أبهى الدرر في أخبار الإمام المنتظر علیه السلام تكملة عقد الدرر

اشارة

أبهى الدرر في أخبار الإمام المنتظر (علیه السلام) تكملة عقد الدرر

محمد باقر بن محمد جعفر البهاري الهمداني رحمه الله

تقديم وتحقيق

مركز الدراسات التخصصية

في الإمام المهدي (علیه السلام)

الطبعة الأولى 1429 ه

رقم الإصدار: 99

المطبعة:زيتون

دار النشر: تحسين

عدد النسخ: 3000

السعر: 1500 دینار

النجف الأشرف

ردمک : 6-80-5879-964-978

جميع الحقوق محفوظة للمركز

ص: 1

اشارة

ابهی الدرر

فی اخبار الامام المنتظر

تأليف محمد باقربن جعفر البهاری الهمدانی

تقدیرو تحقیق

مرکز الدراسات التخصصیه فی الامام المهدی عجل الله تعالی فرجه الشریف

رقم الإصدار:99

ص: 2

بسم الله الرحمن الرحیم

اَللّ-هُمَّ اَرِنيِ الطَّلْعَةَ الرَّشيدَةَ

وَالْغُرَّةَ الْحَميدَةَ، وَاكْحُلْ ناظِري بِنَظْرَة منِّي اِلَيْهِ،

وَعَجِّلْ فَرَجَهُ وَسَهِّلْ مَخْرَجَهُ، وَاَوْسِعْ مَنْهَجَهُ

وَاسْلُكْ بي مَحَجَّتَهُ، وَاَنْفِذْ اَمْرَهُ وَاشْدُدْ اَزْرَهُ،

وَاعْمُرِ اللّ-هُمَّ بِهِ بِلادَكَ، وَاَحْيِ بِهِ عِبادَكَ

برحمك يا أرحم الراحمين

ص: 3

ص: 4

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة المركز:

تحرص الأمم والمجتمعات على رسم خارطة طريق لمستقبلها وتطورها وتصحيح المعوج ولملمة المتبعثر من حاضرها وفق المخزون التراثي والمعرفي من تاريخها بحسب عراقتها وأصالتها التليدة أو الحديثة إذ حتى الدول ذات الحضارات الناشئة والوليدة نجد أنها تحاول التشبت بمثل هكذا مخزون تراثي - وإن كان قليلا _ لترسم معالم حاضرها وتؤسس لمستقبلها.

من هنا فإن الاهتمام بالتراث ورفع الغبار عنه وتعريفه لحاضر المجتمع إنما هو بالواقع تجسير لأزمنة الأمة في الماضي والحاضر والمستقبل بل هو تأسيس لثقافتها وتأصيل لوعيها وما تحمل بين جنباتها من رؤية ثقافية وعقائديةوأخلاقية.

إذن فالاهتمام بالتراث يشكل حلقة وصل بكل ما تعني الكلمة من معنی القيم المجتمع الحاضرة.

ويزداد الأمر أهمية فيما إذا كان الحاضر يشكل مرحلة عقدية حساسة وخطرة في ذهنية الفرد ويشغل حيزة واسعة من تفاصيل حياته العقدية والسلوكية في مختلف مجالات الحياة الاجتماعية.

وهذا مانراه واضحة جليا في عقيدة الانتظار وقضية المصلح العالمي حيث شكلت واحدة من أبرز الأطر الفكرية في المرحلة الراهنة بشكل خاص لما نلاحظه من تركيع متعمد لكل ما يمت إلى الأصالة

ص: 5

بشيء، وتهميش ممنهج للأسس التي يعتمد عليها المجتمع في حاضره ومستقبله كما أشرنا آنفا ألا وهو المخزون التراثي والقيم والمبادئ والأفكار المستقاة من النبع المحمدي الأصيل.

لذا كان لا بد من سبر التاريخ والغوص في التراث لتعبيد المسار وتقنين المنهج وتأصيل المسلك المتبع لدى أتباع مدرسة أهل البيت (علیهم السلام).

فكان هذا التراث وكان هذا الكتاب لعلم من أعلام الطائفة وهو محمد باقر بن محمد جعفر البهاري الهمداني رحمه الله حيث أجاد المؤلف (رحمه الله )في تبویب کتابه مستكم" ومستدرك ما فات صاحب كتاب (عقد الدرر) ماشية على غراره ولكنه امتاز عنه بتحليل مابوب ولم يكتف بالرواية بل درس الراوي والمروي عن دراية ورعاية.

فكان حصيلة نتاجه إثبات وجود الإمام المهدي (علیه السلام) وولادته وإمامته بأسلوب علمي و تحليل منطقي من خلال استعراض الروايات وتطبيق الكلي منها على المصداق.

والمركز إذ يقدم للقارئ المنتظر وللمكتبة المهدوية هذا السفر القيم يعرب عن خالص امتنانه إلى الإخوة الأفاضل في لجنة التأليف والتحقيق ونخص منهم بالذكر جناب الشيخ المفضال تحسين البلداوي لجهده المتميز في مقابلة الكتاب وإرجاع المصادر وغيرها من الأعمال التحقيقية، والشيخ علاء عبد النبي.

نأمل من العلي القدير مزيدا من التوفيق له وللإخوة الأعضاء ومن المولى صاحب العصر والزمان الحظوة برعايته وعنايته.

مدير المركز

السيد محمد القبانجي

ص: 6

بسم الله الرحمن الرحيم

المؤلف في سطور:

اسمه:

هو محمد باقر بن محمد جعفر بن محمد کافي بن محمد يوسف البهاري الهمداني.

ولادته:

ولد في بهار، وهي من قری همدان، ومعنی بهار بالفارسية هو الربيع، ولقب بها، وكانت ولادته سنة (1277ه).

طلبه العلم :

تتلمذ:

ا_في قريته في المكتب، ثم أخرجه صاحب المكتب منه بزعم أنه غير قابل للتحصيل، ثم صار من فحول العلماء ومشاهيرهم، ويقال: إنه رأى سيد الشهداء (علیهم السلام) في منامه وبشره بذلك وحصل له الفهم والحفظ، كما تتلمذ على يد والده (رحمه الله).

2- وفي همدان في مدرسة الآخوند ملا محمد حسين الهمداني على المدرس الشيخ محمد إسماعيل الهمداني.

3- وفي بروجرد على السيد محمود بن علي نقي بن جواد الطباطبائي البروجردي صاحب المواهب في شرح منظومة بحر العلوم، وقرأ خارجا فنال مرتبة عالية.

ص: 7

وقصد النجف الأشرف فلبث فيها نحو عشرين سنة، حضر خلالها أبحاث أكابر المجتهدين، ومنهم: محمد حسین بن هاشم الكاظمي والميرزا حسین بن خليل الخليلي، ومحمد كاظم الخراساني، وحبيب الله الرشتي، ولازم في علم الأخلاق العالم الشهير حسين قلي بن رمضان الأنصاري الهمداني الشوندي، ونال مرتبة الاجتهاد.

وكان للشيخ محمد حرز الدین صاحب کتاب (معارف الرجال) صحبة معه.

أساتذته:

1.والده.

2_محمد إسماعيل الهمداني.

3_السيد محمود الطباطبائي البروجردي، وهؤلاء درس عندهم في إيران.

4 _ الميرزا حبیب الله الرشتي.

5_الميرزا حسین بن خليل الخليلي.

6- محمد كاظم الخراساني، وقد اختص به، في آخر أمره في النجف الأشرف.

7_محمد حسين الكاظمي.

8_ ملا حسين قلي الهمداني الشوندي.

9_ المحدث الميرزا حسين النوري، وقد روي بالإجازة عنه، وقد رأي الإجازة الشيخ آغا بزرك الطهراني سنة (1302ه).

10_المولي علي النهاوندي النجفي.

11- الميرزا محمد حسن الشيرازي.

ص: 8

12_ محمد حسين الكاظمي.

13 _ الملا محمد الشرابياني.

14 _ الفاضل الإيرواني.

15 _ الشيخ حسين المامقاني.

16 _ الشيخ محمدطه نجف، وقد أجازه جميع أساتذته كما يقول الشيخ حرز الدين في كتابه (معارف الرجال)، وكتب تقريرات أساتذته.

رجوعه إلى همدان:

رجع إلى همدان سنة (1319ه) وواظب على التأليف والتدريس والدعوة والكتابة في شتى المجالات كالفقه والأصول والكلام والحديث والرجال والعربية وغيرها، كان نافذ الكلام في بلدة همدان وله حوزة كبيرة فيها یحضرها جماعة كثيرة من المشتغلين والمحصلين وكان مرجعا للتقليد في تلك النواحي فيجري فيها الحدود والتعزیرات الشرعية بنفسه.

وكان قائد النهضة العامة الدستورية في إيران ضد الحكومة الاستبدادية في همدان.

مؤلفاته:

1- حاشية على المكاسب) في الفقه للأنصاري.

2- حاشية على الرضاعية) للأنصاري.

3- کتاب الصوم.

4- رسالة في العدالة.

5_ الحاشية الجديدة على (فرائد الأصول) الأنصاري.

ص: 9

6- حاشية على القوانين) في أصول الفقه للميرزا أبو القاسم القمي، لم تتم.

7- جملة من المسائل الفقهية في صلاة الجماعة ولباس المصلي وأفعال صلاة المسافر وسهو المأموم وأحكام الخلل والزكاة والصيد والإجارة.

8- رسالة في الأمر مع العلم بانتفاء الشرط.

9- روح الجوامع في المهذب، من الكتب الجوامع في الرجال.

10_ الدعوة الحسينية إلى مواهب الله السنية، في استحباب البكاء على الحسين (علیه السلام) من طرق أهل السنة.

11 - مطلع الشمسين في فضل حمزة وجعفر ذي الجناحين.

12_ الطلع النضيد في إبطال المنع عن لعن یزید (مطبوع) مع تذييل له في الرد على ابن حجر.

13_ أصول الدين (بالفارسية).

14 _ البيان في حقيقة الإيمان.

15_ الدرة الغروية والتحفة الحسينية (في ثلاثة مجلدات في أحوال الحسين (علیه السلام)):

16_ أبهى الدرر في تكملة عقد الدرر في أخبار الإمام المنتظر ليوسف بن يحيى الشافعي

17_ شرح قطر الندى في النحو لابن هشام.

18- أخبار وفاة النبي (صلی الله علیه و آله).

19- رسالة في شرح آية: كن فيكون وبيان أنها ليست إخبارية.

20- سلاح الجازم في رفع المظالم، رد علی ابن حجر في منعه عن ذم معاوية.

ص: 10

21_ نثار اللباب في تقبيل الأعتاب.

22 - تنزيه المشاهد من دخول الأباعد، في منع دخول الجنب والحائض إليها.

23- رسالة في مسألة الجمع بين الفاطميتين.

24 - تلخيص الرسائل الرجالية للسيد محمد باقر الأصفهاني.

25- رسالة في ترجمة عثمان بن عيسى الرواسي الواقفي.

26- رسالة في ترجمة أخطب خوارزم موفق بن أحمد، طبعت في مقدمة مناقبه.

27- رسالة في ترجمة أبي بصير.

28- رسالة في ترجمة عمار بن یاسر.

29- رسالة اعلاء الدعوة.

30 _ حواش على كتاب التلخيص.

31_ النور في أحوال الإمام المستور (علیه السلام) .

32- رسالة بسط النور، ذیل على الكتاب السابق.

33- رسالة في مسألة الصحيح والأعم من المسائل الأصولية.

34 _ الفوائد الأصولية في أصول الفقه.

35 - رسالة في شرح بعض الآيات التي استشكل فيها بعض المسيحيين.

36 - رسالة في تعيين مولد النبي (صلی الله علیه و آله).

37 - كتاب العلائم لاهتداء الهوائم في علامات ظهور الحجة القائم (علیه السلام).

38- رسالة بالفارسية في الموضوع السابق.

39 - رسالتان في إثبات وجوب وجود الحجة (علیه السلام) في كل عصر.

ص: 11

40 - رسالة في مسألة تكليف الكفار بالفروع.

41 - كتاب إيضاح المرام في أمر الإمام (علیه السلام) بالنسبة إلى الرعية.

42 - رسالة في بيان المراد من جابلقا و جابلسا الواردين في أخبار الإمام المهدي (علیه السلام).

43 - كتاب في بيان حقيقة الإسلام ولزوم اتباعه.

44 - رسالة في بيان بعث الأموات و کیفیته.

45 - تعليقة على شرح النفلية.

46 - رسالة في وجوب المجاهدة في أمر الدين .

47 - رسالة في مسألة تزويج الصغيرة.

48 - رسالة في التعليق على كتاب منبع الحياة في تقليد الأموات.

49 - حاشية على كتاب حياة الأرواح في أصول الدين.

50 - رسالة في الجواب عما في (إظهار الحق) من الطعن على الشيعة.

51 - رسالة في مسألة العدالة.

52- رسالة التحصيل في معنى التفضيل، في الرد على أهل السنة في تفضيل الخلفاء الأول على أمير المؤمنين (علیه السلام).

53- رسالة في بيان علائم ظهور الإمام (علیه السلام) .

54 - رسالة شرح علائم الظهور.

55-رسالة في مسألة الغيبة.

56 _ حاشية على شرح الألفية في النحو.

57- شرح على كتاب القطر في الصرف.

58- کتاب مستدرك الدرة الغروية.

59_ تذكرة الأمة في حق الأئمة.

ص: 12

60 - رسالة في الرد على فضل الله النوري في الرد على الحكومة الدستورية.

61- رسالة في حفظ الصحة على ما ورد في الأخبار.

62- کتاب تسديد المكارم في تفضيح الظالم.

63 - کتاب تكملة مكارم الأخلاق للشيخ الطبرسي قدس سره.

64 - رسالة في علم الميزان.

65 - کتاب الرد على البابية.

66 - كتاب في الرد على اليهود والنصارى.

67 _ بدر الأمة في جفر الأئمة.

68_ التنبيه على ما فعل بالكتب من التحريف.

69 - دعوة الرشاد في مدرك أفعال العباد، جواب على الأشاعرة.

70- رسالة العصمة ودفع الوصمة في رد من أنكر عصمة الأئمة (علیهم السلام) وغير ذلك.

وأوقف ولده محمد حسین خمسة من كتبه لمكتبة المدرسة الكاظمية في النجف الأشرف سنة (1369ه)، ومن ضمنها هذا الكتاب الذي نحن في صدد تحقيقه وطبعه.

وفاته:

توفي بهمدان في شهر شعبان سنة (1333ه) وعمره 58 سنة، وأعقب ولدا فاضلا هو الشيخ محمد حسين البهاري، وقبره معروف . (1)

ص: 13


1- موسوعة طبقات الفقهاء 14: 618؛ الفوائد الرضوية 2: 675 ؛ مصفى المقال: 87؛ مرآة الشرق 1:286؛ طبقات أعلام الشيعة (نقباء البشر) 1: 201؛ أعيان الشيعة ه: 11، معجم رجال الفكر والأدب في النجف 1: 269 ؛ معارف الرجال 1: 144؛ معجم طبقات المتكلمين 5: 385

المخطوطة:

هذه المخطوطة من موقوفات مدرسة السيد محمد کاظم في النجف الأشرف حسب ما كتب في الصفحة الأولى من المخطوطة فوق البسملة وفي الصفحة السابقة في وقفية ابن المصنف (رحمه الله)والظاهر أنها النسخة الوحيدة، كتبت بخط أسد الله بن محمد رضا الدزفولي، حيث ذكر ذلك في آخر صفحة من المخطوطة، وقد أكملها سنة (1315ه).

أما المصنف (رحمه الله) فقد كتب في آخر صفحة أنه فرغ من الكتاب في السابع من شوال سنة (1309ه) في النجف الأشرف.

تتكون المخطوطة من (30) ورقة، وهي بحجم الكتاب العادي، كل سطر فيها يشتمل على (12 _ 15) كلمة كتبت بخط واضح وجميل.

خطة التحقيق:

وضعت قبل کل رواية أو حديث أو خبر أو نص رقما ليسهل الرجوع إلى ما أورده المصنف (رحمه الله)من إضافات أكمل بها كتاب (عقد الدرر)، وقد خرجت الأحاديث وأرجعت الروايات أو الأخبار أو النصوص إلى الكتب التي نقل منها المصنف (رحمه الله)، علما أنه ينقل من

کتب نقل مصنفوها من كتب أخرى مما أدى إلى تداخل الإشارات في الهامش، فحصرت النص الذي ينقل منه المصتف مباشرة بين قوسين، وأشرت إلى المصادر التي ينقل منها صاحب النص دون أقواس .

وقد نقل المصنف (رحمه الله)بالنص تارة وبالمعنی تارة أخرى، وأشرت إلى ذلك في الهامش، وقد يحذف بعضا من النص، وأشرت إلى ذلك أيضا بوضع نقاط في مكان الحذف.

ص: 14

أما ما كان من نقص كلمة أو زيادة أخرى فقد أضفت النقص محصورة بين معقوفتين، سواء كانت الإضافة مي أو من المصدر الذي رجع إليه المصنف (رحمه الله) لكي يتكامل النص ويكون واضحة للقارئ ما أمكن.

لجنة التحقيق / تحسين غازي البلداوي

17 من ذي الحجة 1428ه

ص: 15

ص: 16

ارب وفقنی الاتمام و به نستعين

محل الکتاب مدرسه

بسم اله الاحيا

و الحمدلله رب العالمین والصلوة والسلام عاسیدالمهلییوخ

النبي عليه المالطاهين المدة المعصومين المخاليا مبنوا المتخلقعدلیک الفرائص والسنن امامنا المهدیمامالعموالين ولعنةالمعلمائهم وطلبهموغاصوحقوقهم ومنكرينالم

وغالبه من الجنرالاحنا جبن البوم الدن اما بعد فيقول : الفاقعفوريبالضافهد الصعوبات ابن الجعفورترالاکنگ : يعفان الاصل الترترالوانعدائكعوبك نعاملهم الله بلطف

ان لاكتبتنتكابالغ

اخبار الحمام اكطرلابجرنوسف ایوانزلنافورات كناباجامعاالاانکانالعزان الحال |ملازاله الموعودالواریفی اخبار الكنايهو الامام النازعننامه

علم الوماتيال عشرات الملك الاملفدعان ذكلان

مضار النوازاختلفنيمارابلشان ارائه فقال نیماقالات بتن اخبارات المنزلك مجاناالة

ص: 17

فوماتوقه من الكلام فيه الرسالة ومدير الفرغ من الليلة البيت من شهر شوال المکرم سنة شعر الثماة نجد المهامگ مصلیا مساکتبنامؤلفة الفقد المدهوبالفارض الخيالغراء علمنها

الأمن الفية الثناء قرفعت من يوم الخامس من شهر نام منعق الاول من سن الخام من

الرابح من الضالثاني من المجر البوغفرقت

عشر الثاني من

rالصفحة الأخيرة من المخطوطة)

ص: 18

رب وفقني بالإتمام، وبه نستعين

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة المؤلف:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علی سید المرسلین، وخاتم النبيين، محمد وآله الطاهرين، الهداة المعصومین، الغر الميامين، ولاسيما المدخر لتجديد الفرائض والسنن، إمامنا المهدي صاحب العصر والزمن، ولعنة الله على أعدائهم وظالميهم، وغاصبي حقوقهم، ومنكري فضائلهم ومخالفيهم، من الجن والإنس أجمعين، إلى يوم الدين .

أما بعد، فيقول العبد الفاقر، إلى عفو ربه الغافر، محمد المدعو بباقر، ابن الراجي عفو ربه الأكبر محمد المدعو بجعفر، ابن الواصل إلى رحمة ربهالوافي محمد المدعو بكافي - عاملهم الله بلطفه :

إني لما كتبت نسخة كتاب عقد الدرر في أخبار الإمام المنتظر، لأبي (1)بدر يوسف بن يحيى السلمي الشافعي، ورأيته كتابة جامعة، إلا أنه کان خالية (2)عن الخبر الدال على أن المهدي الموعود الوارد فيه أخبار الكتاب هو الإمام الثاني عشر من أئمة الإمامية الاثني عشر - عليهم صلوات (3)الملك الأكبر -

ص: 19


1- في المخطوطة: (ولأبي) والظاهر أن الواو زيادة من الناسخ
2- في المخطوطة: (خال) والصواب ما أثبتناه.
3- في المخطوطة: (صلواة) والصواب ما أثبتناه.

والجاهل قد يزعم أن ذلك لا يظهر من أخبار أهل السنة، ولذا اختلف فيه (1)آراؤهم، بحسب اختلاف أهوائهم، فقالوا فيه ماقالوا، فجمعت (2)جملة من أخبارهم وأقوالهم في ذلك، وجعلته مثل المتمم لذلك الكتاب، فها که (أبهى الدرر،تکملة عقد الدرر في أخبار الإمام (3)المنتظر (علیه السلام)) وفيه أبواب:

الباب الأول: في الأخبار الدالة على أن بعد رسول الله (صلی الله علیه و آله)و أئمة وأمراء وخلفاء.

الباب الثاني: في ما يدل على أن عدتهم اثنا عشر.

الباب الثالث: في ما يدل على أن هؤلاء هم أئمة الإمامية الاثنا عشر.

الباب الرابع: في ما يتعلق بخصوص الثاني عشر، الإمام المنتظر (علیه السلام).

ص: 20


1- الضمير يعود إلى الإمام (علیه السلام) كما يظهر من الفقرة السابقة.
2- في المخطوطة: (جمعت) دون فاء، والصواب ما أثبتناه.
3- في المخطوطة:(إمام) والصواب ما أثبتناه.

الباب الأول: في الأخبار الدالة على (علیه السلام) أن بعد رسول الله (صلی الله علیه و آله) أئمة ونحوها

في الأخبار الدالة على(1) أن بعد رسول الله (صلی الله علیه و آله) أئمة ونحوها(2)

ص: 21


1- في المخطوطة: (إلى) والأصح ما أثبتناه.
2- في المخطوطة: (ونحوهما) والصواب ما أثبتناه.

ص: 22

ا- ينابيع المودة في آخر الكتاب: (وفي الأربعين للشيخ بهاء الدين العاملي (قدس سره )صاحب الكشكول والأوراد، قال: إن الحديث المتفق عليه بين العامة والخاصة: «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة الجاهلية(1)، وكذا في كتاب الملل والنحل لمحمد الشهرستاني، هذا الحدیث موجود(2) ) . (3)

أقول: وسيأتي أيضا في ضمن رواية الش) (4)

2_ وفي السادس والخمسين في مودة القربی: (أبو لیلی الأشعري، رفعه:«تمسكوا بطاعة أئمتكم، فإن طاعتهم طاعة الله، ومعصيتهم معصية الله )(5)

3- وفي السابع والسبعين في المودة العاشرة من كتاب مودة القربی: (وعن علي - كرم الله وجهه قال: قال رسول الله (صلی الله علیه و آله): «الأئمة من ولدي، فمن أطاعهم فقد أطاع الله، ومن عصاهم فقد عصى الله، هم العروة الوثقى والوسيلة إلى الله جل وعلا _). (6)

ص: 23


1- مسند أحمد 4: 96؛ الإمامة والتبصرة: 152؛ الكافي 1: 371.
2- الملل والنحل 1: 190.
3- ينابيع المودة 3: 456، وفيه: (ولايعرف) و (جاهلية).
4- كذا ورد في المخطوط (ش) ولم يتضح المقصود بها، إلا أن المحتمل أنه (رحمه الله)أشار إلى رواية الشهرستانی.
5- ينابيع المودة 2: 319، ضمن ينابيع المودة، وهو يقصد الباب السادس والخمسين، وسيرد مثل هذا كثيرة فانتبه.
6- ينابيع المودة 2: 318.

4_الخوارزمي في مناقب علي (علیه السلام) : (أخبرنا الإمام الأجل، أخي شمس الأئمة أبو الفرج محمد بن أحمد المكي، قال: أخبرنا الإمام الزاهد أبو محمد إسماعيل بن علي بن إسماعيل، حدثنا السيد الإمام الأجل، المرشد بالله أبو الحسن یحیی بن الموفق بالله، أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد بن يوسف الواعظ العلاف، أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن حماد المعروف بابن هیثم(1)، أخبرنا أبو محمد القاسم بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب (علیه السلام) ،حدثني جعفر بن محمد، عن أبيه محمد، عن أبيه علي بن الحسين (علیه السلام) سيد العابدین، عن أبيه الحسين بن علي الشهيد، قال: سمعت جدي رسول الله (صلی الله علیه و آله) يقول: «من أحب أن يحيی حياتي ويموت ميتي (2)ويدخل الجنة التي وعدني ربي فليتول علي بن أبي طالب (علیه السلام) وذريته الطاهرين، أئمة الهدى ومصابيح الدجى من بعده، فإنهم لن يخرجوكم من باب الهدى إلى باب الضلالة).(3)

5- (وأخبرني شهردار إجازة، يعني سيد الحفاظ أبا منصور شهردار بن شیرویه بن شهردار الديلمي في ماكتب إليه من همذان، أخبرنا أبي شيرويه، وهو الإمام الأجل الحافظ السعيد سيد الحفاظ أبو شجاع شیرویه بن شهردار الديلمي، أخبرنا أبو طالب أحمد بن محمد بن الزنجاني(4) الصوفي بقراءتي عليه من أصل سماعه في مسجد

ص: 24


1- في المخطوطة: (مهم) والتصحيح من المصدر.
2- في المصدر: مماتي
3- مناقب الخوارزمي: 75، مع وجود اختلاف قليل في الألفاظ.
4- في المصدر: (بن خال الريحاني).

الشوييزية(1)، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن طلحة الصدائي (2)بها، حدثنا أبو القاسم محمد إسماعيل (3)بن محمد بن إسماعيل الحلبي بمصر، حدثنا أبو أحمد العباس بن الفضل بن جعفر المگي، حدثنا علي بن العباس المقاني، حدثنا سعيد بن مزید (4)الكندي، حدثنا عبيد الله بن حازم الخزاعي عن إبراهيم بن موسی الجهني عن سلمان الفارسي عن النبي (صلی الله علیه و آله)، أنه قال لعلي: «يا علي تخم باليمين تكن من المقربين»، قال: يا رسول الله، ومن المقربون؟ قال:

جبرئیل و میکائیل»، قال: فيم أتخم یا رسول الله؟ قال: «بالعقيق الأحمر؛ فإنه جبل أقلله بالوحدانية ولي بالنبوة ولك بالوصية ولولدك بالإمامة ولمحبيك بالجنة ولشيعة ولدك بالفردوس»)(5)

6_ أسعد بن إبراهيم بن الحسن بن علي بن علي الحنبلي في أربعينه:

وجدت نسخة بخط عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن محمد العتايقي ال سنة أربع وستين وسبعمائة، ووجدت ذكره أيضا في كتاب تأويل الآيات حيث قال: ما رواه أصحابنا من رواة الحديث من كتاب الأربعين برواية أسعد الأربلي، ثم ذكر الحديث في الثاني من الأربعين، وأسعد يرويه عن الإمام الحافظ

ص: 25


1- كذا في المخطوطة والصحيح: الشونيزية: بالضم ثم السكون ثمنونمسكورة وباء مثناة من تحت ساكنة وزاي وآخره ياء النسبة، مقبرة ببغداد بالجانب الغربي دفن فيها جماعة كثيرة من الصالحين... وهناك خانقاه للصوفية.
2- في المصدر: (الصيداني).
3- كذا في المخطوطة، وفي المصدر: (أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن إسماعيل...).
4- في المصدر: (بن مرثد).
5- مناقب الخوارزمي: 326.

الحسیب النسيب جمال الدين أبو الخطاب عمر ذو(1) الحسبين والنسبين بين الدحية والحسين المغربي الأندلسي بقراءة موهوب بن مبارك الأربيلي سنة عشر وستمائة في مجلس واحد.

الحديث الرابع: بإسناده إلى محمد النوفلي(2)، قال: حدثني أبي - وكان خادم للإمام علي بن موسی الرضا_، قال: حدثني أبي الكاظم قال: حدثني أبي الصادق، (3)قال: حدثني أبي الباقر، قال: حدثني أبي زين العابدین، قال: حدثني أبي سید الشهداء، قال: حدثني أبي سيد الأوصياء، قال: حدثني أخي وحبيبي رسول الله (صلی الله علیه و آله) سيد الأنبياء، قال: «يا علي من سه أن يلقى الله وهو مقبل عليه راض عنه، فليتوالاك وذريتك إلى من اسمه اسمي وکنیته کنیتي،تختم به الأئمة..)(4)

ص: 26


1- في المصدر: (ذا) وقد غيرتها لتناسب السياق في إعرابه بعد أن دمج المصنف عبارة المصدر مع عبارته.
2- في مقتضب الأثر للجوهري: 13؛ وإلزام الناصب للحائري: 293 عن أحمد بن نافع البصري، ولم نجده عن محمد النوفلي.
3- يعني الإمام الرضا (علیه السلام).
4- ونص الحديث: قال (صلی الله علیه و آله) : «من أحب أن يلقي الله (رحمه الله) وهو مقبل عليه غير معرض عنه فليتول ابنك الحسن، ومن أحب أن يلقى الله وقد تمځص عنه ذنوبه فليتول علي بن الحسين فإنه كما قال الله: سيماهم في وجوههم من أثر السجود ، ومن أحب أن يلقي الله (رحمه الله) وهو قرير العين فليتول محمد بن علي، ومن أحب أن يلقى الله فيعطيه كتابه بيمينه فليتول جعفر بن محمد الصادق، ومن أحب أن يلقى الله طاهرة مطهرة فلیتول موسی بن جعفر الكاظم، ومن أحب أن يلقى الله وهو ضاحك فليتول علي بن موسی الرضا، ومن أحب أن يلقى الله وقد رفعت درجاته وبدلت سيئاته حسنات فليتول ابنه محمدة، ومن أحب أن يلقى الله (رحمه الله) فيحاسبه حسابا يسيرة ويدخله جنة عرضها السماوات والأرض أعددت للمتقين فليتول ابنه علية، ومن أحب أن يلقي الله (رحمه الله) وهو من الفائزين فليتول ابنه الحسن العسكري، ومن أحب أن يلقى الله (رحمه الله) وقد كمل إيمانه وحسن إسلامه فليتول ابنه المنتظر محمد صاحب الزمان المهدي، فهؤلاء مصابيح الدجى، وأئمة الهدى، وأعلام التقى، فمن أحبهم وتولاهم كنت ضامنة له على الله الجنة».

7_ الحديث التاسع: عن جعفر الصادق عن آبائه عن جابر قال: قال رسول الله (صلی الله علیه و آله):«فاطمة مهجة قلبي، فاطمة بضعة مني، وأبناؤها ثمرة فؤادي، وبعلها نور بصري، والأئمة من ولده أمناء ربي وحبلي الممدود، من اعتصم بهم نجا، ومن تخلف عنهم هوی»(1). هذا ذكره أخطب خطباء خوارزم أبو المؤيد في كتابه، كذا في حاشية الأربعين بخطها.

8_ أقول: وقال العلامة (رحمه الله) : (الخامس والعشرون)، فذكر أخبارة إلى أن قال: (وروى الزمخشري و كان من أشد الناس عنادا لأهل البيت، وهو الثقة المأمون عند الجمهور، قال بإسناده، قال رسول الله (صلی الله علیه و آله) : «فاطمة... فذكر الخبر بعينه، إلا أنه قال: حبل ممدود بينه وبين خلقه) (2)ولم يخدش خصمه في ذلك بل قال: هذه الأخبار بعضها في الصحاح وبعضها قريب منها..... الخ.

9_ (الحديث الثلاثون: يرفعه إلى النعمان بن ثابت، عن ابن أبي أوفي، عن رسول الله (صلی الله علیه و آله)، قال: لما افتتح النبي (صلی الله علیه و آله) خيبر، قيل إله](3) إن بها حبرة قد مضى من عمره مائة سنة، وعنده علم التوراة، فأحضره، وقال له: «أصدقني بصورة ذكري في التوراة وإلا ضربت عنقك»، قال: إن صداقتك قتلني قومي، وإن كذبتك قتلتني، قال: «قل، وأنت في أمان الله وأماني»، قال: أريد الخلوة بك،قال: «لست أريد أنا إلا أن تقول جهراه ،

ص: 27


1- الأربعون / أسعد بن إبراهيم: ورقة 1، وورقة 2، وورقة 3، مخطوطة في مكتبة الإمام الحكيم العامة.
2- نهج الحق: 225 - 227.
3- إضافة من المصدر.

قال: إن في التوراة اسمك ونعتك وأتباعك، وإنك تخرج من جبال فاران وهي عرفات، ويذكر اسمك على كل راتبة ومشترق)،(1) [و](2)علامتك بين كتفيك، يأتي من ولدك بعدك اثناعشر سبطة، تؤید بابن عمك واسمه علي، ويبلغ ملك أمتك المشرق والمغرب، ويفتح خیبر ويقلع الباب، ويعبر على ساعده الجيش، فإن كان فيك هذه الصفات فأنا أسلم، فأراه العلامة والشامة، وقال: «هذا علي»،فأسلم)(3)

10- كفاية الطالب في مناقب الإمام علي ابن أبي طالب (علیه السلام) المحمد بن يوسف بن محمد الشافعي الكنجي، أبو عبد الله فقيه الحرمين:

أخبرنا أبو طالب عبد اللطيف بن محمد الجوهري وغيره ببغداد، أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي، أخبرنا أبو الفضل بن أحمد، حدثنا أحمد بن عبد الله، حدثنا محمد بن المظفر، حدثنا محمد جعفر بن عبد الرحیم، حدثنا أحمد بن محمد بن یزید بن سلیم، حدثنا عبد الرحمن بن عمران بن أبي ليلى أخو محمد بن عمران، حدثنا يعقوب بن موسی الهاشمي، عن أبي رداد،(4) عن إسماعيل بن أمية، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله (صلی الله علیه و آله): «من سره أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن التي(5) غرسها ربي فليوال عليا من بعدي وليوال وليه وليقتد بالأئمة بعدي فإنهم إعترتي) خلقوا من طينتي، رزقوا فهما

ص: 28


1- كذا في المخطوط، والظاهر أنها رابية ومشترف.
2- إضافة من المصدر.
3- الأربعون أسعد بن إبراهيم: ورقة 7
4- في المخطوطة:(رواد) والتصحيح من المصدر.
5- (التي) غير موجودة في المصدر.

وعلمة، ويل للمكذبين بفضلهم من أمتي، القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم الله شفاعتي»)(1)

11 - ينابيع المودة في الباب الثالث والأربعين، أخرج أبو نعیم الحافظ(2)، والحمويني(3)، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكر مثله(4)

12 - وفي التاسع والخمسين فيما يرويه عن شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي بعد ما قال: (بل أذكر شيئا يسيرة مما رواه علماء الحديث الذين لا يتهمون فيه، فروايتهم توجب سکون النفس والاطمينان... الثاني عشر: «من سره أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن عند شجرة طوبى التي غرسها ربي فليوال»)... فذكر مثله، وقال: (ذكره صاحب الحلية أيضا(5)).(6)

13 - وفي الباب الرابع: (الحمويني في فرائد السمطین، بسنده عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله: «يا علي...») إلى أن قال: («مثلك ومثل الأئمة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق، ومثلكم كمثل النجوم كلما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة(7))(8)ورواه عنه في الباب الرابع والأربعين أيضا.(9)

ص: 29


1- كفاية الطالب: 214 و 215 ، وكل ما بين المعقوفتين فهو من المصدر؛ تاریخ مدينةدمشق 2: 240؛ الكافي 1: 209؛ مستخرج الطوسي: 204؛ حلية الأولياء 1: 86.
2- حلية الأولياء 1: 128.
3- فرائد السمطین 1: 53.
4- ينابيع المودة 1: 379 و 380
5- حلية الأولياء 1: 27، باختلاف في اللفظ.
6- شرح نهج البلاغة / ابن أبي الحديد 9: 166، 170؛ ينابيع المودة 2: 483 و 484 ، 490.
7- فرائد السمطين 2: 244 .
8- ينابيع المودة 1: 95.
9- ينابيع المودة 1: 390 و 391 .

14 - وفي الباب الحادي والأربعين: (وفي المناقب عن الأعمش، عن جعفر الصادق، عن آبائه، عن أمير المؤمنين علي (علیه السلام) قال: قال رسول الله: «يا علي، أنت أخي ووارثي ووصيي، محبك محبي ومبغضك مبغضي، يا علي أنا وأنت أبوا هذه الأمة، يا علي أنا وأنت والأئمة من ولدك سادات في الدنيا وملوك في الآخرة، من عرفنا فقد عرف الله (عزوجل) ومن أنكرنا أنكر الله (عزوجل) »)(1)

15 - وفي الباب الثالث والأربعين: (أخرج موفق بن أحمد، عن الباقر، عن أبيه، عن جده الحسین، قال: سمعت جدي - صلوات الله وسلامه عليه - يقول: «من أحب أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويدخلجنة عدن التي وعدني ربي، وغرس فيها قضيبأ بيده ونفخ فيها من روحه فليوال عليا وذريته الطاهرين أئمة الهدى ومصابيح الدجى من بعده؛ فإنهم لن يخرجوكم من باب الهدى إلى باب الردى»)(2)

16 - وفي الباب الرابع والأربعين: (أخرج الحمويني، عن علي بن مهدي الرقي، عن علي الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين علي (علیه السلام)، قال: قال رسول الله (صلی الله علیه و آله): «يا علي طوبی لمن أحبك وصدقك، والويل لمن أبغضك وكذبك، محبوك معروفون بين أهل السماوات، وهم أهل الدين والورع والسمت الحسن والتواضع، خاشعة أبصارهم، وجلة قلوبهم، وقد عرفوا حق ولايتك، وألسنتهم ناطقة بفضلك، وأعينهم ساكبة دموعها تحتنا عليك وعلى الأئمة من ولدك، عاملون بما أمرهم الله في كتابه وبما أمرتهم أنا وبما تأمرهم

ص: 30


1- ينابيع المودة 1: 367
2- ينابيع المودة 1: 383.

أنت وبما يأمرهم أولو الأمر من الأئمة من ولدك بالقرآن وبتي، وهم متواصلون متحابون، وأن الملائكة لتصلي عليهم وتؤمن على دعائهم وتستغفر للمذنب منهم(1))(2)

17 _ وفي السادس والخمسين في مودة القربی: (زید بن حارثة قال: لما كانت الليلة التي أخذ فيها رسول الله (صلی الله علیه و آله) على الأنصار البيعة الأولى قال: «أنا آخذ عليكم بما أخذ الله على النبيين من قبلي، أن تحفظوني وتمنعوني عما تمنعون أنفسكم عنه، وتمنعوا علي بن أبي طالب (علیه السلام) عما تمنعون أنفسكم عنه وتحفظوه؛ فإنه الصديق الأكبر، یزید الله دینکم، وأن الله أعطى موسى العصا، وإبراهيم برد النار، وعيسى الكلمات يحيي بها الموتى، وأعطاني هذا علية، ولكل نبي (صلی الله علیه و آله) ،وهذا آية ربي، والأئمة الطاهرون من ولده آیات ربي لن تخلو الأرض من أهل الإيمان ما أبقى الله أحدة من ذريته واحده). (3)

18 - تاریخ الخلفاء لجلال الدين السيوطي: (أبو داود الطيالسي في سننه (4)، حدثنا سكين بن عبد العزيز، عن سیار بن سلامة، عن أبي برزة أن النبي (صلی الله علیه و آله) قال: «الأئمة من قریش ما حكموا فعدلوا ووعدوا فوفوا واسترحموا فرحموا»، أخرجه الإمام أحمد (5)وأبو يعلى (6)في مسنديهما والطبراني.(7)

ص: 31


1- فرائد السمطين 1: 129.
2- ينابيع المودة 1: 398
3- ينابيع المودة 2: 317، والظاهر أن كلمة (واحد) لا مكان لها.
4- سنن أبي داود الطيالسي 1: 495.
5- مسند أحمد 4: 421.
6- مسند أبي يعلى : 436
7- المعجم الأوسط / الطبراني 3: 225.

19 - وقال الترمذي: حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا زید بن الحباب، حدثنا معاوية بن صالح، حدثنا أبو مريم الأنصاري، عن أبي هريرة،(1) قال: قال رسول الله (صلی الله علیه و آله) : «الملك في قريش.. الخ، (2)إسناده صحيح(3)، وقال الإمام أحمد في مسنده: حدثنا الحاكم بن نافع، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح، عن كثير بن مرة، عن عتبة بن عبدان أن النبي (صلی الله علیه و آله)، قال: «الخلافة في قریش » الخ(4)، رجاله موثقون، وقال البرار: حدثنا إبراهيم بن هاني، حدثنا الفيض بن الفضل، حدثنا مسعر، عن سلمة بن كهيل، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجد(5)، عن علي، قال: قال رسول الله (صلی الله علیه و آله): «الأمراء من قريش، أبرارها أمراء أبرارها وفجارها أمراء فجارها(6)) (7)( أورد ذلك كله في فصل أن الأئمة من قریش والخلافة فيهم، ووضع بعض فقرات ذلك في كمال الوضوح.

20- وفي صحيح الترمذي في الجزء الثاني في كتاب الفتن في باب ما جاء في الشام : (حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة، عن معاوية بن قرة، عن أبيه، قال: قال رسول الله: «إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم، لا تزال طائفة من أمتي منصورين، لا يضرهم

ص: 32


1- من المصدر.
2- سنن الترمذي 5: 384.
3- (إسناده صحيح) غير موجودة في سنن الترمذي.
4- مسند أحمد 4: 185.
5- في المخطوطة: (ماجد) والتصحيح من المصادر.
6- المستدرك 4: 75و 76؛ بصائر الدرجات: 53 ؛ مسند البزار 3: 12.
7- في المصدر: (أهل الشام).

من خذلهم حتى تقوم الساعة». قال محمد بن إسماعيل(1): قال علي بن المديني: (هم أصحاب الحدیث)(2). قال أبو عيسى(3) : (وفي الباب عن عبد الله بن حوالة وابن عمر وزيد بن ثابت وعبد الله بن عمر، وهذا حديث حسن صحيح).(4)

21_ أقول: ويقرب من ذلك ما رواه قبل ذلك (عن ابن عمر أن رسول الله (صلی الله علیه و آله) قال: «إن الله لايجمع أمتي - أو قال: أمة محمد - على ضلالة» (5)الخبر. وفي (باب ما جاء أن الخلفاء من قريش إلى أن تقوم الساعة، حدثنا حسین بن أحمد (6)البصري، حدثنا خالد بن الحارث، حدثنا شعبة، عن حبيب بن الزبير، قال: سمعت عبد الله بن أبي الهذيل يقول: كان ناس من ربيعة عند عمرو بن العاص، فقال رجل من بكر بن وائل: لتنتهين قريش أو ليجعلن الله هذا الأمر في جمهور من العرب غيرهم، فقال عمرو بن العاص: كذبت، سمعت رسول الله (صلی الله علیه و آله) يقول: «قريش ولاة الناس في الخير والشر إلى يوم القيامة» قال أبو عيسى:وفي الباب عن ابن مسعود وابن عمر وجابر، وهذا حديث حسن غریب صحیح)(7)

22 - وفي (باب ما جاء في الأئمة المضلین، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا حماد بن زید، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي،

ص: 33


1- وهو البخاري.
2- فتح الباري 13: 249.
3- وهو الترمذي.
4- سنن الترمذي 3: 328 و 329.
5- سنن الترمذي 3: 315
6- في المصدر: (محمد).
7- سنن الترمذي 3: 342 ، وفي المصدر: (هذا).

عن ثوبان، قال: قال رسول الله (صلی الله علیه و آله): «إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلین»، قال: وقال رسول الله: «لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من يخذلهم حتى يأتيهم أمر الله»، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.

23 _ سمعت محمد بن إسماعيل يقول: سمعت علي بن المديني يقول... وذكر هذا الحديث عن النبي (صلی الله علیه و آله) : «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق» ...(1)، قال علي: هم أهل الحديث)(2)

26 - وفي أواخر الكتاب في فضل اليمن: (حدثنا أحمد بن منیع، حدثنا زيد بن حباب، حدثنا معاوية بن صالح، حدثنا أبو مریم الأنصاري، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله: «الملك في قريش والقضاء في الأنصار والأذان في الحبشة والأمانة في الأزد»، يعني اليمن. حدثنا محمد بن بشار، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن أبي مريم الأنصاري، عن أبي هريرة نحوه ولم يرفعه، وهذا أصح من حديث زيد بن حباب)(3)

25 _ وفي الجزء الأول في أبواب البر والصدقة في باب ما جاء في النصيحة: (حدثنا محمد بن بشار(4)، حدثنا صفوان بن عيسى، عن محمد بن عجلان، عن القعقاع بن حکیم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله(صلی الله علیه و آله) : «الدين النصيحة _ ثلاث مرات »

ص: 34


1- صحيح البخاري 6: 26666 طبعة دار ابن کثیر.
2- سنن الترمذي 4: 504/ طبعة دار إحياء التراث العربی.
3- سنن الترمذي 5: 384
4- في المصدر: (بندار).

قالوا: يا رسول الله: لمن؟ قال: «لله، ولكتابه، ولأئمة المسلمين وعامتهم») قال أبو عيسى: (هذا حديث حسن صحيح). (1)

26_ وفي صحيح مسلم في الجزء الأول في كتاب الإيمان في باب بیان أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون، وأن محبة المؤمنين من الإيمان وأن إفشاء السلام سبب لحصولها: (حدثنا محمد بن عباد المكي، حدثنا سفيان، قال: قلت لسهيل: إن عمر، حدثنا عن القعقاع عن أبيك، قال: ورجوت أن يسقط عتي رجلا، قال فقال: سمعت(2) من الذي سمعه منه أبي، كان صديقة له بالشام، ثم حدثنا سفيان، عن سهيل، عن عطاء بن یزید، عن تميم الداري، أن النبي (صلی الله علیه و آله) قال: «الدين النصيحة»، قلنا: لمن؟ قال: «لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمينوعامتهم»، وحدثني محمد بن حاتم، حدثنا ابن مهدي، حدثنا سفيان، عن سهيل بن أبي صالح، عن عطاء بن یزید الليثي، عن تميم الداري، عن النبي عاد بمثله، وحدثني أمية بن بسطام، قال: حدثنا يزيد بن زریع، قال: حدثنا روح وهو ابن القاسم، قال: حدثنا سهيل، عن عطاء بن یزید، سمعه وهو يحدث أبا صالح، عن تميم الداري، عن رسول الله (صلی الله علیه و آله) بمثله)(3)

أقول: ورواية تميم قد أشار إليها الترمذي أيضا .(4)

27 _ وفي باب بيان نزول عیسی حاكم بشريعة محمد(صلی الله علیه و آله):

(حدثنا الوليد بن شجاع وهارون بن عبد الله وحجاج بن الشاعر، قالوا:

ص: 35


1- سنن الترمذي 3: 317، و(صحیح) غير موجودة في المصدر.
2- في المصدر: (سمعته).
3- صحيح مسلم 1: 53و 54.
4- سنن الترمذي 3: 217.

حدثنا حجاج وهو ابن محمد، عن ابن جريج: أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: سمعت النبي (صلی الله علیه و آله) يقول: «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة»، قال: «فينزل عیسی بن مریم فيقول أميرهم: تعال صل لنا، فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمراء، تكرمة الله تعالى هذه الأمة)(1)

28 _ وفي الجزء الثاني في أول كتاب الإمارة في باب أن الناس تبع لقریش والخلافة في قريش: (حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، حدثنا عاصم بن محمد بن يزيد، (2)عن أبيه، قال: قال عبد الله، قال رسول الله (صلی الله علیه و آله): «لا يزال هذا الأمر في قریش ما بقي من الناس اثنان»).(3)

29 _ وفي آخر کتاب الإمارة، قبل كتاب الصيد بقليل، باب قوله: «لا يزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خالفهم: (حدثنا سعید بن منصور وأبو الربيع العتكي وقتيبة بن سعيد، قالوا: حدثنا حماد - وهو ابن زید ، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان، قال: قال رسول الله (صلی الله علیه و آله): «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتيهم أمر الله لك وهم كذلك»، وليس في حديث قتيبة (وهم كذلك).

30 - وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع، وحدثنا ابن نمیر، حدثنا وكيع وعبدة كلاهما، عن إسماعيل بن أبي خالد، وحدثنا ابن أبي عمر، واللفظ له، حدثنا مروان يعني الفزاري ، عن إسماعيل، عن قيس، عن المغيرة، قال: ' سمعت رسول الله (صلی الله علیه و آله) يقول: «لا يزال قوم من أمتي ظاهرين على الناس حتى

ص: 36


1- صحیح مسلم 1: 95
2- في المصدر: (زید).
3- صحیح مسلم 6: 3.

يأتيهم أمر الله، وهم ظاهرون»، وحدثنيه محمد بن رافع، حدثنا أبو أسامة، حدثني إسماعيل، عن قيس، قال: سمعت المغيرة بن شعبة يقول: سمعت رسول الله يقول بمثل حدیث مروان سواء، وحدثنا محمد بن المثى ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، عن النبي (صلی الله علیه و آله) قال: «لن يبرح هذا الدين قائمة يقاتل عليه عصابة من المسلمين حتی تقوم الساعة». .

31 - حدثني هارون بن عبد الله وحجاج ابن الشاعر، قالا: حدثنا حجاج بن محمد، قال: قال ابن جريج: حدثني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول الله (صلی الله علیه و آله) يقول: «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة»، حدثنا منصور بن أبي مزاحم، حدثنا يحيى بن حمزة، عن عبد الرحمن بن یزید بن جابر أن عمیر بن هاني حدثه، قال: سمعت معاوية على المنبر يقول: سمعت رسول الله يقول: «لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله، لا يضرهم من خذلهم - أو خالفهم - حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون على الناس».

32 - وحدثني إسحاق بن منصور، حدثنا كثير بن هشام، حدثنا جعفر، وهو ابن برقان، حدثنا يزيد بن الأصم، قال: سمعت معاوية بن أبيسفیان ذکر حدیثا رواه عن النبي (صلی الله علیه و آله) أسمعه، روي عن النبي (صلی الله علیه و آله) على منبره حديثا غيره، قال: قال رسول الله(صلی الله علیه و آله) : «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، ولا تزال عصابة من المسلمين يقاتلون على الحق، ظاهرين على من ناوأهم إلى يوم القيامة». .

33 - حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، حدثنا عمي عبد الله بن وهب، حدثنا عمرو بن الحارث، حدثني يزيد بن أبي حبيب،

ص: 37

حدثني عبد الرحمن بن شماسة المهري، قال: كنت عند مسلمة بن مخلد، وعنده عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال عبد الله: لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق، هم شر من أهل الجاهلية، لا يدعون الله بشيء إلا رده عليهم،فبينما هم على ذلك أقبل عقبة بن عامر فقال له مسلمة: یا عقبة اسمع ما يقول عبد الله، فقال عقبة: هو أعلم، وأما أنا فسمعت رسول الله (صلی الله علیه و آله): «لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله قاهرين لعدوهم لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك»، فقال عبد الله: ثم يبعث الله ريحا كريح المسك، مها مس الحرير، فلا تترك نفسا في قلبه مثقال حبة من الإيمان إلآ قبضته ثم يبقى شرار الناس، عليهم تقوم الساعة.

36 - حدثنا يحيى بن يحيى، حدثنا هشيم، عن داود بن أبي هند عن أبي عثمان، عن سعد بن أبي وقاص، قال: قال رسول الله (صلی الله علیه و آله) : «لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة»).(1)

35 _ أقول: وعن تفسير الثعلبي في تفسير قوله: (وإنه لذکر لك ولقومك)(2): (أخبرني ابن فتحويه(3) ، حدثنا أبو نصر منصور (4)بن جعفر النهاوندي، حدثنا أحمد بن يحيى الجلودي(5)، حدثنا هشام بن عباد(6)

ص: 38


1- صحيح مسلم 6: 52 - 54.
2- زخرف: 44.
3- في المصدر: (فنجويه).
4- في المصدر: (نصر بن منصور).
5- في المصدر: (الجارود).
6- في المصدر: (عمار).

حدثنا الوليد، عن العمري، عن نافع، عن ابن عمر أن رسول الله (صلی الله علیه و آله) قال: «لن يزال هذا الشأن في قریش ما بقي من الناس اثنان»).(1)

36 - (وأخبرنا عبد الله(2) ، أخبرنا السراج، حدثنا إبراهيم بن عبد الرحيم، حدثنا موسی بن داود وخالد بن خداش، قالا: حدثنا مسکین (3)بن عبد العزيز، عن يسار بن سلام (4)، عن أبي بردة، قال: قال رسول الله (صلی الله علیه و آله) : «الأمراء من قريش، الأمراء من قریش، لي عليهم حق، ولهم عليكم حق ما حكموا فعدلوا واسترحموا فرحموا وعاهدوا فوفوا»، زاد خالد: «فمن لم يفعل ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين».(5)

37 - وفي تفسير قوله: (وامنهم من خوف ) (6)قال: (إن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) (قال)(7): «وآمنهم من أن لن تكون الخلافة إلآ فيهم»).(8)

38 _ الجمع بين الصحيحين، الحديث العاشر من المتفق عليه من الصحيحين من البخاري ومسلم من مسند ثوبان مولی رسول الله (صلی الله علیه و آله) ، وليس له

ص: 39


1- تفسير الثعلبي : 415
2- في المصدر: (عبيد الله).
3- في المصدر: (بكير).
4- في المصدر: (سلامة).
5- تفسير الثعلبي :: 415 و416.
6- إيلاف: 4.
7- ما بين المعقوفتين زيادة يقتضيها السياق.
8- تفسير الثعلبي 6: 508، والعبارة في المخطوطة: (وأمنهم لن تكون) والتصحيح من المصدر.

في الصحيحين سوى عشرة أحاديث مما خرجه أبو بكر البرقاني من حديث أبي الربيع الزهراني وقتيبة من حديث أبي موسى وبندار، عن هشام كما أخرجه مسلم من حديثهم بالإسناد، وزاد بعد مضي ما تقدم، قال: «وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين، وإذا وقع عليهم السيف لم يرفع إلى يوم القيامة، ولا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين، وحتى يعبد فئة من أمتي الأوثان، وأنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي، ولا يزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله تعالی»(1)

39 - وفي صحيح البخاري في الجزء الثاني قبل فضايل أصحاب النبي (صلی الله علیه و آله) بقليل: (حدثنا عبد الله بن أبي الأسود، حدثنا يحيى، عن إسماعيل، حدثنا قيس: سمعت المغيرة بن شعبة، عن النبي (صلی الله علیه و آله)، قال: «لا يزال ناس من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون»، حدثنا الحميدي، حدثنا الوليد، حدثنا ابن جابر، قال: حدثني عمير بن هاني أه سمع معاوية يقول: سمعت النبي (صلی الله علیه و آله) يقول: «لا تزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك»، قال عمير: فقال مالك بن يخامر: قال معاذ: وهم بالشام، فقال معاوية: هذا مالك يزعم أنه سمع معاذ يقول: وهم بالشام)(2)

40 - وفي كتاب التوحيد من الرابع في باب قول الله تعالى: (إنما قولنا لشيء إذا أردناه)(3)... الخ، حدثنا شهاب بن عباد، حدثنا إبراهيم بن

ص: 40


1- الجمع بين الصحيحين 3: 535
2- صحيح البخاري 4: 187.
3- نحل: 40.

حميد، عن إسماعيل، عن قيس، عن المغيرة بن شعبة، قال: سمعت النبي (صلی الله علیه و آله) يقول: «لا يزال من أمتي قوم ظاهرين على الناس حتى يأتيهم أمر الله و حدثنا الحميدي) فذكر مثل مام إلا أنه قال: («مايضرهم من كذبهم ولا من خالفهم)(1)

41- وفي كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة منه في باب قول النبي(صلی الله علیه و آله): «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق يقاتلون وهم أهل العلم: (حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسماعيل، عن قيس، عن المغيرة بن شعبة، عن النبي (صلی الله علیه و آله)، قال: «لا يزال طائفة من أمتي ظاهرین حی يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون»، حدثنا إسماعيل، حدثنا ابن وهب، عن یونس، عن ابن شهاب، أخبرني حميد، قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان يخطب، قال: سمعت النبي (صلی الله علیه و آله) يقول: «من يرد الله به خيرا يفهه في الدين، وإنما أنا قاسم ويعطي الله، ولن يزال أمر هذه الأمة مستقيمة حتى تقوم الساعة أو يأتي أمر الله»).(2)

42_وفي الجزء الثاني في مناقب قریش: (حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: كان محمد بن جبیر بن مطعم يحدث أنه بلغ معاوية - وهو عنده في وفد من قريش - أن عبد الله بن عمرو بن العاص يحدث أنه سيكونملك من قحطان فغضب معاوية فقام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: أما بعد فإنه بلغني أن رجالا منكم يتحدثون أحاديث ليست في كتاب الله، ولا يؤثر عن رسول الله (صلی الله علیه و آله) فأولئك جهالكم، فإياكم والأماني التي تضل أهلها؛ فإني سمعت رسول الله(صلی الله علیه و آله) ، يقول: «إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا

ص: 41


1- صحيح البخاري 8: 189
2- صحيح البخاري 8: 149.

أكتبه الله على وجهه ما أقاموا الدين». حدثنا أبو الوليد، حدثنا عاصم بن محمد، قال: سمعت أبي، عن ابن عمر، عن النبي (صلی الله علیه و آله) ، قال: «لا يزال هذا الأمر في قریش ما بقي منهم اثنان»)(1)

43 - وفي الرابع في كتاب الأحكام في باب _ الأمراء من قریش : حدثنا أبو اليمان) فذكر حديثه السابق بعينه، وقال: (تابعه نعیم، عن ابن المبارك، عن معمر، عن الزهري، عن محمد بن جبیر، حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا عاصم بن محمد، سمعت أبي يقول: قال ابن عمر: قال رسول الله (صلی الله علیه و آله): «لا يزال هذا الأمر في قریش ما بقي منهم اثنان»)(2)

44 - ينابيع المودة في آخر الكتاب: (وفي غرر الحكم: «أن ل(لا إله إلا الله) شروطا، وإني وذريتي من شروطها [أناقسيم النار وخازن الجنان وصاحب الحوض وصاحب الأعراف(3) وليس ما أهل البيت إمام إلا وهو عارف بأهل ولايته؛ وذلك لقول الله تعالى: (إنما أنت منير ولكل قوم هاد (4) وأنایعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الفجار، من - أطاع إمامه فقد أطاع ربه»).(5)

أقول: ونظير ذلك في الكتاب كثير جدا ولا حاجة إلى إيراده.

ص: 42


1- صحيح البخاري 4: 155.
2- صحيح البخاري 105:8 .
3- ما بين المعقوفتين من المصدر.
4- رعد: 7.
5- ينابيع المودة 455:3

الباب الثاني: في ما يدل على أن عدتهم اثنا عشر

ص: 43

ص: 44

45 - ينابيع المودة في الباب السابع والسبعين: (وفي جمع الفوائد، جابر بن سمرة رفعه: «لا يزال هذا الدين قائمة حتى يكون عليكم اثنا عشر خلیفة، كلهم تجتمع عليه الأمة(1)، فسمعت كلام من النبي (صلی الله علیه و آله) لم أفهمه، فقلت لأبي: ما يقول؟ قال: «كلهم من قریش».(2) للشيخين والترمذي وأبي داود بلفظه "(3)

ذکر یحیی بن الحسن (4)في كتاب (العمدة) من عشرين طريقة في أن الخلفاء بعد النبي (صلی الله علیه و آله) اثنا عشر خليفة، كلهم من قريش.

في البخاري من ثلاثة طرق، وفي مسلم من تسعة طرق، وفي أبي داود منثلاثة طرق، وفي الترمذي من طريق واحد، وفي الحميدي من ثلاثة طرق.(5)

ص: 45


1- لا يخفى عليك أنه إذا تعين هؤلاء الاثنا عشر، فإن لم يكن قد اجتمع عليهم كل الأمة ينكشف أن الذين لم يجتمعوا عليهم ليسوا من الأمة، وخرجوا عنهم بترك الاجتماع على كل منهم، وينحصر الأمة في من تبعهم واجتمع عليهم، وإلا لزم الخلف في هذا الخبر. وأما حمله على الاجتماع عند ظهور القائم(علیه السلام) ، كما يرى في كلام بعضهم، ففيه: أولا: أن الاجتماع حينئذ لا يختص بهذه الأمة بل يجتمع عليهم كل الأمم إذا ظهر دين الله الحق على الدين كله. وثانيا: أن المجتمع عليه حينئذ ليس كل واحد، والموعود هو ذلك، كما يرشد إليه إفراد الضمير كما لا يخفی، فهو إخبار عن ریاستهم على كل الأمة، ورجوع أهل كل زمان من الأمة إلى إمام زمانهم من هؤلاء الاثني عشر، فيدل على انحصار الأمة في أشياعهم، ولذلك أخبار كثيرة من طريق القوم يفصح عن هذا المعنى. (من المصنف).
2- جمع الفوائد 1: 828 ح 5950 .
3- صحيح البخاري 8: 127؛ صحیح مسلم 6: 3؛ سنن أبي داود 2: 309؛ سنن الترمذي 3: 360.
4- هو ابن البطريق.
5- العمدة: 423:416

46 _وفي البخاري، عن جابر رفعه: «یکون بعدي اثنا عشر أميرة»، فقال كلمة لم أسمعها فسألت أبي: ماذا قال؟ قال: قال: «كلهم من قریش»(1)

47 - وفي مسلم، عن عامر بن سعد، قال: كتبت إلى ابن سمرة: أخبرني بشيء سمعته من النبي (صلی الله علیه و آله)، فكتب إلي: سمعت رسول الله (صلی الله علیه و آله) يوم الجمعة عشية رجم الأسلمي يقول: «لا يزال الدین قائمة حتى تقوم الساعة، ويكون عليهم(2) اثنا عشر خلیفة كلهم من قریش»"(3)

48- وفي المودة العاشرة من كتاب (مودة القربی) للسيد علي الهمذاني - قدس سره وأفاض علينا بركاته وفتوحه : عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، قال: كنت مع أبي عند النبي (صلی الله علیه و آله) فسمعته يقول: «بعدي اثنا عشر خلیفة» ثم أخفي صوته عليه فقلت لأبي: ما الذي أخفي صوته(علیه السلام) قال: قال: «كلهم من بني هاشم»(4)، وعن سماك بن حرب مثل ذلك.

ص: 46


1- صحيح البخاري 8: 127.
2- أقول: ويحتمل فيه الاستئناف، والضمير في (عليهم) يرجع إلى (أهل ذلك الدین) المخبر عن قيامه إلى أن تقوم الساعة، ويظهر منه أيضا انحصار خلفائهم في هؤلاء، وأن لا يملكهم بالاستحقاق غيرهم كما لا يخفی. (من المصنف).
3- صحيح مسلم 6: 4.
4- ويؤيده ما رواه الدوريستي من طرقهم، فعن محمد بن وهبان، عن أبي بشر أحمد بن إبراهيم بن أحمد القمي، عن محمد بن زکریا بن دینار الغلابي، عن سليمان بن إسحاق بن علي بن عبد الله بن العباس، عن أبيه، قال: كنت عند الرشيد فذكر المهدي وماذكر من عدله، فأطنب في ذلك فقال الرشيد: أحسبكم تزعمونه أبي المهدي، حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس، عن أبيه العباس أن النبي (صلی الله علیه و آله) قال له: «يا عم يملك من ولدي اثنا عشر خليفة، ثم يكون أمور كريهة وشدة عظيمة ثم يخرج المهدي من ولدي يصلح الله أمره في ليلة.. الخبر، ورواه الطبرسي أيضا في إعلام الوری من طرقهم. إعلام الوری 2: 196 و 195. (من المصنف).

49 - وعن الشعبي، عن مسروق، قال: بينا نحن عند ابن مسعود نعرض مصاحفنا عليه إذ قال له فتی: هل عهد إليكم نبيكم كم يكون بعده خليفة؟ قال: ك لحديث السن (1)وإن هذا شيء ما سألني عنه أحد قبلك، نعم، عهد إلينا نبينا(صلی الله علیه و آله)، أنه يكون بعده اثنا عشر خليفة بعدد نقباء بني إسرائيل"(2)

50_ وفي الباب السادس والخمسين في كتاب مودة القربي في المودة العاشرة: (عن الشعبي، عن عمرو (3)بن قیس، قال: كنا جلوسا في حلقة فيها عبد الله بن مسعود، فجاء أعرابي فقال: أيكم عبد الله بن مسعود؟ فقال: أنا عبد الله بن مسعود، قال: هل حدثكم نبيكم كم يكون بعده من الخلفاء؟ قال: نعم. اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل. وعن الشعبي، عن مسروق) فذكر مثل ما مر.

51 _ (عن جرير، عن أشعث، عن ابن مسعود، عن النبي (صلی الله علیه و آله)، قال:الخلفاء بعدي اثنا عشر كعدد نقباء بني إسرائيل»، عن عبد الملك بن عمير(4)) فذكر مثله، وعن الأصبغ بن نباتة مثل ما يأتي عنه.

52 - وفي صحيح البخاري في الجزء الرابع في أواخر کتاب الأحكام في باب غير مترجم:(5) (حدثني محمد بن المثنی، حدثنا غندر،

ص: 47


1- يعني أن غير حديث السن المتأخر كماله عن عصر النبي (صلی الله علیه و آله) لا يحتاج إلى السؤال عن هذا المطلب، ويكون عالما به كما يعرفه أهل العلم والكبار من الصحابة، وهذا إشارة إلى كثرة وضوح المطلب، وأن لا يحتمل جهل أحدبه إلا من كان صغيرا في الوقت، وربما يشير قوله: (وإن هذا شيء) الخ، إلى أن هذا يعلمه الناس، ولا حاجة لهم فيه إلى الاستعلام، وإنك أنت أول من أبدى فيه حاجته. (من المصنف).
2- ينابيع المودة 3: 290.
3- في الينابيع: (عمر).
4- ينابيع المودة 2: 315 و 316 .
5- أي لم يذكر له عنوان في بدايته.

حدثنا شعبة، عن عبد الملك: سمعت جابر بن سمرة قال: سمعت النبي (صلی الله علیه و آله) يقول: «یکون بعدي اثنا عشر أمیرآه، فقال كلمة لم أسمعها، فقال أبي: إنه قال: «كلهم من قریش»)(1)

أقول: وقال السندي: (قوله: «یکون اثنا عشر أميرة........ الخ، إيضاحه ما رواه أبو داود، عن جابر بن سمرة بلفظ: «لا يزال هذا الدين عزيزة إلى اثني عشر خلیفة»، قال: فبكى الناس وضجوا، ولعل هذا سبب خفاء الكلمة المذكورة على جابر، ذكره شيخنا)".(2)

53_ أقول: وقال الشيخ أحمد بن علي البوني في كتابه شمس المعارف، قال رسول الله - صلوات الله وسلامه عليه: «الملك في قریش»، وقال: «لا يزال الإسلام غريبة إلى اثني عشر خلیفة»، وقال العلامة (رحمه الله) في نهج الحق: (الثامن والعشرون: في صحيح مسلم (3)والبخاري (4)في موضعين بطريقين عن جابر وابن عيينة، قال رسول الله - صلوات الله وسلامه عليه -: «لا يزال أمر الناس ماضية ما وليهم اثنا عشر خلیفة كلهم من قریش»، وفي رواية عن النبي(صلی الله علیه و آله) : «لا يزال الإسلام عزيزة إلى اثني عشر خلیفة كلهم من قریش».(5) وفي صحيح مسلم أيضا: «لا يزال الدین قائمة حتى تقوم الساعة، ويكون عليهم اثنا عشر خلیفة كلهم من قریش».(6)

ص: 48


1- صحيح البخاري 8: 127، في المصدر لا يوجد (بعدي).
2- حاشية السندي على البخاري 4: 284
3- صحیح مسلم 6: 3.
4- صحيح البخاري 6: 2640 .دار ابن کثیر.
5- صحيح مسلم 6: 3.
6- صحيح مسلم 6: 4، في المصدر: (أن يكون).

54- وفي الجمع بين الصحاح الستة في موضعين، قال رسول الله (صلی الله علیه و آله) : إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خلیفة كلهم من قریش»، وكذا فيصحيح أبي داود (1)والجمع بين الصحيحين(2)، وقد ذكر السدي وهو من علماء الجمهور وثقاتهم، قال: لا كرهت سارة مكان هاجر أوحى الله تعالی إلى إبراهيم الخليل (علیه السلام) فقال: «انطلق بإسماعيل وأمه حتى تنزله بيت النبي (صلی الله علیه و آله) التهامي - يعني مكة - فإني ناشر ذريته وجاعلهم ثقة على من كفر بي، وجاعل منهم نبيا عظيما، ومظهره على الأديان وجاعل من ذريته اثني عشر عظيمة وجاعل ذريته عدد نجوم السماء»، وقد دلت هذه الأخبار على إمامة اثني عشر إماما (3)من ذرية محمد (صلی الله علیه و آله) ولا قائل بالحصر إلا الإمامية في المعصومین، والأخبار في ذلك أكثر من أن تحصی)(4)

وقال خصمه: ما ذكره من الأحاديث الواردة في شأن اثني عشر خليفة من قريش فهو صحیح ثابت في الصحاح. وفي ينابيع المودة: (قال بعض المحققين: إن الأحاديث الدالة على كون الخلفاء بعده . صلوات الله وسلامه عليه اثني عشر قد اشتهرت من طرق كثيرة) (5).. الخ.

55 - تاریخ الخلفاء للسيوطي: (وقال عبد الله بن أحمد: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي(6)، حدثنا يزيد بن زریع، حدثنا ابن عون،

ص: 49


1- سنن أبي داود 2: 309.
2- الجمع بین الصحیحین 1: 338.
3- ما بين المعقوفتين من المصدر.
4- نهج الحق: 230 و 231.
5- ينابيع المودة 3: 292.
6- في المخطوطة: (المقدسي)، والتصحيح من المصدر.

عن الشعبي، عن جابر بن سمرة، عن النبي (صلی الله علیه و آله)، قال: «لا يزال هذا الأمر عزیز، ينصرون على من ناوأهم عليه، اثناعشر خلیفة كلهم من قریش»(1)، أخرجه الشيخان (2)وغيرهما، وله طرق وألفاظ منها:

لا يزال هذا الأمر صالح»، ومنها: «لا يزال هذا الأمر ماضية»، رواهما أحمد(3)، ومنها عند مسلم: «لا يزال أمر الناس ماضية ما وليهم اثنا عشر رجلاه، ومنها عنده: «إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي لهم اثنا عشر خلیفة كلهم من قریش»، ومنها عنده: «لا يزال الإسلام عزیز منيعة إلى اثني عشر خلیفة(4)، ومنها عند البزار: «لا يزال أمر أمتي قائما حتی يمضي اثنا عشر خلیفة كلهم من قریش(5)، ومنها عند أبي داود زیادة: فلما رجع إلى منزله أتته قريش فقالوا: ثم يكون ماذا؟ قال: «ثم يكون الهرج»، ومنها عنده: «لا يزال هذا الدين قائمة حتى يكون عليهم اثنا عشر خليفة كلهم تجتمع عليه الأمة(6)، وعند أحمد والبزار (7)بسند حسن عن ابن مسعود أنه سئل: كم يملك هذه الأمة من خليفة؟ فقال: سألنا رسول الله (صلی الله علیه و آله) فقال: «اثنا عشر کعدد نقباء بني إسرائيل»(8)

أقول: وهذه الأخبار موارد الاشتهار فيها أظهر من غيرها كما لا يخفی.

ص: 50


1- مسند أحمد 5: 98.
2- صحيح مسلم 6: 3؛ صحيح البخاري 6: 2640.
3- مسند أحمد 5: 97 و 98.
4- صحيح مسلم 6: 3.
5- مسند البزار 10: 158.
6- سنن أبي داود 2: 309.
7- مسند البزار :: 320/ المكتبة الإسلامية الشاملة.
8- تاریخ الخلفاء: 10.

56 - وفي حاشية كتاب الشيخ سليمان خليفة عبد الحق الدهلوي لولده: والعمدة في تمسكهم في هذا الباب - يعني الشيعة في الإمامة _ هو الحديث الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وأورده صاحب المشكاة في باب مناقب قریش بطرق متعددة حيث قال: (وعن جابر بن سمرة (صلی الله علیه و آله) قال: سمعت رسول الله(صلی الله علیه و آله) يقول: «لا يزال الإسلام عزيزة إلى اثني عشر خليفة، كلهم منقریش»، وفي رواية: «لا يزال أمر الناس ماضية ما وليهم اثنا عشر رجلا، كلهم من قریش»، وفي رواية: «لا يزال الدین قائمة حتى تقوم الساعة أو يكون عليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قریش»، متفق عليه)(1). وأورده ابن حجر في الصواعق بروایات متنوعة منها لأبي داود فذكر روايته الثانية التي رواها السيوطي، ورواية ابن مسعود.(2)

57_ وفي صحيح الترمذي في الجزء الثاني في كتاب الفتن في باب ما جاء في الخلفاء: (حدثنا أبو كريب محمد بن العلا، حدثنا عمر بن عبيد الطنافسي، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، قال: قال رسول الله (صلی الله علیه و آله) : «یکون من بعدي اثنا عشر أميرآ»، قال: ثم تكلم بشيء لم أفهمه، فسألت الذي يليني، فقال: قال: «كلهم من قریش») قال أبو عیسی: (هذا حديث حسن صحيح). (3)

حدثنا أبو كريب، حدثنا عمر بن عبيد، عن أبيه، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن جابر بن سمرة، عن النبي (صلی الله علیه و آله) مثل هذا الحديث، وقد روي عن غير وجه، عن جابر بن سمرة، قال أبو عيسى: (هذا حديث

ص: 51


1- مشكاة المصابيح 2: 408
2- الصواعق المحرقة 1: 54/طبعة مؤسسة الرسالة.
3- سنن الترمذي 3: 340 ، وفي المصدر لا يوجد (صحيح).

حسن صحیح غریب، يستغرب من حديث أبي بكر بن أبي موسى عن جابر بن سمرة، وفي الباب عن ابن مسعود وعبد الله بن عمرو)(1)

58_ وفي الجزء الثاني من صحيح مسلم في كتاب الإمارة في باب أن الناس تبع لقريش والخلافة في قريش: (حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا جرير، عن حصين، عن جابر بن سمرة، قال: سمعت النبي - صلوات الله وسلامه عليه - يقول ح (2)وحدثنا رفاعة بن الهيثم الواسطي - واللفظ له - حدثنا خالد _ يعني ابن عبد الله الطحان ، عن حصين، عن جابر بن سمرة، قال: دخلت مع أبي على النبي (صلی الله علیه و آله) فسمعته يقول: إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خلیفة»، ثم تكلم بكلام خفي علي، قال: فقلت لأبي: ما قال؟ قال: «كلهم من قریش».

59_ وحدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، قال: سمعت النبي (صلی الله علیه و آله) يقول: «لا يزال أمر الناس ماضية ما وليهم اثنا عشر رجلاه، ثم تكلم بكلمة خفيت علي فسألت أبي: ماذا قال رسول الله (صلی الله علیه و آله) فقال: «كلهم من قریش». وحدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا أبو عوانة، عن سماك، عن جابر بن سمرة، عن النبي (صلی الله علیه و آله) بهذا الحديث ولم يذكر: «لا يزال أمر الناس ماضية».

60 - حدثنا هداب بن خالد الأزدي، حدثنا حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب، قال: سمعت جابر بن سمرة يقول: سمعت النبي (صلی الله علیه و آله) يقول: «لا يزال الإسلام عزيزة إلى اثني عشر خلیفة»، ثم قال کلمة لم أفهمها، فقلت لأبي: ما قال؟ فقال: «كلهم من قریش».

ص: 52


1- سنن الترمذي 3: 340 ، و(حسن صحیح) غير موجودة في المصدر.
2- (رمز التحول والانتقال أو الحيلولة من إسناد إلى آخر لمتن واحد) معجم الرموز والإشارات.

61- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو معاوية، عن داود، عن الشعبي، عن جابر بن سمرة، قال: قال النبي (صلی الله علیه و آله): «لا يزال هذا الأمر عزيزة إلى اثني عشر خلیفة»، قال: ثم تكلم بشيء لم أفهمه، فقلت لأبي: ما قال؟ فقال: «كلهم من قریش»۔

62- حدثنا نصر بن علي الجهضمي، حدثنا يزيد بن زریع، حدثنا ابن عون(1) ح(2)، وحدثنا أحمد بن عثمان النوفلي - واللفظ له ، حدثنا أزهر، حدثنا ابن عون، عن الشعبي، عن جابر بن سمرة، قال: انطلقت إلى رسول الله - صلوات الله وسلامه عليه _ ومعي أبي فسمعته يقول: «لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا إلى اثني عشر خلیفة»، فقال كلمة صنيها الناس، فقلت لأبي: ما قال؟ قال: «كلهم من قریش»۔

93 - حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة، قالا: حدثنا حاتم - وهو ابن إسماعيل ، عن المهاجر بن مسمار، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، قال: كتبت إلى جابر بن سمرة مع غلامي نافع: أخبرني بشيء سمعته من رسول الله - صلوات الله وسلامه عليه ، فكتب إلي سمعت رسول الله (صلی الله علیه و آله) يوم جمعة عشية رجم الأسلمي يقول: «لا يزال الدين قائمة حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خلیفة كلهم من قریش»، وسمعته يقول: «عصيبة من المسلمين يفتحون البيت الأبيض، بیت کسرى أو آل کسری»، وسمعته يقول: «إن بين يدي الساعة كذابين فاحذروهم»، وسمعته يقول: «إذا أعطى الله أحدكم خيرة فليبدأ بنفسه وأهل بيته»، وسمعته يقول: «أنا الفرط على الحوض».

ص: 53


1- في المصدر: (أبو عون).
2- (رمز التحول والانتقال أو الحيلولة من إسناد إلى آخر لمتن واحد) معجم الرموز والإشارات

حدثنا محمد بن رافع، حدثنا ابن أبي فديك، حدثنا ابن أبي ذئب، عن المهاجر بن مسمار، عن عامر بن سعد أنه أرسل إلى جابر بن سمرة العدوي: حدثنا ما سمعت من رسول الله - صلوات الله وسلامه عليه ، فقال: سمعت رسول الله - صلوات الله وسلامه عليه - يقول، فذكر نحو حدیث حاتم)(1)

64 - وفي تاريخ الخلفاء، عن (مسدد في مسنده الكبير، عن أبي الخلد أنه قال: لا تهلك هذه الأمة حتى يكون منها اثنا عشر خلیفة، كلهم يعمل بالهدى ودين الحق منهم رجلان من أهل بيت محمد - صلوات الله وسلامه عليه _(2))(3)

65 - وفيه أيضا: (وأخرج أبو القاسم البغوي بسند حسن عن عبد الله بن عمر (صلی الله علیه و آله)، قال (4): سمعت رسول الله - صلوات الله وسلامه عليه - يقول: «یکون من خلفي اثناعشر خلیفة، أبو بكر لا يلبث إلا قليلا(5)، صدر هذا الحديث متفق على صحته، وارد من طرق عدة، وقد تقدم شرحه في أول هذا الكتاب)(6) انتهى.

66 _ الجمع بين الصحيحين، الحديث الثاني من المتفق عليه من مسلم والبخاري من مسند جابر بن سمرة: (عن عبد الملك بن عمير، عن

ص: 54


1- صحیح مسلم 3:6 و 4
2- تاریخ بغداد 4: 258
3- تاریخ الخلفاء: 12.
4- في المخطوط: وقال.
5- تاريخ مدينة دمشق 30: 229.
6- تاریخ الخلفاء: 61.

جابر بن سمرة، قال: سمعت النبي (صلی الله علیه و آله) يقول: «یکون بعدي اثنا عشر أميرة»، فقال كلمة لم أسمعها، فقال أبي: إنه قال: «كلهم من قریش»، كذا في حديث شعبة (1)، وفي حديث ابن عيينة، قال: «لا يزال أمر الناس ماضيةما وليهم اثنا عشر رجلا، ثم تكلم النبي (صلی الله علیه و آله) بكلمة خفيت علي فسألت أبي: ماذا قال رسول الله (صلی الله علیه و آله) ؟ [فقال:(2) قال: «كلهم من قریش») ثم قال: (وفي رواية مسلم من حديث عامر بن سعد بن أبي وقاص) فذكر كتابه إلى جابر بن سمرة(3)، قال: (وفي رواية مسلم أيضا من حديث سماك بن حرب، عن جابر) فذكر الزيادة (4)فقال: (وهذا المعنى من المتفق عليه من مسند عدي بن حاتم).(5)

67_ الجمع بين الصحاح الستة(6)في باب (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)(7): وذكر مناقب قریش من سنن أبي داود، قال: عن جابر بن سمرة، قال: دخلت مع أبي على النبي (صلی الله علیه و آله) فسمعته يقول: «إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خلیفة»، قال: ثم تكلم بكلام خفي علي، فقلت لأبي: ما قال؟ قال: «كلهم من قریش»۔

68- وعنه أيضا، قال: قال رسول الله - صلوات الله وسلامه

ص: 55


1- صحيح البخاري 8: 127.
2- إضافة من المصدر.
3- صحیح مسلم 4:6
4- صحیح مسلم 3:6.
5- الجمع بين الصحيحين 1: 337 و 338.
6- لم نعثر على هذا الكتاب في ما بين أيدينا من المصادر .
7- الحجرات: 13.

عليه: «لا يزال الإسلام عزيزة إلى اثني عشر خلیفة، كلهم من قریش»، وفي أواخر الجزء الثاني من صحيح أبي داود وهو السنن، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص(1) ، حديث كتابه إلى جابر مثل ما مر بالنسبة إلى ما هو الغرض هنا.

69 _ ومن الجزء الرابع من كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم، قال: عن الشعبي، عن جابر بن سمرة، قال: جئت مع أبي إلى المسجد، والنبي (صلی الله علیه و آله) يخطب، قال: فسمعته يقول: «یکون بعدي اثناعشر خلیفة»، ثم خفض صوته فلم أدر ما يقول، فقلت لأبي: ما يقول؟ قال: «كلهم من قریش»(2). قال: وقد روي هذا الحديث عمر بن عبد الله بن رزین، عن سفیان مثله.

70_ومن كتاب الفردوس في باب (لا) قال: عن جابر بن سمرة، قال: قال رسول الله - صلوات الله وسلامه عليه : («لا يزال هذا الأمر قائمة حتى يمضي فيهم اثنا عشر أميرة، كلهم من قریش)(3)

أقول: قد أورد الطبرسي في إعلام الوری طرقا أخر لخبر اثني عشر خلیفة (4)، ونقلها عنه في غاية المرام في الباب الرابع والعشرين). (5)

71 - وفي صحيح الترمذي في الجزء الثاني في الفتن: (حدثنا قتيبة، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عبد الله،

ص: 56


1- سنن أبي داود 2: 309.
2- حلية الأولياء 4: 398، وما بين المعقوفتين من المصدر.
3- الفردوس بمأثور الخطاب / شيرويه الديلمي 5: 91.
4- إعلام الوری 2: 108 - 165.
5- غاية المرام: ورقة 191، مخطوط فيمكتبة الإمام الحسن / النجف الأشرف.

وهو ابن عبد الرحمن الأنصاري الأشهلي، عن حذيفة بن اليمان أن رسول الله (صلی الله علیه و آله) قال: «والذي نفسي بيده، لا تقوم الساعة حتى تقتلوا إمامكم، وتجتلدوا بأسیافكم، ويرث دنیاکم شراركم».(1) قال أبو عيسى:

هذا حديث حسن) إنما نعرفه من حديث عمرو بن أبي عمرو.

أقول: الظاهر أنه إشارة إلى شهادة الحسين (علیه السلام).

ص: 57


1- سنن الترمذي 3: 317، والعبارة من (إنما) إلى (عمرو) غير موجود في السنن.

ص: 58

الباب الثالث: فی ما يدل على أن هؤلاء الذين أخبر بهم رسول الله (صلی الله علیه و آله) وبشر بهم هم أئمة الإمامية

ص: 59

ص: 60

73 - ينابيع المودة في الباب السابع والسبعين وفي مودة القربی(1): وعن عباية بن ربعي، عن جابر، قال: قال رسول الله - صلوات الله وسلامه عليه : «أنا سيد النبيين وعلي سيد الوصيين وأن أوصيائي بعدي اثنا عشر، أولهم علي وآخرهم القائم المهدي».

73_وعن سلیم بن قیس الهلالی،عن سلمان الفارسی(رضی الله عنه) قال: دخلت على النبي (صلی الله علیه و آله) فإذا الحسين على فخذيه، وهو يقبل خدیه وعينيه ويلثم فاه ويقول: «أنت سيد ابن سيد أخو سيد، وأنت إمام ابن إمام أخو إمام، وأنت حجة ابن حجة وأخو حجة وأبو حجج تسعة(2)، تاسعهم قائمهم المهدی ایضا اخرجه الحموینی (3) و موفق ابن احمد الخوارزمي.(4)

74 - وعن ابن عباس (رضی الله عنه) ، قال: سمعت رسول الله (صلی الله علیه و آله) يقول: أنا وعلي والحسن والحسين وتسعةمن ولد الحسین، مطهرون معصومون»، أيضا أخرجه الحمويني.(5)

75 - وعن علي - كرم الله وجهه ، قال: قال رسول الله - صلوات الله وسلامه عليه : «من أحب أن يركب سفينة النجاة ويتمسك

ص: 61


1- ينابيع المودة: 316
2- في المصدر دون (واو) في الموضعين الأخيرين.
3- فرائد السمطين 2: 313.
4- مقتل الحسین /الخوارزمی213:1 و 212
5- فرائد السمطين 2: 133.

بالعروة الوثقی ویعتصم بحبل الله المتين فليوال عليا وليعاد عدوه وليأتم بالأئمة الهداة من ولده؛ فإنهم خلفائي وأوصيائي، وحجج الله على خلقه من بعدي وسادات أمتي وقواد الأتقياء إلى الجنة، حزبهم حزبي، وحزبي حزب الله، وحزب أعدائهم حزب الشيطان)(1)

وفي الباب السادس والخمسين في رسالة مودة القربي في المودة العاشرة(2)، هذهالأحاديث مثلها، إلا أنه ترك ذكر أخوته للإمام (3)من حدیث سليم، والظاهر أنه سقط من النساخ.

وفي الرابع والخمسين وفي مودة القربي (4)عن سليم فذكر مثل الأول بعينه(5)، وفي الرابع والتسعين(6)، ومنها في كتاب المناقب لموفق بن أحمد أخطب خطباء خوارزم بسنده عن سليم فذكر مثله .(7)

76- وفي الباب الثالث (أخرج الحمويني بسنده عن محمد الباقر، عن أبيه، عن جده، عن أمير المؤمنين (رضی الله عنه) قال: قال رسول الله (صلی الله علیه و آله):

يا علي أكتب ما أملي عليك»، قلت: يا رسول الله أتخاف علي النسيان؟ قال: «لا، وقد دعوت الله عزوجل أن يجعلك حافظة، ولكن أكتب لشركائك الأئمة من ولدك، بهم تسقى أمتي الغيث، وبهم يستجاب دعاؤهم، وبهم

ص: 62


1- ينابيع المودة 3: 391 و 392.
2- ینابیع الموده308 .
3- أي قوله: «أخو سيد أخو إمام أو أخو حجة».
4- ينابيع المودة: 316
5- ينابيع المودة 2: 44.
6- ينابيع المودة 3: 291.
7- لم أعثر على الحديث في المناقب، لكنه موجود في مقتل الحسين للموفق الخوارزمي 1: 146/مطبعة الزهراء 1948 م.

يصرف الله عن الناس البلاء، وبهم تنزل الرحمة من السماء، وهذا أولهما، وأشار إلى الحسن، ثم قال: «وهذا ثانيهم»، وأشار إلى الحسين، ثم قال: «والأئمة من ولده (رضی الله عنه) ). (1)

7_ قال: (وفي المناقب، عن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن المجتبی ابن علي المرتضی، عن أبيه، عن جده الحسن السبط، قال: خطب جدي رسول الله (صلی الله علیه و آله) يوما فقال بعد ما حمد الله وأثنى عليه: «معاشر الناس إني أدعی فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن تمسكتم بهما لن تضلوا، وإنهما لن یفترقا حتى يردا علي الحوض، فتعلموا منهم ولا تعلموهم؛ فإنهم أعلم منكم، ولا تخلو الأرض منهم، ولو خلت لانساخت بأهلها»، ثم قال: اللهم إنك لا تخلي الأرض من حجة على خلقك لئلا يبطل حجتك، ولا يضل (2)أولياءك بعد إذ هديتهم، أولئك الأقلون عددا والأعظمون قدرة عند الله لك، ولقد دعوت الله - تبارك وتعالى أن يجعل العلم والحكمة في عقبي وعقب عقبي وفي زرعي وزرع زرعي إلى يوم القيامة، فاستجيب لي»).

إلى أن قال: (وأخرج الحمويني بسنده، عن الأعمش، عن جعفر الصادق، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين لا، قال: «نحن أئمة المسلمين، وحجج الله على العالمين، وسادة المؤمنين، وقادة الغر المحجلين، وموالي المسلمين، ونحن أمان لأهل الأرض، كما أن النجوم أمان لأهل السماء، ونحن الذين بنا تمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذن الله، وبنا ينزل الغيث وتنشر الرحمة وتخرج بركات الأرض، ولولا

ص: 63


1- فرائد السمطين 2: 59.
2- في المصدر: تضل

ما على الأرض منالانساخت بأهلها»، ثم قال: «ولم تخل الأرض منذ خلق الله آدم (علیه السلام) من حجة الله فيها ظاهر مشهور أو غائب مستور، ولا تخلو إلى يوم القيامة من حجة فيها، ولولا ذلك لم يعبد الله».

78 _ قال الأعمش: قلت لجعفر الصادق (علیه السلام) : كيف ينتفع الناس بالحجة الغايب المستور؟ قال: «كما ينتفعون بالشمس إذا سترها سحاب»(1)

79 _ قال: (وفي المناقب: خطب الإمام جعفر الصادق (علیه السلام)$ فقال: إن الله أوضح بأئمة الهدى من أهل بیت نبيه (صلی الله علیه و آله) دينه وأبلج بهم باطن ينابيع علمه...») إلى أن قال: «فلم يزل الله تعالى يختارهم لخلقه من ولد الحسين (علیه السلام) من عقب كل إمام يصطفيهم لذلك، وكلما مضى منهم إمام نصب الله لخلقه من عقبه إمامة (2)الخبر.

أقول: وأخرجهما في الباب التاسع والمائتين (3)أيضا.

80_ وفي الباب الخامس والتسعين: (وعن المناقب، وعن علي بن سوید، عن موسى الكاظم (علیه السلام) في هذه الآية، يعني قوله تعالى: أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين(4) ، قال: «جنب اللي أمير المؤمنين علي، وكذلك ما بعده من الأوصياء بالمكان الرفيع إلى أن ينتهيالأمر إلى آخرهم المهدي - سلام الله عليه_»(5) وفيما قبله (قال جابر الجعفي: إن جابر بن عبد الله دخل على

ص: 64


1- ينابيع المودة 1: 73 - 76
2- ينابيع المودة 1: 81
3- كذا في المخطوطة، والصواب (التاسع والثمانون)، ينابيع المودة 3: 361
4- الزمر: 56.
5- ينابيع المودة 3: 602، باختلاف في الألفاظ.

علي بن الحسين (علیه السلام) إذ خرج محمد بن علي من عند نسائه، فقال له جابر: يا مولاي إن جدك رسول الله - صلوات الله وسلامه عليه قال لي: إذا لقيته فاقرأه مني السلام، وقد أخبرني أنكم الأئمة الهداة من أهل بيته من بعده أحلم الناس صغارا وأعلمهم كبارة، وقال: «لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم». قال الباقر (علیه السلام): «ولقد أوتيت الحكم صبية، ذلك بفضل الله ورحمته علينا أهل البيت»).(1)

81- وفي السادس عشر: (وفي المناقب، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة - وهوآخر من مات من الصحابة بالاتفاق ، عن علي (علیه السلام) قال: قال رسول الله (صلی الله علیه و آله): «يا علي، أنت وصيي، حربك حربي، وسلمك سلمي، وأنت الإمام وأبو الأئمة الإحدى عشر (2)الذين هم المطهرون المعصومون، ومنهم المهدي الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا، فویل المبغضهم»(3) الخبر.

82 _ وفي الرابع والعشرين: (وفي المناقب، عن المفضل، قال: سألت جعفر الصادق (علیه السلام) عن قوله (علیه السلام): وإني أبلى إبراهيم رة بكلمات.(4). الآية، قال: «هي الكلمات التي تلقاها آدم (علیه السلام) من ربه فتاب عليه، وهو أنه قال: يا رب أسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (علیهم السلام) إلآ تبت علي، فتاب عليه؛ إنه هو التواب الرحیم»، فقلت له: يا ابن رسول الله (صلی الله علیه و آله)، فما يعني بقوله: فأتمهن؟

ص: 65


1- ينابيع المودة 3: 399
2- كذا في المصدر والمخطوطة.
3- ينابيع المودة 1: 202 و 253، باختلاف في الألفاظ.
4- البقرة: 124.

قال: (1)«يعني: أتمهن إلى القائم المهدي اثني عشر إماما تسعة من ولد الحسين (علیه السلام) »).(2)

83_ وفي الثامن والثلاثين: الحمويني، بسنده عن سلیم بن قیس الهلالي.(3)

أقول: وسنده إليه برواية الحمويني، عن عبد الحميد بن فخار بن معد عن أبيه، عن شاذان بن جبرئيل القمي، عن جعفر بن محمد الدوريستي، عن أبيه، عن ابن بابویه، عن أبيه، وابن الوليد، عن سعد، عن يعقوب بن يزيد، عن حماد بن عيسى، عن عمر بن اذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم، قال: رأيت علية في مسجد المدينة، في خلافة عثمان) فذكر حديث المناشدة، إلى أن ذكر قول على (علیه السلام): «أنشدكم الله، أتعلمون حيث نزلت: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)(4)، وحيث نزلت: (إنما ولیكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون )(5)، وحيث نزلت: لم یخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة) (6)وأمر الله لك عزوجل أن يعلمهم ولاة أمرهم وأن يفر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم وزكاتهم وحجهم، فنصبني للناس بغدیر خم، فقال: أيها الناس إن الله عزوجل أرسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت أن الناس يكذبني، فأوعدني ربي....) ثم قال: (أتعلمون أن الله عزوجل مولاي

ص: 66


1- ما بين المعقوفتين من المصدر.
2- ينابيع المودة 1: 290.
3- فرائد السمطین 1: 312، کتاب سلیم بن قیس 2: 644 - 647، والمصنف هنا ينقل بالمعنی
4- النساء: 9.
5- المائدة: 55.
6- التوبة: 16.

وأنا مولى المؤمنين، وأولی بهم من أنفسهم، قالوا: بلی یا رسول الله (صلی الله علیه و آله) ، فقال آخذا بيدي: من کنت مولاه فعلي (علیه السلام) مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فقام سلمان الفارسي رضی الله عنه وقال: یا رسول الله و (صلی الله علیه و آله) علي ماذا؟ قال: ولاؤه کولائي، من کنت أولی به من نفسه، فعلي (علیه السلام) أولی به من نفسه، فنزلت: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت علیکم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )(1)فقال (صلی الله علیه و آله): الله أكبر بإكمال الدين وإتمام النعمة ورضا ربي برسالتي وولاية علي بعدي.

قالوا: يا رسول الله (صلی الله علیه و آله) هذه الآيات في علي خاصة؟ قال: بلى فيه وفي أوصيائي إلى يوم القيامة، قالوا: بينهم لنا، قال: علي أخي ووارثي ووصيي وولي كل مؤمن بعدي، ثم ابني الحسن (علیه السلام) ثم الحسين ثم التسعة من ولدالحسين (علیه السلام) القرآن معهم، وهم مع القرآن، لا يفارقونه ولا يفارقهم حتی یردوا علي الحوض»، قال بعضهم: قد سمعنا ذلك وشهدنا، وقال بعضهم: قد حفظنا جل ما قلت ولم نحفظ كله، وهؤلاء الذين حفظوا خيارنا وأفاضلنا) إلى أن ذکر مناشدته.

84_(يقول سلمان عند نزول قوله: (وكونوا مع الصادقين) (2): یا رسول الله هذا عامة أم خاصة؟ وقوله (صلی الله علیه و آله): «أما المأمورون فعامة المؤمنين، وأما الصادقون فخاصة، أخي علي وأوصيائي من بعده إلى يوم القيامة»، وإنهم قالوا: نعم) إلى أن ذکر مناشدته بقول سلمان، لما نزل قوله: (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا ...)(3)

ص: 67


1- المائدة: 3.
2- التوبة: 19.
3- الحج: 77.

إلى آخر السورة: (یا رسول الله من هؤلاء الذين أنت عليهم شهید وهم شهداء على الناس الذين اجتباهم الله، ولم يجعل عليهم في الدين من حرج، ملة إبراهيم؟)وقوله: («عني بذلك ثلاثة عشر رجلا خاصة») وقول سلمان رضی الله عنه : بينهم لنا يا رسول الله)، وقوله (صلی الله علیه و آله) : «أنا وأخي وأحد عشر من ولدي»، وقولهم:نعم(1))(2)

85 - وفي الحادي والسبعين في ما يرويه عن المحجة: (وعن جابر الجعفي، قال: قلت للباقر (علیه السلام): یا ابن رسول الله إن قوما يقولون: إن الله جعل الإمامة في عقب الحسن، قال: «يا جابر، إن الأئمة هم الذين نص عليهم رسول الله (صلی الله علیه و آله) بإمامتهم وهم اثنا عشر، وقال: لما أسري بي إلى السماء وجدت أسماءهم مكتوبة على ساق العرش بالنور اثنا عشر اسمة، أولهم علي وسبطاه وعلي ومحمد وجعفر و موسی وعلي ومحمد وعلي والحسن ومحمد القائم الحجة المهدي (علیه السلام) » ثم تنفس الصعداء، وقال: «إن الأمة لا يعلمون بكلام ربهم الذي أوجب المودة فينا»، ثم أنشأ شعرة:

إن اليهود لحبهم(3) لنبيهم

أمنوا بوائق حادث الأزمان

وذووا الصليب بحب عيسى أصبحوا

يمشون زهوا (4)في قرى نجران

والمؤمنون بحب آل محمد

يرمون في الآفاق بالنيران (5))(6)

ص: 68


1- أورده مصنف هذا الكتاب مختصرة، فرائد السمطين 1: 312 - 318.
2- ينابيع المودة 1: 341- 348
3- في المخطوطة: (یحبهم)
4- في المخطوطة: (زهرا).
5- كفاية الأثر: 247
6- ينابيع المودة 3: 249

86- وعن ابن مسكان، عن الباقر والصادق ××× والكاظم (علیه السلام) في كيفية نزول القرآن وذكر ليلة القدر وحوادثها وقولهم: («ويلقيه رسول الله (صلی الله علیه و آله) إلى أمير المؤمنين علي (علیه السلام) وهو إلى الأئمة من أولاده حتى ينتهي إلى صاحب الزمان المهدي (علیه السلام) )(1)

87_ و(عن الأصبغ بن نباتة، قال: سمعت ابن عباس (علیه السلام) يقول: قال رسول الله (صلی الله علیه و آله) : «أنا السماء، وأما البروج فالأئمة من أهل بيتي وعترتي، أولهم علي وآخرهم المهدي(علیه السلام) ، وهم اثنا عشر»).(2)

88 - وفي السادس والسبعين: (وفي فرائد السمطين، بسنده عن مجاهد، عن ابن عباس (علیه السلام) ، قال: قدم يهودي يقال له: نعثل... فساق حديثه مع رسول الله (صلی الله علیه و آله) إلى قوله: (أخبرني عن وصيك، من هو؟ فما من نبي إلا وله وصي، وإن نبينا موسی بن عمران أوصى إلى يوشع بن نون، فقال (صلی الله علیه و آله): «إن وصيي علي بن أبي طالب، وبعده سبطاي الحسن والحسين، تتلوه تسعة أئمة من صلب الحسین»، قال: يا محمد (صلی الله علیه و آله) و فسمهم لي، قال: «إذا مضى الحسين فابنه علي، فإذا مضى علي فابنه محمد، فإذا مضى محمد فابنه جعفر، فإذا مضى جعفر فابنه موسی، فإذا مضی موسی فابنه علي، فإذا مضى علي فابنه محمد، فإذا مضى محمد فابنه علي فإذا مضى علي فابنه الحسن، فإذا مضى الحسن فابنه الحجة المهدي، فهؤلاء اثنا عشر»، قال: أخبرني عن كيفية موت علي والحسن والحسين، قال (صلی الله علیه و آله) : «يقتل علي بضربة على قرنه، والحسن يقتل بالسم، والحسين بالذبح»، قال: فأين مكانهم؟ قال: «في الجنة في درجتي»، قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول

ص: 69


1- ينابيع المودة 3: 250.
2- ينابيع المودة 3: 254 نقلا عن المحجة / هاشم البحراني: 247 .

الله واشهد انهم الاوصیاء بعدک،و لقدوجدت فی کتب الانبیاء المتقدمه،و فی ما عهد إلينا موسی بن عمران أنه إذا كان آخر الزمان يخرج نبي يقال له: أحمد ومحمد، وهو خاتم النبيين، لا نبي بعده، فيكون أوصياؤه بعده اثنا عشر، أولهم ابن عمه وختنه، والثاني والثالث كانا أخوين من ولده، ويقتل أمة النبي (صلی الله علیه و آله) الأول بالسيف، والثاني بالسم، والثالث مع جماعة من أهل بيته بالسيف وبالعطش في موضع الغربة، فهو كولد الغنم يذبح ويصبر على القتل؛ لرفع درجاته ودرجات أهل بيته وذريته، وإخراج محبيه وأشياعه من النار.

وتسعة الأوصياء فهم (1)من أولاد الثالث، فهؤلاء الاثناعشر عدد الأسباط، قال (صلی الله علیه و آله) : «أتعرف الأسباط؟»، قال: نعم، إنهم كانوا اثني عشر، أولهم لاوي بن برخيا(2)، وهو الذي غاب عن بني إسرائيل غيبة ثم عاد فأظهر الله به شريعته بعد اندراسها، وقاتل قرسطيا الملك حتى قتل الملك، قال (صلی الله علیه و آله) : «كائن في أمتي ما كان في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة، وأن الثاني عشر من ولدي يغيب حتى لا يرى ويأتي على أمتي بزمن لا يبقى من الإسلام إلأ اسمه، ولا يبقى من القرآن إلا رسمه؛ فحينئذ بأذن الله - تبارك وتعالى له بالخروج فيظهر الإسلام به، ويجدده، طوبی لمن أحبهم وتبعهم، والويل لمن أبغضهم وخالفهم، وطوبى لمن تمسك بهداهم»، فأنشا نعثل شعرة:

صلى الإلهذو العلی

عليك ياخير البشر

أنت النبي المصطفى

والهاشمي المفتخر

ص: 70


1- في المصدر: (منهم).
2- في المخطوطة: (یوحنا).

بکم هدانا ربنا

وفيك نرجو ما أمر

ومعشر سئيتهم

أئمة اثناعشر

حباهم رب العلی

ثم صفاهم (1)من كدر

قد فاز من والاهم

وخاب من عادى الزهر

آخرهم يسقي الظما

وهو الإمام المنتظر

عترتك الأخيار لي

والتابعين ما أمر

من كان عنهم معرضا

فسوف تصلاه سقر(2)

89- وفي المناقب، عن واثلة بن الأصقع بن قرخاب، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: دخل جندل بن جنادة بن جبير اليهودي على رسول الله (صلی الله علیه و آله) ) فذكر قصته إلى قوله: (أخبرني يا رسول الله عن أوصيائك من بعدك لأتمسك بهم، قال: «أوصيائي الاثنا عشر»، قال جندل: هكذا وجدناهم في التوراة، وقال: يا رسول الله سمهم لي، فقال: «أولهم سيد الأوصياء أبو الأئمة علي (علیه السلام) ثم ابناه الحسن والحسين، فاستمسك بهم، ولا يغرنك جهل الجاهلين، فإذا ولد علي بن الحسین زین العابدين يقضي الله عليك، ويكون آخر زادك منالدنيا شربة لبن تشربه»، فقال جندل: وجدنا في التوراة وفي كتب الأنبياء إيليا وشبرة وشبيرة، فهذه اسم علي والحسن والحسين، فمن بعد الحسين؟ وما أساميهم؟ قال: «إذا انقضت مدة الحسين فالإمام ابنه علي ويلقب بزین العابدین، فبعده ابنه محمد،

ص: 71


1- في المصدر: اصطفاهم، وفي غيرها: أصفاهم.
2- كفاية الأثر: 15و16 ؛ فرائد السمطين 2: 133 - 135 ، مع وجود اختلاف في اللفظ.

و(1)يلقب بالباقر فبعده ابنه جعفر، ويدعى بالصادق، فبعده ابنه موسی، ويدعى بالكاظم، فبعده ابنه علي، يدعى بالرضا، فبعده ابنه محمد، يدعى بالتقي الزكي، فبعده ابنه علي، يدعى بالنقي والهادي، فبعده ابنه الحسن، يدعى بالعسكري، فبعده ابنه محمد، يدعى بالمهدي القائم والحجة، فيغيب ثم يخرج، فإذا خرج يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورة، طوبي للصابرين في غيبته، طوبي للمقيمين على محبتهم، أولئك الذين وصفهم الله في كتابه، وقال: (هدی المتقين * الذين يؤمنون بالغيب )(2)ثم قال تعالى: (أولك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون (3))(4) الخبر.

90.(وفی المناقب عن أبی الطفیل عامربن وائله، قال: جاء يهودي من يهود المدينة إلى علي - كرم الله وجهه ) فساق حديثه معه إلى قوله: (أخبرني: كم لهذه الأمة بعد نبيها من إمام؟ وأخبرني عن منزل محمد (صلی الله علیه و آله) : أين هو في الجنة؟ وأخبرني: من يسكن معه في منزله؟ قال علي: «لهذه الأمة بعد نبيها اثناعشر إمامة، لا يضرهم خلاف من خالفهم»، قال اليهودي: صدقت، قال علي: «ینزل محمد (صلی الله علیه و آله) في جنة عدن، وهي وسط الجنان وأعلاها وأقربها من عرش الرحمن ، قال اليهودي: صدقت، قال علي: «والذي يسكن معه في الجنة هؤلاء الأئمة الاثنا عشر، أولهم أنا وآخرهم القائم المهدي»، قال: صدقت)(5) الخبر.

ص: 72


1- من هنا في المصدر لا توجد (واو).
2- البقرة: 2 و 3.
3- المجادلة: 22.
4- ينابيع المودة 3: 281 - 285.
5- ينابيع المودة 3: 285 - 287.

91. وفي الثامن والثلاثين: (وفي المناقب، بالسند عن عیسی بن السري، قال: قلت لجعفر الصادق (علیه السلام) :حدثني عما ثبت (1)عليه دعائم الإسلام إذا أخذت بهازکا عملي، ولم یضرتي جهل ما جهلت، قال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله (صلی الله علیه و آله) ).... (قال رسول الله (صلی الله علیه و آله): من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية، قال الله عزوجل (: أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)(2)، فكان علي، ثم صار من بعده الحسن (علیه السلام) ، ثم الحسين (علیه السلام)، ثم من بعده علي بن الحسین ليلا، ثم من بعده محمد بن علي (علیه السلام) ، وهكذا يكون الأمر، إن الأرض لا تصلح إلا بإمام، ومن مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية، وأحوج ما يكون أحدكم إلى معرفته إذا بلغت نفسه هاهنا وأهوى بيده إلى صدره – يقول حينئذ: لقد كان على أمر حسن»(3)

92 - وفي الثالث والتسعين: و(أخرج صاحب المناقب) فذكر سؤال علي (علیه السلام) عن أفضليتهم من الملائكة وقول رسول الله (صلی الله علیه و آله) بسنده...، إلى أن قال في ما ذكر من حديث معراجه: («فنودیت: يا محمد، أنت عبدي وأنا ربك، فإياي فاعبد، وعلي فتو گل، وخلقتك من نوري وأنت رسولي إلى خلقي وحجتي على بريتي،لك ولمن اتبعك خلقت جتي، ولمن خالفك خلقت ناري، ولأوصيائك أوجبت كرامتي، فقلت: يا رب ومن أوصيائي ؟، فنودیت: یا محمد، أوصياؤك المكتوبون على سرادق عرشي، فنظرت فرأيت اثني عشر نورة، في كل نور سطر

ص: 73


1- هكذا في المخطوطة والمصدر، وفي المصادر الأخرى: بنيت. أنظر: الكافي 2: 21/ باب دعائم الإسلام/ ح 9.
2- النساء: 59.
3- ينابيع المودة 1: 350 و 351

أخضر، عليه اسم وصي من أوصيائي أولهم علي وآخرهم القائم المهدي، فقلت: یا رب، هؤلاء أوصيائي من بعدي؟، فنودیت: یا محمد، هؤلاء أوليائي وأحبائي وأصفيائي وحججي بعدك على بريتي، وهم أوصياؤك، وعزتي وجلالي، الأطهر الأرض بآخرهم المهدي من الظلم، ولأملكه مشارق الأرض ومغاربها، ولأسخر له الرياح، ولأذلل له السحاب الصعاب، ولأرقيه في الأسباب، ولأنصرنه بجندي، ولأمده بملائكتي حتى تعلو دعوتي، ويجمع الخلق على توحیدی،ثم لا دیمن ملکه، ولا داولن الایام بین اولیائی الی یوم القیامه.

93 _ أخرج أبو المؤيد موقق بن أحمد الخوارزمي، بسنده عن أبي سلمی راعي رسول الله (صلی الله علیه و آله) ، قال: سمعت رسول الله (صلی الله علیه و آله) يقول: «ليلة أسري بي إلى السماء قال لي الجليل: (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه ) (1)فقلت: (والمومنون) قال: صدقت.. قال: يا محمد، إني اطلعت إلى أهل الأرض اطلاعة فاخترتك منهم فشققت لك اسم من أسمائي، فلا أذكر في موضع إلأ ذكرت معي، فأنا المحمود، وأنت محمد (صلی الله علیه و آله) ، ثم اطلعت الثانية فاخترت منهم علي فسميته باسمي، یا محمد، خلقتك وخلقت علية وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين من نوري، وعرضت ولايتكم على أهل السماوات والأرض، فمن قبلها كانعندي من المؤمنين، ومن يجحدها (2)كان عندي من الكافرين، یا جاءني جاحدة لولايتكم ما غفرت له، یا محمد، أتحب أن تراهم؟ فقلت: نعم، یا رب، قال: أنظر إلى يمين العرش، فنظرت فإذا علي وفاطمة والحسن والحسين

ص: 74


1- البقرة: 285.
2- في المقتل والفرائد: (جحدها).

وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسی بن جعفر وعلي بن موسی و محمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي ومحمد المهدي بن الحسين كأنه كوكب دري بينهم.

وقال: يا محمد، هؤلاء حججي على عبادي، وهم أوصياؤك، والمهدي منهم، الثائر من قاتل عترتك، وعزتي وجلالي إنه المنتقم من أعدائي والممد لأوليائي»(1)، أيضا أخرجه الحمويني(2))(3)

94 - وفي الرابع والتسعين: (وفيه - أي فرائد السمطين - عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، رفعه: «إن أوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي الاثنا عشر(4)، أولهم أخي وآخرهم ولدي»، قیل: یا رسول الله من أخوك؟ قال: «علي»، قيل:من ولدك؟ قال: «المهدي الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورة وظلمة، والذي بعثني بالحق بشيرا ونذيرا لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدي المهدي فينزل روح الله عیسی بن مریم فيصلي خلف ولدي، وتشرق الأرض بنور ربها ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب».(5)

95 - وفيه عن أصبغ بن نباتة، عن ابن عباس، رفعه: «أنا وعلي والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسین مطهرون معصومون».(6)

ص: 75


1- مقتل الحسين / الخوارزمي 1: 146 و 147.
2- فرائد السمطين 2: 319 و 320
3- ينابيع المودة 3: 380 و 381.
4- في بعض المصادر : لاثنا عشر، اثنا عشر، وما أثبت من المخطوط والمصدر.
5- فرائد السمطين 2: 312
6- فرائد السمطين 2: 313.

96– وفيه عن عباية بن ربعي، عن ابن عباس، رفعه: «أناسید النبيين وعلي سيد الوصيين وأن أوصيائي بعدي اثناعشر أولهم علي وآخرهم المهدي»(1))(2)

97 - وفي الثامن والسبعين عن کتاب فرائد السمطين (3)بلا واسطة، وفي هذا الكتاب عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله (صلی الله علیه و آله) ، فذكر الحديث إلا أنه قال: («أولهم علي وآخرهم المهدي، فينزل» الخ).(4)

وفيه بسنده عن عباية، فذكر مثله .(5)

98 - وفي الرابع والتسعين: (وفي كتاب المناقب) فذكر السند إلى أن قال: (عن أبي حمزة الثمالي، عن محمد الباقر، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، قال: «دخلت على جدي رسول الله (صلی الله علیه و آله) فأجلسني على فخذه وقال لي: إن الله عزوجل اختار من صلبك يا حسين تسعة أئمة تاسعهم قائمهم» (6)الخبر.

99 - (وفي المناقب) فذكر السند إلى قوله: (عن أبيه سيد الشهداء الحسين، عن أبيه سيد الأوصياء أمير المؤمنين علي (علیه السلام) ، قال: قال رسول الله (صلی الله علیه و آله): «الأئمة بعدي اثنا عشر أولهم أنت يا علي وآخرهم القائم الذي يفتح الله عزوجل على يديه مشارق الأرض ومغاربها»).(7)

ص: 76


1- المصدر نفسه.
2- ينابيع المودة 3: 377 - 384
3- فرائد السمطين 2: 313.
4- ينابيع المودة 3: 295.
5- ينابيع المودة 3: 296
6- ينابيع المودة 3: 395
7- المصدر نفسه.

أقول: سند هذين وجملة مما يرويه في الباب عن الكتاب سند رئیس المحدثین ابن بابویه، والأخبار المذكورة فيه أوردها في الإكمال، وكثير منها مجتمع في الباب الخامس والعشرين (1)في ما أخبر النبي (صلی الله علیه و آله) بوقوع الغيبة بالقائم (صلی الله علیه و آله) ولو أوردنا من ذلك القبيل شيئا فإنما هو الاعتماد صاحب الكتاب علیه وموافقته لما يرويه عن غيره كما لا يخفی.

100 - ابن المغازلي في مناقبه: (عن أحمد بن محمد بن عبد الوهاب إجازة، عن عمر بن عبد الله بن شوذب، عن محمد بن الحسن بن زیاد، عن أحمد بن الخليل ببلخ، عن محمد بن أبي محمود، عن محمد بن سهل البغدادي، عن موسى بن القاسم، عن علي بن جعفر، قال: سألت اباالحسن عن قوله :( کمشکاة فیها مصباح )(2)؟ فال :(المشکاة فاطمه والمصباح الحسن والحسين ××× »، (الزجاجة كأنها كوكب دري)، قال: كانت فاطمة كوكب دريا من نساء العالمين، يوقد من شجرة مباركة المباركة: إبراهيم( لا شرقية ولا غربية) لا يهودية ولا نصرانية»، (یكاد ربها یضی ء)قال: «یکاد العلم ينطق منها»، ( ولؤلم تمسسه نارنور على نور) قال: «إمام بعد إمام»، (يهدي الله لنوره من يشاء) قال: «يهدي الله لولايتنا من يشاء(3))(4)

ص: 77


1- کمال الدین: 282.
2- النور: 35.
3- الطرائف / ابن طاووس: 135
4- المناقب / ابن المغازلي: 263 و 264

ص: 78

الباب الرابع: في ذكر المهدي (علیه السلام) بعد الحادي عشر (علیه السلام) وذكر ميلاده الشريف وأن له غيبة طويلة

اشارة

ص: 79

ص: 80

101- ينابيع المودة عن الصواعق في ذكر العسكري: (ولم يخلف غير ولده أبي القاسم محمد الحجة، وعمره عند وفاة أبيه خمس سنین، لكن آتاه الله - تبارك وتعالى العلم والحكمة ويسمى القائم المنتظر لأنه ستر وغاب ولم يعرف أين ذهب)(1)

102_ وعن فصل الخطاب فيه: (ولم يخلف ولدا غير أبي القاسم محمد المنتظر، المسمى بالقائم والحجة والمهدي وصاحب الزمان وخاتم الأئمة الاثني عشر عند الإمامية، وكان مولده ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين، وأمه أم ولد، يقال لها: نرجس، توفي أبوه رضی الله عنه وهو ابن خمس سنين، فاختفى إلى الآن، وهو محمد المنتظر ولد الحسن العسكري، معلوم عند خاصة أصحابه وثقات أهله) وفي موضع آخر: (وأبو محمد الحسن العسكري، ولده محمد المنتظر المهدي رضی الله عنه معلوم عند خاصة أصحابه).

ويروى أن حكيمة بنت محمد الجواد كانت عمة أبي محمد الحسن العسكري (علیه السلام) تحبه وتدعو له وتتضرع إلى الله أن ترى ولده، فلما كانت ليلة النصف منشعبان سنة خمس وخمسين ومائتين دخلت حكيمة عند الحسن، فقال لها: «یا عمة كوني الليلة عندنا لأمر»، فأقامت، فلما كان وقت الفجر اضطربت نرجس فقامت إليها حكيمة فوضعت المولود المبارك (علیه السلام) ، فلما رأته حکیمه انت به الحسن (علیه السلام) وهو مختون فأخذه ومسخ بیده علی ظهره و عینیه

ص: 81


1- ينابيع المودة 3: 131 نقلا عن الصواعق المحرقة: 314

وأدخل لسانه في فيه وأذن في أذنه اليمنى وأقام في الأخرى، ثم قال: «يا عمة، اذهبي به إلى أمه» فردته إلى أمه.

قالت حكيمة: ثم جئت من بيتي إلى أبي محمد الحسن فإذا المولود بين يديه في ثياب خضر (1)وعليه من البهاء والنور ما أخذ حبه مجامع قلبي، فقلت: ياسيدي هل عندك من علم في هذا المولود المبارك؟ فقال: «یا عمة هذا المنتظر الذي بشرنا به، فخررت الله ساجدة شكرا على ذلك، ثم كنت أتردد إلى الحسن فلا أرى المولود، فقلت: يا مولاي مافعل سیدنا المنتظر؟ قال: «استودعناه الله الذي استودعته أم موسی ابنها»، وقالوا: آتاه الله تعالى الحكمة وفصل الخطاب وجعله آية للعالمين، كما قال تعالى: (يا یحیی خذالکتاب بقوة وأتیناه الحكم صبيا ) (2)وطول الله عمره کما طول عمر الخضر وإلياس.(3)

أقول: قد ذكر ذلك عنهما في الباب التاسع والسبعين أيضا بعدما أورد جملة من الأخبار التي رواها رئيس المحدثين في الإكمال مسميا له بكتاب الغيبة(4)، تركنا إيراد ما أورده اكتفاء بتلك الإشارة بعد اشتهار أصل الكتاب ومعروفية اعتبارها عند الإمامية وغيرهم.

103 _ وفي الثامن والستين في ضمن کلام محمد بن طلحه فی الدر المنظم (واعلم ان محمد (صلی الله علیه و آله) صورة العنصر الأعظم، والإمام علي صورة العقل الكل، وهو القلم الأعلى لهذا

ص: 82


1- في المصدر: (صفر).
2- مریم: 12.
3- ينابيع المودة 3: 304.
4- ينابيع المودة 3: 300.

العالم،و فاطمه هی صورة النفس الکلیه، وهی اللوح المحفوظ، والحسن هو صورة العرش، والحسين هو صورة الكرسي والأئمة الاثني عشر هم صورة البروج، والإمام محمد المهدي صورة العالم.(1) إلى أن قال: (وأنلله خليفة يخرج في آخر الزمان، وقد امتلأت [الأرض)(2) جورا وظلما فيملأهاقسطة وعد، ولو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك حتی يلي هذا الخليفة من ولد فاطمة ÷÷÷ وهو أقنى الأنف أكحل الطرف، وعلى خده الأيمن خال يعرفه أرباب الحال، اسمه محمد، وهو مربوع القامة حسن الوجه والشعر، وسيمت الله به القمع وعدن، وأسعد الناس به أهل الكوفة، ويقسم المال بالبسوية ويعدل في الرعية، ويفصل (3)في القضية، في أيامه لاتدع السماء من قطرها شيئا إلا صبته، والأرض شيئا من نباتها إلا أخرجته (4)وهذا الإمام المهدي القائم بأمر الله. يرفع المذاهب فلا يبقى إلا الدین الخالص. يبايعه العارفون من أهل الحقائق عن شهود وكشف وتعريف إلهي، فلا يترك بدعة إلا ويزيلها ولا سنة إلا ويقيمها.. وروي عن الباقر (علیه السلام) أنه (يلبث) (5)ثلاث مائة وتسع

ص: 83


1- الدر المنتظم: 53
2- إضافة من الدر المنتظم.
3- في المصدر: (يتصل).
4- الدر المنتظم: 73.
5- ما بين المعقوفتين من المصدر يظهر أن الناسخ أسقطها.

سنین کمالبث أهل الكهف. وقيل: إنه يموت قبل القيامة بأربعين يوما، والله أعلم بالصواب، وقد آتاه الله عزوجل في حال الطفولية الحكمة وفصل الخطاب .(1)

وأما أمه فاسمها نرجس، وهي من أولاد الحواريين (2)) .. إلى أن قال بعد ذکر کتاب علي: (وقد ورث هذا الكتاب النوراني واللباب الصمداني الإمام المهدي وهو ورثه من أبيه الحسن وهو ورثه من أبيه علي التقي) (3)إلى أن ذكر الاثني عشر (علیه السلام). (4)

وفي السادس والثمانين (5): (وقال الشيخ الكبير الكامل بأسرار الحروف صلاح الدين الصفدي في شرح الدائرة أن المهدي الموعود هو الإمام الثاني عشر من الأئمة، أولهم علي وآخرهم المهدي - رضي الله تعلی عنهم ونفعنا بهم_)(6)

وفي سابقه (7)في ماينقله عن الصبان في إسعاف الراغبين: وقال سيدي عبد الوهاب الشعراني في كتاب الیواقیت والجواهر في المبحث الخامس والستين: المهدي من ولد الإمام الحسن العسكري، ومولده ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين

ص: 84


1- الدر المنتظم: 75.
2- الدر المنتظم: 80.
3- ينابيع المودة 3: 311 - 316
4- الدر المنتظم: 90 و91
5- في المخطوطة: (والمائتين)، والصواب ما أثبتناه من المصدر.
6- ينابيع المودة 3: 347
7- أي في الباب الخامس والثمانين

ومائتين، وهو باقي إلى أن يجتمع بعیسی بن مريم (علیه السلام)(1)هكذا أخبرني الشيخ حسن العراقي عن الإمام المهدي حين اجتمع به ووافقه على ذلك سيدي علي الخواص رضی الله عنه. (2)

104 - وقال الشيخ محيي الدين في الفتوحات المكية: إن المهدي يحكم بما ألقى إليه ملك الإلهام من الشريعة كما في حديث:

المهدي يقفو أثري لا يخطئ»، ويقول مؤلف الكتاب: إن الشيخ عبد الوهاب الشعراني قدس سره قال في كتابه الأنوار القدسية: إن بعض مشايخنا قال: نحن بايعنا المهدي بدمشق الشام، وكنا عنده سبعة أيام (3)وقال لي الشيخ عبد اللطيف الحلبي سنة ألف ومائتين وثلاث وسبعين: إن أبي الشيخ إبراهيم قال: سمعت بعض مشايخ مصر يقول: بايعنا الإمام المهدي (علیه السلام)) (4)ثم ذکر ترجمة للشيخ إبراهيم هذا فلاحظ.

105 _ أقول: وفي إسعاف الراغبين للصبان کلام طويل في المهدي (علیه السلام) لا حاجة لنا إليه، ومن جملة ذلك أنه قال: (وروى أبو داود في سننه أنه من ولد الحسن(5)، وكان سره ترك الخلافة لله عزوجل شفقة على الأمة فيجعل الله القائم بالخلافة الحق عند شدة الحاجة إليه من ولده ليملأ الأرض عدلا، ورواية [كونه)(6) من ولد الحسين واهية)(7)، ونقل

ص: 85


1- الیواقیت والجواهر 2: 143
2- إسعاف الراغبين: 141 و 142 .
3- الأنوار القدسية: 4
4- ينابيع المودة 3: 345 و 346.
5- سنن أبي داود 2: 511/ نشر دار الفكر بتحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد.
6- ما بين المعقوفتين إضافة من المصدر يقتضيها السياق.
7- إسعاف الراغبين: 135.

قبل ذلك أن (في رواية لأبي داود(1) والترمذي (2) يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي)(3) ونقل عنهما، ول (عن)(4) أحمد(5) (بواطئ اسمه اسمي) (6)وذكرا شيئا آخر، ونقل عن العرف الوردي في أخبار المهدي (7) والقول المختصر في علامات المهدي المنتظر (8)والكشف (9)وغيرها.

106- وعن محيي الدين في موضع من الفتوحات: (وهومن عترة رسول الله (صلی الله علیه و آله) من ولد فاطمة ÷÷÷ ، جده الحسين بن علي بن أبي طالب نها، والده الإمام الحسن العسكري ابن الإمام علي النقي)(10)

فذكرهم إلى علي وجملة ما يتعلق به، ومن موضع آخر من الفتوحات مايتعلق به، ثم أورد عليه فقال: (ولا يخفى أن ما ذكره من كون جده الحسين مناف لما مر من ترجيح رواية كون جده الحسن، وما ذكره من کون والده العسكري مناف لما مر في بعض الروايات من كون اسم أبيه يواطئ اسم أبي رسول الله (صلی الله علیه و آله))(11)، إلى آخر ما ذكره.

ص: 86


1- سنن أبي داود 2: 309.
2- سنن الترمذي 3: 343، وليس فيه: (واسم أبيه اسم أبي).
3- إسعاف الراغبين: 134
4- زيادة يقتضيها السياق.
5- مسند أحمد 1: 376 و 377 ، 430 ، 448 .
6- إسعاف الراغبين: 134
7- العرف الوردي 2: 58 و 59
8- القول المختصر: ورقة 3، مخطوط في مكتبة الإمام أمير المؤمنين (علیه السلام) .
9- کشف المخفی: 283 وما بعدها/ بحث في مجلة علوم الحدیث/ العدد 13.
10- إسعاف الراغبين: 142 ، الفتوحات المكية 3: 327.
11- إسعاف الراغبين: 145 و146

وأجاب عنه الحمزاوي في مشارق الأنوار بعدما نقل عبارته بعد عبارات محيي الدين: (ولا مانع من أن يراد بالحسن العسكري وهو من أولاد الحسين وإما نسب إليه لكونه أشهر آبائه من قبل أبيه.. ولم يكن في الحديث الحسن بن علي، ولو كان لأمكن ذلك أيضا... وهذا وإن كان بعيدا يتقوى برواية كونه من ولد الحسين والسنة يفسر بعضها بعضا، وعلى تسليم ذلك فتوجيه البعض لا يكون حجة في الرد على مثل هذا العارف)(1)، وأجاب عن الثاني بأن: (من المعلوم أنه يولد في آخر الزمان كما ذكره عن الشعراني في الیواقیت والجواهر: المهدي من ولد الإمام الحسن العسكري، مولده ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين بعد الألف، وهو باق إلى أن يجتمع بعيسى(2). الخ، فإن العسكري بينه وبين الحسين (علیه السلام) ستة من الآباء (3)) (4)(فيعلم من ذلك أن الإمام المذكور ليس والدة لسيدي المهدي مباشرة وأن والده مباشرة عبد الله كما في بعض الروايات، وتخصيصه لكونه أول المشاهير من قبل أبيه عبد الله المذكور) . (5)

أقول: ولا يخفى عليك مافي كلام الصبان وجواب الحمزاوي، ومن أين جاء الألف الذي زاده في سنة مولده.

أقول: لا بأس بنقل عبارة كتاب الیواقیت والجواهر في

ص: 87


1- مشارق الأنوار: 113.
2- الیواقیت والجواهر 2: 143.
3- ولا يخفى عليك ما في ذلك أيضا كما يعرف ما سلف. (من المصنف).
4- مشارق الأنوار: 113
5- المصدر نفسه.

عقاید الأكابر لقطب الواصلين وإمام العارفين عند القوم العالم الصمداني سيدهم عبد الوهاب الشعراني، وهو شرح لما أغلق من العربي ليظهر الخيانات.

قال في المبحث الخامس والستين في بيان أن جميع أشراط الساعة التي أخبر بها الشارع حق، لا بد أن تقع كلها قبل قيام الساعة بعد كلام له: (فهناك يترقب خروج المهدي (علیه السلام) وهو من أولاد الإمام الحسن العسكري، ومولده (علیه السلام) ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين وهو باق إلى أن يجتمع بعیسی بن مریم (علیه السلام) ، فيكون عمره إلى وقتنا هذا، وهو سنة ثمان المدفون فوق كوم الريش المطل على بركة الرطلي بمصر المحروسة عن الإمام المهدي حین اجتمع به، ووافقه (1)على ذلك شيخنا سيدي علي الخواص - رحمهما الله تعالی :

وعبارة الشيخ محيي الدين في الباب السادس والستين وثلاثمائة من الفتوحات: واعلموا أنه لا بد من خروج المهدي (علیه السلام) لكن لا يخرج حتی تملأ الأرض جورا وظلما فيملؤها قسطا وعدلا، ولو لم يكن من الدنيا إلا يوم واحد، طول الله ذلك اليوم حتى يلي ذلك الخليفة، وهو من عتره رسول الله (صلی الله علیه و آله) ومن ولد فاطمه ÷÷÷ جده الحسین (علیه السلام) بن علی بن أبي طالب، ووالده الحسن العسكري ابن الإمام علي النقي بالنون ابن محمد التقي بالتاء ابن الإمام علي الرضا ابن الإمام موسى الكاظم ابن

ص: 88


1- في المخطوط كلمة غير مفهومة، وأثبتنا ما يصلح للسياق.

الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام زین العابدین علي ابن الإمام الحسين ابن الإمام علي ابن أبي طالب (علیه السلام) يواطئ اسمه اسم رسول الله (صلی الله علیه و آله)، يبايعه المسلمون بين الركن والمقام يشبه رسول الله - صلوات الله تعالى عليه في الخلق - بفتح الخاء - وينزل عنه في الخلق

بضمها ؛ إذ لا يكون أحد مثل رسول الله في أخلاقه، والله تعالی يقول: (وإنك لعلى خلق عظيم) (1)هو أجلى الجبهة أقني الأنف، أسعد الناس به أهل الكوفة، يقسم المال بالسوية، ويعدل في الرعية، يأتيه الرجل فيقول: يا مهدي أعطني، وبين يديه المال فيحشي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله. يخرج على فترة من الدين، یزع الله به ما لا يزع(2) بالقرآن، يمسي الرجل جاهلا وجبانة وبخيلا فيصبح عالما شجاعة كريمة، يمشي النصر بين يديه، يعيش خمسة أو سبعة أو تسعة، فيقفو أثر رسول الله (صلی الله علیه و آله)، لا يخطئ، له ملك يسدده من حيث لا يراه، يحمل الكل، ويعين الضعيف، ويساعد على نوائب الحق، يفعل ما يقول، ويقول ما يفعل، ويعلم ما يشهد، يصلحه الله في ليلة، يفتح المدينة الرومية بالتكبير مع سبعين ألفا من المسلمين، من ولد إسحاق (3)يشهد الملحمة العظمی مأدبة الله بمرج عكا، يبيد الظلم وأهله، يقيم الدين، وينفخ الروح في

ص: 89


1- القلم: 4.
2- في الأثر: يزع الله بالسطان ما لا يزع بالقرآن، وقيل: ما يزع بالسلطان أكثر ما يزع بالقرآن، قال ابن الأثير في النهاية (ج 5 ص 180) في مادة (وزع): من يزع السلطان أكثر ممن يزع القرآن، أي: من يكف عن ارتكاب العظائم مخافة السلطان أكثر ممن يكفه مخافة القرآن والله تعالی. يقال: وزعه يزعه وزعة فهو وازع، أي: كفه ومنعه. انتهى
3- يعني بذلك: الأعاجم. (من المصنف).

الإسلام، یع الله به الإسلام بعد ذله، ويحيه بعد موته، يضع الجزية، ويدعو إلى الله بالسيف، فمن أبی قتل ومن نازعه خذل، يظهر من الدين ماهو علیه الدین فی نفسه حتی لوکان رسول الله (صلی الله علیه و آله) حیا لحکم به فلا يبقى في زمانه إلآ الدين الخالص عن الرأي يخالف في غالب أحكامه، مذاهب العلماء فينقبضون منه لذلك، لظتهم أن الله تعالى ما بقي يحدث بعد أئمتهم مجتهدة) وأطال في ذكر وقایعه، ثم قال: واعلم أن المهدييقيمون دعوته وينصرونه، هم الوزراء له، يتحملون أثقال المملكة ويعينونه علی ما قلده الله تعالی له، ينزل عليه عیسی بن مریم (علیه السلام) بالمنارة البيضاء شرقي دمشق متكئة على ملكين ملك عن يمينه وملك عن يساره والناس في صلاة العصر، فيتنى له الإمام عن مكانه فيتقدم فيصلي بالناس، (1)يأمر الناس بسنة محمد(صلی الله علیه و آله) ، یکسر الصليب ويقتل الخنزير، ويقبض الله المهدي طاهرة مطهرة، وفي زمانه يقتل السفياني عند شجرة بغوطة دمشق، ويخسف بجيشه بالبيداء، فمن كان مجبورة من ذلك الجيش مكرهة يحشر على نيته، وقد جاء کم زمانه، وأظلكم أوانه، وقد ظهر في القرن الرابع اللاحق بالقرون الثلاثة الماضية قرن رسول الله (صلی الله علیه و آله) و(هو) قرن الصحابة ثم الذي يليه ثم الذي يلي الثاني ثم جاء بینهما

ص: 90


1- كذا في الفتوحات، إلا أن الروايات المتظافرة عند جمهور الفريقين تؤكد ائتمام عیسی (علیه السلام) بصلاة الإمام القائم المهدي (علیه السلام) ، كقوله (علیه السلام) في حديث: «... فينزل عیسی بن مریم (علیه السلام) فيقول أميرهم: تعال صل بنا، فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمير، ليكرم الله هذه الأمة»، رواه أحمد، ومسلم، وأبو يعلى، وابن حبان، وأبو نعيم، والداني، والبيهقي، والبغوي... وغيرهم، راجع: معجم أحاديث الإمام المهدي (علیه السلام) 1: 52/ رقم 29.

فترات وحدثت أمور وانتشرت أهواء وسفكت دماء فاختفى إلى أن يجيء الوقت الموعود، فشهداؤه خير الشهداء وأمناؤه أفضل الأمناء)(1)انتهى موضع الحاجة من الكتاب.

أقول: نقلت العبارة من نسخة للكتاب مطبوعة بمصر في إدارة أحمد البابي الحلبي في أواخر شعبان سنة (1309) من الهجرة، وفيها تقریظات على الكتاب ومؤلفه، يلاحظها من أراد.

107 - وفي وفيات الأعيان: (أبو القاسم محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد ثاني عشر الأئمة الاثني عشر علی اعتقاد الإمامية المعروف بالحجة، وهو الذي تزعم الشيعة أنه المنتظر والقائم والمهدي، وهو صاحب السرداب بسر من رأى، كانت ولادته يوم الجمعة من نصف شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين، ولما توفي أبوه كان عمره خمس سنين، واسم أمه خمط، وقيل: نرجس، والشيعة يقولون: إنه دخل السرداب في دار أبيه وأمه تنظر إليه فلم يخرج بعد إليها، وذلك في سنة خمس وستين ومائتين، وعمره يومئذ تسع سنین.

108 _ ذكر ابن الأزرق في تاريخ ميافارقين أن الحجة المذكور ولد تاسع شهر ربيع الأول سنة ثمان وخمسين ومائتين، وقيل: في ثامن شعبان سنة

ست وخمسين، وهو الأصح، وأنه لما دخل السرداب کان عمره أربع سنين، وقيل: خمس سنين، وقيل: إنه دخل السرداب سنة

ص: 91


1- الیواقیت والجواهر : 143 و 144 ؛ الفتوحات المكية 3: 327، باختلاف في اللفظ؛ ومابین المعقوفتين من اليواقيت.

خمس وسبعين ومائتين، وعمره سبع عشرة سنة والله أعلم أي ذلك كان -رحمه الله تعالی )(1)

109 - وقال في ترجمة أبي محمد الحسن ××× : (أحد الأئمة الاثني عشر على اعتقاد الإمامية وهو والد المنتظر صاحب السرداب ويعرف بالعسكري.(2) الخ.

110 _ أقول: وقال طاوس الطاوس (3)في أواخر کتاب المهج ما هذا لفظه: وذكر نصر بن علي الجهضمي، وهو من ثقات رجال المخالفين، وقد مدحه الخطيب في تاريخه، (4)والخطيب من المتظاهرين بعداوة أهل البيت عالية في ما صنفه نصر بن علي الجهضمي المذكور في مواليد الأئمة ومن الدلائل فقال عند ذكر الحسن العسكري (علیه السلام) : ومن الدلائل ما جاء عن الحسن بن علي العسكري (علیه السلام) عند ولادة محمد بن الحسن عليها: «زعمت الظلمة أنهم يقتلونني ليقطعوا هذا النسل، كيف رأوا قدرة القادر؟» وسماه المؤمل .(5) وروي عن علي بن محمد (صلی الله علیه و آله) أنه قال: «لو أذن لنا في الكلام لزالت الشكوك، يفعل الله تعالی ما يشاء(6)) .(7)

ص: 92


1- وفيات الأعيان 4: 31 و 32
2- وفيات الأعيان 2: 78.
3- كذا في المخطوط، ويقصد به السيد الأجل رضي الدين علي بن موسی بن جعفر بن محمد بن أحمد بن الطاوس من ولد سلیمان بن داود بن الحسن المثنى بن الحسن السبط (علیه السلام) المولود سنة (589ه) والمتوفى سنة (664ه)، والمعروف بالسيد ابن طاووس.
4- تاریخ بغداد 2: 288 ،289
5- أورد المصنف في مخطوطته: (وسماه المؤمل) قبل الحديث وإنما هو بعده على ما في المصادر.
6- تاريخ أهل البيت الجهضمي: 124 - 126
7- مهج الدعوات: 376 و 377

111 - والسيد في غاية المرام: (الثاني عشر ومائة، ابن الخشاب، قال: حدثنا صدقة بن موسى، عن أبيه، عن الرضا (علیه السلام) ، قال: «الخلف الصالح من ولد الحسن بن علي العسكري هو صاحب الزمان وهو المهدي». .

112 _ الثالث عشر ومائة، ابن الخشاب، عن أبي القاسم الطاهر بن هارون بن موسى العلوي، عن أبيه، عن جده، قال سيدي جعفر بن محمد ××× : «الخلف الصالح من ولدي وهو المهدي اسمه محمد وكنيته أبو القاسم يخرج في آخر الزمان يقال لأمه: صقيل...»(1) الخبر.

أقول: كلمات علمائهم في ذلك كثيرة فلاحظ کلام سبط ابن الجوزي في تذكرته (2)وكلام محمد بن يوسف الكنجي في كفاية الطالب (3)وكتاب البيان (4)و كلام ابن طلحة في مطالب السؤول (5)وكلام المالكي في الفصول المهمة (6)إلى غير ذلك ممن تعرض لحال هؤلاء الأئمة إلى الحسن فإنهم مطبقون على أن ولده القائم المهدي وهو الثاني عشر منهم وإن سلك بعضهم کابن طلحة مسلك الاستدلال بالأمارات ونحوها مما لا حاجة إليه ولا حاجة إلى الإطالة في نقل الكلمات أيضا.

113 - ينابيع المودة في الرابع والتسعين: (أخرج الحافظ أبو نعيم أربعين حديثا في المهدي (علیه السلام) فمنها: ... إلى أن قال:

ص: 93


1- غاية المرام / هاشم البحراني: ورقة 701، مخطوط في مكتبة الإمام الحسن بالنجف الأشرف.
2- تذکرة الخواص 2: 506 - 515 (
3- كفاية الطالب: 485 - 487
4- البيان في أخبار صاحب الزمان: 501 - 506.
5- مطالب السؤول: 311 وما بعدها.
6- الفصول المهمة: 282.

ومنها: عن حذيفة بن اليمان، قال: خطبنا رسول الله (صلی الله علیه و آله) فذكر ما هو كائن ثم قال: «لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث الله رجلا من ولدي اسمه اسمي»، فقام سلمان وقال: یا رسول الله (صلی الله علیه و آله) من أي ولدك هو؟ قال: «من ولدي هذا»، وضرب بيده على رأس الحسين (علیه السلام)(1) إلى أن قال: (ومنها: عن ابن الخشاب، قال: حدثنا صدقة بن موسی، قال: حدثنا أبي، عن علي الرضا بن موسى الكاظم، قال: «الولد الصالح من ولد الحسن بن علي العسكري هو صاحب الزمان، وهو المهدي - سلام الله عليهم .

114 – ومنها: عن ابن الخشاب، قال: حدثني أبو القاسم الطاهر بن هارون بن موسى الكاظم، عن أبيه، عن جده، قال: قال سيدي جعفر بن محمد (صلی الله علیه و آله) : «الخلف الصالح من ولدي وهو المهدي، اسمه محمد وكنيته أبو القاسم، يخرج في آخر الزمان، يقال لأمه: نرجس، وعلى رأسه غمامة تظله، تدور معه حيث ما دار، تنادي بصوت فصيح: هذا المهدي فاتبعوه _ سلام الله عليه وعلى آبائه)(2)وقال بعد ذکر الحديث عن البيان للكنجي(3) وعقد الدرر(4) وكتاب الفتن لنعيم بن حماد (5)والعرايس لأبي إسحاق الثعلبي (6)وفضل الكوفة لمحمد بن علي العلوي من كل حديثا.

115 - (ومنها: أخرج الدارقطني في كتابه الجرح والتعديل، عن أبي سعيد

ص: 94


1- الأربعون/ أبو نعيم: 57؛ وانظر أيضا غاية المرام للبحراني: ورقة 699
2- ينابيع المودة 3: 392، وانظر أيضا غاية المرام للبحراني: ورقة 701.
3- في غاية المرام للبحراني (ص 701) نقل عن البيان للكنجي من (ص 481)
4- في غاية المرام للبحراني (ص 706) نقل عن عقد الدرر ليوسف بن يحيى (ص 42)
5- في غاية المرام للبحراني (ص 706) نقل عن الفتن لابن حماد من (ص 230).
6- في غاية المرام للبحراني (ص 704) نقل عن العرايس للثعلبي من (ص 146).

الخدري أن النبي (صلی الله علیه و آله) مرض مرضة ثقيلة فدخلت عليه فاطمة وأنا جالس عنده، فلما رأت ما به من الضعف خنقتها العبرة... الحديث، وهو أنه ضرب على منكب الحسين وقال: «من هذا مهدي هذه الأمة _ سلام الله عليهم _).(1)

116_ أقول: وفي مودة القربی: (علي ((علیه السلام)) (2)، رفعه: «لا تذهب الدنيا حتى يقوم على أمتي رجل من ولد الحسين يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما(3).وفي السابع والسبعين: (عن علي، قال: قال رسول الله (صلی الله علیه و آله)... (4)فذكره، بل ونقله في غير موضع أيضا.(5)

وأما إخبارهم في أن له غيبة طويلة يهلك فيها من هلك، (ف) زيادة على مامر

وأما إخبارهم في أن له غيبة طويلة يهلك فيها من هلك، (ف) (6)زيادة على مامر

117 - ينابيع المودة في الحادي والسبعين: (وفي أحاديث الأربعين، الشيخ بهاء الدين العاملي صاحب الكشكول بإسناده عن جابر الجعفي، قال: سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري رضی الله عنه يقول: إن رسول الله (صلی الله علیه و آله) قال: «المهدي من ولدي الذي يفتح الله له مشارق الأرض ومغاربها، ذلك الذي يغيب عن أوليائه غيبة لا يثبت على القول بإمامته إلا من امتحن الله قلبه للإيمان»، فقلت: يا رسول الله، هل لأوليائه الانتفاع

ص: 95


1- ينابيع المودة 3: 394 ؛ وانظر أيضا غاية المرام للبحراني: ورقة 702.
2- أثبتناه من المصدر.
3- ينابيع المودة 2: 317.
4- ينابيع المودة 3: 291.
5- ينابيع المودة 3: 256 ، 262 ، 268 ، 289
6- ليست في المصدر، أثبتناها لاقتضاء السياق.

بإمامته في غيبته؟ فقال: «والذي بعثني بالحق نبيا، إنهم يستضيؤون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس إذا سترها السحاب (1)، باجابر، هذا من مكنون سر الله ومخزون علمه، فاكتمه إلا على أهله)(2) إلى أن قال في ذيل قوله: (وجعلها كلمه باقيه في عقبیه)(3)

(عن ثابت الثمالي، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده، قال: «فينا نزلت هذه الآية، وجعل الله الإمامة في عقب الحسين إلى يوم القيامة وأن للغائب ما غيبتين، إحداهما أطول من الأخرى، فلا يثبت على القول بإمامته إلا من قوي يقينه وصممت معرفته»).(4) إلى أن قال في ذيل قوله: (قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم يماء معين)(5): عن علي بن جعفر الصادق (علیه السلام) عن أخيه رضی الله عنه (6)في هذه الآية، قال: «إذا غاب عنكم إمامكم فمن يأتيكم بإمام جدید غيره؟» (7)إلى أن قال في قوله: (فلا أقسم بالحنس * الجوار الكنس)(8): عن هاني، قال: سألت الباقر (علیه السلام) عن هذه الآية(9)قال: «الخنس، إمام يخنس أي يرجع من الظهور

ص: 96


1- الأربعون حديثا البهائي: 432 باختلاف في اللفظ، وذيل الحدیث: «يا جابر.. غیر موجود في المصدر.
2- ينابيع المودة 3: 238 و 239.
3- الزخرف: 28.
4- ينابيع المودة 3: 348 349 .
5- الملك: 30.
6- في المصدر: عن علي بن جعفر الصادق عن أخيه موسى الكاظم (علیه السلام)
7- ينابيعالمودة 3: 253
8- التكوير: 5 و6.
9- العبارة في المخطوطة هي: (سألت هذه الآية عن الباقر (علیه السلام)).

إلى الغيبة سنة ستين ومائتين ثم يبدو كالشهاب الثاقب). (1)

118 – وفي الثامن والسبعين: (وفيه - يعني فرائد السمطين : عن الباقر، عن أبيه وجده، عن علي علئلا، قال: قال رسول الله (صلی الله علیه و آله) : «المهدي من ولدي تكون له غيبة، إذا ظهر يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورة وظلمة».(2)

119 - وفيه: عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس (علیه السلام)، قال: قال رسول الله (صلی الله علیه و آله): «إن عليا وصيي، ومن ولده القائم المنتظر المهدي الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورة وظلمة، والذي بعثني بالحق بشيرا ونذيرة، إن الثابتين على القول بإمامته في زمان غیبته لأعز من الكبريت الأحمر»، فقام إليه جابر بن عبد الله، فقال: يا رسول الله (صلی الله علیه و آله) وللقائم من ولدك غيبة؟ قال: «إي وربي، ليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين»، ثم قال: «يا جابر، إن هذا أمر من أمر الله وسمن [سر](3)) الله فإياك والشك؛ فإن الشك في أمر الله كفره .(4)

120 - وفيه: عن الحسن بن خالد، قال: قال علي بن موسی الرضا (علیه السلام): الا دین لمن لا ورع له، وإن أكرمكم عند الله أتقاكم، أي أعملكم بالتقوی...» ثم قال: «إن الرابع من ولدي ابن سيدة الإماء يطهر الله به الأرض من كلجور وظلم، وهو الذي يشك الناس في ولادته، وهو صاحب الغيبة، فإذا خرج أشرقت الأرض بنور ربها ووضع میزان العدل بين الناس فلا يظلم أحد أحدا، وهو الذي

ص: 97


1- ينابيع المودة 3: 245
2- فرائد السمطين 2: 335.
3- ليست في المخطوطة، وأثبتناها من المصدر.
4- فرائد السمطين 2: 335 و 336

تطوى له الأرض ولا يكون له ظل، وهو الذي ينادي مناد من السماء ويسمعه جميع أهل الأرض: ألا إن حجة الله قد ظهر عند بيت الله تعالى فاتبعوه؛ فإن الحق فيه ومعه، وهو قول الله عزوجل : (ان تشأ تنزل .....) الآية(1)، وقول الله عزوجل: (يوم يناد المناد..... ) الخ.(2) أي خروج ولدي القائم المهدي»).(3)

121 - وفي الثمانين: (أخرج الحمويني الشافعي في فرائد السمطين، عن أحمد بن زیاد، عن دعبل بن علي الخزاعي، قال: أنشدت قصيدتي لمولاي الإمام علي بن موسی الرضا (علیه السلام) (التي) (4)أولها:

مدارس آیات خلت من تلاوة *** ومنزل (5)وحي مقفر العرصات

أرى فيأهم في غيرهم متقسما *** وأيديهم من فينهم صفرات

وقبر ببغداد لنفس زكية *** تضمنها الرحمن في الغرفات

قال الرضا (علیه السلام):«أفلا ألحق بيتين بقصيدتك؟»، قلت: بلى يا ابن رسول الله (صلی الله علیه و آله)، فقال (علیه السلام) :

وقبر بطوس يالها من مصيبة *** توقد في الأحشاء بالحرقات (6)

إلى الحشر حتی يبعث الله قائما *** يفرج عنا الهم والكربات

قال دعبل رضی الله عنه : ثم قرأت بواقي القصيدة عنده، فلما انتهيت إلى قولي:

خروج إمام لا محالة واقع *** يقوم على اسم الله والبركات

ص: 98


1- الشعراء: 4.
2- ق: 41
3- ينابيع المودة 3: 296و 297؛ فرائد السمطين 2: 336 و 337، مع وجود اختلاف قليل في اللفظ.
4- إضافة من فرائد السمطين.
5- في المخطوط: منازل، وأثبتنا ما في المصدر.
6- في المصدر: (الحث على الأحشاء بالزفرات).

يميز فينا كل حق وباطل *** ويجزي على النعماء والنقمات(1)

یکی الرضا بكاء شديدة، ثم قال: «يا دعبل، نطق روح القدس بلسانك، أتعرف من هذا الإمام؟»، فقلت: لا، إلا أني سمعت خروج إمام منكم يملأ الأرض قسطا وعدلا، فقال: «إن الإمام بعدي ابني محمد وبعد محمد ابنه علي وبعد علي ابنه الحسن وبعد الحسن ابنه الحجة القائم، وهو المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورة وظلمة. وأما متى يقوم فإخبار عن الوقت، لقد حدثني أبي، عن آبائه، عن رسول الله (صلی الله علیه و آله)، قال:

مثله كمثل الساعة لا يأتيكم إلا بغتة».(2)

122 _ وفي المناقب عن سدير الصيرفي، قال: دخلت أنا والمفضل بن عمر وأبو بصير وأبان بن تغلب على مولانا أبي عبد الله جعفر الصادق (علیه السلام) فرأيناه جالسة على التراب وهو يبكي بكاء شديدةويقول: «سيدي غيبتك نفت رقادي، وسلبت مني راحة فؤادي»، قال سدیر: تصدعت قلوبنا جزعة، فقلنا: لا أبكى الله - بابن خير الورى - عينيك، فزفر زفرة انتفخ منها جوفه، فقال: «نظرت في كتاب الجفر الجامع صبيحة هذا اليوم، وهو الكتاب المشتمل على علم ما كان وما یکون إلى يوم القيامة، وهو الذي خص الله به محمد، والأئمة من بعده، وتأملت في مولد قائمنا المهدي (علیه السلام) وطول غيبته وطول عمره وبلوى المؤمنين في زمان غیبته وتولد الشكوك في قلوبهم من إبطاء ظهوره وخلعهم ربقة الإسلام عن أعناقهم. قال الله عزوجل : وكل إنسان ألناه طائره

ص: 99


1- دیوان دعبل: 56.
2- فرائد السمطين 2: 337 و 338.

في عنقه )(1) يعني ولاية الإمام، فأخذتني الرقة، واستولت علي الأحزان»، وقال: «قدر الله مولده تقدير مولد موسی (علیه السلام) وقدر غيبته تقدير غيبة عیسی (علیه السلام)، وإبطاؤه كإبطاء نوح (علیه السلام) ، وجعل عمر العبد الصالح الخضر دليلا على عمره. أما مولد موسى، فإن فرعون لما وقف (على) (2)أنه زوال ملکه بید مولود يولد من بني إسرائيل أمر بقتل كل مولود ذكر من بني إسرائيل حتى قتل نيف وعشرين ألف مولود، فحفظ الله موسی، كذلك بنو أمية وبنو العباس وقفوا (على)(3) أن زوال ملك الجبابرة على يد القائم منا، قصدوا قتله، ويأبى الله أن يكشف أمره لواحد من الظلمة إلا أن يتم نوره.

وأما غيبته كغيبة عيسى، فإن اليهود والنصارى اتفقت على أنه قتل، فكذبهم الله لك بقوله: (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم)(4) كذلك غيبة القائم، فإن الناس استنكرها لطولها، فمن قائل بغير هدى بأنه لم يولد، وقائل يقول: إنه ولد ومات، وقائل يقول: إن حادي عشرنا کان عقيمة، وقائل يقول: إنه يتعدى إلى ثالث عشر وما عدا، وقائل يقول: إن روح القائم ينطق في هيكل غيره، وكلها باطل.

وأما إبطاؤه كإبطاء نوح فإنه لما استنزل العقوبة على قومه بعث الله الروح الأمين فقال: يا نبي الله، إن الله يقول لك: إن هؤلاء خلائقي وعبادي لست أهلكهم إلا بعد تأكيد الدعوة وإلزام الحجة، واغرس النوى؛ فإن لك الخلاص

ص: 100


1- الإسراء: 13.
2- إضافة من المصدر يظهر أن الناسخ أسقطها.
3- أنظر الهامش السابق.
4- النساء: 57

إذا أثمرت، فإذا أثمرت قال الله (له) (1): اغرس النوى واصبر واجتهد، وأخبر ذلك للذين (2)آمنوا فارتد منهم ثلاث مائة رجل، ثم إن الله يأمر عند ثمرتها كل مرة بأن يغرسها مرة بعد أخرى إلى أن غرسها سبع مرات، فما يزال يرتد إلى أن بقي بالإيمان نيف وسبعون رجلا، فأوحى الله إليه: الآن صفا الحق من الكدر بارتداد من كانت طينته خبيثة، فكذلك القائم منا فإنه يمتد غيبته» ثم تلا: «حتى إذا اسياس الرسل وظنوا أنهم قد کذبوا جاءهم نصرنا). (3)

وأما الخضر، ماطول الله عمره لنبوة قدرها له ولا كتاب ينزل عليه ولا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله، ولا لأنه يلزم اقتداؤهم به، ولا لطاعة يفرضها له، بل طول عمره للاستدلال به علی طول عمر القائم، ولينقطع بذلك حجة المعاندین لئلا يكون للناس على الله حجة»)(4)

123 - وفي التاسع والثمانين: (وأخرج الشيخ الحمويني في فرائد السمطين بسنده عن سليمان الأعمش، عن جعفر الصادق، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، قال: «نحن أئمة المسلمين وحجج الله على العالمين وسادات المؤمنين وقادة الغر المحجلين وموالي المسلمين، ونحن أمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء، وبنا يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه، وبنا ينزل الغيث، وينشر الرحمة ويخرج بركات الأرض، ولولا ما على الأرض منا لانساخت بأهلها»، ثم قال: «ولم تخل الأرض منذ خلق الله آدم منحجة فيها،

ص: 101


1- أثبتناه من المصدر.
2- في المخطوطة: (بالذين).
3- يوسف: 110
4- ينابيع المودة 3: 309.

إما ظاهر مشهور أو غائب مستور، ولا تخلو إلى أن تقوم الساعة من حجة فيها ولولا ذلك لم يعبد الله»، قال سليمان: فقلت للصادق جعفر (علیه السلام) :كيف ينتفع الناس بالحجة الغائب المستور؟ قال: «كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب(1))(2)

124 - وفي الرابع والتسعين: (وفيه - یعنی فرائد السمطين - عن جابر بن عبد الله، رفعه: «المهدي من ولدي، اسمه اسمي وکنیته کنيتي أشبه الناس بي خلقا وخلقة، تكون له غيبة وحيرة يضل فيها الأمم، يقبل كالشهاب الثاقب، يملأها قسطا وعدلا كما ملئت جورة وظلمه.

125_ وفيه: عن الباقر، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب - سلام الله عليهم ، رفعه: «المهدي من ولدي، يكون له غيبة وحيرة، تضل فيها الأمم، يأتي بذخيرة الأنبياء، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورة وظلما». .

126- وفيه: عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، رفعه: «إن علي إمام أمتي من بعدي، ومن ولده القائم المنتظر الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورة وظلمة، والذي بعثني بالحق بشيرا ونذير » ) فذكر ماسبق بعينه وقال: (وفيه عن الحسن بن خالد، قال: قال علي بن موسی الرضا (علیه السلام) : «الوقت المعلوم وهو يوم خروج قائمناه، فقيل له: من القائم منكم؟ قال: «الرابع من ولدي، ابن سيدة الإماء(3))(4) ( فذكر ما سبق عنه.

ص: 102


1- فرائد السمطين 1: 45.
2- ينابيع المودة 3: 390
3- فرائد السمطين 2: 335 - 337.
4- ينابيع المودة 3: 386 و 387

127 - وفي ذلك الباب(1): (ومنها، وفي عقد الدرر (2)بسند إلى الحسن بن علي (علیه السلام) أنه قال: «لو قام المهدي لأنكره الناس لأنه يرجع إليهم شابة وهم يحسبونه شيخا كبيرا(3))(4)

128 - وقال: (وفي كتاب المناقب).. ثم ذكر أخبارة بأسانيدها صريحة في أن المهدي القائم هو الثاني عشر من الأئمة الاثني عشر، وأن له غيبة طويلة، ولكن الطرق التي ذكرها طرق رئيس المحدثين (5)، وجملة من تلك الأخبار قد أودعها في كتاب الإكمال في باب ما أخبر به النبي (صلی الله علیه و آله) من وقوع الغيبة بالقائم(6)، ولكنه إذا نقل من ذلك الكتاب سماه کتاب الغيبة، ويظهر منه أنه كان عنده، و كان معروفا غير مجهول، ولا يسمى (7) بالمناقب، فلذلك تركنا تلك الأخبار مع أن متونها قد رواها عن غير ذلك الكتاب أيضا.

129 - وقد روى أيضا في مولده، ومن رآه - عدة مما في الكتاب، وبعض خوارقه عنه، وعن كشف الغمة (8)، وجملة ما يتعلق بهذا الشأن عن ذلك وغاية المرام (9)والمحجة (10)، ونحن اقتصرنا هنا على ما نقله من أهل السنة دون

ص: 103


1- أي الرابع والتسعين.
2- والذي وجدناه في الكتاب ما يأتي إن شاءالله تعالی. (من المصنف).
3- عقد الدرر: 41، وفي المصدر: (الحسين).
4- ينابيع المودة 3: 393
5- ينابيع المودة 3: 395 وما بعدها، ورئيس المحدثين) هو الصدوق قدس سره
6- كمال الدين: 285.
7- في المخطوطة: (مسمی).
8- کشف الغمة 3: 233، 247 ، 301.
9- غاية المرام: الباب /135/7/143 تحقیق على عاشور.
10- المحجة 4: 344 وما بعدها.

ما اعتمد عليه من غيرهم فقد اعتمد على من عرفت كما أكثر المالكي في الفصول المهمة (1)عن إرشاد شیخنا المفيد وإعلام الوری للطبرسي، وقد أثنى على النعماني صاحب الغيبة بعض الثناء كما أكثر ابن طلحة (2)عن ابن شهر اشوب في المناقب إلى غير ذلك، وليس ذلك إلا للاعتماد على الكتاب ومؤلفه وإنما لم يحتجوا على الروايات المذكورة فيها في هذا الشأن اكتفاء بما استدلوا عليه، وهذا المسلك أوضح وطريقه أقوم كما لا يخفی.

130 – وفي عقد الدرر: (وعن أبي عبد الله الحسين بن علي أنه قال: «لو قام المهدي لأنكره الناس؛ لأنه يرجع إليهم شابة موفقة، وإن من أعظم البلية أن يخرج إليهم صاحبهم شابا، وهم يظنونه(3) شيخا كبيراه.

131 - وعن أبي جعفر (علیه السلام) أنه قال: «إنه يكون هذا الأمر في أصغرنا سنا (4)وأجملنا ذکرة، ويورثه الله علما، ولا يكله إلى نفسه»(5)أوردها في آخر الباب الثالث.

132 – وفي آخر الباب الخامس: (وعن أبي جعفر محمد بن علي ××× قال: «يكون لصاحب هذا الأمر - يعني المهدي - غيبة في بعض هذه الشعاب،

ص: 104


1- الفصول المهمة: 273، 281.
2- صاحب مطالب السؤول والدر المنتظم.
3- في المصدر: (يحسبونه).
4- قوله: «أصغرنا سناء هذا اللفظ أيضا يدل على أنه من الأئمة الذين كانوا من خلفائه وأوصيائه (علیهم السلام) ؛ إذ لولا ذلك لم يعقل كونه أصغر بني هاشم كما لا يخفى، وصغره إنما هو بملاحظة ستهم وقت إدراكهم لمرتبة الإمامة، وإمامة كل بعد من سبقه. (فقد فاز) (هذه العبارة غير واضحة جيدة وأثبتناها كما فهمناها) صاحب الزمان (علیه السلام) بذلك وسته أقل من سن كل واحد منهم في الوقت من المصنف).
5- عقد الدرر: 41 و 42

وأوما بيده إلى ناحية [ذي ) (1)طوى ) الخبر.

133 – (وعن أبي عبد الله الحسين بن علي ××× أنه قال: لصاحب هذا الأمر - يعني المهدي - غیبتان، إحداهما تطول حتی يقول بعضهم: مات، وبعضهم: قتل، وبعضهم: ذهب، ولا يطلع على أمره إلا الذي يلي أمره) (2)

134_ وفي آخر الباب السادس: (عن أبي جعفر (علیه السلام) أنه قال: يكون هذا الأمر في أصغرنا سنا وأجملنا ذكرة ويورثه الله علمأ ولا يكله إلى نفسه»)(3) وأورده في السابع أيضا..(4)

ولما بلغ التأليف إلى هذا المقام بدا لي وضع فصل فيه بعض الكلام في مفاد بعض ما أوردناه من الأخبار فنقول:

ص: 105


1- ليس في المخطوط، وأثبتناه من المصادر.
2- عقد الدرر: 133 و 134 ، والعبارة الأخيرة في عقد الدرر هي: (ولا يطلع على موضعه أحد من ولي ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره).
3- عقد الدرر: 139.
4- عقد الدرر: 160

ص: 106

فصل: في ما يستفاد من تلك الأخبار

اشارة

ص: 107

ص: 108

وفيه أمور:

(الأمر) الأول في المستفاد من أخبار الباب الأول وعناوينها

اشارة

فمنها قوله: «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة الجاهلية»(1)، ويدل على أن كل زمان له إمام لا بد من معرفته في الموت على دين الإسلام والقوم يطالبون بتعينه في هذا الزمان من هو؟ أفهو من عم جوده البلاد والعباد مع أن الجهل به أولى والجاهل به أسلم في الآخرة وأبقى (2)، وإن معرفته قد يوجب الهلاك، فكيف يعتير (3)في النجاة، فهل هو الإمام الحق؟ الدليل إلى الله والداعي إليه الذي معرفته سبیل معرفة الله.

إبطال بعض ماتخيله الناس في المراد من الإمام بأن ولده (صلی الله علیه و آله) و محل الإمامة لاغيرهم.

إبطال بعض ماتخيله الناس في المراد من الإمام بأن ولده (صلی الله علیه و آله) و محل الإمامة لاغيرهم.(4)

ومنها قوله في رواية مودة القربي (5): «الأئمة من ولدي» مبينا المحل الإمامة، وانه ولده (صلی الله علیه و آله) دون غيرهم وإلا لم يتم الحصر المستفاد

ص: 109


1- حدیث مشهور تناقله علماء الطرفين في مجاميعهم الحديثية بتعابير تتفق في مضمونها. أنظر على سبيل المثال: مسند أحمد 3: 446، و4: 96 . المعجم الكبير للطبراني 12: 337؛ طبقات ابن سعده: 144؛ مصنف ابن أبي شيبة 598/ ح 42؛ الفردوس للديلمي :: 528/ ح 8982. والمراد منه أن الإمامة منحصرة في أولاد الرسول الأعظم (صلی الله علیه و آله).
2- في المخطوط: الأبقى، وأثبتنا ما يقتضيه السياق.
3- كذا في المخطوط.
4- المراد من العنوان:أن الامامه منحصرة فی اولاد الرسول الأعظم(صلی الله علیه و آله).
5- ينابيع المودة: 318، في ضمن ينابيع المودة.

الإمامة، وأنه ولده (صلی الله علیه و آله) دون غيرهم وإلا لم يتم الحصر المستفاد منه كما لا يخفى، وهذا يتم بعد معهودية لزوم وجود الإمام، وإلآ لزم الإخبار بأصل وجود المقتدى للناس، لولم يعلم ذلك لم يفد الإخبار عن محل الإمامة، ثم المراد بالإمام في تلك الرواية إما أن يكون من يجتمع عليه الناس باختيارهم له لهذا المنصب الجليل، كماهو رأي القوم في الإمامة والخلافة، وإما أن يكون من يترأس على الناس من قبل نفسه بدون تعيين منهم له وإجماعهم عليه ونحو ذلك، وإما أنيكون من اصطفاه الله (صلی الله علیه و آله) لذلك المنصب واختاره له وإن لم يرجع إليه الناس کالرسول الذي أرسله الله تعالى ولم يتبعه قومه حيث يكون رسولا اجتمع عليه الناس أم لا وآمنوا به وابعوه أم لا، فإن أريد الأول لزم الكذب حيث اجتمع أكثر الناس على غير ولده من تیمي وعدوي وأموي وعباسي وغيرهم كما لا يخفى مع أن قوله: «فمن أطاعهم..) الخ، لا يتم في مثل ذلك إلا أن يكون حكم الله تابع میل ذلك الإمام وإلا فمن اجتمع عليه الناس باختيارهم له بما يرون فيه مع جهلهم بسرائره وخفاياه وغالب ملكاته ومرتبة إيمانه وغير ذلك قد يأمر بما فيه معصية الله، وينهى عما هو طاعة الله لبعض الدواعي الداعية له إلى ذلك كما لا يخفى (1)، فبيان هذا اللازم دليل على أن المراد من الإمام هو الإمام المعصوم الذي لا يريد غير ما أراد الله ولا يريد ما كره الله، ويكون مطيعة المولاه في السر وأخفی مضافة إلى شهادة قوله: «هم العروة الوثقی والوسيلة إلى الله، حيث لا يعقل في غير المعصوم كما لا يخفی.

ص: 110


1- وإبطاله بأن الحث على طاعته يكشف عن عصمته. (من المصنف).

وكيف كان فإرادة من يجتمع عليه الناس من الإمام في تلك الرواية معلوم العدم ومثل ذلك إرادة من قدر الله له الرياسة مثل تقدير غنی زید وفقر عمرو وموت بكر إلى غير ذلك بضرورة الكذب وعدم وجود ذلك اللازم في رؤساء الناس الذين ملكوهم وسادوا عليهم وفيهم كما لا يخفی.ومن ذلك يظهر عدم إرادة من يترأس بشهوة نفسه أيضا.

في بيان المراد من الإمام الذي أمر الناس بمعرفته:

ولو أريد من عينه الله لذلك المنصب وأرداه رداء للإمامة كما يلبس الرسول خلعة الرسالة فيبعثه إلى من أرسل إليهم وإن لم يسمعوا منه ولا يطيعوه، فهو موصوف بالإمامة من الله ولا يتوقف إمامته على تولي الزعامة الكبرى وهو المعنى الذي يقوله الإمامية في أئمتهم لم يلزم محذور ويكون الإمامة منصبة إلهية يجعله لمن يشاء ويختار نظير ما يفعل في إرسال الرسل فيكون مفاد الخبر انحصار الإمامة بذلك الوجه في ولده لا حظ لغيرهم.

فإن قلت: هذا الخبر لا ينطبق على مذهب الإمامية لكون علي - الذي ليس من ولده – أول أئمتهم.

قلت: التعبير من باب التغليب، ويرشد إليه ما ورد من طرقهم من إطلاق ذرية رسول الله (صلی الله علیه و آله) على أئمتهم، وإما لبيان الإمام بعد علي، وعلى أي حال لا محذور فيه، ثم إن في المقام أمورة قد سكت هذا الخبر عن إيضاحها، منها كون هؤلاء الأئمة على التعاقب، ومنها عدتهم وانحصارها في ما يقوله الإمامية، ومنها كون إمامتهم ص بوقت رسول الله (صلی الله علیه و آله) إلى غير ذلك. وتفصيل ذلك يؤخذ من الأخبار المفضلة الواضحة كما لا يخفی.

ص: 111

إن كون طاعة الإمام طاعة الله دليل العصمة:

ومنها قوله (صلی الله علیه و آله) في روايته الأخرى عن أبي ليلى الأشعري: «تمسكوا بطاعة أئمتكم(1)، المعقل بكون طاعتهم طاعة الله ومعصيتهم معصية الله، ومن الواضح الذي لا يخفى أن الإمام المأمور بطاعته مطلقة من(2) لا يأمر بقبيح ولا ينهى عن حسن وإلا فالله تعالى لا يرضى بترك ما أمر به وارتكاب ما نهى عنه بواسطة ميل نفس رجل إلى عكس ما حكم الله به، وهذا لا يكون في غير الإمام المعصوم، ولا عصمة في غير أئمة الإمامية، ولا يدعيها أتباع هؤلاء أيضا، مع أن بعض أئمة الناس الذين سادوهم عرف الناس أن لا يرضي الله بطاعته وترك معصيته فلا يراد منهم كل من أمهم، وإذا أريد البعض فإما أن يراد من جعله الله إمامة على الوجه السابق، فضح المطلوب، وإن أريد غيره يرد ما سبق فلاحظ. وأما باقي الأخبار التي رويناها من غير البخاري فإرادة إمام الحق منه في كمال الوضوح.

بیان رواية البخاري، وأنها تنطبق على أئمة الإمامية دون غيرهم :

وأما أخبار البخاري فقوله: «لا يزال ناس من أمتي ظاهرین... الخ (3)فإن الناس اسم جنس يطلق على القليل والكثير، ويعلم الخصوصية من القرائن والمجرور وصف له، وظاهرین خبر والغرض وصفهم بدوام الظهور وعدم اختصاصه بحال دون حال ووقت دون وقت، ويرشد إلى ذلك ما يتعلق به من قوله: «حتىيأتيهم أمر الله» الخ(4) المراد به الموت والخروج إلى نشأة الآخرة،

ص: 112


1- الآحاد والمثاني / الضحاك 4: 456؛ المعجم الكبير / الطبراني 22: 374
2- خبر (أن).
3- صحيح البخاري 4: 187.
4- المصدر نفسه.

والمراد ظهورهم على الناس، كما يرشد إليه روايته في كتاب التوحيد وغيره، والمراد أيضا الظهور على خصوص من خالفهم؛ لأنه الذي يعقل فيه الظهور إذ الغلبة إنما هو مع الخلاف والخصومة لا مطلقا، كما أن المراد الظهور على جميع من خالفهم دون خصوص البعض، كما أن الظاهر نسبة الظهور إلى أنفسهم أو وصفهم بذلك بدون ملاحظة شيء آخر معهم، ويدل على ذلك أيضا إثباته إلى الموت فلا بد أن لا يوصفوا بضد الظهور في وقت ولو بالنسبة إلى واحد من خالفهم بل ولا ينتفي عنهم نسبة الظهور وإلآ لزالوا عن كونهمظاهرين وغالبين، ومن الواضح أن المعنى المزبور غير ممكن التحقق، ومعلوم العدم بالنسبة إلى تمام الأمة وآحادهم جميعا لو أريد منه الظهور في القتال فإن منهم من يغلب، وقد لا يكون غلبة بل ولا قتال، وفي مثل هذه الظروف لا يكون الظهور الذي أخبر به وهذا شاهد عدل على أن المراد الغلبة بالحجة، وأن المعنى أن في الأمة ناسا يظهرون على كل من خالفهم ولا يغلب عليهم أحد ممن خالفهم أو خاصمهم وأبدى لهم صفحة وجهه، ويدل عليه إثباته لهم إلى وقت ما يأتي أمر الله أيضا، مضافة إلى قول البخاري في عنوانه: (وهم أهل العلم، وإن كان لا يعرف وجه لقوله: (يقاتلون)(1) كما لا يخفی.

وقال السندي في (قوله: «[ هم)(2) ظاهرون»: من أظهرت أي علوت، قيل:

وفي الحديث دلالة لكون الإجماع حجة وهو أصح ما يستدل به من الحديث وأما قوله: «لا يجتمع أمتي.. الخ، فضعيف، انتهى).(3)

فهذا إخبار بوجود الظاهر في تمام عمره على كل من خالفه في ما

ص: 113


1- صحيح البخاري 8: 149.
2- إضافة من المصدر.
3- حاشية السندي على صحيح البخاري 2: 286

بين الأمة أبدأ، وهو ينطبق على أئمة الإمامية أعلم الناس وأفضلهم دون غيرهم لإفحام الخصوم لهم وعجزهم عن الجواب عند مخاصمة أهل الأديان، بل وأهل الإسلام معهم كما لا يخفى، وهذا ما يقوله الإمامية، وغفل عنه أهل السنة.

وكيف كان فالمراد من الظهور هنا مثل ظهور الرسول - صلوات الله وسلامه عليه – وغلبة حزب الله إذ بملاحظة اعتبار دوام الوصف لهم وعدم اتصافهم بضده وتقييده بالغاية المزبورة يعلم إرادة ما ذكرناه ومن ذلك يعلم الاستدلال للزوم وجود الإمام بقوله: «قوم من أمتي وطائفة من أمتي».

انطباق حديث معاوية على هؤلاء الأئمة:

وأما حديث معاوية فعنوانه الأمة القائمة بأمر الله إلى أن يأتي أمر الله تعالى، وهم كذلك لا بضهم الغافل ولا المخالف أو المكذب ولا المخالف ولا إشكال في صراحته في دوام ذلك الوصف لهم والأمة يطلق على واحد كقوله: (أمة قانا ) (1)وغيره وهذا الوصف لم يوجد في غير أئمة الإمامية كما لا يخفي وهذا ماأوجب اتباعهم دون غيرهم.

وأما استقامة أمر الأمة فمن المعلوم أنه لا يراد استقامة كل منهم وأن المراد الاستقامة بوجود المعصوم فيهم إذا نقض المؤمنون أئمة لهم. وفي البخاري بعد أبواب المناقب من الجزء الثاني من باب أيام الجاهلية عن أبي النعمان، عن أبي عوانة، عن بيان أبي بشر، عن قيس بن أبي حازم، قال: دخل أبو بكر على امرأة من أحمس، يقال لها: زینب).. إلى أن قال: (قالت: ما بقاؤنا على هذا الأمر الصالح الذي جاء الله به بعد

ص: 114


1- النحل: 120.

الجاهلية؟ قال: بقاؤكم عليه ما استقامت بكم أئمتكم، قالت: وما الأئمة؟ قال: أوما كان لقومك رؤوس وأشراف يأمرونهم فيطيعونهم؟ قالت: بلی، قال: فهم أولئك على الناس). (1)

أقول: ومن المعلوم أن الاستقامة المزبورة بعد استقامتهم في أنفسهم، وكونهم قائمين بأمر الله إلى الموت وإلا فلايدوم ذلك كما لا يخفى، وأما قوله: (الأمر في قريش) فالمراد من الأمر الخلافة والرياسة العامة كما يظهر من استدلال معاوية وغيره من أخبار الباب الثاني حيث عبر بالخليفة والأمير وبين محلهما، والمراد بيان محل الأمر مثل قوله: الأئمة من ولده) بیان انحصار ماهية الأمر فيهم وأنهم المستحقون للأمر دون غيرهم ولا يكون ذلك إلا بكونالاستحقاق بجعل الله تعالى وأمره بالرجوع إليهم فقط وعمومه أو إطلاقه يخصص برواية مودة القربی، والأخبار المفضلة، وأما قوله: (ما أقاموا الدين) فهو قيد لقوله: (لا يعاديهم) ومن متعلقاته، فلا يدل على اختصاص كون الأمر فيهم بوقت، ومن ادعى ذلك فقد أغرب، ولا يلزم من ذلك صحة مدعی معاوية في الإنكار، فإن ملك القحطاني لا ينافي كون ولي الأمر غيره، فإن التسلط بالجبروت غير ولاية الأمر بالاستحقاق وجعل الله تعالى ومن ذلك يظهر المراد من روایات ابن عمر.

فمحل تلك الروايات وجود المعصوم القائم بأمر الله في أحواله في الأمة، والأمير على الناس من بني هاشم بالاستحقاق من زمان رسول الله (صلی الله علیه و آله) إلى يوم القيامة، والإمام لهم يجب اتباعه للإمامة واستقامته في

ص: 115


1- صحيح البخاري 4: 234.

الدين ونحو ذلك، وهذا معنی خلافتهم خاصة دون غيرهم، وأنهم علي وولده مضافة إلى ما يتلو هذه الأخبار، أفترى أن يكون صاحب الأمر مأمورة، ومن يمشي سويا على صراط مستقیم تابعة لمن يمشي مكبا على وجهه؟ والظاهررعيته للجاهل، أو يكون القائم مقام رسول الله (صلی الله علیه و آله) بجعل الله ورضاه غير صاحب هذه الأوصاف أو يكون مصادیق کل واحد من هذه الأخبار غیر مصداق الآخر، أو يكون لو تسلط واحد بجبروته كان ولي الأمر الذي أخبر به رسول الله (صلی الله علیه و آله) أو هو كالرسول الذي لم يطعه قومه وخذلوه و كذبوه وهو ولي الأمر عند الله والمستحق للولاية وصاحب التصرف فيه، ويا لله أين الأمر في هذه الأزمان وقد صار في سائر البيوتات؟ وقد أخبر رسول الله (صلی الله علیه و آله) بكونه في قريش وبني هاشم إلى القيامة، وما بقي منهم اثنان، فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا.

وكيف كان وقد ثبت بما أوردناه من الأخبار کون علي وولده الأمير على الناس وصاحب الأمر فيهم والقائم بأمر الله وإلا ما للناس؟ وأما أن أي قدر من ولده أئمة؟ فيعلم من أخبار الباب الثاني وأما معرفة أشخاصهم فتحصل من الباب الثالث.

ص: 116

الأمر الثاني : في مفاد أخبار الباب الثاني

اشارة

فنقول: لا إشكال في دلالتها على لزوم وجود الاثني عشر بعد رسول الله - صلوات الله وسلامه عليه وأن قيام الدین وعترته بعده یکون بوجودهم والإمارة والخلافة والإمامة منصب إلهي لا يحصل إلا بحكمه لصاحبها بذلك وليس مما يحصل بفعل الناس نظير رسالة الرسول (صلی الله علیه و آله) وإلا فهو إمام منصوب من الناس وسموه الخليفة والأمير، والرياسة الربانية الكبرى بحيث يعاقب الله عزوجل من خالف صاحبها على مخالفته لا يحصل بمجرد ذلك مالم يقترن باختيار الله له لذلك المنصب وإن ترأس الرجل أعواما كما في الرسول بل وأمراء الأخبار وشبيه ذلك حيث لا يتحقق الرياسة لرجل إلا بتعيين صاحب الجند ونصبه وإلا فهم بلا راع وإن ترأس عليهم أفراد كما لا يخفى، ولعل ذلك واضح.

إن الإمامة رئاسة ربانية لا تكون إلا من وصفه الله بها:

ويدل على كون المنصب المزبور إلهية لا مدخل لفعل الناس في حصوله في الواقع، مضافة إلى ما برهن عليه في محله وما يظهر من أخبار الباب الأول كما لا يخفى أمور نشير إلى بعضها على سبيل الإجمال:

فمنها: ما في البخاري في كتاب الأحكام في باب بطانة الإمام بطرق متعددة (عن أبي سعيد، عن النبي (صلی الله علیه و آله) ، قال: «ما بعث الله من نبي

ص: 117

ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان») (1)الخبر، وفي ما بعده (عن عبادة بن الصامت، قال: بايعنا رسول الله على السمع والطاعةفي المنشط والمكره (2)، وأن لا ننازع الأمر أهله وأن نقوم أو نقول بالحق حيث كنا لا نخاف في الله لومة لائم)(3) وقال أبو البقاء في كلياته: (وخليفة الله كل نبي استخلفه الله في عمارة الأرض وسياسة الناس و تکمیل نفوسهم وتنفيذ أمره فيهم لا لحاجة به تعالى إلى من ينوبه بل لقصور المستخلف عليه من قبول فیضه وتلقي أمره بغير واسطة، ولذلك لم يستنبئ ملكا) .(4)

وتوضيح المقام على وجه الإجمال: أنه جعل الاستخلاف في عرض بعث النبي، ونسبته إلى الله تعالى نسبة الفعل إلى الفاعل، فلو كان ينعقد بفعل غيره أيضا لم يفعل ذلك بل ومجرد كونه في عرض النبوة أيضا يكفي في المقام كما لا يخفى، وأن الأمر لو لم يكن له أهل خاص لم يأخذ البيعة بعدم منازعته، وهذه البيعة قد أخذها من المسلمين، وأن الخليفة في المقام يراد به خليفة الله فهو ليس إلا من نصبه لإيصال فيضه إلى الناس وإلا فغيره يقصر عن ذلك أو خليفة رسول الله (صلی الله علیه و آله) والقائم مقامه الذي يترتب عليه بعض فوائده للناس والإضافة لا واقع لها إذا لم يستخلفه فيتوقف النسبة على ذلك كما يتوقف النسبة إلى الله على استخلافه كما لا يخفى، ومجرد تسمية الناس لا يحقق هذا المعنى لمن سموه بذلك الاسم، ونادوه بهذه العلامة فلا يكون خلافته إلآ وهمية أو

ص: 118


1- صحيح البخاري 8: 121.
2- في المنشط والمكره: أي على كل حال. (الفائق في غريب الحدیث 3: 150).
3- المصدر نفسه.
4- الكليات/ أبو البقاء: ورقة 162/مكتبة الإمام الحكيم العامة.

اختراعية وهي لا تحصل بفعل الناس كما لا يحصل الاستخلاف من زید في أموره بتعيين الناس لذلك مالم یستخلفه زيد أو يحكم الله تعالی بذلك كما لا يخفى، فلا ينفذ تصرفاته نائبا عنه إلا بإمضائه واستخلافه كما لا يخفى، وقس على ذلك الحال في الأمير والإمام، فإن كون الرجل أميرة من قبل الله ورسوله يتوقف على تعيينهماله لذلك المنصب بوجه من الوجوه، وإلا فالأمير يتأمر من قبل نفسه أو بشهوة الأنفس، ولا يمتاز عن الجبت والطاغوت، والمتأمر بجبروت ظلما ویکون مترئسا لا رئيسا ولا يثبت له أحكام الرئيس من قبل الله ورضاه كما لا يخفی.

ومنها: أنه الرياسة الربانية والسلطنة الإلهية مناطها على العلم بما فيه رضاالله وما يكرهه ومعرفة المصالح والصلاح والفساد حتى في الموارد الجزئية وشبه ذلك، وهذا المقام كان حاصلا للرسول (صلی الله علیه و آله) ، فلا بد أن يكون حاصلا لخليفته أيضا وإلا فقد يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف، والعالم بالواجد لمؤنة الرياسة العامة من العلم والمعرفة والخوف المانع من متابعة الأهواء المضلة في الصغير والكبير ليس إلا الله ورسوله بتعريف منه تعالى فيجعلها لمن يشاء ويختار وإن اجتمع الناس على غيره بضلال منهم، ولا ينافي ذلك كون من اختاره الله تعالی صاحب الأمر والمنصب الجليل، واجتماع الناس إلى رجل إذا لم ينته إلى أمر من الله تعالى لا يوجب دخول الشخص في عنوان أولي الأمر ومن يجب طاعته ويؤاخذه على معصيته كما لا يخفى، ولعمري إن الأمر أوضح من أن يحتاج إلى البيان.

وإذا عرفت ذلك ظهر لك توقف الاتصاف بمنصب الخلافة إلى نصب من يكون الخليفة خليفة له ولا يحصل بغيره وإلا كانت الخلافة وهمية، فهؤلاء الاثناعشر لا بد أن يكونوا قد استخلفهم الله ورسوله

ص: 119

ونصبهم وعينهم لذلك المنصب وإلا فلا يكونون خلفاء له ولا أمراء من قبله، فمن يلتزم بمفاد هذه الأخبار عليه تعيين الاثني عشر الذين يتم عدتهم بانقراض الدين وأهله وقيام الساعة وشبه ذلك مما يعرف من هذه الأخبار بعد ضمها إلى أخبار الباب الأول الدالة على وجود الإمام والخليفة وصاحب الأمر إلى ذلك الأمد ويكون كل منهم منصوبة من قبل الله ورسوله أو أولهم كذلك ثم ينصب كل من بعده برخصة من الله تعالی ورسوله إلى أن ينتهي العدد عند انتهاء الأمد ولا مناص له عن الالتزام بمذهب الإمامية فإن الخلفاء البارزين مع عدم تحقق الاستخلاف في حقهم باتفاق الفريقين خصوصا إلى أواخرهم وانقطاعهم ولا بد أن لا ينقضي أمر الخلافة إلى الأبد كما عرفت أضعاف الاثني عشر ) (1)

وفي حاشية كتاب الشيخ سليمان خليفة عبد الحق الدهلوي: اعلم أن العلماء ذكروا في تأويله وجوها:

1_ فمنها: ما ذكر في الصواعق بقوله: (قال القاضي عياض: قيل: المراد باثني عشر في هذه الأحاديث وأشبهها أنه يكون في مدة عزة الخلافة وقوة الإسلام واستقامة أموره والاجتماع على من يقوم بالخلافة وقد وجد هذا في من اجتمع عليه الناس إلى أن اضطرب أمر بني أمية ووقعت بينهم الفتنة زمن الوليد بن یزید فاتصلت تلك الفتن بينهم إلى أن قامت الدولة العباسية فاستأصلوا أمرهم، قال شيخ الإسلام ابن حجر في فتح الباري: كلام القاضي هذا أحسن ما قيل في هذا الحديث وأرجحه لتأییده بقوله في بعض طرقه الصحيحة: (كلهم

ص: 120


1- وبذلك يظهر لك فساد بعض ما في المقام مثل ما ذكره الروزبهاني في جواب العلامة ال . (من المصنف).

يجتمع عليه الناس) والمراد باجتماعهم انقيادهم لبيعته، والذي اجتمعوا عليه (هو)(1) الخلفاء الثلاثة ثم علي، إلى أن وقع أمر الحكمين في صقين فتسمى معاوية يومئذ بالخلافة، ثم اجتمعوا عليه عند صلح الحسن ثم على ولده يزيد، ولم ينتظم للحسين أمر بل قتل قبل ذلك ثم لما مات يزيد اختلفوا إلى أن اجتمعوا إلى (2)عبد الملك بعد قتل ابن الزبير ثم على أولاده الأربعة: الوليد فسليمان فيزيد فهشام، وتخلل بين سليمان ويزيد عمر بن عبد العزيز فهؤلاء سبعة (3) بعد الخلفاء الراشدين، والثاني عشر الوليد بن یزید بن عبد الملك، اجتمعوا عليه لما مات عمه هشام، فولي نحو أربع سنين ثم قاموا عليه فقتلوه وانتشرت الفتن وتغيرت الأحوال من يومئذ ولم يتفق أن يجتمع الناس على خليفة بعد ذلك لوقوع الفتن بين من بقي من بني أمية؛ ولخروج أقصى المغرب من العباسيين بتغلب المروانيين على الأندلس إلى أن تسموا بالخلافة وانفرط الأمر إلى أن لم يبق من الخلافة إلآ الاسم بعد أن كان يخطب لعبد الملك في جميع الأقطار شرقا وغربا ويمينا وشمالا مما غلب عليه المسلمون ولا يتولى أحد في بلد إمارة شيء إلا بأمر الخليفة .(4)

2- ومنها: ما قيل: إن المراد وجود اثني عشر خلیفة في جميع مدة الإسلام إلى القيامة يعملون بالحق وإن لم يتوالوا، فالمراد باثني عشر الخلفاء الأربعةوالحسن ومعاوية وابن الزبير وعمر بن عبد العزيز

ص: 121


1- زيادة يقتضيها السياق.
2- هكذا في المخطوطة والأصح: (على).
3- لا يخلو عن تأمل؛ لأن ما ذكره بعد الخلفاء الراشدين ثمانية ولا يظهر وجه صحة لقوله: سبعة، فتنبه. (من المصنف).
4- فتح الباري 13: 184 و 185/نشر دار المعرفة / بيروت.

ويحتمل أن يضم إليهم المهدي العباسي لأنه في العباسيين كعمر بن عبد العزيز في الأمويين والطاهر العباسي أيضا، ويبقى الاثنان المنتظران أحدهما المهدي من أهل بيت محمد (صلی الله علیه و آله) .(1)

3- ومنها: ما قيل: إن هذا يكون بعد موت المهدي الذي يخرج في آخر الزمان، وقد وجد في كتاب دانیال: إذا مات المهدي يملك خمسة رجال وهم من ولده، السبط الأكبر ويعني به الحسن بن علي (علیه السلام) ثم يملك من بعده خمسة رجال وهم من ولد السبط الأصغر، يعني به الحسين (علیه السلام) ثم يوصي آخرهم إلى رجل من ولد السبط الأكبر فيهلك ثم يملك بعده ولده فيتم بذلك اثنا عشر ملكة كل واحد منهم إمام مهدي.

4- ومنها: ماقيل: إنهم يكونون في زمان واحد فهذا الحديث إشارة إلى سعة ملك الإسلام بحيث يكون اثنا عشر خليفة في زمان واحد في جميع بلاد المسلمين.

قلت: وإلى الآن لم يقع ذلك، والله يعلم بعده.

ه- ومنها: ما ذكره العارف خواجة محمد بارسا في فصل الخطاب ناقلا عن الإمام عفيف الدين الكازروني من أن هذا إشارة إلى ما بعده وما بعد أصحابه لأن حكم الصحابة ترتبط بحكمه (صلی الله علیه و آله) ، فأخبر (صلی الله علیه و آله) عن الولايات الواقعة بعد ذلك وكأنه إشارة إلى خلفاء بني أمية وليس هذا على طريق المدح بل على معنی استقامة السلطنة، فأولهم یزید بن معاوية ثم معاوية بن يزيد، ولا يدخلهم ابن الزبير لأنه من الصحابة، ومروان بن الحكم لأنه بويع له بعد بيعة ابن الزبير، وكان ابن

ص: 122


1- الصواعق المحرقة 1: 55 و 56/ نشر مؤسسة الرسالة بيروت.

الزبير أولي منه، فكان هو كالغصب ثم عبد الملك ثم الوليد ثم سليمان ثم عمر بن عبد العزيز ثم يزيد بن عبد الملك ثم هشام ثم يزيد بن الوليد ثم إبراهيم بن الوليد ثم مروان بن محمد، فهؤلاء اثنا عشر ثم خرجت الخلافة منهم إلى بني العباس.

قلت: هذه الوجوه الخمسة _ ما وقفت عليه في تأويل هذا الحديث ما أورده العلماء من الأقوال والله سبحانه أعلم بحقيقة الحال - من الخرافات التي لا حاجة إلى الإطالة فيها مضافة إلى ما أورد عليها من الفساد الواضح كما لا يخفى، وطرح رواية كونهم من بني هاشم وولد علي، وأن الخليفة لو احتيج إليه لم يختص بزمان، وإلا فلا حاجة إلى الاثني عشر فيهم أيضا، وكل ذلك يشهد على أن لم يرد رسول الله (صلی الله علیه و آله) ( من الخليفة في تلك الأخبار من يستخلفه الناس ويبايعونه ونحو ذلك، مضافة إلى قوله: (لا يضرهم... الخ) المراداتصافهم بذلك وإن خذلهم الناس وخالفهم الذي لا يوجد في هؤلاء حيث إنهم لولا اجتماع الناس لم يكن لهم شيء قطعة، وأن المراد معنى آخر يثبت لاثني عشر شخصا يتم الدين بتمامهم، وينقرض العالم بانقراضهم، ولولاهم لساخت الأرض بأهلها وهلكوا كما هلكت الأمم السالفة بطغواها، قد عينهم رسول الله (صلی الله علیه و آله) لذلك المنصب، واستخلفهم من نفسه وجعلهم مثله في المرجعية للعباد إلى يوم التناد، وهذا معنى لا ينافي تسربل غيرهم بسر بالهم وهو الخلافة الواقعية والرياسة الربانية والإمامة الحقة الثابتة لتلك الأشخاص وإن بقي جلهم أو كلهم في زاوية الخمول كما في أوصياء الأمم السالفة وتردي غيرهم بردائهم، فهم الموصوفون بتلك الخلافة والإمامة

ص: 123

والإمارة وإن لم يتبعهم جل الناس أو كلهم كما كان يوصف رسول الله (صلی الله علیه و آله) برسالته قبل أن يتبعه الناس، وهذه الخلافة والإمامة والإمارة حقيقة فعلية واقعية نظير ما عرفت في الرسول لا وهمية أو شأنية كما توهمه بعض الجهال في حرف هذه الأخبار عن هؤلاء الأطهار، و كما يظهر أن خلافة أولهم يتصل بوفاة رسول الله (صلی الله علیه و آله) وتعيينه ونصبه له وإن استخلفه الناس في المرتبة الرابعة، وأن خلافته ليس باعتبار استخلاف الناس له، وبالجملة فعليهم تعيين اثني عشر يكونون على الوصف الذي أشرنا، فإن لا يؤمنون، مضافة إلى طرح أخبار الباب الثالث والرابع، وستعرف بعض

فإن قلت: أخبار الباب الثاني لا يدل على أزيد من وجود اثني عشر خليفة بعد رسول الله (صلی الله علیه و آله) أو اثني عشر أمير كذلك وأنهم من قریش، فلو استفيد منها كون أولهم متصلا بمضي رسول الله (صلی الله علیه و آله) التوقف الخلافة على نصبه وشبه ذلك، فهو، وإلا فلا دليل عليه أيضا،فضلا عن امتداد اخرهم الی قیام الساعه.

قلت: قد عرفت أن الأمير غير المتأمر والخليفة غير مدعي الخلافة على وجه كاف في الالتزام بلزوم اتصال أولهم برسول الله(صلی الله علیه و آله) ، وأما امتداد آخرهم إلى الأمد المزبور فيدل عليه رواية جمع الفوائد(1) حيث جعل كون اثني عشر خليفة غاية لقيام الدين وعطفه على مدخول (حى) في رواية عامر (2)وجعله غاية

ص: 124


1- جمع الفوائد 1: 828.
2- صحیح مسلم 6: 4

في رواية أبي داود(1)، وجملة مما رواه العلامة وظهور انحصار الخليفة وهو الأمير ومن له الأمر في الاثني عشر في الكثير من أخبار الباب كما لا يخفى، مضافا إلى جملة من أخبار الباب الأول الدالة على كون الأمر في قریش ما بقي منهم اثنان وشبه ذلك، وخصوص الموجب لمعرفة الإمام، إمام الزمان وبكاء الأصحاب فإنهم لما فهموا الانحصار وزعموا قصر زمان الدين بزعم سرعة مضي الاثني عشر بكوا ولو لم يفهموا ذلك لم يكن وجه لبكائهم كما لا يخفی.

ويظهر من المجموع أن صاحب الأمر هو الخليفة وأن الخلافة تكون إلى الأبد، وأنهم من قريش وبني هاشم، وأن عدتهم اثنا عشر ولا يتم إلا بامتداد الخلافة المزبورة بامتداد الدين وإلى قيام الساعة وشبه ذلك كما لا يخفى، وهو عين ما يقوله الإمامية ولا مساس له بقول غيرهم إن الاثني عشر يمتد آخرهم إلى ذلك الأمد، وذلك في كمال الوضوح وللدلالة فيها وجوه أخر أعرضنا عنها اكتفاء بالأوضح.

وإذا عرفت ذلك اتضح لك أن المهدي الموعود هو الثاني عشر من أئمة الإمامية لمضي أحد عشر منهم والثاني عشر لا بد أن يكون باقية إلى ذلك الأمد، وإلا لانقطع(2) الخلافة قبل أمدها الموعود، فيثبت المدعي حينئذ مع قطع النظر عن أخبار الثالث والرابع أيضا.

أقول: وما قررناه في دلالة أخبار الخلفاء يظهر لك دلالتها على بطلان روايتهم التي أوردها المسعودي في مروج الذهب (3) ومحمد بن

ص: 125


1- سنن أبي داود 2: 309.
2- هكذا في المخطوطة والأفصح: (لانقطعت).
3- مروج الذهب 3: 184

طلحة في مطالب السؤول (1)على ما بالبال من قوله (صلی الله علیه و آله) : «الخلافة بعدي ثلاثون سنة»، الذي قر انتهاءهم وقت خلع (علیه السلام) عليه وتسليمها إلى معاوية وجعل هذا الخبر من معجزات النبي (صلی الله علیه و آله) .

ص: 126


1- مطالب السؤول: 238.

الأمر الثالث : في أخبار الباب الثالث

وتوضيح الاتحاد أن الثابت من أخبار الباب الأول هو وجود الإمام والأمير وصاحب أمر الخلافة والقائم بأمر الله إلى الموت، والظاهر على من خالفه بالحجج وشبه ذلك، والثابت من أخبار الباب الثاني أن عدة هؤلاء اثنا عشر لا یزیدون وامتدادهم إلى الأبد وكونهم من قريش وبني هاشم كما يدل عليه أخبار البابين معا، وفي الباب الثالث قد أثبت هذه الأوصاف لغلي وولده الأحد عشر مرة بهذا العنوان، وأخرى بتعيين أشخاصهم بأساميهم وغيرها وهذه أخبار مبينة الإجمال ما في البابين كما تبين امتدادهم إلى الأمد المزبور، وهي مقبولة لا مناص عن القول بها لمن جهل تلك الاثني عشر، وبمجرد ذلك أيضا يثبت كون المهدي الموعود هو الثاني عشر فيهم، مضافة إلى ما في تلك الأخبار من التصريح بذلك المطلب، وفيها دلالة على كل ما يقوله الإمامية في أئمتهم.

فإن قلت: بعض هذه في طريقها عدة من الإمامية فكيف يكون حجة على أهل السنة؟

قلت: المناط في الاستدلال على إيراد علمائهم لها في كتبهم من غير خدشة، وهم من فحول القوم وثقاتهم وأثباتهم فقد أحرزوا صدق الخبر فأوردوه، مع أن فيها ما ليس كذلك مضافة إلى أن القوم مطالبون ببيان ما ثبت إجماله في مثل صحيح البخاري حسب ما عرفت، ولا سبيل إلى الشك في تلك الأخبار.

ص: 127

وبالجملة فأخبار الأولين كافية في إثبات المدعي مع قطع النظر عن الأخيرين فكيف معهما، كما أن أخبار الأخيرين كافية في إثبات مهدوية الثاني عشر مع قطع النظر عن الأولين أيضا كما لا يخفی.

وإذا اضح لك ما أوردناه ظهر لك حال ما يوجد في أخبارهم من قوله: (اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي) وكذا ما يشاهد في عقد الدرر في مواضع أه محمد بن عبد الله(1) أو أحمد بن عبد الله (2)كما في موضع.

وظني وفاقا لبعض من سلف منهم أنه محرف اسم أبيه اسم ابني، فإما أن شبه عليهم في كتاب والأخذ منه أو أخرجوا اللفظ إلى ذلك المثل العناد وإخفاء الحق والتشكيك، وأما الاستناد في بطلانه إلى ترك الإثبات له وخلو روايتهم عنه كما ارتضاه الكنجي بعد ما ضعف ما سبق فغير وجيه على حسب القواعد، وتوجيه ابن طلحة له لا يصرفه، بل واضح البطلان كما لا يخفى، وأما محمد بن عبد الله أو أحمد بن عبد الله، فمن النقل بالمعنى لتلك الرواية على من ادعى صحة هذه الأخبار مع قطع النظر عما أوردناه في الباب الثالث والرابع تعيين رجل من بني هاشم و اولاد علی ورسول الله (صلی الله علیه و آله) فان لم یقبل روایاته فمن قریش لم یمض عن آبائه من بعد رسول الله (صلی الله علیه و آله) إلى الآن أزيد من عشرة حتى يحتمل کونه والدة لعبد الله ويولد له المهدي ويكون ثاني عشرهم ويكون هؤلاء الخلفاء الموعود بهم والأمراء من قريش المخبر عن كون الأمر فيهم، إلى غير ذلك.

ص: 128


1- عقد الدرر: 27/ 30.
2- عقد الدرر :35

العمري لا يوجد في الناس من يكون بينهم وبين رسول الله (صلی الله علیه و آله) ، وأهل زمانه أقل من عشرين أبأ فكيف بالعشرة وكذا يظهر حال خبرهم الدال على أن المهدي من ولد الحسن لو لم يقبل الحمل على العسكري ومن يرجحه كالصبان، يطالب بمثل ما مر من تعيين من يكون المهدي الذي يظهر في آخر الزمان وعند قرب الساعة ثاني عشرهم من بعد النبي (صلی الله علیه و آله) أو تعيين الاثني عشر الممتدين إلى الأمد المستفاد من روايات القوم كما عرفت في غيرهم. والقول بتعدد ناشر العدل و کون ناشر الدين مع بقاء بعض هؤلاء الخلفاء الاثني عشر غيره وتعدد الأئمة في ذلك أو بأحقية (1) الخليفة والإمام المهدي الذي يزعمه أو العكس أو غير ذلك، وأقبح من ذلك قوله: (لا مهدي إلا عيسی (علیه السلام)) إلا أن القوم قد رموه بسهم واحد وتوارت أخبارهم في خلافهنظير ما دل على كونه من ولد العباس كما اتضح خلاف ما سبق بعد ما عرفت من كون المهدي من الاثني عشر المخبر عن حالهم والمبشر بهم حيث ليس من يكون المهدي إمام آخر الزمان ثاني عشرهم من زمان رسول الله (صلی الله علیه و آله) إلا هؤلاء الأنوار الزاهرة ثاني عشرهم صاحب الزمان، وظهر أن زلات أهل العلم في أمره وتحير عقولهم فيه لقلة تتبعهم رواياتهم وقلة تأملهم في رواياتهم وشبه ذلك.

فليكن هذا آخر مانسوقه من الكلام في هذه الرسالة وتقدير الفراغ منها الليلة السابعة من شهر شوال المکم في سنة تسعة وثلاثمائة بعد الألف حامد مصلية مسلمة.

کتب ذا مؤلفه الفقیر محمد المدعو بباقر في أرض الغري الغراء على مشرفها آلاف التحية والثناء.

قد فرغت منه في يوم الخامس من شهر الخامس من عشرة الأول

ص: 129


1- كذا، غير واضحة والأقرب ما أثبتناه.

من سنة الخامس من عشرة الثانية من مائة الرابعة من ألف الثانية من الهجرة النبوي (صلی الله علیه و آله) قد تمت جیب به طح زوهد)(1)

والسلام علی من اتبع الهدی .

كتبه العبد المذنب الفقير إلى الله الغني أسد الله بن محمد رضا الشهير ب (خوشنویس) الدزفولي عامله الله تعالى بلطفه سنة (1315ه).

ص: 130


1- كذا في المخطوط.

المصادر والمراجع

القرآن الكريم.

(أ)

الآحاد والمثاني: ابن أبي عاصم الضحاك /ت 287ها تحقیق باسم فيصل أحمد الجوابرة / ط 1/ 1991م، طبع و نشر دار الدراية.

الأربعون حديثا في المهدي: الحافظ أبو نعيم الأصفهاني /ت 630 ها تحقیق علي جلال باقراط 2005/1 م.

الأربعون حديثا: الشيخ محمد بن حسين العاملي (البهائي)/ت 1031ه/ تحقیق وطبع و نشر مؤسسة النشر الإسلامي / قم / ط 2/ 1422ه.

إسعاف الراغبين في سيرة المصطفى وفضائل أهل بيته الطاهرين: محمد بن علي الصبان، وهو بهامش کتاب نور الأبصار في مناقب آل النبي المختار للشیلنجي.

إعلام الوری بأعلام الهدی: الفضل بن الحسن الطبرسي /ت 568ها تحقیق ونشر مؤسسة آل البيت (علیهم السلام) لإحياء التراث / قم / ط 1417 ه/ المطبعة ستارة.

أعيان الشيعة: السيد محسن الأمين ات حسن الأمين / دار التعارف للمطبوعات. الإمامة والتبصرة من الحيرة: ابن بابويه القمي والد الشيخ الصدوقات 329 ه/تحقیق ونشر مدرسه الامام المهدی(علیه السلام)/قم المقدسه.

الأنوار القدسية في بيان آداب العبودية: عبد الوهاب الشعراني / طبع مكتبة عبد الحميد أحمد حنفي / القاهرة.

ص: 131

(ب)

بحار الأنوار: محمد باقر المجلسي /ت 1111 ه/ نشر دار الرضا/ بيروت / لبنان.

البحر الزخار المعروف بمسند البزار: أحمد بن عمرو العتكي البزار /ت 292 ه/ تحقیق عادل بن سعد / مكتبة العلوم والحكمة / المدينة المنورة / ط 2003/1 م.

بصائر الدرجات الكبرى: محمد بن الحسن الصفارات 290 ه/ مرزة محسن کوجة باغي / مطبعة الأحمدي / طهران/ سنة الطبع 1404 ها نشر مؤسسةالأعلمي / طهران.

البيان في أخبار صاحب الزمان: محمد بن يوسف القرشي الكنجي /ت 658 ها تحقیق محمد هادي الأميني / ط 2/ 1970/ نشر المطبعة الحيدرية / بهامش كفاية الطالب للمؤلف.

(ت)

تاريخ أهل البيت: نصر بن علي الجهضميات 250 ها تحقیق محمد رضا الحسيني الجلالي / سلسلة مصادر بحار الأنوار/ نشر دلیل ما/ ط 1/ 1426ه/ المطبعة نقارش.

تاریخ بغداد أو مدينة السلام: أحمد بن علي الخطيب البغدادي /ت 463 ه /تحقيق مصطفى عبد القادر عطا/ ط 1417/1 هذا طبع و نشر دار الكتب العلمية

بیروت / وراجعته بطبعة دار الكتاب العربي / بيروت.

تاریخ الخلفاء: جلال الدين السيوطي /ت 911 ها تحقیق محمد محيي الدين عبد الحميد / ط 1952/1 م / مطبعة السعادة/ مصر/ مطبعة منیر / بغداد.

تاريخ مدينة دمشق: ابن عساکرات 571 ه/ تحقیق علي شيري / سنة الطبع 1415 ه/ طبع و نشر دار الفكر.

ص: 132

تذکرة الخواص من الأمة في ذكر خصائص الأثمة: يوسف بن قزعلي البغدادي سبط بن الجوزي)/ت 604 ها تحقیق حسین نقي زادة / نشر مركز الطباعة

والنشر للمجمع العالمي لأهل البيت ا ط 1/ 1426 ه/ مطبعة لیلی.

الجمع بين الصحيحين: محمد بن فتوح الحميدي /ت 488 ها تحقیق حسین على البواب /نشر دار ابن حزم / بيروت / 2002 م ط 2.

جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد: محمد بن محمد بن سليمان / تخريج عبد الله هاشم اليماني المدني / المدينة المنورة/ 1961 م.

(ح)

حلية الأولياء وطبقات الأصفياء: أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني/ت 430 ه/ دار الكتاب العربي / بيروت / ط 4/ 1405 ها وراجعته بطبعته الثانية 1967م.

(د)

دیوان دعبل الخزاعي: شرح ضياء حسين الأعلمي انشر مؤسسة الأعلمي/ بیروت / ط 1997/1 م.

(ذ)

الذريعة إلى تصانيف الشيعة: محمد محسن نزیل سامراء الشهير بالشيخ آغا بزرك الطهراني / مطبعة الغري / النجف الأشرف / 1355ه.

(س)

سنن أبي داود: سليمان بن الأشعث السجستاني ات 275 ه/ تحقیق سعید محمد اللحام / طبع و نشر دار الفکر بیروت / ط 1/ 1990 م / وراجعته بتحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد.

ص: 133

سنن الترمذي: محمد بن عيسى الترمذي /ت 279 ه/ تحقیق عبد الرحمن محمد عثمان / طبع ونشر دار الفكر / بيروت / ط 1403/2 ها وراجعته بنشر دار إحياء

التراث العربي / بيروت / تحقيق أحمد محمد شاكر.

(ش)

شرح نهج البلاغة: ابن أبي الحدیدات 656 ها تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم / نشر دار إحياء الكتب العربية.

(ص)

صحيح البخاري: محمد بن إسماعيل البخاري /ت 256 ها طبع و نشر دار الفكر ا بیروت / اوفست عن طبعة دار الطباعة العامرة باسطنبول/1401 ه/ وراجعته بنشر دار ابن کثیر / بيروت/ ط 3/ 1987 م / تحقيق مصطفی دیب.

صحیح مسلم: مسلم بن الحجاج النيسابوري ات 261 ها نشر دار الفکربیروت وراجعته بنشر دار إحياء التراث العربي / بيروت / تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي .الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة: أحمد بن حجر الهيتميات 976 ها دار الكتب العلمية / محمد علي بيضون/ بیروت، لبنان 1999 م / وراجعته بنشر مؤسسة الرسالة بيروت / ط 1/ 1997 م / تحقيق عبد الرحمن التركي.

(ط)

طبقات أعلام الشيعة (نقباء البشر في القرن الرابع عشر): آغا بزرك الطهراني / المطبعة العلمية في النجف / 1954 م.

الطرائف: ابن طاوس الحسني /ت 664 هاط 1/ 1371 هذا المطبعة الخيام / قم.

(ع)

العرف الوردي في أخبار الإمام المهدي (علیه السلام) :جلال الدين السيوطي /ت 911 ها تحقيق مصطفی صبحي الخضر / دار الكوثر/ دمشق / ط 2001/1 م.

ص: 134

(غ)

غاية المرام وحجة الخصام في تعيين الإمام عن طريق الخاص والعام: هاشم البحراني /ت 1107 م / وراجعته بتحقيق علي عاشورا مؤسسة التاريخالعربي بیروت / ط 2001/1 م.

(ف)

فتح الباري شرح صحيح البخاري / ابن حجر العسقلاني /ت 852 ه/ طبع ونشر دار المعرفة للطباعة والنشر / بيروت / لبنان/ ط 2.

الفتوحات المكية: محيي الدين أبو عبد الله محمد بن علي المعروف بابن عربي دار صادر / بيروت.

فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين والأئمة من ذريتهم (علیهم السلام):إبراهيم بن محمد الجويني الحمويني الخراسانيات 730 ه/تحقیق محمد باقر المحمودي / مؤسسة المحمودي للطباعة والنشر / بيروت / لبنان/ ط 1/ 1980م.

الفردوس بمأثور الخطاب: شیرویه بن شهردار الديلمي الملقب بالكيات 509 ه/ تحقيق السعيد بن بسيوني زغلول / دار الكتب العلمية / بيروت / لبنان/ ط 1/

1986 م.

الفصول المهمة في معرفة أحوال الأئمة: علي بن محمد المالكي الشهير بابن الصباغات 855 ه/ دار الأضواء بيروت / ط 2/ 1988م.

الفوائد الرضوية في أحوال علماء مذهب الجعفرية: عباس القمي / تحقیق ناصر باقري.

(ق)

قصص الأنبياء المسمى بالعرائس: أحمد بن محمد الثعلبي / مطبعة دار الكتب العربیه الکبری/مصر.

ص: 135

القول المختصر في علامات الإمام المنتظر: جلال الدين السيوطيات 911 ها مخطوط في مكتبة الإمام أمير المؤمنين (علیه السلام).

(ک)

الكافي: محمد بن يعقوب الكليني /ت 329 ها تحقیق علي أكبر غفاري / مطبعة حیدری / نشر دار الكتب الإسلامية / ط 3/ 1388 ه..

کتاب سليم بن قيس الهلالي (كتاب السقيفة): سلیم بن قیس الهلالي الكوفي / توفي في القرنالأول / تحقيق محمد باقر الأنصاري انشر دليل ما/ مطبعة نکارشاط 3/ 1423ه/ قم.

کتاب الفتن: نعیم بن حماد المروزيات 229 ها تحقیق سهیل زکار / المكتبة التجارية / مكة المكرمة.

کشف الغمة في معرفة الأئمة: علي بن عيسى الإربليات 993 ها طبع و نشر دار الأضواء / بيروت/ ط 2/ 1985 م.

الكشف والبيان في تفسير القرآن المعروف بتفسير الثعلبي: أحمد بن محمد الثعلبي /ت 427 ها تحقیق سید کسروي حسن / نشر دار الكتب العلمية / بيروت ط 2004/1 م.

كفاية الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر: علي بن محمد الخزاز القميات 400 ه/ تحقيق عبد اللطيف الكوهكمري / نشر انتشارات بیدار / مطبعة الخيام قم/1401 ه.

كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب: محمد بن يوسف الكنجيات 658 ه/ تحقیق محمد هادي الأميني / ط 2/ 1970 م / المطبعة الحيدرية / النجف. الكليات: أبو البقاء عبد الله بن الحسین ات 1286 ه/ مطبعة دولتي / تبریز/ طبعة حجرية.

ص: 136

کمال الدین وتمام النعمة: الشيخ الصدوق /ت 381 ها تحقیق علي أكبر غفاري / تاريخ الطبع 1405 ها نشر مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين / قم.

(م)

متن البخاري بحاشية السندي: مطبعة دار إحياء الكتب العربية / عيسى البابي الحلبي.

مجلة علوم الحديث: تصدر عن كلية علوم الحديث / طهران / السنة 7/ 1434 ه/ العدد 13/ محرم الحرام - جمادى الآخرة.

المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء: محمد بن المرتضى (المولی محسن الكاشاني)/ت 1091 ه/ نشر مؤسسة الأعلمي / بيروت / ط 1983/2 م.

المحجة في ما نزل في القائم الحجة: هاشم البحراني /ت 1107 ه/ تحقیق محمد منير الميلاني / مؤسسة النعمان للطباعة والنشر / بیروت / 1992م.

مختصر الأحكام: مستخرج الطوسي على جامع الأحكام /ت 312 هذا الحسن بن علي الطوسي / نشر مكتبة الغرباء الأثرية / المدينة المنورة / ط 1405/1 ها تحقیق أنيس بن أحمد الأندونيسي.

مرآة الشرق: محمد أمين الإمامي الخوئي / تصحيح على الصدرائي الخوئي / نشر مكتبة المرعشي/ قم / ط 2006/1 / مطبعة ستارة.

مروج الذهب ومعادن الجوهر: علي بن الحسين المسعوديات 346 ه / تنقيح شارل بلا/ نشر انتشارات الشريف الرضي / ط 1/ 1422ه/ مطبعة شریعت .

مستدرك الحاكم: أبو عبد الله محمد بن محمد (الحاكم النيسابوري)/ت 405 ها تحقيق يوسف المرعشلي / نشر دار المعرفة/ بيروت / 1406 ه.

مسند أبي داود الطيالسي: سليمان بن داود بن الجارودات 204 ها تحقیق محمد حسن محمد حسن إسماعيل / نشر دار الكتب العلمية / بيروت / ط2004/1م.

ص: 137

مسند أبي يعلى الموصلي: أحمد بن علي بن مثنى التميمي /ت 307 ها تحقیق حسین سليم أسد/ طبع و نشر دار المأمون للتراث.

مسند أحمد: أحمد بن حنبلات 241 ها طبع ونشر دار صادر / بيروت.

مشارق الأنوار في فوز أهل الاعتبار: حسن العدوي الحمزاوي / المطبعة العثمانية / ط 1307/1 ه.

مشكاة المصابیح: محمد بن عبد الله الخطيب التبريزي /ت 741 ها تحقیق جمال عيتاني / نشر دار الكتب العلمية / بيروت / ط 2003/1 م.

مصفى المقال في مصنفي علم الرجال: آغا بزرك الطهراني / دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر / بیروت / ط 2/ 1988 م.

مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (صلی الله علیه و آله) : محمد بن طلحة القرشي /ت 652 ه/ اشراف عبد العزيز الطباطبائي / نشر مؤسسة البلاغ | بيروت / ط 1/1999م. معارف الرجال في تراجم العلماء والأدباء: محمد حرز الدين / تعليق محمد حسین حرز الدين.

المعجم الأوسط: سليمان بن أحمد الطبرانيات 360 ها تحقيق إبراهيم الحسيني / طبع و نشر دار الحرمین.

معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال ألف عام: محمد هادي الأميني /ط 1992/2 م.

معجم الرموز والإشارات: محمد رضا المامقاني / دار المؤرخ العربي / بيروت / ط 2/ 1992 م.

معجم طبقات المتکلمین: تأليف وطبع ونشر اللجنة العلمية في مؤسسة الإمام الصادق (علیه السلام) / قم / تقديم وإشراف جعفر السبحاني / ط 1426/1 ه.

ص: 138

المعجم الكبير: سليمان بن أحمد الطبراني /ت 360 ها تحقیق حمدي عبد المجيد السلفي / مطبعة دار إحياء التراث العربي / ط 2/ نشر مكتبة ابن تيمية القاهرة.

مقتل الحسين (علیه السلام) : الموفق بن أحمد الخوارزميات 568 ها تحقیق محمد السماوي / دار أنوار الهدی / سنة الطبع 2005 م / مطبعة مهرآوراجعته بطبعة مطبعة الزهراء / النجف / 1948 م.

الملل والنحل: محمد بن عبد الكريم الشهرستاني انشر دار المعرفة/ بيروت تحقیق محمد سيد كيلاني .

مناقب الإمام علي بن ابي طالب (علیه السلام) : علي بن محمد الشافعي الشهير بابن المغازلي / دار الأضواء ا ط 2003/3 م.

المناقب: الموفق بن أحمد المكي الخوارزميات 568 ها تحقیق فاضل المحمودي / ط 2/ 1411 هطيع ونشر مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين / قم.

مهج الدعوات ومنهج العبادات: رضي الدين بن طاوساط حجر انسخ 1323ه.

(ن)

نهج الحق وكشف الصدق: الحسن بن يوسف (العلامة الحلي)/ت 736 ها تعليق عين الله الأرموي / نشر دار الهجرة / قم / ط 4/ 1414 ه/ مطبعة ستارة. موسوعة طبقات الفقهاء: تأليف اللجنة العلمية في مؤسسة إمام الصادق (علیه السلام) / إشراف جعفر السبحاني.

(و)

وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان: أحمد بن محمد بن خلكانت 681 ه/ تحقیق يوسف علي طويل / نشر دار الكتب العلمية / بيروت / ط 1/ 1998م.

ص: 139

(ی)

ينابيع المودة لذوي القربی: سلیمان بن إبراهيم القندوزي الحنفيات 1294 ه /تحقیق علي جمال أشرف الحسيني / ط 1416/1 ه/ طبع و نشر دار الأسوة. الیواقیت والجواهر في بيان عقائد الأكابر: عبد الوهاب الشعراني / ط الأخيرة 1959 م / مكتبة ومطبعة البابي الحلبي.

ص: 140

فهرست الموضوعات

مقدمة المركز.......5

المؤلف في سطور .......7

اسمه....7

ولادته .........7

طلبه العلم .....7

أساتذته ........8

رجوعه إلى همدان ......9

مؤلفاته ....9

وفاته ....13

المخطوطة ...14

خطة التحقيق .......14

مقدمة المؤلف ......19

الباب الأول: في الأخبار الدالة على أن بعد رسول الله (صلی الله علیه و آله) أئمة ....21

الباب الثاني: في ما يدل على أن عدتهم اثنا عشر.......43

الباب الثالث: في ما يدل على أن هؤلاء الذين أخبر بهم رسول الله (صلی الله علیه و آله) وبشر بهم هم أئمة الإمامية .......59

الباب الرابع: في ذكر المهدي (علیه السلام) بعد الحادي عشر (علیهم السلام) وذکر میلاده الشريف وأن له غيبة طويلة ......79

ص: 141

وأما إخبارهم في أن له غيبة طويلة يهلك فيها من هلك، فزيادة على ما مر....95

فصل: في ما يستفاد من تلك الأخبار....107

الأمر الأول: في المستفاد من أخبار الباب الأول وعناوينها....109

إبطال بعض ما تخيله الناس في المراد من الإمام بأن ولده (صلی الله علیه و آله) محل الإمامة لا غيرهم ...109

في بيان المراد من الإمام الذي أمر الناس بمعرفته .....111

إن كون طاعة الإمام طاعة الله دليل العصمة.....112

بیان رواية البخاري، وأنها تنطبق على أئمة الإمامية دون غيرهم .....112

انطباق حديث معاوية على هؤلاء الأئمة....114

الأمر الثاني: في مفاد أخبار الباب الثاني ......117

إن الإمامة رئاسة ربانية لا تكون إلا لمن وصفه الله بها ....117

الأمر الثالث: في أخبار الباب الثالث .....127

المصادر والمراجع...131

فهرست الموضوعات ......141

ص: 142

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.