إشراقاتٌ معرفیةٌ فی المواقف الحسینیّة

اشارة

إشراقات معرفية

في المواقف الحسينية

مؤسسة الدليل الدراسات والبحوث العقدية

المؤلف: عقيل البندر

الناشر: مؤسسة الدليل للدراسات والبحوث العقدية

Al-Daleel Foundation

for Doctrinal Studies

http://aldaleel-inst.com

www.facebook.com/aldaleel.inst

ص: 1

اشارة

ص: 2

بسم الله الرحمن الرحیم

ص: 3

هوية الكراس

اسم الكراسة: إشراقات معرفية في المواقف الحسينية

المؤلف: عقيل البندر

المراجعة العلمية: المجلس العلمي في مؤسسة الدليل

التقويم اللغوي: علي گیم

تصميم الغلاف: محمد حسن آزادگان

الإخراج الفني : فاضل السوداني

الناشر: مؤسسة الدليل للدراسات والبحوث العقدية

حقوق الطبع والنشر محفوظة لدى مؤسسة الدليل

مؤسسة الدليل للدراسات والبحوث العقدية

Al-Daleel Foundation

for Doctrinal Studies

http://aldaleel-inst.com

www.facebook.com/aldaleel.inst

ص: 4

كلمة المؤسسة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الأنام والمرسلين أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، وبعد.

تعد المنظومة الفكرية العقدية من أهم دعائم شخصية الإنسان وتميزه البشري؛ فهي التي تحدد نظرته العامة للكون وعلاقته به، ولها تأثير مباشر على مساره السلوكي و طبيعة تعاطيه مع محيطه ونمط الحياة التي يعيشها، هذا على صعيد الفرد، وأما على صعيد المجتمع فإن المنظومة الفكرية العقدية تنعكس على مجمل العلاقات بين أفراد المجتمع، كما أنها تحدد نوع النظم (السياسية والاقتصادية والاجتماعية) التي تحكم تلك العلاقات.

وعلى هذا فالمنظومة الفكرية والعقدية تتحكم بمصير الإنسان،

ص: 5

فإما أن تصنع له سعادة واستقرارا وحياة كريمة، وإما أن تغرقه في شقاء و فوضى وإذلال.

فينبغي للإنسان أن يعتني بعقيدته، وأن يطمئن لسلامتها من الانحراف والتشويه، وأن يبادر لمعالجة ما يشوبها بسبب الشبهات.

فاليوم وفي ظل الظروف الراهنة التي يعيشها العالم الإسلامي بشكل عام، وبلدنا العراق بشكل خاص، ندرك أن هناك تهديدا كبيرا للفكر والعقيدة الإسلامية الحقة ومن دوائر مختلفة، ونستشعر حاجة مجتمعنا الماسة والملحة لبيان معالم العقيدة الصحيحة، ورفع الشبهات التي ألبست على بعض الناس عقائدهم.

من هنا جاء مشروع مؤسسة الدليل للبحوث والدراسات العقدية التابعة للعتبة الحسينية المقدسة؛ تلبية لهذه الحاجة، وليحمل على عاتقه مسؤولية التصدي لدفع الشبهات، والتأكيد على العقائد الحقة بالوسائل والإمكانيات المتاحة؛ وذلك للمساهمة في سد الفراغ الفكري العقدی الذي يعاني منه المجتمع.

ومن أبرز تلك الوسائل المعتمدة في مشروعنا أسلوب البحث وفق

ص: 6

رؤية علمية موضوعية، وبخطاب سلس شیق يتناغم مع أغلب شرائح المجتمع، فكان قرار المجلس العلمي الموقر في المؤسسة إطلاق مشروع سلسلة الكراسة العقدية، وهي مؤلفات موجزة في شكلها وحجمها، كبيرة في مضمونها وأهدافها؛ لمعالجة موضوعات محددة، وحسب الحاجة الفعلية.

وبما أننا كل سنة نعيش أيام عاشوراء الإمام الحسين علیه السلام ، وجدنا من المناسب إصدار كراسة بهذه المناسبة، تحتوي على مضامین معرفية وعقدية مستوحاة من مواقف الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه في ذلك الحدث الخالد، فكان عنوان هذه الكراسة التي بين أيديكم (إشراقات معرفية في المواقف الحسينية).

وفي النهاية لا يفوت مؤسسة الدليل أن تتقدم بالشكر والتقدير إلى عضو وحدة البحوث المعرفية فيها الباحث الأستاذ عقيل البندر؛ لما بذله من جهد قيم في كتابة هذا البحث، ونرجو له التوفيق والسداد، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سیدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

ص: 7

مدخل

في هذه الكراسة قراءة مبسطة لبعض مواقف الإمام الحسين علیه السلام وكلماته الخالدة، التي ما انفكت حتى اليوم عالقة في أذهان الناس.

لقد ألقت فقرات هذه الكراسة الضوء على صور ومعان شتى لصلابة الإيمان والعقيدة، فلم تكن تلك المواقف في عاشوراء لولا وجود العقيدة الصلبة والراسخة. وكذلك تناولت الكراسة ضرورة التسلح بالصبر على المصيبة، والتحلي بمستويات رفيعة من الوعي والمعرفة، وذلك بأسلوب بعيد عن التبطين والتعقيد.

إن الغاية من كتابة مضامین کهذه هي دعوة الجميع - لا سيما أهلنا في العراق - إلى التأسي والاقتداء الحقيقي بالسلوك الذي انتهجه الإمام الحسين علیه السلام وأهل بيته وصحبه الكرام، بالتسلح بالوعي واليقظة والمعرفة في كل زمن، خصوصا في زمننا الذي نحن أحوج فيه إلى ذلك.

تحتوي هذه الكراسة على مدخل وعشر فقرات، ومنه نستمد العون، إنه خير معين.

ص: 8

الإصلاح محور الثورة

إن الوعي بأهداف الثورة ومقاصدها أمر مهم لنجاح أي ثورة أو حركة ترمي إلى التغيير والتصحيح، وهو الأمر الذي تخفق في تحقيقه كثير من الثورات وحركات الإصلاح، فما لم تكن هناك إحاطة ومعرفة حقيقية بغايات تلك الحركات والثورات ومراميها، فسوف يصعب نجاحها وبقاؤها.

من هنا لم يكن خروج الإمام الحسين عليه السلام خروجا عاديا، ولم يكن سفره سفرا طبيعيا إطلاقا؛ بل كان خروجه وسفره ملفتا وغير مألوف لمن غابت عنه أهداف الثورة والحركة الحسينية. لقد خرج أبو عبد الله عليه السلام يوم الثامن من ذي الحجة وهو يوم التروية، ويعلم المسلمون أن هذه الأيام تشهد شعيرة دينية غاية في الأهمية، خرج من مكة متوجها إلى الكوفة بناء على دعوة أهلها له، وهو يعلم مصيره ونهاية من معه، ورغم كل ذلك اصطحب معه النسوة والأطفال؛ لعلمه بأنهم سيكونون عنصرا مهما وفاعلا في المحافظة على مكتسبات الثورة ومبادئها، وأنهم سيقفون بوجه الدعاية

ص: 9

المغرضة التي سيحاول العدو إشاعتها لتشويه المسيرة الحسينية الظافرة، لقد أعرب الحسين عليه السلام وأفصح عن سر هذا الخروج بقوله: «وإني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي صلي الله عليه واله ، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي محمد صلي الله عليه واله وأبي علي بن أبي طالب عليه السلام » (1).

نعم بهذه الكلمات وفي ظل هذا المنهج ولهذا اليقين وبهدف الإصلاح خرج الإمام الحسين عليه السلام ومن معه.

أجل ففي مثل هذه الأيام يستعد الناس لحج بیت الله العتيق، ويحزمون أمتعتهم للطواف حول الكعبة الشريفة، ولكن الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته يستعدون لسفر طويل، وسيلتقون - عندما يحطون رحالهم - مع أسنة الرماح وقعقعة السيوف وحوافر الخيول

ص: 10


1- محمد بن أبي طالب الحسيني الموسوي ، تسلية المجالس وزينة المجالس مقتل ( الحسين عليه السلام )، ج 1، ص 160 ؛ عل الأحمدي الميانجي، مکاتیب الأئمة عليهم السلام، ج 3، ص 113 و114.

وصهيلها. ولما كان الإمام الحسين عليه السلام يدرك الحملة الإعلامية والتضليلية التي كان يعدها العدو لتشويه ثورته وخروجه وحركته ، فقد أفصح عليه السلام عن هوية هذه الثورة والنهضة بقوله: «إني لم أخرج أشرا ولا بطرا، ولكن خرجت للإصلاح في أمة جدي»، وهو من البيانات الأولى التي أراد الإمام الحسين عليه السلام من خلالها غرس الوعي واليقظة في نفوس الأمة، وبه يهدف إلى الكشف عن حقيقة المسيرة الجهادية العظمى التي رسمها هو وأهل بيته عليهم السلام وأصحابهم رضي الله عنهم .

عدم الاكتراث بالمصير ثمرة الوعي المعرفي ونضوجه

يحدث أن يتردد المرء أو يتهيب من القيام بأمر ما أو مزاولته ؛ بسبب جهله وقلة معرفته بطبيعة ذلك الأمر، وعدم يقينه بتحقق النتائج المطلوبة جراء القيام بذلك الفعل، وبالتالي قد يعزف عن سلوكه، وأما إذا أراد الإقدام عليه بهذا المستوى من الخوف والحذر، فإنه قد يفشل، وإذا ما نجح فهو لا يحقق النتيجة الأفضل عند القيام بذلك الأمر؛ نتيجة الخوف والخشية والريبة التي تعتريه.

وعلى العكس تماما من ذلك، فإن المرء الذي يتحلى بوعي كاف لما

ص: 11

يريد القيام به، ويتسم بمعرفة طبيعة السلوك الذي يريد الإقدام عليه، وإيمانه الراسخ بتحقق النتائج المطلوبة جراء فعله لذلك، فإن مستوى الحماس ودرجة الإقدام بالنسبة إلى ذلك الفعل يكون أكبر وأقوى، وبالتالي سوف ينعدم الاكتراث و يزول الخوف من نفسه.

وأحوج ما يحتاجه شبابنا اليوم هو وضوح الصورة للأفعال والسلوكيات التي يمارسونها؛ حتى يتضح لهم صوابها من خطئها، فيمكنهم القيام بها بهدوء واطمئنان وثقة، أو تركها والابتعاد عنها، وهذا ما تجلى في علي الأكبر ابن الإمام الحسين عليه السلام ، وهو يسير بفتوة وثقة إلى كربلاء.

فلما كان الإمام الحسين عليه السلام في طريقه إلى كربلاء ومعه أصحابه وأهل بيته وبجانبه ولده علي الأكبر، أخذته عليه السلام غفوة، وعندما أفاق قال: «إِنَّا للهِ وَ إِنَّا إِلَيهِ رَاجِعُونَ وَالحَمدُ للهِ رَبِّ العَالَمِين»، فيقول علي الأبيه: «مِمَّ حَمِدتَ اللهِ وَاستَرجَعَت؟» فيذكر له ما سمعه من الهاتف (1) الذي قال له: «أرى القوم يسيرون والمنايا تسير معهم»، عندها سأل الولد والده: «ألسنا على الحق؟!» قال: « بَلَى وَاللهِ الَّذِي مَرجِعُ العِبَادِ

ص: 12


1- ابن طاووس، اللهوف في قتلى الطفوف، ص 43.

إِلَيه»، فقال علي الذي امتلأ فتوة وشجاعة، واتصف بأجمل الصفات التي امتاز بها رسول الله خَلقًا وخُلقًا ومَنطقًا: « فَإِنَّنَا إِذَن مَا نُبَالِي أن نَمُوتَ مُحِقِّين » (1).

كم هي درجة اليقين التي بلغها لهذا الفتى الشجاع! وأي حقيقة ومعرفة تحلى بها لينطق بمثل هذا الكلام!

إن أهل بيت النبي ورثوا البلاغة والفصاحة وعذوبة البيان، وامتازوا بعمق المعرفة واليقين، فضلا عن الشجاعة والكرم وصفات أخرى، ذلك ما تجسد في علي الأكبر بن الحسين عليه السلام عندما قال : « إِذَن مَا نُبَالِي أن نَمُوتَ مُحِقِّين».

وهو ما حصل فعلا عندما جسد علي الأكبر لهذه الكلمات أعمق وأحلى تجسيد، حينما بذل نفسه وتقطع جسده الشريف إربا إربا في ساحة المعركة في سبيل الله، وسيرا على نهج والده الحسين عليه السلام.

ص: 13


1- أبو مخنف الكوفي، وقعة الطف، ص 176 و177؛ محمد باقر المجلسي، بحار الأنوار، ج 44، ص 379؛ المفيد، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد،ج 2، ص 82؛ فتال النيشابوري، روضة الواعظين وبصيرة المتعظین، ج 1، ص 180.

عمق المعرفة يعزز الصير ويعطي للبلايا معنى آخر

هیجان العاطفة وتداعي المشاعر والأحاسيس من الأمور المألوفة لدى الكائن البشري حينما يواجه ألوان البلايا والمحن، وما أكثرها وأعمقها في بلدنا ! بل رزايانا ومعاناتنا متلونه ومتغيرة، وهي تزداد يوما بعد آخر؛ ولذلك لا بد من التفكير بجد ونحن نواجه الألم والمرارة والأذى بشكل مستمر بما يعيننا عليه ويساعدنا على تحمله. أجل يمكن أن تكون واقعة كربلاء خير معين وأفضل درس ينفعنا في هذا الجانب، وإليك صورة من صور ذلك الدرس العظيم:

غالبا ما تتأثر النساء بخطوب الزمن وتنكسر أمام رزايا الأيام، وتنهار عند فقد الأهل والأحبة؛ لما تملك من عاطفة جياشة وشعور مرهف، ولكن يبدو أن هناك نساء من لون آخر ونوع مميز، له كلمة أخرى عند حلول الواقعة ونزول المصيبة، تلك هي نساء کربلاء، فهن على الرغم من تأثرهن بما جرى في ساحة الطف، بید أن المبادئ والقيم وحجم المعرفة المتوفرة لديهن، وعشق الرسالة التي يؤمن بها، كان حاضرا بقوة وبسالة في المواقف التي سطرنها يوم عاشوراء.

أجل لقد كانت زينب الحوراء عليها السلام مثالا فذا لذلك، وقد سألها

ص: 14

ألد أعدائها عبيد الله بن زياد : «كيف رأيت صنع الله بأخيك؟» قالت عليها السلام : «ما رأیت إلا جميلا. هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل، فبرزوا إلى مضاجعهم،وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاج و تخاصم، فانظر لمن الفلج يومئذ، ثكلتك أمك يابن مرجانة » (1).

وتكرر ذات الموقف أيضا حينما سئلت زينب العقيلة عليها السلام من قبل يزيد بن معاوية الذي كان منتشيا بزهو النصر: «كيف رأيت صنع الله بأخيك؟» فأجابته زینب عليها السلام في تلك الظروف الصعبة والمرة وهي في الشام: «ما رأیت إلا جمیلا».

كلمات تتضمن معاني غاية في الرسوخ والاعتقاد وقوة في اليقين والمعرفة، وهي مفردات تحكي القصة بأكملها، حيث كانت بطلتها المرأة الفريدة زينب العقيلة عليها السلام ، وفي يوم كان من أشد الأيام عليها وعلى النساء اللواتي كن معها، نعم إن أهم ما ساعد تلك النسوة على تحمل ما جرى هو قوة المعرفة وعمقها.

الجهل والتعصب قمة الخطيئة

يشتد القتال ويزداد هجير كربلاء حرارة وقسوة والإمام

ص: 15


1- عبد الرزاق المقرم، مقتل الحسين عليه السلام، ص 324.

الحسين عليه السلام يقاتل القوم لوحده، وقد اشتد به العطش بعدما أتته أربعة آلاف نبلة، ولا زال عمر بن سعد ومن معه مصرين على قتله، فيقاتلونه ساعه ويتعرضون لحرمه ساعة أخرى، وهم على تلك الحال التي تجلت فيها أشد معاني القسوة والغلظة ، وغابت عن قلوبهم كل معاني الرقة والعطف، حتى على صغار عيال الحسين و بناته، في ذلك الحين يعيش الإمام الحسين عليه السلام أشد ساعات البلاء والمحنة العصيبة، فينادي القوم قائلا: «ياشيعة آل أبي سفيان، إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم، وارجعوا إلى أحسابكم» (1).

سنتوقف الآن عند نداء من النداءات المهمة التي بقيت خالدة إلى يومنا هذا، مقاومة كل مقاطع النسيان، أجل هي لحظات غاية في القسوة والمرارة، تنهار لها الجبال الرواسي، ويتصدع من هولها الصخر الأصم، زمين مر، وقد قاسي الحسين عليه السلام فيه أشد ألوان البلاء، لكنه جسد فيه كل معاني الإيمان الصلب، ولم يظهر على

ص: 16


1- عبد الزهرة الكعبي، مقتل الإمام الحسين عليه السلام ومسير السبايا، ص 79؛ عبد الكريم الحسيني القزويني، الوثائق الرسمية الثورة الإمام الحسين عليه السلام ، ص 220 و221.

ملامحه أي نوع من أنواع الانتكاس والتخاذل أو الانكسار، وظلت كلماته تصدح واحدة تلو الأخرى في رقعة من الأرض التي خلدها التاريخ بفخر واعتزاز.

يقول الإمام الحسين عليه السلام مخاطبا العدو: «ياشيعة آل أبي سفيان، إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم، وارجعوا إلى أحسابكم إن کنتم عربا کما تزعمون».

ونحن نتوقف عند خطاب أفصح عنه الإمام الحسين عليه السلام بعد مقتل كل من معه، ولم يتبق إلى جانبه سوى النسوة والأطفال الذين تعرض الأعداء لهم مستغلين انشغال الإمام الحسين عليه السلام بنفسه والحرب.

هذه الكلمات تكشف عن عمق الجهل ونضوب الوعي لدى القوم، ولهذا الخطاب يظهر مستوى انعدام المعرفة وغياب اليقين في قلوب الكثيرين من جيش عمر بن سعد، أجل! فبعد أن أيقن الحسين عليه السلام حجم الجهل والانحراف والتطرف الذي طال عقول هؤلاء وقلوبهم وسلوكهم خاطبهم بأن يكونوا أحرارا؛ حتى تزرع من جديد بذور المعرفة واليقين والعلم في قلوب الأمة، ويدعوهم إلى الرجوع للقيم العربية الأصيلة، بيد أنهم لم يحترموا ولم يرعوا حتى تلك التقاليد والقيم التي دأب عليها العرب، بل البشر.

ص: 17

أجل ما يهمنا اليوم هو التخلص من بعض الموروثات الخاطئة والتعصب المضر الذي يحجب المرء عن المعرفة، ويقصيه عن سبل اليقين، فإن التحرر من عبودية القبيلة والأفكار المتطرفة عنصر آخر من عناصر القضاء على الجهل، ووسيلة مهمة تفتح نوافذ البصيرة وينابيع التعرف على ما هو أجمل وأكمل.

لذلك دعا الإمام الحسين عليه السلام القوم أن يكونوا أحرارا وأن يحاولوا جاهدين التخلص من الدعاية والكذب الذي لقنهم به بنو أمية ، وجرهم لارتكاب أكبر خطيئة عرفها التاريخ، وهي قتل ابن بنت النبي صلي الله عليه واله سيد شباب أهل الجنة.

الدين والدنيا.. اليقين والشك

الإيمان والتدين الحقيقي يغرس في النفس الاطمئنان والسكون واليقين، فتتجلى معاني الحق والعدل والجمال، بخلاف الدنيا؛ فإنها إن لم تجعل مزرعة للآخرة، وقنطرة يعبر بها الإنسان إلى رضى الله وغفرانه، فإن الغور في تفاصيلها والاستغراق في ملذاتها وشهواتها يزرع في القلب الاضطراب والقلق والشك، وتتحول كل معاني الخيروالجمال ومفردات العدل والحق إلى كلمات جوفاء خالية من المعنى،

ص: 18

وهذا ما عبر عنه الإمام الحسين عليه السلام بقوله: « الناس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم، فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون» (1).

نعم كلمات کررها الإمام الحسين عليه السلام في أكثر من مناسبة في مسيرته إلى كربلاء، وقد احتفظ بها التاريخ؛ لأنها کنز من الكنوز الثمينة، ولو من ألوان البيان العذب الذي اختزل المشهد الكوفي والأموي بأجمعه، ويستشرف الواقع القادم للمسلمين، ويقرب الوضع البشري، ويصفه بأظهر وأبرز الصفات، إذ يبين لهذا الكلم الطيب نزعة بشرية مميزة وصفة إنسانية فريدة طالما اتصف بها كثيرون.

إذ يسير الإمام الحسين عليه السلام بأهله وصحبه إلى الموت المحتوم، وكله إيمان وثقه ويقين بما سيحصل عليه من الجزاء الإلهي، وهو في طريقه إلى هناك تصله بين الفينة والأخرى أخبار أهل العراق، وتحضيرات جيش الشام لقتاله، في ظل الترغيب والترهيب الذي

ص: 19


1- محمد باقر المجلسي، بحار الأنوار، ج 44، ص 383.

تمارسة السلطة آنذاك، وعلى ضوء هذه المعطيات وبحسب تلك الظروف الحذرة والمترقبة يردد الإمام الحسين عليه السلام هذه الكلمات أكثر من مرة: «الناس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم، فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون».

ماذا يعني الإمام عليه السلام بهذه الكلمات؟ وأي شريحة من المجتمعات يقصد؟ و من هم عبيد الدنيا؟ وكيف يكون الدين وكلمات الإيمان لعقا على ألسنتهم؟

عندما تذبل المعرفة ويسود الجهل والخرافة، ويضعف الاعتقاد واليقين، ويحل محله الشك والاضطراب، تكون النتيجة أن كل كلمات الإيمان والتدين مجرد لقلقة في الألسنة، وترديد في الأفواه ؛ ومن هنا يكون التدين أجوف خاليا من المعنى واللذة، وينتهي بالإنسان إلى الضياع والانكسار، لا سيما عند حلول البلاء والامتحان.

صلابة الإيمان والأخوة الحقة

يتقدم أصحاب الحسين وأهل بيته إلى القتال واحدا تلو الآخر،

ص: 20

ولم يبق معه سوى العباس بن علي عليه السلام أخيه من أبيه، وإذا به يستأذن الإمام الحسين عليه السلام في البراز، فيأذن له بمرارة، فيمضي أبو الفضل للمعركة بشجاعة واستبسال أقر بها العدو قبل الصديق، حاملا معه القربة وكله ثقه بأن يملأها ويسقي بمائها عيال الحسين عليه السلام ، تستعر الحرب ويشتد به العطش، فیکشف القوم عن الفرات وينزل إلى النهر ليشرب الماء، وعندما يغترفه يمثل أمامه عطش الإمام الحسين عليه السلام ، عندها يسجل له التاريخ أكبر موقف في الأخوة والوفاء للحسين عليه السلام قائده وأخيه، أجل رمي الماء من يده وصدح ببلاغة آل علي:

يا نفس من بعد الحسين هوني *** من بعده لا كنت أن تكوني

هذا حسين شارب المنون *** وتشربين بارد المعين

هيهات ما هذا فعال ديني *** ولا فعال صادق اليقين (1)

موقف مشهود من مواقف العباس بن علي علیه السلام، جسد فيه روح الإيثار والتفاني في سبيل المبدا والدين، وقد أعطى بذلك معنى فذا للمعرفة واليقين العميق.

إن العباس عليه السلام لم يندفع اندفاعا عاطفيا أو قلبيا، ولم يبادر إلى

ص: 21


1- ابن حيون، شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار عليهم السلام ، ج3، ص192

المشاركة في القتال بدافع التعصب العرقي والأخوي، ورغم حبه لأبي عبد الله عليه السلام وعلاقته الوثيقة به، بيد أن هناك ما هو أسمى رفعة وأعلى منزلة، وهو الحق والصدق والخير والدنو والقرب منه سبحانه، وحيث إن الحسين عليه السلام هو إمام هذه المناهج والسبل، التحق به أبو الفضل؛ ليسطر أروع الأمثلة في التفاني والإيثار والذود عن الكرامة.

المعرفة بالقائد المعصوم تحول دون التخلي عنه

يتحدث الحسين عليه السلام إلى أصحابه في آخر ليلة من العمر، بعدما قضوا قسطا مميزا من العبادة والتهجد، فيقول لهم: «إني لا أعلم أصحابا أولى ولا خيرا من أصحابي ، ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي، فجزاكم الله عني جميعا خيرا. ألا وإني أظن يومنا من هؤلاء الأعداء غدا، ألا وإني قد أذنت لكم فانطلقوا جميعا في حل ليس عليكم مني ذمام، هذا الليل قد غشیکم فاتخذوه جملا. ثم ليأخذ كل رجل منکم بید رجل من أهل بيتي، [و] اتفرقوا في سوادكم ومدائنكم حتى يفرج الله فإن القوم إنما يطلبوني، ولو

ص: 22

قد أصابوني لهوا عن طلب غيري» (1). وفي قوله إشارة منه إلى تقديم الإذن لهم والإعراب عن الموافقة على مفارقتهم وتركهم له، فقالوا كلمة واحدة: «والله لا نفارقك، ولكن أنفسنا لك الفداء، نقيك بنحورنا وجباهنا وأيدينا، فإذا نحن قتلنا کتا وفينا، و قضينا ما علينا» (2).

نتناول هنا موقف الأصحاب وفدائهم وتضحيتهم وصبرهم وبذل كل ما لديهم في سبيل الله ؛ حبا في الإمام الحسين عليه السلام ، لقد ضرب الأصحاب رضي الله عنه مثلا رائعا في الصبر والثبات والتضحية والفداء، فكان كل واحد منهم مثلا للمواقف النبيلة، وصدق ربنا إذ قال : « مِنَ المُؤمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيهِ فَمِنهُم مَّن قَضَى نَحبَهُ وَ مِنهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبدِيلاً» (3) ، فما هو السر الذي دعا هذه الثلة لاتخاذ هذا الموقف الواضح القوي والصريح، وجعلهم

ص: 23


1- أبو مخنف الكوفي، وقعة الطف، ص 97.
2- المصدر السابق، ص 199
3- سورة الأحزاب: 23

ينطقون جميعا بكلمة واحدة مجيبين دعوة الإمام الحسين عليه السلام للرحيل وتركه يواجه القوم لوحده.

مرة أخرى إنه الإيمان.. إنه اليقين.. إنه الوعي والمعرفة بالماضي والحاضر والمستقبل.

الإمام الحسين عليه السلام وطفله الرفيع.. موت مر وصبر عظيم

إن الذي يطالع واقعة الطف، ويقرأ الأشخاص الذين احتفظ التاريخ لنا بأسمائهم ممن نصروا الإمام الحسين عليه السلام ورافقوه إلى ساحة القتال، يعي حجم التنوع الذي كان في معسكر الإمام، فتجد فيهم الكهل والشاب والطفل، ومن بين هؤلاء النسوة أيضا، وقد توزع أولئك على أعمار مختلفة، وكل واحدة من تلك المراحل العمرية جسدت أنصع صور في الإنسانية والشجاعة والقيم النبيلة والمعرفة الحقة، لكن في الضفة الأخرى هناك عدؤ جسد أبشع صور القسوة وانعدام الضمير وفساد المعرفة، حتى أنه لم يرحم طفلا جاء به الإمام الحسين عليه السلام وهو يقول: « إن كان هناك ذنب للكبار فما ذنب الصغار؟ ألم تروه كيف يتلظى عطشا؟»، فاختلف العسكر

ص: 24

فيما بينهم؛ بعضهم يقول: «اسقوه؛ فإنه لا ذنب له». والآخر يقول:« لا تسقوه أبدا ولا تبقوا من أهل هذا البيت باقية» (1) ، إلا أن حرملة بن كاهل الأسدي قطع هذا النزاع بسهمه، فذبح الطفل من الوريد إلى الوريد.

ويتجلى أمامنا هنا مشهد مر ومؤلم أفجع قلب الإمام الحسين عليه السلام وقلوب شيعته، وهو ذبح الأعداء لطفله الرضيع، وصبر أبيه على ذلك، فما الذي رآه الإمام الحسين عليه السلام من القوم عندما أخذ معه طفله الرضيع إلى ساحة المعركة وكيف أجابوه؟ دعونا نتساءل هذه المرة عن حقيقة ما وصل إليه القوم حتى يقتلوا طفلا رضيعا! وما الذي صنعه أبو عبد الله عليه السلام عندما شاهد طفله مذبوحا، وماذا قال؟ إنه مشهد في غاية الألم والمرارة قابله الحسين بن علي بثبات وصبر و إيمان ويقين.

أجل، هكذا كانت الصورة التي رسمها لنا التاريخ؛ ليعطينا الإمام

ص: 25


1- عبد الكريم الحسيني القزويني، الوثائق الرسمية لثورة الإمام الحسين عليه السلام ، ص 219؛ محمد الصدر، أضواء على ثورة الإمام الحسين عليه السلام ، تحقيق: كاظم العبادي، ص 179.

الحسين عليه السلام من خلالها درسا رائعا آخر.

جوف الليل وتجليات زينب عليها السلام المعرفية

بعد مقتل الأهل والأحبة والأخوة والأبناء تمسي زينب علیها السلام وحيده هي ومن تبقى معها من النساء والأطفال، يرمي إليهم عمر بن سعد بخيمة بالية يجتمع فيها آل البيت ليمضوا سواد ليلتهم، وليكونوا في يوم غد على موعد مع أكبر فاجعة صنعها آل أمية، وهي سبي نساء رسول الله صلي الله عليه واله من كربلاء إلى الكوفة، ومنها إلى الشام، وفي أطول سفر صعب وشاق ومر،في جنح ظلام الليل تطمئن زینب عليها السلام على الأطفال وسائر النساء، وبعد أن تتأكد من نومهم جميعا، تمضي إلى الجسد الشريف، وتجلس عند ذلك الجسم المقطع لتقول كلمتها الخالدة «اللّهمّ تقبّل منّا هذا القربان» (1).

نعم دعونا نتوقف هنا مع زينب والعيال وباقي النساء، وهن يمضين ليلتهن الليلاء في صحراء كربلاء، لكن هذه المرة دون

ص: 26


1- عبد الله بن نور الله البحراني الأصفهاني، عوالم العلوم والمعارف والأحوال من الآيات والأخبار والأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد علیه السلام )، ج 11، القسم 2، فاطمة عليها السلام ، ص 958.

الحسين والعباس وسائر الآل والأصحاب، في ساعة متأخرة من الليل تنسل زینب تتفقد القتلى، وكأنها تبحث عن شيء، وما أن تجده تجلس عنده لتقول أغلى كلمات الإيمان والاعتقاد والمعرفة واليقين الخالص: «اللهم تقبل منا لهذا القربان».

أجل قالت هذه الكلمات عند جسد الإمام الحسين عليه السلام وهو مقطوع الرأس مبضع الأوصال؛ لتكشف عن عمق الروح الإيمانية التي تحلت بها وتحلى بها أهل البيت الكرام عليهم السلام ، وعن مستوى اليقين الصادق الذي عاشه أهل البيت وزينب مع الله جل اسمه.

كيف نقهر تصاريف الزمن ونستوعب ضروب الحياة؟

لقد تمكن الإمام الحسين عليه السلام ومن معه من الثلة الصابرة وبجدارة أن يسجلوا للأمة والإنسانية بأسرها درسا في معاني الحياة النبيلة والقيم السامية، ويسطروا ملحمة غاية في الروعة والجمال، وعلى الكتاب والباحثين في قضية الإمام الحسين عليه السلام وثورته أن لا يسلطوا الضوء على توصيف ذلك واستعراضه فحسب، بل الأهم منه هو كيفية التمكن من استلهام تلك العبرة، واستيعاب تلك الملحمة، وتوظيف مواقف الإمام الحسين عليه السلام وكلماته وصبره

ص: 27

وإيمانه ورقة قلبه وسمو نفسه وروحه في إنارة دروبنا، هل استطعنا حقا التسلح بهذه الثروة الحافلة بكل ألوان الحياة الحرة الكريمة لقهر نوائب الدهر واستيعاب تقلبات الحياة وتصاريفها؟ وكيف نتمكن بعد اعتناقنا للنهضة الحسينية وقناعتنا ببطولاتها وأبطالها من أن نحمي ديننا ومبادئنا وعرضنا وأرضنا؟ نزعم أن هذا هو السؤال الأهم، والإجابة العملية المقنعة عنه هي أكثر أهمية.

ص: 28

المصادر

القرآن الكريم.

1. ابن حيون، النعمان بن محمد، شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار عليهم السلام ، تحقیق محمد حسين الحسيني الجلالي، قم، جماعة المدرسین بقم، مؤسسة النشر الإسلامي، 1409 ه

2. ابن طاووس ، علي بن موسی، اللهوف في قتلى الطفوف (مقتل الحسين عليه السلام)، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى، 1993 م.

3. أبو مخنف الكوفي، لوط بن يحيي، وقعة الطف، تحقیق محمدهادي يوسفي غروي، قم، جامعة المدرسين، الطبعة الثالثة، 1417 ه.

4. الأحمدي الميانجي، علي، مكاتيب الأئمة عليهم السلام ، تحقیق مجتبی فرجي، قم، دار الحديث، الطبعة الأولى، 1426 ه.

5. البحراني الأصفهاني، عبد الله بن نور الله، عوالم العلوم والمعارف والأحوال من الآيات والأخبار والأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد علیه السلام )، تحقيق محمدباقر موحد أبطحي، قم، مؤسسة الإمام المهدي عليه السلام، الطبعة الأولى، 1413 ه.

ص: 29

6. الجزري، ابن الأثير، الكامل في التاريخ، تحقيق: أبي الفداء عبد الله القاضي، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى، 1987.

7. الحسيني القزويني، عبد الكريم، الوثائق الرسمية لثورة الإمام الحسین علیه السلام ، کربلاء، قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة الحسينية المقدسة، الطبعة السابعة، 1432 ه.

8. الحسيني الموسوي، محمد بن أبي طالب، تسلية المجالس وزينة المجالس (مقتل الحسين عليه السلام)، تحقیق کریم فارس الحسون، قم، مؤسسة المعارف الإسلامية، الطبعة الأولى، 1418 ه.

9. الصدر، محمد بن محمد صادق، أضواء على ثورة الإمام الحسين ، تحقیق: كاظم العبادي الناصري ، بيروت - لبنان، دار البصائر، 2010.

10. النيشابوري، محمد بن أحمد، روضة الواعظين وبصيرة المتعظين (ط قديمة)، قم، منشورات الرضي، الطبعة الأولى، 1417 ه.

11. الكعبي، عبد الزهرة، مقتل الإمام الحسين ومسير السبايا، تقديم محمود الشريفي، شبكة دار الفكر.

12. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، تحقیق مؤسسة آل البيت عليهم السلام ، قم، مؤتمر الشيخ المفيد، الطبعة الأولى،1413ه. 13. المقرم، عبد الراق، مقتل الحسين عليه السلام ، بیروت - لبنان، دار الكتاب الإسلامي، الطبعة الخامسة، 1979.

ص: 30

المحتويات

كلمة المؤسسة ...5

مدخل ...8

الإصلاح محور الثورة ...9

عدم الاكتراث بالمصير ثمرة الوعي المعرفي ونضوجه ...11

عمق المعرفة يعزز الصبر ويعطي للبلايا معنى آخر...14

الجهل والتعصب قمة الخطيئة ... 15

الدين والدنيا.. اليقين والشك ...18

صلابة الإيمان والأخوة الحقة ...20

المعرفة بالقائد المعصوم تحول دون التخلي عنه ...22

الإمام الحسين عليه السلام وطفله الرضيع.. موت مر وصبر عظيم ...24

جوف الليل وتجليات زینب علیها السلام المعرفية ...26

كيف نقهر تصاريف الزمن ونستوعب ضروب الحياة؟ ...27

المصادر ...29

المحتويات ...31

ص: 31

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.