و تأخر من العلماء مجتمعين فيه و في صدر المجلس مولانا العلامة المجلسي فتعجبت من ذلك فسألت البواب عن سر تقدمه فقال هو معروف عند الائمة بباب الائمة. و منها: ما ذكره قبيل هذا عن المولى صالح الصفي و الورع المهذب التقي الميرزا يحيى بن الحاج محمد ابراهيم الأبهري صاحب المكرمات الباهرة و الأمراض المزمنة الهالكة الذي شفاه من جميعها ريحانة رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) أبو عبد اللّه «ع» في المنام ليلة الجمعة 28 ذي القعدة سنة 1291 هج: الى أن يقول: كان ليلة عرفة بعد اثني عشر يوما من عافيته و كان من أيام الشتاء و البرد الشديد الذي لم ير مثله في تلك البلاد و كان زمان ازدحام الناس في الحرم المطهر عزم أن يزور فى ساعة الرابعة من الليل فلما دخل في تلك الساعة رأى الأعراب نائمين في داخل الحرم شاغلين تمام مجالسه فتعجب من جرأتهم و سوء أدبهم و استقبالهم الشباك المطهر بأرجلهم و لم يكن عهد بذلك قبله و لا علم بحالهم و دأبهم فذهب الى المسجد المتصل به فرآه كذلك حتى ان النساء و الأطفال الصغار معهم فيه فكثر تعجبه و وقف ساعة يتفكر فى حالهم و حركاتهم الشنيعة و أرياحهم المنتة ثم خرج مغضبا و جلس عند قبر حبيب بن مظاهر الى الفجر فلما أضاء النهار خرج فرأى تلك الجماعة يخرجون من الحرم و يقضون حاجتهم في وسط الصحن ثم يتوضؤن كأقبح ما يكون و يدخلون الحرم بتلك الأرجل الملوثة فانزجر و ضاق صدره و اشماز منهم فلما كان فى ليلة العيد و قد فاتته الزيارة في ليلة عرفة كما أرادها تهيأ في تلك الساعة للزيارة و الدعاء فلما دخل الحرم رآه بتلك الحالة بعضهم حتى ان بعضهم كان نائما متصلا بشباك علي بن الحسين «ع» فدار في الحرم فلم يجد موضعا يصلي فيه و رأى الأعراب كالسابق فلم يملك نفسه فزار و خرج الى منزله و نام فرأى فى المنام كأن أحدا يقول ان المولى المعظم محمد باقر المجلسي - ره - مشغول بالتدريس في الصحن الشريف قال و في أي مكان منه يدرس؟ قال فى طاق الصفا الواقع فى سمت الرجلين فقلت فى نفسي أذهب الى المجلسي لا شاهد كيفية تدريسه فقمت مستعجلا و دخلت الصحن و أردت الدخول في الطاق فقيل ان تدخله من الحجرة التي في الطرف الأيمن فدخلتها فرأيت فيها بابا يفتح اليه و كأنه مسجد فيه زهاء خمسمائة من العلماء و الفضلاء جالسين و فيه منبر له درجتان و مولانا المجلسي رحمه اللّه قاعد عليه يدرس و سمعته: اذا رأيتم في موضع قال الرضا لا تعملوا به حتى تكشفوا عن حال رواته ثم أخذ في الوعظ فوعظهم ثم شرع في ذكر المصيبة فلما هم بها دخل شخص من داخل الحجرة و قال ان الصديقة الطاهرة سلام اللّه عليها تقول اذكر المصائب المشتملة على وداع ولدي الشهيد فشرع في ذكر تلك المصائب و دخل حينئذ في المسجد من الوعاظ و التجار خلق كثير فبكوا بكاء شديدا لم أر مثله فى عمري ثم نزل و رأيت ذلك الشخص دخل ثانيا و قال له أن الحضرة النبوية و هو داخل الحرم فقام المجلسي - ره - و دخل الحرم و قمت للزيارة فلما وصلت الى محل (چهل چراغ) رأيت واحدا خرج من الحرم و قال ان الصديقة الطاهرة قالت لأبيها إئذن لي أن أزور من زار ولدي الشهيد و قال المجتبى يا جداه إئذن لي أن أزور مع امي من زار أخي الشهيد و الآن يخرجان من الحرم قاصدين زيارة الزوار و اذا بهما عليهما السلام قال خرجا مع جماعة كثيرة و دخلا في الصحن و رأيت الزوار نائمين حلقا حلقا و رأيتها عليها السلام قصدت مسجد جناب العلامة الفريد الشيخ عبد الحسين الطهراني أعلى اللّه درجته في سمت الرواق فقصدته قبلها و دخلت فيه و أدخلت نفسي بين الأعراب و نمت بينهم لأحسب منهم فجائت و معها المجتبى و جماعة كثيرة من حولها فوقفت الصديقة «ع» عند الباب و قالت و هي تبكي أنتم من الطريق القريب و البعيد جئتم راكبا و ماشيا فى هذه البرودة فى الهواء جئتم لزيارة ولدي الشهيد أنتم تزورونه و أنا أزوركم ثم دنى المجتبى و زارهم بهذه الكلمات إلا انه قال أخي الشهيد ثم رجعا و وقفا في الصحن في كل موضع كان فيه جماعة من الزوار فزارا و خرجا من الباب القبلي فسألت عن مقصدهما فقيل انهما ذهبا الى كل بيت و خان و موضع فيه زائر ليزوراه ثم يرجعا الى الحرم المطهر ثم انتبهت ثانيا مما ظننت فى الأعراب من السوء و قمت و دخلت فى الصحن اقبل وجه كل من لقيته، و فى هذا المنام من البشارات ما لا يخفى على أهل الاشارة. و منها: ما ذكر عن بعض السادة من قراء التعزية انه رأى فى المنام كأن القيامة قد قامت و الناس فى وحشة و دهشة (لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ) و الموكلون يسوقون الناس الى الحساب مع كل واحد منهم سائق و شهيد قال بينما أنا أتفكر فى العاقبة فاذا باثنين منهم يأمراني بالحضور عند سيد الأنبياء (صلی الله علیه و آله) فتثاقلت عن الامتثال لما وجدت فى نفسي من عظيم الأمر و خطر البال فقاداني قهرا و أنهضاني زجرا فتقدم واحد و تأخر و أنا بينهما نسير هكذا و أنا فى شدة فاذا بعماري عال على اكتاف جماعة من الخدم على يمين الطريق تبين لي أن فيه سيدة النساء «ع» فلما دنوت منه اغتنمت الفرصة و هربت من بين الموكلين الى العماري و دخلت تحت العماري فرأيته حصنا حصينا و مانعا حريزا و فيه جمع من العصاة مثلي ملتجئين اليه متحصنين به و رأيت الموكلين جميعا متباعدين عن العماري ليس لهم جرأة دنو و اقتراب منا و غلبة علينا و يسيرون بسيرنا فبينما هم عليه من التباعد فالتمسوا منا الرجوع اليهم بالاشارة فأبينا ثم هددونا كذلك فرددناهم بمثل ذلك لما كنا عليه من قوة القلب و شدة الاطمينان فبينا نسير كذلك و اذا برسول من جانب أبيها (صلی الله علیه و آله) اليها بأن جمعا من عصاة الامة قد التجأوا اليك فابعثيهم لنحاسبهم فأشارت الينا بالرواح فدخل علينا الموكلون من كل باب و ساقونا الى موقف الحساب فاذا بميز عال كثير المرقاة و الدرج على ذروته الأول خاتم النبيين (صلی الله علیه و آله) و على الدرج الثاني خاتم الوصيين «ع» و هو مشغول بحساب الناس و هم مصطفون قدامه الى أن انتهى الأمر إلي فخاطبني موبخا و قال ذكرت تذلل ولدي العزيز الحسين و نسبته الى الذل؟ فتحيرت في جوابه و ما وجدت حيلة إلا الانكار فأنكرت فاذا بوجع فى عضدي من شيء كأنه مسمار أولج فيه فالتفت الى جنبي فرأيت رجلا و بيده طومار فناولني فنشرته فاذا هو صورة مجالسي و فيه تفضيل ما قرأته و ذكرته فى المجالس مشروحا في كل مكان و زمان و فيه ما و بخني به و أنكرت فسولت نفسي حيلة اخرى فقلت ذكره المجلسي - ره - في عاشر البحار فأشار «ع» الى واحد من الخدم الحاضرين و قال اذهب الى المجلسي و خذ منه الكتاب فالتفت فرأيت عن يمين المنبر صفوفا كثيرة طويلة يبتدىء الصف من جانبه و ينتهي الى ما شاء اللّه و كل عالم قد جمع زبره و مؤلفاته قدامه و الشخص الأول في الصف الأول هو العلامة المجلسي و لما و افاه الرسول أخذ المجلد المذكور من بين الكتب و أرسله معه فأشار عليه السلام أن يناولني فأخذته متحيرا لأني كنت عالما بكذب النسبة و ما كانت لي حيلة للتقصي عنه و وسيلة للخلاص فجعلت اقلب الكتاب عابثا باهتا ثم أظهرت حيلة اخرى و قلت رأيته فى مقتل الحاج ملا صالح البرغاني و الظاهر انه منبع البكاء فقال «ع» لواحد اذهب اليه و قل له يأتينا بكتابه و لم يقل كما قال فى حق المجلسي (ره) فنظرت فرأيت الحاج المذكور بين تلك الصفوف في الصف السادس و السابع في سادسة او سابعة فلما أتاه الرسول أخذ بكتابه و أتى به اليه و أمرني أن أستخرج المطلب من كتابه فعادني الخوف و رجع الاضطراب و ذهب عني وجه الحيلة من كل باب فأخذته و قلبت أوراقه طاير الجاش متشعب الأحوال فاذا برسول من اللّه الرحيم الى النبي الكريم بأن عليا صلوات اللّه عليه لو حاسب الناس كذلك و ناقشهم بكل شيء لم ينج أحد فانقلبت حالته الى الملاطفة و المساهلة فنزل خوفى و عاد قلبي ثم انه - ره - انتبه من نومه و جمع أهل صنعته و قص عليهم رؤياه و قال أما أنا فقد تركت الاشتغال بذلك و لا أرى نفسي تقوم بشرائطه فمن صدقني أرى له أن يتبعني ثم هجر القرائة رأسا و قد كان السنة مبلغ كثير خطير يصل اليه من طرفها. و منها: ما ذكره عن كتاب الخزائن للعلامة النراقي صاحب المستند عن بعض العلماء الموثقين من أحفاد الفاضل المحدث المولى محمد باقر المجلسي ان جده المذكور تعاهد مع المولى محمد صالح المازندراني إن مات كل واحد منهما قبل صاحبه يخبر الآخر بما جرى عليه فى منامه توفي - ره - قبل المولى محمد صالح فرآه بعد سنة في المنام فقال بعد تلك المعاهدة لم لا تعرضت نفسك علي فى النوم؟ فقال الدهشة و الابتلاء اللذان كانا و منعتني، و الآن فقد حصل لي فراغ في الجملة فسأله عما جرى عليه فقال أوقفوني فى مقام الخطاب فنوديت ماذا جئت به؟ فقلت صرفت عمري فى التأليف و التصنيف في الأخبار و الأحاديث و فى جمعها و تفسيرها لي كتب كثيرة فجاء الخطاب لكنك صدرتها باسم السلاطين و كنت تبتهج و تسر اذا مدحها الناس و تحزن من مذمتها فكان مدح الناس و رضى السلاطين أجرك منها فقلت صرفت عمري في الأوقات الخمسة فى إمامة الناس و جمعتهم على إقامة الصلوات فجاء الخطاب نعم و لكنك كنت تسر من كثرتهم و تحزن من قلتهم و لا يليق بنا هذا العمل و هكذا كلما عرضت عملا رد بنقض فيه حتى سقطت جميع حسناتي عن درجة القبول و يئست من نفسي فجاء الخطاب أن لك عندنا عملا واحدا مقبولا كنت تمشي يوما فى بعض سكك اصفهان و كان أول أوان السفرجل و كان بيدك سفرجلة واحدة منها فمرت بك إمرأة تمشي و ورائها طفل صغير فلما رأى السفرجلة بيدك قال يا اماه اريد السفرجل فناولته إياه طلبا لرضاي فسر به فعفونا عنك بهذا العمل و جاوزنا عنك، قال النوري (رحمة اللّه عليه) قلت: توفى المولى محمد صالح قبل العلامة المجلسي - ره - بثلاثين سنة كما تقدم فلعل المعاهدة كانت بينه و بين صهره علي بتنة الأمير محمد صالح المتقدم ذكره الذي توفي بعده بخمسة و خمسين سنة أو كانت القضية بالعكس و لا ادري ان الاشتباه من صاحب الخزائن أو من الناقل. (قال الطبسي): و هذه القصة إن كانت من الرؤيا الصادقة فممكنة ذاتا و يؤيدها ما فى الأخبار ما ورد عن لقمان خطابا لابنه ما يقرب من ذلك (يا بني لو أتيت بعمل سبعين نبيا لا تكن مغرورا بعملك و لو أتيت بذنوب الثقلين لا تكن مأيوسا عن غفران اللّه و رحمته). و منها: ما ذكره عن السيد العالم المحدث السيد نعمة اللّه الجزائري على ما حدثه بعض الأفاضل نقلا عن إجازة السيد انه قال اني لما جلت في أطراف البلاد لتخصيل مراتب الكمال و فزت بما قارب به أفئدة السالكين الى اللّه تعالى من افواء الرجال ثم سمعت بطلوع كوكب اجتهاد (مولانا المجلسي - ره -) الباقر لعلوم الأديان من افق بلدة اصفهان عطفت عنان الهمة نحو صوبه الأقدس بقصد الغوص في بحار أنواره و الاقتباس من ضياء آثاره فلما (وردت ماء مدين) حضوره المسعوده و استفدت من بركات أنفاسه الشريفة زائدا على ما هو المقصود و اطلعت على خفايا و زوايا اموره و صرت من شدة التقرب الى جنابه المعظم كأحد من أهل دوره و طال مقامي لديه و كنت قد رأيت منه فى هذه المدة آثار العظمة و الجلال و التزين بأنواع ما يكون في الدنيا من أثواب التجمل بالجلال حتى ظهر لي ان سراويل جواريه و امائه الموكلات بأمر مطابخه كانت من أقمشة وبر قشمير فوقع منه في صدري شيء و ضاق خلقي من كثرة عكوف مثله على هذه و اعتنائه الكثير بشأن ما زهد فيه أئمة الهدى عليهم السلام فاغتنمت خلوة منه رحمه اللّه و تكلمت معه كثيرا فى ذلك فلما رأيت قصور نفسي عن المصارعة لمثله في العلميات و عجزي عن المقاومة في ميدان المقاولات قلت يا مولاي جنابك تقول ما شئت و أنت غواص بحار الأنوار و أنا في جنبك بمنزلة الذرة فما دونها فان كان رأي مولانا و تركنا الاحتجاج في مثل هذا و عاهدنا اللّه تعالى على أن يأتي من كان منا وقع موته قبل موت صاحبه في منام الآخر ليخبره بعد ما أذن له في الكلام من حقيقة ما انكشف له في تلك النشأة المنجلية أحكامها عن الأمر فتقبله مني و قام كل منا عن الآخر ثم انه كان من القضاء إلا تفاقي بعد أيام قلائل انه مرض رحمه اللّه مرضا كان فيه حتفه فانكسرت فيه خواطر جميع أهل الاسلام فى رزيته و عظمت مصيبته فى قلوب عموم أحبته و خصوص أهل بلدته فاغلقت المساجد و الأبواب و اقيمت مراسم التعزية الى سبعة أيام طباق و كنت أنا من جملة المشتغلين بمراسم ذلك العزاء ذهلا عما وقع بيني و بينه من المعاهدة و البناء حتى انفض الاسبوع من يوم رحلته فأتيت تربته الزكية فيمن أتاها بقصد زيارته فلما قضيت الوطر و البكاء و التحسر عليه و قرائة ما تيسر من القرآن و الدعاء لديه غلبني المنام عند مرقده الشريف فرأيته فى الواقعة كأنه خارج من مضجعه المنيف و اقف على حضرته في أجمل هيئته و أتم زينة فتذكرت انه كان ميتا فعدوت اليه و سلمت عليه و التزمت بابهامي يديه و قلت يا سيدي بلغ المجهود و حان حين المعهود فاخبرني بما قد ساقت المنية اليك و رأيته عند الموت و بعد الموت بعينك و سمعت باذنيك ثم ظهر عما حقيقة الأمر المعهود عليك فقال: نعم يا ولدي: إعلم اني لما مرضت مرض الموت أخذت العلة من تزايد و تشتد آنا فآنا الى أن بلغ مبلغا لم يكن في وسع البشر تحمله فشكوت الى اللّه تعالى فى الحالة العجيبة و تضرعت اليه و قلت يا رب انك قلت فى كتابك (لا يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَها) و قد علمت انه نزل بي يا رب فى هذه الساعة ما قد تكادني ثقله و ألم بي من الكرب و الوجع الشديد ما قد بهضني حمله ففرج عني برحمتك فرجا عاجلا قريبا و من علي بالنجاة من هذه العلة و الخلاص من هذه الشدة أعاذنا و جميع المؤمنين من كرب السياق و جهد الأنين و ترادف الحشارج و أعاننا اللّه عليه بفضله و جوده و كرمه و إحسانه قال فبينما أنا في هذه الحالة إذ أتاني آت في زي رجل جميل و جلس عند رجلي و سألني عن حالي فقلت له مثل ما شكوت الى ربي فلما سمع من الكلام وضع كفه على أصابع رجلي و قال ما ترى هل سكن الوجع منك؟ قلت أرى خفا و راحة فيما وضعت راحتك عليه و شدة فيما يعلوه في بدني فأخذ يرتقي شيئا فشيئا الى الفوق و يسأل مني الحال و أجبته بمثل ذلك المقال الى أن بلغ مواضع القلب من صدري فرأيت الالم بالمرة قد انتقل من جسدي و اذا بجسدي جثة ملقاة في ناحية بيتي و أنا واقف بحذائه أنظر اليه مثل المتعجب الحيران و الأهل و الأحبة و الجيران من حول النعش فى الصراخ و العويل يبكون و يندبون و يلتزمون الجسد بأنواع الشجون و أنا كلما أقول لهم و يحكم انكم كنتم مشغولين عني و أنا فى مثل تلك الفجيعة الكابدة و البلية العظمى و الآن تندبون و تنوحون علي؟ و قد ارتفع ما كان بي من الالم و ليس لي بحمد اللّه من بأس و لا سقم و هم لا يسمعون قولي و لا يصغون بصحبتي و لا يدعون شيئا من الجزع الى أن تهيأ الجميع و جاؤا بالعمارية و وضعوا النعش فيها و حملوها الى المغتسل فبلغني عند ذلك أيضا من الوحشة و الفزع ما بلغني الى أن أقاموا عليه الصلاة ثم حملوها الى هذه التربة التي يراها و أنا في خلال جميع الأحوال سالك قدام الجنازة حتى أرى ما يصنعون بها فلما انزلوا الجسد و وضعوه في ناحية من هذا الموضع و جعلوا يعالجون موضع الحفيرة كنت أقول في نفسي لو أدخلوني فى هذه الحفيرة لفارقته و لم أصبر المقام معه تحت التراب ثم لما حملوه اليها و أدخلوه القبر لم أصبر المفارقة عنده لشدة انسي به و دخلت على أثره الحفيرة من غير اختيار. فاذا بمناد ينادي يا عبدي يا محمد باقر ماذا أعددت للقاء مثل هذا اليوم؟ و جعلت أعدد له ما صدر مني من الأعمال الحسنة و الباقيات الصالحات و هو لا يقبل مني و يعيد علي هذاء و أنا مضطرب و لهان لا أجد مفرا مما كان مني و لا مفزعا أتوجه اليه فى أمري فبينما أنا في هذه الدهشة العظمى إذ تذكرت يوما راكبا الى بعض المواضع مارا من سوق الكبير من اصبهان فرأيت الناس قد اجتمعوا حول رجل من المؤمنين كان متهما عند أهل البلد بفساد المذهب مع اني كنت أعلم بصلاحه و سداده و لا أفشيه عند أحد إتقاء لموضع الريبة فلما رأيت الناس يضربونه و يسبونه و يطالبون منه حقوقهم و هو لا يقدر على إعطائهم شيئا و يستمهلهم و هم لا يمهلونه و يقعون في عرضه و بدنه و واحد منهم يدق على رأس ذلك المؤمن بباطن نعله و يقول أدري انك عاجز عن قضاء ديونك و لكن أدق على رأسك حتى أطفىء نائرة قلبي منك فلم أصبر عن ذلك و قلت متى أتقي عن هذا الخلق المنكوس و لا أتقى الخالق الجليل في اعانة الضعيف عبيده الملهوف فوقفت عند رأسه و صحت على وجوه المتعرضين له و قلت لهم و يحكم هلموا معي حتى أقضي ما كان لكم من الدين و حملته معي الى المنزل و أخذت في إعزازه و إجلاله و تدارك ما فات منه و قضيت ديونه و كفيت شئونه و حققت له الرجاء بما لا مزيد عليه له. ثم اني عرضت ذلك على ربي فتقبله مني و غفر لي و سكن النداء و أمر لي بفتح باب من الرحمة تلقاء وجهي الى جنات الخلود يجيئني منه الروح و الريحان و طريف هواء الجنان فى كل حين و وسع لي فى مضجعي الذي تراه الى حيث شاء اللّه و أنا متنعم منذ ذلك الوقت بأنواع النعم متمتع من عند إلهي الأرحم الأجل الأكرم و أستأنس بمن يجيئني الى زيارتي من المؤمنين و أنتفع بدعاء الصالحين و قرائت المتقين و أراهم من حيث لا يروني و أنا في هذا المقام الأمين فيها أيها السيد الشريف لو لم يكن لي العزة و العظمة في الدنيا و ما رأيته فى من النعيم الأوفى كيف كان يمكنني تأييد فعل ذلك المؤمن الفقير و تخليصه من أيدي ذلك الخلق الكثير قال السيد فانتبهت من ذلك المنام و علمت ما كان يفعله في حياته كان عين مصلحة الدين و منفعة الاسلام و المسلمين و الحمد للّه رب العالمين. (قال الطبسي): امارات الصدق فى تلك الرؤيا ظاهرة و تؤيدها الأخبار الكثيرة و الآيات الشريفة و مشعرت بأن العمل من أي شخص كان ما لم يكن فيه القربة لا قيمة له فلا بد و أن يكون خالصا مخلصا لوجه اللّه لا ينعرف و أمر غير ميسور و لا يطلع عليه أحد إلا اللّه و الراسخون فى العلم اللهم نبهني من نومة الغافلين و اجعلنا من جملة عبادك الصالحين، الى هنا ساعدنا التوفيق في ترجمة هذا الرجل الديني الذي صرف ليله و نهاره في ترويج الدين.

و باب الأئمة قال فى رسالة الاعتقادات ص 91: و يجب أن يؤمن بالرجعة فانها

ص: 261

من خصائص الشيعة و اشتهر ثبوتها عن الأئمة بين الخاصة و العامة و قد روى

ص: 262

عنهم (ليس منا من لم يؤمن بكرتنا) و الذي يظهر من الأخبار هو انه يحشر

ص: 263

اللّه تعالى أقواما فى زمن (القائم) أو قبيلة جماعة من المؤمنين لتقر أعينهم برؤية

«33 ج 2 الشيعة و الرجعة»

ص: 264

أئمتهم و دولتهم و جماعة من الكافرين و المعاندين للانتقام عاجلا فى الدنيا

ص: 265

و المستضعفون فلا يرجعون الى يوم القيامة الكبرى و أما رجوع الأئمة فقد دلت

ص: 266

الأخبار الكثيرة على رجعة أمير المؤمنين و كثير منها على رجعة الحسين «ع»

ص: 267

و دلت بعض الأخبار على رجوع النبي (صلی الله علیه و آله) و سائر الأئمة و أما كون رجوعهم

ص: 268

فى زمان (القائم) أو قبله أو بعده فالأخبار فيه مختلفة فيجب أن تقر برجوع

ص: 269

بعض الناس و الأئمة مجملا و ترد علم ما ورد من تفاصيل ذلك اليهم و قد أوردت

ص: 270

الأخبار الواردة فيها في بحار الأنوار و كتبت رسالة منفردة أيضا في ذلك

ص: 271

(و قال) في كتابه «حق اليقين» ما ترجمته:

إعلم انه من جملة إجماعيات الشيعة بل من ضروريات مذهب الحق حقيقة الرجعة قبل القيامة في زمان حضرة (القائم) و يرجع الى الدنيا من المؤمنين من محض الايمان محضا و من الكافرين من محض الكفر محضا لأجل رؤية دولة أئمتهم الخ، و قال فى ج 13 من بحار الأنوار ص 231 - تذييل - إعلم يا أخي اني لا أظنك ترتاب بعد ما مهدت و أوضحت لك في القول بالرجعة التي أجمعت الشيعة عليها في جميع الأعصار و اشتهرت بينهم كالشمس في رابعة النهار حتى نظموها فى أشعارهم و احتجوا بها على المخالفين في جميع أعصارهم و شنع المخالفون عليهم في ذلك و أثبتوا فى كتبهم و أسفارهم منهم الرازي و النيشابوري و غيرهما و قد مر كلام ابن أبي الحديد حيث أوضح مذهب الامامية فى ذلك إلا مخافة التطويل من غير طائل وردت كثيرا من كلماتهم فى ذلك و كيف يشك مؤمن بحقيقة الائمة الأطهار فيما تواتوا عنهم قريبا من مأتي حديث صريح رواها نيف و أربعون من الثقات العظام و العلماء الأعلام فى أزيد من خمسين من مؤلفاتهم كثقة الاسلام الكليني و الصدوق محمد بن بابويه و الشيخ أبي جعفر الطوسي و السيد المرتضى و النجاشي الى أن يذكر جمعا غفيرا من الأعلام كما يأتي إنشاء اللّه - الى أن يقول - و اذا لم يكن مثل هذا متواترا ففي أي شيء يمكن دعوى التواتر مع ما روته كافة الشيعة خلفا عن سلف و ظني ان من يشك في أمثالها فهو شاك فى أئمة الدين و لا يمكنه إظهار ذلك من بين المؤمنين فيحتال في تخريب الملة القويمة

«34 ج 2 الشيعة و الرجعة»

ص: 272

بالقاء ما يتسارع اليه عقول المستضعفين و تشكيكات الملحدين (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ اللّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) .

(قال الطبسي): و لقد صادفت على كلام له في وصيته (ره) بخطه المبارك طبع في طهران سنة 1365 هج في تعداد الاعتقادات بعد قوله ان الموت حق و الصراط حق و الميزان حق و النشور حق و الرجعة التي انفردت بها الامامية حق و له رضوان اللّه عليه كلمات آخرى فى كتابه (مرآت العقول) فى شرح اصول الكافى سنتعرض انشاء اللّه في الكلمات.

(8) الشيخ الجليل العلامة الفقيه الحر العاملي(1) أعلى اللّه مقامه و رفع فىر.

ص: 273


1- هو محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن الحسين الحر العاملي المشغري، قال رحمه اللّه فى (امل الآمل) ص 447 فى ترجمته: محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن الحسين الحر العاملي المشغري مؤلف هذا الكتاب كان مولده في قرية مشغر ليلة الجمعة ثامن شهر رجب سنة 1033 هج قرء بها على أبيه و عمه الشيخ محمد الحر و جده لامه الشيخ عبد السلام بن محمد الحر و خال أبيه الشيخ علي بن محمود و غيرهم، و قرء في قرية جبع على عمه أيضا و على الشيخ زين الدين بن محمد بن الحسن بن زين الدين و على الشيخ حسين الظهيري و غيرهم، و أقام فى البلاد 40 سنة و حج فيها مرتين ثم سافر الى العراق و زار الائمة عليهم السلام ثم زار الرضا «ع» بطوس و اتفق مجاورته بها إلى هذا الوقت مدة 24 سنة و حج أيضا مرتين و زار أئمة العراق أيضا مرتين و له كتب منها كتاب (جواهر السنية في الأحاديث القدسية) و هو أول ما ألفه و لم يجمعها أحد مثله و الصحيفة الثانية من أدعية على بن الحسين زين العابدين الخارجة عن الصحيفة الكاملة، و كتاب (تفصيل وسائل الشيعة الى تحصيل مسائل الشريعة) ستة مجلدات تشتمل على جميع أحاديث الأحكام الشرعية الموجودة في الكتب الأربعة و سائر الكتب المعتمدة أكثر من سبعين كتابا - الى قوله - له رسالة فى الرجعة سماها (الايقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة) الى آخر ما هناك فراجع، و ذكر ترجمته فى الروضات العلامة المؤرخ المحدث الفقيه الخونساري الاصبهاني أعلى اللّه مقامه ص 644 قال محمد بن الحسن بن علي بن محمد المعروف بالشيخ الحر العاملي الأخباري هو صاحب كتاب (وسائل الشيعة) أحد المحمدين الثلاث المتأخرين الجامعين لأحاديث هذه الشريعة الخ فراجع. و في المستدرك ج 3 ص 390 العالم المتبحر الشيخ محمد بن الحسن بن علي بن الحسين الحر العاملي المشغري المتولد ليلة الجمعة 8 رجب سنة 1033 هج صاحب التصانيف الرائقة التي منها الوسائل الذي هو كالبحر الذي ليس له ساحل و كان موطنا فى المشهد الرضوي و أعطي فيه منصب قضاء القضاة و شيخوخة الاسلام و في ج 1 من كتابه (وسائل الشيعة) ص 2 يقول - ره - فقد صرفت فى جمعه و تهذيبه مدة طويلة و أفنيت في ترتيبه و تحقيقه سنين عديدة تقارب مدة عشرين سنة منع القلب فيها راحته و الطرف و سنته و جمع الفتاوى و الأحكام المنقولة عنهم عليهم السلام التمس مني بعض الأصحاب تأليف فهرست لذلك يشتمل على عنوان الأبواب و ضبط أحاديث كل باب زيادة لتسهيل الأخذ منه و ليكون كالمنهل الذي يصدر عنه فان فهرسته كان كتاب فقه يشتمل على الفتاوى المنصوصة للتصريح فى العنوان بالحكم المروي. (قال الطبسي): و لقد أتى بفهرسته نور اللّه قلبه ما لم يأت أحد قبله و يظهر منه كثرة إطلاعه و قوة باعه فى الأخبار و الفقه و لقد حدثني بعض الأجلاء من اصدقائنا من علماء جبل عامل انه قدس سره كان حافظا تمام ما في الوسائل بأسانيدها و هذا شيء غريب من النوادر جزاء اللّه عن الاسلام خير الجزاء. و ذكره شيخنا العلامة الرازي فى (الكواكب المنتشرة) فى القرن الثاني بعد العشرة هكذا: الشيخ محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن الحسين بن محمد بن محمد بن مكي الحر العاملي المشغري صاحب (الوسائل و أمل الآمل) و غيرهما و ترجم نفسه فيه و ذكر انه ولد في قرية مشغر ليلة الجمعة ثامن رجب سنة 1033 هج و قرء على والده و على عمه الشيخ محمد علي الحر و جده الامي الشيخ عبد السلام بن محمد الحر و خال أبيه الشيخ علي بن محمود و الشيخ زين الدين الشيخ محمد السبط و الشيخ حسين بن الحسين الظهيري و غيرهم و كان في جبل عامل الى 40 سنة ثم سافر الى العراق لزيارة الائمة ثم الى مشهد الرضا الى زمن تأليف (أمل الآمل) سنة 1097 هج قرب أربع و عشرين سنة و ذكر من تصنيفاته (الجواهر السنية) ذكره شيخنا و عدة من كتبه - الى قوله - و شرح الوسائل الموسوم (بتحرير وسائل الشيعة) أقول خرج من الشرح مجلده الأول في المقدمات مشتملة على خمسة و ثلاثين فائدة فى المباحث الاصولية موجودة فى الخزانة المولى الخونساري فى النجف الأشرف و من تلاميذه المولى أبي الحسن الشريف العاملي و الشيخ محمود ابن عبد السلام البحراني و غيرهما - الى أن يقول -، و يروى عن العلامة المجلسي رحمه اللّه بالاجازة المدبجة و هي مذكورة في إجازات البحار كاجازته للمولى محمد فاضل ذكر فى البحار صورتها و رأيت إجازته للسيد عبد الصمد بن السيد عبد القادر البحراني بخطه الشريف فى آخر الحج من التهذيب لكن آخرها سقط عن النسخة ذكر فيها ثلاثة من مشايخه الشيخ حسين بن الحسن بن ظهير الدين العاملي و الشيخ زين الدين بن الشيخ محمد السبط و الشيخ علي بن الشيخ محمود خال والده رأيت النسخة بمشهد الرضا عليه السلام عند الحاج الشيخ عباس القمي - ره - و توفي سنة 1104 هج كما هو مكتوب على مرقده الشريف الشمالي من الصحن العتيق الرضوي و خلف الايوان مدرسة الميرزا جعفر وزرته مرارا و عند سيد الحكماء ميرزا أقا فاضل الهاشمي السبزواري نسخة الفهرست الشيخ الطوسي بخط الشيخ الحر و عليها خاتمه الكبير و سجعه (على الكريم الخالد العدل الصمد * محمد ابن الحسن الحر اعتمد) و العجب انه ترجم نفسه فى أمل الآمل و والده الحسن و جده عليا و جد والده محمد بن الحسن و ما ترجم جده الأعلى الشيخ عز الدين الحسين بن شمس الدين محمد بن علي المجاز بهذه الأوصاف من المحقق الكركي قبل مهاجرة الكركي الى العراق فى سنة 903 هج و يظهر من وصف الكركي ان أول من لقب منهم بالحر هو الشيخ شمس الدين محمد والد الشيخ عز الدين و كأنه لم يطلع على هذه الاجازة الموجودة صورتها فى البحار.

الخلد مقامه فى رسالة مستقلة اسمها (ايقاظ الهجعة بالبرهان على الرجعة) كما فى

ص: 274

فهرس كتبه بل مضافا الى الاجماع عدها فى الضروريات المذهبية عند الامامية كما

ص: 275

يأتي، و قد ذكره عن الطبرسي و السيد المرتضى و المفيد و الحسن بن سليمان و البياضي، و قال في الايقاظ: الرابع اجماع الشيعة الامامية و أطباق الطائفة الاثنى عشرية على اعتقاد الرجعة فلا يظهر منهم مخالف يعتد به (الى ان يقول): الخامس الضرورة فان ثبوت الرجعة عند جميع العلماء المعروفين و المصنفين المشهورين بل يعلم العامة ان ذلك من مذهب الشيعة فلا ترى أحدا يعرف اسمه أو يعلم له تصنيف من الامامية يصرح بانكار الرجعة و لا تأويلها و معلوم ان الضروي و النظري يختلف عند الناظرين فقد يكون الحكم ضروريا عند قوم نظريا عند آخرين و الذي يعلم بالتتبع ان صحة الرجعة أمر محقق معلوم مفروغ مقطوع به ضروري عند أكثر العلماء الامامية أو الجميع حتى لقد صنفت الامامية كتبا كثيرة فى اثبات الرجعة كما صنفوا فى إثبات المتعة و إثبات الامامة و غير ذلك.

(9) السيد العلامة المحدث السيد نعمة اللّه الجزائري(1) في أنواره ص 183 قال و قد وردت في الأخبار الكثيرة ان اللّه يرجع في دولة (المهدي) عليه السلام جماعة من الأخيار و جماعة من الأشرار من محض الايمان محضا أو محض الكفر محضا و الباقون ملهى عنهم الى يوم القيامة و قد عرفت ان الآيات دالة عليها أيضا و الأخبار على رجوع الحسين و أمير المؤمنين عليهما السلام متواترة و فى رجوع سائر الأئمة قريبة بالتواتر فلقد نقل فيها بعض مشايخنا تقريبا من مأتي حديث من ثقات المحدثين من خمسين أصلا من الاصول المعتبرة.ك.

ص: 276


1- قال المحدث الحر العاملي السيد نعمة اللّه بن عبد اللّه الحسيني الجزائري فاضل عالم محقق علامة جليل القدر مدرس من المعاصرين له كتب من الحديث منها: شرح التهذيب و حواشي الاستبصار و حواشي الجامي و شرح الصحيفة و شرح تهذيب النحو و منتهى المطلب فى النحو و كتاب فى الحديث اسمه الفوائد النعمانية منسوب الى اسمه و كتاب آخر في الحديث اسمه غرائب الأخبار و نوادر الآثار و كتاب الأنوار النعمانية فى معرفة النشائة الانسانية و كتاب في الفقه اسمه هدية المؤمنين و حواشي معنى اللبيب و غير ذلك.

10- الشيخ الجليل العلامة المفسر المولى أبي الحسن الشريف(1) ص 237 في مقدمة تفسيره (مرآت الأنوار) إعلم ان ثبوت الرجعة فى الجملة الى خروج بعض الناس من قبورهم الى هذه الدنيا و تعيشهم فيها مدة بعد قيام (القائم) و رجعة النبي و الائمة عليهم السلام أو بعضهم و لا سيما أمير المؤمنين عليه السلام و الحسين «ع» و تمكنهم من الملك و الانتقام من أعدائهم مما لا شك فيه عندنا و من ضروريات هذا المذهب و الأحاديث الدالة على تحققها فى الجملة متواترة و إن كانت مختلفة في تفصيلها و لقد وقفت على أزيد من مأتي حديث فيها و قد دلتع.

ص: 277


1- قال العلامة النوري قدس سره فى ج 3 من مستدركه ص 385 في طي مشايخ السيد العلامة الطباطبائي (بحر العلوم) ثالثهم الشيخ جعفر القاضي عن المولى محمد تقي المجلسي - بطرقه - الآتية و عن السيد الأجل الشهيد السيد نصر اللّه ابن الحسين الموسوي الحائري عن أفقه المحدثين و أكمل الربانيين الشريف العدل المولى أبي الحسن محمد طاهر بن عبد الحميد بن موسى بن علي بن معتوق بن عبد الحميد الفتوني النباطي العاملي الاصبهاني الغروي المتوفى في أواخر الأربعين بعد المائة و الألف أفضل أهل عصره و أطولهم باعا صاحب تفسير (مرآت الأنوار) الى أواسط سورة البقرة يقرب مقدماته من عشرين الف بيت لم يعمل مثله و كتاب (ضياء العالمين) فى الامامة فى ستين الف بيت و غير ذلك و كانت امه اخت السيد الجليل الأمير محمد صالح الخواتون آبادي و هو جد شيخ الفقهاء صاحب جواهر الكلام من طرف ام والده الشيخ باقر المرحوم و هي آمنة بنت المرحومة فاطمة بنت المولى أبي الحسن. (قال الطبسي): و قد كتب قدس سره عند قوله مرآت الأنوار في الحاشية كلاما طويلا في بيان ان ما هو المعروف في ان مقدمة تفسير البرهان (لفلان) كذب صراح و من أسرق السرقات و إنما الكتاب مقدمة تفسيره مرآت الأنوار و أطال الكلام فيه و قد ذكر ترجمته شيخنا العلامة الرازي فى كتابه (الكواكب المنتشرة) مع ذكر ترتيب إجازاته و فوائد اخر و هذا السفر الجليل الى الآن لم يطبع و نسأل اللّه طول العمر لمؤلفه حتى يطبع في حياته و يتوزع.

الأخبار على أكثر ما ورد بحسب التنزيل في يوم القيامة بها (الى قوله) و أنكرها المخالفون بل صرح بعضهم بامتناعها نظير ما قالها المشركون في إنكار الآخرة و تكذيبهم الآيات التي تدل على إحياء اللّه بعض أموات الامم السالفة كعزير و غيره و فى بعض الأخبار ان تلك القدرة لا ينكرها إلا القدرية و قد أحببنا أن نذكر نبذا من أخبارها في هذه الفائدة.

(قال الطبسي): و سيأتي تمام كلامه زيد في علو مقامه في الكلمات و الرجعة

(11) الشيخ الجليل العلامة صاحب التأليفات النافعة و التصنيفات الشائعة المخالف لهواه الشيخ حبيب اللّه الكاشاني طاب ثراه في رسالة مستقلة باللغة الفارسية مشتملة على أثنى عشر فصلا أورد فيها ما يرتبط بالرجعة و حقيتها و الاشارة الى بعض تفاصيلها يقول في أولها: إعلم ان من العقائد التي هي من اصول مذهب الشيعة و ضروريات مذهبهم الرجعة، و له منظومة نظمها بقوله:

و رجعة الأئمة الأثنى عشر مع النبي مذهب قد استقر

و مؤمن محض و كافر محض رجوع كل منهما أمر فرضي

و ذاك أمر ممكن الوجود و النص فيها ظاهر الورود

و أول الراجع زين الشهداء و لعلي كرتان للعدى

و آخر الراجع زين الأنبياء فيقتل الدجال رأس الأشقياء

فيملأ الأرض من العدل فما رأيت كافرا يروم الصنما

و للحسين دولة عظيمة سلطنة باقية عميمة

و أرسل صديقنا المكرم حفيده المحترم الأقا محمد زيد فضله صورة تأليفاته و ربما يبلغ المأتين و الموجود المطبوع عندي منها أربعة رسالة (في الرجعة) و رسالة في (الأوزان و المقادير) و رسالة في (تسهيل المسالك) و رسالة ردا على الفرقة الضالة البهائية و له طاب ثراه في الكاشان أولاد و أحفاد كثيرة و هم اسرة شريفة كبيرة وفقت العام في النجف بلقيا ابنه الشيخ الجليل الأغا حسين و أولاد أولاده و عدة منهم من أصدقائنا و شركاؤنا فى قم فى بحث شيخنا الآية الحائري أعلى اللّه مقامه.

(12) الآية الكبرى و الحجة العظمى استاذ الفقهاء و المجتهدين الأعلم الأورع

ص: 278

إمام الملة و الدين الامام الاصفهاني(1) رضوان اللّه عليه قال - ره - فى جوابه.

ص: 279


1- هو السيد أبو الحسن بن السيد محمد بن السيد عبد الحميد الاصفهاني، المولود فى قرية (مديسه) من قرى اصفهان سنة 1274 هج و قرء مبادئ العلوم فيها على علمائها ثم انتقل الى اصفهان و قد كانت فى ذلك اليوم مركزا من مراكز العلم، فاشتغل بالدرس هناك على علمائها في الفقه و الاصول و غيرهما، ثم سافر الى العراق لزيارة الأئمة «ع» و استوطن فى النجف الأشرف، و قرء مدة على الآية المحقق الرشتي - ره - ثم لحق و اتصل بالآية المثلى خاتم المحققين و الاصوليين الأعلم الأكمل في عصره باتفاق المخالف و الموافق المولى الشيخ محمد كاظم الخراساني أعلى اللّه مقامه و كان - ره - من أخصائه و أقرب تلاميذه و في زمانه كان يدرس الكتابين الجليلين (الرسائل، و الكفاية و كان المشار اليه بالبنان لدى الأعلام لما عرف عنه من دقة النظر و استقامة السليقة الى أن توفى الامام الخراساني رحمه اللّه فى 19 شهر ذي الحجة الحرام سنة 1329 هج فكان خليفته و الشاغل لمنصبه الديني العظيم في الدرس و التقليد و أول قطر من أقطار الشيعة رجع اليه و طلب منه التقليد هم أهل خراسان على ما سمعت منه قدس سره، و قد أرجع الامام الشيرازي التقى النقي - ره - إحتياطاته اليه فى عصره لما رأى فيه من الصلاح و القابلية لأمر الامة، و قد نقل لي الفاضل المرحوم السيد محمد هادي بن السيد العالم السيد عباس الاصفهاني الفشاركي ان جماعة من الأعراب سألوا من المرحوم الآية الشيرازي - ره - في أمر التقليد و انهم لمن يرجع فيه؟ فأجاب (السيد أبو الحسن و الشريعة الاصفهاني) ثم توسعت دائرة الزعامة الدينية بعد وفاة الآيات الثلاث زملائه و معاصريه (النايني، و اليزدي، و العراقي) فاجتمعت كلمة الامة الشيعية بل الامة الاسلامية أجمع على مرجعيته و بلغ صيته العلمي مشارق الأرض و مغاربها فصار مرجعا وحيدا و ملاذا فريدا جامعا للصفات الحسنة و الملكات الرائعة اللائقة لمرجعيته و بزغ فى القرن الرابع عشر كالشمس بين الكواكب مجددا للمذهب حافظا للشريعة ملاذا للامة و كان - ره - عالما عادلا فقيها اصوليا سخيا شجاعا عارفا بالتدبير فهاما محبوبا لدى الجميع و له اليد البيضاء فى تنسيق الامور الدينية و تنظيم المطالب الشرعية كأنه ولد مرتين كما كان رحمه اللّه خبيرا بجميع الطبقات على اختلاف طبائعهم اذا تكلم فهو المزنة المنحدرة و اذا سكت فهو البحر العميق لا يدخل عليه أحد إلا و يخرج مسرورا فرحا مستبشرا معتقدا انه مورد ألطافه المعميمة و عناياته الخاصة فقط و كان مع وحدته فى تدبير اموره ناهضا بامور الناس من العوام و الخواص من دون اتخاذ معين و لا وزير و لا مشير بل يفعل ما يفعل بآرائه الثاقبة و تدابيره الحكيمة، لا يستطيع تعريفه و لا توصيفه أحد فلقد جمعت فيه المحاسن كلها و أفضلها الايمان و العلم و العدل و لقد أجاد الأديب الشهير الفاضل الكامل الاستاذ محمد الخليلي مؤلف (معجم ادباء الأطباء و طب الامام الصادق «ع» و غيرهما بقوله في رثائه: أ مجموعة الأخلاق و النبل و التقىو خير إمام للزعامة و الدين ترى كيف يسمو الموت نحوك صاعداو قد كنت فردا تتقي بالملابين و لما مرض - ره - أخيرا بسبب كثرة أعماله المتراكمة ضعفت قواه و ابتلى بشبه (اليرقان) فسافر الى سامراء فعافاه اللّه ببركة التوسل بجده موسى بن جعفر و باقي الأئمة عليهم السلام و رجع بعد أيام سالما غانما و اشتغل بالوظيفة الدينية و فى يوم من الأيام كان في الكوفة و كنت بخدمته إذ قال لي - ره -: تعرف الحاج رمضان القزويني؟ قلت نعم سيدي، قال - ره - جاء يوم من الأيام قبل سفرتي الى سامراء و قال: سيدي اني رأيت رؤيا، فقلت له رأيت خيرا إنشاء اللّه، قال رأيت نفسي في سامراء و أنتم فى حالة المرض و كان (الحجة المهدي) عليه السلام جالسا فى الروضة المباركة قبل دخول السرداب المطهر و رأسكم فى حجره، ثم ان الحجة عليه السلام توجه إلي و قال: يا فلان اذهب الى الصيدلة الفلانية و خذ الشربة الفلانية وضع عليها الثلج فان السيد مريض، قلت و لا إشكال انه - ره - كان موردا لنظر الحجة «ع» و قد صدق رؤيا الرجل و بان أثرها بسرعة، و لما سافر الى سامراء و قضى و طره فيها و شفي اجتمع عليه فى رجوعه الى الكاظمية أهل بغداد و الكاظمية و ألحوا عليه باقامة عشرة أيام عندهم فاستخار (ره) فوافقت الاستخارة مأمولهم فصار فى خلال هذه العشرة منشأ للخيرات و البركات و كان الناس يأتونه من كل فج عميق لزيارته على اختلاف طبقاتهم ليلا و نهارا و كان في دار الوجيه الحاج عباس النجفي و من حسن الصدف أن كنت بمحضره الشريف إذ دخل و تشرف بخدمته (وزير الأوقاف) العراقية و بعد جلوسه، قال السيد رحمه اللّه له أين الجسر الخشبي؟ و ذلك بعد بناء الجسر الحديدي ببغداد جنب الشيخ الكليني - ره - فقال الوزير يا مولاي هو حاضر فقال - ره - ينبغي نقله الى سامراء، قال الوزير سمعا و طاعة فما مضت أشهر إلا نقل الى سامراء و نصب و في سفرته الثانية أيضا كنت حاضرا مجلسه إذ دخل عليه الوزير السابق و بعد جلوسه و أداء مراسم التحية، توجه - ره - اليه و قال أين الضريح الفضي الحسيني؟ و ذلك بعد ما جدد الضريح المقدس رئيس الفرقة (الأغاخانية - طاهر سيف الدين) فقال يا مولاي هو موجود فى الخزينة، قال - ره - نحب نقله و نصبه في سامراء فقال سمعا و طاعة فما مضت أشهر إلا و نقل و نصب، فلقد كان - ره - ليلا و نهارا همته خدمة الدين و ملاحظة مصالح المسلمين فكم من أبنية و مساجد و حسينيات بنيت و عمرت من قبله في عصره انظر الى ما بنى في (خانقين) و هو الجامع الكبير الذي بني باسلوب بديع و عمل له مأذنة كبيرة يأذنون عليها فى كل وقت من أوقات الصلاة و يشهدون بالتوحيد و الرسالة و الولاية. و انظر الى شمال العراق في كركوك و موصل كم بنى من الحسينيات و مساجد و قد أرسل الى هناك المبلغين لاحياء الدين و إرجاع أهل الضلال الذين كانوا يعتقدون بآلوهية علي عليه السلام الى الطريق المستبين حتى اهتدوا جماعة منهم الى الطريقة الحقة و الآن يجيء الكثير منهم في زيارة نصف شعبان و الأربعين الى كربلا بعنوان الأنصار و معهم الرايات السود و لعلهم يزيدون على 200000 نسمة و قد كان جماعة من أصدقائنا متصدين لذلك مثل العالم الجليل الشيخ اسماعيل و العالم المرحوم الشيخ عبد الحسين البشيري و العالم الجليل آغا محمد الذي هو الآن مشغول بوظيفته و المرحوم السيد جعفر الموصلي و لم تكن سابقة لتلك الآثار قبل الراحل العظيم لا فى زمن الآيه الاستاذ الماهر صاحب الجواهر و لا فى عصر الامام الانصاري و لا الامام الشيرازي بل كل ذلك حدث ببركات وجوده، يقولون بعض الناس ان الراحل العظيم مع ما عليه من المرجعية الكبرى و الزعامة العالمية ما بنى مدرسة كما بنى أستاذه الآية الخراساني و غيره أعلى اللّه مقامهما. الجواب: إسألوا أصحاب العوائل من أهل العلم و أرباب الفضيلة و الفقراء و الأرامل و الأيتام كم آجر دورا لبعضهم و شرى للآخرين و قام بنفقات الكثير منهم طيلة حياته الشريفة غير انه في السر و الخفاء حيث لا يعلم به إلا اللّه تعالى فرحم اللّه من زعيم عظيم و أب الروحاني قد فقد فى عصر لا يملأ فراغه و لا تسد ثلمة فقده فلقد بلغت نفقاته على أهل العلم و الفقراء و المساكين فى كل شهر 45000 دينارا أي في كل يوم 1500 دينارا و قد يزداد على هذا القدر و كل ذلك يستدين من التجار بذمته ثم يوفيه بالحوالة و نحوها. و كان فى همته العالية تعمير البقيع على النحو الذي كان فى نظره المبارك حتى ان (الملك ابن سعود) استدعى من سماحته التشرف الى الحجاز لزيارة الحرمين الشريفين فكتب كتابا و أرسل مع السيد الآية السيد عبد الحسين الحجة (ان مجيئنا موقوف على تعمير البقيع على ما نريد) فقبل ببناء جدار حول البقيع فلم يرض - ره -، و ليس فى وسعي الآن أن اترجم هذا العالم العظيم كما ينبغي لأن ترجمته - ره - يحتاج الى مجلدات، و نعم ما قال الامام الحجة المرحوم كاشف الغطاء رحمه اللّه في حقه: (لقد أنسى من تقدمه، و أتعب من تأخر عنه). و فى سفرته الأخيرة سافر الى بعلبك و حسن حاله و مزاجه فعزم على الرجوع الى العراق لكن صادف ان حصل له عارض فانحرف حاله قليلا و بقي هناك لمدة ثلاثة أشهر و صادف ان كان في بعلبك في أواخر الشهر الأخير من إقامته ثلة من سفلة الناس و من أعدائه و أعداء الدين كتبوا صحيفة ميشومة و تجاسروا عليه فيها بما هو برىء منه و منزه عنه بعنوان (صوت الحق) أما فى الحقيقة فهي (صوت الشيطان) و نشروها في بعض الأماكن و اخذ واحدة منها بعض من لا اصرح باسمه و ذهب بها الى الكاظمية و بعد نزول الراحل العظيم من الطائرة جدد هذا الشخص النائرة و لم يصبر حتى يستريح و يستقيم على فراشه من تعب السفر إذ أراد الدخول على حضرته فمنعه بعض أفراد البلاط الملكي قائلا: يا فلان اصبر حتى يستريح ساعة، قال ان من وظيفتي إيصاله اليه الآن ليطلع عليها و قد نقل لي أمينه الوحيد عبد الحميد ان الشيخ المزبور دخل عليه و الراحل العظيم مع ما كان عليه من الأخلاق النبوية أخذ الورقة فياليت شلت اليد التي كتبها و نشرها شرع السيد - ره - في المطالعة فرأيت تغير أحواله من قرائتها فاذا الدمعة تقطر على خديه و كان قبل ذلك استدعى الطعام فلما فرغ من قرائتها نام و لما قام قدمت الطعام الى حضرته و قلت يا سيدي الطعام حاضر فامتنع و كان هذا هو السبب الوحيد لانحراف مزاجه و شدة مرضه مرة اخرى الى أن توفى (ره). (قال الطبسي): و لقد تأسى بجده الرسول الأعظم النبي الخاتم حيث قال (ما اوذي نبي بمثل ما اوذيت) فيصح أن يقال (ما اوذي مرجع مثل ما اوذي السيد - ره -) و من أعجب العجاب ان اللعين القمي قتل ابنه السعيد الشهيد السيد حسن الذي كان مجموعة الأخلاق و الأدب في الصحن الشريف العلوي بين الصلاتين (المغرب و العشاء) فصبر و تحمل فظفر، و نقل انه كان قبل الواقعة بيوم واحد قد استدعى طالب من ضعفاء الطلاب و قدم اليه عريضة يطلب فيها مبلغ عشرة ليرات أو أكثر بدل إيجار داره و لما وقعت الواقعة يأس الطالب مما طلب و لكن في الليلة الثانية و قد كان - ره - يذهب الى الفاتحة و قد حفت به الجماهير اذا به يراه فأشار اليه بطرف خفي و أعطاه المبلغ بحيث لم يطلع عليه أحد و لو لا نقل الرجل نفسه للقصة ما كان يعلم بذلك إنسان هكذا كان دأبه في عطاياه السرية اذا اعطت يمينه لم تعلم بها شماله. و توفي - ره - ليلة عيد الأضحى في الكاظمية فى الساعة الواحدة و النصف ليلا و قد أصاب المسلمين بفقده ما لم يصبهم مثله إذ كان للمسلمين أيا رؤفا و بالمؤمنين رحيما، ان لي في المقام قضايا عديدة يحتاج نقلها الى كتاب ضخم. حضر تشييعه الفخم المهيب صاحب الجلالة ملك العراق (فيصل الثاني) المفدى و سمو ولي العهد المعظم و جميع الوزراء و الامراء و الروحانيين من المسلمين و اليهود و النصارى و غيرهم من سائر الملل و النحل و لم يبق فى بغداد و الكاظمية أحد حتى المخدرات إلا و قد حضر جثمانه المبارك حتى سلموه الى العشائر ثم الى أهالي كربلا و منها الى النجفيين، و قد كان فى الليلة الاولى من وفاته ضيفا على جده موسى ابن جعفر «ع» و في الليلة الثانية ضيفا على جده الحسين «ع» و في الليلة الثالثة كان عند جده علي بن أبي طالب «ع» حيث مضجعه الأخير و دفن فى الصحن المقدس فى الحجرة الخاصة به المتصلة بمقبرة استاذه الاعظم الحجة الخراساني رحمه اللّه و هما فى جنب باب الساعة، و كان عمره الشريف 81 عاما قضاها كلها فى خدمة دين جده و خدمة الانسانية الفاضلة بل خدمة النوع البشري كله تغمده اللّه بالرحمة و الغفران. مات رحمه اللّه و لم يترك صفراء و لا بيضاء إلا ما كان عليه من الديون 30000 دينارا و كان الموجود في محفظته 14000 دينارا و الباقي 16000 دينارا نهض بايفائها جماعة من تجار (إيران) أيدهم اللّه تعالى لما أتوا لأربعينه. ما خلف دارا و لا عقارا إلا دار سكناه في النجف الأشرف و دار في كربلا و دار اخرى في الكوفة بنيها له بعض أهل الخير لا من الحقوق الشرعية و جعلها - ره - ثلثا لنفسه و يؤجر و اجارتها يصرف فى مقبرته الشريفة حشره اللّه مع أجداده الطاهرين، و لو ساعدنا التوفيق إنشاء اللّه سأفرد كتابا مستقلا أبين فيه كيفية معاشرته مع الناس و معاشرة بعض الناس معه و ما صدر عنه من الامور الخيرية العامة حتى يرى القراء الكرام - ره - أنه كان آية من آياته جل شأنه (و عقمت النساء أن يلدن بمثله) و نذكر أيضا عدد تلامذته و مؤلفاته التي منها (الوسيلة الكبرى) التي أصبحت اليوم مرجعا للفتوى و تناولتها أيدي الأعلام و المجتهدين واحدة بعد اخرى و طبعت مع ما علق عليها من الحواشي بعده ما يقرب من عشرين طبعة. ثم ان فى ترجمة الراحل العظيم كلمات راقية لجماعة من أفاضل الكرام نود إيرادها إتماما للفائدة منها ما عن الاستاذ الأديب الشيخ عبد الهادي الأسدي سلمه اللّه تعالى مدير مجلة الدليل الغراء فى العدد الخاص بالامام (السيد أبي الحسن) في السنة الاولى 1366 هج يقول: مجدد القرن الرابع عشر نحن الآن فى القرن الرابع عشر للهجرة، فمن مجدد المذهب فيه؟ فقد درج على ألسنة المؤرخين ان لكل مائة مجدد للمذهب تجتمع عليه الكلمة، و يقوم بما يرفع من شأن العلم و الدين بعد الخمول فيما يحدثه من آثار في العلم، و يختص بأعمال تجدد رونق الدين و تعز به حوزته و أهله. و قد ذكروا ان مجدد القرن الثاني هو إمامنا الصادق «ع» إذ مهد له السبيل فى نشر العلم و تهذيب الناس و تأييد الدين. و مجدده فى القرن الثالث ثقة الاسلام الشيخ الكليني مؤلف الكافي، و مجدده فى القرن الرابع الشيخ المفيد أو تلميذه الشيخ الطوسي مؤلف الاستبصار و التهذيب، و هكذا فى كل قرن مجدد، و قد يعز على المؤرخ أن يعين في بعض القرون من يستحق أن يختص بهذا اللقب الكبير. أما فى قرننا الحاضر، و قد تجاوزنا نصفه، فيحق لنا أن نوجه هذا السؤال الى أنفسنا: من مجدد المذهب فيه؟ حقا لقد مضى فى هذا القرن علماء ربانيون و رؤساء روحانيون انتهت اليهم الزعامة المطلقة كانوا غرة فى جبين الدهر علما و عملا، و لهم من الآثار ما يجعلهم في الرعيل الأول و يبتدئون من المحقق الكبير الميرزا الشيرازي و ينتهون بفقيد الامة الاسلامية آية اللّه الكبرى السيد أبو الحسن الموسوى طاب ثراه. و قد يكون هذا القرن كالقرن الذي قبله من أزهر القرون الاسلامية فى كثرة نوابغ المجتهدين فيه و فى تطور علم الفقه و اصوله بمؤلفاته و تحقيقاتهم، و يشبهان من بعض الوجوه القرن الثالث و الرابع الذين ابتدأ فيهما نضوج التأليف و اتساق الحركة العلمية و تركز الفقه و اصوله كما يشبههما القرن السابع الذي نبغ فيه المحقق الحلي صاحب كتاب الشرائع و العلامة الحلي آية و ابنه فخر المحققين. أقول: ان هذا القرن الرابع عشر زاخر بالعلماء و الرؤساء الذين انتهى اليهم أمر التقليد العام، فكانوا حديث الدهر، إلا ان الذي كادت أن تتفق عليه كلمة العارفين باولئك العلماء و عصرهم ان فقيدنا اليوم المأسوف عليه الحجة السيد أبو الحسن لم يسبق له نظير في اجتماع الكلمة و القيام بتنظيم شؤون الحوزة العلمية و تفكيره الاصلاحي و تفقده لمصالح الامة العامة و الخاصة. عدا مواهبه الخاصة التي تجعله من نوابغ العالم الذين لا يجود بهم الزمن إلا في فترات قليلة، فكان مجددا للمذهب فى كثير مما تفرد فيه لخدمة العلم و الدين و ما نهجه لنشر العلم و رعاية أهله، و لم يسمع ان فكر أحد فيه قبله لا من الأولين و لا من الآخرين. فمن أعماله رسله و وكلاؤه من أهل العلم الذين نشرهم في كافة البلاد الاسلامية الصغيرة و الكبيرة ليكونوا همزة الوصل بينه و بين سائر طبقات و المراجع للمسلمين فى تلك البلاد لرعاية شؤونهم الدينية و مصالحهم العامة و تعليمهم أحكام الدين. و كان يتفقدهم واحدا واحدا على كثرتهم و يرعى شؤونهم و شؤون الناس من ورائهم بنفسه، فى يقظة لا يقوى عليهم بشر عادي. و منها تعهده للعتبات المقدسة و إقامة الشعائر الدينية و بناء المساجد و الحسينيات في أكثر البلاد و ما يبذله و تجيزه من صرف المال في هذا السبيل بسخاء لم يحدث عنه التأريخ بنظير. و منها تنظيمه المرتبات الشهرية للمدرسين و طلاب العلم فى مراكز طلب العلم و الدراسة الدينية كالنجف الأشرف، و كربلا، و الكاظمية، و سامراء فى العراق و خراسان، و طهران و غيرهما فى إيران، حتى بلغت ميزانيتها فى العراق خاصة حوالي عشرين الف دينار شهريا، عدا مخصصات اجور السكنى لهم و السفر لأجل الاستشفاء و نحو ذلك من حاجات الطلاب المفاجأة و الضرورية. و منها تشجيعه للحركات الثقافية الدينية المنظمة، فأول ما أيد فيما أيد نهضة منتدى النشر في فتح مدارسه الدينية في النجف الأشرف و الكاظمية و غيرهما. و أظهر حرصه على فتح الفروع لها فى سائر البلاد كما اتفق له ذلك فى كربلا و الحلة و سامراء و بالأخير في البصرة، كما كان يشجع على فتح المدارس الدينية المنظمة الاخرى التي اسس بعضه باسمه كمدرسة بلد و قلعة سكر و الناصرية و كان مستعدا لتأييد و تشجيع كل حركة منظمة لفتح المدارس الدينية حتى الابتدائية فى كل بلد إسلامي لتنشئة الأطفال تنشئة أخلاقية صالحة. و لو ساعد حظ المسلمين على أن ينتبهوا الى قيمة هذه المدارس الدينية و فائدتها فى تربية أبنائهم، و الى ما كان عليه فقيدنا المرحوم من روح إصلاحية و أفكار عالية و بعد نظر و سماحة نفس و تشجيع لمثل هذه الأعمال، لاشتغلوا هذه الفرصة انثمينة التي مرت فى أيام وجود هذا القائد الروحاني العظيم و لعرفوا كيف يستفيدون من مركزه العالمي، و لرأيت في كل بلد مدرسة أو عدة مدارس تعج بطلابها و تنشر الثقافة التي يجب انتهاجها في هذا العصر. و لقد كانت هذه الالتفاتة الحكيمة من فقيدنا العظيم تعد في تأريخ الدين الاسلامي و المسلمين من أبرع الأفكار الاصلاحية التي لو تمت على عهده كما كان يتمناها لوجهت النهضتين العلمية و الدينية الى أسمى مركز يرجوه المصلحون. و من العجيب ان هذه الأعمال الكبيرة و أمثالها كان يقوم بها الفقيد بهدوه القائد المحنك، و حكمة المفكر المجرب، و شفقة الأب المصلح، من غير صخب و لا لجب و لا دعاية و تهويل كأنها امور اعتيادية جرت عليها السنة في البلاد من القديم و هذه من إحدى مظاهر عبقريته الفذة و بعد نظره الصائب. و كان فى اسبطانه الامور الدقيقة كأنه ينظر اليها من وراء ستر رقيق تغمده اللّه برحمته و عوض الامة عن هذه الخسارة الفادحة بمن ينهض بهذه الأعباء الثقيلة، فينهج نهجه و يتم ما قام به من عمل لاصلاح الطائفة. و ليس من السهل على الكاتب أن يلم فى هذه الأسطر القليلة بتاريخ حياة هذا العالم الفرد و ما كان يفكر و يقوم به من أعمال إصلاحية لم يسبق اليها سابق من أمثاله. أما الحديث عن شخصيته و مواطن عبقريته النادرة و جهات نبوغه فستقف عليها بعد قراءتها، و نبتهل الى اللّه تعالى في الختام أن يلهم المسلمين الصبر و أن يهيء لهم من يخلفه على رعاية مصالحهم العامة. و ليس عليه بعزيز. عبد الهادي الأسدي و منها: كلمة فضيلة العلامة المعتمد العام لجمعية منتدى النشر (الشيخ محمد رضا المظفر). الزعيم الموهوب كثر تساؤل الناس - اليوم و بعد اليوم - عن الفقيد العظيم آية اللّه السيد أبي الحسن قدس سره، و عن سر عظمته الذي جعلته في هذا المركز الكبير، و كيف أصبح مهوى قلوب جميع الطائفة الامامية من المسلمين، و يكثر التساؤل على الأخص من البعيدين عنه، و أنا كاخواني الذين كان لهم شيء من الاتصال به أو التردد عليه أجد اني مأخوذ للجواب عن هذا التساؤل، و أحق من يستطيع أن يأتي بالطريف من حياة هذا العظيم. لقد تحدثت في العدد الخاص به من جريدة الهاتف الغراء، عن شيء من سر عظمته، و وجدتني فى آخرها لم أعط الموضوع حقه و رجوت أن أعود عليه فى فرصة اخرى، و ما أظنني قد وجدت هذه الفرصة الكافية التي كنت أطلبها و لكني أعود الآن، و الرجاء باق أحتفظ به كخط للرجعة. حقا اني مسحور بهذا الرجل العظيم، و لا أنكر ذلك من نفسي، و لكن على كل حال أنا كواحد من الناس الذين عرفوه، فان لم يكن كما نصوره في أفكارنا أكبر شخصية دينية عرفناها، فان تأثيره على أمثالنا الذي يجعلنا مسحورين بشخصيته الى هذا الحد هو كاف للدلالة على انه عظيم فى شخصيته كبير فى تأثيره على الجماهير فريد في قيادته للناس. أقول هذا ثم أرجع فأقول: لا شك ان شيئا كبيرا من تأثير المرجع الدينى الأعلى عند الامامية و انقياد الناس له لم يكن راجعا الى مؤهلاته الشخصية بمعنى ان طاعة الناس للمقلد العام و وجوب إتباعهم له لا ينشأ من شخصه نفسه و ماله من صفات و تأثير، بل إنما ينشأ من التعاليم الدينية التي جاءت عن أئمتنا «ع»: فقد فتحوا باب الاجتهاد فى الأحكام الشرعية، و جعلوا للمجتهد الجامع للشرائط النيابة العامة عن الامام، له ما للامام من الحكم و النفوذ في التصرف و وجوب الطاعة و الانقياد له، و أوجبوا تقليده في الأحكام على من لم يبلغ درجة الاجتهاد. بل حكمه و قضاؤه فى الأموال و الموضوعات الاخرى واجب التنفيذ حتى على باقي المجتهدين الآخرين. فللمجتهد عند الامامية من القداسة الروحية الكبرى التي هي من فروع الامامة عندهم بل من شؤونها ما ليس يوجد عند أية طائفة اخرى من المسلمين، تضفيها عليه التعاليم الدينية الواردة عن الأئمة «ع»، فالراد عليه راد عليهم و الراد عليهم راد على اللّه تعالى، كما في الخبر. فالسيد الفقيد كواحد من مراجع التقليد الذين توقفوا للصعود الى هذه القمة، إنما كان آية اللّه و كان موئلا للناس، و مهوى لأفئدتهم و مطمحا لأنظارهم و زعيما قائدا، و سيدا مرشدا لأنه تردى برداء الامامة، و لبس ثوب الزعامة الدينية فيرون وجوب طاعته كما يرونها للامام تقريبا، و يقدسونه لأنه نائب الامام العام بنص الامام. فتجلب له الأموال و الحقوق الشرعية من كل حدب و صوب، و يرجع الى رأيه في الشؤون الدينية و الأحكام الشرعية صغيرها و كبيرها عن عقيدة و إيمان. غير أن هذه المرجعية و النيابة عن الامام، لا تكون إلا لمن جمع شرائطها، و أهمها الاجتهاد و العدالة و ألا يكون مقبلا على الدنيا، فقد ورد عن أهل بيت العصمة فى تحديد ذلك قولهم: (من كان من الفقهاء صائنا لنفسه حافظا لدينه مخالفا لهواه مطيعا لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه). و زبدة المخض ان فقيدنا المرحوم نور اللّه ضريحه كأحد مراجع التقليد إنما كان له هذا النفوذ و التأثير لأنه توفق الى أن يتقلد هذا المنصب الآلهي الكبير، فالتأثير و النفوذ للمنصب لا لشخصه الكريم. هذا ما يجب أن يقال اذا اريد الحديث عن كل شخص كانت له الزعامة الدينية المطلقة عند الامامية، غير ان السيد الفقيد عرف كيف يملأ هذا الدست، و كيف يعطي لهذا المنصب حقه، و جمع الى نفوذ المنصب و تأثيره مواهب الزعيم الموهوب و صفات القائد المحنك و شخصية النوابغ العظماء. و هذا ليس بالشيء القليل، أو فقل ليس بالذي يقلل من شأن الشخص و قيمته الذاتية، فان كل صاحب منصب ديني أو مدني حتى الملوكية إنما يكون التأثير الحقيقي للمنصب نفسه، و لكن المنصب كالآلة فى يد صاحبه، و الرجل كل الرجل من يستطيع أن يصرف تلك الآلة و يحسن العمل بها، بل أهمية المنصب و بلوغه الفتنة يتبع قيمة الشخص الذي يتربعه باستحقاق و جدارة. فاذا كانت له مؤهلات العظماء و مواهب النوابغ ارتفع الى أعلى الدرجات التي يمكن أن يبلغها ذلك المنصب و العكس بالعكس. و كذلك (السيد أبو الحسن) طاب ثراه في تربعه دست الزعامة الدينية العامة، كان من العظماء النوابغ الذين ارتفع بهم المنصب الى أقصى ما يمكن أن يبلغه حتى صدق عليه ما قيل في حقه (انه ضرب الرقم القياسي في الزعامة الدينية). قلت آنفا: ان جمع الى نفوذ المنصب مواهب الزعيم الموهوب. و اوضح قصدي هنا فأقول: ان جمع الى الشرائط التي جعلته أهلا لهذا المقام الروحاني الكبير صفات ليست هي في الحقيقة من شروط هذا المنصب، و لكنها صفات جعلته فى القمة من الزعامة. منها كرم نفسه و سماحة كفه فانه بلغ فيهما حدا يتجاوز المألوف في مشاهير أهل الكرم و السماحة، فقد كان ألذ شيء عنده فى الدنيا - كما كان يقول - ان يجيئه صاحب حاجة فيسأله ما يجده ليعطيه و لقد أثبت هذا القول بالعمل و زاد، و من بوادر سماحته التي ضرب بها المثل صرفه ثمن داره فى الخبز لطلاب العلم و الفقراء و قد بذل الثمن أحد الأثرياء لشراء دار لسكناه و كان يومئذ لا يملك دارا و لا عقارا و ذلك فى أول رجوع الناس اليه. و كل العبارات التي تحضرني في وصف الكرماء السابقين كقولهم (يعطي عطاء من لا يخاف الفقر) فلا أجدها وافية للتعبير عما كان عليه من الكرم و السماحة، و أحسن ما يقال فيه (انه كان لا يجد للمال قيمة إلا أن يعطى). و من الغريب ان أكثر، ما كان يصرفه من الأموال الطائلة التي تبلغ فى الشهر ثلاثين الف دينار فأكثر كان يستدينها بذمته من التجار ثم يوفيها لهم نقدا أو بالحوالات على إيران و غيرها فهو يصرف قبل أن يجد ليجد ما يصرف. و لذلك لما توفي رحمه اللّه كان فى ذمته للتجار ما يقارب ستة و عشرين الف دينار و قد وفيت بعد وفاته. و منها (علو همته) فقد كانت تناطح الثريا فانه كان يستصغر كل أمر مهما عظم و لا يجد على نفسه من المستحيل أن يهيمن على امور جميع الناس بمرده و يديرها بتدبيره و قد كان بالفعل كذلك فلا يعتمد على أحد سواء في تسيير الشؤون العامة و الخاصة. و لا يمكن أن ينسى الانسان ذلك المنظر المهيب المتواضع فى وقت واحد. فانك كلما دخلت عليه وجدته جالسا على فراشه فى غرفته الصغيرة التي ليس فيها ثمين يذكر إلا شخصه الكريم بين رزم من الأوراق المتناثرة تحيط به كالهالة و الدواة لا تفارقه كما لا تفارقه طرف خنصره الأيمن بقعة سواد المداد الذي بزود به خاتمه المعلق فى صدره ليطبعه بين لحظة و اخرى على جواب استفتاء أو حوالة أو جواب رسالة أو حكم في قضية متنازع فيها أو شهادة أو تخويل في صرف مال أو تصرف في حق أو توكيل شخص فى بلد أو شهادة اجتهاد أو نحو ذلك مما يعجز القلم عن عده. و هو في كل ذلك دائب العمل ليل نهار بلا انقطاع إلا لصلاة أو لمقابلة شخص محترم أو لمحادثة صاحب حاجة أو لهجعه نوم كقبسة العجلان لا تتجاوز الساعتين و لذلك كان نومه غرارا فى الليل و النهار فهو ينام ساعتين ليستيقظ مثلها ثم ينام ساعتين اخرى ليستيقظ كذلك و هكذا دواليك في ليل و طرف من نهاره و كان أحب ساعات اليقظة اليه ساعات ما بعد نصف الليل إذ يخلو بنفسه الى أعماله و مطالعاته و تأملاته من دون أن يشغله أو يضايقه أحد. و منها (حلمه): فقد كان عفوه عن المذنبين معه مضرب المثل حتى كاد أن يطمع الناس فيه أن يسيئوا اليه، ليعفوا عنهم و يغدق عليهم بمعروفه، بل كانت هذه فعلا طريقة بعض الناس الذين يتحرجون لينالوا معروفه، و هو يعلم ذلك منهم و مع ذلك لا يتأخر عن الاحسان اليهم و العفو عنهم. و منها (ذكاؤه و حضور ذهنه و دقة ملاحظته): فقد كان يعرف الشخص من أول نظرة فيسبر غوره و يدرك ما تجول به خواطره و لا ينسى الناس مهما تقادم العهد على فراقهم له، أما دقة ملاحظته للاستفتاءات التي ترد اليه على كثرتها و ازدحامها فانها مما لا تصدق فقد يستعمل بعض الناس التمويه فى الاستفتاء ليجربه مغنما أو ليحق الباطل و يبطل الحق أو ليتستر به ليسرق مال الناس أو مال اللّه، و لكن السيد الفقيد العظيم لا تنطلي عليه تلك التمويهات فيكشفها من قرائن خفية يعجب منها الانسان يعينه على ذلك حضور ذهنه و عدم نسيانه لأصغر الامور، فينبذ مثل تلك الاستفتاءات أو يجيب عليها بجواب مجمل لا يستفيد فيه السائل لغرضه. جاءه سؤال عن جواز بيع الوقف الايل الى التلف من شخص يشرف على أوقاف عامة لها أهميتها (لا أحب أن أذكر اسمه) و الجواب معروف عن هذا السؤال باجماع العلماء و لكن هذا الشخص أراد أن يتذرع بفتوى العلماء ليجر مغانم كثيرة له و يتلاعب بالوقف فجاء الى أحد معاصريه العظام فأفتى له بالجواز ثم جاء الى فقيدنا العظيم فأدرك الهدف من قرينة السائل و المسئول عنه فلم يجبه بل أرسل سرا الى صاحب الفتوى ليسترجعها منه فلم يرجع السائل الى بلده إلا و قد سبقه اليها من ينقذ الفتوى بطريقة طريفة لا أحب ذكرها خشية أن يتعين الموضوع، و مثل هذه الامور تحدث كثيرا و لا حصر لها و لكن قد لا يعلم بها إلا اللّه و هو خاصته. محمد رضا المظفر و منها الخطاب القيم الذي ألقاه الاستاذه (السيد محمد تقي الحكيم) فى الحفلة الأربعينية الكبرى التي أقامتها جمعية منتدى النشر بالصحن الحيدري ليلة الأربعين. امة فى فردو إنما رجل الدنيا و واحدهامن لا يعول في الدنيا على رجل و هو مفهوم واقعي كان يعجزنا البحث عن وجود مصداق له في الخارج يستطيع أن لا يعول على أحد من الناس في القيام بشؤونه ليكون رجل الدنيا و واحدها فكان هذا البيت محمولا على المبالغات غير المقبولة اذا نسب الى شخص يدعى انه مصداق له. كان ذلك قبل أن يرى الناس هذا السيد الكريم و قبل أن يعرفوا شؤونه في هذا الباب التي تعد بحق آية من الآيات و إلا فمن ذا يستطيع أن يصدق ان شيخا عانق العقد الثامن من سني عمره و سايره الى التاسع و هو بعد يستطيع أن بمثل أدوارا قد يعجز عن تمثيلها أصلب الفتيان و أقوى الفتيان. كان امة وحده و كان يدير امة تناهز في تعدادها التسعين مليونا و هو لا يعتمد - بعد اللّه - على غير قلب حساس يستطيع أن يجمع العالم فى حناياه و غير سواعد ضعيفة كان قد أنهكها الكبر و طول مكافحة الخطوب. صدقني يا أخي اذا قلت لك: ان هيأتنا الروحية قد تزيد فى تكاليفها على تكاليف دولة واسعة الأرجاء كثيرة الشعوب تستنفد فى إدارتها قوى رجال عظيمي السواعد عظيمي القلوب و ان السيد وحده كان يديرها إدارة الحازم القدير. صدقني اذا قلت لك: ان هذه الأعمال التي أعدها الآن و غيرها كان يقوم بها وحده و هو فى غاية الوداعة و الهدوء و هذه الأعمال هي: 1 - الاجابة على كل إستفتاء يرد عليه - مع العلم بأن الاجتهاد - فى عرف الفقهاء - لا يستلزم استحضار جميع المسائل الفقهية و إنما يكفي فيه قدرته على استخراجها من مضانها متى دعت الحاجة الى ذلك و آراء المجتهدين كما نعلم - قابلة للتطور و التبدل - و من هنا كان عليه أن يراجع كل مسألة يحتمل فيها ذلك و بهذا ندرك عناء المجتهد اذا أراد أن يجيب على الاستفتاءات و على الأخص الاستفتاءات التي لا تكون موردا للابتلاء إلا قليلا. و السيد رحمه اللّه كان يجيب على معدل مائة مسألة فى اليوم و إجاباته - كما يحدث بعض العلماء الأعلام و كما رأينا بعضها - إن دلت على شيء في الغالب فانما تدل على سلامة الذوق و نفوذ البصيرة و صحة الاستنباط. 2 - إعداد محاضرتين فى اليوم يلقيها على طلابه الذين يجتمعون حول منبره فى الجامع الهندي، و يبلغ عددهم خمسمائة طالب و فيهم من المشتغلين العدد الكثير. و إعداد المحاضرة عندنا يستدعي قتل وقت كبير في مراجعة امهات المصادر الفقهية كالجواهر و الوسائل و الحدائق و ما شاكلها من مطولات الكتب التي تمتاز بردائة الطبع و كثرة الأغلاط المطبعية و الذين توفقوا من السادة الحاضرين لمطالعتها يدركون عناء المطالع عند ما يقبل على قرائتها خصوصا اذا كان شيخا يستعين عليها بمنظار مع إبداء رأيه الخاص فى كيفية استنباط الحكم من الأدلة و قد يكون مخالفا لاراء من قبله فيحتاج الى إعداد براهين جديدة فى مقابل براهين السلف الطاهر قدس اللّه أرواحهم - و المحاضرة تستغرق فى اليوم ساعة كاملة و قد تزيد عليها نظر الحرية الطالب في مناقشة آراء استاذه الجديدة في أثناء البحث و طريقته فى إلقاها بيان المسألة ثم بيان الأدلة الشرعية عليها و آراء السلف فيها و بعد ذلك يبدي رأيه الخاص مدعما بالبراهين التي توصل اليها و الذي ينتهي اليه أخيرا يسحل مجردا عن كل دليل و يطبع منظما الى نظائره ليرجع اليه مقلدوه و كتابه (وسيلة النجاة) مشهور فى الأقطار الاسلامية عامة و قد طبع عشرات المرات. 3 - القضاء بين الناس فى القضايا الهامة التي يترافعون بها اليه - و هذه كما تحتاج الى استحضار الحكم الشرعي فى المسألة تحتاج الى تضخية وقت كثير فى استنطاق المترافعين و مداورتهم و الاستماع الى الشهود و مداورتهم أيضا كل ذلك الوقوع على الحقيقة و السيد كان كثير الابتلاء بها على نحو كان يواجهها في كل يوم عدة مرات و الطبقات التي كان يشاهدها غالبا طبقات شعبية تحتاج فى مداورتها الى صبر كثير. 4 - تعيين وكلاء من قبله في جميع البلدان الاسلامية التي ترجع في التقليد اليه و قلما تجد في العراق أو إيران أو الهند أو الأفغان أو المهجر أو سوريا و لبنان بلدا فيه بعض الشيعة و هو يخلو من مقلديه و هؤلاء - أعني الوكلاء - وظيفتهم أن يبلغوا الناس أحكامه و يقومون بتكاليفهم الدينية بالنيابة عنه و أعمالهم تكاد تنحصر بالتبشير و الوعظ و صلاة الجماعة و إيقاع بعض العقود و هذه الأعمال كما ترون يشترط في جملة منها العدالة و العلم و القدرة على الاصلاح و النزاهة الى أمثالها من الصفات الطيبة و اختيار الرجل الكفء الجامع لهذه الصفات يحتاج الى اختبارات عديدة و هنا تستكشف عناء السيد عند ما يحاول ان يحصل على هذا العدد الكبير من الوكلاء و لكنه رحمه اللّه كان موسوعة تراجم فقلما يوجد شخص لا يعرف عنه أكثر مما يعرف عنه الخلص من أصدقائه و من هنا كان لا يستمع الوشايات عليهم مهما كلف الأمر و هؤلاء الوكلاء فى الغالب غير الوكلاء الذين يقبضون عنه المال و يرسلونه اليه فكأنه كان يأبى أن يشغل وكيله الروحي فى امور لا تمت الى رسالته الاصلاحية بأوثق الصلات. 5 - تعيين وكلاء لقبض الحقوق الشرعية و إيصالها اليه و هؤلاء يحتاجون الى أن يختبر السيد و ثاقتهم ليستطيع أن يأتمنهم على حقوق اللّه و أموال الفقراء و هم في أغلب البلدان من التجار. 6 - صرف الحقوق الشرعية بعد تسلمها، و هي كما نعلم تقدر بمئات الالوف من الدنانير و قد حسبت كما يقال ميزانية إحدى الدول الشرقية و حسبت صادرات السيد وحده فكانت الأخيرة تنوف على تلك. و صرف هذه الأموال بالوجوه المشروعة و تتطلب الى منظمات حسابية تناسب هذه المصروفات و تتطلب الى عدة دوائر يشغلها كتاب حاذقون و لكن السيد وحده كان يديرها معتمدا على ذاكرة قوية لا تخونه في وقت من الأوقات و حسبك أن تعلم ان الفلس الواحد كان لا يمرق من خزانته إلا و هو يعلم كيف صرف و انى صرف و قد كانت للسيد جهات للصرف نعرف منها ما يلي: أ - تعيين الخبز لطلاب العلوم في النجف و كربلا و الكاظمية و سامراء و بعض البلدان الايرانية التي يسكنها مقدار من الطلبة و الذين يتقاضون منه الخبز يعدون بالالوف و كان لا يعطي أحد منهم إلا عن رأيه الخاص. ب - تعيين رواتب شهرية للطلبة الفقراء في جميع البلدان الاسلامية و هي تتراوح بين الدينارين و الثلاثين دينارا. ج - تسديد اجرة الدور لبعض أهل العلم و هي لا تقل عن ثلاثين دينارا فى السنه للدار الواحدة و قد تبلغ مائة و خمسين دينارا. د - مساعدته للمشاريع الخيرية كبناء مدرسة أو ترميم دار أو مساعدة جمعية دينية كما رأينا مساعداته لجمعية منتدى النشر بفروعها و هيئاتها و حسبك أن تعلم بأنه أجار لتأسيس بناية لفرعها في الكاظمية ما يقارب خمسة آلاف دينارا من الحقوق الشرعية. ه - تعيين أموال إحتياطية للمرض العارض و الابتلاء المفاجىء و الفقير من غير الطلبة و ما شاكلها مما قد يزيد فى نفقاته اليومية مبالغ طائلة. و قد قدرت ميزانيته الشهرية بثلاثين الف دينار فى العراق فرضا عن إيران و سائر البلدان الاسلامية - و هذا التنظيم الذي صنعه السيد كان هو؟؟؟ من نوعه و إلا فما عهدنا فى العلماء السالفين قدس اللّه أرواحهم من فتح باب التنظيم على هذا الشكل و الى تنظيمه في عقيدتي يرجع الفضل في استرجاع الحوزة العلمية بعد أن اعتراها الركود مدة من الزمن و ذلك حيث انجرفت للتيار الذي فاجئها دفعة واحدة فاخذ منها جل أبنائها الفقراء و النجف اليوم و الحمد للّه تزخر بالآف من الطلاب المهاجرين و غيرهم و لا ابالغ اذا قلت بان طلاب كلية منتدى النشر اليوم وحدهم مما يزيدون على طلاب العلم الذين كانوا في طبقتهم من وجهة الفضيلة في النجف في الفترة الراكدة قبل حياة التنظيم. 7 - الاجابة على الكتب التي ترد عليه من وكلائه و مراجعيه و بريد النجف على كثرته لا يساوي عدد ما يرد اليه الكتب على ان كثيرا من ذوي الحاجات في النجف لا يستطيعون ان يقابلوه بحاجاتهم فيحملونها القراطيس هذا كله عدى خروجه لزواره و الوافدين اليه و هو يستغرق اربع ساعات فى اليوم تقريبا و عدى الأشياء التي تحدثها الضرورة و يضيق نطاق الحديث عن استقصائها كتبادل الزيارات بينه و بين العلماء و الافاضل و كالصلاة و الزيارة و ما شاكلها. الذي يدل على الغرابة انك تدخل عليه فلا تجد الارتباك و الاهتمام بجميع هذه الاعمال و انما تجد الهدوء و الطمأنينة كما قلت تطفحان على كل ما يصدر عنه و قد سمعت انه رحمه اللّه كان يستعين على اعماله حيث ينام ساعتين و يستيقظ للعمل فاذا اجهده العمل استسلم لمعانقة النوم ساعتين و هكذا. و لعلك تسأل عن سر اعتماده على نفسه دون غيره من الناس و هو فى عقيدتي راجع الى حبه الوقوف على شؤون الناس بنفسه، و خصوصا ذوي الحاجات الذين كان يعز عليهم أن يطلع على حاجتهم أحد من الناس. أما بعد - فماذا ترون اليس في هذا السيد أعظم مصداق لهذا البيت: و إنما رجل الدنيا و واحدهامن لا يعول فى الدنيا على رجل محمد تقي الحكيم (أقول) لقد من اللّه علي إذ وفقني لترجمة فقيدنا السعيد بل (الشهيد) و الراحل العظيم تغمده اللّه بغفرانه و اسكنه بحبوحة جنانه، اداء لبعض حقوقه و أين يفي ما ذكر بترجمته و لقد أجاد الشاعر الفارسي بقوله: كتاب فضل تورا آب بحر كافي نيستكه تر كنم سر انكشت و صفحه بشمارم كان رحمه اللّه (إذا وعد وفى، و إذا أوعد عفا)، فكم من امور خيرية عطلت برحلته و الآن و كم من بيوت كانوا يعيشون و يستفيدون بكرمه و عنايته و هم من ذوي الحياء و العفة كانوا يستمدون لامورهم بألطافه، و كم من مريض كان يعالج من إحسانه، و كم من مسافر أو مستطرق كان يستعين به على سفره، و كم من ضعيف كان يتمتع بخبزه، كيف و أهل العلم و الطلبة هم عياله، و كم و كم و كم. سمعت من بعض وكلائه و المتصدين لتوزيع (الخبز) بأن كمية الخبز بلغت شهريا ب (120000) حقة كبيرة. رحم اللّه السيد فانه عاش سعيدا و مات سعيدا، فسوف يجمع اللّه بينه و بين من آذاه، و مما رأيناه بالتجربة انه كل من آذاه ابتلى بمرض من الأمراض من أي طبقة كان قريبا كان منه او بعيدا. ان اللّه تبارك و تعالى قد جعل في كل طبقة من يعمل بوظيفته الشرعية حتى يحتج به يوم القيامة على من لم يعمل بها، و كان السيد (ره) لا يفرق بين أحد من رسله في توزيع الحقوق الشرعية مطلقا. و إني على ذكر قول بعض من يدعي العلم لحضرته إنك تعطي من الوجوه من لا يحضر بحثك و لا صلاتك، فيجيبه السيد (ره) قائلا: اسكت و لا تتكلم بعد دع الناس على حريتهم، و الحمد للّه الذي أراح النجف و الحوزة العلمية منه.

هذا السئوال الذي ورد عليه، و اليك نصها:

«35 ج 2 الشيعة و الرجعة»

ص: 280

ما يقول مولانا الحجة، فقد حدثت عندنا مشاجرة يكون نسأل حضرتكم

ص: 281

و هي: انه من يطلع صاحب الزمان «ع» هل الأئمة يطلعون من بعده أم لا؟،

ص: 282

في ليلة 17 شهر رمضان المبارك 1363 هج (هكذا ورد السئوال باللغة الدارجة)؟

ص: 283

الجواب: (بسم اللّه الرحمن الرحيم، نعم الأخبار المتواترة دالة على رجوع

ص: 284

الأئمة عليهم السلام بعد ظهور - الحجة - عجل اللّه فرجه) الأحقر أبو الحسن

ص: 285

الموسوي الاصفهاني،

ص: 286

هذا ما ساعدنا التوفيق مع كثرة الأشغال و تشويش البال الى نقل إجماع

ص: 287

علمائنا العاملين مع تراجمهم رحمة اللّه عليهم و أسكنهم فسيح جناته على صحة

«36 ج 2 الشيعة و الرجعة»

ص: 288

القول بالرجعة و المتتبع في كتب أصحابنا الامامية يصادف بأكثر مما أوردناه

ص: 289

و شهادة كل واحد من هؤلاء الأعلام و امناء اللّه على الأحكام

ص: 290

يكفي في إثبات المدعى و يغنينا الاكثار ضرورة صيرورة مسألة الرجعة و صحة

ص: 291

القول بها كالشمس فى رابعة النهار و قد صادفت الآن على جماعة اخرى نشير

ص: 292

الى بعضهم و سنذكر البقية في (الكلمات و الرجعة) و هو المحدث الخبير و الناقد

ص: 293

البصير الشيخ عبد اللّه بن نور الدين البحراني أحد تلامذة شيخنا المحقق المجلسي

ص: 294

رحمه اللّه (فى عوالمه) في ج 26 بعد نقل أقوال العلماء فى إحتجاجهم على صحة

ص: 295

الرجعة يقول: (فاعلم يا أخي اني لا أظنك ترتاب بعد ما مهدت لك القول

«37 ج 2 الشيعة و الرجعة»

ص: 296

بالرجعة التي اجتمعت الشيعة فى جميع الأمصار و اشتهرت بينهم كالشمس فى رابعة النهار حتى نظموها فى أشعارهم و احتجوا بها على المخالفين فى جميع الأعصار

ص: 297

و شنع المخالفون عليهم في ذلك) الى آخرها يأتي إنشاء اللّه فى محله فانتظر.

(من شاء فليؤمن و من شاء فليكفر)

ص: 298

القسم الخامس: الكلمات و الرّجعة

اشارة

ص: 299

القسم الخامس

ص: 300

قد أدينا ما علينا من ذكر الآيات القرآنية و الأدعية و الزيارات الواردة عن الائمة المعصومين «ع» و إجماع علمائنا العاملين على صحة القول بالرجعة و لقد بقي فى عهدتنا ذكر كلمات الأعلام و رؤساء الاسلام مشفوعة بالثقلين، نسأل اللّه التوفيق لاتمامها بمحمد و آله الطاهرين.

منهم: سليم بن قيس(1) في كتابه يقول أبان: ثم لقيت أبا الطفيل بعد ذلكخ.

ص: 301


1- هو سليم بن قيس الهلالي الكوفى العامري أدرك عدة من الأئمة «ع» قال أبو عمر الكشي في (رجاله) ص 68: سليم بن قيس الهلالي حدثني محمد بن الحسن البرقي قال حدثنا الحسن بن علي بن كيسان عن إسحاق بن ابراهيم بن عمر اليماني عن ابن اذينة عن أبان بن أبي عياش قال هذه نسخة كتاب سليم بن قيس العامري ثم الهلالي رفعه الى ابان بن أبي عياش و قرء و زعم ابان انه قرء على علي ابن الحسين قال صدق سليم - ره - و ذكر عدة من الأخبار، و في (الغيبة النعماني) ص 47 قال: كتاب سليم بن قيس أصل من أكبر كتب الاصول التي رواها أهل العلم حملة حديث أهل البيت «ع» و أقدمها لأن جميع ما اشتمل عليه هذا الأصل إنما هو عن رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و أمير المؤمنين «ع» و المقداد و سلمان الفارسي و أبي ذر رحمهم اللّه و من مجراهم ممن شهد رسول اللّه و أمير المؤمنين و سمع منهما و هو من الاصول التي ترجع اليه الشيعة و يعول عليها الخ، و عن القاضي بدر الدين السبكي في (محاسن الوسائل فى معرفة الأوائل) ان أول كتاب صنف للشيعة كتاب سليم بن قيس الهلالي، و في (كتاب الفهرست) لابن نديم ص 307 أول كتاب ظهر للشيعة كتاب سليم بن قيس الهلالي، و عن الشيخ الامام المجلسي رحمه اللّه ان كتاب سليم بن قيس في غاية الاشتهار و قد طعن فيه جماعة و الحق انه من الاصول المعتبرة، و عن الشيخ الامام الطوسي في فهرسته عده تارة من أصحاب علي «ع» و اخرى من أصحاب الحسن و ثالثة من أصحاب الحسين و رابعة من أصحاب علي بن الحسين و خامسة من أصحاب مولانا الباقر «ع». (قال الطبسي): لا يحتاج الى إطالة الكلام و قد أصبح الكتاب المذكور من أكبر اصول الشيعة الامامية و مما يعتمد عليه خلفا عن سلف حتى روي عن مولانا الصادق «ع» انه قال: (من لم يكن عنده من شيعتنا و محبينا كتاب سليم ابن قيس الهلالي فليس عنده من أمرنا شيء و لا يعلم من أسبابنا شيء و هو أبجد الشيعة و هو سر من أسرار آل محمد «ع»)، و عن فضل بن شاذان المتوفى سنة 260 هج قال: حدثنا محمد بن اسماعيل بن بزيع قال حدثنا حماد بن عيسى المتوفى سنة 208 هج قال: حدثنا ابراهيم بن عمر اليماني من أصحاب الباقر و الصادق و الكاظم «ع» قال حدثنا ابان بن أبي عياش قال حدثنا سليم بن قيس الهلالي قال قلت لأمير المؤمنين عليه السلام اني سمعت من سلمان و المقداد و أبي ذر أشياء من تفسير القرآن الخ.

في منزله فحدثني في الرجعة عن اناس من أهل بدر رووا عن سلمان الفارسي - ره - و المقداد و أبي بن كعب و قال أبو الطفيل فعرضت ذلك الذي سمعته عن علي بن أبي طالب «ع» بالكوفة فقال لي هذا علم خاص يسع الامة جهله و رد علمه الى اللّه ثم صدقني بكل ما حدثوني فيها و قرأ علي بذلك قرآنا كثيرا و فسر تفسيرا صافيا حتى صرت ما أنا بيوم القيامة أشد يقينا مني بالرجعة و كان مما قلت يا أمير المؤمنين أخبرني عن حوض رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) أم فى الدنيا أم في الآخرة؟؟ فقال بل في الدنيا، قلت فمن الذائد عنه؟ قال أنا بيدي هذه فليرونه أوليائي و ليصرفن عنه أعدائي. و فى رواية اخرى فلأوردنه أوليائي و لأصرفن عنه أعدائي، قلت يا أمير المؤمنين قول اللّه تعالى: (وَ إِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ) ما الدابة؟؟ قال يا أبا الطفيل: اله عن هذا، فقلت يا أمير المؤمنين أخبرني جعلت فداك، قال هي دابة الأرض تأكل الطعام و تمشي فى الأسواق و تنكح النساء، فقلت يا أمير المؤمنين من هو؟؟ قال هو ذر الأرض الذي اليه تسكن الأرض، قلت يا أمير المؤمنين من هو؟؟ قال هو صديق هذه الامة و فاروقها و رئيسها

ص: 302

و ذو القرنيها، قلت يا أمير المؤمنين من هو؟ قال الذي قال اللّه: (وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ ، اَلَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ ، وَ الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ)، و الذي صدق به أنا و الناس كلهم كافرون غيري و غيره، قلت يا أمير المؤمنين تسميه، قال سميته لك يا أبا الطفيل و اللّه لو ادخلت على عامة شيعتي الذين بهم اقاتل الذين أقروا بطاعتي و سموني أمير المؤمنين و استحلوا جهاد من خالفني، الخ.

(منهم) القمي(1) فى تفسيره ص 22 قال: و أما الرد على من أنكر الرجعة قوله تعالى: (وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً) و حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن حماد عن أبي عبد اللّه «ع» قال ما يقول الناس في هذه الآية (وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً)؟ قلت يقولون هذا فى القيامة، قال ليس كما يقولون ان ذلك فى الرجعة أيحشر اللّه فى القيامة من كل امة فوجا و يدع الباقين؟ إنما آية القيامة قوله:

(وَ حَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً) أي لم نترك منهم أحدا، و قوله تعالى:

(وَ حَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ)، و قال الصادق «ع» كل قرية أهلك اللّه تعالى أهلها بالعذاب لا يرجعون فى الرجعة و أما في القيامة فيرجعوني.

ص: 303


1- هو الشيخ الأجل الثقة الأمين قال النجاشي ص 183 علي بن ابراهيم ابن هاشم القمي - ره - أبو الحسن القمي ثقة فى الحديث ثبت معتمد صحيح المذهب سمع فأكثر و صنف و كتب و أضر فى وسط عمره و له كتاب (الناسخ و المنسوخ، و كتاب قرب الاسناد، و كتاب الشرائع) و عد جملة من كتبه. (قال الطبسي): و هو شيخ أهل الحديث و استاذ الشيخ الكليني في الرواية و هذا اوثق شاهد على جلالته و تعاليه و ما صادفنا على تاريخ وفاته و قبره فى قم قرب دار التولية فى جنب الطريق معروف و قد زرته مرارا نعم قد يقال انه أدرك الرضا عليه و الظاهر انه اشتباه فان الامام الرضا عليه أفضل الصلاة و السلام توفي في سنة 202 من الهجرة و هذا الشيخ على ما ذكره بعض أرباب الرجال نقلا عن العيون في ترجمة حمزة بن القاسم من ولد سيدنا و مولانا العباس سلام اللّه عليه يروى عن علي هذا في سنة 307 هج التفاوت بمائة و خمس سنوات راجع ج 2 من رجال الشيخ المامقاني.

و محض الايمان محضا و غيرهم ممن لم يهلكوا بالعذاب و محض الكفر محضا يرجعون قال و حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن عبد اللّه بن مسكان عن أبي عبد اللّه «ع» فى قوله (وَ إِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ) قال ما بعث اللّه نبيا من لدن آدم إلا و يرجع الى الدنيا ينصر أمير المؤمنين «ع» و هو قوله (لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ) يعني رسول اللّه (وَ لَتَنْصُرُنَّهُ) يعني أمير المؤمنين و مثله كثير و ما وعد اللّه تبارك و تعالى الائمة عليهم السلام من الرجعة و النصر.

(منهم) محمد بن يعقوب(1) الكليني فى الكافي عن العدة عن سهل عن ابن شمونك.

ص: 304


1- هو الشيخ الجليل ثقة الاسلام باتفاق الفريقين محمد بن يعقوب قال النجاشي ص 266 محمد بن يعقوب بن اسحاق أبو جعفر الكليني و كان خاله علان الكليني الرازي شيخ أصحابنا في وقته بالرأي و وجههم و كان أوثق الناس فى الحديث و أثبتهم صنف الكتاب الكبير المعروف بالكليني يسمى الكافي في عشرين سنة - الى أن يقول - ص 267 عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه عنه و مات رحمه اللّه أبو جعفر الكليني ببغداد سنة 329 هج تناثرت النجوم و صلى عليه محمد بن جعفر الحسيني أبو قيرات و دفن بباب الكوفة، و في ج 3 من مستدرك الوسائل ص 532 عن الشيخ المفيد - ره - فى شرح عقائد الصدوق - ره - و قد ذكر الكليني فى كتاب الكافى و هو أجل كتاب الشيعة و أكثرها فائدة، و عن (المحقق الكركي) في إجازته للقاضي صفي الدين عيسى و مرويات الامام السعيد الحافظ المحدث الفقيه جامع أحاديث أهل البيت عليهم الصلاة و السلام أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني - ره - صاحب الكتاب الكبير في الحديث المسمى بالكافى الذي لم يعمل مثله، و فيه (عن الشيخ الشهيد) فى إجازته للشيخ زين الدين أبي الحسن علي بن الخازن و بدأت بهذا الاسناد مصنفات صاحب الكافي في الحديث الذي لم يعمل الامامية مثله، و عن (الأمين الاسترابادي) فى فوائده و قد سمعنا عن مشايخنا و علماؤنا انه لم يصنف فى الاسلام كتاب يوازيه أو يدانيه، و عن العالم عن العالم الجليل الشيخ حسين والد شيخنا بهاء الدين فى كتابه وصول الأخبار أما كتاب الكافى فهو للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني شيخ عصره فى وقته و وجه العلماء و النبلا كان أوثق الناس فى الحديث و أنقدهم له و أعرفهم به صنف الكافى و هذبه و يؤيد فى عشرين سنة، و عن الشيخ الامام المجلسي - ره - في شرحه على الكافى و ابتدأت بكتاب الكافي للشيخ الصدوق ثقة الاسلام مقبول طرائف الأنام ممدوح الخاص و العام محمد بن يعقوب الكليني حشره اللّه مع الأئمة الكرام لأنه كان أضبط الاصول و أجمعها و أحسن مؤلفات الفرقة الناجية و أعظمها، و قال السيد الجليل قطب السالكين رضي الدين علي بن طاووس في كتابه (كشف المحجة لثمرة المهجة) ص 185 طبع النجف و اعلم: يا ولدي محمد ضاعف اللّه جل جلاله عنايته بك و رعايته لك قد روى الشيخ المتفق على ثقته و امانته محمد بن يعقوب الكليني تغمده اللّه جل جلاله برحمته رسالة مولانا أمير المؤمنين الى جدك الحسن ولده سلام اللّه جل جلاله عليهما و روى رسالة اخرى مختصرة عن خط علي عليه السلام الى ولده محمد بن الحنيفة رضوان اللّه جل جلاله عليه و ذكر الرسالتين في كتاب الرسائل، و وجدنا في نسخة قديمة يوشك أن يكون فى زمان حياة محمد بن يعقوب رحمة اللّه عليه و هذا الشيخ محمد بن يعقوب كانت حياته فى زمن وكلاء (المهدي) عليه السلام عثمان بن سعيد العمري و ولد أبي جعفر محمد و أبي القاسم حسين بن روح و علي بن محمد السمري و توفى فى شعبان سنة 329 هجرية و هذا محمد بن يعقوب توفى ببغداد سنة 328 هج فتصانيف هذا الشيخ محمد ابن يعقوب و رواياته فى زمن الوكلاء المذكورين يجد طريقا الى تحقيق منقولاته و تصديق مصنفاته و انتهى ما فى الكتاب. (قال الطبسي): يستفاد من هذا الكلام ان الكتاب المذكور الذي صنفه الكليني فى عصر الوكلاء لا يمكن عادة عدم عرضه على الوكلاء و يستحيل عادة عدم ذكر الوكلاء للحجة سلام اللّه عليه و يستفاد بطرق الآن ان الكافى وقع موقع رضاء الامام صلوات اللّه عليه و إلا فمع عدم رضائه به وجب عليه الردع بتوسيط أحد الوكلاء ضرورة انه صلوات اللّه حافظ للشرع و الشريعة ان زاد الناس ردهم و إن نقصوا أكمله و لسنا فى مقام الاطالة و بيان ما قيل أو يقال في حق هذا الكتاب بعد مقبوليته عند جميع الأصحاب فالنتيجة ان هذا الشيخ الجليل أحد نقله الأخبار و الآيات المفسرة أو المؤلة بالرجعة كما رأيت فأي قيمة لقول من يخالفنا بعد ذلك.

الأصم عن عبد اللّه بن القاسم البطل عن أبي عبد اللّه «ع» فى قوله تعالى (وَ قَضَيْنا

ص: 305

إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ) قال قتل علي بن أبي طالب و طعن الحسن - الى قوله - ثم (رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ) خروج الحسين في سبعين من أصحابه الى آخر ما ذكرنا في باب الآيات فراجع ص 109 آية 22 و فيه فى قوله تعالى: (وَ أَقْسَمُوا بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلى وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمُونَ)، و في رواية أبي بصير قوله عليه السلام يا أبا بصير ما يقول الناس في هذه الآية - الى قوله - يا أبا بصير لو قد قام (قائمنا) بعث اللّه اليه قوما من شيعتنا الخ، قد مر ذكر الرواية بالتمام ص 107 آية 21 فراجع و فيه باسناده عن حريز عن يزيد بن معاوية الثقتين عن الصادق «ع» و اللّه لا تذهب الأيام و الليالي حتى يحيي الموتى و يميت الأحياء و يرد الحق الى أهله و يقيم دينه الذي ارتضاه لنفسه الخ.

(منهم) العلامة الزاهد الورع علي بن طاووس(1) المتوفى سنة 664 هج قال فىى.

ص: 306


1- ولد - ره - في الحلة في منتصف المحرم في سنة 589 هج و أقام ببغداد 15 عاما في زمن العباسيين ثم رجع الى محل ولادته و جاور النجف و كربلاء و الكاظمية في كل واحدة منها ثلاث سنوات شاغلا أوقاته بالعبادات و التنزه عن اللذات و السعي و الاجتهاد في السير و السلوك و تذكية النفس و تهذيب الأخلاق كما يظهر من كتبه و كان أعبد أهل زمانه كما نقل عن العلامة في مبحث الاستخارة من المصباح و رويت عن السيد رضي الدين علي بن موسى بن طاووس و كان أعبد من رأيناه من أهل زمانه و عنه عليه الرحمة في بعض إجازاته عند ذكره و كان رضي الدين علي صاحب كرامات حكي بعضها و روى لي والدي البعض الآخر، و فى ج 3 من مستدرك الوسائل للمحدث النوري ص 467 يقول الثامن يعني (من مشايخ العلامة) السيد الأجل الأكمل الأسعد الأورع الأزهد صاحب الكرامات الباهرة رضي الدين أبو القاسم و أبو الحسن علي بن سعد الدين موسى بن جعفر طاوس آل طاوس الذي ما اتفقت كلمة الأصحاب على اختلاف مشاريعهم و طريقتهم على صدور الكرامات عن أحد ممن تقدمه أو تأخر عنه غيره، و فيه ص 468 نقلا عن مهج الدعوات قال و كنت أنا (بسر من رأى) فسمعت سحرا دعاء (القائم) صلوات اللّه عليه فحفظت منه الدعاء لمن ذكره الأحياء و الأموات و ابقهم أو قال و احيهم فى عزنا و ملكنا أو سلطنتنا و دولتنا و كان ذلك في ليلة الأربعاء 13 ذي القعدة 338 هج انتهى، قال النورى - ره - و يظهر من مواضع من كتبه (كتاب كشف المحجة) ان باب لقائه إياه صلوات اللّه عليه كان له مفتوح الخ. (قال الطبسي): و يستفاد من كلامه هذا صحة القول بالرجعة على اختلاف التعبيرين أو أحيهم فى ملكهم أو سلطنتهم أو دولتهم لأن كل ذلك يوافقه القرآن و الأخبار المتواترة فاني أتعجب ممن يرى تلك الامور الصادرة من مثل هذا الرجل العظيم الذي هو تالي العصمة و أمثاله و مع ذلك يشكك في المسألة و ليس هذا إلا من قلة الديانة و قصور الباع و عدم الاطلاع و إلا فصحة القول بالرجعة أظهر من أن يخفى.

(كشف المحجة لثمرة المهجة) في ص 54 في الفصل عدد 79 و لقد جمعني و بعض أهل الخلاف مجلس منفرد فقلت لهم ما الذي تأخذون على الامامية عرفوني به بغير تقية لا ذكر ما عندي و فيه غلقنا الموضع الذي كناسا كنيه فقالوا نأخذ عليهم بالصحابة و نأخذ عليهم القول بالرجعة و القول بالمتعة و حديث المهدي عليه السلام و انه حي مع تطاول زمان غيبته - الى أن قال - و قلت لهم و أما حديث ما اخذتم عليهم من القول بالرجعة فأنتم ترون ان النبي (صلی الله علیه و آله) قال انه يجري في امته ما جرى في الامم السابقة و هذا القرآن يتضمن (أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ) فشهد جل جلاله انه أحيى الموتى فى الدنيا و هي رجعة فينبغي أن يكون في هذه الامة مثل ذلك فوافقوا

ص: 307

و قال فى كتابه سعد السعود ص 64 في الفصل الثاني: الرابع قوله تعالى: (ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) قال جدي أبو جعفر الطوسي و استدل بهذه الآية قوم من أصحابنا على جواز الرجعة فان استدل بها على جوازها كان ذلك صحيحا لأن من منع و أحاله فالقرآن يكذبه و إن استدل بها على وجوب الرجعة و حصولها فلا يصح لأن إحياء قوم فى وقت ليس بدلالة على إحياء قوم آخرين فى وقت آخر بل ذلك يحتاج الى أدلة اخرى.

يقول علي بن موسى بن طاوس: إعلم ان الذي قاله رسول اللّه (صلی الله علیه و آله):

(اني مخلف فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) لا يختلفون في إحياء اللّه جل جلاله قوما بعد مماتهم فى الحياة الدنيا من هذه الامة تصديقا لما روى المخالف و الموالف عن صاحب النبوة في الحديث 21 من مسند أبي سعيد الخدري قال قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): (لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر و ذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لتبعتموه) قلنا يا رسول اللّه اليهود و النصارى؟ قال فمن إذن؟، و من ذلك ما روى الحميدي في الحديث 49 من مسند أبي هريرة انه قال قال النبي (صلی الله علیه و آله): (لا تقوم الساعة حتى تأخذ امتي ما أخذت القرون شبرا بشبر و ذراعا بذراع فقيل يا رسول اللّه كفارس و الروم؟ قال و من الناس إلا اولئك؟، و من ذلك ما ذكره الزمخشري فى كتاب الكشاف فى تفسير قوله تعالى: (وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللّهُ) ما هذا لفظه، و عن حذيفة أنتم أشبه الامم سمتا ببني اسرائيل لتركبن طريقتهم حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة حتى اني لا أدري هل تعبدون العجل أم لا؟. (أقول). فاذا كانت هذه بعض رواياتهم في متابعة الامم الماضية و بني اسرائيل و اليهود فقد نطق القرآن الشريف و الأخبار المتواترة ان خلقا من الامم الماضية و اليهود لما قالوا (لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتّى نَرَى اللّهَ جَهْرَةً) فأماتهم اللّه ثم أحياهم فيكونوا على هذا في امتنا من يحييهم اللّه في الحياة الدنيا كما جرى فى القرون السالفة و فى بني اسرائيل. (أقول): و لقد رأيت فى أخبار المخالفين زيادة على ما تقول به الشيعة من الاشارة الى ان مولانا أمير المؤمنين عليا يعود الى الدنيا بعد ضرب ابن ملجم و بعد وفاته كما رجع ذو القرنين فمن الروايات في ذلك ما ذكره الزمخشري فى كتاب الكشاف في

ص: 308

حديث ذي القرنين فقال ما لفظه و عن علي عليه السلام سخر له السحاب و مدت له الأسباب و بسط له النور و سئل عنه فقال أحب اللّه فأحبه، و سأله ابن الكوا ما ذو القرنين أم ملك أم نبي؟ فقال ليس بملك و لا نبي لكن كان عبدا صالحا ضرب على قرنه الأيمن فى طاعة اللّه فمات ثم بعثه اللّه فضرب على قرنه الأيسر فمات فبعثه اللّه و سمي ذو القرنين و فيكم مثله، أقول قول مولانا علي و فيكم مثله إشارة الى ضرب ابن ملجم له و انه على هذه أي رواية الزمخشري بعد الممات و هذا أبلغ من رواية بعض الشيعة فى الرجعة المذكورة في الروايات. (أقول): رواية أيضا في كتب أخبار المخالفين عن جماعة من المسلمين انهم رجعوا بعد الممات قبل الدفن و بعد الدفن و تكلموا و تحدثوا ثم ماتوا فمن الروايات عنهم فيمن عاش بعد الدفن ما ذكره الحاكم النيشابوري فى تاريخه فى ج 2 منه في حديث حسام بن عبد الرحمن النيشابوري عن أبيه عن جده و كان قاضي نيشابور و دخل عليه رجل فقيل له ان عند هذا حديثا عجيبا، فقال يا هذا ما هو؟ فقال إعلم اني كنت رجلا نباشا أنبش القبور فماتت إمرأة فذهبت لأعرف موضع قبرها فصليت عليها فلما جن الليل قال ذهبت لأنبش عنها و ضربت يدي الى كفنها لأسلبه فقالت سبحان اللّه رجل من أهل الجنة تسلب إمرأة من أهل الجنة ثم قالت ألم تعلم انك ممن صليت علي و ان اللّه قد غفر لمن صلى علي. (أقول): ما أنا فاذا كان قد رووه و دونوه عن نباش القبور فهلا كان لعلماء أهل البيت اسوة به و لأي حال تقابل روايتهم «ع» بالنفوذ و هذه المرأة المذكورة دون الذين يرجعون لمهمات الامور و لو ذكرت كلما وقفت من رواياتهم عليه خرج كتابنا عن الغرض الذي قصدنا اليه و الرجعة التي تعتقدها علماؤنا أهل البيت و شيعتهم تكون من جملة آيات النبي صلى اللّه عليه و آله معجزاته و لأي حال تكون منزلته عند الجمهور دون موسى و عيسى و دانيال و قد أحيا اللّه جل جلاله على أيديهم أمواتا كثيرة بغير خلاف عند العلماء بهذه الامور.

(منهم) الحجة الأكبر محمد بن محمد بن النعمان المفيد (ره)(1) فى كتابه (العيونع.

ص: 309


1- قد مر ترجمته قبيل هذا فراجع.

و المحاسن) ص 56 فى قضية شهادة السيد الحميري عند سوار القاضي لعنه اللّه لما شهد السيد فقال له ألست اسماعيل بن محمد الذي يعرف بالسيد؟ فقال نعم فقال كيف أقدمت على الشهادة عندي و أنا اعرف عداوتك للسلف؟ فقال السيد قد أعاذني اللّه من عداوة أولياء اللّه و إنما هو شيء لزمني ثم نهض فقال له قم يا رافضي فو اللّه ما شهدت بحق فخرج السيد - ره - و هو يقول:

أبوك ابن سارق عنز النبي و أنت ابن بنت أبي جحدر

و نحن على رغمك الرافضو ن لأهل الضلالة و المنكر

ثم عمل شعرا و كتبه في رقعة و أمر من ألقاها فى الرقاع بين يدي سوار قال فأخذ الرقعة سوار فلما وقف عليها خرج الى أبي جعفر المنصور و قد كان نزل الجسر الأكبر ليستعدى على السيد فسبقه السيد الى المنصور فأنشأ قصيدته التي يقول فيها:

يا أمين اللّه يا منصور يا خير الولاة ان سوار بن عبد اللّه من شر القضاة

نعتلي جملا لكم خير موات جده سارق عنز فجرة من فجراة

و الذي كان ينادي من وراء الحجرات يا هنات اخرج الينا اننا أهل هنات

فاكفيه لا كفاه اللّه شر الطارقات سن فينا سننا كان مواريث الطغاة

قال فضحك أبو جعفر المنصور قال نصبتك قاضيا فامدحه كما هجرته فأنشأ السيد رحمه اللّه يقول:

اني امرء من حمير اسرتي بحيث تحوي سروها حمير

آليت لا أمدح ذا نائل له سناء و له مفخر

الا من العز بني هاشم ان لهم عندي يدا تشكر

ان لهم عندي يدا تشكرها حق و إن أنكرها منكر

يا أحمد الخير الذي إنما كان علينا رحمة تنشر

حمزة و الطيار فى جنة فحيثما شاء دعا جعفر

منهم و هادينا الذي نحن من بعد عمانا فيه نستبصر

لما دجى الدين ورق الهدى و جار اهل الأرض و استكبروا

ذاك علي بن أبي طالب ذاك الذي دانت له خيبر

ص: 310

دانت و ما دانت له عنوة حتى تدهدا عرشه الأكبر

و يوم سلع إذ أتى عاتبا عمرو بن عبد مصلتا يخطر

يخطر بالسيف مدلا كما يخطر فحل الصرمة الدوسر

إذ جلل السيف على رأسه أبيض عضبا حده مبتر

فخر كالجدع و أوداجه ينصب منها حلب أخمر

و كان أيضا مما جرى له مع سوار ما حدث به الحرث بن عبد اللّه الربعي قال كنت جالسا في مجلس المنصور و هو بالجسر الأكبر و سوار عنده و السيد ينشده:

ان الاء له الذي لا شيء يشبهه أتاكم الملك للدنيا و للدين

أتاكم اللّه ملكا لا زوال له حتى يقاد اليكم صاحب الصين

و صاحب الهند مأخوذ برمته و صاحب الترك محبوس على هون

حتى أتى على القصيدة و المنصور مسرور فقال سوار هذا و اللّه يا أمير المؤمنين يعطيك بلسانه ما ليس في قلبه و اللّه ان القوم الذين يدين بحبهم لغيركم و انه لينطوي في عداوتكم فقال السيد يا أمير المؤمنين انه لكاذب و انني فى مديحك لصادق و لكنه حمله الحسد إذ رآك على هذه الحالة و ان انقطاعي و مودتي لكم أهل البيت لمعرق لي فيها عن أبوي و ان هذا و قومه لأعدائكم في الجاهلية و الاسلام و قد أنزل اللّه عز و جل على نبيه و آله السلام (إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) فقال المنصور صدقت، فقال سوار يا أمير المؤمنين انه يقول بالرجعة و يتناول الشيخين بالسب و الوقيعة بينهما فقال السيد أما قوله بأني بالرجعة فان قولي في ذلك على ما قال اللّه تعالى: (وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ) و قد قال فى موضع آخر (وَ حَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً) فعلمت ان هاهنا حشرين أحدهما عام و الآخر خاص و قال سبحانه (رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَ أَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ) و قال اللّه تعالى (فَأَماتَهُ اللّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ) و قال اللّه تعالى (أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ) فهذا كتاب اللّه عز و جل و قد قال رسول اللّه (صلی الله علیه و آله): (يحشر المتكبرون في صورة الذر يوم القيامة)، و قال (صلی الله علیه و آله): (لم يجر فى بني اسرائيل شيء إلا و يكون فى امتي مثله حتى المسخ

ص: 311

و الخسف و القذف)، و قال حذيفة: و اللّه ما أبعد أن يمسخ كثيرا من هذه الامة و خنازير فالرجعة التي نذهب اليها هي ما نطق به القرآن و جائت به السنة و انني لأعتقد ان اللّه تعالى يرد هذا يعني (سورا) الى الدنيا كلبا أو قردا أو خنزيرا أو ذرة فانه و اللّه متجبر متكبر كافر فضحك المنصور و أنشد السيد يقول:

جاثيت سوارا أبا شملة عند الامام الحاكم العادل

فقال قولا خطأ كله عند الورى الحافي و الناعل

ما ذب عما قلت من وصمة فى أهله بل لج فى الباطل

و بان للمنصور صدق كما قد بان كذب الأنوك الجاهل

يبغض ذو العرش و من يصطفى من رسله من نير الفاضل

و ينشأ الحبر الجواد الذي فضل بالفضل على الفاضل

و يعتدى فى الحكم في معشر أدوا حقوق الرسل للراسل

فبين اللّه تذاويقه فصار مثل الهائم الهائل

قال فقال المنصور كف عنه فقال السيد يا أمير المؤمنين البادي أظلم يكف عني حتى أكف عنه فقال المنصور لسوار تكلم بكلام فيه نصفة كف عنه حتى لا يهجوك.

(قال الطبسي): و قد مر بنحو الاختصار ص 135 فراجع.

(منهم) العلامة الكراچكي(1) في كنز الفوائد عن محمد بن العباس عن علي بن ه

ص: 312


1- هو محمد بن علي بن عثمان الكراچكي قال فى (أمل الآمل) ص 504 عالم فاضل متكلم فقيه محدث جليل القدر له كتب منها (كنز الفوائد) و في ج 3 من مستدرك الوسائل ص 497 فى ذكر المشايخ التي تنتهي اليهم السلالة فى الاجازات و ذكر منهم اثنى عشر شيخا أولهم الكراچكي ثم الشيخ الطوسي ثم الرضي و علم الهدى و المفيد و آخر أبو عمر الكشي يقول فى ترجمته: هو الشيخ الجليل أبو الفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي الفقيه الجليل الذي يعبر عنه الشهيد كثيرا ما في كتبه بالعلامة مع تعبيره عن العلامة الحلي بالفاضل و فى المنتخب فقيه الأصحاب، و فى أمل الآمل عالم فاضل الخ، و ذكر صحيفتين من كتبه و مشايخه و انه يروي من الأجلاء مثل استاذه المفيد و السيد المرتضى و أبي يعلى سلار بن عبد العزيز الديلمي و أبي عبد اللّه الحسين بن عبيد اللّه بن علي الواسطي العالم الفقيه المعروف صاحب كتاب (من أظهر الخلاف لأهل البيت) و الشيخ الجليل محمد بن أحمد بن علي شاذان الفقيه النبيه القمي الامامي ابن اخت أبي القاسم جعفر بن قولويه صاحب المائة منقبة، و نقل عن كنز الفوائد و قرأت عليه كتابه المعروف بايضاح دفائن النواصب بمكة في مسجد الحرام سنة 412 ه

ابراهيم بن محمد الثقفي عن محمد بن صالح بن مسعود عن أبي الجارود عمن سمع عليا عليه السلام يقول: (العجب كل العجب بين جمادى و رجب) فقام رجل و قال يا أمير المؤمنين ما هذا العجب الذي لا تزال تعجب منه؟ فقال ثكلتك امك و أي عجب أعجب من أموات يضربون كل عدو للّه و لرسوله و لأهل بيته و ذلك تأويل هذه الآية (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما يَئِسَ الْكُفّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ) فاذا اشتد القتل قلتم مات أو هلك أو أي واد سلك و ذلك تأويل هذه الآية (ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ).

(منهم) المحقق المحدث المتكلم الحكيم صاحب الوافي(1) فى ص 183 ج 2ب.

ص: 313


1- هو محمد بن المرتضى الملقب بالفيض من أجلاء الامامية صاحب التآليف الكثيرة في غالب الفنون من التفسير و الفقه و الحديث و الرجال و الكلام و العرفان عالم متكلم فقيه محدث حكيم عارف و من أشهر كتبه تفسير الصافي و كتاب الوافي الذي جمع فيه أخبار الكتب الأربعة المتداولة، و فى أمل الآمل ص 507 يقول: محمد بن المرتضى المدعو بمحسن الكاشاني كان فاضلا عالما ماهرا حكيما متكلما محدثا فقيها محققا شاعرا أديبا حسن التصنيف من المعاصرين له كتب منها كتاب الوافي فى جمع الكتب الأربعة من شرح أحاديثها المشكلة حسن إلا أن فيه ميلا الى بعض طريقة الصوفية و كذا جملة من كتبه و كتاب سفينة النجاة فى طريقة العمل و تفاسير ثلاثة كبير و صغير و متوسط و كتاب عين اليقين و كتاب حق اليقين و كتاب علم اليقين و كتاب اصول الأصلية و رسالة الجمعة الخ، و فى ج 2 من رجال المامغاني - ره - ص 54 من باب الميم المحسن بن المرتضى القاشاني رحمه اللّه تعالى عنونه كذلك في جامع الروات و اراد به الشهير بالفيض و الحق بقوله المحقق المدقق جليل القدر عظيم الشأن رفيع المنزلة فاضل كامل أديب متبحر فى جميع العلوم له قريب من مائة تأليف منها كتاب تفسير الصافي و كتاب الوافى و كتاب الشافي ملخص الصافى و كتاب محجة البيضاء في إحياء الأحياء و كتاب الحقائق ملخصه و كتاب مفاتيح الشرائع و كتاب علم اليقين و كتاب عين اليقين و غيرها من الكتب.

من كتاب الوافي في باب الوقائع التي تكون عند ظهور الامام عليه السلام نقلا عن الكافي رواية البطل عن أبي عبد اللّه عليه السلام فى قوله تعالى (وَ قَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ) الآية و الرواية - الى قوله - و لا يلي الوصي إلا الوصي على ما تقدم من الكافي يقول فى بيانه: و هذا الخبر صريح في وقوع الرجعة التي ذهب اليها أصحابنا رضي اللّه عنهم قال قال شيخنا المتقدم أبو علي الطبرسي رحمه اللّه فى مجمع البيان قد تظاهرت الأخبار عن أئمة الهدى من آل محمد و ان اللّه سيعيد عند قيام المهدي قوما ممن تقدم موتهم و شيعة ليفوزوا بثواب نصرته الى آخر ما تقدم كلامه رفع في الخلد مقامه ثم قال و روى علي بن ابراهيم بن هاشم رحمه الله في تفسيره عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي بصير عن الصادق «ع» قال انتهى رسول الله (صلی الله علیه و آله) الى أمير المؤمنين «ع» و هو نائم في المسجد قد جمع رملأ و ذكر قصة الدابة - الى قوله - يا علي اذا كان في آخر الزمان اخرجك الله في أحسن صورة و معك ميسم تسم به أعدائك الخ - الى قوله - و قد صنف الحسن بن سليمان الحلي تلميذ شيخنا الشهيد طاب ثراهما كتابا في إثبات الرجعة - الى قوله - المسمى بمختصر البصائر و لنورد هاهنا من كتابه حديثا واحدا من أراد سائرها فليراجع اليه و هو ما رواه عن سعد عن أحمد بن محمد بن عيسى و نقل قضية الأصبغ بن نباته ان عبد الله بن الكوا اليشكري قام الى أمير المؤمنين فقال يا أمير المؤمنين ان اناسا يزعمون انهم يردون بعد الموت الخ.

ص: 314

(منهم) العلامة المجلسي(1) في أربعينه في الحديث الثامن و العشرون ص 122 من كتاب الخرايج و الجرايح تأليف الشيخ الجليل قطب الراوندي باسناده الى سهل بن زياد عن ابن محبوب عن ابن فضيل عن سعد بن الجلاب عن جابر عن أبي جعفر «ع» قال قال الحسين «ع» لأصحابه قبل أن يقتل ان رسول الله (صلی الله علیه و آله) قال لي يا بني انك ستساق الى العراق و هي أرض قد التقى فيها النبيون و أوصياء النبيين و هي أرض تدعى عمورا و انك تستشهد بها و يستشهد معك جماعة من أصحابك لا يجدون ألم مس الحديد و تلا (قُلْنا يا نارُ كُونِي بَرْداً وَ سَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ) يكون الحرب بردا و سلاما عليك فابشروا فو الله لئن قتلونا فانا نرد على نبينا قال ثم أمكث ما شاء الله فأكون أول من تنشق الأرض عنه ما خرج خرجة الخ.

(قال الطبسي): قد مر تمام الحديث في الآية الثانية عشرة ص 100 فراجع بعد نقل تمام الحديث يقول (تحقيق ايماني): إعلم ان هذا الخبر من الأخبار الدالة على الرجعة و هي من اصول مذهب الامامية و مما تفردوا به و شنع عليهم المخالفون و جرى فيها بين علماؤنا و علماء المخالفين مباحثات و مناظرات مذكورة فى محلها و لا ينكرها إلا منكر قدرة اللّه و منكر الحشر و النشور إذ جهة إثباتهما متحدة و العلة فى نفيها مشتركة و قد تواترت الأخبار عن الأئمة الأطهار و دلت عليها ظواهر الآيات منها قوله تعالى: (وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ) ثم نقل كلام الطبرسي المتقدم ذكره بتمامه ثم قال أقول قد وردت الأخبار الكثيرة فى ان هذه الآية نزلت في الرجعة مثل ما رواه علي بن ابراهيم و النعماني فى تفسيره و غيره و ذكر عن علي بن ابراهيم الأخبار الدالة ان المراد بالآيات أمير المؤمنين و الأئمة، و رواية المفضل فى تفسير الآية، و عن الحسن بن سليمان أيضا في تفسير الآية قال: ليس أحد من المؤمنين قتل إلا يرجع حتى يموت و لا أحد من المؤمنين مات إلا يرجع حتى يقتل ثم ذكر آية دَابَّةُ الْأَرْضِ و ما ورد فيها عامة و خاصة ان المراد بالدابة أمير المؤمنين0.

ص: 315


1- قد مر ترجمته ص 260.

و قد ترانى عنه «ع» قوله: أنا صاحب العصا و الميسم و روت الخاصة و العامة ان الدابة صاحب العصا و قد أطال الكلام بما لا مزيد عليه من الآيات و الأخبار و الزيارات و الأدعية الى ص 131 يقول: إعلم أيها الطالب للحق و اليقين اني لا أظنك ترتاب فى أصل الرجعة بعد ما رويت لك من الأخبار المعتبرة المأخوذة من تأليفات ثقات علمائنا الأخيار المنتهين الى الأئمة الأطهار عليهم صلوات اللّه الملك الغفار مع إجماع الشيعة عليها في جميع الأعصار اشتهارها بينهم كالشمس فى رابعة النهار حتى نظموها في أشعارهم و احتجوا بها على المخالفين فى جميع أمصارهم و شنع المخالفون عليهم بذلك في زبررهم و أسفارهم و كيف يشك مؤمن بعصمة أئمته «ع» في أمر روي عنهم في أكثر من مأتي حديث صريح أوردتها في الكتاب الكبير و روريتها من نيف و أربعين رجلا من العلماء الأعلام رووها في أزيد من خمسين كتابا من مؤلفاتهم المشهورة و قد كان لكثرة شهرتها هذا الأمر بين الشيعة و إنكار المخالفين عليهم لكثير من المحدثين و الأفاضل في ذلك كتاب مفرد كأحمد ابن داود الجرجاني قال الشيخ: له كتاب المتعة و الرجعة و الحسن بن علي البطائيني عد النجاشي من كتبه كتاب الرجعة و الفضل بن شاذان النيشابوري ذكر الشيخ و النجاشي ان له كتاب في إثبات الرجعة و الصدوق محمد بن بابويه قدس اللّه روحه فقد عد النجاشي من كتبه كتاب الرجعة و الحسن بن سليمان تلميذ الشهيد قدس اللّه سرهما اذا عرفت هذا فنقول تفصيل القول فى ذلك ان رجعة بعض المؤمنين و بعض المخالفين و المشركين مما لا شك فيه فأما رجوع أمير المؤمنين فهو مما لا ينبغي الشك فيه لما عرفت من كثرة الأخبار الواردة و كذا رجعة النبي و الحسين الأخبار فيها كثيرة و أما رجوع سائر الأئمة فمع وفور أخباره ليست بمرتبة تلك الرجعات لكن رد الأخبار الواردة مع عدم تناف صريح مما لا يجترى عليه من يسلك مسالك المتقين و التسليم فيما ورد عنهم طريق المتدينين و أخبار التسليم في كتب الحديث تهدده و التهديد على تركه فيها مذكورة لا نطيل الكلام بايرادها و أما زمان الرجعة و عددها و خصوصياتها و مدة امتدادها فقد اختلفت الأخبار في بعضها و الايمان بذلك مجملا أولى و من ظهر له من الأخبار بعض الخصوصيات فلا بد من الايمان بها و لا نتكلم في ذلك لطولها و احتمال بعض المفاسد في ذكرها

ص: 316

و لا نتعرض لرد الشبهات التي يلقيها الشياطين في قلوب المنافقين إذ ليس شيء من اصول الدين إلا و للشيطان و أعوانه فيه شكوك و شبهة لا يصغي اليها من نور اللّه قلبه بنور اليقين.

و فى كتابه مرآت العقول ج 1 ص 202 فى شرح الحديث الخامس يقول:

و اعلم ان الرجعة أي رجوع جماعة من المؤمنين الى الدنيا قبل القيامة فى زمان (القائم) أو قبله أو بعده ليروا دولة الحق و يفرحوا بذلك و ينتقموا من أعدائهم و جماعة من الكافرين و المنافقين لتنتقم منهم مما انفرد به الامامية و أجمعوا عليه و تواترت به الأخبار و دلت عليها بعض الآيات و قد وقعت مناظرات كثيرة بين علماء الفريقين و كتب علماؤنا فى إثباتها كتبا مبسوطة الخ.

قد أطال الكلام فيها أيضا فراجع، و في ج 13 من بحار الأنوار أيضا فصل الكلام فيها فلا نعيدها رحمة اللّه عليه و على أمثاله من علماؤنا الأبرار ما قصروا و قد أدوا ما عليهم رضوان اللّه تعالى على أرواحهم الطيبة و حشرهم اللّه مع ساداتنا و موالينا.

(و منهم) المحدث الخبير و الفقيه البصير ابن قولويه(1) في كتاب (المزار) ص 135 في باب الخمسون عن الحسين بن محمد بن عامر عن معلى بن محمد البصري قال حدثني أبو الفضل عن ابن صدقة عن المفضل بن عمر قال قال أبو عبد اللّه «ع» كأني بالملائكة و اللّه قد ازدحم المؤمنون على قبر الحسين «ع» قال قلتل.

ص: 317


1- قال النجاشي فى رجاله ص 89: جعفر بن محمد بن جعفر بن موسى بن قولويه أبو القاسم و كان أبوه يلقب مسلمة من خيار أصحاب سعد (يعني سعد ابن عبد اللّه الأشعري القمي العظيم الشأن) من ثقات أصحابنا و أجلائهم فى الحديث و الفقه روى عن أبيه و أخيه عن سعد و قال ما سمعت من سعد إلا أربعة أحاديث و عليه قرء شيخنا أبو عبد اللّه الفقة و منه حمل و كل ما يوصف به الناس من جميل وفقه فهو فوقه، مات سنة 368 هج و جلالة الشيخ أمر واضح لا يحتاج الى بسط مقاله و يظهر من التراجم ان الشيخ المفيد أعلى اللّه مقامه قرء عليه و أيضا المذكور في التراجم ان أصحاب سعد هذا كلهم ثقات عدول.

فيترآون له قال هيهات هيهات قد لزموا و اللّه المؤمنين حتى انهم ليمسحون وجوههم بأيديهم قال و ينزل اللّه على زوار الحسين عليه السلام غدوة و عشية من طعام الجنة و خدامهم الملائكة لا يسأل اللّه عبد حاجة من حوائج الدنيا و الآخرة إلا أعطاها إياه قال قلت هذه و اللّه الكرامة قال لي يا مفضل أزيدك؟ قلت نعم سيدي قال كأني بسرير من نور قد وضع و قد ضربت عليه قبة من ياقوت حمراء مكللة بالجواهر و كأني بالحسين «ع» عليه جالس على ذلك السرير و حوله تسعون الف قبة خضراء و كأني بالمؤمنين يزورونه و يسلمون عليه فيقول اللّه عز و جل لهم أوليائي سلوني فطالما اوذيتم و ذللتم و اضطهدتم فهذا يوم لا يسألوني حاجة من حوائج الدنيا و الآخرة إلا قضيتها لكم فيكون أكلهم و شربهم فى الجنة فهذه و اللّه الكرامة التي لا انفصام لها و لا يدرك منتهاها، و ذكرها فى ج 22 من بحار الأنوار.

(قال الطبسي): هذه الرواية الشريفة فيها إشارة إلى الرجعة فان قوله لا يسألون حاجة من حوائج الدنيا و الآخرة لا يكون إلا فى الرجعة قال شيخنا الامام المجلسي فى أربعينه ص 131 فى ذيل الحديث أقول سؤال حوائج الدنيا يدل على ان هذا في الرجعة و قال فى ج 22 من بحاره ص 122 فى بيانه نزول الطعام فى البرزخ و ضرب القبة فى الرجعة بقرينه من حوائج الدنيا و الآخرة.

(و منهم) العالم الرباني و العارف الكامل الصمداني المولى نظر علي الطالقاني في كتابه (كاشف الأسرار) ص 83 باللغة الفارسية ما ترجمته: (و بنائنا على الاختصار و لذا نقتصر به بعض ما في حق اليقين و نتبرك به و الا بعد قيام الاجماع و كونها من ضروريات الامامية و الأحاديث المتواترة لا نحتاج الى شيء آخر) يقول قال المجلسي - ره -: إعلم ان من جملة ضروريات مذهب الفرقة الحقة حقية الرجعة و قد ادعى أكثر علمائنا الاجماع عليها كالشيخ الصدوق رحمه اللّه في رسالة الاعتقادات و الشيخ المفيد و السيد المرتضى و الشيخ الطبرسي و السيد ابن طاووس و غيرهم من أكابر علماء الامامية، قدمنا لك سابقا فلا حاجة الى الاعادة.

(و منهم) العلامة الفقيه الحاج مرزه محمد(1) القمي الشهير بأرباب صاحبه.

ص: 318


1- هو من أجلاء الفقهاء و المحدثين و المتصدى لتصحيح (الغيبة النعمانية) و طبعها و بعض مجلدات البحار و قد مات - ره - فى قم فى أوائل تأسيس الحوزة العلمية شيخنا الاستاذ الآية الحائري اليزدي طاب ثراه.

الأربعين الحسينية كان من تلامذة المرحوم الآية الرشتي و له تأليفات منها كتاب الأربعين يقول في شرح الحديث التاسع ان الايمان برجعة رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و أمير المؤمنين و الأئمة من ضروريات مذهب الشيعة الأثنى عشرية و ليس فى التشيع شعار أعلى و أظهر من القول بالرجعة.

(و منهم) الشيخ الفقيه المعاصر الشيخ محمد علي السنقري الحائري في رسالة مستقلة (دحض البدعة من إنكار الرجعة) ص 15 بعد نقل كلمات الأعلام من الاجماع و الضرورة يقول: (و بالجملة لم يبق بعد ما قد بينا لك شبهة فى إجماع الطائفة الامامية على الرجعة).

عود و بدء

قد مر بعض الكلام للعلامة المولى الشريف نقلا عن (مقدمة تفسيره مرآت الأنوار) في ص 277 أوله: إعلم ان ثبوت الرجعة (الى قوله) و قد أحببنا أن نذكر نبذا من أخبارها في هذه الفائدة و لجعلها خاتمة الفوائد، و بقية كلامه و أما خروج (المهدي) عليه السلام الذي عبر عنه فى أخبارنا بقيام (القائم) عليه السلام فهو مجمع عليه بين جميع الامة بحيث لا يحتاج الى الاثبات نعم عندنا انه الحجة بن الحسن عليهما السلام و انه موجود غائب عن الخلق، و عندهم انه رجل من آل الرسول و لكن يولد فيما بعد و يردهم ما يدل على وجود المعمرين من السالفين كالخضر و إدريس و عيسى و غيرهم من أراد تفصيل ذلك فيراجع كتب علماؤنا في الغيبة و كتاب إكمال الدين للصدوق و ها نحن نذكر الأخبار التي وعدناها و هي أثنى عشر:

الأول: - روى أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن أبي محمد يعني أبا بصير قال قال أبو جعفر ينكر أهل العراق الرجعة؟ قلت نعم، قال اما يقرؤون القرآن (وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً) الآية؟، و يؤيده و يبين و رده هذه الآيات فى الرجعة بالدليل ما ذكرناه

ص: 319

فى الحشر، من تفسير القمي و روايته عن الصادق عليه السلام:

الثاني: - أحمد بن محمد بن عيسى و محمد بن عبد الجبار و أحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه الحسن عن حميد بن المثنى عن شعيب الحداد عن أبي الصباح الكناني قال قلت لأبي جعفر عليه السلام جعلت فداك مسألة أكره أن اسميها لك فقال أعن الكرات تسألني؟ قلت نعم، فقال تلك القدرة لا ينكرها إلا القدرية لا تنكر القدرة لا تنكرها الخبر، و يؤيده ما رواه أحمد بن محمد أيضا باسناده عن الأصبغ بن نباته ان ابن الكوا سأل عليا «ع» عن الرجعة فأجابه الامام بأنها حق و استدل عليها بايات و منها ان قال يابن الكوا مثلهم يعني مثل أهل الرجعة مثل الملأ من بني اسرائيل حيث يقول اللّه عز و جل: (أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ) و قوله تعالى أيضا عزير حيث أخبر اللّه عز و جل فقال (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَ هِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها قالَ أَنّى يُحْيِي هذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِها فَأَماتَهُ اللّهُ) و أخذه بذلك الذنب مائة عام ثم بعثه و رده الى الدنيا ثم قال فلا تشك يابن الكوا قدرة اللّه عز و جل و فى رواية سدير قال سألت الصادق «ع» عن الرجعة فقال القدرية تنكرها، ثلاثا.

الثالث: - روى محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن صفوان عن أبي خالد القماط عن عبد الرحيم القصير عن أبي جعفر «ع» قال قرء هذه الآية: (إِنَّ اللّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ) فقال هل تدري من يعني؟ فقلت يقاتل المؤمنون فيقتلون و يقتلون فقال لا و لكن من قتل من المؤمنين رد حتى يموت و من مات رد حتى يقتل تلك القدرة فلا تنكرها.

الرابع: - روى أحمد بن محمد بن عيسى و أخوه عبد اللّه بن محمد و أحمد بن الحسين بن أبى الخطاب عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن زرارة قال كرهت أن أسأل أبا جعفر «ع» فاحتلت مسألة لطيفة لأبلغ بها حاجتي فقلت له أخبرنى عمن قتل مات قال لا الموت موت و لا القتل قتل، قلت له ما أجد قولك قال قد فرق بين الموت و القتل في القرآن فقال (أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ) و قال (لَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللّهِ تُحْشَرُونَ) فليس كما قلت يا زرارة فالموت موت و القتل قتل «40 ج 2 الشيعة و الرجعة»

ص: 320

و قد قال اللّه عز و جل: (إِنَّ اللّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ...) فقلت ان اللّه عز و جل يقول: (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) أفرأيت من قتل لم يذق الموت؟ فقال ليس من قتل بالسيف كمن مات على فراشه إن من قتل لا بد أن يرجع الى الدنيا حتى يذوق الموت، و في حديث آخر صحيح أيضا عن الرضا عليه السلام قال في الرجعة من مات من المؤمنين قتل و من قتل منهم مات و الأخبار بهذه المعنى كثيرة.

(الخامس): روى أحمد بن محمد بن محمد بن الحسين عن البزنطي عن حماد عن محمد بن مسلم قال: سمعت حمران بن أعين و أبا الخطاب يحدثان جميعا قبل أن يحدث أبو الخطاب ما احدث إنهما سمعا أعبد اللّه «ع» انه يقول: أول من تنشق الأرض عنه و يرجع الى الدنيا (الحسين بن علي عليهما السلام) و ان الرجعة ليست بعامة و هي خاصة لا يرجع إلا من محض للايمان محضا، أو محض الشرك محضا، و الأخبار في رجعة الحسين «ع» كثيرة جدا.

(السادس): و بهذا السند عن حماد عن بكير بن أعين قال قال لي من لا شك فيه (يعني أبا جعفر «ع») ان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و عليا سيرجعان الى الدنيا.

(السابع): روى القمي عن ابن أبي عمير عن ابن مسكان عن أبي عبد اللّه عليه السلام فى قوله تعالى: (وَ إِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ...) قال ما بعث اللّه نبيا من لدن آدم إلا و يرجع الى الدنيا فينصر أمير المؤمنين «ع» و هو قوله (لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ) يعني رسول اللّه (وَ لَتَنْصُرُنَّهُ) يعني عليا «ع».

(الثامن) و عن أبيه عن النضر بن السويد عن يحيى الحلبي عن عبد الحميد الطائي عن أبي الخالد الكابلي عن علي بن الحسين «ع» في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ) قال يرجع اليكم نبيكم و أمير المؤمنين و الأئمة عليهم السلام، و مما يؤيد هذا و مما تقدم عليه أيضا ما رواه القمي بسند غير قاصر عن الصحيح عن جميل قال قلت للصادق «ع» في قوله تعالى: (إِنّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَ الَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ يَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ)، قال ذلك فى الرجعة، أما علمت أن أنبياء اللّه كثيرا منهم لم ينصروا في الدنيا و قتلوا و أئمة من بعدهم

ص: 321

قتلوا و لم ينصروا، فذلك في الرجعة.

(التاسع): روى الحسن بن محبوب عن محمد بن سلام عن أبي جعفر «ع» فى قوله تعالى: (رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَ أَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ) قال هو خاص لأقوام في الرجعة بعد الموت و يجري في القيامة فبعدا للقوم الظالمين.

(العاشر) روى القمي فى تفسيره عن الصادق «ع» في قوله تعالى: (وَ حَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ) انه قال كل قرية أهلك اللّه أهلها بالعذاب لا يرجعون فى الرجعة، و أما فى القيامة يرجعون من محض الايمان محضا و غيرهم ممن لم يهلكوا بالعذاب و محضوا الكفر محضا يرجعون، و يؤيده ما رواه الصدوق باسناده عن الباقر «ع» قال أما لو قام (قائمنا) لقد ردت اليه الحميراء حتى يجلدها الحد و حتى ينتقم لامه فاطمة، قيل فكيف أخره اللّه (للقائم)؟ قال لأن اللّه بعث محمدا رحمة و يبعث (القائم) عليه السلام نقمة انه يجلدها الحد لافترائها على ام ابراهيم مارية جارية النبي (صلی الله علیه و آله).

(الحادي عشر): روى الفضل بن شاذان عن الحسن بن محبوب عن عمر ابن أبي المقدام عن جابر الجعفي قال سمعت أبا جعفر «ع» يقول و اللّه ليملكن منا أهل البيت بعد موته ثلاثمائة سنة و تزداد تسعا، قلت متى يكون ذلك؟ قال بعد قيام (القائم)، قلت و كم يقوم (القائم) في عالمه؟ قال تسع عشر سنة و أشهر ثم يخرج المستنصر الى الدنيا و هو (الحسين «ع») فيطلب بدمه و دماء أصحابه فيقتل و يسبي حتى يخرج السفاح و هو أمير المؤمنين و هو (علي بن أبي طالب عليه السلام).

(أقول): و في كتاب البشرى لابن طاووس عن حمران عن أحدهما «ع» قال عمر الدنيا(1) مأة الف سنة لسائر الناس عشرون الف سنة و ثمانون الف سنة لآل محمد صلوات اللّه عليه و عليهم اجمعين، و عنه «ع» انه قال حين سئل عن اليوم الذي ذكره اللّه مقداره في القرآن: (فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) و يملكع.

ص: 322


1- قد ذكرناه فى ج 1 في شرح الخبر على تقدير صدقه فراجع.

أمير المؤمنين في كرته أربعا و أربعين الف سنة، و فى رواية اخرى عنه «ع» أيضا بعد أن بين ان عليا يقاتل ابليس في رجعته و يقتله رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و ان المراد (ب يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ) ذلك اليوم، قال و يملك أمير المؤمنين أربعا و أربعين الف سنة حتى يولد للرجل من شيعته الف ولد من صلبه ذكورا كل سنة ذكر و عند ذلك تظهر (الجنتان المدهامتان) عند مسجد الكوفة و ما حوله بما شاء اللّه.

(الثاني عشر): حديث رواه الشيخ المعتمد حسن بن سليمان فى كتابه (منتخب البصائر) عن المفضل بن عمر عن أبي عبد اللّه «ع» و هو حديث طويل جدا مشتمل على تفصيل أحوال (القائم - ع -) و قيامه و بعض ما فى الرجعة لكن نحن لا نذكر منه إلا خلاصة ما ينفعنا و من أراد التفصيل فليراجع اليه قال المفضل: سألت سيدي الصادق «ع» هل للمأمول المنتظر (المهدي) من وقت موقت يعلمه الناس؟ فقال حاش للّه أن يوقت ظهوره بوقت يعلمه شيعتنا، قلت و لم ذاك؟ قال لأنه هي الساعة التي قال اللّه تعالى: (و ذكر عليه الآيات المشتملة على ذكر الساعة) مشيرا الى ان المراد بها ذلك ثم قال «ع» من وقت (لمهدينا) وقتا فقد شارك اللّه فى علمه و ادعى انه أظهره على سره، قال المفضل قلت فكيف يدري ظهوره و ان اليه التسليم؟ فقال يظهر فجأة فيعلو ذكره و يظهر أمره و ينادي باسمه و كنيته و نسبه و يكثر ذلك على أفواه المحقين و المبطلين و الموافقين و المخالفين فتلزمهم الحجة بمعرفتهم به على أنا قد قصصنا ذلك و دللنا عليه و نسبناه و سميناه و كنيناه و قلنا انه سمي جده رسول اللّه لئلا يقول الناس ما عرفنا له إسما و لا كنية و لا نسبا فو اللّه يتحق الايضاح به و باسمه و نسبه ثم يظهره اللّه كما وعده به جده «ع» قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) و قال تعالى: (وَ قاتِلُوهُمْ حَتّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَ يَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّهِ) فو اللّه يا مفضل ليقتلن أهل الملل و الأوثان و الاختلاف حتى يكون الدين كله واحد كما قال اللّه عز و جل: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللّهِ الْإِسْلامُ) و قال (وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ...) ثم ذكر «ع» حكاية ولادته - الى أن قال - ثم يغيب في آخر يوم من سنة 266 فلا تراه عين أحد حتى يراه كل أحد و كل عين فمن قال غير هذا فكذبوه، و قال

ص: 323

المفضل فمن يخاطبه و بمن يخاطب؟.؟ قال تخاطبه الملائكة و المؤمنون من الجن ثم يظهر بمكة و اللّه يا مفضل فكأني أنظر اليه و قد دخل مكة و عليه بردة رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم و عليه عمامة صفراء و فى رجليه نعلا رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) المخصوصة و في يده هراوة يسوق بين يديه أعنزا عجافا حتى يصل بها نحو البيت و ليس ثم أحد يعرفه و يظهر و هو شاب موفق، قال المفضل فكيف يظهر؟ قال يا مفضل يظهر وحده و يأتي البيت وحده و يلج الكعبة وحده و يجن عليه الليل وحد، فاذا نامت العيون و غسق الليل نزل اليه جبرئيل و ميكائيل و الملائكة صفوفا فيقول جبرئيل يا سيدي قولك مقبول و أمرك جائز، فيقف بين الركن و المقام فيصرخ صرخة فيقول يا معشر نقباء أهل بيتي و من ذخرهم اللّه لظهوري على وجه الأرض إيتوني طائعين فترد صيحته عليهم و هم في محاريبهم و على فرشهم في شرق الأرض و غربها فيسمعونها في صيحة واحدة في اذن كل رجل فيجيئون جميعهم نحوها و لا يمضي لهم إلا كلمحة بصر حتى يكون كلهم بين يديه و يصبحون عنده و هم 313 رجلا بعدة أصحاب رسول اللّه يوم بدر، قال المفضل قلت له:

يا سيدي فالاثنان و سبعون رجلا الذين قتلوا مع الحسين يظهرون معه؟ قال يظهرون و فيهم أبو عبد اللّه - ع - فى 12000 صديق من شيعة علي - ع - و عليه عمامه سوداء، و قال المفضل قلت سيدي فيغير (القائم) - ع - بيعة من بايعوا له قبل ظهوره و قبل قيامه؟؟ فقال - ع - يا مفضل كل بيعة قبل ظهور (القائم) فبيعة كفر و نفاق و خديعة لعن اللّه المبايع بها و المبايع له بل يا مفضل اذا أسند - القائم - ظهره الى البيت الحرام و مد يده المباركة فترى بيضاء من غير سوء و يقول: - هذه يد اللّه و عن اللّه و بأمر اللّه - ثم يتلو قوله تعالى: - إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللّهَ يَدُ اللّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ... - فيكون أول من يبقل يده جبرئيل - ع - ثم يبايعه و تبايعه الملائكة و نجباء الجن ثم النقباء ثم قال - ع - فاذا طلعت الشمس و أضائت و صاح صائح للخلائق من عين الشمس بلسان عربي مبين يسمع من فى السماوات و الأرضين: - يا معشر الخلائق هذا مهدي آل محمد و يسميه باسم جده رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و كنيته و ينسبه الى أبيه الحسن الحادي عشر الى الحسين بن علي عليهما السلام

ص: 324

فاتبعوه تهتدوا و لا تخالفوا أمره فتضلوا - فأول من يلبي ندائه الملائكة ثم الجن ثم النقباء و يقولون سمعنا و أطعنا و يقبل الخلائق من البلاد من البر و البحر و البدو و الحضر يحدث بعضهم بعضا و يستفهم بعضهم بعضا ما سمعوا بآذانهم فاذا دنت الشمس الى الغروب صرخ صارخ من مغربها: - يا معشر الخلائق قد ظهر ربكم بواد اليابس من أرض فلسطين و هو عثمان بن عنبسة الأموي من ولد يزيد بن معاوية فاتبعوه تهتدوا - فيرد عليه الملائكة و الجن و النقباء قوله و يكذبونه و لا يبقى ذو شك و لا مرتاب و لا منافق و لا كافر إلا ضل بالنداء الأخير، ثم قال عليه السلام، ثم تظهر دابة الأرض(1) بين الركن و المقام فتكتب فى وجه المؤمن مؤمن و فى وجه الكافر كافر، ثم نقل الامام عليه السلام حكاية ظهور جيش السفيانى و خسفهم في البيداء و حكى بعض أحوال - القائم - فى مكة عند ظهوره، قال المفضل ثم يسير المهدي الى أين؟ قال - ع - الى مدينة جده رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله فاذا وردها يقول: - يا معشر الخلائق هذا قبر جدي رسول اللّه؟ فيقولون نعم - يا مهدي - آل محمد فيقول و من معه؟ فيقولون صاحباه - الى أن يقول - و ينادي منادي - المهدي - كل من أحب صاحبي رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و ضجيعيه فليفرد - الى قوله - يا مفضل و اللّه ليردن المسجد الأكبر محمد رسول الله و الصديق الأكبر أمير المؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين و الائمة عليهم السلام و كل من محض الايمان محضا و محض الكفر محضا و ليقتصن منهما بجميع المظالم و ليقتلان فى كل يوم و ليلة الف قتلة و يردان الى ما شاء الله بهما ثم يسير - المهدي - الى الكوفة و ينزل ما بين الكوفة و النجف و أصحابه في ذلك ست و أربعون الفا من الملائكة و مثلها من الجن و النقباء ثم ذكر خراب الزوراء و نزول اللعن على أهلها، ثم قال و لتنزلن بها من صفوف العذاب ما نزل بسائر الامم المتمردة من أول الدهر الى آخره و لا يكون طوقان أهلها إلا بالسيف فالويل عند أهلها فالويل عند ذلك لمن اتخذها مسكنا، ثم ذكر حكاية طويلة ثم قال ثم تثور سرايا - المهدي - على السفياني الى دمشق فيأخذونهع.

ص: 325


1- و قد ذكرنا مشروحا ما يتعلق بداية الأرض فراجع.

فيذبحونه على الصخرة ثم يظهر الحسين - ع - فى اثني عشر الف صديق و اثنين و سبعين من أصحابه، فيا لك عندك من كرة بيضاء و رجعة زهراء، ثم يخرج الصديق الأكبر أمير المؤمنين و تنصب له القبة البيضاء على النجف و تقام أركانها ركن بالنجف ركن بهجر و ركن بصنعاء اليمن و ركن بأرض طيبة فكأني بمصابيحها تشرق في السماء و الأرض فعندها تبلى السرائر و (تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمّا أَرْضَعَتْ وَ تَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها) ثم ينظر السيد الأجل محمد (صلی الله علیه و آله) فى أنصاره و المهاجرين اليه و من آمن به و صدقه و يحضره المكذبون و الشاكون فيه و الرادون عليه، و الحديث بطوله.

(قال الطبسي): تتمة الحديث نذكرها كما وجدناها فى ج 13 ص 34 من بحار الأنوار موزعا بعضها على بعض العناوين ثم قال «ع» بعد قوله و الشاكون فيه و الرادون عليه، و القائلون فيه انه ساحر، و كاهن و مجنون، و ناطق عن الهوى و من حاربه و قاتله حتى يقضي منهم بالحق و يجازون بأفعالهم منذ وقت ظهور رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) الى ظهور - المهدي - مع إمام إمام و وقت وقت و يحق تأويل هذه الآية: (وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ * وَ نُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَ نُرِيَ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ) قال المفضل(1) يا سيدي و من فرعون و هامان؟ قال فلان و فلان،ه.

ص: 326


1- هو الثقة الجليل المفضل بن عمر الجعفي أبو عبد اللّه، عده الشيخ في رجاله تارة من أصحاب الصادق «ع» بقوله: المفضل بن عمر الجعفي الكوفي، و اخرى من أصحاب الكاظم «ع» بقوله: مفضل بن عمر لقي أبا عبد اللّه «ع» انتهى، و قد وقع الخلاف في الرجل على قولين أحدهما انه ثقة و هو الذي صرح به الشيخ المفيد - ره - بقوله: فى الارشاد ممن روى النص عن أبي عبد اللّه على ابنه أبي الحسن موسى من شيوخ أصحاب أبي عبد اللّه «ع» و خاصته و بطانته و ثقاة الفقهاء الصالحين رحمهم اللّه، المفضل بن عمر و معاذ بن كثير و هو نص في توثيقه و عن غيبة الشيخ الطوسي - ره - انه كان من قوام الأئمة و كان محمودا عندهم و مضى على منهاجهم، و ظاهر المحقق البهبهاني أيضا الاعتماد عليه و قد ورد فى حق الرجل أخبار كثيرة تدل على جلالته و عظم شأنه. (منها) ما رواه الشيخ الصدوق - ره - في العيون في باب النصوص على الرضا «ع» ص 31 باب 4 في دخول محمد بن سنان على أبي الحسن عليه السلام قبل أن يحمل الى العراق بسنة و علي «ع» ابنه بين يديه فقال لي يا محمد، فقلت لبيك، قال انه سيكون في هذه السنة حركة فلا تجزع منها، ثم قال، من ظلم ابني هذا حقه و جحد إمامته من بعدي كان كمن أظلم علي بن أبي طالب حقه و جحد إمامته من بعد محمد رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فعلمت انه قد نعى الى نفسه و دل على ابنه، فقلت و اللّه لئن مد اللّه في عمري لا سلمن اليه حقه و لا قرن له بالامامة فقلت أشهد انه من بعدك حجة الله على خلقه، و الداعي الى دينه، فقال لي يا محمد يمدك الله فى عمرك و تدعو الى إمامته و إمامة من يقوم مقامه من بعده قلت من ذاك جعلت فداك؟ قال محمد ابنه، قال قلت فللرضاء و التسليم، قال نعم كذلك وجدته في كتاب أمير المؤمنين أما انك فى شيعتنا أبين من البرق في الليلة الظلماء ثم قال يا محمد إن المفضل كان آنسي و مستراحي و أنت آنسهما و مستراحهما - اي الرضا و الجواد - حرام على النار أن تمسك أبدا (انظر الى ما رواه ابن صباح في تفسيره مرفوعا عن محمد بن سنان عن عدة من أهل الكوفة) انهم كتبوا الى مولانا الصادق ان المفضل يجالس الشطار و أصحاب الحمام و قوما يشربون الشراب فينبغي أن تكتب اليه فتأمره أن لا يجالسهم، فكتب عليه السلام الى المفضل كتابا و ختمه و دفعه اليهم و أمرهم أن يدفعوا الكتاب من أيديهم الى يد المفضل فجاؤا بالكتاب الى المفضل منهم: زرارة و عبد الله بن بكير و محمد بن مسلم و أبو بصير و حجر ابن زائدة و دفعوا الكتاب الى المفضل، ففكه فقرء فاذا فيه: بسم اللّه الرحمن الرحيم إشتر كذا و كذا و اشتر كذا و كذا، و لم يذكر فيه قليلا و لا كثيرا مما قالوا فيه فلما قرء الكتاب دفعه الى زرارة و دفعه زرارة الى محمد بن مسلم حتى دار على الكل فقال المفضل: ما تقولون؟ قالوا هذا مال عظيم حتى ننظر و نجمع و نحمل اليك ثم ندرك الأنذال بعد نظر فى ذلك، و أرادوا الانصراف، فقال المفضل حتى تغدوا عندي، فحبسهم لغدائه و وجه المفضل الى أصحابه الذين سعوا بهم فجاؤا فقرء عليهم كتاب أبي عبد اللّه «ع» فرجعوا من عنده و حبس المفضل هؤلاء ليتغدوا عنده فرجع الفتيان و حمل كل واحد منهم على قدر قدرته الفا و الفين و أقل و أكثر فحضروا و أحضروا الفي دينار و عشرة آلاف درهم، قبل أن يفرغ هؤلاء من الغداء، فقال لهم المفضل تأمروني أن أطرد هؤلاء من عندي تظنون ان اللّه يحتاج الى صلاتكم و صومكم؟، انظر أيها القارىء العزيز الى الامام الصادق «ع» كيف أجاب القوم عملا و نزه مقام المفضل عما ظنوا به السوء و أفحمهم بأن مجالسة مثل المفضل مع هؤلاء إنما هو لأجل تلك المصالح، و أعلم المفضل القوم بأنكم لا تقدرون على تهيئة هذه الأشياء و رفع حاجة الامام عليه السلام فبين لهم بأتقن بيان بأن المصالح الكونية و النظام الأحسن يقتضي وجود أمثالكم و أمثال هؤلاء فهذا هو السر لمجالسة المفضل مع هؤلاء و من العجيب من المولى العلامة المتتبع الرجالي الأردبيلي في (جامع الرواة) ج 2 ص 258 الطبع الجديد في طهران في ترجمته بعد نقل رواية عن بعض كتب الرجالية فى ذمه و الرمي في مذهبه و انه لا يجوز كتابة حديثه و لا الاعتماد عليه و جعله صوابا و لم يقل في رده شيئا و سكت عن رفع التهمة عنه مع انه ما كان محلا للسكوت و ذكر عبارة الشيخ الامام المفيد - ره - فى حقه و توثيقه و كذا عبارة الشيخ الطوسي طاب ثراه فى جعله من الممدوحين و غيرهما كما يأتي إنشاء اللّه في كلام النوري أعلى اللّه مقامه و لكن المتتبع المنصف بعد ملاحظته ما ذكر يصدق بأنها موضوعة مجعولة من مفتعلات حسادة و معانديه و هذا داء عظيم و بلاء جسيم خاصة في بعض هذه الطبقة. و انظر ج 3 من مستدرك الوسائل للعلامة النوري نور اللّه ضريحه فى الفائدة الخامسة من الخاتمة ص 563 يقول: و أما المفضل فالكلام فيه طويل و عند المشهور ضعيف و عندنا تبعا لجملة من المحققين من أجلاء الرواة و ثقات الائمة الهداة «ع» و يدل عليه امور: الأول: - الأخبار الكثيرة (منها): ما رواه الصدوق فى العيون عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني عن علي بن ابراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن سنان عن أبي الحسن «ع» قال في حديث يا محمد ان المفضل كان آنسي و مستراحي و أنت آنسهما و مستراحهما - أي الرضا و الجواد - عليهما السلام، و رواه الكشي فى رجاله عن حمدويه عن الحسن بن موسى عن محمد بن سنان عنه مثله، و الحسن أما ابن موسى الخشاب أو النوبختي و كلاهما ثقتان فالسندان صحيحان. (و منها): ما رواه ثقة الاسلام في الكافى عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن سنان، و هو عن محمد عن أبي حنيفة سائق الحاج قال مر بنا المفضل و أنا و ختني نتشاجر في ميراث فوقف علينا ساعة ثم قال لنا تعالوا الى المنزل فأتيناه فأصلح بيننا بأربعمائة درهم، فدفعها الينا من عنده حتى اذا استوثق كل واحد منا صاحبه، قال أما انها ليست من مالي و لكن أبو عبد اللّه «ع» أمرني اذا تنازع رجلان في شيء أن أصلح بينهما و أفتديها من ماله فهذا من مال أبي عبد اللّه «ع» و فيه بالاسناد عن ابن سنان عن المفضل قال قال أبو عبد اللّه «ع» اذا رأيت بين اثنين من شيعتنا منازعة فافتدهما من مالي، قال في التكملة و هذان الخبران يدلان على انه كان وكيلا و امينا و انه كان يمتثل أمره «ع»، و فيه عن محمد ابن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن يونس بن يعقوب قال أمرني أبو عبد اللّه أن آتي المفضل و أعز به باسماعيل و قال إقرء المفضل السلام و قل له إنا اصبنا فصبرنا فاصبر كما صبرنا إنا أردنا أمرا و أراد اللّه أمرا عز و جل فسلمنا لأمر الله عز و جل. (و منها): ما رواه الكشي عن محمد بن مسعود عن عبد اللّه بن خلف عن علي بن الخشاب الواسطي عن موسى بن بكير قال سمعت أبا الحسن - ع - لما أتاه موت المفضل بن عمر قال رحمه اللّه كان الوالد بعد الوالد أما انه قد استراح، و فيه ما ذكرناه من رواية نضر بن الصباح و كتاب عدة من أهل الكوفة السعاية فى حقه و عن نضر بن الصباح المتقدم عن ابن أبي عمير باسناده، ان الشيعة حين أحدث أبو الخطاب ما أحدث خرجوا الى أبي عبد اللّه - ع - فقالوا له أقم لنا رجلا نفزع اليه من أمر ديننا و ما نحتاج اليه من الأحكام قال - ع - لا تحتاجون الى ذلك متى احتاج أحدكم يخرج إلى و يسمع مني و ينصرف، فقالوا لا بد، فقال قد أقمت عليكم المفضل إسمعوا منه و اقبلوا عنه فانه لا يقول على اللّه و علي إلا الحق فلم يأت عليه كثير شيء حتى شنعوا عليه و على أصحابه و قالوا لأصحابه لا يصلون و يشربون الخمر و هم أصحاب الحمام و يقطعون الطريق و المفضل يقربهم و يدنيهم و فيه باسناده عن علي بن الخشاب عن موسى بن بكير قال كنت بخدمة أبي الحسن عليه السلام و لم أكن أرى شيئا يصل اليه إلا من ناحية المفضل بن عمر و لربما رأيت الرجل يجيء بالشيء فلا يقبله منه و يقول أوصله الى المفضل، و فيه عن نضر بن الصباح باسناده عن عيسى بن سليمان عن أبي ابراهيم - ع - قلت جعلني اللّه فداك خلفت مولاك المفضل عليلا فلو دعوت اللّه له، قال رحم اللّه المفضل قد استراح، قال فخرجت الى أصحابنا، فقلت قد و اللّه مات المفضل، ثم دخلت الكوفة فاذا هو قد مات قبل ذلك بثلاثة أيام. و غيرها من الأخبار المتفرقة الواردة فى حقه الكاشفة عن جلالته و عظم شأنه و لا أدري مع ورود هذه الأخبار الكثيرة كيف توقف المولى الجليل الأردبيلي في (جامع الرواة) بمجرد رؤية بعض الأخبار التي تلوح منها رائحة الجعل و لا يعارض الأخبار الكثيرة التي رواتها الثقات و بعضهم ممن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه من أصحاب الاجماع و على فرض صدورها فانما مثله كمثل زرارة بن أعين الذي ورد فى حقه بعض الأخبار الدالة بظاهرها على ذمه و قدحه و إنما فعله الامام - ع - حقنا لدمه و حفظا لمراتبه لكونه كان محشورا مع الناس و لذلك قال في حقه لو لا زرارة و نظراءه لا ندرست آثار أبى، و الخبر الدال على ذم المفضل من هذا القبيل مضافا الى ما يستفاد من نفس الروايات و تعبيرات الامام كقوله - ع - لما اخبر بوفاته (استراح) من جهة ابتلائه بالحاسدين و المنافقين من معاصريه و هذا الداء الى الآن موجود و كيف كان نكتفي بذكر ما ورد في حقه و تجليله من عدة أعلام الدين و رؤساء شريعة سيد المرسلين منهم: الامام الأكبر و الشيخ السديد شيخنا المفيد - ره - فى كتابه المعروف بالارشاد قال فممن روى صريح النص بالامامة عن أبي عبد اللّه - ع - على ابنه أبي الحسن موسى عليه السلام من شيوخ أصحاب أبي عبد اللّه - ع - و خاصته و بطانته و ظهارته و ثقات الفقهاء الصالحين - ره - المفضل بن عمر الجعفي و معاذ بن كثير و عبد الرحمن ابن الحجاج، ثم ابتدأ بخبره و ترحم عليهم، و منهم: الشيخ الأجل الامام الطوسي فى كتابه الغيبة في الخبر الوارد عن الحميري عن ابنه عن محمد بن صالح الهمداني قال كتبت الى صاحب الزمان - ع - ان أهل بيتي يؤذونني و يفزعون الحديث الذي روي عن آبائك - ع - انهم قالوا: (خدامنا شرار خلق اللّه) فكتب: و يحكم أما تقرؤن القرآن ما قال اللّه تعالى: (وَ جَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً)؟، فنحن و اللّه القرى التي بارك اللّه فيها و أنتم القرى الظاهرة فمن الممدوحين حمراز بن أعين - الى قوله - و المفضل بن عمر، و منهم: السيد السند ابن طاووس العلوي في كتابه (كشف المحجة) في وصية الى ابنه فانظر الى كتاب المفضل بن عمر الذي أملاه عليه الصادق - ع - فيما خلق اللّه جل جلاله من الآثار، و فى كتابه (أمان الأخطار) فى ذكر ما ينبغي أن يصحبه المسافر معه من الكتب و يصحب معه كتاب المفضل بن عمر الذي رواه عن الصادق - ع - في معرفة وجوه الحكمة فى إنشاء العالم السفلى و أسراره فانه عجيب فى معناه، و رواه أيضا فى المستدرك ج 3 ص 570 باضافة ما نقل عن السيد صدر الدين العاملي: انه من نظر فى حديث المفضل المشهور عن الصادق علم ان ذلك الخطاب البليغ و المعاني العجيبة و الألفاظ الغريبة لا يخاطب الامام بها إلا رجلا عظيما، و منهم: المحقق المجلسي الأول - ره - في شرح المشيخة يقول ان للمفضل نسخة معروفة ب (توحيد المفضل) كافية لمن أراد معرفة اللّه تعالى و النسخة شاهدته بصحتها فينبغي أن لا يغفلوا منها لأن الغالب على أبناء زماننا انهم يعتمدون في اصول الدين على قول الكفرة لأن أدلتها عقلية الخ، و فيه نقلا عن كتاب الاختصاص للشيخ المفيد - ره - عن محمد بن علي (يعني الصدوق) رحمه الله عن موسى بن المتوكل عن علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن أبي أحمد الازدي (يعني ابن أبي عمير) عن عبد الله بن الفضل الهاشمي، قال كنت عند الصادق «ع» جعفر بن محمد إذ دخل عليه المفضل بن عمر فلما بصر به ضحك اليه ثم قال إلي يا مفضل فو ربي اني لأحبك و أحب من يحبك، يا مفضل لو عرف جميع أصحابي ما تعرف ما اختلف اثنان، فقال له المفضل يابن رسول اللّه لقد حسبت أن أكون قد أنزلت فوق منزلتى، قال بل أنزلت المنزلة التي أنزلك اللّه بها - الى أن قال ره - هذه جملة من الأخبار التي وقفت عليها في مدح المفضل بل جلالة قدره و مناقبه و رواها ثقة الاسلام الكليني و رئيس المحدثين الصدوق و الصفار و الشيخ المفيد و شيخ الطائفة و أبو عمر و الكشي في كتبهم بأسانيدها فيها صحيح و غيره و من أصحاب الاجماع، و مثل أحمد بن محمد بن عيسى المعلوم حاله فى شدة التوقي عن الرواية عمن ليس بأهله و غيره فلا مجال للتأمل و التشكيك فيها، و أما ما ورد فى ذمه فغير قابل للمعارضة من وجوه: (الأول الانفراد) بنقله الكشي فى قبال الأخبار الكثيرة عن هؤلاء المشايخ فى مدحه بل هو أيضا فيكون من الشاذ النادر الذي يجب تركه. (الثاني) قلته بالنسبة الى ما ورد فى مدحه (الثالث) و منها من حيث الدلالة و المضمون، ثم قال و مما فيه قال: و قال أبو عبد اللّه «ع» مرة و أنا معه يا مفضل كم أصحابك؟ فقلت و قليل فلما انصرفت الى الكوفة أقبلت علي الشيعة فمزقوني كل ممزق يأكلون لحمي و يشتموني عرضي، حتى ان بعضهم استقبلني فوثب في وجهي و بعضهم قعد لي فى سكك الكوفة يريد ضربي و رموني بكل بهتان حتى بلغ ذلك أبا عبد اللّه «ع» فلما رجعت اليه السنة الثانية كان أول ما استقبلني به بعد تسليمه علي، قال يا مفضل ما هذا الذي بلغني ان هؤلاء يقولون لك و فيك؟ قلت و ما علي من قولهم؟ قال أجل بل ذلك عليهم أيغضبون بؤسا لهم انك قلت ان أصحابك قليل لا و اللّه ما هم لنا شيعة و لو كانوا لنا شيعة ما غضبوا من قولك و ما اشمأزوا منه، لقد وصف اللّه شيعتنا بغير ما هم عليه و ما شيعة جعفر إلا من كف لسانه و عمل لخالقه و رجا سيده و خاف اللّه حق خيفتة و يحهم أفيهم من قد صار كالحنايا من كثرة الصلاة أو قد صار كالتائه من شدة الخوف أو كالضرير من الخشوع، الخبر، ثم قال و من هذا... و جملة مما سبق يظهر كثير من أسباب عداوة أهل عصره له و حسدهم المورث لافترائهم عليه و بهتانهم به و نسبته الى المذاهب الفاسدة التي منشؤها كلام الكشي و دعوى الخطابية و الطيارة انه منهم كما هو عادة أمثالهم من عد الأجلاء من زمرتهم لتكثير سوادهم و الحمد للّه الذي أظهر طهارة ذيله عن هذه الأرجاس بما شرحناه، (الرابع) رواية الأجلاء عنه مثل محمد بن مسلم كما في بصائر الصفار - الى أن قال - و جعفر بن بشير الجليل الذي عد روايته عن أحد من أمارات الوثاقة لقولهم فيه روى عن الثقات و رووا عنه كما في باب المؤمن و علاماته، و في كتاب الاستبصار في باب مس اللحية فسقط منها شعر، و في إكمال الدين و محمد بن سنان و منصور بن يونس و خلف بن حماد و الحسن بن رباط و ذرعة و عبد اللّه بن حماد الأنصاري الذي عده النجاشي من شيوخ أصحابنا و يونس بن عبد الرحمن من أصحاب الاجماع في الكافي في كتاب الصوم، و في باب فضل فقراء المسلمين و عثمان بن عيسى من أصحاب الاجماع كما في الكافي فى باب اخوة المؤمنين، و فى باب الطاعة و التقوى، و عمر بن أبان الكلبي، و روى عنه ابن أبي عمير و الحسن ابن محبوب في جملة من الأخبار بواسطة واحدة، و قد أكثر المشايخ كالكليني و الصفار و سعد بن عبد اللّه فى كتبهم و الصدوق في كتبه، و الشيخ في كتبه من نقل رواياته فى أبواب التوحيد و المعاجز و الفضائل و الأدعية و الزيارات و الأحكام و كلها سديدة و منافية لطريقة الغلاة و الطيارة و الخطابية و تلقيها الأصحاب بالقبول و انحصار جملة منها فى خبره كما لا يخفى فلا يصغي الى تعيف النجاشي و غص خلافا للشيخين الجليلين، و قد عرفت منشأه الغير القابل لمقاومة ما فصلناه. (قال الطبسي): جزاه اللّه عن الاسلام و أهله خير الجزاء و قد أدى حقه و ما قصر من تكثير الأدلة و البرهان على ان الرجل من أجلاء الرواة و وجوههم و ثقاتهم فعليه تضعيف من ذكر في قبال هؤلاء الفطاحل و الأفذاذ لا قيمة له فقد أصبح و اتضح بحمد اللّه ان المفضل له فضل أو فضائل جليلة عظيمة على غيره من معاصريه و من الأجلاء و عظماء أصحاب الصادق و ممن ائتمنه الصادق «ع» و اتخذه وكيلا و أمينا على أمواله و حاشاه من أن يتخذ الخائن أو فاسد المذهب وكيلا و أمينا و لعمري كان للمحدث النوري أعلى اللّه مقامه حقا عظيما على الشيعة بالأخص الهيئة العلمية فانه لو لا تصديه لترجمة هذا الرجل العظيم الذي كما رأيت انه من أجلاء الرواة و ثقاتهم و وجوههم بيانه الأوفى لما كان لنا طريق الى تبرئته و قداسة ساحته عن مفتريات حساده و أعدائه، الحسد يأكل العمر كما تأكل النار الحطب، الحاسد كلما يخرج من هم دخل في غم آخر، الحسود لا يسود أعاذنا اللّه منه.

قال المفضل قلت سيدي و رسول اللّه و أمير المؤمنين صلوات اللّه عليهما يكونان معه؟ قال لا بد أن يطاء الأرض إي و اللّه حتى ما وراء الخاف، إي و اللّه و ما فى الظلمات، و ما فى قعر البحر، حتى لا يبقى موضع قدم إلا وطأه، و أما ما فيه الدين الواجب للّه تعالى، لكأني أنظر يا مفضل الينا معاشر الأئمة بين يدي رسول اللّه نشكوا اليه ما نزل بنا من الامة بعده و ما نالنا من التكذيب و الرد علينا و سبنا و لعننا و تخويفنا بالقتل و قصد طواغيتهم الولاة لامورهم من دون الذمة ترحيلنا عن الحرمة الى دار ملكهم و قتلهم إيانا بالسم و الحبس فيبكي رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و يقول: (يا بني ما نزل بكم إلا ما نزل بجدكم قبلكم).

شكوى الصديقة فاطمة ع فى الرجعة الى أبيها

ثم تبتدىء فاطمة عليها السلام و تشكو ما نالتها و أخذ فدك منها و مشيها اليه في مجمع من المهاجرين و الأنصار و خطابها في أمر فدك و ما رد عليها من قوله ان الأنبياء لا تورث و احتجاجها بقول زكريا و يحيى و قصة داود عليه السلام و قصة الصحيفة من رد فدك و أخذها منها و تمزيقها و بكاؤها و رجوعها الى قبر أبيها رسول اللّه باكية حزينة تمشي على الرمضاء قد أقلقتها استغاثتها باللّه و بأبيها رسول اللّه و تمثلها بقول رقية بنت صفي:

ص: 327

قد كان بعدك أبناء و هنبثة لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب

إنا فقدناك فقد الأرض و ابلها و اختل أهلك فاشهد فقد لعبوا

أبدت زجال لنا فحوى صدورهم لما نأيت و حالت دونك الحجب

لكل قوم لهم قرب و منزلة عند الاءله على الأدنين مقترب

يا ليت قبلك كان الموت حل بنا أملوا اناس ففازوا بالذي طلبوا

و تقص عليه قصتها و جمع الناس لا خراج أمير المؤمنين من بيته الى البيعة فى سقيفة بني ساعدة، و اشتغال أمير المؤمنين برسول اللّه (صلی الله علیه و آله)، و جمع القرآن و قضاء ديونه و انجاز عداته و هي ثمانون الف درهم، و قول بعضهم اخرج يا علي الى ما أجمع عليه المسلمون و إلا قتلناك، و قول فضة جارية فاطمة ان أمير المؤمنين عليه السلام مشغول و الحق له إن أنصفتم من أنفسكم و أنصفتموه و جمعهم الجزل و الحطب على الباب لاحراق بيت أمير المؤمنين، و فاطمة و الحسن و الحسين و زينب و ام كلثوم و فضة و إضرامهم النار على الباب و خروج فاطمة اليهم و خطابها لهم من وراء الباب و قولها: ويحك ما هذه الجرأة على الله و على رسوله تريد أن تقطع نسله من الدنيا، و تفنيه و تطفىء نور الله و الله متم نوره، و انتهاره لها و قول بعض القوم كفى يا فاطمة فليس محمد حاضرا و لا الملائكة آتية بالأمر و النهي

«41 ج 2 الشيعة و الرجعة»

ص: 328

و الزجر من عند اللّه و ما علي إلا كأحد المسلمين فاختاري إن شئت خروجه لبيعة أبي بكر أو إحراقكم جميعا(1)، فقالت و هي باكية: (اللهم اليك نشكوا4.

ص: 329


1- راجع كتاب الامامة و السياسة للحافظ الامام عبد اللّه بن قتيبة المتوفى سنة 270 هج طبع مصر سنة 1328 ص 13، 14.

فقد نبيك و رسولك و صفيك و ارتداد امتك علينا و منعهم إيانا حقنا الذي جعلته لنا في كتابك المنزل على نبيك المرسل)، فقال بعض لها دعي عنك يا فاطمة حمقات

ص: 330

النساء فلم يكن اللّه ليجمع لكم النبوة و الخلافة، و أخذت النار في خشب الباب و إدخال قنفذ يده يروم فتح الباب و ضربها بالسوط على عضدها حتى صار كالدملج

ص: 331

الاسود و ركل الباب برجله حتى أصاب بطنها و هي حامل ب (المحسن) لستة اشهر و إسقاطها إياه و هجوم قنفذ و خالد بن الوليد، و صفقة خدها حتى بدا قرطاها

ص: 332

تحت خمارها و هي تجهر بالبكاء و تقول: وا أبتاه وا رسول اللّه إبنتك تكذب و تضرب و يقتل جنينها فى بطنها و خروج أمير المؤمنين من داخل الدار محمر العين

ص: 333

حاسرا حتى القى ملائه عليها و ضمها الى صدره و قوله لها: يا بنت رسول اللّه قد علمتي ان أباك بعثه اللّه رحمة للعالمين، فاللّه اللّه أن تكشفي خمارك و ترفعي ناصيتك

ص: 334

فو اللّه يا فاطمة لئن فعلت ذلك لا أبقى اللّه على الأرض من يشهد أن محمدا رسول اللّه

ص: 335

و لا موسى و لا عيسى و لا ابراهيم و لا نوح و لا آدم و لا دابة تمشي على الأرض و لا طائر في السماء إلا أهلكه اللّه، ثم قال «ع» لبعض الويل من يومك هذا و ما بعده و ما يليه اخرج قبل أن أشهر سيفي فافني غابر الامة، فخرج قنفذ و عبد الرحمن بن أبي بكر، فصارا خارج الدار و صاح أمير المؤمنين بفضة يا فضة مولاتك فاقبلي منها ما تقبله النساء فقد جاءها المخاض... و رده الباب فأسقطت محسنا فقال أمير المؤمنين انه لا حق بجده رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) فيشكو اليه، و حمل أمير المؤمنين «ع» لها في سواد الليل و الحسن و الحسين و زينب و ام كلثوم الى دور المهاجرين و الأنصار يذكرهم باللّه و رسوله و عهده الذي بايعوا اللّه و رسوله و بايعوه في أربعة مواطن فى حياة رسول اللّه و تسليمهم عليه بامرة المؤمنين فى جميعها فكل يعده بالنصر في اليوم المقبل فاذا أصبح قعد جميعهم عنه.

شكوى أمير المؤمنين عليه السلام فى الرجعة الى الرسول الأعظم ص

قال الصادق «ع» ثم يشكو اليه أمير المؤمنين «ع» المحن العظيمة التي امتحن بها بعده و قوله لقد كانت قصتي مثل قصة هارون مع بني اسرائيل و قولي كقوله موسى: يابن ام ان القوم استضعفوني و كادوا ليقتلونني فلا تشمت بي الأعداء و لا تجعلني مع القوم الظالمين، فصرت محتسبا و سلمت راضيا و كانت الحجة عليهم فى خلافى و نقضهم عهدي الذي عاهدتم عليه رسول اللّه و احتملت يا رسول اللّه ما لم يحتمل وصي نبي من سائر الأوصياء من سائر الامم حتى قتلوني بضربة عبد الرحمن بن ملجم و كان اللّه الرقيب عليهم فى نقضهم بيعتي و خروج طلحة و الزبير الى مكة يظهران الحج و العمرة و سيرهم بها الى البصرة و خروجي اليهم و تذكيري لهم اللّه و إياك و ما جئت به يا رسول اللّه فلم يرجعا حتى نصرني اللّه عليهما حتى أهرقت دماء عشرين الف و قطعت سبعون كفا على زمام الجمل فما لقيت فى غزواتك يا رسول اللّه و بعدك أصعب منه أبدا، لقد كان من أصعب الحروب التي القيتها و أهولها و أعظمها فصبرت كما أدبني اللّه بما أدبك، يا رسول اللّه «42 ج 2 الشيعة و الرجعة»

ص: 336

في قوله عز و جل: (فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ) و قوله تعالى:

(وَ اصْبِرْ وَ ما صَبْرُكَ إِلاّ بِاللّهِ) و حق و اللّه يا رسول اللّه تأويل الآية التي أنزلها اللّه فى الامة من بعدك فى قوله: (وَ ما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللّهُ الشّاكِرِينَ).

شكوى الحسن بن على عليه السلام فى الرجعة الى جده رسول الله ص

قال الصادق «ع» و يقوم الحسن «ع» الى جده فيقول: يا جداه كنت مع أمير المؤمنين فى دار هجرته بالكوفة حتى استشهد بضربة ابن ملجم لعنه الله فوصاني بما وصيته يا جداه و بلغ اللعين معاوية قتل أبي فأنفذ الداعي اللعين زياد الى الكوفة في مئة و خمسين الف مقاتل فأصرنا بالقبض علي و على أخي الحسين و سائر إخواني و أهل بيتي و شيعتنا و موالينا و أن يأخذ علينا البيعة لمعاوية فمن يأبى منا ضرب عنقه و سير الى معاوية برأسه فلما علمت ذلك من فعل معاوية خرجت من داري فدخلت الكوفة للصلاة و رقأت المنبر و اجتمع الناس فحمدت الله و أثنيت عليه و قلت معشر الناس عفت الديار و محيت الآثار و قل الاصطبار فلا قرار على همزات الشياطين و حكم الخائنين الساعة و الله صحت البراهين و فصلت الآيات و بانت المشكلات و لقد كنا نتوقع تمام هذه الآية تأويلها قال الله عز و جل (وَ ما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللّهُ الشّاكِرِينَ)، فلقد مات و الله جدي رسول الله (صلی الله علیه و آله) و قتل أبي «ع» و صاح الوسواس الخناس في قلوب الناس و نعق ناعق الفتنة و خالفتم السنة فيا لها من فتنة صماء عمياء لا تسمع لداعيها و لا يجاب مناديها و لا يخالف و اليها ظهرت كلمة النفاق و سيرت رايات أهل الشقاق و تكالبت جيوش أهل المراق من الشام الى العراق هلموا رحمكم الله الى الافتتاح و النور الوضاح و العلم و الجحجاح و النور الذي لا ينطفي و الحق الذي لا يخفى أيها الناس تيقظوا من رقدة الغفلة و من تكانيف الظلمة فو الذي فلق الحبة

ص: 337

و برء النسمة و تردى بالعظمة لئن قام إلي منكم عصبة بقلوب صافية و نيات مخلصة لا يكون فيها شوب نفاق و لا نية افتراق لا جاهدن بالسيف قدما و لأضيقن من السيوف جوانبها و من الرماح أطرافها و من الخيل سنابلها فتكلموا رحمكم الله فكأنما الجموا بلجام الصمت عن إجابة الدعوة إلا عشرون رجلا فانهم قاموا إلي فقالوا يابن رسول اللّه ما نملك إلا أنفسنا و سيوفنا فها نحن بين يديك لأمرك طائعون و عن رأيك صادقون فمرنا بما شئت فنظرت يمنة و يسرة فلم أر أحدا غيرهم فقلت لي اسوة بجدي رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) حين عبد اللّه سرا و هو يومئذ في تسعة و ثلاثين رجلا فلما أكمل اللّه له الأربعين صار فى غده و أظهر أمر اللّه فلو كان معي عدتهم جاهدت فى اللّه حق جهاده، ثم رفعت رأسي نحو السماء فقلت: (اللهم اني قد دعوت و أنذرت و أمرت و نهيت و كانوا عن إجابة الداعي غافلين و عن نصرته قاعدين و عن طاعته مقصرين و لأعدائه ناصرين، اللهم فانزل عليهم رجزك و بأسك و عذابك الذي لا يرد عن القوم الفاسقين). و نزلت ثم خرجت من الكوفة راحلا الى المدينة فجاؤني يقولون ان معاوية أسرى سراياه الى الأنبار و الكوفة و شن غاراته على المسلمين و قتل من لم يقاتله، و قتل النساء و الأطفال فأعلمتهم انه لا وفاء لهم فأنفدت معهم رجالا و جيوشا و عرفتهم انهم يستجيبون لمعاوية و ينقضون عهدي و بيعتي فلم يكن إلا ما قلت لهم و أخبرتهم.

شكوى الحسين بن على عليه السلام فى الرجعة الى النبي الخاتم ص

قال الصادق «ع» ثم يقوم الحسين «ع» مخضبا بدمه هو و جميع من قتل معه فاذا رآه رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) بكى و بكى أهل السماوات و الأرض لبكائه و تصرخ فاطمة «ع» فتزلزل الأرض و من عليها و يقف أمير المؤمنين «ع» و الحسن عن يمينه و فاطمة عن شماله و يقبل الحسين و يضمه رسول اللّه الى صدره و يقول (يا حسين فديتك قرت عيناك و عيناي فيك، و عن يمين الحسين حمزة أسد اللّه فى أرضه و شماله جعفر بن أبي طالب، و يأتي محسن تحمله خديجة بنت خويلد و فاطمة بنت أسد ام أمير المؤمنين و هن صارخات و امه فاطمة تقول هذا يومكم الذي

ص: 338

كنتم توعدون، اليوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا و ما عملت من سوء تود لو أن بينهما و بينه أبدا بعيدا)، قال فبكى الصادق «ع» حتى اخضلت لحيته بالدموع، ثم قال لا قرت عين لا تبكي عند هذا الذكر، و بكى المفضل بكاء طويلا ثم قال يا مولاي ما في الدموع؟، فقال «ع» ما لا يحصى اذا كان من محق، ثم قال المفضل يا مولاي ما تقول في قوله تعالى: (وَ إِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ)؟ ، قال يا مفضل و المؤودة و اللّه محسن لأنه منا لا من غيرنا، فمن قال غير هذا فكذبوه، قال المفضل: يا مولاي ثم ماذا؟، قال الصادق تقوم فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم فتقول: (اللهم أنجز وعدك و موعدك لي فيمن ظلمني و غصبني و ضربني و جزعني بكل أولادي) فتبكها ملائكة السماء السبع و حملة العرش و سكان الهواء و من في الدنيا و من تحت أطباق الثرى صائحين صارخين الى اللّه تعالى فلا يبقى أحد ممن قاتلنا و ظلمنا و رضي بما جرى علينا إلا في قتل فى ذلك اليوم الف قتلة دون من قتل فى سبيل اللّه فانه لا يذوق الموت و هو كما قال اللّه تعالى: (وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ يَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ)، قال المفضل يا مولاي ان من شيعتكم من لا يقول برجعتكم، فقال «ع» أما سمعوا قول جدنا رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و نحن سائر الأئمة نقول (و لنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر)؟؟، قال الصادق عليه السلام، العذاب الأدنى عذاب الرجعة و العذاب الأكبر عذاب يوم القيامة الذي (تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَ السَّماواتُ وَ بَرَزُوا لِلّهِ الْواحِدِ الْقَهّارِ)، قال المفضل يا مولاي نحن نعلم انكم اختيار اللّه في قوله تعالى: (نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ ، و قوله اَللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ ، و قوله: إِنَّ اللّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)، قال الصادق عليه السلام يا مفضل فأين نحن فى هذه الاية؟، قال المفضل فو اللّه (إِنَّ أَوْلَى النّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَ هذَا النَّبِيُّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ اللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ)، و قوله (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ) و قوله (عن ابراهيم و اجنبني و بني أن نعبد الأصنام، و قد علمنا ان رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و أمير المؤمنين «ع» ما عبدا صنما

ص: 339

و لا وثنا و لا أشركا باللّه طرفة عين و قوله (إِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً * قالَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي * قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ)، و العهد عهد الامامة لا يناله ظالم، قال يا مفضل و ما علمك بأن الظالم لا ينال عهدي الامامة؟، قال المفضل يا مولاي لا تمتحني بما لا طاقة لي به و لا تختبرني و لا تبتلني فمن علمكم علمت و من فضل اللّه عليكم أخذت، قال الصادق «ع» صدقت يا مفضل و لو لا اعترافك بنعمة اللّه عليك في ذلك لما كنت هكذا، فأين يا مفضل الآيات من القرآن فى ان الكافر ظالم؟. قال نعم يا مولاي قوله تعالى: (وَ الْكافِرُونَ هُمُ الظّالِمُونَ * و الكافرون هم الفاسقون * و من كفر و ظلم و فسق لا يجعله اللّه للناس إماما)، قال الصادق «ع» أحسنت يا مفضل فمن أين قلت برجعتنا و مقصرة شيعتنا تقول معنى الرجعة أن يرد اللّه الينا ملك الدنيا و أن يجعله (للمهدي)؟، و يحهم متى سلبنا الملك حتى يرد علينا؟؟، قال المفضل لا و اللّه ما سلبتموه و لا تسلبونه لأنه ملك النبوة و الرسالة و الوصية و الامامة، قال الصادق «ع» يا مفضل لو تدبر القرآن شيعتنا لما شكوا في فضلنا أما سمعوا قوله عز و جل (وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ * وَ نُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَ نُرِيَ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ)؟. و اللّه يا مفضل ان تنزيل هذه الآية في بني اسرائيل و تأويلها فينا، و ان فرعون و هامان تيم و عدي، قال المفضل يا مولاي فالمتعة؟ قال المتعة حلال طلق، الى آخر الكلام في المتعة.

شكوى بقية الائمة ع فى الرجعة الى رسول اللّه ص

قال الصادق «ع» ثم يقوم جدي علي بن الحسين و أبي الباقر فيشكوا الى جدهما ما فعل بهما، ثم أقوم فأشكو الى جدي رسول الله (صلی الله علیه و آله) ما فعل المنصور بي، ثم يقوم ابني موسى فيشكو الى جده رسول الله ما فعل شيعته به، ثم يقوم علي بن موسى فيشكو الى جده ما فعل به المأمون، ثم يقوم محمد بن علي فيشكو الى جده رسول الله ما فعل به المتوكل. ثم يقوم علي بن محمد و يشكو إلى جده رسول الله فعل به المتوكل. ثم يقوم الحسن بن علي فيشكو

ص: 340

الى جده رسول الله ما فعل به المعتز.

شكوى الامام المنتظر «ع» فى الرجعة الى جده ص

قال الصادق «ع» ثم يقوم (المهدي) عليه السلام سمي جدي رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و عليه قميص رسول الله مضرجا بدم رسول الله يوم شج جبينه و كسرت رباعيته و الملائكة يحفه حتى يقف بين يدي جدي رسول الله فيقول يا جداه و صفتني و دللت على نسبي و سميتني و كنيتني فجحدتني الامة و تمردت و قالت ما ولد و لا كان و أين هو و متى كان و أين يكون؟؟؟، و قد مات و لم يعقب و لو كان صحيحا ما أخره الله تعالى الى هذا الوقت المعلوم فصرت محتسبا و قد أذن الله لي فيها باذنه يا جداه، فيقول رسول الله (صلی الله علیه و آله) الحمد لله الذي صدقنا وعده و أورثنا الأرض نتبوء من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين و يقول جاء نصر الله و الفتح، و قول الله سبحانه: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) و يقرء (إِنّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً * لِيَغْفِرَ لَكَ اللّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ * وَ يُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَ يَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً * وَ يَنْصُرَكَ اللّهُ نَصْراً عَزِيزاً). فقال المفضل يا مولاي أي ذنب كان لرسول الله (صلی الله علیه و آله)؟، فقال الصادق «ع» يا مفضل ان رسول الله قال: اللهم حملني ذنوب شيعتي أخي و أولادي الأوصياء ما تقدم منها و ما تأخر الى يوم القيامة، و لا تفضحني بين النبيين و المرسلين من شيعتنا فحمله الله إياها و غفر جميعها، قال المفضل فبكيت بكاء طويلا و قلت يا سيدي هذا بفضل الله علينا بكم، قال الصادق «ع» يا مفضل ما هو إلا أنت و أمثالك بلى يا مفضل لا تحدث بهذا الحديث أصحاب الرخص من شيعتنا يتكلمون على هذا الفضل و يتركون العمل فلا يغني عنهم من الله شيئا لأنا كما قال الله تعالى فينا: (لا يَشْفَعُونَ إِلاّ لِمَنِ ارْتَضى وَ هُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ)، قال المفضل يا مولاي فقوله (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ)، ما كان رسول الله ظهر على الدين كله؟، قال يا مفضل لو كان رسول اللّه ظهر على الدين كله ما كانت يهودية و لا صائبية و لا نصرانية و لا فرقة

ص: 341

و لا خلاف، و لا شك، و لا شرك، و لا عبدة أصنام و لا أوثان، و لا اللات و العزى، و لا عبدة الشمس و القمر، و لا النجوم، و لا النار و لا الحجارة إنما قوله (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) في هذا اليوم، و هذا (المهدي) و هذا (الرجعة) و هو قوله: (وَ قاتِلُوهُمْ حَتّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَ يَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّهِ...)، فقال المفضل اشهدان من علم اللّه علمتم و بسلطانه و قدرته قدرتم و بحكمه نطقتم و بأمره تعلمون، ثم قال الصادق «ع» ثم يعود (المهدي - ع) الى الكوفة و تمطر السماء بها جرادا من ذهب كما أمطره اللّه فى بني اسرائيل على أيوب و يقسم على اصحابه كنوز الأرض من تبرها و لجينها و جوهرها، قال المفضل يا مولاي من مات من شيعتكم و عليه دين لاخوانه و لأضداده كيف يكون؟، قال الصادق «ع» اول ما يبتدىء (المهدي) أن ينادي فى جميع العالم ألا من له عند أحد من شيعتنا دين فليذكر حتى يرد الثومة الخردلة فضلا عن القناطير المقنطرة من الذهب و الأملاك فيوفيه إياه، قال المفضل يا مولاي ثم ماذا يكون؟. قال «ع» يأتي (القائم) بعد أن يطأ شرق الأرض و غربها الكوفة و مسجدها و يهدم المسجد الذي بناه يزيد بن معاوية لما قتل الحسين بن علي «ع» و مسجد ليس للّه ملعون ملعون من بناه، قال المفضل يا مولاي فكم تكون مدة ملكه «ع»؟، فقال قال اللّه عز و جل (فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَ سَعِيدٌ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَ شَهِيقٌ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ إِلاّ ما شاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعّالٌ لِما يُرِيدُ * وَ أَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ إِلاّ ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ) و المجذوذ المقطوع أي عطاء غير مقطوع عنهم بل هو دائم أبدا و ملك لا ينفذ و حكم لا ينقطع و أمر لا يبطل إلا باختيار اللّه و مشيئته و إرادته التي لا يعلمها إلا هو ثم القيامة و ما وصفه اللّه عز و جل فى كتابه و الحمد للّه رب العالمين و صلى اللّه على خير خلقه محمد النبي و آله الطيبين الطاهرين و سلم تسليما كثيرا كثيرا. و ذكر الحديث فى مختصر البصائر ص 178 قوله: حدثني الأخ الصالح الرشيد محمد بن ابراهيم بن محسن المطار آبادي، انه وجد بخط أبيه الرجل الصالح ابراهيم بن محسن الحسين بن حمدان عن محمد بن اسماعيل و علي بن عبد اللّه الحسيني عن أبي شعيب محمد بن نصر عن عمر بن فرات عن محمد بن المفضل عن المفضل

ص: 342

بن عمر قال سألت سيدي الصادق: هل للمأمول المنتظر (المهدي) وقت؟، الخ.

تكملة

ان من المناسب ذكر رواية حمران(1) الثقة الجليل لاشتماله على عدة امور مهولة عظيمة مما يتربط بفرج المؤمنين و مجيء نصر اللّه الأعظم الذي هو نقمة

ص: 343


1- هو حمران بن أعين الشيباني أخو زرارة عده الشيخ - ره - تارة من أصحاب الباقر «ع» و اخرى من أصحاب الصادق «ع»، و عن العلامة أعلى اللّه مقامه فى الخلاصة فى القسم الأول يقول: حمران بن أعين الشيباني مولى كوفي تابعي مشكور روى الكشي ص 117 عن حمدويه عن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم عن حجر بن زائدة عن حمران بن أعين قال قلت لأبي جعفر - ع - اني أعطيت اللّه عهدا ألا اخرج عن المدينة حتى تخبرني بما أسألك قال لي سل قلت أمن شيعتكم أنا؟، قال نعم في الدنيا و الآخرة، و فيه في رواية الكندي عن أبي عبد اللّه - ع - انه قال فى حمران انه رجل من أهل الجنة. و فيه في رواية فضل بن شاذان قال: روي عن ابن أبي عمير عن عدة من أصحابنا عن أبي عبد اللّه - ع - قال كان حمران بن أعين مؤمن لا يرتد و اللّه أبدا، و في رجال ابن داود القمي - ره - فى القسم الأول يقول: حمران بن أعين أخو زرارة قرق كشي ممدوح معظم، و فى رسالة أبي غالب الرازي: ان حمران بن أعين لقي سيد العابدين علي بن الحسين - ع - و كان حمران من أكبر مشايخ الشيعة المفضلين الذي لا يشك فيهم و كان أحد حملة القرآن و من بعده بذكر اسمه في القرآن، و روي انه قرء على أبي جعفر محمد بن علي - ع - و كان في ذلك عالما بالنحو و اللغة، و في رواية حمدويه بن نصر قال: حدثني محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن ابن اذينة عن زراره قال: قدمت المدينة و أنا شاب أمرد فدخلت سرداق أبي جعفر بمنى فرأيت قوما جلوسا فى الفسطاط و صدر المجلس ليس أحد و رأيت رجلا جالسا ناحية يحتجم فعرفت برأيي أنه أبو جعفر فقصدت نحوه فسلمت عليه فرد علي فجلست بين يديه و الحجام خلفه فقال أمن بني أعين أنت؟. فقلت نعم أنا زرارة بن أعين، فقال أنا عرفتك بالشبه أحج حمران؟ قلت لا و انه يقرؤك السلام، فقال انه من المؤمنين مقالا يرجع أبدا اذا لقيته فاقرأه مني السلام، و قل له لم حدثت الحكم بن عنبسه عني ان الأوصياء محدثون لا تحدثه و أشباهه بمثل هذا الحديث فحمدت اللّه و أثنيت عليه فقلت الحمد للّه، فقال هو الحمد للّه، ثم قلت احمده و استعينه، فقال هو احمده و استعينه فكنت كلما ذكرت اللّه في كلام ذكر معي حتى فرغت من كلامي و الأخبار في حقه كثيرة، و الحق ان الرجل من الثقات الأجلاء و يروي عنه جماعة كثيرة ذكرهم فى ج 1 ص 377 من رجال شيخنا المامقاني - ره - يقول الثالث من التنبيهات: ان الرجل و إن لم يكن له سمي يشبه أحدهما بالآخر حتى يحتاج الى مميز إلا انه لا بأس بالاشارة الى من عد في جامع الرواة من الرواة روايتهم عن الرجل لينتفع به فى إحراز إتصال السند و إرساله و هم أبناء محمد و حمزة و أخو زرارة و أبو جميلة و أبو أيوب الخراز و يونس بن يعقوب و أبو ولاد و محمد الأحول و أبان ابن عثمان و عبد اللّه بن مسكان و عمر بن اذينة و علي بن رأب و حريز و مجر و صوان ابن يحيى و أبو السبع داود الابزاري و أبو عبد اللّه نشيب اللفايفي و أبو خالد القماط و ابنه الحسن بن أبي خالد و عبد اللّه بن بكير و عبد الرحمن بن أبي عقبة و عبد اللّه بن سليمان و الحرث بن المغيرة و عبد اللّه بن سنان و ثعلبة بن ميمون و محمد بن أبي حمزة و محمد بن جمهور و أبو هاشم الجعفري عن أبيه عنه الخ.

على الكافرين و المنافقين، رواها شيخنا الامام المجلسي - ره - في ج 13 من بحار الأنوار ص 168 عن روضة الكافي عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بعض أصحابه و علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير جميعا عن محمد بن أبي حمزة عن حمران قال قال أبو عبد اللّه - ع - و ذكر هؤلاء عنده و سوء حال الشيعة عندهم فقال انى سرت مع أبى جعفر و هو في موكبه و هو على فرس و بين يديه خيل و من خيل و أنا على حمار الى جانبه فقال لي يا أبا عبد اللّه قد كان ينبغي لك

«43 ج 2 الشيعة و الرجعة»

ص: 344

ان تفرح بما اعطانا اللّه من القوة و فتح لنا من العز و لا تخبر الناس انك احق بهذا الأمر منا و اهل بيتك فتعزينا بك و بهم، قال فقلت و من رفع هذا اليك عني فقد كذب فقال اتحلف على ما تقول؟، قال فقلت ان الناس سحرة يعني يحبون ان يفسدوا قلبك علي فلا تمكنهم من سمعك فأنا اليك احوج منك الينا فقال لي تذكر يوم سألتك هل لنا ملك؟، فقلت نعم طويل عريض شديد فلا تزالون فى مهلة من امركم و فسحة من دنياكم حتى تصيبوا منا دما حراما في شهر حرام في بلد حرام، فعرفت انه قد حفظ الحديث، فقلت لعل اللّه عز و جل ان يكفيك فاني لم اخصك بهذا إنما هو حديث رويته، ثم لعل غيرك من اهل بيتك ان يتولى ذلك فسكت عني فلما رجعت الى منزلي اتاني بعض موالينا، فقال جعلت فداك و اللّه لقد رأيتك في موكب ابي جعفر و انت على حمار و هو على فرس و قد اشرف عليك يكلمك كأنك تحته، فقلت بيني و بين نفسي هذا حجة اللّه على الخلق و صاحب هذا الأمر الذي يقتدى به و هذا الآخر يعمل بالجور و يقتل اولاد الأنبياء و يسفك الدماء فى الأرض بما لا يحب الله و هو في موكبه و انت على حمار فدخلني من ذلك شك حتى خفت على ديني و نفسي، قال فقلت لو رأيت من كان حولي و بين يدي و من خلفي و عن يميني و عن شمالي من الملائكة لأحتقرته و احتقرت ما هو فيه، فقال الآن أسكن قلبي، ثم قال إلى متى هؤلاء يملكون أو متى الراحة منهم؟، فقلت أليس تعلم ان لكل شيء مدة؟، قال بلى، فقلت هل ينفعك عملك؟ ان هذا الأمر كان اسرع إذا جاء من طرفة عين انك لو تعلم حالهم عند الله عز و جل و كيف هي كنت لهم اشد بغضا؟، و لو جهدت و جهد اهل الأرض ان يدخلوهم فى أشد ما هم فيه من الاثم لم يقدروا فلا يستفزك الشيطان فان العزة لله و لرسوله و للمؤمنين و لكن المنافقين لا يعلمون، ألا تعلم ان من انتظر امرنا و صبر على ما يرى من الأذى و الخوف هو غدا في زمرتنا؟ فاذا رأيت الدين قد مات و ذهب اهله و رأيت الجور قد شمل البلاد و رأيت القرآن قد خلق و احدث فيه ما ليس فيه و وجه على الأهواء و رأيت الدين قد انكفي كما ينكفي الماء الاناء و رأيت اهل الباطل قد استعلوا على اهل الحق و رأيت الشر ظاهر لا ينهى عنه و يعذر اصحابه و رأيت الفسق قد ظهر و اكتفى الرجال بالرجال و النساء بالنساء و رأيت

ص: 345

المؤمن صامتا لا يقبل قوله، و رأيت الفاسق يكذب و لا يرد عليه كذبه و فريته و رأيت الصغير يسحقر بالكبير و رأيت الأرحام قد قطعت، و رأيت من يمتدح بالنفق يضحك منه و لا يرد عليه قوله، و رأيت الغلام يعطي ما تعطي المرئة، و رأيت النساء يتزوجن النساء، و رأيت الثناء قد كثر، و رأيت الرجل ينفق المال في غير طاعة اللّه فلا ينهى و لا يؤخذ على يديه، و رأيت الناظر يتعوذ باللّه مما يرى في المؤمن من الاجتهاد و رأيت الجار يؤذي جاره، و ليس له مانع، و رأيت الكافر فرحا لما يرى فى المؤمن مرحا لما يرى فى الأرض من الفساد، و رأيت الخمور تشرب علانية و يجتمع عليها و لا يخاف اللّه عز و جل، و رأيت الآمر بالمعروف ذليلا، و رأيت الفاسق فيما لا يحب اللّه قويا محمودا، و رأيت اصحاب الآثار يحضرون و يحضر من يحبهم، و رأيت سبيل الخير منقطعا و سبيل الشر مسلوكا، و رأيت بيت اللّه قد عطل و يؤمر بتركه، و رأيت الرجل يقول ما لا يفعله، و رايت و الرجال يتسنمون للرجال و النساء للنساء و رأيت الرجل معيشته من دبره و معيشة المرئة من فرجها، و رأيت النساء يتخذن المجالس كما يتخذها الرجال، و رأيت التأنيث فى ولد العباس قد ظهر و اظهروا الخضاب و امتشطوا كما تمتشط المرئة لزوجها و اعطوا الرجال الأموال على فروجهم و تنوفس في الرجل و يغاير عليه الرجال و كان صاحب المال اعز من المؤمن و كان الرباء ظاهرا لا يعير و كان الزنا يمتدح به النساء، و رأيت المرئة تصانع زوجها على نكاح الرجال، و رأيت اكثر الناس و خير بيت من يساعد النساء على فسقهن، و رأيت المؤمن محزونا محتقرا ذليلا، و رأيت البدع و الزنا قد ظهر، و رأيت الناس يعتدون مشاهد الزور، و رأيت الحرام يحلل، و رأيت الحلال يحرم، و رأيت الدين بالرأي و عطل الكتاب و احكامه، و رأيت الليل لا يستخفى به من الجرئة على اللّه، و رأيت المؤمن لا يستطيع ان ينكر إلا بقلبه، و رأيت العظيم في المال ينفق فى سخط اللّه عز و جل، و رأيت الولاة يقربون اهل الكفر و يباعدون اهل الخير، و رأيت الولاة يرتشون في الحكم و رأيت الولاية قباله لمن زاد اراد، و رأيت ذوات الأرحام ينكحن و يكتفي بهن، و رأيت الرجل يقتل على المظنة و يتغاير على الرجل الذكر فيذل له نفسه و ماله، و رأيت الرجل يعير على اتيان النساء، و رأيت الرجل

ص: 346

يأكل من كسب إمرأته من الفجور يعلم ذلك و يقيم عليه، و رأيت المرئة تقهر زوجها و تعمل ما لا تشتهي و تنفق على زوجها، و رأيت الرجل يكري إمرأته و جاريته و يرضى بالدنيء من الطعام و الشراب، و رأيت الايمان باللّه عز و جل كثيرة على الزور، و رأيت القمار قد ظهر، و رأيت الشراب تباع ظاهرا ليس عليه مانع، و رأيت النساء يبذلن انفسهن لأهل الكفر، و رأيت الملاهي قد ظهرت يمر بها لا يمنعها احد احدا و لا يجتري احد على منعها، و رأيت الشريف يستذله الذي يخافه سلطانه، و رأيت اقرب الناس الى الولاة من يمتدح بشتمنا اهل البيت، و رأيت من يحبنا يزور و لا يقبل شهادته، و رأيت الزور من القول يتنافس فيه، و رأيت القرآن قد ثقل على الناس استماعه و خف على الناس استماع الباطل، و رأيت الجار يكرم لجاره خوفا من لسانه و رأيت الحدود قد عطلت و عمل فيها بالأهواء، و رأيت المساجد قد زخرفت، و رأيت اصدق الناس عند الناس المفتري الكذب، و رأيت الشر قد ظهر و السعي بالنميمة، و رأيت البغي قد فشى، و رأيت الغيبة تستملح و يبشر بها الناس بعضهم بعضا، و رأيت طلب الحج و الجهاد يعز اللّه، و رأيت السلطان بذل للكافر المؤمن، و رأيت الخراب قد اديل من العمران، و رأيت الرجل معيشته من بخس المكيال و الميزان، و رأيت سفك الدماء يستخف بها، و رأيت الرجل يطلب الرياسة لغرض الدنيا و يشهر نفسه بخبث اللساني ليتقى و نستند اليه الامور، و رأيت الصلاة قد استخف بها، و رأيت الرجل عنده المال الكثير لم يذكه منذ ملكه، و رأيت الميت ينشر من قبره و يؤذى و تباع أكفانه، و رأيت الهرج قد كثر و رأيت الرجل يمسي نشوان و يصبح سكران لا يهتم بما الناس فيه. و رأيت البهائم تنكح، و رأيت البهائم تفرس بعضها بعضا، و رأيت الرجل يخرج الى مصلاه و يرجع و ليس عليه شيء من ثيابه، و رأيت قلوب الناس قد قست و جمدت اعينهم و ثقل الذكر عليهم، و رأيت السحت قد ظهر يتنافس فيه، و رأيت المصلي إنما يصلي ليراه الناس و رايت الفقيه يتفقه لغير الدين يطلب الدنيا و الرياسة و رأيت الناس مع من غلب و رأيت طالب الحلال يذم و يعير و طالب الحرام يمدح و يعظم و رأيت الحرمين يعمل فيهما بما لا يحب اللّه لا يمنعهم مانع و لا يحول بينهم و بين العمل القبيح أحد و رأيت المعازف ظاهرة في الحرمين و رأيت الرجل يتكلم بشيء من الحق

ص: 347

و يأمر بالمعروف و ينهي عن المنكر فيقوم اليه من ينصحه فى نفسه فيقول هذا عنك الموضوع و رأيت الناس يتلو بعضهم الى بعض و يقتدون بأهل الشر و رايت مسلك الخير و طريقه خاليا لا يسلكه احد، و رأيت الميت يهز به فلا يفزع له احد، و رأيت كل عام يحدث فيه من البدعة و الشر اكثر مما كان، و رأيت الخلق و المجالس لا يتابعون إلا الأغنياء، و رأيت المحتاج يعطى على الضحك به و يرحم لغير وجه اللّه، و رأيت الآيات فى السماء لا يفزع لها احد، و رأيت الناس يتسافدون كما تسافد البهائم لا ينكر احد منكرا تخوفا من الناس، و رأيت الرجل ينفق الكثير في غير طاعة اللّه و يمنع اليسير في طاعة اللّه، و رأيت العقوق قد ظهر و استخف بالوالدين و كانا من أسوء الناس حالا عند الولد و يفرح بأن يفترى عليهما، و رأيت النساء قد غلبن على الملك و غلبن على كل امر لا يؤتى إلا ما لهن فيه هوى، و رأيت ابن الرجل يفتري على ابيه و يدعو على والديه و يفرح بموتهما و رأيت الرجل اذا مر به و لم يكسب فيه الذنب العظيم من فجور او بخس في مكيال او ميزان او غشيان حرام او شر مسكر كئيبا حزينا يحسب ان ذلك اليوم عليه وضيعة من عمره و رأيت السلطان يحتكر الطعام، و رأيت اموال ذي القربى تقسم في الزور و يتقامر بها و يشرب بها الخمور، و رأيت الخمر يتداوا بها و توصف للمريض و يستشفى بها، و رأيت الناس قد استووا فى ترك الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و ترك التدين به، و رأيت رياح المنافقين و اهل النفاق دائمة و رياح اهل الحق لا تحرك، و رأيت الاذان بالأجر و الصلاة بالأجر، و رأيت المساجد محتشية مما لا يخاف اللّه مجتمعون فيها للغيبة و اكل لحوم اهل الحق و يتواصفون فيها شراب المسكر، و رأيت السكران يصلي بالناس فهو لا يعقل و لا يشان بالسكر و إذا سكر اكرم و اتقى و خيف و ترك لا يعاقب و يعذر بسكره، و رأيت من اكل اموال اليتامى يحدث بصلاحه، و رأيت القضاة يقضون بخلاف ما امر اللّه، و رأيت الولاة يأتمون الخونة للطمع، و رأيت الميراث قد وضعته الولاة لأهل الفسوق و الجرئة على اللّه يأخذون منهم و يحلونهم و ما يشتهون، و رأيت المنابر يؤمر عليها بالتقوى و لا يعمل القائل بما يأمر، و رأيت الصلاة قد استخف بأوقاتها، و رأيت الصدقة بالشفاعة لا يراد بها وجه اللّه و تعطى لطلب الناس، و رأيت الناس همهم بطونهم

ص: 348

و فروجهم لا يبالون بما أكلوا و بما نكحوا، و رأيت الدنيا مقبلة عليهم، و رأيت اعلام الحق قد درست فكن على حذر و اطلب من اللّه عز و جل النجاة و اعلم ان الناس فى سخط اللّه عز و جل فى خلاف ما هم عليه فان نزل بهم العذاب و كنت فيهم عجلت الى رحمة اللّه و إن أخرت ابتلوا و كنت قد خرجت ما هم فيه من الجرئة على اللّه عز و جل و اعلم ان اللّه لا يضيع أجر المحسنين و ان رحمة اللّه قريب من المحسنين.

خاتمة و فيها تنبيهات ثلاث

التنبيه الأول: في من أفرد رسالة مستقلة فى الرجعة

في من أفرد رسالة مستقلة فى حقية الرجعة و هم جماعة كثيرة، ذكر شيخنا العلامة الطهراني في الذريعة ج 1 ص 90 عدد 437 يقول:

1 - (إثبات الرجعة) رسالة فارسية فى ألفي بيت للعلامة المجلسي - ره - المتوفى 1110 هج، ألفها باسم الشاه سليمان المتوفى 1106 هج، ذكر فيها أربعة عشر حديثا من الملاحم الواقعة في آخر الزمان، و منها حديثان فيها الاشارة الى ظهور الدولة الصفوية و الأثنى عشر منها في علائم الظهور و أحوال الحجة و رجعة الأئمة و شيعتهم فى آخر الزمان مع بيانات و تحقيقات، و في آخر الحديث الرابع عشر المعروف ب (دعاء العهد)، و في آخر الحديث الثالث عشر ما معناه: اني أوردت ما يناهز مأتي حديث في الرجعة عن نيف و أربعين رجلا من خمسين اصلا معتبرا - الى أن قال - ان أحاديث رجعة أمير المؤمنين «ع» متواترة باعتقادي و أحاديث رجعة سائر الائمة من التواتر، أقول: قد عقد في المجلد الثالث عشر من البحار بابا و أورد قريبا من مأتي حديث كما ذكرناه و بعد تمام الأحاديث ذكر قريبا مما ذكرناه في آخر الحديث الثالث عشر هنا: أول الرسالة الحمد للّه الخ، و نسختها متداولة فيها فى الخزانة الرضوية، و عند العلامة ميرزا محمد الطهراني

ص: 349

بسامراء. و طبعت بالهند و يأتي الايقاظ من الهجعة للمحدث (الحر) الذي أورد فيه أكثر من 600 حديث و أربع و ستين آية و أدلة كثيرة اخري لاثبات الرجعة.

(قال الطبسي): و قد ذكر المحقق المجلسي فى عدة مواضع من كتبه مسألة الرجعة كما أشرنا في ترجمته غير الرسالة المستقلة في شرح اصول الكافي: مرآة العقول، و حق اليقين، و الاعتقادات، و كتاب الأربعين فراجع.

2 - (إثبات الرجعة) للمحقق اقا جمال الدين محمد بن اقا حسين الخونساري المتوفى سنة 1135 هج باسم شاه سلطان حسين الذي تسنم عرش الملك سنة 1106 هج أوله: (سعادت جاوداني شكر و سباس نعمت اساس جهان آفريني استكه) الخ.

ذكره في ج 1 ص 93 من الذريعة) قلت و نحن نذكر ترجمته إتماما للفائدة

هو من أعاظم الفقهاء و المجتهدين و المتكلمين، قال الشيخ - ره - في تكملة (أمل الآمل) ص 473: المولى الجليل الحسين بن جمال الدين محمد الخوانساري عالم فاضل حكيم محقق مدقق ثقة ثقة جليل القدر عظيم الشأن علامة العلماء فريد العصر له مؤلفات منها: (شرح الدروس) حسن لم يتم و عنده كتب في الكلام و ترجمة (القرآن الكريم)، و ترجمة (الصحيفة السجادية)، و غير ذلك من المعاصرين أطال اللّه بقاءه نروي عنه إجازة و قد ذكره السيد علي بن ميرزا أحمد فى (سلافة العصر من محاسن أعيان العصر) و أثنى عليه ثناء بليغا، و فى ج 1 ص 164 من جامع الرواة للمولى الجليل محمد الأردبيلي يقول: جمال الدين محمد ابن حسين جمال الدين الحسين الخوانساري جليل القدر عظيم المنزلة رفيع الشأن ثبت ثبت عين صدوق عارف بالأخبار و الفقه و الاصول و الكلام و الحكمة له تأليفات منها: شرح مفتاح الفلاح، و حاشية على شرح مختصر الاصول، و حاشية على حاشية الفاضل الزكي ملا ميرزا جان، و حاشية على حاشية الفاضل الزكي الخفري و له تعليقات على تهذيب الأخبار، و من لا يحضره الفقيه، و شرح الشرائع و الشفاء، و شرح الاشارات و غيرها، الخ.

(قال الطبسي): أوردنا ترجمته بنحو الاختصار أداء لبعض حقوقه فان له حقوقا على أهل العلم.

3 - (إثبات الرجعة) للشيخ حسن بن سليمان بن خالد المجاز من الشيخ الشهيد

ص: 350

مع جمع آخرين فى 12 شعبان سنة 757 هج و هو صاحب مختصر البصائر كما ذكر اسمه في أواسطه كانت النسخة عند صاحب الرياض و ينقل عنها العلامة المجلسي رحمه اللّه في البحار و قال في أوله: (اني رويت فى الرجعة أحاديث من غير طريق سعد فمن أراد الأحاديث من طريق سعد فليرجع الى كتابى الذي هو مختصر بصائر الدرجات لسعد بن عبد اللّه لكن صاحب الكتاب استظهر من كلامه هذا ان مختصر البصائر لسعد فراجع توجد نسخة منه في مكتبة راجه فيض آباد (الماري) و نسخة بخط الشيخ بهاء الدين محمد بن المولى علي نقي الكمرئي الطغاتي تاريخ كتابتها سنة 1085 هج فى كتب مدرسة فاضل خان بالمشهد الرضوي ذكره في ج 1 من الذريعة ص 92.

(قال الطبسي): شلت يد الظالم فقد انمحت آثار المدرسة و لم يبق منها شيء و وقعت حينما انهدمت فى الشارع بأمر من بلدية المحل (وَ لا تَحْسَبَنَّ اللّهَ غافِلاً عَمّا يَعْمَلُ الظّالِمُونَ) .

4 - (إثبات الرجعة) لسيدنا أبي محمد الحسن بن السيد هادي الموسوي الكاظمي آل صدر الدين أوله: بعد البسملة فهذه أحاديث تدل على إثبات الرجعة.

(قال الطبسي): و هذا السيد من أكابر العلماء فى عصره و الاجازاة غالبا تنتهي اليه و لنا منه الاجازة فى سنة 1348 هج فى داره فى الكاظمية و له تأليفات جامعة نافعة جدا، طبع بعضها، و كان برهة من الزمان مرجعا للتقليد، و كان شيخنا الزاهد الفقيه الحاج الشيخ علي القمي (ره) يرجع اليه قائلا: (لا لكونه أعلم بل لأنه مجتهد عادل) و قال شيخنا العلامة الطهراني في ج 1 ص 445: من نقباء البشر فى ترجمة السيد حسن بن السيد هادي بن السيد محمد علي شقيق السيد صدر الدين بن السيد صالح بن السيد محمد بن السيد ابراهيم بن الشهير شرف الدين (آل الصدر) من أشهر الاسر العلوية و أعرقها في العلم و الأدب و الورع و التقى و الصلاح، و قد خرج منها من فحول العلماء و أساطين الفقهاء من أشهرهم المترجم و هم من آل شرف الدين و أصلهم من جبل عامل و لا يزال أفرادهم فى صور و نواحيها و زعيمهم اليوم الحجة السيد عبد الحسين شرف الدين ابن اخت السيد المترجم - الى أن يقول - ولد بالكاظمية يوم الجمعة 29 شعبان المبارك سنة 1272

ص: 351

هجرية، نقلا عنه عن خط والده و في سنة 1289 هج هاجر الى النجف الأشرف و فى سنة 1297 هج هاجر الى سامراء فانضم الى تلامذة المجدد الشيرازي و بقي الى أن توفى استاذه في سنة 1312 هج و فى سنة 1314 هج خرج منها الى أن توفى ببغداد ليلة الخميس 11 ربيع الأول سنة 1353 هج و حمل الى الكاظمية راجع ترجمته مفصلا هناك تجد فيه ما تشتهيه الأنفس و تلذ الأعين. و أما صورة إجازتنا منه قد دخلت عليه يوما في داره في يوم الثالث من شوال المكرم سنة 1348 هج بعد إنشائه الاجازة بلسانه الشريف كتب بقلمه المنيف: (بسم اللّه الرحمن الرحيم قد أجزت لجناب الشيخ العالم الفاضل الشيخ محمد رضا الطبسي سلمه اللّه تعالى ان يروي عني كل ما يصح لي روايته عن مشايخي الذين ذكرتهم في إجازات الكبار المتصلة الاسناد الى الائمة الأطهار سيما ما ذكرته من طرقي فى (بغية الوعات في طبقات مشايخ الاجازات) حرره الأحقر حسن بن العلامة السيد هادي). و كان رحمه للّه رجلا جسيما مهيبا نورانيا يظهر منه أنوار السيادة رضوان اللّه عليه.

5 - (إثبات الرجعة) لآية اللّه العلامة الشيخ أبي منصور جمال الدين الحسن بن المطهر الحلي المتوفى سنة 726 هج يوجد في خزانة كتب مدرسة فاضل خان بالمشهد الرضوي ذكره في ج 1 من الذريعة ص 92.

(قال الطبسي): و له حق عظيم على الشيعة قال شيخنا العلامة المعاصر المامقاني فى ج 1 من رجاله ص 314 اتفق علماء الاسلام على وفور علمه في جميع الفنون و سرعة التصنيف و بالغوا في وثاقته و كان على قلب الاخبارية سيما محمد أمين الاسترابادي أثقل من الصخرة كما يظهر من فوائده المدنية، و نقل: عن بحر العلوم بأنه علامة العالم و فخر بني آدم أعظم العلماء شأنا و أعلاهم برهانا سحاب الفضل الهاطل و بحر العلوم الذي ليس له ساحل من العلوم ما تفرق في جميع الناس و أحاط من الفنون بما لا يحيط به القياس مروج المذهب و الشريعة فى المائة السابعة و رئيس علماء الشيعة من غير مدافعة صنف فى كل علم كتابا و آتاه اللّه من كل شيء سببا.

و عن: السماهيجي فى إجازاته ان هذا الشيخ بلغ في الاشتهار بين الطائفة «44 ج 2 الشيعة و الرجعة»

ص: 352

بل العامة اشتهار الشمس في رابعة النهار و كان فقيها متكلما حكيما هندسيا رياضيا جامعا لجميع الفنون الاسلامية متبحرا فى كل العلوم من المعقول و المنقول أما في الفقه و الاصول و قد امتلأ الآفاق بتصنيفه و عطر الأكوان بتأليفه و مصنفاته و كان اصوليا بحتا و مجتهدا صرفا حتى قال الاسترابادي انه أول من سلك طريق الاجتهاد و من أصحابنا.

و عن: ابن داود القمي المعاصر له في ترجمته و رجاله بقوله شيخ الطائفة علامة زمانة صاحب التحقيق و التدقيق كثير التصانيف انتهت اليه رياسة الامامية فى المعقول و المنقول مولده سنة 648 هج و كان والده فقيها مدرسا عظيم الشأن و قال في تكملة أمل الآمل ص 469 انه فاضل عالم علامة العلماء محقق مدقق ثقة ثقة فقيه محدث متكلم ماهر جليل القدر عظيم الشأن رفيع المنزلة لا نظير له فى جميع الفنون و العلوم و النقليات و العقليات و فضائله و محاسنه أكثر من أن تحصى قرء على المحقق الحلي و جماعة كثيرين من العامة و الخاصة و قرء على المحقق الطوسي في الكلام و غيره من العقليات و قرء عليه المحقق الطوسي فى الفقه، وفاته ليلة السبت 11 محرم الحرام 726 و نقل نعشه الى النجف الأشرف و دفن فى الحجرة التي جنب المنارة على يمين الداخل الى الروضة المباركة و توفى عن 77 سنة و ثمانية أشهر و ثلاثة أيام و مؤلفاته ما يقرب المائة و له مناظرات لطيفة شريفة مع المخالفين.

6 - (إثبات الرجعة) للفاضل المعاصر الشيخ محمد رضا الطبسي فارسي طبع بالنجف سنة 1354 هج و ترجمت بلغة اردو تأتي (الذريعة ج 1 ص 92).

7 - (إثبات الرجعة) معرب كتاب الفاضل الطبسي المذكور للسيد البحاثة الأديب السيد محسن نواب مؤلف - آئينه حقيقت - طبع في النجف الأشرف (الذريعة ج 1 ص 92).

8 - (إثبات الرجعة) للشيخ سليمان بن أحمد آل عبد الجبار القطيفي نزيل مسقط المتوفى سنة 1266 هج ذكره في أنوار البدرين (الذريعة ج 1 ص 92).

9 - (إثبات الرجعة) للمفتي مير محمد عباس بن علي أكبر الموسوي التستري اللكنهوي المتوفى بها في 25 رجب سنة 1306 هج ذكره فى التجليات نقله في (الذريعة ج 1 ص 93).

ص: 353

10 - (إثبات الرجعة) للمحقق الكركي الشيخ نور الدين علي بن الحسين ابن عبد العالي المتوفى سنة 940 هج يوجد ضمن مجموعة من رسائله فى مكتبة راجه فيض آباد فى الفقه العربي من (الماري) كما في فهرستها ذكره فى (الذريعة ج 1 ص 93).

(قال الطبسي): قال في التكملة ص 443 الشيخ الجليل علي بن عبد العالي العاملي الميسي الكركي أمره في الثقة و العلم و الفضل و جلالة القدر و عظم الشأن و كثرة التحقيق أشهر من أن يذكر و مصنفاته كثيرة مشهورة و منها شرح القواعد 6 مجلدات - الى أن يقول - روي عنه فضلاء عصره منهم الشيخ علي ابن عبد العالي الميسي و رأيت إجازته و كان حسن الخط و ذكر السيد مصطفى التفريشي في كتاب رجاله فقال في حقه: شيخ الطائفة و علامة وقته صاحب التحقيق و التدقيق كثير العلم نقي الكلام جيد التصانيف من أجلاء هذه الطائفة له كتب منها شرح القواعد الحلي - ره - و كانت وفاته سنة 937 هج و قد زاد عمره على السبعين. توفي ليلة الجمعة الخميس الخامس و العشرين من جمادى الاولى سنة 1038 هج و هو يروي عن علي بن هلال الجزائري،: و في بلدنا (طبس) مزار كبير مدفون فيه (السلطان حسين بن الامام موسى الكاظم) جليل القدر مكتوب في داخل القبة التي على القبر انه امر بتعميره علي بن عبد العالي الكركي و لعله (ره) زار مشهد الامام الرضا «ع» من طريق إصفهان و يزد و مر عليه و نزل ايام و أمر بتعمير المزار المذكور و له موقوفات كثيرة.

11 - (إثبات الرجعة) الموسوم ب (النجعة فى إثبات الرجعة) للعلامة البحاثه السيد علي نقي اللكهنوي كذا فى الذريعة ج 1 ص 93 (قلت): و هذه غير النجعة التي تعريب كتابنا إثبات الرجعة الموسومة ب (تنبيه الامة).

12 - (إثبات الرجعة) للشيخ ابي محمد الفضل بن شاذان بن الخليل الازدي النيشابوري المتوفى سنة 260 هج صرح به النجاشي و حكي عن الكنجي انه ذكران الفضل بن شاذان صنف مائة و ثمانين كتابا، اقول الموجودة الآن منه مختصرة بعنوان منتخب إثبات الرجعة و له ايضا كتاب الرجعة و احاديثها كما صرح به ايضا النجاشي و هو فى غيبة الحجة صاحب الزمان و يعرف بكتاب الغيبة ذكره فى الذريعة ج 1 ص 93

ص: 354

(قال الطبسي): لا بأس بترجمته إجمالا قال المرزا فى رجاله ص 260: الفضل ابن شاذان بالشين المعجمه و النون ابن الخليل بالخاء المعجمة الازدي النيشابوري كان ابوه من اصحاب يونس، روى عن ابي جعفر الجواد و قيل عن الرضا (ع) و كان ثقة جليلا فقيها متكلما عظيم الشأن فى هذه الطائفة، و عد فى كتبه كتاب الرجعة، و فى رجال المامقاني ج 2 ص 9 من حرف الفاء نقلا عن القسم الأول من الخلاصة يقول: الفضل بن شاذان بالشين المعجمة (الى ان يقول) كان ابوه من اصحاب يونس، إلى اخر ما تقدم، و عن إبن داود القمي و بالجملة كل من صنف فى الرجال و ثقة و عظمه و الرجل بلغ فى الجلالة الى درجة لا حاجة إلى نقل الأخبار فى توثيقه و تعظيمه.

13 - (إثبات الرجعة و وجوبها من التلاوة و السنة) مرتب على بابين اولهما الآيات. و الثاني الأحاديث، قال بعد ذكر الاربع عشرة اية هذا ما سنخ لي من التلاوة (إلى قوله): الباب الثاني في وجوبها في السنة و فى ذلك روايات واضحة الدلالة و بعد تمام الأخبار أورد خاتمة الرد على النافين للرجعة و ذكر في آخره مأخذ كتبه و ذكر منها كتاب الشيخ رجب البرسي و انه يلحق به ما وجده بعد ذلك و النسخة موجودة عند الشيخ محمد السماوي ناقصه من الأول إلى آخر الآية الحاديعشرة ذكره في الذريعة ج 1 ص 93.

14 - (إثبات الرجعة) الموسوم بالايقاظ من الهجعة للشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي المتوفى سنة 1104 هج ذكره فى الذريعة. و قد مر ترجمته انفا.

15 - (إثبات الرجعة) بعنوان ارشاد الجهلة المصرين على انكار الغيبة و الرجعة لم يذكر فيه اسم المؤلف الا اني رأيت النسخة بخط المولى محمد هاشم الهروي الخراساني الفاضل العالم الذي دون مجموعة فى سنين فرغ من كتابتها 1136 و 7 و 8 هج و فيها ما أنتخبه من كتاب غرر الحكم الآمدي و رسائل عديدة و فوائد كثيرة اخرى ذكره في الذريعة ج 1 ص 315 فى حرف الالف مع الراء.

16 - (إثبات الرجعة) للمولى سلطان محمود بن غلامعلي الطبسي كما في (امل الامل) و هو من تلاميذ العلامة المجلسي (ره) و صاحب مختصر شرح نهج البلاغة، قال الشيخ الاجل في امل الامل: محمود بن غلامعلي الطبسي كان فاضلا

ص: 355

فقيها عارفا بالعربية جليلا معاصرا قاضيا بالمشهد الرضوي له مختصر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد و رسالة فى إثبات الرجعة و رسالة في العروض و غير ذلك و قال المحدث النوري في الفيض القدسي المطبوع في أول ج 1 من بحار الأنوار ص 20 السادس و الأربعون المولى الفاضل المتوقد الزكي الألمعي مولانا محمود بن غلام علي الطبسي كذا وصفه شيخه بخطه فى آخر التهذيب الذي قرء عليه و أجازه في رابع عشر شهر جمادى الاولى سنة 1096 هج و هو صاحب مختصر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ثم ذكر ما ذكرناه عن الشيخ الحر العاملي - ره - و ذكره في (الذريعة ج 1 ص 92).

17 - (إثبات الرجعة) للسيد الجليل محمود بن فتح اللّه الحسني الكاظمي معاصر الشيخ الحر العاملي و المجاز من الفاضل الجواد الكاظمي تلميذ الشيخ البهائي ذكر فيه أحاديث الرجعة قال المحدث الحر فى أول كتابه (الايقاظ) ما لفظه قد جمع بعض السادة المعاصرين فى إثبات الرجعة (عن هذا السيد) ذكره فى (الذريعة ج 1 ص 94).

18 - (إثبات الرجعة) و ظهور الحجة و الاخبار المأثورة فيها عن آل العصمة صلوات اللّه عليهم أجمعين للسيد الجليل ميرزا محمد مؤمن بن دوست محمد الحسني الاسترابادي الشهيد في حرم اللّه سنة 1088 هج فرغ من تأليفه بمكة المشرفة في شهر رجب سنة 1069 أوله: الحمد للّه على نعمائه و الشكر على آلائه الخ، توجد نسخة منه بخط الحاج مولى باقر بن عبد الكريم الدهدشتي البهبهاني صاحب الدمعة الساكبة عند الحاج الشيخ محمد سلطان المتكلمين ابن المولى اسماعيل الكجوري و نسخة في مكتبة راجه فيض آباد (الماري) نمره 3، و نسخة ترجع الى عصر المصنف فى خزانة كتب سيدنا الحسن صدر الدين تاريخ كتابتها سنة 1081 هج و كتب المصنف بخطه الشريف على ظهر تلك النسخة حديثا فى التعقيب الى طلوع الشمس ذكره في (الذريعة ج 1 ص 94).

19 - (إثبات الرجعة) للشيخ شرف الدين يحيى البحراني تلميذ المحقق الكركي و نائبه فى بلدة يزد و صاحب كتاب أسامي المشايخ ذكره في الذريعة ج 1 ص 94، الى هنا استفدنا هذه الكتب من الذريعة و قد وفقني اللّه على

ص: 356

جماعة اخرى قدس اللّه اسرارهم:

1 - (إثبات الرجعة) للشيخ الجليل أحمد بن داود بن سعيد الجرجاني ذكره الامام المحدث المجلسي - ره - ج 13 من بحار أنواره ص 231 بعد تعداد المحدثين و رؤساء الدين بقولة ممن نقل أخبار الرجعة من نيف و أربعين من الثقات و لنذكر لمزيد التشدد و التأكيد أسماء بعض من تعرض لتأسيس هذا المدعي و صنف فيه أو احتج على المنكرين أو خاصم المخالفين سوى ما ظهر مما قدمناه في ضمن الأخبار و اللّه الموفق فمنهم أحمد بن داود بن سعيد الفزاري أبو يحيى الجرجاني كان عاميا متقدما في الحديث من العامة رزقه اللّه هذا الأمر و له تصنيفات كثيرة في فنون الاجتماعات على المخالفين - الى أن يقول - فمن كتبه كتاب المتعة و الرجعة و المسح على الخفين.

2 - (إثبات الرجعة) لحسن بن علي بن أبي حمزة و اسمه سالم البطائيني كما في الكشي ص 26 قال أبو عمر الكشي فيما أخبرنا به محمد بن محمد عن جعفر بن محمد عنه قال قال محمد بن مسعود سألت علي بن الحسن بن فضال عن الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائيني فطغن عليه و كان أبوه قائدا لأبي بصير يحيى بن القاسم هو الحسن بن علي بن أبي حمزة مولى الأنصار كوفي و رأيت شيوخنا رحمهم اللّه يذكرونه انه كان من وجوه الواقفية له كتب كتاب الفتن - الى أن يقول - و كتاب الصلاة و كتاب الرجعة - لا يقال - كيف تعتمدن على أخباره فى الرجعة و هو كان ممن لا يعتقد بها.

قلنا: إنما ذكر الروايات التي فى الرجعة بعد اهتدائه و تبصره و دخوله في مذهب الشيعة لا زمان انحرافه فيكفي ذلك لأن يؤخذ بأخباره و على ما قلنا سلك الامام آية اللّه العلامة الحلي و شيخنا الامام المحدث المجلسي - ره -.

3 - (إثبات الرجعة) لشيخنا الصدوق عليه الرحمة و قد مر الكلام فيها في ترجمته فراجع، و في ص 307 في رجاله الكبير في تعداد كتبه يقول: له كتاب الرجعة و كتاب المتعة.

4 - (إثبات الرجعة) لمحمد بن مسعود العياشي الثقة الأمين صرح بذلك النجاشي ص 349 وعد من كتبه كتاب الرجعة و تزيد تأليفاته على المأتين راجع

ص: 357

رجال المراز ص 320 و نقل عن لم ان محمد بن مسعود بن محمد بن عياش السمرقندي يكنى أبا النضر أكثر أهل الشرق علما و أدبا و فضلا و فهما و نبلا فى زمانه صنف أكثر من مأتي مصنف ذكرناها في الفهرست و كان له مجلس للخاص و مجلس للعوام و في أول عنوانه يقول السمرقندي: أبو النضر بالضاد المعجمة المعروف بالعياشي ثقة صدوق من عيون هذه الطائفة و كبيرها و قيل انه من بني تميم جليل القدر بصير بالرواية له كتب كثيرة تزيد على مأتي مصنف.

5 - (إثبات الرجعة) لمرزا حسن بن عبد الرزاق اللاهجي.

6 - (إثبات الرجعة) للشيخ سليمان القطيفي.

7 - (رسالة في وجوب الرجعة) للسيد المعاصر العلامة استاذنا في المعقول السيد أبو الحسن الرفيعي القزويني دام ظله سمعت منه في سفرة خراسان في قزوين و هو اليوم في قزوين حكيم متكلم أديب.

8 - (إثبات الرجعة) للشيخ المعاصر التبريزي.

9 - (إثبات الرجعة) للمرحوم الشيخ حبيب اللّه الكاشاني قد مر ذكره.

10 - (إثبات الرجعة) للعالم الجليل الشيخ حيدر حدثني بذلك ولده الشيخ الفاضل المعاصر الشيخ أسد حيدر أيده اللّه تعالى.

11 - (إثبات الرجعة) للفاضل المعاصر الحاج سيد علي نقي فيض الاسلام الاصبهاني بعنوان (رهبر كمشدكان فارسي) مطبوع و غيرها من الرسائل المكتوبة في الرجعة و صحة القول بها و ضيق المجال و تشتت الأحوال يمنعني عن التتبع في كتب التراجم و الرجال و إلا فالمتتبع يطلع و يصادف بأكثر مما ذكرناه فكم من رجال الدين في أقطار الأرض من الأعلام كاتبين في هذه المسألة و نحن لم نطلع عليهم و يكفي قاطعا للعذر و برهانا على الخصم و حجة عليه (وَ الَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَ إِنَّ اللّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) .

التنبيه الثاني: فيمن نقل أخبار الرجعة

فيمن نقل أخبار الرجعة في ضمن التعرض للغيبة و الامامة فنكتفي بما أورده شيخنا الامام المحدث المجلسي - ره - فى ج 13 ص 231 من بحار الأنوار

ص: 358

يقوله: إعلم يا أخي اني لا أظنك ترتاب بعد ما مهدت و أوضحت في القول بالرجعة التي أجمعت الشيعة عليها فى جميع الأعصار و اشتهرت بينهم كالشمس في رابعة النهار حتى نظموها في أشعارهم و احتجوا بها المخالفين في جميع أمصارهم و شنع المخالفون عليهم فى ذلك و أثبتوه فى كتبهم و أسفارهم منهم: الرازي، و النيشابوري و غيرهما، و قد مر كلام ابن أبي الحديد حيث أوضح مذهب الامامية فى ذلك و لو لا مخافة التطويل من غير طائل الأوردت كثيرا من كلماتهم في ذلك و كيف يشك مؤمن بحقيقة الأئمة الأطهار «ع» فيما ورد عنهم في قريب من مأتي حديث صريح رواها نيف و أربعون من الثقات العظام و العلماء الأعلام في أزيد من خمسين من مؤلفاتهم كثقة الاسلام الكليني، و الصدوق، و محمد بن بابويه و الشيخ أبو جعفر الطوسي، و السيد المرتضى، و النجاشي، و الكشي، و العياشي و علي بن ابراهيم، و سليم بن قيس الهلالي، و الشيخ المفيد، و الكراچكي، و النعماني و الصفار، و سعد بن عبد اللّه، و ابن قولويه، و علي بن عبد الحميد، و السيد بن طاووس و ولده صاحب (زوائد الفوائد)، و محمد بن علي بن ابراهيم، و مؤلف كتاب (التنزيل و التحريف)، و أبي الفضل الطبرسي، و ابراهيم بن محمد الثقفي، و محمد بن العباس بن مروان، و البرقى، و ابن شهر اشوب، و الحسن بن سليمان، و القطب الراوندي، و العلامة الحلي، و السيد بهاء الدين علي بن عبد الكريم، و أحمد بن داود بن سعيد، و الحسن بن علي بن أبي حمزة، و الفضل بن شاذان، و الشيخ الشهيد محمد بن مكي، و الحسين بن حمدان، و الحسن بن محمد بن جمهور العمي مؤلف كتاب (الواحدة)، و الحسن بن محبوب، و جعفر بن محمد بن مالك، و طهر بن عبد اللّه، و شاذان بن جبرئيل، و صاحب كتاب (الفضائل) و مؤلف كتاب (العتيق)، و مؤلف كتاب (الخطب) و غيرهم من مؤلفي الكتب التي عندنا و لم نعرف مؤلفه على التعيين و لذلك لم ننسب الأخبار اليهم، و إن كان بعضها موجودا فيها، و اذا لم يكن مثل هذا متواترا ففي أي شيء يمكن دعوى التواتر مع ما روته كافة الشيعة خلفا عن سلف و ظني ان من يشك في أمثالها فهو شاك فى أئمة الدين و لا يمكنه إظهار ذلك من بين المؤمنين فيحتال فى تخريب الملة القويمة بالقاء ما يتسارع اليه عقول المستضعفين و تشكيكات الملحدين

ص: 359

(يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ اللّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) .

(أقول): و كان قصدي ترجمة كل واحد من هؤلاء غير من مر ترجمته و لكن اضطراب الحال و تشويش البال منعني عن ذلك و لقد أجاد الامام المجلسي رحمه اللّه بقوله: اذا لا يمكن دعوى التواتر في مسألة الرجعة بحسب الأخبار التي قد عرفت حالها مستقلة أو بضميمة ما فى التفاسير أو تأويل الآيات المباركة ففي أي شيء يمكن دعوى التواتر نسأل اللّه أن يعصمنا من العناد و أن يحفظنا من التجاسر و الجرئة على اصول المذهب إنكارا و تشكيكا، و اللّه وراء القصد.

التنبيه الثالث: في الشبهات الباردة الغير الواردة فى الرجعة

الشبهات الباردة الغير الواردة فى الرجعة امور منها استبعاد العقل و فيه ما لا يخفى على أصاغر الطلبة بأن الاستبعاد ليس دليلا شرعيا و لا عقليا على عدم صحة القول بالرجعة فان نظر المستبعد إن كان الى عقول ضعيفة مثل عقله فلا نقيم له وزنا فضلا من أن يكون دليلا و إن كان النظر الى عقول سليمة الخالية من شوائب الأوهام فلا استبعاد عند العقلاء فى ذلك و هذا واضح.

و منها: ان العقل لا يصدق سلطنة الائمة مدة ثمانين الف سنة، و فيه نحن ما قصرنا سلطنتهم على هذه المدة على القطع و الجزم و من المحتمل كونها أزيد من ذلك بمراتب و على الفرض فما المانع منها و هل هي من الممتنعات كاجتماع الضدين أو المتناقضين و الذي يجزم بالرجعة لا يستلزم أن يجزم بتلك المدة مع ان هذه المدة بالنسبة الى التفضلات الآلهية قليلة و الى قدرته تبارك و تقدس و فضل الائمة أقل و قد صادفت على كلام للحافظ البرسي لا بأس بالاشارة اليها يذكره فى فضل الأئمة فى أوائل كتابه مشارق الأنوار يقول: أنكر هذا الحديث من في قلبه مرض فقلت له تنكر القدرة أو النعمة أم ترد على المؤيدين بالعصمة فان أنكرت قدرة الرحمن فانظر الى ما روي عن سليمان ان سماطه كان كل يوم سبعة أكرار فخرجت دابة من دواب البحر فقالت يا سليمان أضفني اليوم فأمر أن يجمع لها مقدار سماطة شهر فلما اجتمع ذلك على ساحل البحر و صار كالجبل أخرجت «45 ج 2 الشيعة و الرجعة»

ص: 360

الحوت رأسها و ابتلعته و قالت يا سليمان أين تمام قوتي اليوم فان هذا بعض طعامي فتعجب سليمان فقال لها هل فى البحر دابة مثلك؟ فقالت الف الف امة فقال سليمان (سبحان اللّه الملك العظيم و يخلق ما لا يعلمون).

و أما نعته الواسعة: فقد قال سبحانه لداود و عزتي و جلالي لو أن أهل سماواتي و أرضي أملوني فأعطيت كل مؤمل أمله و يقدر دنياكم سبعين ضعفا لم يكن ذلك إلا كما يغمس أحدكم ابرة فى البحر و يرفعها فكيف ينقص منهن أنا قيمهن، و الحاصل ان عدم تصديق بعض العقول الناقصة الضعيفة سلطنة الأئمة فى هذه المدة ليس بشيء فان فضل اللّه بالنسبة الى حججه عليهم السلام يقتضي أزيد من ذلك بمراتب و الذي يقدر على الرجعة لا يفرق عنده ساعة أو سنة أو الف سنة أو ملايين السنين فان قدرة الباري على المقدورات على نهج واحد لا انه قادر على اننملة أقل منها على الفيلة أكثر بل قدرته عليها جميعا على حد سواء.

و منها: يستلزم كون من يرجع غير مكلف بالتكليف، و فيه ان التفكر فى هذه الامور ليس فى عهدتنا و الغور فيها ضرورة انهم يرجعون مع الحجة و ذلك أمر موكول اليه سلام اللّه عليه نفيا و إثباتا مضافا الى ما ورد في الأخبار الكثيرة معللة بأن الرجعة إنما هو لازدياد غم الكافر و همها و فرح المؤمن و سرورها و لم يقم دليل على كونهم مكلفين فى الرجعة و كونهم كذلك يحتاج الى دليل ضرورة ان التكليف بالموت يسقط و إثباته فيها يحتاج الى وصول دليل و لا دليل و لا إطلاق لأدلة الأحكام و لا عموم زمانيا و أحواليا مع انه يحتمل كونهم مكلفين بتكليف خاص و ليس علينا الفحص عنه وجودا و عدما.

و منها: انه ذكر الشيخ المفيد انه ليست بعد دولة القائم دولة، و هذا يدل على نفي دولة بعد دولة القائم عليه السلام، و فيه أولا قد عرفت عبارات الشيخ المفيد فى صحة رجوع الأئمة و ان الاعتقاد بها من مختصات آل محمد و العبارة المنقولة عنه صحيحة فان مفادها يعني ليست بعد دولة القائم من الدول الباطلة الجبارة دولة و هذا هو الصواب لأن دولة (القائم) عليه السلام متصلة بدولة الحسين عليه السلام مستمرة الى يوم القيامة و يكون الدولة و السلطنة الحقة فى آل محمد عليهم السلام و لا نحتاج الى القول بأن المراد بكلمة بعد في قوله بعد دولة (القائم

ص: 361

دولة) بمعنى غير أي ليست غير دولة القائم دولة نظير قوله تعالى: (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ) فتحصل ان الشبهات الباردة المتوهمة ورودها على الرجعة مزيفة في قبال الضرورة حيث ان مسألة الرجعة قد عرفت انها في الوضوح:

(كالشمس فى رابعة النهار) نعم الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون الشبهات و يلقونها في القلوب الساذجة اولئك من أتباع الشيطان و يريدون باغوائهم إخراج المؤمن عن الايمان و لا خلاق لهم، هذا ما عندنا و اللّه الهادي الى الصراط المستقيم.

النجف الأشرف: العراق

محمد رضا الطبسى

تم طبع الكتاب في يوم الجمعة المصادف ليوم (الغدير) عيد اللّه الأكبر

ص: 362

الفهرس و المصادر

ثبت المواد

الصحيفة الموضوع

3 كلمة المؤلف:

4 المقدمة في الرجعة و بحثها التحليلي عقلا.

5 الأمر الأول: فيما يركن اليه فى المسألة و طرق العامة اجازة.

9 الأمر الثاني: دوام الدنيا بدوام أهل البيت.

10 الأمر الثالث: القرآن و العترة و فيه أربعون حديثا.

21 الأمر الرابع: الوصية بالقرآن و التمسك به.

23 الأمر الخامس: المراد بآية التطهير.

25 الأمر السادس: إمتياز صدق الحديث عن كذبه.

27 الأمر السابع: أن للقرآن ظهرا و بطنا.

28 الأمر الثامن: علم التفسير و التأويل خاص بالأئمة (ع).

29 الأمر التاسع: علوم القرآن و أهل البيت و معنى الأب و الفاكهة.

31 الأمر العاشر: بطلان القياس و الرأي.

33 الأمر الحادي عشر: فى النهي عن القياس.

35 الأمر الثاني عشر: ما وجد من الحق و الصواب عند غيرنا مأخوذ منا.

37 الأمر الثالث عشر: لزوم بث الأخبار و الآثار النبوية.

39 الأمر الرابع عشر: جميع علوم القرآن يرجع إلى علي بن أبي طالب.

42 الأمر الخامس عشر: البسملة جزء من كل سورة إلا سورة البرائة.

44 الأمر السادس عشر: الرجعة ليست شيئا بديعا.

47 القرآن و الرجعة.

48 الآية الاولى: في معنى الغيب و كون الرجعة منه.

50 الآية الثانية: وقوع الرجعة فى الامم السالفة.

55 الآية الثالثة: فى كيفية احياء الموتى.

ص: 363

الصحيفة الموضوع

62 الآية الرابعة: رجعة علي «ع» و أصحابه.

63 الآية الخامسة: رجعة جماعة، الذين حذروا من الموت.

69 الآية السادسة: في قصة ابراهيم مع نمرود.

76: قصة ابراهيم و إحياء الطيور.

83 الآية السابعة: عيسى و ابراء الاكمة و الأبرص.

86: صاحب الرغيف و تقسيم عيسى الكنز.

87: كيفية إحياء عيسى الموتى.

87: إحياء عيسى سام بن نوح و ابن العجوز.

92 الآية الثامنة: رجوع الأنبياء لنصرة علي و طرق الخاصة.

97 الآية التاسعة: من قتل يحيى حتى يموت.

97 الآية العاشرة: من مات يحيى حتى يقتل.

98 الآية الحادية عشرة: ملوكية الأئمة «ع».

99 الآية الثانية عشرة: إحياء علي «ع» جماعة من اليهود.

100 الآية الثالثة عشرة: رجعة الحسين و أصحابه.

101 الآية الرابعة عشرة: رجعة رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) و الأنبياء.

102 الآية الخامسة عشرة: غلبة الاسلام على جميع الأديان.

103 الآية السادسة عشرة: رجعة المؤمنين.

104 الآية السابعة عشرة: المكذبين بالرجعة.

105 الآية الثامنة عشرة: الرجعة من أيام اللّه و قدرته.

106 الآية التاسعة عشرة: رجعة والد النبي و امه بدعائه (صلی الله علیه و آله).

107 الآية العشرون: عدم الايمان بالرجعة يوجب الكفر.

107 الآية الوحدة و العشرون: رجعة جماعة من امة محمد بعد الموت.

108 الآية الثانية و العشرون: أخبار النبي لسلمان برجعتهم.

112 الآية الثالثة و العشرون: منكر الرجعة يحشر أعمى.

112 الآية الرابعة و العشرون: رجعة ذي القرنين.

ص: 364

الصحيفة الموضوع

114 الآية الخامسة و العشرون: رجعة أصحاب الكهف.

115 الآية السادسة و العشرون: رجعة النبي الأعظم (صلی الله علیه و آله).

119 الآية السابعة و العشرون: قصة اسماعيل صادق الوعد.

120 الآية الثامنة و العشرون: غذاء النصاب في الرجعة.

121 الآية التاسعة و العشرون: من أهلكه اللّه بالعذاب لم يرجع في الرجعة

122 الآية الثلاثون: الأئمة و توريث الأرض.

123 الآية الواحدة و الثلاثون: غلبة أصحاب المهدي شرق الأرض و غربها.

124 الآية الثانية و الثلاثون: رجعة أعداء آل محمد (صلی الله علیه و آله).

125 الآية الثالثة و الثلاثون: موعد النبي لعلي بظهر الكوفة.

126 الآية الرابعة و الثلاثون: خلافة الأئمة في الرجعة.

130 الآية الخامسة و الثلاثون: ذلة بني امية في رجعة الأئمة.

131 الآية السادسة و الثلاثون: دابة الأرض و ما ورد فيها.

133 الآية السابعة و الثلاثون: الحشر الصغرى و ما ورد فيها

135: السيد الحميري و سوار القاضي.

136 الآية الثامنة و الثلاثون: ملوكية الدنيا و آل النبي الأعظم (صلی الله علیه و آله).

140 الآية التاسعة و الثلاثون: بشارة المؤمنين برجعة النبي الأعظم و الأئمة.

142 الآية الأربعون: العذاب الأدنى هو الرجعة.

142 الآية الواحدة و الأربعون: الأرض الجرز و الرجعة.

143 الآية الثانية و الأربعون: طريق التبليغ و التبشير.

148 الآية الثالثة و الأربعون: إحياء علي «ع» جماعة من الأموات.

152 الآية الرابعة و الأربعون: قصة أيوب و بليته.

156 الآية الخامسة و الاربعون: الرجعة ليست بعامة.

157 الآية السادسة و الأربعون: عرض النار على جماعة غدوا و عشيا فى الرجعة

157 الآية السابعة و الأربعون: نصرة اللّه أنبيائه في الرجعة.

158 الآية الثامنة و الأربعون: رجعة أمير المؤمنين و الأئمة.

ص: 365

الصحيفة الموضوع

158 الآية التاسعة و الاربعون: الكلمة الباقية و المراد بها.

159 الآية الخمسون: المراد ب (يوم تأتي السماء بدخان مبين).

159 الآية الواحدة و الخمسون: يوم الرجعة من أيام اللّه المرجوة.

160 الآية الثانية و الخمسون: بشارة و كراهة.

160 الآية الثالثة و الخمسون: الاسلام يغلب جميع الأديان.

161 الآية الرابعة و الخمسون: المراد ب (يوم ينادي المنادي من مكان قريب)

162 الآية الخامسة و الخمسون: المراد ب (ذوقوا فتنتكم).

162 الآية السادسة و الخمسون: المراد ب (و في السماء رزقكم و ما توعدون).

163 الآية السابعة و الخمسون: المراد ب (فويل للذين كفروا من يومهم).

163 الآية الثامنة و الخمسون: المراد ب (و ان للذين ظلموا عذابا دون ذلك)

163 الآية التاسعة و الخمسون: المراد ب (المؤتفكة أهوى).

164 الآية الستون: المراد ب (لا تتولوا قوما غضب اللّه عليهم).

165 الآية الواحدة و الستون: المراد ب (هو الذي أرسل رسوله بالهدى).

166 الآية الثانية و الستون: المراد ب (سنسمه على الخرطوم).

167 الآية الثالثة و الستون: المراد ب (فى يوم كان مقداره خمسين الف سنة)

167 الآية الرابعة و الستون: المراد ب (حتى اذا ما رأوا يوعدون).

168 الآية الخامسة و الستون: المراد ب (يا أيها المدثر).

168 الآية السادسة و الستون: المراد ب (انها لاحدى الكبر).

169 الآية السابعة و الستون: المراد ب (يوم ينفخ في الصور).

169 الآية الثامنة و الستون: المراد ب (و يقول الكافر يا ليتني كنت ترابا)

170 الآية التاسعة و الستون: المراد ب (يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة)

171 الآية السبعون: المراد ب (قتل الانسان ما أكفره).

171 الآية الواحدة و السبعون: المراد ب (لتركبن طبقا على طبق).

172 الآية الثانية و السبعون: المراد ب (انه على رجعة لقادر).

173 الآية الثالثة و السبعون: المراد ب (فدم دم عليهم ربهم).

ص: 366

الصحيفة الموضوع

173 الآية الرابعة و السبعون: المراد ب (و الليل اذا يغشى).

173 الآية الخامسة و السبعون: المراد ب (و للآخرة خير لك من الاولى).

174 الآية السادسة و السبعون: المراد ب (كلا سوف تعلمون).

175 الأدعية و الرجعة:

177 ترجمة نواب الغيبة.

177 ترجمة قاسم بن علاء الهمداني.

179 ترجمة محمد بن عثمان.

213 الزيارات و الرجعة:

225 فضيلة زيارة عاشوراء.

230 ترجمة الحميري.

240 ترجمة حسين بن روح.

243 الاجماعات و الرجعة:

245 ترجمة الطبرسي.

247 ترجمة الصدوق.

250 ترجمة الحسن بن سليمان.

251 ترجمة المفيد.

255 ترجمة علم الهدى السيد المرتضى.

259 ترجمة فخر الدين الطريحي.

260 ترجمة المجلسي الثاني (ره).

272 ترجمة الحر العاملي.

276 ترجمة السيد نعمة اللّه الجزائري.

277 ترجمة العلامة أبو الحسن الشريف.

278 ترجمة الشيخ حبيب اللّه الكاشاني.

279 ترجمة الامام الأكبر المجدد الاصفهاني.

ص: 367

الصحيفة الموضوع

299 الكلمات و الرجعة:

301 ترجمة سليم بن قيس.

303 ترجمة علي بن ابراهيم القمي.

304 ترجمة الكليني (ره).

306 ترجمة ابن طاووس العلوي.

309 الشيخ المفيد (ره).

310 سوار القاضي و السيد الحميري.

312 الكراچكي (ره).

313 المحدث الفيض الكاشاني.

315 الامام المجلسي (ره).

317 ترجمة المحدث إبن قولويه.

323 حديث المفضل.

327 شكوى الصديقة (فاطمة) عليها السلام فى الرجعة الى أبيها.

336 شكوى أمير المؤمنين «ع» في الرجعة إلى الرسول الأعظم (صلی الله علیه و آله).

337 شكوى الحسن بن علي «ع» فى الرجعة إلى جده رسول اللّه (صلی الله علیه و آله).

338 شكوى الحسين بن علي «ع» في الرجعة إلى النبي الخاتم (صلی الله علیه و آله).

340 شكوى بقية الأئمة فى الرجعة إلى رسول اللّه (صلی الله علیه و آله).

341 شكوى الامام المنتظر «ع» فى الرجعة إلى جده.

343 تكملة: فى رواية حمران و ترجمته.

349 خاتمة و فيها تنبيها ثلاث.

349 التنبيه الأول: فيمن أفرد رسالة مستقلة فى الرجعة.

358 التنبيه الثاني: فيمن نقل أخبار الرجعة.

360 التنبيه الثالث: في الشبهات الباردة فى الرجعة.

363 ثبت المواد.

369 المصادر.

«46 ج 2 الشيعة و الرجعة»

ص: 368

مصادر الجزء الثانى من كتاب الشّيعة و الرّجعة

اشارة

الرقم\اسم الكتاب\اسم المؤلف

القرآن الكريم

أ

1 \الاقبال\لابن طاووس

2 \إكمال الدين\للصدوق

3 \الاعتقادات\للصدوق

4 \الاعتقادات\للمجلسي

5 \الأربعين\للمجلسي

6 \الاحتجاج\للطبرسي

7 \أعلام الورى\للطبرسي

8 \الأمالي\للطوسي

9 \الأمالي\لنجل الشيخ الطوسي

10 \الاختصاص\للمفيد

11 \الارشاد\للمفيد

12 \إيقاظ الهجعة\للحر العاملي

13 \إرشاد القلوب\للديلمي

14 \إلزام الناصب\لليزدي

15 \الأربعين\للقمي

16 \الأنوار النعمانية\للجزائري

ب

17 \بحار الأنوار\للمجلسي

18 \بصائر الدرجات\للصفار

الرقم\اسم الكتاب\اسم المؤلف

ت

19 \التنزيل\للسياري

20 \توحيد المفضل\لمفضل بن عمر

21 \تحفة الزائر\للمجلسي

22 \التهذيب\للطوسي

23 \تفسير مجمع البيان\للطبرسي

24 \تفسير التبيان\للطوسي

25 \تفسير البرهان\للبحراني

26 \تفسير الصافي\للفيض

27 \تفسير القمي\لعلي بن ابراهيم

28 \تفسير الطبري\لمحب الدين الطبري

29 \تفسير الرازي

30 \تفسير النهاوندي\لشيخ محمد النهاوندي

31 \تفسير النيشابوري

32 \تفسير الكشاف

33 \تفسير الدر المنثور

34 \تفسير فرات بن ابراهيم

35 \تفسير الزمخشري

36 \تفسير سورة يس\لملا صدري

37 \تفسير آلاء الرحمن\للبلاغي

38 \تفسير ابن مروان\محمد بن عباس

ص: 369

الرقم\اسم الكتاب\اسم المؤلف

39 \تفسير العياشي\لمحمد بن مسعود

40 \تفسير مرآة الأنوار\للكازراني

41 \تفسير خلاصة المنهج\للكاشاني

ث

42 \ثواب الأعمال\للصدوق

ج

43 \جمع الجوامع\للطبرسي

43 \جامع الأخبار\للشعيري

ح

44 \حق اليقين\للمجلسي

45 \حق اليقين\للشبر

46 \حياة الحيوان\للدميري

خ

47 \الخصال\للصدوق

48 \الخلاصة\للحلي

49 \الخرايج و الجرايح\لقطب الراوندي

د

50 \دلائل الامامة\للطبري

51 \الدلائل\للحميري

52 \الدمعة الساكبة\للدهدشتي

ر

53 \رجال\الكشي

54 \رجال المامقاني\لشيخ عبد اللّه

55 \رجال ابن داود

56 \رجال ميرزا محمد

57 \رجال النجاشي

الرقم\اسم الكتاب\اسم المؤلف

58 \الرجعة\للمولى الكاشاني

س

59 \سليم بن قيس الهلالي

ش

60 \شرح نهج البلاغة\لابن أبي الحديد

61 \شرح الزيارة\للشيخ أحمد الأحسائي

ص

62 \صحيح مسلم

63 \صراط المستقيم\للبياضي

64 صفات الشيعة\للصدوق

65 \صحيفة السجادية الاولى المعروفة

66 \صحيفة السجادية الثانية\للحر العاملي

67 \صحيفة السجادية الثالثة\لعبد اللّه افندي

68 \صحيفة السجادية الرابعة\للنوري

69 \صحيفة السجادية الخامسة\لسيد الأمين

ع

70 \علل الشرائع\للصدوق

71 \عيون أخبار الرضا\للصدوق

72 \عين اليقين\للفيض

73 \العيون و المحاسن\للمفيد

غ

74 \غرر الحكم

75 \الغيبة\للطوسي

76 \الغيبة\للنعماني

ف

77 \الفصول المهمة

ص: 370

الرقم\اسم الكتاب\اسم المؤلف

78 \الفهرست\للطوسي

79 \الفقيه\للصدوق

ق

80 \قرب الاسناد\للحميري

81 \قرة العيون\للفيض

82 \قصص الانبياء\للراوندي

ك

83 \كامل الزيارة\لابن قولويه

84 \كفاية الأثر\لابن خزاز

85 \كنز الفوائد\للكراچكي

86 \الكافي\للكليني

87 \كشف الغمة\للأردبيلي

89 \الكرة\لسيد محمد صادق الهندي

ل

90 \اللهوف\ابن طاووس

م

91 \المصباح\للطوسي

92 \المصباح\للكفعمي

93 \المحاسن\للبرقي

94 \معاني الأخبار\للصدوق

الرقم\اسم الكتاب\اسم المؤلف

95 \مزار البحار\للمجلسي

96 \مهج الدعوات\لابن طاووس

97 \الملاحم و الفتن\لابن طاووس

98 \مشارق الأنوار\للبرسي

99 \مخزن الفرائد\لللاهيجي

100 \مختصر البصائر\لحسن بن سليمان

101 \المحتضر\لحسن بن سليمان

102 \مرآة العقول\للمجلسي

103 \مشكاة الأنوار\لنجل الشيخ الطوسي

104 \مجمع البحرين\لفخر الدين الطريحي

105 معيار اللغة\للكرماني

106 \معالم الزلفى\للسيد البحراني

107 \منهج الصادقين\لمولى فتح اللّه

107 \المناقب\لابن شهر آشوب

ن

109 \نور الابصار\لليزدي

110 \نهج البلاغة

ي

111 \ينابيع المودة\للنقشبندي

ص: 371

الكتب المطبوعة و المخطوطة للمؤلف

1 - عقد الفرائد فى مختصر العقايد فارسى

2 - نقد الفرائد فى مختصر العقايد عربى

3 - مصباح الظلام فى الرد على العهدين فارسى

4 - تنبيه الامة فى مسئلة الرجعه فارسى

5 - النجعة فى الرجعة فارسى - اردو - عربى

6 - الشيعة و الرجعة ج 1-2 فارسى - عربى

7 - درر الاخبار ج 1-2 عربى

8 - المنية فى حكم الشارب و اللحية فارسى - اردو - عربى

9 - ذرايع البيان فى عوارض اللسان ج 1-2 عربى

10 - الدر الثمين فى التختم باليمين عربى - فارسى

11 - منية الراغب فى ايمان ابى طالب عربى

- المخطوطة -

1 - الشيعة و الرجعة ج 3

2 - ذرايع البيان ج 3

3 - درر الاخبار ج 3-4

4 - اصول العقايد فارسى

5 - الفوائد الرضوية فى الاصول اللفظية و العقلية (تقريرات بحث آية اللّه العظمى الشيخ ضياء الدين العراقى)

6 - رسالة فى الطهارت الثلاث (تقريرات بحث آية اللّه العظمى السيد ابو الحسن الاصفهانى)

7 - رسالة فى الحج (تقريرات بحث آية اللّه العظمى السيد ابو الحسن الاصفهانى)

8 - التعادل و التراجيح (تقريرات بحث آية اللّه العظمى الشيخ ميرزا حسين النائينى)

9 - الفوائد الاصولية (تقريرات بحث آية اللّه الشيخ ميرزا على الايروانى)

10 - السيف المشتهر فى القيام عند سماع القائم المنتظر)

11 - تفسير خمس عشرة سورة من السور القرآنية

12 - ذخيرة الصالحين فى شرح تبصرة المتعلمين ثمانية أجزاء

ص: 372

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.