رسالتان حول زيارة عاشوراء

اشارة

رسالتان حول زيارة عاشوراء

رسالة فی شرح زيارة عاشوراء للسيّد علي بن عبد الكريم الحسيني النيلي النجفي (رحمه الله)

رسالة فی بیان کیفیة زيارة عاشوراء

للسيّد محمد باقر الشفتي(رحمه الله) المعروف ب (حجّة الإسلام )تحقيق أحمد بن حسين العبيدان

دار الكرامة - قم المقدسة

رسالتان حول زيارة عاشوراء

للسيد محمد باقر الشفتي(رحمه الله) المعروف ب (حجة الإسلام )تحقيق وتصحيج : أحمد به حسين العُبيدان دار الكرامة قم المقدسة

ص: 1

اشاره

الطبعة الأولى 1436 ه. 2018 م دارالكرامة

دار الكرامة للطباعة والنشر قم المقدسة

ص: 2

رسالة في شرح زيارة عاشوراءضمن شرح (مختصر المصباح)

تأليف بهاء الدين السيد علي بن عبد الكريم الحسيني النيلي النجفي (رحمه الله) (من أعلام القرن الثامن الهجري)

تحقیق و تنسيق أحمد بن حسين العبيدان

ص: 3

ص: 4

مقدمة التحقيق:

هذا البحث مستخرج من شرح السيد بهاء الدين النيلي (رحمه الله) على (مختصر المصباح) مستلٌّ من شرحه على ما ورد في خصوص شهر محرم الحرام وزيارة عاشوراء على وجه التحديد .

وقد جعل المصنف (رحمه الله) شرحه للزيارة على مرحلتين: الإعراب ثمّ الشرح ، فيقف عند مقطع وفقرة بداية كلام الشيخ الطوسي (رحمه الله) عن الزيارة فيقوم بإعراب كلماته ثمّ يشرح ما يراه بحاجة للشرح ، وحيث إن (موسوعة شروح زيارة عاشوراء) تعني بما له صلة بالشرح ، فقد تصرفنا في هذه الرسالة وهذا البحث بما لا يُذهب جهد المصنف ولا يُضيع عمله ، فاقتصرنا في البداية على الشرح وأخّرنا الإعراب ؛ إذ لعل القاريء يرمو من مطالعته الكتاب الشرح وحسب ، وأمّا مسألة الإعراب فقلٌ من يقدمها على الشرح ؛ لذا جعلناه في النهاية .

ص: 5

طريقة التحقيق

النسخة المخطوطة لهذا الكتاب واحدة وهي محفوظة في خزانة مكتبة السيد المرعشي(رحمه الله) ، وهي في مجلدين : المجلد الأول برقم 4568، ويشتمل على 245 ورقة . والمجلد الثاني تحت رقم 8162، ويحتوي على 329 ورقة. وفي الصفحة الأولى من المجلد الثاني كتب بخط أحمر ما نصه: (شارح هذا الكتاب المستطاب المسمى بمختصر المصباح للشيخ الطوسي، هو بهاء الدين علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني النجفي، أستاذ الشيخ ابن فهد الحلي، كذا في إجازات ملا محمد باقر ابن ملا محمد تقي المجلسي (قدس الله روحه ونور ضريحه بمحمد و آله)).

ولوضوح الخط وكتابة الفقرات ، فقد كُفينا عناء التفتيش عن مواطن الاختلاف ، كما أننا تركنا الوقوف على الفروق المحتملة بين فقرات المصباح وما نقله المصنف » ؛ لتكرر هذا في الأجزاء السابقة من الموسوعة، ولعدم تركيز المصنف نفسه على هذه الجهة .

ولذا فالعمل في هذه الرسالة النصبّ على تقطيع النص وتنسيق فقراته واستخراج مصادره و تزويد القارئ الكريم ببعض التعليقات في الهوامش بحسب الحاجة إلى ذلك .

وقد بدأنا قبل كلّ شيء بإيراد ترجمة مختصرة للمصنف » مستلة من بعض كتب التراجم وفهارس التصنيف .

نسأل الله تعالى أن ينفعنا بهذا العمل ويزيدنا به ثواباً ويكتبه في جميل أعمالنا وينفعنا به يوم الحشر والنشر عند مولانا الحسين (علیه السّلام) .

ص: 6

نبذة موجزة حول كتاب

"مختصر المصباح"

هذا الكتاب اختصره الشيخ الطوسي (رحمه الله) من أصل كتابه (مصباح المتهجّد) حيث جمع فيه من العبادات و مختارت الأدعية ما لا يكاد يوجد في كتاب مصنّفٍ ولا في مجموع مؤلّف، فقد جمعها (رحمه الله) من مواضع متفرّقة ومضانَّ متباعدة، وكان في ذلك غاية الأمنية لمن أراد هذا الجنس، ومال إلى هذه الطريقة.

فلما أن سهّل الله تعالی له إتمامه، فكّر في أنه ربما استثقل الناظرُ في (المصباح) العملَ بجميعه، واستصعب القيام بأكثره، وملَّ التحمل له، أو يقطعه عن ذلك قواطع، أو يشغله عن ذلك شواغل مما لابد منه، رأى (رحمه الله) اختصاره، وجمع ما لا يستثقلها العامل بها ولا يستصعبها الناظر فيها، واقتصَرَ على ذكر أدعيةٍ ومناجاةٍ جامعةٍ للأغراض.

مضافاً إلى أن أحد الأشراف الدّيّانين المؤثرين لأفعال الخير، المحبين التوفّر على صالح الأعمال قد طلب منه (رحمه الله) عَمَلَ مجموع يَجري هذا المجري، والشيخ (رحمه الله) يرى أن هذا الرجل الشريف ممن يوجبُ حقّه ويستجيب له ويُؤثر مرضاته .

ص: 7

فبدأ فيه بذكر ما يتكرر في كل يوم وليلة من العبادات الشرعية مبتدأ بالصلاة وخاتماً بالجهاد، ثم ذكر فيه عبادات السّنة، وذكر منها ما يعرض من العبادات مع تفصيلها عند مرور أسبابها كما في شهر رمضان - مثلاً - ولكن على وجه الاختصار دون التطويل والإسهاب .

ثم ختم بسرد أدعية الأسبوع وما يُدعى به كل يوم.. إلى آخر الكتاب؛ معللاً ذلك بالتسهيل على من أراد تصفّحه والاستفادة منه .

ص: 8

ترجمة السيد بهاء الدين النيلي

اسمه ونسبه

ذكر المصنف (رحمه الله) اسمه ونسبه في كتابه (الأنوار المضيئة) ضمن باب الإمامة ، في أوائل الباب الذي خصصه لذكر أمير المؤمنين (علیه السّلام) ، بعد نقله رواية عن الشيخ المفيد (رحمه الله) حيث قال :

وممّا جاز روايته للعبد الفقير إلى رحمة ربه القدير ، مصنف هذا الكتاب علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد بن عبد الله بن أحمد بن حسن بن علي بن محمد بن علي بن عبد الحميد بن عبد الله بن أسامة ابن أحمد [بن علي](1) بن محمد بن عمر بن يحيى بن الحسين بن أحمد ابن عمر بن يحيى بن الحسين بن زید بن الإمام زين العابدین وسید الساجدین علي بن الإمام سيد الشهداء السبط الحسين بن الإمام أمير المؤمنين ويعسوب الدين علي بن أبي طالب (علیه السّلام) .

ص: 9


1- كذا في بعض كتب الأنساب، وإن لم يذكر فيما هو موجود في (الأنوار المضيئة)، وهو علي بن أبي طالب ، زوج فاطمة بنت محمد السابسي . انظر: المجدي في أنساب الطالبيين: ص 176، عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب: ص 254، بحر الأنساب: ص 123، خاتمة مستدرك الوسائل : ج 2 ص296.

ملاحظة:

هناك تعدد في ترجمة المصنف (رحمه الله) ، فقد ذكروه بعدة عناوين على خلاف ما ذكره هو نفسه - كما تقدم -، وقد قال آغا بزرگ الطهراني » في ذیل ترجمة عبد الحميد : والمسمّون بهذا الاسم كثيرون في هذه العائلة ، كما أن بينهم اثنين باسم بهاء الدين علي بن غياث الدين عبد الكريم (1).

ومن هذه الترجمات:

1- علي بن عبد الكريم بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن عبد الحميد (الأول) ابن التقي عبد الله(2)، وقد يذكرونه باسم علي بن عبد الحميد ، وذلك بحذف الواسطة كما هو دأبهم.

2- علي بن عبد الحميد النيلي ، وهو نظام الدين أبو القاسم علي بن محمد بن عبد الحمید ، من تلامذة فخر المحققين ، ويروي عنه ابن فهد الحلي (3).

3- علي بن عبد الحميد بن فخار بن معد ، الذي نسب له صاحب

الذريعة كتاب ( الأنوار المضيئة في المهدي ) (4).

ص: 10


1- طبقات أعلام الشيعة : ج 3 (القرن الثامن) ص 108.
2- المصدر نفسه ، ص 143 .
3- المصدر نفسه ، ص 141.
4- المصدر المتقدم ، وأيضاً الذريعة : ج 2 ص442. برقم 1722 .

4- علي بن غياث الدين أبو المظفر عبد الكريم بن علي بن محمد الحسيني ، له كتاب (جامع شتات الأخبار)(1).

5 - السيد علي بن عبد الحميد الحسني(2). وصفه الشيخ إبراهيم القطيفي (رحمه الله) في كتابه (السراج الوهّاج) ب (الفاضل ، الكامل ، العالم العامل ، وقال : إنه تلميذ فخر الدين ، وإن له شرحاً على النافع ، بلغ فيه الغاية)(3).

6 - الشيخ علي بن عبد الحميد النيلي ، توفي في حدود سنة 800 کان عالماً مصنفاً حسن التصنيف ، من شيوخ الإجازة ، أديباً ، شاعراً(4).

7 - السيد بهاء الدين أبو القاسم علي بن السيد غیاث الدین عبدالکریم ابن عبد الحميد الحسيني العلوي النسابة النقيب النيلي الأصل النجفي الموطن (5).

8- قال السيد الأمين (رحمه الله) : ويوجد في بعض الإجازات والتراجم: السيد علي بن عبد الحميد النسابة النجفي .

ص: 11


1- أعيان الشيعة : ج 8 ص 263.
2- المصدر نفسه ، وقد ذكره مرتين إلّا أنه في الأولى قال : وصفه الشيخ إبراهيم القطيفي.... وفي الثانية قال : مدحه....
3- السراج الوهاج: ص 80.
4- أعيان الشيعة : ج 8 ص 261.
5- المصدر نفسه ، ص 266 وقال : النيلي نسبة إلى النيل - بلفظ نهر مصر - بلدة في العراق على الفرات بين بغداد والكوفة ، أنشأها الحجّاج وشق لها الأنهار ، وهي اليوم قرية عامرة قرب بابل ، يُنسب إليها جماعة من العلماء . انتهى .

وفي بعضها : السيد النقيب الحسيب علي بن عبد الكريم بن علي بن محمد بن عبد الحميد الحسيني النجفي .

وفي بعضها : السيد المرتضى النقيب السعيد بهاء الدين علي بن غیاث الدين عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني النجفي.

وفي بعضها: زين الدين علي بن محمد بن عبد الحميد الحسيني

النجفي .

وعن خط الشيخ حسن صاحب المعالم (رحمه الله) : سيّدنا النقيب بهاء الدين علي بن عبد الحميد .

و[في] كلام ابن فهد: السيد المرتضی بهاء الدين علي بن عبد الحميد النسابة .

وفي بعض العبارات: السيد الجليل النقيب بهاء الدين أبو القاسم علي ابن عبد الحميد النيلي النسابة .

ثمّ قال: والظاهر اتحاد الجميع ، فنسب تارة إلى أبيه ، وأخرى إلى جده عبد الحميد ، وثالثة لأبيهما وترك باقي أجداده لتميز هذین من بينهم . والتعدد مع ذلك محتمل بأن يكونوا أربعة أشخاص: علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد . وعلي بن عبد الحميد . وعلي بن عبد الكريم بن علي بن محمد بن علي بن عبد الحميد . وعلي بن محمد بن عبد الحميد . فكثيراً ما تتحد الأسماء والكُنى والألقاب والنّسب مع تعدد المسمّيات(1) .

ص: 12


1- المصدر نفسه ص 266.

مولده

لم يُذكر له تاريخ ولادة ، وحيث قد ذُكر من جملة مشايخه: السيد عميد الدين عبد المطلب بن الأعرج المتوفي سنة 754 ه(1)، فمن المحتمل أن يكون عمره بین 15 و 20 سنة أو أكثر بحيث تكون له قابلية تلقي الدروس من شيخه وأستاذه الأعرج ، لذا قد يقال بأن ولادته كانت قبل سنة 740 ه.

مشايخه

يروي (رحمه الله) عن جماعة من المشايخ الأعلام ، ومنهم :(2)

1- فخر المحققين الشيخ محمد بن الحسن بن یوسف بن المطهر الحلي (ابن العلامة).

2 - السيد عميد الدين عبد المطلب بن محمد بن علي بن الأعرج

الحسيني (ابن أخت العلامة).

ص: 13


1- طبقات أعلام الشيعة : ج 3 (القرن الثامن) ص 137 ، ذكر أن وفاته كانت ببغداد في 10 شعبان سنة 754 ه، ودفن بالنجف .
2- أمل الآمل : ج 1 ص 181 - 183 برقم 188 وأيضاً ج 2 ص 260 - 261 برقم 768 ، و ص 164 - 165 برقم 479 و رقم 284 و ص 294 برقم 877، بحار الأنوار : ج 52 ص 70 - 73، ریاض العلماء : ج 4 ص 126، خاتمة المستدرك : ج 2 ص 301، طبقات أعلام الشيعة : 3 (القرن الثامن) ص 124 و ص 142 و ص 197 و ص 185، الذريعة : ج 2 ص 415 و ج 8 ص 82، أعيان الشيعة : ج 8 ص 69، الكنى والألقاب : ج 1 ص 416 - 417.

3 - السيد ضياء الدين عبد الله بن محمد بن علي بن الأعرج الحسيني ابن أخت العلامة).

4 - السيد تاج الدين أبو عبد الله محمد بن القاسم بن معية الحسني الديباجي .

5- الشهيد الأول الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن الشيخ جمال الدين مكي العاملي .

6 - الشيخ المقرئ الحافظ المحمود الحاج المعتمر شمس الحق والدین محمد بن قارون .

7- يروي عن جده سماعاً لا نقلاً عن خطه - كما يظهر من كلام

العلامة المجلسي (رحمه الله)۔ (1).

8- يروي عن الخطيب الواعظ ، الأستاذ الشاعر، یحیی بن النحل

الكوفي والزيدي مذهباً(2).

وقد أكثر المصنف الرواية بالوسائط في كتابه (الأنوار المضيئة) عن

الشيخ الصدوق ، والشيخ المفيد ، والشيخ أحمد بن محمد الأيادي مصنف کتاب (الشفاء والجلاء)، والسيد هبة الله الراوندي .

ص: 14


1- بحار الأنوار : ج 52ص 70 - 73 ، وانظر: ریاض العلماء : ج 4 ص 126، الذريعة :ج 2 ص 415 و ج 8 ص 82.
2- عوالي اللئالي : ج 1 ص 25 حدیث8.

الراوون عنه

1 - الشيخ عز الدين الحسن بن سليمان بن محمد بن خالد الحلي(1) .

2- وجمال الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن فهد الحلي(2).

مدحه والثناء عليه

يظهر ممن ترجم (رحمه الله) له أنه في الرعيل الأول من العلماء الربانيين، وفي طليعة الفضلاء الإلهيين، وأن له حالات خاصة و کرامات وفضائل، وحبُّ متين للنبي وأهل بيته (صلوات الله عليهم) ، ومن ذلك:

1- وصفه الشيخ ابن فهد الحلي (رحمه الله) بالمولى السيد المرتضى العلامة بهاء الدين علي بن عبد الحميد النسابة دامت فضائله(3).

2- عبر عنه الشيخ حسن بن سليمان الحلي (رحمه الله) بالسيد الجليل السعيد بهاء الدين علي بن عبد الحميد الحسيني).

ص: 15


1- ریاض العالماء : ج 1 ص 193، طبقات أعلام الشيعة : ج 3 (القرن الثامن) ص 142 و أيضاً ج 4 (القرن التاسع) ص 34.وانظر : مختصر بصائر الدرجات : ص 48 و ص 50، عنه في بحار الأنوار : ج 27 ص 164حدیث 21، الذريعة : ج 2 ص 415.
2- أمل الآمل : ج 2 ص 21 برقم 50، وانظر : المهذب البارع : ج 1 ص 194 ، عوالي الليالي : ج 1 ص 25 حدیث 8، و ص 27 حدیث 9، طبقات أعلام الشيعة : ج 3 (القرن الثامن) ص 142، الذريعة : ج 2 ص 415.
3- المهذب البارع : ج 1 ص 194 .

وقال أيضاً: السيد الجليل الموفّق السعيد بهاء الدين علي بن عبد

الكريم بن عبد الحميد الحسيني(1).

3 - قال ابن أبي جمهور الأحسائي (رحمه الله) : السيد السعيد الإمام العلامة بهاء الدين علي بن عبد الحميد النسابة الحسيني. وقال أيضاً : المولى السيد المرتضى العلامة بهاء الدين علي بن عبد الحميد النسابة...(2).

4- قال العلامة المجلسي (رحمه الله) بعد ذكره مصنفاته: كلها للسيد النقيب الحسيب بهاء الدين علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني النجفي أستاذ الشيخ ابن فهد الحلي (قدس الله روحهما).

وقال أيضاً: السيد المعظم المبجل بهاء الدين علي بن عبد الحميد

الحسيني النجفي النيلي، المعاصر للشهيد الأول (3).

5 - قال عنه الميرزا الأفندي: الفقيه، الشاعر، الماهر، العالم، الفاضل، الكامل، صاحب المقامات والكرامات العظيمة (قدس الله روحه الشريفة)..... وكان من أفاضل عصره، وأعاظم دهره، و كذا جده السيد عبد الحميد(4).

ص: 16


1- مختصر بصائر الدرجات : ص 48 و 176 .
2- عوالي اللئالي : ج 1 ص 25 حدیث 8.
3- بحار الأنوار : ج 1 ص 17 ، وأيضاً ج 53 ص 202.
4- ریاض العلماء : ج 4 ص 124.

6 - قال الميرزا النوري ال : السيد الأجل، الأكمل، الأرشد، المؤيد، العلامة التحرير، بهاء الدين علي بن السيد غیاث الدین عبد الكريم.. النيلي النجفي النسّابة .

وقال أيضاً : السيد الأجل النحریر، بهاء الدين المرتضی أبي الحسن علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد النجفي(1).

7 - قال الميرزا محمد علي المدرس (رحمه الله) ما معرّبه: بهاء الدين علي بن غیاث الدین عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني النيلي النجفي، نسابة کامل، فقیه فاضل، شاعر ماهر، وكان من أفاضل عصره ويلقب بالنسابة، وتُنسب له كرامة عظيمة، وبالجملة فإنه من أكابر علماء الدين الإمامية، وكان تلميذ الشهيد الأول المتوفى سنة 786 ه وفخر المحققين المتوفي سنة 771 ه ، وله مؤلفات متقنة ..(2).

تفانيه في محبة أهل البيت (علیهم السّلام)

نقل المحدث الميرزا النوري (رحمه الله) حكاية عنه فقال فيها: وقال العالم الرباني السيد علي بن عبد الحميد النيلي في شرح (المصباح) للشيخ الطوسي (رحمه الله) : كنا في ليلة الخميس الثالث والعشرين من شهر رمضان سنة 788 ه معتكفين في مسجد الكوفة مع جماعة ، فشرعنا بعد الصلاة بقراءة

ص: 17


1- خاتمة مستدرك الوسائل : ج 2 ص 296 - 297، و أيضاً ج 3 ص 182.
2- ریحانة الأدب : ج 1 ص 294 - 295.

سورة إنا أنزلناه ، ألف مرّة ، فلما فرغنا نام كلّ منا مكانه ، فرأيت في المنام . ولم يكن النوم غالباً علي وإنّما شبه الإغفاءة - كأن أبوابا قد فتحت ، ولا أدري أنهما في السماء أو في الأرض ، وخرج منها جماعة على هيئات حسنة ، ووقفوا أمامي وقالوا : إلزم أئمتك المعصومين ، فهم الأعلام الهداة ، الأكارم الثقات ، السادات البررة ، الأتقياء السفرة ، الأنجُم الزُهر ، والأوابين الغرر ، وغير ذلك من المكارم....(1).

2. ونقل الميرزا الأفندي (رحمه الله) عن كتابه (الدر النضيد في تعازي الإمام الشهيد) قوله: وقد علمت ولاحت لي الأمارات، وبانت لي دلائل ظاهرة و آیات، أن كتابي هذا وقع موقع القبول من الله تعالى ورسوله وآل الرسول (علیهم السّلام) ، ولقد كنت عند إرادتي لتحصیل شيء من القصائد التي ضمنتها تلك الأبواب والفصول ، والأخبار التي يحسن وصفها في هذا الكتاب الخالية من الفضول، يتيسر تحصيلها لدي، ويسهل علي، وإن كانت لا يمكن إليها الوصول .

حتى إن بعض تلك القصائد كانت عند [أحد] أصحابنا المؤمنين،

الموالين لأهل البيت المحبين، فأرسلتُ إليه بعض الغلمان، فلقيه في الطريق فأخبره أني أطلبه في الآن، فسارع نحوي ، فلما دخل علي لم يملك نفسه حتى انكب يقبل يدي وجعل يقول: أسألك بحق جدك الحسين (علیه السّلام) إلّا ما سألت الله تعالى أن يرحمني ، ويقضي عني الدين .

ص: 18


1- النجم الثاقب في أحوال الإمام الحجة الغائب : ج 2 ص 516.

فقلت: يا أخي مالك؟ وما الذي نالك؟

فقال: يا مولاي، كنت نائماً في داري، ملتحفاً بإزاري، فإذا قائل يقول لي في نومي: يا هذا قم وأجب ولدي علي بن عبد الحميد، واحمل إليه القصيد. ووقع في خاطري، أن القائل أما أمير المؤمنين، أو الإمام الحسين (علیه السّلام) ، فانتبهت مرعوباً من هذا المنام، وقلتُ: ليس هذا أضغاث أحلام، ثمّ خرجت وقصدتك لأسلم عليك، فلقيني الغلام وقال: مولاي بعثني إليك .

فقلت: وما الذي يريد؟ فقال: يأمرك أن تأتيه بالقصيد . فعلمت أنها ساعة إجابة، وأن دعوتك مستجابة، فسألتك أن تسأل الله تعالى أن يقضي ديني ويتقبل عملي(1).

وجاء في كتابه (الأنوار المضيئة) قوله في آخر فضائل النبي (صلّی الله علیه وآله وسلّم ) : وأنا أقسم بالله ربي لقد كنت في أثناء كتابتي لهذه الفضائل العظيمة، وجمعي لهذه المعجزات الكريمة، عرض لي عارض لم أطق معه حمل رأسي، فكنت إذا رفعته صرعني، وإذا قمت أقعدني، فضاق صدري، وخفت أن أغلب على إتمام ما أنا بصدده، فألهمت أن قلت: اللهم بحق محمد عبدك ونبيك صاحب هذه الفضائل، وبحق آله المعصومین (صل عليهم أجمعين) واصرف عني ما بي من هذه العلة . فوالله العظيم، لم يستتم كلامي حتى ذهب ذلك العارض، كأنه لم يكن، وقمت كإنّما نشطت من عقال . ولعمري

ص: 19


1- ریاض العلماء : ج 4 ص 128 .

ما هذا بكثير من نعمهم علينا، وأياديهم الواصلة إلينا، وأن ما نرجوه بهم ما هذا في ضمنه إلا كلاشيء، أليسوا شفعائنا ومنقذينا من أوزار الآثام يوم القيام ! اللهم بحقهم عليك، ارحمنا إذا رجعنا إليك(1).

آثاره ومصنفاته

ترك السيد (رحمه الله) آثاراً قيمة، تدل على مقامه العلمي الشامخ، و تبحّره في مختلف العلوم، في التفسير، والكلام، والحديث، والفقه، والرجال، ومنها :

1- الدر النضيد في تعازي الإمام الشهيد (2).

2- کتاب السلطان المفرج عن أهل الإيمان (3).

3 - الغيبة ، وقد ذكره العلامة المجلسي » ونقل منه عدة روایات (4).

4- کتاب سرور أهل الإيمان ، مشتمل على نوادر الأخبار . وروى عنه المجلسي عشرة أحاديث في باب علامات ظهور الحجة (عجّل الله تعالی فرجه الشریف)(5) .

ص: 20


1- الأنوار المضيئة (مخطوط) ، ورقة 52.
2- بحار الأنوار : ج 1 ص 34 و 17، ریاض العلماء : ج 2 ص 11 - 17 وأيضاً ج 4 ص128، الذريعة : ج 8 ص 81 برقم 296.
3- بحار الأنوار : ج 1 ص 17 و ص 34 وأيضاً ج 8 ص 81 وأيضاً ج 2، ص 70 وأيضاً 53 ص 105 ، الذريعة : ج 12 ص 217 برقم 1439 . 52 - ص 385- 391.3. وأيضاًج 53 ص 202 - 208
4- بحار الأنوار : ج 52 ص 385 - 3.391 وأيضاً ج 53، ص 202 - 208 .
5- بحار الأنوار : ج 1 ص 17 و 34 وأيضاً ج 52 ص 269 ، روضات الجنات : ج 4 ص 335 ، النجم الثاقب : ج 1 ص 119.

قال الميرزا الأفندي (رحمه الله) : ثمّ اعلم أن عندنا نسخة من كتاب سرور أهل الإيمان في علائم ظهور صاحب الزمان، ويلوح من تلك الديباجة وغيرها أن هذا الكتاب ليس من مؤلفاته، وإن كان مؤلفه قد أخذ أخباره من خط هذا السيد(1).

وقال الآغا بزرگ الطهراني (رحمه الله) : يظهر من صدر الكتاب أنه منتخب من كتاب (الغيبة) للسيد بهاء الدين المذكور(2) .

5 - تبیان انحراف صاحب الكشّاف .

6- النكت اللطاف الواردة على صاحب الكشّاف .

7- الإنصاف في الرد على صاحب الكشّاف، وقد صرح في بداية (الأنوار المضيئة) أن له ثمانّمائة إيراد على كتاب الكشاف أوردها في مجلدين: أحدهما خاص أسماه (تبيان انحراف صاحب الكشاف) ، والآخر عام أسماه (النكت اللطاف الواردة على صاحب الكشاف)(3).

وأمّا الثالث فقد نُسب إليه(4)، ومن المحتمل اتحاده مع أحد الكتابين المذكورين .

ص: 21


1- ریاض العلماء : ج 4 ص 127.
2- الذريعة : ج 12 ص 173 برقم 1157 .
3- الأنوار المضيئة ( مخطوط ) : ورقة 3 و 44 و 66.
4- الذريعة : ج 3 ص 178 ، وص 332 برقم 1203 وأيضا ج 24 ص 305 برقم 1600وأيضاً ج 2 ص 397 رقم 1994.

8- کتاب المفتاح .

9۔ کتاب الزبدة .

هذين الكتابين ذكرهما السيد النيلي (رحمه الله) في كتابه (الأنوار المضيئة)(1).

10 - كتاب الرجال (رجال النيلي) ، تممة السيد جمال الدين بن

الأعرجي(2) بإذن المؤلف(3) .

11 - إيضاح المصباح لأهل الصلاح، وهو شرح للمصباح الصغير الذي اختصره الشيخ الطوسي عن مصباحه الكبير ، وأكثره يتعلق بالتراكيب العربية لكتاب المصباح(4).

ص: 22


1- الأنوار المضيئة ( مخطوط ) ، ورقة 188.
2- قال آغا بزرگ الطهراني: هو جمال الدين محمد الشهيد ابن السيد عميد الدين عبد المطلب الحسيني الأعرجي ، المعبر عنه بخاتمة المجتهدين ، وعميد السادات ، وكان من علماء القرن الثامن وأوائل القرن التاسع . انظر مصفّى المقال : ص 112 - 114، طبقات أعلام الشيعة : ج 3 (القرن الثامن) ص 190 - 191.
3- بحار الأنوار : ج 1 ص 17 و 34 وأيضاً ج 3، ص 104 ، إثبات الهداة : ج 3 ص 568 برقم 674 - 678 ، ریاض العلماء : ج 4 ص 131 - 133 ، مستدركالوسائل : ج 8 ص 247 ، الذريعة : ج 2 ص 415 - 418 و ص 442 وأيضا ج 10 ص 157 ، وذكره بعنوان (رجال السيد علي) في ص 136 ، طبقات أعلام الشيعة : ج 3 (القرن الثامن) ص 143.
4- خاتمة مستدرك الوسائل : ج 3 ص 182، النجم الثاقب : ج 2 ص 516، الذريعة :ج 2 ص 500 برقم 1958 ، طبقات أعلام الشيعة : ج 3 (القرن الثامن) ص 142 - 144، أعيان الشيعة : ج 8 ص 266 ، روضات الجنات : ج 4 ص 335 .

12 - الأنوار المضيئة في الحكمة الشرعية، ذكر الميرزا الأفندي أنه يقع في خمسة مجلدات كبيرة، ومواضيعه على هذا النحو(1):

المجلد الأول: في علم الكلام، وفيه إثبات ما عليه الطائفة الاثنا عشرية، وبطلان غيره، بالأدلة النقلية والبراهين العقلية، ونكت وفوائد جليلة، وكلّ ذلك مستند إلى القرآن.

المجلد الثاني: في بيان الناسخ والمنسوخ، والمحكم والمتشابه، والعام والخاص، والمطلق والمقيد، وغير ذلك من مباحث أصول الفقه.

المجلد الثالث والرابع: في فقه آل محمد (علیهم السّلام) .

المجلد الخامس: في أسرار القرآن، وقصصه، مع فوائد أخر .

وفاته

أيضاً لم يُذكر له تاريخ وفاة، ولكن يمكن احتمال أن يكون حياً أوائل المائة الثامنة وذلك مستفاد من قول الشيخ ابن فهد الحلي » - وهو تلميذه - في كتابه (المهذب البارع)(2) والذي انتهى منه سنة 803 ، قال : ويعضد ما قلناه ، ما حدثني به المولى السيد المرتضى العلامة بهاء الدين علي بن عبد الحميد النسابة (دامت فضائله).... فمن قوله هذا يُعلم أن السيد المتَرجَم له كان حياً في تلك السنة ، وإلا لكان ترحم أو ترضى عليه لو كان ميتاً.

ص: 23


1- ریاض العلماء : ج 4 ص 134 ، الذريعة :: ج 2 ص 417 و ص 398 برقم 1594.
2- المهذب البارع في شرح المختصر النافع : ج 1 ص 194.

القسم الثاني: شرح الزيارة

[شرح الزيارة]

اشارة

اشارة

(المحرم، هو آخر الأشهر الحرم، عظيم الحرمة في الجاهلية والإسلام ، في اليوم العاشر منه كان مقتل سيدنا أبي عبد الله (علیه السّلام) ، ويستحب صوم هذا العشر، فإذا كان اليوم أمسك عن الطعام والشراب إلى بعد العصر ثمّ تناول شيئاً من التربة يسيرة ، وفي هذا اليوم تتجدد أحزان آل محمد عليهم السلام وشيعتهم ، ويستحب اجتناب الملاذّ فيه وإقامة سنن المصايب إلى بعد العصر على ما قلناه .

وروی زید الشحام ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) قال: «من زار قبر الحسين (علیه السّلام) بن علي (علیه السّلام) يوم عاشوراء عارفاً بحقه كان كمن زار الله في عرشه».

وروى حريز عن أبي عبد الله (علیه السّلام) قال : «من زار الحسين (علیه السّلام) يوم عاشوراء وجبت له الجنة» .

وروى جابر الجعفي عن أبي عبدالله (علیه السّلام) قال : «من بات عند قبر الحسين (علیه السّلام) ليلة عاشوراء لقي الله يوم القيامة ملطخاً بدمه كإنّما قتل معه في عرصة كربلاء ».

وقال: «من زار الحسين يوم عاشوراء وبات عنده كان كمن استشهد بين يديه) .

ص: 24

شرح زيارة أبي عبد الله في يوم عاشورا في قربٍ أو بعير :

روی محمد بن إسماعيل بن بزیع عن صالح بن عقبة عن أبي جعفر (علیه السّلام) قال : «من زار الحسين يوم عاشوراء من المحرم حتى يظل عنده باكياً لقي الله عز وجل يوم القيامة بثواب ألفي حجة وألفي عمرّة وألفي عزوة ثواب كلّ حجة وعمرّة وعزوة كثواب من حج واعتمر مع رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) ومع الأئمة الراشدين» .

(الشرح)

قوله: (المحرم هو آخر الأشهر الحرم... الخ).

في اليوم السابع عشر من المحرم انصرف أصحاب الفيل عن مكة

وقد نزل عليهم العذاب (1).

وفي اليوم الخامس والعشرين منه سنة أربع وتسعين، كانت وفاة زين العابدین (علیه السّلام)(2).

وفي أول يوم منه استجاب الله دعوة زکریا)(3).

وفي اليوم الثالث منه كان خلاص يوسف من الجب.(4).

ص: 25


1- مسار الشيعة (مصنفات الشيخ المفيد ج 7) : ص 45.
2- المصدر نفسه : ص 45، کشف الغمة : ج 2 ص 290.
3- مسار الشيعة (مصنفات الشيخ المفيد ج 7) : ص 43.
4- المصدر نفسه : ص 43.

وفي اليوم الخامس منه كان عبور موسی بن عمران البحر(1) .

وفي اليوم السابع منه كلم الله موسى على جبل طور سينا(2).

وفي اليوم التاسع منه أخرج الله يونس من بطن الحوت(3).

وفي اليوم العاشر منه كان مقتل الإمام الحسين (علیه السّلام)(4) .

وفي أول يوم من المحرم دعا زکریا ربه(5)، فمن صام ذلك اليوم استجاب له كما استجاب من زکریا (علیه السّلام) .

وفي اليوم العاشر منه أنزل الله توبة آدم، وفيه استوت سفينة نوح على الجودي، وفيه ولد عیسی بن مریم، وفيه أخرج الله يونس من بطن الحوت وفيه تاب الله على قوم موسی، فمن تاب ذلك اليوم عفر الله ذنوب سبعين سنة وغفر له مكاتم عمله(6) .

ص: 26


1- المصدر نفسه : ص 43.
2- المصدر نفسه : ص 43.
3- المصدر نفسه : ص 43.
4- الكافي : ج 1 (أبواب التواریخ) ص 463، الأمالي (الصدوق) : المجلس (21) ص 191 و 228، کامل الزيارات : ص 153 ، الإرشاد : ج 2 ص 95 و 112، تاریخ الطبري : ج 5 ص 400 ، تاريخ اليعقوبي : ج 2 ص 246 ، الكامل في التاريخ : ج 4 ص 46، تاریخ بغداد: ج 1 ص 142 - 143، وغيرها .
5- من لا يحضره الفقيه : ج 2 ص 55 ذیل حدیث 241 ، المقنع : ص 208.
6- المقنع : ص 208.

قوله: ( زيد الشحام.. إلى آخره).

هو ابن يونس، وقيل: ابن موسی بن أسامة الشحام - بالشين المعجمة والحاء المهملة بتشديدهما - مولی شدید بن عبد الرحمن بن نعيم الأسدي الغامد، الكوفي، روي عن أبي عبد الله وعن أبي الحسن (صلّی الله علیه وآله ) ، ثقة ، عين(1) .

قوله: (من زار قبر الحسين (علیه السّلام) ..... الخ).

عن الصادق (علیه السّلام) قال: «تأتون قبر أبي عبد الله (علیه السّلام) ؟». قلت: نعم. قال: «فتتخذون لذلك سُفراً؟». قلت: نعم. قال: «أمّا لو أتيتم قبور آبائكم وأمهاتكم لم تفعلوا ذلك». قال: قلت: أي شيء نأكل؟ قال: «الخبز واللبن» (2).

وعنه (علیه السّلام) أنه قال: «تزورون خيرٌ من أن لا تزوروا، ولا تزوروا خير من أن تزوروا» ، قال الراوي : فقلت له : قطعت ظهري ! قال: «تالله إن أحدكم ليذهب إلى قبر أبيه كئيباً حزيناً وتأتون أنتم بالسفر أفلا تأتونه شعثاً غبراً (3).

ص: 27


1- رجال النجاشي : ص 175 برقم 462، الفهرست (الطوسي): ص 129 باب (زید) برقم 1، خلاصة الأقوال : ص 148 برقم 3.
2- کامل الزيارات : باب (47) ص 249 حدیث 2.
3- کامل الزيارات : باب (47) ص 250 حدیث 4.

وعن عبد الله الطحان(1) ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) قال : «ما من أحد يوم القيامة إلّا وهو يتمنى أنه من زوار الحسين (علیه السّلام) ؛ لما يرى ما يصنع بزوار الحسين (علیه السّلام) من كرامتهم على الله»(2).

قوله: ( زيارة أبي عبد الله (علیه السّلام)).

عن الإمام الصادق (علیه السّلام) قال: «ما من عبد شرب الماء فذكر الحسين (علیه السّلام) ولعن قاتله إلّا كتب الله له مائة ألف حسنة ، وحطّ عنه مائة ألف سيئة ، ورفع له مائة ألف درجة ، وكإنّما أعتق ألف نسمة»(3).

وعن محمد بن مسلم(4) ، قال: قال أبو جعفر محمد بن علي(صلّی الله علیه وآله ) : هل تأتي قبر الحسين (علیه السّلام) ؟ » قلت : نعم ، على خوف ووجل. فقال : «ما

ص: 28


1- لم يذكروه، روی محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن إسماعيل بن زيد، عنه ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) . لاحظ: معجم رجال الحدیث : ج 11 ص 412 برقم 7258.
2- کامل الزيارات : باب (50) ص 258 حدیث 1.
3- الكافي: ج 6 كتاب الأشربة (باب النوادر) ص 391 حديث 6.
4- من أصحاب الأئمة الباقر والصادق والكاظم (علیهم السّلام) ، عدّه الشيخ الكشّي (في رجاله : ج 2ص 507 ح 431) ممن أجمعت العصابة على تصديقهم . وقال عنه الشيخ النجاشي (في رجاله : ص 323 برقم 882): وجه أصحابنا بالكوفة، فقیه، ورع... وكان من أوثق الناس . وعدّه الشيخ المفيد في رسالته العددية من الفقهاء والأعلام والرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والأحكام، والذين لا يطعن عليهم، ولا طريق إلى ذم واحد منهم . لاحظ: معجم رجال الحدیث: ج 18 ص 260 برقم 11807.

كان من هذا أشد فالثواب على قدر الخوف، ومن خاف في إتيانه آمن الله روعته يوم يقوم الناس لرب العالمين، وانصرف بالمغفرة، وسلّمت عليه الملائكة، وزاره النبي(صلّی الله علیه وآله وسلّم) ودعا له، وانقلب « بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ »(1) .. تمام الحديث»(2).

وعنه (علیه السّلام) قال: «من أتى قبر أبي عبد الله (علیه السّلام) فقد وصل رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) ووصلنا، وحرُمت غيبته، وحرُم لحمه على النار، وأعطاه الله بكلّ درهم أنفقه عشرة آلاف، مدينة له في كتاب محفوظ، وكان الله من وراء حوائجه، وحفظه في كلّ ما خلف، ولم يسأل الله شيئاً إلّا أعطاه وأجابه، أمّا أن يعجله وأمّا أن يؤخره»(3).

قوله: (ابن بزیع).

بالباء المنقطة تحتها نقطة المفتوحة، والزاي المعجمة، والياء المنقطة تحتها نقطتين، والعين المهملة، أبو جعفر، مولى أبي جعفر المنصور، كان من صالحي هذه الطائفة وثقاتهم، كثير العمل، له فضل كثير، وورد فيه ثناء عظیم عن الرضا (علیه السّلام) (4) ، ما كان في وقته مثله (رحمه الله) و كانت فضائله جمّة، لا

ص: 29


1- سورة آل عمران ، الآية 174 .
2- کامل الزيارات : باب (91) ص 463 حدیث 7.
3- کامل الزيارات : باب (46) ص 245 حدیث 1.
4- قال الحسين بن خالد الصيرفي: كنا عند الرضا (علیه السّلام) - ونحن جماعة . فذكرمحمد بن إسماعيل بن بزيع فقال : «وددت أن فيكم مثله» رجال النجاشي : ص 332 برقم 893.

يسع هذا الموضع شرحها . والكلّ مجمعون على الثناء عليه ، وكان في عداد الوزراء.

وقال علي بن الحسن: إنه (ثقة ثقة ، عين)(1).

إلى غير ذلك ممّا جاء في مدحه(2) .

قوله: (عقبة).

هو من أصحاب الباقر (علیه السّلام) ، فإن كان صالح بن عقبة بن قيس(3)، فقد

جعله الشيخ جمال الدين ابن مطهر من المجروحين، ورماه بالغلو(4).

ولقائل أن يقول: لا نسلّم الطعن على الرجل، بل نمنعه، وسند المنع من وجهين:

[الأول]: أن هذا الشيخ - مصنف الكتاب - من أكابر المشايخ الذين يُرجع إليهم ويُعتمد عليهم، وقد ذكره في كتابه واعتمد على ما روي عنه - وهذا يدل على قبول قوله والعمل بروايته عنده ، فإذا كان كذلك لا يجوز القدح فيه .

ص: 30


1- رجال النجاشي : ص 331 .
2- لاحظ: معجم رجال الحديث : ج 16 ص 103 وما بعدها برقم 10272.
3- صالح بن عقبة بن قيس بن سمعان بن أبي ربيحة مولی رسول الله (علیهم السّلام) ، قيل : إنه روی عن أبي عبد الله (علیه السّلام) . رجال النجاشي : ص 200 برقم 532.
4- خلاصة الأقوال : ص 360 برقم 5.

[الثاني]: إن هذا - محمد بن إسماعيل بن بزیع - ممن أجمع الكافة على صحة ما يروي عنه والعمل بما يصح عنده ، وقبول ما يقبله ، وقد صحّ عنده قبول قول هذا الرجل والعمل بروايته ، ومثل هذا الرجل العظيم الشأن لا يروي عن أهل النقصان، فلا وجه للطعن عليه، ولا يصحٌ توجّه الذم إليه، ولعل الشيخ جمال الدين (رحمه الله) اشتبه عليه ونقل ذلك من لا وثوق به إليه .

ص: 31

متن مختصرالمصباح

اشارة

قوله : قال : قلت : جعلت فداك فما لمن كان في بعيد البلاد وأقاصيه ولم يمكنه المصير إليه في ذلك اليوم ؟

قال : «إذا كان كذلك برز إلى الصحراء أو صعد سطحاً مرتفعاً في داره وأومأ إليه بالسلام، واجتهد في الدعاء على قاتليه، وصلى من بعد ركعتين ، وليكن ذلك في صدر النهار قبل أن تزول الشمس، ثمّ ليندب الحسين ويبكيه ويأمر من في داره ممن لا يتّقيه بالبكاء عليه، ويقيم في داره المصيبة بإظهار الجزع عليه، وليعزّ بعضهم بعضاً بمصابهم بالحسين (علیه السّلام) ، وأنا ضامن لهم - إذا فعلوا ذلك - على الله جميع ذلك» .

قلت : جعلت فداك أنت الضامن لهم ذلك والزعيم ؟

قال : «أنا الضامن ، وأنا الزعيم لمن فعل ذلك».

قلت : و كيف يعزي بعضنا بعضاً ؟

قال: «يقولون: "أعظم الله أجورنا بمصائب الحسين (علیه السّلام)، وجعلنا وإياكم من الطالبين بثأره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد". وإن استطعت أن لا تنتشر يومك في حاجة فافعل فإنه يومُ نحسٍ لا يُقضى فيه حاجة مؤمن، فإن قُضيت لم يُبارك له فيها ولم يَر فيها رشداً، ولا يدّخرن أحدكم لمنزله فيه شيئاً، فمن ادّخر ذلك اليوم شيئاً لم يُبارك له فيما الآخر، ولم يبارك له في أهله، فإذا فعلوا ذلك كتب الله لهم ثواب ألف حجة، وألف عمرّة ، وألف غزوة، كلها مع رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) ، وكان له كثواب مصيبة كلّ نبي ورسول ووصي وصدّيق وشهيد مات أو قتل منذ

ص: 32

خلق الله الدنيا إلى أن تقوم الساعة» . قال صالح بن عقبة وسيف بن عميرة....

(الشرح)

قوله: (وأنا الزعيم... إلخ).

يقال: زعمت به، أزعم زعماً، وزعامة، أي كفلت ، والزعيم الكفيل(1) ، وفي الحديث : «الزعيم غارم»(2).

قوله : (الإمام المهدي... إلخ).

عن الإمام أبي عبد الله (علیه السّلام) أنه قال: «كأني أنظر إلى القائم وأصحابه في نجف الكوفة كأن على رؤسهم الطير قد شُنّت (3) مِزادهم(4)، وخَلَقَت ثيابهم، متنكبين(5) قسيّهم(6)، قد أثّر السجود بجباههم، لُيوثٌ بالنهار

ص: 33


1- الصحاح : ج 5 ص 1942 مادة (زعم).
2- السنن الكبرى (البيهقي) : ج 6 (کتاب الضمان) ص 72.
3- والتشنن: التشنج واليبس في جلد الإنسان عند الهرم . وتشتت القرية وتشانّت : أخلَقَت وصارت بالية . الصحاح :ج 5 ص2146 مادة (شنن). ويقال : شن الجمل من العطش : إذا يبس ، وشنت القربة ، تشن : إذا يبست . لسان العرب :ج 13 ص 241 مادة (شنن).
4- في البحار : «فنيت أزوادهم ». وزاد: جمع مِزادة، وهي الظرف الذي يُحمل فيه الماء، کالراوية والقربة والسطيحة. النهاية في غريب الحديث : ج 4 ص 324 مادة (مزد).
5- تنكّبَ الشي، جعله على منكبه . انظر: المصباح المنير : ص 858 مادة (نكب).
6- قسي : جمع قوس . انظر: المصباح المنير : ص 317 مادة (قوس).

ورُهبانٌ بالليل، كأن قلوبهم زُبُرَ الحديد، يُعطى الرجل منهم قوّة أربعين رجلاً، ويُعظهم صاحبُهم التوسّم(1)، وقد وصفهم ربهم بذلك (2) أعني قوله قوله : «إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ »(3).

قوله: (وسيف بن عميرة... إلخ).

عَميرة - بفتح العين المهملة - النخعي، عربي، كوفي، روى عن الصادق والكاظم (صلّی الله علیه وآله ) ، و كان ثقة(رحمه الله)(4) .

قوله : (علقمة بن محمد الحضرمي .. إلى آخره).

قال الشيخ جمال الدين في كتاب الرجال: علقمة - بالقاف - ابن قیس، قُتل بصفين مع علي (علیه السّلام) (5).

وقال ابن داود : روی عن علي (علیه السّلام) .(6).

ص: 34


1- توسّم الشيء: تخيّله وتفرّسه . القاموس المحيط: ج 4 ص 263 مادة (الوسم) .
2- في المنتخب والبحار : (فقد وصفهم الله (تعالی) بالتوسم في كتابه (بقوله). ).
3- منتخب الأنوار المضيئة : ص 344 ، بحار الأنوار : ج 52 ص 386ح 202 رواه عن كتاب (الغيبة) للسيد علي بن عبد الحميد (المترجَم له) عن أبي عبد الله (علیه السّلام) .
4- رجال النجاشي : ص 189 برقم 504 ، الفهرست (الطوسي): ص 140 باب (سيف) برقم 2، خلاصة الأقوال : ص 160 برقم 1.
5- خلاصة الأقوال : ص 224 برقم 5.
6- لم نقف عليه في كتاب الرجال الموجود.

وأمّا علقمة بن محمد الحضرمي فلم أجده في فهرست الشيخ

الطوسي (رحمه الله) ، ولا ذكره الشيخ جمال الدين في كتابه، ولعله عدّاه النظر.

ص: 35

متن مختصرالمصباح

اشارة

قال علقمة بن محمد الحضرمي : قلت لأبي جعفر (علیه السّلام) : علمني دعاءً أدعوا به في ذلك اليوم إذا أنا زرته من قرب ودعاءً أدعوا به إذا لم أزره من قرب وأومأت من بعد البلاد ومن داري بالسلام.

قال: فقال لي: «یا علقمة، إذا أنت صلّيت الركعتين بعد أن تومي إليه بالسلام فقل عند الإيماء إليه من بعد التكبير هذا القول، فإنك إذا قلت ذلك فقد دعوت بما يدعوا به زواره من الملائكة، وكتب الله لك مائة ألف ألف درجة، وكنت كمن استشهد مع الحسين (علیه السّلام) ، حتى تشاركهم في درجاتهم ، لا تعرف إلّا في الشهداء الذين استشهدوا معه، وكتب له ثواب زيارة كلّ نبي وكلّ رسول، وزيارة كلّ من زار الحسين (علیه السّلام) منذ يوم قتل (عليه السلام وعلی أهل بيته) :اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ،السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَاحُسَینَ بنَ عَلِیٍ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ ابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ فَاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِين، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا ثَارَ اللَّهِ وَ ابْنَ ثَارِهِ وَ الْوِتْرَ الْمَوْتُورَ ؛ السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَ عَلَى الْأَرْوَاحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنَائِكَ، عَلَيْكُمْ مِنِّي جَمِيعاً سَلاَمُ اللَّهِ أَبَداً مَا بَقِيتُ وَ بَقِيَ اللَّيْلُ وَ النَّهَارُ، يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ وَ جَلَّتْ وَ عَظُمَتِ الْمُصِيبَةُ بِكَ عَلَيْنَا وَ عَلَى جَمِيعِ أَهْلِ الْإِسْلاَمِ وَ جَلَّتْ وَ عَظُمَتْ مُصِيبَتُكَ فِي السَّمَاوَاتِ عَلَى جَمِيعِ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ ، فَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً أَسَّسَتْ أَسَاسَ الظُّلْمِ وَ الْجَوْرِ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ، وَ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً دَفَعَتْكُمْ عَنْ مَقَامِكُمْ وَ أَزَالَتْكُمْ عَنْ مَرَاتِبِكُمُ الَّتِي رَتَّبَكُمُ اللَّهُ فِيهَا».

ص: 36

(الشرح)

قوله : (الحُسَيِن (علیه السّلام)).

عن الإمام زين العابدين (علیه السّلام) قال: «لما كان في الليلة التي قُتل الحسين (علیه السّلام) في صبيحتها قام في أصحابه فقال: إنّما يريدوني دونكم ولو قتلوني ما وصلوا إليكم فالنجا النجا وأنتم في حل فإنكم إن أصبحتم معي قتلتم كلكم ، فقالوا لا نخذلك ولا نختار العيش بعدك ، فقال: إنكم تقتلون عن آخركم حتى لا يفلت منكم واحد . فكان كما قال»(1).

وهذا من جملة معجزاته وإخباره بالمغيّبات .

قوله : ( يَا ثارَ اللهِ وابنَ ثارِهِ).

الثأر : الذحل، يقال ثأرت [القتيل و] بالقتيل... ، أي قتلت قاتله، ومنه قول الشاعر (2):

شفيتُ به نفسي وأدركتُ ثورتي *بني مالكٍ هل كنتُ في ثورتي نكساً

قوله : (وَالوِترَ المَوثُورَ).

الوتر: الفرد ، والموتور: الذي قُتل له قتیل لم يدرك دمه (3).

ص: 37


1- الخرائج والجرائح : ج 1 (الباب الرابع) ص 254 حدیث 8.
2- الصحاح : ج 2 ص 603 مادة (ثأر).
3- الصحاح: ج 2 ص 843 مادة (وتر).

متن مختصر المصباح

اشارة

قال: « وَ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكُمْ، وَ لَعَنَ اللَّهُ الْمُمَهِّدِينَ لَهُمْ بِالتَّمْكِينِ مِنْ قِتَالِكُمْ، بَرِئْتُ إِلَى اللَّهِ وَ إِلَيْكُمْ مِنْهُمْ وَ مِنْ أَشْيَاعِهِمْ وَ أَتْبَاعِهِمْ وَ أَوْلِيَائِهِمْ، يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنِّي سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَكُمْ وَ حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَ لَعَنَ اللَّهُ آلَ زِيَادٍ وَ آلَ مَرْوَانَ، وَ لَعَنَ اللَّهُ بَنِي أُمَيَّةَ قَاطِبَةً وَ لَعَنَ اللَّهُ ابْنَ مَرْجَانَةَ، وَ لَعَنَ اللَّهُ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ، وَ لَعَنَ اللَّهُ شِمْراً ، وَ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً أَسْرَجَتْ وَ أَلْجَمَتْ وَ تَنَقَّبَتْ لِقِتَالِكَ، بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي ، لَقَدْ عَظُمَ مُصَابِي بِكَ فَأَسْأَلُ اللَّهَ الَّذِي أَكْرَمَ مَقَامَكَ وَ أَكْرَمَنِي أَنْ يَرْزُقَنِي طَلَبَ ثَارِكَ مَعَ إِمَامٍ مَنْصُورٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي عِنْدَكَ وَجِيهاً بِالْحُسَيْنِ عليه السلام فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ ، يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ وَ إِلَى رَسُولِهِ وَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ إِلَى فَاطِمَةَ وَ إِلَى الْحَسَنِ وَ إِلَيْكَ بِمُوَالاَتِكَ وَ بِالْبَرَاءَةِ مِمَّنْ قَاتَلَكَ وَ نَصَبَ لَكَ الْحَرْبَ وَ بِالْبَرَاءَةِ مِمَّنْ أَسَّسَ أَسَاسَ الظُّلْمِ وَ الْجَوْرِ عَلَيْكُمْ وَ أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ وَ إِلَى رَسُولِهِ مِمَّنْ أَسَّسَ أَسَاسَ ذَلِكَ وَ بَنَى عَلَيْهِ بُنْيَانَهُ وَ جَرَى فِي ظُلْمِهِ وَ جَوْرِهِ عَلَيْكُمْ وَ عَلَى أَشْيَاعِكُمْ، بَرِئْتُ إِلَى اللَّهِ وَ إِلَيْكُمْ مِنْهُمْ وَ أَتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ إِلَيْكُمْ بِمُوَالاَتِكُمْ وَ مُوَالاَةِ وَلِيِّكُمْ وَ بِالْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِكُمْ وَ النَّاصِبِينَ لَكُمُ الْحَرْبَ وَ بِالْبَرَاءَةِ مِنْ أَشْيَاعِهِمْ وَ أَتْبَاعِهِمْ ، إِنِّي سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَكُمْ وَ حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكُمْ وَ وَلِيٌّ لِمَنْ وَالاَكُمْ وَ عَدُوٌّ لِمَنْ عَادَاكُمْ ، فَأَسْأَلُ اللَّهَ الَّذِي أَكْرَمَنِي بِمَعْرِفَتِكُمْ وَ مَعْرِفَةِ أَوْلِيَائِكُمْ وَ رَزَقَنِي الْبَرَاءَةَ مِنْ أَعْدَائِكُمْ ، أَنْ يَجْعَلَنِي مَعَكُمْ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَنْ يُثَبِّتَ لِي عِنْدَكُمْ قَدَمَ

ص: 38

صِدْقٍ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَسْأَلُهُ أَنْ يُبَلِّغَنِي الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَ أَنْ يَرْزُقَنِي طَلَبَ ثَارِي مَعَ إِمَامٍ هُدًى ظَاهِرٍ نَاطِقٍ بِالْحَقِّ مِنْكُمْ.

الشرح

قوله : ( وَ لَعَنَ اللَّهُ بَنِي أُمَيَّةَ قَاطِبَةً).

الظاهر أن هذا كان في ذلك الزمان ، وأمّا الآن فلا ؛ لأن من نسل بني أمية قوم مؤمنون محبّون معتقدون مخلصون لا يجوز لعنهم وإن كان آباؤهم ملعونين «« وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى »(1).

قوله : (مَعَ إمامٍ مَنصُور).

يريد به الإمام القائم (علیه السّلام) ؛ فإنه هو الذي يأخذ بثأر الحسين (علیه السّلام) ، ينشر الله قَتَلَته له فيقتلهم عن آخرهم على رؤوس الأشهاد كما ورد به الخبر الصحيح عن الأئمة (علیهم السّلام) (2).)

ص: 39


1- سورة الأنعام ، الآية 146.
2- منها ما تقدم عن الإمام الباقر (علیه السّلام) في ص 31، في قوله : «أعظم الله أجورنا بمصائب الحسين (علیه السّلام) ، وجعلنا وإياكم من الطالبين بثأره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد) . ومنها: ما رواه العياشي ، عن أبي جعفر (علیه السّلام) في قوله تعالى : « وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا » ، قال : «هو الحسين بن علي (علیه السّلام) (قُتِلَ مَظْلُومًا) ونحن أولياؤه ، والقائم منا إذا قام طلب بثار الحسين (علیه السّلام) فيقتل حتی يقال : قد أسرف في القتل» . وقال (علیه السّلام) : «المقتول الحسين ، ووليه القائم ، والإسراف في القتل: أن يقتل غير قاتله، « إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا » ، فإنه لا يذهب من الدنيا حتى ينتصر برجل من آل رسول الله ، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً». تفسير العياشي : ج 2 ص 29حدیث 67. ومنها: ما رواه الكليني، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) قال : «إن الحسين لما قتل عجت السماوات والأرض ومن عليها والملائكة ، فقالوا : يا ربنا ائذن لنا في هلاك الخلق حتى نجدهم عن جديد الأرض بما استحلوا حرمتك ، وقتلوا صفوتك ، فأوحى إليهم يا ملائکتي ويا سماواتي ويا أرضي اسكنوا ثمّ كشف حجابا من الحجب ، فإذا خلفه محمد واثنا عشر وصيا له عليهم وأخذ بيد فلان القائم من بينهم فقال : يا ملائكتي ويا سماواتي ، ويا أرضي ، بهذا أنتصر ، قالها ثلاث مرات» . الكافي : ج 1 باب (ما جاء في الأثني عشر والنص عليهم) ص 534 ح 19.

قوله : (وَجِيهاً بِالْحُسَيْنِ عليه السلام فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ).

روي أن الحسين (علیه السّلام) لما أراد العراق قالت [له] أم سلمة - زوج النبي (صلّی الله علیه وآله وسلّم - : لا تخرج إلى العراق فإني سمعت رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) يقول :

«يُقتل ابني الحسين بالعراق» ، وعندي تربة دفعها إلى في قارورة .

فقال : «إني - والله - مقتول كذلك وإن لم أخرج إلى العراق يقتلوني أيضاً وإن أحببت أن أريك مصرعي ومضجعي ومصرع أصحابي ».

ثمّ مسح بيده الكريمة على وجهها حتى رأت ذلك ، وأعطاها من تلك التربة . أيضاً . في قارورة أخرى، وقال : «إذا فاضتا دم عبيطاً فاعلمي أني قتلت» .

ص: 40

قالت أم سلمة: فلما كان يوم عاشوراء نظرت إلى القارورتين بين الظهر والعصر فإذا هما قد صارتا دماً ، فصاحت وأقامت العزاء (1).

ولم يقلب في ذلك اليوم حجر ولا مدر إلآ وتحته دم عبيط(2) .

قوله : (وعلى أشياعكم).

عن نوف بن عبد الله البكالي(3)، قال : قال لي علي (علیه السّلام) : «يا نوف، خلقنا من طينة طيبة وخلق شیعتنا من طينتنا ، فإذا كان يوم القيامة ألحقوا

بنا» . قال نوف : فقلت : صف لي شيعتك - يا أمير المؤمنين -.

ص: 41


1- الثاقب في المناقب : ص 330، إثبات الوصية : ص 262 ، الخرائج والجرائح : ج 1 ص 253 ، الهداية الكبرى : ص 202 ، مع اختلاف يسير في بعض العبائر .
2- کامل الزيارات : ص 160 باب (24) ح 2، الأمالي (للصدوق): ص 231 المجلس (31) ح4 ، مناقب آل أبي طالب : ج 4 ص 76. قيل: أرسل عبد الملك بن مروان لرأس الجالوت يسأله: هل كان في قتل الحسين علامة؟ قال: نعم، ما كُشف يومئذٍ حجرٌ إلّا وُجد تحته دم عبيط» . تاريخ مدينة دمشق : ج 14 ص 230 ، مجمع الزوائد : ج 9 ص 196. وقال الوليد بن عبد الملك في مجلسٍ فيه الزُهري: أيكم يعلم ما فعلن أحجار بیت المقدس يوم قتل الحسين ؟! فقال الزُهري: لم يقلب حجر إلّا وجد تحته دم عبيط . تاريخ مدينة دمشق : ج 14 ص 229، مجمع الزوائد : ج 9 ص 196، تهذيب الكمال : ج 4 ص 499 سير أعلام النبلاء : ج 3 ص 314 ، وغيرها .
3- البكالي - بكسر الموحدة وتخفيف الكاف - نسبة إلى بني بکَال - ککتاب - بطن من حِميَر، منهم نوف بن فضالة المذكور . الكنى والألقاب : ج 2 ص 92. ولم أقف على أحد بهذا الاسم المذكور، وما هو موجو في الكتب هو نوف بن فضالة البكالي، عُدّ في أصحاب أمير المؤمنين (علیه السّلام) ، مجهول، ليس له ذکر کثير عند المتقدمين. لاحظ: معجم رجال الحدیث: ج 20 ص 202 برقم 13144 ، ومستدركات علم رجال الحدیث: ج 8 ص 91 برقم 15656، وطرائف المقال: ج 2 ص 111 برقم 7725، قاموس الرجال: ج 10 ص 413 برقم 8053.

فبكى لذكري شيعته ، ثمّ قال:

«يا نوف، شيعتي - والله - الحلماء، العلماء بالله ودينه، العاملون

بطاعته وأمره، المهتدون بحبه، أنضاء(1) عبادة، أحلاس(2) زَهادة، صفر الوجوه من التهجد، عُمش(3) العيون من البكاء، ذُبلَ الشفاه من الذكر ، خمص(4) البطون من الطوي(5) ، تعرف الربانية في وجوههم والرهبانية في سَمتِهم، مصابيح كلّ ظلمة، وريحان كلّ قبيل، لا يثنون من المسلمين سلفاً، ولا يَقفُون لهم خلفاً، شرورهم مكنونة، وقلوبهم محزونه، وأنفسهم عفيفة، وحوائجهم خفيفة. أنفسهم منهم في عناء، والناس منهم في راحة،

ص: 42


1- أنضَاءُ : جمع نَضو ، وهو المهزول . کتاب العين : ج 7 ص 59 مادة (نَضَوَ) ، النهاية في غريب الحديث : ج 5 ص 72 - 73 مادة ( نضا).
2- أي ملازمون للزهد ، أو ملازمون للبيوت لزهدهم. فالجلسُ بمعنى الملازم . کتاب العين : ج 37 ص 142، الصحاح : ج 3 ص 919 مادة (حلس).
3- العمش: ضعفُ الرؤية مع سيلان الدمع في أكثر الأوقات . كتاب العين: ج 1 ص 267، الصحاح: ج 3 ص 1012 مادة (عمش).
4- جمع خَمص، أي خلاء البطن من الطعام . كتاب العين: ج 4 ص 191 (خمص).
5- الطوى : الجوع . كتاب العين: ج 7 ص 457 مادة (طین) و ص 466 مادة (طوي).

فهم الأكايسة(1) الألبَا(2)، والخالصة النجباء، وهم الظِمأ الراوغون (3) فراراً بدينهم، إن شهدوا لم يُعرفوا، وإن غابوا لم يفتقدوا، أولئك شيعتي الأطيبون، وإخواني الأكرمون، ألا هاهٍ(4) شوقاً إليهم»(5).

ص: 43


1- في المصدر (الكاسة) ، جمع كَيس وهو العاقل الفطن ، خلاف الأحمق . الصحاح : ج 3 ص 927، النهاية في غريب الحديث : ج 4 ص 217 مادة ( كيس).
2- جمع لبيب وهو العاقل . الصحاح : ج 1 ص 216 مادة (لبب).
3- من المراوغة ، ويعني ال والحياد الميلان عن الطريق . كتاب العين: ج 4 ص 445 ، الصحاح : ج 4 ص 1320 مادة (روغ).
4- من التأوه ، ويراد منها التوجَع . كتاب العين: ج 4 ص 104 مادة (أوه).
5- الأمالي (للشيخ الطوسي) : المجلس (23) ص 675 حدیث 3.

متن مختصرالمصباح

اشارة

«وَاَسْألُ اللهَ بِحَقِّكُمْ وَبِالشَّأنِ الَّذي لَكُمْ عِنْدَهُ اَنْ يُعْطِيَني بِمُصابي بِكُمْ اَفْضَلَ ما يُعْطي مُصاباً بِمُصيبَتِهِ مُصيبَةً ما اَعْظَمَها وَاَعْظَمَ رَزِيَّتَها فِي الاْسْلامِ وَفِي جَميعِ السَّماواتِ وَالاْرْضِ. اَللّ-هُمَّ اجْعَلْني فِي مَقامي هذا مِمَّنْ تَنالُهُ مِنْكَ صَلَواتٌ وَرَحْمَةٌ وَمَغْفِرَةٌ، اَللّ-هُمَّ اجْعَلْ مَحْياىَ مَحْيا مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَمَماتي مَماتَ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، اَللّ-هُمَّ اِنَّ هذا يَوْمٌ تَبَرَّكَتْ بِهِ بَنُو اُمَيَّةَ وَابْنُ آكِلَةِ الاْكبادِ اللَّعينُ ابْنُ اللَّعينِ عَلى لِسانِكَ وَلِسانِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فِي كُلِّ مَوْطِن وَمَوْقِف وَقَفَ فيهِ نَبِيُّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، اَللّ-هُمَّ الْعَنْ اَبا سُفْيانَ وَمُعاوِيَةَ وَيَزيدَ ابْنَ مُعاوِيَةَ عَلَيْهِمْ مِنْكَ اللَّعْنَةُ اَبَدَ الاْبِدينَ، وَهذا يَوْمٌ فَرِحَتْ بِهِ آلُ زِياد وَآلُ مَرْوانَ بِقَتْلِهِمُ الْحُسَيْنَ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ، اَللّ-هُمَّ فَضاعِفْ عَلَيْهِمُ اللَّعْنَ مِنْكَ وَالْعَذابَ الاْليمَ. اَللّ-هُمَّ اِنّي اَتَقَرَّبُ اِلَيْكَ فِي هذَا الْيَوْمِ وَفِي مَوْقِفي هذا وَاَيّامِ حَياتي بِالْبَراءَةِ مِنْهُمْ وَاللَّعْنَةِ عَلَيْهِمْ وَبِالْمُوالاةِ لِنَبِيِّكَ وَآلِ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ اَلسَّلامُ. ثمّ تقول : اَللّ-هُمَّ الْعَنْ اَوَّلَ ظالِم ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَآخِرَ تابِع لَهُ عَلى ذلِكَ، اَللّ-هُمَّ الْعَنِ الْعِصابَةَ الَّتي جاهَدَتِ الْحُسَيْنَ (عليه السلام) وَشايَعَتْ وَبايَعَتْ وَتابَعَتْ عَلى قَتْلِهِ، اَللّ-هُمَّ الْعَنْهُمْ جَميعاً ثمّ تقول مائة مرّة .

ثمّ تقول: اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ وَعَلَى الاْرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ عَلَيْكَ مِنّي سَلامُ اللهِ اَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَلا جَعَلَهُ اللهُ

ص: 44

آخِرَ الْعَهْدِ مِنّي لِزِيارَتِكُمْ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَوْلادِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَصْحابِ الْحُسَيْنِ، ثمّ تقول مرّة .

ثمّ تقول: اَللّ-هُمَّ خُصَّ اَنْتَ اَوَّلَ ظالِم بِاللَّعْنِ مِنّي وَابْدَأْ بِهِ اَوَّلاً ثُمَّ الثّانيَ وَالثّالِثَ وَالرّابِعَ. اَللّ-هُمَّ الْعَنْ يَزيدَ خامِساً وَالْعَنْ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ زِياد وَابْنَ مَرْجانَةَ وَعُمَرَ بْنَ سَعْد وَشِمْراً وَآلَ اَبي سُفْيانَ وَآلَ زِياد وَآلَ مَرْوانَ اِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ.

الشرح

قوله : (عَلى لِسانِكَ).

لا يُقال: كيف يجوز أن يخاطب - سبحانه - بأن له لسان ، أليس ذلك يوجب له الإمكان ! هذا محال ؛ لأنا نقول : هذا ممنوع. وسند المنع: أنه ليس المراد حقيقة اللسان الذي هو الجارحة المختصة بالحيوان حتى يلزم الإمكان ، بل المراد ملائكته المقربين وأنبياؤه المرسلين والأوصياء الهداة المعصومين المعبّرين عن أحكامه وأوامره ونواهيه التي تقتضي مصالح عباده وأرضه وبلاده . فالإيراد غير وارد .

وإذا تقرر ذلك نقول: اعلم أن اللّسان سببٌ للخير والشر بالنسبة للإنسان.

أمّا أولاً: فيعضده ما عن النبي (صلّی الله علیه وآله وسلّم) أنه قال: «من سرّه أن يسلم فليلزم الصمت»(1).

ص: 45


1- المعجم الأوسط : ج 2 ص 264 ، مجمع الزوائد : ج 10 ص 297.

وروي أن أعرابية أتى النبي(صلّی الله علیه وآله وسلّم) ، فقال : دُلّني على عمل أدخل به الجنة.

فقال : «أطعم الجائع، واسق الظمآن، وأمر بالمعروف وانه عن المنكر، وإن لم تُطق فكُفَّ لسانك إلّا من خير ، فإنك بذلك تغلب الشيطان»(1).

وأمّا ثانياً: فيعضده ما روي عن معاذ بن جبل قال : قلت : يا رسول الله، أنؤاخذ بما نقول؟ فقال: «ثكلتك أمك - يا ابن جبل - وهل يكبّ الناس على مناخرهم إلّا حصائد ألسنتهم»(2).

وروي عن النبي (صلّی الله علیه وآله وسلّم) [قال ]: «من كفّ لسانه ستر الله عورته، ومن مَلَكَ غضبه وقاه الله عذابه، ومن اعتذر إلى الله قَبِلَ عذره»(3).

وعنه (صلّی الله علیه وآله وسلّم) : «إن الله عند لسان كلّ قائل، فليتّق الله امرؤ علم ، وإذا رأيتم المؤمن صَموتاً وَقوراً فادنوا منه فإنه يلقّى الحكمة، وإن لسان المؤمن وراء قلبه، فإذا أراد أن يتكلم بشيء تدبّره بقلبه ثمّ أمضاه بلسانه، وإن لسان المنافق أمام قلبه فإذا همّ بشيء أمضاه بلسانه»(4) .

وقال عیسی بن مریم (علیه السّلام) : «العبادة عشرة أجزاء، تسعة أجزاء منها في الصمت، وجزء في الفرار من الناس»(5).

ص: 46


1- تنبيه الخواطر (مجموعة ورّام) : ص 105 و 272 .
2- سنن الترمذي : ج 4 ص 125 مع شيء من الاختلاف.
3- کتاب الصمت و آداب اللسان : ص 42 حدیث 21.
4- تحف العقول : ص 397 في (وصية الصادق (علیه السّلام) لهشام وصفته للعقل).
5- إحياء علوم الدين : ج 5 کتاب الحلال والحرام، ب 1. المحجة البيضاء: ج 5 ص 196.

وفي حكمة آل داود : «على العاقل أن يكون عارفاً بزمانه ، حافظاً

للسانه ، مقبلاً على شأنه»(1).

قوله : ( اَللّ-هُمَّ الْعَنِ الْعِصابَةَ الَّتي جاهَدَتِ الْحُسَيْنَ).

روي عن زيد بن علي بن الحسين، عن أبيه، قال : «أتى الحسين بن علي (صلّی الله علیه وآله ) عمر بن الخطاب وهو على المنبر فقال له: "انزل عن منبر أبي "، فبکی عمر ثمّ قال: صدقت يا بُني، منبر أبيك لا منبر أبي، فقام علي (علیه السّلام) فقال: "ما هو - والله - عن رأيي" ، فقال: صدقت - والله - ما اتّهمتك - يا أبا الحسن - ، ثمّ نزل عن المنبر فأخذه فأجلسه إلى جانبه على المنبر وخطب الناس وهو جالس معه على المنبر ثمّ قال: أيها الناس، سمعت نبيكم (صلّی الله علیه وآله ) يقول: "احفظوني في عترتي وذريتي، فمن حفظني فيهم حفظه الله، ألا لعنة الله على من آذاني فيهم، ألا لعنة الله على من آذاني فيهم، ألا لعنة الله على من آذاني فيهم"» (2).

قوله : (اَوَّلَ ظالِم).

الأول والثاني والثالث والرابع قوم ملعونون استحقوا اللّعن بما احتطبوا على ظهورهم من الآثام ؛ لظلمهم للقوم الكرام المصطفين من الأنام .

ص: 47


1- الكافي : ج 2 باب (الصمت وحفظ اللسان) ص 116 حديث 20.
2- الأمالي (للشيخ الطوسي) : المجلس (40) ص 703 حدیث 7، وفيه : (ألا لعنة الله على من آذاني فيهم ، ثلاثاً) بدل التكرار المذكور في المتن .

رُويَ أن بعض المخالفين وشي الخليفة العباسي فقال: إن الشيعة يسبّون الصحابة ويشهد عليهم بذلك كتابهم الذي هم مجمعون على صحته وهو المصباح - یرید به هذا الموضع منه - لا محيص لهم عن ذلك ولا عذر .

فأرسل في طلبه، فلما حضر سأله عن ذلك، فأنكر السّب، فاحتج عليه بالكتاب وأوقفه على هذا الموضع منه وقال: ما عذر كم عن هذا؟

فقال: يا أمير المؤمنین، ليس الأمر كما يظنون .

قال: فما مراد المصنف بذلك؟ فقال: أمّا أول ظالم فهو قابیل قاتل هابيل، وهو الذي سنّ القتل في الدنيا (لعنه الله) ، وأمّا الثاني فهو عاقر ناقة النبي صالح (علیه السّلام) واسم العاقر قیدار بن سالف، وأمّا الثالث فهو قاتل يحيی بن زکریا (علیه السّلام) ؛ لأجل بغيّة من بغايا بني إسرائيل، وأمّا الرابع فهو عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي بن أبي طالب (علیه السّلام).

فلما سمع ذلك منه صدّقه وأنعم به وانتقم ممن وشی به وأساء إليه.(1).

ص: 48


1- مجالس المؤمنين : ج 1 ص 481.

متن مختصرالمصباح

ثم تسجد وتقول: اَللّ-هُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْدَ الشّاكِرينَ لَكَ عَلى مُصابِهِمْ، اَلْحَمْدُ للهِ عَلى عَظيمِ رَزِيَّتي. اَللّ-هُمَّ ارْزُقْني شَفاعَةَ الْحُسَيْنِ يَوْمَ الْوُرُودِ وَثَبِّتْ لي قَدَمَ صِدْق عِنْدَكَ مَعَ الْحُسَيْنِ وَاَصْحابِ الْحُسَيْنِ اَلَّذينَ بَذَلُوا مُهَجَهُمْ دُونَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ .

قال علقمة قال أبو جعفر (علیه السّلام) : وإن استطعت أن تُزوره في كُلّ يوم بهذه الزّيَارة في دارك فافعل، فلك ثواب جميع ذلك .

وقد أوردنا غير ذلك من الزيارات والدعاء المختص بهذا اليوم في (المصباح).

وفيما ذكرنا هاهنا كفاية إن شاء الله .

ص: 49

ص: 50

[إعراب زيارة عاشوراء]

(متن مختصر المصباح)

اشارة

روی محمد بن إسماعيل بن بزيع عن صالح بن عقبة عن أبي جعفر (علیه السّلام) قال : «من زار الحسين يوم عاشوراء من المحرم حتى يظل عنده باكياً لقي الله عز وجل يوم القيامة بثواب ألفي حجة وألفي عمرة وألفي عزوة ثواب كل حجة وعمرة وعزوة كثواب من حج واعتمر مع رسول الله(صلّی الله علیه وآله ) ، ومع الأئمة الراشدين» .

الإعراب

أقول وبالله العون : (المحرم هو) مبتدأ وخبر ، و (آخر) صفة المحرم، و (الأشهر) مجرور بالإضافة ، و (الحرم) صفة الأشهر ، و (عظيم) خبر مبتدأ تقديره (هو عظيم) ، و (الحرمة) مجرور بالإضافة، و (في الجاهلية) جار ومجرور (والإسلام) معطوف على الجاهلية، و (في اليوم) جار ومجرور، و (العاشر) صفة اليوم، و (منه) جار ومجرور، و (كان) الناقصة، و (مقتل) اسم كان، و (سیدنا) مجرور بالإضافة، و (أبي عبد الله) مجرور بالإضافة، و(عليه السلام) تقدم و كذا (يستحب) ، و (زیارة) مفعول أقيم مقام الفاعل، و (وفي هذا اليوم) جار ومجرور، و (يستحب صوم) كما سلف، و (هذا العشر) معمول الفعل، و (يتناول) فعل مستقبل، و (شيئاً)

ص: 51

معموله، و (من التربة) جار ومجرور، و (يسيرة) صفة التربة، و (في هذا اليوم تقدم، و (يتجدد) فعل مستقبل، و (أحزان) فاعل يتجدد، و (آل) مجرور بالإضافة وكذا (محمد) ، و (عليهم السلام) تقدم، و (شيعتهم) معطوف على آل، و (يستحب اجتناب الملاذ) كما سبق، و (فيه) جار ومجرور، و (إقامة) معطوف على اجتناب، و (سنن) مجرور بالإضافة وكذا (المصايب)، و (إلى بعد) جار ومجرور، و (العصر) مجرور بالإضافة، و (على ما) كما تقدم، و (قلناه) فعل ماضي، و (روی) تقدم، و (زید) فاعله، و (الشحام) صفته، و (عن أبي عبد الله) جار ومجرور، و عليه السلام) تقدم وكذا (قال)، و (من) شرطية، و (زار) فعل ماضي ، و (قبر) معموله، و (الحسین) مجرور بالإضافة، و (ابن صفته ، و (علي) مثل الحسين، و (يوم) معمول زار، و (عاشورا) مجرور بالإضافة، و (عارفاً) حال، و (بحقه) جار ومجرور، و (كان) الناقصة، و (کمن) جار ومجرور، و زار) فعل ماضي، و (اسم الجلالة) معموله، و (في عرشه) جار ومجرور، و روی جریر) تقدم، وكذا (عن أبي عبد الله عليه السلام) ، (يوم عاشورا)كما سبق، (وجبت) فعل ماضي، و (له) جار ومجرور، و (الجنة) معمول وجبت، و (روی جابر) كما سبق، و (الجعفي) صفة جابر، و (عن أبي عبد الله عليه السلام) كما سبق، (قال) تقدم، و (من) شرطية، و (بات) فعل ماضي، و (عند) معموله، و (قبر) مجرور بالإضافة وكذا (الحسين عليه السلام) تقدم، و (لقي) فعل ماضي، و (اسم الجلالة) مفعوله، و

ص: 52

(يوم) معموله، و (القيامة) مجرور بالإضافة، و (ملطخاً) حال، و (بدمه) جار ومجرور، و (كأنما) كأن من أخوات إن الناسخة ومعها ما، و (قتل) فعل ماضي مبني للمفعول، و (معه) جار ومجرور، و (في عرصة) مثله، و (کربلا) مجرور بالإضافة، و (قال من زار الحسين يوم عاشورا وبات عنده كما سبق، وكذا (كان) ، و (كمن) جار ومجرور، و (استشهد) فعل ماضي مبني للمفعول، و (بين) معموله، و (یدیه) مجرور بالإضافة، و (شرح) خبر مبتدأ محذوف تقديره هذا شرح، و (زیارة) مجرور بالإضافة و كذا (أبي عبد الله) ، و (في يوم) جار ومجرور، (عاشورا) مجرور بالإضافة، و (من قرب) جار ومجرور، (وبُعد) معطوف عليه، و (روی محمد) كما تقدم، و (ابن) صفة محمد، و (إسماعيل) مجرور بالإضافة وكذا (ابن بزیع) إلى آخره، و من المحرم) جار ومجرور، و (حتى) تقدم، و يظل) فعل مستقبل، و (عنده معموله، و (باكياً) حال، و (لقي) فعل ماضي، و (اسم الجلالة) مفعوله، و (عز) صفته وكذا (وجل) ، و (يوم) معمول لقي، و (القيامة) مجرور بالإضافة، و (بثواب) جار ومجرور، و (ألفي) مجرور بالإضافة، و (حجة) كذلك إلى آخره، و (ثواب) مبتدأ، و (کل) مجرور بالإضافة، و كذا (حجة) ، (وعمرة) معطوف عليه، وكذا وغزوة) ، و (كثواب) جار ومجرور، و (من) موصولة، و (حج) فعل ماضي (واعتمر) مثله،وكذا (وغزا) ، و (مع رسول) جار ومجرور، و

ص: 53

اسم الجلالة) مجرور بالإضافة، و (صلی الله عليه وآله) تقدم، و (مع الأئمة) جار ومجرور، و (الراشدین) صفة الأئمة.

ص: 54

متن مختصرالمصباح

اشارة

قوله : قال : قلت : جعلت فداك فما لمن كان في بعيد البلاد وأقاصيه ولم يمكنه المصير إليه في ذلك اليوم؟

قال : «إذا كان كذلك برز إلى الصحراء أو صعد سطحاً مرتفعاً في داره وأومأ إليه بالسلام ، واجتهد في الدعاء على قاتليه ، وصلی من بعد ركعتين ، وليكن ذلك في صدر النهار قبل أن تزول الشمس ، ثمّ ليندب الحسين ويبكيه ويأمر من في داره ممن لا يتّقيه بالبكاء عليه ، ويقيم في داره المصيبة بإظهار الجزع عليه ، وليعزّ بعضهم بعضاً بمصابهم بالحسين (علیه السّلام) ، وأنا ضامن لهم إذا فعلوا ذلك - على الله جميع ذلك» .

قلت : جعلت فداك أنت الضامن لهم ذلك والزعيم ؟

قال : «أنا الضامن ، وأنا الزعيم لمن فعل ذلك .

قلت : و كيف يعزي بعضنا بعضاً ؟

قال : «يقولون: "أعظم الله أجورنا بمصائب الحسين (علیه السّلام) ، وجعلنا وإياكم من الطالبين بثأره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد" . وإن استطعت أن لا تنتشر يومك في حاجة فافعل فإنه يومُ نحس لا يُقضي فيه حاجة مؤمن، فإن قُضيت لم يُبارك له فيها ولم يَر فيها رشداً، ولا يدّخرن أحدكم لمنزله فيه شيئاً، فمن الدّخر ذلك اليوم شيئاً لم يُبارك له فيما ادّخر، ولم يُبارك له في أهله، فإذا فعلوا ذلك كتب الله لهم ثواب ألف حجة، وألف عمرّة، وألف غزوة، كلها مع رسول الله(صلّی الله علیه وآله ) ، وكان له كثواب مصيبة كلّ نبي ورسول ووصي وصدّيق وشهيد مات أو قتل منذ

ص: 55

خلق الله الدنيا إلى أن تقوم الساعة» . قال صالح بن عقبة وسيف بن عميرة....

الإعراب

أقول وبالله العصمة : (قال قلت) تقدم ، و (جعلت) مثلها لكنه مبني للمفعول، و (فداك) معموله (نما) استفهامية، و (لمن) جار ومجرور، و كان الناقصة، و (في بعید) جار ومجرور، و (البلاد) مجرور بالإضافة، و أقاصيه) معطوف عليه، و (لم يمكنه تقدم، و (المصير) فاعل يمكنه، و إليه) جار ومجرور، و (في ذلك اليوم) مثله، و (قال إذا كان إلى آخره كما تقدم، و (برز) فعل ماضي، و (إلى الصحراء) جار ومجرور، و صعد) معطوف على برز، و (سطحاً) معمول صعد، و (مرتفعاً) صفة سطح، و (في داره) جار ومجرور، و (أومأ) فعل ماضي، و (إليه) جار ومجرور، و (بالسلام) مثله، و (اجتهد في الدعاء على قاتلیه) مثل أومأ إليه بالسلام، و (صلی) فعل ماضي، و (من بعد) جار ومجرور، و رکعتین) مجرور بالإضافة، و (لیکن) فعل أمر (ذلك) معموله، و (في صدر) جار ومجرور، و (النهار) مجرور بالإضافة، و (قبل) معمول وليكن، و (أن تزول) تقدم، و (الشمس) فاعل تزول، و (ثم) تقدم، و (لیندب) فعل أمر، و (الحسين) معموله، و (يبكيه) معطوف على ليندب وكذا (يأمر) ، و (من) موصولة، و(في داره ممن) مثله، و (لا) نافية، و (يتقيه)

ص: 56

فعل مستقبل، و (بالبكاء) جار ومجرور، و (عليه) مثله، و ( يقيم) مثل يتقیه، و (في داره) جار ومجرور، و (المصيبة) معمول يقيم، و (بإظهار) جار ومجرور، و (الجزع) مجرور بالإضافة، و (عليه) جار ومجرور، و (ليعز) فعل أمر، و (بعضهم) فاعل، و (بعضاً) معموله، و (بمصابهم) جار ومجرور، و (بالحسين) مثله، و (عليه السلام) تقدم، و (أنا ضامن) مبتدأ وخبر، و (لهم إذا) كما تقدم، و (فعلوا) فعل ماضي، و (ذلك) معموله، و على الله) جار ومجرور، و (جميع) معمول فعلوا، و (ذلك) مجرور بالإضافة، و (قلت) فعل ماضي، و (جعلت فداك) تقدم أنت الضامن لهم كما تقدم، و (ذلك) معمول الضامن، و (الزعيم) معطوف على الضامن، و (قال أنا الضامن) كما سلف، و (أنا الزعيم) مثله، و (لمن) جار ومجرور، و (فعل) فعل ماضي، و (قلت) فعل ماضي، و (كيف تقدم، و (یعزي) فعل مستقبل، و (بعضنا بعضاً) تقدم، و (قال) فعل ماضي، و (يقولون) فعل مستقبل، و (أعظم) فعل ماضي، و (اسم الجلالة فاعل، و (أجورنا) معمول أعظم، و (بمصابنا) جار ومجرور وكذا (بالحسين) ، و (عليه السلام) تقدم، و (وجعلنا مثله، و (وإیاکم) معموله، و (من الطالبين) جار ومجرور، و (بثاره) مثله وكذا (مع وليه) ، و (الإمام) معطوف على وليه، و (المهدي) صفة الإمام، و (من آل) جار ومجرور، و (محمد) مجرور بالإضافة، و (إن) الشرطية، و (استطعت) فعلماضي، و (أن) الناصبة، و (لا) نافية، و (تنتشر) فعل مستقبل، و (يومك) معموله، و (في

ص: 57

حاجة) جار ومجرور، و (فافعل) فعل أمر، و (إنه إن واسمها، و (یوم) خبرها، و (نحس) صفة يوم، و (لا) نافية، و يقضي) فعل مستقبل مبني للمفعول، و (حاجة) مرفوع بالفاعلية، و (مؤمن) مجرور بالإضافة، و (إن) شرطية، و (قضيت) فعل ماضي، و (لم تبارك) كما تقدم، و (له) جار و مجرور، و (فيها) ، و (لم ير مثل لم يبارك، و (فيها) تقدم، و (رشداً) معمول پر، و (لا) ناهية، و (ید خرن) فعل مستقبل، و (أحدكم) فاعل يدخرن، و (لمنزله) جار ومجرور وكذا (فيه) ، و (شيئاً) معمول يدخرن، و فمن) شرطية، و (ادخر) فعل ماضي، و (في ذلك اليوم) جار ومجرور، و (شيئاً) معموله، و(لم يبارك) كما تقدم، و (له) جار ومجرور، و (فيه) جار ومجرور، و (لم يبارك) تقدم، و (له) جار ومجرور، و (في أهله) جار ومجرور، و (فإذا) تقدم، و (فعلوا) فعل ماضي، و (ذلك) معموله، و (كتب) فعل ماضي، و (اسم الجلالة فاعله، و (لهم) جار ومجرور، و (ثواب) معمول الفعل، و (ألف) مجرور بالإضافة، و (حجة) مثله وكذا ألف عمرة) إلى آخره، وكلها مبتدأ، و (مع رسول) جار ومجرور، و اسم الجلالة) مجرور بالإضافة، و (صلى الله عليه وآله) تقدم، و (كان) الناقصة، و (له) جار ومجرور، و (كثواب) مثله، و (مصيبة) مجرور بالإضافة، و (کل) مثله وكذا (نبي) ، و (وصي) معطوف على نبي وكذا (وصديق) إلى آخره، و (مات) فعل ماضي، و (أو قتل) معطوف عليه، و (منذ) تقدم الكلام، و (خلق) فعل ماضي، و (اسم الجلالة) فاعله، و

ص: 58

(الدنيا) معمول خلق، و (إلى) حرف جر، و (أن تقوم) تقدم، و (الساعة) فاعل تقوم .

ص: 59

متن مختصرالمصباح

اشارة

قوله: قال علقمة بن محمد الحضرمي : قلت لأبي جعفر (علیه السّلام): علمني دعاءً أدعوا به في ذلك اليوم إذا أنا زرته من قرب ودعاءً أدعوا به إذا لم أزره من قرب وأومأت من بعد البلاد ومن داري بالسلام.

قال: فقال لي: «یا علقمة، إذا أنت صلّيت الركعتين بعد أن تومي إليه بالسلام فقل عند الإيماء إليه من بعد التكبير هذا القول، فإنك إذا قلت ذلك فقد دعوت بما يدعوا به زواره من الملائكة، وكتب الله لك مائة ألف ألف درجة، وكنت كمن استشهد مع الحسين (علیه السّلام) ، حتى تشاركهم في درجاتهم ، لا تعرف إلّآ في الشهداء الذين استشهدوا معه، وكتب له ثواب زيارة كلّ نبي وكلّ رسول، وزيارة كلّ من زار الحسين (علیه السّلام) منذ يوم قتل (عليه السلام وعلى أهل بيته) : اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَباعَبْدِاللَّهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُسَینَ بنَ عَلِیٍ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ اَميرِالْمُؤْمِنينَ و َابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَن، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساَّءِ الْعالَمينَ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ اللَّهِ وَ ابْنَ ثارِهِ وَ الْوِتْرَ الْمَوْتُورَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الاَرْواحِ الَّتى حَلَّتْ بِفِناَّئِكَ عَلَيْكُمْ مِنّى جَميعاً سَلامُ اللَّهِ اَبَداً ما بَقيتُ وَ بَقِىَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ، يااَباعَبْدِاللَّهِ لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ وَ جَلَّتْ وَ عَظُمَتِ الْمُصيبَةُ بِكَ عَلَيْنا وَ عَلى جَميعِ اَهْل ِالاِسْلامِ و َجَلَّتْ وَ عَظُمَتْ مُصيبَتُكَ فِى السَّمواتِ عَلى جَميعِ اَهْلِ السَّمواتِ، فَلَعَنَ اللَّهُ اُمَّةً اَسَّسَتْ اَساسَ الظُّلْمِ وَ الْجَوْرِ عَلَيْكُمْ اَهْلَ الْبَيْتِ،وَ لَعَنَ اللَّهُ اُمَّةً دَفَعَتْكُمْ عَنْ مَقامِكُمْ و َاَزالَتْكُمْ عَنْ مَراتِبِكُمُ الَّتى رَتَّبَكُمُ اللَّهُ فيها».

ص: 60

الإعراب

أقول وبالله التوفيق: (قال) فعل ماضي (علقمة) فاعله، و (ابن صفة علقمة، و (محمد) مجرور بالإضافة، و (الحضرمي) صفة علقمة، و (قلت) فعل ماضي، و (لأبي جعفر) جار ومجرور، و (عليه السلام) تقدم، و (علمني) فعل أمر، و (دعاء) معموله، و (أدعوا) فعل مستقبل، و (به) جار ومجرور، و (في ذلك مثله، و (إذا) تقدم، و (أنا) مبتدأ، و (زرته) فعل ماضي، و (من قرب) جار ومجرور (ودعا) معطوف على مثله، و (أدعوا به) كما تدم و كذا (إذا) ، و (لم أزره) تقدم، و (من قرب) جار ومجرور وأومأت) فعل ماضي، و (من بعد) مثل (من قرب) ، و (البلاد) مجرور بالإضافة، و (من داري) جار ومجرور وكذا (بالسلام) ، و (قال فقال) تقدم، و (یا علقمة) منادی مقصود، و (إذا أنت) سلف، و (صليت) فعل ماضي، و (الركعتين) معموله، و (بعد) معمول صليت، و (أن تومي) كما سلف، و (إليه) جار ومجرور، و (من بعد) مثله، و (التكبير) مجرور بالإضافة، و (هذا القول معمول فقل (فإنك إن ) واسمها (إذا قلت) تقدم، و (ذلك) معمول قلت فقد تقدم، و (دعوت) فعل ماضي، و (بما)

جار ومجرور، و (تدعوا) فعل مستقبل، و (به) جار ومجرور، و (زواره) فاعل تدعوا، و (من الملائكة) جار ومجرور، و (كتب) فعل ماضي، و اسم الجلالة فاعله، و (لك) جار ومجرور، و (مائة) معمول کتب، و (ألف) مجرور بالإضافة وكذا ألف درجة مثله، و (کنت) كان واسمها، و

ص: 61

کمن) جار ومجرور، و (استشهد) فعل مستقبل، و (مع الحسين) جار ومجرور، و (عليه السلام) تقدم وكذا (حتى) ، و (تشار کهم) فعل مستقبل، و (في درجاتهم) جار ومجرور، و (لا) نافية، و (تعرف) فعل مستقبل مبني للمفعول، و (إلّا) للإستثناء، و (في الشهداء) جار ومجرور، و (الذين) صفة الشهداء، و (استشهدوا) فعل ماضي، و (معه) جار ومجرور، و (كتب) فعل ماضي مبني للمفعول، و (له) جار ومجرور، و (ثواب) أقيم مقام الفاعل، و (زیارة) مجرور بالإضافة وكذا (كل نبي) مثله، و (كل رسول) كما سلف إلى آخره، و (قتل) فعل ماضي مبني للمفعول، و (عليه السلام) تقدم، و (وعلى أهل) جار ومجرور، و (بیته) مجرور بالإضافة، و

السلام عليك) تقدم، و (يا أبا عبد الله) منادی مضاف إلى آخره، و (یا حسین منادی مقصود، و (ابن علي) كما سلف، و (وسيدة) صفة فاطمة، و (نساء) مجرور بالإضافة وكذا العالمين) ، و (وابن) معطوف على ثار، و (ثار) مجرور بالإضافة، و (الوتر) مثل ابن، و (الموتور) صفته، و (على الأرواح) جار ومجرور، و (التي) وما بعدها كما قلنا صفة الأرواح، و (حلت) فعل ماضي، و (بفنائك) جار ومجرور و كذا (مني) ، و (جميعاً) حال، و (سلام) مبتدأ، و (اسم الجلالة) مجرور بالإضافة، و (أبداً) حال، و (ما) تقدم، و (بقیت) فعل ماضي، و (الدنيا) فاعله، و (بقي) فعل ماضي، و (الليل) فاعله، و (النهار) معطوف على الليل، و (يا أبا عبد الله) منادی مقصود كما تقدم وكذا (لقد) ، و (عظمت) فعل ماضي، و (الرزية) فاعله،

ص: 62

و (وجلت) مثل عظمت وعظمت) تقدم، و (المصيبة) فاعله، و (بك) جار ومجرور، و (علينا) مثله وكذا على جميع)، و (أهل) مجرور بالإضافة و كذا (السموات) ، و (لعن) فعل ماضي، و (اسم الجلال) فاعله، و (أمة) معموله، و (أسست) فعل ماضي، و (أساس) معموله، و (الظلم) مجرور بالإضافة، و (والجور) معطوف عليه، و (عليكم) جار ومجرور، و أهل البيت) منادى مضاف حذف عنه حرف النداء كما تقدم، و (لعن الله أمة) كما تقدم، و (دفعتكم) فعل ماضي، و (عن مقامكم) جار ومجرور، و وأزالتكم عن مراتب کم) مثله، و (التي) صفة مراتبكم كما تقدم، و رتبكم) فعل ماضي، و (اسم الجلالة فاعله و (فيها) جار ومجرور .

ص: 63

متن مختصرالمصباح

اشارة

قال: «و َلَعَنَ اللَّهُ اُمَّةً قَتَلَتْكُمْ وَ لَعَنَ اللَّهُ الْمُمَهِّدينَ لَهُمْ بِالتَّمْكينِ مِنْ قِتالِكُمْ، بَرِئْتُ اِلَى اللَّهِ وَ اِلَيْكُمْ مِنْهُمْ وَ مِنْ اَشْياعِهِمْ وَ اَتْباعِهِمْ وَ اَوْلِياَّئِهِم، يا اَباعَبْدِاللَّهِ اِنّى سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ وَ حَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ اِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ،وَ لَعَنَ اللَّهُ آلَ زِيادٍ وَ آلَ مَرْوانَ وَ لَعَنَ اللَّهُ بَنى اُمَيَّةَ قاطِبَةً وَ لَعَنَ اللَّهُ ابْنَ مَرْجانَةَ، وَ لَعَنَ اللَّهُ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ وَ لَعَنَ اللَّهُ شِمْراً وَ لَعَنَ اللَّهُ اُمَّةً اَسْرَجَتْ وَ اَلْجَمَتْ وَ تَنَقَّبَتْ لِقِتالِكَ، بِاَبى اَنْتَ وَ اُمّى لَقَدْ عَظُمَ مُصابى بِكَ فَاَسْئَلُ اللَّهَ الَّذى اَکْرَمَ مَقامَكَ وَ اَکْرَمَنى بِكَ اَنْ يَرْزُقَنى طَلَبَ ثارِكَ مَعَ اِمامٍ مَنْصُورٍ مِنْ اَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و َآلِهِ ، اَللّهُمَّ اجْعَلْنى عِنْدَكَ وَجيهاً بِالْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ فِى الدُّنْيا وَ الاْخِرَةِ، يا اَباعَبْدِاللَّهِ اِنّى اَتَقَرَّبُ اِلى اللَّهِ وَ اِلى رَسُولِهِ وَ اِلى اميرِالْمُؤْمِنينَ وَ اِلى فاطِمَةَ وَ اِلَى الْحَسَنِ وَ اِلَيْكَ بِمُوالاتِكَ وَ بِالْبَراَّئَةِ (مِمَّنْ قاتَلَكَ وَ نَصَبَ لَكَ الْحَرْبَ وَ بِالْبَرائَةِ مِمَّنْ اَسَّسَ اَساسَ الظُّلْمِ وَ الْجَوْرِعَلَيْكُمْ وَ اَبْرَءُ اِلَى اللّهِ وَ اِلى رَسُولِهِ) مِمَّنْ اَسَسَّ اَساسَ ذلِكَ وَ بَنى عَلَيْهِ بُنْيانَهُ وَ جَرى فى ظُلْمِهِ وَ جَوْرِهِ عَلَيْكُمْ وَ على اَشْياعِكُمْ ، بَرِئْتُ اِلَى اللَّهِ وَ اِلَيْكُمْ مِنْهُمْ وَ اَتَقَرَّبُ اِلَى اللَّهِ ثُمَّ اِلَيْكُمْ بِمُوالاتِكُمْ وَ مُوالاةِ وَلِيِّكُمْ وَ بِالْبَرآئَةِ مِنْ اَعْداَّئِكُمْ وَ النّاصِبينَ لَكُمُ الْحَرْبَ وَ بِالْبَرآئَةِ مِنْ اَشْياعِهِمْ وَ اَتْباعِهِمْ ،اِنّى سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ وَ وَلِىُّ لِمَنْ والاکُمْ وَ عَدُوُّ لِمَنْ عاداکُمْ فَاَسْئَلُ اللَّهَ الَّذى اَکْرَمَنى بِمَعْرِفَتِكُمْ وَمَعْرِفَةِ اَوْلِياَّئِكُمْ وَ رَزَقَنِى الْبَراَّئَةَ مِنْ اَعْداَّئِكُمْ - اَنْ يَجْعَلَنى مَعَكُمْ فِى الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ وَاَنْ يُثَبِّتَ لى عِنْدَآُمْ قَدَمَ

ص: 64

صِدْقٍ فِى الدُّنْيا وَ الاْخِرَةِ وَ اَسْئَلُهُ اَنْ يُبَلِّغَنِى الْمَقامَ الْمَحْمُودَ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَ اَنْ يَرْزُقَنى طَلَبَ ثارى مَعَ اِمامٍ هُدىً ظاهِرٍ ناطِقٍ بِالْحَقِّ مِنْكُمْ.

الإعراب

أقول وبالله العون (ولعن) فعل ماضي، و (اسم الجلالة فاعله، و (أمة) معموله، و (قتلتكم) فعل ماضي و كذا (لعن الله الممهدين) ، و (لهم) جار ومجرور، و (بالتمكين) مثله و كذا (من قتالكم) ، و (برئت) فعل ماضي، و إلى الله) جار ومجرور، و (إليكم) مثله وكذا (منهم) ، و (وأتباعهم)معطوف على الضمير و كذا (أشياعهم) إلى آخره (يا أبا عبد الله) منادی مضاف، و (إني) إن واسمها، و (سلم) خبرها، و (لمن) جار ومجرور، و (سالمك) فعل ماضي و كذا (حرب لمن حاربك) ، و (إلى يوم) جار ومجرور، و (القيامة) مجرور بالإضافة، و (ولعن الله) تقدم، و (آل) معمول الفعل، و (زیاد) مجرور بالإضافة وكذا (آل مروان) إلى آخره، و أسرجت) فعل ماضي، و (ألجمت) مثله، و (تهيئت) كذلك، و (لقتالك) جار ومجرور، و (بأبي) مثله، و (أنت) مبتدأ، و (أمي) معطوف على أبي، و لقد تقدم، و (عظم) فعل ماضي، و (مصابي) فاعله، و (بك) جار ومجرور (فأسأل) فعل مستقبل، و (اسم الجلالة) معموله، و (الذي) تقدم، و (أكرم) فعل ماضي، و (مقامك وأكرمني) فعل ماضي، و (أن يرزقني) تقدم، و (طلب) معمول الفعل، و (ثارك) مجرور بالإضافة، و (مع إمام)

ص: 65

جار ومجرور، و (منصور) صفته، و (من أهل) جار ومجرور، و (بیت) مجرور بالإضافة، و (محمد) كذلك، و (صلی الله عليه وآله) كما سبق، و ( اللهم اجعلني) كما تقدم، و (عندك) معموله، و (وجيها) معمول اجعلني، و (بالحسين) جار ومجرور وكذا في الدنيا) ، و (الآخرة) معطوف على الدنيا، و (يا أبا عبد الله) كما تقدم، و (إني) إن واسمها، و (أتقرب) فعل مستقبل، و إلى الله) جار ومجرور، و (رسوله) معطوف على اسم الجلالة، و (إلى أميرالمؤمنين) كما سلف، و كذا (إلى فاطمة) إلى آخره، و إليك) جار ومجرور، و (بموالاتك) كذلك، و (بالبراءة) مثله، وكذا ممن) ، و (قاتلك) فعل ماضي، و (نصب) مثله، و (لك) جار ومجرور، و الحرب معمول نصب، و (بالبراءة) كما تقدم، وكذا (ممن) ، و (أسس) مثل قاتلك، و (أساس) معموله، و (ذلك) مجرور بالإضافة، و (بنی) فعل ماضي، و (علیه) جار ومجرور، و (بنيانه) معمول بنی، و (جري في ظلمه) مثل بني عليه، و (جوره عليكم) جار ومجرور، و (على أشياعكم) مثله، و برئت) فعل ماضي، و (إلى الله) جار ومجرور، و (إليكم) مثله، و أتقرب) فعل مستقبل، و إلى الله ) تقدم، و (إليكم) مجرور بالإضافة وكذا (بموالاتكم) ، و (موالاة) معطوف على موالاتكم، و (ولیکم) مجرور بالإضافة، و (بالبراءة من أعدائكم) كما تقدم، و (الناصبين) معطوف على أعدائكم، و (لكم) جار ومجرور، و (الحرب معمول الناصبين، و (بالبراءة من أشياعهم، كما تقدم، و (أتباعهم) معطوف على

ص: 66

أشياعهم، و (إني سلم لمن سالمکم) كما تقدم إلى آخره، و (ولي لمن والاكم وعدو لمن عاداکم) تقدم مثله، و (أسأل) فعل مستقبل، و (اسم الجلالة) معموله، و (الذي) تقدم، و (أكرمني) فعل ماضي، و (بمعرفتكم) جار ومجرور، و (بمعرفة) مثله، و (أوليائكم) مجرور بالإضافة، و (رزقني) مثل أكرمني، و (البراءة) معموله، و (من أعدائكم) جار ومجرور، و (أن يجعلني) كما تقدم، و (معكم) جار ومجرور، و (في الدنيا) مثله، و الآخرة) معطوف عليه، و (أن يثبت) مثل أن يجعلني، و (لي) جار ومجرور، و (عند كم) معمول الفعل وكذا (قدم) ، و (صدق) مجرور بالإضافة، و (في الدنيا والآخرة) كما سبق، و (أسأله أن يبلغني) كما تقدم، و (المقام) معمول يبلغني، و (المحمود) صفة المقام، و (لكم) جار و مجرور، و (عند) معمول الفعل، و (اسم الجلالة) مجرور بالإضافة، و (أن يرزقني) كما تقدم، و (طلب) معمول يرزقني، و (ثار کم) مجرور بالإضافة، و (مع إمام) جار ومجرور، و (هدى) صفة إمام، و كذا (ظاهر ناطق).

ص: 67

متن مختصرالمصباح

اشارة

«وَ اَسْئَلُ اللَّهَ بِحَقِّكُمْ وَبِالشَّاْنِ الَّذى لَكُمْ عِنْدَهُ اَنْ يُعْطِيَنى بِمُصابى بِكُمْ اَفْضَلَ ما يُعْطى مُصاباً بِمُصيبَتِهِ مُصيبَةً ما اَعْظَمَها

وَ اَعْظَمَ رَزِيَّتَها فِى الاِسْلامِ وَ فى جَميعِ السَّمواتِ وَ الاَرْضِ. اَللّهُمَّ اجْعَلْنى فى مَقامى هذا مِمَّنْ تَنالُهُ مِنْكَ صَلَواتٌ وَ رَحْمَةٌ وَ مَغْفِرَةٌ . اَللّهُمَّ اجْعَلْ مَحْياىَ مَحْيا مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ مَماتى مَماتَ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ اَللّهُمَّ اِنَّ هذا يَوْمٌ تَبرَّکَتْ بِهِ بَنُو اُمَيَّةَ وَ ابْنُ آکِلَةِ الَآکبادِ اللَّعينُ ابْنُ اللَّعينِ عَلى لِسانِكَ وَ لِسانِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ. فى کُلِّ مَوْطِنٍ وَ مَوْقِفٍ وَقَفَ فيهِ نَبِيُّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ.اَللّهُمَّ الْعَنْ اَباسُفْيانَ وَ مُعوِيَةَ وَ يَزيدَ بْنَ مُعاوِيَةَ عَلَيْهِمْ مِنْكَ اللَّعْنَةُ اَبَدَ الاْبِدينَ، وَ هذا يَوْمٌ فَرِحَتْ بِهِ آلُ زِيادٍ وَ آلُ مَرْوانَ بِقَتْلِهِمُ الْحُسَيْنَ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِ. اَللّهُمَّ فَضاعِفْ عَلَيْهِمُ اللَّعْنَ مِنْكَ وَ الْعَذابَ (الاْليمَ). اَللّهُمَّ اِنّى اَتَقَرَّبُ اِلَيْكَ فى هذَا الْيَوْمِ وَ فى مَوْقِفى هذا وَ اَيّامِ حَياتى بِالْبَراَّئَهِ مِنْهُمْ وَاللَّعْنَةِ عَلَيْهِمْ وَ بِالْمُوالاتِ لِنَبِيِّكَ وَ آلِ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِمُ اَلسَّلامُ.

ثمّ تقول: اَللّهُمَّ الْعَنْ اَوَّلَ ظالِمٍ ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ آخِرَ تابِعٍ لَهُ عَلى ذلِكَ. اَللّهُمَّ الْعَنِ الْعِصابَةَ الَّتى جاهَدَتِ الْحُسَيْنَ وَ شايَعَتْ وَ بايَعَتْ وَ تابَعَتْ عَلى قَتْلِهِ اَللّهُمَّ الْعَنْهُمْ جَميعاً.تقول ذلك مائة مرّة.

ثمّ تقول : اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَباعَبْدِاللَّهِ وَ عَلَى الاَْرْواحِ الَّتى حَلَّتْ بِفِناَّئِكَ عَلَيْكَ مِنّى سَلامُ اللَّهِ (اَبَداً) ما بَقيتُ وَ بَقِىَ اللَّيْلُ وَ النَّهارُ وَ لاجَعَلَهُ اللَّهُ

ص: 68

آخِرَ الْعَهْدِ مِنّى لِزِيارَتِكُمْ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَ عَلى عَلِىِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَ عَلى اَوْلادِ الْحُسَيْنِ وَ عَلى اَصْحابِ الْحُسَيْنِ . تقول ذلك مائة مرّة .

ثمّ تقول: اَللّهُمَّ خُصَّ اَنْتَ اَوَّلَ ظالِمٍ بِاللَّعْنِ مِنّى وَ ابْدَاءْ بِهِ اَوَّلاً ثُمَّ الثّانِىَ وَالثّالِثَ وَ الرّابِعَ . اَللّهُمَّ الْعَنْ يَزيدَ خامِساً وَ الْعَنْ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيادٍ وَ ابْنَ مَرْجانَةَ وَ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ وَ شِمْراً وَ آلَ اَبى سُفْيانَ وَ آلَ زِيادٍ وَ آلَ مَرْوانَ اِلى يَوْمِ الْقِيمَةِ»

الإعراب

أقول بالله العصمة (وأسأل) فعل مستقبل، و (اسم الجلالة) معموله، و بحقكم) جار ومجرور، و (بالشأن) مثله، و (الذي) كما تقدم، و (لكم) جار ومجرور، و (عنده ظرف، و (أن يعطيني) تقدم، و (بمصابي) جار ومجرور، و (بکم) مثله، و (أفضل) معمول يعطيني، و (ما) موصولة، و يعطي) فعل مستقبل، و (مصاب)) معموله، و (بمصيبته) جار ومجرور، و مصيبة) حال، و (ما) تعجبية، و (أعظمها) منصوب على التعجب، و أعظم) معطوف عليه، و (رزیتها) مجرور بالإضافة، و (في الإسلام) جار ومجرور، و (في جميع) مثله، و (السماوات) مجرور بالإضافة، و (الأرض واللهم اجعلني) تقدم، و (في مقامي) جار ومجرور، و (هذا) اسم إشارة، و (ممن) جار ومجرور، و (تناله) فعل مستقبل، و (منك) جار ومجرور، و (صلوات) فاعل تناله، و (رحمة) معطوف على صلوات، و (مغفرة) مثله، و اللهم اجعل) تقدم، و (محياي) معمول اجعل، و (محيا) كذلك،

ص: 69

(محمد) مجرور بالإضافة، و (آل محمد) معطوف عليه، و (مماتي ممات آل محمد) مثله، و (إن) الناسخة و(هذا يوم) مبتدأ وخبر، و (تبر کت) فعل ماضي، و (به) جار ومجرور، و (بنو) فاعل تبر کت، و (أمية) مجرور بالإضافة، و (ابن) معطوف على بنو، و (آكلة) مجرور بالإضافة، و الأكباد) مثله، و (اللعين) صفة ابن، و (اللعين) مجرور بالإضافة، و (على لسانك) جار ومجرور، و (لسان) معطوف على لسانك، و (نبيك) مجرور بالإضافة، و (في كل) جار ومجرور، و (موطن) مجرور بالإضافة، و موقف) معطوف على موطن، و (وقف) فعل ماضي، و (فيه) جار ومجرور، و (نبيك) فاعل وقف، و (العن) فعل أمر، و (أبا سفيان) معموله و (معاوية) معطوف عليه و كذا (یزید بن معاوية) ، و (علیه) جار ومجرور، و (منك مثله، و (اللعنة) مبتدأ، و (أبد) حال، و (الآبدين) مجرور بالإضافة، و هذا يوم) مبتدأ وخبر، و (فرحت) فعل ماضي، و (به) جار ومجرور، و (آل) فاعل فرحت، و (زیاد) مجرور بالإضافة، و (آل) معطوف على مثله، و (مروان) كما تقدم، و (بقتلهم) جار ومجرور، و الحسین) مفعول المصدر، و (عليه السلام) تقدم، و (فضاعف) فعل أمر، و (عليهم) جار ومجرور، و (اللعن) معموله، و (منك) جار ومجرور، و العذاب) معطوف على اللعن، و (اللهم إني) تقدم، و (أتقرب) فعل مستقبل، و (إليك) سبق، و (في هذا اليوم) جار ومجرور، و (في موقفي) مثله، و (هذا تقدم، و (أيام) معطوف على اليوم، و (حیاتی) مجرور

ص: 70

بالإضافة، و (بالبراءة) جار ومجرور، و (منهم) مثله، و (اللعنة) معطوف على البراءة، و (عليهم) جار ومجرور، و (الموالاة) معطوف على البراءة، و النبيك) جار ومجرور، و (آل) معطوف على نبيك، و (عليهم السلام) تقدم، (ثم تقول اللهم العن تقدم، و (أول) معموله، و (ظالم) مجرور بالإضافة، و (حق) معمول ظالم، و (محمد) مجرور بالإضافة، و (آخر) معطوف على أول، و (تابع) مجرور بالإضافة، و (له) جار ومجرور، و على ذلك مثله، و (اللهم) العن تقدم، و (العصابة) معمول العن، و (الذين) كما تقدم صفة العصابة، و (جاهدت) فعل ماضي، و (الحسين) معموله، و (شایعت) فعل ماضي، و (بايعت) مثله، و (على قتله) جار ومجرور، و (اللهم تقدم، و (العنهم) فعل أمر، و (جميعاً) معمول العنهم، و (تقول ذلك تقدم، و (مائة) معمول تقول، و (مرّة) مجرور بالإضافة، و

ثم تقول (اَلسَّلامُ عَلَيكَ يَا أبا عَبدِ اللهِ) كما سبق، و (عَلَى الأروَاحِ) جار ومجرور، و (التي) صفة الأرواح كما سبق تقريره، و (حلت) فعل ماضي، و (بفنائك) كما تقدم، و (عليك) جار ومجرور، و (مني) مثله، و (سلام) مبتدأ، و (اسم الجلالة) مجرور بالإضافة، و (ما) تقدم، و (بقيت) فعل ماضي، و (بقي) مثله، و (الليل) فاعله، و (النهار) معطوف عليه، و (لا) نافية، و (جعله) فعل ماضي، و (اسم الجلالة فاعله، و (آخر) مفعوله، و (العهد) مجرور بالإضافة، و (مني) جار ومجرور، و (لزيارتكم) مثله، و (السلام) مبتدأ، و (على الحسين) جار ومجرور، و (علي) معطوف على

ص: 71

الحسين، و (ابن الحسين) كما تقدم، و (على أصحاب) جار ومجرور، و الحسين) مجرور بالإضافة، و (تقول ذلك مائة مرة) كما تقدم إلى آخره، و (خص) فعل أمر، و (أنت) ضمير المخاطب، و (أول) معمول خص، و (ظالم) مجرور بالإضافة، و (باللعن) جار ومجرور، و (مني) مثله، و (ابدأ) مثل خص، و (به) جار ومجرور، و (أولاً) معمول ابدأ (ثم) تقدم، و (الثاني) معطوف على أول، و (الثالث) معطوف على الثاني، و كذا الرابع) ، و (اللهم العن تقدم، و (یزید) معموله، و (خامساً) مثله، و (العن عبيد الله بن زیاد) كما تقدم، و (ابن) معطوف على عبيد الله، و (زیاد) مجرور بالإضافة و كذا (وابن مرجانه) إلى آخره، و (إلى يوم) جار ومجرور، و (القيامة) مجرور بالإضافة .

[والحمد لله رب العالمین ]

وقد وقع الفراغ من تحقيق و تنسيق هذه الرسالة

في 6 شوال 1435 ه حيث كان الشروع في العمل عليها

في 18 رجب 1435 ه إلى جوار كريمة أهل البيت (علیهم السّلام) قم المقدسة

ص: 72

رسالة في بيان كيفية زيارة عاشوراء

اشارة

من تصنيفات السيّد محمد باقر الشفتي الأصفهاني (رحمه الله)

المعروف ب (حجّة الإسلام)ترجمة وتحقيق أحمد بن حسين العُبيدان

ص: 73

ص: 74

ترجمة موجزة للسيد الشفتي

اشارة

ترجمة موجزة للسيد الشفتي (1)

نسبه، ولادته ونشأته:

السيد محمد باقر بن محمد تقي الموسوي الشفتي الرشتي الجيلاني أصلاً، الأصفهاني مسكناً، الملقّب ب (حُجّة الاسلام)(2).

وقد كتب (رحمه الله) مشجرةً نسبه بداية كتابه (مطلع الأنوار) ، وهي: السيد محمّد باقر بن محمّد نقی بن محمد زكي بن محمد تقي بن شاه قاسم بن میر أشرف بن شاه قاسم، بن شاه هدایت بن الأمير هاشم بن السلطان السيد علي القاضي بن السيد علي بن محمد بن علي بن محمد بن موسی بن جعفر بن إسماعيل بن أحمد بن محمد المجدور بن أحمد المجدور بن محمد الأعرابي بن أبي القاسم (الأعرابي) ابن الحمزه بن الإمام موسی بن جعفر (علیهما السّلام) .

ص: 75


1- مستخلصة من: طبقات أعلام الشيعة: ج 10 (ق 13) ص 192 - 196 ، ، معارف الرجال: ج 2، ص 195، ، روضات الجنات: ج 1 ص 34 وأيضاً ج 2 ص 99، ، قصص العلماء: ص 136 ، طرائف المقال: ج 2 ص 377، الفوائد الرضوية: ص 427، الکنی والألقاب: ج 2 ص 173 - 174 ، أعيان الشيعة: ج 9 ص 187.
2- قال المحدث القمي (رحمه الله) : (حجة الإسلام) عند العامّة لقب لأبي حامد الغزالي، وعند الشيعة هو لقبٌ للسيد الشفتي. الكنى والألقاب : ج 2 ص 173.

وُلد سنة 1179 وقيل 1180 ه (1) في قرية من قرى (طارم) ، وفي السابعة من عمره انتقل إلى (شَفت) من توابع مدينة رشت في محافظة جيلان (گیلان) شمالي إيران.

دراسته، تدريسه وحياته العلمية

درس المقدمات في (شَفت) عند والده، وبعض الفضلاء هناك.

ثمّ ذهب إلى مدينة رشت أو قزوين لإكمال دراسته.

وفي عام 1197 ه سافر إلى العراق، ونزل أولاً في كربلاء المقدسة، فحضر عند الوحيد البهبهاني (رحمه الله) في أواخر عمره الشريف، وبعد سنة سافر إلى النجف الأشرف ليحضور دروس أساتذتها.

ص: 76


1- في أحد أجوبة السيد الشفتي (رحمه الله) على بعض المسائل الشرعية - كما جاء في مخطوطته سؤال وجواب" عند المحقق السيد الخوانساري (رحمه الله) - كتب أنّه كان في سن الرابع عشرة من عمره عندما توفي کریم خان أو بعده بسنة، ووفاة کریم خان كانت في سنة 1193 ه. وعليه فستكون سنة ولادة السيد (رحمه الله) إما سنة 1179 ه أو سنة 1180 ه. كما أن السيد الخوانساري - وهو من تلامذة - كتب في (روضات الجنات: ج 2 ص 294) أن السيد الشفتي (رحمه الله) سافر إلى العتبات المشرفة في العراق وهو في سن السابع عشرة فستكون سنة مولده أما سنة 1180 أو سنة 1181 ه . وذكر الملا أحمد التربتي - وهو أيضاً من تلامذة السيد - في إجازته للسيد أسد الله الشفتي ابن السيد المترجم (رحمه الله) (طبعت مع كتابه الإمامة: ص 16) : إن المرحوم حجة الإسلام توفي يوم الأحد الثالث من ربيع الثاني سنة 1290 ه وعمره الشريف - بناء على ما فهمته من بعض كتاباته - سبعة وسبعون عامّاً . وعليه فستكون سنة مولده هي 1183 ه .

في عام 1204 ه ، ذهب إلى بغداد لليتعالج من مرض الاستسقاء الذي أصابه، فسكن الكاظمية المقدسة وحضر درس السيد محسن أعرجي.

في عام 1505 ه وبعد فراغه من التحصيل مدّة ثمان سنين في من التحقيق والتحصيل وبعد بلوغه أعلى مراتب الاجتهاد، رجع إلى ديار العجم (إيران) ، فذهب إلى قم المقدسة وحضر درس الميرزا القمي.

وفي عام 1206 ه ذهب إلى كاشان ليحضر حلقة درس الملّا مهدي النراقي هناك. ثمّ عاد إلى قم المقدسة للاستفادة من دروس الميرزا القمي.

في عام 1216 أو 1217 ه، توطّن في أصفهان مع الحاج محمد إبراهيم الكلباسي، و كانا صديقين رفيقين شفيقين، وبقي فيها مشغولاً بالتدريس والتأليف وأداء واجباته الدينية، حتى آخر ایام عمره الشريف .

وبعد وروده إلى تلك الناحية لم يكن له شيء من الكتب إلا مجلد واحد من المدارك. وسكن في مدرسة جهار باغ، فاجتمع عنده الطلاب والمحصلون. وبني مسجداً في محلة (بیداباد) قريباً من داره، لم يوجد مثله في أكثر البلاد.

عبادته، زهده ومكارم أخلاقه:

تميز الشيخ الشفتي بعبادته وخشوعه، فقد عُرف عنه أن كان مواظباً على العبادات المستحبة والنوافل، وبالخصوص صلاة الليل، وكان أزهد أهل زمانه وأعبدهم وأسخاهم، و كان حليماً يتحلى بأخلاق آبائه الطاهرين وجده المصطفی(صلّی الله علیه وآله وسلّم) ، كما عُرف عنه أيضاً احترامه وتوقيره للعلماء وطلاب العلم.

ص: 77

انتهت إليه الرئاسة الدينية والدنيوية، فصار مرجعاً للفتاوي، يقلده العرب والعجم، لا يخيّب السائل، يعطيه زائداً على مأموله، ويبذل من الأموال لكلّ أحد.

كما عُرف عنه تشدده في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقد كان يُجري الحدود الشرعية، مع أنه قصير القامة نحيف البدن.

ولم ينقل عنه أنه ذهب إلى السلطان أو تقرب إليه، بل على العكس فقد كان السلطان يزوره في داره، فقد عاش في عصر السلطان فتح علي شاه وكان مسلطاً مطاعاً متبوع الكلمة عنده، إلا أنه بعد وفاته واستقرار ملك السلطان محمد شاه وردت عليه بعض الصدمات بتحريك من وزيره، فقد هتكوا حرمته وكسروا مأمنه وأخذوا منه نقوداً كثيرة وأخرجوا من التجأ إليه.

قال العلامة السيد الأمين: اجتمع فيه من الخصال الحميدة: من العلم، والفضل، والتقوى، والسخاء، والاهتمام بأمور المسلمين، والجاه العظيم، والسعي في نشر الشرائع والحكام، وتعظیم شعائر الإسلام، وإقامة الحدود، و الهيبة في قلوب السلاطين والحكام، ما لم يجتمع في أحد من أقرانه .

أساتذته :

قرأ على جماعة من العلماء المتبحرین، منهم:

في كربلاء حضر عند:

*السيد علي الطباطبائي (صاحب الرياض).

ص: 78

* ابنه السيد محمد المجاهد.

* الوحيد البهبهاني (حضر عنده أواخر عمره).

*السيد محسن الأعرجي.

* الميرزا السيد محمد مهدي الشهرستاني .

وفي النجف الأشرف حضر عند:

*العلامة السيد مهدي بحر العلوم .

* الشيخ جعفر الجناجي النجفي (كاشف الغطاء).

وفي الكاظمية المقدّسة حضر عند:

* الشيخ أسد الله الدزفولي الكاظميني .

* الشيخ سليمان بن معتوق العاملي الكاظمي.

وفي قم المقدّسة حضر عند:

* المحقق الميرزا أبو القاسم القمي .

وفي كاشان حضر عند:

* الملا مهدي النراقي .

* الملا علي المازندراني .

أبرز تلامذته:

الميرزا السيد محمد باقر الخوانساري (مؤلف روضات الجنات). الميرزا السيد محمد هاشم الخوانساري (أخو صاحب الروضات ).

ص: 79

الميرزا محمد التنكابني (مؤلف قصص العلماء).

الشيخ جعفر الكرباسي (ابن العلامة الحاج محمد إبراهيم الكرباسي).

الشيخ محمد مهدي الرباسي (ابن العلامة الكرباسي، وصهر السيد).

الملا عبد الله الزنوزي (الحكيم والفيلسوف المشهور).

الشيخ مرتضى الأنصاري (الشيخ الأعظم).

المولی محمد رفيع الكيلاني (المعروف به "شریعتمدار").

مؤلفاته:

للسيد الشفتي حدود ستين مؤلفا مابین کتاب ورسالة، ومنها:

*تحفة الأبرار الملتقط من آثار الأئمة الأطهار .

رسائل رجالية.

* سؤال وجواب (مجموعة من المسائل الشرعية).

* مطالع الأنوار (في شرح الصلاة من شرائع الإسلام، في 6 أجزاء).

* القضاء والشهادات، وهو ثاني مؤلفاته وأول كتاب فقهي علمي

تحقیقي له، كتبه سنة 1205 ه.

* رسالة في آداب صلاة الليل .

رسالة في الشك والسهو. رسالة في حرمة محارم الموطوء على الواطيء.

* رسالة في حكم اقامة الحدود في زمان الغيبة .

رسالة في بيان كيفية زيارة عاشوراء (هذه الرسالة التي بين أيدينا).

ص: 80

* الحلية اللّامعة، شرح كتاب البهجة المرضيّة للسيوطي، وهو أول تأليفاته، كتبه سنة 1204 ه.

وفاته، عمره ومدفنه:

توفي (رحمه الله) في الثاني من ربيع الثاني سنة 1260 ه ، بعد أن قضى أكثر من سبعة وسبعين عامّاً من عمره الشريف في خدمة الشريعة الغراء، ودُفن في مقبرة مخصوصة في مسجده المعروف ب(مسجد سید) من جهة اليسار للداخل فيه .

ص: 81

ص: 82

متن الرسالة

اشارة

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على محمد و آله الطاهرين.

السؤال:

نرجوا منكم بيان كيفيّة زيارة عاشوراء، وهل إذا قام [الزائر] أوّلاً بصلاة ركعتين ثمّ قام بقراءة الزيارة الطويلة مع اللّعن مائة مرّة والسلام مائة مرّة وقراءة دعاء علقمة مع أدعية أخرى، تُحسب له زيارة عاشوراء أم لا؟

الجواب:

بنظرنا - ونحن الآن في العشر الأول من محرم الحرام من عام 1236 ه - أن زيارة عاشوراء كالتالي:

أولاً: يأتي بالتكبير عدّة مرات ولا يضرّ أن يلتزم بالتّكبيرة مائة مرّة كما ضبطه الكفعمي، ثمّ يتوجّه نحو أرض كربلاء المقدّسة فإن كانت الزيارة عن بُعد فالأفضل أن يَبرز إلى الصحراء أو أن يَصعد سطح مرتفعاً.

والتوجّه نحو أرض كربلاء المقدسة في أصفهان ومثلها في بلاد إيران يتحقق بالانحراف عن القبلة باتّجاه المغرب، ويختلف مقدار هذا الانحراف زيادةً ونقيصةً باختلاف طول وعرض البلد.

ويحتمل أن يكون أقرب لنيل المقصود إذ أتى بالتكبير بعد التوجه إلى

ص: 83

جهة كربلاء المقدسة، ثمّ بعد ذلك يقرأ الزيارة المشهورة التي أولها (اَلسَّلامُ عَلَيكَ يَا أبا عَبدِ اللهِ ...)، ثمّ يأتي بعد ذلك باللّعن المعهود مائة مرّة ، وبعد ذلك يأتي بالسلام مائة مرّة ، ثمّ يقول بعد ذلك: (اللهُمَّ خُصَّ أنتَ أوَّلَ ظَالِمٍ...)، ثمّ يهوي للسجود ويقول في سجوده: (اَللهُمَّ لَكَ الحَمدُ حَمدَ الشّاكِرينَ...) ، ثمّ يصلّي ركعتي الزيارة.

وبهذه الكيفية يكون قد أتى بزيارة عاشوراء المعهودة إن شاء الله،

ويكون بذلك قد نال جزيل الثواب.

وأمّا ما ذُكر في السؤال من أنّه أولاً (يأتي بركعتين...) فغير صحيح، وبذلك لا يكون قد أتي بزيارة عاشوراء المعهودة، وأيضاً نسبة الدعاء إلى علقمة غير صحيح، وصريح الحديث بأن علقمة لم يذكر الدعاء وإنّما صفوان هو الذي روى الدعاء عن الإمام الصادق (علیه السّلام) . كما سيأتي مفصلاً إن شاء الله ..

كلام العلامة المجلسي (رحمه الله)

اشارة

وأمّا ما ذكر العلامة المجلسي (نور الله تعالی مرقده) فباعتقادي لا حاجة إليه، بل غير مطابق للواقع.

وتوضيح المطلب يقتضي:

أولاً: ذكر عبارته (رحمه الله) ، ومن ثم الإشارة إلى حقيقة الحال، فنقول:

إنت عباته (رحمه الله) في (زاد المعاد) كالتالي:

ص: 84

وأمّا زيارته المشهورة فقد روى الشيخ الطوسي وابن قولويه وغيرهما (رحمهم الله) : عن سيف بن عميرة وصالح بن عُقبَةَ جميعاً، عن محمد بن إسماعيل وعلقمة بن محمد الحضرمي جميعاً، عن مالك الجهني(1) ، عن أبي جعفر (علیه السّلام) ، قال: «من زار الحسين بن علي (علیه السّلام) في يوم عاشوراء من المحرم حتى يظلّ عنده باكياً لقي الله (عزّ وجلّ) يوم يلقاه بثواب ألفي حَجّة وألفي عمرة وألفي غزوة، ثواب كلّ غزوة وحجّة وعمرة كثواب من حجّ واعتمر وغزا مع رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) ومع الأئمة الراشدين». .

قال: قلت: جُعلت فداك، فما لمن كان في بعيد البلاد وأقاصيه ولم

يُمكنه المصير إليه في ذلك اليوم؟

قال: «إذا كان كذلك برز إلى الصحراء أو صعد سطحاً مرتفعاً في داره وأومأ إليه بالسلام، واجتهد في الدعاء على قاتله وصلی من بعده ركعتين، وليكن ذلك في صدر النهار قبل أن تزول الشمس، ثمّ ليندب الحسين (علیه السّلام) ويبكيه ويأمر مَن في داره ممن لا يتّقيه بالبكاء عليه، ويُقيم

ص: 85


1- جاء في هامش المخطوطة ما ترجمته: لا يخفى أن هذا الحديث وهذا القول المنسوب إلى مالك إنما هو من نسخة كامل الزیارات، وأما نسخة المصباح فالراوي والقائل لهذا هو عقبة بن قيس والد صالح بن عُقبَةَ. (منه مدّ ظله). أما نسخة المصباح ففيها: روی محمد بن إسماعيل بن بزیع، عن صالح بن عقبة، عن أبيه،عن أبي جعفر (علیه السّلام) . مصباح المتهجد: ص 772. أقول: المذكور في المتن هو من نسخة زاد المعاد الفارسية الأصل، وأمّا المُعرّبة فالظاهر أنّها تم تعريبها على نسخة المصباح، لذا لم نجد فيها ما هو مذكور في متن الشرح هنا.

في داره المصيبة بإظهار الجزع عليه، ولیعزِّ بعضُهم بعضاً بمصابهم بالحسين (علیه السّلام) وأنا الضامن لهم - إذا فعلوا ذلك - على الله تعالى جميع ذلك».

إلى أن قال:

قال علقمة بن محمد: قلت لأبي جعفر (علیه السّلام) : علّمني دعاءً أدعو به ذلك اليوم إذا أنا زرته من قرب، ودعاءً أدعو به إذا لم أزره من قرب وأومأتُ من بعد البلاد و من داري بالسلام إليه.

قال: فقال لي: «یا علقمة، إذا أنت صلّيت الركعتين بعد أن تومئ إليه بالسلام فقل بعد الإيماء إليه من بعد التكبير هذا القول، فإنك إذا قلت ذلك فقد دعوت بما يدعو به زُوّاره من الملائكة، وكتب الله لك مائة ألف ألف درجة، وكنت كمن استشهد مع الحسين (علیه السّلام) ، حتى تشاركهم في درجاتهم، ولا تُعرف إلّا في الشهداء الذين استشهدوا معه، وكُتب لك ثواب زيارة كلّ نبي وكلّ رسول، وزيارة كلّ من زار الحسين (علیه السّلام) منذ يوم قتل، وتقول: اَلسَّلامُ عَلَيكَ يَا أبا عَبدِ اللهِ... إلى آخره)(1).

ثمّ قال (2)

قال علقمة: قال الإمام الباقر (3) (علیه السّلام): إن استطعت أن تزور الإمام

ص: 86


1- زاد المعاد: ص 233 - 234 باب 6 فصل 2.
2- يعني المجلسي (رحمه الله).
3- ليست في المصباح ولا كامل الزيارات .

الحسين (علیه السّلام) بهذه الزيارة كلّ يوم من دارك فزره ولك ثواب جميع ذلك.

وروى محمد بن خالد الطيالسي عن سيف بن عميرة أنّه قال: ذهبت أنا وصفوان الجمال وجماعة إلى الغري بعدما خرج أبو عبد الله (علیه السّلام) ، فسرنا من الحيرة إلى المدينة، فلما فرغنا من الزيارة صرف صفوان وجهه إلى ناحية أبي عبد الله الحسين (علیه السّلام) ، فقال لنا: تزورون الحسين (علیه السّلام) من هذا المكان عند رأس أمير المؤمنين من ههنا؟ وأومأ إليه الصادق (علیه السّلام) وأنا معه، قال: فدعا صفوان بالزيارة التي رواها علقمة [بن محمد الحضرمي](1) عن أبي جعفر (علیه السّلام) في يوم عاشوراء، ثمّ صلّى ركعتين عند رأس أمير المؤمنين (علیه السّلام) وَدَّعَ في دبرها أمير المؤمين وأومأ إلى الحسين بالسلام منصرفاً بوجهه نحوه وودّع، وكان فيما دعا في دبرها هذا الدعاء: (یا الله یا الله يا الله... إلى آخره) (2)

ثمّ قال (3):

قال سيف بن عميرة: فسألت صفوان فقلت له: إنّ علقمة [بن محمد الحضرمي](4) لم يأتنا بهذا عن أبي جعفر (علیه السّلام) ، إنّما أتانا بدعاء الزيارة .

فقال صفوان: وردتُ مع سيدي أبي عبد الله (علیه السّلام) إلى هذا المكان ففعل

ص: 87


1- من المصدر .
2- زاد المعاد: ص 236 - 237 باب 6 فصل 2.
3- يعني المجلسي(رحمه الله) .
4- من المصدر .

مثل الذي فعلناه في زيارتنا، ودعا بهذا الدعاء عند الوداع بعد أن صلّی كما صلّينا وودّع كما ودعنا.

ثمّ قال : لما كان في عبارات الحديث تشویش کبیر، وتحتمل احتمالات كثيرة، فلو تقرأ الزيارة أولاً من (اَلسَّلامُ عَلَيكَ يَا أبا عَبدِ اللهِ ...) حتى (وَآلِ نَبِيِّكَ عَلَيهِ وَعَلَيهِمُ السَّلامُ) ثمّ تؤدّي ركعتي الزيارة، ثمّ تعيد هذه الزيارة نفسها مرة أخرى فذلك أفضل، ولو تصلّي مرّة أخرى بعد اللّعن مائة مرّة وكذلك بعد السلام مائة مرّة ثمّ تُوصلها بالسجدة ثمّ تصلّي بعد السجدة كذلك، فلعلك تكون قد عملت بالاحتمالات كلها.

ولو أتي - أولاً - بواحدة من الزيارات عن بعد، وصلّى ثمّ أتي بهذه

الأعمال، فالظاهر أنها تكفي(1) . انتهى كلامه أعلى الله مقامه.

والمناسب في المقام أولاً: بیان مراده (رحمه الله) مع بيان مبنی کلامه، ثمّ النظر في صحته وسُقمه.

فنقول: إن تنقیح المقال يقتضي الكلام في مقامات ثلاثة:

المقام الأول: في بيان مراده (رحمه الله)

أعلم أنّه يتّضح من كلامه في الكتاب المذكور أن مختاره في كيفية الاتيان بزيارة عاشوراء کاتالي:

ص: 88


1- زاد المعاد: ص 240 - 241 باب 6 فصل 2.

أن تأتي - أولاً - بالزيارة إلى قوله: ( وَ آلِ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِمُ اَلسَّلامُ) ، ثمّ يأتي بركعتي الزياة، ثمّ بعد ذلك يعيد قراءة الزيارة إلى آخرها.

أو أن يقرء - أولاً - زيارة من الزيارات عن بُعد، ثمّ يصلّي ركعتين، ثمّ يقرء الزيارة التالية ( اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَباعَبْدِاللَّهِ...) إلى آخرها، ثمّ بعد ذلك يأتي باللعن مائة مرّة، وهكذا إلى آخره، وبهذا النحو يكون قد أتی بزیارة عاشوراء.

ولا يخفى أن الإتيان بالزيارة المطلقة أولى من الأتيان بالزيارة عن بُعد.

ولكن الأتقن الأتيان بثمان ركعات: ركعتان بعد الفراغ من اللّعن مائة مرّة، وركعتان بعد الفراغ من السلام مائة مرّة، وركعتان بعد الفراغ من دعاء ( اَللّهُمَّ خُصَّ...) قبل الدخول في السجود، وركعتان بعد السجود . حيث إنّه بهذه الصورة قد عمل بجميع أحتمالات الحديث.

المقام الثاني: في مبنى كلامه (قدس سرّه)

الظاهر أنّ مبنى كلامه (قُدّس سرّه) هو الحديث الذي ذكره عن الإمام الباقر (علیه السّلام) حيث قال: «يا علقمة، إذا أنت صلّيتالركعتين بعد أن تؤمي إليه بالسلام وقلت عند الإيماء اليه وبعد الركعتين هذا القول..» ، فمقتضى هذا الكلام: أن القول الذي سيُذكر يجب أن يكون بعد الصلاة. ويمكن أن يكون هذا القول الذي يقال بعد الصلاة هو مجموع ( اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَباعَبْدِاللَّهِ ..) ، و (اللعن مائة مرّة ) ، و (السلام مائة مرّة ) ، و (الدعاء قبل السجود) ، و (الدعاء بعد السجود).

ص: 89

وأيضاً يحتمل أن يكون (اللعن مائة مرّة ) إلى آخره .

فعلى هذا يقرء أولاً ( اَلسَّلامُ عَلَيْكَ....) إلى (وَ آلِ نَبِيِّكَ) ، ثمّ يصلّي ركعتين، ثمّ يُعيد الزيارة ويأتي بعد ذلك باللّعن والسلام وغيرهما، فيكون بذلك قد أتی بکلا الأحتمالين.

وبما أنّه يُحتمل أن يكن القول المذكور هو (السلام مائة مرّة ) فيكون اللعن مقدماً على الصلاة، وعندما أتي بركعتين بعد اللّعن وقبل السلام يكون قد عمل بهذا الاحتمال أيضاً.

وأيضاً الكلام نفسه بالنسبة إلى السلام والدعاء قبل السجود وعند السجود.

إذن عند الاتيان بر کعتین بعد كلّ من الزيارة والسلام مائة مرّة ودعاء (اَللّهُمَّ خُصَّ اَنْتَ اَوَّلَ ظالِمٍ...) ودعاء السجدة، يكون قد عمل بجميع الاحتمالات. هذا هو مبنی کلامه (قُدّس سرّه) كما يبدو من أول الأمر.

المقام الثالث: في صحة وسقم كلامه (قدس سرّه)

اشارة

فنقول: إن هذا الذي ذكره (رحمه الله) ليس صحيحاً، بعد أن ظهر أن مبنی كلامه - قدس الله تعالى روحه الشريفة - هو ما نسب إلى مخزن علوم الأوائل والأواخر الإمام محمد الباقر (علیه السّلام) ، ومن الواضح أن ما نسبه إلى الإمام الباقر (علیه السّلام) ليس هو عين ما صدر عن الإمام (علیه السّلام) بل هو نقل بالمعنی، وحصل في هذا النّقل تغییر محلّ، وهذا التغيير هو الذي سَببَ تلك الاستفادة والفهمالمذكور.

ص: 90

وبيان حقيقة الحال موقوف على ذكر عین عبارة الحديث، فنقول:

رواية الشيخ (رحمه الله) في المصباح

قال شيخ الطائفة في مصباحه: روی محمد بن إسماعيل بن بزیع عن صالح بن عقبة عن أبي جعفر (علیهما السّلام) قال: «من زار الحسين يوم عاشوراء من المحرم حتى يظل عنده باكياً لقي الله عز وجل يوم القيامة بثواب ألفي حجة وألفي عمرة وألفي عزوة ثواب كل حجة وعمرة وعزوة كثواب من حج واعتمر مع رسول الله

(صلّی الله علیه وآله وسلّم) ومع الأئمة الراشدين»

قال: قلت: جعلت فداك فما لمن كان في بعيد البلاد وأقاصيه ولم

يمكنه المصير إليه في ذلك اليوم ؟

قال: «إذا كان كذلك برز إلى الصحراء أو صعد سطحاً مرتفعاً في داره وأومأ إليه بالسلام ، واجتهد في الدعاء على قاتليه ، وصلى من بعد ركعتين ، وليكن ذلك في صدر النهار قبل أن تزول الشمس ، ثمّ ليندب الحسين ويبكيه ويأمر من في داره ممن لا يتّقيه بالبكاء عليه ، ويقيم في داره المصيبة بإظهار الجزع عليه ، وليعزّ بعضهم بعضاً بمصابهم بالحسين (علیه السّلام) ، وأنا ضامن لهم- إذا فعلوا ذلك - على الله جميع ذلك» .

قلت: جعلت فداك أنت الضامن لهم ذلك والزعيم ؟

قال: «أنا الضامن ، وأنا الزعيم لمن فعل ذلك ».

قلت: وكيف يعزي بعضنا بعضاً ؟ قال: «يقولون: "أعظم الله أجورنابمصائب الحسين (علیه السّلام) ، وجعلنا وإياكم من الطالبين بثأره مع وليه الإمام

ص: 91

المهدي من آل محمد" . وإن استطعت أن لا تنتشر يومك في حاجة فافعل فإنه يومُ نحسٍ لا يُقضى فيه حاجة مؤمن، فإن قُضيت لم يُبارك له فيها ولم يَر فيها رشداً، ولا يدّخرن أحدكم لمنزله فيه شيئاً، فمن الدّخر ذلك اليوم شيئاً لم يُبارك له فيما ادّخر، ولم يُبارك له في أهله، فإذا فعلوا ذلك كتب الله لهم ثواب ألف حجة، وألف عمرّة ، وألف غزوة، كلها مع رسول الله(صلّی الله علیه وآله وسلّم) ، وكان له كثواب مصيبة كلّ نبي ورسول ووصي وصدّيق و شهید مات أو قتل منذ خلق الله الدنيا إلى أن تقوم الساعة» .

قال صالح بن عقبة وسيف بن عميرة: قال علقمة بن محمد الحضرمي: قلت لأبي جعفر (علیه السّلام) : علمني دعاءً أدعوا به في ذلك اليوم إذا أنا زرته من قرب ودعاءً أدعوا به إذا لم أزره من قرب وأومأت من بعد البلاد ومن داري بالسلام.

قال: فقال لي: «یا علقمة، إذا أنت صلّيت الركعتين بعد أن تومي إليه بالسلام فقل عند الإيماء إليه من بعد التكبير هذا القول، فإنك إذا قلت ذلك فقد دعوت بما يدعوا به زواره من الملائكة، وكتب الله لك مائة ألف ألف درجة، وكنت كمن استشهد مع الحسين (علیه السّلام) ، حتى تشار کهم في درجاتهم ، لا تعرف إلّا في الشهداء الذين استشهدوا معه، وكتب له ثواب زيارة كلّ نبي وكلّ رسول، وزيارة كلّ من زار الحسين (علیه السّلام) منذ يوم قتل (عليه السلام وعلى أهل بيته) : اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَباعَبْدِاللَّهِ.. إلى

ص: 92

آخره (1).

الكلام في سند المصباح

أقول: ينبغي - أوّلاً - التعرض إلى بعض ما يتعلّق بسنده، ثمّ العود إلى المطلوب ، فنقول:

الذي يظهر من سنده المذكور في (المصباح) أنّ محمد بن اسماعيل ابن بزیع روی صدر الحديث إلى قوله (علیه السّلام) «منذ خلق الله الدنيا إلى أن تقوم الساعة» عن صالح بن عقبة، عن أبيه، وهو - عقبة بن قيس - عن مولانا الباقر (علیه السّلام) ، وذيل الحدث - أي قوله: قلت لأبي جعفر (علیه السّلام) : علّمني دعاءً أدعو به ذلك اليوم.. إلى آخره - رواه عن صالح بن عقبة وسيف بن عميرة، عن علقمة، و كأنّه كان حاظراً في مجلسه (علیه السّلام) وسمع ما رواه عقبة بن قیس منه (علیه السّلام) واستدعى منه (علیه السّلام) بيان الزيارة التي يزار بها مولانا الحسين (علیه السّلام) في ذلك اليوم من قُرب أو بُعد.

إذا سمعت ذلك تقول: إن الظاهر من أوّل الحديث الذي يكون الرّاوي فيه - على ما في (المصباح) - أبا صالح بن عقبة أن من زاره (علیه السّلام) يوم عاشوراء ويظل عند قبره (علیه السّلام) باكياً، يكون له ذلك الثواب الجزيل المذكور سواء زار بالزيارة المعهودة أم لا. هذا في حق القريب.

وأمّا البعيد غير المتمكن من المصير إليه (علیه السّلام) في ذلك اليوم، فإنّه إذا برز إلى الصحراء أو صعد سطحاً مرتفعاً وأومأ إليه (علیه السّلام) بالسلام وبالغ في

ص: 93


1- مصباح المتهجّد: ص 536 - 537 ضمن أعمال شهر محرم الحرام.

اللّعن على قاتله وصلّی - بعد السلام واللّعن - رکعتین قبل الزوال، ثمّ اشتغل بالنُدبة والبكاء على الحسين (علیه السّلام) ويأمر من في داره بذلك، ويقيم المصيبة في داره، وعزّى من في الدار بعضُهم بعضاً بمصابهم بالحسين (علیه السّلام) ، يكون له ذلك الثواب والأجر الجزيل. ومقتضاه لغاية الإيماء بمطلق السّلام والمبالغة بمطلق اللّعن على قاتله (علیه السّلام) في ذلك ولو لم يكن بالزيارة المعهودة واللعن المعهود.

واستفادة ما ذُكر من أول الحديث مما لا خفاء فيه.

ثمّ الظاهر من كلام علقمة أنه لما سمع منه (علیه السّلام) ما ذكر، لم يكتف بالإطلاق الذي يستفاد من كلامه (علیه السّلام) ، بل استدعى منه (صلواة الله عليه) الدعاء والزيارة المخصوصة التي يكون من تعليمه (علیه السّلام) ؛ لیزور به في القرب والبعد، أشار إليه بقوله: (قلت لأبي جعفر(علیه السّلام) : علّمني دعاءً أدعو به ذلك اليوم إذا أنا زرته من قرب، ودعاءً أدعو به إذا لم أزره عن قُرب وأومأتُ من بُعد البلاد ومن داري بالسّلام إليه) ، واستجاب (علیه السّلام) حاجته فأجاب بقوله: «يا علقمة، اذا أنت صلّيت الركعتين بعد أن تومئ اليه بالسّلام فقل عند الإيماء إليه من بعد التكبير هذا القول... إلى آخره ، ولا يخفي المناسب لهذا السؤال والجواب أن يكون قوله (علیه السّلام) : «هذا القول» بياناً للإيماء المدلول عليه بقوله: «تومئ إليه بالسّلام» الذي تكون الركعتان بعده، فيكون المراد: إذا صليت الركعتين بعد أن أوجدت الأيماء بالسلام إليه (علیه السّلام) في ضمن هذا القول يكون لك ذلك الثواب الجزيل، كما هو الظاهر من قوله (علیه السّلام) «فقل عند الإيماء إليه»، أي قل عند إرادة الإيماء إليه

ص: 94

هذا القول.

ولمّا لم يبين (علیه السّلام) محل الركعتين في أثناء القول الذي يبينه (صلوات الله عليه) يكون مقتضاه أن يكون محلّهما بعد الجميع كما لا يخفى على المتأمل، فعلى هذا يكون محلها بعد دعاء السجدة أيضاً وهو ظاهر.

وممّا يؤيد ذلك، بل يدل عليه: ما أورده شيخ الطائفة في (المصباح) بعد أن أورد الحديث على النحو الذي رواه علقمة عن مولانا الباقر (علیه السّلام) فقال:

وروى محمد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة قال: خرجت مع صفوان بن مهران الجمال وجماعة من أصحابنا إلى الغريّ بعدما خرج أبو عبد الله (علیه السّلام) فسرنا من الحيرة إلى المدينة، فلما فرغنا من الزيارة صرف صفوان وجهه إلى ناحية أبي عبد الله (علیه السّلام) فقال لنا: تزورون الحسين (علیه السّلام) من هذا المكان من عند رأس أمير المؤمنين (علیه السّلام) من ههنا؟ أومي إليه أبو عبد الله [الصادق] (علیه السّلام) وأنا معه قال: فدعا صفوان بالزيارة التي رواها علقمة ابن محمد الحضرمي عن أبي جعفر (علیه السّلام) في يوم عاشوراء، ثمّ صلّى ركعتين عند رأس أمير المؤمنين (علیه السّلام) ، فودّع(1) في دبرها أميرَ المؤمنين (علیه السّلام) ، وأومأ إلى الحسين (علیه السّلام) بالسلام منصرفاً بوجهه نحوه وودّع، وكان فيما دعا في دبرها: (يَا اللهُ يَا اللهُ يَا اللهُ، يَا مُجيبَ دَعوِةِ المُضطَرِّينَ...) إلى آخر الدعاء.

ص: 95


1- في المصباح: وودّع .

قال سيف بن عميرة: فسألت صفوان فقلت له: إن علقمة [بن محمد الحضرمي](1) لم يأتنا بهذا عن أبي جعفر (علیه السّلام) إنّما أتانا بدعاء الزيارة. فقال صفوان: وردت مع سيدي أبي عبد الله (علیه السّلام) إلى هذا المكان ففعل مثل الذي فعلناه في زيارتنا، ودعا بهذا الدعاء عند الوداع بعد أن صلّی كما صلّينا وودّع كما ودّعنا.... إلى آخره(2).

وجه التأييد، بل الدلالة: هو أن قوله «ثمّ صلّى ركعتين» صريح في أن تلك الصلاة كانت بعد الزيارة التي رواها علقمة عن مولانا الباقر (علیه السّلام) ، وقد عرفت أن الزايارة التي رواها علقمة عنه (علیه السّلام) هو: « اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَباعَبْدِاللَّهِ ..الى آخره» ليس إلّا، فتكون الركعتان بعد تلك الزيارة.

والحاصل، أن الظاهر من هذه الحكاية أن الصلاة التي صدرت من صفوان كانت بعد كلّ ما رواه علقمة، وكان فعل صفوان مطابقاً لما فهمه سیف بن عميرة إلّا الدعاء الذي دعا به صفوان بعد الصّلاة وهو المطلوب (3).

نعم، الظاهر من ذلك أن الدعاء المذكور لم يكن من جزء من تلك

الزيارة، وهو غير مُضرّ بما نحن بصدد بيانه.

ص: 96


1- من المصباح.
2- مصباح المتهجد: 535 - 543 ضمن أعمال شهر محرم المحرم.
3- هنا علق الميرزا الشبستري (رحمه الله) على كلام المصنّف (رحمه الله) بعد نقله، فقال:.
رجوع الى مناقشة المجلسي (رحمه الله)

إذا تحقق ذلك فلنَعُد إلى ما يتوجّه إلى كلام العلّامة السَمِيّ المجلسي (قدس الله تعالی روحه الزكي) ، فنقول: هو أمور:

منها: ما يتعلق بسند الحديث، ومنها: ما يتعلق بمتنه.

الكلام في السند

أمّا ما يتعلق بالسند، فنقول: إنه قال في (تحقة الزائر) :

أمّا الزيارات المنقولة في هذا اليوم فعديدة، أوّلها: المنقول بسند معتبر عن سيف بن عميرة، وصالح بن عقبة، كلاهما عن محمد بن إسماعيل وعلقمة بن محمد الحضرمي، وكلاهما عن مالك الجهني، أن الإمام الباقر (علیه السّلام) قال... إلى آخره)(1).

قد سمعت كلامه في (زاد المعاد) : (أمّا زيارته المشهورة فقد روی الشيخ الطوسي وابن قوليه وغيرهم عن سيف بن عميرة وصالح بن عقبة، و كلاهما عن محمد بن إسماعيل وعلقمة بن محمد الحضرمي، وكلاهما عن مالكالجهني، أن الإمام الباقر قال....)(2).

وهو غير صحيح [لأسباب خمسة ] :

أمّا أولاً: فلأن سيف بن عميره وصالح بن عُقبه أقدم طبقه من محمد ابن اسماعيل بن بزیع؛ لأن شيخ الطايفة عدّهما من أصحاب مولانا

ص: 97


1- تحفة الزائر: ص 421.
2- زاد المعاد: ص 233 - 241 باب 6 فصل 2.

الصادق(1) والكاظم (2) (علیهما السّلام)، وعدّ محمد بن إسماعيل بن بزیع من أصحاب مولانا الكاظم(3) والرضا(4) (علیهما السّلام)، فلا يليق الحكم بروايتهما عنه، بل اللّائق روايته عنهما.

وأمّا ثانياً: فلأنه مخالف للواقع؛ إذ المذكور في (المصباح) : (روی

محمد بن إسماعيل بن بزیع عن صالح بن عقبة).

وقال فيما بعد: (قال صالح بن عقبة وسيف بن عمیر...) إلى آخر ما تقدم. فمقتضى ما في (المصباح) وغيره روايته عنهما هذا الحديث، فالحكم بالعكس غير صحيح.

وأمّا ثالثاً: فلأن قوله: (وهر دو از مالك جهنی) (وكلاهما عن مالك الجهني) ، غير صحيح أيضاً؛ لأنّ رواية محمد بن إسماعيل عن مالك غير ثابت أصلاً لما عرفت من أنه من أصحاب مولانا الكاظم والرضا والجواد (علیهم السّلام) ، ومالك الجهني من أصحاب مولانا الباقر والصادق (علیه السّلام) ، وقد ذکر شيخ الطائفة (5) أنه مات في حيات أبي عبد الله (علیه السّلام) ، فكيف يمكن رواية محمد بن إسماعل بن بزیع عنه!

ص: 98


1- رجال الطوسي: 222 باب السين، برقم 209، و ص 227 باب الصاد، برقم 48.
2- رجال الطوسي: ص 337 باب السين، برقم 3، و ص 338 باب الصاد برقم 2.
3- رجال الطوسي: 344 باب المیم، برقم 31.
4- رجال الطوسي: 364 باب السين، برقم 6.
5- رجال الطوسي: ص 302 باب الميم، برقم 458.

مضافاً إلى أنه لم يوجد في شيء من الكتب ما يوهم روايته عنه هذه الزيارة، فهو مخالف للواقع من هذه الجهة أيضاً.

وأمّا رابعاً: فلأن مقتضى ما ذكره أن شيخ الطائفة رواه عن مالك، عن مولانا الباقر (علیه السّلام) ، وهو غير صحيح أيضاً؛ لما عرفت أنه رواه عن والد صالح بن عقبة، عنه (علیه السّلام) .

وأمّا خامساً: فلأن علقمة قد عرفت أنه روى هذه الزيارة عن مولانا الباقر (علیه السّلام) ، وأمّا روايته تلك الزيارة عن مالك فغير ثابتة أصلاً.

ولعل المُوقِع له . (نوّر الله تعالی مرقده) . في ذلك ملاحظة السند في کامل الزيارة)(1)، والسند فيه على ما أورده في البحار - هكذا:

حکیم بن داود وغيره، عن محمد بن موسى الهمداني، عن محمد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة وصالح بن عقبة معاً، عن علقمة بن محمد الحضرمي ومحمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن مالك الجهني، عن أبي جعفر الباقر (علیه السّلام)(2) بناءً على أنّ محمد بن إسماعيل فيه معطوف على علقمة، ومقتضاه أن يكون كلّ واحد من سيف بن عميرة وصالح بن عقبة راوياً عن محمد بن إسماعيل أيضاً، لكنه غير صحيح . كما عرفت - بلالظاهر أنّه عطفٌ على محمد بن خالد.

ومقصود صاحب الكتاب أنّه مروي بطريقين:

ص: 99


1- كامل الزيارات: ص 325 باب 71 حدیث 9.
2- بحار الأنوار: ج 98 ص 290 - کتاب المزار، باب 24 ح 1.

أحدهما: محمد بن خالد، عن سيف بن عميرة وصالح بن عقبة معاً، عن علقمة.

والأخر: محمد بن اسماعيل عن صالح بن عقبة عن مالك.

والعجب مع تصريح السند برواية محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، كما في سند (الكامل) وسند (المصباح) ، كيف ذهل عن ذلك وجعل صالح بن عقبة راوياً عن محمد بن إسماعيل كما جعل سيف بن عميرة راوياً عنه! و كلاهما غير صحيح - كما نبّهنا عليه - فيما سلف أنّ الظاهر من المصباح) رواية محمد بن إسماعيل ذيل الحديث عن كلّ من صالح بن عقبة وسيف بن عميرة.

فما ذكره (رفع الله تعالى قدره) في (تحفة الزائر) و (زاد المعاد) غيرصحيح .

وأعجب منه: جعلُ محمد بن إسماعيل راوياً عن مالك! مع التصريح في السند بالواسطة، مضافاً إلى ما عرفت .

كما أنّ من الغرایب حكمه بكون علقمة راوياً لهذا الحديث عن مالك! مع تصريح سيف بن عميرة بأن علقمة رواها عن مولانا الباقر (علیه السّلام) ، حيث قال: (فدعا صفوان بالزيارة التي رواها علقمة بن محمد الحضرمي عن أبي جعفر (علیه السّلام) في يوم عاشوراء) ، مضافاً إلى تصریح علقمة بقوله: (قلت لأبي جعفر (علیه السّلام) : علّمني دعاءً.. إلى آخر ما سلف).

وكأنّه (قدس الله روحه السعيد) جعل علقمة في السند المذكور عن الكامل) في طبقة صالح بن عقبة الراوي عنه بأن روی صالح بن عقبة هذا

ص: 100

الحديث عن مالك تارة من واسطة، وأخرى بوسط علقمة، لكنّه ليس كذلك؛ لما عرفت.

مضافاً إلى أنّه مع ثبوت الرواية من غير واسطة لا افتقار إلى ذكر

الواسطة، فتأمل.

وممّا ذكر تبين أن الراوي لصدر الحديث عن مولانا الباقر (علیه السّلام) هو عقبة بن قيس والد صالح بن عقبة - على ما في (المصباح) - ، وعلقمة بن محمد ومالك - على ما في (کامل الزيارة) ..

وأمّا ذيل الحديث - أي الزيارة المعروفة ليوم العاشوراء . فلا يكون الراوي فيه عن مولانا الباقر (علیه السّلام) إلّا علقمة، فلاحظ؛ حتى يتضح لديك الحال. نعم، رواها صفوان أيضاً لكن عن مولانا الصادق (علیه السّلام) كما علمت.

الكلام في المتن

وأمّا ما يتعلق بمتن الحديث فنقول: قد عرفت أنه قال في زاد المعاد: (وأمّا زيارته المشهورة فقد رواها الشيخ الطوسي وابن قولویه وغيرهما...

إلى أن قال - حاكياً عن مولانا الباقر (علیه السّلام) أنه قال : فقال: یا علقمة، إذا أنت صلّيت الركعتين بعد أن تؤمي إليه بالسلام وقلت عند الإيماء إليه ومن بعد الركعتين هذا القول [الذي سيأتي ....] إلى آخر ما تقدم نقله

ص: 101

عنه(1).

وأنت تعلم الخلل في ذلك بعد ملاحظة ما بيّناه وفصّلناه في معنی الحديث بعد أن حكينا عن (مصباح شيخ الطائفة) بأوضح بيان، فدقّق النّظر في ذلك؛ حتى يتضح لك الحال.

التحكيم فيما نقل المجلسي عن المصباح وكامل الزيارات

اشارة

ثمّ أقول: بعد أن تأمّلنا في الحديث - على ما في (المصباح) - وجدنا عبارة (زاد المعاد) و (تحفة الزائر) غبر مطابقة لما هو المقصود منه، مع أنّه في(زاد المعاد) عزاه إلى شيخ الطائفة ثمّ إلى غيره، تفحصنا الحديث في غير (المصباح) ليتضح أنّه مطابق لما في (المصباح) أو مخالف، فوجدنا الحديث - على ما حكاه في (مزار البحار) عن (کامل الزيارة) - مخالفاً لما رواه عن شيخ الطائفة في (المصباح) فانه مطابق لما ترجم في الحديث في

(زاد المعاد) و (التحفة) ، فتبين أنّه راعي في التّرجمة عين ما في (كامل الزيارة) ولم يُعطِ المتأمل حقّه حتى ينكشف الواقع.

فها - أنا - أورد عبارة الحديث - على ما حكاه عن (کامل الزيارة) - ثمّ تُحاكم بينهما حتى يتبين أيهما أقرب للصواب، وأخرى بالاختيار، فنقول:

روی في (کامل الزيارة)(2) - على ما حكاه في (مزار البحار) - بالسند

ص: 102


1- زاد المعاد: ص 233 - 234 الفصل الثاني.
2- کامل الزيارات: ص 225 - 226 باب 71 حدیث 9.

السالف، عن مالك الجهني، عن أبي جعفر الباقر (علیه السّلام) ، أنه قال: (من زار الحسين (علیه السّلام) يوم عاشوراء حتى يظلّ عنده باكياً. - إلى أن قال :

قال صالح بن عقبة الجهني(1) وسيف ابن عميرة : قال علقمة بن محمدالحضرمي: فقلت لأبي جعفر (علیه السّلام) : علّمني دعاءً أدعوا به في ذلك اليوم اذا أنا زرته من قريب ودعاء [أدعو به](2) إذا أنا لم أزره من قريب وأومأت اليه من بعد البلاد ومن داري.

قال: فقال لي: يا علقمة، إذا أنت صلّيت الركعتين بعد أن ترمي إليه بالسّلام وقلت عند الإيماء إليه وبعد الركعتين هذا القول، فإنك إذا فعلت ذلك فقد دعوة بما يدعوا به من زاره من الملائكة...)(3) إلى آخر ما سلف من ذيل الحديث.

كذا في متن (البحار) ، وجعل كلمة (من) بدل (الواو) بين المسطور، وجعل لها علامة النسخة، وعلى هذا يكون متن الحديث هكذا: (وقلت عند الإيماء إليه (من) بعد الركعتين هذا القول... إلى آخره).

فعلى هذا وقع الاختلاف في متن الحديث؛ إذ على ما ذكره شیخ الطائفة في (المصباح) تكون عبارة الحديث هكذا: (إذا أنت صلّيت

ص: 103


1- هكذا في الكامل والبحار، وهو خطأ وقع من الناسخ حيث جعل (الجهني) بعد عقبة على أنها نسبه، والمفروض أن يقول كما مرّ في أول السند.
2- أثبتناه من المصدر .
3- بحار الأنوار: ج 98 ص 290 - کتاب المزار، باب 24 ح 1.

الركعتين بعد أن تؤمى اليه بالسّلام فقل عند الإيماء إليه (من) بعد التكبير هذا القول...) وقد علّمه معنى الحديث بناءً عليه وأنه لا إجمال فيه . كما أوضحنا الحال في ذلك ..|

وأمّا بناء على ما حكاه في البحار) عن (کامل الزيارة) فنقول: إنه لمّا كان حديثاً واحداً، لا محالة يكون المراد منه شيئاً واحداً، ولمّا تبيّن الحال فيه - على ما في (المصباح) - فلابد من أن يكون المراد منه ذلك، ومقتضاه أن يقال: إن قوله: (وقلت) عطفٌ على (تومئ إليه) ، ويقال: إن (الركعتين) إمّا أن يكون المراد منها التكبير؛ إطلاقاً لاسم الكلّ على الجزء لقرينة ما في

(المصباح) ، أو [أنه وقع سهواً من قلم الناسخ .

والأصل بعد التكبير سواء كان مع ذكر (الواو) أو مع (من).

والمعنى على الثاني: إذا أنت صلّيت الركعتين بعد أن تومي إليه

بالسّلام بإتيان الإيماء في ضمن هذا القول (من) بعد التكبير.

وعلى الأول: إذا أنت صلّيت الركعتين بعد هذا القول وبعد التكبير

يكون لك ذلك الثواب الجزيل.

إن قيل: أن وحدة المراد وإن كانت مُسلّمة لكنّها كما يتحقّق بإرجاع ما في (الكامل) إلى ما في (المصباح) ، كذا يتحقق بالعكس بأن يكون المراد من التكبير - على ما في (المصباح) - (الركعتين) تسمية للكلّ باسم الجزء.

ص: 104

قلنا: حَمل التكبير في (المصباح على الركعتين غير صحيح؛ لوجوه(1):

منها: ما نبّهنا عليه فيما سلف من أن صدر الحديث نصَّ على أن الركعتين بعد الإيماء إليه (علیه السّلام) بالسّلام، وبعد المبالغة باللعن على قاتله. وأن الظاهر من صدره أن مطلق الإيماء إليه (علیه السّلام) بالسّلام بأي لفظ كان، وكذا الحال في المبالغة في اللّعن على قاتله (صلوات الله عليه) يتأتی به بالامتثال، وأنّه كافٍ في ترتب الأجر والثواب، وأن الظاهر من سياقه أن علقمة لما سمع ذلك منه (علیه السّلام) استدعى منه قولاً مخصوصاً يأتي به في مقام ذلك الاإيماء واللعن على قاتله الذَين دلّ صدره على كونهما مقدَّمين على الركعتين؛ لوضوح أن ما بيّنه (علیه السّلام) كان أكمل وأفضل، وذلك يقتضي أن يكون ما علّمه (علیه السّلام) إيّاه قبل الركعتين لا بعدهما.

وحملُ التكبير في كلامه (علیه السّلام) على الركعتين منافٍ لذلك كما لا يخفی.

فعلى هذا يكون ما علّمه (علیه السّلام) من قول (اَلسَّلامُ عَلَيكَ يَا أبَا عَبدِاللهِ...) وكذا التسليم مائة مرّة، مقام مطلق الإيماء المذكور في صدره، لكنه فردٌ کامل، ويكون اللّعن مائة مرّة.

وكذا ما اشتمل عليه الصدر المذكور بقول (اَلسَّلامُ عَلَيكَ يَا أبَا عَبدِاللهِ...) من اللّعن على قاتله ومؤسسه، وكذا قول: «اَللَّهُمَّ خُصَّ اَنْتَ اَوَّلَ

ص: 105


1- أورد أبو المعالي الكلباسي (رحمه الله) في شرحه على الزيارة عدة إشكالات على هذه الوجوه وأجاب عن كلام المصنّف (رحمه الله) ، لاحظ : شرح زيارة عاشوراء: ص 63 - 85.

ظالِمٍ بِاللَّعْنِ مِنّى ....» مقام مطلق اللّعن المدلول عليه بذلك، وهو أيضاً فرد کامل منه.

ومنها: أنّ المدلول عليه بصدر الحديث أنّ المعتبر في تلك الزيارة هو الإيماء إليه (صلوات الله عليه) بالسّلام والمبالغة في اللّعن على قاتله (علیه السّلام) ثمّ الركعتان، فلو حملنا التّكبير في كلامه (علیه السّلام) على الركعتين يكون مدلول (عليه) بذلك أنّ القول الذي علّمه (علیه السّلام) إنّما يكون بعدهما، وأمّا قبلهما فلا يكون إلّا مطلق الإيماء بالسّلام. وأمّا اللّعن على قاتله (علیه السّلام) فلا، مطلقاً، فلاحظ الحديث مع دقّة النظر؛ حتى يتّضح لك الحال وينكشف لك سرّ المقال.

ومنها: أنّ مقتضى هذا الحمل أن يكون المعتبر في تلك الزيارة الإيماء إليه (علیه السّلام) بالسّلام قبل الركعتين وبعدهما مع أنّ المدلول عليه بصدده هو أنّ المعتبر في ذلك هو الإيماء إليه (علیه السّلام) بالسّلام قبلهما.

ومنها: أنّه لو حمل التكبير - على ما في (المصباح) - على الركعتين يكون مدلول الحديث - حينئذ - أن يكون القول الذي علّمه (علیه السّلام) بأسره بعدهما كما مرّ مراراً، واللّآزم باطل.

أمّا الملازمة فظاهرة؛ إذ (القول) في قوله (علیه السّلام) هذا القول إشارة إلى ما علّمه الله من قوله: ( اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَباعَبْدِاللَّهِ ... إلى آخره) ، واللّعن مائة مرّة،والتسليم كذلك. فتقدير .

[ف] الكلام حينئذ هكذا: (إذا صلّيت الركعتين بعد أن تومي إليه بالسّلام فقل عند الإيماء إليه (علیه السّلام) من بعد الركعتين هذا القول).

ص: 106

وأمّا بطلان اللّازم فلِما نبّهنا عليه فيما سلف من حكاية سيف بن عميرة مع صفوان، فلاحظه؛ حتى تتّبين ذلك الحال.

هذا كله في بيان المرجّحات لحمل التكبير في عبارة (المصباح) على ظاهره وعدم صحة حمله على الركعتين، فلابد من حمل الرکعتن في عبارة (الكامل) على التّكبير؛ لِما علمت من وجوه الحديث المستلزمة لوحدة المراد، مضافاً إلى ما في حمل الركعتين على ظاهرهما في عبارة الكامل من الفساد، فضلاً عمّا عرفته من الأوجه السالفة؛ وذلك لأن (قلت) في قوله:

(وقلت عند الإيماء إليه) عطف على (يومي) في قوله (علیه السّلام) : (بعد ان يومي إليه بالسّلام) ، وحينئذ مع ذكر (الواو) يكون مدلول الكلام الإثبات بذلك القول قبل الركعتن وبعدهما؛ إذ التقدم - حينئذ - يكون هكذا: (إذا أنت صلّيت الركعتين بعد أن تومي إليه بالسّلام وقلت عند الإيماء إليه هذا القول، وكذا قلته بعد الركعتين يكون لك كذا) ، وهو ممّا لا يُلتزم به؛ لكونه مخالفاً لصدر الحديث وذيله - أي حكاية سيف بن عميرة مع صفوان - كما

لا يخفی.

وهكذا الحال فيما إذا كان (قلت) عطفاً على فعل الشرط أي (صلیت)، هذا على تقدير ذكر الواو، وأمّا على تقدير ذكر كلمة (من) فكذلك؛ لما بيّنا فيما سلف، فقد اتّضح من جميع ما ذُكر أن العمل على ما في (المصباح) ؛ ومقتضاه ما نبّهنا عليه.

ثمّ أقول:

قال العلامة السَّمي المجلسي (قدس الله تعالی روحه) في (البحار) بعد أن

ص: 107

أورد الحديث في (كامل الزيارة) و (المصباح) وغيرهما ما هذا لفظه:

بیانٌ:

قوله (علیه السّلام) : (إذا أنت صلّيت الركعتين).

أقول: في العبارة إشكال وإجمال، ويحتمل وجوها:

الأول: أن يكون المراد فعل تلك الأعمال والأدعية قبل الصلاة وبعدها مكرراً.

الثاني: أن يكون المراد الإيماء بسلام آخر بأي لفظ أراد، ثمّ الصلاة، ثمّ قراءة هذه الأدعية المخصوصة.

الثالث: أن يكون المراد بالسّلام قوله: (اَلسَّلامُ عَلَیْکَ...) إلى أن ينتهي إلى الأذكار المكرّرة، ثمّ يصلّي ويكرّر كُلًّا من الدعائين مائة بعد الصلاة، ويأتي بما بعدهما.

الرابع: أن تكون الصّلاة بعد تكرار الذكرين مائة مائة ثمّ يقول بعد

الصلاة: (اَللّهُمَّ خُصَّ اَنْتَ اَوَّلَ ظالِمٍ.. إلى آخره).

الخامس: أن تكون الصّلاة متوسطة بين هذين الذّكرین؛

لقوله (علیه السّلام) (واجتهد على قاتله بالدعاء وصلی بعده).

السادس: أن تكون الصلاة متصلة بالسجود ولعل هذا أظهر؛ لمناسبة السجود بالصّلاة، ولأن ظاهر الخبر كون الصلاة بعد كلّ سلام ولعن واحتمال كون الصلاة بعد الأذكار من غير تكرير بعدها بعيد جداً(1).

ص: 108


1- بحار الأنوار: ج 8 ص 300-301.

وفي هذه الوجوه تأمّل:

أمّا في الأول: فلمّا عُلم ممّا سلف، وإن أردت توضيح الحال في ذلك فاعلم أنّ ما ذكره من كون تلك الأعمال والأدعية قبل الصلاة وبعدها غير صحيح؛ لأنّ صدر الحديث صريح في أن الصلاة - أي الركعتين - إنّما هي بعد الإيماء بالسلام، والمبالغة في اللّعن على قاتله، وكذا ذيل الحديث - أي حكاية سيف بن عميرة مع صفوان - فإنّه أيضاً صريح في أنّ الصلاة بعد الزيارة التي رواها علقمة، وقد علمت أنّ الزيارة التي رواها هو: ( اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَباعَبْدِاللَّهِ ... إلى آخره).

ويظهر من تلك الرواية أنّ مراده من الزيارة التي نسبها إلى علقمة هو مجموع المصدّر ب(السلام عليك يا أبا عبد الله) مع اللّعن مائة مرّة والسلام كذلك، وقول: (اَللّهُمَّ خُصَّ اَنْتَ اَوَّلَ ظالِمٍ..) مع دعاء السجدة، فلاحظ ما حكيناه عن سيف بن عميرة ممّا قاله لصفوان وما أجابه صفوان به.

وممّا يؤيّد ذلك أيضاً: ما ذكره سيف بن عميرة بعد الفراغ من دعاء

الوداع، وهو ما ذكره سيف بقول: فسألت صفوان فقلت له: إنّ علقمة بن محمد لم يأتنا بهذا عن أبي جعفر عليه السلام إنّما أتانا بدعاء الزيارة.

فقال صفوان: وردتُ مع سيدي أبي عبد الله (علیه السّلام) إلى هذا المكان ففعل مثل الذي فعلناه في زيارتنا، ودعا بهذا الدعاء عند الوداع بعد أن صلّی كما صلّينا، وودّع كما ودّعنا، ثمّ قال لي صفوان: قال لي أبو عبد الله (علیه السّلام) : (تعاهد هذه الزيارة، وادع بهذا الدعاء، وزر به فإني ضامن على الله تعالی

ص: 109

لكلّ من زار بهذه الزيارة، ودعا بهذا الدعاء من قرب أو بعد، أن زيارته مقبولة وسعيه مشكور... - إلى قوله (علیه السّلام) . قد إلى الله (عز وجل) أنّ من زار الحسين (علیه السّلام) بهذه الزيارة من قرب أو بعد ودعا بهذا الدعاء قبلت منه زیارته.. إلى أن قال صفوان . قال لي أبو عبد الله (علیه السّلام) : يا صفوان، إذا حدث لك إلى الله حاجة فزر بهذه الزيارة، وادع بهذا الدعاء).

[و] وجه التأييد: هو أن الظاهر أن المراد من الزيارة في هذه الموارد هو مجموع: ( اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَباعَبْدِاللَّهِ .....) إلى آخر دعاء السجدة .

والمراد من الدعاء: هو الدعاء الذي رواه صفوان عن مولانا الصادق (علیه السّلام) ، ومنه يستفاد أنّ المراد بالزيارة في كلامه: فدعا صفوان بالزيارة التي رواها علقمة بن محمد الحضرمي عن أبي جعفر (علیه السّلام) في يوم عاشوراء هو هذا المعنى، فيكون المراد من قوله (علیه السّلام) : (ثمّ صلّى ركعتين) : أنّ تلك الصلاة بعد مجموع ذلك، ورواه صفوان كذلك عن مولانا الصادق (علیه السّلام) وأنه فعل كذلك، ثمّ لا يخفى أنّ الظاهر منه أنّ الصلاة كانت بعد مجموع ما ذكر من غير إعادة ذلك بعد الصلاة كما لا يخفى، ومنه يتّضح فساد الاحتمال المذكور، ويدل عليه أيضاً قوله (علیه السّلام) لعلقمة: (يا علقمة إذا أنت صلّيت الركعتين بعد أن تؤمي إليه بالسلام فقل عند الإيماء إليه من بعد التكبير هذا القول فإنّك إذا قلت ذلك فقد دعوت... إلى آخره) بناء على ما عرفت ممّا سلف حاصله أنّ قوله (علیه السّلام) : (فقل) ليس جزءً للشرط المذكور، بل هو في الحقيقة تفسير للإيماء الذي يكون

ص: 110

الركعتان بعده ويرشدك إليه ما في كامل الزيارة: (إذا أنت صلّيت الركعتين فبعد أن تؤمي إليه بالسلام وقلت عند الإيماء إليه.. إلى آخره).

فعلى هذا يكون المدلول الإتيان بالرکعتین بعد ذلك القول الذي هو عبارة عن مجموع: ( اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَباعَبْدِاللَّهِ .. إلى آخر دعاء السجدة) الذي صار في هذه الأعصار زيارة العاشوراء أو اسماً لذلك، ومقتضاه ليس إلّا أن يكون الركعتان بعد تلك الزيارة وأمّا إعادة الزيارة بعدهما فلا أصلاً كما لا يخفى، فالاحتمال المذكور في كلامه (قدس الله تعالی روحه) ممّا لا وجه له.

نعم، له وجه بعد ملاحظة ما حكاه عن كامل الزيارة في بعض نسخ الحديث في بادی النظر لقوله (علیه السّلام) : (إذا أنت صلّيت الركعتين بعد أن تؤمي إليه بالسّلام وقلت عند الإيماء إليه وبعد الرکعتین)(1)، لكنّك قد عرفت ممّا فصلناه أنّه ممّا لا تعويل عليه.

تنبيه:

لا يخفى عليك أن قوله: (نور الله تعالی مرقده) : (والأدعية) ينبغي أن يكون تفسير الأعمال في قوله الأول أن يكون المراد فعل تلك الأعمال والأدعية قبل الصلاة وبعدها كما يظهر وجهه بأدنى التفات .

وأمّا في الثاني وهو أنّ (المراد الإيماء بسلام آخر بأيّ لفظ أراد، ثمّ

ص: 111


1- كامل الزيارات: ص 327.

الصلاة، ثمّ قراءة هذه الأدعية المخصوصة) ، فإنّه وإن ظهر الحال فيه ممّا أسلفناه لاسيّما بعد ملاحظة ما بيّناه في هذا المقام في وجه النظر في الاحتمال الأول لكُنّا لا نكتفي بذلك؛ مبالغة في المقصد، و تنبيهاً على بعض الزوائد، فنقول:

إنّ الاحتمال المذكور أيضاً غير صحيح؛ لأنّ حكاية سيف مع صفوان الجمال المنتهية إلى حكاية فعل مولانا الصادق (علیه السّلام) صريحة في خلافه، وأن تلك الأدعية المخصوصة كانت مقدّمة على الصلاة، ويظهر من سيف بن عميرة أنّه استفاده كذلك من علقمة الراوي عن مولانا الباقر (علیه السّلام) ؛ لوضوح أنّ الظاهر منه أنّ ما صدر عن صفوان كان مطابقاً لما استفاده من علقمة لا في الإتيان بدعاء الوداع الطويل وفيه ينكشف أن المراد: الإيماء في ضمن ( اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَباعَبْدِاللَّهِ ... إلى آخره).

نعم، قد بيّنا مراراً أن الظاهر من صدر الحديث كفاية الإتيان بالإيماء في ضمن أيّ لفظٍ كان في الإتيان بالسنّة، لكن مقتضاه - أيضاً - كون الإيماء إليه بالسّلام متقدّماً على الصلاة وانتفائه بعدها - كما لا يخفى-، فهذا الاحتمال أيضاً غير مقرون بالاعتبار.

وأمّا الثالث، فقد اتّضح الحال فيه ممّا بيّناه في الوجهين وهو أيضاً ممّا ليس في ضعفه ریبٌ ومَينٌ.

وأيضاً نقول: إنّ إرادة ذلك - من الحديث المذكور - من باب الالغاز والتعمية، فلا يناسب مقام البيان والحاجة، فلاحظ قوله (علیه السّلام) : (يا علقمة إذا

ص: 112

أنت صلّيت الركعتين بعد أن تومي إليه بالسّلام فقل عند الإيماء إليه من بعد التكبير هذا القول). انتهى..

وقد نبّهنا مراراً أن الظاهر أن قوله (علیه السّلام) : (فقل عند الإيماء إليه هذا القول) : أنه بيان للإيماء الذي يكون الركعتان بعده المدلول عليه بقوله (علیه السّلام): (بعد أن تومي إليه بالسلام) ، فعلى هذا ينبغي الإتيان بالرکعتین بعد ذلك القول، وقد بيّنه (علیه السّلام) فيما بعد ذلك فقال: (تقول اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَباعَبْدِاللَّهِ ....) انتهى.

ثم قال (علیه السّلام) : (ثم تقول: اَللّهُمَّ الْعَنْ اَوَّلَ ظالِمٍ ..) انتهى.

(ثمّ تقول:اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَباعَبْدِاللَّهِ ....) انتهى .

(ثمّ تقول: اَللّهُمَّ خُصَّ اَنْتَ اَوَّلَ ظالِمٍ بِاللَّعْنِ مِنّی....) انتهى.

(ثمّ تسجد و تقول...) انتهى.

ولا شبهة أنّ مقتضاه أن يكون الركعتان بعد الإتيان بجميع هذه الأدعية المعبّر عنها في كلامه (علیه السّلام) : ب(هذا القول) ، والظاهر أنّه ممّا لا ينبغي الرّيب فيه، فلو كان المراد الإتيان بالركعتين بعد الفراغ من (اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَباعَبْدِاللَّهِ...) انتهى، وقبل الإتيان باللّعن مائة مرّة، كان المناسب أن يقال بعد الفراغ من الزيارة: ثمّ تصلّي ركعتين، ثمّ تقول: (اَللّهُمَّ الْعَنْ اَوَّلَ ظالِمٍ ظَلَمَ... إلى آخره).

وعدم الإتيان بذلك دليل على انتفائه، وهو ظاهر للمتأمّل غاية الظهور، بخلاف ما لو كان المراد هو الإتيان بالركعتين في آخر الجميع فلا حاجة

ص: 113

إلى بيانه بعد ذكر الجميع لاستفادته من قوله (علیه السّلام) : (إذا أنت صلّيت الركعتين بعد أن تؤمي إليه... إلى آخره) ، كما لا يخفی.

إن قيل: إنّ غاية ما يستفاد منه كون الركعتين بعد ما يصدق عليه أنّه إيماء بالسلام، وهو غير صادق على اللّعن مائة مرّة فينبغي أن تكونا قبله.

قلنا: قد استفدنا من كلام علقمة: (قلت لأبي جعفر (علیه السّلام) : علّمني دعاءً أدعو به... إلى آخره) أنّ مقصوده تعلّم ما يأتي به في مقام الإيماء إليه (علیه السّلام) بالسلام، وقد أجابه (علیه السّلام) فقال: (قل عند الإيماء هذا القول) ، فلا يلزم منه أن يكون كلّ كلماته مشتملة على الإيماء كما لا يخفى، و كيف، مع أنّ كلّ كلمات الزيارة المقدّمة على اللّعن لا يصدق عليها أنّه إيماء إليه بالسلام كما لا يخفى، فمنه يظهر أنّ مراده (علیه السّلام) تعليم القول الذي يؤتى به عند الإيماء إليه بالسلام، وهو صادق على جميع ذلك، مضافاً إلى أنّ التسليم الذي بعد اللّعن يصدق عليه أنّه إيماء بالسلام، فقد اتّضح من جميع ما ذکر ظهوراً بيّنا أنّ الاحتمال المذكور أيضاً غير مُراد من الحديث، فهو أيضاً مثل سابقيه في الضعف.

وأمّا الرابع، فقد اتضح ممّا أبرزناه في الأوجه الثلاثة . كما لا يخفى على ذي مَسكةٍ ودراية - فلا افتقار إلى الإعادة.

وأمّا الخامس، فهو أيضاً ظاهر ممّا بيّناه سيّما بعد ملاحظة ما للعلاوة المذكورة في تضعیف الاحتمال الثالث من قولنا: (وأيضاً نقول: إن إرادة ذلك... إلى آخره) ، وما تمسك به - (رفع الله تعالی مقامه) - في إثباته حيث

ص: 114

قال: لقوله (علیه السّلام) : (واجتهد على قاتله بالدعاء وصل بعده) غير واف بما رامه؛ لوضوح اشتمال أصل الزيارة على المبالغة في اللّعن، فينبغي الحكم بكون الصلاة بعده، ولو فرض لزوم كون الصلاة بعد كلّ ما اشتمل على اللّعن ينبغي الحكم بتأخيرها عن (اَللّهُمَّ خُصَّ اَنْتَ اَوَّلَ ظالِمٍ بِاللَّعْنِ مِنّی... إلى آخره).

نعم، يمكن تأييد هذا الاحتمال بما رواه صفوان حيث قال: (وردت مع سيدي أبي عبد الله (علیه السّلام) إلى هذا المكان ففعل مثل الذي فعلناه في زيارتنا، ودعا بهذا الدعاء عند الوداع بعد أن صلّی كما صلينا وودّع كما ودعنا). بناء على أن الظاهر منه كون هذا الدعاء بعد الصلاة والوداع وتقديم الصلاة ليومي إلى كونها مقدّمة على الوداع المسبوق بذلك الدعاء، ولا يبعد أن يكون المراد من الوداع هو التسليم مائة مرّة؛ لاشتماله على الوداع، فتكون الصلاة متوسطة بين اللّعن مائة مرّة، والسلام كذلك.

ويمكن الجواب عنه . بعد تسليم كون المراد من الوداع المدلول عليه بقوله: (وودّع كما ودّعنا) ، ما يكون في ضمن ذلك التسليم - نقول: إنّ ذلك إنّما يصحُّ التمسك به فيما إذا سُلّم إفادة (الواو) الترتيبَ، وهي غير مسلّمة، غاية ما هناك أنّ الترتيب الذّكري يومیُ إلى الترتيب في الواقع لكنّه ليس على حدّ يمكن التعويل عليه في إثبات الحكم سيّما بعد المعارضة بما هو أصرح منه وهو ما صدر من سيف بن عميرة حاکياً على فعل صفوان حيث قال: (فدعا صفوان بالزيارة التي رواها علقمة بن محمد الحضرمي عن أبي جعفر (علیه السّلام) في يوم عاشوراء ثمّ صلّى ركعتين عند رأس أمير المؤمنين (علیه السّلام)

ص: 115

وودّع في دبرهما أمير المؤمنين (علیه السّلام) .

فهذا الاحتمال أيضاً غير صحيح.

وأمّا الاحتمال السادس، فهو صحيح لكن فيما إذا كان المراد منه فعل الصلاة بعد الفراغ من دعاء السجدة وإن كانت العبارة تشتمل قبل السجدة أيضاً، وقد اتّضح الوجه في ذلك ممّا فصّلناه .

وأنت إذا أحطت خبراً بما فصّلنا تبيّن لك عدم الافتقار إلى تكرّر الصلاة حسب ماذكره (رفع الله مقامه) في (زاد المعاد) و (تحفة الزائر) ، وقد سمعتَ عبارته في (زاد المعاد) ، ويقرب منه كلامه في (تحفة الزائر) ، وأنت قد عرفت . ممّا بيّناه - عدم الافتقار إلى ذلك، بل الإنصاف أنّ الحكم في شرعيّتة لا يخلو من إشكال.

مسلك الكفعمي (رحمه الله) في بيان كيفية الزيارة

ثمّ اعلم أن شيخنا الكفعمي سلك هنا مسلك آخر فقال:

وأمّا زيارة عاشوراء من قُرب أو بُعد فمن أراد ذلك . وكان بعيداً عنه (علیه السّلام) - فليبرز إلى الصحراء، أو يصعد سطحاً مرتفعاً في داره ويومى إليه بالسلام(1) ويجتهد في الدعاء(2) على قاتله، ثمّ يصلّي ركعتين، وليكن ذلك في صدر النهار قبل أن تزول الشمس، ثمّ ليندب الحسين (علیه السّلام) ويبكيه،

ص: 116


1- (بالسلام) : ليست في المصباح، وفيه: ويومي إليه (علیه السّلام) .
2- في المصباح: (بالدعاء).

ويأمر من في داره بذلك - ممن لا يتّقيه، ويُقيم في داره - مع من حضره - المصيبةَ بإظهار الجزع عليه، وليكن يعزّ(1) بعضهم بعضاً بمصابهم بالحسين (علیه السّلام) فيقولون: (عظم(2) الله أجورنا بمصابنا بالحسين (علیه السّلام)(3) ، وجعلنا [الله](4) وإياكم من الطالبين بثأره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد (علیهم السّلام)).

فإذا أنت صلّيت الركعتين المذكورتين آنفاً فكبّر الله مائة مرّة ثمّ أومئ إليه (علیه السّلام) وقل: (اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَباعَبْدِاللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَابْنَ اَمیرِالْمُؤْمِنینَ ...)(5).

إلى أن قال - بعد أن ذكر كلاً من اللّعن والسلام مائة مرّة والدعاء قبل السجود ودعاء السجود . ما هذا لفظه:

ثمّ صلّ ركعتي الزيارة بما شئت وقل بعدهما: (اَللّهُمَّ إنّي لَكَ صَلَّیتُ... إلى قوله: ثمّ ادع بعد هذه الزيارة بهذه الدعاء المروي عن الصادق (علیه السّلام) وهو (یا اَللهُ يَا اَللهُ يَا اَللهُ...)(6) انتهى.

ص: 117


1- في المصباح: (ولیُعزّ).
2- في المصباح: (فيقول: أعظم).
3- (بمصابنا بالحسين (علیه السّلام) ) ليست في المصباح، وفيه: فيقول: أعظم الله أجورنا، وجعلنا.......
4- أثبتناه من المصباح .
5- مصباح الكفعمي: 640 - 641 باب الزيارات .
6- مصباح الكفعمي: 644 - 645 باب الزيارات .

المستفاد من كلام الكفعمي (رحمه الله) في بيان كيفية الزيارة

فعلی ما ذكره تكون زيارة عاشوراء مركّبة من أمور:

منها: الإيماء إليه بالسلام والاجتهاد في الدعاء على قاتله.

ومنها: الصلاة ركعتين بعدما ذكره.

ومنها: الندبة والبكاء على الحسين (علیه السّلام) مع الأمر بذلك لمن كان في داره بعد ذلك.

ومنها: تعزية بعضهم بعضاً بمصابهم بالحسين (علیه السّلام) بقول (أعظّم الله أجورنا بمصابنا بالحسين (علیه السّلام)...) إلى آخر ما ذُكر.

ومنها: التكبير مائة مرّة بعد الرّكعتين المذكورتين.

ومنها: الإيماء إليه بعدما ذُكر بأن يقول: ( اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَباعَبْدِاللَّهِ... إلى آخر الزيارة) ، ثمّ اللّعن مائة مرّة، ثمّ السّلام مائة، مرّة . ثمّ (اَللّهُمَّ خُصَّ اَنْتَ اَوَّلَ ظالِمٍ بِاللَّعْنِ مِنّی.. إلى آخره) ، ثمّ الدعاء في السجدة، ثمّ الصلاة ركعتين علاوة [على] ما ذُكر.. إلى آخره.

الإشكال على كلام الكفعمي (رحمه الله)

وهو غير صحيح؛ لأنه مبنيٌّ على الجمع بين صدر الحديث وذيله،

وجعل المتحصل منهما زيارة واحدة .

والحاصل أنّه لا يبعد أن يكون مستنده في ذلك: الحديث المذكور، بحمل قول علقمة: (علمني دعاءً أدعو به ذلك اليوم إذا أنا زرته.. إلى آخره) على طلب الدعاء بعد الزيارة في القرب وبَعد الإيماء إليه (علیه السّلام)

ص: 118

بالسّلام في البلاد البعيدة، وجعل قوله (علیه السّلام) : (فقل عند الإيماء) جواباً عن ذلك، فعلى هذا يكون معنى قوله (علیه السّلام): (إذا أنت صلّيت الركعتين المذكورتين) هو أنّك بعد إتيانك الركعتين المسبوقتين بالإيماء (علیه السّلام) بالسلام وبالجهد [ في ] اللّعن على قاتله (قل بعد التكبير) القول الآتي الذي هو عبارة عن قول: ( اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَباعَبْدِاللَّهِ .. إلى آخره).

والظاهر أنّ ما ذكره (رحمه الله) مبنيٌ على ذلك .

لكنه غير صحيح، بل المراد من الحديث ما نبهنا عليه فيما سلف

حاصله: أن زيارة عاشوراء في البلاد البعيدة تكون على وجهين:

أحدهما: ما دلّ عليه صدر الحديث وهو الإيماء إليه (علیه السّلام) بالسّلام والجهد في اللّعن على قاتله بعد أن برز في الصحراء أو صعد إلى سطح مرتفع ثمّ صلّى ركعتين.

والظاهر منه تأدية السّنة بالإيماء إليه (علیه السّلام) والجهد في اللّعن على قاتله بأي نحو وأي لسان كان، كلّ ذلك قبل أن تزول الشمس .

ثمّ الندبة والبكاء عليه (علیه السّلام) وإقامة مصيبة (صلوات الله عليه) في داره وتعزية بعضهم بعضاً بما تقدم، والزيارة، إمّا عبارة عن مجموع ذلك أو يكون الندبة والبكاء بعد الصلاة وإقامة المصيبة والتعزية ممّا توقف عليه استحقاق ذلك الثواب.

والثاني: مارواه علقمة بعد أن سمع الكيفية المذكورة منه (علیه السّلام) وسأل حيث قال: (قلت لأبي جعفر (علیه السّلام) علمني دعاء أدعوا به ذلك اليوم أن أنا

ص: 119

زرته من قرب وأومأت من بعد البلاد ومن داري بالسّلام عليه) ، بناء على أنه (علیه السّلام) لمّا بين ثواب زیارته (علیه السّلام) من قرب ثواب زیارته من بعد، استدعى منه (علیه السّلام) بيان عين ما يقوله عند إرادة الزيارة في القرب والبعد.

وقوله: (إذا أنا زرته من قُرب) فيه احتمالان:

أحدهما: طلب الدعاء الذي يدعو به بعد أن زاره.

والثاني: طلب ما يقوله حال إرادة الزيارة.

والظاهر أنّ مراده الثاني؛ لوجوه:

منها: أن المناسب في أمثال المقام طلب ما يقوله حين إرادة الزّيارة لا طلب ما يقوله بعد الزّيارة؛ لوضوح أن المناسب فيما إذا صدر من المطاع أنّ من زاره له كذا . [ف] السؤال عن أصل الزيارة لا ما يدعو به بعدها(1)، وهو ظاهر.

وهكذا الحال في قوله (علیه السّلام) : (وأومأت من بُعد البلاد) إذ تقدیر (علمني دعاء أدعوا به ذلك اليوم اذا أنا أومأت من بعد البلاد بالسلام اليه) ، فيكون السؤال عمّا يقوله حين إرادة الإيماء إليه بالسّلام لا ما يدعو به بعد أن أومأ إليه بالسلام، وهو أيضاً . ظاهر لا خفاء فيه.

ومنها: أن ما ذكره في مقام جواب هذا السؤال هو المصداق لما

أجمله (علیه السّلام) في الأوّل وهو قوله: (وأومأ اليه بالسلام واجتهد في الدعاء على

ص: 120


1- في الأصل (بعدهما) ، والصحيح ما أثبتناه .

قاتله) لوضوح آن ماذكره (علیه السّلام) في مقام الجواب وهو ( اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَباعَبْدِاللَّهِ ... إلى آخره). فإمّا أن يكون إيماء إليه بالسّلام أو باللعن على قاتله بأنواع العذاب.

ومنها: أنّه المتبادر من سَوق الكلام كما لا يخفى على أولى التأمل والأحلام.

ومنها - وهو أظهر الجميع - : حكاية سيف بن عميرة مع صفوان، حيث أتی صفوان حال الإيماء (علیه السّلام) بما رواه علقمة عنه (علیه السّلام) ، ثمّ صلّی بعده؛ لقوله: (فدعا صفوان بالزيارة التي رواها علقمة بن محمد الحضرمي عن أبي جعفر (علیه السّلام) في يوم عاشوراء ثمّ صلّى ركعتين...) إلى آخر ما سلف.

والحاصل: أنّ ما ذكره شيخنا الكفعمي مبنيٌ على الاحتمال الأول، لكن الظاهر - الذي لا ينبغي التأمّل فيه - إنّما هو الثاني، فما ذكره (قدس الله روحه) فليس بصحيح أيضاً.

مضافاً إلى أنّا نقول - على فرض تسليمه - : ليس المدلول عليه بالحديث المذكور إلا الركعتين، فعلى فرض تسليم أن يكون المُراد من قوله (علیه السّلام) : (إذا أنت صلّيت الركعتين بعد أن يؤمي إليه بالسلام فقل عند الأيماء) انتهى.

[و] القول المذكور بأسره ينبغي الإتيان به بعد الركعتين، فمن أين

يحكم بالركعتين الأخيرتين اللّتين ذكرهما بعد الإتيان بدعاء السجدة؟

ص: 121

فالتحقيق المدلول عليه بالحديث - الذي هو الأصل في شرعية تلك الزيارة الجليلة - هو ما نبّهنا عليه، وهو الذي أورده شيخنا المفيد في (مزاره) عند بيان كيفيّة تلك الزيارة الشريفة (رفع الله مقامه في الجنة العالية).

وله الحمد والشكر والمنة، وصلاته على أكمل من خُتمت به الرسالة، وأفضل من فُوّضت إليه الوصاية، وأولاده الأطايب الأماجد الزاكية.

ص: 122

مصادر التحقيق

ا، أ، إ۔

1- الأعلام: خير الدين الزركلي (ت 1410 ه) ، ط5، أيار - مايو 1980 ، دار العلم للملايين - بيروت.

2- أعيان الشيعة: السيد محسن الأمين: تحقیق حسن الأمين، دار التعارف للمطبوعات - بيروت .

3- الأمالي: الشيخ الصدوق، الطبعة الأولى 1417 ه، مؤسسة البعثة - قم المقدسة.

4- الأمالي: الشيخ الطوسي، الطبعة الأولى 1414 ه، مؤسسة البعثة - قم المقدسة.

5. أمل الآمل: محمد بن الحسن الحر العاملي، تحقيق السيد أحمد الحسيني، مطبعة الآداب - النجف الأشرف.

6- إثبات الوصية للإمام علي بن أبي طالب: على بن الحسين المسعودي، انتشارات أنصاريان، الثالثة، 1426 ه، قم المقدسة.

ص: 123

7- الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد: محمد بن محمد بن النعمان العكبري (المفيد) ، مجموعة مؤلفاته، دار المفيد، الثانية 1414 ه، بيروت .

-ب-

8- بحار الأنوار: العلامة المجلسي، الطبعة الثانية 1403 ه - 1983 م، مؤسسة الوفاء - بيروت .

-ت-

9- تاريخ بغداد: أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي، دارالكتب العلمية، الطبعة الأولى، 1417 ه، بیروت.

10- تاريخ الطبري : محمد بن جرير الطبري، الطبعة الرابعة 1403 ه مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بیروت .

11- تاريخ مدينة دمشق : أبو القاسم بن عساكر الدمشقي، طبع سنة 1415 ه ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت .

12- تاريخ اليعقوبي: أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب ابن واضح اليعقوبي، دار صادر بیروت .

13- تحف العقول عن آل الرسول: الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة الحرّاني، الثانية، 1404 ه، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسین، قم المقدسة.

ص: 124

14- تحفة الزائر: العلامة المجلسي، تحقيق مؤسسة الهادي، الأولى، 1386 ه ش ، پیام امام هادي، قم المقدسة.

15- تفسير العياشي : محمد بن مسعود بن عيّاش السلمي السمرقندي، المكتبة العلمية الإسلامية، طهران.

16- تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام) : ورّام بن أبي فراس الحسيني الحلي، الأولى 1309 ه ، طهران.

17- تهذيب الكمال : أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزي، مؤسسة الرسالة، الرابعة 1406 ه ، بيروت .

-ث-

18- الثاقب في المناقب : محمد بن علي (ابن حمزة) الطوسي، الطبعة: الثانية 1412 ه ، مؤسسة انصاریان، قم المقدسة.

-خ-

19- خاتمة مستدرك الوسائل : الميرزا حسين النوري، مؤسسة آل البيت، الثانية، 1408 ه، بیرت.

20۔ الخرائج والجرائح : الفقيه (قطب الدین) سعید بن هبة الله الراوندي مؤسسة الإمام المهدي(عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، الأولى، 1409 ، قم المقدسة .

21- خلاصة الأقوال : العلّامة الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي، نشر الفقاهة، الأولی، 1417 ه ، قم المقدسة .

ص: 125

-د-

22- درة الغواص في أوهام لخواص: أبو القاسم الحريري ،

-ذ-

23 - الذريعة إلى تصانيف الشيعة: الشيخ محمد محسن (آقا بزرگ الطهراني، دار الأضواء، الثانية، 1403 ه - 1983 م، دار الأضواء ، بيروت.

24- ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة: الشهيد الأول محمد مكي العاملي، تحقيق ونشر: مؤسسة آل البيت (علیه السّلام) لإحياء التراث، الأولى 1419 ه ، قم المقدسة.

-ر-

25- رجال الكشّي (اختيار معرفة الرجال) : الشيخ الطوسي، 1404ه ، مؤسسة آل البيت (علیهم السّلام) ، قم المقدسة.

26- رجال النجاشي: أحمد بن علي النجاشي، الطبعة الخامسة 1416ه ، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، قم.

27۔ الرواشح السماوية: السيد محمد باقر الميرداماد الحسيني الاسترآبادي، تحقيق:غلامحسین قیصریه ها، نعمة الله الجليلي ، الأولی، 1422 ه - 1380 ه ش ، دار الحديث للطباعة والنشر، قم.

28- روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات: الميرزا محمد باقر الخوانساري، مكتبة اسماعیلیان، قم.

ص: 126

29- ریاض العلماء: الميرزا عبد الله أفندي التبريزي الأصفهاني، الطبعة الأولى .

30- ريحانة الأدب: الميرزا محمد علي المدرس التبريزي

31- ریحانة الأدب في المشهورين بالكنية واللقب: الشيخ الميزا محمد علي المدرس الخياباني التبريزي، الطبعة الثانية .

-ز-

32- زاد المعاد: العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي، الأولى 1433 ه ، مكتبة فدك، قم المقدسة .

-س-

33- سنن الترمذي : محمد بن عيسى بن سورة الترمذي، تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف، دار الفکر، بیروت.

34- السراج الوهّاج لدفع عجاج قاطعة اللجاج، الشيخ إبراهيم بن سليمان القطيفي، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، الأولى 1413 ه، قم المقدسة.

35۔ السنن الكبرى : أحمد بن علي بن شعيب النسائي الخراساني، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى 1411 ه - 1991 م، بیروت.

36- سير أعلام النبلاء: محمد بن أحمد الذهبي، إشراف وتخریج: شعيب الأرنؤوط، التاسعة، 1413ه - 1993 م - مؤسسة الرسالة - بيروت.

ص: 127

-ص-

37- الصحاح: إسماعيل بن حماد الجوهري، الرابعة 1404 ه، دار العلم للملايين، بيروت .

-ط-

38۔ طبقات أعلام الشيعة: الآغا بزرگ الطهراني، الأولى، 1430 ه ، دار إحياء التراث العربي، بیروت .

39. طرائف المقال: السيد على أصغر بن السيد محمد شفیع البروجردي، مكتبة السيد المرعشي، 1410 ه ، قم المقدسة.

-ع-

40- عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب: أحمد بن علي الحسيني المعروف ب(ابن عنبة) ، مكتبة المرعشي النجفي، الثانية، 1380 ه ، المطبعة الحيدية، النجف الأشرف .

41- عوالي الليالي العزيزية في الأحاديث الدينية : محمد بن علي (ابن أبي جمهور) الأحسائي، الأولى 1403 ه ، مكتبة السيد المرعشي النجفي، قم المقدسة.

-غ-

42- غنية النزوع إلى علمَي الأصول والفروع: السيد ابن زهرة الحلبي، تحقيق: الشيخ إبراهيم البهادري، الأولى، 1417 ه، مؤسسة الإمام الصادق (علیه السّلام) ، قم المقدسة.

ص: 128

-ف-

43- الفهرست: أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي، مؤسسة نشر الفقاهة، الأولى 1417 ه، قم المقدسة.

-ق-

44- قاموس الرجال: الشيخ محمد تقي التستري، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، الأولى 1419ه ، قم المقدسة.

45- القاموس المحيط: محمد بن يعقوب الفيروز آبادي .

46- قصص العلماء: الميرزا محمد بن سليمان التنكابني، طبع انتشارات علمي، قم المقدسة.

-ک-

47_ الكافي: الشيخ محمد بن يعقوب الكليني، الثالثة، دار الكتب الإسلامية، طهران.

48- کتاب العين: الخليل بن أحمد الفراهيدي، الثانية، 1409ه ، دار الهجرة، قم المقدسة.

49- کامل الزيارات : جعفر بن محمد بن قولویه، تحقيق: الشيخ جواد القيومي، الأولى 1417 ه - مؤسسة النشر الإسلامي، نشر: مؤسسة نشر الفقاهة، قم المقدسة.

50- الكامل في التاريخ : ابن الأثير علي بن محمد الشيباني، طبعة 1386 ه - دار صادر - بیروت .

ص: 129

51- كتاب الصمت وآداب اللسان: عبد الله بن محمد بن عبيد ابن أبي الدنيا، الثانية، 1408 ه ، دار الاعتصام، بیروت.

52- کشف الغمة: علي بن عيسى بن أبي الفتح الأربلي، الطبعةالثانية 1405 ه ، دار الأضواء، بیروت .

53. الكنى والألقاب: الشيخ عباس القمي، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين - قم.

-ل-

54- لسان العرب: محمد بن مكرم (ابن منظور) ، الأولى 1405 ه ، نشر أدب الحوزة، قم المقدسة.

-م-

55- مجمع البحرين: فخر الدين الطريحي النجفي، تحقيق: السيد أحمد الحسيني، الأولى، 1408 ه - 1367 ه ش ، نشر: مکتب نشر الثقافة الإسلامية، إيران .

56- مجالس المؤمنين: القاضي السيد نور الله بن شرف الدين التُستري، كتابفروشي اسلاميه، طهران.

57 - المجدي في أنساب الطالبيين: علی بن محمد بن على بن محمد العلوي، مكتبة المرعشي، الأولی، 1409 ه ، قم المقدسة.

ص: 130

58- مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: علي بن أبي بكر الهيتمي، دار الكتب العلمية، الأولى 1408 ه ، بيروت .

59- مختصر بصائر الدرجات: الحسن بن سليمان الحلي، المطبعة الحيدرية، الأولى 1370 ه ، النجف الأشرف.

60- المزار: الشهيد الأول محمد بن مكي العاملي، تحقيق و نشر: مدرسة الإمام المهدي (عجّل الله تعالی فرجه الشریف) - قم المقدسة، الأولی، 1410 ه.

61- مسارّ الشيعة: محمد بن محمد بن النعمان العكبري (المفيد) ، مجموعة مصنّفاته، دار المفيد، الثانية 1414 ه، بیروت.

62- مستدرکات علم رجال الحدیث: الشيخ علي النمازي جامعة المدرسین، قم المقدسة .

63۔ مستدرك الوسائل: الميرزا حسين النوري، مؤسسة آل البيت، الثانية، 1408 ه ، بیرت.

64- مصباح الزائر وجناح المسافر: السيد علي بن موسی بن طاووس، تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت (علیهم السّلام) لإحياء التراث، الأولى، 1417 ه ، قم المقدسة.

65- مصباح الكفعمي: الشيخ إبراهيم الكفعمي، الثالثة، 1403 ه، مؤسسة الأعلمي، بيروت .

ص: 131

66- مصباح المتهجد: الشيخ الطوسي، مؤسسة الأعلمي، الأولى، 1418 ه ، بيروت.

67- معارف الرجال في تراجم العلماء والأدباء: الشيخ محمد حرز الدين، مطبعة النجف، 1383 ه ، النجف الأشرف.

68- المعجم الأوسط: سليمان بن أحمد الطبراني، دار الحرمین للطباعة والنشر والتوزيع، الأولى، 1415 ه.

69- معجم رجال الحدیث: السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي، مؤسسة إحياء تراث الإمام الخوئي، الخامسة 1413 ه ، قم المقدسة .

70- المقنع: محمد بن علي بن الحسين بن بابويه الصدوق القمي، مؤسسة الإمام الهادي، الأولى، 1415 ه، قم المقدسة.

71۔ مناقب آل أبي طالب: محمد بن علي بن شهر آشوب المازندراني، المكتبة الحيدرية، النجف الأشرف.

72- منتخب الأنوار المضيئة: السيد علي بن عبد الكريم النيلي النجفي، مؤسسة الإمام الهادي، الأولى، 1420 ه ، قم المقدسة.

73- من لا يحضره الفقيه: محمد بن علي بن بابويه الصدوق القمي، تحقيق و تعليق: علي أكبر الغفاري، الثانية، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسین، قم المقدسة.

ص: 132

74- المهذب البارع في شرح المختصر النافع: أحمد بن محمد ابن فهد الحلي، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، 1411 ه، قم المقدسة .

-ن-

76 - النهاية في غريب الحديث: المبارك بن محمد الجُزري (ابن الأثير) مؤسسة إسماعیلیان، الرابعة، 1364 ه ش ، قم المقدسة.

-ه-

77- الهداية الكبرى: الحسين بن حمدان الخصيبي، مؤسسة البلاغ، الرابعة، 1411 ه - 1991 م، بیروت.

ص: 133

ص: 134

فهرس المطالب

رسالة السيد النيلي

مقدّمة التحقيق .....5

طريقة التحقيق .....6

نبذة موجزة حول كتاب "مختصر المصباح "........7

ترجمة السيد بهاء الدين النيلي .........9

القسم الثاني: شرح الزيارة ....24

قوله: (المحرم هو آخر الأشهر الحرم.. الخ) ...25

قوله: ( زيد الشحام... إلى آخره).......27

قوله: (من زار قبر الحسين (علیه السّلام) ..... الخ)...........27

قوله: ( زيارة أبي عبد الله (علیه السّلام) ) .....28

قوله: (ابن بزیع) ............29

قوله: (عقبة) ............ ...30

قوله: (وأنا الزعيم... إلخ) ...........33

قوله: (الإمام المهدي... إلخ) ......34

قوله: (وسيف بن عميرة... إلخ) .........34

قوله: (علقمة بن محمد الحضرمي... إلى آخره).........34

قوله: (الحُسَين (علیه السّلام) ) ........37

ص: 135

قوله: (یا ثارَ اللَّهِ وَ ابْنَ ثارِهِ) ......37

قوله: (وَ الْوِتْرَ الْمَوْتُورَ) ......37

قوله: (وَ لَعَنَ اللَّهُ بَنی اُمَیَّةَ قاطِبَةً)..........39

قوله: (مَعَ اِمامٍ مَنْصُورٍ).......... ....39

قوله: (وَجیهاً بِالْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلامُ فِی الدُّنْیا وَ الاْخِرَةِ )..40

قوله: (وَ علی اَشْیاعِکُمْ ).....41

قوله: (عَلی لِسانِکَ)..........45

قوله: (اَللّهُمَّ الْعَنِ الْعِصابَةَ الَّتی جاهَدَتِ الْحُسَیْنَ)............47

قوله : (اَوَّلَ ظالِمٍ)....47

إعراب زيارة عاشوراء ..........51

رسالة السيد الشفتي

ترجمة موجزة للسيد الشفتي ...........75

متن الرسالة .....83

كلام العلامة المجلسي .......84

المقام الأول: في بيان مراده....88

المقام الثاني: في مبنى كلامه (قدس سرّه) .........89

المقام الثالث: في صحة وسقم كلامه(قدس سرّه) ...........90

رواية الشيخ في المصباح.........91

الكلام في سند المصباح ..........93

ص: 136

رجوع الى مناقشة المجلسي ..........97

الكلام في السند.........97

الكلام في المتن .........101

التحكيم فيما نقل المجلسي عن المصباح و کامل الزیارات ....102

مسلك الكفعمي في بيان كيفية الزيارة ......116

المستفاد من كلام الكفعمي في بيان كيفية الزيارة ..........118

الإشكال على كلام الكفعمي ...118

مصادر التحقيق ..........123

فهرس المطالب ..........135

نُشِرُ هذا الكتابُ صدقةً جاريةً عن روح المرحومَين

جدي الحاج معتوق بن حُسين العُبيدان (رحمه الله) وأبي الحاج حُسين بن معتوق العُبيدان (رحمه الله) الفاتحة لروحهما مع الصلاة على محمد وآل محمد

ص: 137

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.