المشي إلى زيارة سيد الشهداء علیه السلام

اشارة

اسم الكتاب: المشي إلى زيارة سيد الشهداء علیه السلام

تأليف: الشيخ بسام محمد حسين

الناشر : مطبعة لبنان

عدد الصفحات : 119ص

الطبعة: 2014م - 1435ه

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف

009613336218

شركة دبوق العالمية للطباعة والتجارة العامة ش.م.م.

info@dboukart.com

ص: 1

اشارة

المشي إلى زيارة سيد الشهداء (علیه السلام)

ص: 2

المشي إلى زيارة سيد الشهداء (علیه السلام)

ص: 3

بسم الله الرحمن الرحیم

ص: 4

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على رسوله محمد، وآل بيته الطيبين الطاهرين، ولا سيما بقية الله في الأرضين، عجل الله فرجه الشريف.

وبعد ...

فإن من مظاهر الحب والولاء والمودة لأهل البيت (علیهم السلام) ما يقوم به المحبون والموالون، من المشي لزيارة مولانا سید الشهداء أبي عبد الله الحسين صلوات الله عليه، وخصوصا في ذكرى الأربعين، حيث تنهال الملايين من كل حدب وصوب، ميمة وجهها شطر مرقده الطاهر، تلك البقعة المقدسة التي تضمنت جسده الشريف وأجساد الشهداء من أهل بيته وأصحابه (علیهم السلام).

وبعيدا عن انتقادات و شبهات الخط المناوىء لأهل بيت العصمة والطهارة صلوات الله عليهم، فقد تناهى إلى الأسماع بعض التساؤلات حول هذا المشهد الولائي الكبير من قبل بعض الموالين والمحبين، وذلك على قاعدة «ليطمئن قلبي»، سواء فيما يتعلق بفضيلة المشي إلى زيارة الإمام الحسين (علیه السلام) ، أو عن مشاركة النساء في الخروج إلى زيارته (علیه السلام) ، أو أن المشي لا يعدو كونه وسيلة للوصول وقطع المسافة، فلماذا هذا التعب والعناء في وقت يمكن الاستعاضة من ذلك بقضاء الوقت

ص: 5

في الطاعات والعبادات الأخرى في نفس عمل الزيارة وداخل الحرم؟. وأمثال هذه التساؤلات...

وقد دعاني هذا الأمر إلى كتابة هذا البحث المختصر، للإجابة عن تلك التساؤلات وغيرها، معتمدا في ذلك على ما ورد من الروايات الشريفة التي هي الأساس في مثل هذه البحوث، مضافا إلى مراجعة كلمات كبار علماء مدرسة أهل البيت وجهابذتهم، الذين تعرضوا لجملة مما يتعلق ببحثا في مناسبات مختلفة وموارد متعددة، متوسط للنتائج بالأخذ بما يقتضيه البحث العلمي من أصول، ومستشهدا على ما أقول بالمعقول والمنقول.

فجاء هذا البحث - بفضله تعالى ومنه - كواحد من السلسة التي تصدرها حول بعض البحوث والدراسات الحسينية، وقد أسميته: المشي إلى زيارة سيد الشهداء (علیهم السلام).

هذا، وأسأله سبحانه أن يجعله خالصا لوجهه، ويثبت لنا قدم صدق عنده يوم الورود ، مع الحسين وأصحابه (علیهم السلام)، وأن يرزقنا زيارتهم ولا يحرمنا شفاعتهم، إنه سميع مجيب.

الراجي شفاعة الحسين (علیه السلام)

بسام محمد حسين

الإثنين: 18 ذو الحجة الحرام 1435 للهجرة،

يوم عيد الغدير الأغر،

الموافق ل: 13 تشرين الأول 2016 ميلادية.

بيروت - لبنان

ص: 6

الإهداء

إليك يا قتیل العبرات، ويا أسير الكربات...

ويا حبيب المصطفی... وثمرة فؤاد المرتضی... وفلذة كبد الزهراء... وعزيز أخيك المجتبی... وأبا الأئمة النجباء...

إليك يا سيد الشهداء... وإلى سائر المستشهدين معك في کربلاء... وإلى جميع الذين استشهدوا في الطريق على دربك ... وسقطوا في الدفاع عن نهجك وخطك، لا سيما في عصرنا هذا الممهد لظهور حفيدك، بقية الله في أرضه، عجل الله تعالی فرجه...

أهدي هذا الجهد المتواضع، راجيا من مولاي التحنن على عبده، والنظر بعين اللطف والقبول ...

بسام

ص: 7

ص: 8

تمهيد: زيارة المشاهد تعظيم لشعائر الله

اشارة

تعد المشاهد المشرفة والأماكن المقدسة، التي حل بثراها وترابها الطاهر حجج الله وأولياؤه وعباده، أرضا طاهرة مطهرة، هي من بيوت الله تعالى، التي أمرنا برفعها، أي رفع قدرها ومنزلتها وتعظيمها (1) ، قال تعالى: ( في بيوت أذن الله أن ترفع و یذکرفيها اسمه یسبح له فيها بالغدو وصال (31) رجال لاتلهيهم تجرة و لابيع عن ذكر الله وإقام الصلوة وإبتاء الزكوه يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصر)(2)

فعن أبي بصير أنه قال: سألت أبا عبد الله (علیه السلام) عن قول الله عز وجل: و في بيوت أذن الله أن ترفعه قال: «فی بيوت النبي (صلی الله علیه وآله)»(3)

وفي رواية أخرى عن الباقر (علیه السلام) في هذه الآية: وهي بيوتات الأنبياء والرسل والحكماء وأئمة الهدى).(4)

وعن أنس بن مالك وعن بريدة قالا: قرأ رسول الله (صلی الله علیه وآله)، هذهالآية: «في بيوت أذن الله أن ترفع ویذکرفيها اسمه) إلى قوله:

ص: 9


1- الطباطبائي، السيد محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، ج 15 ص 129.
2- سورة النور، الآيتان: 39- 37.
3- الكليني، الكافي ج 8 ص 331
4- الصدوق، کمال الدين وتمام النعمة، ص 0218

(والأبصر) ، فقام رجل إليه وقال: أي بيوت هي يا رسول الله؟ فقال: «بيوت الأنبياء (علیهم السلام) »، قال: فقام إليه أبو بكر فقال: يا رسول الله، هذا البيت منها؟- يعني بيت علي وفاطمة (علیهما السلام)- قال: «نعم، من أفاضلها (1)

قال مهيار الديلمي:

وبيت تقاصر عنه البيوت

وطال علي على الفرقد

تحوم الملائك من حوله

و بللوحي دار الندي(2)

وإذ كانت العظمة والعلو لله تعالى لا يشاركه في ذلك غيره إلا أن ينتسب إليه، وبمقدار ما ينتسب إليه، فالإذن منه تعالى في أن ترفع هذه البيوت إنما هولانتسابها الخاص إليه، وبذلك يظهر أن السبب لرفعها هوما عطف عليه من ذكر اسمه فيها، كما يقول العلامة الطباطبائي قدس سره.(3)

فهذا الانتساب التشريفي الذي حظيت به هذه البيوت والأماكن المقدسة، هو الذي أوجب كونها من شعائر الله تعالى، وصار تعظيمها أمرا محببة ومطلوبة، قال تعالى:( ذالك ومن يعظم شعر الله فإنها من تقوى القلوب (4).

ص: 10


1- ابن البطريق، العمدة، ص 291.
2- المصدر السابق.
3- الطباطبائي، السيد محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، ج 15 ص 129.
4- سورة الحج الآية 32.

وعلى هذا الأساس التوحيدي لله تعالى وحده، تقوم كل الأعمال والأفعال والحركات والسكنات التي يؤديها الزائرون إلى مشاهد النبي وأهل بيته (علیهم السلام)، وذلك بجعلهم وسيلة إلى الله تعالى يتقربون من خلالها إليه لنيل رحمته ورضاه، وبتعليم وإشراف من الأئمة (علیهم السلام) أنفسهم.

مضافة إلى ما في الزيارة من فوائد دينية واجتماعية تستحق العناية، قال الشيخ محمد رضا المظفر رحمه الله في معرض حديثه عن الزيارة: فإنها - في الوقت الذي تزيد من رابطة الولاء والمحبة بين الأئمة وأوليائهم، وتجدد في النفوس ذكر مآثرهم وأخلاقهم وجهادهم في سبيل الحق - تجمع في مواسمها أشتات المسلمين المتفرقين على صعيد واحد، ليتعارفوا ويتألفوا، ثم تطبع في قلوبهم روح الانقياد إلى الله تعالى والانقطاع إليه وطاعة أوامره، وتلقنهم في مضامين عبارات الزيارات البليغة الواردة عن آل البيت، حقيقة التوحيد والاعتراف بقدسية الإسلام والرسالة المحمدية، وما يجب على المسلم من الخلق العالي الصين، والخضوع إلى مدبر الكائنات وشكر آلائه ونعمه...، ويقول: ...كما تفهم هذه الزيارات المأثورة مواقف الأئمة (علیهم السلام) وتضحياتهم، في سبيل نصرة الحق وإعلاء كلمة الدين، وتجردهم لطاعة الله تعالى...(1)

ص: 11


1- المظفر، الشيخ محمد رضا، عقائد الإمامية، عقيدتنا في زيارة القبور، ص 102.

ومن هنا، كان الموالون والمحبون لأهل البيت (علیهم السلام) على مر التاريخ ولا زالوا يخرجون لزيارة سيد الشهداء (علیهم السلام) ، في مختلف الظروف والأحوال والمخاطر والأهوال، ويبذلون في ذلك الغالي والنفيس، من الأموال والأنفس والثمرات، وبشر الصابرين.

وقد شكر الأئمة (علیهم السلام) لشيعتهم هذا الدور الكبير الذي قاموا به، سواء من خلال الثواب العظيم الذي حدثوهم به على زيارته، أو من خلال الدعاء لهم بالمغفرة والرحمة.

ومما ورد عنهم (علیهم السلام) في هذا المجال، ما روي عن معاوية بن وهب، أنه قال: استأذنت على أبي عبد الله (علیه السلام) فقيل لي:

ادخل»، فدخلت، فوجدته في مصلاه في بيته، فجلست حتى قضى صلاته، فسمعته وهو يناجي ربه وهو يقول: «اللهم يا من خضنا بالكرامة، ووعدنابالشفاعة، وخضنا بالوصية، وأعطانا علم ما مضى وعلم ما بقي، وجعل أفئدة من الناس تهوي إلينا، اغفر لي ولإخواني، وزوار قبر أبي عبد الله الحسين، الذين أنفقوا أموالهم، وأشخصوا أبدانهم، رغبة في برنا، ورجاء لما عندك في صلتنا، وسرورا أدخلوه على نبيك، وإجابة منهم لأمرنا، وغيظا أدخلوه على عدونا، أرادوا بذلك رضوانك. فكافهم عنا بالرضوان، واكلأهم بالليل والنهار، واخلف على أهاليهم وأولادهم الذين خلفوا بأحسن الخلف، واصحبهم، واكفهم شر

ص: 12

كل جبار عنيد، وكل ضعيف من خلقك وشديد، وشر شياطين الإنس والجن، وأعطهم أفضل ما أملوا منك في غربتهم عن أوطانهم، وما آثرونا به على أبنائهم وأهاليهم وقراباتهم.

اللهم إن أعداءنا عابوا عليهم بخروجهم، فلم ينههم ذلك عن الشخوص إلينا خلافا منهم على من خالفنا، فارحم تلك الوجوه التي غيرتها الشمس، وارحم تلك الخدود التي تتقلب على حفرة أبي عبد الله الحسين (علیه السلام) ، وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا، وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا، وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا.

اللهم إني أستودعك تلك الأبدان وتلك الأنفس، حتى توافيهم من الحوض يومالعطش». فما زال يدعو وهو ساجد بهذا الدعاء...(1)

وفي هذا السياق تأتي مظاهر التعظيم والاحترام المختلفة التي يقوم بها المحبون والموالون لأهل البيت (علیهم السلام) تجاه المشاهد المشرفة والأماكن المقدسة، التي منها المشي إلى حرم مولانا أبي عبد الله الحسين صلوات الله عليه بقصد زيارته.

ص: 13


1- ابن قولویه، کامل الزيارات، ص 227- 229.

الحكمة في الحث على المشي:

وقد يقال: إنه إذا كان الأصل هو الزيارة، فلماذا يتجشم الإنسان عناء المشي مع إمكان الوصول إلى ذلك بطرق أخرى، أسرع وأهون، أليس قضاء الوقت وبذل الجهد في نفس العبادة، أولى من بذلهما في المقدمات وإضاعة الوقت فيها؟؟

وفي الحقيقة فإن هذا الكلام فيه غفلة عن العديد من الأمور التي ذكرت كحكمة لهذا الأمر:

منها: ما أفاده الإمام الخميني قدس سره من أن المشي وإن لم يكن له خصوصية ذاتية سوى كونه مقدمة للريارة، إلا أن الروايات رتبت الثواب الكبير والأجر الجزيل للماشي إلى زيارته، لأجل الحث على نفس الزيارة.(1)

فإن المولى الذي يهتم لأمر ويريد من عبده إنجازه، قد يقوم بإبراز اهتمامه ومحبته له بشتى الأساليب ومختلف الوسائل، ويرغب الآخر ويحثه على إيجاده، کالالتفات

إلى مقدمات العمل وما يتحمله ذلك العبد في سبيل إنجازه، ما يرفع من شأن العمل وقيمته، ويجعله ذا شأن خاض عند المولى.

ومنها: ما أفاده الإمام الخميني قدس سره أيضا أنه قد يكون في المشي خصوصية في نفسه هي كونه أقرب إلى الخضوع لله

ص: 14


1- الإمام الخميني، أنوار الهداية في التعليقة على الكفاية، ج 2 ص 132 - 133.

تعالى ولأوليائه (علیهم السلام)، فيكون له جهة زائدة على كونه مجرد مقدمة للزيارة.(1)

توضيح ذلك:

أن المشي أدنى مراتب السير عادة، وهو يعبر عن نوع من التواضع والتذلل من قبل الإنسان، والاحترام والتعظيم لغيره، لا يعكسه الركوب، ففرق بين أن تستقبل إنسانا أو تقصده وأنت راكب على فرسك - أو في سيارتك في هذه الأيام- وبين أن تستقبله أو تقصده وأنت ماش إليه على رجليك، فإن الثاني بلا شك يعطي نوعا من التواضع أمامه، ولونا من التعظيم والاحترام له، لا نجده في الإنسان وهو راكب.

ومن هنا حثت الروايات على المشي في موارد عديدة من الطاعات والعبادات كما سيأتي، طلبا لإظهار هذا التواضع والتذلل من العبد بين يدي الله تعالى، وتعظيما واحترام الأمور تراها الشريعة جديرة بذلك، ومنها المشي إلى حرم الإمام الحسين (علیه السلام) لزيارته.

ومنها: أن المشي إلى المقامات المقدسة للريارة يعد نوعا من التعظيم والاحترام لها، نظرا لكونها من شعائر الله تعالى التي أمرنا بتعظيمها واحترامها، وهو ما يرجع إلى تعظيم الله

ص: 15


1- الإمام الخميني، أنوار الهداية في التعليقة على الكفاية، ج 2 ص 132 - 133.

تعالى والخضوع له والتقرب إليه سبحانه، قال تعالى: و ذالك ومن يعظم شكر الله فإنها من تقوى القلوب.(1)

فهرسة البحث:

ولكي تتضح أطراف هذا الموضوع بشكل واف، فقد وضعنا هذا البحث الذي جاء ضمن الفصول الآتية:

الفصل الأول: بحثا فيه معنى المشي وفرقه عن بقية أفراد السير، واستعرضنا موارد المشي الراجح التي حثت عليها الشريعة، ليتضح بذلك المواضع المختلفة التي ندبت إليها غير المشي إلى الريارة.

وأما الفصل الثاني: فقمنا فيه باستعراض ما جاء في الروايات من فضل المشي إلى زيارة الإمام الحسين (علیه السلام) ، ثم عرضنا لأدلة تفضيل المشي على الكوب، وفضل المشي إلى سائر الزيارات.

وأما الفصل الثالث: فتناولنا فيه مسألة المشي حافيا إلى الژيارة، باعتبارها من متفرعاتها التي قد يقع التساؤل عنها، حيث استعرضنا معناه وفضله في الموارد المختلفة، وما دل على فضله في الزيارة .

ص: 16


1- سورة الحج الآية 32.

وأما الفصل الرابع: فخصصناه للبحث عن مشاركة النساء في الريارة، حيث أشرنا باختصار لما دل على جواز زيارة المرأة للقبور بشكل عام، ثم عرضنا ما دل من الروايات على استحباب زيارة النساء لقبر الإمام الحسين (علیه السلام) عموما، ومشيه إلى الزيارة خصوصا.

وأما الفصل الخامس: فأجبنا فيه عن إشكالية ترتب الثواب على المشي باعتباره مقدمة للعمل وليس نفس العمل، مستعرضين-باختصار لأقوال كبار العلماء في مجال الإجابة عن كيفية ترتب الثواب على مقدمة العمل بشكل عام، وعلى المشي إلى الزيارة بشكل خاص.

ومنه تعالى نطلب العون والتوفيق.

ص: 17

ص: 18

الفصل الأول:المشي معناه وموارده الراجحة

اشارة

ص: 19

ص: 20

معنى المشي:

عرف الراغب الأصفهاني المشي - كما في المفردات - بأنه: الانتقال من مكان إلى مكان بإرادة.(1)

وهذا التعريف مبني على كون المراد من المشي مطلق السير، كما قيل (2)، فيشمل حينئذ الرحف على البطن.

إلا أنه خلاف المتبادر عند العرف لدى استعمالهم لهذه الكلمة مجردة عن أي قرينة، فالمتسبق من المشي هو السير على القوائم، والتبادر من العلامات التي يستدل بها على المعنى الحقيقي، كما هو المعروف عند علماء أصول الفقه.

كذلك من علاماته التي يذكرونها للتمييز بين المعنى الحقيقي والمجازي، صحة السلب، فيقال مثلا: الصبي يزحف قبل أن يمشي، وهو يزحف ولا يمشي، فيسلب المشي عن الاحف، وهو دليل على أن السير على البطن ليس معناه الحقيقي.

ص: 21


1- الراغب الأصفهاني، مفردات غريب القرآن، مادة: مشی.
2- المعاني، تفسير المعاني، ج 3، ص 540 .

ولذا قال الشيخ الطريحي في مجمع البحرين: مشى الرجل مشيا، إذا كان على رجليه، سريعا كان أو بطيئا، فهو ماش، والجمع مشاة (1)

نعم قد يستعمل المشي في السير على البطن أحيانا، إلا أنه ليس دليلا على كونه معناه الحقيقي، فالاستعمال أعم من الحقيقة والمجاز، كما جاء في قوله تعالى: (والله خلق كل دابه من ماء فمنهم من يمشي على بطني، ومنهم من يمشي على رجلين هم من يمشي على أربع يخلق الله ماشاء الله على کل شیء قدیر) (2)، فإن إطلاق المشي على البطن، إما على سبيل المجاز بعلاقة المشاكلة أو المشابهة، حيث ذكر الزاحف مع الماشي، وخالط ما له قوائم مع ما لا قوائم اله(3)، للمبالغة في إظهار القدرة، وإنها تزحف بلا آلة كشبه المشي وأقوى (4)، وإما على سبيل الإستعارة، حيث استعار لفظ المشي للحف لاشتراكهما في الاستمرارية، كما يقال في الأمر المستمر: قدمشى هذا الأمر (5)

كما أن الحف قد يستعمل في المشي أحيانا، حيث يطلق الحق على المشي أو السير البطيء، فيقال: زحفت الجيوش

ص: 22


1- الطريحی، مجمع البحرين، ج 4 ص 206 .
2- سورة النور، الآية 45.
3- أنظر: ابن جرير الطبري، جامع البيان ج 18 ص 209، والزمخشري، جار الله، الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل، ج 3 ص 71.
4- الألوسي، تفسير الألوسي، ج 18، ص 193.
5- أنظر: السفي، تفسير السفي، ج 2، ص 151 ، المعاني، تفسير المعاني، ج 3، ص 540.

إلى بعضها للقتال، فعن الأزهري أنه: شبه بزحف الصبيان مشي الفئتين تلتقيان للقتال، فيمشي كل فيه مشيا رويدا إلى الفئة الأخرى قبل التداني للضراب.(1)

وكما لا يشمل المشي الحف، فكذلك لا يشمل أيضاالمتحرك بحركة غيره، كالراكب على الدابة، أو الجالس في السفينة أو السيارة أو الطائرة، كل ذلك لما تقدم من البادر، وصحة سلب المشي عنه حقيقة، فيقال له راكب ولا يقال له ماش إلا بنحو المجاز كما سبق.

وكذلك لا يشمل المشي الحركة غير الإرادية، كالمسحوب سحب مثلا.

فالمشي إذا يختص بتلك الحركة الإرادية على القوائم، المستوجبة للانتقال من مكان إلى مكان.

المشي المباح والمشي الراجح:

من الواضح أن المشي في نفسه من الأمور المباحة، الذي قد يتعلق به عنوان من العناوين الراجحة فيجعله أمر راجحا أو يتعلق به عنوان مرجوح فيجعله أمرا مرجوح.

وما يهمنا هو التعرف على كون المشي إلى الزيارة أمرا راجحأ أولا، وسوف نتوسل لذلك بما ذكره الفقهاء العظام في

ص: 23


1- ابن منظور، لسان العرب، ج 9 ص 129، مادة: «زحف».

باب النذر من الكتب الفقهية.

فقد ذكر الفقهاء رضوان الله عليهم هناك، أن من شرائط انعقاد النذر کونه طاعة، ومرادهم من الطاعة ما يشتمل على القربة من العبادات المعهودة، فلو كان مباحا أو مرجوحة لم ينعقد. هذا هو المشهور بين الفقهاء .(1)

والمشي من حيث كونه مشيا ليس طاعة في نفسه، وإنما يصير عبادة إذا كان وسيلة ومقدمة إلى طاعة، لا مطلقا .(2)

ولذا قالوا بأنه لوندر المشي مطلقا لم يجب الوفاء به، لأنه ليس في نفسه طاعة، وكذا لوقصد المشي إلى موضع لا مزية فيه، لم ينعقد نذره.(3)

وقد مثلوا للذر الراجح شرعا الذي يجب الوفاء به، بأمثلة عديدة، منها: ما لونذر أن يمشي إلى مشهد من مشاهد البي (صلی الله علیه وآله)، أو أمير المؤمنين (علیه السلام) ، أو أحد من الأئمة (علیهم السلام) .(4)

لأن زيارتهم (علیهم السلام) من الطاعات، بل من أمهات الطاعات، فيكون المشي إليها مقدمة للطاعة، قال الشيخ محمد حسن النجفي صاحب الجواهر رضوان الله عليه: ولو نذر زيارة النبي (صلی الله علیه وآله) انعقد؛ لأنها من أمهات الطاعات، سواء قصد زيارة المسجد أولا،

ص: 24


1- الشهيد الثاني، مسالك الأفهام في شرح شرائع الإسلام، ج 11 ص318.
2- المصدر السابق، ص 336. وانظر: التجفي، الشيخ محمد حسن، جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام ج 35 ص 388
3- العلامة الحلي، تحرير الأحكام ج 4 ص 355، و356.
4- الشريف المرتضى، الإنتصار ص 361 ، والشيخ الطوسي، الخلاف، ج 6 ص 194.

وكذا زيارة أحد الأئمة أو قبور أحد الصالحين. والظاهر انصراف نذر زيارتهم (علیهم السلام) إلى قصدهم في أماكنهم حتى الحجة ، وإن كان (علیه السلام) یزار في كل مكان، إلا أن يريد ذلك، لا خصوص السرداب.(1)

المشي إلى الطاعات والأماكن المقدسة:

ومما تقدم يتضح أن المقصود من المشي إلى الطاعات والأماكن المقدسة، هو المشي الذي يكون راجحا في الشريعة، وهو ما يقصد به الماشي على قدميه تعظيم الله وإجلاله وإظهار شدة العبودية له وكمال الانقطاع إليه، أو يريد به إعظام شعائر الله وتقديس شريعته وأحكامه، أو يريد به إظهار حرمة بعض الأماكن المقدسة كبيوت الله والمشاعر الكريمة، أو ينوي به نيل مزيد القرب منه والمثوبة لديه...، وأشباه هذه الغايات..(2)

وقد جاء في الكتاب الكريم قوله تعالى: (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا و علی کل ضامر يأتين من كل فج عميق )(3)

والرجال: المشاة، جمع راجل، أي ماش على قدميه، والمعنى كما ذكر المفسرون - : يأتوك مشاة على أرجلهم، وركبانا على كل

ص: 25


1- النجفي الشيخ محمد حسن، جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام، ج 35 ص 429 .
2- انظر: زين الدين الشيخ محمد أمين، كلمة التقوى، ج 2 ص 174 .
3- سورة الحج الآية 27.

ضامر، أي مهزول أضمره السير، من كل فج عميق، أي مكان بعيد.(1)

فامتدحهم الله تعالى على تلبية دعوة نبيه إبراهيم (علیه السلام) للحج، مشاة وركبانا، ما يدل على كون المشي أمر راجحة. حتى قيل بأن الله تعالى قدمه بالذكر في الآية الكريمة تشريف للمشاة (2)ولزيادة تعبهم(3) بل قيل: بأفضلية المشاة على الركبان(4)، بسبب ما يتحملون من صعاب السفر أكثر من غيرهم(5)، وسيأتي الحديث عن ذلك لاحقا.

من موارد المشي الراجح:

اشارة

ولأن المشي قد يكون راجحا إذا تعلق به عنوان من عناوين الطاعة والعبادة، فقد جاء في الروايات الواردة عن النبي وأهل بيته (علیهم السلام) ترتيب الأجر والثواب الكبير على المشي إلى مجموعة من الأمور العبادية والطاعات التي حثت عليها الشريعة الإسلامية، ما يجعل المشي إلى الزيارة واحدة منها، وإن اختلفت فيما بينها بما أعطاه الله تعالى من الجزاء عليها.

ص: 26


1- أنظر: الطوسي، البيان، ج 7 ص 209، الطبرسي، مجمع البیان، ج 7 ص 140، الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج 14 ص 369 ، وغيرهم.
2- الفخر الرازي، تفسير الرازي، ج 23 ص 28.
3- القرطبي، تفسير القرطبي، ج 12 ص 38.
4- السرخسي، المبسوط، ج 4 ص 131.
5- مکارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج 10 ص 322.

فمن تلك الأمور:

المشي إلى المسجد:

فعن رسول الله (صلی الله علیه وآله) أنه قال: «من مشى إلى مسجد من مساجد الله فله بكل خطوة خطاها حتى يرجع إلى منزله عشر حسنات، ومحي عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات (1)

وعن أبي عبد الله (علیه السلام) أنه قال: «من مشى إلى المساجد لم يضع رجله على رطب ولا يابس إلا سبحت له الأرض إلى الأرضين السابعة (2)

المشي إلى المسجد لصلاة الجماعة :

فعن رسول الله (صلی الله علیه وآله) أنه قال: «من مشى إلى مسجد يطلب فيه الجماعة كان له بكل خطوة سبعون ألف حسنة، ويرفع له من الدرجات مثل ذلك، وإن مات وهو على ذلك وكل الله به سبعين ألف ملك يعودونه في قبره، ويؤنسونه في وحدته، ويستغفرون له حتى يبعث،(3)

المشي إلى صلاة الجمعة :

فعن علي أمير المؤمنين (علیه السلام) أنه سئل عن قول الله تعالى:

(يأيها الذين ءامنوا إذا نودی للصلؤة من يوم الجمعة فاسعوا إلى

ص: 27


1- الحر العاملي، وسائل الشيعة ج 5 ص 201، باب من أبواب أحكام المساجد حديث 2.
2- الصدوق، ثواب الأعمال ص 27، من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 233، الطوسي، تهذيب الأحكام ج 3 ص 255
3- الصدوق، الأمالي ص 517.

ذكر الله )، قال: «ليس السعي الاشتداد، ولكن يمشون إليها مشيا.(1)

المشي إلى الحج:

فعن أبي عبد الله (علیه السلام) أنه قال: «ما عبد الله بشيء مثل الصمت والمشي إلى بيته.(2)

وعن الحلبي قال: سألت أبا عبد الله (علیه السلام) عن فضل المشي؟ فقال: «إن الحسن بن علي قاسم ربه ثلاث مرات حتى نعلا ونعلا، وثوبا وثوبا، ودينار، ودينارا، وحج عشرين حجة ماشية على قدميه .(3)

وعن أبي المنکدر، عن أبي جعفر (علیه السلام) قال: قال ابن عباس: ما ندمت على شيء صنعت ندمي على أن لم أحج ماشية، لأني سمعت رسول الله (صلی الله علیه وآله) يقول: «من حج بيت الله ماشيا كتب الله له سبعة آلاف حسنة من حسنات الحرم»، قيل: يا رسول الله، وما حسنات الحرم؟ قال: «حسنة ألف ألف حسنة»، وقال:

فضل المشاة في الحج كفضل القمر ليلة البدر على سائر النجوم، وكان الحسين بن علي (علیه السلام) يمشي إلى الحج ودابته قاد وراءه،(4)

ص: 28


1- القاضي النعمان، دعائم الإسلام، ج 1 ص 182.
2- الحر العاملي، وسائل الشيعة ج 5 ص 201، باب 5 من أبواب أحكام المساجد حديث 2.
3- المصدر السابق، ج 11 ص 78، باب 32 من أبواب وجوب الحج، حديث 3.
4- المصدر السابق، ج 11 ص 80، باب 32 من أبواب وجوبالحج، حديث 9.

المشي إلى العمرة:

فعن عبد الله ابن الحسن، عن جده علي بن جعفر قال: خرجنا مع أخي موسى (علیه السلام) في أربع عمر يمشي فيها إلى مكة بعياله وأهله، واحدة منهن مشى فيها ستة وعشرين يوما، وأخرى خمسة وعشرين يوما، وأخرى أربعة وعشرين يوما، وأخرى إحدى وعشرين يوما.(1)

المشي في الجنازة :

فعن أبي بصير أنه قال: سمعت أبا جعفر (علیه السلام) يقول: «من مشى مع جنازة حتى يصلي عليها ثم رجع، كان له قيراط من الأجر]، فإذا مشى معها حتى تدفن، كان له قيراطان،

والقيراط مثل جبل أحد (2)

المشي إلى صلة الرحم :

فعن النبي (صلی الله علیه وآله) قال: «من مشى إلى ذي قرابة بنفسه وماله، ليصل رحمه، أعطاه الله عز وجل أجر مائة شهيد، وله بكل خطوة أربعون ألف حسنة، ويمحى عنه أربعون ألف سيئة، ويرفع له من الدرجات مثل ذلك، وكأنما عبد الله مائة سنة صابرا محتسبا.(3)

ص: 29


1- الحر العاملي، وسائل الشيعة ج 14 ص 317. باب 10 من أبواب العمرة، حديث 1.
2- الكليني، الكافي، ج 3 ص 173.
3- الصدوق، الأمالي ص 519، من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 16.

المشي في حاجة المؤمن:

فعن أبي عبد الله (علیه السلام) أنه قال: «مشي الرجل في حاجة أخيه المؤمن يكتب له عشر حسنات، وتمحى عنه عشر سيئات، وترفع له عشر درجات»، قال: ولا أعلمه إلا قال: «ويعدل عشر رقاب، وأفضل من اعتكاف شهر في المسجد الحرام.(1)

وعن أبي عبيدة الحذاء أنه قال: قال أبو جعفر (علیه السلام): «من مشى في حاجة أخيه المسلم أظله الله بخمس وسبعين ألف ملك، ولم يرفع قدما إلا كتب الله له بها حسنة، وحط عنه بها سيئة، ويرفع له بها درجة، فإذا فرغ من حاجته كتب الله عز وجل له بها أجر حاج ومعتمر.(2)

وعن أبي عبد الله (علیه السلام) أنه قال: «ما من مؤمن يمشي الأخيه المؤمن في حاجته إلا كتب الله عز وجل له بكل خطوة حسنة، وحط عنه بها سيئة، ورفع له بها درجة، وزيد بعد ذلك عشر حسنات، وشفع في عشر حاجات .(3)

ص: 30


1- الحر العاملي، وسائل الشيعة ج 11 ص 582، باب 27 من أبواب فعل المعروف، حديث 1.
2- المصدر السابق، ص 583، باب 27 من أبواب فعل المعروف، حديث 3.
3- المصدر السابق، ص 583، باب 27 من أبواب فعل المعروف، حديث 5.

المشي إلى زيارة المؤمنين:

فعن رسول الله (صلی الله علیه وآله) قال: «من مشى زائرة لأخيه، فله بكل خطوة حتى يرجع إلى أهله عتق مائة ألف رقبة، وترفع له مائة ألف درجة، ويمحى عنه مائة ألف سيئة (1)

إلى غير ذلك من موارد قد يعثر عليها الباحث والمراجع للروايات الواردة عن النبي (صلی الله علیه وآله) وأهل بيته (علیهم السلام).

نتيجة هذا الفصل:

أنه قد اتضح أن المشي يراد به خصوص الانتقال والسير على القوائم من مكان إلى مكان، وأن هناك موارد متعددة من المشي الراجح، حثت عليها الشريعة ورتبت الثواب على كل خطوة أو قدم يرفعها، وليس ذلك إلا لكون تلك الموارد من نوع التقرب إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة.

ومن بين هذه الموارد التي ورد الحث عليها، المشي إلى زيارة الإمام الحسين (علیه السلام) ، حيث دلت على فضله وثوابه روايات كثيرة، يحتاج عرضها إلى فصل مستقل، وهو ما سيتكفل به الفصل الثاني إن شاء الله تعالى.

ص: 31


1- الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 14 ص 590، باب 100 من أبواب المزار وما يناسبه، حديث 5.

ص: 32

الفصل الثاني: فضل المشي إلى زيارة الحسين (علیه السلام)

اشارة

ص: 33

ص: 34

جاءت الروايات الواردة عن المعصومين (علیهم السلام) بذكر الفضل الكبير والأجر الجزيل لزائر الإمام الحسين (علیه السلام) ماشية، وذلك في أقدم المصادر الحديثية عند أتباع مدرسة أهل البيت (علیهم السلام) .

فقد ذكر الشيخ الأقدم أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي كله (ت: 398 ه)، في كتابه كامل الزيارات، مجموعة من الروايات في فضل زيارة الإمام الحسين (علیه السلام) ماشيا ، أوردها في عدة أبواب من كتابه، وخص الباب 69 بعنوان: ثواب من زار الحسين (علیه السلام) راكبة أو ماشي ومناجاة الله لزائره.

كما أورد بعضا من تلك الروايات بعض علمائنا المتقدمين، كالشيخ الصدوق (ت: 381 ه)، والشيخ الكليني (ت: 328 329 ه)، والشيخ الطوسي (ت: 460ه)، رحمهم الله جميعا.

وقام بجمع بعضها الشيخ الحر العاملي في كتابه وسائل الشيعة، في الباب 41 من أبواب المزار وما يناسبه، تحت عنوان: باب استحباب المشي إلى زيارة الحسين (علیه السلام).

ص: 35

الروايات عن أهل البيت (علیهم السلام) :

ونحن نورد هنا هذه الروايات عن أهل البيت (علیهم السلام) (1)حسبما أورده الإصطهباناتي في كتابه نور العين في المشي إلى زيارة قبر الحسين (علیه السلام).(2)

1- ابن قولويه: حدثني أبي وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله ومحمد بن يحيى و عبد الله بن جعفر الحميري وأحمد بن إدريس جميعا، عن الحسين بن عبد الله، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان، عن عبد الجبار التهاوندي، عن أبي سعيد، عن الحسين بن ثوير بن أبي فاختة، قال: قال أبو عبد الله (علیه السلام) : «یا حسين، من خرج من منزله يريد

ص: 36


1- ونلفت نظر القارئ الكريم، إلى أننا اكتفينا بذكر الروايات دون الإشارة إلى صحتها وضعفها، وذلك لأمور: أولا: صحة أسانيد بعض منها، على مبنى المشهور من العلماء في باب التوثيق الرجالي، كما لا يخفى ذلك على من له إلمام بعلم الرجال، مما يعتضد به ضعف الروايات الأخرى، إن لم يدع تواترها. وثانيا: الاختلاف في طرق توثيق الرواية وبعض المباني الرجالية، كالتي تقتضي صحة أسانيد جميع رواة كتاب كامل الزيارات، مما يعني صحة جميع الروايات التي رواها ابن قولوية، التي هي معظم روايات الباب كما يلاحظ. ثالثا: قاعدة التسامح في أدلة السنن التي تقتضي على فرض ثبوتها، الأخذ بالروايات التي تذكر أمرا فيه ثواب على عمل، وإن لم تثبت أسانيدها، وذلك لما ورد في الروايات من أنه «من بلغه عن النبي (صلی الله علیه وآله) شيء من الثواب فعمله كان أجر ذلك له، وإن كان رسول الله (صلی الله علیه وآله) يقله»، كما عن أبي عبد الله (علیه السلام) ، وفي رواية أخرى عنه (علیه السلام) ، أنه قال: «من سمع شيئا من الثواب على شيء فصنعه، كان له وإن لم يكن على ما بلغه». (أنظر: الحر العاملي، وسائل الشيعة، باب 19 منأبواب مقدمة العبادات)، والتفصيل موکول إلى محله.
2- الإصطهباناتي محمد حسن، نور العين في المشي إلى زيارة قبر الحسين (علیه السلام)،ص11_20

زيارة قبر الحسين بن علي (علیه السلام) ، إن كان ماشيا كتب الله له بكل خطوة (1)حسنة، ومحى عنه سيئة، حتى إذا صار في الحائر كتبه الله من المفلحين المنجحين، حتى إذا قضى مناسكه كتبه الله من الفائزين، حتى إذا أراد الانصراف أتاه ملك، فقال: إن رسول الله (صلی الله علیه وآله) يقرؤك السلام، ويقول الك: استأنف العمل فقد غفر لك ما مضى»(2)

2- ابن قولويه: حدثني أبي، عن سعد بن عبد الله ومحمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن بشير الدهان، عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال: «إن الرجل ليخرج إلى قبرالحسين (علیه السلام) ، فله إذا خرج من أهله بأول خطوة مغفرة ذنوبه، ثم لم يزل يقدس بكل خطوة حتى يأتيه، فإذا أتاه ناجاه الله تعالى فقال: عبدي أني أعطك، ادهني أجب، اطلب مني أعطك، سلني حاجة أقضها لك»، قال: وقال أبو عبد الله (علیه السلام) : وحق على الله أن يعطي ما بذل»(3)

ص: 37


1- الخطوة - بالضم - هي بعد ما بين القدمين في المشي، وتجمع على خطى وخطوات، مثل غرف وغرفات، والخطوة - بالفتح : المرة من الخطو، وتجمع على خطوات، مثل شهوة وشهوات. و خطا خطوا: مشى، ومنه قصر الله خطوك، أي مشيك. (الطريحي، مجمع البحرين ج 1 ص 667 )
2- ابن قولویه، کامل الزيارات، ص 252- 253.
3- المصدر السابق، ص 253- 254 .

3- ابن قولويه: وبهذا الإسناد عن صالح، عن الحارث بن المغيرة، عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال: «إن لله ملائكة موكلين بقبر الحسين (علیه السلام) فإذا هم بزيارته الرجل أعطاهم الله ذنوبه، فإذاخطا محوها، ثم إذا خطا ضاعفوا له حسناته، فما تزال حسناته تضاعف حتى توجب له الجئة، ثم اكتنفوه وقسوه وينادون ملائكة السماء أن قدسوا زوار حبيب حبيب الله، فإذا اغتسلوا ناداهم محمد (صلی الله علیه وآله) : يا وفد الله أبشروا بمرافقتي في الجنة، ثم ناداهم أمير المؤمنين (علیه السلام): أناضامن لقضاء حوائجكم ودفع البلاء عنكم في الدنيا والآخرة، ثم التقاهم النبي (صلی الله علیه وآله) عن أيمانهم وعن شمائلهم حتى ينصرفوا إلى أهاليهم). (1)

4- ابن قولويه: وحدثني علي بن الحسين بن موسی بن بابویه وجماعة رحمهم الله، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن علي بن عبد الله ابن المغيرة، عن العباس بن عامر، عن جابر المكفوف، عن أبي الصامت، قال: سمعت أبا عبد الله (علیه السلام) وهو يقول: «من أتى قبر الحسين (علیه السلام) ماشية كتب الله له بكل خطوة ألف حسنة، ومحا عنه ألف سيئة، ورفع له ألف درجة. فإذا أتيت الفرات فاغتسل وعلق نعليك وامش حافية، وامش مشي العبد الليل، فإذا أتيت

ص: 38


1- ابن قولویه، کامل الزیارات، ص 254 .

باب الحائر فكبر أربعا، ثم امش قليلا ثم كبر أربعا، ثم ائت رأسه فقف عليه فكبر أربعا وصل عنده، واسأل الله حاجتك (1)

5- ابن قولويه: حدثني أبي رحمه الله ، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن محمد ابن أورمة، عمن حدثه، عن علي بن ميمون الصائغ، عن أبي عبد الله (علیه السلام) ، قال: «يا علي، ژر الحسين ولا تدعه»، قال: قلت: ما لمن أتاه من الثواب، قال:

من أتاه ماشيا كتب الله له بكل خطوة حسنة، ومحى عنه سيئة، ورفع له درجة، فإذا أتاه وكل الله به ملكين يكتبان ما خرج من فيه من خير، ولا يكتبان ما يخرج من فيه من شر ولا غير ذلك، فإذا انصرف ودعوه وقالوا: يا ولي الله مغفورة لك، أنت من حزب الله وحزب رسوله وحزب أهل بيت رسوله، والله لا ترى النار بعينك أبدا، ولا تراك ولا

تطعمك أبدا، (2)

6- ابن قولويه: حدثني أبي رحمه الله ، عن سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن أبيه، عن عبد العظيم بن عبد الله بن الحسن، عن الحسن بن الحكم النخعي، عن أبي حماد الأعرابي، عن

ص: 39


1- ابن قولویه، کامل اليارات، ص 254 - 255 .
2- المصدر السابق، ص 255 - 256 .

سدير الصيرفي، قال: كنا عند أبي جعفر (علیه السلام) ، فذكرفتى قبر الحسين (علیه السلام) ، فقال له أبو جعفر (علیه السلام) : «ما أتاه عبد فخطا خطوة إلا كتب الله له حسنة، وحط عنه سيئة (1)

7- ابن قولویه: حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن علي ابن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد ، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي عبد الله (علیه السلام) ، قال:

من زار الحسين (علیه السلام) من شيعتنا لم يرجع حتى يغفر له كل ذنب، ويكتب له بكل خطوة خطاها، وكل يد رفعتها دابته ألف حسنة، ومحى عنه ألف سيئة، وترفع له ألف درجة.(2)

8- ابن قولويه: حدثني محمد بن جعفر القرشي الرزاز، عن خاله محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن أحمد بن بشير السراج، عن أبي سعيد القاضي، قال: دخلت على أبي عبد الله عليه (علیه السلام) في غريفة له وعنده مرازم، فسمعت أبا عبد الله (علیه السلام) يقول: «من أتى قبر الحسين علي ماشية كتب الله له بكل قدم يرفعها ويضعها عتق رقبة من ولد إسماعيل، ومن أتاه في سفينة فكفأت (3)بهم سفينتهم نادى مناد من السماء: طبتم وطابت لكم الجنة.(4)

ص: 40


1- ابن قولویه، کامل الزيارات، ص 256 .(
2- المصدر السابق، ص 256 - 257.
3- أي انقلبت.
4- ابن قولویه، کامل الزیارات، ص 257.

9- ابن قولویه: حدثني أبي وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن جميعا، عن محمد بن يحيى العطار، عن حمدان بن سليمان النيسابوري، قال: حدثنا عبد الله بن محمد اليماني، عن منيع بن الحجاج، عن يونس بن عبد الرحمان، عن قدامة بن مالك، عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال: «من زار الحسين محتسبا لا أشرة ولا بطرة، ولا رياء ولا سمعة محصت عنه ذنوبه كما يمحص الثوب في الماء، فلا يبقى عليه دنس، و يكتب له بكل خطوة حجة، وكلما رفع قدما عمرة (1)

10- ابن قولویه: حدثني جعفر بن محمد بن إبراهيم بن عبيد الله الموسوي، عن عبد الله بن نهيك، عن محمد الفراشي، عن إبراهيم بن محمد الطحان، عن بشير الدهان، عن رفاعة بن موسى النحاس، عن أبي عبد الله (علیه السلام) ، قال :

إن من خرج إلى قبر الحسين (علیه السلام) عارفا بحقه وبلغ الفرات واغتسل فيه وخرج من الماء، كان كمثل الذي خرج من الذنوب، فإذا مشى إلى الحائر لم يرفع قدما ولم يضع أخرى إلا كتب الله له عشر حسنات، ومحى عنه عشر سيئات (2)

ص: 41


1- ابن قولویه، کامل اليارات، ص 273.
2- المصدر السابق، ص346 .

11- ابن قولویه: حدثني أبي وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن رحمهم الله جميعا، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن الحسن بن راشد، عن الحسين بن ثوير بن أبي فاختة، عن أبي عبد الله (علیه السلام) - في حديث- أنه قال: «إذا أتيت أبا عبد الله (علیه السلام) فاغتسل على شاطئ الفرات، ثم البس ثيابك الطاهرة، ثم امش حافية، فإنك في حرم من حرم الله ورسوله..(1)

12- ابن قولويه: حدثني محمد بن همام بن سهيل الإسكافي، عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري، عن الحسن بن عبد الرحمان الرواسي، عمن حدثه، عن بشير الدهان، عن أبي عبد الله (علیه السلام) ، قال: «من أتى الحسين بن علي (علیهما السلام) فتوضأ واغتسل في الفرات، لم يرفع قدما ولم يضع قدما إلا كتب الله له حجة وعمرة (2)

13 - الشيخ الطوسي: وعنه (أي محمد بن أحمد بن داوود)، عن ابن حريث، عن عمرو بن الحسن الأشناني، قال: أخبرنا أحمد بن موسى بن إسحاق التميمي قال: حدثنا أحمد بن قتيبة قال: حدثنا الحسين بن سعيد، عن جعفر بن

ص: 42


1- ابن قولویه، کامل الزيارات، ص 262 - 263
2- المصدر السابق، ص 345.

محمد (علیه السلام) أنه سئل عن الائر لقبر الحسين (علیه السلام) ، فقال: «من اغتسل في الفرات ثم مشى إلى قبر الحسين (علیه السلام) ، كان له بكل قدم يرفعها ويضعها حجةمتقبلة بمناسكها(1)

14- ابن قولويه: حدثني أبي ومحمد بن الحسن رحمهم الله جميعا، عن الحسين ابن سعيد، قال: حدثنا علي بن الخت الخراز، قال: حدثنا حفص المزني، عن عمر بن بیاض، عن أبان بن تغلب، قال: قال لي جعفر بن محمد: «يا أبان متى عهدك بقبر الحسين (علیه السلام) ؟، قلت: لا والله يا بن رسول الله ما لي به عهد منذ حين، فقال: «سبحان الله العظيم وأنت من رؤساء الشيعة تترك زيارة الحسين (علیه السلام) لا تزوره؟! من زار الحسين (علیه السلام) كتب الله له بكل خطوة حسنة، ومحى عنه بكل خطوة سيئة، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، يا أبان لقد قتل الحسين (علیه السلام) فهبط على قبره سبعون ألف ملك شعث نمبر، يبكون عليه وينوحون عليه إلى يوم القيامة.(2)

10- ابن قولویه: حدثني محمد بن جعفر القرشي الرزاز الكوفي، عن خاله محمد ابن الحسين بن أبي الخطاب، عن

ص: 43


1- الطوسي محمد بن الحسن، تهذيب الأحكام ج 1 ص 53.
2- ابن قولویه، کامل الزيارات، ص 546- 547.

محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن بشير الدهان في حديث عن أبي عبد الله (علیه السلام) ، ثم قال: «يا بشير، إن المؤمن إذا أتى قبر الحسين (علیه السلام) يوم عرفة واغتسل في الفرات، ثم توجه إليه، كتب الله له بكل خطوة حجةبمناسكها، ولا أعلمه إلا قال: «وغزوة.(1)

16- ابن قولويه: حدثني محمد بن جعفر القرشي الراز،

عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن بشير الدهان، قال: قلت لأبي عبد الله (علیه السلام) : - في حديث طويل-، قال: «ويحك يا بشيره إن المؤمن إذا أتى قبر الحسين (علیه السلام) عارفا بحقه، فاغتسل في الفرات، ثم خرج، كتب له بكل خطوة حجة وعمرة مبرورات متقبلات، وغزوة مع نبي مرسل أو إمام عدل»(2)

17- ابن قولویه: حدثني أبي له ، عن محمد بن يحيى وأحمد بن إدريس، عن العمركي بن علي، عن يحيى وكان في خدمة الإمام أبي جعفر الثاني (علیه السلام)، عن محمد بن سنان، عن بشير الدهان، قال: سمعت أبا عبد الله (علیه السلام) وهو نازل بالحيرة وعنده جماعة من الشيعة - فأقبل إلي بوجهه فقال: «يا بشير، حججت العام؟ قلت: جعلت فداك

ص: 44


1- ابن قولویه، کامل الزيارات، ص 316 .
2- المصدر السابق، ص 343 .

لا، ولكن عرفت(1) بالقبر قبر الحسين (علیه السلام) ، فقال: «يا بشير، والله ما فاتك شيء مما كان لأصحاب مكة بمكة»، قلت: جعلت فداك فيه عرفات! فر لي، فقال: «يا بشير، إن الرجل منكم ليغتسل على شاطئ الفرات، ثم يأتي قبر الحسين (علیه السلام) عارفا بحقه، فيعطيه الله بكل قدم يرفعها أو يضعها مائة حجة مقبولة، ومعها مائة عمرة مبرورة، ومائة غزوة مع نبي مرسل إلى أعداء الله وأعداء الرسول» وذكر الحديث (2)

18 - محمد بن علي الشجري: أخبرنا زيد بن جعفر بن حاجب، قال: أخبرنا (3)محمد بن أحمد بن وليد، قال: أخبرنا فرات بن إبراهيم، قال: أخبرنا الحسين بن سعيد، قال: أخبرنا سندي بن محمد، قال: أخبرنا عاصم بن حميد الحتاط قال: سألت جعفر بن محمد عن زيارة قبر الحسين (علیه السلام) ، فقال: «يا عاصم، من زار قبر الحسين وهو مغموم أذهب الله غمه، ومن زاره وهو فقير أذهب الله فقره، ومن كانت به عاهة فدعا الله أن يذهبها عنه أذهبها عنه، واستجيبت دعوته، وفرج همه وغمه، فلا تدع أن تأتيه، فإنك كلما

ص: 45


1- أي كنت في يوم عرفة.
2- ابن قولویه، کامل الزيارات ص 343 - 344.
3- ورد في الأصل عبارة: «نا»، وهي اختصار لأخبرنا أو حدثنا أو أنبأنا، وبقرينة ما قبلها يراد بها أخبرنا.

أتيته كتب لك بكل خطوة تخطوها عشر حسنات، ومحى عنك عشر سيئات، وكتب لك ثواب شهيد في سبيل الله أهريق دمه، فإياك أن تفوتك زيارته.(1)

19 - الشجري: أخبرنا زيد بن حاجب، قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن وليد، قال: أخبرنا فرات بن إبراهيم، قال: أخبرنا حسين بن سعيد، قال: أخبرنا داود ابن محمد الهدي، قال: أخبرنا حماد بن ثابت، عن عبد الله بن الحسن قال: من زار قبر الحسين (علیه السلام) لا يريد به إلا الله، فتفطرت (2)قدماه في ذهابه إليه، كان كمن تفطرت قدماه في سبيل الله).(3)

20- الشجري: حدثنا محمد بن جعفر بن محمد النحوي، قال: أخبرنا محمد بن علي بن شاذان، قال: أخبرنا حسن بن محمد بن عبد الواحد، قال: أخبرنا عباد ابن جعفر، قال: أخبرني محمد بن عبدويه، عن يحيى بن مساور، قال: كان جعفر بن محمد (علیه السلام) جالسا فأقبلت امرأة من العرب فقال: ما لي لم أرك منذ أمس؟»، قالت: كنت عند قبور الشهداء، قال: «تركت سيد الشهداء عندك ؟، قالت: من هو؟، قال: الحسين (علیه السلام) »، قالت: أزوره؟ قال: نعم زوريه، فإنه أفضل من حجة وحجة»، حتى عد عشرة. فقلت: فما لمن

ص: 46


1- الشجري محمد بن علي، فضل زيارة الحسين علي ، ص 64.
2- أي تشققت.
3- الشجري محمد بن علي، فضل زيارة الحسين علي ، ص 68.

زاره ماشيا؟ قال: «له بكل خطوة حجة وعمرة (1)

21 - الشجري: حدثنا ميمون بن علي بن حميد المقري، قال: أخبرنا إسحاق ابن محمد المنصوري المقري، قال: أخبرنا جعفر بن محمد بن عبيد العابد المقري، قال: أخبرنا عباد بن يعقوب، قال: أخبرنا يحيى بن مساور، قال: كنت عند جعفر بن محمد حتى جاءت امرأة من العرب، فقال لها: أين كنت منذ أمس؟»، قالت: كنت عند قبور الشهداء، قال: تركت سيد الشهداء عندك بالعراق؟»، قالت: من هو؟ قال: حسين وأصحابه»، قالت: أزوره؟ قال: «زوريه فإنه أعظم أجرة من حجة وعمرة وحجة وعمرة»، حتى عد عشرا . قالت: ما لمن خطا إليه ماشيا؟ قال: «بكل خطوة حجة وعمرة.(2)

22- الشيخ الطوسي: روى لنا جماعة عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله بن قضاعة بن صفوان بن مهران الجمال، عن أبيه، عن جده صفوان، قال: استأذنت الصادق (علیه السلام) لزيارة مولانا الحسين (علیه السلام) ، فسألته أن يعرفني ما أعمل عليه- ثم ساق الحديث إلى أن قال الإمام (علیه السلام) -: «فمن زار الحسين (علیه السلام) بهذه الزيارة،

ص: 47


1- الشجري محمد بن علي، فضل زيارة الحسين (علیه السلام) ، ص 62
2- المصدر السابق، ص 62 - 63

كتب الله له بكل خطوة مائة ألف حسنة، ومحى عنه مائة ألف سيئة، ورفع له مائة ألف درجة، وقضى له مائة ألف حاجة، أسهلها أن يزحزحه عن النار، وكان كمن استشهد مع الحسين (علیه السلام) حتى يشركهم في درجاتهم).(1)

وهذه الروايات بمجموعها- كما يلاحظ قد رتبت الثواب على إتيان قبر الحسين الماشية، إما بعنوان المشي، أو على كل خطوة يخطوها، أو قدم يرفعها.

أفضلية المشي على الركوب:

اشارة

لا شك أن في إتيان قبر الإمام الحسين (علیه السلام) وزيارته الأجر والثواب، سواء قصده الرائر ماشية أو راكبا، فلكل فضل، كما تقدم في بعض الروايات.

إلا أن الكلام قد يقع في أفضلية أحد الأمرين على الآخر، وهذا ما يحتاج إلى بيان وتوضيح، فنقول:

ربما يستدل على أفضلية المشي إلى زيارته (علیه السلام) ، بوجوه عديدة، منها:

الآية الكريمة :

أي ما استفيد من قوله تعالى: وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق) (2) بأن الله

ص: 48


1- الطوسي محمد بن الحسن، مصباح المتهجد، ص 717- 723.
2- سورة الحج الآية 27.

تعالى قدم قوله: «رجالا» بالذكر تشريفا للمشاة (1)، ولزيادة تعبهم (2)، بل قيل: بأفضلية المشاة على الركبان (3)، بسبب ما يتحملون من صعاب السفر أكثر من غيرهم.(4)

إلا أنه يلاحظ على هذه الإستفادة: أن تقديم المشاة على الركبان لا يدل بمجرده على الأفضلية، إذ يكفي في التقديم وجود خصوصية بلاغية، ككونه في المرتبة كذلك كما أشار إليه بعضهم (5)، وهو ما يقتضيه التدرج في السير من الأضعف إلى الأشد، نعم لا شك بكونه أمر راجحا في نفسه كما تقدم.

أفضل الأعمال أحمزها:

كما نسب إلى رسول الله (صلی الله علیه وآله) (6)، بناء على أن المراد بالحمازة في الحديث: المشقة، فأحمزها أي أشقها، فالمعنى- وهو من أحسن الوجوه التي قيلت في تقريبه -: أن الأعمال التي تشترك في نوع واحد، أفضلها من ذلك النوع ما كان أحمر وأشق، فالوضوء قد يكون في الحر وقد يكون في البرد، إلا أنه في البرد أحمر وأشق فهو أفضل، والصوم قد يكون في الشتاء وقد يكون في الصيف، إلا أنه في الصيف أحمر وأشق فهو أفضل، والحج

ص: 49


1- الفخر الرازي، تفسير الرازي، ج 23 ص 28.
2- القرطبي، تفسير القرطبي، ج 12 ص 38.
3- السرخسي، المبسوط، ج 4 ص 131.
4- مکارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج 10 ص 322.
5- الركشي، البرهان، ج2 249 .
6- ابن الأثير الجزري، النهاية، مادة «حمز»

أو الزيارة قد يأتيهما المكلف راكبا أو ماشية، إلا أنه لو أتاهما ماشية كان أحمر وأشق فهو أفضل (1)

وليس المراد الاستدلال بنفس هذه الرواية حتى يناقش بضعف سندها بالإرسال ونحوه، أو بضعف الدلالة بإرادة معنى آخر من قوله أحمزها، كأن يراد: أشدها وأمتنها، بل هذه الرواية إنما جاؤوا بها على ما يظهر للاستئناس، لكونها مروية عن النبي (صلی الله علیه وآله) ، والعمدة هو ما تبتني عليه هذه الرواية من الأساس العقلي الذي يرتب الأجر على قدر المشقة والنصب.

فقد عرفوا التكليف بأنه: عبارة عن إرادة المريد من غيره ما فيه كلفة ومشقة، وهو أعم من الواجب والمندوب (2)فاشترطوا المشقة فيه، قال العلامة الحلي قدس سره : يشترط في استحقاق الثواب كون الفعل المكلف به الواجب أو المندوب شاقا، وكون الإخلال بالقبيح شاقا، إذ المقتضي لاستحقاق الثواب هو المشقة فإذا انتفت انتفى المقتضي للإستحقاق(3)

وبالتالي فكلما زادت المشقة زاد المقتضي لاستحقاق الثواب، وبهذا المعنى يزيد فضل العمل.

ويشهد لما قلناه، تعبيرات بعض الأعلام عند تعرضهم المضمون هذه الرواية، حيث أشاروا إلى هذا الأساس العقلي

ص: 50


1- أنظر: المجلسي، بحار الأنوار، ج 79 ص 229.
2- الطوسي، الإقتصاد الهادي إلى طريق الرشاد، ص 61.
3- العلامة الحلي، کشف المراد في شرح تجريد الإعتقاد، ص 426.

كما في قول الشيخ الأعظم الأنصاري رحمه الله في بعض مواضع استدلاله عطفا على هذه الرواية: وما اشتهر في الألسن وارتكز في العقول من: أن الأجر على قدر المشقة.(1)

وقال السيد محسن الحكيم قدس سره في بعض تعليقاته: والوجه في زيادة الثواببذلك ، زيادة الانقياد التي هي المناط في زيادة الثواب في نظر العقل، وعليه ينزل ما ورد من الأخبار: «أفضل الأعمال أحمزها. انتهى.

ثم مثل لتلك الأخبار بما ورد في زيارة الحسين (علیه السلام) من أن الكل قدم ثواب عتق عبد من أولاد إسماعيل وغيرها.(2)

كما أن بعض آخر لم يشر إلى كونها رواية(3)، وآخر أسماها قاعدة (4)، وهكذا...

نعم، هذه الرواية، وهذا الأصل العقلي، مما تؤيده روایات أخرى، من قبيل ما جاء عن الإمام الباقر (علیه السلام) في وصف النبي (صلی الله علیه وآله) : «وما ورد عليه أمران قط كلاهما الله رضى إلا أخذ بأشدهما على بدنه.(5)

ص: 51


1- الشيخ الأنصاري، فرائد الأصول، ج 2 ص 464.
2- الحكيم السيد محسن، حقائق الأصول، ج 1 ص 263.
3- كالمحقق الآخوند الخراساني تخلله ، أنظر: كفاية الأصول، ج 1 ص 139.
4- كالشهيد الصدر الله ، أنظر: الشاهرودي السيد محمود، بحوث في علم الأصول، مباحث الدليل اللفظي، ج 2 ص 230.
5- الكليني، الكافي، ج 8 ص 130.

وعن الإمام الصادق (علیه السلام) في وصف أمير المؤمنين (علیه السلام) :

ولا عرض له أمران كلاهما لله طاعة إلا أخذ بأشدهما على بدنه (1)

وقريب منه ما جاء عن نبي الله تعالى أيوب (علیه السلام) مناجية ربه: «رب ابتليتني بهذه البلية وأنت تعلم أنه لم يعرض لي أمران قط إلا لزمت أخشنهما على بدني (2)

وعن أمير المؤمنين (علیه السلام) : «أفضل الأعمال ما أكرهت نفسك عليه (3)

وعنه (علیه السلام) : «وكلما كانت البلوى والاختبار أعظم كانت المثوبة والجزاء أجزل»(4)... إلى غيرها من الروايات.

ترجيح روايات المشي:

ومن الوجوه التي استدل بها على أفضلية المشي على الركوب: إن الجمع بين الروايات التي يتراءى منها الاختلاف بين أفضلية المشي على الركوب إلى الزيارة أو العكس، يفضي إلى القول بأفضلية المشي، خصوصا مع وجود مثل هذه الرواية الصحيحة عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (علیه السلام) أنه

ص: 52


1- الكليني، الكافي، ج 8 ص 163.
2- الصدوق، علل الشرائع، ج 1 76 ، الباب 65، ح 5.
3- نهج البلاغة، الموعظة رقم 249
4- الكليني، الكافي، ج 4 ص 199.

قال: «ما عبد الله بشيء أشد من المشي ولا أفضل (1)، والتي تدل على أفضلية المشي إلى جميع العبادات مثل الزيارات، وصلة الرحم، والدرس، والصلاة في المسجد، وغيرها، على حد تعبير المقدس الأردبيلي رحمه الله.(2)

وقد وقع نظير هذا البحث عند الفقهاء في باب الحج إلى بيت الله الحرام، وأجابوا بأفضلية المشي على الركوب، ولذا نكتفي بنقل بعض من أقوالهم:

قال السيد اليزدي قدس سره عند ذكر وتعداد آداب الحج ومستحباته: منها: اختيار المشي فيه على الركوب على الأرجح، بل الحفاء على الانتعال، إلا أن يضعفه عن العبادة، أو كان المجرد تقليل النفقة. وعليهما يحمل ما يستظهر منها أفضلية الركوب (3)

وقد صرح الشيخ محمد حسن النجفي صاحب الجواهر رحمه الله بأن الوجه في الجمع بين ما يتراءى من اختلاف بين الروايات، في باب المشي إلى الحج والمشي إلى زيارة الإمام الحسين (علیه السلام) واحد، بعد أن ذكر أفضلية المشي على الركوب إلى الحج، فقال رله : من وجب عليه الحج أو ندب، فالمشي للحج خضوع وخشوعا وطلبأ للأحمز من حيث كونه مشيا

ص: 53


1- الحر العاملي، وسائل الشيعة ج 11 ص 78، باب 32 من أبواب وجوب الحج، حدیث 1.
2- المقدس الأردبيلي، مجمع الفائدة والبرهان، ج 6 ص 118 - 119.
3- اليزدي السيد محمد، العروة الوثقى، کتاب الحج، آداب الحج ومستحباته، ج 4 ص 338.

أفضل له من الركوب من حيث كونه ركوبا، وفاقا للمشهور بين الأصحاب(1)...وقال: (إذا لم يضعفه) أي المشي (ومع الضعف الركوب أفضل نحو ما سمعته في صوم عرفة، ولا يتوهم من ذلك أفضلية الركوب من حيث كونه ركوبا، وذلك حكمة له، بل المراد ضم مرجح له، بل لعل ما ورد في جملة من النصوص من أفضليته على المشي معللة له بأن رسول الله (صلی الله علیه وآله) قد ركب محمول على ذلك، بمعنى أن من ركب ملاحظا للتأسي برسول الله (صلی الله علیه وآله) قد يترجح ركوبه على مشيه، وبذلك يتضح لك عدم التعارض بين النصوص، وأنه لا حاجة إلى ما أطنبوا به من تعدد صور الجمع، حتى ذهب إلى كل بعض، ضرورة معلومة رجحان المشي من حيث كونه مشية، بل لعله ضروري، وأن المراد بما دل على رجحان الركوب عليه من النصوص إنما هو من حيث اقتران بعض المرجحات به، فهو من باب دوران المستحبات وترجيح بعضها على بعض، لا أن الركوب من حيث كونه ركوبا أفضل من المشي من حيث كونه مشية، فإن ذلك مقطوع بفساده، بل لا ينبغي للفقيه احتماله.

ومثله الكلام في المشي إلى المشاهد، خصوصا (مشهد ظ) سيديومولاي أبا عبد الله الحسين (علیه السلام) ، والله العالم.(2)

ص: 54


1- النجفي الشيخ محمد حسن، جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام، ج 17 ص 310.
2- المصدر السابق، ص 313.

المشي إلى زيارة سائر الأئمة (علیهم السلام):

ورد في بعض الروايات الحث أيضا على زيارة أمير المؤمنين (علیه السلام) ماشية، فعن أبي عبد الله (علیه السلام) أنه قال: «من زار أمير المؤمنين (علیه السلام) ماشيا كتب الله له بكل خطوة حجة وعمرة، فإن رجع ماشيا كتب الله له بكل خطوة حجتين وعمرتين.(1)

وأما المشي إلى زيارة بقية الأئمة (علیهم السلام) ، فقد يستند فيه إلى عدة أمور:

منها: ما ذكره العلامة المجلسي في البحار، قال: وجدت بخط الشيخ حسين بن عبد الصمد رحمه الله (2)ما هذا لفظه: ذكر الشيخ أبو الطيب الحسين بن أحمد الفقيه(3): من زار الرضا (علیه السلام) أو واحد من الأئمة (علیهم السلام) ، فصلى عنده صلاة جعفر، فإنه يكتب له بكل ركعة ثواب من حج ألف حجة، واعتمر ألف عمرة، وأعتق ألف رقبة، ووقف ألف وقفة في سبيل الله مع نبيمرسل، وله بكل خطوة ثواب مائة حجة، ومائة عمرة، وعتق مائة رقبة في سبيل الله، وكتب له مائة حسنة، وحط منه مائة سيئة.(4)

ص: 55


1- الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 14 ص 380، باب 26 من أبواب المزار وما يناسبه، حديث 1.
2- والد الشيخ البهائي رحمه الله .
3- وهو من مشايخ الصدوق الذين ترضى عنهم.
4- المجلسي، بحار الأنوار، ج 97 ص 137.

واستفادة مطلوبية المشي إلى سائر الأئمة (علیهم السلام) منها، تتوقف على كون الراوي قد استفاد ما قاله من الروايات المروية عن الأئمة (علیهم السلام)- كما قد يقال بأن ذلك هو ظاهر حال الرواة قديما- لا اجتهادا منه، مضافة إلى التسامح في أدلة المستحبات.

ومنها: أن يتمسك بإطلاق بعض الروايات التي دلت على أفضلية المشي مطلقة في العبادات، كالرواية الصحيحة عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (علیه السلام) أنه قال: «ما عبد الله بشيء أشد من المشي ولا أفضل (1)، كما تقدم عن المقدس الأردبيلي رحمه الله (2)

ومنها: ما ورد أن زيارة سائر الأئمة (علیهم السلام) كزيارة الإمام الحسين (علیه السلام) ، ففي الوسائل عن محمد بن علي بن الحسين في ثواب الأعمال، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن الحسن بن علي الوشاء، قال: قلت للرضا (علیه السلام) : ما لمن أتى قبر أحد من الأئمة (علیهم السلام) ؟ قال: «له مثل ما لمن أتى قبر أبي عبد الله (علیه السلام)،، قلت: ما لمن زارقبر أبي الحسن (علیه السلام)؟ قال: «مثل ما لمن زار قبر أبي عبد الله (علیه السلام)»(3)

ص: 56


1- الحر العاملي، وسائل الشيعة ج 11 ص 78، باب 32 من أبواب وجوب الحج، حديث 1.
2- المقدس الأردبيلي، مجمع الفائدة والبرهان، ج 6 ص 118 - 119.
3- الحر العاملي، وسائل الشيعة، باب 80 من أبواب المزار وما يناسبه، حديث 6.

وظاهر الرواية - على ما ذكره بعض الأعلام- أن السؤال الأول راجع إلى ثواب الإتيان، فإذا كان المشي في الإتيان لزيارة أبي عبد الله (علیه السلام) أفضل من الركوب لزيارته، فيكون الثواب في الإتيان لزيارة سائر الأئمة مشيا وركوبا كالإتيان لزيارة أبي عبد الله (علیه السلام) ، ولا يستفاد منه ثواب أصل الزيارة، بخلاف السؤال الثاني حيث كان عن ثواب من زار أبا الحسن موسی بن جعفر (علیه السلام) ، فأجابه الإمام (علیه السلام) : «مثل ما لمن زار قبر أبي عبد الله (علیه السلام).(1)

ومنها: إنه من باب تعظيم شعائر الله الذي لا يختص بإمام دون إمام، أو من باب أن أفضل الأعمال أحمزها»، أو غير ذلك من الوجوه.(2)

نتيجة هذا الفصل:

هو أن الروايات دلت على فضل زيارة الإمام الحسين (علیه السلام) ماشيا كما دلت على فضل زيارته راكبا، إلا أن الثواب في المشي إلى زيارته أعظم، وهو أفضل من الركوب، إن لم يقترن بالركوب جهة توجب أرجحيته على المشي.

ص: 57


1- التبريزي، الميرزا جواد، الأنوار الإلهية في المسائل العقائدية، ص 171.
2- استفدنا بعض هذه الوجوه من مجموعة من الاستفتاءات لبعض المراجع والعلماء، منشورة على مواقع الانترنت.

ص: 58

الفصل الثالث:المشي حافية إلى الزيارة

اشارة

ص: 59

ص: 60

يقوم بعض الزائرين بالمشي حافيا إلى حرم الإمام الحسين (علیه السلام) ، ولما كان هذه الأمر من توابع البحث عن المشي إلى زيارته، أحببنا أن نفرده بالكلام، كونه قد يقع موضعا للتساؤل عن مستنده الشرعي .

معنى الحفاء وموارده الراجحة :

اشارة

الحفاء: المشي بغير خف ولا نعل(1)، أي بغير حذاء.

ولا شك بأن الإنسان إذا تحقى وخلع نعليه في موضع ما، كان أقرب إلى التواضع والتذلل، ودل ذلك على نوع من الاحترام والتعظيم، لا نجده فيمن لبس نعط أو حذاء. ومن هنا نجد أن أمير المؤمنين (علیه السلام) - فيما روي عنه- علل الحفاء في بعض المواطن بالقول: «إنها مواطن لله، فأحب أن أكون فيها حافيا .(2)

وقد ورد في الشريعة الحث على التحفي في موارد عديدة من الطاعات والعبادات، نشير إلى بعض منها:

ص: 61


1- ابن منظور، لسان العرب، ج 14 ص 186 ، مادة «حفا».
2- الميرزا النوري، مستدرك الوسائل، ج 6ص 136

المشي حافية إلى الحج:

فقد روى الشيخ الصدوق رحمه الله في الأمالي: حدثنا علي بن أحمد رحمه الله ، قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، قال: حدثنا موسی بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، قال: قال الصادق (علیه السلام) : «حدثني أبي، عن أبيه (علیهما السلام): أن الحسن بن علي بن أبي طالب (علیه السلام) كان أعبد الناس في زمانه، وأزهدهم وأفضلهم، وكان إذا حج حج ماشية، وربما مشي حافيا...(1)

الدخول حافية إلى الحرم المكي :

فعن أبان بن تغلب، قال: كنت مع أبي عبد الله (علیه السلام) مزامله ما بين مكة والمدينة، فلما انتهى إلى الحرم نزل فاغتسل، فأخذ نعليه بيده ثم دخل الحرم حافيا، قال أبان: فصنعت مثل ما صنع، فقال: «يا أبان، من صنع مثل ما رأيتني صنعت تواضعا الله محا الله عنه مائة ألف سيئة، وكتب له مائة ألف حسنة، وقضى له مائة ألف حاجة.(2)

وعن أبي عبيدة قال: زاملت أبا جعفر (علیه السلام) فيما بين مكة

ص: 62


1- الصدوق، الأمالي ص 244 .
2- البرقي، المحاسن، ج 1 ص 67 – 68.

والمدينة، فلما انتهى إلى الحرم اغتسل وأخذ نعليه بيديه ثم مشي في الحرم ساعة.(1)

الدخول حافية إلى المسجد الحرام :

فعن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال: «إذا دخلت المسجد الحرام فادخله حافية على السكينة والوقار والخشوع (2)

المشي حافية إلى صلاة الجمعة :

فعن علي صلوات الله عليه أنه كان يمشي إلى الجمعة حافيا تعظيما لها ، ويعلق نعليه بيده اليسرى ويقول: «إنه موطن لله .(3)

التحقي في اتباع الجنازة :

فعن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (علیه السلام) - في حديث - أن: «رسول الله (صلی الله علیه وآله) أمر بغسل سعد بن معاذ حين مات، ثم تبعه بلا حذاء ولا رداء، فسئل عن ذلك فقال: إن الملائكة كانت بلا حذاء ولا رداء فتأيت بها،(4)

ص: 63


1- الكليني، الكافي، ج 4 ص 398.
2- المصدر السابق، ج 4 ص 401
3- القاضي النعمان، دعائم الإسلام، ج 1 ص 182.
4- المجلسي، بحار الأنوار ج 78 ص 269 .

وروي أنه لما مات إسماعيل بن أبي عبد الله (علیه السلام)، خرج أبو عبد الله (علیه السلام) بلا حذاء ولا رداء (1)

الخروج حافية إلى صلاة العيد:

فقد روي خروج الرضا ظل إليها حافيا .(2)

الخروج حافية لعيادة المريض:

فقد روي عن أمير المؤمنين علي (علیه السلام) - وهو يدل على بعض ما مضى أيضا- أنه كان يمشي في خمسة مواطن حافية، ويعلق عليه بيده اليسرى، وكان يقول: «إنها مواطن الله، فأحب أن أكون فيها حافيا: يوم الفطر، ويوم النحر، ويوم الجمعة، وإذا عاد مريضا، وإذا شهد جنازة (3).

فضل الحفاء في المشاهد والأماكن المقدسة:

اشارة

وفي هذا السياق يأتي الحفاء في المشي إلى الأماكن المقدسة، فإن فيه تواضعة من الماشي لله تعالى وحججه وأوليائه، وتعظيما منه لتلك الأماكن المباركة والمشرفة.

وقد استدل على فضل الحفاء في المشاهد المقدسة بأدلةعديدة، منها ما هو عام، ومنها ما هو خاص.

الدليل العام:

يمكن الاستدلال على فضل الحفاء بشكل عام بقوله تعالى مخاطبة نبيه موسى (علیه السلام) : (فأخلع نعليك إك بالواد المقدس طوى) (4)

ص: 64


1- المجلسي، بحار الأنوار ج 78 ص 269
2- الكليني، الكافي، ج 1 ص 490.
3- الميرزا النوري، مستدرك الوسائل، ج 6 ص 126 .
4- سورة طه الآية 12.

فقد ذكر العلامة المجلسي رحمه الله أن هذه الآية توميء إلى إكرام الروضات المقدسة وخلع النعلين فيها، بل عند القرب منها، لا سيما في الطف والغري...(1)

ويظهر من صاحب الجواهر قدس سره اعتبار قوله تعالى: (إنک بالواد المقدس) كالتعليل الذي يستفاد منه الأمر بنزع التعلين في كل مكان مقدس (2)

وقد وردت الروايات العديدة في قداسة أرض كربلاء وتربتها، باعتبارها حرمة من حرم الله تعالى ورسوله، وحرم الإمام الحسين (علیه السلام) (3)، مما يعني شمول هذا الاحترام والتعظيم لها وأيضا.

ومما استدل به على فضل الحفاء بنحو عام أيضا ما رواه الجمهور، عن النبي (صلی الله علیه وآله) أنه قال: «من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمهما الله على النار.(4)

بتقريب: أن الأغبرار لازم للمشي، فأطلق اسم اللازم وأريد به الملزوم الذي هو المشي، على طريق الكناية .(5)

ص: 65


1- المجلسي، بحار الانوار ج 97 ص 125.
2- النجفي، الشيخ محمد حسن، جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام، ج 19 ص 283.
3- أنظر: ابن قولویه، کامل اليارات، الأبواب: 88، 89، 90 ، وغيرها.
4- في هامش مجمع الفائدة والبرهان للأردبيلي ج 2 ص 408 ، أورد محقق الكتاب مصدر الرواية كالآتي: صحيح البخاري ج 2 ص 9، سنن الترمذي ج 3 ص 93 حديث 1682 ، سنن النسائي ج 6 ص 14، سنن الدارمي ج 2 ص 202، مسند أحمد ج 3 ص 267 ، وفي الجميع اختلاف بسيط في اللفظ.
5- الدسوقي، حاشية الدسوقي ج 1 ص 381.

وأن المراد بسبيل الله كل ما فيه طاعة له سبحانه، قال المقدس الأردبيلي رحمه الله : «ويمكن الاستدلال بها على الحفاة في الحرم، وعلى صلاة الجنازة، بل مطلق العبادة مثل زيارة الحسين (علیه السلام) وغيرها.(1)

إلا أن الظاهر أن هذه الرواية لم ترد في مصادرنا، ولعل العلماء أوردوها في كتبهم لتسامحهم في أدلة المستحبات كما هو معروف بينهم.

مضافة إلى إمكان المناقشة فيها بأن أغبرار القدم وإن كان لازما للمشي، إلا أنه لازم أعم، لإمكان أن يتحقق اغبرارها سواء كانت حافية أو ناعلة، وإن كان هو أقرب في الحفاء وأسرع.

الدليل الخاص :

وهو ما ورد من الروايات في فضل المشي حافية إلى قبر الحسين (علیه السلام):

منها: ما رواه الشيخ الكليني عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن الحسين بن ثوير، قال: كنت أنا ويونس بن ظبيان والمفضل بن عمرو أبو سلمة الراج جلوسا عند أبي عبد الله (علیه السلام) ، وكان المتكلم منا يونس وكان أكبرنا سنأ- إلى أن يقول - قال: «إذا أتيت أبا عبد الله (علیه السلام) فاغتسل على شاطىء

ص: 66


1- المقدس الأردبيلي، مجمع الفائدة والبرهان، ج 2 ص 408

الفرات، ثم البس ثيابك الطاهرة، ثم امش حافيا، فإنك في حرم من حرم الله وحرم رسوله، وعليك بالتكبير والتهليل والتسبيح والتحميد والتعظيم لله عز وجل كثيرة والصلاة على محمد وأهل بيته حتى تصير إلى باب الحير، ثم تقول: والسلام عليك يا حجة الله وابن حجته، السلام عليكم يا ملائكة الله وزوار قبر ابن نبي الله ثم اخط عشر خطوات، ثم قف وكبر ثلاثين تكبيرة، ثم امش إليه حتى تأتيه من قبل وجهه، فاستقبل وجهك بوجهه وتجعل القبلة بين كتفيك، ثم قل.. إلخ.(1)

ومنها: ما رواه الشيخ ابن قولويه قال: حدثني علي بن الحسين بن موسی بن بابويه وجماعة رحمهم الله، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بنعلي بن عبد الله ابن المغيرة، عن العباس بن عامر، عن جابر المكفوف، عن أبي الصامت، قال: سمعت أبا عبد الله (علیه السلام) وهو يقول: «من أتى قبر الحسين (علیه السلام) ماشيا كتب الله له بكل خطوة ألف حسنة ومحا عنه ألف سيئة ورفع له ألف درجة، فإذا أتيت الفرات فاغتسل وعلق عليك وامش حافيا، وامش مشي العبد الذليل، فإذا أتيت باب الحائر فكبر أربعة، ثم امش قليلا ثم كبر أربعة، ثم ائت رأسه فقف

ص: 67


1- الكليني، الكافي، ج 4 ص 576

عليه فكبر أربعا وصل عنده، واسأل الله حاجتك (1)

وقال: حدثني أبو عبد الرحمان محمد بن أحمد بن الحسين العسكري ومحمد بن الحسن جميعا، عن الحسن بن علي بن مهزیار، عن أبيه علي بن مهزیار، عن محمد بن أبي عمير، عن محمد بن مروان، عن أبي حمزة الثمالي، قال: قال الصادق (علیه السلام) : «إذا أردت المسير إلى قبر الحسين (علیه السلام) ...» إلى أن يقول: «ثم اعبر الفرات وقل: اللهم صل على محمد وآل محمد واجعل سعيي مشكورة، وذنبي مغفورا، وعملي مقبولا، واغسلني من الخطايا والذنوب، وطهر قلبي من كل آفةتمحق ديني أو تبطل عملي، يا أرحم الراحمين. ثم تأتي النينوى فتضع رحلك بها، ولا تدهن ولا تكتحل ولا تأكل اللحم ما دمت مقيما بها، ثم تأتي الشط بحذاء نخل القبر، واغتسل وعليك الميزر وقل وأنت تغتسل... - إلى أن يقول : «ثم امش حافيا وعليك السكينة والوقار... إلخ.(2)

ص: 68


1- ابن قولویه، کامل اليارات، ص 254 - 255 ، وص 391
2- المصدر السابق، ص 398.

تعقیب

لا شك أن الحفاء - كأصل المشي - لا يعد بنفسه من الأمور الراجحة، وإنمايصبح راجحا إذا تعلق بطاعة من الطاعات، كالمشي حافية إلى الحج، فيكون من أفراد المشي الراجح(1) ، بل يقال بأفضلية الحناء على الانتعال، كما تقدم عن السيد اليزدي في العروة.(2)

إلا أن المشي حافيا لما كان مظنة للتأذي والمشقة الشديدة قد يصير مرجوحا، كما لو كان من مسافات بعيدة، ومن هنا فالمناسب هو الاقتصار عليه في الموارد التي لا يقع فيها تأذ أو مشقة شديدة كما في الموارد التي مر ذكرها سابقا. ولعله لهذا اقتصرت جملة من الروايات الواردة في التحفي لزيارة الإمام الحسين (علیه السلام) ، على الحث على خلع النعلين والتحفي من نهر الفرات.

وهذا هو أحد الوجوه التي ذكرت لتوجيه رواية قد يقال فيها بمرجوحية المشي حافية، وهي ما رواه أبو عبيدة الحداء قال: سألت أبا جعفر (علیه السلام) عن رجل نذر أن يمشي إلى مكة حافيا؟

ص: 69


1- انظر: الخوئي السيد أبو القاسم الموسوي، المعتمد في شرح العروة الوثقى، كتابالحج، ص 261 ، ج 26 من موسوعة الإمام الخوئي، التعليقة على المسألة «29» من فصل في الحج الواجب بالنذر والعهد واليمين»، من العروة الوثقى.
2- اليزدي، السيد محمد، العروة الوثقی، کتاب الحج، آداب الحج ومستحباته، ج 4 ص 338

فقال: «إن رسول الله (صلی الله علیه وآله) خرج حاجا فنظر إلى امرأة تمشي بين الإبل، فقال: من هذه؟ فقالوا: أخت عقبة بن عامر نذرت أن تمشي إلى مكة حافية، فقال رسول الله (صلی الله علیه وآله): يا عقبة، انطلق إلى أختك فمرها فلتركب، فإن الله غني عن مشيها وحفاها، قال: فركبت.(1)

وقد اختلفت كلمات الأعلام في توجيهها:

بين من يرى أنها حكاية حالة خاصة لا تتناول غيرها من الموارد، فلعل النبي (صلی الله علیه وآله) علم منها العجز عن المشي، فأمرها بالركوب (2)، أو رأى منها ما ينافي سترها.

وبين من يرى أن أقصى ما تدل عليه هو عدم انعقاد نذر المشي مع الحفاء، وكأنه لما فيه من المشقة الشديدة(3)، وغيرها..

والأقرب أن يقال: إن هذا الخبر بعد كونه شاد (4)، وقد أعرض الفقهاء عن العمل به (5)، مما يوجب وهنه وضعفه وعدم الإعتماد عليه كما هومعلوم، يمكن حمله على صورة العجز، أو المشقة الشديدة، الناشئة من خصوص الحفاء، لأن جواب

ص: 70


1- الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 11 ص 86، باب 33 من أبواب وجوب الحج، حديث 4.
2- العلامة الحلي، منتهى المطلب، الطبعة القديمة، ج 2 ص 875.
3- العاملي السيد محمد، مدارك الأحكام، ج 7 ص 102.
4- الطباطبائي، السيد علي، رياض المسائل، ج 6 ص 75.
5- الحكيم السيد محسن، مستمسك العروة الوثقى، ج 10 ص 355.

الإمام (علیه السلام) عن سؤال السائل إنما جاء من خلال استشهاده بأمر النبي (صلی الله علیه وآله) للمرأة بالركوب، وقوله: «فإن الله غني عن مشيها وحفاها، الظاهر منه أنه لا اختصاص له بالمرأة، بحيث يحمل على كونه حكاية حالة خاصة لا يتعدىعن موردهای أو على فوت ستر ما يجب ستره منها؛ لأن معناه حينئذ اختصاص الجواب بالمرأة، وبقاء سؤال الراوي عن رجل نذر أن يمشي إلى مكة حافية بلا جواب(1)، وهو ما يتنزه عن فعله المعصوم في مقام بيان حكم الله.

كما أن قوله (صلی الله علیه وآله) : «فإن الله غني عن مشيها وحفاها، أشبه بذكر العلة التي لأجلها أمر المرأة بالركوب، وكون المشي حافيا صار مرجوحا، وإلا فإن الله غني عن العالمين(2) وليس فقط عن مشيها وحفاها.

ومنه يفهم جواب السائل عن رجل نذر أن يمشي إلى مكة حافيا، بأنه لا يجب الوفاء بهذا النذر، أو أن المراد عدم الانعقاد من حيث مرجوحية الحفاء فيه، والذي من الغالب عسره على وجه يسقط التكليف به، خصوصا في بعض الأزمنة (3)، كأيام البرد القاسية أو الحر الشديد.

ص: 71


1- الحكيم السيد محسن، مستمسك العروة الوثقى، ج 10 ص 355.
2- المصدر السابق.
3- النجفي الشيخ محمد حسن، جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام، ج 17 ص 350.

وربما يقال بكفاية التعب في جواز الكوب، كما استظهرذلك اليد اليزدي صاحب العروة(1)، لما جاء في بعض الروايات المعتبرة، كالذي رواه في الكافي عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن رفاعة، وحفص قال: سألت أبا عبد الله (علیه السلام) عن رجل نذر أن يمشي إلى بيت الله حافيا، قال: فليمش فإذا تعب فليركب.(2)

ومقتضى التناسب بين جواب الإمام (علیه السلام) وسؤال الراوي هو القول: بأن الإمام (علیه السلام) أمره بالمشي المسؤول عنه، أي حافية، إلى أن يحصل التعب فليركب، ولعله لصيروته مرجوحة حينئذ، والله العالم.

الحناء في زيارات أخرى:

اشارة

وقد ورد المشي حافيا في زيارات أخرى أيضا، وهي:

زيارة أمير المؤمنين (علیه السلام):

ففي الوسائل عن فرحة الغري: قال: وروى ابن المشهدي عن الحسن بن محمد، عن بعضهم، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن عيسى، عن هشام بن سالم، عن صفوان الجمال قال: لما وافيت مع جعفر بن محمد

ص: 72


1- العروة الوثقى، ج 1 فصل في الحج الواجب بالنذر والعهد واليمين.
2- الكليني، الكافي ج 7 ص 458.

الصادق (علیه السلام) الكوفة نريد أبا جعفر المنصور، قال لي: «يا صفوان أنخ الراحلة فهذا قبر جدي أمير المؤمنين (علیه السلام) »، فأنختها، ثم نزل فاغتسل وغير ثوبه وتحقي، وقال لي: «افعل كما أفعل»، ثم أخذ نحو الذكوات(1)، ثم قال لي: «قصر خطاك وألق ذقنك إلى الأرض يكتب لك بكل خطوة مائة ألف حسنة، وتمحى عنك مائة ألف سيئة، وترفع لك مائة ألف درجة، وتقضى لك مائة ألف حاجة، ويكتب لك ثواب كل صديق وشهيد مات أو قتل»، ثم مشى ومشيت معه وعلينا السكينة والوقار، نسبح ونقدس ونهل إلى أن بلغنا الأكوات، وذكر الزيارة... (2)

زيارة الإمام الرضا (علیه السلام):

ففي كامل الزيارات لابن قولويه قال: روي عن بعضهم (علیهم السلام) قال: «إذا أتيت قبر علي بن موسى الرضا (علیه السلام) ، بطوس» إلى أن يقول -: «فإذا وافيت سالما إن شاء الله فاغتسل وقل حين تغتسل» إلى أن يقول -: «ثم البس أطهر ثيابك وامش

ص: 73


1- الذكوة في اللغة: الجمرة الملتهبة، فيمكن أن يكون المراد بالدكوات التلال الصغيرة المحيطة بقبره (علیه السلام) ، شبهها لضيائها وتوقدها عند شروق الشمس عليها، لما فيها من الدراري المضيئة كالجمرة الملتهبة.
2- الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 14 ص 392_ 393، باب 29 من أبواب المزار وما يناسبه، حديث 7. وانظر: الميرزا النوري، مستدرك الوسائل ج 1 ص 222.

حافيا، وعليك السكينة والوقار... إلخ)(1)

وأما المشي حافيا في بقية زيارات الأئمة (علیهم السلام)، فقد قال الشيخ عبد الله المامقاني قدس سره في كتابه: «مرآة الكمال»: الظاهر عدم اختصاصه بإمام دون إمام، (لا سيما مع تضمن خبر يونس بن ظبيان تعلیل مولانا الصادق (علیه السلام) الأمر بالمشي حافيافي زيارة الحسين (علیه السلام) بأنك في حرم من حرم الله، وحرم رسوله (صلی الله علیه وآله) , فإن هذه العلة تعم الحكم لجميع الأئمة، لكون مرقد كل منهم من حرم الله ورسوله (صلی الله علیه وآله).(2)

قصة لطيفة:

ومن لطيف ما نقل حول المشي حافية إلى الزيارة، ما حدث به بعض الأعلام عمن يثق به قال: إن سلطان الروم سلطان سليمان الذي أجرى الماء من الفرات إلى مشهد الإمام أبي عبد الله (علیه السلام) ، وهو النهر الموسوم بالحسينية، لما أتى إلى زيارة أمير المؤمنين، فصار بالقرب من المشهد الشريف نزل عن فرسه وقصد زيارته ماشيا، فغضب المفتي وهو قاضي العسكر، لأنه كان ناصبيا، وقال: أنت سلطان في الحياة وعلي بن أبي طالب خليفة مات، فكيف تمشي لزيارته؟ وكيف لم تبق راكبا؟

ص: 74


1- ابن قولویه، کامل الزیارات، ص 514، وانظر: الصدوق، عيون أخبار الرضا (علیه السلام)، ولكنه نقلها عن جامع شيخه ابن الوليد، وكذا في كتاب المزار لابن المشهدي ص 647.
2- المامقاني، الشيخ عبد الله، مرآة الكمال لمن رام درك صالح الأعمال، ج 3 ص 202.

فتجاذبا الكلام، فقال له المفتي: إن كنت شاكا في كلامي فتفأل بالقرآن يتضح لك حقيقة الحال، فلما فتح القرآن كانت الآية هكذا: (فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس)، فالتفت إلى المفتي وقال: ما زادنا كلامك إلا زيادة نزع التعل والمشي حافية إلى الروضة، وقد أصابت الأرض قدميه بجراح.(1)

نتيجة هذا الفصل:

أن المشي حافية إلى الزيارة، هو أمر راجح حت عليه بعض الروايات، وإن كان المناسب الاقتصار عليه من مسافات قصيرة، كالحفاء من نهر الفرات لزيارة الإمام الحسين (علیه السلام)، كما أشير إليه في بعض الروايات المتقدمة في زيارته (علیه السلام).

ص: 75


1- الأحمدي الميانجي، مواقف الشيعة، ج 2 ص 268

ص: 76

الفصل الرابع: النساء وزيارة الإمام الحسين (علیه السلام)

اشارة

ص: 77

ص: 78

يمكن الحديث عن زيارة النساء لقبر سيد الشهداء (علیهم السلام) - مع الحفاظ على سترها ومصونيتها، وعدم وجود ما يمنع من ذلك بعناوين أخرى- من جهتين:

الجهة الأولى: أصل خروج النساء لزيارة القبور بشكل عام، بحيث يشمل زيارة قبر الإمام الحسين (علیه السلام) وغيره.

والجهة الثانية: خروج النساء لزيارة قبر الإمام الحسين (علیه السلام) خصوصا، ويتفرع على هذه الجهة، الحديث عن مشيه إلى زيارته.

خروج النساء لزيارة القبور:

أما الجهة الأولى: وهي أصل خروج النساء لزيارة القبور بشكل عام، فيكفينا في الإستدلال على استحبابه- مضافا إلى سيرة وعمل المسلمات منذ صدر الإسلام وإلى يومنا هذا، التي لم يخالف فيها إلا الشاذ(1)- ما روي عن فعل الصديقة الزهراء (علیها السلام) متكررة من زيارة قبور الشهداء، وفي أيام مختلفة:

ص: 79


1- أنظر: الأمين السيد محسن، کشف الإرتياب في أتباع محمد بن عبد الوهاب، ص 378 _ 380.

فقد روى الشيخ الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال: سمعته يقول: «عاشت فاطمة (علیها السلام) بعد أبيها خمسة وسبعين يوما لم تر كاشرة ولا ضاحكة، تأتي قبور الشهداء في كل جمعة (1)مرتين: الاثنين والخميس، فتقول: ها هنا كان رسول الله (صلی الله علیه وآله) ، ها هنا كان المشركون.(2)

وروى الشيخ الطوسي بإسناده عن محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن الحسين، عن محسن بن أحمد، عن محمد بن حباب، عن يونس، عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال: «إن فاطمة (علیها السلام) كانت تأتي قبور الشهداء في كل غداة سبت، فتأتي قبر حمزة وتترحم عليه وتستغفر له». ورواه الصدوق مرسلا (3)

وفي الحدائق: قال في الوافي بعد ذكر هذا الخبر: «لعل هذا كان في حياة أبيها (صلی الله علیه وآله) ، وما تقدمه بعد وفاته، فلا تنافي»، وهو جيد (4)

وفي دعائم الإسلام، عن أبي جعفر (علیه السلام) قال: كانت فاطمة صلوات الله عليها، تزور قبر حمزة وتقوم عليه، وكانت

ص: 80


1- في الحدائق أن المراد بالجمعة الأسبوع كما هو أحد اطلاقاته فيالأخبار .
2- الكليني، الكافي، ج 3 ص 228.
3- الحر العاملي، وسائل الشيعة ج 2 ص 224، باب 55 من ابواب الدفن وما يناسبه، حديث 2.
4- البحراني، الشيخ يوسف، الحدائق الناضرة، ج 4 ص 170.

في كل سبت تأتي قبور الشهداء مع نسوة معها، فيدعون ويستغفرون»(1)

خروج النساء لزيارة الإمام الحسين (علیه السلام) :

اشارة

وأما الجهة الثانية: وهي ما دل على استحباب زيارة النساء القبر الإمام الحسين (علیه السلام) ، فيكفي في هذا المجال الروايات العامة والمطلقة الواردة في استحباب زيارته (علیه السلام)، الشاملة للرجال والنساء معا.

ويضاف إلى ذلك:

1.السيرة المستمرة المتصلة بزمن الأئمة (علیهم السلام):

التي كانت بمرأى ومسمع منهم، بدون أن يرد عنهم (علیهم السلام) ردع أو نهي عنها.

وفي الروايات ما يشير إلى هذه السيرة، فقد روى ابن قولويه قال: حدثني محمد ابن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن الحسن بن علي، عن أحمد بن عائذ، عن أبي يعقوب الأبزاري، عن قائد، عن عبد صالح (علیه السلام) ، قال: دخلت عليه فقلت له: جعلت فداك إن الحسين (علیه السلام) قد زاره الناس من يعرف هذا الأمر ومن ينكره، وركبت إليه النساء،

ص: 81


1- الميرزا التوري، مستدرك الوسائل، ج 2 ص 265

ووقع حال الشهرة وقد انقبضت منه لما رأيت من الشهرة، قال: فمكث مليا لا يجيبني، ثم أقبل علي فقال: «يا عراقي، إن شهروا أنفسهم فلا تشهر أنت نفسك، فوالله ما أتى الحسين (علیه السلام) آت عارفا بحقه إلا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.(1)

وعن عبد الله بن حماد البصري، عن أبي عبد الله (علیه السلام) - في حديث - أنه قال: «بلغني أن قوما يأتونه من نواحي الكوفة وناسا من غيرهم، ونساء يندبنه، وذلك في النصف من شعبان، فمن بين قارئ يقرأ، وقاص يقص، ونادب يندب، وقائل يقول المراثي»، فقلت له: نعم جعلت فداك، قد شهدت بعض ما تصف، فقال: «الحمد لله الذي جعل في الناس من يفد إلينا ويمدحنا ويرثي لنا، وجعل عدونا من يطعن عليهم من قرابتنا وغيرهم، يهدرونهم ويقبحون ما يصنعون .(2)

2- بعض الروايات الواردة بالخصوص :

منها: ما رواه الشيخ الجليل ابن قولويه القمي رحمه الله بطرق مختلفة عن أم سعيد الأحمسية:

قال: حدثني محمد بن جعفر الرزاز، قال: حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن أبي داود المسترق، عن أم سعيد

ص: 82


1- ابن قولویه، کامل الزيارات، ص 266_267
2- المصدر السابق، ص 539.

الأحمسة، عن أبي عبد الله (علیه السلام) قالت: قال لي: «يا أم سعيد تزورين قبر الحسين؟» قالت: قلت: نعم، فقال لي: «زوريه فإن زيارة قبر الحسين واجبة على الرجال والنساء (1)

وقال: حدثني أبو العباس الرزاز، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن أبي داود المسترق، عن أم سعيد الأحمسية قالت: كنت عند أبي عبد الله (علیه السلام) وقد بعثت من يكتري لي حمارة إلى قبور الشهداء، فقال: «ما يمنعك من زيارة سيد الشهداء»، قالت: قلت: ومن هو؟ قال: «الحسين (علیه السلام) ، قالت: قلت: وما لمن زاره؟ قال: «حجة وعمرة مبرورة ومن الخير كذا وكذا»، ثلاث مرات بيده.

وعنه، عن محمد بن الحسين، عن الحكم بن مسكين، عن أم سعيد الأحمسية، قالت: جئت إلى أبي عبد الله (علیه السلام) فدخلت عليه، فجاءت الجارية فقالت: قد جئت بالدابة، فقال لي: «يا أم سعيد أي شيء هذه الدابة أين تبغين تذهبين؟ قالت: قلت: أزور قبور الشهداء، قال: «أخري ذلك اليوم، ما أعجبكم يا أهل العراق، تأتون الشهداء من سفر بعيد وتتركون سيد الشهداء لا تأتونه»، قالت: قلت له: من سيد الشهداء؟ فقال: «الحسين بن علي (علیه السلام) »، قالت: قلت: إني امرأة، فقال: «لا بأس لمن

ص: 83


1- ابن قولویه، کامل الزیارات، ص 237.

كان مثلك أن يذهب إليه ويزوره»(1)، قالت: قلت: أي شيء لنا في زيارته، قال: «تعدل حجة وعمرة واعتكاف شهرين في المسجد الحرام وصيامها وخيرها كذا وكذا، قالت: وبسط يده وضمها ضما ثلاث مرات.

وقال: حدثني أبي وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن رحمهم الله، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة، عن العباس بن عامر، عن أحمد بن رزق الغمشاني، عن أم سعيد الأحمسية، قالت: دخلت المدينة فاكتريت حمارة على أن أطوف على قبور الشهداء، فقلت: لا بد أبدأ بابن رسول الله (صلی الله علیه وآله) فأدخل عليه، فأبطأت على المكاري قليلا، فهتف بي، فقال لي أبو عبد الله (علیه السلام) : ما هذا يا أم سعيد5 قلت له: جعلت فداك، تكاريت حمارة لأدور على قبور الشهداء، قال: أفلا أخبرك بسيد الشهداء؟ ، قلت: بلى، قال: «الحسين بن علي (علیه السلام) ، قلت: وإنه لسيد الشهداء؟ قال: «نعم»، قلت: فما المن زاره؟ قال: «حجة وعمرة ومن الخير هكذا وهكذا». .

وقال: حدثني أبي ومحمد بن عبد الله بن جعفر الحميري جميعا، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن أبي عبد

ص: 84


1- يحتمل کون مراده (علیه السلام): 1- لمن كان مثلك أي في ستك. 2- أولمن كان مثلك من أهل العراق. 3- أو لمن كان مثلك لا يخاف عليه. وعلى أي حال فهي لا تدل على وجود بأس في زيارة النساء بقول مطلق.

الله البرقي، عن أبيه، عن عبد الله بن القاسم الحارثي، عن عبد الله بن سنان، عن أم سعيد الأحمسية، قالت: دخلت المدينة فاكتريت البغل أو البغلة لأدور عليه قبور الشهداء، قالت: قلت: ما أحد أحق أن أبدأ به من جعفر بن محمد (علیهما السلام) ، قالت: فدخلت عليه فأبطأت، فصاح بي المكاري: حبستينا عافاك الله، فقال لي أبو عبد الله: «كأن إنسانا يستعجلك يا أم سعيد»، قلت: نعم جعلت فداك، إني اكتریت بغلا لأدور عليه قبور الشهداء فقلت: ما آتي أحدا أحق من جعفر بن محمد (علیهما السلام) ، قالت: فقال:

يا أم سعيد فما يمنعك من أن تأتي قبر سيد الشهداء؟ قالت: فطمعت أن يدلني على قبر علي بن أبي طالب (علیه السلام) ، فقلت: بأبي أنت وأمي ومن سيد الشهداء؟ قال: «الحسين بن فاطمة (علیهما السلام)، يا أم سعيد، من أتاه ببصيرة ورغبة فيه كان له حجة وعمرة مبرورة، وكان له من الفضل هكذا وهكذا (1)

وقال: حدثني جعفر بن محمد بن إبراهيم بن عبيد الله بن موسی بن جعفر، عن عبد الله بن أحمد بن نهيك، عن محمد بن أبي عمير، عن الحسين الأحمسي، عن أم سعيد الأحمسية قالت: سألت أبا عبد الله (علیه السلام) ، عن زيارةقبر الحسين (علیه السلام) ، فقال : تعدل حجة وعمرة ومن الخير هكذا وهكذا»، وأومأ بيده.(2)

ص: 85


1- ابن قولویه، کامل اليارات، ص 217- 220، وانظر: الصدوق، ثواب الأعمال ص 97.
2- المصدر السابق، ص 296_297.

وقال: حدثني أبي خله ، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد ومحمد بن عبد الحميد، عن يونس بن يعقوب، عن أم سعيد الأحمسية قالت: قلت لأبي عبد الله (علیه السلام): أي شيء تذكر في زيارة قبر الحسين (علیه السلام) من الفضل، قال: «نذكر فيه يا أم سعيد فضل حجة وعمرة وخيرها كذا»، وبسط يديه ونكس أصابعه.(1)

ومنها: ما في مستدرك الوسائل عن نوادر علي بن أسباط:

عمن رواه، عن أحدهما (علیه السلام) أنه قال: «يا زرارة، ما في الأرض مؤمنة إلا وقد وجب عليها أن تسعد فاطمة (علیها السلام) ، في زيارة الحسين (علیه السلام) (2)

مشي المرأة إلى الزيارة:

وأما مشي النساء إلى حرم الإمام الحسين (علیه السلام)، فيدل عليه الروايات العامة والمطلقة الواردة في المقام، والشاملة للرجال والنساء على حد سواء.

وأما ما ورد منها بلسان الرجل ونحوه مما يوهم اختصاصه بالرجال، فيمكن أن يتعدى عنه إلى النساء بالقاعدة المعروفة عند الفقهاء القائلة باشتراك الأحكام بين جميع المكلفين، العالم والجاهل والحاضر والغائب والرجل والمرأة وغير

ص: 86


1- ابن قولویه، کامل الزیارات، ص 299.
2- الميرزا التوري، مستدرك الوسائل، ج 10 ص 259

ذلك (1)، إلا ما خرج بالدليل الخاص، كما في مسألة الجهر والإخفات في الصلاة، وستر البدن فيها، وغير ذلك (2)

ويضاف إلى ما تقدم، بعض الروايات التي يظهر منها شمولها للنساء:

منها: ما رواه الشجري، قال: حدثنا محمد بن جعفر بن محمد النحوي، قال: أخبرنا محمد بن علي بن شاذان، قال: أخبرنا حسن بن محمد بن عبد الواحد، قال: أخبرنا عباد بن جعفر، قال: أخبرني محمد بن عبدويه، عن يحيى بن مساور، قال: كان جعفر بن محمد (علیه السلام) جالسا فأقبلت امرأة من العرب، فقال: «ما لي لم أرك منذ أمس؟، قالت: كنت عند قبور الشهداء، قال: «تركت سيد الشهداء عندك؟ قالت: من هو؟ قال: «الحسين (علیه السلام) .. قالت: أزوره؟ قال: «نعم زوریه، فإنه أفضل من حجة وحجة»، حتى عد عشرة، فقلت: فما لمن

ص: 87


1- هذا، مع عدم احتمال خصوصية في المشي إلى اليارة تقتضي القول بعدم اشتراك النساء مع الرجال في الحكم، ويمكن نفي هذه الخصوصية بالاطلاق، فإن إطلاق عنوان المشي يدل على كون الماشي- رجلا كان أو امرأة- هو تمام موضوع الحكم باستحباب المشي إلى زيارة قبر الإمام الحسين (علیه السلام) ، وإلا لكان اللازم أخذها فی الموضوع...،والتفصيل موكول إلى محله. (أنظر: الحكيم السيد محسن، حقائق الأصول ج 1 ص 526 ).
2- وعمدة دليل هذه القاعدة الإجماع، كما ذكر صاحب الجواهر، (النجفي الشيخ محمد حسن، جواهر الكلام، ج 13 ص 337)، والضرورة، كما ذكر السيد الخوئي أنها من ضروريات المذهب، ( البهسودي، مصباح الأصول، تقرير بحث السيد الخوئي، ج 2 ص 257)

زاره ماشي؟ قال: «له بكل خطوة حجة وعمرة (1)

وقال أيضا: حدثنا ميمون بن علي بن حميد المقري، قال: أخبرنا إسحاق بن محمد المنصوري المقري، قال: أخبرنا جعفر بن محمد بن عبيد العابد المقري، قال: أخبرنا عباد بن يعقوب، قال: أخبرنا يحيى بن مساور، قال: كنت عند جعفر بن محمد حتى جاءت امرأة من العرب، فقال لها: «أين كنت منذ أمس؟، قالت: كنت عند قبور الشهداء، قال: «ترکت سيد الشهداء عندك بالعراق؟»، قالت: من هو؟ قال: «حسين وأصحابه»، قالت: أزوره؟ قال: «زوريه فإنه أعظم أجرا من حجة وعمرة وحجة وعمرة»، حتى عد عشرة، قالت: مالمن خطا إليه ماشي؟ قال: «بكل خطوة حجة وعمرة.(2)

نتيجة هذا الفصل :

أن مسألة زيارة النساء لقبر سيد الشهداء (علیهم السلام) ، بل ومشيه إليه، مع مراعاة سائر ما یشترط على المرأة من الحفاظ على سترها وحجابها، واجتناب ما ينافي ذلك، يعد من الطاعات والعبادات التي تتقرب فيها المرأة إلى الله تعالى، حالها كحال الرجل، كما دلت عليه الروايات الواردة عن المعصومين (علیهم السلام).

ص: 88


1- الشجری محمد بن علي، فضل زيارة الحسين (علیه السلام) ص 62.
2- المصدر السابق، ص 62- 63

الفصل الخامس: المشي إلى الزيارة وكيفية ترتب الثواب عليه

اشارة

ص: 89

ص: 90

اتضح سابقا أن المشي من المقدمات التي يراد بها طي المسافة إلى طاعة من الطاعات، كالحج إلى بيت الله الحرام أو زيارة المشاهد المشرفة ونحو ذلك.

وهو في نفسه ليس طاعة من الطاعات إن لم يتعلق بعنوان من العبادات والطاعات التي يكون مقدمة للوصول إليها، ويصبح أمر راجحا كما بيناه سابقا.

وهنا نستعرض - بشكل موجز ومقتضب - أمرا أساسيا يتناول كيفية ترتب الثواب على المشي، باعتباره مقدمة من المقدمات.

الثواب على المشي باعتباره مقدمة:

هناك بحث عميق في علم أصول الفقه، يعرف ببحث الواجب الغيري أو مقدمة الواجب، طرح فيه الأعلام سؤالا عن كيفية ترتب الثواب على الواجب الغيري أو المقدمة، وفي ضوء تلك الإجابة سيتحدد لنا قيمة مقدمات العملمن حيث الأجر والثواب المترتب عليها، وهو ما ينطبق على المشي إلى زيارة الإمام الحسين (علیه السلام) باعتباره مقدمة من المقدمات.

ص: 91

المشي كمقدمة ومطلوب لغيره:

خلاصة ما يمكن قوله في المقام، مع تطبيق منا على الأمر الاستحبابي :

إن الزيارة مثلا عمل مستحب، ثبت استحبابه من خلال الروايات الصحيحة الواردة عن الأئمة (علیهم السلام)، ومثل هذا المستحب يقال له: مستحب أو أمر نفسي، حيث لا يطلب لأجل مستحب أو أمر آخر، في مقابل الغيري الذي يطلب لأجل مستحب أو أمر آخر. إلا أن تحقيق العمل أو المستحب النفسي كاليارة من قبل المكلف يتوقف بطبيعة الحال على مجموعة من المقدمات لا بد للمكلف من توفيرها وتحقيقها ليتمكن من الإتيان بذلك العمل.

ومن تلك الأمور قطع المسافة بأي نحو كان ماشية أو راكبا، وهنا يقول العقل: بأن الأمر الاستحبابي الذي يدعو إلى إيجاد وتحقيق متعلقه وهو الژيارة مثلا، ويدفع المكلف ويحركه باتجاهه، يدعوه أيضا وفي الوقت نفسه إلى توفير المقدمات التي يتوقف عليها ذلك الفعل ويحرکه نحو إيجادها، وإلا لما تحقق له وجود في الخارج، وهذا المقدار متفق عليه باعتباره من شؤونحكم العقل بما يتوقف عليه امتثال العمل والإتيان به.

وقد اختلف علماء الأصول في إثبات الاستحباب كحكم شرعي للمقدمة، تبعا لثبوت الاستحباب لنفس العمل، وإن كان

ص: 92

هو الرأي الذي يتبناه المشهور بينهم(1)، إلا أن هناك أقوالا وتفاصيل كثيرة أخرى تصل إلى حد إنكار القول بالاستحباب الشرعي الغيري للمقدمة من رأس (2)

ونحن لا نريد الخوض في مذاهب القوم وأدلتهم وأخذهم ورتهم، فإن لهذا مجاله الخاص ويحتاج إلى بحث تخصصي في علم أصول الفقه.

وإنما المهم لدينا البحث عن تخريج مسألة ترتب الثواب على المشي إلى قبر الإمام الحسين (علیه السلام)، مع كونها مقدمة من المقدمات.

إشكالية الثواب على المقدمة:

هناك إشكالية تتعلق بترتب التواب على المقدمة أو الأمر المطلوب لغيره، تقول:

إذا كان معنی تبعية المقدمة لنفس العمل، أن الباعث للإتيان بها هو طلب العمل نفسه، فالباعث على الأمر بالمشي إلى الزيارة هو استحباب الزيارة نفسها، باعتبار أن الأمر بالمقدمة والبعث نحوها إنما هو لأجل التمكن منالإتيان بالعمل المرتبط بها وتحصيله، فيكون الأمر بها والدب إليها طريقا إلى تحصيل

ص: 93


1- الشهيد الصدر ، دروس في علم الأصول، الحلقة الثالثة، القسم الأول، ص 370.
2- المظفر، أصول الفقه، ج 2 ص 354 وهذا ما يعرف لديهم ببحث الملازمة بين وجوب أو استحباب الشيء ووجوب أو استحباب مقدمته بين حكم العقل وحكم الشرع.

ذلك العمل، ولولاه لما تعلق أمر بالمقدمة.

وبعبارة أخرى : ليس هناك بعث وأمر مستقل للمقدمة، منفصلا عن نفسالعمل، ولا إطاعة مستقلة ومنفصلة لها، وإنما إطاعتها لغرض التمكن من تحصيل نفس العمل، كما يتضح ذلك من تسميتها بالأمر أو المطلوب الغيري.

ومن هنا قالوا: أن لا ثواب يستحقه العبد على الإتيان بالمقدمة، غير الثواب الذي يحصله على إطاعة الأمر بنفس العمل.

وعلى هذا الأساس وقع الكلام بين الأعلام في توجيه ما ورد في الروايات من ثواب على بعض المقدمات، مثل ما ورد على المشي إلى الحج، أو المشي إلى زيارة الإمام الحسين (علیه السلام) ، وأنه في كل خطوة كذا من الثواب.

الجواب عن الإشكالية:

تعددت أجوبة الأعلام حول الإشكالية المتقدمة، تبعا للاختلاف في العديد من المباني العلمية لديهم ومن جملتها مسألة كيفية الجزاء على الأعمال. وحيث لا يمكننا الخوض في تفاصيل هذا الأمر، فإننا نكتفي بالإشارة إلى بعض تلك الأجوبة:

أولا: لو كان الثواب على العمل بتجم الأعمال في عالم البرزخ

ص: 94

أو يوم القيامة، بصور وهيئات تتناسب مع العمل نفسه، بمعنى أن العمل الحسن مثلا يقتضي صورة ملائمة وحسنة لصاحبه بعد الموت، فهذا النحو منالجزاء وإن كنا لا نستطيع العلم بخصوصياته، إلا أنه لا شبهة في أن الإتيان بالمقدمات لأجل الله تعالی موجب لصفاء النفس وتحكيم ملكة الإنقياد والطاعة، ولها بحسب مراتب النيات وخلوصها تأثيرات في العوالم الغيبية، كما أفاده الإمام الخميني رضوان الله عليه.(1)

ثانيا: لو قلنا بأن الجزاء مجعول منه تعالى (2)، إما من باب التفضل منه على عباده، أو بالاستحقاق باعتبار وجود المشقة في التكاليف (3)، بمعنى أن إتيانهم للطاعات والعبادات يجعلهم لائقين لأن تسعهم رحمته، وقد كتب على

ص: 95


1- الإمام الخميني، مناهج الوصول إلى علم الأصول، ج 1 ص 378- 379، ولاحظ: الأصفهاني، الشيخ محمد حسين، نهاية الدراية في شرح الكفاية، ج 1 ص 333، البجنوردي، السيد ميرزا حسن الموسوي، منتهى الأصول، ج 1 ص 203، الطباطبائي، السيد محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، ج 1 ص 93.
2- انظر: الإمام الخميني، مناهج الوصول إلى علم الأصول، ج 1 ص 377، الطباطبائي، السيد محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، ج 1 ص 93.
3- أنظر: الشريف المرتضى، الذخيرة في علم الكلام، ص 279، الطوسي، الشيخ أبو جعفرمحمد بن الحسن، الإقتصاد الهادي إلى طريق الرشاد، ص 110، الحمصي الرازي، الشيخ سديد الدين محمود، المنقذ من التقليد، ج 2 ص 16، العلامة الحلي، كشف المراد في شرح تجريد الإعتقاد، ص 436 ، وغيرهم...

نفسه الرحمة(1)، أو من باب أنه وعد عباده بالثواب، والله تعالى لا يخلف الميعاد، ووعده غير مكذوب... (2)، فحينئذ:

1- لم لا يقال: إن الله تعالى كما قد يتفضل بالجزاء على نفس العمل قد يتفضل بالجزاء على مقدماته أيضا (3) ؟! فله سبحانه أن يعطي من يشاء كيف يشاء، ويمنع من يشاء كيف يشاء. سواء قلنا بأن الثواب تفضل محض منه تعالى، أو بالاستحقاق على نفس العمل، فإن القول الأخير لا يمنع من التفضل منه سبحانه على عباده زيادة على أصل الاستحقاق، كما هو واضح، قال تعالى: (وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا )(4)، وقال سبحانه: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها )(5) ، وقال تبارك اسمه: (لهم ما يشاء ون فيها ولدينا مزید) (6)، فيكون إعطاء الثواب على المشي إلى الزيارة باعتباره مقدمة، تفضلا منه تعالى.

قال العلامة الطباطبائي قدس سره : وما يعطيه تعالى من الثواب على عمل العبد تفضل منه من غير استحقاق من العبد، فإن

ص: 96


1- أنظر: البجنوردي، منتهى الأصول، ج 1 ص 203، الفياض الشيخ محمد إسحاق، محاضرات في أصول الفقه، تقریرات بحث السيد الخوئي رحمه الله، ج 44 من موسوعة الإمام الخوئي ص 229- 230.
2- أنظر: البجنوردي، منتهى الأصول، ج 1 ص 203.
3- كما هو أحد جوابي المحقق الخراساني ، أنظر: كفاية الأصول، ص 139
4- سورة الأحزاب، الآية 47.
5- سورة الأنعام الآية 160.
6- سورة ق الآية 35. وانظر: الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج 16 ص 330.

العبد وما يأتيه من عمل ملك طلق له سبحانه، ملكا لا يقبل النقل والانتقال، غير أنه اعتبر اعتبار تشريعية العبد مالك وملكه عمله، وهو المالك لما ملكه وهو تفضل آخر، ثم اختار ما أحبه من عمله فوعده ثوابا على عمله وسماه أجرأ وجزاء وهو تفضل آخر، ولا ينتفع به في الدنيا والآخرة إلا العبد، قال تعالى: (للذين أحسنوأ منهم واتقوا أجر عظيم )(1)، وقال: (إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحت لهم أجر غيرممنون ) (2)، وقال بعد وصف الجنة ونعيمها: (وان هذاكان لكم جزا، و كان سعیکم مشكورا) (3) وما وعده من الشكر وعدم المن عند إيتاء الثواب تمام التفضل (4)

2- ولم لا يقال: بأن الثواب على المقدمة كالمشي وعد جميل منه سبحانه، وتند به عباده، والله لا يخلف الميعاد؟! والله تعالى كما قد يعد على أصل العمل، قد يعد على مقدماتهأيضا(5)

3- ولم لا يقال: بوجود مصلحة في نفس المقدمة زائدة على المصلحة القائمة في نفس العمل، توجب ترتب ثواب خاص على المقدمة؟! كما في المشي إلى الحج أو الزيارة الذي فيه

ص: 97


1- سورة آل عمران الآية 172.
2- سورة فصلت، الآية 8.
3- سورة الإنسان، الآية 22.
4- الطباطبائي، السيد محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، ج 19 ص 154
5- البجنورد، منتهى الأصول، ج 1 ص 206

نوع من تعظيم شعائر الله قد يكون المولى سبحانه لاحظه وأعطى ثوابا خاصا عليه، غير الثواب على أصل العمل (1)

4- ولم لا يقال: بأن المقدمة يصدق عليها عنوان العمل الصالح، والحسنة، والخير، حالها كحال العمل نفسه؟ تلك العناوين التي دل القرآن الكريم على ترتب الثواب عليها، كقوله تعالى: ( من عمل صلحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحیینه حيوة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما کانوا يعملون ) (2)، وقوله سبحانه: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها )(3)، وقوله جل ثناؤه: (فمن يعمل مثقال ذرة خیرا یره ) (4) ، وغير ذلك من الآيات؟ (5)

5- ولم لا يقال: إن ذلك محمول على توزيع ثواب نفس العمل

على المقدمة، باعتبار أن: «أفضل الأعمال أحمزها، وكلما کثرت مقدمات العمل وزادت صعوبتها كثرت حمارة العمل ومشقته، فالثواب في الأصل على نفس عمل الزيارة، وإنما ينسب إلى المقدمة كالمشي مجاز، وبالعرض، باعتبار أنها السبب في زيادة مقدار الحمارة والمشقة في نفس عمل

ص: 98


1- انظر: البزواري السيد عبد الأعلى، تهذيب الأصول، ج 1 ص 81.
2- سورة النحل الآية 97.
3- سورة الأنعام الآية 160.
4- سورة الزلزلة الآية 7.
5- انظر: السبزواري السيد عبد الأعلى، تهذيب الأصول، ج 1 ص 81- 82۔

الزيارة، فتكون السبب في زيادة الثواب وعظمه، لا أن الثواب على نفس المقدمة، وعلى نفس المشي؟(1)

6- ولم لا يقال: إن فعل المقدمة بنفسه يعد شروعا في امتثال العمل نفسه؟؟ الذي هو حسب الفرض عبادة مأمور بها، فالمشي إلى الزيارة أو الحج مثلا، هو شروع في عمل الژيارة نفسها، فيكون الإتيان بالمقدمة بنفسه امتثالا لنفس العمل (2)، فيصير موجبا لمزيد الثواب من باب كون العمل من «أحمز الأعمال» حينئذ؟(3)

7- ولم لا يقال: إن المناط في استحقاق الثواب هو العبادية،

وليس كون ما يأتي به العبد نفس العمل أو مقدمته؟. ومن هنا فإن التوصليات - وهي الأمور التي لا يشترط في الإتيان بها قصد التقرب إلى الله تعالی کتطهير الثوب مثلا - يثاب عليها الإنسان أيضا لو أتى بها متقربا إلى الله تعالى(4). ويكفي في عبادية الفعل ارتباطه بالمولى والإتيان به متقربا إليه تعالى مع عدم ما يمنع من التعبد به. ولا شك في أن قصد الشروع بامتثال الأمر النفسي -كالزيارة - بفعل مقدماته -

ص: 99


1- أنظر: الخراساني، كفاية الأصول، ص 139، المظفر، أصول الفقه، ج 2 ص 326
2- المظفر، أصول الفقه، ج 2 ص 348 - 349 ، وأنظر: الشهيد الصدر، دروس في علم الأصول، الحلقة الثالثة، القسم الأول، ص 386
3- أنظر: كفاية الأصول، للآخوند الخراساني، مع حواشي المحقق الميرزا أبي الحسن المشكيني، ج 1 ص 550.
4- الطباطبائي، السيد محمد حسين، حاشية الكفاية ص 119.

كالمشي - قاصد بها التوصل إلى الأمر النفسي العبادي يعد طاعة وانقياد للمولى.(1)

8- ولم لا يقال: إنه يكفي في ترتب الثواب على الفعل كونه

حسنا ومحبوبة؟! كما في المشي إلى زيارة الحسين (علیه السلام) ، فإنه وإن كان مقدمة إلا أنه في نفسه متصف بالحسن، حيث إن المشي إليها ينطبق عليه تعظيم شعائر الله، المحبوب في نفسه.(2)

إلى غيرها من الأجوبة (3) التي قد يعثر عليها الباحث في كتب الفقهاء والعلماء فلتراجع في مظانها.

نتيجة هذا الفصل:

أن هناك مجموعة من التقريبات والخريجات التي يتضح من خلالها كيفية ترتب الثواب على المقدمة والمطلوب الغيري، وعدم اختصاص ذلك بنفس العمل والمطلوب التفسي، وبها ترتفع الإشكالية التي أوردت على ما جاء من الثواب على المقدمات عموما، وعلى المشي إلى زيارة الإمام الحسين (علیه السلام) خصوصا.

ص: 100


1- المظفر، أصول الفقه، ج 2 ص 348 - 349 ، وأنظر: الشهيد الصدر، دروس في علم الأصول، الحلقة الثالثة، القسم الأول، ص 386
2- أنظر: كفاية الأصول، للآخوند الخراساني، مع حواشي المحقق الميرزا أبي الحسن المشكيني، ج 1 ص 550.
3- أنظر على سبيل المثال: البجنوردي،منتهى الأصول، ج 1 ص 206

ختام في الشعر

ص: 101

ص: 102

رحم الله السيد رضا الموسوي الهندي إذ يقول:

فهل تتحق النار عينة بكت

لرء القتيل بسيف الضبابي؟

وهل تتح النار برج مشت

إلى حرم مثه سامي القباب؟

وهل تحرق النار قلبا أذيب

بلوة نيران داك المصاب؟

ورحم الله الشيخ فرج الله العمران:

سر حثيثا يا راكبا شدقمیه(1)

زر سينا في كربلاء الله العلیه

فإذا نار طور لمعت فاخلع

فتم التحضير القدسيه

قامش هونا وقصر المشي

فالخطوة جاءت بحجة نبویه

فاغتسل بالفرات والبس قميص

الحزن وانثر دموعک الدمويه

وإذا جئت للضريح فسلم

ثم زره الزیاره الوارثيه

ثم صح وادع فالدعاء سريعا

مستجاب في القبة الحائريه

قل حبيبي حسين يا مهجة الهادي

ويا مهجة البتول الزكيه

ص: 103


1- شدقم: اسم فحل كان للنعمان بن المنذر، تنسب إليه الشدقميات من الإبل،والشدقم: الواسع الشدق، والميم زائدة.

أنا أدعوك يا حسين وأنى

بعد رفع الكريم بالسمهریه

أنا أدعوك لا تجيب وأنى

بعد رض العظام بالأعوجيه

ولله در من قال أيضا:

تمشي إليك توسلا ځواتي

وأعدها إذ إنها حسناتي

وددت أن أمشي الطريق لكربلا

من مولدي سيرا لحين مماتي

لأنادي في يوم الحساب تفاخرا

أفنيت في حب الحسين حياتي

اللهم وفقنا لمعرفة النبي وآله صلوات الله عليهم، وارزقنا في الدنيا زيارتهم، وفي الآخرة شفاعتهم، ولا تفرق بيننا وبينهم طرفة عين أبدا، والحمد لله، أولا وآخرة، وظاهرا وباطنا.

ص: 104

المصادر والمراجع

1- الآلوسي شهاب الدين محمود بن عبد الله بن أحمد بن الحسين، تفسير الألوسي المسمى بروح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى، بيروت - لبنان.

2- ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث، مؤسسة إسماعيليان، الطبعة الرابعة، قم- إيران.

3- ابن البطريق الحافظ يحيى بن الحسن الأسدي الحلي، عمدة عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسین بقم المشرفة قم - إيران.

4- ابن قولويه القمي، الشيخ الأقدم أبو القاسم جعفر بن محمد، کامل الزيارات، تحقيقالشيخ جواد القومي، نشر الفقاهة، الطبعة الثالثة، قم - إيران.

5- ابن المشهدي الشيخ أبو عبد الله محمد بن جعفر، المزار

ص: 105

الكبير، تحقيق جواد القومي الإصفهاني، نشر قيوم، الطبعة الأولى، قم - إيران.

6- ابن منظور الإفريقي المصري، أبو الفضل جمال الدين محمد بن مکرم، لسان العرب، نشر أدب الحوزة، قم - إيران.

7- الأردبيلي المولى أحمد، مجمع الفائدة والبرهان، منشورات جماعة المدرسين في الحوزة العلمية في قم المقدسة، قم إيران.

8- الأحمدي الميانجي علي، مواقف الشيعة، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسین بقم المشرفة، قم إيران.

9- الإصطهباناتي محمد حسن، نور العين في المشي إلى زيارة قبر الحسين (علیه السلام) ، مؤسسة مولود الكعبة، الطبعة الأولى، قم - إيران.

10 - الأصفهاني الشيخ محمد حسين، نهاية الدراية في شرح الكفاية، مطبعة الطباطبائي، قم - إيران.

11- الأمين السيد محسن، کشف الإرتياب عن أتباع محمد بن عبد الوهاب، الطبعة الخامسة.

12- الأنصاري الشيخ الأعظم مرتضی، فرائد الأصول، انتشاراتدهاقاني (إسماعيليان)، الطبعة الأولى، قم- إيران.

ص: 106

13- البجنوردي السيد ميرزا حسن الموسوي، منتهى الأصول، منشورات مكتبة بصيرتي، الطبعة الثانية، قم- إيران.

14- البحراني الشيخ يوسف، الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسین بقم المشرفة، قم - إيران.

15- البرقي الشيخ أبو جعفر أحمد بن محمد بن خالد، كتاب المحاسن، دار الكتب الإسلامية، طهران- إيران.

16- البهسودي السيد محمد سرور الواعظ الحسيني، مصباح الأصول، تقرير عن سماحة آية الله العظمى السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي، مكتبة الاوري، الطبعة الخامسة قم - إيران.

17 - التبريزي، الميرزا جواد، الأنوار الإلهية في المسائل العقائدية، دار الصديقة الشهيدة، الطبعة الثانية، قم إيران.

18- التميمي المغربي، القاضي أبو حنيفة النعمان، دعائم الإسلام، تحقيق آصف بن علي أصغر فيضي، دار المعارف، القاهرة - مصر.

19 - الحر العاملي، الشيخ محمد بن الحسن، وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة، تحقيق الشيخ عبد الرحيم الرباني

ص: 107

الشيرازي، دار إحياء التراث العربي، الطبعة الخامسة، بيروت - لبنان.

20- الحكيم السيد محسن الطباطبائي، حقائق الأصول، مكتبة بصيرتي، قم- إيران.

21- الحكيم السيد محسن الطباطبائي، مستمسك العروة الوثقى، مؤسسة دار التفسير، الطبعة الأولى، قم - إيران.

22 - الحلي العلامة، تحرير الأحكام، مؤسسة الإمام الصادق (علیه السلام) ، الطبعة الأولى، قم - إيران.

23 - الحلي العلامة، جمال الدين بن يوسف المطهر، کشف المراد في شرح تجرید الاعتقاد، منشورات شكوري، الطبعة الأولى، قم - إيران.

24 - الحلى العلامة، منتهى المطلب في تحقيق المذهب، مجمع البحوث الإسلامية، الطبعة الأولى، مشهد- إيران.

25- الحمصي الرازي الشيخ سديد الدين محمود، المنقذ من التقليد، مؤسسة النشر التابعة لجماعة المدرسین بقم المقدسة، الطبعة الأولى، قم - إيران.

26- الخراساني الآخوند محمد كاظم، كفاية الأصول، مع حواشي المحقق الميرزا أبي الحسن المشكيني، تحقيق سامي الخفاجي، إنتشارات لقمان، الطبعة الأولى، قم - إيران.

ص: 108

27 - الخراساني الشيخ محمد كاظم، كفاية الأصول، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسین بقم المقدسة، قم - إيران.

28- الخميني الإمام، أنوار الهداية في التعليقة على الكفاية، تحقيق ونشر مؤسسة تنظیم و نشر آثار الإمام الخميني ، الطبعة الثانية، قم- إيران.

29- الخميني الإمام، مناهج الوصول إلى علم الأصول، تحقيق ونشر مؤسسة تنظیم و نشر آثار الإمام الخميني قاع ، الطبعة الأولى، قم - إيران.

30- الدسوقي شمس الدين الشيخ محمد عرفة، حاشية الدسوقي على الشرح الكبير، طبع بدار إحياء الكتب العربية عيسى البابي الحلبي وشركاه، مصر.

31- الراغب الأصفهاني، مفردات ألفاظ القرآن، تحقيق صفوان عدنان داوودي، الطبعة الأولى، دار القلم - دمشق، الدار الشامية - بيروت.

32 - الزركشي الإمام بدر الدين محمد بن عبد الله، البرهان في علوم القرآن، دار إحياء الكتب العربية عيسى البابي الحلبي وشركائه، الطبعة الأولى، مصر.

33 - المخشري الخوارزمي أبو القاسم جار الله محمود بن

ص: 109

عمر، الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر، عباس ومحمد محمود الحلبي وشركاهم

خلفاء، الطبعة الأخيرة.

34- زين الدين الشيخ محمد أمين، كلمة التقوى، مطبعة مهر، الطبعة الثالثة، قم- إيران.

35- السبزواري السيد عبد الأعلى الموسوي، تهذيب الأصول، مؤسسة المنار، الطبعة الثالثة، قم- إيران.

36- الشجري الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن العلوي، فضل زيارة الحسين (علیه السلام) ، منشورات مكتبة آية الله المرعشي العامة، قم - إيران. 37 - 37_السرخسي شمس الدين، المبسوط، دار المعرفة، بيروت لبنان.

38- المعاني أبو المظفر منصور بن محمد، تفسير المعاني دار الوطن، الطبعة الأولى، الرياض - السعودية.

39 - السيد المرتضى، الأمالي، منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، الطبعة الأولى، قم - إيران.

40- الشريف المرتضى، الأخيرة في علم الكلام، تحقيق السيد أحمد الحسيني، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة الجماعة المدرسین بقم المشرفة، قم- إيران.

ص: 110

41- الشريف المرتضى، الإنتصار، مؤسسة النشر التابعة الجماعة المدرسین بقم المقدسة، قم - إيران.

42 - الشهيد الثاني، زين الدين بنعلي العاملي، مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام، تحقيق ونشر مؤسسة المعارف الإسلامية، الطبعة الأولى، قم - إيران.

43_الصدر السيد محمد باقر، دروس في علم الأصول، مجمع الشهيد آية الله الصدر العلمي، الطبعة الثانية قم- إيران.

44- الصدوق، الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي، الأمالي، مؤسسة البعثة، الطبعة الأولى، قم - إيران.

45- الصدوق الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي، ثواب الأعمال وعقاب الأعمال، منشورات الشريف الرضي، الطبعة الثانية، قم - إيران.

46_الصدوق الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي، عيون أخبار الرضا (علیه السلام) ، منشورات الشريف الرضي، الطبعة الأولى، قم - إيران.

47- الصدوق الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي، كمال الدين وتمام النعمة، الطبعة الثالثة،

ص: 111

مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسین بقم المقدسة، قم - إيران.

48- الصدوق، الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بنبابوية القمي، علل الشرائع، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، الطبعة الأولى، بيروت - لبنان.

49 - الصدوق الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي، من لا يحضره الفقيه، دار الكتب الإسلامية، الطبعة الخامسة، طهران- إيران.

50 - الطريحي، الشيخ فخر الدين، مجمع البحرين، تحقيق السيد أحمد الحسيني، المكتبة المرتضوية لإحياء الآثار الجعفرية، الطبعة الأولى، طهران- إيران.

51 - الطباطبائي السيد علي، رياض المسائل في بيان أحكام الشرع بالدلائل، مؤسسة النشر الاسلامي التابعة لجماعة المدرسین بقم المقدسة، الطبعة الأولى، قم - إيران.

52 - الطباطبائي السيد محمد حسين، حاشية الكفاية، بنياد علمي وفكري علامة طباطبائي، إيران.

53 - الطباطبائي السيد محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، مؤسسة إسماعيليان، الطبعة الخامسة، قم- إيران.

54- الطبرسي أمين الإسلام أبو علي الفضل بن الحسن،

ص: 112

مجمع البيان في تفسير القرآن، منشورات مؤسسة الأعلمي،الطبعة الأولى، بيروت - لبنان.

55 - الطبري أبو جعفر محمد بن جریر، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، دار الفكر، بيروت - لبنان.

56 - الطوسي شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن، الإقتصاد الهادي إلى طريق الرشاد، منشورات مكتبةجهلستون، طهران- إيران.

57 - الطوسي شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، مكتب الإعلام الإسلامي، الطبعة الأولى، قم - إيران.

58 - الطوسي شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن، تهذيب الأحكام، دار الكتب الإسلامية، الطبعة الرابعة، طهران إيران.

59 - الطوسي شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن، الخلاف، مؤسسة النشر التابعة لجماعة المدرسین بقم المشرفة، قم- إيران.

60- الطوسي أبو جعفر محمد بن الحسن، مصباح المتهجد، مؤسسة الأعلمي، الطبعة الأولى المصحة، بيروت لبنان.

ص: 113

61- الفخر الرازي، أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي، التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب،دار إحياء التراث العربي، الطبعة الثالثة، بيروت - لبنان.

62- القرطبي أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري، الجامع الأحكام القرآن، دار إحياء التراث العربي، الطبعة الثانية، بيروت - لبنان.

63 - الكليني الرازي، أبو جعفر محمد بن يعقوب، الكافي، دار الكتب الإسلامية، الطبعة الخامسة، طهران- إيران.

64 - المامقاني الشيخ عبد الله، مرآة الكمال من رام درك مصالح الأعمال، انتشارات دليل ما، الطبعة الرابعة، قم- إيران.

65 - المجلسي، الشيخ محمد باقر، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، دار إحياء التراث العربي، الطبعة الثالثة المصحة، بيروت - لبنان.

66- المظفر الشيخ محمد رضا، أصول الفقه، مؤسسة إسماعيليان، الطبعة الرابعة، قم - إيران.

67 - المظفر الشيخ محمد رضا، عقائد الإمامية، انتشارات أنصاريان، قم - إيران.

68- مكارم الشيرازي الشيخ ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، مؤسسة البعثة، الطبعة الأولى، بيروت - لبنان.

ص: 114

69- مؤسسة إحياء آثار الإمام الخوئي ، موسوعة الإمام الخوئي، الطبعة الثالثة، قم - إيران.

70- الموسوي العاملي السيد محمد بن علي، مدارك الأحكام في شرح شرائع الإسلام، مؤسسة آل البيت (علیهم السلام) لإحياء التراث، قم- إيران.

71 - النجفي الشيخ محمد حسن، جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام، دار إحياء التراث العربي، الطبعة السابعة بيروت - لبنان.

72- التسفي أبو البركات عبد الله بن أحمد بن محمود حافظ الدين، تفسير السفي (مدارك التنزيل وحقائق التأويل)، دار الكلم الطيب، الطبعة الأولى، بيروت - لبنان.

73- الثوري الطبرسي، الميرزا حسين، مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، الطبعة الأولى، بيروت - لبنان.

74- الهاشمي الشاهرودي السيد محمود، بحوث في علم الأصول، مؤسسة دائرة معارف الفقه الإسلامي، الطبعة الثالثة، قم- إيران.

75- اليزدي السيد محمد کاظم، العروة الوثقى، الدار الإسلامية، الطبعة الأولى، بيروت - لبنان.

ص: 115

ص: 116

الفهرس

المقدمة........5

الإهداء........7

تمهيد: زيارة المشاهد تعظيم الشعائر الله ............9

الحكمة في الحث على المشي............. 14

فهرسة البحث.....16

الفصل الأول : المشي معناه وموارده الراجحة.....19

معنى المشي............21

المشي المباح والمشي الراجح.......23

المشي إلى الطاعات والأماكن المقدسة ......25

من موارد المشي الراجح......26

المشي إلى المسجد......... 27

المشي إلى المسجد لصلاة الجماعة ............27

المشي إلى صلاة الجمعة............27

المشي إلى الحج......28

المشي إلى العمرة .............29

المشي فيالجنازة ..........29

المشي إلى صلة الرحم ..........29

ص: 117

المشي في حاجة المؤمن..........30

المشي إلى زيارة المؤمنين............31

الفصل الثاني: فضل المشي إلى زيارة الحسين (علیه السلام).......33

الروايات عن أهل البيت (علیهم السلام) .......36

أفضلية المشي على الركوب .....48

الآية الكريمة ........48

أفضل الأعمال أحمزها»...........49

ترجيح روايات المشي .....52

المشي إلى زيارة سائر الأئمة (علیهم السلام).........55

الفصل الثالث: المشي حافية إلى الزيارة ........59

معنى الحفاء وموارده الراجحة .....61

المشي حافية إلى الحج...62

الدخول حافية إلى الحرم المكي ......62

الدخول حافية إلى المسجد الحرام........63

المشي حافية إلى صلاة الجمعة...........63

التحقي في اتباع الجنازة ..........63

الخروج حافية لعيادة المريض .......64

فضل الحفاء في المشاهد والأماكن المقدسة.............64

الدليل العام .............64

الدليل الخاص .....66

تعقيب..........69

الحفاء في زيارات أخرى ...........72

زيارة أمير المؤمنين (علیه السلام)............72

ص: 118

زيارة الإمام الرضا (علیه السلام).... 73

قصة لطيفة........74

الفصل الرابع: النساء وزيارة الإمام الحسين (علیه السلام) ....77

خروج النساء لزيارة القبور.......79

خروج النساء لزيارة الإمام الحسين (علیه السلام).........81

1- السيرة المستمرة المتصلة بزمن الأئمة (علیهم السلام).....81

2- بعض الروايات الواردة بالخصوص: ...........82

مشي المرأة إلى الزيارة ........86

الفصل الخامس: المشي إلى الزيارة وكيفية ترتب الثواب عليه........89

النواب على المشي باعتباره مقدمة.....91

المشي كمقدمة ومطلوب لغيره.........92

إشكالية النواب على المقدمة ....93

الجواب عن الإشكالية..........94

ختام في الشعر...101

المصادر والمراجع .........105

ص: 119

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.