خیرالدنیا و خیرالآخرة

اشارة

سرشناسه:موسوی جزایری،سید هاشم، 1340 -

عنوان و نام پديدآور:خیرالدنیا و خیرالآخرة/التالیف هاشم الناجی الموسوی الجزائری.

مشخصات نشر:قم: ناجی جزایری، 1433ق.= 1391.

مشخصات ظاهری:462 ص.: نمونه.

فروست:موسوعه آثارالاعمال و منافع الافعال؛ 32

شابک:100000 ریال: 978-964-2682-43-0

يادداشت:عربی.

موضوع:احادیث اخلاقی -- قرن 14

موضوع:*Hadiths, Ethical -- 20th century

موضوع:احادیث شیعه -- قرن 14

موضوع:Hadith (Shiites) -- Texts -- 20th century

موضوع:چهارده معصوم -- احادیث

موضوع:*Fourteen Innocents of Shiite -- Hadiths

موضوع:ثواب و عقاب اخروی

موضوع:Future punishment

رده بندی کنگره:BP248/م78خ9 1391

رده بندی دیویی:297/218

شماره کتابشناسی ملی:3124827

اطلاعات رکورد کتابشناسی:ركورد كامل

ص :1

اشارة

ص :2

مقدمة المؤلف

بسم اللّه الرحمن الرحيم

الحمد للّه ربّ العالمين و الصلاة و السّلام على سيّد الأنبياء و المرسلين محمّد و آله الطيّبين الطاهرين المعصومين .

و اللعن الدائم على أعدائهم أجمعين . من الآن الى قيام يوم الدين .

امّا بعد: فهذا هو الكتاب المسّمى ب : خير الدنيا و خير الآخرة .

ويذكر فيه الأحاديث الشريفة الّتي تتعرّض لذكر خير الدنيا و خير الآخرة (1).

ص:3


1- - الخير في الدنيا عبارة عن : البركة و الرحمة و النفع و الفضل و النماء و الأمان من الضرر و الخسران . و الخير في الآخرة عبارة عن : الأجر و الثواب و الحسنة و الرضوان و دخول الجنّة و النجاة من العقاب و الأمان من دخول النار . عن الحسين بن أعين أخي مالك بن أعين قال : سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن قول الرجل للرجل : جزاك اللّه خيراً - ما يعني به - ؟ فقال أبو عبد اللّه عليه السلام : إنّ الخير نهر في الجنّة مخرجه من الكوثر. و الكوثر مخرجه من ساق العرش عليه منازل الأوصياء و شيعتهم. على حافّتي ذلك النهر جواري نابتات. كلّما قلعت واحدة. نبتت اخرى بإسم ذلك النهر. و ذلك قول اللّه عزّ و جلّ في كتابه : فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ. فإذا قال الرجل لصاحبه : جزاك اللّه خيراً. فإنّما يعني به تلك المنازل الّتي أعدّها اللّه عزّ و جلّ لصفوته و خيرته من خلقه (معاني الأخبار ص 182 و الكافي ج 8 ص 230). في الكافي هكذا : يعني بذلك تلك. - و الجزء الثاني من هذا الكتاب سيطبع فيما بعد إن شاء اللّه تعالى تحت عنوان : شرّ الدنيا و شرّ الآخرة.

أسأل اللّه العلي القدير أن يجعل هذا السعي اليسير - والإقدام الأقل من القليل - خالصاً لكريم وجهه. و احياءاً لأمر أهل بيته عليهم السلام و اقتصاصاً لآثار هم. و مذاكرة لأحاديثهم . و تخليداً لذكرهم عليهم السلام . و ذريعةً للتمسّك بولائهم (صلوات اللّه تعالى عليهم). و البرائة من اعدائهم.

و أسأله عزّ و جلّ بحقّهم عليهم السلام أن يرزقنى البركة و الخير و الثواب و الأجر عليه .

و ينفعنى به يوم لا ينفع مال و لا بنون الاّ من أتى اللّه بقلب سليم.

و أسأله تبارك و تعالى أن يشارك في أجره و ثوابه و خيره و نفعه : والدي و والدتي و أهلي و اساتذتي و مشائخ اجازتي و من كان له حق عليّ . و من يساهم في طبع و نشر هذا التراث المنيف . و يؤيّد المؤلف في استمرار هذا الطريق الشريف .

و اعلم - أيّها العزيز - أنّه لا يدّعي مؤلّف هذا التأليف بأنه ذكر جميع الأحاديث الشريفة في الأبواب المناسبة لها. و تحت العناوين الّتي تليقها.

و يعترف - بداية - بأنه قد لم يذكر بعض تلك الأحاديث في أبوابها المناسبة لها - غفلةً و سهواً و خطاءً منه - . إذ الإنسان محلّ الخطأ و السهو و النسيان. و العصمة مخصوصة بأهلها عليهم صلوات الرحمان .

و هذا لا يكون الّا لوسع نطاق هذا الموضوع العزيز و عجز هذا المؤلف الفقير من التتبّع الكامل في هذا المجال .

العبد الفقير الى رحمة ربّه الغني

السيّد هاشم الناجى الموسوي الجزائري

ص:4

اجازة رواية للمؤلّف تفضّل بها سماحة آية اللّه العظمى السّيد عبدالأعلى الموسوي السبزواري - رضوان اللّه تعالى عليه -

ص:5

اجازة رواية للمؤلّف تفضّل بها سماحة آية اللّه العظمى الشيخ محمّد فاضل اللنكراني - رضوان اللّه تعالى عليه -

ص:6

اجازة رواية للمؤلّف تفضّل بها سماحة آية اللّه العظمى الشيخ محمّد تقي بهجت الغروي - رضوان اللّه تعالى عليه -

ص:7

اجازة رواية للمؤلّف تفضّل بها سماحة آية اللّه العظمى الميرزا هاشم الآملي - رضوان اللّه تعالى عليه -

ص:8

العنوان الأوّل: القرآن الكريم

تمهيد

1 - قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ«58» (يونس).

2 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : - فضل اللّه عزّ و جلّ - : القرآن. و العلم بتأويله.

و - رحمته - : توفيقه لموالاة محمّد و آله الطيّبين. و معاداة أعدائهم (التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام ص 15).

3 - يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً «269» (البقرة).

4 - قال ابن عبّاس : الحكمة : القرآن (1) (منية المريد ص 368).

5 - (قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله في وصف القرآن) : هو الدليل يدلّ على خير سبيل (تفسير العيّاشي رحمه الله ج 1 ص 74 و الكافي ج 2 ص 598).

6 - (قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله في وصف القرآن) : هو أوضح دليل إلى خير سبيل (أعلام الدين ص 333 و عدّة الداعي ص 286 و إرشاد القلوب ج 1 ص 32 و ص 162).

7 - (قال الإمام الباقر عليه السلام في وصف القرآن) : فإنّه أبلغ الموعظة و خير الاُمور في المعاد عاقبةً (الكافي ج 3 ص 423).

8 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ خير الحديث : كتاب اللّه عزّ و جلّ.

و خير الهدى : هدى محمّد (بحار الأنوار ج 31 ص 13).

9 - (قال الإمام الصادق عليه السلام لرجل من تلامذته تعلّم علوم القرآن منه عليه السلام ) : قد جمعت خيراً كثيراً و اوتيت فضلاً واسعاً (التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام ص 11).

ص:9


1- - قال ابن عبّاس : الحكمة : المعرفة بالقرآن. ناسخه و منسوخه و محكمه و متشابهه و مقدّمه و مؤخّره و حلاله و حرامه و أمثاله (منية المريد ص 368). (راجع : مجمع البيان ج 2 ص 659).

اتّباع القرآن

10 - (قال أمير المؤمنين عليه السلام في شأن القرآن): ففي اتّباع ما جائكم - من اللّه - الفوز العظيم وفي تركه الخطأ المبين.

قال عزّ و جلّ : فَإِمّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَ لا يَشْقى (1).

فجعل في اتّباعه كلّ خير يرجى في الدنيا و الآخرة.

فالقرآن آمر و زاجر.

حدّ فيه الحدود و سنّ فيه السنن و ضرب فيه الأمثال.

و شرع فيه الدين. إعذاراً من نفسه و حجّة على خلقه.

أخذ على ذلك ميثاقهم و ارتهنّ عليه أنفسهم ليبيّن لهم ما يأتون و ما يتّقون ليهلك من هلك عن بيّنة و يحيا من حيي عن بيّنة. و إنّ اللّه سميع عليم (تفسير العيّاشي رحمه الله ج 1 ص 18 الحديث 15).

11 - (قال أمير المؤمنين عليه السلام لجماعة من الناس) : أدعوكم إلى كتاب اللّه عزّ و جلّ و سنّة نبيّه صلى الله عليه و آله .

فإن تجيبوا إلى ذلك. فللرشد أصبتم. و للخير وفّقتم.

و إن تأبوا لم تزدادوا من اللّه إلّابُعداً (مناقب آل أبي طالب عليهم السلام ج 3 ص 309).

ص:10


1- - طه: 123.

تعليم و تعلّم القرآن

12 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خيركم من تعلّم القرآن و علّمه (عوالي اللئالي ج 1 ص 99 و مستدرك الوسائل ج 4 ص 235).

13 - (جاء رجل عند أمير المؤمنين عليه السلام و كان معه ابن له) :

فقال أمير المؤمنين عليه السلام له : من هذا الغلام معك ؟

قال : هذا ابني.

قال عليه السلام : ما اسمه ؟

قال : همّام.

و قد رويته الشعر - يا أمير المؤمنين - وكلام العرب.

و يوشك أن يكون شاعراً مجيداً.

فقال عليه السلام : لو أقرأته القرآن فهو خير له (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 20 ص 96).

ص:11

تلاوة القرآن

14 - عن زميلة : إنّ عليّاً عليه السلام مرّ برجل يخيط و هو يغنّي.

فقال عليه السلام له : - يا شابّ - لو قرأت القرآن لكان خيراً لك.

فقال : إنّي لا أحسنه. و لوددت أنّي أحسن منه شيئاً.

فقال عليه السلام : ادن منّي.

فدنا منه. فتكلّم عليه السلام في اذنه بشيء خفيّ. ف صوّر اللّه القرآن كلّه في قلبه.

يحفظه كلّه (الخرائج ج 1 ص 174).

15 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : حملة القرآن هم المحفوفون برحمةاللّه الملبوسون بنوراللّه تعالى.

- يا حملة القرآن - تحبّبوا إلى اللّه بتوقير كتابه يزدكم حبّاً. و يحبّبكم إلى خلقه.

يدفع عن مستمع القرآن شرّ الدنيا و الآخرة.

و يدفع عن تالي القرآن بلوى الآخرة.

ولمستمع آية من كتاب اللّه خير من ثبير (1) ذهب.

و لتالي آية من كتاب اللّه خير من تحت العرش إلى تخوم الأرض السفلى (2) (جامع الأخبار ص 115 الفصل 21).

ص:12


1- - الثبير : اسم جبل عظيم باليمن (جامع الأخبار ص 116).
2- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأبي ذرّ رحمه الله : عليك بتلاوة القرآن. و ذكر اللّه (كثيراً) فإنّه ذكر لك في السماء. و نور لك في الأرض (الخصال ص 525 و معاني الأخبار ص 334 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 68 و مكارم الأخلاق ج 2 ص 384 و عوالي اللئالي ج 1 ص 90 و أعلام الدين ص 606 و إرشاد القلوب ج 1 ص 276 و الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 539 المجلس 19). ما بين القوسين ذكر في الخصال و معاني الأخبار و تنبيه الخواطر و لم يذكر في باقي المصادر.

16 - قال الإمام الصادق عليه السلام : ينبغي لمن يقرء القرآن إذا مرّ بآية من القرآن فيها مسألة أو تخويف. أن يسأل اللّه عند ذلك خير ما يرجو.

و يسأله العافية من النار و من العذاب (الكافي ج 3 ص 301).

(راجع : تهذيب الأحكام ج 2 ص 310).

تلاوة القرآن في البيت

17 - قال الإمام الرضا عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إجعلوا لبيوتكم نصيباً من القرآن.

فإنّ البيت إذا قرء فيه القرآن يسر على أهله و كثر خيره .

و كان سكّانه في زيادة .

و إذا لم يقرء فيه القرآن ضيق على أهله و قلّ خيره .

و كان سكّانه في نقصان (عدّة الداعي ص 287 و صحيفة الإمام الرضا عليه السلام ص 91).

18 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ البيت إذا كثر فيه تلاوة القرآن كثر خيره واتّسع (1) أهله.

وأضاء لأهل السماء كما تضيء نجوم السماء لأهل الدنيا (2) (الكافي ج 2 ص 610 و عدّة الداعي ص 286).

ص:13


1- - في عدّة الداعي : امتع.
2- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : نوّروا بيوتكم بتلاوة القرآن (الكافي ج 2 ص 610 و عدّة الداعي ص 286). قال الإمام الصادق عليه السلام : إنّ البيوت الّتي يصلّى فيها بالليل بتلاوة القرآن تضيء لأهل السماء كما تضيء نجوم السماء لأهل الأرض (تهذيب الأحكام ج 2 ص 131 و من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 299 و أعلام الدين ص 262 و ثواب الأعمال ص 66 و روضة الواعظين ج 2 ص 142).

ختم القرآن

19 - عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : قيل : - يا رسول اللّه - أيّ الرجال خير ؟

قال صلى الله عليه و آله : الحال المرتحل.

قيل : - يا رسول اللّه - و ما الحال المرتحل ؟

قال صلى الله عليه و آله : الفاتح الخاتم الّذي يفتح القرآن و يختمه . فله عند اللّه دعوة مستجابة (1)(ثواب الأعمال ص 127 و بحار الأنوار ج 89 ص 205 و وسائل الشيعة ج 6 ص 189) .

20 - قال الإمام السجّاد عليه السلام : من قرء آية من كتاب اللّه عزّ و جلّ في صلاته قائماً يكتب له بكلّ حرف مأة حسنة.

فإذا قرأها في غير صلاة كتب اللّه له بكلّ حرف عشر حسنات.

و إن استمع القرآن كتب اللّه له بكلّ حرف حسنة.

و إن ختم القرآن ليلاً صلّت عليه الملائكة حتّى يصبح.

و إن ختمه نهاراً صلّت عليه الحفظة حتّى يمسي. و كانت له دعوة مجابة.

و كان خيراً له ممّا بين السماء إلى الأرض (الكافي ج 2 ص 611 و عدّة الداعي ص 287).

ص:14


1- - راجع : كتاب خير الناس و شرّ الناس ص 44 تأليف سماحة العلّامة حجّة الإسلام و المسلمين السيّد محسن الموسوي الكاشاني دام عزّه العالي.

تفسير القرآن أخذ علم تفسير القرآن من أهل البيت عليهم السلام

تفسير القرآن أخذ علم تفسير القرآن من أهل البيت عليهم السلام(1)

21 - عن حمّاد بن عيسى عن منصور عن عبد المؤمن الأنصاري عن سالم الأشل - و كان إذا قدم المدينة لا يرجع حتّى يلقى أبا جعفر عليه السلام - .

قال : فخرج إلى الكوفة. قلنا : - يا سالم - ما جئت به ؟

قال : جئتكم بخير الدنيا و الآخرة.

سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن قول اللّه عزّ و جلّ : ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (2).

قال عليه السلام : السابق بالخيرات هو الإمام عليه السلام (بصائر الدرجات ص 69 الباب 21).

22 - قال الإمام الباقر عليه السلام : إنّ من علم ما اوتينا : تفسير القرآن و أحكامه .

و علم تغيير الزمان و حدثانه.

إذا أراد اللّه بقوم خيراً أسمعهم ... (الكافي ج 1 ص 229 و بصائر الدرجات ص 258 باب: أنّ الأئمّة عليهم السلام اعطوا تفسير القرآن الكريم و التأويل).

ص:15


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ اللّه عزّ و جلّ أنزل - عليّ - القرآن. و هو الّذي من خالفه. ضلّ. و من ابتغى علمه عند غير عليّ عليه السلام هلك (الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله ص 121 المجلس 15).
2- - الفاطر : 32.

السور القرآنيّة

1 - سورة الحمد

23 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إنّ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ آية من فاتحة الكتاب.

و هي سبع آيات. تمامها ب بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول : إنّ اللّه عزّ و جلّ قال لي : - يا محمّد - وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ.

فأفرد الامتنان عليّ بفاتحة الكتاب. و جعلها بإزاء القرآن العظيم.

و إنّ فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز العرش. و إنّ اللّه عزّ و جلّ خصّ محمّداً و شرّفه بها. و لم يشرك معه فيها أحداً من أنبيائه - ما خلا سليمان - فإنّه أعطاه منها :

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

(ألا تراه) (1)يحكي عن بلقيس حين قالت : إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

ألا فمن قرأها معتقداً لموالات محمد و آله الطيّبين. منقاداً لأمرهما. مؤمناً بظاهرهما و باطنهما. أعطاه اللّه عزّ و جلّ بكلّ حرف منها حسنة - كلّ واحدة منها أفضل له من الدنيا بما فيها من أصناف أموالها و خيراتها - .

و من استمع (إلى) (2) قارىء يقرئها كان له (3)قدر ثلث ما للقارىء.

فليستكثر أحدكم من هذا الخير المعرض لكم. فإنّه غنيمة. لا يذهبنّ أوانه. فتبقى في قلوبكم الحسرة (4) (التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام ص 29 و الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله ص 241 و عيون الأخبار ج 1 ص 270).

ص:16


1- - ما بين القوسين لم يذكر في العيون .
2- - ما بين القوسين لم يذكر في التفسير.
3- - في العيون هكذا : كان له بقدر ما للقارىء.
4- - في العيون هكذا : فتبقى قلوبكم في الحسرة.

24 - (قال الإمام الرضا عليه السلام ) : ليس شيء من (1) القرآن و الكلام جُمع فيه من جوامع الخير و الحكمة ما جمع في سورة الحمد... (من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 203 و عيون الأخبار ج 2 ص 114 و علل الشرائع ج 1 ص 346 الباب 182).

25 - (قال الإمام الرضا عليه السلام في فضل سورة الحمد) : فقد اجتمع فيه من جوامع الخير و الحكمة من (2) أمر الآخرة و الدنيا ما لا يجمعه شيء من الأشياء (من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 204 و عيون الأخبار ج 2 الباب 34 الحديث 1 ص 114 و علل الشرائع ج 1 ص 347 الباب 182).

26 - (قال الإمام الرضا عليه السلام في فضل سورة الحمد) : إنّ قوله عزّ و جلّ : الحمد للّه.

إنّما هو أداء لما أوجب اللّه عزّ و جلّ على خلقه من الشكر.

و شكر لما وفّق عبده (3) من الخير (من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 203 و علل الشرائع ج 1 ص 346 و عيون الأخبار ج 2 ص 114).

27 - (قال الإمام الصادق عليه السلام في فضل سورة الحمد) : من قرأها فتح اللّه عليه خير الدنيا و الآخرة (مستدرك الوسائل ج 4 ص 330).

28 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من أتى منزله فقرء : الحمد. و قل هو اللّه أحد.

نفى اللّه عنه الفقر.

و كثر خير بيته حتّى يفيض على جيرانه (بحار الأنوار ج 89 ص 356).

ص:17


1- - في العيون : في.
2- - في العيون و العلل : في.
3- - في العلل و العيون هكذا : عبده للخير.

19 - سورة مريم عليها السلام

29- (قال الإمام الصادق عليه السلام في فضل سورة مريم عليها السلام ) : من كتبها و جعلها في منزله كثر خيره و رزقه (الأمان للسيّد ابن طاوس - عليه الرحمة - ص 89 الباب 6.

21 سورة الأنبياء عليهم السلام

30- قال الإمام عليّ بن الحسين عليهما السلام لبعض أصحابه : قل - في طلب الولد - :

ربّ لا تذرني فرداً و أنت خير الوارثين (1).

و اجعل لي من لدنك وليّاً يرثني في حياتي و يستغفر لي بعد موتي.

و اجعله لي خلقاً سويّاً و لا تجعل للشيطان فيه نصيباً (2).

اللهمّ إنّي أستغفرك و أتوب إليك إنّك أنت الغفور الرحيم - سبعين مرّةً - .

فإنّه من أكثر من هذا القول (3)رزقه اللّه تعالى ما تمنّى من مال و ولد.

و من خير الدنيا و الآخرة.

فإنّه عزّ و جلّ يقول : استغفروا ربّكم إنّه كان غفّاراً يرسل السماء عليكم مدراراً و يمددكم بأموال و بنين و يجعل لكم جنّات و يجعل لكم أنهاراً (4) ( من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 304 و عوالي اللئالي ج 3 ص 308 و مكارم الأخلاق ج 2 ص 481).

(راجع : المصباح للشيخ الكفعمي رحمه الله ص 217 الفصل 19).

ص:18


1- - الأنبياء: 89 .
2- - في مكارم الأخلاق هكذا : و اجعله خلقاً سويّاً و لا تجعل للشيطان فيه شركاً و لا نصيباً.
3- - في مكارم الأخلاق هكذا : من هذا الدعاء رزقه اللّه ما يتمنّى .
4- - نوح : 10 - 11 - 12.

23 - سورة المؤمنون

31 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السلام : - يا عليّ - إذا نزلت منزلاً فقل : ربّ أنزلني منزلاً مباركاً و أنت خير المنزلين (1)(مكارم الأخلاق ج 1 ص 552).

32 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السلام : - يا عليّ - إذا نزلت منزلاً فقل : اللّهمّ أنزلني منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين.

ترزق خيره و يدفع عنك شرّه (من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 195).

30 - سورة الروم

33 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : من قال حين يمسي ثلاث مرّات :

فَسُبْحانَ اللّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَ حِينَ تُصْبِحُونَ وَ لَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَ الأَرْضِ وَ عَشِيّاً وَ حِينَ تُظْهِرُونَ (2).

لم يفته خير يكون في تلك الليلة و صرف عنه جميع شرّها.

و من قال مثل ذلك حين يصبح لم يفته خير يكون في ذلك اليوم.

و صرف عنه جميع شرّه (الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 674 المجلس 85 و ثواب الأعمال ص 199 و روضة الواعظين ج 2 ص 159).

34 - سورة سبأ

35 - سورة فاطر

34 - (قال الإمام الصادق عليه السلام في فضل سورة سبأ و فاطر) : من قرأهما في ليله لم يزل في ليلته في حفظ اللّه و كلائته. فإن قرأهما في نهاره لم يصبه في نهاره مكروه.

و اعطي من خير الدنيا و خير الآخرة ما لم يخطر على قلبه و لم يبلغه مناه (ثواب الأعمال ص 137 - 138). و (راجع : أعلام الدين ص 373).

ص:19


1- - المؤمنون : 29.
2- - الروم : 17 - 18 .

35 - قال الإمام الصادق عليه السلام : من قرء في ليلة الحمدين (1) جميعاً لم يزل في حفظ اللّه و كلائته . ومن قرأهما في نهاره لم يصبه فيه مكروه.

و اعطي من خير الدارين ما لم يخطر على قلبه و لم يبلغه مناه (المصباح للشيخ الكفعمي - عليه الرحمة - ص 588 الفصل 39).

36 - سورة يس صلى الله عليه و آله

36- قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : سورة يس تدعى في التوراة : المعمة.

قيل : و ما المعمع ؟

قال صلى الله عليه و آله : تعمّ صاحبها خير الدنيا و الآخرة.

و تكابد عنه بلوى الدنيا و تدفع عنه أهاويل الآخرة (مستدرك الوسائل ج 4 ص 322).

37 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : سورة يس تدعى في التوراة : المعمة. تعمّ صاحبها بخير الدنيا و الآخرة. و تكابد عنه بلوى الدنيا و الآخرة.

و تدفع عنه أهاويل الآخرة (بحار الأنوار ج 89 ص 291).

38 - (قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله في شأن سورة يس) : إنّها تدعى في التوراة المعمة.

أي : تعمّ صاحبها خير الدارين.

و تدفع عنه بلوى الدنيا و عذاب الآخرة (المصباح للشيخ الكفعمي - عليه الرحمة - ص 589 الفصل 39).

ص:20


1- - أي : حمد سبأ. و حمد فاطر.

39 - قال الإمام الصادق عليه السلام : إنّ لكلّ شيء قلباً. و إنّ قلب القرآن يس.

و من قرئها - قبل أن ينام أو في نهاره قبل أن يمشي - كان في نهاره من المحفوظين و المرزوقين حتّى يمسي.

و من قرئها في ليله - قبل أن ينام - وكّل اللّه به ألف ملك يحفظونه من شرّ كلّ شيطان رجيم. و من كلّ آفة.

و إن مات في يومه أدخله اللّه الجنّة.

و حضر غسله ثلاثون ألف ملك كلّهم يستغفرون له و يشيّعونه إلى قبره بالإستغفار له

فإذا دخل في لحده كانوا في جوف قبره يعبدون اللّه و ثواب عبادتهم له.

و فسّح له في قبره مدّ بصره و أومن من ضغطة القبر.

و لم يزل له في قبره نور ساطع إلى عنان السماء إلى أن يخرجه اللّه من قبره.

فإذا أخرجه لم تزل ملائكة اللّه يشيّعونه و يحدّثونه و يضحكون في وجهه و يبشّرونه بكلّ خير حتّى يجوّزونه على الصراط و الميزان.

يوقفونه من اللّه موقفاً لا يكون عند اللّه خلقاً أقرب منه إلّاملائكة اللّه المقرّبون وأنبياؤه المرسلون.

و هو مع النبيّين واقف بين يدي اللّه. لا يحزن مع من يحزن. و لا يهمّ مع من يهمّ.

و لا يجزع مع من يجزع ... (ثوب الأعمال ص 138 و أعلام الدين ص 373 و جامع الأخبار ص 127 الفصل 22).

ص:21

38 - سورة ص

40 - قال الإمام الباقر عليه السلام : من قرء سورة ص في ليلة الجمعة اعطي من خير الدنيا و الآخرة ما لم يعط أحد من الناس إلّانبيّ مرسل أو ملك مقرّب.

و أدخله اللّه الجنّة و كلّ من أحبّ من أهل بيته حتّى خادمه الّذي يخدمه .

و إن لم يكن في حدّ عياله و لا في حدّ من يشفع فيه (ثواب الأعمال ص 139).

(راجع : أعلام الدين ص 375 و المصباح للشيخ الكفعمي - عليه الرحمة - ص 590 الفصل 39 و وسائل الشيعة ج 7 ص 412).

40 - المؤمن

41 - قال الإمام الباقر عليه السلام : من قرء حم المؤمن في كلّ ليلة غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر .

و ألزمه كلمة التقوى.

و جعل الآخرة خيراً له (من الدنيا) (1) (ثواب الأعمال ص 140 و أعلام الدين ص 375).

47 - سورة محمّد صلى الله عليه و آله

42- (قال الإمام الصادق عليه السلام في فضل سورة محمّد صلى الله عليه و آله ) : من كتبها و حملها في وقت محاربة أو قتال - فيه خوف - أمن ذلك.

و فتح عليه باب كلّ خير (الأمان للسيّد ابن طاووس رحمه الله ص 89 باب 6).

ص:22


1- - ما بين القوسين لم يذكر في أعلام الدين.

52 - سورة الطور

43 - عن أبي عبد اللّه عليه السلام و أبي جعفر عليه السلام قالا : من قرء سورة و الطور. جمع اللّه له خير الدنيا و الآخرة (ثواب الأعمال ص 143).

(راجع : أعلام الدين ص 377 و مكارم الأخلاق ج 2 ص 185 و الفقه المنسوب إلى الإمام الرضا عليه السلام ص 342 الباب 91).

44 - (قال الإمام الصادق عليه السلام في فضل سورة الطور) : من قرأها جمع له خير الدارين (المصباح للشيخ الكفعمي رحمه الله ص 592 الفصل 39).

80 - سورة عبس

45 - (قال الإمام الصادق عليه السلام في فضل سورة عبس) : من كتبها في رقّ بياض و جعلها معه حيث ما توجّه لم ير في طريقه إلّاخيراً.

و كفي غائلة طريقه تلك بإذن اللّه تعالى (الأمان ص 90 الباب 6).

88 - سورة الغاشية

46 - قال الإمام الصادق عليه السلام : من أدمن قرائة - هل أتاك حديث الغاشية - في فريضة أو نافلة. غشّاه اللّه برحمته في الدنيا و الآخرة.

و آتاه الأمن يوم القيامة من عذاب النار (ثواب الأعمال ص 150).

47 - (قال الإمام الصادق عليه السلام في فضل سورة الغاشية) : من أدمن قرائتها في فرائضه و نوافله غشّاه اللّه برحمته في الدارين.

و أعطاه الأمن في القيامة من عذابه (المصباح للشيخ الكفعمي - عليه الرحمة - ص 598 الفصل 39).

ص:23

97 - سورة القدر

48 - عن إسماعيل بن سهل قال كتبت إلى أبي جعفر الثاني عليه السلام : علّمني شيئاً إذا أنا قلته كنت معكم في الدنيا و الآخرة.

قال : فكتب عليه السلام بخطه أعرفه : أكثر من قرائة إنّا أنزلناه.

و رطّب شفتيك بالإستغفار (ثواب الأعمال ص 197).

(راجع : الدعوات ص 49).

110 - سورة النصر

49 - قال الإمام الصادق عليه السلام : من قرء إذا جاء نصر اللّه و الفتح - في نافلة أو فريضة - نصره اللّه على جميع أعدائه.

و جاء يوم القيامة و معه كتاب ينطق. قد أخرجه اللّه من جوف قبره فيه أمان من جسر جهنّم و من النار و من زفير جهنّم. فلا يمرّ على شيء يوم القيامة إلّابشّره و أخبره بكلّ خير حتّى يدخل الجنّة.

و يفتح له في الدنيا من أسباب الخير ما لم يتمنّ و لم يخطر على قلبه (ثواب الأعمال ص 155 و أعلام الدين ص 385).

112 - سورة التوحيد - قل هو اللّه أحد

50 - (قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله في شأن سورة التوحيد) : اعلموا أنّ خير الدنيا و الآخرة بقرائتها. و لا يتعاهد قرائتها إلّاالسعداء.

و لا يأبى قرائتها إلّاالأشقياء (المجتنى من الدعاء المجتبى ص 92).

ص:24

51 - قال الإمام الصادق عليه السلام : من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر فلا يدع أن يقرء في دبر الفريضة بقل هو اللّه أحد. فإنّه من قرأها جمع اللّه له خير الدنيا و الآخرة.

و غفر له و لوالديه و ما ولدا (الكافي ج 2 ص 622 و ثواب الأعمال ص 156 و أعلام الدين ص 386 و جامع الأخبار ص 123 و الدعوات ص 216).

(راجع : عدّة الداعي ص 298 و فلاح السائل ص 166 الفصل 19).

52 - (قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله في شأن سورة التوحيد) : من تعاهد قرائتها بعد كلّ صلاة تناثر البرّ من السماء على مفرق رأسه.

و نزلت عليه السكينة لها دوي حول العرش حتّى ينظر اللّه عزّ و جلّ إلى قارئها فيغفر اللّه له مغفرة لا يعذّبه بعدها.

ثمّ لا يسأل اللّه شيئاً إلّاأعطاه اللّه إيّاه. و يجعله في كلائه.

و له من يوم يقرؤها إلى يوم القيامة خير الدنيا و الآخرة.

و يصيب الفوز و المنزلة و الرفعة. و يوسّع عليه في الرزق. و يمدّ له في العمر و يكفي من اموره كلّها. و لا يذوق سكرات الموت. و ينجو من عذاب القبر (المجتنى من الدعاء المجتبى ص 89 - 90).

53 - عن إبراهيم بن مهزم عن رجل سمع أبا الحسن عليه السلام يقول : من قدّم قل هو اللّه بينه و بين جبّار. منعه اللّه منه بقرائته بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله.

فإذا فعل ذلك رزقه اللّه خيره و منعه شرّه (ثواب الأعمال ص 157 و جامع الأخبار ص 124 الفصل 22).

(راجع : الكافي ج 2 ص 621 و عوالي اللئالي ج 4 ص 24).

ص:25

54 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من أتى منزله فقرء : الحمد. و قل هو اللّه أحد.

نفى اللّه عنه الفقر. و كثر خير بيته حتّى يفيض على جيرانه (بحار الأنوار ج 89 ص 356).

55 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من قرء : قل هو اللّه أحد.

نظر اللّه إليه ألف نظرة بالآية الاُولى.

و بالآية الثانية استجاب اللّه له ألف دعوة.

و بالآية الثالثة أعطاه اللّه ألف مسألة.

و بالآية الرابعة قضى له ألف حاجة.

كلّ حاجة خير من الدنيا و الآخرة (1)(جامع الأخبار ص 123 الفصل 22).

ص:26


1- - (جاء في الحديث في شأن سورة التوحيد) : من أدمن قرائتها في فرائضه و نوافله غشّاه اللّه برحمته في الدارين. و أعطاه الأمن في القيامة من عذابه (المصباح للشيخ الكفعمي رحمه الله ص 450 الباب 39).

العنوان الثاني: أهل البيت صلوات اللّه تعالى عليهم

تمهيد

56 - بَقِيَّتُ اللّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِن كُنتُم مُؤْمِنِينَ... «86» (هود)

57 - قال الإمام الباقر عليه السلام : نحن - و اللّه - بقيّة اللّه في أرضه (1) (الأمان ص 73 الباب 4 و دلائل الإمامة ص 141).

58 - قال الإمام الصادق عليه السلام : نحن أصل كلّ خير (الكافي ج 8 ص 242 و تأويل الآيات ص 20).

59 - قال الإمام الصادق عليه السلام : نحن أصل الخير (بصائر الدرجات ص 694 الباب 21).

60 - (من جملة ماجاء في الزيارة الجامعة لأهل البيت عليهم السلام ) : كلامكم نور. و أمركم رشد.

و وصيّتكم التقوى. و فعلكم الخير. و عادتكم الإحسان. و سجيّتكم الكرم.

وشأنكم الحقّ والصدق والرفق. و قولكم حكم و حتم. و رأيكم علم و حلم و حزم.

إن ذكر الخير كنتم أوّله و أصله و فرعه و معدنه و مأواه ومنتهاه (عيون الأخبار ج 2 ص 306 و من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 374 و تهذيب الأحكام ج 6 ص 113).

ص:27


1- - عن عبد اللّه بن إبراهيم الجعفري قال : سمعت إسحاق بن جعفر يقول : سمعت أبي عليه السلام يقول :الأوصياء إذا حملت بهم امّهاتهم أصابها فترة شبه الغشية. فأقامت في ذلك يومها ذلك إن كان نهاراً. أو ليلتها إن كان ليلاً. ثمّ ترى في منامها رجلاً يبشّرها بغلام عليم حليم. فتفرح لذلك. ثمّ تنتبه من نومها. فتسمع من جانبها الأيمن في جانب البيت صوتاً يقول : حملت بخير. و تصيرين إلى خير و جئت بخير. أبشري بغلام حليم عليم... (الكافي ج 1 ص 388).

رسول اللّه صلى الله عليه و آله

61- قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ اللّه تعالى جعل الناس نصفين. فكنت في النصف الخير.

ثمّ قسّم النصف الخير ثلاثة. فكنت في ثلث الخير (قرب الإسناد ص 111و بحار الانوار ج 12 ص 320).

62 - قال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة : ... أشهد أنّ محمّداً عبد اللّه و سيّد عباده. خيرٌ من أهلّ أوّلاً. و خير من أهلّ آخراً.

فكلّما نسج اللّه الخلق فريقين جعله في خير الفريقين (بحار الأنوار ج 53 ص 78).

63 - قال الإمام الباقر عليه السلام : يوكّل اللّه تعالى بأنبيائه ملائكة يحصون أعمالهم و يؤدّون إليهم تبليغهم الرسالة.

و وكّل بمحمّد صلى الله عليه و آله ملكاً عظيماً منذ فصل عن الرضاع يرشده إلى الخيرات و مكارم الأخلاق.

و يصدّه عن الشرّ و مساوي الأخلاق (بحار الأنوار ج 15 ص 362 و شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 13 ص 207).

64 - قال الإمام الصادق عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ لكم في حياتي خيراً.

و في مماتي خيراً .

قال عليه السلام : فقيل : - يا رسول اللّه - أمّا حياتك فقد علمنا. فما لنا في وفاتك ؟

فقال صلى الله عليه و آله : أمّا في حياتي فإنّ اللّه عزّ و جلّ قال : و ما كان اللّه ليعذّبهم و أنت فيهم.

وأمّا في مماتي. فتعرض عليّ أعمالكم. فأستغفر لكم (1) (الكافي ج 8 ص 254).

ص:28


1- - في حديث آخر هكذا : فما كان من حسن استزدت اللّه لكم. و ما كان من قبيح استغفرت اللّه لكم (الفقيه ج 1 ص 121).

65 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : حياتي خير لكم. و مماتي خير لكم.

أمّا حياتي. فتحدّثوني و أحدّثكم.

و أمّا موتي. فتعرض عليّ أعمالكم - عشيّة الإثنين و الخميس - فما كان من عمل صالح حمدت اللّه عليه.

و ما كان من عمل سيّىء استغفرت اللّه لكم (معاني الأخبار ص 410).

(راجع : بصائر الدرجات ص 579.

66 - قال الإمام الباقر عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : - و هو في نفر من أصحابه - إنّ مقامي بين أظهركم خير لكم. و إنّ مفارقتي إيّاكم خير لكم.

فقام إليه جابر بن عبد اللّه الأنصاري فقال - يا رسول اللّه - أمّا مقامك بين أظهرنا خير لنا فقد عرفنا. فكيف يكون مفارقتك إيّانا خيراً لنا (1) ؟

فقال صلى الله عليه و آله : أمّا مقامي بين أظهركم خير لكم، لأنّ اللّه عزّ و جلّ يقول : وَ ما كانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ وَ ما كانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ.

(يعني : يعذّبهم بالسيف (2)) (3).

و أمّا مفارقتي إيّاكم فهو خير لكم. لأنّ أعمالكم تعرض عليّ - كلّ إثنين و خميس - فما كان من حسن حمدت اللّه تعالى عليه. و ما كان من سيّىء استغفرت اللّه لكم (تفسير العيّاشي رحمه الله ج 2 ص 192 و الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 408 و بصائر الدرجات ص 579) (راجع : تفسير القمّي رحمه الله ج 1 ص 304 و سعد السعود ص 170).

ص:29


1- - تفسير العيّاشي رحمه الله ج 2 ص 192.
2- - لعلّ المعنى : أ نّه عزّ و جلّ لا يعذّبهم بعذاب الاستئصال ما دمت فيهم. بل يعذّبهم بالسيف (من بيان العلّامة المجلسي رحمه الله في بحار الأنوار ج 23 ص 338).
3- - ما بين القوسين لم يذكر في تفسير القمّي رحمه الله و سعد السعود .

67 - قال الإمام الصادق عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : حياتي خير لكم.

و مماتي خير لكم.

فأمّا حياتي. فإنّ اللّه هداكم بي من الضلالة. و أنقذكم من شفا حفرة من النار.

و أمّا مماتي. فإنّ أعمالكم تعرض عليّ. فما كان من حسن استزدت اللّه لكم.

و ما كان من قبيح. استغفرت اللّه لكم.

فقال له رجل من المنافقين : و كيف ذاك يا رسول اللّه و قد رممت ؟ يعني : صرت رميماً.

فقال له رسول اللّه صلى الله عليه و آله : كلّا إنّ اللّه تعالى حرّم لحومنا على الأرض . فلا يطعم منها شيئاً (بصائر الدرجات ص 578 الباب 13).

68 - عن أبي سعيد الخدري : أنّ عمّار بن ياسر قال لرسول اللّه صلى الله عليه و آله : وددت أنّك عمّرت فينا عمر نوح عليه السلام .

فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : - يا عمّار - حياتي خير لكم.

و وفاتي ليس ب شرّ لكم.

أمّا في حياتي. فتحدّثون و أستغفر اللّه لكم.

و أمّا بعد وفاتي. فاتّقوا اللّه و أحسنوا الصلاة عليّ و على أهل بيتي.

و إنّكم تعرضون عليّ بأسمائكم و أسماء آبائكم. و أنسابكم و قبائلكم.

فإن يكن خيراً. حمدت اللّه.

و إن يكن سوى ذلك (1). استغفرت اللّه لذنوبكم.

فقال المنافقون و الشكّاك و الّذين في قلوبهم مرض : يزعم أنّ الأعمال تعرض عليه بعد وفاته بأسماء الرجال و أسماء آبائهم و أنسابهم إلى قبائلهم . إنّ هذا لهو الإفك.

ص:30


1- - في محاسبة النفس هكذا : و إن يكن سوءً استغفر (نقلاً عن هامش سعد السعود).

فأنزل اللّه تعالى : قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ.

فقيل له صلى الله عليه و آله : و مَن المؤمنون ؟

قال صلى الله عليه و آله : هم آل محمّد الأئمّة (سعد السعود ص 197).

69 - عن يعقوب بن شعيب قال : سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن قول اللّه عزّ و جلّ :

قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ (1).

قال عليه السلام : هم الأئمّة عليهم السلام (2)(الكافي ج 1 ص 219 تفسير العيّاشي رحمه الله ج 2 ص 259 و بصائر الدرجات ص 557 و 559).

70 - (من جملة ما جاء في فقرات زيارة رسول اللّه صلى الله عليه و آله ) : السلام عليك يا فاتح الخير (بحار الأنوار ج 97 ص 183).

71 - (من جملة ما جاء في فقرات بعض الدعوات) : اللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد إمام الخير و قائد الخير و الداعي إلى الخير (العدد القويّة ص 216).

72 - (من جملة ما جاء في فقرات بعض الدعوات) : اللّهمّ ف صلّ على محمّد أمينك على وحيك. و نجيبك من خلقك. و صفيّك من عبادك. إمام الرحمة. و قائد الخير. و مفتاح البركة (الصحيفة السجّادية على منشئها آلاف السلام و التحيّة الدعاء رقم 2 و شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 6 ص 186).

ص:31


1- - المؤمنون - هاهنا - : الأئمّة الطاهرون صلوات اللّه عليهم (تفسير القمّي رحمه الله ج 1 ص 332).
2- - قال عليه السلام : هم الأئمّة من آل محمّد عليهم السلام (تأويل الآيات ص 207). روى أصحابنا : إنّ أعمال الاُمّة تعرض على النبيّ صلى الله عليه و آله كلّ إثنين و خميس. فيعرفها. و كذلك تعرض على أئمّة الهدى : فيعرفونها. و هم المعنيّون بقوله عزّ و جلّ : و المؤمنون (مجمع البيان ج 5 ص 104 و تأويل الآيات ج 1 ص 208).

أمير المؤمنين عليه السلام

73- قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السلام : أتدري ما ذا سمعت في الملأ الأعلى فيك ليلة اسري بي - يا عليّ - ؟

سمعتهم يقسمون على اللّه تعالى بك. و يستقضونه حوائجهم. و يتقرّبون إلى اللّه تعالى بمحبّتك.

و يجعلون أشرف ما يعبدون اللّه تعالى به : الصلاة عليّ و عليك.

و سمعت خطيبهم - في أعظم محافلهم - و هو يقول : عليّ الحاوي لأصناف الخيرات المشتمل على أنواع المكرمات.

الّذي قد اجتمعت فيه من خصال الخير ما قد تفرّق في غيره من البريّات.

عليه من اللّه تعالى الصلوات و البركات و التحيّات.

و سمعت الأملاك بحضرته و الأملاك في سائر السماوات. و الحُجُب و العرش و الكرسي و الجنّة و النار يقولون بأجمعهم - عند فراغ الخطيب من قوله - : آمين.

اللّهمّ و طهّرنا بالصلاة عليه و على آله الطيبين (التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام ص 87).

74 - (قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله في شأن أمير المؤمنين عليه السلام ) : إنّ عليّاً اعطي خصالاً من الخير لم يعطها أحد قبله. و لا يعطاها أحد بعده (الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 607 المجلس 28).

75 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السلام : بك يتمّم اللّه الخيرات (التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام ص 107).

76 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : أنا حيّ على خير العمل (الفضائل لإبن شاذان رحمه الله ص 215)

ص:32

77 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : أنا خيرة الرحمن (الفضائل لإبن شاذان رحمه الله ص 206).

78 - قال الإمام الصادق عليه السلام : الخير : أمير المؤمنين عليه السلام (تفسير القمّي رحمه الله ج 2 ص 399).

79 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : أنا قائد المؤمنين إلى الخيرات و الغفران إلى ربّي عزّ و جلّ (الفضائل ص 215).

80 - (من جملة ما جاء في فقرات زيارة قبر أمير المؤمنين عليه السلام ) : السلام عليك يا معدن الكرم. و موضع الحكم. و قائد الاُمم إلى الخيرات و النعم.

السلام عليك أيّها الإمام التقي و العدل الوفي.

و الوصي الرضي و الولي الزكي (بحار الأنوار ج 97 ص 348).

ص:33

الإمام المهدي عليه السلام

81- (قال الإمام الباقر عليه السلام : في شأن الإمام المهديّ عليه السلام و عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف) : ... فإذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة...

فأوّل ما ينطق به هذه الآية : بَقِيَّتُ اللّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِن كُنتُم مُؤْمِنِينَ.

ثمّ يقول عليه السلام : أنا بقيّة اللّه و خليفته و حجّته عليكم.

فلا يسلّم عليه مسلّم إلّاقال : السلام عليك يا بقيّة اللّه في أرضه (1) (أعلام الورى ج 2 ص 229).

ص:34


1- - عن عمر بن زاهر عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال : سأله رجل عن القائم عليه السلام يسلّم عليه بإمرةالمؤمنين ؟ قال عليه السلام : لا. ذاك اسم سمّى اللّه عزّ و جلّ به أمير المؤمنين عليه السلام . لم يسمّ به أحد قبله. و لا يتسمّى به بعده إلّاكافر. قلت : - جعلت فداك - كيف يسلّم عليه ؟ قال عليه السلام : يقولون : السلام عليك يا بقيّة اللّه. ثمّ قرء عليه السلام : بقيّة اللّه خير لكم إن كنتم مؤمنين (الكافي ج 1 ص 411 و تأويل الآيات ص 186 و تفسير فرات الكوفي رحمه الله ص 193).

النوادر

82 - قال الإمام الصادق عليه السلام : ما من آية نزلت تقود إلى الجنّة. و لا تذكر أهلها ب خير إلّا و هي فينا و في شيعتنا.

و ما من آية نزلت تذكر أهلها ب شرّ و لا تسوق إلى النار. إلّاو هي في عدوّنا و من خالفنا (الكافي ج 8 ص 35 و أعلام الدين ص 452 و فضائل الشيعة الحديث 18).

83 - عن محمّد بن مسلم قال : قال أبو جعفر عليه السلام : - يا محمّد - إذا سمعت اللّه عزّ و جلّ ذكر أحداً من هذه الاُمّة ب خير. فنحن هم.

و إذا سمعت اللّه عزّ و جلّ ذكر قوماً ب سوء - ممّن مضى - ف هم عدوّنا (تفسير العيّاشي رحمه الله ج 1 ص 89).

ص:35

ولاية أهل البيت صلوات اللّه تعالى عليهم

84 - ... فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ... «148» (البقرة).

85 - عن أبي خالد عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللّه عزّ و جلّ : فإستبقوا الخيرات.

قال عليه السلام : الخيرات : الولاية (الكافي ج 8 ص 313 و تفسير القمّي رحمه الله ج 2 ص 206).

86 - قال الإمام الباقر عليه السلام : الخيرات : الولاية لنا أهل البيت (الغيبة للشيخ النعماني - عليه الرحمة - ص 314 الباب 20).

87 - قال عليه السلام : الخير ولاية أمير المؤمنين عليه السلام و حقوق آل محمّد عليهم السلام (تفسير القمّي رحمه الله ج 2 ص 334 و بحار الأنوار ج 30 ص 158).

88 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من سرّه أن يجمع اللّه له الخير كلّه فليوال عليّاً عليه السلام بعدي.

و ليوال أوليائه و ليعاد أعدائه (الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 560 المجلس 72 و بشارة المصطفى صلى الله عليه و آله ص 150 و ص 176).

89 - (قال الإمام الرضا عليه السلام لإبراهيم بن أبي محمود) : - يا ابن أبي محمود - إذا أخذ الناس يميناً و شمالاً فألزم طريقتنا. فإنّه من لزمنا لزمناه. و من فارقنا فارقناه.

- يا ابن أبي محمود - إحفظ ما حدّثتك به فقد جمعت لك فيه خير الدنيا و الآخرة (عيون الأخبار ج 1 ص 272 الباب 28 الحديث 63 و بشارة المصطفى صلى الله عليه و آله ص 221).

90 - (قال الإمام الصادق عليه السلام في وصف شيعة أهل البيت عليهم السلام ) : إنّ اللّه تعالى جمع لنا و لهم خير الدنيا و الآخرة (الصراط المستقيم ج 2 ص 189 الحديث 26).

91 - (قال الإمام الصادق عليه السلام : لشيعة أهل البيت عليهم السلام ) : - أيّتها العصابة المرحومة المفلحة - إنّ اللّه أتمّ لكم ما آتاكم من الخير (الكافي ج 8 ص 5).

ص:36

92 - وَلَوْ أَنَّهُمْ (1) فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ (2) وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً«66» (النساء).

93 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام : وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ - في عليّ عليه السلام - .

لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ (الكافي ج 1 ص 417 و ص 424).

94 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : - يا معشر قريش و الأنصار - ألستم تعلمون أنّ الّذي نلتم به من خير الدنيا و الآخرة منّا أهل البيت خاصّة - دون غيرهم (3) - ؟! (كمال الدين ص 275 و التحصين للسيّد ابن طاووس رحمه الله ص 631 الباب 25).

(راجع : كتاب سليم بن قيس رحمه الله ص 639 - 640).

95 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ في شيعتنا لمن يهب اللّه تعالى له في الجنان من الدرجات و المنازل و الخيرات ما لا تكون الدنيا و خيراتها في جنبها إلّاكالرملة في البادية الفضفاضة (تفسير الإمام العسكري عليه السلام ص 199 و البحار ج 71 ص 307).

96 - قال الإمام الصادق عليه السلام : إنّ اللّه تبارك و تعالى إذا أراد بعبد خيراً وكّل به ملكاً فأخذ بعضده فأدخله في هذا الأمر (المحاسن ج 1 ص 321 و قرب الإسناد ص 45).

97 - (قال الإمام الصادق عليه السلام لمحمّد بن نعمان - مؤمن الطاق - ) : إنّ اللّه جلّ و عزّ إذا أراد بعبد خيراً نكت في قلبه نكتة بيضاء فجال القلب بطلب (4) الحقّ (5) .

ثمّ هو إلى أمركم أسرع من الطير إلى وكره (تحف العقول ص 313 و المحاسن ج 1 ص319 الباب 3).

ص:37


1- - و لو أنّ أهل الخلاف .
2- - يعني : في عليّ عليه السلام (تفسير العيّاشي رحمه الله ج 1 ص 417).
3- - في التحصين : غيرنا.
4- - في المحاسن : يطلب.
5- - أي : ولاية أهل البيت صلوات اللّه تعالى عليهم.

98 - يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالحَقِّ مِن رَبِّكُمْ (1) فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ وَإِن تَكْفُرُوا (2)فَإِنَّ للّهِ ِ مَا فِي السَّماوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً«170» (النساء).

99 - جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى :

يا أَيُّهَا النّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ.

- يعني : بولاية عليّ عليه السلام - .

وَ إِنْ تَكْفُرُوا. - بولايته - . فَإِنَّ لِلّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ الأَرْضِ (مناقب آل أبي طالب عليهم السلام ج 3 ص 75 و بحار الأنوار ج 38 ص 27).

100 - (قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من) اعتقد صدقاً بمحمّد رسول اللّه.

و صدقاً في إعظام عليّ أخي رسول اللّه و وليّه و ثمرة قلبه و محض طاعته.

فشكر له ربّه و نبيّه و وصيّ نبيّه. فجمع اللّه تعالى له بذلك خير الدنيا و الآخرة.

و رزقه لساناً لآلاء اللّه تعالى ذاكراً. و قلباً لنعمائه شاكراً. و بأحكامه راضياً.

و على احتمال مكاره أعداء محمّد و آله نفسه موطناً.

لا جرم أنّ اللّه عزّ و جلّ سمّاه عظيماً في ملكوت أرضه و سماواته. و حبّاه برضوانه و كراماته (3)(التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام ص 126).

ص:38


1- - في ولاية عليّ عليه السلام .
2- - بولاية عليّ عليه السلام (الكافي ج 1 ص 424 باب: نكت و نتف من التنزل في الولاية).
3- - قال الإمام الصادق عليه السلام : ثلاث هنّ فخر المؤمن. و زينه في الدنيا والآخرة : الصلاة في آخر اللّيل. و يأسه ممّا في أيدي الناس. و ولايته الإمام من آل محمّد عليهم السلام (الكافي ج 8 ص 234 و الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 638 المجلس 81). في الأمالي : ثلاثة. في الأمالي : زينته. في الأمالي : و ولاية.

101 - قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ (1) فَلْيَفْرَحُوا (2) هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (3)«58» (يونس).

102 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : - فضل اللّه عزّ و جلّ - : القرآن. و العلم بتأويله.

و - رحمته - : توفيقه لموالاة محمّد و آله الطيّبين. و معاداة أعدائهم.

ثمّ قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : و كيف لا يكون ذلك خيراً ممّا يجمعون!

و هو ثمن الجنّة و نعيمها. فإنّه يكتسب بها رضوان اللّه تعالى الّذي هو أفضل من الجنّة و يستحقّ بها الكون بحضرة محمّد و آله الطيّبين الّذي هو أفضل من الجنّة.

و إنّ محمّداً و آله الطيّبين أشرف زينة في الجنان.

ثم قال صلى الله عليه و آله : يرفع اللّه بهذا القرآن و العلم بتأويله. و بموالاتنا أهل البيت و التبرّي من أعدائنا أقواماً. فيجعلهم في الخير قادة.

تقصّ آثارهم. و ترمق أعمالهم. و يقتدى بفعالهم.

و ترغب الملائكة في خلّتهم. و بأجنحتها تمسحهم. و في صلواتها تبارك عليهم.

و تستغفر لهم.

كلّ رطب و يابس يستغفر لهم حتّى حيّتان البحر و هوامه. سباع الطير و سباع البرّ و أنعامه، و السماء و نجومها (تفسير الإمام العسكري عليه السلام ص 15 - 16).

103 - إنّ الإمام الصادق عليه السلام سُئل عن معنى : حيّ على خير العمل ؟

فقال عليه السلام : خير العمل : الولاية (معاني الأخبار ص 14 و التوحيد ص 241).

104 - قال الإمام الرضا عليه السلام : خير العمل : الولاية (علل الشرايع ج 2 ص 77).

ص:39


1- - بالنبوّة و الولاية.
2- - يعني : الشيعة.
3- - يعني : مخالفيهم من الأهل و المال و الولد في دارالدنيا (البحار ج24 ص64 وج35 ص426).

105 - عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال : قلت :

قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ (1) وَبِرَحْمَتِهِ (2) فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا (3) هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ.

فقال عليه السلام : الإقرار بنبوّة محمّد عليه و آله السلام . و الإيتمام بأمير المؤمنين عليه السلام .

هو خير ممّا يجمع هؤلاء في دنياهم (تفسير العيّاشي رحمه الله ج 2 ص 279).

106 - قال الإمام الرضا عليه السلام : ولاية محمّد و آل محمّد عليهم السلام. خير ممّا يجمع هؤلاء من دنياهم (الكافي ج 1 ص 423).

107 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السلام : - يا عليّ - ذكرك في التوراة و ذكر شيعتك - قبل أن يخلقوا - بكلّ خير .

و كذلك في الإنجيل (الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله المجلس 83 الحديث 2 و بشارة المصطفى صلى الله عليه و آله ص 180 و تفسير فرات الكوفيّ رحمه الله ص 267 و فضائل الشيعة الحديث 117 و تأويل الآيات ص 184).

ص:40


1- - قال الإمام الباقر عليه السلام : الإقرار برسول اللّه صلى الله عليه و آله . قال ابن عبّاس : الفضل : رسول اللّه صلى الله عليه و آله (مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 119).
2- - قال الإمام الباقر عليه السلام : الإقرار بولاية عليّ عليه السلام (مناقب آل أبي طالب عليهم السلام ج 4 ص 119). قال ابن عبّاس : الرحمة : أمير المؤمنين عليه السلام و فضل الأوصياء (مناقب آل أبي طالب عليهم السلام ج 4 ص 119).
3- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : فليفرح شيعتنا. هو خير ممّا أعطى عدوّنا من الذهب و الفضّة (تفسير العيّاشي رحمه الله ج 2 ص 279 و تفسير القمّي رحمه الله ج 1 ص 342).

108 - (قال الإمام الصادق عليه السلام لجماعة من الشيعة) : أنتم أعزة الإسلام .

الخير لكم كلّه (مشكاة الأنوار ج 1 ص 210).

109 - عن الحارث بن المغيرة قال : كنّا عند أبي جعفر عليه السلام فقال : العارف منكم هذا الأمر المنتظر له. المحتسب فيه الخير كمن جاهد - و اللّه - مع قائم آل محمّد عليه السلام بسيفه.

ثمّ قال عليه السلام : بل - و اللّه - كمن جاهد مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله بسيفه.

ثمّ قال الثالثة : بل - و اللّه - كمن استشهد مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله في فسطاطه.

و فيكم آية من كتاب اللّه.

قلت : أيّ آية - جعلت فداك - ؟

قال عليه السلام : قول اللّه عزّ و جلّ : وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ.

ثمّ قال عليه السلام : صرتم - و اللّه - صادقين شهداء عند ربّكم (تأويل الآيات ج 2 ص 665 و بحار الأنوار ج 24 ص 38 و ج 65 ص 141).

110 - (قال الإمام العسكري عليه السلام لداود بن قاسم الجعفري رحمه الله ) : ف أحمد اللّه فقد جعلت متمسّكاً بحبلهم (1).

تدعى يوم القيامة بهم إذا دعي كلّ اناس بإمامهم.

ف أبشر - يا أبا هاشم - فإنّك على خير (كشف الغمّة ج 4 ص 88 و بحار الأنوار ج 23 ص 218).

111 - (قال الإمام الصادق عليه السلام لجماعة من الشيعة) : أنتم خير البريّة (مشكاة الأنوار ج 1 ص 211).

ص:41


1- - أي : بحبل ولاية أهل البيت صلوات اللّه تعالى عليهم.

112 - هُنَالِكَ الْوَلاَيَةُ للّهِ ِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً«44» (الكهف).

113 - عن عبدالرحمان بن كثير قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن قول اللّه تعالى :

هُنَالِكَ الْوَلاَيَةُ للّهِ ِ الْحَقِّ.

قال عليه السلام : ولاية أمير المؤمنين عليه السلام (1)(الكافي ج 1 ص 422 و 418).

114 - عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام : قال قلت له : قول اللّه تعالى :

هُنَالِكَ الْوَلاَيَةُ للّهِ ِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً.

قال عليه السلام : هي ولاية عليّ عليه السلام (تأويل الآيات ص 296).

115 - عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليهما السلام في قول اللّه تعالى :

هُنَالِكَ الْوَلاَيَةُ للّهِ ِ الْحَقِّ.

قال عليه السلام : تلك ولاية أمير المؤمنين عليه السلام الّتي لم يُبعث نبيّ قطّ إلّابها (شواهد التنزيل ج 1 ص 540).

116 - (قال الإمام العسكريّ عليه السلام ) : الفقر معنا خير من الغنى مع عدوّنا.

و نحن كهف لمن التجأ إلينا. و نور لمن استضاء (2) بنا. و عصمة لمن اعتصم بنا.

من أحبّنا كان معنا في السنام الأعلى. و من انحرف عنّا فإلى النار (كشف الغمّة ج 4 ص 92 و مناقب آل أبي طالب عليهم السلام چ 4 ص 468 و اختيار معرفة الرجال الرقم 1018).

ص:42


1- - يعني : الولاية لأمير المؤمنين عليه السلام هي الولاية للّه عزّ و جلّ. لأنّه قد جاء في الدعاء : من والاكم فقد وال اللّه. و من تبرّء منكم فقد تبرّء من اللّه (تأويل الآيات ص 296).
2- - في كشف الغمّة : استبصر.

117 - يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ (1) مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللّهِ (2) وَذَرُوا الْبَيْعَ (3) ذلِكُمْ (4) خَيْرٌ لَّكُمْ (5) إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ «10» (الجمعة).

118 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لاُبيّ بن كعب : إنّي اوصيك - يا ابيّ - بوصيّة. إن حفظتها لم تزل ب خير.

- يا ابيّ - عليك ب عليّ بن أبي طالب عليه السلام . فإنّه الهادي المهديّ الناصح لاُمّتي المحيي لسنّتي. و هو إمامكم بعدي. فمن رضي بذلك لقيني على ما فارقته عليه (6) (اليقين للسيّد بن طاووس رحمه الله ص 451 الباب 17).

ص:43


1- - قال الإمام الباقر عليه السلام : الصلاة : أمير المؤمنين عليه السلام (الاختصاص ص 129).
2- - إلى ولاية عليّ بن أبي طالب عليه السلام (تفسير فرات الكوفي رحمه الله ص 484).
3- - يعني : الأوّل .
4- - يعني : بيعة أمير المؤمنين عليه السلام و ولايته (الاختصاص ص 129).
5- - من بيعة الأوّل و ولايته (الاختصاص ص 129).
6- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأبي ذرّ رحمه الله : - يا أبا ذرّ - إنّ اللّه تعالى جعل أهل بيتي كسفينة النجاة في قوم نوح. من ركبها نجا. و من رغب عنها غرق. و مثل باب حطّة في بني إسرائيل. من دخلها كان آمناً. يا أباذرّ احفظ ما أوصيتك به تكن سعيداً في الدنيا و الآخرة (الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص526). قال رجل لرسول اللّه صلى الله عليه و آله : - يا رسول اللّه - إنّي سمعت اللّه عزّ و جلّ يقول : - و أعتصموا بحبل اللّه جميعاً و لا تفرّقوا - . فما هذا الحبل الّذي أمرنا اللّه بالاعتصام به و أن لا نتفرّق عنه ؟ فأطرق رسول اللّه صلى الله عليه و آله ملياً ثمّ رفع رأسه و أشار بيده إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام . و قال صلى الله عليه و آله : هذا حبل اللّه الّذي من تمسّك به عصم به في دنياه. و لم يضل به في آخرته (الغيبة للشيخ النعمانى - عليه الرحمة - ص 42 و تأويل الآيات ص 118 و الفضائل لإبن شاذان - عليه الرحمة - ص 349). آل عمران : 103. في الفضائل هكذا : من تمسّك و اعتصم به نجا بعصمته في دنياه...

119 - وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى«17» (الأعلى).

120 - عن المفضّل بن عمر قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : قوله جلّ و عزّ :

وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى.

قال عليه السلام : ولاية أمير المؤمنين عليه السلام (1)(الكافي ج 1 ص 418 و تأويل الآيات ص 785).

ص:44


1- - عن النبيّ صلى الله عليه و آله عن جبرئيل عن ميكائيل عن إسرافيل عن اللّه جلّ جلاله أنّه قال : أنا اللّه لا إله إلّاأنا. خلقت الخلق بقدرتي. فإخترت منهم من شئت من أنبيائي. و اخترت من جميعهم محمّداً حبيباً و خليلاً و صفيّاً. فبعثته رسولاً إلى خلقي. و اصطفيت له عليّاً فجعلته له أخاً و وصيّاً و وزيراً و مؤدّياً عنه من بعده إلى خلقي. و خليفتي على عبادي ليبيّن لهم كتابي و يسير فيهم بحكمي. و جعلته العلم الهادي من الضلالة. و بابي الّذي اوتي منه. و بيتي الّذي من دخله كان آمناً من ناري. و حصني الّذي من لجأ إليه حصّنته من مكروه الدنيا و الآخرة. و وجهي الّذي من توجّه إليه لم أصرف وجهي عنه. و حجّتي في السماوات و الأرضين على جميع من فيهنّ من خلقي. لا أقبل عمل عامل منهم إلّابالإقرار بولايته مع نبوّة أحمد رسولي. و هو يدي المبسوطة على عبادي. و هو النعمة الّتي أنعمت بها على من أحببته من عبادي. فمن أحببته من عبادي و تولّيته. عرّفته ولايته و معرفته. و من أبغضته من عبادي أبغضته لإنصرافه عن معرفته و ولايته. فبعزّتي حلفت. و بجلالي أقسمت أنّه لا يتولّى عليّاً عبد من عبادي إلّازحزحته عن النار و أدخلته الجنّة. و لا يبغضه عبد من عبادي و يعدل عن ولايته إلّاأبغضته و أدخلته النار. و بئس المصير (الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله ص 291 و عيون الأخبار ج 2 ص 53 و بشارة المصطفى صلى الله عليه و آله ص 31 و إرشاد القلوب ج 2 ص 299).

معرفة أهل البيت صلوات اللّه تعالى عليهم

121 - يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً (1)...«269»(البقرة).

122 - عن أبي بصير قال : سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن قول اللّه تبارك و تعالى :

و من يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً ؟

فقال عليه السلام : (هي) (2) طاعة اللّه عزّ وجلّ و معرفة الإمام (المحاسن ج 1 ص 245 و الكافي ج 1 ص 185 و تفسير العيّاشي - عليه الرحمة - ج 1 ص 276).

123 - (سأل أبو بصير الإمام الصادق عليه السلام عن قول اللّه تعالى : و من يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً).

ما عنى بذلك ؟

فقال عليه السلام : معرفة الإمام و اجتناب الكبائر.

و من مات و ليس في رقبته بيعة لإمام. مات ميتة جاهليّة.

و لا يعذر الناس حتّى يعرفوا إمامهم.

فمن مات و هو عارف بالإمامة لم يضرّه تقدّم هذا الأمر أو تأخّر.

و كان كمن هو مع القائم عليه السلام في فسطاطه.

قال : ثمّ مكث عليه السلام هنيئة. ثم قال عليه السلام : لا . بل كمن قاتل معه .

ثمّ قال عليه السلام : لا. بل - و اللّه - كمن استشهد مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله (أعلام الدين ص 459).

124 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من منّ اللّه عليه بمعرفة أهل بيتي و ولايتهم. فقد جمع اللّه له الخير كلّه (الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله ص 561 و بشارة المصطفى صلى الله عليه و آله ص 176).

ص:45


1- - قال : الخير الكثير : معرفة أمير المؤمنين عليه السلام و الأئمّة عليهم السلام (تفسير القمّي رحمه الله ج 1 ص 119).
2- - ما بين القوسين لم يذكر في الكافي و تفسير العيّاشي رحمه الله .

طاعة أهل البيت صلوات اللّه تعالى عليهم

125 - قال الإمام الصادق عليه السلام : فعل الخير هو : طاعة الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله (تأويل الآيات ج 1 ص 351).

126 - (قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السلام في شأن جماعة من الناس) : - يا عليّ - إنّ اللّه عزّ و جلّ أمر هؤلاء بنصرتك و مساعدتك و المواظبة على خدمتك و الجدّ في طاعتك. فإن أطاعوك. فهو خير لهم. يصيرون في جنان اللّه ملوكاً خالدين ناعمين.

و إن خالفوك. فهو شرّ لهم. يصيرون في جهنّم خالدين معذّبين.

ثمّ قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لتلك الجماعة : اعلموا أنّكم إن أطعتم عليّاً عليه السلام سعدتم.

و إن خالفتموه. شقيتم (التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام ص 114).

127 - (قال الإمام الصادق عليه السلام في شأن رجل) : ... إن يرد اللّه عزّ و جلّ به خيراً قبل ما سمع منّا (المحاسن ج 1 الباب 9 الحديث 32).

البرّ بأهل البيت عليهم السلام

128- عن محمّد بن مروان عن أبي جعفر عليه السلام قال : أتدري ما تفسير حيّ على خير العمل ؟

قال : قلت : لا.

قال عليه السلام : دعاك إلى البرّ.

أتدري برّ من ؟

قلت : لا.

قال عليه السلام : دعاك إلى برّ فاطمة عليها السلام و ولدها عليهم السلام (علل الشرايع ج 2 ص 77).

129 - قال الإمام الصادق عليه السلام : خير العمل : برّ فاطمة عليها السلام و ولدها عليهم السلام (معاني الأخبار ص 41 و التوحيد ص 241).

ص:46

حبّ أهل البيت صلوات اللّه تعالى عليهم

130 - قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ«58» (يونس).

131 - عن زيد بن أرقم رضى الله عنه قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله :

قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ.

فمن قسّم اللّه له حبّنا أهل البيت (1).

فهو خير له من سلطان هؤلاء .

خير ممّا يجمعون (تفسير فرات الكوفي رحمه الله ص 180).

ص:47


1- - كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ «18» وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُونَ«19» كِتَابٌ مَرْقُومٌ «20» (المطفّفين). مرقوم بالخير . مرقوم بحبّ محمّد و آل محمّد عليهم السلام (تأويل الآيات ص 775). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من أراد التوكّل على اللّه فليحبّ أهل بيتي. و من أراد أن ينجو من عذاب القبر فليحبّ أهل بيتي. و من أراد الحكمة فليحبّ أهل بيتي. و من أراد دخول الجنّة بغير حساب فليحبّ أهل بيتي. ف و اللّه ما أحبّهم أحد إلّاربح في الدنيا و الآخرة (مأة منقبة لإبن شاذان رحمه الله المنقبة 51). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : حبّي و حبّ أهل بيتي نافع في سبعة مواطن - أهوالهنّ عظيمة - : عند الوفاة. و في القبر. و عند النشور. و عند الكتاب. و عند الحساب. و عند الميزان. و عند الصراط (الخصال ص 360 و فضائل الشيعة الحديث 2 و الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله ص 60 المجلس 3 و روضة الواعظين ج 2 ص 34 و جامع الأخبار ص 513 الفصل 141 و بشارة المصطفى صلى الله عليه و آله ص 17).

132 - قال الامام الحسين عليه السلام : إنّ القرابة الّتي أمر اللّه عزّ و جلّ بصلتها و عظم حقّها و جعل الخير فيها (1) : قرابتنا أهل البيت .

الّذين أوجب اللّه حقّنا على كلّ مسلم (تأويل الآيات ج 2 ص 545).

133 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : عليكم بحبّ آل نبيّكم صلى الله عليه و آله . فإنّه حقّ اللّه عليكم .

و الموجب على اللّه حقّكم. ألا ترون إلى قول اللّه تعالى : قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى (غرر الحكم ص 117).

ص:48


1- - في قول اللّه عزّ و جلّ : قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى «23» (الشورى). يعني : على النبوّة (بحار الأنوار ج 9 ص 235 و ج 23 ص 237). يعني : في أهل بيته عليهم السلام (تفسير القمّي - عليه الرحمة - ج 2 ص 280). قال الإمام السجّاد عليه السلام : نحن القربى (اللهوف ص 211). قال الإمام السجّاد عليه السلام : نحن أولئك (الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 230 المجلس 31 و روضة الواعظين ج 1 ص 421). قال الإمام الباقر عليه السلام : هم الأئمّة عليهم السلام (الكافي ج 1 ص 413). قال الإمام الصادق عليه السلام : إنّما نزلت فينا خاصّة - في أهل البيت - . في عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين - أصحاب الكساء عليهم السلام - (الكافي ج 8 ص 93). عن ابن عبّاس قال : لمّا أنزل اللّه : قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى . قالوا : يا رسول اللّه من هؤلاء الّذين أمرنا اللّه بمودّتهم ؟ قال صلى الله عليه و آله : عليّ و فاطمة و ولدهما (تأويل الآيات ص 545 و بحار الأنوار ج 23 ص 229 و شواهد التنزيل ج 2 ص 227 و ص 231). عن ابن عبّاس قال : لمّا نزل : قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى . قالوا : - يا رسول اللّه - من قرابتك الّذين وجبت علينا مودّتهم ؟ قال صلى الله عليه و آله : عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين (نهج الحقّ ص 175).

134 - وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَّرَدّاً«76» (مريم عليها السلام ).

135 - قال الإمام الصادق عليه السلام للحصين بن عبد الرحمن : - يا حصين - .

لا تستصغر مودّتنا. فإنّها من الباقيات الصالحات.

قال : - يا ابن رسول اللّه - ما استصغرها و لكن أحمد اللّه عليها (المناقب ج 4 ص 234 و الاختصاص ص 85 و مجمع البيان ج 6 ص 273 و تأويل الآيات ج 1 ص 297).

136 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : حبّ آل محمّد يوماً خير من عبادة سنة.

و من مات عليه دخل الجنّة (كشف الغمّة ج 1 ص 110 و ص 187 و ص 268).

137 - قال الإمام الصادق عليه السلام : إنّ حبّنا أهل البيت ينزله اللّه عزّ و جلّ من السماء من خزائن تحت العرش - ك خزائن الذهب و الفضّة - و لا ينزله إلّابقدر.

و لا يعطيه إلّاخير الخلق (تحف العقول ص 313).

138 - قال رجل للإمام الحسن بن عليّ عليهما السلام : - يا ابن رسول اللّه - أنا من شيعتكم.

فقال الحسن بن عليّ عليه السلام : - يا عبد اللّه - إن كنت لنا في أوامرنا و زواجرنا مطيعاً. فقد صدقت.

و إن كنت بخلاف ذلك. فلا تزد في ذنوبك بدعواك مرتبة شريفة لست من أهلها.

لا تقل أنا من شيعتكم.

و لكن قل : أنا من مواليكم و محبّيكم و معادي أعدائكم.

و أنت في خير. و إلى خير (التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام ص 308 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 106 و بحار الأنوار ج 65 ص 156).

ص:49

139 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من رزقه اللّه حبّ الأئمّة من أهل بيتي فقد أصاب خير الدنيا و الآخرة. فلا يشكّن (أحد) (1) أنّه في الجنّة.

فإنّ في حبّ أهل بيتي عشرين خصلة - عشر منها في الدنيا و عشر منها في الآخرة - .

أمّا الّتي في الدنيا : فالزهد. و الحرص على العلم (2). و الورع في الدين. و الرغبة في العبادة. و التوبة قبل الموت. و النشاط في قيام الليل. و اليأس ممّا في أيدي الناس.

و الحفظ لأمر اللّه. ونهيه عزّ و جلّ.

و التاسعة : بغض الدنيا.

و العاشرة : السخاء.

و أمّا الّتي في الآخرة : فلا ينشر له ديوان. و لا ينصب له ميزان. و يعطى كتابه بيمينه.

و يكتب له برائة من النار. و يبيّض وجهه. و يكسى من حلل الجنّة.

و يشفّع في مائة من أهل بيته.

و ينظر اللّه عزّ و جلّ إليه بالرحمة.

و يتوّج من تيجان الجنّة.

و العاشرة : يدخل الجنّة بغير حساب.

فطوبى لمحبّي (3) أهل بيتي (روضة الواعظين ج 2 ص 35 و الخصال ص 515 و أعلام الدين ص 451 و مشكاة الأنوار ج 1 ص 180).

ص:50


1- - مابين القوسين لم يذكر في مشكاة الأنوار.
2- - في الخصال و أعلام الدين : على العمل.
3- - في أعلام الدين : لمحبّ.

حبّ أمير المؤمنين عليه السلام خاصّة

140 - قال الخضر عليه السلام لرجل : أحبّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام فإنّ حبّه خير الدنيا و الآخرة (1) (الدعوات للشيخ الراوندي - عليه الرحمة - ص 196).

ص:51


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من أحبّ عليّاً عليه السلام لا يخرج من الدنيا حتّى يشرب من حوض الكوثر و يأكل من شجرة طوبى و يرى مكانه من الجنّة (فضائل الشيعة الحديث 1). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من أحبّ عليّاً عليه السلام وضع اللّه على رأسه تاج الكرامة و ألبسه حلّة العزّ (مأة منقبة المنقبة 37). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من أحبّ عليّاً عليه السلام استغفرت له الملائكة و فتحت له أبواب الجنّة الثمانية يدخلها من أيّ باب شاء بغير حساب (فضائل الشيعة الحديث 1). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من أحبّ عليّاً عليه السلام هوّن اللّه عليه سكرات الموت. و جعل قبره روضة من رياض الجنّة (مأة منقبة لابن شاذان رحمه الله المنقبة 37). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من عرف عليّاً عليه السلام و أحبّه بعث اللّه إليه ملك الموت كما يبعث إلى الأنبياء. و رفع عنه أهوال منكر و نكير. و نوّر قبره و فسّحه مسيرة سبعين عاماً. و بيّض وجهه يوم القيامة (مأة منقبة لإبن شاذان رحمه الله المنقبة 37 و فضائل الشيعة الحديث 1). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من أحبّ عليّاً عليه السلام أثبت اللّه في قلبه الحكمة. و أجرى على لسانه الصواب. و فتح اللّه عليه أبواب الرحمة (فضائل الشيعة الحديث 1). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من أحبّ عليّاً عليه السلام صافحته الملائكة و زارته الأنبياء و قضى اللّه له كلّ حاجة (فضائل الشيعة الحديث 1). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من أحبّ عليّاً عليه السلام كتب اللّه له برائة من النار و برائة من النفاق. و جوازاً على الصراط و أماناً من العذاب (مأة منقبة المنقبة 37). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من أحبّ عليّاً عليه السلام في حياته و بعد موته كتب اللّه عزّ و جلّ له الأمن و الإيمان ما طلعت شمس أو غربت. ومن أبغضه في حياته و بعد موته مات ميتة جاهليّة و حوسب بما عمل(فضائل الشيعة حديث5).

141 - عن أبي هريرة : إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله جائه رجل فقال : - يا رسول اللّه - أما رأيت فلاناً ركب البحر ببضاعة يسيرة و خرج إليّ فأسرع الكرّة. و أعظم الغنيمة حتّى قد حسده أهل ودّه و أوسع قراباته و جيرانه.

فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ مال الدنيا كلّما إزداد كثرةً و عظماً. إزداد صاحبه بلاءً.

فلا تغبطوا أصحاب الأموال إلّابمن جاد بماله في سبيل اللّه.

و لكن ألا أخبركم بمن هو أقلّ من صاحبكم بضاعة. و أسرع منه كرّة. و أعظم منه غنيمة و ما أعدّ له من الخيرات محفوظ له في خزائن عرش الرحمن ؟

قالوا : بلى - يا رسول اللّه - .

فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : انظروا إلى هذا المقبل إليكم.

فنظرنا. فإذاً رجل من الأنصار. رثّ الهيئة. فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ هذا لقد صعد له في هذا اليوم إلى العلوّ من الخيرات و الطاعات ما لو قسّم على جميع أهل السماوات و الأرض لكان نصيب أقلّهم منه : غفران ذنوبه و وجوب الجنّة له.

قالوا : بما ذا - يا رسول اللّه - ؟

فقال صلى الله عليه و آله : سلوه يخبركم عمّا صنع في هذا اليوم.

فأقبل عليه أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه و آله . و قالوا له : هنيئاً لك ما بشّرك به رسول اللّه.

فما ذا صنعت في يومك - هذا - حتّى كتب لك ما كتب ؟

فقال الرجل : ما أعلم أنّي صنعت شيئاً. غير أنّي خرجت من بيتي و أردت حاجة كنت أبطأت عنها. فخشيت أن تكون فاتتني. فقلت في نفسي : لأعتاضنّ منها (1) النظر إلى وجه عليّ بن أبي طالب عليه السلام . فقد سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول : النظر إلى وجه عليّ عبادة.

ص:52


1- - أي : لأجعل النظر إلى وجه أمير المؤمنين عليه السلام بدلاً عن تلك الحاجة.

فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إي- و اللّه - عبادة. و أيّ عبادة.

إنّك - يا عبد اللّه - ذهبت تبتغي أن تكتسب ديناراً لقوت عيالك. ففاتك ذلك. فإعتضت منه النظر إلى وجه عليّ عليه السلام . و أنت له محبّ. و لفضله معتقد.

و ذلك خيرٌ لك من أن لو كانت الدنيا كلّها لك ذهبة حمراء فأنفقتها في سبيل اللّه و لتشفعنّ بعدد كلّ نفس تنفسّته في مصيرك إليه في ألف رقبة يعتقهم اللّه من النار بشفاعتك (أمالي الشيخ الصدوق رحمه الله المجلس58 الحديث1 وبشارة المصطفى صلى الله عليه و آله : 57).

142 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من أحبّ عليّاً عليه السلام كان رشيداً مصيباً (1).

و من أبغضه لم ينل من الخير نصيباً (جامع الأخبار ص 54 الفصل 5).

ص:53


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : حبّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام شجرة أصلها في الجنّة. و أغصانها في الدنيا. فمن تعلّق عن امّتي بغصن من أغصانها أوقعته في الجنّة. و بغض عليّ بن أبي طالب عليه السلام شجرة أصلها في النار و أغصانها في الدنيا. فمن تعلّق بغصن من أغصانها أدخلته النار (الفضائل لإبن شاذان رحمه الله ص421). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السلام : هذا جبرئيل يخبرني - عن اللّه جلّ جلاله - أنّه قد أعطى شيعتك و محبّيك سبع (1) خصال : الرفق عند الموت. و الأنس عند الوحشة. و النور عند الظلمة. و الأمن عند الفزع (2). و القسط عند الميزان. و الجواز على الصراط. و دخول الجنّة قبل (سائر) (3) الناس. نورهم (4) يسعى بين أيديهم و بأيمانهم (الخصال ص 402 و 414 و تأويل الآيات ص 660 و مشكاة الأنوار ج 1 ص 178 و روضة الواعظين ج 2 ص 91 و أعلام الدين ص 451). (1) في صفحة 414 من الخصال : تسع - و هو سبع مطبعيّ ظاهر. (2) في تأويل الآيات هكذا : عند الفزع الأكبر. (3) ما بين القوسين لم يذكر في أعلام الدين و الخصال ص 402. (4) في مشكاة الأنوار و أعلام الدين هكذا : يسعى نورهم.

حبّ الإمام الحسين عليه السلام خاصّة

143 - قال الإمام الصادق عليه السلام : من أراد اللّه به الخير قذف في قلبه حبّ الحسين عليه السلام و حبّ زيارته.

و من أراد اللّه به السوء قذف في قلبه بغض الحسين و بغض زيارته (كامل الزيارات ص 153 الباب 55 تحقيق و نشر مكتبة الصدوق رحمه الله ).

ص:54

زيارة مراقد أهل البيت عليهم السلام و تعاهدها

زيارة مرقد أمير المؤمنين عليه السلام

144- قال الإمام الصادق عليه السلام : إنّ أبواب السماء لتفتح عند دعاء الزائر لأمير المؤمنين عليه السلام . فلا تكن عن (1) الخير نوّاماً (2) (جامع الأخبار ص 74 الفصل 9 و وسائل الشيعة ج 14 ص 380 و مناقب آل أبي طالب عليهم السلام ج 3 ص 363).

ص:55


1- - في المناقب : عند .
2- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأميرالمؤمنين عليه السلام : - يا أبا الحسن - إنّ اللّه تعالى جعل قبرك وقبر ولدك بقاعاً من بقاع الجنّة. و عرصة من عرصاتها. و إنّ اللّه جعل قلوب نجباء من خلقه و صفوة من عباده تحنّ إليكم. و تحتمل المذلّة و الأذى. فيعمرون قبوركم. و يكثرون زيارتها. تقربّاً منهم إلى اللّه و مودّة منهم لرسوله. أولئك - يا عليّ - المخصوصون بشفاعتي. الواردون حوضي. و هم زوّاري غداً في الجنّة. - يا عليّ - من عمّر قبوركم و تعاهدها فكأ نّما أعان سليمان بن داود على بناء بيت المقدس. و من زار قبوركم عدل ذلك ثواب سبعين حجّة بعد حجّة الإسلام. و خرج من ذنوبه حتّى يرجع من زيارتكم كيوم ولدته امّه. ف أبشر و بشّر أوليائك و محبّيك من النعيم و قرّة العين بما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر. و لكن حثالة من الناس يعيّرون زوّار قبوركم - كما تعيّر الزانية بزناها - . أولئك شرار امّتي. لا أنالهم اللّه شفاعتي. و لا يردون حوضي (المزار للشيخ المفيد رحمه الله ص 228 و التهذيب ج 6 ص 118 و ص 25 الباب 7 و فرحة الغري ص 77 و إرشاد القلوب ج 2 ص 349). قال الإمام الرضا عليه السلام : إنّ لكلّ إمام عهداً في عنق أوليائه و شيعته . و إنّ من تمام الوفاء بالعهد (و حسن الأداء) زيارة قبورهم . فمن زارهم رغبة في زيارتهم و تصديقاً فيما رغبوا فيه كانت أئمّتهم شفعائهم يوم القيامة (عيون الأخبار ج 2 ص 292 و الفقيه ج 2 ص 345). ما بين القوسين لم يذكر في الفقيه. في العيون : بما.

145 - (قال الإمام الصادق عليه السلام للمفضّل بن عمر الجعفي في شأن زيارة قبر أمير المؤمنين عليه السلام بالغري) : ... إنّ زائره يفتح اللّه له أبواب السماء عند دعوته.

فلا تكن عن الخير نوّاماً (تهذيب الأحكام ج 6 ص 27 الحديث 51 و فرحة الغري ص 74 و جامع الأخبار ص 72 الفصل 9 و كامل الزيارات ص 36 الباب 10 و المزار للشيخ المفيد - عليه الرحمة - ص 22 الباب 7).

146 - (قال الإمام الرضا عليه السلام لإبن أبي نصر) : - يا ابن أبي نصر - أينما كنت فأحضر يوم الغدير عند أمير المؤمنين عليه السلام . فإنّ اللّه يغفر لكلّ مؤمن و مؤمنة و مسلم و مسلمة ذنوب ستّين سنة. و يعتق من النار ضعف ما أعتق في شهر رمضان و ليلة القدر و ليلة الفطر و الدرهم فيه بألف درهم لإخوانك العارفين.

و أفضل على إخوانك في هذا اليوم. و سرّ فيه كلّ مؤمن و مؤمنة.

ثمّ قال عليه السلام : - يا أهل الكوفة - لقد أوتيتم خيراً كثيراً (1).

و أنتم ممّن امتحن اللّه قلبه بالإيمان. مستذلّون. مقهورون. ممتحنون. ليصبّ البلاء عليكم صبّاً ثمّ يكشفه كاشف الكرب العظيم.

- و اللّه - لو عرف الناس فضل هذا اليوم بحقيقته لصافحتهم الملائكة في كلّ يوم عشر مرّات. (تهذيب الأحكام ج 6 ص 28 الباب 7 و مصباح المتهجّد ص 737 و إقبال الأعمال ج 2 ص 269 و فرحة الغري ص 107).

ص:56


1- - لقرب مسكنكم لمرقد أمير المؤمنين عليه السلام و جواركم عنده و زيارتكم له عليه السلام .

زيارة مرقد الإمام الحسين عليه السلام

147- (قال الإمام الصادق عليه السلام في شأن زيارة قبر الإمام أبي عبداللّه الحسين عليه السلام في كربلاء): زوروه صلّى اللّه عليه في كلّ وقت. و في كلّ حين. فإنّ زيارته عليه السلام خير موضوع.

فمن أكثر منها فقد استكثر من الخير (إقبال الأعمال ج 1 ص 45 - 46 الفصل 5).

148 - قال الإمام الصادق عليه السلام : من أراد اللّه به الخير قذف في قلبه حبّ الحسين عليه السلام و حبّ زيارته.

و من أراد اللّه به السوء قذف في قلبه بغض الحسين و بغض زيارته (كامل الزيارات ص 153 الباب 55 تحقيق و نشر مكتبة الصدوق رحمه الله ).

149 - قال الإمام الصادق عليه السلام : من لم يزر قبر الحسين عليه السلام فقد حرم خيراً كثيراً (كامل الزيارات ص 164 الباب 61).

150 - (من جملة ما جاء في فقرات زيارة سيّد الشهداء عليه السلام ) : ... و لا ينصرفنّ زوّارك - يا مولاي - إلّابالعطاء و الحباء و الخير و الجزاء و المغفرة و الرضى (1) (المزار للشيخ المفيد رحمه الله ص 111 الباب 52) (راجع : تهذيب الأحكام ج 6 ص 70 الباب 18).

ص:57


1- - قال الإمام الصادق عليه السلام : زوروا الحسين عليه السلام - ولو كلّ سنة - . فإنّ من أتاه - عارفاً بحقّه غير جاحد - لم يكن له عوض غير الجنّة. و رزق رزقاً واسعاً. و آتاه اللّه - من قبله - بفرح عاجل (كامل الزيارات ص 164 الباب 61). قال الإمام الصادق عليه السلام لعبد الملك الخثعمي : - يا عبد الملك - لا تدع زيارة الحسين بن عليّ عليهما السلام . - و مر أصحابك بذلك - يمدّ اللّه في عمرك . و يزيد اللّه في رزقك. و يحييك اللّه سعيداً . و لا تموت إلّاسعيداً. و يكتبك سعيداً (كامل الزيارات ص 165 الباب 61).

151 - عن امّ سعيد الأحمسيّة قالت : كنت عند أبي عبد اللّه عليه السلام و قد بعثت من يكتري لي حماراً إلى قبور الشهداء. فقال عليه السلام : ما يمنعك من سيّد الشهداء عليه السلام ؟

قالت : قلت : و من هذا - جعلت فداك - ؟

قال عليه السلام : فذلك الحسين بن عليّ عليهما السلام .

قالت : قلت : و ما لمن زاره؟

قال عليه السلام : حجّة و عمرة و من الخير كذا و كذا.

عدّ ثلاث مرّات بيده (ثواب الأعمال ص 122 و كامل الزيارات ص 118 - 119).

152 - عن امّ سعيد الأحمسيّة قالت : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن زيارة قبر الحسين عليه السلام ؟

فقال عليه السلام : تعدل حجّة و عمرة و من الخير هكذا و هكذا. و أومأ عليه السلام بيده (كامل الزيارات ص172).

153 - عن حنّان بن سدير قال : كنت عند أبي جعفر عليه السلام فدخل عليه رجل. فسلّم عليه و جلس. فقال له أبو جعفر عليه السلام : من أيّ أهل البلدان أنت ؟

قال : فقال له الرجل : أنا رجل من أهل الكوفة. و أنا لك محبّ موالٍ.

قال : فقال أبو جعفر عليه السلام : أفتزور الحسين بن عليّ عليهما السلام في كلّ جمعة ؟

قال : لا.

قال عليه السلام : ففي كلّ شهر ؟

قال : لا.

قال عليه السلام : ففي كلّ سنة ؟

قال : لا.

فقال له أبو جعفر عليه السلام : إنّك لمحروم من الخير (كامل الزيارات ص 306 الباب 97 وراجع: ص 27 الباب 8).

ص:58

154 - عليّ بن ميمون الصائغ عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال : - يا عليّ - بلغني أنّ قوماً من شيعتنا يمرّ بأحدهم السنة و السنتان لا يزورون الحسين عليه السلام .

قلت : - جعلت فداك - إنّي أعرف اناساً كثيراً في هذه الصفة (1).

قال عليه السلام : أما - واللّه - لحظّهم أخطئوا و عن ثواب اللّه زاغوا. و عن جوار محمّد صلى الله عليه و آله تباعدوا.

قلت : - جعلت فداك - في كم الزيارة ؟

قال عليه السلام : - يا عليّ - إن قدرت أن تزوره في كلّ شهر فإفعل.

قلت : لا أصل إلى ذلك لأنّي أعمل بيدي و امور الناس بيدي. و لا أقدر أن أغيب وجهي عن مكاني يوماً واحداً.

قال عليه السلام : أنت في عذر. و من كان يعمل بيده.

و إنّما عنيت من لا يعمل بيده ممّن إن خرج في كلّ جمعة هان ذلك عليه.

أما إنّه ما له عند اللّه من عذرٍ و لا عند رسوله من عذر يوم القيامة.

قلت : فإن أخرج عنه رجلاً. فيجوز ذلك ؟

قال عليه السلام : نعم. و خروجه بنفسه (2) أعظم أجراً و خيراً له عند ربّه (3). يراه ربّه ساهر الليل له تعب النهار. ينظر اللّه إليه نظرة توجب له الفردوس الأعلى مع محمّد و أهل بيته فتنافسوا في ذلك. و كونوا من أهله (المزار للشيخ المفيد رحمه الله ص 225 الباب 29 و كامل الزيارات ص 310 الباب 98).

ص:59


1- - في كامل الزيارات و تهذيب الأحكام : بهذه الصفة.
2- - في المزار : لنفسه.
3- - تهذيب الأحكام ج 6 ص 52.

155 - (قال الإمام الصادق عليه السلام في شأن زيارة قبر الإمام الحسين عليه السلام ) : لو يعلموا ما في زيارته من الخير - و يعلم ذلك الناس - لإقتتلوا على زيارته بالسيوف. و لباعوا أموالهم في إتيانه. و إنّ فاطمة عليها السلام إذا نظرت إليهم و معها ألف نبيّ و ألف صدّيق و ألف شهيد و من الكروبيين ألف ألف يسعدونها على البكاء.

و إنّها لتشهق شهقة فلا يبقى في السماوات ملك إلّابكى رحمة لصوتها.

و ما تسكن حتّى يأتيها النبيّ صلى الله عليه و آله فيقول : - يا بنيّة - قد أبكيت أهل السماوات و شغلتهم عن التقديس و التسبيح. فكفى حتّى يقدّسوا فإِنَّ اللّهَ بالِغُ أَمْرِهِ.

و إنّها لتنظر إلى من حضر منكم. فتسأل اللّه لهم من كلّ خير.

ولا تزهدوا في إتيانه. فإنّ الخير في إتيانه أكثر من أن يحصى (كامل الزيارات ص 91).

156 - عن محمّد بن خالد عن عبد اللّه بن حمّاد البصري عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال : قال لي: إنّ عندكم - أو قال في قربكم - لفضيلة ما أوتي أحد مثلها.

و ما أحسبكم تعرفونها كُنه معرفتها و لا تحافظون عليها و لا على القيام بها.

و إنّ لها لأهلاً خاصّةً قد سمّوا لها. و أعطوها بلا حول منهم و لا قوّة إلّاما كان من صنع اللّه لهم. و سعادة حباهم بها. و رحمة. و رأفة. و تقدّم.

قلت : - جعلت فداك - و ما هذا الّذي و صفت و لم تسمّه ؟

قال عليه السلام : زيارة جدّي الحسين عليه السلام . فإنه غريب بأرض غربة. يبكيه من زاره. و يحزن له من لم يزره. و يحترق له من لم يشهده. و يرحمه من نظر إلى قبر ابنه عند رجليه في أرض فلاة. و لا حميم قربه. و لا قريب. ثمّ منع الحقّ و توازر عليه أهل الردّة حتّى قتلوه. و ضيّعوه. و عرّضوه للسباع. و منعوه شرب ماء الفرات الّذي يشربه الكلاب.

و ضيّعوا حقّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله و وصيّته به و بأهل بيته. فأمسى مجفواً في حفرته. صريعاً

ص:60

بين قرابته و شيعته بين أطباق التراب. قد أوحش قربه في الوحدة و البُعد عن جدّه و المنزل الّذي لا يأتيه إلّامن امتحن اللّه قلبه للإيمان و عرّفه حقّنا.

فقلت له : - جعلت فداك - قد كنت آتيه حتّى بليت بالسلطان. و في حفظ أموالهم.

و أنا عندهم مشهور. فتركت للتقيّة إتيانه.

و أنا أعرف ما في إتيانه من الخير.

فقال عليه السلام : هل تدري ما فضل من أتاه و ما له عندنا من جزيل الخير ؟

فقلت : لا.

فقال عليه السلام : أمّا الفضل. فيباهيه ملائكة السماء.

و أمّا ما له عندنا. فالتّرحم عليه كلّ صباح و مساء.

و لقد حدّثني أبي عليه السلام : أنّه لم يخل مكانه - منذ قُتل عليه السلام - من مصلٍّ يصلّي عليه من الملائكة أو من الجنّ أو من الإنس أو من الوحش.

و ما من شيء إلّاو هو يغبط زائره. و يتمسّح به. و يرجو - في النظر إليه - الخير. لنظره إلى قبره.

ثمّ قال عليه السلام : بلغني أنّ قوماً يأتونه من نواحي الكوفة. و ناساً من غيرهم. و نساءً يندبنه و ذلك في النصف من شعبان .

فمن بين قارىء يقرء. و قاصّ يقصّ. و نادب يندب. و قائل يقول المراثي.

فقلت له : نعم - جعلت فداك - قد شهدت بعض ما تصف.

فقال عليه السلام : الحمد للّه الّذي جعل في الناس من يفد إلينا و يمدحنا و يرثي لنا.

و جعل عدوّنا من يطعن عليهم من قرابتنا أو غيرهم يهدرونهم و يقبحون ما يصنعون (كامل الزيارات ص 339 - 340 الباب 108 و بحار الأنوار ج 98 ص 73).

ص:61

157 - عن ابن سنان قال : قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام : - جعلت فداك - إنّ أباك عليه السلام كان يقول :

في الحجّ يحسب له بكلّ درهم أنفقه ألف.

فما لمن ينفق في المسير إلى أبيك الحسين عليه السلام ؟

فقال عليه السلام : - يا ابن سنان - يحسب له بالدرهم ألف و ألف حتّى عدّ عشرة.

و يرفع له من الدرجات مثلها.

و رضا اللّه خير له.

و دعاء محمّد و دعاء أمير المؤمنين و الأئمّة عليهم السلام خير له (كامل الزيارات ص 138 الباب 46).

158 - (قال الإمام الصادق عليه السلام لإبن بكير) : - يا ابن بكير - هل تدري ما لمن زار قبر أبي عبد اللّه الحسين عليه السلام - إن جهله الجاهل - ما من صباح إلّاو على قبره هاتف من الملائكة ينادي - يا طالب الخير - أقبل إلى خالصة اللّه ترحل بالكرامة و تأمن الندامة.

يسمع أهل المشرق و أهل المغرب إلّاالثقلين.

و لا يبقى في الأرض ملك من الحفظة إلّاعطف عليه عند رقاد العبد حتّى يسبّح اللّه عنده و يسأل اللّه الرضا عنه.

و لا يبقى ملك في الهواء يسمع الصوت إلّاأجاب بالتقديس للّه تعالى.

فتشتدّ أصوات الملائكة. فيجيبهم أهل السماء الدنيا.

فتشتدّ أصوات الملائكة و أهل السماء الدنيا حتّى تبلغ أهل السماء السابعة.

فيسمع أصواتهم النبيّون. فيترحّمون و يصلّون على الحسين عليه السلام .

و يدعون لمن زاره (كامل الزيارات ص 135 الباب 44).

ص:62

159 - عن عبد اللّه بن حمّاد البصري عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال : قال لي : إنّ عندكم - أو قال في قربكم - لفضيلة. ما اوتي أحد مثلها.

و ما أحسبكم تعرفونها كُنه معرفتها و لا تحافظون عليها و لا على القيام بها.

و إنّ لها لأهلاً خاصّة قد سمّوا لها. و أعطوها بلا حول منهم و لا قوّة إلّاما كان من صنع اللّه لهم. و سعادة حبّاهم بها. و رحمة و رأفة و تقدّم.

قلت : - جعلت فداك - و ما هذا الّذي وصفت لنا. و لم تسمّه ؟

قال عليه السلام : زيارة جدّي الحسين بن عليّ عليه السلام . فإنّه غريب بأرض غربة . يبكيه من زاره و يحزن له من لم يزره. و يحترق له من لم يشهده و يرحمه من نظر إلى قبر ابنه عند رجليه في أرض فلاة. و لا حميم قربه و لا قريب.

ثمّ منع الحقّ و توازر عليه أهل الردّة حتّى قتلوه و ضيّعوه و عرّضوه للسباع.

و منعوه شرب ماء الفرات الّذي يشربه الكلاب .

و ضيّعوا حقّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله و وصيّته به و بأهل بيته.

فأمسى مجفوّاً في حفرته. صريعاً بين قرابته و شيعته بين أطباق التراب.

قد أوحش قربه في الوحدة و البُعد عن جدّه صلى الله عليه و آله و المنزل الّذي لا يأتيه إلّامن امتحن اللّه قلبه للإيمان و عرّفه حقّنا.

فقلت له : - جعلت فداك - قد كنت آتيه حتّى بليت بالسلطان و في حفظ أموالهم.

و أنا عندهم مشهور. فتركت للتقيّة إتيانه.

و أنا أعرف ما في إتيانه من الخير.

فقال عليه السلام : هل تدري ما فضل من أتاه و ما له عندنا من جزيل الخير ؟

فقلت : لا.

ص:63

فقال عليه السلام : أمّا الفضل : فيباهيه ملائكة السماء.

و أمّا ما له عندنا : فالترّحم عليه كلّ صباح و مساء.

و لقد حدّثني أبي عليه السلام : أنّه لم يخل مكانه - منذ قُتل عليه السلام - من مصلٍّ يصلّي عليه من الملائكة أو من الجنّ أو من الإنس أو من الوحش.

و ما من شيء إلّاو هو يغبط زائره و يتمسّح به و يرجو في النظر إليه الخير لنظره إلى قبره عليه السلام .

ثمّ قال عليه السلام : بلغني أن قوماً يأتونه من نواحي الكوفة و اناساً من غيرهم و نساء يندبنه - و ذلك في النصف من شعبان - فمن بين قارىء يقرء و قاصّ يقصّ و نادب يندب و قائل يقول المراثي.

فقلت له : نعم - جعلت فداك - قد شهدت بعض ما تصفّ.

فقال عليه السلام : الحمد للّه الّذي جعل في الناس من يفد إلينا و يمدحنا و يرثي لنا و جعل عدوّنا من يطعن عليهم من قرابتنا وغيرهم يهذؤنهم (1) و يقبحون ما يصنعون (كامل الزيارات ص 339 الحديث 1).

160 - عن سليمان بن خالد قال : سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول : عجباً لأقوام يزعمون أنّهم شيعة لنا. يقال : إنّ أحدهم يمرّ به دهره لا يأتي قبر الحسين عليه السلام جفاءً منه و تهاوناً و عجزاً و كسلاً. أما - و اللّه - لو يعلم ما فيه من الفضل ما تهاون و لا كسل.

قلت : - جعلت فداك - و ما فيه من الفضل ؟

قال عليه السلام : فضل. و خير كثير. أمّا أوّل ما يصيبه أن يغفر له ما مضى من ذنوبه.

و يقال له : استأنف العمل (كامل الزيارات ص 307 الباب 97).

ص:64


1- - أي : يسمعونهم ما يكرهون. و في بعض النسخ : يهدرونهم. أي : يبطلون دمهم (نقلاً عن هامش المصدر).

النوادر

161 - (قال الإمام الصادق عليه السلام في فضل تربة قبر سيّد الشهداء عليه السلام ) : ... نرى فيه كلّ خير (كامل الزيارات ص 291 الباب 91).

162 - عن جعفر بن حيّان عن خالد الربعي قال : حدّثني من سمع كعباً يقول : أوّل من لعن قاتل الحسين بن عليّ عليهما السلام : إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام لعنه و أمر ولده بذلك.

و أخذ عليهم العهد و الميثاق.

ثمّ لعنه موسى بن عمران عليه السلام و أمر امّته بذلك.

ثمّ لعنه داود عليه السلام و أمر بني إسرائيل بذلك.

ثمّ لعنه عيسى عليه السلام و أكثر أن قال : - يا بني إسرائيل - العنوا قاتله.

و إن أدركتم أيّامه فلا تجلسوا عنه.

فإنّ الشهيد معه كالشهيد مع الأنبياء مقبل غير مدبر.

و كأ نّي أنظر إلى بقعته.

و ما من نبيّ إلّاو قد زار كربلاء و وقف عليه.

و قال : إنّك لبقعة كثيرة الخير.

فيك يدفن القمر الأزهر (كامل الزيارات ص 66 الباب 21 الحديث 2).

(راجع : بحار الأنوار ج 44 ص 301).

ص:65

زيارة مرقد الإمام الرضا عليه السلام

163- قصيدة ل عليّ بن أبي عبداللّه الخوّافيّ رحمه الله يرثي فيها الإمام الرضا عليه السلام : يا أرض طوس سقاك اللّه رحمته

(عيون الأخبار ج 2 الباب 65 ص 280 و مناقب آل أبي طالب عليهم السلام ج 4 ص 388).

(راجع : بحارالأنوار ج 99 ص 54).

ص:66

التحدّث بأحاديث أهل البيت عليهم السلام لطلب الآخرة

164 - قال الإمام الصادق عليه السلام : من أراد الحديث لمنفعة الدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب (1).

و من أراد به خير الآخرة أعطاه اللّه خير الدنيا و الآخرة (الكافي ج 1 ص 46 و منية المريد ص 138 و مشكاة الأنوار ج 1 ص 315 الفصل 8 ).

165 - عن أبي سعيد الحذّاء قال : كان النبيّ صلى الله عليه و آله يوصينا و يقول لنا : سيأتيكم قوم يسألونكم الحديث عنّي.

فإذا جاؤوكم فإستوصوا بهم خيراً (2) (أعلام الدين ص 148).

166 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من تعلّم حديثين اثنين ينفع بهما نفسه أو يعلّمهما غيره فينتفع بهما كان خيراً له من عبادة ستّين سنة (منية المريد ص 372).

167 - قال الإمام الصادق عليه السلام : سارعوا في طلب العلم. فوالّذي نفسي بيده لحديث واحد في حلال و حرام تأخذه من صادق خير من الدنيا و ما حملت من ذهب (مشكاة الأنوار ج 1 ص 301 تحقيق و نشر مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث تحت إشراف سماحة العلّامة حجّة الإسلام و المسلمين الحاج السيّد جواد الحسينيّ الشهرستاني دامت بركاته).

ص:67


1- - في مشكاة الأنوار : من نصيب.
2- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : اللّهمّ إرحم خلفائي. قيل : - يا رسول اللّه - و من خلفاؤك ؟ قال صلى الله عليه و آله : الّذي يأتون من بعدي. يروون حديثي و سنّتي (من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 302). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السلام : - يا عليّ - من حفظ من امّتي أربعين حديثاً. طلب في ذلك وجه اللّه عزّ و جلّ و الدار الآخرة. حشره اللّه تعالى يوم القيامة مع النبيّين و الصدّيقين و الشهداء و الصالحين و حسن اولئك رفيقاً (جامع الأخبار ص 510).

العنوان الثالث: الأعمال و المواضيع

اشارة

العنوان الثالث: الأعمال و المواضيع (1)

الآخرة الجنّة

168 - أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً«24» (الفرقان).

169 - وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى«17» (الأعلى).

170 - وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ ... «30» (النحل).

171 - وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى (2)«4» (الضحى).

172 - قال اللّه تعالى لعيسى بن مريم عليهما السلام : - يا عيسى - الدنيا قصيرة العمر طويلة الأمل .

و عندي دار خيرٌ ممّا يجمعون (الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله المجلس 78 الحديث 1 و تحف العقول ص 498 و الكافي ج 8 ص 138 و أعلام الدين ص 231 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 144).

173 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : الجنّة خير مآل (غرر الحكم ص 168).

ص:68


1- - نذكر الأعمال و المواضيع على ترتيب حروف الهجاء.
2- - عن جابر بن عبد اللّه قال : دخل رسول اللّه صلى الله عليه و آله على فاطمة عليها السلام و هي تطحن بالرحى و عليها كساء من أجلّة الإبل. فلمّا نظر صلى الله عليه و آله إليها بكى. و قال لها : - يا فاطمة - تعجّلي مرارة الدنيا لنعيم الآخرة غداً. فأنزل اللّه عزّ و جلّ عليه : وَ لَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولى وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى (بحار الأنوار ج 16 ص 143 و تأويل الآيات ص 810).

174 - قال الإمام الصادق عليه السلام : إنّ اللّه جلّ و عزّ جعل الخير كلّه في الجنّة (تحف العقول ص 305).

175 - (من جملة ما جاء في فقرات دعاء قنوت صلاة الوتر) : ... اللّهمّ إنّي أسألك خير الخير : رضوانك و الجنّة .

و أعوذ بك من شرّ الشرّ : سخطك و النار (من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 311).

176 - (قال أمير المؤمنين عليه السلام قبل استشهاده و قبض روحه المقدّسة) : الرفيق الأعلى خيرٌ مستقرّاً و أحسن مقيلاً (الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 365 المجلس 13).

177 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : اعلموا - يا عباد اللّه - إنّ مع هذا رحمة اللّه الّتي لا تعجز عن العباد : جنّة عرضها ك عرض السماء و الأرض أعدّت للمتّقين خيرٌ لا يكون معها شرّ أبداً. لذّاتها لا تمل و مجتمعها لا يتفرّق. سكانها قد جاوروا الرحمن.

و قام بين أيديهم الغلمان بصحاف من الذهب فيها الفاكهة و الريحان (الأمالي للشيخ المفيد رحمه الله ص 266 المجلس 21) (راجع : الغارات ج 1 ص 151).

178 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : احذروا - يا عباد اللّه - الموت و سكرته. فأعدّوا له عدّته.

فإنّه يفجؤكم بأمر عظيم. ب خير لا يكون معه شرّ أبداً. أو ب شرّ لا يكون معه خير أبداً.

فمن أقرب إلى الجنّة من عاملها. و من أقرب إلى النار من عاملها (الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 27 المجلس 1 و الأمالي للشيخ المفيد رحمه الله ص 263 المجلسى 31).

179 - قال الإمام الصادق عليه السلام لعبداللّه بن جندب رحمه الله : - يا ابن جندب - الخير كلّه أمامك و إنّ الشرّ كلّه أمامك.

و لن ترى الخير و الشرّ إلّابعد الآخرة. لأنّ اللّه جلّ و عزّ جعل الخير كلّه في الجنّة. و الشرّ كلّه في النار (تحف العقول ص 306).

ص:69

الإهتمام بإصلاح أمر الآخرة

180 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : من كانت الآخرة همّته بلغ من الخير غاية امنيته (1) (غرر الحكم ص 144).

181 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا يترك الناس شيئاً من دنياهم لإصلاح آخرتهم إلّا عوّضهم اللّه سبحانه خيراً منه (غرر الحكم ص 141).

182 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خير أعمالكم ما أصلحتم به المعاد (تنبيه الخواطر ج 2 ص 123).

183 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير الإستعداد : ما أصلح به المعاد (غرر الحكم ص 146).

ص:70


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : تفرّغوا من هموم الدنيا ما استطعتم. فإنّه من كانت الدنيا همّته قسى قلبه و كان فقره بين عينيه. و لم يعط من الدنيا غير نصيبه المكتوب له. و من كانت الآخرة همّته جمع اللّه أمره و جعل غناه في قلبه. و أتته الدنيا راغمةً (إرشاد القلوب ج 1 ص 54 الباب 2). قال الإمام الصادق عليه السلام : من أصبح و الدنيا أكبر همّه شُتّت عليه أمره. و كان فقره بين عينيه. و لم يأته من الدنيا إلّاما قدّر له. و من كانت الآخرة أكبر همّه. كشف اللّه عنه ضيقه و جمع له أمره. و أتته الدنيا و هي راغمة (الزهد ص 118 الباب 8). قال أمير المؤمنين عليه السلام : من أصلح أمر آخرته أصلح اللّه له أمر دنياه (نهج البلاغة الحكمة 89).

البصيرة بأمر الآخرة

184 - قال الإمام السجّاد عليه السلام : إنّ للعبد أربع أعين.

عينان يبصر بهما أمر دينه و دنياه.

و عينان يبصر بهما أمر آخرته.

فإذا أراد اللّه عزّ و جلّ بعبد خيراً فتح له العينين اللتين في قلبه فأبصر بهما الغيب في أمر (1) آخرته. و إذا أراد به غير ذلك ترك القلب بما فيه (الخصال ص 240 و بحار الأنوار ج 58 ص 250 و ج 67 ص 53).

185 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إذا أراد اللّه عزّ و جلّ بعبد خيراً فتح عيني قلبه. فيشاهد ما كان غائباً عنه (عوالي اللئالي ج 4 ص 116).

186 - إنّ سعد بن معاذ دخل على رسول اللّه صلى الله عليه و آله فقال صلى الله عليه و آله : كيف أصبحت - يا سعد - ؟

فقال : بخير - يا رسول اللّه - أصبحت باللّه مؤمناً موقناً .

فقال صلى الله عليه و آله : - يا سعد - إنّ لكلّ قول حقيقة. فما مصداق ما تقول ؟

فقال : - يا رسول اللّه - ما أصبحت فظننت أنّي أمسي.

و لا أمسيت فظننت أنّي أصبح .

و لا مددت خطوة فظننت أنّي أتبعها باُخرى.

و كأنّي كلّ امّة جاثية.

و كلّ امّة معها كتابها و نبيّها و إمامها تدعى إلى حسابها.

و كأنّي بأهل الجنّة و هم يتنعّمون. و بأهل النار و هم يعذّبون.

فقال له رسول اللّه صلى الله عليه و آله : - يا سعد - عرفت. فألزم (إرشاد القلوب ج 1 ص 246).

ص:71


1- - في بحار الأنوار هكذا : ... الغيب و أمر آخرته.

عمران دار الآخرة بالعمل الصالح في دار الدنيا

(1)

187 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا يزال المرء بخير ما حاسب نفسه. و عمّر آخرته (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 16 ص 91).

188 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : جماع الخير في العمل بما يبقى. و الإستهانة بما يفنى (غرر الحكم ص 157).

189 - قال اللّه عزّ و جلّ لموسى بن عمران عليه السلام : - يا موسى - طب نفساً عن الدنيا.

و انطو عنها. فإنّها ليست لك و لست لها.

ما لك و لدار الظالمين. إلّاالعامل فيها بالخير. فإنّه له نعم الدار (2) (الكافي ج 8 ص 47 و تحف العقول ص 493 و أعلام الدين ص 220 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 44).

ص:72


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من عمل لآخرته كفاه اللّه أمر دنياه و آخرته (كنز الفوائد ج 2 ص 67 و بحار الأنوار ج 27 ص 112). قال ا لإمام الصادق عليه السلام : من اجتهد لدنياه أضرّ بآخرته. و من آثر آخرته آتاه اللّه رزقه و سعد بلقاء ربّه (مشكاة الأنوار ج 1 ص259 الفصل3).
2- - عن ابن مسكان عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللّه تعالى : و لنعم دار المتّقين . قال عليه السلام : الدنيا (تفسير العيّاشي - عليه الرحمة - ج 3 ص 8). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : الدنيا مزرعة الآخرة (عوالي اللئالي ج 1 ص 267). قال الإمام الصادق عليه السلام : نعم العون على الآخرة : الدنيا (الكافي ج 5 ص 72) قال أمير المؤمنين عليه السلام : أربح الناس من اشترى بالدنيا الآخرة (غرر الحكم ص 140). قال لقمان عليه السلام : لإبنه : - يا بنيّ - بع دنياك بآخرتك تربحهما جميعاً. و لا تبع آخرتك بدنياك تخسرهما جميعاً (تنبيه الخواطر ج 1 ص 137).

190 - قال الإمام الباقر عليه السلام : إنّ فيما ناجى اللّه تعالى به موسى عليه السلام أن قال : إنّ الدنيا ليست بثواب للمؤمن بعمله. و لا نقمة للفاجر بقدر ذنبه.

و هي دار الظالمين إلّاالعامل فيها بالخير. فإنّها له نعمة الدار (1) (قصص الأنبياء عليهم السلام للشيخ الراوندي - عليه الرحمة - ص 162 الفصل 5 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 44).

191 - قال الإمام الرضا عليه السلام : لا يفوتنّكم خير الدنيا.

فإنّ الآخرة لا تلحق و لا تنال إلّابالدنيا (بحار الانوار ج 75 ص 348 و الفقه المنسوب إلى الإمام الرضا عليه السلام ص 338 الباب 89).

192 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا تسبّوا الدنيا. فنعمة مطية المؤمن. عليها يبلغ الخير و بها ينجو من الشرّ. إنّه إذا قال العبد : لعن اللّه الدنيا.

قالت الدنيا : لعن اللّه أعصانا لربّه (إرشاد القلوب ج 1 ص 335 الباب 52 و أعلام الدين ص 335).

193 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : الناس في الدنيا عاملان :

عاملٌ عمل في الدنيا للدنيا قد شغلته دنياه عن آخرته. يخشى على من يخلف (2) الفقر - و يأمنه على نفسه - فيفني عمره في منفعة غيره.

و عاملٌ عمل في الدنيا لما بعدها. فجائه الّذي له من الدنيا - بغير عمل - فأحرز الحظّين معاً و ملك الدارين جميعاً. فأصبح (3) وجيهاً عند اللّه.

لا يسأل اللّه حاجة فيمنعه (شرح نهج البلاغة ج 19 ص 157 و أعلام الدين ص 296).

ص:73


1- - قال الإمام السجّاد عليه السلام : الدنيا دنياآن : دنيا بلاغ و دنيا ملعونة (الكافي ج 2 ص 131و ص 317). أي: بقدر الضرورة. أو بقدر ما يبلغ به الآخرة و يحصل به مرضات الربّ تعالى.
2- - في نسخة : يخلفه.
3- - في أعلام الدين هكذا : فأصبح ملكاً عند اللّه لا يسأل شيئاً يمنعه.

194 - عن جابر بن عبد اللّه قال : بينا أمير المؤمنين عليه السلام في جماعة من أصحابه - أنا فيهم - إذ ذكروا الدنيا و تصرّفها بأهلها. فذمّها رجل فذهب في ذمّها كلّ مذهب.

فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : - أيّها الذامّ للدنيا - أنت المتجرّم عليها. أم هي المتجرّمة عليك؟

فقال : بل أنا المتجرّم عليها - يا أمير المؤمنين - .

قال عليه السلام : فَ بِمَ تذمّها ؟

أليست منزل صدق لمن صدقها ؟ و دار غنى لمن تزوّد منها ؟

و دار عافية لمن فهم عنها ؟

و مساجد أنبياء اللّه ؟ و مهبط وحيه. و مصلّى ملائكته. و متجر أوليائه ؟

اكتسبوا فيها الرحمة. و ربحوا فيها الجنّة (1) (الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 594).

ص:74


1- - عن عبد اللّه ابن أبي يعفور قال : قال رجل لأبي عبد اللّه عليه السلام : - و اللّه - إنّا لنطلب الدنيا و نحبّ أن نؤتاها . فقال عليه السلام : تحبّ أن تصنع بها ماذا ؟ قال : أعود بها على نفسي و عيالي و أصل بها و أتصدّق (بها) و أحجّ وأعتمر. فقال أبو عبداللّه عليه السلام : ليس هذا طلب الدنيا. هذا طلب الآخرة (الكافي ج 5 ص 72 و تهذيب الأحكام ج 6 ص 376 الحديث 24). (راجع: الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 662 المجلس 35). قال الإمام الباقر عليه السلام : إنّي لأبغض الرجل أن يكون كسلاناً عن أمر دنياه. و من كسل عن أمر دنياه فهو عن أمر آخرته أكسل (الكافي ج 5 ص 85 و دعائم الإسلام ج 2 ص 14). قال الإمام الصادق عليه السلام : ليس منّا من ترك دنياه لآخرته. و لا آخرته لدنياه (الفقيه ج 3 ص 94). في التهذيب هكذا : نؤتى بها. في التهذيب : منها. مابين القوسين لم يذكر في التهذيب. في نسخة : أبغض للرجل

كسب أجر و ثواب الآخرة

195 - لَمَثُوبَةٌ (1) مِنْ عِنْدِ اللّهِ خَيْرٌ «103» (البقرة).

196 - وَلأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ «57» (يوسف).

197 - إِنَّمَا عِندَ اللّهِ (2) هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ «95» (النحل).

198 - وَاللّهُ (3) خَيْرٌ وَأَبْقَى«73» (طه).

199 - وَرِزْقُ رَبِّكَ (4) خَيْرٌ وَأَبْقَى«131» (طه).

200 - أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً (5) فَخَرَاجُ رَبِّكَ (6) خَيْرٌ «72» (المؤمنون).

201 - وَمَا عِندَ اللّهِ (7) خَيْرٌ وَأَبْقَى «60» (القصص) و «36» (الشورى).

202 - ثَوَابُ اللّهِ خَيْرٌ «80» (القصص).

203 - قُلْ مَا عِندَ اللّهِ (8) خَيْرٌ (9) مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ (10) وَاللّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ«11» (الجمعة).

ص:75


1- - أي : ثواب اللّه خيرٌ (مجمع البيان ج 1 ص 342).
2- - معناه : إنّ الّذي عند اللّه من الثواب (مجمع البيان ج 6 ص 592).
3- - أي : ثوابه خير (مجمع البيان ج 7 ص 35).
4- - أي : رزق ربّك الّذي وعدك به في الآخرة (مجمع البيان ج 7 ص 59). ما ادّخره لك في الآخرة. أو ما رزقك من الهدى والنبوّة (بحار الأنوار ج 16 ص 203 و ج 70 ص 173).
5- - أجراً على أداء الرسالة.
6- - رزقه في الدنيا و ثوابه في العقبى (بحار الأنوار ج 9 ص 128).
7- - من الثواب و نعيم الآخرة (مجمع البيان ج 7 ص 407).
8- - من الثواب (بحار الأنوار ج 22 ص 59).
9- - أحمد عاقبة و أنفع (بحار الأنوار ج 86 ص 131).
10- - للّذين اتّقوا (بحار الأنوار ج 82 ص 32).

204 - وَلَلآخِرَةُ (1) خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى (2)«4»

وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ (3) فَتَرْضَى (4)«5» (الضحى).

205 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : أيسر ثواب اللّه للمؤمن خيرٌ له من الدنيا الّتي يقبل الجاهلون بأنفسهم عليها. فما عند اللّه ينفد و عند اللّه باق (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 3 ص 137).

206 - (عزّى الإمام الصادق عليه السلام رجلاً ب إبن له فقال عليه السلام له) : اللّه خيرٌ لإبنك منك .

و ثواب اللّه خيرٌ لك من إبنك (الكافي ج 3 ص 204 و من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 110 و ثواب الأعمال ص 236 و تهذيب الأحكام ج 1 ص 498 و جامع الأخبار ص 469 الفصل 130).

ص:76


1- - للجزاء لك في الآخرة.
2- - ثواب الآخرة خير لك ممّا اعطيت من الدنيا.
3- - من الثواب في الآخرة (تفسير فرات الكوفي رحمه الله ص 569). الشفاعة (تفسير فرات الكوفي رحمه الله ص 571).
4- - فتقتنع (تفسير فرات الكوفي رحمه الله ص 569).

الإبتلاء

(1)

207 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إذا أراد اللّه بقوم خيراً ابتلاهم (جامع الأخبار ص 310 الفصل 70).

208 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ اللّه عزّ و جلّ ليتعاهد عبده المؤمن بالبلاء كما يتعاهد الوالد ولده بالخير (تنبيه الخواطر ج 1 ص 76).

209 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خيركم عند اللّه : أعظمكم مصائب في نفسه و ماله و ولده (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 18 ص 275).

210 - (وصف رجل إبنته لرسول اللّه صلى الله عليه و آله ) فقال : إنّها لم تمرض - قطّ - .

فقال صلى الله عليه و آله : ما لهذه عند اللّه من خير (المناقب لآل أبي طالب عليهم السلام ج 1 ص 208 منشورات ذوي القربى).

211 - قال الإمام الصادق عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : لا خير فيمن لا يبتلى (2) (أعلام الدين ص 397 و عدّة الداعي ص 127 و إرشاد القلوب ج 1 ص 101 الباب 11).

ص:77


1- - الإبتلاء إنزال مضرّة بالإنسان على سبيل الإختبار كالمرض و الفقر و المصيبة. و قد يكون الإبتلاء بمعنى الإختبار في الخير (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 8 ص 268). الإبتلاء : الإختبار (فقه القرآن ج 1 ص 280).
2- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ البلاء للظالم أدب . و للمؤمن امتحان. و للأنبياء درجة . و للأوصياء كرامة (جامع الأخبار ص 310 الفصل 70). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ اللّه تعالى إذا أحبّ قوماً إبتلاهم . فمن رضي فله الرضا. و من سخط فله السخط (جامع الأخبار ص 309 الفصل 70).

212 - قال الإمام الصادق عليه السلام : البلاء زين المؤمن و كرامة لمن عقل. لأنّ في مباشرته و الصبر عليه و الثبات عنده تصحيح نسبة الإيمان.

قال النبيّ صلى الله عليه و آله : نحن معاشر الأنبياء أشدّ الناس بلاءً.

فالمؤمن من الأمثل فالأمثل.

و من ذاق طعم البلاء تحت ستر حفظ اللّه له. تلذّذه أكثر من تلذّذه بالنعمة.

و يشتاق إليه إذا فقده. لأنّ تحت يد البلاء و المحنة أنوار النعمة.

و تحت أنوار النعمة نيران البلاء و المحنة.

و قد ينجو من البلاء كثير. و يهلك في النعمة كثير.

و ما أثنى اللّه تعالى على عبد من عباده من لدن آدم عليه السلام إلى محمّد صلى الله عليه و آله إلّابعد ابتلائه و وفاء حقّ العبودية فيه.

فكرامات اللّه - في الحقيقة - نهايات. بداياتها : البلاء.

و من خرج من سبيكة البلوى جعل سراج المؤمنين و مونس المقرّبين و دليل القاصدين.

و لا خير في عبدٍ شكا من محنة تقدّمها آلاف نعمة و أتبعها آلاف راحة.

و من لا يقضي حقّ الصبر على البلاء حرم قضاء الشكر في النعماء.

كذلك من لا يؤدّي حقّ الشكر في النعماء يحرم عن قضاء الصبر في البلاء.

و من حرمهما فهو من المطرودين (مصباح الشريعة الباب 87 و بحار الأنوار ج 64 ص 231 و مسكّن الفؤاد ص 58).

ص:78

إجلال اللّه تعالى بترك الحلف بإسمه عزّ و جلّ من غير ضرورة

213 - قال الإمام الصادق عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من أجلّ اللّه أن يحلف به أعطاه اللّه خيراً ممّا ذهب منه (1) (الكافي ج 7 ص 434 و تهذيب الأحكام ج 8 ص 390).

(راجع : من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 233).

ص:79


1- - قال الإمام الصادق عليه السلام : لا تحلفوا باللّه صادقين. و لا كاذبين. فإنّه عزّ و جلّ يقول : و لا تجعلوا اللّه عرضة لأيمانكم (الكافي ج 7 ص 434 و تهذيب الأحكام ج 8 ص 390). قال الإمام الصادق عليه السلام : من حلف باللّه فليصدق. و من لم يصدق فليس من اللّه. و من حلف له باللّه فليرض. و من لم يرض فليس من اللّه عزّ و جلّ (الكافي ج 7 ص 438). قال الإمام الصادق عليه السلام : من حلف باللّه كاذباً كفر. و من حلف باللّه صادقاً أثم . إنّ اللّه عزّ و جلّ يقول : و لا تجعلوا اللّه عرضة لأيمانكم (الكافي ج 7 ص 435 و من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 235 و تهذيب الأحكام ج 8 ص 390). يقول الناجي الجزائري: أي : كأنّه أثم و ترك الأولى. إذ لابدّ من الحلف في رفع بعض المنازعات.

الإحسان

214 - قال الإمام الصادق عليه السلام : قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا خير في الدنيا إلّالأحد رجلين :

رجل يزداد في كلّ يوم إحساناً.

و رجل يتدارك سيّئته بالتوبة.

و أنّى له بالتوبة ؟! - و اللّه - لو سجد حتّى ينقطع عنقه ما قبل اللّه منه إلّابولايتنا أهل البيت (الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله المجلس 95 الحديث 2).

(راجع : الخصال ص 41 و روضة الواعظين ج 2 ص 415 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 137 و تحف العقول ص 356 و الكافي ج 8 ص 128 و تفسير القمّي رحمه الله ج 1 ص 270).

215 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ما عند اللّه خيرٌ و أبقى للّذين اتّقوا و أحسنوا (1) (أعلام الدين ص 421 و بحار الأنوار ج 73 ص 369 و وسائل الشيعة ج 1 ص 426).

ص:80


1- - قال الإمام الباقر عليه السلام في تفسير قوله عزّ و جلّ : لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ. أمّا الحسنى : فالجنّة. و أمّا الزيادة : فالدنيا. ما أعطاهم اللّه في الدنيا. لم يحاسبهم به في الآخرة. و يجمع لهم ثواب الدنيا و الآخرة. و يثيبهم بأحسن أعمالهم في الدنيا و الآخرة (تفسير القمّي - عليه الرحمة - ج 1 ص 339). قال أمير المؤمنين عليه السلام : زد في اصطناع المعروف. و أكثر من إسداء الإحسان. فإنّه أبقى ذخراً. و أجمل ذكراً (غرر الحكم ص 384). قال أمير المؤمنين عليه السلام : عليك بالإحسان. فإنّه أوصل زراعة و أربح بضاعة (غرر الحكم ص 383). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من أحسن - من مسلم أو كافر - وقع أجره على اللّه في عاجل دنياه أو في آجل آخرته (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 14 ص 233 و بحار الأنوار ج 20 ص 126). في بحار الأنوار : و.

الإحسان إلى من أساء

216 - قال الإمام الصادق عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله في خطبته : ألا اخبركم بخير خلائق الدنيا و الآخرة ؟

العفو عمّن ظلمك. و تصل (1) من قطعك،. و الإحسان إلى من أساء إليك (2).

و إعطاء من حرمك (الكافي ج 2 ص 107 و منية المريد ص 323 و الأمالي للشيخ المفيد - عليه الرحمة - ص 181 المجلس 23).

(راجع : الزهد للحسين بن سعيد الأهوازي رحمه الله ص 46 الباب 2).

ص:81


1- - في الأمالي للشيخ المفيد رحمه الله هكذا : و أن تصل من قطعك.
2- - قال الإمام الرضا عليه السلام : إنّا أهل بيت نصل من قطعنا و نحسن إلى من أساء إلينا . فنرى - و اللّه - في ذلك العاقبة الحسنة (الكافي ج 2 ص 488). 217 - قال لقمان الحكيم لإبنه في وصيّته : - يا بنيّ - أحثّك على ستّ خصال. ليس منها خصلة إلّاو هي تقرّبك إلى رضوان اللّه تعالى. و تباعدك من سخطه. الأوّلة : أن تعبد اللّه تعالى و لا تشرللّه به شيئاً. و الثانية : الرضا بقدر اللّه تعالى فيما أحببت أو كرهت. والثالثة : أن تحبّ في اللّه. و تبغض في اللّه. و الرابعة : تحبّ للناس ما تحبّ لنفسك. و تكره لهم ما تكرهه لنفسك. والخامسة : كظم الغيظ و الإحسان إلى من أساء إليك. والسادسة : ترك الهوى و مخالفة الردى (معدن الجواهر ص 134 و أعلام الدين ص 154).

الإحسان إلى اليتيم

218 - وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَهُمْ خَيْرٌ (1) «220» (البقرة).

219 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خير بيت في المسلمين : بيت فيه يتيم يحسن إليه .

و شرّ بيت فيه يتيم يساء إليه (مشكاة الأنوار ج 1 ص 377).

220 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خير بيوتكم : بيت فيه يتيم يحسن إليه .

و شرّ بيوتكم : بيت يساء إليه (مستدرك الوسائل ج 4 ص 474).

221 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : أشبع اليتيم و الأرملة.

و كن لليتيم كالأب الرحيم . و كن للأرملة كالزوج العطوف .

تعط كلّ نفس تنفّست في الدنيا قصراً في الجنّة.

كلّ قصر خير من الدنيا و ما فيها (2) (مشكاة الأنوار ج 1 ص 377).

ص:82


1- - و أعظم أجراً (مجمع البيان ج 2 ص 559).
2- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : من أفضل البرّ : برّ الأيتام (غرر الحكم ص 409). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : أنا و كافل اليتيم ك هاتين في الجنّة. و أشار صلى الله عليه و آله بأصبعيه : السبّابة و الوسطى (مستدرك الوسائل ج 2 ص 474). قال أمير المؤمنين عليه السلام : كافل اليتيم في المسكين - عند اللّه - من المكرمين (غرر الحكم ص 409). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من مسح يده على رأس يتيم ترحّماً له أعطاه اللّه عزّ و جلّ بكلّ شعرة نوراً يوم القيامة (من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 269). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : قال اللّه عزّ و جلّ : و عزّتي و جلالي لا يسكت بكاء اليتيم عبد إلّاأسكنته من الجنّة حيث يشاء (تفسير فرات الكوفي رحمه الله ص 528). قال الإمام الكاظم عليه السلام : ثمان خصال من كنّ فيه أدخله اللّه الجنّة و نشر عليه الرحمة : من آوى اليتيم. و برّ والديه. و أحسن تربية ولده. و رفق بمملوكه. و رحم الضعيف. و أنصف من نفسه. و أحسن مع كلّ أحد بشره. و وسّع في نفقته (معدن الجواهر للشيخ الكراجكي رحمه الله ص 158).

الإخلاص - الخلوص من عمل للّه عزّ و جلّ

222 - ذلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللّهِ (1) وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (2)«38» (الروم).

223 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : الإخلاص خير العمل (غرر الحكم ص 155).

224 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير العمل ما صحبه الإخلاص (3) (غرر الحكم ص 155).

ص:83


1- - أي : الّذين يقصدون بمعروفهم إيّاه عزّ و جلّ خالصاً من دون رياء و سمعة (بحار الأنوار ج 67 ص 223). قال أمير المؤمنين عليه السلام : أفضل العمل ما اريد به وجه اللّه عزّ و جلّ (غرر الحكم ص 155).
2- - أي : الفائزون بثواب اللّه عزّ و جلّ (بحار الأنوار ج 67 ص 223).
3- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : أخلصوا أعمالكم تسعدوا (غرر الحكم). قال أمير المؤمنين عليه السلام : من عمل للّه تعالى أعطاه أجره في الدنيا والآخرة. و كفاه المهمّ فيهما (الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة - ص 34 المجلس 11 و الأمالي للشيخ المفيد - عليه الرحمة - ص 340 المجلس 31 و بشارة المصطفى صلى الله عليه و آله ص 43 والغارات ج 1 ص 146). قال الإمام السجّاد عليه السلام : حقّ اللّه الأكبر عليك أن تعبده و لا تشرك به شيئاً. فإذا فعلت ذلك بإخلاص جعل لك على نفسه أن يكفيك أمر الدنيا و الآخرة (من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 376 و الخصال ص 565 و تحف العقول ص 255 و مكارم الأخلاق ج 2 ص 300). في الخصال هكذا : فإذا فعلت بالإخلاص جعل لك.

أداء الأمانة ترك الخيانة

225 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : أربع من اعطيهنّ فقد اعطي خير الدنيا و الآخرة :

صدق حديث . و أداء أمانة (1). و عفّة بطن. و حسن خُلق (غرر الحكم ص 217).

226 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : لا تزال امّتي بخير (2) ما تحابّوا (3)و تهادّوا. و أدّوا الأمانة. و اجتنبوا الحرام. و وقرّوا (4) الضّيف. و أقاموا الصلاة. و آتوا الزكاة.

فإذا لم يفعلوا ذلك ابتلوا بالقحط و السنين (عيون الأخبار ج 2 ص 32 الباب 31 الحديث 25).

(راجع : صحيفة الإمام الرضا عليه السلام ص 43 و الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 647 المجلس 33 و جامع الأخبار ص 377 المجلس 94 و أعلام الدين ص 406 و عدّة الداعي ص 191).

227 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : لا تزال امّتي بخير ما لم يتخاونوا و أدّوا الأمانة و آتوا الزكاة.

و إذا لم يفعلوا ذلك ابتلوا بالقحط و السنين (عقاب الأعمال ص 300).

ص:84


1- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : ثلاث هنّ زين المؤمن : تقوى اللّه و صدق الحديث. و أداء الأمانة (غرر الحكم ص 91).
2- - في جامع الأخبار : في خير.
3- - في أعلام الدين : تحاببوا.
4- - في جامع الأخبار : و أقرّوا.

أداء حقوق اللّه عزّ و جلّ

228 - قال الإمام الصادق عليه السلام : إيّاكم - أيّتها العصابة المرحومة المفضلة على من سواها - و حبس حقوق اللّه قِبَلكم يوماً بعد يوم و ساعة بعد ساعة. فإنّه من عجّل حقوق اللّه قِبَله كان اللّه عزّ و جلّ أقدر على التعجيل له إلى مضاعفة الخير في العاجل والآجل.

و إنّه من أخّر حقوق اللّه قِبَله كان اللّه عزّ و جلّ أقدر على تأخير رزقه.

و من حبس اللّه رزقه لم يقدر أن يرزق نفسه.

فأدّوا إلى اللّه حقّ ما رزقكم. يطيب اللّه لكم بقيّته. و ينجز لكم ما وعدكم من مضاعفته لكم الأضعاف الكثيرة الّتي لا يعلم عددها و لا كُنه فضلها إلّااللّه ربّ العالمين (الكافي ج 8 ص 9).

أداء حقوق المؤمنين

229 - قيل للإمام الهادي عليه السلام : من أكمل الناس في خصال الخير ؟

قال عليه السلام : أعملهم بالتقيّة وأقضاهم لحقوق إخوانه (1) (تفسير الإمام العسكري عليه السلام ص324).

ص:85


1- - قال الإمام الحسن عليه السلام : أعرف الناس لحقوق إخوانه و أشدّهم قضاءً لها. أعظمهم عند اللّه شأناً (تنبيه الخواطر ج 2 ص 107). قال رسول اللّه عليه السلام : إن أردتم أن يعظّم محمّد و عليّ عند اللّه تعالى منازلكم. فأحبّوا شيعة محمّد و عليّ. و جدّوا في قضاء حوائج إخوانكم المؤمنين. فإنّ اللّه تعالى إذا أدخلكم الجنّة - معاشر شيعتنا و محبّينا - نادى مناديه في تلك الجنان : قد دخلتم - يا عبادي - الجنّة برحمتي. فتقاسموها على قدر حبّكم لشيعة محمّد و عليّ. و قضائكم لحقوق إخوانكم المؤمنين. فأيّهم كان للشيعة أشدّ حبّاً. و لحقوق إخوانه المؤمنين أحسن قضاءً. كانت درجاته في الجنان أعلى حتّى أنّ فيهم من يكون أرفع من الآخر بمسيرة مائة ألف سنة ترابيع قصور و جنان (التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام ص 441 - 442).

أداء الحقوق الماليّة لمستحقيها الخمس - الزكاة

230 - فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ (1) وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ (2) ذلِكَ خَيْرٌ (3) لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللّهِ (4) وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)«38» (الروم).

231 - قال الإمام الصادق عليه السلام : إنّ اللّه عزّ و جلّ فرض للفقراء في مال الأغنياء ما يسعهم ولو علم (6) أنّ ذلك لا يسعهم ل زادهم.

إنّهم لم يؤتوا من قِبل فريضة اللّه. و لكن أتوا من منع من منعهم حقّهم (7) لا ممّا فرض اللّه لهم.

و لو أنّ الناس أدّوا حقوقهم لكانوا عائشين بخير (الكافي ج 3 ص 496 و من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 3 و تهذيب الأحكام ج 4 ص 65).

ص:86


1- - أي : و أعط ذوي قرباك - يا محمّد - حقوقهم الّتي جعلها اللّه لهم من الأخماس. و روى أبو سعيد الخدري و غيره إنّه لمّا نزلت هذه الآية على النبيّ صلى الله عليه و آله أعطى فاطمة عليها السلام فدكاً و سلّمه إليها - و هو المروي عن أبي جعفر عليه السلام و أبي عبد اللّه عليه السلام - . و قيل : إنّه خطاب له صلى الله عليه و آله و لغيره. و المراد بالقربى : قرابة الرجل. و هو أمر بصلة الرحم بالمال و النفس - عن الحسن - .
2- - معناه : و آت المسكين و المسافر المحتاج ما فرض اللّه لهم في مالك.
3- - أي: إعطاء الحقوق مستحقّيها خير.
4- - بالإعطاء دون الرياء و السمعة.
5- - أي: الفائزون بثواب اللّه (مجمع البيان ج 8 ص 478).
6- - في التهذيب : علم اللّه.
7- - في الفقيه : حقوقهم.

232 - عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال : إنّ اللّه تبارك و تعالى يبعث يوم القيامة ناساً من قبورهم مشدودة أيديهم إلى أعناقهم.

لا يستطيعون أن يتناولوا بها قيس أنملة.

معهم ملائكة يعيّرونهم تعييراً شديداً.

يقولون : هؤلاء الّذين منعوا خيراً قليلاً من خير كثير.

هؤلاء الّذين أعطاهم اللّه عزّ و جلّ. فمنعوا حقّ اللّه عزّ و جلّ في أموالهم (1) (الكافي ج 3 ص 506 و ثواب الأعمال ص 279).

233 - (قال أمير المؤمنين عليه السلام في فضل شهر شعبان المعظّم) : هذه غرّة شعبان .

و شعب خيراته : الصلاة و الصوم و الزكاة و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و برّ الوالدين و القرابات و الجيران. و إصلاح ذات البين و الصدقة على الفقراء و المساكين (التفسير المنسوب إلى الإمام العسكريّ عليه السلام ص 637).

ص:87


1- - محمّد بن زيد الطبري قال : كتب رجل من تجّار فارس من بعض موالي أبي الحسن الرضا عليه السلام يسأله الإذن في الخمس. فكتب عليه السلام إليه : بسم الله الرحمن الرحيم. إنّ اللّه واسع كريم. ضمن على العمل الثواب. و على الضيق الهمّ. لا يحلّ مال إلّامن وجه أحلّه اللّه. و إنّ الخمس عوننا على ديننا و على عيالاتنا و على موالينا. و ما نبذله و نشتري من أعراضنا. ممّن نخاف سطوته. فلا تزووه عنّا. و لا تحرموا أنفسكم دعائنا ما قدرتم عليه. فإنّ إخراجه مفتاح رزقكم. و تمحيص ذنوبكم. و ما تمهدون لأنفسكم ليوم فاقتكم و المسلم من يفي للّه بما عهد إليه. و ليس المسلم من أجاب باللسان و خالف بالقلب والسلام (الكافي ج 1 ص 547).

234 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إذا أراد اللّه بعبد خيراً بعث إليه ملكاً من خزّان الجنّة فيمسح (1) صدره. فتسخو (2) نفسه بالزكاة (النوادر للسيّد فضل اللّه الراوندي رحمه الله ص 151 و الجعفريّات ص 93 و ثواب الأعمال ص 69 باب : ثواب إخراج الزكاة و وضعها في موضعها).

235 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : لا تزال امّتي بخير (3) ما تحابّوا (4)و تهادّوا. و أدّوا الأمانة. و اجتنبوا الحرام. و وقرّوا (5) الضّيف. و أقاموا الصلاة. و آتوا الزكاة.

فإذا لم يفعلوا ذلك ابتلوا بالقحط و السنين (عيون الأخبار ج 2 ص 32 الباب 31 الحديث 25).

(راجع : صحيفة الإمام الرضا عليه السلام ص 43 و الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 647 المجلس 33 و جامع الأخبار ص 377 المجلس 94 و أعلام الدين ص 406 و عدّة الداعي ص 191).

236 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : لا تزال امّتي بخير ما لم يتخاونوا و أدّوا الأمانة و آتوا الزكاة.

و إذا لم يفعلوا ذلك ابتلوا بالقحط و السنين (عقاب الأعمال ص 300).

ص:88


1- - في ثواب الأعمال : فمسح.
2- - في النوادر : فيسخّي. و في ثواب الأعمال : و يسخّي.
3- - في جامع الأخبار : في خير.
4- - في أعلام الدين : تحاببوا.
5- - في جامع الأخبار : و أقرّوا.

الأدب

(1)

237 - قال الإمام الصادق عليه السلام : إنّ خير ما ورّث الآباء لأبنائهم : الأدب. لا المال.

فإنّ المال يذهب و الأدب يبقى (الكافي ج 8 ص 150).

238 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : الأدب خير ميراث (تحف العقول ص 89 و 100).

239 - قال الإمام الصادق عليه السلام : لا ميراث خيرٌ من الأدب (الاختصاص ص 246).

240 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : قليل الأدب خيرٌ من كثير النسب (غرر الحكم ص 248).

241 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : حسن الأدب خير موازرٍ و أفضل قرين (غرر الحكم ص 247).

ص:89


1- - حقيقة الأدب اجتماع خصال الخير و تجافي خصال الشرّ. و بالأدب يبلغ الرجل مكارم الأخلاق في الدنيا و الآخرة و يصل به إلى الجنّة. و الأدب هو أدب الشريعة (إرشاد القلوب للشيخ الديلمي - عليه الرحمة - ج 1 ص 310 الباب 50). الأدب حسن المعاملة في خدمة الخالق و معاشرة الخلق و الإحسان إلى الغير و كسب محبّة الناس و اختيار الخير و ما هو أحسن عاقبة و اجتناب الشرّ (بحار الأنوار للعلّامة المجلسي - قدّس اللّه تعالى روحه القدّوسي - ج 1 ص 126).

استخارة الربّ عزّوجلّ طلب الخير من اللّه تبارك و تعالى

242 - قال الخضر عليه السلام لرجل : هل رأيت أحداً خاف اللّه فلم ينجه ؟!

أم هل رأيت أحداً توكّل على اللّه فلم يكفه ؟!

و هل رأيت أحداً استخار اللّه فلم يخر له؟! (بحار الأنوار ج 46 ص 361 و ج 68 ص 143).

243 - قال الإمام الصادق عليه السلام : ما استخار اللّه عزّ و جلّ عبد مؤمن إلّاخار له - و إن وقع فيما يكره - . (فتح الأبواب ص 149 الباب 6).

244 - قال الإمام الصادق عليه السلام : إذا أردت أمراً فلا تشاور فيه أحداً حتّى تشاور ربّك.

(قال الراوي) : قلت : و كيف اشاور ربّي ؟

قال عليه السلام : تقول : استخير اللّه - مأة مرّة - ثمّ تشاور الناس. فإنّ اللّه يجري لك الخيرة على لسان من أحبّ (مكارم الأخلاق ج 2 ص 98).

245 - هارون بن خارجة عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إذا أراد أحدكم أمراً فلا يشاور فيه أحداً من الناس حتّى يبدء فيشاور اللّه تبارك و تعالى.

قال : قلت : و ما مشاورة اللّه تعالى - جعلت فداك - ؟

قال عليه السلام : يبدء فيستخير اللّه عزّ و جلّ فيه أوّلاً. ثمّ يشاور فيه.

فإنّه إذا بدء باللّه تعالى أجرى له الخيرة على لسان من يشاء من الخلق (من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 355).

(راجع: معاني الأخبار ص 144 و المحاسن ج 2 ص 431 و فتح الأبواب ص 136).

ص:90

246 - قال الإمام الصادق عليه السلام : ما من عبد مؤمن يستخير اللّه في أمر يريده - مرّة واحدة - إلّا قذفه بخير الأمرين (1) (بحار الأنوار ج 88 ص 257).

ص:91


1- - (قال الشيخ المفيد - عليه الرحمة -) : إذا عرض للعبد المؤمن أمران فيما يخطر بباله من مصالحه في أمر دنياه ك سفره و إقامته و معيشته في صنوف يعرض له الفكر فيها أو عند نكاح و تركه و ابتياع أمة أو عبد و نحو ذلك فمن السنّة أن لا يهجم على أحد الأمرين و ليتوق حتّى يستخير اللّه عزّ و جلّ فإذا استخاره عزم على ما خطر بباله على الأقوى في نفسه. فإن ساوت ظنونه فيه توكّل على اللّه تعالى و فعل ما يتّفق له منه. فإنّ اللّه عزّ و جلّ يقضي له بالخير إن شاء اللّه تعالى. و لا ينبغي للإنسان أن يستخير اللّه في فعل شيء نهاه عنه. و لا حاجة به في استخارة لأداء فرض و إنّما الاستخارة في المباح و ترك نفل إلى نفل لا يمكنه الجمع بينهما. كالجهاد و الحجّ تطوّعاً أو السفر لزيارة مشهد دون مشهد أو صلة أخ مؤمن و صلة غيره بمثل ما يريد صلة الآخر به و نحو ذلك. و للاستخارة صلاة موظّفة مسنونة و هي ركعتان يقرء الإنسان في إحداهما فاتحة الكتاب و سورة معها. و يقرء في الثانية الفاتحة و سورة معها. و يقنت في الثانية قبل الركوع. فإذا تشهّد و سلّم حمد اللّه و أثنى عليه و صلّى على محمّد و آله. و قال : اللّهمّ إنّي أستخيرك بعلمك و قدرتك و أستخيرك بعزّتك و أسألك من فضلك فإنّك تقدر. و لا أقدر. و تعلم و لا أعلم. و أنت علّام الغيوب. اللّهمّ إن كان هذا الأمر الّذي عرض لي خيراً في ديني و دنياي و آخرتي فيسّره لي و بارك لي فيه. و أعنّي عليه. و إن كان شرّاً لي فأصرفه عنّي. و اقض لي الخير حيث كان. و رضّني به حتّى لا أحبّ تعجيل ما أخّرت و لا تأخير ما عجّلت. و إن شاء قال : اللّهمّ خر لي ما في ما عرض لي من أمر كذا و كذا. و اقض لي بالخيرة فيما وفّقتني له منه برحمتك يا أرحم الراحمين (بحار الأنوار ج 88 ص 230).

247 - قال الإمام الصادق عليه السلام : ما استخار اللّه عزّ و جلّ عبد سبعين مرّة بهذه الاستخارة إلّا رماه اللّه بالخير (1).

يقول : يا أبصر الناظرين. و يا أسمع السامعين. و يا أسرع الحاسبين. و يا أرحم الراحمين. و يا أحكم الحاكمين. صلّ على محمّد و أهل بيته و خر لي (2) في كذا و كذا (من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 356 و تهذيب الأحكام ج 3 ص 200 الباب 16 الحديث 8 و مصباح المتهجّد ص 536 و فتح الأبواب ص 249 الباب 13 و مكارم الأخلاق ج 2 ص 102 و البلد الأمين ص 160 و المصباح للشيخ الكفعمي - عليه الرحمة - ص 391 الفصل 35).

248 - عن معاوية بن عمّار عن أبي عبداللّه عليه السلام . قال : كان أبو جعفر عليه السلام يقول : ما استخار اللّه عبد - قطّ - مأة مرّة إلّارمي بخير الأمرين.

يقول : اللّهمّ عالم الغيب و الشهادة إن كان أمر كذا و كذا خيراً لأمر دنياي و آخرتي و عاجل أمري و آجله. فيسّره لي. و افتح لي بابه. و رضّني فيه بقضائك (3) (فتح الأبواب ص 236 الباب 12).

ص:92


1- - في مكارم الأخلاق : بالخيرة. أي : يوفّقه للخير. أو يجعل الخير فيما يريد. أو يخطر بباله أو يلقيه على لسان من يشاء. و أمثالها (نقلاً عن هامش التهذيب).
2- - في المقنعة للشيخ المفيد رحمه الله ص 218 هكذا : و خر لي في كذا و كذا خيرة في عافية.
3- - سأل محمّد بن خالد القسري أبا عبداللّه عليه السلام عن الاستخارة ؟ فقال عليه السلام : استخر اللّه في آخر ركعة من صلاة الليل و أنت ساجد - مأة مرّة و مرّة - . قال : كيف أقول؟ قال عليه السلام : تقول : أستخير اللّه برحمته. أستخير اللّه برحمته (من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 355).

249 - قال الإمام الصادق عليه السلام : صلّ ركعتين (1). واستخر اللّه مأة مرّة (و مرّة) (2).

ثمّ انظر أحزم (3) الأمرين لك. فإفعله. فإنّ الخير (4) فيه إن شاء اللّه.

ولتكن استخارتك في عافية (5) (تهذيب الأحكام ج 3 ص 199 و الكافي ج 3 ص 472 و مكارم الأخلاق ج 2 ص 104 و المحاسن ج 2 ص 432).

250 - قال الإمام الصادق عليه السلام : صلّ ركعتين. و استخر اللّه عزّ و جلّ .

ف - و اللّه - ما استخار اللّه تعالى مسلم إلّاخار (6) اللّه له البتة (7) (الكافي ج 3 ص 470 و تهذيب الأحكام ج 3 ص 197 و فتح الأبواب ص 164 و مصباح المتهجّد ص 533 و مكارم الأخلاق ج 2 ص 108).

ص:93


1- - قال الإمام الصادق عليه السلام : إذا أراد أحدكم شيئاً فليصل ركعتين وليحمد اللّه عزّ و جلّ و ليثن عليه ثمّ يصلّي على محمّد و آله. و يقول : اللّهمّ إن كان هذا الأمر خيراً لي في ديني و دنياي فيسّره لي وقدّره . و إن كان على غير ذلك فأصرفه عنّي (تهذيب الأحكام ج 3 ص 198 الباب 16 الحديث 4). (راجع : من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 355 و الكافي ج 3 ص 477).
2- - مابين القوسين لم يذكر في المحاسن.
3- - في المحاسن : أعزم.
4- - في الكافي و المحاسن و مكارم الأخلاق : الخيرة.
5- - أي : اطلب من اللّه تعالى الخير و الصحّة و السلامة و العافية لا المرض و البلاء و الضرر والخسارة.
6- - أي : أعطاه اللّه عزّ و جلّ ما هو خير له .
7- - أي : لم يطلب عبد منه تعالى أن يصلح له الاُمور و يجعل الخير و الصلاح له إلّاقضى حاجته. و هو عزّ و جلّ قاضي الحاجات (نقلاً عن هامش التهذيب).

251 - إنّ رجلاً جاء إلى أبي عبد اللّه عليه السلام فقال له : - جعلت فداك - إنّي ربّما ركبت (1)الحاجة ف أندم عليها.

فقال عليه السلام له : أين أنت عن الإستخارة ؟

فقال الرجل : - جعلت فداك - فكيف الإستخارة ؟

فقال عليه السلام : إذا صلّيت صلاة الفجر فقل - بعد أن ترفع يديك حذاء وجهك - :

اللّهمّ إنّك تعلم و لا أعلم. و أنت علّام الغيوب. ف صلّ على محمّد و آل محمّد. و خر لي في جميع ما عزمت به من اموري خيار بركة و عافية.

ثمّ تسجد سجدة تقول فيها - مأة مرّة - : أستخير اللّه برحمته.

أستقدر اللّه في عافية بقدرته.

ثمّ ائت حاجتك. فإنّها خير لك على كلّ حال.

و لا تتّهم ربّك فيما تتصرّف فيه (2) (مكارم الأخلاق ج 2 ص 102).

ص:94


1- - أي : أقدمت.
2- - قال الإمام الصادق عليه السلام : من استخار اللّه في أمره فعمل أحد الأمرين. فعرض في قلبه شيء. فقد اتّهم اللّه في قضائه (بحار الأنوار ج 88 ص 225).

استخارة الربّ عزّ و جلّ عند قبر الإمام الحسين عليه السلام

252- قال الإمام الصادق عليه السلام : ما استخار اللّه عزّ و جلّ عبد - قطّ - في أمر مأة مرّة عند رأس الحسين عليه السلام فيحمد اللّه و يثني عليه إلّارماه اللّه بخير الأمرين (فتح الأبواب ص 240).

253 - قال الإمام الصادق عليه السلام : ما استخار اللّه عزّ و جلّ عبد في أمر - قطّ - مأة مرّة يقف عند رأس قبر الحسين عليه السلام فيحمد اللّه و يهلّله و يسبّحه و يمجّده و يثني عليه بما هو أهله إلّارماه اللّه تبارك و تعالى بأخير الأمرين (قرب الإسناد ص 59).

الرضى بخيرة الربّ عزّ و جلّ بعد الإستخارة

254 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السلام : - يا عليّ - إذا أردت أمراً. فإستخر ربّك .

ثمّ إرض بما يخير لك.

تسعد في الدنيا و الآخرة (فتح الأبواب ص 156 الباب 6).

255 - قال الإمام الصادق عليه السلام : من استخار اللّه عزّ و جلّ راضياً بما صنع اللّه له خار اللّه له حتماً (الكافي ج 8 ص 241).

256 - قال الإمام الصادق عليه السلام : من استخار اللّه عزّ و جلّ مرّة واحدة و هو راضٍ به (1)خار اللّه تعالى له حتماً (المصباح للشيخ الكفعمي - عليه الرحمة - ص 392 الفصل 35 و فتح الأبواب ص 257 الباب 17 و المحاسن ج 2 ص 431).

ص:95


1- - في المحاسن هكذا : راضٍ بما صنع اللّه له.

الإستيذان عند دخول دار الغير

السلام للإستيذان عند دخول دار الغير

257 - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا (1) وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا (2) ذلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ (3) لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ«27»

فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَداً فَلاَ تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ (4) وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا (5) هُوَ أَزْكَى لَكُمْ (6) وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ«28» (النور).

ص:96


1- - الإستيناس هو : الإستيذان (تفسير القمّي - عليه الرحمة - ج 2 ص 101). أي : حتّى تستأذنوا. و قيل : تستأنسوا بالتنحنح و الكلام الّذي يقوم مقام الاستيذان.
2- - قيل : إنّ فيه تقديماً و تأخيراً. تقديره : حين تسلّموا على أهلها و تستأنسوا. و تستأذنوا. فإن اذن لكم. فادخلوا. و قيل معناه : حتّى تستأنسوا بأن تسلّموا.
3- - معناه : ذلك الدخول - بالإستيذان - خيرٌ لكم (مجمع البيان ج 7 ص 213).
4- - أي : حتّى يأذن لكم أرباب البيوت في ذلك. بيّن اللّه سبحانه - بهذا - أ نّه لا يجوز دخول دار الغير بغير إذنه - وإن لم يكن صاحبها فيها - . و لا يجوز أن يتطلّع إلى المنزل ليرى من فيه فيستأذنه - إذا كان الباب مغلقاً - . لقوله صلى الله عليه و آله : إنّما جعل الإستيذان لأجل النظر . و إلّاأن يكون الباب مفتوحاً. لأنّ صاحبه - بالفتح - أباح النظر.
5- - أي : فإنصرفوا . و لا تلجوا عليهم . و ذلك بأن يأمروكم بالإنصراف - صريحاً - . أو يوجد منه ما يدلّ عليه .
6- - معناه : أنّ الإنصراف. أنفع لكم في دينكم و دنياكم . و أطهر لقلوبكم. و أقرب إلى أن تصيروا أزكياء (مجمع البيان ج 7 ص 214).

258 - عن عبدالرحمان بن أبي عبداللّه قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن قول اللّه عزّ وجلّ :

لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا.

قال عليه السلام : الإستيناس : وقع النعل. و التسليم (معاني الأخبار ص 163 و تفسير القمّي - عليه الرحمة - ج 2 ص 101). (و راجع : مشكاة الأنوار ج 2 ص 24).

259 - عن أبي أيّوب الأنصاري قال : قلنا - يا رسول اللّه - ما الإستيناس ؟

قال صلى الله عليه و آله : يتكلّم الرجل بالتسبيحة و التحميدة و التكبيرة.

و يتنحنح على أهل البيت (مجمع البيان ج 7 ص 213).

260 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إذا جاء الرجل إلى باب الدار. يسبّح و يهلّل - حتّى يعلم أهل الدار أ نّه يريد الدخول فيها - (مستدرك الوسائل ج 8 ص 377).

261 - قال الإمام الصادق عليه السلام : إذا استأذن أحدكم. فليبدأ بالسلام . فإنّه اسم من أسماءاللّه عزّ وجل.

فليستأذن من وراءالباب قبل أن ينظر إلى قعر البيت.

فإنّما امرتم بالإستيذان من أجل العين (1).

والإستيذان - ثلاث مرّات - . فإن قيل : ادخل . فليدخل .

و إن قيل : ارجع . فليرجع .

أولاهنّ : يسمع أهل البيت . و الثانية : يأخذ أهل البيت حذرهم.

و الثالثة : يختار أهل البيت. إن شاؤوا. أذنوا. و إن شاؤوا. لم يأذنوا.

ثمّ ليرجع (مشكاة الأنوار ج 2 ص24).

ص:97


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّما جعل الإستيذان. من أجل النظر (الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة - ص 398 المجلس 14).

الإسلام

262 - إِن يَعْلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرَاً (1) يُؤْتِكُمْ (2) خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنكُمْ (3) وَيَغْفِر لَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ«70» (الأنفال).

263 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : لمّا نزل قوله عزّ و جلّ : و أنذر عشيرتك الأقربين (4).

قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : - يا بني عبد المطّلب - إنّي و اللّه ما أعلم شابّاً في العرب جاء قومه بأفضل ممّا جئتكم به. إنّي قد جئتكم بخير الدنيا و الآخرة (5).

و قد أمرني اللّه عزّ و جلّ أن أدعوكم إليه. فأيّكم يؤمن بي و يؤازرني على أمري فيكون أخي و وصيّي و وزيري و خليفتي في أهلي من بعدي.

قال أمير المؤمنين عليه السلام : فأمسك القوم. و أحجموا عنها جميعاً.

فقمت و إنّي لأحدثهم سنّاً... فقلت : أنا - يا نبيّ اللّه - أكون وزيرك على ما بعثك اللّه به.

قال عليه السلام : فأخذ صلى الله عليه و آله بيدي.

ص:98


1- - أي : إسلاماً و إخلاصاً. أو : رغبة في الإيمان و صحّة نيّة.
2- - أي : يعطيكم.
3- - من الفداء. إمّا في الدنيا و الآخرة. و إمّا في الآخرة (بحار الأنوار ج 19 ص 242).
4- - الشعراء : 214.
5- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ اللّه تعالى أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين. و أنتم عشيرتي و رهطي. و إنّ اللّه لم يبعث نبيّاً إلّاجعل من أهله أخاً و وزيراً و وارثاً و وصيّاً و خليفة من أهله. فأيّكم يقوم فيبايعني على أ نّه أخي و وارثي و وزيري و وصيي و يكون منّي بمنزلة هارون من موسى - إلّاأ نّه لا نبيّ بعدي - ؟ فسكت القوم. فقال صلى الله عليه و آله : ليقومنّ قائمكم أو ليكوننّ في غيركم ثمّ ليتندمن . ثمّ أعاد صلى الله عليه و آله الكلام ثلاث مرّات. فقام عليّ عليه السلام فبايعه و أجابه (مجمع البيان ج 7 ص 323).

ثمّ قال صلى الله عليه و آله : إنّ هذا أخي و وصيّي و وزيري و خليفتي فيكم. فأسمعوا له و أطيعوا.

قال عليه السلام : فقام القوم يضحكون (1). و يقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع لإبنك و تطيع. (الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة - ص 583 المجلس 24).

(راجع : تفسير فرات الكوفي - عليه الرحمة - ص 300 و شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 13 ص 210).

264 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إنّ اللّه تعالى خصّكم بالإسلام. و استخلصكم له.

و ذلك لأنّه اسم سلامة و جماع كرامة.

اصطفى اللّه تعالى منهجه و بيّن حججه من ظاهر علم و باطن حكم.

لا تفنى غرائبه و لا تنقضي عجائبه.

مرابيع النعم و مصابيح الظلم.

لا تفتح الخيرات إلّابمفاتيحه (2). و لا تكشف الظلمات إلّابمصابيحه (3).

قد أحمى حماه و أرعى مرعاه. فيه شفاء المشتفي و كفاية المكتفي (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 9 ص 152 و بحار الأنوار ج 65 ص 375).

265 - قال الإمام الصادق عليه السلام : إنّ اللّه عزّ و جلّ إذا أراد بعبد خيراً شرح صدره للإسلام فإذا أعطاه ذلك أنطق لسانه بالحقّ. و عقد قلبه عليه. فعمل به. فإذا جمع اللّه له ذلك تمّ له إسلامه.

و كان عند اللّه - إن مات على ذلك الحال - من المسلمين حقّاً (الكافي ج 8 ص 13).

ص:99


1- - في التفسير : يتضاحكون.
2- - في البحار : بمفاتحه.
3- - في البحار : بمصابحه.

266 - (قال ملك من الملائكة لرسول اللّه صلى الله عليه و آله في ليلة المعراج) : أبشر - يا محمّد - فإنّي أرى الخير كلّه في امّتك (تفسير القمّي رحمه الله ج 2 ص 6).

267 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خيرنا : أتبعنا لهذا الدين (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 20 ص 28).

268 - عن ابن رئاب عن زرارة قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : الناس يروون عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله أنّه قال : أشرفكم في الجاهليّة أشرفكم في الإسلام ؟

فقال عليه السلام : صدقوا.

و ليس حيث تذهبون .

كان أشرفهم في الجاهليّة أسخاهم نفساً و أحسنهم خلقاً و أحسنهم جواراً و أكفّهم أذى فذلك الّذي إذا أسلم. لم يزده إسلامه إلّاخيراً (الزهد ص 134 الباب 10 و بحار الأنوار ج 70 ص 293).

(راجع : تنبيه الخواطر ج 2 ص 250).

ص:100

الإصلاح بين الناس - إصلاح ذات البين

الصلح

269 - لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِن نَجْوَاهُمْ (1) إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذلِكَ (2) ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً«114» (النساء).

270 - وَالصُّلْحُ خَيْرٌ (3) «128» (النساء).

271 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : رحم اللّه عبداً تكلّم فغنم أو سكت فسلم.

إنّ اللسان أملك شيء للإنسان.

ألا وإنّ كلام العبد كلّه عليه إلّاذكراً للّه عزّ و جلّ أو أمراً بمعروف أو نهياً عن منكر أو إصلاحاً بين الناس . و قال اللّه تعالى : لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِن نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ (جامع الأخبار ص 520).

272 - (من جملة ما جاء في وصيّة الإمام الصادق عليه السلام لأولاده) : و عهد إلى وُلده أن لا يموتوا إلّاو هم مسلمون. و أن يتّقوا اللّه و يصلحوا ذات بينهم - ما استطاعوا - فإنّهم لن يزالوا بخير ما فعلوا ذلك (الكافي ج 7 ص 53).

ص:101


1- - لا خير في كثير من كلام الناس و محاوراتهم إلّامن أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس(تفسير القمّي رحمه الله ج 1 ص 180). نفى عزّ و جلّ الخير في النطق إلّافي هذه الاُمور الثلاثة (إرشاد القلوب ج 1 ص 231).
2- - أي : الصدقة أو المعروف أو الإصلاح بين الناس . أو : الأمر بها (بحار الأنوار ج 67 ص 218).
3- - دالّ على أنّ الصلح جائز بين المسلمين ما لم يؤدّ إلى تحليل حرام أو تحريم حلال (متشابه القرآن ج 2 ص 212). قال الإمام الصادق عليه السلام : الصلح جائز بين الناس (الكافي ج 5 ص 259 باب : الصلح).

273 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ما عمل رجل (1) عملاً - بعد إقامة الفرائض - خيراً من إصلاح بين الناس.

يقول خيراً و يتمنّى (2) خيراً (3) (إرشاد القلوب ج 1 ص 317 الباب 50 و الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 522 الملجس 18 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 176).

ص:102


1- - في الأمالي و تنبيه الخواطر : إمرؤ . 2 - في الإرشاد : ينمي.
2-
3- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إصلاح ذات البين شعبة من شعب النبوّة (عوالي اللئالي ج 1 ص 266). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : أصلح الناس : أصلحهم للناس (من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 282). قال أمير المؤمنين عليه السلام : الإصلاح بين الناس من الإحسان (جامع الأخبار ص 519). قال أمير المؤمنين عليه السلام : أكرم الخلق على اللّه - بعد الأنبياء عليهم السلام - : العلماء الناصحون . و المتعلّمون الخاشعون . و المصلح بين الناس في اللّه (جامع الأخبار ص 519). قال أمير المؤمنين عليه السلام : من أصلح بين إثنين فهو صدّيق اللّه في الأرض. و إنّ اللّه عزّ و جلّ لا يعذّب من هو صدّيقه (جامع الأخبار ص 519). قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا يكون العبد في الأرض مصلحاً حتّى يسمّى في السماء مصلحاً (جامع الأخبار ص 519). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إصلاح ذات البين أفضل من عامّة الصلاة و الصوم (الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 522 المجلس 18 و ثواب الأعمال ص 178 و عوالي اللئالي ج 1 ص 266 و ج 2 ص 115). في ثواب الأعمال و عوالي اللئالي : الصيام. قال أمير المؤمنين عليه السلام : من أصلح بين الناس. أصلح اللّه بينه و بين العباد في الآخرة (جامع الأخبار ص 519 الفصل 141). قال الإمام الكاظم عليه السلام : مكتوب في الإنجيل : طوبى للمصلحين بين الناس. أولئك هم المقرّبون يوم القيامة (تحف العقول ص 393).

274 - (قال أمير المؤمنين عليه السلام في شأن شهر شعبان) : سمّاه ربّنا عزّ و جلّ شعبان لتشعّب الخيرات فيه. و قد فتح ربّكم فيه أبواب جنانه و عرض عليكم قصورها و خيراتها بأرخص الأثمان و أسهل الاُمور ...

و شعب خيراته : الصلاة و الصوم و الزكاة و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و برّ الوالدين و القرابات و الجيران. و إصلاح ذات البين (1) و الصدقة على الفقراء و المساكين (التفسير المنسوب إلى الإمام العسكريّ عليه السلام ص 636 - 637).

ص:103


1- - (قال أمير المؤمنين عليه السلام في وصف المؤمن و أعماله) : ... و يجتهد في إصلاح ذات البين (بحارالأنوار ج 75 ص 75). قال الإمام الصادق عليه السلام : لئن أصلح بين اثنين أحبّ إليّ من أن أتصدّق بدينارين (الكافي ج 2 ص 209) (راجع : ثواب الأعمال ص 178). قال رسول اللّه عليه السلام : ألا انبّئكم بصدقة يسيرة يحبّها اللّه عزّ و جلّ ؟ فقالوا : ما هي ؟ قال صلى الله عليه و آله : إصلاح ذات البين إذا تقاطعوا (عوالي اللئالي ج 1 ص 266). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : أفضل الصدقة : صدقة اللسان . قيل : - يا رسول اللّه - ما صدقة اللسان ؟ قال صلى الله عليه و آله : الشفاعة تفكّ بها الأسير و تحقن بها الدماء. و تجرّ بها المعروف إلى أخيك و تدفع بها الكريهة (بحار الأنوار ج 73 ص 44). صدقة اللسان هي : الوساطة بين الناس و السعي فيما يكون سبباً لإطفاء النائرة. و إصلاح ذات البين (بحار الأنوار ج 93 ص 136 و عدّة الداعي ص 72). قال الإمام الصادق عليه السلام : صدقة يحبّها اللّه عزّ و جلّ : إصلاح بين الناس إذا تفاسدوا. و تقارب بينهم إذا تباعدوا (الكافي ج 2 ص 290 و مشكاة الأنوار ج 1 ص 401). في مشكاة الأنوار هكذا : و التقريب .

275 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ليس بكذّاب (1) من أصلح بين إثنين .

فقال خيراً أو نما (2) خيراً (3) (جامع الأخبار ص 268 و بحار الأنوار ج 69 ص 253).

ص:104


1- - في بحار الأنوار : بكاذب .
2- - أي : نقل.
3- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ اللّه عزّ و جلّ أحبّ الكذب في الصلاح. و أبغض الصدق في الفساد (من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 255 و مكارم الأخلاق ج 2 ص 320 و جامع الأخبار ص 507). قال الإمام الصادق عليه السلام : المصلح ليس بكاذب (الكافي ج 2 ص 209). أي: إذا نقل المصلح كلاماً من أحد الجانبين إلى الآخر لم يقله و علم رضاه به أو ذكر فعلاً لم يفعله للإصلاح ليس من الكذب المحرّم. بل هو حسن. و قيل : إنّه لا يسمّى كذباً إصطلاحاً. و إن كان كذباً لغةً لأنّ الكذب في الشرع : ما لا يطابق الواقع و يذمّ قائله. و هذا لا يذمّ قائله شرعاً (من بيان العلّامة المجلسي رحمه الله في البحار ج 73 ص 46). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ثلاث يحسن فيهنّ الكذب : المكيدة في الحرب. و عدتك زوجتك. و الإصلاح بين الناس (الفقيه ج 4 ص 259 و الخصال ص 87 و المكارم ج 2 ص 325 و تحف العقول ص 9). عن عيسى بن حسان قال : سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول : كلّ كذب مسؤول عنه صاحبه يوماً إلّاكذباً في ثلاثة : رجل كائد في حربه فهو موضوع عنه. أو رجل أصلح بين اثنين يلقى هذا بغير ما يلقى به هذا - يريد بذلك الإصلاح ما بينهما - . أو رجل وعد أهله شيئاً و هو لا يريد أن يتمّ لهم (الكافي ج 2 ص 342 و مشكاة الأنوار ج 1 ص 401). في مشكاة الأنوار هكذا : لهم عليه يريد بذلك دفعها. قال الإمام الصادق عليه السلام : الكلام ثلاثة : صدق و كذب وإصلاح بين الناس. قيل له : - جعلت فداك - ما الإصلاح بين الناس ؟ قال عليه السلام : تسمع من الرجل كلاماً يبلغه. فتخبث نفسه. فتلقاه فتقول : سمعت من فلان قال فيك من الخير كذا وكذا. خلاف ما سمعت منه (الكافي ج 2 ص 209 و ص 341). قال الإمام الصادق عليه السلام : الكذب مذموم إلّافي أمرين : دفع شرّ الظلمة. و إصلاح ذات البين (جامع الأخبار ص 417 الفصل 111 و البحار ج 69 ص 263).

الإطعام

276 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : الخير أسرع إلى البيت الّذي يطعم فيه الطعام من الشفرة في سنام البعير (المحاسن ج 2 الباب 1 الحديث 24 ص 147).

277 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خيركم من أطعم الطعام و أفشى السلام و صلّى و الناس نيام (الكافي ج 4 ص 50 و الخصال ص 91 و المحاسن ج 2 الباب 1 الحديث 2).

قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خيركم من أطاب الكلام. و أطعم الطعام و صلّى بالليل و الناس نيام (1) (عيون الأخبار ج 2 الباب 31 الحديث 290).

إعانة المؤمن

278 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ معونة المسلم خير و أعظم أجراً من صيام شهر و اعتكافه في المسحد الحرام (الكافي ج 8 ص 9).

279 - قال الإمام الصادق عليه السلام : إنّ اللّه عزّ و جلّ في (2) عون المؤمن ما كان المؤمن في عون أخيه المؤمن. فإنتفعوا بالعظة (3) و أرغبوا في الخير (ثواب الأعمال ص 164 و المؤمن ص 46 الباب 5). (راجع الكافي ج 2 ص 200 و أعلام الدين ص 390).

ص:105


1- - قال الإمام الصادق عليه السلام : المنجيات : إطعام الطعام و إفشاء السلام و الصلاة بالليل و الناس نيام (الكافي ج 4 ص 51). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : الرزق أسرع إلى من يطعم الطعام من السكّين في السنام (الكافي ج 4 ص 53). قال الإمام الكاظم عليه السلام : من موجبات مغفرة اللّه تبارك و تعالى : إطعام الطعام (الكافي ج 4 ص 50 و ص 52).
2- - في المؤمن : ل في. 3 - في المؤمن : في العظة.
3-

الإعتدال

280 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير الاُمور النمط الأوسط (غرر الحكم ص 104).

281 - قال الإمام الكاظم عليه السلام : خير الاُمور أوساطها (روضة الواعظين ج 1 ص 488).

282 - قال الإمام الرضا عليه السلام : خير الاُمور أوسطها (الكافي ج 6 ص 541).

الإعتدال في السلوك

283 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : الإنقباض من الناس مكسبة للعداوة. و الإنبساط مجلبة لقرين السوء. فكن بين المنقبض و المسترسل. فإنّ خير الاُمور أوساطها (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 2 ص 286).

إعتدال الرجاء و الخوف

284 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير الأعمال : إعتدال الرجاء و الخوف (غرر الحكم ص 156).

الإعتدال في المعيشة - الإقتصاد

285 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إذا أراد اللّه بعبد خيراً ألهمه الاقتصاد. و حُسن التدبير.

و جنّبه سوء التدبير و الإسراف (غرر الحكم ص 353).

286 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إذا أراد اللّه بأهل بيت خيراً فقّههم في الدين. و رزقهم الرفق في معايشهم و القصد في شأنهم. و وقّر صغيرهم كبيرهم.

و إذا أراد بهم غير ذلك تركهم هملاً (الجعفريّات ص 246).

287 - قال الإمام الباقر عليه السلام : ما خير في رجل لا يقتصد في معيشته ما يصلح. لا لدنياه و لا لآخرته (تهذيب الأحكام ج 7 ص 281 الباب 21 الحديث 48).

ص:106

الإقبال على اللّه عزّ و جلّ

288 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : تفرّقوا من هموم الدنيا ما استطعتم. فإنّه من أقبل على اللّه تعالى بقلبه جعل اللّه قلوب العباد منقادةً إليه بالودّ و الرحمة.

و كان اللّه إليه بكلّ خير أسرع (بحار الأنوار ج 74 ص 168).

الإكساء

289 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ما من مسلم يكسو مسلماً من سمل ثيابه - لا يكسوه إلّا للّه عزّ و جلّ - إلّاكان في ضمان اللّه عزّ و جلّ و حرزه و خيره و أمانه ما واراه حيّاً و ميّتاً (1) (مكارم الأخلاق ج 1 ص 88).

ص:107


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ما من مسلم يكسو مسلماً ثوباً إلّاكان في حفظ اللّه ما دام منه رقعةً (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 18 ص 335).

الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر

290 - كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلْنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ «110» (آل عمران).

291 - لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِن نَجْوَاهُمْ (1) إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذلِكَ (2) ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً«114» (النساء).

292 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : رحم اللّه عبداً تكلّم فغنم أو سكت فسلم.

إنّ اللسان أملك شيء للإنسان.

ألا وإنّ كلام العبد كلّه عليه إلّاذكراً للّه عزّ و جلّ أو أمراً بمعروف أو نهياً عن منكر أو إصلاحاً بين الناس .

و قال اللّه تعالى : لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِن نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ (جامع الأخبار ص 520).

293 - (قال أمير المؤمنين عليه السلام في شأن شهر شعبان) : سمّاه ربّنا عزّ و جلّ شعبان لتشعّب الخيرات فيه. و قد فتح ربّكم فيه أبواب جنانه و عرض عليكم قصورها و خيراتها بأرخص الأثمان و أسهل الاُمور ...

و شعب خيراته : الصلاة و الصوم و الزكاة و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و برّ الوالدين و القرابات و الجيران. و إصلاح ذات البين و الصدقة على الفقراء و المساكين (التفسير المنسوب إلى الإمام العسكريّ عليه السلام ص 636 - 637).

ص:108


1- - لا خير في كثير من كلام الناس و محاوراتهم إلّامن أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس(تفسير القمّي رحمه الله ج 1 ص 180). نفى عزّ و جلّ الخير في النطق إلّافي هذه الاُمور الثلاثة (إرشاد القلوب ج 1 ص 231).
2- - أي : الصدقة أو المعروف أو الإصلاح بين الناس . أو : الأمر بها (بحار الأنوار ج 67 ص 218).

294 - (قال أمير المؤمنين عليه السلام في وصف جماعة من أهل الإيمان) : فمنهم المنكر للمنكر بيده و لسانه و قلبه. فذلك المستكمل لخصال الخير.

و منهم المنكر بلسانه و قلبه و التارك بيده. فذلك متمسّك بخصلتين من خصال الخير.

و مضيّع خصلة.

و منهم المنكر بقلبه. و التارك بيده و لسانه. فذلك الّذي ضيّع أشرف الخصلتين من الثلاث. و تمسّك بواحدة.

و منهم تارك لإنكار المنكر بلسانه و قلبه و يده. فذلك ميّت الأحياء (غرر الحكم ص 332 و شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 19 ص 336 و البحار ج 97 ص 89).

295 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير العمل : أن تلقي أهل المعاصي بوجوه مكفهرة (تنبيه الخواطر ج 2 ص 124).

296 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : لا يزال الناس بخير ما أمروا بالمعروف و نهوا عن المنكر (1) و تعاونوا على البرّ و التقوى .

فإذا لم يفعلوا ذلك نزعت منهم البركات و سلّط بعضهم على بعض.

و لم يكن لهم ناصر في الأرض و لا في السماء (تهذيب الأحكام ج 6 ص 203 و عوالي اللئالي ج 3 ص 188 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 126 و مشكاة الأنوار ج 1 ص 113 الفصل 13).

ص:109


1- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : من كان فيه ثلاث سلمت له الدنيا و الآخرة : يأمر بالمعروف و يأتمر به. و ينهى عن المنكر و ينتهي عنه. و يحافظ على حدود اللّه عزّ و جلّ (غرر الحكم ص 332). قال الإمام الصادق عليه السلام : الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر خلقان من خلق اللّه تعالى. فمن نصرهما أعزّه اللّه تعالى و من خذلهما خذله اللّه تعالى (تهذيب الأحكام ج 6 ص 197).

الإنصاف و القسط في المعاملات

(1)

297 - وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللّهَ مَالَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ (2) وَلاَ تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ (3) وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا (4) ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (5) «85» (الأعراف).

ص:110


1- - قال الإمام الصادق عليه السلام : ما ناصح اللّه عبد مسلم في نفسه فأعطى الحقّ منها و أخذ الحقّ لها إلّااُعطي خصلتين : رزقاً من اللّه يقنع به. و رضىً من اللّه ينجيه (ثواب الأعمال ص 207). قال الإمام الصادق عليه السلام : من أراد أن يدخله اللّه عزّ و جلّ في رحمته و يسكنه جنّته فليحسن خلقه. و ليعط النصفة من نفسه و ليرحم اليتيم و ليعن الضعيف و ليتواضع للّه الّذي خلقه (الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 473 المجلس 61). قال الإمام الباقر عليه السلام : إنّ للّه عزّ و جلّ جنّة لا يدخلها إلّاثلاثة : رجل حكم على نفسه بالحقّ. و رجل زار أخاه المؤمن في اللّه. و رجل آثر أخاه المؤمن في اللّه (الكافي ج 2 ص 178).
2- - أي : أدّوا حقوق الناس على التمام في المعاملات.
3- - أي : لا تنقصوهم حقوقهم.
4- - أي : لا تعملوا في الأرض بالمعاصي و استحلال المحارم بعد أن أصلحها اللّه عزّ و جلّ بالأمر والنهي و بعثة الأنبياء عليهم السلام (بحار الأنوار ج 12 ص 375).
5- - قال الإمام الباقر عليه السلام : كان أمير المؤمنين عليه السلام بالكوفة عندكم يغتدي كلّ يوم بكرة من القصر فيطوف في أسواق الكوفة سوقاً سوقاً ومعه الدرّة على عاتقه وكان لها طرفان وكانت تسمّى السبيبة فيقف على أهل كلّ سوق فينادي : - يا معشر التجّار - اتّقوا اللّه عزّ وجلّ. فإذا سمعوا صوته عليه السلام ألقوا ما بأيديهم و ارعوا إليه بقلوبهم و سمعوا بأذانهم. فيقول عليه السلام : قدّموا الاستخارة وتبرّكوا بالسهولة و اقتربوا من المبتاعين وتزيّنوا بالحلم وتناهوا عن اليمين و جانبوا الكذب و تجافوا عن الظلم وانصفوا المظلومين ولا تقربوا الربا وأوفوا الكيل والميزان و لا تبخسوا الناس أشيائهم و لا تعثوا في الأرض مفسدين. فيطوف عليه السلام في جميع أسواق الكوفة ثمّ يرجع فيقعد للناس (الكافي ج 5 ص 151 و الفقيه ج 3 ص 102 و التهذيب ج 7 ص8 و أمالي الشيخ المفيد رحمه الله ص 197 و تحف العقول ص 216).

298 - وَأَوْفُوا الْكَيْلَ (1) إِذَا كِلْتُمْ (2) وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ (3) ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (4)«35» (الإسراء).

ص:111


1- - لا يكون الوفاء حتّى يميل الميزان (فقه القرآن ج 2 ص 43).
2- - و لا تبخسوا فيه (بحار الأنوار ج 66 ص 104).
3- - أي : بالاستواء (بحار الأنوار ج 100 ص 106). أي : بالسواء (تفسير القمّي رحمه الله ج 2 ص 19). بالميزان السوي (بحار الأنوار ج 66 ص 104).
4- - عن وشيكة قال : رأيت عليّاً عليه السلام يتزّر فوق سرّته و يرفع إزاره إلى أنصاف ساقيه. و بيده درّة يدور في السوق. يقول عليه السلام : اتّقوا اللّه و أوفوا الكيل. كأ نّه معلّم صبيان (بحار الأنوار ج 76 ص 310). قال الإمام الباقر عليه السلام : كان أمير المؤمنين عليه السلام كلّ بكرة يطوف في أسواق الكوفة سوقاً سوقاً و معه الدرّة على عاتقه. و كان لها طرفان. و كانت تسمّى : السبيبة. فيقف على سوق سوق فينادي عليه السلام : - يا معشر التجّار - قدّموا الاستخارة و تبرّكوا بالسهولة. و اقتربوا من المبتاعين و تزيّنوا بالحلم. و تناهوا عن الكذب و اليمين. و تجافوا عن الظلم. و أنصفوا المظلومين. و لا تقربوا الربا. و أوفوا الكيل و الميزان و لا تبخسوا الناس أشيائهم. و لا تعثوا في الأرض مفسدين. يطوف عليه السلام في جميع أسواق الكوفة فيقول هذا. ثمّ يقول عليه السلام : تقنى اللذاذة ممّن نال صفوتها من الحرام و يبقى الإثم و العار تبقى عواقب سوء في مغبتها لا خير في لذّة من بعدها النار (الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله المجلس 75 الحديث 6).

الإنفاق في سبيل اللّه عزّ وجلّ

299 - وَأَنفِقُوا خَيراً لِأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ (1) فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ«16» (التغابن).

300 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : الأيدي ثلاثة : سائلة و منفقة و ممسكة.

و خير الأيدي : المنفقة (الكافي ج 4 ص 43 و تحف العقول ص 45).

301 - قال الإمام الصادق عليه السلام : اليد العليا (2) خير من اليد السفلى (3) (الكافي ج 4 ص 11).

302 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : - يا ابن آدم - إنّك إن تبذل الفضل. ف خير لك.

و إن تمسك. ف شرّ لك (عوالي اللئالي ج 1 ص 368).

303 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من أنفق زوجين (4) في سبيل اللّه نودي في الجنّة : - يا عبد اللّه - هذا خير (عوالي اللئالي ج 1 ص 369).

304 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : درهم يعطيه الرجل في صحّته خير من عتق رقبة عند الموت (جامع الأخبار ص 510 الفصل 141).

الإيثار

305 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير المكارم : الإيثار (5) (غرر الحكم ص 376).

306 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : من ترك للّه سبحانه شيئاً عوّضه اللّه خيراً ممّا ترك (غرر الحكم ص 240).

ص:112


1- - يوقّ الشحّ إذا إختار النفقه في طاعة اللّه عزّ و جلّ (تفسير القمّي - عليه الرحمة - ج 2 ص 388).
2- - اليد العليا : المنفقة.
3- - اليد السفلى : السائلة (عوالي اللئالي ج 1 ص 141).
4- - عنى صلى الله عليه و آله بقوله زوجين : اثنين من كلّ شيء ك درهمين و دينارين أو ثوبين (العوالي).
5- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : الإيثار سجيّة الأبرار و شيمة الأخيار (غرر الحكم ص 396). قال أمير المؤمنين عليه السلام : غاية المكارم : الإيثار (غرر الحكم ص 396). قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا تكمل المكارم إلّابالعفاف و الإيثار (غرر الحكم ص 256).

الإيمان باللّه عزّ و جلّ التوحيد

307 - فَآمِنُوا بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُوا ثَلاَثَةٌ انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّماوَاتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً (1)«171» (النساء).

308 - (كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله في سفر) فأقبل أعرابي إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله .

فقال صلى الله عليه و آله : هل أدلّك إلى خير ؟

قال : ما هو؟

قال صلى الله عليه و آله : تشهد أن لا إله إلّااللّه و أنّ محمّداً عبده و رسوله (الخرائج ج 1 ص 43).

309 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خصلتان ليس فوقهما من الخير شيء : الإيمان باللّه.

و النفع لعباد اللّه.

و خصلتان ليس فوقهما - من الشرّ - شيء : الإشراك باللّه.

و الضرر لعباد اللّه (معدن الجواهر للشيخ الكراجكي - عليه الرحمة - ص 41).

310 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إنّ اللّه تعالى قد دلّكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم و تشفي بكم على الخير العظيم : الإيمان باللّه و رسوله . و الجهاد في سبيله .

و جعل ثوابه مغفرة للذنب و مساكن طيّبة في جنّات عدن (الإرشاد للشيخ المفيد رحمه الله ج1 ص 265).

ص:113


1- - قال الإمام السجّاد عليه السلام : حقّ اللّه الأكبر عليك أن تعبده و لا تشرك به شيئاً. فإذا فعلت ذلك بإخلاص جعل لك على نفسه أن يكفيك أمر الدنيا و الآخرة (من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 376 و الخصال ص 565 و تحف العقول ص 255 و مكارم الأخلاق ج 2 ص 300). في الخصال هكذا : فإذا فعلت بالإخلاص جعل لك.

الإيمان بالنبيّ صلى الله عليه و آله النبوّة

311 - وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ «110» (آل عمران).

312 - فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً (1) «33» (النور).

313 - تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بَأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ«11» (الصف).

314 - (كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله في سفر) فأقبل أعرابي إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله .

فقال صلى الله عليه و آله : هل أدلّك إلى خير ؟

قال : ما هو؟

قال صلى الله عليه و آله : تشهد أن لا إله إلّااللّه و أنّ محمّداً عبده و رسوله (الخرائج ج 1 ص 43).

315 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إنّ اللّه تعالى قد دلّكم على تجارة تنجيكم من العذاب و تشفي بكم على الخير : إيمان باللّه و رسوله .

و جهاد في سبيله.

و جعل ثوابه مغفرة للذنوب. و مساكن طيّبة في جنّات عدن (وقعة صفّين للمنقري رحمه الله ص 235 و شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 5 ص 187).

ص:114


1- - قال الإمام الصادق عليه السلام : الخير أن يشهد أن لا إله إلّااللّه وأنّ محمّداً رسول اللّه . و يكون بيده عمل يكسب به أو يكون له حرفة (من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 78).

الإيمان بالإمام عليه السلام الإمامة

316 - يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالحَقِّ مِن رَبِّكُمْ (1) فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ «170» (النساء).

317 - قال الإمام الباقر عليه السلام : إذا ادخل المؤمن قبره أتاه ملكا القبر فيقولان له : من ربّك ؟

و ما دينك ؟ و من نبيّك ؟ و من إمامك ؟

فيقول : اللّه ربّي و ديني الإسلام و نبيّي محمّد و إمامي عليّ بن أبي طالب (2).

فينادي منادٍ من السماء : صدق عبدي.

أفرشوا له في القبر من الجنّة . و البسوه من ثياب الجنّة.

و افتحوا له في قبره باباً إلى الجنّة حتّى يأتينا.

و ما عندنا خيرٌ له (تفسير العيّاشي رحمه الله ج 2 ص 408).

(راجع: الكافي ج 3 ص 239 و المناقب ج 3 ص 259 و تنبيه الخواطر ج 1 ص 290 و تأويل الآيات ص 243).

318 - قال الإمام الباقر عليه السلام : يفعل اللّه بالمؤمنين ما يشاء من الخير (الكافي ج 2 ص 26).

ص:115


1- - في ولاية عليّ عليه السلام (الكافي ج 1 ص 424 و تفسير العيّاشي رحمه الله ج 1 ص 456). يعني : بولاية أمير المؤمنين عليه السلام (تفسير القمّي رحمه الله ج 2 ص 93 و المناقب ج 3 ص 75).
2- - قال الإمام الصادق عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من أصبح و أمسى و عنده ثلاث فقد تمّت عليه النعمة في الدنيا : من أصبح و أمسى معافاً في بدنه. آمناً في سربه. عنده قوت يومه. فإن كانت عنده الرابعة فقد تمّت عليه النعمة - في الدنيا و الآخرة - و هو : الإيمان (تحف العقول ص 36).

الباقيات الصالحات

(1)

319 - ... وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً (2) وَخَيْرٌ مَّرَدّاً (3)«76» (مريم).

320 - الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا (4) وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ أَمَلاً (5)«46» (الكهف).

ص:116


1- - قال اللّه عزّ و جلّ لموسى عليه السلام : - يا موسى - إجعلني ذخرك . وضع عندي كنزك من الباقيات الصالحات (الكافي ج 2 ص 497 و عدّة الداعي ص 168). في عدّة الداعي : حرزك.
2- - إنّ الأعمال الصالحة الّتي تبقى ببقاء ثوابها و تنفع صاحبها في الدنيا والآخرة خيرٌ ثواباً.
3- - أي : خير عاقبةً و منفعةً (مجمع البيان ج 6 ص 816).
4- - أي: يتفاخر بهما. و يتزيّن بهما في الدنيا. و لا ينتفع بهما في الآخرة. و إنّما سمّاهما زينةً. لأنّ في المال جمالاً و في البنين قوّة و دفعاً. فصارا زينة الحياة الدنيا. - و كلاهما لا يبقى للإنسان فينتفع به في الآخرة - (مجمع البيان ج 6 ص 273). و يجوز أن يكون الأموال و الأولاد تقرّب إلى اللّه تعالى زلفى. بأن يكسب المؤمن المال مستعيناً به على القيام بحقّ التكليف. و يستولد الولد - كذلك - فيقرّ بأ نّه عند اللّه زلفى (مجمع البيان ج 8 ص 616). ذكر رجل - عند أبي عبداللّه عليه السلام - الأغنياء. و وقع فيهم. فقال أبو عبداللّه عليه السلام : اسكت. فإنّ الغنيّ إذا كان وصولاً لرحمه - بارّاً بإخوانه - أضعف اللّه له الأجر ضعفين (تفسير القمّي رحمه الله ج 2 ص 204). عن أبي بصير قال : ذكرنا عند أبي جعفر عليه السلام من الأغنياء - من الشيعة - . فكأنّه عليه السلام كره ما سمع منّا فيهم. فقال عليه السلام : - يا أبا محمّد - إذا كان المؤمن غنيّاً رحمياً و صولاً - له معروف إلى أصحابه - أعطاه اللّه عزّ و جلّ أجر ما ينفق - في البرّ - مرّتين ضعفين. لأنّ اللّه عزّ و جلّ يقول في كتابه : وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُولئِك لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ (علل الشرائع ج 2 ص 386 الحديث 73 و وسائل الشيعة ج 16 ص 289).
5- - أي: أفضل ثواباً. و أصدق أملاً من المال و البنين و سائر زهرات الدنيا.

321 - يقول السيّد هاشم الناجي الموسويّ الجزائري : إنّني - بحمد اللّه تعالى و حسن توفيقه عزّ و جلّ و ببركات أهل البيت صلوات اللّه تعالى عليهم - مشغول بتأليف كتاب تحت عنوان:

الباقيات الصالحات في القرآن و الحديث

فأحببت - بالمناسبة - أن أذكر من ذلك الكتاب بعض الأحاديث الشريفة الّتي تتعلّق بهذا الموضوع. فنذكر هاهنا معاني الباقيات الصالحات على ترتيب حروف الهجاء :

البنات الصالحات

322 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : رحم اللّه أبا البنات .

البنات. مباركات. محبّبات. و هنّ الباقيات الصالحات *

323 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من كان له ابنة. ف اللّه في عونه و نصرته وبركته ومغفرته (1).

324 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من عال ابنتين - أو ثلاثاً - كان معي في الجنّة * .

325 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من عال ثلاث بنات. يعطى ثلاث روضات من رياض الجنّة.

كلّ روضة أوسع من الدنيا و ما فيها (مستدرك الوسائل ج 15 ص 115).

326 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ما من بيت فيه البنات إلّانزلت كلّ يوم عليه أثنتا عشرة بركة.

و رحمة من السماء. و لا ينقطع زيارة الملائكة من ذلك البيت.

و يكتبون لأبيهم - كلّ يوم و ليلة - عبادة سنة (مستدرك الوسائل ج 15 ص 116).

327 - (من جملة ما جاء في فقرات التوسّل بالإمام المهدي عليه السلام إلى اللّه عزّ و جلّ) : ...

أتوسّل إليك بآبائك الطاهرين الخيّرين المنتجبين . و امّهاتك الطاهرات الباقيات الصالحات (بحار الأنوار ج 91 ص 28).

ص:117


1- * - مستدرك الوسائل ج 15 ص 115 .

قيل : إنّ الباقيات الصالحات : هنّ البنات الصالحات (مجمع البيان ج 6 ص 273).

الحسنات

328 - قيل : الباقيات الصالحات : جميع الحسنات. لأنّ ثوابها يبقى أبداً (مجمع البيان ج 6 ص 273).

الدعاء في الأسحار

329 - عن أبي عبداللّه عليه السلام : أنّ قوله تعالى : الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ.

هي : القيام آخر الليل لصلاة الليل.

و الدعاء في الأسحار (فقه القرآن ج 1 ص 129).

ذكر اللّه عزّ و جلّ

330 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لإبن مسعود : عليك بذكر اللّه عزّ و جلّ.

و العمل الصالح.

فإنّ اللّه تعالى يقول : وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ أَمَلاً (مكارم الأخلاق ج 2 ص 359).

ذكر التسبيح و التحميد و التهليل و التكبير

331 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : الباقيات الصالحات :

سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلّااللّه. واللّه أكبر (مستدرك الوسائل ج 5 ص 327).

332 - قال الإمام الصادق عليه السلام : الباقيات الصالحات هو : قول المؤمن : سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلّااللّه. واللّه أكبر (مستدرك الوسائل ج 5 ص 325 و تفسير القمّي - عليه الرحمة - ج 2 ص 51).

ص:118

333 - روي عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال : إن عجزتم عن الليل أن تكابدوه. و عن العدو أن تجاهدوه. فلا تعجزوا عن قول : سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلّااللّه و اللّه أكبر.

فإنّهنّ من الباقيات الصالحات. فقولوها (مجمع البيان ج 6 ص 273).

334 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : أكثروا من قول :

سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلّااللّه. واللّه أكبر.

فإنّهنّ يأتين - يوم القيامة - لهنّ مقدّمات و مؤخّرات و معقّبات.

و هنّ الباقيات الصالحات (ثواب الأعمال ص 23).

(راجع : ثواب الأعمال ص 26 و جامع الأخبار ص 141 الفصل 25 و مكارم الأخلاق ج 2 ص 75 و عوالي اللئالي ج 1 ص 349 و أعلام الدين ص 358).

335 - عن أبي بصير عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله خُذوا جُننكم.

قالوا : - يا رسول اللّه - عدوّ حضر؟

فقال صلى الله عليه و آله : لا. ولكن خُذوا جُننكم من النار.

فقالوا : بِمَ نأخذُ جُننا - يا رسول اللّه - من النار؟

قال صلى الله عليه و آله : قولوا : سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلّااللّه. واللّه أكبر.

فانّهنّ يأتين - يوم القيامة - و لهنّ مقدّمات و مؤخّرات و منجيات و معقّبات.

و هنّ الباقيات الصالحات (تفسير العيّاشي - عليه الرحمة - ج 3 ص 94 و ثواب الأعمال ص 26 و مكارم الأخلاق ج 2 ص 75).

ص:119

336 - قال الإمام الباقر عليه السلام : مرّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله برجل يغرس غرساً في حائط له. فوقف له (1). و قال صلى الله عليه و آله : ألا أدلّك على غرس أثبت أصلاً وأسرع إيناعاً. وأطيب ثمراً و أبقى؟

قال : بلى. فدلّني - يا رسول اللّه - .

فقال صلى الله عليه و آله : إذا أصبحت و أمسيت فقل : سبحان اللّه و الحمد اللّه و لا إله إلّااللّه و اللّه أكبر

فإنّ لك - إن قلته - بكلّ تسبيحة عشر شجرات في الجنّة من أنواع الفاكهة.

و هنّ من الباقيات الصالحات... (2) (الكافي ج 2 ص 506 و الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 270 المجلس 36 و المحاسن ج 1 ص 107 و روضة الواعظين ج 222 ص 248 و عدّة الداعي ص 263).

ص:120


1- - في الأمالي و المحاسن : عليه.
2- - عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من قال : سبحان اللّه. غرس اللّه له منها شجرة في الجنّة. و من قال : الحمد للّه. غرس اللّه له منها شجرة في الجنّة. و من قال : لا إله إلّااللّه. غرس اللّه له منها شجرة في الجنّة. فقال رجل من قريش : - يا رسول اللّه - إنّ شجرنا في الجنّة لكثير. قال صلى الله عليه و آله : نعم. و لكن إيّاكم أن ترسلوا نيراناً فتحرقوها. فقال : كيف نحرقها ؟ قال صلى الله عليه و آله : بعداوة عليّ بن أبي طالب عليه السلام . و ذلك أنّ اللّه تعالى يقول : يا أيّها الذين آمنوا أطيعوا اللّه و أطيعوا الرسول و لا تبطلوا أعمالكم (جامع الأخبار ص 141 الفصل 25).

ذكر التسبيح و التحميد و التهليل و التكبير و الحوقلة

337 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ألا أعلّمكم خمس كلمات ؟

خفيفات على اللسان. ثقيلات في الميزان. يرضين الرحمن. و يطردن الشيطان.

وهنّ من كنوز الجنّة من تحت العرش. و هنّ الباقيات الصالحات .

قالوا : بلى - يا رسول اللّه - .

فقال صلى الله عليه و آله : قولوا : سبحان اللّه و الحمد اللّه و لا إله إلّااللّه و اللّه أكبر.

و لا حول و لا قوّه إلّاباللّه العليّ العظيم (عدّة الداعي ص 263).

338 - قال أبو ذرّ : أوصاني رسول اللّه صلى الله عليه و آله أن أكثر من قول :

سبحان اللّه و الحمد اللّه و لا إله إلّااللّه و اللّه أكبر. و لا حول و لا قوّه إلّاباللّه العليّ العظيم . ف هنّ الباقيات الصالحات (إرشاد القلوب ج 1 ص 154 الباب 19).

339 - قال الإمام الصادق عليه السلام : كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله في ملأ من أصحابه. فقال صلى الله عليه و آله : خذوا جُنتكم.

فقالوا : - يا رسول اللّه - حضر عدوّ ؟

قال صلى الله عليه و آله : لا. جنّتكم من النار.

قال صلى الله عليه و آله : قولوا سبحان اللّه ه و الحمد للّه و لا إله إلّااللّه و اللّه أكبر.

و لا حول و لا قوّة إلّاباللّه العليّ العظيم.

فإنّهنّ - يوم القيامة - مقدّمات. منجيّات و معقبّات.

و هنّ - عند اللّه - الصالحات الباقيات (الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة - ص 677 المجلس 37 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 83).

ص:121

ذكر التسبيحات الأربع بعد الفراغ من الصلاة الفريضة

340 - عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأصحابه - ذات يوم - : أترون لو جمعتم ما عندكم من الآنية و المتاع. أكنتم ترونه يبلغ السماء ؟

قالوا : لا - يا رسول اللّه - .

قال صلى الله عليه و آله : أفلا أدلّكم على شيء أصله في الأرض و فرعه في السماء ؟

قالوا : بلى - يا رسول اللّه - .

قال صلى الله عليه و آله : يقول أحدكم - إذا فرغ من صلاته الفريضة - :

سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلّااللّه و اللّه أكبر - ثلاثين مرّة - .

فإنّ أصلهنّ في الأرض. و فرعهنّ. في السماء.

و هنّ يدفعنّ الحرق و الغرق و الهدم و التردّي في البئر و ميتة السوء.

و هنّ الباقيات الصالحات (معاني الأخبار ص 324 و ثواب الأعمال ص 26 و مكارم الأخلاق ج 2 ص 76 و جامع الأخبار ص 142 الفصل 25 و أعلام الدين ص 359 و عوالي اللئالي ج 1 ص 350).

الصلاة

341 - عن إدريس القمّي قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن الباقيات الصالحات ؟

فقال عليه السلام : هي الصلاة.

فحافظوا عليها (تفسير العيّاشي - عليه الرحمة - ج 3 ص 94).

قيل : الباقيات الصالحات : هي الصلوات الخمس (مجمع البيان ج 6 ص 273).

ص:122

صلاة اللّيل

342 - عن أبي عبداللّه عليه السلام : أنّ قوله تعالى : الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ.

هي : القيام آخر الليل لصلاة الليل. و الدعاء في الأسحار (فقه القرآن ج 1 ص 129).

343 - قال الإمام الصادق عليه السلام : المال و البنون زينة الحياة الدنيا.

و ثمان ركعات - من آخر الليل - و الوتر. زينة الآخرة.

و قد يجمعهما اللّه عزّ و جلّ لأقوام (معاني الأخبار ص 324).

344 - عن أبي عبداللّه عليه السلام أ نّه قال : قال اللّه عزّ و جلّ : المال و البنون زينة الحياة الدنيا.

كما أنّ ثماني ركعات يصلّيها العبد - آخر الليل - زينة الآخرة (تفسير العيّاشي - عليه الرحمة - ج 3 ص 95).

345 - روي عن أبي عبداللّه عليه السلام : أنّ من الباقيات الصالحات : القيام بالليل لصلاة الليل (مجمع البيان ج 6 ص 273).

الطاعات

346 - قيل : الباقيات الصالحات : هي الطاعات للّه تعالى و جميع الحسنات. لأنّ ثوابها يبقى أبداً.

و إنّما سمّيت الطاعات صالحات. لأنّها أصلح الأعمال للمكلّف من حيث أمر بها. و وعد الثواب عليها. و توعّد بالعقاب على تركها (مجمع البيان ج 6 ص 273).

العمل الصالح

347 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لإبن مسعود : عليك بذكر اللّه عزّ و جلّ و العمل الصالح.

فإنّ اللّه تعالى يقول : وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ أَمَلاً (مكارم الأخلاق ج 2 ص 359).

ص:123

كلمات الإيمان

قوله تعالى : الباقيات الصالحات.

قال النبيّ صلى الله عليه و آله : هي كلمات الإيمان .

قيل : كيف - يا رسول اللّه - ؟

قال صلى الله عليه و آله : هي إيمان الملائكة : جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و عزرائيل .

قال صلى الله عليه و آله : من قالها مخلصاً يكون له (1). ب عدد تسبيحهم و تحميدهم و تهليلهم و تكبيرهم (مستدرك الوسائل ج 5 ص 327).

مودّة أهل البيت

- صلوات اللّه تبارك و تعالى عليهم أجمعين -

348 - قال الإمام الصادق عليه السلام للحصين بن عبد الرحمن : - يا حصين - . لا تستصغر مودّتنا. فإنّها من الباقيات الصالحات.

قال : - يا ابن رسول اللّه - ما استصغرها و لكن أحمد اللّه عليها (المناقب ج 4 ص 234 و الاختصاص ص 85 و مجمع البيان ج 6 ص 273 و تأويل الآيات ج 1 ص 297).349 - هم البركات النازلات على الورى

ص:124


1- - من الثواب.

البرّ

350 - ... وَمَا عِندَ اللّهِ (1) خّيْرٌ لِلْأَبْرَارِ«198» (آل عمران).

351 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : جماع الخير في أعمال البرّ (غرر الحكم ص 449).

352 - قال الإمام الباقر عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ أسرع الخير ثواباً : البرّ (الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 107 المجلس 4 و الأمالي للشيخ المفيد رحمه الله ص 67 المجلس 8 و ص 276 المجلس 33 و الخصال ص 110 و ثواب الأعمال ص 199 و ص 324).

353 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير ما اكتسب : أعمال البرّ (2) (الخصال ص 634).

354 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير إخوانك من سارع إلى الخير و جذبك إليه.

و أمرك بالبرّ و أعانك عليه (غرر الحكم ص 417).

ص:125


1- - من الثواب و الكرامة.
2- - (قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله ) : إنّ اللّه عزّ و جلّ - إذا كان أوّل يوم من شعبان - أمر بأبواب الجنّة. فتفتح. و يأمر شجرة طوبى. فتطلع. أغصانها على هذه الدنيا... ثمّ ينادي منادي ربّنا عزّ و جلّ : - يا عباد اللّه - هذه أغصان شجرة طوبى. فتمسّكوا بها. ترفعكم إلى الجنّة... (ثمّ قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله ) : إنّ من تعاطى باباً من الخير و البرّ - في هذا اليوم - فقد تعلّق بغصن من أغصان شجرة طوبى. فهو مؤدّيه إلى الجنّة (التفسير المنسوب إلى الإمام العسكريّ عليه السلام ص 646). قال الإمام الصادق عليه السلام : من صالح الأعمال : البرّ بالإخوان و السعي في حوائجهم . و في ذلك مرغمة و مدحرة للشيطان. و تزحزح عن النيران. و دخول الجنان (أعلام الدين ص 134). قال الإمام الباقر عليه السلام : ثلاثة مع ثوابهنّ في الآخرة : الحجّ ينفي الفقر. و الصدقة تدفع البليّة. و البرّ يزيد في العمر (الدعوات ص 127). في تحف العقول ص 7 هكذا : ثلاث ثوابهنّ في الدنيا و الآخرة. أي : ثلاثة ثوابهنّ في الدنيا مع ثوابهنّ في الآخرة.

البرّ بالوالدين

355 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إنّ أفضل الخير : صدقة السرّ. و برّ الوالدين. و صلة الرحم (غرر الحكم ص 395).

356 - قال الإمام الصادق عليه السلام : لا (1) يمنع الرجل (2)منكم أن يبرّ والديه - حيّين و ميّتين . يصلّي عنهما. و يتصدّق عنهما. (و يحجّ عنهما) (3). فيكون الّذي صنع لهما.

و له مثل ذلك. فيزيده اللّه ببرّه (و صلته) (4) خيراً كثيراً (5) (مشكاة الأنوار ج 1 ص 357 و الكافي ج 2 ص 159 و عدّه الداعي ص 86).

ص:126


1- - في الكافي : ما .
2- - في عدّة الداعي هكذا : ما يمنع أحدكم أن.
3- - ما بين القوسين لم يذكر في عدّة الداعي.
4- - ما بين القوسين لم يذكر في عدّة الداعي.
5- - (قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله ) : إنّ اللّه عزّ و جلّ - إذا كان أوّل يوم من شعبان - أمر بأبواب الجنّة. فتفتح. و يأمر شجرة طوبى. فتطلع. أغصانها على هذه الدنيا... ثمّ ينادي منادي ربّنا عزّ و جل : - يا عباد اللّه - هذه أغصان شجرة طوبى. فتمسّكوا بها. ترفعكم إلى الجنّة... (ثمّ قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله ) : و من برّ والديه - أو أحدهما - في هذا اليوم. فقد تعلّق منه بغصن (التفسير المنسوب إلى الإمام العسكريّ عليه السلام ص 646 - 647). قال الإمام الصادق عليه السلام : من أحبّ أن يخفّف اللّه عزّ و جلّ عنه سكرات الموت فليكن لقرابته وصولاً. و بوالديه بارّاً. فإذا كان كذلك هوّن اللّه عليه سكرات الموت. و لم يصبه في حياته فقر أبداً (الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 473 المجلس 61 و الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة - ص 432 المجلس 15). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : برّ الوالدين و صلة الرحم يهوّنان الحساب (مشكاة الأنوار ج 1 ص 371 و الدعوات ص 126 و تفسير العيّاشي - عليه الرحمة - ج 2 ص 385).

357 - عن أبي جعفر عليه السلام قال : أتى رسول اللّه صلى الله عليه و آله رجل. فقال : إنّ أبويّ. عمّرا.

وإنّ أبي مضى. وبقيت امّي. فبلغ - بها - الكبر حتّى صرت أمصغ لها - كما يمضغ للصبي - .

واوسّدها - كما يوسّد للصبي - .

و علقتها في مكتل (1) احرّكها فيه لتنام.

ثمّ بلغ من أمرها إلى أن كانت تريد منّي الحاجة. فلا أدري أي شيء هو ؟

و اريد منها الحاجة. فلا تدري أي شيء هو ؟

فلمّا رأيت ذلك سألت اللّه عزّ وجلّ أن ينبت - عليّ - ثدياً يجري فيه اللبن حتّى ارضعها.

قال : ثمّ كشف عن صدره. فإذاً ثدي. ثمّ عصره. فخرج منه اللبن.

ثمّ قال : هو ذا. أرضعتها كما كانت ترضعني.

قال : فبكى رسول اللّه صلى الله عليه و آله . ثمّ قال صلى الله عليه و آله : اصبت خيراً.

سألت ربّك. وأنت تنوى قربته.

قال : فكافيتها ؟

قال صلى الله عليه و آله : لا.

و لا بزفرة من زفراتها (مشكاة الأنوار ج 1 ص 361).

ص:127


1- - المكتل : شبه الزنبيل (نقلاً عن هامش المصدر).

البرّ بالوالدين و القرابات و الجيران

358 - (قال أمير المؤمنين عليه السلام في شأن شهر شعبان) : سمّاه ربّنا عزّ و جلّ شعبان لتشعّب الخيرات فيه. و قد فتح ربّكم فيه أبواب جنانه و عرض عليكم قصورها و خيراتها بأرخص الأثمان و أسهل الاُمور ...

و شعب خيراته : الصلاة و الصوم و الزكاة و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و برّ الوالدين و القرابات و الجيران. و إصلاح ذات البين و الصدقة على الفقراء و المساكين (التفسير المنسوب إلى الإمام العسكريّ عليه السلام ص 636 - 637).

البصيرة بعيوب الدنيا

359 - قال الإمام الصادق عليه السلام : إذا أراد اللّه عزّ و جلّ بعبد خيراً زهّده في الدّنيا.

و فقّهه في الدّين. و بصّره عيوبها (1). و من أوتيهنّ (2) فقد أوتي خير الدنيا و الآخرة (الكافي ج 2 ص 130 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 192).

البصيرة بعيوب النفس

360 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إذا أراد اللّه عزّ و جلّ بعبد خيراً فقّهه في الدين و زهّده في الدنيا و بصّره بعيوب نفسه (الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 531 المجلس 19 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 57 و أعلام الدين ص 194 و مكارم الأخلاق ج 2 ص 368).

361 - قال الإمام الصادق عليه السلام : إذا أراد اللّه تبارك و تعالى بعبد خيراً زهّده في الدّنيا.

و فقّهه في الدّين. و بصّره عيوبه.

و من أوتي هذا فقد أوتي خير الدنيا و الآخرة (مشكاة الأنوار ج 1 ص 259).

ص:128


1- - في تنبيه الخواطر : بعيوبها. أي : عيوب الدنيا.
2- - أي : تلك الخصال الثلاث.

البكاء من خشية اللّه عزّ و جلّ

362 - قال الإمام الباقر عليه السلام : ما من شيء من أعمال الخير إلّاو له وزن - أو أجر - إلّا الدمعة من خشية اللّه. فإنّ اللّه يدفع بالقطرة منها بحاراً من نار يوم القيامة.

و إنّ الباكي ليبكي من خشية اللّه - في امّة - فيرحم اللّه تلك الاُمّة ببكاء ذلك المؤمن فيها (1) (الأمالي للشيخ المفيد - عليه الرحمة - ص 143 المجلس 18).

ص:129


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ما من عبد بكى من خشية اللّه إلّاسقاه اللّه من رحيق رحمته. و أبدله اللّه ضحكاً و سروراً في جنّته. و رحم اللّه من حوله (إرشاد القلوب ج 1 ص 191). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : البكاء من خشية اللّه مفتاح الرحمة و علامة القبول و باب الإجابة (إرشاد القلوب ج 1 ص 191 الباب 24). قال أمير المؤمنين عليه السلام : البكاء من خشية اللّه ينير القلب و يعصم من معاودة الذنب (غرر الحكم ص 192). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ما فاضت عين من خشية اللّه إلّالم يرهق ذلك الوجه قتر و لا ذلّة (تفسير العيّاشي - عليه الرحمة - ج 2 ص 276 الحديث 15). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ثلاثة معصومون من إبليس و جنوده : الذاكرون للّه عزّ و جلّ. و الباكون من خشية اللّه تعالى. و المستغفرون بالأسحار (إرشاد القلوب ج 1 ص 367 الباب 53). قال الإمام الصادق عليه السلام : طلبت نور القلب. فوجدته في التفكر و البكاء (مستدرك الوسائل ج 12 ص 173). قال أمير المؤمنين عليه السلام : بكاء العبد من خشية اللّه يمحّص ذنوبه (غرر الحكم ص 192). قال أمير المؤمنين عليه السلام لنوف البكالي : - يا نوف - إنّه ليس من رجل أعظم منزلة عند اللّه عزّ و جلّ من رجل بكى من خشية اللّه تعالى. و أحبّ في اللّه. و أبغض في اللّه (بحار الأنوار ج 41 ص 23 و ج 84 ص 201 و فلاح السائل ص 266 الفصل 30).

التختّم بالعقيق

363 - عن بشير الدهّان قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : - جعلت فداك - أيّ الفصوص أفضل أركبه على خاتمي؟

فقال عليه السلام : - يا بشير - أين أنت عن العقيق الأحمر و العقيق الأصفر و العقيق الأبيض.

فإنّها ثلاثة جبال في الجنّة.

فأمّا الأحمر. فمطلّ على دار رسول اللّه صلى الله عليه و آله .

و أمّا الأصفر. فمطلّ على دار فاطمة عليها السلام .

و أمّا الأبيض. فمطلّ على دار أمير المؤمنين عليه السلام .

و الدور كلّها واحدة يخرج منها ثلاثة أنهار.

من تحت كلّ جبل نهر أشدّ برداً من الثلج. و أحلى من العسل. و أشدّ بياضاً من اللبن.

لا يشرب منها إلّامحمّد و آله عليهم السلام و شيعتهم.

و مصبّها كلّها واحد. و مخرجها من الكوثر.

و إنّ هذه الجبال تسبّح اللّه و تقدّسه و تمجّده و تستغفر لمحبّي آل محمّد عليهم السلام .

فمن تختّم بشيء منها من شيعة آل محمّد عليهم السلام لم ير إلّاالخير و الحُسنى و السعة في رزقه. و السلامة من جميع أنواع البلاء.

و هو أمان من السلطان الجائر.

و من كلّ ما يخافه الإنسان و يحذره (الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 38 المجلس 2 و بشارة المصطفى صلى الله عليه و آله ص 63).

(راجع : الأمان ص 52 الفصل 5).

ص:130

364 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من تختّم بالعقيق لم يزل يرى خيراً (1) (الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة - ص 311 المجلس 11).

ص:131


1- - (قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السلام ) : - يا عليّ - تختّم باليمين. فإنّها فضيلة من اللّه عزّ و جلّ للمقرّبين. قال عليه السلام : بِمَ أتختّم - يا رسول اللّه - ؟ قال صلى الله عليه و آله : بالعقيق الأحمر فإنّه أوّل جبل أقرّ للّه تعالى بالرّبوبيّة. و لي بالنبوّة. و لك بالوصيّة. و لولدك بالإمامة. و لشيعتك بالجنّة. و لأعدائك بالنّار ( من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 270 و مكارم الأخلاق ج 2 ص 335). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السلام : - يا عليّ - تختّم باليمين تكن من المقرّبين. قال عليه السلام : - يا رسول اللّه - و ما المقرّبون ؟ قال صلى الله عليه و آله : جبرئيل و ميكائيل. قال عليه السلام : بما أتختّم - يا رسول اللّه - ؟ قال عليه السلام : بالعقيق الأحمر. فإنّه أقرّ للّه عزّ و جلّ بالوحدانيّة و لي بالنبوّة و لك - يا عليّ - بالوصيّة ولولدك بالإمامة و لمحبّيك بالجنّة. و لشيعة ولدك بالفردوس (علل الشرائع ج 1 الباب 27 الحديث 3). قال أمير المؤمنين عليه السلام : من تختّم بالعقيق ختم اللّه له بالأمن و الإيمان (مكارم الأخلاق ج 1 ص 200). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من تختّم بعقيقٍ أحمر ختم اللّه له بالحُسنى (النوادر للشيخ الراوندي رحمه الله ص 193). قال الإمام الباقر عليه السلام : من تختّم بالعقيق لم يزل ينظر إلى الحُسنى مادام في يده. و لم يزل عليه من اللّه واقية (مكارم الأخلاق ج 1 ص 202). قال أمير المؤمنين عليه السلام : تختّموا بالعقيق. يبارك عليكم و تكونوا في أمن من البلاء (مكارم الأخلاق ج 1 ص 202).

ترك الأذى

365 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : من أمارات الخير : الكفّ عن الأذى (1) (غرر الحكم ص 465).

366 - (قال أمير المؤمنين عليه السلام لرجل) : إنّك إنّما تدرك الخير بالحلم و كفّ الأذى و الجهل (2) (شرح نهج البلاغة ج 3 ص 191 و وقعة صفّين ص 131).

ترك التعظّم على الناس

367 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : لا تتعظّم على الناس. فتنقطع عنك خيرات الدنيا (عدّة الداعي ص 244 و فلاح السائل ص 124).

ترك الجهل

368 - (قال أمير المؤمنين عليه السلام لرجل) : إنّك إنّما تدرك الخير بالعلم و كفّ الأذى و الجهل (تحف العقول ص 191).

369 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إذا أردت العلم والخير فأنفض عن يدك أداة الجهل و الشرّ (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 20 ص 307).

ترك الزنا

370 - (قال الربّ تعالى في الحديث القدسي) : إن أردت أن يكثر خير بيتك. فإيّاك و الزنا (الفقيه ج 4 ص 13 و الدعائم ج 2 ص 449 و عوالي اللئالي ج 3 ص 546).

371 - (قال موسى عليه السلام للربّ تعالى) : - يا ربّ - أي عبادك خير عملاً ؟

قال تعالى : من لا يكذب لسانه و لا يفجر قلبه و لا يزني فرجه (جامع الأخبار: 418).

ص:132


1- - قال الإمام السجّاد عليه السلام : كفّ الأذى من كمال العقل. و فيه راحة البدن عاجلاً و آجلاً (الكافي ج 1 ص 20).
2- - الجهل هنا: السفاهة والغضب. أي : ويدرك الخير بالحلم و كفّ الأذى و ترك الجهل والكفّ عنه.

372 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : لا يجتمع الزنا و الخير في بيت (واحد) (1) (دعائم الإسلام ج 2 ص 448 و الجعفريّات ص 169 و النوادر للشيخ الراوندي رحمه الله ص 152).

ترك الشرّ - اتّقاء الشرّ - الكفّ عن الشرّ

373 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : مفتاح الخير التبرّي من الشرّ .

374 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : من ترك الشرّ فتحت عليه أبواب الخير .

375 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : من كفّ شرّه فأرج خيره .

376 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : من لم يتعرّ من الشرّ. لم يتجلبب الخير .

377 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : تأخير الشرّ إفادة خير (غرر الحكم ص 106).

378 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إذا أردت العلم والخير فأنفض عن يدك أداة الجهل و الشرّ (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 20 ص 307).

379 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ما من أحد و لي شيئاً من امور المسلمين فأراد اللّه به خيراً إلّا جعل اللّه له وزيراً صالحاً. إن نسي ذكّره. و إن ذكر أعانه.

و إن همّ ب شرّ كفّه و زجره (أعلام الدين ص 295).

380 - روى أبو جعفر محمّد بن الحبيب : إنّ الحسن عليه السلام أعطى شاعراً. فقال له رجل من جلسائه : - سبحان اللّه - أتعطي شاعراً يعصي الرحمان و يقول البهتان؟!

فقال عليه السلام : - يا عبد اللّه - إنّ خير ما بذلت من مالك ما وقيت به عرضك.

وإنّ من ابتغاء الخير : إتّقاء الشرّ (2) (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 16 ص 10).

ص:133


1- - ما بين القوسين لم يذكر في النوادر و الجعفريّات.
2- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ما من عبد دخل عليه شهر رمضان فصام نهاره و كفّ شرّه و غضّ بصره و اجتنب ما حرّم اللّه عليه إلّاأوجب اللّه له الجنّة (فضائل الأشهر الثلاثة ص 103 ح 89).

ترك الشكوى

381 - عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال اللّه تبارك و تعالى : ما من عبد ابتليته ببلاء - فلم يشكّ إلى عوّاده - إلّاأبدلته لحماً خيراً من لحمه. و دماً خيراً من دمه.

فإن قبضته. قبضته إلى رحمتي.

و إن عاش. عاش و ليس له ذنب (الكافي ج 3 ص 115).

382 - قال الإمام الباقر عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : يقول اللّه عزّ و جلّ : إذا ابتليت عبدي فصبر و لم يشتك على عوّاده - ثلاثاً - أبدلته لحماً خيراً من لحمه. و جلداً خيراً من جلده و دماً خيراً من دمه.

و إن توفّيته. توفّيته إلى رحمتي.

و إن عافيته. عافيته و لا ذنب عليه (مكارم الأخلاق ج 2 ص 173).

383 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : قال اللّه عزّ و جلّ : من مرض ثلاثاً - فلم يشكّ إلى أحد من عوّاده - أبدلته لحماً خيراً من لحمه. و دماً خيراً من دمه.

فإن عافيته. عافيته ولا ذنب له.

وإن قبضته. قبضته إلى رحمتي (الكافي ج 3 ص 115).

384 - قال الإمام الصادق عليه السلام : لا خير في عبدٍ شكا من محنة تقدّمها آلاف نعمة و أتبعها آلاف راحة.

و من لا يقضي حقّ الصبر على البلاء حرم قضاء الشكر في النعماء.

كذلك من لا يؤدّي حقّ الشكر في النعماء يحرم عن قضاء الصبر في البلاء.

و من حرمهما فهو من المطرودين (مصباح الشريعة الباب 87 و بحار الأنوار ج 64 ص 231 و مسكّن الفؤاد ص 58).

ص:134

ترك الطيرة

385 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : الخيرة في ترك الطيرة (شرح نهج البلاغة ج 20 ص 283).

ترك العُجب

386 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : لو لا أنّ الذنب خير للمؤمن من العجب. ما خلّا اللّه بين عبده المؤمن و بين ذنب أبداً (تنبيه الخواطر ج 2 ص 70 و مشكاة الأنوار ج 2 ص 290).

387 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : سيّئة تسؤك خير عند اللّه من حسنة تعجبك (1) (شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 18 ص 174 و مشكاة الأنوار ج 2 ص 290).

ترك ملامة العلماء

388 - قال الإمام الصادق عليه السلام : لا ينبغي لمن لم يكن عالماً أن يعدّ سعيداً.

و لا لمن لم يكن ودوداً أن يعدّ حميداً. و لا لمن لم يكن صبوراً أن يعدّ كاملاً. و لا لمن لا يتّقي ملامة العلماء و ذمّهم أن يرجى له خير الدنيا و الآخرة (تحف العقول ص 349).

ص:135


1- - قال اللّه عزّ و جلّ لداود عليه السلام : أنذر الصدّيقين أن لا يتعجّبوا بأعمالهم. فإنّه ليس عبد يتعجّب بالحسنات إلّاهلك (مشكاة الأنوار ج 2 ص 290). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ثلاث مهلكات : ... شحّ مطاع و هوى متّبع و إعجاب المرء بنفسه (مشكاة الأنوار ج 2 ص 292). قال موسى بن عمران عليه السلام لإبليس : أخبرني بالذنب الّذي إذا أذنبه ابن آدم استحوذت عليه ؟ قال : إذا أعجبته نفسه و استكثر عمله و صغر في عينه ذنبه (مشكاة الأنوار ج 2 ص 289).

ترك الغضب

389 - قال رجل للإمام الرضا عليه السلام : - يا ابن رسول اللّه - علّمني ما يجمع لي خير الدنيا و الآخرة - و لا تطل عليّ - .

فقال عليه السلام : لا تغضب (الفقه المنسوب إلى الإمام الرضا عليه السلام ص 390 الباب 110 و ص 354 الباب 95).

(راجع: معدن الجواهر ص 29).

390 - إنّ رجلاً سأل العالم عليه السلام أن يعلّمه ما ينال به خير الدنيا و الآخرة.

- و لا يطول عليه - .

فقال عليه السلام : لا تغضب (بحار الأنوار ج 70 ص 265).

391 - قال الإمام الصادق عليه السلام : سمعت أبي عليه السلام يقول : أتى رسول اللّه صلى الله عليه و آله : رجل بدوي فقال : إنّي أسكن البادية. فعلّمني جوامع الكلام.

فقال صلى الله عليه و آله : آمرك أن لا تغضب.

فأعاد عليه الأعرابي المسألة - ثلاث مرّات - حتّى رجع الرجل إلى نفسه. فقال :

لا أسأل عن شيء بعد هذا.

ما أمرني رسول اللّه صلى الله عليه و آله إلّابالخير.

قال الإمام الصادق عليه السلام : و كان أبي عليه السلام يقول : أيّ شيء أشدّ من الغضب ؟!

إنّ الرجل ليغضب فيقتل النفس الّتي حرم اللّه و يقذف المحصنة (الكافي ج 2 ص 303 و منية المريد ص 320).

ص:136

ترك غيبة المؤمنين

392 - عن بريد بن معاوية عن أبي جعفر عليه السلام قال : وجدنا في كتاب عليّ عليه السلام : إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال - و هو على منبره - : و الّذي لا إله إلّاهو. ما اعطي مؤمن - قطّ - خير الدنيا و الآخرة إلّابحسن ظنّه باللّه. و رجائه له. و حسن خلقه. والكفّ عن (1)اغتياب المؤمنين.

والّذي لا إله إلّاهو. لا يعذّب اللّه مؤمناً - بعد التوبة و الاستغفار - إلّابسوء ظنّه باللّه و تقصيره من رجائه. و سوء خلقه. و اغتيابه للمؤمنين.

والّذي لا إله إلّاهو. لا يحسن ظنّ عبد مؤمن باللّه. إلّاكان اللّه عند ظنّ عبده المؤمن.

لأنّ اللّه كريم. بيده الخيرات. يستحيي أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظنّ.

ثمّ يخلف ظنّه و رجائه. فأحسنوا باللّه الظنّ. و ارغبوا إليه (الكافي ج 2 ص 71 ومشكاة الأنوار ج 1 ص 76 و جامع الأخبار ص 263).

(راجع : الاختصاص ص 227 و أعلام الدين ص 255 و ص 455 و عدّة الداعي ص 147 الباب الرابع و الفقه المنسوب إلى الإمام الرضا عليه السلام ص 360 الباب 96).

393 - قال سليم بن جابر: أتيت رسول اللّه صلى الله عليه و آله . فقلت : علّمني خيراً ينفعني اللّه به.

قال صلى الله عليه و آله : لا تحقرنّ من المعروف شيئاً - و لو أن تصب دلوك في إناء المستسقي (2).

و أن تلقي أخاك ب بشر حسن. و إذا أدبر فلا تغتابه (تنبيه الخواطر ج 1 ص 115 و مستدرك الوسائل ج 9 ص 119).

ص:137


1- - في إرشاد القلوب هكذا : و الكفّ عن أعراض الناس.
2- - في مستدرك الوسائل : المستقي.

ترك الفساد في الأرض

394 - وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا (1) ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ«85» (الأعراف).

ترك الكذب

395 - (قال موسى عليه السلام للربّ تعالى) : - يا ربّ - أي عبادك خير عملاً ؟

قال تعالى : من لا يكذب لسانه و لا يفجر قلبه و لا يزني فرجه (جامع الأخبار ص 418).

396 - قال رجل لرسول اللّه صلى الله عليه و آله : علّمني - يا رسول اللّه - خصلةً (2) تجمع لي خير الدنيا و الآخرة.

قال صلى الله عليه و آله : لا تكذب .

قال الرجل : فكنت على خلال (3) يكرهها اللّه تعالى فتركتها خوفاً من أن يسألني سائل :

هل عملت كذا ؟ فافتضح أو أكذب فأكون قد خالفت رسول اللّه صلى الله عليه و آله فيما دلّني عليه (معدن الجواهر ص 28) (راجع : بحار الأنوار ج 69 ص 262).

397 - إنّ رجلاً سأل النبيّ صلى الله عليه و آله عمّا يجمع به خير الدنيا و الآخرة.

قال صلى الله عليه و آله : لا تكذب (الفقه المنسوب إلى الإمام الرضا عليه السلام ص 390 الباب 110).

398 - (سأل رجل الإمام الصادق عليه السلام ) أن يعلمه ما ينال به خير الدنيا و الآخرة - و لا يطول عليه - . فقال عليه السلام : لا تكذب (تحف العقول ص 359).

ص:138


1- - أي : لا تعملوا في الأرض بالمعاصي و استحلال المحارم بعد أن أصلحها اللّه عزّ و جلّ بالأمرو النهي و بعثة الأنبياء عليهم السلام (بحار الأنوار ج 12 ص 375).
2- - في البحار : خُلقاً. 3 - في البحار : حالة.
3-

التسمية بأسماء الأنبياء و الأوصياء عليهم السلام

399- قال الإمام الباقر عليه السلام : أصدق الأسماء ما سمّي بالعبوديّة (1).

و خيرها : أسماء الأنبياء صلوات اللّه عليهم (2) (معاني الأخبار ص 146).

400 - قال الإمام الرضا عليه السلام : البيت الّذي فيه اسم محمّد يصبح أهله بخير. و يمسون بخير (3) (بحار الأنوار ج 1 ص 131).

ص:139


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ خير الأسماء : عبداللّه و عبد الرحمن (الخصال ص 251).
2- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إذا كان اسم بعض أهل البيت اسم نبي. لم تزل البركة فيهم (دعائم الإسلام ج 2 ص 188). قال أمير المؤمنين عليه السلام : ما من أهل بيت فيهم اسم نبي إلّابعث اللّه عزّ و جلّ إليهم ملكاً يقدّسهم بالغداة و العشي (الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 453 المجلس 16).
3- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : بورك لبيت فيه محمّد و مجلس فيه محمّد و رفقة فيه محمّد (مكارم الأخلاق ج 1 ص 65 و مناقب آل أبي طالب عليهم السلام ج 1 ص 289). في المناقب : بورك في بيت. قال الإمام الرضا عليه السلام : ما من مائدة وضعت و حضر عليها من اسمه : أحمد أو محمّد إلّاقدّس ذلك المنزل في كلّ يوم مرّتين (العيون ج2 باب31 حديث31 و صحيفة الإمام الرضا عليه السلام ص44). عن سليمان الجعفري قال : سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول : لا يدخل الفقر بيتاً فيه اسم محمّد أو أحمد أو عليّ أو الحسن و أو الحسين أو الجعفر أو طالب أو عبداللّه. أو فاطمة من النساء (الكافي ج 6 ص 19). (راجع: تهذيب الأحكام ج 7 ص 504 الباب 19 الحديث 11 و عدّة الداعي ص 87). عن ربعي بن عبداللّه قال : قيل لأبي عبداللّه عليه السلام : - جعلت فداك - إنّا نسمي بأسمائكم و أسماء آبائكم. فينفعنا ذلك؟ فقال عليه السلام : اي - و اللّه - . و هل الدين إلّاالحبّ ؟ قال اللّه عزّ و جلّ : إن كنتم تحبّون اللّه فاتّبعوني يحببكم اللّه و يغفر لكم ذنوبكم (تفسير العيّاشي - عليه الرحمة - ج 1 ص 298).

401 - قال الإمام الرضا عليه السلام : ما من قوم كانت لهم مشورة فحضر معهم من اسمه محمّد أو أحمد فأدخلوه في مشورتهم إلّا (1)كان خيراً لهم (2) (مكارم الأخلاق ج 1 ص 484).

ص:140


1- - في صحيفة الإمام الرضا عليه السلام ص 44 هكذا : إلّاخير لهم.
2- - عن جابر قال : أراد أبو جعفر عليه السلام الركوب إلى بعض شيعته ليعوده. فقال عليه السلام : - يا جابر - ألحقني فتبعته. فلمّا انتهى إلى باب الدار خرج علينا ابن له صغير. فقال له أبو جعفر عليه السلام : ما اسمك ؟ قال : محمّد. قال عليه السلام : فبما تكنّى ؟ قال : ب علي.. فقال له أبو جعفر عليه السلام : لقد احتظرت من الشيطان احتظاراً شديداً. إنّ الشيطان إذا سمع منادياً ينادي : - يا محمّد يا عليّ - ذاب كما يذوب الرصاص. حتّى إذا سمع منادياً ينادي باسم عدوّ من أعدائنا اهتزّ و اختال (الكافي ج 6 ص 20).

التعاون على البرّ و التقوى

التعاون على طاعة اللّه عزّ و جلّ

402 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : لا يزال الناس بخير ما أمروا بالمعروف و نهوا عن المنكر و تعاونوا على البرّ و التقوى .

فإذا لم يفعلوا ذلك نزعت منهم البركات و سلّط بعضهم على بعض.

و لم يكن لهم ناصر في الأرض و لا في السماء (تهذيب الأحكام ج 6 ص 203 و عوالي اللئالي ج 3 ص 188 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 126 و مشكاة الأنوار ج 1 ص 113 الفصل 13).

403 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : ليكن تعاونكم على طاعة اللّه عزّ و جلّ. فإنّكم لن تزالوا بخير ما تعاونتم على طاعة اللّه تعالى و تناهيتم عن معاصيه (الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 347 المجلس 12).

ص:141

تعظيم حرمات اللّه عزّ و جلّ - حفظ حرمات اللّه عزّ و جلّ

(1)

404 - وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللّهِ (2) فهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ «30» (الحجّ).

تعظيم حقّ اللّه عزّ و جلّ

405 - (كتب الإمام الصادق عليه السلام إلى بعض الناس) : إن أردت أن يختم بخير عملك حتّى تقبض - و أنت في أفضل الأعمال - ف عظّم للّه عزّ و جلّ حقّه أن لا تبذّل نعمائه في معاصيه. و أن تغتر (3) بحلمه عنك.

و أكرم كلّ من وجدته يذكر منّا(4) أو ينتحل مودّتنا. ثمّ ليس عليك صادقاً كان أو كاذباً.

إنّما لك نيّتك و عليه كذبه (عيون الأخبار ج 2 الباب 30 الحديث 8).

ص:142


1- - الحرمة : ما لا يحلّ انتهاكه (فقه القرآن ج 1 ص 293).
2- - قال الإمام الصادق عليه السلام : هي ثلاث حرمات واجبة. فمن قطع منها حرمة فقد أشرك باللّه : الاُولى : انتهاك حرمة اللّه في بيته الحرام. و الثانية : تعطيل الكتاب و العمل بغيره. و الثالثة : قطيعة ما أوجب اللّه من فرض مودّتنا و طاعتنا (تأويل الآيات ص 336). عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ للّه حرمات ثلاث من حفظهنّ. حفظ اللّه له أمر دينه و دنياه. و من لم يحفظهنّ لم يحفظ اللّه له شيئاً : حرمة الإسلام. و حرمتي و حرمة عترتي (الخصال ص 146 و روضة الواعظين ج 2 ص 33). قال العلّامة المجلسي - عليه الرحمة - : لا شكّ في وجوب تعظيم الأئمّة عليهم السلام و تكريمهم في حياتهم و بعد وفاتهم. و كذا تعظيم ما ينسب إليهم من مشاهدهم و أخبارهم و آثارهم و ذرّيّتهم و حامل أخبارهم و علومهم (بحار الأنوار ج 24 ص 185).
3- - أي : لا تغتر. 4 - في بحار الأنوار ج 75 ص 195 : يذكرنا.

التعفّف - ترك السؤال عن الناس

(1)

406 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ثلاثة لا يزيد اللّه بهنّ إلّاخيراً : التواضع. لا يزيد اللّه به إلّا ارتفاعاً. و ذلّ النفس. لا يزيد اللّه به إلّاعزّاً. و التعفّف. لا يزيد اللّه به إلّاغنى (2) (عدّة الداعي ص 178 و مشكاة الأنوار ج 2 ص 98).

407 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : مرارة اليأس خير من الطلب إلى لئام الناس (بحار الأنوار ج 100 ص 39).

408 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : الحرفة (3)مع العفّة (4)خير من الغنى مع الفجور (أعلام الدين ص 286 و غرر الحكم ص 354 و شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 16 ص 96).

409 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : العفّة مع الحرفة خير من سرور مع فجور (تحف العقول ص 79).

التفاوت بين الناس

410 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا يزال الناس بخير ما تفاوتوا.

فإذا استووا هلكوا (الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله ص 531 و عيون الأخبار ج 2 ص 58).

411 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : الناس بخير ما تفاوتوا (غرر الحكم ص 479).

ص:143


1- - التعفّف : ترك السؤال عن الناس (بحار الأنوار ج 68 ص 82).
2- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : أحسن حلية المؤمن : التواضع . و جماله : التعفّف. و شرفه : التفقّه. و عزّه : ترك القال و القيل (تحف العقول ص 171). قال أمير المؤمنين عليه السلام : من كمال النعمة : التحلّي بالسخاء و التعفّف (غرر الحكم ص 256).
3- - بكسر الحاء و ضمّها هو : نقصان الحظّ و عدم المال (شرح نهج البلاغة ج 16 ص 98).
4- - هو الكفّ عن الحرام.

التقوى

412 - وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى «197» (البقرة).

413 - وَلِبَاسُ التَّقْوَى (1) ذلِكَ خَيْرٌ «26» (الأعراف).

414 - وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْراً «30» (النحل).

415 - وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللّهَ وَاتَّقُوهُ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ«16» (العنكبوت).

416 - (ما جاء في صحف إدريس عليه السلام ) : إعلموا و استيقنوا : إنّ تقوى اللّه هي الحكمة الكبرى و النعمة العظمى و السبب الداعي إلى الخير.

و الفاتح لأبواب الفهم و العقل (سعد السعود ص 77).

417 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : عليك بتقوى اللّه فإنّه جُماع كلّ خير (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 11 ص 185).

418 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إتّقوا (2) اللّه فإنّه جماع الخير (مشكاة الأنوار ج 1 ص 99 و روضة الواعظين ج 2 ص 395).

ص:144


1- - قال الإمام الصادق عليه السلام : أزين اللباس للمؤمنين : لباس التقوى. و أنعمه : الإيمان. قال اللّه تعالى: وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذلِكَ خَيْرٌ (مصباح الشريعة الباب 7). إنّ المراد بلباس التقوى : خشية اللّه أو الإيمان أو العمل الصالح أو الحياء الّذي يكسب التقوى. أو السمت الحسن. و قد قيل كلّ ذلك. أو اللباس الّذي هو التقوى. فإنّه يستر الفضائح و القبائح و يذهبها (من بيان العلّامة المجلسي رحمه الله في بحار الأنوار ج 65 ص 355).
2- - في روضة الواعظين : إتّق .

419 - (قال أمير المؤمنين عليه السلام لرجل) : قد أوصيتك بتقوى اللّه.

و تقوى ربّنا عزّ و جلّ جُماع كلّ خير و رأس كلّ أمر (الغارات ج 2 ص 431).

420 - قال الإمام الصادق عليه السلام : من يتّق اللّه فهو بخير (بصائر الدرجات ص 241 الباب 4).

421 - قال الإمام الصادق عليه السلام : إتّق اللّه و كن حيث شئت. و من أيّ قوم شئت. فإنّه لا خلاف لأحد في التقوى .

و التقوى محبوب عند كلّ فريق. و فيه اجتماع كلّ خير و رشد.

و هو ميزان كلّ علم و حكمة و أساس كلّ طاعة مقبولة (مصباح الشريعة الباب 67).

422 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : عليك بتقوى اللّه. فإنّها تجمع الخير.

و لا خير غيرها (تنبيه الخواطر ج 2 ص 17).

423 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير الذخر التقوى (غرر الحكم ص 270).

424 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إنّ تقوى اللّه هي الزاد و المعاد.

زاد مبلّغ و معاد منجح دعا إليها أسمع واعٍ. و وعاها خير واعٍ.

فأسمع داعيها و فاز واعيها (غرر الحكم ص 272).

425 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خير الزاد : التقوى (من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 272).

426 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : التقوى خير زاد (غرر الحكم ص 272).

427 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ خير الزاد ما صحبه التقوى (أعلام الدين ص 337).

428 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : تزوّدوا من الدنيا بالتقوى. فإنّها خير ما تزودّتموه منها (تحف العقول ص 120).

ص:145

429 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إعلموا - يا عباد اللّه - إنّ المتّقين حازوا عاجل الخير.

و آجله (1).

شاركوا أهل الدنيا في دنياهم و لم يشاركهم أهل الدنيا في آخرتهم (الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 24 المجلس 1 و الأمالي للشيخ المفيد رحمه الله ص 263 المجلس 31).

(راجع : تحف العقول ص 178 و بشارة المصطفى صلى الله عليه و آله ص 43 و الغارات ص 148 و شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 6 ص 67).

430 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام : عليكم بتقوى اللّه. فإنّها تجمع (2) من الخير ما لا يجمع غيرها. و يدرك بها من الخير ما لا يدرك بغيرها - من خير الدنيا و خير الآخرة - (أمالي الشيخ المفيد رحمه الله ص 261 المجلس 31 و أمالي الشيخ الطوسي رحمه الله ص 25 المجلس 1 و تحف العقول ص 177 و الغارات ج 1 ص 146).

431 - كتب الإمام الصادق عليه السلام إلى المفضّل : أمّا بعد فإنّي اوصيك و نفسي بتقوى اللّه و طاعته. فإنّ من التقوى الطاعة و الورع و التواضع للّه و الطمأنينة و الاجتهاد و الأخذ بأمره و النصيحة لرسله و المسارعة في مرضاته و اجتناب ما نهى عنه. فإنّه من يتّق اللّه فقد أحرز نفسه من النار بإذن اللّه. و أصاب الخير كلّه في الدنيا و الآخرة.

و من أمر بالتقوى فقد أفلح (3) الموعظة.

جعلنا اللّه من المتّقين (برحمته) (4) (بصائر الدرجات ص 683 و البحار ج 24 ص 286).

ص:146


1- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إنّ المتّقين ذهبوا بعاجل الدنيا و آجل الآخرة (غرر الحكم ص 273).
2- - في الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله هكذا : تجمع الخير - و لا خير غيرها - و يدرك بها من الخير...
3- - في بحار الأنوار : أبلغ.
4- - مابين القوسين لم يذكر في بحار الأنوار.

432 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ خيركم عند اللّه و أكرمكم عليه : أتقاكم.

و أطوعكم له (الزهد ص 130).

433 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إنّ خيركم أتقاكم (تحف العقول ص 191).

434 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير الدنيا و الآخرة في خصلتين : الغنى و التقى (1).

و شرّ الدنيا و الآخرة في خصلتين : الفقر و الفجور (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 20 ص 301).

ص:147


1- - قال الإمام الصادق عليه السلام : إنّ التمسّك بالقناعة و التقوى يورث راحة الدارين (مصباح الشريعة الباب 59). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ... ف اتّقوا اللّه في عاجل أمركم و آجله - في السرّ و العلانيّة - فإنّه من يتّق اللّه يكفّر عنه سيّئاته. و يعظم له أجراً. و من يتّق اللّه فقد فاز فوزاً عظيماً. و إنّ تقوى اللّه توقي مقته. و توقي عقوبته. و توقي سخطه. و إنّ تقوى اللّه تبيّض الوجوه. و ترضي الربّ. و ترفع الدرجة (البحار ج 19 ص 126 و ج 86 ص 232). في بحار الأنوار ج 19 : أمره. قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خصلة من لزمها. أطاعته الدنيا و الآخرة. و ربح الفوز في الجنّة . قيل : و ما هي - يا رسول اللّه - ؟ قال صلى الله عليه و آله : التقوى (بحار الأنوار ج 74 ص 171 و كنز الفوائد ج 2 ص 10 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 117 و معدن الجواهر ص 21). في كنز الفوائد : بالجنّة. في تنبيه الخواطر و معدن الجواهر هكذا : و ربح الفوز بقرب اللّه تعالى في دار السلام.

435 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : اوصيكم - عباد اللّه - بتقوى اللّه. فإنّها خير ما تواصى العباد به.

و خير عواقب الاُمور عند اللّه (شرج نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 9 ص 330 و الغارات ج 1 ص 92).

436 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : أُوصيكم بتقوى اللّه. فإنّ تقوى اللّه خير ما تواصى به عباد اللّه و أقربه إلى رضوان اللّه (1).

و خيره في عواقب الاُمور عند اللّه.

و بتقوى اللّه امرتم و للإحسان و الطاعة خلقتم (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 3 ص 108 و وقعة الصفّين ص 10).

437 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : عليكم بالتقوى. فإنّه خير زادٍ. و أحرز عتادٍ (غرر الحكم ص 272).

438 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير ما اكتسب من الدنيا ما أصابه العباد الصالحون منها من التقوى (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 15 ص 86).

439 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : التقى سابق إلى كلّ خير (أعلام الدين ص 186).

440 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : التقيّ سائق إلى كلّ خير (كنز الفوائد ج 1 ص 279).

441 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : ليس لأحد على أحد فضل إلّابالتقوى .

و للمتّقين عند اللّه عزّ و جلّ خير الجزاء و أفضل الثواب (بحار الانوار ج 32 ص 27).

ص:148


1- - في وقعة صفّين : لرضوان اللّه.

التقيّة

442 - عن أبي عبيدة عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال لي : - يا زياد - ما تقول لو أفتينا رجلاً ممّن يتولانا بشيء من التقيّة ؟

قال : قلت له : أنت أعلم - جعلت فداك - .

قال عليه السلام : إنّ أخذ به فهو خير له و أعظم أجراً.

وفي رواية اخرى : إن أخذ به أوجر. وإن تركه - و اللّه - أثم (الكافي ج 1 ص 65).

443 - عن أبي عمرو الكناني قال : قال أبو عبد اللّه عليه السلام : - يا أبا عمرو - أرأيتك لو حدّثتك بحديث - أو أفتيتك بفتيا - ثمّ جئتني بعد ذلك. فسألتني عنه. فأخبرتك بخلاف ما كنت أخبرتك - أو أفتيتك بخلاف ذلك - بأيّهما كنت تأخذ ؟

قلت : بأحدثهما. و أدع الآخر.

فقال عليه السلام : قد أصبت - يا أبا عمر - و أبى اللّه إلّاأن يعبد سرّاً.

أما - و اللّه - لئن فعلتم ذلك إنّه ل خير لي و لكم.

و أبى اللّه عزّ و جلّ لنا ولكم في دينه إلّاالتقيّة (الكافي ج 2 ص 218).

444 - قال الإمام الباقر عليه السلام : لا خير فيمن لا تقيّة له (جامع الأخبار ص 254 الفصل 53 و علل الشرايع ج 1 الباب 43 الحديث 1 و تفسير العيّاشي رحمه الله ج 2 ص 353).

445 - سعد بن عبد اللّه عن عمرو بن أبي المقدام عن عليّ بن الحسين عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إذا كنتم في أئمّة الجور فإمضوا في أحكامهم.

و لا تشهّروا أنفسكم فتُقتلوا.

و إن تعاملتم بأحكامهم كان خيراً لكم (علل الشرائع ج 2 الباب 315 الحديث 3).

ص:149

446 - عن زرارة بن أعين عن أبي جعفر عليه السلام قال : سألته عن مسألة فأجابني.

ثمّ جائه رجل فسأله عنها فأجابه بخلاف ما أجابني.

ثمّ جاء رجل آخر فأجابه بخلاف ما أجابني و أجاب صاحبي.

فلمّا خرج الرجلان قلت : - يا ابن رسول اللّه - رجلان من أهل العراق من شيعتكم قدما يسألان. فأجبت كلّ واحد منهما بغير ما أجبت به صاحبه ؟

فقال عليه السلام : - يا زرارة - إنّ هذا خير لنا وأبقى لنا.

و لكن و لو اجتمعتم على أمر واحد لصدّقكم الناس علينا.

و لكان أقلّ لبقائنا وبقائكم (الكافي ج 1 ص 65 و علل الشرائع ج 2 الباب 131 الحديث 16).

447 - قال الإمام الباقر عليه السلام : من أطاب الكلام مع موافقيه ليؤنسهم و بسط وجهه لمخالفيه ليأمنهم على نفسه و إخوانه فقد حوى من الخيرات و الدرجات العالية عند اللّه عزّ و جلّ ما لا يقادر قدره غيره (التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام ص 355).

448 - (قيل للإمام الجواد عليه السلام ) : من أكمل الناس في خصال الخير ؟

قال عليه السلام : أعملهم بالتقيّة.

و أقضاهم لحقوق إخوانه (التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام ص 324).

ص:150

التمحيص

449 - قال الإمام الصادق عليه السلام : إنّ اللّه عزّ و جلّ إذا أراد بعبد خيراً فأذنب ذنباً تبعه بنقمة. يذكّره الاستغفار.

و إذا أراد بعبد شرّاً فأذنب ذنباً تبعه بنعمة لينسيه الاستغفار و يتمادى بها.

و هو قول اللّه تعالى : و نستدرجهم من حيث لا يعلمون - بالنعم عند المعاصي - (تنبيه الخواطر ج 2 ص 160).

450 - قال الإمام الصادق عليه السلام : إذا أراد اللّه بعبد خيراً عجّل عقوبته في الدنيا.

و إذا أراد اللّه بعبد سوءاً أمسك عليه ذنوبه حتّى يوافي بها يوم القيامة (الخصال ص 20 و إرشاد القلوب ج 1 ص 344).

451 - قال الإمام الهادي عليه السلام : إنّ اللّه إذا أراد بعبد خيراً إذا عوتب قبل (تحف العقول ص 481).

452 - عن خضر بن عمرو عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال : سمعته يقول : المؤمن مؤمنان :

مؤمن وفى للّه بشروطه الّتي شرطها عليه.

فذلك مع النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين و حسن أولئك رفيقاً.

و ذلك من يشفع و لا يشفع له. و ذلك ممّن لا تصيبه أهوال الدنيا و لا أهوال الآخرة.

و مؤمن زلّت به قدم.

فذلك ك خامة الزرع كيفما كفئته الريح انكفأ.

و ذلك ممّن تصيبه أهوال الدنيا و الآخرة. و يشفع له. و هو على خير (الكافي ج 2 ص 448).

ص:151

التواضع

453 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ثلاثة لا يزيد اللّه بهنّ إلّاخيراً : التواضع. لا يزيد اللّه به إلّا ارتفاعاً. و ذلّ النفس. لا يزيد اللّه به إلّاعزّاً. و التعفّف. لا يزيد اللّه به إلّاغنى (عدّة الداعي ص 178 و مشكاة الأنوار ج 2 ص 98).

454 - (قال الإمام الصادق عليه السلام لحمّاد بن عيسى رحمه الله ) : كن - يا حمّاد - طالباً للعلم في آناء اللّيل و أطراف النهار. فإن أردت أن تقرّ عينك و تنال خير الدنيا و الآخرة : فإقطع الطمع ممّا في أيدي الناس. و عد نفسك في الموتى. و لا تحدّثنّ نفسك أنّك فوق أحد من الناس. و اخزن لسانك كما تخزن مالك (الخصال ص 122).

455 - قال الإمام الصادق عليه السلام : التواضع أصل كلّ خير نفيس. و مرتبة رفيعة (1)(بحارالأنوار ج 72 ص 121).

456 - قال الإمام الصادق عليه السلام : رأس الخير : التواضع (الدرّة الباهرة ص 29) (2).

457 - قال الإمام العسكري عليه السلام : إنّ في شيعتنا لمن يهب اللّه تعالى له في الجنان من الدرجات و المنازل و الخيرات ما لا يكون الدنيا و خيراتها في جنبها إلاّ ك الرملة في البادية الفضفاضة.

فما هو إلّاأن يرى أخاً له مؤمناً فقيراً فيتواضع له. و يكرمه. و يعينه. و يمونه. و يصونه عن بذل وجهه له (التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام ص 199).

ص:152


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ التواضع يزيد صاحبه رفعةً. فتواضعوا يرفعكم اللّه (الكافي ج 2ص 121 و الأمالي للشيخ المفيد رحمه الله ص 238 و الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 14). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من تواضع للّه رفعه اللّه. و من تكبّر خفضه اللّه (الكافي ج 2 ص 122). قال أمير المؤمنين عليه السلام : من أحبّ رفعة الدنيا و الآخرة فليمقت في الدنيا الرفعة (غرر ص 138).
2- - تحقيق سماحة حجّة الإسلام و المسلمين الشيخ عبدالهادي المسعودي دام عزّه العالي.

التوبة

458 - فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ (1) «3» (التوبة).

459 - قال الإمام الصادق عليه السلام : قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا خير في الدنيا إلّالأحد رجلين :

رجل يزداد في كلّ يوم إحساناً. و رجل يتدارك سيّئته بالتوبة.

و أنّى له بالتوبة ؟! - و اللّه - لو سجد حتّى ينقطع عنقه ما قبل اللّه منه إلّابولايتنا أهل البيت (الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله المجلس 95 الحديث 2). (راجع : الخصال ص 41 و روضة الواعظين ج 2 ص 415 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 137 و تحف العقول ص 356 و الكافي ج 8 ص 128 و تفسير القمّي رحمه الله ج 1 ص 270).

460 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا خير في الدنيا إلّالرجل : رجل أذنب ذنوباً فهو يتداركها بالتوبة. و رجل يسارع في الخيرات (شرح نهج البلاغة ج 18 ص 250 و تنبيه الخواطر ج 1 ص 24 و مكارم الأخلاق ج 2 ص 92). (راجع : روضة الواعظين ج 2 ص 485).

ص:153


1- - لأنّكم تنجون به من خزي الدنيا و عذاب الآخرة (بحار الأنوار ج 21 ص 267). عن الحارث بن حصيرة قال : مررت بحبشي و هو يستسقي بالمدينة. و إذاً هو أقطع. فقلت له : من قطعك ؟ فقال : قطعني خير الناس. إنّا أخذنا في سرقة و نحن ثمانية نفر فذهب بنا إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام فأقررنا بالسرقة. فقال عليه السلام لنا : تعرفون أنّها حرام ؟ قلنا : نعم. فأمر بنا فقطعت أصابعنا من الراحة و خلّيت الإبهام. ثمّ أمر بنا فحبسنا - في بيت - يطعمنا فيه السمن و العسل حتّى برئت أيدينا. ثمّ أمر بنا فأخرجنا وكسانا فأحسن كسوتنا. ثمّ قال عليه السلام لنا : إن تتوبوا و تصلحوا فهو خير لكم. يلحقكم اللّه بأيديكم في الجنّة. و إن لا تفعلوا يلحقكم اللّه بأيديكم في النار (الكافي ج 7 ص 264).

461 - فَإِن يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ (1) «74» (التوبة)

ص:154


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : المؤمن إذا تاب و ندم. فتح اللّه عليه في الدنيا و الآخرة ألف باب من الرحمة. و يصبح و يمسي على رضى اللّه عزّ و جلّ (جامع الأخبار ص 225). قال الإمام الصادق عليه السلام : إذا تاب العبد توبةً نصوحاً أحبّه اللّه فستر عليه في الدنيا و الآخرة (الكافي ج 2 ص 430 و ثواب الأعمال ص 205 و مشكاة الأنوار ج 1 ص 252). قال الإمام الصادق عليه السلام : إذا تاب العبد توبة نصوحاً لوجه اللّه عزّ و جلّ فإنّ اللّه عزّ و جلّ يستر عليه في الدنيا و الآخرة (إرشاد القلوب ج 1 ص 341 الباب 52). عن أبان عن أبي العبّاس قال : قال أبو عبد اللّه عليه السلام : أتي النبيّ صلى الله عليه و آله رجل فقال : إنّي زنيت فطهّرني. فصرف النبيّ صلى الله عليه و آله وجهه عنه. فأتاه من جانبه الآخر. ثمّ قال مثل ما قال. فصرف صلى الله عليه و آله وجهه عنه. ثمّ جاء الثالثة فقال له : - يا رسول اللّه - إنّي زنيت و عذاب الدنيا أهون لي من عذاب الآخرة. فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : أبصاحبكم بأس - يعني جنّة - ؟ فقالوا : لا. فأقرّ على نفسه الرابعة. فأمر به رسول اللّه صلى الله عليه و آله أن يرجم. فحفروا له حفيرة. فلمّا وجد مسّ الحجارة خرج يشتدّ. فلقيه الزبير فرماه بساق بعير. فسقط. فعقلّه به فأدركه الناس فقتلوه. فأخبروا رسول اللّه صلى الله عليه و آله بذلك. فقال صلى الله عليه و آله : هلّا تركتموه. ثمّ قال صلى الله عليه و آله : لو استتر ثمّ تاب كان خيراً له (الكافي ج 7 ص 185). في دعائم الإسلام ج 2 ص 450 هكذا : لو استتر لكان خيراً له إذا تاب.

462 - قيل للإمام زين العابدين عليه السلام : ما خير ما يموت عليه العبد ؟

قال عليه السلام : أن يكون قد فرغ من ابنيته و دوره و قصوره.

قيل : و كيف ذلك ؟

قال عليه السلام : أن يكون من ذنوبه تائباً. و على الخيرات مقيماً.

يرد على اللّه عزّ و جلّ حبيباً كريماً (الدعوات ص 122).

التوفيق

463 - قال الإمام الصادق عليه السلام : لا قائد خيرٌ من التوفيق (الاختصاص ص 246).

464 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : حسن التوفيق خير معين (غرر الحكم ص 153).

465 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : حسن التوفيق خير قائد (1) (غرر الحكم ص 203).

466 - قال الإمام الصادق عليه السلام : إنّ اللّه عزّ وجلّ إذا أراد بعبد خيراً نكت في قلبه نكتة من نور. و فتح مسامع قلبه. و وكّل به ملكاً يسدّده.

و إذا أراد بعبد سوءً نكت في قلبه نكتة سوداء. و سدّ مسامع قلبه. و وكّل به شيطاناً يضلّه (الكافي ج 1 ص 166 و ج 2 ص 214 و أعلام الدين ص 135).

ص:155


1- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : من استنصح اللّه عزّ و جلّ حاز التوفيق (غرر الحكم ص 203). قال أمير المؤمنين عليه السلام : التوفيق عناية الرحمن (غرر الحكم ص 203). قال أمير المؤمنين عليه السلام : التوفيق رحمة (غرر الحكم ص 203). قال أمير المؤمنين عليه السلام : التوفيق إقبال (غرر الحكم ص 203). قال أمير المؤمنين عليه السلام : التوفيق من جذبات الربّ عزّ و جلّ (غرر الحكم ص 203). قال أمير المؤمنين عليه السلام : التوفيق رأس السعادة (غرر الحكم ص 203). قال أمير المؤمنين عليه السلام : التوفيق رأس النجاح (غرر الحكم ص 203). قال أمير المؤمنين عليه السلام : التوفيق قائد الصلاح (غرر الحكم ص 203).

التوكّل على اللّه

467 - وَمَا عِندَ اللّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ«36» (الشورى).

468 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : التوكّل خير عماد (1) (غرر الحكم ص 196).

469 - قال الإمام الكاظم عليه السلام : التوكّل على اللّه درجات.

فمنها (2) : أن تثق به في امورك كلّها. فما فعل بك كنت عنه راضياً.

تعلم أنّه لم (3) يؤتك إلّاخيراً و فضلاً.

و تعلم أنّ الحكم في ذلك له (4) (فتوكّلت على اللّه بتفويض ذلك إليه) (5).

و وثقت به فيها و في غيرها (التمحيص ص 62 الباب 8 و مشكاة الأنوار ج 1 ص 35 و بحار الأنوار ج 68 ص 153).

الثبات

470 - (قال أمير المؤمنين لرجل) : إن أراد اللّه بك خيراً أعلمك بعلمه و ثبّتك (6)(التوحيد ص 259).

ص:156


1- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : التوكّل على اللّه نجاة من كلّ سوء. وحرز من كلّ عدوّ (كشف الغمّة ج 3 ص 489). قال أمير المؤمنين عليه السلام : من وثق باللّه أراه السرور و من توكّل عليه كفاه الاُمور (كشف الغمّة ج 3 ص 489 و جامع الأخبار ص 322 الفصل 73). قال الإمام الصادق عليه السلام : من اعطي التوكّل اعطي الكفاية (الكافي ج 2 ص 65).
2- - في مشكاة الأنوار هكذا : منها : أن تتوكّل عليه في امورك كلّها.
3- - في مشكاة الأنوار هكذا : أنّه لا يألوك إلاّ خيراً و فضلاً.
4- - في مشكاة الأنوار : إليه.
5- - مابين القوسين لم يذكر في مشكاة الأنوار.
6- - قال الإمام الصادق عليه السلام : صفة الحكمة : الثبات عند أوائل الاُمور و الوقوف عند عواقبها(مصباح الشريعة الباب 95)

الثقة باللّه عزّ و جلّ

471 - قال الإمام الباقر عليه السلام : خير المال : الثقة باللّه (1).

و اليأس عمّا في أيدي الناس (تهذيب الأحكام ج 6 ص الباب 93 الحديث 273).

ص:157


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ثلاث خصال من صفة أولياء اللّه تعالى : الثقة باللّه في كلّ شيء. و الغنى به عن كلّ شيء. و الإفتقار إليه في كلّ شيء (أعلام الدين ص 159). (راجع : كنز الفوائد ج 2 ص 193). قال أمير المؤمنين عليه السلام : الثقة باللّه و حُسن الظنّ به حصن لا يتحصّن به إلّاكلّ مؤمن (أمين) . و التوكّل على اللّه نجاة من كلّ سوء و حرز من كلّ عدوّ (إرشاد القلوب ج 1 ص 215 و كشف الغمّة ج 3 ص 489). في كشف الغمّة : فيه. ما بين القوسين لم يذكر في إرشاد القلوب. قال أمير المؤمنين عليه السلام : من وثق باللّه أراه السرور. و من توكّل عليه كفاه الاُمور (كشف الغمّة ج 3 ص 489). قال أمير المؤمنين عليه السلام : من وثق باللّه صان يقينه (غرر الحكم ص 198). قال أمير المؤمنين عليه السلام : من وثق باللّه غني (غرر الحكم ص 198). قال الإمام الصادق عليه السلام : ثق باللّه تكن مؤمناً و ارض بما قسّم اللّه لك تكن غنيّاً (الخصال ص 169) (راجع : تحف العقول ص 376). قال الإمام الرضا عليه السلام : من يرد اللّه أن يهديه بإيمانه في الدنيا إلى جنّته و دار كرامته في الآخرة يشرح صدره للتسليم للّه و الثقة به و السكون إلى ما وعده من ثوابه حتّى يطمئن إليه (معاني الأخبار ص 145 و التوحيد ص 242 و عيون أخبار الرضا عليه السلام ج 1 ص الباب 11 الحديث 27). قال الإمام الجواد عليه السلام : الثقة باللّه تعالى ثمن لكلّ غال و سلّم إلى كلّ عالٍ (أعلام الدين ص 309). قال أمير المؤمنين عليه السلام : أصل الرضا : حسن الثقة باللّه (غرر الحكم ص 198). قال لقمان رحمه الله لإبنه : - يا بنيّ - ثق باللّه عزّ و جلّ. ثمّ سل في الناس : هل من أحد وثق باللّه فلم ينجه ؟ (كنز الفوائد ج 2 ص 66).

الجهاد في سبيل اللّه عزّ و جلّ

472 - انفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ«41» (التوبة).

473 - لكِنِ الْرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ«88» (التوبة).

474 - تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بَأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (1)«11» (الصف).

475 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إنّ اللّه تعالى قد دلّكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم و تشفي بكم على الخير العظيم : الإيمان باللّه و رسوله .

و الجهاد في سبيله .

و جعل ثوابه مغفرة للذنب و مساكن طيّبة في جنّات عدن (الإرشاد للشيخ المفيد رحمه الله ج1 ص 265). (راجع : شرح نهج البلاغة ج 5 ص 187 و وقعة صفّين ص 235).

ص:158


1- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إنّ الجهاد أشرف الأعمال بعد الإسلام. و هو قوام الدين و الأجر فيه عظيم مع العزّة و المنعة و هو الكرّة فيه الحسنات و البشرى بالجنّة بعد الشهادة. و بالرزق غداً عند الربّ والكرامة. يقول اللّه عزّ وجلّ : و لا تحسبن الّذين قتلوا في سبيل اللّه أمواتاً بل هم أحياء عند ربّهم يرزقون. ثمّ إنّ الرعب و الخوف من جهاد المستحقّ للجهاد و المتوازرين على الضلال. ضلالٌ في الدين و سلب للدنيا مع الذلّ و الصغار. و فيه استيجاب النار بالفرار من الزحف عند حضرة القتال. يقول اللّه عزّ و جلّ : يا أيّها الذين آمنوا إذا لقيتم الّذين كفروا زحفاً فلا تولّوهم الأدبار. فحافظوا على أمر اللّه عزّ و جلّ في هذه المواطن الّتي الصبر عليها كرم و سعادة و نجاة في الدنيا و الآخرة من فظيع الهول و المخافة (الكافي ج 5 ص 37).

476 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : و الّذي نفسي بيده ل غدوة في سبيل اللّه - أو روحة - خير من الدنيا و ما فيها (جامع الأخبار ص 211 الفصل 39 في الجهاد).

قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : غزوة في سبيل اللّه خير من الدنيا و ما فيها (عوالي اللئالي ج 1 ص 191).

477 - في الحديث الصحيح : إنّ من خير الناس رجلاً ممسكاً ب عنان فرسه في سبيل اللّه كلّما سمع هيعة طار إليها (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 3 ص 273).

478 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة (الكافي ج 5 ص 48).

479 - قال الإمام الباقر عليه السلام : الخير كلّه معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة (الكافي ج 5 ص 48).

480 - قال الإمام الباقر عليه السلام : إنّ الخير كلّ الخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة (1) (الكافي ج 5 ص 9 باب: فضل الجهاد).

ص:159


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ اللّه تبارك و تعالى أعزّ امّتي بسنابك خيلها و مراكز رماحها (الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 673 المجلس 85). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : الخير في السيف و الخير مع السيف و الخير بالسيف (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 3 ص 291). قال الإمام الباقر عليه السلام : الخير كلّه في السيف و تحت السيف و في ظلّ السيف (الكافي ج 5 ص 8 باب فضل الجهاد). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : الخير كلّه في السيف و تحت ظلّ السيف و لا يقيم الناس إلّاالسيف . و السيوف مقاليد الجنّة و النار (الكافي ج 5 ص 2 باب فضل الجهاد. و تهذيب الأحكام ج 6 ص 134 باب فضل الجهاد و فروضه). المراد بالسيف هنا : القدرة لأنّه مظهرها (نقلاً عن هامش التهذيب).

جهاد النفس الأمّارة بالسوء

481 - قال الإمام الرضا عليه السلام : سألني رجل عمّا يجمع خير الدنيا و الآخرة؟

فقلت : خالف نفسك (بحار الأنوار ج 67 ص 68).

482 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير الجهاد : جهاد النفس (غرر الحكم ص 242).

483 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خيركم من أعانه اللّه على نفسه فملكها (1) (تنبيه الخواطر ج 2 ص 122).

484 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا خير في الدنيا إلّالأحد رجلين :

رجل أذنب ذنوباً فهو يتداركها بالتوبة.

و رجل يجاهد نفسه على طاعة اللّه سبحانه (غرر الحكم ص 194).

ص:160


1- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا قوى أقوى ممّن قوى على نفسه فملكها (غرر الحكم ص 241). قال أمير المؤمنين عليه السلام : من لم يجاهد نفسه لم ينل الفوز (غرر الحكم ص 243).

الحبّ و التحابب في اللّه عزّ و جلّ

485 - قال الإمام الصادق عليه السلام : إنّ خير الحبّ ما كان للّه عزّ و جلّ و لرسوله صلى الله عليه و آله .

و لا خير في حبّ سوى ذلك (دعائم الإسلام ج 1 ص 67).

486 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : لا تزال امّتي بخير (1) ما تحابّوا (2)و تهادّوا. و أدّوا الأمانة. و اجتنبوا الحرام. و وقرّوا (3) الضّيف. و أقاموا الصلاة. و آتوا الزكاة.

فإذا لم يفعلوا ذلك ابتلوا بالقحط و السنين (عيون الأخبار ج 2 ص 32 الباب 31 الحديث 25).

(راجع : صحيفة الإمام الرضا عليه السلام ص 43 و جامع الأخبار ص 377 و أعلام الدين ص 406 و عدّة الداعي ص 191 و الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 647 المجلس 33).

487 - عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد عن أبيه عن جدّه قال : مرّ رجل في المسجد و أبو جعفر عليه السلام جالس و أبو عبد اللّه عليه السلام فقال له بعض جلسائه : - و اللّه - إنّي لأحبّ هذا الرجل.

قال له أبو جعفر عليه السلام : ألا فأعلمه. فإنّه أبقى للمودّة و خير في الاُلفة (4) (المحاسن ج 1 ص 415 الباب 35).

ص:161


1- - في جامع الأخبار : في خير.
2- - في أعلام الدين : تحاببوا.
3- - في جامع الأخبار : و أقرّوا.
4- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : اذا أحبّ أحدكم صاحبه أو أخاه فليعلمه (المحاسن ج 1 ص 415 الباب35). قال الإمام الصادق عليه السلام : إذا أحببت رجلاً فأخبره (المحاسن ج 1 ص 415 الباب 35).

حبّ أهل الطاعة و بغض أهل المعصية

488 - عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال : إذا أردت أن تعلم أن فيك خيراً فأنظر إلى قلبك. فإن كان يحبّ أهل طاعة اللّه و يبغض أهل معصيته ففيك خير. و اللّه يحبّك.

وإن كان يبغض أهل طاعة اللّه و يحبّ أهل معصيته فليس (1) فيك خير. و اللّه يبغضك.

و المرء مع من أحبّ (الكافي ج 2 ص 126 و علل الشرائع ج 1 الباب 96 الحديث 16 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 191 و المحاسن ج 1 الباب 34 الحديث 331 و مشكاة الأنوار ج 1 ص 275 و مصادقة الإخوان ص 51 الحديث 3).

489 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير الاختيار : موادّة الأخيار (غرر الحكم ص 429).

ص:162


1- - في المحاسن هكذا : ففيك شرّ و اللّه يبغضك.

الحج

490 - إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً (1) فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ«158» (البقرة).

491 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : - معاشر الناس - إنّ الحجّ و العمرة مِنْ شَعائِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ.

- معاشر الناس - حجّوا البيت. فما ورده أهل بيت إلّااستغنوا. و لا تخلفوا عنه إلّاافتقروا (2)- معاشر الناس - ما وقف بالموقف مؤمن إلّاغفر اللّه له ما سلف من ذنبه إلى وقته ذلك فإذا انقضت حجّه استونف عليه عمله.

- معاشر الناس - الحجّاج معانون. و نفقاتهم مخلفة. و اللّه لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ.

- معاشر الناس - حجّوا البيت بكمال الدين و التفقّه. و لا تنصرفوا عن المشاهد إلّابتوبة و إقلاع (التحصين للسيّد بن طاووس رحمه الله ص 589 الباب 29).

(راجع: روضة الواعظين ج 1 ص 230).

492 - قال الإمام الصادق عليه السلام : من حجّ حجّة الإسلام فقد حلّ عقدةً من النار من عنقه و من حجّ حجّتين لم يزل في خيرٍ حتّى يموت (3).

و من حجّ ثلاث حججٍ متواليةٍ - ثمّ حجّ أو لم يحجّ - فهو بمنزلة مدمن الحجّ (من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 139).

ص:163


1- - أي : من تطوّع. تطوّع خيراً (إعراب القرآن الكريم ج 1 ص 161 للشيخ الرضواني الخراساني دام عزّه العالي).
2- - في روضة الواعظين هكذا : فما ورده أهل بيت إلّانموا و تنسّلوا . و لا تخلّفوا عنه إلّاابتزّوا و افترقوا.
3- - الخصال ص 60.

493 - وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِن شَعَائِرِ اللّهِ (1) لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ (2) فَاذْكُرُوا اسْمَ اللّهِ عَلَيْهَا (3) «36» (الحجّ).

494 - قال الإمام الصادق عليه السلام : ليس في ترك الحجّ خيرة (الكافي ج 4 ص 270).

495 - قال معاوية بن عمّار : سألت الصادق عليه السلام عن رجل لم يحجّ - قطّ - و له مالٌ ؟

فقال عليه السلام : هو ممّن قال اللّه عزّ و جلّ : وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى.

فقلت : - سبحان اللّه - أعمى ؟

فقال عليه السلام : أعماه اللّه عن طريق الخير (فقه القرآن ج 1 ص 326).

(راجع : بحار الأنوار ج 96 ص 358 و ص 22 و مستدرك الوسائل ج 8 ص 17).

496 - من تحتّم عليه الحجّ و لم يحجّ اعمي عن طريق الخير (عوالي اللئالي ج 2 ص 86).

ص:164


1- - أي : من أعلام دينه. و قيل : من علامات مناسك الحجّ. و المعنى : جعلناها لكم فيها عبادة اللّه من سوقها إلى البيت و إشعارها و تقليدها و نحرها و الإطعام منها.
2- - أي : نفع في الدنيا و الآخرة. و قيل : أراد بالخير : ثواب الآخرة. و هو الوجه لأنّه الغرض المطلوب (مجمع البيان ج 7 ص 137).
3- - عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي إبراهيم عليه السلام قال : سألته عن غلام لنا خرجت به معي و إمرأته فتمتّع. و أهلّ بالحجّ يوم التروية. و لم أذبح عنه. أله أن يصوم بعد النفر و قد ذهبت الأيّام الّتي قال اللّه عزّ و جلّ ؟ فقال عليه السلام : ألا كنت أمرته أن يفرد الحجّ ؟ قلت : طلبت الخير. فقال عليه السلام : كما طلبت الخير فإذبح (عنه) شاة سمينة. و كان ذلك يوم النفر الأخير (الكافي ج 4 ص 304 و تهذيب الأحكام ج 5 ص 229 و الاستبصار ج 2 ص 263 الباب 178 الحديث 5). ما بين القوسين لم يذكر في الكافي.

النوادر

497 - قوله عزّ و جلّ : و من دخله كان آمناً (1).

قال الإمام الصادق عليه السلام : من دخله و هو عارف بحقّنا - كما هو عارف له - خرج من ذنوبه . و كفي همّ الدنيا و الآخرة (تفسير العيّاشي رحمه الله ج 1 ص 328 الحديث 107).

498 - قال الإمام الصادق عليه السلام : من دخل مكّة - المسجد الحرام - يعرف من حقّنا و حرمتنا ما عرف من حقّها و حرمتها غفر اللّه له ذنبه و كفاه ما أهمّه من أمر الدنيا و الآخرة.

و هو قوله تعالى : و من دخله كان آمناً (تفسير العيّاشي - عليه الرحمة - ج 1 ص 327).

499 - قال الإمام الصادق عليه السلام : (إنّ) (2) من أمّ هذا البيت - و هو يعلم أنّه البيت الّذي (3)أمره اللّه عزّ و جلّ به - و عرفنا أهل البيت حقّ معرفتنا. كان آمناً في الدنيا و الآخرة (الكافي ج 4 ص 545 و تهذيب الأحكام ج 5 ص 499 الباب 26 الحديث 225 و تفسير العيّاشي رحمه الله ج 1 ص 328 و من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 133).

500 - قال الإمام الصادق عليه السلام : من أتى الكعبة فعرف من حقّنا و حرمتنا ما عرف من حقّها و حرمتها لم يخرج من مكّة إلّاو قد غفر اللّه له ذنوبه.

و كفاه اللّه ما أهمّه من أمر دنياه و آخرته (المحاسن ج 1 ص 145 الباب 113).

501 - قال الإمام الصادق عليه السلام : من نظر إلى الكعبة بمعرفة. فعرف من حقّنا و حرمتنا - مثل الّذي عرف من حقّها و حرمتها - غفر اللّه له ذنوبه.

و كفاه همّ الدنيا و الآخرة (الكافي ج 4 ص 241).

ص:165


1- - آل عمران : 97.
2- - ما بين القوسين لم يذكر في الكافي و تهذيب الأحكام و الفقيه.
3- - في التفسير و الفقيه هكذا : البيت الّذي أمر اللّه به.

502 - قال الإمام الصادق عليه السلام : من نظر إلى الكعبة عارفاً. فعرف من حقّنا و حرمتنا مثل الّذي عرف من حقّها و حرمتها غفر اللّه له ذنوبه كلّها.

و كفاه همّ الدنيا و الآخرة (من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 132).

503 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من أراد دنيا و آخرة فليؤم هذا البيت (من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 141 و دعائم الإسلام ج 1 ص 427).

504 - قال الإمام الباقر عليه السلام : ما يقف أحد على تلك الجبال (1) برٍّ و فاجرٍ إلّااستجاب اللّه له . فأمّا البرّ فيستجاب له في آخرته و دنياه.

و أمّا الفاجر فيستجاب له في دنياه (الكافي ج 4 ص 262 و الفقيه ج 2 ص 136).

505 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ثلاث ثوابهنّ في الدنيا و الآخرة :

الحج ينفي الفقر. و الصدقة تدفع البليّة. و صلة الرحم تزيد في العمر (تحف العقول ص 7).

506 - قال الإمام السجّاد عليه السلام : حجّوا و اعتمروا تصحّ أبدانكم و تتّسع أرزاقكم و تكفون (2)مؤونات عيالكم (الكافي ج 4 ص 252 و مكارم الأخلاق ج 1 ص 518).

507 - قال الإمام السجّاد عليه السلام : حجّوا و اعتمروا تصحّ أجسامكم و تتّسع أرزاقكم و يصلح إيمانكم و تكفوا مؤونة الناس و مؤونة عيالاتكم (3) (ثواب الأعمال ص 70 و الدعوات ص 76).

ص:166


1- - أي : جبال عرفات في موسم الحجّ.
2- - في مكارم الأخلاق هكذا : و تكفوا مؤوناتكم و مؤونات عيالكم.
3- - في الدعوات : عيالكم.

الحجاب للنساء

508 - وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ (1) خَيْرٌ لَهُنَّ (2)«60» (النور).

509 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : قال لنا رسول اللّه صلى الله عليه و آله : أيّ شيء خير للمرأة ؟

فلم يجبه أحد منّا .

فذكرت ذلك لفاطمة عليها السلام .

فقالت عليها السلام : ما من شيء خير للمرأة من أن لا ترى رجلاً و لا يراها.

فذكرت ذلك لرسول اللّه صلى الله عليه و آله فقال : صدقت. إنّها بضعة منّي (دعائم الإسلام ج 2 ص 215).

510 - روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال : أخبروني أيّ شيء خير للنساء ؟

فقالت فاطمة عليها السلام : أن لا يرين الرجال و لا يراهنّ الرجال.

فأعجب النبيّ صلى الله عليه و آله و قال : إنّ فاطمة بضعة منّي (بحار الأنوار ج 100 ص 238).

511 - (قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لسيّدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام ) : أيّ شيء خير للمرأة ؟

قالت عليها السلام : أن لا ترى رجلاً و لا يراه رجل.

فضمّها صلى الله عليه و آله إليه و قال : ذرّيّة بعضها من بعض (المناقب ج 3 ص 389).

ص:167


1- - أي : لا يظهرن للرجال (تفسير القمّي - عليه الرحمة - ج 2 ص 109).
2- - عن الحلبي عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه قرء : أن يضعن ثيابهنّ قال : الخمار و الجلباب. قلت : بين يدي من كان ؟ فقال عليه السلام : بين يدي من كان غير متبرّجة بزينة. فإن لم تفعل فهو خير لها. و الزينة الّتي يبدين لهنّ شيء في الآية الاُخرى (الكافي ج 5 ص 522).

512 - (قالت سيّدة النساء فاطمة الشهيدة الزهراء عليها السلام ) : خير للنساء (1) أن لا يرين الرجال. و لا يراهنّ الرجال (كشف الغمّة ج 1 ص 177 ومكارم الأخلاق ج 1 ص497).

513 - (من جلمة ما جاء في وصيّة أمير المؤمنين صلى الله عليه و آله لبعض أولاده في شأن النساء) :

واكفف عليهنّ من أبصارهنّ بحجابك (2) إيّاهنّ. فإنّ شدّة الحجاب خير لهنّ من الارتياب.

و ليس خروجهنّ بأشدّ من دخول من لا تثق (3) به عليهنّ.

فإن استطعت أن لا يعرفن غيرك من الرجال فإفعل (الكافي ج 5 ص 337 و أعلام الدين ص 288 و تحف العقول ص 85 و شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 16 ص 121 و ج 20 ص 313).

514 - (قال أمير المؤمنين عليه السلام لبعض ولده في شأن النساء) : قصّر عليهنّ أجنحتهنّ فهو خير لهنّ (4) (كنز الفوائد ج 1 ص 376).

ص:168


1- - في مكارم الأخلاق : النساء.
2- - في تحف العقول : بحجبك.
3- - في أعلام الدين و تحف العقول و شرح النهج ج 16 : لا يوثق.
4- - و في مصدر آخر هكذا : اقصر عليهنّ حجبهنّ فهو خير لهنّ (خصائص الأئمّة عليهم السلام ص 116 و بحارالأنوار ج 100 ص 253). في بحار الأنوار : قصّر.

الحزن في أمر اللّه عزّ و جلّ

515 - قال أبو ذرّ رحمه الله قال لي رسول اللّه صلى الله عليه و آله : صلّ على الجنائز. لعلّ ذلك يحزنك. فإنّ الحزن في أمر اللّه يعوّض خيراً. (الدعوات ص 277).

516 - قال الإمام السجّاد عليه السلام : - ابن آدم - (إنّك) (1) لا تزال بخير ما كان لك واعظ من نفسك.

و ما كانت المحاسبة من همّك.

و ما كان الخوف لك شعاراً والحزن لك دثاراً.

- ابن آدم - إنّك ميّت و مبعوث و موقوف بين يدي اللّه عزّ و جلّ. و مسؤولٌ.

فأعدّ الجواب (2) (الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 115 المجلس 4).

(راجع : إرشاد القلوب ج 1 ص 208 الباب 29).

قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إذا أراد اللّه بعبد خيراً نصب في قلبه نائحة من الحزن.

و إنّ اللّه يحبّ كلّ قلب حزين (إرشاد القلوب ج 1 ص 299) (3).

ص:169


1- - ما بين القوسين لم يذكر في الأمالي.
2- - في الأمالي هكذا : جواباً.
3- - راجع : كتاب خير الناس و شرّ الناس ص 20 تأليف سماحة العلاّمة حجّة الإسلام والمسلمين السيّد محسن الموسوي الكاشاني دام عزّه العالي .

حُسن البُشر

517 - قال سليم بن جابر: أتيت رسول اللّه صلى الله عليه و آله . فقلت : علّمني خيراً ينفعني اللّه به.

قال صلى الله عليه و آله : لا تحقرنّ من المعروف شيئاً - و لو أن تصب دلوك في إناء المستسقي (1).

و أن تلقي أخاك ب بشر حسن (2).

و إذا أدبر فلا تغتابه (تنبيه الخواطر ج 1 ص 115 و مستدرك الوسائل ج 9 ص 119).

حُسن الجوار

518 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خير الجيران عند اللّه : خيرهم لجاره (3).

و خير الأصحاب عند اللّه : خيرهم لأصحابه (مستدرك الوسائل ج 8 ص 409).

ص:170


1- - في مستدرك الوسائل : المستقي.
2- - قال الإمام الصادق عليه السلام : صنائع المعروف و حسن البشر يكسبان المحبّة. و يدخلان الجنّة. و البخل و عبوس الوجه يبعدان من اللّه و يدخلان النار (الكافي ج 2 ص 103).
3- - قال الإمام الصادق عليه السلام : حُسن الجوار يزيد في الرزق (الكافي ج 2 ص 666). قال الإمام الصادق عليه السلام : حُسن الجوار يعمر الديار و يزيد في الأعمار (الكافي ج 2 ص 667). قال الإمام الصادق عليه السلام : حُسن الجوار زيادة في الأعمار و عمارة الديار (الكافي ج 2 ص 667). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : أربع تزيد في الرزق : حُسن الخُلق و حُسن الجوار و كفّ الأذى و قلّة الضجر (معدن الجواهر ص 86). قال الإمام الباقر عليه السلام : صلة الأرحام و حُسن الجوار زيادة في الأموال (صحيفة الإمام الرضا عليه السلام ص 85). قال الإمام الكاظم عليه السلام : ليس حُسن الجوار كفّ الأذى . و لكن حسن الجوار : الصبر على الأذى (تحف العقول ص 409 و الكافي ج 2 ص 667). في الكافي : صبرك.

حسن الخلق

519 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : أربع من اعطيهنّ فقد اعطي خير الدنيا و الآخرة :

صدق حديث . و أداء أمانة. و عفّة بطن. و حسن خُلق (1) (غرر الحكم ص 217).

520 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ جبرئيل الروح الأمين نزل عليّ من عند ربّ العالمين فقال:

- يا محمّد - عليك بحسن الخلق فإنّه يذهب (2) بخير الدنيا و الآخرة.

ألا و إنّ أشبهكم بي أحسنكم أخلاقاً (عيون الأخبار ج 2 الباب 30 الحديث 194 و روضة الواعظين ج 2 ص 265).

ص:171


1- - قال الإمام الصادق عليه السلام : الخلق الحسن جمال في الدنيا و نزهة في الآخرة (بحارالأنوار ج 68 ص 393). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : حسن الخلق شجرة في الجنّة و صاحبها متعلّق بغصنها يجذبه إليها. و سوء الخلق شجرة في النار و صاحبها متعلّق بغصنها يجذبه إليها (مستدرك الوسائل ج 8 ص 450). قال الإمام الصادق عليه السلام : من أراد أن يدخله اللّه عزّ و جلّ في رحمته و يسكنه جنّته فليحسن خُلقه. و ليعط النصفة من نفسه و ليرحم اليتيم. و ليعن الضعيف و ليتواضع للّه الّذي خلقه (روضة الواعظين ج 2 ص 266 و الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 473 المجلس 61 و الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة - ص 432 المجلس 15 و روضة الواعظين ج 2 ص 266). قال الإمام الصادق عليه السلام : ما من عبد حسّن خلقه و بسط يده إلّاكان في ضمان اللّه عزّ و جلّ - لا محالةً - . و ممّن يهديه حتّى يدخله الجنّة (مشكاة الأنوار ج 2 ص 112). قال الإمام الصادق عليه السلام : صنائع المعروف و حسن البشر يكسبان المحبّة. و يدخلان الجنّة. و البخل و عبوس الوجه يبعدان من اللّه و يدخلان النار (الكافي ج 2 ص 103).
2- - في روضة الواعظين : ذهب.

521 - عن بريد بن معاوية عن أبي جعفر عليه السلام قال : وجدنا في كتاب عليّ عليه السلام : إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال - و هو على منبره - : و الّذي لا إله إلّاهو. ما اعطي مؤمن - قطّ - خير الدنيا و الآخرة إلّابحسن ظنّه باللّه. و رجائه له. و حسن خلقه (1).

والكفّ عن اغتياب المؤمنين.

والّذي لا إله إلّاهو. لا يعذّب اللّه مؤمناً - بعد التوبة و الاستغفار - إلّابسوء ظنّه باللّه و تقصيره من رجائه. و سوء خلقه. و اغتيابه للمؤمنين.

والّذي لا إله إلّاهو. لا يحسن ظنّ عبد مؤمن باللّه. إلّاكان اللّه عند ظنّ عبده المؤمن.

لأنّ اللّه كريم. بيده الخيرات. يستحيي أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظنّ.

ثمّ يخلف ظنّه و رجائه. فأحسنوا باللّه الظنّ. و ارغبوا إليه (الكافي ج 2 ص 71 ومشكاة الأنوار ج 1 ص 76 و جامع الأخبار ص 263).

ص:172


1- - عن جميل بن صالح عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه عزّ و جلّ : ربّنا آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار. قال عليه السلام : رضوان اللّه و الجنّة في الآخرة. و السعة في الرزق و المعاش و حسن الخلق في الدنيا (من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 94 و معاني الآخبار ص 175). عن عبد الأعلى قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن قوله : ربّنا آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار. قال عليه السلام : رضوان اللّه و الجنّة في الآخرة . و السعة في المعيشة و حسن الخلق في الدنيا (تفسير العيّاشي رحمه الله ج 1 ص 209). (و في معدن الجواهر ص 47 هكذا) : طيب المعاش و حُسن الخُلق. عن عبد الأعلى عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : رضوان اللّه و التوسعة في المعيشة و حسن الصحبة. و في الآخرة: الجنّة (تفسير العيّاشي - عليه الرحمة - ج 1 ص 209).

522 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : ما أعطى اللّه سبحانه العبد شيئاً من خير الدنيا و الآخرة إلّا بحسن خلقه و حسن نيّته (غرر الحكم ص 92).

523 - قال الإمام الباقر عليه السلام : من اعطي الخُلق و الرفق فقد اعطي الخير و الراحة.

و حسن حاله في دنياه و آخرته.

و من حرم الخُلق و الرفق كان ذلك سبيلاً إلى كلّ شرّ و بليّة - إلّامن عصمه اللّه - (كشف الغمّة ج 3 ص 112).

524 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : حُسن الخُلق خير قرين (تحف العقول ص 89 و ص 100 وجامع الأخبار ص 291 الفصل 64 و عيون الأخبار ج 2 الباب 31 الحديث 106 و غرر الحكم ص 254).

525 - قال الإمام الصادق عليه السلام : لا قرين خير من حسن الخلق (1) (الاختصاص ص 246).

526 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : حُسن الخُلق خير رفيق (كنز الفوائد ج 1 ص 320 و بحارالأنوار ج 68 ص 396).

527 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير ما اعطي الإنسان : الخُلق الحسن (إرشاد القلوب ج 1 ص 365 الباب 53).

528 - (من جملة ما جاء في نوادر المواعظ و الحكم) : إنّ الشابّ الحسن الخُلق مفتاح للخير. مغلاق للشرّ.

و إنّ الشابّ الشحيح الخُلق مغلاق للخير. مفتاح للشرّ (بحار الأنوار ج 75 ص 446 و الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 302 المجلس 11).

ص:173


1- - قال الإمام الصادق عليه السلام : حسن الخلق يسرٌ (الكافي ج 2 ص 102).

529 - قال الإمام الصادق عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إذا أراد اللّه بأهل بيت خيراً رزقهم الرفق في المعيشة و حُسن الخلق (الزهد ص 70 الباب 3).

530 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : حُسن الخُلق زمام من رحمة اللّه في أنف صاحبه.

و الزمام ب يد الملك. والملك يجرّه إلى الخير.

و الخير يجرّه إلى الجنّة (1).

و سوء الخلق زمام من عذاب اللّه في أنف صاحبه.

و الزمام ب يد الشيطان و الشيطان يجرّه إلى الشرّ.

و الشرّ يجرّه إلى النار (جامع الأخبار ص 290 الفصل 64 و شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 6 ص 338).

531 - إنّ امّ سلمة قالت لرسول اللّه صلى الله عليه و آله : بأبي أنت و امّي - يا رسول اللّه - المرأة يكون لها زوجان فيموتان. فيدخلان الجنّة لأيّهما تكون ؟

فقال النبيّ صلى الله عليه و آله : - يا امّ سلمة - تخيّر أحسنهما خُلقاً و خيرهما لأهله.

- يا امّ سلمة - إنّ حسن الخلق ذهب بخير الدنيا و الآخرة (ثواب الأعمال ص 215 و الخصال ص 42 و الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 498 المجلس 75 و روضة الواعظين ج 2 ص 264 و مشكاة الأنوار ج 2 ص 94).

ص:174


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ صاحب الخلق الحسن له مثل أجر الصائم القائم (الكافي ج 2 ص 100). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : أكثر ما تلج به أُمّتي الجنّة : تقوى اللّه و حسن الخلق (الكافي ج2 ص 100). قال الإمام الصادق عليه السلام : إنّ اللّه تبارك و تعالى ليعطي العبد من الثواب على حسن الخلق كما يعطي المجاهد في سبيل اللّه يغدو عليه و يروح (الكافي ج 2 ص 101).

532 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من اعطي أربع خصال - في الدنيا - فقد اعطي خير الدنيا و الآخرة. و فاز بحظّه منهما :

ورع يعصمه عن محارم اللّه.

و حُسن خلق يعيش به في الناس.

و حلم يدفع به جهل الجاهل.

و زوجة صالحة تعينه على أمر الدنيا و الآخرة (الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة - ص 576 المجلس 23 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 71).

(راجع : أعلام الدين ص 209).

533 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : المؤمن مألوف.

و لا خير فيمن لا يألف و لا يؤلف (الكافي ج 2 ص 102).

534 - قيل لرسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ فلانة تصوم النهار و تقوم الليل و هي سيّئة الخُلق.

تؤذي جيرانها بلسانها .

فقال صلى الله عليه و آله : لا خير فيها. هي من أهل النار (تنبيه الخواطر ج 1 ص 90).

ص:175

حُسن الظنّ باللّه عزّ و جلّ

535 - قال الإمام الصادق عليه السلام : و اللّه ما اعطي مؤمن خير الدنيا و الآخرة إلّابحسن ظنّه باللّه و رجائه له (1) وحسن خلقه و الكفّ عن أعراض الناس (إرشاد القلوب 1: 215).

ص:176


1- - عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : قال اللّه تبارك و تعالى : لا يتّكل العاملون على أعمالهم الّتي يعملونها لثوابي. فإنّهم لو اجتهدوا و أتعبوا أنفسهم - أعمارهم - في عبادتي كانوا مقصّرين غير بالغين في عبادتهم كُنه عبادتي فيما يطلبون عندي من كرامتي و النعيم في جنّاتي و رفيع الدرجات العلى في جواري. و لكن برحمتي فليثقوا. و فضلي فليرجوا. و إلى حسن الظنّ بي فليطمئنّوا. فإنّ رحمتي عند ذلك تدركهم. و منّي يبلغهم رضواني. و مغفرتي تلبسهم عفوي. فإنّي أنا اللّه الرحمن الرحيم و بذلك تسمّيت (الكافي ج 2 ص 71). (راجع: الكافي 2 ص 61). قال أمير المؤمنين عليه السلام : من حسن ظنّه باللّه فاز بالجنّة (غرر الحكم ص 253). قال الإمام الصادق عليه السلام : ثلاثة من تمسّك بهنّ نال من الدنيا و الآخرة بغيته : من إعتصم باللّه. و رضي بقضاء اللّه. و أحسن الظنّ باللّه (تحف العقول ص 316). قال الإمام الصادق عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ آخر عبد يؤمر به إلى النار. فإذا أمر به التفت فيقول الجبار : ردّوه. فيردّونه. فيقول له : لِمَ التفت ؟ فيقول : - يا ربّ - لم يكن ظنّي بك هذا. فيقول : و ما كان ظنّك بي ؟ فيقول : - يا ربّ - كان ظنّي بك أن تغفر لي خطيئتي و تسكنني جنّتك. قال : فيقول الجبّار : - يا ملائكتي - و عزّتي و جلالي و آلائي و علوّي و ارتفاع مكاني ما ظنّ بي عبدي هذا ساعة من خير قطّ. و لو ظنّ بي ساعة من خير ما روّعته بالنار. أجيزوا له كذبه و أدخلوه الجنّة. ثمّ قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ليس من عبد يظنّ باللّه خيراً إلّاكان عند ظنّه به (تفسير القمّي رحمه الله ج 2 ص 268 و بحار الأنوار ج 67 ص 384).

حُسن العاقبة - العاقبة الحسنة

536 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خير الاُمور خيرها عاقبةً (من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 288 و الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - المجلس 74 الحديث 1).

537 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير الاُمور ما سهلت مباديه و حسنت خواتمه و حمدت عواقبه (غرر الحكم ص 104).

538 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير الاُمور أعجلها عائدة. و أحمدها عاقبة. (غرر 104).

حُسن العمل

539 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : حسن العمل خير قرين (غرر الحكم ص 153).

540 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام : حسن العمل خير ذخرٍ و أفضل عدّة (غررالحكم ص153).

حُسن الوجه

541 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : اطلبوا الخير عند حسّان الوجوه فإنّ فعالهم أحرى أن تكون حسناً (عيون الأخبار ج 2 ص 79 الباب 31 الحديث 244).

542 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : اطلبوا الخيرات عند حسّان الوجوه (الإختصاص ص 233).

حفظ حدود اللّه عزّ و جلّ

543 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : ثلاث خصال من كنّ فيه سلمت له الدنيا و الآخرة :

من أمر بالمعروف و ائتمر به. و نهى عن المنكر و انتهى عنه.

و حافظ على حدود اللّه عزّ و جلّ (الأمالي للشيخ المفيد رحمه الله ص 118 المجلس 14).

ص:177

حفظ اللسان عن ما لا خير فيه

544 - (قال الإمام الصادق عليه السلام لحمّاد بن عيسى رحمه الله ) : كن - يا حمّاد - طالباً للعلم في آناء اللّيل و أطراف النهار.

فإن أردت أن تقرّ عينك و تنال خير الدنيا و الآخرة فإقطع الطمع ممّا في أيدي الناس.

و عد نفسك في الموتى.

و لا تحدّثنّ نفسك أنّك فوق أحد من الناس.

و اخزن لسانك كما تخزن مالك (1) (الخصال ص 122).

ص:178


1- - من أراد السلامة في الدنيا و الآخرة قيّد لسانه بلجام الشرع. فلا يطلقه إلّافيما ينفعه في الدنيا و الآخرة (إرشاد القلوب ج 1 ص 204 الباب 28). إعلم إنّ أحسن الأحوال أن تحفظ لسانك من الغيبة و النميمة ولغو القول و تشغل لسانك بذكر اللّه تعالى أو في تعلّم علم فإنّه من ذكر اللّه (إرشاد القلوب ج 1 ص 205). قال الإمام الصادق عليه السلام : نجاة المؤمن في حفظ لسانه (ثواب الأعمال ص 217 و الكافي ج 2 ص 114). قال أمير المؤمنين عليه السلام : من حفظ لسانه ستر اللّه عورته (ثواب الأعمال ص 217 و مشكاة الأنوار ج 1 ص 397). قال الإمام الصادق عليه السلام : إحفظ لسانك تسلم (الكافي ج 2 ص 113). قال الإمام الرضا عليه السلام : إحفظ لسانك تعُزّ (إرشاد القلوب ج 1 ص 202 و الكافي ج 2 ص 216). قال الإمام الصادق عليه السلام : إنّ عزّ المؤمن في حفظ لسانه. و من لم يملك لسانه ندم (معاني الأخبار ص 386). قال الإمام السجّاد عليه السلام : إحفظ لسانك تملك به إخوانك (البحار ج 68 ص 229 و ج 89 ص 242). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إمسك لسانك فإنّها صدقة تتصدّق بها على نفسك (مشكاةالأنوار ج1 ص397). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : لا يعرف عبدٌ حقيقة الإيمان حتّى يخزن لسانه (مشكاة الأنوار ج 1 ص 397).

545 - قال الإمام الصادق عليه السلام : ... فاتّقوا اللّه وكفّوا ألسنتكم إلّامن خير.

وإيّاكم أن تزلقوا (1) ألسنتكم بقول الزور والبهتان والإثم والعدوان.

فإنّكم إن كففتم ألسنتكم عمّا يكرهه اللّه ممّا نهاكم عنه كان خيراً لكم عند ربّكم من أن تزلقوا ألسنتكم به. فإنّ زلق اللسان فيما يكره اللّه و ما نهى عنه مرداة للعبد عند اللّه و مقت من اللّه. و صمّ و عمي وبكم يورثه اللّه إيّاه يوم القيامة. فتصيروا كما قال اللّه :

صمّ بكم عمي فهم لا يرجعون - يعني لا ينطقون - . ولا يؤذن لهم فيعتذرون.

وإيّاكم وما نهاكم اللّه عنه أن تركبوه.

و عليكم بالصمت إلّافيما ينفعكم اللّه به من أمر آخرتكم ويأجركم عليه.

و أكثروا من التهليل و التقديس و التسبيح و الثناء على اللّه و التضرّع إليه والرغبة فيما عنده من الخير الّذي لا يقدر قدره و لا يبلغ كُنهه أحد. فأشغلوا ألسنتكم بذلك عمّا نهى اللّه عنه من أقاويل الباطل الّتي تعقب أهلها خلوداً في النار - من مات عليها ولم يتب إلى اللّه ولم ينزع عنها - (2) (الكافي ج 8 ص 3).

ص:179


1- - في بحار الأنوار ج 75 ص 210 : تذلقوا.
2- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّه لم يعط أحدٌ في دنياه شيئاً هو أضرّ له في آخرته من طلاقة لسانه (معاني الأخبار ج 1 ص 171). جاء رجل إلى النبيّ صلى الله عليه و آله فقال : - يا رسول اللّه - أوصني. فقال صلى الله عليه و آله : احفظ لسانك. قال : - يا رسول اللّه - أوصني. قال صلى الله عليه و آله : احفظ لسانك. قال : - يا رسول اللّه - أوصني. قال صلى الله عليه و آله : احفظ لسانك - ويحك - و هل يكبّ الناس على مناخرهم في النار إلّاحصائد ألسنتهم (الكافي ج 2 ص 115 و تحف العقول ص 56).

546 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ لسان المؤمن وراء قلبه. إذا أراد أن يتكلّم يتدبّر الكلام.

فإن كان خيراً أبداه. و إن كان شرّاً واراه.

و المنافق قلبه وراء لسانه. يتكلّم بما أتى على لسانه و لا يبالي ما عليه ممّا له.

و إنّ أكثر خطايا ابن آدم من لسانه (1) (إرشاد القلوب ج 1 ص 204).

547 - قال الإمام السجّاد عليه السلام : إنّ لسان ابن آدم يشرف كلّ يوم على جوارحه. فيقول :

كيف أصبحتم ؟

فيقولون : بخير إن تركتنا.

و يقولون : اللّه اللّه فينا.

و يناشدونه و يقولون : إنّما نثاب بك و نعاقب بك (الخصال ص 5).

548 - روي : إنّ جوارح الإنسان تقول للسان في صبيحة كلّ يوم : ناشدناك اللّه إلّا ما سكت. فإنّا ما نزال بخير مادمت ساكتاً (أعلام الدين ص 428).

ص:180


1- - (قال الربّ عزّ و جلّ في الحديث القدسي) : - يا أحمد - ليس شيء من العبادة أحبّ إليّ من الصمت و الصوم. فمن صام و لم يحفظ لسانه كان كمن قام و لم يقرء في صلاته. فاُعطيه أجر القيام و لم اعطيه أجر العابدين (إرشاد القلوب ج 1 ص 381). (قال الربّ عزّ و جلّ في الحديث القدسي) : إنّ العبد إذا جاع بطنه و حفظ لسانه علّمته الحكمة (إرشاد القلوب ج 1 ص 381). قال أمير المؤمنين عليه السلام : إنّه لابدّ للعاقل من أن ينظر في شأنه فليحفظ لسانه و ليعرف أهل زمانه (الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة - ص 146 المجلس 5 و كشف الغمّة ج 1 ص 2 و ص 21). قال عقبة بن عامر قلت : - يا رسول اللّه - فيما النجاة ؟ قال صلى الله عليه و آله : أملك عليك لسانك و ليسعك بيتك و إبك على خطيئتك (إرشاد القلوب ج 1 ص 204). قال أمير المؤمنين عليه السلام : إحفظ لسانك. فإنّ الكلمة اسيرة في وثاق الرجل . فإن اطلقها صار أسيراً في وثاقها (كنز الفوائد ج 2 ص 14 و البحار ج 68 ص 293).

الحقّ

549 - قال المسيح عليه السلام : الحقّ باب كلّ خير (تحف العقول ص 512).

550 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير الاُمور ما أسفر عن الحقّ (غرر الحكم ص 68).

551 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : عودك إلى الحقّ خيرٌ من تماديك في الباطل (غرر الحكم ص 68).

552 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : عودك إلى الحقّ - وإن تعبت - خيرٌ من راحتك مع لزوم الباطل (غرر الحكم ص 68).

553 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إيّاكم والتلوّن في دين اللّه.

فإنّ جماعة فيما تكرهون من الحقّ. خيرٌ من فِرقة فيما تحبّون من الباطل.

وإنّ اللّه سبحانه لم يعط أحداً بفرقة خيراً ممّن مضى و لا (1) ممّن بقى (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 10 ص 33 و أعلام الدين ص 107).

554 - قال الإمام الرضا عليه السلام : من صبر للحقّ عوّضه اللّه خيراً ممّا صبر عليه (2) (الفقه المنسوب إلى الإمام الرضا عليه السلام ص 368 الباب 101 و بحار الأنوار ج 68 ص 90).

555 - قال الإمام الصادق عليه السلام لرجل : إصبر على الحقّ. فإنّه لم يصبر أحدٌ قطّ على الحقّ إلّا عوّضه اللّه ما هو خيرٌ له (تنبيه الخواطر ج 1 ص 17).

556 - (قال الإمام الصادق في شأن جماعة حملهم الحسد و طلب الدنيا على جحود و إنكار الحقّ) : لو طلبوا الحقّ بالحقّ لكان خيراً لهم (الكافي ج 1 ص 240 و ص 306) (راجع : بصائر الدرجات ص 208 الباب 14 الحديث 1).

ص:181


1- - في أعلام الدين هكذا : و لا فيمن بقى.
2- - قال الإمام الباقر عليه السلام : لمّا حضرت أبي عليه السلام الوفاة ضمّني إلى صدره ثمّ قال : - يا بنيّ - إصبرعلى الحقّ - و إن كان مرّاً - يوّفّ إليك أجرك بغير حساب (من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 293 - 294).

557 - قال الإمام الصادق عليه السلام لسفيان الثوري : إسمع منّي و ع (1)ما أقول لك. فإنّه خيرٌ لك عاجلاً و آجلاً. إن أنت متّ على السنّة و الحقّ. و لم تمت على بدعة (الكافي ج 5 ص 66 و تحف العقول ص 348).

558 - قال الإمام الصادق عليه السلام : من مات على طلب الحقّ - و لم يدرك كماله - فهو على خير (تحف العقول ص 472).

الإستقامة على الحقّ

559 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : - أيّها الناس - اتّقوا اللّه و ارتحضوا (2). واستقيموا إليه.

فإنّ الاستقامة درجة بها كمال الاُمور و نظامها. و بوجودها حصول الخيرات و تمامها.

و من لم يكن مستقيماً في حالته ضلّ سعيه و خاب جهده.

قال اللّه تعالى : إنّما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه (3).

و قال سبحانه : و لا تكونوا كالّتي نقضت غزلها من بعد قوّة أنكاثاً (4).

و قال سبحانه : و لا تتّخذوا أيمانكم دخلاً بينكم فتزل قدم بعد ثوبتها و تذوقوا السوء بما صددتم (5).

و اعلموا - عباد اللّه - أنّه من لم يكن مستقيماً في صفته لم يرتق من حاله إلى غيرها.

و لم يتبيّن سلوكه على صحّته (أعلام الدين ص 324).

ص:182


1- - فعل أمر من وعى يعي. أي : تنبّه لما أقول لك.
2- - رحض الثوب : غسله (نقلاً عن هامش المصدر).
3- - فصّلت : 6.
4- - النحل : 92.
5- - النحل : 94.

الحكمة

560 - قال اللّه تبارك و تعالى : و من يؤت الحكمة فقد اوتي خيراً كثيراً «269» (البقرة).

561 - قال الإمام الصادق عليه السلام : الحكمة ضياء المعرفة و ميراث التقوى و ثمرة الصدق.

و ما أنعم اللّه على عبد من عباده نعمة أنعم و أعظم و أرفع و أجزل و أبهى من الحكمة.

قال اللّه عزّ و جلّ : يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَ ما يَذَّكَّرُ إِلّا أُولُوا الْأَلْبابِ (1).

أي : لا يعلم ما أودعت و هيأت في الحكمة إلّامن استخلصته لنفسي و خصصته بها.

و الحكمة هي الثبات.

و صفة الحكيم : الثبات عند أوائل الاُمور و الوقوف عند عواقبها.

و هو هادي خلق اللّه إلى اللّه تعالى.

قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله ل عليّ عليه السلام : لأن يهدي اللّه على يديك عبداً من عباد اللّه خير لك ممّا طلعت عليه الشمس من مشارقها إلى مغاربها (بحار الأنوار ج 1 ص 215 و مصباح الشريعة الباب 95).

562 - جاء في الحديث : إنّ اللّه تعالى يقول يوم القيامة : - يا معشر العلماء - ... إنّي قد استودعتكم حكمتي لا لشرّ أردته بكم. بل لخير أردته بكم. فأدخلوا في صالح عبادي إلى جنّتي برحمتي (منية المريد ص 120).

ص:183


1- - قال اللّه تعالى لموسى بن عمران عليه السلام : عظّم الحكمة فإنّي لا أجعل الحكمة في قلب أحد. إلّا و أردت أن أغفر له. ف تعلّمها ثمّ اعمل بها. ثمّ إبذلها كي تنال بذلك كرامتي في الدنيا و الآخرة (منية المريد ص 120). قال الإمام الكاظم عليه السلام : إنّ العاقل رضي بالدون من الدنيا مع الحكمة. و لم يرض بالدون من الحكمة مع الدنيا. فلذلك ربحت تجارتهم (الكافي ج 1 ص 17).

الحلم

563 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : ليس الخير أن يكثر مالك و وُلدك.

و لكن الخير : أن يكثر علمك و عملك و أن يعظم حلمك (بحار الأنوار ج 66 ص 409 و ج 72 ص 140).

564 - (قال أمير المؤمنين عليه السلام لرجل) : إنّما تدرك الخير بالحلم و كفّ الأذى و الجهل (1) (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 3 ص 191 و وقعة صفّين ص 131).

565 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من اعطي أربع خصال - في الدنيا - فقد اعطي خير الدنيا و الآخرة. و فاز بحظّه منهما : ورع يعصمه عن محارم اللّه.

و حُسن خلق يعيش به في الناس. و حلم يدفع به جهل الجاهل (2).

و زوجة صالحة تعينه على أمر الدنيا و الآخرة (الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة - ص 576 المجلس 23 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 71 و أعلام الدين ص 209).

ص:184


1- - أي : و ترك الجهل و الكفّ عنه.
2- - قال الإمام الصادق عليه السلام : ثلاث من مكارم الدنيا و الآخرة : تعفو عمّن ظلمك. و تصل من قطعك. و تحلم إذا جهل عليك (الكافي ج 2 ص 107 و تحف العقول ص 293 و مشكاة الأنوار ج 1 ص 374 الفصل 15). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ثلاث من مكارم الأخلاق في الدنيا و الآخرة : أن تعفو عن من ظلمك. و تصل من قطعك. و تحلم عن من جهل عليك (الفقيه ج 4 ص 257 و مكارم الأخلاق ج 2 ص 322).

الحياء

566 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : الحياء خيرٌ كلّه (من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 272 و معاني الأخبار ص 409 و تنبيه الخواطر ج 1 ص 191).

567 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : الحياء مفتاح كلّ خير (غرر الحكم ص 257).

568 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : الحياء شعبة من الإيمان. لا يأتي إلّابخير (1) (تنبيه الخواطر ج 1 ص 191).

569 - قال الإمام الصادق عليه السلام : صاحب الحياء خيرٌ كلّه .

و من حرم الحياء فهو شرّ كلّه. و إن تعبّد و تورّع.

و إن خطوةً يتخطّاه في ساحات هيبة اللّه بالحياء خيرٌ له من عبادة سبعين سنة (مصباح الشريعة الباب 90).

قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من لا حياء له لا خير فيه و لا ايمان (إرشاد القلوب ج 1 ص 220 الباب 31).

قال أمير المؤمنين عليه السلام : من لا حياء له فلا خير فيه (غرر الحكم ص 257).

ص:185


1- - قال الإمام الصادق عليه السلام : إذا أحبّ اللّه عبداً الهمه ثمان خصال. قيل : و ما هنّ - يا ابن رسول اللّه - ؟ قال عليه السلام : غضّ البصر عن محارم اللّه . و الخوف من اللّه عزّ و جلّ . و الحياء. و التخلّق. و الصبر. و أداء الأمانة. و الصدق. و السخاء (معدن الجواهر للشيخ الكراجكي - عليه الرحمة - ص 156).

خدمة العيال

570 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السلام : - يا عليّ - من لم يأنف من خدمة العيال دخل الجنّة بغير حساب.

- يا عليّ - خدمة العيال كفّارة للكبائر.

و يطفىء غضب الربّ.

و مهور حور العين.

و يزيد في الحسنات و الدرجات.

- يا عليّ - لا يخدم العيال إلّاصدّيق أو شهيد أو رجل يريد اللّه به خير الدنيا و الآخرة (جامع الأخبار ص 275 الفصل 59).

خشوع القلب

571 - قال الإمام الباقر عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : قال اللّه عزّ و جلّ : إذا أردت أن أجمع (1) للمسلم خير الدنيا و الآخرة جعلت له :

قلباً خاشعاً.

و لساناً ذاكراً.

و جسداً على البلاء صابراً.

و زوجة مؤمنه تسّره إذا نظر إليها. و تحفظه إذا غاب عنها في نفسها و ماله (الكافي ج 5 ص 327 و دعائم الإسلام ج 2 ص 194).

ص:186


1- - في مستدرك الوسائل ج 14 ص 169 هكذا : إذا أردت أن أعطي عبدي خير الدنيا و الآخرة.

خشية اللّه عزّ وجلّ

572 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : جمُاع الخير : خشية اللّه عزّ و جلّ (1) (تنبيه الخواطر ج 2 ص 122).

573 - عبد اللّه بن موسى (بن عبداللّه بن الحسن) (2) عن أبيه عن جدّه قال : كانت امّي فاطمة بنت الحسين عليها السلام تأمرني أن أجلس إلى خالي عليّ بن الحسين عليهما السلام .

فما جلست إليه - قطّ - إلّاقمت بخير قد استفدته (3) .

إمّا خشيّة للّه تعالى تحدث في قلبي - لما أرى من خشيته للّه- .

أو علم قد استفدته منه (كشف الغمّة ج 3 ص 26 و الإرشاد للشيخ المفيد - عليه الرحمة - ج 2 ص 140).

ص:187


1- - قال أمير المؤمنين عليه السلام ثلاث منجيات : خشية اللّه عزّ و جلّ في السرّ و العلانيّة . و القصد في الفقر و الغنى . و العدل في الغضب و الرضى (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 20 ص 257 و تنبيه الخواطر ج 1 ص 167). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خشيّة اللّه مفتاح كلّ حكمة (أعلام الدين ص 208 و الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 569 المجلس 22 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 70). قال أمير المؤمنين عليه السلام : حيث تكون الحكمة تكون خشية اللّه. و حيث تكون خشيته تكون رحمته (شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 20 ص 319).
2- - ما بين القوسين لم يذكر في الإرشاد.
3- - في الإرشاد : أفدته.

الخصال الحسنة

574 - قال الإمام الرضا عليه السلام : لا يتمّ عقل امرىء مسلم حتّى تكون فيه عشر خصال : الخير منه مأمول و الشرّ منه مأمون يستكثر قليل الخير من غيره و يستقل كثير الخير من نفسه.

لا يسأم من طلب الحوائج إليه. و لا يملّ من طلب العلم طول دهره.

الفقر في اللّه أحبّ إليه من الغنى و الذلّ في اللّه أحبّ إليه من العزّ في عدوّه.

و الخمول أشهى إليه من الشهرة. ثمّ قال عليه السلام : العاشرة و ما العاشرة .

قيل له: ما هي ؟ قال عليه السلام : لا يرى أحداً إلّاقال : هو خير منّي و أتقى.

إنّما الناس رجلان : رجلٌ خير منه و أتقى. و رجل شرّ منه و أدنى. فإذا لقي الّذي شرّ منه و أدنى قال : لعلّ خير هذا باطن و هو خير له و خيري ظاهر و هو شرّ لي.

و إذا رأى الّذي هو خير منه و أتقى تواضع له ليلحق به.

فإذا فعل ذلك فقد علا مجده و طاب خيره و حسن ذكره و ساد أهل زمانه (1) (تحف العقول ص 443).

ص:188


1- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : طلبت القدر و المنزلة فما وجدت إلّابالعلم. تعلّموا يعظم قدركم في الدارين. و طلبت الكرامة فما وجدت إلّابالتقوى. اتّقوا لتُكرموا. و طلبت الغنى فما وجدت إلّابالقناعة. عليكم بالقناعة تُستغنوا. و طلبت الراحة. فما وجدت إلّابترك مخالطة الناس - إلّالقوام عيش الدنيا - . اتركوا الدنيا و مخالطة الناس تستريحوا في الدارين. و تأمنوا من العذاب. و طلبت السلامة. فما وجدت إلّابطاعة اللّه. أطيعوا اللّه تُسلموا. و طلبت الخضوع فما وجدت إلّابقبول الحقّ. أقبلوا الحقّ. فإنّ قبول الحقّ يُبعد من الكبر. و طلبت العيش فما وجدت إلّابترك الهوى. فاُتركوا الهوى ليطيب عيشكم. و طلبت المدح فما وجدت إلّابالسخاء. و كونوا أسخياء تُمدحوا. و طلبت نعيم الدنيا و الآخرة فما وجدت إلّابهذه الخصال الّتي ذكرتها (جامع الأخبار ص341).

الخصب - رخص السعر

575 - قال أمير المؤمنين عليه السلام في قوله تبارك و تعالى مخبراً عن شعيب عليه السلام و قوله لقومه :

- إنّي أراكم بخير (1) - يعني : خصباً و رخص السعر (الجعفريّات ص 298).

576 - قال الإمام الصادق عليه السلام : كان سعرهم رخيصاً (تفسير العيّاشي - عليه الرحمة - ج 2 ص 322 و من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 170 و الكافي ج 5 ص 164).

خفّة المؤونة

577 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير ما عوشر به الملك :

قلّة الخلاف. و تخفيف المؤونة (2) (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 20 ص 333).

578 - ذكر عند النبيّ صلى الله عليه و آله رجل. فقيل له : خير.

قالوا : - يا رسول اللّه - خرج معنا حاجّاً. فإذا نزلنا لم يزل يهلّل حتّى نرتحل.

فإذا ارتحلنا لم يزل يذكر اللّه حتّى ننزل.

فقال النبيّ صلى الله عليه و آله : فمن كان يكفيه علف ناقته و صنع طعامه ؟

قالوا : كلّنا.

فقال صلى الله عليه و آله : كلّكم خير منه (مكارم الأخلاق ج 1 ص 564).

ص:189


1- - هود: 84 .
2- - قال الإمام الصادق عليه السلام : المؤمن حسن المعونة. خفيف المؤونة (الكافي ج 2 ص 241). (قال أمير المؤمنين عليه السلام عند ما صرع زيد بن صوحان رحمه الله يوم الجمل) : رحمك اللّه - يا زيد - قد كنت خفيف المؤونة. عظيم المعونة (اختيار معرفة الرجال الرقم 119). دخل الإمام الصادق عليه السلام الحمّام. فقال له صاحب الحمّام : نخلّيه لك ؟ فقال عليه السلام : لا. إنّ المؤمن خفيف المؤونة (الفقيه ج 1 ص 65). (راجع : عوالي اللئالي ج 4 ص 13). (من جملة ما جاء في حديث حول أخلاق المؤمن) : قليل المؤونة. كثير المعونة (التمحيص ص 74).

الخوف من اللّه عزّ و جلّ

579 - قال الإمام عليه السلام : إنّ أصل كلّ خير في الدنيا و الآخرة شيء واحد. و هو : الخوف من اللّه تعالى (1) (معدن الجواهر ص 29 و مستدرك الوسائل ج 11 ص 235).

ص:190


1- - قال الإمام الصادق عليه السلام : إنّ من العبادة : شدّة الخوف من اللّه عزّ و جلّ . يقول اللّه : إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء (الكافي ج 2 ص 69). قال أمير المؤمنين عليه السلام : غاية العلم : الخوف من اللّه (غرر الحكم ص 63). قال أمير المؤمنين عليه السلام : الخوف من اللّه في الدنيا يؤمن الخوف في الآخرة منه (غرر الحكم 191). قال الإمام الصادق عليه السلام : مسكين ابن آدم لو خاف من النار كما يخاف من الفقر لأمنهما جميعاً. و لو خاف اللّه في الباطن كما يخاف خلقه في الظاهر سعد في الدارين (تنبيه الخواطر ج 2 ص112). قال الإمام الصادق عليه السلام : من عرف اللّه خافه. و من خاف اللّه حثّه الخوف من اللّه على العمل بطاعته و الأخذ بتأديبه. ف بشّر المطيعين المتأدّبين بأدب اللّه و الآخذين عن اللّه أنّه حقّ على اللّه أن ينجّيه من مضلّات الفتن (الاُصول الستّة عشر ص 198) هكذا في المصدر و الظاهر : ينجيهم. سُئل الإمام الصادق عليه السلام عن رجل دخله الخوف من اللّه حتّى ترك النساء و الطعام الطيّب. و لا يقدر على أن يرفع رأسه إلى السَّماء تعظيماً للّه؟! فقال عليه السلام : اما قولك فى ترك النساء. فقد علمت ما كان لرسول اللّه صلى الله عليه و آله منهنّ. و أمّا قولك فى ترك الطعام الطيِّب. فقد كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله يأكل اللحم و العسل. و أمّا قولك دخله الخوف من اللّه حتّى لا يستطيع أن يرفع رأسه إلى السماء. فإنّما الخشوع في القلب. و من ذا يكون أخشع و أخوف للّه عزّ و جلّ من رسول اللّه صلى الله عليه و آله . فما كان صلى الله عليه و آله يفعل هذا. و قد قال اللّه عزّ و جلّ : لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَ الْيَوْمَ الآْخِر (دعائم الإسلام ج 2 ص 193).

الخير

(1)

580 - وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ (2) تَجِدُوهُ عِنْدَ اللّهِ (3) إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4) «110» (البقرة).

581 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خير القلوب أوعاها للخير. و شرّ القلوب أوعاها للشرّ.

فأعلى القلب الّذي يعي الخير مملوّ من الخير.

إن نطق. نطق مأجوراً. و إن صمت. صمت مأجوراً (الجعفريّات ص 278).

582 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إنّ هذه القلوب أوعية. فخيرها : أوعاها للخير (غرر الحكم ص 67).

583 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : اعملوا بالخير تجزوا بالخير يوم يفوز بالخير من قدّم الخير (تحف العقول ص 153).

584 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : اعملوا بالخير تجزوا بالخير يوم يفوز أهل الخير بالخير (الغارات ج 2 ص 435).

ص:191


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّما الخير ما اريد به وجه اللّه تعالى و عمل على ما أمر اللّه تعالى به . فأمّا ما اريد به الرياء و السمعة أو معاندة رسول اللّه. و إظهار العناد له و التمالك و التشرّف عليه. فليس بخير. بل هو الشرّ الخالص و وبال على صاحبه. يعذّبه اللّه به أشدّ العذاب (التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام ص 285).
2- - من مال تنفقونه في طاعة اللّه. فإن لم يكن مال فمن جاهكم تبذلونه لإخوانكم المؤمنين . تجرّون به إليهم المنافع و تدفعون به عنهم المضارّ.
3- - ينفعكم اللّه تعالى بجاه محمّد و عليّ و آلهما يوم القيامة. فيحطّ به سيّئاتكم و يضاعف به حسناتكم و يرفع به درجاتكم.
4- - عالم ليس يخفى عليه شيء ظاهر فعل و لا باطن ضمير. فهو يجازيكم على حسب اعتقاداتكم و نيّاتكم (التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام ص 520).

585 - فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ (1) «184» (البقرة).

586 - قال اللّه عزّ و جلّ ل عيسى بن مريم عليه السلام : نافس في الخير جهدك. تعرف بالخير حيثما توجّهت (الكافي ج 8 ص 131 و الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله المجلس 78 الحديث 1 و أعلام الدين ص 227 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 138).

587 - قال الإمام الكاظم عليه السلام : زيادة الخير خيرٌ (2) (تهذيب الأحكام ج 5 ص 475 و ص 525).

ص:192


1- - (من جملة ما جاء في حديث حول كيفيّة السلام على رسول اللّه صلى الله عليه و آله ) : ... و أقلّ ما يجري من السلام : السلام عليك أيّها النبيّ و رحمة اللّه و بركاته . و ما زاد على ذلك ففيه الفضل لقول اللّه عزّ و جلّ : فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ (بحار الأنوار ج 82 ص 309).
2- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : رجب شهر اللّه الأصب. و شهر شعبان تتشعّب فيه الخيرات (وسائل الشيعة ج 10 ص 315). (قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله ) : إنّ اللّه عزّ و جلّ - إذا كان أوّل يوم من شعبان - أمر بأبواب الجنّة. فتفتح. و يأمر شجرة طوبى. فتطلع. أغصانها على هذه الدنيا... ثمّ ينادي منادي ربّنا عزّ و جلّ : - يا عباد اللّه - هذه أغصان شجرة طوبى. فتمسّكوا بها. ترفعكم إلى الجنّة... (ثمّ قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله ) : إنّ من تعاطى باباً من الخير و البرّ - في هذا اليوم - فقد تعلّق بغصن من أغصان شجرة طوبى. فهو مؤدّيه إلى الجنّة (التفسير المنسوب إلى الإمام العسكريّ عليه السلام ص 646). (قال أمير المؤمنين عليه السلام في شأن شهر شعبان) : سمّاه ربّنا عزّ و جلّ شعبان لتشعّب الخيرات فيه. و قد فتح ربّكم فيه أبواب جنانه و عرض عليكم قصورها و خيراتها بأرخص الأثمان و أسهل الاُمور (التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام ص 636).

588 - وَافْعَلُوا الْخَيْرَ (1) لَعَلَّكُمْ (2) تُفْلِحُونَ (3)«77» (الحجّ).

589 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خيركم من دعاكم إلى فعل الخير (تنبيه الخواطر ج 2 ص 123).

590 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إفعلوا الخير ما استطعتم. فخير من الخير فاعله (4) (غرر الحكم ص 154).

ص:193


1- - الخير هو سبب البقاء و الحياة (بحار الأنوار ج 90 ص 39).
2- - لعلّ من اللّه تعالى موجبة (بحار الأنوار ج 66 ص 50).
3- - أي : حالكونهم راجين للفلاح. أو لكي تفلحوا. و الفلاح هو الفوز بالثواب (البحار 67: 234).
4- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : فعل الخير ذخيرة باقية و ثمرة زاكية (غرر الحكم ص 154). قال أمير المؤمنين عليه السلام : إفعلوا الخير و لا تحقروا منه شيئاً. فإنّ صغيره كبيرٌ و قليله كثيرٌ (روضة الواعظين ج 2 ص 253 و شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 20 ص 66). قال أمير المؤمنين عليه السلام : درك السعادة بمبادرة الخيرات و الأعمال الزاكيات (غرر الحكم ص 167). قال أمير المؤمنين عليه السلام : المغبوط من ثقل بالصدقات و الخيرات موازينه (عيون الأخبار ج 1 الباب 28 الحديث 56 و روضة الواعظين ج 2 ص 405 و الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله المجلس 23 الحديث 8). قال أمير المؤمنين عليه السلام : من كان له عند اللّه خيرٌ نجا (إرشاد القلوب ج 2 ص 128). قال أمير المؤمنين عليه السلام : إنّما طبائع الأبرار طبائع محتملة للخير. فمهما حملت منه. احتملته (غرر الحكم ص 449). قال أمير المؤمنين عليه السلام : إنّ أبصر الأبصار ما نفذ في الخير طرفه (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 7 ص 167 و غرر الحكم ص 105). قال أمير المؤمنين عليه السلام : إنّ أبصر الأبصار ما نفذ في الخير مذهبه (تحف العقول ص 235). أي : ذهابه و مجيئه و خطوته.

591 - وَلِتَكُن مِنكُمْ أُمَّةٌ (1) يَدْعُونَ إِلى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (2)«104» (آل عمران).

592 - وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ (3) فِعْلَ الْخَيْرَاتِ (4) وَإِقَامَ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ«73» (الأنبياء).

593 - قال الإمام الباقر عليه السلام : خير من الخير فاعله (الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 222 المجلس 8 و ص 595 المجلس 26).

(راجع : أعلام الدين ص 215 و 311 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 75).

ص:194


1- - قال الإمام الباقر عليه السلام : هذه الآية لآل محمّد عليهم السلام و من تابعهم. يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر (تفسير القمّي رحمه الله ج 1 ص 136).
2- - الفائزون (مجمع البيان ج 2 ص 807). الناجون (روضة الواعظين ج 2 ص 236).
3- - قال الإمام الباقر عليه السلام : يعني : الأئمّة من ولد فاطمة عليها السلام . يوحى إليهم بالروح في صدورهم(تأويل الآيات ج 1 ص 328 و بحار الأنوار ج 24 ص 158).
4- - قال المسيح عليه السلام : طوبى للّذين يعملون الخير . أصفياء اللّه يدعون (تحف العقول ص 501). قال أمير المؤمنين عليه السلام : دوام الطاعات و فعل الخيرات و المبادرة إلى المكرمات. كمال الإيمان و أفضل الإحسان (غرر الحكم 184). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ اللّه تعالى يحبّ الخيّر الحليم المتعفّف (دلائل الإمامة ص 66). (قال أمير المؤمنين عليه السلام في وصف المؤمن و علاماته) : لا يدع للخير غاية إلّاأمّها. و لا منزلة إلّاقصدها (إرشاد القلوب ج 1 ص 34 و أعلام الدين ص 127 و شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 6 ص 363). في أعلام الدين و شرح النهج هكذا : و لا مظنّة إلّاقصدها.

594 - وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ (1) هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً «20» (المزمّل).

595 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من مات على خير عمله فأرجوا له خيراً (الدعوات ص 237).

596 - قيل للإمام زين العابدين عليه السلام : ما خير ما يموت عليه العبد ؟

قال عليه السلام : أن يكون قد فرغ من ابنيته و دوره و قصوره.

قيل : و كيف ذلك ؟

قال عليه السلام : أن يكون من ذنوبه تائباً. و على الخيرات مقيماً.

يرد على اللّه عزّ و جلّ حبيباً كريماً (2) (الدعوات ص 122).

597 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إنّ أفضل ما يتوسّل (3)به المتوسّلون: الإيمان باللّه و برسوله...

و صنائع (الخير و) (4) المعروف. فإنّها تدفع ميتة السوء. و تقي مصارع الهوان (5)(المحاسن ج 1 ص 451 و معدن الجواهر ص 178).

ص:195


1- - أي : تجدوا ثوابه و جزائه (فقه القرآن ج 2 ص 290).
2- - قال الإمام السجّاد عليه السلام : إنّما الاستعداد للموت : تجنّب الحرام. و بذل الندى و الخير (علل الشرايع ج 1 ص 310 و البحار ج 46 ص 65). في البحار هكذا : و بذل الندى في الخير. قال أمير المؤمنين عليه السلام : من قدّم خيراً وجده (غرر الحكم ص 150). قال أمير المؤمنين عليه السلام : من قدّم الخير غنم (غرر الحكم ص 157). قال أمير المؤمنين عليه السلام : قدّموا خيراً تغنموا (غرر الحكم ص 155). قال الإمام الحسين عليه السلام : من تعجّل لأخيه خيراً وجده إذا قدم عليه غداً (كشف الغمّة ج 2 ص 474).
3- - في معدن الجواهر : توسّل.
4- - لم يذكر في معدن الجواهر.
5- - في المحاسن : الهول.

598 - فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (1)(2)«7» (الزلزلة).

599 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا خير في الدنيا إلّالرجلين :

رجل أذنب ذنوباً فهو يتداركها بالتوبة. و رجل يسارع في الخيرات (مكارم الأخلاق ج2 ص 92 و شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 18 ص 250 و تنبيه الخواطر ج 1 ص 24). (راجع : روضة الواعظين ج 2 ص 485).

600 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا خير في العيش إلاّ لرجلين :

رجل يزداد (في) (3) كلّ يوم خيراً. و رجل يتدارك سيّئته (4) بالتوبة.

و أنّى له بالتوبة؟! - و اللّه - لو سجد (5) حتّى ينقطع عنقه ما قبل اللّه (ذلك) (6) منه إلّا بولايتنا أهل البيت (إرشاد القلوب ج 1 ص 344 و الكافي ج 2 ص 456 و تأويل الآيات ص 354).

ص:196


1- قال الإمام الرضا عليه السلام : إنّ كلّ شيء يراد به اللّه عزّ و جلّ و إن قلّ - بعد أن تصدق النيّة فيه - عظيم . إنّ اللّه عزّ و جلّ يقول : فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (الكافي ج 4 ص 4).
2- - أي : و من يعمل وزن ذرّة من الخير ير ثوابه و جزائه (بحار الأنوار ج 7 ص 97). إنّ رجلاً جاء إلى النبيّ صلى الله عليه و آله ليعلّمه القرآن. فإنتهى إلى قوله تعالى : فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ. وَ مَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ. فقال : يكفيني هذا. و انصرف. فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : انصرف الرجل و هو فقيه (بحار الأنوار ج 89 ص 107).
3- - مابين القوسين لم يذكر في الكافي.
4- - في الكافي : منيته.
5- - في إرشاد القلوب : يسجد.
6- - ما بين القوسين لم يذكر في الكافي و تأويل الآيات.

نيّة الخير

601 - قال الإمام الصادق عليه السلام : ما من عبد يسرّ خيراً إلّالم تذهب الأيّام حتّى يظهر اللّه له خيراً.

و ما من عبد يسرّ شرّاً إلّالم تذهب الأيّام حتّى يظهر اللّه له شرّاً (مشكاة الأنوار ج 1 ص 158).

602 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إن استطعت أن تعظم رغبتك للخير و تحسن فيه نيّتك.

فإفعل.

فإنّ اللّه يعطي العبد على قدر نيّته إذا أحبّ الخير و أهله.

و إن لم يفعله كان - إن شاء اللّه - كمن فعله (بحار الأنوار ج 33 ص 588).

603 - (قال أمير المؤمنين عليه السلام في علامات المؤمن) : قوّته لا تبلغ به. و نيّته تبلغ.

مغموسة في الخير يده .

ينوي كثيراً من الخير - و يعمل بطائفة منه (1) - .

و يتلهّف على مافاته من الخير كيف لم يعمل به (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 20 ص 280). (راجع : تحف العقول ص 212).

604 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : تفأل بالخير تنجح (غرر الحكم ص 104).

605 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : الجود الّذي يستطاع أن يتناول به كلّ أحد هو : أن ينوي الخير لكلّ أحد (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 20 ص 329).

606 - قالوا عليهم السلام : مرّوا بالخير. و إن لم تفعلوا (فقه القرآن ج 1 ص 359).

ص:197


1- - لعدم القدرة الكافية للعمل بجميعه.

الذكر بالخير ذكر الخير - قول الخير

607 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : قل خيراً تذكر بخير (1) (الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله ص 278 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 164 و أعلام الدين ص 187).

608 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : يستدلّ على المحسنين بما يجري لهم على ألسن الأخيار.

و حسن الأفعال و جميل السيرة (غرر الحكم ص 225).

609 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : لسان الصدق يجعله اللّه للمرأة في الناس خير له من المال يورّثه غيره (2) (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 1 ص 312).

610 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : لسان الصدق خير للمرء من المال يورّثه من لا يحمده (غرر الحكم ص 217).

611 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : لسان الصدق للمرء يجعله اللّه في الناس خيراً من المال يأكله و يورّثه (الكافي ج 2 ص 154).

612 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : لسان الصدق خير للمرء من المال. يأكله و يورّثه (الإختصاص ص 365).

613 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : عنوان صحيفة المؤمن : حسن الثناء عليه (البحار ج 75 ص 79).

ص:198


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : قولوا خيراً تعرفوا به . و إعملوا بالخير تكونوا من أهله (معدن الجواهرص 127).
2- - لسان الصدق هو : أن يذكر الإنسان بالخير و يثنى عليه به. قال سبحانه : و اجعل لي لسان صدق في الآخرين (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 1 ص 328).

افتتاح النهار و اختتامه بالخير

614 - قال أبو هاشم الجعفري قلت للإمام الجواد عليه السلام : فما أقول في اليوم؟

فقال عليه السلام : قل فيه خيراً. فإنّه يصيبك.

قلت : - يا مولاي - أفعل هذا و لا اخالفه.

قال عليه السلام : إذاً ترشد و لا ترى إلّاخيراً (تحف العقول ص 456).

615 - قال الإمام الصادق عليه السلام : افتتحوا نهاركم بخير و أملوا (1)على حفظتكم في أوّله خيراً و في آخره خيراً .

يغفر لكم ما بين ذلك إن شاء اللّه (الكافي ج 4 ص 142).

616 - قال الإمام السجّاد عليه السلام : إنّ الملك المنزل على العبد يكتب في صحيفة أعماله .

فأملوا - بأوّلها و آخرها - خيراً .

يغفر لكم ما بين ذلك (بحار الأنوار ج 5 ص 328).

617 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ الملك ينزل بصحيفة أوّل النهار. فيكتب فيها عمل ابن آدم.

فأملوا في أوّلها خيراً و في آخرها خيراً.

فإنّ اللّه غفور يغفر لكم فيما بين ذلك إن شاء اللّه (روضة الواعظين ج 2 ص 251).

ص:199


1- - من الإملاء. أي : اكتبوا و أثبتوا.

المسارعة و المسابقة في فعل الخير

التعجيل في فعل الخير

618 - فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ (1) «148» (البقرة) و «48» (المائدة).

619 - يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ (2) وَأُولئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ«114» (آل عمران).

ص:200


1- - ممّا تنال به سعادة الدارين (بحار الأنوار ج 81 ص 40).
2- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : أغبط الناس : المسارع إلى الخيرات (غرر الحكم ص 105). قال أمير المؤمنين عليه السلام : من اشتاق إلى الجنّة سارع إلى الخيرات (جامع الأخبار ص 296). قال الإمام الصادق عليه السلام : من همّ بشيء من الخير فليعجّله. فإنّ كلّ شيء فيه تأخير كان للشيطان فيه نظرة (الكافي ج 2 ص 143). قال الإمام الصادق عليه السلام : رأيت المعروف لا يصلح إلّابثلاث خصال : تصغيره. و ستره . و تعجيله. فإنّك إذا صغّرته. عظّمته عند من تصنعه إليه. و إذا سترته. تمّمته. و إذا عجّلته هنّأته. و إن كان غير ذلك محقته و نكدته (الفقيه ج 2 ص 31 و الخصال ص 133 و الكافي ج 4 ص 30 و عوالي اللئالي ج 1 ص 370 و مكارم الأخلاق ج 1 ص 294 و دعائم الإسلام ج 2 ص 321). قال الإمام الكاظم عليه السلام : الصنيعة لا تتمّ صنيعة عند المؤمن لصاحبها إلّابثلاثة أشياء : تصغيرها و سترها و تعجيلها. فمن صغّر الصنيعة عند المؤمن فقد عظّم أخاه. و من عظّم الصنيعة عنده فقد صغر أخاه. و من كتم ما أولاه من صنيعة فقد كرم فعاله. و من عجّل ما وعد فقد هنىء العطيّة (تحف العقول ص 403). قال الإمام الرضا عليه السلام : لا يتمّ المعروف إلّابثلاث خصال : تعجيله و تصغيره و ستره. فإذا عجّلته هنّأته. و إذا صغرته. عظّمته. و إذا سترته. أتممته (الفقه المنسوب إلى الإمام الرضا عليه السلام ص 374 و بحار الأنوار ج 71 ص 413). في الكافي : تستيره. في الكافي : سخفته.

620 - وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ (1) بِإِذْنِ اللّهِ ذلِكَ (2) هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ«32» (فاطر).

621 - إِنَّ الَّذِينَ هُم مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهم مُشْفِقُونَ«57»

وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ«58»

وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ«59»

وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ«60»

أُولئِكَ (3) يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (4)«61» (المؤمنون).

ص:201


1- - قال الإمام الباقر عليه السلام : هو عليّ بن أبي طالب عليه السلام (تأويل الآيات ص 483).
2- - هو السبق بالخيرات المشار إليه بذلك (بحار الأنوار ج 25 ص 243).
3- - معناه : الّذين جمعوا هذه الصفات هم الّذين يبادرون إلى الطاعات و يساربقون إليها رغبة منهم فيها و علماً منهم بما ينالون بها من حسن الجزاء.
4- - أي : هم لأجل تلك الخيرات سابقون إلى الجنّة. أو هم إليها سابقون. قال ابن عبّاس : يسابقون فيها أمثالهم من أهل البرّ و التقوى (بحار الأنوار ج 66 ص 259). قال الإمام الباقر عليه السلام : هو عليّ بن أبي طالب عليه السلام لم يسبقه أحد (تفسير القمّي رحمه الله ج 2 ص 92 و المناقب ج 2 ص 134). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السلام : - يا عليّ - إنّ اللّه عزّ و جلّ جعلك سبّاقاً للخيرات (تأويل الآيات ص 680). قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير إخوانك من سارع إلى الخير. و جذبك إليه. و أمرك بالبرّ و أعانك عليه (غرر الحكم ص 417). (من جملة ما ذكر من علامات المؤمن) : سريع إلى الخيرات (أعلام الدين ص 140). (من جملة ما جاء في فقرات بعض الدعوات) : ... ألحقني بالصالحين الأبرار. السابقين إلى المكرمات. المسارعين إلى الخيرات. العاملين للباقيات الصالحات الساعين إلى رفيع الدرجات (بحار الأنوار ج 91 ص 147).

622 - إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ (1) وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ«90» (الأنبياء).

ص:202


1- - أي : يبادرون إلى أبواب الخير (بحار الأنوار ج 66 ص 357). يدلّ على استحباب تعجيل الخيرات (بحار الأنوار ج 68 ص 209 و222). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ اللّه عزّ و جلّ يحبّ من الخير ما يعجّل (الكافي ج 2 ص 142 وج 3 ص 274 و تهذيب الأحكام ج 2 ص 42). قال الإمام الباقر عليه السلام : عجّل بالخير ما استطعت (الكافي ج 3 ص 274). قال الإمام الصادق عليه السلام : إذا أردت شيئاً من الخير فلا تؤخّره (الكافي ج 2 ص 142). قال الإمام الصادق عليه السلام : إذا هممت بشيء من الخير فلا تؤخّره (الكافي ج 2 ص 142). قال الإمام الصادق عليه السلام : إذا هممت بخير فلا تؤخّره (الأمالي للشيخ المفيد رحمه الله ص 205). قال الإمام الصادق عليه السلام : إذا همّ أحدكم بخير فلا يؤخّره (الكافي ج 2 ص 142 و الأمالي للشيخ المفيد رحمه الله ص 205 المجلس 23). قال الإمام الصادق عليه السلام : من همّ بخير فليعجّله و لا يؤخّره (الكافي ج 2 ص 142). قال الإمام الباقر عليه السلام : من همّ بشيء من الخير فليعجّله (الكافي ج 2 ص 143). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من فتح له باب خير فلينتهزه فإنّه لا يدري متى يغلق عنه (عوالي اللئالي ج 1 ص 289). قال الإمام الباقر عليه السلام : لكلّ شيء ثمرة. و ثمرة المعروف : تعجيله (من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 31). قال الإمام الباقر عليه السلام : إذا هممت بخير فبادر. فإنّك لا تدري ما يحدث (الكافي ج 2 ص 142). قال أمير المؤمنين عليه السلام : من ارتقب الموت سارع إلى الخيرات (الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 37 المجلس 2 و الأمالي للشيخ المفيد رحمه الله ص 275 المجلس 33 و تحف العقول ص 165). قال أمير المؤمنين عليه السلام : من ترقّب الموت سارع إلى الخيرات (غرر الحكم ص 150). قال الإمام الباقر عليه السلام : ... فتعجّل الخير ما استطعت (تهذيب الأحكام ج 2 ص 42). في بحار الأنوار ج 79 ص 355 : فعجّل.

تعليم الخير - تعلّم الخير

معلّم الخير - متعلّم الخير

623 - إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً (1)(2)قَانِتاً للّهِ ِ (3) حَنِيفاً (4) وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ«120» (النحل).

624 - وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً (5) أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ مَادُمْتُ حَيّاً«31» (مريم).

625 - أوحى اللّه تعالى إلى موسى عليه السلام : - يا موسى - تعلّم الخير. و علّمه من لا يعلمه.

فإنّي منوّر لمعلّمي الخير و متعلّميه قبورهم حتّى لا يستوحشوا بمكانهم (إرشاد القلوب ج 1 ص 44 الباب 1) و (راجع : تنبيه الخواطر ج 2 ص 212 و الدعوات ص 276).

626 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : تعلّم الخير. تعلم (الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 8 و الأمالي للشيخ المفيد رحمه الله ص 220 و كشف الغمّة ج 2 ص 334).

ص:203


1- يعني : علماً في الخير (المناقب ج 3 ص 102). إنّه كان يعلّم الخير (إرشاد القلوب ج 1 ص 46). معنى الاُمّة : العلم في الخير. يعني : علماً في الخير معلّماً للخير (شواهد التنزيل ج 1 ص 321).
2- - اختلف في معناه. فقيل : قدوة و معلّماً للخير. يقال للرجل العالم : امّة. و قيل : إمام هدى . و قيل : سمّاه امّة لأنّ قوام الاُمّة كان به. و قيل : لأنّه قام بعمل امّته. و قيل : لأنّه إنفرد في دهره بالتوحيد. فكان مؤمناً وحده و الناس كفّاراً (مجمع البيان ج 6 ص 603).
3- - مطيعاً للّه عزّ و جلّ (مشكاة الأنوار ج 1 ص 112).
4- - طاهراً (تفسير القمّي - عليه الرحمة - ج 1 ص 423).
5- - أي : و جعلني معلّماً للخير. و قيل : نفّاعاً حيث ما توجّهت. و البركة : نماء الخير. و المبارك : الّذي ينمى الخير به. و قيل : ثابتاً دائماً على الإيمان و الطاعة (مجمع البيان ج 6 ص 793).

627 - قال الإمام الباقر عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ معلّم الخير يستغفر له دوابّ الأرض و حيتان البحر. و كلّ ذي روح في الهواء. و جميع أهل السماء و الأرض (بصائر الدرجات ص 9 الباب 2).

628 - قال الإمام الصادق عليه السلام : إنّ معلّم الخير يستغفر له دوابّ الأرض و حيتان البحور.

و كلّ صغيرة و كبيرة في أرض اللّه و سمائه (1) (ثواب الأعمال ص 159).

الدلالة على الخير

629 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : الدالّ على الخير ك فاعله (الكافي ج 4 ص 27 و من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 30 و ج 4 ص 272 و الاختصاص ص 240 و الخصال ص 134 و التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام ص 364 و ثواب الأعمال ص 15 و عوالي اللئالي ج 1 ص 376).

630 - قال أمير المؤمنين عليه السلام قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من شفع شفاعة حسنة أو أمر بمعروف فإنّ الدالّ على الخير ك فاعله (2)(الجعفريّات ص 283).

631 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير إخوانك : من واساك بخيره .

و خير منه من أغناك عن غيره (غرر الحكم ص 415).

ص:204


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ثلاثة لا يستخفّ بحقّهم إلّامنافق : ذو شيبة في الإسلام. و إمام مقسط. و معلّم الخير (تنبيه الخواطر ج 2 ص 212).
2- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ثلاثة رفع اللّه عنهم العذاب يوم القيامة : الراضي بقضاء اللّه . و الناصح للمسلمين . و الدالّ على الخير (إرشاد القلوب ج 1 ص 367).

دفع الشرّ بالخير

632 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : من دفع الشرّ بالخير غلب (غرر الحكم ص 106).

633 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : ضادّوا الشرّ بالخير (غرر الحكم ص 106).

634 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من يزرع خيراً يوشك أن يحصد خيراً .

و من يزرع شرّاً يوشك أن يحصد ندامةً.

و لكلّ زارع ما زرع (مكارم الأخلاق ج 2 ص 365).

635 - قال الإمام الصادق عليه السلام : الأغلب : من غلب بالخير.

و المغلوب : من غلب بالشرّ (معاني الأخبار ص 170).

636 - قال لقمان رحمه الله لإبنه : إنّ النار لا تطفأ بالنار. و لكن بالماء.

و كذلك الشرّ لا يطفأ إلّابالخير (إرشاد القلوب ج 1 ص 151).

637 - قال لقمان رحمه الله لإبنه : - يا بنيّ - الشرّ لا يطفىء بالشرّ. كالنّار لا يطفىء بالنار.

و لكنّه يطفىء بالخير. كالنار تطفىء بالماء (تنبيه الخواطر ج 2 ص 231).

638 - ثال عيسى بن مريم عليه السلام : ابدوا بالشرّ فاتركوه.

ثمّ اطلبوا الخير ينفعكم.

فإنّكم إذا جمعتم الخير مع الشرّ لم ينفعكم الخير (تحف العقول ص 510).

639 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : لأن تكون تابعاً في الخير خيرٌ لك من أن تكون متبوعاً في الشرّ (غرر الحكم ص 105).

640 - (قال الإمام السجّاد عليه السلام لرجل) : إعلم إنّك إن تكن ذنباً في الخير. خير لك من أن تكون رأساً في الشرّ (اختيار معرفة الرجال الرقم 196).

ص:205

النوادر

641 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : لا سرف في الخير (عوالي اللئالي ج 1 ص 291).

642 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : ظفر بالخير من طلبه (غرر الحكم ص 105).

643 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : أسعد الناس بالخير : العامل به (غرر الحكم ص 105).

644 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا يفوز بالخير إلّاعامله .

و لا يجزي بالسّيّء إلاّ فاعله (الغارات ج 2 ص 348).

645 - قال الإمام الصادق عليه السلام : إذا أراد اللّه بعبد خيراً طيّب روحه و جسده. فلا يسمع شيئاً من الخير إلّاعرفه.

و لا يسمع شيئاً من المنكر إلّاأنكره (الكافي ج 4 ص 3).

646 - قال الإمام الصادق عليه السلام : إنّ للقلب اذنين :

روح الإيمان. يساره بالخير.

و الشيطان. يساره بالشرّ.

فأيّهما ظهر على صاحبه غلبه (قرب الإسناد ص 33).

647 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير الإخوان : أعونهم على الخير.

و أعملهم بالبرّ.

و أرفقهم بالمصاحب (غرر الحكم ص 417).

648 - قال الإمام السجّاد عليه السلام : إفعل الخير إلى كلّ من طلبه منك.

فإن كان أهله فقد أصبت موضعه .

و إن لم يكن بموضع كنت أهله (مشكاة الأنوار ج 1 ص 149 - 150 و تحف العقول ص 282 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 147).

ص:206

649 - سأل شمعون بن لاوى ابن يهودا (1) رسول اللّه صلى الله عليه و آله عن مسائل.

فقال : أخبرني عن العقل ما هو؟ و كيف هو؟ و ما يتشعّب منه؟ و ما لا يتشعّب؟

و صف لي طوائفه كلّها.

فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ العقل عقال من الجهل. و النفس مثل أخبث الدوابّ. فإن لم تعقل حارت. فالعقل عقال من الجهل.

و إنّ اللّه خلق العقل. فقال له : أقبل. فأقبل. و قال له أدبر. فأدبر.

فقال اللّه تبارك و تعالى : و عزّتي و جلالي ما خلقت خلقاً أعظم منك و لا أطوع منك.

بك أبدأ. و بك أعيد. لك الثواب. و عليك العقاب.

فتشعّب من العقل : الحلم. و من الحلم : العلم. و من العلم : الرشد. و من الرشد : العفاف.

و من العفاف : الصيانة. و من الصيانة : الحياء. و من الحياء : الرزانة. و من الرزانة :

المداومة على الخير. و من المداومة على الخير : كراهيّة الشرّ. و من كراهية الشرّ :

طاعة الناصح.

فهذه عشرة أصناف من أنواع الخير.

و لكلّ واحد من هذه العشرة الأصناف. عشرة أنواع.

فأمّا الحلم. فمنه : ركوب الجميل. و صحبة الأبرار. و رفع من الضعة. و رفع من الخساسة. و تشهي الخير. و تقرّب صاحبه من معالي الدرجات. و العفو. و المهل.

و المعروف. و الصمت.

فهذا ما يتشعّب للعاقل بحلمه.

ص:207


1- - كان راهباً من حواري عيسى عليه السلام فلمّا أجابه رسول اللّه صلى الله عليه و آله عن مسائله آمن وصدّقه به.

و أمّا العلم. فيتشعّب منه : الغنى - و إن كان فقيراً - .

و الجود - و إن كان بخيلاً - .

و المهابة - و إن كان هيّناً - .

و السلامة - و إن كان سقيماً - .

و القرب - و إن كان قصيّاً - .

و الحياء - و إن كان صلفاً - .

و الرفعة - و إن كان وضيعاً - .

و الشرف - و إن كان رذلاً - .

و الحكمة و الحظوة.

فهذا ما يتشعّب للعاقل بعلمه. فطوبى لمن عقل. و علم.

و أمّا الرشد. فيتشعّب منه : السداد و الهدى و البرّ و التقوى و المنالة و القصد و الاقتصاد و الصواب و الكرم و المعرفة بدين اللّه.

فهذا ما أصاب العاقل بالرشد.

فطوبى لمن أقام به على منهاج الطريق.

و أمّا العفاف. فيتشعّب منه : الرضا و الإستكانة و الحظّ و الراحة و التفقّد و الخشوع و التذكّر و التفكّر و الجود و السخاء.

فهذا ما يتشعّب للعاقل بعفافه - رضاً باللّه و بقسمه - .

و أمّا الصيانة. فيتشعّب منها : الصلاح و التواضع و الورع و الإنابة و الفهم و الأدب و الإحسان و التحبّب و الخير و اجتناء البشر.

فهذا ما أصاب العاقل بالصيانة. فطوبى لمن أكرمه مولاه بالصيانة.

ص:208

و أمّا الحياء. فيتشعّب منه : اللين و الرأفة و المراقبة للّه في السرّ و العلانيّة و السلامة و اجتناب الشرّ و البشاشة و السماحة و الظفر و حسن الثناء على المرء في الناس.

فهذا ما أصاب العاقل بالحياء. فطوبى لمن قبل نصيحة اللّه و خاف فضيحته.

و أمّا الرزانة. فيتشعّب منها : اللطف و الحزم و أداء الأمانة و ترك الخيانة و صدق اللسان و تحصين الفرج و إستصلاح المال و الإستعداد للعدوّ. و النهي عن المنكر و ترك السفه.

فهذا ما أصاب العاقل بالرزانة.

فطوبى لمن توقّر. و لمن لم تكن له خفّة و لا جاهليّة و عفا و صفح.

و أمّا المداومة على الخير. فيتشعّب منه : ترك الفواحش و البُعد من الطيش و التحرّج و اليقين و حبّ النجاة و طاعة الرحمن و تعظيم البرهان و اجتناب الشيطان و الإجابة للعدل و قول الحقّ.

فهذا ما أصاب العاقل بمداومة الخير. فطوبى لمن ذكر أمامه و ذكر قيامه و اعتبر بالفناء.

و أمّا كراهية الشرّ. فيتشعب منه : الوقار و الصبر و النصر و الإستقامة على المنهاج و المداومة على الرشاد و الإيمان باللّه و التوفّر و الإخلاص و ترك ما لا يعنيه و المحافظة على ما ينفعه.

فهذا ما أصاب العاقل بالكراهيّة للشرّ.

فطوبى لمن أقام بحقّ اللّه و تمسّك بعرى سبيل اللّه.

و أمّا طاعة الناصح. فيتشعّب منها : الزيادة في العقل و كمال اللبّ و محمدة العواقب و النجاة من اللوم و القبول و المودّة و الإنشراح و الإنصاف و التقدّم في الاُمور و القوّة على طاعة اللّه. فطوبى لمن سلم من مصارع الهوى.

فهذه الخصال كلّها تتشعّب من العقل... (تحف العقول ص 15).

ص:209

الدعاء

650 - قال الإمام الباقر عليه السلام : أوحى اللّه تبارك و تعالى إلى آدم عليه السلام : - يا آدم - إنّي أجمع لك الخير كلّه في أربع كلمات.

واحدة منهنّ لي. و واحدة فيما بيني و بينك. و واحدة فيما بينك و بين الناس.

فأمّا الّتي لي : فتعبدني. و لا تشرك بي شيئاً.

و أمّا الّتي لك. فاُجازيك بعملك أحوج ما تكون إليه.

و أمّا الّتي بيني و بينك : فعليك الدعاء. و عليّ الإجابة.

و أمّا الّتي فيما بينك و بين الناس : فترضى للناس ما ترضى لنفسك (الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - المجلس 89 الحديث 1 و من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 290 و معاني الأخبار ص 137 و عدّة الداعي ص 42).

651 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ثلاث (1) من رزقن فقد جمع اللّه له خير الدنيا و الآخرة:

الرضا بالقضاء .

و الصبر عند البلاء.

و الدعاء عند الشدّة و الرخاء (الدعوات للشيخ الراوندي - عليه الرحمة - ص 121).

652 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ثلاث من رزقهنّ فقد رزق خير الدارين :

الرضا بالقضاء .

و الصبر على البلاء.

و الدعاء في الرخاء (مسكّن الفؤاد ص 49 الباب 2).

ص:210


1- - في بحار الأنوار ج 68 ص 156 هكذا : ثلاث من كنّ فيه جمع اللّه له خير الدنيا و الآخرة.

653 - (قال الربّ عزّ و جلّ في الحديث القدسي في شأن المؤمن) : إنّه ليدعوني في الأمر فأستجيب له لما هو خير له (المحاسن ج 1 الباب 27 الحديث 100).

654 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ثلاث خصال يدرك بها خير الدنيا و الآخرة : الشكر عند النعماء. و الصبر عند الضرّاء. و الدعاء عند البلاء (1) (إرشاد القلوب ج 1 ص 292).

655 - عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال : لا يزال المؤمن بخير و رجاء رحمة من اللّه عزّ و جلّ ما لم يستعجل. فيقنط و يترك الدعاء.

قلت له : كيف يستعجل ؟

قال عليه السلام : يقول : قد دعوت منذ كذا و كذا و ما أرى الإجابة (الكافي ج 2 ص 490 و مشكاة الأنوار ج 1 ص 164).

656 - خرج رسول اللّه صلى الله عليه و آله فإذاً في المسجد مجلسان : مجلس يتفقّهون. و مجلس يدعون اللّه و يسألونه.

فقال صلى الله عليه و آله : كلا المجلسين إلى خير. أمّا هؤلاء فيدعون اللّه. و أمّا هؤلاء فيتعلّمون و يفقّهون الجاهل. هؤلاء أفضل. بالتعليم أرسلت.

ثمّ قعد صلى الله عليه و آله معهم (منية المريد ص 106 و بحار الأنوار ج 1 ص 206).

ص:211


1- - قال الإمام الصادق عليه السلام قال : من اعطي الدعاء اعطي الإجابة (الكافي ج 2 ص 65).. قال أمير المؤمنين عليه السلام : الدعاء مفاتيح النجاح و مقاليد الفلاح. و خير الدعاء ما صدر عن صدر نقي و قلب تقي. و في المناجاة سبب النجاة. و بالإخلاص يكون الخلاص. فإذا اشتدّ الفزع فإلى اللّه المفزع (الكافي ج 2 ص 468 و المصباح للشيخ الكفعمي رحمه الله ص 1000 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 152). (راجع : عدّة الداعي ص 177 و عوالي اللئالي ج 4 ص 19). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خير الدعاء : الخفي (إرشاد القلوب ج 1 ص 299).

657 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ اللّه عزّ وجلّ ليمسك الخير الكثير عن عبده .

فيقول : لا اعطيه حتّى يسألني (مستدرك الوسائل ج 5 ص 175).

658 - قال عيسى بن مريم عليه السلام : ربّكم يعطيكم الخيرات لمن يسأله (بحار الأنوار ج 14 ص 317).

659 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ العبد لا يخطؤه من الدعاء أحد ثلاث : إمّا ذنب يغفر.

و إمّا خير يعجّل. و إمّا ثواب يؤجّل (معدن الجواهر ص 64).

660 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا يخطئ المخلص في الدعاء إحدى ثلاث : ذنب يغفر.

أو خير يعجّل. أو شرّ يؤجّل (1) (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 20 ص 276).

ص:212


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ما من مؤمن دعا اللّه تعالى بدعوة - ليس فيها قطيعة رحم و لا إثم - إلّاأعطاه اللّه عزّ و جلّ بها إحدى خصال ثلاث : إمّا أن تعجّل دعوته. و إمّا أن تدّخر له في الآخرة . و إمّا أن تدفع عنه من السوء مثلها (جامع الأخبار ص 369 الفصل 92). قال الإمام السجاد عليه السلام : المؤمن من دعائه على ثلاث : إمّا أن يدّخر له . و إمّا أن يعجّل له. و إمّا أن يدفع عنه بلاء يريد أن يصيبه (تحف العقول ص 280). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ما من مسلم دعا اللّه تعالى بدعوة - ليس فيها قطيعة رحم و لا استجلاب إثم - إلّاأعطاه اللّه تعالى بها إحدى خصال ثلاث : إمّا أن يعجّل له الدعوة. و إمّا أن يدّخرها له في الآخرة. و إمّا أن يرفع عنه مثلها من السوء (مكارم الأخلاق ج 2 ص 8). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : افزعوا إلى اللّه في حوائجكم. والجأوا إليه في ملمّاتكم. و تضرّعوا إليه. وادعوه. فإنّ الدعاء مخّ العبادة. و ما من مؤمن يدعو اللّه بدعاء إلّااستجاب له. فأمّا أن يكون يعجّل له في الدنيا. أو يؤجّل له في الآخرة. و إمّا أن يكفّر به عن ذنوبه بقدر ما دعا. ما لم يدع بمأثم (أعلام الدين ص 278).

661 - إنّ الإمام زين العابدين عليه السلام مرّ برجل و هو قاعد على باب رجل.

فقال عليه السلام له : ما يقعدك على باب هذا المترف الجبّار ؟

فقال : البلاء.

فقال عليه السلام : قم فأرشدك إلى باب خير من بابه. و إلى ربّ خير لك منه.

فأخذ عليه السلام بيده حتّى انتهى به إلى المسجد - مسجد رسول اللّه صلى الله عليه و آله - .

ثمّ قال عليه السلام : استقبل القبلة. و صلّ ركعتين. ثمّ ارفع يديك إلى اللّه عزّ و جلّ فأثن عليه (1).

و صلّ على رسوله صلى الله عليه و آله .

ثمّ ادع ب آخر الحشر. و ستّ آيات من أوّل الحديد. و بالآيتين اللتين في آل عمران (2).

ثمّ سل اللّه سبحانه فإنّك لا تسأل شيئاً إلّاأعطاك (الدعوات للشيخ الراوندي رحمه الله ص 55 و بحار الأنوار ج 88 ص 375).

ص:213


1- - في الدعوات : فأثن على اللّه.
2- - قال الراوندي رحمه الله : لعلّ المراد بالآيتين : آية الملك. أقول : لأنّهما آيتان يقال لهما : آية - على إرادة الجنس - . و يحتمل أن يكون المراد : هي و آية شهد اللّه (من بيان العلّامة المجلسي رحمه الله في بحار الأنوار ج 88 ص 375). قال العلّامة المجلسي رحمه الله : لعلّهما : آية شهد و آية الملك (بحار الأنوار ج 89 ص 272).

الدعاء في وقت السحر

662 - عن الفضل بن أبي قرّة عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خير وقت دعوتم اللّه عزّ و جلّ فيه الأسحار.

و تلا عليه السلام هذه الآية في قول يعقوب عليه السلام : سوف أستغفر لكم ربّي.

و قال عليه السلام : أخّرهم إلى السحر (1) (الكافي ج 2 ص 477).

663 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ في الليل ساعة لا يوافقها عبد مسلم فيدعو اللّه فيها بخير الدنيا و الآخرة إلّاأعطاه اللّه سبحانه إيّاه. و ذلك في كلّ ليلة (2) (الدعوات ص 35).

(راجع: أعلام الدين ص 123).

664 - عن نوف البكالي قال : رأيت أمير المؤمنين عليه السلام في ساعة من الليل. فقال : - يا نوف - إنّ داود النبيّ عليه السلام خرج في هذه الساعة من الليل و قال : إنّ هذه ساعة لا يدعو فيها داع بخير إلّااستجاب اللّه تعالى له. إلّاأن يكون شاعراً أو عاشراً أو شرطيّاً أو عريفاً أو بريداً أو صاحب كوبة أو عرطبة (أعلام الدين ص 123).

ص:214


1- - عن محمّد بن عبدة النيسابوري قال : قلت لأبي عبد اللّه جعفر بن محمّد عليهما السلام : إنّ الناس يروون عن النبيّ صلى الله عليه و آله : أنّ في الليل ساعة لا يدعو فيها عبد مؤمن بدعوة إلّااستجيب له. قال عليه السلام : نعم. قلت : متى هي - جعلت فداك - ؟ قال عليه السلام : ما بين نصف الليل إلى الثلث الباقي منه. قلت له : أهي ليلة من الليالي معلومة. أو كلّ ليلة ؟ قال عليه السلام : بل كلّ ليلة (الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 149). (راجع : التهذيب ج 2 ص 126).
2- - عن أبي عبداللّه عليه السلام في قوله عزّ و جلّ : و الباقيات الصالحات . هي : القيام آخر الليل لصلاة الليل. و الدعاء في الأسحار. و سمّيت باقيات لأنّ منافعها تبقى و تنفع صاحبها في الدنيا و الآخرة (فقه القرآن ج 1 ص 129).

الدعاء في يوم الجمعة

665 - (قال جبرئيل عليه السلام لرسول اللّه صلى الله عليه و آله في شأن يوم الجمعة) : يوم الجمعة هو اليوم الّذي لك و لاُمّتك فيه خير كثير (مستدرك الوسائل ج 6 ص 62).

666 - قال الإمام الباقر عليه السلام : قال النبيّ صلى الله عليه و آله : إنّ جبرئيل أتاني بمرآة في وسطها كالنكتة السوداء.

فقلت له : - يا جبرائيل - ما هذه؟

قال : هذه الجمعة.

قال : قلت : و ما الجمعة؟

قال : لكم فيها خير كثير.

قال : قلت : و ما الخير الكثير؟

فقال : تكون لك عيداً و لاُمّتك من بعدك.

قلت : و ما لنا فيها؟

قال (1) : لكم فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل اللّه مسألة فيها - و هي له قسم في الدنيا - إلّاأعطاها.

و إن لم يكن له قسم في الدنيا ذخرت له في الآخرة أفضل منها.

و إن تعوّذ باللّه من شرّ ما هو عليه مكتوب صرف اللّه عنه ما هو أعظم منه (جامع الأحاديث للشيخ جعفر بن أحمد القمّي - عليه الرحمة - ص 162).

ص:215


1- - وفي حديث آخر هكذا : قال : هذه ساعة الإستجابة. فإن صادفها الدعاء. اقترن بالقبول . فإن لم يستجب له في الدنيا. ادّخر له في القيامة. فيصرف عنه مكارهه (مستدرك الوسائل ج 6 ص 62).

667 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ما طلعت شمس و لا غربت على يوم أفضل من يوم الجمعة.

فيه ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يدعو اللّه فيها بخير إلاّ استجاب اللّه له.

أو يستعيذه من سوء إلّااستعاذه منه (مستدرك الوسائل ج 6 ص 66).

668 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خير يوم طلعت فيه الشمس : يوم الجمعة.

و فيه ساعة لا يوافقها مسلم يصلّي لا يسأل اللّه حاجة أو خيراً إلّاأعطاه إيّاه (1) (مستدرك الوسائل ج 6 ص 43).

ص:216


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ يوم الجمعة سيّد الأيّام و فيه ساعة لا يسأل اللّه العبد فيها شيئاً إلّاأتاه -ما لم يسأل حراماً - (الخصال ص 315 و الدعوات ص 35 و عدّة الداعي ص 46). (قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله في فضل يوم الجمعة) : فيه ساعة لا يسأل اللّه العبد فيها ربّه شيئاً إلّاأعطاه - ما لم يسأله إثماً أو قطيعة رحم - (مستدرك الوسائل ج 6 ص 67). (قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله في فضل يوم الجمعة) : فيها ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يسأل اللّه فيها شيئاً إلّاأعطاه (مستدرك الوسائل ج 6 ص 42).

الدعاء - وقت الصلاة - في يوم الجمعة

669 - عن زرارة و محمّد بن مسلم أنّهما سألا أبا جعفر عليه السلام عن قول اللّه : حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَ الصَّلاةِ الْوُسْطى.

قال عليه السلام : صلاة الظهر. و فيها فرض اللّه الجمعة.

و فيها الساعة الّتي لا يوافقها عبد مسلم فيسأل خيراً إلّاأعطاه اللّه إيّاه (تفسير العيّاشي - عليه الرحمة - ج 1 ص 245).

670 - قال الإمام الباقر عليه السلام : ... هي صلاة الظهر. و فيها فرض اللّه الجمعة .

و فيها ساعة لا يسأل اللّه فيها عبد مسلم خيراً إلّاأعطاه إيّاه (بحار الأنوار ج 79 ص 289 و فلاح السائل ص 93 الفصل 15).

671 - قال الإمام الباقر عليه السلام : أوّل وقت الجمعة ساعة تزول الشمس - إلى أن تمضي ساعة - فحافظ عليها.

فإنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال : لا يسأل اللّه عزّ و جلّ عبد فيها خيراً إلّاأعطاه (1) (من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 267 و عدّة الداعي ص 47).

(راجع : جمال الاُسبوع ص 252 الفصل 42 و مصباح المتهجّد ص 364).

672 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خير يوم طلعت فيه الشمس : يوم الجمعة.

و فيه ساعة لا يوافقها مسلم يصلّي لا يسأل اللّه حاجة أو خيراً إلّاأعطاه إيّاه (مستدرك الوسائل ج 6 ص 43).

ص:217


1- - قال الإمام الباقر عليه السلام : في يوم الجمعة ساعة لا يسأل اللّه عبد مؤمن فيها حاجة إلّاأعطاه اللّه. و هي من حين تزول الشمس إلى حين ينادى بالصلاة (دعائم الإسلام ج 1 ص 181).

الدعاء في آخر ساعات يوم الجمعة

673 - (قالت سيّدة النساء فاطمة الشهيدة الزهراء عليها السلام ) : سمعت النبيّ صلى الله عليه و آله : إنّ في الجمعة لساعة لا يراقبها (1) رجل مسلم يسأل اللّه عزّ و جلّ فيها خيراً إلّاأعطاه إيّاه.

قالت : فقلت - يا رسول اللّه - أي ساعة هي ؟

قال صلى الله عليه و آله : إذا تدلّى نصف عين الشمس للغروب (معاني الأخبار ص 399 - 400 و دلائل الإمامة ص 71).

ص:218


1- - في دلائل الإمامة : لا يوافقها.

الدعاء بعد الصلاة

674 - قال الإمام الصادق عليه السلام : من توضّأ فأحسن الوضوء و صلّى ركعتين فأتم ركوعهما وسجودهما. ثمّ جلس فأثنى على اللّه عزّ وجلّ و صلّى على رسول اللّه صلى الله عليه و آله ثمّ سأل اللّه حاجته فقد طلب الخير في مظانّه.

و من طلب الخير في مظانه لم يخب (الكافي ج 3 ص 478 و تهذيب الأحكام ج 3 ص 345 الباب 31 و المحاسن ج 1 الباب 59 الحديث 77 و مكارم الأخلاق ج 2 ص 10 و مشكاة الأنوار ج 1 ص 164).

675 - عن عمر بن يزيد أنّه سمع أبا عبداللّه عليه السلام يقول : إنّ في الليل ل ساعة لا يوافقها عبد مسلم يصلّي و يدعو اللّه فيها إلّااستجاب له في كلّ ليلة .

قلت : - أصلحك اللّه - فأيّة ساعة من الليل ؟

قال عليه السلام : إذا مضى نصف الليل إلى الثلث الباقي (تهذيب الأحكام ج 2 ص 125 الباب 8 الحديث 209 و مفتاح الفلاح ص 291).

676 - عن عليّ بن مهزيار قال : كتب محمّد بن إبراهيم إلى أبي الحسن عليه السلام : إن رأيت - يا سيدي - أن تعلّمني دعاءً أدعو به في دبر صلواتي يجمع اللّه لي به خير الدنيا والآخرة.

فكتب عليه السلام تقول : أعوذ بوجهك الكريم و عزّتك التي لا ترام و قدرتك الّتي لا يمتنع منها شيء من شرّ الدنيا و الآخرة. و من شرّ الأوجاع كلّها (الكافي ج 3 ص 346).

677 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خير يوم طلعت فيه الشمس : يوم الجمعة.

و فيه ساعة لا يوافقها مسلم يصلّي لا يسأل اللّه حاجة أو خيراً إلّاأعطاه إيّاه (مستدرك الوسائل ج 6 ص 43).

ص:219

الدعوات

اللّهمّ بجاه محمّد و آله الطّيّبين رضّني بقضائك على كلّ حال

678 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ... لا تسخطوا نعم اللّه. و لا تقترحوا على اللّه تعالى.

و إذا ابتلي أحدكم في رزقه أو معيشته بما لا يحبّ. فلا يحدثنّ شيئاً يسأله.

- لعلّ في ذلك حتفه و هلاكه - .

و لكن ليقل : اللّهمّ بجاه محمّد و آله الطيّبين إن كان ما كرهته من أمري هذا خيراً لي.

و أفضل في ديني. فصبّرني عليه. و قوّني على احتماله. و نشّطني للنهوض بثقل أعبائه.

و إن كان خلاف ذلك خيراً لي فجد عليّ به.

و رضّني بقضائك على كلّ حال. فلك الحمد.

فإنّك إذا قلت ذلك. قدّر اللّه لك.

و يسّر لك ما هو خير (التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام ص 264 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 102).

ص:220

اللّهمّ إنّي أستغفرك و أتوب إليك إنّك أنت الغفور الرحيم

679 - قال عليّ بن الحسين عليهما السلام لبعض أصحابه : قل - في طلب الولد - :

ربّ لا تذرني فرداً و أنت خير الوارثين (1).

و اجعل لي من لدنك وليّاً يرثني في حياتي و يستغفر لي بعد موتي.

و اجعله لي خلقاً سويّاً و لا تجعل للشيطان فيه نصيباً.

اللهمّ إنّي أستغفرك و أتوب إليك إنّك أنت الغفور الرحيم - سبعين مرّةً - .

فإنّه من أكثر من هذا القول رزقه اللّه تعالى ما تمنّى (2) من مال و ولد.

و من خير الدنيا و الآخرة.

فإنّه عزّ و جلّ يقول : استغفروا ربّكم إنّه كان غفّاراً يرسل السماء عليكم مدراراً و يمددكم بأموال و بنين و يجعل لكم جنّات و يجعل لكم أنهاراً (3) ( من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 304 و عوالي اللئالي ج 3 ص 308 و مكارم الأخلاق ج 1 ص 481 و المصباح للشيخ الكفعمي رحمه الله ص 217 الفصل 19).

ص:221


1- - الأنبياء: 89 .
2- - في المصباح : يتمنّى .
3- - نوح : 12.

اللّهمّ إنّي أسألك من فضلك حلالاً طيّباً

680 - عن حنان عن أبيه قال : قال لي أبو جعفر عليه السلام : - يا أبا الفضل - أمالك (في السوق) (1) مكان تقعد فيه فتعامل الناس ؟

قال : قلت : بلى ،

قال عليه السلام : ما من رجل مؤمن يروح أو يغدو إلى مجلسه أو سوقه فيقول حين يضع رجله في السوق : اللّهمّ إنّي أسألك من خيرها و خير أهلها (و أعوذ بك من شرّها و شرّ أهلها) (2) إلّاوكّل اللّه عزّ و جلّ به من يحفظه ويحفظ عليه حتّى يرجع إلى منزله.

فيقول له : قد اجرت من شرّها و شرّ أهلها يومك هذا بإذن اللّه عزّ و جلّ.

و قد رزقت خيرها و خير أهلها في يومك هذا.

فإذا جلس مجلسه قال : حين يجلس : أشهد أن لا إله إلّااللّه وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمّداً عبده و رسوله (3).

اللّهمّ إنّي أسألك من فضلك حلالاً طيّباً و أعوذ بك من أن أظلم أو اظلم.

وأعوذ بك من صفقة خاسرة ويمين كاذبة.

فإذا قال ذلك. قال له الملك الموكّل به : أبشر. فما في سوقك اليوم أحد أوفر منك حظّاً قد تعجّلت الحسنات. و محيت عنك السيّئات.

و سيأتيك ما قسّم اللّه لك موفّراً حلالاً طيّباً مباركاً فيه (الكافي ج 5 ص 155 و من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 124 مع اختلاف يسير).

ص:222


1- - ما بين القوسين لم يذكر في الكافي.
2- - ما بين القوسين لم يذكر في الكافي.
3- - قال الإمام الصادق عليه السلام : من ذكر اللّه عزّ و جلّ في الأسواق. غفر له بعدد أهلها (من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 125).

اللّهمّ أهلّه علينا ب يُمن و إيمان و سلامة

681 - عن أبي مريم عبد الغفّار بن القاسم عن محمّد بن عليّ أبي جعفر عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال : كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله إذا رأى الهلال. استقبل القبلة. و كبّر. ثمّ قال : هلال رشد.

اللّهمّ أهلّه علينا ب يُمن و إيمان. و سلامة و إسلام. و هدى و مغفرة. و عافية مجلّلة.

و رزق واسع. إنّك على كلّ شيء قدير.

قال أبو مريم : فقلت هذا الكلام. فرأيت خيراً (الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة - ص 495 المجلس 17).

اللّهمّ اجعل النور في بصري و البصيرة في ديني

682 - عن محمّد الجعفي عن أبيه عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال : كنت كثيراً ما أشتكي عيني فشكوت ذلك إلى أبي عبد اللّه عليه السلام .

فقال عليه السلام : ألا اعلّمك دعاء لدنياك وآخرتك. وبلاغاً لوجع عينيك ؟

قلت : بلى.

قال عليه السلام : تقول في دبر الفجر و دبر المغرب :

اللّهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد عليك صلّ على محمّد وآل محمّد.

و اجعل النور في بصري و البصيرة في ديني و اليقين في قلبي و الإخلاص في عملي والسلامة في نفسي و السعة في رزقي و الشكر لك أبداً ما أبقيتني (الكافي ج 2 ص 549 و الأمالي للشيخ المفيد رحمه الله ص 179 المجلس 21 و الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 196 المجلس 7 و الدعوات ص 196 و مكارم الأخلاق ج 2 ص 247). (راجع : المصباح للشيخ الكفعمي رحمه الله ص 233 الباب 21).

ص:223

اللّهمّ إنّي أتوجّه إليك بلا ثقة منّي بغيرك

683 - قال الإمام الصادق عليه السلام : لمّا أراد أمير المؤمنين عليه السلام الخروج إلى اليمن قال له رسول اللّه صلى الله عليه و آله : - يا عليّ - صلّ ركعتين و أقبل إليّ حتّى اعلّمك دعاء يجمع اللّه به لك خير الدنيا و الآخرة.

قال أمير المؤمنين عليه السلام : فصلّيت و أقبلت إليه. فقال صلى الله عليه و آله لي: قل : اللّهمّ إنّي أتوجّه إليك بلا ثقة منّي بغيرك. و لا رجاء يأوي بي إلّاإليك. و لا قوّة أتّكل عليها و لا حيلة ألجأ إليها إلّاطلب فضلك. و التعرّض لرحمتك و السكون إلى أحسن عادتك.

و أنت أعلم بما سبق لي في وجهي هذا ممّا أحبّ و أكره.

فإنّما أوقعت عليّ فيه قدرتك. فمحمود فيه بلاؤك. متّضح فيه قضاؤك.

و أنت تمحو ما تشاء و تثبت و عندك امّ الكتاب.

اللّهمّ فأصرف عنّي مقادير كلّ بلاء. و مقاصر كلّ لأواء.

و أبسط عليّ كنفاً من رحمتك و سعة من فضلك و لطفاً من عفوك حتّى لا أحبّ تعجيل ما أخّرت. و لا تأخير ما عجّلت. و ذلك مع ما أسألك أن تخلفني في أهلي و ولدي و صروف حزانتي بأحسن ما خلّفت به غائباً من المؤمنين في تحصين كلّ عورة. و ستر كلّ سيّئة. و حطّ كلّ معصية. و كفاية كلّ مكروه.

و أرزقني على ذلك شكرك و ذكرك. و حسن عبادتك و الرضا بقضائك يا وليّ المؤمنين و اجعلني و ولدي و ما خولتني و رزقتني من المؤمنين و المؤمنات في حماك الّذي لا يستباح و ذمّتك الّتي لا تخفر. و جوارك الّذي لا يرام و أمانك الّذي لا ينقض. وسترك الّذي لا يهتك فإنّه من كان في حماك و ذمّتك و جوارك و أمانك و سترك كان آمناً محفوظاً.

و لا حول و لا قوّة إلّاباللّه العليّ العظيم (بحار الأنوار ج 92 ص 303)

(راجع: مهج الدعوات ص 124).

ص:224

اللّهمّ أنزلني منزلاً مباركاً و أنت خير المنزلين

684 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السلام : - يا عليّ - إذا نزلت منزلاً فقل : اللّهمّ أنزلني منزلاً مباركاً و أنت خير المنزلين.

ترزق خيره و يدفع عنك شرّه (1) (من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 195).

أعوذ بوجهك الكريم و عزّتك التي لا ترام

و قدرتك الّتي لا يمتنع منها شيء من شرّ الدنيا و الآخرة

685 - عن عليّ بن مهزيار قال : كتب محمّد بن إبراهيم إلى أبي الحسن عليه السلام : إن رأيت - يا سيدي - أن تعلّمني دعاءً أدعو به في دبر صلواتي يجمع اللّه لي به خير الدنيا والآخرة.

فكتب عليه السلام تقول : أعوذ بوجهك الكريم و عزّتك التي لا ترام و قدرتك الّتي لا يمتنع منها شيء من شرّ الدنيا و الآخرة. و من شرّ الأوجاع كلّها (الكافي ج 3 ص 346).

ص:225


1- - (جاء في الحديث) : إذا نزلت منزلاً فقل : اللّهمّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبارَكاً وَ أَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ. و صلّ ركعتين قبل أن تجلس. فقل : اللّهمّ أرزقنا خير هذه البقعة و أعذنا من شرّها. اللّهمّ أطعمنا من جناها و أعذنا من وباها. و حبّبنا إلى أهلها و حبّب صالحي أهلها إلينا. و قل أيضاً : أشهد أن لا إله إلّااللّه وحده لا شريك له. و أشهد أنّ محمّداً عبده و رسوله. و أنّ عليّاً أميرالمؤمنين و الأئمّة من ولده أئمّة أتولّاهم و أبرء من أعدائهم. اللّهمّ إنّي أسألك خير هذه البقعة. و أعوذ بك من شرّها. اللّهمّ و اجعل أوّل دخولنا هذا صلاحاً و أوسطه فلاحاً و آخره نجاحاً (بحار الأنوار ج 97 ص 110).

أعطني بمسألتي إيّاك جميع خير الدنيا و جميع خير الآخرة

686 - محمّد بن سنان عن محمّد السجّاد قال : قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام : - جعلت فداك - هذا رجب. علّمني فيه دعاء ينفعني اللّه به.

قال : فقال لي أبو عبد اللّه عليه السلام اكتب : بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

و قل في كلّ يوم من رجب صباحاً و مساءً و في أعقاب صلواتك في يومك وليلتك :

يا من أرجوه لكلّ خير. و آمن سخطه عند كلّ شرّ.

يا من يعطي الكثير بالقليل.

يا من يعطي من سأله.

يا من يعطي من لم يسأله و من لم يعرفه تحنّناً منه و رحمة.

أعطني بمسألتي إيّاك جميع خير الدنيا و جميع خير الآخرة.

و اصرف عنّي بمسألتي إيّاك جميع شرّ الدنيا و شرّ الآخرة.

فإنّه غير منقوص ما أعطيت.

و زدني من فضلك يا كريم.

قال : ثمّ مدّ أبو عبد اللّه عليه السلام يده اليسرى. فقبض على لحيته. و دعا بهذا الدعاء (1).

و هو يلوذ بسبّابته اليمنى.

ثمّ قال عليه السلام بعد ذلك : يا ذا الجلال و الإكرام. يا ذا النعماء و الجود. يا ذا المنّ و الطول.

حرّم شيبتي على النار (إقبال الأعمال ج 3 ص 211 و بحار الأنوار ج 95 ص 390).

ص:226


1- - و في حديث آخر : ثمّ وضع عليه السلام يده على لحيته و لم يرفعها إلّاو قد امتلأ ظهر كفّه دموعاً (بحار الأنوار ج 95 ص 390 و إقبال الأعمال ج 3 ص 211). (راجع: اختيار معرفة الرجال الرقم 689).

دعاء يستشير

687 - (قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله في فضل الدعاء المسمّى ب : يستشير) : ... صاحبه حين يدعو اللّه عزّ و جلّ بهذا الدعاء يتناثر عليه البرّ من مفرق رأسه من أعنان السماء إلى الأرض.

و ينزل اللّه عزّ وجلّ عليه السكينة. و تغشاه الرحمة.

و لا يكون لهذا الدعاء منتهى دون عرش ربّ العالمين.

له دوي حول العرش ك دوي النحل.

و ينظر اللّه عزّ وجلّ إلى من دعا بهذا الدعاء.

و من دعا به ثلاث مرّات لا يسأل اللّه - عزّ وجلّ اسمه - شيئاً من الخير في الدنيا و الآخرة إلّاأعطاه سؤله بهذا الدعاء و منحه إيّاه (1) :

بسم اللّه الرحمن الرحيم

الحمد للّه الذي لا إله إلّاهو الملك الحقّ المبين المدبّر بلا وزير.

و لا خلق من عباده يستشير.

الأوّل غير موصوف. و الباقي بعد فناء الخلق. العظيم الربوبيّة.

نور السماوات و الأرضين. و فاطرهما و مبدعهما (2) بغير عمد خلقهما (و فتقهما) (3).

(فقامت السماوات طائعات بأمره و) (4) إستقرّت الأرضون بأوتادها فوق الماء.

ص:227


1- - و للتعرّف على سائر فضائل هذا الدعاء الشريف راجع المصدر.
2- - في بحار الأنوار : مبتدعهما.
3- - ما بين القوسين لم يذكر في بحار الأنوار.
4- - ما بين القوسين لم يذكر في بحار الأنوار.

ثمّ علا ربّنا في السَّماواتِ الْعُلى. الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى. لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ. وَ ما بَيْنَهُما وَ ما تَحْتَ الثَّرى.

فأنا أشهد بأ نّك: أنت اللّه لا رافع لما وضعت. (و لا واضع لما رفعت. و لا معزّ لمن أذللت. و لا مذلّ لمن أعززت) (1). و لا مانع لما أعطيت. و لا معطي لما منعت.

و أنت اللّه لا إله إلّاأنت كنت إذ لم تكن سماء مبنيّة و لا أرض مدحيّة. و لا شمس مضيئة. و لا ليل مظلم. و لا نهار مضيء. و لا بحر لجّي. و لا جبل راس. و لا نجم سار.

و لا قمر منير. و لا ريح تهب. و لا سحاب يسكب. و لا برق يلمع (و لا رعد يسبّح) (2).

و لا روح يتنفّس. و لا طائر يطير. و لا نار تتوقّد. و لا ماء يطّرد.

كنت قبل كلّ شيء. و كوّنت كلّ شيء. و قدرت على كلّ شيء. و ابتدعت كلّ شيء.

و أغنيت و أفقرت. و أمت و أحييت. و أضحكت و أبكيت.

و على العرش استويت.

فتباركت - يا اللّه - و تعاليت.

أنت اللّه الّذي لا إله إلّاأنت. الخلّاق العليم (3).

أمرك غالب. و علمك نافذ. و كيدك غريب. و وعدك صادق. و حكمك عدل (و قولك حقّ) (4).

و كلامك هدى. و وحيك نور. و رحمتك واسعة. و عفوّك عظيم. و فضلك كثير.

ص:228


1- - ما بين القوسين لم يذكر في مهج الدعوات - منشورات الأعلمي - .
2- - ما بين القوسين لم يذكر في بحار الأنوار.
3- - في مهج الدعوات هكذا : الخلّاق المعين.
4- - ما بين القوسين لم يذكر في بحار الأنوار.

و عطاؤك جزيل. و حبلك متين. و إمكانك عتيد. و جارك عزيز. و بأسك شديد.

و مكرك مكيد.

(أنت يا ربّ) (1) موضع كلّ شكوى. (و) حاضر كلّ ملأ (و شاهد كلّ نجوى) (2). (و) منتهى كلّ حاجة. (و) فرج كلّ حزين. (و) غنى كلّ مسكين. (و) حصن كلّ هارب.

(و) أمان كلّ خائف.

حرز الضعفاء. كنز الفقراء. مفرّج الغمّاء. معين الصالحين.

ذلك اللّه ربّنا لا إله إلّاهو.

تكفي من عبادك من توكّل عليك.

و أنت جار من لاذ بك. و تضرّع إليك. عصمة من اعتصم بك (من عبادك) (3).

ناصر من انتصر بك. تغفر الذنوب لمن استغفرك.

جبّار الجبابرة. عظيم العظماء. كبير الكبراء. سيّد السادات. مولى الموالي.

صريخ المستصرخين. منفّس عن المكروبين. مجيب دعوة المضطرّين. أسمع السامعين.

أبصر الناظرين. أحكم الحاكمين. أسرع الحاسبين. أرحم الراحمين. خير الغافرين.

قاضي حوائج المؤمنين. مغيث الصالحين.

أنت اللّه لا إله إلّاأنت. ربّ العالمين.

أنت الخالق و أنا المخلوق. و أنت المالك و أنا المملوك.

ص:229


1- - ما بين القوسين لم يذكر في بحار الأنوار.
2- - ما بين القوسين لم يذكر في بحار الأنوار.
3- - ما بين القوسين لم يذكر في مهج الدعوات. ما بين القوسين لم يذكر في مهج الدعوات.

و أنت الربّ و أنا العبد. و أنت الرازق و أنا المرزوق.

و أنت المعطي و أنا السائل. و أنت الجواد و أنا البخيل.

و أنت القويّ و أنا الضعيف. و أنت العزيز و أنا الذليل.

و أنت الغني و أنا الفقير. و أنت السيّد و أنا العبد.

و أنت الغافر و أنا المسيء. و أنت العالم و أنا الجاهل.

و أنت الحليم و أنا العجول. و أنت الرحمن و أنا المرحوم.

و أنت المعافي و أنا المبتلى. و أنت المجيب و أنا المضطرّ.

و أنا أشهد بأ نّك أنت اللّه لا إله إلّاأنت المعطي عبادك بلا سؤال.

و أشهد بأ نّك أنت اللّه الواحد المتفرّد الصمد و إليك المصير. (1)و صلّى اللّه على محمّد و أهل بيته الطيّبين الطاهرين.

و أغفر لي ذنوبي. و استر عليّ عيوبي.

و افتح لي من لدنك رحمة و رزقاً واسعاً يا أرحم الراحمين.

و الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ و حَسْبُنَا اللّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ.

و لا حول و لا قوّة إلّاباللّه العليّ العظيم (بحارالأنوار ج 83 ص 330 إلى 333 و مهج الدعوات ص 156 إلى 160).

ص:230


1- - في بحار الأنوار هكذا: و أشهد بأ نّك أنت اللّه الواحد الفرد و إليك المصير.

الدعاءالرضا عن اللّه تعالى لتأخير إجابة الدعاء

688 - (قال الربّ عزّ و جلّ في الحديث القدسي) : إنّ العبد ليسألني قضاء الحاجة. فأمنعه إيّاها لما هو خير له (المؤمن ص 32).

689 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : ربّما سألت الشيء فلم تعطه. و أعطيت خيراً منه (غرر الحكم ص 193).

690 - عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال : قلت لأبي الحسن عليه السلام : - جعلت فداك - إنّي قد سألت اللّه حاجة - منذ كذا و كذا سنة - و قد دخل قلبي من إبطائها شيء؟!

فقال عليه السلام : - يا أحمد - إيّاك و الشيطان أن يكون له عليك سبيل حتّى يقنطك.

إنّ أبا جعفر صلوات اللّه عليه كان يقول : إنّ المؤمن يسأل اللّه عزّ و جلّ حاجة فيؤخّر عنه تعجيل إجابته حبّاً لصوته و استماع نحيبه.

ثمّ قال عليه السلام : - و اللّه - ما أخّر اللّه عزّ و جلّ عن المؤمنين ما يطلبون - من هذه الدنيا - خير لهم ممّا عجّل لهم فيها (الكافي ج 2 ص 488).

(راجع : قرب الإسناد ص 386 و عدّة الداعي ص 200).

691 - قال الإمام الصادق عليه السلام : من تطهّر. ثمّ أوى إلى فراشه. بات و فراشه ك مسجده.

فإن قام من اللّيل فذكر اللّه. تناثرت عنه خطاياه.

فإن قام من آخر اللّيل فتطهّر و صلّى ركعتين و حمد اللّه و أثنى عليه و صلّى على النبيّ صلى الله عليه و آله . لم يسأل اللّه شيئاً إلّاأعطاه.

إمّا أن يعطيه الّذي يسأله بعينه.

و إمّا أن يدّخر له ما هو خير له منه (الكافي ج 3 ص 468).

ص:231

692 - (من جملة ما جاء في فقرات الدعاء المسمّى ب دعاء الإفتتاح) : ... اللّهمّ إنّ عفوك عن ذنبي. و تجاوزك عن خطيئتي. و صفحك عن ظلمي. و سترك على قبيح عملي.

و حملك عن كبير جرمي - عند ما كان من خطئي و عمدي - أطمعني في أن أسألك ما لا أستوجبه منك.

الّذي رزقتني من رحمتك. و عرّفتني من إجابتك. و أريتني من قدرتك.

فصرت أدعوك آمناً. و أسألك مستأنساً - لا خائفاً و لا وجلاً - مدلّاً عليك فيما قصدت به إليك.

فإن أبطأ عنّي. عتبت - بجهلي - عليك.

و لعلّ الّذي أبطأ عنّي هو خير لي. لعلمك بعاقبة الاُمور.

فلم أر مولى كريماً أصبر على عبد لئيم منك عليّ - يا ربّ - .

إنّك تدعوني. فأولّي عنك.

و تتحبّب إليّ فأتبغّض إليك.

و تتودّد إليّ. فلا أقبل منك.

- كأنّ لي التطوّل عليك - .

فلم يمنعك ذلك من الرحمة بي و الإحسان إليّ و التفضّل عليّ بجودك و كرمك.

ف ارحم عبدك الجاهل.

و جد عليه بفضل إحسانك.

إنّك جواد كريم (تهذيب الأحكام ج 3 ص 117 و مصباح المتهجّد ص 578 وإقبال الأعمال ج 1 ص 139 و المصباح للشيخ الكفعمي رحمه الله ص 770 الفصل 45 و البلد الأمين ص 193).

ص:232

693 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : اعلم أنّ الّذي بيده ملكوت خزائن الدنيا و الآخرة. قد أذن بدعائك. و تكفّل بإجابتك. و أمرك أن تسأله ليعطيك. و هو رحيم لم يجعل بينك و بينه ترجماناً. و لم يحجبك عنه. و لم يلجئك إلى من يشفع إليه لك.

و لم يمنعك - إن أسأت - التوبة. و لم يعيّرك بالإنابة. و لم يعاجلك بالنقمة.

و لم يفضحك - حيث تعرّضت للفضيحة - و لم يناقشك بالجريمة و لم يؤيسك من الرحمة. و لم يشدد عليك في التوبة.

فجعل النزوع عن الذنب حسنة. و حسب سيّئتك واحدة. و حسب حسنتك عشراً.

و فتح لك باب المتاب و الاستئناف.

فمتى شئت سمع ندائك و نجواك. فأفضيت إليه بحاجتك. و أنبأته عن ذات نفسك.

و شكوت إليه همومك. و استعنته على امورك. و ناجيته بما تستخفي به - من الخلق - من سرّك. ثمّ جعل بيدك مفاتيح خزائنه.

فألححّ في المسألة. يفتح لك باب الرحمة بما أذن لك فيه من مسألته.

فمتى شئت استفتحت بالدعاء أبواب خزائنه.

فألححّ. و لا يقنطك إن أبطأت عنك الإجابة. فإن العطيّة على قدر المسألة.

و ربّما اخّرت عنك الإجابة ليكون أطول للمسألة. و أجزل للعطيّة.

و ربّما سألت الشيء. فلم تؤتاه. و أوتيت خيراً منه عاجلاً و آجلاً.

أو صرف عنك لما هو خير لك.

ف لربّ أمر قد طلبته فيه هلاك دينك - لو أوتيته - .

و لتكن مسألتك فيما يعنيك ممّا يبقى لك جماله. أو ينفى عنك وباله (تحف العقول ص 75 و تنبيه الخواطر ص104 و شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 16 ص 86).

ص:233

694 - (قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله في شأن المؤمن الّذي يصوم ويدعو اللّه تعالى في شهر رجب) :

... إنّ دعا به داع بشيء في عاجل الدنيا أعطاه اللّه عزّ و جلّ و إلّاادّخر له من الخير أفضل ممّا (1) دعا من أوليائه و أحبّائه و أصفيائه (الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله المجلس 80 الحديث 1 و فضائل الأشهر الثلاثة ص 24 و ثواب الأعمال ص 97 و روضه الواعظين ج 2 ص 311 و إقبال الأعمال ج 3 ص 190).

695 - قال الإمام الباقر عليه السلام : إنّ اللّه تبارك و تعالى إذا أحبّ عبداً غتّه بالبلاء غتّاً.

و ثجّه بالبلاء ثجّاً.

فإذا دعاه. قال : لبّيك - عبدي - . لئن عجّلت لك ما سألت إنّي على ذلك لقادر.

و لئن ادّخرت لك . فما ادّخرت لك. فهو خير لك (الكافي ج 2 ص 253).

(راجع: مشكاة الأنوار 2: 253 و المؤمن ص 25 و جامع الأخبار ص 312 و التمحيص ص 34 و أعلام الدين ص 436 و عدّة الداعي ص 254).

696 - قال الإمام الصادق عليه السلام : إنّ اللّه إذا أحبّ عبداً. ابتلاه و تعهّده بالبلاء. كما يتعهّد المريض أهله بالطرف. و وكّل به ملكين. فقال لهما : أسقما بدنه. و ضيّقا معيشته. و عوّقا عليه مطلبه حتّى يدعوني. فإنّي أحبّ صوته.

فإذا دعا. قال عزّ و جلّ : اكتبا لعبدي ثواب ما سألني. و ضاعفا له حتّى يأتيني.

و ما عندي خير له.

فإذا أبغض عبداً. وكّل به ملكين. فقال : أصحّا بدنه و وسّعا عليه في رزقه. و سهّلا له مطلبه. و أنسياه ذكري. فإنّي أبغض صوته. حتّى يأتيني.

و ما عندي شرّ له (التمحيص ص 56).

ص:234


1- - في إقبال الأعمال : ما .

الدواء - المداوى و المعالجة

(1)

697 - عن محمّد بن مسلم قال : سألت أبا جعفر عليه السلام هل يعالج بالكي (2) ؟

قال عليه السلام : نعم. إنّ اللّه تعالى جعل في الدواء بركة و شفاء و خيراً كثيراً.

و ما على الرجل أن يتداوى و (إن) (3) لا بأس به (طبّ الأئمّة عليهم السلام ص 288 و بحار الأنوار ج 59 ص 64 و وسائل الشيعة ج 25 ص 223).

ص:235


1- - قال الإمام الصادق عليه السلام : إنّ نبيّاً من الأنبياء مرض. فقال : لا أتداوي حتّى يكون الّذي أمرضني هو يشفيني. فأوحى اللّه عزّ و جلّ إليه : لا أشفيك حتّى تتداوى. فإنّ الشفاء منّي (مكارم الأخلاق ج 2 ص 180). في نسخة : و الدواء منّي. فجعل يتداوى. فأتى الشفاء (نقلاً عن هامش المصدر). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : تداووا فإنّ اللّه عزّ و جلّ لم ينزل داءً إلّاو أنزل له شفاءً (مكارم الأخلاق ج 2 ص 179). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : تداووا فما أنزل اللّه داءً إلّاأنزل معه دواء (دعائم الإسلام ج 2 ص 143). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : تداووا فإنّ الّذي أنزل الداء أنزل الدواء (الدعوات ص 180). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : - يا عباد اللّه - تداووا فإنّ اللّه لم يضع داءً إلّاوضع له شفاءً و دواءً (بحار الأنوار ص 59 ص 76).
2- - قال الإمام الصادق عليه السلام : خير ما تداويتم به : الحجامة و السعوط و الحمّام و الحقنة (طبّ الأئمّة عليهم السلام ص 230 و بحار الأنوار ج 73 ص 76). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خير ما تداويتم به : الحجامة و القسط البحري (عوالي اللئالي ج 1 ص 103). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خير ما تداويتم به : الحجامة و الشونيز و القسط (بحار الأنوار ج 59 ص 300). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ خير الدواء : الحجامة و الفصاد و الحبّة السوداء. يعني : الشونيز (دعائم الإسلام ج 2 ص 143).
3- - ما بين القوسين لم يذكر في وسائل الشيعة.

الديانة

698 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : من رزق الدين فقد رزق خير الدنيا و الآخرة (1) (غرر الحكم ص 85).

699 - قال عيسى عليه السلام لأصحابه : النوم على المزابل و أكل خبز الشعير. خير كثير مع سلامة الدين (2) (معاني الأخبار ص 341).

700 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير الأعمال ما أصلح الدين (غرر الحكم ص 156).

701 - قال الإمام الصادق عليه السلام : سلامة الدين و صحّة البدن خير من زينة الدنيا حسب (المحاسن ج 1 الباب 9 الحديث 120).

702 - قال الإمام الباقر عليه السلام : سلامة الدين و صحّة البدن خير من المال و المال زينة من زينة الدنيا حسنة (3) (الكافي ج 2 ص 216 و مشكاة الأنوار ج 1 ص 242).

ص:236


1- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : صن دينك بدنياك تربحهما. و لا تصن دنياك بدينك فتخسرهما (غرر الحكم ص 130).
2- - قال رجل لأمير المؤمنين عليه السلام : علّمني كلاماً ينفعني اللّه به. فقال عليه السلام : من صدق اللّه نجى. و من أشفق على دينه سلم من الردى. و من زهد في الدنيا قرّت عينه بما يرى من ثواب اللّه عزّ و جلّ (الأمالي للشيخ المفيد رحمه الله ص 118).
3- - سلامة الدين أي: ممّا فيه شائبة الشرك من العقائد الباطلة و الأعمال القبيحة. و صحّة البدن من الأمراض البدنيّة خير من زوائد المال. أمّا خيريّة الاُولى. فظاهرة. و أمّا الثانية. فلأ نّه ينتفع بالصحّة مع عدم المال و لا ينتفع بالمال مع فقد الصحّة. و المال أي: المال الصالح و الحلال زينة حسنة لكن بشرط أن لا يضرّ بالدين (من بيان العلّامة المجلسيّ رحمه الله في بحار الأنوار ج 65 ص 214).

ذكر اللّه عزّ و جلّ

(1)

703 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : عليك بذكر اللّه و العمل الصالح. فإنّ اللّه تعالى يقول :

والباقيات الصالحات خير عند ربّك ثواباً و خير أملاً (مكارم الأخلاق ج2 ص 359).

704 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من اعطي لساناً ذاكراً (2) فقد اعطي خير الدنيا و الآخرة (الكافي ج 2 ص 498).

705 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير ما استنجحت به الاُمور : ذكر اللّه سبحانه (غرر الحكم ص 188).

706 - قال الإمام الصادق عليه السلام : ... أكثروا ذكر اللّه ما استطعتم في كلّ ساعة - من ساعات الليل والنهار - فإنّ اللّه أمر بكثرة الذكر له. واللّه ذاكر لمن ذكره من المؤمنين.

و اعلموا أنّ اللّه لم يذكره أحد - من عباده المؤمنين - إلّاذكره بخير (الكافي ج 8 ص 7 و تحف العقول ص 314).

707 - قال الإمام الصادق عليه السلام : أفيضوا في ذكر اللّه جلّ ذكره فإنّه أحسن الذكر.

و هو أمان من النفاق و براءة من النار. و تذكير لصاحبه عند كلّ خير يقسمه اللّه تعالى.

و له دوي تحت العرش (تحف العقول ص 149).

ص:237


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ... إنّ كلام العبد كلّه عليه إلّاذكراً للّه عزّ و جلّ أو أمراً بمعروف أو نهياً عن منكر أو إصلاحاً بين الناس (جامع الأخبار ص 520).
2- - (قال الربّ عزّ و جلّ في الحديث القدسي) : أنا مع عبدي إذا ذكرني. فمن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي. و من ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه (مستدرك الوسائل ج 8 ص 298). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من أكثر ذكر اللّه عزّ و جلّ أحبّه اللّه (تنبيه الخواطر ج 1 ص 200). قال أمير المؤمنين عليه السلام : من ذكر اللّه كثيراً كتب اللّه تعالى له برائة من النار. و برائة من النفاق (الجعفريّات ص 384).

708 - قال الإمام الصادق عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ألا أخبركم بخير أعمالكم لكم.

أرفعها في درجاتكم. و أزكاها عند مليككم. و خير لكم من الدينار والدرهم.

و خير لكم من أن تلقوا عدوّكم فتقتلوهم ويقتلوكم ؟

فقالوا : بلى.

فقال صلى الله عليه و آله : ذكر اللّه عزّ و جلّ كثيراً (الكافي ج 2 ص 499 و المحاسن ج 1 الباب 32 الحديث 42) و (راجع : شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 11 ص 216).

709 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : اعلموا أنّ خير أعمالكم عند مليككم و أزكاها. و أرفعها في درجاتكم. و خير ما طلعت عليه الشمس : ذكر اللّه سبحانه و تعالى.

فإنّه أخبر عن نفسه فقال : أنا جليس من ذكرني .

و قال سبحانه : اذكروني أذكركم بنعمتي.

اذكروني بالطاعة والعبادة. أذكركم بالنعم والإحسان والرحمة والرضوان (1) (أعلام الدين ص 275) و (راجع: عدّة الداعي ص 253 و إرشاد القلوب ج 1 ص 130).

710 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خير الذكر : الخفيّ (إرشاد القلوب ج 1 ص 300).

ص:238


1- - (جاء في الحديث) : إنّ جبرئيل هو الّذي يتلقّى الكلام. فإذا ذكر اللّه تعالى عبداً بخير تلقّاه جبرئيل ثمّ لقّاه ميكائيل و حوله الملائكة المقرّبون حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ. فإذا شاع ذلك في الملائكة المقرّبين شاعت الصلوات على ذلك العبد من أهل السماوات. فإذا صلّت عليه ملائكة السماوات هبطت عليه بالصلوات إلى ملائكة الأرض (بحار الأنوار للعلّامة المجلسي - عليه الرحمة - ج 12 ص 357 و قصص الأنبياء عليهم السلام للعلّامة الجزائري - عليه الرحمة - ص 233 - 234). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إذا أراد اللّه بعبد خيراً الهاه عن محاسنه و جعل مساويه بين عينيه. و كرّهه مجالسة المعرضين عن ذكر اللّه (مصباح الشريعة الباب 90).

711 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : أربع من اعطيهنّ فقد اعطي خير الدنيا و الآخرة :

بدناً صابراً و لساناً ذاكراً و قلباً شاكراً و زوجة صالحة (الجعفريّات ص 378).

712 - قال الإمام الباقر عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : قال اللّه عزّ و جلّ : إذا أردت أن أجمع (1) للمسلم خير الدنيا و الآخرة جعلت له : قلباً خاشعاً. و لساناً ذاكراً.

و جسداً على البلاء صابراً. و زوجة مؤمنه تسّره إذا نظر إليها. و تحفظه إذا غاب عنها في نفسها و ماله (الكافي ج 5 ص 327 و دعائم الإسلام ج 2 ص 194 و مستدرك الوسائل ج 14 ص 169).

713 - قال الإمام الباقر عليه السلام : ما من عبد اعطي قلباً شاكراً ولساناً ذاكراً و جسداً على البلاء صابراً و زوجة صالحة إلّاوقد اعطي خير الدنيا والآخرة (2) (مشكاةالأنوار 2: 211).

714 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : جمع الخير كلّه في ثلث خصال : النظر و السكوت و الكلام.

فكلّ نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو.

و كلّ سكوت ليس فيه فكرة فهو غفلة.

و كلّ كلام ليس فيه ذكر فهو لغو.

فطوبى لمن كان نظره عبراً و سكوته فكراً و كلامه ذكراً. و بكى على خطيئته.

و أمن الناس شرّه (الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله ص 80 ص 171 و الفقيه ج 4 ص 290 و معاني الأخبار ص 344 و الخصال ص 98 و ثواب الأعمال ص 212).

ص:239


1- - في دعائم الإسلام و مستدرك الوسائل هكذا : إذا أردت أن أعطي عبدي خير الدنيا و الآخرة.
2- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من اوتي قلباً شاكراً و لساناً ذاكراً و زوجة مؤمنةً تعينه على أمر دنياه و اخراه فقد اوتي في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنةً و وقي عذاب النار (مجمع البيان ج2ص530).

الأذكار

الإسترجاع

715 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول : إنّا للّه و إنّا إليه راجعون .

اللّهم آجرني في مصيبتي. و أخلف لي خيراً منها .

إلّا آجره اللّه تعالى في مصيبته. و أخلف له خيراً منها (1) (مسكّن الفؤاد ص 53).

716 - قال ابن عبّاس : المؤمن إذا سلّم الأمر للّه. و رجع. و استرجع - عند المصيبة - كتب له ثلاث خصال - من الخير - : الصلاة من اللّه - و هي المغفرة - .

و الرحمة. و تحقيق سبيل الهدى (بحار الأنوار ج 87 ص 126).

الإستغفار

717 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خير العبادة : الإستغفار (الكافي ج 2 ص 517 و الجعفريّات ص 372).

718 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خير الدعاء : الإستغفار (2) (الكافي ج 2 ص 504 و عدّة الداعي ص 264 و الجعفريّات ص 372).

ص:240


1- - عن امّ سلمة قالت : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من اصيب بمصيبة فقال كما أمره اللّه - : إنّا للّه و إنّا إليه راجعون . اللّهمّ آجرني في مصيبتي و أعقبني خيراً منه . فعل اللّه ذلك به. قالت امّ سلمة : فلمّا توفّي أبو سلمة قلته. ثمّ قلت : و من مثل أبي سلمة ؟ فاعقبني اللّه برسوله صلى الله عليه و آله . فتزوّجني (الدعوات ص 285). (راجع: مسكّن الفؤاد ص 54).
2- - عن إسماعيل بن سهل قال كتبت إلى أبي جعفر الثاني عليه السلام : علّمني شيئاً إذا أنا قلته كنت معكم في الدنيا و الآخرة. قال : فكتب عليه السلام بخطه أعرفه : أكثر من قرائة إنّا أنزلناه. و رطّب شفتيك بالإستغفار (ثواب الأعمال ص 197 و جامع الأخبار ص 146 الفصل 26 و الدعوات ص 49 و مكارم الأخلاق ج 2 ص 90).

البسملة

719 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من حزنه أمر تعاطاه فقال: بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1).

و هو مخلص للّه- يقبل بقلبه إليه - لم ينفك من إحدى اثنتين:

إمّا بلوغ حاجته في الدنيا.

و إمّا يعدّ له عند ربّه و يدخّر لديه.

و ما عند اللّه خير و أبقى للمؤمنين (التوحيد ص 232).

ص:241


1- - قال الإمام الباقر عليه السلام : من قال - حين يخرج من منزله - : بسم اللّه. حسبي اللّه. توكّلت على اللّه. اللّهمّ إنّي أسألك خير اموري كلّها. و أعوذ بك من خزي الدنيا و عذاب الآخرة. كفاه اللّه ما أهمّه من أمر دنياه و آخرته (الكافي ج 2 ص 541 و عدّة الداعي ص 281 و المحاسن ج 2 ص 90 الحديث 38 و الأمان ص 106).

التحميد

720 - قال الإمام الصادق عليه السلام : من قال إذا صلّى المغرب - ثلاث مرّات - : الحمد للّه الّذي يفعل ما يشاء و لا يفعل ما يشاء غيره.

اعطي خيراً كثيراً (الكافي ج 2 ص 545 و من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 214 و تهذيب الأحكام ج 2 ص 123 الباب 8).

721 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : لو أنّ الدنيا - كلّها - لقمة واحدة فأكلها العبد المسلم ثمّ قال:

الحمد للّه (1).

لكان قوله ذلك خيراً له من الدنيا و ما فيها (الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة - ص 610 المجلس 28).

ص:242


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إذا قال العبد : الحمد للّه. أنعم اللّه عليه ب نعم الدنيا موصولاً بنعم الآخرة (علل الشرائع ج 1 ص 336 الباب 182 و الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله ص 255 المجلس 35). في الأمالي : ب نعيم. عن إسحاق بن عمّار قال: خرجت مع أبي عبد اللّه عليه السلام و هو يحدّث نفسه. ثمّ استقبل القبلة فسجد عليه السلام طويلاً ثمّ ألزق خدّه الأيمن بالتراب طويلاً. ثمّ مسح وجهه ثمّ ركب. فقلت له : - بأبي أنت و امّي - لقد صنعت شيئاً ما رأيته قطّ. قال 7 : - يا إسحاق - إنّي ذكرت نعمة من نعم اللّه عزّ و جلّ عليّ. فأحببت أن اذلّل نفسي. ثمّ قال عليه السلام : - يا إسحاق - ما أنعم اللّه على عبد بنعمة فشكرها بسجدة يحمد اللّه تعالى فيها ففرغ منها حتّى يؤمر له بالمزيد من الدارين (مكارم الأخلاق ج 1 ص 565). قال الإمام الصادق عليه السلام : ما أنعم اللّه على عبد بنعمة فعرفها بلقبه و جهر ب حمد اللّه عليها ففرغ منها حتّى يؤمر له بالمزيد من الدارين (بحار الأنوار ج 83 ص 207).

تسبيح سيّدة النساء فاطمة الشهيدة الزهراء عليها السلام

722- قال أمير المؤمنين عليه السلام : أهدى بعض ملوك الأعاجم إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله رقيقاً.

فقلت لفاطمة عليها السلام : استخدمي من رسول اللّه خادماً.

فأتته. فسألته ذلك . فقال لها رسول اللّه صلى الله عليه و آله : - يا فاطمة - أعطيك ما هو خير من ذلك.

تكبّرين اللّه بعد كلّ صلاة ثلاثاً وثلاثين تكبيرة. و تحمدين اللّه ثلاثاً وثلاثين تحميدة.

وتسبحين اللّه ثلاثاً وثلاثين تسبيحة. ثمّ تختمين ذلك ب لا إله إلّااللّه.

فذلك خير من الدنيا وما فيها. ومن الّذي أردت.

فلزمت صلوات اللّه عليها هذا التسبيح بعقب كلّ صلاة.

و نسب إليها (دعائم الإسلام ج 1 ص 168) أثبتناه كما وجدناه.

723 - إنّ فاطمة عليها السلام أتت النبيّ صلى الله عليه و آله تسأله خادماً.

و أنّه صلى الله عليه و آله قال : ألا اخبرك بما هو خير لك منه ؟

تسبّحين اللّه ثلاثاً و ثلاثين. و تحمدين اللّه ثلاثاً و ثلاثين. و تكبّرين اللّه أربعاً و ثلاثين (1) (الطرائف ج 2 ص 276).

ص:243


1- - (قال رسول اللّه لسيّدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام ) : تسبّحين اللّه عزّ و جلّ في كلّ يوم ثلاثاً و ثلاثين مرّة. و تحمدينه ثلاثاً و ثلاثين مرّة. و تكبّرينه أربعاً و ثلاثين مرّة. فذلك مأة باللسان. و ألف حسنة في الميزان. - يا فاطمة - إنّك إن قلتها في صبيحة كلّ يوم كفاك اللّه ما أهمّك من أمر الدنيا و الآخرة (كشف الغمّة ج 1 ص 647). (قال الإمام الصادق عليه السلام لأبي هارون) : - يا أبا هارون - إنّا نأمر صبياننا بتسبيح فاطمة عليها السلام كما نأمرهم بالصلاة. فألزمه. فإنّه لم يلزمه عبد فشقي (الكافي ج 3 ص 343 و الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - المجلس 85 الحديث 16 و تهذيب الأحكام ج 2 ص الباب 8).

التسبيحات الأربع

724 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلّااللّه و اللّه أكبر.

سيّد التسابيح .

فمن قال في يوم ثلاثين مرّة كان خيراً له من عتق رقبة.

و كان خيراً له من عشرة آلاف فرس. يوجّهها في سبيل اللّه.

و ما يقوم من مقامه إلّامغفوراً له الذنوب.

و أعطاه اللّه بكلّ حرف مدينة في الجنّة (جامع الأخبار ص 140 الفصل 25).

725 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : - سبحان اللّه - خير من جبل فضّة يتصدّق في سبيل اللّه .

و - الحمد للّه- خير من جبل ذهب في سبيل اللّه.

و - لا إله إلّااللّه - خير من الدنيا و الآخرة و ما فيها يقدّمها الرجل بين يديه.

و - اللّه أكبر - خير من عتق ألف رقبة.

فمن يقول كلّ يوم - مأة مرّة - : سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلّااللّه و اللّه أكبر.

حرّم اللّه جسده على النار (جامع الأخبار ص 140 الفصل 25).

ص:244

التهليل

726 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خير العبادة : قول لا إله إلّااللّه (الكافي ج 2 ص 506 و 517 و التوحيد ص 18 و ثواب الأعمال ص 18 و جامع الأخبار ص 135 الفصل 24 و عدّة الداعي ص 261).

727 - قال الإمام الرضا عليه السلام : خير القول : لا إله إلّااللّه (1) (جامع الأخبار ص 148 الفصل 26 و بحار الأنوار ج 90 ص 282).

728 - قال الإمام السجّاد عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ألا اخبركم بما يكون به خير الدنيا و الآخرة ؟

و إذا كربتم و اغتممتم دعوتم اللّه به ففرّج عنكم ؟

قالوا : بلى - يا رسول اللّه - .

قال صلى الله عليه و آله : قولوا : لا إله إلّااللّه ربّنا. لا نشرك به شيئاً.

ثمّ ادعوا بما بدا لكم (المحاسن ج 1 ص 100 الحديث 16).

(راجع: الدعوات ص 56).

ص:245


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من قال : لا إله إلّااللّه. فتحت له أبواب السماء. و من تلاها ب محمّد رسول اللّه. تهلّل وجه الحقّ سبحانه و تعالى فإستبشر بذلك. و من تلاها ب عليّ وليّ اللّه. غفر اللّه له ذنوبه ... (الفضائل لإبن شاذان - عليه الرحمة - ص 235). (جاء في الحديث) مكتوب على باب الخامس من الجنّة : ... من أراد أن يستمسك بالعروة الوثقى في الدنيا و الآخرة فليقل : لا إله إلّااللّه. محمّد رسول اللّه. عليّ ولي اللّه (الفضائل لإبن شاذان رحمه الله ص 444).

الحسبلة

729 - (جاء في الحديث) : من قرء كلّ يوم سبعاً : حسبي اللّه. ربّي اللّه. لا إله إلّاهو عليه توكّلت. و هو ربّ العرش العظيم.

كفاه اللّه عزّ و جلّ ما أهمّه من أمر داريه (بحار الأنوار ج 83 ص 51 و ج 84 ص 6).

الحوقلة

730 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : أكثروا من قول : لا حول و لا قوّة إلّاباللّه العليّ العظيم.

فإنّها ملك الجنّة (1).

من أكثر منها نظر اللّه إليه.

و من نظر اللّه إليه فقد أصاب خير الدنيا و الآخرة (2) (بحار الأنوار ج 83 ص 161).

ص:246


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ قول - لا حول و لا قوّة إلّاباللّه - كنز من كنوز الجنّة (دعائم الإسلام ج 2 ص 331).
2- - قال رجل لرسول اللّه صلى الله عليه و آله : علّمني كلمات ينفعني اللّه بهنّ . قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : احفظ عنّي. أمّا لدنياك. فقل : ثلاث مرّات - إذا صلّيت الغداة - : سبحان اللّه و بحمده. سبحان اللّه العظيم و بحمده. و لا حول و لا قوّة إلّاباللّه. فإنّك إذا قلتهنّ آمنت من عمى و جذام و برص و فالج. و أمّا لآخرتك. فقل : اللّهمّ اهدني من عندك و أفض عليّ من فضلك. و انشر عليّ من رحمتك. و أنزل عليّ من بركاتك (الخصال ص 220).

الصلوات على محمّد و آل محمّد عليهم السلام

731- قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من ذكرني بخير ذكره اللّه بخير (الاختصاص ص 160).

732 - قال الإمام الصادق عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله ذات يوم ل عليّ عليه السلام : ألا ابشّرك.

فقال عليه السلام : بلى - بأبي أنت و امّي - فإنّك لم تزل مبشّراً بكلّ خير.

فقال صلى الله عليه و آله : أخبرني جبرئيل آنفاً بالعجب.

فقال له عليّ عليه السلام : و ما الّذي أخبرك - يا رسول اللّه - .

فقال صلى الله عليه و آله : أخبرني أنّ الرجل من امّتي إذا صلّى عليّ و أتّبع بالصلاة على أهل بيتي فتحت له أبواب السماء. و صلّت عليه الملائكة سبعين صلاة - و إن كان مذنباً خطاءً - .

ثمّ تتحات عنه الذنوب كما يتحات الورق من الشجر.

و يقول اللّه تبارك و تعالى : لبّيك - يا عبدي - و سعديك.

و يقول اللّه لملائكته : - يا ملائكتي - أنتم تصلّون عليه سبعين صلاة.

و أنا اصلّي عليه سبعمائة صلاة.

و إذا صلّى عليّ و لم يتبع بالصلاة على أهل بيتيّ. كان بينها و بين السماء سبعون حجاباً.

و يقول اللّه جلّ جلاله : لا لبّيك. و لا سعديك.

- يا ملائكتي - لا تصعدوا دعائه إلّاأن يلحق بالنبيّ عترته.

فلا يزال محجوباً حتّى يلحق بي أهل بيتي (الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله ص 676 المجلس 85 و ثواب الأعمال ص 198 و جمال الاُسبوع ص 157 و تأويل الآيات ص 461 و روضة الواعظين ج 2 ص 148 و جامع الأخبار ص 160).

ص:247

733 - قال الإمام الصادق عليه السلام : إنّ رجلاً أتى رسول اللّه صلى الله عليه و آله فقال : - يا رسول اللّه - إنّي اصلّي. فأجعل بعض صلاتي لك.

فقال صلى الله عليه و آله : ذلك خير لك.

فقال : - يا رسول اللّه - فأجعل نصف صلاتي لك.

فقال صلى الله عليه و آله : ذلك أفضل لك.

فقال : - يا رسول اللّه - فإنّي اصلّي. فأجعل كلّ صلاتي لك.

فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إذاً يكفيك اللّه ما أهمّك من أمر دنياك وآخرتك (الكافي ج 8 ص 274). (راجع : الكافي ج 2 ص 493).

734 - عن مرازم قال: قال أبو عبداللّه عليه السلام : إنّ رجلاً أتى رسول اللّه صلى الله عليه و آله فقال :

- يا رسول اللّه - إنّي جعلت ثلث صلواتي لك ؟

فقال صلى الله عليه و آله له : خيراً.

فقال له : - يا رسول اللّه - إنّي جعلت نصف صلواتي لك ؟

فقال صلى الله عليه و آله له : ذاك أفضل.

فقال : إنّي جعلت كلّ صلواتي لك.

فقال صلى الله عليه و آله : إذاً يكفيك اللّه عزّ و جلّ ما أهمك من أمر دنياك و آخرتك (1).

فقال له رجل : - أصلحك اللّه - كيف يجعل صلاته له ؟

فقال أبو عبد اللّه عليه السلام : لا يسأل اللّه عزّ و جلّ شيئاً إلّابدء بالصلاة على محمّد وآل محمّد (ثواب الأعمال ص 188 و الكافي ج 2 ص 493 و جامع الأخبار ص160).

ص:248


1- - قال الإمام الصادق عليه السلام : إنّ رجلاً أتى النبيّ صلى الله عليه و آله فقال : - يا رسول اللّه - إنّي أجعل لك ثلث صلواتي. لا. بل أجعل لك نصف صلواتي. لا. بل أجعلها كلّها لك. فقال صلى الله عليه و آله : إذاً تكفى مؤونة الدنيا و الآخرة (الكافي ج 2 ص 491).

735 - قال الإمام الكاظم عليه السلام : من سرّ آل محمّد - في الصلاة على النّبيّ و آله - :

اللهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد في الأوّلين.

و صلّ على محمّد و آل محمّد في الآخرين.

و صلّ على محمّد و آل محمّد في الملأ الأعلى.

و صلّ على محمّد و آل محمّد في المرسلين.

اللّهمّ أعط محمّداً الوسيلة و الشرف و الفضيلة و الدّرجة الكبيرة.

اللهمّ إنّي آمنت بمحمّد - و لم أره - فلا تحرمني يوم القيامة رؤيته.

و ارزقني صحبته. و توفّني على ملّته. و اسقني من حوضه مشرباً رويّاً سائغاً هنيئاً لا أظمأ بعده أبداً. إنّك على كلّ شيء قدير.

اللهمّ كما آمنت بمحمّد صلى الله عليه و آله - و لم أره - فعرّفني في الجنان وجهه.

اللهمّ بلّغ روح محمّد صلى الله عليه و آله عنّي تحيّةً كثيرةً و سلاماً.

فإنّ من صلّى على النّبيّ صلى الله عليه و آله بهذه الصلاة. هدمت ذنوبه. و محيت خطاياه.

و دام سروره. و استجيب دعاؤه. و اعطي أمله. و بسط له في رزقه. و أعين على عدوّه.

و هيّء له سبب أنواع الخير.

و يجعل من رفقاء نبيّه صلى الله عليه و آله في الجنان الأعلى.

يقولهنّ ثلاث مرّات غدوةً. و ثلاث مرّات عشيّةً (1)(ثواب الأعمال ص 187 و جامع الأخبار ص 159 الفصل 28).

ص:249


1- - قال الإمام الصادق عليه السلام : من قال : يا ربّ صلّ على محمّد و آل محمّد - مأة مرّة - . قضيت له مأة حاجة. ثلاثون للدنيا و الباقي للآخرة (الكافي ج 2 ص 493).

النوادر

736 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : ... و بالصلاة تنالون الرحمة. فأكثروا من الصلاة على نبيّكم و آله.

إِنَّ اللّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلَّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً (1)(الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص 399 المجلس 52 الحديث 9).

737 - روى الثعلبي بإسناده في تفسير قوله تعالى : إِنَّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً.

قلنا : - يا رسول اللّه - قد علمنا السلام عليك. فكيف الصلاة عليك ؟

قال : قولوا اللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد كما صلّيت على إبراهيم و آل إبراهيم إنّك حميد مجيد. و بارك على محمّد و آل محمّد كما باركت على إبراهيم و آل إبراهيم إنّك حميد مجيد (الطرائف للسيد ابن طاووس - عليه الرحمة - ج 1 ص 239).

738 - روى ابن شيرويه في الفردوس عن البخاري و مسلم بإسنادهما عن كعب بن عجرة عن النبيّ صلى الله عليه و آله قال : قولوا اللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد كما صلّيت على إبراهيم و آل إبراهيم إنّك حميد مجيد.

اللّهمّ بارك على محمّد و آل محمّد كما باركت على إبراهيم و آل إبراهيم. إنّك حميد مجيد (بحار الأنوار ج 27 ص 258).

739 - قال الإمام الصادق عليه السلام : سمع أبي عليه السلام رجلاً متعلّقاً بالبيت و هو يقول :

اللّهمّ صلّ على محمّد.

فقال له أبي عليه السلام : - يا عبد اللّه - لا تبترها. لا تظلمنا حقّنا.

قل : اللّهمّ صلّ على محمّد و أهل بيته (الكافي ج 2 ص 495).

ص:250


1- - الأحزاب : 56.

740 - قال الإمام الصادق عليه السلام : من كانت له حاجة إلى اللّه عزّ و جلّ فلبيدء بالصلاة على محمّد و آل محمّد.

ثمّ يسأل اللّه عزّ و جلّ حاجته. ثمّ يختم بالصلاة على محمّد و آل محمّد.

فإنّ اللّه عزّ و جلّ أكرم أن يقبل الطرفين و يدع الوسط.

إذا كانت الصلاة على محمّد و آل محمّد لا تحجب عنه (مكارم الأخلاق ج 2 ص 19 و الكافي ج 2 ص 494 و عدّة الداعي ص 167).

741 - قال الإمام الصادق عليه السلام : من قال في يوم - مائة مرّة - : ربّ صلّ على محمّد و على أهل بيته.

قضى اللّه له مائة حاجة. ثلاثون منها للدّنيا و سبعون منها للآخرة (ثواب الأعمال ص 190).

742 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : الصلاة عليّ و على أهل بيتي تذهب بالنفاق (الكافي ج 2 ص 492).

743 - عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال : قال : إذا ذكر النبيّ صلى الله عليه و آله فأكثروا الصلاة عليه.

فإنّه من صلّى على النبيّ صلى الله عليه و آله صلاة واحده صلّى اللّه عليه ألف صلاه في ألف صفّ من الملائكة.

ولم يبق شيء ممّا خلقة اللّه إلّاصلّى على العبد لصلاة اللّه عليه و صلاة ملائكته.

فمن لم يرغب في هذا فهو جاهل مغرور.

قد برئ اللّه منه و رسوله وأهل بيته (الكافي ج 2 ص 492).

744 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من ذكرني و لم يصلّ عليّ فقد شقي (جامع الأخبار ص 154).

ص:251

745 - قال الإمام الكاظم عليه السلام : من قال في دبر صلاة الصبح و صلاة المغرب - قبل أن يثني رجليه أو يكلّم أحداً - :

إنّ اللّه وملائكته يصلّون على النبيّ يا أيّها الّذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليماً (1) .

اللهمّ صلّ على محمّد و ذرّيّته.

قضى اللّه له مأة حاجة. سبعين في الدنيا و ثلاثين في الآخرة.

(قال الراوي) : قلت : ما معنى صلاة اللّه و ملائكته و صلاة المؤمنين ؟

قال عليه السلام : صلاة اللّه : رحمة من اللّه (له) (2). و صلاة ملائكته : تزكية منهم له. و صلاة المؤمنين : دعاء منهم له... (ثواب الأعمال ص 187 و جامع الأخبار ص 159).

يا حيّ يا قيّوم

746 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ما من عبد يخاف زوال نعمة أو فجأة نقمة أو تغيير عافية.

و يقول : يا حيّ يا قيّوم. يا واحد يا مجيد يا برّ يا كريم يا رحيم يا غنيّ.

تمّم علينا نعمتك وهب لنا كرامتك و ألبسنا عافيتك .

إلّا أعطاه اللّه تعالى خير الدنيا و الآخرة (بحار الأنوار ج 92 ص 194).

ص:252


1- - الأحزاب : 156. أي : سلّموا لمن وصّاه و استخلفه عليكم و فضّله - و ما عهد به إليه - تسليماً (الاحتجاج ج 1 ص 598 و البحار ج 89 ص 45). عن أبي هاشم قال : كنت مع جعفر بن محمّد عليهما السلام في مسجد الحرام. فصعد الوالي المنبر يخطب يوم الجمعة. فقال : إِنَّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً. فقال جعفر عليه السلام : - يا أبا هاشم - لقد قال ما لا يعرف تفسيره. قال تعالى: و سلّموا الولاية ل عليّ تسليماً (تفسير فرات الكوفي - عليه الرحمة - ص 342).
2- - ما بين القوسين لم يذكر في ثواب الأعمال.

يا من أظهر الجميل و ستر القبيح

747 - عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه عن النبيّ صلى الله عليه و آله : إنّ جبرئيل نزل عليه بهذا الدعاء من السماء. و نزل عليه ضاحكاً مستبشراً. فقال : السلام عليك يا محمّد.

قال صلى الله عليه و آله : و عليك السلام يا جبرئيل.

فقال : إنّ اللّه بعث إليك بهدية.

فقال صلى الله عليه و آله : و ما تلك الهدية - يا جبرئيل - ؟

فقال : كلمات من كنوز العرش. أكرمك اللّه بها.

قال صلى الله عليه و آله : و ما هنّ - يا جبرئيل - ؟

قال : قل : يا من أظهر الجميل و ستر القبيح. يا من لم يؤاخذ بالجريرة و لم يهتك الستر.

يا عظيم العفو. يا حسن التجاوز. يا واسع المغفرة. يا باسط اليدين بالرحمة.

يا صاحب كلّ نجوى. و يا منتهى كلّ شكوى.

يا مقيل العثرات. يا كريم الصفح. يا عظيم المنّ. يا مبتدئاً بالنعم قبل استحقاقها.

يا ربّنا و يا سيّدنا و يا مولانا و يا غاية رغبتنا . أسألك - يا اللّه - أن لا تشوّه خلقي بالنار.

فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : - يا جبرئيل - فما ثواب هذه الكلمات ؟

قال : هيهات. هيهات. انقطع العلم. لو اجتمع ملائكة سبع سماوات و سبع أرضين على أن يصفوا ثواب ذلك - إلى يوم القيامة - . ما وصفوا من ألف جزء جزءاً واحداً.

فإذا قال العبد : - يا من أظهر الجميل و ستر القبيح - .

ستره اللّه برحمته في الدنيا. و جمّله في الآخرة.

و ستر اللّه عليه ألف ستر في الدنيا و الآخرة.

و إذا قال : - يا من لم يؤاخذ بالجريرة و لم يهتك الستر - .

لم يحاسبه اللّه يوم القيامة. و لم يهتك ستره يوم يهتك الستور.

ص:253

و إذا قال : - يا عظيم العفو - .

غفر اللّه له ذنوبه. - و لو كانت خطيئته مثل زبد البحر - .

و إذا قال : - يا حسن التجاوز - .

تجاوز اللّه عنه حتّى السرقة و شرب الخمر و أهاويل الدنيا و غير ذلك من الكبائر.

و إذا قال : - يا واسع المغفرة - .

فتح اللّه عزّ و جلّ له سبعين باباً من الرحمة. فهو يخوض في رحمة اللّه عزّ و جلّ حتّى يخرج من الدنيا.

و إذا قال : - يا باسط اليدين بالرحمة - .

بسط اللّه يده عليه بالرحمة.

و إذا قال : - يا صاحب كلّ نجوى و يا منتهى كلّ شكوى - .

أعطاه اللّه عزّ و جلّ من الأجر ثواب كلّ مصاب و كلّ سالم و كلّ مريض و كلّ ضرير و كلّ مسكين و كلّ فقير إلى يوم القيامة.

و إذا قال : - يا كريم الصفح - .

أكرمه اللّه كرامة الأنبياء.

و إذا قال : - يا عظيم المنّ - .

أعطاه اللّه - يوم القيامة - امنيته و امنية الخلائق.

و إذا قال : - يا مبتدئاً بالنعم قبل استحقاقها - .

أعطاه اللّه من الأجر بعدد من شكر نعمائه.

و إذا قال : - يا ربّنا و يا سيّدنا و يا مولانا - .

قال اللّه تبارك و تعالى : اشهدوا - ملائكتي - أنّي غفرت له. و أعطيته من الأجر بعدد من خلقته في الجنّة و النار و السماوات السبع و الأرضين السبع و الشمس و القمر

ص:254

و النجوم و قطر الأمطار و أنواع الخلق و الجبال و الحصى و الثرى - و غير ذلك - .

و العرش و الكرسي.

و إذا قال : - يا مولانا - .

ملأ اللّه قلبه من الإيمان.

و إذا قال : - يا غاية رغبتنا - .

أعطاه اللّه يوم القيامة رغبته. و مثل رغبة الخلائق.

و إذا قال : - أسألك يا اللّه أن لا تشوّه خلقي بالنار - .

قال الجبار جلّ جلاله : استعتقني عبدي من النار.

اشهدوا - ملائكتي - أنّي قد أعتقته من النار. و أعتقت أبويه و إخوته و أخواته و أهله و ولده و جيرانه. و شفّعته في ألف رجل ممّن وجب لهم النار. و أجرته من النار.

فعلمّهنّ - يا محمّد - المتّقين. و لا تعلّمهنّ المنافقين.

فإنّها دعوة مستجابة لقائليهن إن شاء اللّه. و هو دعاء أهل البيت المعمور حوله إذا كانوا يطوفون به (التوحيد ص 221 و عدّة الداعي ص 337).

يا أسمع السامعين

748 - قال الإمام الباقر عليه السلام : ما من مؤمن قال هذه الكلمات - سبعين مرّة - إلّاو أنا ضامن له في دنياه و آخرته.

فأمّا في دنياه : فتتلقّاه الملائكة ببشارة عند الموت.

و أمّا في آخرته : فإنّ له بكلّ كلمة منها بيتاً في الجنّة.

يقول : يا أسمع السامعين و يا أبصر الناظرين و يا أسرع الحاسبين و يا أرحم الراحمين و يا أحكم الحاكمين (قرب الإسناد ص 2) و (راجع : الدعوات ص 215).

ص:255

الرجاء من اللّه عزّ و جلّ

الرجاء من اللّه عزّ و جلّ(1)

749 - قال الإمام الرضا عليه السلام : و اللّه ما اعطي مؤمن - قطّ - خير الدنيا و الآخرة إلّا بحسن ظنّه باللّه عزّ و جلّ و رجائه له (2)(3). و حسن خلقه و الكفّ عن اغتياب المؤمنين (عدّة الداعي ص 147 و أعلام الدين ص 255 و 455 و الفقه المنسوب إلى الإمام الرضا عليه السلام ص 360 الباب 96).

750 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير الأعمال : اعتدال الرجاء و الخوف (4) (غرر الحكم ص 156).

ص:256


1- - حقيقة الرجاء : انبساط العمل في رحمة اللّه تعالى و حسن الظنّ به. و علامة الراجي حُسن الطاعة (إرشاد القلوب ج 1 ص 214 الباب 30).
2- - في الفقيه : منه.
3- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ أحسن الناس باللّه ظنّاً و أعظهم رجاءً أعملهم بطاعته (إرشاد القلوب ج 1 ص 213 الباب 30). قال أمير المؤمنين عليه السلام : من جعل اللّه سبحانه موئل رجائه كفاه أمر دينه و دنياه (غررالحكم ص83).
4- - ينبغي أن يكون الرجاء و الخوف ك جناحي الطائر في قلب المؤمن إذا استويا حصل الطيران(إرشاد القلوب ج 1 ص 214 الباب 30).

رضى الربّ عزّ و جلّ

751 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير الاُمور ما كان للّه عزّ و جلّ رضى (تحف العقول ص 122 و الخصال ص 632).

752 - كتب رجل إلى الحسين بن عليّ عليهما السلام - يا سيّدي - أخبرني بخير الدنيا و الآخرة.

فكتب عليه السلام إليه : بسم اللّه الرحمن الرحيم.

أمّا بعد. فإنّه من طلب رضى اللّه بسخط الناس كفاه اللّه امور الناس.

و من طلب رضى الناس بسخط اللّه وكّله اللّه إلى الناس. و السلام (أمالي للشيخ الصدوق رحمه الله ص 268 و الاختصاص ص 225 و روضة الواعظين ج 2 ص 406).

753 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأبي ذرّ : - يا أبا ذرّ - يقول اللّه تعالى : لا يؤثر عبد هواي على هواه إلّاجعلت غناه في نفسه و همومه في آخرته. و ضمنت السماوات و الأرض رزقه.

و كففت عليه صنعته .

و كنت له خيراً من تجارة كلّ تاجر (1) (أعلام الدين ص 200).

(راجع : الكافي2: 137 و ثواب الأعمال ص201 و إرشاد القلوب ج 1 ص 340).

ص:257


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من أصبح و همّه همّ واحد. كفاه اللّه هموم الدنيا و الآخرة (بحار الأنوار ج 89 ص 172). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من أصبح و همّه واحد. كفاه اللّه همّ الدنيا و الآخرة (الخرائج ج 3 ص 1058). قال الإمام الصادق عليه السلام : من يكن همّه همّاً واحداً. كفاه اللّه ما أهمّه. و من كان همّه في كلّ وادٍ لم يبال اللّه بأي وادٍ هلك (التمحيص ص 56 الباب 7) . (راجع : الكافي ج 2 ص 246). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من آثر محامد اللّه على محامد الناس كفاه اللّه عزّ و جلّ مؤونة الناس (أعلام الدين ص 265 و عدّة الداعي ص 230).

754 - (من جملة ما جاء في فقرات دعاء قنوت الوتر) : اللّهمّ إنّي أسألك خير الخير :

رضوانك و الجنّة.

755 - و أعوذ بك من شرّ الشرّ : سخطك و النار (من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 311).

756 - عن ثوير عن عليّ بن الحسين عليهما السلام قال : إذا صار أهل الجنّة في الجنّة. و دخل وليّ اللّه إلى جنانه و مساكنه - و اتّكأ كلّ مؤمن منهم على أريكته - حفّته خدّامه و تهدّلت عليه الثمار. و تفجّرت حوله العيون. و جرت من تحته الأنهار. و بسطت له الزرابي.

و صففت له النمارق. و أتته الخدّام بما شائت شهوته - من قبل أن يسألهم ذلك - .

قال عليه السلام : و يخرج عليهم الحور العين من الجنان فيمكثون بذلك ما شاء اللّه.

ثمّ إنّ الجبّار عزّ وجلّ يشرف عليهم فيقول لهم : - أوليائي و أهل طاعتي و سكّان جنّتي في جواري - ألا هل أنبّئكم بخير ممّا أنتم فيه ؟

فيقولون : - ربّنا - و أيّ شيء خير ممّا نحن فيه ؟

- نحن فيما اشتهت أنفسنا و لذّت أعيننا من النعم في جوار الكريم -

قال عليه السلام : فيعود عزّ و جلّ عليهم بالقول.

فيقولون : - ربّنا - نعم. فأتنا بخير ممّا نحن فيه.

فيقول لهم تبارك و تعالى : رضاي عنكم و محبّتي لكم خير و أعظم ممّا أنتم فيه.

قال عليه السلام : فيقولون : نعم - يا ربّنا - رضاك عنّا و محبّتك لنا خير لنا و أطيب لأنفسنا (تفسير العيّاشي - عليه الرحمة - ج 2 ص 242).

757 - روى جابر بن عبداللّه عنه عليه الصلاة و السلام : إذا دخل أهل الجنّة. الجنّة.

قال لهم ربّهم تعالى : أتحبّون أن أزيدكم ؟

فيقولون : و هل خير ممّا أعطيتنا؟!

فيقول تعالى : نعم. رضواني أكبر (شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 9 ص 280).

ص:258

الرضا بقضاء اللّه عزّ و جلّ

758 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ثلاث من رزقهنّ فقد جمع اللّه له خير الدنيا و الآخرة (1):

الرضا بالقضاء (2) . و الصبر عند البلاء. و الدعاء عند الشدّة و الرخاء (الدعوات للشيخ الراوندي - عليه الرحمة - ص 121).

759 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ثلاث من رزقهنّ فقد رزق خير الدارين : الرضا بالقضاء .

و الصبر على البلاء. و الدعاء في الرخاء (مسكّن الفؤاد ص 49 الباب 2).

760 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : ثلاث من كنّ فيه فقد رزق خير الدنيا و الآخرة.

هنّ : الرضا بالقضاء . و الصبر على البلاء. و الشكر في الرخاء (غرر الحكم ص 282).

761 - قال الإمام الباقر عليه السلام : لا يقضي اللّه تعالى قضاءً للمسلم إلّاكان خيراً له.

و لو قطع قطعة قطعة كان خيراً له.

و إن ملك مشارق الأرض و مغاربها كان خيراً له (أعلام الدين ص 432).

(راجع : مشكاة الأنوار ج 2 ص 263).

ص:259


1- - في بحار الأنوار ج 68 ص 156 هكذا: ثلاث من كنّ فيه جمع اللّه له خير الدنيا و الآخرة.
2- - قال الإمام الصادق عليه السلام : ثلاثة من تمسّك بهنّ نال من الدنيا و الآخرة بغيته : من إعتصم باللّه. و رضي بقضاء اللّه. و أحسن الظنّ باللّه (تحف العقول ص 316). قال الإمام الباقر عليه السلام : أحقّ خلق اللّه أن يسلّم لما قضى اللّه عزّ و جلّ من عرف اللّه عزّ و جلّ. و من رضي بالقضاء أتى عليه القضاء و عظّم اللّه أجره. و من سخط القضاء مضى عليه القضاء وأحبط اللّه أجره (الكافي ج 2 ص 62).

762 - قال الإمام الصادق عليه السلام : أوحى اللّه تعالى إلى موسى بن عمران عليه السلام : - يا موسى - ما خلقت خلقاً (هو) (1) أحبّ إليّ من عبدي المؤمن.

و إنّي (2) إنّما أبتليه (3) لما هو خيرٌ له.

و اعافيه (4) لما هو خير له .

و (5) أزوي عنه لما هو خير له (6).

و أنا أعلم بما يصلح (عليه) (7) عبدي (8).

ص:260


1- - ما بين القوسين ذكر في أمالي الشيخ المفيد رحمه الله و لم يذكر في باقي المصادر.
2- - في الكافي و التمحيص و مسكّن الفؤاد : فإنّي. و في التوحيد : وإنّما - بدون كلمة إنّي - .
3- - في مشكاة الأنوار و عدّة الداعي و الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة - و إرشاد القلوب و أعلام الدين : ابتليته .
4- - في إرشاد القلوب : عافيته .
5- - في أعلام الدين هكذا : و أعطيته لما هو خيرٌ له . اعاقبه لما هو خير له و اروّعه لما هو خير له .
6- - في الكافي هكذا : و أزوي عنه ما هو شرّ له لما هو خير له. وفي الأمالي للشيخ المفيد رحمه الله هكذا : و أزوي عنه ما يشتهيه لما هو خير له. و اعطيه لما هو خير له. و في مشكاة الأنوار و التمحيص هكذا : و أزوي عنه لما هو خير له. و اعطيه لما هو خير له. في مشكاة الأنوار: و أعطيته .
7- - مابين القوسين لم يذكر في أمالي الشيخ المفيد رحمه الله .
8- - في التمحيص هكذا : و أنا أعلم بما يصلح عليه حال عبدي المؤمن.

فليصبر على بلائي. و ليشكر نعمائي. و ليرض بقضائي أكتبه (1) في الصدّيقين (عندي) (2) إذا (3) عمل (4) برضائي (5) و أطاع (6) أمري (7) (الكافي ج 2 ص 61 - 62 و التوحيد ص 405 و الأمالي للشيخ المفيد رحمه الله ص 93 المجلس 11 و الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 238 المجلس 9 و مشكاة الأنوار ج 2 ص 257 و أعلام الدين ص 433 و التمحيص ص 55 و عدّة الداعي ص 37 و إرشاد القلوب ج 1 ص 297 و مسكّن الفؤاد ص 83 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 170 و المؤمن ص 17).

763 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : أتاني جبرئيل من عند اللّه تبارك و تعالى فقال: - يا محمّد - إنّ ربّك يقرئك السلام و يقول لك : ... لن أقضي على مؤمن قضاءً - ساءه أو سرّه ذلك - إلّا و هو خير له (مشكاة الأنوار ج 1 ص 62).

764 - قال الإمام الصادق عليه السلام : إنّ اللّه عزّ و جلّ يقول : لا أصرف عبدي المؤمن عن شيء إلّا جعلت ذلك خيراً له.

فليرض بقضائي و ليصبر على بلائي و ليشكر نعمائي اكتبه في الصدّيقين عندي (أعلام الدين ص 436).

ص:261


1- - في إرشاد القلوب و عدّة الداعي: اثبته.
2- - ما بين القوسين لم يذكر في التمحيص .
3- - في إرشاد القلوب : إن.
4- - في أمالي الشيخ المفيد رحمه الله هكذا : إذا عمل بما يرضيني و أطاع أمري.
5- - في مشكاة الأنوار ومسكّن الفؤاد : برضاي. وفي أعلام الدين هكذا : برضاي و أطاعني.
6- - في التوحيد : فأطاع.
7- - في التمحيص : لأمري.

765 - قال الإمام الصادق عليه السلام : قال اللّه عزّ و جلّ : عبدي المؤمن. لا أصرفه في شيء إلّا جعلت ذلك خيراً له .

فليرض بقضائي و ليصبر على بلائي و ليشكر نعمائي.

أكتبه في الصدّيقين عندي (المؤمن ص 27).

(راجع: الكافي ج 2 ص 61 و مسكّن الفؤاد ص 82).

766 - قال الإمام الباقر عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إن اللّه جلّ ثناؤه يقول : و عزّتي و جلالي ما خلقت من خلقي خلقاً أحبّ إليّ من عبدي المؤمن.

و لذلك سمّيته بإسمي مؤمناً لاُِحرّمه ما بين المشرق و المغرب. وهي خيرة له منّي .

وإنّى لاُملّكه مابين المشرق و المغرب وهي خيرة له منّي.

فليرض بقضائي و ليصبر على بلائي و ليشكر نعمائي. اكتبه - يا محمّد - من الصدّيقين عندي (1) (مشكاة الأنوار ج 1 ص 71).

767 - قال الإمام الباقر عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : عجباً للمؤمن.

إنّ اللّه لا يقضي عليه قضاءً إلّاكان خيراً له.

سرّه ذلك أم سائه (مشكاة الأنوار ج 2 ص 264).

(راجع : تحف العقول ص 48 و التمحيص ص 58).

768 - قال الإمام الباقر عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : عجباً للمؤمن.

إنّ اللّه عزّ وجلّ لا يقضي له قضاءً إلّاكان خيراً له.

فإن ابتلي صبر. و إن اعطي شكر (المؤمن ص 27 و مشكاة الأنوار ج 1 ص 48).

ص:262


1- - أثبتناه كما وجدناه.

769 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : عجبت للمؤمن.

لا يقضى اللّه له قضاءً إلّاكان خيراً له (إرشاد القلوب ج 1 ص 239).

770 - قال الإمام الصادق عليه السلام : عجبت للمرء المسلم.

لا يقضي اللّه عزّ و جلّ له قضاءً إلّاكان خيراً له.

و إن قرّض (لحمه) (1) بالمقاريض كان خيراً له. و إن ملك مشارق الأرض و مغاربها كان خيراً له (تنبيه الخواطر ج 2 ص 184 و الكافي ج 2 ص 62 و عدّة الداعي ص 38).

771 - قال الإمام الصادق عليه السلام : عجبت للمؤمن.

إنّ اللّه لا يقضي له بقضاء إلّاكان خيراً له . إن أغناه كان خيراً له.

و إن ابتلاه كان خيراً له.

و إن ملّكه ما بين المشرق والمغرب كان خيراً له.

و إن قرّض بالمقاريض كان خيراً له.

و في قضاء اللّه للمؤمن كلّ خير (مشكاة الأنوار ج 2 ص 264).

(راجع: إرشاد القلوب ج 1 ص 297 الباب 48).

772 - قال الإمام الصادق عليه السلام : إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال يوماً: ما عجبت من شيء ك عجبي من المؤمن.

إنّه إن قرض جسده في دار الدنيا بالمقاريض كان خيراً له.

و إن ملك ما بين مشارق الأرض و مغاربها كان خيراً له.

و كلّ (2) ما يصنع اللّه عزّ و جلّ به فهو خير له (الكافي 5 : 69 وتحف العقول ص 351)

ص:263


1- - مابين القوسين لم يذكر في الكافي و عدّة الداعي.
2- - في تحف العقول : فكلّ.

773 - قال الإمام الصادق عليه السلام : ضحك رسول اللّه صلى الله عليه و آله ذات يوم حتّى بدت نواجذه.

ثمّ قال صلى الله عليه و آله : ألا تسألوني ممّ (1) ضحكت ؟

قالوا : بلى - يا رسول اللّه - .

قال صلى الله عليه و آله : عجبت للمرء المسلم. إنّه ليس من قضاء يقضيه اللّه عزّ و جلّ له إلّاكان خيراً له في عاقبة أمره (الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله ص 640 و التوحيد ص 401 و المؤمن ص 27 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 86) .

774 - تبسّم رسول اللّه صلى الله عليه و آله فقال : ألا تسألوني ممّ ضحكت ؟

قالوا : بلى - يا رسول اللّه - .

قال صلى الله عليه و آله : عجبت للمرء المسلم. لا يقضي اللّه له القضاء إلّاكان خيراً له (أعلام الدين ص 437).

775 - قال الإمام السجّاد عليه السلام : الصبر و الرضا عن اللّه رأس طاعة اللّه.

و من صبر و رضي عن اللّه فيما (2) قضى عليه - فيما أحبّ أو كره - لم يقض اللّه عزّ و جلّ له فيما أحبّ أو كره إلّاما هو خير له (الكافي ج 2 ص 60).

(راجع : مشكاة الأنوار ج 1 ص 74 و التمحيص ص 60).

776 - قال الإمام الباقر عليه السلام : في قضاء اللّه عزّ و جلّ كلّ خير للمؤمن (التمحيص ص 58 و المؤمن ص 15).

777 - قال الإمام الباقر عليه السلام : في كلّ قضاء اللّه خير للمؤمن (تحف العقول ص 293).

778 - قال الإمام الباقر عليه السلام : في قضاء اللّه للمؤمنين كلّ خير (أعلام الدين ص432).

ص:264


1- - في المؤمن: عمّا.
2- - في كنز الفوائد ج 1 ص 131 هكذا : بما قضى عليه - فيما أحبّ أو كره - هو خير له.

779 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : في كلّ قضاء اللّه عزّ و جلّ خيرة للمؤمن (التوحيد ص 371 و عيون الأخبار ج 1 الباب 11 الحديث 42).

780 - قال الإمام الصادق عليه السلام : رأس طاعة اللّه الصبر و الرضا عن اللّه - فيما أحبّ العبد أو كره - .

و لا يرضى عبد عن اللّه - فيما أحبّ أو كره - إلّاكان خيراً له فيما أحبّ أو كره (الكافي ج 2 ص 160 و مشكاة الأنوار ج 1 ص 71 و مسكّن الفؤاد ص 82 الباب 3).

781 - قال الإمام الصادق عليه السلام : رأس طاعة اللّه : الرضى بما صنع اللّه إلى العبد - فيما أحبّ و فيما كره - .

و لم يصنع اللّه تعالى بعبد شيئاً إلّاو هو خيرٌ له (المؤمن ص 20).

(راجع : الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 197 المجلس 7).

782 - قال الإمام الصادق عليه السلام : إنّ المؤمن لو أصبح له ملك ما بين المشرق والمغرب كان ذلك خيراً له.

و لو أصبح و قد قطعت أعضاؤه كان ذلك خيراً له.

إنّ اللّه عزّ و جلّ لا يصنع بالمؤمن إلّاما هو خير له (التمحيص ص 56).

783 - قال الإمام الصادق عليه السلام : إنّ المسلم لا يقضي اللّه عزّ و جلّ له قضاءً إلّاكان خيراً له (مشكاة الأنوار ج 2 ص 263 و المؤمن ص 15).

784 - قال الإمام الصادق عليه السلام : ما قضى اللّه عزّ و جلّ لمؤمن قضاءً. ف رضي به إلّاجعل الخيرة له فيما قضى (1) (المؤمن ص22 والتمحيص ص59 ومشكاةالأنوار ج1ص71).

ص:265


1- - في التمحيص : يقضي.

785 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : ما قضى اللّه سبحانه على عبد قضاءً فرضي به إلّاكانت الخيرة له فيه (غرر الحكم ص 177).

786 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : اختيار اللّه عزّ و جلّ للعبد - ما يسؤوه - خير من اختياره لنفسه ما يسرّه (تنبيه الخواطر ج 2 ص 118).

787 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خلّة من ضمنها لي ضمنت له على اللّه الخيرة في جميع اموره.

قيل : و ما هي - يا رسول اللّه - ؟

قال صلى الله عليه و آله : الرضا. فإنّه ما رضي أحد بقضاء اللّه إلّاجعل اللّه له الخيرة (معدن الجواهر ص 27).

788 - قال الإمام الصادق عليه السلام لفضيل بن يسار : يا فضيل بن يسار إنّ المؤمن لو أصبح له ما بين المشرق و المغرب كان ذلك خيراً له. و لو أصبح مقطّعاً أعضاؤه كان ذلك خيراً له.

- يا فضيل بن يسار - إنّ اللّه لا يفعل بالمؤمن إلّاما هو خير له (الكافي ج 2 ص 246 و التمحيص ص 56).

789 - قال الإمام الكاظم عليه السلام : المؤمن بعرض (1) كلّ خير .

لو قطع أنملةً أنملةً كان خيراً له.

و لو ولي شرقها و غربها كان خيراً له (التمحيص ص 55).

790 - قال الإمام الباقر عليه السلام : ما ابالي أصبحت فقيراً أو مريضاً أو غنيّاً (2). لأنّ اللّه عزّ و جلّ يقول : لا أفعل بالمؤمن إلّاما هو خير له (التمحيص 57).

ص:266


1- - أي: بمعرض (بحار الأنوار ج 64 ص 244).
2- - قال عليه السلام : إنّ اللّه تعالى يقول للفقراء يوم القيامة : لم افقركم لهوانكم عليّ. و لكن لما هو خير لكم (إرشاد القلوب ج 1 ص الباب 49).

الرعي ارتباط الدوابّ

791 - وَالْبُدْنَ (1) جَعَلْنَاهَا لَكُم مِن شَعَائِرِ اللّهِ (2) لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ (3) فَاذْكُرُوا اسْمَ اللّهِ عَلَيْهَا... «36» (الحجّ).

ص:267


1- - البدن : جمع بدنة ك قصبة. سمّيت بذلك لعظم بدنها و سمنها. و تقع على الجمل و الناقة و البقرةعند جمهور أهل اللغة و بعض الفقهاء (مجمع البحرين ج 6 ص 213). البدنة من الإبل و البقر. كالاُضحية من الغنم. تهدى إلى مكّة. قال الجوهري : ناقة أو بقرة تنحر بمكّة. سمّيت بذلك لأنّهم كانوا يسمّونها (لسان العرب ج 13 ص 47).
2- - أي : من أعلام دينه. و قيل : من علامات مناسك الحجّ. و المعنى: جعلناها لكم فيها عبادة اللّه - من سوقها إلى البيت و اشعارها و تقليدها و نحرها و الإطعام منها.
3- - أي : نفع في الدنيا و الآخرة (مجمع البيان ج 7 ص 137).

البقر

792 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : سُئل رسول اللّه صلى الله عليه و آله : أيّ المال خير؟

قال صلى الله عليه و آله : زرع زرعه صاحبه. و أصلحه. و أدّى حقّه يوم حصاده.

قيل : - يا رسول اللّه - فأيّ المال بعد الزرع خير؟

قال صلى الله عليه و آله : رجل في غنمه (1) قد تبع بها مواضع القطر (2). يقيم الصلاة و يؤتي الزكاة (3).

قيل : - يا رسول اللّه - فأيّ المال بعد الغنم خير؟

قال صلى الله عليه و آله : البقر. تغدو بخير و تروح بخير (4).

قيل : - يا رسول اللّه - فأيّ المال بعد البقر خير؟

قال صلى الله عليه و آله : الراسيات (5) في الوحل (و) (6) المطعمات في المحلّ.

نعم الشيء النخل. من باعه فإنّما ثمنه بمنزلة رماد على رأس شاهق (7)(8)اشتدّت به الريح - في يوم عاصف - إلّاأن يخلف مكانها... (للتعرّف على مصادر هذا الحديث راجع صفحة 275 من هذا الكتاب).

ص:268


1- - في الكافي : في غنم له.
2- - الباء للتعدية أو للمصاحبة أو للسببيّة. أي : يتّبع لغنمه مواضع قطر السماء و نزول المطر. فإذا رأى ماء و عشباً نزل هناك (نقلاً عن هامش الخصال).
3- - في الجعفريّات هكذا : ... الزكاة. يعبد اللّه و لا يشرك به شيئاً.
4- - أي : تأتي ب لبن - غدواً و رواحاً - (نقلاً عن هامش الخصال).
5- - في الجعفريّات : الراسخات.
6- - ما بين القوسين لم يذكر في الفقيه.
7- - الشاهق : المرتفع من الجبال و الأبنية و غيرها. أي : فلا يرى خيراً (البحار ج 61 ص 122).
8- - في الفقيه و الخصال و الأمالي : شاهقة.

الشاة - الغنم

793 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : عليكم بالغنم و الحرث. فإنّهما (1) يروحان بخير و يغدوان بخير (الخصال ص 45 و المحاسن ج 2 الباب 16 الحديث 165).

794 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خير مال المسلم : غنم يتبع بها شعب الجبال و مواقع القطر.

يفرّ بدينه من الفتن (تنبيه الخواطر ج 2 ص 123).

795 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : يوشك أن يكون خير مال المسلم غنماً (2) يتّبع بها شعف (3)الجبال (4)و مواضع القطر.

يفرّ بدينه من الفتن (بحار الأنوار ج 61 ص 117 و شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 10 ص 46).

796 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خير المال : الغنم (5) (مستدرك الوسائل ج 8 ص 280).

ص:269


1- - في المحاسن هكذا : فإنّهما يغدوان بخير و يروحان بخير.
2- - في شرح نهج البلاغة : غنيمات.
3- - في شرح نهج البلاغة : شعاف.
4- - أي : رؤوس الجبال.
5- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : الغنم بركة (بحار الأنوار ج 61 ص 110). عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال النبيّ صلى الله عليه و آله لعمّته : ما يمنعك من أن تتّخذي في بيتك ببركة ؟ فقالت : - يا رسول اللّه - ما البركة ؟ فقال صلى الله عليه و آله : شاة تحلب. فإنّه من كانت في داره شاة تحلب أو نعجة أو بقرة فبركات كلهنّ (بحار الأنوار ج 61 ص 130). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ما بعث اللّه نبيّاً إلّاراعي الغنم (بحار الأنوار ج 61 ص 117).

الفرس - الخيل

797 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خير المال : سكّة (1) مأبورة (2) و مهرة (3) مأمورة (4). (معاني الأخبار ص 292).

798 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خير مال المرء : مهرة مأمورة. أو سكّة مأبورة (5) (معاني الأخبار ص 293).

799 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : الخيل في نواصيها الخير (إلى يوم القيامة) (6) (عوالي اللئالي ج 1 ص 148 و المحاسن ج 2 ص 472 باب : فضل الخيل و ارتباطها).

800 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة (الكافي ج 5 ص 48 و الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 383 المجلس 23 و النوادر للسيّد فضل اللّه الراوندي رحمه الله ص 174 و المحاسن ج 2 ص 472 و دعائم الإسلام ج 1 ص 345).

801 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة.

و المنفق عليها في سبيل اللّه عزّ و جلّ كالباسط يده بالصدقة. لا يقبضها (7) (مكارم الأخلاق ج 1 ص 562 و من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 185 باب : الخيل و ارتباطها).

ص:270


1- - حرث و زرع و نخلة.
2- - الزرع و النخل الّذي قد لقح .
3- - المهر - بالضمّ - : ولد الفرس.
4- - الكثيرة النسل و النتاج.
5- - أراد صلى الله عليه و آله : خير المال : زرع أو نتاج.
6- - ما بين القوسين لم يذكر في المحاسن.
7- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ للّه عزّ و جلّ ملائكة يصلّون على أصحاب الخيل. من اتّخذها فأعدّها في سبيل اللّه (دعائم الإسلام ج 1 ص 344).

802 - قال الإمام الصادق عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : الخير معقود بنواصي الخيل إلى يوم القيامة (ثواب الأعمال ص 226 باب : ثواب ارتباط الخيل.

803 - قال الإمام الباقر عليه السلام : إنّ كلّ الخير في نواصي الخيل إلى يوم القيامة (المحاسن ج 2 ص 472).

804 - قال الإمام الباقر عليه السلام : إنّ الخير كلّ الخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة (الكافي ج 5 ص 9).

805 - قال الإمام الباقر عليه السلام : الخير كلّه معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة (الكافي ج 5 ص 48).

الناقة - الإبل

806 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : اطلبوا الخير في أخفاف الإبل و أعناقها صادرة و واردة (الخصال ص 630 و تحف العقول ص 118).

807 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : اطلبوا الخير في أخفاف الإبل طارده و وارده (1) (غرر الحكم ص 105).

ص:271


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : الإبل عزّ لأهلها (بحار الأنوار ج 61 ص 110).

الرفق

808 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ما وضع الرفق على شيء إلّازانه.

و لا وضع الخرق على شيء إلّاشانه.

فمن اعطي الرفق اعطي خير الدنيا و الآخرة.

و من حرمه فقد حرم خير الدنيا و الآخرة (النوادر للسيّد فضل اللّه الراوندي - عليه الرحمة - ص 89 و الجعفريّات ص 246).

809 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من اعطي حظّه من الرفق. اعطي حظّه من خير الدنيا و الآخرة (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 6 ص 339).

810 - قال الإمام الباقر عليه السلام : من اعطي الخُلق و الرفق فقد اعطي الخير و الراحة.

و حسن حاله في دنياه و آخرته.

و من حرم الخُلق و الرفق كان ذلك سبيلاً إلى كلّ شرّ و بليّة - إلّامن عصمه اللّه - (كشف الغمّة ج 3 ص 112).

811 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ في الرفق الزيادة و البركة (1).

و من يحرم الرفق يحرم الخير (الكافي ج 2 ص 119).

812 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من حرم الرفق فقد حرم الخير الكثير (تحف العقول ص 49).

ص:272


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ اللّه عزّ و جلّ يحبّ الرفق و يعين عليه (الكافي ج 2 ص 120). قال الإمام الصادق عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ما اصطحب اثنان إلّاكان أعظمهما أجراً و أحبّهما إلى اللّه عزّ و جلّ أرفقهما بصاحبه (الكافي ج 2 ص 120). قال الإمام الصادق عليه السلام : من كان رفيقاً في أمره نال ما يريد من الناس (الكافي ج 2 ص 120).

813 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير الأعمال ما زانه الرفق (غرر الحكم ص 156).

814 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير الخلائق (1) : الرفق (غرر الحكم ص 244).

815 - قال الإمام الصادق عليه السلام : إنّ اللّه قد جعل كلّ خير في التزجية (2) (تحف العقول ص 366).

816 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إذا أراد اللّه بأهل بيت خيراً أرشدهم للرفق و التأنّي (تنبيه الخواطر ج 2 ص 247).

817 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إذا أراد اللّه بأهل بيت خيراً رزقهم الرفق في المعيشة و حُسن الخلق (الزهد ص 70 الباب 3).

818 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إذا أراد اللّه بأهل بيت خيراً أدخل عليهم باب الرفق (3) (شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 6 ص 339).

819 - قال الإمام الصادق عليه السلام : ما زوي الرفق عن أهل بيت إلّازوي عنهم الخير (الكافي ج 2 ص 119).

820 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ في الرفق الزيادة و البركة.

و من يحرم الرفق. يحرم الخير (الكافي ج 2 ص 119).

ص:273


1- - أي : الأخلاق.
2- - أي : الرفق.
3- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : الرفق مفتاح النجاح (غرر الحكم ص 244). قال أمير المؤمنين عليه السلام : الرفق يؤدّي إلى السلم (غرر الحكم ص 244). قال أمير المؤمنين عليه السلام : من استعمل الرفق غنم (غرر الحكم ص 244). قال أمير المؤمنين عليه السلام : من استعمل الرفق استدرّ الرزق (غرر الحكم ص 244).

الزراعة - الحرث

الزراعة - الحرث(1)

821 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خير المال : سكّة (2) مأبورة (3) و مهرة (4) مأمورة (5). (معاني الأخبار ص 292).

822 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خير مال المرء : مهرة مأمورة. أو سكّة مأبورة (6) (معاني الأخبار ص 293).

823 - قال الإمام الباقر عليه السلام : كان أبي عليه السلام يقول : خير الأعمال الحرث. تزرعه. فيأكل منه البرّ و الفاجر. أمّا البرّ. فما أكل منه من شيء استغفر لك.

و أمّا الفاجر فما أكل منه من شيء لعنه.

و يأكل منه البهائم والطير (الكافي ج 5 ص 260).

(راجع : البحار ج 100 ص 69 و مستدرك الوسائل ج 13 ص 26 و ص 461).

824 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : عليكم بالغنم و الحرث. فإنّهما (7) يروحان بخير و يغدوان بخير (الخصال ص 45 و المحاسن ج 2 الباب 16 الحديث 165).

ص:274


1- - قال الإمام الصادق عليه السلام : إنّ اللّه عزّ و جلّ إختار لأنبيائه عليهم السلام الحرث و الزرع كيلا يكرهوا شيئاً من قطر السماء (الكافي ج 5 ص 260). قال الإمام الصادق عليه السلام : الزارعون كنوز الأنام. يزرعون طيّباً أخرجه اللّه عزّ و جلّ. و هم يوم القيامة أحسن الناس مقاماً و أقربهم منزلة. يدعون المباركين (الكافي ج 5 ص 261). قال الإمام الصادق عليه السلام : الكيماء الأكبر : الزراعة (الكافي ج 5 ص 261). قيل لرسول اللّه صلى الله عليه و آله : أيّ أموالنا أفضل ؟ قال صلى الله عليه و آله : الحرث (بحار الأنوار ج 61 ص 124).
2- - حرث و زرع و نخلة.
3- - الزرع و النخل الّذي قد لقح .
4- - المهر - بالضمّ - : ولد الفرس.
5- - الكثيرة النسل و النتاج.
6- - أراد صلى الله عليه و آله : خير المال : زرع أو نتاج.
7- - في المحاسن هكذا : فإنّهما يغدوان بخير و يروحان بخير.

825 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : سُئل رسول اللّه صلى الله عليه و آله : أيّ المال خير؟

قال صلى الله عليه و آله : زرع زرعه صاحبه. و أصلحه. و أدّى حقّه يوم حصاده.

قيل : - يا رسول اللّه - فأيّ المال بعد الزرع خير؟

قال صلى الله عليه و آله : رجل في غنمه (1) قد تبع بها مواضع القطر. يقيم الصلاة و يؤتي الزكاة (2).

قيل : - يا رسول اللّه - فأيّ المال بعد الغنم خير؟

قال صلى الله عليه و آله : البقر. تغدو بخير و تروح بخير.

قيل : - يا رسول اللّه - فأيّ المال بعد البقر خير؟

قال صلى الله عليه و آله : الراسيات (3)(4)في الوحل (5) (و) (6) المطعمات (7) في المحلّ (8).

نعم الشيء النخل. من باعه فإنّما ثمنه بمنزلة رماد على رأس شاهق (9)(10)اشتدّت به الريح - في يوم عاصف - إلّاأن يخلف مكانها... (الخصال ص 246 و معاني الأخبار ص 197 و من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 190 و الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله المجلس 56 الحديث 2 و الكافي ج 5 ص 260 و الجعفريّات ص 401).

ص:275


1- - في الكافي : في غنم له.
2- - في الجعفريّات هكذا : الزكاة. يعبد اللّه و لا يشرك به شيئاً.
3- يعني بالراسيات : النخيل الّتي نشبت عروقها في الوحل.
4- - في الجعفريّات : الراسخات.
5- - هو الطين .
6- - ما بين القوسين لم يذكر في الفقيه.
7- - أي : تثمر في المحلّ.
8- - المحلّ في الأصل : انقطاع المطر. و المراد هنا : القحط و الغلاء. و التخصيص بها لأنّها تحمل العطش أكثر من سائر الأشجار (نقلاً عن هامش الخصال).
9- - الشاهق : المرتفع من الجبال و الأبنية و غيرها. أي : فلا يرى خيراً (البحار ج 61 ص 122).
10- - في الفقيه و الخصال و الأمالي : شاهقة.

الزواج - التزويج

826 - (قال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة النكاح) : إنّ خير ما افتتح به و اختتم قول اللّه تعالى : وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (مستدرك الوسائل ج 14 ص 207).

827 - قال الإمام الصادق عليه السلام : أكثر الخير في النساء (من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 243 باب : فضل التزويج).

828 - قال الإمام الصادق عليه السلام : ما أظنّ رجلاً يزداد في الإيمان خيراً إلّاإزداد حبّاً للنساء (1) (من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 242).

829 - قال الإمام الصادق عليه السلام : من نكح إمرأة لمالها حرم مالها و جمالها.

و من نكح للدين. وفّق اللّه له الخير و الجمال و الكمال (المقنعة للشيخ المفيد رحمه الله ص 514).

ص:276


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من سرّه أن يلقي اللّه طاهراً مطهّراً فليلقه بزوجة (من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 243).

830 - قال الإمام السجّاد عليه السلام : من تزوّج للّه عزّ و جلّ و لصلة الرحم توجّه اللّه تعالى بتاج الملك و الكرامة (1) (من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 243).

ص:277


1- 1 - خطب الإمام الرضا عليه السلام هذه الخطبة : الحمد للّه الّذي حمد في الكتاب نفسه. و افتتح بالحمد كتابه. و جعل الحمد أوّل جزاء محلّ نعمته. وآخر دعوى أهل جنّته. و أشهد أن لا إله إلّااللّه وحده لا شريك له. شهادة أخلصها له. و أدخرها عنده. و صلّى اللّه على محمّد خاتم النبوّة و خير البريّة و على آله آل الرحمة و شجرة النعمة و معدن الرسالة و مختلف الملائكة. و الحمد للّه الّذي كان في علمه السابق و كتابه الناطق و بيانه الصادق إنّ أحقّ الأسباب بالصلة و الاثرة و أولى الاُمور بالرغبة فيه سبب أوجب سبباً و أمر أعقب غنى. فقال عزّ و جلّ: و هو الّذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً و كان ربّك قديراً. و قال تعالى : و أنكحوا الأيامى منكم و الصالحين من عبادكم و إمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم اللّه من فضله و اللّه واسع عليم. و لو لم يكن في المناكحة والمصاهرة آية محكمة و لا سنة متبعة و لا أثر مستفيض لكان فيما جعل اللّه من برّ القريب و تقريب البعيد و تأليف القلوب و تشبيك الحقوق و تكثير العدد و توفير الولد لنوائب الدهر و حوادث الاُمور ما يرغّب في دونه العاقل اللبيب و يسارع إليه الموفق المصيب و يحرّص عليه الأديب الأريب. فأولى الناس باللّه من اتّبع أمره و أنفذ حكمه و أمضى قضائه و رجا جزائه. و فلان بن فلان من قد عرفتم حاله و جلاله دعاه رضا نفسه و أتاكم إيثاراً لكم واختياراً لخطبة فلانة بنت فلان كريمتكم و بذل لها من الصداق كذا و كذا. فتلقّوه بالإجابة وأجيبوه بالرغبة و استخيروا اللّه في اموركم يعزم لكم على رشدكم إن شاء اللّه . نسأل اللّه أن يلحم ما بينكم بالبرّ و التقوى. ويؤلّفه بالمحبّة والهوى. و يختمه بالموافقة والرضا. إنّه سميع الدعاء لطيف لما يشاء (الكافي ج 5 ص 373).

الزوجة المؤمنة الصالحة

831 - أوحى اللّه عزّ و جلّ إلى موسى بن عمران عليه السلام : إنّي أعطيت فلاناً خير الدنيا و الآخرة. و هي امرأة صالحة (مستدرك الوسائل ج 14 ص 169).

832 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خير متاع الدنيا : الزوجة الصالحة (الجعفريّات ص 155 و دعائم الإسلام ج 2 ص 195).

833 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إذا أراد اللّه بعبد خيراً الهمه القناعة.

و أصلح له زوجه (1) (غرر الحكم ص 391).

834 - قال الإمام الباقر عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : قال اللّه عزّ و جلّ : إذا أردت أن أجمع للمسلم خير الدنيا و الآخرة جعلت له : قلباً خاشعاً. و لساناً ذاكراً. و جسداً على البلاء صابراً. و زوجة مؤمنه تسّره إذا نظر إليها. و تحفظه إذا غاب عنها في نفسها و ماله (الكافي ج 5 ص 327).

ص:278


1- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : أنعم الناس عيشاً. من منحه اللّه سبحانه القناعة. و أصلح له زوجه (غرر الحكم ص 393). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من سعادة المرء المسلم : الزوجة الصالحة. و المسكن الواسع. و المركب الهنيء. و الولد الصالح (دعائم الإسلام ج 2 ص 195). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من اوتي قلباً شاكراً و لساناً ذاكراً و زوجة مؤمنةً تعينه على أمر دنياه و اخراه. فقد اوتي في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنةً. و وقي عذاب النار (مجمع البيان ج 2 ص 530). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ما استفاد إمرء مسلم فائدة بعد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة تسرّه إذا نظر إليها. و تطيعه إذا أمرها. و تحفظه إذا غاب عنها في نفسها و ماله (الكافي ج 5 ص 327). قال الإمام الصادق عليه السلام : ثلاثة للمؤمن فيها راحة : ... و امرأة صالحة تعينه على أمر الدنيا و الآخرة... (الكافي ج 5 ص 327 و الكافي ج 6 ص 525 و الخصال ص 159 و مشكاة الأنوار ج 2 ص 182). في مشكاة الأنوار هكذا : ثلاثة فيهنّ للمؤمن راحة.

835 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من اعطي أربع خصال - في الدنيا - فقد اعطي خير الدنيا و الآخرة. و فاز بحظّه منهما : ورع يعصمه عن محارم اللّه. و حُسن خلق يعيش به في الناس. و حلم يدفع به جهل الجاهل. و زوجة صالحة تعينه على أمر الدنيا و الآخرة (الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة - ص 576 المجلس 23).

(راجع: أعلام الدين ص 209 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 71).

836 - قال الإمام الصادق عليه السلام : ثلاثة أشياء في كلّ زمان عزيزة. وهي : المؤاخاة في اللّه تعالى. و الزوجة الصالحة الأليفة - تعينه في دين اللّه عزّ و جلّ - . و الولد الرشيد.

و من وجد الثلاثة فقد أصاب خير الدارين. و الحظّ الأوفر من الدنيا والآخرة (مصباح الشريعة الباب 71).

837 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ما أفاد رجل بعد الإيمان خيراً من إمرأة ذات دين و جمال تسرّه إذا نظر إليها. و تطيعه إذا أمرها.

و تحفظه في نفسها و ماله - إذا غاب عنها - (مستدرك الوسائل ج 14 ص 169).

838 - قال الإمام الرضا عليه السلام : ما أفاد عبد فائدة خيراً من زوجة صالحة. إذا رآها سرّته .

و إذا غاب عنها حفظته في نفسها و ماله (الكافي ج5 ص 327 و قرب الإسناد ص 11).

839 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ما اعطي أحد شيئاً خير له من امرأة صالحة.

إذا رآها سرّته.

و إذا أقسم عليها أبرّته.

و إذا غاب عنها. حفظته في نفسها و ماله (تنبيه الخواطر ج 1 ص 3).

(راجع : إرشاد القلوب ج 1 ص 346 الباب 52).

ص:279

الزهد في الدنيا

840 - قال الإمام الصادق عليه السلام : جعل الخير كلّه في بيت. و جعل مفتاحه الزهد في الدنيا (1) (الكافي ج 2 ص 128 و مشكاة الأنوار ج 2 ص 188 الفصل 7).

841 - قال رجل لرسول اللّه صلى الله عليه و آله : - يا رسول اللّه - كيف لي أن أعلم أمري ؟

قال صلى الله عليه و آله : إذا أردت شيئاً من امور الدنيا ف عسر عليك فاعلم أ نّك بخير .

و إذا أردت شيئاً من أمر الدنيا ف يسر لك فاعلم إنّه شرّ لك (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 6 ص 239).

ص:280


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : أفلح الزاهد في الدنيا. حظى بعزّ العاجلة و بثواب الآخرة (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 6 ص 231). قال الإمام الباقر عليه السلام لجابر رحمه الله : - يا جابر - إنّ المؤمنين لم يطمئنّوا إلى الدنيا ببقائهم فيها. و لم يأمنوا قدومهم الآخرة. - يا جابر - الآخرة دار قرار. و الدنيا دار فناء و زوال. و لكن أهل الدنيا أهل غفلة. و كأنّ المؤمنين هم الفقهاء أهل فكرة و عبرة. لم يصمّهم عن ذكر اللّه - جلّ اسمه - ما سمعوا بآذانهم. و لم يعمهم عن ذكر اللّه ما رأوا من الزينة بأعينهم. ففازوا بثواب الآخرة كما فازوا - بذلك - العلم (الكافي ج 2 ص 132). ففازوا لترك الدنيا بثواب الآخرة. و هو العلم اليقيني بدناءة الدنيا و فنائها و رفعة الآخرة و بقائها. و تمييز الخير من الشرّ و الهدى من الضلالة و أهل الدنيا من أهل الآخرة. و المحقّين من المبطلين و من يجب اتّباعه من أهل الآخرة و أئمّة الحقّ و من يجب التبرّي عنه من أهل الدنيا و أصحابها و أئمّة الضلالة. فهذه هي الحكمة الحاصلة من الزهد في الدنيا. فلمّا فازوا بهذا العلم فازوا بنعيم الآخرة (من بيان العلّامة المجلسي - قدّس اللّه تبارك و تعالى روحه القدّوسي - في بحار الأنوار ج 70 ص 37).

842 - عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال : ذكرت للرضا عليه السلام شيئاً.

فقال عليه السلام : إصبر.

فإنّي أرجو أن يصنع اللّه لك إن شاء اللّه تعالى.

ثم قال عليه السلام : ف واللّه ما أخّر اللّه عن المؤمن من هذه الدنيا خير له ممّا عجّل له فيها (الكافي ج 3 ص 502).

843 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأبي ذرّ رحمه الله : - يا أبا ذرّ - إذا أراد اللّه بعبد خيراً. فقّهه في الدين و زهّده في الدنيا .

و بصّره بعيوب نفسه.

- يا أبا ذرّ - ما زهد عبد في الدنيا إلّاأثبت اللّه الحكمة في قلبه.

و أنطق بها لسانه و بصّره عيوب الدنيا - دائها و دوائها - .

و أخرجه منها سالماً إلى دار السلام (الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 531 المجلس 19).

844 - قال الإمام الصادق عليه السلام : إذا أراد اللّه بعبد خيراً زهّده في الدّنيا.

و فقّهه في الدّين.

و بصّره عيوبها (1) .

و من أوتيهنّ فقد أوتي خير الدنيا و الآخرة (الكافي ج 2 ص 130 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 192).

ص:281


1- - في تنبيه الخواطر : بعيوبها.

845 - قال الإمام الصادق عليه السلام : إذا أراد اللّه تبارك و تعالى بعبد خيراً زهّده في الدّنيا (1).

و فقّهه في الدّين.

و بصّره عيوبه.

و من أوتي هذا فقد أوتي خير الدنيا و الآخرة (مشكاة الأنوار ج 1 ص 259 الفصل 3).

ص:282


1- - عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول لرجل يعظه : أرغب فيما عند اللّه يحبّك اللّه. و أزهد ما في أيدي الناس يحبّك الناس. إنّ الزاهد في الدنيا يرتجى و يريح قلبه و بدنه في الدنيا و الآخرة. و الراغب فيها يتعب قلبه و بدنه في الدنيا و الآخرة (أعلام الدين ص 343). قال رجل لأمير المؤمنين عليه السلام : علّمني كلاماً ينفعني اللّه به . فقال عليه السلام : - يا غلام - من صدق اللّه نجى . و من أشفق على دينه سلم من الرداء. و من زهد في الدنيا قرّت عينه بما يرى من ثواب اللّه عزّ و جلّ (الأمالي للشيخ المفيد رحمه الله ص 118 المجلس 14). قال رجل لرسول اللّه صلى الله عليه و آله : - يا رسول اللّه - علّمني شيئاً إذا أنا فعلته أحبّني اللّه في السماء. و أحبّني الناس في الأرض. فقال صلى الله عليه و آله له : إرغب فيما عند اللّه عزّ و جلّ يحبّك اللّه. و إزهد فيما عند الناس يحبّك الناس (ثواب الأعمال ص 217). قال أمير المؤمنين عليه السلام : الزاهدون في الدنيا ملوك الدنيا و الآخرة (إرشاد القلوب ج 1 ص 57).

الستر على المؤمن

846 - قال الإمام الصادق عليه السلام : من ستر على مؤمن عورة (يخافها) (1) ستر اللّه عليه سبعين عورة من عوراته الّتي يخافها (2) في الدنيا و الآخرة.

قال عليه السلام : و إنّ اللّه في (3) عون المؤمن ما كان المؤمن في عون أخيه .

فإنتفعوا بالعظة و ارغبوا في الخير (4) (ثواب الأعمال ص 164 و المؤمن ص 46).

ص:283


1- - ما بين القوسين لم يذكر في المؤمن.
2- - في المؤمن : يخلفها.
3- - في المؤمن : ل في.
4- - دعاء أهل بيت المعمور هو : يا من أظهر الجميل. و ستر القبيح. يا من لم يؤاخذ بالجريرة و لم يهتك الستر. يا عظيم العفو. يا حسن التجاوز (البلد الأمين ص 18). قال الإمام الصادق عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : لا تطلبوا عثرات المؤمنين. فإنّ من تتبّع عثرات أخيه تتبّع اللّه عثرته. و من تتبّع اللّه عثرته فضحه و لو في جوف بيته (مشكاة الأنوار ج 1 ص 239). قال أمير المؤمنين عليه السلام : من هتك حجاب غيره إنكشفت عورات بيته (تنبيه الخواطر ج 2 ص 40). قال الإمام الصادق عليه السلام : من ستر على مؤمن عورةً يخافها. ستر اللّه عليه سبعين عورة من عورات الدنيا و الآخرة (الكافي ج 2 ص 200). قال أمير المؤمنين عليه السلام : لو وجدت مؤمناً على فاحشة لسترته بثوبي هذا. - أو قال عليه السلام : بثوبه - . فرفعه بيديه جميعاً. إنّ التوبة فيما بين المؤمن و بين اللّه (دعائم الإسلام ج 2 ص 446). قال أمير المؤمنين عليه السلام : لو وجدت مؤمناً على فاحشة لسترته بثوبي. - أو قال عليه السلام : بثوبه - هكذا (الجعفريّات ص 393 و مستدرك الوسائل ج 12 ص 424 باب : وجوب الستر على المؤمن و تكذيب من نسب إليه السوء). في المستدرك : و.

847 - قال الإمام الرضا عليه السلام : قيل لرسول اللّه صلى الله عليه و آله : - يا رسول اللّه - هلك فلان. يعمل من الذنوب كيت و كيت.

فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : بل قد نجا. و لا يختم اللّه تعالى عمله إلّابالحسنى.

و سيمحو اللّه عنه السيّئات و يبدلها من حسنات.

إنّه كان يمرّ - مرّة - في طريق عرض له مؤمن قد انكشفت عورته - و هو لا يشعر - فسترها عليه. و لم يخبره بها - مخافة أن يخجل - .

ثمّ إنّ ذلك المؤمن عرفه في مهواة (1). فقال له : أجزل اللّه لك الثواب. و أكرم لك المآب.

و لا ناقشك الحساب.

فإستجاب اللّه له فيه. فهذا العبد لا يختم اللّه تعالى له إلّابخير بدعاء ذلك المؤمن.

فإتّصل قول رسول اللّه صلى الله عليه و آله بهذا الرجل. فتاب و أناب و أقبل على طاعة اللّه عزّ و جلّ.

فلم يأت عليه سبعة أيّام حتّى اغير على سرح المدينة. ف وجّه رسول اللّه صلى الله عليه و آله في أثرهم جماعة - ذلك الرجل أحدهم - فإستشهد فيهم (2) (عيون الأخبار ج 2 الباب 41 الحديث 1 ص 180). (راجع: دلائل الإمامة ص 378 - 379).

ص:284


1- - أي : في طريق و مسير.
2- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من ستر مسلماً ستره اللّه في الدنيا و الآخرة (عوالي اللئالي ج 1 ص 375). قال الإمام الصادق عليه السلام : من ستر على أخيه المؤمن عورة ستر اللّه عورته يوم القيامة (مشكاة الأنوار ج 1 ص 240). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من ستر على مؤمن ستر اللّه على عورته (عوالي اللئالي ج 1 ص 374). قال الإمام الصادق عليه السلام : من ستر عورة مؤمن ستر اللّه عزّ و جلّ عورته يوم القيامة. و من هتك ستر مؤمن هتك اللّه ستره يوم القيامة (المؤمن ص 68 الباب 8).

سجدة الشكر للّه عزّ و جلّ بعد الصلاة

848 - قال الإمام الصادق عليه السلام : سجدة الشكر (1) واجبة (2) على كلّ مسلم (3).

تتمّ بها صلاتك. وترضي بها ربّك. و تعجّب الملائكة منك.

ص:285


1- - يقول الناجي الجزائري : اعلم أنّ سجدة الشكر - بعد الصلاة - و تعفير الجبهة والجبين. يعتبر من علامات شيعة أهل البيت - صلوات اللّه تعالى عليهم - . و نذكر هذه الأحاديث شاهداً على ذلك. (سأل إبراهيم الخليل عليه السلام الربّ عزّ و جلّ عن علامات شيعة أهل البيت عليهم السلام و محبّيهم). فقال عليه السلام : - إلهي - و بِمَ يعرف شيعتهم و محبّوهم ؟ قال اللّه عزّ و جلّ : - يا إبراهيم - بصلاة الاحدى و الخمسين. و الجهر ب بسم اللّه الرحمن الرحيم . و القنوت قبل الركوع. و سجدتي الشكر. و التختّم باليمين (الفضائل لابن شاذان رحمه الله ص 158). قال أمير المؤمنين عليه السلام : أنا المتختّم باليمين. و المعفّر للجبين (الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله المجلس 7 الحديث 2 و بشارة المصطفى صلى الله عليه و آله ص 155 و روضة الواعظين ج 1 ص 259). (قال الإمام العسكري عليه السلام ) : علامات المؤمن خمس: صلاة احدى و خمسين. و زيارة الأربعين. و التختم في اليمين و تعفير الجبين. و الجهر ب بسم اللّه الرحمن الرحيم (مصباح الزائر ص 286). (سأل الشيخ الحميري رحمه الله الإمام المهدي عليه السلام ) عن سجدة الشكر - بعد الفريضة - فإنّ بعض أصحابنا ذكر أنّها بدعة. فهل يجوز أن يسجدها الرجل بعد الفريضة ؟ فأجاب عليه السلام : سجدة الشكر من ألزم السنن و أوجبها. و لم يقل أنّ هذه السجدة بدعة إلّامن أراد أن يحدث في دين اللّه بدعة (الاحتجاج ج 2 ص 576).
2- - المراد من الوجوب هنا : التأكيد على الاستحباب.
3- - يقول الناجي الجزائري : المراد من المسلم هنا : الشيعة لأنّ سجدة الشكر بعد الصلاة تعتبر من صفاتهم و خصائصهم و علاماتهم - جعلنا اللّه عزّ و جلّ و نسلنا و ذرّيّتنا من زمرتهم - . فلذا ورد جواز تركها - عند التقيّة - بمحضر المخالفين. (قال الإمام الكاظم عليه السلام ضمن حديث حول سجدة الشكر بعد الصلاة) : و لا تسجد سجدة الشكر عند المخالف. و استعمل التقيّة في تركها (من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 217).

و أنّ العبد إذا صلّى ثمّ سجد سجدة الشكر فتح الربّ تبارك و تعالى الحجاب بين العبد و بين الملائكة. فيقول : - يا ملائكتي - انظروا إلى عبدي. أدّى فرضي و أتمّ عهدي.

ثمّ سجد لي شكراً (1) على ما أنعمت به عليه. (يا) (2) ملائكتي ما ذا له (عندي) (3) ؟

قال : فتقول الملائكة : - يا ربّنا - رحمتك.

ثمّ يقول الربّ تبارك و تعالى : ثمّ ما ذا له ؟

فتقول الملائكة : - يا ربّنا - (له) (4) جنّتك.

(ثمّ) (5) يقول (6) : الربّ تبارك و تعالى : ثمّ ما ذا ؟

فتقول الملائكة : (يا ربّنا) (7) كفاية مهمّه .

فيقول الربّ تبارك و تعالى : ثمّ ما ذا ؟

قال : فلا (8) يبقى شيء من الخير إلّاقالته الملائكة .

فيقول اللّه تبارك و تعالى : - يا ملائكتي - ثمّ ما ذا (له) (9) ؟

فتقول الملائكة : - (يا) (10) ربّنا - لا علم لنا.

ص:286


1- - في مكارم الأخلاق : شاكراً.
2- - ما بين القوسين لم يذكر في الفقيه و التهذيب.
3- - مابين القوسين لم يذكر في مكارم الأخلاق و التهذيب.
4- - ما بين القوسين لم يذكر في الفقيه و التهذيب.
5- - مابين القوسين لم يذكر في مكارم الأخلاق و التهذيب.
6- - في مكارم الأخلاق و التهذيب : فيقول.
7- - مابين القوسين لم يذكر في مكارم الأخلاق.
8- - في الفقيه : و لا.
9- - مابين القوسين لم يذكر في الفقيه.
10- - مابين القوسين لم يذكر في الفقيه .

(قال) (1) : فيقول اللّه تبارك و تعالى : أشكر له كما شكر لي (2) .

و أقبل إليه (3) بفضلي و أريه وجهي (4) ( من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 220 و مكارم الأخلاق ج 2 ص 38 و تهذيب الأحكام ج 3 ص 117 الباب 8 الحديث 183).

849 - قال الإمام الصادق عليه السلام : إنّما يسجد المصلّي سجدة بعد الفريضة ليشكر اللّه - تعالى ذكره - فيها على ما منّ به عليه من أداء فرضه.

و أدنى ما يجزي فيها : شكراً للّه- ثلاث مرّات - (من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 220).

ص:287


1- - مابين القوسين لم يذكر في مكارم الأخلاق.
2- - في التهذيب هكذا : لأشكرنّه كما شكرني.
3- - في مكارم الأخلاق : عليه.
4- - قال الشيخ الصدوق - عليه الرحمة - : من وصف اللّه تعالى ذكره بالوجه كالوجوه فقد كفر. و أشرك. و وجهه عزّ و جلّ : أنبياؤه و حججه صلوات اللّه عليهم. و هم الّذين يتوجّه بهم العباد إلى اللّه عزّ و جلّ و إلى معرفته و معرفة دينه (من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 220).

النوادر

السجود للّه عزّ و جلّ

850 - (قال الإمام الصادق عليه السلام ) : ... ما أنعم اللّه على عبده بنعمة. فشكرها بسجدة - يحمد اللّه فيها - ففرغ منها. حتّى يؤمر له بالمزيد من الدارين (مكارم الأخلاق ج 1 ص 565).

851 - (قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله ): ... ما من عبد سجد للّه سجدة إلّاكتب اللّه له بها حسنة. و محا عنه سيّئة. و رفع له بها درجة (1). و أقبل اللّه عليه بوجهه. و باهى به ملائكته (جامع الأحاديث للشيخ الفقيه جعفر بن أحمد القمّي - عليه الرحمة -ص 332).

852 - (قال الإمام الصادق عليه السلام ): ما خسر - و اللّه - من أتى بحقيقة السجود و لو كان في عمره مرّة واحدة.

و ما أفلح من خلا بربّه في مثل ذلك الحال شبيهاً بمخادع نفسه.

غافلاً لاهياً عمّا أعدّ اللّه تعالى للساجدين من البشر العاجل و راحة الآجل.

و لا بعد عن اللّه تعالى أبداً من أحسن تقرّبه في السجود.

و لا قرب إليه أبداً من أساء أدبه و ضيّع حرمته بتعليق قلبه بسواه في حال السجود (مصباح الشريعة الباب 41 ص 91).

853 - (قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لرجل) : إذا أردت أن يحشرك اللّه معي فأطل السجود بين يدي الواحد القهّار (أعلام الدين ص 268).

854 - أتى رجل رسول اللّه صلى الله عليه و آله فقال : ادع اللّه أن يدخلني الجنّة.

فقال صلى الله عليه و آله : أعنّي بكثرة السجود (من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 135).

ص:288


1- - يقول الناجي الجزائري : يمكن أن يكون المراد من رفع الدرجات - هنا - : رفع درجات القرب المعنوية في الدنيا فضلاً عن الآخرة.

السخاء - الجود

855 - عن مسعدة بن صدقة قال : قال أبو عبد اللّه عليه السلام لبعض جلسائه : ألا أخبرك بشيء يقرّب من اللّه. و يقرّب من الجنّة. و يباعد من النار ؟

فقال : بلى .

فقال عليه السلام : عليك بالسخاء. فإنّ اللّه خلق خلقاً برحمته لرحمته. فجعلهم للمعروف أهلا و للخير موضعاً. و للناس وجهاً. يسعى إليهم لكي يحيوهم - كما يحيى المطر الأرض المجدبة - . أولئك هم المؤمنون الآمنون يوم القيامة (1) (الكافي ج 4 ص 41).

(راجع: قرب الإسناد ص 73).

ص:289


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : السخاء شجرة في الجنّة و أغصانها متدلّيات في الأرض. فمن أخذ بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى الجنّة (جامع الأخبار ص 308 و مشكاة الأنوار ج 2 ص112) (راجع: الاختصاص ص252 والكافي ج 4 ص 41). في المشكاة : بغصن من أغصانها. قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ السخاء شجرة من أشجار الجنّة لها أغصان متدلّية في الدنيا. فمن كان سخيّاً تعلّق بغصن من أغصانها فساقه ذلك الغصن إلى الجنّة (الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 474). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : السخاء شجرة في الجنّة فمن كان سخيّاً أخذ بغصنٍ من أغصانها فلم يتركه ذلك الغصن حتّى يدخله الجنّة (تنبيه الخواطر ج 1 ص 171). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : السخاء شجرة من شجرة الجنّة متدلّية إلى الأرض . من أخذ منها غصناً قاده ذلك إلى الجنّة (تنبيه الخواطر ص 170). قال الإمام الرضا عليه السلام : السخيّ قريب من اللّه. قريب من الجنّة. قريب من الناس. بعيد من النار (عيون الأخبار ج 2 الباب 30 الحديث 27). (راجع : الكافي ج 4 ص 40 و تنبيه الخواطر ج 1 ص 171 و جامع الأخبار ص 308 الفصل 69). قال الإمام الصادق عليه السلام : ما من عبد حسّن خلقه و بسط يده إلّاكان في ضمان اللّه عزّ و جلّ - لا محالةً - . و ممّن يهديه حتّى يدخله الجنّة (مشكاة الأنوار ج 2 ص 112).

سرور المؤمن - مسرّة المؤمن

856 - قال الإمام الصادق صلى الله عليه و آله : ما على أحدكم أن ينال الخير كلّه باليسير.

قال الراوي : قلت بماذا - جعلت فداك - ؟

قال عليه السلام : يسرّنا بإدخال السرور على المؤمنين من شيعتنا (1) (البحار ج 71 ص 312).

857 - قال الإمام الصادق صلى الله عليه و آله : إنّ المؤمن إذا خرج من قبره. خرج معه مثال من قبره.

يقول له : أبشر بالكرامة من اللّه و السرور.

فيقول له : بشّرك اللّه بخير.

قال عليه السلام : ثمّ يمضي معه يبشّره بمثل ما قال.

و إذا مرّ بهول قال : ليس هذا لك. و إذا مرّ بخير قال هذا لك.

فلا يزال معه يؤمنه ممّا يخاف ويبشّره بما يحبّ حتّى يقف معه بين يدي اللّه عزّ و جلّ.

فإذا أمر به إلى الجنّة قال له المثال : أبشر. فإنّ اللّه عزّ و جلّ قد أمر بك إلى الجنّة.

قال عليه السلام : فيقول : من أنت رحمك اللّه تبشّرني من حين خرجت من قبري. و آنستني في طريقي. و خبّرتني عن ربّي ؟

قال عليه السلام : فيقول : أنا السرور الّذي كنت تدخله على إخوانك في الدنيا.

خلقت منه لاُبشّرك و أونس وحشتك (الكافي ج 2 ص 191 و المؤمن ص 55).

ص:290


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من سرّ أخاه المؤمن سرّه اللّه في الدنيا و الآخرة (العوالي ج 1 ص 107). قال الإمام الباقر عليه السلام : ما من رجل يدخل على أخيه المسلم باباً من السرور إلّاأدخل اللّه عزّ و جلّ عليه باباً من السرور (المؤمن ص 53 الباب 5). قال الإمام الصادق عليه السلام : أيّما مسلم لقي مسلم. ف سرّه. سرّه اللّه تعالى (الكافي ج2 ص 192). (قال الإمام الصادق عليه السلام لرجل) : سر أخاك يسرّك اللّه (بحار الأنوار ج71 ص 292).

858 - قال الإمام الصادق عليه السلام : من سرّ مؤمناً فقد سرّنا. و من سرّنا فقد سرّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله .

و من سرّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله فقد سرّ اللّه تعالى. و من سرّ اللّه تعالى أسكنه في ظلّ عرشه يوم لا ظلّ إلّاظلّه (أعلام الدين ص 444).

859 - قال الإمام الصادق عليه السلام : إنّ من أحبّ الأعمال إلى اللّه تعالى إدخال السرور على عبده المؤمن.

و من أدخل على مؤمن سروراً خلق اللّه منه خلقاً. فيقول له : أبشر - يا وليّ اللّه - بكرامة من اللّه و رضوان. ثمّ لا يزال معه حتّى يدخل قبره. فيقول له مثل ذلك. ثمّ لا يزال معه عند كلّ هول. يبشّره. فيقول له : من أنت رحمك اللّه ؟

فيقول : أنا السرور الّذي أدخلت على فلان (أعلام الدين ص 444).

قال الإمام الصادق عليه السلام : ما من مؤمن أدخل على قوم سروراً إلّاخلق اللّه من ذلك السرور ملكاً يعبد اللّه تعالى و يمجّده و يوحّده.

فإذا صار المؤمن في لحده أتاه السرور الّذي أدخله عليه. فيقول: أما تعرفني؟

فيقول : و من أنت؟

فيقول : أنا السرور الّذي أدخلتني على فلان.

أنا اليوم أونس وحشتك و ألقّنك حجّتك. و اثبّتك بالقول الثابت.

و اشهد بك مشاهد القيامة. و أشفع لك إلى ربّك. و اريك منزلتك من الجنّة (1) (كشف الغمّة ج 3 ص 166).

ص:291


1- - قال الإمام الصادق عليه السلام : من أدخل على مؤمن سروراً خلق اللّه عزّ و جلّ من ذلك السرور خلقاًفيلقّاه عند موته فيقول له : أبشر - يا وليّ اللّه - بكرامة من اللّه و رضوان. ثمّ لا يزال معه حتّى يدخله قبره (الكافي ج 2 ص 191 و بحار الأنوار ج 71 ص 296).

السعادة

860 - قال الإمام الصادق عليه السلام : السعادة سبب خير تمسّك به السعيد. فيجرّه إلى النجاة (الإحتجاج ج 2 ص 243).

861 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : درك السعادات بمبادرة الخيرات و الأعمال الزاكيات (غرر الحكم ص 167).

862 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : أسعد الناس بالخير العامل به (غرر الحكم ص 105).

السفر

863 - (قال الإمام الصادق عليه السلام في حديث حول أيّام الشهر): ... التاسع منه مبارك.

و من سافر فيه رزق مالاً و يرى في سفره كلّ خير (1) (مكارم الأخلاق ج 2 ص 387).

864 - (قال الإمام الصادق عليه السلام في حديث حول أيّام الشهر): ... اليوم الثالث و العشرون من الشهر يوم صالح... و من سافر فيه غنم و أصاب خيراً (وسائل الشيعة ج 11 ص 403 و العدد القويّة ص 270).

ص:292


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : سافروا تصحوا و تغنموا (الدعوات ص 76). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : سافروا. فإنّكم إن لم تغنموا مالاً. أفدتم عقلاً (مكارم الأخلاق ج 1 ص 513). (من جملة ما جاء في ص 139 من الديوان المنسوب إلى أمير المؤمنين عليه السلام ) : تغرَّب عن الأوطان في طلب العُلى و سافرْ ففي الأسفار خمس فوائد تفرُّجُ همّ و اكتساب معيشة و علم و آداب و صحبة ماجد فإن قيل في الأسفار ذُلٌّ وَ محنة و قطع الفيافي و ارتكاب الشدائد فموت الفتى خيرٌ له من معاشه بدار هوان بين واشٍ و حاسد (راجع : مستدرك الوسائل ج 8 ص 115).

السكوت والصمت السليم من الآفة

السكوت والصمت السليم من الآفة (1)

السكوت و الصمت الممدوح

السكوت و الصمت الممدوح(2)

865 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إملاء الخير. خيرٌ من السكوت.

و السكوت خير من إملاء الشرّ (مكارم الأخلاق ج 2 ص 373 و أعلام الدين ص 198 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 61 و الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 535).

ص:293


1- - سُئل الإمام السجّاد عليه السلام عن الكلام و السكوت أيّهما أفضل ؟ فقال عليه السلام : لكلّ واحد منهما آفات. فإذا سلما من الآفات . فالكلام أفضل من السكوت. قيل : كيف ذلك - يا ابن رسول اللّه - ؟ قال عليه السلام : لأنّ اللّه عزّ و جلّ ما بعث الأنبياء و الأوصياء بالسكوت. إنّما بعثهم بالكلام. و لا استحقّت الجنّة بالسكوت. و لا استوجبت ولاية اللّه بالسكوت. و لا توقّيت النار بالسكوت. إنّما ذلك كلّه بالكلام. ما كنت لأعدل القمر بالشمس . إنّك تصفّ فضل السكوت بالكلام. و لست تصفّ فضل الكلام بالسكوت (الإحتجاج ج 2 ص 146). قال الإمام الصادق عليه السلام : إنّما سبب هلاك الخلق و نجاتهم الكلام و الصمت. فطوبى لمن رزق معرفة عيب الكلام و صوابه و علم الصمت و فوائده. فإنّ ذلك من أخلاق الأنبياء و شعار الأصفياء. و من علم قدر الكلام أحسن صحبة الصمت. و من أشرف على ما في لطائف الصمت و ائتمنه على خزائنه كان كلامه و صمته كلّه عبادة. و لا يطّلع على عبادته إلّاالملك الجبّار (مصباح الشريعة الباب 46).
2- - قال الإمام الصادق عليه السلام : الصمت شعار المحقّقين بحقائق ما سبق و جفّ القلم به. و هو مفتاح كلّ راحة من الدنيا و الآخرة. و فيه رضى الربّ. و تخفيف الحساب. و الصون من الخطايا و الزلل. قد جعله اللّه ستراً على الجاهل و زيناً للعالم. و معه عزل الهوى و رياضة النفس و حلاوة العبادة و زوال قسوة القلب و العفاف و المروة و الظرف. فأغلق باب لسانك عمّا لك منه بدّ. لا سيّما إذا لم تجد أهلاً للكلام عدا المذاكرة للّه و في اللّه (مصباح الشريعة الباب 46).

866 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : جمع الخير كلّه في ثلاث خصال :

النظر و السكوت و الكلام.

فكلّ نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو.

و كلّ سكوت ليس فيه فكرة (1) فهو غفلة.

و كلّ كلام ليس فيه ذكر فهو لغو.

فطوبى لمن كان نظره عبرة (2) و سكوته فكراً (3) و كلامه ذكراً و بكى على خطيئته.

و أمن الناس شرّه (4) (الخصال ص 98 و معاني الأخبار ص 344 و من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 290 و الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله المجلس 8 الحديث 2 و المجلس 22 الحديث 6 و الاختصاص ص 231). (راجع : تحف العقول ص 215 و ثواب الأعمال ص 212 و روضة الواعظين ج 2 ص 297 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 158).

ص:294


1- - في الفقيه : فكرٌ.
2- - في الفقيه و الأمالي و مشكاة الأنوار : عبراً.
3- - في الاختصاص : فكرة.
4- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إنّ المؤمن إذا نظر اعتبر. و إذا سكت تفكّر. و إذا تكلّم ذكر. و إذا استغنى شكر. و إذا أصابته شدّة صبر. فهو قريب الرضى بعيد السخط. يرضيه عن اللّه اليسير و لا يسخطه البلاء الكثير. قوّته لا تبلغ به و نيّته تبلغ. مغموسة في الخير يده. ينوي كثيراً من الخير. و يعمل بطائفة منه. و يتلهّف على ما فاته من الخير كيف لم يعمل به. و المنافق إذا نظر لها. و إذا سكت سها. و إذا تكلّم لغا. و إذا استغنى طغا. و إذا أصابه شدّة شكا. فهو قريب السخط. بعيد الرضى. يسخطه على اللّه اليسير. و لا يرضيه الكثير. قوّته تبلغ و نيّته لا تبلغ. مغموسة في الشرّ يده. ينوي كثيراً من الشرّ و يعمل بطائفة منه. و يتلهّف على ما فاته من الشرّ كيف لم يعمل به (شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 20 ص 280). (راجع: تحف العقول ص 212 و بحار الأنوار ص 50).

867 - قال الإمام الرضا عليه السلام : إنّ الصمت باب من أبواب الحكمة و إنّه ليكسب المحبّة و يوجب السلامة و راحة لكرام الكاتبين.

و إنّه دليل على كلّ خير (إرشاد القلوب ج 1 ص 203 الباب 28).

(راجع: قرب الإسناد ص 369 و الكافي ج 2 ص 113 و الاختصاص ص 232 و الخصال ص 158 و تحف العقول ص 445 و عيون الأخبار ج 1 الباب 26 الحديث 14 ص 234 و مشكاة الأنوار ج 1 ص 398 و كشف الغمّة ج 3 ص 393).

868 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : صمت يكسوك الكرامة خير من قول يكسبك الندامة (غرر الحكم ص 216).

869 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : صمت يعقبك السلامة خير من نطق يعقبك الملامة (غرر الحكم ص 217).

870 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : صمت تحمد عاقبته خير من كلام تذمّ مغبّته (غرر الحكم ص 216).

871 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : صمت يكسبك الوقار خير من كلام يكسوك العار (غرر الحكم ص 216).

872 - إنّ داود عليه السلام قال لسليمان عليه السلام : - يا بنيّ - عليك بطول الصمت إلّامن خير.

فإنّ الندامة على طول الصمت - مرّة واحدة - خير من الندامة على كثرة الكلام مرّات.

- يا بنيّ - لو أنّ الكلام كان من فضّة. ينبغي للصمت أن يكون من ذهب (قرب الإسناد ص 69).

873 - (جاء في الحديث): إنّ جوارح الإنسان تقول للّسان - في صبيحة كلّ يوم - :

ناشدناك اللّه إلّاما سكت. فإنّا ما نزال بخير ما دمت ساكتاً (أعلام الدين ص 428).

ص:295

874 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر فليقل خيراً أو ليسكت (مكارم الأخلاق ج 1 ص 292).

(راجع : الكافي ج 2 ص 667).

875 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : المرء مخبوء تحت لسانه.

ف زن كلامك و اعرضه على العقل و المعرفة.

فإن كان للّه و في اللّه فتكلّم به.

و إن كان غير ذلك فالسكوت خير منه... (بحار الأنوار ج 68 ص 285).

876 - (قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لرجل) : اصمت لسانك إلّامن خير (الكافي ج 2 ص 114).

877 - كان أبوذرّ رحمه الله يقول في خطبته : - يا مبتغي العلم - إنّ هذا اللسان مفتاح خير و مفتاح شرّ.

فأختم على لسانك كما تختم على ذهبك و ورقك (مشكاة الأنوار ج 1 ص 397).

878 - كان أبو ذرّ رحمه الله يقول : إجعل الكلام كلمتين :

كلمة خير تقولها.

و كلمة شرّ تسكت عنها.

و الثالثة لا تضرّ و لا تنفع. لا تردها (مشكاة الأنوار ج 1 ص 399).

(راجع : الأمالي للشيخ المفيد رحمه الله ص 215 المجلس 25).

ص:296

آثار و بركات السكوت و الصمت الممدوح

آثار و بركات السكوت و الصمت الممدوح (1)

الأمان من الندامة

879 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : عليك بلزوم الصمت فإنّه يلزمك السلامة.

و يؤمنك الندامة (غرر الحكم ص 216).

الحفظ

880 - (مكتوب في التوراة) : لا حارس أحفظ من الصمت (جامع الأخبار ص 520).

881 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا حافظ أحفظ من الصمت (من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 291 و الكافي ج 8 ص 18 و التوحيد ص 72 و الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله المجلس 52 الحديث 8 و تحف العقول ص 93 و غرر الحكم ص 216 و كنز الفوائد ج 2 ص 14 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 20).

الحكمة

882 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : الصمت حكم و السكوت سلامة.

و الكتمان طرف من السعادة (تحف العقول ص 223).

883 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إذا رأيتم المؤمن صموتاً وقوراً. فادنوا منه فإنّه يلقى الحكمة (إرشاد القلوب ج 1 ص 205 و تنبيه الخواطر ج 1 ص 106).

دليل التفكّر

884 - قال الإمام الكاظم عليه السلام : دليل العقل : التفكّر.

و دليل التفكّر : الصمت (الكافي ج 1 ص 16 و تحف العقول ص 386).

ص:297


1- - نذكر ههنا بالمناسبة بعض الآثار و البركات الّتي تترتّب على السكوت و الصمت الممدوح. ونذكر تلك الآثار و البركات على ترتيب حروف الهجاء.

الراحة

885 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : راحة الإنسان في حبس اللسان (جامع الأخبار ص 247).

886 - قال الإمام الصادق عليه السلام : السكوت راحة للعقل (الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله المجلس 68 الحديث 1 و من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 287).

الزينة

887 - قال الإمام الصادق عليه السلام : الصمت كنز وافر و زين الحليم. و ستر الجاهل (الاختصاص ص 232 و من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 283).

الستر

888 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من كفّ لسانه ستر اللّه عزّ و جلّ عورته (إرشاد القلوب ج 1 ص 205 و روضة الواعظين ج 2 ص 463 و تنبيه الخواطر ص 105).

889 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من خزن لسانه ستر اللّه عوراته (عوالي اللئالي ج 1 ص 101 و تنبيه الخواطر ج 1 ص 4). في تنبيه الخواطر : عورته.

890 - قال الإمام الصادق عليه السلام : الصمت كنز وافر و زين الحليم. و ستر الجاهل (الاختصاص ص 232 و من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 283).

سخط الشيطان

891 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : ما أرضى المؤمن ربّه عزّ و جلّ بمثل الحلم.

و لا أسخط الشيطان بمثل الصمت.

و لا عوقب الأحمق بمثل السكوت عنه (الأمالي للشيخ المفيد - عليه الرحمة - ص 118).

ص:298

السلامة

892 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من سرّه أن يسلم. فليلزم الصمت (تنبيه الخواطر ج 1 ص 105).

893 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : رحم اللّه عبداً تكلّم ف غنم.

أو سكت ف سلم (جامع الأخبار ص 520 الفصل 141).

894 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : رحم اللّه عبداً قال خيراً ف غنم.

أو سكت (عن سوء) ف سلم (مشكاة الأنوار ج 1 ص 399 و بحار الأنوار ج 68 ص 294). ما بين القوسين لم يذكر في بحار الأنوار.

(راجع : علل الشرائع ج 2 ص 385 الحديث 80).

895 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : في الصمت سلامة و أجر (أعلام الدين ص 272).

896 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : عليك بلزوم الصمت فإنّه يلزمك السلامة.

و يؤمنك الندامة (غرر الحكم ص 216).

897 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : الصمت حكم و السكوت سلامة.

و الكتمان طرف من السعادة (تحف العقول ص 223).

898 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : ألزم الصمت تسلم (الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 8 و الأمالي للشيخ المفيد رحمه الله ص 220 و كشف الغمّة ج 2 ص 334).

899 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : سكوت اللسان سلامة الإنسان (جامع الأخبار ص 247).

900 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : ألزم الصمت يلزمك النجاة والسلامة (غررالحكم ص216).

901 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : قل خيراً تغنم أو اصمت تسلم (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 10 ص 137).

902 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : ألزم الصمت فأدنى نفعه السلامة (غرر الحكم ص 216).

ص:299

الصلاح

903 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : صلاح الإنسان في حبس اللسان و بذل الإحسان (غرر الحكم ص 210).

طرد الشيطان

904 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأبي ذرّ رحمه الله : عليك بطول الصمت. فإنّه مطردة للشياطين و عون لك على أمر دينك (معاني الأخبار ص 335 و الخصال ص 526).

العافية

905 - قال الإمام الرضا عليه السلام : يأتي على الناس زمان تكون العافية فيه عشرة أجزاء.

تسعة منها في اعتزال الناس. و واحدة في الصمت (الخصال ص 437 و تحف العقول ص 446). في التحف : و واحد.

906 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : العافية عشرة أجزاء. تسعة منها في اعتزال الناس (1).

و واحدة في الصمت إلّاعن ذكر اللّه عزّ و جلّ (بحار الأنوار ج 68 ص 293).

العزّ

907 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : الزم السكوت و اصبر على القناعة بأيسر القوت.

تعزّ في دنياك و تعز في اخراك (غرر الحكم ص 216).

عقوبة الأحمق

908 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : ما أرضى المؤمن ربّه عزّ و جلّ بمثل الحلم.

و لا أسخط الشيطان بمثل الصمت. و لا عوقب الأحمق بمثل السكوت عنه (الأمالي للشيخ المفيد رحمه الله ص 118).

ص:300


1- - أي : شرار الناس.

عمران القلب

909 - (قال الربّ عزّ و جلّ في الحديث القدسي) : - يا أحمد - عليك بالصمت. فإنّ أعمر مجلس : قلوب الصالحين و الصامتين.

و إنّ أخرب مجلس : قلوب المتكلّمين بما لا يعنيهم (إرشاد القلوب ج 1 ص 378).

العون

910 - قال الإمام المجتبى عليه السلام : نعم العون : الصمت في مواطن كثيرة. و إن كنت فصيحاً (معاني الأخبار ص 401 و العدد القويّة ص 32).

العون على الدين

911 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : عليك بالصمت إلّامن الخير. فإنّه مطردة للشيطان عنك.

و عون لك على أمر دينك (تنبيه الخواطر ج 2 ص 68 و إرشاد القلوب ج 1 ص 276 و أعلام الدين ص 206). في إرشاد القلوب : خير. في أعلام الدين: و إنّه.

الغلبة على الشيطان

912 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : كف لسانك إلّامن خير. فإنّك بذلك تغلب الشيطان (تنبيه الخواطر ج 1 ص 105).

913 - قال أعرابي : - يا رسول اللّه - دلّني على عمل أنجو به .

فقال صلى الله عليه و آله : أطعم الجائع و أرو العطشان و أمر بالمعروف و إنه عن المنكر.

فإن لم تطق. فكف لسانك. فإنّك بذلك تغلب الشيطان (إرشاد القلوب ج 1 ص 205).

الكمال

914 - قال الإمام الصادق عليه السلام : كمال العقل في ثلاثة : التواضع للّه و حسن اليقين.

و الصمت إلّامن خير (بحار الأنوار ج 1 ص 131).

ص:301

الكنز

915 - قال الإمام الصادق عليه السلام : الصمت كنز وافر و زين الحليم. و ستر الجاهل (الاختصاص ص 232 و من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 283).

النجاة

916 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من صمت نجا (إرشاد القلوب ج 1 ص 204 الباب 28 و مكارم الأخلاق ج 2 ص 378 و تنبيه الخواطر ج 1 ص 104 و روضة الواعظين ج 2 ص 463).

917 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : الصمت منجاة (غرر الحكم ص 215).

918 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ثلاث منجيات : تكفّ لسانك و تبكي على خطيئتك و تلزم بيتك (الخصال ص 85 و تحف العقول ص 6 و الجعفريّات ص 379 و مشكاة الأنوار ج 1 ص 331). في تحف العقول و الجعفريّات هكذا: و يسعك بيتك.

919 - قال أعرابي : - يا رسول اللّه - دلّني على عمل أنجو به .

فقال صلى الله عليه و آله : أطعم الجائع و أرو العطشان و أمر بالمعروف و إنه عن المنكر.

فإن لم تطق. فكف لسانك. فإنّك بذلك تغلب الشيطان (إرشاد القلوب ج 1 ص 205).

920 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : ألزم الصمت يلزمك النجاة والسلامة (غررالحكم ص216).

921 - قال الإمام السجّاد عليه السلام : ثلاث منجيات للمؤمن : كفّ لسانه عن الناس و اغتيابهم.

و إشغاله نفسه بما ينفعه لآخرته و دنياه .

و طول البكاء على خطيئته (تحف العقول ص 282). (راجع : معدن الجواهر ص 69).

النور

922 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : الصمت نورٌ (كشف الغمّة ج 3 ص 490 و كنز الفوائد ج 2 ص 14 و بحار الأنوار ج 68 ص 293 و ج 75 ص 79).

ص:302

أجر و ثواب السكوت و الصمت الممدوح في الآخرة

923 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : في الصمت سلامة و أجر (أعلام الدين ص 272).

924 - قال الإمام الصادق عليه السلام : لا يزال العبد المؤمن يكتب محسناً (1) ما دام ساكتاً.

فإذا تكلّم كتب محسناً أو مسيئاً (الكافي ج 2 ص 116).

(راجع : الخصال ص 15 و روضة الواعظين ج 2 ص 459 و الاختصاص ص 233 و مشكاة الأنوار ج 1 ص 390 و ثواب الأعمال ص 196 باب: ثواب السكوت).

925 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : الزم السكوت و اصبر على القناعة بأيسر القوت تعزّ في دنياك و تعز في اخراك (غرر الحكم ص 216).

926 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأبي ذرّ : ألا اعلّمك عملاً ثقيلاً في الميزان خفيفاً على اللسان ؟

قال : بلى - يا رسول اللّه - .

قال صلى الله عليه و آله : الصمت و حُسن الخلق و ترك ما لا يعنيك (إرشاد القلوب ج 1 ص 206).

927 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : - أيّها الناس - ألا انبّئكم بأمرين خفيف مؤنتهما عظيم أجرهما لم يلق اللّه بمثلهما ؟

طول الصمت و حسن الخُلق (أعلام الدين ص 336).

928 - قالت التلامذة لعيسى عليه السلام : دلّنا على عمل ندخل به الجنّة.

قال : لا تنطقوا أبداً.

قالوا : لا نستطيع ذلك.

قال : فلا تنطقوا إلّابخير (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 10 ص 137).

ص:303


1- - أي : مثاباً.

929 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : الصمت عبادة لمن ذكر اللّه عزّ و جلّ (بحار الأنوار ج 68 ص 294).

930 - قال الإمام السجاّد عليه السلام : إنّ لسان ابن آدم يشرف على جميع جوارحه كلّ صباح.

فيقول : كيف أصبحتم ؟

فيقولون : بخير إن تركتنا. و يقولون : اللّه اللّه فينا.

ويناشدونه ويقولون : إنّما : نثاب ونعاقب بك (الكافي ج 2 ص 115).

(راجع : الخصال ص 5 و ثواب الأعمال ص 282 و الإختصاص ص 230).

931 - قال الإمام الصادق عليه السلام : أما ترضون أن تقيموا الصلاة و تؤتوا الزكاة وتكفّوا ألسنتكم و تدخلوا الجنّة (الكافي ج 8 ص 288 و المحاسن ج 1 ص 250).

932 - جاء أعرابي إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله فقال : دلّني على عمل أدخل به الجنّة.

قال صلى الله عليه و آله : أطعم الجائع و أسق الظمأن وأمر بالمعروف و إنه عن المنكر.

فإن لم تطق فكفّ لسانك إلّامن خير فإنّك بذلك تغلب الشيطان (تنبيه الخواطر1:105).

933 - إنّ آدم عليه السلام لمّا كثر ولده و ولد ولده كانوا يحدّثون عنده و هو ساكت.

فقالوا : - يا أبة - ما لك لا تتكلّم.

فقال عليه السلام : - يا بنيّ - إنّ اللّه جلّ جلاله لمّا أخرجني من جواره عهد إليّ و قال : أقِل (1)كلامك ترجع إلى جواري (قصص الأنبياء عليهم السلام للشيخ الراوندي رحمه الله ص 48 و قصص الأنبياء عليهم السلام للسيّد الجزائري رحمه الله ص 51).

934 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : طوبى لمن ... أنفق الفضل من ماله و أمسك الفضل من كلامه (تفسير القمّي رحمه الله ج 2 ص 70).

ص:304


1- - في قصص الأنبياء عليهم السلام للسيّد الجزائري رحمه الله : أقلل.

السكوت و الصمت المذموم

935 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : كلّ سكوت ليس فيه فكر (1)فهو غفلة (الخصال ص 98 و من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 290 و تحف العقول ص 94 و معاني الأخبار ص 344 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 158 و المحاسن ج 1 ص 5 الحديث 10).

936 - قال عليه السلام : كلّ سكوت ليس فيه تفكّر فهو سهو (معدن الجواهر ص 70).

937 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا خير في الصمت عن الحكم.

كما أ نّه لا خير في القول بالجهل (الكافي ج 8 ص 20 و شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 19 ص 9 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 40).

938 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا خير في الصمت عن الحكمة.

كما أ نّه لا خير في القول بالباطل (غرر الحكم ص 60).

939 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا خير في السكوت عن الحقّ كما أ نّه لا خير في القول بالجهل (غرر الحكم ص 70).

940 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : الصمت بغير تفكّر خرس (غرر الحكم ص 217).

941 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : ... المنافق إذا نظر لها. و إذا سكت سها. و إذا تكلّم لغا.

و إذا استغنى طغا. و إذا أصابه شدّة شكا... (شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 20 ص 280).

(راجع: بحار الأنوار ص 50 وتحف العقول ص 212).

ص:305


1- - في بعض المصادر : فكرة.

السلام

942 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ألا اخبركم بخير أخلاق الدنيا و الآخرة ؟

قالوا : بلى - يا رسول اللّه - .

فقال صلى الله عليه و آله : إفشاء السلام في العالم (مستدرك الوسائل ج 8 ص 362).

943 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : أفش السلام يكثر خير بيتك (1) (الخصال ص 180).

944 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : السلام اسم من أسماء اللّه تعالى. فأفشوه بينكم .

فإنّ الرجل المسلم إذا مرّ بالقوم فسلّم عليهم. فلم يردّ عليه. ردّ عليه من هو خير منهم وأطيب (مشكاة الأنوار ج 2 ص 34 و روضة الواعظين ج 2 ص 440).

ص:306


1- أي : الملائكة عليهم السلام . 1 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : افشوا السلام - تسلموا (جامع الأخبار ص 230 الفصل 46). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : أو لا أدلّكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم (مشكاة الأنوار ج 1 ص 280 و ج 2 ص 34). (قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لرجل) : متى لقيت من امّتي أحداً. فسلّم عليه. يطل عمرك (عوالي اللئالي ج 2 ص 135). قال أمير المؤمنين عليه السلام : السلام سبعون حسنة. تسعة و ستّون للمبتدي. و واحدة للرادّ (جامع الأخبار ص 230 و مشكاة الأنوار ج 2 ص 29). قال الإمام الصادق عليه السلام : من قال : سلام عليكم فهي عشر حسنات. و من قال : سلام عليكم و رحمة اللّه. فهي عشرون حسنة. و من قال : سلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته. فهي ثلاثون حسنة (مشكاة الأنوار ج 2 ص 30). قال رسول اللّه عليه السلام : إنّ من موجبات المغفرة : بذل السلام و حسن الكلام (جامع الأخبار ص 230). قال الإمام الصادق عليه السلام : البادى بالسلام أولى باللّه و رسوله (جامع الأخبار ص 230). قال الإمام الصادق عليه السلام : السلام تحيّة لملّتنا وأمان لذمّتنا (جامع الأخبار ص 231).

السلام على أهل المنزل

945 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إذا دخلت بيتك فسلّم عليهم. يكثر خيرك (عوالي اللئالي ج 2 ص 135).

946 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأبي ذرّ : إن أردت أن يكثر خير بيتك. فإذا دخلت منزلك فسلّم عليهم (1) (مستدرك الوسائل ج 3 ص 458).

ص:307


1- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إذا دخل أحدكم بيته فليسلّم. تنزله البركة و تؤنسه الملائكة (مشكاة الأنوار ج 2 ص 23). قال الإمام الصادق عليه السلام : إذا دخلت منزلك فقل: بسم اللّه وباللّه. و سلّم على أهلك. وإن لم يكن فيه أحد فقل: بسم اللّه وسلام على رسوله وعلى أهل بيته. والسلام علينا وعلى عباد اللّه الصالحين. فإذا قلت ذلك فرّ الشيطان من منزلك (مشكاة الأنوار ج 2 ص 23 و جامع الأخبار ص 232). في جامع الأخبار : فإن. قال الإمام الصادق عليه السلام : يسلّم الرجل - إذا دخل على أهله - . و إذا دخل يضرب بنعليه. و يتنحنح . يصنع ذلك حتّى يؤذنهم. أ نّه قد جاء. حتى لا يرى شيئاً يكرهه (مشكاة الأنوار ج 2 ص 23 و جامع الأخبار ص 231 الفصل 46). قال الإمام الصادق عليه السلام : من التواضع أن تسلّم على من لقيت (جامع الأخبار ص 230 و مشكاة الأنوار ج 2 ص 2). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ما فشا السلام في قوم إلّاأمنوا من العذاب. فإن فعلتموه دخلتم الجنّة (مستدرك الوسائل ج 8 ص 363). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ألا أدلّكم على شيء إذا فعلتموه دخلتم الجنّة ؟ قالوا : بلى - يا رسول اللّه - . قال صلى الله عليه و آله : أطعموا الطعام. و افشوا السلامة. و صلّوا بالليل و الناس نيام. تدخلوا الجنّة بسلام (مستدرك الوسائل ج 8 ص 363).1

سنّة رسول اللّه صلى الله عليه و آله اتّباع السنّة المحمّدية صلى الله عليه و آله

947- قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خير السنن : سنّة محمّد (الاختصاص ص 342 و تفسير القمّي رحمه الله ج 1 ص 318 و كنز الفوائد ج 1 ص 216).

948 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : عليكم بسنّتي.

ف عمل قليل في سنّة خيرٌ من عمل كثير في بدعة (الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 522 المجلس 18 و إرشاد القلوب ج 1 ص 317 الباب 50).

949 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : عمل قليل في سنّة خير من عمل كثير في بدعة (دعائم الإسلام ج 1 ص 213 و الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 385 المجلس 13).

950 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : اقتصاد في سنّة خير من اجتهاد في بدعة (وسائل الشيعة ج 1 ص 111 الباب 26).

951 - (قال أمير المؤمنين عليه السلام لجماعة من الناس) : أدعوكم إلى كتاب اللّه عزّ و جلّ و سنّة نبيّه صلى الله عليه و آله .

فإن تجيبوا إلى ذلك. فللرشد أصبتم. و للخير وفّقتم.

و إن تأبوا لم تزدادوا من اللّه إلّابُعداً (مناقب آل أبي طالب عليهم السلام ج 3 ص 309).

ص:308

السنّة الحسنة

سنّة الخير

952 - قال الإمام الصادق عليه السلام : خير ما يخلفه الرجل بعده ثلاثة : ولد بارّ يستغفر له .

و سنّة خير يقتدى به فيها. و صدقة تجري من بعده (أمالي الشيخ الطوسي رحمه الله ص237).

953 - قال الإمام الصادق عليه السلام : ما من مؤمن سنّ على نفسه سنّة حسنة أو شيئاً من الخير ثمّ حال بينه و بين ذلك حائل إلّاكتب اللّه له ما أجرى على نفسه أيّام الدنيا (1)(المحاسن ج 1 الباب 8 الحديث 10).

954 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : لم يمت من ترك أفعالاً يقتدى بها من الخير (2) (كنز الفوائد ج 1 ص 349).

ص:309


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من سنّ سنّة حسنة فله أجرها و أجر من عمل بها إلى يوم القيامة. من غيرأن ينقص من اجورهم شيء (الكافي ج5 ص9 وتحف العقول ص243). (راجع: الخصال ص240).
2- - قال الإمام الصادق عليه السلام : (ستّ) خصال ينتفع بها المؤمن بعد موته : ولد صالح يستغفر له. و مصحف يقرء فيه . و قليب يحفره. و غرس يغرسه. و صدقة ماء يجريه. و سنّة حسنة يؤخذ بها بعده (الخصال ص 323 و الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله المجلس 32 الحديث 1). مابين القوسين لم يذكر في الأمالي. في الأمالي : منه. قال الإمام الصادق عليه السلام : ليس يتبع الرجل بعد موته من الأجر إلّاثلاث خصال : صدقة أجراها في حياته. فهي تجري بعد موته إلى يوم القيامة صدقة موقوفة لا تورّث. أو سنّة هدى سنّها فكان يعمل بها و عمل من بعده غيره. أو ولد صالح يستغفر له (الخصال ص 151) و (راجع : عوالي اللئالي ج 3 ص 260). قال الإمام الصادق عليه السلام : ليس يتّبع الميّت بعد موته من الأجر إلّاثلاث خصال : صدقة أجراها في حياته فهي تجري بعد موته. و سنّة هو سنّها فهي يعمل بها بعد موته. أو ولد صالح يدعو له (تهذيب الأحكام ج 9 ص الباب ) و (راجع : الكافي ج 7 ص 56).

الشكر

955 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : كان فيما أعطى اللّه عزّ و جلّ موسى عليه السلام في الألواح الأوّل :

اشكر لي و لوالديك. آتيك المتألّف . و انسىء لك في عمرك. و أحيك حياة طيّبتاً.

و أقلبك إلى خير منها (كشف الغمّة ج 3 ص 91).

956 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : اتّق اللّه. و ليكن أولى الاُمور بك : الشكر للّه عزّ و جلّ في السرّ و علانيّة. فإنّ الشكر خير زاد (1) (تفسير فرات الكوفي رحمه الله ص 432).

957 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : عجباً لأمر المؤمن.

إنّ أمره كلّه له خير. و ليس ذلك لأحد إلّاالمؤمن.

إن اصابته سرّاء. شكر. فكان خيراً له .

و إن أصابته ضرّاء صبر. فكان خيراً له (مسكّن الفؤاد ص 50 الباب 2).

958 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير الأعمال ما اكتسب شكراً (غرر الحكم ص 156).

959 - قال الإمام الحسن المجتبى عليه السلام : الخير الّذي لا شرّ فيه : الشكر مع النعمة.

و الصبر على النازلة (تحف العقول ص 234).

960 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : من كثر شكره كثر خيره (غرر الحكم ص 280).

961 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : من قلّ شكره زال خيره (غرر الحكم ص 280).

ص:310


1- - قال الإمام الصادق عليه السلام : ... ما أنعم اللّه على عبد بنعمة فشكرها بسجدة يحمد اللّه تعالى فيها ففرغ منها حتّى يؤمر له بالمزيد من الدارين (مكارم الأخلاق ج 1 ص 565). قال الإمام الصادق عليه السلام : ما أنعم اللّه على عبد بنعمة فعرفها بلقبه و جهر ب حمد اللّه عليها ففرغ منها حتّى يؤمر له بالمزيد من الدارين (بحار الأنوار ج 83 ص 207). قال الإمام الصادق عليه السلام : الشكر زيادة في النعم و أمان من الغير (الكافي ج 2 ص 94).

962 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خصلتان من رزقهما فقد اعطي خير الدنيا و الآخرة :

من إذا ابتلي صبر. و إذا اعطي شكر (1) (تنبيه الخواطر ج 2 ص 247).

963 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : ثلاث من كنّ فيه فقد رزق خير الدنيا و الآخرة.

هنّ : الرضا بالقضاء . و الصبر على البلاء. و الشكر في الرخاء (غرر الحكم ص 282).

964 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ثلاث خصال يدرك بها خير الدنيا و الآخرة :

الشكر عند النعماء. و الصبر عند الضرّاء.

و الدعاء عند البلاء (إرشاد القلوب ج 1 ص 292).

965 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : أربع من اعطيهنّ فقد اعطي خير الدنيا و الآخرة :

بدناً صابراً و لساناً ذاكراً و قلباً شاكراً و زوجة صالحة (الجعفريّات ص 378).

966 - قال الإمام الباقر عليه السلام : ما من عبد اعطي قلباً شاكراً و لساناً ذاكراً و جسداً على البلاء صابراً و زوجة صالحة إلّاوقد اعطي خير الدنيا و الآخرة (2) (مشكاة الأنوار ج 2 ص 211).

ص:311


1- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : المؤمن إذا نظر اعتبر. و إذا سكت تفكّر. و إذا تكلّم ذكر. و إذا اعطي شكر. و إذا ابتلي صبر (غرر الحكم ص 90). قال الإمام الصادق عليه السلام : من اعطي الشكر اعطي الزيادة. يقول اللّه عزّ و جلّ : لئن شكرتم لأزيدنّكم (الكافي ج 2 ص 95). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : الطاعم الشاكر له من الأجر له من الأجر كأجر الصائم المحتسب. و المعافى الشاكر له من الأجر كأجر المبتلى الصابر. و المعطي الشاكر له من الأجر كأجر المحروم القانع (الكافي ج 2 ص 94).
2- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من اعطي قلباً شاكراً و زوجة صالحة - تعينه على أمر دنياه و آخرته - فقداوتي في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و وقي عذاب النار (فقه القرآن ج 1 ص 299).

الشور و المشورة مع أهل الصلاح

الأخذ بقول النصيح

967 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : جماع الخير في المشاورة و الأخذ بقول النصيح (1) (غرر الحكم ص 441).

968 - قال الإمام الصادق عليه السلام : إذا أردت أمراً فلا تشاور فيه أحداً حتّى تشاور ربّك.

(قال الراوي) : قلت : و كيف اشاور ربّي ؟

قال عليه السلام : تقول : استخير اللّه - مأة مرّة - ثمّ تشاور الناس. فإنّ اللّه يجري لك الخيرة على لسان من أحبّ (مكارم الأخلاق ج 2 ص 98).

969 - روى هارون بن خارجة عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إذا أراد أحدكم أمراً فلا يشاور فيه أحداً من الناس حتّى يبدء فيشاور اللّه تبارك و تعالى.

قال : قلت : و ما مشاورة اللّه تعالى - جعلت فداك - ؟

قال عليه السلام : يبدء فيستخير اللّه فيه أوّلاً. ثمّ يشاور فيه.

فإنّه إذا بدء باللّه تعالى أجرى له الخيرة على لسان من يشاء من الخلق (من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 335).

(راجع: المحاسن ج 2 ص 431 و فتح الأبواب ص 136 و معاني الأخبار ص 144).

ص:312


1- - قال الإمام الصادق عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : مشاورة العاقل الناصح رشد و يمن و توفيق من اللّه عزّ و جلّ. فإذا أشار عليك الناصح العاقل فإيّاك و الخلاف . فإنّ في ذلك العطب (المحاسن ج 2 ص 438 و مكارم الأخلاق ج 2 ص 99). أي : الهلاك. قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : لا مظاهرة أوثق من المشاورة و لا عقل كالتدبير (المحاسن ج 2 ص 435).

970 - عن المعلّى بن خنيس قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : ما يمنع أحدكم إذا ورد عليه ما لا قبل له به أن يستشير رجلاً عاقلاً له دين و ورع (1).

ثمّ قال أبو عبد اللّه عليه السلام : أمّا إنّه إذا فعل ذلك لم يخذله اللّه. بل يرفعه.

و رماه بخير الاُمور و أقربها إلى اللّه (المحاسن ج 2 ص 438).

971 - قال الإمام الصادق عليه السلام : استشر العاقل من الرجال الورع. فإنّه لا يأمر إلّابخير.

و إيّاك و الخلاف. فإنّ خلاف (2)الورع العاقل مفسدة في الدين و الدنيا (المحاسن ج 2 ص 437 و مكارم الأخلاق ج 2 ص 99).

ص:313


1- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : شاور في حديثك الّذين يخافون اللّه (الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله المجلس 50 الحديث 8 و تحف العقول ص 368 و المحاسن ج 2 ص 436). قال الإمام الباقر عليه السلام : استشر في امورك الّذين يخشون ربّهم (علل الشرائع ج 2 الباب 349 ص 328). قال الإمام الصادق عليه السلام : استشر في أمرك الّذين يخشون اللّه (تحف العقول ص 293). قال أمير المؤمنين عليه السلام : استشر عدوّك العاقل. وإحذر رأي صديقك الجاهل (غرر الحكم ص 442). قال الإمام الصادق عليه السلام : من استشار أخاه. فلم ينصحه محض الرأي سلبه اللّه رأيه (المحاسن ج 2 ص 438).
2- - في بحار الأنوار ج ص : مخالفة.

النوادر

972 - قال الإمام الرضا عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ما من قوم كانت لهم مشورة. فحضر معه من اسمه : محمّد أو أحمد.

فأدخلوه في مشورتهم إلّاكان خيراً لهم (1)(مكارم الأخلاق ج 1 ص 474).

ص:314


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ما اجتمع قوم قطّ في مشورة و فيهم رجل اسمه محمّد. فلم يدخلوه في مشورتهم إلّالم يبارك فيهم (مناقب آل أبي طالب عليهم السلام ج 1 ص 289). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ما من مائدة وضعت فحضر عليها من اسمه : محمّد أو أحمد. إلّاقدّس ذلك المنزل في كلّ يوم مرّتين (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 19 ص 369). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إذا سمّيتم ولدكم محمّداً. فلا تسبّوه و لا تضربوه. بورك في بيت فيه محمّد. و مجلس فيه محمّد. و رفقة فيها محمّد (مناقب آل أبي طالب عليهم السلام ج 1 ص 289).

الصبر

الصبر (1)

973 - وَأَن تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ«25» (النساء).

974 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : الصبر خير مركب (2) .

ما رزق اللّه عبداً خيراً له و لا أوسع من الصبر (مسكّن الفؤاد ص 50).

975 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : الصبر خير في عواقب الاُمور (مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 209).

976 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : الصبر خير جنود المؤمن (غرر الحكم ص 280).

977 - قال الإمام الصادق عليه السلام : الصبر خير (الكافي ج 3 ص 226).

978 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير المراكب : مركب الصبر (3) (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 1 ص 319).

979 - قال الإمام الحسين عليه السلام : عليك بالصبر. فإنّ الخير في الصبر .

و الصبر من الكرم.

و دع الجزع. فإنّ الجزع لا يغنيك (الكافي ج 8 ص 207).

980 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : وجدنا خير عشينا : الصبر (الدعوات ص 167).

ص:315


1- - أوحى اللّه تعالى إلى داود عليه السلام : تخلّق بأخلاقي. و إنّ من أخلاقي الصبر (مسكّن الفؤاد ص 47). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : الصبر كنز من كنوز الجنّة (مسكّن الفؤاد ص 47).
2- - الجعفريّات ص 247.
3- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : من استوطأ مركب الصبر ظفر (غرر الحكم ص 283). قال أمير المؤمنين عليه السلام : من ركب مركب الصبر اهتدي إلى ميدان النصر (البحار ج 68 ص 96 و كشف الغمّة ج 3 ص 490). في كشف الغمّة : مضمار.

981 - قال أمير المؤمنين عليه السلام للإمام الحسين عليه السلام : - يا بنيّ - العقل خليل المرء.

و الحلم وزيره. و الرفق والده.

و الصبر من خير جنوده (الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 146 المجلس 5 و كشف الغمّة ج 2 ص 21).

982 - قال الإمام الصادق عليه السلام : الصبر يعقّب (1) خيراً. فأصبروا تظفروا.

و واظبوا على الصبر تؤجروا (مشكاة الأنوار ج 1 ص 47).

983 - قال الإمام الصادق عليه السلام : الصبر يعقّب خيراً .

فأصبروا و وطّنوا (2) أنفسكم على الصبر تؤجروا (الكافي ج 2 ص 89 و مسكّن الفؤاد ص 51).

984 - قال الإمام الحسن المجتبى عليه السلام : الخير كلّه في صبر ساعة تورث راحة طويلة و سعادة كثيرة (إشاد القلوب ج 1 ص 66 الباب 4).

985 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : عليكم بالصبر. فإنّ الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد. فكما لا خير في جسد لا رأس له. لا خير في إيمان لا صبر معه (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 1 ص 324 و راجع ج 18 ص 232).

ص:316


1- - أي : يورث .
2- - في بحار الأنوار ج 79 ص 139 : و وطّئوا.

الصبر على البلاء

986 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خصلتان من رزقهما فقد اعطي خير الدنيا و الآخرة :

من إذا ابتلي صبر. و إذا اعطي شكر (تنبيه الخواطر ج 2 ص 247).

987 - قال الإمام الحسن المجتبى عليه السلام : الخير الّذي لا شرّ فيه : الشكر مع النعمة.

و الصبر على النازلة (تحف العقول ص 234).

988 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : عجباً لأمر المؤمن.

إنّ أمره كلّه له خير. و ليس ذلك لأحد إلّاالمؤمن.

إن اصابته سرّاء. شكر. فكان خيراً له .

و إن أصابته ضرّاء صبر. فكان خيراً له (مسكّن الفؤاد ص 50 الباب 2).

989 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ثلاث خصال يدرك بها خير الدنيا و الآخرة :

الشكر عند النعماء. و الصبر عند الضرّاء.

و الدعاء عند البلاء (إرشاد القلوب ج 1 ص 292).

990 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : ثلاث من كنّ فيه فقد رزق خير الدنيا و الآخرة.

هنّ : الرضا بالقضاء .

و الصبر على البلاء.

و الشكر في الرخاء (غرر الحكم ص 282).

991 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ثلاث من رزقهنّ فقد رزق خير الدارين : الرضا بالقضاء.

و الصبر على البلاء. و الدعاء في الرخاء (مسكّن الفؤاد ص 49 الباب 2).

ص:317

992 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ثلاث (1) من رزقهنّ فقد جمع اللّه له خير الدنيا و الآخرة:

الرضا بالقضاء . و الصبر عند البلاء. و الدعاء عند الشدّة و الرخاء (الدعوات للشيخ الراوندي - عليه الرحمة - ص 121).

993 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : أربع من اعطيهنّ فقد اعطي خير الدنيا و الآخرة :

بدناً صابراً و لساناً ذاكراً و قلباً شاكراً و زوجة صالحة (الجعفريّات ص 378).

994 - قال الإمام الباقر عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : قال اللّه عزّ و جلّ : إذا أردت أن أجمع (2) للمسلم خير الدنيا و الآخرة جعلت له : قلباً خاشعاً. و لساناً ذاكراً.

و جسداً على البلاء صابراً.

و زوجة مؤمنه تسّره إذا نظر إليها. و تحفظه إذا غاب عنها في نفسها و ماله (الكافي ج 5 ص 327 و دعائم الإسلام ج 2 ص 194).

995 - قال الإمام الصادق عليه السلام : من قدّم ولداً كان خيراً له من سبعين يخلفهم بعده كلّهم قد ركب الخيل و قاتل في سبيل اللّه عزّ و جلّ (3) (من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 112).

ص:318


1- - في بحار الأنوار ج 68 ص 156 هكذا : ثلاث من كنّ فيه جمع اللّه له خير الدنيا و الآخرة.
2- - في مستدرك الوسائل ج 14 ص 169 هكذا : إذا أردت أن أعطي عبدي خير الدنيا و الآخرة.
3- - قال الإمام الباقر عليه السلام : من صبر على مصيبة زاده اللّه عزّاً إلى عزّه. و أدخله الجنّة مع محمّد و أهل بيته : (ثواب الأعمال ص 235).

996 - (كتب الإمام الصادق عليه السلام ) إلى عبد اللّه بن الحسن - حين حمل هو و أهل بيته - يعزّيه عمّا صار إليه : بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

إلى الخلف الصالح و الذرّية الطيّبة من ولد أخيه و ابن عمّه.

أمّا بعد. فلئن كنت قد تفرّدت أنت و أهل بيتك ممّن حمل معك بما أصابكم ما انفردت بالحزن و الغيظ و الكآبة و أليم وجع القلب دوني.

و لقد نالني من ذلك من الجزع و القلق و حرّ المصيبة مثل ما نالك.

و لكن رجعت إلى ما أمر اللّه جلّ و عزّ به المتّقين من الصبر و حسن العزاء.

حين يقول تعالى لنبيّه صلى الله عليه و آله : وَ اصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا.

و حين يقول عزّ و جلّ : فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَ لا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ.

و حين يقول تعالى لنبيّه صلى الله عليه و آله - حين مثّل بحمزة - : وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ.

وَ لَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصّابِرِينَ.

ف صبر رسول اللّه صلى الله عليه و آله . و لم يعاقب.

و حين يقول عزّ و جلّ : وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَيْها لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً. نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَ الْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى.

و حين يقول عزّ و جلّ : الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ.

و حين يقول تعالى : إِنَّما يُوَفَّى الصّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ.

و حين يقول لقمان لإبنه : وَ اصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ.

و حين يقول عزّ و جلّ عن موسى عليه السلام : قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَ اصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ.

ص:319

و حين يقول تعالى : الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ.

و حين يقول عزّ و جلّ : ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَ تَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ.

و حين يقول تعالى : وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الأَمْوالِ وَ الأَنْفُسِ وَ الثَّمَراتِ وَ بَشِّرِ الصّابِرِينَ.

و حين يقول عزّ و جلّ : وَ كَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ ما ضَعُفُوا وَ مَا اسْتَكانُوا وَ اللّهُ يُحِبُّ الصّابِرِينَ.

و حين يقول تعالى : وَ الصّابِرِينَ وَ الصّابِراتِ.

و حين يقول عزّ و جلّ : وَ اصْبِرْ حَتّى يَحْكُمَ اللّهُ وَ هُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ.

و أمثال ذلك من القرآن كثير.

و اعلم - أي عمّ و ابن عمّ - أنّ اللّه جلّ و عزّ لم يبال بضرّ الدنيا لوليّه ساعة قطّ.

و لا شيء أحبّ إليه من الضرّ و الجهد و البلاء مع الصبر. و إنّه تبارك و تعالى لم يبال بنعيم الدنيا لعدوّه ساعة قطّ. و لو لا ذلك ما كان أعداؤه يقتلون أوليائه و يخوفونهم و يمنعونهم. و أعداؤه آمنون مطمئنون عالون ظاهرون.

و لو لا ذلك لما قتل زكريّا و يحيى بن زكريّا عليهما السلام ظلماً و عدواناً في بغي من البغايا.

و لو لا ذلك ما قتل جدّك عليّ بن أبي طالب عليه السلام - لمّا قام بأمر اللّه جلّ و عزّ - ظلماً و عمّك الحسين بن فاطمة عليهما السلام اضطهاداً و عدواناً.

و لو لا ذلك ما قال اللّه جلّ و عزّ - في كتابه - : وَ لَوْ لا أَنْ يَكُونَ النّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَ مَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ.

و لو لا ذلك لما قال عزّ و جلّ - في كتابه - : أَ يَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَ بَنِينَ نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ.

ص:320

و لو لا ذلك لما جاء في الحديث : لو لا أن يحزن المؤمن لجعلت للكافر عصابة من حديد. فلا يصدع رأسه أبداً.

و لو لا ذلك لما جاء في الحديث : أنّ الدنيا لا تساوي عند اللّه جلّ و عزّ جناح بعوضة.

و لو لا ذلك ما سقى كافراً منها شربة من ماء.

و لو لا ذلك لما جاء في الحديث : لو أنّ مؤمناً على قلّة جبل. لإبتعث اللّه له كافراً. أو منافقاً يؤذيه.

و لو لا ذلك لما جاء في الحديث : أنّه إذا أحبّ اللّه قوماً - أو أحبّ عبداً - صبّ عليه البلاء صبّاً. فلا يخرج من غمّ إلّاوقع في غمّ.

و لو لا ذلك لما جاء في الحديث : ما من جرعتين أحبّ إلى اللّه عزّ و جلّ أن يجرعهما عبده المؤمن في الدنيا من جرعة غيظ. كظم عليها. و جرعة حزن عند مصيبة صبر عليها بحسن عزاء و احتساب.

و لو لا ذلك لما كان أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه و آله يدعون على من ظلمهم بطول العمر و صحّة البدن و كثرة المال و الولد.

و لو لا ذلك ما بلغنا أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله كان إذا خصّ رجلاً بالترحّم عليه و الإستغفار.

استشهد.

ف عليكم - يا عمّ و ابن عمّ و بني عمومتي و إخوتي - بالصبر و الرضا و التسليم و التفويض إلى اللّه - جلّ و عزّ - . و الرضا بالصبر على قضائه. و التمسّك بطاعته.

و النزول عند أمره.

أفرغ اللّه علينا و عليكم الصبر. و ختم لنا و لكم بالأجر و السعادة.

و أنقذنا و إيّاكم من كلّ هلكة - بحوله و قوّته - إنّه سميع قريب.

و صلّى اللّه على صفوته من خلقه - محمّد النبيّ و أهل بيته - (إقبال الأعمال ج 3 ص 83 و مسكّن الفؤاد ص 116 و بحار الأنوار ج 47 ص 299).

ص:321

الصبر على التأدّب بالآداب المحمّديّة صلى الله عليه و آله

997- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللّهِ وَرسُولِهِ (1) وَاتَّقُوا اللّهَ إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ«1»

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ (2) وَلاَ تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ (3) أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ (4) وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ (5)«2»

ص:322


1- - معناه : لا تقطعوا أمراً دون اللّه و رسوله و لا تعجّلوا به. و قيل : لا تمكّنوا أحداً يمشي أمام رسول اللّه صلى الله عليه و آله . بل كونوا تبعاً له. و أخّروا أقوالكم و أفعالكم عن قوله و فعله. قال ابن عبّاس : نهوا أن يتكلّموا قبل كلامه صلى الله عليه و آله . أي : إذا كنتم جالسين في مجلس رسول اللّه صلى الله عليه و آله فسُئل عن مسألة. فلا تسبقوه بالجواب حتّى يجيب النبيّ صلى الله عليه و آله أوّلاً. و قيل : معناه : لا تسبقوه بقول و لا فعل حتّى يأمركم به. و الأولى حمل الآية على الجميع. فإنّ كلّ شيء كان خلافاً للّه و رسوله إذا فعل فهو تقديم بين يدي اللّه و رسوله. و ذلك ممنوع.
2- - لأنّ فيه أحد الشيئين : إمّا نوع استخفاف به. فهو الكفر. و إمّا سوء الأدب. فهو خلاف التعظيم المأمور به .
3- - أي: غضّوا أصواتكم عند مخاطبتكم إيّاه و في مجلسه. فإنّه ليس مثلكم. إذ يجب تعظيمه و توقيره من كلّ وجه. و قيل معناه : لا تقولوا له - يا محمّد - كما يخاطب بعضكم بعضاً. بل خاطبوه بالتعظيم و التبجيل. و قولوا : - يا رسول اللّه - .
4- - أي: كراهة أن تحبط. أو لئلّا تحبط أعمالكم. و قيل : فتحبط أعمالكم.
5- - أي: و أنتم لا تعلمون أنّكم أحبطتم أعمالكم بجهر صوتكم على صوته. و ترك تعظيمه (مجمع البيان ج 9 ص 195 - 196).

إِنَّ الَّذِينَ (1) يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللّهِ (2) أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى (3) لَهُم مَغْفِرَةٌ (4) وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (5)«3»

إِنَّ الَّذِينَ (6) يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ (7) أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ (8)«4»

وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا (9) حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً (10) لَهُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (11)«5» (الحجرات).

ص:323


1- - ثمّ مدح سبحانه من يعظّم رسوله صلى الله عليه و آله و يوقّره.
2- - أي: يخفضون أصواتهم في مجلسه إجلالاً.
3- - أي: اختبرها فأخلصها للتقوى. و قيل معناه : أنّه علم خلوص نيّاتهم. لأنّ الإنسان يمتحن الشيء ليعلم حقيقته. و قيل معناه : عاملهم معاملة المختبر بما تعبّدهم به من هذه العبادة. فخلصوا على الاختبار كما يخلص جيّد الذهب بالنار (مجمع البيان ج 9 ص 196).
4- - من اللّه لذنوبهم.
5- - على طاعتهم.
6- - ثمّ خاطب النبيّ صلى الله عليه و آله .
7- - و هم الجفاة - من بني تميم - . لم يعلموا في أيّ حجرة هو صلى الله عليه و آله . فكانوا يطوفون على الحجرات و ينادونه.
8- - وصفهم اللّه سبحانه بالجهل و قلّة الفهم و العقل. إذ لم يعرفوا مقدار النبيّ صلى الله عليه و آله و لا ما استحقّه من التوقير. ف هم بمنزلة البهائم (مجمع البيان ج 9 ص 197). قال الإمام الصادق عليه السلام : عنى تعالى بذلك كسر بيوت رسول اللّه صلى الله عليه و آله و بيت عليّ بن أبي طالب عليه السلام (تفسير فرات الكوفي رحمه الله ص 426).
9- - من أن ينادوك من وراء الحجرات.
10- - في دينهم. بما يحرزونه من الثواب. و في دنياهم باستعمالهم حسن الأدب في مخاطبة الأنبياء. ليعدّوا بذلك في زمرة العقلاء.
11- - لمن تاب منهم (مجمع البيان ج 9 ص 197).

الصبر عن التشفّي و الإنتقام

998 - وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ (1) وَلَئِن صَبَرْتُمْ (2) لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (3)«126» (النحل).

999 - عن الحسين بن حمزة قال : سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول : لمّا رأى رسول اللّه صلى الله عليه و آله ما صنع بحمزة بن عبد المطّلب.

قال : اللّهمّ لك الحمد و إليك المشتكى. و أنت المستعان على ما أرى.

ثمّ قال صلى الله عليه و آله : لئن ظفرت لأمثلنّ. و لأمثلنّ.

قال عليه السلام : فأنزل اللّه تعالى : وَ إِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَ لَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصّابِرِينَ.

قال عليه السلام : فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : أصبر أصبر (تفسير العيّاشي رحمه الله ج 3 ص 29).

ص:324


1- - معناه : و إن أردتم معاقبة غيركم على وجه المجازات و المكافأة. فعاقبوا بقدر ما عوقبتم به.و لا تزيدوا عليه . إنّ المشركين لمّا مثّلوا بقتلى احد و بحمزة ابن عبد المطّلب - فشقّوا بطنه. و أخذت هند بنت عتبه كبده فجعلت تلوكه. و جدعوا أنفه و اذنه و قطعوا مذاكيره - . قال المسلمون : لئن أمكننا اللّه منهم ل نمثّلنّ بالأحياء. فضلاً عن الأموات. فنزلت الآية. و قيل : إنّ الآية عامّة في كلّ ظلم. ك غصب أو نحوه. فإنّما يجازي بمثل ما عمل (مجمع البيان ج 6 ص 605).
2- - أي: تركتم المكافأة و القصاص. و جرعتم مرارته (مجمع البيان ج 6 ص 605).
3- - معناه : الصبر خير و أنفع للصابرين لما فيه من جزيل الثواب (مجمع البيان ج 6 ص 606).

1000 - (من جملة ما جرى على حمزة رحمه الله بعد انتهاء غزوة احد) : فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السلام : - يا عليّ - اطلب عمّك.

فجاء عليّ عليه السلام فوقف على حمزة. فكره أن يرجع إليه صلى الله عليه و آله .

فجاء رسول اللّه صلى الله عليه و آله حتّى وقف عليه. فلمّا رأى ما فعل به بكى. ثمّ قال صلى الله عليه و آله : - و اللّه - ما وقفت موقفاً قطّ أغيظ عليّ من هذا المكان.

لئن أمكنني اللّه من قريش لأمثلنّ بسبعين رجلا منهم.

فنزل عليه جبرئيل عليه السلام فقال : وَ إِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَ لَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصّابِرِينَ .

فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : بل أصبر .

فألقى رسول اللّه صلى الله عليه و آله على حمزة بردة كانت عليه.

فكانت إذا مدّها على رأسه بدت رجلاه. و إذا مدّها على رجليه بدا رأسه.

فمدّها على رأسه و ألقى على رجليه الحشيش (تفسير القمّي رحمه الله ج 1 ص 151).

1001 - قال الإمام الصادق عليه السلام : يقول اللّه عزّ و جلّ لنبيّه صلى الله عليه و آله حين مثّل بحمزة :

وَ إِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَ لَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصّابِرِينَ.

و صبر صلى الله عليه و آله و لم يعاقب (1)(مستدرك الوسائل ج 2 ص 416).

ص:325


1- - إنّما أحبّ اللّه تعالى أن يجعل ذلك سنّة في المسلمين (بحار الأنوار ج 78 ص 395).

النوادر

1002 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : عجباً للعبد المؤمن - من شيعة محمّد و عليّ عليهما السلام - إن يصبر على أعدائه فقد جمع له خير الدارين.

و إن ما امتحن في الدنيا ذخر له في الآخرة (تفسير الإمام العسكري عليه السلام ص 577).

1003 - قال الإمام الصادق عليه السلام : من صبر و احتسب لم يخرج من الدنيا حتّى يقرّ اللّه له عينه - في أعدائه - مع ما يدّخر له في الآخرة (الكافي ج 2 ص 89).

1004 - (قال الإمام السجّاد عليه السلام في رسالة الحقوق) : و أمّا حقّ من ساء لك القضاء على يديه - بقول أو فعل - فإن كان تعمّدها. كان العفو أولى بك لما فيه له من القمع و حسن الأدب مع كثير أمثاله من الخلق.

فإنّ اللّه عزّ و جلّ يقول : وَ لَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ.

و قال عزّ و جلّ : وَ إِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَ لَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصّابِرِينَ.

هذا في العمد.

فإن لم يكن عمداً لم تظلمه بتعمّد الانتصار منه فتكون قد كافأته في تعمّد على خطأ و رفقت به. و رددته بألطف ما تقدر عليه (تحف العقول ص 271).

قال الإمام السجّاد عليه السلام : حقّ من سائك أن تعفو عنه .

و إن علمت أنّ العفو يضرّ. انتصرت.

قال اللّه تبارك و تعالى : وَ لَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (مكارم الأخلاق ج 2 ص 305).

ص:326

الصبر على الحقّ

1005 - قال الإمام الرضا عليه السلام : من صبر للحقّ عوّضه اللّه عزّ و جلّ خيراً ممّا صبر عليه (الفقه المنسوب إلى الإمام الرضا عليه السلام ص 368 الباب 101 و البحار ج 68 ص 90).

1006 - (قال الإمام الصادق عليه السلام لرجل) : إصبر على الحقّ. فإنّه لم يصبر أحد قطّ على الحقّ إلّاعوّضه اللّه عزّ و جلّ ما هو خير له (تنبيه الخواطر ج 1 ص 17).

الصبر على طاعة اللّه عزّ و جلّ

1007 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : من صبر على طاعة اللّه سبحانه عوّضه اللّه سبحانه خيراً ممّا صبر عليه (1)(غرر الحكم ص 184).

ص:327


1- - قال أمير المؤمينن عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : الصبر ثلاثة : صبر عند المصيبة و صبر على الطاعة و صبر عن المعصية. فمن صبر على المصيبة حتّى يردّها بحسن عزائها كتب اللّه له ثلاثمائة درجة. ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء إلى الأرض. و من صبر على الطاعة كتب اللّه له ستّمائة درجة. ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى العرش. و من صبر عن المعصية كتب اللّه له تسعمائة درجة. ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى منتهى العرش (الكافي ج 2 ص 91 و مسكّن الفؤاد ص 51 الباب 2). (راجع : جامع الأخبار ص 316 الفصل 71).

الصبر على القضاء و القدر

1008 - قال الإمام السجّاد عليه السلام : الصبر و الرضا عن اللّه رأس طاعة اللّه.

و من صبر و رضي عن اللّه فيما (1) قضى عليه - فيما أحبّ أو كره - لم يقض اللّه عزّ و جلّ له فيما أحبّ أو كره إلّاما هو خير له (الكافي ج 2 ص 60).

(راجع : مشكاة الأنوار ج 1 ص 74 و التمحيص ص 60).

1009 - (قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأبي ذرّ رحمه الله ) : ... إن استطعت أن تعمل للّه تعالى بالرضا في اليقين (2). فافعل.

فإن لم تستطع. (فإصطبر (3)) (4). فإنّ في الصبر على ما تكره خيراً كثيراً.

و إنّ النصر مع الصبر. و الفرج مع الكرب. و إنّ مع العسر يسراً (أعلام الدين ص 200 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 63 و مكارم الأخلاق ج 2 ص 377 و الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 536 المجلس 19).

1010 - قال الإمام الباقر عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : عجباً للمؤمن.

إنّ اللّه عزّ وجلّ لا يقضي له قضاءً إلّاكان خيراً له.

فإن ابتلي صبر. و إن اعطي شكر (المؤمن ص 27 و مشكاة الأنوار ج 1 ص 48).

1011 - قال الإمام الحسين عليه السلام لإبن أخيه عبداللّه بن الحسن عليه السلام في يوم عاشوراء:

- يا ابن أخي - إصبر على ما نزل بك. و احتسب في ذلك الخير. فإنّ اللّه يلحقك بآبائك الصالحين (اللهوف على قتلى الطفوف ص 173 و مثير الأحزان ص 74).

ص:328


1- - في كنز الفوائد ج 1 ص 131 هكذا : بما قضى عليه - فيما أحبّ أو كره - هو خير له.
2- - في تنبيه الخواطر هكذا : بالرضا و اليقين .
3- - في تنبيه الخواطر : فإصبر.
4- - ما بين القوسين لم يذكر في الأمالي و مكارم الأخلاق .

الصبر على المكروه

1012 - ... وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ (1) وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ«216» (البقرة).

1013 - فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً«19» (النساء).

1014 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : في الصبر على ما يكره خير كثير (مسكّن الفؤاد ص 48).

1015 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لرجل : إن استطعت أن تعمل بالصبر مع اليقين. فافعل.

فإن لم تستطع. فإصبر. فإنّ في الصبر على ما تكره خيراً كثيراً.

و اعلم إنّ الصبر مع النصر. و إنّ الفرج مع الكرب. و إنّ مع العسر يسراً.

إنّ مع العسر يسراً (من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 296 و مشكاة الأنوار ج 1 ص 44).

1016 - عن محمّد بن بشر قال : لمّا سيّر ابن الزبير. ابن عبّاس إلى الطائف. كتب إليه محمّد بن الحنفيّة : أمّا بعد. فقد بلغني أنّ ابن الجاهليّة سيّرك إلى الطائف.

فرفع اللّه عزّ و جلّ اسمه بذلك لك ذكراً و عظم لك أجراً و حطّ به عنك وزراً.

- يا ابن عمّ - إنّما يبتلى الصالحون. و إنّما تهدى الكرامة للأبرار.

و لو لم تؤجر إلّافيما تحبّ إذاً قلّ أجرك.

قال اللّه تعالى : وَ عَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ.

و هذا ما لست أشكّ أنّه خير لك عند بارئك.

عزم اللّه لك على الصبر في البلوى. و الشكر في النعماء.

إنّه على كلّ شيء قدير (الأمالي للشيخ المفيد رحمه الله ص 347 المجلس 41 و الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 119 المجلس 4).

ص:329


1- - ما هو خير لكم (بحار الأنوار ج 68 ص 104).

الصدق

1017 - فَلَوْ صَدَقُوا اللّهَ لَكَانَ (1) خَيْراً لَهُمْ«21» (محمّد صلى الله عليه و آله ).

1018 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : أربع من اعطيهنّ فقد اعطي خير الدنيا و الآخرة :

صدق حديث . و أداء أمانة. و عفّة بطن. و حسن خُلق (غرر الحكم ص 217).

1019 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : ليكن مرجعك إلى الصدق. فإنّ الصدق خير قرين (غرر الحكم ص 217).

1020 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : الزم الصدق وإن خفت ضرّه. فإنّه خير لك من الكذب المرجو نفعه (غرر الحكم ص 218).

1021 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : الصدق خير القول (غرر الحكم ص 217).

1022 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : الصدق خير مبنى (غرر الحكم ص 217).

1023 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير الكلام : الصدق (غرر الحكم ص 217).

1024 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير الخلال : صدق المقال و مكارم الأفعال (غرر الحكم ص 217).

1025 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : عليك بالصدق. فإنّه خير مبنى (غرر الحكم ص 217).

1026 - قال الإمام السجّاد عليه السلام : خير مفاتيح الاُمور : الصدق.

و خير خواتيمها : الوفاء (أعلام الدين ص 300).

1027 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا خير في ... الصدق إلّامع الوفاء (الإختصاص ص 243).

1028 - قال الإمام الصادق عليه السلام : كونوا دعاة للناس إلى الخير بغير ألسنتكم.

ليروا منكم الاجتهاد و الصدق و الورع (تنبيه الخواطر ج 1 ص 12 و مشكاة الأنوار ج 1 ص 389 و الكافي ج 2 ص 105). في الكافي هكذا : دعاة للناس بالخير.

ص:330


1- - الصدق (بحار الأنوار ج 19 ص 158).

1029 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير إخوانك من دعاك إلى صدق المقال بصدق مقاله .

و ندبك إلى أفضل الأعمال بحسن أعماله (1) (غرر الحكم ص 417).

ص:331


1- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إنّ الصادق على شفا منجاة و كرامة (من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 132 و مشكاة الأنوار ج 1 ص 388). قال الإمام الصادق عليه السلام : من صدق لسانه زكي عمله (مشكاة الأنوار ج 1 ص 387). قال الإمام الكاظم عليه السلام : أداء الأمانة و الصدق يجلبان الرزق . و الخيانة و الكذب يجلبان الفقر (تحف العقول ص 403). قال أمير المؤمنين عليه السلام : الصدق يهدي إلى البرّ . و البرّ يدعوا إلى الجنّة (مشكاة الأنوار ج 1 ص 388). قال أمير المؤمنين عليه السلام : لسان الصدق خير للمرء من المال يأكله ويورّثه (الإختصاص ص 365). قال أمير المؤمنين عليه السلام : لسان الصدق خير للمرء من المال يورّثه من لا يحمده (غرر الحكم ص 217). الصدق عماد الدين و نجاة المسلمين و هو تالي درجات النبوّة و رأس أمر الفتوّة. و موجب مرافقة النبيّين (إرشاد القلوب ج 1 ص 260 الباب 42). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من الهم أربعة أشياء : الصدق في كلامه. و الإنصاف من نفسي. و برّ والديه. و صلة رحمه. انسي في أجله و وسّع له في رزقه و متّع بعقله و سهّل عليه في سياقه و لقّن حجّته في قبره (معدن الجواهر ص 88). نزع الروح.

الصدقة

1030 - ... وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ (1) ... «280» (البقرة).

1031 - لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِن نَجْوَاهُمْ (2) إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذلِكَ (3) ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً«114» (النساء).

1032 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خير مال المرء و ذخائره : الصدقة (4)(عيون الأخبار ج 2 الباب 31 الحديث 245).

ص:332


1- - معناه : و تصدّقكم على المعسر بما عليه من الدَين خير لكم (فقه القرآن ج 1 ص 382). قال الإمام الصادق عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من أنظر معسراً كان له على اللّه في كلّ يوم صدقة بمثل ماله عليه حتّى يستوفي حقّه (تفسير العيّاشي رحمه الله ج 1 ص 281). عن يحيى بن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال : صعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله المنبر ذات يوم. فحمد اللّه وأثنى عليه. و صلّى على أنبيائه صلّى اللّه عليهم. ثمّ قال : - أيّها الناس - ليبلغ الشاهد منكم الغائب. ألا و من أنظر معسراً كان له على اللّه عزّ و جلّ في كلّ يوم صدقة بمثل ماله حتّى يستوفيه. ثمّ قال أبو عبد اللّه عليه السلام : وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة و إن تصدّقوا خير لكم إن كنتم تعلمون. أ نّه معسر. فتصدّقوا عليه بمالكم عليه فهو خير لكم (الكافي ج 4 ص 35 - 36 باب : انظار المعسر). (راجع : من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 32 باب : ثواب إنظار المعسر).
2- - لا خير في كثير من كلام الناس و محاوراتهم إلّامن أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس(تفسير القمّي رحمه الله ج 1 ص 180). نفى عزّ و جلّ الخير في النطق إلّافي هذه الاُمور الثلاثة (إرشاد القلوب ج 1 ص 231).
3- - أي : الصدقة أو المعروف أو الإصلاح بين الناس . أو : الأمر بها (بحار الأنوار ج 67 ص 218).
4- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : الصدقة تزيد في العمر. و تستنزل الرزق. و تقي مصارع السوء. و تطفىء غضب الربّ (عوالي اللئالي ج 1 ص 291 و بحار الأنوار ج 74 ص 166).

1033 - عن سليمان بن خالد عن أبي جعفر عليه السلام قال : ... إن شئت أخبرتك بأبواب الخير ؟

قلت : نعم - جعلت فداك - .

قال عليه السلام : الصوم جنّة (من النار) (1).

و الصدقة تذهب بالخطيئة .

و قيام الرجل في جوف الليل بذكر (2) اللّه عزّ و جلّ.

ثمّ قرء عليه السلام : تتجافى جنوبهم عن المضاجع (الكافي ج 2 ص 24 والمحاسن 1: 451).

1034 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا تردّوا السائل و لو بشقّ تمرة.

و أعطوا السائل و لو جاء على فرس.

و لا تردّوا سائلاً جائكم باللّيل.

فإنّه قد يسأل من ليس من الإنس و لا من الجنّ. و لكن ليزيدكم اللّه به خيراً (بحار الأنوار ج 93 ص 25 و دعائم الإسلام ج 1 ص 243).

1035 - روى هشام بن الحكم عن أبي عبد اللّه عليه السلام في الرجل يريد أن يعمل شيئاً من الخير مثل الصدقة و الصوم و نحو هذا ؟

قال عليه السلام : يستحبّ أن يكون ذلك يوم الجمعة. فإنّ العمل يوم الجمعة يضاعف (من لا يحضره الفقيه ج1 ص273 و الخصال ص392).

1036 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خير الصدقة ما أبقت غنى (بحار الأنوار ج 47 ص 61).

1037 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى (بحار الأنوار ج 71 ص 250).

ص:333


1- - مابين القوسين لم يذكر في المحاسن.
2- - في المحاسن : يذكر.

1038 - إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله غشيه الوحي إذ هبط عليه جبرئيل و نادى : السلام عليك.

ربّك يقرئك السلام. و يقول لك : إقرء : إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ.

وَ مَنْ يَتَوَلَّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغالِبُونَ.

ف عند ذلك قام النبيّ صلى الله عليه و آله قائماً. و قال : - معاشر المسلمين - أيّكم اليوم عمل خيراً حتّى جعله اللّه وليّ كلّ مؤمن و مؤمنة ؟

قالوا : - يا رسول اللّه - ما فينا من عمل خيراً سوى ابن عمّك عليّ بن أبي طالب عليه السلام .

فإنّه تصدّق على الأعرابي بخاتمه - و هو عليه السلام يصلّي - .

فقال النبيّ صلى الله عليه و آله : وجبت الولاية لإبن عمّي عليّ بن أبي طالب عليه السلام .

ثمّ قرء صلى الله عليه و آله عليهم الآية (الفضائل لإبن شاذان رحمه الله ص 424 - 425).

1039 - (قال أمير المؤمنين عليه السلام في شأن شهر شعبان) : سمّاه ربّنا عزّ و جلّ شعبان لتشعّب الخيرات فيه. و قد فتح ربّكم فيه أبواب جنانه و عرض عليكم قصورها و خيراتها بأرخص الأثمان و أسهل الاُمور ...

و شعب خيراته : الصلاة و الصوم و الزكاة و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و برّ الوالدين و القرابات و الجيران. و إصلاح ذات البين و الصدقة على الفقراء و المساكين (1)(التفسير المنسوب إلى الإمام العسكريّ عليه السلام ص 636 - 637).

ص:334


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ثلاث ثوابهنّ في الدنيا و الآخرة : الحج ينفي الفقر. و الصدقة تدفع البليّة. و صلة الرحم (تحف العقول ص 6). قال الإمام الباقر عليه السلام : ثلاثة مع ثوابهنّ في الآخرة : الحجّ ينفي الفقر. و الصدقة تدفع البليّة. و البرّ يزيد في العمر (الدعوات ص 127).

1040 - عن موسى بن جعفر عليهما السلام عن أبيه عليه السلام عن جدّه عليه السلام قال : كانت أرض بيني و بين رجل. فأراد قسمتها - و كان الرجل صاحب نجوم - فنظر إلى الساعة الّتي فيها السعود.

فخرج فيها. و نظر إلى الساعة الّتي فيها النحوس. فبعث إلى أبي عليه السلام .

فلمّا اقتسما الأرض خرج خير السهمين لأبي عليه السلام .

فجعل صاحب النجوم يتعجّب.

فقال له أبي عليه السلام : ما لك ؟

فأخبره الخبر. فقال له أبي عليه السلام : ف هلّا أدلّك على خير ممّا صنعت ؟

إذا أصبحت. فتصدّق بصدقة. تذهب عنك نحس ذلك اليوم.

و إذا أمسيت. فتصدّق بصدقة. تذهب عنك نحس تلك الليلة (بحار الأنوار ج 55 ص 257 و ج 93 ص 131 و النوادر للسيّد فضل اللّه الراوندي رحمه الله ص 228).

(راجع : الجعفريّات ص 98 و الدعوات للشيخ الراوندي رحمه الله ص 112).

1041 - قال الإمام الباقر عليه السلام : إنّ رجلاً من بني إسرائيل كان له ابن. و كان له محبّاً.

فأتي في منامه. فقيل له : إنّ ابنك - ليلة يدخل بأهله - يموت.

قال : فلمّا كان تلك الليلة وبنى عليه أبوه توقّع أبوه ذلك.

فأصبح ابنه سليماً. فأتاه أبوه فقال له : - يا بنيّ - هل عملت البارحة شيئاً من الخير ؟

قال : لا. إلّاأنّ سائلاً أتى الباب - و قد كانوا ادّخروا لي طعاماً - فأعطيته السائل (1).

فقال : بهذا دفع اللّه عنك (الكافي ج 4 ص 6 باب: إنّ الصدقة تدفع البلاء).

(راجع : قصص الأنبياء عليهم السلام للعلّامة السيّد نعمة اللّه الجزائري رحمه الله ص 526).

ص:335


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : صدقة رغيف خير من نسك مهزولة (الكافي ج 4 ص 491 و مكارم الأخلاق ج 1 ص 295). في المكارم : مهزول.

الصدقة الخفية

صدقة السرّ

1042 - ... إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ (1) وَإِن تُخْفُوهَا (2) وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ «271» (البقرة).

1043 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير الصدقة : أخفاها (غرر الحكم ص 395).

1044 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إنّ أفضل الخير : صدقة السرّ (3). و برّ الوالدين. و صلة الرحم (غرر الحكم ص 395).

ص:336


1- - في الفريضة (وسائل الشيعة ج 9 ص 310).
2- - في النافلة (وسائل الشيعة ج 9 ص 310). إنّهم كانوا يستحبّون إظهار الفرائض و كتمان النوافل (الكافي ج 4 ص 60). يظهر من بعض الأخبار : أنّ الإخفاء في النافلة أفضل. و الإبداء في الفريضة أحسن. و يمكن القول باختلاف ذلك بحسب اختلاف أحوال الناس. فمن كان آمناً من الرياء. فالإظهار منه أفضل. و من لم يكن آمناً فالإخفاء أفضل. و الأوّل أظهر لتأييده بالخبر (قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في بحار الأنوار ج 69 ص 283).
3- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : صدقة السرّ تكفّر الخطيئة. و صدقة العلانية مثراة في المال (غرر الحكم ص 395). قال أمير المؤمنين عليه السلام : إنّ أفضل ما توسّل به المتوسّلون إلى اللّه سبحانه : الإيمان باللّه و برسوله... و صدقة السرّ. فإنّها تكفّر الخطيئة. و صدقة العلانية فإنّها تدفع ميتة السوء. و صنائع المعروف فإنّها تقي مصارع الهوان (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 7 ص 221). قال الإمام السجّاد عليه السلام لأبي حمزة رحمه الله : إذا أردت أن يطيب اللّه عزّ و جلّ ميتتك و يغفر لك ذنبك يوم تلقاه. فعليك بالبرّ و صدقة السرّ و صلة الرحم . فإنّهنّ يزدن في العمر. و ينفين الفقر. و يدفعن عن صاحبهنّ سبعين ميتة سوء (عدّة الداعي ص 101).

الصدقة الجارية

1045 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خير ما يخلف الرجل من بعده ثلاث : ولد صالح يدعو له.

و صدقة تجري يبلغه أجرها . و علم يعمل به من بعده (1) (منية المريد ص 103).

1046 - قال الإمام الصادق عليه السلام : خير ما يخلفه الرجل بعده ثلاثة : ولد بارّ يستغفر له .

وسنّة خير يقتدى به فيها وصدقة تجري من بعده (2) (أمالي الشيخ الطوسي رحمه الله ص237).

ص:337


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إذا مات الإنسان انقطع عمله إلّامن ثلاث : علم ينتفع به. أو صدقة تجري له أو ولد صالح يدعو له (روضة الواعظين ج 1 ص 52).
2- - قال الإمام الصادق عليه السلام : ليس يتبع الرجل بعد موته من الأجر إلّاثلاث خصال : صدقة أجراها في حياته فهي تجري بعد موته. و سنّة هدى سنّها فهي يعمل بها بعد موته أو ولد صالح يدعو له . قال عليه السلام : ليس يتبع الرجل بعد موته من الأجر إلّاثلاث خصال : صدقة أجراها في حياته فهي تجري بعد موته. و صدقة مبتولة لا تورّث. أو سنّة هدى يعمل بها بعده. أو ولد صالح يدعو له . قال الإمام الصادق عليه السلام : لا يتبع الرجل بعد موته إلّاثلاث خصال : صدقة أجراها للّه في حياته فهي تجري له بعد موته. و سنّة هدى سنّها فهي يعمل بها بعد وفاته. و ولد صالح يدعو له . عن معاوية بن عمار قال : قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام : ما يلحق الرجل بعد موته ؟ فقال عليه السلام : سنّة سنّها يعمل بها بعد موته فيكون له مثل أجر من عمل بها من غير أن ينتقص من أجورهم شيء. و الصدقة الجارية تجري من بعده. و الولد الصالح يدعو لوالديه بعد موتهما و يحجّ ويتصدّق عنهما و يعتق و يصوم و يصلّي عنهما . قال الإمام الصادق عليه السلام : ستّة تلحق المؤمن بعد وفاته ولد يستغفر له. و مصحف يخلفه. و غرس يغرسه. و قليب يحفره. و صدقة يجريها. و سنّة يؤخذ بها من بعده (الكافي ج 7 ص 56). قال الإمام الصادق عليه السلام : ليس يتبع الرجل بعد موته إلّاثلاث خصال : صدقة أجراها في حياته. فهي تجري بعد موته إلى يوم القيامة - موقوفة لا تورّث - . أو سنّة هدى سنّها فكان يعمل بها. و عمل بها من بعده. أو ولد صالح يستغفر له (عوالي اللئالي ج 3 ص 260).

الصلاة

1047 - ... وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ (1) خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ أَمَلاً«46» (الكهف).

1048 - عن إدريس القمّي قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن الباقيات الصالحات ؟

فقال عليه السلام : هي الصلاة. فحافظوا عليها (تفسير العيّاشي رحمه الله ج 3 ص 94).

1049 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خير الدنيا و الآخرة في الصلاة (جامع الأخبار ص 183).

1050 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : الصلاة خير موضوع . فمن شاء أقلّ (2) و من شاء أكثر (مكارم الأخلاق ج 2 ص 381). (راجع : الخصال ص 523 و معاني الأخبار ص 332 و الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 539 المجلس 19 و عوالي اللئالي ج 1 ص 90).

1051 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : (إنّ) (3) خير أعمالكم : الصلاة (عوالي اللئالي ج 1 ص 415 و دعائم الإسلام ج 1 ص 133 و الجعفريّات ص 62).

1052 - (من جملة ما جاء في وصيّة أمير المؤمنين عليه السلام ) : ... اللّه اللّه في الصلاة. فإنّها خير العمل (و) (4) إنّها عمود (5) دينكم (الكافي ج 7 ص 52 و الفقيه ج 4 ص 141 و التهذيب ج 9 ص 208 و تحف العقول ص 197 و كتاب سليم رحمه الله ص 926).

ص:338


1- - أي: أعمال الخيرات الّتي تبقى لنا ثمراتها أبد الآباد. و يندرج فيها ما فسّرت به من الصلوات الخمس. و أعمال الحجّ. و صيام شهر رمضان. و سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلّااللّه و اللّه أكبر. و الكلام الطيّب (بحار الأنوار ج 83 ص 31).
2- - في بحار الأنوار ج 79 ص 309 هكذا : فمن شاء استقلّ و من شاء أكثر.
3- - ما بين القوسين لم يذكر في دعائم الإسلام و الجعفريّات.
4- - ما بين القوسين لم يذكر في الكافي و تحف العقول.
5- - في تحف العقول : عماد.

1053 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : اوصيكم بالصلاة و حفظها. فإنّها خير العمل.

و هي عمود دينكم (الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 522 المجلس 18).

1054 - عن زرارة قال : قال أبو جعفر عليه السلام : إعلم أنّ أوّل الوقت - أبداً - أفضل .

فعجّل بالخير ما استطعت (الكافي ج 3 ص 274 باب: مواقيت الصلاة).

1055 - عن الأصبغ بن نباتة عن محمّد بن الحنفية أنّه ذكر عنده الأذان. فقال : لمّا اسري بالنبيّ صلى الله عليه و آله إلى السماء. تناهز إلى السماء السادسة. نزل ملك من السماء السابعة - لم ينزل قبل ذلك اليوم قطّ - فقال : اللّه أكبر اللّه أكبر.

فقال اللّه جلّ جلاله : أنا كذلك.

فقال : أشهد أن لا إله إلّااللّه.

فقال اللّه عزّ و جلّ : أنا كذلك. لا إله إلّاأنا.

فقال : أشهد أنّ محمّداً رسول اللّه.

قال اللّه جلّ جلاله : عبدي و أميني على خلقي. اصطفيته على عبادي برسالاتي.

ثمّ قال : حيّ على الصلاة.

قال اللّه جلّ جلاله : فرضتها على عبادي. و جعلتها لي ديناً.

ثمّ قال : حيّ على الفلاح.

قال اللّه جلّ جلاله : أفلح من مشى إليها. و واظب عليها. ابتغاء وجهي.

ثمّ قال : حيّ على خير العمل.

قال اللّه جلّ جلاله : هي أفضل الأعمال و أزكاها عندي.

ثمّ قال : قد قامت الصلاة.

فتقدّم النبيّ صلى الله عليه و آله فأمّ أهل السماء. فمن يومئذٍ تمّ شرف النبيّ صلى الله عليه و آله (معاني الأخبارص42).

ص:339

1056 - (قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السلام ) : - يا عليّ - الأذان حجّة على امّتي.

و تفسيره : إذا قال المؤذّن : - اللّه أكبر اللّه أكبر - . فإنّه يقول : اللّهمّ أنت الشاهد على ما أقول. - يا امّة محمّد - قد حضرت الصلاة. فتهيّئوا. و دعوا عنكم شغل الدنيا.

و إذا قال : - أشهد أن لا إله إلّااللّه - . فإنّه يقول : يا امّة محمّد أشهد اللّه و أشهد ملائكته أني أخبرتكم بوقت الصلاة فتفرّغوا لها.

و إذا قال : - أشهد أنّ محمّداً رسول اللّه - . فإنّه يقول : يعلم اللّه و يعلم ملائكته أنّي أخبرتكم بوقت الصلاة. فتفرّغوا لها. فإنّه خير لكم.

و إذا قال : - حيّ على الصلاة - فإنّه يقول : يا امّة محمّد دين قد أظهره اللّه لكم و رسوله. فلا تضيّعوه. و لكن تعاهدوا يغفر اللّه لكم. تفرّغوا لصلاتكم. فإنّه عماد دينكم.

و إذا قال : - حيّ على خير العمل - . فإنّه يقول : ترحّموا على أنفسكم.

و إذا قال : - حيّ على الفلاح - . فإنّه يقول : يا امّة محمّد قد فتح اللّه عليكم أبواب الرحمة. فقوموا و خذوا نصيبكم من الرحمة تربحوا للدنيا و الآخرة.

و إذا قال : - اللّه أكبر - . فإنّه يقول : ترحّموا اللّه. فإنّه يرحم على أنفسكم.

فإنّه لا أعلم لكم عملاً أفضل من هذه. فتفرّغوا لصلاتكم قبل الندامة.

و إذا قال : - لا إله إلّااللّه - فإنّه يقول : - يا امّة محمّد - اعلموا أنّي قد جعلت أمانة سبع سماوات و سبع أرضين في أعناقكم. فإن شئتم فأقبلوا. و إن شئتم فأدبّروا.

فمن أجابني فقد ربح. و من لا يجبني فلا يضرّني.

ثمّ قال صلى الله عليه و آله : - يا عليّ - الأذان نورٌ. فمن أجاب نجا. و من عجز خسف. و كنت له خصماً بين يدي اللّه تعالى.

و من كنت له خصماً فما أسوء حاله (جامع الأخبار ص 171 - 172).

ص:340

1057 - (قال أمير المؤمنين عليه السلام في شرح و تفسير فقرات الفاظ الأذان) :

... و أمّا قوله : حيّ على الصلاة. أي: هلمّوا إلى خير أعمالكم. و دعوة ربّكم.

و سارعوا إلى مغفرة من ربّكم و إطفاء ناركم الّتي أوقدتموها على ظهوركم.

و فكاك رقابكم الّتي رهنتموها بذنوبكم. ليكفّر اللّه عنكم. سيئاتكم. و يغفر لكم ذنوبكم.

و يبدّل سيّئاتكم حسنات. فإنّه ملك كريم ذو الفضل العظيم.

و قد أذن لنا - معاشر المسلمين - بالدخول في خدمته و التقدّم إلى بين يديه.

و في المرّة الثانية : حيّ على الصلاة. أي: قوموا إلى مناجاة ربّكم و عرض حاجاتكم على ربّكم. و توسّلوا إليه بكلامه. و تشفّعوا به. و أكثروا الذكر و القنوت و الركوع و السجود و الخضوع و الخشوع و ارفعوا إليه حوائجكم فقد أذن لنا في ذلك.

و أمّا قوله : حيّ على الفلاح. فإنّه يقول : أقبلوا إلى بقاء لا فناء معه. و نجاة لا هلاك معها. و تعالوا إلى حياة لا موت معها. و إلى نعيم لا نفاد له. و إلى ملك لا زوال عنه.

و إلى سرور لا حزن معه. و إلى انس لا وحشة معه. و إلى نور لا ظلمة معه.

و إلى سعة لا ضيق معها. و إلى بهجة لا انقطاع لها. و إلى غنى لا فاقة معه.

و إلى صحّة لا سقم معها. و إلى عزّ لا ذلّ معه. و إلى قوّة لا ضعف معها.

و إلى كرامة - يا لها من كرامة - .

و عجّلوا إلى سرور الدنيا و العقبى و نجاة الآخرة و الاُولى.

و في المرّة الثانية : حيّ على الفلاح.

فإنّه يقول : سابقوا إلى ما دعوتكم إليه. و إلى جزيل الكرامة و عظيم المنّة.

و سنيّ النعمة و الفوز العظيم و نعيم الأبد في جوار محمّد صلى الله عليه و آله في مقعد صدق عند مليك مقتدر (التوحيد ص 240 و معاني الأخبار ص 40).

ص:341

الصلاة الجماعة

1058 - عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه عن النبيّ صلى الله عليه و آله : قال أتاني جبرائيل عليه السلام مع سبعين ألف ملك بعد صلاة الظهر.

و قال : - يا محمّد - إنّ اللّه تعالى يقرئك السلام.

و أهدى إليك هديتين لم يهدهما إلى نبيّ قبلك.

قال صلى الله عليه و آله : - يا جبرائيل - و ما الهديّتان ؟

قال : الصلوات الخمس في الجماعة.

قلت : - يا جبرائيل - و ما لاُمّتي في الجماعة ؟

قال : - يا محمّد - إذا كانا اثنين. كتب اللّه تعالى لكلّ واحد بكلّ ركعة مائة و خمسين صلاة.

و إذا كانوا ثلاثة. كتب اللّه تعالى لكلّ واحد بكلّ ركعة مائتي و خمسين صلاة.

و إذا كانوا أربعة. كتب اللّه تعالى لكلّ واحد بكلّ ركعة ألف و مائتي صلاة.

و إذا كانوا خمسة. كتب اللّه تعالى بكلّ واحد ألفاً و ثلاثمائة صلاة.

و إذا كانوا ستّة. كتب اللّه تعالى بكلّ ركعة ألفين و أربعمائة صلاة.

و إذا كانوا سبعة. كتب اللّه تعالى بكلّ ركعة أربعة آلاف وثمانمائة صلاة.

و إذا كانوا ثمانية. كتب اللّه لكلّ واحد بكلّ ركعة تسع مائة ألف و ستّمأة صلاة.

و إذا كانوا تسعة. كتب اللّه لكلّ واحد بكلّ ركعة تسعة عشر ألف صلاة.

و إذا كانوا عشرة. كتب اللّه لكلّ واحد بكلّ ركعة سبعين ألفاً و ألفين و ثمانمائة صلاة.

و إذا زاد على العشرة. فلو صار بحار الأرض و السماوات - كلّها - مداداً. و الأشجار أقلاماً. و الثقلان و الملائكة كتّاباً. لم يقدروا أن يكتبوا ثواب ركعة واحدة.

ص:342

- يا محمّد - تكبيرة يدركه المؤمن مع الإمام خير من سبعين حجّة و ألف عمرة سوى الفريضة.

- يا محمّد - ركعة يصلّيها المؤمن مع الإمام خير له من أن يتصدّق مأة ألف دينار على المساكين.

و سجدة يسجدها مع الإمام خير له من عبادة سنة.

و ركعة يركعها المؤمن مع الإمام خير له من مأتي رقبة يعتقها في سبيل اللّه.

و ليس على من مات على السنّة و الجماعة عذاب القبر و لا شدّة يوم القيامة.

- يا محمّد - من أحبّ الجماعة أحبّه اللّه و الملائكة أجمعين (1) (جامع الأخبار ص 193 - 194 الفصل 36).

ص:343


1- - (قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله في فضل صلاة الجماعة) : من حافظ على الصفّ الأوّل و التكبيرة الاُولى -لا يؤذي مسلماً - أعطاه اللّه من الأجر ما يعطي المؤذّنين في الدنيا و الآخرة (مكارم الأخلاق ج 2 ص 318). (راجع : من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 11 و الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله ص 518 المجلس 66 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 264 و أعلام الدين ص 423). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من أذّن محتسباً يريد بذلك وجه اللّه عزّ وجلّ أعطاه اللّه ثواب أربعين ألف شهيد. و أربعين ألف صدّيق . و يدخل في شفاعته أربعين ألف مسيء من امّتى. ألا و إنّ المؤذّن إذا قال : أشهد أن لا إله إلّااللّه. صلّى عليه تسعون ألف ملك و استغفروا له. و كان يوم القيامة في ظلّ العرش حتّى يفرغ من حساب الخلائق. و يكتب ثواب قوله : أشهد أنّ محمّداً رسول اللّه . أربعون ألف ملك (مكارم الأخلاق ج 2 ص 318 و من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 11 و الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله ص 518 المجلس 66 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 264).

صلاة الجمعة

1059 - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ (1) فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللّهِ (2)وَذَرُوا الْبَيْعَ ذلِكُمْ (3) خَيْرٌ لَّكُمْ (4) إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ«9»

فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاَةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللّهِ وَاذْكُرُوا اللّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ«10»

وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً (5) قُلْ مَا عِندَ اللّهِ (6) خَيْرٌ (7) مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ (8) وَاللّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (9)«11» (الجمعة).

ص:344


1- - أي : اذن لصلاة الجمعة (بحار الأنوار ج 86 ص 149).
2- - أي : امضوا إلى الصلاة (فقه القرآن ج 1 ص 132).
3- - يعني : ما أمرتكم به من حضور الجمعة و استماع الذكر و أداء الفريضة و ترك البيع.
4- - انفع عاقبة لكم (فقه القرآن ج 1 ص 134).
5- - قال ابن عبّاس : إنّ دحية الكلبي جاء يوم الجمعة من الشام بالميرة. فنزل عند أحجار الزيت. ثمّ ضرب بالطبول ليؤذن الناس بقدومه. فانفضّ الناس إليه إلّاعليّ و الحسن و الحسين و فاطمة عليهم السلام و سلمان و أبو ذرّ و المقداد و صهيب. و تركوا النبيّ صلى الله عليه و آله قائماً يخطب على المنبر. فقال النبيّ صلى الله عليه و آله : لقد نظر اللّه يوم الجمعة إلى مسجدي. فلو لا الفئة الّذين جلسوا في مسجدي لأضرمت المدينة على أهلها ناراً و حصبوا بالحجارة ك قوم لوط. و نزل فيهم : رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بيع عن ذكر اللّه و إقام الصلاة (مناقب آل آبي طالب عليهم السلام ج 2 ص 166).
6- - من الثواب على سماع الخطبة و حضور الموعظة و الصلاة و الثبات مع النبيّ صلى الله عليه و آله .
7- - و أحمد عاقبة (بحار الأنوار ج 22 ص 59).
8- - للّذين اتّقوا (تفسير القمّي رحمه الله ج 2 ص 381).
9- - يرزقكم و إن لم تتركوا الخطبة و الجمعة (بحار الأنوار ج 22 ص 59).

الصلوات المندوبة والنافلة

1060 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من صلّى - ما بين الجمعتين - خمسمأة صلاة فله عند اللّه ما يتمنّى من الخير (المحاسن ج 1 ص 132).

1061 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من صلّى - ما بين الجمعتين - خمسمأة ركعة فله عند اللّه ما يتمنّى من خير (ثواب الأعمال ص 68).

1062 - قال الإمام الصادق عليه السلام : من توضّأ فأحسن الوضوء و صلّى ركعتين فأتم ركوعهما وسجودهما. ثمّ جلس فأثنى على اللّه عزّ وجلّ و صلّى على رسول اللّه صلى الله عليه و آله ثمّ سأل اللّه حاجته فقد طلب الخير في مظانّه.

و من طلب الخير في مظانه لم يخب (الكافي ج 3 ص 478 و تهذيب الأحكام ج 3 ص 345 الباب 31 و المحاسن ج 1 الباب 59 الحديث 77 و مكارم الأخلاق ج 2 ص 10 و مشكاة الأنوار ج 1 ص 164).

1063 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السلام و لإبنته فاطمة عليها السلام : إنّني اريد أن أخصّكما بشيء من الخير ممّا علّمني اللّه عزّ و جلّ و أطلعني اللّه عليه. فإحتفظا به.

قالا عليهما السلام : نعم - يا رسول اللّه - فما هو ؟

قال صلى الله عليه و آله : يصلّي أحدكما ركعتين يقرء في كلّ ركعة فاتحة الكتاب و آية الكرسي - ثلاث مرّات - . و قل هو اللّه أحد - ثلاث مرّات - .

و آخر الحشر - ثلاث مرّات - من قوله : لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ - إلى آخره - فإذا جلس. فليتشهّد. و ليثن على اللّه عزّ و جلّ و ليصلّ على النبيّ صلى الله عليه و آله و ليدع للمؤمنين و المؤمنات. ثمّ يدعو على أثر ذلك. فيقول : اللّهمّ إنّي أسألك بحقّ كلّ اسم هو لك يحقّ عليك فيه إجابة الدعاء إذا دعيت به و أسألك بحقّ كلّ ذي حقّ عليك و أسألك بحقّك على جميع ما هو دونك. أن تفعل بي كذا و كذا (جمال الاُسبوع ص 90).

ص:345

صلاة اللّيل

1064 - وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ أَمَلاً«46» (الكهف).

1065 - وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَّرَدّاً (1)«76» (مريم).

1066 - عن أبي عبداللّه عليه السلام في قوله عزّ و جلّ : و الباقيات الصالحات .

هي : القيام آخر الليل لصلاة الليل. و الدعاء في الأسحار.

و سمّيت باقيات لأنّ منافعها تبقى و تنفع صاحبها في الدنيا و الآخرة (فقه القرآن ج 1 ص 129).

1067 - عن سليمان بن خالد عن أبي جعفر عليه السلام قال : ... إن شئت أخبرتك بأبواب الخير ؟

قلت : نعم - جعلت فداك - .

قال عليه السلام : الصوم جنّة (من النار) (2).

و الصدقة تذهب بالخطيئة .

و قيام الرجل في جوف الليل بذكر (3) اللّه عزّ و جلّ (4).

ثمّ قرء عليه السلام : تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربّهم خوفاً و طمعاً (والكافي ج 2 ص 24 المحاسن ج 1 ص 451).

ص:346


1- - أي : عاقبة و منفعة (بحار الأنوار ج 88 ص 95).
2- - مابين القوسين لم يذكر في المحاسن.
3- - في المحاسن : يذكر.
4- - قال الإمام الصادق عليه السلام : ثلاث هنّ فخر المؤمن و زينه في الدنيا و الآخرة : الصلاة في آخر الليل. و يأسه ممّا في أيدي الناس. و ولايته الإمام من آل محمّد صلى الله عليه و آله (الكافي ج 8 ص 234).

النوادر

قضاء صلاة النافلة

1068 - روى محمّد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال : قلت له : رجل مرض فترك النافلة ؟ فقال عليه السلام : - يا محمّد - ليست بفريضة.

إن قضاها فهو خير يفعله (1).

وإن لم يفعل. فلا شيء عليه (من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 316 و علل الشرايع ج 2 الباب 82 الحديث 1).

(راجع : الكافي ج 3 ص 412 و تهذيب الأحكام ج 3 ص الباب 3).

ص:347


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ اللّه تبارك و تعالى يباهي ملائكته بالعبد يقضي صلاة الليل بالنهار. فيقول : - يا ملائكتي - انظروا إلى عبدي. يقضي ما لم أفترضه عليه . اشهدكم إنّي قد غفرت له (من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 315).

الصلاة في هذه الأمكنة المقدّسة

الصلاة في هذه الأمكنة المقدّسة(1)

1069 - أبي عمير عن أبي الحسن عليه السلام قال : سألته : عن التطوّع عند قبر الحسين عليه السلام و بمكّة و المدينة - و أنا مقصّر - ؟

قال عليه السلام : تطوّع عنده - و أنت مقصّر - ما شئت .

و في المسجد الحرام و في مسجد الرسول صلى الله عليه و آله .

و في مشاهد النبيّ صلى الله عليه و آله . فإنّه خير (2) (كامل الزيارات ص 260 الباب 81).

ص:348


1- - قال الإمام الصادق عليه السلام : من الأمر المذخور : إتمام الصلاة في أربعة مواطن : بمكّة و المدينة و مسجد الكوفة و حائر الحسين عليه السلام (من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 283 باب : الصلاة في السفر و كامل الزيارات ص 263). قال الإمام الصادق عليه السلام : من مخزون علم اللّه تعالى : الإتمام في أربعة مواطن : حرم اللّه عزّ و جلّ . و حرم رسوله صلى الله عليه و آله . و حرم أمير المؤمنين عليه السلام . و حرم الحسين بن عليّ عليه السلام (الخصال ص 252 و كامل الزيارات ص 263 الباب 82 و تهذيب الأحكام ج 5 ص 475).
2- - قال الإمام الصادق عليه السلام : إنّ من المذخور : الإتمام في الحرمين (الكافي ج 4 ص 524). عن أبي إبراهيم عليه السلام قال : كان أبي عليه السلام يرى لهذين الحرمين ما لا يراه لغيرهما. و يقول عليه السلام : إنّ الإتمام فيهما من الأمر المذخور (الكافي ج 4 ص 524 و تهذيب الأحكام ج 5 ص 471 الحديث 124). قال الشيخ الطوسي رحمه الله : و يستحبّ أيضاً الإتمام في حرم الكوفة و الحائر - على ساكنيهما السلام - . مضافاً إلى هذين الحرمين (تهذيب الأحكام ج 5 ص 475).

1070 - عن إسحاق بن عمّار عن أبي الحسن عليه السلام قال : سألته عن التطوّع عند قبر الحسين عليه السلام و مشاهد النبيّ صلى الله عليه و آله و الحرمين. و التطوّع فيهنّ بالصلاة و نحن مقصّرون ؟

قال عليه السلام : نعم. تطوّع ما قدرت عليه. هو (1) خير (كامل الزيارات ص 261).

1071 - عن عمران بن حمران قال : قلت لأبي الحسن عليه السلام : اقصّر (2) في المسجد الحرام أو أتمّ ؟

قال عليه السلام : إن قصّرت ف لك . و إن أتممت فهو خير .

و زيادة (في) (3) الخير خير (كامل الزيارات ص 264 الباب 82 و تهذيب الأحكام ج 5 ص 475 الحديث 139 و ص 525 الحديث 315).

1072 - عن الحسين بن المختار عن أبي إبراهيم عليه السلام قال : قلت له : إنّا إذا دخلنا مكّة والمدينة نتمّ أو نقصّر ؟

قال عليه السلام : إن قصّرت فذاك. و إن أتممت. فهو خير يزداد (4) (الكافي ج 4 ص 524 و تهذيب الأحكام ج 5 ص 475).

1073 - عن مرازم قال : قال أبو عبد اللّه عليه السلام الصيام (5) بالمدينة. و القيام عند الأساطين ليس بمفروض. و لكن من شاء فليصمّ. فإنّه خير له. إنّما المفروض : صلاة الخمس و صيام شهر رمضان. فأكثروا الصلاة في هذا المسجد - ما استطعتم - فإنّه خير لكم (تهذيب الأحكام ج 6 ص 22 الباب 6 الحديث 23).

ص:349


1- - في بحار الأنوار ج 86 ص 79 : فهو .
2- - في التهذيب ص 525 هكذا : اقصّر [الصلاة].
3- - ما بين القوسين لم يذكر في التهذيب ص 475.
4- - في التهذيب : تزداد.
5- - في بحار الأنوار ج 97 ص 448 : الصلاة.

1074 - عن حنان بن سدير قال : كنت عند أبي جعفر عليه السلام فدخل عليه رجل فسلّم عليه و جلس. فقال أبو جعفر عليه السلام : من أيّ البلدان أنت ؟

قال : فقال الرجل : أنا رجل من أهل الكوفة. و أنا محبّ موالٍ.

قال : فقال له أبو جعفر عليه السلام : أتصلّي في مسجد الكوفة كلّ صلواتك ؟

قال : فقال الرجل : لا.

قال : فقال أبو جعفر عليه السلام : إنّك لمحروم من الخير.

قال : ثمّ قال أبو جعفر عليه السلام : أتغتسل من فراتكم في كلّ يوم مرّة؟

قال : لا.

قال عليه السلام : ف في كلّ شهر ؟

قال : لا.

قال عليه السلام : ف في كلّ سنة ؟

قال : لا.

قال : فقال له أبو جعفر عليه السلام : إنّك لمحروم من الخير.

قال : ثمّ قال عليه السلام : أتزور قبر الحسين عليه السلام في كلّ جمعة ؟

فقال : لا.

قال عليه السلام : ف في كلّ شهر ؟

قال : لا.

قال عليه السلام : ف في كلّ سنة ؟

قال : لا.

فقال له أبو جعفر عليه السلام : إنّك لمحروم من الخير (كامل الزيارات ص 27 الباب 8).

ص:350

الصلاح

1075 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير عملك ما أصلحت به يومك (1) .

و شرّه ما استفسدت يومك (غرر الحكم).

1076 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ما من أحد ولي شيئاً من امور المسلمين فأراد اللّه عزّ و جلّ به خيراً إلّاجعل له وزيراً صالحاً.

إن نسي ذكّره و إن ذكر أعانه.

و إن همّ ب شرّ كفّه و زجره (أعلام الدين ص 295).

ص:351


1- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : حسن الاستدراك عنوان الصلاح (غرر الحكم ص 194). قال أمير المؤمنين عليه السلام : التوفيق قائد الصلاح (غرر الحكم ص 203).

صلة الرحم

1077 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ أعجل الخير ثواباً : صلة الرحم (الكافي ج 2 ص 152).

1078 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام : إنّ أفضل الخير : صدقة السرّ. و برّ الوالدين.

و صلة الرحم (غرر الحكم ص 395).

1079 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام : ثلاث هنّ جماع الخير : إسداء النعم. و رعاية الذمم.

و صلة الرحم (غرر الحكم ص 383).

1080 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إتّقوا اللّه و صلوا الأرحام. فإنّه أبقى لكم في الدنيا و خير لكم في الآخرة (1) (ميزان الحكمة ج 4 ص 1423 نقله عن كنز العمّال).

ص:352


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ثلاث ثوابهنّ في الدنيا و الآخرة : الحج ينفي الفقر. و الصدقة تدفع البليّة. و صلة الرحم (تحف العقول ص 6). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من كفّ غضبه و بسط رضاه و بذل معروفه و وصل رحمه و ادّى أمانته أدخله اللّه تعالى في النور الأعظم (أعلام الدين ص 249). قال أميرالمؤمنين عليه السلام : من يضمن لي خصلة واحدة أضمن له أربعة. من يضمن لي صلة الرحم. أضمن له بحبّ أهله و كثرة ماله. و بطول عمره. و بدخوله جنّة ربّه (جامع الأحاديث ص الفصل 63). قال أميرالمؤمنين عليه السلام : من كان منكم له مال فليصل به القرابة و ليحسن منه الضيافة و ليفكّ به العاني و الأسير و ابن السبيل. فإنّ الفوز بهذه الخصال. مكارم الدنيا و شرف الآخرة (الكافي ج 4 ص 32). قال أميرالمؤمنين عليه السلام : من محض عشيرته صدق المودّة و بسط عليهم يده بالمعروف - إذا وجده - ابتغاء وجه اللّه. أخلف اللّه له من أنفق في دنياه و ضاعف له الأجر في آخرته (الزهد ص 92 الباب 5). قال الإمام السجّاد عليه السلام لأبي حمزة : إذا أردت أن يطيب اللّه ميتتك و يغفر ذنبك يوم تلقاه. ف عليك بالبرّ و صدقة السرّ و صلة الرحم. فإنّهنّ يزدن في العمر و ينفين الفقر. و يدفعن عن صاحبهنّ سبعين ميتة سوء (عدّة الداعي ص 101).

الصوم

1081 - وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ (1) لَكُمْ «184» (البقرة).

1082 - عن عليّ بن عبدالعزيز : قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : ... ألا اخبرك بأبواب الخير ؟

قلت : نعم - جعلت فداك - .

قال عليه السلام : الصوم جُنّة من النار (2). و الصدقة تحطّ الخطيئة . و قيام الرجل في جوف الليل يناجي ربّه عزّ و جلّ. ثمّ تلا عليه السلام : تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (المحاسن ج 1 ص 450 الباب 46).

(راجع: مشكاة الأنوار ج 1 ص 345).

1083 - (قال أمير المؤمنين عليه السلام في شأن شهر شعبان) : سمّاه ربّنا عزّ و جلّ شعبان لتشعّب الخيرات فيه. و قد فتح ربّكم فيه أبواب جنانه و عرض عليكم قصورها و خيراتها بأرخص الأثمان و أسهل الاُمور.

و شعب خيراته : الصلاة و الصوم و الزكاة و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و برّ الوالدين و القرابات و الجيران. و إصلاح ذات البين و الصدقة على الفقراء و المساكين (التفسير المنسوب إلى الإمام العسكريّ عليه السلام ص 636 - 637).

صيانة النفس

1084 - قال الإمام السجّاد عليه السلام : الخير كلّه صيانة الإنسان نفسه (تحف العقول ص 278).

ص:353


1- - لفظ عام يدخل فيه صوم الشكّ على أ نّه من شعبان. و لا يخرج من ذلك إلّابدليل قاطع (متشابه القرآن ج 2 ص 177).
2- - قال الإمام الصادق عليه السلام : قال النبيّ صلى الله عليه و آله : الصوم جنّة من آفات الدنيا و حجاب من عذاب الآخرة (مصباح الشريعة الباب 63).

الضيافة

1085 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إذا أراد اللّه بقوم خيراً أهدى إليهم هدية.

قالوا : و ما تلك الهدية ؟

قال صلى الله عليه و آله : الضيف ينزل برزقه و يرتحل بذنوب أهل البيت (جامع الأخبار ص 378).

1086 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إذا أراد اللّه بقوم خيراً أهدى إليهم هدية.

قيل : و ما تلك الهدية ؟

قال صلى الله عليه و آله : الضيف ينزل برزقه و يرحل. و قد غفر لأهل المنزل (1) (تنبيه الخواطر ج 1 ص 6).

1087 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : لا تزال امّتي بخير (2) ما تحابّوا (3)و تهادّوا. و أدّوا الأمانة. و اجتنبوا الحرام. و وقرّوا (4) الضّيف. و أقاموا الصلاة. و آتوا الزكاة. فإذا لم يفعلوا ذلك ابتلوا بالقحط و السنين (عيون الأخبار ج 2 ص 32 الباب 31 الحديث 25). و للتعرّف على سائر مصادر الحديث راجع صفحة 84 من هذا الكتاب.

ص:354


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : البيت الّذي يمتار منه الخير و البركة اسرع إليه من الشفرة في سنام البعير(المحاسن ج 2 ص 147 و البحار ج 71 ص 362). الميرة : ما يمتار من الطعام. قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : الضيف دليل الجنّة (جامع الأخبار ص 378). قال أمير المؤمنين عليه السلام : ما من مؤمن يسمع ب همس الضيف و يفرح بذلك إلاّ غفرت له خطاياه. و إن كانت مطبقة ما بين السماء و الأرض (جامع الأخبار ص 377). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : كلّ بيت لا يدخل فيه الضيف. لا تدخله الملائكة (جامع الأخبار ص 378)
2- - في جامع الأخبار : في خير.
3- - في أعلام الدين : تحاببوا.
4- - في جامع الأخبار : و أقرّوا.

طاعة اللّه عزّ و جلّ

1088 - يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (1) فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَومِ الآخِرِ ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً«59» (النساء).

1089 - وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَقْوَمَ «46» (النساء).

1090 - قال الإمام الصادق عليه السلام : السمع و الطاعة أبواب الخير (الكافي ج 1 ص 189).

ص:355


1- - عن جابر بن يزيد الجعفي قال : سمعت جابر بن عبداللّه الأنصاري يقول : لمّا أنزل اللّه تعالى على نبيّه صلى الله عليه و آله : يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ. قلت : - يا رسول اللّه - عرفنا اللّه و رسوله. فمن أولي الأمر الّذين قرن اللّه طاعتهم بطاعتك ؟ فقال صلى الله عليه و آله : هم خلفائي - يا جابر - و أئمة المسلمين بعدي. أوّلهم عليّ بن أبي طالب. ثمّ الحسن. ثمّ الحسين. ثمّ عليّ بن الحسين. ثمّ محمّد بن عليّ - المعروف في التوراة : بالباقر - . و ستدركه - يا جابر - فإذا لقيته فأقرئه منّي السلام. ثمّ الصادق جعفر بن محمّد. ثمّ موسى بن جعفر. ثمّ عليّ بن موسى. ثمّ محمّد بن عليّ. ثمّ عليّ بن محمّد. ثمّ الحسن بن عليّ. ثمّ سميّي و كنيي - حجّة اللّه في أرضه و بقيّته في عباده - ابن الحسن بن عليّ . ذاك الّذي يفتح اللّه تعالى ذكره على يديه مشارق الأرض و مغاربها. و ذلك الّذي يغيب عن شيعته و أوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلّامن امتحن اللّه قلبه للإيمان (أعلام الورى ج 2 ص 181 - 182). (راجع : كمال الدين ص 253 و كشف الغمّة ج 4 ص 257 و تأويل الآيات ج 1 ص و العدد القويّة ص 85 و مناقب آل أبي طالب عليهم السلام ج 1 ص 344 و عوالي اللئالي ج 4 ص 89 و قصص الأنبياء عليهم السلام للشيخ الراوندي رحمه الله ص 360).

1091 - عن أبي بصير قال : سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن قول اللّه تبارك و تعالى : و من يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً (1) ؟

فقال عليه السلام : هي طاعة اللّه عزّ وجلّ و معرفة الإمام (المحاسن ج 1 ص 245 و الكافي ج 1 ص 185 و تفسير العيّاشي - عليه الرحمة - ج 1 ص 276).

1092 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إنّكم لن تزالوا بخير ما تعاونتم على طاعة اللّه عزّ و جلّ و تناهيتم عن معاصيه (2) (الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 347 المجلس 12).

1093 - قال الإمام الصادق عليه السلام : إنّما أمر (3) و نهى ليطاع فيما أمر به و لينتهى عمّا نهى عنه.

فمن اتّبع أمره فقد أطاعه و قد أدرك كلّ شيء من الخير عنده.

و من لم ينته عمّا نهى اللّه عنه فقد عصاه.

فإن مات على معصيته أكبّه اللّه على وجهه في النار (الكافي ج 8 ص 11).

1094 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : ملاك كلّ خير طاعة اللّه سبحانه (غرر الحكم ص 182).

1095 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : درك الخيرات بلزوم الطاعات (4)(غرر الحكم ص 182).

ص:356


1- - البقرة : 273.
2- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ ربّكم عزّ و جلّ يقول كلّ يوم : أنا العزيز . فمن أراد عزّ الدارين فليطع العزيز (بحار الأنوار ج 68 ص 120). قال أمير المؤمنين عليه السلام : من يطع اللّه عزّ و جلّ و رسوله صلى الله عليه و آله . فقد فاز فوزاً عظيماً. و نال ثواباً جزيلاً. و من يعص اللّه و رسوله فقد خسر خسراناً مبيناً واستحقّ عذاباً أليماً (الكافي ج 1 ص 142).
3- - أي : أمر اللّه عزّ و جلّ.
4- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : في الطاعة كنوز الأرباح (غرر الحكم ص 183).

1096 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ طاعة اللّه تبارك و تعالى نجاح (من) (1) كلّ خير يبتغى.

و نجاة من كلّ شرّ يتّقى (الكافي ج 8 ص 82 و من لا يحضره الفقيه ج 4 ص و الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - ص المجلس 74 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 92 و الزهد ص الباب 2).

1097 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : لا تسخطوا اللّه عزّ و جلّ ب رضى أحد من خلقه.

و لا تتقرّبوا إلى أحد من الخلق بتباعد من اللّه جلّ و عزّ. فإنّ اللّه عزّ و جلّ ليس بينه وبين أحد من الخلق شيء يعطيه به خيراً. و لا يدفع به عنه شرّاً إلّابطاعته واتّباع مرضاته (تنبيه الخواطر ج 2 ص 92 و الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله المجلس 74 الحديث 1). (راجع : الكافي ج 8 ص 82).

1098 - قال الإمام الصادق عليه السلام : اعطوا اللّه من أنفسكم الاجتهاد في طاعته. فإنّ اللّه لا يدرك شيء من الخير عنده إلّابطاعته و اجتناب محارمه (الكافي ج 8 ص 7).

1099 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ اللّه عزّ و جلّ ليس بينه و بين أحد من الخلق شيء يعطيه به خيراً و لا يدفع به عنه شرّاً إلّابطاعته و إتّباع مرضاته (الكافي ج 8 ص 82).

1100 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : اوصيكم ونفسي بتقوى اللّه العظيم. فإنّ اللّه عزّ وجلّ قد جعل للمتّقين المخرج ممّا يكرهون والرزق من حيث لا يحتسبون.

فتنجّزوا من اللّه موعوده. واطلبوا ما عنده بطاعته و العمل بمحابه. فإنّه لا يدرك الخير إلّا به. و لا ينال ما عنده إلّابطاعته. و لا تكلان فيما هو كائن إلّاعليه.

و لا حول و لا قوّة إلّاباللّه (الكافي ج 5 ص 370).

ص:357


1- - ما بين القوسين لم يذكر في الكافي و الأمالي.

1101 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : ملازمة الطاعة خير عتاد (غرر الحكم ص 182).

1102 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إنّ اللّه عزّ و جلّ إذا أراد بعبد خيراً حال بينه و بين ما يكره و وفّقه لطاعته.

و إذا أراد بعبد شرّاً (1) أغراه بالدنيا. و أنساه الآخرة و بسط له أمله و عاقّه عمّا فيه صلاحه (بحار الأنوار ج 33 ص 97 و شرح نهج البلاغة ج 16 ص 153).

1103 - (من جملة ما جاء في فقرات دعاء الإمام السجّاد عليه السلام ) : اللّهمّ صلّ على محمّد و آله و نبّهني لذكرك في أوقات الغفلة. و استعملني بطاعتك في أيّام المهلة.

و انهج لي إلى محبّتك سبيلاً سهلةً أكمل لي بها خير الدنيا و الآخرة (الدعاء العشرون من الصحيفة السجّادية على منشئها آلاف السلام و التحيّة).

1104 - قال الإمام الصادق عليه السلام : ... الشدّة في طاعة اللّه و ولايته و ولاية من أمر بولايته خير عاقبة عند اللّه في الآخرة من ملك الدنيا. و إن طال تتابع نعيمها و زهرتها و غضارة عيشها في معصية اللّه و ولاية من نهى اللّه عن ولايته و طاعته (الكافي ج 8 ص 13).

1105 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خير إخوانك من أعانك على طاعة اللّه و صدّك عن معاصيه.

و أمرك برضاه (تنبيه الخواطر ج 2 ص 123).

1106 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا خير في الدنيا إلّالأحد رجلين :

رجل أذنب ذنوباً فهو يتداركها بالتوبة.

و رجل يجاهد نفسه على طاعة اللّه سبحانه (غرر الحكم ص 194).

ص:358


1- - في شرح النهج : سوءً.

طول العمر في طاعة اللّه عزّ و جلّ

1107 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ المؤمن لا يزيده طول العمر إلّاخيراً (1) (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 9 ص 17).

1108 - جاء رجل إلى الإمام الصادق عليه السلام فقال قد سئمت الدنيا. فأتمنّى على اللّه الموت.

فقال عليه السلام : تمنّ الحياة لتطيع لا لتعصي.

ف لأن تعيش فتطيع خير لك من أن تموت فلا تعصي و لا تطيع (عيون الأخبار ج 2 الباب 30 الحديث 3 و بحار الأنوار ج 6 ص 121).

ص:359


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ من سعادة المرء أن يطول عمره. و يرزقه اللّه الإنابة إلى دار الخلود (بحار الأنوار ج 6 ص 138). سُئل رسول اللّه صلى الله عليه و آله عن السعادة؟ فقال صلى الله عليه و آله : طول العمر في طاعة اللّه عزّ و جلّ (تنبيه الخواطر ج 1 ص 92).

العافية

الدعاء للعافية و دوامها - الشكر على العافية

1109 - وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ (1) وَالْخَيْرِ (2) فِتْنَةً (3) وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ«35» (الأنبياء).

1110 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خير ما يسأل اللّهَ العبدُ : العافية (الدعوات ص 114).

1111 - قال الإمام الرضا عليه السلام : مرّ عليّ بن الحسين عليهما السلام برجل و هو يدعو اللّه أن يرزقه الصبر.

فقال عليه السلام : ألا. لا تقل هذا . و لكن سل اللّه العافية و الشكر على العافية.

فإنّ الشكر على العافية خير من الصبر على البلاء.

كان دعاء النبيّ صلى الله عليه و آله : اللّهمّ إنّي أسألك العافية و الشكر على العافية في الدنيا و الآخرة (4) (مشكاة الأنوار ج 2 ص 174).

ص:360


1- - المرض و الفقر.
2- - الصحّة و الغنى.
3- - ابتلاءً و اختباراً. أي : نعاملهم معاملة المختبر. بالفقر و الغنى و بالضرّاء و السرّاء و بالشدّة و الرخاء (بحار الأنوار ج 5 ص 213).
4- - إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله دخل على مريض. فقال صلى الله عليه و آله : ما شأنك؟ قال : صلّيت بنا صلاة المغرب فقرأت القارعة. فقلت : اللّهمّ إن كان لي عندك ذنب تريد أن تعذّبني به في الآخرة. فعجّل ذلك في الدنيا. فصرت كما ترى. فقال صلى الله عليه و آله : بئسما قلت. ألا قلت : رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَ فِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النّارِ. فدعا صلى الله عليه و آله له حتّى أفاق (الدعوات ص 114). (وراجع: بحارالأنوار ج 17 ص 294). أي : رحمة حسنة تصلح بها امور دنياي و كذا في الآخرة. و قيل : حسنة الدنيا : الصحّة و الكفاف و توفيق الخير. الثواب و الرحمة (بحار الأنوار ج 83 ص 119).

1112 - قال الإمام الباقر عليه السلام : سلامة الدين (1) و صحّة البدن (2) خير من المال (3).

و المال (4) زينة من زينة الدنيا حسنة (الكافي ج 2 ص 215 و ص 216 و مشكاة الأنوار ج 1 ص 242).

1113 - قال الإمام الصادق عليه السلام : سلامة الدين و صحّة البدن خير من زينة الدنيا حسب (المحاسن ج 1 الباب 9 الحديث 120).

1114 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من أصبح معافاً في جسده. آمناً في سربه. عنده قوت يومه.

فكأنّما خيرت له الدنيا (الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله المجلس 61 الحديث 3).

1115 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من أصبح معافاً في سمعه و بصره و عقله.

آمناً في سربه من السلطان.

وله رزق يوم إلى الليل. فقد اعطي خير ممّا أشرقت عليه الشمس و غربت (5) (مشكاة الأنوار ج 1 ص 182).

ص:361


1- - ممّا فيه شائبة الشرك من العقائد الباطلة و الأعمال القبيحة.
2- - من الأمراض البدنيّة.
3- - خير من زوائد المال. أمّا خيريّة الاُولى فظاهرة. و أمّا الثانية فلأ نّه ينتفع بالصحّة مع عدم المال و لا ينتفع بالمال مع فقد الصحّة.
4- - أي: المال الصالح و الحلال زينة حسنة لكن بشرط أن لا يضرّ بالدين (من بيان العلّامةالمجلسي - قدّس اللّه تعالى روحه القدّوسي - في بحار الأنوار ج 65 ص 214).
5- - قال الإمام الصادق عليه السلام : سلوا اللّه الغنى في الدنيا و العافية و في الآخرة المغفرة و الجنّة (الكافي ج 5 ص 71).

العبادة

1116 - وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللّهَ وَاتَّقُوهُ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ«16» (العنكبوت).

1117 - قال الإمام الباقر عليه السلام : أوحى اللّه تبارك و تعالى إلى آدم عليه السلام : - يا آدم - إنّي أجمع لك الخير كلّه في أربع كلمات.

واحدة منهنّ لي. و واحدة فيما بيني و بينك. و واحدة فيما بينك و بين الناس.

فأمّا الّتي لي : فتعبدني. و لا تشرك بي شيئاً.

و أمّا الّتي لك. فاُجازيك بعملك أحوج ما تكون إليه.

و أمّا الّتي بيني و بينك : فعليك الدعاء. و عليّ الإجابة.

و أمّا الّتي فيما بينك و بين الناس : فترضى للناس ما ترضى لنفسك (الأمالي للشيخ الصدوق - عليه الرحمة - المجلس 89 الحديث 1 و من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 290 و معاني الأخبار ص 137 و عدّة الداعي ص 42).

1118 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : ليس الخير أن يكثر مالك و ولدك.

و لكن الخير أن يكثر علمك و عملك و أن يعظم حلمك.

و أن تباهي الناس بعبادة ربّك (1). فإن أحسنت حمدت اللّه عزّ و جلّ .

و إن أسأت استغفرت اللّه عزّ و جلّ (بحار الأنوار ج 66 ص 409 و ج 77 ص 140).

1119 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خير العبادة أخفاهاً (إرشاد القلوب ج 1 ص 300 الباب 48).

ص:362


1- - قال موسى بن عمران عليه السلام لإبليس : أخبرني بالذنب الّذي إذا أذنبه ابن آدم استحوذت عليه ؟ قال إبليس : إذا أعجبته نفسه و استكثر عمله و صدقته و نسي ذنوبه. استحوذت عليه (إرشاد القلوب ج 1 ص 114 الباب 14).

1120 - قال الإمام الصادق عليه السلام : ... إنّ خير العبادة أقربها بالأمن و أخلصها من الآفات.

و أدومها - و إن قلّ - . فإن سلم لك فرضك و سنتّك فأنت عابد (1).

و احذر أن تطأ بساط مليكك إلّابالذلّة و الافتقار و الخشية و التعظيم.

و أخلص حركاتك من الرياء و سرّك من القساوة (مصباح الشريعة الباب 52).

1121 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا خير في عبادة ليس فيها تفقّه (تحف العقول ص 204 و تنبيه الخواطر ج 1 ص 300 و معاني الأخبار ص 226).

1122 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا خير في عبادة لا فقه فيها (الكافي ج 1 ص 36).

1123 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا خير في عبادة ليس فيها تفكّر (الكافي ج 1 ص 36 و أعلام الدين ص 100 و منية المريد ص 162).

1124 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا خير في عبادة لا فكر فيها (العوالي ج 4 ص 112).

1125 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا خير في عبادة لا علم فيها (بحار الأنوار ج 75 ص 75).

1126 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا خير في نسك لا ورع فيه (الكافي ج 1 ص 36).

ص:363


1- - قال الإمام السجّاد عليه السلام : حقّ اللّه الأكبر عليك أن تعبده و لا تشرك به شيئاً. فإذا فعلت ذلك بإخلاص جعل لك على نفسه أن يكفيك أمر الدنيا و الآخرة (من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 376 و الخصال ص 565 و تحف العقول ص 255 و مكارم الأخلاق ج 2 ص 300). في الخصال هكذا : فإذا فعلت بالإخلاص جعل لك. قال أمير المؤمنين عليه السلام : العبادة فوز (غرر الحكم ص 198). قال أمير المؤمنين عليه السلام : دوام العبادة برهان الظفر بالسعادة (غرر الحكم ص 198). قال أمير المؤمنين عليه السلام : في الإنفراد لعبادة اللّه سبحانه كنوز الأرباح (غرر الحكم ص 318). قال أمير المؤمنين عليه السلام : فاز بالسعادة من أخلص العبادة (غرر الحكم ص 198). قال الإمام الحسين عليه السلام : من عبد اللّه حقّ عبادته أعطاه اللّه فوق أمانيه و كفايته (التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام ص 372 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 108).

العدل

1127 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير السياسات العدل (1) (غرر الحكم ص 339).

1128 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : زمان العادل خير الأزمنة (غرر الحكم ص 339).

1129 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : العدل خير الحكم (غرر الحكم ص 99).

1130 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : عدل السلطان خير من خصب الزمان (بحار الأنوار ج 75 ص 10).

1131 - قال الإمام الصادق عليه السلام : إذا أراد اللّه عزّ و جلّ برعيّة خيراً جعل لها سلطان رحيماً و قيّض له وزيراً عادلاً (الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله المجلس 43 الحديث 2 و روضة الواعظين ج 2 ص 456).

العطاء

1132 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ألا أدلّكم على خير أخلاق الدنيا و الآخرة ؟

تصل من قطعك. و تعطي من حرمك. و تعفو عمن ظلمك (الكافي ج 2 ص 107 و تحف العقول ص 45).

1133 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير العطاء ما كان عن غير طلب (غرر الحكم ص 377).

1134 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خير العطاء ما أبقى نعمة باقية (الدعوات ص 291 و الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 281 المجلس 10).

1135 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : - يا ابن آدم - إن تبذل الفضل ف خير لك.

و إن تمسك. ف شرّ لك (عوالي اللئالي ج 1 ص 368).

ص:364


1- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : بالعدل تتضاعف البركات (غرر الحكم ص 446).

1136 - قال الإمام الصادق عليه السلام : اليد العليا (1) خير من اليد السفلى (2) (الكافي ج 4 ص 11 و ص 18).

1137 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من أنفق زوجين (3) في سبيل اللّه عزّ و جلّ نودي في الجنّة :

- يا عبد اللّه - هذا خير (عوالي اللئالي ج 1 ص 369).

1138 - قال الإمام الصادق عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله في خطبته : ألا اخبركم بخير خلائق الدنيا و الآخرة ؟

العفو عمّن ظلمك. و تصل من قطعك. و الاحسان إلى من أساء إليك. و إعطاء من حرمك (4) (الكافي ج 2 ص 107 و منية المريد ص 323).

ص:365


1- - اليد العليا : المنفقة.
2- - اليد السفلى : السائلة (عوالي اللئالي ج 1 ص 141).
3- - زوجين : إثنين من كلّ شيء ك درهمين و دينارين (عوالي اللئالي ج 1 ص 369).
4- - قال الإمام الصادق عليه السلام : إنّ مكارم الدنيا و الآخرة في ثلاثة أحرف من كتاب اللّه عزّ وجلّ : خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ. و تفسيره : أن تصل من قطعك. و تعفو عمّن ظلمك. و تعطي من حرمك (الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة - ص 644 المجلس 22). قال الإمام الصادق عليه السلام : مكارم الدنيا و الآخرة : أن تصل من قطعك و تعطي من حرمك و تعفو عن من ظلمك (إرشاد القلوب ج 1 ص 267 الباب 43). قال الإمام الصادق عليه السلام : قد يجمع اللّه الدنيا و الآخرة لأقوام إذا اعطوا القريب و رزقوا العمل الصالح. فقد جمعت لهم الدنيا و الآخرة (مشكاة الأنوار ج 2 ص 205). قال أمير المؤمنين عليه السلام : من أتاه اللّه مالاً فليصل به القرابة وليحسن منه الضيافة وليفك به الأسير والعاني. وليعط منه الفقير و الغارم. وليصبر نفسه على الحقوق و النوائب. ابتغاء الثواب. فإنّ الفوز بهذه الخصال شرف مكارم الدنيا و درك فضائل الآخرة إن شاء اللّه (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 9 ص 74).

العفّة - العفاف

1139 - وَلِبَاسُ التَّقْوَى (1) ذلِكَ خَيْرٌ (2)... «26» (الأعراف).

1140 - وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ (3) خَيْرٌ لَهُنَّ (4)... «60» (النور).

1141 - قَالَتْ إِحْدَاهُمَا (5) يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (6)«26» (القصص).

1142 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : العفّة رأس كلّ خير (غرر الحكم ص 255).

ص:366


1- - لباس التقوى : العفاف. لأنّ العفيفة لا تبدوا له عورة - و إن كان عارياً من الثياب - . و الفاجر بادي العورة - و إن كان كاسياً من الثياب - .
2- - يقول عزّ و جلّ : العفاف خير (تفسير القمّي رحمه الله ج 1 ص 254).
3- - أي : لا يظهرن للرجال (تفسير القمّى رحمه الله ج 2 ص 109).
4- - يقول الناجي الجزائري : إعلم - أيّها العزيز - إنّ الحجاب و الستر للنساء يكون من جملة مصاديق العفاف لهنّ. و خطاب هذه الآية الكريمة و إن كان في الظاهر متوجّه إلى النساء و التوصية بهنّ بحفظ الحجاب و الستر . و لكن التوصية بالعفاف لا يختصّ بالنساء فحسب. بل هذا الأمر متوجّه إلى الرجال أيضاً.
5- - أي : إحدى بنات شعيب النبيّ عليه السلام .
6- - روى صفوان بن يحيى عن أبي الحسن عليه السلام في قول اللّه عزّ و جلّ : - يا أبت - استأجره إنّ خير من استأجرت القويّ الأمين. قال عليه السلام : قال لها شعيب عليه السلام : - يا بنيّة - هذا قويّ قد عرفته برفع الصخرة. الأمين من أين عرفته ؟ قالت : - يا أبة - إنّي مشيت قدّامه. فقال : امشي من خلفي. فإن ضللت فأرشديني إلى الطريق. فإنّا قوم لا ننظر في أدبار النساء (من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 12). حكاية عن بنت شعيب عليه السلام . يقول الناجي الجزائري : و غض النظر عمّا لا يجوز النظر إليه يكون من جملة مصاديق العفاف.

عفّة البطن

عفّة الفرج

1143 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : أربع من اعطيهنّ فقد اعطي خير الدنيا و الآخرة :

صدق حديث . و أداء أمانة. و عفّة بطن. و حسن خُلق (غرر الحكم ص 217).

1144 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ما زيّن اللّه رجلاً بزينة خير من عفاف بطنه (تنبيه الخواطر ج 2 ص 229).

1145 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إذا أراد اللّه بعبد خيراً أعفّ بطنه عن الطعام (1) و فرجه عن الحرام (غرر الحكم ص 399).

1146 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إذا أراد اللّه بعبد خيراً أعفّ بطنه و فرجه (2) (غرر الحكم ص 399).

1147 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : الحرفة (3) مع العفّة خير من الغنى مع الفجور (أعلام الدين ص 287 و غرر الحكم ص 354 و شرح نهج البلاغة ج 16 ص 96).

1148 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : العفّة مع الحرفة خير من سرور مع فجور (تحف العقول ص 79).

ص:367


1- - أي : الطعام الحرام.
2- - قال الإمام الصادق عليه السلام : من عفّ بطنه و فرجه كان في الجنّة ملكاً محبوراً (الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله المجلس 82 الحديث 4 و روضة الواعظين ج2 ص 291 و مشكاة الأنوار ج2 ص68). في نسخة من روضة الواعظين : أعفّ . في روضة الواعظين : محبوباً.
3- - بكسر الحاء و ضمّها. هو : نقصان الحظّ و عدم المال. أي : لأن يكون المرء هكذا و هو عفيف الفرج و اليد خير من الغنى مع الفجور (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 16 ص 98).

العفو

1149 - قال الإمام الصادق عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله في خطبته : ألا اخبركم بخير خلائق الدنيا و الآخرة ؟

العفو عمّن ظلمك. و تصل من قطعك. و الاحسان إلى من أساء إليك.

و إعطاء من حرمك (الكافي ج 2 ص 107 و منية المريد ص 323).

1150 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ألا أدلّكم على خير أخلاق الدنيا و الآخرة ؟

تصل من قطعك. و تعطي من حرمك.

و تعفو عمن ظلمك (1) (الكافي ج 2 ص 107 و تحف العقول ص 45).

ص:368


1- - قال الإمام الصادق عليه السلام : إنّ مكارم الدنيا و الآخرة في ثلاثة أحرف من كتاب اللّه عزّ وجلّ : خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ. و تفسيره : أن تصل من قطعك. و تعفو عمّن ظلمك. و تعطي من حرمك (الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة - ص 644 المجلس 22). قال الإمام الصادق عليه السلام : ثلاث من مكارم الدنيا و الآخرة : (أن) تعفو عمّن ظلمك. و تصل من قطعك. و تحلم إذا جهل عليك (الكافي ج 2 ص 107 و تحف العقول ص 293 و مشكاة الأنوار ج 1 ص 174 و ج 2 ص 108). مابين القوسين لم يذكر في الكافي. قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ العفو يزيد صاحبه عزّاً. فأعفوا يعزّكم اللّه (الكافي ج 2 ص 121). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من عفا عن مظلمة أبدله اللّه بها عزّاً في الدنيا و الآخرة (الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 182 المجلس 7).

1151 - عن أبي هريرة قال : بينا رسول اللّه صلى الله عليه و آله جالس. إذ رأيناه ضاحكاً حتّى بدت ثناياه.

فقلنا : - يا رسول اللّه - ممّا ضحكت ؟

فقال صلى الله عليه و آله : رجلان من امّتي جثياً بين يدي ربّي.

فقال أحدهما : - يا ربّ - خذلي بمظلمتي من أخي .

فقال اللّه تعالى : أعط أخاك مظلمته.

فقال : - يا ربّ - لم يبق من حسناتي شيء.

فقال : - يا ربّ - فليحمل عنّي من أوزاري.

- ثمّ فاضت عينا رسول اللّه صلى الله عليه و آله و قال : إنّ ذلك اليوم. ليوم يحتاج الناس فيه إلى من يحمل عنهم من أوزارهم - .

ثمّ قال اللّه تعالى للطالب بحقّه : ارفع بصرك إلى الجنّة فاُنظر ماذا ترى ؟

فرفع رأسه. فرأى ما أعجبه من الخير و النعمة.

فقال : - يا ربّ - لمن هذا ؟

فقال تعالى : لمن أعطاني ثمنه.

فقال : - يا ربّ - و من يملك ثمن ذلك ؟

فقال عزّ و جلّ : أنت.

فقال : كيف لي بذلك ؟

فقال عزّ و جلّ : بعفوك عن أخيك .

فقال : - يا ربّ - قد عفوت.

فقال اللّه تعالى : فخذ بيد أخيك. فادخلا الجنّة .

ثمّ قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : فإتّقوا اللّه. و أصلحوا ذات بينكم (أعلام الدين ص 337).

ص:369

العقل - التعقّل

1152 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّما يدرك الخير كلّه بالعقل.

و لا دين لمن لا عقل له (تحف العقول ص 54).

1153 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : بالعقل تنال الخيرات (غرر الحكم ص 53).

1154 - قال الإمام السجّاد عليه السلام : العقل قائد الخير (أعلام الدين ص 96).

1155 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : العقل ينبوع الخير (غرر الحكم ص 51).

1156 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إذا أراد اللّه عزّ و جلّ بعبد خيراً منحه عقلاً قويماً و عملاً مستقيماً (غرر الحكم ص 50).

1157 - قال الإمام السجّاد عليه السلام : العقل دليل الخير (إرشاد القلوب ج 1 ص 127).

1158 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير المواهب العقل (1)(غرر الحكم ص 51).

1159 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من لم يكن عقله أغلب خصال الخير فيه. كان حمقه أغلب خصال الشرّ فيه (إرشاد القلوب ج 1 ص 371).

1160 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : العقل الصحيح ما حصلت به الجنّة (إرشادالقلوب ج1ص371).

ص:370


1- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : العقل أغنى الغناء. و غاية الشرف في الآخرة و الدنيا (غرر الحكم). قال الإمام الكاظم عليه السلام : ما بعث اللّه أنبيائه و رسله إلى عباده إلّاليعقلوا عن اللّه. فأحسنهم استجابة. أحسنهم معرفة (للّه) . و أعلمهم بأمر اللّه أحسنهم عقلاً. و أكملهم عقلاً. أرفعهم درجة في الدنيا والآخرة (الكافي ج 1 ص 16 و تحف العقول ص 386). لم يذكر في الكافي. في التحف هكذا : و أعقلهم أرفعهم درجة في الدنيا و الآخرة. قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : سيّد الأعمال في الدارين : العقل. و لكلّ شيء دعامة. و دعامة المؤمن عقله. فبقدر عقله تكون عبادته لربّه (بحار الأنوار ج 1 ص96).

العلم

1161 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ اللّه عزّ و جلّ يطاع بالعلم. و يعبد بالعلم .

و خير الدنيا و الآخرة مع العلم (1).

و شرّ الدنيا و الآخرة مع الجهل (روضة الواعظين ج 1 ص 55 و مشكاة الأنوار ج 1 ص 306).

1162 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : العلم رأس الخير كلّه.

و الجهل رأس الشرّ كلّه (بحار الأنوار ج 74 ص 177).

1163 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : العلم أصل كلّ خير (غرر الحكم ص 41).

1164 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : ليس الخير أن يكثر مالك و ولدك. و لكن الخير : أن يكثر علمك و عملك. و أن يعظم حلمك (بحار الأنوار ج 72 ص 140).

1165 - عبد اللّه بن موسى (بن عبداللّه بن الحسن) (2) عن أبيه عن جدّه قال : كانت امّي فاطمة بنت الحسين عليها السلام تأمرني أن أجلس إلى خالي عليّ بن الحسين عليهما السلام .

فما جلست إليه - قطّ - إلّاقمت بخير قد استفدته (3) .

إمّا خشيّة للّه تعالى تحدث في قلبي - لما أرى من خشيته للّه- .

أو علم قد استفدته منه (كشف الغمّة ج 3 ص 26 و الإرشاد للشيخ المفيد - عليه الرحمة - ج 2 ص 140).

1166 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : العلم خير دليل (غرر الحكم ص 63).

ص:371


1- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : لطالب العلم عزّ الدنيا و فوز الآخرة (غرر الحكم ص 43).
2- - ما بين القوسين لم يذكر في الإرشاد.
3- - في الإرشاد : أفدته.

1167 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : العالم مصباح اللّه في الأرض.

فمن أراد اللّه به خيراً إقتبس منه (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 20 ص 326).

1168 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : محبّة العلم (1) خير يدان اللّه به (الأمالي للشيخ المفيد رحمه الله ص 248 المجلس 29).

1169 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ اللّه عزّ وجلّ يجمع العلماء يوم القيامة و يقول لهم: لم أضع نوري و حكمتي في صدوركم إلّاو أنا اريد بكم خير الدنيا و الآخرة.

إذهبوا. قد غفرت لكم على ما كان منكم (علل الشرائع ج 2 ص 209 الحديث 28).

1170 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إذا كان يوم القيامة جمع اللّه العلماء فيقول لهم : عبادي .

إنّي اريد بكم الخير الكثير (2)(إرشاد القلوب ج 1 ص 318 الباب 50).

1171 - إنّ اللّه تعالى يقول يوم القيامة : - يا معشر العلماء - ... إنّي قد استودعتكم حكمتي لا لشرّ أردته لكم بل لخير أردته لكم .

فاُدخلوا في صالح عبادي إلى جنّتي برحمتي (منية المريد ص 120).

ص:372


1- - في نسخة : العالم.
2- - قال الإمام الصادق عليه السلام : ليس إلى اللّه سبحانه طريق يسلك إلّابعلم . و العلم زين المرء في الدنيا و الآخرة . و سائقه إلى الجنّة . و به يصل إلى رضوان اللّه تعالى (مصباح الشريعة الباب 5). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : سألت جبرئيل عليه السلام عن صاحب العلم ؟ فقال : هم سراج امّتك في الدنيا و الآخرة (إرشاد القلوب ج 1 ص 166 منشورات الرضي). قال أميرالمؤمنين عليه السلام : إنّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم. رضاً به. و فيه شرف الدنيا. و الفوز بالجنّة يوم القيامة (من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 277 و المواعظ ص 97). قال أمير المؤمنين عليه السلام : طلبت القدر و المنزلة. فما وجدت إلّابالعلم. تعلّموا يعظم قدركم في الدارين (جامع الأخبار ص 341 الفصل 81).

1172 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : طلب العلم فريضة على كلّ مسلم.

فاُطلبوا العلم في مظانّه. و اقتبسوه من أهله. فإنّ تعلّمه للّه حسنة. و طلبه عبادة.

و المذاكرة فيه تسبيح. و العمل به جهاد. و تعليمه من لا يعلمه صدقة.

و بذله لأهله قربة إلى اللّه تعالى. لأنّه معالم الحلال و الحرام. و منار سُبُل الجنّة.

و المؤنس في الوحشة. و الصاحب في الغربة و الوحدة. و المحدّث في الخلوة.

و الدليل في السرّاء و الضرّاء. و السلاح على الأعداء. و الزيّن عند الأخلّاء.

يرفع اللّه به أقواماً فيجعلهم في الخير قادة.

تقتبس آثارهم. و يهتدى بفعالهم. و ينتهى إلى آرائهم.

ترغب الملائكة في خلّتهم. و بأجنحتها تمسّهم. و في صلاتها تبارك عليهم.

يستغفر لهم كلّ رطب و يابس حتّى حيتان البحر و هوامّه. و سباع البرّ و أنعامه.

إنّ العلم حياة القلوب من الجهل. و ضياء الأبصار من الظلمة. و قوّة الأبدان من الضعف.

يبلغ بالعبد منازل الأخيار. و مجالس الأبرار. و الدرجات العلى في الدنيا و الآخرة.

الذكر فيه يعدل بالصيام. و مدارسته بالقيام.

به يطاع الربّ و يعبد. و به توصل الأرحام. و يعرف الحلال من الحرام.

العلم إمام العمل و العمل تابعه.

يلهم به السُعداء. و يحرمه الأشقياء.

فطوبى لمن لم يحرمه اللّه منه حظّه (الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 487 المجلس 17).

(راجع : إرشاد القلوب ج 1 ص 317 الباب 50 و عدّة الداعي ص 72 و منية المريد ص 108).

ص:373

1173 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : تعلّموا العلم. فإنّ تعلّمه حسنة.

و مدارسته تسبيح. و البحث عنه جهاد. و تعليمه من لا يعلمه صدقة. و بذله لأهله قربة.

لأ نّه معالم الحلال و الحرام. و سالك بطالبه سبيل (1) الجنّة. و (2) هو أنيس في الوحشة.

و صاحب في الوحدة. و دليل على السرّاء و الضرّاء. و سلاح على الأعداء. و زيّن للأخلّاء (3). يرفع اللّه به أقواماً يجعلهم في الخير أئمّة يقتدى بهم. ترمق أعمالهم.

و تقتبس آثارهم. و ترغب الملائكة في خلّتهم. (يمسحونهم في صلاتهم بأجنحتهم.

و يستغفر لهم كلّ شيء حتّى حيتان البحور و هوامها و سباع البرّ و أنعامها) (4).

لأنّ العلم حياة القلوب. و نور الأبصار من العمى. و قوّة الأبدان من الضعف.

ينزل اللّه حامله منازل الأخيار (5). و يمنحه مجالس (6) الأبرار في الدنيا و الآخرة.

بالعلم يطاع اللّه و يعبد. و بالعلم يعرف اللّه و يوحّد.

و بالعلم توصل الأرحام. و به يعرف الحلال و الحرام. و العلم أمام العمل (7) و العمل تابعه. يلهمه اللّه السعداء و يحرمه الأشقياء (الخصال ص 525 و تحف العقول ص 28 والأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله ص 615 المجلس 70 و روضة الواعظين ج 1 ص 47).

ص:374


1- - في تحف العقول : سُبل.
2- - في تحف العقول : و مونس في الوحدة و صاحب في الغربة و دليل على السرّاء و الضرّاء.
3- - في تحف العقول : الأخلّاء.
4- - مابين القوسين لم يذكر في تحف العقول.
5- - في تحف العقول : الأحياء. و في الأمالي و روضة الواعظين : الأبرار.
6- - في تحف العقول : مجالسة . و في الأمالي و روضة الواعظين : مجالسة الأخيار في الدنيا و الآخرة.
7- - في تحف العقول هكذا : أمام العقل و العقل يلهمه اللّه السعداء و يحرمه الأشقياء. و في الأمالي و روضة الواعظين هكذا : العقل و العقل تابعه. يلهمه اللّه السعداء و يحرمه الأشقياء.

1174 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خير ما يخلف الرجل من بعده ثلاث :

ولد صالح يدعو له.

و صدقة تجري يبلغه أجرها .

و علم يعمل به من بعده (منية المريد ص 103).

1175 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خير العلم ما نفع (من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 288 و الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله المجلس 74 الحديث 1 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 32).

1176 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير العلوم ما أصلحك (غرر الحكم ص 46).

1177 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير العلم ما قارنه العمل (غرر الحكم ص 46).

1178 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير العلم ما أصلحت به رشادك .

و شرّه ما أفسدت به معادك (غرر الحكم ص 46).

1179 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : العالم و المتعلّم شريكان في الأجر.

و لا خير في سائر الناس (بعد) (1) (عوالي اللئالي ج 1 ص 81 و منية المريد ص 105 و بحار الأنوار ج 2 ص 25).

1180 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : العالم و المتعلّم شريكان في الأجر.

للعالم أجران. و للمتعلّم أجر.

و لا خير في سوى ذلك (بصائر الدرجات ص 10 الباب 2).

(راجع : مشكاة الأنوار ج 1 ص 311و بحار الأنوار ج 1 ص 173).

1181 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : باب من العلم يتعلّمه الإنسان خير له من ألف ركعة تطوّعاً (تنبه الخواطر ج 2 ص 119).

ص:375


1- - ما بين القوسين لم يذكر في منية المريد و بحار الأنوار .

1182 - قال أمير المؤمنين عليه السلام لرجل : إنّك إنّما تدرك الخير بالعلم و كفّ الأذى و الجهل (1) (تحف العقول ص 191).

1183 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : العلم خير من المال .

العلم يحرسك و أنت تحرس المال.

و المال تنقصه النفقة. و العلم يزكو على الإنفاق

و صنيع المال يزول بزواله (روضة الواعظين ج 1 ص 50).

النوادر

1184 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا خير في علم ليس فيه تفهّم (أعلام الدين ص 253 و الكافي ج 1 ص 36 و معاني الأخبار ص 226 و منية المريد ص 162).

1185 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا خير في علم لا ينفع .

و لا ينتفع بعلم حين (2)لا يقال به (تحف العقول ص 70 و بحار الأنوار ج 74 ص 220).

1186 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا خير في علم لا ينفع .

و لا ينتفع بعلم لا يحقّ تعلّمه (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 16 ص 64).

1187 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا خير في علم ليس فيه تفكّر (تحف العقول ص 204 و بحار الأنوار ج 75 ص 41).

1188 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا خير في علم الكذّابين (غرر الحكم ص 220).

ص:376


1- - أي : و بالكفّ عن الجهل .
2- - في بحار الأنوار : حتّى .

العمل الصالح

1189 - ثَوَابُ اللّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً... «80» (القصص).

1190 - (قال حمران : سألت الإمام أبا جعفر الباقر عليه السلام عن قول اللّه عزّ و جلّ) :

ليلة القدر خير من ألف شهر.

أيّ شيء عنى بذلك ؟

فقال عليه السلام : العمل الصالح فيها - من الصلاة و الزكاة و أنواع الخير - خيرٌ من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر (الكافي ج 4 ص 158).

1191 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : - أيّها الناس - إنّه ليس بين اللّه و بين أحد شيء يعطيه به خيراً أو يصرف به عنه شرّاً إلّاالعمل الصالح (1) (أعلام الورى ج 1 ص 264).

1192 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : ليس الخير أن يكثر مالك و ولدك. و لكن الخير : أن يكثر علمك و عملك. و أن يعظم حلمك (بحار الأنوار ج 72 ص 140).

1193 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إذا أراد اللّه عزّ و جلّ بعبد خيراً منحه عقلاً قويماً و عملاً مستقيماً (غرر الحكم ص 50).

ص:377


1- - قال الإمام الصادق عليه السلام : قد يجمع اللّه الدنيا و الآخرة لأقوام إذا اعطوا القريب و رزقوا العمل الصالح فقد جمعت لهم الدنيا و الآخرة (مشكاة الأنوار ج 1 ص 205). قال أمير المؤمنين عليه السلام : إنّ المال و البنين حرث الدنيا. و العمل الصالح حرث الآخرة. و قد يجمعهما اللّه لأقوام (الكافي ج 5 ص 57). قال الإمام الصادق عليه السلام : إذا اعطي القوت و رزق العمل فقد جمع اللّه عزّ وجلّ له الدنيا و الآخرة (تهذيب الأحكام ج 6 ص 377 الحديث 28). أي : إذا اعطي العبد. قال الإمام الرضا عليه السلام : العمل الصالح إذا كتمه العبد و أخفاه أبى اللّه عزّ و جلّ إلّاأن يظهره ليزيّنه به مع ما يدّخر له من ثواب الآخرة (الخصال ص 267 و عيون الأخبار ج 1 الباب 28 الحديث 12).

غسل اليد قبل الطعام و بعده

الوضوء عند حضور الطعام

1194 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من سرّه أن يكثر خير بيته فليتوضّأ عند حضور طعامه (1).

و من توضّأ قبل الطعام و بعده عاش في سعة من رزقه. و عوفي من البلاء في جسده.

(الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 590 المجلس 25).

1195 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من أحبّ أن يكثر خير بيته فليتوضّأ عند حضور الطعام و بعده فإنّه من غسل يده عند الطعام و بعده عاش ما عاش في سعة.

و عوفي من بلوى في جسده (مكارم الأخلاق ج 1 ص 303).

1196 - قال الإمام الصادق عليه السلام : قال أمير المؤمنين عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من سرّه أن يكثر خير بيته فليتوضّأ عند حضور طعامه (النوادر للسيّد فضل اللّه الراوندي رحمه الله ص 207 و الخصال ص 13 و الدعوات ص 143 و المحاسن ج 2 الباب 30 الحديث 217 و الكافي ج 6 ص 290).

1197 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : من أراد أن يكثر خير بيته فليغسل يده قبل الأكل (2)(الخصال ص 25).

ص:378


1- - قال هشام بن سالم : قال لي الصادق عليه السلام : - يا هشام بن سالم - الوضوء هاهنا : غسل اليد قبل الطعام و بعده. (الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 590 المجلس 25).
2- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : غسل اليدين قبل الطعام و بعده زيادة في العمر و إماطة للغمر عن الثياب. و يجلو البصر (الكافي ج 6 ص 290). قال الإمام الصادق عليه السلام : الوضوء قبل الطعام و بعده يذهبان الفقر (الكافي ج 6 ص 290 و من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 226). في الفقيه : بالفقر.

الغنى المقرون مع التقوى

1198 - وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ (1) وَالْخَيْرِ (2) فِتْنَةً (3) وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ«35» (الأنبياء).

1199 - قال الإمام الصادق عليه السلام : سلوا اللّه الغنى في الدنيا و العافية و في الآخرة المغفرة و الجنّة (الكافي ج 5 ص 71).

1200 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير الدنيا و الآخرة في خصلتين : الغنى و التقى.

و شرّ الدنيا و الآخرة في خصلتين : الفقر و الفجور (شرح نهج البلاغة ج 20 ص 301).

1201 - قال الإمام الصادق عليه السلام : لا خير في من لا يحبّ جمع المال - من حلال - يكفّ (4)به وجهه و يقضي به دينه و يصل به رحمه (5) (الكافي ج 5 ص 72 وثواب الأعمال ص 215 و من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 102).

ص:379


1- - المرض و الفقر.
2- - الصحّة و الغنى.
3- - ابتلاءً و اختباراً. أي : نعاملهم معاملة المختبر. بالفقر و الغنى و بالضرّاء و السرّاء و بالشدّة والرخاء (بحار الأنوار ج 5 ص 213).
4- - في الفقيه و ثواب الأعمال : فيكفّ.
5- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : نعم المال الصالح للعبد الصالح (تنبيه الخواطر ج 1 ص 158). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : نعم العون على تقوى اللّه الغنى (الكافي ج 5 ص 71 و الفقيه ج 3 ص 94 و تحف العقول ص 49 و عوالي اللئالي ج 1 ص 267). قال الإمام الصادق عليه السلام : سلوا اللّه الغنى في الدنيا و العافية . و في الآخرة المغفرة و الجنّة (الكافي ج 5 ص 71). قال الإمام الصادق عليه السلام : من طلب الدنيا استغناءً عن الناس و تعطّفاً على الجارّ لقي اللّه عزّ وجلّ و وجهه كالقمر ليلة البدر (ثواب الأعمال ص 215). قال الإمام الصادق عليه السلام : غنى يحجزك عن الظلم خير من فقر يحملك على الإثم (الكافي 5 ص 72 و الفقيه ج 3 ص 101).قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ملعون من ألقى كلّه على الناس (الكافي ج 5 ص 72).

1202 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إنّ خير المال ما أورثك ذخراً و ذكراً.

و أكسبك حمداً و أجراً (غرر الحكم ص 367).

1203 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إنّ خير المال ما أكسب ثناءً و شكراً .

و أوجب ثواباً و أجراً (غرر الحكم ص 367).

1204 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير الأموال ما أعان على المكارم (غرر الحكم ص 367).

1205 - قال الإمام الحسين عليه السلام : إنّ خير مالك ما وقيت به عرضك (مناقب آل أبي طالب عليهم السلام ج 4 ص 73 و بحار الأنوار ج 44 ص 189).

1206 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لرجل : إنّك إن تدع أولادك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكفّفون (1) الناس (مستدرك الوسائل ج 14 ص 95). (دقت)

1207 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لرجل : إنّك إن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكفّفون الناس بأيديهم (عوالي اللئالي ج 2 ص 117).

1208 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لمن أراد أن يوصي بجميع ماله في سبيل اللّه : لا تفعل ذلك .

فنهاه عن الصدقة بجميعه .

فقال له : فالنصف ؟

فقال صلى الله عليه و آله : لا.

فقال : فالثلث ؟

فقال صلى الله عليه و آله : الثلث. و الثلث كثير.

ثمّ قال صلى الله عليه و آله : لئن تتركه لعيالك خير لك (عوالي اللئالي ج 2 ص 69).

ص:380


1- - في عوالي اللئالي ج 3 ص 268 هكذا : يتبلبون .

غنى النفس

1209 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خير الغنى : غنى النفس (من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 288 و الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله المجلس 74 الحديث 1).

1210 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير الغنى ترك السؤال .

و شرّ الفقر لزوم الخضوع (أعلام الدين ص 659 و الإرشاد للشيخ المفيد رحمه الله ج 1 ص 304).

ص:381

الفكر - التفكّر

1211 - عن أبي العبّاس عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : تفكّر ساعة خير من عبادة سنة.

قال اللّه عزّ و جلّ : إنّما يتذكّر اولوا الألباب (تفسير العيّاشي رحمه الله ج 2 ص 384).

1212 - عن الحسين الصيقل قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن : تفكّر ساعة خير من قيام ليلة؟

قال عليه السلام : نعم. قال رسول اللّه عليه السلام : تفكّر ساعة خير من قيام ليلة .

قلت : كيف يتفكّر ؟

قال عليه السلام : يمرّ بالخربة - أو بالدار - فيتفكّر. فيقول : أين ساكنوك ؟

أين بانوك ؟

ما لك (1) لا تتكلّمين (الزهد ص44 الباب12). (راجع : المحاسن ج 1 ص 94 و الكافي ج 2 ص 54 و تبيه الخواطر ج 2 ص 183 و مشكاة الأنوار ج 1 ص 79 الفصل 9).

1213 - قال الإمام الحسن المجتبى عليه السلام : اوصيكم بتقوى اللّه و إدامة التفكّر. فإنّ التفكّر أبو كلّ خير و امّه (تنبيه الخواطر ج 1 ص 52).

1214 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأبي ذرّ رحمه الله : - يا أبا ذرّ - ركعتان مقتصدتان في تفكّر خير من قيام ليلة و القلب ساه (2) (أعلام الدين ص 196 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 59 و مكارم الأخلاق ج 2 ص 371 و بحار الأنوار ج 81 ص 249) .

ص:382


1- - في الكافي : ما بالك .
2- - في بحار الأنوار ج 81 هكذا : و القلب لاه.

الفقه - التفقّه في الدين

1215 - عن سليمان بن خالد قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن قول اللّه تعالى : و من يؤتي الحكمة فقد اوتي خيراً كثيراً ؟

فقال عليه السلام : إنّ الحكمة : المعرفة و التفقّه في الدين .

فمن فقه منكم فهو حكيم (تفسير العيّاشي رحمه الله ج 1 ص 276).

1216 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من يرد اللّه به خيراً يفقّهه في الدين (منية المريد ص 374 و99 و أعلام الدين ص 81 و دعائم الإسلام ج 1 ص 81 و عوالي اللئالي ج 4 ص 79).

1217 - قال الإمام الصادق عليه السلام : إذا أراد اللّه بعبد خيراً. فقّهه في الدين (1) (منية المريد ص 375 و ص 112 و الكافي ج 1 ص 32 و أمالي الشيخ المفيد رحمه الله ص 157 المجلس 19).

ص:383


1- - قال الإمام الكاظم عليه السلام : تفقّهوا في دين اللّه. فإنّ الفقه مفتاح البصيرة. و تمام العبادة. و السبب إلى المنازل الرفيعة. و الرتب الجليلة في الدين و الدنيا. و فضل الفقيه على العابد كفضل الشمس على الكواكب. و من لم يتفقّه في دينه لم يرض اللّه له عملاً (تحف العقول ص 410). قال الإمام الرضا عليه السلام : تفقّهوا في دين اللّه. فإنّه أروي : من لم يتفقّه في دينه ما يخطىء أكثر ممّا يصيب فإنّ الفقه مفتاح البصيرة و تمام العبادة و السبب إلى المنازل الرفيعة. و حاز المرء المرتبة الجليلة في الدين و الدنيا. فضل الفقيه على العباد كفضل الشمس على الكواكب. و من لم يتفقّه في دينه لم يزكّ اللّه له عملاً (الفقه المنسوب إلى الإمام الرضا عليه السلام ص 337 الباب 89 و بحار الأنوار ج 75 ص 346).

1218 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إنّ اللّه تعالى إذا أراد بعبد خيراً فقّهه في الدين (مشكاة الأنوار ج 1 ص 299).

1219 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إذا أراد اللّه بعبد خيراً فقّهه في الدين و ألهمه اليقين (غرر الحكم ص 49).

1220 - قال الإمام الصادق عليه السلام : إذا أراد اللّه تبارك و تعالى بعبد خيراً زهّده في الدّنيا.

و فقّهه في الدّين. و بصّره عيوبه.

و من أوتي هذا فقد أوتي خير الدنيا و الآخرة (مشكاة الأنوار ج 1 ص 259 الفصل 3).

1221 - قال الإمام الصادق عليه السلام : إذا أراد اللّه بعبد خيراً زهّده في الدّنيا. و فقّهه في الدّين.

و بصّره عيوبها. و من أوتيهنّ فقد أوتي خير الدنيا و الآخرة (الكافي ج 2 ص 130 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 192).

1222 - روي : إنّ اللّه تعالى إذا أراد بعبد خيراً الهمه الطاعة. و ألزمه القناعة. و فقّهه في الدين. و قوّاه باليقين. فإكتفى بالكفاف. و تحلّى بالقناعة (أعلام الدين ص 135).

1223 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إذا أراد اللّه تعالى بأهل بيت خيراً فقّههم في الدين.

و رزقهم الرفق في معايشهم و القصد في شأنهم. و وقّر صغيرهم كبيرهم.

وإذا أراد بهم غير ذلك تركهم هملا (الجعفريّات ص246) (راجع دعائم الإسلام2:255).

1224 - عن بشير الدهّان قال : قال أبو عبد اللّه عليه السلام : لا خير فيمن لا يتفقّه من أصحابنا.

- يا بشير - إنّ الرجل منكم إذا لم يستغن بفقهه احتاج إليهم.

فإذا احتاج إليهم أدخلوه في باب ضلالتهم و هو لا يعلم (بحار الأنوار ج 1 ص 220).

(راجع : منية المريد ص 375).

ص:384

1225 - خرج رسول اللّه صلى الله عليه و آله فإذاً - في المسجد - مجلسان :

مجلس يتفقّهون.

و مجلس يدعون اللّه تعالى. و يسألونه.

فقال صلى الله عليه و آله : كلا المجلسين إلى خير.

أمّا هؤلاء. فيدعون اللّه.

و أمّا هؤلاء. فيتعلّمون. و يفقّهون الجاهل.

هؤلاء أفضل.

بالتّعليم ارسلت.

ثمّ قعد صلى الله عليه و آله معهم (منية المريد ص 106).

1226 - عن أبي هارون العبدي. قال : كنّا إذا أتينا أبا سعيد الخدري قال : مرحباً بوصيّة رسول اللّه صلى الله عليه و آله .

سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول : سيأتيكم قوم من أقطار الأرض يتفقّهون.

فإذا رأيتموهم فإستوصوا بهم خيراً.

قال : و يقول : أنتم وصيّة رسول اللّه صلى الله عليه و آله (الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 478 المجلس 17).

(راجع : تنبيه الخواطر ج 2 ص 175).

1227 - (قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأصحابه) : إنّ الناس لكم تبع.

و إنّ رجالاً يأتونكم من أقطار الأرض. يتفقّهون في الدين.

فإذا أتوكم. فإستوصوا بهم خيراً (منية المريد ص 194 و عوالي اللئالي ج 1 ص 357).

ص:385

القبلة

القبلة(1)

استقبال القبلة

1228 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خير المجالس ما استقبل بها (منية المريد ص 206).

1229 - قال الإمام عليه السلام : خير المجالس ما استقبل به القبلة (2) (مفتاح الفلاح ص 21 و وسائل الشيعة ج 12 ص 9).

1230 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : لا تزال امّتي بخير و على شريعة من دينها حسنة جميلة ما لم يتخطّوا القبلة بأقدامهم. و لم ينصرفوا قياماً ك فعل أهل الكتاب.

و لم تكن لهم ضجّة ب آمين (دعائم الإسلام ج 1 ص 160 و البحار ج 82 ص 49).

ص:386


1- - (قال الإمام الصادق عليه السلام في شأن الكعبة المشرّفة) : ... هذا بيت استعبد اللّه عزّ و جلّ به خلقه ليختبر (1) طاعتهم في إثباته. فحثّهم على تعظيمه و زيارته. و (2) جعله محلّ أنبيائه و قبلة للمصلّين له (3). فهو (4) شعبة من رضوانه و طريق يؤدّي إلى غفرانه. منصوب على استواء الكمال و مجتمع (5) العظمة و الجلال (الكافي ج 4 ص 198 و الفقيه ج 2 ص 162 و التوحيد ص 253 و الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله ص 715 و علل الشرائع ج 2 ص 122). (1) في العلل هكذا : ليختبر به . (2) في الأمالي هكذا : و قد جعله محلّ الأنبياء . (3) في الكافي : إليه . (4) في الأمالي : و هو . (5) في الكافي : مجمع .
2- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ لكلّ شيء شرفاً. و إنّ أشرف المجالس ما استقبل به القبلة (تحف العقول ص 27 و بحارالأنوار ج 72 ص 469). في تحف العقول : شرف.

القرض الحسن

1231 - لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِن نَجْوَاهُمْ (1) إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ (2) أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذلِكَ (3) ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً«114» (النساء).

1232 - قال الإمام الصادق عليه السلام : قرض المؤمن غنيمة و تعجيل خير. إن أيسر أدّاه. و إن مات احتسبت (4) من الزكاة (الكافي ج 4 ص 34 من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 32).

1233 - عن يحيى بن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال : صعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله المنبر - ذات يوم - فحمد اللّه و أثنى عليه وصلّى على أنبيائه صلّى اللّه عليهم.

ثمّ قال صلى الله عليه و آله : - أيّها الناس - ليبلغ الشاهد منكم الغائب.

ألا و من أنظر معسراً كان له على اللّه عزّ و جلّ في كلّ يوم صدقة بمثل ماله حتّى يستوفيه.

ثمّ قال أبو عبد اللّه عليه السلام : وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة.

وإن تصدّقوا خير لكم إن كنتم تعلمون أنّه معسر فتصدّقوا عليه - بمالكم عليه - فهو خير لكم (الكافي ج 4 ص 36).

ص:387


1- - لا خير في كثير من كلام الناس و محاوراتهم إلّامن أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس(تفسير القمّي رحمه الله ج 1 ص 180). نفى عزّ و جلّ الخير في النطق إلّافي هذه الاُمور الثلاثة (إرشاد القلوب ج 1 ص 231).
2- - قال الإمام الصادق عليه السلام : يعني بالمعروف : القرض (الكافي ج 4 ص 34 و من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 116 و تفسير العيّاشي رحمه الله ج 1 ص 443).
3- - أي : الصدقة أو المعروف أو الإصلاح بين الناس . أو : الأمر بها (بحار الأنوار ج 67 ص 218).
4- - في من لا يحضره الفقيه: احتسب.

قضاء حاجة المؤمن و السعي فيها و الاهتمام بها

1234 - قيل للإمام الهادي عليه السلام : من أكمل الناس في خصال الخير ؟

قال عليه السلام : أعملهم بالتقيّة. و أقضاهم لحقوق إخوانه (1) (التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام ص 324).

1235 - قال الإمام الصادق عليه السلام : من مشى في حاجة أخيه المؤمن يطلب بذلك ما عند اللّه حتّى تقضى له كتب اللّه عزّ و جلّ له بذلك مثل أجر حجّة و عمرة مبرورتين. و صوم شهرين من أشهر الحرم. و اعتكافهما في المسجد الحرام.

و من مشى فيها بنيّة و لم تقض كتب اللّه له بذلك مثل حجّة مبرورة.

فإرغبوا في الخير (2) (الكافي ج 2 ص 195). (راجع : الدعوات ص 231).

ص:388


1- - قال الإمام الحسن عليه السلام : أعرف الناس لحقوق إخوانه و أشدّهم قضاءً لها. أعظمهم عند اللّه شأناً(تنبيه الخواطر ج 2 ص 107). قال رسول اللّه عليه السلام : إن أردتم أن يعظّم محمّد و عليّ عند اللّه تعالى منازلكم. فأحبّوا شيعة محمّد و عليّ. و جدّوا في قضاء حوائج إخوانكم المؤمنين. فإنّ اللّه تعالى إذا أدخلكم الجنّة - معاشر شيعتنا و محبّينا - نادى مناديه في تلك الجنان : قد دخلتم - يا عبادي - الجنّة برحمتي. فتقاسموها على قدر حبّكم لشيعة محمّد و عليّ. و قضائكم لحقوق إخوانكم المؤمنين. فأيّهم كان للشيعة أشدّ حبّاً. و لحقوق إخوانه المؤمنين أحسن قضاءً. كانت درجاته في الجنان أعلى حتّى أنّ فيهم من يكون أرفع من الآخر بمسيرة مائة ألف سنة ترابيع قصور و جنان (التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام ص 441 - 442).
2- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : تبادروا المكارم و سارعوا إلى تحمّل المغارم. و اسعوا في حاجة من هو نائم. يحسن لكم في الدارين الجزاء. و تنالوا من اللّه عظيم الحباء (غرر الحكم ص 449).

1236 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : عجبت لرجل يأتيه أخوه المسلم في حاجة. فيمتنع عن قضائها. و لا يرى نفسه للخير أهلاً.

ف هب أ نّه لا ثواب يرجى و لا عقاب يتّقى .

أفتزهدون في مكارم الأخلاق؟! (غرر الحكم ص 448).

1237 - قال الإمام الباقر عليه السلام : من خطا في حاجة أخيه المسلم بخطوة. كتب اللّه له بها عشر حسنات.

و كانت له خيراً من عتق عشر رقاب. و صيام شهر و اعتكافه في المسجد الحرام (المؤمن ص 47 الباب 5).

1238 - قال إبراهيم التيمي قال الإمام الصادق عليه السلام : من قضى أخاه المؤمن حاجة. كان كمن طاف طوافاً و طوافاً و طوافاً - حتّى عدّ عشرة - (أعلام الدين ص 443 و عدّة الداعي ص 192).

1239 - قال الإمام الصادق عليه السلام : إنّ اللّه عزّ و جلّ خلق خلقاً برحمته لرحمته. فجعلهم للمعروف أهلاً و للخير موضعاً و للناس وجهاً.

يسعى إليهم لكي يحيوهم كما يحيى المطر الأرض المجدبة.

أولئك هم المؤمنون الآمنون يوم القيامة (1)(الكافي ج 4 ص 41 و قرب الإسناد ص73 تحقيق و نشر مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث تحت إشراف سماحة العلّامة حجّة الإسلام و المسلمين الحاج السيّد جواد الحسينيّ الشهرستاني دامت بركاته).

ص:389


1- - قال الإمام الصادق عليه السلام : ... إنّ العبد ليمشي في حاجة أخيه المؤمن فيوكّل اللّه عزّ و جلّ به ملكين : واحداً عن يمينه و آخر عن شماله. يستغفران له ربّه. و يدعوان بقضاء حاجته (الكافي ج 2 ص 195).

قضاء دين المؤمن

1240 - عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة (1) عن أبي الحسن عليه السلام قال : قلت له : إنّ أبي هلك - و ترك جاريتين قد دبّرهما و أنا ممّن أشهد لهما - .

و عليه دين كثير.

فما رأيك ؟

فقال عليه السلام : رضي اللّه عن أبيك و رفعه مع محمّد و أهله عليهم السلام .

قضاء دينه خير له - إن شاء اللّه - (تهذيب الأحكام ج 8 ص 366 الحديث 16).

ص:390


1- - هو الثمالي - لا البطائني - .

القناعة

1241 - وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ (1)وَرِزْقُ رَبِّكَ (2) خَيْرٌ (3) وَأَبْقَى (4)«131» (طه).

1242 - قيل في تفسير (5) قوله تعالى : لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللّهُ رِزْقاً حَسَناً وَإِنَّ اللّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (6).

أ نّه القناعة (شرح نهج البلاغة ج 11 ص 199 و إرشاد القلوب ج 1 ص 234).

1243 - قال سيّدنا الصادق عليه السلام في قوله تعالى : فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً (7).

قال : القنوع (أمالي الشيخ الطوسي رحمه الله ص 275 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 170).

1244 - سُئل أمير المؤمنين عليه السلام عن قوله تعالى : فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً (8).

فقال عليه السلام : هي القناعة (9) (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 19 ص 55 و بحار الأنوار ج 68 ص 345).

ص:391


1- - أي : لنبلوهم و نختبرهم فيه . أو لنعذّبنّهم في الآخرة بسببه.
2- - و ما ادّخره لك في الآخرة. أو ما رزقك من الهدى و النبوّة.
3- - ممّا منحهم في الدنيا.
4- - فإنّه لا ينقطع (بحار الأنوار ج 16 ص 203).
5- - في إرشاد القلوب : تأويل.
6- - الحجّ : 58.
7- - النحل : 97 .
8- - قيل فيه أقوال : أحدها : أنّ الحياة الطيّبة الرزق الحلال. و ثانيها : أنّها القناعة و الرضا بما قسّم اللّه. و ثالثها : أنّها الجنّة . و رابعها : أنّها رزق يوم بيوم. و خامسها : أنّها حياة طيّبة في القبر (مجمع البيان ج 6 ص 593).
9- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : عليك بالعفاف و القنوع. فمن أخذ به خفّت عليه المؤون (غرر الحكم ص 293).

1245 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إذا أراد اللّه بعبد خيراً الهمه القناعة .

و أصلح له زوجه (1) (غرر الحكم ص 391).

1246 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إذا أراد اللّه بعبد خيراً الهمه الطاعة و حبّب إليه القناعة.

فإكفتى بالكفاف و اكتسى بالعفاف (غرر الحكم ص 391).

1247 - قال الإمام الحسن المجتبى عليه السلام : خير الغنى : القنوع (العدد القويّة ص 38 و بحار الأنوار ج 75 ص 113).

1248 - روي : إنّ اللّه تعالى إذا أراد بعبد خيراً الهمه الطاعة. و ألزمه القناعة. و فقّهه في الدين. و قوّاه باليقين. فإكتفى بالكفاف. و تحلّى بالقناعة (2) (أعلام الدين ص 135).

ص:392


1- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : أنعم الناس عيشاً من منحه اللّه سبحانه القناعة و أصلح له زوجه (غرر الحكم ص 393).
2- - قال الإمام الصادق عليه السلام : من قنع بما رزقه اللّه فهو من أغنى الناس (الكافي ج 2 ص 139). قال الإمام السجّاد عليه السلام : الغنى في القناعة (أعلام الدين ص 299). قال أمير المؤمنين عليه السلام : القناعة نعمة (غرر الحكم ص 390). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : القناعة راحة (أعلام الدين ص 341). قال أمير المؤمنين عليه السلام : نال الغنى من رزق اليأس عمّا في أيدي الناس و القناعة بما اوتي. و الرضا بالقضاء (غرر الحكم ص 104 و 393 و 398). قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا كنز أغنى من القناعة (شرح نهج البلاغة ج 19 ص301). قال أمير المؤمنين عليه السلام : من رضي من الدنيا بما يجزيه كان أيسر ما فيها يكفيه. و من لم يرض من الدنيا بما يجزيه. لم يكن فيها شيء يكفيه (الكافي ج 2 ص 140). قال أمير المؤمنين عليه السلام : ألزم السكوت و اصبر على القناعة بأيسر القوت. تعزّ في دنياك. و تعزّ في اخراك (غرر الحكم ص 216). قال أمير المؤمنين عليه السلام : سعادة المرء : القناعة و الرضى (غرر الحكم ص 391).

كتمان الابتلاء

1249 - عن بشير الدهّان عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال : قال اللّه عزّ و جلّ : أيّما عبد ابتليته ببليّة فكتم ذلك من عواده - ثلاثاً - أبدلته لحماً خيراً من لحمهّ و دماً خيراً من دمه. و بشراً خيراً من بشره.

فإن أبقيته. أبقيته و لا ذنب له.

و إن مات مات إلى رحمتي (الكافي ج 3 ص 115).

1250 - عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه قال : قال أبو عبد اللّه عليه السلام : من مرض ثلاثة أيّام. فكتمه. و لم يخبر به أحداً (1) أبدل اللّه عزّ و جلّ له لحماً خيراً من لحمه و دماً خيراً من دمه. و بشرة خيراً من بشرته. و شعراً خيراً من شعره.

قال : قلت له : - جعلت فداك - و كيف يبدله ؟

قال عليه السلام : يبدله لحماً و دماً و شعراً و بشرة لم يذنب فيها (الكافي ج 3 ص 116).

ص:393


1- - يقول الناجي الجزائري : أي : و لم يخبر أحداً بعنوان الشكوى و ترك الرضى بقضاء اللّه عزّ و جلّ إذ الإخبار و بيان شرح الحال لازم في بعض الأحيان كإخبار الطبيب و شرح الحال له للعلاج اللازم. و كإخبار المؤمنين لطلب الدعاء منهم للشفاء و الفرج و رفع البلاء. و أمثال هذا الإخبار لا ينافي هذا الكتمان. قال الإمام الصادق عليه السلام : إنّ نبيّاً من الأنبياء مرض. فقال : لا أتداوي حتّى يكون الّذي أمرضني هو يشفيني. فأوحى اللّه عزّ و جلّ إليه : لا أشفيك حتّى تتداوى. فإنّ الشفاء منّي (مكارم الأخلاق ج 2 ص 180). في نسخة : و الدواء منّي. فجعل يتداوى. فأتى الشفاء (نقلاً عن هامش المصدر).

كتمان السرّ - ترك الإذاعة

1251 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : جمع خير الدنيا و الآخرة في كتمان السرّ (1) و مصادقة الأخيار.

و جمع الشرّ في الإذاعة و مؤاخاة الأشرار (الاختصاص ص 218).

الكرم

1252 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : الكرم معدن الخير (غرر الحكم ص 375).

الكفاف

1253 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ ما قلّ و كفى خير ممّا كثر و ألهى .

اللّهمّ (2) أرزق محمّداً و آل محمّد الكفاف (الكافي ج 2 ص 140 باب : الكفاف و مشكاة الأنوار ج 2 ص 226).

ص:394


1- - عن أبي عبداللّه عليه السلام إنّه قال لبعض أصحابه : اكتم سرّنا و لا تذعه . فإنّه من كتم سرّنا فلم يذعه أعزّه اللّه به في الدنيا و الآخرة. و من أذاع سرّنا و لم يكتمه أذلّه اللّه به في الدنيا و الآخرة. و نزع النور من بين عينيه . إنّ أبي رضوان اللّه عليه و صلواته كان يقول : إنّ التقيّة من ديني و دين آبائي. و لا دين لمن لا تقيّة له. و إنّ اللّه يحبّ أن يعبد في السرّ كما يحبّ أن يعبد في العلانية. و المذيع لأمرنا كالجاحد له (دعائم الإسلام ج 1 ص 59). عن عبد الأعلى قال : سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول : إنّه ليس من احتمال أمرنا التصديق له والقبول فقط . من احتمال أمرنا : ستره و صيانته - من غير أهله - . فاقرئهم السلام. و قل لهم : رحم اللّه عبداً اجترّ مودّة الناس إلى نفسه. حدّثوهم بما يعرفون. و استروا عنهم ما ينكرون (الكافي ج 2 ص 223).
2- - في مشكاة الأنوار هكذا : اللّهمّ إجعل رزقاً محمّد و آل محمّد.

الكلام و القول السليم من الآفة

الكلام و القول السليم من الآفة (1)

الكلام و القول الممدوح

1254 - لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِن نَجْوَاهُمْ (2) إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً«114» (النساء).

ص:395


1- - سُئل الإمام السجّاد عليه السلام عن الكلام و السكوت أيّهما أفضل ؟ فقال عليه السلام : لكلّ واحد منهما آفات. فإذا سلما من الآفات . فالكلام أفضل من السكوت. قيل : كيف ذلك - يا ابن رسول اللّه - ؟ قال عليه السلام : لأنّ اللّه عزّ و جلّ ما بعث الأنبياء و الأوصياء بالسكوت. إنّما بعثهم بالكلام. و لا استحقّت الجنّة بالسكوت. و لا استوجبت ولاية اللّه بالسكوت. و لا توقّيت النار بالسكوت. إنّما ذلك كلّه بالكلام. ما كنت لأعدل القمر بالشمس . إنّك تصفّ فضل السكوت بالكلام. و لست تصفّ فضل الكلام بالسكوت (الإحتجاج ج 2 ص 146). قال الإمام الصادق عليه السلام : إنّما سبب هلاك الخلق و نجاتهم الكلام و الصمت. فطوبى لمن رزق معرفة عيب الكلام و صوابه و علم الصمت و فوائده. فإنّ ذلك من أخلاق الأنبياء و شعار الأصفياء. و من علم قدر الكلام أحسن صحبة الصمت. و من أشرف على ما في لطائف الصمت و ائتمنه على خزائنه كان كلامه و صمته كلّه عبادة. و لا يطّلع على عبادته إلّاالملك الجبّار (مصباح الشريعة الباب 46). قال العلّامة المجلسي رحمه الله : إنّ الكلام خير من السكوت في كثير من الموارد. بل يجب الكلام و يحرم السكوت عند إظهار اصول الدين و فروعه و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و يستحبّ في المواعظ و النصائح و إرشاد الناس إلى مصالحهم و ترويج العلوم الدينية و الشفاعة للمؤمنين و قضاء حوائجهم و أمثال ذلك (بحار الأنوار ج 68 ص 298).
2- - لا خير في كثيرٍ من كلام الناس و محاوراتهم إلّامن أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس(تفسير القمّي رحمه الله ج 1 ص 180). نفى عزّ و جلّ الخير في النطق إلّافي هذه الاُمور (إرشاد القلوب1:331).

1255 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : رحم اللّه عبداً تكلّم فغنم أو سكت فسلم.

إنّ اللسان أملك شيء للإنسان .

ألا و إنّ كلام العبد كلّه عليه إلّاذكراً للّه عزّ و جلّ.

أو أمراً بمعروف. أو نهياً عن منكر . أو إصلاحاً بين الناس.

و قال اللّه تعالى : لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِن نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ (1) (جامع الأخبار ص 520 الفصل 141).

1256 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إملاء الخير. خيرٌ من السكوت.

و السكوت خير من إملاء الشرّ (مكارم الأخلاق ج 2 ص 373).

1257 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : القول بالحقّ خير من العيّ و الصمت (غرر الحكم ص 209).

ص:396


1- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : المرء مخبوء تحت لسانه. ف زن كلامك و اعرضه على العقل و المعرفة. فإن كان للّه و في اللّه فتكلّم به. و إن كان غير ذلك فالسكوت خير منه. و ليس على الجوارح عبادة أخف مئونة و أفضل منزلة و أعظم قدراً عند اللّه من الكلام في رضا اللّه و لوجهه. و نشر آلائه و نعمائه في عباده. ألا ترى أنّ اللّه عزّ و جلّ لم يجعل فيما بينه و بين رسله معنى يكشف ما أسرّ إليهم من مكنونات علمه و 2مخزونات وحيه غير الكلام. و كذلك بين الرسل و الاُمم. ثبت بهذا أنّه أفضل الوسائل و الكلف و العبادة. و كذلك لا معصية أنغل على العبد و أسرع عقوبة عند اللّه و أشدّها ملامة و أعجلها سآمة عند الخلق منه. و اللسان ترجمان الضمير و صاحب خبر القلب. و به ينكشف ما في سرّ الباطن. و عليه يحاسب الخلق يوم القيامة. و الكلام خمر تسكر العقول ما كان منه لغير اللّه. و ليس شيء أحقّ بطول السجن من اللسان (بحار الأنوار ج 68 ص 285).

1258 - قال الإمام الصادق عليه السلام : كلام في حقّ خير من سكوت على باطل (من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 283).

1259 - قال الإمام الصادق عليه السلام : كمال العقل في ثلاثة : التواضع للّه و حسن اليقين و الصمت إلّامن خير (الاختصاص ص 244).

1260 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : أخزن لسانك و عدّ كلامك. يقلّ كلامك إلّابخير (الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله المجلس 62 الحديث 4).

1261 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إخزن لسانك و عدّ كلامك.

و لا تقل إلّابخير (الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 343 المجلس 15).

1262 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأبي ذرّ : عليك بالصمت إلّامن خير (1). فإنّه (2) مطردة للشيطان عنك. و عون لك على أمر (3) دينك (تنبيه الخواطر ج 2 ص 68 و إرشاد القلوب ج 1 ص 276 و مكارم الأخلاق ج 2 ص 384 و أعلام الدين ص 206).

1263 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : كف لسانك إلّامن خير. فإنّك بذلك تغلب الشيطان (تنبيه الخواطر ج 1 ص 105).

1264 - (قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لرجل) : اصمت لسانك إلّامن خير (الكافي ج 2 ص 114).

1265 - (قال الإمام الصادق عليه السلام لرجل) : إتّق اللّه و كفّ لسانك إلّامن خير (الكافي ج 2 ص 24 و اختيار معرفة الرجال الرقم 792).

1266 - كان أبو ذرّ رحمه الله يقول : إجعل الكلام كلمتين : كلمة خير تقولها. و كلمة شرّ تسكت عنها. و الثالثة لا تضرّ و لا تنفع. لا تردها (مشكاة الأنوار ج 1 ص 99).

ص:397


1- - في أعلام الدين : الخير.
2- - في أعلام الدين : و إنّه.
3- - في مكارم الأخلاق : امور.

1267 - قال الإمام الصادق عليه السلام : اتّقو اللّه و كفّوا السنتكم إلّامن خير (الكافي ج 8 ص 2).

1268 - قال داود عليه السلام لسليمان عليه السلام : - يا بنيّ - عليك بطول الصمت إلّامن خير. فإنّ الندامة على طول الصمت مرّة واحدة خير من الندامة على كثرة الكلام مرّات (قرب الإسناد ص 69).

1269 - قال الإمام الصادق عليه السلام : أكثر السكوت إلّامن خير (بحار الأنوار ج 94 ص 353 وسائل الشيعة ج 10 ص 165).

1270 - عن معاوية بن عمّار قال : قال أبو عبد اللّه عليه السلام : إذا أحرمت فعليك بتقوى اللّه.

و ذكر اللّه كثيراً.

و قلّة الكلام إلّابخير.

فإنّ من تمام الحجّ و العمرة أن يحفظ المرء لسانه إلّامن خير (الكافي ج 4 ص 338 و تهذيب الأحكام ج 5 ص 333).

1271 - قال الإمام الصادق عليه السلام : من علم أنّ كلامه من عمله. قلّ كلامه إلّامن خير (1)(مشكاة الأنوار ص 399).

1272 - جاء في حكمة آل داود عليه السلام : من عدّ كلامه من عمله قلّ كلامه إلّامن خير (إرشاد القلوب ج 1 ص 205).

1273 - قال أمير المؤمنين صلى الله عليه و آله : احسبوا كلامكم من أعمالكم يقلّ كلامكم إلّافي الخير (تحف العقول ص 109).

1274 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إحسبوا كلامكم من أعمالكم و أقلّوه إلّافي الخير (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 20 ص 263).

ص:398


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من حسب كلامه من عمله قلّ كلامه إلّافيما يعنيه (الخصال ص و معاني الأخبار )

1275 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : جمع الخير كلّه في ثلاث خصال : النظر و السكوت و الكلام. فكلّ نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو. و كلّ سكوت ليس فيه فكرة (1) فهو غفلة.

و كلّ كلام ليس فيه ذكر فهو لغو.

فطوبى لمن كان نظره عبرة (2) و سكوته فكراً (3) و كلامه ذكراً و بكى على خطيئته.

و أمن الناس شرّه (4) (الخصال ص 98 و معاني الأخبار ص 344 و من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 290 و الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله المجلس 8 الحديث 2 و المجلس 22 الحديث 6 و الاختصاص ص 231). (راجع : تحف العقول ص 215 و ثواب الأعمال ص 212 و روضة الواعظين ج 2 ص 297 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 158 و المحاسن ج 1 ص 65 و مشكاة الأنوار ج 1 ص 121).

ص:399


1- - في الفقيه : فكرٌ.
2- - في الفقيه و الأمالي و مشكاة الأنوار : عبراً.
3- - في الاختصاص : فكرة.
4- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إنّ المؤمن إذا نظر اعتبر. و إذا سكت تفكّر. و إذا تكلّم ذكر. و إذا استغنى شكر. و إذا أصابته شدّة صبر. فهو قريب الرضى بعيد السخط. يرضيه عن اللّه اليسير و لا يسخطه البلاء الكثير. قوّته لا تبلغ به و نيّته تبلغ. مغموسة في الخير يده. ينوي كثيراً من الخير. و يعمل بطائفة منه. و يتلهّف على ما فاته من الخير كيف لم يعمل به. و المنافق إذا نظر لها. و إذا سكت سها. و إذا تكلّم لغا. و إذا استغنى طغا. و إذا أصابه شدّة شكا. فهو قريب السخط. بعيد الرضى. يسخطه على اللّه اليسير. و لا يرضيه الكثير. قوّته تبلغ و نيّته لا تبلغ. مغموسة في الشرّ يده. ينوي كثيراً من الشرّ و يعمل بطائفة منه. و يتلهّف على ما فاته من الشرّ كيف لم يعمل به (شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 20 ص 280). (راجع: تحف العقول ص 212 و بحار الأنوار ص 50).

1276 - قال الإمام السجّاد عليه السلام في رسالة الحقوق : و حقّ اللسان : إكرامه عن الخنا و تعويده الخير. و ترك الفضول الّتي لا فائدة لها (1).

و البرّ بالنّاس. و حسن القول فيهم (من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 376 و الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله المجلس 59 الحديث 1 و الخصال ص 565 و روضة الواعظين ج 2 ص 460 و مشكاة الأنوار ج 1 ص 391 و مكارم الأخلاق ج 2 ص 300).

1277 - قال الإمام السجّاد عليه السلام : ... أمّا حقّ اللسان : فإكرامه عن الخنا (2).

و تعويده على الخير. و حمله على الأدب.

و إجمامه إلّالموضع الحاجة و المنفعة للدين و الدنيا.

و إعفاؤه عن الفضول الشنعة القليلة الفائدة الّتي لا يؤمن ضررها مع قلّة عائدتها (3).

و يعدّ شاهد العقل و الدليل عليه و تزيّن العاقل بعقله حسن سيرته في لسانه... (تحف العقول ص 256 - 257).

ص:400


1- - مرّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام برجل يتكلّم بفضول الكلام. فوقف عليه. ثمّ قال عليه السلام : - يا هذا - إنّك تملي على حافظيك كتاباً إلى ربّك. فتكلّم بما يعنيك و دع ما لا يعنيك (من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 282 و الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله المجلس 9 الحديث 4 و روضة الواعظين ج 2 ص 248).
2- - الفحش من الكلام .
3- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا تقل ما لا تعلم . بل لا تقل كلّ ما تعلم ( من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 381 و شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 19 ص 323). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : كفى بالمرء كذباً أن يتحدّث بكلّ ما يسمع (تنبيه الخواطر ج 2 ص 61).

1278 - قال الإمام السجّاد عليه السلام : إنّ لسان ابن آدم يشرف كلّ يوم على جوارحه فيقول :

كيف أصبحتم ؟

فيقولون : بخير إن تركتنا. و يقولون : اللّه اللّه فينا.

و يناشدونه و يقولون : إنّما نثاب بك. و نعاقب بك (1)(الاختصاص ص 230 و ثواب الأعمال ص 282).

1279 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إنّ لسان المؤمن من وراء قلبه.

و إنّ قلب المنافق من وراء لسانه.

لأنّ المؤمن إذا أراد أن يتكلّم بكلام تدبّره في نفسه.

فإن كان خيراً أبداه. و إن كان شرّاً واراه .

و إنّ المنافق يتكلّم بما أتى على لسانه. لا يدري (2) ماذا له و ماذا عليه (شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 10 ص 28).

ص:401


1- - قال الإمام الصادق عليه السلام : لا يزال العبد المؤمن يكتب محسناً ما دام ساكتاً. فإذا تكلّم كتب محسناً أو مسيئاً (روضة الواعظين ج 2 ص 459 و مشكاة الأنوار ج 1 ص 390). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : الكلام ثلاثة : فرابح و سالم و شاجب . فأمّا الرابح : فالّذي يذكر اللّه. و أمّا السالم : فالّذي يقول بما أحبّ اللّه. و أمّا الشاجب : فالّذي يخوض في الناس (الزهد ص 26 الباب 1 راجع : البحار ج 68 ص 289). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : الكلام ثلاثة : فرابح و سالم و شاجب . فأمّا الرابح : الّذي يذكر اللّه. و أمّا السالم : فالساكت. و أمّا الشاجب : فالّذي يخوض في الباطل (مشكاة الأنوار ج 1 ص 125). قال الإمام الباقر عليه السلام : الكلام ثلاثة : سالم و غانم و شاجب . فالسالم : الصامت. و الغانم : الذاكر للّه. و الشاجب : الّذي يلفظ و يقع في الناس (مشكاة الأنوار ج 1 ص 118).
2- - في إرشاد القلوب ج 1 ص 204 هكذا : و لا يبالي ما عليه. ممّا له.

1280 - كان أبوذرّ رحمه الله يقول في خطبته : - يا مبتغي العلم - إنّ هذا اللسان مفتاح خير و مفتاح شرّ.

فأختم على لسانك كما تختم على ذهبك و ورقك (مشكاة الأنوار ج 1 ص 397).

الكلام و القول المقرون مع العمل

1281 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير القول ما صدّقه الفعل (إرشاد القلوب ج 1 ص 365).

1282 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير القول ما صدّقه العمل (الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 29 المجلس 1 و الأمالي للشيخ المفيد رحمه الله ص 268 المجلس 31 و شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 6 ص 71 و الغارات ج 1 ص 158).

1283 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : لا خير في قول إلّامع الفعل (من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 276).

الكلام و القول الّذي فيه نفع

1284 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إنّ خير القول ما نفع (1) ( من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 278 و تحف العقول ص 69 و شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 16 ص 64).

ص:402


1- - قال الإمام الصادق عليه السلام : عليكم بالصمت إلّافيما ينفعكم اللّه به من أمر آخرتكم . و يأجركم عليه (الكافي ج 8 ص 4).

الكلام و القول الحسن

1285 - قال أمير المؤمنين عليه السلام لنوف : - يا نوف - قل خيراً تذكر بخير (الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله ص 278 و أعلام الدين ص 187 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 164).

1286 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : قولوا الخير تعرفوا به.

و إعملوا به تكونوا من أهله (1)( من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 132 و المحاسن ج 1 الباب 46 الحديث 436 و علل الشرائع ج 1 الباب 182 الحديث 1 و الزهد ص 42 الباب 1 و الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 208 و ص 216 المجلس 8).

1287 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : قل خيراً تغنم أو اصمت تسلم (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 10 ص 137).

1288 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : رحم اللّه عبداً قال خيراً فغنم أو سكت أن سوء فسلم (تحف العقول ص 43 و المحاسن ج 1 الباب 9 الحديث 43 و مشكاة الأنوار ج 1 ص 399).

1289 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر فليقل خيراً أو ليسكت (2)(مكارم الأخلاق ج1 ص292 ودلائل الإمامة ص 66). (راجع: الكافي ج 2 ص 667).

1290 - أنشد الإمام الباقر عليه السلام : عوّد لسانك قول الخير تحظ به

(الخصال ص 169)

ص:403


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : و الّذي نفسي بيده ما أنفق الناس من نفقة أحبّ من قول الخير (المحاسن ج 1 الباب 9 الحديث 41 و بحار الأنوار ج 68 ص 311). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : الكلمة الطيّبة صدقة (تنبيه الخواطر ج 2 ص 61).
2- - في دلائل الإمامة : أو يسكت.

النوادر

1291 - عن عبيد اللّه بن عبد اللّه عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام : أنّه قال لأصحابه : اسمعوا منّي كلاماً. هو خير لكم من الدهم (1) الموقفة (2).

لا يتكلّم أحدكم بما لا يعنيه.

و ليدع كثيراً من الكلام فيما يعنيه حتّى يجد له موضعاً.

فربّ متكلّم في غير موضعه جنى على نفسه بكلامه.

و لا يمارين أحدكم سفيهاً و لا حليماً.

فإنّه من مارى حليماً أقصاه (3). و من مارى سفيهاً أرداه (4).

و اذكروا أخاكم إذا غاب عنكم بأحسن ما تحبّون أن تذكروا به إذا غبتم عنه.

و اعملوا عمل من يعلم أنّه مجازى بالإحسان. مأخوذ بالإجرام (الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 224).

(راجع : الاختصاص ص 232).

ص:404


1- - الدهم - بالضمّ - : جمع أدهم. أي : خير لكم من الخيول السود الّتي أوقفت و هيأت لكم و لحوائجكم. أو بالفتح. أي: العدد الكثير من الناس أوقفت عندكم يطيعونكم فيما تأمرونهم. و الأول أظهر.
2- - في الاختصاص هكذا : من الدراهم المدقوقة.
3- - أي: أبعده عن نفسه. أي: هو موجب لقطع محبّته و رفع الفتنة. أو أبعده عن الحقّ.
4- - أي: أهلكه. بأن صار سبباً لصدور السفاهة عنه فأهلكه. أو صار سبباً لرسوخه في باطله (من بيان العلّامة المجلسي رحمه الله في بحار الأنوار ج 2 ص 130).

مجالسة و مصاحبة و مصادقة الصالحين و الأخيار

1292 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير الأعمال صحبة الأخيار.

و شرّ الأعمال صحبة الفجّار (جامع الأخبار ص 519 الفصل 141).

1293 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : ليس شيء أدعى لخير و أنجى من شرّ من صحبة الأخيار (غرر الحكم ص 414).

1294 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير الاختيار. صحبة الأخيار (غرر الحكم ص 429).

1295 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير الاختيار. موادة الأخيار (غرر الحكم ص 429).

1296 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : صحبة الأخيار تكسب الخير. كالريح إذا مرّت بالطيب حملت طيباً (غرر الحكم ص 429).

1297 - قال الإمام الصادق عليه السلام : ثلاثة أشياء في كلّ زمان عزيزة.

و هي : المؤاخاة في اللّه تعالى.

و الزوجة الصالحة الأليفة - تعينه في دين اللّه عزّ و جلّ - .

و الولد الرشيد.

و من وجد الثلاثة فقد أصاب خير الدارين. و الحظّ الأوفر من الدنيا والآخرة (مصباح الشريعة الباب 71).

1298 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : جمع خير الدنيا و الآخرة في كتمان السرّ و مصادقة الأخيار.

و جمع الشرّ في الإذاعة و مؤاخاة الأشرار (الاختصاص ص 218).

1299 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : من خير حظّ المرء : قرين صالح (من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 275 و تحف العقول ص 79).

ص:405

1300 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : الجليس الصالح خير من الوحدة.

و الوحدة خير من جليس السوء (الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 535 المجلس 19).

1301 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير من صحبت : من ولهك بالاُخرى.

و زهّدك في الدنيا. و أعانك على طاعة المولى (1) (غرر الحكم ص 430).

1302 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من لم تنتفع بدينه و لا دنياه فلا خير لك في مجالسته (من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 255).

ص:406


1- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : جالس أهل الخير تكن منه (من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 275). قال أمير المؤمنين عليه السلام : من أحسن الاختيار : صحبة الأخيار (غرر الحكم ص 429). قال أمير المؤمنين عليه السلام : من حسن الاختيار : مقارنة الأخيار و مفارقة الأشرار (غرر الحكم ص 429). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : مجالسة أهل الدين شرف الدنيا و الآخرة (الكافي ج 1 ص 39 و الخصال ص 5 و ثواب الأعمال ص و الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله ص المجلس 14 و أعلام الدين ص 389 و مشكاة الأنوار ج ص الفصل 9). دقت قال الإمام الصادق عليه السلام : أكثروا من الأصدقاء في الدنيا. فإنّهم ينفعون في الدنيا و الآخرة. أمّا الدنيا : فحوائج يقومون بها. أمّا الآخرة : فإنّ أهل جهنّم قالوا : فما لنا من شافعين و لا صديق حميم (مصادقة الإخوان ص 46). قال الإمام الكاظم عليه السلام : اجتهدوا في أن يكون زمانكم أربع ساعات: ساعة لمناجاةاللّه تعالى. و ساعة لأمر المعاش. و ساعة لمعاشرة الإخوان و الثقات الّذين يعرّفونكم عيوبكم و يخلصون لكم في الباطن. و ساعة تخلون فيها للذّاتكم - في غير محرّم - و بهذه الساعة تقدرون على الثلاثة الساعات (تحف العقول ص 409 و الفقه المنسوب إلى الإمام الرضا عليه السلام ص 337 الباب 89).

محاسبة النفس

مهار النفس

1303 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خيركم من أعانه اللّه على نفسه فملكها (تنبيه الخواطر ج 2 ص 122).

1304 - قال الإمام السجّاد عليه السلام : - ابن آدم - (إنّك) (1) لا تزال بخير ما كان لك واعظ من نفسك. و ما كانت المحاسبة من همّك. و ما كان الخوف لك شعاراً والحزن لك دثاراً.

- ابن آدم - إنّك ميّت و مبعوث و موقوف بين يدي اللّه عزّ و جلّ. و مسؤولٌ.

فأعدّ الجواب (2) (الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 115 المجلس 4).

(راجع : إرشاد القلوب ج 1 ص 208 الباب 29).

1305 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا يزال المرء بخير ما حاسب نفسه و عمّر آخرته (3) (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 16 ص 91).

ص:407


1- - ما بين القوسين لم يذكر في الأمالي.
2- - في الأمالي هكذا : جواباً.
3- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا (بحار الأنوار ج 67 ص 73). قال أمير المؤمنين عليه السلام : أسعد الناس من انتدب لمحاسبة نفسه (غرر الحكم ص 236). قال أميرالمؤمنين عليه السلام : حاسبوا أنفسكم تأمنوا من اللّه الرهب. وتدركوا عنده الرغب (غرر ص236). قال أمير المؤمنين عليه السلام : من حاسب نفسه سعد (غرر الحكم ص 236). قال أمير المؤمنين عليه السلام : من حاسب نفسه ربح (غرر الحكم ص 236). قال أمير المؤمنين عليه السلام : من حاسب نفسه وقف على عيوبه و أحاط بذنوبه. و استقال الذنوب و أصلح العيوب (غرر الحكم ص 236). قال الإمام الصادق عليه السلام : أصل الورع دوام محاسبة النفس. و صدق المقاولة و صفاء المعاملة (مصباح الشريعة الباب 18).

1306 - قال الربّ عزّ و جلّ لعيسى بن مريم عليه السلام : - يا عيسى - حاسب نفسك بالرجوع إليّ حتّى تنتجز ثواب ما عمله العاملون.

اولئك يؤتون أجرهم .

و أنا خير المؤتين (الكافي ج 8 ص 136 و أعلام الدين ص 231 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 143).

1307 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إذا أراد اللّه عزّ و جلّ بعبد (1) خيراً جعل له واعظاً من نفسه يأمره و ينهاه (2) (تنبيه الخواطر ج 2 ص 77 و أعلام الدين ص 217).

ص:408


1- - في أعلام الدين : بعبده.
2- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأبي ذرّ : - يا أبا ذرّ - حاسب نفسك قبل أن تحاسب. فإنّه أهون لحسابك غداً (أعلام الدين ص 196 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 59 و أمالي الشيخ الطوسي رحمه الله ص 533). قال أمير المؤمنين عليه السلام : من كان له من نفسه واعظ كان عليه من اللّه حافظ (بحار الأنوار ج 68 ص 367).

المداراة

1308 - عن عليّ بن مهزيار عن بكر بن صالح قال : كتب صهر لي إلى أبي جعفر الثاني صلى الله عليه و آله : إنّ أبي ناصب. خبيث الرأي. و قد لقيت منه شدّة و جهداً.

ف رأيك - جعلت فداك - في الدعاء لي.

و ما ترى - جعلت فداك - أفترى أن اكاشفه أم أداريه ؟

فكتب عليه السلام : قد فهمت كتابك و ما ذكرت من أمر أبيك.

و لست أدع (1) الدعاء لك إن شاء اللّه.

و المداراة خير لك من المكاشفة (2).

و مع العسر يسر.

فاصبر فإنّ العاقبة للمتّقين.

ثبّتك اللّه على ولاية من تولّيت.

نحن و أنتم في وديعة اللّه الّذي لا تضيع ودائعه.

قال بكر : فعطف اللّه بقلب أبيه عليه حتّى صار لا يخالفه في شيء (الأمالي للشيخ المفيد رحمه الله ص 191 المجلس 23). (راجع : مشكاة الأنوار ج 2 ص 303).

ص:409


1- - أي : أترك.
2- - قال الإمام الصادق عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : أمرني ربّي بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض (الكافي ج 2 ص 117). قال أمير المؤمنين عليه السلام : سلامة الدين و الدنيا في مداراة الناس (غرر الحكم ص 445). قال أمير المؤمنين عليه السلام : سلامة العيش في المداراة (غرر الحكم ص 445). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : مداراة الناس صدقة (روضة الواعظين ج 2 ص 275 و مشكاة الأنوار ج 2 ص 230).

1309 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : اعلم أنّ رأس العقل بعد الإيمان باللّه عزّ و جلّ : مداراة الناس.

و لا خير فيمن لا يعاشر بالمعروف من لا بدّ من معاشرته حتّى يجعل اللّه إلى الخلاص منه سبيلاً (1) (من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 277).

ص:410


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : مداراة الناس نصف الإيمان. و الرفق بهم نصف العيش (الكافي ج 2 ص 117 و تحف العقول ص 42). قال الإمام العسكري عليه السلام : ما من عبد و لا أمة دارى عباد اللّه بأحسن المداراة - و لم يدخل بها في باطل و لم يخرج بها من حقّ - إلّاجعل اللّه تعالى نفسه تسبيحاً و زكى عمله. و أعطاه بصيرة على كتمان سرّنا و احتمال الغيظ لما يسمعه من أعدائنا. و ثواب المتشحّط بدمه في سبيل اللّه (التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام ص 48 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 98). قال الإمام العسكري عليه السلام : إنّ مداراة أعداء اللّه من أفضل صدقة المرء على نفسه و إخوانه (التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام ص 354). قال الإمام الجواد عليه السلام : من هجر المداراة قارنه المكروه (أعلام الدين ص 309). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من عاش مدارياً مات شهيداً (روضة الواعظين ج 2 ص 274 و مشكاة الأنوار ج 2 ص 230).

معرفة القدر و المنزلة

1310 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إنّ الخير كلّ الخير فيمن عرف قدره .

و كفى بالمرء جهلاً أن لا يعرف قدره (الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة - ص 234 المجلس 9).

1311 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إنّ الخير كلّه فيمن عرف قدره .

و كفى بالمرء جهلاً أن لا يعرف قدره (1) (تنبيه الخواطر ج 2 ص 115 و كشف اليقين ص 186).

المغزل - الغزل

1312 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : مرّوا نسائكم بالغزل. فإنّه خير لهنّ و أزين (2) (مكارم الأخلاق ج 1 ص 509).

ص:411


1- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : رحم اللّه امرءً عرف قدره. و لم يتعدّ طوره (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 16 ص 118 و غرر الحكم ص 233). قال أمير المؤمنين عليه السلام : من عرف قدره لم يضع بين الناس (غرر الحكم ص 233). قال أمير المؤمنين عليه السلام : ما هلك من عرف قدره (غرر الحكم ص 233). قال أمير المؤمنين عليه السلام : ما ضاع امرء عرف قدره (كنز الفوائد ج 2 ص 182). قال أمير المؤمنين عليه السلام : ما خاب من عرف قدره (معدن الجواهر ص 167).
2- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : المغزل في يد المرأة الصالحة ك الرمح في يد الغازي المريد وجه اللّه عزّ و جلّ (مكارم الأخلاق ج 1 ص 509). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : نعم اللهو : المغزل للمرأة الصالحة (مكارم الأخلاق ج 1 ص 509).

المعروف

1313 - لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِن نَجْوَاهُمْ (1) إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذلِكَ (2) ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً«114» (النساء).

1314 - قال سليم بن جابر : أتيت رسول اللّه صلى الله عليه و آله فقلت : علّمني خيراً ينفعني اللّه به.

قال صلى الله عليه و آله : لا تحقرنّ من المعروف شيئاً (3). و لو أن تصب دلوك في إناء المستقي.

و أن تلقي أخاك ببشر حسن. و إذا أدبر فلا تغتابه (تنبيه الخواطر ج 1 ص 115).

(راجع : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 9 ص 60).

ص:412


1- - لا خير في كثير من كلام الناس و محاوراتهم إلّامن أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس(تفسير القمّي رحمه الله ج 1 ص 180). نفى عزّ و جلّ الخير في النطق إلّافي هذه الاُمور الثلاثة (إرشاد القلوب ج 1 ص 231).
2- - أي : الصدقة أو المعروف أو الإصلاح بين الناس . أو : الأمر بها (بحار الأنوار ج 67 ص 218).
3- - إنّ رجلاً أتى رسول اللّه صلى الله عليه و آله فقال : - يا رسول اللّه - علّمني شيئاً ينفعني اللّه به. قال صلى الله عليه و آله : عليك بالمعروف فإنّه ينفعك في عاجل دنياك و آخرتك (مناقب آل أبي طالب عليهم السلام ج 3 ص 83 منشورات ذوي القربى). قال أمير المؤمنين عليه السلام : من بسط يده بالمعروف - إذا وجده - يخلف اللّه ما أنفق في دنياه. و يضاعف له في آخرته (الكافي ج 2 ص 154 و ج 4 ص 43). قال أمير المؤمنين عليه السلام : زد في اصطناع المعروف و أكثر من إسداء الاحسان. فإنّه أبقى ذخراً و أجمل ذكراً (غرر الحكم ص 384). قال أمير المؤمنين عليه السلام : من محض عشيرته صدق المودّة و بسط عليهم يده بالمعروف - إذا وجده - ابتغاء وجه اللّه. أخلف اللّه له ما أنفق في دنياه. و ضاعف له الأجر في آخرته (الزهد للحسين بن سعيد الأهوازي رحمه الله ص 92 الباب 5).

1315 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير المعروف ما اصيب به الأبرار (1) (غرر الحكم ص 388).

ص:413


1- - قال الإمام الحسين عليه السلام : إعلموا إنّ المعروف مكسب حمداً و معقّب أجراً. فلو رأيتم المعروف رجلاً رأيتموه حسناً جميلاً يسرّ الناظرين (كشف الغمّة ج 2 ص 474 تحقيق و نشر المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام ). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من كفّ غضبه و بسط رضاه و بذل معروفه و وصل رحمه و ادّى أمانته أدخله اللّه تعالى في النور الأعظم (أعلام الدين ص 249). قال الإمام الباقر عليه السلام : صنائع المعروف تقي مصارع السوء. و كلّ معروف صدقة. و أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة... و أوّل أهل الجنّة دخولاً إلى الجنّة أهل المعروف (أمالي الشيخ الصدوق رحمه الله ص 326 المجلس 44). قال الإمام الصادق عليه السلام : صنائع المعروف و حسن البشر يكسبان المحبّة. و يدخلان الجنّة. و البخل و عبوس الوجه يبعدان من اللّه و يدخلان النار (الكافي ج 2 ص 103). قال أمير المؤمنين عليه السلام : من صنع المعروف - فيما أتاه اللّه عزّ و جلّ - . ف ل يصل به القرابة. و ل يحسن فيه الضيافة. و ل يفك به العاني . و ل يعن به الغارم و ابن سبيل و الفقراء و المجاهدين (في سبيل اللّه) . و ل يصبّر نفسه على النوائب و الخطوب. فإنّ الفوز بهذه الخصال أشرف مكارم الدنيا و درك فضائل الآخرة (الأمالي للشيخ المفيد - عليه الرحمة - ص 176 المجلس 22 و الغارات ج 1 ص 49). (راجع : الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة - ص 195 المجلس 7). أي : يطلق سراح الأسير. في الغارات : المهاجرين. ما بين القوسين لم يذكر في الغارات. في الغارات : شرف.

1316 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا خير في المعروف إلى غير عروف (1) (غرر الحكم ص 387).

1317 - قال الإمام الصادق عليه السلام لمفضّل بن عمر : - يا مفضّل - إذا أردت أن تعلم أشقي الرجل أم سعيد. فاُنظر إلى معروفه (2) إلى من يصنعه. فإن كان يصنعه إلى من هو أهله.

فإعلم أنّه إلى خير (3). و إن كان يصنعه إلى غير أهله. فإعلم أنّه ليس له عند اللّه خير (الفقيه ج 4 ص 31). (راجع الكافي ج4 ص30 والأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص643).

النوادر

1318 - قال لقمان رحمه الله لإبنه : لا تمنع المعروف. فإنّه ذخيرة لك في الدنيا و الآخرة (إشاد القلوب ج 1 ص 151 الباب 19).

1319 - قال الإمام السجّاد عليه السلام : إفعل الخير إلى كلّ من طلبه منك. فإن كان من أهله. فقد أصبت موضعه. و إن لم يكن له بأهل. كنت أهله.

و إن شتمك رجل عن يمينك ثمّ تحوّل إلى يسارك فإعتذر إليك. فاقبل منه (أعلام الدين ص 235 و تحف العقول ص 282).

ص:414


1- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : من سعادة المرء أن تكون صنائعه عند من يشكره و معروفه عند من لا يكفره (غرر الحكم ص 390). قال أمير المؤمنين عليه السلام : من سعادة المرء أن يضع معروفه عند أهله (غرر الحكم ص 405). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إضاعة المعروفة : وضعه في غير موضعه (تنبيه الخواطر ج 2 ص 119). قال أمير المؤمنين عليه السلام : تضييع المعروف : وضعه في غير عروف (غرر الحكم ص 387). قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا تضعنّ معروفك عند غير عروف (غرر الحكم ص 387).
2- - في الكافي هكذا : فانظر إلى سيبه و معروفه. و في الأمالي هكذا : فانظر إلى برّه و معروفه.
3- - في الأمالي هكذا : إنّه إلى خير يصير .

مكارم الأخلاق

1320 - عن عبد اللّه بن مسكان عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال : إنّ اللّه عزّ و جلّ خصّ رسله بمكارم الأخلاق.

فامتحنوا أنفسكم. فإن كانت فيكم فاحمدوا اللّه و اعلموا أن ذلك من خير.

و إن لا تكن فيكم فاسألوا اللّه و ارغبوا إليه فيها (1)... (الكافي ج 2 ص 56).

1321 - قال الإمام الصادق عليه السلام : إنّ اللّه تبارك و تعالى خصّ الأنبياء عليهم السلام بمكارم الأخلاق.

فمن كانت فيه فليعلم أنّه من خير أراد اللّه عزّ و جلّ به.

و من لم تكن فيه فليتضرّع إلى اللّه عزّ و جلّ و ليسأله إيّاها (مشكاة الأنوار ج 2 ص 132 الفصل 7).

1322 - قال الإمام الصادق عليه السلام : إنّ اللّه خصّ رسله بمكارم الأخلاق. و طبعهم عليها.

فإمتحنوا أنفسكم. فإن كانت فيكم. فاحمدوا اللّه عزّ وجلّ. و اعلموا أنّ ذلك من خير (2).

و إن لم تكن فيكم. فاسألوا اللّه تعالى التوفيق لها. و اجتهدوا (أعلام الدين ص 118).

1323 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام : خيرالخلال: صدق المقال ومكارم الأفعال (3) (غرر الحكم ص 217).

ص:415


1- - و في حديث آخر هكذا : فأحمدوا اللّه عزّ و جلّ و ارغبوا في الزيادة منه (الفقيه ج 3 ص 361).
2- - في حديث آخر هكذا : فمن كانت فيه فليعلم أنّ ذلك من خير أراده اللّه تعالى به (أعلام الدين ص 118).
3- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : تبادروا المكارم و سارعوا إلى تحمّل المغارم. و اسعوا في حاجة من هو نائم. يحسن لكم في الدارين الجزاء. و تنالوا من اللّه عظيم الحباء (غرر الحكم ص 449). قال أمير المؤمنين عليه السلام : عليكم بمكارم الأخلاق . فإنّها رفعة. و إيّاكم و الأخلاق الدنيّة. فإنّها تضع الشريف و تهدم المجد (تحف العقول ص 215).

الموالاة في اللّه عزّ و جلّ و المعاداة في اللّه

1324 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : جماع الخير في : الموالاة في اللّه و المعاداة في اللّه.

والمحبّة في اللّه و البغض في اللّه (غرر الحكم ص 104).

1325 - قال الإمام الباقر عليه السلام : إذا أردت أن تعلم أن فيك خيراً فانظر إلى قلبك.

فإن كان يحبّ أهل طاعة اللّه ويبغض أهل معصيته. ففيك خير. واللّه يحبّك.

وإن كان يبغض أهل طاعة اللّه ويحبّ أهل معصيته. فليس فيك خير. واللّه يبغضك.

والمرء مع من أحبّ (1) (الكافي ج 2 ص 126 - 127).

ص:416


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من أحبّ في اللّه و أبغض في اللّه و أعطى في اللّه و منع في اللّه فهو من أصفياء اللّه (الكافي ج 2 ص 125). قال أمير المؤمنين عليه السلام : إنّ الدين لشجرة. أصلها : اليقين باللّه. و ثمرها : الموالاة في اللّه و المعاداة في اللّه (غرر الحكم ص 85). قال أمير المؤمنين عليه السلام : غاية الإيمان : الموالاة في اللّه و المعاداة في اللّه (غرر الحكم ص 89). قال الإمام الصادق عليه السلام : من أوثق عرى الإيمان : أن تحبّ في اللّه و تبغض في اللّه. و تعطي في اللّه. و تمنع في اللّه (الكافي ج 2 ص 125). قال الإمام الصادق عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : أوثق عرى الإيمان : الحبّ في اللّه. و البغض في اللّه. و توالي أولياء اللّه. و التبرّي من أعداء اللّه (الكافي ج 2 ص 126). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ أوثق عرى الإيمان : الحبّ في اللّه و البغض في اللّه . توالي وليّ اللّه. و تعادي عدوّ اللّه (المحاسن ج 1 الباب 33 الحديث 121).

الموت - الإستعداد للموت

1326 - (قال الإمام الصادق عليه السلام لحمّاد بن عيسى رحمه الله ) : كن - يا حمّاد - طالباً للعلم في آناء اللّيل و أطراف النهار. فإن أردت أن تقرّ عينك و تنال خير الدنيا و الآخرة فإقطع الطمع ممّا في أيدي الناس. و عد نفسك في الموتى. و لا تحدّثنّ نفسك أنّك فوق أحد من الناس. و اخزن لسانك كما تخزن مالك (الخصال ص 122).

1327 - قال الإمام الصادق عليه السلام : ترقّب الموت على كلّ حال خير من الثقة بالبقاء (توحيد المفضّل ص 82).

1328 - قيل للإمام زين العابدين عليه السلام : ما خير ما يموت عليه العبد ؟

قال عليه السلام : أن يكون قد فرغ من ابنيته و دوره و قصوره.

قيل : و كيف ذلك ؟

قال عليه السلام : أن يكون من ذنبه تائباً و على الخيرات مقيماً.

يرد على اللّه عزّ و جلّ حبيباً كريماً (الدعوات ص 122).

1329 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خيركم من عرف سرعة رحلته فتزوّد لها (1) (تنبيه الخواطر ج 2 ص 123).

ص:417


1- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إحذر الموت و أحسن له الاستعداد تسعد بمنقلبك (غرر الحكم ص 163). سئل رسول اللّه صلى الله عليه و آله : أيّ المؤمنين أكيس ؟ فقال صلى الله عليه و آله : أكثرهم ذكراً للموت. و أشدّهم له استعداداً (الكافي ج 2 ص 258). قال أمير المؤمنين عليه السلام : ينبغي لمن عرف سرعة رحلته أن يحسن التأهّب لنقلته (غرر الحكم ص 150). قال الإمام السجّاد عليه السلام : إنّما الاستعداد للموت : تجنّب الحرام. و بذل الندى و الخير (علل الشرايع ج 1 الباب 165 الحديث 5 و البحار ج 46 ص 45). في البحار هكذا : و بذل الندى في الخير.

الموت على الحقّ

1330 - عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال : الموت خير للمؤمن لأنّ اللّه تعالى يقول : وَمَا عِندَ اللّهِ (1) خَيْرٌ (2) لِلْأَبْرَارِ (3) (تفسير العيّاشي رحمه الله ج 1 ص 358).

1331 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : تمسّكوا بما أمركم اللّه به. فما بين أحدكم و بين أن يغتبط و يرى ما يحب إلّاأن يحضره رسول اللّه صلى الله عليه و آله . وَمَا عِندَ اللّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى (4).

و تأتيه البشارة من اللّه عزّ و جلّ. فتقرّ عينه و يحبّ لقاء اللّه (5) (الخصال ص 614 و تحف العقول ص 105).

1332 - (قال الإمام الصادق عليه السلام لرجل) : إسمع منّي و ع (6) ما أقول لك. فإنّه خير لك عاجلاً و آجلاً. إن (كنت) (7) أنت متّ على السنّة و الحقّ .

ولم تمت على بدعة (الكافي ج 5 ص 65 و تحف العقول ص 348).

ص:418


1- - من الثواب و الكرامة (بحار الأنوار ج 8 ص 84).
2- - لكثرته و دوامه (بحار الأنوار ج 67 ص 271).
3- - آل عمران : 198.
4- - القصص : 60.
5- - عن عبد الرحيم قال : قال أبو جعفر عليه السلام : إنّما أحدكم حين يبلغ نفسه هاهنا ينزل عليه ملك الموت. فيقول : أمّا ما كنت ترجو فقد أعطيته. و أمّا كنت تخافه. فقد أمنت منه. و يفتح له باب إلى منزله من الجنّة. و يقال له : انظر إلى مسكنك في الجنّة. و انظر هذا رسول اللّه و عليّ و الحسن و الحسين عليهم السلام رفقاؤك. و هو قول اللّه عزّ و جلّ : الَّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الآخِرَةِ (تفسير العيّاشي رحمه الله ج 2 ص 280).
6- - فعل أمر من : وعى يعى .
7- - ما بين القوسين لم يذكر في الكافي.

1333 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : ما أكره الموت على الحقّ .

و ما الخير كلّه (1)إلّابعد الموت لمن كان محقّاً (2) (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 2 ص 119 و الغارات ج 2 ص 296).

1334 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : المرء المسلم البريء من الخيانة (والكذب) (3) ينتظر من اللّه تعالى إحدى الحسنيين : إمّا داعي اللّه. فما عند اللّه خير له.

وإمّا رزق (من) (4) اللّه. فإذاً هو ذو أهل و مال و معه دينه و حسبه (5) (الكافي ج 5 ص 57 و الغارات ج 1 ص 49 و تفسير القمّي رحمه الله ج 2 ص 35 و قرب الإسناد ص 38).

ص:419


1- - في الغارات هكذا : و ما الخير كلّه بعد الموت إلّالمن كان محقّاً.
2- - (من جملة ما جاء في فقرات بعض الدعوات) : اللّهم اجعل الموت خير غائب ننتظره. و القبر خير منزل نعمره. و اجعل ما بعده خيراً لنا منه. اللّهمّ أصلحنا قبل الموت. و ارحمنا عند الموت و اغفر لنا بعد الموت (بحار الأنوار ج 92 ص 18 و الدعوات ص 178). في الدعوات : أصلحني... أرحمني... واغفر لي.
3- - ما بين القوسين لم يذكر في الكافي و الغارات.
4- - ما بين القوسين لم يذكر في الكافي و الغارات .
5- - أي : من وصفنا حاله يصبر و ينتظر احدى الحسنيين : إمّا أن يدعوه اللّه فيقبضه إليه و يستأثر به. فالّذي عند اللّه خير له. و إمّا أن ينسأ في أجله. فيرزقه اللّه أهلاً و مالاً. فيصبح و قد اجتمع له ذلك مع حسبه و دينه و مروءته المحفوظة عليه (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 1 ص 314). هو بين خيرتين : إمّا أن يصير إلى ما يحبّ من الدنيا. أو يموت. فما عند اللّه خير له و أبقى (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 19 ص 115).

1335 - عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال : إنّ الميّت إذا اخرج من بيته شيّعته الملائكة إلى قبره. يترحّمون عليه. حتّى إذا انتهى إلى قبره قالت الأرض له : مرحباً بك و أهلاً و سهلاً.

- و اللّه - لقد كنت أحبّ أن يمشي عليّ مثلك. لا جرم لترى ما أصنع بك.

فيوسّع له مدّ بصره. و يدخل عليه في قبره قعيداً القبر (1) : منكر و نكير - فيلقى فيه الروح إلى حقويه - فيقعدانه. فيسألانه. فيقولان له : من ربّك ؟

فيقول : اللّه جلّ جلاله.

فيقولان : و ما دينك ؟

فيقول : الإسلام.

فيقولان : و من نبيّك ؟

فيقول : محمّد صلى الله عليه و آله .

فيقولان : و من إمامك ؟

فيقول : عليّ عليه السلام .

فينادي منادٍ من السماء : صدق عبدي. افرشوا له في القبر من الجنّة.

و ألبسوه من ثياب الجنّة. و افتحوا له في قبره باباً إلى الجنّة حتّى يأتينا.

و ما عندنا خير له (2).

ثمّ يقولان له : نُم نومة العروس. نُم نومة لا حلم فيها (تفسير العيّاشي رحمه الله ج 2 ص 407).

ص:420


1- - في نسخة : ملكا القبر. و هما قعيدا القبر.
2- - و في حديث سلمان رحمه الله هكذا : - يا عبد اللّه - أبشر بالنعيم الدائم و الخير المقيم (الفضائل لابن شاذان رحمه الله ص 228).

1336 - عن زيد الشحّام قال : دخلت على أبي عبد اللّه صلى الله عليه و آله فقال : - يا زيد - جدّد عبادة ربّك. و أحدث (1) توبة.

قال : قلت : نعيت إليّ نفسي - جعلت فداك - ؟

قال عليه السلام : - يا زيد - ما عندنا خير لك . و أنت من شيعتنا.

فقلت : كيف لي أن أكون من شيعتكم ؟

قال : فقال عليه السلام لي : أنت من شيعتنا.

إلينا الصراط و الميزان و حساب شيعتنا.

- و اللّه - لأنّا أرحم بكم من أنفسكم (دلائل الإمامة ص 282 و بصائر الدرجات ص 347).

(راجع : الدعوات ص 247 و كشف الغمّة ج 3 ص 216).

1337 - عن زيد الشحّام قال : دخلت على أبي عبد اللّه عليه السلام فقال لي : - يا زيد - جدّد التوبة و أحدث عبادة.

قال : قلت : نعيت إليّ نفسي ؟

قال : فقال عليه السلام لي : - يا زيد - ما عندنا لك خير. و أنت من شيعتنا.

إلينا الصراط. و إلينا الميزان. و إلينا حساب شيعتنا.

- و اللّه - لأنّا لكم أرحم من أحدكم بنفسه (اختيار معرفة الرجال الرقم 619).

ص:421


1- - في دلائل الإمامة و الدعوات هكذا : و جدّد التوبة .

1338 - عن أبي بصير قال : دخلت على أبي عبد اللّه عليه السلام فقال لي : - يا أبا محمّد - ما فعل أبو حمزة الثمالي ؟

قلت : خلفّته صالحاً.

قال عليه السلام : إذا رجعت فأقرئه منّي السلام. و أعلمه أنّه يموت في شهر كذا. في يوم كذا.

قال أبو بصير : لقد كان فيه انس. و كان لكم شيعة.

قال عليه السلام : صدقت - يا أبا محمّد - و ما (1) عندنا خير له.

قلت : شيعتكم معكم ؟

قال عليه السلام : نعم. إذا هو خاف اللّه و راقب اللّه و توقّي الذنوب. كان معنا في درجتنا.

قال أبو بصير : فرجعنا تلك السنة. فما لبث أبو حمزة الثمالي إلّايسيراً حتّى مات (كشف الغمّة ج 3 ص 215). (راجع : بصائر الدرجات ص 345 و دلائل الإمامة ص 256).

1339 - عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير قال : دخلت على أبي عبد اللّه عليه السلام فقال :

ما فعل أبو حمزة الثمالي ؟

قلت : خلّفته عليلاً.

قال عليه السلام : إذا رجعت إليه فأقرئه منّي السلام و أعلمه. أنّه يموت في شهر كذا في يوم كذا.

قال أبو بصير : قلت : جعلت فداك - و اللّه - لقد كان لكم فيه انس و كان لكم شيعة.

قال عليه السلام : صدقت. ما عندنا خير لكم.

قلت : شيعتكم معكم ؟

قال عليه السلام : إن هو خاف اللّه وراقب نبيّه وتوقّي الذنوب فإذا فعل ذلك كان معنا في درجاتنا.

قال عليّ : فرجعنا تلك السنة. فما لبث أبو حمزة إلّايسيراً حتّى توفّي (اختيار معرفة الرجال الرقم 356).

ص:422


1- - في دلائل الإمامة هكذا : ما عند اللّه خير له.

1340 - عن أخطل الكاهلي عن عبد اللّه بن يحيى الكاهلي قال : حججت. فدخلت على أبي الحسن عليه السلام .

فقال عليه السلام لي : اعمل خيراً في سنتك هذه. فإنّ أجلك قد دنا (1).

قال : فبكيت.

فقال عليه السلام لي : ما يبكيك ؟

قلت : - جعلت فداك - نعيت إليّ نفسي ؟

قال عليه السلام : أبشر. فإنّك من شيعتنا.

و أنت (2) إلى خير.

قال أخطل : فما لبث عبد اللّه بعد ذلك إلّايسيراً حتّى مات (3) (اختيار معرفة الرجال الرقم 842 و دلائل الإمامة ص 330).

ص:423


1- - في دلائل الإمامة هكذا : إعمل خيراً في سنتك هذه فقد دنا أجلك .
2- - في دلائل الإمامة هكذا : و إنّك إلى خير.
3- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : من مات منكم على فراشه و هو على معرفة حقّ ربّه و حقّ رسوله و أهل بيته مات شهيداً. و وقع أجره على اللّه. و استوجب ثواب ما نواه من صالح عمله. و قامت النيّة مقام إصلاته لسيفه (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 13 ص 110 و تأويل الآيات ص 668). في تأويل الآيات : بسيفه.

الموت القتل في سبيل اللّه عزّ و جلّ

الموت القتل في سبيل اللّه عزّ و جلّ (1)

الشهادة

1341 - قال الإمام الصادق عليه السلام : القتل معنا خير من الحياة مع عدوّنا (كشف الغمّة ج 4 ص 92 واختيار معرفة الرجال الرقم 1018 و مناقب آل أبي طالب عليهم السلام ج4 ص 468).

1342 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : الموت خير من الذلّ في هذه الدنيا لغير الحقّ (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 6 ص 90).

1343 - (من جملة ما أنشد أمير المؤمنين عليه السلام في غزوة خيبر) : أنا عليّ و ابن عبد المطّلب الموت خير للفتى من الهرب

(تفسير القمّي رحمه الله ج 2 ص 185)

1344 - قال الإمام الحسين عليه السلام : موت في عزّ خير من حياة في ذلّ (مناقب آل أبي طالب عليهم السلام ج 4 ص 75).

1345 - (من جملة ما أنشد الإمام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء عند مقاتلة الأعداء) : الموت خير من ركوب العار و العار أولى من دخول النار

(مناقب آل أبي طالب عليهم السلام ج 4 ص 119)

ص:424


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : أشرف الموت : موت الشهداء (الدعوات ص 242). قال الإمام الصادق عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : أشرف الموت : قتل الشهادة (من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 288 و الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله المجلس 74 الحديث 1). قال الإمام الحسين عليه السلام : إنّي لا أرى الموت إلّاسعادة. و الحياة مع الظالمين إلّابرما (مناقب آل أبي طالب عليهم السلام ج 4 ص 76).

الموعظة - الوعظ

قبول الوعظ و الموعظة و العمل بها

1346 - وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً«66» (النساء).

1347 - قال الإمام العسكريّ عليه السلام : من تأدّب بأدب اللّه عزّ و جلّ أدّاه إلى الفلاح الدائم.

و من استوصى بوصيّة اللّه كان له خير الدارين (تفسير الإمام العسكري عليه السلام ص 17).

1348 - قال الإمام الباقر عليه السلام : إنتفعوا بموعظة اللّه و ألزموا كتابه. فإنّه أبلغ الموعظة و خير الاُمور في المعاد عاقبة (الكافي ج 3 ص 422).

1349 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السلام : - يا عليّ - لا تزال بخير ما حفظت وصيّتي. أنت مع الحقّ و الحقّ معك (المحاسن ج 1 الباب 10 الحديث 47).

1350 - قال أبو ذرّ - عليه الرحمة - دخلت ذات يوم في صدر نهاره على رسول اللّه صلى الله عليه و آله في مسجده. فلم أر في المسجد أحداً من الناس إلّارسول اللّه صلى الله عليه و آله و عليّ عليه السلام إلى جانبه جالس. ف إغتنمت خلوة المسجد. فقلت : يا رسول اللّه - بأبي أنت و امّي - أوصني بوصيّة ينفعني اللّه بها.

فقال صلى الله عليه و آله : نعم و أكرم بك. - يا أبا ذرّ - إنّك منّا أهل البيت. و إنّي موصيك بوصيّة إذا حفظتها فإنّها جامعة لطرق الخير و سبله. فإنّك إن حفظتها كان لك بها كفلان.

- يا أبا ذرّ - اعبد اللّه كأنّك تراه. فإن كنت لا تراه فإنّه عزّ و جلّ يراك.

و اعلم أنّ أوّل عبادته المعرفة به بأ نّه الأوّل قبل كلّ شيء. فلا شيء قبله. و الفرد فلا ثاني معه. و الباقي لا إلى غاية. فاطر السماوات و الأرض و ما فيهما و ما بينهما من شي. و هو اللّه اللطيف الخبير. و هو على كلّ شيء قدير.

ثمّ الإيمان بي. و الإقرار بأنّ اللّه عزّ و جلّ أرسلني إلى كافّة الناس بشيراً و نذيراً و داعياً إلى اللّه بإذنه. و سراجاً منيراً.

ص:425

ثمّ حبّ أهل بيتي الّذين أذهب اللّه عنهم الرجس و طهّرهم تطهيراً.

و اعلم - يا أبا ذرّ - إنّ اللّه تعالى جعل أهل بيتي كسفينة النجاة في قوم نوح.

من ركبها نجا. و من رغب عنها غرق.

و مثل باب حطّة في بني إسرائيل. من دخلها كان آمناً.

- يا أبا ذرّ - احفظ ما أوصيتك به تكن سعيداً في الدنيا و الآخرة.

- يا أبا ذرّ - نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحّة و الفراغ.

- يا أبا ذرّ - اغتنم خمساً قبل خمس : شبابك قبل هرمك. و صحّتك قبل سقمك.

و غناك قبل فقرك. و فراغك قبل شغلك. و حياتك قبل موتك.

- يا أبا ذرّ - إيّاك و التسويف بأملك. فإنّك بيومك و لست بما بعده.

فإن يكن غد لك تكن في الغد كما كنت في اليوم.

و إن لم يكن غد لك لم تندم على ما فرّطت في اليوم.

- يا أبا ذرّ - كم من مستقبل يوماً لا يستكمله. و منتظر غداً لا يبلغه.

- يا أبا ذرّ - لو نظرت إلى الأجل و مسيره لأبغضت الأمل و غروره.

- يا أبا ذرّ - كن في الدنيا كأنّك غريبٌ. و ك عابر سبيل. و عد نفسك في أهل القبور.

- يا أبا ذرّ - إذا أصبحت. فلا تحدّث نفسك بالمساء.

و إذا أمسيت فلا تحدّث نفسك بالصباح.

و خذ من صحّتك قبل سقمك. و من حياتك قبل موتك. فإنّك لا تدري ما اسمك غداً (الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة - ص 525 المجلس 19).

(راجع : أعلام الدين ص 189 و مكارم الأخلاق ج 2 ص 363).

ص:426

1351 - عن نوف البكالي قال أتيت أمير المؤمنين عليه السلام و هو في رحبة مسجد الكوفة.

فقلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة اللّه و بركاته.

فقال عليه السلام : و عليك السلام - يا نوف - و رحمة اللّه و بركاته.

فقلت له : - يا أمير المؤمنين - عظني.

فقال عليه السلام : - يا نوف - أحسن يُحسن إليك.

فقلت : زدني - يا أمير المؤمنين - .

فقال عليه السلام : - يا نوف - ارحم تُرحم.

فقلت : زدني - يا أمير المؤمنين - .

قال عليه السلام : - يا نوف - قل خيراً تُذكر بخير.

فقلت : زدني - يا أمير المؤمنين - .

قال عليه السلام : اجتنب الغيبة فإنّها إدام كلاب النّار .

ثمّ قال عليه السلام : يا نوف كذب من زعم أنّه وُلد من حلال و هو يأكل لحوم الناس بالغيبة.

و كذب من زعم أنّه وُلد من حلال و هو يبغضني و يبغض الأئمّة من ولدي.

و كذب من زعم أنّه وُلد من حلال و هو يحبّ الزّنا.

و كذب من زعم أنّه يعرف اللّه و هو مُجترىء على معاصي اللّه كلّ يوم و ليلة.

- يا نوف - أقبل وصيّتي. لا تكوننّ نقيباً و لا عريفاً و لا عشّاراً و لا بريداً.

- يا نوف - صل رحمك. يزيد اللّه في عمرك. و حسّن خُلقك. يُخفّف اللّه حسابك.

- يا نوف - إن سرّك أن تكون معي يوم القيامة فلا تكن للظالمين معيناً.

- يا نوف - من أحبّنا كان معنا يوم القيامة. و لو أنّ رجلاً أحبّ حجراً لحشره اللّه معه.

- يا نوف - إيّاك أن تتزيّن للناس. و تُبارز اللّه بالمعاصي. فيفضحك اللّه يوم تلقاه.

- يا نوف - احفظ عنّي ما أقول لك. تنل به خير الدنيا و الآخرة (أمالي الصدوق رحمه الله ص 377) (راجع: أعلام الدين ص 187 و تنبيه الخواطر ج 2 ص164).

ص:427

1352 - قال الإمام الصادق عليه السلام : من وعظ اللّه بخير فقبل بالبشرى. فله البشرى (1).

و من لم يقبل فالنار له أحرى (كنز الفوائد ج 1 ص 351).

1353 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إذا أراد اللّه بعبد (2) خيراً جعل له واعظاً من نفسه يأمره و ينهاه (أعلام الدين ص 217 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 77).

1354 - قال الإمام السجّاد عليه السلام : - ابن آدم - (إنّك) (3) لا تزال بخير ما كان لك واعظ من نفسك.

و ما كانت المحاسبة من همّك.

و ما كان الخوف لك شعاراً والحزن لك دثاراً.

- ابن آدم - إنّك ميّت و مبعوث و موقوف بين يدي اللّه عزّ و جلّ. و مسؤولٌ.

فأعدّ الجواب (4) (الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 115 المجلس 4).

(راجع : إرشاد القلوب ج 1 ص 208 الباب 29).

1355 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير ما جرّبت : ما وعظك (غرر الحكم ص 224 و أعلام الدين ص 286 و تحف العقول ص 79 و شرح النهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج16 ص96).

ص:428


1- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : الموعظة كهف لمن لجأ إليها (تحف العقول ص 215).
2- - في أعلام الدين : بعبده.
3- - ما بين القوسين لم يذكر في الأمالي.
4- - في الأمالي هكذا : جواباً.

النساء

1356 - قال الإمام الصادق عليه السلام : أكثر الخير في النساء (من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 243 باب : كثرة الخير في النساء).

1357 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خير أولادكم البنات (1) (مكارم الأخلاق ج 1 ص 472).

1358 - عن سعد بن أبي عمرو الجلّاب عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه قال لإمرأة سعد : هنيئاً لك - يا خنساء - . فلو لم يعطك اللّه شيئاً إلّاابنتك - امّ الحسين - لقد أعطاك اللّه خيراً كثيراً إنّما مثل المرأة الصالحة في النساء كمثل الغراب الأعصم في الغربان (2).

وهو الأبيض إحدى الرجلين (الكافي ج 5 ص 515).

ص:429


1- - بشّر النبيّ صلى الله عليه و آله بإبنة. فنظر في وجوه أصحابه. فرأى الكراهية فيهم. فقال صلى الله عليه و آله : ما لكم!! ريحانة أشمّها. و رزقها على اللّه عزّ و جلّ (من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 310 و مكارم الأخلاق ج 1 ص 471). في الفقيه : الكراهة. قال الإمام الصادق عليه السلام : البنات حسنات. و البنون نعمة . فالحسنات يُثاب عليها. و النعمة يُسئل عنها (من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 310).
2- - قال الإمام الباقر عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّما مثل المرأة الصالحة الغراب الأعصم الّذي لا يكاد يقدر عليه. قيل : وما الغراب الأعصم الّذي لا يكاد يقدر عليه ؟ قال : الأبيض إحدى رجليه (الكافي ج 5 ص 515).

النظر الّذي فيه الإعتبار

النظر الّذي فيه الإعتبار (1)

1359 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : جمع الخير كلّه في ثلاث خصال : النظر و السكوت و الكلام. فكلّ نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو. و كلّ سكوت ليس فيه فكرة (2) فهو غفلة.

و كلّ كلام ليس فيه ذكر فهو لغو. فطوبى لمن كان نظره عبرة (3) و سكوته فكراً (4)و كلامه ذكراً و بكى على خطيئته. و أمن الناس شرّه (5) (الخصال ص 98 و معاني الأخبار ص 344). و للتعرّف على سائر مصادر الحديث راجع صفحة 300 من هذا الكتاب.

ص:430


1- - قال الإمام السجّاد عليه السلام في رسالة الحقوق : ... حقّ البصر أن تغمضه عمّا لا يحلّ لك . و تعتبر بالنظر به (من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 376 و الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله المجلس 59 الحديث 1 و الخصال ص 565 و مكارم الأخلاق ج 2 ص 299). قال الإمام السجّاد عليه السلام : حقّ بصرك : ف غضّه عمّا لا يحلّ لك. و ترك ابتذاله إلّالموضع عبرة. تستقبل بها بصراً أو تستفيد بها علماً. فإنّ البصر باب الاعتبار (تحف العقول ص 257).
2- - في الفقيه : فكرٌ.
3- - في الفقيه و الأمالي و المشكاة : عبراً.
4- - في الاختصاص : فكرة.
5- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إنّ المؤمن إذا نظر اعتبر. و إذا سكت تفكّر. و إذا تكلّم ذكر. و إذا استغنى شكر. و إذا أصابته شدّة صبر. فهو قريب الرضى بعيد السخط. يرضيه عن اللّه اليسير و لا يسخطه البلاء الكثير. قوّته لا تبلغ به و نيّته تبلغ. مغموسة في الخير يده. ينوي كثيراً من الخير. و يعمل بطائفة منه. و يتلهّف على ما فاته من الخير كيف لم يعمل به. و المنافق إذا نظر لها. و إذا سكت سها. و إذا تكلّم لغا. و إذا استغنى طغا. و إذا أصابه شدّة شكا. فهو قريب السخط. بعيد الرضى. يسخطه على اللّه اليسير. و لا يرضيه الكثير. قوّته تبلغ و نيّته لا تبلغ. مغموسة في الشرّ يده. ينوي كثيراً من الشرّ و يعمل بطائفة منه. و يتلهّف على ما فاته من الشرّ كيف لم يعمل به (شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 20 ص 280). (راجع: تحف العقول ص 212 و بحار الأنوار ص 50).

النفع لعباد اللّه

1360 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خير الأعمال ما نفع (الاختصاص ص 342 و تفسير القمّي رحمه الله ج 1 ص 318).

1361 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خصلتان ليس فوقهما - من الخير - شيء :

الإيمان باللّه. و النفع لعباد اللّه.

و خصلتان ليس فوقهما - من الشرّ - شيء :

الإشراك باللّه . و الضرر لعباد اللّه (معدن الجواهر ص 41).

النيّة الحسنة

حسن النيّة

1362 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : ما أعطى اللّه سبحانه العبد شيئاً من خير الدنيا و الآخرة إلّا بحسن خلقه و حسن نيّته (1)(غرر الحكم ص 92 و ص 254).

1363 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير العمل ما تقدّمته النيّة (أعلام الدين ص 337).

1364 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : المرشد بنيّته ما جرى بالخير. لا لما عمل به غيره أو ذكر أنّه منه.

بل بحسن طويته و إخلاص دواعيه (جامع الأخبار ص 32).

ص:431


1- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : من حسن نيّته زيد في رزقه (كنز الفوائد ج 2 ص 197).

الورع عن المحرّمات اجتناب الحرام

1365 - عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول :

يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً (1).

قال عليه السلام : معرفة الإمام.

و اجتناب الكبائر الّتي أوجب اللّه عليها النار (تفسير العيّاشي رحمه الله ج 1 ص 276).

1366 - سأله أبو بصير عن قول اللّه تعالى :

يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً.

فقال عليه السلام : معرفة الإمام و اجتناب الكبائر (أعلام الدين ص 459).

1367 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : لا تزال امّتي بخير (2) ما تحابّوا (3)و تهادّوا. و أدّوا الأمانة. و اجتنبوا الحرام. و وقرّوا (4) الضّيف. و أقاموا الصلاة.

و آتوا الزكاة.

فإذا لم يفعلوا ذلك ابتلوا بالقحط و السنين (عيون الأخبار ج 2 ص 32 الباب 31 الحديث 25).

(راجع : صحيفة الإمام الرضا عليه السلام ص 43 و الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 647 المجلس 33 و جامع الأخبار ص 377 المجلس 94 و أعلام الدين ص 406 و عدّة الداعي ص 191).

ص:432


1- - البقرة: 269.
2- - في جامع الأخبار : في خير.
3- - في أعلام الدين : تحاببوا.
4- - في جامع الأخبار : و أقرّوا.

1368 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خير دينكم : الورع (أعلام الدين ص 199 و مكارم الأخلاق ج 2 ص 376 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 62).

1369 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : الورع خير قرين (غرر الحكم ص 268).

1370 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : عليك بالورع. فإنّه خير صيانة (غرر الحكم ص 270).

1371 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير أعوان الدين : الورع (غرر الحكم ص 86).

1372 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : الورع خير من ذلّ الطمع (غرر الحكم ص 272).

1373 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إذا أراد اللّه بعبده خيراً حال بينه و بين شهوته (1).

و حجز بينه و بين قلبه.

و إذا أراد به شرّاً وكّله إلى نفسه (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 20 ص 256).

1374 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من اعطي أربع خصال - في الدنيا - فقد اعطي خير الدنيا و الآخرة. و فاز بحظّه منهما :

ورع يعصمه عن محارم اللّه (2).

و حُسن خلق يعيش به في الناس.

و حلم يدفع به جهل الجاهل.

و زوجة صالحة تعينه على أمر الدنيا و الآخرة (الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة - ص 576 المجلس 23 و تنبيه الخواطر ج 2 ص 71 و أعلام الدين ص 209).

ص:433


1- - المحرّمة .
2- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : من أحبّنا فليعمل بعملنا. و ليستعن بالورع. فإنّه أفضل ما يستعان به في أمر الدنيا و الآخرة (الخصال ص 614 و تحف العقول ص 104). قال أمير المؤمنين عليه السلام : الورع : الوقوف عند الشبهة (غرر الحكم ص 268).

الوصل - الصلة

1375 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ألا أدلّكم على خير أخلاق الدنيا و الآخرة؟

قالوا : بلى - يا رسول اللّه - .

قال صلى الله عليه و آله : من وصل من قطعه. و أعطى من حرمه. و عفى عن من ظلمه (الزهد ص 94 الباب 5). (راجع : جامع الأخبار ص 287 الفصل 63).

1376 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ألا أدلّكم على خير أخلاق الدنيا و الآخرة ؟

تصل من قطعك. و تعطي من حرمك. و تعفو عمّن ظلمك (الكافي ج 2 ص 107 و تحف العقول ص 45).

1377 - قال الإمام الصادق عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله في خطبته : ألا اخبركم بخير خلائق الدنيا و الآخرة ؟

العفو عمّن ظلمك. و تصل (1) من قطعك (2). و الاحسان إلى من أساء إليك. و إعطاء من حرمك (الكافي ج 2 ص 107 و منية المريد ص 323 و الأمالي للشيخ المفيد - عليه الرحمة - ص 181 المجلس 23).

ص:434


1- - في الأمالي للشيخ المفيد رحمه الله هكذا : و أن تصل من قطعك.
2- - قال الإمام الصادق عليه السلام : ثلاث من مكارم الدنيا و الآخرة : تعفو عمّن ظلمك. و تصل من قطعك. و تحلم إذا جهل عليك (الكافي ج 2 ص 107). 1378 - قال الإمام الصادق عليه السلام : إنّ مكارم الدنيا و الآخرة في ثلاثة أحرف من كتاب اللّه عزّ وجلّ : خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ. و تفسيره : أن تصل من قطعك. و تعفو عمّن ظلمك. و تعطي من حرمك (الأمالي للشيخ الطوسي - عليه الرحمة - ص 644 المجلس 22).

الوعي

1379 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير القلوب أوعاها (شرح نهج البلاغة ج 20 ص 272).

1380 - قال أمير المؤمنين عليه السلام لكميل : - يا كميل - إنّ هذه القلوب أوعية. فخيرها : أوعاها (أعلام الدين ص 85 و تحف العقول ص 169 و أمالي الشيخ الطوسي رحمه الله ص 20 وأمالي الشيخ المفيد رحمه الله ص247 والغارات 1: 89 و شرح نهج البلاغة ج18 ص346).

الوفاء

1381 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام : ثلاث هنّ جماع الخير : إسداء النعم. و رعاية الذمم. و صلة الرحم (غرر الحكم ص 383).

1382 - قال الإمام السجّاد عليه السلام : خير مفاتيح الاُمور : الصدق.

و خير خواتيمها : الوفاء (1) (أعلام الدين ص 300).

الوقوف عند الشبهة

1383 - قال الإمام الباقر عليه السلام : الوقوف عند الشبهة خير من الإقتحام في الهلكة (الكافي ج 1 ص 50 و أعلام الدين ص 301).

1384 - قال الإمام الصادق عليه السلام : الوقوف عند الشبهات خير من الإقتحام في الهلكات (2)(الكافي ج 1 ص 67).

ص:435


1- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إنّ الوفاء توأم الصدق. و ما أعرف جُنّة أوقى منه (غرر الحكم ص 351).
2- - قال أمير المؤمنين عليه السلام : أصل الحزم : الوقوف عند الشبهة (تحف العقول ص 214). قال أمير المؤمنين عليه السلام : من الحزم : الوقوف عند الشبهة (غرر الحكم ص 475). قال أمير المؤمنين عليه السلام : الورع : الوقوف عند الشبهة (غرر الحكم ص 268). قال أمير المؤمنين عليه السلام : من التوفيق : الوقوف عند الحيرة (تحف العقول ص 82).

الولد الصالح

1385 - قال الإمام الصادق عليه السلام : إنّ اللّه تبارك و تعالى إذا أراد بعبد خيراً لم يمته حتّى يريه الخلف (1) (من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 309 و مكارم الأخلاق ج 1 ص 472) دقت.

1386 - قال الإمام الصادق عليه السلام : خير ما يخلفه الرجل بعده ثلاثة : ولد بارّ يستغفر له .

و سنّة خير يقتدى به فيها. و صدقة تجري من بعده (أمالي الشيخ الطوسي رحمه الله ص237).

1387 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خير ما يخلف الرجل من بعده ثلاث :

ولد صالح يدعو له.

و صدقة تجري يبلغه أجرها .

و علم يعمل به من بعده (منية المريد ص 103).

1388 - قال الإمام الصادق عليه السلام : ثلاثة أشياء في كلّ زمان عزيزة.

و هي : المؤاخاة في اللّه تعالى.

و الزوجة الصالحة الأليفة - تعينه في دين اللّه عزّ و جلّ - .

و الولد الرشيد.

و من وجد الثلاثة فقد أصاب خير الدارين.

و الحظّ الأوفر من الدنيا والآخرة (مصباح الشريعة الباب 71).

ص:436


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من سعادة الرجل : الولد الصالح (الكافي ج 6 ص 3). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : الولد الصالح ريحانة من رياحين الجنّة (من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 309 و مكارم الأخلاق ج 1 ص 471). قال الإمام الصادق عليه السلام : ميراث اللّه من عبده المؤمن : ولد صالح يستغفر له (من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 309 و مكارم الأخلاق ج 1 ص 471).

الولد بنتاً

1389 - قال الإمام الصادق عليه السلام : أكثر الخير في النساء (من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 243 باب : كثرة الخير في النساء).

1390 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خير أولادكم البنات (1) (مكارم الأخلاق ج 1 ص 472).

1391 - عن سعد بن أبي عمرو الجلّاب عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه قال لإمرأة سعد : هنيئاً لك - يا خنساء - . فلو لم يعطك اللّه شيئاً إلّاابنتك - امّ الحسين - لقد أعطاك اللّه خيراً كثيراً إنّما مثل المرأة الصالحة في النساء كمثل الغراب الأعصم في الغربان (2).

وهو الأبيض إحدى الرجلين (الكافي ج 5 ص 515).

ص:437


1- - بشّر النبيّ صلى الله عليه و آله بإبنة. فنظر في وجوه أصحابه. فرأى الكراهية فيهم. فقال صلى الله عليه و آله : ما لكم!! ريحانة أشمّها. و رزقها على اللّه عزّ و جلّ (من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 310 و مكارم الأخلاق ج 1 ص 471). في الفقيه : الكراهة. قال الإمام الصادق عليه السلام : البنات حسنات. و البنون نعمة . فالحسنات يُثاب عليها. و النعمة يُسئل عنها (من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 310).
2- - قال الإمام الباقر عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّما مثل المرأة الصالحة الغراب الأعصم الّذي لا يكاد يقدر عليه. قيل : وما الغراب الأعصم الّذي لا يكاد يقدر عليه ؟ قال : الأبيض إحدى رجليه (الكافي ج 5 ص 515).

الهداية

1392 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّ خير الحديث : كتاب اللّه عزّ و جلّ.

و خير الهدى : هدى محمّد (بحار الأنوار ج 31 ص 13).

1393 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خير الهدى ما اتبع (الاختصاص ص 342 و الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله المجلس 74 الحديث 1 و من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 288).

1394 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : لمّا وجّهني رسول اللّه صلى الله عليه و آله إلى اليمن قال : - يا عليّ - لا تقاتل أحداً حتّى تدعوه إلى الإسلام.

و - أيم اللّه - لئن يهدي اللّه عزّ و جلّ على يديك رجلاً خير لك ممّا طلعت عليه الشمس و غربت. و لك ولاؤه (الكافي ج 5 ص 36).

(راجع : الكافي ج 5 ص 28 و النوادر للسيّد فضل اللّه الراوندي رحمه الله ص 139 و تهذيب الأحكام ج 6 ص 155).

1395 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : بعثني رسول اللّه صلى الله عليه و آله إلى اليمن. فقال : - يا عليّ - لا تقاتل أحداً حتّى تدعوه إلى اللّه .

لئن يهدي اللّه على يديك رجلاً خير لك ممّا طلعت عليه الشمس أو غربت (مشكاة الأنوار ج 1 ص 241).

1396 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السلام : لئن يهدي اللّه على يديك عبداً من عباده خير لك ممّا طلعت عليه الشمس من مشارقها إلى مغاربها (مصباح الشريعة الباب 95).

1397 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال لي يوم خيبر : لئن يهدي اللّه بك رجلاً واحداً خير لك ممّا طلعت عليه الشمس (شرح نهج البلاغة ج 4 ص 13).

1398 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السلام : - واللّه - لئن يهدي اللّه بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم (الطرائف ج 1 ص 56 و بشارة المصطفى صلى الله عليه و آله ص 193).

ص:438

الهديّة - التهادي

الهديّة - التهادي (1)

1399 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : لا تزال امّتي بخير (2) ما تحابّوا (3)و تهادّوا. و أدّوا الأمانة. و اجتنبوا الحرام. و وقرّوا (4) الضّيف. و أقاموا الصلاة. و آتوا الزكاة.

فإذا لم يفعلوا ذلك ابتلوا بالقحط و السنين (عيون الأخبار ج 2 ص 32 الباب 31 الحديث 25).

(راجع : صحيفة الإمام الرضا عليه السلام ص 43 و الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 647 المجلس 33 و جامع الأخبار ص 377 المجلس 94 و أعلام الدين ص 406 و عدّة الداعي ص 191).

ص:439


1- - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : تهادوا. فإنّ الهديّة تسلّ السخائم و تجلّي ضغائن العداوة و الأحقاد (الكافي ج 5 ص 143). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : تهادوا. تحابّوا (من لا يحضره الففيه ج 3 ص و عوالي اللئالي ج 1 ص 294). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : تهادوا. تحابّوا فإنّها تذهب بالضغائن (الكافي ج 5 ص 144). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : الهديّة تزيل الشحناء (دعائم الإسلام ج 2 ص 326). قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : تصافحوا و تهادّوا. فإنّ المصافحة تزيد في المودّة. و الهديّة تذهب الغلّ (دعائم الإسلام ج 2 ص 326). قال أمير المؤمنين عليه السلام : لأن أهدي لأخيه المسلم هديّة تنفعه أحبّ إليّ من أن أتصدّق بمثلها (الكافي ج 5 ص 144).
2- - في جامع الأخبار : في خير.
3- - في أعلام الدين : تحاببوا.
4- - في جامع الأخبار : و أقرّوا.

اليأس ممّا في أيدي الناس

قطع الطمع ممّا في أيدي الناس

1400 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير الاُمور ما عري عن الطمع (غرر الحكم ص 297).

1401 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إن أحببت أن تجمع خير الدنيا و الآخرة فإقطع طمعك ممّا في أيدي الناس (من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 280).

1402 - قال الإمام الباقر عليه السلام : خير المال : الثقة باللّه. و اليأس عمّا في أيدي الناس (تهذيب الأحكام ج 6 ص الباب 93 الحديث 273). دقت

1403 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : مرارة اليأس خير من الطلب إلى الناس (أعلام الدين ص 286 و شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 16 ص 96).

1404 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : (حزن) (1) اليأس خير من الطلب إلى الناس (تحف العقول ص 79 و بحار الأنوار ج 70 ص 170)

1405 - (قال الإمام الصادق عليه السلام لحمّاد بن عيسى رحمه الله ) : كن - يا حمّاد - طالباً للعلم في آناء اللّيل و أطراف النهار.

فإن أردت أن تقرّ عينك و تنال خير الدنيا و الآخرة فإقطع الطمع ممّا في أيدي الناس (2).

و عد نفسك في الموتى.

و لا تحدّثنّ نفسك أنّك فوق أحد من الناس.

و اخزن لسانك كما تخزن مالك (الخصال ص 122).

ص:440


1- - ما بين القوسين لم يذكر في بحار الأنوار.
2- - قال الإمام الصادق عليه السلام : إنّ التمسّك بالقناعة و التقوى يورث راحة الدارين (مصباح الشريعة الباب 59).

1406 - قال الإمام السجّاد عليه السلام : رأيت الخير كلّه قد اجتمع في قطع الطمع عمّا في أيدي الناس.

و من لم يرج الناس في شيء. و ردّ أمره إلى اللّه عزّ و جلّ - في جميع اموره - استجاب اللّه عزّ و جلّ له في كلّ شيء (الكافي ج 2 ص 148).

(راجع : الكافي ج 2 ص 320).

اليقين

1407 - قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : خير ما القي في القلب : اليقين (تفسير القمّي - عليه الرحمة - ج 1 ص 318).

1408 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : إذا أراد اللّه بعبد خيراً. فقّهه في الدين. و ألهمه اليقين (غرر الحكم ص 49).

1409 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير ما دار في القلب : اليقين (الأمالي للشيخ المفيد رحمه الله ص 206 المجلس 23).

1410 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير ما دام في القلب : اليقين (تحف العقول ص 306).

1411 - قال أمير المؤمنين عليه السلام : خير الاُمور : ما أسفر عن اليقين (غرر الحكم ص 62).

1412 - روي : إنّ اللّه تعالى إذا أراد بعبد خيراً الهمه الطاعة. و ألزمه القناعة. و فقّهه في الدين. و قوّاه باليقين. فإكتفى بالكفاف. و تحلّى بالقناعة (أعلام الدين ص 135).

ص:441

النوادر

1413 - عن عبد اللّه بن مسعود قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لمّا أسري بي إلى السماء قال لي جبرئيل عليه السلام : قد أمرت بعرض الجنّة و النّار عليك.

قال صلى الله عليه و آله : فرأيت الجنّة و ما فيها من النعيم و رأيت النار و ما فيها من عذاب أليم.

و الجنّة لها ثمانية أبواب. على كلّ باب منها أربع كلمات.

كلّ كلمة منها خير من الدنيا و ما فيها لمن يعرفها و يعمل بها.

و للنار سبعة أبواب. على كلّ باب منها ثلاث كلمات.

كلّ كلمة منها خير من الدنيا و ما فيها لمن يعرفها و يعمل بها.

قال صلى الله عليه و آله : قال لي جبرئيل عليه السلام : إقرء - يا محمّد - ما على الأبواب.

قال : قلت له : قرأت ذلك. أمّا أبواب الجنّة فعلى أوّل باب منها مكتوب :

لا إله إلّااللّه محمّد رسول اللّه عليّ وليّ اللّه.

لكلّ شيء حيلة و حيلة العيش أربع خصال : القناعة و نبذ الحقد و ترك الحسد و مجالسة أهل الخير.

و على الباب الثاني مكتوب : لا إله إلّااللّه محمّد رسول اللّه عليّ وليّ اللّه.

لكلّ شيء حيلة و حيلة السرور في الآخرة أربع خصال : مسح رؤوس اليتامى و التعطّف على الأرامل. و السعي في حوائج المؤمنين و تفقّد الفقراء و المساكين.

و على الباب الثالث مكتوب : لا إله إلّااللّه محمّد رسول اللّه عليّ وليّ اللّه.

كلّ شيء هالك إلّاوجهه. لكلّ شيء حيلة و حيلة الصحّة في الدنيا أربع خصال : قلّة الكلام و قلّة المنام و قلّة المشي (1) و قلّة الطعام.

ص:442


1- - هكذا في المصدر. و يحتمل وقوع سهو مطبعي في البين. و الصحيح : قلّة الشيء. أي : قلّة المال و أمتعة الدنيا و التعلّق بها. إذ التعلّق بالدنيا يوجب الهمّ و الغمّ.

و على الباب الرابع مكتوب : لا إله إلّااللّه محمّد رسول اللّه عليّ وليّ اللّه.

فمن كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر فليكرم ضيفه. من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر فليكرم والديه. من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر فليقل خيراً أو يسكت.

و على الباب الخامس مكتوب : لا إله إلّااللّه محمّد رسول اللّه عليّ وليّ اللّه

من أراد أن لا يُشتمّ. فلا يَشتمّ. و من أراد أن لا يُذلّ. فلا يَذُلّ.

و من أراد أن لا يُظلم. فلا يَظلِم. و من أراد أن يستمسك بالعروة الوثقى في الدنيا و الآخرة فليقل : لا إله إلّااللّه محمّد رسول اللّه عليّ وليّ اللّه.

و على الباب السادس مكتوب: لا إله إلّااللّه محمّد رسول اللّه عليّ وليّ اللّه.

فمن أحبّ أن يكون قبره وسيعاً فسيحاً فليبن المساجد.

و من أحبّ أن لا تأكله الديدان تحت الأرض فليكنس المساجد و ليكس المساجد.

و من أحبّ أن يبقى طريّاً نظراً لا يبلى فليكس المساجد بالبسط.

و من أراد أن يرى موضعه في الجنّة فليسكن في المساجد.

و على الباب السابع مكتوب : لا إله إلّااللّه محمّد رسول اللّه عليّ وليّ اللّه بياض القلب في أربع خصال : عيادة المرضى. و اتّباع الجنائز. و شراء الأكفان. و ردّ القرض.

و على الباب الثامن مكتوب : لا إله إلّااللّه محمّد رسول اللّه عليّ وليّ اللّه.

فمن أراد الدخول في هذه الأبواب فليتمسّك بأربع خصال و هي :

الصدقة و السخاء و حسن الخلق و كفّ الأذى عن عباد اللّه.

ثمّ رأيت على أبواب جهنّم. فإذاً على الباب الأوّل منها مكتوب ثلاث كلمات و هي :

من رجا اللّه تعالى سعد. و من خاف اللّه تعالى أمن.

و الهالك المغرور من رجا غير اللّه تعالى و خاف سواه.

ص:443

و على الباب الثاني مكتوب ثلاث كلمات : من أراد أن لا يكون عرياناً يوم القيامة فليكس الجلود العارية في الدنيا.

من أراد أن لا يكون عطشاناً يوم القيامة فليسق العطشان في الدنيا.

من أراد أن لا يكون يوم القيامة جائعاً فليطعم البطون الجائعة في الدنيا.

و على الباب الثالث مكتوب ثلاث كلمات : لعن اللّه الكاذبين. لعن اللّه الباخلين.

لعن اللّه الظالمين.

و على الباب الرابع مكتوب ثلاث كلمات : أذلّ اللّه من أهان الإسلام.

أذلّ اللّه من أهان أهل بيت النبيّ. لعن اللّه من أعان الظالمين على ظلم المخلوقين.

و على الباب الخامس مكتوب ثلاث كلمات : لا تتّبع الهوى. فإنّ الهوى مجانب الإيمان.

و لا تكثر منطقك فيما لا يعنيك. فتنقط من رحمة اللّه.

و لا تكن عوناً للظالمين.

و على الباب السادس مكتوب : أنا حرام على المجتهدين.

أنا حرام على المتصدّقين. أنا حرام على الصائمين.

و على الباب السابع مكتوب ثلاث كلمات : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا. و وبّخوا أنفسكم قبل أن توبّخوا.

أدعو اللّه عزّ وجلّ قبل أن تردّوا عليه و لا تقدروا على ذلك (الفضائل لإبن شاذان رحمه الله ص 443 تحقيق و نشر مؤسّسة ولي العصر عليه السلام للدراسات الإسلامية).

ص:444

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.